Professional Documents
Culture Documents
في
كفر من أعان
المريكان
كتبه/
ناصر بن حمد الفهد
تقديم
سماحة الشيخ /حـــمــــود بــن عـقـلء
الـــشـــعـيـبي
فضيلة الشيخ /سـلـيـمــان بــن نـــاصر
العـــلــــــــوان
فضــــيلة الشــــيخ /عــــــــلي بــــــــن
خـــضــيــر الـــخــضيـــر
شعبان 1422
2
قال شيخ السلم محمللد بللن عبللد الوهللاب رحملله الللله )ت
(1206في نواقض السلم) :الناقض الثامن :مظللاهرة
المشللركين ومعللاونتهم علللى المسلللمين ،والللدليل :قللوله
م دي ال ْ َ
قو ْ َ ه ل ي َهْ ِ ن الل ّ َم إِ ّ من ْهُ ْ
ه ِ من ْك ُ ْ
م فَإ ِن ّ ُ م ِ ن ي َت َوَل ّهُ ْ
م ْتعالى ) وَ َ
ن((. مي َ ال ّ
ظال ِ ِ
وقال العلمللة ابللن حللزم رحملله الللله ) ت ( 456فللي •
َ
مللام َ دوا ل َُهلل ْ علل ّ
)المحلللى ) : (419 / 5قللال تعللالى ( :وَأ ِ
ن ب ِلهِ عَلد ُوّ الل ّل ِ
ه ل ت ُْرهِب ُللو َخي ْ ِط ال ْ َ ن رَِبا ِ م ْن قُوّةٍ وَ ِ م ْم ِ ست َط َعْت ُ ْا ْ
م ()النفال :من الية ، (60ففللرض علينللا إرهللابهم , وَعَد ُوّك ُ ْ
ومن أعانهم بما يحمل إليهم فلم يرهبهم ; بل أعللانهم علللى
الثم والعدوان (.
وقللال ابللن القيللم رحملله الللله )ت (751فللي )إعلم •
ن ،وأي خيللرٍ ،فيمللن يللرى المللوقعين ) : (2/121وأي ديلل ٍ
محلارم اللله تنتهلك ،وحلدوده تضلاع ،ودينله يلترك ،وسلنة
رسللول الللله يرغللب عنهللا ،وهللو بللارد القلللب ،سللاكت
اللسان ،شيطان أخرس ,كما أن المتكلم بالباطل شلليطان
ناطق ؟! ,وهل بلية الللدين إل مللن هللؤلء الللذين إذا سلللمت
لهم مآكلهم ورياساتهم فل مبالة بمللا جللرى علللى الللدين ؟ ,
وخيارهم المتحزن المتلملظ ,وللو نلوزع فلي بعللض ملا فيله
غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبللذل ،وجللد واجتهللد ,
واستعمل مراتب النكار الثلثة بحسب وسعه ،وهؤلء -مللع
سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم -قد بلوا فللي الللدنيا
بأعظم بلية تكللون وهللم ل يشللعرون ,وهللو مللوت القلللوب ;
فإنه القلب كلما كللانت حيلاته أتللم كللان غضللبه للله ورسلوله
أقوى ,وانتصاره للدين أكمل( .
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبللد الرحمللن آل الشلليخ •
رحمه الله )ت (1293في سكوت علمللاء زمللانه عللن فتنللة
ترققها فتنة اليوم )الدرر : (8/372
) وأكثرهم يرى السكوت عن كشف اللبس في هذه المسألة
،الللتي اغللتر بهللا الجللاهلون ،وضللل بهللا الكللثرون ،وطريقللة
الكتاب والسنة وعلماء المة تخالف مللا اسللتحله هللذا الصللنف
من السكوت ،والعراض في هذه الفتنة العظيمللة ،وإعمللال
ألسنتهم في العللتراض علللى مللن غللار لللله ولكتللابه ولللدينه .
فليكن منك يا أخي طريقة شرعية ،وسيرة مرضللية ،فللي رد
3
تقديم
سماحة الشيخ /حمود بن عقلء الشعيبي حفظه
الله تعالى
أمله :
أ.حمود بن عقلء الشعيبي
1422 / 8 / 5هـ
6
تقديم
فضيلة الشيخ /سليمان بن ناصر العلوان حفظه
الله تعالى
قاله
سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان
1422 / 8 / 10
10
تقديم
فضيلة الشيخ /علي بن خضير الخضير حفظه الله
تعالى
نقول لمن قّيد ذلللك بعللدم التأويللل مللا حكللم مللن لللم يللوال
المؤمنين ولم يحبهم بللل عللاداهم وأبغضللهم فهللل هللذا يكللون
مسلما ً ؟ وهل يعذر بالتأويل ؟
فإذا كان الجواب بالنفي فإن ضلده مثلله فللي الحكللم وهلي
إعانة الكفللار ونصللرتهم ومحبتهللم كللذلك ل عللذر بالتأويللل لن
الموالة والمعاداة ضدان ل يجتمعان ول يرتفعان
قللال ابللن تيميللة :فللي الفتللاوى 7/17علللى قللوله تعللالى )
وترى كثيرا منهــم يتولــون الــذين كفــروا لــبئس مــا
قــدمت لهـم أنفسـهم أن سـخط اللــه عليهـم وفـي
العذاب هم خالدون ,ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي
وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ( قال :فللدل علللى أن
اليمللان المللذكور ينفللي اتخللاذهم أوليللاء ويضللاده ول يجتمللع
اليمان واتخاذهم أولياء في القلللب ،ودل ذلللك علللى أن مللن
اتخللذهم أوليللاء مللا فعللل اليمللان الللواجب مللن اليمللان بللالله
والنبي وما أنزل إليه ومثله قوله تعالى ) ل تتخــذوا اليهــود
والنصارى أولياء بعضهم أوليــاء بعــض ومــن يتــولهم
منكم فإنه منهم ( فإنه أخبر في تلك اليات أن متللوليهم ل
يكون مؤمنا ً وأخبر هنا أن متوليهم هللو منهللم فللالقرآن يصللدق
بعضه بعضا .أ.هل
وقال ابن القيم :وقد حكم الله تعالى بأن من تللولهم فللإنه
منهم ول يتم اليمان إل بالبراءة منهم والولية تنللافي الللبراءة
فل تجتمع الولية والبراءة أبدا .أ.هل أحكام أهل الذمة 1/242
وكتابه )التبيان( هذا.
وقللال المنللاوي :قللال الزمخشللري :فللإن مللوالة الللولي
وموالة عدوه متنافيان .أ .هل فيض القدير ) 6/111التبيان(.
وقال البيضاوي :فإن موالة المتعاديين ل يجتمعان .
رابعا ً :
الوقائع التاريخية :التي ذكرها الشيخ ناصر الفهللد فللي كفللر
من أعان الكفار ووجه الدللة فيها :أنهم أجروها على معينين
لن المسؤول عنهم معينون ،فأفتوا بكفرهللم ولللم يفرقللوا .
والتعييلن دليلل علدم العلذر بالجهلل والتأويلل وللو كلان فيله
تفريق لمللا أجللروه علللى معيللن دون استفصللال ،وهللذا ظلللم
ومجازفة وتعدي ومثله الستتابة فللإن مللن قيللل فيلله يسللتتاب
فهذا دليل على إجراء السم عليلله مللن ردة وغيرهللا ول يقللال
يستتاب إل لمعين .
21
خامسا ً :
ثم يقال أخيرا ً لمن قيد المظاهرة والعانة للكفار لمن كللان
من المسلمين يعذر بالجهل أو التأويل عليك الدليل في ذلك .
لنه خلف الصل وخلف العموم .
ومثل هذه الشبهة ،شبهة أخرى خطيرة مثلهللا وهللي
ربط المظاهرة بالعتقاد وأنه ل يكفر حتى يعتقد .وهذا إرجاء
وكفى .فإن الحكم أو السم إذا علق بالعملل والملر الظلاهر
في الدلللة ثللم صللرف إلللى العتقللاد فهللذا هللو أصللل الرجللاء
الخبيث .
ومن شبه المرجئة اليوم هو تقييد المظاهرة ببغض السلللم
أو لجل كفرهم فيقول :إنه إذا ظاهر الكفار بغض لا ً للسلللم ،
أو ظاهر الكفار من أجل كفرهم هذا الللذي يكفللر ،ومللا عللداه
فل .وهذا قول باطل ،ومصادم للنصوص :
قال تعالى ) ومن يتـولهم منكـم فـإنه منهـم ( ووجلله
الدللة :أنه علق وربط الحكم بالفعل وهو توليهم ،والتولي :
فعل ظاهر ،وتعليقه بالعتقاد عموما ً أو بمسائل معينة منلله ؛
كبغض السلم أو من أجل كفرهم ونحوه تعليق بما لللم يعلللق
الله به .
الدليل الثاني :ما سبق ذكره من قصة العباس والنفللر مللن
المسلمين الذين شاركوا ضد المسلمين فللي غللزوة بللدر فلللم
يستفصل الرسول صلى الله عليه وسلم منهم ولللم يقللل هللل
علللق الحكللم بالعمللل الظللاهر فقللال : تعتقد ذلللك أم ل ؟ بللل ُ
ظاهرك علينا .
الدليل الثالث :إطلقات أهل العلم وهي كللثيرة جللدا ً تفللوق
الحصر ،وكلهم بالجماع لللم يقيللدوا ذلللك بالعتقللاد فللي هللذه
المسألة ،ول كانوا يسألون من فعل ذلللك مللا هللو اعتقللادك .
وفي الحديث ) من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ( بل
هذا بدعة ورثها مرجئة اليوم عن مرجئة المس.
بل إن المسلمين لللو ظللاهروا أو اسللتعانوا بالكفللار القويللاء
الذين يدهم ظاهرة وحاربوا مسلمين ليس بغضللا ً للسلللم ول
من أجل كفر الكافر ول نية اعتقاد فاسد ،بل ظاهروا الكفللار
أو استعانوا بهم لمقصد حسللن عنللدهم لكللانت هللذه مظللاهرة
بالجمللاع خصوص لا ً إذا جمعللوا مللع ذلللك مللدح الكفللار ،كللأن
يقولوا :إنهم أهل عدل وإنصللاف كمللا ُيقللال اليللوم فللي مللدح
أمريكا بأنهم أهل عدل وإنصاف ويحملللون لللواء العللدل ورفللع
22
الظلم ونحو ذلك ،قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب :لو نقدر
أن السلطان ظلم أهل المغللرب ظلم لا ً عظيم لا ً فللي أمللوالهم
وبلدهم ومع هذا خافوا استيلءهم على بلدهم ظلما ً وعللدوانا ً
ورأوا أنهم ل يدفعونهم إل باستنجاد الفرنج وعلموا أن الفرنللج
ل يوافقونهم إل أن يقولوا نحن معكم على دينكم ودنياكم وهو
الحق ودين السلطان هو الباطل وتظللاهروا بللذلك ليل ً ونهللارا ً
مع أنهم لم يدخلوا في دين الفرنج ولم يتركوا السلم بالفعل
لكن لما تظاهروا بما ذكرنا ومرادهللم دفللع الظلللم عنهللم هللل
يشك أحد أنهم مرتدون في أكبر ما يكون من الكفر والردة إذ
صرحوا أن ديللن السلللطان هللو الباطللل مللع علمهللم أنلله حللق
وصرحوا أن دين الفرنج هو الصواب اهل تاريخ نجد ص . 267
فمقصللدهم دفللع ظلللم السلللطان لكللن اسللتعانوا بالفرنللج
ومدحوهم بأنكم أهل عدل وفيكم خير كثير وأهللل ديمقراطيللة
) وهذا هو دين الفرنج ( ،وانظر نقل الجماع على كفرهم .
وقال أيضا :أترى أهل الشام ) أي معاويللة ومللن معلله ( لللو
حملهم مخالفة علي بن أبي طالب علللى الجتمللاع بهللم ) أي
بالغالية الللذين حرقهللم علللي بللن أبللي طللالب لمللا أشللركوا (
والعتذار عنهم ) أي العتذار عن الللذين أشللركوا ( والمقاتلللة
معهم لو امتنعوا أترى أحدا ً من الصحابة يشللك فللي كفللر مللن
التجأ إليهم ولو أظهر البراءة من اعتقادهم وإنمللا التجللأ إليهللم
وزين مذهبهم لجل القتصاص مللن قتلللة عثمللان فتفكللر فللي
هذه القضية فإنها ل تبقى شبهة إل علللى مللن أراد الللله فتنتلله
اهل تاريخ نجد ص . 338
ومن جهة دللة النظللر والقيللاس يللدل علللى ذلللك ،فللإنه ل
يجللوز لكللي نزيللل ظلم لا ً وقللع علينللا أن نزيللله بكفللر ونفللاق .
ومعلوم أن الظلم الذي وقع مثل وتنزل ً ) إن صللح أنلله ظلللم (
أكثر ما ُيقال فيه :إنه ضرورة ،والضرورات تبيللح المحرمللات
بشللرطه ،ولكللن ل تبيللح الكفللر والللردة هللذا خلف النصللوص
وخلف الجماع .
ويدل على هذا الكلم السابق أيضا ً :قوله تعالى )والفتنــة
أكبر من القتل ( وقال تعالى )والفتنة أشد من القتل
( قال ابن كثير في تفسير هذه الية :قال أبو العالية ومجاهد
وسعيد بن جبير وعكرمة والحسن وقتللادة والضللحاك والربيللع
بن أنس :الشلرك أشلد ملن القتلل .وكفلر أمريكلا والقضلاء
على من يحكم الشريعة أشد من قتل البرياء كما يقولون !.
23
مقدمة المؤلف
الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله ،وبعد :
فقللد خلللق الللله النللس والجللن ،وأرسللل الرسللل ،وشللرع
الشرائع ،وأنللزل الكتللب ،لتوحيللده سللبحانه فل يشللرك معلله
َ قلد بعث ْنللا فللي ك ُل ّ ُ
ن سللول ً أ ِ ملةٍ َر ُ لأ ّ غيره ؛ كما قللال تعللالى (وَل َ َ ْ َ َ َ ِ
ت ()النحللل :مللن اليللة ، (36فل غو َ جت َن ِب ُللوا الط ّللا ُ ه َوا ْ دوا الل ّ َ اعْب ُ ُ
تصح عبادة الله سبحانه إل باجتناب الطاغوت والللبراءة منلله ،
وهذا هو مقتضى كلمة التوحيد )ل إللله إل الللله( ، ((1فل تصللح
موالة إل بمعاداة ؛ كما قال تعالى عن إمللام الحنفللاء إبراهيللم
َ عليه السلم َ( :قا َ َ َ
م م َوآب َللاؤُك ُ ُ ن ،أن ْت ُل ْ دو َ م ت َعْب ُل ُ مللا ك ُن ْت ُل ْ م َ ل أفََرأي ْت ُ ْ
ب ال ْعَللال َ ِ م عَ لد ُوّ ل ِللي إ ِّل َر ّ َ
ن( )الشللعراء-75: مي َ ن ،فَإ ِن ّهُ ْ مو َ اْلقْد َ ُ
، (77فلم تصلح لخليللل الللله هللذه المللوالة إل بتحقيللق هللذه
المعاداة ،فإن ولية الله ل تصللح إل بللالبراءة مللن كللل معبللود
كانت ل َك ُ ُ
م هي ل َ ة فِللي إ ِب َْرا ِ س لن َ ٌ ح َ س لوَةٌ َ مأ ْ ْ سواه ،قال تعالى (قَد ْ َ َ ْ
ن مل ْ ن ِ دو َ مللا ت َعْب ُل ُ م ّم وَ ِ من ْك ُ ْم إ ِّنا ب َُرآُء ِ مهِ ْ قو ْ ِ ه إ ِذ ْ َقاُلوا ل ِ َ مع َ ُ ن َ ذي َ َوال ّ ِ
ضللاُء أ َب َللدا ً داوَةُ َوال ْب َغْ َ م ال ْعَ ل َ دا ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َك ُل ُ م وَب َ َفْرَنا ب ِك ُ ْ ن الل ّهِ ك َ َ ُدو ِ
ه( )الممتحنللة ، (4:وقللال تعللالى (وَإ ِذ ْ ح لد َ ُ مُنوا ب ِللالل ّهِ وَ ْ حّتى ت ُؤْ ِ َ
ذي ن ،إ ِّل اّلل ِ دو َ ملا ت َعُْبل ُ م ِلِبيلهِ وََقلوْ ِ َ َقا َ
م ّ
مهِ إ ِن ِّنلي َبلَراٌء ِ هي ُ ل إ ِب َْرا ِ
م قب ِلهِ ل َعَل ّهُل ْ ة فِللي عَ ِ ة َباقِي َل ً مل ًجعَل ََها ك َل ِ َ ن ،وَ َ دي ِسي َهْ ِ
ه َ فَط ََرِني فَإ ِن ّ ُ
ن( )الزخرف ، (28-26:أي :جعل هذه المللوالة لللله ، جُعو َ ي َْر ِ
والبراءة من كل معبود سواه ،كلمة باقية في عقبه ،يتوارثها
النبياء وأتباعهم ،بعضهم عللن بعللض ،وهللي كلمللة )ل إللله إل
الله( ،وهي التي ورثها إمام الحنفاء لتباعه إلى يوم القيامة ،
وهى الكلمة التي قامت بها الرض والسلماوات ،وفطللر الللله
عليهللا جميللع المخلوقللات ،وعليهللا أسسللت الملللة ،ونصللبت
القبلة ،وجردت سيوف الجهاد ،وهى محللض حللق الللله علللى
جميع العباد ،وهى الكلمة العاصمة للدم والمال والذريللة فللي
هذه الدار ،والمنجية مللن عللذاب القللبر وعللذاب النللار ،وهللى
المنشور الذي ل تدخل الجنة إل به ،والحبل الذي ل يصل إلى
الله من لم يتعلق بسببه ،وهللى كلمللة السلللم ،ومفتللاح دار
السلللم ،وبهللا انقسللم النللاس إلللى شلقي وسللعيد ،ومقبلول
) (1ما بعد هذا مللأخوذ – بتصللرف – مللن كلم لبللن القيللم رحملله الللله فللي
)الجواب الكافي( .
