إشراف األستاذ الدكتور :محمود بني خلف وذلك استكماًال لمتطلبات مساق تفريد التعليم الفصل األول 2023/2024 مقدمة عن تكنولوجيا التعليم في عصرنا الحالي ،ال يمكن إنكار أهمية التكنولوجيا في مجال التعليم .فقد شهدت التكنولوجيا تقدًم ا هائاًل على مر الزمن ،مما أدى إلى تحوالت كبيرة في كيفية نقل المعرفة وتوجيه العملية التعليمية .تكنولوجيا التعليم هي مجال يستخدم التقنيات واألدوات التكنولوجية لتعزيز وتحسين تعلم الطالب وتدريس المعرفة.إن استخدام التكنولوجيا في التعليم ليس مجرد تضخيم للعملية التعليمية ،بل يمثل تحوياًل جذرًيا في كيفية نقل المعرفة وتفاعل الطالب معها .يمكن تقسيم مجال تكنولوجيا التعليم إلى عدة جوانب ،بما في ذلك استخدام األجهزة والبرمجيات التعليمية ،والتعلم عن ُبعد، .والتعلم الذكي ،والتوجيه اإللكتروني تجمع تكنولوجيا التعليم بين العلم والتكنولوجيا لتحقيق أهداف تعليمية فعالة .إنها تمكن المدرسين من تخصيص التعليم الحتياجات كل طالب بشكل أفضل ،وتوفير تجارب تعلم متفاعلة ومثيرة ،وتوفير وسائل تقييم دقيقة ألداء الطالب.من المهم أن ندرك أن تكنولوجيا التعليم ال تكون مفيدة فقط في البيئات األكاديمية ،بل يمكن استخدامها أيًضا في التعلم على مر العمر وتنمية المهارات المهنية .إنها تمهد الطريق نحو توسيع وتعزيز الوصول إلى المعرفة وتحقيق تعليم أكثر شمواًل وتفاعاًل .في هذا العالم المتغير بسرعة ،تكنولوجيا التعليم تمثل وسيلة حيوية لتمكين األفراد والمجتمعات من مواجهة التحديات وتحقيق النجاح .هذا .المجال يستمر في التطور وتقديم فرص جديدة للتعلم والتطوير المستدام نشأة تكنولوجيا التعليم تاريخ تكنولوجيا التعليم يمتد عبر قرون من التطور والتحول.إليك نظرة عامة على نشأة :هذا المجال القرون القديمة:تمتد نشأة تكنولوجيا التعليم إلى العصور القديمة .في األزمنة القديمة، استخدم المعلمون والعلماء وسائل تعليم مبتكرة لنقل المعرفة .على سبيل المثال ،في العصور القديمة في الهند والصين ،تم استخدام الكتب والمخطوطات لنقل المعرفة .بين األجيال القرون الوسطى واختراع الطباعة:في عصور النهضة األوروبية ،اتسمت تكنولوجيا التعليم بتطورات مهمة .اخترعت آلة الطباعة التي طورها جوتنبرغ في القرن الخامس عشر ،وهذا االختراع غّير تماًم ا طريقة انتشار المعرفة والكتب .أصبح من .الممكن نسخ الكتب بسرعة وبكميات كبيرة ،مما أسهم في انتشار التعليم والثقافة القرن التاسع عشر والسبورات :في القرن التاسع عشر ،شهدت تكنولوجيا التعليم تطورات مهمة مع ظهور السبورات السوداء .هذه اللوحات الكتابية السوداء أصبحت .أداة تعليمية رئيسية في الفصول الدراسية .يمكن مسحها واستخدامها مراًر ا وتكراًر ا القرن العشرين والثورة الرقمية :بداية القرن العشرين شهدت تكنولوجيا التعليم تحوالت جذرية مع ظهور الوسائل البصرية والسمعية مثل األفالم التعليمية وأشرطة الشريط السمعي .ثم جاءت الثورة الرقمية في الثمانينيات والتسعينيات مع انتشار أجهزة الحاسوب في المدارس والجامعات .بدأت المؤسسات التعليمية في استخدام اإلنترنت .والبرمجيات التعليمية لتعزيز تجربة التعليم القرن الواحد والعشرين والتعلم عن ُبعد والذكاء :االصطناعي مع بداية القرن الواحد والعشرين ،توسعت مفاهيم تكنولوجيا التعليم لتشمل التعلم عن ُبعد والواقع االفتراضي .