You are on page 1of 15

www.alukah.

net
‫إشكالية تدريس مكون علوم اللغة‬
‫درس الَعروض أنموذجًا‬

‫حمزة عالمي‬
‫أستاذ مادة اللغة العربية‬
‫الثانوي التأهيلي‬

‫موسم ‪ 2017‬ـ ‪2016‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫تمهيد‪4....................................................................................... :‬‬
‫صعوبات ومشاكل تدريس العروض‪5.......................................................... :‬‬
‫مشاكل مرتبطة بالكتاب المدرسي‪6........................................... :‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مشاكل مرتبطة بالمدرس‪8.................................................... :‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ - 3‬مشاكل مرتبطة بالمتعلم‪9......................................................... :‬‬
‫حلول وطرق لمعالجة صعوبة تدريس علم العروض‪10........................................ :‬‬
‫حلول لمعالجة صعوبات تدريس العروض‪11.................................. :‬‬ ‫‪.1‬‬
‫طرائق بديلة لتدريس علم العروض‪12......................................... :‬‬ ‫‪.2‬‬
‫خاتمة‪14..................................................................................... :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫كما هو معلوم أن للدرس اللغوي أمهية بالغة إىل جانب املكونات األخرى (النصوص‪ ،‬املؤلفات‪،‬‬

‫التعبري واإلنشاء) يف سلك الثانوي التأهيلي‪ ،‬ال سيما إذا حتدثنا عن السنة الثانية باكالوريا اليت تندمج‬

‫وتنصهر فيها كل هذه املكونات وتتداخل بشكل يصعب الفصل بينها‪ .‬فنجد درس اللغة حاضرًا بقوة يف‬

‫النصوص وكذا التعبري واإلنشاء واملؤلفات‪ ،‬باعتباره أحد الركائز األساسية اليت تنبين عليها املكونات‬

‫األخرى‪ ،‬فهو ميكن املتعلم من الوقوف عند الظواهر اللغوية والبالغية واإليقاعية املختلفة باعتبارها‬

‫وسائال وآليات وجب على املتعلمني امتالكها لقراءة النصوص وحتليلها‪ ،‬والتعبري بشكل سليم يراعي‬

‫هذه الضوابط ال سيما النحوية اللغوية‪.‬‬

‫جيد أغلب املتعلمني صعوبة يف دراستها وضبطها‪ ،‬وترجع هذه الصعوبة إىل طبيعة املادة اخلصبة‬

‫املقدمة‪ ،‬وإىل شساعة الظواهر املقدمة رغم اجملهودات املبذولة لتقنني هذه الدروس وتبسيطها بالشكل‬

‫الذي يناسب‪ ،‬فنجد أن للنحو أبوابا ال ميكن حصرها وعدها‪ ،‬واألمر نفسه مع الظواهر البالغية‬

‫والعروضية‪ .‬إال أننا سنكتفي يف معرض حديثنا عند الظواهر اإليقاعية‪ ،‬وحتديدا العروضية منها‪ ،‬من‬

‫خالل رصد املشاكل اليت قد يصادفها املدرس يف تقدمي هذا الدرس‪ ،‬وكذا املشاكل اليت قد تواجه‬

‫املتعلمني يف فهمها انطالقا من بعض التجارب امليدانية املتواضعة‪ .‬ومنه ميكن أن نطرح التساؤالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي أبرز الصعوبات اليت يواجهها املتعلمون يف فهم درس العروض؟ وما هي سبل جتاوزها؟‬

‫‪ -‬كيف ندرس كل هذه الظواهر للمتعلمني بالشكل الذي ميكنهم من استيعاهبا وفهمها؟‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪ -‬وما الطرق والوسائل املساعدة يف ذلك؟‬

‫آثرنا يف حديثنا هذا إىل الوقوف عند درس العروض باعتباره ظاهرة من الظواهر اإليقاعية البالغة‬

‫التعقيد واألمهية يف نفس الوقت‪ ،‬والذي ال تقل صعوبته عن تلك اليت تواجه املتعلمني يف‬

‫النحو(اإلعراب)‪ ،‬حبكم طبيعة هذا الدرس الذي ينحو منحى رياضي منطقي وآخر أديب حتليلي‪ ،‬فهو‬

‫يزاوج بني املنطقني‪ ،‬من خالل ما يقدمه من مادة ضخمة وعناصر متعددة تتشاكل يف إطار سلسلة‬

‫مرتابطة األجزاء تفرض على املتعلم أن يعمل على ربط السابق بالالحق‪ ،‬من خالل الرجوع إىل القواعد‬