26
الفصل الول
الحملة الصليبية ضد السلم
المبحث الول
نبذة عن )أمريكا(
والكلم علللى فسللاد أمريكللا يطللول ،وسللأتكلم عليهللا مللن
جهتين ،فسادها في نفسها ،وإفسادها في الرض :
أما الجهة الولى :وهو فسادها في نفسها :
فل)أمريكا( رأس الكفر واللحاد ،وأصل الفسللاد والنحلل ،
وبلد العهللر والفجللور ،والفللواحش والمنكللرات ،قللد عشللش
عليها الشيطان ،وضرب فيها قبابه .
أكللثر دول العللالم فللي عللدد :دور الللدعارة ،واللللواط ،
والسحاق ،وأندية العري ،وحمللل السللفاح ،ومواليللد الزنللا ،
وزنا المحللارم ،وجللرائم الخلق ،وقنللوات النحلل ،وشللرب
الخمور ،وأندية اللهو والميسر والرقللص والفسللق ،وسللأذكر
فيما يلي قليل ً مللن الحصللائيات تشلير إللى ملا ذكلرت – مللع
العلم أن هذه الحصائيات قديمة – :
ً((1
. فيهللا أكللثر مللن 20مليللون شللاذ جنسلليا -1
)المجتمع (350/15
يبللاع فيهللا أكللثر مللن 5000طفللل كللل سللنة -2
) المجتمع . (249/44
حوالي ثلث المواليد هناك من الزنا ) المجتمع -3
، (10/14واللتي يلدن سفاحا ً مللن المراهقللات فقللط
أكللثر مللن نصللف مليللون مراهقللة سللنويا ً )المجتمللع
.(648/53
من كل 20شخصلا ً فللي أمريكللا يوجللد لقيللط -4
واحد )المجتمع . (209/12
قتل فيها أكثر من 15مليون طفل مللن خلل -5
الجهاض القانوني )المجتمع (625/35
تعتلللبر مدينلللة سلللان فرانسيسلللكو عاصلللمة -6
)اللوطيللة( ،ويمثلللون ربللع نللاخبي المدينللة )المجتمللع
. (637/32
فيها نحو من 100مليون من الملدمنين عللى -7
شرب الخمر )المجتمع . (199/42
) (1عدد الشواذ )اللوطية ،والسللحاقيات( فللي )أمريكللا( أكللثر مللن سللكان
)أفغانستان( مجتمعين !!! .
30
َ
ن( )الحجللر ، (73:فعللاقبهم م ْ
ش لرِِقي َ ة ُ
ح ُ
صي ْ َ
م ال ّ تعالى (فَأ َ
خذ َت ْهُ ُ
الللله سللبحانه علللى منكراتهللم بللأن طمللس علللى أعينهللم ،
وأخللذتهم الصلليحة ،وجعللل أرضللهم عاليهللا سللافلها ،وأمطللر
عليهم حجارة من سجيل .
فما ظنك بالعقوبة التي تستحقها )أمريكا( ؟.
وهل تستحق – مثل هللذه البلد – أن يبكللي عليهللا أحللد مللن
ذوي اليمان ؟.
وأخيرا ً :
فإن من نعم الله التي ل تعد ول تحصى أن جعل قيادة هللذا
التحالف الكافر بيد هذه الدولة الظالمة حتى يستبين الطريللق
ول يلتبس على أحدٍ ممن يريد الحق ،فتاريخها مليء بللالظلم
والخبللث والفسللاد والفسللاد ،وملفهللا السللود معللروف لكللل
الناس ،وهذا ممللا يجعللل الحللق أشللد وضللوحا ً ،ولللله الحمللد
والمنة .
35
المبحث الثاني
نبذة عن )طالبان(
لشك أن شعب )أفغانستان( كغيره من الشعوب من حيللث
تعدد العقائد والمناهج ،ففيهللم الجهلللة ،وفيهللم المتعلمللون ،
وفيهم السنة ،وفيهم أهل البدع ،وقد عانت بلد الفغان مللن
الحروب وويلت الشيوعيين ،ثم تل ذلك حروب الحزاب ومللا
ترتب على ذلللك مللن قتللل و تشللريد اللف مللن المسلللمين ،
وساهم هذا كله في تفشي الجهل والمية بينهم ،وحين نتكلم
فللي هللذا الفصللل علللى )طالبللان( ل ننفللي وجللود المنكللرات
هناك ،ول ندعي أنها سالمة من البدع ،فهي دولة تحكم عددا ً
مللن العللراق والجنللاس ،بللل و )طالبللان( أنفسللهم متعللددو
التوجهات ،ففيهم من يميل لهل الحديث ،وفيهم مللن يميللل
للصوفية ،وفيهم المتعصب ،وفيهللم المعتللدل ،لللذا فنحللن ل
نزعم هنا أنها ليس عليها أخطاء في المنهج ،ولكننا نقصد هنا
بيان صدق حكومللة )طالبللان( فللي تطللبيق الشللريعة وفرضللها
على البلد ،وأن الساعي للكمال ليس كالمبتعد عنه ،وناشللد
الصلح ليس كالمفسد ،ومريد الخير ليس كللالمعرض عنلله ،
ومحب الشريعة وأهل السلم ليس كالمحارب لهم – وسيأتي
مزيللد بيللان لهللذا إن شللاء الللله تعللالى فللي مناقشللة الشللبهة
السابعة – .
ول شك أن المراقب لفغانستان بعد قيام حكومة )طالبان(
يرى أن راية السلم ترتفع يوما ً بعد يوم ،وأنهم يسيرون مللن
الحسللن إلللى الحسللن ،فقللد طبقللت الشللريعة السلللمية ،
وأقيمللت الحللدود ،وأمنللت السللبل ، ((1ومنعللت المنكللرات ،
وقضي على كثير من مظاهر الفساد ،وكنا ل نزال نسمع عبر
وسائل العلم المعادية أخبارا ً عنهللم تثلللج صللدور المللؤمنين ،
وسأذكر فيما يلي – باختصار – تاريخ قيام )طالبللان( وأعمالهللا
الجليلة في تطبيق الشريعة السلمية:
) (1وهللذا مللن العللاجيب ،فبلد الفغللان مللن أوعللر بلد العللالم مللن حيللث
التضاريس وكثرة الجبال ،والسللحة منتشلرة بيلن الشلعب ،وكلثر قطلاع
الطرق مع حكم الشيوعية ثم اقتتال الحزاب بينهم ،ومع ذلللك اسللتطاعت
)طالبان( القضاء عليهم ونشر المللن فللي فللترة وجيللزة ،وهللذا جللزاء مللن
يطبق شرع الله سبحانه.
36
لقد كان سبب نشوء حركة طالبان فللي أول عللام 1415هل ل
على أثر بعض جرائم قطع الطريق واختطاف عدد من النساء
،على مرأى من ) المل محمد عمللر زعيللم حركللة طالبللان ( ،
مما دعاه مع بعض طلبة العلم إلى أن يقاتلوا بأنفسهم قطللاع
الطرق ومحاولة إقامة الحدود ،فقضوا عليهللم فللي )قنللدهار(
وما حولهللا ،ثللم بللدأوا بالتوسللع فللي مطللاردة قطللاع الطللرق
واللصوص حللتى أقللاموا محكمللة شللرعية فللي قنللدهار ،ففللر
اللصوص وتفشى المن وانطلق الناس لشللؤون حيللاتهم ،ثللم
قاموا بإدخال الوليات الفغانية ،الوليللة بعللد الخللرى ،تحللت
حكمهم ،حتى سقطت كابل بيللدهم فللي تاريللخ ،14/5/1417
بعللدما أسللقطوا قبلهللا كللل الوليللات الجنوبيللة والشللرقية
والغربية ،ودخل تحت حكم الطلبة مللن الوليللات سلللما ً خلل
سنة واحدة 20ولية من أصللل 31وليللة ،وجميللع فتوحللاتهم
فللي البدايللة كلانت سلللما ً لن الشللعب الفغللاني يعللرف قللادة
الطلبة بعلمهم ،وكان معهم كبار علماء أفغانستان وهو المللر
الذي دعا الفغان جميعا ً أن ينظموا إليهم لول وهلة .ثللم بللدأ
زحفهللم علللى الشللمال – الللذين يللدعمهم الكفللار كللالروس
والهنادكللة – حللتى بقللي لهللم %4فقللط مللن مجمللوع أرض
أفغانستان .
وكللان مللن أعمللال الطلبللة عنللدما جللاءوا تطللبيق الشللريعة
السلمية على كل شبر سيطروا عليه فللي أي مكللان ،وكللان
من قراراتهم :
.1سحب جميع السلحة الثقيلة والمتوسلطة مللن أيللدي
القبلللائل اللللتي كلللانت تسلللتخدمها فلللي النزاعلللات القبليلللة
ويستخدمها بعضهم في السطو وقطع الطرق .
.2عملللوا علللى إخللراج نجيللب وأخيلله مللن مقللر المللم
المتحدة في كابل الذي كان لجئا ً فيه وأقاموا عليه حد الردة.
.3قاموا بهدم جميع الصنام الللتي كللانت أمللام الفنللادق
في كابل خاصة أمام فندق النتركونتننتل .
.4أسسوا المحاكم الشرعية في جميع الوليات التابعللة
لهم .
.5أسسوا وزارة للمر بالمعروف والنهي عللن المنكللر ،
وهذه الوزارة لها صلحيات واسعة جدا ً ،وفي جميع المجالت
،ولها أعمال جليلة منها :
37
المبحث الثالث
الدلة على الحملة الصليبية
لملللا حصللللت حلللوادث 11سلللبتمبر فلللي )أمريكلللا( قلللام
المسئولون هناك فورا ً ومن أول يوم باتهام )بعض المسلمين(
بللأنه وراء هللذه العمللال ،وقبللل اكتمللال التحقيقللات بللدأوا
بالعللداد لحملللة صللليبية عامللة للقضللاء علللى السلللم تحللت
مسمى )حرب الرهاب( ،ورغم وضللوح اسللتهدافهم للسلللم
في هذه الحملة ،إل أن هنللاك مللن السللذج – أو المنللافقين –
من قد يغتر بكلمهم أو يغ لّرر بلله ،لللذلك فسللأذكر فيمللا يلللي
الدلة القاطعة التي تللدل علللى أن هللذه الحملللة موجهللة ضللد
)السلم( .
والدلة التي سأذكرها تنقسم إلى قسمين :
القسم الول :أدلة عامة .
والقسم الثاني :أدلة خاصة .
أما القسم الول :وهي الدلة العامة :
فهي من الشرع ،والواقع :
أما من الشرع :
فقد صّرح الله سبحانه بعداوة الكفار للمسلللمين ،وأنهللم ل
يزالون يقاتلونهم حتى يردوهم عن دينهللم ،وأنهللم ل يرضللون
إل بدخول المسلمين في ملتهم ،وأن عداوتهم ل تنقطع :
مكلل ْ ن ِدين ِ ُ م عَ ْ حّتى ي َُرّدوك ُ ْ م َ قات ُِلون َك ُ ْ ن يُ َ فقال تعالى ( َول ي ََزاُلو َ
عوا()البقرة :من الية . (217 طا ُ ست َ َنا ْ إِ ِ
ع
حت ّللى ت َت ّب ِل َ صللاَرى َ ك ال ْي َهُللود ُ َول الن ّ َ ضى عَن ْ َ ن ت َْر َ وقال تعالى (وَل َ ْ
م ()البقرة :من الية .(120 مل ّت َهُ ِْ
واًء( سل َ ن َ كون ُللو َ فلُروا فَت َ ُ مللا ك َ َ ن كَ َ فلُرو َ وقال تعللالى (وَّدوا ل َلوْ ت َك ْ ُ
)النساء :من الية . (89
َ
م طوا إ ِل َي ْك ُل ْ سل ُ داًء وَي َب ْ ُم أعْل َ كوُنوا ل َك ُل ْ م يَ ُ فوك ُ ْ ق ُن ي َث ْ َ وقال تعالى (إ ِ ْ
َ َ
ن( )الممتحنة. (2: سوِء وَوَّدوا ل َوْ ت َك ْفُُرو َ م ِبال ّ م وَأل ْ ِ
سن َت َهُ ْ أي ْدِي َهُ ْ
وقال تعالى (ود ك َِثير م َ
ن ب َعْلدِ مل ْ م ِ ب ل َلوْ ي َُرّدون َك ُل ْ ل ال ْك ِت َللا ِ ن أه ْ ل ِ ٌ ِ ْ َ ّ
َ
م ن ل َهُ ل ُ مللا ت َب َي ّل َ ن ب َعْ لدِ َ مل ْم ِ سهِ ْ ف ِعن ْدِ أن ْ ُ ن ِ م ْسدا ً ِ ح َ فارا ً َ م كُ ّ مان ِك ُ ْ ِإي َ
ق()البقرة :من الية . (109 ح ّ ال ْ َ
40
َ
ن ن ال ّل ِ
ذي َ مل َ ريق لا ً ِطيعُللوا فَ ِ ن تُ ِ مُنوا إ ِ ْ نآ َ ذي َ وقال تعالى (َيا أي َّها ال ّ ِ
ُ
ن( )آل عمللران(100: ري َ كافِ ِم َ مان ِك ُ ْم ب َعْد َ ِإي َ ب ي َُرّدوك ُ ْأوُتوا ال ْك َِتا َ
.
َ
فلُروا ن كَ َ ذي َطيعُللوا ال ّل ِ ن تُ ِ من ُللوا إ ِ ْ نآ َ ذي َ وقللال تعللالى (ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ
ن( )آل عمران. (149: ري َ ِ سخا ِ قل ُِبوا َ م فَت َن ْ َ م عََلى أ َعْ َ
قاب ِك ُ ْ ي َُرّدوك ُ ْ
َ
فللي خ ِمللا ت ُ ْ
م وَ َ واهِهِ ْن أفْ ل َ مل ْ ضللاُء ِ ت ال ْب َغْ َ وقللال تعللالى ( قَ لد ْ ب َلد َ ِ
م أ َك ْب َُر()آل عمران :من الية . (118 دوُرهُ ْ ص ُُ
وأما من الواقع :
فإن المتتبع للتاريخ القديم والحديث يجللد أن عللداوة الكفللار
من يهللود أو نصللارى أو غيرهللم لللم تنقطللع عللن المسلللمين ،
فخلل القرون الماضية شن النصللارى سللبع حملت صللليبية ،
وبعللد أن تللوقفت تلللك الحملت تلتهللا حملت اسللتعمارية ،
فاحتلوا غالب أراضي المسلمين سنين طويلة ،وأفسدوا فيها
،ولما توقفت تلللك الحملت الصللليبية الحديثللة )أو السللتعمار
كما أسموه ظلملا ً وزورا ً وهللو فللي الحقيقللة هللدم ودمللار!!( ،
بللدأت الحملت )المميللة( – تحللت مظلللة المللم المتحللدة –
فضللربوا المسلللمين فللي كللل مكللان وحاصللروهم – تنفيللذا ً
لقرارات المم المتحدة ، -فضللربوا العللراق وحاصللروها أكللثر
من عشر سنوات أهلكوا خللهلا الحلرث والنسلل ،((1وزرعلوا
إسرائيل في أراضي فلسطين وأهلكوا من خللهللا اللف مللن
المسلللمين ،وهكللذا صللنعوا فللي السللودان وليبيللا ولبنللان
والصومال والفغان والبوسنة وكوسوفا ومقللدونيا والشيشللان
وكشمير وفطاني وتيمور وجزر الملللوك وغيرهللا مللن أراضللي
المسلمين ،فشردوا الملييللن منهللم ،وقتلللوا الملييللن ،هللذا
كله غير حملت التنصير الللتي تشللنها كنائسللهم علللى أراضللي
المسلمين ،فلم يكفوا عن عدائهم للمسلمين أبللدا ً ،وخبثهللم
وإن كان قد يقل أحيانا ً لكنه ل ينعدم.
