Professional Documents
Culture Documents
المعارضة السياسية
المعارضة السياسية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓــﻲ ﱡ�ـ َﻞ ﻋصــر ﯿوﺠــد ﺤــﺎﻛم وﺘوﺠــد ﻤﻌﺎرﻀــﺔ ،وﻫــﻲ ﺤﺎﻟــﺔ ﺼــح�ﺔ ﺘــدل ﻓــﻲ ﻤﻌنﺎﻫــﺎ اﻟﻌــﺎم ان َ
اﻟ�شـ ْـر ﻻ
و�ُﻘروا ﺸخصﺎً �ﻌینﻪ ﺴﻠطﺎﻨﺎ ﻋﻠیﻬم ﻤﻬمﺎ �ﺎﻨت ﻤستو�ﺎﺘﻬم اﻟثﻘﺎف�ﺔ واﻟﻔكر�ﺔ ،وﻤن اﻟمؤ�د �مكن ان �جتمﻌوا َ
اﻟحكﺎم ﻟم ﺘكن رﱠدات ِﻓﻌﻠﻬم �مستوى واﺤد ،ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ ﺤر�ـﺎت اﻟمﻌﺎرﻀـﺔ ،ﻓﻘـد ﯿتﻌﺎﻤـﻞ اﻟحـﺎﻛم �شـدة ان ُ
دد ُﺤكمﻪ ،ﻓﻲ ﺤین ﻨجدﻩ �ﻐض اﻟنظر ﻋن اﺨرى . وﻗسوة ﻤﻊ ﺤر�ﺎت ﻻ ﺴ�مﺎ ﺘﻠك اﻟتﻲ ﺘُﻬ ْ
اﻟكﻔــﺎر واﻟمرﺘــدﯿن واﻟخــﺎرﺠین ﻋــن اﻟدوﻟــﺔ ،وﻤــن وﻗــد وردت ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن اﻟك ـر�م ﻋﻘو�ــﺎت ﻤختﻠﻔــﺔ ﯿنﺎﻟﻬــﺎ ُ
ُﯿﻬ ـ ـ ِـدد وﺤ ـ ــدﺘﻬﺎ ،او ﯿتج ـ ــﺎوز ﺤ ـ ــدود اﻟشـ ـ ـر�ﻌﺔ اﻹﺴ ـ ــﻼﻤ�ﺔ ﺘتـ ـ ـراوح ﺒ ـ ــین اﻟ ـ ــرﺠم واﻟﻘت ـ ــﻞ او ﺘﻘط� ـ ــﻊ اﻻﯿ ـ ــدي
ط�ﻘــت �ﻌضــﻬﺎ �ﺎﻟﻔﻌــﻞ ﻟحﻔــظ ��ــﺎن اﻹﺴــﻼم ،ﻻ ﺴــ�مﺎ ﻓــﻲ ﻋصــر اﻟرﺴــول واﻟخﻠﻔــﺎء
واﻻرﺠــﻞ...اﻟﺦ ،وﻗــد ُ
اﻟراﺸدﯿن ﻟكن اﻻﻨﻘﻼب اﻟكبیر اﻟذي ﺤصﻞ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ �ﺎن �ﻌد ﺘوﻟﻲ اﻻﻤو�ین واﻟع�ﺎﺴیین ـ اﻟذﯿن
اﺒتدﻋوا اﺴﺎﻟیب ﻤختﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟتﻌذﯿب ـ اﻟسﻠطﺔ ،ﻫو ﺘوﺴﻊ ﻨطﺎق ﻋمﻞ ﺘﻠك اﻟﻌﻘو�ـﺎت ﻟتشـمﻞ ﻤـن َ�خ ُـرْج ﻋـن
اﻟسـﻠطﺔ ﺤتــﻰ و�ن �ــﺎن ﺨروﺠـﻪ ﻹﻨصــﺎف اﻟمظﻠــوم وردع اﻟظـﺎﻟم او ﻟﻠحﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻟك�ـﺎن اﻹﺴــﻼﻤﻲ او ﻟﻘــول
ظﻠمــﺎت ﻓكــﺎن ﻻ ﺒــد ﻤــن
ﻛﻠمــﺔ اﻟحــق ﺒوﺠــﻪ ﻤــن ﺠ�ی ـر اﻟســﻠطﺔ واﻻﻤ ـوال ﻟــﻪ وﻟحﺎﺸــیتﻪ ،وﺘــرك ﺸــع�ﻪ ﻓــﻲ اﻟ ُ
اﻟمﻘﺎوﻤﺔ .