‫النظرية املؤسسة له واستيعاهبا من أجل العودة هلا أثناء التطبيق‪ ،‬إذ ال حديث عن تطبيق بدون قواعد‬

‫وأدوات ميتلكها املتعلم متكنه من تقطيع البيت الشعري الستخراج حبره وما طرأ عليه من زحافات‬

‫وعلل‪ ،‬ألن تقطيعه حيتاج باألساس إىل اإلملام بالعلوم اليت يتفرع منها هذا العلم‪ ،‬وهي‪ :‬التقطيع‬

‫العروضي‪ ،‬وعلم القافية والروي‪ ،‬والبحور الشعرية وغريها‪ .‬وهو ما جيعل منه درسا صعبا‪.‬‬

‫صعوبات ومشاكل تدريس العروض‪:‬‬

‫لدرس العروض صعوبات ومشاكل مجة ال ميكن حصرها يف طرف واحد أو ناحية من النواحي‪،‬‬

‫ولعل صعوباته تكمن يف املشاكل اليت تعرتي هذا الدرس‪ ،‬ميكن أن نرصدها من خالل ثالثة جوانب‪:‬‬

‫مشاكل مرتبطة بالكتاب املدرسي‬ ‫‪‬‬


‫مشاكل مرتبطة باملدرس‬ ‫‪‬‬
‫مشاكل مرتبطة باملتعلم‬ ‫‪‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫مشاكل مرتبطة بالكتاب المدرسي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ميكن القول إن للكتب املدرسية دورا كبريا يف تسهيل العملية التعليمية التعلمية‪ ،‬فهي تقدم مساعدات‬

‫خبصوص كل درس من دروس العروض‪ ،‬من خالل تقدمي جمموعة من األمثلة املذيلة بالشرح‪ ،‬وكذا أهم‬

‫االستنتاجات اليت ميكن أن خيرج هبا املتعلم‪ ،‬كما أهنا مبثابة معني يستعني به املدرس هبدف تقنني عمله‬

‫وتوجيهه حنو الكفايات املراد حتقيقها لدى املتعلمني‪ .‬إال أن الكتب املدرسية تشكل يف بعض األحيان‬

‫عائقا حيول دون حتقيق عملية التعلم‪ ،‬ال سيما بعد تعدد الكتب املدرسية وحنوها منحى جتاريا حمضا‪ ،‬ال‬

‫يهدف مؤلفوه للعلمية بقدر ما يهدفون لتحقيق مآرب شخصية جتارية باألساس‪ ،‬وميكن رصد أهم‬

‫االختالالت يف الكتب املدرسية (املغربية) يف‪:‬‬

‫ترتيب دروس العروض‪ :‬إذ جند أن واضعي الكتب املدرسية يقدمون دروس هذه املادة بشكل‬ ‫‪‬‬

‫عشوائي وغري منظم ‪-‬يف بعض األحيان‪ ،-‬ال على مستوى ترتيب البحور املعتمدة من حيث‬

‫انتماء كل حبر لدائرة معينة وكذا اخللط بني البحور املمزوجة والصافية‪ ،‬أو من حيث تقدمي هذه‬

‫الدروس‪ ،‬وهو ما جنده جليا يف اجلذوع املشرتكة األدبية من خالل تدريس جمموعة من البحور‬
‫‪1‬‬
‫املمزوجة (الطويل‪ ،‬البسيط)‬

‫طبيعة األمثلة المقدمة‪ :‬جند يف بعض املقررات جمموعة من األمثلة املقدمة خبصوص هذه‬ ‫‪‬‬

‫الدروس ال تتناسب باملطلق مع الدرس‪ ،‬إما لصعوبة فهمها أو لصعوبة تطبيقها‪ ،‬أو ألهنا تشكل‬

‫حالة خاصة‪.2‬‬

‫‪ - 1‬انظر كتاب "يف رحاب اللغة العربية" جذع مشرتك آداب‬


‫‪ - 2‬أنظر البيت‪ :‬أهال بطلعتك المنيرْه *** يا ربة الفن القديرْه من الكتاب املدرسي املمتاز يف اللغة العربية ص ‪25‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫االستهانة باإلمالء والشكل‪ :1‬درس العروض ينبين يف أساسه على الشكل‪ ،‬ألنه ينبين يف تفاعيله‬ ‫‪‬‬

‫على احلركات والسواكن أثناء عملية التقطيع من أجل استخراج البحر‪ ،‬فإذا قرأ املتعلم ‪ -‬على‬

