You are on page 1of 27

‫العوامل المؤثرة في العالقات‬

‫الدولية‬
‫من تقديم‪:‬‬
‫األستاذة المؤطرة ‪:‬‬
‫د‪ .‬لبنى الغومرتي‬ ‫محمد أبوزيا‬
‫محمد الرفعي‬
‫يوسف ايت احمد اوعلي‬
‫ياسين ربوح‬
‫عبد السالم اليعقوبي‬
‫يوسف البوكري‬
‫التصميم‬

‫المبحث األول ‪:‬العوامل الطبيعية واالقتصادية‬


‫المطلب األول‪ :‬العامل االقتصادي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عامل الموارد األولية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬العوامل الجغرافية‬
‫الموقع‬ ‫‪.I‬‬
‫المساحة‬ ‫‪.II‬‬
‫السكان‬ ‫‪.III‬‬
‫الحدود‬ ‫‪.IV‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬العوامل العسكرية والتقنية والتنظيمية‬


‫المطلب األول‪ :‬عامل البحث التقني والتكنولوجي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العامل العسكري‬
‫العامل العسكري و أهميته في العالقات الدولية‬ ‫‪.I‬‬
‫العامل العسكري وارتباطه بالعوامل األخرى‬ ‫‪.II‬‬
‫بعض مظاهر تأثير العامل العسكري في العالقات الدولية‬ ‫‪.III‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عامل المنظمات الدولية‬
‫تأثير المنظمات الدولية في العالقات الدولية‬ ‫‪.I‬‬
‫سلوك المنظمات الدولية اتجاه العالقات الدولية‬ ‫‪.II‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬العوامل الطبيعية واالقتصادية‬

‫المطلب األول‪ :‬العامل االقتصادي‬

‫يعتبر االقتصاد منذ القدم احد العوامل الرئيسة الفاعلة في العالقات البشرية‪ ,‬لكن حدة فاعليته لم‬
‫تبلغ أوجها إال في القرون األخيرة لما له من تأثير مباشر سواء على حياة األفراد أو الدول كذلك‪ .‬و‬
‫اتسعت رقعة العالقات االقتصادية مع ظهور اقتصاديات وطنية كبيرة تسود العالم‪ ,‬ثم برز مفهوم‬
‫العولمة التي مكنت القوى االقتصادية المنتجة من غزو األسواق العالمية بمنتجاتها و شركاتها التي‬
‫تنشط فروعها في مختلف أرجاء العالم‪ ,‬بل أصبحت تتحكم في اقتصاد هذه الدول بزيادة نشاطها أو‬
‫تقليصه‪.‬من جهة أخرى ازدادت التبادالت التجارية بين الدول‪,‬فهذه األخيرة مهما بلغت قوتها‬
‫االقتصادية ال تستطيع تحقيق االكتفاء الذاتي’الن الدول الصناعية الكبرى تحتاج إلى شركاء‬
‫لتصدر لها منتجاتها وخصوصا الدول ذات االقتصاد الضعيف‪ ,‬ما يجعل الدول توقع معاهدات و‬
‫اتفاقيات شراكة و تعاون‪.‬‬
‫‪ ‬و من بين مظاهر العامل االقتصادي في العالقات الدولية نجد المساعدات و القروض التي تمنحها‬
‫الدول المتقدمة لدول العالم الثالث’ عندما تدعو الحاجة لذلك’ هذه المساعدات لها طابع سياسي‬
‫محض و تهدف أساسا لتعزيز التحالفات و تكوين تكتالت إقليمية و بالتالي تجبر الدول الفقيرة على‬
‫التبعية السياسية للدول الكبرى‪.‬هذه األخيرة تستخدم العالقات االقتصادية عموما و المساعدات‬
‫خاصة للضغط على الدول التابعة لها بغية االنصياع لشروطها و المصادقة على قراراتها و ذلك‬
‫بالتهديد بقطع العالقات و زيادة الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عامل الموارد األولية‬