أما القسم الثاني :
وهو الدلة الخاصة :
)ل يعني هذا الكلم أني أدافع عن الخبيث البعثي )صدام ( وزبللانيته ،
بل الذي أدين الله بلله أنلله طللاغوت مرتللد ظللالم سللفاح – أراح الللله
المسلمين ملن شلره – ولكنلي أتكللم علن المسللمين اللذين تهلوي
قنابل وصواريخ الكفار فوق رؤوسهم ،و هم الذين تضرروا بالحصللار
والقصللف دون طللواغيت البعللث !! ،وهكللذا الحللال فللي الكلم علللى
الدول الخرى .
41
) (1بل ويطالبون بحق تقللره )الشللرعية الدوليللة( – حسللب اصللطلحهم – ،
فقللد صللدرت قللرارات مللن )المللم المتحللدة( تؤيللد حقهللم فللي )تقريللر
المصير( !!! ،ولكن قرارات المم المتحدة تنفذ – وبدقة – إذا كانت ضللربا ً
أو حصللارا ً علللى المسلللمين كقراراتهللم فللي حللق العللراق والسللودان
وأفغانستان وليبيا وغيرها !!!.
44
يجب على دول حلف شمال الطلسي ودول أوربللا جميعللا ً أن
تتناسى خلفاتها فيما بينها وترفع أنظارهللا مللن علللى أقللدامها
لتنظللر إلللى المللام لتبصللر عللدوا ً متربصلا ً بهللا يجللب أن تتحللد
لمواجهته وهو الصولية السلمية" .
وقال الرئيس الروسي النصراني الرثوذوكسللي بللوتين فللي
آخر اجتماع له أمام دول الكومنولث مللن عللام " : 1421إن
الصللولية السلللمية هللي الخطللر الوحيللد الللذي يهللدد العللالم
المتحضر اليوم وهي الخطر الوحيللد الللذي يهللدد نظللام المللن
والسلم العالميين ،والصوليون لهم نفوذ ويسعون إلى إقامللة
دولة موحدة تمتد من الفلبين إلى كوسللوفو ،وينطلقللون مللن
أفغانستان التي تعتبر قاعدة لتحركاتهم ،فإذا لم ينهض العالم
لمواجهتها فإنها ستحقق أهللدافها ،وروسلليا تحتللاج إلللى دعللم
عالمي لمكافحة الصولية في شمال القوقاز " .
هذه بعض الدلة ،وما تركتلله أكللثر ممللا ذكرتلله ،ومللن أراد
التوسع فليراجع كتاب )البعللد اللديني لحملللة بللوش الصلليبية(
للطويل ،وكتاب )حقيقللة الحملللة الصللليبية الجديللدة( لصلللح
الدين اليوبي.
46
الفصل الثاني
الدلة على كفر من أعان )أمريكا( في
هذه الحملة
تمهيد :
اعلم – رحمني الله وإياك وثبتنا على السلم والتوحيد حتى
نلقاه – أن أصل دين السلم وقاعدته أمران – كما قاله شلليخ
السلم محمد بن عبد الوهاب رحمه الله – :
الول :المر بعبادة الله وحللده ل شللريك للله ،والتحريللض
على ذلك ،والموالة فيه ،وتكفير من تركه .
الثاني :النهي عن الشرك في عبادة الله ،والتغليللظ فللي
ذلك ،والمعاداة فيه ،وتكفير من فعله.
فمعاداة الكافرين والللبراءة منهللم ومللن كفرهللم أصللل مللن
أصول الدين ل يصح إل به ،وهلي ملللة إبراهيللم عليلله السللم
م كما قللال تعللالى (قَلد ك َللانت ل َك ُل ُ
هيل َ ة فِللي إ ِب َْرا ِ سلن َ ٌ ح َ سلوَةٌ َ مأ ْ ْ َ ْ ْ
ن مل ْ ن ِ دو َ مللا ت َعْب ُل ُ م ّم وَ ِ من ْك ُ ْ
م إ ِّنا ب َُرآُء ِ مهِ ْ قو ْ ِ ه إ ِذ ْ َقاُلوا ل ِ َ مع َ ُ ن َ ذي َ َوال ّ ِ
ضللاُء أ َب َللدا ً داوَةُ َوال ْب َغْ َ م ال ْعَ ل َ دا ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َك ُل ُ م وَب َ َ ن الل ّهِ ك َ َ
فْرَنا ب ِك ُ ْ ُدو ِ
ن ل َل َ َ َ
ك فَر ّ سلت َغْ ِ م ِلِبيلهِ َل ْ هيل َ ل إ ِب َْرا ِ حد َهُ إ ِّل قَوْ َ مُنوا ِبالل ّهِ وَ ْ حّتى ت ُؤْ ِ َ
َ ك ت َوَك ّل ْن َللا وَإ ِل َي ْل َ يٍء َرب َّنا عَل َي ْ َ َ
ك أن َب ْن َللا ش ْ ن َ م ْ ن الل ّهِ ِ م َ ك ِ ك لَ َ مل ِ ُ ما أ ْ وَ َ
صيُر( )الممتحنة. (4: م ِ ك ال ْ َ وَإ ِل َي ْ َ
التحريللم إلللى )الكفللر( فهللو مللن هللذه الحالللة ،وذلللك نحللو :
تصديرهم في المجالس ،وابتدائهم بالسلم ،ومللوادتهم الللتي
لم تصل إلى حد )التولي( ،وغير ذلك .
الحالة الثالثة :معاملة جائزة :
وهي غير داخلة في )الموالة( ،و هي ما دللت الدللة عللى
جوازه مثل العدل معهم ،والقساط لغيللر المحللاربين منهللم ،
وصلة القارب الكفار منهم ،ونحو ذلك .
والفرق بين الحالتين الثانية والثالثللة ذكللره القرافللي رحملله
الله في كتابه )الفروق (15 – 3/14حيث قال :
)اعلم أن الله تعالى منع من التودد لهللل الذمللة بقللوله )ي َللا
ن إل َي ْهِللم قللو َ م أ َوْل ِي َللاَء ت ُل ْ ُذوا عَد ُّوي وعَد ُوّك ُ ْ خ ُ مُنوا ل ت َت ّ ِ نآ َ ذي َ أي َّها ال َ ِ
َ
ق… اليللة( ،فمنللع حل ّ ن ال َ مل َ كم ّ جللاَء ُ
مللا َفلُروا ب ِ َ موَد ّةِ وقَلد ْ ك َ َ ِبال ْ َ
نعلل َ ِ
ه َ م الل ّ ُ الموالة والتودد ،وقال في الية الخرى ) :ل ي َن َْهاك ُ ُ
م أن مللن دِي َللارِك ُ ْ كم ّ جللو ُ خر ِ ُم يُ ْن ول َل ْ
دي ِم ِفي ال ِ قات ُِلوك ُ ْ م يُ َن لَ ْ ذي َال َ ِ
م…( ،فل بللد مللن الجمللع بيللن هللذه النصللوص ،وأن هلل ْ ت َب َّرو ُ
الحسان لهل الذمللة مطلللوب ،وأن التللودد والمللوالة منهللي
عنهما ،ثم قال :
وسر الفرق أن عقد الذمة يوجب حقوقا ً علينللا لهللم ؛ لنهللم
في جوارنا وفي خفارتنللا وذمللة الللله تعللالى وذمللة رسللوله
ودين السلم ،إلى أن قال :فيتعين علينا أن نبرهم بكل أمللر
ل يكون ظاهره يدل على موادات القلللوب ول تعظيللم شللعائر
الكفر ،فمتى أدى إلى أحد هذين امتنع ،وصللار مللن قبللل مللا
نهي عنه في الية وغيرها ،ويتضح ذلك بالمثل :
فإخلء المجالس لهم عند قدومهم علينا ،والقيام لهم حينئذ
(
،ونداؤهم بالسماء العظيمة الموجبة لرفع شأن المنادى بها
،(1هللذا كللله حللرام ،وكللذلك إذا تلقينللا معهللم فللي الطريللق
وأخلينا لهم واسعها ورحبتها والسهل منها ،وتركنا أنفسنا فللي
) (1وليس من هذا الباب قول الرسول في رسالته إلللى هرقللل )عظيللم
الروم( لثلثة أمور :
الول :أنه لقبه بلقبه عند قومه ،مثل قولللك ) :بللوش( رئيللس أمريكللا ،أو
)بلير( رئيس وزراء بريطانيا ،فليس فيه تعظيم لهما ،بل وصف فقط.
الثاني :أنه لم يزد على ذلك اللقب ألفاظ لا ً تللدل علللى تعظيملله للله والللتي
يزيدها المعظمون للملوك وذلك مثل ) :السليد( أو )الجلللة( أو )الفخامللة(
ونحو ذلك .
الثالث :أنه قال )عظيم الروم( ،فنسبه إلى قومه ولم يطلللق )عظمتلله( ،
ولم يقل ) :هرقل العظيم( .
48
) (1قد ألفت في ذلك مصنفات كثيرة ،من أهمها كتب أئمة الدعوة النجدية
كرسائل شيخ السلم محمد بن عبللدالوهاب رحملله الللله وكتللاب )الللدلئل(
للشيخ سليمان بن عبد الله ،وكتللاب )أوثللق عللرى اليمللان( للله ،و)سللبيل
النجاة والفكللاك( للشلليخ حمللد بللن عللتيق ،والمجلللدات الثلثللة :الثللامن و
التاسع والعاشر من الدرر السللنية ،وكتللاب )تحفللة الخللوان بمللا جللاء فللي
المللوالة والمعللادة والهجللران( للشلليخ حمللود التللويجري ،وكتللاب )الللولء
والبراء في السلم( للشيخ محمد القحطاني ،وكتاب )الموالة والمعللاداة(
للشيخ محماس الجلعود ،وغيرها من المصنفات .
49
المبحث الول
الدليل من الجماع
) (1انظر إلى قوله )بمن أعانهم )أو( جرهم على بلد أهل السلللم )أو( …
الخ( فهللي متعاطفللة بحللرف )أو( الللتي تقتضللي وجللود الحكللم بوجللود أحللد
المتعاطفين .
52
المبحث الثاني
الدلة من الكتاب
وقد دلت آيللات كللثيرة جللدا ً مللن الكتللاب علللى هللذا المللر ،
سأذكر بعضا ً منها فيما يلي :
الدليل الول
َ
صللاَرىذوا ال ْي َُهللود َ َوالن ّ َ خ ُ مُنوا ل ت َت ّ ِ نآ َ ذي َ قوله تعالى ) َيا أي َّها ال ّ ِ
أ َول ِياَء بعضه َ
ن
م إِ ّ
من ْهُل ْ
ه ِ م فَلإ ِن ّ ُ من ْك ُل ْم ِ ن ي َت َلوَل ّهُ ْ مل ْ ض وَ َ م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ ْ َ َْ ُ ُ ْ
ن( )المائدة. (51: مي َ ّ
م الظال ِ ِ قو ْ َ ْ
دي ال َ الل ّ َ
ه ل ي َهْ ِ
وقد دلت هذه الية علللى كفللر مللن نصللر الكفللار مللن ثلثللة
وجوه :
ض( ،فجعللل َ
م أوْل َِياُء ب َعْ ل ٍ ضهُ ْ الوجه الول :قوله تعالى )ب َعْ ُ
الكفار بعضهم أوليللاء بعللض وقطللع وليتهللم علن المسلللمين ،
فدل على أن من تولهم فهو داخل في قوله تعالى )بعضللهم(
فيلحقه هذا الوصف ،قال ابن جريللر رحملله الللله ): (6/277
ض( فللإنه عنللى بللذلك أن بعللض "وأما قوله )بعضه َ
م أوْل َِياُء ب َعْ ل ٍ َْ ُ ُ ْ
اليهود أنصار بعضهم على المؤمنين ،ويد واحدة على جميعهم
،وأن النصارى كذلك بعضللهم أنصللار بعللض علللى مللن خللالف
دينهم وملتهم ،معرفا ً بذلك عباده المؤمنين أن من كللان لهللم
أو لبعضهم وليا ً فإنما هو وليهم على من خالف ملتهم ودينهللم
من المؤمنين ،كما اليهود والنصارى لهم حرب ،فقال تعللالى
ذكللره للمللؤمنين فكونللوا أنتللم أيض لا ً بعضللكم أوليللاء بعللض ،
ولليهللودي والنصللراني حربلا ً كمللا هللم لكللم حللرب ،وبعضللهم
لبعض أولياء ،لن من والهم فقد أظهر لهل اليمان الحللرب
ومنهم البراءة وأبان قطع وليتهم".
م( ،من ْهُل ْ
ه ِم فَلإ ِن ّ ُ من ْك ُل ْ م ِ ن ي َت َلوَل ّهُ ْ مل ْ الوجه الثاني :قللوله )وَ َ
يعني كافر مثلهم ،قال ابن جرير رحمه الله " : 6/277يعنللي
م( :ومن يتول من ْهُ ْ
ه ِ م فَإ ِن ّ ُ من ْك ُ ْ
م ِ ن ي َت َوَل ّهُ ْ م ْ تعالى ذكره بقوله )وَ َ
اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم ،يقول :فللإن مللن
تولهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهللم وملتهللم ؛
فإنه ل يتولى متول أحدا ً إل وهو به وبدينه وما هو عليه راض ،
53
وإذا رضيه ورضي دينه فقد عللادى مللا خللالفه وسللخطه وصللار
حكمه حكمه" .
وقال الشيخ سللليمان بللن عبللد الللله آل الشلليخ )الللدرر / 8
(127فيها أيضا ً :
"فنهى سبحانه المؤمنين عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء ،
وأخبر أن من تولهم من المؤمنين فهللو منهللم ،وهكللذا حكللم
من تولى الكفار من المجوس وعباد الوثان ،فهو منهم " .
الدليل الثاني
ن فِللي ذي َقال تعالى بعللد اليللة السللابقة مباشللرة (فَت َلَرى ال ّل ِ
َ
صيب ََنا َدائ َِرةٌ
ن تُ ِ شى أ ْ خ َ قوُلو َ
ن نَ ْ م يَ ُن ِفيهِ ْ عو َ سارِ ُ ض يُ َ ٌ مَر قُُلوب ِهِ ْ
م َ
َ َ ْ فَعسى الل ّ َ
حوا عََلى َ
مللا عن ْدِهِ فَي ُ ْ
صب ِ ُ ن ِم ْ
مر ٍ ِ ي ِبال ْ َ
فت ِْح أوْ أ ْ ن ي َأت ِ َ
هأ ْ ُ َ َ
ن( )المائدة. (52: َ َ
مي َ م َنادِ ِ سهِ ْ ف ِسّروا ِفي أن ْ ُ أ َ
فجعل الللله سللبحانه تللولي الكفللار مللن صللفات الللذين فللي
قلوبهم مرض وهم )المنافقون( الذين نزلت الية فيهللم –كمللا
54
الدليل الثالث
من ُللوا نآ َ ذي َ ل ال ّل ِ قللو ُ قول تعالى بعد الية السابقة مباشرة (وَي َ ُ
َ ؤلِء ال ّذي َ أ َهَ ُ
ت حب ِط َل ْ م َ معَك ُل ْ م لَ َ م إ ِن ّهُ ل ْ مان ِهِ ْ جهْد َ أي ْ َ موا ِبالل ّهِ َ س ُ ن أقْ َ ِ ََ
َ َ
م من ْك ُ ْن ي َْرت َد ّ ِ م ْ مُنوا َ نآ َ ذي َ رين َ ،يا أي َّها ال ّ ِ ِ س
خا ِ حوا َ صب َ ُ ْ م فَأ مال ُهُ ْ أعْ َ
ه أ َذِل ّلةٍ عَل َللى ْ
حب ّللون َ ُ م وَي ُ ِ حب ّهُل ْ ق لوْم ٍ ي ُ ِ ه بِ َ ف ي َأِتي الل ّل ُ سوْ َ ن ِدين ِهِ فَ َ عَ ْ
ل الل ّلهِ َول َ
سلِبي ِ ن فِللي َ دو َ جاهِل ُ ن يُ َ ري َ عّزةٍ عََلى ال ْك َللافِ ِ نأ ِ مِني َ مؤ ْ ِ ال ْ ُ
ع
سلل ٌ ه َوا ِ شاُء َوالل ّ ُ ن يَ َ م ْ ل الل ّهِ ي ُؤِْتيهِ َ ض ُ ك فَ ْ ة لئ ِم ٍ ذ َل ِ َ م َ ن ل َوْ َ خاُفو َ يَ َ
ن مللو َ قي ُ ن يُ ِ ذي َ من ُللوا ال ّل ِ نآ َ ذي َ ه َوال ّل ِ سول ُ ُ ه وََر ُ م الل ّ ُ ما وَل ِي ّك ُ ُ م ،إ ِن ّ َ عَِلي ٌ
ه سللول َ ُ ه وََر ُ ل الل ّ َ ن ي َت َوَ ّ م ْ ن ،وَ َ م َراك ُِعو َ كاةَ وَهُ ْ ن الّز َ صلةَ وَي ُؤُْتو َ ال ّ
ن( )المللائدة-53 : م ال ْغَللال ُِبو َ ب الل ّلهِ هُل ُ ح لْز َ ن ِ مُنوا فَ لإ ِ ّ نآ َ ذي َ َوال ّ ِ
. (56
وهللذه اليللات كلهللا قللد جللاءت فللي سللياق تللولي اليهللود
والنصارى ،وتدل على ردة من تولى الكفار من وجوه :
َ
ؤلِء من ُللوا أهَ ل ُ نآ َ ذي َ ل ال ّل ِ قللو ُ الوجه الول :قللوله تعللالى )وَي َ ُ
َ ال ّذي َ
م( يعنللي وهللم معَك ُل ْ م لَ َ م إ ِن ّهُل ْ مللان ِهِ ْ جهْلد َ أي ْ َ موا ب ِللالل ّهِ َ س ُ ن أقْ َ ِ َ
كاذبون في ذلك ،وإنما كللان عملهللم فللي تللوليهم الكفللار هللو
دليل كذبهم ،قال ابللن جريللر رحملله الللله )" : (6/281يقللول
المؤمنون تعجبا ً منهم ومن نفللاقهم وكللذبهم واجللترائهم علللى
الله في أيمانهم الكاذبة بالله أهؤلء الللذين أقسللموا لنللا بللالله
إنهم لمعنا وهم كاذبون في أيمانهم لنا".