‫سبيل املثال ال احلصر ‪ -‬احلرف األخري من البيت متحركا وهو ساكن‪ ،‬فإن الوزن والتفاعيل‬

‫ستتغري وكذلك البحر وسيدخل معها املتعلم يف دوامة من الغموض واالستشكال‪.‬‬

‫مشكلة التدقيق في األبيات‪ :‬حبيث ال يكلف البعض من املؤلفني وواضعي الكتب أنفسهم عناء‬ ‫‪‬‬

‫البحث عن األبيات يف مصادرها (الدواوين الشعرية)‪ ،‬األمر الذي يكلف الكثري‪ ،‬وجيعل من‬
‫‪2‬‬
‫إجياد التفعيلة أمرا مستحيال‪.‬‬

‫عدم استعمال الكتابة العروضية في بعض األحيان‪ :3‬مع العلم أن الكتابة العروضية أساسية يف‬ ‫‪‬‬

‫التقطيع العروضي الستخراج التفاعيل بشكل صحيح‪ ،‬وهي تقوم بالدرجة األساس على‬

‫الشكل‪.‬‬

‫مشاكل مرتبطة بالمدرس‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫عادة ما نلقي باللوم على املتعلمني أو املقررات الدراسية يف حال مل تتم عملية الفهم بالشكل الذي‬

‫جيب أن تكون عليه‪ ،‬يف حني ننزه املدرس وخنرجه من هذه الدوامة‪ ،‬مع العلم أن للمدرس دورا كبريا يف‬

‫س¡¡يجد املتعلم نفس¡¡ه أم¡¡ام حال¡¡ة خاص¡¡ة "التص¡¡ريع" ال يتحق¡¡ق معه¡¡ا املطل¡¡وب‪ ،‬حبيث س¡¡يجد تفعيل¡¡ة (متف¡¡اعالتن) يف‬
‫عروضته وضربه‪ ،‬يف حني أن جمزوء الكامل تأيت عروضته دائما صحيحة وال تأيت مرفلة أبدا‪.‬‬
‫‪ - 1‬البيت‪" :‬خليلَّي ُعَو جًا على رسم دار *** خلت من س¡¡ليمى ومن مي ¡ْه"‪ ،‬املمت¡¡از يف اللغ¡¡ة العربي¡¡ة" األوىل باكالوري¡¡ا‪ ،‬مس¡¡لك‬
‫اآلداب وعلوم إنسانية‪ ،‬ص‪ ، 36‬حيث جند خطأ على مستوى الشكل كان كفيال يف عدم إجياد التفعيلة (املتقارب)‬
‫‪ - 2‬أنظر املثال الرابع من درس حبر اخلفيف‪ ،‬الصفحة ‪ 46‬من كتاب املمتاز يف اللغة العربية‪ ،‬حيث جند املثال واردا كاآليت‪ :‬إذا‬
‫ق¡¡درنا يوم¡¡ا على ع¡امر *** ننتص¡¡ف من¡ه أو ندع¡ه لكم ‪ ..‬واألص¡ل يف ال¡¡بيت‪ : :‬إن ق¡¡درنا يوم¡¡ا على ع¡امر *** ننتص¡¡ف من¡ه أو‬
‫ندعه لكم (فاعالتن)‬
‫‪ - 3‬جند مسألة الكتابة العروضية حاضرة يف كتاب املمتاز للسنة األوىل‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫عملية اإلفهام من عدمه‪ ،‬وميكن إرجاع عدم قدرته على اإلفهام لعدة أسباب‪ ،‬ميكن تقسميها إىل ما هو‬

‫معريف وما هو ديداكتيكي‪.‬‬

‫ما هو معرفي‪ :‬وهذا املشكل مرتبط أساسا مبدى متكن األستاذ من ختصصه بشكل عام ودروس‬ ‫‪‬‬

‫العروض بشكل خاص‪ ،‬ألن افتقار املدرس للمادة اخلام ال يساعد أبدا يف إيصال املعلومة إىل‬

‫املتعلمني‪ ،‬ألن فاقد الشيء ال يعطيه‪ ،‬فكيف ألستاذ ال يعرف العروض أن يدرسه؟‬

‫ما هو ديداكتيكي‪ :‬ويرتبط أساسا بالطريقة اليت يعتمدها املدرس يف تقدمي الدرس‪ ،‬ألن الطرق‬ ‫‪‬‬