‫يعتبر عنصر الموارد األولية من أهم العوامل المؤثرة في العالقات الدولية‪ .‬فاقتصاد كل دولة‬
‫يتوقف على هذه الموارد‪ ،‬إذ تشكل الحجر األساس في بناء قوة الدولة ‪ ،‬فهي تعتبر من بين األسباب‬
‫الرئيسية وراء ارتكاب الكثير من الحروب والصراعات بين وحدات النظام الدولي‪ .‬فعدم توازن هذه‬
‫الموارد‪ ،‬نتج عنه احتالل للعديد من الدول من طرف الراغبين في الحصول عليها‪ .‬وتاريخ البشرية‬
‫حافل باألمثلة (االكتشافات الجغرافية و االستعمار األوربي إلفريقيا واسيا) حيث قامت الدول‬
‫االمبريالية باستغالل مستعمراتها واستنزاف ثرواتها‪.‬‬

‫أما في اآلونة األخيرة فقد أدركت الدول بأنه ال جدوى من محاولة السيطرة واستعمار بلدان أخرى‬
‫من أجل الحصول عل هذه الموارد لما تجلبه من المشاكل والخسائر المادية والمعنوية نتيجة الحروب‬
‫التي كان يذهب ضحيتها الماليين من البشر‪ ،‬فبدأت تلجأ إلى الحوار وعقد اتفاقيات من أجل الحصول‬
‫على الموارد األولية وتبادل السلع فيما بينها‪.‬‬
‫والموارد األولية عديدة ومتنوعة وما يهمنا منها في قوة الدولة هي السلع اإلستراتيجية‪ ،‬ونعني بها الموارد‬
‫الغذائية ومصادر الطاقة والموارد الدفينة‪ ،‬خصوصا النفط‪ ،‬الذي يعتبر محرك العالقات الدولية‪ ،‬فهو العامل‬
‫األهم في الصراع الدولي‪ ،‬ومن هنا جاءت مقولة "الدم مقابل النفط"‪ ،‬أي أن الدول الغربية مستعدة لنشر‬
‫حرب الخليج التي‬ ‫فنذكر مثال‬ ‫جيوشها وخوض الحروب من أجل تحقيق تدفق آمن ورخيص للنفط‪.‬‬
‫أعطت فرصة ذهبية للواليات المتحدة األمريكية إلدخال قواتها إلى منطقة الخليج بدعوى إخراج العراق من‬
‫الكويت وتسوية األوضاع في المنطقة ‪ ،‬والواقع أنها أرادت أن تجد لنفسها موطئ قدم وسط هذه األقطاب‬
‫المنتجة للذهب األسود‪ .‬منطلقة من مقولة هنري كيسنجر‪« :‬إن من يتحكم بمنطقة الشرق األوسط يتحكم‬
‫بالعالم كله»‪ ،‬والسيطرة على صمامات الطاقة التي تتغذى عليها الدول الكبرى‪ ،‬السيما الدول األوربية‬
‫واليابان‪.‬‬
‫صا الدول النامية التي تعاني من قلة العمالت الصعبة فقد‬
‫‪ ‬أما الدول التي تفتقر للبترول خصو ً‬
‫أصبحت تحت رحمة الدول المصدرة له‪ ،‬فباإلضافة إلى تأثير انعدام البترول في أراضيها على‬
‫أمنها القومي واستقرارها االقتصادي؛ فإن استيراده يمثل عبئًا على ميزانية مدفوعاتها‪.‬‬

‫االستغالل غير العقالني لهذه الموارد الذي يؤدي إلى اإلخالل‬ ‫‪ ‬وتجدر اإلشارة أيضا إلى‬
‫بالتوازنات الطبيعية‪ ،‬و تلوث الموارد غير القابلة لإلحالل ( الماء و الهواء ) ومخاطر وقوع‬
‫حوادث نووية كراثية‪ ،‬فتلوث األنهار بالمواد الكيميائية و المحيطات بمخلفات ناقالت البترول و‬
‫الفضاء باالنفجارات‪ ،‬هي مسائل ال تقف أمامها حدود و قد أدت إلى ظهور خصومات و منازعات‬
‫بين الدول المتجاورة‪.‬‬

