You are on page 1of 24

‫الطبعة األولى‬

‫‪ 1436‬هـ ‪ 2015 -‬م‬

‫‪ISBN: 978-614-02-2444-5‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة‬

‫توزيع‬

‫عين التينة‪ ،‬شارع المفتي توفيق خالد‪ ،‬بناية الريم‬


‫هاتف‪(+961-1) 785107 - 785108 - 786233 :‬‬
‫ص‪.‬ب‪ 13-5574 :‬شوران ‪ -‬بيروت ‪ - 1102-2050‬لبنان‬
‫فاكس‪ - (+961-1) 786230 :‬البريد اإللكتروني‪jchebaro@asp.com.lb :‬‬
‫الموقع على شبكة اإلنترنت‪http://www.asp.com.lb :‬‬

‫يمنع نسخ أو استعمال أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة تصويرية أو الكترونية أو ميكانيكية بما فيه التسجيل الفوتوغرافي‬
‫والتسجيل على أشرطة أو أقراص مقروءة أو بأية وسيلة نشر أخرى بما فيها حفظ المعلومات‪ ،‬واسترجاعها من دون إذن خطي‬
‫من الناشر‪.‬‬

‫إن اآلراء الواردة في هذا الكتاب ال تعبر بالضرورة عن رأي الدار العربية للعلوم ناشرون ش‪ .‬م‪ .‬ل‬

‫تصميم الغالف‪ :‬علي القهوجي‬

‫التنضيد وفرز األلوان‪ :‬أبجد غرافيكس‪ ،‬بيروت ‪ -‬هاتف (‪785107 )9611+‬‬


‫الطباعة‪ :‬مطابع الدار العربية للعلوم‪ ،‬بيروت ‪ -‬هاتف (‪786233 )9611+‬‬

‫مكتبة الحبر اإللكتروني‬


‫مكتبة العرب الحصرية‬
‫مقدمة‬
‫ُهنا وفي هذه األسطر‪ ،‬سأطرح متاهات حياتية يعيشها أشخاص أو جماعات‪ ،‬وسأقوم بسرد‬
‫هذه المشكلة بثوب المتاهة التي تواجه كل شخص ِم نا‪.‬‬
‫في ِخ ضم العولمة التي أدنت البعيد‪ ،‬وأخذتنا داخل جعبتها المليئة بالمغارات الُم ظلمة والتي‬
‫جعلتنا في دوامتها المليئة بالمتاهات‪ ،‬مما ُتحتم علينا األخذ بالجيد الذي يكفل الحياة السعيدة البعيدة‬
‫عن مشاكل الحياة الفانية‪ ،‬والوقوف على عتبات النور والخروج من دهاليزها الوِع رة لعبق الحياة‬
‫الجميلة‪.‬‬
‫الفصل األول‬
‫متاهات أسرية‬

‫متاهات األسرة والُم جتمع‪:‬‬


‫تعتبر األسرة اللبنة األساسية لمجتمع واٍع ومثقف‪ ،‬وإذا سلكت األسرة سبيًال سليمًا لتنشئة‬
‫كبير وواضحًا من‬
‫تغيير ًا‬
‫ًا‬ ‫أفرادها‪ ،‬لتخرج بهم الحقًا إلى المجتمع الكبير الواسع‪ ،‬فإنها بذلك ستحدث‬
‫خالل طرح أفراد فاعلين اجتماعيًا‪ ،‬وإال فإنها ستطرح أفرادًا دون المستوى المأمول من الناحيتين‬
‫التربوية والتعليمية‪.‬‬
‫فهناك متاهات كثيرة تحيط باألسرة‪ ،‬وهذه المتاهات تتسع أو تضيق وفقًا لتوافر أو عدم توافر‬
‫العقول الحكيمة والواعية التي تدفع باألسرة نحو بّر األمان‪.‬‬

‫العناية األسرية‪:‬‬
‫من واجبات األسرة وخاصة األب واألم توفير العناية الدائمة والمتنوعة ألفراد أسرتهما‪ ،‬ويجب‬
‫أن ترافق هذه الرعاية األوالد في مختلف مراحل عمرهم لكي تكون أساسًا لنضوجهم الفكري والجسدي‬
‫معًا‪.‬‬
‫يجب على الوالدين حض أوالدهما على التعلم ومتابعتهم في المنـزل والمدرسة على حٍّد سواء‪،‬‬
‫وعدم تركهم بين يدي المجهول‪ .‬فالعناية ال تقتصر على انفاق المال وأخذهم إلى المدرسة وإرجاعهم‬
‫منها‪ ،‬بل يجب أن تشمل السؤال عنهم في المدرسة‪ ،‬ومتابعة تقاريرهم الشهرية التعليمية وتحفيزهم‬
‫داخل المنـزل للقيام بواجباتهم ومساعدتهم على إنهائها بالشكل الُم الئم‪ ،‬وكذلك يفترض بالوالدين‬
‫متابعة حالتهم الصحية بصورة دائمة وعدم إهمالها لكي ال تنعكس حالتهم الصحية‪ ،‬وتصبح جزء‬
‫نفسيًا يؤثر على أبنائهم خصوصًا إذا كانت أمراضًا ُم زمنة‪.‬‬
‫مع توافر العناية األسرية باألبناء سيكون ذلك بمثابة الطريق السليم الذي يبعد األبناء عن‬
‫متاهات الحياة األسرية والتي نسمع أن الكثير من األبناء يعانون منها‪ ،‬بحيث ال يرغبون بالعيش في‬
‫نظر لقلة العناية بهم نفسيًا واجتماعيًا‪.‬‬
‫كنف أسرهم ًا‬
‫ويمكننا اعتبار انسجام الوالدين‪ ،‬وعيشهما بوئام‪ ،‬وعدم تشاجرهما باستمرار أمام أبنائهم‪،‬‬
‫وقيامهما بمعالجة خالفاتهما بعيدًا عن أبنائهما‪ ،‬والسعي الدؤوب دون تراكمها كي ال تصبح قابلة‬
‫لالنفجار في أي لحظة مما يهدد تماسك األسرة ويتسبب بتشتتها أحد سبل العناية األسرية‪.‬‬
‫فمتاهات األسرة غير المنسجمة‪ ،‬لها عظيم األثر على تماسك األسرة‪ ،‬وقد تؤدي إلى تشتت‬
‫ضرر حتميًا‬
‫ًا‬ ‫األبناء في دوامة ال يعرفون سبيًال للخروج منها‪ ،‬وقد تنعكس آثار عدم االنسجام هذا‬
‫على المجتمع بأكمله‪ ،‬ولن تقتصر نتائجه على األسرة فقط‪.‬‬