‫ختتلف من أستاذ آلخر‪ .‬عادة الطرق التقليدية ال تعطي أكلها (تدريس العروض بطريقة جافة)‪،‬‬

‫وهي من بني املشاكل اجلوهرية اليت جيب الوقوف عندها ومعاجلتها‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪ - 3‬مشاكل مرتبطة بالمتعلم‪:‬‬

‫كثرية هي املشاكل اليت يعاين منها املتعلمون يف درس العروض‪ ،‬لدرجة صعوبته وغزارة مادته‬

‫أوال‪ ،‬ولفقر املتعلمني وجهلهم بثنايا هذا العلم ثانيا‪ ،‬واالستهانة به ثالثا‪ ،‬وميكن إمجال أهم املشاكل‬

‫والصعوبات اليت يواجهها املتعلمون ‪-‬انطالقا من جتربيت امليدانية‪ -‬يف‪:‬‬

‫مشاكل يف النطق واإلمالء والنحو‪ :‬وهذه املشاكل ناجتة عن تراكمات لعدد من الدروس يف‬ ‫‪‬‬

‫عدد من السنوات السابقة‪ ،‬إذ ال يعقل أن يدرس املتعلم علم العروض دون ضبطه للشكل‬

‫والنحو‪ ،‬ألن العروض من بني العلوم الدقيقة اليت ميكن أن تتغري تفاعيلها وأوزاهنا بتغري حركاهتا‬

‫وبالتايل حبورها‪ ،‬لذا فمسألة ضبط الشكل أمر ضروري‪.‬‬

‫افتقارهم إىل أوليات هذا العلم وجهلهم بآليات االشتغال‪ ،‬من تفعيالت‪ ،‬وأسباب‪ ،‬وتقطيع‬ ‫‪‬‬

‫عروضي‪ ،‬وترميز‪ ،‬وحبور‪...‬‬

‫مشاكل يف التعامل مع األبيات الشعرية القدمية‪ :‬عادة ما جند امتعاضا كبريا لدى فئة عريضة من‬ ‫‪‬‬

‫التالميذ من طبيعة املادة (األبيات) املقدمة واملأخوذة من العصور القدمية (اجلاهلية‪ ،‬وصدر‬

‫االسالم‪ ،‬والعصر األموي؛ والعباسي‪ ،)...‬وكأين أقرأ يف عيوهنم حرية وسؤال‪ :‬ما فائدة هذه‬

‫األبيات يف عصرنا؟ ما فائدة درس العروض؟‬

‫امتعاضهم من الشعر عامة ودرس العروض خاصة‪ :‬وهذا األمر كثريا ما يصادف املدرسني داخل‬ ‫‪‬‬

‫أقسامهم‪ ،‬حبيث إن معظم املتعلمني ال يتذوقون األبيات الشعرية القدمية حبكم لغتها الصعبة‬

‫البعيدة كل عن لغة وثقافة عصرهم‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫حصر درس العروض يف جمرد كونه مادة لالختبار‪ :‬وهذه املسألة ال ترتبط بدرس العروض فقط‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫بل تكاد ترتبط جبمع الدروس‪ ،‬إذ يبقى هاجس التلميذ األول هو االمتحان‪ ،‬لذلك فهو يدرس‬

‫من أجل االمتحان‪ ،‬ومبجرد اجتياز االمتحان يقوم بعملية املسح التلقائي‪ ،‬وهذا األمر ال يستقيم‬

‫مع درس العروض باعتباره يتشكل من سلسلة من الدروس ترتابط يف إطار حلقة متكاملة يتمم‬

‫بعضها البعض اآلخر‪.‬‬

‫حل وطرق لمعالجة صعوبة تدريس علم العروض‪:‬‬

‫إذا كان علم العروض من بني الدروس املعقدة والصعبة‪ ،‬إال أنه يف نفس الوقت من بني الدروس‬

‫امليسرة‪ ،‬فهو من بني الدروس الصعبة السهلة‪ ،‬يف إطار ما ميكن أن نطلق عليه "بالسهل املمتنع"‪ ،‬إذ ترجع‬

‫صعوباته إىل جمموعة من املشاكل اليت قد تعرتي أحد أطراف املثلث الديداكتيكي‪ ،‬سواء املتعلم أم‬

‫املدرس أم املادة الدراسية كما رأينا‪ .‬غري أنه ميكن جتاوز هذه الصعوبات أو تذليلها ‪-‬على أقل تقدير‪-‬من‬

‫خالل اعتماد جمموعة من الطرق البيداغوجية واملقاربات الديداكتيكية احلديثة إضافة إىل االستعانة‬

