You are on page 1of 96

‫‪ 1962‬دنيس ثورنلى ‪ Dennis Thornley‬و تعليم التصميم المعمارى‬

‫في هذا المؤتمر قدم دنيس ثورنلى ‪ Dennis Thornley‬بحث عنوانه "طرق‬
‫التصميم فى التعليم المعماري" كنتيجة لدراسات قام بها منذ عام ‪ 1958‬عندما‬
‫عاد للتدريس بعد ممارسة المهنة فى جامعة مانشستر حيث الحظ ان "التصميم‬
‫الذي يتم تدريسه في مدارس العمارة له عالقة ضئيلة لما يحدث في الممارسة و‬
‫تدهور مستوى تعليم التصميم‪.‬‬

‫كان ت مص طلحات نظ م البوزار ‪ Beaux Arts‬مازال ت تس تخدم و كان شك ل‬


‫المبن ى و شك ل الرس ومات ه و اه م ش ئ دون النظ ر للتحليالت الوظيفي ة او‬
‫التفاصيل‪ .‬و لم يكن هناك أي أساس منطقي للتحكيم حيث كان التحكيم يتم بناء‬
‫على أهواء المعلمين‪ .‬المهم هو تطابق المسلمات بين المعلم و الطالب‪.‬‬
‫حاول ثورنل ى إرس اء قواع د لتعلي م التص ميم بالتفكي ر فيم ا يفعل ه المعماري عندم ا يقوم‬
‫بالتصميم‪ .‬و الطريقة كانت تتكون من سبعة مراح ل‪ ،‬اال انها عند ما طرحت في المؤتمر تم‬
‫اختصارها الى اربعة مراحل‪:‬‬

‫‪.1‬جمع المعلومات ‪:Accumulation of data‬‬

‫‪Isolation of a General Concept or Form‬‬ ‫‪ .2‬تحديد الفكرة العامة أو الشكل‬


‫ا) الغرض الرئيسي للمبنى‬
‫ب) عالقة المبنى بالفرد‬
‫ج) عالقة المبنى و المستعملين بالمجتمع المحيط و النمط التجارى‬
‫د) عالقة المبنى بالبيئة المادية المحيطة‬
‫هـ) االقتصاديات‬
‫و) االهتمامات األولية‬
‫ز) وضع فكرة عامة للشكل المناسب او الفكرة العامة‬
‫‪ ‬‬
‫‪ .3‬تطوير الشكل للتصور النهائي ‪Dev. of Form into Final Scheme‬‬
‫ا) اهتمامات تفصيلية بالتنظيم الفراغي و الشكلي‬
‫ب) اهتمامات تفصيلية بالتنظيم اإلنشائي‬
‫ج) تطوير القيم المعمارية‬

‫‪ .4‬تقديم التصور النهائي ‪Presentation of Final Scheme‬‬

‫و قد كانت طريقة ثورنلى أساسا أداة تعليم التي يتمكن من خاللها المعلم من‬
‫متابعة عمل الطالب‪ .‬فكل مرحلة يتم تقييمها في حين كانت الدرجة الكاملة‬
‫في الماضي تعطى للمشروع النهائي‪.‬‬
‫وص ف جون ز ف ي كتاب ه "مقارن ة طرق التص ميم‪ :‬االس تراتيجيات" الذي ص در عام‬
‫‪ 1966‬األهداف العامة لفكر طرق التصميم المتبعة فى ذلك الوقت بان "الطريقة هى‬
‫اس اسا وس يلة للتغل ب عل ى التعارض الموجود بي ن المنط ق التحليل ى و التفكي ر‬
‫االبداعى‪ .‬و الص عوبة تكم ن ف ى ان الخيال ال يعم ل اال اذا كان حرا ف ى التنق ل بي ن‬
‫جمي ع عناص ر المشكل ة بحري ة و باى ترتي ب و ف ى اى وق ت ف ى حي ن ان المنط ق‬
‫التحليل ى يتهدم ل و ان هناك ادن ى تخل ى ع ن الترتي ب المنتظ م خطوة خطوة‪ .‬و لذل ك‬
‫يجب ان تتيح اى طريقة تصميم للنوعين المختلفين من التفكير الحركة سويا لتحقيق‬
‫التقدم‪ .‬و الطرق الموجودة تعتمد على تباعد متعمد بين المنطق و التخيل ‪ -‬المشكلة و‬
‫الح ل ‪ -‬و يعود فشله ا ال ى ص عوبة ابقاء هذي ن النس قين منفص لين ف ى عق ل االنس ان‪.‬‬
‫لذلك فالتصميم المنتظم هو أداة البقاء المنطق و التخيل منفصلين بوسائل خارجية و‬
‫ليست داخلية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫و يتم ذلك بتسجيل عناصر معلومات التصميم بطريقة مرتبة خارج الذاكرة‪ .‬و يجب‬
‫ان يكون الشخ ص حريص ا ف ى فص ل االفكار التخيلي ة و التص ميم م ن االفتراضات‬
‫المنطقية عن المعلومات و االحتياجات‪ .‬و تسجيل االفكار يتطور فى ثالثة مراحل‪:‬‬
‫‪ -1‬التحليل ‪Analysis‬‬
‫و يتم فيها تسجيل قائمة بكل متطلبات التصميم و تقليصها الى مجموعة كاملة من مواصفات‬
‫االداء المنطقي ة المترابطة‪ .‬و يبدأ التحلي ل بلقاءات يقرأ فيه ا ك ل فرد االفكار الت ى حدث ت ل ه‬
‫عندم ا تعرض للمشكل ة الول مرة‪ .‬و يت م تجمي ع تل ك االفكار بدون مناقش ة او نق د لتكون‬
‫المجموع ة االول ى العشوائي ة م ن المؤثرات‪ .‬و يت م تقس يمها ال ى مجموعات‪ .‬عل ى س بيل المثال‬
‫تخت ص المجموع ة االول ى بالحج م و التكلف ة و يت م تقس يم باق ى المؤثرات ال ى مجموعات‬
‫مترابطة‪ .‬و يمكن ان يوضع المؤثر فى اكثر من مجموعة‪ .‬و بعد الحصول على المجموعات‬
‫المتكامل ة م ن المؤثرات يت م دراس ة التفاعالت بي ن المجموعات‪ .‬و بعده ا يت م كتاب ة مواص فات‬
‫االداء ‪ p-specs‬و التى يتم التعبير فيها عن المتطلبات باستخدام لغة االداء بدون تحديد الشكل‬
‫او المواد او التصميم‪.‬‬
‫و تتضمن مرحلة التحليل ما يلى‪:‬‬
‫‪ .1‬قائمة عشوائية بالمؤثرات‬
‫‪ .2‬قائمة مرتبة بالمؤثرات‬
‫‪ .3‬تحديد مصادر المعلومات‬
‫‪ .4‬دراسة التفاعل بين المؤثرات‬
‫‪ .5‬تحديد مواصفات االداء‬
‫‪ .6‬االتفاق على التحليل‬
‫الحل ‪Synthesis‬‬
‫و فيه ا يت م الحص ول عل ى الحلول لك ل م ن مواص فات االداء و يت م تجميعه ا لتشك ل التص ميم‬
‫المتكامل‪ .‬و يت م ايجاد الحلول المقبول ة لك ل م ن مواص فات االداء و عم ل تص ميمات باق ل‬
‫التنازالت الممكنة‪ .‬و يتضمن الحل ما يلى‪:‬‬
‫‪ .1‬التفكير االبداعى‬
‫‪ .2‬الحلول الجزئية‬
‫‪ .3‬المحددات‬
‫‪ .4‬الحلول المتراكبة‬
‫‪ .5‬وضع الحل المتكامل‬

‫و يص ف جون ز عدة تقنيات للح ل مث ل العاص فة الذهني ة ‪ Brain Storming‬و يشي ر ال ى ان‬
‫التصميم المنظم يختلف عن طرق التصميم التقليدية فى هذه المرحلة فى ان التصميم التقليدى‬
‫يعمل للوصول الى حل واحد الذى يتم العمل على تفاصيله فى حين ان التصميم المنظم يهتم‬
‫بالنظر الى الحلول الجزئية لكل من مواصفات االداء التى يتم تجميعها فيما بعد فى مرادفات‬
‫مختلفة لتعطى مجموعة من الحلول المركبة التى يتم االختيار من بينها‪ .‬و ال بد ان تتعارض‬
‫بع ض حلول االجزاء م ع بعضه ا البع ض و يمك ن رس م التفاعالت بينه ا لتفادى عدم التجان س‬
‫بينها‪.‬‬
‫‪ -3‬التقييم ‪Evaluation‬‬
‫و يت م فيه ا اختبار مرادفات التص ميم المختلف ة بالمقارن ة بمواص فات االداء و خاص ة المتعلق ة‬
‫بالتشغي ل و التص نيع و الم بيعات‪ .‬و تقيي م دق ة مرادفات التص ميم لك ى تقاب ل متطلبات االداء‬
‫للعم ل و االنشاء و التس ويق قب ل اختيار التص ميم النهائى‪ .‬و الهدف م ن التقيي م ه و معرف ة‬
‫الس لبيات و العيوب ف ى التص ميم قب ل ان يت م تطوي ر التص ميم و قب ل ان يت م عم ل رس ومات‬
‫التصنيع و قبل االنتاج و قبل بيع المنتج و قبل التركيب و قبل االستعمال‪ .‬فمعرفة الخطأ بعد‬
‫هذه المرحل ة س وف يكون مكلف ا جدا بع د وض ع الوق ت و التكالي ف ف ى التص ميم‪ .‬و التقيي م كان‬
‫يعتبر تقليديا نتيجة الخبرة و الحكم و لكن هذا غير فعال حيث اصبح التصميم اكثر تعقيدا عن‬
‫ذى قبل‪ .‬و يحبذ جونز طريقة احصائية للتقييم تعتمد على ما يلى‪:‬‬
‫‪ .1‬تجميع و تقييم خبرات التقييم الموجودة‪.‬‬
‫‪ .2‬استخدام الجداول و الرسومات و التجارب و الحسابات لتوفير رؤية مصطنعة‪.‬‬
‫‪ .3‬وضع التقديرات المنطقية لجميع ظروف التشغيل المختلفة التى قد يتعرض لها المنتج‪.‬‬
‫‪ .4‬تطوير نماذج مصغرة لالنتاج و التسويق و التشغيل قبل عمل النموذج الحقيقى‪.‬‬

