You are on page 1of 10

‫األدلة الشرعية للوقاية من كوفيد ‪19‬‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫‪ -1‬ما نظرة اإلسالم إىل األوبئة؟‬
‫اجلواب‪:‬ينظر اإلسالم إىل األوبئة على أهنا من قدر هللا تعاىل ‪ ،‬ومن األدلة القاطعة‬
‫ادلشاىدة على قدرة هللا تعاىل يف ىالك من يريد ىالكو أبضعف جنوده ﴿ َو َما َيعۡ لَ ُم ُجنُىدَ َز ِتّكَ ِإ اَّل‬
‫ُه َۚ َى َو َما ه َِي ِإ اَّل ذ ِۡك َس ٰى ِل ۡل َثش َِس ‪[﴾٣١‬ادلدَّثر‪ ،]31:‬وال شك أن ىذه األوبئة عذاب‪ ،‬ولكن من سنن‬
‫هللا تعاىل أن العذاب إذا نزل قد يعم غَت الظلمة فقال تعاىل‪َ ﴿ :‬و ٱ ا ُىوْ ِ ۡ نَ ٗة اَّل ٱ ُ ِ‬
‫صيثَ اه لارِيهَ َ‬
‫ظلَ ُمىوْ‬
‫ُ ٓ ۖٗ‬
‫ب ‪[﴾٢٥‬األنفال‪ ،]25:‬كما أن من سنن هللا تعاىل أن‬ ‫شدِيدُ ۡل ِع َا ِ‬‫ص ٗة َو ۡعلَ ُم ٓىوْ أ َ ان اَّللَ َ‬
‫ِمنك ۡم َخا ا‬
‫األوبئة إذا انتشرت ال تفرق بُت ظامل وكافر ومؤمن ‪ ،‬يصيب هبا من يشاء من ادلسلمُت ومن‬
‫غَتىم‪ ،‬ويؤدب هبا من يشاء‪ ،‬ولكن ادلؤمن ادلصاب هبا والصابر عليها لو أجر الشهيد‪ ،‬فقد‬
‫ِ‬ ‫سول َِّ‬
‫اَّلل ﷺ َع ِن الطّاعُون‪ْ ،‬‬
‫فأخبَـَرىا‬ ‫ت َر َ‬ ‫روى البخاري يف صحيحو‪ ،‬أن عائشة ـ ـ اهنع هللا يضر ـ َسأَلَ ْ‬
‫فليس ِمن‬ ‫ِ ِِ‬ ‫نَِِب َِّ‬
‫ُت‪َ ،‬‬ ‫اَّللُ َر ْْحَةً ل ْل ُم ْؤمن َ‬
‫اَّللُ على َمن يَشاءُ‪ ،‬فَ َج َعلَوُ َّ‬ ‫اَّلل ﷺ‪ :‬أنَّو كا َن َع ً‬
‫ذاًب يَـْبـ َعثُوُ َّ‬ ‫ُّ‬
‫اَّللُ لو‪ّ ،‬إال كا َن لو‬
‫ب َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫َعْبد يَـ َق ُ الطّاعُو ُن‪ ،‬فَـيَ ْم ُك ُ يف بَـلَده صابًرا‪ ،‬يَـ ْعلَ ُم أنَّو َل ْن يُصيبَوُ ّإال ما َكتَ َ‬
‫يد‪.‬‬‫الش ِه ِ‬
‫أج ِر َّ‬ ‫ِ‬
‫مثْ ُ ْ‬
‫النيب صلى هللا عليو وأصحابو رضوان هللا عليهم؟‬ ‫‪ -2‬ىل حدثت أوبئة يف زمن ّ‬
‫اجلواب‪:‬نعم حدثت عدة أوبئة وأمراض مجاعية عرب التاريخ اإلسالمي‪ ،‬ويف سلتلف دولو‬
‫وأمصاره وأصقاعو‪ ،‬إال أن أبرزىا وأكثرىا شهرًة وأتثَتاً ىي‪:‬‬
‫– طاعون عمواس (‪ 18‬ىـ‪693 /‬م)‪.‬‬
‫وق يف زمن عمر بن اخلطاب هنع هللا يضر‪ ،‬وذلك أنو يف العام الثامن عشر من اذلجرة وق شيءٌ‬
‫مروعٌ‪،‬وقد ِسّي بطاعون ِع َمواس نسبة إِىل بلدةٍ صغَتة‪ ،‬يقال ذلا‪ِ :‬ع َمواس‪ ،‬وىي‪ :‬بُت‬
‫فظي ٌ ِّ‬
‫ألهنا كانت أول ما صلم الدَّاء هبا‪ ،‬مثَّ انتشر يف الشَّام منها‪ ،‬فنسب إِليها‪ ،‬وقد‬
‫الرملة؛ َّ‬
‫القدس‪ ،‬و َّ‬
‫اجلراح‪ ،‬وىو أمَت النَّاس‪ ،‬ومعاذ بن جب ‪ ،‬ويزيد بن أيب‬
‫خلق كثَتٌ‪ ،‬منهم‪ :‬أبو عبيدة بن ّ‬
‫مات بو ٌ‬
‫سفيان‪ ،‬واحلارث بن ىشام‪ ،‬وسهي بن عمرو‪ ،‬وعتبة بن سهي ‪ ،‬وأشراف النَّاس‪.‬‬
‫– طاعون اجلارف (‪69‬ىـ‪688 /‬م)‪.‬‬
‫حدث الطاعون اجلارف يف البصرة سنة ‪69‬ىـ‪ ،‬يف زمن عبدهللا بن الزبَت (هنع هللا يضر)‪ ،‬وسي‬
‫ًبجلارف لكثرة من مات فيو‪ ،‬فقد اجًتف ادلوت فيو الناس اجًتافاً كالسي ‪ ،‬واستمر ثالثة أايم‬
‫فقط‪.‬‬
‫ويف عام ‪87‬ه وق طاعون يف العراق وبالد الشام‪ ،‬سي بطاعون الفتيات ألنو وق ًبلنساء‬
‫والعذارى أوالً‪ ،‬فوق ًبلنساء قب الرجال‪ ،‬بينما ساه البعض بطاعون األشراف لكثرة ما تويف‬
‫فيو من أشراف القوم وأكابرىم‪.‬‬
‫وكان آخر ما حدث من الطواعُت يف العصر األموي ىو طاعون مسلم بن قتيبة يف سنة‬
