You are on page 1of 10

‫فلسفة التكنولوجيا – د‪ .

‬صالح إسماعيل‬
‫طريقة التوثيق‬
‫إسماعيل‪ ،‬صالح‪ )2019( .‬فلسفة التكنولوجيا‪ ،‬منصة معنى‪ 8 ،‬سبتمبر‬
‫‪https://mana.net/%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%‬‬
‫‪A7-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD-‬‬
‫‪%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84/‬‬

‫‪ .1‬فلسفة التكنولوجيا‪ :‬معناها ومبناها‬


‫التكنولوجيا لغة تعنى دراسة الحرفة‪ .‬وكلمة ‪ technology‬مشتقة من‬
‫‪τεχνολογία‬وتتألف من مقطعين هما‬ ‫)‪(tekhnología‬‬ ‫الكلمة اليونانية‬
‫وتعني علم أو‬ ‫و ‪(logía) λογία‬‬
‫)‪τέχνη (tékhnē‬وتعني فن أو حرفة أو مهارة‪،‬‬
‫ً‬
‫اصطالحا هي فرع من املعرفة يتعامل مع العلم الطبيعي‬ ‫دراسة‪ .‬والتكنولوجيا‬
‫والهندسة والفنون الصناعية‪ ،‬ويسعى إلى تطبيق املعرفة من أجل غايات عملية‪.‬‬
‫وتختلف زوايا النظر إلى التكنولوجيا؛ فهناك من يرى أن التكنولوجيا هي‬
‫الهندسة‪ ،‬وهناك من يرى أنها تركيب األدوات واآلالت‪ ،‬وهناك من يرى أنها املعرفة‬
‫املتخصصة املستخدمة في صنع األشياء بمساعدة العلم‪.‬‬
‫وفلسفة التكنولوجيا فرع ْبي ّني يتألف من أنواع مختلفة من التكنولوجيات‪،‬‬
‫ومجموعة منوعة من املداخل اإلبستمولوجية‪ ،‬واإلنسانيات‪ ،‬والعلم االجتماعي‪،‬‬
‫والعلم الطبيعي‪ ،‬وعلم النفس‪ ،‬وعلوم الهندسة‪ ،‬وتعالجه مدارس فلسفية‬
‫مختلفة مثل البراجماتية‪ ،‬والتحليلية‪ ،‬والفينومينولوجيا‪ .‬وفلسفة التكنولوجيا‬
‫بصفة عامة هي محاولة لفهم طبيعة التكنولوجيا‪ ،‬وفهم تأثير التكنولوجيا في‬
‫‪(Jan Kyrre Berg Olsen, Stig Andur‬‬ ‫البيئة واملجتمع والوجود اإلنساني‬
‫‪2‬‬
‫)‪Pedersen and Vincent F. Hendricks, 2009: 1; Mario Bunge, 2014: 191‬‬
‫ً‬
‫تقريبا‪ ،‬ولكنه من أسرع الفروع‬ ‫وهي فرع فلسفي جديد ظهر منذ نصف قرن‬
‫ً‬
‫واتساعا‪ .‬وال عجب في ذلك‪ ،‬إذ تدور مشكالت فلسفة التكنولوجيا‬ ‫الفلسفية ً‬
‫نموا‬
‫ألحد على بال‪.‬‬
‫مع التقدم التكنولوجي الذي يسير بخطى ما كانت لتخطر ٍ‬
‫تعالج فلسفة التكنولوجيا جملة من املوضوعات األساسية يأتي على رأسها‪:‬‬
‫تاريخ التكنولوجيا‪ :‬الغربية‪ ،‬والصينية‪ ،‬واإلسالمية‪ ،‬واليابانية‪،‬‬ ‫•‬

‫والتكنولوجيا والحرب‪.‬‬
‫التكنولوجيا والعلم‪ :‬املعرفة التكنولوجية‪ ،‬األدوات في العلم‬ ‫•‬