‫و يتضمن التقييم ما يلى‪:‬‬


‫‪ .1‬طرق التحليل‬
‫‪ .2‬تحليل االداء و التصنيع و التسويق‬
‫و يمكن تطبيق تلك الطريقة على المجاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود كم كبير من المعلومات التصميمية متوفر او يمكن الحصول عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود مسئوليات واضحة لفريق التصميم خالية من الروتين التقليدى مما يمكنه من التركيز‬
‫على التطوير‪.‬‬
‫‪ -3‬االنطالق بعيدا عن التصميم التقليدى‪.‬‬
‫و تهدف طريقة جونس الى‪:‬‬
‫‪ -1‬تقليل كمية الخطأ التصميمى و اعادة التصميم و التأخير‪.‬‬
‫‪ -2‬الوصول الى تصميم اكثر ابتكار و تقدما‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تهدف طريق ة جون س كذلك الى معالج ة المشاك ل بي ن التحلي ل المنطق ى و التفكي ر االبداع ى و‬
‫تكمن المشكلة فى ان التخيل و التفكير االبداعى ال يحدث بصورة جيدة اال اذا تمتع بالحرية فى‬
‫التنقل بين مختلف جوانب المشكلة بأى ترتيب و فى اى وقت فى حين يحدد التحليل المنطقى‬
‫الخطوات المنظم ة الواج ب اتباعه ا خطوة خطوة‪ .‬و لذا يج ب عل ى اى طريق ة تص ميم الس ماح‬
‫لطريقتى التفكير فى التقدم معا‪ .‬لذا يجب عدم الفصل بين المنطق و التخيل او بين المشكلة و‬
‫الحل بطريقة متعمدة الن الفشل سببه فى صعوبة تباعد طريقتى التفكير فى عقل االنسان‪ .‬و‬
‫طريقة التصميم المنظم تبقى المنطق و االبتكار منفصلين باساليب خارجية و ليس داخل عقل‬
‫االنسان‪.‬‬
‫و الطريقة هى‪:‬‬

‫‪ -1‬يبق ى العق ل حرا النتاج االفكار و الحلول ف ى اى وق ت دون ان يقي د بمحددات او يعي ق‬
‫عملية التحليل‪.‬‬

‫‪ -2‬توفي ر نظام للتس جيل يقوم بتس جيل ك ل بن د م ن بنود معلومات التص ميم خارج الذاكرة و‬
‫يبق ى جمي ع متطلبات التص ميم والحلول منفص لة ع ن بعضه ا البع ض و توف ر طريق ة منظم ة‬
‫لربط الحلول و المتطلبات باقل قدر من التنازالت‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫وهذا يعنى انه عند انتقال العقل من تحليل المشكلة الى ايجاد الحلول يتطور التسجيل فى ثالثة‬
‫مراحل اساسية‪:‬‬
‫و قد طور جونز عددا من تقنيات الرسوم البيانية للتحليل و التى اصبحت متداولة فى مجال‬
‫التص ميم من ذ ذل ك التاري خ و يعتبره ا العدي د م ن المص ممين ه ى طرق التص ميم كم ا ف ى‬
‫االشكال التالية‪:‬‬
‫الرسم البيانى للعالقات البسيطة يبين العالقة بين الغرف‪.‬‬
‫يوض ح الشك ل العالق ة بي ن الغرف بناء عل ى س هولة الحرك ة بي ن الغرف و الترقي م يناس ب‬
‫التحليل بالحاسب‪.‬‬
‫الرسم البيانى لالتصال المستنبط من الشكل السابق‪.‬‬
‫يظهر فيه كل االتصاالت حتى المستوى الثالث موضحة بخطوط ذات اسماك مختلفة‪.‬‬
‫أنماط العالقات الوظيفية بين العناصر‬
‫الرسم البياني لالتصال بين العناصر بناء على الشكل السابق‪.‬‬
‫إعادة توزيع العناصر الستيفاء كل العالقات حسب ترتيب اكثر العناصر ارتباطا و هو‬
‫العنصر رقم ‪ 5‬ثم يليه العناصر االكثر ارتباطا به‪.‬‬
‫إعادة التوزيع مع األخذ فى االعتبار التوجيه و المؤثرات االخرى و يظهر قرار تقسم المسكن‬
‫الى دورين يصلهم عنصر االتصال رقم ‪5‬‬
‫تحويل لرسم البيانى مع االخذ فى االعتبار احجام الغرف و العناصر الفاصلة بينهم (الحوائط)‬
‫للبدء فى المسقط االفقى الوظيفى‬
‫‪ 1965‬خطة العمل للجمعية الملكية للمعماريين البريطانيين ‪RIBA‬‬

‫فى كتاب ممارسة المهنة و ادارتها للجمعية الملكية للمعماريين البريطانيين (‪ )RIBA‬تظهر‬
‫الخريطة التالية التى توضح مراحل العملية التصميمية االربعة التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬جمع المعلومات ‪Assimilation‬‬


‫مرحلة جمع المعلومات و ترتيبها و خاصة المعلومات الخاصة بالمشكلة محل الدراسة‪ .‬وتتضمن‬
‫التعريف بالمشروع والبرنامج االولى والبرنامج النهائى‪.‬‬

‫‪ .2‬دراسة عامة ‪General Study‬‬


‫دراسة عامة واستكشاف طبيعة المشكلة والحلول المتاحة وطرق الحل‪ .‬وايجاد االشكال والتقييم‪.‬‬

‫‪ .3‬تطوير الحل ‪Development‬‬


‫تطوير الحل او الحلول المختارة خالل الخطوة الثانية‪.‬‬

‫‪ .4‬توصيل الحل ‪Communication‬‬


‫توصيل الحل او الحلول لالشخاص داخل او خارج فريق العمل‪.‬‬
‫العملية التصميمية حسب الجمعية الملكية للمعماريين البريطانيين ‪RIBA‬‬

‫و يعيب هذا التصور للعملية التصميمية عدم وجود محددات لكل مرحلة او ان هذه المراحل‬
‫ليست بالضرورة متتالية غير لنه يبدو انه من المنطقى تتبع الخطوات من ‪ 1‬الى ‪ 4‬للوصول الى‬
‫التصميم و لكن مع وجود عودة للمراحل السابقة كلما استدعى االمر ذلك‪ .‬كذلك نجد ان هذا‬
‫التصور يركز على المنتج من كل مرحلة و ليس على الطريقة‪.‬‬
‫و يتضمن كتاب ممارسة المهنة و ادارتها للجمعية الملكية للمعماريين البريطانيين (‪)RIBA‬‬
‫ايضا خطة تفصيلية للعمل ‪ Plan of Work‬و مراحله كالتالى‪:‬‬

‫(‪.1‬الشروع فى العمل ‪.Inception 2‬الجدوى ‪.Feasibility 3‬االقتراح االولى ‪Outline‬‬


‫‪.Proposals 4‬التصميم االولى ‪.Scheme Design 5‬التصميم التفصيليى ‪Detailed‬‬
‫‪.Design 6‬معلومات االنتاج ‪.Production Information 7‬قوائم الكميات ‪Bills of‬‬
‫‪.Quantities 8‬طرح العطاءات ‪.Tender Action 9‬التخطيط للمشروع ‪Project‬‬
‫‪.Planning 10‬عمليات الموقع ‪.Operations on Site 11‬استكمال العمل ‪Completion‬‬
‫‪.12‬مراجعة العمل ‪.)Feedback‬‬

‫واهم ما فى هذه الخطة هو انها تتعدى مهمة المعمارى التصميمية الى الكميات والعطاءات‬
‫واستكمال العمل وحتى مراجعة المشروع التى يتعلم من خاللها المصمم الدروس المستفادة‬
‫لتحسين العملية القادمة‪ .‬وهى ايضا تحتوى على نقطتين فاصلتين فى العمل االولى بعد التصميم‬
‫االولى وقبل تفاصيل التصميم حيث اليجب تغيير وصف المشروع بعد هذه النقطة والثانية بعد‬
‫تفاصيل التصميم حيث " اى تغييرات فى الوظيفة و الحجم و الشكل او التكلفة بعد ذلك تؤدي الى‬
‫فشل العمل"‪.‬‬
‫كان من المفترض ان يتم تعديل خطة العمل للجمعية الملكية للمهندسين المعماريين البريطانية‬
‫بناء على دراسة اعدها تافيستوك ‪ Tavistock‬خالل االعوام ‪ 1963‬الى ‪ 1966‬اال ان التقرير‬
‫النهائى لتلك الدراسة لم يكن مشجعا على االطالق‪ .‬اشار التقرير الى الصعوبات المالزمة لكل‬
‫انساق التصميم التى تربط المجموعات او االفراد لترتيب جامد لالحداث‪ .‬فقد اشار التقرير الى‬
‫بعض الحاالت الدراسية التى تم اختبارها و قال التقرير‪:‬‬
‫فى كل مرة يتم فيها اتخاذ قرار تصميمى يحدث سلسلة من ردود االفعال التى قد تحدث تغيير فى‬
‫القرار نفسه‪ .‬و اذا كان من الصعب توقع التأثير الكامل لكل قرار باى درجة من الدقة فان نظام‬
‫االتصال الذى يتوقع حدوث هذا التأثير لن يقوم بعمله‪ .‬وجدنا ان فى كل الحاالت الدراسية ان‬
‫الشك حول تصريحات التخطيط و ملكية االرض و الموافقات و التمويل تحير مراحل الموجز و‬
‫التصميم‪ .‬عدم التاكد من توافر المواد و العمالة تضحد اى محاولة لتخطيط العمل بشكل منتظم‪ .‬و‬
‫التشوش يحدث ايضا من سوء تقديم المعلومات الخاطئة‪.‬‬
‫و يؤكد تقرير تافيستوك حقيقة ان نسق التصميم ال يمكن ان يكون متتابعا‪ .‬فيتحتم على اى نسق‬
‫تصميم وجود حلقات مراجعة تسمح للمعلومات الجديدة بالدخول مرة اخرى فى اى مرحلة‪.‬‬

‫في حين يرى ليفن ‪ Levin 1967‬انه اذا تم اتخاذ القرار فال يوجد اى دليل انه سوف يتم‬
‫تنفيذه‪ .‬فمن الممكن اهماله او فهمه ليعلن شئ مختلف تماما عن ما قصد منه‪.‬‬
‫قام ك ل م ن ماركوس ‪ Marcus‬س نة ‪ 1969‬و ميف ر ‪ Meaver‬س نة ‪ 1970‬بتطوي ر خريط ة‬
‫العملي ة التص ميمية لتشم ل مراح ل اتخاذ القرار والعملي ة التص ميمية‪ .‬وق د اقترحوا ان المص مم‬
‫يج ب ان يم ر ف ى المراح ل المختل ف (تحلي ل ‪ -‬ح ل ‪ -‬تقيي م ‪ -‬قرار) ف ى مس تويات مختلف ة م ن‬
‫التصميم تتدرج فى تفاصيلها‪.‬‬
‫التحليل هو استكشاف العالقات و الروابط فى المعلومات المتاحة و ترتيب االهداف و هو اساسا‬
‫ترتيب و تحديد المشكلة التصميمية‪.‬‬
‫الحل هو محاولة لتكوين رد فعل للمشكلة المطروحة و هو اساسا محاولة ايجاد الحلول‪.‬‬
‫التقييم هو تقديم تقييم ناقد للحلول المقترحة مقارنة باالهداف المحددة فى التحليل‪.‬‬
‫العملية التصميمية حسب ماركوس و ميفر‬
‫تطور طرق التصميم المعماري‬
‫اذا حاولنا فصل المهارات المتميزة التى يستخدمها المعمارى نجد انها تختص بالقدرات الفراغية‬
‫و باالخص القدرات على تصور و انتاج اشكال المبانى فى البعد الثالث و الفراغات الداخلية و‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫وجد برودبنت ‪ Geoffrey Broadbent1973‬ان المعماريين استخدموا اربع طرق النتاج‬
‫االشكال ثالثية االبعاد و هى‪:‬‬
‫(‪.1‬الواقعى او النفعى ‪.Pragmatic 2‬التماثل ‪.Iconic 3‬التشبيه او المناظرة ‪Analogic‬‬
‫‪.4‬القانونى او المعيارى ‪)Canonic‬‬

