You are on page 1of 28

‫جامعة العلوم اإلسالمية العاملية‬

‫كلية الدراسات العليا‬

‫قسم فقه الشافعي وأصوله‬

‫التفريق بالعيوب احملدثة عند السادة الشافعية‬

‫دراسة تأصيلية تطبيقية‬

‫حبث تكميلي ملتطلبات النجاح يف الفصل الثاين يف مادة دراسات يف الزواج والطالق‬

‫إعداد الطالب ‪ :‬حممد نور عكاشة‬

‫الرقم اجلامعي ‪5210206003 :‬‬

‫املادة ‪ :‬دراسات يف الزواج والطالق‬

‫إبشراف ‪ :‬الدكتور طارق يوسف جابر‬

‫الفصل الدراسي الثاين ‪2022-2021 :‬‬



‫المطلع القرآني‬

‫قال هللا تعاىل ‪:‬‬

‫ٓ‬ ‫ُ ْ َ َ َ َ ُ‬ ‫ۡ َ َ َٰ َ َ‬ ‫َ ۡ ۡ ُ ۡ َ َّ ُ ۡ ُ ْ‬
‫كم م َِن ٱلن ِ َسا ِء َم ۡث َنىَٰ‬ ‫كحوا ما طاب ل‬ ‫َٰ‬
‫ﵟوِإن خِفتم ألا تقسِطوا فِي ٱليتمى فٱن ِ‬
‫َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ ۡ ۡ ُ ۡ َ َّ َ ۡ ُ ْ َ َ َ ً َ ۡ َ َ َ َ ۡ َ ۡ َ ُ ُ ۡ َ َ َ ۡ َ َ َّ‬
‫وثلَٰث وربَٰعَۖ فإِن خِفتم ألا تعدِلوا فوَٰحِدة أو ما ملكت أيمَٰنك ۚۡم ذَٰل ِك أدن ٰٓي ألا‬
‫َُ ُ ْ‬
‫تعولوا ﵞ (‪. )1‬‬
‫ٗ‬ ‫يقَۢا َبي ۡ َن ٱل ۡ ُم ۡؤ ِمن َ‬
‫َ ٗ َُۡٗ ََۡ َ‬ ‫َ َّ َ َّ َ ُ ْ َ ۡ ٗ‬
‫ِين َو ِۡإر َصادا ل َِم ۡن‬ ‫ضرارا وكفرا وتف ِر‬ ‫جدا ِ‬ ‫ﵟوٱل ِذين ٱتخذوا مس ِ‬
‫ٱَّلل َو َر ُسول َ ُهۥ مِن َق ۡب ُل َول َ َي ۡحل ُِف َّن إ ۡن أَ َر ۡدنَا ٓ إلَّا ٱلۡحُ ۡس َن َٰى َو َّ ُ‬
‫ٱَّلل ي َ ۡش َه ُد إ َّن ُهمۡ‬ ‫ار َب َّ َ‬
‫َح َ‬
‫ِ‬ ‫ٰۖ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ۚۡ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫(‪. )2‬‬
‫لكَٰذِبُونﵞ‬

‫(‪ )1‬النساء ‪.77 :‬‬


‫(‪ )2‬التوبة ‪.204 :‬‬
‫أ‬
‫اإلهداء‬

‫إىل سيدي رسول هللا صىل هللا عليه وآله وسلم ‪.‬‬

‫ربتت عىل حب العلم منذ الصغر متعها هللا‬


‫الت ي‬
‫ست روضة بنت محمد ي‬
‫أم ي‬
‫إىل ي‬
‫بالصحة والعافية‪.‬‬

‫إىل والدي محمد يوسف نور بن محمد صالح حفظه هللا تعاىل الذي حرص عىل‬
‫است‪.‬‬
‫تعليم وتحمل مشاق الحياة أثناء در ي‬
‫ي‬
‫الشافع جامعة العلوم اإلسالمية‬
‫ي‬ ‫ايخ يف كلية المذاهب تخصص الفقه‬
‫إىل مش ي‬
‫العالمية ‪.‬‬

‫وف معهد الدار السالم‬


‫الشافع رحمه هللا ي‬
‫ي‬ ‫درسون يف جامعة اإلمام‬
‫ي‬ ‫إىل من‬
‫مرتافورا‪.‬‬

‫ب‬
‫شكر وتقدير‬

‫الت ال تحىص أقدم شكري‬ ‫بعد شكر هللا تعاىل وحمده عىل نعمه ي‬
‫خي مبعوث لألنام سيدي رسول هللا صىل هللا عليه وآله‬‫وتقديري عىل ر‬
‫والتابعي لهم بإحسان إىل يوم الدين‪.‬‬
‫ر‬ ‫وسلم وألصحابه‬

‫الخي وقمة الشكر والتقدير إىل األستاذ‬


‫أمان ر‬ ‫وأجزل الثناء وأوفاه وأقىص ي‬
‫الفاضل الدكتور طارق يوسف جابر ‪ -‬حفظه هللا تعاىل ‪ -‬الذي بذل‬
‫عىل بالنصح والتوجيه جزاكم هللا‬
‫يبخل ً ي‬ ‫جهده يف رإشاف هذا البحث ولم‬
‫ً‬
‫كثيا‪.‬‬
‫خيا ر‬‫ر‬

‫والشكر إىل من قدم يىل يد المساعدة ودعا يىل بالتوفيق إلنجاز هذا البحث‪.‬‬

‫ت‬
‫ملخص البحث‬
‫ وبيان مفهوم‬، ‫يتناول هذا البحث يف بيان مفهوم حكم التفريق ابلعيوب احملدثة عند الشافعية‬
‫ وبعده ينتقل‬، ‫ وبيان مفهوم العيب يف النكاح وأقسامه وأثره يف التفريق‬، ‫التفريق يف النكاح وأسبابه‬
‫ وتطبيق ذلك‬، ‫الباحث إىل حماولة العيوب املوجبة للتفريق عند الشافعية من حيث احلصر وعدمه‬
.‫إىل مرض اإليدز‬

Research Summary
This research deals with the concept of the provision of
differentiation of defects updated when Shafi'i, and the
statement of the concept of differentiation in marriage
and its causes, and the statement of the concept of
defect in marriage and its sections and its effect on
differentiation, after which the researcher moves to try
the defects positive to differentiate at Shafi'i in terms of
limitations and non-iteration, and apply it to AIDS.

‫ث‬
‫‪‬‬
‫احلمد هلل رب العاملني ‪ ،‬والصالة والسالم على سيدان حممد وعلى آله وصحبه أمجعني ‪ .‬وبعد ‪:‬‬

‫فلما كان من متطلبات الدراسة يف مادة دراسات يف الزواج والطالق إعداد البحث ‪ ،‬قمت إبعداد حبث‬
‫انفع إن شاء ﷲ تعاىل يل وللطالب العلم خاصة وللمسلمني عامة ‪ ،‬فوقع اختياري على أن أحبث‬
‫موضوعاً حتت عنوان ‪" :‬التفريق ابلعيوب احملدثة عند السادة الشافعية ‪ :‬دراسة أتصيلية تطبيقية"‬
‫وذلك ؛ ألمهية هذا املوضوع وحلاجة األمة اإلسالمية إليه ‪ ،‬خاصة يف عصران احلاضر ‪.‬‬

‫❖ أسباب اختيار البحث ‪:‬‬


‫• إرادة الباحث دراسة ما يتعلق ابلعيوب احملدثة يف مذهب الشافعي‪.‬‬
‫• أن السؤال يف هذا املوضوع كثرياً ‪ ،‬ال سيما يف عصران احلاضر وقد انتشر املرض الذي مل‬
‫يكن من قبل‪.‬‬
‫❖ أمهية البحث ‪:‬‬
‫• أن البحث يف هذا املوضوع أمر مفيد ميكن الدارسني من الوقوف على هذه األحكام ‪ ،‬وينبين‬
‫عليها الفروع كثرية ال سيما يف مسألة التفريق ابلعيوب احملدثة‪.‬‬
‫❖ مشكالت البحث ‪:‬‬
‫• ما هو احلكم يف التفريق ابلعيوب احملدثة عند الشافعية ؟‬
‫• ما هو مفهوم التفريق يف النكاح وأسبابه ؟‬
‫• ما هو مفهوم العيب يف النكاح وأقسامه وأثره يف التفريق ؟‬
‫• ما هو العيوب املوجبة للتفريق ؟ وهل حصر الشافعية على هذه العيوب ؟‬
‫• ما هو التطبيق يف تفريق العيوب احملدثة يف اإليدز ؟‬
‫❖ أهداف البحث ‪:‬‬
‫• البيان اإليضاح يف حكم التفريق ابلعيوب احملدثة عند الشافعية ‪.‬‬
‫• اإليضاح والبيان يف مفهوم التفريق يف النكاح وأسبابه ‪.‬‬
‫• التبيني يف مفهوم العيب يف النكاح وأقسامه وأثره يف التفريق‪.‬‬
‫• التبيني يف العيوب املوجبة للتفريق عند الشافعية بني احلصر وعدمه ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫• التبيني يف تطبيق التفريق ابلعيوب احملدثة يف اإليدز ‪.‬‬
‫❖ منهج البحث ‪:‬‬
‫‪ .1‬اعتنيت ابلتعريف والتصوير لكل ما يتعلق بعنوان البحث ‪.‬‬

