) 2922 ( ‫) السنة‬90 ( ‫ ) العدد‬90 ( ‫المجلد‬ ‫مجلة المحترف لعلوم الرياضة و‬

260-272 ‫الصفحة‬ ‫العلوم االنسانية و االجتماعية‬

‫معلومات البحث‬ ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬

2222/22/22 :‫تاريخ االستالم‬

Theoretical and practical differences for
2222/20-81:‫تاريخ القبول‬ quantitative and qualitative approaches in the
human sciences
‫سعاد بومدين‬

)‫ علي لونيسي (الجزائر‬2 ‫كلية العلوم االنسانية واالجتماعية جامعة البليدة‬

boumediensouad@yahoo.com

:‫الملخص‬
‫في ددا‬ ‫عل د البح ددو الكمي د وخصائص د ا واملن دداه ال ددي تس ددت‬ ‫ه د الورق د البحثي د إىل التع د‬ ‫هت د‬
‫ومناهج ددا وميزاهتددا والفدوار النظ يد والعمليد بددن املقدداربتن ونسددع أيضددا إىل إبد ا إشددكالي البحددو الكميد‬
‫والكيفي يف العلو اإلنساني وط توظيف كل من ما يف دراسد الظدواه االنسداني واالجتماعيد وتوصدلنا مد‬
‫خالل الورق البحثي إىل ض ورة التكامل البحثي بن املقاربتن وع الفصدل الن دائي وإدراج الكيدف إىل جاند‬
. ‫الكم رغم الفوار النظ ي والعملي بين ما‬
‫ املقارب الكمي املقارب الكيفي‬، ‫ الفوار النظ ي‬:‫الكلمات المفتاحية‬
ABSTRACT
Human research uses both quantitative and qualitative tools in the collection of data and
information, where the early beginnings of this research adopted the use of quantitative
research, but after the advent of research how many researchers became dependent on it
as it is considered contemporary research, which initially focused on medical and
psychological sciences, and then expanded its work to the social, human and even media
sciences, and everything related to the movement and activities of society in which man
contributes. This research aims to identify quantitative research and its characteristics,
the approaches and tools in which it is used, as well as the definition of qualitative
research and its methods and features, and the theoretical and practical differences
between the two approaches, and through this research paper we also seek to highlight
the problem of quantitative and qualitative research in the humanities. Keywords:
practical and theoretical differences,
Keywords ; Theoretical differences, qualitative approaches
 ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬
‫سعاد بومدين‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬

‫إن البحث العلمي مسار متماسك ويتطل جناحه توفري ع ة ش وط وعناص تكون متسلسل ومنتظم بشكل‬
‫منطقي ومن جي والي تب أ باختيار موضوع البحث وضبطه وحت ي إشكاليته وتساؤالته وأه افه وك لك مقاربته‬
‫ومن جه وأدوات مجع البيانات فيه وتعترب ه العناص أساس جناح أو فشل البحث العلمي هل ا يتوج عل‬
‫الباحث أن يتحكم في ا‪.‬‬
‫لق ش البحث العلمي يف العق ي األخريي تطورا هاما حيث تع دت وتّنوعت ط قه ب رج كبرية مما أتاح‬
‫للباحثن جماالت ع ي ة خيتارون من ا ما يناس أه اف م م ج وما حي د توج اته م ج أخ ى والي حت دت‬
‫يف توج ن أساسين مها ‪ :‬البحو الكمي والبحو الكيفي فكال التوج ن يسعيان إىل الوصول إىل املع ف العلمي‬
‫وتع البحو الكيفي حبو شامل حتتوي عل أمناط خمتلف م حبو العلو االنساني من ا البحو االثنوج افي‬
‫واملي اني وختتلف ه البحو ع بعض ا البعض يف أسس ا الفلسفي والتحليلي ‪.‬‬
‫إىل‬ ‫إن ه ا العمل ي تم بنوعن خمتلفن وم من م املقاربات يف العلو االنساني هي املقارب الكيفي الي هت‬
‫ف م الظاه ة االجتماعي م خالل مشارك األف اد االجتماعين وتقابل ا املقارب الكمي الي تفرتض وجود حقائق‬
‫اجتماعي منعزل ع مشاع ومعتق ات األف اد واملقارب الكمي والكيفي ت الن عل جمموع املناه املنظم بط يق‬
‫متناسق يف إطار عملي البحث م أجل التفكري والتنقي وكل م املقاربتن يف العلو االنساني واالجتماعي فلكل؟‬
‫مقارب خصائص ا جتعل من ا األفضل واألنس م الثاني م خالل ه ال راس سنتط يف ب اي املطا إىل‬
‫تع يف كل مقارن مع تبيان أمهيت ا ودورها يف دراس الظواه االنساني واالجتماعي وك ا دراس عالق كل مقارب‬
‫باألخ ى والف بين ما كما سنحاول اإلجاب عل اإلشكالي املط وح حول الفوار النظ ي والعملي يف املقاربات‬
‫الكمي والكيفي‬
‫انطالقا مما ذك آنفا قمنا بتقسيم ه الورق البحثي إىل احملاور التالي ‪:‬‬
‫المحور األول ‪ :‬مف و املقارب الكمي ‪ Quantitative Research‬وأدواهتا‬
‫المحور الثاني ‪ :‬املقارب الكيفي ‪qualitative research‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬إشكالي الكم والكيف يف حبو العلو اإلنساني‬
‫المحور الرابع ‪ :‬الفوار النظ ي والعملي يف تطبيق املقاربات الكمي والكيفي يف العلو اإلنساني‬

‫‪ .2‬المحور األول ‪ :‬مفهوم المقاربة الكمية ‪ Quantitative Research‬وأدواتها‬

‫‪462‬‬
 ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬
‫سعاد بومدين‬

‫‪ 2.2‬تعريف المقاربة الكمية‬

‫الب يف الب اي أن نع ج عل املقارب الي تعترب أساس نظ ي يتكون م جمموع م املبادئ يتأسس علي ا الربنام‬
‫أو املن اج وبناء عليه فاملقارب هي الط يق الي يتناول هبا ال ارس أو الباحث املوضوع أو هي الط يق الي يتق ب هبا‬
‫م الشيء امل اد دراسته ويقص هبا أيضا الكيفي العام أو اخلط املستعمل لنشاط ما (م تبط بأه ا معين ) والي‬
‫ي اد من ا دراس وضعي أوحل مشكل أو بلوغ غاي معين أو االنطال يف مش وع ما وق است مت يف ه ا‬
‫السيا كمف و عملي لل الل عل عالق منطقي لتتآ ر فيما بين ا م أجل حتقيق غاي تعلمي يف حبو العلو‬
‫االنساني واالجتماعي ‪.‬‬

