Professional Documents
Culture Documents
الدولية
من تقديم:
األستاذة المؤطرة :
د .لبنى الغومرتي محمد أبوزيا
محمد الرفعي
يوسف ايت احمد اوعلي
ياسين ربوح
عبد السالم اليعقوبي
يوسف البوكري
التصميم
يعتبر االقتصاد منذ القدم احد العوامل الرئيسة الفاعلة في العالقات البشرية ,لكن حدة فاعليته لم
تبلغ أوجها إال في القرون األخيرة لما له من تأثير مباشر سواء على حياة األفراد أو الدول كذلك .و
اتسعت رقعة العالقات االقتصادية مع ظهور اقتصاديات وطنية كبيرة تسود العالم ,ثم برز مفهوم
العولمة التي مكنت القوى االقتصادية المنتجة من غزو األسواق العالمية بمنتجاتها و شركاتها التي
تنشط فروعها في مختلف أرجاء العالم ,بل أصبحت تتحكم في اقتصاد هذه الدول بزيادة نشاطها أو
تقليصه.من جهة أخرى ازدادت التبادالت التجارية بين الدول,فهذه األخيرة مهما بلغت قوتها
االقتصادية ال تستطيع تحقيق االكتفاء الذاتي’الن الدول الصناعية الكبرى تحتاج إلى شركاء
لتصدر لها منتجاتها وخصوصا الدول ذات االقتصاد الضعيف ,ما يجعل الدول توقع معاهدات و
اتفاقيات شراكة و تعاون.
و من بين مظاهر العامل االقتصادي في العالقات الدولية نجد المساعدات و القروض التي تمنحها
الدول المتقدمة لدول العالم الثالث’ عندما تدعو الحاجة لذلك’ هذه المساعدات لها طابع سياسي
محض و تهدف أساسا لتعزيز التحالفات و تكوين تكتالت إقليمية و بالتالي تجبر الدول الفقيرة على
التبعية السياسية للدول الكبرى.هذه األخيرة تستخدم العالقات االقتصادية عموما و المساعدات
خاصة للضغط على الدول التابعة لها بغية االنصياع لشروطها و المصادقة على قراراتها و ذلك
بالتهديد بقطع العالقات و زيادة الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة
المطلب الثاني :عامل الموارد األولية
يعتبر عنصر الموارد األولية من أهم العوامل المؤثرة في العالقات الدولية .فاقتصاد كل دولة
يتوقف على هذه الموارد ،إذ تشكل الحجر األساس في بناء قوة الدولة ،فهي تعتبر من بين األسباب
الرئيسية وراء ارتكاب الكثير من الحروب والصراعات بين وحدات النظام الدولي .فعدم توازن هذه
الموارد ،نتج عنه احتالل للعديد من الدول من طرف الراغبين في الحصول عليها .وتاريخ البشرية
حافل باألمثلة (االكتشافات الجغرافية و االستعمار األوربي إلفريقيا واسيا) حيث قامت الدول
االمبريالية باستغالل مستعمراتها واستنزاف ثرواتها.
أما في اآلونة األخيرة فقد أدركت الدول بأنه ال جدوى من محاولة السيطرة واستعمار بلدان أخرى
من أجل الحصول عل هذه الموارد لما تجلبه من المشاكل والخسائر المادية والمعنوية نتيجة الحروب
التي كان يذهب ضحيتها الماليين من البشر ،فبدأت تلجأ إلى الحوار وعقد اتفاقيات من أجل الحصول
على الموارد األولية وتبادل السلع فيما بينها.
والموارد األولية عديدة ومتنوعة وما يهمنا منها في قوة الدولة هي السلع اإلستراتيجية ،ونعني بها الموارد
الغذائية ومصادر الطاقة والموارد الدفينة ،خصوصا النفط ،الذي يعتبر محرك العالقات الدولية ،فهو العامل
األهم في الصراع الدولي ،ومن هنا جاءت مقولة "الدم مقابل النفط" ،أي أن الدول الغربية مستعدة لنشر
حرب الخليج التي فنذكر مثال جيوشها وخوض الحروب من أجل تحقيق تدفق آمن ورخيص للنفط.
أعطت فرصة ذهبية للواليات المتحدة األمريكية إلدخال قواتها إلى منطقة الخليج بدعوى إخراج العراق من
الكويت وتسوية األوضاع في المنطقة ،والواقع أنها أرادت أن تجد لنفسها موطئ قدم وسط هذه األقطاب
المنتجة للذهب األسود .منطلقة من مقولة هنري كيسنجر« :إن من يتحكم بمنطقة الشرق األوسط يتحكم
بالعالم كله» ،والسيطرة على صمامات الطاقة التي تتغذى عليها الدول الكبرى ،السيما الدول األوربية
واليابان.