الوجه الثاني :قوله تعالى عن أولئك الذين تولوا الكفار :
َ
م( يعني الذين تولوا الكفار ،وحبوط العمللل ل مال ُهُ ْ ت أعْ َ حب ِط َ ْ ) َ
ن ك َلذ ُّبوا ِبآيات ِن َللا وَل ِقَللاءِ ذي َ يكون إل بالكفر كما قللال تعللالى (َوال ّل ِ
َ
ن( مل ُللو َ مللا ك َللاُنوا ي َعْ َ ن إ ِّل َ ج لَزوْ َ ل يُ ْ م هَ ل ْ مللال ُهُ ْ ت أعْ َ حب ِط َل ْ خ لَرةِ َ اْل ِ
شركي َ
م لُروا ن ي َعْ ُ نأ ْ م ْ ِ ِ َ ن ل ِل ْ ُ كا َ ما َ )لعراف ، (147:وقال تعالى ( َ
55
الدليل الرابع
َ
ذوا ِدين َك ُ ْ
م خ ُ ن ات ّ َذي َ ذوا ال ّ ِ خ ُ مُنوا ل ت َت ّ ِ نآ َ ذي َ قوله تعالى )َيا أي َّها ال ّ ِ
فللاَر أ َوْل ِي َللاءَ
م َوال ْك ُ ّ ن قَب ْل ِك ُل ْ مل ْ ب ِ ن أوُتوا ال ْك َِتا َ
هُزوا ً ول َِعبا ً من ال ّذي ُ
ِ َ ِ َ َ ُ
ن( )المائدة .(57 : مِني َ مؤ ْ ِ
م ُ ن ك ُن ْت ُ ْه إِ ْ ّ
قوا الل َ
َوات ّ ُ
وهذه الية في سياق اليات السابقة ،وهللي تؤيللد مللا دلللت
عليه من ارتداد من تولى الكفار وناصرهم .
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمللن آل الشلليخ رحملله
الله )الدرر : (288 / 8
ن( فللإن هللذا مِني َمؤ ْ ِ م ُ ن ك ُن ْت ُ ْ قوا الل ّ َ
ه إِ ْ "فتأمل قوله تعالى )َوات ّ ُ
الحللرف – وهللو )إن( الشللرطية – تقتضللي نفللي شللرطها إذا
انتفللى جوابهللا ،ومعنللاه :أن مللن اتخللذهم أوليللاء فليللس
بمؤمن" .
الدليل الخامس
57
الدليل السادس
َ َ
نذي َ ذابا ً أِليملا ً ،اّلل ِ عل َ
م َ ن ل َُهل ْ ن ب ِلأ ّ قي َ من َللافِ ِشر ِ ال ْ ُ قوله تعالى )ب َ ّ
َ َ
م عن ْلد َهُ ُ
ن ِ ن أي َب ْت َغُللو َ مِني َ ن ال ْ ُ
م لؤ ْ ِ ن ُدو ِ مل ْ ن أوْل ِي َللاَء ِ ري َ ن ال ْ َ
كافِ ِ ذو َ خ ُ
ي َت ّ ِ
ميعًا( )النساء. (139: ج ِ ن ال ْعِّزةَ ل ِل ّهِ َ ال ْعِّزةَ فَإ ِ ّ
فجعللل صللفة المنللافقين اتخللاذهم الكفللار أوليللاء مللن دون
ن
ذي َ المؤمنين ،وهذه الية من جنس قوله تعالى ) :فَت َلَرى اّللل ِ
َ
صلليب ََنا
ن تُ ِشللى أ ْ خ َ قول ُللو َ
ن نَ ْ م يَ ُ ن ِفيهِ ْ عو َ سارِ ُ ض يُ َ مَر ٌ م َِفي قُُلوب ِهِ ْ
ة( والتي سبق الكلم عنها في الدليل الثاني. َدائ َِر ٌ
قال ابن جرير رحمه الله ): (329 / 3
"يقللول الللله لنللبيه :يللا محمللد " ،بشللر المنللافقين" الللذين
يتخذون أهللل الكفللر بللي واللحللاد فللي دينللي أوليللاء ؛ يعنللي :
أنصلللارا ً وأخلء ملللن دون الملللؤمنين ؛ يعنلللي :الملللؤمنين ،
"أيبتغون عنللدهم العللزة" ،يقللول :أيطلبللون عنللدهم المنعللة
والقوة باتخللاذهم إيللاهم أوليللاء ملن دون أهللل اليملان بلي ؟.
"فإن العزة لله جميعللا" ،يقللول :فللإن الللذين اتخللذوهم مللن
الكافرين أولياء ابتغللاء العللزة عنللدهم هللم الذلء القلء ،فهل
58
الدليل السابع
َ
م وان ِهِ ُخل َ
ن ِل ِ ْ قوُللو َ قوا ي َ ُ ن َنلافَ ُ ذي َ م َتلَر إ َِللى اّلل ِ قوله تعلالى (أَلل ْ
م َول معَك ُل ْ ن َ جل ّخُر َ م ل َن َ ْ جت ُ ْ
خر ِ ْ ن أُ ْ ب ل َئ ِ ْ ل ال ْك َِتا ِ
فروا م َ
ن أه ْ ِ ِ ْ ن كَ َ ُ ذي َال ّ ِ
َ نطيع فيك ُ َ
مشلهَد ُ إ ِن ّهُل ْ م َوالل ّل ُ
ه يَ ْ م ل َن َن ْ ُ
صَرن ّك ُ ْ ن ُقوت ِل ْت ُ ْ حدا ً أَبدا ً وَإ ِ ْ مأ َ ُ ِ ُ ِ ْ
ن( )الحشر. (11: كاذُِبو َ لَ َ
ر
شل ِ والكلم علللى هللذه اليللة كللالكلم علللى قللوله تعللالى )ب َ ّ
َ َ
ن ذي َ ذابا ً أِليمًا( ،وقللوله تعللالى )فَت َلَرى ال ّل ِ م عَ َ ن ل َهُ ْ ن ب ِأ ّقي َ ال ْ ُ
مَنافِ ِ
َ
صلليب ََنا ن تُ ِ شللى أ ْ خ َ ن نَ ْ قول ُللو َ م يَ ُ ن ِفيهِ ْ عو َسارِ ُ ض يُ َ مَر ٌ م َ ِفي قُُلوب ِهِ ْ
ة( . َدائ َِر ٌ
قال الشيخ سلليمان بلن عبلد اللله رحمله اللله )اللدرر / 8
: (138
"فإذا كان من وعد المشركين في )السللر( بالللدخول معهللم
ونصرهم والخروج معهم إن جلوا نفاقا ً وكفرا ً وإن كان كللذبا ً ،
فكيف بمن أظهر ذلك صادقًا؟" .
الدليل الثامن
ل عَل َللى سللرائي َ ن ب َن ِللي إ ِ ْ مل ْ فلُروا ِ ن كَ َ ذي َ ن ال ّل ِ قوله تعللالى (ل ُعِل َ
ن، دو َ كاُنوا ي َعَْتلل ُ وا وَ َ ص ْما عَ َ ك بِ َم ذ َل ِ َ مْري َ َ ن َ سى اب ْ ِ عي َ ن َداوُد َ وَ ِ سا ِلِ َ
ن ،ت ََرى فعَُلو َ كاُنوا ي َ ْ ما َ س َ من ْك َرٍ فَعَُلوهُ ل َب ِئ ْ َ ن ُ ن عَ ْ كاُنوا ل ي َت ََناهَوْ َ َ
م
سللهُ ْ ف ُ م أ َن ْ ُ
ت ل َهُ ْ م ْ ما قَد ّ َ س َفُروا ل َب ِئ ْ َ ن كَ َ ذي َ ن ال ّ ِ م ي َت َوَل ّوْ َمن ْهُ ْ ك َِثيرا ً ِ
ن ،وَل َلوْ ك َللاُنوا م وَِفي ال ْعَ ل َ َ
دو َ خال ِل ُ م َ ب هُ ل ْ ذا ِ ه عَل َي ْهِ ْ ط الل ّ ُ خ َ س ِ ن َ أ ْ
ذوهُ َ ما أ ُن ْزِ َ
نم أوْل ِي َللاَء وَل َك ِل ّ ْ خل ُمللا ات ّ َ ل إ ِل َي ْهِ َ ي وَ َ ن ِبالل ّهِ َوالن ّب ِ ّ مُنو َ ي ُؤْ ِ
ن( )المائدة. (81 ، 80: قو َ م َفا ِ
س ُ من ْهُ ْ ك َِثيرا ً ِ
وقد دلت على كفر من تولى الكفار من وجوه :
الوجه الول :أنه جعل تولي الكفللار صللفة الللذين كفللروا
من بني إسرائيل الذين لعنللوا علللى لسللان داود وعيسللى بللن
مريم .
59
ن( دو َ خال ِل ُم َ ب هُ ل ْ ذا ِ الوجه الثاني :أنه قال عنهم )وَِفي ال ْعَ َ
وهذه صفة عذاب الكافر ،قال الشيخ سللليمان بللن عبللد الللله
)الدرر : (8/128
"فذكر تعالى أن موالة الكفار موجبة لسخط الللله والخلللود
فللي النللار بمجردهللا وإن كللان النسللان خائفللا ً ،إل المكللره
بشرطه".
ن ب ِللالل ّهِ َوالن ّب ِل ّ
ي من ُللو َ الوجه الثالث :أنه قال )وَل َوْ ك َللاُنوا ي ُؤْ ِ
ذوهُ َ ما أ ُن ْزِ َ
قون( ، س ُم َفا ِ من ْهُ ْن ك َِثيرا ً ِ م أوْل َِياَء وَل َك ِ ّ
ْ خ ُ ما ات ّ َل إ ِل َي ْهِ َ وَ َ
قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله )الفتاوى : (17 / 7
"فللذكر جملللة شللرطية تقتضللي أنلله إذا وجلد الشللرط وجلد
المشروط بحرف )لو( التي تقتضي مع انتفللاء الشللرط انتفللاء
لمللا أ ُن ْلزِ َي وَ َن ب ِللالل ّهِ َوالن ّب ِل ّ مُنو َ كاُنوا ي ُؤْ ِالمشروط ،فقال )وَل َوْ َ
م أ َوْل َِياَء( فدل على أن اليمللان المللذكور ينفللي ذوهُ ْ خ ُ ما ات ّ َ إ ِل َي ْهِ َ
اتخاذهم أولياء ويضلاده ،ول يجتملع اليملان واتخلاذهم أوليلاء
في القلب" .
وقللال الشلليخ سللليمان بللن عبللد الللله رحملله الللله )الللدرر
: (8/129
"فذكر تعالى أن موالة الكفار منافية لليمللان بللالله والنللبي
ومللا أنللزل إليلله ،ثللم أخللبر أن سللبب ذلللك كللون كللثير منهللم
فاسقين ،ولم يفرق بين من خاف الدائرة ولم يخف ،وهكللذا
حللال كللثير مللن هللؤلء المرتللدين قبللل ردتهللم كللثير منهللم
فاسقون ،فجر ذلك إلى موالة الكفار والردة عللن السلللم ،
نعوذ بالله من ذلك" .
الدليل التاسع
فروا بعضله َ
فعَل ُللوهُ
ض إ ِّل ت َ ْم أوْل ِي َللاُء ب َعْل ٍ َْ ُ ُ ْ ن كَ َ ُذي َ قوله تعالى (َوال ّ ِ
ساد ٌ ك َِبيٌر( )النفال(73: َْ
ض وَفَ َ ة ِفي الْر ِ ت َك ُ ْ
ن فِت ْن َ ٌ
وتدل هذه على كفر من تولى الكافرين من وجهين :
فروا بعضه َ
ض( فمن كان م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ َْ ُ ُ ْ ن كَ َ ُ الول :قوله )َوال ّ ِ
ذي َ
مواليا ً لهم فهو داخل في قوله )بعضهم ( ،كقوله تعللالى فللي
اليهود والنصارى )بعضهم أولياء بعض( وقد سبق الكلم علللى
ذلك في الدليل الول.
60
َْ
سللاد ٌض وَفَ َ ة فِللي الْر ِ ن فِت ْن َل ٌ فعَل ُللوهُ ت َك ُل ْ الثللاني :قللوله )إ ِّل ت َ ْ
ك َِبيٌر( ،والفتنة تأتي فللي القللرآن علللى معللان منهللا :الشللرك
ة ()البقللرة: ن فِت ْن َل ٌ حّتى ل ت َك ُللو َ م َ والكفر كقوله تعالى (وََقات ُِلوهُ ْ
مللن اليللة ، (193وقللوله تعللالى ( وال ْفتنل ُ َ
ل( ن ال ْقَت ْل ِمل َ ة أك ْب َلُر ِ َ ِ َْ
ن ذي َ ّ
حللذ َرِ اللل ِ ْ
)البقللرة :مللن اليللة ، (217وقللوله تعللالى( فَلي َ ْ
ة()النللور :مللن اليللة (63 م فِت ْن َل ٌ َ فون عَل َ
صلليب َهُ ْ ن تُ ِ م لرِهِ أ ْ نأ ْْ خال ِ ُ َ
يُ َ
وغيرها من اليات .
قال ابن كثير رحمه الله : 331 /2
َ ْ
ساد ٌ ض وَفَ َ ة ِفي الْر ِ ن فِت ْن َ ٌ فعَُلوهُ ت َك ُ ْ "ومعنى قوله تعالى )إ ِّل ت َ ْ
ك َِبيٌر( أي :إن لللم تجللانبوا المشللركين وتوالللوا المللؤمنين و إل
وقعت فتنة في الناس ؛ وهو التباس المر واختلط المللؤمنين
بالكافرين فيقع بين الناس فساد منتشر" .
وقال الشيخ عبد اللطيللف بللن عبللد الرحمللن بللن حسللن آل
الشيخ )الدرر : (326 – 324 / 8
"ومللا جللاء فللي القللرآن مللن النهللي والتغليللظ الشللديد فللي
موالتهم وتوليهم ،دليل على أن أصللل الصللول :ل اسللتقامة
للله ول ثبللات للله إل بمقاطعللة أعللداء الللله وحربهللم وجهللادهم
والبراءة منهم ،والتقرب إلى الله بمقتهم وعيبهم ،وقللد قللال
تعالى لمللا عقللد المللوالة بيللن المللؤمنين وأخللبر أن الكللافرين
َْ
ض ة فِللي الْر ِ ن فِت ْن َل ٌفعَل ُللوهُ ت َك ُل ْ بعضهم أولياء بعللض قللال ( إ ِّل ت َ ْ
ساد ٌ ك َِبيٌر()لنفال :من الية ، (73وهل الفتنللة إل الشللرك ، وَفَ َ
والفساد الكلبير هلو انتثلار عقللد التوحيللد والسللم وقطلع مللا
أحكمه القرآن من الحكام والنظام ؟" .
