You are on page 1of 16

‫الجمهوريـة الجزائريـة الديمقراطيـة الشعبيـة‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫كلية العلوم االجتماعية واالنسانية‬
‫جامعة الشهيد زيان عاشور ‪-‬الجلفة‪-‬‬
‫التخصص‪ :‬علم اجتماع اتصال‬
‫السنة‪ :‬ماستر ‪01‬‬
‫الفوج رقم‪02 :‬‬
‫مقياس‪ :‬التنشئة االجتماعية‬

‫بحث حول‬

‫االتصال السياسي‬
‫تحت اشراف‪:‬‬ ‫من اعداد الطلبة‪:‬‬
‫غول خيرة‬ ‫بن حادو احمد‬ ‫‪-‬‬
‫جوال بالل‬ ‫‪-‬‬

‫السنة الجامعية‪2023/2024:‬خطة البحث‬


‫مقدمة‬

‫المبحث االول‪ :‬االتصال السياسي‬ ‫‪.I‬‬


‫المطلب االول‪ :‬تعريف االتصال السياسي‬ ‫‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة االتصال السياسي‬ ‫‪.2‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عناصر االتصال السياسي‬ ‫‪.3‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مستويات االتصال السياسي ووظائفه‬ ‫‪.II‬‬
‫المطلب االول‪ :‬مستويات االتصال السياسي‬ ‫‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وظائف االتصال السياسي‬ ‫‪.2‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نظريات االتصال السياسي‬ ‫‪.III‬‬
‫المطلب االول‪ :‬عالقة النظرية باالتصال السياسي‬ ‫‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النظريات المتعلقة بالجمهور‬ ‫‪.2‬‬
‫المطلب الثالث العالقة بين النظرية واالتصال السياسي‬ ‫‪.3‬‬

‫الخاتمة‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫مقدمة‬

‫يعت بر االتص ال السياس ي من العناص ر األساس ية في الحي اة السياس ية ألي مجتم ع‪ ،‬حيث يمث ل الوس يلة ال تي‬
‫تس اعد على تب ادل األفك ار والمعلوم ات بين الف اعلين السياس يين والجمه ور‪ .‬يه دف ه ذا البحث إلى فهم مفه وم‬
‫االتصال السياسي ونشأته‪ ،‬باإلضافة إلى استكشاف عناصره المكونة ومستوياته المختلفة‪ .‬سيتم أيًض ا تحليل‬
‫وظ ائف االتص ال السياس ي وكيفي ة ت أثيره على عملي ة ص نع الق رار السياس ي‪ .‬كم ا س يتم اس تعراض النظري ات‬
‫المتعلق ة باالتص ال السياس ي وعالقته ا ب الجمهور‪ ،‬مم ا يس اهم في تق ديم رؤي ة ش املة ح ول أهمي ة االتص ال‬
‫السياس ي في المجتمع ات الحديث ة‪ ،‬ومن ه نط رح اش كالنا اآلتي‪ :‬م‪22‬ا مفه‪22‬وم االتص‪22‬ال السياس‪22‬ي؟ وفيم‪22‬ا تتمث‪22‬ل‬
‫مستوياته؟‬
‫المبحث االول‪ :‬االتصال السياسي‬ ‫‪.I‬‬
‫المطلب االول‪ :‬تعريف االتصال السياسي‬ ‫‪.1‬‬

‫تعري‪22‬ف مي‪22‬دو‪ :‬االتص ال السياس ي ه و الرم وز والوس ائل المتبادل ة المت أثرة بالنظ ام السياس ي والم ؤثرة في ه"‪.‬‬
‫تعريف تشافي‪ :‬هو أثر االتصال ووظيفته في العملية السياسية "‪.‬‬

‫تعري‪22‬ف بلي‪22‬ك وهاردس‪22‬ن‪ " :‬االتص ال الم ؤثر ت أثيرا حقيقي ا أو ممكن ا في الحال ة السياس ية أو الوج ود السياس ي‬
‫بصفة عامة‪.‬‬

‫تعريف سكدسون‪" :‬أنه عملية نقل الرسالة يقصد بها التأثير على استخدام السلطة أو الترويج لها في المجتمع‪.‬‬

‫تعري‪22‬ف دينت‪22‬ون وودوارد‪ :‬ه و المناقش ة العام ة ح ول الس لطة ومص ادر ال دخل الع ام في المجتم ع"‪ .‬تعري ف‬
‫ماكنير‪" :‬هو اتصال هادف يتعلق بالسياسة " ويشرح ماكثير هذا التعريف الموجز بقوله أنه يشتمل على‪:‬‬

‫أ‪ -‬كل مستويات االتصال التي يستخدمها الساسة أو المشغولون بالسياسة بغية الوصول إللى غاي ة محددة‬
‫وأهداف مقصودة‪.‬‬
‫ب‪ -‬االتص ال الموج ه إلى الساس ة من غ ير المنش غلين بالسياس ة كالب احثين وكت اب األعم دة الص حفية‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫ت‪ -‬اتص ال يتعل ق مضمونه باألش خاص المنش غلين بالسياس ة وغ يرهم ممن تنطب ق عليهم ه ذه الص فة‪،‬‬
‫ويتعل ق أيضا بنش اطاتهم ال تي تتضمنها التق ارير اإلخباري ة واالفتتاحي ات وغيره ا من وس ائل مناقش ة‬
‫وس ائل اإلعالم للسياس ة والسياس يين وتعري ف االتص ال السياس ي ال تي ق دمها المتخصص ون في فئ ة‬
‫كبيرة ومتناثرة في بطون كتبهم ودراساتهم وأبحاثهم‪.‬‬

‫ولكنن ا نكتفي بم ا أثبتن اه هن ا لتوضيح تن وع الط رح واختالف وجه ات النظ ر ح ول العناص ر األساس ية ال تي‬
‫يتركب منها تعريف مصطلح االتصال السياسي‪.‬‬

‫االتص‪22‬ال السياس‪22‬ي‪ :‬ه و النش اط الموج ه ال ذي يق وم ب ه الساس ة أو اإلعالمي ون أو عام ة أف راد الش عب وال ذي‬
‫يعكس أه داف السياس ة وت ؤثر في الحكوم ة أو ال رأي الع ام أو الحي اة الخاص ة لألف راد والش عوب من خالل‬
‫‪1‬‬
‫وسائل االتصال المتعددة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة االتصال السياسي‬ ‫‪.2‬‬