‫‪ .2‬واعتنيت عند بيان املسائل بذكر األقوال والنسبة ‪ ،‬مع ذكره من املصادر املعتمدة‪.‬‬

‫‪ .3‬واعتنيت بذكر املسألة وتصويرها على منهج التحليلي ‪.‬‬

‫‪ .4‬اعتنيت بعزو اآلايت القرآنية بذكر اسم السورة‪ ،‬ورقم اآلية املستشهد هبا‪.‬‬

‫‪ .5‬اعتنيت بتخريج األحاديث النبوية من مصادرها‪ ،‬مث إن كان احلديث يف الصحيحني أو يف أحدمها اقتصرت‬

‫على عزوه إليهما أو أحدمها دون ذكر لبقية كتب الستة اليت أخرجته‪ ،‬وأما إن كان يف غريمها فإنين أعتين‬

‫ببيان من أخرجه‪.‬‬

‫‪ .6‬اعتنيت بذكر تراجم األشخاص واألعيان املذكورين (غري األعيان املعاصرة) يف صلب البحث‪.‬‬

‫كامال‬
‫فهرسا ً‬
‫‪ .7‬أهنيت البحث خبامتة أمجلت فيها أهم النتائج اليت وقفت عليها ‪ ،‬وأتبعتها بفهارس ‪ ،‬فخصصت ً‬
‫للمصادر واملراجع ‪ ،‬وختمت هذه الفهارس بفهرس املوضوعات ‪.‬‬
‫❖ حدود البحث ‪:‬‬

‫سيكون البحث على مذهب الشافعية فقط ‪ .‬واكتفى الباحث يف تطبيق القاعدة إىل مرض اإليدز كأمنوذج لتطبيق هذا‬
‫املرض إىل غريه ‪.‬‬

‫• الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫مل أجد – فيما اطلعت عليه‪ -‬من تعرض للبحث عن العيوب احملدثة يف مذهب الشافعي على سبيل خاص ‪.‬‬
‫ولكن كانت هناك دراسات تدرس عن العيوب املوجبة للتفريق على سبيل عام ‪ ،‬ومن هذه الدراسات ‪:‬‬

‫❖ العيوب املوجبة لفسخ النكاح ‪ :‬دراسة فقهية مقارنة يف ضوء املستجدات املعاصرة لعريب الناصر وقرقيط‬
‫حممد‪.‬‬

‫هذه الرسالة تقدم إىل جامعة العقيد أمحد – مجهورية اجلزائرية ‪ ،‬ومل تطبع ‪ .‬ويتناول هذه الرسالة بيان العيوب املوجبة‬
‫لفسخ النكاح وبيان مفهومها أنواعها وأقسامها على طريقة املقارنة ‪ ،‬وبيان العيوب املعاصرة وختريج الفقهي على تلك‬
‫العيوب احملدثة ‪ ،‬والبحث مكون من أربعة مباحث يف ‪ 100‬صفحات ‪ .‬ولقد اطلعت عليه فوجدت دراسته ترتكز يف‬

‫‪2‬‬
‫على منهج املقارنة ‪ ،‬وأخذ حكمه من الفتاوى دون اخلوض إىل عبارة الفقهاء ‪ ،‬خبالف البحث الذي قدمته فإنه‬
‫دراسة فقهية على مذهب الشافعي ‪ ،‬وأيضاً أن حبثي يرتكز إىل فك عبارة الفقهاء الشافعية‪.‬‬

‫❖ مستجدات عيوب النكاح وطرق إثباهتا الطبية والفقهية ‪ :‬دراسة فقهية أتصيلية خلالد عبد هللا العون‪.‬‬

‫هذ ه الرسالة تقدم إىل جامعة قطر ‪ ،‬وهي من ضمن منشورات جامعة قطر ‪ .‬ويتناول هذه الرسالة عن مستجدات‬
‫عيوب النكاح وما يتعلق هبا من أثرها وغريها ‪ .‬والبحث مكون أربعة فصل يف ‪ 176‬صفحات‪ .‬ولقد اطلعت عليه‬
‫فوجدت دراسته موسعة على مذاهب األربعة مبنهج املقارنة ‪ ،‬خبالف البحث الذي قدمته فإن حبثي مركز يف مذهب‬
‫الشافعي ‪ ،‬مع بيان التخريج الفقهي من مذهب الشافعي ‪.‬‬

‫❖ خطة البحث ‪:‬‬


‫▪ املبحث األول ‪ :‬التمهيد ‪ .‬ويف مطلبان ‪:‬‬
‫• املطلب األول ‪ :‬مفهوم التفريق يف النكاح ‪ .‬وفيه ثالثة فروع ‪:‬‬
‫‪ -‬الفرع األول ‪ :‬التفريق لغة‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاين ‪ :‬التفريق يف النكاح شرعاً‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثالث ‪ :‬أسباب التفريق‪.‬‬
‫• املطلب الثاين ‪ :‬مفهوم العيب يف النكاح ‪ .‬وفيه أربعة فروع ‪:‬‬
‫‪ -‬الفرع األول ‪ :‬العيب لغة‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاين ‪ :‬العيب يف النكاح شرعاً‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثالث ‪ :‬أقسام العيوب يف النكاح‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الرابع ‪ :‬األثر املرتتب على التفريق‪.‬‬
‫▪ املبحث الثاين ‪ :‬العيوب احملدثة عند السادة الشافعية ‪ .‬وفيه مطلبان ‪:‬‬
‫• املطلب األول ‪:‬العيوب املوجبة للتفريق بني احلصر وعدمه ‪.‬‬
‫• املطلب الثاين ‪ :‬تطبيق التفريق بسبب العيوب احملدثة يف النكاح مرض اإليدز أمنوذجاً ‪ .‬وفيه فرعان ‪:‬‬
‫‪ -‬الفرع األول ‪ :‬مفهوم مرض اإليدز‬
‫‪ -‬الفرع الثاين ‪ :‬ختريج الفقهي ملرض اإليدز يف تفريق النكاح خامتة البحث ‪ ،‬وفيها ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬أهم النتائج والتوصيات ‪.‬‬
‫‪ -‬فهرست املصادر واملراجع ‪.‬‬
‫‪ -‬فهرست العناوين ‪.‬‬

‫فأسأل ﷲ يل التوفيق والسداد يف أداء ما علي من القيام هبذا البحث ‪ ،‬وأن جيعل نييت فيه خالصة‬
‫لوجهه الكرمي‪ ،‬وينفعين به وطالب العلم خاصة ومجيع املسلمني عامة ‪ ،‬وصلى ﷲ على سيدان حممد‬
‫وعلى آله وصحبه أمجعني واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬التمهيد‬
‫وفيه مطلبان ‪:‬‬
‫أ‬
‫المطلب الول ‪ :‬مفهوم التفريق في النكاح‬
‫وفيه ثالثة فروع ‪:‬‬
‫أ‬
‫الفرع الول ‪ :‬التفريق لغة‬

‫التفريق مأخوذ من فرق ‪ ،‬قال ابن منظور(‪( " : )1‬فرق) الفرق ‪ :‬خالف اجلمع ‪ ،‬وقيل ‪ :‬فرق‬
‫للصالح فرقا ‪ ،‬وفرق لإلفساد تفريقا ‪ ،‬وانفرق الشيء وتفرق وافرتق" (‪ .)2‬وذكر يف اتج العروس ‪:‬‬
‫"فرق بينهما أي‪ :‬الشيئني‪ ...‬وفرقه تفريقا وتفرقة كما يف الصحاح‪ :‬بدده" (‪. )3‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التفريق في النكاح اصطالحا‬

‫التفريق يف النكاح اصطالحاً هو ‪ " :‬احنالل رابطة الزواج ‪ ،‬والفصل واملباينة بني الزوجني ‪ ،‬سواء‬
‫‪ .‬و هناك عالقة بني التفريق والطالق والفسخ ؛ ألن الفرقة يف النكاح إما‬ ‫(‪)4‬‬
‫أكانت بطالق أم بغريه "‬
‫أن تكون ابلفسخ أو ابلطالق (‪ . )5‬والطالق شرعاً ‪ " :‬حل عقد النكاح بلفظ الطالق وحنوه " (‪، )6‬‬
‫وقال النواوي (‪ )7‬يف هتذيبه ‪ " :‬تصرف مملوك للزوج حيدثه بال سبب فينقطع النكاح به " (‪ . )8‬وأما‬

