Professional Documents
Culture Documents
عرف عن الحضارة اإلسالمية في عدة العلوم وازدهارها ،فعن الطب فقد كان موجود عند أفراد من العرب غير منكرة عند
جماهيرهم لحاجة الناس طرا إليه .ولما كان عندهم من األثر عن النبي صلى هللا عليه وسلم في الحث عليه ،حيث يقول "يا
عباد هللا ،تداووا ،فإن هللا عز وجل لم يدع داء إال وضع له دواء إال واحد وهو الهرم" .وكان من أطباء العرب الحارث بن
.كلدة الثقافي .وابن الحبر الكان الكناني
وَّل العرب اهتمامهم بالطب بعد الفتوحات اإلسالمية ،فاستوحوا كتب من سبقهم من اليونان وغيرهم ،و عدلوها ،وصححوها،
وأضافوا إليها أبوابا جديدة .لم يسبق إليها أحد .عرف طب العيون .اكتشفوا في القرن الحادي عشر ميالدي عالج الماء الذي
ينصب في العين بالتحويل واستخراج البلورية ،وعرفوا الحميات ذات البثور الجدد كل جدري كما عرفه طب األطفال،
وعالج النزيف .بسبب الماء الذي .صب الماء البارد كذلك على فوق األمراض النفسية ،ودرسوا التشريح بتقطيع أجساد
القيادة ،وهم أول من استعمال التخدير ،وذلك باستعمال نبات الزقان أو الشيلم ،حيث يفقد المعارض الوعي واإلحساس
وجه العرب كثيرا همتهم للبيمارستانات فشيدوها في بغداد ودمشق والقاهرة وغيرها ،وكانت أهم األماكن التي يدرس فيها
الطب ،وكان منها ما هو خاصة ببعض األمراض ،ومنها ما هو عام لجميعها ،ومنها المحمولة الذي ينقل من مكان إلى آخر.
وهم أول من أنشأ مدارس الصيدلة ،و أول من أوجد مخازن األدوية والصيدليات وأقام الرقابة عليها وعلى الصيادلة
لم يقتصر نبوغ في الطب على الرجال فقط .فقد نبغ من النساء عدد غير قليل .كأخت الحفيد بن زهر األندلسي ،وابنتيها،
.وتخصصوا في طب النساء
ومن أشهر األطباء المسلمين .عالي ابن عيسى ،وقد ظل كتابه" تذكره الكحالين "يدرس في أوروبا حتى القرن الثامن عشر.
كذلك أبو بكر محمد الرازي الذي ظلت ساكت به في الحميات ذات البثور من المراجع األساسية التي ثبتت عليها األطباء في
غرب أوروبا ،وكتابه في أمراض األطفال ،هو األول من نوعه ،وقد ترجمت كتبه إلى اللغة الالتينية .وطبعت عدة مرات.
وسابور بن سهل صاحب كتاب األقرب زين؟ أي علم األدوية الذي كان معموال في المستشفيات والصيدليات ويوحنا بن
ماسويه الذي درس تشريح .وابن سينا ،وهو أشهر أطباء المسلمين وأبعدهم أثرا ،وكتابه القانون ،فهو قاموس في الطب
والصيدلة ،وأول من اكتشف الطفيلية الموجودة في اإلنسان المسمات باإلنكلستوما وقد نقلت كتبه إلى أكثر لغات العالم ،وظلت
1مرجعا عام األطباء العالم
.IIالكيمياء
الكيمياء من أهم العلوم التي عنى بها العرب ولهم فيها فضل كبير باكتشافات مهمة فهم الذين أسسوا الكيمياء الحديثة ب
تجاربهم ومالحظاتهم الدقيقة ومستحضرات هم الهامة .يقول وال ديورانت يكاد المسلمون يكونون هم الذين ابتدعوا الكيمياء
بوصفها علما من العلوم .ذلك أن المسلمين أدخل المالحظة الدقيقة والتجارب العلمية ،والعناية برصد نتائجها في الميدان الذي
اقتصر فيه اليونان على من علم على الخبرة الصناعية والفروض الغامضة.
اكتشفوا كثيرا من المركبات الكيميائية التي بنيت عليها الكيمياء الحديثة كالكحول وزيت الزاج ( الحمض الكبريتي) ،وماء
الفضة (الحامض النتري) ،وماء الذهب الحامض النتر وهيدروكلوريك ،والبوتاس ،وروح النشادر ،وملحه و ملح الطرطير،
وملح ال بعروض نظرات البوتاس و الزاج األخضر كبريتات الحديد .بص زرنيخ .والسليماني كلوريد الزئبق ،وغير ذلك.
وأقدم علماء العرب وأكثرهم شهرة فيها هو جابر بن حيان 765ميالدي ،الذي ألف كتبا كثيرة في الكيمياء ،وقد نقل عدد
غير قليل منها إلى اللغة الالتينية ،ويتألف من كتبه موسوعة علمية حاوية ،خالصة ما وصل إليه علم الكيمياء في عسلهم ،وقد
اشتملت كتبه على بيان كثير من المركبات الكيميائية التي كانت مجهولة قبلها كماء الفضة .وماء الذهب المهيمن الذين ال
نتصور علم الكيمياء بغيرهم ،والبطاطس ،وروح النشادر ،وملحه ،وحذر جهنم ،نترات الفضة .ومن أشهرهم أيضا الرازي
940ميالدي وهو أول من وصف زيت الزاج والكحول ،وخلف أكثر من 200مؤلف في الطب والكيميا ء والهندسة
2
والمنطق وغيرها.
1أبو زيد شلبي ,تاريخ الحضارة اإلسالمية و الفكر اإلسالمي ,د.ط ,مكتبة وهبة , 14القاهرة ,2012,ص 308_305
2المرجع نفسه ص313_312
ابن سينا
أبو بكر الرازي