‫ترجع بدايات االتصال السياسي إلى الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وذلك عندما قدم الجمهوريون اللجوء لوكالة‬
‫متخصص ة في العالق ات العام ة كي تتولى ترشيح الجنرال إيزنه اور وهي وكال ة (‪ )BBDO‬وألول مرة قرر‬
‫الح زب تخص يص ميزاني ة خاص ة لش ؤون االتص ال السياس ي وألول م رة يس تخدم السياس يون األمريكي ون‬
‫التلفزيون كي يتقربوا من الناخبين ويستخدمونه كبوق يبثون من خالله صورهم الذهنية التي يريدون الظهور‬
‫‪1‬‬
‫عبد الملك ردمان الدناني‪ ،‬الوظيفة اإلعالمية لشبكة االنترنت‪ ،‬دار الفجر للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫بها ويعتبر جون كنيدي "‪ "JOHN KENNEDY‬من أكثر الرؤساء األمريكيين الذين لجأوا لمكاتب العالقات‬
‫العام ة تقرب ا من الش عب لينعم بالش عبية ال تي تمكن ه من الف وز على منافس يه‪ ،‬فك ان يك ثر من الظه ور على‬
‫شاش ات التلفزيون الذي اس تطاع من خالل ه إلح اق الهزيم ة نيكس ون ‪ NIKSON‬؛ ول ذلك ف إن الكث ير يعت برون‬
‫ع ام ‪ 1960‬بمثاب ة ميالد للعالق ات العام ة السياس ية‪ ،‬أم ا في ع ام ‪ 1976‬فق د تم التوص ل إلى الش كل النه ائي‬
‫لالتصال السياسي المتلفز والذي يضع التلفزيون في مكانة عالية؛ فقد واجه المرشح لرئاسة الواليات المتحدة‬
‫األمريكي ة جيمي ك ارتر المرش ح المن افس ل ه ج ير ال دفورد من خالل ثالث مواجه ات تلفزيوني ة‪ .‬وهك ذا فق د‬
‫نضجت تجربة االتصال السياسي األمريكي من خالل عملية تسويقية متكاملة العناصر فيها شريكا أساسيا‪.‬‬

‫يشهد مجال االتصال السياسي تطورا في األربعين سنة الماضية ليس في مجال البحث العلمي فقط بل امتدت‬
‫لتش مل اإلص دارات العلمي ة المتخصص ة والت دريس في الجامع ات والمؤسس ات التعليمي ة والتخص ص المه ني‬
‫والممارس ة التطبيقي ة في المؤسس ات االس تراتيجية ففي مج ال البح وث ب دأت في الخمس ينات الميالدي ة من ه ذا‬
‫القرن وكان االهتمام منصبا على موضوعات ذات عالقة ذات وثيقة‪ ،‬باالتصال السياسي مثل تأثير التلفزيون‬
‫في الوالي ات المتح دة األمريكي ة ع ام ‪ 1952‬وتق ويم اآلخ ر المص احب الس تخدام أس اليب الدعاي ة وتحلي ل‬
‫مضمون اللغ ة السياس ية المس تخدمة في االنتخاب ات‪ ،‬وق د تن وعت موضوعات البحث في مج ال االتص ال‬
‫السياس ي في الس نوات ال تي تلت منتص ف ه ذا الق رن‪ ،‬وبلغت ال ذروة في اهتم ام الب احثين والمختص ين به ا‬
‫وخاص ة حمل تي االتص ال والعل وم السياس ية‪ ،‬وفي ع ام ‪ 1972‬أص درت مجموع ة من أس اتذة االتص ال في‬
‫الوالي ات المتح دة األمريكي ة قائم ة بيلوغرافي ة بأس ماء بعض الدراس ات والبح وث ال تي أج ريت في مج ال‬
‫‪2‬‬
‫االتصال السياسي بلغت أكثر من ألف دراسة علمية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عناصر االتصال السياسي‬ ‫‪.3‬‬

‫ال يمكن الح ديث عن عناص ر االتص ال السياس ي دون التط رق إلى عناص ر االتص ال كك ل؛ ألن عناص ر‬
‫االتصال السياسي ال تختلف عن عناصر االتصال في شكلها العام‪ .‬ولقد تباينت اآلراء واختلفت حول تحديد‬
‫هذه العناصر فحددها البعض بثالث عناصر والبعض اآلخر حددها بأربع إلى غير ذلك‪ ،‬ومن هذه العناصر‬
‫هناك أربع عناصر سياسية تتمثل في المرسل الرسالة الوسيلة والمتلقي أما العناصر األخرى فترتبط بقياس‬
‫أثر العملية االتصالية كعملية اجتماعية من استجابة وتغذية عكسية أو رجع الصدى وتفاعل‪ .‬المرسل‪ :‬وهو‬
‫الشخص أو مجموعة أشخاص وقد يكون الهيئة أو الجهاز الذي يود أن يؤثر في اآلخرين بشكل معين وهو‬
‫الذي تصدر عنه الرسالة االتصالية بمحتوياتها المختلفة ويمكن للمرسل استخدام إشارات أو مقررات لغوية‪،‬‬
‫كلم ات أو ص ور أو تعب ير لوج ه لتمكين المس تقبل المقص ود من فهم اله دف أو المع نى المطل وب من الرس الة؛‬
‫فيتعين على القائم باالتصال التمتع بالمصداقية وكسب الثقة من قبل المستقبل والمرسل يقوم بوظيفتين هما‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫العربي عثمان محمد‪ ،‬االنترنت‪ :‬االنتشار واالستخدام‪ ،‬دار المجد للنشر والتوزيع‪ ،‬تونس‪.‬‬
‫أ‪ -‬تحدي د الفك رة أو المه ارة مم ا ي رغب في توجيه ه لمن يتعام ل معهم‪ ،‬ثم دراس ة ه ذه الفك رة وجم ع‬
‫المعلومات المناسبة عنها وتنظيمها وتحديد اختيار األسلوب أو السياسة المناسبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬القيام بشرح وتوضيح الفكرة لمن هم في حاجة إليهم عن طريق اللغة والوسيلة التي اختارها‪.‬‬
‫الوسيلة أو القناة‪ :‬وهي الوس يلة أو الواس طة المادي ة لتوص يل الرم وز ال تي تحتويه ا الرس الة‪ ،‬وهي القن اة‬ ‫‪‬‬
‫التي تنتقل من خاللها من مصدر إلى مستقبل وتتعدد هذه الرسالة في عملية االتصال بالجماهير‪ ،‬ويتوقف‬
‫اس تخدام ك ل وس يلة منه ا على عدة متغ يرات أهمه ا طبيع ة الفك رة المطروح ة واله دف المقص ود‪ ،‬والوقت‬
‫وخصائص الجمهور المستهدف كذلك البد من أن يكون المستقبل على استعداد تام لقبول رسالة وتفسيرها‬
‫تبعا إلطاره الداللي‪.‬‬
‫المستقبل‪ :‬ه و ال ذي يس تقبل الرس الة من المرس ل بالش كل ال تي تم اس تهدافه وح تى يتم ذل ك الب د ان يك ون‬ ‫‪‬‬
‫المستقبل على استعداد تام لقبول الرسالة وتفسيرها تبعا إلطاره الداللي وحسب خبراته السابقة توجد أنواع‬
‫متعدد للقنوات من بينها‪:‬‬
‫القناة التصويرية‪ :‬الملصقات اللوحات اإلشهارية‬ ‫‪‬‬
‫القناة‪ :‬الهاتف بنوعية الثابت والنقال التلفزيون‪ ،‬الراديو ‪...‬إلخ‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫القناة الكتابية‪ :‬يتم فيها نقل المعلومات الكتابية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مستويات االتصال السياسي ووظائفه‬ ‫‪.II‬‬