‫‪ ‬وبذلك كانت هذه الموارد ومازالت العامل األساسي من وراء إقامة العالقات الدولية بين وحدات‬
‫النظام الدولي‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬العوامل الجغرافية‬

‫‪ ‬العامل الجغرافي من ابرز العوامل التقليدية المؤثرة في العالقات الدولية‪ ،‬فالموقع الجغرافي للدولة على‬
‫سطح األرض بالنسبة لخطوط العرض مهم ‪ ،‬وتتجلى أهميته في أنه يؤثر بشكل مباشر في المناخ الذي‬
‫يؤثر بدوره في القوة البشرية وفي تنوع الثروات الحيوانية منها والنباتية‪ ،‬والدول األكثر نشاطا في مجال‬
‫الصناعة هي تلك الدول ذات الحرارة المعتدلة‪ .‬إذا‪ ,‬متى توفرت الدولة على مناخ و موقع يسهمان في‬
‫توفير الموارد االولية و الضرورية لشعبها‪ ،‬صارت اكثر استقاللية من الناحية االقتصادية‪ ،‬و قلت من‬
‫التبعية للدول األخرى و بالتالي االستقالل السياسي‪.‬‬
‫الموقع‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ ‬للموقع الجغرافي أهمية كبرى بالنسبة للدولة‪ ،‬إذ يتحكم هذا العامل إلى حد كبير في سياساتها واهتماماتها‬
‫وعالقاتها الخارجية‪ ،‬فكل ما كانت الدولة ساحلية ومنفتحة باتجاه المياه كانت أكثر اتصاال بالعالم وأكثر‬
‫نشاطا من الناحية التجارية‪ ،‬األمر الذي يؤثر باإليجاب على اقتصادياتها و ومكانتها الدولية‪ .‬ولعل هذا ما‬
‫يفسر المحاوالت المستمرة للدول للسيطرة على المياه والبحار‪.‬وفي المقابل فان الدول الحبيسة‪ ،‬التي ليست‬
‫لها حدود بحرية وحتى ال تبقى مرهونة بالدول المجاورة لها لالتصال مع باقي دول العالم‪ ،‬تركز في قوتها‬
‫على القوات البرية والجوية في سبيل الحصول أو الوصول إلى أي منفذ يوصل إلى البحر‪ .‬وال تقتصر‬
‫تأثيرات الموقع على المناخ او االقتصاد فقط بل تتعدى ذلك الى التأثير حتى على نوعية السكان بحيث نجد‬
‫أن سكان المناطق الساحلية هم ساكنة نشطة تعشق التجارة والسفر والحركة والتنقل ما يغني معارفها‬
‫وقدرتها التجارية‪.‬‬
‫المساحة‬ ‫‪.2‬‬
‫عامل مهم من العوامل التي تحدد مكانة الدولة في العالقات الدولية‪ ،‬فالمساحة الكبيرة تعطي‬
‫الدولة ميزة مهمة وتجعلها عظيمة ومهابة الجانب من قبل غيرها مقارنة مع الدول صغيرة‬
‫الحجم ‪,‬ولكن هذه المساحة إذا تناسبت مع عدد سكان كافي وشعب متحضر ومتطور فإنها تكون‬
‫عامال إيجابيا ومؤثرا في دعم موقف الدولة وزيادة هيبتها أمام العالم‪.‬‬