‫الترابط األسري ونتائجه‪:‬‬


‫ما من شك أن ترابط األسرة يعتبر من أهم المقومات التي تبعدها عن متاهات الحياة‪ ،‬فاألسرة‬
‫المترابطة تستطيع من خالل مساندة أفرادها لبعضهم البعض‪ ،‬مساعد أحد أفرادها في ضائقة الحياة‬
‫والدفع به نحو حياة سعيدة‪ ،‬من خالل فتح آفاق جديدة له‪.‬‬
‫بعض النقاط للخروج باألسرة من متاهات الحياة‪:‬‬
‫< توافق الزوجين‪.‬‬
‫< سرعة حل القضايا والمشاكل األسرية الخاصة‪ ،‬وعدم إشراك أي شخص‬
‫غريب في حلها‪.‬‬
‫< متابعة األبناء فكريًا وجسديًا‪.‬‬
‫< ترتيب أوقات خاصة باألسرة يتواجد بها كل أفرادها‪.‬‬
‫وجود ترابط قوي بين أفراد األسرة بحيث تسود المودة والتقدير والمحبة‬ ‫<‬
‫عالقاتهم بعيدًا عن المشاحنات‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫متاهات التربية‬

‫ما هي متاهات التربية‪:‬‬


‫للتربية أشكال وأساليب تتطور مع الزمن‪ ،‬وهي تدخل المربـي الذي ال يستخدمها بالطريقة‬
‫المناسبة والصحيحة في دوامة‪ ،‬وهذه الدوامة تسبب المتاهة‪ .‬وهذه المتاهة تختلف من مرٍب إلى‬
‫آخر‪ ،‬وذلك باالستناد إلى مفاهيمه ومعتقداته التربوية المستمدة من خبرات سابقة مّر بها‪ ،‬وهذا‬
‫يحصل عندما يكون هناك استنساخ تربوي سيئ لألساليب المستخدمة حيث قد تكون قاسية متشددة‬
‫أو لينة منفتحة‪.‬‬

‫أشكال التربية‪:‬‬
‫صنف الباحثون أشكاًال للتربية وهي‪:‬‬
‫أوًال تربية "محددة"‪:‬‬
‫والتربية المحددة تتم من خالل التربية المدرسية ومناهجها‪ ،‬ويكون لها نسق منظم من خالل ما‬
‫يطرح ومن خالل تنظيمات هرمية إداريًا وتعليميًا وإرشاديًا‪ ،‬كما تتمتع بالترتيبات المكانية من أبنية‬
‫ومرافق تعليمية ورياضية داخل المنشأة التعليمية‪.‬‬
‫ثانيًا تربية "غير محددة"‪:‬‬
‫وهي التي تجري ضمن النطاق األسري والُم جتمعي المحيط‪ ،‬وتكون غير واضحة المعالم وغير‬
‫نظر لتأثيرها السلبـي المباشر خصوصًا‬
‫محددة األهداف‪ ،‬وهذا ما يزيد من خطورتها كطريقة تربوية ًا‬
‫مع التطور التكنولوجي وسهولة تغيير معتقدات وتقاليد النشء الُم ستهدف من التربية من خالل‬
‫نظر الفتقادها للتوجيه المحدد والمنظم الذي يستدعي تواجد التربية النظامية جنبًا‬
‫صعوبة التحكم بها ًا‬
‫إلى جنب مع التربية غير النظامية‪.‬‬
‫مسالك التربية الخاطئة‪:‬‬
‫تختلف التربية من أسرة إلى أخرى والتي قد يتضرر منها األبناء‪ .‬وهناك نوعان من األسر التي‬
‫تتبع مسالك خاطئة‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬األسر التي تسلك درب الشدة في التربية بحيث ال تتهاون مع أي أمر مهما كان‬
‫صغير‪ ،‬وال تسعى لمعالجته أو معرفة السبب الكامن خلفه‪.‬‬
‫ًا‬
‫والنوع الثاني‪ :‬األسر التي تسلك درب التهاون والتغاضي عن أي فعل مهما كان جسيمًا‪ ،‬مبررة‬
‫ذلك بالحرية الشخصية لألبناء وترك لجام األمور بأيديهم‪.‬‬
‫في النوعين السابقين هناك خطأ فادح قد يتسبب بتدهور األبناء وابتعادهم عن الدرب القويم‪،‬‬
‫وقد تكون العواقب في كلتا الحالتين وخيمة وتسبب األذى للمجتمع وتزيد من حاالت الشذوذ‬
‫األخالقي واألدبـي‪.‬‬
‫من هنا نعرف بأن التربية تدخل في متاهات خطيرة ما لم نسلك الدرب الصحيح في هذه‬
‫المهمة الجليلة‪ ،‬وهو ما يمكن أن نسميه درب التربية الصالحة المعتدلة‪.‬‬
‫ونحن كمجتمعات مسلمة ال بد لنا أن نستمد وسائل تربيتنا من شريعتنا السمحاء القويمة التي ال‬
‫بد من غرزها في نفوس أبنائنا فقد قال الرسول صّلى هللا عليه وسلم‪( :‬كلكم راع وكل ارٍع مسؤوٌل‬
‫عن رعيته)‪ .‬فهذا تنبيه نبوي ألرباب األسر من أب وأم بأنهما مسؤولين أمام هللا عن رعيتهم‪.‬‬