صا الدول النامية التي تعاني من قلة العمالت الصعبة فقد
أما الدول التي تفتقر للبترول خصو ً
أصبحت تحت رحمة الدول المصدرة له ،فباإلضافة إلى تأثير انعدام البترول في أراضيها على
أمنها القومي واستقرارها االقتصادي؛ فإن استيراده يمثل عبئًا على ميزانية مدفوعاتها.
االستغالل غير العقالني لهذه الموارد الذي يؤدي إلى اإلخالل وتجدر اإلشارة أيضا إلى
بالتوازنات الطبيعية ،و تلوث الموارد غير القابلة لإلحالل ( الماء و الهواء ) ومخاطر وقوع
حوادث نووية كراثية ،فتلوث األنهار بالمواد الكيميائية و المحيطات بمخلفات ناقالت البترول و
الفضاء باالنفجارات ،هي مسائل ال تقف أمامها حدود و قد أدت إلى ظهور خصومات و منازعات
بين الدول المتجاورة.
وبذلك كانت هذه الموارد ومازالت العامل األساسي من وراء إقامة العالقات الدولية بين وحدات
النظام الدولي.
المطلب الثالث :العوامل الجغرافية
العامل الجغرافي من ابرز العوامل التقليدية المؤثرة في العالقات الدولية ،فالموقع الجغرافي للدولة على
سطح األرض بالنسبة لخطوط العرض مهم ،وتتجلى أهميته في أنه يؤثر بشكل مباشر في المناخ الذي
يؤثر بدوره في القوة البشرية وفي تنوع الثروات الحيوانية منها والنباتية ،والدول األكثر نشاطا في مجال
الصناعة هي تلك الدول ذات الحرارة المعتدلة .إذا ,متى توفرت الدولة على مناخ و موقع يسهمان في
توفير الموارد االولية و الضرورية لشعبها ،صارت اكثر استقاللية من الناحية االقتصادية ،و قلت من
التبعية للدول األخرى و بالتالي االستقالل السياسي.
الموقع .1
للموقع الجغرافي أهمية كبرى بالنسبة للدولة ،إذ يتحكم هذا العامل إلى حد كبير في سياساتها واهتماماتها
وعالقاتها الخارجية ،فكل ما كانت الدولة ساحلية ومنفتحة باتجاه المياه كانت أكثر اتصاال بالعالم وأكثر
نشاطا من الناحية التجارية ،األمر الذي يؤثر باإليجاب على اقتصادياتها و ومكانتها الدولية .ولعل هذا ما
يفسر المحاوالت المستمرة للدول للسيطرة على المياه والبحار.وفي المقابل فان الدول الحبيسة ،التي ليست
لها حدود بحرية وحتى ال تبقى مرهونة بالدول المجاورة لها لالتصال مع باقي دول العالم ،تركز في قوتها
على القوات البرية والجوية في سبيل الحصول أو الوصول إلى أي منفذ يوصل إلى البحر .وال تقتصر
تأثيرات الموقع على المناخ او االقتصاد فقط بل تتعدى ذلك الى التأثير حتى على نوعية السكان بحيث نجد
أن سكان المناطق الساحلية هم ساكنة نشطة تعشق التجارة والسفر والحركة والتنقل ما يغني معارفها
وقدرتها التجارية.
المساحة .2
عامل مهم من العوامل التي تحدد مكانة الدولة في العالقات الدولية ،فالمساحة الكبيرة تعطي
الدولة ميزة مهمة وتجعلها عظيمة ومهابة الجانب من قبل غيرها مقارنة مع الدول صغيرة
الحجم ,ولكن هذه المساحة إذا تناسبت مع عدد سكان كافي وشعب متحضر ومتطور فإنها تكون
عامال إيجابيا ومؤثرا في دعم موقف الدولة وزيادة هيبتها أمام العالم.
لذا ليس من الغريب أن نجد أن الدول العظمى في المجتمع الدولي مثل الواليات المتحدة
واالتحاد السوفيتي (السابق) تشكل أقاليمهما مساحات كبيرة تحتوي على موارد مختلفة . . .وهذه
المساحات الكبيرة أعطت كالً من روسيا والواليات المتحدة مزايا استراتيجية واقتصادية سمحت
لهما بتوفير متطلبات األمن العسكري واالقتصادي.