‫المطلب االول‪ :‬مستويات االتصال السياسي‬ ‫‪.1‬‬
‫أ‪ -‬مستويات االتصال السياسي حسب عدد المشاركين‪:‬‬

‫االتصال الذاتي‪ :‬هو عملية شخصية بحتة يقصد بها اتصال الفرد مع نفسه؛ ورغم ان هذا المستوى االتصالي‬
‫يمث ل المس توى األق ل في تص نيفات االتص ال‪ ،‬إال أن ه ينط وي على أهمي ة بالغ ة؛ إذ ي رى البعض أن النت ائج‬
‫المترتبة على االتصال الذاتي تؤثر كثيرًا على كافة مستويات االتصال األخرى‪ ،‬باعتباره اللبنة األساس في‬
‫البناء االتصالي الذي يشارك فيه الفرد‪ .‬ويرتبط هذا المستوى االتصالي بالبناء المعرفي واإلدراكي والشعوري‬
‫للف رد‪ ،‬ويش مل كاف ة العملي ات العقلي ة‪ ،‬في محاول ة لتنظيم إدراك ه عن األش خاص واألش ياء واألح داث أو‬
‫المعلومات واألفكار واآلراء‪ ،‬باعتبارها منبهات و مثيرات تتطلب منه استجابة ما في اتجاه ما ؛ فاالتصال مع‬
‫ال ذات يلعب دورا مهم ا في تش كيل ال ذات البش رية في تفاع ل ومحاول ة فهم كينون ة عالمه ا الخ اص والع الم‬
‫الخارجي‪.‬‬

‫االتص‪22‬ال الشخص‪22‬ي‪ :‬وهي العملي ة االتص الية ال تي يتب ادل خالله ا شخص ان أو أك ثر رس ائل ش فهية‬ ‫‪‬‬
‫وجسدية تساهم في استحداث وبناء عالقات فينا بينهما‪ ،‬ويتيح هذا النوع من االتصال إمكانية التفاعل‬

‫‪3‬‬
‫عصام الدين فرح‪ ،‬االتصال السياسي‪( ،‬د‪.‬ن‪.‬م‪.)2004 ،‬‬
‫بين المرسل والمستقبل وبالتالي تكون فرصة تأثير المرسل أو القائم باالتصال أكبر من خالل تعرفه‬
‫المباشر على درجة تأثير الرسالة وقدرته على تعديلها وتوجيهها لتصبح أكثر فاعلية وإ قناعا‪.‬‬

‫وهناك نوعان من االتصال الشخصي‪ ،‬هما‪:‬‬

‫االتصال الشخصي المباشر الرسمي‪ :‬يتم من خالل الدوائر الرسمية المسؤولة‪ ،‬ويكون عادة مقصودا‬ ‫‪-‬‬
‫وموجها‪ ،‬والغرض منه إقناع المتلقي بالفكرة المعروضة‪.‬‬
‫االتص‪222‬ال الشخص‪222‬ي الط‪222‬بيعي‪ :‬يتم بين األف راد الع اديين في حي اتهم اليومي ة‪ ،‬ويش مل التعام ل بين‬ ‫‪-‬‬
‫األص دقاء وال زمالء في العم ل؛ وبالت الي ف إن أطروح ات األف راد في ه ذا االتص ال هي نت اج ط بيعي‬
‫لرؤيتهم للقضايا والموضوعات في المجتمع‪ ،‬وهو بذلك أكثر تأثيرا من األول بحكم تلقائيته ‪.‬‬

‫االتصال الجمعي‪ :‬يحت ل ه ذا الن وع من االتص ال مكان ًا وس طًا بين االتص ال الشخص ي واالتص ال الجم اهيري‪.‬‬
‫ويتم يز االتص ال الجمعي بالتفاع ل بين أعضائه‪ ،‬ووح دة االهتم ام والمص لحة وارتف اع مس توى ال وعي بين‬
‫أف راده‪ ،‬وذل ك مث ل لق اءات المرش حين السياس يين م ع ال دوائر االنتخابي ة ‪ ،‬حيث يظه ر الت أثير بطريق ة مباش رة‬
‫وهو ما يميز السلوك الجمعي‪.‬‬

‫وك ل مس تمع يع د ج زءًا من مجموع ة المس تقبلين والمتلقين‪ ،‬ويكفي أن يق وم ف رد واح د أو مجموع ة قليل ة من‬
‫األفراد بالخطوات األولية إلرسال الرسالة كخطب أدولف هتلر التي كان يلقيها أمام حشد كبير‪.‬‬

‫االتصال الجم‪2‬اهيري ‪ :‬يقص د ب ه االتص ال ال ذي يتم بواس طة وس ائل اإلعالم الجماهيري ة‪ ،‬ويتم يز بقدرت ه على‬
‫توص يل الرس ائل في آن واح د وبس رعة فائق ة إلى جمه ور ع ريض غ ير مع روف ل دى الق ائم باالتص ال من‬
‫المتلقين المنتش رين متب ايني االتجاه ات والمس تويات‪ ،‬وه ذا الن وع من االتص ال ه و اتص ال خطي في اتج اه‬
‫واحد‪ ،‬حيث ينعدم إحساس القائم باالتصال برجع الصدى أو التغذية العكسية المباشرة‪ ،‬لذلك فإن رج ع الص دى‬
‫بعد عملية مؤجلة ال يمكن قياسها بشكل فوري‪.‬‬