‫والتكنولوجيا‪ ،‬األحياء والتكنولوجيا‪ ،‬الكيمياء والتكنولوجيا‪.‬‬


‫التكنولوجيا والفلسفة‪ :‬البراجماتية‪ ،‬الفينومينولوجيا‪ ،‬الفلسفة‬ ‫•‬

‫التحليلية‪.‬‬
‫التكنولوجيا والبيئة‪ :‬دراسة التأثيرات السلبية للتكنولوجيا في الطبيعة‪،‬‬ ‫•‬

‫كيفية حماية البيئة من االستخدام الس يء للتكنولوجيا‪.‬‬


‫التكنولوجيا والسياسة‪ :‬فكرة التقدم‪ ،‬التكنولوجيا والقوة‪ ،‬التكنولوجيا‬ ‫•‬

‫والثقافة‪ ،‬التكنولوجيا والعوملة‪.‬‬


‫التكنولوجيا واألخالق‪ :‬األخالق األحيائية‪ ،‬األخالق الزراعية‪ ،‬األخالق‬ ‫•‬

‫الطبية‪ ،‬أخالق الكمبيوتر‪ ،‬األخالق البيئية‪ ،‬أخالق وسائل األعالم‪ ،‬أخالق‬


‫الروبوتات‪ ،‬الدين والتكنولوجيا‪.‬‬
‫التكنولوجيا واملستقبل‪ :‬النانوتكنولوجي‪ ،‬تفجر الذكاء االصطناعي‪،‬‬ ‫•‬

‫مستقبل اإلنسانية‪.‬‬
‫وتتلخص هذه املوضوعات على كثرتها في أفكار هي معالجة التكنولوجيا‬
‫بوصفها مصنوعات‪ ،‬وبوصفها عمليات‪ ،‬وبوصفها ً‬
‫جزءا من وجودنا اإلنساني‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ويمكن أن يقوم فيلسوف التكنولوجيا بثالث مهام هي‪:‬‬
‫مهمة تحليلية‪ :‬تعريفات جيدة للمفاهيم مثل معرفة‪-‬كيف ومعرفة‪-‬أن‪،‬‬ ‫•‬
‫وبذلك يقدم إطارا ً‬
‫جيدا للموضوع‪.‬‬
‫مهمة نقدية‪ :‬مناقشة قضية ما إذا كانت التكنولوجيات ضارة أم نافعة‪.‬‬ ‫•‬

‫مهمة توجيهية‪ :‬تحديد ما عس ى أن يكون التصور األفضل للتكنولوجيا‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ .2‬موجات فلسفة التكنولوجيا‬

‫تستطيع أن ترسم صورة مصغرة لتطور فلسفة التكنولوجيا‪ ،‬ومع ذلك تعبر‬
‫عن هذا التطور أصدق تعبير‪ .‬وتتجسد مالمح هذه الصورة في عدة موجات‪:‬‬

‫املوجة األولى‪ :‬عالج فيها الفالسفة التكنولوجيا بوصفها ظاهرة شاملة‬


‫خطرا ّ‬
‫يهدد‬ ‫ً‬ ‫وميتافيزيقية في غالب األمر‪ .‬ورأى أكثرهم أن التكنولوجيا تمثل‬
‫الثقافة التقليدية‪ ،‬باستثناء جون ديوي الذي اعتبر التكنولوجيات أدوات‬
‫لتحسين الديمقراطية والتعليم‪.‬‬
‫وبرغم أن مفهوم االغتراب مفهوم ماركس ي‪ ،‬فإن ماركس لم يكن صاحب رؤية‬
‫ً‬
‫معجبا بالتكنولوجيا لتحرير العمال من املصاعب‬ ‫سلبية عن التكنولوجيا‪ .‬كان‬
‫وإهانات العمل اليدوي‪ ،‬وإلسهامها في االنتاج الضخم لبضائع يمكن شراؤها‪ .‬ولم‬
‫ً‬
‫معجبا بها ملحتواها الفكرى والفني الغني‪ .‬أما هيدجر في "السؤال املتعلق‬ ‫يكن‬
‫التكنولوجيا" فكان ً‬
‫ناقدا لها بهدف تأمين حرية اإلنسان ضد هيمنة اآللة أو‬
‫تجنب االسترقاق البشري‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫املوجة الثانية‪ :‬موجة ناقدة‪ ،‬أبرز من يمثلها فالسفة مدرسة فرانكفورت‪ ،‬إذ رأى‬
‫ً‬
‫وثقافيا‪.‬‬ ‫ً‬
‫سياسيا‬ ‫أدورنو وماركيوز وهابرماس أن التكنولوجيا تعد ً‬
‫خطرا‬