‫مبجموعة من الوسائل احلديثة اليت من شأهنا أن تبسط هذا العلم يف ذهن املتعلم‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫فما هي إذن الوسائل اليت ميكن اعتمادها للخروج حبلول تذلل من صعوبة تدريس علم العروض يف‬

‫السلك الثانوي تأهيلي؟‬

‫حلول لمعالجة صعوبات تدريس العروض‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫حلول متعلقة بالمقررات الدراسية‪ :‬ميكن جتاوز كل املشاكل والصعوبات اليت سبق وذكرناها‬

‫آنفا واليت تتعلق باملادة اليت تقدمها هذه الكتب‪ ،‬وميكن إمجال هذه احللول يف النقط التالية‪:‬‬

‫ضرورة إعادة النظر يف الطريقة اليت مت هبا توزيع دروس علم العروض‪ ،‬وذلك بتقدمي أوليات عن‬ ‫‪‬‬

‫علم العروض وأهم الوسائل اليت قد حيتاجها املتعلم فيما بعد أثناء التقطيع‪ ،‬كدراسة مكونات‬

‫البيت الشعري‪ ،‬والتطرق إىل معاين القافية والروي وكذا الوقوف عند أهم التفاعيل ودورها‬

‫والتعرف على البحور املوجودة وعن واضع هذا العلم وكيف قعد لعلمه‪ ...‬حىت جيد التلميذ‬

‫لنفسه زادا معرفيا وإطارا مرجعيا يستعني به يف عملية معاجلته لدروس هذا العلم‪ ،‬فال يعقل أن‬

‫نغوص بالتلميذ يف مادة جديدة عليه مل يسبق له وأن تعرف عليها ونقف معه عند البحور‬

‫الشعرية والتقطيع العروضي وهو ال يعرف معىن التقطيع والتفاعيل والكتابة العروضية‪ ،‬إذ‬

‫يستحيل عليه استخراج البحر الذي نظمت عليه القصيدة دون أن يكتب البيت كتابة عروضية‬

‫وأن يستخرج تفاعيله وأن يكون على علم مبفتاحه‪ .‬مبعىن آخر؛ جيب على التلميذ أن يكون على‬

‫وعي تام باإلطار النظري الذي ينظم وحيكم هذا العلم‪ ،‬والذي يقوده مباشرة إىل فهم اإلطار‬

‫التطبيقي‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫عدم اخللط بني البحور الصافية واملمتزجة‪ ،‬حبذا لو مت التدرج مع التلميذ يف هذه املسألة‪ ،‬بدءا‬ ‫‪‬‬

‫بالبحور الصافية اليت قد ال تشكل بالنسبة له عائقا يف تعلم علم العروض‪ .‬فنجد هذه املسألة يف‬

‫اجلذوع املشرتكة من اخلالل االنطالق من حبري الطويل والبسيط‪ 1‬وهي من البحور املمزوجة‬

‫اليت ترتاوح تفاعيلها بني اخلماسية والسداسية‪ ،‬يف حني كان من األوىل االنطالق من البحور‬

‫الصافية (البحور الوافر والكامل على سبيل املثال ال احلصر)‪.‬‬

‫ضرورة ضبط األمثلة‪ :‬وذلك باحلرص على انتقائها وشكلها بالشكل الذي خيدم الدرس‬ ‫‪‬‬

‫العروضي‪ ،‬ألن التقطيع العروضي مبين أساسا على طبيعة األمثلة املقدمة وشكل أبياهتا‪.‬‬

‫طرائق بديلة لتدريس علم العروض‪:‬‬

‫ترتبط طرق التدريس مبدى قدرة املدرس الإبداع يف تقدمي الدرس‪ ،‬وذلك يف ضوء ما يقدمه‬

‫الكتاب املدرسي أو الكتب املوازية ذات الصلة أو ما له من معرفة موسعة هبذا العلم‪ ،‬يف إطار النقل‬

‫الديداكتيكي‪ ،‬حبيث ختتلف قدرات ومهارات النقل وحتويل هذا الزخم من املعلومات من ما هو علمي‬

‫أكادميي إىل ما هو تعليمي تعلمي من مدرس آلخر كما ختتلف الطرق أيضا‪ ،‬إال أن ما جيمعهم هو‬

‫التدريس وفق املقاربة بالكفايات‪ ،‬لكن هذا ال يعين طريقة واحدة وإمنا طرق متعدد‪ .‬لذلك سنحاول‬