‫هو ‪ :‬حممد بن مكرم بن علي‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬مجال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعي اإلفريقي (ت‪711‬ه) ‪ .‬صاحب «لسان العرب» ‪ ،‬اإلمام اللغوي احلجة ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫كان ينتسب إىل رويفع بن اثبت األنصاري ‪ .‬ولد مبصر ‪ ،‬وقيل‪ :‬يف طرابلس الغرب وخدم يف ديوان اإلنشاء ابلقاهرة‪ .‬مث ويل القضاء يف طرابلس ‪ .‬وعاد إىل مصر فتويف‬
‫فيها وقد ترك خبطه حنو مخسمائة جملد‪ ،‬وعمي يف آخر عمره ‪ .‬أشهر كتبه ‪« :‬لسان العرب» مجع فيه أمهات كتب اللغة فكاد يغين عنها مجيعاً ‪ ،‬ومن كتبه «خمتار‬
‫األغاين» ‪ ،‬و «خمتصر مفردات ابن البيطار» ‪ .‬انظر ‪« :‬بغية الوعاة» ‪« ، )248/1( :‬الدرر الكامنة» ‪« ، )16-15/6( :‬األعالم» ‪. )297-296/2( :‬‬
‫(‪« )2‬لسان العرب» ‪. )299/10( :‬‬
‫(‪« )3‬اتج العروس» ‪. )294-279/26( :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر ‪« :‬املنثور يف القواعد الفقهية» ‪ « ، )24/3( :‬املوسوعة الفقهية الكويتية » ‪. )107 /32( :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر ‪« :‬املنثور يف القواعد الفقهية» ‪ « ، )24/3( :‬املوسوعة الفقهية الكويتية » ‪. )137 /32( :‬‬
‫(‪« )6‬مغين احملتاج» ‪. )455/4( :‬‬
‫الشافعي‪ ،‬أبو زكراي‪ ،‬حميي الدين (ت ‪676‬ه)‪ .‬شيخ اإلسالم أستاذ‬
‫ّ‬ ‫(‪ )7‬هو ‪ :‬حيىي بن شرف بن مري بن حسن احلزامي حزام ابن حممد بن مجعة احلوراين‪ ،‬النووي‪،‬‬
‫طويال‪ .‬من‬
‫املتأخرين وحجة ﷲ على الالحقني والداعي إىل سبيل السالفني‪ .‬مولده ووفاته يف نوا (من قرى حوران‪ ،‬بسورية) واليها نسبته تعلم يف دمشق‪ ،‬وأقام هبا زمناً ً‬
‫كتبه ‪« :‬هتذيب األمساء واللغات » ‪ ،‬و «منهاج الطالبني » ‪ ،‬و«املنهاج يف شرح صحيح مسلم» ‪ ،‬و«روضة الطالبني» ‪ .‬انظر ‪ :‬طبقات الشافعية الكربى (‪-395/8‬‬
‫‪ ، )400‬األعالم ‪.)150-149/8( :‬‬
‫(‪« )8‬هتذيب األمساء واللغات» ‪. )188/3( :‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ ،‬وذكر يف «التعريفات الفقهية» الفسخ هو ‪" :‬رفع العقد على‬ ‫(‪)1‬‬
‫الفسخ فهو ‪ " :‬الرافع للعقد "‬
‫وصف كان قبله بال زايدة ونقصان" (‪. )2‬‬

‫واحلاصل أن التفريق الذي قصد هنا هو التفريق بسبب العيب وهو الفسخ ‪ ،‬ذكر يف املنثور ‪" :‬‬
‫الثامن ‪ :‬الفسخ احلقيقي هو ‪ :‬الرافع للعقد كالفسخ بعيب املبيع ‪ ،‬أو الثمن املعني ‪ ،‬أو تلف واحد‬
‫منهما قبل القبض ‪ ،‬أو بعيب أحد الزوجني ‪ .‬واجملاز ‪ :‬أن ال يكون رافعا بل قاطعا ؛ كالطالق ليس‬
‫رفعا لعقد النكاح بل قطعا للعصمة ‪ ،‬وكذلك العتق ‪ ،‬والبيع ‪ ،‬وحنوه من التصرفات قاطع للملك ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫والفسخ رافع للعقد املقتضي للملك " (‪ )3‬ويسمى الفقهاء هذه املسألة بـ(اخليار يف النكاح)‬
‫أ‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬اسباب التفريق‬

‫‪:‬‬ ‫( ‪)5‬‬
‫ذكر العلماء أن أسباب التفريق مخسة‬
‫‪ .1‬عيب النكاح ‪ ،‬وهو حمل البحث ‪.‬‬
‫‪ .2‬خلف الشرط ‪.‬‬
‫‪ .3‬إعساره ابلنفقة ‪.‬‬
‫‪ .4‬عتقها حتت عبد ‪.‬‬
‫‪ .5‬خلف الظن (‪. )6‬‬

‫(‪« )1‬املنثور يف القواعد الفقهية » ‪. )48/3( :‬‬


‫(‪« )2‬التعريفات الفقهية » ‪( :‬ص ‪.)164 :‬‬
‫(‪« )3‬املنثور يف القواعد الفقهية» ‪.)48/3( :‬‬
‫(‪ )4‬انظر ‪« :‬األم» ‪« ، )90/5( :‬روضة الطالبني» ‪« ، )176/7( :‬حاشية اجلمل على شرح املنهج» ‪. )212 /4( :‬‬
‫(‪ )5‬انظر ‪« :‬روضة الطالبني» ‪« ، )176/7( :‬حاشية اجلمل على شرح املنهج» ‪. )212 /4( :‬‬
‫حرا فبان عبدا وهي حرة" ‪« .‬حاشية اجلمل على شرح املنهج» ‪. )212 /4( :‬‬
‫(‪ )6‬قال اجلمال ‪ " :‬وصورته ‪ :‬ما لو ظنته ً‬
‫‪6‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم العيب في النكاح‬
‫وفيه أربعة فروع ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬العيب لغة‬


‫ذكر يف «لسان العرب» ‪ " :‬العاب والعيب والعيبة ‪ :‬الوصمة‪ ...‬وعاب الشيء واحلائط عيبا ‪:‬‬
‫صار ذا عيب" (‪ . )1‬وذكر يف «اتج العروس» ‪ " :‬العيب والعيبة والعاب ‪ :‬الوصمة ‪ ...‬ومجع العيب‬
‫أعياب وعيوب " (‪ . )2‬وذكر يف «معجم الوسيط» ‪" :‬عاب الشيء عيبا وعااب ‪ :‬صار ذا عيب ‪.‬‬
‫والشيء جعله ذا عيب فهو عائب واملفعول معيب ومعيوب ‪ ،‬وفالن نسبه إىل العيب ‪ ..‬العيب ‪:‬‬
‫الوصمة " (‪. )3‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬العيب يف النكاح شرعا‬


‫قال شيخ اإلسالم (‪ " : )4‬ما نفر عن الوطء" (‪ .)5‬قال النواوي ‪" :‬العيب يف النكاح ‪ :‬ما ينفر عن‬
‫‪،‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫‪ " :‬ما خيل مبقصود اجلماع "‬ ‫( ‪)7‬‬
‫‪ .‬وقال اخلطيب الشربيين‬ ‫(‪)6‬‬
‫الوطء ويكسر سورة التواق "‬

