You are on page 1of 1

‫مولد النبي نور على نور ُو لد سيد الخلق وخاتم األنبياء والمرسلين في يوم الثاني عشر من‬

‫شهر ربيع األول من عام الفيل‪ ،‬حيث أضاء بحسنه مكة المكرمة التي ُو لد فيها‪ ،‬فكان بشرى‬
‫ألمه آمنة بنت وهب‪ ،‬وخير خلف ألبيه الهاشمي المتوفى عبد هللا بن عبد المطلب ومصدر‬
‫فخر وسرور لجّد ه عبد المّط لب الذي تبّن اه بعد وفاة أمه‪ ،‬ثم وّلى أمره لعمه أبي طالب من‬
‫‪.‬بعده‬

‫في هذا اليوم العظيم ُيستحسن الذكر‪ ،‬واإلكثار من الصالة على الشفيع لنيل شفاعته يوم‬
‫الدين‪ ،‬كما يجب أن ُت ستغل هذه الذكرى بكل ما هو مفيد من عمل الخير على اختالفه‪ ،‬فُتقّد م‬
‫الصدقات وُت ستذكر األحاديث النبوية الشريفة والسنن‪ ،‬وُيجمع األطفال على فيٍض من‬
‫المواقف النبوّية السمحة ليتعرفوا على نبِّيهم وهادي أمتهم أكثر‪ ،‬ويتلَّمسون حالوة أخالقه‬
‫‪.‬بقلوبهم؛ ليقتدوا به‬

‫شكر هللا على نعمة المولد والرسالة‬


‫يجب شكر هللا ‪-‬تعالى‪ -‬علينا بأن أكرمنا برسوله ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬وال يمكن حصره‬
‫وال بلوغه‪ ،‬وإن أولى مقامات هذا الشكر والمحبة هو مقام االمتثال واالنقياد ألمر هللا ‪-‬‬
‫تعالى‪ -‬وأمر رسوله‪ ،‬واجتناب نواهيه والحذر من معصيته‪ ،‬لقوله ‪-‬تعالى‪ُ( :-‬قْل ِإن ُك نُتْم‬
‫ُتِح ُّبوَن الَّلـَه َفاَّت ِبُعوِني ُيْح ِبْب ُك ُم الَّلـُه َو َي ْغ ِفْر َلُك ْم ُذ ُنوَب ُك ْم َو الَّلـُه َغ ُفوٌر َّر ِحيٌم)‪]٤[.‬‬

‫محبة النبي في الكتاب والسنة‬

‫إّن محبة رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أصل من أصول اإليمان؛ ألّن المحبة القلبية هي‬
‫ُأولى عالمات اإلقرار واالعتراف بفضل المحبوب ودليل على مكانته في قلب الُمحب‪ .‬ومن‬
‫هنا جاء قول الرسول الكريم‪( :‬اَل ُيْؤ ِمُن أَح ُد ُك ْم ‪ ،‬حَّت ى أُك وَن أَح َّب إَلْي ِه ِمن واِلِدِه وَو َلِدِه والَّن اِس‬
‫أْج َم ِعيَن )‪ ]٩[،‬فرسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬هو المعصوم الذي يتعلق فالحنا ونجاتنا‬
‫باتباعه‪ ،‬فيجب أن تغلب محبته محبة كل أحٍد من الخلق‪ ،‬حتى لو كان الوالد أو االبن الذين‬
‫فطر هللا الخلق على محبتهما‪]١٠[.‬‬

You might also like