‫‪ .1‬التصميم الواقعى او النفعى ‪Pragmatic Design‬‬


‫يبدو ان المصممون االوائل اتخذوا اسلوب واقعى لمهمتهم باستخدام المواد المتوفرة فى اليد‬
‫واسسوا بالتجربة و الخطأ اى المواد يمكن استخدامها ثم استخدامها بوعى‪ .‬ظهر االنسان الذى‬
‫نعرفه االن منذ ‪ 40000‬سنة و استخدم االدوات واالسلحة وعاش اينما استطاع ووقتما استطاع‬
‫فى كهوف الجبال‪ .‬وكان صيادا واخذته رحالت الصيد بعيدا عن مسكنه‪ .‬وكان عليه ان يستريح‬
‫و ينام و يحمى نفسه من الحيوانات المفترسة و من االشياء لذلك كان عليه ان يبنى مأوى (ملجأ‬
‫او محمى) له‪ .‬و لم يتبقى الكثير من تلك المالجئ التى بناها االنسان لنفسه فى العصور االولى و‬
‫العديد منها اتخذ الشكل االسطوانى‪.‬‬
‫و كانت المواد المتوفرة للبناء االول غير مشجعة مثل االحجار الصغيرة و بعض فروع االشجار‬
‫و عظام و جلود الحيوانات‪ .‬لذلك عمد الصيادون الى عمل حفر فى االرض بيضاوية الشكل و‬
‫اقامة غطاء فوقها مكون من جزوع االشجار و االغصان و عظام الحيوانات لتكوين قوس قوى‬
‫فوق الحفرة‪ .‬و كانت تغطى بجلود الحيوانات و تثبت فى االطراف بالحجارة و العظام‪ .‬و بذلك‬
‫اتقى االنسان االول الجو السئ و الظروف الجوية و وفر لنفسه حماية من الحيوانات المفترسة‬
‫الهائمة‪ .‬و لكن االحتياج كان الكثر من ذلك‪ .‬فالجو يكون احيانا قاسى فاقامو اماكن للنار داخل‬
‫الخيمة للتدفئة و بذلك غيروا المناخ المادى بعد اتقاء الرياح و االمطار‪.‬‬
‫و من هذا نرى ان السبب االساسى للبناء كان تغيير الجو المعطى بالطبيعة القاسية مما يمكن‬
‫بعض االنشطة االنسانية (الراحة و النوم فى هذه الحالة) الن تتم فى راحة و سهولة‪ .‬كل المبانى‬
‫تفعل ذلك فهى تؤثر على العالقة بين احتياجات االنسان و المناخ فى اى منطقة من االرض‪ .‬و‬
‫ما زال هذا هو السبب الرئيسى للبناء فالموقع المعطى ال يوفر المناخ المناسب فى بعض اوقات‬
‫السنة لما نريد ان نفعل‪.‬‬
‫و هناك االن ما هو اكثر من تغيير المناخ المادى‪ .‬فالمبنى شئنا ام ابينا يغير و يتغير ببعض‬
‫عوامل المناخ الثقافى (االجتماعية و السياسية و االقتصادية و الجمالية و االخالقية و ‪ )...‬و‬
‫بتوفير هذه الرؤية الواسعة للمناخ العام يبقى الغرض من المبنى هو تغيير المناخ المحيط‪.‬‬
‫و تثير خيام الصياد االول بعض الحقائق االساسية عن طبيعة العمارة‪ .‬و ترجح بان او طريقة‬
‫للوصول الى البعد الثالث للشكل البنائى هو التجربة و الخطأ ‪ trial and error‬باستخدام المواد‬
‫المتاحة و وضعها معا بطريقة تعمل‪.‬‬
‫خيام الصياد االول ‪ 40000‬قبل الميالد‬

‫التصميم الواقعى او النفعى كان اول طرق البناء و ما زال يستخدم فى بعض الظروف و خاصة‬
‫عندما نريد ان نتعرف على كيفية عمل المواد الجديدة‪.‬‬
‫و عندما تتأسس قواعد طريقة للبناء يتم استخدمها بنفس الشكل لعدة االف من السنين‪ .‬و كان هذا‬
‫هو الحال مع خيام الصياد االول التى كانت تستخدم لحوالى ‪ 30000‬سنة‪ .‬و هناك عدة نظريات‬
‫لتفسير كيفية انتشار هذه الطريقة فى اماكن مختلفة عبر االف السنين و منها نظرية االنتشار التى‬
‫ترجح انتقال التقنيات كان ينشأ فى مكان معين فى وقت معين و ينتشر باالتصال الحضارى و‬
‫هناك النظرية البنائية التى ترى ان اى تقنية تم اكتشافها عدة مرات فى عدة اماكن مختلفة الن‬
‫العقل البشرى عندما يصادف مشاكل مطلوب حلها بنفس االمكانيات فانه يعمل بطرقة تحدد‬
‫انواع الحلول التى يمكن ان ينتجها‪ .‬بالرغم من كل هذا فان الحقائق تقول ان اشكال محددة‬
‫للمبانى كانت تستخدم باستمرار فى ثقافة معينة‪ .‬و هناك اسباب عديدة لذلك فالمناخ المطلوب‬
‫التحكم فيه و االمكانيات المتوافرة لهذا التحكم بم تتغير لفترات طويلة من الزمن و على االخص‬
‫للقبائل التى استمرت فى نفس المكان‪ .‬و حتى البدو الرحل كان لهم اشكال ثابتة لبيوتهم المتنقلة‪.‬‬
‫و هناك العديد من االمثلة مثل الخيام العربية السوداء و بيوت االسكيمو‪ .‬و بالطبع لم يعش اى‬
‫من هذه البيوت طويال و لكن طريقة البناء استمرت لقرون طويلة دون تغيير‪ .‬فكل فرد فى القبيلة‬
‫يعرف كيف يبنى بيته‪.‬‬
‫بي^ت االس^كيمو يبن^ى م^ن قوال^ب ك^بيرة م^ن الثل^ج يت^م وضعه^ا ف^ى حلقات بعضه^ا فوق بع^ض لتص^بح قب^ة مفرغ^ة يت^م‬
‫تغطيته^ا م^ن الداخ^ل بجلود الحيوانات وتدفئته^ا ويت^م حماي^ة المدخ^ل بحي^ث اليس^مح للهواء البارد بالدخول‪ .‬وكم^ا ه^و‬
‫متوق^ع فان شك^ل المس^كن ف^ى المناخ البارد يت^م تص^ميمه بحي^ث يحتف^ظ بالحرارة بقدر االمكان وف^ى االماك^ن الحارة‬
‫يكون مفتوحا بحيث يسمح للهواء ان يتخلله وحتى الخيام البدوية كان يتم تعديل وضعها حسب اتجاه الرياح‪.‬‬
‫‪ .2‬التصميم بالتماثل او التكرار ‪Iconic‬‬
‫التكافئ التام بين المناخ المطلوب التحكم فيه واالمكانات المتاحة للتحكم يمكن ان تكون سبب‬
‫كافى لتكرار شكل المسكن طالما انها وجدت تعمل بكفاءة‪ .‬و لكن هناك ضغوط اخرى تدعو‬
‫للتحفظ على شكل المسكن ثابت دون تغيير‪.‬‬
‫والسبب االول‪ :‬ان شكل المسكن ونمط الحياة يساير بعضهم البعض‪ .‬فربما تجتمع مجموعة من‬
‫االسر وتربط بيوتهم مع بعضها البعض فينشأ تفاعل اجتماعى بينهم وربما تعيش القبيلة كلها فى‬
‫مجموعة من البيوت المترابطة تشكل بيتا واحدا فى حين تصمم الخيام العربية بحيث توفر سكن‬
‫منفصل للرجال و السيدات‪ .‬فهناك توافق بين شكل المسكن ونمط المعيشة وطريقة الحياة‪.‬‬
‫السبب الثانى‪ :‬البقاء طريقة البناء دون تغيير هو البناء الحرفى الذى يمضى سنوات طويلة فى‬
‫استيعاب المهارات و تعلم طبيعة المواد التى يتعامل معها والمحافظة على االدوات التى‬
‫يستخدمها‪ .‬وعندما يتمكن من الحرفة تصبح جزء اليتجزأ من وعيه ويصبح لديه نمط لتفاعل‬
‫يديه وعينيه وعقله فى انتاج االشياء مما اليشجعه على التخلى عن كل ذلك‪ .‬ويصبح اهتمامه‬
‫تمرير تلك االسرار للجيل التالى‪ .‬مما يدعم الضغوط القوية على ابقاء نمط البناء على ماهو‬
‫عليه‪.‬‬
‫وهناك ايضا اسباب ثقافية فبعض القبائل لديها اساطير تصف نشأة شكل البناء و البعض االخر‬
‫وضعها فى اغانى تصف المواد التى يجب العثور عليها واماكن توافرها وكيفية تشكيلها‬
‫ووضعها معا وهو مايقدم النسق االول للتصميم‪ .‬فطريقة البناء موجودة فى عمق الوعى القبلى و‬
‫الن كل فرد من افراد القبيلة له تصور ثابت عن مايجب ان يكون عليه شكل المسكن‪.‬‬
‫‪Analogic‬‬ ‫‪ .3‬التصميم بالتشبيه او المناظرة‬
‫تتكون الكلمات الجديدة غالبا باستخدام التشابه بينها و بين كلمات اخرى‪ .‬و تتكون االشكال‬
‫الجديدة فى كثير من االحيان بالتشبيه‪ .‬و تقول النظريات ان رسامى الكهوف وجدوا تشابه بين‬
‫االشكال الموجودة على حوائط الكهوف و الحيوانات المختلفة و قاموا بالتأكيد على حواف تلك‬
‫االشكال بااللوان و بذلك عملوا على تقوية قيمة التشابه لكى تصبح واضحة لالخرين‪ .‬و هذه‬
‫الطريقة فى انتاج اشكال جديدة اساسية للعقل البشرى و قد ظهرت بطريقة عفوية فى اماكن‬
‫متفرقة من العالم القديم‪.‬‬
‫و لكن التطبيق االول لها فى العمارة الرسمية كان فى المجموعة الجنائزى التى بناها امحتب‬
‫للملك زوسر فى سقارة قرب ممفيس سنة ‪ 2800‬قبل الميالد‪ .‬كانت المبانى الدائمة حتى ذلك‬
‫الوقت هى مقابر المصاطب المصنوعة من الطوب النى ذات االسطح العلوية المستوية و‬
‫الحواف المائلة‪ .‬فى حين كانت البيوت تصنع من الجريد المغطى بالطمى لكى يمكن نقلها ايام‬
‫الفيضان‪.‬‬
‫و لم يكن هناك سابقة على عمل امحتب بهذا المقياس و الحجم‪ .‬و تم الحفر على الحوائط‬
‫المصنوعة من الحجارة الكبيرة لتشابه شكل الحوائط الصنوعة من الطوب الصغير‪ .‬و تم نقش‬
‫جميع التفاصيل على الحجارة لتشابه االعمدة و الحوائط المصنوعة من الجريد و الطمى‪ .‬و‬
‫المقبرة نفسها كانت مكونة من عدة مصاطب مكررة افقيا و راسيا حتى يمكن رؤيتها من بعيد‪ .‬و‬
‫كونت المصطبة المتدرجة و هو اول هرم يتم بناء فى التاريخ القديم‪.‬‬
‫و التشبيه استخدم كذلك لتشكيل تيجان االعمدة التى تشبه زهرات اللوتس و رؤس الكوبرا و ما‬
‫الى ذلك‪ .‬و ال يبدو ان امحتب اعتمد على بناء بيت من الطين الستخدامه كمثال للعمل عليه فى‬
‫باقى المجموعة الجنائزية‪ .‬فقد تم العثور على ما يمكن ان نطلق عليه "اول رسومات معمارية "‬
‫فى سقارة‪ .‬و يعود تاريخها الى ‪ 2800‬سنة قبل الميالد اثناء بناء المجموعة الجنائزية للملك‬
‫زوسر و هى مرسومة على الواح من الحجر الجيرى و يظهر عليها منحنى مرسوم بالحبر مع‬
‫خطوط راسية ممتدة تحته و عدة رموز يمكن ان تكون مقاسات فى نظام القياس المصرى القديم‬
‫و هى الذراع و اليد و االصبع‪ .‬و اذا قمنا برسم القاعدة و االجزاء الرأسية على مسافة ذراع و‬
‫يتم قياس القاعدة و نرسم المنحنى نجد منحنى مماثل لما هو موجود و لكن اثنى عشر مرة اكبر‬
‫من المنحنى الموجود فى الرسم نفسه‪.‬‬