‫(‪« )1‬لسان العرب» ‪. )633/1( :‬‬


‫(‪« )2‬اتج العروس» ‪. )449-448/3( :‬‬
‫(‪« )3‬معجم الوسيط» ‪. )639-638/2( :‬‬
‫الشافعي‪ ،‬أبو حيىي (ت‪ 926‬ه) ‪ :‬شيخ اإلسالم ‪ ،‬قاض ‪ ،‬مفسر ‪ ،‬من حفاظ احلديث ‪ .‬قال‬
‫ّ‬ ‫(‪ )4‬هو ‪ :‬زكراي بن حممد بن أمحد بن زكراي األنصاري السنيكي املصري‬
‫جنم الدين الغزي ‪ " :‬شيخ مشايخ اإلسالم‪ ،‬عالمة احملققني‪ ،‬وفهامة املدققني‪ ،‬ولسان املتكلمني‪ ،‬وسيد الفقهاء واحملدثني‪ ،‬احلافظ املخصوص بعلو األسناد‪ ،‬وامللحق‬
‫لألحفاد ابألجداد‪ ،‬العامل‪ ،‬العامل‪ ،‬والويل الكامل‪ ،‬اجلامع بني الشريعة واحلقيقة‪ ،‬والسالك إىل ﷲ تعاىل أقوم مسالك الطريقة‪ ،‬موالان وسيدان قاضي القضاة‪ ،‬أحد‬
‫سيوف احلق املنتضاة‪ ،‬زين الدين أبو حيىي األنصاري السنيكي‪ ،‬املصري‪ ،‬األزهري‪ ،‬الشافعي " ‪ .‬ولد يف سنيكة (بشرقية مصر) وتعلم يف القاهرة وكف بصره سنة ‪906‬‬
‫معدما‪ ،‬قيل كان جيوع يف اجلامع ‪ ،‬فيخرج ابلليل يلتقط قشور البطيخ ‪ .‬فيغسلها وأيكلها ‪ .‬وملا ظهر فضله تتابعت إليه اهلدااي والعطااي ‪ ،‬حبيث كان له قبل‬
‫هـ نشأ فقريًا ً‬
‫وماال‪ .‬وواله السلطان قايتباي اجلركسي (‪)901 - 826‬‬ ‫علما ً‬
‫دخوله يف منصب القضاء كل يوم حنو ثالثة آالف درهم ‪ ،‬فجمع نفائس الكتب وأفاد القارئني عليه ً‬
‫عدوال عن احلق يف بعض أعماله ‪ ،‬فكتب إليه يزجره عن الظلم ‪ ،‬فعزله السلطان ‪ ،‬فعاد‬
‫قضاء القضاة ‪ ،‬فلم يقبله إال بعد مراجعة وإحلاح ‪ .‬وملا ويل رأى من السلطان ً‬
‫لب األصول» اختصره من مجع اجلوامع ‪،‬‬
‫إىل اشتغاله ابلعلم إىل أن تويف‪ .‬له تصانيف كثرية‪ ،‬منها ‪« :‬فتح الرمحن» يف التفسري ‪ ،‬و«غاية الوصول» يف أصول الفقه‪ ،‬و« ّ‬
‫و«أسىن املطالب يف شرح روض الطالب» ‪ ،‬و«الغرر البهية يف شرح البهجة الوردية » ‪ ،‬و «منهج الطالب» ‪ .‬انظر ‪« :‬الكواكب السائرة» ‪، )208-198/1( :‬‬
‫«األعالم» ‪.)47-46/3( :‬‬
‫(‪« )5‬أسىن املطالب» ‪. )60/2( :‬‬
‫(‪« )6‬هتذيب األمساء واللغات» ‪. )53/4( :‬‬
‫العالمة (ت‪977‬ه) ‪ .‬أخذ عن الشيخ أمحد الربلسي املل ّقب "عمرية" ‪ ،‬ونور الدين احمللّي ‪،‬‬
‫(‪ )7‬هو ‪ :‬حممد بن أمحد الشربيين ‪ ،‬القاهري ‪ ،‬الشافعي ‪ ،‬اخلطيب اإلمام ّ‬
‫والنّور الطهواين ‪ ،‬وغريهم ‪ ،‬وأجازوه ابإلفتاء‪ ،‬والتدريس‪ ،‬فدرس‪ ،‬وأفىت يف حياة أشياخه‪ ،‬وانتفع به خالئق ال حيصون ‪ .‬قال جنم الدين الغزي ‪ " :‬أمجع أهل مصر‬
‫صالحه ووصفوه ابلعلم والعمل‪ ،‬والزهد والورع ‪ ،‬وكثرة النسك والعبادة ‪ ...‬وابجلملة كان آية من آايت هللا تعاىل ‪ ،‬وحجة من حججه على خلقه" ‪ .‬له تصانيف‬
‫منها ‪« :‬السراج املنري» يف التفسري ‪ ،‬و«اإلقناع يف حل الفاظ أيب شجاع» ‪ ،‬و«مغين احملتاج» ‪ .‬انظر ‪« :‬شذرات الذهب» ‪« ، )561/10( :‬الكواكب السائرة» ‪:‬‬
‫(‪« ،)72-71/3‬األعالم» ‪. )6/6( :‬‬
‫(‪« )8‬اإلقناع» ‪. )457/2( :‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ " :‬عيب النكاح ‪ :‬وهو ما خيل مبقصوده‬ ‫(‪)2‬‬
‫وقال أيضاً ‪" :‬ما نفر عن الوطء" (‪ .)1‬وقال القليويب‬
‫األصلي كالتنفري عن الوطء وكسر الشهوة " (‪.)3‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أقسام العيوب يف النكاح‬

‫ولقد ذكر بعضهم أن العيب يف النكاح ثالثة أقسام (‪: )4‬‬

‫❖ مشرتك بني الزوجني ‪:‬‬


‫‪ .1‬اجلنون (‪. )5‬‬
‫‪ .2‬اجلذام (‪. )6‬‬
‫‪ .3‬الربص (‪. )7‬‬
‫❖ خمتص ابلزوجة‬
‫‪ .4‬رتقاء (‪. )8‬‬
‫‪ .5‬قرانء (‪. )9‬‬
‫❖ خمتص ابلزوج ‪:‬‬
‫‪ .6‬عنني(‪. )10‬‬
‫‪ .7‬جمبوب(‪. )1‬‬

‫(‪« )1‬مغين احملتاج» ‪. )428/2( :‬‬


‫(‪ )2‬هو ‪ :‬أمحد بن أمحد بن سالمة‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬شهاب الدين املصري القليويب الشافعي (ت‪1069‬ه) ‪ :‬فقيه متأدب‪ ،‬من أهل قليوب (يف مصر) ‪ .‬اإلمام العامل‬
‫العامل الفقيه احملدث أحد رؤساء العلماء اجملمع على نباهته وعلو شأنه ‪ .‬ومن كتبه ‪ :‬تراجم مجاعة من أهل البيت مساه «حتفة الراغب» ‪ ،‬و«تذكرة القليويب» ‪ ،‬ورسالة يف‬
‫«فضائل مكة واملدينة وبيت املقدس وشئ من اترخيها» ‪ ،‬و«حاشية على شرح املنهاج للجالل احمللي» ‪ ،‬و«حاشية على شرح التحرير لشيخ اإلسالم» ‪ ،‬و«حاشية على‬
‫شرح أيب شجاع البن قاسم الغزي» ‪ .‬انظر ‪« :‬خالصة األثر» ‪« ، )175/1( :‬األعالم» ‪.)92/1( :‬‬
‫(‪« )3‬حشيتا قليويب وعمرية» ‪. )245/2( :‬‬
‫(‪« )4‬احلاوي الكبري» ‪« ، )339/9( :‬حبر املذهب» ‪« ، )105-104/9( :‬هناية املطلب يف دراية املذهب» ‪« )408 /12( :‬مغين احملتاج» ‪. )340/9( :‬‬
‫(‪ )5‬ولو متقطعاً؛ وهو زوال الشعور من القلب مع بقاء احلركة والقوة يف يف األعضاء ‪« .‬فتح الرمحن بشرح زبد ابن رسالن» ‪( :‬ص ‪. )758 :‬‬
‫(‪ )6‬وإن قل؛ وهو علة حيمر منها العضو مث يسود مث يتقطع ويتناثر ‪« .‬فتح الرمحن بشرح زبد ابن رسالن» ‪( :‬ص ‪. )759 :‬‬
‫(‪ )7‬وإن قل؛ وهو بياض شديد يبقع اجللد ويذهب دمويته ‪« .‬فتح الرمحن بشرح زبد ابن رسالن» ‪( :‬ص ‪. )759 :‬‬
‫(‪ )8‬بفتح التاء ‪ ،‬انسداد حمل اجلماع منها بلحم ‪« .‬فتح الرمحن بشرح زبد ابن رسالن» ‪( :‬ص ‪. )758 :‬‬
‫(‪ )9‬بفتح الراء وإسكاهنا ‪ ،‬انسداد حمل اجلماع منها بعظم ‪ ،‬وقيل ‪ :‬بلحم ينبت فيه ‪« .‬فتح الرمحن بشرح زبد ابن رسالن» ‪( :‬ص ‪. )758 :‬‬
‫(‪ )10‬عجز الرجل عن الوطء؛ لعدم انتشار آلته وإن حصل ذلك مبرض يدوم ‪« .‬فتح الرمحن بشرح زبد ابن رسالن» ‪( :‬ص ‪. )758 :‬‬

‫‪8‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬األثر املرتتب على التفريق ابلعيب‬
‫وقبل شروع إىل األثر فال بد من بيان ثبوت العيوب اليت جتيز التفريق (‪:)2‬‬

‫‪ .1‬الفورية وهو على الفور ‪ .‬ولكن ال ينايف الفورية ضرب السنة يف العنة ألهنا ال تثبت إال بعد مضي‬
‫السنة والرفع بعدها إىل القاضي ‪.‬‬
‫‪ .2‬الرفع إىل القاضي ؛ ألن اخليار هبا خيار عيب ‪.‬‬

‫وقد ذكر يف «إعانة الطالبني» أن الفسخ يفارق الطالق أبربعة أمور (‪: )3‬‬

‫الفسخ‬ ‫الرقم‬ ‫الطالق‬ ‫الرقم‬


‫ال ينقص عدد الطالق ‪ ،‬فلو فسخ مرة مث جدد العقد مث فسخ اثنياً وهكذا مل حترم‬ ‫إذا طلق ثالاثً فإهنا حترم عليه احلرمة املذكورة ‪.1‬‬ ‫‪.1‬‬
‫عليه احلرمة الكربى‪.‬‬ ‫وال حتل له إال مبحلل‪.‬‬
‫إذا فسخ قبل الدخول فال شيء عليه‪.‬‬ ‫إذا طلق قبل الدخول فإن عليه نصف املهر‪.2 .‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إذا فسخ لتبني العيب بعد الوطء لزمه مهر املثل ‪.‬‬ ‫ما إذا طلق لتبني العيب بعد الوطء فإن ‪.3‬‬ ‫‪.3‬‬
‫عليه املسمى‬
‫‪ .4‬إذا فسخ مبقارن للعقد فال نفقه هلا وإن كانت حامالً‬ ‫إذا طلق مبقارن للعقد فتجب النفقة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫وأما السكىن ‪ :‬فتجب يف كل من الفسخ والطالق حيث كان بعد الدخول‬