‫جاهدين العمل على إجياد جمموعة من الطرق اليت من شأهنا أن تبسط علم العروض وأن تفتح للتلميذ‬

‫أفقا رحبا للتوسع فيه وتقبله يف ضوء املقاربة بالكفايات‪.‬‬

‫‪ - 1‬انظر كتاب "يف رحاب اللغة العربية" جذع مشرتك آداب‪ ،‬ص ‪264‬ـ ‪268‬ـ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫إعادة النظر في طريقة تقديم هذه الدروس‪ :‬وذلك بالرتكيز على اجلانب املوسيقي يف هذا‬ ‫‪‬‬

‫الدرس‪ ،‬من خالل تدريس هذا العلم على أنه نوع من املوسيقي اليت كانت سائدة عند العرب‬

‫قدميا‪ ،‬باعتباره علما يعتمد يف قياسه على ملكة السمع‪ ،‬وأنه ميزان شعري كانت تعتمده العرب‬

‫يف قياس جيد الشعر من رديئه‪ ،‬مكسوره من موزونه‪.‬‬

‫تدريسه في إطار نغمي موسيقي‪ :‬ال بد على املدرس أال يدرس علم العروض بطريقة نثرية‬ ‫‪‬‬

‫مباشرة وجافة تعتمد على التلقني وحتفيظ القاعدة‪ ،‬بل وجب عليه االستعانة مبجموعة من‬

‫الوسائل املوسيقية يف تنغيم األبيات وتلحينها‪ ،‬ألن األصل فيها موسيقى نظمت وفق إيقاع‬

‫حمدد‪ ،‬ويتم ذلك بـ‪:‬‬

‫* النقر على السبورة بشكل خيلق تناسقا نغميا يطرب أذن املتعلمني (حركة بنقرة ‪ /‬ساكن بدون)‪.‬‬

‫* إدماج املتعلمني يف النقر على الطاوالت بشكل مجاعي أو يف إطار جمموعات (الصفوف) هبدف خلق‬
‫روح املنافسة بني اجملموعات‪.‬‬

‫* تلحني األبيات على اعتبار أهنا يف األصل موسيقى وأنغام وفق اإليقاع املناسب (حسب مفتاح كل‬
‫حبر)‪.‬‬

‫توظيف الوسائل التكنولوجية في عملية التدريس‪ :‬باالعتماد على شرائط فيديو تلحن فيها‬ ‫‪‬‬

‫مفاتيح البحور وهي متوفرة على الشبكة العنكبوتية‪ ،‬باإلضافة إىل اعتماد املوسوعات اإللكرتونية‬

‫املبسطة هلذا العلم‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫االعتماد على مجموعة من الشبكات والخطاطات والترسيمات المبسطة لعلم العروض إلى‬ ‫‪‬‬

‫جانب االستنتاجات المكتوبة‪ ،‬على اعتبار أنه علم شبيه بالرياضيات‪ ،‬إذ يعتمد هو اآلخر على‬

‫جمموعة من القواعد املنطقية اليت تنظمه وحتكمه‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫إن درجة تعقيد الدرس اللغوي عموما والعروضي خصوصا عند التالميذ راجع باألساس إىل مدى‬

‫قدرهتم واستعدادهم على تقبله ودراسته من عدمه‪ ،‬وهو أمر ليس باهلني‪ ،‬فهو رهني بالطريقة اليت متت‬

‫معاجلته هبا يف الكتب املدرسية ناهيك عن الطريقة الناجعة اليت يرى فيها املدرس خري معني له يف تدريس‬

‫هذا الدرس‪ .‬كلها أمور تتطلب منا إعادة النظر يف الطرق اليت تتم هبا هذه الدروس وحماولة معاجلتها‬

‫وجتاوزها من خالل ابتكار أساليب ووسائل جديدة كما أسلفنا الذكر‪ ،‬تالئم روح العصر ومتطلباته ويف‬

‫نفس الوقت تساير التطورات السريعة اليت يعرفها العامل يف هذه األلفية الثالثة واليت يتقبلها املتعلم دون‬

‫رفضها حبكم احتكاكه الدائم هبا ومعايشته هلا (كالتقنية) ‪ ،‬فعمل املدرس وتركيزه على توظيف‬

‫التكنولوجيا يف شرحه لعلم العروض تساعد بشكل كبري التالميذ على فهم الدرس واستيعابه أكثر من‬

‫استيعابه بالطريقة التقليدية وقس على ذلك من الوسائل والطرق‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

You might also like