‫ً‬
‫تشاؤما ويمثلها إلبرت بورجمان في كتاباته‬ ‫املوجة الثالثة‪ :‬موجة أقل‬
‫مثل”التكنولوجيا وسمة الحياة املعاصرة‪ :‬بحث فلسفي” ‪ ،1984‬وهوبرت‬
‫درايفوس (توفي ‪ )2017‬في كتابين ما الذي ال تستطيع أن تفعله أجهزة الكمبيوتر‪:‬‬
‫حدود الذكاء االصطناعي ‪ ، 1972‬وما الذي ال تستطيع أن تفعله أجهزة الكمبيوتر‬
‫حتى اآلن‪ :‬نقد الذكاء االصطناعي ‪ 1992‬باإلضافة إلى كتاب باالشتراك مع ابنه‬
‫ً‬
‫تشاؤما مقارنة‬ ‫ستيوارت العقل فوق اآللة ‪ .1986‬وفالسفة هذه املوجة أقل‬
‫بالسابقين وأكثر براجماتية‪.‬‬
‫املوجة الرابعة‪ :‬يحاول فيها بعض الفالسفة إعادة النظر في نقد فالسفة املراحل‬
‫ً‬
‫أفكارا جديدة‬ ‫السابقة للتكنولوجيا كما هو الحال مع هيدجر‪ ،‬ويطرح هؤالء‬
‫أيضا مثل البحث عن أخالق تكنولوجية ال إنسانية‪ .‬وأبرز الذين يروجون لهذه‬‫ً‬

‫األفكار في الوقت الحالى بيتر بول فيربك صاحب كتاب ماذا تفعل األشياء ‪. 2005‬‬
‫)‪(Don Ihde, 2009: viii- xiii‬‬

‫‪ .3‬مراحل التكنولوجيا وعالقة التكنولوجيا بالعلم‬


‫كانت التكنولوجيا موجودة مع أول مطرقة أو سهم صنعه اإلنسان في‬
‫العصر الحجري‪ .‬وكانت التكنولوجيا القديمة تهدف إلى إرادة البقاء واشباع‬
‫الحاجات البيولوجية لإلنسان‪ ،‬وتتمثل في حرف من صناعة رؤوس السهام من‬
‫الصوان إلى الطهي والكتابة‪ .‬وهذه التكنولوجيا تم ابتكارها وممارستها من دون‬
‫مساعدة العلم‪ .‬أما التكولوجيا الحديثة فتهدف إلى السيطرة على الطبيعة‬
‫‪5‬‬
‫وتستعمل نتائج العلوم األساسية مثل الهندسة الزراعية‪ ،‬والكمبيوتر‪ ،‬وصناعة‬
‫اإلعالن‪ ،‬وطب األسنان‪ ،‬ونحو ذلك‪ .‬والتصنيف اليسير ملراحل التكنولوجيا هو‬
‫تصنيف ما مفورد‪ ،‬ويقسم تطورها إلى ثالث مراحل‪:‬‬

‫• املرحلة القديمة‪ ،‬وكان اإلنسان يعتمد فيها على املاء‪ ،‬والرياح‪ ،‬والخشب‬
‫ً‬
‫مثال‪.‬‬
‫مرحلة ما قبل التاريخ‪ ،‬واعتمد فيها اإلنسان على البخار‪ ،‬والفحم‪،‬‬ ‫•‬

‫والحديد‪.‬‬
‫املرحة الجديدة‪ ،‬ويأتي االعتماد فيها على الكهرباء‪ ،‬والتشكيل‬ ‫•‬