‫وأما ما يتعلق ابملهر فقد ذكر يف «فتح الرمحن» ‪ " :‬الفسخ بعيبه أو عيبها قبل وطء يسقط املهر ‪،‬‬
‫وبعده يوجب مهر مثل إن فسخ مبقارن ‪ ،‬أو حبادث بني العقد والوطء ‪ ،‬وإال ‪ ..‬فاملسمى ؛‬
‫كانفساخه بردة بعد وطء ‪ ،‬وال يرجع بعد الفسخ ابملهر الذي غرمه على من غره ؛ الستيفائه منفعة‬
‫البضع املتقوم عليه ابلعقد" (‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬قطع ذكره حبيث ال يبقى منه قدر احلشفة ‪« .‬فتح الرمحن بشرح زبد ابن رسالن» ‪( :‬ص ‪. )758 :‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪« :‬حاشية الباجوري» ‪« ، )403/3( :‬إعانة الطالبني» ‪.)383 /3( :‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪« :‬إعانة الطالبني» ‪. )383/3( :‬‬
‫(‪« )4‬فتح الرمحن بشرح زبد ابن رسالن» ‪( :‬ص ‪.)760 :‬‬

‫‪9‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬العيوب المحدثة عند السادة الشافعية‬
‫وفيه مطلبان ‪:‬‬
‫أ‬
‫المطلب الول ‪ :‬العيوب الموجبة للتفريق بين الحصر وعدمه‬
‫كما ذكر أن العيوب املوجبة للتفريق اليت ذكر يف كتب سادتنا الشافعية سبعة ‪ ،‬فهل هذا يدل على‬
‫حصر العيوب إىل سبعة فقط ؟ أم ال ؟ ‪ .‬وقد أشار نصوص فقهائنا إىل حصر هذه العيوب ‪ ،‬قال‬
‫‪ " :‬النكاح يفسخ ابلعيوب القادحة يف مقصود العقد ‪ ،‬وهي حمصورة عند محلة‬ ‫(‪)1‬‬
‫اإلمام احلرمني‬
‫املذهب " (‪ . )2‬وذكر يف «التدريب» ‪ " :‬وال يثبت اخليار ببخر وصنان ال يزوالن ابلعالج ‪ ،‬وال بعد‬
‫بطئه ‪ ،‬وخنوثة واضحة ‪ ،‬وقروح منفرة ‪ ،‬واستحاضة‪ ،‬وال بغري ذلك قطعا " (‪ . )3‬وذكر يف «النجم‬
‫الوهاج يف شرح املنهاج» ‪ " :‬فجملة العيوب سبعة ‪ ،‬وأما غري هذه العيوب كالعمى والزمانة وقطع‬
‫‪ .‬وقال ابن حجر (‪": )5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫األطراف والبله وهو غلبة السالمة على الصدر فال يثبت هبا اخليار"‬
‫وخرج هبذه اخلمسة غريها كالعذيوط " (‪ . )6‬وقال اخلطيب الشربيين ‪ " :‬تنبيه ‪ :‬قد علم مما تقرر أن‬
‫مجلة العيوب سبعة ‪ ،‬وأنه ميكن يف حق كل من الزوجني مخسة ‪ ،‬واقتصار املصنف على ما ذكر من‬
‫العيوب يقتضي أنه ال خيار فيما عداها ‪ .‬قال يف الروضة ‪ :‬وهو الصحيح الذي قطع به اجلمهور‬
‫(‪ . )7‬فال خيار ابلبخر ‪ ،‬والصنان ‪ ،‬واالستحاضة ‪ ،‬والقروح السيالة ‪ ،‬والعمى ‪ ،‬والزمانة ‪ ،‬والبله ‪،‬‬

‫(‪ )1‬هو ‪ :‬عبد امللك بن عبد ﷲ بن يوسف بن حممد اجلَُويْين‪ ،‬أبو املعايل‪ ،‬ركن الدين ‪ ،‬ضياء الدين ‪ ،‬امللقب إبمام احلرمني (ت‪478‬ه) ‪ :‬اإلمام الكبري‪ ،‬شيخ‬
‫الشافعية ‪ .‬ولد يف جوين (من نواحي نيسابور) ورحل إىل بغداد ‪ ،‬فمكة حيث جاور أربع سنني ‪ .‬وذهب إىل املدينة فأفىت ودرس ‪ .‬مث عاد إىل نيسابور‪ ،‬فبىن له الوزير‬
‫نظام امللك " املدرسة النظامية " فيها ‪ .‬وكان حيضر دروسه أكابر العلماء ‪ .‬له مصنفات كثرية‪ ،‬منها ‪« :‬غياث األمم والتياث الظلم» ‪« ،‬الربهان» ‪« ،‬هناية املطلب يف‬
‫دراية املذهب» ‪ .‬انظر ‪« :‬سري أعالم النبالء» ‪« ، )478-468/18( :‬األعالم» ‪. )160/4( :‬‬
‫(‪« )2‬هناية املطلب يف دراية املذهب» ‪)408 /12( :‬‬
‫(‪ « )3‬تدريب املبتدي وهتذيب املنتهي » ‪. )99 /3( :‬‬
‫(‪ )4‬انظر ‪« :‬النجم الوهاج يف شرح املنهاج» ‪.)233 /7( :‬‬
‫(‪ )5‬هو ‪ :‬أمحد بن حممد بن علي بن حجر اهليتمي السعدي األنصاري العالمة شهاب الدين شيخ اإلسالم أبو العباس (ت‪974‬ه) ‪ .‬فقيه ابحث مصري ‪ .‬مولده يف‬
‫حملة أيب اهليتم من إقليم الغربية مبصر وإليها نسبته ‪ .‬والسعدي نسبة إىل بين سعد من عرب الشرقية مبصر ‪ ،‬ذكر يف شذرات الذهب ‪" :‬ابن حجر" نسبة على ما قبل‬
‫حج‬
‫فحج وجاور هبا ‪ ،‬مث عاد إىل مصر‪ ،‬مث ّ‬
‫مالزما للصمت فشبّه ابحلجر" ‪ .‬تلقى العلم يف األزهر ‪ ،‬قدم إىل مكة يف آخر سنة ‪ 33‬ه ‪ّ ،‬‬
‫إىل ج ّد من أجداده كان ً‬
‫يدرس ويفيت ويؤلّف‪ .‬له تصانيف كثرية منها ‪« :‬مبلغ األرب يف فضائل‬
‫حج سنة ‪ 40‬ه ‪ ،‬وجاور من ذلك الوقت مبكة ‪ ،‬وأقام هبا ّ‬
‫بعياله يف آخر سنة ‪ 37‬ه ‪ ،‬مث ّ‬
‫العرب» ‪ ،‬و «اجلوهر املنظم» رحلة إىل املدينة ‪ ،‬و«الصواعق احملرقة على أهل البدع والضالل والزندقة » ‪ ،‬و «حتفة احملتاج لشرح املنهاج» يف فقه الشافعية ‪ ،‬و«شرح‬
‫اإلرشاد شرح العباب» ‪ .‬انظر ‪ :‬الكواكب السائرة ‪ ، )102 -101/3( :‬شذرات الذهب ‪ ، )543-541/10( :‬األعالم ‪. )234/1( :‬‬
‫(‪ )6‬بكسر أوله املهمل وسكون اثنيه املعجم وفتح التحتية وضمها ويقال عذوط كعتور‪ ،‬وهو فيهما من حيدث عند اجلماع وفيه من ينزل قبل اإليالج ‪ .‬انظر ‪« :‬حتفة‬
‫احملتاج» ‪.)237/7( :‬‬
‫(‪ )7‬انظر ‪« :‬روضة الطالبني» ‪.)177/7( :‬‬

‫‪10‬‬
‫واخلصاء ‪ ،‬واإلفضاء ‪ ،‬وال بكونه يتغوط عند اجلماع ؛ ألن هذه األمور ال تفوت مقصود النكاح‬
‫خبالف نظريه يف البيع لفوات املالية " (‪ . )1‬وذكر يف «بغية املسرتشدين» ‪" :‬احلب الفارسي )املعروف‬
‫ابلسحر( ال يثبت به اخليار يف النكاح ؛ كاالستحاضة والقروح السائلة والبخر والصنان وحنوها ؛‬
‫إذا اخليار منحصر أبسباب ليست هذه منها " (‪. )2‬‬