السكان .3
السكان عامل مهم من عوامل قوة الدولة ،حيث أن عدد السكان إذا كان كبيرا
وترافق بعوامل أخرى أهمها المستوى التعليمي والتقني كذلك مكن الدولة من
احتالل مكانا متميزا في المجتمع الدولي فحجم السكان يلعب دورا كبيرا في ذلك.
إال أن العدد الكبير للساكنة ال يكون داما نعمة فإن عدد السكان إذا ما كان كثيفا مع
مساحة صغيرة فإن ذلك يشكل عبئا كبيرا على هذه الدولة وخصوصا إذا ترافق
ذلك مع تخلف اقتصادي واجتماعي وثقافي فإن ذلك يجعل الدولة في وضع ال
تحسد عليه عالميا.
الحدود .4
''و هي الخطوط الفاصلة بين الدول والتي تنتهي عندها سيادة الدولة (أ) لتبدأ سيادة الدولة
(ب)'' .والحدود لها تأثير كبير في العالقات بين الدول سلبا أو إيجابا حيث أنه إذا طالت
الحدود بين دولتين وكانت عالقاتها مبنية على الود والسلم فإن ذلك يساعد في امكانية
وتسهيل عملية تنقل االشخاص والبضائع ورؤوس األموال وحرية الحركة التجارية مما
ينعكس إيجابا على الوضع االقتصادي لكال الدولتين كذلك ينعكس طول الحدود سلبا إذا
كانت العالقات متسمة بالتوتر او قائمة على حرب.
أما من الناحية العسكرية فان طول الحدود مع جار عدو ينهك الدولة ويتطلب مهارة وقوة
تحمل واعداد هائلة من القوات لنشرها على هذه الحدود كذلك فإن الدول صاحبة الحدود
الطويلة تحتاج إلى قوات حرس حدود بإعداد كبيرة لحماية حدودها ومنع االختراقات التي
قد تتعرض لها بكافه أشكالها وهذا يشكل عبئا اقتصاديا وعسكريا ال يستهان به لمثل هذه
الدول.
المبحث الثاني :العوامل العسكرية والتقنية والتنظيمية
تعتبر ثورة تكنولوجيا االتصاالت والمعلوماتية التي بدأت أولى خطواتها مع غزو
اإلنسان للفضاء بعد إطالق االتحاد السوفييتي السابق ألول قمر صناعي عام 1957
لتصبح تلك الخطوة من القوى الرئيسية الدافعة للعولمة ولتغيير النهج الذي تتبعه
الدول في عالقاتها.
فكما تضطلع التكنولوجيا بدور الوسيط في العالقات الدولية قد تفرق وتسيطر ،فهي
بهذا سالح ذو حدين.
-تسخير التكنولوجيا في تطوير البحث العلمي في شتى المجاالت.
تطور بعض الدول كالهند التي أصبحت منتجة للصناعات اإللكترونية ،وتحولت إلى واحدة
كبارمصدري المنتجات اإللكترونية وبرامج الكمبيوتر إلى العالم. من
-سهولة التواصل في ظل التطور الحاصل في وسائل االتصال بشتى أشكالها.
-التبعية.
-الهيمنة الثقافية األمريكية التي تتمثل في تحويل اللغة اإلنكليزية إلى لغة وحيدة لعولمة وسائل االتصال
والتبادل اإلعالمي الدولي والعالقات الدولية.
-خطر خضوع العالم للشركات متعددة الجنسيات وتعرضه ألزمات مالية واقتصادية بسبب تحكم هذه
االخيرة في اقتصاد العالم.
-خطر تعميق الهوة بين الدول الغنية والدول الفقيرة في العالم (دول الشمال الغنية ودول الجنوب
الفقيرة).
-صعوبة الدفاع عن الحدود السياسية والجغرافية للدول وذلك لوجود حدود جديدة غير مرئية وغير
ملموسة ،الشيء الذي يرفع مستوى التحدي بالنسبة للدول المرتبط اقتصادها بالدول المتقدمة للذود
عن سيادتها.
إن القوة العسكرية ترتبط ارتباطا وثيقا بالعوامل األخرى المؤثرة في العالقات الدولية ،فهي تعبير عن الحشد
العلمي للعناصر البشرية والمقومات التقنية واالعتبارات االقتصادية لما يخدم أعمالها الدفاعية والهجومية.