‫وم ع التط ورات التكنولوجي ة الحديث ة أص بحت وس ائل اإلعالم أك ثر ميًال إلى نم ط االتص ال التف اعلي؛ حيث‬
‫تزداد مشاركة الجمهور في عملية االتصال‪ ،‬وأصبحت وسائل اإلعالم الجديدة وسائل لالتصال التفاعلي‪ ،‬على‬
‫‪4‬‬
‫النحو الذي نجده في مواقع االنترنت والبرامج التلفزيونية المعنية بتغطية الشؤون الجارية‪.‬‬

‫ب‪ -‬مستويات االتصال السياسي من حيث اتجاه الرسالة‬

‫االتصال الص‪2‬اعد‪ :‬وفي ه ذا المس توى تتج ه الرس ائل اإلعالمي ة من المس تويات األدنى إلى المس تويات األعلى‬
‫حسب طبيعة التظيم السياسي في المجتمع ووفر هذا المستوى من االتصال الكثير من المعلومات الضرورية‬
‫وغ ير الضرورية للمس تويات العلي ا في التنظيم اإلداري والسياس ي‪ .‬ويس تخدم ه ذا المس توى االتص الي في‬
‫التع رف على ردود األفع ال تج اه الق رارات السياس ية والتع رف على اتجاه ات ال رأي الع ام‪ .‬وي رى البعض أن‬
‫‪4‬‬
‫علي خليل شقرة‪ ،‬اإلعالم الجديد (شبكات التواصل االجتماعي دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪.2015 ، 1‬‬
‫كفاءة هذا المستوى من االتصال دليل حيوية وفاعلية النظام السياسي في المجتمعات الديمقراطية يتطلب األمر‬
‫وجود قنوات اتصال صاعد فاعلة حتى يمكن متابعة آراء الناخبين واتجاهاتهم‪.‬‬

‫االتص ‪22‬ال الهاب ‪22‬ط‪ :‬وه و اتص ال من أعلى إلى أس فل كاالتص ال من رؤس اء األنظم ة السياس ية إلى وزرائهم‬
‫ومرؤوس يهم أو من مس توى سياس ي أعلى إلى مس توى سياس ي أدنى‪ ،‬ويع د ه ذا الن وع من االتص ال األك ثر‬
‫ش يوعًا‪ ،‬ويتم من خالل ه نق ل الق رارات الرس مية والتوجيه ات واألخب ار والمعلوم ات من ص انعي السياس ة‬
‫الرئيسيين إلى مرؤوسيهم لتنفيذها وتعميمها على مختلف الجهات األخرى األدنى مستوى عبر تسلسل هرمي‬
‫من القيادة إلى القاعدة‪ .‬ومن خالل هذا المستوى تقوم وسائل االتصال بدور هام في خدمة السلطة السياسية؛‬
‫فهي الوس ائل ال تي يتلقى بواس طتها أف راد الجمه ور األخب ار والمعلوم ات والق رارات وه ذا المس توى االتص الي‬
‫يعنى به كثير من األنظمة االتصالية السلطوية في العالم النامي على وجه التحديد‪.‬‬

‫االتص ‪22‬ال األفقي‪ :‬ويك ون ه ذا الن وع من االتص ال بين المس تويات السياس ية ال تي تق ع في نفس المس توى؛‬
‫فاالتص ال بين وزراء الحكوم ة ه و اتص ال أفقي‪ ،‬واالتص ال الشخص ي بين أف راد الجمه ور ه و اتص ال أفقي‬
‫ك ذلك‪ .‬ويه دف االتص ال األفقي إلى التع اون والتنس يق وتب ادل األخب ار والمعلوم ات واألفك ار ح ول مختل ف‬
‫الموضوعات السياسية‪ ،‬وحل المشكالت وتبادل وجهات النظر والخبرات بين مسؤولين من المستوى نفسه أو‬
‫جماعات حزبية أو أفراد‪ .‬وغالبًا ما يكون االتصال األفقي شفويًا وبطريقة مباشرة وبدون أية تعقيدات نظامية‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫ويتم عادة من خالل اللقاءات وتبادل الزيارات واالجتماعات واللجان والسلوكيات المختلفة‪.‬‬

‫ت‪ -‬مستويات االتصال حسب رسمية القنوات‪:‬‬

‫قنوات االتصال الرسمية ‪ :‬يتم االتص ال الرسمي عادة في إط ار تنظيم معين‪ ،‬ويسير وفق أس اليب وإ جراءات‬
‫وقواعد رسمية محددة وموثقة ورسمية‪ ،‬وتسير عادة المعلومات على مستوى االتصال الرسمي بما يتماشى‬
‫والتنظيم الرس مي للس لطات واالختصاص ات والوظ ائف العام ة للنظ ام السياس ي‪ ،‬كم ا يمكن أن يس ير االتص ال‬
‫الرس مي من أعلى إلى أس فل‪ ،‬أو من أس فل إلى أعلى‪ ،‬أو بش كل أفقي ويقص د بالرس مية في االتص ال أن تك ون‬
‫ه ذه المؤسس ات إذاع ة ( أو تلف از أو ص حيفة أو غيره ا من الوس ائل االتص الية ) حكومي ة أو ش به حكومي ة أو‬
‫تحت تأثير ونفوذ الحكومة‪.‬‬

‫قن‪22‬وات االتص‪22‬ال غ‪22‬ير الرس‪22‬مية‪ :‬االتص ال غ ير الرس مي ال يخضع لقواع د وإ ج راءات وق وانين سياس ية مثبت ة‬
‫ورسمية كما هو الحال في االتصال الرسمي‪ ،‬ويتم غالبًا عبر قنوات خارجة عن القنوات الرسمية ومن خالل‬
‫مستويات اجتماعية وسياسية مختلفة‪ ،‬متخطي ًا بذلك خطوط السلطة السياسية‪ .‬وهذا االتصال غير الرسمي قد‬
‫يكون عبر جماعات داخل تنظيم معين‪ ،‬وقد يتعداه إلى جماعات خارج التنظيم من خالل االتصاالت الشخصية‬
‫واللق اءات والمناس بات وال رحالت واالجتماع ات غ ير الرس مية والجماع ة غ ير الرس مية هي ال تي ال تعتم د في‬
‫تكوينه ا على أي ة ق رارات أو قواع د أو ح تى ق وانين وعق ود ذات تحدي د رس مي‪ ،‬ولكنه ا تق وم تلقائي ًا إذا دعت‬