‫لذا ليس من الغريب أن نجد أن الدول العظمى في المجتمع الدولي مثل الواليات المتحدة‬
‫واالتحاد السوفيتي (السابق) تشكل أقاليمهما مساحات كبيرة تحتوي على موارد مختلفة‪ . . .‬وهذه‬
‫المساحات الكبيرة أعطت كالً من روسيا والواليات المتحدة مزايا استراتيجية واقتصادية سمحت‬
‫لهما بتوفير متطلبات األمن العسكري واالقتصادي‪.‬‬
‫السكان‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ ‬السكان عامل مهم من عوامل قوة الدولة‪ ،‬حيث أن عدد السكان إذا كان كبيرا‬
‫وترافق بعوامل أخرى أهمها المستوى التعليمي والتقني كذلك مكن الدولة من‬
‫احتالل مكانا متميزا في المجتمع الدولي فحجم السكان يلعب دورا كبيرا في ذلك‪.‬‬
‫إال أن العدد الكبير للساكنة ال يكون داما نعمة فإن عدد السكان إذا ما كان كثيفا مع‬
‫مساحة صغيرة فإن ذلك يشكل عبئا كبيرا على هذه الدولة وخصوصا إذا ترافق‬
‫ذلك مع تخلف اقتصادي واجتماعي وثقافي فإن ذلك يجعل الدولة في وضع ال‬
‫تحسد عليه عالميا‪.‬‬
‫الحدود‬ ‫‪.4‬‬
‫''و هي الخطوط الفاصلة بين الدول والتي تنتهي عندها سيادة الدولة (أ) لتبدأ سيادة الدولة‬
‫(ب)''‪ .‬والحدود لها تأثير كبير في العالقات بين الدول سلبا أو إيجابا حيث أنه إذا طالت‬
‫الحدود بين دولتين وكانت عالقاتها مبنية على الود والسلم فإن ذلك يساعد في امكانية‬
‫وتسهيل عملية تنقل االشخاص والبضائع ورؤوس األموال وحرية الحركة التجارية مما‬
‫ينعكس إيجابا على الوضع االقتصادي لكال الدولتين كذلك ينعكس طول الحدود سلبا إذا‬
‫كانت العالقات متسمة بالتوتر او قائمة على حرب‪.‬‬
‫أما من الناحية العسكرية فان طول الحدود مع جار عدو ينهك الدولة ويتطلب مهارة وقوة‬
‫تحمل واعداد هائلة من القوات لنشرها على هذه الحدود كذلك فإن الدول صاحبة الحدود‬
‫الطويلة تحتاج إلى قوات حرس حدود بإعداد كبيرة لحماية حدودها ومنع االختراقات التي‬
‫قد تتعرض لها بكافه أشكالها وهذا يشكل عبئا اقتصاديا وعسكريا ال يستهان به لمثل هذه‬
‫الدول‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬العوامل العسكرية والتقنية والتنظيمية‬

‫المطلب األول‪ :‬عامل البحث التقني والتكنولوجي‬

‫تعتبر ثورة تكنولوجيا االتصاالت والمعلوماتية التي بدأت أولى خطواتها مع غزو‬
‫اإلنسان للفضاء بعد إطالق االتحاد السوفييتي السابق ألول قمر صناعي عام ‪1957‬‬
‫لتصبح تلك الخطوة من القوى الرئيسية الدافعة للعولمة ولتغيير النهج الذي تتبعه‬
‫الدول في عالقاتها‪.‬‬
‫فكما تضطلع التكنولوجيا بدور الوسيط في العالقات الدولية قد تفرق وتسيطر ‪ ،‬فهي‬
‫بهذا سالح ذو حدين‪.‬‬
‫‪ -‬تسخير التكنولوجيا في تطوير البحث العلمي في شتى المجاالت‪.‬‬

‫‪ -‬ارتفاع المستوى المعيشي للناس سواء بالسلب أو اإليجاب‪.‬‬

‫تطور بعض الدول كالهند التي أصبحت منتجة للصناعات اإللكترونية ‪ ،‬وتحولت إلى واحدة‬
‫كبارمصدري المنتجات اإللكترونية وبرامج الكمبيوتر إلى العالم‪.‬‬ ‫من‬
‫‪ -‬سهولة التواصل في ظل التطور الحاصل في وسائل االتصال بشتى أشكالها‪.‬‬

‫‪ -‬تحويل العالم إلى قرية صغيرة واختزال المسافات‪.‬‬

‫‪ -‬تيسير المعامالت التجارية بين الدول‪.‬‬

‫‪ -‬تحسين الجانب الدفاعي للدول من خالل تطوير األسلحة‪.‬‬


‫في حال حتمية االنتقال إلى العولمة الشاملة من الضروري اإلشارة إلى السلبيات والظواهر القاتلة‬
‫واألخطار التي تفرضها العولمة على اإلنسانية والموجودة فعالً‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -‬التبعية‪.‬‬

