Professional Documents
Culture Documents
9 2017 10 13!11 57 06 PM
9 2017 10 13!11 57 06 PM
تعليم التفكير
مفاهيم وتطبيقات
1
تتبنى هذه البرامج منحى بياجيه في التطور المعرفي .وتهدف إلى تزويد الطلبة بالخبرات والتدريبات التي
تنقلهم من مرحلة العمليات المادية إلى مرحلة العمليات المجردة التي يبدأ فيها تطور التفكير المنطقي والعلمي
وتركز على االستكشاف ومهارات التفكير واالستدالل والتعرف على العالقات ضمن محتوى المواد الدراسية
التقليدية .وقد طورت برامج تمثل هذا االتجاه لطلبة السنة األولى في جامعة نبراسكا وبعض كليات المجتمع
في والية الينيو بالواليات المتحدة(.تعليم التفكير)
ومن بين أشهر برامج تعليم التفكير ومهاراته نذكر ما يأتي:
الجدول رقم (33/ 1-1تعليم التفكير)
قائمة بأشهر البرامج التربوية التي طورت بهدف تعليم التفكير ومهاراته
-1الحل اإلبداعي للمشكالت ألوسبورن Osborn's Creative Problem Solving
-2مهارات التفكير لتابا Tabas Thinking Skills
-3البناء العقلي لجيلفورد )Guilford's Structure of Intellect ( SOLI
-4برنامج كورت لديبونو ) de Bonos Congnitive Research Trust ( CoRT
-5برنامج التفاعل المعرفي االنفعالي لوليام Williams Cognitive-Affective Interactive
Program
Lipmans Philosophy for Children -6برنامج الفلسفة لألطفال للبمان
-7برنامج فيورستين التعليمي االغنائي Feuersteins Instructional Enrichment Program
وإلعطاء صورة موجزة عن طبيعة برامج تعليم التفكير ،نقدم نموذجًا ألحد أشهر البرامج المطبقة في كثير من
دول العالم وهو " برنامج ديبونو لتعليم التفكير "(.تعليم التفكير)
برنامج ديبونو لتعليم التفكير (de Bono Thinking Program ( CoRT ) :/34تعليم التفكير)
ربما كان ديبونو من أبرز علماء التفكير الذين يدافعون بقوة عن منهجية تدريس مهارات التفكير أو أدواته
بطريقة مباشرة ،مستندًا بذلك إلى نتائج الدراسات والتطبيقات التي أجريت على برنامجه في كثير من دول
العالم في مجاالت التربية واإلدارة والصناعة (.) ) De Bono, 1984, 1986تعليم التفكير)
أوًال :خصائص البرنامج(34/:تعليم التفكير)
يتميز برنامج ديبونو المعروف بـ CoRTالمشتقة من اسم مؤسسته المعنية بنشر وتطوير البرنامج
Cognitive Research Trustبما يلي:
-1يمكن تطبيق البرنامج بصورة مستقلة عن محتوى المواد الدراسية ،وهذا هو االتجاه الذي يتخذه ديبونو.
كما يمكن االستفادة منه في إطار المواد الدراسية عن طريق اختبار مواقف ومشكالت دراسية من محتوى
المنهاج(.تعليم التفكير)
-2يصلح البرنامج لالستخدام في مستويات الدراسة المختلفة بدءًا من المرحلة االبتدائية أو األساسية مرورًا
بالمرحلة الثانوية وانتهاء بالمرحلة الجامعية(.تعليم التفكير)
-3البرنامج مصمم على شكل دروس أو وحدات مستقلة تخدم كل منها أهدافا محددة ،مما يسهل على
المعلمين فهمها وتقديمها للطلبة بصورة متدرجة(.تعليم التفكير)
-4البرنامج متكامل من حيث وضوح أهدافه وأساليب تعليمه والمواد التعليمية الالزمة والدروس النموذجية
التي يشتمل عليها(.تعليم التفكير)
2
-5يتضمن البرنامج كثيرًا من األمثلة المشتقة من الحياة العملية والتي تحقق شرط اإلثارة واالهتمام لدى
الطلبة(.تعليم التفكير)
-6يتوافر البرنامج في األسواق ،مما يسهل عملية الحصول عليه للراغبين في استخدامه(.تعليم التفكير)
-7بساطة تصميم البرنامج وسهولة تنفيذه إذا توافرت المواد األصلية وتمت ترجمتها إلى اللغة العربية.
(تعليم التفكير)
-8ال يحتاج كل درس من دروس البرنامج الستين أكثر من 45دقيقة ،مما يجعل أمر تطبيقه في الحصص
الصفية سهًال ،ألن طول فترة الحصة عادة في معظم المدارس هو 45دقيقة(.تعليم التفكير)
-9يتوافر عدد كاف من أدوات التقييم الالزمة لفحص مستوى التغير في تفكير الطلبة بعد تطبيق البرنامج.
(تعليم التفكير)
-10يمكن استخدام البرنامج بغض النظر عن مستويات الطلبة أو تصنيفاتهم حسب قدراتهم العقلية(.تعليم
التفكير)
ثانيًا :وصف البرنامج ومكوناته(35/:تعليم التفكير)
يتكون برنامج " كورت " CoRTمن ست وحدات تعليمية تعطي جوانب عديدة للتفكير ،وتتألف كل وحدة من
عشرة دروس صممت بحيث يغطي كل منها خالل حصة صفية تمتد إلى 35قريبًا .وقد طبق البرنامج على طلبة
تتراوح أعمارهم من 8سنوات إلى 22سنة .وقد توزعت دروس البرنامج على الوحدات الستة اآلتية:
الوحدة األولى :توسيع اإلدراك(35/:تعليم التفكير)
وتعنى بتدريب الطلبة على التفكير في جميع جوانب الموقف بكل الطرق الممكنة ،وبأخذ النتائج المترتبة على
كل اختبار بالنظر إلى األهداف المتحققة .ويقترح ديبونو أن تدرس هذه الوحدة في بداية البرنامج ،بينما يمكن
تدريس الوحدات األخرى بأي ترتيب(.تعليم التفكير)
3
الدرس الثاني :أعتبر كل العناصر ((36/:)CAFتعليم التفكير)
( ) Consider ALL Factors
يتضمن اكتشاف كل العناصر المرتبطة بالموقف قبل التوصل إلى استنتاج أو فكرة حوله(.تعليم التفكير)
الدرس الثالث :القواعد (Rules :/36تعليم التفكير)
يوفر فرصا الستخدام مهارتي الدرسين األول والثاني ( PMIو (.) CAFتعليم التفكير)
الدرس الرابع :المترتبات والعواقب ((36/:)C&Sتعليم التفكير)
( ) Consequences & Sequel
يعنى بدراسة المترتبات على اتخاذ قرار على المدى القصير والمتوسط والبعيد(.تعليم التفكير)
الدرس الخامس :األهداف والغايات ((36/:)AGOتعليم التفكير)
( ) Aims, Goals, & Objectives
يؤكد على أهمية األهداف عن طريق دراسة األسباب والمبررات(.تعليم التفكير)
الدرس السادس :التخطيط ((36/:)Planningتعليم التفكير)
يهيئ فرصا الستخدام أدوات التفكير التي عرضت ،وخاصة ( ) AGOو ( (.) C & Sتعليم التفكير)
الدرس السابع :ترتيب اولويات المهمة ((36)FIPتعليم التفكير)
( ) FIsrst Important Priorties
يعنى بتركيز االنتباه على ترتيب األولويات بعد توليد الخيارات المحتملة(.تعليم التفكير)
الدرس الثامن :البدائل واالحتماالت واالختيارات ( (37/:) APCتعليم التفكير)
( ) Alternatives, Possibilities, & Choices
يشجع الطلبة على توليد احتماالت غير تلك المريحة أو السهلة ،وذلك لحلحلة الجمود والردود العاطفية في
التفكير(.تعليم التفكير)
الدرس التاسع :القرارات ( (37/:) Decisionsتعليم التفكير)
يتيح الفرصة لممارسة أدوات ( )APCو ( )FIPعلى وجه الخصوص(.تعليم التفكير)
الدرس العاشر :وجهة النظر األخرى ((37/:)OPVتعليم التفكير)
( ) Other Point of View
يوجه اهتمام الطلبة العتبار وجهات انظر اآلخرين ،حتى يتحقق نوع من التوازن مع الدروس السابقة التي
تركزت على موقف الفرد ذاته ،وهنا يتم التأكد على الفروق بين وجهات النظر المختلفة(.تعليم التفكير)
4
المحاوالت الجادة لقياس الذكاء بعد منتصف القرن التاسع عشر .ومن األوصاف والتصنيفات التي أصبحت
تحمل دالالت ذات معنى في الدوائر األكاديمية والتربوية نورد ما يلي:
التفكير التحليلي Analytical Thinking التفكير الشامل /الجشطالتي Holistic Thinking
التفكير المحسوس Concrete Thinking التفكير المجرد Abstract Thinking
التفكير المبدع Creative Thinking التفكير الفعال Effective Thinking
التفكير االستنباطي Deductive Thinking التفكير االستقرائي Inductive Thinking
التفكير المتباعد Divergent Thinking التفكير المتقارب Convergent Thinking
التفكير المتسرع Impulsive Thinking التفكير الناقد Critical Thinking
التفكير غير الفعال Ineffective Thinking التفكير المنتج Productive Thinking
التفكير المنطقي Logical Thinking التفكير الجانبي Leteral Thinking
التفكير فوق المعرفي Metacognitive التفكير التأملي Reflective Thinking
Thinking
التفكير العملي Scientific Thinking التفكير العملي /الوظيفي Practical Thinking
التفكير اللفظي Verbal Thinking التفكير الرياضي Mathematical Thinking
التفكير الرأسي/المركز Vertical Thinking التفكير المعرفي Cognitive Thinking
إن التفكير مفهوم معقد يتألف من ثالثة مكونات هي:
-1عمليات معرفية معقدة ( مثل حل المشكالت ) وأقل تعقيدًا ( كاالستيعاب والتطبيق واالستدالل ) ،وعمليات
توجيه وتحكم فوق معرفية(.تعليم التفكير)
-2معرفة خاصة بمحتوى المادة أو الموضوع(.تعليم التفكير)
-3استعدادات وعوامل شخصية ( اتجاهات ،موضوعية ،ميول )(.تعليم التفكير)
مستويات التفكير
5
فوق معرفي Metacognitive المستوى األول:
استراتيجيات عمليات
6
أعلى مستويات النشاط العقلي الذي يبقى على وعي الفرد لذاته ولغيره أثناء التفكير في حل المشكلة (
) Flavell & Wellman 1977؛
قدرة على التفكير في مجريات التفكير أو حوله ( ) Bruer, 1995؛
التفكير بصوت عال أو الحديث مع الذات ،بهدف متابعة ومراجعة نشاطات حل المشكلة ( Resnick,
) 1987; Ryle, 1979؛
وبالرغم من تباين التعريفات التي وضعها عدد من علماء النفس المعرفيين لمفهوم " فوق المعرفي " ،إال أن
معظم التعريفات – كما يبدو – تشترك في إبراز أهمية الدور الذي تلعبه المهارات فوق المعرفية في فعل التفكير
أو حل المشكالت ،وعليه ،فإنه يمكن تعريف " مهارات التفكير فوق المعرفية " بطريقة تجمع أهم العناصر
المشار إليها سابقًا على النحو اآلتي:
" مهارات عقلية معقدة تعد من أهم مكونات السلوك الذكي في معالجة المعلومات ،وتنمو مع التقدم في العمر
والخبرة ،وتقوم بمهمة السيطرة على جميع نشاطات التفكير العاملة الموجهة لحل المشكلة ،واستخدام القدرات
أو الموارد المعرفية للفرد بفاعلية في مواجهة متطلبات مهمة التفكير "(.تعليم التفكير)
ومن الطريف أن نشير إلى ما أورده ستيرنبرج ( ) Sternberg, 1985في نظريته الثالثية للذكاء .فقد ميز
ستيرنبرج بين ثالثة مكونات لمعالجة المعلومات ،هي:
المكونات األسمى Meta-Ccomponents
مكونات األداء Performance Components
مكونات اكتساب المعرفة Knowledge Acquisiton Components
وعرف ستيرنبرج المكونات األسمى بأنها عمليات الضبط العليا التي تستخدم في التخطيط والمراقبة والتقييم
ألداء الفرد أو نشاطاته العقلية أثناء قيامه بمهمة معينة ،وهي تقابل ما أطلق عليه فليفل ( )Flavell, 1979
وغيره من الباحثين " فوق المعرفي " ووصف ستيرنبرج المكونات األسمى بـ " العمليات ذوات الياقات البيضاء
" White Collar Process-esمقارنة مع مكونات التنفيذ التي وصفها بـ ( العمليات ذوات الياقات الزرقاء
" Blue Col- Iar Processesللداللة على مستوى النشاط العقلي أو مهارات التفكير المنوطة بكل من
هذين المكونين للذكاء ( .) Sternberg, 1988واستنادا لهذا الوصف ،فإن المكونات األسمى أو العمليات
فوق المعرفية تقوم بالتنظيم واإلشراف وإ صدار التعليمات حول كيفية السير في حل المشكالت ،بينما تقوم
مكونات األداء – وهي مهارات تفكير من مستوى أدنى – بتنفيذ العمل وتطبيق استراتيجيات الحل(.تعليم
التفكير)
ثانيًا :هل يمكن تعليمه؟(53/:تعليم التفكير)
سبق أن أشرنا إلى حداثة مفهوم " مهارات التفكير فوق المعرفية " ،وبالتالي لم يكن يظهر في أدب التعليم أو
وثائق النظم التربوية أي نص حول اعتماد هذه الماركات كأحد أهداف التعليم أو التدريب .ولكن مع تعمق
البحوث والدراسات التجريبية حول هذا المفهوم ،تمكن بعض الباحثين من عزل بعض المهارات فوق المعرفية
وتحديدها ،وفتحوا بذلك المجال واسعا لتناول هذه المهارات كأحد مكونات برامج تعليم مهارات التفكير .وقد
استندوا في ذلك إلى حقيقتين ،هما:
7
أ -األهمية القصوى لمهارات التفكير فوق المعرفية في معالجة المعلومات ،على اعتبار أن أي تفكير هادف
يتضمن مهارات معرفية وفوق معرفية ،وبالتالي ال يجوز إهمالها أو االفتراض بأن المتعلم يمكن أن
يجيدها بصورة غير مباشرة عن طريق دراسة محتوى مادة التدريس(.تعليم التفكير)
ب -إن ما ينطبق على مهارات التفكير المعرفية ينطبق على مهارات التفكير فوق المعرفية .ويتفق معظم
الخبراء في مجال علم نفس التفكير على أن أ] جهد جاد لتعليم مهارات التفكير يظل ناقصا ما لم يتصدى
لمهمة مساعدة الطلبة على تنمية مهارات التفكر حول التفكير أو مهارات التفكير فوق المعرفية ،نظرًا
ألهميتها في الوصول إلى مستوى التفكير الحاذق ( ;Beown, Campione, & Day, 1981
.) Sternberg, 1984ولهذا فإن أي برنامج لتعليم التفكير يجب أن ال يقتصر على تنمية الفاعلية في
استخدام عدد من العمليات المعرفية الدنيا أو المتوسطة ،والبد أن يتضمن تدريبات مدروسة لرفع مستوى
استقاللية تفكير المتعلم وفاعليته في ممارسة التفكير الموجه ذاتيا والمنطلق ذاتيًا ،وهذه هي غاية تعليم
مهارات التفكير فوق المعرفية(.تعليم التفكير)
إن مهارات التفكير فوق المعرفية تنمو ببطء بدءا من سن الخامسة ،ثم تتطور بشكل ملموس في سن الحادية
عشرة إلى الثالثة عشرة .وقد أمكن تحديد عدد ال بأس به من هذه المهارات وقياسه ،وأظهرت الدراسات أن
المفكرين والخبراء في حل المشكالت والقارئين الجيدين يتصفون بأنهم يمتلكون سيطرة وقدرة على التحكم في
تفكيرهم وتوجيهه ،كما أنهم يعرفون حدودهم ،ويميزون بين ما يعرفونه وبين ما ال يعرفونه .إنهم يعرفون
هدفهم وكيف يصلون إليه عندما يفكرون في حل المشكلة .كما أثبتت الدراسات فاعلية بعض البرامج التعليمية
لمهارات التفكير فوق المعرفية في تحسن مستوى وعي الطلبة بقدراتهم وكيفية استخدامها ومتى تستخدم،
وأظهرت حدوث تحسن في مستوى االستدالل التمثيلي ومستوى االستيعاب القرائي والشفوي ( Barell,
(.) 1991; Brown, 1989تعليم التفكير)
مهارات التفكير المعرفية(54/:تعليم التفكير)
حددت الجمعية األمريكية لتطوير المناهج والتعليم عشرين مهارة تفكير أساسية يمكن تعليمها وتعزيزها في
المدرسة .وتشتمل القائمة على المهارات اآلتية:
مهارات التركيز(54/:تعليم التفكير) -1
تعريف المشكالت Defining Problemsأو توضيح ظروف المشكلة؛
وضع األهداف :Setting Goalsتحديد التوجهات واألهداف؛
مهارات جمع المعلومات(54/:تعليم التفكير) -2
المالحظة :Observingالحصول على المعلومات عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس؛
التساؤل :Questioningالبحث عن معلومات جديدة عن طريق تكوين وإ ثارة األسئلة؛
مهارات التذكر(54/:تعليم التفكير) -3
الترميز :Encodingترميز وتخزين المعلومات في الذاكرة طويلة األمد؛
االستدعاء :Recallingاسترجاع المعلومات من الذاكرة طويلة األمد؛
يعرف الباحثان جلجار وكورترايت ( ) Gallagher & Courtright, 1986الذاكرة على أنها عملية تقوم
بأداء وظيفتين رئيستين هما:
8
أ -اختزان المعلومات والخبرات الشعورية والالشعورية وحفظها على شكل نظام معقد ،يسمح بالبحث
والتنقيب عن هذه المعلومات والخبرات من أجل إيجاد استجابات لألسئلة المطروحة(.تعليم التفكير)
ب -استدعاء ما يلزم من المعلومات والحقائق ومنظومات البيانات عند الحاجة .ويتم اختزان المعلومات
والخبرات في مستويين :قصير األمد وطويل األمد .ويتفاوت األفراد في قدراتهم على تخزين المعلومات
واستدعائها ،وهناك عالقة إيجابية بين قوة الذاكرة ومستوى الذكاء ( ،) Freeman, 1991كما أن
هناك تفاوتا في قوة الذاكرة بين مجال وآخر لدى الفرد نفسه؛ فقد تكون لديه ذاكرة قوية في الخبرات
اللغوية أو الرياضية ،وذاكرة ضعيفة في الخبرات الموسيقية أو الفنية ( (.) Gardner, 1993تعليم
التفكير)
ومن الجدير بالذكر أن بلوم قد وضع الذاكرة في المستوى األول من تصنيفه لألهداف التربوية ( Bloom et
.) al, 1956وعليه ،فإنها تعد بمثابة حجر الزاوية بالنسبة لباقي األهداف التربوية العليا كالتحليل والتركيب
والتقويم(.تعليم التفكير)
-4مهارات تنظيم المعلومات(55/:تعليم التفكير)
المقارنة :Comparingمالحظة أوجه الشبه االختالف بين شيئين أو أكثر؛
التصنيف :Classifyingوضع األشياء في مجموعات وفق خصائص مشتركة؛
الترتيب :Orderingوضع األشياء أو المفردات في منظومة أو سياق وفق محك معين؛
-5مهارات التحليل(55/:تعليم التفكير)
تحديد الخصائص والمكونات :Indentifying Attributes and Componentsالتمييز بين
األشياء والتعرف على خصائصها وأجزائها؛
تحديد العالقات واألنماط :Identifying Relationship and Patternsوالتعرف على الطرائق
الرابطة بين المكونات؛
-6المهارات اإلنتاجية /التوليدية(55/:تعليم التفكير)
االستنتاج :Inferringالتفكير فيما هو أبعد من المعلومات المتوافرة لسد الثغرات فيها؛
التنبؤ :Predictingاستخدام المعرفة السابقة إلضافة معنى للمعلومات الجديدة وربطها باألبنية
المعرفية القائمة؛
اإلسهاب :Elaboratingتطوير األفكار األساسية والمعلومات المعطاة وإ غناؤها بتفصيالت مهمة
وإ ضافات قد تؤدي إلى نتاجات جديدة؛
التمثيل :Resentingإضافة معنى جديد للمعلومات بتغيير صورتها ( تمثيلها برموز أو مخططات أو
رسوم بيانية )؛
-7مهارات التكامل والدمج(56/:تعليم التفكير)
التلخيص :Summarizingتقصير الموضوع وتجريده من غير األفكار الرئيسة بطريقة فعالة وعملية؛
إعادة البناء Restructuringعديل األبنية المعرفية القائمة إلدماج معلومات جديدة؛
-8مهارات التقويم(56/:تعليم التفكير)
وضع محكات :Establishing Criteriaاتخاذ معايير إلصدار األحكام والقرارات؛
اإلثبات :Verifyingتقديم البرهان على صحة أو دقة االدعاءات؛
9
التعرف على األخطاء :Identifying Errorsالكشف عن المغالطات أو الوهن في االستدالالت
المنطقية ،وما يتصل بالموقف أو الموضوع من معلومات ،والتفريق بين اآلراء والحقائق؛
مهارات التفكير فوق المعرفية(56/:تعليم التفكير)
توصلت الدراسات التي أجريت منذ بداية السبعينيات حول مفهوم عمليات التفكير فوق المعرفية إلى تجديد عدد
من المهارات العليا ،التي تقوم بإدارة نشاطات التفكير وتوجيهها عندما ينشغل الفرد في موقف حل المشكلة أو
اتخاذ القرار .وقد صنف ستيرنبرج ) ) Stern-berg, 1985, 1988هذه المهارات في ثالث فئات رئيسة،
هي :التخطيط والمراقبة والتقييم(.تعليم التفكير)
وتضم كل فئة من هذه الفئات عددا من المهارات الفرعية يمكن تلخيصها فيما يأتي:
-1التخطيط (Planning:/57تعليم التفكير)
تحديد هدف أو اإلحساس بوجود مشكلة وتحديد طبعتها؛
اختيار استراتيجية التنفيذ ومهارات؛
ترتيب تسلسل العمليات أو الخطوات؛
تحديد العقبات واألخطاء المحتملة؛
تحديد أساليب مواجهة الصعوبات واألخطاء؛
التنبؤ بالنتائج المرغوبة أو المتوقعة؛
المراقبة والتحكم (Monitoring & Controlling:/57تعليم التفكير) -2
اإلبقاء على الهدف في بؤرة االهتمام؛
الحفاظ على تسلسل العمليات أو الخطوات؛
معرفة متى يتحقق هدف فرعي؛
معرفة متى يجب االنتقال إلى العملية التالية؛
اختيار العملية المالئمة التي تتبع في السياق؛
اكتشاف العقبات واألخطاء؛
معرفة كيفية التغلب على العقبات والتخلص من األخطاء؛
التقييم (Assessment:/57تعليم التفكير) -3
تقييم مدى تحقق الهدف؛
الحكم على دقة النتائج وكفايتها؛
تقييم مدى مالئمة األساليب التي استخدمت؛
تقييم كيفية تناول العقبات واألخطاء؛
تقييم فاعلية الخطة وتنفيذها؛
ولتوضيح العالقة بين مكونات التفكير وما يتفرع عنها من مهارات ،نورد نموذجًا تربويا تفصيليا – الشكل رقم
2-2يمكن استخدامه من قبل المربين والمعلمين ألغراض تعليم التفكير وتعليم مهارات التفكير .وكما يالحظ
في الشكل ،أدرجت بعض مستويات تصنيف بلوم Bloomلألهداف التربوية ضمن مهارات التفكير األساسية،
وهي :المعرفة واالستدعاء واالستيعاب والتطبيق ،بينما أدرج البعض اآلخر ضمن مهارات عملية حل
المشكالت أو التفكير الناقد ،وهي ،التحليل والتركيب والتقويم(.تعليم التفكير)
10
الشكل رقم (58 /2-2تعليم التفكير)
على أنه يجب أن ال يفهم من هذا أن مهارات واستراتيجيات التفكير هي وظائف يمكن فصلها أو عزلها عن
بعضها بهذه البساطة .والحقيقة أنك عندما تمارس التفكير النقدي تحتاج إلى استخدام بعض مهارات التفكير
اإلبداعي أو حل المشكلة والعكس .وهناك من يرى أن التفكير الناقد هو اإلطار الذي يضم جميع األنماط األخرى
من التفكير ،بينما يرى آخرون أن حل المشكلة أو اتخاذ القرار هو المظلة التي تندرج تحتها جميع العمليات
العقلية المعقدة(.تعليم التفكير)
تصنيف بلوم لألهداف التربوية(58/:تعليم التفكير)
اكتسب تصنيف بلوم لألهداف التربوية ( ) Bloom et al, 1956شهرة عالمية في الدوائر التربوية ،وقد
وضع التصنيف كدليل لمساعدة المربين والمعلمين في تخطيط األهداف والخبرات التعليمية المدرسية وبنود
االختبارات بصورة متدرجة الصعوبة .وقد برزت أهمية تصنيف بلوم في مجال تخطيط المناهج األثرائية للطلبة
الموهوبين والمتفوقين ،عن طريق التركيز على المستويات الثالث العليا من مهارات التفكير التي تضم التحليل
والتركيب والتقويم ،والتي نادرا ما تحظى باهتمام كاف في التعليم العام .وهناك برامج تتخذ من تصنيف بلوم
إطارا مرجعيا لتخطيط الخبرات التعليمية /التعلمية للطلبة الموهوبين والمتفوقين(.تعليم التفكير)
يوجه تصنيف بلوم أنظار المربين إلى أهمية تقديم الخبرات التعليمية في مستويات متفاوتة الصعوبة حتى
تتالءم مع احتياجات المتعلمين والفروق الفردية بينهم .ومع أنه يجري التركيز عادة على المستويات الدنيا
للمعرفة األكاديمية في برامج التعلم العام ،والتركيز على المستويات العليا من تصنيف بلوم في برامج تعليم
الموهوبين والمتفوقين ،إال أن البرنامج التربوي الشامل يجب أن ال يقلل من أهمية من هذه المستويات .إن
المعرفة في موضوع ما – وهي أدنى مستويات التصنيف ،-تشكل مكونات أساسيا للتفكير في المسائل
11
المتعلقة بهذا الموضوع أو ذات الصلة به .وكما يبدو في الجدول رقم ،2-2يتضح أن هنا تداخال بين
المستويات ،وأن اإلجادة في المستويات العليا تستلزم بالضرورة سيطرة على المستويات األدنى(.تعليم التفكير)
ونظر ألهمية تصنيف بلوم في تخطيط التعليم وشيوعه في برامج تعليم المعلمين وتعليم المتفوقين ،فإن المؤلف
ينصح المعلمين والمشرفين التربويين بالرجوع إلى المخطوط األصلي لهذا التصنيف ،نظرًا الشتمالها على
نشاطات وأسئلة في المستويات المختلفة ،مع التركيز على مستويات التفكير العليا التي تشمل التحليل والتركيب
والتقويم وسوف يفيد منه المعلمون في تخطيط نشاطاتهم التعليمية وامتحاناتهم المدرسية ،وال سيما لطلبة
المرحلة الثانوية في المستويات المختلفة(.تعليم التفكير)
الجدول رقم (60/ 2-2تعليم التفكير)
تصنيف بلوم لألهداف التربوية في المجال المعرفي
أفعال سلوكية لتحديد أمثلة للنشاطات التعليمية مستوى الخبرة التعليمية /الهدف
النواتج المرغوبة المعرفي
يعرف ،يحدد ،يسمى، استدعاء الحقائق واألسماء واألمثلة -1المعرفة
بعد قائمة ،يعين، والقواعد؛ تذكر مادة سبق تعلمها؛
يزاوج؛ اكتساب المبادئ واألساليب والنظريات التبصر والحدس؛
والتضمينات؛
يميز ،يترجم ،يعطي إعادة صياغة المعلومات بكلمات أو -2االستيعاب
أمثلة ،يستنتج ،يعيد رموز؛ فهم معنى المادة؛
صياغة ،يفسر ،يعيد توضيح المعاني؛
كتابة ،يلخص ،يتعرف تفسير العالقات؛
على ،يحول ،يشرح؛ استخالص االستنتاجات؛
إيضاح األساليب؛
استنتاج التضمينات؛
استعمال القوانين والقواعد والنظريات يجرب ،يحسب، -3التطبيق
يحضر ،يستخدم، في مواقف جديدة؛ استخدام المواد المتعلمة في
يبرهن ،يشغل، اختيار المواقف واألساليب؛ مواقف جديدة؛
يمارس ،ينتج ،يتنبأ؛
يمايز ،يفرق ،يحدد، التعرف على االفتراضات واألنماط؛ -4التحليل
يستدل ،يقسم، استنباط االستنتاجات والفرضيات تحليل المادة إلى عناصرها
يستخدم ،يبرهن، ووجهات النظر؛ مكن أجل فهم بنائها التنظيمي؛
يشغل ،يمارس ،ينتج، تحليل العالقات والبراهين والمسائل
يتنبأ؛ وعالقات السبب واألثر؛
التفريق بين األفكار واألجزاء؛
يبرمج ،يؤلف ،ينشئ، تأليف وإ عطاء نواتج؛ -5التركيب
يعدل ،ينظم ،يخطط، اقتراح األهداف والوسائل؛ تجميع األجزاء لتكوين بناء أو
12
يعيد تنظيم ،يعيد بناء، تصميم الخطط والعمليات؛ نمط جديد؛
يراجع ،يصمم ،يولد، تنظيم المفاهيم والنظريات
يفترض؛ والمشاريع؛
اشتقاق العالقات والتعميمات؛
يقدر ،ينقد ،يبرز، الحكم على الدقة واالتساق -6التقويم
يدعم ،يقوم ،يفاضل، والموثوقية في المثيرات؛ إصدار حكم على قيمة المادة
يقرر ،يناقش ،يحرر، تقويم األخطاء والمغالطات والتنبؤات بالنسبة لهدف معين؛
يكتسب ،توصية، والوسائل والنهايات؛
يحكم ،يصحح، مراعاة الفاعلية والمنفعة والمعايير؛
التفريق بين البدائل وطرق العمل؛
ومما يجدر ذكره أن بلوم ورفاقه ( ) Bloom, et al, 1956قد أوردوا في كتابهم ( تصنيف األهداف التربوية
) قائمة طويلة من المهارات والقدرات الفرعية التي تنضوي تحت مصطلح " التحليل " في التصنيف المذكور.
وقد نظمت هذه القائمة في ثالث فئات هي :تحليل العناصر ،وتحليل العالقات ،وتحليل المبادئ التنظيمية أو
البنائية للمادة أو النص.
