You are on page 1of 149

‫التبيان‬

‫في‬
‫كفر من أعان‬
‫المريكان‬

‫كتبه‪/‬‬
‫ناصر بن حمد الفهد‬

‫تقديم‬
‫سماحة الشيخ ‪ /‬حـــمــــود بــن عـقـلء‬
‫الـــشـــعـيـبي‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سـلـيـمــان بــن نـــاصر‬
‫العـــلــــــــوان‬
‫فضــــيلة الشــــيخ ‪ /‬عــــــــلي بــــــــن‬
‫خـــضــيــر الـــخــضيـــر‬
‫شعبان ‪1422‬‬
‫‪2‬‬

‫قال شيخ السلم محمللد بللن عبللد الوهللاب رحملله الللله )ت‬
‫‪ (1206‬في نواقض السلم‪) :‬الناقض الثامن ‪ :‬مظللاهرة‬
‫المشللركين ومعللاونتهم علللى المسلللمين ‪ ،‬والللدليل ‪ :‬قللوله‬
‫م‬ ‫دي ال ْ َ‬
‫قو ْ َ‬ ‫ه ل ي َهْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫م إِ ّ‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬
‫م ْ‬‫تعالى ) وَ َ‬
‫ن((‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬
‫وقال العلمللة ابللن حللزم رحملله الللله ) ت ‪ ( 456‬فللي‬ ‫•‬
‫َ‬
‫مللا‬‫م َ‬ ‫دوا ل َُهلل ْ‬ ‫علل ّ‬
‫)المحلللى ‪) : (419 / 5‬قللال تعللالى ‪( :‬وَأ ِ‬
‫ن ب ِلهِ عَلد ُوّ الل ّل ِ‬
‫ه‬ ‫ل ت ُْرهِب ُللو َ‬‫خي ْ ِ‬‫ط ال ْ َ‬ ‫ن رَِبا ِ‬ ‫م ْ‬‫ن قُوّةٍ وَ ِ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ست َط َعْت ُ ْ‬‫ا ْ‬
‫م ()النفال‪ :‬من الية ‪ ، (60‬ففللرض علينللا إرهللابهم ‪,‬‬ ‫وَعَد ُوّك ُ ْ‬
‫ومن أعانهم بما يحمل إليهم فلم يرهبهم ; بل أعللانهم علللى‬
‫الثم والعدوان (‪.‬‬
‫‪‬‬
‫وقللال ابللن القيللم رحملله الللله )ت ‪ (751‬فللي )إعلم‬ ‫•‬
‫ن ‪ ،‬وأي خيللرٍ ‪ ،‬فيمللن يللرى‬ ‫المللوقعين ‪) : (2/121‬وأي ديلل ٍ‬
‫محلارم اللله تنتهلك ‪ ،‬وحلدوده تضلاع ‪ ،‬ودينله يلترك ‪ ،‬وسلنة‬
‫رسللول الللله ‪ ‬يرغللب عنهللا ‪ ،‬وهللو بللارد القلللب ‪ ،‬سللاكت‬
‫اللسان ‪ ،‬شيطان أخرس ‪ ,‬كما أن المتكلم بالباطل شلليطان‬
‫ناطق ؟! ‪ ,‬وهل بلية الللدين إل مللن هللؤلء الللذين إذا سلللمت‬
‫لهم مآكلهم ورياساتهم فل مبالة بمللا جللرى علللى الللدين ؟ ‪,‬‬
‫وخيارهم المتحزن المتلملظ ‪ ,‬وللو نلوزع فلي بعللض ملا فيله‬
‫غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبللذل ‪ ،‬وجللد واجتهللد ‪,‬‬
‫واستعمل مراتب النكار الثلثة بحسب وسعه ‪ ،‬وهؤلء ‪ -‬مللع‬
‫سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم ‪ -‬قد بلوا فللي الللدنيا‬
‫بأعظم بلية تكللون وهللم ل يشللعرون ‪ ,‬وهللو مللوت القلللوب ;‬
‫فإنه القلب كلما كللانت حيلاته أتللم كللان غضللبه للله ورسلوله‬
‫أقوى ‪ ,‬وانتصاره للدين أكمل( ‪.‬‬
‫وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبللد الرحمللن آل الشلليخ‬ ‫•‬
‫رحمه الله )ت ‪ (1293‬في سكوت علمللاء زمللانه عللن فتنللة‬
‫ترققها فتنة اليوم )الدرر ‪: (8/372‬‬
‫) وأكثرهم يرى السكوت عن كشف اللبس في هذه المسألة‬
‫‪ ،‬الللتي اغللتر بهللا الجللاهلون ‪ ،‬وضللل بهللا الكللثرون ‪ ،‬وطريقللة‬
‫الكتاب والسنة وعلماء المة تخالف مللا اسللتحله هللذا الصللنف‬
‫من السكوت ‪ ،‬والعراض في هذه الفتنة العظيمللة ‪ ،‬وإعمللال‬
‫ألسنتهم في العللتراض علللى مللن غللار لللله ولكتللابه ولللدينه ‪.‬‬
‫فليكن منك يا أخي طريقة شرعية ‪ ،‬وسيرة مرضللية ‪ ،‬فللي رد‬
‫‪3‬‬

‫مللا ورد مللن الشللبه ‪ ،‬وكشللف اللبللس ‪ ،‬والتحللذير مللن فتنللة‬


‫العساكر ‪ ،‬والنصلح للله ولكتلابه ولرسلوله ولئملة المسللمين‬
‫وعامتهم ‪ ،‬وهذا ل يحصل مع السكوت ‪ ،‬وتسليك الحللال علللى‬
‫أي حال ‪ ،‬فاغتنم الفرصة ‪ ،‬وأكثر من القول في ذلك ‪ ،‬واغتنم‬
‫أيام حياتك ‪ ،‬فعسى الله أن يحشرنا وإياك في زمللرة عسللاكر‬
‫السللنة والقللرآن ‪ ،‬والسللابقين الوليللن ‪ ،‬مللن أهللل الصللدق‬
‫واليمان( ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫تقديم‬
‫سماحة الشيخ ‪ /‬حمود بن عقلء الشعيبي حفظه‬
‫الله تعالى‬

‫الحمللد لللله رب العللالمين والصلللة والسلللم علللى أشللرف‬


‫النبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد‬
‫‪:‬‬
‫فقد اطلعت على كتاب ‪) :‬التبيان في كفــر مــن أعــان‬
‫المريكان( لفضيلة الشيخ ‪ :‬ناصر بللن حمللد الفهللد ‪ -‬حفظلله‬
‫الله تعالى ‪ -‬فوجدته من أحسن الكتب في بيان هذه المسللألة‬
‫‪ ،‬حيث اجتهد ‪ -‬وفقه الله ‪ -‬في جمع الدلة وتوضيحها في هذه‬
‫المسألة العظيمة اليوم ؛ وهللي كفللر وردة مللن أعللان وظللاهر‬
‫المريكان كما عنون ‪ -‬جزاه الله خيرا ً ‪ -‬بذلك كتابه ‪.‬‬
‫ول شك أن هذه المسألة إجماعية وفاقية ‪ ,‬وكان من المللر‬
‫العجيب ومن غربلة اللدين أن تكللون هلذه المسللألة الواضلحة‬
‫وضوح الشلمس مجلال جهلل أو التبلاس أو تمييلع عنلد بعلض‬
‫العلماء فضل ً عن غيرهم ول حول ول قوة إل بالله ‪.‬‬
‫ولذا فإنني أنصللح جميللع الطبقللات مللن علمللاء وطلبللة علللم‬
‫ودعاة وشباب الصللحوة بقللراءة هللذا الكتللاب واقتنللائه وجعللله‬
‫سلحا ً يستفاد منه في مواجهة بعض القوال والراء والتيارات‬
‫المشبوهة اليوم التي يراد منهللا أن تللروج وأن تسللتحوذ علللى‬
‫أفكار الناس ‪.‬‬
‫ول تزال طائفة من هذه المة علللى الحللق منصللورة تجاهللد‬
‫وتصاول ضد الباطل وأتباعه ‪ .‬والله ناصر جنده وحزبلله ‪ ،‬قللال‬
‫تعللالى ) وإن جنــدنا لهــم الغــالبون ( ‪ ,‬وقللال تعللالى ) و‬
‫العاقبة للمتقين ( ‪ ,‬وقال تعالى ) وأما الزبـد فيـذهب‬
‫جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الرض ( ‪.‬‬
‫وإني أحث إخواننللا العلمللاء خاصللة أن يتقللوا الللله فللي هللذه‬
‫الزمنة وأن يقوموا بما أوجب الله عليهم مللن الصللدع بللالحق‬
‫والبيان للناس في المور المهمة والخطيرة ) وإذ أخــذ اللــه‬
‫ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ول تكتمونه‬
‫( ‪ ,‬وقللال تعللالى ) فاصــدع بمــا تــؤمر وأعــرض عــن‬
‫‪5‬‬

‫المشــركين ( ‪ ،‬وأن يجاهللدوا بالكلمللة والبيللان والفتللوى ول‬


‫يراعوا في ذلللك هللوى حللاكم ‪ ،‬ول دنيللا زائلللة ) وإن تتولوا‬
‫يستبدل قوما ً غيركم ثم ل يكونوا أمثالكم ( ‪.‬‬
‫والشيخ ناصر الفهد ‪ -‬وفقه الللله ‪ -‬للله جهللود مباركللة ‪ ،‬فقللد‬
‫ساهم وجاهد ‪ -‬وفقه الله ‪ -‬في مناصرة الحللق وأهللله ‪ ،‬ودفللع‬
‫الباطللل وأهللله ‪ ،‬وتصللدى لهللم فللي كتللب ورسللائل كللثيرة‬
‫معروفة ‪ ،‬نسأل الله أن يكتللب للله الجللر والمثوبللة وأن يثبتلله‬
‫على ذلك ‪.‬‬
‫نسأل الله تعالى أن ينصر المجاهدين في كللل مكللان ‪ ،‬وأن‬
‫يخذل الكافرين وأعوانهم في كللل مكللان ‪ ،‬وصلللى الللله علللى‬
‫نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬

‫أمله ‪:‬‬
‫أ‪.‬حمود بن عقلء الشعيبي‬
‫‪ 1422 / 8 / 5‬هـ‬
‫‪6‬‬

‫تقديم‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سليمان بن ناصر العلوان حفظه‬
‫الله تعالى‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم ‪ ،‬لقد حفلت الشللريعة السلللمية‬


‫بنصللوص قطعيللة تفللرض مناصللرة المسلللمين المظلللومين‬
‫وحماية أعراضهم وأموالهم وقد جاء هذا في إطار الضروريات‬
‫الخمللس الللتي اتفقللت عليهللا الشللرائع وهللي الللدين والنفللس‬
‫والعقل والمال والعرض ‪.‬‬
‫َ‬
‫ول ِي َــاءُ‬
‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬‫ضـ ُ‬
‫ع ُ‬ ‫ت بَ ْ‬
‫من َــا ُ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ن َ‬‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫قال تعللالى ) َ‬
‫ض ( )التوبة‪ :‬من الية ‪.(71‬‬ ‫ع ٍ‬ ‫بَ ْ‬
‫وروى البخاري ومسلم من طريللق الزهللري عللن سللالم بللن‬
‫عبد الله عن أبيه أن النبي ‪ ‬قال ‪) :‬المسلم أخللو المسلللم ل‬
‫يظلمه ول ُيسلمه (‪.‬‬
‫وقال ‪ : ‬انصر أخاك ظالما ً أو مظلوملا ً ‪ ،‬فقللال رجللل ‪ :‬يللا‬
‫رسول الله أنصره إذا كان مظلوما ً ‪ ،‬أفرأيللت إن كللان ظالم لا ً‬
‫كيف أنصره ؟ قال ‪ :‬تمنعه من الظلم فإن ذلللك نصللره ‪ .‬رواه‬
‫البخاري من حديث أنس ‪ ،‬ومسلم من حديث جابر ‪.‬‬
‫وهذه النصرة من محاسن السلم ‪ ،‬وباب من أبواب الجهاد‬
‫م‬ ‫عل َي ْ ُ‬
‫كــ ُ‬ ‫ن َ‬
‫ف َ‬ ‫دي ِ‬
‫فــي الــ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫صــُروك ُ ْ‬ ‫ست َن ْ َ‬‫نا ْ‬ ‫وإ ِ ِ‬‫قللال تعللالى ) َ‬
‫صُر( )لنفال‪ :‬من الية ‪ .(72‬وفي ذلك تقوية لعرى المحبة‬ ‫الن ّ ْ‬
‫‪ ،‬وتثبيت للذين آمنوا فل مجال للتخاذل والبطالة والقعللود مللع‬
‫الخالفين ‪.‬‬
‫ولقللد عللز السلللم وأهللله وقللامت دولتهللم وعظللم أمرهللم‬
‫وخافهم عدوهم حين قويت أواصر المحبة بينهم ونصر بعضهم‬
‫بعضا ً ‪.‬‬
‫وقللد شللبه النللبي ‪ ‬المللؤمنين فللي تللوادهم وتراحمهللم‬
‫وتعاطفهم بالجسد الواحد إذا اشللتكى منلله عضللو تللداعى لللله‬
‫سائر الجسد بالسهر والحمى ‪ .‬جاء هذا عنلله فللي الصللحيحين‬
‫من حديث النعمان بن بشير ‪.‬‬
‫وجللاء فللي صللحيح مسلللم ) المسلللمون كرجللل واحللد ‪ ،‬إن‬
‫اشتكى عينه اشتكى كله ‪ ،‬وإن اشتكى رأسه اشتكى كله ( ‪.‬‬
‫والسلم يدعو إلللى توحيللد هللذا الخللاء القللائم علللى صللفاء‬
‫العقيدة والمحبة ‪ ،‬ويحارب التخاذل والتنازع الذي يمزق المللة‬
‫جرها إلى الذل والعار ‪.‬‬ ‫وي ّ‬
‫‪7‬‬

‫وفللي عصللرنا الحاضللر تحللالفت جحافللل الكفللر ورؤوس‬


‫الشياطين أمريكللا وبريطانيللا وحلفلاؤهم عللى حللرب السللم‬
‫وأهله في طالبان وبلد إسلمية أخرى تحت غطللاء أو مسللمى‬
‫حرب الرهاب ‪.‬‬
‫ونحن المسلمين في العالم كله فرض علينا ) كل على قدر‬
‫طاقته ( مناصرة إخواننلا المجاهلدين فلي سلبيل اللله بالملال‬
‫قــال ً‬ ‫وث ِ َ‬ ‫فاف ـا ً َ‬ ‫خ َ‬ ‫ف ـُروا ِ‬ ‫والنفللس واللسللان قللال تعللالى )ان ْ ِ‬
‫م‬ ‫ه ذَل ِك ُـ ْ‬ ‫ل الل ّـ ِ‬ ‫س ـِبي ِ‬ ‫فــي َ‬ ‫م ِ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫وأ َن ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫وال ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫دوا ب ِأ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ن( )التوبة‪. (41:‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل ُ‬ ‫َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ُ‬
‫ن كن ْت ُ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫خي ٌْر لك ْ‬ ‫َ‬
‫ول يجوز التخاذل عن نصرة المسلمين المستضعفين فللذلك‬
‫خزي وعار وظلم ‪.‬‬
‫وأما مناصرة الكفللار علللى المسلللمين بللأي نللوع مللن أنللواع‬
‫ر‬‫ش ِ‬ ‫النصرة فهي ‪ :‬النفاق والردة عن الللدين ؛ قللال تعللالى )ب َ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ذو َ‬ ‫خـ ُ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬‫ذي َ‬ ‫ذابا ً أِليم ـا ً ‪ ،‬ال ّـ ِ‬ ‫عـ َ‬ ‫م َ‬ ‫هـ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ن ب ِـأ ّ‬ ‫قي َ‬ ‫ف ِ‬‫من َــا ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م‬ ‫ه ُ‬‫عْنــدَ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫غــو َ‬ ‫ن أ َي َب ْت َ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ول َِياءَ ِ‬ ‫نأ ْ‬
‫َ‬
‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫كا ِ‬
‫ميعًا( )النساء‪.(139:‬‬ ‫ج ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عّزةَ ل ِل ّ ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫فإ ِ ّ‬‫عّزةَ َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫م (‪ .‬أي‬ ‫هـ ْ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ف ـإ ِن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُـ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول ّ ُ‬ ‫ن ي َت َـ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫وقال تعللالى( َ‬
‫كافر مثلهم ‪ ،‬ول يختلف في ذلك أهل العلم‪.‬‬
‫فحذار حذار من مناصرة الكفار علللى المسلللمين بللأي نللوع‬
‫ض في القلوب ‪،‬‬ ‫من أنواع النصرة ‪ ،‬فهذا ‪ :‬كفٌر ‪ ،‬ونفاقٌ ‪ ،‬ومر ٌ‬
‫وفسقٌ ‪ .‬وليس من شروط الكفر أن تكون مظللاهرته للكفللار‬
‫محبة لللدينهم ورضللى بلله ‪ ،‬فهللذا الشللرط ليللس بشلليء ؛ لن‬
‫محبة دين الكفار والرضى بلله كفللر أكللبر بإجمللاع النللاس دون‬
‫مظاهرتهم على المسلمين فهذا مناط آخللر فللي الكفللر ‪ .‬ولللو‬
‫زعم المظاهر محبللة الللدين وبغللض الكفللار والمشللركين فللإن‬
‫كثيرا ً مللن الكفللار والمرتللدين لللم يللتركوا الحللق بغض لا ً للله ول‬
‫سخطا ً لدينهم وإنما لهم عرض من عروض الدنيا فآثروه على‬
‫َ‬
‫حي َــاةَ ال ـدّن َْيا‬ ‫حّبوا ال ْ َ‬ ‫س ـت َ َ‬
‫ما ْ‬ ‫ه ُ‬‫ك ب ِـأن ّ ُ‬ ‫الدين قللال تعللالى )ذَل ِ َ‬
‫م ال ْك َــا ِ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫خ ـرة َ‬
‫ن(‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫و َ‬ ‫قـ ْ‬ ‫هـ ِ‬ ‫ه ل يَ ْ‬ ‫ن الل ّ ـ َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫عل َــى اْل ِ َ ِ َ‬ ‫َ‬
‫)النحل‪. (107:‬‬
‫وفي صحيح مسلم من طريق العلء بللن عبللد الرحمللن عللن‬
‫أبيه عن أبي هريرة أن رسللول صلللى الللله عليلله وسلللم قللال‬
‫) بادروا بالعمال فتنا ً كقطع الليل المظلم ‪ ،‬يصبح الرجل فيها‬
‫مؤمنا ً ويمسي كافرا ً أو يمسي مؤمنا ً ويصبح كللافرا ً يللبيع دينلله‬
‫بعرض من الدنيا ( ‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫والفتوى الجائرة الصادرة من بعض المنهزمين في‬


‫جواز مشاركة الجنود المحسوبين على السلم العللاملين فللي‬
‫الحكومة المريكية في قتال المجاهدين الفغان هللي أبعللد مللا‬
‫تكون عن فقه السلللم وروح اليمللان ول تمللت إللى الحقيقللة‬
‫بصلللة ‪ ،‬ول هللي مبنيللة علللى قواعللد فقهيللة وأصللولية ‪ ،‬وهللي‬
‫مخالفة لسبيل المؤمنين ؛ فلإن المسللمين متفقلون عللى أن‬
‫من أعان كافرا ً على مسلم فللإنه فاعللل لنللاقض مللن نللواقض‬
‫السلم ‪.‬‬
‫وتبرير هللذا بللالكراه غيللر صللحيح ؛ لنلله ليللس دم المقتللول‬
‫بلللأرخص ملللن دم القاتلللل ‪ ،‬ول دم القاتلللل بلللأغلى ملللن دم‬
‫المقتول ‪.‬‬
‫ل رجل ً علللى قتللل‬ ‫ُ‬ ‫وقد اتفق الفقهاء على أنه لللو أكللره رجل ُ‬
‫مسلم معصوم الدم فإنه يحرم عليه قتله ‪ ،‬فليس لمسلللم أن‬
‫يحمي نفسه عن القتل في سبيل إراقة دمللاء الخريللن ‪ ،‬قللال‬
‫ق(‬ ‫ح ّ‬ ‫ه إ ِّل ِبــال ْ َ‬ ‫م الّلــ ُ‬ ‫س ال ِّتي َ‬
‫حّر َ‬ ‫ف َ‬ ‫قت ُُلوا الن ّ ْ‬ ‫ول ت َ ْ‬ ‫تعالى ) َ‬
‫من ـا ً‬‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ل ُ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫قت ُ ـ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫)النعام‪ :‬من الية ‪ . (151‬وقال تعالى ) َ‬
‫ه‬‫عل َْيــ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ب الّلــ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫غ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ها َ‬ ‫خاِلدا ً ِ‬
‫في َ‬ ‫م َ‬ ‫هن ّ ُ‬
‫ج َ‬‫ؤهُ َ‬‫جَزا ُ‬ ‫ف َ‬‫مدا ً َ‬ ‫ع ّ‬‫مت َ َ‬ ‫ُ‬
‫ظيمًا( )النساء‪. (93:‬‬ ‫ذابا ً َ‬ ‫َ‬
‫ع ِ‬ ‫ع َ‬‫ه َ‬ ‫عدّ ل َ ُ‬ ‫وأ َ‬ ‫ه َ‬‫عن َ ُ‬‫ول َ َ‬
‫َ‬
‫وقد قللررت هللذه المسللألة فللي موضللع آخللر وأشللرت إلللى‬
‫مهمات المسائل في هذا الباب ‪.‬‬
‫والن بين يديّ كتاب نفيس اسمه ) التبيان في كفر من‬
‫أعان المريكان ( لفضلليلة الشلليخ ناصللر بللن حمللد الفهللد ‪-‬‬
‫وفقه الله وزاده علما ً وعمل ً ‪ ، -‬حذر فيه المسلمين أن يكونوا‬
‫عونا ً لليهود والنصارى علللى إخللوانهم المسلللمين ‪ .‬وقللد جمللع‬
‫نفسه وبذل جهده في بيان حكم هذه المسألة ‪ ،‬وحرص علللى‬
‫جمع كلم الئمة المتقدمين منهم والمتأخرين ليكون المسلللم‬
‫علللى بصلليرة مللن دينلله ‪ ،‬وأنلله ل نللزاع فللي ردة المظللاهرين‬
‫للكفار على المسلمين ‪.‬‬
‫وقد جاء في هلذا العللق الثميلن ‪ :‬مبلاحث مفيلدة ‪ ،‬وفلوائد‬
‫فريللدة ‪ ،‬ومعللاني كللبيرة ‪ ،‬ول سلليما نصللرته لهللل التوحيللد ‪،‬‬
‫والنصاف لهم من أهل الشقاق والنفاق ‪ .‬وهذه النصللرة بللاب‬
‫من أبواب الجهاد وعلمة من علمللات اليمللان ‪ .‬فلللله در هللذا‬
‫ما ما كتبت يداه ‪ ،‬فهو جللدير بحفللاوة أهللل العلللم‬ ‫الشيخ ‪ ،‬ونع ّ‬
‫وطلب الحق ‪ .‬فإلى الكتاب محققا ً عقيدة وفقها ً على طريقة‬
‫‪9‬‬

‫من مضى من أئمة الهدى وأهل العلللم والتقللى ‪ ،‬والحمللد لللله‬


‫رب العالمين ‪.‬‬

‫قاله‬
‫سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان‬
‫‪1422 / 8 / 10‬‬
‫‪10‬‬

‫تقديم‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬علي بن خضير الخضير حفظه الله‬
‫تعالى‬

‫الحمد لله وكفى والصلة والسلم على من اصطفى وبعد ‪:‬‬


‫فقللد قللرأت كتللاب )التبيــان فــي كفــر مــن أعــان‬
‫المريكان ( لفضيلة الشيخ ‪ :‬ناصللر بللن حمللد الفهللد ‪ -‬وفقلله‬
‫الله وثبته ‪ -‬فوجدته كتابا ً رائع لا ً متقن لا ً فللي بللابه ‪ ،‬يكتللب بمللاء‬
‫الذهب كما يقال ‪ ،‬خصوصا ً البواب أو الفصول التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬المبحث الثاني من الفصل الول ‪ :‬حيث ذكللر فيلله نبللذة‬
‫عن طالبللان مللن حيللث تطللبيق دولللة طالبللان ‪ -‬وفقهللا الللله ‪-‬‬
‫للشللريعة السلللمية وإقامللة الشللعائر السلللمية الظللاهرة‬
‫ومحاربة الكفر والشرك والفسق بأدلة واضحة ‪.‬‬
‫‪ -2‬المبحث الثالث من الفصل الول ‪ :‬الدلة علللى الحملللة‬
‫الصليبية ‪ ،‬حيث ذكر أدلة خاصة على أن مللا تقللوم بلله أمريكللا‬
‫اليللوم ومعهللا التحللالف هللي حللرب صللليبية ضللد السلللم‬
‫والمسلمين وذكر ثلثة عشر دليل ً واقعيلا ً علللى ذلللك ‪ ،‬الواحللد‬
‫منها يكفي فما بالك بها مجتمعة ‪.‬‬
‫‪ 3‬ل المبحث السادس من الفصل الثاني ‪ :‬وهللي الدلللة مللن‬
‫التاريخ والواقع والتي تدل بوضللوح علللى أن مظللاهرة الكفللار‬
‫ردة وكفر ‪ ،‬وذلك بناء على وقائع تاريخية وقعت لناس قللاموا‬
‫بمظاهرة كفار على مسلمين فأفتى العلماء في تلللك الوقللائع‬
‫التاريخية برده وكفر من ظاهر بعينه ‪ ،‬وذكر أربع عشرة حادثة‬
‫تاريخية كللل واحللد منهللا تشللبه مللا حصللل فللي هللذه الحللداث‬
‫المعاصرة ‪ ،‬وكأن التاريخ يعيد نفسه كما يقال ‪ ,‬ويلحللق بهللذه‬
‫الوقائع التاريخية ما وقع في الزمنة التي في القرن الماضللي‬
‫حيث أعان بعض الزائغين والمنافقين الكفللار أيللام السللتعمار‬
‫العسكري فأفتى علماء قد عاصروا تلك الوقائع كما ذكر ذلللك‬
‫في فقرة ) سابعا ً من كلم المتأخرين من أهل العلم ( ‪.‬‬
‫‪ 4‬ل الفصل الثالث ‪ :‬وهو فصل الرد علللى الشللبهات الللتي‬
‫أثيرت حول موضوع إعانة المريكللان ‪ ،‬وهللي ثمللان شللبهات ‪،‬‬
‫استعرضها ثم رد عليها بردود جيدة مباركلة نافعلة لملن ألقلى‬
‫السمع وهو شهيد ‪ ,‬خصوصا ً مللا يتعلللق بشللبهة قصللة حللاطب‬
‫رضي الله عنه ‪ ،‬و أن طالبان دولة ظالمة ‪ ،‬أو مشركة ‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫وكنت قبل قراءة هذا الكتاب العظيم في بللابه أعللد لخللراج‬


‫بيان توضيحي ضد فتاوى بعض المعاصرين من أهللل التلللبيس‬
‫والضلللل ‪ ،‬حيللث أفللتى للمسلللمين العسللكريين المريكييللن‬
‫العاملين في الجيش المريكي ) الصليبي ( بجواز أن يشاركوا‬
‫ضد المسلمين من أجل الوطنية والجنسية وأن يقّللللوا مجللال‬
‫اشتراكهم في أقل ما يمكن زعموا ! هذه ملخص فتواهم ‪.‬‬
‫فوجدت الشيخ ناصللر الفهللد حفظلله الللله فللي هللذا الكتللاب‬
‫تطّرق لهذه المسألة في الشبهة الثالثة صل ‪81‬لل ‪ ،‬حيث تكلللم‬
‫عن من قال من علماء الضللة فللي المنتسللبين للسلللم مللن‬
‫وغ فعلهللم بشللبه باطلللة ‪ ،‬وسللوف‬ ‫العسكريين المريكان وس ل ّ‬
‫أذكر إن شاء الله أول ً ما ذكره الشلليخ ناصللر الفهللد فللي هللذا‬
‫الباب متناثرا ً في كتابه ‪ ،‬ثم زيادة ما تيسر على ذلك ‪:‬‬
‫لكن قبل الجابة عن ذلك نللذكر جواب لا ً مجمل ً عام لا ً لللدحض‬
‫شبهتهم وهو ‪:‬‬
‫أنه إذا كان مللن أعللان المريكللان مللن المسلللمين والعللرب‬
‫خارج أمريكا يدخل في حكم المظاهرة وأنه كافر مرتد ‪ ،‬فمللا‬
‫بالك فيمن خرج معهم فلي عسللكرهم وهللو منتسلب للسللم‬
‫لكن خللرج بللدافع الوطنيللة والجنسللية المريكيللة وسللاعدهم ؟‬
‫فإنه أولى في الدخول في هذا الحكم ‪ ،‬وكل دليل مللن آيللة أو‬
‫سنة أو إجماع في من أعان أمريكا وهو لم يتجنللس بجنسلليتها‬
‫ولم يكن تحت حكمها ‪ ،‬فمن كان متجنسا ً بجنسيتها فهو أولللى‬
‫بكل دليل ‪.‬‬
‫أما الدلة الخاصة التي ذكر الشيخ ناصر الفهد وفقه الللله‬
‫فهي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ل قال تعالى ) ألم تــر إلــى الــذين نــافقوا يقولــون‬
‫لخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتــم‬
‫لنخرجن معكم ‪....‬الية ( قللال الشلليخ سللليمان بللن عبللد‬
‫الله آل الشيخ في هذه الية ‪ " :‬فإذا كان من وعد المشللركين‬
‫في السر بالدخول معهم ونصللرهم والخللروج معهللم إن جلللوا‬
‫نفاقا ً وكفرا ً وإن كان كذبا ً ‪ ،‬فكيف بمن أظهر ذلللك صللادقًا؟ "‬
‫اهل في الدرر ‪ . 8/138‬فكيللف إذا خللرج معهللم فللي عسللكر‬
‫المريكان وهم من الذين كفروا مللن أهللل الكتللاب بحكللم أنلله‬
‫أمريكي وشارك معهم ؟‪.‬‬
‫‪ -2‬ما ذكره الشيخ ناصر الفهد في الدليل الثالث عشر في‬
‫قصة الرجل العابد الذي استجاب لبني عمه وقومه لما طلبللوا‬
‫‪12‬‬

‫منلله أن يللدعو علللى موسللى عليلله الصلللة والسلللم ) وهللذا‬


‫اختصار للدليل وإل فهو مبسوط في الدليل الثالث عشر ( ‪.‬‬
‫وجه الدللة ‪ :‬أن هللذا الرجلل انسلللخ ملن اللدين لمللا أعلان‬
‫قومه وبلدته على موسى ومن معه ولو بالدعاء وهؤلء أعللانوا‬
‫قومهم المريكان ضد المؤمنين فالجامع واحد وقيللاس الشللبه‬
‫ظاهر ‪.‬‬
‫‪ -3‬ما ذكره في في المبحللث الثللالث مللن الدلللة المتعلقللة‬
‫بالسنة في الدليل الثاني في قصللة العبللاس رضللي الللله عنلله‬
‫حيث خرج مع قريش وتحت رايتها وفي صفها وعسكرها ضللد‬
‫المؤمنين فعامله الرسول معاملة الكفار في المللال والسللر ‪،‬‬
‫وقللال للله ‪ :‬ظللاهرك علينللا ‪ ،‬فحكللم عليلله بظللاهره وألحقلله‬
‫بالمشركين ‪ ,‬والقصة مبسوطة في موضعها ‪.‬‬
‫وهؤلء ظاهرهم أنهم مع المريكان في عسكرهم فُيعاملون‬
‫معاملة الكفار في الظاهر وُيلحقون بهللم فللي المللال والللدماء‬
‫والسر ‪ ,‬فكيف يدعي أهل الضلل واللتبللاس أنلله يجللوز لهللم‬
‫ذلك ؟ وما وجه الجواز ؟ ‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ذكره أيض لا ً مللن قصللة النفللر مللن المسلللمين الللذين‬
‫فهم وعسللكرهم‬ ‫قاتلوا مع المشركين وتحت رايتهللم وفللي ص ل ّ‬
‫في معركة بدر ضد المؤمنين فللأنزل الللله فيهللم ) إن الذين‬
‫توفــاهم الملئكــة ظــالمي أنفســهم ‪ -‬إلللى أن قللال –‬
‫فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ( مع أن العبللاس‬
‫وأولئك النفر من المسلمين الللذين شللاركوا مللع الكفللار كللانوا‬
‫مكرهيلللن فكلللانت المعامللللة حسلللب الظلللاهر ‪ ,‬فملللا باللللك‬
‫بالمنتسبين للسلم ممن يحمل الجنسية المريكية وهو ضمن‬
‫الجيش المريكي فهو ل يخرج عن حالين ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إما أن يكللون خللرج مكره لا ً فحكملله حكللم أولئك حسللب‬
‫الظاهر ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أو يكون مختارا ً فهذا أشد وأعظم في الحكم ‪.‬‬
‫‪ 5‬ل ما ذكره من حديث أبي داود عن سمرة مرفوع لا ً ) مللن‬
‫جامع المشرك وسكن معه فهللو مثللله ( ‪ ,‬فمللا بالللك إذا نصللر‬
‫وأعان مع المساكنة والتجنس بجنسيتهم مختارا ً ‪.‬‬
‫ومثله حديث ) أنا بريــء مــن كــل مســلم يقيــم بيــن‬
‫ظهراني المشركين ( رواه أبو داود والترمللذي عللن جريللر‬
‫فكيف بمن أعان وناصر مع التجنس بجنسيتهم ؟‬
‫‪13‬‬

‫‪ 6‬ل ما ذكره في المبحث الرابع ‪ :‬في قصة خالد بللن الوليللد‬


‫مع مجاعة بن مرارة الحنفي الذين اتبع مسيلمة الكذاب فقللد‬
‫اعتبره خالد في حكم المرتدين لن ظلاهره كلان معهلم ‪ ،‬ملع‬
‫أن مجاعة ادعى السلم وأنه لم يرتد ولم يقبللل ذلللك خالللد ‪,‬‬
‫ووجلله الدللللة ‪ :‬أن هللؤلء المسلللمين المريكييللن بالجنسللية‬
‫المشاركين مللع الجيللش المريكللي ضللد المسلللمين هللم مثللل‬
‫مجاعة في الظاهر وإن ادعوا السلم ‪.‬‬
‫‪ 7‬ل ما ذكره في الدليل الرابع من المبحث الرابع ‪ :‬في حال‬
‫المرتدين الذين شاركوا في جيش مسلليلمة وسللجاح وطليحللة‬
‫ومانعي الزكاة واعتبرهم الصللحابة مرتللدين حسللب ظللاهرهم‬
‫ومشاركتهم في جيش المرتدين ‪ ،‬بل إن بعضهم شارك حميللة‬
‫وليس بغضا ً في السلم ول من أجل كفر مسلليلمة بللل حميللة‬
‫ونخوة ‪ ،‬وكذا هؤلء شاركوا حمية من أجل الجنسية المريكية‬
‫لنهم أمريكيون ‪ ,‬فكيف يفللتي مللن أفللتى بجللواز قتللالهم فللي‬
‫عسكر المريكيين من أجل الحمية التي تمثل اليللوم الوطنيللة‬
‫والجنسية فهذا مصادمة صريحة للنصوص والعياذ بالله ‪.‬‬
‫‪ 8‬ل ما ذكره في المبحث السادس ‪ :‬فللي الوقللائع التاريخيللة‬
‫أكبر دليل على أن من ساعد الكفار وكان ضمن عسكرهم أن‬
‫حكمه حكمهم مثل فتوى محمللد رشلليد رضللا فإنهللا نللص فللي‬
‫الموضوع ص ‪. 79‬‬
‫‪ 9‬ل وعلى فرض أنه ل يلحقهم شئ من أسماء الوعيللد فللإن‬
‫قتل مسلم من مسلم من أجل أن يلدفع علن نفسله القتلل ل‬
‫يجوز لو كان مكره لا ً ‪ ،‬قللال تعللالى )ول تعتــدوا إن الل ّــه ل‬
‫يحب المعتدين( وقال صلللى الللله عليلله وسلللم ) ل ضرر‬
‫ول ضرار ( فكيف إذا كان غير مكره ؟ ‪ .‬فأقل ما ُيقللال فللي‬
‫اشللتراكهم فللي الجيللش المريكللي أنلله محللرم ‪ ،‬وخلف هللذا‬
‫القول ُيضاد الجماع ‪ .‬فكيف يكون مباحا ً !‬
‫أما قول القائل ‪ :‬إن لهم أن يشللاركوا فللي الخللدمات أو‬
‫التمويل أو أي عمل بعيد عن القتال والمعركة ؟ ‪.‬‬
‫فالجواب ‪ :‬أن كللل هللذا سللواء ‪ ،‬فللإن المسللاعد للله حكللم‬
‫المباشر بالجماع ‪ ,‬وقال ابن حزم لمن لحللق بالكفللار محاربلا ً‬
‫للمسلمين قال ‪ :‬فإن كان معينا ً للكفللار بخدمللة أو كتابللة فهللو‬
‫كافر ‪) .‬المحلى( ‪ ,‬وقوله )خدمة( ‪ :‬هي ما قالوا في التمللوين‬
‫ونحوه ‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫وقللد ذكللر هللذه المسللألة الشلليخ ناصللر فللي فللي مبحللث‬


‫القيللاس ‪ ،‬ونقللل الدلللة فللي أن الللردء والمسللاعد للله حكللم‬
‫المباشر وهي مسألة إجماعية ‪.‬‬
‫وبعد هذا فل أجد ما أزيد به بعد تلك الدلللة الواضللحة إل أن‬
‫أذكر وجه الدللة فقط مع جمعها في مكان واحد ‪ ،‬وهي تدل‬
‫على أن المنتسبين للسلم من المريكيين الذين يقاتلون مللع‬
‫الجيش المريكللي ضللد المسلللمين أنهللم أولللى بللالحكم ممللن‬
‫أعللان المريكللان بالمللال أو الللرأي أو أي مسللاعدة وهللو لللم‬
‫يشللترك معهللم فللي عسللكرهم وجيشللهم ولللم يكللن ضللمن‬
‫رعاياهم آخذا ً جنسيتهم ‪ ,‬ووجه الدللة هي دللة قياس الولى‬
‫ومفهوم الموافقة أو ما يسمى ) من باب أولى ( ‪.‬‬
‫وأخيرا في هذه المسألة ‪ :‬إن التجنس بجنسية الكفللار‬
‫من غير إكراه بل كان مختارا ً طائعا ً ثم العمل بمقتضللى هللذه‬
‫الجنسية الكافرة من الدفاع عن الوطن الكافر وأهله وغيرها‬
‫من القوانين هذا كفر ل عللذر فيلله بالتأويللل ول الجهللل ؛ لنلله‬
‫من الطاعة في التشريع ومن الطاعة في التحليل والتحريم ‪،‬‬
‫وهللو بهللذا اتخللذهم أربابلا ً ‪ ،‬ول عللذر فللي ذلللك قللال تعللالى )‬
‫اتخــذوا أحبــارهم ورهبــانهم أربابــا مــن دون اللــه (‬
‫وحللديث عللدي بللن حللاتم رضللى الللله عنلله معللروف وفيلله )‬
‫اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ( قال‬
‫الشلليخ أبللا بطيللن تعليق لا ً علللى هللذا الحللديث ‪) :‬ذمهللم الللله‬
‫وسماهم مشركين مع كونهم لم يعلموا أن فعلهم هذا عبللادة‬
‫لهم فلم ُيعذروا بالجهل (الدرر ‪( 10/394.393‬‬
‫وهللي مللن الطاعللة فللي الكفللر قللال تعللالى ) إن الــذين‬
‫ارتدوا على أدبارهم من بعــد مــا تــبين لهــم الهــدى‬
‫الشيطان سول لهم ذلك بأنهم قالوا للــذين كرهــوا‬
‫ما نّزل الله سنطيعكم في بعض المر ( والمللر الللذي‬
‫أطاعوهم فيه هنا هو المشاركة في قتال إخوانهم المسلللمين‬
‫من أجل الوطنية والخدمة العسكرية ‪.‬‬
‫ومنه قوله تعالى ) وإن أطعتموهم إنكم لمشــركون (‬
‫حيث أطاعوهم في حل الميتة أي حل ما حللرم الللله ‪ ،‬وهللؤلء‬
‫العسكر المسلمين في الجيش المريكي أطللاعوهم فللي حللل‬
‫قتال المسلللمين المضللادين للقللانون المريكللي الللذي يللوجب‬
‫القانون المريكي وحامل الجنسية المريكيللة المسللاعدة فللي‬
‫التصدي له ‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫أما ما يتعلق بمسألة التأويل والجهل والعذر بهمــا‬