الدليل العاشر
َ
فلُروا ن كَ َ ذي َطيعُللوا ال ّل ِ ن تُ ِمن ُللوا إ ِ ْنآ َ
ذي َ قوله تعالى (ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ
و
م وَهُ َ ولك ُ ْم ْه َ ل الل ّ ُ
ن ،بَ ِري َ س ِخا ِ قل ُِبوا َ م عََلى أ َعْ َ
قاب ِك ُ ْ
م فَت َن ْ َ ي َُرّدوك ُ ْ
ن( )آل عمران. (150، 149: ري َ
ص ِ
خي ُْر الّنا ِ
َ
قللال الشلليخ سلليمان بللن عبللد اللله آل الشلليخ رحمله الللله
)الدرر : (124 / 8
" فللأخبر تعللالى أن الملؤمنين إن أطللاعوا الكفلار فل بلد أن
يردوهم على أعقابهم عللن السلللم ،فللإنهم ل يقنعللون منهللم
بدون الكفر ،وأخبر أنهم إن فعلوا ذلك صاروا من الخاسللرين
61
المبحث الثالث
الدلة من السنة
ما رواه النسائي وغيره من حديث بهز بللن حكيللم عللن أبيلله
عن جده أن النبي قال )ل يقبل الله من مشللرك عمل بعللد
ما أسلم أو يفارق المشركين( .
وهو من جنس ما سبق ،فإن مللن تللولى الكفللار وناصللرهم
وأعللانهم علللى حللرب المسلللمين أولللى بالللدخول فللي هللذا
الحديث ممن لم يفارقهم بجسده .
ومن جنسه أيضا ً :
المبحث الرابع
الدلة من أقوال الصحابة
وقد ورد عن الصحابة ما يدل على هذا الصل ،فمن ذلك :
-1ما سبق ذكره في الدليل الول من السنة من تقّرر هللذا
الصل عند عمر وحاطب رضي الله عنهما .
-2وما رواه عبد بن حميد عن حذيفة رضي الله عنه قال :
ليتللق أحللدكم أن يكللون يهودي لا ً أو نصللرانيا ً وهللو ل يشللعر .
َ
ذوا ال ْي َهُللود َ خل ُ من ُللوا ل ت َت ّ ِ ن آ َ فظنناه يريد هذه الية (َيا أي ّهَللا ال ّل ِ
ذي َ
والنصارى أ َول ِياَء بعضه َ
ه من ْك ُل ْ
م فَ لإ ِن ّ ُ م ِ ن ي َت َلوَل ّهُ ْ
م ْض وَ َم أوْل َِياُء ب َعْ ٍ ْ َ َْ ُ ُ ْ َ ّ َ َ
م ( )المائدة :من الية (51 من ْهُ ْ
ِ
المبحث الخامس
الدلة من القياس
وهو من وجهين :
الوجه الول :
أنه قد ثبت في الصحيح أن النبي قللال )مللن جهللز غازيلا ً
فقد غزى( ،فجعل القاعد إذا جّهز المجاهد مشاركا ً في الغزو
،ومن هذا أيضا ً قوله )إن الله ليللدخل بالسللهم الواحللد ثلثللة
نفر الجنة :صانعه يحتسب في صللنعه الخيللر ،والرامللي بلله ،
ومنبله( .وهذا يدل – بقياس العكللس – أن مللن جهّللز وأعللان
الكافر في قتاله فقد شاركه في قتاله في سبيل الطاغوت .
الوجه الثاني :
أن الللردء والمباشللر حكمهللم واحللد فللي الشللرع علللى
الصحيح ،لن المباشر إنملا يتمكلن ملن عملله بمعونلة اللردء
له ،كما قال شيخ السلم رحمه الله :
" وإذا كللان المحللاربون الحراميللة جماعللة ,فالواحللد منهللم
باشر القتل بنفسه ,والباقون له أعوان وردء له ,فقلد قيلل :
إنه يقتل المباشر فقط ,والجمهور على أن الجميللع يقتلللون ,
ولو كانوا مائة وأن الردء والمباشر سللواء ,وهللذا هللو المللأثور
عن الخلفاء الراشدين .فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنله
قتل ربيئة المحاربين .والربيئة هو الناظر الللذي يجلللس علللى
مكان عال ,ينظللر منلله لهللم مللن يجيللء ولن المباشللر إنمللا
يمكن مللن قتللله بقللوة الللردء ومعللونته ,والطائفللة إذا انتصللر
بعضها ببعض حتى صاروا ممتنعين فهم مشتركون في الثواب
والعقللاب كالمجاهللدين ; فللإن النللبي قللال ) :المسلللمون
تتكافللأ دمللاؤهم ويسللعى بللذمتهم أدنللاهم وهللم يللد علللى مللن
سللواهم ويللرد متسلريهم عللى قاعلدتهم ( .يعنللي :أن جيللش
المسلمين إذا تسرت منه سرية فغنمللت مللال ً ,فللإن الجيللش
يشاركها فيما غنمت لنها بظهره وقوته تمكنت لكن تنفل عنه
نفل ً ,فإن النبي كان ينفللل السللرية إذا كللانوا فللي بللدايتهم
الربع بعد الخمس ,وكللذلك لللو غنللم الجيللش غنيمللة شللاركته
السللرية ; لنهللا فللي مصلللحة الجيللش ,كمللا قسللم النللبي
لطلحة والزبير يوم بللدر ; لنلله كللان قللد بعثهمللا فللي مصلللحة
الجيش ,فأعوان الطائفة الممتنعة وأنصارها منها ,فيمللا لهللم
71
المبحث السادس
الدلة من التاريخ
المبحث السابع
الدلة من أقوال أهل العلم
سأنقل فيما يلي بعض كلم أهل العلم من جميع المذاهب :
أول ً :من أقوال علماء الحنفية :
السلللم بقللدر مللا ارتللد عنلله مللن شللرائع السلللم ،وإذا كللان
السلف قد سموا مانعي الزكاة مرتدين -مع كونهم يصومون
ويصلون ولم يكونوا يقاتلون جماعة المسللمين ،فكيلف بملن
صار مع أعداء الله ورسوله قاتل ً للمسلمين ؟" .
ومما قاله أيضا ً )اقتضاء الصراط المستقيم( :221 / 1
ن ك َفَلُروا ذي َ ن ال ّل ِ " وقال تعالى فيما يذم به أهل الكتللاب (ل ُعِل َ
مللا ك بِ َم ذ َل ِ َ مْري َ َ ن َ سى اب ْ ِ عي َ ن َداوُد َ وَ ِ ل عََلى ل ِ َ
سا ِ سرائي َ ن ب َِني إ ِ ْ م ْ ِ
من ْك َرٍ فَعَل ُللوهُ ل َب ِئ ْ َ
س ن ُ ن عَ ْ كاُنوا ل ي َت ََناهَوْ َ نَ ، دو َ كاُنوا ي َعْت َ ُ وا وَ َ ص ْ عَ َ
سفلُروا ل َب ِئ ْ َ ن كَ َ ذي َن ال ّل ِ م ي َت َوَل ّوْ َمن ْهُ ْ ن ،ت ََرى ك َِثيرا ً ِ فعَُلو َ كاُنوا ي َ ْ ما َ َ
ْ َ ّ َ َ َ َ
م ب هُ ل ْ ذا ِ م وَِفي العَ َ ه عَلي ْهِ ْ خط الل ُ س ِن َ مأ ْ سهُ ْف ُ م أن ْ ُ ت لهُ ْ م ْ ما قَد ّ َ َ
َ ُ
مللا أن ْلزِ َ ّ َ َ
مللال إ ِلي ْلهِ َ ي وَ َ ن ب ِللاللهِ َوالن ّب ِل ّ من ُللو َ ن ،وَلوْ كاُنوا ي ُؤْ ِ دو َ خال ِ ُ َ
َ
ن( )المللائدة، 80: قو َ سل ُ م َفا ِ من ْهُل ْن ك َِثيللرا ً ِ م أوْل َِياَء وَل َك ِل ّ ذوهُ ْ خ ُ ات ّ َ
(81ل ،ل فبّين سبحانه وتعالى أن اليمان بللالله والنللبي ومللا
أنزل إليه مسللتلزم لعللدم وليتهللم فثبللوت وليتهللم يللوجب
عدم اليمان لن عدم اللزم يقتضي عدم الملزوم " .
وقال أيضا ً )الفتاوى : (7/17
م من ْهُل ْ "ومثللله قللوله تعللالى فللي اليللة الخللرى (ت َلَرى ك َِثيللرا ً ِ
خ َ فس له َ فروا ل َبئ ْس ما قَدمت ل َه ل َ
ط سل ِ ن َ مأ ْ م أن ْ ُ ُ ُ ْ ّ َ ْ ُ ْ ِ َ َ ن كَ َ ُ ذي َ ن ال ّ ِ ي َت َوَل ّوْ َ
ن ِبللالل ّ ِ
ه مُنو َ كاُنوا ي ُؤْ ِ ن ،وَل َوْ َ دو َ خال ِ ُم َ ب هُ ْ ذا ِم وَِفي ال ْعَ َ ه عَل َي ْهِ ْ الل ّ ُ
ذوهُ َ ما أ ُن ْزِ َ
م من ْهُل ْن ك َِثيللرا ً ِ م أوْل ِي َللاَء وَل َك ِل ّْ خل ُمللا ات ّ َ ل إ ِل َي ْلهِ َ ي وَ َ َوالن ّب ِ ّ
ن( )المائدة (81 ، 80:فذكر جملة شرطية تقتضي أنه قو َ س ُ َفا ِ
إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف )لو( التي تقتضللي مللع
ن من ُللو َ انتفاء الشرط انتفللاء المشللروط ،فقللال )وَل َلوْ ك َللاُنوا ي ُؤْ ِ
م أ َوْل ِي َللاَء( فللدل علللى أن ذوهُ ْ خ ُ ما ات ّ َ ما أ ُن ْزِ َ
ل إ ِل َي ْهِ َ ي وَ َ ِبالل ّهِ َوالن ّب ِ ّ
اليمللان المللذكور ينفللي اتخللاذهم أوليللاء ويضللاده ،ول يجتمللع
اليمان واتخاذهم أوليللاء فللي القلللب ودل ذلللك علللى أن مللن
اتخذهم أولياء ; مللا فعلل اليمللان اللواجب ملن اليملان بلالله
ذوا ال ْي َُهلود َ خل ُ والنبي وما أنزل إليله ،ومثلله قللوله تعلالى )ل ت َت ّ ِ
والنصارى أ َول ِياَء بعضه َ
هم فَ لإ ِن ّ ُ من ْك ُل ْ
م ِ ن ي َت َلوَل ّهُ ْم ْض وَ َ م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ ْ َ َْ ُ ُ ْ َ ّ َ َ
م( فإنه أخبر في تلك اليات أن متوليهم ل يكللون مؤمنللا ، من ْهُ ْ ِ
وأخبر هنا أن متوليهم هو منهم ،فالقرآن يصدق بعضه بعضلًا"
.
-2وقال ابن القيم في )أحكام أهل الذمة( 234 ، 1/233
)نقل ً عن كتاب المر بالله العباسي( :
82
يٍء ()البقللرة :مللن اليللة . (113وقيللل : شل ْ ال ْي َهُللود ُ عَل َللى َ
المللراد أن كللل واحللدة مللن الطللائفتين تللوالي الخللرى
وتعاضدها وتناصرها على عداوة النبي وعداوة مللا جللاء
به ،وإن كانوا في ذات بينهللم متعللادين متضللادين ،ووجلله
تعليل النهي بهذه الجملة أنها تقتضي أن هذه الموالة هللي
شأن هؤلء الكفار ل شأنكم ،فل تفعلوا ما هو من فعلهللم
فتكونوا مثلهم ،ولهذا عقب هذه الجملة التعليليللة بمللا هللو
من ي َت َوَل ّهُ ْ م ْ م وَ َ من ْهُ ْ ه ِ م فَإ ِن ّ ُ من ْك ُ ْم ِ ن ي َت َوَل ّهُ ْ م ْ كالنتيجة لها فقال )وَ َ
م( أي :فإنه من جملتهم وفى عدادهم ،وهو من ْهُ ْه ِ م فَإ ِن ّ ُ من ْك ُ ْ ِ
وعيد شديد ؛ فإن المعصية الموجبللة للكفلر هللي اللتي قلد
دي ه ل ي َهْل ِ ن الل ّل َ بلغت إلى غاية ليس وراءها غاية ،وقوله )إ ِ ّ
ن( تعليللل للجملللة الللتي قبلهللا ؛ أي :أن مي َ ظللال ِ ِ م ال ّ قللوْ َ ال ْ َ
وقوعهم في الكفر هو بسللبب عللدم هللدايته سللبحانه لمللن
ظلم نفسه بما يوجب الكفر كمن يوالي الكافرين" .
خلذِ وقال )فتح القدير (331 / 1في قلوله تعلالى (ل ي َت ّ ِ
كافري َ
ل ن ي َْفعَ ل ْ مل ْ ن وَ َ مِني َ م لؤ ْ ِ ن ال ْ ُ دو ِ ن ُ م ْ ن أوْل َِياَء ِ ن ال ْ َ ِ ِ َ مُنو َ مؤ ْ ِ ال ْ ُ
يٍء ()آل عمللران :مللن اليللة شل ْ ن الل ّلهِ فِللي َ مل َ س ِ ك فَل َي ْ َ ذ َل ِ َ
: (28
"قوله )ل يتخذ( :فيه النهي للمؤمنين عن موالة الكفار
ة
طان َل ً ذوا ب ِ َ خل ُ لسبب من السباب ،ومثله قوله تعالى ( ل ت َت ّ ِ
م…الية()آل عمران :مللن اليللة ، (118وقللوله ( دون ِك ُ ْ ن ُ م ْ ِ
م()المللائدة :مللن اليللة (51ل ، من ْهُل ْ ه ِ م فَلإ ِن ّ ُ من ْك ُ ْ م ِ ن ي َت َوَل ّهُ ْ م ْ وَ َ
ن ِبالل ّهِ …اليللة()المجادلللة :مللن مُنو َ وما ً ي ُؤْ ِ جد ُ قَ ْ وقوله (ل ت َ ِ
َ
صللاَرى أوْل ِي َللاء( ذوا ال ْي َهُللود َ َوالن ّ َ خل ُ اليللة ، (22وقللوله ( ل ت َت ّ ِ
َ
من ُللوا ل نآ َ ذي َ )المائدة :من اليللة ، (51وقللوله (ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ
م أ َوْل َِياَء()الممتحنة :من الية . (1 ذوا عَد ُّوي وَعَد ُوّك ُ ْ خ ُ ت َت ّ ِ
ن( فللي محللل الحللال أي مِني َ مللؤْ ِ ن ال ْ ُ دو ِ ن ُ ملل ْ وقللوله ) ِ
متجاوزين المؤمنين إلللى الكللافرين اسللتقلل ً أو اشللتراكا ً ،
ك ( إلللى التحللاد المللدلول ل ذ َل ِل َ ن ي َْفعَل ْ م ْوالشارة بقوله )وَ َ
ن الل ّلهِ فِللي مل َ س ِ عليه بقوله )ل يتخذ( .ومعنى قللوله )فَل َي ْل َ
يٍء ( أي :من وليته فللي شلليء مللن الشللياء ،بللل هللو ش ْ َ
منسلخ عنه بكل حال " .