‫‪ 5‬علي مقلد‪ ،‬فن التسويق الحديث‪ ،‬ط ‪ ، 1‬سوريا‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر‪.2004 ،‬‬
‫بعض الظروف إلى قيامها‪ ،‬وقد ينتسب إليها بعض األفراد‪ ،‬وينساقون وراء قيادة غير رسمية وغير ملزمة‪،‬‬
‫وسرعان ما تنفض هذه الجماعة بعد تحقيق أهدافها أو دخول عوامل خارجية قاهرة تفرق بين أفرادها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وظائف االتصال السياسي‬ ‫‪.2‬‬

‫وظيفة التنشئة السياسية‪:‬‬

‫هي عملية تنموية يتم من خاللها اكتساب المعرفة وتكوين المواقف والقيم وتشكيل الثقافة السياسية والمحافظة‬
‫عليه ا أو تغييره ا بواس طة وس ائل االتص ال السياس ي وه ذه العملي ة مس تمرة ع بر مراح ل حي اة اإلنس ان‪ ،‬من ذ‬
‫الطفولة حتى الشيخوخة‪ ،‬ومن خاللها يعي الفرد خصائص المجتمع واالتجاهات واألفكار السياسية السائدة في‬
‫المجتمع التي تؤدي إلى نوع من التكيف الضروري مع النظام السياسي‪.‬‬

‫ق د بدأ االهتمام بدراس ة تأثير وس ائل اإلعالم في التنش ئة السياسية‪ ،‬من ذ أن لوحظ أن التع رض للتلفزيون يبدأ‬
‫مبكرًا لدى الطفل‪ ،‬ويشغل حيزًا كبيرًا من الوقت الذي يقضيه في المدرسة‪ ،‬وبالتالي البد أن يكون مصدرًا‬
‫مؤثرًا في المعرفة السياسية لدى النشء‪.‬‬

‫وظيفة التسويق السياسي‪:‬‬

‫ويع رف التس ويق كون ه يع د تطبيق ا لمب ادئ التس ويق وأسس ه وأس اليبه على الحي اة السياس ية ف أطراف العملي ة‬
‫السياسية يستخدمون هذه المبادئ في اتصاالتهم السياسية خصوصا في الحمالت االنتخابية‪.‬‬

‫التس ‪22‬ويق السياس ‪22‬ي‪ :‬وه و علم الت أثير في الس لوك الع ام الجم اهيري في المواق ف التنافس ية‪ ،‬يتم من خالل ه‬
‫اس تخدام مب ادئ وط رق ونظري ات التس ويق التج اري في الحمالت السياس ية‪ ،‬بواس طة مؤسس ات أو أش خاص‬
‫متخصصين‪.‬‬

‫ويستفيد من التسويق السياسي االختصاصيون‪ ،‬مثل المرشحين لالنتخابات على كل المستويات‪ ،‬والمستشارين‬
‫السياسيين وجماعات الضغط‪ ،‬ومديري اللجان السياسية وجامعي التبرعات‪ ،‬ومنظمي االستفتاءات والمسؤولين‬
‫الحكوم يين‪ ،‬واختصاص يو اإلعالن ات السياس ية والص حفيين‪ ،‬وم ديري العالق ات العام ة‪ ،‬ومستش اري االتص ال‬
‫المباشر‪.‬‬

‫وقد أدى االهتمام بالتسويق السياسي إلى ظهور هيئات استشارية للحمالت ومؤسسات للدعاية وإ نتاج اإلعالن‬
‫السياسي‪ ،‬لتصميم البرامج االنتحابية‪ ،‬واختيار وسائل الدعاية واإلعالن المناسبة للتسويق للمرشحين والتعريف‬
‫ب برامجهم؛ حيث تش ير الدراس ات إلى أن من أهم عوام ل نج اح المرش ح‪ :‬براعت ه في اس تخدام اإلعالن‬
‫التليفزي وني للتس ويق عن نفس ه‪ ،‬وبي ان أوج ه الق وة في شخص يته‪ ،‬وقدرت ه على إقن اع الن اخبين ببرنامج ه‬
‫‪6‬‬
‫االنتخابي ومشروعه السياسي الذي يروج له‪.‬‬

‫وبالتالي التسويق السياسي هو عملية إنتاج المعلومات في السياسة وشؤونها باستخدام مصطلحات واتجاهات‬
‫مستقاة من نظريات ومفاهيم التسويق التجاري‪.‬‬

‫وظيفة الرقابة على الحكومة‪:‬‬

‫يوصف دور وسائل االتصال بأنه مثل دور الحارس اليقظ الذي يعمل كحارس ضد إساءات استخدام السلطة‬
‫الرسمية‪ ،‬وكمراقب لمصالح المجتمع وصيانته من الفساد والمخالفات؛ فوسائل االتصال تعمل كرقيب للسلطة‬
‫من خالل مراقبة المؤسسات والقضايا واألحداث واآلراء‪ ،‬وتسليط الضوء على بعضها‪ ،‬وتق ويم أداء الحكوم ة‪،‬‬
‫وترويج مبدأ الحق في المعرفة‪ .‬وهذا التركيز يلفت انتباه السياسيين لها؛ كما أن هذه الوسائل تعمل كرقيب‬
‫لألفراد فهي تعلمهم باألحداث الجارية واألنشطة السياسية‪ ،‬وتشبع احتياجاتهم الشخصية وتحد من القلق لديهم‪.‬‬

‫ومن أهم مسؤوليات وس ائل االتص ال ‪ :‬التأك د من حقيقة م ا ينشر وحماي ة المجتم ع من تس لط النظ ام السياسي‬
‫كما تقوم بنقل توجهات وآراء أفراد المجتمع والجماعات والقوى السياسية بشأن مختلف القضايا إلى السلطة‬
‫السياسية‪.‬‬

‫وظيفة التأثير على الرأي العام‪:‬‬

‫حيث أن معالج ة القضايا واألح داث كث يرا في إدراك الن اس له ذه األح داث فهي ت زود أف راد المجتم ع بكاف ة‬
‫المعلومات عن البيئة السياسية‪.‬‬