وتضمنت القائمة المهارات والقدرات اآلتية:
التعرف على االفتراضات غير المصرح بها؛
التمييز بين الحقائق والفرضيات؛
التمييز بين المقدمات والنتيجة المترتبة عليها؛
التعرف على الدوافع والتمييز بينها في سلوك األفراد والجماعات؛
التمييز بين العبارات المتضمنة لحقائق وتلك الدالة على مبادئ عامة أو أقوال مأثورة؛
استيعاب العالقات المتداخلة بين األفكار الواردة في نص معين؛
التمييز بين عالقات السبب والنتيجة وغيرها من العالقات؛
القدرة على تحري المغالطات المنطقية في البراهين أو الحجج أو المناقشات؛
التمييز بين العبارات ذات الصلة بالموضوع وتلك التي ال ترتبط به؛
القدرة على التحقق من درجة االتساق بين الفرضيات والمعلومات المعطاة أو المسلمات؛
التعرف على الحقائق واالفتراضات األساسية بالنسبة لحجة أو برهان أو رأي علمي؛
التعرف على العالقات السببية والتفصيالت المهمة وغير المهمة في سرد تاريخي؛
التعرف على وجهة نظر الكاتب أو تحيزه في سرد تاريخي؛
القدرة على رؤية الطرائق المستخدمة في المواد اإلعالنية والدعائية وغيرها من المواد الهادفة إلقناع
الجمهور مثًال؛
القدرة على تمييز األسلوب أو الشكل والصياغة في إخراج األعمال األدبية والفنية كوسيلة لفهم معناها؛
القدرة على تحليل العالقات بين المواد وأساليب اإلخراج وبين العناصر والبناء في عمل فني؛
وإ ذا نظرنا في محتويات هذه القائمة ،لوجدنا أن كثيرًا منها يرتبط بمهارة التعرف على العالقات واألنماط،
ومهارة التعرف على األخطاء والمغالطات المنطقية ،ومهارات المالحظة والتفسير والمقارنة والتطبيق والنقد
13
وغيرها بصورة أو بأخرى .وسوف تتم مناقشة موسعة لهذا المهارات التفكيرية مع األمثلة في الجزء الثاني
من الكتاب(.تعليم التفكير)
وتقدم الباحثة كالرك – الشكل رقم 2-3نموذجا لتخطيط الخبرات التعليمية في المدرسة ،يظهر التمايز فيه بين
برامج الطلبة المتفوقين وغير المتفوقين من حيث اتساع قاعدة الخبرات في مستويات التفكير العليا في برامج
الطلبة المتفوقين مقابل اتساع الخبرات في المستويات الدنيا للطلبة العاديين(.تعليم التفكير)
الشكل رقم (62/ 2-3تعليم التفكير)
تمايز الخبرات التربوية بالنسبة للطلبة المتفوقين والعاديين حسب تصنيف بلوم
تقويم تقويم
تركيب تركيب
تحليل تحليل
تطبيق تطبيق
استيعاب استيعاب
معرفة معرفة
العاديون المتفوقون
14
وفي بعض المراجع يتم التعرض للتفكير الناقد في معرض الحديث عن حل المشكالت ( & Isaksen
) Treffinger, 1985أو التفكير المنطقي ( (.) Feldhusen, 1989تعليم التفكير)
وإ ذا رجعنا إلى الكلمة اإلنجليزية Criticalنجد أنها مشتقة من األصل الالتيني Criti-cusأو اليوناني
Kritikosوالذي يعني ببساطة القدرة على التمييز أو إصدار األحكام(.تعليم التفكير)
وقد يفسر هذا المدلول اللغوي للكلمة اليونانية النظرة التقليدية القديمة للتفكير التي أرسى قواعداها وتبناها
الفالسفة الثالثة سقراط وافالطون وارسطو .وتتلخص تلك النظر في أن مهارات التحليل والحكم والمجادلة
كافية للوصول إلى الحقيقة ،كما قد يكون مفهوم التفكير الناقد في األدب التربوي المعاصر متأثرًا بهذه النظرة
التقليدية للتفكير .ويعلق ديبونو ) De Bono, 1994على ذلك بالقول " :إن مهارات التحليل والحكم
والمجادلة مهمة في عملية التفكير أو التفكير الناقد ،ولكنها ليست كافية في حد ذاتها الفتقارها إلى عناصر في
غاية األهمية من مثل :جوانب التفكير اإلنتاجية ،واإلبداعية ،والتوليدية ،والتصميمية " .وليس ممكنا التقدم في
مجاالت العلوم والتكنولوجيا بمجرد التوصل إلى الحقيقة عن طريق نقد مدى صحة الفرضية أو المعلومة
القائمة ،والبد من استكمال المهمة باالنتقال إلى مرحلة أخرى ربما تكون أكثر أهمية ،بتوليد فرضيات جديدة
وأفكار إبداعية لمعالجة الموقف أو حل المشكلة(.تعليم التفكير)
وربما كان التفكير الناقد من أكبر أشكال التفكير المركب استحواذًا على اهتمام الباحثين والمفكرين التربويين
الذين عرفوا بكتاباتهم في مجال التفكير ،كما أن تعبير " التفكير الناقد " من أكثر التعبيرات التي يساء استعمالها
من قبل الكثيرين في وصف عمليات التفكير ومهاراته .وفي عالم الواقع ،يستخدم التعبير للداللة على معان
جديدة ،من أهمها :الكشف عن العيوب واألخطاء ،الشك في كل شيء ،التفكير التحليلي ،التفكير التأملي ،حل
المشكلة ،كل مهارات التفكير العليا في تصنيف بلوم ،كل مهارات التفكير المهمة ،التفكير الواضح ،التفكير
اليقظ ،التفكير المستقل ،والتعرف على أوجه التحيز والتناقض وعدم االتساق ( Davis & Rimm,
(.) 1989تعليم التفكير)
وهناك عدد كبير من التعريفات التي وردت في األدب التربوي ،نقدم في ما يلي نماذج منها باإلضافة لما ذكر
سابقًا:
التفكير الناقد هو فحص وتقييم الحلول المعروضة ( ) Moore, McCann, & McCann, 1985؛
التفكير الناقد هو حل المشكالت أو التحقق من الشيء وتقييمه باالستناد إلى معايير متفق عليها مسبقا (
) Udall & Daniels, 1991؛
التفكير الناقد هو تفكير تأملي ومعقول ،مركز على اتخذا قرار بشأن ما نصدقه ونؤمن به أو ما نفعله ،وما
يتطلبه ذلك من وضع فرضيات وأسئلة وبدائل وخطط للتجريب ( ) En-nis, 1985؛
التفكير الناقد هو التفكير الذي يتطلب استخدام المستويات المعرفية العليا الثالث في تصنيف بلوم ،وهي
التحليل والتركيب والتقويم ( ) Polette, 1982؛
التفكير الناقد هو تفكير يتصف بالحساسية للموقف ،وباشتماله على ضوابط تصحيحية ذاتية ،وباعتماده
على محكات في الوصول إلى األحكام ( ) Lipman, 1991؛
ورغم االختالفات الظاهرة في معالجات الكثيرين من الكتاب لمفهوم التفكير الناقد ،إال أن هناك عددًا من القواسم
المشتركة بينها ،يمكن تلخيصها في ما يلي:
15
التفكير الناقد ليس مرادفًا التخاذ القرار أو حل المشكلة ،وليس مجرد تذكر أو استدعاء بعض المعلومات، -1
كما أنه ليس مرهونًا بإتباع استراتيجية منظمة لمعالجة الموقف(.تعليم التفكير)
وفي هذا الصدد يفرق الباحث إنس ( ) Ennis, 1962بين التفكير الناقد وحل المشكلة بالتركيز على نقطتي
البداية والنهاية في كل منهما ،فالتفكير الناقد يبدأ بوجود ادعاء أو استنتاج أو معلومة ،والسؤال المركزي هو:
" ما قيمة أو مدى صحة الشيء؟ " ،بينما حل المشكلة يبدأ مشكلة ما ،والسؤال المركزي هو " :كيف يمكن
حلها؟ " .يضاف إلى ذلك أن التفكير الناقد ليس استراتيجية كما هو األمر بالنسبة لحل المشكلة او اتخاذ القرار،
ألنه ال يتكون من سلسلة من العمليات واألساليب التي يمكن استخدامها في معالجة موقف ما بصورة متتابعة،
ولكنه عبارة عن مجموعة من العمليات أو المهارات الخاصة التي يمكن أن تستخدم بصورة منفردة أو مجتمعة
دون التزام بأي ترتيب معين .وقد حدد باير ( ) Beyer, 1985عشر مهارات للتفكير الناقد نوردها في ما
يلي:
التمييز بين الحقائق التي يمكن إثباتها أو التحقق من صحتها وبين االدعاءات أو المزاعم الذاتية أو
القيمية؛
التمييز بين المعلومات واالدعاءات واألسباب ذات العالقة بالموضوع وتلك التي تقحم على الموضوع وال
ترتبط به؛
تحديد مصداقية مصدر المعلومات؛
التعرف على االدعاءات أو البراهين والحجج الغامضة؛
التعرف على االفتراضات غير الظاهرة أو المتضمنة في النص؛
تحري التحيز أو التحامل؛
التعرف على المغالطات المنطقية؛
التعرف على أوجه التناقض أو عدم االتساق في مسار عملية االستدالل من المقدمات أو الوقائع؛
تحديد درجة قوة البرهان أو اإلدعاء؛
وقد يمارس الفرد التفكير الناقد بأن يتحرى مواقع التحيز أو التناقض في نص معين دون غيرهما من مهارات
التفكير الناقد األخرى .وتضم كل مهارة من مهارات التفكير الناقد التي أوردها باير بعدًا تحليليًا وبعدًا تقييميًا.
(تعليم التفكير)
التفكير الناقد يستلزم إصدار حكم من جانب الفرد الذي يمارسه(.تعليم التفكير) -2
التفكير الناقد يحتاج إلى مهارة في استخدام قواعد المنطق واالستدالل المنظمة لألمور(.تعليم التفكير) -3
التفكير الناقد ينطوي على مجموعة من مهارات التفكير التي يمكن تعلمها والتدرب عليها وإ جادتها. -4
(تعليم التفكير)
خصائص المفكر الناقد(68/:تعليم التفكير)
ماذا نعني عندما نقول بأن فالنًا يفكر تفكيرًا ناقدًا؟ لإلجابة عن هذا السؤال وإلعطاء فكرة مبسطة ،نورد تاليا
قائمة من الخصائص والسوكات البارزة التي أورها باحثون متخصصون في وصف الشخص الذي يفكر تفكيرًا
ناقدًا ( ) Ennis, 1962, 1985; Har-nadek, 1976؛
منفتح على األفكار الجديدة؛
ال يجادل في أمر عندما ال يعرف شيئًا عنه؛
16
يعرف متى يحتاج إلى معلومات أكثر حول شيء ما؛
يعرف الفرق بين نتيجة " ربما تكون صحيحة " و نتيجة " البد أن تكون صحيحة "؛
يعرف بأن لدى الناس أفكارًا مختلفة حول معاني المفردات؛
يحاول تجنب األخطاء الشائعة في استدالله لألمور؛
يتساءل عن أي شيء يبدو غير معقول أو غير مفهوم له؛
يحاول فصل التفكير العاطفي عن التفكير المنطقي؛
يحاول بناء مفرداته اللغوية بحيث قادرًا على فهم ما يقوله اآلخرون وعلى نقل أفكاره بوضوح؛
يتخذ موقفًا أو يتخلى عن موقف عند توافر أدلة وأسباب كافية لذلك؛
يأخذ جميع جوانب الموقف بنفس القدر من األهمية؛
يبحث عن األسباب والبدائل؛
يتعامل مع مكونات الموقف المعقد بطريقة منظمة؛
يستخدم مصادر علمية موثوقة ويشير إليها؛
يبقى على صلة بالنقطة األساسية أو جوهر الموضوع؛×
يعرف المشكلة بوضوح؛
وتورد هارندك المثال اآلتي إليضاح صفات المفكر الناقد:
سأل أحدهم زميله :هل تعتقد أنه من الممكن صناعة طائرة تتسع لعشرة آالف راكب؟
أجابه زميله :ما هذا السؤال السخيف؟ كيف يمكن لطائرة ثقيلة كهذه أن ترتفع عن األرض؟
إن إجابة كهذه تشير إلى أن صاحبها ال يتصف بصفات من يفكر تفكيرًا ناقدًا ،ألنه غير منفتح على األفكار
الجديدة ،وألنه غير خبير بهندسة الطيران حتى يدعم رأيه ،وهو لا يعرف أنه بحاجة إلى معلومات أكثر حول
الموضوع(.تعليم التفكير)
وتعتقد هارندك ( ) Harnadek, 1976, 1979أن كل طالب يستطيع أن يتعلم كيف يفكر تفكيرًا ناقدًا إذا
أتيحت له فرص التدرب والممارسة الفعلية في الصفوف الدراسية ،وأن مجرد االنتقال من حالة الموافقة أو
الرفض المباشر والسريع لفكرة ما يعد خطوة إيجابية في اتجاه تنمية مهارات التفكير الناقد لدى الطلبة.
وعليه ،فإن واجب المعلم أن يوفر لطلبته مناخا تعليميًا مشجعًا ال يشعرون فيه باإلحراج أو التهديد .وهنا البد
من إبراز الدور الذي تلعبه العوامل الشخصية في التفكير الناقد ،ألن ال مصطلح قد يعرف بصيغة الموضوعية
الصارمة .ومن األمثلة على ذلك القول بأن التفكير الناقد بشكله الصحيح هو تفكير موضوعي متحرر من أثر
القيم الشخصية .بينما يشير بعض الباحثين في تفريقهم بين التفكير الناقد والحل الموضوعي العلمي للمشكلة
إلى أن التفكير الناقد يتضمن عناصر من القيم والعواطف واألحكام الشخصية .وحقيقة األمر أنه يصعب الفصل
بين العوامل الموضوعية والشخصية في أي عمل يستهدف المعرفة ،وأن القوة الدافعة التي تثير التفكير الناقد
وتبقى عليه غالبًا متجذرة في القيم واالستعدادات والمكونات الشخصية للفرد من ميول واتجاهات ودافعية.
ويعبر ماير ( ) Meyer, 1991عن هذا االتجاه بتأكيده على أن التفكير الناقد ينطوي على بعدين مهمين هما:
-1بعد معرفي يستدعي وجود منظور أو إطار لتحليل القضايا والمواد المرتبطة بميدان من ميادين المعرفة.
(تعليم التفكير)
-2بعد انفعالي يضم العناصر اآلتية:
17
االتجاهات العامة المرتبطة بإثارة األسئلة؛
التعليق المؤقت إلصدار األحكام الشخصية؛
االستمتاع بمعالجة المسائل الغامضة والمتشابكة؛
مهارات التفكير الناقد(70/:تعليم التفكير)
بالنظر إلى تعدد االتجاهات النظرية في دراسة التفكير الناقد وتعريفه ،فإن الباحث قد يجد قوائم عديدة لمهارات
التفكير الناقد في المراجع المختصة ،نورد في ما يلي قائمة تضم معظم هذه المهارات:
التمييز بين الحقائق التي يمكن إثباتها واإلدعاءات أو المزاعم القيمية؛
التمييز بين المعلومات واإلدعاءات واألسباب المرتبطة بالموضوع وغير المرتبطة به؛
تحديد مستوى دقة الرواية أو العبارة؛
تحديد مصداقية مصدر المعلومات؛
التعرف على اإلدعاءات والحجج أو المعطيات الغامضة؛
التعرف على االفتراضات غير المصرح بها؛
تحري التحيز؛
التعرف على المغالطات المنطقية؛
التعرف على عدم االتساق في مسار التفكير أو االستنتاج؛
تحديد قوة البرهان أو اإلدعاء؛
اتخاذ قرار بشأن الموضوع وبناء أرضية سليمة للقيام بإجراء عملي؛
التنبؤ بمرتبات القرار أو الحل؛
ويلخص إنس ( ) Ennis, 1985هذه القائمة من المهارات في ثالث مجموعات رئيسة ،هي:
-1تعريف المشكلة وتوضيحها بدقة(.تعليم التفكير)
-2استدالل المعلومات(.تعليم التفكير)
-3حل المشكلة واستخالص استنتاجات معقولة(.تعليم التفكير)
كما يصنف الباحثان أودل ودانيالز ( ) Udall & Danies, 1991مهارات التفكير الناقد في ثالث فئات على
النحو اآلتي:
-1مهارات التفكير االستقرائي (. Inductive Thinking Skillsتعليم التفكير)
التفكير االستقرائي هو عملية استدالل عقلي ،تستهدف التوصل إلى استنتاجات أو تعميمات تتجاوز حدود األدلة
المتوافرة أو المعلومات التي تقدمها المشاهدات المسبقة .فلو شاهدت وأنت في طريقك إلى العمل سيارتي أجرة
صغيرتين تقطعان إشارة ضوئية حمراء ،ثم وصفت الحادثة لصديق لك وأنهيت كالمك بالقول " :جميع سائقي
سيارات األجرة الصغيرة مستهترون ال يراعون اإلشارات الضوئية " ،فإنك تكون قد تجاوزت حدود المعلومة
التي انطبقت في حقيقة األمر على سائقين فقط ،وعممتها على فئة ساقي سيارات األجرة الصغيرة دون
استثناء(.تعليم التفكير)
من الواضح هنا أن االستنتاج الذي توصلت إليه هو استنتاج استقرائي ال يمكن ضمان صحته باالعتماد على
الدليل المتوافر بين يديك ،وأقصى ما يمكن أن يبلغه استنتاج كهذا هو االحتمالية في أن يكون صحيحًا .ومثل
ذلك القول بأن " التدخين سبب رئيس لإلصابة بالسرطان " ،إن هذا االستنتاج قد تم التوصل إليه ربما بعد
18
مالحظة ماليين الحاالت ،ومع ذلك فإن االحتمال قائم دائمًا بأن ال يكون التدخين سببًا رئيسًا لإلصابة بالسرطان.
(تعليم التفكير)
وهكذا يتضح أن التفكير االستقرائي يذهب دائمًا إلى ما هو أبعد من حدود المعلومات المعطاة أو الدليل المائل
أمام المستقرئ ،وجل ما يطمح إليه هو اتخاذ الدليل أو المعلومات المتوافرة سندًا مرجحًا لالستنتاجات .بمعنى
أنه إذا كانت المعلومات أو الفروض الموضوعة صحيحة ،تكون االستنتاجات صحيحة على وجه االحتمال.
ومن غير الممكن إثبات النتيجة في االستدالل االستقرائي بصورة وافية عن طريق المالحظة أو جمع
المعلومات .خذ مثًال شركات التأمين التي تقرر فرض أقساط أعلى على السائقين الشباب استنادًا إلى نتائج
دراسات تحليلية ومعلومات مسحية شملت أالف الحوادث .إن االستنتاج الذي توصلت إليه شركات التأمين بأن
السائقين الشباب أكثر عرضة للحوادث من غيرهم هو استنتاج استقرائي يرتب التزامات مالية على السائقين
في المستقبل استنادًا إلى معلومات عن السائقين في الماضي .وإ ذا أردنا أن نتحدى هذا االستنتاج فأمامنا
طريقان:
أ -أن نتحدى الدليل الذي استند إليه االستنتاج مع أن األمل ضعيف جدًا في هذه الحالة ،ألن المعلومات التي
جمعتها شركات التأمين هي معلومات رسمية وافية(.تعليم التفكير)
ب -أن نتحدى االستنتاج نفسه على أرضية االفتراض بأن معدل الحوادث في الماضي سوف لن يستمر
بالضرورة على حاله في المستقبل .وفي هذا الصدد أشار العلماء والفالسفة إلى مشكلة االستقراء التي
تتلخص في حقيقة أن الباب يظل مفتوحا لالعتراض على استنتاجاته مهما كان الدليل مدروسًا وقويًا(.تعليم
التفكير)
ولكن ينبغي أن ال يفهم من ذلك أن علينا تجنب التفكير االستقرائي ،نظرًا ألنه يلعب دورًا مهمًا في حياتنا .فنحن
إذا لم نكن قادرين على التعميم وتجاوز حدود المعلومات المتوافرة لدينا ،فلن نتمكن من فهم نواميس الطبيعة
أو اكتشافها .إن التفكير االستقرائي بطبيعته موجه الستكشاف القواعد والقوانين ،كما أنه وسيلة مهمة لحل
المشكالت الجديدة ،أو إيجاد حلول جديدة لمشكالت قديمة ،أو تطوير فروض جديدة .وعوضًا عن تجنب
االستقراء ،علينا أن نتعامل مع مشكلة االستقراء المشار إليها بجعل استنتاجاتنا موثوقة إلى أقصى درجة
ممكنة ،وذلك بالحذر في إطالق التعميمات أو تحميل المعلومات المتوافرة أكثر مما تحتمل خوفا من الوقوع في
الخطأ(.تعليم التفكير)
وإللقاء مزيد من الضوء حول طبيعة عملية التفكير االستقرائي ،نعرض في ما يلي ألهم مكوناتها من مهارات
التفكير:
تحديد العالقة السببية أو ربط السبب بالمسبب
تحليل المشكالت المفتوحة Open-Ended
االستدالل التمثيلي Analogical Reasoning
التوصل إلى االستنتاجات
تحديد المعلومات ذات العالقة بالموضوع .ويتطلب ذلك البحث بين السطور ،والرجوع إلى اإلطار المعرفي
الشخصي في ما يتعلق بمعاني المفردات ،وتفسير العبارات واألسباب ،واألدلة المؤيدة منها والمخالفة،
والخصائص والعالقات واألمثلة؛
19
التعرف على العالقات .ويقصد بالتعرف على العالقات إدراك عناصر المشكلة أو الموقف وفهمها بصورة
تؤدي إلى إعادة تركيبها أو صياغتها وحلها .وقد تأخذ هذه العملية عدة أشكال من بينها:
أ -التعرف على العالقات عن طريق االستدالل اللفظي(73/:تعليم التفكير)
أسماء تعرف الفرنسية واأللمانية ،سعاد تعرف السويدية والروسية ،النا تعرف األسبانية والفرنسية،
ودانيا تعرف األلمانية والسويدية .فإذا كانت الفرنسية أسهل من األلمانية ،والروسية أصعب من السويدية،
واأللمانية أسهل من السويدية ،واألسبانية أسهل من الفرنسية ،فأي البنات تعرف اللغات األصعب(.تعليم
التفكير)
ب -التعرف على العالقات عن طريق االستدالل الرياضي أو العددي(74/:تعليم التفكير)
اكتب العددين اللذين يجب أن يتبعا في سلسلة األعداد اآلتية:
29 ، 33 ، 11 ، 15 ، 5 ، 9 ، 3
ج -التعرف على العالقات عن طريق االستدالل المكاني(74/:تعليم التفكير)
في ما يلي أربعة أشكال تتغير بصورة منتظمة وفق قاعدة معينة .حاول اكتشاف هذه القاعدة واختر من
بين البدائل الخمس أدناه ( أ ،ب ،ج ،د ،هـ ) الشكل الذي ينسجم مع القاعدة ويكمل السلسلة:
الشكل رقم (3/74-1تعليم التفكير)
20
كما يظهر في الشكل أعاله ،هناك تسع نقاط مرتبة على شكل مربع في إطارها الخارجي ،والمطلوب توصيل
النقط التسعة مع بعضها باستخدام أربعة خطوط مستقيمة دون رفع القلم عن الورقة .وطبقًا للتحليل التقليدي
لهذه المشكلة ،يمكن أن يتوصل الفرد إلى حلها بسهول إذا تحرر من ميله التلقائي لرسم خطوط مستقيمة ضمن
إطار المربع الذي تشكله النقط التسعة .إما إذا بقيت مناوراته في حدود شكل المربع المألوف لديه ،فلن يتمكن
من حل المشكلة بالطريقة الصحيحة كما يظهر في الشكل رقم 3-2-ب:
الشكل رقم 3-2-ب (75/تعليم التفكير)
حل مشكلة النقط التسعة
21
والثاني وشمل جميع العبي التنس األرضي المحترفين دون غيرهم من الالعبين .لقد صيغ الفرضان بطريقة
تجعل من االستنتاج الذي تم استنباطه أمرًا غير قابل للنقاش من الناحية المنطقية .فإذا كان العبو التنس
األرضي المحترفون رياضيين وكان الرياضيون ذوي عضالت مفتولة ،فإن العبي التنس األرضي البد أن تكون
عضالتهم مفتولة(.تعليم التفكير)
إن الهدف من البرهان االستنباطي هو تقديم دليل يتبعه ويترتب عليه بالضرورة استنتاج مقصود بعينه ،إما
صدق البرهان من عدمه فيمكن تحديده بصورة أساسية عن طريق فحص بنائه أو مكوناته .فالبناء الذي ال
يحقق صدق االستنتاج يجعل البرهان زائفًا حتى لو كانت فروضه أو مقدماته صادقة ،الحظ بناء البرهان
االستنباطي اآلتي:
( صادق ) جميع الكالب حيوانات. الفروض /المقدمات
( صادق ) جميع القطط حيوانات.
( كاذب ) إذًا ،جميع الكالب قطط. االستنتاج
فالفرضان األول والثاني هنا صادقان ولكن االستنتاج كاذب ،والمشكلة هي في بناء البرهان الذي وضع الكالب
والقطط تحت المملكة الكبرى للحيوانات دون أن يوضح العالقة بين الصنفين الفرعيين ضمن هذه المملكة.
وهكذا يتضح أن بعض أنماط البراهين االستنباطية تنطوي على خلل في البناء ،وبالتالي تقيم على أنها غير
صحيحة ،وبعضها اآلخر يكون بناؤه سليمًا يضمن صدق االستنتاجات المترتبة على فروضه(.تعليم التفكير)
أما أبسط أشكال البرهان االستنباطي فهي تلك التي تأتي على صورة قياس منطقي افتراضي Hypothetical
،Syllogismوتتكون من فرض رئيس أو مقدمة كبرى وفرض فرعي أو مقدمة صغرى ونتيجة مستنبطة
منهما(.تعليم التفكير)
ومن األشكال الصحيحة للقياس المنطقي االفتراضي:
أ -أن يأتي الفرض الفرعي مؤكدًا لمقدمة الفرض الرئيس ،مثل:
إذا أمطرت ،تكون السماء ملبدة بالغيوم. فرض رئيس /مقدمة كبرى
السماء تمطر. فرض فرعي غير مؤكد لمقدمة
الفرض الرئيس
إذًا ،فالسماء ملبدة بالغيوم. نتيجة
ب -أن يأتي الفرض الفرعي مناقضًا للشق الثاني من الفرض الرئيس المترتب على مقدمته ،مثل:
لو أخذ محمد الدواء ،لكان قد شفي. فرض رئيس /مقدمة كبرى
لم يشف محمد. فرض فرعي مناقض لمترتب
مقدمة الفرض الرئيس
إذًا ،لم يأخذ محمد الدواء. نتيجة
ومن األشكال غير الصحيحة للقياس المنطقي االفتراضي:
أ -أن يأتي الفرض الفرعي مناقضًا أو مخالفًا لمقدمة الفرض الرئيس ،مثل:
إذا أمطرت ،تكون السماء ملبدة بالغيوم. فرض رئيس /مقدمة كبرى
السماء تمطر. فرض فرعي مؤكد لمقدمة الفرض
الرئيس
22
إذًا ،فالسماء ليست ملبدة بالغيوم. نتيجة
وعلة زيف البرهان هنا أن الفرض الرئيس لم يقرر أن السماء تكون ملبدة بالغيوم فقط عندما تمطر(.تعليم
التفكير)
ب -أن يأتي الفرض الفرعي مؤكدًا لمترتب الشق األول من الفرض الرئيس ،مثل:
لو أخذ محمد الدواء ،لكان قد شفي. فرض رئيس /مقدمة كبرى
شفي محمد. فرض فرعي مؤكد لمترتب الشق
األول من الفرض الرئيس
إذًا ،فقد أخذ محمد الدواء. نتيجة
وهنا أيضًا لم يقرر الفرض الرئيس على وجه اليقين أن الشفاء مرهون بتناول الدواء فقط(.تعليم التفكير)
وهناك شكل ثالث ال تكون العالقات فيه واضحة بين الفرضين الرئيس والفرعي ،وبالتالي ال يمكن اشتقاق
نتيجة صائبة منهما .ولتوضيح ذلك نورد المثال اآلتي:
إذا أمطرت ،سوف تؤجل المباراة. فرض رئيس /مقدمة كبرى
تنبأ مكتب األرصاد الجوية بأنها ستمطر. فرق فرعي
إذًا ،سوف تؤجل المباراة. نتيجة
إن الفرض الفرعي ال ينص بشكل قاطع على أن األمطار مؤكدة ،والفرق واضح بين حالة التقرير وحالة الشك
أو التنبؤ .وبالتالي فإن النتيجة التي تم التوصل إليها باطلة وال تستقيم مع الفروض(.تعليم التفكير)
وتجدر اإلشارة إلى أن استخدامنا ألسلوب االستدالل االستنباطي يفوق كثيرًا ما قد يتبادر للذهن ،ذلك أن الكثير
الكثير مما يعرفه كل واحد منا قد تم تعلمه عن طريق االستنباط من أشياء أخرى نعرفها ،ولو أن معرفتنا
مقصورة على ما تعلمناه بشكل مباشر وصريح لكانت بال شك محدودة كما وكيفا .إن االستدالل عن طريق
االستنباط المنطقي عملية تفكير مركبة تضم مهارات التفكير اآلتية:
استخدام المنطق؛
التعرف على التناقضات في الموقف؛
تحليل القياس المنطقي؛
حل مشكالت قائمة على إدراك العالقات المكانية؛
-3مهارات التفكير التقييمي (Evaluative Thinking Skills:/79تعليم التفكير)
التفكير التقييمي يعني النشاط العقلي الذي يستهدف إصدار حكم حول قيمة األفكار أو األشياء وسالمتها
ونوعيتها .وتعرف ميكر ( " ) Meeker, 1969القدرة على التقييم " بأنها القدرة على التوصل إلى اتخاذ
قرارات وإ صدار أحكام حول المحكات والحلول والبدائل واختيار أفضلها .وقد طور عدد من الباحثين قوائم
تقدير لقياس مهارات التفكير التقييمي أو القدرة على التقييم باالعتماد على مكونات نموذج جيلفورد
Guilfordفي البناء العقلي Structure of Intellectومن األمثلة على ذلك مقياس الباحثة ميكر (
) Meeker, 1969ومقياس جامعة بيردو في حل المشكالت ( Feldhusen, Houtz & Ringenbach,
) 1972ومقياس رنكو وسميث ( (.) Runco & Smith, 1992تعليم التفكير)
ويتكون التفكير التقييمي من ثالث مهارات أساسية:
أ -إيجاد محكات أو معايير تستند إليها عملية إصدار األحكام وتضم(79/:تعليم التفكير)
23
التعرف على القضايا والمشكالت المركزية؛
التعرف على االفتراضات األساسية؛
تقييم االفتراضات؛
التنبؤ بالمترتبات على فعل ما؛
التتابع في المعلومات؛
التخطيط الستراتيجيات بديلة(.تعليم التفكير)
ب -البرهان أو إثبات مدى دقة االدعاءات ،ويضم(79/:تعليم التفكير)
الحكم على مصداقية مصدر المعلومات عن طريق التحري حول مصداقية المرجع المكتوب ،مثل :سمعة
المؤلف أو الكاتب ،ودقته ،ومجال تخصصه ،ودرجة االتفاق بينه وبين مصادر أخرى للمعلومات ،والتحقق
من عدم وجود مصالح أو أغراض شخصية وراء كتاباته؛
المشاهدة والحكم على تقارير المشاهدات؛
تحري جوانب التحيز واألنماط واألفكار المبتذلة؛
التعرف على اللغة المشحونة؛
تصنيف المعلومات؛
تحديد األسباب الواردة وغير الواردة في الموقف؛
مقارنة أوجه الشبه وأوجه االختالف؛
تقييم الحجج أو البراهين والمناظرات(.تعليم التفكير)
جـ -التعرف على األخطاء أو األفكار المغلوطة منطقيًا وتحديدها ،ويندرج تحته(80/:تعليم التفكير)
التفريق بين الحقائق واآلراء؛
التعرف على المعلومات ذات الصلة بالموضوع؛
التعرف على االستدالل العقلي الواهي او االستنتاجات المغلوطة؛
معايير التفكير الناقد(80/:تعليم التفكير)
يقصد بمعايير التفكير الناقد تلك المواصفات العام المتفق عليها لدى الباحثين في مجال التفكير ،والتي تتخذ
أساسًا في الحكم على نوعية التفكير االستداللي أو التقييمي الذي يمارسه الفرد في معالجته للمشكلة أو
الموضوع المطروح .وهي بمثابة موجهات لكل من المعلم والطالب ،ينبغي مالحظتها وااللتزام بها في تقييم
عملية التفكير بشكل عام والتفكير الناقد بشكل خاص .وحتى تصبح هذه المعايير جزءًا مكمًال لنشاطات التفكير
في الموقف التعليمي ،يجب على المعلم أن يراقب نفسه أوًى في تواصله مع الطلبة وفي معالجته للمشكالت
واألسئلة التوضيحية ،حتى يكون سلوكه نموذجًا يحتذى به من قبل طلبته وهم يمارسون عملية التفكير .كما
يجب على المعلم أن يتابع استجابات طلبته وحواراتهم بكل اهتمام ،ويتوقف لمناقشتهم كلما دعت الحاجة إلى
تأكيد أهمية واحد أو أكثر من هذه المعايير ،حتى يتمثلوها كحاجة أساسية لسالمة تفكيرهم .ومن أبرز هذه
المعايير ما أورده الباحثان ايلدر وبول ( ،) Elder & Paul, 1996ونعرضه في ما يلي:
-1الوضوح (Clarity:/81تعليم التفكير)
يعد الوضوح من أهم معايير التفكير الناقد باعتباره المدخل الرئيس لباقي المعايير .فإذا لم تكن العبارة
واضحة ،فلن نستطيع فهمها ولن نستطيع معرفة مقاصد المتكلم أو الطالب ،وبالتالي لن يكون بمقدورنا الحكم
24
عليها بأي شكل من األشكال .وحتى يدرب المعلم طلبته على االلتزام بوضوح العبارات في استجاباتهم ،ينصح
باإلكثار من األسئلة االستيضاحية عندما ال تكون عبارات الطلبة واضحة .ومن بين األسئلة المالئمة لذلك نذكر
ما يلي:
هل تستطيع أن تفحص هذه النقطة بصورة أوسع؟
هل يمكن أن تعبر عن الفكرة بطريقة أخرى؟
هل يمكن أن تعطيني مثاال على ما تقول؟
ماذا تقصد بقولك " " ....؟
الصحة (Accuracy:/81تعليم التفكير) -2
يقصد بمعيار الصحة أن تكون العبارة صحيحة وموثقة .وقد تكون العبارة واضحة ولكنها ليست صحيحة،
كأن نقول " :معظم النساء في األردن يعمرن أكثر من سنة " دون أن يستند هذا القول إلى إحصاءات رسمية
أو معلومات موثقة .ومن األسئلة التي يمكن أن يثرها المعلم الستقصاء درجة صحة العبارة:
هل ذلك صحيح بالفعل؟
كيف يمكن أن نفحص ذلك؟
من أين جئت بهذه المعلومة؟
كيف يمكن التأكد من صحة ذلك؟
الدقة (Precision:/81تعليم التفكير) -3
يقصد بالدقة التفكير بصورة عامة استيفاء الموضوع حقه من المعالجة والتعبير عنه بال زيادة أو نقصان.
ويعرف هذا المعيار في فنون البالغة العربية ب " المساواة " ،ومعناها أن تكون األلفاظ على قدر المعنى أو
الفكرة بالضبط .وعليه ،فإن معيار المساواة ال يتحقق في عبارة إذا كانت تتمن حشوًا للكالم أو بترًا له.