‫‪-‬الهيمنة الثقافية األمريكية التي تتمثل في تحويل اللغة اإلنكليزية إلى لغة وحيدة لعولمة وسائل االتصال‬
‫والتبادل اإلعالمي الدولي والعالقات الدولية‪.‬‬

‫‪-‬خطر خضوع العالم للشركات متعددة الجنسيات وتعرضه ألزمات مالية واقتصادية بسبب تحكم هذه‬
‫االخيرة في اقتصاد العالم‪.‬‬

‫‪-‬أخطار فرض مفاهيم وأسلوب التفكير والحياة األمريكية على العالم‪.‬‬

‫‪-‬خطر تعميق الهوة بين الدول الغنية والدول الفقيرة في العالم (دول الشمال الغنية ودول الجنوب‬
‫الفقيرة)‪.‬‬

‫‪-‬عزل بعض الدول عن العالم لغياب أو ضعف مستوى التكنولوجيا فيها‪.‬‬


‫‪ -‬استعمال التكنولوجيا في الصناعة واالقتصاد واالستغناء عن اليد العاملة التي تعتبر ركيزة الدول‬
‫المتخلفة ‪ ،‬وبالتالي انخفاض مستوى توظيف العمالة فيها مما سيؤثر سلبا على اقتصادها‪.‬‬

‫‪ -‬التحكم بمصير الشعوب‪.‬‬

‫‪ -‬تقسيم الدول لمنتجة ومستهلكة‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة الدفاع عن الحدود السياسية والجغرافية للدول وذلك لوجود حدود جديدة غير مرئية وغير‬
‫ملموسة ‪ ،‬الشيء الذي يرفع مستوى التحدي بالنسبة للدول المرتبط اقتصادها بالدول المتقدمة للذود‬
‫عن سيادتها‪.‬‬

‫‪ -‬خلق شكل جديد من الحروب أال وهو الحروب االلكترونية‪.‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬العامل العسكري‬
‫‪ .1‬أهمية العامل العسكري في العالقات الدولية‪:‬‬
‫ال يستطيع أحد إغفال أو انتقاص الدور الهام والمؤثر الذي تلعبه القوة العسكرية في‬ ‫‪‬‬
‫العالقات الدولية‪ ،‬فبناء القوة العسكرية أمر ضروري لكل دولة‪ ،‬وذلك لكي تحافظ على أمنها‬
‫القومي وتحمي اقتصادها وتحقق أهدافها‪ ،‬فامتالك السالح أمر ضروري لكل دولة وبه تقاس أهمية‬
‫الدولة وقوتها وقدرتها على فرض نفسها على خريطة العالقات الدولية كعنصر فاعل ومؤثر‪.‬‬
‫‪ ‬ولقد كان لهذا العامل في القديم الدور الحاسم والمهم في العالقات الدولية‪ ،‬حيث كان له الدور في‬
‫تحديد نصر الدول أو خسارتها‪ ،‬وحتى في الوقت الراهن أن الكثير من الدول‪ ،‬وخصوصا ً الكبرى‬
‫منها‪ ،‬تهدد باستخدام هذه القوة العسكرية في وجه الدول األخرى‪ ،‬وخصوصا ً الضعيفة منها‪ ،‬التي‬
‫تجد نفسها مضطرة ألن ترضخ لشروط هذه الدول‪ ،‬حيث تهاب الدول الصغيرة الدول الكبرى لما‬
‫تمتلكه من األسلحة المتطورة والفتاكة‪.‬‬
‫‪ ‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن العديد من الدول‪ ،‬انطالقا من الدولة العثمانية وحتى الواليات المتحدة اليوم‪،‬‬
‫مرورا ً بالقوة الفرنسية والبريطانية واأللمانية وحتى السوفيتية‪ ،‬تعد دليال واضحا على أهمية العامل‬
‫العسكري‪ ،‬حيث أن العديد من الدول القوية عسكريا ً أثبتت فعاليتها ومكانتها في العالقات الدولية‬
‫على الرغم من صغر حجمها الجغرافي ومحدودية قدراتها البشرية‪ ،‬إذ نجد أن فرنسا وألمانيا‬
‫وبريطانيا كانت هي القوى المهيمنة على الساحة الدولية رغم صغر حجم سكانها أو مساحتها أو‬
‫افتقارها للموارد الطبيعية‪.‬‬
‫العامل العسكري وارتباطه بالعوامل األخرى‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫إن القوة العسكرية ترتبط ارتباطا وثيقا بالعوامل األخرى المؤثرة في العالقات الدولية‪ ،‬فهي تعبير عن الحشد‬
‫العلمي للعناصر البشرية والمقومات التقنية واالعتبارات االقتصادية لما يخدم أعمالها الدفاعية والهجومية‪.‬‬

