‫معنى الحسد لغةً‪:‬الحسد مصدره حسده يَحْ ِس ُده ويَحْ ُس ُده‪َ ،‬ح َس ًدا وحُسو ًدا و َحسا َدةً‪،‬‬

‫و َح َّس َده‪ :‬تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته‪ ،‬أو يسلبهما‪َ ،‬‬
‫وح َس َدهُ الشي َء وعليه‬

‫معنى الحسد اصطال ًحا‪:‬وقال الجرجاني‪( :‬الحسد تمني زوال نعمة المحسود إلى‬
‫الحاسد)وقال الكفوي‪( :‬الحسد‪ :‬اختالف‪ B‬القلب على الناس؛ لكثرة األموال‬
‫واألمالك)وعرفه الطاهر بن عاشور فقال‪:‬‬
‫(الحسد‪ :‬إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة في الغير‪ ،‬مع تمني زوالها‬
‫عنه؛ ألجل غير‪B‬ة على اختصاص الغير‪ B‬بتلك الحالة‪ ،‬أو على مشاركته الحاسد‬
 ‫أن هللا تعالى إذا نعم على أخيك نعمة‪ ،‬فلك فيها حالتان‪:‬إحداها‪ :‬أن‬
‫‪.‬تكره تلك النعمة وتحب زوالها‪ ،‬فهذا هو الحسد‬
‫والحالة الثانية‪ :‬أن ال تكره وجودها وال تحب زوالها‪ ،‬ولكنك تشتهى‬
‫لنفسك مثلها‪ ،‬فهذا يسمى غبطة‬

‫وأما المجازي فهو الغبطة وهو أن يتمنى مثل النعمة التي على‬
‫غيره من غير زوالها عن صاحبها‪ ،‬فإن كانت من أمور الدنيا‬
‫كانت مباحة‪ ،‬وإن كانت طاعة فهي مستحبة‬
 ‫‪:‬روى أبو هريرة رضى هللا عنه‪ ،‬عن النبي صلى هللا عليه وآله وسلم قال‬
‫ث‪BBB‬الثال‪ B‬ي‪BB‬نجو منهنأ‪B‬حد‪ :‬ا‪BB‬لظن‪ ،‬وا‪BB‬ل ِّ‬
‫طيرة‪ ،‬وا‪BB‬لحسد‪ ،‬وسأحدثكم‪ B‬ما ا‪BB‬لمخرج من"‬
‫"ذلك‪ ،‬إذا ظننتف‪BBB‬الت‪BBB‬حقق‪ ،‬وإذا ت‪BBB‬طيرتف‪BBB‬امض‪ ،‬وإذا حسدتف‪BBB‬الت‪BBB‬بغ‪B‬‬