وتوصف العبارة في حالة الحشو ب " األطناب " ،بينما توصف في حالة البتر ب " اإليجاز " ،وتفتقر في الحالتين
للضبط واألحكام(.تعليم التفكير)
ومن العبارات التي تتحقق فيها الدقة أو المساواة:
قال تعالى ( :إن اهلل يأمر بالعدل واإلحسان وإ يتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم
لعلكم تذكرون )" "1إن هذه اآلية الكريمة ال تحتمل زيادة اللفظ وال إسقاط لفظ ،ألن الزيادة ال تضيف
فائدة ،أما اإلسقاط فمن شأنه اإلخالل بالمعنى ( عتيق(.) 1992 ،تعليم التفكير)
ويستطيع المعلم أن يوجه الطلبة لهذا المعيار عن طريق السؤالين اآلتيين:
( في حالبة اإلطناب ) هل يمكن أن تكون أكثر تحديدًا؟
( في حالة اإلنجاز الشديد )(.تعليم التفكير) هل يمكن أن تعطي تفصيالت أكثر؟
الربط (Relevance:/82تعليم التفكير) -4
يعني الربط مدى العالقة بين السؤال أو المداخلة أو الحجة أو العبارة بموضوع النقاش أو المشكلة
المطروحة .ويمكن للمعلم أو الطالب أن يحكم على مدى االرتباك أو العالقة بين المشكلة – موضوع االهتمام
– وبين ما يثار حولها من أفكار أو أسئلة عن طريق مالحظة المؤشرات اآلتية:
هل تعطي هذه األفكار أو األسئلة تفصيالت أو إيضاحات للمشكلة؟
هل تتضمن هذه األفكار أو األسئلة أدلة مؤيدة أو داحضة للموقف؟
25
وحتى يتسنى التمييز بين العناصر المرتبطة بالمشكلة والعناصر غير المرتبطة بها ،البد من تحديد طبيعة
المشكلة أو الموضوع بكل دقة ووضوح(.تعليم التفكير)
العمق (Depth:/82تعليم التفكير) -5
تفتقر المعالجة الفكرية للمشكلة أو الموضوع في كير من األحوال إلى العمق المطلوب الذي يتناسب مع
تعقيدات المكلة أو تشعب الموضوع(.تعليم التفكير)
وعلى سبيل المثال فإن مشكلة التدخين مشكلة معقدة نتيجة ارتباطاتها ومضاعفاتها التي تتجاوز الفرد إلى
المجتمع .فإذا استخدمنا عبارة " التدخين ضار بالصحة " لحث المراهقين أو الشباب على عدم التدخين أو
تركه ،ثم توقفنا عند هذا الحد ،فإن تفكيرنا ينقصه العمق المطلوب لمعالجة المشكلة ،بالرغم من أن العبارة
واضحة ودقيقة ومحكمة ومرتبطة بالموضوع(.تعليم التفكير)
االتساع (Breadth:/83تعليم التفكير) -6
يوصف التفكير الناقد باالتساع أو الشمولية عندما تؤخذ جميع جوانب المشكلة أو الموضوع باالعتبار.
ولتقييم مدى توافر هذا المعيار ،يمكن إثارة عدة أسئلة من نوع:
هل هناك حاجة ألخذ وجهة نظر أخرى باالعتبار؟
هل هناك جهة أو جهات ال ينطبق عليها هذا الوضع؟
هل هناك طريقة أخرى لمعالجة المشكلة أو السؤال؟
المنطق (Logic:/83تعليم التفكير) -7
من الصفات المهمة للتفكير الناقد أو االستدالل أن يكون منطقيًا .وعندما يقال بأن فالنًا يفكر تفكيرًا منطقيًا،
فإن صفة " المنطق " هي المعيار الذي استند إليه الحكم على نوعية التفكير .ويقصد ب " التفكير المنطقي "
تنظيم األفكار وتسلسلها وترابطها بطريقة تؤدي إلى معنى واضح ،أو نتيجة مترتبة على حجج معقولة.
ويمكن إثارة األسئلة اآلتية للحكم على منطقية التفكير:
هل ذلك معقول؟
هل يوجد تناقض بين األفكار أو العبارات؟
هل المبررات أو المقدمات تؤدي إلى هذه النتيجة بالضرورة؟
تعريف التفكير اإلبداعي(83/:تعليم التفكير)
التفكير اإلبداعي نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلى نواتج
أصيلة لم تكن معروفة سابقًا .ويتميز التفكير اإلبداعي بالشمولية والتعقيد ،ألنه ينطوي على عناصر معرفية
وانفعالية وأخالقية متداخلة تشك حالة ذهنية فريدة .ويستخدم الباحثون تعبيرات متنوعة تقابل مفهوم " التفكير
اإلبداعي " وتلخصه من الناحية اإلجرائية مثل " التفكير المنتج " Productiveو " التفكير المتباعد "
Divergentو " التفكير الجانبي " ( Lateralجروان(.) 1998 ،تعليم التفكير)
مهارات التفكير اإلبداعي(84/:تعليم التفكير)
إن مراجعة ألكثر اختبارات التفكير اإلبداعي شيوعا وهي اختبارات تورنس ( ) Tor-rance, 1966واختبارا
جيلفورد ( ،) Guilford, 1967تشير إلى أهم مهارات التفكير اإلبداعي أو قدراته التي حاول الباحثون
قياسها ،وهي:
أوًال :الطالقة (Fluency:/84تعليم التفكير)
26
وتعني القدرة على توليد عدد كبير من البدائل أو المترادفات أو األفكار أو المشكالت أو االستعماالت عند
االستجابة لمثير معين ،والسرعة والسهولة في توليدها .وهي في جوهرها عملية تذكر واستدعاء اختيارية
لمعلومات أو خبرات أو مفاهيم سبق تعلمها .وقد تم التوصل إلى عدة أنواع للطالقة عن طريق التحليل
العاملي .وفي ما يلي تفصيل لهذه األنواع مع أمثلة عليها:
أ -الطالقة اللفظية أو طالقة الكلمات ،مثل(84/::تعليم التفكير)
اكتب أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تبدأ بحرف " م " وتنتهي بحرف " م "؛
اكتب أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تضم األحرف الثالث التالية " :ك ،أ ،ن "؛
هات أكبر عدد ممكن من الكلمات المكونة من أربعة أحرف وتبدأ بحرف " ج "؛
ت -طالقة المعاني أو الطالقة الفكرية ،مثل(84::تعليم التفكير)
اذكر جميع االستخدامات الممكنة ل " علبة البيبسي "؛
اذكر كل النتائج المترتبة على زيادة عدد سكان األردن بمقدار الضعفين؛
أعط أكبر عدد ممكن من العناوين المناسبة لموضوع القصة..؛
اكتب أكبر عدد ممكن من النتائج المترتبة على مضاعفة طول اليوم ليصبح 48ساعة؛
ج -طالقة األشكال(84/:تعليم التفكير)
هي القدرة على الرسم السريع لعدد من األمثلة والتفصيالت أو التعديالت في االستجابة لمثير وضعي أو
بصري ،مثل:
كون أقصى ما تستطيع من األشكال أو األشياء باستخدام الدوائر المعلقة أو الخطوط المتوازية التالية:
الشكل رقم (3/85-3تعليم التفكير)
رسم لنموذج من أسئلة قياس طالقة األشكال
27
فكر في جميع الطرق التي يمكن أن تصممها لوزن األشياء الخفيفة جدًا؛
ويالحظ هنا أن االهتمام ينصب على تنوع األفكار أو االستجابات ،بينما يتركز االهتمام بالنسبة للطالقة على
الكم دون الكيف والتنوع(.تعليم التفكير)
ثالثًا :األصالة (Originality:/85تعليم التفكير)
األصالة هي أكثر الخصائص ارتباطًا باإلبداع والتفكير اإلبداعي ،واألصالة هنا بمعنى الجدة والتفرد ،وهي
العامل المشترك بين معظم التعريفات التي تركز على النواتج اإلبداعية كمحك للحكم على مستوى اإلبداع .ولكن
المشكلة هنا هي عدم وضوح الجهة المرجعية التي تتخذ أساسًا للمقارنة :هل هي نواتج الراشدين؟ أم نواتج
المجتمع العمري؟ أم النواتج السابقة للفرد نفسه؟ كيف لنا أن نعرف أن فكرة أو حال لمشكلة ما يحقق شرط
األصالة؟
وماذا لو توصل اثنان في بلدين متباعدين إلى حل إبداعي لمشكلة ما في أوقات متقاربة؟ أال يستحق الثاني
وصف المبدع ألنه جاء متأخرًا في إنجازه؟
وتجدر اإلشارة هنا إلى أن االتجاهات اإلنسانية والبيئية تتبنى وجهة النظر القائلة باعتماد الخبرة الشخصية
السابقة للفرد أساسًا للحكم على نوعية نواتجه .بمعنى أن األصالة ليست صفة مطلقة ،ولكنها محددة في إطار
الخبرة الذاتية للفرد(.تعليم التفكير)
رابعًا :اإلفاضة (Elaboration:/86تعليم التفكير)
تعني القدرة على إضافة تفاصيل جديدة ومتنوعة لفكرة ،أو حل لمشكلة أو لوحة من شأنها أن تساعد على
تطويرها وإ غنائها وتنفيذها(.تعليم التفكير)
خامسًا :الحساسية للمشكالت (Sensitivity to Problems:/86تعليم التفكير)
يقصد بها الوعي بوجود مشكالت أو حاجات أو عناصر ضعف في البيئة أو الموقف(.تعليم التفكير)
ويعني ذلك أن يعض األفراد أسرع من غيرهم في مالحظة المشكلة والتحقق من وجودها في الموقف .والشك
في أن اكتشاف المشكلة يمثل خطوة أولي في عملية البحث عن حل لها ،ومن ثم إضافة معرفة جديدة أو إدخال
تحسينات وتعديالت على معارف أو منتجات موجودة .ويرتبط بهذه القدرة مالحظة األشياء غير العادية أو
الشاذة أو المحيرة في محيط الفرد ،أو إعادة توظيفها أو استخدامها وإ ثارة تساؤالت حولها من مثل " :لماذا لم
يقم أحد بإجراء حيال هذا الوضع؟ " ،أو " لماذا ال يكون جهاز ( ..الهاتف مثًال ) بهذا الشكل حتى يسهل على
األطفال استخدامه لطلب النجدة مثًال؟ "(.تعليم التفكير)
عقبات التفكير اإلبداعي(86/:تعليم التفكير)
أشارت مراجع عديدة إلى وجود عقبات كثيرة ومتنوعة تقف في طريق تنمية مهارات التفكير اإلبداعي والتفكير
الفعال .وربما كانت الخطوة األولى التي يجب أن ينتبه إليها المعلمون والمدربون واآلباء هي تحديد هذه
العقبات ،حتى يمكن التغلب عليها بفاعلية عند تطبيق البرنامج التعليمي أو التدريبي الذي يستهدف تنمية
مهارات التفكير اإلبداعي .وقد صنف الباحثان اساكسن وترفنجر ( ) Isaksen & Treffinger, 1985
عقبات التفكير اإلبداعي في مجموعتين رئيستين نوجزهما في ما يلي:
أوًال :العقبات الشخصية(87/:تعليم التفكير)
أ -ضعف الثقة بالنفس :الثقة بالنفس عامل مهم في التفكير اإلبداعي ،ألن ضعف الثقة بالنفس يقود إلى
الخوف من اإلخفاق وتجنب المخاطرة والمواقف غير المأمونة عواقبها(.تعليم التفكير)
28
ب -الميل للمجاراة :Conformityإن النزعة لالمتثال إلى المعايير السائدة تعيق استخدام جميع
المدخالت الحسية ،وتحد من احتماالت التخيل والتوقع ،وبالتالي تضع حدودًا للتفكير اإلبداعي(.تعليم
التفكير)
ج -الحماس المفرط :تؤدي الرغبة القوية في النجاح والحماس الزائد لتحقيق اإلنجازات إلى استعجال
النتائج قبل نضوج الحالة ،وربما القفز إلى مرحلة متأخرة في العملية اإلبداعية دون استنفاذ المتطلبات
المسبقة التي قد تحتاج إلى وقت أطول(.تعليم التفكير)
د -التشبع :Saturationيعني التشبع الوصول إلى حالة من االستغراق الزائد الذي قد يؤدي إلى إنقاص
الوعي بحيثيات الوضع الراهن ،وعدم دقة المشاهدات .والتشبع حالة مضادة لالحتضان Incubation
أو االختزان المرحلي للفكرة أو المشكلة(.تعليم التفكير)
ه -التفكير النمطي :يقصد بالتفكير النمطي ذلك النوع من التفكير المقيد بالعادة Habit-Bound
.Thinkingوقد عده الباحثان اساكسن وترفنجر من أبرز عقبات التفكير اإلبداعي ( & Isaksen
.) Treffinger, 1985ولتوضيح أثر هذه العقبة أورد ديبونو مثاًال رمزيًا يتلخص في أن كلبًا اعتاد أن
يسلك طريقًا طويًال للحصول على عظمة يضعها صاحبه في نفس الموقع خلف سياج ( انظر الشكل رقم -4
.) 3ولما كانت أول محاولة ناجحة للوصول إلى العظمة قد تحققت بعد سلوك هذا الطريق الطويل ،فقد ظل
الكلب متمسكًا بها وأصبحت عادة يقوم بها بصورة آلية .ولو أمكن توجيه الكلب لهذه العقبة ألصبح
بمقدوره أن يتخلى عن عادته ويكتشف الطريق األقصر لبلوغ هدفه(.تعليم التفكير)
الشكل رقم (3/88-4تعليم التفكير)
رسم توضيحي يبين أثر العادة في اختيار الكلب للسير مسافة طويلة للحصول على العظمة
عظمة
سياج
وجار الكلب
الكلب
كما أورد الباحثان بيرش ورابينوتز ( ) Birch & Rabinowitz, 1951, pp. 121-125المثال التالي:
افترض أنك دخلت غرفة يتدلى من سقفها حبالن ،وطلب منط ربط الحبلين معًا .وكان هناك بعض األدوات على
طاولة في زاوية الغرفة من بينها مطرقة وزرادية ومقص ،وأمسكت بيدك طرف أحد الحبلين ومشيت باتجاه
الحبل اآلخر ،ولكنك سرعان ما تيقنت بأنك لن تستطيع الوصول إلى طرف الحبل اآلخر .حاولت توسيع المدى
الذي يمكن أن تصله باستعمال المطرقة فلم تنجح .فماذا تفعل لحل المشكلة؟ ( انظر الشكل رقم (.) 3-5تعليم
التفكير)
الشكل رقم (3/88-5تعليم التفكير)
29
رسم توضيحي يبين األثر السلبي للعادة في حل المشكالت
إن هذه المشكلة يمكن حلها باستخدام األدوات المتاحة بطريقة غير تقليدية .فإذا ربطت المطرقة بطرف أحد
الحبلين وأخذت تلوح به كبندول الساعة ،فإنك ستكون قادرًا على اإلمساك به وأنت في وسط الغرفة وبيدك
األخرى طرف الحبل اآلخر .وبذلك تكون قد استعملت وزن األداة لتجعل الحبل يقترب منك بدًال من محاولة شده
أو تطويله(.تعليم التفكير)
إن الناس يخفقون غالبا في التوصل لهذا الحل ،ألنهم نادرًا ما يفكرون في استعماالت جديدة غير تلك
االستعماالت التقليدية لألدوات أو المواد المتاحة ،وقد فسر الباحث دنكر ( ) Duncker, 1945هذا اإلخفاق
بميل األفراد إلى التمسك باالستعماالت المألوفة لألشياء ،واستخدم في وصف هذا الميل تعبير " الجمود " أو "
الثبات الوظيفي " (.Functional Fixed-nessتعليم التفكير)
و -عدم الحساسية أو الشعور بالعجز(89/:تعليم التفكير)
من الخصائص الضرورية لعملية التفكير اإلبداعي اليقظة والحساسية المرهفة للمشكالت .وعندما تضعف
الحساسية نتيجة عدم اإلثارة أو قلة التحدي ،فإن الشخص يصبح أكثر ميًال للبقاء في دائرة ردود الفعل لما
يدور حوله ،ويتخلى عن المبادأة في استشراق أبعاد المشكلة واالنشغال في إيجاد حلول لها مجرد اإلحساس
بها(.تعليم التفكير)
ز -التسرع وعدم احتمال الغموض(89/:تعليم التفكير)
ترتبط هذه الصفة بالرغبة في التوصل إلى جواب للمشكلة من خالل انتهاز أول فرصة سانحة ،دون استيعاب
جميع جوانب المشكلة ،والعمل على تطوير بدائل أو حلول عدة لها ،ومن ثم اختيار أفضلها .ومن المشكالت
المرافقة لهذه الصفة عدم احتمال المواقف المعقدة أو الغامضة والتهرب من مواجهتها .إن الرغبة الجامحة
على شروط األمن والنظام الشخصي تضعف القدرة على احتمال المواقف الغامضة أو المواقف غير الواعدة
بنتائج سارة .وتتجلى هذه الصفة لدى األشخاص الذين يصرون على طرح أفكار عملية ومحسوسة في صورة
نهائية(.تعليم التفكير)
كما يعد تأجيل إصدار األحكام من الخصائص المهمة للتفكير اإلبداعي .وعند ممارسة عملية العصف الذهني
مثال ،ال يسمح بإصدار األحكام إال بعد استنفاذ كل فرصة ممكنة لتوليد األفكار(.تعليم التفكير)
ح -نقل العادة(89/:تعليم التفكير)
عندما تترسخ لدى الفرد أنماط وأبنية ذهنية معينة كانت فعالة في التعامل مع مواقف جديدة ومتنوعة ،فإنه
غالبًا ما يتم تجاهل استراتيجيات أخرى أكثر فاعلية .ومن العبارات القاتلة التي تلخص هذه العقبة قولنا " :لقد
كنا دائمًا نفعل هذا بنجاح " ،أو " كنا دائمًا نحل المشكلة بهذه الطريقة "(.تعليم التفكير)
30
ثانيًا :العقبات الظرفية(90/:تعليم التفكير)
يقصد بالعقبات الظرفية للتفكير اإلبداعي تلك العقبة المتعلقة بالموقف ذاته أو بالجوانب االجتماعية أو الثقافية
السائدة .ومن أهم هذه العقبات:
أ -مقاومة التغير(90/:تعليم التفكير)
هناك نزعة عامة لمقاومة األفكار الجديدة والحفاظ على الوضع الراهن بوسائل عديدة ،خوفًا من انعكاساتها
على أمن الفرد واستقراره ،وهناك من يعتق بأن الخبرة الحديثة تشكل تهديدًا لمكتسباته وأوضاعه ،ولذلك تجده
يستجيب باستخدام العبارات القاتلة ألي فكرة جديدة ،من مثل:
لن تنجح هذه الطريقة في حل المشكلة؛
هذه الفكرة سوف تكلف كثيرًا جدًا؛
لم يسبق أن فعلنا ذلك من قبل؛
ب -عدم التوازن بين الجد والفكاهة(90/:تعليم التفكير)
يعتقد البعض أن التفكير اإلبداعي تفكير منطقي وعقالني وعملي وجدي ،وال مكان فيه للحدس والتأمل والتخيل
والمرح .وأن اللعب قد يكون مالئمًا لألطفال ،أما التخيل والتأمل فهما مضيعة للوقت .إن تنمية التفكير اإلبداعي
تتطلب نوعا من التوازن الدقيق بين كل هذه العناصر(.تعليم التفكير)
ج -عدم التوازن بين التنافس والتعاون(90/:تعليم التفكير)
هناك حاجة للمزح بين روح التنافس وروح التعاون لكل من الفرد والجماعة لتحقيق إنجازات قديمة .وقد يكون
االعتبار المفرط أل] منهما سببًا في فقدان االتصال بالمشكلة الحقيقية أو التقدم في حلها ،ولذلك فإن التوازن
بينهما شرط من شروط التفكير المنتج أو التفكير اإلبداعي(.تعليم التفكير)
مقارنة بين التفكير اإلبداعي والتفكير الناقد(91/:تعليم التفكير)
ربما كان من غير الممكن التمييز بين التفكير اإلبداعي والتفكير الناقد لسبب بسيط ،هو أن أي تفكير جيد
يتضمن تقييمًا للجودة أو النوعية وإ نتاج ما يمكن وصفه بالجدة ،ومن الصعب أن ينشغل الدماغ بعملية تفكير
مركب دون دعم من عملية تفكير مركبة أخرى(.تعليم التفكير)
ولكن نواتج التفكير تتنوع تبعًا لنوع المهمة ،وما إذا كانت تتطلب تفكيرًا إبداعيًا أو تفكيرًا ناقدًا .وفي ما يلي
مقارنة بين التفكير الناقد والتفكير اإلبداعي:
التفكير اإلبداعي التفكير الناقد
تفكير متشعب Divergent تفكير متقارب Convergent
يتصف باألصالة يعمل على تقييم مصداقية أمور موجودة
عادة ما ينتهك مبادئ موجودة ومقبولة يقبل المبادئ الموجودة وال يعمل على تغييرها
ال يتحدد بالقواعد المنطقية ،وال يمكن التنبؤ بنتائجه يتحدد بالقواعد المنطقية ،ويمكن التنبؤ بنتائجه
يتطلبان وجود مجموعة من الميول واالستعدادات لدى الفرد
يستخدمان أنواع التفكير العليا كحل المشكالت واتخاذ القرارات وصياغة المفاهيم
إن االختراق اإلبداعي Creative Breakthroughيظهر بوضوح الفرق بين التفكير الناقد والتفكير
اإلبداعي .فالتفكير الناقد محكوم بقواعد المنطق ويقود إلى نواتج يمكن التنبؤ بها ،أما التفكير اإلبداعي فليس
هناك قواعد منطقية تحدد نواتجه .وألن ما يتم اكتشافه في حالة االختراق اإلبداعي شيء جديد وأصيل ،فليس
31
ممكنًا التنبؤ به .إنه شيء يحدث على يد شخص ،وهذا كل ما في األمر ،رغم أن هناك بعض العوامل المعينة
في حدوث االختراق(.تعليم التفكير)
32
-7مراجعة الخطة وتعديلها أو تنقيحها في ضوء التغذية الراجعة أثناء التنفيذ(.تعليم التفكير)
-8تقييم حل المشكلة ،واالستعداد لمواجهة أي مشكالت مستقبلية تنجم عن الحل الذي تم التوصل إليه(.تعليم
التفكير)
وقد عرض الباحث هايس ( ) Hayes, 1981بعض الخطوات لتعليم استراتيجية حل المشكالت بصورة
مباشرة على النحو اآلتي:
تحديد المشكلة ،ويتضمن المهمات اآلتية(101/:تعليم التفكير) -1
التعرف على نص المشكلة ،أو إيجاد موقع المشكلة في البيانات المعطاة أو في الموقف المطروح؛
تحديد عناصر الهدف أو الغاية المرغوبة ،والحالة الراهنة ،والعقبات الفاصلة بينهما؛
تحديد العناصر الجدلية أو العناصر المسببة للعقبات؛
تحديد المشكالت األساسية والثانوية؛
تمثيل المشكلة أو إيضاحها ،ويتضمن المهمات اآلتية(101/:تعليم التفكير) -2
تعريف المصطلحات والشروط؛
تحديد العناصر الرئيسة من حيث األهداف ،عمليات الحل ،المعطيات ،المجاهيل؛
تحويل عناصر المشكلة بلغة مختلفة أو بالرموز عن طريق الصور واألشكال واألرقام وغير ذلك؛
اختيار خطة الحل ،ويتضمن مهمتين ،هما(102/:تعليم التفكير) -3
إعادة صياغة المشكلة المطلوب حلها؛
اختيار خطة مالئمة لحل المشكلة من بين الخيارات اآلتية :التجربة والخطأ ،مصفوفات متعددة األبعاد،
وضع الفرضيات واختبارها ،تطبيق معادالت معينة ،تقسيم المشكلة إلى مشكالت فرعية أو ثانوية ،العمل
بالرجوع من الحلول المتخيلة إلى نقطة البداية ،العمل بقياس المشكلة الحالية على مشكالت سابقة
معروفة؛
توقع العقبات والتخطيط لمعالجتها؛
توضيح خطة الحل ،ويتضمن المهمات اآلتية(102/:تعليم التفكير) -4
مراقبة عملية الحل؛
إزالة العقبات عند بروزها؛
تكييف األساليب أو تعديلها حسب الحاجة؛
االستنتاج ،ويتضمن المهمات اآلتية(102/:تعليم التفكير) -5
إظهار النتائج وصياغتها؛
إعطاء أدلة داعمة وأسباب للنتائج؛
التقويم ( التحقق ) ،ويتضمن القيام بما يأتي: -6
التحقق من النتائج في ضوء األهداف واألساليب المستخدمة؛
التحقق من فاعلية األساليب وخطة الحل بوجه عام؛
خصائص الخبير في حل المشكالت(102/:تعليم التفكير)
يرى ويمبي ولوكهيد ( ) Whimbey & Lochhead, 1982أن حل المشكالت ليس إال عملية يمكن تعلمها
وإ جادتها بالمراس والتدريب .ويشبهان عملية حل المشكالت بعملية لعب الجولف ،مع الفارق بأن مهارات حل
33
المشكلة تختلف عن مهارات لعب الجولف .ولكن الصعوبة هي أن المبتدئ ال يتمكن من مشاهدة الخبير وهو
يفكر في حل المشكالت كما هو الحال في حالة لعب الجولف .ويقدم الباحثان عرضا ألهم الخصائص العامة
للشخص المتميز أو الخبير في حل المشكالت ،نوجزها فيما يأتي:
-1االتجاه اإليجابي(103/:تعليم التفكير)
هناك فرق جوهري بين األشخاص المتميزين في حل المشكالت واألشخاص الضعفاء ،يتعلق باتجاهاتهم
المبدئية نحو المواقف الصعبة أو المشكالت .فاألشخاص المتميزون عادة ما تكون قناعاتهم وثقتهم قوية بأن
المشكالت األكاديمية يمكن التغلب عليها بالمثابرة والتدرج الواعي في التحليل ،أما األشخاص الضعفاء
فسرعان ما يستسلمون بعد أول محاولة فاشلة(.تعليم التفكير)
-2الحرص على الدقة(103/:تعليم التفكير)
يتمتع األشخاص المتميزون في حل المشكالت بدرجة عالية من الحرص على فهم الحقائق والعالقات التي
تنطوي عليها المشكلة ،وكثيرًا ما يقرأون المشكلة أكثر من مرة ليتأكدوا من فهمها بصورة صحيحة وتامة.
(تعليم التفكير)
-3تجزئة المشكلة(103/:تعليم التفكير)
يعمل األشخاص المتميزون في حل المشكالت على تحليل المشكالت واألفكار المعقدة إلى مكونات أو مشكالت
أصغر ،ثم يبدأون الحل من النقطة األكثر وضوحًا(.تعليم التفكير)
-4التأمل وتجنب التخمين(103/:تعليم التفكير)
يظهر األشخاص الضعفاء في حل المشكالت ميال للقفز عن المقدمات ،والتسرع في إعطاء االستنتاجات،
وتخمين اإلجابات قبل استكمال جميع الخطوات الالزمة للوصول إلى إجابات دقيقة .بينما األشخاص المتميزون
يميلون إلى السير في معالجة المشكلة خطوة خطوة ،وبكل حرص من البداية حتى النهاية(.تعليم التفكير)
-5الحيوية والنشاط(103/:تعليم التفكير)
يظهر األشخاص المتميزون في حل المشكالت نشاطا وفاعلية بأشكال عدة ،تراهم مثال يسألون ويجيبون
أنفسهم بصوت عال ،أو يفكرون بصوت عال ،وقد يعدون على أصابعهم ،أو يشيرون ألشياء بأقالمهم ،وقد
يرسمون أو يخططون في الهواء أو على الورق وهم يقارعون جوانب المشكلة(.تعليم التفكير)
كما يتميز الخبير في حل المشكالت على مستوى التخصص من عدة نواح ،أهمها:
يتمتع الخبير بقاعدة معرفية قوية في مجال تخصصه ،وقد أشرنا إلى أهمية الخبرة والمعرفة السابقة في
حل المشكالت؛
يتصف الخبير بمعرفة واسعة باستراتيجيات حل المشكالت العامة والخاصة ،كما يجيد اختيار المناسب
منها واستخدامه حسب متطلبات المشكلة؛
عناصر المشكلة(104/:تعليم التفكير)
يتفق معظم علماء النفس على أن المشكلة عبارة عن موقف أو حالة تتحدد بثالثة عناصر ،هي:
أ -المعطيات :وتمثل الحالة الراهنة عند الشروع في العمل لحل المشكلة(.تعليم التفكير)
ب -األهداف :وتمثل الحالة المنشودة المطلوب بلوغها لحل المشكلة(.تعليم التفكير)
ج -العقبات :وتشير إلى وجود صعوبات تفصل بين الحالة الراهنة والحالة المنشودة ،وأن الحل أو الخطوات
الالزمة لمواجهة هذه الصعوبات غير جاهزة للوهلة األولى(.تعليم التفكير)
34
ويمكن تمثيل عناصر المشكلة على النحو اآلتي:
الشكل رقم (4/104-1تعليم التفكير)
35
تخيل أنك مسؤول في مكتب إعالنات ،وأوكلت إليك مهمة كتابة إعالن ثقافي إلحدى المجالت .اقترح اسم
المجلة ،واكتب نص اإلعالن ،وكيف يمكن تنظيم حملة إعالنية شاملة؟
-3مشكالت تكون معطياتها غير واضحة ،بينما األهداف واضحة ومحددة ،مثل(106/:تعليم التفكير)
قارن بين شخصية أبي بكر وشخصية عمر رضي اهلل عنهما استنادا إلى قول األديب العقاد في وصفهما" :
كان أبو بكر نموذج اإلقتداء في صدر اإلسالم غير مدافع ،وكان عمر في تلك الفترة نموذج االجتهاد دون
مراء "(.تعليم التفكير)
-4مشكالت تكون المعطيات واألهداف فيها غير واضحة ،مثل(106/:تعليم التفكير)
هل اللغة العربية قادرة على استيعاب الحضارة الغربية بما يستجد فيها من مفردات؟
قارن بين حال العرب في الجاهلية وحالهم اآلن من حيث الحرص على مظاهر القوة وعالقتها بالحق
والعدل(.تعليم التفكير)
-5مشكالت االستبصار :Insightful Problemsوهي مشكالت لها إجابة صحيحة ،ولكن اإلجراءات
الالزمة لالنتقال من الوضع القائم إلى الوضع النهائي غير واضحة ،وتحتاج إلى مجهود تخيلي إلعادة
صياغة المشكلة ،وعادة ما يوصف الحل بأنه ومضه إشراق مفاجئة وغير مرئية ابتداء ،مثل/:
(106تعليم التفكير)
المثلث في الشكل رقم 4-2رأسه إلى األعلى .وضح كيف يمكن تحريك ثالث دوائر فقط ليصبح رأس
المثلث إلى األسفل؟
الشكل رقك (4/106-2تعليم التفكير)
كيف يمكن أن ترتب 10قطع نقدية بحيث تكون 5صفوف أو أعمدة ،في كل منها 4قطع؟
رجل لديه 4سالسل في كل منها ثالث حلقات ،ويريد وصل السالسل لتشكيل سلسلة واحدة مغلقة .افترض
أن الحلقة المفتوحة تكلف قرشين والحلقة المغلقة تكلف ثالثة قروش .فإذا تمكن من وصل السالسل كما
أراد بمبلغ 15قرشا ،فكيف فعل ذلك؟
وهناك من يصنف المشكالت على أساس معرفة كل من المعلم والمتعلم لطريقة الحل والحل على النحو التالي:
أ -المشكلة وطريقة الحل للمعلم والمتعلم ،ولكن الحل معروف فقد للمعلم(.تعليم التفكير)
ب -المشكلة معروفة للمعلم والمتعلم ،ولكن طريقة الحل والحل معروفان فقط للمعلم(.تعليم التفكير)
ج -المشكلة معروفة للمعلم والمتعلم وهناك أكثر من طريقة لحلها ،والمعلم وحده يعرف طرائق الحل والحل.
(تعليم التفكير)
د -المشكلة معروفة للمعلم والمتعلم ،وكالهما ال يعرفان طرائق الحل والحل(.تعليم التفكير)
ه -المشكلة ليست معروفة أو محددة ،وكذلكم طرائق حلها وحلها ليسا معروفين لكل من المعلم والمتعلم.