‫‪131‬ه‪ ،‬والذي سي ًبسم أول من مات بو‪ ،‬وقد وق ىذا الطاعون يف البصرة واستمر لثالثة‬
‫أشهر‪ ،‬واشتد يف رمضان حي كان حيصى يف بعض األايم ألف جنازة أو يزيد‪.‬‬
‫التدابري الوقائية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما املوقف الذي جيب أن يتخذه املسلم عند حدوث األوبئة؟‬
‫اجلواب‪:‬توجيهات اإلسالم يف أوقات األوبئة تقوم على أسس ىي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التوك على هللا تعاىل حق التوك ‪ ،‬و التيقن أب ن ك شيء بقدره‪ ،‬وربت قدرتو يقول‬
‫تعاىل‪﴿ :‬قُل لاه ي ُِصيثَنَا ٓ إِ اَّل َما َك ََة اَّللُ لَنَا﴾[التوبة‪.]51:‬‬
‫ب‪ -‬وجوب األخذ أبسباب الوقاية قب اإلصابة ‪،‬واألص الشرعي يف ذلك أدلة كثَتة‬
‫ِ‬
‫اجملذوم‬ ‫منها‪ - :‬قولو ملسو هيلع هللا ىلص يف ذبنب الورود على األشخاص‪ ،‬واألماكن ادلصابة ًبدلرض‪( :‬فَِّر من‬
‫َسد) رواه البخاري‪ - .‬وقولو ملسو هيلع هللا ىلص‪( :‬ال يوِرد َّن شلُْ ِرض على م ِ‬
‫ص ٍّ ) رواه البخاري‬ ‫ارك من األ ِ‬
‫فر َ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َ‬
‫ومسلم‪ .‬فهذان احلديثان الصحيحان يرسيان أصال مهما جلمي تدابَت الوقاية من األمراض‬
‫واألوبئة‪ ..‬لعلنا صلد فرصة لبياهنا يف ىذه الوثيقة‪.‬‬
‫‪ -2‬ما التّوجيهات اليت أمر هبا اإلسالم للوقاية من األمراض؟‬
‫اجلواب‪:‬أوجب اإلسالم عند ظهور الوًبء (الفَتوسات القاتلة) رلموعة من التعليمات‬
‫ادلهمة‪ ،‬وأمهها‪:‬‬
‫احلجر الصحي‪ :‬أي عدم جواز اخلروج من البلد الذي وق فيو الطاعون أو الوًبء‪ ،‬وعدم‬
‫اَّللُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم الطَّاعُو ُن‬
‫صلَّى َّ‬ ‫ول َِّ‬
‫اَّلل َ‬ ‫جواز الدخول إليها‪ ،‬فقد جاء يف صحي مسلم‪ ":‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫اَّللُ َعَّز َو َج َّ بِِو ََن ًسا ِم ْن ِعبَ ِادهِ فَِإ َذا َِس ْعتُ ْم بِِو فَ َال تَ ْد ُخلُوا َعلَْي ِو َوإِ َذا َوقَ َ ِأب َْر ٍ‬
‫ض‬ ‫الر ْج ِز ابْـتَـلَى َّ‬
‫آيَةُ ِّ‬
‫َوأَنْـتُ ْم ِهبَا فَ َال تَِفُّروا ِمْنوُ"‪.‬‬
‫وقد ذكر علماؤَن السابقون احلكمة من ىذا احلجر الصحي‪ ،‬وىي‪:‬‬
‫‪ ‬ادلن من اخلروج حىت ال ينتشر ادلرض‪ ،‬فيكون سبباً يف إيذاء األخرين‪ ،‬فيكون آمثاً؛‬
‫اَّللِ صلَّى َّ ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيو َو َسلَّ َم‪" :‬ال َ‬
‫ضرَر وال‬ ‫ول َّ َ‬
‫ألنو أحلق الضرر ًبابخرين‪ ،‬وقد قَ َال َر ُس ُ‬
‫ضر َار"‪ .‬فال جيوز أن يتسبب اإلنسان يف ا ِإلضرار ًبابخر‪ ،‬ال يف دينو‪ ،‬وال يف‬ ‫ِ‬
‫بدنو‪ ،‬وال يف عقلو‪ ،‬و ال يف مالو‪ ،‬وال يف أي شيء؛ سواء كان اإلضرار مادايً أم‬
‫معنوايً‪ ،‬ب إن العلماء السابقُت أكدوا على حرمة من يتسبب يف انتشار العدوى‪.‬‬
‫‪ ‬ادلن من دخول ادلنطقة ادلوبوءة؛ حلرمة اإللقاء ًبلنفس يف التهلكة‪ ،‬أو فيما يسبب‬
‫التهلكة؛ ألن احلفاظ على البدن والصحة والعق من أىم مقاصد الشريعة‬
‫الضرورية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم استنشاق اذلواء الذي حيم ذلك الوًبء (الفَتوس)‪.‬‬
‫‪ ‬عدم رلاورة ادلرضى خشية العدوى‪ ،‬إال للعالج م األخذ جبمي وسائ احلماية‬
‫َس ِد"‪ ،‬ويؤكد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الطبية‪ ،‬ألن الرسول ملسو هيلع هللا ىلص قال‪َ " :‬وفَّر م ْن الْ َم ْج ُذوم َك َما تَفُّر م ْن ْاأل َ‬