‫لق أدى تع د الظواه االنساني واالجتماعي يف اجملتمعات بالباحثن إىل التع ع حيثياهتا يف الواقع و‬
‫دراست ا منطقيا وهيي تساهم يف الت لي ع األفكار واألحكا املسبق حبيث جي عل الباحث مالحظ الظواه‬
‫االجتماعي م اخلارج و اكتشاف ا مثلما تكتشف الظواه الطبيعي )‪(Aron, 1994, p. 18‬‬

‫إن البحث الكمي هو ذلك البحث ال ي حي د فيه الباحث مشكل حبثه ويسأل أسئل حم دة أو يضع ف وضا قابل‬
‫لالختبار مث جيمع بيانات رقمي موضوعي م املشاركن أف اد العين بناء عل األسئل أو الف وض الي وضع ا مث حيلل‬
‫ه األرقا باست ا األسالي اإلحصائي ل حيصل عل إجاب لألسئل الي ط ح ا أو الف وض الي وضع ا‬
‫(محمود‪ ،2920 ،‬صفحة ‪)2‬‬

‫هي أيضا نوع م البحو العلمي الي تفرتض وجود حقائق اجتماعي موضوعي منف دة ومعزول ع مشاع‬
‫ومعتق ات األف اد وتعتم غالبا األسالي اإلحصائي يف مجع ا للبيانات ويتم حتليل ا كما تست مناه البحث‬
‫الكمي يف العلو الطبيعي واالجتماعي واالنساني (التاريخ الفلسف األخال ال ينيات الفنون إخل‬

‫يستن الباحث م خالل البحو الكمي عل الظاه ة االنساني االجتماعي م خالل اتباع ع د م‬
‫األسالي اإلحصائي وع ط يق ه ا املن ميك ال بط بن املالحظ التج يبي والبحث الكمي وذلك م خالل‬
‫القياس ولكي يتأك الباحث م صح املقاييس الي يست م ا فعليه است ا مقاييس الص والثبات كما أن‬
‫است ا املن الكمي يتطل منه تع يف املفاهيم الي سو يست م ا يف حبثه هب اختبار الف ضيات الي حت د‬
‫م ب اي البحث مث الب ء مب حل مجع البيانات وت تيب ا وحتليلي ا حتليال إحصائياً للوصول إىل النتائ امل جوة‬
‫(حلوش‪ ،2922 ،‬صفحة ‪ )211‬وهو البحث ال ي يتم م خالله اإلشارة إىل الظواه االنساني و االجتماعي‬
‫وذلك م خالل اتباع األسالي احلسابي واألسالي اإلحصائي وتقو البحو الكمي عل القياس حيث أن‬
‫القياس يقو بعملي ال بط ما بن املالحظ التج يبي والتعبري ال ياضي للعالقات الكمي ‪.‬‬

‫ويتميز البحث الكمي بأنه يبحث ع األسباب واحلقائق وذلك م منظور العالق الي حت ما بن املتغريات‬
‫األم ال ي يساع م إجياد تفسري عالقات السب والنتيج وه ا يؤدي إىل إمكاني تفسري كاف الظواه الي حتيط‬
‫بالظاه ة الي يقو ب راست ا‪ .‬وختتلف األدوات الي يتم است ام ا يف البحو الكمي والبحو الكيفي حيث يتم‬

‫‪462‬‬
 ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬
‫سعاد بومدين‬

‫ع الف ما بن أدوات البحو الكمي والبحو‬ ‫است ا أداوت لكل نوع م البحو وفيما يلي سو نتح‬
‫الكيفي ‪.‬‬

‫‪ 2.2‬خصائص البحوث الكمية‬

‫‪ -‬تقو باختبار النظ يات‬
‫‪ -‬هتيء األوضاع للتحكم يف املتغريات‬
‫‪ -‬حتاول ش ح الظواه الطبيعي كنتيج لالفرتاضات النظ ي‬
‫‪ -‬يتميز املن الكمي بأنه مناس لع د كبري م العلو واجملاالت كعلم النفس والعلو االنساني واالقتصاد‬
‫والتسويق وغري ذلك م اجملاالت‪.‬‬
‫‪ -‬ختترب البحو الكمي املتغريات التج يبي‬
‫‪ -‬يع املن الكمي األكث است اما ل ى الباحثن يف العلو االنساني واالجتماعي يف حال توف معلومات ع ي ة‬
‫حول املوضوع ال ي جي دراسته‪.‬‬
‫إىل تعميم نتائ البحث عل حاالت أخ ى (بودون‪ ،2029 ،‬صفحة ‪)07‬‬ ‫‪-‬ي‬
‫‪ 0.2‬أدوات جمع البيانات في البحوث الكمية‬

‫‪ 2.0.2‬أداة االستبيان‬

‫االستبيان هو عبارة ع جمموع م األسئل واالستفسارات املتنوع وامل تبط ببعض ا بالبعض بشكل حيقق‬
‫األه ا الي يسع إلي ا الباحث وذلك يف ضوء موضوع البحث واملشكل الي اختارها واالستبيان يف تصميمه‬
‫أق ب إىل ال ليل امل ش املتضم لسلسل أسئل تق إىل املبحو وفق تصور معن وحم د املوضوعات قص احلصول‬
‫عل معلومات خاص بالبحث يف شكل بيانات كمي تساع الباحث م إج اء مقارنات رقمي للحصول عل ما هو‬
‫بص د البحث فيه ( بن مرسي‪ ،2997 ،‬صفحة ‪)229‬‬

‫‪ 2.0.2‬أداة المقابلة ‪:‬‬

‫ت خل املقابل ضم أدوات البحث الكمي حيث يست م ا الباحث يف مجع املعلومات م األش اص ال ي‬
‫ميلكوهنا ويف غال األحيان يب أ بإج اء مقابالته مع العين الي متثل اجملتمع األصلي بع استكمال اإلع اد للمقابل‬
‫والت ري عل إج ائ ا (عبد الرحمان‪ ،2990 ،‬صفحة ‪ )2‬هي أيضا حوار لفظددي مباش د هدداد وواعددي يددتم بددن‬
‫ش صددن أو بددن ش د ص باحددث ومبحو وجمموع د م د األش د اص بغ د ض احلصددول عل د معلومددات دقيق د يتع ر‬
‫احلصول علي ا باألدوات أو التقنيات األخ ى كالكتاب أو التسجيل الصدويت‪.‬‬