‫فمن خالل هذه النصوص رأينا أن فقهائنا اقتصروا العيوب املوجزة للخيار إىل سبعة عيوب فقط ‪.‬‬
‫ملعىن قائم يف املرض ‪ ،‬وقد قال النواوي ‪:‬‬
‫ولكن هناك من حاول أن ال حيصر العيوب إىل سبعة ‪ ،‬نظراً ً‬
‫" فجملة هذه العيوب سبعة ‪ ،‬ميكن يف حق كل واحد من الزوجني مخسة ‪ ،‬وما سواها من العيوب‬
‫ال خيار فيه على الصحيح الذي قطع به اجلمهور ‪ .‬وقال زاهر السرخسي (‪ :)3‬الصنان والبخر إذا‬
‫مل يقبال العالج يثبتان اخليار ‪ ،‬وقال‪ :‬كذا العذيوط والعذيوطة ‪ ،‬يثبت به اخليار ‪ .‬والعذيوط من خيرج‬
‫عنه الغائط عند اجلماع ‪ .‬وزاد القاضي حسني (‪ )4‬وغريه ‪ :‬فأثبتوا اخليار ابالستحاضة ‪ ،‬وابلعيوب‬
‫اليت جتتمع فتنفر تنفري الربص ‪ ،‬وتكسر سورة التائق ‪ ،‬كالقروح السيالة وما يف معناه" (‪ . )5‬وذكر يف‬
‫«هناية املطلب» ‪ " :‬فأما ما عدا هذه العيوب من العمى والقرع والتقرح فالذي ذهب إليه األئمة‪:‬‬
‫أنه ال أثر لشيء منها ‪ ،‬والذي جيب التأمل فيه أن حق الفسخ لو اختص مبا مينع الوطء على‬
‫ب والعنة والرتَق وال َق َرن ‪ ،‬لكان ذلك وجها يف احلصر واالقتصار وختصيص الفسخ‬
‫احلقيقة كاجلَ ّ‬
‫هبذه املوانع ‪ ،‬وليس األمر كذلك ؛ فإن حق الفسخ تعلّق ابجلذام والربص واجلنون ‪ ،‬ومل يستند‬
‫احلصر إىل توقيف من جهة الشارع ‪ ،‬فأورث ذلك اضطرااب يف نفوس فقهاء املذهب ‪ ،‬حىت حكى‬
‫بعض األصحاب خالفا يف البخراء إذا تفاحش خبرها ‪ ،‬والعذيَوط ‪ ،‬وكذلك الصناء وهي اليت هبا‬

‫(‪« )1‬مغين احملتاج» ‪ ، )341/4( :‬وانظر ‪« :‬روضة الطالبني» ‪.)177/7( :‬‬


‫(‪« )2‬بغية املسرتشدين» ‪. )143-142/4( :‬‬
‫(‪ )3‬هو ‪ :‬زاهر بن أمحد بن حممد بن عيسى أبو على السرخسي الشافعي ( ت‪389‬ه) ‪ :‬الفقيه املقرئ احملدث إمام من األئمة تفقه على أىب إسحاق املروزي ودرس‬
‫األدب على أىب بكر بن األنباري ‪ .‬قال الذهيب ‪" :‬اإلمام‪ ،‬العالمة‪ ،‬فقيه خراسان‪ ،‬شيخ القراء واحملدثني‪ ،‬أبو علي السرخسي " ‪ .‬انظر ‪« :‬طبقات الشافعية الكربى»‬
‫‪« ، )294-293/3( :‬سري أعالم النبالء» ‪. )478/16( :‬‬
‫(‪ )4‬هو ‪ :‬القاضي حسني بن حممد بن أمحد أبو علي املروروذي الشافعي (ت‪462‬ه) ‪ :‬العالمة ‪ ،‬شيخ الشافعية خبراسان ‪ ،‬تفقه أبيب بكر القفال املروزي ‪ .‬وله‪:‬‬
‫«التعليقة الكربى» ‪ ،‬و«الفتاوى» وغري ذلك ‪ ،‬وكان من أوعية العلم ‪ ،‬وكان يلقب حبرب األمة ‪ .‬انظر ‪« :‬سري أعالم النبالء» ‪« ، )262-260/18( :‬األعالم» ‪:‬‬
‫(‪.)254/2‬‬
‫(‪« )5‬روضة الطالبني» ‪.)177/7( :‬‬

‫‪11‬‬
‫صنان مفرط ال يقبل العالج ‪ ،‬وكنا نعد هذا اخلالف بعيدا ‪ ،‬مث مل ننقله إال خمصوصا مبا ذكرنه ‪...‬‬
‫وهذا الذي ذكره قياس ملا مهدنه يف الربص واجلذام ‪ ،‬ولكن مل يصر إليه أحد من األصحاب على‬
‫هذا الوجه غري القاضي ‪ ،‬وكنا حنكي ما ذكرنه يف البخر وغريه عن زاهر السرخسي " (‪ .)1‬وذكر يف‬
‫«الفتاوى األردنية» ما يؤيد على عدم احلصر يف العيوب اليت أجازت التفريق ‪ ،‬حيث قال ‪ " :‬إذا وجد‬
‫عيب أبحد الزوجني خيل مبقاصد الزواج ‪ ،‬ويهدد الزوج اآلخر أو الذرية ابألمراض ‪ ،‬أجاز اإلسالم التفريق‬
‫بني الزوجني بسبب العيب للضرر ؛ ألن هذه العيوب متنع االستمتاع املقصود ابلنكاح ‪ ،‬وألن هذه‬
‫األمراض تثري النفرة يف النفس ‪ ،‬وخيشى تعديها إىل النفس والنسل ‪ ...‬وثبوت العيب يكون إما إبقرار أحد‬
‫تبني أن الزوج مريض مرضا معداي ‪ ،‬ال تستقيم حياة الزوجة‬
‫الزوجني أو مبوجب تقرير طيب معتمد ‪ ،‬فإذا ّ‬
‫معه‪ ،‬ويسبب هلا ضررا كبريا ‪ ،‬جاز هلا رفع أمرها إىل القضاء لفسخ عقد الزواج" (‪ . )2‬وذكر يف قانون‬
‫األحوال الشخصية األردين املادة (‪" : )131‬إذا ظهر للزوجة قبل الدخول أو بعده أن الزوج ُمبتلى بعلة‬
‫أو مرض ال ميكن اإلقامة معه بال ض رر ؛ كاجلذام أو الربص أو السل أو الزهري أو اإليدز ‪ ،‬أو طرأت‬
‫م ثل هذه العل ل واألمراض فلها أن تراجع القاضي وتطلب التفريق‪ ،‬والقاضي بعد االستعانة أبه ل اخلربة‬
‫الظن تعذر الشفاء حيكم بفسخ عقد الزواج بينهما ف ي احلال ‪،‬‬
‫واالختصاص ينظر ‪ :‬فإن كان يغلب على ّ‬
‫وإن كان يغلب على الظن حصول الشفاء أو زوال العلة يؤجل التفريق سنة واحدة ‪ ،‬فإذا مل تزل يف هذه‬
‫املدة ومل يرض الزوج ابلطالق وأصرت الزوجة على طلبها حيكم القاضي ابلتفريق‪ ،‬أما وجود عيب كالعمى‬
‫والعرج يف الزوج فال يوجب التفريق" (‪.)3‬‬

‫ومن هنا نالحظ أن القول املعتمد هو احلصر يف العيوب ‪ ،‬ولكن هناك قول مرجوح يف عدم احلصر ابلعيوب ‪،‬‬
‫وذهب بذلك أيضاً دائرة اإلفتاء وقانون األحوال الشخصية األردين ‪ ،‬ولكن بقيد أن تلك العيوب متنع‬
‫االستمتاع املقصود ابلنكاح ‪ ،‬وكما ذكر بعضهم أهنم أثبتوا اخليار ابالستحاضة ‪ ،‬وابلعيوب اليت جتتمع فتنفر‬
‫تنفري الربص ‪ ،‬وتكسر سورة التائق ‪.‬‬

‫وممكن أن خيرج هذه العيوب احملدثة على املعتمد ؛ وذلك أبن جيعل العيوب السبعة علة ؛ حبيث وصل‬
‫املرض إىل ما حيصل ابلربص أو العنة وغريمها فثبت التفريق بسبب تلك العيوب ذكر يف «قوت احلبيب»‬

‫(‪« )1‬هناية املطلب يف دراية املذهب» ‪.)409-408 /12( :‬‬


‫(‪« )2‬املوضوع ‪ :‬حكم التفريق بسبب مرض ٍ‬
‫معد يف أحد الزوجني ‪ .‬رقم الفتوى ‪. www.aliftaa.jo »3587 :‬‬
‫(‪« )3‬قانون األحوال الـشخصـية األردين رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2019‬م » ‪. www.aliftaa.jo‬‬