‫من حديث ابن عمر رضى هللا عنهما‪ ،‬عن النبي صلى هللا عليه وآله وسلم أنه قال‪:‬‬
‫ال حسد إال في اثنتين‪ :‬رجل آتاه هللا عز وجل القرآن‪ ،‬فهو يقومبه آناء الليل وآناء‬ ‫"‬
‫النهار‪ ،‬ورجل آتاه هللا ماالً‪ ،‬فهو ينفقه في الحق آناء الليل وآناء النهار‬
‫الحسد له أسباب‪:‬أحدها‪ :‬العداوة‪ ،‬والتكبر‪ ،‬والعجب‪ ،‬وحب الرياسة‪ ،‬وخبث‬
‫‪،‬النفس‪ ،‬وبخلها‬
‫وأشدها‪ :‬العداوة والبغضاء‪ ،‬فإن من آذاه إنسان بسبب من األسباب‪ ،‬وخالفه‬
‫‪.‬في غرضه‪ ،‬أبغضه قلبه‪ ،‬ورسخ في نفسه الحقد‬
 ‫التحذير من اشتهاء ما فضّل هللا تعالى به الناس بعضهم على بعض‬
‫ض)‪.‬‬ ‫ض ُك ْم َعلَى بَ ْع ٍ‬ ‫ض َل هَّللا ُ بِ ِه بَ ْع َ‬
‫( َواَل تَتَ َمنَّ ْوا َما فَ َّ‬
‫اس َعلَى َما آتَاهُ ُم هّللا ُ ِمن فَضْ لِ ِه فَقَ ْد آتَ ْينَا آ َل ِإ ْب َر‪B‬ا ِهي َم ْال ِكتَ َ‬
‫اب‬ ‫(َأ ْم يَحْ ُس ُد َ‬
‫ون النَّ َ‬
‫‪َ .‬و ْال ِح ْك َمةَ َوآتَ ْينَاهُم ُّم ْلكا ً َع ِظيماً)‬
‫ك اِ ٰلى َما َمتَّ ْعنَا بِ ٖ ٓه اَ ْز َوا ًجا ِّم ْنهُ ْم َز ْه َرةَ‬ ‫َواَل تَ ُم َّد َّن َع ْينَ ْي َ‬
‫ك َخ ْي ٌر َّواَ ْب ٰقى‬
‫ق َربِّ َ‬ ‫ْال َح ٰيو ِة ال ُّد ْنيَا ەۙ لِنَ ْفتِنَهُ ْم فِ ْي ِه ۗ َو ِر ْز ُ‬
‫حسد إخوة يوسف له‬
‫ُف َوَأ ُخوهُ َأ َحبُّ ِإلَى َأبِينَا ِمنَّا َونَ ْح ُن‬ ‫وا لَيُوس ُ‬ ‫ِإ ْذ قَالُ ْ‬
‫ضالَ ٍل ُّمبِي ٍن‬ ‫ص‪B‬بَةٌ ِإ َّن َأبَانَا لَفِي َ‬ ‫ُع ْ‬
 ‫االستعاذة من الحسد آيات عالج الحسد في القرآن الكريم القرآن عالج وشفاء‬
‫ين)‬‫آن َما هُ َو ِشفَاء َو َر‪B‬حْ َمةٌ لِّ ْل ُمْؤ ِمنِ َ‬ ‫‪،‬لك ّل مؤمن‪ ،‬لقول هللا تعالى‪َ ( :‬ونُنَ ِّز ُل ِم َن ْالقُرْ ِ‬
‫اس ٍقِإ َذا َوقَب* َو ِمن َش ‪ّ B‬ر ا‪BB‬لنّفّاثَ ِ(‬
‫ات‬ ‫ا‪BB‬لفَلَ ِق* ِمن َش ‪ّ B‬ر َما َخلَ َق* َو ِمن َش ‪ّB B‬ر َغ‪ِ B‬‬ ‫ُق‪ْ BB‬لَأ ُعو ُذ ِب‪َ BBB‬ر ّب ْ‬
‫اس ٍد ِإ َذا َح َس َد‬ ‫ا‪BB‬ل ُعقَ ِد* َو ِمن َش ‪ّ B‬ر َح‪ِ B‬‬ ‫‪).‬ف‪BBB‬ي ْ‬ ‫ِ‬
‫اس*( ‪‬‬ ‫ا‪BB‬ل َخنّ ِ‬ ‫‪B‬س ْ‬ ‫ا‪BB‬ل َو ْس َوا ِ‬ ‫اس* ِمن َش ‪ّ B‬ر ْ‬ ‫اس* ِإ َل ِه‪ B‬ا‪BB‬لنّ ِ‬ ‫اس* َملِ ِك ا‪BB‬لنّ ِ‬ ‫ُق‪ْ BB‬لَأ ُعو ُذ ِب‪َ BBB‬ر ّبا‪BB‬لنّ ِ‬
‫اس‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫ل‬ ‫ا‪BB‬‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ة‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬‫ج‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ا‪BB‬ل‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫*‬ ‫اس‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫ل‬‫ا‪BB‬‬ ‫‪B‬‬
‫ر‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ُ‬ ‫‪B‬‬ ‫ص‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ف‪BBB‬‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫ُ‬ ‫و‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫س‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ي‪BB‬‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ذ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬
‫ا‪BB‬ل‬
‫ان ‪‬‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫اْل‬ ‫ا‬‫ب‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫و‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ْن‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫ذ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ا‬‫و‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫اِل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫‪ْB‬‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫غ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫و‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫و‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ۢ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫ء‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ۤ‬ ‫َوالَّ ِذي َْن َج‬
‫ِ َ ِ‬
‫َّح ْي ٌم‬
‫فر ِ‬ ‫ك َر ُء ْو ٌ‬ ‫ࣖ َواَل تَ ْج َع ْل فِ ْي قُلُ ْوبِنَا ِغاًّل لِّلَّ ِذ ْي َن ٰا َمنُ ْوا َربَّنَٓا اِنَّ َ‬
‫وقال ابن سيرين‪ :‬ما حسدت أحداً على شئ من أمر الدنيا‪ ،‬ألنه‬
‫إن كان من أهل الجنة‪ ،‬فكيف أحسده على شئ من أمر الدنيا‪،‬‬
‫وهو يصير إلى الجنة‪ ،‬وإن كان من أهل النار‪ ،‬فكيف أحسده‬
‫على شئ من أمر الدنيا‪ ،‬وهو يصير إلى النار‬