يعد العامل االقتصادي من بين أهم العوامل التي ترتبط بالعامل العسكري ،فالدولة الغنية ذات االقتصاد
القوي ،التي تتوفر فيها اإلمكانات المادية والبشرية ،تستطيع أن تتفوق على غيرها بامتالك السالح
وتطويره ،وهذا ما الحظناه خالل فترة الحرب الباردة والتسابق على التسلح بين الواليات المتحدة واالتحاد
السوفياتي ،فلوال القاعدة االقتصادية والصناعية المتينة لما استطاعت هذه الدول أن تطور وتصنع أسلحة
حديثة وعالية التقنية مثل الصواريخ والقنابل النووية والغواصات والطائرات ...الخ ،فاالقتصاد هو الدعامة
الحقيقة للقوة العسكرية.
كذلك فإن العامل العسكري يرتبط بالعامل البشري ،حيث أن هذا األخير يجعل من القوة العسكرية عامال ذا
أدوار كثيرة و مؤثرة في العالقات الدولية ،فال ريب أن العدد الهائل للجيش في دولة ما يمنحها قوة أمام
دولة ذات جيش صغير العدد ،كما يجعل أعداءها و خصومها يتخذون منها موقف المهابة و الحذر.
من جهة أخرى،البد للقوة العسكرية أن تحظى بدعم سياسي لتأخذ الشرعية المناسبة لها وتحتل الموقع
المقنع ألبناء شعبها ألن القوة العسكرية قد تستنزف كثيرا من الجهود والنفقات التي قد تؤثر سلبا على أبناء
الشعب وعلى مدخولهم ،لذلك يجب أن تحظى بالدعم والرضى والتأييد على المستوى الرسمي والشعبي
في البالد.
.3بعض مظاهر تأثير العامل العسكري في العالقات الدولية:
لعبت القوة العسكرية وما تزال تلعب دورا كبيرا بكافة عناصرها البشرية والمادية في تغيير شكل
العالقات بين دول العالم وفرض مفاهيم وأوضاع جديدة ،حيث أن كثرة اللجوء إلى القوة العسكرية كان
لها انعكاسا واضحا على العالقات الدولية ،بحيث شهد العالم و ما يزال يشهد صراعات وحروب ثم
العنف المتزايد نتيجة كثرة التدخالت العسكرية ،وذلك إما ألسباب اقتصادية أو سياسية ،ومن األسباب
الرئيسية أيضا الرغبة في توسيع مناطق النفوذ وامتالك القوة االقتصادية والعسكرية وذلك بما يخدم
مصالح القوى العظمى التي ترى أن لها الحق في ترتيب األوضاع الدولية بما يخدم مصالحها ويحقق
أهدافها في السيطرة والتحكم من أجل بسط النفوذ على الدول المستضعفة ،و تعد نهاية الحرب العالمية
الثانية من أهم مظاهر تأثير القوة العسكرية في العالقات الدولية ،حيث انتهت الحرب باستسالم األلمان و
اليابان بسبب ضعف قوتهما العسكرية ،وفي الجانب اآلخر سيطر االتحاد السوفيتي على برلين وهزمت
الواليات المتحدة األمريكية اليابان بإلقائها قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناكازاكي.
ليصبح بذلك االتحاد السوفيتي و الواليات المتحدة الثنائي األقوى في العالم بفعل قوتهما
العسكرية ،مما أدى إلى تغيير في الخارطة السياسية والعسكرية والبنية االجتماعية في
العالم ،و من أبرزها ظهور منظمة األمم المتحدة التي أصبحت منبرا لكل النزاعات الدولية،
لتلجأ إليها الدول المستعمرة و الضعيفة عسكريا ،ومنها الدول العربية ،في كفاحها من أجل
التحرر واالستقالل .و من مظاهر القوة العسكرية في تاريخنا المعاصر هو قدرة الواليات
المتحدة العسكرية والتي أصبحت تستخدمها في أدوار كثيرة وكبيرة في مختلف أرجاء العالم
كمكافحة اإلرهاب والتخلص من األنظمة الدكتاتورية كما حصل في حروبها مع طالبان في
أفغانستان والعراق وتهديدها باستخدام القوة العسكرية ضد الدول التي قد تمتلك السالح
النووي أو التي قد تهدد األمن والسلم الدوليين مثل كوريا وإيران وهذا التدخل من قبل
الواليات المتحدة في شؤون الدول والشعوب احد األدلة على إظهار قوتها العسكرية ومدى
تأثيرها في عالقتها مع الدول األخرى.