‫إذا عل د د الباح ددث أن حي د د د مد ددا ي ي د د احلصد ددول عليد دده بالضدبط هد ا باالسددتعان بنقداط حم د دة‪.‬وال يتدأت ه د ا إال‬
‫برتمجد أسددئل البحدث إل د أهد د ا ميكد د قي دداس مد د ى حتقد دق ك ددل من ددا بواس ددط جمموعد د مد د األس ددئل الي تتم وفقا‬
‫لل طوات التالي ‪( :‬عرابي‪ ،2997 ،‬صفحة ‪)12‬‬

‫‪466‬‬
 ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬
‫سعاد بومدين‬

‫‪ .2‬تحديد أسئلة المقابلة‪:‬‬

‫التح ي ال ق كما حي د الباحث ط يق توجيه‬ ‫حيث تتوف يف ه األسئل املزايا العلمي مثل الوضوح املوضوعي‬
‫األسئل وت تيب ا‬

‫‪. 2‬تحديد مكان المقابلة وزمانها‪:‬‬

‫جي عل الباحث أن ي اعي يف ه امل حل أن يكون املكان م يح له وللمبحو أيضا وأن يكون إج اء ه املقابل‬
‫وفقا للوقت ال ي يناس الباحث واملبحو ‪.‬‬

‫‪ . 0‬تنفيذ المقابلة ‪:‬‬

‫تأيت ه امل حل بع حت ي الزمان واملكان وبع حت ي الباحث لألف اد ال ي سيقابل م يب أ يف ه امل حل التنفي‬
‫الفعلي للمقابل وه ا التنفي يتطل م الباحث أن يقو مبا يلي‪:‬‬

‫‪ 2.0‬خيتار الباحث عين صغرية ج ا ليج ي مع م مقابالت جت يبي خيترب في ا ق رته عل ط ح األسئل وتوجيه‬
‫النقاش كما خيترب ق رته عل اإلصغاء وتشجيع املفحوصن عل االستم ار يف احل يث‪.‬‬

‫‪ 2.0‬يب أ الباحث بإج اء مقابالته مع العين الي متثل اجملتمع األصلي بع استكمال اإلع اد والت ري عل إج ائ ا ‪.‬‬

‫‪ : 0.0‬تسجيل املقابل ‪ :‬وتتم يف ه امل حل تسجيل وحفظ املعلومات الي مت احلصول علي ا م قبل املبحو ل ى‬
‫الباحث لغ ض العمل علي ا يف وقت الحق‪.‬‬

‫‪ .2.0‬وهي امل اقب ال قيق لسلوك ما أو ظاه ة معين يف ظل ظ و وعوامل بيئي معين بغ ض احلصول عل معلومات‬
‫دقيق لتش يص ه ا السلوك أو السلوك أو الظاه ة فالباحث املالحظ هنا ي تم ويكز غالبا عل تسجيل أرقا أما‬
‫املالحظ النوعي ف ي أقل تنظيما م ذلك فالباحث ال يست تصنيفات وأمناط حم دة مسبقا بل يسجل مالحظاته‬
‫ه ا النوع م األدوات أيضا يف البحو الكيفي ‪.‬‬ ‫بشكل طبيعي ومسرتسل ومفتوح فيقو بتسجيل الواقع ويست‬

‫‪ .0‬المحور الثاني البحوث الكيفية ‪ Qualitative Research‬وأدواتها‬

‫‪ 2.0‬تعريف البحوث الكيفية‪:‬‬

‫تعترب البحو النوعي أو الكيفي م البحو الي تفرتض وجود حقائق وظواه يتم بناءها ع ط يق وج ات نظ‬
‫األف اد واجلماعات املشارك يف البحث ويتوجه الباحث يف العادة حنو عين عم ي أو مقصودة يف مجع البيانات‬
‫واملعلومات لتحقيق أه ا البحث ع ط يق أدوات مثل املالحظ باملشارك واملقابالت املعمق والوثائق‬
‫والسجالت األولي وهي البحو الي هت أساسا إىل ف م الظاه ة موضوع ال راس وعليه ينص االهتما هنا‬
‫أكث عل حص معىن األقوال الي مت مجع ا أو السلوكيات الي متت مالحظت ا (مورس‪ ،2992 ،‬صفحة ‪)29‬وهتتم‬
‫أكث ب راس جمتمعات صغرية احلجم واحمل دة مانيا ومكانيا ك راس مسار حياة ش ص مصاب ب اء الس طان أو‬
‫جت ب حياة لسار حمرت يف وقت حم د فالباحث يف ه احلال ي تم باألف اد حال حبال أي البحث ع اخلصوصي‬

‫‪462‬‬
 ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬
‫سعاد بومدين‬

‫بل إىل‬ ‫البحث الكيفي عادة إىل تعميم النتائ‬ ‫إليه البحو الكمي حيث ال ي‬ ‫يف مقابل التعميم ال ي هت‬
‫توسيع نتائ احلال حمل البحث ( عليان ‪ ،2999 ،‬صفحة ‪)210‬‬

‫فالبحث النوعي أو الكيفي هو من جي تكز عل وصف الظواه والف م األعمق هلا وال تكز عادة عل التج ي‬
‫أو الكشف ع السب أو النتيج باالعتماد عل املعطيات الع دي فالتساؤل ال ي يط ح عل مستوا هو سؤال‬
‫مفتوح الن اي وي تم بالعملي واملعىن أكث م اهتمامه بالسب والنتيج (قندليجي ‪ ،2990 ،‬صفحة ‪ )12‬وي رس‬
‫اإلنسان مب تلف أدواته املع في كاملالحظ باملشارك واملقابل احل ة واملعمق ومقابل اخلرباء واحملادث اجلماعي وغالبا‬
‫الكيفي م اإلجاب عل األسئل الي تب أ ب ‪:‬كيف؟ وملاذا؟ وبأي ط يق ؟ (عرابي ‪،‬‬ ‫ما ي تم الباحث يف املن‬
‫‪ ،2997‬صفحة ‪ )201‬والتأويل ف و يسع إىل حتقيق ف م أعمق للظواه امل روس والنفاذ إىل جممل احلوافز و‬
‫التمثالت واالجتاهات الي يتع ر الكشف عن ا اعتمادا فقط بلغ األرقا وهو أكث تأثري يف اإلطار املفاهيمي‬
‫والنظ ي للعلو االنساني واالجتماعي (الهراس ‪ ،2992 ،‬صفحة ‪)0‬‬