(تعليم التفكير)
وهناك تصنيف آخر ألنواع المشكالت قدمه جرينو ( ) Greeno, 1978في البداية ،ثم وسعه مع سيمون (
) Greeno & Simon, 1988ليضم أربعة أنواع ،وهي:
36
مشكالت التحويل ،Transformationوتتصف بما يأتي: -1
المعطيات واضحة جدًا والمطلوب محدد تمامًا؛
يتطلب حلها إيجاد سلسلة إجراءات أو عمليات متتابعة عن طريق البحث واالختيار من بين مجموعة بدائل
أو إمكانيات لإلجابة؛
ومن األمثلة عليها مشكالت أواني المياه التي سبقت اإلشارة إليها في التصنيف األول الذي أورده ريتمان
(.Reitmanتعليم التفكير)
مشكالت التنظيم ،Arrangementوتتصف بما يأتي(107/:تعليم التفكير) -2
جميع عناصر المشكلة موجودة مع وصف عام للمطلوب؛
يتطلب حلها تنظيم العناصر بصورة مناسبة عن طريق تقليص مجموعة البدائل أو اإلمكانيات الواردة
لإلجابة؛
ومن األمثلة عليها مشكالت االستبصار وتشكيل أعواد الكبريت ( الفصل الثالث والفصل الرابع ) وتصحيف
الكلمات ( الفصل السابع )؛
مشكالت االستقراء ،Inductiveوتتصف بما يأتي(107/:تعليم التفكير) -3
المعطيات عبارة عن عدة أمثلة أو شواهد ،والمطلوب هو اكتشاف قاعدة عامة أو نمط منسجم مع
المعلومات المعطاة؛
يتطلب حلها إيجاد مبدأ عام أو تركيبة عامة تدعمها األمثلة؛
ومن األمثلة عليها مشكالت المتتاليات واالستدالل العلمي التجريبي ( الفصل السابع والفصل العاشر )؛
-4مشكالت االستنباط ،Deductiveوتتصف بما يأتي(108/:تعليم التفكير)
المعطيات عبارة عن مقدمات أو فروض ،والمطلوب هو معرفة ما إذا كانت نتيجة معينة تترتب منطقيًا أو
ال تترتب على المقدمات؛
ومن األمثلة عليها مشكالت االستدالل االستنباطي الشرطي والحملي ( الفصل العاشر )؛
مصادر الخطأ في حل المشكالت(108/:تعليم التفكير)
أورد الباحثان ويمبي ولوكهيد ( ) Whimbey & Lochhead, 1982قائمة بمصادر الخطأ التي قد يقع
فيها الطالب في حل المشكالت ،تضمنت ما يأتي:
-1عدم الدقة في القراءة ،وتتضمن(108/:تعليم التفكير)
قراءة المادة دون التركيز على فهم معناها؛
قراءة المادة أو المسألة بسرعة وعلى حساب االستيعاب الكامل لها؛
تجاوز فكرة أو أكثر من المادة أو المسألة ،أو إضاعة حقيقة أو أكثر منها لعدم كفاية االنتباه أثناء القراءة؛
عدم إعطاء الوقت الكافي إلعادة قراءة جزء صعب من المادة أو المسألة من أجل فهمه فهمًا تامًا،
-2عدم الدقة في التفكير ،ويتضمن(108/:تعليم التفكير)
عدم فحص ومراجعة مدى مالءمة معادلة أو طريقة استخدام الطالب ولم يكن متأكدًا منها؛
عدم فحص ومراجعة صحة اإلجابات أو االستنتاجات التي لم يكن الطالب متأكدًا منها؛
العمل بسرعة كبيرة تؤدي إلى ارتكاب األخطاء؛
عدم االتساق في طريقة تفسير الكلمات أو العمليات المستخدمة؛
37
عدم إعطاء أولوية قصوى للدقة في العمل؛
اإلهمال في تنفيذ بعض العمليات ،أو عدم االنتباه الكافي في مالحظة بعض الحقائق؛
التوصل إلى استنتاج غير ناضج في منتصف الطريق إلى الحل؛
-3الخمول والضعف في تحليل المشكلة ،ويتضمن(109/:تعليم التفكير)
عدم تجزئة المشكلة المعقدة وتناول الجزء المفهوم أوًال لتسهيل االنتقال إلى الجزء األصعب؛
القفز عن الكلمات أو أشباه الجمل غير المألوفة من المادة ،أو االكتفاء بفهم ضبابي لها؛
عدم استخدام القاموس عند الحاجة؛
عدم تمثيل األفكار الواردة في النص أما في الذهن أو على الورق لتسهيل عملية الفهم؛
عدم تفسير كلمة أو شبه جملة غير واضحة بلغة الطالب الخاصة؛
عدم تقويم الحل أو التفسير في ضوء المعرفة السابقة حول الموضوع(.تعليم التفكير)
االفتقار للمثابرة ،ويضم(109/:تعليم التفكير) -4
عدم بذل جهد كاف لحل المشكلة من خالل االستدالل أو االستنتاج من الوقائع والمقدمات نتيجة عدم ثقة
الطالب بقدرته على تناول هذا النوع من المشكالت؛
القيام بمحاولة سطحية للتفكير في حل المشكلة ومن ثم تخمين اإلجابة؛
حل المشكلة بطريقة ميكانيكية ودون تفكير فعلي فيها؛
االستسالم بمجرد التفكير السريع في المشكلة والقفز إلى اإلجابة؛
اإلخفاق في التفكير بصوت عال ،ويعني(109/:تعليم التفكير) -5
عدم التفكير بصوت عال أثناء العمل لحل المشكلة؛
الحل اإلبداعي للمشكالت (Greayive Problem Solving:/109تعليم التفكير)
تناول عدد من الباحثين في مجال التفكير موضوع الحل اإلبداعي للمشكالت بكثير من التفصيل .ويتزايد
االهتمام بمنهجية الحل اإلبداعي للمشكالت في المجاالت التربوية عموما وفي برامج تعليم الموهوبين أو
المتفوقين على وجه الخصوص ،وقد طورت هذه المنهجية أساسا لمساعدة قطاعات التجارة والصناعة في
عمليات االنتاج والتسويق .ومن بين الرواد األوائل الذين وضعوا أسس هذه المنهية يحتل أوسبورن (
) Osborn, 1963الذي كان يعمل في قطاع اإلعالم التجاري في مدينة نيويورك مكانا مرموقًا ،وقد أنشأ
مؤسسة التربية اإلبداعية في جامعة والية نيويورك في بافلو Byffaloعام 1953لتسهيل نشر أفكاره
وتشجيع الدراسات حول البرامج التربوية والتدريب التعليم اإلبداع ،وكان لمساعده بارنس ( Parnes, 1992
) دور كبير في تطوير اتجاه منهجي لرعاية السلوك اإلبداعي .أما االهتمام بتعليم التفكير اإلبداعي فتعود
بداياته إلى أعمال جيلفورد ( ) Guilford, 1959وتايلر ( ) Taylor, 1964وتورانس ومايرز (
) Torrance & Myers, 1970وغيرهم ،.وقد عبد هؤالء الباحثون الطريق إلى تطوير البرامج التعليمية
لإلبداع والحل اإلبداعي للمشكالت التي تنتشر حاليا بصورة واسعة في المؤسسات التربوية وغيرها في الدول
المتقدمة وبعض الدول المتطورة(.تعليم التفكير)
نموذج جيلفورد لحل المشكالت(110/:تعليم التفكير)
قدم جيلفورد ( ) Guilford, 1986نموذجًا مبسطًا لحل المشكالت على أساس نظريته في التكوين العقلي،
وأطلق عليه " نموذج التكوين العقلي لحل المشكالت " Structure of In-tellect Problem Solving
38
." Modelوكما يبدو هذا النموذج في الشكل رقم ( ) 4 – 3يلعب مخزون ذاكرة الفرد وحصيلته المعلوماتية
أو مدركاته القابلة للتذكر دورًا حيويًا في مختلف مراحل عملية حل المشكلة ،كما أن هذا المخزون هو الذي
يبقي على النشاطات الهادفة إليجاد حل للمشكلة عن طريق عمليات الذاكرة(.تعليم التفكير)
واستنادًا للنموذج تبدأ الخطوة األولى في حل المشكلة باستقبال النظام العصبي للفرد أو نظام االتصاالت لديه
لمثير خارجي من البيئة أو مثير داخلي من الجسم قد يكون على شكل انفعاالت وعواطف ،ثم تتعرض المثيرات
الخارجية أو المدخالت لعملية تصفية Filteringفي الجزء السفلي من الدماغ عن طريق نسيج شبكي يعمل
كبوابة تتحكم في عبور كل المثيرات القادمة إلى مراكز الدماغ العليا حيث اإلدراك والمعرفة .ويركد جيلفورد
أهمية دور الذاكرة في عملية التصفية ،حيث أن مخزون الذاكرة يتضمن بعض المفاهيم المسبقة والنزعات التي
تسد الطريق أمام وعي الفرد وإ دراكه لبعض المثيرات أو المشكالت ،ويعرف هذا النشاط االنتقائي ب " االنتباه ".
(تعليم التفكير)
أما المثيرات المهيجة للنظام العصبي التي يسمح لها باختراق البوابة فإنها تنبه الفرد إلدراك وجود مشكلة أوًال
وإ دراك طبيعة المشكلة ثانيًا ،وعندها يبدأ الفرد عملية بحث في مخزونه المعرفي إليجاد الحل المناسب
للمشكلة .وإ ذا لم يجد حًال يلجأ إلى مصادر خارجية بحثًا عن مساعدة أو معطيات وحقائق جديدة ،وخالل هذه
المرحلة تجري عملية تقييم مستمرة لمعظم المعلومات واألفكار التي تفرزها عمليات الذاكرة .وفي بعض
األحيان يتوصل الفرد لحل المشكلة دون أن يمارس ما يوصف بأنه عمليات تفكير متشعبة ،بمعنى أنه يتخطى
مرحلة التفكير المتشعب وينتقل مباشرة إلى مرحلة التفكير المتقارب عندما يصل إلى اإلجابة الصحيحة بمجرد
إحساسه بالمشكلة وجاهزية ذاكرته لالستجابة(.تعليم التفكير)
ويشير جيلفورد إلى أن بعض المشكالت تستعصي على الحل ألننا لم ندركها بصورة صحيحة ،وقد نصر على
مواصلة المحاولة للوصول إلى حل للمشكلة الخطأ كما فهمناها(.تعليم التفكير)
إن وضعا كهذا يتطلب إعادة النظر في طبيعة المشكلة ،وعودة إلى الخطوة األولى بعد استقبال المشكلة،
والبحث عن معلومات وحقائق جديدة في مصادرنا الخارجية من أجل إعادة بناء المشكلة ،والبدء بجولة جديدة
من نشاطات التفكير المتشعب التي تتضمن بدائل جديدة للحل لم تطرح في المرة األولى وقد يكون من بينها
الحل الصحيح(.تعليم التفكير)
وكما يالحظ في الشكل فإن األسهم لألسفل نحو مخزون الذاكرة تشير إلى أن جميع الخطوات التي نأخذها
والنشاطات التي نقوم بها خالل عملية حل المشكلة في كل مرحلة ترتبط بالذاكرة ،وقد تحفظ بعض هذه
النشاطات فيها لفترة قصيرة على األقل حتى نعود إليها عند الحاجة ،وحتى ال نقع في األخطاء نفسها مرة
أخرى(.تعليم التفكير)
الشكل رقم (112/ 4-3تعليم التفكير)
نموذج التكوين العقلي لحل المشكالت
39
التفكير التفكير اإلدراك/ مصفاة
الناتج المتقارب المتشعب المعرفة االنتباه مدخالت
مخزون الذاكرة
ويرى جيلفورد أن نموذجه لحل المشكالت يستوعب التفكير اإلبداعي في مرحلة توليد األفكار والبحث عن بدائل
للحل في مخزون الذاكرة ،كما أن لعملية التقييم في مختلف المراحل دورًا في التفكير اإلبداعي الذي يتطلب
تقليص البدائل من أجل الوصول إلى فكرة أصيلة أو حل جديد .غير أن مفهوم حل المشكالت أكثر اتساعًا
وشموًال من التفكير اإلبداعي ،مع أن كال منهما يسهم في الوصول إلى نهاية ناجحة عن طريقة حل المشكلة ،إذ
ليس ممكنًا الوصول إلى حلول للمشكالت دون خطوات أو نشاطات تفكيرية إبداعية بشكل أو بآخر .وقد تبرز
مشكالت خالل العملية اإلبداعية تزيد الحاجة إلى ممارسة نشاطات حل المشكلة ،ويخلص جيلفورد إلى
االستنتاج بأن حل المشكالت قد يشتمل على جميع أنواع عمليات التكوين العقلي ،بينما يقتصر التفكير اإلبداعي
على بعضها ،وأن كال من حل المشكالت والتفكير اإلبداعي قد يتضمن أيًا من المحتويات المعلوماتية للتكوين
العقلي(.تعليم التفكير)
العصف الذهني(113/:تعليم التفكير)
40
يعد العصف الذهني من أكثر األساليب المستخدمة في تحفيز اإلبداع والمعالجة اإلبداعية للمشكالت في حقول
التربية والتجارة والصناعة والسياسة في العديد من المؤسسات والدوائر التي تأخذ بما تتوصل إليه البحوث
والدراسات العلمية من تطبيقات ناجحة في معالجة المشكالت المعقدة التي تواجهها .ويعود الفضل في إرساء
قواعد هذا األسلوب لصاحب شركة إعالنات في نيويورك اسمه اوسبورن Osbrnفي عام ،1938وذلك
نتيجة لعدم رضاه عما كان يدور في اجتماعات العمل التقليدية .ويعني تعبير " العصف الذهني " استخدام
الدماغ أو العقل في التصدي النشط للمشكلة ،وتهدف جلسة العصف الذهني أساسًا إلى توليد قائمة من األفكار
التي يمكن أن تؤدي إلى حل للمشكلة مدار البحث .وحتى يحقق استخدام هذا األسلوب أهدافه يحسن االلتزام
بمبدأين أساسيين وأربع قواعد مهمة:
المبدأ األول(113/:تعليم التفكير)
تأجيل إصدار أي حكم على األفكار المطروحة أثناء المرحلة األولى من عملية العصف الذهني(.تعليم التفكير)
المبدأ الثاني(113/:تعليم التفكير)
الكمية تولد النوعية ،بمعنى أن أفكارًا كثيرة من النوع المعتاد يمكن أن تكون مقدمة للوصول إلى أفكار قيمة أو
غير عادية في مرحلة الحقة من عملية العصف الذهني(.تعليم التفكير)
أما القواعد األربعة فهي(1134/:تعليم التفكير)
-1ال يجوز انتقاد األفكار التي يشارك بها أعضاء الفريق أو طلبة الصف مهما بدت سخيفة أو تافهة ،وذلك
انسجامًا مع المبدأ األول المشار إليه أعاله حتى يكسر حاجز الخوف والتردد لدى المشاركين(.تعليم
التفكير)
-2تشجيع المشاركين على إعطاء أكبر عدد ممكن من األفكار دون التفات لنوعيتها ،والترحيب باألفكار
الغربية أو المضحكة وغير المنطقية(.تعليم التفكير)
-3التركيز على الكم المتولد من األفكار اعتمادًا على المبدأ الثاني ،الذي ينطلق من االفتراض بأنه كلما زادت
األفكار المطروحة زادت االحتمالية بأن تبرز من بينها فكرة أصيلة(.تعليم التفكير)
-4األفكار المطروحة ملك الجميع ،وبإمكان أي من المشاركين الجمع بين فكرتين أو أكثر أو تحسين فكرة أو
تعديلها بالحذف واإلضافة(.تعليم التفكير)
وحتى تنجح جلسة العصف الذهني ،البد أن يكون المشاركون على دراية معقولة بموضوع المشكلة وما يتعلق
بها من معلومات ومعارف ،كما البد أن تكون لديهم معرفة معقولة بمبادئ وقواعد العملية ذاتها قبل ممارستها.
وقد يكون من الضروري توعية المشاركين في جلسة تمهيدية وتدريبهم على اتباع قواعد المشاركة وااللتزام
بها طوال الجلسة .أما معرفة المعلم أو قائد الجلسة بموضوع المشكلة ومعرفته بقواعد العملية وخبرته في
ممارستها فإنها تشكل عامًال حاسمًا في نجاح العملية ،ذلك أنه مطالب بتحضير صياغة واحدة ومحددة للمشكلة
وعرض موجز لخلفيتها وبعض األفكار المتصلة بها ،باإلضافة إلى دوره في اإلبقاء على حماس المشاركين في
أجواء من االطمئنان واالسترخاء واالنطالق(.تعليم التفكير)
ويقترح بوكارد ( ) Bouchard, 1972استخدام عملية التتابع لتفعيل جلسة الصف الذهني بمشاركة الجميع،
وحتى ال ينفرد بعض المشاركين دون غيرهم بإعطاء األفكار(.تعليم التفكير)
وتتطلب هذه العملية أن يأخذ كل مشارك دوره لو لم تكن لديه فكرة .وبعد أن تكتمل الدورة األولى بإعطاء
الفرصة للجميع ،تبدأ الدورة الثانية من عملية العصف بالمشارك األول وهكذا حتى ينتهي الوقت المحدد للنشاط
41
الذي يمكن أن يتراوح بين 15و 20دقيقة ،أو عندما يقرر المعلم أو قائد النشاط أن جميع المحاوالت لتوليد
أفكار جديدة لم تعد تؤدي إلى نتيجة ملموسة .وقد يكون من المناسب حث المشاركين على تمثيل أو تقمص
شخصية أحد أطراف المشكلة أو أحد مكوناتها لتسهيل التفاعل مع الدور ،وبالتالي عملية توارد األفكار(.تعليم
التفكير)
وفي نهاية جلسة العصف الذهني تكتب قائمة األفكار التي طرحت وتوزع على المشاركين لمراجعة ما تم
التوصل إليه .وقد يساعد هذا اإلجراء على استكشاف أفكار جديدة ودمج أفكار موجودة تمهيدًا لجلسة التقييم،
التي قد تعقب جلسة توليد األفكار مباشرة وقد تكون في وقت الحق .ولكن ينبغي مالحظة أن المشاركين في
جلسة التقييم ليسوا بالضرورة هم الذين شاركوا في جلسة توليد األفكار ،وربما كان من األفضل إشراك آخرين
من خارج المجموعة األولى ،وال سيما إذا كانوا معنيين بمسؤولية تنفيذ الحلول التي سوف يتم التوصل إليها،
أو كان لهم دور ما في تنفيذها(.تعليم التفكير)
والبد من التأكيد على أن أهم عناصر نجاح عملية العصف الذهني تتلخص في ما يأتي:
أ -وضوح المشكلة مدار البحث لدى المشاركين وقائد النشاط قبل بدء الجلسة(.تعليم التفكير)
ب -وضوح مبادئ وقواعد العمل والتقيد بها من الجميع ،بحيث يأخذ كل مشارك دوره في طرح األفكار دون
تعليق أو تجريح من أحد(.تعليم التفكير)
ج -خبرة المعلم أو قائد النشاط وجديته وقناعته بقيمة أسلوب العصف الذهني كأحد االتجاهات المعرفية في
حفز اإلبداع(.تعليم التفكير)
لقد ظهر أسلوب العصف الذهني وتطور في سوق العمل ،إال أنه أنتقل إلى ميدان التربية والتعليم وأصبح من
أكثر األساليب التي حظيت باهتمام الباحثين والدارسين والمهتمين بتنمية التفكير اإلبداعي وحل المشكالت في
معظم المواد الدراسية واألوضاع التعليمية المعقدة(.تعليم التفكير)
مفهوم عملية اتخاذ القرار(115/:تعليم التفكير)
يصنف بعض الباحثين عملية اتخاذ القرار ضمن استراتيجيات التفكير التي تضم حل المشكالت وتكوين المفاهيم
باإلضافة إلى عملية اتخاذ القرار ،ويتعاملون مع كل منها بصورة مستقلة ،ألنها تتضمن خطوات وعمليات
متمايزة عن بعضها البعض.بينما يرى آخرون أن عملية اتخاذ القرار متطابقة مع عملية حل المشكالت،
باعتبار أن المشكالت في حقيقة األمر ليست سوى مواقف تتطلب قرارات حول حلول لهذه المشكالت ( Udall
(.) & Daniels, 1991تعليم التفكير)
والحقيقة أن عملية اتخاذ القرار تتطلب استخدام الكثير من مهارات التفكير العليا مثل التحليل والتقويم
واالستقراء واالستنباط ،وبالتالي فقد يكون من األنسب تصنيفها ضمن عمليات التفكير المركبة مثلها مثل
التفكير الناقد والتفكير اإلبداعي وحل المشكالت .وقد رأينا وضع عملية اتخاذ القرار في فصل واحد مع حل
المشكالت نظرا للتطابق الكبير فيما بينهما .وقد عبر عدد من الباحثين عن هذا االتجاه بدمج عملية حل
المشكالت ضمن إطار عملية اتخاذ القرار ( (.) Moore, McCann, & McCann, 1985تعليم التفكير)
ويمكن تعريف عملية " اتخاذ القرار " بأنها عملية تفكير مركبة ،تهدف إلى اختيار أفضل البدائل أو الحلول
المتاحة للفرد في موقف معين ،من أجل الوصول إلى تحقيق الهدف المرجو .وتنقسم عملية اتخاذ القرار إلى
عدة مراحل ،هي:
أ -تحديد الهدف أو األهداف المرغوبة بوضوح(.تعليم التفكير)
42
ب -تحديد جميع البدائل الممكنة والمقبولة(.تعليم التفكير)
ج -تحليل البدائل بعد تجميع معلومات وافية عن كل منها باستخدام المعايير العامة اآلتية:
درجة التوافق بين األهداف التي يحققها البديل وأهداف الفرد؛
المنفعة المتحققة من اختيار البديل ،ودرجة المخاطرة التي ينطوي عليها؛
المجهود الالزم لتنفيذ البديل؛
قيم الفرد ومحددات المجتمع؛
د -ترتيب البدائل في قائمة أولويات حسب درجة تحقيقها للمعايير الموضوعة(.تعليم التفكير)
ه -إعادة تقييم أفضل بديلين أو ثالثة في ضوء المخاطر التي ينطوي عليها كل بديل والنتائج المحتملة التي
ظهرت بعد مرحلة التحليل األولي(.تعليم التفكير)
و -اختيار أفضل البدائل من بين البديلين أو الثالثة التي أعيد تقييمها في الخطوة السابقة واعتماده للتنفيذ.
(تعليم التفكير)
وتتضمن معظم التعريفات المفيدة لعملية اتخاذ القرار القواسم المشتركة اآلتية:
وجود سلسلة من الخطوات؛
توليد بدائل أو قرارات مؤقتة؛
تقييم البدائل باستخدام معايير محددة سلفًا؛
إن عملية اتخاذ القرار عند مواجهة موقف معين تهدف بصورة أساسية لإلجابة عن السؤال " :ما الذي يجب
عمله؟ ولماذا؟ " .وإ ذا كانت إجابة الشق األول من السؤال تعتمد بدرجة أكبر على المعلومات والقوانين
والمبادئ ذات الصلة بالموقف ،فإن الشق الثاني يعكس بدرجة كبيرة قيم الفرد متخذ القرار ،وربما كانت القيم
تلعب دورًا أكبر من المعلومات في اتخاذ القرار عندما يتعلق األمر بالقضايا االجتماعية والشخصية .ومع أننا ال
نعير اهتمامًا كبيرًا للدور الذي تلعبه القيم في حل مشكالتنا وقراراتنا ،إال أن هذا ال يقلل من قيمة الرغبات
واآلمال واألهداف كقوى محركة للتفكير(.تعليم التفكير)
تصنيف القرارات واستراتيجياتها(117/:تعليم التفكير)
مهما تكن العوامل المؤثرة في عملية اتخاذ القرار ،فإنه يمكن التوصل إلى ضبط هذه العملية بشكل منطقي
ومعقول إذا توافرت فرص لتدريب الطلبة على مواجهة مواقف متنوعة تستدعي اتخاذ قرارات وفق خطوات
مدروسة وفي ضوء المعلومات أو المعطيات المتاحة(.تعليم التفكير)
ويمكن االفتراض بأن هناك خطأ متصًال من العقالنية أو المنطقية في اتخاذ القرارات ،بحيث يقع في أح طرفي
الخط المتصل تلك القرارات التي تؤخذ بشكل منطقي على أسس التقييم الموضوعي لعناصر الموقف أو
المشكلة ،بينما يقع على الطرف اآلخر تلك القرارات التي تؤخذ بصورة اعتباطية أو لمجرد نزوة شخصية أو
هوى ،وعلى أي حال ،إذا استثنينا القرارات اليومية ذات الطابع الروتيني كاختيار كتاب أو لباس أو سراب أو
طعام ،فإن أي قرار يحمل في طياته قدرا من المخاطرة .إن القليل من القرارات التي يتخذها اإلنسان في حياته
تحمل درجة عالية من اليقين حول نتائجها ،بل إن معظم القرارات المهمة تتخذ في ظل حالة تجمع بين ظروف
من الشك والمخاطرة واليقين(.تعليم التفكير)
وقد صنف بعض الباحثين ( ) Hayes, 1981; Pietrofesa & Splete, 1973القرارات التي يمكن أن
يتخذها اإلنسان في الظروف المختلفة على النحو اآلتي:
43
-1قرارات تؤخذ في حالة من اليقين ،وذلك إذا كان كل اختيار يؤدي إلى نتيجة معروفة على وجه التأكيد.
(تعليم التفكير)
-2قرارات تؤخذ في حالة من المخاطرة ،وذلك إذا كان كل اختيار يقود إلى عدة نتائج احتماالتها معروفة أو
متوقعة(.تعليم التفكير)
-3قرارات تؤخذ في حالة من الشك ،وذلك عندما يقود كل اختيار إلى عدة نتائج ممكنة ولكن احتماالتها غير
معروفة(.تعليم التفكير)
-4قرارات تؤخذ في ظل حالة من الجمع بين الشك والمخاطرة ،وذلك عندما ال يكون الشخص متأكدًا من درة
احتمالية النتائج المترتبة على اختياراته ،ولكن تتوافر لديه بيانات تمكنه من تقدير نسبة نجاح كل
اختيار(.تعليم التفكير)
ويترتب على هذا التصنيف وجود أربع استراتيجيات التخاذ القرارات في ضوء األهداف والمعلومات المتوافرة
والقيم الشخصية ودرجة المخاطرة ،هي:
أ -استراتيجية الرغبة ،ويقصد بها التوجه الختيار ما هو مرغوب فيه أكثر من غيره(.تعليم التفكير)
ب -االستراتيجية اآلمنة ،وذلك باختيار المسار األكثر احتماًال للنجاح(.تعليم التفكير)
ج -استراتيجية الهروب أو الحد األدنى ،وذلك باختيار ما يجنب الوقوع في أسوأ النتائج.
د -االستراتيجية المركبة ،ويقصد بها اختيار ما هو مرغوب وأكثر احتماًال للنجاح ،وهي أصعب
االستراتيجيات عند التطبيق الشتمالها على متغيرات عديدة البد أن تدرس بعناية قبل اتخاذ القرار(.تعليم
التفكير)
إن التربية التقليدية في البيت والمدرسة ال يمكن أن تنمي مهارات اتخاذ القرار عند الناشئة .وألنه ال يوجد ما
يبرر االفتراض بأنهم يستطيعون أو أنهم سوف يتعلمون كيف يصبحون صانعي قرارات مهرة باالعتماد على
أنفسهم ،فإن تعليمهم مهارات اتخاذ القرار وتدريبهم على ممارستها خالل سنوات دراستهم المبكرة تبدو في
غاية األهمية دون شك ،وال سيما في عصر لم تعد االختيارات فيه محصورة بين " أبيض وأسود " فقط،
باإلضافة إلى كونه عالم سريع التغير(.تعليم التفكير)
إن عملية اتخاذ القرار تنطوي على عناصر إبداعية يمكن تلخيصها فيما يأتي:
توليد البدائل وبخاصة بالنسبة للقرارات الصعبة أو المصيرية؛
التنبؤ باآلثار المترتبة على اختيار بديل معين دون غيره في ضوء االتجاهات السائدة في الحاضر؛
إدراك القيم واألولويات الشخصية قبل كل شيء ألنها تشكل عامًال مؤثرًا في كل القرارات التي نتخذها
بغض النظر عن األسلوب أو االستراتيجية المتبعة في اتخاذ القرار ( (.) de Bono, 1994تعليم التفكير)
إن القرارات التي يتخذها الفرد قد تكون اعتباطية وقد تكون منطقية ومدروسة في ضوء المعلومات المتوافرة.
وإ ذا كان المعلم يريد مساعدة طلبته على اتخاذ قرارات منطقية بأنفسهم ،فعليه بداية أن يعرض عليهم البدائل
التي يمكن أن يفهموا مترتباتها ،ألنهم دون ذلك الفهم ال يتخذون – حقيقة – قرارا منطقيًا .ومع استمرار
التدريب يمكن زيادة عدد البدائل ودرجة تعقيدها بحيث تتعزز ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على اتخاذ القرارات.
(تعليم التفكير)
العالقة بين عمليتي اتخاذ القرار وحل المشكالت(119/:تعليم التفكير)
44
هناك أوجه شبه عديدة بين عمليتي اتخاذ القرار وحل المشكالت ،فكالهما تتضمن سلسلة من الخطوات تبدأ
بمشكلة ما وتنتهي بحل ،وكالهما تتضمن إجراء تقييم للبدائل أو الحلول المتنوعة في ضوء معايير مختارة
بهدف الوصول إلى قرار نهائي .والفرق األساسي بينهما هو إدراك الحل؛ ففي عملية حل المشكلة يبقى الفرد
دون إجابة شافية ويحاول أن يصل إلى حل عملي ومعقول للمشكلة ،وفي عملية اتخاذ القرار قد يبدأ الفرد
بحلول ممكنة وتكون مهمته الوصول إلى أفضل هذه الحلول المحققة لهدفه .وهناك فروق أخرى من بينها ما
يأتي:
تلعب القيم دورًا أكبر في عملية اتخاذ القرار ،وبخاصة عند تحليل البدائل وتقدير أهمية المعايير؛
يتم تقييم البدائل في عملية اتخاذ القرار بصورة متزامنة أو دفعة واحدة وليس خطوة خطوة كما هو عليه
الحال في حل المشكالت؛
تستخدم في عملية اتخاذ القرار معايير كمية ونوعية للحكم على مدى مالءمة البديل؛
ال يوجد في عملية اتخاذ القرار بديل واحد صحيح من الناحية الموضوعية ،وقد يكون هناك أكثر من بديل
واحد مقبول،
45
التصنيف مهارة تفكير أساسية لبناء اإلطار المرجعي المعرفي للفرد ،وضرورية للتقدم العلمي وتطوره ،بل
يمكن اعتبارها من أهم مهارات التعلم التفكير األساسية .فإذا لم نتمكن من القيام بعملية التصنيف لن يكون
بمقدورنا التكيف مع عالمنا المعقد ،ذلك أن قدرتنا على إلحاق أو تصنيف األشياء أو الخبرات الجديدة ضمن
منظومات أو فئات مألوفة لدينا تحدد طبيعة استجاباتنا لها .إن تعلم مهارة التصنيف عبارة عن تعلم ماهية
الخصائص المشتركة بين جميع مفردات فئة أو عائلة معينة وغير المتوافرة لدى مفردات فئة أو عائلة أخرى
من األشياء أو الكائنات ،وإ يجاد نظام أو طريقة لفصل المفردات وإ لحاقها بفئات لكل منها خصائص تميزها عن
الفئات األخرى(.تعليم التفكير)
وعندما نصنف األشياء أو نبوبها ،فإننا نضعها في مجموعات وفق نظام معين في أذهاننا .فإذا طلب إلينا
تصنيف مجموعة من األدوات أو المواد او األفكار فإننا نبدأ بفحصها أوًال ،وعندما نرى أشياء معينة تجمعها
خصائص مشتركة نقوم بفصلها ووضعها معًا ،ونستمر فبي ذلك حتى يصبح لدينا من التجمعات .وإ ذا بقي
شيء يبدو غير قابل للتصنيف وفق النظام الذي ارتأيناه ،فإما أن نستخدم ناظمًا مختلفًا للتصنيف يستوعب ما
تبقى من أشياء ،وإ ما أن نصنفها في مجموعة تحت بند " متفرقات " أ " ,غير ذلك " .وفي بعض الحاالت قد
نجد أن مفردات عائلة أو فئة معينة يمكن إلحاقها بعائلة أخرى وذلك تبعًا لنوع الخصائص التي اتخذت أساسًا
للتصنيف(.تعليم التفكير)
-4الترتيب (Ordering:/171تعليم التفكير)
الترتيب هو مهارة تفكير أساسية من مهارات جمع المعلومات وتنظيمها ،ويعني الترتيب هنا وضع المفاهيم أو
األشياء أو األحداث التي ترتبط فيما بينها بصورة أو بأخرى في سياق متتابع وفقا لمعيار معين .فاإلنسان يكون
صورا ذهنية أو مفاهيم لألشياء التي يتعرض لها من واقع خبراته التعليمية والشخصية ،ويعطي لكل مفهوم أو
شيء اسما أو عنوانًا مختلفًا؛ فهذه شجرة وتلك سفينة وذلك فيل ،ثم يبحث عن الخصائص األساسية التي تتميز
بها مجموعة من المفاهيم أو أألشياء ،ويقوم باختزانها على شكل مجموعات ترتبط كل منها بخاصية مميزة.
(تعليم التفكير)
ويجدر االنتباه إلى أن عملية الترتيب ليست بالسهولة التي قد تبدو للوهلة األولى ،فهناك الكثير من المفاهيم
واألشياء التي تجمعها عالقة أو خاصية ما ،ولكن الفروق في درجة الخاصية أو قوتها طفيفة إلى الحد الذي
يصعب معه ترتيبها وفق هذه الخاصية(.تعليم التفكير)
وفي مثل هذه الحالة ينبغي عدم التسرع والبحث عن خاصية عامة مشتركة يمكن أن تكون الفروق بين
المفاهيم بالنسبة لها أكثر وضوحًا(.تعليم التفكير)
-5تنظيم المعلومات (Organizing Data:/173تعليم التفكير)
إن تنمية العقل البحاث لدى المتعلم أكثر أهمية من تلقينه فيضا من المعلومات التي يمكن أن يتوصل إليها
بنفسه إذا اتيحت له فرص الرجوع إلى مصادر هذه المعلومات(.تعليم التفكير)
ومن الطبيعي أن يواجه الطلبة مشكلة – ليست سهلة كما يبدو – في تنظيم المعلومات وفي كيفية عرضها بعد
جمعها .ولما كان هناك أكثر من طريقة لتنظيم المعلومات وإ خراجها ،فالبد أن يتعرض الطلبة لخبرة الممارسة
العملية حتى يمكن تطوير مهاراتهم في المواقف المختلفة .ومن بين االعتبارات المهمة التي ينبغي مراعاتها
في تنظيم المعلومات .طبيعة الجمهور الذي ستعرض عليه ،والوقت المخصص لذلك ،والسياق التاريخي الذي
ستعرض بموجبه(.تعليم التفكير)
46
مهارات معالجة المعلومات وتحليلها(183/:تعليم التفكير)
.1التطبيق (Applying:/183تعليم التفكير)
يقصد بمهارة التطبيق استخدام المفاهيم والقوانين والحقائق والنظريات التي سبق أن تعلمها الطالب لحل
مشكلة تعرض له في موقف جديد .وفي بعض األحيان يعرض الموقف على شكل حدث وقع في الماضي
ونتيجته معروفة ،ويقتصر دور الطالب على تفسير النتيجة استنادًا إلى قوانين وحقائق يفترض أنه قد مر بها.