‫ىذا ادلعٌت احلدي الصحي األخر بلفظ " َال يوِرد شلُْ ِرض علَى م ِ‬
‫ص ٍّ "‪.‬‬ ‫ُ ُ ٌ َ ُ‬
‫‪ ‬ضرورة احليطة واحلذر وعدم التعرض ألسباب التلف م تفويض األمر ﵁ تعاىل‬
‫والتوك احلق عليو‪ ،‬دون قلق وال اضطراب‪ ،‬وقد ذكر ابن األثَت يف الكام يف‬
‫التاريخ أنو "حينما أصاب ادلسلمُت طاعون عمواس خرج هبم عمرو بن العاص إىل‬
‫اجلبال‪ ،‬وقسمهم إىل رلموعات‪ ،‬ومن اختالطها ببعض‪ ،‬وظلت اجملموعات يف‬
‫اجلبال فًتة من الزمن حىت استشهد ادلصابون مجيعاً‪ ،‬وعاد ًبلباقي إىل ادلدن" وىذا‬
‫ىو احلجر الصحي ادلتاح يف ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬ما موقف اإلسالم من اإلجراءات اليت تدعو إليها السلطات ِّ‬
‫الصحية للرد على‬
‫كوفيد‪19‬؟‬
‫‪ ‬نظافة اليدين‪.‬‬
‫لبس الكمامات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ادلسافات االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ْحاية الفم عند السعال أو العطا س‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احل ّد من التنقالت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االتصال ًبدلرافق الصحية يف حالة ظهور عالمات ادلرض (احلمى‪ ،‬صعوًبت‬ ‫‪‬‬
‫التنفس‪ ،‬السعال‪ ،‬العطا س‪ ،‬الصداع وآالم احللق)‪.‬‬
‫اجلواب‪:‬جيوز للدول واحلكومات فرض التقييدات على احلرية الفردية دبا حيقق ادلصلحة‬
‫التجول أو احلجر على‬ ‫العامة سواء من حي من الدخول إىل ادلدن واخلروج منها‪ ،‬وحظر ّ‬
‫أحياء زلددة‪ ،‬أو ادلن من السفر‪ ،‬أو اإللزام بلبس الكمامات‪ ،‬وفرض اإلجراءات الالزمة‬
‫للتعام هبا‪ ،‬وتعليق األعمال والدراسة وإغالق األسواق‪ ،‬كما أنو جيب االلتزام بقرارات الدول‬
‫واحلكومات دبا يسمى ًبلتباعد االجتماعي وضلو ذلك شلا من شأنو ادلساعدة على تطويق املرض‬
‫تصرفات اإلمام منوطة ًبدلصلحة‪ ،‬عمالً ًبلقاعدة الشرعية اليت تنص على أن‬ ‫ومن انتشاره ألن ّ‬
‫(تصرف اإلمام على الرعية منوط ًبدلصلحة)‪.‬‬
‫َّ ِ‬
‫ين َآمنُواْ‬ ‫والنظافة يف اإلسالم عبادة وقُربة واألدلة على ذلك كثَتة قال تعاىل‪َ ( :‬اي أَيـُّ َها الذ َ‬
‫الصالةِ فا ْغ ِسلُواْ وجوى ُكم وأَي ِدي ُكم إِ َىل الْمرافِ ِق وامسحواْ بِرُؤ ِ‬
‫وس ُك ْم َوأ َْر ُجلَ ُك ْم إِ َىل‬ ‫إِ َذا قُ ْمتُ ْم إِ َىل َّ‬
‫ََ َ ْ َ ُ ُ‬ ‫ُُ َ ْ َْ َ ْ‬
‫ب التـ ََّّوابِ َ‬
‫ُت‬ ‫اَّللَ ُِحي ُّ‬
‫ُت َوإِن ُكنتُ ْم ُجنُـبًا فَاطَّ َّه ُرواْ)[سورة ادلائدة‪ ،]6 ،‬قال سبحانو تعاىل‪( :‬إِ َّن ّ‬ ‫الْ َك ْعبَ ِ‬
‫ك فَطَ ِّه ْر)[سورة ادلدثر‪ ،]4 ،‬وقال‬ ‫ين)[سورة البقرة‪ ،]222 ،‬وقال تعاىل‪َ ( :‬وثِيَابَ َ‬ ‫ِ‬ ‫َوُِحي ُّ‬
‫ب الْ ُمتَطَ ّه ِر َ‬
‫ان)[ رواه مسلم]‪ ،‬ولذلك يتعُت األخذ أبحكام النظافة الشخصية‬ ‫اإلديَ ِ‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص‪( :‬الطُّ ُهور َشطْر ِْ‬
‫ُ ُ‬
‫العامة واالحتياطات اخلاصة هبذه اجلائحة ومنها‪ :‬غس اليدين ًبدلاء والصابون ولبس‬
‫الكمامات والقفازات ؛ ألن االلتزام ًبلتوجيهات الصحية الصادرة من اجلهات ادلسؤولة واجب‬
‫شرعاً للتوقي من الفَتوس‪ ،‬وجيوز استخدام ادلعقمات ادلشتملة على الكحول يف تعقيم األايدي‬
‫وتعقيم األسط وادلقابض وغَتىا‪ ،‬حي إن “مادة الكحول غَت صلسة شرعاً”‪.‬‬
‫‪ .4‬ماذا يقول اإلسالم ألولئك الذين يعتقدون أن الوضوء والصالة فقط ميكن مها أن‬