‫ويع البحث الكيفي بأنه ال راس الي م املمك أن يتم القيا هبا يف إطار املوقف الطبيعي ويعتم الباحث يف‬
‫ه ا النوع م البحو عل الط يق االستق ائي حيث يقو جبمع البيانات وم مث يقو بتحليل ا م خالل الصور‬
‫مع الرتكيز الكلي عل املعاين الي يقو ب ك ها املشاركون كما مت تع يف البحث الكيفي بأنه عملي حتقيق للف م‬
‫والي تستن عل التقالي املميزة ملن البحث العلمي تقو ع مشكل اجتماعي أو إنساني ويقو الباحث ببناء‬
‫صورة معق ة ومشولي وحيلل الكلمات كما يقو بوضع التقاري ويفصل في ا وج ات النظ باإلضاف إىل ذلك فإنه يقو‬
‫ال راس يف املوقف الطبيعي‪ .‬ويتم صياغ مشكل ال راس يف املن الكيفي م خالل ف م الظاه ة يف ظ وف ا‬
‫االجتماعي وأث ه العالق عل األداء االجتماعي وجي عل الباحث أن حي ص عن اللجوء إىل املن الكيفي أن‬
‫يأخ بعن االعتبار جمموع م النقاط وم أهم ه النقاط‪:‬‬

‫عن ا‬ ‫است ام ا وذلك م أجل يادة ف م أي ظاه ة أو مشكل ال نع‬ ‫‪ -‬ط البحث الكيفي الي جي‬
‫الكثري‬
‫عن ا الكثري أو‬ ‫‪ -‬يتم است ا املقارب الكيفي م أجل احلصول عل وج ات نظ وآراء خمتلف ألشياء النع‬
‫أو للحصول عل أشياء معمق يصع التعبري عن ا بط كمي أو إحصائي ‪.‬‬

‫‪ 2.0‬خصائص البحوث الكيفية ‪:‬‬

‫‪-‬نظ ته استق ائي للعالق بن النظ ي والبحث مع أن األوىل مستوحاة م الثاني ‪.‬‬

‫‪-‬إن الوضعي املع في تصفه بأنه تفسريي مبعىن أنه عكس تبين النموذج العلمي الطبيعي يف البحث الكمي فإن‬
‫التأكي فيه يكون عل ف م العامل االجتماعي م خالل تفحص ت مج ذلك العامل عرب املشاركن‪.‬‬

‫‪-‬الوضعي األنث وبولوجي تصفه أنه بنائي وال ي يعين أن امللكيات االجتماعي هي نتاج التفاعل بن األف اد وليس‬
‫ظاه ة خارجي أو منفصل ع أولئك ال ي سامهوا يف بنائ ا‬

‫‪462‬‬
 ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬
‫سعاد بومدين‬

‫‪-‬يؤك البحث الكيفي عل اإلج اءات أكث م تأكي وتكيز عل امل جات والنتائ ‪.‬‬

‫‪-‬ي تم البحث الكيفي بال رج األساس عل املعاين املتعلق بكيفي جعل معىن حلياة الناس و جتارهبم وبنيت م احلياتي ‪.‬‬

‫‪-‬الباحث يف البحث النوعي أو الكيفي هو األداة ال ئيسي جلمع البيانات وحتليل ا وليس ع ط يق االستبيانات‬
‫واألدوات األخ ى املماثل ‪.‬‬

‫‪-‬يف البحث الكيفي أو النوعي ي ه الباحث ش صيا وبنفسه إىل األف اد واجلماعات املعني بالبحث ويقو بتح ي‬
‫املواقع واملؤسسات املعني واملالحظ وامل اقب أو تسجيل البيانات املتعلق بالسلوك يف احمليط الطبيعي هلا‪.‬‬

‫‪-‬إن البحث الكيفي أو النوعي ينطوي عل الوصف أي أن الباحث ي تم باإلج اءات والعمليات واملعاين املكتسب‬
‫وف م ا ع ط يق الكلمات والتص فات والصور املستوحاة ع جمتمع ال راس ‪.‬‬

‫‪ 0.0‬أدوات جمع البيانات في البحوث الكيفية‬

‫‪2.0.0‬المالحظة ‪:‬‬

‫يف إطارها املتميز ووفق ظ وف ا الطبيعي الي تسمح‬ ‫تعترب املالحظ مشاه ة الظاه ة حمل ال راس ع كث‬
‫عل أمناط معيشت م ومشاكل م (حسان‪ ،2022 ،‬صفحة‬ ‫للباحث م م اقب تص فات وتفاعالت املبحوثن والتع‬
‫‪ )292‬ومالحظ الظاه ة وعناص ها دون االعتماد عل خمطط مسبق لنوعي املعلومات أو السلوكات الي سي ضع ا‬
‫للمالحظ وتصنف املالحظ وفقا للباحثن إىل االنواع التالي (ربحي وعليان‪ ،2999 ،‬صفحة ‪ )221‬ويقص هبا‬
‫املالحظ العلمي واملشاه ة ال قيق لظاه ة ما مع االستعان بأسالي البحث العلمي وال راس الي تتالء مع طبيع‬
‫الظاه ة واملالحظ يف البحث االجتماعي تصاح البحث م أوله إىل آخ وهناك ع ة أنواع للمالحظ أمه ا‬
‫(الشماس‪ ،2992 ،‬صفحة ‪)201‬‬

‫‪ - 2‬المالحظة بالمشارك)‪: ) Direct Observation‬‬

‫وفي ا يقو الباحث بنفس ال ور ويشارك أف اد ال راس يف سلوكاهتم ومماراساهتم امل اد دراست ا ويتفاعل مع م‬
‫م خالل معايشت م نفس املواقف دون أن يع فوا ذلك كما أن املالحظ املباش ة أو ما يع باملالحظ باملشارك‬
‫م م الختيار املعلومات احلقلي الال م لتقييم الشواه الي مجعت بالوسائل األخ ى فاجل ول الزمين للبحث احلقلي‬
‫يتضم الت اخل بن املالحظ املباش ة واألسالي األخ ى جلمع املادة العلمي م خالل املعايش احلي للمجتمع‬
‫امل روس واملشارك الفاعل داخله حيث يكتس الباحث م ارة يف أداء ه األعمال وق رة عل كتاب جت بته‬
‫الش صي في ا وممارسته هلا وه ا ما يؤدي يف الن اي إىل تصوي واقع اجملتمع امل روس بتفصيالت تتسم بالشمولي‬
‫‪..‬‬ ‫وال ق‬
‫‪-2‬المالحظة بدون مشاركة أو غير المباشرة‪:‬‬