‫المجموعة الجنائزية للملك زوسر من تصميم امحتب‬


‫المنحنى‬
‫المرسوم‬
‫على الحجر‬
‫المستخدم‬
‫فى اعمال‬
‫مجموعة‬
‫الملك زوسر‬
‫وهذا يشير الى حقيقة بالغة االهمية وهى انه بدال من يبدأ العمل مباشرة والتعامل مع المواد‬
‫بالطريقة الواقعية‪/‬النفعية اوبطريقة التماثل فان المصمم قام باعداد الرسومات بقدر ما يستطيع و‬
‫بذلك قام بتجربة الواقع فى صورة تشبيه للواقع او الرسم قبل ان يحدد نفسه باسلوب معين‪.‬‬
‫عندما بدأ المصمم التفكير و الرسم بعيدا عن موقع العمل فان اشياء عديدة تحدث‪ .‬فهو يكون مهتم‬
‫بالرسم نفسه كعنصر مقنع فى حد ذاته‪ .‬و كان عليه ان يتأكد من الرسم سوف يقع فى حدود‬
‫اللوحة الحجرية التى يرسم عليها او ورقة البردى او اى سطح آخر مناسب للرسم و بذلك بدأ فى‬
‫رسم الشبكة و المحاور التى يمكن ان تحدد حجم و شكل الرسم قبل ان يبدأ فى تفاصيل التصميم‪.‬‬
‫و فى حالة اخرى نجد الحفر على واجهة معبد الدير البحرى سنة ‪ 2100‬قبل الميالد تشير الى ان‬
‫المصمم قام بعمل شبكية غطت على الموقع المجاور و الذى قام بمحوه من الرسم و هى من‬
‫اوائل الرسومات و التى تظهر اول خطأ معمارى‪.‬‬
‫اقتراح المعمارى بالتنسيق حول الدير البحرى سنة ‪ 2100‬قبل الميالد‬
‫و يبدو ان الرسومات كانت تستخدم لترجمة االشكال المرئية المعروفة الستخدامات جديدة و ان‬
‫الرسومات نفسها اجبرت بعض االعراف على المصمم و هى تقترح التنظيم و الترتيب و‬
‫التناسق التى ما كان يمكن ان يتعرف عليها بدونها‪ .‬و الرسم المصرى القديم لالنسان جانبيا هى‬
‫اول محاولة لرسم شئ موجود فى البعد الثالث على سطح ذو بعدين‪.‬‬
‫و هذه الظاهرة يمكن ان نطلق عليها "التشبيه المسيطر على الحقيقة" و هى موجودة فى اللغة‬
‫عندما تحدد بعض الكلمات افكارا ليست هى معناها االصلى‪ .‬و ايما كان استخدامنا للتشبيه‬
‫بالتصميم سواء بالرسم او نماذج البعد الثالث او برامج الكمبيوتر فان اسلوب التشبيه نفسه تجبر‬
‫اعرافها على تصميمنا و تغير ما كنا ننوى ان نفعله‪.‬‬
‫التصميم بالتشابه سواء باستخدام المشابهات ام ال ما زال المصدر االساسى لالفكار االبداعية فى‬
‫التصميم‪ .‬و نجد ذلك فى اعمال فرانك للويد رايت و مثل قطرات المياه المشابهة لالعمدة‬
‫المشرومية فى تصميم المبنى االدارى لمصنع جونسون للشمع سنة‪ 1936‬او تشبيهات‬
‫لوكوربوزييه فى تصميم كنيسة رونشام و غيرها‪.‬‬
‫‪ .4‬التصميم المعيارى او القانونى ‪Canonic‬‬
‫رأينا انه حينما بدأ المصمم بأعداد رسومات قبل بدء العمل بالموقع فان الرسومات نفسها اصبح‬
‫لها فتنة اوسحر بالنسبة له‪ .‬فبدأ يطور اهتمام باالنماط و التنظيم والترتيب والتناسق والتى كانت‬
‫تظهر من خالل الشبكية المسيطرة‪ .‬والفنان المصرى استخدم الشبكية المور اخرى‪ .‬فالشبكات‬
‫من الخطوط الدقيقة ترى على المئات من اللوحات الحائطية واعمال الحفر الغير منتهية‪ .‬وهناك‬
‫عدم اتفاق على سببها االساسى فبعض علماء االثار يرجحون انها شبكات استخدمت لنقل‬
‫التكوين للحائط من رسم اولى او ان الشبكات كانت تستخدم كنظام متناسب اى شبكات معيارية‪.‬‬
‫ولم تالحظ تلك الشبكات فى اعمال الدرجة االولى مثل مقابر الملوك مما يشير الى ان فنانوا‬
‫الدرجة االولى لم يكونوا فى حاجة الى تلك الشبكات و كانوا يستطيعون الرسم مباشرة على‬
‫الحوائط و ان رساموا الدرجة الثانية احتاجوها او ان عمالئهم اصروا عليها للتأكد من النظام‬
‫المتناسب‪ .‬و هناك دالئل على ان علماء االثار المصرية القدماء حوالى سنة ‪ 600‬قبل الميالد قد‬
‫زاروا مقابر زوسر وقاموا بعمل قياسات للنحت على الحوائط واستنبطوا منها نظام تناسب‬
‫وضع للعمل بعد ذلك‪ .‬وكان هذا العمل مدعما باسطورة امحتب الذى كان فى ذلك الوقت يعتبر‬
‫اله الطب‪.‬‬
‫و بالتأكيد فان نظام التناسب يوفر للمصمم السلطة التخاذ العديد من القرارات بخصوص شكل‬
‫الصورة ة الحجم و شكل الواجهة و الشباك و الباب الخ‪ .‬و التى لوال ذلك العتمدت على حكمه‬
‫الشخصى فقط‪ .‬بعض المصممون ‪ -‬و ذلك يعود بالطبع للشخصية ‪ -‬ليس لديهم الثقة فى‬
‫امكانياتهم التخاذ احكام مثل هذه و يتطلعون الى سلطة نظام هندسى‪.‬‬
‫التناسب المعيارى‬
‫لدى قدماء‬
‫المصريين‬
‫وهذا االلتجاء الى السلطة كان له صدى كبير‬
‫لدى الرياضيون اليونانيون امثال فيثاغورس‬
‫(‪ 550‬قبل الميالد) والفالسفة امثال افالطون‬
‫(‪ 348‬قبل الميالد) الذى اقترح وجود نظام‬
‫بنائى للكون بناء على العناصر االربعة وهى‬
‫االرض والهواء والنار والماء والتى تتكون من‬
‫كتل هندسية منتظمة‪ .‬وكل كتلة مكونة من‬
‫مجموعة مثلثات‪ .‬ويبدو ان افكار افالطون كان‬
‫لها تعبير قليل فى العمارة الكالسيكية اليونانية‬
‫النها كتبت بعد قرنين ونصف ظهور الطرز‬
‫المعمارية اليونانية الممثلة فى العمود الدورى‬
‫القديم (سنة ‪ 600‬قبل الميالد) ‪ .‬والطرز‬
‫اليونانية تضمنت نظام معيارى لنسب العالقات‬
‫الثابتة بين قطر العمود وارتفاعه والمسافات‬
‫بينها الخ‪ .‬وحظت هندسة افالطون باهمية‬
‫للعمارة فى العصور الوسطى وكانت االساس‬
‫الذى تكونت عليه االشكال ثالثية االبعاد‬
‫للكنائس الكبيرة من المسقط االفقى‪.‬‬
‫و العديد من الناس يعتبرون ان العمارة هى البناء الذى يتبع نظم معيارية للنسب فى التصميم‪ .‬و‬
‫هذا االتجاه يحظى بالتأييد و يظهر ذلك من خالل االهتمام بنظام المديول و التوفيق القياسى و‬
‫نظم البناء‪.‬‬

