ال يعرف على وجه الدقة متى بدأ تحديد موقع ميالد السيد المسيح في المغارة المتعارف عليها اليوم لكن هناك إشارات تاريخية أن هذا التحديد قد تم في منتصف القرن الثاني للميالد وتوسع هذا االعتقاد في القرن الثالث للميالد ,شيد االمبراطور البيزنطي قسطنطين بيسيليكا فوق المغارة وكانت مهمة الكنيسة باألساس توفير الممر المقدس إلى المغارة التي يتم الوصول اليها عبر سلم حجري حيث تقام الصلوات أمام مجسم لقصة الميالد في النقطة التي المس جسد المسيح فيها األرض ولكن هناك مايكفي من اإلشارات إلى أن تقديس الموقع قد بدأ فعال قبل بناء الكنيسة على يد القسطنطين وال يعرف كثيرا على الموقع . الكنيسة حاليا بهيكلها األساسي مازالت كما كانت عليه عندما شيدها االمبراطور جستنيان وقد حافظت على نفسها بالرغم من عشرات الزالزل وتغير الظروف السياسية وتبدل السالالت الحاكمة .واكدت الدراسات انهم استخدموا التأريخ حيث أن جدران الكنيسة واعمتها والجسور الخشبية تعود جميعها لعصر جستنيان. حال المغارة هي تشكيل صخري طبيعي في تلك المنطقة من الهضبة الصخرية ويوجد بالقرب منها مجموعة من المغائر بأشكال وأحجام مختلفة وتحت الكنيسة هناك ايضا سلسلة أخرى من المغائر Zالتي اصبحت جزءا من قدسيته وبهذا تشكل مجمع مقدس أخذ بالنمو بالمراحل القادمة . بدأ بناء الكنيسة سنة 372م او 328م (وهي سنة وصول القديسة هيالنة إلى فلسطين) واستمرت اعمال البناء والتزيين حتى عام 333م وهو العام الذي شاهدها الحاج من مدينة من مدينة بوردو الفرZنسية ووصفها . جرى تدشينها رZسميا بتاريخ 399l5l31م . من اهم هذه المصادر التي استندنا عليها في ذكر التواريخ آثار التنقيب التي جرت داخل الكنيسة خالل فترة االنتداب البريطاني. وصف الكنيسة: تشكلت الكنيسة االولى (كنيسة القسطنطين) من بيسيليكا مكونة من خمسة أروقة ,األوسط اعرضها وسقفها جملوني مغطى بالقرميد وينتهي بالرواق األوسط العريض بدرجات تؤدي إلى منصة المذبح (بيماه) التي شيدت فوق المغارة ,وفوق سطح المغارة والهيكل ايضا يرتفع مبنى مثمن الشكل ,وفي مركز المثمن كان هناك جدار منخفض ,يمكن ان يكون احاط بفتحة تطل علىعلى المغارة من فوق مما يعني أنه لم يكن يسمح للزوار بالوصول للمغارة وكان يسمح لهم باالطالل عليها من الفتحة. في مقدم الكنيسة كان هناك قاعة المجاز وفيها ثالث بوابات تمثيلية مرتفعة االوسط أوسعها وأعالها ويبدو أن الكنيسة كانت مزخرفة بكثافة .حتى يومنا هذا يمكن مشاهدة مساحات وافرة من الفسيفساء األرضية التي تحتوي على رسومات هندسية ونباتية . تبدأ الكنيسة بثالث بوابات ضخمة أوسعها األوسط مازZالت على حالها رZغم اغالقها بالحجارة وعلى اغلب الظن أغلقت خالل فترة الفرنجة وتم تقليص المدخل صغير نسبيا للوصل لقاعة المجاز. ومنها يتم الوصل إلى الباسيليكا المشكلة من خمسة أروقة محمولة بمجملها على خمسين عمود يرتفع كل عامود 45.4م فإذا اضفنا القاعدة يصل االرZتفاع الى 5.40م ,جميع االعمدة من الحجر الجيري المحلي الصلب والوردي اللون يسمى محليا مزي أحمر الصليّب نسبة إلى جبل يقع للغرZب من بيت لحم حيث تقع