‫الصناعي‪،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫وتصنيف تطور التكنولوجيا إلى مرحلتين قديمة وحديثة يعتمد على السؤال‪:‬‬
‫هل التكنولوجيا حرفة أم مؤسسة على العلم؟ وهذا السؤال يطرح سؤاال آخر‬
‫عن العالقة بين العلم والتكنولوجيا‪ .‬هناك خالف بين الباحثين في النظر إلى‬
‫التكنولوجيا القديمة والحديثة والعالقة بينهما‪ .‬يرى فريق أن التكنولوجيا‬
‫الجديرة بالعناية هي التكنولوجيا الحديثة والتي بدأت منذ منتصف القرن التاسع‬
‫عشر‪ .‬ويرى فريق آخر أن التكنولوجيا تنحصر في املراحل املبكرة‪ ،‬وفي املراحل‬
‫املتأخرة يمكن استخدام مصطلحات أخرى غير التكنولوجيا مثل العلم التطبيقي‬
‫‪ applied science‬أو العلم التقني ‪techno science‬‬

‫ً‬
‫واسعا‪ ،‬ويهمل دون حق صور التكنولوجيا‬ ‫الفريق األول على خطأ ألنه يضيق‬
‫املوجودة في حضارات أخرى غير الحضارة الغربية املعاصرة‪ .‬والذي يعنينا هو‬
‫إهمال الحديث عن التكنولوجيات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫والفريق الثاني على خطأ ً‬
‫أيضا ألنه يغض الطرف عن فكرة أساسية وهي أن‬
‫التكنولوجيا الجديدة هي امتداد لتكنولوجيات مبكرة‪ ،‬ويفوته أيضا أن‬
‫التكنولوجيا والعلم هما في الحقيقة شكالن منفصالن من الفاعلية رغم الصلة‬
‫الوثيقة بينهما‪.‬‬

‫في املراحل املبكرة كان كل منهما يتمتع باستقالل نسبي‪ ،‬وكانت التكنولوجيا‬
‫تقود الطريق إلى التقدم النظري‪ .‬وهذا واضح في حالة املحرك البخاري الذي ظهر‬
‫ألول مرة في صورة مضخة تعمل بالبخار‪ ،‬وجرت محاولة لتحسين فاعليتها أدت‬
‫إلى تأسيس الديناميكا الحرارية‪ .‬وأنت ترى هنا أن التكنولوجيا تقوم على الحرفة‪.‬‬
‫وفي املراحل املتأخرة‪ ،‬أصبحت الريادة للبحث النظري‪ ،‬ثم تأتي التكنولوجيا‬
‫اعا تنفيذية للعلم‪ .‬وظهر ذلك منذ منتصف القرن التاسع عشر‪.‬‬ ‫لتكون ذر ً‬

‫وتالحظ معي أن التكنولوجيا هنا يقودها العلم‪.‬‬

‫يهدف البحث العلمي إلى الصدق‪ ،‬وتهدف التكنولوجيا إلى املنفعة‪ ،‬وهذا هو‬
‫السبب في أن النظريات العلمية‪ ،‬على خالف التكنولوجيات‪ ،‬ال تمنح براءة‬
‫اختراع‪ ،‬والسبب ً‬
‫أيضا‪ ،‬كما يرى بونجي‪ ،‬في أن الشركات الخاصة ال ترعى البحث‬
‫في علم الفلك‪ ،‬وعلم املتحجرات‪ ،‬واألنثروبولوجيا‪ .‬وتختبر النظريات العلمية‬
‫للصدق‪ ،‬وتختبر التصميمات التكنولوجية للمنفعة‪.‬‬

‫وتستطيع أن تعقد مقارنة بين العلم والتكنولوجيا تكشف لك عن بعض‬


‫السمات املميزة لكل نشاط منهما‪:‬‬
‫العلم يهدف إلى الصدق‪ ،‬أما التكنولوجيا فتهدف إلى املنفعة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪7‬‬
‫العلم دولي من حيث املبدأ‪ ،‬والتكنولوجيا املتقدمة عديمة الفائدة في‬ ‫•‬