‫أصبحت وسائل االتصال في المجتمعات الحديثة تقرر بشكل كبير ما الذي يشكل الرأي العام وتزوده بغالبية‬
‫المعلوم ات ال تي من خالله ا يطل ع على الش ؤون العام ة ومعرف ة الشخص يات السياس ية‪ .‬إن معالج ة وس ائل‬
‫‪7‬‬
‫االتصال للقضايا واألحداث تؤثر تأثيرا كبيرا على ادراك ماليين الناس للحقيقة‪.‬‬

‫تعتم د الس لطة السياس ية على وس ائل االتص ال في توجي ه ال رأي الع ام المحلي والت أثير علي ه وتحدي د مواقف ة‬
‫المساندة لسياسات الحكومة ودعم برامجها السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫وظيفة دعم مشروعية النظام السياسي‬

‫تعمل وسائل االتصال كأداة من أدوات الشرعية االجتماعية على منح الوضع الشرعي لألشخاص والمنظمات‪،‬‬
‫وتعيد تأكيد مستويات القيم المطلقة والمعتقدات االجتماعية‪ ،‬وهي تدعم الوضع السياسي واالجتماعي القائم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫فايز عبد هللا الشهري‪ ،‬التحديات األمنية المصاحبة لوسائل االتصال الجديدة‪ ،‬دار الحكمة للنشر والتوزيع‪ ،‬السعودية‪ ،‬د‪.‬ط‪.2003 .‬‬

‫‪ 7‬فيصل أبو عيشة‪ ،‬اإلعالم اإللكتروني‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬العبدلي مقابل البنك العربي‪ ،‬حقوق الطباعة محفوظة للنشر‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫‪.2010‬‬
‫وه ذه الوس ائل تع رض المواضيع من خالل زواياه ا الخاص ة‪ ،‬وتبثه ا للجمه ور‪ ،‬وهي في ال وقت نفس ه ت تيح‬
‫الفرصة للمسؤولين للظهور مباشرة على الجمهور لتوضيح وتبيين وجهات نظرهم‪.‬‬

‫وظيفة ترسيخ الشعور بالهوية الوطنية‬

‫من خالل‪:‬‬

‫نقل الموروث االجتماعي اللغة الثقافة‪ ،‬العادات والتقاليد‬ ‫‪-‬‬


‫تعميق الروابط التاريخية بين أفراد المجتمع‬ ‫‪-‬‬
‫بث روح الوالء واالنتماء الوطني‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وظيفة ادارة الصراعات السياسية‬

‫تساهم في‪:‬‬

‫حل الصراعات داخل المجتمع من خالل التغطية االعالمية لكافة وجهات النظر للفاعلين السياسيين‬ ‫‪-‬‬
‫واالجتماعيين‬
‫المحافظة على استقرار النظام السياسي‬ ‫‪-‬‬
‫تثبيت التماسك االجتماعي للمجتمع الن افراده مزودون بالمعلومات عن االحداث‬ ‫‪-‬‬

‫وظيفة المساعدة في صنع القرار‬

‫فق د اثبت الدراس ات األمريكي ة أن لوس ائل االتص ال واإلعالم ت أثيرا كب يرا على الق رارات السياس ية وذل ك‬
‫لسببين‪:‬‬

‫أنها تعطي الشعبية أو تمنعها عن صانع القرار‬ ‫‪-‬‬


‫صانع القرار يعتقد أنها هامة فهو ينظر لها كمقياس لرد فعل الناس تجاه سياساته وقراراته ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إن وظيف ة وس ائل االتص ال في ص نع الق رار السياس ي تختل ف ب اختالف طبيع ة النظ ام السياس ي الس ائد في‬
‫المجتم ع فوس ائل االتص ال في االنظم ة الديمقراطي ة تك ون ح رة في نق ل المعلوم ات والتفاع ل م ع القضايا‬
‫واألحداث وبالتالي تكون قادرة على صنع القرار بينها في النظم السلطوية حيث تنتقل المعلومات من األعلى‬
‫ألى األسفل أو النظم التي تمنح قدرا محدودا من الحرية يضعف الدور الذي قد تمارسه هذه الوسائل‪.‬‬

‫إن بعض المعلوم ات ال تي تق دم من خالل وس ائل االتص ال ق د تتع رض للتش ويه بدرج ة أو ب أخرى وإ ن ه ذا‬
‫التش ويه ق د يك ون ل ه ت أثيرا على ص نع الق رار السياس ي وينتج عن ه بعض المش كالت بالنس بة لص انع الق رار‬
‫السياس ي ال ذي تص له معلوم ات مش وهة عن الموضوع أو المس ألة ال تي يدرس ها التخ اذ ق رار بش أن ذل ك ف إن‬
‫‪8‬‬
‫قراره قد ال يكون سليما وينتج عنه بعض األزمات‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫كامل محمد الغربي‪ ،‬أساليب البحث العلمي في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،1‬األردن‪.2009 ،‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نظريات االتصال السياسي‬ ‫‪.III‬‬
‫المطلب االول‪ :‬عالقة النظرية باالتصال السياسي‬ ‫‪.1‬‬

‫العالق ة بين ‪ ،‬أدبي ات ه ذه النظري ة وبين السياس ة عالق ة ج د وثيق ة‪ ،‬ب ل ال نب الغ إن قلن ا إن نظري ة ت رتيب‬
‫األولوي ات تع د أك ثر نظري ات اإلعالم الحديث ة ص لة باالتص ال السياس ي‪ ،‬وتتأك د ه ذه العالق ة في األنظم ة‬
‫السياس ية الديمقراطي ة ال تي تمنح وس ائل اإلعالم حري ة في التعب ير عن القضايا ال تي تش غل أف راد المجتم ع‪،‬‬
‫وتجعل وسائل اإلعالم مرآة تعكس هذه القضايا ليراها الساسة وصناع القرار ‪.‬‬

