You are on page 1of 7

‫العناصر المعدلة‬

‫في العمارة‬

‫جـب‬
‫نـي‬ ‫نيبـلـ‬ ‫سنـ‬
‫ا‬
‫‪ ‬العناصر األساسية للعمارة كما تم وصفها في الفصل السابق هي أفكار مجردة لهذا السبب تم توضيحها بطريقة متفرقة‪ .‬ولكن‬
‫عندما يتم بناؤها‪ ،‬يتم إعطاؤها شكاًل ماديًا‪ ،‬وتدخل عوامل إضافية مختلفة كمؤثرات‪.‬‬

‫‪ ‬ان التكوينات المحتملة للعناصر األساسية والمعدلة النهائية‪ .‬فهناك اختالفات فيما يخص موضوع اإلضاءة والروائح‬
‫والملمس وما الى ذلك‪.‬‬

‫‪ ‬على سبيل المثال‪ :‬في العصور البدائية‪ ،‬كان الضوء هو الذي توفره السماء وليس خاض ًعا للسيطرة‪ ،‬اما اآلن فتوجد االنارة‬
‫الكهربائية و يمكن التحكم فيها بدقة‪ .‬في الماضي أيضا‪ ،‬كانت مواد البناء ‪ ،‬سواء حجرية أو خشبية‪ ،‬محفورة وخشنة‪ ،‬اما اآلن‬
‫فيمكن التحكم في قوامها وصفاتها بدقة‪.‬‬

‫‪ ‬على الرغم من أن استخدام العناصر األساسية قد يشكل الطريقة األساسية التي ينظم بها المصمم الفضاءات من الناحية‬
‫المفاهيمية‪ ،‬ولكن العناصر المعدلة تساهم بشكل كبير في اغناء التجربة في تلك األماكن ‪.‬‬
‫‪ -1‬الضوء‪:‬‬
‫الضوء هو حالة في العمارة ولكن يمكن ان يستخدم كعنصر‪ .‬الضوء من‬
‫السماء هو الوسط المنتشر الذي يمكن للناس تجربته واالحساـس به في‬
‫الفضاءات المعمارية‪ ,‬وان الضوء الطبيعي والمصنع في كال الحالتين يمكن‬
‫التالعب به بواسطة التصميم لتحديد اماكن معينة واعطاء هوية معينة‬
‫لمكان ما‪.‬‬
‫وبذلك يمكن للضوء من خالل الهندسة المعمارية المساهمة بطرقـ عديدة‬
‫في تحديد المكان‪ .‬وهذا جزء اساسي في العمارة وتؤدي القرارات المتعلقة‬
‫بالضوء دورها في التنظيم المفاهيمي للفضاء‪ ,‬وتؤثر على الطرق التي‬
‫تستخدم بها عناصر البنية االساـسية‪.‬‬

‫كما يمكن تغيير هوية وشخصية المكان بشكل جذري بواسطة الضوء دون‬
‫اي تغيير بالشكل المادي لمكاـن ما‬

‫في قاعة ايمي سايمون الذي صممه فرانك لويدرايت‪ ,‬حيث كان يعيد‬
‫تشكيل الغرفة‪ ,‬ثالثة اضواء سقفية قائمة لتحديد ثالثة اماكن (من اليساـر‬
‫الى اليمين) وهي‪:‬‬
‫المقعد المدمج‪ ,‬طاولة القراءة‪ ,‬ومكتب االستقبال‬
‫‪ -2‬اللون‪:‬‬
‫يمكن ان يلعب اللون مع الضوء دورا مهما في تحديد المكان‪ ،‬واللون ليس فقط مسألة زخرفة او‬
‫انشاء اماكن ذات طابع خاص ولكنه يلعب دورا مهما في تعريف المكان‪.‬‬
‫كما يستخدم اللون ايضا في الترميز الذي يفيد مثال في توجيه شخص ما الى مكان معين او حتى‬
‫تغيير المسار‪.‬‬