‫لمن كان عائشا ً بين المسلمين وضمن أمكنة العالم السلمي‬
‫والعربي في بللاب المظللاهرة والعانللة للكفللار الصللليين فللإن‬
‫الدلة السابقة تدل علللى ذلللك ‪ ،‬وهللذه المسللألة تللرددت فللي‬
‫الونة الخيرة وسئلنا كثيرا ً عللن عللارض التأويللل والجهللل فللي‬
‫مسألة المظاهرة والتولي في مساعدة الكفار الصليين ومللن‬
‫فعل ذلك متاول ً أو جاهل ً هل يعذر؟‪.‬‬
‫أما الجواب على ذلك فعلى النحو التي ‪:‬‬
‫أول ‪:‬‬
‫‪1‬ل ومن الدلة عموم اليات والحاديث الدالة على كفر مللن‬
‫لم يكفر بالطاغوت ومن لم يبغضه ومن لللم يعللاد المشللركين‬
‫والكفار مثل قوله تعالى ) ولقد بعثنا في كل أمة رسول‬
‫أن اعبــدوا اللــه واجتنبــوا الطــاغوت ( وقللوله ) فمــن‬
‫يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة‬
‫الوثقى ( وقللوله ) قــد كــانت لكــم أســوة حســنة فــي‬
‫إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بــراء منكــم‬
‫ومما تعبـدون مـن دون اللــه كفرنـا بكــم وبـدا بيننـا‬
‫وبينكم العداوة والبغضاء أبدا ( وعموم حديث ) من قال‬
‫ل إله إل الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه ( ‪.‬‬
‫‪ 2‬ل في حرب المرتدين فإنه يقينا ً كللان فيهللم مللن هللو مللن‬
‫غرر به وجهل ذلك وقاتل مع المرتدين وظاهرهم‬ ‫العامة ومن ُ‬
‫وأعانهم ‪ ،‬ومع ذلك لم يفللرق الصللحابة بيللن مللن كللان عالملا ً‬
‫عامدا ً ومن كان متأول ً جاهل ً ‪ ،‬بل ساروا فيهللم سلليرة واحللدة‬
‫من قتلهللم وتكفيرهللم وسللبي نسللائهم وأطفللالهم والشللهادة‬
‫على قتلهم بالنار كما صح عن أبي بكر رضي الله عنه ‪ ،‬قال‬
‫الشيخ محمد بن عبلد الوهلاب فلي المرتلدين أتبلاع مسليلمة‬
‫وغيرهم ‪ :‬وقد أجمع العلمللاء أنهللم مرتلدون ولللو جهللوا ذللك‬
‫‪.‬أ‪.‬هل الدرر ‪. 8/118‬‬
‫‪ 3‬للل النفللر الللذين قللاتلوا مللع قريللش وتحللت رايتهللا ضللد‬
‫المسلمين في غزوة بدر كانوا مكرهيللن كمللا جللاء عللن بعللض‬
‫أهل العلم ‪ .‬والعباس ادعى الكراه ومع ذلللك لللم يقبللل منلله‬
‫ذلك بل كانت المعاملة حسب الظاهر ‪ .‬فإذا لم يعتبر الكراه‬
‫وهو عذر قوي فكيف يعتبر التأويل والجهل وهللو عللذر أضللعف‬
‫منه وأقل ؟ ‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫‪ 4‬ل قال عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ في توضيح‬


‫كلم ابن تيمية ‪ :‬إن المور التي هي مناقضة للتوحيد واليمان‬
‫بالرسالة فقد صرح رحمه الله ) أي ابن تيميللة ( فللي مواضللع‬
‫كثيرة بكفر أصحابها وقتلهم بعد الستتابة ولم يعذرهم بالجهل‬
‫‪.‬أ‪.‬هل منهللاج التأسلليس صلل ‪101‬للل ‪ ,‬والللدرر ‪.433 ,10/432‬‬
‫ووجه الدللة ‪ :‬أن معاداة الكفار وبغضهم ومناصرة المسلمين‬
‫من مسائل التوحيد وضدها من المناقض للتوحيد وهذا ل يعذر‬
‫فيه بالجهل ول التأويل كما قال ابن تيمية ‪.‬‬
‫‪ 5‬ل ل وقللال عبللد الرحمللن بللن حسللن آل الشلليخ ‪ :‬والعلمللاء‬
‫رحمهم الله تعالى سلكوا منهج الستقامة وذكللروا بللاب حكللم‬
‫المرتد ولم يقل أحد منهم أنه إذا قال كفرا أو فعل كفرا ً وهللو‬
‫ل يعلللم أنلله يضللاد الشللهادتين أنلله ل يكفللر بجهللله ‪ ,‬الللدرر‬
‫‪ . 11/479,478‬ووجلله الدللللة ‪ :‬أن مظللاهرة الكفللار علللى‬
‫المسلللمين ممللا يضللاد الشللهادتين ول عللذر فيلله بالتأويللل ول‬
‫الجهل ‪ .‬والتأويل فرع من الجهل ‪.‬‬
‫‪ 6‬قال الشيخ سليمان بن عبد الله ) إن النطق بالشهادتين‬
‫من غير معرفة معناها ول عمل بمقتضاها من الللتزام التوحيللد‬
‫وترك الشرك والكفر بالطاغوت فإن ذلك غير نافع بالجماع (‬
‫في كتابه التيسير ‪ .‬ووجه الدللللة ‪ :‬أن مظللاهرة الكفللار علللى‬
‫المسلمين من اليمان بالطاغوت ووجودها ضد اليمان بالله ‪.‬‬
‫‪ 7‬ل قال ابنا الشيخ محمد بللن عبللد الوهللاب ) حسللين وعبللد‬
‫الللله ( ‪ :‬فمللن قللال ل أعللادي المشللركين ‪ ،‬أو عللاداهم ولللم‬
‫يكفرهم ‪ ،‬أو قال ل أتعرض أهل ل إله إل الله ولو فعلوا الكفر‬
‫والشرك وعادوا دين الله ‪ ،‬أو قال ل أتعرض للقباب فهللذا ) ل‬
‫يكون مسلما ً بل هو ممن قال الله فيهم ) ويقولون نــؤمن‬
‫ببعض ونكفر ببعض ‪ -‬إلللى قللوله – حقا ( ‪ ,‬والللله أوجللب‬
‫معلللاداة المشلللركين ومنابلللذتهم وتكفيرهلللم ‪ .‬أ‪.‬هلللل اللللدرر‬
‫‪10/139‬هل‪140,‬هل ‪.‬‬
‫قال عبد الرحمن بن حسن ‪ :‬فل يتم لهل التوحيد توحيدهم‬
‫إل باعتزال أهل الشلرك وعلداوتهم ‪ .‬اللدرر ‪ . 11/434‬وملن‬
‫حارب مع الكفار فإنه لم يعتزلهم فيلحقه السم ‪.‬‬
‫ووجه الدللة من رقم ‪ : 6,7‬أن من ظاهر النصارى وأعانهم‬
‫فهو منهللم لنلله لللم يعللادهم ولللم يبغضللهم بللل ظللاهره يحللب‬
‫نصرتهم ولذا أعانهم وفي هذه المسألة ل يعللذر فيهللا المكللره‬
‫‪17‬‬

‫فما بالك بالمتأول والجاهل الذي يعيش بيللن المسلللمين ‪ .‬بللل‬


‫هو معرض منافق ‪.‬‬
‫‪ 8‬ل وأخيرا ً ‪ :‬فإن المظاهرة من أصل التوحيد ‪ ،‬وهي أعظللم‬
‫أصللول الللبراء والكفللر بالطللاغوت ‪ ،‬ومللن أعظللم أصللول ملللة‬
‫إبراهيم ؛ وهي بغض الكفار ومعللاداتهم ‪ ،‬وعليلله فللإن إعللانتهم‬
‫ومساعدتهم على المسلمين تدل على أمرين خطيرين ‪:‬‬
‫أ ل زوال الموالة للمؤمنين ‪ :‬بدليل أنه يعين عليهم ويسللاعد‬
‫على قتلهم وكسرهم وإذللهم‬
‫ب ل زوال البراءة من الكفار ‪ :‬فللإن مسللاعدة الكفللار دليللل‬
‫على موالتهم وتعظيمهم ونصرتهم وإعزازهللم بمللا فيلله إذلل‬
‫للمسلمين وتسلط عليهم ‪.‬‬
‫وبذلك فقد انهدم عنده هذان الصلللن ‪ ,‬وهللذان الصلللن ل‬
‫يعذر فيهما بالجهل ول التأويل‪.‬‬
‫ونقل أبا بطين من كلم ابن تيمية )إن المور الظاهرة التي‬
‫يعلم الخاصة والعامة من المسلمين أنها من دين السلم مثل‬
‫المللر بعبللادة الللله وحللده ل شللريك للله ومثللل معللاداة اليهللود‬
‫والنصارى والمشركين ومثل تحريم الفواحش والربللا والخمللر‬
‫والميسر ونحو ذلك فيكفللر مطلق لا ً لل ل أي ل يعللذر بالجهللل ول‬
‫التأويللل لل ل ( ملخص لا ً مللن الللدرر ‪ . 373-10/372‬وهللذا نقللل‬
‫واضللح ومللن أهــم النقــول عنللدنا فللي أن معللاداة اليهللود‬
‫والنصارى والمشركين مللن المسللائل الظللاهرة الللتي ل يعللذر‬
‫فيها بالجهل ول التأويل لمن كان عائشا ً بيللن المسلللمين فللي‬
‫العالم السلمي والعربي ‪ ،‬وقال عللن ابللن تيميللة ‪) :‬مللا ظهللر‬
‫أمللره وكللان مللن دعللائم الللدين مللن الخبللار والوامللر فللإنه ل‬
‫يعذر ( الدرر ‪.10/388‬‬
‫وممن أفتى أيضا ً بعدم العذر بالتأويللل والجهللل فللي مسللألة‬
‫مظاهرة الكفار وإعانتهم على المسلمين لمن كان عائشا ً بين‬
‫المسلمين ‪:‬‬
‫أ ل ابن كثير حيث قال ‪ :‬فللي قللوله تعللالى ) فترى الــذين‬
‫في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولــون نخشــى‬
‫أن تصيبنا دائرة ‪ ...‬الية ( قللال ) ‪ ( 2/69‬وقللوله ) فــترى‬
‫الــذين فــي قلــوبهم مــرض ( أي شللك وريللب ونفللاق )‬
‫يسارعون فيهم ( أي يبادرون إلى مللوالتهم ومللودتهم فللي‬
‫الباطن والظاهر ) يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ( أي‬
‫يتأولون في مللودتهم أنهللم يخشللون أن يقللع أمللر مللن ظفللر‬
‫‪18‬‬

‫الكافرين بالمسلمين فتكون لهللم أيللاد عنللد اليهللود والنصللارى‬


‫فينفعهم ذلك ( أ‪.‬هل‬
‫ب ل الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ ‪.‬‬
‫ج ل ل وحمللد بللن عللتيق ‪ :‬فقللد أفتيللا حينمللا هجمللت جيللوش‬
‫المشركين علللى أراضللي نجللد وسللاعدهم مللن سللاعدهم مللن‬
‫قبائل نجد ومدنها أفتيا بكفر وردة من أعان ‪ .‬وكل واحد منهم‬
‫ألف كتابا ً في هذه الواقعة ولم يعذرا بالجهل والتأويل ‪.‬‬
‫د ل أحمد شاكر ‪ :‬حيث أفتى بكفر وردة مللن أعللان النجليللز‬
‫من المسلمين العائشين في ديار السلم فقال ‪ :‬أما التعللاون‬
‫مع النجليز بأي نوع من أنواع التعاون قل أو كللثر فهللو الللردة‬
‫الجامحة والكفر الصراح ل يقبل فيه اعتللذار ول ينفــع معــه‬
‫تأويل ‪ ,‬وقد نقل نصها الشيخ ناصر الفهد في كتابه هذا ‪.‬‬
‫ول يعني ذكر هؤلء فقط أن المسألة فيها خلف وأن هنللاك‬
‫غيرهم ممن لم يقل بها أو سكت عنهللا ؟ فليلس كلذلك ؟ بلل‬
‫المسألة إجماعية لكن ذكر بعض أفراد الجماع يؤكللد الجمللاع‬
‫ول ينقضه ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪:‬‬
‫قياس الولى ‪:‬‬
‫أي مفهوم الموافقة الذي هو أولى منه ‪ ،‬وسوف نذكر أدلللة‬
‫هي في أمور أقل من أصل الولء والللبراء والكفللر بالطللاغوت‬
‫ومع ذلك ل عذر فيهللا للجاهللل والمتللأول إذا كللان عائشلا ً بيللن‬
‫المسلمين وفي ديار العالم السلمي والعربي وهي كالتالي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ل قال الشافعي رحمه الله ) العلم علمللان ‪ :‬علللم عامة‬
‫ل يسع بالغا ً غير مغلللوب علللى عقللله جهللله ؛ مثللل الصلللوات‬
‫الخمس ‪ ،‬وأن لللله علللى النللاس صللوم شللهر رمضللان ‪ ،‬وحللج‬
‫البيت إذا استطاعوه ‪ ،‬وزكاة في أموالهم ‪ ،‬وأنلله حللرم عليهللم‬
‫الزنا والقتل والسرقة والخمر ‪ ،‬وما كان في معنى هذا ممــا‬
‫كلــف العبــاد أن يعقلللوه ويعلمللوه ويعطللوه مللن أنفسللهم‬
‫وأموالهم ‪ ،‬وأن يكفوا عنه ما حرم عليهم منه ‪ ،‬وهللذا الصللنف‬
‫كله من العلم موجود نصا ً في كتاب الله موجللودا ً عاما ً عنــد‬
‫أهل السلم ينقله عوامهم عمن مضى من عوامهم‬
‫يحكونه عن رسول الله صلى الللله عليلله وسلللم ول يتنللازعون‬
‫في حكايته ول وجوبه عليهم ‪ ،‬وهذا العلم الــذي ل يمكــن‬
‫فيــه الغلــط مــن الخــبر والتأويــل ول يجــوز فيــه‬
‫التنازع ( الرسالة ص ‪. 359،357‬‬
‫‪19‬‬

‫ووجه الدللة ‪ :‬أن علم العامة وهو ما يعرفه العامللة ل عللذر‬


‫فيه لمن عاش مع العامة والمسلمين ومن ذلللك أصللل الللدين‬
‫وهو التوحيد وموالة المسلمين والكفر بالطاغوت ‪.‬‬
‫‪ 2‬ل قال صاحب المغني في كتاب الزكاة فيمن أنكر وجوبها‬
‫)وإن كان مسلما ً ناشئا ً ببلد السلم بين أهل العلم فهو مرتللد‬
‫تجللري عليلله أحكللام المرتللدين ( ‪ ،‬وقللال ابللن أبللي عمللر فللي‬
‫الشرح الكبير فيمن جحللد الصلللة ) وإن كللان ممللن ل يجهللل‬
‫ذلك كالناشئ بين المسلمين في المصار لم ُيقبل منلله ادعللاء‬
‫الجهل وحكم بكفره لن أدلللة الوجللوب ظللاهرة ( ‪ .‬فللإذا كللان‬
‫ذلك في الصلة والزكاة ل يعذر فما بالك بمللا هللو أعظللم مللن‬
‫الصلللة والزكللاة مللن أصللل الللدين وهللو التوحيللد ومللوالة‬
‫المسلمين والكفر بالطاغوت ‪.‬‬
‫‪ 3‬ل وحكى ابللن تيميللة اتفاق الصــحابة والئمــة أن مللن‬
‫جحد وجوب الواجبلات الظلاهرة المتلواترة كالصللة والصليام‬
‫والحلللج أو جحلللد تحريلللم المحرملللات الظلللاهرة المتلللواترة‬
‫كالفواحش وجحللد حللل بعللض المباحللات الظللاهرة المتللواترة‬
‫كاللحم فهو كافر مرتد يستتاب فإن تاب وإل قتللل وإن أضللمر‬
‫ذلك كان زنديقا ً منافقًا( الفتللاوى ‪ . 11/405‬فلللم يعللذره فللي‬
‫الركان الربعة فكيلف بأولهلا وهلو أعظمهلا ؟ ‪ .‬وقلال الشليخ‬
‫محمللد بللن عبللد الوهللاب ) ابللن تيميللة ل يعللذر فللي المسللائل‬
‫الظاهرة ( الدرر ‪. 9/405‬‬
‫‪ 4‬ل قال ابن تيمية فللي شللرح العمللدة ص ‪) 51‬فيمللن جحللد‬
‫وجوب الصلة بجهل أنه ُيعّرف كحديث العهللد ومللن نشللأ فللي‬
‫بادية هي مظنة الجهل وإن عاند كفر ‪ ،‬وقال ‪ :‬إن هللذا أصللل‬
‫مطللرد فللي مبللاني السلللم الخمسللة ‪ ،‬وفللي جميللع الحكللام‬
‫الظاهرة المجمع عليها ‪ ،‬وأما الناشئ في ديللار السلللم ممللن‬
‫ُيعلم أنه قد بلغته هذه الحكام فل ُيقبل قوله أنه لم يعلم ذلك‬
‫( بتصرف ‪ .‬ووجه الدللة ‪ :‬واضح هنا كالذي قبله ‪.‬‬
‫‪ 5‬ل ل قللال أبللا بطيللن فللي نقللله عللن ابللن تيميللة فللي الللدرر‬
‫‪ 10/368‬إن كلملله رحملله الللله يللدل علللى أنلله يعتللبر فهم‬
‫الحجة في المور التي تخفى علللى كللثير مللن النللاس وليللس‬
‫فيها مناقضة للتوحيد والرسالة‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪:‬‬
‫دللة قياس الشبه ‪:‬‬
‫‪20‬‬

‫نقول لمن قّيد ذلللك بعللدم التأويللل مللا حكللم مللن لللم يللوال‬
‫المؤمنين ولم يحبهم بللل عللاداهم وأبغضللهم فهللل هللذا يكللون‬
‫مسلما ً ؟ وهل يعذر بالتأويل ؟‬
‫فإذا كان الجواب بالنفي فإن ضلده مثلله فللي الحكللم وهلي‬
‫إعانة الكفللار ونصللرتهم ومحبتهللم كللذلك ل عللذر بالتأويللل لن‬
‫الموالة والمعاداة ضدان ل يجتمعان ول يرتفعان‬
‫قللال ابللن تيميللة ‪ :‬فللي الفتللاوى ‪ 7/17‬علللى قللوله تعللالى )‬
‫وترى كثيرا منهــم يتولــون الــذين كفــروا لــبئس مــا‬
‫قــدمت لهـم أنفسـهم أن سـخط اللــه عليهـم وفـي‬
‫العذاب هم خالدون ‪ ,‬ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي‬
‫وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ( قال ‪ :‬فللدل علللى أن‬
‫اليمللان المللذكور ينفللي اتخللاذهم أوليللاء ويضللاده ول يجتمللع‬
‫اليمان واتخاذهم أولياء في القلللب ‪ ،‬ودل ذلللك علللى أن مللن‬
‫اتخللذهم أوليللاء مللا فعللل اليمللان الللواجب مللن اليمللان بللالله‬
‫والنبي وما أنزل إليه ومثله قوله تعالى ) ل تتخــذوا اليهــود‬
‫والنصارى أولياء بعضهم أوليــاء بعــض ومــن يتــولهم‬
‫منكم فإنه منهم ( فإنه أخبر في تلك اليات أن متللوليهم ل‬
‫يكون مؤمنا ً وأخبر هنا أن متوليهم هللو منهللم فللالقرآن يصللدق‬
‫بعضه بعضا ‪ .‬أ‪.‬هل‬
‫وقال ابن القيم ‪ :‬وقد حكم الله تعالى بأن من تللولهم فللإنه‬
‫منهم ول يتم اليمان إل بالبراءة منهم والولية تنللافي الللبراءة‬
‫فل تجتمع الولية والبراءة أبدا ‪ .‬أ‪.‬هل أحكام أهل الذمة ‪1/242‬‬
‫وكتابه )التبيان( هذا‪.‬‬
‫وقللال المنللاوي ‪ :‬قللال الزمخشللري ‪ :‬فللإن مللوالة الللولي‬
‫وموالة عدوه متنافيان ‪ .‬أ‪ .‬هل فيض القدير ‪) 6/111‬التبيان(‪.‬‬
‫وقال البيضاوي ‪ :‬فإن موالة المتعاديين ل يجتمعان ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪:‬‬
‫الوقائع التاريخية ‪ :‬التي ذكرها الشيخ ناصر الفهللد فللي كفللر‬
‫من أعان الكفار ووجه الدللة فيها ‪ :‬أنهم أجروها على معينين‬
‫لن المسؤول عنهم معينون ‪ ،‬فأفتوا بكفرهللم ولللم يفرقللوا ‪.‬‬
‫والتعييلن دليلل علدم العلذر بالجهلل والتأويلل وللو كلان فيله‬
‫تفريق لمللا أجللروه علللى معيللن دون استفصللال ‪ ،‬وهللذا ظلللم‬
‫ومجازفة وتعدي ومثله الستتابة فللإن مللن قيللل فيلله يسللتتاب‬
‫فهذا دليل على إجراء السم عليلله مللن ردة وغيرهللا ول يقللال‬
‫يستتاب إل لمعين ‪.‬‬
‫‪21‬‬

‫خامسا ً ‪:‬‬
‫ثم يقال أخيرا ً لمن قيد المظاهرة والعانة للكفار لمن كللان‬
‫من المسلمين يعذر بالجهل أو التأويل عليك الدليل في ذلك ‪.‬‬
‫لنه خلف الصل وخلف العموم ‪.‬‬
‫ومثل هذه الشبهة ‪ ،‬شبهة أخرى خطيرة مثلهللا وهللي‬
‫ربط المظاهرة بالعتقاد وأنه ل يكفر حتى يعتقد ‪ .‬وهذا إرجاء‬
‫وكفى ‪ .‬فإن الحكم أو السم إذا علق بالعملل والملر الظلاهر‬
‫في الدلللة ثللم صللرف إلللى العتقللاد فهللذا هللو أصللل الرجللاء‬
‫الخبيث ‪.‬‬
‫ومن شبه المرجئة اليوم هو تقييد المظاهرة ببغض السلللم‬
‫أو لجل كفرهم فيقول ‪ :‬إنه إذا ظاهر الكفار بغض لا ً للسلللم ‪،‬‬
‫أو ظاهر الكفار من أجل كفرهم هذا الللذي يكفللر ‪ ،‬ومللا عللداه‬
‫فل ‪ .‬وهذا قول باطل ‪ ،‬ومصادم للنصوص ‪:‬‬
‫قال تعالى ) ومن يتـولهم منكـم فـإنه منهـم ( ووجلله‬
‫الدللة ‪ :‬أنه علق وربط الحكم بالفعل وهو توليهم ‪ ،‬والتولي ‪:‬‬
‫فعل ظاهر ‪ ،‬وتعليقه بالعتقاد عموما ً أو بمسائل معينة منلله ؛‬
‫كبغض السلم أو من أجل كفرهم ونحوه تعليق بما لللم يعلللق‬
‫الله به ‪.‬‬
‫الدليل الثاني ‪ :‬ما سبق ذكره من قصة العباس والنفللر مللن‬
‫المسلمين الذين شاركوا ضد المسلمين فللي غللزوة بللدر فلللم‬
‫يستفصل الرسول صلى الله عليه وسلم منهم ولللم يقللل هللل‬
‫علللق الحكللم بالعمللل الظللاهر فقللال ‪:‬‬ ‫تعتقد ذلللك أم ل ؟ بللل ُ‬
‫ظاهرك علينا ‪.‬‬
‫الدليل الثالث ‪ :‬إطلقات أهل العلم وهي كللثيرة جللدا ً تفللوق‬
‫الحصر ‪ ،‬وكلهم بالجماع لللم يقيللدوا ذلللك بالعتقللاد فللي هللذه‬
‫المسألة ‪ ،‬ول كانوا يسألون من فعل ذلللك مللا هللو اعتقللادك ‪.‬‬
‫وفي الحديث ) من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ( بل‬
‫هذا بدعة ورثها مرجئة اليوم عن مرجئة المس‪.‬‬
‫بل إن المسلمين لللو ظللاهروا أو اسللتعانوا بالكفللار القويللاء‬
‫الذين يدهم ظاهرة وحاربوا مسلمين ليس بغضللا ً للسلللم ول‬
‫من أجل كفر الكافر ول نية اعتقاد فاسد ‪ ،‬بل ظاهروا الكفللار‬
‫أو استعانوا بهم لمقصد حسللن عنللدهم لكللانت هللذه مظللاهرة‬
‫بالجمللاع خصوص لا ً إذا جمعللوا مللع ذلللك مللدح الكفللار ‪ ،‬كللأن‬
‫يقولوا ‪ :‬إنهم أهل عدل وإنصللاف كمللا ُيقللال اليللوم فللي مللدح‬
‫أمريكا بأنهم أهل عدل وإنصاف ويحملللون لللواء العللدل ورفللع‬
‫‪22‬‬

‫الظلم ونحو ذلك ‪ ،‬قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب‪ :‬لو نقدر‬
‫أن السلطان ظلم أهل المغللرب ظلم لا ً عظيم لا ً فللي أمللوالهم‬
‫وبلدهم ومع هذا خافوا استيلءهم على بلدهم ظلما ً وعللدوانا ً‬
‫ورأوا أنهم ل يدفعونهم إل باستنجاد الفرنج وعلموا أن الفرنللج‬
‫ل يوافقونهم إل أن يقولوا نحن معكم على دينكم ودنياكم وهو‬
‫الحق ودين السلطان هو الباطل وتظللاهروا بللذلك ليل ً ونهللارا ً‬
‫مع أنهم لم يدخلوا في دين الفرنج ولم يتركوا السلم بالفعل‬
‫لكن لما تظاهروا بما ذكرنا ومرادهللم دفللع الظلللم عنهللم هللل‬
‫يشك أحد أنهم مرتدون في أكبر ما يكون من الكفر والردة إذ‬
‫صرحوا أن ديللن السلللطان هللو الباطللل مللع علمهللم أنلله حللق‬
‫وصرحوا أن دين الفرنج هو الصواب اهل تاريخ نجد ص ‪. 267‬‬
‫فمقصللدهم دفللع ظلللم السلللطان لكللن اسللتعانوا بالفرنللج‬
‫ومدحوهم بأنكم أهل عدل وفيكم خير كثير وأهللل ديمقراطيللة‬
‫) وهذا هو دين الفرنج ( ‪ ،‬وانظر نقل الجماع على كفرهم ‪.‬‬
‫وقال أيضا ‪ :‬أترى أهل الشام ) أي معاويللة ومللن معلله ( لللو‬
‫حملهم مخالفة علي بن أبي طالب علللى الجتمللاع بهللم ) أي‬
‫بالغالية الللذين حرقهللم علللي بللن أبللي طللالب لمللا أشللركوا (‬
‫والعتذار عنهم ) أي العتذار عن الللذين أشللركوا ( والمقاتلللة‬
‫معهم لو امتنعوا أترى أحدا ً من الصحابة يشللك فللي كفللر مللن‬
‫التجأ إليهم ولو أظهر البراءة من اعتقادهم وإنمللا التجللأ إليهللم‬
‫وزين مذهبهم لجل القتصاص مللن قتلللة عثمللان فتفكللر فللي‬
‫هذه القضية فإنها ل تبقى شبهة إل علللى مللن أراد الللله فتنتلله‬
‫اهل تاريخ نجد ص ‪. 338‬‬
‫ومن جهة دللة النظللر والقيللاس يللدل علللى ذلللك ‪ ،‬فللإنه ل‬
‫يجللوز لكللي نزيللل ظلم لا ً وقللع علينللا أن نزيللله بكفللر ونفللاق ‪.‬‬
‫ومعلوم أن الظلم الذي وقع مثل وتنزل ً ) إن صللح أنلله ظلللم (‬
‫أكثر ما ُيقال فيه ‪ :‬إنه ضرورة ‪ ،‬والضرورات تبيللح المحرمللات‬
‫بشللرطه ‪ ،‬ولكللن ل تبيللح الكفللر والللردة هللذا خلف النصللوص‬
‫وخلف الجماع ‪.‬‬
‫ويدل على هذا الكلم السابق أيضا ً ‪ :‬قوله تعالى )والفتنــة‬
‫أكبر من القتل ( وقال تعالى )والفتنة أشد من القتل‬
‫( قال ابن كثير في تفسير هذه الية ‪ :‬قال أبو العالية ومجاهد‬
‫وسعيد بن جبير وعكرمة والحسن وقتللادة والضللحاك والربيللع‬
‫بن أنس ‪ :‬الشلرك أشلد ملن القتلل ‪ .‬وكفلر أمريكلا والقضلاء‬
‫على من يحكم الشريعة أشد من قتل البرياء كما يقولون !‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫وقللال ابللن تيميللة فللي الفتللاوى ‪ ) :14/476‬إن الشللرك ‪،‬‬


‫والقول على الله بغيلر عللم ‪ ،‬والفلواحش مللا ظهلر منله وملا‬
‫بطن ‪ ،‬والظلم ‪ ،‬ل يكلون فيهلا شلئ ملن المصللحة ( فكيلف‬
‫ُيقال إن التحالف مع العلمانية فيه مصلحة ؟‪.‬‬
‫وقال في الفتاوى ‪ ) 14/477‬وما هو محرم علللى كللل أحللد‬
‫في كل حال ل يباح منله شلئ ؛ وهلو ‪ :‬الفلواحش ‪ ،‬والظللم ‪،‬‬
‫والشرك ‪ ،‬والقول على الله بل علم (‪.‬‬
‫وقال في الفتاوى ‪ ) :471-14/470‬إن المحرمات منهللا مللا‬
‫ُيقطللع بللأن الشللرع لللم ُيبللح منلله شلليئا ً ل لضللرورة ول غيللر‬
‫ضللرورة ؛ كالشللرك ‪ ،‬والفللواحش ‪ ،‬والقللول علللى الللله بغيللر‬
‫علم ‪ ،‬والظلللم المحللض ‪ ،‬وهللي الربعللة المللذكورة فللي قللوله‬
‫تعالى )قل إنما حرم ربــي الفــواحش مــا ظهــر منهــا‬
‫وما بطــن والثــم والبغــي بغيــر الحــق وأن تشــركوا‬
‫بالله مالم ينزل بــه ســلطانا وأن تقولــوا علــى اللــه‬
‫مال تعلمون ( فهذه الشياء محرمللة ‪ ،‬فللي جميللع الشللرائع‬
‫وبتحريمها بعث الله جميع الرسل ولم ُيبح منهللا شلليئا ً قللط ول‬
‫في حال من الحوال ولهذا أنزلت في هذه السورة المكية ( ‪.‬‬
‫فالموالة للكفار محرمة في كل وقت ول يبيحها الضرورة كما‬
‫يدعون !‬
‫وأخيــرا ً ‪ :‬فللإنني أدعللو إخللواني المسلللمين فللي مشللارق‬
‫الرض ومغاربها أن يساعدوا حكومة طالبان المسلللمة وفقهللا‬
‫الللله ‪ ،‬وأن يعينوهللا بمللا يسللتطيعون بالمللال والنفللس والللرأي‬
‫والمشورة والفتاوى من علماء المة وأهللل الصللحافة والعلم‬
‫والقلم فيجب عليهم المساعدة والعانة بملا يسلتطيعون علبر‬
‫وسائل العلم ‪ ،‬وكذا المنتديات عبر شبكة النترنت عليهللا أن‬
‫تساهم في هذا الواجب العيني ‪ ،‬وكللذا الللدعاء والقنللوت لهللم‬
‫في هللذه النازلللة العظيمللة والتضللرع إلللى الللله فللي نصللرتهم‬
‫وهزيمة عدوهم وعدونا‪.‬‬
‫وأن يتقللي الللله الجميللع فللي خللذلنها وتللرك نصللرتها ‪ ،‬قللال‬
‫تعالى ) وان استنصروكم في الدين فعليكــم النصــر (‬
‫قللال تعللالى ) والمؤمنــون والمؤمنــات بعضــهم أوليــاء‬
‫بعض ( قال تعالى ) ومالكم ل تقاتلون في سبيل الله‬
‫والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان ( وفللي‬
‫الحديث ) المسلم أخو المسلم ( ‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫والجهللاد اليللوم واجللب وفللرض عيللن بمللا يقللدر ويسللتطيع ‪،‬‬


‫واليات التي صيغتها المر في باب الجهاد كثيرة معلومة منهللا‬
‫قللوله تعللالى ) كتب عليكم القتــال وهــو كــرة لكــم ( ‪.‬‬
‫ولن هذه حرب صليبية مستهدف فيها السلم في كلل مكللان‬
‫خصوصللا ً مللن كللان مللن المجاهللدين والقللائمين بهللذا الللدين‬
‫والمتصدين للكفللار مللن كللل جنللس ‪ .‬فل بللد أن نهللب جميع لا ً‬
‫للدفاع عن بيضة الدين وحوزة السلم ‪.‬‬
‫والمجاهدون اليوم هم كتيبة السلللم وعزهللم عللز للسلللم‬
‫وذلهم وكبتهم والقضاء عليهم فيه خطللر علللى السلللم علم لا ً‬
‫بأن الله ناصر دينه ول تزال طائفة مللن هللذا المللة منصللورة ‪،‬‬
‫والله حافظ دينه ‪ .‬ودولة طلبان هي الباب اليللوم وكسللر هللذا‬
‫الباب ثلمة عظيمة على المسلمين له ما بعده ‪ ،‬فالله الله يللا‬
‫أخواني لشللد المئزر وبللذل الوسللع ) وإن تتولـوا يسـتبدل‬
‫قوما غيركم ثم ل يكونوا أمثالكم ( ‪.‬‬
‫كتبه ‪ /‬علي بن خضير الخضير‬
‫‪6/8/1422‬هـ‬
‫‪25‬‬

‫مقدمة المؤلف‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫فقللد خلللق الللله النللس والجللن ‪ ،‬وأرسللل الرسللل ‪ ،‬وشللرع‬
‫الشرائع ‪ ،‬وأنللزل الكتللب ‪ ،‬لتوحيللده سللبحانه فل يشللرك معلله‬
‫َ‬ ‫قلد بعث ْنللا فللي ك ُل ّ ُ‬
‫ن‬ ‫سللول ً أ ِ‬ ‫ملةٍ َر ُ‬ ‫لأ ّ‬ ‫غيره ؛ كما قللال تعللالى (وَل َ َ ْ َ َ َ ِ‬
‫ت ()النحللل‪ :‬مللن اليللة ‪ ، (36‬فل‬ ‫غو َ‬ ‫جت َن ِب ُللوا الط ّللا ُ‬ ‫ه َوا ْ‬ ‫دوا الل ّ َ‬ ‫اعْب ُ ُ‬
‫تصح عبادة الله سبحانه إل باجتناب الطاغوت والللبراءة منلله ‪،‬‬
‫وهذا هو مقتضى كلمة التوحيد )ل إللله إل الللله( ‪ ، ((1‬فل تصللح‬
‫موالة إل بمعاداة ؛ كما قال تعالى عن إمللام الحنفللاء إبراهيللم‬
‫َ‬ ‫عليه السلم ‪َ( :‬قا َ َ َ‬
‫م‬ ‫م َوآب َللاؤُك ُ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬أن ْت ُل ْ‬ ‫دو َ‬ ‫م ت َعْب ُل ُ‬ ‫مللا ك ُن ْت ُل ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل أفََرأي ْت ُ ْ‬
‫ب ال ْعَللال َ ِ‬ ‫م عَ لد ُوّ ل ِللي إ ِّل َر ّ‬ ‫َ‬
‫ن( )الشللعراء‪-75:‬‬ ‫مي َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَإ ِن ّهُ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫اْلقْد َ ُ‬
‫‪ ، (77‬فلم تصلح لخليللل الللله هللذه المللوالة إل بتحقيللق هللذه‬
‫المعاداة ‪ ،‬فإن ولية الله ل تصللح إل بللالبراءة مللن كللل معبللود‬
‫كانت ل َك ُ ُ‬
‫م‬ ‫هي ل َ‬ ‫ة فِللي إ ِب َْرا ِ‬ ‫س لن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫س لوَةٌ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫سواه ‪ ،‬قال تعالى (قَد ْ َ َ ْ‬
‫ن‬ ‫مل ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫مللا ت َعْب ُل ُ‬ ‫م ّ‬‫م وَ ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫م إ ِّنا ب َُرآُء ِ‬ ‫مهِ ْ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫ه إ ِذ ْ َقاُلوا ل ِ َ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫ضللاُء أ َب َللدا ً‬ ‫داوَةُ َوال ْب َغْ َ‬ ‫م ال ْعَ ل َ‬ ‫دا ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َك ُل ُ‬ ‫م وَب َ َ‬‫فْرَنا ب ِك ُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ ك َ َ‬ ‫ُدو ِ‬
‫ه( )الممتحنللة‪ ، (4:‬وقللال تعللالى (وَإ ِذ ْ‬ ‫ح لد َ ُ‬ ‫مُنوا ب ِللالل ّهِ وَ ْ‬ ‫حّتى ت ُؤْ ِ‬ ‫َ‬
‫ذي‬ ‫ن ‪ ،‬إ ِّل اّلل ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ملا ت َعُْبل ُ‬ ‫م ِلِبيلهِ وََقلوْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َقا َ‬
‫م ّ‬
‫مهِ إ ِن ِّنلي َبلَراٌء ِ‬ ‫هي ُ‬ ‫ل إ ِب َْرا ِ‬
‫م‬ ‫قب ِلهِ ل َعَل ّهُل ْ‬ ‫ة فِللي عَ ِ‬ ‫ة َباقِي َل ً‬ ‫مل ً‬‫جعَل ََها ك َل ِ َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫دي ِ‬‫سي َهْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫فَط ََرِني فَإ ِن ّ ُ‬
‫ن( )الزخرف ‪ ، (28-26:‬أي ‪ :‬جعل هذه المللوالة لللله ‪،‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫ي َْر ِ‬
‫والبراءة من كل معبود سواه ‪ ،‬كلمة باقية في عقبه ‪ ،‬يتوارثها‬
‫النبياء وأتباعهم ‪ ،‬بعضهم عللن بعللض ‪ ،‬وهللي كلمللة )ل إللله إل‬
‫الله( ‪ ،‬وهي التي ورثها إمام الحنفاء لتباعه إلى يوم القيامة ‪،‬‬
‫وهى الكلمة التي قامت بها الرض والسلماوات ‪ ،‬وفطللر الللله‬
‫عليهللا جميللع المخلوقللات ‪ ،‬وعليهللا أسسللت الملللة ‪ ،‬ونصللبت‬
‫القبلة ‪ ،‬وجردت سيوف الجهاد ‪ ،‬وهى محللض حللق الللله علللى‬
‫جميع العباد ‪ ،‬وهى الكلمة العاصمة للدم والمال والذريللة فللي‬
‫هذه الدار ‪ ،‬والمنجية مللن عللذاب القللبر وعللذاب النللار ‪ ،‬وهللى‬
‫المنشور الذي ل تدخل الجنة إل به ‪ ،‬والحبل الذي ل يصل إلى‬
‫الله من لم يتعلق بسببه ‪ ،‬وهللى كلمللة السلللم ‪ ،‬ومفتللاح دار‬
‫السلللم ‪ ،‬وبهللا انقسللم النللاس إلللى شلقي وسللعيد ‪ ،‬ومقبلول‬

‫)‪ (1‬ما بعد هذا مللأخوذ – بتصللرف – مللن كلم لبللن القيللم رحملله الللله فللي‬
‫)الجواب الكافي( ‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫وطريد ‪ ،‬وبها انفصلت دار الكفللر عللن دار السلللم ‪ ،‬وتميللزت‬