‫يحميا املسلم من الوابء؟‬
‫اجلواب‪:‬قد أوجبت الشريعة اإلسالمية على ادلسلم االىتمام ًبلنظافة العامة‪ ،‬ومن مظاىر‬
‫ذلك أمره بغس أطرافو ًبدلاء الصايف كلما أراد الدخول يف الصالة‪ ،‬واالىتمام بنظافة أسنانو‪،‬‬
‫وثبت طبيا أن النظافة العامة ذلا آاثر ًبلغة يف ا﵀افظة على صحة البدن‪.‬‬
‫كما أن الثبات على طاعة هللا والبعد عن معصيتو يعد سبيال للحفاظ على الصحة والراحة‬
‫النفسيتُت‪ ،‬بينما تسبب ادلعاصي االضطراًبت والقالق النفسية اليت سرعان ما تؤدي إىل‬
‫الكآبة فادلرض‪.‬‬
‫أما االعتماد يف قت اجلراثيم والفَتوسات اخلطَتة دبجرد اليدين ًبدلاء العادي فأمر مل يثبت من‬
‫الناحية الطبية وال من الناحية الشرعية‪ ،،‬فالفَتوس جيتاج قتلها إىل استخدام مادة قاتلة من‬
‫ادلطهرات وادلعقمات اخلاصة‪ ،‬وعلى ادلسلم أن يستجيب لنصيحة األطباء يف ىذا الباب بعيد‬
‫عن العاطفة‪.‬‬
‫‪ .5‬ىل األخذ ابلتدابري الوقاية يتوافق مع اإلميان ابهلل؟‬
‫اجلواب‪:‬األخذ ًبلتدابَت الوقائية والعالجية ال ينايف اإلديان ًب﵁ والتوك عليو‪ ،‬كما ال ينافيو‬
‫دف داء اجلوع‪ ،‬والعطش‪ ،‬واحلر‪ ،‬والربد أبضدادىا‪ ،‬ب ال تتم حقيقة التوحيد إال دبباشرة‬
‫األسباب اليت نصبها هللا مقتضيات دلسبباهتا قدرا وشرعا‪ ،‬وأن تعطيلها يقدح يف نفس التوك ‪،‬‬
‫كما يقدح يف األمر واحلكمة‪ ،‬ويضعفو من حي يظن معطلها أن تركها أقوى يف التوك ‪ ،‬فإن‬
‫تركها عجزا ينايف التوك الذي حقيقتو اعتماد القلب على هللا يف حصول ما ينف العبد يف دينو‬
‫ودنياه‪ ،‬ودف ما يضره يف دينو ودنياه‪ ،‬وال بد م ىذا االعتماد من مباشرة األسباب‪ ،‬وإال كان‬
‫معطال للحكمة والشرع‪،‬فال جيع العبد عجزه توكال‪ ،‬وال توكلو عجزا‪[ .‬ذكر ذلك ابن القيم ~‬
‫يف كتابو‪ :‬الطب النبوي)‪.‬‬
‫‪ .6‬ىل جيوز للمسلم أن ينكر وجود وابء؟‬
‫اجلواب‪ :‬واجب ادلسلم يف ك وقت أن يتبُت من األخبار اليت تصلو قب تصديقها ونشره ا‬
‫﴿ ٰيَٓأَيُّ َها لارِيهَ َءو َمنُ ٓىوْ ِإن َجا ٓ َء ُكمۡ فَا ِس ُۢ ُق تِنَثَ ٖإ َ َثَيانُ ٓىوْ أَن ٱ ُ ِ‬
‫صيثُىوْ قَ ۡى ُۢ َماتِ َج ٰ َهلَ ٖ‬ ‫وإذاعتو ا لقولو تعاىل‪:‬‬
‫َ ُصۡ ثِ ُحىوْ َعلَ ٰى َما َعَ ۡل ُمۡ ٰنَد ِِميهَ ‪[﴾٦‬احلُ ُجرات‪ ،]6:‬ال سيما يف حاالت انتشار الوًبء‪ ،‬ألن الناس‬
‫يكونون يف أشد احلاجة للطمأنينة‪ ،‬وأن ىذه األخبار الزائفة تزيد من فتنتهم‪ ،‬وتضعف قدرهتم‬
‫على التعام اليقظ م الوًبء‪.‬‬
‫كما جيب على ك ادلسلمُت أن يتواصلوا م أى ادلعرفة ًبلطب ادلتخصصُت ًبلوًبء‬
‫ويتأكدوا من ادلعلومات اليت تصلهم‪ ،‬وأن يعتمدوا على ما يتحققون منو لتوجيو األمة‪.‬‬
‫وليس من ادلعقول أن ينكر إنسان عاق وًبء أدت آاثره إىل تعطي مصاحل الدول العظمى قب‬
‫النامية‪ ،‬أغلقت احلدود‪ ،‬وادلطارات‪،‬وتوقف الطَتان الدويل‪ ،‬وأغلقت اجلامعات‪ ،‬وادلساجد‪ ،‬وقيد‬
‫التنق من مدينة ألخرى‪ ،‬وتعط احلج والعمرة‪ ،‬وتدىورت التجارة العادلية‪ ،‬وىناك دول كبَتة‬
‫على وشك االهنيار االقتصادي‪ ،،‬ك ذلك واق نشاىده أبعيننا ونسمعو آبداننا كيف نظ‬
‫نشكك يف وجود مرض فتك من البشر عشرات اابالف إن مل نق مئات األلوف؟ إن إنكار‬
‫وجود ىذا ادلرض نظَته إنكار وجود الشمس والقمر‪.‬‬
‫وليس ىناك مكان مقدس ال يدخلو الوًبء وقد دخ أقدس مكانُت على وجو األرض حسب‬
‫ادلقياس اإلسالمي – مكة وادلدينة _‬