86
َ
صيب ََنا َدائ َِرةٌ ن تُ ِ شى أ ْ خ َ ن نَ ْ قوُلو َ م يَ ُ ن ِفيهِ ْ عو َ سارِ ُ ض يُ َ مَر ٌ م َ قُُلوب ِهِ ْ
َ َ ْ فَعسى الل ّ َ
مللا حوا عََلى َ صب ِ ُ عن ْدِهِ فَي ُ ْ ن ِ م ْ مر ٍ ِ فت ِْح أوْ أ ْ ي ِبال ْ َ ن ي َأت ِ َ هأ ْ ُ َ َ
ن ّ مُنوا أهَ ل ُ َ ّ قو ُ َ َ
ذي َ ؤلِء ال ل ِ نآ َ ذي َ ل ال ِ ن ،وَي َ ُ مي َ م َنادِ ِ سهِ ْ ف ِ سّروا ِفي أن ْ ُ أ َ
َ َ َ
م مللال ُهُ ْ ت أعْ َ حب ِط َل ْ م َ معَك ُل ْ م لَ َ م إ ِن ّهُ ل ْ مللان ِهِ ْ جهْ لد َ أي ْ َ موا ب ِللالل ّهِ َ سل ُ أقْ َ
َ
رين (. ِ س خا ِ حوا َ صب َ ُ فَأ ْ
َ
م دوا عََلى أد ْب َللارِهِ ْ ن اْرت َ ّ ذي َ ن ال ّ ِ وذلك بأن الله سبحانه يقول (إ ِ ّ
َ
م، مل َللى ل َهُ ل ْ م وَأ ْ ل ل َهُ ْ سو ّ َ ن َ طا ُ شي ْ َ دى ال ّ م ال ْهُ َ ن ل َهُ ُ ما ت َب َي ّ َ ن ب َعْدِ َ م ْ ِ
َ
ض م ِفي ب َعْ ِ طيعُك ُ ْ سن ُ ِ ه َ ل الل ّ ُ ما ن َّز َ هوا َ ن ك َرِ ُ ذي َ م َقاُلوا ل ِل ّ ِ ك ب ِأن ّهُ ْ ذ َل ِ َ
َ
ة كلل ُ ملئ ِ َ م ال ْ َ ف إ َِذا َتللوَفّت ْهُ ُ هم ،فَك َْيلل َ سللَراَر ُ م إِ ْ ه ي َعَْللل ُ مللرِ َوالّللل ُ اْل ْ
َ يضربون وجوههم وأ َدبارهم ،ذ َل َ َ
ط الّللل َ
ه خ َ س َ ما أ ْ م ات ّب َُعوا َ ك ب ِأن ّهُ ُ ِ َ ْ ُِ َ ُ ُ َ ُ ْ َ َْ َ ُ ْ
َ هوا رضوانه فَأ َحب َ َ
م ن ِفي قُُلوب ِهِ ْ ذي َ ب ال ّ ِ س َ ح ِ م َ م،أ ْ مال َهُ ْ ط أعْ َ ْ َ ِ ْ َ َ ُ وَك َرِ ُ
َ خ لرج الّللل َ َ
م شللاُء َلَري َْنللاك َهُ ْ م ،وَل َلوْ ن َ َ ضللَغان َهُ ْ هأ ْ ُ ن يُ ْ ِ َ ن َللل ْ ضأ ْ مللَر ٌ َ
م َ
ه ي َعْلل ُ ل َواللل ُّ ق لو ْ ِ ْ
ن ال َ َ م وَلت َعْرِفَن ّهُل ْ َ فَلعََرفْت َهُ ْ َ
حل ِ م فِللي ل ْ ماهُ ْ سي َ م بِ ِ
َ
ن ري َ صللاب ِ ِ م َوال ّ من ْك ُل ْ ن ِ دي َ جاهِل ِ م َ م ال ْ ُ حّتى ن َعْل َ َ م َ م ،وَل َن َب ْل ُوَن ّك ُ ْ مال َك ُ ْ أعْ َ
ل الل ّل ِ
ه س لِبي ِ ن َ دوا عَ ل ْ صل ّ ف لُروا وَ َ ن كَ َ ذي َ ن ال ّ ل ِ م ،إِ ّ خب َللاَرك ُ ْ وَن َب ْل ُلوَ أ َ ْ
ه ض لّروا الل ّل َ ن يَ ُ دى ل َل ْ م ال ْهُ ل َ ن ل َهُ ُ ما ت َب َي ّ َ ن ب َعْدِ َ م ْ ل ِ سو َ شاّقوا الّر ُ وَ َ
َ َ َ
هطيعُللوا الل ّل َ من ُللوا أ ِ نآ َ ذي َ م ،ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ مللال َهُ ْ ط أعْ َ حب ِ ُ سلي ُ ْ شلْيئا ً وَ َ َ
َ َ
فللُروا ن كَ َ ذي َ ن اّللل ِ كم ،إ ِ ّ مللال َ ُ ل َول ت ُب ْط ُِلللوا أعْ َ سللو َ طيُعللوا الّر ُ وَأ ِ
م، ه ل َهُ ْ فَر الل ّ ُ ن ي َغْ ِ فاٌر فَل َ ْ م كُ ّ ماُتوا وَهُ ْ م َ ل الل ّهِ ث ُ ّ سِبي ِ ن َ دوا عَ ْ ص ّ وَ َ
َ َ
ن م وَل َل ْ معَك ُل ْ ه َ ن َوالل ّل ُ م اْلعْل َلوْ َ سل ْم ِ وَأن ْت ُ ُ عوا إ َِلى ال ّ َفل ت َهُِنوا وَت َد ْ ُ
يت ِرك ُ َ
م( )محمد. (35 - 25: مال َك ُ ْ م أعْ َ َ َ ْ
إل فليعلم كل مسلم وكل مسلمة :
أن هؤلء الذين يخرجون على دينهلم ويناصلرون أعلداءهم ،
من تزوج منهم فزواجه باطل بطلنا ً أصليا ً ،ل يلحقه تصحيح ،
ول يللترتب عليلله أي أثللر مللن آثللار النكللاح ،مللن ثبللوت نسللب
وميراث وغير ذلك ،وأن من كان منهم متزوج لا ً بطللل زواجلله
كذلك وأن من تاب منهم ورجع إلى ربه وإلللى دينلله ،وحللارب
عدوه ونصر أمته ،لم تكن المللرأة الللتي تزوجهللا حللال الللردة
ولم تكن المرأة التي ارتدت وهي في عقد نكللاحه زوج لا ً للله ،
ول هي في عصمته ،وأنه يجب عليه بعللد التوبللة أن يسللتأنف
زواجه بها فيعقد عليها عقدا ً صحيحا ً شلرعيا ً ،كملا هلو بلديهي
واضح .
أل فليحتللط النسللاء المسلللمات ،فللي أي بقعللة مللن بقللاع
الرض ،ليتوثقن قبل الزواج من أن الذين يتقدمون لنكللاحهن
ة ليسوا من هللذه الفئة المنبللوذة الخارجللة عللن الللدين ،حيط ل ً
90
َ
م ن ل َهُل ْ ن ب ِلأ ّ قي َمن َللافِ ِ ش لر ِ ال ْ ُ وهذا ضرب من النفاق قال تعالى )ب َ ّ
كافري َ َ
ن مِني َ مؤ ْ ِن ال ْ ُ ن ُدو ِ م ْ ن أوْل َِياَء ِ ن ال ْ َ ِ ِ َ ذو َ خ ُ ن ي َت ّ ِ ذي َ ذابا ً أِليما ً ،ال ّ ِ عَ َ
ميعًا( )النسللاء. (139: َ
ج ِ ن ال ْعِّزةَ ل ِل ّهِ َ م ال ْعِّزةَ فَإ ِ ّ عن ْد َهُ ُ ن ِ أي َب ْت َُغو َ
مللا س َ ف لُروا ل َب ِئ ْ َ ن كَ َ ذي َ ن ال ّل ِ م ي َت َوَل ّلوْ َ
من ْهُ ْ وقال تعالى )ت ََرى ك َِثيرا ً ِ
م وَفِللي ال َْعل َ فسه َ قَدمت ل َه َ
م
هل ْ ب ُ ذا ِ ه عَل َي ْهِل ْ ط الل ّل ُ خ َ س ِن َ مأ ْ م أن ْ ُ ُ ُ ْ ّ َ ْ ُ ْ
َ ُ
مللا أن ْلزِ َ ّ َ
ن ،وَلوْ َ
مللا ل إ ِلي ْلهِ َ ي وَ َ ن ب ِللاللهِ َوالن ّب ِل ّ من ُللو َ كاُنوا ي ُؤْ ِ دو َ خال ِ ُ َ
َ
ن( )المللائدة، 80: قو َ سل ُ م َفا ِ من ْهُل ْ ن ك َِثيللرا ً ِ م أوْل َِياَء وَل َك ِل ّ ذوهُ ْ خ ُ ات ّ َ
. (81
وقد حكى غير واحد من العلماء الجمللاع علللى أن مظللاهرة
الكفللار علللى المسلللمبن ومعللاونتهم بللالنفس والمللال والللذب
نم ْ عنهم بالسنان والبيان كفر وردة عن السلم قال تعالى )وَ َ
ن(. مي َ م ال ّ
ظال ِ ِ قو ْ َ دي ال ْ َ ه ل ي َهْ ِ ن الل ّ َ م إِ ّ من ْهُ ْ ه ِ م فَإ ِن ّ ُمن ْك ُ ْم ِ ي َت َوَل ّهُ ْ
ل أعظم من مناصللرة أعللداء الللله ومعللاونتهم وتهيئة وأي تو ٍ
الوسائل والمكانيللات لضللرب الللديار السلللمية وقتللل القللادة
المخلصين .قال الحافظ ابن جرير رحمه الللله تعللالى ) ومللن
تولهم ونصرهم على المؤمنين فهو مللن أهللل دينهللم وملتهللم
فإنه ل يتولى متول أحدا ً إل وهو به وبدينه وما هو عليه راض ،
وإذا رضيه ورضي دينه فقد عللادى مللا خللالفه وسللخطه وصللار
مه ". مه حك َ حك ُ
المبحث الثامن
الدلة من كلم أئمة الدعوة النجدية
وهم أكثر من تكلم فللي هللذه المسللائل مللن العلمللاء ،وقللد
صنفوا في ذلك مصنفات كثيرة ،ولهم فتاوى ورسائل متعددة
في هذا المر ،منها :
-1كثير من رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
) -2الدلئل( للشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ .
) -3أوثق عرى اليمان( للشيخ سليمان بللن عبللد الللله
آل الشيخ .
) -4سبيل النجاة والفكاك من موالة المرتللدين وأهللل
الشراك( للشيخ حمد بن عتيق .
-5كللثير مللن مصللنفات وقصللائد الشلليخ سللليمان بللن
سحمان .
ولهمية كلمهم وكثرته فقد جعلته قسما ً مستقل ً ،وسللاذكر
فيما يلي نبذا ً من كلمهم في هذه المسألة :
-1قال شيخ السلم محمد بــن عبــد الوهــاب رحملله
الله )ت (1206في نواقض السلم )الدرر : (92 / 10
"النللاقض الثللامن :مظللاهرة المشللركين ومعللونتهم علللى
ه من ْك ُل ْ
م فَلإ ِن ّ ُ ن ي َت َلوَل ّهُ ْ
م ِ مل ْالمسلمين ،والللدليل قللوله تعللالى )وَ َ
ن( )المائدة. "(51: مي َ م ال ّ
ظال ِ ِ دي ال ْ َ
قو ْ َ ن الل ّ َ
ه ل ي َهْ ِ م إِ ّ
من ْهُ ْ
ِ
ن ن( )المائدة . (81 ، 80:وقوله تعالى (وَل َ ْ قو َ س ُ م َفا ِ من ْهُ ْ ك َِثيرا ً ِ
دى ن هُ ل َ ل إِ ّ م قُ ل ْ مل ّت َهُ ْ حّتى ت َت ّب ِعَ ِ صاَرى َ ك ال ْي َُهود ُ َول الن ّ َ ضى عَن ْ َ ت َْر َ
م َ ْ ْ َ
ن العِلم ِ ك ِ جاَء َ ذي َ م ب َعْد َ ال ّ ِ واَءهُ ْ ت أهْ َ ن ات ّب َعْ َ دى وَلئ ِ ِ
َ الل ّهِ هُوَ ال ْهُ َ
ر( )البقللرة ،(120:والللدخول ٍ صلليي َول ن َ ِ ن وَِلل ّ م ْ ن الل ّهِ ِ م َ ك ِ ما ل َ َ َ
َ
في طاعتهم اتباع لملتهم وانحياز عن ملللة السلللم ( ،ي َللا أي ّهَللا
ن ذي َ ن ال ّ ِ م َ م هُُزوا ً وَل َِعبا ً ِ ذوا ِدين َك ُ ْ خ ُ ن ات ّ َ ذي َ ذوا ال ّ ِ خ ُ مُنوا ل ت َت ّ ِ نآ َ ذي َ ال ّ ِ
م ن ك ُن ْت ُل ْ ه إِ ْ قللوا الل ّل َ فللاَر أ َوْل ِي َللاَء َوات ّ ُ م َوال ْك ُ ّ ن قَب ْل ِك ُل ْ م ْ ب ِ أوُتوا ال ْك َِتا َ
ُ
ك ها هُلُزوا ً وَل َِعبلا ً ذ َل ِل َ ذو َ خل ُ صلللةِ ات ّ َ م إ ِل َللى ال ّ ن ،وَإ َِذا ن َللاد َي ْت ُ ْ مِني َ مؤ ْ ِ ُ
ُ َ
ر
ش ِ ن( )المائدة ، (58 - 57:وقال تعالى )ب َ ّ قلو َ م ل ي َعْ ِ م قَوْ ٌ ب ِأن ّهُ ْ
َ ن ال ْ َ َ َ
ن أوْل َِياَء ري َ كافِ ِ ذو َ خ ُ ن ي َت ّ ِ ذي َ ذابا ً أِليما ً ،ال ّ ِ م عَ َ ن ل َهُ ْ ن ب ِأ ّ قي َ مَنافِ ِ ال ْ ُ
ميعا ً من دون ال ْمؤْمِني َ
ج ِ ن ال ْعِّزةَ ل ِل ّهِ َ م ال ْعِّزةَ فَإ ِ ّ عن ْد َهُ ُ ن ِ ن أي َب ْت َُغو َ ُ ِ َ ِ ْ ُ ِ
ت الل ّلهِ ي ُك ْفَ لُر َ
م آي َللا ِ معْت ُ ْ س ِ ن إ َِذا َ بأ ْ م ِفي ال ْك َِتا ِ ل عَل َي ْك ُ ْ ،وَقَد ْ ن َّز َ
ث ست َهَْزأ ب َِها َفل ت َ ْ ُ
دي ٍ حل ِ ضللوا فِللي َ خو ُ حت ّللى ي َ ُ م َ معَهُل ْ دوا َ قعُل ُ ب َِها وَي ُ ْ
ن فِللي ري َ ِ ن َوال ْك َللافِ قي َ من َللافِ ِ معُ ال ْ ُ جا ِ ه َ ن الل ّ َ م إِ ّ مث ْل ُهُ ْ م ِإذا ً ِ غَي ْرِهِ إ ِن ّك ُ ْ
ميعًا( )النساء ، (140 - 138:وقللال تعللالى (ي َللا أ َي ّهَللا ج ِ م َ جهَن ّ َ َ
ْ
ما خَبال ً وَّدوا َ م َ م ل ي َأُلون َك ُ ْ ن ُدون ِك ُ ْ م ْ ة ِ طان َ ً ذوا ب ِ َ خ ُ مُنوا ل ت َت ّ ِ نآ َ ذي َ ال ّ ِ
م أ َك ْب َلُر دوُرهُ ْ صل ُ في ُ خ ِ ما ت ُ ْ م وَ َ واهِهِ ْ ن أفْ َ
عَن ِتم قَد بدت ال ْبغْضاُء م َ
ِ ْ َ َ ّ ْ ْ َ َ ِ
ن( آل عمران. (118: قُلو َ م ت َعْ ِ ن ك ُن ْت ُ ْ ت إِ ْ م اْليا ِ قَد ْ ب َي ّّنا ل َك ُ ُ
واليات القرآنيللة فللي تحريللم مللوالة الكفللار والللدخول فللي
طاعتهم أكثر من أن تحصر " .
إلى أن قال ): (8/15
" وهذه الطائفة الملعونلة :الطائفلة النصلرانية اللتي حللت
بفنائكم ،وزحمتكم عند دينكم ،وطلبللت منكللم الللدخول فللي
طاعتها هم الذين نوه الله بذكرهم في القرآن ،فقال تعالى (
ه ن إ ِل َلهٍ إ ِّل إ ِل َل ٌ مل ْ مللا ِ ث َثلث َلةٍ وَ َ ه ث َللال ِ ُ ن الل ّ َ ن َقاُلوا إ ِ ّ ذي َ فَر ال ّ ِ قد ْ ك َ َ لَ َ
ن قَللاُلوا ذي َ ف لَر ال ّل ِ قد ْ ك َ َ حد ٌ ()المائدة :من الية ، (73وقال (ل َ َ َوا ِ
م()المائدة :من الية - ، (72وذكر مْري َ َ ن َ ح اب ْ ُ سي ُ م ِ ه هُوَ ال ْ َ ن الل ّ َ إِ ّ
آيات أخرى -ثم قال :
فهل بعد هذا غلظة وزجر وإنذار ؟ وهل يشك بعد هذا ممللن
له فطرة وسمع وبصر ؟ اللهم إل من ركن إلى الللدنيا وطلللب
إصلحها ونسي الخرة فهذا ل عللبرة بلله ،لنلله أعمللى القلللب
مطموس البصر " .
إلى أن قال ): (22 / 8
"وكل من استطاع لهم ] كذا و لعله :استكان لهم[ ،ودخل
في طاعتهم ،وأظهر مللوالتهم ،فقللد حلارب الللله ورسللوله ،
106
الفصل الثالث
الرد على الشبهات التي أثيرت حول
هذا الموضوع
اعلم أن هذه المسألة على ظهورها ،وتواتر الدلة فيها من
الكتللاب والسللنة ،وإجمللاع العلمللاء عليهللا ،وكللثرة كلم أهللل
العلم والمصنفات فيها ،فإنه مع ذلك ظهر مللن أهللل الضللللة
من يلبس على الناس دينهم ،ويذكر بعض الشللبه الللتي يريللد
بها أن يفسد عقائد المسلمين .