المحاجر. جميع تيجان األعمدة المستعملة في الكنيسة مزخرفة بالزخارف الكورZنثية ويبدو انها كانت مطلية بماء الذهب وفوق االعمدة هناك عضد(دومر) خشبية مزخرفة بشكل جميل باستعمال افارZيز من األشكال النباتية. بنيت جدران المبنى األساسية الخارجية من حجارة جيرية محلية حسنة التهذيب قد يصل طول الحجر الواحد الى متر بارZتفاع يصل الى 0.40م وذلك عبر Zصفوف منسجمة االرتفاع(مداميك) قد يختلف ارتفاع صف عن اخر Zتبعا لالرتفاع المتفاوت لحجارة كل صف , Zلكنها كانت منسجمة قبل ان تتشوه من الخارج. سقف Zالكنيسة اغلب الظن كان جملونيا ومغطى من الخارج بألواح الرصاص تقريبا كما هي عليه اليوم سقفها من الداخل كان مزخرZفا وتم تغيير اخشاب كل السقف Zوفي التحليل تبين ان اقدم قطعة خشب موجودة تعود إلى العام 1164م (فترة اإلفرنجة) وهناك اخشاب تعود لعصور الحقة مابين القرن الخامس عشر والتاسع عشر دليل على وجود عدة ترZميمات. المرحلة الهامة الثالثة في تاريخ الكنيسة كانت بعد سقوط بيت لحم بيد الفرنجة عام 1099م حيث اختار الملك بلدوين ثاني ملوك فرنجة بيت المقدس قام الفرنجة ببناء أسوار مرتفعة حول بيت لحم حوالي(1111_1088م) وبدأت التدخالت تأخذ ابعادا مختلفة في المبنى منها اضافة برجين الجرس وتصغيرالمدخل عبر باب واحد يعلوه عقد مدبب واغالق باقي البوابات الرئيسية والجانبية بالحجارة ,كما تم اضافة سلمين رخاميين الى مغارة الميالد واحد في الجهة الجنوبية واالخر في الشمالية .وهما على شكلهما االفرنجي حتى االن. كما قاموا االفرنجة بسلسلة من الزخارف الجدارية (فريسكو) داخل الكنيسة وقد اتضح هذا االمر عند ازالة القصارة في بعض المناطق ومازالت مجموعةمن الرسومات الجدارية الفرنجية منتشرة في اطراف الكنيسة الى االن يمكن من خاللها فهم الرسم االفرنجي في فلسطين. اكثر مايميز Zرسومات هذه الفترة هي ماتركه الفرنجة على أعمدة الكنيسة من رسومات للقديسين وتضم صور القديسين غربيين وشرZقيين وهي حالة ايضا يمكن اعتبارها فريدة في العالم .وهي تعود للعصور الوسطى بعضها يعود للقرنين الثالثعشر Zوالرابع عشر للميالد وقد تكون رسومات كنيسة المهد الفرنجية اهم ما تركه الفرZنجة من فن الرومانيسك .كما تعتبر اهم رZسومات العصور الوسطىعلى مستوى العالم ككل . وأل كان تأريخ الرسومات التي تقع على األعمدة يشكل تحديا فإن الزخارZف الفسيفسائية ال تشكل تحديا ابدا .حيث وصلنا نقش فيها باللغتين الالتينية واإلغريقية يؤرخ لهذه األعمال يمكن مشاهدته حتى يومنا هذا. الزخارف: يمكن القول أن الرسومات الجدارية (فريسكو ) الموجودة على األعمدة والفسيفساء الزجاجية على جدران الكنيسة هي أكبر مشروع زخرفي نفذه الفرنجة في فلسطين ,وهي الشاهد األهم على االطالق على هذه الفنون .