‫أساليب التربية‪:‬‬
‫لكل ُم شكلة حل وللتربية أساليب يتخذها الُم ربـي الفاضل للوصول ألهدافه التربوية الحسنة‪.‬‬
‫‪ v‬إتباع هدي القرآن والسنة النبوية‪:‬‬
‫مجتمعنا اإلسالمي ُيحتم علينا إتباع القرآن والسنة النبوية التي هي نبراس ونور ُيقتدى به عبر‬
‫األزمان وهما صالحان لكل زمان ومكان‪.‬‬
‫فيجب أن نحتذي بالتربية اإلسالمية الوسطية المبنية على ما كفله اإلسالم للحياة البشرية عامة‬
‫التي شملت جميع مجاالتها الحياتية‪ ،‬ويجب غرس محبة ومخافة هللا في نفوس النشء ُم نذ الِص غر‬
‫وتدريبهم لفظيًا وفعليًا‪.‬‬
‫وهناك عدة طرق ُتسلك في هذا السبيل من التربية منها‪:‬‬
‫جعل محبة هللا في قلوبهم‪ ،‬واستشعارها باألساليب البسيطة التي ُتقربهم من‬ ‫•‬
‫ُح ب الِع بادات والعمل بها‪.‬‬
‫العمل على تربيتهم على أساس أن ما يحصل لهم من أمور حسنة فهو ِه بة‬ ‫•‬
‫وُم كافئة ُيكافئهم هللا بها‪.‬‬
‫تعويدهم على الصالة بشكل ُم حبب دون تنفير‪ ،‬وأخذهم من فترة إلى أخرى‬ ‫•‬
‫إلى المسجد وهذا لألطفال ما دون سن السابعة‪.‬‬
‫‪ l‬غرس مخافة هللا في قلوبهم‪ ،‬بحيث نجعل كل أمر ُم شين وغير صحيح تحت‬
‫دائرة العقوبة من هللا؛ كتلفظهم باألقوال البذيئة وقيامهم باألفعال الُم شينة وكذلك عدم طاعة‬
‫والديهم فنجعل مثل تلك األمور ُم حاطة بالعقوبة أمامهم إن قاموا بها‪.‬‬
‫‪ v‬بناء الثقة الشخصية‪:‬‬
‫من المؤكد أن غرس الثقة في نفوس األبناء من األساليب الُم همة في التربية‪ ،‬وستكون بمثابة‬
‫الطريق الثابت والُم مهد لُم ستقبل ُم شرق‪.‬‬
‫لبناء الثقة الشخصية يجب أن يؤخذ العمر بعين االعتبار‪ ،‬فالشخصية تبنى بالتدرج مع التقدم‬
‫بالعمر من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة‪ ،‬فمن خالل الوالدين ُهناك ُفرصة أكبر لبناء شخصية‬
‫قوية ومتينة مهما كانت العوامل الخارجية عكسية‪ ،‬بحيث يكونان داعمين أساسيين بعيدين ُك ل البعد‬
‫عن التثبيط النفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫هناك عوامل نفسية تشتت األبناء وتزيد من احتمال فقدانهم للثقة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫< قلة احترام الوالدين ألبنائهم‪ ،‬وجعلهم تحت وطأة االستهزاء شبه الدائم‪.‬‬
‫< التقليل من شأنهم أمام الناس‪.‬‬
‫السعي الدائم والمباشر لتربية األبناء نتيجة أي خطاء قد يبدر منهم‬ ‫<‬
‫وخصوصًا بحضور الغرباء‪.‬‬
‫< ضرب األبناء أمام الناس‪ ،‬والتفوه بألفاظ سيئة بحقهم‪.‬‬
‫< عدم احترام رأيهم في أمورهم الشخصية ومقتنياتهم مثل األلعاب والمالبس‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫< إسكاتهم بأسلوب ُم هين عند إبداء رأي غير مناسب وتهديدهم بعدم إبداء أي‬
‫رأي آخر‪.‬‬
‫ومن العوامل الُم ساعدة على بناء الثقة الشخصية‪:‬‬
‫< احترام الوالدين ألبنائهم‪ ،‬والثناء عليهم‪.‬‬
‫مدح الوالدين ألبنائهم بلطف ودون مبالغة أمام الناس خصوصًا عندما‬ ‫<‬
‫يستحسنون تصرفهم‪ ،‬فهذا المديح يغرس في نفوسهم ثقة بأن ما قاموا به أمر حسن‬
‫فيداومون عليه مستقبًال‪.‬‬
‫< عدم توبيخ األبناء أمام الناس عما يرتكبونه من أخطاء مهما كانت كبيرة أو‬
‫صغيرة‪ ،‬بل يقومون بتوجيههم وتبيان الخطأ الذي قاموا به على انفراد بعيدًا عن مرأى‬
‫الناس‪ ،‬وعن سائر اإلخوة‪ .‬وفي حال تكرار الخطأ يعاقب المخطئ بعيدًا عن عيون الناس‬
‫وبأساليب تربوية صحيحة إما بحرمانه من أمر يحبه أو عدم محادثته لفترة حتى يعود‬
‫ويتأسف عما بدر منه والطرق كثيرة في هذا الشأن‪.‬‬
‫< منح األبناء فرصة االعتماد على أنفسهم في أمور بسيطة‪ ،‬مثل ارتداء‬
‫المالبس‪ ،‬وعدم التدخل حتى ولو طلبوا المساعدة‪ ،‬لكي تنشأ لديهم ملكة االعتماد على‬
‫النفس وتصبح محًال للتطبيق ُم ستقبًال في مراحل حياتهم المختلفة‪.‬‬
‫من هنا وبهذه األساليب نستطيع الخروج من متاهات التربية التي تؤرق الكثير من اآلباء‬
‫واألمهات‪ ،‬ونبني أجياًال تسلك المسلك القويم والبعيد عن أي اختالل وضياع بإذن هللا‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫متاهات الُم راهقة‬

‫المراهقة واألسرة‪:‬‬
‫متاهات المراهقة بحّد ذاتها من أصعب المتاهات وأكثرها غموضًا وأصعبها حًال وأعسرها فهمًا‪،‬‬
‫وبعض األسر ‪ -‬إن لم نقل أغلبها ‪ -‬تعاني منها‪ ،‬لما تفرضه من عناية خاصة تستوجب على‬
‫الوالدين أن يكونا أكثر ِح رصًا في التعامل مع أبنائهم المراهقين‪.‬‬

‫دور األسرة في مرحلة المراهقة وطرق االهتمام والتوجيه‪:‬‬


‫لألسرة دور كبير جدًا في هذه المرحلة‪ ،‬توجيهًا وتربية‪ ،‬فالتربية والتوجيه في هذه المرحلة‬
‫تختلف عن سائر المراحل‪.‬‬
‫فاالهتمام والتوجيه له طرق عدة لكي تقي األسرة ذلك الُم راهق من متاهات قد تؤثر عليه في‬
‫حياته العامة ُم ستقبًال‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫بناء الثقة وهي أساس لكل مرحلة عمرية‪ ،‬وحاجز متين ضد أي عوامل‬ ‫‪v‬‬
‫عكسية يواجهها المراهق في حياته‪.‬‬
‫‪ v‬الرقابة بشكل ُم قرب‪ ،‬ولكن بطريقة تكون بعيدة عن كونها مسألة رقيب ُيراقب‬
‫التصرفات ويتجهم تجاه أي خطأ‪ ،‬وإنما رقابة صداقة بين الوالدين وابنهم المراهق أو ابنتهم‬
‫المراهقة بحيث تكون المتابعة الرقابية عن طريق النصح والنصيحة وليس األمر‪ ،‬بالترافق‬
‫مع التوجيه المناسب الذي يعطي المراهق أمانًا وملجأ عندما يبدر منه أي خطأ فيعود‬
‫لوالديه ليستنصحهم في أمره‪.‬‬
‫♣ القرب من المراهق‪/‬ة بشكل دائم وإدخالهما في شؤون األسرة من ترتيب مادي‬
‫مصرفي أو رأي في أمٍر معين‪ ،‬بحيث يوكل إلى المراهق‪/‬ة مهام أساسية يكون مسؤوال‬
‫عنها داخل األسرة‪ ،‬مثًال إدخال المراهق في إدارة مصاريف األسرة مع وجود التوجيه‬
‫الصحيح البعيد عن األمر والحزم وإعطائه خبرًة في كيفية تنسيق المصاريف بالشكل‬
‫المالئم‪ ،‬وكذلك ُتعطى المراهقة فرصًة إلعطاء رأيها فيما يخص المنـزل‪ ،‬بتوجيه من‬
‫والدتها‪ ،‬كل كذلك بطريقة محببة وغير منّف رة‪.‬‬
‫مراعاة التغيرات الفسيولوجية التي تحدث ألجسام المراهقين والتي تحتاج‬ ‫♣‬
‫الهتمام كبير‪ ،‬وشرح تلك المتغيرات للمراهق من قبل والديه‪ ،‬وعدم إهمال شرحها ألي‬
‫سبٍب كان‪ ،‬ألنها من العوامل التي قد تؤدي لضياع المراهق في متاهات نفسية تؤثر عليه‪،‬‬
‫كذلك تحتاج هذه التغيرات التي تط أر على األبناء تفهمًا من الوالدين لها وسعيًا من قبلهما‬
‫لمساعد المراهق على اجتيازها دون أن يكونا سببًا في تعقيدها‪.‬‬
‫المراهق والُم جتمع‪:‬‬
‫من التأثيرات التي تؤثر على المراهقين هي دخولهم المجتمع من دون معلومات ُم سبقة من‬
‫األسرة ‪ -‬والتي تطرقنا لها في عملية االهتمام والتوجيه ‪ -‬فالُم جتمع بطبيعته ناقد سلبـي أكثر مما‬
‫هو ناقد إيجابـي‪ ،‬فتهيئة المراهقين لدخول المجتمع بالطرق السليمة تكون بمثابة وقاية وحاجز‬
‫للمراهق تجاه أي نقد سلبـي قد يواجهه‪ ،‬وهنا نقول إن األسرة هي صمام األمان ألي مراهق من‬
‫خالل إيالء المراهق العناية الوالدية الالزمة‪.‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫متاهات االختيار‬