‫يعد العامل االقتصادي من بين أهم العوامل التي ترتبط بالعامل العسكري ‪ ،‬فالدولة الغنية ذات االقتصاد‬
‫القوي‪ ،‬التي تتوفر فيها اإلمكانات المادية والبشرية‪ ،‬تستطيع أن تتفوق على غيرها بامتالك السالح‬
‫وتطويره‪ ،‬وهذا ما الحظناه خالل فترة الحرب الباردة والتسابق على التسلح بين الواليات المتحدة واالتحاد‬
‫السوفياتي‪ ،‬فلوال القاعدة االقتصادية والصناعية المتينة لما استطاعت هذه الدول أن تطور وتصنع أسلحة‬
‫حديثة وعالية التقنية مثل الصواريخ والقنابل النووية والغواصات والطائرات‪ ...‬الخ‪ ،‬فاالقتصاد هو الدعامة‬
‫الحقيقة للقوة العسكرية‪.‬‬

‫كذلك فإن العامل العسكري يرتبط بالعامل البشري‪ ،‬حيث أن هذا األخير يجعل من القوة العسكرية عامال ذا‬
‫أدوار كثيرة و مؤثرة في العالقات الدولية‪ ،‬فال ريب أن العدد الهائل للجيش في دولة ما يمنحها قوة أمام‬
‫دولة ذات جيش صغير العدد‪ ،‬كما يجعل أعداءها و خصومها يتخذون منها موقف المهابة و الحذر‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪،‬البد للقوة العسكرية أن تحظى بدعم سياسي لتأخذ الشرعية المناسبة لها وتحتل الموقع‬
‫المقنع ألبناء شعبها ألن القوة العسكرية قد تستنزف كثيرا من الجهود والنفقات التي قد تؤثر سلبا على أبناء‬
‫الشعب وعلى مدخولهم‪ ،‬لذلك يجب أن تحظى بالدعم والرضى والتأييد على المستوى الرسمي والشعبي‬
‫في البالد‪.‬‬
‫‪ .3‬بعض مظاهر تأثير العامل العسكري في العالقات الدولية‪:‬‬