‫‪ .7‬ماذا موقف اإلسالم من إقامة اجلمعة واجلماعات يف املساجد أثناء األوبئة؟‬
‫اجلواب‪ :‬ادلعول يف ذلك ىو رأي األطباء وادلختصين وقد أثبتوا أن التجمعات تؤدى إىل‬
‫اإلصابة بفَتوس كوروَن ولذلك ال بد من األخذ ًبألسباب‪ ،‬واالبتعاد عن التجمعات جبمي‬
‫ين َآمنُواْ ُخ ُذواْ ِح ْذ َرُك ْم)[سورة النساء‪ ،]71 ،‬ويشم‬ ‫َّ ِ‬
‫أشكاذلا وصورىا‪ ،‬قال تعاىل‪َ ( :‬اي أَيـُّ َها الذ َ‬
‫ذلك جواز إغالق ادلساجد لصالة اجلمعة واجلماعة وصالة الًتاوي ‪ ،‬وصالة العيد‪ ،‬وتعليق أداء‬
‫ادلسلمُت للحج والعمرة‪ ،‬وتعليق األعمال‪ ،‬وإيقاف وسائ النق ادلختلفة‪ ،‬ومن التجوال‪،‬‬
‫وإغالق ادلدارس واجلامعات واألخذ دببدأ التعليم عن بُعد وأماكن التجم األخرى‪ ،‬وغَتىا من‬
‫صور اإلغالق‪ ..‬وك ذلك موافق للرؤية الشرعية ْحاية لألنفس‪.‬‬
‫وال بد عند إغالق ادلساجد يف اجلم واجلماعات من اإلبقاء على رف األذان ألنو من شعائر‬
‫اإلسالم‪ ،‬ويقول ادلؤذن يف األذان ((صلوا يف رحالكم أو يف بيوتكم)) اقتداء دبا رواه ابن عمر‬
‫رواه البخاري ومسلم وغَتمها]‪ ،‬ويصلي‬ ‫وابن عباس رضي هللا عنهما عن الرسول ملسو هيلع هللا ىلص [‬
‫ادلسلمون الذين يعيشون يف البيت نفسو الصالة مجاعة يف منازذلم‪.‬‬
‫وعند إغالق ادلساجد يصلي الناس صالة الظهر يف البيوت بدالً من صالة اجلمعة‪ ،‬فصالة‬
‫اجلمعة يف البيوت ال ذبوز ما مل يكن داخ البيت مسجد ‪ ،‬إضافة إىل ذلك جيوز للسلطات‬
‫ادلختصة أن تنظم خطبة وصالة اجلمعة يف أحد ادلساجد حبي يلتزم فيها ًبلشروط الصحية‬
‫الوقائية والفقهية‪ ،‬وتنق عرب شاشات التلفزة واإلنًتنت وادلذايع الستفادة الناس من اخلطبة‪ ،‬وال‬
‫بد من التنبيو أبنو ال ذبوز صالة اجلمعة واجلماعة يف البيت خلف اإلمام عند النق هبذه‬
‫الوسائ لوجود ادلسافات العازلة بينهم‪.‬‬
‫وجيوز للعاملُت يف اجملاالت الصحية واألمنية ومثيالهتا يف ىذه اجلائحة‪ ،‬األخذ برخصة‬
‫اجلم بُت الصلوات‪ ،‬مج َ تقدمي أو أتخَت عند احلاجة‪.‬‬
‫التدابري العالجية‪:‬‬
‫‪ .8‬ماذا يوصي اإلسالم للمصابني ابملرض؟‬
‫اجلواب‪:‬كما أمر اإلسالم ًبألخذ ًبالحتياطات الوقائية قب اإلصابة‪ ،‬فإنو أمر ًبلتداوي‬
‫يض ْ‬
‫عز وج َّ مل َ‬ ‫ب د اإلصابة‪ .‬ومن األدلة على ذلك قولو ملسو هيلع هللا ىلص‪( :‬اي عباد هللا تداووا‪َّ ،‬‬
‫فإن هللاَ َّ‬
‫احد) رواه أْحد وأبو دود والًتمذي وابن ماجو‪.‬‬ ‫داء ّإال وض لو دواء‪ ،‬غَت ٍ‬
‫داء و ٍ‬
‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫‪ .9‬ىل خيجل املسلم من البوح مبرضو والسعي لعالج نفسو؟‬
‫اجلواب‪:‬ال جيوز للمسلم أن خيج من إعالن مرضو والسعي لعالج نفسو‪ ،‬ألن ادلرض‬
‫قدر من أقدار هللا وال ينجو منو إنسان مهما كانت مرتبتو‪ ،‬وإذا كان ادلرض معداي مث كوروَن‬
‫ضرَر وال ِضر َار )‪ .‬رواه‬
‫فإ ّن كتمانو معصية عظيمة ملا فيو من إضرار اابخرين‪ ،‬وقد قال ملسو هيلع هللا ىلص‪( :‬ال َ‬
‫ابن ماجو وأْحد يف ادلسند‪.‬‬
‫‪ .10‬ما العمل يف حالة حدوث الوفاة بسبب فريوس كوروان؟‬
‫‪ .11‬وما موقف اإلسالم إذا كان ىناك دليل على أن غسل األموات ميكن أن ينقل‬
‫املرض على القائمني ابلتجهيز؟‬
‫اجلواب‪:‬جيب تغسي ادلوتى وتكفينهم ولو برش ادلاء فإن تع ّذر فالتيمم‪ ،‬فإن تع ّذر يسقط‬
‫وجوب الغس م احلرص على التقيد ًب لتعليمات الصحية الوقائية‪ ،‬وجيوز غس موتى األوبئة‬