‫دار النعيللم مللن دار الشللقاء والهللوان ‪ ،‬وهللى العمللود الحامللل‬
‫للفرض والسنة ‪ ،‬ومللن كللان آخللر كلملله ل إللله إل الللله دخللل‬
‫الجنة ‪.‬‬
‫فإذا علمت – أخي المسلم – أهميللة هللذه الكلمللة ‪ ،‬فللاعلم‬
‫أن لها نواقض تبطل مفعولها ‪ ،‬وتجعل وجودها كالعدم ‪ ،‬لذلك‬
‫فللأهم مللا علللى المسلللم معرفتلله هللو )التوحيللد( لتحقيقلله ‪ ،‬و‬
‫)نواقض التوحيد( ليسلم له توحيده مما يزيله ‪.‬‬
‫وإن الحداث التي حصلت في )أمريكا( يوم الثلثاء وهي ما‬
‫تسمى بل)أحداث ‪ 11‬سبتمبر( قد محصلت النلاس ‪ ،‬وأظهلرت‬
‫مدى الخلل الذي يعانيه بعض المسلمين في أمور )التوحيد( ‪،‬‬
‫ومدى غفلتهم عن ركني ملة إبراهيم )الولء والبراء( ‪ ،‬ومللدى‬
‫ركونهم إلى الكفار ‪ ،‬ومحبتهم الدنيا ‪ ،‬وغفلتهللم عللن الخللرة ‪،‬‬
‫كما أظهرت من يبتغي بعلمه وجه الله والللدار الخللرة ‪ ،‬ممللن‬
‫يبتغللي بعلملله حطللام الللدنيا ‪ ،‬كمللا كشللفت عللن المنللافقين ‪،‬‬
‫وأظهرت كيد الكافرين ‪ ،‬ولله المر من قبل ومن بعد ‪.‬‬
‫وبين يديك – أيها الخ الكريم – رسالة فللي مسللألة عظيمللة‬
‫من مسللائل التوحيللد ‪ ،‬رأيللت بعللض النللاس غللافلين عنهللا ‪ ،‬أو‬
‫متغللافلين ‪ ،‬وهللي مسللألة تللولي الكفللار ومظللاهرتهم علللى‬
‫المسلمين ‪ ،‬وهللي نللاقض مللن نللواقض التوحيللد ‪ ،‬تهللدمه مللن‬
‫أساسه ‪ ،‬وتنقضه من أصله ‪ ،‬وتجعل عمل العبد هباء منثللورا ً ‪،‬‬
‫فرأيت إبراء للذمة ‪ ،‬ونصحا ً للمة ‪ ،‬وتحذيرا ً مللن الوقللوع فللي‬
‫فتنة تأييللد أئمللة الكفللر )أمريكللا وأحلفهللا( علللى المسلللمين ‪،‬‬
‫كتابة هذه الوراق ‪ ،‬وقد جعلتها على ثلثة فصول ‪:‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬الحملة الصليبية ضد السلم ‪:‬‬
‫وتحته ثلثة مباحث ‪:‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬نبذة عن )أمريكا( ‪:‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬نبذة عن )طالبان( ‪:‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬الدلة على الحملة الصليبية ‪:‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الدلة على كفر من أعان )أمريكللا( فللي‬
‫هذه الحملة ‪:‬‬
‫وتحته تمهيد وثمانية مباحث ‪:‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬الدليل من الجماع ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الدلة من الكتاب ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬الدلة من السنة ‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬الدلة من أقوال الصحابة ‪.‬‬


‫المبحث الخامس ‪ :‬الدلة من القياس ‪.‬‬
‫المبحث السادس ‪ :‬الدلة‪ ((1‬من التاريخ ‪.‬‬
‫المبحث السابع ‪ :‬الدلة من أقوال أهل العلم ‪.‬‬
‫المبحث الثامن ‪ :‬الدلة من أقوال أئمة الدعوة النجدية ‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الرد على الشبه اللتي أثيللرت حلول هللذا‬
‫الموضوع ‪:‬‬
‫وقد ذكرت ثمان شبهات ‪:‬‬
‫الشبهة الولى ‪ :‬قصة حاطب بن أبي بلتعة ‪.‬‬
‫الشبهة الثانية ‪ :‬قصة أبي جندل بن سهيل ‪.‬‬
‫الشبهة الثالثة ‪ :‬أن تحالف المسلمين مع الصليبيين مثل‬
‫)حلف الفضول( ‪.‬‬
‫الشبهة الرابعة ‪ :‬وجود إكراه في هذا المر ‪.‬‬
‫الشبهة الخامسة ‪ :‬أن إعانة الكفار على قسمين ‪.‬‬
‫الشبهة السادسة ‪ :‬أن طالبان ومن معهم )ظالمون( ‪.‬‬
‫الشبهة السابعة ‪ :‬أن )طالبان( دولة مشركين ‪.‬‬
‫الشبهة الثامنة ‪ :‬الستدلل بقللوله تعللالى )إل علللى قللوم‬
‫بينكم وبينهم ميثاق( ‪.‬‬
‫وختمت هذه الوراق بما يجب على المسلم عمله في هللذه‬
‫الفتنة ‪.‬‬
‫وأخيرا ً ‪ :‬فللإنني أشللكر المشللايخ الفضلللء الللذين تكرمللوا‬
‫بقراءة هذا الكتاب وقدموا له ‪ ،‬جزاهللم الللله خيللرا ً ‪ ،‬وأحسللن‬
‫إليهم ‪ ،‬ونفع بعلمهم المة‪. ((2‬‬
‫كما أسأل الللله سللبحانه أن يجعلل ملا كتبتلله خالصلا ً للوجهه‬
‫الكريم ‪ ،‬وأن ينفع به من قرأه ‪.‬‬
‫وصلللى الللله وسلللم علللى نبينللا محمللد وعلللى آللله وصللحبه‬
‫أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬
‫كتبه‬
‫ناصر بن حمد الفهد – الرياض – رجب ‪1422‬‬
‫)‪ (1‬ل أعني بالدلة هنا وفي المبحثين التاليين المعنى الصطلحي المعروف‬
‫عند الصوليين ‪ ،‬وإنما أريد بهلا ذكلر الدللة ملن التاريلخ و كلم أهلل العللم‬
‫على صحة هذا القول ‪ ،‬فالمباحث الخمسللة الولللى لتأصلليل هللذه المسللألة‬
‫شرعا ً ‪ ،‬والمباحث الثلثة الخيرة لثبات تقرير أهللل العلللم لهللا عللى النحللو‬
‫الذي قررناه‪.‬‬
‫)‪ (2‬وأحب أن أنبه إلى أنني أضفت شبهتين ليستا في المسودة التي قرأهللا‬
‫هؤلء المشايخ – حفظهم الله – وهما ‪ :‬الشبهة الثالثة ‪ ،‬والشبهة الثامنة ‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫الفصل الول‬
‫الحملة الصليبية ضد السلم‬

‫سأذكر في هذا الفصل ما يثبت أن هذه الحملة التي تقودها‬


‫)أمريكا( إنما هي )حملة صليبية( تريد بهللا ضللرب السلللم ‪ ،‬و‬
‫سأقسم هذا الفصل إلى ثلثة مباحث ‪:‬‬

‫المبحث الول ‪ :‬نبذة عن )أمريكا( ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬نبذة عن )طالبان( ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الدلة على أن هذه الحملة صللليبية ضللد‬


‫السلم ‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫المبحث الول‬
‫نبذة عن )أمريكا(‬
‫والكلم علللى فسللاد أمريكللا يطللول ‪ ،‬وسللأتكلم عليهللا مللن‬
‫جهتين ‪ ،‬فسادها في نفسها ‪ ،‬وإفسادها في الرض ‪:‬‬
‫أما الجهة الولى ‪ :‬وهو فسادها في نفسها ‪:‬‬
‫فل)أمريكا( رأس الكفر واللحاد ‪ ،‬وأصل الفسللاد والنحلل ‪،‬‬
‫وبلد العهللر والفجللور ‪ ،‬والفللواحش والمنكللرات ‪ ،‬قللد عشللش‬
‫عليها الشيطان ‪ ،‬وضرب فيها قبابه ‪.‬‬
‫أكللثر دول العللالم فللي عللدد ‪ :‬دور الللدعارة ‪ ،‬واللللواط ‪،‬‬
‫والسحاق ‪ ،‬وأندية العري ‪ ،‬وحمللل السللفاح ‪ ،‬ومواليللد الزنللا ‪،‬‬
‫وزنا المحللارم ‪ ،‬وجللرائم الخلق ‪ ،‬وقنللوات النحلل ‪ ،‬وشللرب‬
‫الخمور ‪ ،‬وأندية اللهو والميسر والرقللص والفسللق ‪ ،‬وسللأذكر‬
‫فيما يلي قليل ً مللن الحصللائيات تشلير إللى ملا ذكلرت – مللع‬
‫العلم أن هذه الحصائيات قديمة – ‪:‬‬
‫ً‪((1‬‬
‫‪.‬‬ ‫فيهللا أكللثر مللن ‪ 20‬مليللون شللاذ جنسلليا‬ ‫‪-1‬‬
‫)المجتمع ‪(350/15‬‬
‫يبللاع فيهللا أكللثر مللن ‪ 5000‬طفللل كللل سللنة‬ ‫‪-2‬‬
‫) المجتمع ‪. (249/44‬‬
‫حوالي ثلث المواليد هناك من الزنا ) المجتمع‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ ، (10/14‬واللتي يلدن سفاحا ً مللن المراهقللات فقللط‬
‫أكللثر مللن نصللف مليللون مراهقللة سللنويا ً )المجتمللع‬
‫‪.(648/53‬‬
‫من كل ‪ 20‬شخصلا ً فللي أمريكللا يوجللد لقيللط‬ ‫‪-4‬‬
‫واحد )المجتمع ‪. (209/12‬‬
‫قتل فيها أكثر من ‪ 15‬مليون طفل مللن خلل‬ ‫‪-5‬‬
‫الجهاض القانوني )المجتمع ‪(625/35‬‬
‫تعتلللبر مدينلللة سلللان فرانسيسلللكو عاصلللمة‬ ‫‪-6‬‬
‫)اللوطيللة( ‪ ،‬ويمثلللون ربللع نللاخبي المدينللة )المجتمللع‬
‫‪. (637/32‬‬
‫فيها نحو من ‪ 100‬مليون من الملدمنين عللى‬ ‫‪-7‬‬
‫شرب الخمر )المجتمع ‪. (199/42‬‬

‫)‪ (1‬عدد الشواذ )اللوطية ‪ ،‬والسللحاقيات( فللي )أمريكللا( أكللثر مللن سللكان‬
‫)أفغانستان( مجتمعين !!! ‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫تنتج شللركات الخمللور فللي أمريكللا مللا قيمتلله‬ ‫‪-8‬‬


‫أكلللثر ملللن ‪ 24‬مليلللارا ً ملللن اللللدولرات )المجتملللع‬
‫‪.(157/30‬‬
‫وأما الجرائم فيها فأكثر من أن تحصر ‪ ،‬ومن ذلك ‪:‬‬
‫‪ -1‬في إحصائيات الحكومة المريكية بلغ عدد الجللرائم‬
‫عام ‪ 2000‬حوالي ‪ 26‬مليون جريمة‪.‬‬
‫‪ -2‬وفي إحصائيتهم للجرائم عام ‪ 1999‬كان ما يلي ‪:‬‬
‫‪ (1‬كل ‪ 3‬ثوان يحصل جريمة على ممتلك )عقار( ‪.‬‬
‫‪ (2‬جريمة سرقة كل ‪ 15‬ثانية ‪.‬‬
‫‪ (3‬جريمه بشعه كل ‪ 22‬ثانية ‪.‬‬
‫‪ (4‬جريمة قتل كل ‪ 34‬ثانية ‪.‬‬
‫‪ (5‬جريمة اغتصاب كل ‪ 6‬دقائق ‪.‬‬
‫‪ (6‬جريمة اعتداء جسدي كل ‪ 34‬ثانية‪.‬‬
‫وملا ذكرتله هنلا شليء يسلير جلدا ً ملن فسلاد هلذه الدوللة‬
‫الكافرة ‪.‬‬
‫وإذا علمت – أخي المسلم – أن الله سلبحانه ذكلر ملا ذكلر‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫جللا َ‬ ‫ن الّر َ‬ ‫م ل َت َلأُتو َ‬
‫عن قللوم لللوط ‪ ،‬فقللال تعللالى عنهللم (أإ ِن ّك ُل ْ‬
‫ْ‬
‫من ْك ََر ()العنكبوت‪ :‬مللن‬ ‫م ال ْ ُ‬‫ن ِفي َناِديك ُ ُ‬ ‫ل وَت َأُتو َ‬ ‫سِبي َ‬‫ن ال ّ‬ ‫قط َُعو َ‬ ‫وَت َ ْ‬
‫الية ‪ ، (29‬وأكثر ما وجللدت مللن سللردٍ للمنكللرات الللتي كللان‬
‫عليها قوم لوط هو ما رواه ابن عساكر بسنده )تاريخ دمشللق‬
‫ط عشللر‬ ‫‪ (321 /50‬عن أبي أمامة قال ‪ :‬كللان فللي قللوم لللو ٍ‬
‫خصال يعرفون بها ‪ :‬لعب الحمام ‪ ،‬ورمي البنللدق ‪ ،‬والمكللاء ‪،‬‬
‫والخللذف فللي النللداء ‪ ،‬وتبسلليط الشللعر ‪ ،‬وفرقعللة العلللك ‪،‬‬
‫وإسبال الزار ‪ ،‬وحبللس القبيللة ‪ ،‬وإتيللان الرجللال ‪ ،‬والمنادمللة‬
‫على الشراب ‪.‬‬
‫وإذا قرنللت هللذه العشللر بجللانب الرقللام الفلكيللة للفسللاد‬
‫المريكي تبين لك الفرق العظيم ‪ ،‬وأن فسللاد أمريكللا قللد زاد‬
‫ف مضاعفة‪.‬‬ ‫على فساد قوم لوط بأضعا ٍ‬
‫ط بعقوبلة لللم‬ ‫وإذا علمت أن الللله سللبحانه علاقب قلوم للو ٍ‬
‫سلل َْنا‬ ‫ُ‬
‫يعاقب بها أحدا ً غيرهم ‪ ،‬فقال تعالى عنهلم (َقلاُلوا إ ِّنلا أْر ِ‬
‫ة‬ ‫م ً‬ ‫س لو ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن‪ُ ،‬‬ ‫طي ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫جاَرةً ِ‬ ‫ح َ‬‫م ِ‬ ‫ل عَل َي ْهِ ْ‬ ‫س َ‬
‫ن ‪ ،‬ل ِن ُْر ِ‬ ‫مي َ‬ ‫جر ِ ِ‬ ‫م ْ‬‫إ َِلى قَوْم ٍ ُ‬
‫جللاَء‬ ‫ما َ‬ ‫ن( )الذريات‪ ، (34:‬وقال تعالى (فَل َ ّ‬ ‫سرِِفي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ل ِل ْ ُ‬‫عن ْد َ َرب ّ َ‬ ‫ِ‬
‫مط َْرَنا عَل َي ْهَللا ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫جي ٍ‬ ‫سل ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫مل ْ‬‫جللاَرةً ِ‬ ‫ح َ‬ ‫سافِل ََها وَأ ْ‬ ‫عال ِي ََها َ‬ ‫جعَل َْنا َ‬ ‫مُرَنا َ‬ ‫أ ْ‬
‫ه‬
‫ف ِ‬ ‫ض لي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ق لد ْ َراوَُدوهُ عَل ْ‬ ‫ضللوٍد( )هللود‪، (82:‬وقللال تعللالى (وَل َ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذاِبي وَن ُلذ ُِر( )القمللر‪ ، (37:‬وقللال‬ ‫ذوقوا عَل َ‬ ‫م فل ُ‬ ‫سَنا أعْي ُن َهُل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫فَط َ‬
‫‪31‬‬

‫َ‬
‫ن( )الحجللر‪ ، (73:‬فعللاقبهم‬ ‫م ْ‬
‫ش لرِِقي َ‬ ‫ة ُ‬
‫ح ُ‬
‫صي ْ َ‬
‫م ال ّ‬ ‫تعالى (فَأ َ‬
‫خذ َت ْهُ ُ‬
‫الللله سللبحانه علللى منكراتهللم بللأن طمللس علللى أعينهللم ‪،‬‬
‫وأخللذتهم الصلليحة ‪ ،‬وجعللل أرضللهم عاليهللا سللافلها ‪ ،‬وأمطللر‬
‫عليهم حجارة من سجيل ‪.‬‬
‫فما ظنك بالعقوبة التي تستحقها )أمريكا( ؟‪.‬‬
‫وهل تستحق – مثل هللذه البلد – أن يبكللي عليهللا أحللد مللن‬
‫ذوي اليمان ؟‪.‬‬

‫الجهة الثانية ‪ :‬إفسادها في الرض ‪:‬‬


‫فل)أمريكا( لو كان فسادها قاصرا ً عليها لكانت تستحق مللن‬
‫العقوبات اللهية الشيء العظيم ‪ ،‬فكيف وقللد تعللدى فسللادها‬
‫إلى غيرها ‪ ،‬فعاثت في الرض فسادا ً ‪.‬‬
‫فأصل الفساد الخلقي والنحلل في كثير مللن المجتمعللات‬
‫كانت أمريكا تقف وراءه ‪:‬‬
‫فبلللانكوك )عاصلللمة الفسلللاد الجنسلللي فلللي‬ ‫‪-1‬‬
‫العللالم( كللان الوجللود العسللكري المريكللي العامللل‬
‫الرئيس في تفشللي الفسللاد والنحلل فيهللا )المجتمللع‬
‫‪. (8 / 248‬‬
‫وأكبر مصدر للفلم الخبيثللة فللي العللالم هللي‬ ‫‪-2‬‬
‫)هوليود( – عاصمة السينما – في )أمريكا( ‪.‬‬
‫وأكبر دولة من حيث عدد قنللوات )الجنللس( ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫والمواقع الباحية في )النترنت( هي )أمريكا( ‪.‬‬
‫وأكبر الشللركات المصللدرة للخمللور والللدخان‬ ‫‪-4‬‬
‫توجد في )أمريكا( ‪.‬‬
‫وأكبر مصانع السلحة التي يقتتللل بهللا البشللر‬ ‫‪-5‬‬
‫توجد في )أمريكا( ‪.‬‬
‫وغير ذلك من أسباب نشر الفساد والرذيلة في المجتمعات‬
‫‪.‬‬
‫وأمللا جرائمهللا بحللق البشللر الخريللن مللن غيللر المسلللمين‬
‫فكثيرة جدا ً ‪ ،‬إليك بعضا ً منها ‪:‬‬
‫قللاموا بإبللادة ملييللن الهنللود الحمللر – يصللل‬ ‫‪-1‬‬
‫عددهم في بعض الحصائيات إلى أكثر من مائة مليون‬
‫– وهم السكان الصليون لمريكا ‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫وقاموا بإبللادة كللثير مللن الفارقللة فللي تجللارة‬ ‫‪-2‬‬


‫الرقيللق – يصللل عللددهم فللي بعللض الحصللائيات إلللى‬
‫مليين – ‪.‬‬
‫في ليلة من ليالي عام ‪ – 1944‬فللي الحللرب‬ ‫‪-3‬‬
‫العالميللة الثانيللة – دمللرت ‪ 334‬طللائرة أمريكيللة مللا‬
‫مساحته ‪ 16‬ميل ً مربعا ً من طوكيو ‪ ،‬بإسللقاط القنابللل‬
‫الحارقة ‪ ،‬وقتلت ‪ 100‬ألف شخص ‪ ،‬وشللردت مليللون‬
‫نسمة ‪ ،‬ولحظ أحد كبار جنرالتهم بارتيلاح أن الرجلال‬
‫والنساء والطفال اليابانيين قللد أحرقللوا ‪ ،‬وتللم غليهللم‬
‫وخبزهم حللتى المللوت‪ ،‬وكللانت الحللرارة شللديدة جللدا ً‬
‫حتى أن الماء قللد وصللل فللي القنللوات درجللة الغليللان‬
‫وذابت الهياكل المعدنية وتفجر الناس في ألسللنة مللن‬
‫اللهب ‪ ،‬وتعرضت أثناء الحرب حوالي ‪ 64‬مدينة يابانية‬
‫‪ ،‬فضل ً عن هيروشيما وناغازاكي ‪ ،‬إلى مثل هذا النللوع‬
‫من الهجوم ‪ ،‬ويشير أحد التقللديرات إلللى مقتللل زهللاء‬
‫‪ 400‬ألف شخص بهذه الطريقة ‪.‬‬
‫وبين عامي ‪ 1952‬و ‪ : 1973‬ذبحت الوليللات‬ ‫‪-4‬‬
‫المتحدة في تقدير معتدل زهاء عشللرة ملييللن صلليني‬
‫وكوري وفيتنامى ولووسي وكمبودي ‪.‬‬
‫و بحلللول منتصللف عللام ‪ 1963‬سللببت حللرب‬ ‫‪-5‬‬
‫فيتنام ‪ :‬مقتللل ‪ 160‬ألللف شللخص ‪ ،‬وتعللذيب وتشللويه‬
‫‪ 700‬ألف شخص ‪ ،‬واغتصاب ‪ 31‬ألف امرأة ‪ ،‬ونزعت‬
‫أحشاء ‪ 3000‬شخص وهم أحياء ‪ ،‬وأحرق ‪ 4000‬حتى‬
‫الموت ‪ ،‬وهوجمت ‪ 46‬قرية بالمواد الكيماوية السللامة‬
‫‪.‬‬
‫وأدى القصف المريكي لهانوي وهايفونغ فللي‬ ‫‪-6‬‬
‫فترة أعياد الميلد وعام ‪ : 1972‬إلى إصابة أكللثر مللن‬
‫‪ 30‬ألف طفل بالصمم الدائم ‪.‬‬
‫وقتل الجيش المريكي المدرب في غواتيمال‬ ‫‪-7‬‬
‫أكثر من ‪ 150‬ألف فلح بين عامي ‪ 1966‬و ‪.1986‬‬

‫وأمللا جرائمهللا بحللق المسلللمين والمنتسللبين إلللى السلللم‬


‫فكثيرة جللدا ً ‪ ،‬وللو أردنللا تفصليلها لخرجنللا عللن موضللوعنا ‪،‬‬
‫ولكننا نشير إلى إحصائيات يسيرة تشير إلى ما وراءها ‪:‬‬
‫‪33‬‬

‫قتل أكللثر مللن مليللون طفللل عراقللي بسللبب‬ ‫‪-1‬‬


‫قصف القوات المريكية للعراق وحصللارها الظللالم للله‬
‫خلل عشر سنوات ‪.((1‬‬
‫أصيب اللف من الطفال الرضع في العللراق‬ ‫‪-2‬‬
‫بالعمى لقلة النسولين ‪.‬‬
‫هبط عمر العراقيين ‪ 20‬سنة للرجللال ‪ ،‬و ‪11‬‬ ‫‪-3‬‬
‫سنة للنساء ‪ ،‬بسبب الحصار والقصف المريكي ‪.‬‬
‫أكللثر مللن نصللف مليللون حالللة وفللاة بالقتللل‬ ‫‪-4‬‬
‫الشعاعي ‪.‬‬
‫وقتل اللف من الشلليوخ والنسللاء والطفللال‬ ‫‪-5‬‬
‫الفلسطينين بالسلح المريكي ‪.‬‬
‫وقتللل اللف أيض لا ً مللن اللبنللانيين واللجئيللن‬ ‫‪-6‬‬
‫الفلسطينين فللي المجللازر الللتي قللامت بهللا إسللرائيل‬
‫بحماية أمريكية ‪.‬‬
‫بين ‪ : 1414 – 1412‬قتل الجيش المريكي‬ ‫‪-7‬‬
‫اللف من الصوماليين أثناء غزوهم للصومال ‪.‬‬
‫‪ : 1419‬شنت أمريكا هجوما ً بصللواريخ كللروز‬ ‫‪-8‬‬
‫علللى السللودان وأفغانسللتان ‪ ،‬دمللروا خلللله مصللنعا ً‬
‫سودانيا ً للدواء ‪ ،‬وقتل أكثر من مائتين ‪.‬‬
‫قتلللت إسللرائيل بمباركللة أمريكللا أكللثر مللن‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ 17000‬شخص في غزوها لجنوب لبنان‪.‬‬
‫‪ -10‬وقتللل عسللكريو أندونيسلليا أكللثر مللن مليللون‬
‫شخص بدعم من أمريكا ‪.‬‬
‫‪ -11‬تسلبب حصلارهم لفغانسلتان فلي قتلل أكلثر‬
‫‪ 15000‬طفل أفغاني ‪.‬‬
‫هللذا غيللر المجللازر الللتي باركهللا المريكللان فللي الشيشللان‬
‫والبوسللنة ومقللدونيا وكوسللوفا وكشللمير والفلللبين وجللزر‬
‫الملوك وتيمور وغيرها من أراضي السلم ‪.‬‬
‫و لو حلف حالف بأنه ما حصلت – في السللنوات الخيللرة –‬
‫مجللزرة لقللوم مللن المسلللمين ‪ ،‬أو تشللريد لهللم ‪ ،‬أو احتلل‬
‫لرضلهم ‪ ،‬إل ووراءهلا أيلدٍ أمريكيلة ‪ ،‬فلإنني ل أظنله يحنلث ‪،‬‬
‫والله المستعان ‪.‬‬
‫)‪ (1‬وقد رفع أحد المحامين النصارى المريكيين دعوى على )جللورج بللوش(‬
‫الب يطالب فيها بمحاكمته على أنه مجرم حللرب ‪ ،‬بسللبب مللا أحللدثه فللي‬
‫)العراق( من قتل وتدمير !! ‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫وأخيرا ً ‪:‬‬
‫فإن من نعم الله التي ل تعد ول تحصى أن جعل قيادة هللذا‬
‫التحالف الكافر بيد هذه الدولة الظالمة حتى يستبين الطريللق‬
‫ول يلتبس على أحدٍ ممن يريد الحق ‪ ،‬فتاريخها مليء بللالظلم‬
‫والخبللث والفسللاد والفسللاد ‪ ،‬وملفهللا السللود معللروف لكللل‬
‫الناس ‪ ،‬وهذا ممللا يجعللل الحللق أشللد وضللوحا ً ‪ ،‬ولللله الحمللد‬
‫والمنة ‪.‬‬
‫‪35‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫نبذة عن )طالبان(‬
‫لشك أن شعب )أفغانستان( كغيره من الشعوب من حيللث‬
‫تعدد العقائد والمناهج ‪ ،‬ففيهللم الجهلللة ‪ ،‬وفيهللم المتعلمللون ‪،‬‬
‫وفيهم السنة ‪ ،‬وفيهم أهل البدع ‪ ،‬وقد عانت بلد الفغان مللن‬
‫الحروب وويلت الشيوعيين ‪ ،‬ثم تل ذلك حروب الحزاب ومللا‬
‫ترتب على ذلللك مللن قتللل و تشللريد اللف مللن المسلللمين ‪،‬‬
‫وساهم هذا كله في تفشي الجهل والمية بينهم ‪ ،‬وحين نتكلم‬
‫فللي هللذا الفصللل علللى )طالبللان( ل ننفللي وجللود المنكللرات‬
‫هناك ‪ ،‬ول ندعي أنها سالمة من البدع ‪ ،‬فهي دولة تحكم عددا ً‬
‫مللن العللراق والجنللاس ‪ ،‬بللل و )طالبللان( أنفسللهم متعللددو‬
‫التوجهات ‪ ،‬ففيهم من يميل لهل الحديث ‪ ،‬وفيهم مللن يميللل‬
‫للصوفية ‪ ،‬وفيهم المتعصب ‪ ،‬وفيهللم المعتللدل ‪ ،‬لللذا فنحللن ل‬
‫نزعم هنا أنها ليس عليها أخطاء في المنهج ‪ ،‬ولكننا نقصد هنا‬
‫بيان صدق حكومللة )طالبللان( فللي تطللبيق الشللريعة وفرضللها‬
‫على البلد ‪ ،‬وأن الساعي للكمال ليس كالمبتعد عنه ‪ ،‬وناشللد‬
‫الصلح ليس كالمفسد ‪ ،‬ومريد الخير ليس كللالمعرض عنلله ‪،‬‬
‫ومحب الشريعة وأهل السلم ليس كالمحارب لهم – وسيأتي‬
‫مزيللد بيللان لهللذا إن شللاء الللله تعللالى فللي مناقشللة الشللبهة‬
‫السابعة – ‪.‬‬
‫ول شك أن المراقب لفغانستان بعد قيام حكومة )طالبان(‬
‫يرى أن راية السلم ترتفع يوما ً بعد يوم ‪ ،‬وأنهم يسيرون مللن‬
‫الحسللن إلللى الحسللن ‪ ،‬فقللد طبقللت الشللريعة السلللمية ‪،‬‬
‫وأقيمللت الحللدود ‪ ،‬وأمنللت السللبل‪ ، ((1‬ومنعللت المنكللرات ‪،‬‬
‫وقضي على كثير من مظاهر الفساد ‪ ،‬وكنا ل نزال نسمع عبر‬
‫وسائل العلم المعادية أخبارا ً عنهللم تثلللج صللدور المللؤمنين ‪،‬‬
‫وسأذكر فيما يلي – باختصار – تاريخ قيام )طالبللان( وأعمالهللا‬
‫الجليلة في تطبيق الشريعة السلمية‪:‬‬

‫)‪ (1‬وهللذا مللن العللاجيب ‪ ،‬فبلد الفغللان مللن أوعللر بلد العللالم مللن حيللث‬
‫التضاريس وكثرة الجبال ‪ ،‬والسللحة منتشلرة بيلن الشلعب ‪ ،‬وكلثر قطلاع‬
‫الطرق مع حكم الشيوعية ثم اقتتال الحزاب بينهم ‪ ،‬ومع ذلللك اسللتطاعت‬
‫)طالبان( القضاء عليهم ونشر المللن فللي فللترة وجيللزة ‪ ،‬وهللذا جللزاء مللن‬
‫يطبق شرع الله سبحانه‪.‬‬
‫‪36‬‬

‫لقد كان سبب نشوء حركة طالبان فللي أول عللام ‪1415‬هل ل‬
‫على أثر بعض جرائم قطع الطريق واختطاف عدد من النساء‬
‫‪ ،‬على مرأى من ) المل محمد عمللر زعيللم حركللة طالبللان ( ‪،‬‬
‫مما دعاه مع بعض طلبة العلم إلى أن يقاتلوا بأنفسهم قطللاع‬
‫الطرق ومحاولة إقامة الحدود ‪ ،‬فقضوا عليهللم فللي )قنللدهار(‬
‫وما حولهللا ‪ ،‬ثللم بللدأوا بالتوسللع فللي مطللاردة قطللاع الطللرق‬
‫واللصوص حللتى أقللاموا محكمللة شللرعية فللي قنللدهار ‪ ،‬ففللر‬
‫اللصوص وتفشى المن وانطلق الناس لشللؤون حيللاتهم ‪ ،‬ثللم‬
‫قاموا بإدخال الوليات الفغانية ‪ ،‬الوليللة بعللد الخللرى ‪ ،‬تحللت‬
‫حكمهم ‪ ،‬حتى سقطت كابل بيللدهم فللي تاريللخ ‪،14/5/1417‬‬
‫بعللدما أسللقطوا قبلهللا كللل الوليللات الجنوبيللة والشللرقية‬
‫والغربية ‪ ،‬ودخل تحت حكم الطلبة مللن الوليللات سلللما ً خلل‬
‫سنة واحدة ‪ 20‬ولية من أصللل ‪ 31‬وليللة ‪ ،‬وجميللع فتوحللاتهم‬
‫فللي البدايللة كلانت سلللما ً لن الشللعب الفغللاني يعللرف قللادة‬
‫الطلبة بعلمهم ‪ ،‬وكان معهم كبار علماء أفغانستان وهو المللر‬
‫الذي دعا الفغان جميعا ً أن ينظموا إليهم لول وهلة ‪ .‬ثللم بللدأ‬
‫زحفهللم علللى الشللمال – الللذين يللدعمهم الكفللار كللالروس‬
‫والهنادكللة – حللتى بقللي لهللم ‪ %4‬فقللط مللن مجمللوع أرض‬
‫أفغانستان ‪.‬‬
‫وكللان مللن أعمللال الطلبللة عنللدما جللاءوا تطللبيق الشللريعة‬
‫السلمية على كل شبر سيطروا عليه فللي أي مكللان ‪ ،‬وكللان‬
‫من قراراتهم ‪:‬‬
‫‪ .1‬سحب جميع السلحة الثقيلة والمتوسلطة مللن أيللدي‬
‫القبلللائل اللللتي كلللانت تسلللتخدمها فلللي النزاعلللات القبليلللة‬
‫ويستخدمها بعضهم في السطو وقطع الطرق ‪.‬‬
‫‪ .2‬عملللوا علللى إخللراج نجيللب وأخيلله مللن مقللر المللم‬
‫المتحدة في كابل الذي كان لجئا ً فيه وأقاموا عليه حد الردة‪.‬‬
‫‪ .3‬قاموا بهدم جميع الصنام الللتي كللانت أمللام الفنللادق‬
‫في كابل خاصة أمام فندق النتركونتننتل ‪.‬‬
‫‪ .4‬أسسوا المحاكم الشرعية في جميع الوليات التابعللة‬
‫لهم ‪.‬‬
‫‪ .5‬أسسوا وزارة للمر بالمعروف والنهي عللن المنكللر ‪،‬‬
‫وهذه الوزارة لها صلحيات واسعة جدا ً ‪ ،‬وفي جميع المجالت‬
‫‪ ،‬ولها أعمال جليلة منها ‪:‬‬
‫‪37‬‬

‫‪ ‬عملت على ضرب الجزية علللى الكفللار ‪ ،‬وأطلقللوا‬


‫عليهم اسللم أهللل الذمللة ‪ ،‬وألزمللوهم بللأن يتميللزوا بإشللارات‬
‫تميزهم عن المسلمين ‪.‬‬
‫‪ ‬وعملت على الهتمام بللأمر الصلللة وإلللزام النللاس‬
‫بها ‪ ،‬وإغلق المحلت بعد الذان ‪.‬‬
‫‪ ‬وعمللت اللوزارة عللى منلع كلل مظلاهر الفسلوق‬
‫والكفر ‪ ،‬فأغلقت محطة التلفزيون فلي كابلل وقطعلت البلث‬
‫التلفزيوني ‪ ،‬و أسلمت الذاعللة وأسللمتها إذاعللة الشللريعة ‪ ،‬و‬
‫دمللرت جميللع محلت المعللازف والغللاني ‪ ،‬و منعللت دخللول‬
‫أشللرطة الغللاني وعللزرت كللل مللن يهربهللا ‪ ،‬و أحللالت دور‬
‫السينما إلى قاعات للمحاضرات ‪.‬‬
‫‪ ‬ومنعت حلق اللحى ‪ ،‬ومنعت محلت حلقتها‪.‬‬
‫‪ ‬و عملت على منع خروج النسللاء إل بالحجللاب ‪ ،‬ول‬
‫السفر إل بمحللرم ‪ ،‬و أخرجللت جميللع العللاملت فللي المللاكن‬
‫المختلطة من النساء ‪ ،‬وتم منع الجنبيات من دخول البلد ‪.‬‬
‫‪ ‬و منعوا دخول المجلت والصحف التي فيها مفاسد‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬كما عملت الوزارة على محاربة المخدرات بشللكل‬
‫متدرج حتى تم القضاء على زراعتهللا فللي صلليف عللام ‪1420‬‬
‫حيث أصدرت لجنة المم المتحللدة لمكافحللة المخللدرات بيانلا ً‬
‫نشر في وسائل العلم تحللت عنللوان ) أفغانستان خاليــة‬
‫من المخدرات ( وجاء فيه أن لجنة دوليللة زارت أفغانسللتان‬
‫للتأكد من عدم وجللود زراعللة المخلدرات وزارت هللذه اللجنلة‬
‫‪1271‬موقعلللا ً كلللانت تلللزرع فيللله المخلللدرات فوجلللدت أن‬
‫المخدرات قد استبدلت بمحاصيل زراعية مختلفللة ‪ ،‬كمللا ذكللر‬
‫)مركز المم المتحدة لمكافحة المخدرات( فللي بيللانه الصللادر‬
‫فللي ‪ 15‬أكتللوبر مللن ‪ 2001‬أن نسللبة زراعللة الفيللون قللد‬
‫انخفضللت بنسللبة ‪ %94‬فللي المنللاطق الخاضللعة لسلليطرة‬
‫طالبان‪ .‬وترجع المم المتحدة السللبب إلللى الوامللر الصللارمة‬
‫التي أصدرها قللائد الحركللة المل محمللد عمللر بتحريللم زراعللة‬
‫الفيون في المناطق الخاضعة لحكمه‪ .‬وقد ذكر المركز أيضللا ً‬
‫أن أغلللب الفيللون الصللادر مللن أفغانسللتان فينتللج حالي لا ً فللي‬
‫المناطق الخاضعة لسيطرة حزب التحالف الشمالي ‪.‬‬
‫‪38‬‬

‫‪ ‬كما عملت أيضا ً على تكسير جميع الصللنام الثريللة‬


‫الموجودة في المتاحف ‪ ،‬وعملللت علللى هللدم جميللع الصللنام‬
‫الكبللار وخاصللة تمثللالي بللوذا فللي باميللان – علللى الرغللم مللن‬
‫معارضة العالم لها –‪.‬‬
‫‪ ‬وقررت أيضا ً منع التقاط النللترنت بسللبب مللا فيهللا‬
‫من فساد ‪.‬‬
‫‪ ‬وعملت على إزالة بعض المشاهد التي على القبور‬
‫‪ ،‬ومنعت الناس من مظاهر الشرك التي كانت تعمل عنللدها ‪،‬‬
‫وقللد وضللعوا سللياجا ً حللول بعللض المقللابر ‪ ،‬وعلقللوا لوحللات‬
‫مكتوب عليها آداب الزيارة الشرعية لها‪.‬‬
‫‪ .6‬وفللي نظللام التعليللم أغلقللت مللدارس البنللات لنهللم‬
‫يقولون نحتاج إلى وقت لكي نعد مدرسات صالحات نثق بهللن‬
‫لتربية بنللات المسلللمين ‪ ،‬والجللدير بالللذكر أن مقللرر العقيللدة‬
‫لديهم في جميع المراحل هو كتاب العقيلدة الطحاويلة ‪ ،‬وملن‬
‫المواد المهمة لديهم مادة الجهاد وفقهه ‪.‬‬
‫وكانت إمارة )طالبان( الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة‬
‫المجاهدين الشيشان وقد دعمتهم بكللل مللا تسللتطيع وفتحللت‬
‫أراضيها لهم ‪.‬‬
‫هذا ملخص لعمال هذه المللارة خلل سللت سللنوات فقللط‬
‫من توليها الحكم فللي بلد الفغللان ‪ ،‬فقللارن بينهللا وبيللن حللال‬
‫رأس الكفر )أمريكا( !!‪.‬‬
‫ولشللك أن مثللل هللذه العمللال تقللض مضللاجع الكفللار مللن‬
‫صليبين وغيرهم الذين ل يريدون إقامة دولة إسلمية ‪ ،‬فسعوا‬
‫في حربها منذ ظهور تطبيقها للشرع ‪:‬‬
‫فقاموا بحصار ظالم لها ‪ ،‬قتل بسببه أكثر مللن ‪ 15000‬طفللل‬
‫أفغاني ‪.‬‬
‫وقاموا بدعم قوات تحالف الشمال المعارض لحكومة طالبان‬
‫‪.‬‬
‫وقامت أمريكا بضربها بصواريخ كروز عام ‪. 1419‬‬
‫ثم جاءت فرصة )الحملة الصليبية ( الشللاملة الن ‪ ،‬وهللي مللا‬
‫سنتكلم عليه في المبحث التالي ‪.‬‬
‫‪39‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫الدلة على الحملة الصليبية‬
‫لملللا حصللللت حلللوادث ‪ 11‬سلللبتمبر فلللي )أمريكلللا( قلللام‬
‫المسئولون هناك فورا ً ومن أول يوم باتهام )بعض المسلمين(‬
‫بللأنه وراء هللذه العمللال ‪ ،‬وقبللل اكتمللال التحقيقللات بللدأوا‬
‫بالعللداد لحملللة صللليبية عامللة للقضللاء علللى السلللم تحللت‬
‫مسمى )حرب الرهاب( ‪ ،‬ورغم وضللوح اسللتهدافهم للسلللم‬
‫في هذه الحملة ‪ ،‬إل أن هنللاك مللن السللذج – أو المنللافقين –‬
‫من قد يغتر بكلمهم أو يغ لّرر بلله ‪ ،‬لللذلك فسللأذكر فيمللا يلللي‬
‫الدلة القاطعة التي تللدل علللى أن هللذه الحملللة موجهللة ضللد‬
‫)السلم( ‪.‬‬
‫والدلة التي سأذكرها تنقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫القسم الول ‪ :‬أدلة عامة ‪.‬‬
‫والقسم الثاني ‪ :‬أدلة خاصة ‪.‬‬
‫أما القسم الول ‪ :‬وهي الدلة العامة ‪:‬‬
‫فهي من الشرع ‪ ،‬والواقع ‪:‬‬
‫أما من الشرع ‪:‬‬
‫فقد صّرح الله سبحانه بعداوة الكفار للمسلللمين ‪ ،‬وأنهللم ل‬
‫يزالون يقاتلونهم حتى يردوهم عن دينهللم ‪ ،‬وأنهللم ل يرضللون‬
‫إل بدخول المسلمين في ملتهم ‪ ،‬وأن عداوتهم ل تنقطع ‪:‬‬
‫م‬‫كلل ْ‬ ‫ن ِدين ِ ُ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫حّتى ي َُرّدوك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫قات ُِلون َك ُ ْ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫فقال تعالى ( َول ي ََزاُلو َ‬
‫عوا()البقرة‪ :‬من الية ‪. (217‬‬ ‫طا ُ‬ ‫ست َ َ‬‫نا ْ‬ ‫إِ ِ‬
‫ع‬
‫حت ّللى ت َت ّب ِل َ‬ ‫صللاَرى َ‬ ‫ك ال ْي َهُللود ُ َول الن ّ َ‬ ‫ضى عَن ْ َ‬ ‫ن ت َْر َ‬ ‫وقال تعالى (وَل َ ْ‬
‫م ()البقرة‪ :‬من الية ‪.(120‬‬ ‫مل ّت َهُ ْ‬‫ِ‬
‫واًء(‬ ‫سل َ‬ ‫ن َ‬ ‫كون ُللو َ‬ ‫فلُروا فَت َ ُ‬ ‫مللا ك َ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫فلُرو َ‬ ‫وقال تعللالى (وَّدوا ل َلوْ ت َك ْ ُ‬
‫)النساء‪ :‬من الية ‪. (89‬‬
‫َ‬
‫م‬ ‫طوا إ ِل َي ْك ُل ْ‬ ‫سل ُ‬ ‫داًء وَي َب ْ ُ‬‫م أعْل َ‬ ‫كوُنوا ل َك ُل ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫فوك ُ ْ‬ ‫ق ُ‬‫ن ي َث ْ َ‬ ‫وقال تعالى (إ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن( )الممتحنة‪. (2:‬‬ ‫سوِء وَوَّدوا ل َوْ ت َك ْفُُرو َ‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫م وَأل ْ ِ‬
‫سن َت َهُ ْ‬ ‫أي ْدِي َهُ ْ‬
‫وقال تعالى (ود ك َِثير م َ‬
‫ن ب َعْلدِ‬ ‫مل ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ل َلوْ ي َُرّدون َك ُل ْ‬ ‫ل ال ْك ِت َللا ِ‬ ‫ن أه ْ ل ِ‬ ‫ٌ ِ ْ‬ ‫َ ّ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ن ل َهُ ل ُ‬ ‫مللا ت َب َي ّل َ‬ ‫ن ب َعْ لدِ َ‬ ‫مل ْ‬‫م ِ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬‫عن ْدِ أن ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫سدا ً ِ‬ ‫ح َ‬ ‫فارا ً َ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬ ‫ِإي َ‬
‫ق()البقرة‪ :‬من الية ‪. (109‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪40‬‬