‫‪462‬‬
 ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬
‫سعاد بومدين‬

‫يقو الباحث يف ه ا النوع بأخ موقف أو مكان ي اق منه األح ا أو الظاه ة أو السلوك دون أن يشارك أف اد‬
‫عين ال راس باألدوار الي يقومون هبا حيث يالحظ ويسجل مباش ة أو باست ا الكامريا ومسجالت الصوت مثال‬
‫وال يكون القائم باملالحظ مع وفا لألف اد املبحوثن أو ما تع باملالحظ ب ون مشا رك حيث يلع في ا الباحث‬
‫دور املشاه بالنسب للظاه ة أو احل موضوع املشاه ة إذ يقو بالنظ واالستماع إىل موقف اجتماعي معن دون‬
‫املشارك الفعلي فيه واملالحظ هنا يكون بعي ا ع الظاه ة موضوع البحث‪.‬‬

‫‪ -0‬المقابلة ‪:‬‬

‫تع املقابل م بن التقنيات واألدوات املن جي األكث أمهي واستعماال واملقابل كما جاءت يف تع يف ا هي تقني‬
‫مباش ة تستعمل م أجل مساءل األف اد ومساءل اجلماعات بط يق نصف موج تسمح بأخ معلومات كيفي‬
‫هت إىل التع العميق عل األش اص املبحوثن ف ي أفضل التقنيات لكل م ي ي استكشا احلوافز العميق‬
‫لألف اد واكتشا األسباب املشرتك لسلوك م م خالل خصوصي كل حال وتعترب املقابل املتعمق م الوسائل اهلام‬
‫والفعال جلمع املعلومات والبيانات الكيفي مثال (مشاع أح ا وج ات نظ ش ادات) هب حتليل ا واستكشا‬
‫علل ا العميق باست ا مساءل املبحوثن ف ديا أو مجاعيا حيث تكت اجابات املقابل نصيا مث تتم ق اءة النصوص‬
‫م ات ع ة وحت د األفكار ال ئيسي كل التصنيفات املناسب وم مث توضع ضم مواضيع كبرية ميك أن تنتمي إلي ا‬
‫(موريس‪ ،2996 ،‬صفحة ‪)207‬‬

‫*المقابلة الحرة (أو غير الموجهة)‪:‬‬

‫وال يت خل الباحث إال لتشجيع املبحو‬ ‫يتم خالهلا ط ح أسئل ح ة م قبل الباحث عل املبحو‬
‫*المقابلة الموجهة‪:‬‬
‫املع سلفا م قبل الباحث يسمح ط ح ا بالتعبري احل ع موقفه اجتا املوضوع‬
‫ويتم في ا االعتماد عل دليل املقابل ّ‬
‫امل اد دراسته‬
‫المقابلة النصف موجهة ‪:‬وتكون ممزوج بن الط يقتن السابقتن حيث يتم اع اد حماور األسئل واحلوار بالتايل يكون‬
‫‪.‬‬ ‫ه ا النوع م املقابالت قابل لإلضاف أو التع يل أو احل‬

‫‪ 2.0‬مجاالت استخدام البحوث الكيفية‬

‫إن البحو الكيفي ض وري يف ظ و ن رة املعلومات ع املوضوع أو عن ما تكون املعلومات مشتت و غامض‬
‫تست عي التنقي عن ا حىت ميك صياغت ا يف إطار علمي متكامل ومتماسك كما تكون البحو الكيفي ض وري‬
‫للوصول إىل تفسريات متعمق للمعطيات الكمي و ي تبط ذلك ب ور البحو الكيفي يف حتقيق غ ض البحث العلمي‬
‫يف الوصف و التفسري و التحقق والتقييم كثريا ما يط ح السؤال ‪:‬ما احلاج للبحو الكيفي أو النوعي ؟ واحلقيق أن‬
‫في ا ه البحو تتنوع وتتع د باختال األه ا الي يطمح الباحث م الوصول إلي ا ‪.‬‬ ‫اجملاالت الي تست‬
‫وعموما ميك حص ه اجملاالت فيما يلي‪:‬‬

‫‪422‬‬
 ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬
‫سعاد بومدين‬

‫‪ .1‬الوصف ‪:‬‬
‫متك البحو الكيفي م وصف املواقف الطبيعي و العالقات االجتماعي واألوضاع والعمليات و النظم واألداء و‬
‫السلوك كأن تصف ال راس املمارسات اإلداري يف مؤسس معين أو عالقات العمل يف بيئ ما أو است ا‬
‫اإلنرتنت يف إح ى اجملاالت‪.‬‬

‫‪.2‬التفسير ‪:‬‬
‫تساع البحو الكيفي م احلصول عل رؤيا متعمق ع ظاه ة معين وتطوي مفاهيم ج ي ة أو م اخل نظ ي ع‬
‫الظاه ة وك لك اكتشا املشكالت الي توج داخل الظاه ة أي أن التفسري ال ي تق مه البحو الكيفي ال ينبثق‬
‫م متغريات مت قياس ا كميا والتحكم في ا وضبط ا ومعاجلت ا إحصائيا وإمنا ينبثق م حتليل البيانات و املعلومات‬
‫الكيفي و ال بط بين ا واالستنتاج من ا‪.‬‬

‫‪.0‬التحقق ‪:‬‬
‫حيث ميك م خالل البحو الكيفي التحقق م ف ضيات معين تتعلق ب راس ظاه ة أو موضوع ما‪.‬‬

‫‪.2‬التقييم ‪:‬‬
‫م خالل البحو الكيفي ميك للباحث أن حيصل عل املعايري الي متكنه م إص ار أحكا تقييميه عل فاعلي‬
‫سياسات أو ممارسات أو جت ي ات معين ‪( .‬عبد الحميد محمد‪ ،2999 ،‬صفحة ‪)221‬‬