ﯿتنﺎول ﻤوﻀوع �حثنﺎ اﻟك�ف�ﺔ اﻟتﻲ ﺘﻌﺎﻤﻠت ﺒﻬﺎ اﻟسﻠطﺔ ﻤﻊ ﻤـن ﻨﺎوأﻫـﺎ ﺤیـث ُﻋـ �د اﻟﻘتـﻞ ﻀـرورة ﺴ�ﺎﺴـ�ﺔ
ﻟتوطید اﻟحكم ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟظروف اﻻﺴتثنﺎﺌ�ﺔ �مﺎ ﻨحﺎول اﻻﺠﺎ�ﺔ ﻋن اﻟسؤال اﻟذي �طـرح ﻨﻔسـﻪ �ﻘـوة وﻫـو ﻫـﻞ
وﻤراﺠﻌـﺔ اﻟـنﻔس ِ
ﻤن ﺤق اﻟحﺎﻛم اﻟتنكیﻞ �ﺄﺒنـﺎء ﺸـع�ﻪ ﺒتﻠـك اﻻﺴـﺎﻟیب اﻟﻘﺎﺴـ�ﺔ ؟ ام اﻟواﺠـب �ﻘتضـﻲ اﻟحكمـﺔ ُ
،ﻤن اﺠﻞ ﺘحدﯿد اﻻﺴ�ﺎب اﻟتﻲ دﻓﻌت اوﻟئـك اﻟنـﺎس اﻟـﻰ اﻟتمـرد ﻋﻠ�ـﻪ ،وﻗـد ﺤـددﻨﺎ اﻟﻔتـرة ﻤـن 132ـ 247ﻫ ـ
و�ﺄﺘﻲ ﺘحدﯿـدﻨﺎ ﻟﻌـﺎم 247ﻫ ـ وذﻟـك ﻻﻨـﻪ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻌـﺎم ُ ،ﻗتـﻞ اﻟخﻠ�ﻔـﺔ اﻟمتو�ـﻞ ﻋﻠـﻰ ﷲ ﺒتحـر�ض ﻤـن اﻟﻘـﺎدة
اﻻﺘراك ،اﺼحﺎب اﻟسﻠطﺔ اﻟﻔﻌﻠ�ﺔ واﺼ�ﺢ اﻟخﻠﻔﺎء اﻟع�ﺎﺴیین �ﻌدﻩ ﻫم اﻟضح�ﺔ اﻟتﻲ ﺘُن �حر ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟـذي
ﯿرﺘﺄ�ﻪ اﻻﺘراك وﻤن ﺠﺎء �ﻌدﻫم ﻤن ﺴﻠطﺎت اﻻﺤتﻼل .