‫البلدان ما قبل الصناعية‪.‬‬


‫ً‬
‫أخالقيا‪ ،‬ما دامت توجد‬ ‫ً‬
‫أخالقيا‪ ،‬والتكنولوجيا متحيزة‬ ‫العلم محايد‬ ‫•‬

‫تكنولوجيا مفيدة وتكنولوجيا ضارة‪.‬‬


‫العلم مستقل أو مدفوع ً‬
‫ذاتيا‪ ،‬والتكنولوجيا تابعة أو قائمة بغيرها‪.‬‬ ‫•‬

‫ً‬
‫العلم ينتج أعماال ثقافية جيدة‪ ،‬والتكنولوجيا تنتج مصنوعات‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ .4‬الولع بالتكنولوجيا أو الهلع منها‬


‫هناك موقفان أساسيان إزاء التكنولوجيا‪ :‬القبول األعمى‪ ،‬أو الولع‬
‫‪.technophobia‬‬ ‫بالتكنولوجيا ‪ ،technophilia‬والرفض‪ ،‬أو الهلع من التكنولوجيا‬
‫واملولعون بالتكنولوجيا يتابعون بشغف وسعادة كل ابتكار جديد ويغضون‬
‫الطرف عن اآلثار السلبية للتكنولوجيا‪ .‬والرافضون لها قد يدفعهم إلى ذلك‬
‫ألفتهم الشديدة بالقديم وخوفم الدائم من الجديد‪ .‬وقد يكون الدافع ً‬
‫دينيا كما‬
‫هو الحال مع الناقد واملفكر الفرنس ي جاك إيلول صاحب كتاب خدعة‬
‫ً‬
‫علمانيا كما هو الحال مع‬ ‫التكنولوجيا )وله ترجمة عربية)‪ ،‬وربما يكون الدافع‬
‫مارتن هيدجر في مقال "السؤال املتعلق بالتكنولوجيا"‪.‬‬
‫والحالة الغريبة األخرى للولع التكنولوجي هي حالة عالم الرياضيات املجري‬
‫األمريكي جون فون نيومان (‪ )1957-1903‬الذي شارك في املشروع األمريكي النووي‬
‫خالل الحرب العاملية الثانية املعروف باسم مشروع منهاتن‪ ،‬والذي تسمى في‬
‫القمر حفرة بإسمه‪ .‬أعلن نيومان أننا نعيش في الفترة السابقة على "التفرد‬
‫األساس ي ‪ "essential singularity.‬وخالصة هذه الفكرة أن اآلالت املفكرة سوف‬
‫‪8‬‬
‫تصبح ذات يوم متطورة إلى الحد الذي يجعلها قادرة على اختراع آالت أخرى من‬
‫دون أى تدخل بشري‪ .‬وهذا يعني أن انفجار الذكاء االصطناعي سوف يؤدي إلى‬
‫تفرد تكنولوجي‪ .‬وكان نيومان من امللهمين لتأسيس جامعة التفرد في عام ‪. 2008‬‬

‫‪ .5‬مستقبل التكنولوجيا‬
‫على أن التغير التكنولوجي الكبير الذي طرأ على حياتنا املعاصرة يكشف عن‬
‫‪: (Topy‬‬ ‫‪Walsh,‬‬ ‫مجموعة من الدروس يجب أخذها بعين االعتبار‪ ،‬من بينها‬
‫)‪2018:152-162‬‬

‫هناك ثمن ال بد من أن يدفع‪ .‬بالنسبة لكل فائدة تتحقق‪ ،‬تستطيع أن‬ ‫•‬

‫تعين خسارة مناظرة‪ .‬وال يوجد ضمان بأن الفوائد سوف تفوق الخسائر‬
‫قيمة‪.‬‬
‫ليس كل إنسان يربح‪ .‬سوف يوجد رابحون وخاسرون‪ .‬وال يتأثر كل إنسان‬ ‫•‬