صحيح أن مابقي من الزخارف الفسيفسائية هو قليل نسبيا ,في العام 1178م استرد صالح الدين بيت لحم من يد الفرنجة ولم تمس الكنيسة بضرر ,لكن بسبب لسبب غير معروف فقدت برجي األجراس اللذين بناهما الفرنجة وقد يكون ذلك سبب ذلك تدمير مايمكن ان يشكل خطرا امنيا بعد دخول صالح الدين وللتعبير عنهم زخرفت بوابة الخشب مزخرفة بشكل بديع تربط بين المجاز والرواق االوسط زخرفت بصلبان أرمنية ,وعبرت زخارف البوابة عن االندماج الكامل بالفن الزخرفي االسالمي ,وعلى البوابة نقشان كتابيان باألرمنية والثاني بالعربية كما يظهر بالنقش اسم ملك صقلية هيثوم األول الذي حكم آنذاك. وضع كنيسة المهد قبل اعمال الترميم: بسبب النزاعات الطائفية وعدم قدرة الطوائف على وضع آليات لفض النزاع بدأت الكنيسة منذ القرن التاسع عشر تمر بحالة صعبة بحيث أن ترميمها وصيانتها لم تكن ذات اولوية وان تم الترميم فبمدارس بالية .قد تكون في كثير من االحيان مضرة تم اخر ترميم جذري في عهد الفرنجة وبالرغم من سلسلة الترميمات التي تمت فإنها كانت ثانوية ,لم تستطع الحفاظ على الكنيسة حيث كانت تحل مشاكل آنية حيث لم تشهد الكنيسة ترميم فعلي لثمانية قرون .سقطت اجزاء من اللوحات الفسيفسائية في النصف الثاني من القرن الخامس عشر فقدت غالبية جدران الكنيسة وأرضيتها وبالطها الرخامي حيث وصل السقف لحالة مزرية حيث كانت فيه جملة من الفتحات تتسرب منها المياه في الشتاء تم الترميم االول عام 1435م. قبل الترميم كان من الممكن رؤية التصدعات بالعين المجردة قبل الدخول بالفحوصات كان يكفي زيارة الكنيسة اثناء فصل الشتاء لرؤية التسريب حيث كانت تتجمع على ارضها لتشكل بركة صغيرة وكان من الواضح تشقق جزء من االعمدة وكانت قواعدها وتيجانها بحالة سيئة واالمر نفسه ينطبق على تيجان االعمدة وتحول لون الرسومات عليها الى لون داكن بفعل تأثير الشموع على مدار القرون بحيث لم يعد باالمكان مشاهدة الرسومات اما الفسيفساء الزجاجية (فترة الفرنجة) في اعلى الجدران فقد فقدت مالمحها واصبح لونها داكن بحيث ال يلحظ وجودها إال المدقق بعناية. بالنسبة للجدران الخارجية فكان يبدو عليها االستقرار والمتانة ولحسن الحظ لم يتم اكتشاف مشاكل انشائية جديةبالرغم من التشويه الذي مر عبر العصورمن خالل اعمال الترميم المتالحقة. الترميم: ركبت السقاالت في كل الكنيسة وذلك بطريقة ال تعيق الحركة داخلها بقدر اإلمكان وتم التوقف عن العمل المزعج اثناء الصلوات واالحتفاالت الدينية لم يتم العمل على وال بقZعة في الكنيسة دون دراسة أثرية كل الترميمات حدثت لتخدم المبنى دون الحاق ضرر به واستخدمت مواد وتم التأكد من سالمتها لتعيش عدة قرون كما اكدت الفحوصات على تلف في الخشب تم ترميمه واستبدال التالف منه. وفي المناطق الضعيفة من الناحية اإلنشائية تم وضع مرابط مقاومة للصدأ وجرت دراسة فاعلية الترميم وجدواه في مقاومة الزالزل بحيث اضيفت موزعات اثقال تتفاعل مع االهتزازات التي تحدثها الزالزل.كما تم استبدال كل األلواح الرصاصية التي تغطي سطح الكنيسة والبالغة مساحتها 1625متر مربع بعد ترميم كل طبقة االخشاب الحاملة لاللةاح وعزلها تماما. كما تم ترZميم قاعة سقف المدخل المجاز ذلك بفك البالط وترقيمه من اعلى وتنظيف كل الطمم الكائن فوق ريش العقد المتقاطع ومن ثم تثبيتها وبعدها تم بناء عرZيشة معدنية ضخمة فوق السقف وتثبيتها في الجدران بعد تدعيمها ومن ثم ربط سقف المجاز بمرابط بالعريشة المعدنية والسقف .