وفي أحيان أخرى تكون المعطيات حول موقف افتراضي أو مستقبلي ،ويطلب من الطالب التنبؤ بما يمكن أن
يحدث في ضوء المعطيات مع بيان األسباب أو المبررات التي هي عبارة عن القوانين والحقائق ذات العالقة.
(تعليم التفكير)
-2التفسير (Interpreting:/187تعليم التفكير)
التفسير هو عملية عقلية غايتها إضفاء معنى على خبراتنا الحياتية أو استخالص معنى منها .فنحن عندما نقدم
تفسيرًا لخبرة ما إنما نقوم بشرح المعنى الذي أوحت به إلينا ،وعندما نسأل عن كيفية توصلنا لمعنى معين من
خبرتنا فإننا نقوم بإعطاء تفصيالت تدعم تفسيرنا لتلك الخبرة .وعندما تعرض على الطلبة رسوم بيانية أو
جداول أو صور أو رسوم كاريكاتيرية ويطلب إليهم استخالص معنى أو عبرة منها ،فواقع األمر أنهم أمام مهمة
تستدعي إعطاء تفسير لما يشاهدون .وقد تكون المعاني أيضًا نتاجات تفسير مشاهدات الرحالت والنزهات أو
نتيجة إجراء مقارنات أو عمل ملخصات أو ربط المكآفات والعقوبات بالسلوك .وفي كل المجاالت التي يكون
فيها التفسير أو االستنتاج ناجمًا عن رد فعل لخبرة ما ،فإنه يمكن فحص دقة التفسير في ضوء الحقائق المعطاة
للتأكد ما إذا كانت البيانات تدعم التفسير بالفعل(.تعليم التفكير)
-3التلخيص (Summarizing /195تعليم التفكير)
التلخيص عملية تفكيرية تتضمن القدرة على إيجاد لب الموضوع واستخراج األفكار الرئيسة فيه والتعبير عنها
بإيجاز ووضوح .وهي عملية تنطوي على قراءة لما بين السطور ،وتجريد وتنقيح وربط للنقاط البارزة .إنها
عملية تعاد فيها صياغة الفكرة أو األفكار الرئيسة التي تشكل جوهر الموضوع .على أن التلخيص ال يعني
مجرد إعادة صياغة نص مسموع أو مرئي أو مكتوب ،كما ال يعني مجرد تكثيفه وتقصيره .إنه أشبه ما يكون
بعملية البحث عن العقيق الخام في كومة من الصخور ،وبدون معرفة معقولة بشكل العقيق وطبيعته فإن هذه
العملية يمكن أن تكون محبطة وميؤوسًا منها(.تعليم التفكير)
إن التلخيص يتطلب القيام بعملية فرز للكلمات واألفكار ،ومحاولة فصل ما هو أساسي عما هو غير أساسي،
ومعالجة المفاهيم واألفكار المتضمنة بلغة من يقوم بالتلخيص ،وانطالقًا من خبرته بالموضوع وفهمه له ،كما
يتطلب مهارة في ترتيب األولويات .ومن ناحية منهجية فإن الملخصات أدوات مهمة لتعليم التفكير الناقد ،ألنها
تساعد الطالب على تثبيت األفكار في الذهن ،وتوفر تدريبًا على تحديد األفكار والمفاهيم الرئيسة ،كما توفر
فرصًا لتنظيم المعلومات حسب أولويات معينة(.تعليم التفكير)
47
وهي في جوهرها عملية تذكر واستدعاء اختيارية لمعلومات أو خبرات أو مفاهيم سبق تعلمها .وقد تم التوصل
إلى عدة أنواع للطالقة عن طريق التحليل العاملي .وفي الوقت الذي توصل ثيرستون Thurstoneوطلبته
في جامعة شيكاغو إلى ثالثة أشكال للطالقة ،كشف جيلفورد Guilfordعن ثالثة وعشرين نوعا من قدرات
الطالقة وصنفها ضمن فئة العمليات تحت عنوان اإلنتاج المتشعب .Divergent Productionوقد اختار
جيلفورد هذا العنوان الستيعابي قدرات التي وجدها في دراساته العاملية ليعطي داللة واضحة على طبيعة
المهمات التي تتطلبها اختباراته لقياس هذه القدرات ،وهي في جملتها مهمات تعتمد على البحث الموسع في
مخزون الذاكرة عن كل المعلومات أو البدائل التي تحقق الشرط أو الشروط الواردة في األسئلة .وفيما يأتي
تفصيل ألبرز أشكال الطالقة مع أمثلة عليها:
أ .الطالقة اللفظية أو طالقة الكلمات ،مثل(247/:تعليم التفكير)
اكتب أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تبدأ بحرف "م" وتنتهي بحرف "م"؛
اكتب أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تضم األحرف الثالثة التالية " :ك ،أ ،ن "؛
هات أكبر عدد ممكن من الكلمات المكونة من ا{بعة حروف وتبدأ بحرف "ج"؛
ب .طالقة المعاني أو الطالقة الفكرية ،مثل(247/:تعليم التفكير)
اذكر جميع االستخدامات الممكنة لـ " علبة البيبسي "؛
اذكر كل النتائج المترتبة على زيادة عدد سكان األردن بمقدار الضعفين؛
أعط أكبر عدد ممكن من العناوين المناسبة لموضوع القصة ..؛
أعط أكبر عدد ممكن من النتائج المترتبة على مضاعفة طول اليوم ليصبح 48ساعة؛
ج .طالقة األشكال(248/:تعليم التفكير)
هي القدرة على الرسم لعدد من األشكال أو األشياء في االستجابة لمثير شكلي أو بصري ،مثل:
كون أقصى ما تستطيع من األشكال أو األشياء باستخدام الدوائر المغلقة أو الخطوط المتوازية اآلتية:
48
من الباحثين في مجال القياس النفسي ،كما تعرض لدراستها من الباحثين في مجاالت التفكير وحل المشكالت
وتعليم الموهوبين والمتفوقين واإلبداع(.تعليم التفكير)
( ) de Bono, 1994; Mayer, 1992; Van Tassel – Baska et al, 1988
وقد تناول ديبونو de Bonoموضوع المرونة من زاوية أهميتها في عالم سريع التغير يستدعي االحتراس
وأخذ الحيطة من حتمية التغيير عند وضع الخطط بناء على المعطيات الراهنة .ويتطلب من المخطط أن يضع
نصب عينيه تحقيق أهداف معينة في ضوء معطيات قائمة ومرئية .وفي الوقت نفسه يكون جاهزًا إلجراء
التعديالت المناسبة في ضوء المستجدات المنظورة .وكما أن التغييرات قد تحدث نتيجة االختراقات التقنية
المذهلة ،فإن المصادر المادية والبشرية والزمانية قد تكون من المعوقات التي يجب أن تؤخذ في الحسبان عند
وضع الخطط والمشروعات .وفي كل الحاالت البد أن تكون المرونة في صلب عملية التخطيط والتنفيذ والتقييم.
(تعليم التفكير)
ونبه ديبونو إلى أن عملية تغيير مسار التفكير أو المرونة في استخدام المعلومات واالستراتيجيات ليست هدافًا
في حد ذاتها ،وال تكفي إذا لم تقترن بمعرفة متى يلزم التغيير في استخدام المعلومات أو االستراتيجيات .أما
جيلفورد Guilfordفقد تناول المرونة باالستناد إلى فرضيات شكلت األسس في بناء اختباراته لدراسة
النموذج الذي وضعه للتكوين العقلي ،وتوصل إلى عدة أشكال للمرونة من بينها:
أ .المرونة التكيفية(249/:تعليم التفكير)
بمعنى القدرة على التكيف مع تغير الظروف ،وقد فحصها عن طريق اختبارات على شكل معادالت رياضية
تتغير إشاراتها من موجبة إلى سالبة ومن إشارات سالبة إلى إشارات قسمة(.تعليم التفكير)
ب .التحرر من الجمود(249/:تعليم التفكير)
بمعنى تحويل اتجاه التفكير ،وقد فحصها عن طريق لعبة مربعات أعواد الكبريات التي يطلب فيها من
المفحوص إزالة عدد من العيدان حتى يبقى عدد محدود من المربعات ،كما يظهر في الشكل اآلتي:
49
وتعني العفوية في تغيير الحالة الذهنية للفرد للقيام بعمل شيء بطريقة مختلفة .وقد تم فحص المرونة التلقائية
عن طريق أسئلة من نوع كتابة قائمة بكل االستعماالت الممكنة لقطعة قرميد في وقت محدد ( ثالث دقائق مثال
)(.تعليم التفكير)
والجدير بالذكر أن العامل المشترك بين جميع االختبارات التي وضعها جيلفورد لقياس األنواع المختلفة
للمرونة هو اشتمالها على مفهوم التحويل ،Transformathonبمعنى االنتقال بالحالة الذهنية للفرد من
مسار إلى آخر بحسب متطلبات الموقف أو المشكلة(.تعليم التفكير)
ولتوضيح ذلك نشير إلى السؤال الذي يطلب من المفحوص إعطاء أكبر عدد من استعماالت قطعة القرميد في
وقت محدد ،فالمفحوص الذي ال يمتلك مهارة المرونة في التفكير يبقى محصورًا في استعماالت القرميد في
البناء .أما المفحوص الذي يتصف بمرونة التفكير ،فإنه قد يتحول من استخدامها في البناء إلى استخدامها
كسالح للدفاع عن النفس ،أو في وزن األشياء عند عدم توافر عيارات وزن حديدية مثال ،وربما للقص أو
القطع(.تعليم التفكير)
إن المرونة مهارة تفكيرية ترتبط بعمليات التفكير فوق المعرفية Metacognitiveمن حيث أنها تخضع
للمراقبة والتقييم ،وتوجه بهما خالل ممارسة النشاط التفكيري عند االستجابة لمثير أو مشكلة ما ،كما أنها من
المكونات األربعة الرئيسة لإلبداع بالمفهوم السيكومتري ،ومن أبرز مهارات التفكير المتشعب أو المنتج .وال
غنى عن مرونة التفكير في التكيف مع المستجدات والمعلومات الجديدة التي يواجهها المعلم والمتعلم في
المؤسسة التعليمية وخارجها ،وال غنى عن هذه المهارة في حياتنا العملية التي تتزايد مشكالتها تعقدًا يومًا بعد
يوم في مختلف ميادين الحياة االجتماعية واالقتصادية والسياسية .كما أنها ضرورية في حل المشكالت بصورة
فعالة ،وفي إجادة االتصال مع اآلخرين ولعب األدوار التفاوض وحل النزاعات والتوصل إلى حلول إبداعية
للمشكالت(.تعليم التفكير)
ولتنمية مهارة المرونة في التفكير البد من إعطاء تدريبات من واقع المناهج الدراسية للموضوعات المختلفة
كلما كان ذلك ممكنًا ،بغض النظر عن األسلوب المستخدم في تعليم مهارات التفكير ( مباشرًا كان أم غير مباشر
) .ومن األمثلة على التدريبات الهادفة لتنمية مهارة المرونة في التفكير نورد ما يأتي:
فكر في جميع الطرق التي يمكن أن تصنف بموجبها الكلمات اآلتية في مجموعات ثالثية " :الكويت،
القدس ،تونس ،الجزائر ،مكة ،بيروت ،المدينة ،مصر "؛
إذا تفحصنا القائمة أعاله فإننا نستطيع إيجاد أكثر من طريقة لتجميع كل ثالث كلمات ترتبط بصفة أو خاصية
معينة .ومن بين فئات التجميع الممكنة نورد ما يأتي:
صفة التجميع المجموعة
أسماء عواصم ودول عربية تونس ،الجزائر ،الكويت
أسماء دول عربية أفريقية تونس ،الجزائر ،مصر
أسماء مدن مقدسة مكة ،المدينة ،القدس
كلمات مكونة من أربعة حروف تونس ،بيروت ،مكة
أسماء علم تبدأ بـ " ال " الكويت ،الجزائر ،القدس
ومن األمثلة التي أوردها جيلفورد الختبار التفكير المنتج عن طريق تصنيف معلومات مرئية في فئات متنوعة،
نقدم المثال اآلتي:
50
تفحص قائمة الحروف اآلتية ،وصنفها في فئات من ثالثة حروف بكل الطرق الممكنة:
" "Z،N،O،V،S،H،B،T
يمكن تجميع كل ثالثة حروف بعدة طرق من بينها:
صفة التجميع المجموعة
حروف خطوطها مائلة B, S, O
حروف فيها خطوط مستقسمة عمودية T, H, N
حروف فيها خطوط مستقيمة أفقية T, H, Z
حروف فيها خطوط مستقيمة متوازية H, N, Z
حروف فيها خطوط مستقيمة قطرية V, N, Z
حروف فيها زوايا حادة V, N, Z
استخدم كلمة " قضى " في جمل للداللة على معانيها المختلفة؛
من بين اإلجابات المحتملة يمكن التمثيل بما يأتي:
المعنى الجملة
حكم قضى بين المتخاصمين
سدده قضى دينه
مات قضى نحبه
قتله ضربه حتى قضى عليه
أمضى أو مكث قضى وقتًا طويًال في الدراسة
نالها وبلغها قضى حاجته
فرغ منها أو أداها بعد مرور وقتها قضى فالن صالته
يمثل كل ضلع من أضالع المربعات اآلتية ( إلى اليمين ) عودًا من الكبريت .كيف يمكن أن تبقي على ثالثة
مربعات فقط بعد إزالة عيدان من الكبريت؟
السؤال
الجواب
2
1
3
51
ويستخدمها األطباء ألغراض التشخيص ،ويستخدمها خبراء االقتصاد للتنبؤ بأوضاع السوق المستقبلية ،كما
تستخدم في المحاكم ومكاتب التحقيق والمخابرات واإلرشاد والصحافة .ويعتمد عليها الباحثون في الدراسات
المستقبلية والتنبؤية ،كما يعتمد عليها متخذو القرارات والخبراء في تطوير خطط التنمية المختلفة(.تعليم
التفكير)
أما العالقة بين المعلومات والفرضيات فهي عالقة تبادلية .بمعنى أن المعلومات تشكل المادة التي تبنى على
أساسها الفرضيات ،والفرضيات بالمقابل تقود وتوجه عملية البحث عن مزيد من المعلومات ،والفرضية تضيف
معنى لمجموعة من المعطيات يفتقر كل منها بمفرده إليه .ويقدم الباحث مور ورفاقه ثالثة مبادئ إرشادية
لمراعاتها عند وضع الفرضيات ( :) Moore, McCann< & McCann, 1985
أ -يجب أن تحل الفرضية أو تساعد في حل المشكلة كما تم تحديدها.
ب -كلما كان عدد الفرضيات الموضوعة أكثر كان ذلك أفضل.
ج -يجب بذل مجهود كبير لصياغة فرضيات قد تكون غير سارة من خالل إطالق العنان للخيال دون تقييد أو
كبح بتأثير مفهوم الذات.
وتجدر مالحظة أن المعلومات التي تجمع لفحص الفرضية – حتى في حالة ثبوت بطالنها – تكون في أغلب
األحوال مفيدة لمتابعة عملية البحث(.تعليم التفكير)
ومن األمثلة البسيطة على تنمية مهارة وضع الفرضيات لدى الطلبة نورد ما يأتي:
كلف طالب في الصف السادس بأخذ كمية من تراب حديقة المنزل ووزنها ثم وضعها جانبًا في الشمس
لمدة أسبوع .وبعد ذلك طلب المعلم منه وزن نفس كمية التراب مرة أخرى ،فوجد أن وزن التراب قد
نقص ،فسأله المعلم أن يضع فرضيات لتفسير نقصان الوزن(.تعليم التفكير)
في مثل هذه الحالة يمكن أن يضع الطالب الفرضيات اآلتية:
أ .نقص وزن التراب بسبب التبخر الذي أدى إلى زوال الرطوبة التي كانت موجودة في تراب الحديقة.
ب .نقص وزن التراب بسبب الرياح التي أدت إلى تطاير ذرات التراب الذي كان مكشوفًا تحت الشمس.
ج .نقصت كمية التراب بفعل أحد الفضوليين.
وفي كل حالة تبرز الحاجة للتجريب وضبط المتغيرات لفحص مدى صحة الفرضية في تفسير الظاهرة(.تعليم
التفكير)
ولبيان طبيعة عملية وضع الفرضيات عند مواجهة مشكلة معقدة من مشكالت الحياة العملية ،نورد مثاًال
لمشكلة معدلة مأخوذة من كتاب ( التفكير اإلبداعي والناقد ) للباحث مور ورفاقه
( :)Moore, McCann, 1985, pp.53-62
كلف خبير بالتحقيق في حادث طائرة باكستانية شرقي مكار الملكة علياء الدولي ،وطلب إليه أن يحدد سبب
تحطم الطائرة .وتضمنت المعلومات المتوافرة عند وقوع الحادث المعطيات اآلتية:
.1جميع ركاب الطائرة قتلوا في الحادثة.
.2غادرت الطائرة في رحلتها رقم 1144مطار الملكة علياء الدولي متأخرة نصف ساعة عن موعدها.
.3وقع حادث تحطم الطائرة بعد عشر دقائق من وقت اإلقالع.
.4كانت الطائرة من نوع بوينغ .727
52
يالحظ أن كًال من هذه المعطيات يقدم معلومة عن الطائرة أو ركابها بصورة مستقلة ،كما يالحظ أن دمج أي
اثنين من هذه المعطيات ال يشكل فرضًا أو مقدمة معقولة إلجراء قياس منطقي صحيح حول سبب تحطم
الطائرة .إن كل واحد من هذه المعطيات يمكن عده فرضية ثانوية ،ولكن أيًا منها ال يصلح كفرضية أساسية،
إضافة إلى أنه من غير المعقول في المرحلة األولى أن يحاول الخبير – باالعتماد على خبرته المرجعية –
اشتقاق فرضية يجمع من خاللها واحدًا أو أكثر من المعطيات لتفسير حادث تحطم الطائرة .ومع أن
االستنتاجات االستنباطية Deductive Inferenceيمكن أن تكون ذات فائدة في سير التحقيق ،إال أن الخبير
المكلف بالتحقيق يواجه مشكلة جديدة ال توفر الفرضيات أو المعطيات المتوافرة حولها أساسًا كافيًا الستنباط
حل لها ،وعليه فإن االستنتاجات االستقرائية تبدو ضرورية في مثل هذه الموقف(.تعليم التفكير)
لقد وضع المحقق مجموعة من الفرضيات اآلتية إلنارة الطريق أمامه قبل بدء التحقيق المكثف:
أ .نجم الحادث عن عاصفة.
ب .نجم الحادث عن عطل في المحرك.
نجم الحادث عن حريق على متن الطائرة. ج.
د .نجم الحادث عن عيب في بناء الطائرة.
إن المعطيات المتوافرة تقدم عونًا ضئيًال للخبير المحقق حول السؤال المطروح الذي يتلخص في الكشف عن
سبب تحطم الطائرة .فالمعلومة األولى تجعل التحقيق أكثر أهمية ولكنها ال تقدم شيئًا يذكر حول سبب الحادث،
أما المعلومتان الثانية والثالثة فقد توحيان بأن الطائرة تأخرت عن موعد إقالعها الرسمي بسبب من العطل
الميكانيكي ،وأما المعلومة الرابعة فقد تكون مفيدة إذا كانت طائرات أخرى من نفس النوع قد تحطمت من قبل.
وعليه ،فإن خيال المحقق غير مقيد بأي معطيات حول سبب الحادث سوى تلك التي تشير إلى استبعاد الربط
بين الحادث وبين عملية اإلقالع(.تعليم التفكير)
وما أن توضع الفرضيات تبدأ عملية فحصها واحدة تلو األخرى ،وذلك بأن نسأل أنفسنا " :إذا كانت الفرضية
صحيحة ،فما المعطيات أو االستنتاجات األخرى الصحيحة المترتبة عليها؟ " ،ثم تبدأ عملية التحقق من
المعطيات المقترحة المترتبة على صحة الفرضية وبالتالي فإن المحقق يكون قد فرغ بصورة جزئية من اختبار
الفرضيات األربعة التي وضعها ،وقد حقق تقدمًا بأن أوحت له المعلومة رقم ( )8بفرضية جديدة هي:
ه .نجم الحادث عن انفجار على متن الطائرة.
إن المعلومة رقم ( )8من وجهة نظر استقرائية تزيد احتمالية أن تكون الفرضية (ه( صحيحة ،ألنها أسقطت
كل األسباب الممكنة للحادث التي ال ينجم عنها تناثر الحطام على مساحات شاسعة(.تعليم التفكير)
إذا نجم الحادث عن انفجار على متن الطائرة :فإن حطام وشظايا الطائرة تكون متناثرة في منطقة واسعة،
وبما أن حطام وشظايا الطائرة كانت متناثرة في منطقة واسعة ،إذًا فالحادث ناجم عن انفجار على متن
الطائرة(.تعليم التفكير)
وهناك استنتاج آخر واضح ،يمكن من خالله فحص الفرضية (ه(:
.9قد يكون هناك شخص ما شاهد االنفجار.
والختبار صحة هذا االستنتاج توصل المحقق إلى شهود عيان أقروا جميعًا أن الطائرة انفجرت وهي في الجو،
مما يؤكد الفرضية (ه( بقوة .وعند هذه النقطة يجد المحقق نفسه أمام معطيات جديدة تستدعي إعادة تعريف
المشكلة على النحو اآلتي:
53
" إيجاد سبب االنفجار الظاهر على متن الرحلة " 1144
كما تستدعي وضع فرضيات جديدة لتوجيه عملية جمع معلومات إضافية .وبالعودة إلى الفرضية (ه( تمكن
المحقق من وضع فرضيتين أكثر تحديدًا كما يأتي:
و .انفجر خزان الوقود.
ز .تسربت أبخرة البنزين إلى إحدى حجرات الطائرة وانفجرت.
وأضاف المحقق نفس المترتب على الفرضيتين:
.5يجب أن يكون الحطام دليًال على ذلك:
واستمر في معاينة الحطام وفحصه عن قرب ،ووضع فرضية جديدة(.تعليم التفكير)
.10تناثرت شظايا الطائرة على مساحة ستة أميال مربعة.
وبالرجوع إلى خبراته المرجعية يستبعد الفرضية (و) ألن انفجارًا في خزان الوقود ال يؤدي إلى تناثر الحطام
بهذا االتساع(.تعليم التفكير)
والختبار الفرضية (ز) وضع المحقق االستنتاج اآلتي " :شظايا إحدى الحجرات يجب أن تكون متناثرة لمسافة
أبعد من باقي الشظايا " .وأثناء معاينته للحطام تساءل حول الجهد والوقت الالزم لفحص االستنتاج أعاله
بصورة شاملة وأضاف استنتاجًا جديدًا:
.11بعض أجزاء الحطام كان لها رائحة الذعة تشبه رائحة األلعاب النارية المشتعلة.
إن هذا االستنتاج يستلزم مراجعة الفرضية (ز) ووضع مترتب أو استنتاج جديد من خالله يمكن فحص
الفرضية:
.12إذا نجم االنفجار عن وجود متفجرات في إحدى حجرات الطائرة ،فقد توجد بقايا المتفجرات في الشظايا.
ولفحص هذا االستنتاج ،واصل المحقق معاينة قطع من اللحام وأضاف فرضية جديدة:
.13كانت البقايا الرمادية موضع السؤال من الديناميت.
إن هذا االستنتاج يدعم بقوة ويقترح فرضية جديدة لتفسير سبب الحادث على النحو التالي:
نجم الحادث عن انفجار مادة ديناميت على متن الطائرة. ح.
وإ لى هنا توقف المحقق ليكتب تقريره بعد أن وثق من استنتاجه بدرجة عالية ،ولتبدأ مرحلة جديدة تتوالها
أجهزة األمن لتحديد الجهة المسؤولة عن وضع المتفجرات على متن الطائرة(.تعليم التفكير)
أما المهارة في إيجاد االفتراضات Finding Assumptionsالتي ينطوي عليها نص أو مشكلة أو موقف
من أجل فهم أعمق للمضمون وإ دراك أوسع للبدائل الممكنة لحل المشكلة – فإنها ال تقل أهمية عن وضع
الفرضيات .ومع أن تعبيري " وضع الفرضيات " و " إيجاد االفتراضات " مشتقان من نفس المصدر اللغوي في
كل من العربية واإلنجليزية ،إال أنهما يستخدمان للداللة على معنيين مختلفين في المنطق االستنباطي
Deductiveواالستقرائي Inductiveوالبحث التجريبي (.Experimentalتعليم التفكير)
إن وضع الفرضيات وسيلة لتفسير ظاهرة أو مشكلة ،أو توجيه بحث تجريبي ،أو استدالل منطقي ،وقد تكون
الفرضية بمثابة مقترح مقبول بدرجة احتمالية عالية لتوافر حقائق ثابتة تدعمه .أما االفتراض فهو عبارة عن
فكرة أو معلومة مسلم بصحتها حتى يمكن استخدامها في حل مشكلة ما أو البرهنة على صحة قضية ما(.تعليم
التفكير)
54
وربما كان من أبسط األمثلة لتوضيح ماهية " االفتراض " تلك المسائل الحسابية التي تعطى للطلبة في مستوى
المرحلة االبتدائية أو األساسية ،من مثل:
اشترى سعيد ثالثة أقالم بستين قرشًا ،كم يبلغ ثمن القلم الواحد؟
إن الحل التقليدي لألسئلة من هذا النوع يتطلب إجراء عملية قسمة بسيطة للثمن اإلجمالي لألقالم على عددها:
20 = 3 ÷ 60قرشًا ثمن القلم الواحد(.تعليم التفكير)
وغالبًا ما يتجاهل المعلمون االفتراض الذي يجب التسليم به حتى يكون هذا الحل صحيحًا .ومع أن كلمة "
االفتراض " ليست من الكلمات الشائعة االستعمال في المرحلة األساسية وربما المتوسطة أيضًا ،إال أن هذا ال
يقلل من أهمية تنمية هذه المهارة لدى الطلبة بغض النظر عن مستواهم الدراسي .ما الخطأ في أن يسأل المعلم
طلبته " :ما هو االفتراض الذي البد من التسليم به حتى يكون هذا الحل صحيحًا؟ "(.تعليم التفكير)
وليس من المستبعد أن يجيبه طالب أو أكثر بأن االفتراض الذي استندوا إليه ينص على أن " :األقالم من نفس
النوع ،وأنها بالتالي تحسب بنفس السعر "(.تعليم التفكير)
وبالمثل عندما نسأل الطلبة سؤاًال كهذا:
قطعت سيارة مسافة 180كيلومترًا في ثالث ساعات ،فكم كانت سرعة السيارة في الساعة؟
إننا نعلم الطلبة قواعد هذه المسائل عن طريق وضع قواعد أو معادالت تحدد العالقات بين السرعة والمسافة
والزمن(.تعليم التفكير)
واستنادًا إلى قاعدة السرعة = المسافة المقطوعة ÷ الزمن ،فإن الطلبة يحلون هذه المسائل كالتالي÷ 180 :
60 = 3كم سرعة السيارة في الساعة(.تعليم التفكير)
ومن الواضح أن حًال كهذا صحيح فقط إذا افترضنا أن سرعة السيارة كانت منتظمة على مدى الساعات الثالثة.
(تعليم التفكير)
ولننظر إلى األسئلة اآلتية من مادة الرياضيات حتى نرى اإلمكانات الهائلة التي توفرها عملية إيجاد
االفتراضات أو استخدامها في حل هذه المسائل:
سأل معلم طلبته السؤال اآلتي :كم عددًا يقع بين 31و 63؟
31عددًا أجاب أحد الطلبة:
عدد غير محدود من األعداد وأجاب آخر:
فما االفتراض الذي وضعه كل منهما وبنى إجابته على أساسه؟
إن الطالب األول افترض أن كلمة " عدد " مقصورة على كل عدد صحيح يقع بين 31و ،63أما الطالب الثاني
فقد افترض أن كلمة " عدد " تشمل كل األعداد الصحيحة والكسرية التي تقع بين 31و (.63تعليم التفكير)
ولزيادة اإليضاح ،نقترح توجيه األسئلة اآلتية لطلبتك ومطالبة الذين يجيبون على كل منها بوضع االفتراضات
التي استندوا إليها في إجاباتهم:
الخطوط التي ال تتقاطع هي خطوط ......
متوازية أجاب سالم:
مائلة وأجاب علي:
قطعت سيارة مسافة 180كيلومترًا في ثالث ساعات ،كم كانت سرعة السيارة في الساعة؟
60كم /الساعة أجابت ليلى:
55
90كم /الساعة وأجابت سلمى:
س كم /الساعة وأجابت هند:
اكتب أصغر عدد ممكن باستخدام الرقمين 4و . 1
14 أجاب ياسر:
4/1 وأجاب فراس:
4 1 وأجاب أحمد:
إن الهدف النهائي لمهارة البحث عن االفتراضات واكتشافها يتلخص في كشف الغموض الذي يختفي بين
السطور سواء أكان المحتوى تجريبيًا أم منطقيًا .ونحن عندما نسأل " :ما هي أفضل طريقة للسفر من القاهرة
إلى الرياض؟ " .نجيب تلقائيًا :الطيران ،وننسى أن هذه اإلجابة تعرف بصورة تلقائية كلمة " أفضل " على أنها
تعني؛ " أسرع "(.تعليم التفكير)
ومن الطبيعي أن يعد هذا االفتراض ضرورة ال غنى عنها لملء الفجوة المنطقية الالزمة إلسناد الحجة أو
اإلجابة ،أي أن على الشخص أن يؤمن بأن " أفضل " تعني " أسرع " حتى تكون اإلجابة هي الطيران " .وال شك
أن على الشخص أن يتقبل االفتراضات التي تجعل من النتيجة أو الحجة أمرًا مقبوًال ،إذ كيف يمكن إجراء
تجارب عملية إذا لم نفترض منذ البداية أن ظاهرة أو حدثًا يمكن تكراره .خذ مثًال هذا الحوار بين معلم وطالب:
-المعلم :إذا كانت المسافة بين المدينة "أ" والمدينة "ب" عشرة كيلومترات ،وكانت المسافة بين المدينة
"ب" والمدينة "ج" خمسة عشر كيلومترًا ،فكم تبلغ المسافة بين المدينة "أ" والمدينة "ج"؟
-الطالب 25 = 10 + 15 :كم المسافة بين المدينتين "أ" و "ج".