‫بالتكنولوجيا بالطريقة نفسها‪.‬‬


‫التكنولوجيا تجسد ً‬
‫أفكارا قوية‪.‬‬ ‫•‬

‫التغير التكنولوجي ليس إضافيا في أحوال كثيرة‪.‬‬ ‫•‬

‫التكنولوجيا تصبح املعيار‪ .‬التكنولوجيا الجديدة سرعان ما تصبح ً‬


‫جزءا‬ ‫•‬

‫من النظام الطبيعي‪.‬‬


‫يميل الناس إلى التنبؤ الس يء بمستقبل التكنولوجيا‪ .‬والنتيجة هي أننا‬ ‫•‬

‫جدا في توقع أي التكنولوجيات الجديدة ستكون‬ ‫سوف نكون فقراء ً‬

‫ناجحة‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫نحن نميل إلى السير نحو املستقبل ونحن نائمون (السائرون ً‬
‫نياما)‪.‬‬ ‫•‬

‫فالتكنولوجيات يتم ابتكارها بسرعة‪ .‬ولكن القوانين واملسائل‬


‫االقتصادية والتربية واملجتمع تلحق بها ببطء‪ .‬واملثال هو أن أن التليفون‬
‫عاما ومع ذلك ال تزال بعض‬ ‫املحمول تم ابتكاره منذ أكثر من ثالثين ً‬
‫تنص على منعه أثناء القيادة‪ ،‬أو تأخرت ً‬
‫كثيرا في ذلك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األماكن ال‬
‫ً‬
‫عقودا لتطويرها أما التكنولوجيات الجديدة فتظهر‬ ‫فالقوانين تستغرق‬
‫كل ربع ساعة‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بمستقبل التكنولوجيا‪ ،‬يضع الخبراء مجموعة من التنبؤات من‬
‫قبيل)‪: (Topy Walsh, 2018:164-169‬‬

‫سوف ترى الدكتور ً‬


‫يوميا‪ .‬بحلول عام ‪ 2050‬سوف تحصل على نصيحة‬ ‫•‬

‫طبية من دكتور كل يوم‪ .‬وال يفعل ذلك املصابون بوسواس املرض فقط‬
‫جميعا ً‬
‫تقريبا‪ .‬وهذا الدكتور سيكون الكمبيوتر الخاص‬ ‫ً‬ ‫وإنما سنفعل ذلك‬
‫ً‬ ‫بك‪ .‬صحيح أن ً‬
‫جانبا ً‬
‫كبيرا من ذلك متاح اليوم‪ ،‬ولكنه ليس متكامال‪.‬‬
‫• سوف تتكلم مع الحجرات‪ .‬سوف تتوقع ً‬
‫شيئا من الحجرة يرد عليك‪ .‬ربما‬
‫يكون التليفزيون‪ ،‬أو النظام الصوتي‪ ،‬أو حتى الثالجة‪.‬‬
‫• بحلول عام ‪ 2050‬البحار والسماوات والسكك الحديدية سوف تعبرها‬
‫سفن وقطارات وطائرات خالية من الناس‪ ،‬أي ال يقودها بشر‪.‬‬

‫المراجع‬

‫‪Bunge, Mario. 1983. "Toward a Philosophy of Technology," in Carl‬‬


‫‪Mitcham and Robert Mackey (eds.), Philosophy and‬‬
10
Technology: Readings in the Philosophical Problems of
Technology, New York: The Free Press, pp. 62-76.

Bunge, Mario. 2014. "Philosophical Inputs and Outputs of


Technology," in Robert C. Scharff and Val Dusek
(eds.), Philosophy of Technology, The Technological Condition:
An Anthology, Second Edition, Malden, Oxford: Wiley
Blackwell, pp.191-200.

Ihde, Don. 2009."Foreword," in Jan Kyrre Berg Olsen , Evan


Selinger and Sّren Riis (eds.), New Waves in Philosophy of
Technology, Hampshire, New York: Palgrave Macmillan, pp.
viii- xiii.

Olsen, Jan Kyrre Berg, Stig Andur Pedersen and Vincent F. Hendricks
(eds.) 2009. A Companion to the Philosophy of
Technology Malden, Oxford: Wiley-Blackwell.

Walsh, Topy. 2018. Machines That Think: The Future of Artificial


Intelligence, New York: Prometheus Books.

You might also like