‫وأبعاد العالقة بين هذه النظرية وبين السياسة تقوم على االفتراضين التاليين‪:‬‬

‫أن وسائل اإلعالم تسهم في صياغة وتشكيل الحقيقة السياسية ‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫أن الس لوك السياس ي ألف راد المجتم ع ساس ة ك انوا أو مواط نين ه و ‪ -‬غالب ه – انعك اس لمفه وم ه ذه‬ ‫‪)2‬‬
‫الحقيقة السياسية التي صاغتها وشكلتها وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫فالعالق ة بين التأثير المعرفي والسلوكي هي عالقة سببية؛ بمعنى أن السلوك هو نتاج معرفة سابقة وتصور‬
‫سالف عن موضوع هذا السلوك ومجاله‪ .‬فالناخب ‪ -‬مثال ‪ -‬ال يذهب إلى صندوق االقتراعات من أجل أن‬
‫يصوت لهذا المرشح أو ذاك من أجل التصويت المحض ولكنه يمارس هذا النشاط بناء على معطيات معرفية‬
‫سابقة كونت لديه تصور معين ًا عن أحقية هذا المرشح أو ذاك وجدارته بأن يمنح له هذا الصوت االنتخابي‪.‬‬
‫وكذلك الشخص الذي يشترك في نقاش سياسي مع اآلخرين حول موضوع معين أو قضية معينة‪ ،‬يستمد وقود‬
‫مش اركته من جمل ة المع ارف ال تي اس تقاها من وس ائل اإلعالم عن ذل ك الموضوع أو تل ك القضية‪ ،‬فهي‬
‫مشاركة أو سلوك سياسي مسبوق بتأثير معرفي مصدره الوسيلة اإلعالمية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬النظريات المتعلقة بالجمهور‬ ‫‪.2‬‬

‫نظرية االستخدامات واإلشباعات‬

‫األس‪22‬س العلمي‪22‬ة للنظري‪22‬ة‪ :‬نظري ة االس تخدامات واإلش باعات تع نى بجمه ور الوس يلة اإلعالمي ة وليس بعنص ر‬
‫الرسالة ذاتها كما في نظرية ترتيب األولويات‪.‬‬

‫هذه النظرية تقول إن جمهور الوسيلة اإلعالمية هو جمهور يتميز بخصائص عديدة‪ ،‬أهمها القدرة على اختيار‬
‫الرسائل اإلعالمية التي تلبي رغباته وتشبع حاجاته الكامنة في ذاته ومعنى ذلك أن الجمهور ليس سلبيًا يقبل‬
‫كل ما تعرضه عليه وسائل اإلعالم ؛ فالجمهور ‪ -‬بهذا المعنى ‪ -‬له غاية محددة من تعرضه لوسائل اإلعالم‪.‬‬

‫فرضيات النظرية‬
‫أن جمه ور وس ائل اإلعالم يس عى إلى تحقي ق ه دف معين من خالل تعرضه للرس ائل ال تي تق دمها‬ ‫‪.1‬‬
‫‪9‬‬
‫الوسيلة اإلعالمية‪.‬‬

‫أن جمهور الوسيلة اإلعالمية هو جمهور مسؤول عن اختيار ما يناسبه من وسائل اإلعالم التي تحقق‬ ‫‪.2‬‬
‫حاجات ه ورغبات ه‪ ،‬فه و يع رف ه ذه الحاج ات والرغب ات ويح اول إش باعها من خالل عرضه لوس ائل‬
‫إعالمية مختلفة‪.‬‬

‫االف تراض األخ ير ‪ -‬وه و متعل ق باالفتراضين الس ابقين ه و أن وس ائل اإلعالم تتن افس م ع مص ادر‬ ‫‪.3‬‬
‫اإلشباع األخرى‪ ،‬أي أنه إلى جانب ما تقدمه وسائل اإلعالم من اختيارات متعددة للجماهير من أجل‬
‫إش باع حاجاته ا‪ ،‬ف إن ه ذه الجم اهير تبحث أيضًا عن مص ادر أخ رى له ذا اإلش باع مم ا يجع ل وس ائل‬
‫اإلعالم تدخل في منافسة مع هذه المصادر‪.‬‬

‫أما دينيس ماكويل فقد أجمل التصورات التي تقوم عليها النظرية في النقاط التالية‪:‬‬

‫النفسية واالجتماعية التي نتجت عنها حاجات الجمهور‬ ‫‪‬‬

‫الدوافع الحاجات نفسها‬ ‫‪‬‬

‫التوقعات التي يكونها الجمهور عن مدى اإلشباع لهذه الحاجات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التوقعات مرتبطة بوسائل اإلعالم التي هي مصدر اإلشباع‬ ‫‪‬‬

‫هذه التوقعات تؤدي إلى ممارسة أنماط معينة من التعرض لوسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أنماط التعرض أو النشاط المتعدد للتعرض لوسائل اإلعالم ينتج عنه إشباع للحاجات والرغبات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العالقة بين النظرية واالتصال السياسي‬ ‫‪.3‬‬

‫عالقة نظرية االستخدامات واإلشباعات باالتصال السياسي هي عالقة وثيقة‪ ،‬وال تقل أهمية عن نظرية ترتيب‬
‫األولويات من حيث صلتها القوية بالبيئة السياسية للفرد‪ ،‬والفرق بينهما هو أن األولى تهتم بجمهور الوسيلة‬
‫اإلعالمية‪.‬‬

‫وتتحدد عالقة نظرية االستخدامات واإلشباعات في األمرين التاليين‪:‬‬

‫األول‪ :‬أن الشريحة األكبر من الجماهير التي تستخدم وسائل اإلعالم إلشباع حاجاتها ورغباتها الشريحة التي‬
‫تهتم بالرسائل ذات الطابع السياسي‪.‬‬

‫الث‪22‬اني‪ :‬أن ه ذه النظري ة ‪ -‬بن اء على م ا س بق ذك ره ‪ -‬يمكن أن تك ون ذات ص بغة سياس ية إذا ك انت متعلق ة‬
‫ببحوث األثر‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ماهر عودة الشمايلة محمود عزت‪ ،‬مصطفى يوسف‪ ،‬الكافي لإلعالم الجديد‪ ،‬دار اإلعصار العلمي للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪.2015 ، 1‬‬
‫وفي ضوء ه اتين الطريق تين يمكن تص نيف الدراس ات ال تي أج ريت في مج ال االتص ال السياس ي إلى خمس‬
‫مجموعات‬

‫المجموعة األولى‪ :‬هي الدراسات التي حاولت من خالل استخدامها للمناهج التطبيقية أن تحدد دوافع الجمهور‬
‫‪10‬‬
‫المتعلقة باالستخدامات للمضامين السياسية في وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫المجموعة الثانية‪ :‬هي الدراسات التي بحثت في أسباب هذه الدوافع‪.‬‬

‫المجموعة الثالثة‪ :‬تتمث ل في ذل ك الن وع من الدراس ات ال تي ح اولت أن تحل ل تق ويم الجم اهير لق درات وس ائل‬
‫اإلعالم المختلفة على إشباع الحاجات‪.‬‬