‫َ‬
‫ن‬ ‫ن ال ّل ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مل َ‬ ‫ريق لا ً ِ‬‫طيعُللوا فَ ِ‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫مُنوا إ ِ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقال تعالى (َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ُ‬
‫ن( )آل عمللران‪(100:‬‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬‫م َ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬‫م ب َعْد َ ِإي َ‬ ‫ب ي َُرّدوك ُ ْ‬‫أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫‪.‬‬
‫َ‬
‫فلُروا‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫طيعُللوا ال ّل ِ‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫من ُللوا إ ِ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وقللال تعللالى (ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫ن( )آل عمران‪. (149:‬‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫خا ِ‬ ‫قل ُِبوا َ‬ ‫م فَت َن ْ َ‬ ‫م عََلى أ َعْ َ‬
‫قاب ِك ُ ْ‬ ‫ي َُرّدوك ُ ْ‬
‫َ‬
‫فللي‬ ‫خ ِ‬‫مللا ت ُ ْ‬
‫م وَ َ‬ ‫واهِهِ ْ‬‫ن أفْ ل َ‬ ‫مل ْ‬ ‫ضللاُء ِ‬ ‫ت ال ْب َغْ َ‬ ‫وقللال تعللالى ( قَ لد ْ ب َلد َ ِ‬
‫م أ َك ْب َُر()آل عمران‪ :‬من الية ‪. (118‬‬ ‫دوُرهُ ْ‬ ‫ص ُ‬‫ُ‬
‫وأما من الواقع ‪:‬‬
‫فإن المتتبع للتاريخ القديم والحديث يجللد أن عللداوة الكفللار‬
‫من يهللود أو نصللارى أو غيرهللم لللم تنقطللع عللن المسلللمين ‪،‬‬
‫فخلل القرون الماضية شن النصللارى سللبع حملت صللليبية ‪،‬‬
‫وبعللد أن تللوقفت تلللك الحملت تلتهللا حملت اسللتعمارية ‪،‬‬
‫فاحتلوا غالب أراضي المسلمين سنين طويلة ‪ ،‬وأفسدوا فيها‬
‫‪ ،‬ولما توقفت تلللك الحملت الصللليبية الحديثللة )أو السللتعمار‬
‫كما أسموه ظلملا ً وزورا ً وهللو فللي الحقيقللة هللدم ودمللار!!( ‪،‬‬
‫بللدأت الحملت )المميللة( – تحللت مظلللة المللم المتحللدة –‬
‫فضللربوا المسلللمين فللي كللل مكللان وحاصللروهم – تنفيللذا ً‬
‫لقرارات المم المتحدة ‪ ، -‬فضللربوا العللراق وحاصللروها أكللثر‬
‫من عشر سنوات أهلكوا خللهلا الحلرث والنسلل ‪ ،((1‬وزرعلوا‬
‫إسرائيل في أراضي فلسطين وأهلكوا من خللهللا اللف مللن‬
‫المسلللمين ‪ ،‬وهكللذا صللنعوا فللي السللودان وليبيللا ولبنللان‬
‫والصومال والفغان والبوسنة وكوسوفا ومقللدونيا والشيشللان‬
‫وكشمير وفطاني وتيمور وجزر الملللوك وغيرهللا مللن أراضللي‬
‫المسلمين ‪ ،‬فشردوا الملييللن منهللم ‪ ،‬وقتلللوا الملييللن ‪ ،‬هللذا‬
‫كله غير حملت التنصير الللتي تشللنها كنائسللهم علللى أراضللي‬
‫المسلمين ‪ ،‬فلم يكفوا عن عدائهم للمسلمين أبللدا ً ‪ ،‬وخبثهللم‬
‫وإن كان قد يقل أحيانا ً لكنه ل ينعدم‪.‬‬
‫أما القسم الثاني ‪:‬‬
‫وهو الدلة الخاصة ‪:‬‬

‫)ل يعني هذا الكلم أني أدافع عن الخبيث البعثي )صدام ( وزبللانيته ‪،‬‬
‫بل الذي أدين الله بلله أنلله طللاغوت مرتللد ظللالم سللفاح – أراح الللله‬
‫المسلمين ملن شلره – ولكنلي أتكللم علن المسللمين اللذين تهلوي‬
‫قنابل وصواريخ الكفار فوق رؤوسهم ‪ ،‬و هم الذين تضرروا بالحصللار‬
‫والقصللف دون طللواغيت البعللث !!‪ ،‬وهكللذا الحللال فللي الكلم علللى‬
‫الدول الخرى ‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫فهناك مجموعة من الدلللة علللى أن هللذه الحملللة هللي فللي‬


‫حقيقتها حملة صليبية ضد السلم ‪ ،‬ومن هذه الدلة ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن الرئيس المريكي صرح بلسللانه – وقللد أنطقلله الللله –‬


‫فقال في مؤتمر صحفي يوم الحد ‪) : 1422 / 6 / 28‬هذه‬
‫الحملللة صللليبية ( ‪ .‬وقلد حلاولوا العتللذار عللن هلذه الكلمللة ‪،‬‬
‫ولكن هيهات ‪ ( ،‬قَد ب لدت ال ْبغْضللاُء م ل َ‬
‫فللي‬
‫خ ِ‬
‫مللا ت ُ ْ‬
‫م وَ َ‬ ‫ن أفْ ل َ‬
‫واهِهِ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َ ِ‬
‫م أ َك ْب َُر ( )آل عمران‪ :‬من الية ‪. (118‬‬ ‫دوُرهُ ْ‬
‫ص ُ‬
‫ُ‬

‫‪ -2‬أن مللا ذكللره )بلوش( قلد قلالت نحلوه شللمطاء بريطانيلا‬


‫)تاتشر( ‪ ،‬ورئيس وزراء أيطاليا )برلسكوني( بعد هذا الحللادث‬
‫بأيام ‪ ،‬فقد تكلموا على الدين السلللمي – ل علللى الرهللابيين‬
‫المزعللومين ‪ ، -‬وكللان لفللظ )برلسللكوني( ‪" :‬السلللم ديللن‬
‫يرفللض الَتعدديللة ويللدعو للعنصللرية وُيشللجع الرهللاب" ‪ ،‬ومللا‬
‫دامت الحملة موجهة ضد الرهاب ‪ ،‬والسلم يشجع الرهاب ‪،‬‬
‫فالنتيجة معروفة !! ‪.‬‬

‫‪ -3‬أن )بوش( ألقى كلمة أمام )الكونجرس( – بعللد الحللداث‬


‫– لمدة ‪ 34‬دقيقة – قوطع خللها بالتصفيق ‪ 29‬مرة – تحدث‬
‫فيها عن حملته ضد الرهاب ‪ ،‬وكان كلمه فللي الحقيقلة عللى‬
‫)السلم( ‪ ،‬فإنه تكلم على الشريعة التي تطبقهللا )طالبللان( –‬
‫وليللس علللى طالبللان – فتكلللم علللى منعهللم حلللق اللحللى ‪،‬‬
‫وفرضللهم الحجللاب ‪ ،‬ومنعهللم للموسلليقى والغنللاء والرقللص ‪،‬‬
‫ونحو ذلك ‪ ،‬وهذه كلها من تعاليم السلم ‪ ،‬ومن شريعة النبي‬
‫محمللد بللن عبللد الللله ‪ ‬ل شللريعة )المل محمللد عمللر( فل‬
‫اختصاص لطالبان بها !‪.‬‬

‫‪ -4‬أن اللفللاظ الللتي يسللتخدمها )بللوش( وزبللانيته فللي هللذه‬


‫الحللرب هللي ألفللاظ )توراتيللة( ؛ مثللل تعللبيرات )الحللرب ضللد‬
‫الشر( ‪ ،‬و )قوى الخير ضللد قللوى الشللر( ‪ ،‬و )حللرب الطيللبين‬
‫ضد الشرار( ونحوها من اللفاظ ‪.‬‬

‫‪ -5‬أن الشللعب المريكللي و )الغربللي( قللام بالتضللييق علللى‬


‫المسلمين ‪ ،‬فقتلوا يعضهم ‪ ،‬وضربوا بعضا ً آخر ‪ ،‬وآذوا آخريللن‬
‫‪ ،‬وأحرقوا مساجد ‪ ،‬وغير ذلك ‪ ،‬مللع العلللم أن هللؤلء كلهللم ل‬
‫‪42‬‬

‫ذنب لهم في هذا الحادث ‪ ،‬بللل الرهللابيون الللذين يزعمللونهم‬


‫في كهوف أفغانستان ‪ ،‬ولكنهم جميعلا ً يشللتركون فللي وصللف‬
‫)السلم( ‪ ،‬وهكذا فعلت حكوماتهم أيضا ً ‪ ،‬فقللاموا باعتقللالت‬
‫عشوائية للمئات من المسلمين‪.‬‬

‫‪ -6‬أن الصحفيين المريكللان وغيرهللم قللد صللرحوا بللأن هللذه‬


‫الحللرب حللرب علللى السلللم ‪ ،‬ومللن ذلللك ‪ :‬مللا كتبلله )ديفيللد‬
‫سيلبورن( بعنوان )هذه الحرب ليست عن الرهللاب إنهللا عللن‬
‫السلم( ‪ ،‬وما كتبته مجلللة )ناشللونال ريفيللو ( تحللت عنللوان ‪:‬‬
‫) إنها الحرب فلنغزهللم فللي بلدهللم ( ‪ ،‬وممللا قللالته فللي هللذا‬
‫المقال ‪" :‬أمتنا غزتها طائفة متطرفة مجرمة ‪ ,‬علينللا غزوهللم‬
‫فللي بلدهللم و قتللل قللادتهم و إجبللارهم علللى التحللول إلللى‬
‫المسيحية " ‪ .‬ومن ذلك ما جللاء فللي عنللوان المقللال الرئيللس‬
‫على المجلة السبوعية التي تصدرها جريدة )نيويللورك تللايمز(‬
‫مع عدد الحد ‪ 2001 /10 /7‬يقول ‪ " :‬إنها حرب دينية" ‪ ،‬في‬
‫ست صفحات ‪ ،‬والعنوان المختصللر علللى الغلف "مللن يقللول‬
‫إنها ليست عن الدين؟" ‪ ،‬وقد هذا كتب المقال الطويل أنللدرو‬
‫سوليفان ‪ ،‬ذكر فيها أن هذه الحرب حرب دينيللة ‪ .‬والمقللالت‬
‫في هذا الباب كثيرة ‪.‬‬

‫ددت أهداف الحملة الولى بللل)‪ (27‬هللدفا ً ‪،‬‬‫‪ -7‬أن )أمريكا( ح ّ‬


‫وكلها أهداف إسلمية !‪.‬‬

‫‪ -8‬أنهم ذكروا أن عدد الدول التي ترعى الرهاب )‪ (60‬دولة‬


‫‪ ،‬وعدد الدول السلمية )‪ (56‬دولة ‪ ،‬فللإذا أضللفت عليهللا دول ً‬
‫فيهللا حركللات جهاديللة إسلللمية كللالفلبين ومقللدونيا ونحوهمللا‬
‫بلغت ستين دولة ‪.‬‬

‫‪ -9‬أنهم صللرحوا أن ضللرب )أفغانسللتان( جللزء )صللغير( مللن‬


‫حملتهللم الشللاملة ضللد الرهللاب ‪ ،‬فمللن ذلللك مللا صللرح بلله (‬
‫ريتشارد مايرز) رئيس قيادات الركللان المشللتركة يللوم الحللد‬
‫‪ 1422‬الموافللق ‪ 22/10/2001‬ردا ً علللى سللؤال‬ ‫‪/8 /5‬‬
‫لمحطة إيه‪.‬بي‪.‬سللي عمللا إذا كللان هنللاك أهللداف أخللرى غيللر‬
‫)أفغانسللتان( فقللال ‪ " :‬هللذه حللرب عالميللة علللى الرهللاب‬
‫وأسلحة الدمار الشامل‪ .‬أفغانستان مجرد جزء صغير ‪ ،‬ولذلك‬
‫‪43‬‬

‫فنحللن طبع لا ً نفكللر بشللكل أوسللع ‪ ،‬يمكننللي القللول إننللا منللذ‬


‫الحرب العالمية الثانية لم نفكر بهذه الشمولية " ‪.‬‬

‫‪ -10‬أنهم زعموا أن هدفهم القضاء على )الرهللاب( ‪ ،‬وزعمللوا‬


‫أن الحركات التي حددوها )حركات إرهابية( ‪.‬‬
‫و السؤال الذي يتضح من خلله هذا الدليل هو ‪:‬‬
‫لماذا تركوا حركات )إرهابية ( أخرى مثل ‪:‬‬
‫‪ -1‬الجيش الحمر الياباني وهم )وثنيون(‪.‬‬
‫‪ -2‬الجيش الجمهوري اليرلندي وهم )كاثوليك(‪.‬‬
‫‪ -3‬جيش التحرير الكوبي وهم )شيوعيون(‪.‬‬
‫‪ -4‬اليميللن المتطللرف المسلليحي فللي )أمريكللا( وهللم‬
‫)بروتستانت(‪.‬‬
‫‪ -5‬عصابات المخدرات في )أمريكا الجنوبية( ‪.‬‬
‫‪ -6‬عصابات )المافيا( في أوربا ‪.‬‬
‫وغيرها ؟‪.‬‬
‫ل شك أن الجواب ظاهر ‪ ،‬وهللو أنهللم إنمللا تركوهللا لنعللدام‬
‫الوصللف المشللترك المطلللوب فللي هللذه الحملللة هنللا ‪ ،‬وهللو‬
‫)السلم( ‪.‬‬

‫‪ -10‬أنهم ذكروا حركات إسلمية مقاومللة للحتلل الجنللبي‬


‫كالمجاهللدين الكشللميريين الللذين يقللاتلون عبللاد البقللر‪، ((1‬‬
‫وكالمجاهدين الفلبينيين الذين يقللاتلون النصللارى ‪ ،‬واعتبروهللا‬
‫حركات إرهابية ‪.‬‬
‫والسؤال الذي يتضح من خلله هذا الدليل هو ‪:‬‬
‫إذا كللانت المقاومللة المحليللة للحكومللات )إرهابللًا( فلمللاذا‬
‫تركوا ‪:‬‬
‫‪) -1‬التاميل( في )سيريلنكا( )وهم وثنيون( ‪.‬‬
‫‪ -2‬و )الجيش النصراني التابع لقرنق( جنوب السودان‬
‫وهم )نصارى(‪.‬‬

‫)‪ (1‬بل ويطالبون بحق تقللره )الشللرعية الدوليللة( – حسللب اصللطلحهم – ‪،‬‬
‫فقللد صللدرت قللرارات مللن )المللم المتحللدة( تؤيللد حقهللم فللي )تقريللر‬
‫المصير( !!! ‪ ،‬ولكن قرارات المم المتحدة تنفذ – وبدقة – إذا كانت ضللربا ً‬
‫أو حصللارا ً علللى المسلللمين كقراراتهللم فللي حللق العللراق والسللودان‬
‫وأفغانستان وليبيا وغيرها !!!‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫‪ -3‬والجيش الجمهوري اليرلندي في )بريطانيللا( وهللم‬


‫)نصارى(‪.‬‬
‫ونحوها من الحركات؟‪.‬‬
‫إن الجواب ظاهر في هذا ‪ ،‬وهو افتقاد جميع هذه الحركللات‬
‫للوصف المشترك المطلوب وهو )السلم( ‪.‬‬

‫‪-11‬أنهم حشدوا في حملتهم ‪ :‬جميللع دول حلللف الطلسللي‬


‫)الناتو( ‪ ،‬مع روسلليا ‪ ،‬والصللين ‪ ،‬واليابللان ‪ ،‬وكوريللا ‪ ،‬والهنللد ‪،‬‬
‫وغيرهللا مللن الللدول ‪ ،‬فاشللترك منهللم مجموعللة بالتمويللل ‪،‬‬
‫وبعضهم بالعمللال المسللاندة ‪ ،‬وبعضللهم بالتأييللد السياسللي ‪،‬‬
‫وبعضهم بالقواعد العسكرية ‪ ،‬وبعضللهم بالمللداد العسللكري ‪،‬‬
‫بل وحشدت أمريكللا ثلللث قوتهللا العسللكرية تقريب لا ً فللي هللذه‬
‫الحملة ‪.‬‬
‫والسؤال الذي يتبين من خلله هذا الدليل ‪:‬‬
‫هل القضاء على رجل واحد ‪ ،‬أو دولة واحدة تعد مللن أفقللر‬
‫الدول وأشدها تخلفا ً مللن الناحيللة الماديللة والعسللكرية يحتللاج‬
‫إلى كل هذه الحشود ؟! ‪.‬‬
‫والجواب الظاهر لكل ذي عقل ‪:‬‬
‫إن وراء هذه الحشود ما هو أبعللد مللن مجللرد القضللاء علللى‬
‫رجل أو دولة وهو القضللاء علللى كللل دولللة إسلللمية أو حركللة‬
‫إسلمية أو جهاد إسلمي في أي مكان في مناطق المسلمين‬
‫‪.‬‬

‫‪ -12‬أن الدول الغربية منذ سقوط التحاد السوفيتي وانتهاء‬


‫ما يسمى بالحرب الباردة جعلوا )السلم( هو العللدو الرئيللس‬
‫لهم ‪ ،‬وقد صرح بذلك عدد مللن زعمللائهم ‪ ،‬وألفللت فللي ذلللك‬
‫كتب كثيرة ‪ ،‬منها كتللاب "أمريكللا والسلللم السياسللي صللراع‬
‫حضارات أم تضارب مصالح" ومؤلفه فواز جرجس ‪ ،‬وكما في‬
‫كتاب نكسون "نصر بل حللرب" ‪ ،‬وفيلله قللوله ‪" :‬وفللي العللالم‬
‫السلللمي مللن المغللرب إلللى إندونيسلليا تخلللف الصللولية‬
‫السلمية محل الشلليوعية باعتبارهللا الداة الساسللية للتغييللر‬
‫العنيف " ‪.‬‬
‫وكما قال )خفير سولنا( أمين عام حللف شلمال الطلسللي‬
‫سلابقا ً فلي اجتملاع للحللف علام ‪ 1412‬بعلد سلقوط التحلاد‬
‫السوفييتي " بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط العدو الحمللر‬
‫‪45‬‬

‫يجب على دول حلف شمال الطلسي ودول أوربللا جميعللا ً أن‬
‫تتناسى خلفاتها فيما بينها وترفع أنظارهللا مللن علللى أقللدامها‬
‫لتنظللر إلللى المللام لتبصللر عللدوا ً متربصلا ً بهللا يجللب أن تتحللد‬
‫لمواجهته وهو الصولية السلمية" ‪.‬‬
‫وقال الرئيس الروسي النصراني الرثوذوكسللي بللوتين فللي‬
‫آخر اجتماع له أمام دول الكومنولث مللن عللام ‪ " : 1421‬إن‬
‫الصللولية السلللمية هللي الخطللر الوحيللد الللذي يهللدد العللالم‬
‫المتحضر اليوم وهي الخطر الوحيللد الللذي يهللدد نظللام المللن‬
‫والسلم العالميين ‪ ،‬والصوليون لهم نفوذ ويسعون إلى إقامللة‬
‫دولة موحدة تمتد من الفلبين إلى كوسللوفو ‪ ،‬وينطلقللون مللن‬
‫أفغانستان التي تعتبر قاعدة لتحركاتهم ‪ ،‬فإذا لم ينهض العالم‬
‫لمواجهتها فإنها ستحقق أهللدافها ‪ ،‬وروسلليا تحتللاج إلللى دعللم‬
‫عالمي لمكافحة الصولية في شمال القوقاز " ‪.‬‬

‫‪-13‬أن كثيرا ً من ساسة أمريكا يؤمنللون بالمعركللة العالميللة‬


‫الكبرى )هرمجدون( ‪ ،‬وهي المعركة اللتي سلتكون بيلن قلوى‬
‫الخيلللر بزعمهلللم وهلللم )النصلللارى( ‪ ،‬وقلللوى الشلللر وهلللم‬
‫)المسلمون( ‪ ،‬وممن أشلدهم فلي هللذا وزيللر اللدفاع الحلالي‬
‫)رامسفيلد( ‪ ،‬وراجع تفاصيل كلمهم في كتاب )البعللد الللديني‬
‫لحملة بوش الصليبية على العالم السلمى وعلقته بمخطط‬
‫اسرائيل الكبرى( ليوسف الطويل ‪.‬‬

‫هذه بعض الدلة ‪ ،‬وما تركتلله أكللثر ممللا ذكرتلله ‪ ،‬ومللن أراد‬
‫التوسع فليراجع كتاب )البعللد اللديني لحملللة بللوش الصلليبية(‬
‫للطويل ‪ ،‬وكتاب )حقيقللة الحملللة الصللليبية الجديللدة( لصلللح‬
‫الدين اليوبي‪.‬‬
‫‪46‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫الدلة على كفر من أعان )أمريكا( في‬
‫هذه الحملة‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫اعلم – رحمني الله وإياك وثبتنا على السلم والتوحيد حتى‬
‫نلقاه – أن أصل دين السلم وقاعدته أمران – كما قاله شلليخ‬
‫السلم محمد بن عبد الوهاب رحمه الله – ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬المر بعبادة الله وحللده ل شللريك للله ‪ ،‬والتحريللض‬
‫على ذلك ‪ ،‬والموالة فيه ‪ ،‬وتكفير من تركه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬النهي عن الشرك في عبادة الله ‪ ،‬والتغليللظ فللي‬
‫ذلك ‪ ،‬والمعاداة فيه ‪ ،‬وتكفير من فعله‪.‬‬
‫فمعاداة الكافرين والللبراءة منهللم ومللن كفرهللم أصللل مللن‬
‫أصول الدين ل يصح إل به ‪ ،‬وهلي ملللة إبراهيللم عليلله السللم‬
‫م‬ ‫كما قللال تعللالى (قَلد ك َللانت ل َك ُل ُ‬
‫هيل َ‬ ‫ة فِللي إ ِب َْرا ِ‬ ‫سلن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫سلوَةٌ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫مل ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫مللا ت َعْب ُل ُ‬ ‫م ّ‬‫م وَ ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م إ ِّنا ب َُرآُء ِ‬ ‫مهِ ْ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫ه إ ِذ ْ َقاُلوا ل ِ َ‬ ‫مع َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫ضللاُء أ َب َللدا ً‬ ‫داوَةُ َوال ْب َغْ َ‬ ‫م ال ْعَ ل َ‬ ‫دا ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َك ُل ُ‬ ‫م وَب َ َ‬ ‫ن الل ّهِ ك َ َ‬
‫فْرَنا ب ِك ُ ْ‬ ‫ُدو ِ‬
‫ن ل َل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫فَر ّ‬ ‫سلت َغْ ِ‬ ‫م ِلِبيلهِ َل ْ‬ ‫هيل َ‬ ‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫حد َهُ إ ِّل قَوْ َ‬ ‫مُنوا ِبالل ّهِ وَ ْ‬ ‫حّتى ت ُؤْ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ك ت َوَك ّل ْن َللا وَإ ِل َي ْل َ‬ ‫يٍء َرب َّنا عَل َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ك أن َب ْن َللا‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الل ّهِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫صيُر( )الممتحنة‪. (4:‬‬ ‫م ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫وَإ ِل َي ْ َ‬

‫لذلك فاعلم أن معاملة الكافر لها ثلث حالت ‪:‬‬


‫فرة مخرجة عن الملة ‪:‬‬ ‫الحالة الولى ‪ :‬معاملة مك ّ‬
‫وقللد اصللطلح بعللض أهللل العلللم علللى تسللمية هللذه الحالللة‬
‫بل)التولي( ‪ ،‬فكل ما دل الدليل على أنه كفر وردة فهللو مللن‬
‫هللذه الحالللة ‪ ،‬وذلللك نحللو ‪ :‬محبللة ديللن الكفللار ‪ ،‬ومحبللة‬
‫انتصارهم ‪ ،‬وغيرها من المثلللة ‪ ،‬ومنهللا مسللألتنا هللذه وهللي ‪:‬‬
‫مظاهرتهم على المسلمين‪.‬‬
‫فرة ‪:‬‬‫الحالة الثانية ‪ :‬معاملة محرمة غير مك ّ‬
‫وقللد اصللطلح بعللض أهللل العلللم علللى تسللمية هللذه الحالللة‬
‫بل)الموالة( ‪ ،‬فكل ما دل الدليل على تحريمه ولم يصل هلذا‬
‫‪47‬‬

‫التحريللم إلللى )الكفللر( فهللو مللن هللذه الحالللة ‪ ،‬وذلللك نحللو ‪:‬‬
‫تصديرهم في المجالس ‪ ،‬وابتدائهم بالسلم ‪ ،‬ومللوادتهم الللتي‬
‫لم تصل إلى حد )التولي( ‪ ،‬وغير ذلك ‪.‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬معاملة جائزة ‪:‬‬
‫وهي غير داخلة في )الموالة( ‪ ،‬و هي ما دللت الدللة عللى‬
‫جوازه مثل العدل معهم ‪ ،‬والقساط لغيللر المحللاربين منهللم ‪،‬‬
‫وصلة القارب الكفار منهم ‪ ،‬ونحو ذلك ‪.‬‬
‫والفرق بين الحالتين الثانية والثالثللة ذكللره القرافللي رحملله‬
‫الله في كتابه )الفروق ‪ (15 – 3/14‬حيث قال ‪:‬‬
‫)اعلم أن الله تعالى منع من التودد لهللل الذمللة بقللوله )ي َللا‬
‫ن إل َي ْهِللم‬ ‫قللو َ‬ ‫م أ َوْل ِي َللاَء ت ُل ْ ُ‬‫ذوا عَد ُّوي وعَد ُوّك ُ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫أي َّها ال َ ِ‬
‫َ‬
‫ق… اليللة( ‪ ،‬فمنللع‬ ‫حل ّ‬ ‫ن ال َ‬ ‫مل َ‬ ‫كم ّ‬ ‫جللاَء ُ‬
‫مللا َ‬‫فلُروا ب ِ َ‬ ‫موَد ّةِ وقَلد ْ ك َ َ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ن‬‫علل َ ِ‬
‫ه َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫الموالة والتودد ‪ ،‬وقال في الية الخرى ‪) :‬ل ي َن َْهاك ُ ُ‬
‫م أن‬ ‫مللن دِي َللارِك ُ ْ‬ ‫كم ّ‬ ‫جللو ُ‬ ‫خر ِ ُ‬‫م يُ ْ‬‫ن ول َل ْ‬
‫دي ِ‬‫م ِفي ال ِ‬ ‫قات ُِلوك ُ ْ‬ ‫م يُ َ‬‫ن لَ ْ‬ ‫ذي َ‬‫ال َ ِ‬
‫م…( ‪ ،‬فل بللد مللن الجمللع بيللن هللذه النصللوص ‪ ،‬وأن‬ ‫هلل ْ‬ ‫ت َب َّرو ُ‬
‫الحسان لهل الذمللة مطلللوب ‪ ،‬وأن التللودد والمللوالة منهللي‬
‫عنهما ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫وسر الفرق أن عقد الذمة يوجب حقوقا ً علينللا لهللم ؛ لنهللم‬
‫في جوارنا وفي خفارتنللا وذمللة الللله تعللالى وذمللة رسللوله ‪‬‬
‫ودين السلم ‪ ،‬إلى أن قال ‪ :‬فيتعين علينا أن نبرهم بكل أمللر‬
‫ل يكون ظاهره يدل على موادات القلللوب ول تعظيللم شللعائر‬
‫الكفر ‪ ،‬فمتى أدى إلى أحد هذين امتنع ‪ ،‬وصللار مللن قبللل مللا‬
‫نهي عنه في الية وغيرها ‪ ،‬ويتضح ذلك بالمثل ‪:‬‬
‫فإخلء المجالس لهم عند قدومهم علينا ‪ ،‬والقيام لهم حينئذ‬
‫(‬
‫‪ ،‬ونداؤهم بالسماء العظيمة الموجبة لرفع شأن المنادى بها‬
‫‪ ،(1‬هللذا كللله حللرام ‪ ،‬وكللذلك إذا تلقينللا معهللم فللي الطريللق‬
‫وأخلينا لهم واسعها ورحبتها والسهل منها ‪ ،‬وتركنا أنفسنا فللي‬
‫)‪ (1‬وليس من هذا الباب قول الرسول ‪ ‬في رسالته إلللى هرقللل )عظيللم‬
‫الروم( لثلثة أمور ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أنه لقبه بلقبه عند قومه ‪ ،‬مثل قولللك ‪) :‬بللوش( رئيللس أمريكللا ‪ ،‬أو‬
‫)بلير( رئيس وزراء بريطانيا ‪ ،‬فليس فيه تعظيم لهما ‪ ،‬بل وصف فقط‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أنه لم يزد على ذلك اللقب ألفاظ لا ً تللدل علللى تعظيملله للله والللتي‬
‫يزيدها المعظمون للملوك وذلك مثل ‪) :‬السليد( أو )الجلللة( أو )الفخامللة(‬
‫ونحو ذلك ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أنه قال )عظيم الروم( ‪ ،‬فنسبه إلى قومه ولم يطلللق )عظمتلله( ‪،‬‬
‫ولم يقل ‪) :‬هرقل العظيم( ‪.‬‬
‫‪48‬‬

‫خسيسللها وحزنهلا وضليقها كمللا جلرت العلادة أن يفعللل ذلللك‬


‫المرء مع الرئيس والولد مع الوالد ‪ ،‬فإن هذا ممنوع لمللا فيلله‬
‫من تعظيم شعائر الكفر وتحقيللر شللعائر الللله تعللالى وشللعائر‬
‫دينه واحتقار أهله ‪ ،‬وكذلك ل يكون المسلم عندهم خادمللا ً ول‬
‫أجيرا ً يؤمر عليه وينهى ‪ ،‬إلى أن قال ‪ :‬وأما ما أمر من برهللم‬
‫من غير مودة باطنية كللالرفق بضللعيفهم ‪ ،‬وإطعللام جللائعهم ‪،‬‬
‫وإكساء عاريهم ‪ ،‬ولين القلول لهلم عللى سلبيل اللطلف لهلم‬
‫والرحمة ل على سبيل الخوف والذلة ‪ ،‬واحتمال أذايتهللم فللي‬
‫الجوار مع القدرة على إزالته لطفا ً معهللم ل خوف لا ً وتعظيم لا ً ‪،‬‬
‫والدعاء لهم بالهداية وأن يجعلوا من أهل السعادة ونصلليحتهم‬
‫في جميع أمورهم فجميع ما نفعللله معهللم مللن ذلللك ل علللى‬
‫وجه التعظيم لهم وتحقير أنفسنا بذلك الصللنيع لهللم ‪ ،‬وينبغللي‬
‫لنا أن نستحضر في قلوبنا ما جبلوا عليه مللن بغضللنا وتكللذيب‬
‫نبينا ‪ ، ‬وأنهم لو قللدروا علينللا لستأصلللوا شللأفتنا واسللتولوا‬
‫على دمائنا وأموالنا ‪ ،‬وأنهم من أشد العصاة لربنا ومالكنا عللز‬
‫وجل‪ ،‬ثم نعاملهم بعد ذلك بما تقدم ذكره امتثال ً لمر ربنا(‪.‬‬
‫فحّرر الفرق بين هذه الحللالت الثلث ‪ ،‬وإل التبسللت عليللك‬
‫المور ‪ ،‬خصوصا ً وأن بعض دجاجلة العلم في عصرنا يريللدون‬
‫إباحة الحالتين الولللى والثانيللة اسللتدلل ً بالحالللة الثالثللة علللى‬
‫طريقة أهل الزيغ في اتباع المتشابه والتلبيس به على الناس‬
‫‪.‬‬
‫واعلم أن تفصليل مسلائل )المللوالة والمعللاداة( ليللس هلذا‬
‫موضلعه ‪ ،((1‬فبحثنلا هنلا هلو فلي مسلألة واحلدة ملن مسلائل‬
‫الحالللة الولللى وهللي مسللألة )التللولي( ونصللرة الكللافر علللى‬
‫المسلللم ‪ ،‬وهللي النللاقض الثللامن مللن نللواقض السلللم الللتي‬
‫ذكرها شيخ السلم محمد بن عبد الوهاب رحملله الللله تعللالى‬
‫حيث قال ‪:‬‬

‫)‪ (1‬قد ألفت في ذلك مصنفات كثيرة ‪ ،‬من أهمها كتب أئمة الدعوة النجدية‬
‫كرسائل شيخ السلم محمد بن عبللدالوهاب رحملله الللله وكتللاب )الللدلئل(‬
‫للشيخ سليمان بن عبد الله ‪ ،‬وكتللاب )أوثللق عللرى اليمللان( للله ‪ ،‬و)سللبيل‬
‫النجاة والفكللاك( للشلليخ حمللد بللن عللتيق ‪ ،‬والمجلللدات الثلثللة ‪ :‬الثللامن و‬
‫التاسع والعاشر من الدرر السللنية ‪ ،‬وكتللاب )تحفللة الخللوان بمللا جللاء فللي‬
‫المللوالة والمعللادة والهجللران( للشلليخ حمللود التللويجري ‪ ،‬وكتللاب )الللولء‬
‫والبراء في السلم( للشيخ محمد القحطاني ‪ ،‬وكتاب )الموالة والمعللاداة(‬
‫للشيخ محماس الجلعود ‪ ،‬وغيرها من المصنفات ‪.‬‬
‫‪49‬‬

‫)النللاقض الثللامن ‪ :‬مظللاهرة المشللركين ومعللاونتهم علللى‬


‫المسلمين ‪ ،‬والدليل قللوله تعللالى ) ومللن يتللولهم منكللم فللإنه‬
‫منهم إن الله ل يهدي القوم الظالمين( ( ‪.‬‬
‫فها قد علمت بللأن الحملللة الصللليبية الكللافرة الللتي يقودهللا‬
‫أعللداء الللله )المريكللان( وأوليللاؤهم مللن الكفللرة الخريللن‬
‫والمنافقين تستهدف السلم والمسلمين ‪ ،‬فاعلم ‪:‬‬
‫أن أي إعانة لهم في حربهللم ‪ ،‬سللواء كللانت هللذه العانللة ‪:‬‬
‫بالبدن ‪ ،‬أو بالسلح ‪ ،‬أو باللسان ‪ ،‬أو بللالقلب ‪ ،‬أو بللالقلم ‪ ،‬أو‬
‫بالمللال ‪ ،‬أو بللالرأي ‪ ،‬أو بغيللر ذلللك ‪ ،‬فهللي ‪ :‬كفللر وردة عللن‬
‫السلم – أعاذنا الله منها – ‪.‬‬
‫والدلة على هذه المسللألة كللثيرة جللدا ً ‪ ،‬وقللد جعلتهللا علللى‬
‫ثمانية مباحث ‪:‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬الدليل من الجماع ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الدلة من الكتاب ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬الدلة من السنة ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬الدلة من أقوال الصحابة ‪.‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬الدلة من القياس ‪.‬‬
‫المبحث السادس ‪ :‬الدلة من التاريخ ‪.‬‬
‫المبحث السابع ‪ :‬الدلة من أقوال أهل العلم ‪.‬‬
‫المبحث الثامن ‪ :‬الدلة من أقوال أئمة الدعوة النجدية ‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫المبحث الول‬
‫الدليل من الجماع‬

‫وقد قدمت هذا الدليل على غيره حتى ل يظن أن المسللألة‬


‫اجتهادية قد اختلف فيها أهل العلم ‪ ،‬ومن المعلوم أن الجماع‬
‫ل يكون إل على دليل من الكتاب أو السنة ‪.‬‬
‫لذلك فاعلم أن المة كلها قد أجمعللت علللى أن مللن ظللاهر‬
‫الكفار وأعانهم على المسلمين فهو كافر مرتد عن السلللم ‪،‬‬
‫و إثبات هذا الجماع على وجهين ‪:‬‬

‫الــوجه الول ‪ :‬ذكللر أقللوال أهللل العلللم علللى اختلف‬


‫مذاهبهم في هذه المسألة ‪ ،‬وهذا مذكور في المبحثين السابع‬
‫والثللامن ‪ ،‬حيللث ذكللرت أقللوال أهللل العلللم مللن ‪ :‬الحنفيللة ‪،‬‬
‫والمالكية ‪ ،‬والشافعية ‪ ،‬والحنابلة ‪ ،‬والظاهريللة ‪ ،‬والمجتهللدين‬
‫من غيرهم ‪ ،‬بالضافة إلى فتاوى للمتأخرين ‪ ،‬والمعاصرين‪.‬‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬ذكر بعللض النصللوص الللتي ذكللرت إجمللاع‬
‫أهل العلم في هذه المسألة ‪:‬‬
‫فمن ذلك ‪:‬‬

‫‪ -1‬ما قاله العلمة ابن حزم رحمه الله في )المحلى ( )‪/11‬‬


‫‪: (138‬‬
‫م( إنما هو‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫م ْ‬
‫"صح أن قوله تعالى )وَ َ‬
‫علللى ظللاهره بللأنه كللافر مللن جملللة الكفللار ‪ ،‬وهذا حــق ل‬
‫يختلف فيه اثنان من المسلمين "‪.‬‬

‫‪ -2‬وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بللن حسللن آل‬


‫الشلليخ رحمهللم الللله ‪) :‬الللدرر ‪ – (8/326‬بعللد كلم للله عللن‬
‫وجوب معاداة الكفار والبراءة منهم ‪: -‬‬
‫"فكيف بمن أعانهم ‪ ،‬أو جرهم علللى بلد أهللل السلللم ‪ ،‬أو‬
‫أثنى عليهم ‪ ،‬أو فضلهم بالعللدل علللى أهللل السلللم ‪ ،‬واختللار‬
‫ديارهم ومساكنتهم ووليتهم وأحب ظهورهم ‪ ،‬فإن هذا ردة‬
‫‪51‬‬