‫‪ 1.0‬مناهج البحوث الكيفية‬

‫‪ 2.1.0‬منهج دراسة الحالة ‪:‬‬

‫هو أح املناه األساسي لل راسات الوصفي يقو عل أساس اختيار حال معين يقو الباحث ب راست ا و ق تكون‬
‫وح ة إداري و اجتماعي واح ة( مؤسس م رس مكتب ‪ ...‬إخل) أو ف د واح مثال "م م " أو مجاع م األش اص‬
‫عائل أو طالب‪ ...‬إخل وتكون دراس ه احلال بشكل معمق يتناول كاف املغريات امل تبط هبا و تتناوهلا بالوصف‬
‫الكامل و التحليل و ميك أن تست دراس احلال كوسيل جلمع البيانات واملعلومات يف دراس وصفي ميك تعميم‬
‫نتائج ا عل احلاالت املتشاهب بش ط أن تكون احلال ممثل للمجتمع ال ي ي اد احلكم عليه و م مث ميك أن‬
‫نست لص ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬أن دراس احلال هي إح ى املناه الوصفي ‪.‬‬

‫دراس احلال الختبار ف ضي أو جمموع ف وض‪.‬‬ ‫‪-‬ميك أن تست‬

‫‪-‬عن است ا احلال للتعميم ينبغي التأك م أن احلال ممثل للمجتمع ال ي ي اد التعميم عليه‪.‬‬

‫‪-‬م الض وري م اعاة املوضوعي و االبتعاد ع ال اتي يف اختيار احلال و مجع املعلومات عن ا مث يف عملي التحليل و‬
‫التفسري‬

‫‪422‬‬
 ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬
‫سعاد بومدين‬

‫‪ 2.1.0‬المنهج االثنوجرافي‪:‬‬

‫املن االثنوج ايف هو ط يق وأداة لف م أسالي جمتمع أو مجاع ما وط قه يف احلياة اليومي م خالل أفكار‬
‫أعضائه ومعتق اهتم وقيم م وسلوكياهتم وما يصنعونه م أشياء يتعاملون مع ا ويتم ذلك ع ط يق املالحظ‬
‫باملشارك يف الوضع الطبيعي احليايت م جان الباحث ويعترب الباحث يتون أن املن االثنوج ايف "من لوصف‬
‫الواقع واستنتاج ال الئل والرباهن م املشاه ة الفعلي للظاه ة امل روس ويتطل ه ا املن م الباحث معايش‬
‫فعلي للمي ان أو احلقل موضع ال راس " (زيتون‪ ،2996 ،‬صفحة ‪ )29‬أما األنث وبولوجيون األم يكيون فيعتربونه‬
‫الط يق الي يتم م خالهلا وصف ثقاف جمتمع ما وهو املن ال ي يست مه الباحث ملالحظ للسلوك يف بيئته‬
‫ووضعه الطبيعي ويتوصل م خالل ه املالحظات إىل معاين هل السلوكات‪.‬‬

‫‪.2‬المحور الثالث‪ :‬إشكالية الكم والكيف في العلوم االنسانية ‪:‬‬

‫لق انتش اللجوء واالنتبا إىل البحث الكيفي يف أواخ الستينيات وب اي السبعينيات م الق ن املاضي عن ما‬
‫ا داد اهتما الباحثن واملعنين بتع دي من جي البحو العلمي واعتقاد البعض أن البحو العلمي وخاص‬
‫االجتماعي مل تع تتناول احلقائق اليومي ألف اد اجملتمع وض ورة االقرتاب م الظواه امل تلف الي حتيط بنا وحبث ا يف‬
‫سياق ا ويف البيئ الطبيعي الي يتواج هبا األف اد واجلماعات وه ا يتطل التحول م البحو الكمي والبحو‬
‫امل ربي إىل نوع ج ي يتطل منظورا ج ي ا وهو البحث النوعي أو الكيفي حيث ش ت عش ي السبعينيات‬
‫تبلور املنظور الكيفي اإلنساين ال ي ب أ يف الستينيات انطالقا م فلسف العلو وم املن جي بط ح ثنائي من جي‬
‫أساسي يف العلو االنساني واالجتماعي تكز عل ثال حماور رئيسي ‪:‬‬

‫‪-‬م ج املنظور الكيفي اإلنساين ال ي يكز عل اللغ و تأويل األفعال اإلنساني وعل األخ بعن االعتبار‬
‫وج ات نظ الفاعلن االجتماعين‪.‬‬

‫‪424‬‬
 ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬
‫سعاد بومدين‬

‫‪-‬م ج أخ ى املنظور الكمي العلمي ال ي يكز عل تشكيل النظ يات وتفسري االختبار اإلمربيقي والقياس‬
‫املوضوعي للظواه ‪.‬‬

‫واملعطيات اإلحصائي م ج‬ ‫‪ -‬يف جمال تقنيات البحث تط ح الثنائي بنفس احل ة بن ‪:‬االستبيان التج ي‬
‫واملالحظ باملشارك واملقابل م ج أخ ى (دليو‪ ،2921 ،‬صفحة ‪)29‬‬

‫وت جع أصول اجل ل ال ائ حاليا بن املنظوري ) الكمي والكيفي (إىل الق ن املاضي حيث ط ح ا كل م " ديلثي "‬
‫و"ريك ت "عن ما الحظنا األصال والتميز املن جي للعلو اإلنساني مقابل العلو الطبيعي ه أصال نابع م طبيع‬
‫موضوع دراست ا إن م رس شيكاغو وخاص " فلوريان نانيكي "جعلوا م املالحظ باملشارك وتاريخ السري ال اتي‬
‫أنس مناه وتقنيات العلو االنساني واالجتماعي واليو استعاد املنظور الكيفي اإلنساين قوته كط يق لل وج م‬
‫الوضعي السائ ة للبحث العلمي ‪.‬‬

‫إن التحليل األويل هل الثنائي ال يرب وجود ع ة أبعاد فقط يتزاي ع دها أيضا فثنائي الكمي ‪-‬الكيفي" ال‬
‫تقتص عل مشاكل القياس ف و أم يس ل حتليله أو إمكاني حله بل تتع اها إىل جماالت خمتلف وع ي ة متس‬
‫األبستمولوجيا املن جي وتقنيات البحث‪.‬‬