ومن هذه الشبه المذكورة في هذا الباب :
الشبهة الولى
قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله
عنه
قالوا :
فقد ظاهر حاطب كفار مكة ومع ذلك لم يكفره النللبي ،
فهذا يدل على أن المظاهرة ومناصرة الكفار ليست كفرا ً !!!
.
110
الشبهة الثانية
قصة أبي جندل بن سهيل رضي الله
عنهما
ومن الشبه اللتي أثيلرت فلي هلذا البلاب أيضلا ً قصلة صللح
الحديبية ،وهي طويلة ،ومما جاء فيها – كما في الصحيح : -
)فقال سهيل بن عمرو – وكان مشركا ً آنذاك – :وعلى أنلله
ل يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إل رددته إلينا .
قال المسلمون :سبحان الله ! كيللف يللرد إلللى المشللركين
وقد جاء مسلمًا؟.
فبينما هم كلذلك إذ دخلل أبلو جنلدل بلن سلهيل بلن عملرو
يرسف في قيللوده ،وقللد خللرج مللن أسللفل مكللة حللتى رمللى
بنفسه بين أظهر المسلمين .
فقال سهيل :هذا يا محمد أول مللا أقاضلليك عليلله أن تللرده
ي.إل ّ
فقال النبي : إنا لم نقض الكتاب بعد .
قال :فوالله إذا ً لم أصالحك على شيء أبدا ً .
قال النبي : فأجزه لي .
قال :ما أنا بمجيزه لك .
قال بلى فافعل .
قال :ما أنا بفاعل .
قال مكرز :بل قد أجزناه لك .
قال أبو جندل :أي معشللر المسلللمين أرد إلللى المشللركين
وقد جئت مسلما ً أل ترون ما قد لقيت ،وكان قد عذب عذابا ً
شديدا ً في الله .
وفي الحديث :
)ثم رجع النبي إلى المدينة فجاءه أبللو بصللير رجللل مللن
قريش وهو مسلم ،فأرسلوا في طلبه رجلين .
فقالوا :العهد الذي جعلت لنا .
فدفعه إلى الرجلين فخرجا به ،حتى بلغا ذا الحليفة فنزلللوا
يأكلون من تمر لهم .
فقال أبو بصير لحد الرجلين :والله إني لرى سيفك هذا يا
فلن جيدا ً .
114
فاستله الخر ،فقال :أجل ،والله إنه لجيد ،لقد جربت به
ثم جربت .
فقال أبو بصير :أرني أنظر إليه .
فأمكنه منه فضربه حتى برد ،وفر الخر حتى أتى المدينة ،
فدخل المسجد يعدو .
فقال رسول الله - حين رآه : -لقد رأى هذا ذعرا ً .
فلما انتهى إلى النبي قال :قتللل والللله صللاحبي وإنللي
لمقتول .
فجاء أبو بصير ،فقال :يا نبي الللله ،قللد والللله أوفللى الللله
ذمتك ،قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم .
قال النبي : ويل أمه ،مسعر حرب لو كان له أحد .
فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهللم ،فخللرج حللتى أتللى
سيف البحر .
قال :وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصللير ،
فجعل ل يخرج من قريش رجل قد أسلم إل لحق بأبي بصير ،
حتى اجتمعت منهم عصابة ،فوالله ما يسمعون بعير خرجللت
لقريش إلى الشام إل اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم ،
فأرسلت قريش إلى النبي تناشده بالله والرحم لما أرسل
فمن أتاه فهو آمن ،فأرسل النبي إليهم( .
قال أصحاب هذه الشبهة :
فقد رد الرسول المسلم إلللى الكفللار ،وفللي هللذا دللللة
على جواز مثل هذا !! .
الجواب :
أن هذا الحديث من أصرح الدلة أيضا ً عليهم ،وأقواهللا فللي
بيان باطلهم من وجوه :
الوجه الول :أما رده المسلم إلى الكفار فهو أمر خاص
بالرسول ، ل يتعدى إلى غيره ،ويدل علللى خصوصلليته مللا
في الصحيح عن أنس لما سللأل الصللحابة النللبي عللن هللذا
المر فقال:
)إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ،ومــن جاءنــا منهــم
فسيجعل الله له فرجا ً ومخرجا ً( .
فقد ذكر أن من رده إليهم سيجعل الله له فرجلا ً ومخرجلا ً ،
وهذا على القطع ل يعلللم إل بللالوحي ،وفللي هللذا دللللة علللى
عدم جوازه من غيره لنه ل أحد يعلم أنلله سلليفرج الللله لمللن
رده إلى الكفار.
115
وقد ذكر ابن حزم رحمه الله شبهة من استدل بهذا الحديث
علللى رد المسلللم إلللى الكللافر )الحكللام ( 5/26حيللث ذكللر
وجوها ً في ردها ،ومما قاله :
"أن النبي لم يرد إلى الكفللار أحلدا ً مللن المسلللمين فلي
تلك المدة إل وقد أعلمه الللله عللز وجللل أنهللم ل يفتنللون فللي
دينهم ول في دنياهم وأنهم سينجون ول بد -ثللم ذكللر حللديث
أنس السابق .
قال أبو محمد :قد قال الله عز وجل واصفا ً لنبيه ) ومللا
ينطق عن الهوى ،إن هو إل وحي يللوحى ( ،فأيقنللا أن إخبللار
النبي بأن من جاءه من عند كفار قريش مسلما ً فسلليجعل
الله له فرجا ً ومخرجا ً وحي من عند الله صحيح ل داخلة فيه ،
فصحت العصمة بل شك من مكروه الدنيا والخللرة لمللن أتللاه
منهم حتى تتم نجاته من أيدي الكفللار ،ل يسللتريب فللي ذلللك
مسلم يحقق النظر ،وهذا أمر ل يعلمه أحللد مللن النللاس بعللد
النلبي ، ول يحلل لمسللم أن يشلترط هلذا الشلرط ول أن
يفي به إن شرطه إذ ليس عنده من علم الغيب ما أوحى الله
تعالى به إلى رسوله وبالله تعالى التوفيق " .
وقال ابن العربي رحمه الله )أحكام القرآن : (4/1789
"فأما عقده على أن يرد من أسلم إليهم فل يجوز لحد بعللد
النبي ، وإنما جوزه الله له لما علم في ذلك من الحكمللة ،
وقضى فيه من المصلحة ،وأظهلر فيلله بعللد ذللك ملن حسللن
العاقبة ،وحميد الثر في السلم ما حمل الكفار على الرضللا
بإسقاطه ،والشفاعة في حطه ".
ص بللالنبي فللإنه الوجه الثاني :ولو سلمنا بأنه غير خا ٍ
إنما يصح ممن حاله ووضعه كوضع النبي في جهاده للكفار
،ونشره للسلم ،وحرصه على الللدعوة ،وقيللامه بللأمر الللله
تعالى ،وبراءته من الكفر وأهله ،فإنه لم يقبل هذه الشروط
نكاية بالمجاهدين ،ول كيدا ً لهم ،ول إخلدا ً إلى الدنيا وركونللا ً
إليهللا ،ول )تعزيللزا ً للعلقللات( مللع كفللار مكللة ،و ل تحالفللا ً
معهم ،وحاشللاه مللن ذلللك كللله ،بللل مللا قبلهللا إل لصللالح
السلللم والمسلللمين ،وليتفللرغ للللدعوة إلللى الللله تعللالى ،
والجهاد في سبيله ،ونشر السلم ،ففتح خيللبر ،وغللزا عللدة
غزوات ،وراسل الملوك في عصللره فللدعاهم إلللى السلللم ،
وغير ذلك من المصالح الدينية الظاهرة .
116
تخفى على البليد ،إذا علم بقصة أبي بصير لمللا جللاء مهللاجرا ً
فطلبت قريش من رسللول الللله أن يللرده إليهللم بالشللرط
الذي كان بينهم في صلح الحديبية ،فانفلت منهللم حللتى قتللل
المشركين اللذين أتيا في طلبلله ،فرجللع إلللى السللاحل ،لمللا
سمع رسول الله يقول )ويل أمه مسللعر حللرب ،لللو كللان
معه غيره( فتعرض لعير قريش – إذا أقبلت من الشام – يأخذ
ويقتل ،فاستقل بحربهللم دون رسللول الللله ؛ لنهللم كللانوا
معه في صلح – القصة بطولها – فهللل قلال رسلول الللله :
أخطأتم في قتال قريش لنكم لستم مع إمام؟ .سبحان الله!
ما أعظم مضرة الجهل على أهله ؟ عياذا ً بللالله مللن معارضللة
الحق بالجهل والباطل " .
119
الشبهة الثالثة
أن هذا التحالف بين المسلمين
والصليبيين مثل )حلف الفضول(
ومن الشبه التي أثيرت أيضا ً في هذه المسألة قول بعضهم
:
إن الدخول في التحالف الصليبي ضد )الرهاب( يشبه حلف
الفضول الذي كان في الجاهلية وأثنى عليه الرسول وكان
لمكافحة الظلم !!.
والجواب على هذه الشبهة أن يقال :
سنذكر أول ً قصة حلف الفضول ،ثم نثني بالجواب على
هذه الشبهة :
فقد جاء فللي كتللب السللير والتاريللخ أن قبللائل مللن قريللش
اجتمعللوا فللي دار )عبللد الللله بللن جللدعان الللتيمي( فتعاقللدوا
وتعاهدوا على أن ل يجدوا بمكة مظلوم لا ً مللن أهلهللا وغيرهللم
ممن دخلها من سائر الناس إل قللاموا معلله وكللانوا علللى مللن
ظلمه حتى ترد عليه مظلمته ،فسللمت قريللش ذلللك الحلللف
حلف الفضول .
وفي ذلك يقول الشاعر :
إن الفضول تحالفوا وتعاقدوا *** أن ل يبيت ببطن مكة
ظالم
وقد ورد أن النبي حضر هذا الحلف وهو صغير – قبل أن
يبعث – وأنه قال بعد النبوة كما في المسللند وغيللره )شللهدت
وأنللا غلم مللع عمومللتي حلللف الفضللول – وفللي روايللة حلللف
المطيبين – فما أحب أن لي به حمر النعم وإني أنكثه ( .
والجواب عن هذه الشبهة أن يقال :
إن هنللاك فروقلا ً شاسللعة بيللن الحلفيللن ،بللل ل وجلله شللبه
بينهما إل باسللم )الحلللف( فقللط ،ويظهللر الفللرق بينهمللا مللن
وجوه :
الوجه الول :أن صاحب )حلف الفضول( :هو عبللد الللله
بن جدعان التيمي ،وهو وإن كان مشركا ً إل أنه كللان حريص لا ً
علللى مكللارم الخلق ،فقللد ثبللت فللي الصللحيح عللن عائشللة
قلت :يا رسول الله ،ابللن جللدعان كللان فللي الجاهليللة يصللل
الرحم ،ويطعم المسكين ،فهل ذاك نافعه؟ .قال :ل ينفعه ،
120
إنلله لللم يقللل يومللا ً :رب اغفللر لللي خطيئتللي يللوم الللدين .
والمقصود شهرة )ابن جدعان( بمكارم الخلق .
وأمللا صللاحب )تحللالف أمريكللا( فهللم )المريكيللون( :أكللثر
النللاس ظلمللا ً وبغيللا ً وعللدوانا ً ،وقللد سللبق ذكللر نبللذة عللن
)مكارمهم( في المبحث الثاني من الفصل الول فراجعه .
الــوجه الثــاني :أن سللبب )حلللف الفضللول( هللو بعللض
المظللالم الللتي حصللت فللي )مكلة( – ملن قلومهم – فللأرادوا
التحالف بينهم لرفعها وإنصاف المظلوم ممن ظلمه ولو كللان
من بني عمهم.
وأمللا سللبب )تحللالف أمريكللا( فليللس لرفللع المظللالم الللتي
تحصللل مللن قللومهم والللتي بلللي بهللا النللاس مللن عشللرات
السنين ،وراح ضحيتها المليين من القتلى والمشردين .
ول بسبب مظالم )إسرائيل ( التي سفكت أنهارا ً من الدماء
،فقتلوا وشردوا اللف من المسلمين .
ول بسللبب مآسللي الشللعب العراقللي الللذي يحتضللر بسللبب
العدوان المريكي عليه من عشر سللنوات وحللتى الن ،حللتى
قتل وأصيب بسببهم المليين .
ول بسللبب المظللالم الخللرى الللتي يعانيهللا الشيشللان مللن
اللللروس ،أو المسللللمون فلللي الفللللبين ملللن النصلللارى ،أو
المسلمون الذين يقتلون في جزر الملوك ،أو الللذين يقتلللون
في الصين ،أو غيرهم من أبناء هذه المة المكلومة .
بل سبب هللذا التحللالف الصللليبي مقتللل بضللعة آلف منهللم
علللى أيللدي مجهللولين ،فللأرادوا النتقللام مللن )المسلللمين (
وزيادة مظالمهم !!.
الوجه الثالث :أنهم في )حلف الفضول( لم يلزموا أحللدا ً
بالدخول في حلفهم ،وأملا )تحلالف أمريكلا( فأساسله – كملا
قالوا – :إن من لم يكن معنا فهو ضدنا ! ،بمعنى أنلله هللدف
له !! .وهذا أول الظلم.
الوجه الرابع :أن هدف )حلف الفضول( كما ذكرنللا رفللع
الظلم عن جميع من في مكة ،وأما هللدف تحللالف )أمريكللا(
فالقضاء على )السلم( ،أو علللى القللل )تجفيللف منللابعه ( ،
وضرب )الملتزمين( منهم كما يظهللر مللن أهللدافهم الوليللة ،
كما أن من أهدافه زيللادة )الهيمنللة المريكيللة( علللى العللالم ،
فهدفه الحقيقي زيادة الظلم واستعباد الشعوب.
121
الشبهة الرابعة
وجود إكراه في هذا المر
وهناك من أهل الضللة من يدعي وجود الكراه فللي دخللول
التحالف مع )أمريكا( سواء من )الللدول( ،أو مللن المنتسللبين
للسلم من العسكريين المريكيين ،و قد أخطأ صللاحب هللذه
الشبهة من وجهين :
الوجه الول :في معرفة الكراه :
فإن الكراه الذي يبيح الكفر هو القتللل أو مللا يللؤدي إليلله أو
تلف شيء من العضاء ونحو هللذا – علللى تفصلليلت مللذكورة
في كتب الفروع – وليس من الكراه الخوف على المللال ،أو
المنصب ،أو الراتب ،ونحو ذلك ،وحقيقة المر فيمللن دخللل
في تحالف الكفار إنما هو رغبة في الدنيا وركون إليها .
وكما قال الشيخ عبد اللطيلف بلن عبلد الرحملن آل الشليخ
رحملله الللله ) الللدرر (8/374فللي رده علللى أحللدهم فللي
تجويزه الستنصار بالمشركين في حال الضرورة :
"غلط صاحب الرسالة في معرفة الضرورة ،فظنهللا عللائدة
إلى ولي المر في رياسته وسلطانه ،وليس المللر كمللا زعللم
ظنه ،بل هللي ضللرورة الللدين ،وحللاجته إلللى مللا يعيللن عليلله
وتحصل به مصلحته ،كما صرح به من قال بالجواز " .
الشبهة الخامسة
أن إعانة الكفار على المسلمين على
قسمين
ومن الشبه الساقطة التي لبس بها بعضهم على المسلمين
قولهم :
إن إعانة الكفار على المسلمين على قسمين :
الول :كفر :وهو مظللاهرة الكفللار علللى المسلللمين مللن
أجل كفر الكافرين وإسلم المسلمين.
الثاني :مباح ،بللل مللأمور بلله :وهللو مسللاعدة الكللافر إذا
ظلمه مسلم للوصول للعدل .
والجواب على هذه الشبهة الساقطة من وجوه :
الوجه الول :أن هذا التقسيم من كيس القللائل ،وليللس
له سلف فيه ،والله المستعان .
الوجه الثاني :أن المفتي عندما يفتي العامللة إنمللا ينللزل
النصوص علللى الواقللع وهللو ملا يسللمى بلل)تحقيللق المنللاط( ،
وليست وظيفته وضع تقسيمات تزيد العامة حيرة ،لذلك كان
المطلوب هو الكلم عن المسألة المسئول عنهللا ،وهللو بيللان
حكم الدخول في تحالف الكفار ضللد المسلللمين الفغللان ،ل
الحالة على تقسيم لم يسبق إليه .
الوجه الثالث :أن يقال :لو أن أحدا ً سئل عن الذبح لغير
الله ،فقال :هو على قسمين :
الول :إن كان يقصد بذلك عبادة غير الله بهللذا الذبللح فهللو
كفر .
والثاني :إن كان يقصد بذلك غير العبادة فهو مباح .