‫الخالصة‬
‫الطرق االربعة السابقة للتصميم او انواع التصميم مرتبة حسب تاريخ ظهورها و هذا الترتيب‬
‫يظهر ازدياد الدقة بدءا من التصميم الواقعى كأكثر الطرق بدائية و التصميم المعيارى كأكثرها‬
‫ثقافة و علماز و هذا ال يعنى ان الطرق االخيرة الغت الطرق السابقة عليها او ان كل طريقة‬
‫استخدمت وحدها فى وقت معين‪ .‬و لكن تم استخدامهم جميعا فى تركيبات مختلفة و لكن‬
‫بالتركيز على احدهم‪.‬‬
‫التصميم المعماري‬
‫ما هو التصميم المعماري؟‬
‫التصميم هو عملية عقلية منظمة نستطيع بها التعامل مع أنواع متعددة من المعلومات و إدماجها‬
‫في مجموعة واحدة من األفكار و االنتهاء برؤية واضحة لتلك األفكار‪ .‬و عادة تظهر هذه الرؤية‬
‫في شكل رسومات أو جدول زمني و التصميم يتضمن الطريقة و المنتج في نفس الوقت‪.‬‬

‫عمل الرسومات أم عمل المباني‬


‫يظهر التصميم المعماري في صورة رسومات الهدف منها التعبير عن أفكار المصمم و‬
‫تصوراته عن المشروع أو المبنى المطلوب بنائه‪ .‬و قد تنتهي مهمة المصمم عند هذه المرحلة‬
‫السباب عديدة قد يكون منها عدم توافر تمويل لتنفيذ المشروع أو االستعانة بشخص آخر لتنفيذ‬
‫المشروع أو تغيير المهندس لخالفات شخصية أو أي سبب آخر‪ .‬و يخطئ الكثيرين في االعتقاد‬
‫بان مهمة المصمم هي إنتاج الرسومات‪ .‬فهذه هي الخطوة األولى فقط و التي تم التعارف عليها‬
‫للبدء في المشروع و هي بالطبع مفيدة في توفير التصور الكامل للمشروع قبل البدء فيه حتى‬
‫يمكن مراجعته مع العميل او المالك او المستعمل للوصول إلى افضل التصورات قبل البدء في‬
‫تنفيذ المشروع‪.‬‬
‫فالهدف من التصميم المعماري ليس الرسومات بل هي المنشآت التي يتم تصورها مقدما و‬
‫التعبير عنها في صورة الرسومات المعمارية‪.‬‬
‫المنتج أم الطريقة‬
‫و المنتج النهائي سواء كان المبنى أو الرسومات يتم من خالل طريقة او استراتيجية محددة تضمن‬
‫الوصول إلى الهدف المطلوب بطريقة سليمة و دقيقة‪.‬‬
‫حتى وقت قريب اعتمد المصممون تماما على الطرق المدركة بداهة ‪ intuitive methods‬و القدرة‬
‫التصميمية على أنها إحساس داخلي غير قابل للتعليم‪ .‬و كان تأثير مدرسة البوزار للتصميم بباريس كبيرا‬
‫فى هذا المجال حيث اعتبرت اهم المؤثرات على التصميم هو المنتج النهائي للتصميم‪ .‬و تحت نظام‬
‫البوزار كان الطلبة يتلقون وصف للمشروع يأخذونه للمراسم للعمل عليه و يتقابلون مع أساتذتهم بصورة‬
‫رسمية عندما ينتهون من الرسومات حيث ينتقدون من خالل لجنة تحكيم‪ .‬و كانت المشروعات تعطى‬
‫درجات حسب زيادة التعقيد و التركيب فى الحلول‪ .‬و كان المشروع يوصف كإنتاج لحل و ليس كحل‬
‫لمشكلة‪ .‬و تتطور المشروعات التي يقوم بها الطالب حسب رضاء معلمه عنه فى كل مرحلة و من فترة‬
‫إلى أخرى يطلب منه تقديم رسومات رسومات قياسية لتطوير مهارات الرسم و القياس لديه و "االسكيز"‬
‫او المشروع السريع لتطوير قدرات التصميم السريع لديه‪ .‬كان االهتمام التعليمي على المنتج و ليس‬
‫الطريقة‪.‬‬
‫و قد أدي هذا االتجاه إلى إهمال طويل لدراسة طرق و نظريات التصميم المعماري و الوصول إلى علم‬
‫للتصميم‪ .‬فقد اعتبر العديد من المعماريين أن التصميم المعماري هو خبرات تنتقل من خالل مراسم‬
‫التصميم و بدون الحاجة للتعبير عنها و تسجيلها‪ .‬و يتم داخل المرسم مناقشة التصميمات المقدمة من‬
‫الطلبة و توجيههم الى مشاكل و اخطاء قد يراها المعلم‪ .‬و يجد العديد من الطلبة أنفسهم فى حيرة أمام‬
‫تضارب اراء المعلمين‪ .‬و يتم إقناع الطلبة أحيانا بالمنطق السليم و أحيانا بالشخصية الجذابة للمعلم و‬
‫أحيانا أخرى باألمثلة و الصور بآراء متضاربة و مختلفة كل االختالف‪ .‬و يجد الطالب نفسه مضطرا‬
‫لتقبل و تنفيذ آراء غير مقتنع هو بها شخصيا كل االقتناع‪.‬‬
‫علم التصميم‬
‫علم التصميم هو دراسة الطرق و األسس و التطبيقات و اإلجراءات المتبعة فى التصميم بصفة‬
‫عامة‪ .‬و االهتمام األس اسي له ا يكون ف ي "م ا ه و التص ميم" و "كي ف يمك ن تط بيقه"‪ .‬و هذا‬
‫االهتمام يحتوى على دراسة كيف يعمل المصممون و كيف يفكرون و كيفية وضع هيكل مناسب‬
‫للعملي ة التص ميمية و تطوي ر التط بيقات و التقنيات و اإلجراءات لطرق تص ميم جديدة و التفكي ر‬
‫فى طبيعة و امتداد المعلومات التصميمية و تطبيقاتها على مشاكل تصميمية‪.‬‬
‫األبعاد المختلفة للتصميم المعماري‬
‫•الطبيعية‬
‫•اإلنسانية‬
‫•االجتماعية‬
‫•الثقافية‬
‫•السياسية‬
‫•االقتصادية‬
‫"الثقافة و شكل المسكن"‬
‫‪ 1980‬بول السو ‪Paul Laseau‬‬
‫يقول بول السو ان الهندسة المعمارية تواجه تحديات كبيرة هى‪:‬‬
‫•مقابلة االحتياجات بطريقة افضل ‪More responsive to needs‬‬
‫•ان تتبع نسق لحل المشكالت ‪Problem Solving Process‬‬
‫•ان تكون اكثر علمية ‪More Scientific‬‬
‫•ان تكون اكثر اعتمادا و تنبؤا ‪More Reliable or Predictable‬‬

‫و لمقابلة تلك التحديات يرى السو االتى‪:‬‬


‫‪ .1‬يجب ان ان يقوم المعماريون بحل المشاكل مع الناس بدال من حل المشاكل للناس وذلك عن‬
‫طريق مساعدتهم فى فهم احتياجاتهم و االختيارات التى تقابل تلك االحتياجات‪ .‬و يتأتى ذلك‬
‫بأدخال مستعملوا المبانى فى العملية التصميمية للمبانى التى يستعملونها‪.‬‬
‫‪ .2‬يجب على المعماريين تكوين فهم افضل للعلم و عالقته بالعمارة‪ .‬فالعالم المبدع يهتم‬
‫باستكشاف االفكار و ليس وضع الحقائق‪.‬‬
‫نسق التصميم‬
‫بغض النظر عما يتم تصميمه او من يشارك فى التصميم فهناك هدف عام و هو ترجمة‬
‫برنامج العميل الى الى مبنى معين او اى رد فعل آخر الحتياجه‪ .‬و فى ممارسة مهنة العمارة‬
‫يتضمن ذلك الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬برنامج المبنى‪ .2 .‬تصميم اولى‪ .3 .‬تصميم ابتدائى‪ .4 .‬تطوير التصميم‬
‫‪ .5‬مستندات التنفيذ‪ .6 .‬رسومات التنفيذ‪ .7 .‬التنفيذ‪.‬‬

‫فى كل خطوة من هذه الخطوات فان المشاكل التى يجب حلها تتطلب من المصمم نسق حل‬
‫للمشاكل ذو فاعلية عالية‪ .‬و هناك العديد من النماذج النساق معالجة المشاكل‪ .‬و افضلها‬
‫النموذج المكون من الخطوات الخمس التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬برنامج المبنى‪ .2 .‬تصميم اولى‪ .3 .‬تصميم ابتدائى‪ .4 .‬تطوير التصميم‬
‫‪ .5‬مستندات التنفيذ‪ .6 .‬رسومات التنفيذ‪ .7 .‬التنفيذ‬
‫فى كل خطوة من هذه الخطوات فان المشاكل التى يجب حلها تتطلب من المصمم نسق حل‬
‫للمشاكل ذو فاعلية عالية‪ .‬و هناك العديد من النماذج النساق معالجة المشاكل‪ .‬و افضلها النموذج‬
‫المكون من الخطوات الخمس التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف المشكلة ‪Problem Definition‬‬
‫تحديد المحددات الخاصة بالمشكلة المطلوب حلها‪ .‬تحليل العناصر المختلفة للمشكلة لتحديد‬
‫االحتياجات و المعوقات و المصادر‪ .‬و يحدد المصمم االهداف االساسية للتصميم‪.‬‬
‫‪ -2‬تطوير مرادفات ‪Developing Alternatives‬‬
‫يقوم المصمم باختبار الحلول المتوافرة و الجديدة و يقوم بتطوير عدد من المرادفات المقبولة‪.‬‬
‫‪ -3‬التقييم ‪Evaluation‬‬
‫يتم تبنى عدد من المعايير للتقييم بناء على اهداف التصميم‪ .‬ويتم ترتيب مرادفات الحل حسب‬
‫معايير التقييم‪.‬‬
‫‪ -4‬االختيار ‪Selection‬‬
‫بناء على نتائج التقييم يتم اختيار مرادف واحد من مرادفات الحل‪ .‬و اذا لم يتوافر نرادف متميز‬
‫عن االخرين يتم ادماج اثنين او اكثر من المرادفات‪ .‬و على اى الحاالت يتم تعديل المرادف‬
‫المختار باستخدام العناصر الناجحة من المرادفات االخرى‪.‬‬
‫‪ -5‬االتصال ‪Communication‬‬
‫الحل النهائى للمشكلة يجب ان يتم وصفه بطريقة تجعله قابل لالستخدام فى المرحلة التالية من‬
‫التصميم‪.‬‬
‫العملية التصميمية حسب بول السو‬
‫تقييم المرادفات‬
‫تعريف التقييم و هو وضع قيم لشئ ينطوى على وجود مجموعة من القيم تكون بمثابة مرجع للمقيم‪.‬‬
‫عندما نقيم التصميم فنحن نستخدم " معايير التصميم" لتمثل نلك القيم‪ .‬و االهتمام االول الذى يجب توافره‬
‫فى " معايير التصميم" هو ان تكون شاملة تغطى جميع جوانب المشكلة التصميمية‪ .‬و معايير التصميم يتم‬
‫تطويرها بناء على الثالث معايير االساسية‪ :‬االحتياج و البيئة المحيطة و الشكل‪ .‬و يتم عمل مجموعة من‬
‫الوثابت لمراجعتها لنضمن اننا ننظر لفكرة التصميم من زوايا مختلفة‪.‬‬
‫و االهتمام الثانى لمعايير التقييم هو كيفية تقديم المعايير و من الذى يحدد تلك القيم‪ .‬فعندما نقوم بتصميم‬
‫مبنى فان القرارات تتخذ على اساس مجموعة من القيم المتنافسة تلك الخاصة بالعميل و المصمم و‬
‫المستعمل المتوقع و حتى المجتمع ككل متمثلة فى التقاليد و القوانين‪ .‬و باالضافة لتوضيح مجموعة من‬
‫المعايير يجب توفير االتزان بين القيم المختلفة عن طريق وزن القيم‪ .‬االختالف بين القيم يتم مناقشته مع‬
‫االخرين و لكن يجب على المصمم على اقل تقدير تقديم العالقات بين القيم و التقييم الخاص بالتصميم‪.‬‬
‫و االهتمام الثالث لمعايير التصميم هو االختالفات فى طريقة النظر الفكار التصميم‪ .‬فبعض المعماريين‬
‫يكونون لهم تفضيل لالفكار بحيث تتأثر تقييماتهم بأشياء مثل التنظيم و التوافق و الترتيب كما تظهر فى‬
‫المسقط االفقى و المنظور‪ .‬و هناك معماريين يفضلون االستيعاب و يهتمون بالتجربة االنسانية للشخص‬
‫خارج و داخل المبنى‪ .‬و الجانبين من االهمية فى تجربة المبنى و لهم اهمية فى تقييم االفكار التصميمية‪.‬‬
‫و يجب على المصمم مراعاة االتجاهات التفضيلية المختلفة و اتخاذ موقف متزن عند التقييم‪.‬‬
‫و يقدم الشكل التالى مقارنة بين المرادفات المختلفة و هو قائمة من معايير التقييم تحت البنود االساسية‬
‫لالحتياج و البيئة المحيطة و الشكل‪ .‬و لكل بند تم وضع القائمة حسب ترتيب االهمية‪.‬‬
‫المرادف الثالث‬ ‫المرادف الثانى‬ ‫المرادف االول‬ ‫عنصر التقييم‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫الفراغ العام‬ ‫االحتياج‬