‫صريحة بالتفاق‪ ، ((1‬قال الله تعللالى )ومللن يكفللر باليمللان‬


‫فقد حبط عمله وهو في الخرة من الخاسرين("‪.‬‬

‫‪ -3‬وقللال الشلليخ عبللد الللله بللن حميللد رحملله الللله )الللدرر‬


‫‪: (15/479‬‬
‫"وأما التولي ‪ :‬فهو إكرامهم ‪ ،‬والثناء عليهم ‪ ،‬والنصرة لهللم‬
‫والمعاونة على المسلمين ‪ ،‬والمعاشرة ‪ ،‬وعدم البراءة منهللم‬
‫ظاهرا ً ‪ ،‬فهذا ردة ملن فلاعله ‪ ،‬يجلب أن تجلرى عليله أحكلام‬
‫المرتدين ‪ ،‬كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع المــة‬
‫المقتدى بهم" ‪.‬‬

‫‪ -4‬وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في )فتاواه( )‬


‫‪: (1/274‬‬
‫"وقــد أجمــع علمــاء الســلم علــى أن مــن ظــاهر‬
‫الكفــار علــى المســلمين وســاعدهم بــأي نــوع مــن‬
‫المساعدة فهو كافر مثلهم ‪ ،‬كما قال الللله سللبحانه ) ي َللا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ضلهُ ْ‬ ‫صللاَرى أوْل ِي َللاَء ب َعْ ُ‬ ‫ذوا ال ْي َهُللود َ َوالن ّ َ‬ ‫خل ُ‬ ‫من ُللوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫َ‬
‫دي‬ ‫ن الل ّل َ‬
‫ه ل ي َهْل ِ‬ ‫م إِ ّ‬
‫من ْهُل ْ‬ ‫م فَلإ ِن ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫من ْك ُل ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬
‫مل ْ‬‫ض وَ َ‬ ‫أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬
‫ن( )المائدة‪." (51:‬‬ ‫مي َ‬ ‫م ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قو ْ َ‬

‫)‪ (1‬انظر إلى قوله )بمن أعانهم )أو( جرهم على بلد أهل السلللم )أو( …‬
‫الخ( فهللي متعاطفللة بحللرف )أو( الللتي تقتضللي وجللود الحكللم بوجللود أحللد‬
‫المتعاطفين ‪.‬‬
‫‪52‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫الدلة من الكتاب‬
‫وقد دلت آيللات كللثيرة جللدا ً مللن الكتللاب علللى هللذا المللر ‪،‬‬
‫سأذكر بعضا ً منها فيما يلي ‪:‬‬

‫الدليل الول‬
‫َ‬
‫صللاَرى‬‫ذوا ال ْي َُهللود َ َوالن ّ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوله تعالى ) َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫أ َول ِياَء بعضه َ‬
‫ن‬
‫م إِ ّ‬
‫من ْهُل ْ‬
‫ه ِ‬ ‫م فَلإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُل ْ‬‫م ِ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬ ‫مل ْ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ ْ‬
‫ن( )المائدة‪. (51:‬‬ ‫مي َ‬ ‫ّ‬
‫م الظال ِ ِ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫ْ‬
‫دي ال َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه ل ي َهْ ِ‬
‫وقد دلت هذه الية علللى كفللر مللن نصللر الكفللار مللن ثلثللة‬
‫وجوه ‪:‬‬
‫ض( ‪ ،‬فجعللل‬ ‫َ‬
‫م أوْل َِياُء ب َعْ ل ٍ‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫الوجه الول ‪ :‬قوله تعالى )ب َعْ ُ‬
‫الكفار بعضهم أوليللاء بعللض وقطللع وليتهللم علن المسلللمين ‪،‬‬
‫فدل على أن من تولهم فهو داخل في قوله تعالى )بعضللهم(‬
‫فيلحقه هذا الوصف ‪ ،‬قال ابن جريللر رحملله الللله )‪: (6/277‬‬
‫ض( فللإنه عنللى بللذلك أن بعللض‬ ‫"وأما قوله )بعضه َ‬
‫م أوْل َِياُء ب َعْ ل ٍ‬ ‫َْ ُ ُ ْ‬
‫اليهود أنصار بعضهم على المؤمنين ‪ ،‬ويد واحدة على جميعهم‬
‫‪ ،‬وأن النصارى كذلك بعضللهم أنصللار بعللض علللى مللن خللالف‬
‫دينهم وملتهم ‪ ،‬معرفا ً بذلك عباده المؤمنين أن من كللان لهللم‬
‫أو لبعضهم وليا ً فإنما هو وليهم على من خالف ملتهم ودينهللم‬
‫من المؤمنين ‪ ،‬كما اليهود والنصارى لهم حرب ‪ ،‬فقال تعللالى‬
‫ذكللره للمللؤمنين فكونللوا أنتللم أيض لا ً بعضللكم أوليللاء بعللض ‪،‬‬
‫ولليهللودي والنصللراني حربلا ً كمللا هللم لكللم حللرب ‪ ،‬وبعضللهم‬
‫لبعض أولياء ‪ ،‬لن من والهم فقد أظهر لهل اليمان الحللرب‬
‫ومنهم البراءة وأبان قطع وليتهم"‪.‬‬
‫م( ‪،‬‬‫من ْهُل ْ‬
‫ه ِ‬‫م فَلإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُل ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬ ‫مل ْ‬ ‫الوجه الثاني ‪ :‬قللوله )وَ َ‬
‫يعني كافر مثلهم ‪ ،‬قال ابن جرير رحمه الله ‪" : 6/277‬يعنللي‬
‫م( ‪ :‬ومن يتول‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫تعالى ذكره بقوله )وَ َ‬
‫اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم ‪ ،‬يقول ‪ :‬فللإن مللن‬
‫تولهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهللم وملتهللم ؛‬
‫فإنه ل يتولى متول أحدا ً إل وهو به وبدينه وما هو عليه راض ‪،‬‬
‫‪53‬‬

‫وإذا رضيه ورضي دينه فقد عللادى مللا خللالفه وسللخطه وصللار‬
‫حكمه حكمه" ‪.‬‬
‫وقال الشيخ سللليمان بللن عبللد الللله آل الشلليخ )الللدرر ‪/ 8‬‬
‫‪ (127‬فيها أيضا ً ‪:‬‬
‫"فنهى سبحانه المؤمنين عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء ‪،‬‬
‫وأخبر أن من تولهم من المؤمنين فهللو منهللم ‪ ،‬وهكللذا حكللم‬
‫من تولى الكفار من المجوس وعباد الوثان ‪ ،‬فهو منهم " ‪.‬‬

‫ن(‬ ‫م الظ ّللال ِ ِ‬


‫مي َ‬ ‫دي ال ْ َ‬
‫ق لو ْ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ل ي َهْ ل ِ‬ ‫الوجه الثالث ‪ :‬قوله )إ ِ ّ‬
‫والظلم هنا )الظلم الكبر( كمللا قللال تعللالى )والكللافرون هللم‬
‫الظالمون( ‪ ،‬ويدل على ذلك أول الية واليللات التاليللة – كمللا‬
‫سلليأتي فللي الدلللة مللن الثللاني إلللى الرابللع – مللع الجمللاع‬
‫السابق ‪ ،‬قال ابن جرير )‪" : (6/278‬يعني تعالى ذكللره بللذلك‬
‫أن الللله ل يوفللق مللن وضللع الوليللة موضللعها فللوالى اليهللود‬
‫والنصارى مع عداوتهم الله ورسوله والمؤمنين على المؤمنين‬
‫وكان لهم ظهيرا ً ونصيرا ً ؛ لن من تولهم فهللو لللله ولرسللوله‬
‫وللمؤمنين حرب" ‪.‬‬
‫وقال ابن جرير رحمه الله تعالى )تفسيره( ‪ 276 / 6‬أيضا ً‬
‫في هذه الية ‪:‬‬
‫"والصواب من القلول فلي ذلللك عنللدنا أن يقلال ‪ :‬إن الللله‬
‫تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعا ً أن يتخذوا اليهللود والنصللارى‬
‫أنصارا ً وحلفاء على أهل اليمان بالله ورسوله ‪،‬وأخبر أنه مللن‬
‫اتخذهم نصيرا ً وحليفا ً ووليا ً من دون الله ورسللوله والمللؤمنين‬
‫فإنه منهم في التحلزب علللى الللله وعلللى رسلوله والملؤمنين‬
‫وأن الله ورسوله منه بريئان"‪.‬‬

‫الدليل الثاني‬
‫ن فِللي‬ ‫ذي َ‬‫قال تعالى بعللد اليللة السللابقة مباشللرة (فَت َلَرى ال ّل ِ‬
‫َ‬
‫صيب ََنا َدائ َِرةٌ‬
‫ن تُ ِ‬ ‫شى أ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫قوُلو َ‬
‫ن نَ ْ‬ ‫م يَ ُ‬‫ن ِفيهِ ْ‬ ‫عو َ‬ ‫سارِ ُ‬ ‫ض يُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫مَر‬ ‫قُُلوب ِهِ ْ‬
‫م َ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫فَعسى الل ّ َ‬
‫حوا عََلى َ‬
‫مللا‬ ‫عن ْدِهِ فَي ُ ْ‬
‫صب ِ ُ‬ ‫ن ِ‬‫م ْ‬
‫مر ٍ ِ‬ ‫ي ِبال ْ َ‬
‫فت ِْح أوْ أ ْ‬ ‫ن ي َأت ِ َ‬
‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ن( )المائدة‪. (52:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مي َ‬ ‫م َنادِ ِ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬‫سّروا ِفي أن ْ ُ‬ ‫أ َ‬
‫فجعل الللله سللبحانه تللولي الكفللار مللن صللفات الللذين فللي‬
‫قلوبهم مرض وهم )المنافقون( الذين نزلت الية فيهللم –كمللا‬
‫‪54‬‬

‫هو مذكور في كتب التفسللير‪ ، -‬قللال ابللن كللثير رحملله الللله )‬


‫ض( أي ‪:‬‬ ‫مللَر ٌ‬ ‫ن ِفي قُُلوب ِهِ ْ‬
‫م َ‬ ‫‪" : (2/69‬وقوله تعالى )فَت ََرى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫م( أي ‪ :‬يبللادرون إلللى‬ ‫ن ِفيهِ ل ْ‬‫عو َ‬ ‫سللارِ ُ‬
‫شللك وريللب ونفللاق ‪) ،‬ي ُ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫شللى أ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫قول ُللو َ‬
‫ن نَ ْ‬ ‫موالتهم ومودتهم في الباطن والظاهر ‪) ،‬ي َ ُ‬
‫ة( أي ‪ :‬يتللأولون فللي مللودتهم ومللوالتهم أنهللم‬ ‫صلليب ََنا َدائ َِر ٌ‬
‫تُ ِ‬
‫يخشون أن يقع أمر مللن ظفللر الكللافرين بالمسلللمين فتكللون‬
‫لهم أياد عند اليهود والنصارى فينفعهم ذلك"‪.‬‬

‫الدليل الثالث‬
‫من ُللوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّل ِ‬ ‫قللو ُ‬ ‫قول تعالى بعد الية السابقة مباشرة (وَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫ؤلِء ال ّذي َ‬ ‫أ َهَ ُ‬
‫ت‬ ‫حب ِط َل ْ‬ ‫م َ‬ ‫معَك ُل ْ‬ ‫م لَ َ‬ ‫م إ ِن ّهُ ل ْ‬ ‫مان ِهِ ْ‬ ‫جهْد َ أي ْ َ‬ ‫موا ِبالل ّهِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن أقْ َ‬ ‫ِ ََ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫ن ي َْرت َد ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫رين ‪َ ،‬يا أي َّها ال ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫خا ِ‬ ‫حوا َ‬ ‫صب َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫م فَأ‬ ‫مال ُهُ ْ‬ ‫أعْ َ‬
‫ه أ َذِل ّلةٍ عَل َللى‬ ‫ْ‬
‫حب ّللون َ ُ‬ ‫م وَي ُ ِ‬ ‫حب ّهُل ْ‬ ‫ق لوْم ٍ ي ُ ِ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ف ي َأِتي الل ّل ُ‬ ‫سوْ َ‬ ‫ن ِدين ِهِ فَ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ل الل ّلهِ َول‬ ‫َ‬
‫سلِبي ِ‬ ‫ن فِللي َ‬ ‫دو َ‬ ‫جاهِل ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ري َ‬ ‫عّزةٍ عََلى ال ْك َللافِ ِ‬ ‫نأ ِ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ع‬
‫سلل ٌ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫شاُء َوالل ّ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ي ُؤِْتيهِ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ك فَ ْ‬ ‫ة لئ ِم ٍ ذ َل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ل َوْ َ‬ ‫خاُفو َ‬ ‫يَ َ‬
‫ن‬ ‫مللو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫من ُللوا ال ّل ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه َوال ّل ِ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ما وَل ِي ّك ُ ُ‬ ‫م ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬ ‫عَِلي ٌ‬
‫ه‬ ‫سللول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ل الل ّ َ‬ ‫ن ي َت َوَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م َراك ُِعو َ‬ ‫كاةَ وَهُ ْ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫صلةَ وَي ُؤُْتو َ‬ ‫ال ّ‬
‫ن( )المللائدة‪-53 :‬‬ ‫م ال ْغَللال ُِبو َ‬ ‫ب الل ّلهِ هُل ُ‬ ‫ح لْز َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مُنوا فَ لإ ِ ّ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫‪. (56‬‬
‫وهللذه اليللات كلهللا قللد جللاءت فللي سللياق تللولي اليهللود‬
‫والنصارى ‪ ،‬وتدل على ردة من تولى الكفار من وجوه ‪:‬‬
‫َ‬
‫ؤلِء‬ ‫من ُللوا أهَ ل ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّل ِ‬ ‫قللو ُ‬ ‫الوجه الول ‪ :‬قللوله تعللالى )وَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫ال ّذي َ‬
‫م( يعنللي وهللم‬ ‫معَك ُل ْ‬ ‫م لَ َ‬ ‫م إ ِن ّهُل ْ‬ ‫مللان ِهِ ْ‬ ‫جهْلد َ أي ْ َ‬ ‫موا ب ِللالل ّهِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن أقْ َ‬ ‫ِ َ‬
‫كاذبون في ذلك ‪ ،‬وإنما كللان عملهللم فللي تللوليهم الكفللار هللو‬
‫دليل كذبهم ‪ ،‬قال ابللن جريللر رحملله الللله )‪" : (6/281‬يقللول‬
‫المؤمنون تعجبا ً منهم ومن نفللاقهم وكللذبهم واجللترائهم علللى‬
‫الله في أيمانهم الكاذبة بالله أهؤلء الللذين أقسللموا لنللا بللالله‬
‫إنهم لمعنا وهم كاذبون في أيمانهم لنا"‪.‬‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬قوله تعالى عن أولئك الذين تولوا الكفار ‪:‬‬
‫َ‬
‫م( يعني الذين تولوا الكفار ‪ ،‬وحبوط العمللل ل‬ ‫مال ُهُ ْ‬ ‫ت أعْ َ‬ ‫حب ِط َ ْ‬ ‫) َ‬
‫ن ك َلذ ُّبوا ِبآيات ِن َللا وَل ِقَللاءِ‬ ‫ذي َ‬ ‫يكون إل بالكفر كما قللال تعللالى (َوال ّل ِ‬
‫َ‬
‫ن(‬ ‫مل ُللو َ‬ ‫مللا ك َللاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫ج لَزوْ َ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫م هَ ل ْ‬ ‫مللال ُهُ ْ‬ ‫ت أعْ َ‬ ‫حب ِط َل ْ‬ ‫خ لَرةِ َ‬ ‫اْل ِ‬
‫شركي َ‬
‫م لُروا‬ ‫ن ي َعْ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ ِ ِ َ‬ ‫ن ل ِل ْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫)لعراف‪ ، (147:‬وقال تعالى ( َ‬
‫‪55‬‬

‫ت‬ ‫حب ِط َل ْ‬‫ك َ‬ ‫فرِ ُأول َئ ِ َ‬ ‫م ب ِللال ْك ُ ْ‬ ‫س لهِ ْ‬


‫ف ِ‬ ‫ن عَل َللى أ َن ْ ُ‬ ‫دي َ‬ ‫شللاهِ ِ‬ ‫جد َ الل ّلهِ َ‬ ‫سللا ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن( )التوبة‪ ، (17:‬وقال تعللالى (‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬
‫م َ‬ ‫م وَِفي الّنارِ هُ ْ‬ ‫مال ُهُ ْ‬ ‫أعْ َ‬
‫ه ()المائدة‪ :‬مللن اليللة ‪(5‬ل ‪،‬‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ط عَ َ‬ ‫حب ِ َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫فْر ِبا ْ ِ‬
‫لي َ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ك وَل َت َ ُ‬ ‫مُللل َ‬ ‫حب َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ملل َ‬
‫ن ِ‬ ‫كللون َ ّ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫طلل ّ‬ ‫ت ل َي َ ْ‬ ‫شللَرك ْ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫وقللال تعللالى ) ل َئ ِ ْ‬
‫ن()الزمر‪ :‬من الية ‪ (65‬وغيرها من اليات ‪.‬‬ ‫ري َ‬ ‫س ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله )الصللارم المسلللول(‬
‫‪: 214 / 2‬‬
‫"ول تحبط العمال بغير الكفر لن مللن مللات علللى اليمللان‬
‫فإنه لبد من أن يدخل الجنة ويخرج من النار إن دخلهللا ‪ ،‬ولللو‬
‫حبللط عمللله كللله لللم يللدخل الجنللة قللط ‪ ،‬ولن العمللال إنمللا‬
‫يحبطها ما ينافيهللا ول ينللافي العمللال مطلقلا ً إل الكفللر وهللذا‬
‫معروف من أصول أهل السنة" ‪.‬‬
‫َ‬
‫رين(‬ ‫سللل ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫حوا َ‬ ‫صلللب َ ُ‬ ‫الـــوجه الثـــالث ‪ :‬قلللوله تعلللالى )فَأ ْ‬
‫والخسارة بحبوط العمل تكون في الدنيا والخرة والعياذ بالله‬
‫ت وَهُلوَ ك َللافٌِر‬ ‫مل ْ‬ ‫ن ِدين ِهِ فَي َ ُ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ي َْرت َدِد ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫كما قال تعالى ( وَ َ‬
‫ة()البقرة‪ :‬مللن اليللة‬ ‫خَر ِ‬ ‫م ِفي الد ّن َْيا َواْل ِ‬ ‫مال ُهُ ْ‬ ‫ت أعْ َ‬
‫َ‬
‫حب ِط َ ْ‬‫ك َ‬ ‫فَُأول َئ ِ َ‬
‫‪. (217‬‬
‫ه( ومللا‬ ‫ن ِدين ِ ِ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن ي َْرت َد ّ ِ‬
‫م ْ‬ ‫الوجه الرابع ‪ :‬قوله تعالى ) َ‬
‫قبل هذه الية وما بعدها يدل على أن أصل الخطاب هللو فللي‬
‫تولي الكفار ‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية )الفتاوى ‪: (300 / 18‬‬
‫"فلإنه ملا ارتلد علن السللم طائفلة إل أتلى اللله بقلوم‬
‫يحبهم يجاهدون عنلله وهللم الطائفللة المنصللورة إلللى قيللام‬
‫الساعة ‪ .‬يبين ذلللك أنلله ذكللر هللذا فللي سللياق النهللي عللن‬
‫َ‬
‫خل ُ‬
‫ذوا‬ ‫من ُللوا ل ت َت ّ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫موالة الكفار فقال تعالى ‪َ ) :‬يا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫ذي َ‬
‫ال ْيهود والنصارى أ َول ِياَء بعضه َ‬
‫م‬‫من ْك ُل ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬ ‫م ْ‬‫ض وَ َ‬
‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ ْ‬ ‫َُ َ َ ّ َ َ‬
‫ن ِفللي‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَت ََرى ال ّ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫م ال ّ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫ه ل ي َهْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬‫من ْهُ ْ‬‫ه ِ‬ ‫فَإ ِن ّ ُ‬
‫َ‬
‫صيب ََنا َدائ َِرةٌ‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫شى أ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن ِفيهِ ْ‬ ‫عو َ‬ ‫سارِ ُ‬ ‫ض يُ َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫قُُلوب ِهِ ْ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫فَعسى الل ّ َ‬
‫مللا‬ ‫حوا عََلى َ‬ ‫صب ِ ُ‬‫عن ْدِهِ فَي ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مر ٍ ِ‬ ‫فت ِْح أوْ أ ْ‬‫ي ِبال ْ َ‬ ‫ن ي َأت ِ َ‬‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ن ( ‪ -‬إلى قللوله – ) ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫ذي َ‬ ‫َ‬ ‫مي‬
‫م ن َللادِ ِ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫سّروا ِفي أن ْ ُ‬ ‫أ َ‬
‫ْ‬
‫م‬ ‫حب ّهُ ل ْ‬
‫ق لوْم ٍ ي ُ ِ‬ ‫ه بِ َ‬‫ف ي َأِتي الل ّل ُ‬ ‫سو ْ َ‬‫ن ِدين ِهِ فَ َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫ن ي َْرت َد ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫آ َ‬
‫حّبون َُه(‪ .‬فالمخاطبون بالنهي عن موالة اليهود والنصارى‬ ‫وَي ُ ِ‬
‫هم المخاطبون بآية الردة ‪ .‬ومعلوم أن هللذا يتنللاول جميللع‬
‫قرون المة ‪ .‬وهو لما نهى عن موالة الكفار وبين أن مللن‬
‫‪56‬‬

‫تولهم من المخاطبين فإنه منهم بين أن من تولهم وارتد‬


‫عن دين السلم ل يضر السلللم شلليئا ‪ .‬بللل سلليأتي الللله‬
‫بقللوم يحبهللم ويحبللونه فيتولللون المللؤمنين دون الكفللار‬
‫ويجاهدون في سبيل الله ل يخللافون لومللة لئم كمللا قللال‬
‫سوا‬‫وما ً ل َي ْ ُ‬
‫قد ْ وَك ّل َْنا ب َِها قَ ْ‬
‫ؤلِء فَ َ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬
‫فْر ب َِها هَ ُ‬ ‫في أول المر ( فَإ ِ ْ‬
‫ن()النعام‪ :‬من الية ‪ . (89‬فهؤلء الذين لم يدخلوا‬ ‫ري َ‬ ‫ب َِها ب ِ َ‬
‫كافِ ِ‬
‫في السلم وأولئك الذين خرجوا منه بعد الدخول فيلله ‪ -‬ل‬
‫يضرون السلم شيئا ‪ .‬بل يقيم الله من يؤمن بما جللاء بلله‬
‫رسوله وينصر دينه إلى قيام الساعة" ‪.‬‬
‫مللا‬ ‫الوجه الخامس ‪ :‬مفهوم الحصللر فللي قللوله تعللالى )إ ِن ّ َ‬
‫صلللةَ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مللو َ‬ ‫قي ُ‬
‫ن يُ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫من ُللوا ال ّل ِ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه َوال ّل ِ‬‫سللول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫م الل ّل ُ‬‫وَل ِي ّك ُل ُ‬
‫ن( ‪.‬‬‫م َراك ُِعو َ‬ ‫كاةَ وَهُ ْ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫وَي ُؤُْتو َ‬
‫ه‬‫سللول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ل الل ّل َ‬ ‫ن ي َت َلوَ ّ‬‫مل ْ‬ ‫الوجه السادس ‪ :‬قوله تعالى )وَ َ‬
‫ن( ‪ ،‬ومفهللومه أن مللن‬ ‫م ال َْغال ُِبو َ‬‫ب الل ّهِ هُ ُ‬ ‫حْز َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مُنوا فَإ ِ ّ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫َوال ّ ِ‬
‫ب‬ ‫حللْز ُ‬ ‫ك ِ‬‫تللولى الكفللار فللإنهم مللن حللزب الشلليطان ‪ُ ( ،‬أول َئ ِ َ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫ش لي ْ َ‬ ‫طا َ‬
‫ن()المجادلللة‪:‬‬ ‫س لُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫ن هُ ل ُ‬ ‫طا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫حْز َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن أل إ ِ ّ‬ ‫شي ْ َ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫من الية ‪. (19‬‬

‫الدليل الرابع‬
‫َ‬
‫ذوا ِدين َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ات ّ َ‬‫ذي َ‬ ‫ذوا ال ّ ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوله تعالى )َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫فللاَر أ َوْل ِي َللاءَ‬
‫م َوال ْك ُ ّ‬ ‫ن قَب ْل ِك ُل ْ‬ ‫مل ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫هُزوا ً ول َِعبا ً من ال ّذي ُ‬
‫ِ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن( )المائدة ‪.(57 :‬‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬‫ه إِ ْ‬ ‫ّ‬
‫قوا الل َ‬
‫َوات ّ ُ‬
‫وهذه الية في سياق اليات السابقة ‪ ،‬وهللي تؤيللد مللا دلللت‬
‫عليه من ارتداد من تولى الكفار وناصرهم ‪.‬‬
‫قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمللن آل الشلليخ رحملله‬
‫الله )الدرر ‪: (288 / 8‬‬
‫ن( فللإن هللذا‬ ‫مِني َ‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫ه إِ ْ‬ ‫"فتأمل قوله تعالى )َوات ّ ُ‬
‫الحللرف – وهللو )إن( الشللرطية – تقتضللي نفللي شللرطها إذا‬
‫انتفللى جوابهللا ‪ ،‬ومعنللاه ‪ :‬أن مللن اتخللذهم أوليللاء فليللس‬
‫بمؤمن" ‪.‬‬

‫الدليل الخامس‬
‫‪57‬‬

‫ن‬ ‫خلذ ال ْمؤْمنللون ال ْك َللافري َ‬


‫ن ُدو ِ‬ ‫مل ْ‬‫ن أوْل ِي َللاَء ِ‬
‫ِ ِ َ‬ ‫قوله تعللالى (ل ي َت ّ ِ ِ ُ ِ ُ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫يٍء إ ِّل أ ْ‬
‫شل ْ‬ ‫ن الل ّلهِ فِللي َ‬ ‫مل َ‬‫س ِ‬‫ك فَل َي ْل َ‬ ‫ل ذ َل ِل َ‬‫فع َ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ن وَ َ‬‫مِني َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫صلليُر( )آل‬ ‫م ِ‬ ‫ه وَإ َِلى الّلللهِ ال ْ َ‬
‫س ُ‬
‫ف َ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه نَ ْ‬ ‫حذ ُّرك ُ ُ‬‫قاةً وَي ُ َ‬ ‫م تُ َ‬‫من ْهُ ْ‬
‫قوا ِ‬ ‫ت َت ّ ُ‬
‫عمران‪. (28:‬‬
‫وهذه الية تدل علللى كفللر مللن تللولى الكفللار لقللوله تعللالى‬
‫يٍء(‪ .‬قللال ابللن جريللر‬ ‫ش ْ‬‫ن الل ّهِ ِفي َ‬ ‫م َ‬
‫س ِ‬ ‫فيمن يفعل ذلك )فَل َي ْ َ‬
‫رحمه الله تعالى )‪: (228 / 3‬‬
‫"ومعنى ذلك ل تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهورا ً وأنصارا ً‬
‫توالونهم على دينهم ‪ ،‬وتظاهرونهم على المسلللمين مللن دون‬
‫المؤمنين ‪ ،‬وتللدلونهم علللى عللوراتهم ‪ ،‬فللإنه مللن يفعللل ذلللك‬
‫فليس من الله في شيء ‪ ،‬يعني فقد بريء من الله ‪ ،‬وبريللء‬
‫الله منه ‪ ،‬بارتداده عن دينه ودخوله فللي الكفللر ‪ ،‬إل أن تتقللوا‬
‫منهللم تقللاة ‪ :‬إل أن تكونللوا فللي سلللطانهم فتخللافوهم علللى‬
‫أنفسكم فتظهروا لهم الولية بألسنتكم وتضمروا لهم العللداوة‬
‫‪ ،‬ول تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ‪ ،‬ول تعينوهم على‬
‫مسلم بفعل " ‪.‬‬

‫الدليل السادس‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ذابا ً أِليملا ً ‪ ،‬اّلل ِ‬ ‫عل َ‬
‫م َ‬ ‫ن ل َُهل ْ‬ ‫ن ب ِلأ ّ‬ ‫قي َ‬ ‫من َللافِ ِ‬‫شر ِ ال ْ ُ‬ ‫قوله تعالى )ب َ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫عن ْلد َهُ ُ‬
‫ن ِ‬ ‫ن أي َب ْت َغُللو َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م لؤ ْ ِ‬ ‫ن ُدو ِ‬ ‫مل ْ‬ ‫ن أوْل ِي َللاَء ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫كافِ ِ‬ ‫ذو َ‬ ‫خ ُ‬
‫ي َت ّ ِ‬
‫ميعًا( )النساء‪. (139:‬‬ ‫ج ِ‬ ‫ن ال ْعِّزةَ ل ِل ّهِ َ‬ ‫ال ْعِّزةَ فَإ ِ ّ‬
‫فجعللل صللفة المنللافقين اتخللاذهم الكفللار أوليللاء مللن دون‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫المؤمنين ‪ ،‬وهذه الية من جنس قوله تعالى ‪ ) :‬فَت َلَرى اّللل ِ‬
‫َ‬
‫صلليب ََنا‬
‫ن تُ ِ‬‫شللى أ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫قول ُللو َ‬
‫ن نَ ْ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن ِفيهِ ْ‬ ‫عو َ‬ ‫سارِ ُ‬ ‫ض يُ َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫م َ‬‫ِفي قُُلوب ِهِ ْ‬
‫ة( والتي سبق الكلم عنها في الدليل الثاني‪.‬‬ ‫َدائ َِر ٌ‬
‫قال ابن جرير رحمه الله )‪: (329 / 3‬‬
‫"يقللول الللله لنللبيه ‪ :‬يللا محمللد ‪" ،‬بشللر المنللافقين" الللذين‬
‫يتخذون أهللل الكفللر بللي واللحللاد فللي دينللي أوليللاء ؛ يعنللي ‪:‬‬
‫أنصلللارا ً وأخلء ملللن دون الملللؤمنين ؛ يعنلللي ‪ :‬الملللؤمنين ‪،‬‬
‫"أيبتغون عنللدهم العللزة" ‪ ،‬يقللول ‪ :‬أيطلبللون عنللدهم المنعللة‬
‫والقوة باتخللاذهم إيللاهم أوليللاء ملن دون أهللل اليملان بلي ؟‪.‬‬
‫"فإن العزة لله جميعللا" ‪ ،‬يقللول ‪ :‬فللإن الللذين اتخللذوهم مللن‬
‫الكافرين أولياء ابتغللاء العللزة عنللدهم هللم الذلء القلء ‪ ،‬فهل‬
‫‪58‬‬

‫اتخذوا الولياء من المؤمنين فيلتمسوا العزة والمنعة والنصرة‬


‫من عند الله الذي له العللزة والمنعللة الللذي يعللز مللن يشللاء‬
‫ويذل من يشاء فيعزهم ويمنعهم" ‪.‬‬
‫ومثل هذه الية الية التالية في ‪:‬‬

‫الدليل السابع‬
‫َ‬
‫م‬ ‫وان ِهِ ُ‬‫خل َ‬
‫ن ِل ِ ْ‬ ‫قوُللو َ‬ ‫قوا ي َ ُ‬ ‫ن َنلافَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َتلَر إ َِللى اّلل ِ‬ ‫قوله تعلالى (أَلل ْ‬
‫م َول‬ ‫معَك ُل ْ‬ ‫ن َ‬ ‫جل ّ‬‫خُر َ‬ ‫م ل َن َ ْ‬ ‫جت ُ ْ‬
‫خر ِ ْ‬ ‫ن أُ ْ‬ ‫ب ل َئ ِ ْ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫فروا م َ‬
‫ن أه ْ ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫نطيع فيك ُ َ‬
‫م‬‫شلهَد ُ إ ِن ّهُل ْ‬ ‫م َوالل ّل ُ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫م ل َن َن ْ ُ‬
‫صَرن ّك ُ ْ‬ ‫ن ُقوت ِل ْت ُ ْ‬ ‫حدا ً أَبدا ً وَإ ِ ْ‬ ‫مأ َ‬ ‫ُ ِ ُ ِ ْ‬
‫ن( )الحشر‪. (11:‬‬ ‫كاذُِبو َ‬ ‫لَ َ‬
‫ر‬
‫شل ِ‬ ‫والكلم علللى هللذه اليللة كللالكلم علللى قللوله تعللالى )ب َ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ذابا ً أِليمًا( ‪ ،‬وقللوله تعللالى )فَت َلَرى ال ّل ِ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ن ب ِأ ّ‬‫قي َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مَنافِ ِ‬
‫َ‬
‫صلليب ََنا‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫شللى أ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫قول ُللو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن ِفيهِ ْ‬ ‫عو َ‬‫سارِ ُ‬ ‫ض يُ َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ِفي قُُلوب ِهِ ْ‬
‫ة( ‪.‬‬ ‫َدائ َِر ٌ‬
‫قال الشيخ سلليمان بلن عبلد اللله رحمله اللله )اللدرر ‪/ 8‬‬
‫‪: (138‬‬
‫"فإذا كان من وعد المشركين في )السللر( بالللدخول معهللم‬
‫ونصرهم والخروج معهم إن جلوا نفاقا ً وكفرا ً وإن كان كللذبا ً ‪،‬‬
‫فكيف بمن أظهر ذلك صادقًا؟" ‪.‬‬

‫الدليل الثامن‬
‫ل عَل َللى‬ ‫سللرائي َ‬ ‫ن ب َن ِللي إ ِ ْ‬ ‫مل ْ‬ ‫فلُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّل ِ‬ ‫قوله تعللالى (ل ُعِل َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫دو َ‬ ‫كاُنوا ي َعَْتلل ُ‬ ‫وا وَ َ‬ ‫ص ْ‬‫ما عَ َ‬ ‫ك بِ َ‬‫م ذ َل ِ َ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سى اب ْ ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ن َداوُد َ وَ ِ‬ ‫سا ِ‬‫لِ َ‬
‫ن ‪ ،‬ت ََرى‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫من ْك َرٍ فَعَُلوهُ ل َب ِئ ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫كاُنوا ل ي َت ََناهَوْ َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫سللهُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫م أ َن ْ ُ‬
‫ت ل َهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما قَد ّ َ‬ ‫س َ‬‫فُروا ل َب ِئ ْ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م ي َت َوَل ّوْ َ‬‫من ْهُ ْ‬ ‫ك َِثيرا ً ِ‬
‫ن ‪ ،‬وَل َلوْ ك َللاُنوا‬ ‫م وَِفي ال ْعَ ل َ‬ ‫َ‬
‫دو َ‬ ‫خال ِل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ب هُ ل ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ ْ‬ ‫ط الل ّ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫أ ْ‬
‫ذوهُ َ‬ ‫ما أ ُن ْزِ َ‬
‫ن‬‫م أوْل ِي َللاَء وَل َك ِل ّ‬ ‫ْ‬ ‫خل ُ‬‫مللا ات ّ َ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫ي وَ َ‬ ‫ن ِبالل ّهِ َوالن ّب ِ ّ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ي ُؤْ ِ‬
‫ن( )المائدة‪. (81 ، 80:‬‬ ‫قو َ‬ ‫م َفا ِ‬
‫س ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ك َِثيرا ً ِ‬
‫وقد دلت على كفر من تولى الكفار من وجوه ‪:‬‬
‫الوجه الول ‪ :‬أنه جعل تولي الكفللار صللفة الللذين كفللروا‬
‫من بني إسرائيل الذين لعنللوا علللى لسللان داود وعيسللى بللن‬
‫مريم ‪.‬‬
‫‪59‬‬

‫ن(‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِل ُ‬‫م َ‬ ‫ب هُ ل ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫الوجه الثاني ‪ :‬أنه قال عنهم )وَِفي ال ْعَ َ‬
‫وهذه صفة عذاب الكافر ‪ ،‬قال الشيخ سللليمان بللن عبللد الللله‬
‫)الدرر ‪: (8/128‬‬
‫"فذكر تعالى أن موالة الكفار موجبة لسخط الللله والخلللود‬
‫فللي النللار بمجردهللا وإن كللان النسللان خائفللا ً ‪ ،‬إل المكللره‬
‫بشرطه"‪.‬‬
‫ن ب ِللالل ّهِ َوالن ّب ِل ّ‬
‫ي‬ ‫من ُللو َ‬ ‫الوجه الثالث ‪ :‬أنه قال )وَل َوْ ك َللاُنوا ي ُؤْ ِ‬
‫ذوهُ َ‬ ‫ما أ ُن ْزِ َ‬
‫قون( ‪،‬‬ ‫س ُ‬‫م َفا ِ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫ن ك َِثيرا ً ِ‬ ‫م أوْل َِياَء وَل َك ِ ّ‬
‫ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ما ات ّ َ‬‫ل إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫وَ َ‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله )الفتاوى ‪: (17 / 7‬‬
‫"فللذكر جملللة شللرطية تقتضللي أنلله إذا وجلد الشللرط وجلد‬
‫المشروط بحرف )لو( التي تقتضي مع انتفللاء الشللرط انتفللاء‬
‫ل‬‫مللا أ ُن ْلزِ َ‬‫ي وَ َ‬‫ن ب ِللالل ّهِ َوالن ّب ِل ّ‬ ‫مُنو َ‬ ‫كاُنوا ي ُؤْ ِ‬‫المشروط ‪ ،‬فقال )وَل َوْ َ‬
‫م أ َوْل َِياَء( فدل على أن اليمللان المللذكور ينفللي‬ ‫ذوهُ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ما ات ّ َ‬ ‫إ ِل َي ْهِ َ‬
‫اتخاذهم أولياء ويضلاده ‪ ،‬ول يجتملع اليملان واتخلاذهم أوليلاء‬
‫في القلب" ‪.‬‬
‫وقللال الشلليخ سللليمان بللن عبللد الللله رحملله الللله )الللدرر‬
‫‪: (8/129‬‬
‫"فذكر تعالى أن موالة الكفار منافية لليمللان بللالله والنللبي‬
‫ومللا أنللزل إليلله ‪ ،‬ثللم أخللبر أن سللبب ذلللك كللون كللثير منهللم‬
‫فاسقين ‪ ،‬ولم يفرق بين من خاف الدائرة ولم يخف ‪ ،‬وهكللذا‬
‫حللال كللثير مللن هللؤلء المرتللدين قبللل ردتهللم كللثير منهللم‬
‫فاسقون ‪ ،‬فجر ذلك إلى موالة الكفار والردة عللن السلللم ‪،‬‬
‫نعوذ بالله من ذلك" ‪.‬‬

‫الدليل التاسع‬
‫فروا بعضله َ‬
‫فعَل ُللوهُ‬
‫ض إ ِّل ت َ ْ‬‫م أوْل ِي َللاُء ب َعْل ٍ‬ ‫َْ ُ ُ ْ‬ ‫ن كَ َ ُ‬‫ذي َ‬ ‫قوله تعالى (َوال ّ ِ‬
‫ساد ٌ ك َِبيٌر( )النفال‪(73:‬‬ ‫َْ‬
‫ض وَفَ َ‬ ‫ة ِفي الْر ِ‬ ‫ت َك ُ ْ‬
‫ن فِت ْن َ ٌ‬
‫وتدل هذه على كفر من تولى الكافرين من وجهين ‪:‬‬
‫فروا بعضه َ‬
‫ض( فمن كان‬ ‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬ ‫َْ ُ ُ ْ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫الول ‪ :‬قوله )َوال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫مواليا ً لهم فهو داخل في قوله )بعضهم ( ‪ ،‬كقوله تعللالى فللي‬
‫اليهود والنصارى )بعضهم أولياء بعض( وقد سبق الكلم علللى‬
‫ذلك في الدليل الول‪.‬‬
‫‪60‬‬