‫أبجهزة التحكم عن بعد‪ ،‬واليت ذبم بُت الوفاء بشروط وواجبات وسنن غس ادلوتى يف‬
‫الشريعة اإلسالمية واالشًتاطات الصحية والبيئية ادلرعية‪ .‬والدعوة موجهة للمختصُت يف ىذا‬
‫الشأن من ادلسلمُت للمسارعة إبنتاج مث ىذه األجهزة‪.‬‬
‫وكذلك ذبب مراعاة ىذه التعليمات يف التكفُت والدفن‪،‬مث الصالة عليو‪ .‬وديكن دلن شاء من‬
‫ادلسلمُت أن يصلي عليو صالة الغائب ولو فرادى يف أي مكان متاح‪ ،‬وال جيوز حرق جثامُت‬
‫ادلسلمُت يف أي حال من األحوال‪ ،‬وينبغي اإلسراع يف الدفن ‪ :‬عن ابن عمر رضي هللا عنهما‬
‫َس ِرعُوا بِِو إِ َىل قَـ ِْربهِ)[رواه البيهقي]‪.‬‬
‫َح ُد ُك ْم فَ َال َْرببِ ُسوهُ َوأ ْ‬ ‫ول‪( :‬إِذَا َم َ‬
‫ات أ َ‬ ‫ت النِ َّ‬
‫َِّب ملسو هيلع هللا ىلص يَـ ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫قال َس ْع ُ‬
‫والتعزية مستحبة؛ وتؤدى بطرق عدة‪ ،‬أثناء اجلائحة‪ ،‬فيجوز العزاء عرب وسائ االتصال‬
‫ادلختلفة دون الزايرة الشخصية خشية انتقال الفَتوس‪.‬‬
‫اخلامتة‪:‬‬
‫‪ .12‬ما النصائ اليت توجهوهنا‪:‬‬
‫‪ -‬للمسلمُت‬
‫‪ -‬للسلطات‬
‫‪ -‬للعاملُت الصحيُت‬
‫اجلواب‪:‬نوصيهم دبا يلي‪:‬‬
‫‪ ‬التوبة الصادقة والرجوع إىل هللا سبحانو وتعاىل‪.‬‬
‫‪ ‬ح السلطات واألفراد على مساعدة ك من انقطعت بو سب العيش نتيجة‬
‫ُت فِ ِيو‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ىذه اجلائحة قال تعاىل‪( :‬آمنُوا ًِب ََّّلل َوَر ُسولو َوأَنف ُقوا شلَّا َج َعلَ ُكم ُّم ْستَ ْخلَف َ‬
‫َجٌر َكبَِتٌ)[سورة احلديد‪ ،]7 ،‬وقال سبحانو‪َّ ( :‬من‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين َآمنُوا من ُك ْم َوأَن َف ُقوا َذلُْم أ ْ‬ ‫فَالذ َ‬
‫َض َعافًا َكثِ ََتةً)[سورة البقرة‪،]245 ،‬‬ ‫اَّلل قَـرضا حسنًا فَـيض ِ‬ ‫ِ‬
‫اع َفوُ لَوُ أ ْ‬ ‫ض ََّ ْ ً َ َ ُ َ‬ ‫ذَا الَّذي يـُ ْق ِر ُ‬
‫ٍ‬ ‫وقال ج من قائ ‪َّ ( :‬مث الَّ ِذين ي ِنف ُقو َن أَموا َذلم ِيف سبِي ِ َِّ‬
‫ت‬‫اَّلل َك َمثَ ِ َحبَّة أَنبَـتَ ْ‬ ‫ْ َ ُْ َ‬ ‫َُ َ ُ‬
‫اعف لِمن ي َشاء و َّ ِ‬ ‫اَّلل ي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫اَّللُ َواس ٌ‬ ‫ض ُ َ َ َُ‬ ‫َسْب َ َسنَابِ َ ِيف ُك ِّ ُسنبُـلَة ّمائَةُ َحبَّة َو َُّ ُ َ‬
‫علِيم)[سورة البقرة‪ ،]261 ،‬وقال ملسو هيلع هللا ىلص‪( :‬مثَ الْم ْؤِمنُِت ِيف تَـو ِّاد ِىم‪ ،‬وتَـر ُِ‬
‫اْح ِه ْم‪،‬‬ ‫َ ُ ُ َ َ ْ ََ‬ ‫َ ٌ‬
‫اجلَ َس ِد ًِب َّ‬
‫لس َه ِر‬ ‫اعى لَوُ َسائُِر ْ‬ ‫اجلَ َس ِد إِ َذا ا ْشتَ َكى ِمْنوُ عُ ْ‬
‫ض ٌو تَ َد َ‬ ‫َوتَـ َعاطُِف ِه ْم َمثَ ُ ْ‬
‫َخو ادل ْسلِِم الَ يَظْلِ ُموُ َوالَ يُ ْسلِ ُموُ‪َ ،‬وَم ْن َكا َن‬ ‫ُ‬ ‫احلُ َّمى)[مسلم]‪ ،‬وقال ملسو هيلع هللا ىلص‪( :‬ادل ْسلِ ُم أ‬ ‫َو ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الدنْـيَا‪،‬‬‫ب ُّ‬ ‫اَّلل ِيف حاجتِ ِو‪ ،‬ومن فَـَّرج َعن مسلٍِم ُكربةً ِمن ُكر ِ‬ ‫ِيف ح ِ ِ ِ‬
‫اجة أَخيو َكا َن َُّ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ ْ ْ َ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫اَّللُ يَـ ْوَم‬ ‫ت يـوِم ِ‬
‫القيَ َام ِة‪َ ،‬وَم ْن َستَـَر ُم ْسلِ ًما َستَـَرهُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ َعْنوُ ُك ْربَةً م ْن ُك ُرًَب َ ْ‬ ‫فَـَّر َج َّ‬