‫متاهات االختيار الوظيفي‪:‬‬


‫االختيار بشكل عام هو أحد نقاط المتاهات التي يقع بها أي شخص وصل إليها‪ ،‬فهناك من‬
‫يسلك الدرب الصحيح وهناك من يتوه في المتاهة ويكون فريسة لها‪ ،‬بحيث قد ال يخرج منها إال إذا‬
‫عاد مرًة أخرى إلى تلك النقطة وسلك الدرب الصحيح المناسب الذي يخرجه منها‪.‬‬
‫اختيار الوظيفة هو أحد أهم الخيارات التي يبنى عليها كامل المستقبل‪ ،‬وقد ينعكس هذا‬
‫االختيار على األسرة بكاملها‪ ،‬وعند هذا االختيار يجب أن يعي الشخص متطلبات هذا االختيار‪،‬‬
‫ويقارن ويقيس ما لديه من مقومات ألحد الخيارات الوظيفية‪ ،‬فإن تناسب هذا االختيار مع طموحه‬
‫وشهاداته وخبراته فيكون قريبًا من الخروج من المتاهة ولكن عندما نجد أن احد الخيارات ُم ناسب لنا‬
‫ولكن الحظ يحول دون وصولنا إليه‪ ،‬هنا ينتاب البعض شعور بالُخ ذالن واليأس وربما ينعكس ذلك‬
‫سلبًا على مستقبله‪.‬‬
‫يجب على الشخص قبل أن يقف عند هذه النقطة أن يدرك أن للخيط طرف(بداية)‪ .‬فإن حالفه‬
‫الحظ وأمسك بوسطه فخير وهذا قد يساعده على الوصول إلى نهاية الخيط بسرعة‪ .‬ولكن‪ ،‬إن‬
‫أمسكه ببدايته فيجب أن ال ييأس‪ ،‬بل يجب أن يكمل الطريق‪ ،‬ويحاول تطوير نفسه بنفسه تعليميًا‬
‫متوفر سابقًا أو عمليًا من خالل موقعه الذي هو فيه ليزداد خبرة وكفاءة‪ ،‬فبهذا لن‬
‫ًا‬ ‫إن لم يكن ذلك‬
‫يجعل لمتاهات الحياة طريقًا نحوه‪ ،‬وسيبتعد عنها بالِه مة العالية والصبر والتطوير الُم ستمر‪ ،‬ويجب‬
‫أن يجعل رأي الناقدين خلف ظهره ألنها لن تزيده إال سقوطًا‪.‬‬

‫متاهات االختيار الزوجي‪:‬‬


‫كما أسلفنا االختيار هو نقطة بداية ألي متاهة‪ ،‬ولكن التصدي للمتاهة بالحكمة والرأي الصائب‬
‫لن يجعلنا نسلك دروبها الُم ظلمة‪ ،‬فاالختيار الزوجي هو نقطة سيقف عندها فردين ثم جماعة وهي‬
‫األسرة‪ ،‬فاالختيار يجب أن يكون منطقيًا‪ ،‬وعلى أسس دينية أوًال ثم اختيارية للشخص نفسه سواء‬
‫للزوج المقبل على الزواج أم الزوجة‪.‬‬
‫من أخطر ما يكون في هذا االختيار غياب الوعي الديني ووصايا رسولنا الكريم عندما قال‬
‫صّلى هللا عليه وسلم (ُتنكح المرأة ألربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت‬
‫يداك) رواه البخاري ومسلم ورواه أصحاب السنن‪.‬‬
‫هنا حث المصطفى على ذات الدين لما هو أدوم وأقوم بإذن هللا‪ ،‬وإن زاد على ذلك الجمال‬
‫والمال والحسب فهذا أكمل وأحسن‪ ،‬ولكن يغيب ذلك عن الكثير ممن وقع في ذلك االختيار‪ ،‬مما‬
‫يجعلهم تائهين بين الجمال والحسب والمال ُم تناسين الدين وهو األهم واألكمل‪.‬‬
‫كذلك األمر بالنسبة للفتاة التي تعوم في متاهات اختيار الزوج وتسمع من تلك وترى تلك‪،‬‬
‫وتضع في ُم خيلتها فارس األحالم الُم ختلف الذي يحمل جميع الصفات‪ ،‬وعند زواجها تتفاجأ بزوٍج لم‬
‫ٍج‬
‫يكن في الُح سبان‪ ،‬ولم يرتِق لما كانت تتمنى‪ ،‬وتصبح في شذٍب وجذٍب مع نفسها‪ ،‬وربما يتطور‬
‫األمر الختالق المشاكل للخالص منه‪ ،‬ولكن لو تريثت ُك ل فتاٍة ‪ ،‬ورفعت كفّيها داعيًة هللا بالزوج‬
‫الصالح الذي يكفل لها الحياة السعيدة‪ ،‬وابتعدت عن مظاهر الُد نيا الزائلة‪ ،‬لوجدت راحًة تمأل قلبها‪،‬‬
‫فقد قال الرسول الكريم صّلى هللا عليه وسلم‪( :‬إذا خطب إليكم من ترضون دينه وُخ لقه فزوجوه إال‬
‫تفعلوا تكن فتنًة في األرض وفسادًا عظيم)‪ .‬فاالختيار الزوجي هو القائمة األساسية لألسرة‪ ،‬وعنه‬
‫ينتج جيل جديد‪ ،‬سيكون في خدمة الوطن إن كان صالحًا بإذن هللا‪ ،‬ولكن معظم الناس يكونون‬
‫هائمين في متاهاته غير مدركين وغير مميزين إال لجوانب أحادية ربما تكون عديمة القيمة‪.‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫متاهات عامة‬

‫متاهات الفشل‪:‬‬
‫للنجاح والوصول إليه ال بد من الحذر من متاهات الفشل‪ ،‬التي يجب وضعها في الحسبان‪،‬‬
‫وكذلك ال بد من السالك لطريق النجاح أن يحذر من ُح فر وطرقات تؤدي إلى تلك المتاهات التي‬
‫غالبًا ما تكون ًا‬
‫بئر ال قرار لها‪.‬‬
‫بالفعل وراء ُك ل فشل نجاح‪ ،‬ولكن وراء ُك ل متاهة ضياع إن لم تتدارك الطريق الصحيح في‬
‫لحظته ُم بتعدًا عن اآلراء العكسية التي تزيدك فشًال‪.‬‬
‫من يأس وجعل ما أمامه سوادًا‪ ،‬فهذا حتمًا سيظل في فشله‪ ،‬وهائمًا في متاهاته التي لن تزيده‬
‫إال سقوطًا‪.‬‬
‫ال تستسلم وال تيأس وال تتقهقر عن موقفك الذي بدأته عن قناعة‪ .‬ولكن جدد الُط رق‪ ،‬وحاول‬
‫وأعد الكرة مرة تلو األخرى‪ ،‬وأستفد من سقوطك الماضي لتصحيح مسيرك الحاضر‪ ،‬واجعل األمل‬
‫نبراس طريقك وحتمًا ستجد أبوابًا ِع دة توصلك إلى باب النجاح المأمول والذي طالما حلمت به‪.‬‬
‫للفشل أسباب ومنها‪:‬‬
‫‪ v‬اليأس من المحاولة األولى‪.‬‬
‫‪ v‬االستماع للنقد كأداة ُم حبطة بدًال من كسبه كأداة للتصحيح‪.‬‬
‫♣ العودة لفشلك السابق باألساليب نفسها والطرق السابقة من دون تصحيح‪.‬‬
‫‪ v‬عدم استشارة أهل الخبرة ومن سبقوك بما أنت مقدم عليه‪.‬‬
‫استشارة من ال يعرف وليس لديه خبرة كافية في المجال الذي تعمل فيه‬ ‫‪v‬‬
‫واألخذ برأيه‪.‬‬
‫♣ البدء بما تقوم به سواء أكان مشروعًا أو مقابلة لوظيفة وغير ذلك من دون‬
‫دراسته أو التحضير له‪.‬‬
‫ومن هنا ندرك أن الفشل له أسباب تمنع من الوصول إلى النجاح‪ ،‬وإذا ما تم إدراكها وتالفيها‪،‬‬
‫فالنجاح يحتاج لثقة ومعرفة بعيدًا عن التخبط واليأس‪.‬‬
‫الكثيرون يريدون سبًال تحول بينهم وبين الفشل‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬إن الفشل ُم الزم دائمًا للنجاح‪،‬‬
‫ولكن ُهناك من يجعل من فشله نجاحًا بعدة طرق مع وجود الثقة بأنه سيصل ألعلى القمم في يوٍم‬
‫من األيام‪.‬‬
‫ُهناك عدد من الُس بل للنجاح منها‪:‬‬
‫‪ v‬الثقة بالنفس‪.‬‬
‫‪ v‬األمل وعدم اليأس‪.‬‬
‫إعادة المحاولة عند ُك ل فشل‪ ،‬واالستفادة من أسباب الفشل السابق لتحقيق‬ ‫‪v‬‬
‫النجاح في الخطوات القادمة‪.‬‬
‫استشارة أهل الخبرة فقط ممن سبق وأن خاضوا في المجال المزمع الخوض‬ ‫‪v‬‬
‫فيه‪.‬‬
‫عدم البدء بأي عمل أو مشروع إال بعد دراسة أو تحضير له بما يضمن دقة‬ ‫‪v‬‬
‫ما تقوم به‪.‬‬
‫‪ v‬هذه بعض الُس بل التي قد تساعد في السعي نحو طريق النجاح والتي قد تبعد عن متاهات‬
‫الفشل التي وقع بها الكثيرون‪.‬‬
‫وهنا أقول‪ :‬في كل فشل ال تقل "خسرت"‪ ..‬بل ُق ل ربحت "ِخ برة" وعزز ثقتك بنفسك وال تيأس‪.‬‬

‫متاهات شبابية‪:‬‬
‫عندما نتحدث عن الشباب‪ ،‬يطول الحديث وتدور القصص‪ ،‬منها ما هو جميل‪ ،‬ومنها ما هو‬
‫قبيح‪ ،‬ومنها ما يدعو للفخر‪ ،‬ومنها ما يدعو للُخ زي والعار‪.‬‬
‫للشباب زهرة وللشباب حالوة ال يتذوقها إال من عاش تفاصيلها الجميلة التي ال تحمل سيئات‬
‫وإن قّلت‪ ،‬فقد قال أبو العتاهية في إحدى قصائده‪:‬‬
‫بكيت على الشباب بدمع عيني‬
‫فلم ُيغِن الُبكاُء وال النحيُب‬
‫فيا أسفًا أسفُت على شباٍب‬
‫ِض‬
‫نعاُه الشيُب وال أرُس الَخ يُب‬
‫عريُت من الّش باِب وكنُت غضًا‬
‫ِق‬
‫كَم ا َيعَرى مَن الَو َر الَق ضيُب‬
‫فَيا َليَت الّش باَب َيُع وُد َيومًا‬
‫فُأخبَرُه بَم ا َف َع َل اَلمشيُب‬
‫فحديث الشباب ال ينتهي وال ُيمل‪ .‬ممن فاتهم قطار الزمن تجدهم يعودون أليام شبابهم لكي‬
‫يروا قصص أيام الشباب والقوة والنشاط‪ ،‬فبعض الشباب تاه وتاهت ُخ طاه والبعض اآلخر اعتلى‬
‫وعلت مكانته‪.‬‬
‫هدر بال‬
‫كلمة الشباب رديفة للهمة واالجتهاد‪ ..‬ومن أضاع شبابه فيما ال ينفعه وجعل أوقاته ًا‬
‫فائدة فقد ظلم نفسه‪ ،‬ومن أقوال علي بن أبـي طالب رضي هللا عنه‪( :‬الوقت كالسيف إن لم تقطعه‬
‫قطعك)‪ ،‬فهذا داللة على أن للوقت أهمية وخصوصًا في وقت الشباب فمن أضاعه فقد خاب‬
‫وخسر‪.‬‬
‫رحلة الشباب إلى المشيب‪:‬‬
‫لكل بداية نهاية‪ ،‬وللشباب نهاية عندما تكبر في العمر‪ ،‬وتخبو همتك‪ ،‬ويشح نظرك‪ ،‬ويضعف‬
‫عكاز لتسند قوتك التي فنيت مع تقدمك في العمر‪.‬‬
‫ًا‬ ‫سمعك وتحمل‬
‫ِه‬
‫دع الكسل والخمول‪ ،‬وشد من عزيمتك‪ ،‬واشحذ متك‪ ،‬وبادر بالدنيا قبل أن ُتبادر عليك‪،‬‬
‫استنشق الهواء بكلتا رئتيك‪ ،‬فغدًا سيصعب عليك التنفس لضعفهما‪ ،‬ونفذ عن ساعديك‪ ،‬وابحث عن‬
‫رزقك ونجاحك‪ ،‬وال تقف عند مستوى واحد في حياتك‪ ،‬بل ضاعف جهدك‪ ،‬وطّو ر نفسك لألفضل‬
‫فاألفضل‪.‬‬
‫رحلة الشباب ال تتوقف بل سائرة رضيت أم أبيت‪ ،‬فأغتنم شبابك قبل هرمك‪ ،‬وابِن ُم ستقبًال‬
‫ُم شرقًا لك يعيش به أفراد أسرتك من بعدك وترتاُح به في مشيبك من عناء الُد نيا‪.‬‬
‫غفوة الشباب‪:‬‬
‫للشباب غفوة وكبوة‪ ،‬ولكن ُهناك من ُيفيق منها ويقف على قدميه بعد سقوطه‪ ،‬وهناك من يغفو‬
‫في ُس باٍت عميق ال ُيدرك ما حوله‪ ،‬فتجده يعيش باألحالم الواهية‪ ،‬وبالصداقات الزائلة‪ ،‬وباألوقات‬
‫حائر ال يعرف للمجِد طريقًا وال للسعادِة مكانًا‪ ،‬يرى هذا وذاك‪ ،‬ويقول ليتني بمكان‬ ‫ًا‬ ‫الفاسدة‪ ،‬تائهًا‬
‫ذاك وذاك‪ ،‬من دون أن يسير بنفسه لما يحلم وُيريد‪ ،‬يعيش في التقليل من شأن من سبقوه بالعلم‬
‫والنجاح‪ ،‬ويسُب من يعلوه شأنًا ألنه أخفق في الوصول بسبب متاهات الحياِة التي لم يعرف لها حًال‬
‫وباألصح لم يبذل جهدًا إليجاد الحلول لها والخروج منها‪.‬‬