-المعلم :ما االفتراض أو ( االفتراضات ) الذي وضعته للوصول إلى هذه النتيجة؟
-الطالب :االفتراضات هي:
ال يوجد طريق أقصر للسفر بين المدينتين "أ" و "ج"؛
تقع المدينة "ب" بين المدينتين "أ" و "ج"؛
إن القياسات الواردة دقيقة؛
.4التنبؤ في ضوء المعطيات (Predicting / Extrapolating:/262تعليم التفكير)
يقصد بمهارة التنبؤ في ضوء معطيات المقدرة على قراءة البيانات أو المعلومات المتوافرة واالستدالل من
خاللها على ما هو أبعد من ذلك في أحد األبعاد اآلتية:
أ -الزمان(263/:تعليم التفكير)
إذا كانت البيانات المتوافرة خالل فترة زمنية معينة تتضمن نزعة أو اتجاهًا ما ،فإن مهارة التنبؤ تمثل محاولة
لالستدالل عن طريق هذه البيانات على اتجاه البيانات المحتملة في فترة زمنية أخرى(.تعليم التفكير)
ب -الموضوع(263/:تعليم التفكير)
إذا كانت األفكار أو المبادئ مرتبطة بموضوع أو محتوى معين ،فإن مهارة التنبؤ تمثل محاولة لنقل هذه األفكار
أو تطبيقها على محتوى آخر أو موضوع آخر على عالقة بالموضوع األصلي(.تعليم التفكير)
ج -العينة والمجتمع(263/:تعليم التفكير)
56
إذا كانت البيانات المتوافرة تخص عينة ما ،فإن مهارة التنبؤ تمثل محاولة لوصف المجتمع الذي أخذت مه
العينة .وبالمثل إذا كانت البيانات المتوافرة تخص مجتمعًا ما ،فإن مهارة التنبؤ في هذه الحالة تعني محاولة
لوصف العينة باالعتماد على بيانات المجتمع(.تعليم التفكير)
وتهدف األسئلة التي تقيس مهارة التنبؤ من واقع األدلة أو المعلومات المتوافرة إلى التعرف على قدرة
المفحوص على تجاوز حدود ما هو معلوم والذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك بصورة أو بأخرى .وقد أورد بلوم (
) Bloom et al, 1956عددًا من األهداف التربوية التي تنضوي في إطار مهارة التنبؤ في ضوء المعطيات،
من بينها:
المهارة في التنبؤ باستمرارية االتجاهات أو النزعات التي تتصف بها البيانات المتوافرة؛
المهارة في تعبئة الثغرات القائمة في البيانات المتوافرة؛
المهارة في تمييز المترتبات المحتملة نسبيًا عن تلك المترتبات التي تبدو محتملة بدرجة قوية؛
المهارة في التنبؤ بمترتبات مباشرة فعل أو اتخاذ قرار في موقف ما؛
المهارة في تلمس العوامل التي يمكن أن تؤثر في دقة التنبؤات؛
المهارة في استخالص االستنتاجات أو االستدالالت ووضع الفرضيات التي يمكن الدفاع عنها أو تبريرها
باالستناد إلى البيانات المتاحة؛
إن مهارة التنبؤ في ضوء المعطيات أو استشراف االتجاهات المستقبلية لظاهرة ما من واقع المعلومات
المتوافرة تعد من أكثر مهارات التفكير التي يحتاجها الطالب والمعلم والباحث االجتماعي واالقتصادي ورجل
الساسة والمستثمر والمخطط والراصد الجوي والمصمم والطبيب والمزارع والمهندس وغيرهم(.تعليم التفكير)
وهناك من يصف حركة التطوير الفعلي للتربية والتعليم على أنها توجيه للتعلم نحو المستقبل ،ألن ما نعلمه
اليوم إذا لم يكن موجهًا نحو تهيئة الفرد للتعامل بنجاح مع متغيرات المستقبل في جميع جوانب حياة المجتمع،
فإنه ال يعدو أن يكون تعليمًا عشوائيًا منقطعًا عن مفهوم الزمن والتغير ،ولن تكون نتائجه إيجابية أو فعالة في
تحقيق التقدم للمجتمع والرفاه للفرد ( إبراهيم .) 1991 ،وإ ذا كان األمر كذلك فإن مهارة التنبؤ باتجاهات
التغيير المستقبلية من واقع المعلومات المتاحة تبدو أكثر أهمية بالنسبة لغيرها من مهارات التفكير ،الرتباطها
بمتطلبات البقاء والتطور لكل من الفرد والمجتمع .إذ كيف يمكن أن نتجاهل مهارة التنبؤ في اختياراتنا
الدراسية والمهنية؟ وكيف يمكن لمؤسسات المجتمع الحكومية وغير الحكومية من وضع خططها للتنمية
االجتماعية واالقتصادية من دون االستفادة من البيانات المتوافرة والمتعلقة باتجاهات النمو السكاني وحاجة
سوق العمل والموارد الطبيعية والقوى العاملة وغيرها من العناصر المرتبطة بالتنمية؟
وعندما نتحدث عن تعليم المستقبل ،فإن الحد األدنى الذي يمكن قبوله هو تهيئة المتعلم للتكيف مع التغيرات
المتسارعة في كل مناحي الحياة العامة .ومن الضروري أن يكون االستعداد لمواجهة هذه التغيرات مبنيًا على
أسس علمية ومنهجية تستثمر قدرات المتعلم وطاقاته الفكرية في دراسة اتجاهات التغير على مدى فترة زمنية
معقولة من واقع المعلومات المتوافرة ،ومن ثم التهيؤ لمواجهتها بمهارة وشجاعة ،وليس هنا ما هو أهم من
مهارة التنبؤ في ضوء المعطيات للوصول إلى هذه الغاية .وفي هذا السياق تجدر اإلشارة إلى الدراسة الموسعة
التي قام بها باحثون بإشراف منتدى الفكر العربي وصدر عنها أربعة مجلدات في إطار مشروع " مستقبل
التعليم في الوطن العربي " .وقد كان الهدف النهائي للمشروع صياغة التوجهات واالستراتيجيات والسياسات
المستقبلية لتعليم األمة العربية في القرن الحادي والعشرين(.تعليم التفكير)
57
وحتى نقف على أهمية تنمية كمهارة التنبؤ لدى الطلبة الذين سوف يواجهون مواقف كثيرة في حياتهم
الدراسية والعملية تتطلب إجادة هذه المهارة للنجاح في التعامل مع تلك المواقف ،نورد المثال اآلتي من واقع
البيانات اإلحصائية لمديرية الدفاع المدني األردني حول أعداد الحوادث التي تعامل معها ونوعها خالل السنوات
من 1992وحتى :1996
الجدول رقم (265/ 8 – 2تعليم التفكير)
تطور عدد الحوادث التي تعامل معها الدفاع المدني في األردن حسب نوعها
( خالل السنوات ) 1995 - 1992
المجموع إنقاذ إسعاف إطفاء السنة /النوع
30,121 1,352 24,975 3,794 1992
29,777 648 24,757 4,372 1993
29,911 1,074 24,826 4,011 1994
34,364 941 28,475 4,948 1995
12,173 4,015 103,033 17,125 المجموع
31,043 1,003 250,758 4,281 المعدل السنوي التقريبي
( المصدر :التقرير اإلحصائي السنوي لحوادث عام ،1996مديرية الدفاع المدني األردني العامة )
ذا افترضنا أنك مسؤول في دائرة التخطيط بالدفاع المدني ،ما الذي تعنيه لك هذه األرقام؟ وهل يمكن اإلفادة من
هذه البيانات في تطوير خطة الدفاع المدني لعام 1996؟ وكيف تستخدم هذه البيانات في اقتراح موازنة عام
1996؟ هل تشير البيانات إلى حاجة الدفاع المدني لزيادة عدد سيارات اإلطفاء أو سيارات اإلسعاف؟ وهل
هناك حاجة لزيادة عدد األفراد العاملين؟
لإلجابة عن هذه التساؤالت البد من تحليل البيانات المتوافرة من أجل التعرف على اتجاهات التغير بين سنة
وأخرى ،ومن ثم التوصل إلى استنتاج يتعلق باالتجاه العام للتغير(.تعليم التفكير)
إن الدراسة التحليلية للبيانات تشير إلى ما يأتي:
االتجاه العام إلجمالي عدد الحوادث في ازدياد؛
تبلغ نسبة الزيادة اإلجمالية في عدد الحوادث حوالي %3؛
االتجاه العام لبيانات حوادث اإلطفاء في تزايد ،باستثناء عام 1994حيث انخفض عدد الحوادث؛
االتجاه العام لبيانات حوادث اإلسعاف متذبذب في حدود ضيقة مع زيادة كبيرة في عام ،1995وعليه
يمكن التنبؤ بأن هذه الحوادث سوف تزداد بشكل ملحوظ في عام 1996؛
يتراوح اتجاه البيانات بالنسبة لحوادث اإلنقاذ بين النقصان والزيادة بصورة تبادلية ( نقصان – زيادة –
نقصان ) ،وهناك ما يبرر التنبؤ بأنها سوف تزداد في عام 1996في ضوء االتجاه الذي تشير إليه
البيانات؛
المعدل السنوي التقريبي لعدد الحوادث يزيد عن عدد الحوادث في مجال اإلطفاء واإلسعاف لسنة البداية
،1992ولكنه يقل بشكل ملحوظ عن عدد حوادث اإلنقاذ الذي يتوقع أن يزداد كما أسلفنا؛ إن االستنتاج
العام الذي يستخلصه المخطط من واقع البيانات هو توقع الزيادة في عدد الحوادث التي يتعامل معها الدفاع
58
المدني لعام ،1996وبالتالي هناك مبرر إلحداث زيادة في عدد اآلليات واألفراد على افتراض أن مسببات
الحوادث سوف تبقى على حالها(.تعليم التفكير)
حقًا إن االستنتاج الذي توصل إليه المخطط صحيح ،ألن التقرير اإلحصائي الذي أخذت منه البيانات السابقة
أورد أعداد الحوادث الفعلية لعام 1996على النحو اآلتي:
إنقاذ إسعاف إطفاء
1,298 31,724 4,971
( زيادة ملحوظة عن عام )1995 (زيادة ملحوظة عن عام )1995 (زيادة طفيفة عن عام )1995
59
إن النشاط النقدي يمكن ممارسته في جميع الموضوعات الدراسية ،ولكن الفنون اللغوية ربما كانت من أوسع
الحقول التي تقدم فرصًا وفيرة للطلبة كي يتدربوا ويطوروا كفاياتهم على النقد والتقييم .إنهم يقرأون قصائد
وقصص وروايات ،ويشاهدون مسرحيات ومسلسالت وبرامج تلفزيونية ،كما يستمعون إلى إنشاء زمالئهم
وكتاباتهم في الصف(.تعليم التفكير)
وهذه كلها موضوعات تستدعي إصدار أحكام حول الجودة والنوعية ،ومع الممارسة المتكررة يمكن أن ترقى
أحكامهم الساذجة من نوع التعليق بالقول " :كانت مسرحية جيدة " ،إلى مستوى التفكير العميق في البحث عن
المحك الذي يبرر إصدار مثل هذا الحكم القيمي(.تعليم التفكير)
ومن األمثلة على نشاطات لغوية يمكن أن يمارس الطلبة نقدها وتقييمها ما يلي:
شاهد كل من علي وسمير مسرحية " العيال كبرت " ،وبعد خروجهما قال علي " :إنها مسرحية تافهة! "،
بينما قال سمير " :بل إنها مسرحية عظيمة! "(.تعليم التفكير)
من منهما على صواب؟ كيف يمكن أن نتعرف على الحقيقة؟ كيف يمكن الثنين أن يكون لهما مثل هذه األفكار
المختلفة حول نفس المسرحية؟
وفي مجال النقد األدبي ،نورد النص اآلتي إليضاح عملية النقد وخطواتها:
" -1لعلك ترى دقيق القمح ،أو دقيق الذرة أو األرز ،أو لعلك ترى الجبن واللبن ،وتريد أن تصف لونها،
فتقول :إنه اللون األبيض .وأنت ترى سحيق الفحم ،أو قطران الزيت أو شعر بعض بني اإلنسان وهو
ملء رأسه ،فتقول :هذا اللون األسود(.تعليم التفكير)
-2وتخلط دقيق قمح أبيض بدقيق فحم أسود ،فينتج لديك لون هو بين البياض والسواد هو اللون الرمادي،
وهو درجات ،يكثر بياضها أو يكثر سوادها .فهذه هي األلوان التي يتألف منها بياض النهار وسواد
الليل ،وما بينهما(.تعليم التفكير)
-3وتجوب سطح األرض تبحث في صخورها ،فتتكشف لك صخورها عن ألوان شتى .وتزدهر هذه األلوان
ازدهارًا حتى ليصبح الصخر حجرًا ثمينًا ،فيكون الياقوت والزمرد والزبرجد وما إليها .وتجوب زرع
األرض فتجد اللون األخضر غالبًا ،وتخرج الثمار ،وتخرج األزهار ،باأللوان الشتى .فالخيار أخضر،
والموز أصفر ،والورد أحمر وأصفر .وكما في الزرع ففي كل كائن آخر حي ،في الحشرات ،وفي سائر
الحيوانات ،وفي األسماك ،والطيور خاصة(.تعليم التفكير)
-4إن الطبيعة في شتى مناشطها على سطح هذه األرض ،وشتى مخلوقات اهلل عليها ،أنتجت من األلوان ما
عجز جرم سماوي آخر ،كالقمر ،أن ينتجه ....إن القمر ال حياة فيه ،فامتنعت عليه ألوان ال ينتجها إال
النبت ،وإ ال ما يعيش على النبت من أحياء(.تعليم التفكير)
-5وفي سماء األرض زرقة ،ليست في سماء القمر(.تعليم التفكير)
-6ولم يقنع اإلنسان بالذي نتج في األرض الموات من لون ،وال بالذي لبسته وازدانت به سائر األحياء،
فراح بالعلم ،وبالكيمياء خاصة يصنع اللون ،فصنع منه آالفًا .فزين البيوت ،وزين أثاثها ،وزين مالبس
سكانها وبعلم الزهور اصطنع للحدائق أوانًا جديدة لم يعرفها النبات وحده ،حتى أصبح اإلنسان يعيش
عيشًا ،اللون بعض أصوله(.تعليم التفكير)
-7وابتدع اإلنسان الفن ،فكان اللون أصرخ ما فيه .وتوارث اإلنسان الفن صورًا رائعة ،تصور حياة الناس
على هذه األرض .ريشات حملت من رقعة األلوان الصبغ األصفر واألحمر واألخضر ،وبسطته على
60
لوحات من خيش ،فخلقت من كل ذلك ما أبكى حينًا ،وما أضحك حينًا ،وما سكت الناظر أمامه عن ضحك
وعن بكاء ،حالمًا ،ساهمًا يحاول أن يستكنه الحركات النفيسة الدفينة في هذه الصور الرائعة "(.تعليم
التفكير)
( المصدر :كتاب التطبيقات اللغوية للصف التاسع األساسي /األردن ،1998 ،صفحة ) 45-46
إن الخطوة األولى في عملية النقد تتطلب وضع المعايير التي سيتم بموجبها نقد الموضوع .وإ ذا كانت معايير
النقد األدبي متباينة بين المدارس النقدية ،فإن معظمها تتفق على معايير أساسية وعامة للنقد األدبي من
أبرزها ما يأتي:
سالمة اللغة بمراعاة القواعد اإلمالئية والنحوية والصرفية؛
سالمة الشكل الفني من حيث مالءمة عالمات الترقيم والتفقير ( تقطيع الفقرات )؛
سالمة األسلوب من حيث االبتعاد عن التعقيد والحشو واستخدام الصور الفنية في موقعها المالئم ،وكذلك
توظيف االقتباس والتضمين في مواقعة المالئمة ،واالبتعاد عن أسلوب الوعظ واإلرشاد المباشرين؛
واستنادًا لهذه المعايير نقترح ممارسة عملية النقد األدبي للنص السابق على النحو اآلتي:
أ .اللغة(272/:تعليم التفكير)
الفقرة الثالثة :ورد تعبير " حتى ليصبح " متضمنًًا خطًا نحويًا برفع " يصبح " بدًال من نصبها بـ " أن "
مضمرة ،وخطًأ تركيبيًا بإضافة " الالم " إلى الفعل " يصبح " دونما حاجة لذلك؛
وردت كلمة " خاصة " دون أن تقترن بـ " الباء " ،والصحيح أن يقال " بخاصة " ومثلها " بعامة " .وهذا
الخطأ من األخطاء اللغوية الشائعة؛
ب .الشكل الفني(272/:تعليم التفكير)
لبفقرة الثالثة :ورد تعبير " باأللوان الشتى " .متبوعًا بنقطة " ،".والصحيح أن تتبعه فاصلة منقوطة "؛" ألن
السياق يستدعي التفصيل وليس الوقف النتهاء الفكرة .وكذلك بعد كلمة " حي"؛
الفقرة السادسة :وردت جملتان " وزين مالبس سكانها وبعلم الزهور " بدون نقطة بعد " سكانها " ،ألن
الفكرة قد انتهت وبدأت جملة جديدة تحمل فكرة جديدة؛
الفقرة الثانية وردت جملة " فهذه هي األلوان التي يتألف منها بياض النهار وسواد الليل ،وما بينهما ".
وقد وضعت كفقرة مستقلة مع أنها ال تحمل فكرة منفصلة عما قبلها .واألصح أن يتم إلحاقها بالفقرة
السابقة؛
الفقرة الخامسة وردت جملة " وفي سماء األرض زرقة ،ليست في سماء القمر " .وقد وضعت كفقرة
مستقلة كذلك ،واألصح أن يتم إلحاقها بالفقرة السابقة؛
ج .األفكار(273/:تعليم التفكير)
جاءت الفكرة األولى مناسبة الفتتاح الموضوع ،وهي مشوقة الشتمالها على مفاهيم ومفردات مألوفة
والزمة لحياة اإلنسان .وجاءت األفكار التالية متسلسلة مترابطة تدعم الموضوع الرئيس؛
د .األسلوب(273/:تعليم التفكير)
النص يخلو من التراكيب المعقدة والصور الفنية ،ومع أن البداية جاءت مشوقة تشجع القارئ على
االستمرار في متابعة الموضوع ،لكن الخاتمة غير واضحة ،بل كأنك ال تجد خاتمة للموضوع .وقد استخدم
الكاتب صورة غريبة عندما أورد فكرة خلط القمح األبيض بدقيق الفحم األسود إلنتاج اللون الرمادي؛
61
لم يكن الكاتب موفقًا في استخدام إشارات الحذف " " ......في الفقرة الرابعة ،ألن الحذف أدى إلى
غموض العبارة .كما أن العبارة األخيرة في النص " يحاول أن يستكنه الحركات النفسية الدفينة في هذه
الصور الرائعة " .غامضة؛
هناك حشوة في المواضع اآلتية:
-1الفقرة الثالثة " :فيكون الياقوت والزمرد والزبرجد وما إليها "(.تعليم التفكير)
-2الفقرة الرابعة " :فامتنعت عليه ألوان ال ينتجها إال النبت ،وإ ال ما يعيش على النبت من أحياء "(.تعليم
التفكير)
-3الفقرة السادسة " :حتى أصبح اإلنسان يعيش عيشًا "(.تعليم التفكير)
-4الفقرة األخيرة ...... " :ما أبكى حينًا ،وما أضحك حينًا ،وما سكت الناظر أمامه عن ضحك وعن بكاء".
(تعليم التفكير)
.2التعرف على األخطاء والمغالطات(274/:تعليم التفكير)
أ .الخلط بين الرأي والحقيقة(274/:تعليم التفكير)
يتعرض الفرد الذي يشهد في عصرنا ثورة في عالم االتصاالت والمعلومات إلى سيل من المواد اإلعالمية التي
تنقلها وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة والمطبوعات على اختالف أنواعها .ومن الطبيعي أن يلتبس األمر
على الكثيرين في التمييز بين الحقيقة والرأي ،ومن الظواهر الشائعة بين الطلبة على اختالف المراحل
الدراسية أنهم يقرأون المواد المقررة ويتعاملون معها وكأنها حقائق مسلم بها دون نقاش .وفي مجاالت الحياة
العامة ينقل الناس أخبارًا وحوادث على أنها حقائق مؤكدة ،وعندما تثار تساؤالت أو شكوك حول صحتها ال
تجد في ردودهم ما هو مقنع للسامع من مثل قولهم " :هذا مكتوب في الجرائد " " ،هذا الخبر أذاعته محطة
" ،" ......هذا ما قاله األستاذ "(.تعليم التفكير)
إن المتعلم بحاجة إلى تدريب وممارسة حتى يكتسب المهارة الالزمة لتمكنه من التعرف على األقوال أو
التعبيرات التي تعد حقائق ثابتة ،وتلك التي تعبر عن وجهات نظر أو آراء قائليها أو ناقليها .وحتى يكون
التدريب فعاًال ،البد من توضيح المعايير العامة التي تشكل حدودًا فاصلة بين الحقائق واآلراء ،وفيما قائمة
بمالمح الحقائق مقابل اآلراء:
اآلراء الحقائق
من المحتمل أن تحدث مستقبًال ( او حدثت في وقعت أو وجدت في الماضي
الماضي )
عدد أكبر من الناس ال يتفقون مع اآلراء؛ عدد قليل جدًا من الناس ال يتقبلون الحقائق
ليست أكثر من مقوالت عامة لم تثبت بصورة تحوي معلومات رقمية وأمثلة محدودة
فعلية
مبنية على ما يعتقد الفرد أنه صحيح؛ تبنى على خبرات عدد كبير من الناس
من األمثلة على الحقائق التي تنسجم مع المعايير أعاله:
يبلغ عدد سكان األردن حوالي أربعة ماليين ونصف المليون نسمة؛
احتلت إسرائيل الضفة وغزة وصحراء سيناء وهضبة الجوالن عام 1967م؛
أما اآلراء فمن األمثلة عليها:
62
مادة الجبر أصعب من الهندسة؛
المدارس الخاصة أفضل من المدارس الحكومية؛
ب .التناقض أو عدم االتساق(275/:تعليم التفكير)
التناقض في أي مادة مكتوبة أو مسموعة أو مرئية يعني ببساطة وجود تعارض أو عدم اتساق بين شيئين أو
فكرتين ال يمكن أن تكونا صحيحتين في نفس الوقت ،وهو من األخطاء المنطقية التي يقع فيها الكاتب أو
المتحدث نتيجة اإلهمال وعدم االنتباه في اختيار األلفاظ وتطوير األفكار الواردة في النص أو المادة المنوي
توصيلها للقارئ أو السامع(.تعليم التفكير)
وقد يحتاج القارئ أو السامع إلى تدريب ويقظة للتعرف على التناقضات التي يواجهها(.تعليم التفكير)
اقرأ السؤال اآلتي وحاول التعرف على موضع التناقض فيه:
يوجد مع أحمد قطع نقدية من فئتي عشرة قروش وخمسة قروش .فإذا كان عدد قطع فئة العشرة قروش
سبعة أضعاف عدد قطع فئة الخمسة قروش ،وكانت قيمة القطع من فئة الخمسة قروش تزيد عن قيمة
القطع من فئة العشرة قروش بمبلغ 130قرشًا ،فكم يبلغ عدد القطع النقدية التي بحوزته من كل نوع؟
إذا تفحصنا نص السؤال يمكننا تلخيص المعطيات على النحو اآلتي:
معطى ( :)1عدد القطع من فئة العشرة قروش أكبر من عدد القطع من فئة الخمسة قروش(.تعليم التفكير)
معطى ( :)2قيمة القطع من فئة خمسة قروش أكبر من قيمة القطع من فئة عشرة قروش(.تعليم التفكير)
هل هذا معقول ؟!!! بالطبع ليس من المعقول أن يكون عدد القطع من فئة العشرة قروش أكبر من عدد القطع
من فئة الخمسة قروش ،بينما تكون قيمتها أقل من قيمة القطع من فئة الخمسة قروش .وعليه ،فإن التناقض
واضح بين مضمون المعطى ( )1ومضمون المعطى رقم ( )2نظرًا الستحالة أن يكونا صحيحين في نفس
الوقت(.تعليم التفكير)
ويمكن إزالة التناقض بإعادة صياغة المعطى رقم )2( :على النحو اآلتي:
معطى ( :)2قيمة القطع من فئة عشرة قروش أكبر من قيمة القطع من فئة خمسة قروش بـ 130قرشًا(.تعليم
التفكير)
وإلعطاء مثال على التناقض المكشوف في نص لغوي نورد ما يلي:
تعرض فريق كرة السلة بالمدرسة المجاورة لحادث سيارة أدى إلى وقوع عدة إصابات بين الالعبين .وقد
نقل المصابون إلى الطوارئ بمشفى قريب من مكان الحادث ،حيث أفاد األطباء بأن إصابات الالعبين
تراوحت بين كسور في أرجل الالعبين وجروح خفيفة متفرقة .وخرج الالعبون جميعًا بعد إجراء
اإلسعافات المطلوبة باستثناء قائد الفريق الذي تقرر أن يبقى في المستشفى لمدة يومين أو ثالثة ،وكان
رأي الطبيب المعالج أنه لن يكون قادرًا على استخدام يده اليسرى في اللعب(.تعليم التفكير)
إن النص يتضمن تناقشًا واضحًا بين إفادة أطباء قسم الطوارئ التي حصرت إصابات الالعبين بين كسور في
األرجل وجروح خفيفة متفرقة ،وبين رأي الطبيب المعالج لقائد الفريق من حيث عدم قدرته على استخدام يده
اليسرى في اللعب(.تعليم التفكير)
ومع أن التناقض أو عدم االتساق قد يبدو واضحًا في كثير من النصوص واألخبار واإلعالنات والمواقف ،إال
أنه يصعب أحيانًا فهم األسباب التي تؤدي إلى الوقوع في فخ التناقض حتى من قبل شخصيات أو جهات
اعتبارية ،إال إذا كان السبب الرئيس لعدم التنبه لهذا الخطأ هو الجهل أو الضعف في مهارة التعرف على
63
األخطاء والمغالطات التي مردها عدم االتساق في التفكير .وقد يكون من المفيد إيراد مثال من الحياة العملية
كما ورد على صفحة من جريدة األسواق األردنية بتاريخ :1998/1/22
إعالن صادر عن مراقب الشركات(277/تعليم التفكير)
يعلن مراقب الشركات في وزارة الصناعة والتجارة بأن الهيئة العامة للشركة الشرقية لقطع الغيار ذات
المسئولة المحدودة والمسجلة تحت الرقم ( )3090بتاريخ 1993/2/17قد قررت في اجتماعها غير العادي
والمنعقد بتاريخ 1997/2/25الموافقة على تخفيض رأسمالها ليصبح ( )250,000دينار بدًال من (
)300,000دينار تمهيدًا لزيادة رأسمالها ليصبح ( )400,000دينار .يرجى ممن له اعتراض على ذلك
مراجعة مديرية الشركات بالوزارة خالل خمسة عشر يومًا من تاريخ نشر اإلعالن(.تعليم التفكير)
مراقب الشركات /لؤي مسمار
( األسواق ،1998 ،العدد ، 1402صفحة ) 7
إن اكتشاف التناقض بالنسبة للقارئ في هذا اإلعالن ال يحتاج إلى عناء كبير ،ألنه موجود في نفس الجملة ،إذ
كيف يمكن أن يفسر قرار بتخفيض رأس المال تمهيدًا لقرار آخر برفع رأس المال؟
أما التناقض الغامض الذي يحتاج إلى قراءة بين السطور ،فنورد عليه المثال اآلتي:
" يصنع الفوالذ بخلط الحديد والكربون معًا ،ويستخدم لصناعة أدوات شديدة الصالبة تتحمل الضغط ،وقد
كان الكثير من العدد اليدوية واألدوات والمسامير يصنع من الحديد النقي .وعند المقارنة المواد المصنعة
من الحديد النقي مع المواد المصنعة من الفوالذ ،نجد أن المواد المصنعة من الحديد النقي أكثر صالبة ".
(تعليم التفكير)
إن النص هنا يتضمن تناقضًا مبهمًا يتعلق بدرجة صالبة المواد المصنعة من الفوالذ مقارنة بتلك المصنعة من
الحديد النقي .فبينما تقرر الجملة األولى أن خلط الحديد والكربون في صناعة الفوالذ يهدف إلى زيادة صالبة
المواد المصنعة ،نجد أن الجملة األخيرة تشير إلى أن المواد المصنعة من الحديد النقي أشد صالبة(.تعليم
التفكير)
وفي بعض األحيان يصعب اكتشاف التناقض في المعلومات المعطاة دون وجود خلفية معرفية مناسبة .ومن
األمثلة على ذلك اكتشاف التناقض في النص اآلتي:
أقصر أيام السنة في نصف الكرة أألرضية الشمالي هو يوم الحادي والعشرون من كانون أول ( ديسمبر ).
كما أن يوم الحادي والعشرين من كانون الثاني ( يناير ) هو أيضًا أقصر أيام السنة في نصف الكرة
األرضية الجنوبي(.تعليم التفكير)
إن التعرف على موضع التناقض في هذا النص يحتاج إلى معرفة ببعض المفاهيم الجغرافية(.تعليم التفكير)
ومن األمثلة ما ورد في الجزء الثاني من كتاب ( تاريخ العرب الحديث وقضاياه المعاصرة ) المقرر في المملكة
األردنية الهاشمية للصف العاشر تحت عنوان " جنوب السودان " ( ،1996صفحة :) 96
" بدأت مشكلة جنوب السودان بعد االستقالل .فقد أثرت هذه المشكلة في استقرار السودان وأمنه ،وحاولت
الحكومات السودانية المتعاقبة إيجاد حلول لهذه المشاكل ،فعندما أعلن استقالل السودان قرر البرلمان
السوداني إعطاء الجنوب صفة فيدرالية ،واستمر هذا الوضع قائمًا حتى عام 1983م حينما أنهى الرئيس
السوداني جعفر النميري الحكم المحلي في جنوب السودان ،فاحتج الجنوبيون على هذا اإلجراء وانفجو
الصراع في جنوب السودان "(.تعليم التفكير)
64
إن هذا النص يتضمن أفكرًا مشوشة ومتناقضة حول مشكلة جنوب السودان ،ألنه يبدأ بتقرير وجود المشكلة
منذ االستقالل ،ولكنه يقرر بعد ذلك أن المشكلة قد حلت بإعطاء صفة فيدرالية للجنوب حتى عام ،ثم يعود
ليقرر تفجر األوضاع بعد ذلك .ولو أخذت العبارات بحرفيتها فلن يجد القارئ صعوبة في مالحظة التناقض بين
البداية والعرض والنهاية في العبارة المذكورة(.تعليم التفكير)
ومن األمثلة على التناقضات في اللغة اإلنجليزية نورد القطعة اآلتية:
" Ahmed is a butcher who always sells stale bread. One morning last week as he
was busy working in his office , a lady came in and ordered six loaves and four
apples . Ahmed had never had such a large order befor and he suggested
bringing the cakes and sandwiches to her house in his van . So, at 10 a.m. after a
hard days work , Ahmed put on his overcoat and scarf and stepped out into the
sunny June evening . As he approached his customers tent, Ahmed took the
goods from the basket of his bicycle and walked up the front path to hand over
& the vegetables to the lady wait-ing in the reception hall " ( Frank, Rinvolucri
) Berer, 1982, p.33
إن القراءة المتأنية لمضمون هذا النص تكشف عن وجود الكثير من التناقضات التي يمكن التعرف عليها
بسهولة ودون عناء ،ومن بين هذه التناقضات نذكر ما يأتي:
أحمد جزار يفترض أنه يبيع اللحم وليس الخبز والخضروات؛
الخبز الجاف أو القديم ال يكون جيدًا كما وصف في النص؛
أحمد جزار وال يمكن أن يكون عمله في المكتب؛
الزبون ( السيدة في النص ) ال يذهب إلى محل الجزار لشراء الخبز والتفاح؛
ما طلبته السيدة ( ستة أرغفة وأربع تفاحات ) ليس كثيرًا ،كما أنها لم تطلب كعكًا وسندويشات؛
ما طلبته السيدة ال يحتاج من البائع أن يوصله إلى بيتها بسيارته؛
كيف يمكن أن يكون اليوم متعبًا ألحمد وقد غادر العمل مبكرًا عند العاشرة صباحًا؟
لم يكن اليوم ماطرًا بل صيفيًا مشمسًا ،وبالتالي لم يكن ضروريًا أن يلبس أحمد معطفًا ولفحة؛
غادر أحمد عند العاشرة صباحًا وليس مساًء ؛
تسكن السيدة بيتًا وليس خيمة ألنها استقبلت البائع في صالة االستقبال؛
كان يفترض أن أحمد يقود سيارة وليس دراجة؛
أما القطعة اآلتية فإن أوجه التناقض فيها مبطنة ،وتحتاج إلى فهم أعمق لمحتوى النص حتى يمكن اكتشافها:
" Many different kinds of fish live in the ocean. Some fish have heads that make
them look like alligators, and some fish have heads that make them look like
cats. Fish live in different parts of the ocean. Some fish live near the surface of
the water, but some fish live way down at the bottom of the ocean. There is
absolutely no light at the bottom of the ocean. Some fish that live at the bottom of
.the ocean know their food by ist col-or. They will only eat red fungus
أما وجه التناقض المبطن في النص فإنه موجود في آخر جملتين ،حيث يقرر النص أن قاع المحيط مظلم ،ثم
يشير إلى أن بعض األسماك التي تعيش في قاع المحيط تجد طعامًا عن طريق التعرف على لونه ،وأن هذه
األسماك ال تأكل سوى نوع معين من النبتات البحرية هو .Fungusوإ ذا كان البحر في أعماقه مظلمًا ،فكيف
يتسنى لألسماك في قاعه أن تتعرف على لون طعامها؟
65
ج .صلة المعلومات بالمشكلة(280/:تعليم التفكير)
تعد المعلومات التي نسمعها أو نقرؤها وثيقة الصلة بالمشكلة المطروحة إذا كانت ضرورية ومفيدة لفهم
المشكلة وحلها .وفي كثير من الحاالت ،سواء في المواقف التعليمية المبرمجة أو المواقف الحياتية ،ال تقتصر
المعلومات المعطاة على ما يحتاجه المتعلم لفهم المشكلة وحلها ،وذلك بهدف زيادة درجة صعوبة المشكلة عن
طريق إضافة جزئيات من المعلومات التي ال ترتبط بالمشكلة وال قيمة لها في الحل .وإ ذا لم يتمكن المتعلم من
فرز المعلومات ذات العالقة بمتطلبات الوصول إلى حل المشكلة من تلك المعلومات الهامشية أو المضللة ،فإنه
قد يفقد السيطرة على الموقف ويصاب باإلرتباك وتشتت االنتباه ،وبالتالي لن يكون قادرًا على حل المشكلة
بالشكل الصحيح .وبناًء عليه ،فإن مهارة التعرف على المعلومات غير المرتبطة بحل المشكلة من المهارات
المهمة للتفكير التقييمي الذي يعتبر من المكونات األساسية للتفكير الناقد(.تعليم التفكير)
وفي دراسة تجريبية قام بها المؤلف على عينة من 386طالبًا وطالبة – تم اختيارهم بصورة عشوائية من
مدارس عديدة في محافظتي العاصمة والبلقاء في المملكة األردنية الهاشمية – موزعين على الصفوف من
الثالث إلى السادس األساسي ،للتعرف على مهاراتهم في تحديد المعلومات المرتبطة بحل المشكلة ،أعطي
الطلبة مجموعة من أسئلة الرياضيات التي تحتاج إلى إجادة العمليات الحسابية األربعة باإلضافة إلى مهارة
التعرف على العالقات ،وكان احد األسئلة كما يأتي:
عائلة مكونة من سبعة أفراد ،عمر االبن األكبر 25سنة ،وعمر االبن األصغر يقل عن عمر االبن األكبر
بعشر سنوات ،كم سنة عمر األب إذا كان أصغر األبناء وأكبرهم ذكورًا؟
وكانت النتيجة أن أيًا من المفحوصين لم يتوصل إلى اإلجابة الصحيحة ببساطة هي أن المعلومات المعطاة غير
كافية لحل السؤال " .وأشار تحليل اإلجابات إلى أن األغلبية العظمى من المفحوصين لم تتردد في جمع األرقام
المعطاة دون إدراك لمدى ارتباطها بحل المشكلة(.تعليم التفكير)
ومن األسئلة المشابهة نورد المثال اآلتي:
تبلغ مساحة المملكة األردنية الهاشمية 98,287كيلومترًا مربعًا ،ويبلغ عدد سكانها أربعة ماليين
ونصف .فإذا كانت نسبة اإلناث تصل إلى %48من مجموع السكان ،ومعدل دخل الفرد يبلغ حوالي ألف
دينار سنويًا ،فكم تبلغ الكثافة السكانية في الكيلو متر المربع الواحد؟
وإ ذا تفحصنا المعلومات المعطاة في السؤال لوجدنا أن نسبة الذكور إلى اإلناث ومعدل دخل الفرد السنوي ليست
ذات عالقة بحل السؤال ،ألن الحصول على الكثافة السكانية يتم عن طريق قسمة عدد السكان على المساحة
فقط(.تعليم التفكير)
وفي سؤال آخر وجه المعلم طلبته من مستوى الصف الثامن األساسي إلى مكتبة المدرسة إلعداد ورقة موجزة
عن رياضة كرة القدم بالرجوع إلى الكتب الموجودة في المكتبة وذات العالقة بالموضوع ،وطلب إليهم أن
يكتبوا مجموعة فقرات قصيرة تصف الكتاب المطلوب حتى يتمكن أمين المكتبة من مساعدة كل منهم في
الحصول على الكتاب المناسب ،فكتب أحد الطلبة ما يلي:
يجب أن يكون الكتاب ......