‫ً‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫الخصوصية‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫توجيه العناصر‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫الحركة‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫توفير الطاقة‬

‫ً‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫استيعاب الوظيفة‬

‫‪---------‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫المنظر‬ ‫البيئة المحيطة‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الوصول للموقع‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫خصوصية المبنى‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫توجيه المبنى‬

‫‪---------‬‬

‫‪‬‬ ‫ً‬ ‫‪‬‬ ‫الترتيب‬ ‫الشكل‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫الوحدة و البساطة‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫المقياس‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫تذكر الخيال‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫التعبير الوظيفى‬

‫‪---------‬‬
‫أبعاد المشكلة التصميمية‬
‫المشكلة التصميمية لها ثالثة ابعاد‪ :‬احتياج ‪ -‬بيئة ‪ -‬شكل‬
‫ينشأ وجود المشكلة من غياب او تغير احد هذه العناصر وحل المشكلة يكمن فى تغيير احد هذه‬
‫العناص ر‪ .‬والرس ومات المعماري ة ليس ت "ه ى" الح ل وانم ا ه ى تعك س وجود توازن بي ن هذه‬
‫العناصر مجتمعة‪ .‬ونجاح اوفشل التصميم هو فى مقابلة هذه العناصر الثالثة‪.‬‬

‫أبعاد المشكلة التصميمية‬


‫البعد االول‪ :‬االحتياج ‪Need‬‬
‫يتضم ن االحتياج المتغيرات التالي ة‪ :‬المتطلبات الفراغي ة ‪ -‬العالقات بي ن العناص ر ‪ -‬االولويات ‪-‬‬
‫العمليات ‪ -‬االهداف ‪ -‬الصيانة ‪ -‬الوصول ‪ -‬التجهيزات ‪ -‬البيئة‪.‬‬
‫عادة ما يتضمن برنامج المشروع او المقدمة كل المعلومات عن احتياجات العميل‪ .‬وتكون برامج‬
‫المشروعات غالبا معقدة‪ .‬لذلك نأخذ مثال صغير وهو وحدة سكنية اومسكن عائلى صغير‪.‬‬

‫برنامج مشروع مسكن عائلى صغير‬


‫‪ .1‬المسطحات ‪Areas‬‬
‫و تتضمن الخطوة االولى استيعاب جيد للنواحى الكمية من البرنامج‪ .‬باستخدام مربعات الظهار‬
‫االحتياجات م ن المس طحات للوظائ ف المختلف ة ومنه ا يتض ح العالق ة بي ن نس ب المس طحات‬
‫المختلفة‪ .‬وهناك العديد من المخططات التى توضح العالقة بين المسطحات المختلفة للعناصر‪.‬‬
‫مخططات المسطحات‬

‫ترجمة البرنامج الى مسطحات‬


‫‪ .2‬العالقات ‪Relationships‬‬
‫تتضم ن الخطوة الثاني ة اس تيعاب و فه م العالقات بي ن العناص ر المختلفة‪ .‬و يت م ذل ك باس تخدام‬
‫مخط ط العالقات (‪ )bubble diagram‬و ه و اداة معروف ة لدى المعماريي ن لدراس ة العالقات‬
‫الوظيفي ة بي ن العناص ر‪ .‬و ه و تص ور تجريدى ل برنامج المشروع يلخ ص االنشط ة و العالقات‬
‫المطلوبة بينها‪ .‬و ال يشترط ان تكون مسطحات الفقاعات الممثلة للعناصر هى نفسها مسطحات‬
‫العناصر التى تمثلها بل يكتفى بتمثيل كل العناصر باى نسب‪.‬‬

‫مخططات العالقات‬
‫ترجمة برنامج المشروعات الى مخطط عالقات‬
‫و هناك انواع مخططات اخرى مثل المصفوفات التى تساعد على فهم و استيعاب العالقات بين‬
‫عناص ر المشروع المختلفة‪ .‬و ف ى المص فوفات يت م ترتي ب العناص ر افقي ا و رأس يا و يت م تحدي د‬
‫مدى العالق ة بي ن ك ل عنص ر و االخر‪ .‬و تكم ن اهمي ة المص فوفات ف ى ان قرائته ا توض ح شدة‬
‫العالقة بين العناصر المختلفة بصورة واضحة و سريعة‪.‬‬

‫ترجمة برنامج‬
‫المشروعات الى‬
‫مصفوفة عالقات‬
‫مصفوفة عالقات عناصر المشروع‬

‫شكل آخر لمصفوفة عالقات عناصر المشروع‬


‫و توضح المصفوفة ان المطبخ من العناصر الحيوية التي لها عالقة قوية بأغلب عناصر‬
‫المشروع و ان غرف النوم تحتاج إلى خصوصية و عزلة عن باقي عناصر المسكن‪ .‬و قد‬
‫تختلف العالقات بين العناصر تبعا للخلفية الثقافية و االجتماعية لمستعمل المشروع لذلك قد‬
‫تختلف شدة العالقات بين العناصر و أهميتها تبعا لذلك‪.‬‬
‫و ربما تبدو العالقات بين العناصر بالنسبة لمسكن عائلي صغير بديهية و ال تحتاج الى دراسة‬
‫عن طريق المصفوفات إال أن تلك الدراسة تساعد على ترتيب و تنظيم االفكار و رؤية جديدة‬
‫لالحتياجات و العالقات تؤثر على تشكيل المشروع فى المراحل الالحقة‪ .‬و دراسة العالقات‬
‫بالمصفوفات ال غنى عنها فى المشروعات الكبيرة التى تتضمن عناصر و استخدامات كثيرة‬
‫و معقدة مثل المستشفيات و المتاحف و المطارات‪.‬‬

‫‪ .3‬سلوكيات االفراد فى استغالل الفراغات‪ :‬الوظيفة ‪Function‬‬


‫تتباين سلوكيات استغالل الفراغات تباينا كبيرا بين الشعوب و بين افراد الشعب الواحد تبعا‬
‫للخلفية الثقافية و االجتماعية‪ .‬فمن الخطأ االعتقاد ان جميع المساكن تستخدم بنفس الطريقة او‬
‫ان احتياجاتهم التصميمية واحدة‪ .‬فقد يؤثر استغالل الفراغ و سلوكيات االفراد على شكل‬
‫الفراغ و طريقة وضع االثاث و تؤثر ايضا على توجيه العناصر و التحكم البيئى فى العناصر‪.‬‬
‫و عدم مقابلة تلك االحتياجات ينتج بيئة عمرانية غير مناسبة الفراد المجتمع و ال تحقق الراحة‬
‫المطلوبة‪ .‬و يتم توضيح تتابع استغالل الفراغات من خالل مخططات توضح شبكة و اهمية‬
‫العالقة بين عناصر المشروع‪.‬‬
‫ترجمة برنامج المشروع الى شبكة عالقات‬
‫و م ن الوس ائل المناس بة للتع بير تلك الس لوكيات مخططات االس تغالل التى توض ح نوع اس تغالل‬
‫الفراغ و عدد و نوعي ة االفراد المس تعملين للمكان ف ى االوقات المختلف ة م ن اليوم‪ .‬و يوض ح‬
‫المثال التالى استغالل المسكن العائلى اثناء ساعات اليوم‪.‬‬

‫استغالل عناصر المشروع اثناء ساعات اليوم‬


‫‪ .4‬الحركة ‪Circulation‬‬
‫الحركة هى اهم العوامل التى ال تلقى االهتمام الكافى اثناء التصميم حيث انها تؤثر على التجربة‬
‫االنس انية لس كان المنزل و ه م يتحركون م ن فراغ ال ى فراغ‪ .‬و ه ى الت ى تعرف بالتجرب ة اثناء‬
‫الحركة ‪ kinesthetic experience‬و هى التعامل مع الفراغ اثناء الحركة غير تعامل االنسان‬
‫مع الفراغ اثناء الجلوس او الوقوف ساكنا‪.‬‬