‫متاهات إلكترونية‪:‬‬
‫يزخر عالم التكنولوجيا منذ بدايته حتى يومنا هذا بالمنافع الكثيرة والكبيرة التي خدمت الدول‬
‫والُم جتمعات واألفراد‪ ،‬إن هذه التقنيات الحالية أصبحت جزءًا ال يتج أز من الحياِة عامة‪ ،‬وبكل تأكيد‬
‫لكل إيجابـي جوانب سلبية تؤثر عليه بشكٍل أو بآخر‪.‬‬
‫كبير‬
‫ًا‬ ‫ومما ال شك فيك أن التكنولوجيا بمختلف أنواعها ألقت بظاللها على أفراد الُم جتمع‬
‫وصغير وأدخلتهم في عالٍم صغير‪ ،‬مما جعل لها متاهات خطيرة جدًا خاصة على النشء‪ ،‬فجعلتهم‬ ‫ًا‬
‫تائهين داخل العالم االفتراضي البعيد عن الواقع‪ ،‬وسلبت العقول والُم عتقدات والتقاليد لدى البعض‬
‫من ُم ستخدميها من ِص غار السن‪ ،‬وأصبح الممنوع مسموحًا والُم غلق مفتوحًا‪ ،‬ولم تعد ُهناك قيود‪،‬‬
‫وزادت الُح رية من خالل الغوص في متاهاتها الُم ظلمة‪.‬‬
‫لقد أصبح من الملح والضروري أن تلعب األسرة والمجتمع ًا‬
‫دور إيجابيًا في حماية العقول‬
‫والمعتقدات الدينية التي هي أساس مجتمعنا اإلسالمي الُم حافظ‪ ،‬من خالل تفعيل إيجابيات‬
‫التكنولوجيا ونبذ سلبياتها بشتى الطرق والوسائل الُم تاحة‪.‬‬

‫متاهات تعليمية‪:‬‬
‫كلنا نعلم أن للعلم نور ُيستضاء به‪ ،‬وهو الهدف األسمى للوصول للنجاح األعلى والمعرفة‬
‫والثقافة التي ترفع شأن صاحبها‪ ،‬يعيش بعض الطالب في المراحل الدراسية شتاتًا خصوصًا بعد‬
‫تخرجهم من مرحلٍة إلى مرحلٍة أخرى‪ ،‬وذلك لخروجهم من بيئٍة مدرسية ُم عتادة إلى أخرى جديدة ُك ليًا‬
‫مكانيًا وطالبيًا وموادًا وُم علمين‪ .‬هنا تبدأ نقطة المتاهة التي تستوجب وقوف الوالدين إلى جانب‬
‫أبنائهم حتى يعتاد األبناء على ما استجد حولهم وما انتقلوا إليه‪.‬‬
‫متاهة ما بعد المرحلة الثانوية‪:‬‬
‫هذه المرحلة هي مدخل لمكانين إما االنتقال للُم ستقبل الوظيفي وإما إكمال الدراسة‪ ،‬فإذا انتقل‬
‫الطالب إلى الوظيفة ُهنا يحتاج للتحفيز والشد من أزره‪ ،‬وإذا انتقل إلى مرحلة الدراسة الجامعية‬
‫وإكمال الدراسة فهنا يحتاج للتوجيه نحو الُم ستقبل الوظيفي واختيار التخصص الذي يتوافق مع ما‬
‫يراه الطالب دون إرغامه على تخصص معين يراه أحد الوالدين مناسبًا‪ ،‬ألنه إذا أرغم سيعود عليه‬
‫بالضرر وربما لن يستطيع إكمال ما بدأه‪.‬‬

‫متاهات أخالقية‪:‬‬
‫من أنقى وأسمى صفات البشر هي األخالق التي ُتكسب الشخص ِص فًة تجعله أكثر جاذبية‬
‫ويستحوذ بواسطتها في قلوب البشر مكانًا ومكانة‪ ،‬فغيابها له مساوئ تجعل من فقدها مذمومًا‬
‫ومنبوذًا بين الناس‪.‬‬
‫في متاهات سوء الُخ لق نجد من اكتسبها من والديه وذلك بسبب سوء معاملة والديه له أو‬
‫بسبب داللهما الزائد له‪ ،‬فلألمرين دور في سوء الُخ لق ُم ستقبًال‪ ،‬مما يجعل الشخص تائهًا لوصف‬
‫الناس له بقبيح الُخ لق مما ينعكس على الشخص نفسيًا ويجعله كارهًا للمجتمع الُم حيط به‪.‬‬
‫لزرع المودة والمحبة منذ الصغر إيجابيات في جعل الشخص حسن الُخ لق بحيث تصبح المودة‬
‫والمحبة إحدى صفاته التي يتعامل بها مع الُم حيطين به‪.‬‬

‫متاهة الشيخوخة‪:‬‬
‫لكبار السن متاهة قد يواجهونها في مرحلة معينة‪ ،‬وذلك عندما يخرج أبنائهم من كنفهم إلى‬
‫ُم جتمع وأسرٍة جديدة بعد زواجهم‪ ،‬وهذا ما قد يعود عليهم بالوحدة بعد التفاف أبنائهم حولهم‪.‬‬
‫توتر نفسيًا لدى‬
‫فغياب األبناء الُم ستمر عن آبائهم وأمهاتهم لظروفهم األسرية الجديدة سيخلق ًا‬
‫الوالدين‪ ،‬مما يزيد تشتتهم ومتاهتهم ورؤية ما حولهم فارغًا‪ ،‬فيهربون من واقعهم بالعودة الُم ستمرة إلى‬
‫الماضي من خالل ذاكرتهم‪ ،‬وقد يترافق ذلك مع الحزن إذا كان األبناء في غياب ُم ستمر‪.‬‬