‫المجموع‪22‬ة الرابع‪22‬ة درس ت العالق ة الحقيق ة بين حاج ات الجمه ور واس تخداماته مضامين وس ائل اإلعالم ذات‬
‫الطابع السياسي‬

‫المجموعة الخامسة ‪ :‬الدراسات التي عنيت بالبحث في األثر السياسي لوسائل اإلعالم ‪.‬‬

‫عالقة النظرية باالتصال السياسي‬

‫السياس ة تق وم على اللغ ة‪ ،‬وهي في جملته ا نش اط خط ابي يه دف إلى إيص ال رس الة معين ة إلى العام ة أو‬
‫الجمهور عبر وسيلة اتصالية‪ .‬وهذا النشاط يقوم به المشتغلون بالسياسة او اإلعالميون‪ ،‬ومضمون االتصال‬
‫السياسي هو معلومات ُي راد إيصالها إلى الجمهور في شكل لغة خطابية أو حدث يجسد المعلومة‪.‬‬

‫وبالتالي هي عالقة جد وثيقة؛ إذ تتخذ من المضمون ومن مستقبل الرسالة االعالمية متغيرين أساسيين وينبغي‬
‫أن ننب ه هن ا الى أن ه الب د للبح وث ال تي تع نى بكيفي ة معالج ة األش خاص للمعلوم ات السياس ية أن ترك ز على‬
‫األش خاص أنفس هم‪ ،‬ألن ه ذه المعالج ة ال تي يتبناه ا األش خاص للمعلوم ات السياس ية ال تي يس تقبلونها كم ا تق ول‬
‫جريبر تتأثر بمتغيرات عديدة منها‪:‬‬

‫الصفات الشخصية للفرد‪ ،‬ونمط حياته‪ ،‬ونظرته للبيئة السياسية من حوله‪ ،‬ومن جهة أخرى فإنها تتأثر أيضًا‬
‫بعوامل خارجية مثل الحالة السياسية واالقتصادية وطبيعة األحداث التي تقع في فترة معينة من الزمن‪ .‬كل‬
‫ه ذه المتغ يرات ال ب د أن تؤخ ذ في االعتب ار إذا ك ان الب احث يري د الحص ول على ص ورة ص ادقة عن كيفي ة‬
‫‪11‬‬
‫معالجة األفراد للمعلومات السياسية التي يستقبلونها من وسائل اإلعالم ‪.‬‬

‫‪ 10‬محمد أنس ‪،‬جعفر‪ ،‬القانون الدستوري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1993 ،‬‬

‫‪ 11‬محمد بن سعود البشر‪ ،‬مقدمة في االتصال السياسي‪ ،‬ط ‪ 1‬الرياض‪ ،‬مكتبة المكان‪.1997 ،‬‬
‫الخاتمة‬

‫تع ّد دراس ة االتص ال السياس ي أم ًر ا حيوًي ا في فهم عملي ات ص نع الق رار والت أثير السياس ي في المجتمع ات‪.‬‬
‫فاالتصال السياسي ليس مجرد تبادل للمعلومات‪ ،‬بل يمثل أساًس ا لتشكيل الرأي العام وتوجيه السياسات‪ .‬ومن‬
‫خالل دراسة مفهومه ونشأته وعناصره‪ ،‬ندرك أهمية فهم دوره في تحقيق التواصل بين الحكومات والش عوب‪.‬‬
‫كما تبينت وظائفه المتعددة في توجيه السياسات وتشكيل الرأي العام‪ .‬وعلى الرغم من التحديات التي تواجهه‬
‫في عص ر التكنولوجي ا ووس ائل التواص ل االجتم اعي‪ ،‬ف إن االتص ال السياس ي يظ ل عنص ًر ا أساس ًيا في بن اء‬
‫المجتمعات الديمقراطية وتعزيز الشفافية والمشاركة المجتمعية‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫عبد الملك ردمان الدناني‪ ،‬الوظيفة اإلعالمية لشبكة االنترنت‪ ،‬دار الفجر للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‬ ‫‪)1‬‬
‫‪.1‬‬
‫العربي عثمان محمد‪ ،‬االنترنت‪ :‬االنتشار واالستخدام‪ ،‬دار المجد للنشر والتوزيع‪ ،‬تونس‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫عصام الدين فرح‪ ،‬االتصال السياسي‪( ،‬د‪.‬ن‪.‬م‪.)2004 ،‬‬ ‫‪)3‬‬
‫علي خلي ل ش قرة‪ ،‬اإلعالم الجدي د (ش بكات التواص ل االجتم اعي دار أس امة للنش ر والتوزي ع‪ ،‬عم ان‪،‬‬ ‫‪)4‬‬
‫األردن‪ ،‬ط ‪.2015 ، 1‬‬
‫علي مقلد‪ ،‬فن التسويق الحديث‪ ،‬ط ‪ ، 1‬سوريا‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر‪.2004 ،‬‬ ‫‪)5‬‬
‫ف ايز عب د اهلل الش هري‪ ،‬التح ديات األمني ة المص احبة لوس ائل االتص ال الجدي دة‪ ،‬دار الحكم ة للنش ر‬ ‫‪)6‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬السعودية‪ ،‬د‪.‬ط‪.2003 .‬‬
‫فيص ل أب و عيش ة‪ ،‬اإلعالم اإللك تروني‪ ،‬دار أس امة للنش ر والتوزي ع‪ ،‬عم ان‪ ،‬األردن‪ ،‬العب دلي مقاب ل‬ ‫‪)7‬‬
‫البنك العربي‪ ،‬حقوق الطباعة محفوظة للنشر‪ ،‬ط ‪.2010 ، 1‬‬
‫كام ل محم د الغ ربي‪ ،‬أس اليب البحث العلمي في العل وم اإلنس انية واالجتماعي ة‪ ،‬دار الثقاف ة للنش ر‬ ‫‪)8‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،1‬األردن‪.2009 ،‬‬
‫م اهر ع ودة الش مايلة محم ود ع زت‪ ،‬مص طفى يوس ف‪ ،‬الك افي لإلعالم الجدي د‪ ،‬دار اإلعص ار العلمي‬ ‫‪)9‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪.2015 ، 1‬‬
‫محمد أنس ‪،‬جعفر‪ ،‬القانون الدستوري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1993 ،‬‬ ‫‪)10‬‬
‫محمد بن سعود البشر‪ ،‬مقدمة في االتصال السياسي‪ ،‬ط ‪ 1‬الرياض‪ ،‬مكتبة المكان‪.1997 ،‬‬ ‫‪)11‬‬

You might also like