‫‪ .5‬اولويات التصميم ‪Priorities‬‬


‫لك ى يكون التص ميم ناجح ا يج ب عل ى المهندس المعمارى مس اعدة العمي ل ف ى اختيار اولويات‬
‫التصميم حيث تتجاوز غالبا رغبات العميل ما يمكن تحقيقه فى حدود المقدرات المالية التى لديه‪.‬‬
‫و يمكن استخدام المصفوفات فى توضيح االولويات قبل البدء فى عمل بدائل التصميم‪ .‬و تقارن‬
‫المصفوفة بين عناصر المشروع و عدد من المسائل التصميمية و الوظائف‪ .‬و يتم تحديد اهمية‬
‫العالق ة بينهما‪ .‬و تظه ر م ن المص فوفة العناص ر الت ى له ا اهمي ة ك بيرة واالولويات الت ى يج ب‬
‫التركيز عليها‪.‬‬
‫أولويات عناصر المشروع‬
‫البعد الثانى‪ :‬البيئة ‪Context‬‬
‫تتضم ن البيئ ة جمي ع الظروف المحيط ة والمتغيرات التالي ة‪ :‬الموق ع ‪ -‬الحدود ‪ -‬الخدمات ‪-‬‬
‫المناخ (العام للمنطقة و الخاص بالموقع) ‪ -‬المبانى المجاورة ‪ -‬الجيولوجيا ‪ -‬وصول السيارات‬
‫‪ -‬قوانين و تشريعات البناء‪.‬‬
‫البيئة الطبيعية‪ :‬المناخ و الرياح و االمطار و الشمس‬
‫العوامل المناخية‬
‫و تعت بر العوام ل المناخي ة م ن اه م المتغيرات الت ى تؤث ر عل ى تص ميم المشروع و الت ى يج ب‬
‫دراستها بعناية من خالل مخططات توضح الحالة المناخية للمنطقة فى الفصول المختلفة من‬
‫حرارة و رياح و امطار‪.‬‬

‫مخططات تحديد‬
‫اتجاهات و سرعة‬
‫الرياح الموسمية‪.‬‬
‫مخطط يوضح تعير درجات الحرارة اثناء فصول السنة‪.‬‬
‫مخطط يوضح معدالت‬
‫سقوط االمطار‪.‬‬
‫ان تحدي د متغيرات البيئ ة المحيط ة يس اعد المص مم عل ى وض ع حدود للمشاك ل و وض ع محددات‬
‫لعدد المرادفات التص ميمية المتاحة‪ .‬و يرح ب المهندس المعمارى ذو الخ برة بالمحددات النه ا‬
‫تساعد على تركيزه على المرادفات المقبولة‪.‬‬

‫البيئة العمرانية‪ :‬المبانى المحيطة‬

‫البيئة االنسانية‪ :‬االشخاص و الجيران‬

‫الموقع‬
‫اختيار الموقع‬
‫اذا ل م يك ن هناك موق ع محدد للمشروع فان مهم ة اختيار الموق ع تعت بر م ن ادق و اه م عناص ر‬
‫نجاح المشروع‪ .‬فاختيار الموقع المناسب من جميع الوجوه التى سيتم مناقشتها فيما بعد تعتبر من‬
‫المهام الص عبة الت ى يج ب توخ ى الحذر و الدق ة فيها‪ .‬ام ا اذا توف ر موق ع محدد للمشروع فيبدأ‬
‫المصمم الخطوة الثانية و هى تحليل الموقع‪.‬‬
‫تحليل الموقع‬
‫الطوبوغرافية ‪ -‬نوع التربة ‪ -‬الشوارع المحيطة ‪ -‬التوجيه ‪ -‬الجيران ‪ -‬الشمس و الرياح‬
‫يتضمن تحليل الموقع المناخ الخاص بالموقع و المناخ العام للمنطقة وحركة الشمس واتجاهات‬
‫وسرعة الرياح وطوبوغرافية االرض ونوع التربة والبيئة العمرانية المحيطة بالموقع والحركة‬
‫الطبيعية حول الموقع والرؤيا وعناصر التنسيق مثل االشجار والنباتات والصخور والمياه‪.‬‬
‫يجب مراعاة عناصر الموقع قبل تصميم المشروع‪ .‬ويمكن للمخططات المبسطة ‪ sketches‬ان‬
‫توضح اى مشاكل او امكانيات من خالل توضيح جميع العناصر معا‪.‬‬
‫و يوضح المثال التالى الصفات العامة لموقع وهى تساعد على ان يتذكر المصمم بصريا اهم‬
‫صفات الموقع‪.‬‬
‫ومن خالل تلك الرسومات يمكن استيعاب امور اخرى مثل الرياح والخصوصية وافضل اماكن‬
‫البناء فى الموقع‪.‬‬
‫ويمكن تطوير تحليل الموقع ليشمل برنامج المشروع واستكشاف بدائل ابتدائية لوضع كتلة‬
‫المبنى‪.‬‬

‫و توضح المخططات التالية عناصر تحليل الموقع للوصول الى انسب بدائل االستغالل‪.‬‬
‫تحليل موقع المشروع بالنسبة للبيئة الطبيعية و الحدود‪.‬‬
‫تحليل موقع المشروع بالنسبة لطوبوغرافية الموقع‪.‬‬
‫تحليل موقع المشروع بالنسبة للعوامل المناخية‪.‬‬
‫تحليل موقع المشروع بالنسبة للرؤية و مناطق التطوير‪.‬‬
‫تأثير الموقع‬
‫تتض ح م ن الدراس ة التحليلي ة للموق ع متغيرات هام ة تؤث ر ف ى تص ميم المشروع وتحدي د نوع‬
‫االنشاء و توزيع االستعماالت حسب طبيعة و ظروف الموقع‪.‬‬

‫محددات الموقع‬
‫االرتفاعات ‪ -‬الارتدادات ‪ -‬الكثافات ‪ -‬خطوط الحدود‬
‫البعد الثالث‪ :‬الشكل ‪Form‬‬
‫يتضمن الشكل المتغيرات التالية‪ :‬الحدود ‪ -‬الحركة ‪ -‬نظام االنشاء ‪ -‬الغالف ‪ -‬نوع االنشاء ‪-‬‬
‫العملية االنشائية ‪ -‬الطاقة ‪ -‬التحكم البيئى ‪ -‬التصور العام‪.‬‬
‫المتغير الثالث فى المشكلة التصميمية هو "الشكل" وهو المتغير الذى يتحكم فيه المصمم‪ .‬وفى‬
‫هذا المجال نستطيع معاونة العميل فى اتخاذ القرارات بعد تحديد متغيرات االحتياج و البيئة‪.‬‬
‫ويجب علينا ان نتذكر ان حلول المشاكل التصميمية هى اتفاق بين االحتياج و البيئة و الشكل‪.‬‬
‫وهذه المتغيرات شديدة المرونة حتى يتم الوصول الى حل مناسب‪ .‬و يعتمد بعض المعماريين‬
‫على برنامج العميل و البيئة فقط لتحديد الحلول و لكن الشكل أيضا مهم حيث ان هناك اشكال‬
‫تقابل احتياجات معينة و يجب على المعمارى ان يتعرف على متغيرات االشكال مثلما يفعل مع‬
‫االحتياج و البيئة‪.‬‬

‫‪ .1‬الفراغ و التنظيم ‪Space and Order‬‬


‫هناك تنوع كبير فى اساليب التنظيم كتل البناء لتأكيد البعد الفراغى بينها‪ .‬و من االهمية دراسة‬
‫تنظيم الكتل و العالقة بين "الفراغ و المصمت" للوصول الى اهداف التصميم المطلوبة‪ .‬وتوضح‬
‫االشكال التالية بعض اساليب التنظيم الفراغى للكتل للوصول الى الهدف المطلوب‪.‬‬
‫التنظيم الفراغى للكتل و الحوائط‬
‫التنظيم الفراغى الحوائط‬
‫التنظيم الفراغى للواجهات و القطاعات‬
‫‪ .2‬المقياس و النسب ‪Scale and Proportion‬‬
‫بالرغم من ان نوعية الفراغ يمكن معرفتها بها من قبل اى شخص‪ ،‬فان المهندس المعمارى‬
‫يمكنه استيعاب متغيرات الشكل و كيفية تنظيمها للوصول الى التأثير المطلوب‪ .‬و باالضافة الى‬
‫الدراسة المعمارية فان المهندس المعمارى يمضى بقية حياته يتعلم عنها‪.‬‬

‫و اهم طريقة من طرق زيادة مقدرة المهندس على استيعاب المقياس و النسب فى االشكال هى‬
‫من خالل التحليل البصرى‪ .‬و يتم من خالل التحليل البصرى التركيز على متغيرات محددة مثل‬
‫المقياس و االيقاع فى المخطط التى يمكن استخالصها من البيئة العمرانية‪.‬‬

‫المقياس يتضمن عالقة مع الحجم‪ .‬و حجم االنسان هو اهم المراجع لمعرفة المقاييس االخرى‪ .‬و‬
‫هو يسمى "المقياس االنسانى"‪ .‬و بطبيعة الحال فان مقاييس المنشآت ليست جميعها فى حدود‬
‫مقاييس االنسان‪ .‬فنحن نشعر بالراحة مع المنشآت الكبيرة اذا تباينت مقاييسها من مقياس االنسان‬
‫الى مقياس المبنى‪ .‬و من خالل التحليل البصرى يمكن فهم كيفية التعامل مع المقياس فى مختلف‬
‫المبانى‪.‬‬
‫و تؤثر النسب فى تصميم المبنى من حيث العالقة بين االبعاد االفقية و الرأسية‪.‬‬
‫المقياس االنسانى‬
‫تدرج المقياس‬
‫تحليل النسب‬
‫‪ .3‬الكتلة و االتزان ‪Mass and Ballance‬‬
‫للكتل ة واالتزان اهمي ة ك بيرة ف ى تجرب ة االنس ان م ع المبان ى وه ى تس بب رد فع ل االنس ان تجاه‬
‫المبانى‪ .‬و يتصل االحساس بالكتلة و االتزان مع مشاعر انسانية متعددة منها االحساس باالمان و‬
‫المرونة‪ .‬و يمكن لكتلة مبنى مصمتة ما ان تعطى االحساس باالمان و االستمرارية و كتلة مبنى‬
‫مفرغة ان تعطى االحساس بالمرونة و الحرية‪ .‬و من خالل تاريخ العمارة نجد العديد من طرق‬
‫التعام ل م ع كتل ة المبنى‪ .‬و ع ن طري ق تحلي ل المبان ى الت ى توف ر احس اس واض ح بالكتل ة يمك ن‬
‫اكتشاف االستخدامات المختلفة لوسائل التعامل مع الكتلة‪.‬‬
‫االتزان ه و التباي ن بي ن االس تقرار و الثبات او عدم االس تقرار و عدم الثبات‪ .‬و يتضم ن ذل ك‬
‫التعامل مع االتزان المتماثل و غير المتماثل فى التكوينات و االتزان فى البعد الثالث و هو جزء‬
‫هام من الهندسة المعمارية‪.‬‬
‫االتزان و اثبات‬