‫‪ ‬لعبت القوة العسكرية وما تزال تلعب دورا كبيرا بكافة عناصرها البشرية والمادية في تغيير شكل‬
‫العالقات بين دول العالم وفرض مفاهيم وأوضاع جديدة‪ ،‬حيث أن كثرة اللجوء إلى القوة العسكرية كان‬
‫لها انعكاسا واضحا على العالقات الدولية‪ ،‬بحيث شهد العالم و ما يزال يشهد صراعات وحروب ثم‬
‫العنف المتزايد نتيجة كثرة التدخالت العسكرية‪ ،‬وذلك إما ألسباب اقتصادية أو سياسية‪ ،‬ومن األسباب‬
‫الرئيسية أيضا الرغبة في توسيع مناطق النفوذ وامتالك القوة االقتصادية والعسكرية وذلك بما يخدم‬
‫مصالح القوى العظمى التي ترى أن لها الحق في ترتيب األوضاع الدولية بما يخدم مصالحها ويحقق‬
‫أهدافها في السيطرة والتحكم من أجل بسط النفوذ على الدول المستضعفة‪ ،‬و تعد نهاية الحرب العالمية‬
‫الثانية من أهم مظاهر تأثير القوة العسكرية في العالقات الدولية‪ ،‬حيث انتهت الحرب باستسالم األلمان و‬
‫اليابان بسبب ضعف قوتهما العسكرية‪ ،‬وفي الجانب اآلخر سيطر االتحاد السوفيتي على برلين وهزمت‬
‫الواليات المتحدة األمريكية اليابان بإلقائها قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناكازاكي‪.‬‬
‫‪ ‬ليصبح بذلك االتحاد السوفيتي و الواليات المتحدة الثنائي األقوى في العالم بفعل قوتهما‬
‫العسكرية‪ ،‬مما أدى إلى تغيير في الخارطة السياسية والعسكرية والبنية االجتماعية في‬
‫العالم‪ ،‬و من أبرزها ظهور منظمة األمم المتحدة التي أصبحت منبرا لكل النزاعات الدولية‪،‬‬
‫لتلجأ إليها الدول المستعمرة و الضعيفة عسكريا‪ ،‬ومنها الدول العربية‪ ،‬في كفاحها من أجل‬
‫التحرر واالستقالل‪ .‬و من مظاهر القوة العسكرية في تاريخنا المعاصر هو قدرة الواليات‬
‫المتحدة العسكرية والتي أصبحت تستخدمها في أدوار كثيرة وكبيرة في مختلف أرجاء العالم‬
‫كمكافحة اإلرهاب والتخلص من األنظمة الدكتاتورية كما حصل في حروبها مع طالبان في‬
‫أفغانستان والعراق وتهديدها باستخدام القوة العسكرية ضد الدول التي قد تمتلك السالح‬
‫النووي أو التي قد تهدد األمن والسلم الدوليين مثل كوريا وإيران وهذا التدخل من قبل‬
‫الواليات المتحدة في شؤون الدول والشعوب احد األدلة على إظهار قوتها العسكرية ومدى‬
‫تأثيرها في عالقتها مع الدول األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن الكيان الصهيوني اليوم يعد من المظاهر الحية على تأثير العامل العسكري في العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬حيث استطاع االستيالء على األراضي الفلسطينية و التأثير على محيطها اإلقليمي في البعد‬
‫السياسي واالقتصادي‪.‬‬

‫‪ ‬ومن المظاهر الواضحة كذلك لتأثير العامل العسكري في تطور مفهوم وطبيعة العالقات الدولية‪ ،‬العالم‬
‫العربي الذي بالرغم من كل اإلمكانيات الجغرافية واالستراتيجية واالقتصادية التي يمتلكها‪ ،‬إال أنه‬
‫سيبقى على هامش العالم لسبب واحد هو افتقاره للقوة العسكرية و إهماله لها‪ ،‬حيث يعد العالم العربي‬
‫من أكثر المناطق تكويما ً للمعدات العسكرية ولكنها معدات غير فاعلة‪ ،‬بل هي معدات عسكرية مكومة‬
‫ومجمعة من أجل البعد الداخلي لهذه الدول ولم تكن لمهاجمة الدول المعادية أو حتى من أجل أن تكون‬
‫القوة العسكرية عامال من عوامل تحقيق األهداف الوطنية وأهداف السياسة الخارجية‪ ،‬ولذلك كانت‬
‫دول العالم العربي من أكثر دول العالم تبعية وتخلفا‪)..‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عامل المنظمات الدولية‬
‫‪ .1‬تأثير المنظمات الدولية في العالقات الدولية‬