‫للبَّر أثر ديني واجتماعي ونفسي‪:‬‬


‫من البّر ما جعل البار في أعلى مكانة وأسعد حاًال‪ ،‬ومن العقوق ما جعل العاق أخذل مكانة‬
‫وأتعس حاًال‪ ،‬بّر الوالدين يجعلهما أكثر اتزانًا وأمانًا اجتماعيًا ونفسيًا‪ ،‬فال تبخل على نفسك األجر‬
‫العظيم الذي سيكون مردوده أعظم وأقوم‪.‬‬

‫متاهة ُم عاق‪:‬‬
‫هذه الفئة الغالية على الُم جتمع التي تستحق الكثير والكثير من الُم جتمع‪ ،‬أقصد ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة الذي َم ّن هللا عليهم باالبتالء في حياتهم‪ .‬فعن أنس بن مالك رضي هللا عنه‬
‫َأ‬
‫أنه النبـي صلى هللا عليه وسلم َق اَل ‪ِ( :‬إَّن ِع َظ َم الَج َزاِء َم َع ِع َظ ِم الَبَالِء ‪َ ،‬و ِإَّن َهَّللا ِإَذ ا َأَح َّب َق ْو ًم ا‬
‫اْب َتَالُهْم ‪َ ،‬ف َم ْن َر ِض َف َلُه الِّر َض ا‪َ ،‬و َم ْن َس ِخ َط َف َلُه الَّس َخ ُط )‪.‬‬
‫َي‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪ِ( :‬إَّن اْل َع ْب َد ِإَذ ا َس َبَق ْت َلُه ِم ْن ِهَّللا َم ْن ِز َلٌة َلْم َيْب ُلْغ َه ا ِبَع َم ِلِه اْب َتَالُه ُهَّللا ِفي‬
‫َج َس ِد ِه َأْو ِفي َم اِلِه َأْو ِفي َو َلِد ِه )‪.‬‬
‫ِع‬
‫من هذه األحاديث النبوية التي ُتبشر بالخير لمن ابتالهم هللا وصبروا واحتسبوا يتبين َظ َم‬
‫األجر والمثوبة‪.‬‬
‫الُم عاق واألسرة‪:‬‬
‫يحتاج الُم عاق لِع نايٍة خاصة تختلف ُك ليًا عن العناية باألسوياء‪ ،‬وكٍل على حسب مدى وشدة‬
‫كبير في رعايتها له خصوصًا إذا كانت تعيش بمستوى محدود ماديًا‬ ‫ًا‬ ‫إعاقته‪ ،‬فاألسرة تحمل همًا‬
‫واجتماعيًا‪ ،‬ولكن للمعاق حقوق أسرية يجب أن تقوم بها األسرة‪ ،‬وتكفلها له بما يربطه بها من قرابة‪،‬‬
‫وال تقتصر الحقوق على اإلنفاق المادية وتغطية نفقات المعاق‪ ،‬فهو يحتاج فضًال عن الدعم المادي‬
‫دعمًا معنويًا ونفسيًا قد يكون له أثر عالجي في بعض األحيان والحاالت‪.‬‬
‫الُم عاق والُم جتمع‪:‬‬
‫ُيعتبر الُم جتمع داعمًا نفسيًا قويًا لذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬إذا انتشرت ثقافة التعامل الجيد‬
‫معهم‪ ،‬ولكن هذه الثقافة ولهذا اليوم محدودة االنتشار في الُم جتمعات‪ ،‬وذلك لقلة الداعمين لنشرها‪،‬‬
‫وهنا الكل مسؤول عن نشر هذه الثقافة سواء أكانت مؤسسات حكومية وإعالمية وتعليمية أو‬
‫مؤسسات خاصة‪ ،‬فبتظافر الجميع سيكون ُهناك دراية وثقافة للتعامل مع هذه الفئِة الغالية‪ ،‬والتي‬
‫يعيش معظم أفرادها في متاهات اجتماعية بسبب غياب فن التعامل مع ذوي االحتياجات الخاصة‬
‫واألسلوب األنسب واألجمل في كيفية األخذ والعطاء بينهم وبين الُم جتمع‪.‬‬
‫الفصل السادس‬
‫ُم قتطفات خاصة‬

‫عالة الُم جتمع من الرجال‪:‬‬


‫‪ ý‬رجل يزدري البشر وُيقلل من كرامتهم‪.‬‬
‫‪‎‎ ý‬رجل يكسب من عرق جبين غيره‪.‬‬
‫‪ ý‬رجل نومه أكثر من صحوته‪.‬‬

‫عالة الُم جتمع من النساء‪:‬‬


‫من ترى نفسها فوق النساء‪.‬‬ ‫‪ý‬‬
‫من ُتخَد م في بيتها‪.‬‬ ‫‪ý‬‬
‫من ُيربـي غيرها أبنائها‪.‬‬ ‫‪ý‬‬

‫< الصغير يرى الِك بار أقوياء‪ ..‬والكبير يرى الِص غار أنقياء‪.‬‬
‫هنا الكل يرى النقص الذي لديه في اآلخر‪.‬‬
‫أحيانًا نفعل ما ال ُنريده وهذا الِفعل ُم كتسب من أشخاص يتحتم علينا‬ ‫<‬
‫ُم جا ارِت هم واالنصياع النفعاالتهم‪.‬‬
‫< في هذا الزمن عندما ُتبدي النصيحة تكون في نظر من تقدمها له ُم تخلفًا‬
‫وغير مرغوب بك‪ ،‬لذا نتجنب دائمًا تقديم النصح للغير‪ ،‬وهذا في األصل أمر سلبـي وغير‬
‫ديني‪.‬‬
‫< العقول الناقصة هي من ترى نفسها في درجة الكمال‪ ،‬متناسية أن الكمال هلل‬
‫وحده‪.‬‬
‫< دائمًا ُن لقي اللوم على الوقت والزمن ونقول تبدل واختلف‪ ،‬ولكن في حقيقة‬
‫األمر ُهما بريئان من ذلك‪ ،‬والذي تبدل واختلف هو نفوس البشر وقلوبهم‪.‬‬
‫< من أشد أنواع الفشل تقليل الشخص من شأن نفسه وذوبان ثقته في مزيج من‬
‫كالم الحاقدين وأعداء النجاح‪..‬‬