‫‪12‬‬
‫ما يؤيد يف أن هذه العيوب قد تكون علة ‪ ،‬حيث ذكر يف اجملبوب‪ " :‬فلو بقي منه قدر احلشفة ‪،‬‬
‫ولكن عجز به عن الوطء فهو مثل العنة فتضرب له املدة " (‪ . )1‬وبوجود العنة وهي ‪ :‬عجز الزوج‬
‫عن الوطء يف القبل لسقوط القوة الناشرة لآللة لضعف يف قبله وكبده أو يف دماغه أو آلته فيمنع‬
‫اجلماع واملرض الدائم القائم ابلزوج الذي ال ميكن معه اجلماع له وقد أيس من زواله هو من طرف‬
‫‪ .‬وقد جعل العنة كعلة ملرض أخرى ‪ ،‬وقال أيضاً ‪" :‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫العنة وليس قسما مستقال خارجا عنها "‬
‫ومنه لو حصل له كرب يف األنثيني حبيث يغطى الذكر هبما ‪ ،‬وصار الذكر ال خيرج من بني األنثيني وال‬
‫ميكنه اجلماع بشيء منه ‪ ،‬فيثبت لزوجته اخليار إذا مل يسبق له وطء ‪ ،‬وذلك حيث أيس من زوار‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫كربمها ‪ ،‬ولو بقول طبيب واحد"‬
‫أ‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تطبيق التفريق بسبب العيوب المحدثة في النكاح (مرض ا إليدز انموذجا)‬
‫وفيه فرعان ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف مرض األيدز وأعراضه‬


‫قال الدكتور علي البار ‪ " :‬هو مرض سببه فريوس من الفصيلة املنعكسة ‪ Retrorirus‬ينتقل أساسا عرب‬
‫االتصال اجلنسي سواء كان بني ذكر وذكر أو ذكر وأنثى‪ ،‬كما ينتقل أيضا عرب الدم وحمتوايت الدم‪ .‬ويؤدي إىل‬
‫فقدان املناعة ألن الفريوس يهاجم اخلالاي اللمفاوية املسؤولة عن املناعة‪ ،‬وابلذات اخلالاي اللمفاوية‪ ،٤ T‬فإذا‬
‫ضعف جهاز املناعة تناوشت اجلسم امليكروابت االنتهازية‪ ، infection Opputunistic‬وهي‬
‫ميكروابت وطفيليات ال صولة هلا وال جولة عند وجود جهاز املناعة السوي‪ ،‬ولكنها تستغل ضعف جهاز املناعة‬
‫فتهجم على اجلسم الضعيف املقاومة فتصرعه وتقضي عليه " (‪ .)4‬واإليدز (‪ )AIDS‬هو اختصار ملتالزمة فقدان‬
‫املناعة املكتسب (‪ . )Acquired Immune Deficiency Sydrome‬واملرض عبارة عن جمموعة من‬
‫األعراض املرضية واليت يدل ظهورها على أن املصاب يعاين من فقدان املناعة ‪ .‬ومبا أن فقدان املناعة قد يكون وراثياً فقد‬
‫أضيفت لفظة املكتسب للتدليل على الفرق بينهما ‪ .‬ويؤدي نقص املناعة املكتسب إىل انتشار امليكروابت من‬

‫(‪« )1‬قوت احلبيب الغريب » ‪( :‬ص‪. )320:‬‬


‫(‪« )2‬قوت احلبيب الغريب » ‪ ( :‬ص‪. )321-320 :‬‬
‫(‪« )3‬قوت احلبيب الغريب » ‪ ( :‬ص‪. )321-320 :‬‬
‫(‪« )4‬جملة جممع الفقه اإلسالمي » ‪. )106/9( :‬‬

‫‪13‬‬
‫الفريوسات والبكرتاي ابإلضافة إىل الطفليات والفطرايت يف جسم املصاب (‪ .)1‬ومما أن يتنبه أن املصاب ابإليدز يعلم‬
‫أنه ال شفاء من مرضه ذاك(‪.)2‬‬

‫ولقد رتب اجلدول الدكتور حممد علي البار يف األعضاء املصابة وأعراضها (‪:)3‬‬

‫وهناك أثر آخر يف اجللد يف مرض اإليدز ‪ :‬املسمى بورم كابوسي ساركوما ‪ .‬فهذا جدوال يف مراحل‬
‫مرض ورم كابوسي يف اإليدز(‪: )4‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪« :‬األمراض اجلنسية أسباهبا وعالجها» ‪( :‬ص ‪.)133 :‬‬


‫(‪ )2‬انظر ‪« :‬األمراض اجلنسية أسباهبا وعالجها» ‪( :‬ص ‪.)202 :‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪« :‬األمراض اجلنسية أسباهبا وعالجها» ‪( :‬ص ‪.)204 :‬‬
‫(‪ )4‬انظر ‪« :‬األمراض اجلنسية أسباهبا وعالجها» ‪( :‬ص ‪.)312 :‬‬

‫‪14‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬ختريج الفقهي ملرض اإليدز يف تفريق النكاح‬
‫وإذا أخذ احلكم من القول غري املعتمد كما تقدم فواضح ‪ ،‬وهذا القول موافق لقانون األحوال الشخصية‬
‫‪ ،‬وأيضاً موافق على ما قرر يف «اجملمع الفقهي» حيث ذكر ‪ " :‬أن‬ ‫(‪)2‬‬
‫األردين(‪ )1‬والفتاوى األردنية‬
‫لكل من الزوجني حق طلب الفرقة من الزوج املصاب بعدوى اإليدز ‪ ،‬ابعتبار أن اإليدز مرض معد‬
‫‪ .‬وأيضاً هناك خمرج آخر لقول املعتمد وهو إذا‬ ‫(‪)3‬‬
‫تنتقل عدواه بصورة رئيسية ابالتصال اجلنسي "‬
‫حصل املصاب مبرض اإليدز إىل املرض كعنني أو اجلذام أو اجلنون وغريمها ‪ ،‬فيكون التفريق بسببها ‪ ،‬مع‬
‫مراعاة الشروط والقيود يف مهر املثل وغريه ‪.‬‬

‫(‪« )1‬قانون األحوال الـشخصـية األردين رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2019‬م » ‪. www.aliftaa.jo‬‬


‫(‪« )2‬املوضوع ‪ :‬حكم التفريق بسبب مرض ٍ‬
‫معد يف أحد الزوجني ‪ .‬رقم الفتوى ‪.www.aliftaa.jo »3587 :‬‬
‫(‪ )3‬املوقع ‪ :‬اجملمع الفقهي اإلسالمي ‪ .‬قرار رقم ‪ ، )9/7( 90 :‬وانظر ‪« :‬جملة جممع الفقه اإلسالمي » ‪. )106/9( :‬‬

‫‪15‬‬
‫خاتمة‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف املرسلني‪ ،‬وعلى آله وصحبه أمجعني‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫فقد توصلت من خالل البحث إىل نتائج‪ ،‬ومن أمهها‪:‬‬

‫• أن مفهوم التفريق يف اللغة من الفرقة خالف اجلمع ‪ ،‬وشرعاً هو احنالل رابطة الزواج ‪ ،‬والفصل‬

‫واملباينة بني الزوجني ‪ ،‬سواء أكانت بطالق أم بغريه ‪ .‬واملقصود هنا هو الفسخ ألن التفريق بسب‬

‫العيب هو الفسخ‪.‬‬

‫• مفهوم العيب يف اللغة الوصمة ‪ ،‬وأما العيب يف النكاح شرعاً ‪ :‬ما ينفر عن الوطء ويكسر سورة‬

‫التواق ‪ ،‬وقد ذكر بعضهم ما يقارب هذا التعريف‪.‬‬

‫• واألثر املرتتب على التفريق ابلعيوب قد يكون للمهر ‪ ،‬وأيضاً من خالل الفرق بني الطالق والفسخ‬

‫ومن خالل شروط التفريق ابلعيوب‪.‬‬

‫• على معتمد يف مذهب الشافعي أن العيوب منحصرة إىل سبعة عيوب فقط ‪ ،‬وهنام قول غري املعتمد‬

‫بعمد احلصر ‪ ،‬وأيضا قد يستخدم هذه العيوب كعلة املوجبة للتفريق‪.‬‬

‫• مرض اإليدز قد يعد إىل العيوب املوجبة للتفريق على قول غري املعتمد أو على قول املعتمد بقيود‪.‬‬

‫تكمن توصيات هذا البحث يف النقط اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬توضيح البحث يف مثل هذا املوضوع ؛ ألمهيته وحلاجة الناس إليه‪.‬‬

‫‪ .2‬يف هذا البحث اقتصر الباحث مذهب الشافعي ‪ ،‬واقتصر الباحث يف تطبيق القاعدة يف مرض‬

‫اإليدز فقط ‪ ،‬فينبغي هناك من يكمل إىل مذاهب األربعة ‪ ،‬وتطبيقها إىل مرض أخرى ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫هذا ما تيسر يل مجعه ‪ ،‬عسى ﷲ تعاىل أن جيعل نييت فيه خالصة لوجهه الكرمي‪ ،‬وجيعل جهدي‬

‫فيه مشكوراً مقبوالً ‪ ،‬وينفع به الباحث وطالب العلم خاصة والناس عموماً ‪ ،‬وصلّى ﷲ على‬

‫سيدان وموالان حممد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إبحسان إىل يوم الدين‪ ،‬آمني‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفهرست العامة‪:‬‬