‫لقد فرضت الظروف الدولية التي مرت بها اإلنسانية وخاصة الحروب العالمية وجود منظمات تجمع‬
‫في إطارها الدول المستقلة ذات السيادة لكي تساهم في تحمل مسؤولياتها تجاه تنمية المجتمع اإلنساني‬
‫وتقوم بوظائف متعددة خدمة للبشرية وحماية لها كوظائف األمن الجماعي والسلم الدولي‪ ،‬كعصبة األمم‬
‫التي أنشئت بعد الحرب العالمية األولى بغية السالم ونبد الحروب‪ .‬لكن هذه األخيرة تم إلغائها واستبدالها‬
‫بهيئة األمم المتحدة بسبب فشلها في إيقاف الحرب العالمية الثانية‪ .‬أيضا هناك منظمات دولية أخرى‬
‫كمنظمة العفو الدولية‪ ،‬ومراسلون بال حدود‪ ،‬ومنظمة السالم األخضر‪ ،‬والحركة األوروبية‪ ،‬والمنظمة‬
‫العالمية للبيئة ‪...‬الخ‪ ،‬التي لها دور كبير فاعل ومؤثر في العالقات الدولية‪.‬‬
‫‪ .2‬سلوك المنظمات الدولية اتجاه العالقات الدولية‬
‫تعد المنظمات الدولية إطارا ً للتفاوض والمناقشة بين مختلف الدول‪ ,‬األمر الذي من شأنه المساعدة‬
‫على تقريب المواقف الوطنية لكل دولة فيما يخص المشاكل السياسية ‪,‬االقتصادية وغيرها من‬
‫المشاكل التي تواجه العالم ‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر المنظمة الدولية أداة لحل العديد من المشاكل التي تواجه المجتمع الدولي وهذا الدور يمس‬
‫مجاالت عديدة منها‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على حل المشاكل التقليدية للمجتمع الدولي مثال لذلك تحقيق االمن الجماعي وذلك باللجوء إلى‬
‫استخدام القوة أو التهديد بها والعمل على معاقبة المعتدي‬
‫‪ -‬مواجهة المشاكل الجديدة والمتجددة التي تواجه المجتمع الدولي إذ مما الشك فيه أن التقدم العلمي‬
‫والتكنولوجي على مختلف مستوياته وتغيير طبيعة الحياة المعاصرة قد أدى إلى بزوغ العديد من‬
‫المشاكل التي ما كانت لتوجد بالدرجة التي توجد بها اآلن في ظل المجتمع الدولي القديم ‪.‬‬
‫‪ -‬تعد المنظمات الدولية وسيلة لتطوير قواعد القانون الدولي فالعمل التشريعي أو على األقل شبه التشريعي‬
‫الذي تقوم به المنظمات والمتمثل في مختلف األعمال القانونية الصادرة عنها القرارات والتوصيات واللوائح‬
‫والتوجهات والمعاهدات وغيرها يدل بصفة خاصة على مدى طبيعة التأثير الذي تمارسه هذه المنظمات‬
‫على العالقات الدولية بصفة عامة‪ ،‬وعلى مدى أهميتها في إقامة نظام قانوني جديد‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كانت القاعدة العامة تقضي بأن يقوم كل شخص قانوني بنفسه بإبرام األعمال والتصرفات القانونية‬
‫الخاصة به‪ ،‬فأن المنظمات الدولية يمكن أن تقوم بالنيابة عن أشخاص القانون الدولي بإبرام تصرفات قانونية‬
‫تنصرف آثارها إلى نفس األشخاص وليس إلى المنظمة التي أبرمتها ‪.‬‬
‫المراجع‬

‫هايل عبد المولى طشطوش‬/ ‫ مقدمة في العالقات الدولية‬


1989 ‫الطبعة الثالثة‬/ ‫علي موال‬/‫ مدخل إلى تاريخ العالقات الدولية‬
‫ دار‬,"‫ "منظمة األمم المتحدة والمنظمات المتخصصة اإلقليمية‬,‫ أحمد أبو ألوفا‬
1997,‫ القاهرة‬,‫النهضة العربية‬
‫من موقع الجزيرة‬/ “‫ الصراع والدم‬..‫ مقالة “النفط‬
‫ صالح النملة‬.‫ تاريخ من االستعداد للحرب» د‬..‫ مجلة الرياض «العالقات الدولية‬
http://studies.aljazeera.net/issues/2010/20117212274346868.htm#‫ا‬
http://www.hindawi.org/books/93705863/
http://bohothe.blogspot.com/2010/10/blog-post_18.html
http://www.djazairess.com/elayem/42540
http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/01/blog-post_6432.html
http://kenanaonline.com/users/TMAWAHEB/posts/100487
http://drkhalilhussein.blogspot.com/2013/03/blog-post_14.html
http://blog.fikrconferences.org/683/
http://www.masress.com/elwady/47910
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Askria6/ElectroWar/sec03.doc_cvt.htm

You might also like