‫‪ .1‬المحور الرابع ‪ :‬الفوارق النظرية والعملية لمقتربات الكمية والكيفية‬

‫تفاعال مستم ا ذا معىن‬ ‫ي ى الباحثون يف البحو الكيفي للعلو االنساني واالجتماعي أن البحث اإلنساين يتطل‬
‫مستوى البحو الكمي‬ ‫بن الباحثن واملبحوثن وه ا التفاعل جي أن يصل إىل أقصا أما يف رأي الباحثن عل‬
‫وفق إج اءات وخطوات‬ ‫أن النتائ الي يتحصل علي ا الباحث ما هي إال رأي للمحوي فقط جت ي البحو الكمي‬
‫فيما يتعلق خبط البحث‬ ‫متتابع وخمطط مع إع اد حمكم مسبقا أما ال راسات النوعي فتتميز بق ر أكرب م امل ون‬
‫تصميما ناشئا أو طارئا خالل عملي مجع البيانات (قنديلجي والسامرائي‪،‬‬ ‫والباحث يف البحث النوعي يست‬
‫‪ ،2990‬صفحة ‪ . )22‬والباحثان ‪ LALONE‬و‪ POUPART‬يكشفان ع بعض مميزات املقارب الكيفي الي‬
‫ميك م خالهلا توضيح الف بين ا و بن املقارب الكمي‬

‫‪422‬‬
 ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬
‫سعاد بومدين‬

‫‪ -‬درج الص يف املقارب الكيفي غري مضمون ‪.‬‬

‫‪ -‬كال املقاربتن الكيفي والكمي تق مان إمكانيات دراس وحتليل خمتلف اإلشكاليات بط يقتن مغاي تن‪.‬‬
‫‪ -‬املقارب الكيفي تسمح ب راس الظواه االجتماعي م اوي الفاعلن ل لك يفضل است ام ا يف العلو االجتماعي‬
‫إن القول ال ي ينو إىل أن كال م املقاربتن يتعارضان يف ال راس ال جمال له م الصح إذا اعتربنا السؤالن امل من‬
‫الل ان تط ح ما كل م ‪)Léger ,1993 ,p03( DURU-BELLATMARIA‬‬
‫‪‬هل ميك التح ع الكم احملض؟‬
‫ع دراس ب ون تكميم؟‬ ‫‪‬هل ميك التح‬

‫ميك التوصل م خالل الط ح السابق أنه يوج ف بن املقاربتن ولك ليس تعارضا كانت املقارب كمي أو كيفي‬
‫هناك دائما إج اء حيول دون استغناء إح امها ع األخ ى م أجل إث اء ال راس بالنتائ امل اد التوصل إلي ا هناك‬
‫ويتجل ذلك بوضوح م خالل استعماهلا يف الكيمياء الي تع املقارب الكيفي عل أهنا التحليل أو ال ارس الي‬
‫حت د العناص املكون للمادة ب ون األخ بعن االعتبار نسب املكونات( ‪ ) Dumez,2011,p47‬وم ه ا التع يف‬
‫نالحظ الف بن املقاربتن إذ يتبن بأن املقارب الكيفي تسبق املقارب الكمي وحتض هلا ف ي مقارب استكشافي تق‬
‫الظاه ة وتع املفاهيم قبل قياس ا واختبارها إحصائيا وهي مثالي للم احل األوىل م البحث أما ال راس الكمي‬
‫فينصح أن تست م أجل امل احل الن ائي م البحث‪ .‬ويوضح اجل ول اآليت الف و املوجودة بن البحو الكمي‬
‫والكيفي م حيث اخلطوات العلمي واخلصائص الي متيز كل من ما ‪:‬‬

‫خصائص البحوث الكيفية‬ ‫خطوات عملية البحث‬ ‫خصائص البحوث الكمية‬

‫استكشافي وتفسريي‬ ‫تحديد وتعريف المشكلة‬ ‫تفسريي ووصفي‬

‫دور ثانوي يف تربي اختيار املشكل‬ ‫مراجعة البحوث السابقة‬ ‫دور أساسي يف تربي اختيار املشكل‬
‫وحت ي احلاج إلي ا‬

‫حم د وضيق‬ ‫اختيار العينة المشاركون‬ ‫‪-‬واسع وع يض تعتم أساسا عل‬

‫خربات املشاركن‬

‫‪-‬احلصول عل بيانات قابل للقياس‬

‫‪-‬است ا الربوتوكوالت‬ ‫جمع البيانات‬ ‫است ا أدوات مع ة مسبقا‬

‫نصوص مكتوب أو مصورة‬ ‫‪-‬بيانات رقمي‬

‫ع د حم ود م األف اد‬ ‫‪-‬ع د كبري م األف اد‬

‫حتليل احملتوى‬ ‫تحليل البيانات وتفسيرها‬ ‫حتليل احصائي للبيانات‬

‫‪422‬‬
 ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬
‫سعاد بومدين‬

‫‪-‬وصف وحتليل لغوي‬ ‫‪-‬وصف االجتاهات أو املقارن بن‬

‫اجملموعات أو وصف العالقات بن‬
‫‪-‬الرتكيز عل املعىن األكرب للنتائ‬
‫املتغريات‬

‫البحو‬ ‫بنتائ‬ ‫النتائ‬ ‫‪-‬مقارن‬

‫السابق‬

‫إعداد التقرير النهائي وتقويم النتائج م ن ومتطور‬ ‫‪-‬يتبغ أصول ومعايري حم د‬

‫‪-‬ذايت متحيز‬ ‫‪-‬موضوعي وغري متحيز‬

‫المصدر‪Caswell ,J.W.(2002) Educational research planninge,conducting and :‬‬

‫‪evaluating quantitative and qualitative research ,p51.‬‬

‫‪ .6‬خاتمة‬

‫انطالقا مما سبق يتضح لنا جليا أن املقاربات الكمي والكيفي ما هي إال إس ا مع يف و أساس نظ ي ل راس‬
‫وف م السلوك البش ي والظواه االنساني واالجتماعي املعق ة واملتشابك الي تستلز م الباحث اجت ادات لغ ض‬
‫ف م ا وتفسريها ويبق فقط االختال يف الط املن جي املطبق لكل من ما ميك للباحث أن يتناول دراسته‬
‫العلمي وكل واح ة من ما تق نوع خاص م النتائ امل اد الوصول إلي ا وعليه فإن االختيار بن أح املقاربتن أو‬
‫مجع ما معا يف حبو العلو اإلنساني واالجتماعي ال ي جع إىل اخلصائص والف وقات بن املقاربتن وإمنا يعتم عل‬
‫طبيع ال راس واإلشكالي املط وح واأله ا م البحث للوصول إىل نتيج معين تثبت أو تنفي الف ضيات الي‬
‫صاغ ا قبل ب ايته جلمع املعطيات وحتليل ا ‪.‬‬