‫‪ -3‬درجة الحرارة‪:‬‬
‫يمكن ان تؤثر في تحديد المكان ايضا‪ .‬وهي من اساسيات العمارة‪ .‬وقد تكون او ال تكون مرتبطة‬
‫بالضوء‪.‬‬
‫تحتوي االجزاء الداخلية لبعض المباني مثل المعارض الفنية الحديثة على سبيل المثال على‬
‫درجة حرارة ثابتة وغير متغيرة في جميع االجزاء‪ ,‬ويتم التحكم فيها بعناية بواسطة اجهزة تكييف‬
‫الهواء وانظمة الكمبيوتر‪ .‬في مبان اخرى على سبيل المثال البيوت القديمة قد تكون هناك‬
‫اختالف في درجات الحرارة بين الغرف المختلفة‪.‬‬
‫‪ -4‬التهوية‪:‬‬
‫درجة الحرارة تشارك في التهوية والرطوبة وبالتالي يمكن تحديد االماكن التي قد‬
‫تكون دافئة وجافة او باردة ورطبة‪.‬‬
‫فيـ الرواق االمامي لمتحف التيس في برلين الذي صممه كارل فريدريك‪ ,‬يوجد‬
‫رواق مفتوح للهواء الخارجي يحتوي على درج من االرض الىـ الطابق االول ويطل‬
‫على الساحة‪.‬‬

‫‪ -5‬الصوت‪:‬‬
‫يمكن تمييز االماكن باألصوات التي تصنعها او بالطرق التي تؤثر بها هذه االصوات‪ .‬كما‬
‫تستخدم بعض االديان الصوت لتحديد اماكن عبادتها مثل االجراس او المئذنة‪ .‬ويمكن تمييز‬
‫مكان ما عن طريق صوت الريح فيـ بعض االحيان كما يمكن انتاج تأثيرات صوتية غريبة‬
‫عن غير قصد‪.‬‬
‫فيـ اوائل الستينات‪ ,‬صمم المعماري األمريكي فيليب جونسون معرضا فنيا صغيرا كأمتداد‬
‫للمنزل‪ ،‬على تسعة دوائر مرتبة في مربع‪ .‬الدائرة المركزية تكون صغيرة مفتوحه والدوائر‬
‫الثمانية االخرى تشكل صاالت العرض وبهو المدخل‪ .‬وفي وسط كل معرضـ يبدو صوت المرء‬
‫مضخما‪.‬‬
‫‪ -6‬الرائحة‪:‬‬
‫يمكن للرائحة ايضا ان تحدد المكان وحسبرائحة االجواء المحيطة او ممكن ان‬
‫تساعد في تحديد الفعالية واالستخدام‪.‬‬
‫‪ -7‬الملمس‪:‬‬
‫يرتبط نسيج الملمس بكل من الضوء والبصر وحاسة اللمس‪ ,‬ويساهم في تحديد المكان‪.‬‬
‫يمكن تحقيق الملمس باستخدام السطح او الطالء او التلميع او القماش‬

‫‪ -8‬المقياس‪:‬‬
‫يوضح الرسم رجل يقف على خشبة مسرح صغيرة وبالتالي تتأثر تجربة المكان بشكل‬
‫جذري بمقياسه‪.‬‬
‫اذا قيل ان هذا الرجل هو مجرد قطعة من المالبس وان الرجل الحقيقي على المسرح‬
‫هو النقطة الموجودة بين ساقيه‪ ,‬سيتم تغيير تصور المرء لحجم المسرح بشكل كبير‪.‬‬
‫‪ -9‬الوقت‪:‬‬
‫يلعب الوقت دورا في العمارة بطرق مختلفة‪ .‬على الرغم من ان العمارة تنتج‬
‫منتجات دائمة اال ان أيا منها ال تتمتع بالحصانة من اثار الزمن حيث تتغير‬
‫المواد او تتدهور االستخدامات االصلية او يتم ازالتها وتحويرها من قبل االخرين‬
‫لجعل المكان افضل او استبدالها باستخدامات جديدة‪.‬‬

‫في فيال سافوي (‪ ،)1929‬استخدم لو كوربوزييه الوقت كعنصر معدل حيث قام‬
‫بخلق رحلة تبدأ عند دخول المنزل من خالل التنقل بين الفعاليات والفضاءات في‬
‫الطوابق المختلفة‪.‬‬

You might also like