ظهرت منصات التعلم عبر اإلنترنت والتعليم اإللكتروني وأصبحت متاحة للطالب في جميع أنحاء العالم .كما بدأت التكنولوجيا الذكية والذكاء االصطناعي تلعب دوًر ا متزايد األهمية في تخصيص التعليم وتقديم تجارب مخصصة للطالب.بهذه الطريقة ،نشأة تكنولوجيا التعليم عكست تطور التكنولوجيا وتأثيرها على عمليات التعلم والتعليم على مر العصور .هذا التطور مستمر ومتواصل ،ويفتح أبواًبا جديدة لتحسين تجربة .التعليم وتوفير وصول أفضل للمعرفة تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم لقد مرت الوسائل التعليمية بالعديد من التسميات المختلفة ،إلى أن أصبح مفهوما له أهدافه ومدلوالته أال وهو مفهوم تكنولوجيا التعليم ،وذلك نظرًا للتطور التكنولوجي الكبير في كافة المجاالت المختلفة في العصر الحديث ،وفي هذا السياق ما يهمنا هو توضيح مراحل التطور .التاريخي المختلفة لمفهوم تكنولوجيا التعليم مراحل تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم تطورت تكنولوجيا التعليم على مر الزمن من خالل عدة مراحل ،وهذا التطور شمل تقنيات وأدوات متنوعة تستخدم في العمليات التعليمية .من خالل هذه المراحل ،تغيرت طرق نقل المعرفة .والتواصل بين المعلمين والطالب :دعونا نلقي نظرة على هذه المراحل التعليم البصري :وهي بداية أحد المراحل في تطوير 1- مفهوم تكنولوجيا التعليم ،ويتم من خاللها استخدام الوسائل التعليمية في تعليم الطالب المهارات األساسية مثل القراءة والكتابة .وقد استخدم المصريون قديمًا الوسائل التعليمية المختلفة مثل الحجارة والحصى والنقش لتعليم المهارات األساسية للطالب .وكانت هذه الوسائل التعليمية المستخدمة في عملية التعلم ،وسائل مرئية تعتمد على حاسة البصر في توصيل المعلومات للطالب.حيث يمكن من خالل حاسة البصر اكتساب القدرات والمهارات بنسبة كبيرة .والتعليم البصري يعتمد على استخدام الوسائل التعليمية المرئية في توصيل المعلومات للطالب بسهولة وترسيخها في أذهانهم .حيث في هذه المرحلة تم االعتماد على الوسائل البصرية مثل الرسوم المتحركة ،وبعد ذلك تم دمج الصوت مثل .األفالم الصوتية التعليم السمعي والمرئي :في هذه المرحلة لم يقتصر التعليم على حاسة البصر ،بل 2- تم دمج الصوت في الوسائل التعليمية .حيث ال يمكن من خالل حاسة البصر وحدها توصيل المعلومات لكافة فئات الطالب .فعلى سبيل المثال ،المكفوفين ال يستطيعون التعلم من خالل حاسة البصر وعليهم اللجوء إلى السمع ،مما يؤدي إلى ظهور مصطلح التعليم السمعي والبصري الذي يعتمد بشكل أساسي على التأثير المشترك لحاستي السمع والبصر في العملية التعليمية.حيث أكد العلماء في هذه المرحلة مدى تأثير السمع والبصر مًع ا في تعزيز وصول المعلومات إلى الطالب والعمل على .إدراكها بصورة جيدة في عقول الطالب مفهوم االتصال :تعتمد هذه المرحلة على 3- التفاعل واالتصال بين المعلم والطالب داخل الفصل الدراسي ،ويكون الهدف من االتصال هو نقل المعرفة والمعلومات إلى الطالب والنقاش مع المعلمين حول المواضيع المطروحة من خالل الوسائل التعليمية من أدوات ومعدات وأجهزة كمبيوتر وشبكات إنترنت .وأدت هذه المرحلة إلى تطوير المفاهيم النظرية حول تكنولوجيا التعليم .ويمثل المعلم في هذه المرحلة بالعنصر المرِس ل ،والطالب العنصر المستقبل .بينما األدوات والتقنيات التعليمية تكون وسيط بين العنصرين لنقل .المعلومات من المرِس ل إلى المستقبل قائمة المراجع