‫فهرست املصادر واملراجع‪.‬‬


‫فهرست العناوين‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫املراجع والمصادر‬
‫• أسىن املطالب يف شرح روض الطالب لزكراي بن حممد بن زكراي األنصاري (ت ‪926‬هـ) ‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي ‪،‬‬
‫بدون رقم الطبعة ‪ ،‬بدون سنة الطبعة‪.‬‬
‫• األشباه والنظائر يف قواعد وفروع فقه الشافعية لعبد الرمحن السيوطي (ت ‪ 911‬هـ) ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل ‪ 1983 ،‬م ‪.‬‬
‫• األعالم خلري الدين بن حممود بن حممد بن علي بن فارس الزركلي الدمشقي ‪ ،‬دار العلم للماليني ‪ ،‬الطبعة‬
‫اخلامسة عشر ‪ 2002 ،‬م ‪.‬‬
‫• اإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع حملمد بن أمحد اخلطيب الشربيين الشافعي (ت ‪977‬هـ) ‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بريوت ‪،‬‬
‫بدون رقم الطبعة ‪ ،‬بدون سنة الطبعة‪.‬‬
‫• األم حملمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع املطليب الشافعي (ت ‪204‬هـ) ‪ ،‬دار املعرفة ‪ ،‬بدون رقم‬
‫الطبعة ‪1990 ،‬م ‪.‬‬
‫• األمراض اجلنسية أسباهبا وعالجها للدكتور حممد علي البار ‪ ،‬دار املنارة ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫• حبر املذهب لعبد الواحد بن إمساعيل الروايين (ت ‪ 502‬هـ) ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 2009 ،‬م‪.‬‬
‫• بغية املسرتشدين لعبد الرمحن بن حممد املشهور (ت‪1320‬ه) ‪ ،‬دار الفقيه ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫• بغية الوعاة يف طبقات اللغويني والنحاة لعبد الرمحن بن أيب بكر بن حممد السيوطي ‪ ،‬مطبعة عيسى البايب احلليب ‪،‬‬
‫الطبعة االوىل ‪1965 ،‬م ‪.‬‬
‫الزبيدي (ت ‪1205‬ه) ‪ ،‬وزارة اإلرشاد واألنباء يف‬ ‫• اتج العروس من جواهر القاموس ّ‬
‫حملمد مرتضى احلسيين َّ‬
‫الكويت ‪ ،‬بدون رقم الطبعة ‪ 2001 ،‬م ‪.‬‬
‫• حتفة احملتاج يف شرح املنهاج ألمحد بن حممد بن علي بن حجر اهليتمي (ت‪974‬ه) ويليه حاشية اإلمام أمحد بن‬
‫قاسم العبادي (ت‪992‬هـ) وحاشية اإلمام عبد احلميد الشرواين (ت‪1301‬ه)‪ ،‬مصطفى حممد ‪ ،‬بدون رقم‬
‫الطبعة ‪ 1983 ،‬م‪.‬‬
‫• تدريب املبتدي وهتذيب املنتهي لعمر بن رسالن البلقيين الشافعي ‪ ،‬دار القبلتني‪ -‬الرايض ‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪ 2012‬م‪.‬‬
‫• التعريفات الفقهية ‪ ،‬حممد عميم اإلحسان اجملددي الربكيت (ت ‪1329‬هـ )‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪،‬‬
‫‪2003‬م ‪.‬‬
‫• هتذيب األمساء واللغات ليحىي بن شرف النووي (ت ‪676‬هـ) ‪ ،‬إدارة الطباعة املنريية ‪ -‬دار الكتب العلمية ‪،‬‬
‫بدون رقم الطبعة ‪ ،‬بدون سنة الطبعة ‪.‬‬
‫• حاشية الباجوري إلبرهيم حممد الباجوري (ت‪1276‬ه) ‪ ،‬دار املنهاج ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪2016 ،‬م‪.‬‬
‫• حاشيتا قليويب وعمرية ألمحد سالمة القليويب (ت‪ 1069‬هـ) وأمحد الربلسي عمرية (ت‪957‬هـ‪ ، ).‬دار الفكر ‪،‬‬
‫بدون رقم الطبعة ‪1995 ،‬م ‪.‬‬
‫• احلاوي الكبري شرح خمتصر املزين لعلي بن حممد بن حممد بن حبيب البصري البغدادي املاوردي (ت ‪450‬هـ) ‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 1999 ،‬م ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫• خالصة األثر يف أعيان القرن احلادي عشر حملمد أمني بن فضل ﷲ بن حمب الدين بن حممد احمليب احلموي (ت‬
‫‪1111‬هـ) ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بدون رقم الطبعة ‪ ،‬بدون سنة الطبعة ‪.‬‬
‫• الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة ألمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالين ‪ ،‬جملس دائرة املعارف‬
‫العثمانية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1972 ،‬م‪.‬‬
‫• شذرات الذهب يف أخبار من ذهب لعبد احلي بن أمحد ابن العماد َ‬
‫العكري احلنبلي ‪ ،‬دار ابن كثري دمشق ‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫• طبقات الشافعية الكربى لعبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (ت ‪771‬هـ) ‪ ،‬هجر ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1413 ،‬هـ‪.‬‬
‫• فتح الرمحن بشرح زبد ابن رسالن ألمحد بن أمحد بن محزة الرملي (ت ‪ 957‬هـ) ‪ ،‬دار املنهاج ‪ ، ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪ 2009‬م‪.‬‬
‫• قانون األحوال الـشخصـية األردين رقم (‪ )15‬لسنة ‪ ، 2019‬دائرة اإلفتاء األردنية ‪.‬‬
‫• قوت احلبيب الغريب توشيح على فتح القريب اجمليب حملمد نواوي اجلاوي ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪،‬‬
‫‪1998‬م‪.‬‬
‫• الكواكب السائرة أبعيان املئة العاشرة حملمد بن حممد الغزي ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 1997 ،‬م ‪.‬‬
‫• لسان العرب حملمد بن مكرم بن على ابن منظور األنصاري الرويفعى (ت ‪711‬ه) ‪ ،‬دار صادر ‪ -‬بريوت ‪،‬‬
‫الطبعة ‪ :‬الثالثة ‪ 1414 ،‬هـ ‪.‬‬
‫• جملة جممع الفقه اإلسالمي التابع ملنظمة املؤمتر اإلسالمي جبدة ‪ ،‬منظمة املؤمتر االسالمي جبدة ‪.‬‬
‫• مغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج حملمد بن أمحد اخلطيب الشربيين الشافعي (ت ‪977‬هـ) ‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1994 ،‬م ‪.‬‬
‫• املنثور يف القواعد الفقهية حملمد بن عبد ﷲ بن هبادر الشافعي (ت ‪ 794‬هـ )‪ ،‬وزارة األوقاف الكويتية ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ 1985 ،‬م‪.‬‬
‫• املوسوعة الفقهية الكويتية وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية – الكويت ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1427 ،‬هـ ‪.‬‬
‫• هناية املطلب يف دراية املذهب لعبد امللك بن عبد ﷲ بن يوسف بن حممد اجلويين (ت ‪478‬هـ) ‪ ،‬دار املنهاج ‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪2007 ،‬م ‪.‬‬
‫• الياقوت النفيس يف مذهب ابن ادريس ألمحد بن عمر الشاطري (ت ‪1360‬ه) ‪ ،‬دار املنهاج ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،‬‬
‫‪2015‬م‪.‬‬
‫• ‪. www.aliftaa.jo‬‬

‫‪20‬‬
‫‪‬‬
‫املطلع القرآين ‪ ......................................................‬أ‬
‫اإلهداء‪ ..........................................................‬ب‬
‫شكر وتقدير‪ .....................................................‬ت‬
‫ملخص البحث ‪ ..................................................‬ث‬

‫‪1 ............................................................ ‬‬


‫املبحث األول ‪ :‬التمهيد‪5 ............................................‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم التفريق يف النكاح ‪5 ...................................................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬التفريق لغة‪5 ..................................................................‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬التفريق يف النكاح اصطالحاً‪5 ...................................................‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أسباب التفريق ‪6 .............................................................‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬مفهوم العيب يف النكاح ‪7 ....................................................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬العيب لغة‪7 ................................................................‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬العيب يف النكاح شرعاً‪7 .....................................................‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أقسام العيوب يف النكاح ‪8 ..................................................‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬األثر املرتتب على التفريق ابلعيب‪9 ............................................‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬العيوب احملدثة عند السادة الشافعية ‪10 .................‬‬

‫‪21‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬العيوب املوجبة للتفريق بني احلصر وعدمه ‪10 ..................................‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬تطبيق التفريق بسبب العيوب احملدثة يف النكاح (مرض اإليدز أمنوذجاً)‪13 ..........‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف مرض األيدز وأعراضه ‪13 ..............................................‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬ختريج الفقهي ملرض اإليدز يف تفريق النكاح ‪15 .................................‬‬

‫خامتة ‪16 ..........................................................‬‬


‫الفهرست العامة‪18 ................................................ :‬‬
‫املراجع واملصادر ‪19 .................................................‬‬

‫‪21 ........................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫‪22‬‬

You might also like