‫َْ‬
‫سللاد ٌ‬‫ض وَفَ َ‬ ‫ة فِللي الْر ِ‬ ‫ن فِت ْن َل ٌ‬ ‫فعَل ُللوهُ ت َك ُل ْ‬ ‫الثللاني ‪ :‬قللوله )إ ِّل ت َ ْ‬
‫ك َِبيٌر( ‪ ،‬والفتنة تأتي فللي القللرآن علللى معللان منهللا ‪ :‬الشللرك‬
‫ة ()البقللرة‪:‬‬ ‫ن فِت ْن َل ٌ‬ ‫حّتى ل ت َك ُللو َ‬ ‫م َ‬ ‫والكفر كقوله تعالى (وََقات ُِلوهُ ْ‬
‫مللن اليللة ‪ ، (193‬وقللوله تعللالى ( وال ْفتنل ُ َ‬
‫ل(‬ ‫ن ال ْقَت ْل ِ‬‫مل َ‬ ‫ة أك ْب َلُر ِ‬ ‫َ ِ َْ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫حللذ َرِ اللل ِ‬ ‫ْ‬
‫)البقللرة‪ :‬مللن اليللة ‪ ، (217‬وقللوله تعللالى( فَلي َ ْ‬
‫ة()النللور‪ :‬مللن اليللة ‪(63‬‬ ‫م فِت ْن َل ٌ‬ ‫َ‬ ‫فون عَل َ‬
‫صلليب َهُ ْ‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫م لرِهِ أ ْ‬ ‫نأ ْ‬‫ْ‬ ‫خال ِ ُ َ‬
‫يُ َ‬
‫وغيرها من اليات ‪.‬‬
‫قال ابن كثير رحمه الله ‪: 331 /2‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ساد ٌ‬ ‫ض وَفَ َ‬ ‫ة ِفي الْر ِ‬ ‫ن فِت ْن َ ٌ‬ ‫فعَُلوهُ ت َك ُ ْ‬ ‫"ومعنى قوله تعالى )إ ِّل ت َ ْ‬
‫ك َِبيٌر( أي ‪ :‬إن لللم تجللانبوا المشللركين وتوالللوا المللؤمنين و إل‬
‫وقعت فتنة في الناس ؛ وهو التباس المر واختلط المللؤمنين‬
‫بالكافرين فيقع بين الناس فساد منتشر" ‪.‬‬
‫وقال الشيخ عبد اللطيللف بللن عبللد الرحمللن بللن حسللن آل‬
‫الشيخ )الدرر ‪: (326 – 324 / 8‬‬
‫"ومللا جللاء فللي القللرآن مللن النهللي والتغليللظ الشللديد فللي‬
‫موالتهم وتوليهم ‪ ،‬دليل على أن أصللل الصللول ‪ :‬ل اسللتقامة‬
‫للله ول ثبللات للله إل بمقاطعللة أعللداء الللله وحربهللم وجهللادهم‬
‫والبراءة منهم ‪ ،‬والتقرب إلى الله بمقتهم وعيبهم ‪ ،‬وقللد قللال‬
‫تعالى لمللا عقللد المللوالة بيللن المللؤمنين وأخللبر أن الكللافرين‬
‫َْ‬
‫ض‬ ‫ة فِللي الْر ِ‬ ‫ن فِت ْن َل ٌ‬‫فعَل ُللوهُ ت َك ُل ْ‬ ‫بعضهم أولياء بعللض قللال ( إ ِّل ت َ ْ‬
‫ساد ٌ ك َِبيٌر()لنفال‪ :‬من الية ‪ ، (73‬وهل الفتنللة إل الشللرك ‪،‬‬ ‫وَفَ َ‬
‫والفساد الكلبير هلو انتثلار عقللد التوحيللد والسللم وقطلع مللا‬
‫أحكمه القرآن من الحكام والنظام ؟" ‪.‬‬

‫الدليل العاشر‬
‫َ‬
‫فلُروا‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫طيعُللوا ال ّل ِ‬ ‫ن تُ ِ‬‫من ُللوا إ ِ ْ‬‫نآ َ‬
‫ذي َ‬ ‫قوله تعالى (ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫و‬
‫م وَهُ َ‬ ‫ولك ُ ْ‬‫م ْ‬‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ن ‪ ،‬بَ ِ‬‫ري َ‬ ‫س ِ‬‫خا ِ‬ ‫قل ُِبوا َ‬ ‫م عََلى أ َعْ َ‬
‫قاب ِك ُ ْ‬
‫م فَت َن ْ َ‬ ‫ي َُرّدوك ُ ْ‬
‫ن( )آل عمران‪. (150، 149:‬‬ ‫ري َ‬
‫ص ِ‬
‫خي ُْر الّنا ِ‬
‫َ‬
‫قللال الشلليخ سلليمان بللن عبللد اللله آل الشلليخ رحمله الللله‬
‫)الدرر ‪: (124 / 8‬‬
‫" فللأخبر تعللالى أن الملؤمنين إن أطللاعوا الكفلار فل بلد أن‬
‫يردوهم على أعقابهم عللن السلللم ‪ ،‬فللإنهم ل يقنعللون منهللم‬
‫بدون الكفر ‪ ،‬وأخبر أنهم إن فعلوا ذلك صاروا من الخاسللرين‬
‫‪61‬‬

‫في الدنيا والخرة ‪ ،‬ولم يرخص في موافقتهم وطاعتهم خوفا ً‬


‫منهم ‪ ،‬وهذا هللو الواقللع ؛ فللإنهم ل يقنعللون ممللن وافقهللم إل‬
‫بالشلللهادة أنهلللم عللللى حلللق ‪ ،‬وإظهلللار العلللداوة والبغضلللاء‬
‫للمسلمين ‪ ،‬وقطع اليد عنهم‪.‬‬
‫ثم قال تعالى )بل الله مولكم وهو خيللر الناصللرين( فللأخبر‬
‫تعالى أنه ولي المؤمنين وناصرهم ‪ ،‬وهو خير الناصرين ‪ ،‬ففي‬
‫وليته وطاعته كفاية وغنية عن طاعة الكفار " ‪.‬‬

‫الدليل الحادي عشر‬


‫َ‬
‫ن‬‫مللا ت َب َي ّل َ‬
‫ن ب َعْدِ َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫م ِ‬ ‫دوا عََلى أد َْبارِهِ ْ‬ ‫ن اْرت َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي‬ ‫قوله تعالى (إ ِ ّ‬
‫م قَللاُلوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ‪ ،‬ذ َل ِ َ‬
‫ك ب ِلأن ّهُ ْ‬ ‫مَلى ل َهُ ْ‬ ‫م وَأ ْ‬‫ل ل َهُ ْ‬ ‫سو ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬‫دى ال ّ‬ ‫م ال ْهُ َ‬ ‫ل َهُ ُ‬
‫َ‬
‫م لرِ َوالل ّل ُ‬
‫ه‬ ‫ض اْل ْ‬ ‫م فِللي ب َعْ ل ِ‬ ‫طيعُك ُ ْ‬‫س لن ُ ِ‬‫ه َ‬ ‫ل الل ّل ُ‬ ‫ما ن َّز َ‬‫هوا َ‬ ‫ن ك َرِ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ِل ّ ِ‬
‫م( )محمد‪. (26 ، 25:‬‬ ‫سَراَرهُ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ي َعْل َ ُ‬
‫فقد عّلل ارتدادهم هنا بأنهم قالوا للكللافرين )الللذين كرهللوا‬
‫ما نزل الله( ‪ :‬سنطيعكم في بعض المر ‪ ،‬فقد وعللدوهم بللأن‬
‫يطيعوهم في )بعض أمرهم( ل أن يطيعوهم فللي أمرهللم كللله‬
‫ومع ذلك صارت هذه ردة منهم‪.‬‬
‫قللال الشلليخ سلليمان بللن عبللد اللله آل الشلليخ رحمله الللله‬
‫)الدرر ‪: (136 / 8‬‬
‫"فإذا كللان مللن وعللد المشللركين الكللارهين لمللا أنللزل الللله‬
‫طاعتهم في بعض المر كافرا ً ‪ ،‬وإن لم يفعل ما وعدهم بلله ‪،‬‬
‫فكيف بمن وافق المشركين الكارهين لما أنزل الله ؟" ‪.‬‬

‫الدليل الثاني عشر‬


‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ل الل ّلهِ َوال ّل ِ‬ ‫س لِبي ِ‬ ‫ن فِللي َ‬ ‫قللات ُِلو َ‬
‫من ُللوا ي ُ َ‬
‫نآ َ‬‫ذي َ‬‫قوله تعالى (ال ّ ِ‬
‫ن‬ ‫شلي ْ َ‬
‫طا ِ‬ ‫قللات ُِلوا أ َوْل ِي َللاَء ال ّ‬
‫ت فَ َ‬‫غو ِ‬ ‫ل الط ّللا ُ‬ ‫سِبي ِ‬‫ن ِفي َ‬ ‫قات ُِلو َ‬ ‫كَ َ‬
‫فُروا ي ُ َ‬
‫ضِعيفًا( )النساء‪. (76:‬‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ِ‬ ‫ن ك َي ْد َ ال ّ‬‫إِ ّ‬
‫فبّين أن الذين كفروا يقاتلون فللي سللبيل الطللاغوت وأنهللم‬
‫أوليللاء الشلليطان ‪ ،‬فمللن قاتللل معهللم فهللو معهللم فللي هللذه‬
‫الوصاف ‪ ،‬والقتال يكون باليللد واللسللان والمللال وغيللره ممللا‬
‫يعان به‪ ،‬كما قال ‪) ‬جاهدوا المشركين بللأموالكم وأنفسللكم‬
‫وألسنتكم( ‪ ،‬وكما قللال ‪) ‬إن الللله ليللدخل بالسللهم الواحللد‬
‫‪62‬‬

‫ثلثة نفر الجنة ‪ :‬صانعه يحتسب في صللنعه الخيللر ‪ ،‬والرامللي‬


‫به ‪ ،‬ومنبله( ‪.‬‬
‫فقد دلت الية أن من أعانهم فللي حربهللم علللى المسلللمين‬
‫بأي نوٍع من أنواع العانة فهو من أولياء الشيطان ‪.‬‬

‫الدليل الثالث عشر‬


‫س لل َ َ‬ ‫َ‬
‫من ْهَللا‬
‫خ ِ‬ ‫ذي آت َي َْناهُ آَيات ِن َللا َفان ْ َ‬‫م ن َب َأ ال ّ ِ‬
‫ل عَل َي ْهِ ْ‬‫قوله تعالى (َوات ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن( )لعراف‪. (175:‬‬ ‫ن ال َْغاِوي َ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن فَ َ‬
‫كا َ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ُ‬ ‫فَأت ْب َعَ ُ‬
‫ه ال ّ‬
‫روى ابن جرير بسنده )‪ (9/123‬عن ابن عبللاس قللال ‪ :‬لمللا‬
‫نزل موسى عليه السلم ‪ -‬يعني بالجبلارين‪ -‬وملن معله ‪ ،‬أتللاه‬
‫يعني )بلعم( بنو عمه وقومه ؛ فقالوا ‪ :‬إن موسى رجل حديللد‬
‫ومعه جنود كثيرة وإنه إن يظهلر علينللا يهلكنللا ‪ ،‬فللادع الللله أن‬
‫يرد موسللى ومللن معلله ‪ .‬قللال ‪ :‬إنللي إن دعللوت الللله أن يللرد‬
‫موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي ‪ .‬فلللم يزالللوا بلله حللتى‬
‫دعا عليهم ‪ ،‬فسلخه الله مما كان عليه ‪ ،‬فذلك قوله )فانسلخ‬
‫منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين( ‪.‬‬
‫فهو هنا لم ينصلر الكفلار ‪ ،‬وإنملا دعلا لهلم أن يلرد موسلى‬
‫ومن معله فكلان هلذا انسللخا ً ملن آيلات اللله ‪ ،‬فكيللف بمللن‬
‫ناصرهم وأعانهم ؟‪.‬‬

‫الدليل الرابع عشر‬


‫م‬
‫س لهِ ْ‬ ‫ف ِ‬‫مي أ َن ْ ُ‬ ‫ة ظ َللال ِ ِ‬ ‫ملئ ِك َل ُ‬‫م ال ْ َ‬ ‫ن ت َوَفّللاهُ ُ‬
‫ذي َ‬ ‫ن ال ّل ِ‬
‫قوله تعللالى (إ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ض قَللاُلوا أل َل ْ‬ ‫ْ‬
‫ن فِل ُلي الْر ْ ِ‬ ‫في َ‬ ‫ض لع َ ِ‬
‫ست َ ْ‬‫م ْ‬‫م قَللاُلوا ك ُن ّللا ُ‬ ‫م ك ُن ْت ُ ْ‬‫َقاُلوا ِفي َ‬
‫جُروا ِفيهَللا فَ لأول َئ ِ َ‬ ‫تك ُ َ‬
‫م‬‫جهَن ّل ُ‬ ‫م َ‬ ‫م لأَواهُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ة فَُتهـا ِ‬ ‫ض الل ّهِ َوا ِ‬
‫سع َ ً‬ ‫ن أْر ُ‬ ‫َ ْ‬
‫صيرا ً ) )النساء‪. (97:‬‬ ‫م ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ساَء ْ‬‫وَ َ‬
‫روى البخاري في صحيحه عن محمد بللن عبللد الرحمللن أبللو‬
‫السود قال ‪ :‬قطللع علللى أهللل المدينللة بعللث فللاكتتبت فيلله ‪،‬‬
‫فلقيت عكرمة مولى ابن عباس فللأخبرته ‪ ،‬فنهللاني عللن ذلللك‬
‫أشللد النهللي ‪ ،‬وقللال ‪ :‬أخللبرني ابللن عبللاس ‪ :‬أن ناسللا ً مللن‬
‫المسلمين كانوا مع المشللركين يكللثرون سللوادهم علللى عهللد‬
‫رسول الله ‪ ‬يأتي السهم يرمي به فيصيب أحدهم فيقتله أو‬
‫‪63‬‬

‫يضرب عنقه فيقتل ‪ ،‬فأنزل الله ‪) :‬إن الذين توفاهم الملئكللة‬


‫ظالمي أنفسهم( ‪.‬‬
‫وقد اختلف أهل العلم في الللذين نزلللت فيهللم هللذه اليللات‬
‫من الذين خرجوا مع الكفار من المسلمين يكللثرون سللوادهم‬
‫هل ماتوا مسلمين عصاة أو ارتدوا بهذا الفعل؟‪.‬‬
‫ففعلهم هذا كفر ‪ ،‬ولكن قد يعذرهم بعض العلماء ‪ ،‬فمن لم‬
‫يكفرهم رأى أنهم إنما خرجللوا مكرهيللن ‪ ،‬والكللراه عللذر فللي‬
‫الكفر ‪ ،‬ومن لم يعذرهم رأى أنهم السبب في حدوث الكراه‬
‫بسبب تخلفهم عن الهجللرة وهللم قللادرون عليهللا ‪ ،‬مللع اتفللاق‬
‫الجميع على أنهم يعاملون معاملة الكفار في القتل ‪.‬‬
‫وأما من أعان الكفار أو كّثر سوادهم بل إكراه فل شك فللي‬
‫كفره وارتداده عن السلم والعياذ بالله ‪.‬‬

‫الدليل الخامس عشر‬


‫ت‬‫مللا ِ‬‫ن الظ ّل ُ َ‬ ‫مل َ‬‫م ِ‬ ‫جهُ ل ْ‬‫خر ِ ُ‬
‫من ُللوا ي ُ ْ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي ال ّ ِ‬
‫ه وَل ِ ّ‬ ‫قوله تعالى (الل ّ ُ‬
‫م الط ّللا ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مل َ‬‫م ِ‬ ‫جللون َهُ ْ‬
‫خر ِ ُ‬‫ت يُ ْ‬ ‫غو ُ‬ ‫ف لُروا أوْل ِي َللاؤُهُ ُ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫إ َِلى الّنورِ َوال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ن(‬ ‫النور إَلى الظ ّل ُمللات ُأول َئ ِ َ َ‬
‫دو َ‬‫خال ِل ُ‬ ‫م ِفيهَللا َ‬ ‫ب الن ّللارِ هُ ل ْ‬
‫حا ُ‬ ‫صل َ‬
‫كأ ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫ّ ِ ِ‬
‫)البقرة‪. (257:‬‬
‫فبّين سللبحانه فللي هللذه اليللة أن أنصللار الللذين كفللروا هللم‬
‫)الطاغوت( ‪ ،‬فمن ناصرهم فهو مثل )طواغيتهم( ‪.‬‬

‫الدليل السادس عشر‬


‫أن الللله سللبحانه شللرط الكفللر بالطللاغوت مللع اليمللان بلله‬
‫ت‬ ‫غو ِ‬ ‫ف لْر ِبالط ّللا ُ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬
‫مل ْ‬ ‫للدخول في السلللم ‪ ،‬فقللال تعللالى( فَ َ‬
‫م ل ََهلا (‬ ‫صلا َ‬ ‫ف َ‬ ‫قى ل ان ْ ِ‬ ‫ك ِبلال ْعُْروَةِ اْللوُث ْ َ‬ ‫سل َ‬ ‫م َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫قدِ ا ْ‬ ‫ن ِبالل ّهِ فَ َ‬ ‫وَي ُؤْ ِ‬
‫م ْ‬
‫ة‬ ‫ُ‬ ‫قد ْ ب َعَث َْنا ِفي ك ُ ّ‬ ‫)البقرة‪ :‬من الية ‪ ، (256‬وقال تعالى (وَل َ َ‬
‫مل ٍ‬ ‫لأ ّ‬
‫جت َن ُِبوا الط ّللا ُ‬ ‫َ‬
‫ت ()النحللل‪ :‬مللن اليللة‬ ‫غو َ‬ ‫ه َوا ْ‬ ‫دوا الل ّ َ‬ ‫ن اعْب ُ ُ‬‫سول ً أ ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫جت َن َُبللوا ال ّ‬
‫ها‬‫دو َ‬ ‫ن ي َعُْبلل ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫غو َ‬ ‫طللا ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫‪ ، (36‬وقللال تعللالى (َواّللل ِ‬
‫م ال ْب ُ ْ‬ ‫َ‬
‫عَباِد( )الزمر‪ ، (17:‬وقللال‬ ‫شْر ِ‬ ‫شَرى فَب َ ّ‬ ‫وَأَناُبوا إ َِلى الل ّهِ ل َهُ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫موا إ ِل َللى الط ّللا ُ‬ ‫تعللالى )يري لدو َ‬
‫ن‬
‫م لُروا أ ْ‬ ‫ت وَقَ لد ْ أ ِ‬ ‫غو ِ‬ ‫حللاك َ ُ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ُ ِ ُ َ‬
‫فُروا ب ِهِ ()النساء‪. (60 :‬‬ ‫ي َك ْ ُ‬
‫‪64‬‬

‫ومن ناصرهم فإنه لم يكفر بالطاغوت ‪ ،‬لن الكفار يقللاتلون‬


‫من ُللوا‬
‫نآ َ‬ ‫في سبيل الطاغوت كما سبق فللي قللوله تعللالى(ال ّل ِ‬
‫ذي َ‬
‫ل‬‫س لِبي ِ‬‫ن فِللي َ‬ ‫قللات ُِلو َ‬
‫ف لُروا ي ُ َ‬‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬ ‫ل الل ّلهِ َوال ّل ِ‬ ‫س لِبي ِ‬
‫ن فِللي َ‬ ‫قات ُِلو َ‬ ‫يُ َ‬
‫ش لي ْ َ‬ ‫ش لي ْ َ‬ ‫َ‬
‫قللات ُِلوا أوْل ِي َللاَء ال ّ‬ ‫الط ّللا ُ‬
‫ن ك َللا َ‬
‫ن‬ ‫طا ِ‬ ‫ن ك َي ْلد َ ال ّ‬‫ن إِ ّ‬
‫طا ِ‬ ‫ت فَ َ‬
‫غو ِ‬
‫ضِعيفًا( )النساء‪. (76:‬‬ ‫َ‬
‫‪65‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫الدلة من السنة‬

‫الدليل الول ‪:‬‬


‫ما في الصحيحين وغيرهما عن علي رضي الللله عنلله – فلي‬
‫غللزوة الفتللح ‪ -‬قللال ‪ :‬بعثنللي رسللول الللله ‪ ‬أنللا والزبيللر‬
‫والمقداد ‪ ،‬فقال ‪ :‬انطلقوا حتى تللأتوا روضللة خللاخ ؛ فللإن بهللا‬
‫ظعينة معها كتاب فخذوه منها ‪ .‬فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حللتى‬
‫أتينا الروضة ‪ ،‬فإذا نحللن بالظعينللة ‪ ،‬قلنللا ‪ :‬أخرجللي الكتللاب ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬ما معللي كتللاب ‪ .‬قلنللا ‪ :‬لتخرجللن الكتللاب ‪ ،‬أو لتلقيللن‬
‫الثياب ‪ .‬قال ‪ :‬فأخرجت الكتاب من عقاصها ‪ ،‬فأخذنا الكتللاب‬
‫فأتينا به رسول الله ‪ ، ‬فإذا فيه ‪ :‬من حاطب بن أبللي بلتعللة‬
‫إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله‬
‫‪ ، ‬فقال رسول الله ‪ : ‬يا حاطب ‪ ،‬ما هذا ؟‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ل تعجل علي ‪ ،‬إني كنت أمرءا ً ملصللقا ً فللي قريللش ‪،‬‬
‫ولم أكن من أنفسهم ‪ ،‬وكان مللن معللك مللن المهللاجرين لهللم‬
‫قرابلات يحملون أهليهلم بمكلة ‪ ،‬فلأحببت إذ فلاتني ذللك ملن‬
‫النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا ً يحمون بها قرابتي ‪ ،‬وما فعلت‬
‫ذلك كفرا ً ول ارتدادا ً عن ديني ول رضا ً بالكفر بعد السلم ‪.‬‬
‫فقال رسول الله ‪ : ‬إنه صدقكم ‪.‬‬
‫فقال عمر ‪ :‬دعني أضرب عنق هذا المنافق ‪ .‬وفي روايللة ‪:‬‬
‫فقد كفر ‪.‬‬
‫فقال رسول الله ‪ : ‬إنه قد شهد بللدرا ً ‪ ،‬ومللا يللدريك لعللل‬
‫الله اطلع إلى أهل بدر فقال ‪ :‬اعملوا مللا شللئتم فقللد غفللرت‬
‫لكم ‪.‬‬
‫وهللذه القصللة تللدل علللى أن الصللل فللي مظللاهرة الكفللار‬
‫ومناصرتهم هو الردة والخروج عن السلم من ثلثة وجوه ‪:‬‬
‫الوجه الول ‪ :‬قول عمر ‪ :‬دعني أضللرب هللذا المنللافق ‪،‬‬
‫وفي رواية ‪ :‬فقد كفللر ‪ ،‬وفللي روايللة ‪ :‬بعللد أن قللال الرسللول‬
‫‪ : ‬أوليس قلد شلهد بللدرا ً ؟‪ .‬قلال عمللر ‪ :‬بلللى ولكنله نكلث‬
‫وظاهر أعداءك عليك ‪.‬‬
‫فهذا يدل علللى أن المتقللرر عنللد عمللر رضللي الللله عنلله أن‬
‫مظاهرة الكفار ‪ :‬كفر وردة ‪.‬‬
‫‪66‬‬

‫الوجه الثاني ‪ :‬إقرار الرسللول ‪ ‬لمللا فهملله عمللر وإنمللا‬


‫ذكر عذر حاطب ‪.‬‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬أن حاطبا ً قال ‪ :‬ما فعلت ذلللك كفللرا ً ‪ ،‬ول‬
‫ارتدادا ً عن ديني ‪ ،‬ول رضا ً بالكفر بعد السلم ‪.‬‬
‫وهذا يدل على أنه قد تقّرر لللديه أيض لا ً أن مظللاهرة الكفللار‬
‫)كفر وردة ورضا بالكفر( ‪.‬‬
‫فإذا كان هذا قد يظن في مثل صورة عمللل حللاطب رضللي‬
‫الله عنه مع أنه قد خرج غازيا ً مللع الرسللول ‪ ‬بنفسلله ومللاله‬
‫مناصرا ً له ومظاهرا ً له على أعدائه المشللركين ‪ ،‬ولللم يظللاهر‬
‫الكفار ولم ينصرهم بنفس ول مال ‪ ،‬ولكن احتمل عمللله هللذا‬
‫فقيل فيه ما قيل ‪ ،‬فكيف بملن ظلاهر الكفلار فعل ً وظلاهرهم‬
‫وأعانهم على المسلمين ‪ ،‬ل شك أنه أولى بالحكام المذكورة‬
‫في هذا الحديث ‪.‬‬
‫والحديث تثلار حلوله شللبهات سنناقشلها إن شللاء اللله فلي‬
‫الفصل الثالث‪.‬‬

‫الدليل الثاني ‪:‬‬


‫ما رواه ابن إسحاق وغيره عن يزيد بن رومللان عللن عللروة‬
‫وعن الزهري عن جماعة سماهم قالوا ‪ :‬بعثت لنا قريش إلللى‬
‫رسول الله ‪ ‬في فداء أسراهم ‪ ،‬ففللدى كللل قللوم أسلليرهم‬
‫بما رضوا ‪ ،‬وقال العباس – وكان خرج مكرها ً مع المشركين‬
‫في بدر – يا رسول الله قد كنت مسلمًا‪ .‬فقال رسول الله ‪‬‬
‫‪ :‬الله أعلم بإسلمك ‪ ،‬فإن يكن كما تقول فإن الللله يجزيللك ‪،‬‬
‫وأما ظاهرك فقد كان علينا ‪ ،‬فافتد نفسك وابني أخيك ‪.‬‬
‫فمع أن )العباس بن عبد المطلب( قد خرج مع قريللش فلي‬
‫قتالهم مكرها ً إل أن الرسول ‪ ‬حكم عليلله بظللاهره وألحقلله‬
‫بالمشركين ‪ ،‬فكيف يكون الحال فيمن ظاهر الكفار وناصرهم‬
‫اختيارا ً منه؟‪.‬‬
‫ويدل علللى هللذا أيضلا ً مللا رواه البخللاري فللي صللحيحه عللن‬
‫محمد بلن عبلد الرحمللن أبلو السللود قللال ‪ :‬قطللع علللى أهلل‬
‫المدينة بعث فاكتتبت فيه ‪ ،‬فلقيت عكرمة مللولى ابللن عبللاس‬
‫فأخبرته ‪ ،‬فنهاني عن ذلك أشد النهللي ‪ ،‬وقللال ‪ :‬أخللبرني ابللن‬
‫عباس ‪ :‬أن ناسا ً من المسلمين كانوا مع المشللركين يكللثرون‬
‫سوادهم علللى عهللد رسللول الللله ‪ ‬يللأتي السللهم يرمللي بلله‬
‫‪67‬‬

‫فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب عنقه فيقتللل ‪ ،‬فللأنزل الللله ‪:‬‬


‫)إن الذين توفاهم الملئكة ظالمي أنفسهم( ‪.‬‬
‫فانظر إلى إلحاقه بهم في الظاهر مع أنهم مكرهللون ‪ ،‬ومللا‬
‫ذلك إل لن الصل كفر من عمل هذا العمل ‪.‬‬

‫الدليل الثالث ‪:‬‬


‫ما رواه أبو داود وغيره عن سمرة بن جندب رضي الله عنه‬
‫أن النبي ‪ ‬قال )من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله( ‪.‬‬
‫فجعل من اجتمع مع المشرك وشاركه مثله وإن لم يوافقه‪،‬‬
‫فمللن ظللاهر المشللركين وأعللانهم ونصللرهم علللى المسلللمين‬
‫أعظم من مجرد السكنى معهم ومخالطتهم ‪.‬‬
‫قال المناوي رحمه الله )فيللض القللدير ‪ (6/111‬فللي تعليللل‬
‫قوله )فهو مثله( ‪:‬‬
‫"لن القبال على عدو الللله ومللوالته تللوجب إعراضلله عللن‬
‫الله ‪ ،‬ومن أعرض عنه توله الشيطان ونقللله إلللى الكفللران ‪،‬‬
‫قللال الزمخشللري ‪ :‬وهللذا أمللر معقللول ؛ فللإن مللوالة الللولي‬
‫وموالة عدوه متنافيان" ‪.‬‬
‫وقال الشوكاني رحمه الله )النيل ‪: (8/177‬‬
‫" قوله ‪" :‬فهو مثله" فيه دليل على تحريللم مسللاكنة الكفللار‬
‫ووجوب مفارقتهم ‪ ،‬والحديث وإن كان فيلله المقللال المتقللدم‬
‫لكن يشللهد لصللحته قللوله تعللالى )فل تقعللدوا معهللم إنكللم إذا‬
‫مثلهم ( ‪ ،‬وحديث بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيلله‬
‫عن جللده مرفوع لا ً ‪ ) :‬ل يقبللل الللله مللن مشللرك عمل بعللدما‬
‫أسلم أو يفارق المشركين(" ‪.‬‬
‫ومثل هذا الحديث ‪:‬‬

‫الدليل الرابع ‪:‬‬


‫وهو ما رواه أبو داود والترمذي وغيرهما عن جرير بن عبللد‬
‫الله رضي الله عنه أن الرسللول ‪ ‬قللال )أنللا بريللء مللن كللل‬
‫مسلم يقيم بين ظهراني المشركين( ‪.‬‬
‫ويقال فيه ما قيل في الحديث السابق ‪.‬‬

‫الدليل الخامس ‪:‬‬


‫‪68‬‬

‫ما رواه النسائي وغيره من حديث بهز بللن حكيللم عللن أبيلله‬
‫عن جده أن النبي ‪ ‬قال )ل يقبل الله من مشللرك عمل بعللد‬
‫ما أسلم أو يفارق المشركين( ‪.‬‬
‫وهو من جنس ما سبق ‪ ،‬فإن مللن تللولى الكفللار وناصللرهم‬
‫وأعللانهم علللى حللرب المسلللمين أولللى بالللدخول فللي هللذا‬
‫الحديث ممن لم يفارقهم بجسده ‪.‬‬
‫ومن جنسه أيضا ً ‪:‬‬

‫الدليل السادس ‪:‬‬


‫ما رواه النسائي وغيره عللن جريللر قللال ‪) :‬بللايعت رسللول‬
‫الله ‪ ‬على إقام الصلة وإيتاء الزكاة والنصح لكللل مسلللم ‪،‬‬
‫وعلى فراق المشرك( ‪.‬‬
‫والكلم فيه كالكلم في ما سبق ‪.‬‬
‫‪69‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫الدلة من أقوال الصحابة‬
‫وقد ورد عن الصحابة ما يدل على هذا الصل ‪ ،‬فمن ذلك ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما سبق ذكره في الدليل الول من السنة من تقّرر هللذا‬
‫الصل عند عمر وحاطب رضي الله عنهما ‪.‬‬

‫‪ -2‬وما رواه عبد بن حميد عن حذيفة رضي الله عنه قال ‪:‬‬
‫ليتللق أحللدكم أن يكللون يهودي لا ً أو نصللرانيا ً وهللو ل يشللعر ‪.‬‬
‫َ‬
‫ذوا ال ْي َهُللود َ‬ ‫خل ُ‬ ‫من ُللوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫ن آ َ‬ ‫فظنناه يريد هذه الية (َيا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫ذي َ‬
‫والنصارى أ َول ِياَء بعضه َ‬
‫ه‬ ‫من ْك ُل ْ‬
‫م فَ لإ ِن ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬
‫م ْ‬‫ض وَ َ‬‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ ْ‬ ‫َ ّ َ َ‬
‫م ( )المائدة‪ :‬من الية ‪(51‬‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ِ‬

‫‪ -3‬ومن ذلك قصة خالد بن الوليد ومجاعللة بللن مللرارة فللي‬


‫كتب السيرة في حروب الردة ‪ ،‬فللإن خالللدا ً رضللي الللله عنلله‬
‫أخذ جنده بعض بني حنيفة ومعهللم )مجاعللة( ‪ ،‬فقللال مجاعللة‬
‫لخالد ‪ :‬إني والله ما اتبعته – يقصد مسيلمة – وإني لمسلللم ‪.‬‬
‫ي ‪ ،‬أو تكلمت بمثل ما تكلم بلله‬ ‫فقال له خالد ‪ :‬فهل خرجت إل ّ‬
‫ثمامة بن أثال ‪.‬‬
‫فقد استدل ببقائه بين ظهراني المرتدين على موافقته لهم‬
‫وعامله على هذا ‪ ،‬وهللذا المللر موافللق لمللا سللبق ذكللره فللي‬
‫الدليل الثالث عشر من القللرآن فللي قصللة المسلللمين الللذين‬
‫خرجوا مع المشركين في بدر يكثرون سوادهم ‪.‬‬

‫‪ -4‬ومن ذلك فعل الصحابة وسيرتهم في حروب الللردة مللع‬


‫قوم مسيلمة وسجاح وطليحللة ومللانعي الزكللاة ونحللوهم فللي‬
‫قتالهم كلهم دون تفريق بينهم مع احتمال كون بعضهم مخالفا ً‬
‫لهم فللي معتقللدهم وإنمللا شللاركهم حميللة ‪ ،‬ومللع ذلللك كللانت‬
‫سلليرتهم فيهللم واحللدة ‪ ،‬ممللا يللدل علللى تق لّرر هللذا الصللل‬
‫فار فهو كافر مثلهم ‪.‬‬ ‫عندهم ‪ ،‬وأن من ظاهر وناصر الك ّ‬
‫‪70‬‬

‫المبحث الخامس‬
‫الدلة من القياس‬
‫وهو من وجهين ‪:‬‬
‫الوجه الول ‪:‬‬
‫أنه قد ثبت في الصحيح أن النبي ‪ ‬قللال )مللن جهللز غازيلا ً‬
‫فقد غزى( ‪ ،‬فجعل القاعد إذا جّهز المجاهد مشاركا ً في الغزو‬
‫‪ ،‬ومن هذا أيضا ً قوله )إن الله ليللدخل بالسللهم الواحللد ثلثللة‬
‫نفر الجنة ‪ :‬صانعه يحتسب في صللنعه الخيللر ‪ ،‬والرامللي بلله ‪،‬‬
‫ومنبله( ‪ .‬وهذا يدل – بقياس العكللس – أن مللن جهّللز وأعللان‬
‫الكافر في قتاله فقد شاركه في قتاله في سبيل الطاغوت ‪.‬‬
‫الوجه الثاني ‪:‬‬
‫أن الللردء والمباشللر حكمهللم واحللد فللي الشللرع علللى‬
‫الصحيح ‪ ،‬لن المباشر إنملا يتمكلن ملن عملله بمعونلة اللردء‬
‫له ‪ ،‬كما قال شيخ السلم رحمه الله ‪:‬‬
‫" وإذا كللان المحللاربون الحراميللة جماعللة ‪ ,‬فالواحللد منهللم‬
‫باشر القتل بنفسه ‪ ,‬والباقون له أعوان وردء له ‪ ,‬فقلد قيلل ‪:‬‬
‫إنه يقتل المباشر فقط ‪ ,‬والجمهور على أن الجميللع يقتلللون ‪,‬‬
‫ولو كانوا مائة وأن الردء والمباشر سللواء ‪ ,‬وهللذا هللو المللأثور‬
‫عن الخلفاء الراشدين ‪ .‬فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنله‬
‫قتل ربيئة المحاربين ‪ .‬والربيئة هو الناظر الللذي يجلللس علللى‬
‫مكان عال ‪ ,‬ينظللر منلله لهللم مللن يجيللء ولن المباشللر إنمللا‬
‫يمكن مللن قتللله بقللوة الللردء ومعللونته ‪ ,‬والطائفللة إذا انتصللر‬
‫بعضها ببعض حتى صاروا ممتنعين فهم مشتركون في الثواب‬
‫والعقللاب كالمجاهللدين ; فللإن النللبي ‪ ‬قللال ‪ ) :‬المسلللمون‬
‫تتكافللأ دمللاؤهم ويسللعى بللذمتهم أدنللاهم وهللم يللد علللى مللن‬
‫سللواهم ويللرد متسلريهم عللى قاعلدتهم (‪ .‬يعنللي ‪ :‬أن جيللش‬
‫المسلمين إذا تسرت منه سرية فغنمللت مللال ً ‪ ,‬فللإن الجيللش‬
‫يشاركها فيما غنمت لنها بظهره وقوته تمكنت لكن تنفل عنه‬
‫نفل ً ‪ ,‬فإن النبي ‪ ‬كان ينفللل السللرية إذا كللانوا فللي بللدايتهم‬
‫الربع بعد الخمس ‪ ,‬وكللذلك لللو غنللم الجيللش غنيمللة شللاركته‬
‫السللرية ; لنهللا فللي مصلللحة الجيللش ‪ ,‬كمللا قسللم النللبي ‪‬‬
‫لطلحة والزبير يوم بللدر ; لنلله كللان قللد بعثهمللا فللي مصلللحة‬
‫الجيش ‪ ,‬فأعوان الطائفة الممتنعة وأنصارها منها ‪ ,‬فيمللا لهللم‬
‫‪71‬‬

‫وعليهم ‪ -‬وهكذا المقتتلون على باطللل ‪ -‬ل تأويللل فيلله ‪ ,‬مثللل‬


‫المقتتلين على عصبية ‪ ,‬ودعوى جاهلية كقيس ويمن ونحوهما‬
‫‪ ,‬هما ظالمتان ‪ .‬كما قال النبي صلى الله عليلله وسلللم ‪ ) :‬إذا‬
‫التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ‪ ,‬قيل‬
‫‪ :‬يا رسول الله ‪ :‬هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال ‪ :‬إنه أراد‬
‫قتل صاحبه ( أخرجاه في الصحيحين ‪ .‬وتضمن كل طائفللة مللا‬
‫أتلفته الخرى من نفس ومال ‪ ,‬وإن لم يعللرف عيللن القاتللل ;‬
‫لن الطائفة الواحدة المتمنع بعضها ببعض كالشخص الواحد "‬
‫‪.‬‬
‫وهكذا القول في من أعللان الكفللار ونصللرهم فللي قتللالهم ؛‬
‫فإن حكمه حكمهم ‪.‬‬
‫‪72‬‬

‫المبحث السادس‬
‫الدلة من التاريخ‬

‫شهد تاريخ السلم في فترات متعللددة وجللود حللوادث فيهللا‬


‫مظاهرة ممن يدعي السلم للكفار ‪ ،‬وقد قام علماء السلللم‬
‫بتوضيح حكم هذه المظاهرة ‪ ،‬وسللأذكر فيمللا يلللي بعض لا ً مللن‬
‫هذه الحوادث‪:‬‬

‫الحادثة الولى ‪:‬‬


‫غزوة بدر في السنة الثانية ‪:‬‬
‫حيث خرج بعض المسلمين مع المشللركين فللي غللزوة بللدر‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ن اّلل ِ‬‫لتكثير سوادهم ‪ ،‬وقد نزل فيهلم قلول اللله تعلالى (إ ِ ّ‬
‫م قَللاُلوا ك ُن ّللا‬ ‫م ك ُن ْت ُل ْ‬‫م قَللاُلوا ِفي ل َ‬ ‫س لهِ ْ‬
‫ف ِ‬‫مي أ َن ْ ُ‬ ‫ة َ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬‫م ال ْ َ‬
‫ت َوَّفاهُ ُ‬
‫مستض لعفين فللي اْل َرض قَللاُلوا أ َل َلم تك ُل َ‬
‫ة‬
‫س لع َ ً‬ ‫ض الل ّلهِ َوا ِ‬ ‫ن أْر ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ْ ِ‬ ‫ُ ْ َ ْ َ ِ َ ِ‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫جُروا ِفيَهللا َفللأولئ ِ َ‬
‫صلليرا (‬ ‫م ِ‬ ‫ت َ‬ ‫سللاَء ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫جهَّنلل ُ‬‫م َ‬
‫مللأَواهُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫فَت َُهللا ِ‬
‫)النساء‪ . (97:‬وقد سبق ذكر ذلك فللي الللدليل الرابللع عشللر‬
‫من القرآن ‪.‬‬

‫الحادثة الثانية ‪:‬‬


‫حادثة المرتدين في السنة الحادية عشرة ‪:‬‬
‫وذلك بعد وفاة النللبي ‪ ‬وعللدم استفصللال الصللحابة ممللن‬
‫كانوا يقاتلونهم ‪ ،‬وقد سبق ذكر ذلك في المبحث الثالث ‪.‬‬

‫الحادثة الثالثة ‪:‬‬


‫في بداية سنة ‪: 201‬‬
‫خللرج )بابللك الخرمللي( وحللارب المسلللمين وهللو بللأرض‬
‫المشركين فللأفتى المللام أحمللد وغيللره بارتللداده ‪ ،‬فقللد روى‬
‫الميموني أن المام أحمد قال عنلله ‪ :‬خللرج إلينللا يحاربنللا وهللو‬
‫مقيم بأرض الشرك ‪ ،‬أي شيء حكمه ؟ إن كان هكذا فحكمه‬
‫حكم الرتداد ‪) .‬الفروع( ‪. 163 / 6‬‬