‫القيَ َام ِة)[البخاري ومسلم]‪،‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬أما تعجي دف الزكاة عن عام أو أكثر فيجوز وخباصة يف مث ىذه الظروف اليت‬
‫حي فيها على التربع‪ ،‬وكذلك ينبغي أن حيرص اجملتم على القرض احلسن‪،‬‬
‫وادلساعدة قدر اإلمكان‪ ،‬وجيب م ّد يد العون وادلساعدة إىل ا﵀تاجُت من األقارب‬
‫واجلَتان والفقراء‪ ،‬كما حيسن دعم صناديق الزكاة والتكاف االجتماعي اليت أعلن‬
‫ُت‬ ‫الص َدقَات لِْل ُف َقر ِاء والْمساكِ ِ ِ ِ‬ ‫َِّ‬
‫ُت َوالْ َعامل َ‬ ‫عنها يف أكثر من بلد‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬إَّنَا َّ ُ َ َ َ َ‬
‫يضةً ِّم َن‬
‫السبِي ِ فَ ِر َ‬ ‫اَّللِ َوابْ ِن َّ‬
‫ُت َوِيف َسبِي ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َعلَْيـ َها َوالْ ُم َؤلََّف ِة قُـلُوبـُ ُه ْم َوِيف ِّ‬
‫الرقَ ِ‬
‫اب َوالْغَا ِرم َ‬
‫اَّللُ َعلِ ٌيم َح ِك ٌيم)[سورة التوبة‪.]32 ،‬‬ ‫اَّللِ َو َّ‬
‫َّ‬
‫أما خبصوص زكاة الفطر فهي فرض (قال ابن عمر‪“ :‬فرض رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص زكاة‬ ‫‪‬‬
‫الفطر‪ ،‬وقال‪ :‬أغنوىم يف ىذا اليوم)[البيهقي والدارقطٍت]‪ ،‬وادلراد يف أول أايم عيد‬
‫الفطر‪ ،‬وأما يف ىذه اجلائحة فيجوز إخراجها بدخول شهر رمضان‪.‬‬
‫على الدولة واجلهات اخلَتية القادرة أتمُت ما حيتاج إليو الطاقم الطِب من أجهزة‬ ‫‪‬‬
‫وأدوية وذلك عن طريق التصني أو غَته‪ ،‬كما أن عليها التربع ًبدلعدات واألجهزة‬
‫الطبية اليت ربتاج إليها الدول واجملتمعات يف أضلاء العامل دلواجهة ىذه اجلائحة اليت‬
‫هتدد البشرية مجعاء‪.‬‬
‫ويف ظ غياب دواء خاص لعالج ادلرض‪ ،‬ولقاح خاص للوقاية من الفَتوس‬ ‫‪‬‬
‫مربىن على فاعليتهما وسالمتهما فيجب على األطباء والعلماء ادلختصُت إذا‬
‫تيسرت ذلم األسباب للقيام بتجارب علمية إلجياد دواء ولقاح‪ ،‬أن تكون البحوث‬
‫حسب ادلناىج واالشًتاطات البحثية ادلعتمدة عادلياً‪ ،‬وأن تكون منضبطة ًبلضوابط‬
‫الشرعية الواردة‪ ،‬وجيب العم على أتمُت ك سب الدعم ادلتاحة ذلذه ادلشاري‬
‫واحل على التربع ذلا‪.‬‬
‫جيب على الدولة مراقبة األسعار هبدف من االحتكار ووض األسعار ادلناسبة‬ ‫‪‬‬
‫وذلك ألن التالعب فيها حرام شرعاً‪ ،‬وجيب وض اخلطط االقتصادية ادلناسبة ذلذا‬
‫الوض لتأمُت ك السل ا﵀تاج إليها‪ ،‬وأن زبزين السل الضرورية فوق احلاجة ال‬
‫جيوز ألن يف ذلك رفعاً لألسعار كما أنو يؤدي للسراف ادلنهي عنو شرعاً‪.‬‬
‫‪ .13‬ما األدعية املوصى هبا للوقاية من األوبئة؟‬
‫اجلواب‪:‬م األخذ ًبلعالج ادلطلوب طبياً‪ ،‬علينا مجيعاً أن نتوجو ًبلدعاء وطلب احلفظ‬
‫من هللا تعاىل من ىذه اجلائحة وعلى ادلرضى التوجو إىل هللا تعاىل بطلب الشفاء وادلعافاة ألن‬
‫هللا ىو الشايف ادلعايف وصاحب األمر كلو‪ ،‬وذلك من منطلق اإلديان ًبلقضاء والقدر خَته وشره‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السوءَ)[سورة النم ‪ ،]62 ،‬وقال ملسو هيلع هللا ىلص‪َ ( :‬ما‬ ‫ف ُّ‬ ‫ضطََّر إِذَا َد َعاهُ َويَكْش ُ‬ ‫يب الْ ُم ْ‬
‫قال تعاىل‪( :‬أ ََّمن ُجي ُ‬
‫ب‪َ ،‬والَ َى ٍّم َوالَ ُح ْزٍن َوالَ أَ ًذى َوالَ َغ ٍّم‪َ ،‬ح َّىت الش َّْوَك ِة يُ َشا ُك َها‪،‬‬ ‫صٍ‬ ‫صٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َوالَ َو َ‬ ‫يب ادلُ ْسل َم‪ ،‬م ْن نَ َ‬ ‫يُص ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إَِّال َكفَّر َّ ِ ِ‬