رخيص الثمن؛
عدد صفحاته ال يقل عن مائة صفحة؛
حديث الطبع لم يمض على نشره أكثر من سنة؛
66
يتضمن عرضًا لتاريخ لعبة كرة القدم؛
غالفه من الورق المقوى؛
مكتوبًا باللغة العربية؛
يتضمن قواعد التحكيم؛
ولو نظرنا إلى هذه المواصفات التي وضعها الطالب ،لوجدنا عددًا منها ال قيمة له بالنسبة للموضوع وال يساعد
أ/ين المكتبة على اختيار الكتاب المناسب إذا التزم بجميع المواصفات .ومن الواضح أن عدد الصفحات وطبيعة
الغالف وثمن الكتاب مواصفات ليست وثيقة الصلة بالموضوع ،وبالتالي ال جدوى من وضعها في القائمة.
(تعليم التفكير)
د .المغالطة في االستدالل المنطقي أو االستنتاج(282/:تعليم التفكير)
االستدالل المنطقي عملية تتضمن التوصل إلى استنتاجات باالستناد إلى دليل ما ،وكثيرًا ما يتسرع الناس في
الوصول إلى استنتاجات ال تبررها األدلة المتوافرة لديهم(.تعليم التفكير)
وتأتي االستنتاجات المغلوطة على أشكال عدة من بينها:
.1االفتراض بأن شيئًا ما لم يكن ليحدث لو لم يسبقه حدوث شيء أو أحداث أخرى ،مثل:
لو لم يولد آينشتاين لما كان في عالم اليوم قنابل ذرية؛
.2االفتراض بأن الكل له خواص كل جزء من أجزائه ،مثل:
قطع هذا الحاسوب رخيصة ،إذًا ،فالحاسوب يجب أن يكون رخيصًا؛
.3االفتراض بأن خواص الكل تنطبق على كل حالة ترتبط بالكل أو تنتمي إليه ،مثل:
شعرها أشقر ،إذًا البد أن تكون ألمانية .األلمان شعورهم شقراء؛
المعادن بعامة صلبة ،لذا فإن معدن الزئبق البد أن يكون صلبًا؛
.4االفتراض بأن وجود خاصية ما يستتبع آليًا وجود خاصية أخرى ،مثل:
األلمنيوم خفيف لذلك ال يمكن أن يكون شديد القوة؛
سعيد ال يزور المكتبة ،إذًا البد أنه ال يحب القراءة؛
.5استخدام فروض صحيحة بطريقة تؤدي إلى استنتاجات مغلوطة ،مثل:
جميع الكالب حيوانات؛
جميع القطط حيوانات؛
إذًا ،جميع الكالب قطط؛
مهارات االستدالل (287/تعليم التفكير)
مفهوم االستدالل(287/:تعليم التفكير)
االستدالل لغة معناه تقديم دليل أو طلبه إلثبات أمر معين أو قضية معينة ،وأما اصطالحًا فهو عملية تفكيرية
تتضمن وضع الحقائق أو المعلومات بطريقة منظمة بحيث تؤدي إلى استنتاج أو قرار أو حل لمشكلة .وتشير
عدة موسوعات علمية ومراجع في علم النفس المعرفي إلى أن لفظ " االستدالل " يستخدم للداللة على معان
مختلفة من بينها:
التعقل أو التفكير المستند إلى قواعد معينة مقابل العاطفة واإلحساس والشعور؛
الدليل أو الحجة أو السبب الداعم لرأي أو قرار أو اعتقاد؛
67
العملية العقلية أو الملكة التي يتم بموجبها التوصل إلى قرار أو استنتاج؛
اإلقناع مقابل اإليمان الفطري أو األعمى في الالهوت؛
القدرة على االستنباط واالستقراء في المنطق والفلسفة؛
أحد مكونات السلوك الذكي أو القدرة على حل المشكالت؛
توليد معرفة جديدة باستخدام قواعد واستراتيجيات معينة في التنظيم المنطقي لمعلومات متوافرة؛
( Albert & Runco , 1986; Gallagher & Courtright, 1986; Global Encyclopedia,
(.) 1991; The New Encyclopedia Britannica, 1992تعليم التفكير)
ويعرف باير ( ) Beyer , 1987االستدالل بأنه مهارة تفكيرية تقوم بدور المسهل لتنفيذ أو ممارسة عمليات
معالجة المعلومات التي تضم التفسير والتحليل والتركيب والتقييم ،ويضعه في المستوى الثالث من عمليات
التفكير المعرفية بعد استراتيجيات التفكير المعقدة ( وهي حل المشكالت واتخاذ القرار وتكوين المفاهيم )
ويصنف االستدالل ضمن مهارات فرعية هي :االستدالل االستقرائي ،االستدالل االستنباطي ،واالستدالل
التمثيلي .وهناك من يضيف مهارة رابعة هي االستدالل السببي ( أي إظهار العالقة بين السبب والنتيجة ) كأحد
أشكال االستدالل العقلي ( (.) Moore, McCann, & McCann 1985تعليم التفكير)
ويعرف نيكرسون ( ) Nickerson, 1986االستدالل (( )1يرد تعبير االستدالل في مراجع علم النفس
المعرفي مرتبطًا بصفات عديدة من بينها :االستدالل اللفظي ،االستدالل الرياضي /الكمي ،االستدالل المجرد/
البصري ،االستدالل اإلشراطي ،االستدالل التحليلي ،االستدالل اإلرتباطي ،االستدالل األخالقي االستدالل
اإلكلينيكي ،االستدالل الصوري وغير الصوري ،إلى غير ذلك من األوصاف .ويرتبط االستدالل اللفظي
واالستدالل الكمي بالتعلم ،وبالتالي فإنهما يعكسان ما سمي بالذكاء المتبلور ،Ceystalized Intelligence
بينما ترتبط القدرة على االستدالل المجرد /بالذكاء التحليلي المجرد أو الذكاء الفطري Fluid
)Intelligenceبأنه مجموع العمليات العقلية المستخدمة في تكوين وتقييم المعتقدات ،وفي إظهار صحة
اإلدعاءات والمقوالت أو زيفها .وتتضمن هذه العمليات العقلية ما يأتي:
توليد وتقييم الحجج واالفتراضات؛
البحث عن األدلة؛
التوصل إلى نتائج؛
التعرف على االرتباطات والعالقات السببية؛
ويرتبط االستدالل بعدد كبير من الموضوعات كالتفكير الناقد والمنطق واللغة والمعرفة وغيرها .ونظرًا ألهمية
فهم طبيعة العالقة بين االستدالل وكل من هذه الموضوعات ،فإننا نستعرضها بإيجاز فيما يأتي:
االستدالل والتبرير(288/:تعليم التفكير)
يتخذ لتبرير Rationalizationشكل االستدالل وصورته في الغالب ،إال أن هناك فرقًا رئيسًا بين االستدالل
والتبرير يرجع إلى هدف كل منهما ،فاالستدالل يهدف إلى توليد معرفة جديدة عن طريق إعمال الفكر في
المعلومات واألدلة المتوافرة ،وتقليب األمر على وجوهه ،واستخدام قواعد واستراتيجيات عملية معقولة
للوصول إلى نتائج صحيحة(.تعليم التفكير)
68
أما عملية التبرير فإنها تهدف إلى بلوغ استنتاج يتفق مع رغبات صاحب العالقة وتفضيالته ،عن طريق إخفاء
الدوافع الحقيقية واألسباب الخفية لعمل ما ،واختالف أسباب تبدو مقنعة ومقبولة لتبرير العمل .ومن األساليب
المستخدمة في عملية التبرير ما يأتي:
تركيز االهتمام على جميع المعلومات المؤيدة للقرار أو االستنتاج المرغوب فيه وتجاهل أو إهمال
المعلومات التي ال تدعمه أو تضعفه؛
إعطاء أهمية أكبر لمصدر المعلومات المؤيدة والتقليل من قيمة أو مصداقية مصدر المعلومات غير المؤيدة
للنتيجة المرغوبة؛
استخدام محكات متناقضة في تفسير األدلة والحكم عليها؛
لوم اآلخرين ونقدهم وتشتيت االنتباه واالبتعاد عن لب الموضوع؛
تصيد األخطاء والهفوات في حجج وعروض اآلخرين ،بهدف كسب النقاش أو دحض النتيجة دون اكتراث
لتحري الحقيقة؛
االستدالل والتفكير الناقد(289/:تعليم التفكير)
يختلف الباحثون في تحديد طبيعة العالقة بين االستدالل والتفكير الناقد ،ولكنهم يتفقون على أن التفكير الناقد
يقع في مستوى العمليات العقلية المركبة والمعقدة التي يتفرع عن كل منها عدة مستويات من مهارات التفكير
األساسية .ومن االتجاهات البارزة التي تناولت العالقة بين االستدالل والتفكير الناقد يمكن أن يراد ما يأتي:
اتجاه يرى أن مهارات التفكير الناقد تختلف عن مهارات االستدالل ،ويميز بين عمليات التفكير .1
واستراتيجياته ومهاراته المختلفة من حيث مستوى التعقيد والشمولية والعالقات الوظيفية لكل منها (
.) Beyer, 1987ويقدم هذا االتجاه تصنيفًا للعمليات المعرفية الرئيسة يضم ثالثة مستويات هي:
أ .استراتيجيات التفكير ،وتشمل حل المشكالت واتخاذ القرار وتكوين المفاهيم(.تعليم التفكير)
ب .مهارات التفكير الناقد ،وقد سبقت اإلشارة إليها في الفصل الثالث(.تعليم التفكير)
ج .مهارات التفكير الصغرى وتنقسم إلى قسمين:
مهارات معالجة المعلومات :وهي مشتقة من تصنيف بلوم لألهداف التربوية المعرفية ،وتضم االستدعاء
والترجمة والتفسير والتنبؤ االحتمالي والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم(.تعليم التفكير)
االستدالل :ويضم مهارات االستقراء واالستنباط والتمثيل(.تعليم التفكير)
وبموجب هذا االتجاه ،فإن كًال من مهارات التفكير الناقد ومهارات التفكير الصغرى تشكل اللبنات األساسية
الستراتيجيات التفكير(.تعليم التفكير)
اتجاه ال يفرق بين التفكير الناقد واالستدالل ،ويقسم مهارات التفكير الناقد إلى ثالثة أنواع :استقرائية .2
واستنباطية وتقييمية ( .) Udall & Daniels, 1991وهكذا يتضح أن الخالف بين أودل ودانيلز
وتصنيف باير لمفهومي التفكير الناقد واالستدالل ينحصر في المكون الثالث للتصنيفين ،وهو التفكير
التقييمي في األول واالستدالل التمثيلي في الثاني(.تعليم التفكير)
االستدالل واللغة(290/:تعليم التفكير)
ترتبط عملية االستدالل ارتباطًا وثيقًا باللغة،م وقد يصعب التمييز أحيانًا بين القصور في القدرة على االستدالل
والقصور في استخدام اللغة وفهمها .بل إن هناك من يرى بأن اللغة هي الداء والدواء بالنسبة للقدرة على
االستدالل ،ذلك أن الغموض وعدم الدقة في طريقة استخدام الكلمات عامالن مؤثران في قدرة الفرد على
69
االستدالل .وليس هناك أدنى شك بأن الكلمة الواحدة قد تستخدم للداللة على معان مختلفة وفقًا لسياق الكالم أو
غاية المتكلم ،وهكذا فمن غير المحتمل أن يكون الشخص قادرًا على االستدالل بصورة صحيحة ما لم يكن
متمكنًا في استخدام اللغة بمنتهى الدقة والحذر(.تعليم التفكير)
وإ ذا نظرنا إلى التراكيب اللغوية اآلتية يمكن أن نالحظ مدى أهمية اإلتقان اللغوي في فهم مضمون التركيب
اللغوي ومغزاه:
" سندويش فالفل " أفضل من " الشيء "؛
" الشيء " أفضل من " سندويش فالفل "؛
إن التركيب اللغوي األول يعني ببساطة " :سندويش فالفل أفضل من العدم " ،أي إذا لم يتوافر بديل آخر لألكل
فال بأس من تناول سندويش الفالفل .أما التركيب اللغوي الثاني فقد يفهم بطريقتين :إحداهما ،أن " سندويش
الفالفل مفضل عند المتكلم على أي طعام آخر " ..وثانيهما ،أن " العدم أفضل من سندويش الفالفل " ،أو أن "
المتكلم يفضل جميع أنواع الطعام على سندويش الفالفل "(.تعليم التفكير)
االستدالل و المعرفة(291/:تعليم التفكير)
ليس من شك في أن المعرفة عامل مهم في عملية االستدالل .ويشكل المخزون المعرفي لإلنسان رصيدًا يمكن
االستفادة منه في تقييم وبناء مكونات الحجة المنطقية التي هي عبارة عن مقدمة كبرى ومقدمة صغرى
ونتيجة ،مثل:
جميع الطيور تستطيع الطيران. مقدمة كبرى
النعامة ال تستطيع الطيران. مقدمة صغرى
إذًا ،النعامة ليست طيرًا. نتيجة
إن القواعد الصورية المنطقية متوافرة في هذا المثال ،وبالتالي ليس باإلمكان رفض النتيجة التي تم التوصل
إليها على أساس المنطق .ولكن كما يالحظ ،تتضمن المقدمة الكبرى تعميمًا ال يصمد أمام الحقائق ،ألن بعض
الطيور ال تستطيع الطيران .وهنا تلعب المعرفة دورًا مهمًا في الحكم على مكونات الحجة المنطقية إذا كانت
اإلجابة تحتاج إلى مخزون معرفي .وهناك حاجة في المثال أعاله لإلجابة عن األسئلة اآلتية:
هل حقًا تستطيع الطيور جميعها الطيران؟
هل النعامة طائر؟ وهل النعامة ال تستطيع الطيران؟
ومن جهة أخرى يواجه اإلنسان في حياته اليومية مواقف كثيرة تتضمن القيام بمناظرة أو حوار مع الذات،
ويستخدم معارفة في تكوين الحجج المنطقية والحجج المنطقية المضادة ،حتى يتمكن من الوصول إلى نتائج
وقرارات لفهم الموقف أو حل المشكلة التي تواجهه .وبالقدر الذي تتوافر لديه معارف مرتبطة بالموقف،
يستطيع االطمئنان إلى خياراته المالئمة له(.تعليم التفكير)
االستدالل والمنطق(292/:تعليم التفكير)
ينصب االهتمام في علم المنطق على عمليات االستدالل وفق القواعد المنطقية ،ذلك أن علم المنطق عو في
األصل علم االستدالل الصائب .ويميز علماء المنطق بين ثالثة أنواع من االستدالل ،هي االستنباط واالستقراء
والتمثيل:
.2االستدالل االستنباطي :Deductive Reasoningويعني االستدالل من العام إلى الخاص.
مثال
70
جميع الفلزات تتمدد بالحرارة.
الحديد فلز.
إذًا ،يتمدد الحديد بالحرارة.
.2االستدالل االستقرائي :Inductive Reasoningويعني االستدالل من الخاص إلى العام.
مثال
الحديد معدن ويتمدد بالحرارة ،النحاس معدن ويتمدد بالحرارة ،األلمنيوم معدن ويتمدد بالحرارة.... ،
إذًا كل المعادن تتمدد بالحرارة.
.3االستدالل التمثيلي :Analogical Reasoningوهو استدالل من الخاص إلى الخاص .ويتم عن طريق
إجراء مماثلة بين شيئين أو حالتين بينهما أوجه شبه ،ويترتب على عملية المماثلة الوصول إلى نتيجة
مفادها نقل حكم أو وصف من أحد المتماثلين إلى اآلخر(.تعليم التفكير)
وليس هناك شك في أن فهم قواعد المنطق الضروري ومبادئه ،واأللفة ببعض مصطلحات المنطق ،ومعرفة
أنواع االستدالل المنطقي تمثل عوامل معينة ومفيدة لممارسة االستدالل بفاعلية .ولكن ينبغي مالحظة أن
المنطق ليس إال مظهرًا واحدًا من مظاهر االستدالل ،ألن االستدالل بمعناه الواسع ال يقتصر على استخدام
قواعد المنطق وتحري المغالطات المنطقية ،بل يتعدى ذلك إلى أشكال عديدة تستخدم فيها قواعد علم النفس
المعرفي والتطوري وعلم نفس التعلم ومعالجة المعلومات وغيرها .كما أن المنطق ال يقدم الكثير في موضوع
الكشف عن صحة األشياء واالدعاءات أو زيفها ،بينما االستدالل معني بالتوصل إلى الحقيقة عن طريق توليد
الفرضيات وفحصها وموازنة البدائل .وهي عمليات يلعب اإلبداع دورًا جوهريًا فيها ،ألنها تتجاوز ما هو متاح
من معلومات .إن المنطق يمثل أحد الجوانب المهمة في عملية االستدالل ،ولكن معرفة القواعد الصورية
للمنطق في حد ذاتها ال تعد ضمانة للوصول إلى استدالل صحيح(.تعليم التفكير)
االستدالل والحقيقة(293/:تعليم التفكير)
يميز نيكرسون ( ) Nickerson, 1986بين الحقيقة واالعتقاد والرأي .فالحقيقة في جوهرها عبارة عن
اعتقادات تجمعت لدعمه أدلة صحيحة تجعل ثقتنا كبيرة في كونه حقيقة ،أما االعتقاد فلم تثبت صحته ويمكن
االفتراض بأنه إما أن يكون صحيحًا وإ ما أن يكون خطأ .وفي المقابل ينحصر الرأي في األمور المرتبطة
بالتفضيالت والقيم واألذواق الشخصية ،وال يخضع لالستدالل أو معايير الصحة والخطأ(.تعليم التفكير)
ويرتبط االستدالل الصائب ارتباطا وثيقًا بالحقيقة بالرغم من أن االستدالل ال يؤدي دائمًا إلى الحقيقة .ومن أجل
ذلك يقتضي االستدالل الصائب من جانب الفرد وجود اتجاه محدد لديه نحو الحقيقة ،يرتكز ضمنيًا على
مجموعة أسس هي أشبه ما تكون بالمسلمات(.تعليم التفكير)
ومن أهم هذه األسس ما يأتي:
االلتزام بالحقيقة طالما كان باإلمكان إثباتها؛
الرغبة في تعديل المعتقدات والحقائق عند توافر أدلة تستوجب التعديل؛
التسليم بأن حالة اليقين نادرة ،وأن الحاجة إلعادة فحص المعتقدات – بما فيها المعتقدات الراسخة – من
وقت آلخر قائمة ومشروعة .قد ثبت زيفه لدى حضارة أخرى أو في عصر آخر؛
االستدالل الصائب ال يقود بالضرورة إلى الحقيقة؛
االستدالل الصائب يجعل الفرد أكثر اقترابًا من الحقائق؛
71
االستدالل االستنباطي Deductive Reasoning:/294
أوًال :تعريفه ومكوناته(294/:تعليم التفكير)
" االستنباط " معناه في اللغة االستخراج باجتهاد ومعاناة فكر ،وأصله الفعل " نبط " بمعنى أظهر وأبرز ،ومنه "
استنبط الجواب " تلمسه من ثنايا السؤال .أما " االستدالل االستنباطي " فيعني القدرة على التوصل إلى نتيجة
عن طريق معالجة المعلومات أو الحقائق المتوافرة طبقًا لقواعد وإ جراءات محددة .ويعد االستدالل االستنباطي
من أهم مباحث علم المنطق ،ومن الموضوعات المهمة التي تتعرض لها المراجع الرصينة في مجال التفكير.
(تعليم التفكير)
إن النتيجة في عملية االستدالل االستنباطي ال تخرج عن حدود المعلومات المعطاة ،ولكن حتى يتم التوصل إليه
البد من إمعان للنظر ،وبذل مجهود ذهني لمعالجة المعلومات المعطاة التي تتضمن النتيجة أو التمهيد لها
بالضرورة .وبهذا المعنى يمكن تشبيه عملية االستدالل االستنباطي بعمليات البحث عن اللؤلؤ في البحار أو عن
المياه والبترول والمعادن في باطن األرض .وكما هو معلوم ،فإن هذه الثروات الطبيعية موجودة أصًال في
الطبيعة ،ولكن حتى يمكن الوصول إليها واستخراجها يحتاج األمر للقيام بعمليات مسح أو غوص أو حفر قد
تكون ميسرة حينًا وقد تكون مضنية حينًا آخر ،دون أن يغير ذلك من حقيقة أننا ال نأتي بشي جديد بمعنى
الكلمة ،بل إننا في الواقع نكتشف شيئًا موجودًا بصورة ضمنية أو كامنة فيما هو حولنا(.تعليم التفكير)
وال شك أن المهارة في االستدالل االستنباطي تجعل قدرتنا على اتخاذ القرارات أفضل ،كما تجعل تفكيرنا أكثر
فاعلية في حل المشكالت التي تواجهنا في حياتنا اليومية وفي تعلمنا وتعليمنا لعلوم الرياضيات بصورة خاصة
والعلوم الطبيعية واإلنسانية بصورة عامة ،وذلك عن طريق التعرف على قواعد وإ جراءات االستدالل
االستنباطي من جهة ،والعمل على تجنب الوقوع في األخطاء من جهة أخرى ،وبغض النظر عن نوع االستدالل
االستنباطي وشكله ،فإنه في حقيقة األمر يتكون من جزئين رئيسين ،هما:
أ .األدلة أو المعلومات التي تقدم إلثبات األمر أو القضية موضع االهتمام ،وتسمى " مقدمات " أو
" دليل "(.تعليم التفكير)
ب .النتيجة التي يتم التوصل إليها بمعالجة األدلة والمعلومات المعطاة ،وتسمى " مدلوًال عليه "(.تعليم التفكير)
أما من حيث صياغة المقدمات والنتيجة في االستدالل االستنباطي ،فإنها تأتي عادة على شكل جمل خبرية تحمل
معلومات يمكن وصفها بالصدق أو الكذب حسب مطابقتها للواقع ،وتسمى كل منها " قضية " .والقضية في
سياق علم المنطق بعامة واالستدالل االستنباطي بخاصة ،عبارة عن جملة خبرية تتضمن إثبات شيء لشيء
آخر أو نفيه عنه(.تعليم التفكير)
وتتكون القضية من مبتدأ يسمى بلغة العلماء " موضوعًا " ،وخبر يسمى " محموًال " ،أو كما يقال في البالغة
من " مسند " و " مسند إليه " .إن جملة " اإلنسان حيوان ناطق " قضية موضوعها " اإلنسان " ( المبتدأ )،
ومحمولها " حيوان ناطق " ( الخبر ) ،وقد تضمنت إثبات صفة الحيوان الناطق لإلنسان(.تعليم التفكير)
وقد يكون االستدالل االستنباطي مباشرًا ،عندما يتكون من " مقدمة " واحدة " ونتيجة " ،مثل:
إذا كان كل السعوديين عربًا؛ مقدمة /دليل
فإن بعض العرب سعوديون. نتيجة /مدلول عليه
وقد يكون االستدالل االستنباطي غير مباشر ،عندما يتكون من " مقدمتين " أو أكثر و " نتيجة " ،مثل:
إذا كانت زاوية "أ" تساوي زاوية "ب"؛ مقدمة أولى /دليل أول
72
وكانت زاوية "ب" تساوي زاوية "ج"؛ مقدمة ثانية /دليل ثان
فإن زاوية "أ" تساوي زاوية "ج". نتيجة /مدلول عليه
وفي بعض الحاالت تتضمن المقدمة األولى جملتين خبريتين ترتبطان معًا بصيغة شرطية ،ويطلق على هذه
المقدمة وصف " المقدمة الكبرى " كما يطلق على المقدمة الثانية التي تتبعها " المقدمة الصغرى " ،مثل:
الطلبة يدعون إلى مكتب المدير فقط عندما يتغيبون عن المدرسة؛ المقدمة الكبرى /القضية األولى
خليل طالب تم استدعاؤه إلى مكتب المدير؛ المقدمة الصغرى /القضية الثانية
إذًا ،خليل تغيب عن المدرسة. النتيجة /القضية الثالثة
وكما نالحظ فإن المقدمة األولى أو الكبرى تتكون من جملتين خبريتين هما:
" يدعى الطلبة إلى مكتب المدير " و " يتغيبون عن المدرسة " ،أما الصيغة الشرطية الضمنية التي تربط بينهما
فمفادها على النحو اآلتي " :إذا تغيب الطلبة عن المدرسة ،فإنهم يدعون لمراجعة مكتب المدير "(.تعليم
التفكير)
ونظرًا ألن صحة االستدالل االستنباطي من الناحية المنطقية تتوقف على بناء قضاياه وترتيب مكوناتها على
صورة محددة ،فإننا سوف نناقش ذلك من خالل تحليلنا لمكونات االستدالل االستنباطي المذكورة آنفًا ،وفصلها
كما يظهر في الجدول اآلتي:
المحمول الموضوع القضية
عندما يتغيبون عن المدرسة الطلبة يدعون إلى مكتب المدير المقدمة الكبرى /القضية األولى
طالب استدعي إلى مكتب المدير خليل المقدمة الصغرى /القضية
الثانية
تغيب عن المدرسة خليل النتيجة /القضية الثالثة
يالحظ من تحليل القضايا الثالثة التي تكون منها االستدالل االستنباطي أن المقدمة الكبرى تضمنت قاعدة عامة
أو حكمًا عامًا مفاده أن " كل من يتغيب عن المدرسة البد أن يدعى لمراجعة مكتب المدير " ،وتضمنت المقدمة
الصغرى معلومة واحدة تتعلق بطالب اسمه " خليل " ،والمعلومة منسجمة في مضمونها مع مضمون الشق
األول من المقدمة الكبرى ومؤيدة له .وإ ذا ربطنا المعلومة الخاصة بـ " خليل " التي حوتها المقدمة الصغرى مع
القاعدة العامة التي تقررها المقدمة الكبرى ،فإنه يتحتم علينا أن نصل إلى النتيجة بأن " خليًال قد تغيب عن
المدرسة " .والشك أن هذه النتيجة صحيحة على افتراض أن مضمون المقدمتين صحيح(.تعليم التفكير)
وعلى العموم ليست هناك حاجة إلثبات صحة المعلومات التي تضمنتها المقدمتان ،ويكتفى بالتعامل معها على
افتراض أنها صحيحة ،ألن الهدف من االستدالل االستنباطي يتركز على فحص ما إذا كانت إحدى الحاالت
الخاصة منسجمة مع القاعدة العامة أو داخلة في إطار التعميم الوارد في المقدمة الكبرى ،أو ما تمهد له
المقدمتان األولى والثانية(.تعليم التفكير)
ولهذا يقال أن االستدالل االستنباطي يبدأ بالعام ثم ينتقل إلى الخاص وذلك على خالف االستدالل االستقرائي
الذي يبدأ بالخاص ثم ينتقل إلى العام .وإ ذا رجعنا إلى تحليل مكونات االستدالل االستنباطي ،لوجدنا أنها مرتبة
بطريقة معينة يتكرر فيها كل حد ( من حيث المضمون ) مرتين في موقعين مختلفين على النحو اآلتي:
موضوع القضية رقم ( )1يتطابق مع محمول رقم ()2؛
موضوع القضية رقم ( )2يتطابق مع موضوع القضية رقم ( / )3النتيجة؛
73
محمول القضية رقم ( )1يتطابق مع محمول القضية رقم ( / )3النتيجة؛
وسوف تتضح أهمية هذا الترتيب وعدد تكرارات الحدود الواردة في قضايا االستدالل االستنباطي الحقًا عندما
نتحدث عن األخطاء الشائعة التي تقع في عملية االستدالل االستنباطي ،ولكن أن ال يغيب عن الذهن أن عملية
االستدالل االستنباطي قد تكون بسيطة كما قد يكون الماء قريبًا من سطح األرض ،وقد تكون معقدة وغير
مباشرة تحتاج إلى إعمال فكر ومعاناة تمامًا كما قد يكون التحدي كبيرًا في استخراج النفط عندما يكون
محصورًا في باطن أألرض بعيدًا عن المسار العمودي التجاه الحفر(.تعليم التفكير)
ثانيًا :أنواع االستدالل االستنباطي (Forms of Deductive Reasoning:/297تعليم التفكير)
ينقسم االستدالل االستنباطي من حيث الشكل إلى نوعين رئيسين ،هما:
أ .االستدالل الشرطي أو االفتراضي (Conditional or Hypothetical Reasoning :/297تعليم
التفكير)
تتكون الحجة الشرطية أو االفتراضية من مقدمة كبرى مصاغة بشكل افتراضي ،ومقدمة صغرى هي قضية
حملية ،ونتيجة يستدل عليها من المقدمتين .أما المقدمة الكبرى فهي قضية شرطية ،تتكون من شرطين
يرتبطان بصيغة شرطية ،مثل:
إذا درست ،فإنك سوف تنجح.
إما أنك طالب في كلية مجتمع ،أو طالب في الجامعة.
وتسمى القضية في المثال األزل قضية شرطية متصلة ،وتصاغ على شكل " إذا ....فإن " ....أو ما في هذا
المعنى .ولتوضيح مكونات االستدالل االستنباطي الشرطي أو االفتراضي ،نورد المثال اآلتي:
إذا درست ،فإنك سوف تنجح؛ مقدمة كبرى
أنت درست؛ مقدمة صغرى
إذًا ،أنت سوف تنجح. نتيجة
تتضمن المقدمة الكبرى في المثال أعاله شقين يسمى األول منهما في النحو " فعل الشرط " ( درست ) وفي
علم المنطق " المقدم " ،ويسمى الثاني في النحو " جواب الشرط " ( تنجح ) وفي علم المنطق " التالي "،
ويرتبطان بصيغة شرطية مكونة من " إذا ....فإن (." ....تعليم التفكير)
ومن الواضح أن حدوث " تالي " الجملة الشرطية أو جواب الشرط وهو " النجاح " متوقف على حدوث " المقدم
" من المقدمة الكبرى .ويترتب على الربط بين المعلومات المتضمنة في المقدمتين الوصول بالضرورة إلى
االستنتاج بأن المخاطب سوف " ينجح " .والشك أن هذا االستنتاج البد أن يكون صحيحًا إذا افترضنا صدق
المعلومات الواردة في المقدمتين(.تعليم التفكير)
وإ ذا تفحصنا العالقة بين المقدمة الصغرى والمقدمة الكبرى في مثل هذا االستدالل الشرطي ،لوجدنا أن المقدمة
الصغرى ترد على أربعة صور تؤدي في كل منها دورًا مختلفًا يتوقف عليه الحكم بصحة االستدالل االستنباطي
أو عدم صحته(.تعليم التفكير)
وبيان ذلك على النحو اآلتي:
.1إثبات " مقدم " القضية الشرطية أو المقدمة الكبرى (Affirming the Antecedent:/298تعليم التفكير)
في هذه الحالة يكون االستدالل االستنباطي صحيحًا ،Validألنه من غير الممكن أن تكون المقدمات صادقة
Trueوتؤدي إلى نتيجة كاذبة ،نحو:
74
إذا كانت تمطر ( مقدم ) ،يكون في الجو غيوم ( تالي ). مقدمة كبرى
إنها تمطر اآلن. مقدمة صغرى
إذا ،يوجد في الجو غيوم. نتيجة
واضح أن المقدمة الصغرى تقرر أن " المقدم " أو فعل الشرط الذي ورد في المقدمة الكبرى حقيقة واقعة اآلن.