‫الحادثة الرابعة ‪:‬‬


‫‪73‬‬

‫بعد عام ‪: 480‬‬


‫قام المعتمد بللن عبللاد – حللاكم أشللبيلية – وهللو مللن ملللوك‬
‫الطوائف في )الندلس( بالستعانة بالفرنج ضللد المسلللمين ‪،‬‬
‫(‬
‫فأفتى علماء المالكية في ذلك الوقت بارتللداده عللن السلللم‬
‫‪) . (1‬الستقصا( ‪. 75 /2‬‬

‫الحادثة الخامسة ‪:‬‬


‫في سنة ‪: 661‬‬
‫قام صاحب الكرك )الملك المغيث عمر بن العادل( بمكاتبة‬
‫)هولكللو( و التتللار علللى أن يأخللذ لهللم )مصللر( ‪ ،‬فاسللتفتى‬
‫)الظاهر بيبرس( الفقهاء فأفتوا بعزله وقتله ‪ ،‬فعزللله وقتللله ‪.‬‬
‫)البداية والنهاية ‪) (13/238‬الشذرات ‪. (6/305‬‬

‫الحادثة السادسة ‪:‬‬


‫في حدود سنة ‪: 700‬‬
‫هجم التتار على أراضي السلم في )الشام( وغيرها ‪ ،‬وقللد‬
‫أعانهم بعض المنتسبين للسلللم ‪ ،‬فللأفتى شلليخ السلللم ابللن‬
‫تيمية بردة من أعانهم )الفتاوى( ‪. 530 / 28‬‬

‫الحادثة السابعة ‪:‬‬


‫في عام ‪: 980‬‬
‫استعان )محمد بن عبد الله السعدي( أحد ملوك )مراكللش(‬
‫بملللك )البرتغللال( ضللد عملله )أبللي مللروان المعتصللم بللالله( ‪،‬‬
‫فأفتى علماء المالكية بارتداده ‪) .‬الستقصا( ‪. 70 /2‬‬

‫الحادثة الثامنة ‪:‬‬


‫بين عامي ‪: 1233 – 1226‬‬
‫هجمت بعض الجيوش على أراضي نجد للقضاء على دعللوة‬
‫التوحيد ‪ ،‬وأعانهم بعللض المنتسللبين للسلللم ‪ ،‬فللأفتى علمللاء‬
‫نجد بردة من أعانهم ‪ ،‬وألف الشيخ سليمان بللن عبللد الللله آل‬
‫)‪ (1‬فانظر كيف حكموا عليه بهذا الحكم مع أنه اسللتعان بالكفللار فسلللطهم‬
‫على المسلمين ‪ ،‬ولم يعن الكفار على المسلمين !‪.‬‬
‫‪74‬‬

‫الشيخ كتاب )الدلئل( في إثبات كفللر هللؤلء ‪ ،‬وذكللر واحللدا ً‬


‫وعشرين دليل ً على ذلك ‪.‬‬

‫الحادثة التاسعة ‪:‬‬


‫بعد الحادثة السابقة بنحو من خمسين عاما ً ‪:‬‬
‫تك لّرر نفللس المللر ‪ ،‬فللأفتى علمللاء نجللد بكفللر مللن أعللان‬
‫المشللركين ‪ ،‬وألللف الشلليخ حمللد بللن عللتيق كتللاب )ســبيل‬
‫النجاة والفكاك من موالة المرتدين وأهل الشراك(‬
‫في هذا المر ‪.‬‬

‫الحادثة العاشرة ‪:‬‬


‫في أوائل القرن الرابع عشر ‪:‬‬
‫أعانت بعللض قبللائل الجللزائر الفرنسلليين ضللد المسلللمين ‪،‬‬
‫فأفتى فقيه المغرب أبو الحسن التسللولي بكفرهللم ‪) .‬أجوبللة‬
‫التسولي على مسائل المير عبد القادر الجزائري( ص ‪. 210‬‬

‫الحادثة الحادية عشرة ‪:‬‬


‫في منتصف القرن الرابع عشر ‪:‬‬
‫اعتدى الفرنسيون والبريطانيون على المسلمين فللي مصللر‬
‫وغيرها ‪ ،‬فأفتى الشيخ أحمد شاكر بكفر من أعان هللؤلء بللأي‬
‫إعانة ‪) .‬كلمة حق( ‪ 126‬وما بعدها‪.‬‬

‫الحادثة الثانية عشرة ‪:‬‬


‫في منتصف القرن الرابع عشر أيضا ً ‪:‬‬
‫استولى اليهود على فلسللطين ‪ ،‬وأعللانهم بعللض المنتسللبين‬
‫للسلم ‪ ،‬فللأفتت لجنللة الفتللوى بللالزهر برئاسللة الشلليخ عبللد‬
‫المجيد سليم عام ‪ 1366‬بكفر من أعانهم ‪.‬‬

‫الحادثة الثالثة عشرة ‪:‬‬


‫في أواخر القرن الرابع عشر ‪:‬‬
‫كثر الشيوعيون والشتراكيون في بلد المسلمين ‪ ،‬وأعانهم‬
‫بعض المنتسبين للسلم ‪ ،‬فأفتى الشليخ عبللد العزيلز بلن بلاز‬
‫رحمه الله بكفر من أعانهم ‪) .‬مجموع فتاواه( ‪. 274 / 1‬‬
‫‪75‬‬

‫المبحث السابع‬
‫الدلة من أقوال أهل العلم‬
‫سأنقل فيما يلي بعض كلم أهل العلم من جميع المذاهب ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬من أقوال علماء الحنفية ‪:‬‬

‫‪ -1‬قال أحمد بن علي الللرازي أبللو بكللر الجصللاص ) ت‬


‫‪ ( 370‬في ) أحكام القرآن ‪: (130 /3‬‬
‫َ‬
‫ذوا آب َللاءَك ُ ْ‬
‫م‬ ‫خل ُ‬
‫من ُللوا ل ت َت ّ ِ‬‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫" قوله تعللالى ‪( :‬ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫خوانك ُ َ‬
‫ن()التوبللة‪:‬‬ ‫مللا ِ‬‫لي َ‬ ‫حّبوا ال ْك ُْفَر عَل َللى ا ْ ِ‬ ‫ست َ َ‬‫نا ْ‬ ‫م أوْل َِياَء إ ِ ِ‬
‫وَإ ِ ْ َ َ ْ‬
‫مللن اليللة ‪ (23‬فيلله نهللي للمللؤمنين عللن مللوالة الكفللار‬
‫ونصرتهم والستنصار بهم وتفويض أمورهم إليهم وإيجللاب‬
‫التبري منهم وترك تعظيمهم وإكرامهم ‪ ,‬وسواء بين البللاء‬
‫والخوان في ذلك … وإنما أمللر المللؤمنين بللذلك ليتميللزوا‬
‫مللن المنللافقين ‪ ,‬إذ كللان المنللافقون يتولللون الكفللار ‪,‬‬
‫ويظهرون إكرامهم وتعظيمهم إذا لقوهم ‪ ,‬ويظهللرون لهللم‬
‫الولية والحياطة ‪ ,‬فجعل الله تعالى ما أمر به المؤمن في‬
‫هذه الية علما يتميز به المؤمن مللن المنللافق ‪ ,‬وأخللبر أن‬
‫من لم يفعل ذلك فهو ظالم لنفسه مستحق للعقوبللة مللن‬
‫ربه " ‪.‬‬
‫وقال أيضا ً )‪ – ( 16 / 1‬في سياق النهي عللن مللوالة غيللر‬
‫المؤمنين‪: -‬‬
‫َ‬
‫ة()آل عمللران‪:‬‬ ‫م ت َُقللا ً‬
‫من ْهُل ْ‬ ‫"وقوله تعللالى ‪ ( :‬إ ِّل أ ْ‬
‫ن ت َت ُّقللوا ِ‬
‫من الية ‪ (28‬يعني أن تخافوا تلف النفس وبعض العضللاء‬
‫فتتقوهم بإظهار الموالة مللن غيللر اعتقللاد لهللا ‪ .‬وهللذا هللو‬
‫ظاهر ما يقتضيه اللفظ وعليه الجمهللور مللن أهللل العلللم ‪,‬‬
‫وقد حدثنا عبد الله بن محمد بن إسللحاق المللروزي قللال ‪:‬‬
‫حدثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجللاني قللال ‪ :‬أخبرنللا عبللد‬
‫الرزاق قال ‪ :‬أخبرنا معمر عن قتادة في قوله تعللالى ‪( :‬ل‬
‫خذ ال ْمؤْمنون ال ْك َللافري َ‬
‫ن ()آل‬ ‫مِني َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م لؤ ْ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬‫مل ْ‬ ‫ن أوْل ِي َللاَء ِ‬
‫ِ ِ َ‬ ‫ي َت ّ ِ ِ ُ ِ ُ َ‬
‫عمران‪ :‬من الية ‪ (28‬قال ‪ :‬ل يحل لمؤمن أن يتخذ كللافرا‬
‫َ‬
‫ة( ‪:‬‬‫م ت َُقللا ً‬
‫من ْهُ ل ْ‬‫ن ت َت ُّقللوا ِ‬‫وليا في دينه ‪ .‬وقوله تعالى ‪ ( :‬إ ِّل أ ْ‬
‫إل أن تكون بينهم وبينه قرابة فيصله لذلك ; فجعل التقيللة‬
‫‪76‬‬

‫صلة لقرابة الكافر ‪ .‬وقد اقتضت الية جواز إظهللار الكفللر‬


‫عند التقية" ‪.‬‬

‫‪ -2‬وقال عبد الله بن أحملد أبلو البركلات النسلفي )ت ‪:‬‬


‫‪ (710‬في )تفسيره ‪:(287 / 1‬‬
‫َ‬
‫مُنوا ل‬ ‫نآ َ‬ ‫"ونزل نهيا ً عن موالة أعداء الدين (َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫صاَرى أ َوْل َِياَء ()المائدة‪ :‬من الية ‪ (51‬أي‬ ‫ذوا ال ْي َُهود َ َوالن ّ َ‬ ‫خ ُ‬
‫ت َت ّ ِ‬
‫‪ :‬ل تتخللللذوهم أوليللللاء ؛ تنصللللرونهم ‪ ،‬وتستنصللللرونهم ‪،‬‬
‫وتؤاخللونهم ‪ ،‬وتعاشللرونهم معاشللرة المللؤمنين ‪ ،‬ثللم علللل‬
‫ض ( وكلهلللم أعلللداء‬ ‫النهلللى بقلللوله (بعضللله َ‬
‫م أوْل ِي َلللاُء ب َعْللل ٍ‬‫َْ ُ ُ ْ‬
‫المؤمنين ‪ ،‬وفيه دليل على أن الكفللر كللله ملللة واحللدة ‪( ،‬‬
‫م ( ‪ :‬مللن جملتهللم وحكملله‬ ‫من ْهُل ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫من ْك ُل ْ‬
‫م فَلإ ِن ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬
‫مل ْ‬‫وَ َ‬
‫حكمهم ‪ ،‬وهذا تغليظ من الله وتشديد في وجللوب مجانبللة‬
‫ن(‪ :‬ل‬ ‫مي َ‬ ‫م ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫دي ال َْقوْ َ‬‫ه ل ي َهْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫المخالف في الدين ‪( ،‬إ ِ ّ‬
‫يرشد الذين ظلموا أنفسهم بموالة الكفرة"‪.‬‬

‫‪ -3‬وقال القاضي محمد بن أحمللد أبللو السللعود العمللادي‬


‫)ت ‪ (951‬في ) تفسيره ‪: (48 / 3‬‬
‫م (‪ :‬حكللم‬ ‫من ْهُل ْ‬‫ه ِ‬ ‫من ْك ُل ْ‬
‫م فَلإ ِن ّ ُ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫م ْ‬‫"وقوله تعالى ( وَ َ‬
‫ض(‬ ‫(بعضه َ‬
‫م أوْل َِياُء ب َْعلل ٍ‬‫َْ ُ ُ ْ‬ ‫مستنتج منه – يعني من قوله‬
‫– فللإن انحصللار المللوالة فيمللا بينهللم يسللتدعي كللون مللن‬
‫يواليهم منهم ضرورة أن التحاد في الدين الذي عليه يدور‬
‫أمللر المللوالة حيللث لللم يكللن بكللونهم ممللن يللواليهم مللن‬
‫المؤمنين تعين أن يكون ذلللك بكللون مللن يللواليهم منهللم ‪،‬‬
‫وفيه زجر شديد للمؤمنين عن إظهار صورة المللوالة لهللم‬
‫هل‬ ‫ن الّللل َ‬
‫وإن لم تكن موالة في الحقيقة ‪ ،‬وقوله تعالى (إ ِ ّ‬
‫ن( ‪ :‬تعليل لكون من يتللولهم منهللم ‪،‬‬ ‫مي َ‬ ‫م ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫دي ال َْقوْ َ‬
‫ي َهْ ِ‬
‫أي ‪ :‬ل يهديهم إلى اليمان بل يخليهم وشأنهم فيقعون في‬
‫الكفر والضللة"‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬من أقوال علماء المالكية ‪:‬‬

‫‪ -1‬قال أبو عبد الله القرطبي في )تفسيره ‪: (217 / 6‬‬


‫‪77‬‬

‫م( أي ‪ :‬يعضللدهم علللى‬ ‫من ْك ُل ْ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬


‫م ِ‬ ‫م ْ‬ ‫"قوله تعالى ( وَ َ‬
‫م ( ‪ :‬بي ّلللن تعلللالى أن حكمللله‬ ‫من ْهُللل ْ‬
‫ه ِ‬ ‫المسللللمين ‪ ( ،‬فَلللإ ِن ّ ُ‬
‫كحكمهم ‪ ،‬وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم مللن المرتللد ‪،‬‬
‫وكان الذي تولهم ابن أبي ‪ ،‬ثم هذا الحكللم بللاق إلللى يللوم‬
‫القيامة في قطع الموالة" ‪.‬‬

‫‪ -2‬وفي كتللاب )القضللاء( مللن )نللوازل( المللام الللبرزلي‬


‫رحملله الللله ‪ :‬أن أميللر المسلللمين يوسللف بللن تاشللفين‬
‫اللمتللوني رحملله الللله اسللتفتى علمللاء زمللانه – وهللم مللن‬
‫المالكيللة – فللي استنصللار ابللن عبللاد الندلسللي )حللاكم‬
‫أشللبيلية( بالكتابللة إلللى الفرنللج علللى أن يعينللوه علللى‬
‫المسلمين ‪ ،‬فأجابه جلهم بردته وكفره ‪ ،‬وهللذا فللي حللدود‬
‫عام ‪ 480‬تقريبًا‪ .‬كما في )الستقصا لخبللار دول المغللرب‬
‫القصى( ‪. 75 / 2‬‬

‫‪ -4‬وتكّررت نحو هذه الحادثة عام )‪ (984‬من )محمد بن‬


‫عبد الله السعدي( حللاكم )مراكللش( الللذي اسللتعان بمللك‬
‫)البرتغال( ضد عمه )أبي مروان المعتصم بللالله( ‪ ،‬فللأفتى‬
‫علماء المالكية بكفره وردته ‪ .‬كما في )الستقصا( ‪70 / 2‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ -5‬وسئل أبو عبد الله أحمد بن محمد المعروف بالشلليخ‬


‫عليللش )ت ‪ (1299‬عللن البقللاء بيللن ظهرانللي الكفللار إذا‬
‫استولوا على ديار المسلمين وترك الهجرة ‪ ،‬فأجاب إجابللة‬
‫طويلللة ‪ ،‬وممللا قللال )فتللح العلللي المالللك ‪ 1/375‬ومللا‬
‫بعدها( ‪:‬‬
‫"إن هللذه المللوالة الشللركية كللانت مفقللودة فللي صللدر‬
‫السلم وعزته ‪ ,‬ولم تحللدث علللى مللا قيللل إل بعللد مضللي‬
‫مئين من السنين وبعد انقللراض أئمللة السلللم المجتهللدين‬
‫فلذلك لم يتعرض لحكامها الفقهية أحد منهم ‪ ,‬وإنما نبغت‬
‫هذه الموالة النصرانية فللي المللائة الخامسللة وبعللدها مللن‬
‫تاريخ الهجرة وقت استيلء ملعين النصللارى دمرهللم الللله‬
‫تعالى على جزيرة صقلية وبعض كور الندلس ‪ .‬سئل عنها‬
‫‪78‬‬

‫بعض الفقهاء واستفهموه عللن الحكللام الفقهيللة المتعلقللة‬


‫بمرتكبها فأجاب بأن أحكامهم جارية مع أحكام مللن أسلللم‬
‫ولللم يهللاجر – قلللت ‪ :‬يعنللي فللي الكفللر – وألحقللوا هللؤلء‬
‫المسئول عنهم والمسكوت عن حكمهم بهللم وسللوي بيللن‬
‫الطائفتين في الحكام الفقهية المتعلقة بأموالهم وأولدهم‬
‫‪ ,‬ولم يروا فيها فرقا بين الفريقين وذلك لنهللا فللي مللوالة‬
‫العداء ومساكنتهم ومداخلتهم وملبستهم وعدم مبللاينتهم‬
‫وترك الهجرة الواجبة لهذه الحكللام المسللكوت عنهللا فللي‬
‫الصورة المسئول عن فرضها بمثابة واحدة فألحقوا رضللي‬
‫الله عنهم الحكام المسللكوت عنهللا فللي هللؤلء المسللئول‬
‫عنهم بالحكام المتفقه فيها"‪.‬‬

‫‪ -6‬وسئل فقيله المغلرب أبلو الحسلن عللي بلن عبلد السللم‬


‫التسولي المالكي )ت ‪ ، (1311‬عن بعللض القبللائل الجزائريللة‬
‫الللتي كللانت تمتنللع مللن النفيللر للجهللاد ‪ ،‬وكللانوا يخللبرون‬
‫الفرنسيين بأمور المسلمين ‪ ،‬وربما قللاتلوا أهللل السلللم مللع‬
‫النصارى الفرنسيين ‪ ،‬فأجاب ‪:‬‬
‫" ماوصللف بلله القللوم المللذكورون يللوجب قتللالهم كالكفللار‬
‫الذين يتولونهم ‪ ،‬ومن يتول الكفار فهو منهم ‪ .‬قلال تعلالى ‪( :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ضه ُ ْ‬ ‫ذوا ال ْي َُهود َ َوالن ّ َ‬
‫صاَرى أوْل َِياءَ ب َعْ ُ‬ ‫خ ُ‬
‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫أَ‬
‫م(‪.‬‬‫من ْهُ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬
‫م ْ‬‫ض وَ َ‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ء‬ ‫يا‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫و‬
‫وأما ‪ :‬إن لم يميلوا إلى الكفار ‪ ،‬ول تعصبوا بهللم ‪ ،‬ول كللانوا‬
‫يخبرونهم بأمور المسلمين ‪ ،‬ول أظهروا شيئا ً من ذلك ‪ ،‬وإنمللا‬
‫وجد منهم المتناع من النفير فإنهم يقاتلون قتال الباغية"‪.‬‬
‫كما فللي )أجوبللة التسللولي علللى مسللائل الميللر عبللدالقادر‬
‫الجزائري ( )ص ‪.(210‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬من أقوال علماء الشافعية ‪:‬‬

‫‪ -1‬قال عبد الله بن عمر أبو سعيد البيضاوي )ت ‪(685‬‬


‫في تفسيره )‪: (334 / 2‬‬
‫م( أي ‪ :‬ومللن والهللم‬
‫من ْهُل ْ‬
‫ه ِ‬ ‫من ْك ُل ْ‬
‫م فَلإ ِن ّ ُ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫مل ْ‬
‫" )و َ َ‬
‫منكللم فللإنه مللن جملتهللم ‪ ،‬وهللذا التشللديد فللي وجللوب‬
‫مجللانبتهم كمللا قللال ‪" : ‬ل تللتراءى ناراهمللا " ‪ ،‬أو لن‬
‫‪79‬‬

‫دي ال َْق لوْ َ‬


‫م‬ ‫ن الل ّل َ‬
‫ه ل ي َهْ ل ِ‬ ‫المللوالي لهللم كللانوا منللافقين ‪( ،‬إ ِ ّ‬
‫ن( أي ‪ :‬الذين ظلموا أنفسهم بمللوالة الكفللار ‪ ،‬أو‬ ‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬
‫المؤمنين بموالة أعدائهم" ‪.‬‬

‫‪ -2‬وقال الحافظ ابن كثير )ت ‪ ( 774‬في )تفسيره ‪/ 1‬‬


‫‪: (358‬‬
‫" نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكللافرين‬
‫وأن يتخللذوهم أوليللاء يسللرون إليهللم بللالمودة مللن دون‬
‫ل ذ َل ِل َ‬
‫ك‬ ‫ن ي َْفعَل ْ‬
‫مل ْ‬
‫المؤمنين ‪ ،‬ثم توعد علللى ذلللك فقللال ( وَ َ‬
‫يء()آل عمران‪ :‬من اليللة ‪ (28‬أي ‪:‬‬ ‫ش ْ‬‫ن الل ّهِ ِفي َ‬
‫م َ‬
‫س ِ‬‫فَل َي ْ َ‬
‫ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد برئ من الله"‪.‬‬

‫‪ -3‬وقال الحافظ ابن حجر )ت ‪ (852‬فللي )الفتللح ‪/ 13‬‬


‫‪ (61‬في شللرح حللديث ابلن عمللر مرفوعلا ً )إذا أنللزل اللله‬
‫بقوم ٍ عذابا ً أصاب العذاب مللن كللان فيهللم ثللم بعثللوا علللى‬
‫أعمالهم(‪:‬‬
‫"ويسللتفاد مللن هللذا مشللروعية الهللرب مللن الكفللار ومللن‬
‫الظلمة ؛ لن القامة معهم مللن إلقللاء النفللس إلللى التهلكللة ‪،‬‬
‫هذا إذا لم ي ُعِْنهم ولم يللرض بأفعللالهم ؛ فللان أعللان أو رضللي‬
‫فهو منهم" ‪.‬‬

‫‪ -4‬وسئل الشيخ عبد الله بن عبد الباري الهدل اليمللاني )ت‬


‫‪1271‬هل( ‪:‬‬
‫س ‪ :‬قوم في بلد السلم مللن المسلللمين يللدعون أنهللم مللن‬
‫رعية النصارى‪ ،‬ويرضون بللذلك‪ ،‬ويفرحللون بلله ‪ ،‬فمللا تقولللون‬
‫في إيمانهم‪ ،‬ومن الجملة أنهم يتخذون لسفنهم بيللارق‪ ،‬وهللي‬
‫تسمىالرايات ‪ ،‬مثل رايات النصارى‪ ،‬إعلم لا ً منهللم بللأنهم مللن‬
‫رعيتهم‪.‬‬
‫فمما جاء في الجواب ‪:‬‬
‫ل‪ ،‬يعتقللدون رفعللة ديللن‬ ‫" إن كللان القللوم المللذكورون جهللا ً‬
‫السلم‪ ،‬وعلوه على جميع الديان‪ ،‬وأن أحكامه أقوم الحكام‪،‬‬
‫وليس في قلوبهم مع ذلك تعظيم الكفر وأربابه‪ ،‬فهللم بللاقون‬
‫على أحكام السلم ‪ ،‬لكنهللم فسللاق مرتكبللون لخطللب كللبير‪،‬‬
‫يجللب تعزيرهللم عليلله‪ ،‬وتللأديبهم وتنكيلهللم‪ .‬وإن كللانوا علمللاء‬
‫‪80‬‬

‫بأحكام السلم ‪ ،‬ومع ذلك صدر عنهم ماذكر فيستتابون ‪ ،‬فإن‬


‫رجعوا عن ذلك ‪ ،‬وتابوا إلى الله ل تعالى ل ‪ ،‬وإل فهم مارقون‪،‬‬
‫فللإن اعتقللدوا تعظيللم الكفللر ارتللدوا ‪ ،‬وجللرى عليهللم أحكللام‬
‫المرتدين‪.‬‬
‫وظاهر اليات والحاديث عدم إيمان المذكورين‪ ،‬قال ل تعللالى‬
‫ل ‪) :‬الله ولي الذين آمنوا يخرجهم مللن الظلمللات إلللى النللور‪،‬‬
‫والذين كفروا أولياؤهم الطللاغوت يخرجللونهم مللن النللور إلللى‬
‫الظلمات ‪ ...‬الية(‪ ،‬فالية تقتضي أن الناس قسللمان ‪ :‬الللذين‬
‫آمنوا وليهم الله ل تعالى ل ‪ ،‬أي ل غيره‪ ،‬فليس لهم مولى دون‬
‫الله ورسوله‪) ،‬الله مولنللا ‪ ،‬ول مللولى لكللم( ‪ ،‬والللذين كفللروا‬
‫أولياؤهم الطاغوت‪ ،‬فل واسطة‪ ،‬فمن اتخذ الطاغوت وليا ً من‬
‫دون الله ‪ ،‬فقد خسر خسرانا ً مبين لًا‪ ،‬وارتكللب خطب لا ً جسلليمًا‪،‬‬
‫فليللس إل ولللي الللله وولللي الطللاغوت‪ ،‬فل شللركة بللوجه مللن‬
‫الوجوه ألبتة ‪ ،‬كما تقتضيه الية‪ .‬وقال ل تعللالى ل ل ‪) :‬فل وربللك‬
‫ليؤمنون حتى يحكموك فيما شللجر بينهللم ‪ ،‬ثللم ل يجللدوا فللي‬
‫أنفسهم حرجا ً مما قضيت ويسلموا تسليما(‪ ،‬وقللد حكللم الللله‬
‫أل نتولى الكفار بوجه قط‪ ،‬فمن خالف لما يحكم‪ ،‬فأنى يكللون‬
‫ن ‪ ،‬وقد نفى الللله إيمللانه ‪ ،‬وأكللد النهللي بللأبلغ الوجللوه‬
‫له إيما ٌ‬
‫والقسام على ذلك فاستفده"‪.‬‬
‫)السيف البتار ‪ ،‬على من يوالي الكفار ‪ ،‬ويتخذهم مللن دون‬
‫الله ورسوله ‪ ‬والمؤمنين أنصار(‬

‫رابعا ً ‪ :‬من أقوال علماء الحنابلة ‪:‬‬

‫‪ -1‬وقد تكلم شيخ السلم ابن تيمية كثيرا ً في هذه المسألة‬


‫‪ ،‬وقللد سللبق ذكللر بعللض النقللول عنلله أثنللاء ذكللر الدلللة مللن‬
‫القرآن ‪ ،‬وقللد بلللي فلي وقتلله بالتتلار وباللذين ناصللروهم مللن‬
‫المنتسبين للسلم ‪ ،‬وله رسائل وفتاوى كثيرة في هللذا المللر‬
‫موجودة في المجلد الثللامن والعشللرين مللن الفتللاوى ‪ ،‬وممللا‬
‫قاله ) ‪: (530 / 28‬‬
‫"كل من قفز إليهم – يعني إلى التتار – من أمللراء العسللكر‬
‫وغير المراء فحكمه حكمهم ‪ ،‬وفيهم مللن الللردة عللن شللرائع‬
‫‪81‬‬

‫السلللم بقللدر مللا ارتللد عنلله مللن شللرائع السلللم ‪ ،‬وإذا كللان‬
‫السلف قد سموا مانعي الزكاة مرتدين ‪ -‬مع كونهم يصومون‬
‫ويصلون ولم يكونوا يقاتلون جماعة المسللمين ‪ ،‬فكيلف بملن‬
‫صار مع أعداء الله ورسوله قاتل ً للمسلمين ؟" ‪.‬‬
‫ومما قاله أيضا ً )اقتضاء الصراط المستقيم( ‪:221 / 1‬‬
‫ن ك َفَلُروا‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّل ِ‬ ‫" وقال تعالى فيما يذم به أهل الكتللاب (ل ُعِل َ‬
‫مللا‬ ‫ك بِ َ‬‫م ذ َل ِ َ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سى اب ْ ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ن َداوُد َ وَ ِ‬ ‫ل عََلى ل ِ َ‬
‫سا ِ‬ ‫سرائي َ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫من ْك َرٍ فَعَل ُللوهُ ل َب ِئ ْ َ‬
‫س‬ ‫ن ُ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫كاُنوا ل ي َت ََناهَوْ َ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫دو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْت َ ُ‬ ‫وا وَ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫عَ َ‬
‫س‬‫فلُروا ل َب ِئ ْ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫ن ال ّل ِ‬ ‫م ي َت َوَل ّوْ َ‬‫من ْهُ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬ت ََرى ك َِثيرا ً ِ‬ ‫فعَُلو َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ب هُ ل ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م وَِفي العَ َ‬ ‫ه عَلي ْهِ ْ‬ ‫خط الل ُ‬ ‫س ِ‬‫ن َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫سهُ ْ‬‫ف ُ‬ ‫م أن ْ ُ‬ ‫ت لهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما قَد ّ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫مللا أن ْلزِ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مللا‬‫ل إ ِلي ْلهِ َ‬ ‫ي وَ َ‬ ‫ن ب ِللاللهِ َوالن ّب ِل ّ‬ ‫من ُللو َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَلوْ كاُنوا ي ُؤْ ِ‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن( )المللائدة‪، 80:‬‬ ‫قو َ‬ ‫سل ُ‬ ‫م َفا ِ‬ ‫من ْهُل ْ‬‫ن ك َِثيللرا ً ِ‬ ‫م أوْل َِياَء وَل َك ِل ّ‬ ‫ذوهُ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ات ّ َ‬
‫‪(81‬ل ‪ ،‬ل فبّين سبحانه وتعالى أن اليمان بللالله والنللبي ومللا‬
‫أنزل إليه مسللتلزم لعللدم وليتهللم فثبللوت وليتهللم يللوجب‬
‫عدم اليمان لن عدم اللزم يقتضي عدم الملزوم " ‪.‬‬
‫وقال أيضا ً )الفتاوى ‪: (7/17‬‬
‫م‬ ‫من ْهُل ْ‬ ‫"ومثللله قللوله تعللالى فللي اليللة الخللرى (ت َلَرى ك َِثيللرا ً ِ‬
‫خ َ‬ ‫فس له َ‬ ‫فروا ل َبئ ْس ما قَدمت ل َه ل َ‬
‫ط‬ ‫سل ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫م أن ْ ُ ُ ُ ْ‬ ‫ّ َ ْ ُ ْ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ي َت َوَل ّوْ َ‬
‫ن ِبللالل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫مُنو َ‬ ‫كاُنوا ي ُؤْ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَل َوْ َ‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬‫م َ‬ ‫ب هُ ْ‬ ‫ذا ِ‬‫م وَِفي ال ْعَ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ذوهُ َ‬ ‫ما أ ُن ْزِ َ‬
‫م‬ ‫من ْهُل ْ‬‫ن ك َِثيللرا ً ِ‬ ‫م أوْل ِي َللاَء وَل َك ِل ّ‬‫ْ‬ ‫خل ُ‬‫مللا ات ّ َ‬ ‫ل إ ِل َي ْلهِ َ‬ ‫ي وَ َ‬ ‫َوالن ّب ِ ّ‬
‫ن( )المائدة‪ (81 ، 80:‬فذكر جملة شرطية تقتضي أنه‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫َفا ِ‬
‫إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف )لو( التي تقتضللي مللع‬
‫ن‬ ‫من ُللو َ‬ ‫انتفاء الشرط انتفللاء المشللروط ‪ ،‬فقللال )وَل َلوْ ك َللاُنوا ي ُؤْ ِ‬
‫م أ َوْل ِي َللاَء( فللدل علللى أن‬ ‫ذوهُ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ما ات ّ َ‬ ‫ما أ ُن ْزِ َ‬
‫ل إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫ي وَ َ‬ ‫ِبالل ّهِ َوالن ّب ِ ّ‬
‫اليمللان المللذكور ينفللي اتخللاذهم أوليللاء ويضللاده ‪ ،‬ول يجتمللع‬
‫اليمان واتخاذهم أوليللاء فللي القلللب ودل ذلللك علللى أن مللن‬
‫اتخذهم أولياء ; مللا فعلل اليمللان اللواجب ملن اليملان بلالله‬
‫ذوا ال ْي َُهلود َ‬ ‫خل ُ‬ ‫والنبي وما أنزل إليله ‪ ،‬ومثلله قللوله تعلالى )ل ت َت ّ ِ‬
‫والنصارى أ َول ِياَء بعضه َ‬
‫ه‬‫م فَ لإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُل ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬‫م ْ‬‫ض وَ َ‬ ‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ ْ‬ ‫َ ّ َ َ‬
‫م( فإنه أخبر في تلك اليات أن متوليهم ل يكللون مؤمنللا ‪،‬‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫وأخبر هنا أن متوليهم هو منهم ‪ ،‬فالقرآن يصدق بعضه بعضلًا"‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال ابن القيم في )أحكام أهل الذمة( ‪234 ، 1/233‬‬
‫)نقل ً عن كتاب المر بالله العباسي( ‪:‬‬
‫‪82‬‬

‫"وقطع الموالة بين اليهود والنصارى وبيللن المللؤمنين ‪،‬‬


‫وأخبر أنه من تولهم فإنه منهم ‪،‬في حكملله المللبين فقللال‬
‫َ‬
‫من ُللوا ل‬
‫نآ َ‬ ‫تعالى وهو أصدق القائلين سللبحانه ) ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫ذي َ‬
‫ن‬ ‫ذوا ال ْيهللود والنصللارى أ َول ِيللاَء بعض له َ‬ ‫خل ُ‬
‫مل ْ‬‫ض وَ َ‬ ‫م أوْل ِي َللاُء ب َعْ ل ٍ‬
‫َْ ُ ُ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َُ َ َ ّ َ َ‬ ‫ت َت ّ ِ‬
‫ن(‬‫مي َ‬ ‫م ال ّ‬
‫ظلال ِ ِ‬ ‫قلوْ َ‬‫دي ال ْ َ‬ ‫ن الّلل َ‬
‫ه ل ي َْهل ِ‬ ‫م إِ ّ‬
‫من ُْهل ْ‬ ‫م َفلإ ِن ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫من ْ ُ‬
‫كل ْ‬ ‫ي َت َوَل ّهُ ْ‬
‫م ِ‬
‫)المائدة‪. (51:‬‬
‫وأخللبر عللن حللال متللوليهم بمللا فللي قلبلله مللن المللرض‬
‫ن فِللي‬ ‫المؤدي إلى فساد العقل والللدين فقللال (فَت َلَرى ال ّل ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫صيب ََنا َدائ َِرةٌ‬
‫ن تُ ِ‬‫شى أ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫قوُلو َ‬
‫ن نَ ْ‬ ‫م يَ ُ‬‫ن ِفيهِ ْ‬ ‫عو َ‬ ‫سارِ ُ‬ ‫ض يُ َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫قُُلوب ِهِ ْ‬
‫م َ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫فَعسى الل ّ َ‬
‫حوا عََلى َ‬
‫مللا‬ ‫عن ْدِهِ فَي ُ ْ‬
‫صب ِ ُ‬ ‫ن ِ‬‫م ْ‬
‫مر ٍ ِ‬ ‫ي ِبال ْ َ‬
‫فت ِْح أوْ أ ْ‬ ‫ن ي َأت ِ َ‬
‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ن( )المائدة‪. (52:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مي َ‬ ‫م َنادِ ِ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬‫سّروا ِفي أن ْ ُ‬ ‫أ َ‬
‫ثم أخبر عن حبوط أعمال متوليهم ليكون المؤمن لللذلك‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫من ُللوا أ َهَ ل ُ‬
‫ؤلِء ال ّل ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫من الحذرين فقال تعالى (وَي َ ُ‬
‫قو ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مللال ُهُ ْ‬
‫م‬ ‫حب ِط َل ْ‬
‫ت أعْ َ‬ ‫م َ‬ ‫م لَ َ‬
‫معَك ُل ْ‬ ‫م إ ِن ّهُ ل ْ‬
‫مللان ِهِ ْ‬ ‫موا ب ِللالل ّهِ َ‬
‫جهْ لد َ أي ْ َ‬ ‫سل ُ‬ ‫أقْ َ‬
‫َ‬
‫رين( "‪.‬‬ ‫س ِ‬
‫خا ِ‬ ‫حوا َ‬ ‫فَأ ْ‬
‫صب َ ُ‬
‫وقال أيضا ً في )أحكام أهل الذمة (‪: 242 /1‬‬
‫"وقد حكم تعلالى بلأن ملن تلولهم فلإنه منهلم ‪،‬ول يتلم‬
‫اليمان إل بالبراءة منهم ‪ ،‬والولية تنافي البراءة فل تجتمع‬
‫البراءة والولية أبدا ً ‪ ،‬والولية إعزاز فل تجتمع هللي وإذلل‬
‫الكفر أبدا ً ‪ ،‬والولية صلة فل تجامع معاداة الكافر أبدًا" ‪.‬‬
‫وقال أيضا ً )أحكام أهل الذمة( ‪: 195 / 1‬‬
‫"أنه سبحانه قد حكم ول أحسن من حكملله أنلله مللن تللولى‬
‫م("‪.‬‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫م ِ‬‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬
‫م ْ‬
‫اليهود والنصارى فهو منهم ‪) ،‬وَ َ‬

‫‪ -3‬ولئمة الدعوة النجديللة – وهللم حنابلللة – كتللب ورسللائل‬


‫وفتاوى كللثيرة فللي هللذا البللاب أفردتهللا فللي المبحللث الثللامن‬
‫لهميتها ‪.‬‬

‫خامسا ً ‪ :‬من أقوال علماء الظاهرية ‪:‬‬

‫‪ -1‬قال ابن حزم )ت ‪ ( 456‬في ) المحلى ( ‪: 204 / 11‬‬


‫‪83‬‬

‫"أخبر الله تعالى عن قوم يسللارعون فللي الللذين كفللروا‬


‫حذرا ً أن تصيبهم دائرة ‪ ،‬وأخبر تعالى عن الذين آمنوا أنهم‬
‫َ‬ ‫ؤلِء ال ّذي َ‬ ‫يقولون للكافرين )أ َهَ ُ‬
‫م‬
‫مللان ِهِ ْ‬ ‫موا ب ِللالل ّهِ َ‬
‫جهْلد َ أي ْ َ‬ ‫سل ُ‬‫ن أقْ َ‬ ‫ِ َ‬
‫م ( ‪ ،‬يعنلون اللذين يسلارعون فيهلم قلال اللله‬ ‫م لَ َ‬
‫معَك ُل ْ‬ ‫إ ِن ّهُل ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رين ( ‪ ،‬فهللذا ل‬ ‫سل ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫حوا َ‬‫ص لب َ ُ‬‫م فَأ ْ‬ ‫مللال ُهُ ْ‬
‫ت أعْ َ‬ ‫حِبل لط َ ْ‬
‫تعللالى ‪َ ) :‬‬
‫يكون إل خبرا ً عن قوم أظهروا الميللل إلللى الكفللار فكللانوا‬
‫منهم كفارا ً خائبي العمال "‪.‬‬
‫وقال أيضا ً في )المحلى( ‪ : 126 / 12‬تحت مسللألة ‪ :‬مللن‬
‫صار مختارا ً إلى أرض الحرب ‪ ,‬مشللاقا ً للمسلللمين أمرتللد‬
‫هللو بللذلك أم ل ؟ ومللن اعتضللد بأهللل الحللرب علللى أهللل‬
‫السلم ‪ -‬وإن لم يفارق دار السلم ‪ -‬أمرتد هو بذلك أم ل‬
‫؟‪.‬‬
‫فقال بعد كلم ‪:‬‬
‫قال أبو محمد رحملله الللله ‪ " :‬فصللح بهللذا أن مللن لحللق‬
‫بدار الكفر والحرب مختارا ً محاربا ً لمن يليه من المسلمين‬
‫‪ ,‬فهو بهذا الفعل مرتد له أحكام المرتد كلها ‪ :‬من وجللوب‬
‫القتل عليه ‪ ,‬متى قدر عليه ‪ ,‬ومن إباحللة مللاله ‪ ,‬وانفسللاخ‬
‫نكاحه ‪ ,‬وغير ذلك ‪ ,‬لن رسول الله صلى الله عليه وسلللم‬
‫لم يبرأ من مسلم "‪.‬‬
‫ثم قال ‪:‬‬
‫"فإن كان هناك محاربا ً للمسلمين معينا ً للكفار بخدمللة ‪,‬‬
‫أو كتابللة ‪ :‬فهللو كللافر ‪ -‬وإن كللان إنمللا يقيللم هنالللك لللدنيا‬
‫يصيبها ‪ ,‬وهو كالذمي لهم ‪ ,‬وهو قادر على اللحاق بجمهرة‬
‫المسلمين وأرضهم ‪ ,‬فما يبعد عللن الكفللر ‪ ,‬ومللا نللرى للله‬
‫عللذرا ‪ -‬ونسللأل الللله العافيللة فللإن كللان هنللاك محاربللا‬
‫للمسلمين معينا للكفار بخدمة ‪ ,‬أو كتابة ‪ :‬فهو كافر ‪ -‬وإن‬
‫كان إنما يقيم هنالك لدنيا يصيبها ‪ ,‬وهو كالذمي لهم ‪ ,‬وهو‬
‫قادر على اللحاق بجمهرة المسلمين وأرضهم ‪ ,‬فمللا يبعللد‬
‫عن الكفر ‪ ,‬وما نرى له عذرا ً ‪ -‬ونسأل الله العافية "‪.‬‬
‫وقال أيضا ً )‪: (138 /11‬‬
‫م( إنما هو‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫م ْ‬
‫"صح أن قوله تعالى )وَ َ‬
‫على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار ‪ ،‬وهذا حللق ل يختلللف‬
‫فيه اثنان من المسلمين "‪.‬‬
‫‪84‬‬