‫اَّللُ هبَا م ْن َخطَ َاايهُ)[البخاري ومسلم]‪ ،‬وقال ملسو هيلع هللا ىلص‪َ ( :‬ع َجبًا أل َْم ِر الْ ُم ْؤم ِن‪ ،‬إِ َّن أ َْمَرهُ ُكلَّوُ‬ ‫َ‬
‫خيـر‪ ،‬ولَيس ذَ َاك ِأل ٍ ِ ِ‬
‫ضَّراءُ‪،‬‬ ‫َصابَـْتوُ َ‬ ‫َصابَـْتوُ َسَّراءُ َش َكَر‪ ،‬فَ َكا َن َخْيـًرا لَوُ‪َ ،‬وإِ ْن أ َ‬ ‫َحد إَِّال ل ْل ُم ْؤم ِن‪ ،‬إِ ْن أ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌَْ َ ْ َ‬
‫صبَـَر فَ َكا َن َخْيـًرا لَوُ)[مسلم]‪.‬‬ ‫َ‬
‫ويستحب أن يكثر ادلسلم عند وجود األوبئة اإلكثار من األدعية اابتية‪:‬‬
‫األرض‪ ،‬وال يف ال ه ِ‬ ‫امس ِو شيءٌ‪ ،‬يف‬ ‫يضر مع ِ‬ ‫بسم هِ‬
‫ميع‬
‫س ُ‬ ‫ىو ال ه‬ ‫سماء‪َ ،‬و َ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل الهذي ال ُّ َ‬ ‫•( ِ‬
‫ٍ‬ ‫ثالث ٍ‬
‫ومن‬ ‫صبِ َ ‪َ ،‬‬ ‫حىت يُ ْ‬ ‫مرات‪ ،‬وقد ورد أن من قالو حُت ديسي مل تُصبوُ فَجأةُ بالء‪ّ ،‬‬ ‫العليم)‪ّ َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫سي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ثالث ٍ‬
‫حىت ديُْ َ‬ ‫مرات‪ ،‬مل تُصبوُ فجأةُ بالء ّ‬ ‫حُت يصب ُ ُ ّ‬ ‫قا َذلا َ‬
‫شر ما خلَق) ورد يف احلدي الصحي أنك إذا قلتو‬ ‫ات ِمن ِّ‬ ‫هللا التّام ِ‬
‫ّ‬
‫بكلمات ِ‬‫ِ‬ ‫• (أعوذُ‬
‫تضرك شيء" ‪.‬‬ ‫"مل ّ‬
‫•قراءة سورة اإلخالص ثالث مرات‪ ،‬وادلعوذتُت ثالث مرات‪ ،‬عند الصباح وعند ادلساء‪.‬‬
‫ك الْ َع ْف َو َوالْ َعافِيَةَ ِيف ِد ِيٍت‬ ‫ِ‬
‫الدنْـيَا َواابخَرةِ‪ ،‬اللَّ ُه َّم إِِّّن أ ْ‬
‫َسأَلُ َ‬ ‫ك الْ َعافِيَةَ ِيف ُّ‬ ‫• (اللَّ ُه َّم إِِّّن أ ْ‬
‫َسأَلُ َ‬
‫ي‪ِ ،‬‬
‫وم ْن‬ ‫اح َفظٍِْت ِم ْن بَ ِ‬
‫ُت يَ َد َّ‬ ‫وآم ْن َرْو َعايت‪ ،‬اللَّ َّ‬ ‫ودنْـياي وأَىلِي وم ِايل‪ ،‬اللَّه َّم استُـر عورايت‪ِ ،‬‬
‫هم ْ‬ ‫ْ ََْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ َ َ ْ ََ‬
‫ك أ ْن أُ ْغتَ َال ِم ْن َربيت)‪.‬‬ ‫خ ْلفي‪ ،‬وعن َدييٍت‪ ،‬وعن ِِشايل‪ِ ِ ،‬‬
‫ومن فَـ ْوقي‪ ،‬وأعُوذُ بِ َعظَ َمتِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ك إِِّن ُكْن ِ‬
‫ُت) حي ورد فيو "فإنو لن يدعو هبا‬ ‫ت م َن الظَّالم َ‬ ‫ت ُسْب َحانَ َ ّ ُ‬ ‫• (َال إِلَوَ إَِّال أَنْ َ‬
‫مسلم يف شيء إال استجيب لو "‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪ ،‬و َِ‬
‫مجي ِ‬ ‫ك‪َ ،‬وفُ َجاءَة ن ْق َمت َ َ‬ ‫ك‪َ ،‬وَربَ ُّوِل َعافيَتِ َ‬ ‫ك ِم ْن َزَو ِال نِ ْع َمتِ َ‬‫• (اللَّ ُه َّم إِِّّن أَعُوذُ بِ َ‬
‫ك)‪.‬‬ ‫َس َخ ِط َ‬
‫َس َق ِام)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اجلنُ ِ‬ ‫ك ِم َن الْبَـَر ِ‬
‫اجلُ َذ ِام‪َ ،‬وم ْن َسيِّ ِ األ ْ‬ ‫ون‪َ ،‬و ْ‬ ‫ص‪َ ،‬و ُْ‬ ‫• (اللَّ ُه َّم إِِّّن أَعُوذُ بِ َ‬
‫اإلكثار من قراءة القرآن الكرمي‪ ،‬والذكر والتسبي والصلوات على رسولو الكرمي وآلو‬
‫وصحبو‪.‬‬
‫ويف اخلتام أسأل ادلوىل عز وج أن يكشف الغمة ويزي اجلائحة عن البشرية كلها‪ ،‬عاجالً غَت‬
‫آج ‪ ،‬وأن يشفي ادلرضى وادلصابُت‪ ،‬ويرحم ادلسلمُت ادلتوفُت ويغفر ذلم‪ ،‬إنو سي رليب الدعاء‪.‬‬
‫وهللا ادلوفق‪ ،‬وصلى هللا على نبينا وحبيبنا سيدَن دمحم وعلى آلو وصحبو وسلم‪.‬‬

You might also like