‫الخفة و المرونة فى الواجهة‬


‫االتزان فى واجهة غير متماثلة‬

‫التشكيل فى البعد الثالث‬


‫‪ .4‬التكرار و االيقاع ‪Repetition and Rhythm‬‬
‫من اهم الطرق للوصول الى وحدة فى المبنى هى من خالل تكرار بعض العناصر مثل الشبابيك‬
‫و االعمدة‪ .‬و وجود تشابه و لو بسيط بين العناصر هى احدى طرق تأكيد العالقة و االتحاد‪.‬‬
‫واهمية االيقاع فى العمارة تكمن فى وجود عالقة بينها وبين االيقاع االنسانى مثل الحركة‬
‫والتنفس وااليقاعات الطبيعية مثل موج البحر وتتابع فصول السنة‪ .‬ومثلما تمثل الموسيقى‬
‫االيقاعات المسموعة تمثل العمارة االيقاعات المرئية‪ .‬وفى العمارة يكون االساس هو محاولة‬
‫الوصول الى ايقاع فى المسافات بين المكونات‪ .‬ويعتمد االيقاع المرئى فى المبنى على المكونات‬
‫والمسافات بينها‪.‬‬
‫وهناك نوعان اساسيان من االيقاع يمكن تحديدهما‪:‬‬
‫‪ )1‬االيقاع المنتظم بين المكونات على اساس من وحدات متماثلة و مسافات منتظمة‪.‬‬
‫‪ )2‬االيقاع المكون من تباعدات بين المكونات و المسافات‪.‬‬
‫ويمكن ايضا الوصول الى ايقاعات من مسافات مختلفة ومكونات متباينة الحجم باالضافة الى‬
‫االيقاعات المتزايدة او المتناقصة‪.‬‬
‫االيقاع بالتكرار و االنتظام‬

‫االيقاع الحر و االيقاع المتزايد‬


‫ايقاعات متعددة‬
‫‪ .5‬الوحدة و التنوع ‪Unity and Diversity‬‬
‫اح د المتغيرات الهام ة ف ى تشك ل المبن ى ه ى مدى او درج ة الوحدة والتنوع ف ى التشكيل‪ .‬وه ى‬
‫غالبا ما تكون محصلة المتغيرات االخرى(المقياس والنسب والكتلة واالتزان والتكرار وااليقاع)‬
‫فهى جميعا تستخدم للوصول الى الوحدة او التنوع‪ .‬ومن وسائل الحصول على وحدة او تنوع‪:‬‬
‫أ‪ .‬النموذج المتصل‪.‬‬
‫ب‪ .‬الشبكية المديولية‬
‫جـ‪ .‬استخدام شكل واحد بنفس المقياس‬
‫د‪ .‬استقالل بين المكونات و االجمال‪.‬‬
‫والتنوع يمكن الوصول اليه باالمتناع المتعمد عن اتباع قواعد الوحدة‪.‬‬
‫تحويل برنامج مشروع إلى تصميم أولي‬

‫المثال االول‪:‬‬
‫يوض ح المثال االول خطوات التحول م ن برنام ج مشروع منزل ص غير ال ى تص ميم اول ى‬
‫للمشروع خالل ‪ 4‬خطوات‪ .‬وبع د االنتهاء م ن التص ميم االول ى يت م عم ل التص ميم االبتدائ ى‬
‫وتطوير التصميم حتى التصميم النهائى ثم التصميمات التنفيذية ورسومات الورشة‪ .‬والخطوات‬
‫هى‪:‬‬

‫‪ .1‬توضح الخطوة االولى رسم تجريدى لبرنامج المشروع حيث تبدو الوظائف والعالقات بينها‬
‫حس ب ترتيبه ا التص اعدى‪ .‬ويظه ر المدخ ل الرئيس ى للمشروع واضحا‪ .‬ولي س للدوائر(الفقاعات‬
‫‪ ) bubbles‬اى مس احة او وض ع محدد فه ى تحدد فق ط العناص ر و الوظائ ف المطلوب توفيره ا‬
‫بناء على برنامج المشروع و يمكن تحريكها فى اى مكان مع الحفاظ على العالقة بينها‪.‬‬

‫‪ .2‬تعكس الخطوة الثانية متطلبات الموقع والمناخ التى تؤثر على وضع العناصر وتوجيهها‬
‫وعالقتها مع بعضها البعض ومع الموقع‪ .‬فاالضاءة الطبيعية والحرارة والرؤية والوصول‬
‫للموقع والمناطق والوظائف يتم اخذها كلها فى االعتبار‪.‬‬
‫الخطوة الثانية‬

‫الخطوة االولى‬
‫‪ .3‬تعكس الخطوة الثالثة القرارات الخاصة بالمسطحات واشكال الفراغات المطلوبة الستيفاء‬
‫عناصر المشروع‪ .‬وهنا تعطى االولوية الحتياجات الوظائف وشبكية التخطيط‪.‬‬
‫‪ .4‬توضح الخطوة الرابعة القرارات الخاصة بنظام االنشاء و محددات الفراغات‪ .‬و هو الشكل‬
‫الذى يطلق عليه اسم "التصميم االولى"‪.‬‬

‫الخطوة الثالثة‬ ‫الخطوة الرابعة‬


‫هذا التحول من البرنامج الى التصميم االولى يسمح بالمرادفات واالحتماالت ان تظهر بدال من‬
‫اغالق التصميم من البداية‪ .‬وقد يعترض العديد من المصممين ان التصميم ال يسير دائما حسب‬
‫تلك الخطوات الواضحة وانه ليس عملية "اوتوماتيكية" ومنظمة وموجهة ومنطقية بمثل هذه‬
‫الطريقة‪ .‬والعملية التصميمية ايضا تجربة شخصية ومختفية ومتكاملة واحيانا تكون واضحة‬
‫واحيانا غامضة واحيانا سريعة واحيانا اخرى بطيئة جدا ومشوقة ومجهدة‪ .‬وهى بصفة عامة‬
‫انسانية وليست آلية‪.‬‬
‫المثال الثانى‬
‫و يوضح المثال التالى عملية التحول من برنامج الى مشروع اولى‪.‬‬

‫الخطوة االولى‪:‬‬
‫دراسة العالقات‬
‫الخطوة الثانية‪ :‬التصميم االولى‬
‫و يتضم ن تحوي ل برنام ج المشروع ال ى تص ميم اول ى التعام ل م ع الرس م الح ر للمشروع بهدف‬
‫تطوير االفكار‪.‬‬

‫الرسم الحر كأسلوب للتفكير‬


‫المراحل األساسية للتصميم المعماري‬
‫برنامج التصميم‬
‫اول مهمة من مهام المهندس المعمارى هى اعداد برنامج التصميم و هى فى الواقع اهمها‪ .‬هناك‬
‫عدد من االساسيات الواجب تطبيقها لوضع برنامج للتصميم سواء كان التصميم مركب مثل‬
‫مستشفى او بسيط مثل مسكن‪.‬‬
‫خطوات وضع البرنامج‪:‬‬
‫•تحديد االهداف‬
‫•جمع و تحليل الحقائق‬
‫•إظهار و اختبار األفكار‬
‫•تحديد االحتياجات‬
‫•تقرير المشكلة‬

‫المشكلة التصميمية‬
‫يعرف المصممون غالبا بالحلول التى يقدمونها و ليس بنوع المشاكل التى يتعاملون معها‪.‬‬
‫فالمصمم الداخلى يتعامل مع الفراغات الداخلية و المهندس المعمارى يتعامل مع المبنى ككل‪ .‬و‬
‫فى الواقع العملى ال يلتزم اى منهم بتلك المحددات‪ .‬و يعتقد البعض خطا ان مجاالت التصميم‬
‫تختلف بمدى صعوبة المشاكل التى يتعاملون معها فى حين ان الصعوبة معامل كيفى يختلف‬
‫االحساس به من شخص الى آخر‪.‬‬
‫ومن الصفات االساسية للمشكلة التصميمية انها غالبا ما تكون غير مرئية بل يجب البحث عنها‪.‬‬
‫ففى المشكلة التصميمية ال نجد الهدف وال عوائق الوصول اليه واضحة‪ .‬ومن االساليب التى‬
‫اقترحها ايبرهارد سنة ‪ 1970‬هو اللجوء إلى "تصعيد او تبسيط" المشكلة لرؤيتها بصورة‬
‫مختلفة‪ .‬وتتسم المشكلة التصميمية كذلك بصعوبة تحديدها و معرفة نوعية المعلومات مناسبة‬
‫لها‪.‬‬

‫تتسم المشكلة التصميمية بوجود ابعاد متعددة لها‪ .‬من‬


‫النادر ان نقوم بتصميم شئ له هدف واحد محدد‪ .‬فالمصمم‬
‫يتعامل مع التصميم لتأدية وظيفة مطلوبة وان يكون شكله‬
‫جميل وان تكون تكلفته مقبولة ووسائل تصنيعه متاحة‬
‫والمواد المصنوع منها متوفرة مع التفكير فى متانته‬
‫وصيانته‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال يتضمن تصميم شباك لغرفة عناصر‬
‫متعددة تؤثر جميعها على التصميم‪ .‬فالشباك ينبغى ان‬
‫يوفر االحتياجات الفيزيائية والنفسية لمستعمل الغرفة‪.‬‬

‫مستويات مجاالت التصميم البيئى‬


‫المحددات التصميمية‬
‫يشارك فى وضع المحددات التصميمية‬
‫العديد من االشخاص منهم المصمم‬
‫والمالك و المستعمل والمشرع‪.‬‬
‫يقوم المصمم بوضع محددات يراها هو‬
‫مناسبة للمشكلة التصميمية‪ .‬و تتسم تلك‬
‫المحددات بقابليتها للتغيير ومرونتها‬
‫حيث يستطيع المصمم ان يغيرها وقتما‬
‫يشاء‪ .‬و يقوم المالك بوضع محددات لما‬
‫يريده من التصميم‪ .‬و فى العديد من‬
‫المشروعات يكون المالك مستثمر يريد‬
‫الوصول الى اقصى انتفاع من امواله‪.‬‬
‫اما مستعمل التصميم فربما يكون المالك‬
‫نفسه او شخص او اشخاص اخرين‪.‬‬
‫وفى بعض االحيان يستطيع المصمم‬
‫معرفة مستعمل التصميم ومعرفة‬
‫المحددات التى يريدها من التصميم‪.‬‬
‫واخيرا هناك المشرع و التشريعات‬
‫المحددة للتصميم من قبل المجتمع‬
‫والدولة‪ .‬وغالبا ما تكون تلك التشريعات‬
‫العوامل المؤثرة فى تصميم شباك لغرفة‬ ‫ملزمة للجميع و هى جامدة غير قابلة‬
‫للتغيير فى اغلب االحيان‬

You might also like