كما أن الكيان الصهيوني اليوم يعد من المظاهر الحية على تأثير العامل العسكري في العالقات
الدولية ،حيث استطاع االستيالء على األراضي الفلسطينية و التأثير على محيطها اإلقليمي في البعد
السياسي واالقتصادي.
ومن المظاهر الواضحة كذلك لتأثير العامل العسكري في تطور مفهوم وطبيعة العالقات الدولية ،العالم
العربي الذي بالرغم من كل اإلمكانيات الجغرافية واالستراتيجية واالقتصادية التي يمتلكها ،إال أنه
سيبقى على هامش العالم لسبب واحد هو افتقاره للقوة العسكرية و إهماله لها ،حيث يعد العالم العربي
من أكثر المناطق تكويما ً للمعدات العسكرية ولكنها معدات غير فاعلة ،بل هي معدات عسكرية مكومة
ومجمعة من أجل البعد الداخلي لهذه الدول ولم تكن لمهاجمة الدول المعادية أو حتى من أجل أن تكون
القوة العسكرية عامال من عوامل تحقيق األهداف الوطنية وأهداف السياسة الخارجية ،ولذلك كانت
دول العالم العربي من أكثر دول العالم تبعية وتخلفا)..
المطلب الثالث :عامل المنظمات الدولية
.1تأثير المنظمات الدولية في العالقات الدولية
لقد فرضت الظروف الدولية التي مرت بها اإلنسانية وخاصة الحروب العالمية وجود منظمات تجمع
في إطارها الدول المستقلة ذات السيادة لكي تساهم في تحمل مسؤولياتها تجاه تنمية المجتمع اإلنساني
وتقوم بوظائف متعددة خدمة للبشرية وحماية لها كوظائف األمن الجماعي والسلم الدولي ،كعصبة األمم
التي أنشئت بعد الحرب العالمية األولى بغية السالم ونبد الحروب .لكن هذه األخيرة تم إلغائها واستبدالها
بهيئة األمم المتحدة بسبب فشلها في إيقاف الحرب العالمية الثانية .أيضا هناك منظمات دولية أخرى
كمنظمة العفو الدولية ،ومراسلون بال حدود ،ومنظمة السالم األخضر ،والحركة األوروبية ،والمنظمة
العالمية للبيئة ...الخ ،التي لها دور كبير فاعل ومؤثر في العالقات الدولية.
.2سلوك المنظمات الدولية اتجاه العالقات الدولية
تعد المنظمات الدولية إطارا ً للتفاوض والمناقشة بين مختلف الدول ,األمر الذي من شأنه المساعدة
على تقريب المواقف الوطنية لكل دولة فيما يخص المشاكل السياسية ,االقتصادية وغيرها من
المشاكل التي تواجه العالم .
-تعتبر المنظمة الدولية أداة لحل العديد من المشاكل التي تواجه المجتمع الدولي وهذا الدور يمس
مجاالت عديدة منها:
-العمل على حل المشاكل التقليدية للمجتمع الدولي مثال لذلك تحقيق االمن الجماعي وذلك باللجوء إلى
استخدام القوة أو التهديد بها والعمل على معاقبة المعتدي
-مواجهة المشاكل الجديدة والمتجددة التي تواجه المجتمع الدولي إذ مما الشك فيه أن التقدم العلمي
والتكنولوجي على مختلف مستوياته وتغيير طبيعة الحياة المعاصرة قد أدى إلى بزوغ العديد من
المشاكل التي ما كانت لتوجد بالدرجة التي توجد بها اآلن في ظل المجتمع الدولي القديم .
-تعد المنظمات الدولية وسيلة لتطوير قواعد القانون الدولي فالعمل التشريعي أو على األقل شبه التشريعي
الذي تقوم به المنظمات والمتمثل في مختلف األعمال القانونية الصادرة عنها القرارات والتوصيات واللوائح
والتوجهات والمعاهدات وغيرها يدل بصفة خاصة على مدى طبيعة التأثير الذي تمارسه هذه المنظمات
على العالقات الدولية بصفة عامة ،وعلى مدى أهميتها في إقامة نظام قانوني جديد.
-إذا كانت القاعدة العامة تقضي بأن يقوم كل شخص قانوني بنفسه بإبرام األعمال والتصرفات القانونية
الخاصة به ،فأن المنظمات الدولية يمكن أن تقوم بالنيابة عن أشخاص القانون الدولي بإبرام تصرفات قانونية
تنصرف آثارها إلى نفس األشخاص وليس إلى المنظمة التي أبرمتها .
المراجع