ﻟمن ُ�ﻔكر ﻓﻲ اﻟﻌصـ�ﺎن واﻟخـروج ﻋـن ارادة اﻟسـﻠطﺔ ،ﻓﺎﻟخﻠ�ﻔـﺔ اﺒـو ﺠﻌﻔـر اﻟمنصـور �ـﺎن � ُحـ ُث رﺠﺎﻟـﻪ ﻋﻠـﻰ
ﻗتﻞ ﻋبد اﻟرﺤمن ﺒن ﻤسﻠم اﺒو ﻤسﻠم اﻟخراﺴﺎﻨﻲ)ُﻗتﻞ137ﻫـ754 /م( �ﻘوﻟﻪ " و�حكم اﻀـر�وﻩُ ﻗطـﻊ ﷲ اﯿـد�كم
ﻓــﻲ ﺤــین �ــﺄﻤر اﻟخﻠ�ﻔــﺔ ﻫــﺎرون اﻟرﺸــید ِ�حـ ِـز رأس ﺠﻌﻔــر ﺒــن �حیــﻰ اﻟبرﻤكــﻲ )ُﻗتــﻞ 187ﻫ ــ802 /م( " )(41
"
نصب �ﻞ ﻗطﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺠسر ").(42
وﻗطﻊ ﺒدﻨﻪ اﻟﻰ ﻗطﻌتین ﺘُ ْ
َ
)(61 )(60
وﺠﻠــد ﺒــین
ﻀ ـرب ُ
ﺤمــﻞ اﻟحدﯿــد ﻓــﻲ اﻻﻋنــﺎق او اﻟتﻘط�ــﻊ ﻗطﻌــﺎ ﻗطﻌــﺎ ورﻤیﻬــﺎ ﻓــﻲ دﺠﻠــﺔ وﻫنــﺎك ﻤــن ُ
و�ضـرب ﻋﻠـﻰ اﻻﻨـﻒ ﺤتـﻰ اﻟمـوت) (64او )(63
اﻟمﺎﺌﺔ واﻻر�ﻌمﺎﺌﺔ وﺨمسین ﺴوطﺎ او ان ُﯿداس ﻓﻲ اﻟـ�طن ُ
)(62
اﻟسجن اﻟـذي ُﺒنـﻲ ﺨص�صـﺎ داﺨـﻞ اﻟجوﺴـق و�ـﺎن "ﻤرﺘﻔﻌـﺎ ﺸـبیﻬﺎ �ﺎﻟمنـﺎرة ُ ،ﺠﻌـﻞ ﻓـﻲ وﺴـطﻬﺎ ﻗـدر ﻤجﻠـس ـ
ﺼـنﻊ ﻤــن اﻟخشــب
ﻓضــﻼ ﻋــن اﻟتﻌــذﯿب �ــﺎﻟتنور اﻟــذي ُ
)(70
اﻟ ُمـتﻬم ـ و�ــﺎن اﻟرﺠــﺎل ﯿنو�ــون ﺘحتﻬــﺎ �مــﺎ ﯿــدور"
و�منﻊ ﻤن اﻟﻘﻌود واﻟرﻗﺎد " ﺤتﻰ اﻟموت ).(71"وف�ﻪ ﻤسﺎﻤیر ﻗﺎﺌمﺔ ﻓﻲ اﺴﻔﻠﻪ �ﻘﻒ ﻋﻠیﻬﺎ ـ اﻟمتﻬم ـ ُ
�مﺎ ﺸمﻠت اﻟﻌﻘو�ﺎت ﺘﻘط�ﻊ أﯿدي وأرﺠﻞ أﺒنـﺎؤﻫم وأﺒنـﺎء إﺨـوﺘﻬم وﻀـرب أﻋنـﺎﻗﻬم ) (72أو إﻟصـﺎق ﺘُﻬمـﺔ
ﻤﻌینﺔ ﺒﻬم �ﺎﻟزﻨدﻗﺔ ﻤثﻼ ) (73وﻫﻲ ﺘُﻬمﺔ ﺠﺎﻫزة ط�ﻘتﻬﺎ اﻟسـﻠطﺔ ﻀـد اﻟكثیـر ﻤـن ﻤنﺎوﺌیﻬـﺎ ﻻ ﺴـ�مﺎ اﻟﻌﻠمـﺎء ،
)(74
اﺤـد اﺒـرز اﻟزﻨﺎدﻗـﺔ �مـﺎ ﺴـنذ�رﻩ ﻻﺤﻘـﺎ ،واﻟﻘصـد ﻤـن وراء ذﻟـك ﺼﻠبوﻩ �جﺎﻨب �ﺎ�ـك اﻟخرﻤـﻲوﻫنﺎك ﻤن َ
)(75
اﻹ�حﺎء ﻟﻠنﺎس ان ﻤنﺎوأة اﻟسﻠطﺔ �ﺎﻟزﻨدﻗﺔ ﺘمﺎﻤﺎ ،ووﺼـﻞ اﻻﻤـر اﻟـﻰ ُﻤصـﺎدرة اﻤـواﻟﻬم وﺨـزاﺌنﻬم واﺜـﺎﺜﻬم