‫يف األخري تبق ه الورق البحثي حلق ضم سلسل البحو العلمي الي تسع للكشف ع األسالي املن جي‬
‫واست ا املقاربات الكمي والكيفي يف حقل العلو االنساني واالجتماعي والي نسع م خالهلا أيضا إىل احلث‬
‫عل ض ورة التعمق يف البحث فيما خيص األسس املن جي الي تعترب احلج األساس ملعاجل الظواه االنساني‬
‫واالجتماعي ون رج ضم ه الورق مجل م االقرتاحات تتمثل يف ‪:‬‬

‫‪422‬‬
 ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬
‫سعاد بومدين‬

‫‪ -‬ع الفصل الن ائي بن املقاربتن ألن كل من ا يكمل اآلخ ‪.‬‬

‫‪ -‬دعوة الباحثن إىل است ا أسلوب التكامل البحثي بن املقاربتن الكمي والكيفي ‪.‬‬

‫‪ -‬رغم وجود ف و بن املقاربتن إال أن كال املن جن م من يف حبو العلو االنساني واالجتماعي ودراس الظواه‬
‫رغم اختال اوي معاجلت ا ‪.‬‬

‫‪-‬اب ا أمهي البحو الكيفي يف ظل تنامي العمل عل املقاربات الكمي الي تعتم عل القياس واالحصاء‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪ .1‬أبو عال حممود )‪ (2013‬مناه البحث الكمي والنوعي وامل تلط ط‪ 1‬عمان دار املسرية للنش والتو يع‬

‫‪.2‬ب م سي أمح ) ‪ ( 2007‬مناه البحث العلمي يف علو اإلعال واالتصال اجلزائ ديوان املطبوعات‬
‫اجلامعي ‪ .‬اجلزائ ‪.‬‬

‫‪.3‬حس حمم حسان األسس العلمي ملناه البحث العلمي دار الطليع للطباع والنش بريوت ‪1892‬‬

‫‪.4‬حلوش مصطف التحليل االستق ائي للبيانات الكيفي ملقابل حبثي ‪ 2114‬جمل سلوك خمرب"حتليل املعطيات‬
‫الكمي والكيفي يف العلو االجتماعي و اإلنساني " جامع عب احلمي ب باديس‪-‬مستغامن اجملل ‪1‬‬
‫‪ .5‬يتون كمال عب احلمي ) ‪ ( 2006‬تصميم البحو الكيفي و الكمي و معاجل بياناهتا إلكرتونيا القاه ة‬
‫عامل الكت ‪.‬‬

‫د ط خمرب علم اجتماع االتصال للبحث والرتمج جامع‬ ‫‪ .6‬دليو فضيل عناص من جي يف العلو االجتماعي‬
‫قسنطين ‪. 2015‬‬

‫‪.7‬رحبي مصطف عليان وعثمان حمم غنيم(‪ )2111‬مناه وأسالي البحث العلمي النظ ي والتطبيق دار صفاء‬
‫للنش والتو يع ط‪. 1‬‬

‫ط‪ 1‬ال ياض ‪:‬دار عامل الكت ‪.‬‬ ‫‪.9‬رج إب اهيم عب ال محان ) ‪ ( 2003‬مناه البحث يف العلو االجتماعي‬

‫‪.8‬رميون بودون ) ‪ ( 1980‬مناه علم االجتماع ط‪ 1‬بريوت منشورات عوي ات‪.‬‬

‫‪.11‬الشماس عيس (‪ )2111‬م خل إىل علم اإلنسان ‪:‬األنث وبولوجيا م منشو ا رت احتاد الكتاب‬

‫‪.11‬عام قن يلجي إميان السام ائي البحث العلمي" الكمي والنوعي د ط دار اليا وري ا ألردن ‪. 2009‬‬

‫‪.12‬ع ايب عب القادر عب اهلل (‪ )2117‬املناه الكيفي يف العلو االجتماعي دار الفك دمشق‪ .‬الع ب سوريا‬

‫‪426‬‬
 ‫الفوارق النظرية والعملية للمقاربات الكمية والكيفية في العلوم االنسانية‬
‫سعاد بومدين‬

‫‪.13‬عليان رحبي مصطف عثمان حمم غنيم ) ‪ ( 2000‬مناه وأسالي البحث العلمي النظ ي والتطبيق ط‬
‫‪ 1‬عمان ‪.‬‬

‫‪.14‬قن ليجي عام إميان السام اين ) ‪ ( 2009‬البحث العلمي الكمي والنوعي ط‪ 1‬عمان األردن دار‬
‫اليا وري العلمي للنش والتو يع‪.‬‬

‫‪.15‬موريس اجن س ‪ :‬من جي البحث العلمي يف العلو اإلنساني ت مج و ي صح اوي وآخ ون دار القصب للنش‬
‫اجلزائ ‪. 2004‬‬

‫‪.16‬موريس أجن س (‪ (2006‬ط‪ 2‬من جي البحث العلمي يف العلو اإلنساني ت مج بو ي صح وآخ ون دار‬
‫القصب للنش اجلزائ‬

‫‪.17‬اهل اس امل تار (‪ )2112‬ط ‪ 1‬املناه الكيفي يف العلو االجتماعي منشو ا رت كلي اآلداب والعلو‬
‫اإلنساني ال باط سلسل ن وات ومناظ ا رت رقم ‪ 100‬مطبع النجاح اجل ي ة ال ار‬

‫‪18.Raymond Aron 1994 les étapes de la pensée sociologique, Ed CERES,‬‬

‫‪Tunis,‬‬

‫‪19.Alan Bryman ( 2012), Social Research Methods, Forth edition, Oxford‬‬

‫‪University press,.‬‬

‫‪20.Jandir Ferrera de Lima and Yvan Desbiens,(2009) L’approche‬‬

‫‪quantitative et‬‬
‫‪qualitative dans les études du développement régional, Informe Gepec,‬‬
‫‪Version 13, N° 01, Jan/Jun 2009.‬‬

‫‪DumezHérvé, Qu’est ce que la r‬‬

‫‪422‬‬