‫ازرع‪" :‬الثقة واألمل والتحفيز الذاتي بداخلك"‪.‬‬


‫< ُهناك من يتقبل النقد ويجعله أساسًا وأسلوبًا يستخدمه لطريق النجاح‪ ،‬وفي‬
‫الُم قابل نجد أشخاصًا ال يتقبلونه ويعتقدون أن النقد أسلوب مهين‪.‬‬
‫< الصعود لألعلى يحتاج لمجهود وِه مة عالية‪ ،‬بينما النـزول ال يحتاج إلى‬
‫مجهود‪ ،‬فأنت الُم خير ولك االختيار‪ ،‬إما للعلو والمجد أو للسقوط والنسيان‪.‬‬
‫< التنشئة الدينية من أهم العوامل التي ُتساعد على بناء ُم جتمع ارٍق في ظل‬
‫االستقامة واالعتدال‪.‬‬
‫< المراهقة هي ُم فترق ُط رق إما لالستقامة والنجاح أو لالنحراف والفشل‪ ،‬وهنا‬
‫تكمن أهمية األسرة وأسلوب التربية المناسب‪.‬‬
‫< من أشد ما ُيطيح بمن ُيريد الوصول بالتربية للقمم هو ظهور أعداء التربية‬
‫وهم الذين فشلت فيهم المقومات والتعليم‪ ،‬فحذاري أن ُتنصت لهم‪.‬‬
‫< يعتبر انشغال الوالدين عن أبنائهم فترات طويلة أحد أسباب انحراف األبناء‬
‫وضياعهم في ُط رقات الشر‪.‬‬
‫< عندما تجد نفسك ُم ستعدًا لُظ لم الناس‪ ،‬فقف قليًال وتذكر بأنك ستقف أمام هللا‬
‫وأنه كفيل بأخذ حقهم منك‪ ،‬فحتمًا ستستدرك نفسك ولن تظِلم‪.‬‬
‫< ال يعني اختالفي معك أن يكون ُهناك ُك ره وِح قد‪ ،‬فاالختالف رحمة‪ ،‬ومن‬
‫يجعل من االختالف ِخ الفًا‪ ،‬نقول له إنه قليل الحكمِة صغير العقل‪.‬‬
‫< العصبية التي نراها في أطفالنا إنما هي ُم كتسبة من سلوكنا العصبـي أمامهم‬
‫وكذلك من معاملتنا الشرسة لهم‪.‬‬
‫< عقل بدون معرفة ال ُيساوي شيئًا‪...‬‬

‫كذلك هو الِع لم بدون تطبيق‪...‬‬


‫< ُك ن ُش جاع ِب رأيك لكي تستقل ِبفكرك‪.‬‬
‫< بالتربية الصحيحة والسليمة المبنية على الدين والمبادئ القويمة واألخالق‬
‫الحسنة سنبني مجتمعًا راقيًا‪.‬‬
‫< عندما ُنفكر بالعاطفة قبل العقل سنجد ق ار اًر ُم تذبذبًا يهضم حقوق طرف‬
‫آخر‪..‬‬

‫ار صارمًا وأليم‪.‬‬


‫وعندما ُنفكر بالعقل قبل العاطفة سنجد قر ًا‬
‫يجب المزج بينهما‪...‬‬
‫< الراحة النفسية تعتمد على ثالثة أمور رئيسية‪:‬‬
‫‪ُ .1‬قربك من هللا‪.‬‬
‫‪ .2‬احترامك لذاتك‪ ،‬واآلخرين‪.‬‬
‫‪ .3‬ثقتك بنفسك‪ ،‬وعدم تتبع ما ُيقال عنك‪.‬‬
‫< غياب الِع قاب عند أخطاء األبناء وتبرير ذلك بعدم تعقيدهم‪ ،‬هو الخطوة‬
‫األولى للتمادي وقلة التربية التي نراها‪.‬‬
‫< ال تدع لليأس طريقًا إليك‪ ،‬فهو أساس كل فشل‪.‬‬
‫< ال تعتقد أن طيبتك عيب فيك‪ ،‬بل هي وسيلة ناجحة لكسب قلوب البشر‪.‬‬
‫< عندما ُتزرع الثقة‪ ..‬سيكون ُهناك فرصة أكبر للنجاح والتطور‪...‬‬

‫األبناء بحاجة للثقة لكي ُتساعدهم ُم ستقبًال‪...‬‬


‫بادر بحل مشاكلك في حينها‪ ،‬فتراكم المشاكل سُيضر بك وسيصعب عليك‬ ‫<‬
‫حلها‪..‬‬

‫لكل ُم شكلة حل فال تنتظر‪...‬‬


‫< ال ُيقاس الفشل بعدم أهلية من وقع به‪ ..‬فأساس النجاح هو "الفشل"‪.‬‬
‫< عندما تتغاضى عن رذيل األقوال‪ ،‬فهذا ليس ضعفًا‪ ..‬وإنما قوة تعلو هامتك‬
‫وتدمر قائلها‪.‬‬
‫< من ُط رق النجاح "الُم بادرة" ال تترد في أي موقف تجد نفسك ًا‬
‫قادر على إبداء‬
‫رأي أو القيام بُم همة أو‪ ..‬إلخ‪ ..‬فقط بادر‪.‬‬
‫< المشاكل األسرية من المؤثرات السلبية التي تؤدي إلى تدني مستوى الطالب‪.‬‬
‫< بيننا وبين مصاعب الحياة فقط الُبعد عن هللا‪ ..‬ما دمت من هللا أقرب فأنت‬
‫للسعادِة أقرب‪.‬‬
‫< عندما تكون في القمة سُترشق بالِح جارة‬
‫وعندما تكن في األسفل سُتداس‪.‬‬
‫في األولى ضريبة النجاح‬
‫وفي الثانية نتيجة الخوف وعدم الثقة‪..‬‬
‫ولك االختيار‪....‬‬
‫< عندما ُتريد حًال لمشاكلك‪ ،‬اجعلها كأنها لغيرك‪ ،‬وابدأ في طرح الحلول‪ ،‬فحتمًا‬
‫ستجد أكثر من حل‪.‬‬
‫< لكل أسلوب في التربية إيجابياته‪ ..‬ولكن يجب أن ال نغفل عن سلبياته فربما‬
‫تطغى سلبيات األسلوب الُم تبع على إيجابياته فيكون ضرره أكبر من فائدته‪.‬‬
‫< بين النجاح والفشل‪ ..‬خطوة‬
‫تلك الخطوة هي‪ :‬الثقة‬
‫بمعنى "الثقة" مفتاح لكل نجاح‪.‬‬
‫< ال تقس نفسك بغيرك‪ ..‬فقياسك سيؤخرك ويصنع منك حاسدًا فاشًال‪ ..‬أو‬
‫تكبر ُم تعاليًا‪.‬‬
‫ُم ًا‬
‫ِع‬
‫< رجاحة العقل ليست بال لم وحده‪..‬‬
‫فهناك ُم تعلم فاقد لها‪ ،‬بينما في الُم قابل غير ُم تعلٍم كاسب لها‪.‬‬
‫< المشاكل األسرية تبقى في طور الحل ما دامت ال تتعدى إطار األسرة‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫في نهاية البداية التي استعرضنا فيها بعض جوانب متاهات الحياة الكثيرة والتي ترتبط ارتباطًا‬
‫دائمًا بالفرد ُم نُذ أن خلقه هللا تعالى حتى نهاية ُع مره في هذه الحياة‪ ،‬وطرحنا بعضًا من اآلراء‬
‫الخاصة التي قد ُتساعدنا في عبور تلك المتاهات وبأسلوب ُم بسط ُيستساغ لدى القارئ الكريم‪.‬‬
‫في النهاية أتمنى أن أكون قد وفقت في إيصال ما طرحته‪ ،‬ويكون فيه فائدة للبعض في‬
‫حياتهم‪ .‬وداعيًا هللا أن يكتب لنا ولكم األجر والمثوبة‪.‬‬

‫انتهى‬

You might also like