و لو قسم السللجود للصللنم ،ودعللاء الوثللان ،وغيرهللا مللن
النواقض العملية أو القولية ،إلى هذين القسمين أيضللا ً ،لمللا
كللان بينلله وبيللن هللذا التقسلليم المخللترع فللرق ،مللع بطلن
الجميع ،فإن هذا الفعلين )الذبح لغير الله ونحوه ،ومظللاهرة
الكفار على المسلمين( كفر بمجرد وقوعها من الفاعل .
وقللد ذكرنللي هللذا التقسلليم تقسلليمات علمللاء القبوريللة
المخترعة الذين ابتلي بهم أئمة الدعوة النجديللة رحمهللم الللله
تعالى .
127
الشبهة السادسة
أن طالبان ومن معهم ظالمون
ومن الشبه التي أثيرت قول بعضهم :إن تنظيم القاعللدة –
المتهم بأحداث أمريكا – وطالبان ظالمون بما فعلوه في )بلد
الكفار( ،لذا فهذا الفعل من باب رفع الظلم !! .
والجواب من وجوه :
الوجه الول :أن هذا الكلم ل يثبت في شرعنا ،ول فللي
قانونهم :
َ
ن مُنلوا إ ِ ْنآ َ ذي َ أملا شلرعنا :فيلرده قلوله تعلالى (َيلا أي َّهلا اّلل ِ
َ
حوا جَهال َلةٍ فَت ُ ْ
صلب ِ ُ وملا ً ب ِ َصلليُبوا قَ ْ سقٌ ب ِن َب َلأ ٍ فَت َب َي ّن ُللوا أ ْ
ن تُ ِ م َفا ِ جاَءك ُ ْ
َ
ن( )الحجلرات ، (6:وهلذا التهلام ليلس مي َ م َنلادِ ِ ما فَعَل ُْتل ْ
عََلى َ
موجها ً من )فاسق( بل من )كافر( ،فيجب التبين والتثبت في
هذه المسألة قبل إصدار الحكام .
وأمللا قللانونهم – طللاغوت أمريكللا – فقاعللدتهم تقللول :إن
المتهم بريء حتى تثبت إدانته ،وهؤلء الكفار لم يقدموا دليل ً
واحدا ً يثبت ما اتهمللوا بلله المسلللمين كمللا هللو معللروف لللدى
الجميع.
الوجه الثاني :ولو فرضنا صدق كلم هؤلء الكفار بضلوع
هؤلء المسلمين بهذا العمل ،فل يلزم من كونه عمل ً إجراميا ً
عند الكفللرة أن يكللون كللذلك عنللد المسلللمين ،فالمسلللمون
يتحاكمون للكتاب والسنة ل إلللى طللواغيت الكفللار ،وإل فللإن
هؤلء يجعلون الجهاد إرهابا ً ،وإقامللة الحللدود انتهاك لا ً لحقللوق
النسان ،وحجاب النسللاء كبت لا ً للمللرأة ،ومنللع الزنللا وشللرب
الخمر تدخل ً في الحريللات الشخصللية ،وهكللذا فللي كللثير مللن
شرائع السلم.
فللالواجب رد هللذا العمللل والنظللر فيلله مللن خلل الكتللاب
والسنة وأقوال أهل العلم المعروفين ،ول يرد إلى الطواغيت
المسماة بل)القوانين والعراف الدولية( .
الوجه الثالث :أننللا لللو فرضللنا أن هللؤلء المسلللمين هللم
الذين نفذوا هذه العمليات ،وأنه عندنا خرق للعهود والمواثيق
،فإنه ل يلزم من كونه هكللذا عنللدنا أن يكللون عنللد المتهميللن
في العملية كذلك ،فإنهم قد نبللذوا إلللى أمريكللا العهللود ،بللل
وسبق لمريكللا أن ضللربتهم بصللواريخ كللروز ،وبينهللم العللداء
132
قال شيخ السلم ابن تيمية رحملله الللله كمللا فللي )مجمللوع
الفتاوى( )" : (209 ، 28/208والمؤمن عليه أن يعادي في
الله ويوالي في الله ،فإن كان هناك مللؤمن فعليلله أن يللواليه
وإن ظلمه ،فإن الظلم ل يقطع الموالة اليمانية ،قال تعالى
َ
تن ب ََغلل ْ ما فَإ ِ ْ حوا ب َي ْن َهُ َ ن اقْت َت َُلوا فَأ ْ
صل ِ ُ مِني َ مؤ ْ ِ ن ال ْ ُ م َ ن ِ فَتا ِ ن َ
طائ ِ َ (وَإ ِ ْ
َ ما عََلى اْل ُ ْ
ر
مل ِ فيلَء إ ِل َللى أ ْ حّتى ت َ ِ قات ُِلوا ال ِّتي ت َب ِْغي َ خَرى فَ َ داهُ َ ح َ إِ ْ
َ َ
بح ّ ه يُ ِن الل ّ َ طوا إ ِ ّ س ُ ل وَأقْ ِ ِ ما ِبال ْعَد ْحوا ب َي ْن َهُ َ صل ِ ُْ ت فَأ ن َفاَء ْ الل ّهِ فَإ ِ ْ
َ
م(خ لوَي ْك ُ ْ ن أَ َ
حوا ب َي ْل َ خلوَةٌ فَأ ْ
ص لل ِ ُ ن إِ ْ
من ُللو َ مؤ ْ ِ مللا ال ْ ُ ن ،إ ِن ّ َ
طي َ سل ِ ق ِ م ْال ْ ُ
)الحجرات ، 9 :ل (10فجعلهم إخوة مع وجود القتللال والبغللي
وأمر بالصلح بينهم ".
134
الشبهة السابعة
أن طالبان دولة مشركين
ومن الشبه التي أثيلرت أيضلا ً قلول بعضلهم :إن )طالبلان(
دولللة )قبوريللة( يقللوم عليهللا طائفللة مللن المشللركين ،لللذلك
فالتحالف مع أمريكا هو في حقيقته إعانة كافر على كافر !!.
بل ومنهم من يقول :إعانة كتابي على مشللرك ،والكتللابي
أقرب إلينا من المشرك !!!.
والجواب على هذه الشبهة من وجوه :
الوجه الول :أن القاعللدة الشللرعية تقللول )البينللة علللى
المدعي( ،فمن ادعى هذا الشيء فعليه أن يقيم بينتين :
البينة الولى :وجود الشرك الكبر في تلك البلد .
والبينة الثانية :أن حكام تلك البلد يقرون هذا الشرك .
فإن لم يقم هاتين البينتين فهو من الكاذبين .
الوجه الثاني :أن بلد الفغان ليسللت بلدا ً نائيللة ل يصللل
إليها أحد ،بل قد جاءها كثيرون من المسلمين منذ أكللثر مللن
عشرين سللنة وحللتى اليللوم ،ووقفللوا عليهللا وعلللى أحوالهللا ،
ومنهم طلبة علم ودعاة معروفون ،وقد شهد كثير منهم على
مجموعةٍ من قادة الفغان وعلمائهم وزعمللائهم أنهللم بللريئون
من الشرك الكبر ،ول يقرونه ،بل ينكرونه ،ووجود البللدع ل
يقتضي وجود الشرك ،وفللرق بيللن البنللاء علللى القبللور مثل ً –
وهو بدعة – وبين الطواف عليهللا والذبللح عنللدها والنللذر لهللا –
وهو شرك أكبر – ،وبيللن تحلري اللدعاء عنلد قبللور الوليللاء –
وهو بدعة – وبين دعللاء الوليللاء – وهللو شللرك أكللبر – ،وبيللن
التبرك بآثار الصالحين – وهو بدعة – وبين صللرف شلليء مللن
العبادة لهم – وهو شرك أكبر – ،والدعوة للتوحيد نشطة في
صفوف الجهال .
الوجه الثالث :أن )طالبان( خاصة قد قامت بهللدم بعللض
المشاهد الشركية كما ذكر ذلك وزير المر بللالمعروف فيهللا ،
وقامت بمنع الشرك الكبر عند القبور – كمللا سللبق ذكللر هللذا
في المبحث الثاني من الفصل الول –.
الوجه الرابع :أن وجود الشرك من بعض الرعية ل يلللزم
منه وصف البلد بأسرها بهذا الوصف ،ولو كللان الحللال هكللذا
فإنه ل يوجد بلد إسلم أبدا ً ،فبلدنا مثل ً – في جزيرة العللرب
135
الشبهة الثامنة
الستدلل بقوله تعالى )إل على قوم ٍ
بينكم وبينهم ميثاق(
ومن الشبه التي أثيرت أيضا ً قول بعضللهم :إن تللرك إعانللة
طالبان ونحوها إنما هو وفاء بالمواثيق التي بيننا وبيللن أمريكللا
ص لُر إ ِّل م الن ّ ْ ن فَعَل َي ْك ُل ُدي ِ م فِللي ال ل ّ صُروك ُ ْ ست َن ْ َ نا ْ لقوله تعالى( وَإ ِ ِ
ميَثاقٌ ( )لنفال :من الية .(72 م ِ م وَب َي ْن َهُ ْ عََلى قَوْم ٍ ب َي ْن َك ُ ْ
والجواب على هذه الشبهة من وجوه :
الوجه الول :أن هذا المر في حق من ترك الهجرة وبقللي
نذي َ ن ال ّل ِ في ديار الحربيين ،كما قال تعللالى فللي أول اليللة (إ ِ ّ
م وَأ َن ْ ُ َ
ل الل ّل ِ
ه س لِبي ِ م فِللي َ س لهِ ْ
ف ِ وال ِهِ ْ م َدوا ب ِلأ ْ جاهَل ُ جُروا وَ َ ها َ مُنوا وَ َ آ َ
َ ُ
من ُللوا نآ َ ذي َ ض َوال ّل ِ م أوْل َِياُء ب َعْ ل ٍ ضهُ ْ ك ب َعْ ُ صُروا أول َئ ِ َ ن آوَْوا وَن َ َ ذي َ َوال ّ ِ
ن جُروا وَإ ِ ِ حت ّللى ي ُهَللا ِ يٍء َ ش ْ ن َ م ْم ِ ن وََلي َت ِهِ ْ م ْ م ِ ما ل َك ُ ْ جُروا َ م ي َُها ِ وَل َ ْ
م صلُر إ ِّل عَل َللى قَلوْم ٍ ب َي ْن َك ُل ْ م الن ّ ْ ن فَعَل َي ْك ُل ُ دي ِ م فِللي الل ّ صُروك ُ ْ ست َن ْ َ ا ْ
صيٌر( )لنفال ، (72:قال ابللن ن بَ ِ مُلو َ ما ت َعْ َ ه بِ َميَثاقٌ َوالل ّ ُ م ِ وَب َي ْن َهُ ْ
ن كللثير رحملله الللله )التفسللير " : (2/330قللوله تعللالى )وَإ ِ ِ
م ( :هؤلء العراب الللذين لللم يهللاجروا فللي قتللال صُروك ُ ْ ست َن ْ َ ا ْ
ديني على عدوٍ لهم فانصروهم ؛ فإنه واجللب عليكللم نصللرهم
لنهم إخوانكم في الدين ،إل أن يستنصروكم علللى قللوم مللن
الكفار بينكم وبينهم ميثللاق أي مهادنللة إلللى مللدة فل تخفللروا
ذمتكم ول تنقضوا أيمانكم مع الذين عاهدتم" ،والية ظللاهرة
في هذا المر ،فل لبس فيه ول إشكال ولله الحمد .
وقال القرطبي رحمه الللله )التفسللير " : (8/57قللوله تعللالى
ن( :يريد إن دعوا هؤلء المؤمنللون دي ِ م ِفي ال ّ صُروك ُ ْ ست َن ْ َ نا ْ )وَإ ِ ِ
الللذين يهللاجروا مللن أرض الحللرب عللونكم بنفيللر أو مللال
لستنقاذكم فأعينوهم فللذلك فللرض عليكللم فل تخللذلوهم ،إل
أن يستنصللروكم علللى قللوم كفللار بينكللم وبينهللم ميثللاق فل
تنصروهم عليهم ول تنقضوا العهد حتى تتم مدته" .
الوجه الثاني :أن هذا المر أيضا ً منسوخ كما صرح به جمع
من أهل العلم ) ،أحكللام الجصللاص ، (3/113وقللد قللال ابللن
العربي رحمه الله )أحكام ابن العربي : (2/440
" ثم نسخ الله ذلك بفتح مكة والميراث بالقرابة ,سللواء كللان
الوارث في دار الحللرب أو فلي دار السلللم ; لسللقوط اعتبلار
142
الخاتمة
واجب المسلمين في هذه الفتنة
إن الواجب على المسلم في هذه الفتنة يتلخص في أمريللن
:
المر الول :
الهتمام بللأمور التوحيللد والعنايللة بلله ،فالتوحيللد رأس مللال
المسلم ،ل يجتاز الصراط يوم القيامة إل به ،وقللد بّينللت لنللا
هذه الحداث مدى ضعف التوحيد عند الناس ،بل وعند بعللض
من يتشدق به من المنتسبين للعلم ،فل بللد للمسلللم مللن أن
يعرف موطئ قدميه في هذه الفتن ،فيحللذر كللل الحللذر مللن
موالة أعداء الله الكفار على المسلللمين ولللو باللسللان ،وأن
هذا الشيء سيوبق دنياه – بحرب الكفار له بعد انتهللائهم مللن
إخوانه – ،ويوبق آخرته بارتداده عن دينه والعياذ بالله.
المر الثاني :
وجللوب الوقللوف مللع إخللوانه المسلللمين فللي )أفغانسللتان(
وتأييدهم بما يقدر عليه من نفللس أو مللال أو سلللح أو رأي أو
ُ هذ ُ
ة
مـ ًمأ ّمت ُك ُـ ْ
هأ ّن َ ِ ِ
وإ ِ ّ
غير ذلك ،فقللد قللال الللله سللبحانه ( َ
حدةً َ
ن( )المؤمنون .(52:وقال تعالى ( فات ّ ُ
قو ِ م َ وأَنا َرب ّك ُ َْ وا ِ َ َ
ة ()الحجرات :من الية . (10 و ٌ
خ َن إِ ْ مُنو َ ؤ ِم ْ ْ
ما ال ُإ ِن ّ َ
وثبت في الصحيحين عللن ابللن عمللر رضللي الللله عنهمللا أن
النللبي قللال )المســلم أخــو المســلم ل يظلمــه ول
يسلمه(.
وثبت فيهما أيضا ً عن أبي هريرة رضللي الللله عنلله أن النللبي
قال )المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول يخــذله ول
يحقره(.
وثبت فيهما أيضا ً عن النعمان بللن بشللير رضللي الللله عنهمللا
لن النلللبي قلللال )تــرى المــؤمنين فــي تراحمهــم
وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشــتكى عضــو
تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى(.
وثبت فيهما أيضا ً عن أبي موسى الشعري رضي الللله عنلله
أن النبي قال )المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضــه
بعضا ً ،ثم شبك بين أصابعه(.
144
كتبه
ناصر بن حمد الفهد
الرياض
شعبان 1422
147
الفهرس
مقدمـــة ســـماحة الشـــيخ /حمـــود بـــن عقلء 3
الشعيبي حفظه الله
مقدمــة فضــيلة الشــيخ /ســليمان بــن ناصــر 5
العلوان حفظه الله
5 الدلة على وجوب نصرة المسلمين
6 وجوب مناصرة المجاهدين
6 مناصرة الكفار على المسلمين بأي نوع :كفر وردة
الرد علللى فتللوى بعللض المنهزميللن فللي جللواز مشللاركة 6
الجنود المحسللوبين علللى السلللم مللن المريكييللن فللي
قتال المجاهدين الفغان
مقدمة فضيلة الشيخ /علي بن خضــير الخضــير 8
حفظه الله
الللرد علللى فتللوى بعللض المعاصللرين فللي جللواز قتللال 9
العسكريين المسلمين المريكان للمسلمين الفغان
الللرد علللى مللن أجللاز لهللم المشللاركة فللي الخللدمات أو 11
التموين ونحو ذلك
التجنس بجنسية الكفللار والعمللل بمقتضللاها مللن الللدفاع 11
عن الوطن
مسللألة العللذر بالتأويللل والجهللل لمللن عائش لا ً فللي ديللار 12
المسلمين
18 ربط كفر من ظاهر الكفار بالعتقاد
20 دعوة المسلمين لمناصرة طالبان على أعدائهم
21 مقدمة المؤلف
24 الفصل الول :الحملة الصليبية ضد السلم :
25 المبحث الول :نبذة عن أمريكا :
30 المبحث الثاني :نبذة عن طالبان :
34 المبحث الثالث :الدلة على الحملة الصليبية :
الفصل الثاني :الدلة على كفللر مللن أعللان )أمريكللا( 41
في هذه الحملة :
41 تمهيد :في الولء والبراء
45 المبحث الول :الدليل من الجماع :
47 المبحث الثاني :الدلة من الكتاب :
58 المبحث الثالث :الدلة من السنة :
148