وفي ضوء مترتب حدوث الشرط ( هطول المطر ) فإن االستنتاج الوحيد هو أن " الجو يوجد فيه غيوم "(.تعليم
التفكير)
.2نفي " مقدم " القضية الشرطية أو المقدمة الكبرى (Denying the Antecedent:/299تعليم التفكير)
وفي هذه الحالة يكون االستدالل االستنباطي غير صحيح Invalidويؤدي إلى نتيجة كاذبة ،Falseنحو:
إذا كانت تمطر ( مقدم ) ،يكون في الجو غيوم ( تالي ). مقدمة كبرى
إنها ال تمطر اآلن. مقدمة صغرى
إذًا ،ال يوجد في الجو غيوم. نتيجة
من الواضح أن المقدمة الصغرى تفيد بأن الشرط الوارد في " مقدم " القضية الشرطية أو المقدمة الكبرى غير
متحقق ،وأن " التالي " المقدمة الكبرى ال يحصر وجود الغيوم بحدوث المطر فقط .وعليه ،فإن نتيجة االستدالل
ال تترتب بالضرورة على المعلومات الواردة في المقدمتين ،ولذلك فهي نتيجة كاذبة في السياق(.تعليم التفكير)
.3تأكيد " تالي " القضية الشرطية أو المقدمة الكبرى Affirming the Consequent of the Major
(Premis:/ 199تعليم التفكير)
وفي هذه الحالة يكون االستدالل االستنباطي غير صحيح ،In-validنحو:
لو أخذ المريض الدواء ( المقدم ) ،لكان قد شفي من مرضه ( تالي ). مقدمة كبرى
المريض شفي من مرضه. مقدمة صغرى
إذًا ،فقد أخذ المريض الدواء. نتيجة
من الواضح أن المقدمة الصغرى تؤكد مضمون " تالي " المقدمة الكبرى وهو حدوث الشفاء ،ولكن الشق األول
من المقدمة الكبرى أو " مقدمتها " ال يقرر أن تناول الدواء هو الشرط الوحيد لحدوث الشفاء من المرض،
وبالتالي فإن االستنتاج بأن " المريض قد أخذ الدواء " ال يترتب على المقدمات بالضرورة ،إذ هو أمر يدخل في
باب االحتماالت ،ومن ثم فهو استنتاج كاذب(.تعليم التفكير)
.4نفي " تالي " القضية الشرطية أو المقدمة الكبرى Conseqeut of the Major Premise Deny-
(ing:/300تعليم التفكير)
وفي هذه الحالة يكون االستدالل االستنباطي صحيحًا ،Validنحو:
إذا كان الشخص مجدًا ( المقدم ) ،فسوف لن يفشل ( تالي ). مقدمة كبرى
سعيد فشل. مقدمة صغرى
إذًا ،سعيد لم يكن مجدًا. نتيجة
يالحظ أن المقدمة هنا تنفي " تالي " المقدمة الكبرى الذي هو في صورة النفي أصًال ،وكأنها بذلك تقرر عدم
صحة " التالي " أو جواب الشرط .وببساطة ،فإن التناقض بين المقدمة الصغرى و " تالي " المقدمة الكبرى
يعني عدم صدق " التالي " ومن ثم عدم صدق " المقدم " .وعليه ،فإن نتيجة االستدالل صحيحة(.تعليم التفكير)
وهكذا نستخلص أن االستدالل االستنباطي الشرطي أو االفتراضي يكون صحيحًا في حالتين فقط:
75
أ .إذا كانت المقدمة الصغرى مؤكدة للشرط الوارد في " مقدم " القضية الشرطية أو المقدمة الكبرى ،وكانت
النتيجة مؤكدة لـ " تالي " القضية الشرطية أو المقدمة الكبرى(.تعليم التفكير)
ب .إذا كانت المقدمة الصغرى نافية لـ " تالي " المقدمة الكبرى ،وكانت النتيجة نافية لـ " مقدمها "(.تعليم
التفكير)
ب .االستدالل الحملي (Categorical Reasoing:/300تعليم التفكير)
يتكون االستدالل االستنباطي الحملي من مقدمتين ( صغرى وكبرى ) ونتيجة ،وذلك على شكل جمل خبرية
تتألف من مبتدأ يسمى " الموضوع " أو " الحامل " وخبر يسمى " المحمول " .وتتضمن القضية الحملية حكمًا
واضحًا إما إلثبات صفة أو معلومة للمخبر عنه ( المبتدأ أو حامل الصفة ) كقولنا " الحليب غذاء مفيد " ،وإ ما
لنفي الصفة أو المعلومة عنه كقولنا " :الحليب غذاء ليس كافيًا "(.تعليم التفكير)
وتنقسم القضايا الحملية من حيث طبيعة العالقة بين " الموضوع " أو " الحامل " وبين " الخبر " أو " المحمول
" .إلى أربعة أنواع ،هي:
.1قضايا تكون العالقة فيها بين " الموضوع " و " المحمول " إيجابية عامة ،وتسمى قضايا كلية موجبة
( ك.م ،) .نحو:
جميع المعلمين موظفون.
من الواضح هنا أن الحكم الذي تتضمنه القضية هو إثبات صفة الموظف لجميع المعلمين(.تعليم التفكير)
.2قضايا تكون العالقة فيها بين " الموضوع و " المحمول " إيجابية أو جزئية ،وتسمى قضايا جزئية موجبة (
ج.م ،) .نحو:
بعض الموظفين معلمون.
يالحظ هنا أن الحكم الذي تتضمنه القضية – وهو صفة المعلم – مقصور على فئة من الموظفين(.تعليم التفكير)
.3قضايا تكون العالقة فيها بين " الموضوع " و " المحمول " سلبية عامة ،وتسمى قضايا كلية سالبة
( ك.س ،) .نحو:
كل الموظفين ليسوا معلمين.
يالحظ هنا أن الحكم الذي تتضمنه القضية هو نفي المعلم عن كل الموظفين(.تعليم التفكير)
.4قضايا تكون العالقة بين " الموضوع " و " المحمول " سلبية خاصة أو جزئية سالبة ( ج.س ،) .نحو:
بعض الموظفين ليسوا معلمين.
يالحظ هنا أن الحكم الذي تتضمنته القضية هو نفي المعلم عن بعض الموظفين(.تعليم التفكير)
ثالثًا :صحة االستدالل االستنباطي (Validity of Deducitve Reasoning:/304تعليم التفكير)
ذكرنا أن االستدالل االستنباطي يتكون من مقدمة أو أكثر ونتيجة ،وهي في واقع األمر جمل خبرية تحتمل
الصدق أو الكذب حسب مطابقتها للواقع أو مخالفتها له .أما االستدالل االستنباطي فال يوصف بالصدق أو
الكذب ولكنه يوصف بالصحة أو عدم الصحة ،فيقال أن االستدالل االستنباطي صحيح إذا تحقق فيه لزوم
النتيجة عن المقدمات بغض النظر عن صدق المضمون قضاياه أو كذبها .ولذلك قد يكون االستدالل صحيحًا
بينما تكون قضاياه كاذبة ،وقد يكون االستدالل صحيحًا وقضاياه صادقة كذلك .وصحة االستدالل في الحالتين
متوقفة على الصورة أو الشكل الذي رتبت بموجبه قضاياه(.تعليم التفكير)
76
وتجدر اإلشارة في هذا الصدد إلى أن الخلط بين صحة االستدالل من جهة ،وصدق مادة القضايا التي يتكون
منها من جهة أخرى ،يعد من أبرز األخطاء الشائعة في عملية االستدالل االستنباطي ،ذلك أن المنطق معني
بالدرجة األولى بصحة االستدالل من الناحية الصورية ،وما إذا كانت النتيجة الزمة من مقدماتها .ولتوضيح
الفرق بين صحة االستدالل وصدق مادته نورد األمثلة اآلتية:
أ .استدالل صحيح وقضاياه صادقة بمطابقتها للواقع:
إذا نزل المطر ،تبتل مالبسك.
مالبسك لم تبتل.
إذًا ،لم ينزل المطر.
( النتيجة الزمة من المقدمات )
ب .استدالل غير صحيح وقضاياه صادقة:
إذا ساعدت طفلك على التجشؤ بعد الرضاعة ،سوف ينام بهدوء.
طفلك ينام اآلن بهدوء.
إذًا ،البد أنك ساعدته على التجشؤ بعد الرضاعة.
( النتيجة غير الزمة بالضرورة من المقدمات التي تكون صادقة ومطابقة للواقع )
ج .استدالل غير صحيح وقضاياه كاذبة لعدم مطابقتها للواقع:
إذا درست ،سوف لن تنجح.
أنت لم تدرس.
إذًا ،أنت سوف تنجح.
( النتيجة غير الزمة من المقدمات بالضرورة والمقدمة الكبرى كاذبة )
ومن جهة أخرى ينبغي التأكيد على أن النتيجة التي يتم التوصل إليها في عملية االستدالل االستنباطي البد أن
تكون متضمنة في المقدمات ،وال يصح بأي حال أن تتجاوز حدود المعلومات الواردة فيها ،وقد تكون مادة
المقدمات صادقة ولكن النتيجة كاذبة ،وبالتالي فإن االستدالل يكون غير صحيح .ولذلك ينبغي إمعان النظر في
محتوى المقدمات وطريقة صياغتها وترتيبها حتى يمكن التحقق من صحة االستدالل وصدق النتيجة .ولمزيد
من اإليضاح حول أهمية االنسجام بين المقدمات ،والنتيجة ،نورد المثال اآلتي:
إذا تسبب شخص بحادث سيارة أثناء مخالفة قوانين السير أو المرور ،فإنه يتحمل مقدمة كبرى
مسؤولية الحادث من الناحية القانونية.
أنت كنت مخالفًا للقانون بتجاوزك السرعة المحددة عندما وقع الحادث معك. مقدمة صغرى
إذًا ،فأنت تتحمل المسؤولية قانونيًا وأخالقيًا. نتيجة
إن النتيجة التي تم التوصل إليها غير صادقة ،ألنها تجاوزت حدود المقدمات أو المعطيات المتوافرة بإضافتها
كلمة " وأخالقيًا " .ولما كانت المقدمات ال تسوغ هذه اإلضافة وبالتالي لم تعد النتيجة تمثل استنباطًا صادقًا من
مقدمتها ،فإن االستدالل في هذه القضية غير صحيح ،كما أن القضية ال تخضع لقواعد االستدالل االستنباطي.
(تعليم التفكير)
رابعًا :أخطاء االستدالل االستنباطي(306/:تعليم التفكير)
أخطاء في الشكل(306/:تعليم التفكير) أ.
77
إن الكثير من األخطاء التي تقع في معالجة االستدالل االستنباطي الشرطي مردها االلتباس في تفسير الصيغة
الشرطية التي تجمع شقي المقدمة الكبرى .وذلك أن المقدمة الكبرى تشير إلى عالقة شرطية بين " مقدمتها "
و " تاليها " ،وال تحمل أي داللة مطلقة على صدق العالقة أو عدم صدقها ،وبالتالي ال يجوز تفسير العالقة بين
الشقين على أساس جواز وضع أحدهما مكان اآلخر .وقد أطلق الباحث ماير ( ) Mayer, 1992على هذا
النوع من األخطاء " العالقة الشرطية الثنائية " ،Biconditional Relationوتعني التسوية بين شقي
المقدمة الكبرى بإبدال أحدهما مكان اآلخر ،نحو:
إذا حدث كسوف للشمس ،سوف تكون الشوارع مظلمة.
سوف تكون الشوارع مظلمة ،إذا حدث كسوف للشمس.
وإليضاح أثر الخطأ في تفسير العالقة الشرطية على صحة االستدالل ،نورد المثال اآلتي:
سوف تكون الشوارع مظلمة ( مقدمة ) إذا حدث كسوف للشمس ( تالي ) مقدمة كبرى
الشمس في حالة كسوف. مقدمة صغرى
إذًا ،الشوارع مظلمة. نتيجة
نالحظ أن المقدمة الصغرى تؤكد " تالي " المقدمة الكبرى أو شقها الثاني .وقد سبقت اإلشارة إلى أن االستدالل
االستنباطي في هذه الحالة غير صحيح ،ألن النتيجة ال تلزم بالضرورة من المقدمات ،وذلك نظرًا ألن الشق
األول من المقدمة الكبرى ال يحصر " وقوع الظلمة " في " حالة الكسوف " فقط .ومعنى ذلك أن الشوارع قد
تكون مظلمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي ليًال ،وقد تكون مظلمة في حالة وجود ضباب أو غيوم كثيفة في
ساعات الصباح الباكر أو في أيام الشتاء(.تعليم التفكير)
أخطاء في المحتوى(307/:تعليم التفكير) ب.
إن من أخطاء االستدالل االستنباطي الشرطي ما يعود إلى محتوى قضاياه ،وخاصة في حالة عدم وضوح
العالقة بين المقدمة الصغرى وبين أحد شقي المقدمة الكبرى بصورة قاطعة ،وذلك نحو:
إذا أمطرت ( مقدم ) سوف تؤجل المباراة ( تالي ) مقدمة كبرى
مكتب األرصاد يتنبأ بالمطر. مقدمة صغرى
إذًا ،سوف تؤجل المباراة. نتيجة
إن النتيجة في هذه الحالة ال تلزم بالضرورة من المقدمات ،وذلك أن المقدمة الصغرى تبدو مؤكدة لـ " مقدم "
المقدمة الكبرى ،لكن على سبيل االحتمال ال الجزم(.تعليم التفكير)
ومن غير الممكن في ظل عالقة غامضة كهذه الوصول إلى نتيجة صادقة(.تعليم التفكير)
االستدالل االستقرائي (Inductive Reasoning:/207تعليم التفكير)
أوًال :تعريفه وأنواعه(207/:تعليم التفكير)
االستقراء لغة معناه تتبع الجزئيات من أجل الوصول إلى نتيجة كلية .أما االستقراء من الناحية االصطالحية
فهو عبارة عن عملية استدالل عقلي تنطلق من فرضية أو مقولة أو مالحظة ،وتتضمن إما القيام بإجراءات
مناسبة لفحص الفرضية /ن أجل نفيها أو إثباتها ،وإ ما التوصل إلى نتيجة أو تعميم باالستناد إلى المالحظة أو
المعطيات المتوافرة ،ولكن مع أن عملية االستدالل االستقرائي في هذه الحالة تتجاوز حدود المعلومات أو
المعطيات المتوافرة(.تعليم التفكير)
78
فلو تصادف أن رأيت حافلة صغيرة تتوقف اللتقاط الركاب دون إعطاء إشارة التوقف في أحد األيام ،واختزنت
المالحظة في الذاكرة ثم تكرر الموقف أمامك مرتين أو ثالث مرات بعد ذلك مع حافالت من نفس النوع،
واستخدمت هذه المشاهدات خالل مناقشة مع صديق لك حول ارتفاع عدد حوادث السير في إصدار تعميم
بالقول " :إن جميع سائقي الحافالت الصغيرة يتوقفون وينطلقون دون استخدام اإلشارات أو األضوية الخلفية
أو الجانبية ( الغمازات ) لتحذير السيارات التي تسير خلفهم على الطريق " ،فإنك حقيقة تقوم بعملية استدالل
استقرائي ،ألنك عممت حكمًا على جميع سائقي الحافالت الصغيرة اعتمادًا على عدد محدود من المشاهدات.
ومن غير الممكن في طبيعة الحال ضمان صحة هذه النتيجة ،وفي أحسن األحوال قد تكون هذه النتيجة أكثر
احتماًال إذا تجمع عدد أكبر من المشاهدات التي تدعمها .ولو قال باحث " :إن استخدام الحاسوب في تعليم
الحساب لطلبة المرحلة االبتدائية يحسن من كفاءتهم في معالجة المسائل الحسابية ،مقارنة باستخدام الطريقة
التقليدية في تعليم الحساب " ،ثم قام بإجراء دراسة تجريبية حسب األسس العلمية وتوصل إلى نتيجة تؤيد
صحة فرضيته ،فإن ثقته بفرضيته تزداد ،ولكنه ال يستطيع بأي حال أن يبرهن على صحة التعميم الذي تضمنته
الفرضية ألسباب كثيرة ليس بإمكان الباحث أن يتغلب عليها مهما فعل .وقد يتوصل باحث آخر إلى نتيجة
مشابهة في مكان آخر دون أن يغير من حقيقة المشكلة المتأصلة في كل استدالل استقرائي ،والتي تتلخص في
أن الوصول إلى درجة اليقين التام أو الصحة المطلقة في االستدالل االستقرائي أمر غير ممكن ،إال إذا تم فحص
جميع الحاالت أو األفراد المعنيين .ولهذا تقبل نتيجة االستقراء على وجه االحتمال ،وتظل صحتها رهنًا بما
تكشفه الخبرات المستقبلية(.تعليم التفكير)
ويقسم الباحثون االستدالل االستقرائي من حيث طريقة الوصول إلى النتيجة إلى نوعين:
أ .استقراء تام(308/:تعليم التفكير)
وفيه يتم التوصل إلى النتيجة بعد دراسة جميع حاالت الموضوع أو الظاهرة المعنية ،وبطبيعة الحال تشمل
الدراسة جميع الحاالت أو المفردات المعروفة للموضوع أو الظاهرة(.تعليم التفكير)
فعندما نقول بأن االستقراء الذي أوصلنا إلى استنتاج يفيد بـ " موصلية جميع المعادن " هو استقراء تام ،فإننا ال
نعني أبدًا استحالة اكتشاف معدن غير موصل للحرارة في المستقبل(.تعليم التفكير)
ب .استقراء ناقص(309/:تعليم التفكير)
وفيه يتم التوصل إلى نتيجة بعد دراسة عينة من الحاالت أو المفردات المتعلقة بموضوع أو ظاهرة ما .وهذا
النوع من االستقراء هو األكثر انتشارًا في مجال البحوث العلمية سواء في العلوم الطبيعية أو العلوم اإلنسانية.
وكلما كان عدد الحاالت أو أفراد العينة المدروسة أكثر ،كانت نتيجة االستقراء أكثر دقة في التعبير عن الواقع.
(تعليم التفكير)
وبالرغم من األهمية البالغة لمهارة االستقراء في اكتساب المعرفة وتطويرها في مختلف العلوم ،إال أن الطلبة
قد ينهون الدراسة الثانوية دون أن تتاح لهم فرصة ممارسة عملية االستدالل االستقرائي في إطار خطة هادفة
موجهة .وقد ينهي بعض الطلبة جميع المراحل الدراسية من المرحلة األساسية أو االبتدائية وحتى الجامعية
دون أن يتعرضوا لخبرة تربوية مباشرة في مجالي االستدالل االستقرائي واالستنباطي ،وإ ذا حدث شيء ذو
عالقة باالستدالل ،فال يعدو غالبًا أن يكون إجراء عشوائيًا ال يستند إلى خطة مدروسة .بل يمكن القول أن عددًا
ال بأس به من خريجي المدارس الثانوية ينهون الدراسة وليس في قاموسهم اللغوي كلمات االستقراء
واالستنباط واالستدالل(.تعليم التفكير)
79
إن الطلبة يتعلمون أن المعادن موصلة للحرارة ،ولكنهم ال يعرفون أن هذه النتيجة تم التوصل إليها عن طريق
االستدالل االستقرائي بعد مالحظة حدوث هذه الظاهرة في عدد من الحاالت؛ فالنحاس موصل للحرارة ،والحديد
موصل للحرارة ،واأللمنيوم موصل للحرارة ،وعليه فالمعادن جميعها موصلة للحرارة .وبالمثل يمكن القول أن
كل غراب تمت مشاهدته كان أسودًا ،وباستخدام االستدالل االستقرائي قيل أن " :جميع الغربان سوداء " .ومع
أن الخبرة السابقة تجعل من غير المحتمل أن نرى غرابًا أبيض اللون ،إال أن هذا االستدالل ال يعني استحالة
وجود غراب أبيض(.تعليم التفكير)
ثانيًا :أخطاء االستدالل االستقرائي(309/:تعليم التفكير)
ذكرنا أن األخطاء التي تقع في االستدالل االستنباطي قد تكون صورية مرتبطة بصياغة وترتيب مكونات قضايا
االستدالل ( المقدمات والنتيجة ) ،وقد تكون غير صورية مرتبطة بمحتوى أو مادة قضايا االستدالل من حيث
صدقها أو كذبها .أما أخطاء االستدالل االستقرائي ،فإنها تنحصر في النواحي غير الصورية المرتبطة بمادة
االستدالل وإ جراءات العمل التي تستخدم في الوصول إلى التعميم أو الفرضية االستقرائية .ويصنف بعض
الباحثين أخطاء االستدالل االستقرائي في ثالث مجاالت رئيسة ،هي:
أ .أخطاء العينة(310/:تعليم التفكير)
إن أي استدالل استقرائي ناقص يتضمن وجود عينة من المشاهدات أو المعلومات حول ظاهرة أو موضوع ما،
وذلك من أجل التوصل إلى تعميم أو قاعدة تتجاوز حدود العينة .ونظرًا ألن صحة االستدالل االستقرائي ،بتعميم
ما ينطبق على عينة من المشاهدات ،تتوقف بدرجة كبيرة على طريقة اختيار العينة وطبيعتها ودرجة تمثيلها
للمجتمع األوسع ،فقد درس الباحثون هذا الموضوع بصورة مستفيضة ،وأبرزوا عددًا من األخطاء في اختيار
العينة ،من أهمها:
-1عدم كفاية المعلومات أو صغر حجم العينة التي تتخذ أساسًا للتعميم وذلك بسبب الكلفة العالية التي قد
تترتب على جمع المعلومات لعينة كبيرة وبخاصة في مجال دراسة الظواهر االجتماعية أو االقتصادية ،أو
نتيجة الرغبة في تجاهل بعض العوامل المؤثرة لكثرة المعلومات المطلوبة ففي دراسة الظواهر المعقدة،
أو غير ذلك من األسباب(.تعليم التفكير)
-2التحيز في استرجاع معلومات أو مشاهدات جاهزة من الذاكرة تتعلق بالموضوع أو الظاهرة مدار االهتمام
أو البحث .إن هذا النوع من األخطاء يحدث كثيرًا في المواقف االستقرائية أثناء المناقشات والتفاعالت
الحياتية اليومية التي تتطلب الحكم على تعميم مطروح ،أو التوصل إلى تعميم أو فرضية تفسر الظاهرة أو
الموضوع المطروح .وفي هذه الحاالت يلجأ الناس عادة إلى مخزونهم من المعلومات المتوافرة ذات
الصلة التي يسهل استرجاعها(.تعليم التفكير)
-3تحيز اإلثبات الذي يتجلى في ميل الشخص إلى اعتماد الدليل الذي يؤيد الفرضية التي وضعها أو تبناها
دون النظر أو االهتمام بأدلة تنفي أو تشكك في صحة هذه الفرضية أو التعميم الذي يراد الوصول إليه .وقد
وجد أن الناس غالبًا يميلون إلى االستدالل االستقرائي الذي يؤدي للوصول إلى قاعدة مقيدة أو تعميم
قاصر اعتمادًا على دليل غير شامل(.تعليم التفكير)
ب .التحيز في عدم استخدام كل المعلومات المرتبطة بالفرضية(310/:تعليم التفكير)
-1إهمال المعلومات السلبية يقصد بهذا النوع من التحيز تلك النزعة أو الميل إلى عدم أخذ الحاالت السلبية
إلثبات أو نفي فرضية معينة .ولنأخذ مثاًال على ذلك الفرضية اآلتية:
80
الطلبة الذين يحصلون على عالمات عالية في المواد الدراسية هم فقط أولئك الذين يتمتعون بدافعية قوية
للتعلم.
فإذا كنا مهتمين بفحص هذه الفرضية أو تقييم مدى صحتها ،يجب أن ال نكتفي بالحاالت التي تحقق مضمونها،
بل البد أن نحاول البحث عن حاالت سلبية ال ينطبق عليها التعميم الذي تتضمنه الفرضية .وإ ذا وجدنا عددًا من
الطلبة الذي لهم دافعية قوية للتعلم ولكن عالماتهم متدنية ،فعلينا أن نستخدم هذه المعلومات لتعديل الفرضية أو
رفضها(.تعليم التفكير)
-2تجاهل المعلومات اإلحصائية المجردة أشارت دراسات كثيرة إلى وجود ميل عام الستخدام درجة تمثيل أو
مشابهة العينة للفرضية في الحكم على الفرضية ،دونما أي اعتبار للمعلومات اإلحصائية المجردة التي قد
تشكل أساسًا موضوعيًا الحتمالية حدوث الظاهرة أو الفرضية .وفي إحدى هذه الدراسات أعطي عدد من
األفراد رسمًا تخطيطيًا لرجل يبدو مظهره أقرب إلى مفهومنا للمهندس ،ثم طلب من األفراد تقدير احتمالية
أن يكون الرسم لمحام أو لمهندس ،وأعطيت لهم معلومة مفادها أن االحتماالت في التجربة تتراوح بين
%70للمحامين و %30للمهندسين(.تعليم التفكير)
كانت النتيجة أن الغالية العظمى من األإلراد قدروا أن الرسم لـ " مهندس " استنادًا لمفهومهم الذاتي للمهندس،
ودون اعتبار للنسب االحتمالية التي أعطيت لهم Tversky & Kahneman, 1973> ,td
وفي دراسة أخرى وجد أن الميل للحكم على الفرضية استنادًا لدرجة تمثيل العينة لها ( وفق مفهومنا ) يؤدي
إلى عدم الحساسية للمعلومات اإلحصائية ،وال سيما ما يتعلق منها بحجم العينة ( & Tversky
(.) Kahneman, 1974تعليم التفكير)
يعد التمسك بفرضية لم تعد البيانات أو المشاهدات تدعمها من األخطاء العامة التي تقع في االستدالل
االستقرائي .وقد أشرنا في الفصل الثالث إلى أهمية صفة المرونة في التفكير واالستعداد للتخلي عن موقف
سابق أو تبني موقف جديد في ضوء ما يستجد من معلومات أو أدلة(.تعليم التفكير)
ج .أخطاء االستدالل الناجمة عن عوامل اجتماعية(312/:تعليم التفكير)
تلعب العالقات االجتماعية والدوافع الذاتية المرتبطة بها دورًا في ارتكاب األفراد ألخطاء في عملية االستدالل.
وقدم الباحثون نيكرسون وبيركنز وسمث ( ) Nickerson, Perkins, & Smith, 1985في معالجتهم
ألخطاء االستدالل شرحًا وافيًا لعاملين من العوامل االجتماعية اللذين قد يكونا وراء حدوث أخطاء فبي نتائج
االستدالل ،هما:
.1التحيز في تقييم الفرضيات الذاتية ويقصد بذلك عدم االحتكام للموضوعية في تقييم الفرضيات التي نضعها
أو نتبناها .وبالرغم من أن الموضوعية شرط أساسي للتفكير السليم ،إال أن نظرة الفرد التفضيلية آلرائه
ومعتقداته مقارنة بنظرته الدونية آلراء اآلخرين ومعتقداتهم تبدو أمرًا ال خالف عليه لدى معظم الناس.
وعندما يختلف اثنان في الرأي حول نفس الموضوع ،نجد أن كًال منهما يبادر إلى إظهار السلبيات ونقاط
الضعف في وجهة نظر اآلخر دون أن يكلف أي منهما نفسه بمراجعة وجهة نظره .وقد أظهر الباحثون
أربعة عناصر أساسية لنزعة التحيز مع الذات مجانبة الموضوعية في تقييم الفرضيات ،هي:
المبالغة في تقييم معارفنا في العديد من الموضوعات ،والتردد في االعتراف بجهلنا وال سيما في المجال
الذي نعتقد أننا نتقنه.
81
الحاجة للحفاظ على مستوى تقديرنا لذواتنا ،والخلط بين قوة الرأي من جهة وصحته أو صوابه من جهة
أخرى.
القصور في إدراك طبيعة عمليات التفكير التي تتم في عقولنا عندما نتوصل إلى فرضياتنا عن طريق
االستدالل االستنباطي أو االستقرائي ،أو عندما نتبنى فرضيات غيرنا .إننا نتمسك بفرضياتنا على أساس
قناعتنا بأننا توصلنا لها بطرق عقالنية ،بالرغم من حقيقة الجهل بتفصيالت ما حدث في بناء هذه
الفرضيات.
المحاباة في تقييم األدلة واستخدامها بمعايير مزدوجة ،والحفاظ على مصلحة مكتسبة .حيث وجد أن
الدليل الذي يؤيد فرضية مفضلة أو قرار فيه مصلحة ذاتية ،يعطي عادة أهمية أكبر من الدليل الذي ينفي
الفرضية أو يبرر رفض القرار.
.2تقييم األشخاص عوضًا عن تقييم الفرضيات يقصد بهذا العامل االنصراف عن تقييم الفرضيات على أساس
ما فيها من إيجابيات وسلبيات إلى تقييم األشخاص الذين يتبنون هذه الفرضيات عن طريق الطعن في
مصداقيتهم ،أو التشكيك في صحة مصادر المعلومات التي بنوا عليها فرضياتهم(.تعليم التفكير)
مقارنة بين االستدالل االستنباطي واالستدالل االستقرائي(313/:تعليم التفكير)
قد ال ينتبه معظم الناس أنهم يستخدمون كًال من االستدالل االستنباطي واالستدالل االستقرائي في كثير من
المواقف في حياتهم اليومية ،وال سيما تلك المواقف التي تتطلب اتخاذ قرارات ليست سهلة .كما أنهم قد
يتحولون في تفكيرهم من االستنباط إلى االستقراء دونما إدراك واضح للطبيعة الخاصة التي يتميز بها كل
منهما .وقد وجد الباحثون أن فهم الفروق بين االستنباط واالستقراء يعد من المتطلبات األساسية للتفكير
الفعال ،بمعنى اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب باستخدام المعلومات المتوافرة حول القضية موضع
االهتمام .وباإلضافة إلى ذلك ،فإن الكثير من األخطاء التي تقع عند القيام بعملية االستدالل يمكن تجنبها أو
تقليصها كلما كانت الفروق واضحة في الذهن لدى كل من يتصدى لممارسة االستدالل على أسس سليمة.
وفيما يأتي نورد قائمة بأهم الفروق التي يجب مراعاتها لتسهيل اختيار أسلوب االستدالل المناسب للموقف
االستنباطي أو االستقرائي:
الجدول رقم (10/314 – 3تعليم التفكير)
مقارنة بين االستدالل االستنباطي واالستدالل االستقرائي
االستدالل االستقرائي االستدالل االستنباطي
.1يتكون من مقدمة أو أكثر ونتيجة .1يتكون من مقدمة أو أكثر ونتيجة
.2غالبًا ما يكون االستدالل من الخاص إلى العام .2غالبًا ما يكون االستدالل من العام إلى الخاص
.3النتيجة تتجاوز حدود المقدمات أو األدلة .3النتيجة متضمنة في المقدمة أو المقدمات
.4إذا كانت المقدمات صادقة ،يصبح صدق النتيجة ومحكومة بها
أكثر احتماًال ،ولكنها غير مؤكدة. .4إذا كانت المقدمات صادقة ،يتحتم أن تكون
.5تقوم منهجية االستقراء على تجاوز المعلومات النتيجة صادقة ،ومؤكدة في حالة كون االستدالل
المتوافرة ،وتعميم حكم الخاص على الكل. صحيحًا
.6ال يمكن إثبات صحة النتيجة بصورة مطلقة. .5تقوم منهجية االستنباط على االلتزام بالمعلومات
.7تقع فيه مغالطات مادية فقط. وإ ثبات حكم العام للخاص
82
.8يكون غير مباشر دائمًا .6يمكن إثبات صحة النتيجة باستخدام قواعد محددة
للمنطق االستنباطي
.7تقع فيه مغالطات صورية ومادية
.8قد يكون مباشرًا أو غير مباشر
االستدالل التمثيلي(314/:تعليم التفكير)
أبرز عدد من الباحثين أهمية مهارة حل مشكالت االستدالل التمثيلي في تراكم المعرفة اإلنسانية واإلكتشافات
العلمية ،والحظوا أن عملية اكتشاف وجه الشبه الجوهري بين زوجين من المفاهيم قد يكونان متباعدين جدًا
هي السمة العامة المشتركة لدى األشخاص المبدعين ( .) Polya, 1973: Sternberg, 1977ومن األمثلة
على ذلك ما يقال حول اكتشاف أرخميدس لقانون اإلزاحة عندما واجه مشكلة تحديد ما إذا كان تاج الملك
مصنوعًا من الذهب الخالص أو مخلوطًا بالفضة ،وقد كان عليه أن يعرف حجم التاج حتى يحل المشكلة،
وأمضى وقتًا طويًال يفكر في األمر دون أن يجد حًال ،ألن شكل التاج لم يكن منتظمًا ،وبالتالي لم يتمكن من
قياس أبعاده .وقد حدث أن الحظ مرة وهو ينزل في مغطس الحمام أن الماء يرتفع كلما نزل في المغطس،
فخطرت له فكرة اإلزاحة التي يمكن عن طريقها إيجاد حجم الماء المزاح ،وبالتالي يسهل معرفة حجم الجسم
بغض النظر عن شكله وأبعاده .وقد ربط بين تلك الخبرة وبين المشكلة القائمة في ذهنه حول حجم التاج،
وتمكن من الوصول إلى الحل عن طريق إدراكه لوجه الشبه بين انغماس جسمه في الماء وبين انغماس التاج
وإ زاحة الماء وعالقة الماء المزاح بالحجم(.تعليم التفكير)
إن االستدالل التمثيلي ينطوي على شيئين ليس من السهل اكتشافهما دائمًا ،ومتى يميز العالم أو الفنان أنه قد
يتناول خبرتين أو حقيقتين منفصلتين ومتباعدتين ،ويكتشف بينهما شبهًا لم يالحظه غيره من قبل ،ثم يبدع
بالتوصل إلى مفهوم جديد أو حل أصيل لمشكلة قائمة .وقد أطلق الباحث جوردن Gordonمصطلح " تأليف
األشتات " Synecticeعلى عملية الربط بين عناصر مختلفة تبدو متباعدة كثيرًا ،وقد تخفي أوجه الشبه أو
االختالف الظاهرة بين هذه العناصر العالقة األعمق التي ربما يغفل عنها معظمنا(.تعليم التفكير)
ومما يجدر ذكره أن النتائج التي يتم التوصل ‘إليها عن طريق االستدالل التمثيلي تكون في الغالب نتائج
احتمالية بدرجة عالية ،أو كما يصطلح لماء المنطق تكون نتائج ظنية راجحة ،بمعنى أنها ليست في مستوى
اليقين الذي ال مجال للشك فيه أبدًا(.تعليم التفكير)
ومثال ذلك أن الخروج من مكان دافئ إلى مكان بارد قد يترتب عليه إصابة شخص أو أكثر بالرشح أو
األنفلونزا ،دون أن يعني ذلك أن كل شخص يخرج من مكان دافئ ويتعرض للهواء البارد البد أن يصاب
بالرشح واألنفلونزا(.تعليم التفكير)
83