‫سادســـا ً ‪ :‬مـــن أقـــوال غيرهـــم مـــن العلمـــاء‬


‫المجتهدين ‪:‬‬

‫‪ -1‬قال ابن جرير الطبري )وكان إماما ً مجتهدا ً للله أتبللاع‬


‫يقال لهم الجريرية ( في قوله تعالى في سورة آل عمران (‬
‫خذ ال ْمؤْمنللون ال ْك َللافري َ‬
‫ن‬ ‫مل ْ‬‫ن وَ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م لؤ ْ ِ‬ ‫ن ُدو ِ‬ ‫مل ْ‬‫ن أوْل ِي َللاَء ِ‬
‫ِ ِ َ‬ ‫ل ي َت ّ ِ ِ ُ ِ ُ َ‬
‫َ‬
‫ة(‬ ‫م ت ُقَللا ً‬
‫من ْهُ ل ْ‬
‫قللوا ِ‬ ‫يٍء إ ِّل أ ْ‬
‫ن ت َت ّ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن الل ّهِ ِفي َ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬‫ك فَل َي ْ َ‬
‫ل ذ َل ِ َ‬
‫فع َ ْ‬
‫يَ ْ‬
‫)آل عمران‪ :‬من الية ‪) (28‬تفسير ابن جرير ‪: ( 228 / 3‬‬
‫"ومعنى ذلك ل تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهورا ً وأنصارا ً‬
‫توالونهم على دينهم ‪ ،‬وتظاهرونهم على المسلللمين مللن دون‬
‫المؤمنين ‪ ،‬وتللدلونهم علللى عللوراتهم ‪ ،‬فللإنه مللن يفعللل ذلللك‬
‫فليس من الله في شيء ‪ ،‬يعني فقد بريء من الله ‪ ،‬وبريللء‬
‫الله منه ‪ ،‬بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر ‪) ،‬إل أن تتقللوا‬
‫منهللم تقللاة( ‪ :‬إل أن تكونللوا فللي سلللطانهم فتخللافوهم علللى‬
‫أنفسكم فتظهروا لهم الولية بألسنتكم وتضمروا لهم العللداوة‬
‫‪ ،‬ول تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ‪ ،‬ول تعينوهم على‬
‫مسلم بفعل " ‪.‬‬
‫وقد سبق شيء من كلمه في تفسير بعض اليات الللتي‬
‫ذكرناها في المبحث الول فلتراجع‪.‬‬

‫‪ -2‬وقال محمد بن علي الشوكاني )ت ‪ (1255‬في )فتح‬


‫َ‬
‫من ُللوا ل‬
‫نآ َ‬ ‫القدير ‪ (50 /2‬في قللوله سللبحانه ) ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫ذي َ‬
‫ن‬ ‫ذوا ال ْيهللود والنصللارى أ َول ِيللاَء بعض لهم أ َ‬ ‫خل ُ‬
‫مل ْ‬‫ض وَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ء‬ ‫لا‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫و‬ ‫َْ ُ ُ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َُ َ َ ّ َ َ‬ ‫ت َت ّ ِ‬
‫ن(‬‫مي َ‬ ‫م ال ّ‬
‫ظلال ِ ِ‬ ‫قلوْ َ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫ن الّلل َ‬
‫ه ل ي َْهل ِ‬ ‫م إِ ّ‬
‫من ُْهل ْ‬ ‫م َفلإ ِن ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫من ْ ُ‬
‫كل ْ‬ ‫ي َت َوَل ّهُ ْ‬
‫م ِ‬
‫)المائدة‪: (51:‬‬
‫"والمللراد مللن النهللي عللن اتخللاذهم أوليللاء أن يعللاملوا‬
‫معامللة الوليلاء فلي المصلادقة والمعاشلرة والمناصلرة ‪،‬‬
‫ض ( تعليللل للنهللي ‪ ،‬والمعنللى ‪ :‬أن‬ ‫وقوله )بعضه َ‬
‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬
‫َْ ُ ُ ْ‬
‫بعض اليهود أولياء البعض الخللر منهللم ‪ ،‬وبعللض النصللارى‬
‫أولياء البعض الخر منهللم ‪ ،‬وليللس المللراد بللالبعض إحللدى‬
‫طائفتي اليهود والنصارى ‪ ،‬وبالبعض الخر الطائفة الخرى‬
‫ت‬ ‫؛ للقطع بأنهم فللي غايلة ملن العللداوة والشللقاق (وََقلال َ ِ‬
‫ت‬‫سلل ِ‬ ‫صاَرى ل َي ْ َ‬ ‫يٍء وََقال َ ِ‬
‫ت الن ّ َ‬ ‫صاَرى عََلى َ‬
‫ش ْ‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫س ِ‬‫ال ْي َُهود ُ ل َي ْ َ‬
‫‪85‬‬

‫يٍء ()البقللرة‪ :‬مللن اليللة ‪ . (113‬وقيللل ‪:‬‬ ‫شل ْ‬ ‫ال ْي َهُللود ُ عَل َللى َ‬
‫المللراد أن كللل واحللدة مللن الطللائفتين تللوالي الخللرى‬
‫وتعاضدها وتناصرها على عداوة النبي ‪ ‬وعداوة مللا جللاء‬
‫به ‪ ،‬وإن كانوا في ذات بينهللم متعللادين متضللادين ‪ ،‬ووجلله‬
‫تعليل النهي بهذه الجملة أنها تقتضي أن هذه الموالة هللي‬
‫شأن هؤلء الكفار ل شأنكم ‪ ،‬فل تفعلوا ما هو من فعلهللم‬
‫فتكونوا مثلهم ‪ ،‬ولهذا عقب هذه الجملة التعليليللة بمللا هللو‬
‫م‬‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫كالنتيجة لها فقال )وَ َ‬
‫م( أي ‪ :‬فإنه من جملتهم وفى عدادهم ‪ ،‬وهو‬ ‫من ْهُ ْ‬‫ه ِ‬ ‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫وعيد شديد ؛ فإن المعصية الموجبللة للكفلر هللي اللتي قلد‬
‫دي‬ ‫ه ل ي َهْل ِ‬ ‫ن الل ّل َ‬ ‫بلغت إلى غاية ليس وراءها غاية ‪ ،‬وقوله )إ ِ ّ‬
‫ن( تعليللل للجملللة الللتي قبلهللا ؛ أي ‪ :‬أن‬ ‫مي َ‬ ‫ظللال ِ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫قللوْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وقوعهم في الكفر هو بسللبب عللدم هللدايته سللبحانه لمللن‬
‫ظلم نفسه بما يوجب الكفر كمن يوالي الكافرين" ‪.‬‬
‫خلذِ‬ ‫وقال )فتح القدير ‪ (331 / 1‬في قلوله تعلالى (ل ي َت ّ ِ‬
‫كافري َ‬
‫ل‬ ‫ن ي َْفعَ ل ْ‬ ‫مل ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫م لؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أوْل َِياَء ِ‬ ‫ن ال ْ َ ِ ِ َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫يٍء ()آل عمللران‪ :‬مللن اليللة‬ ‫شل ْ‬ ‫ن الل ّلهِ فِللي َ‬ ‫مل َ‬ ‫س ِ‬ ‫ك فَل َي ْ َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫‪: (28‬‬
‫"قوله )ل يتخذ( ‪ :‬فيه النهي للمؤمنين عن موالة الكفار‬
‫ة‬
‫طان َل ً‬ ‫ذوا ب ِ َ‬ ‫خل ُ‬ ‫لسبب من السباب ‪ ،‬ومثله قوله تعالى ( ل ت َت ّ ِ‬
‫م…الية()آل عمران‪ :‬مللن اليللة ‪ ، (118‬وقللوله (‬ ‫دون ِك ُ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫م()المللائدة‪ :‬مللن اليللة ‪(51‬ل ‪،‬‬ ‫من ْهُل ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م فَلإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ن ِبالل ّهِ …اليللة()المجادلللة‪ :‬مللن‬ ‫مُنو َ‬ ‫وما ً ي ُؤْ ِ‬ ‫جد ُ قَ ْ‬ ‫وقوله (ل ت َ ِ‬
‫َ‬
‫صللاَرى أوْل ِي َللاء(‬ ‫ذوا ال ْي َهُللود َ َوالن ّ َ‬ ‫خل ُ‬ ‫اليللة ‪ ، (22‬وقللوله ( ل ت َت ّ ِ‬
‫َ‬
‫من ُللوا ل‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫)المائدة‪ :‬من اليللة ‪ ، (51‬وقللوله (ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫م أ َوْل َِياَء()الممتحنة‪ :‬من الية ‪. (1‬‬ ‫ذوا عَد ُّوي وَعَد ُوّك ُ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ت َت ّ ِ‬
‫ن( فللي محللل الحللال أي‬ ‫مِني َ‬ ‫مللؤْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ملل ْ‬ ‫وقللوله ) ِ‬
‫متجاوزين المؤمنين إلللى الكللافرين اسللتقلل ً أو اشللتراكا ً ‪،‬‬
‫ك ( إلللى التحللاد المللدلول‬ ‫ل ذ َل ِل َ‬ ‫ن ي َْفعَل ْ‬ ‫م ْ‬‫والشارة بقوله )وَ َ‬
‫ن الل ّلهِ فِللي‬ ‫مل َ‬ ‫س ِ‬ ‫عليه بقوله )ل يتخذ(‪ .‬ومعنى قللوله )فَل َي ْل َ‬
‫يٍء ( أي ‪ :‬من وليته فللي شلليء مللن الشللياء ‪ ،‬بللل هللو‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫منسلخ عنه بكل حال " ‪.‬‬
‫‪86‬‬

‫سابعا ً ‪ :‬من أقوال المتأخرين من أهل العلم ‪:‬‬

‫‪ -1‬قال الشيخ جمال الدين القاســمي )ت ‪(1332‬‬


‫فللي )تفسلليره ‪ (6/240‬علللى قللوله تعللالى )ومللن يتللولهم‬
‫منكم فإنه منهم( ‪:‬‬
‫")فإنه منهم ( ‪ :‬أي من جملتهم ‪ ،‬وحكمه حكمهللم ‪ ،‬وإن‬
‫زعم أنه مخالف لهم في الدين" ‪.‬‬

‫‪-2‬وقال الشيخ محمد رشيد رضا في )المنللار( ‪/ 33‬‬


‫‪ 227 – 226‬ضمن فتوى طويلة بتحريم التجنس بالجنسية‬
‫الفرنسية ونحوها في وقته أثناء الحتلل الفرنسي لتونس‬
‫فقال بعد أن قّرر أن هذا التجنس ردة عن السلم ‪:‬‬
‫ض ببللذل مللاله ونفسلله فللي قتللال‬
‫"بل هو بهللذا التجنللس را ٍ‬
‫المسلمين إذا دعته دولته إلى ذلك ‪ ،‬وهي تدعوه عند الحاجللة‬
‫قطعا ً ‪ .‬ففي المسألة أحكام كثيرة مجمع عليها ‪ ،‬معلومة مللن‬
‫ديللن السلللم بالضللرورة ‪ ،‬يسللتحل المتجنللس مخالفتهللا ‪،‬‬
‫واستحللها كفر بالجماع " ‪.‬‬

‫‪ -3‬وسئلت لجنة الفتللوى فللي الزهللر عللن مسللاعدة اليهللود‬


‫وإعانتهم في تحقيق مآربهم فللي فلسللطين ‪ ،‬فأجللابت اللجنللة‬
‫برئاسة الشيخ عبد المجيد سليم فللي ‪ 14‬شللعبان ‪1366‬‬
‫إجابة طويلة ‪ ،‬ومما قال ‪:‬‬
‫"فالرجل الللذي يحسللب نفسلله مللن جماعللة المسلللمين إذا‬
‫أعان أعداءهم في شيء من هذه الثام المنكرة وساعد عليها‬
‫مباشرة أو بواسطة ل يعد من أهللل اليمللان ‪ ،‬ول ينتظللم فللي‬
‫سلكهم ‪ ،‬بل هو بصنيعه حرب عليهم ‪ ،‬منخلع من دينهم ‪ ،‬وهو‬
‫بفعله الثللم اشللد علداوة مللن المتظللاهرين بالعلداوة للسلللم‬
‫والمسلمين" ‪.‬‬
‫إلى أن قال ‪:‬‬
‫"ول يشك مسلم أيضا ً أن من يفعل شلليئا ً مللن ذلللك فليللس‬
‫مللن الللله ول رسللوله ول المسلللمين فللي شلليء ‪ ،‬والسلللم‬
‫والمسلمون براء منه ‪ ،‬وهو بفعللله قللد دل علللى أن قلبلله لللم‬
‫يمسه شيء من اليمان ول محبللة الوطللان ‪ ،‬والللذي يسللتبيح‬
‫شيئا ً من هذا بعد أن استبان له حكم الله فيه يكون مرتدا ً عن‬
‫‪87‬‬

‫دين السلم ‪ ،‬فيفرق بينه وبين زوجه ‪ ،‬ويحرم عليهللا التصللال‬


‫به ‪ ،‬ول يصلى عليه ول يللدفن فللي مقلابر المسلللمين ‪ ،‬وعللى‬
‫المسلللمين أن يقللاطعوه ‪ ،‬فل يسلللموا عليلله ‪ ،‬ول يعللودوه إذا‬
‫مرض ‪ ،‬ول يشيعوا جنازته إذا مات حتى يفيء إلى أمر الللله ‪،‬‬
‫ويتوب توبة يظهر أثرها في نفسه وأحواله وأقواله وأفعللاله "‪.‬‬
‫)فتاوى خطيرة في وجوب الجهاد الديني المقللدس ص ‪– 17‬‬
‫‪. (25‬‬

‫‪ -4‬وقال الشيخ أحمد شاكر في فتوى له طويلة )كلمة‬


‫حق( ص ‪ 137 -126‬تحت عنوان ) بيان إلى المة المصرية‬
‫خاصة وإلى المة العربية والسلمية عامة ( في بيان حكم‬
‫التعاون مع النجليز والفرنسيين – أثناء عدوانهم على‬
‫المسلمين – ‪:‬‬
‫" أما التعاون مع النجليز ‪ ,‬بأي نوع من أنواع التعاون ‪ ,‬ق ّ‬
‫ل‬
‫صللراح‪ ,‬ل يقبللل فيلله‬
‫أو كثر ‪ ,‬فهو الرّدة الجامحللة ‪ ،‬والكفللر ال ّ‬
‫اعتللذار‪ ,‬ول ينفللع معلله تللأول‪ ,‬ول ينجللي مللن حكملله عصللبية‬
‫حمقاء ‪ ،‬ول سياسة خرقاء ‪ ,‬ول مجاملللة هللي النفللاق ‪ ,‬سللواء‬
‫أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء ‪ ،‬كلهللم فللي الكفللر‬
‫والردة سواء ‪ ,‬إل من جهل وأخطأ ‪ ,‬ثم اسللتدرك أمللره فتللاب‬
‫وأخذ سبيل المؤمنين ‪ ,‬فأولئك عسى الللله أن يتللوب عليهللم ‪,‬‬
‫إن أخلصوا لله ‪ ،‬ل للسياسة ول للناس ‪.‬‬
‫وأظنني قد استطعت البانة عن حكللم قتللال النجليللز وعللن‬
‫حكم التعاون معهم بأي لون من ألوان التعللاون أو المعاملللة ‪,‬‬
‫حللتى يسلتطيع أن يفقهلله كللل مسلللم يقللرأ العربيللة ‪ ،‬مللن أي‬
‫طبقات الناس كان ‪ ,‬وفي أي بقعة من الرض يكون ‪.‬‬
‫وأظن أن كل قارئ ل يشك الن ‪ ,‬في أنه من البديهي الذي‬
‫ل يحتللاج إلللى بيللان أو دليللل ‪ :‬أن شللأن الفرنسلليين فللي هللذا‬
‫المعنى شأن النجليز ‪ ,‬بالنسبة لكل مسلم على وجه الرض ‪,‬‬
‫فإن عداء الفرنسلليين للمسلللمين ‪ ،‬وعصللبيتهم الجامحللة فللي‬
‫العمل على محللو السلللم ‪ ,‬وعلللى حللرب السلللم ‪ ،‬أضللعاف‬
‫عصللبية النجليللز وعللدائهم ‪ ,‬بللل هللم حمقللى فللي العصللبية‬
‫والعداء ‪ ,‬وهم يقتلون إخواننا المسلمين في كل بلللد إسلللمي‬
‫لهم فيه حكم أو نفوذ ‪ ,‬ويرتكبللون مللن الجلرائم والفظللائع مللا‬
‫تصغر معه جرائم النجليز ووحشيتهم وتتضاءل‪ ,‬فهم والنجليز‬
‫في الحكم سواء ‪ ,‬دماؤهم وأموالهم حلل في كل مكان ‪ ,‬ول‬
‫‪88‬‬

‫يجوز لمسلم في أي بقعة من بقللاع الرض أن يتعللاون معهللم‬


‫بأي نوع من أنواع التعاون ‪ ,‬وإن التعللاون معهللم حكملله حكللم‬
‫التعاون مع النجليز ‪ :‬الردة والخروج من السلللم جملللة ‪ ,‬أيللا‬
‫كان لون المتعاون معهم أو نوعه أو جنسه "‪.‬‬
‫إلى أن قال ‪:‬‬
‫"أل فليعلــم كــل مســلم فــي أي بقعــة مــن بقــاع‬
‫الرض ‪:‬‬
‫أنه إذ تعاون مع أعداء السلم مستعبدي المسلللمين ‪ ,‬مللن‬
‫النجليز والفرنسيين وأحلفهم وأشباههم ‪ ,‬بأي نوع من أنللواع‬
‫التعاون ‪ ,‬أو سالمهم فلم يحاربهم بمللا اسللتطاع ‪ ،‬فض لل ً عللن‬
‫أن ينصرهم بالقول أو العمل على إخوانهم في الدين ‪ ,‬إنه إن‬
‫فعل شيئا ً من ذلك ثم صلى فصلته باطلة ‪ ,‬أو تطهللر بوضللوء‬
‫أو غسللل أو تيمللم فطهللوره باطللل ‪ ,‬أو صللام فرضللا ً أو نفل ً‬
‫فصومه باطل ‪ ,‬أو حج فحجه باطل ‪ ,‬أو أدى زكللاة مفروضللة ‪,‬‬
‫أو أخرج صدقة تطوعا ً فزكاته باطلللة مللردودة عليلله ‪ ,‬أو تعبللد‬
‫لربه بأي عبادة فعبادته باطلللة مللردودة عليلله ‪ ،‬ليللس للله فللي‬
‫شيء من ذلك أجر بل عليه فيه الثم والوزر ‪.‬‬
‫أل فليعلم كل مسلم ‪:‬‬
‫أنه إذا ركب هللذا المركللب الللدنيء حبللط عمللله ‪ ,‬مللن كللل‬
‫عبادة تعبد بها لربه قبل أن يرتكس في حمأة هذه الردة التي‬
‫رضي لنفسه ‪ ,‬ومعاذ الله أن يرضللى بهللا مسلللم حقيللق بهللذا‬
‫الوصف العظيم يؤمن بالله وبرسوله ‪ .‬ذلك بأن اليمان شرط‬
‫في صحة كل عبادة ‪ ,‬وفي قبولها ‪ ,‬كما هو بديهي معلوم مللن‬
‫الدين بالضرورة ‪ ،‬ل يخالف فيه أحد من المسلمين ‪.‬‬
‫ق لد ْ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫مللا ِ‬ ‫ف لْر ِبا ْ ِ‬
‫لي َ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫مل ْ‬ ‫وذلك بأن الله سللبحانه يقللول‪ ( :‬وَ َ‬
‫ن()المائدة‪ :‬من اليللة‬ ‫ري َ‬ ‫س ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫خَرةِ ِ‬ ‫ه وَهُوَ ِفي اْل ِ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ط عَ َ‬ ‫حب ِ َ‬ ‫َ‬
‫‪.(5‬‬
‫حت ّللى‬ ‫م َ‬ ‫قللات ُِلون َك ُ ْ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫وذلك بأن الله سبحانه يقول‪َ ( :‬ول ي ََزال ُللو َ‬
‫ه‬
‫ن ِدين ِل ِ‬ ‫م عَل ْ‬ ‫من ْك ُل ْ‬ ‫ن ي َْرت َلدِد ْ ِ‬ ‫م ْ‬‫عوا وَ َ‬ ‫طا ُ‬ ‫ست َ َ‬
‫نا ْ‬ ‫ن ِدين ِك ُ ْ‬
‫م ُإ ِ ِ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ي َُرّدوك ُ ْ‬
‫م فِللي اللد ّن َْيا َواْل ِ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫خلَر ِ‬ ‫مللال ُهُ ْ‬‫ت أعْ َ‬ ‫حب ِط َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫كافٌِر فَأول َئ ِ َ‬ ‫ت وَهُوَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ن()البقللرة‪ :‬مللن اليللة‬ ‫َ‬ ‫وَُأول َئ ِ َ‬
‫دو َ‬ ‫خال ِل ُ‬ ‫م ِفيهَللا َ‬ ‫ب الن ّللارِ هُل ْ‬ ‫حا ُ‬ ‫صل َ‬‫كأ ْ‬
‫‪.(217‬‬
‫َ‬
‫ذوا‬‫خل ُ‬ ‫من ُللوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وذلك بأن الله تعالى يقول‪َ ) :‬يا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫ال ْيهود والنصارى أ َول ِياَء بعضه َ‬
‫م‬ ‫من ْك ُل ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬‫م ْ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ ْ‬ ‫َُ َ َ ّ َ َ‬
‫ن ِفللي‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَت ََرى ال ّ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫ه ل ي َهْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫فَإ ِن ّ ُ‬
‫‪89‬‬

‫َ‬
‫صيب ََنا َدائ َِرةٌ‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫شى أ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن ِفيهِ ْ‬ ‫عو َ‬ ‫سارِ ُ‬ ‫ض يُ َ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫قُُلوب ِهِ ْ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫فَعسى الل ّ َ‬
‫مللا‬ ‫حوا عََلى َ‬ ‫صب ِ ُ‬ ‫عن ْدِهِ فَي ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مر ٍ ِ‬ ‫فت ِْح أوْ أ ْ‬ ‫ي ِبال ْ َ‬ ‫ن ي َأت ِ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫مُنوا أهَ ل ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذي َ‬ ‫ؤلِء ال ل ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫م َنادِ ِ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫سّروا ِفي أن ْ ُ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫مللال ُهُ ْ‬ ‫ت أعْ َ‬ ‫حب ِط َل ْ‬ ‫م َ‬ ‫معَك ُل ْ‬ ‫م لَ َ‬ ‫م إ ِن ّهُ ل ْ‬ ‫مللان ِهِ ْ‬ ‫جهْ لد َ أي ْ َ‬ ‫موا ب ِللالل ّهِ َ‬ ‫سل ُ‬ ‫أقْ َ‬
‫َ‬
‫رين (‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫خا ِ‬ ‫حوا َ‬ ‫صب َ ُ‬ ‫فَأ ْ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫دوا عََلى أد ْب َللارِهِ ْ‬ ‫ن اْرت َ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫وذلك بأن الله سبحانه يقول (إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫مل َللى ل َهُ ل ْ‬ ‫م وَأ ْ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫سو ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫دى ال ّ‬ ‫م ال ْهُ َ‬ ‫ن ل َهُ ُ‬ ‫ما ت َب َي ّ َ‬ ‫ن ب َعْدِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ض‬ ‫م ِفي ب َعْ ِ‬ ‫طيعُك ُ ْ‬ ‫سن ُ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما ن َّز َ‬ ‫هوا َ‬ ‫ن ك َرِ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َقاُلوا ل ِل ّ ِ‬ ‫ك ب ِأن ّهُ ْ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫َ‬
‫ة‬ ‫كلل ُ‬ ‫ملئ ِ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ف إ َِذا َتللوَفّت ْهُ ُ‬ ‫هم ‪ ،‬فَك َْيلل َ‬ ‫سللَراَر ُ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ه ي َعَْللل ُ‬ ‫مللرِ َوالّللل ُ‬ ‫اْل ْ‬
‫َ‬ ‫يضربون وجوههم وأ َدبارهم ‪ ،‬ذ َل َ َ‬
‫ط الّللل َ‬
‫ه‬ ‫خ َ‬ ‫س َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫م ات ّب َُعوا َ‬ ‫ك ب ِأن ّهُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ ُِ َ ُ ُ َ ُ ْ َ َْ َ ُ ْ‬
‫َ‬ ‫هوا رضوانه فَأ َحب َ َ‬
‫م‬ ‫ن ِفي قُُلوب ِهِ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫م‪،‬أ ْ‬ ‫مال َهُ ْ‬ ‫ط أعْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ ْ َ َ ُ‬ ‫وَك َرِ ُ‬
‫َ‬ ‫خ لرج الّللل َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫شللاُء َلَري َْنللاك َهُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَل َلوْ ن َ َ‬ ‫ضللَغان َهُ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن يُ ْ ِ َ‬ ‫ن َللل ْ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫مللَر ٌ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫ه ي َعْلل ُ‬ ‫ل َواللل ُ‬‫ّ‬ ‫ق لو ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫َ‬ ‫م وَلت َعْرِفَن ّهُل ْ‬ ‫َ‬ ‫فَلعََرفْت َهُ ْ‬ ‫َ‬
‫حل ِ‬ ‫م فِللي ل ْ‬ ‫ماهُ ْ‬ ‫سي َ‬ ‫م بِ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ري َ‬ ‫صللاب ِ ِ‬ ‫م َوال ّ‬ ‫من ْك ُل ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫جاهِل ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫حّتى ن َعْل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ‪ ،‬وَل َن َب ْل ُوَن ّك ُ ْ‬ ‫مال َك ُ ْ‬ ‫أعْ َ‬
‫ل الل ّل ِ‬
‫ه‬ ‫س لِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫دوا عَ ل ْ‬ ‫صل ّ‬ ‫ف لُروا وَ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ل ِ‬ ‫م ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫خب َللاَرك ُ ْ‬ ‫وَن َب ْل ُلوَ أ َ ْ‬
‫ه‬ ‫ض لّروا الل ّل َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫دى ل َل ْ‬ ‫م ال ْهُ ل َ‬ ‫ن ل َهُ ُ‬ ‫ما ت َب َي ّ َ‬ ‫ن ب َعْدِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سو َ‬ ‫شاّقوا الّر ُ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫طيعُللوا الل ّل َ‬ ‫من ُللوا أ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ‪ ،‬ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ‬ ‫مللال َهُ ْ‬ ‫ط أعْ َ‬ ‫حب ِ ُ‬ ‫سلي ُ ْ‬ ‫شلْيئا ً وَ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فللُروا‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن اّللل ِ‬ ‫كم ‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫مللال َ ُ‬ ‫ل َول ت ُب ْط ُِلللوا أعْ َ‬ ‫سللو َ‬ ‫طيُعللوا الّر ُ‬ ‫وَأ ِ‬
‫م‪،‬‬ ‫ه ل َهُ ْ‬ ‫فَر الل ّ ُ‬ ‫ن ي َغْ ِ‬ ‫فاٌر فَل َ ْ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫ماُتوا وَهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّهِ ث ُ ّ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫دوا عَ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م وَل َل ْ‬ ‫معَك ُل ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َوالل ّل ُ‬ ‫م اْلعْل َلوْ َ‬ ‫سل ْم ِ وَأن ْت ُ ُ‬ ‫عوا إ َِلى ال ّ‬ ‫َفل ت َهُِنوا وَت َد ْ ُ‬
‫يت ِرك ُ َ‬
‫م( )محمد‪. (35 - 25:‬‬ ‫مال َك ُ ْ‬ ‫م أعْ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫إل فليعلم كل مسلم وكل مسلمة ‪:‬‬
‫أن هؤلء الذين يخرجون على دينهلم ويناصلرون أعلداءهم ‪،‬‬
‫من تزوج منهم فزواجه باطل بطلنا ً أصليا ً ‪ ،‬ل يلحقه تصحيح ‪،‬‬
‫ول يللترتب عليلله أي أثللر مللن آثللار النكللاح ‪ ،‬مللن ثبللوت نسللب‬
‫وميراث وغير ذلك ‪ ،‬وأن من كان منهم متزوج لا ً بطللل زواجلله‬
‫كذلك وأن من تاب منهم ورجع إلى ربه وإلللى دينلله ‪ ،‬وحللارب‬
‫عدوه ونصر أمته ‪ ،‬لم تكن المللرأة الللتي تزوجهللا حللال الللردة‬
‫ولم تكن المرأة التي ارتدت وهي في عقد نكللاحه زوج لا ً للله ‪،‬‬
‫ول هي في عصمته ‪ ،‬وأنه يجب عليه بعللد التوبللة أن يسللتأنف‬
‫زواجه بها فيعقد عليها عقدا ً صحيحا ً شلرعيا ً ‪ ،‬كملا هلو بلديهي‬
‫واضح ‪.‬‬
‫أل فليحتللط النسللاء المسلللمات ‪ ،‬فللي أي بقعللة مللن بقللاع‬
‫الرض ‪ ،‬ليتوثقن قبل الزواج من أن الذين يتقدمون لنكللاحهن‬
‫ة‬ ‫ليسوا من هللذه الفئة المنبللوذة الخارجللة عللن الللدين ‪ ،‬حيط ل ً‬
‫‪90‬‬

‫لنفسهن ولعراضللهن ‪ ،‬أن يعاشللرن رجللال ً يظنللونهن أزواج لا ً‬


‫وليسوا بأزواج ‪ ،‬بأن زواجهم باطل في ديللن الللله ‪ ،‬أل فليعلللم‬
‫النساء المسلمات ‪ ،‬اللئي ابتلهن الللله بللأزواج ارتكسللوا فللي‬
‫حمأة هذه الردة ‪ ،‬أنلله قللد بطللل نكللاحهن ‪ ،‬وصللرن محرمللات‬
‫علللى هللؤلء الرجللال ليسللوا لهللن بللأزواج ‪ ،‬حللتى يتوبللوا توبللة‬
‫صحيحة عملية ثم يتزوجوهن زواجا ً جديدا ً صحيحا ً ‪.‬‬
‫أل فليعلم النساء المسلمات ‪:‬‬
‫أن من رضيت منهن بالزواج من رجل هذه حالة وهي تعلللم‬
‫حاله ‪ ،‬أو رضيت بالبقاء مع زوج تعرف فيلله هللذه الللردة فللإن‬
‫حكمها وحكمه في الردة سواء ‪ .‬ومعاذ الله أن ترضى النسللاء‬
‫المسلمات لنفسهن ولعراضهن ولنسللاب أولدهللن ولللدينهن‬
‫شيئا ً من هذا ‪.‬‬
‫أل إن المر جد ليس بالهزل ‪ ،‬وما يغني فيلله قللانون يصللدر‬
‫بعقوبة المتعاونين مع العداء ‪ ,‬فما أكللثر الحيللل للخللروج مللن‬
‫نصللوص القللوانين ‪ ,‬ومللا أكللثر الطللرق لتللبرئة المجرميللن ‪,‬‬
‫بالشللبهة المصللطنعة ‪ ،‬وبللاللحن فللي الحجللة ‪ .‬ولكللن المللة‬
‫مسؤولة عن إقامة دينها ‪ ،‬والعمل على نصرته في كللل وقللت‬
‫وحين ‪ ،‬والفراد مسؤولون بيللن يللدي الللله يللوم القيامللة عمللا‬
‫تجترحه أيديهم ‪ ،‬وعما تنطوي عليه قلوبهم ‪.‬‬
‫فلينظر كل امرئ لنفسلله ‪ ،‬وليكلن سللياجا ً لللدينه مللن عبللث‬
‫العابثين وخيانة الخائنين ‪ ،‬وكل مسلم إنما هللو علللى ثغللر مللن‬
‫ثغللور السلللم ‪ ،‬فليحللذر أن يللؤتى السلللم مللن قبللله ‪ ،‬وإنمللا‬
‫النصر من عند الله ‪ ،‬ولينصرن الله من ينصره " ‪.‬‬

‫‪ -5‬وسئل بعض علماء مصر عام ‪ 1376‬عن حكم من يعيللن‬


‫دولة أجنبية ضد دولة مسلمة ‪ ،‬فأفتى المسئولون بأنه مرتد ‪.‬‬
‫وممن أجاب من المشايخ ‪ :‬محمد أبو زهرة ‪ ،‬وعبد‬
‫العزيز عامر ‪ ،‬ومصطفى زيد ‪ ،‬ومحمد البنا‪.‬‬
‫)مجلة لواء السلم( العدد العاشر – السنة العاشرة –‬
‫جمادى الخر ‪ – 1376‬ص ‪. 619‬‬

‫‪ -6‬وقال الشيخ محمد المين الشنقيطي )ت ‪(1393‬‬


‫رحمه الله في )أضواء البيان( ‪ – 111 / 2‬بعد أن ذكر‬
‫مجموعة من اليات التي تنهى عن تولي الكفار ‪: -‬‬
‫‪91‬‬

‫"ويفهم من ظواهر هذه اليات أن من تولى الكفار عمدا ً‬


‫اختيارا ً رغبة فيهم أنه كافر مثلهم" ‪.‬‬

‫‪ -7‬وقال الشيخ عبد الله بن حميد )ت ‪) ( 1402‬الدرر ‪/ 15‬‬


‫‪: (479‬‬
‫" فيجب ويتعين على كل مسلم ناصح لنفسه أن يعللرف مللا‬
‫قرره العلماء رحمهم الله ‪ ،‬من الفرق بين التولي والموالة ‪:‬‬
‫قالوا رحمهم الله ‪ :‬الموالة مثل لين الكلم ‪ ،‬وإظهار شليء‬
‫من البشاشة ‪ ،‬أو لياثللة الللدواة ‪ ،‬ومللا أشللبه ذلللك مللن المللور‬
‫اليسيرة ‪ ،‬مع إظهار البراءة منهم ومن دينهم ‪ ،‬وعلمهم بللذلك‬
‫منه ‪ ،‬فهذا مرتكب كبيرة من كبائر الذنوب ‪ ،‬وهو على خطر ‪.‬‬
‫وأما التولي ‪ :‬فهو إكرامهم ‪ ،‬والثناء عليهللم ‪ ،‬والنصللرة لهللم‬
‫والمعاونة على المسلمين ‪ ،‬والمعاشرة ‪ ،‬وعدم البراءة منهللم‬
‫ظاهرا ً ‪ ،‬فهذا ردة ملن فلاعله ‪ ،‬يجلب أن تجلرى عليله أحكلام‬
‫المرتدين ‪ ،‬كما دل على ذلللك الكتللاب والسللنة وإجمللاع المللة‬
‫المقتدى بهم" ‪.‬‬

‫‪ -8‬وقللال الشــيخ عبــد العزيــز بــن بــاز رحمــه اللــه‬


‫)مجمللوع فتللاوى ابللن بللاز( ‪ - 1/274‬فللي حكللم مللن أعللان‬
‫الشتراكيين أو الشيوعيين ونحوهم ‪: -‬‬
‫سن مللا يللدعون إليلله ‪،‬‬ ‫"وكل من ساعدهم على ضللهم وح ّ‬
‫م دعاة السلم ولمزهللم فهللو كللافر ‪ ،‬ضللال ‪ ،‬حكملله حكللم‬ ‫وذ ّ‬
‫الطائفة التي سار في ركابها وأيللدها فللي طلبهللا ‪ .‬وقللد أجمللع‬
‫علماء السلم على أن مللن ظللاهر الكفللار علللى المسلللمين ‪،‬‬
‫وساعدهم بأي نوٍع من المسللاعدة ‪ ،‬فهللو كللافر مثلهللم ‪ ،‬كمللا‬
‫َ‬
‫صللاَرى‬ ‫ذوا ال ْي َهُللود َ َوالن ّ َ‬ ‫خل ُ‬ ‫من ُللوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قال سبحانه ) َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫أ َول ِياَء بعضه َ‬
‫ن‬
‫م إِ ّ‬ ‫من ْهُل ْ‬ ‫ه ِ‬‫م فَلإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُل ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬‫مل ْ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ ْ‬
‫ن( )المائدة‪ ، (51:‬وقال تعالى (َيللا‬ ‫مي َ‬ ‫م ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫قو ْ َ‬‫دي ال ْ َ‬ ‫ه ل ي َهْ ِ‬ ‫الل ّ َ‬
‫خوانك ُ َ‬ ‫َ‬
‫حّبوا‬‫س لت َ َ‬‫نا ْ‬ ‫م أوْل ِي َللاَء إ ِ ِ‬ ‫م وَإ ِ ْ َ َ ْ‬ ‫ذوا آَباَءك ُ ْ‬ ‫خ ُ‬‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫َ‬ ‫ذي‬‫أي َّها ال ّ ِ‬
‫ن(‬‫مو َ‬ ‫م الظ ّللال ِ ُ‬ ‫ك هُ ل ُ‬ ‫م فَُأول َئ ِ َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬‫م ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫فَر عََلى ا ْ ِ‬ ‫ال ْك ُ ْ‬
‫)التوبة‪. " (23:‬‬
‫‪92‬‬

‫ثامنـا ً ‪ :‬مــن أقــوال أهــل العلــم المعاصــرين لهــذه‬


‫الفتنة العظيمة ‪:‬‬
‫أفللتى مجموعللة مللن أهللل العلللم المعاصللرين لهللذه الفتنللة‬
‫العظيمة بللأن مظللاهرة ومناصللرة أمريكللا فللي عللدوانها علللى‬
‫الفغان كفر وردة عن دين السلم ‪ ،‬ومن هذه الفتاوى ‪:‬‬

‫‪ -1‬فتــوى الشــيخ حمــود بــن عبــد اللــه الشــعيبي‬


‫بتاريخ ‪ ، 1422 / 7 / 21‬ومما قاله فيها ‪:‬‬
‫"أما مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم عليهم فهي‬
‫كفر ناقل عن ملة السلم عند كل من يعتد بقوله مللن علمللاء‬
‫المة قديما ً وحللديثا ً ‪ ،‬قللال الشلليخ المللام المجللدد محمللد بللن‬
‫عبدالوهاب رحمه الله ‪ :‬الناقض الثامن ‪ :‬مظاهرة المشللركين‬
‫م‬‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬
‫م ْ‬
‫ومعونتهم على المسلمين ‪ ،‬والدليل قوله تعالى )وَ َ‬
‫ن( )المللائدة‪:‬‬ ‫م الظ ّللال ِ ِ‬
‫مي َ‬ ‫دي ال ْ َ‬
‫ق لو ْ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ل ي َهْ ِ‬ ‫م إِ ّ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ِ‬
‫‪ . (51‬وقد سئل العلمة عبد الله بن عبد اللطيف رحملله الللله‬
‫عن الفرق بين المولة والتولي ‪ ،‬فأجاب ‪ :‬بللأن التللولي ‪ :‬كفللر‬
‫يخرج من الملة وهو كالذب عنهللم ومعللاونتهم بالمللال والبللدن‬
‫والرأي ‪ .‬وقال الشيخ العلمة أحمد شاكر رحمه الله في بيللان‬
‫حكم مقاومة الكفار ومحاربتهم ‪ :‬يجب علللى كللل مسلللم فللي‬
‫أي بقعللة مللن بقللاع الرض أن يحللاربهم وأن يقللاتلهم حيثمللا‬
‫وجدوا مدنيين كانوا أو عسكريين ‪ ..‬إلى قلوله ‪ :‬وأملا التعلاون‬
‫مع النجليز بأي نوع من أنواع التعاون قل أو كللثر فهللو الللردة‬
‫الجامحة والكفللر الصللراح ل يقبللل فيلله اعتللذار ول ينفللع معلله‬
‫تأويل ول ينجي من حكمه عصبية حمقاء ول سياسة خرقاء ول‬
‫مجاملة هي النفاق سواء كان ذلك مللن أفللراد أو حكومللات أو‬
‫زعماء كلهللم فللي الللردة سللواء إل مللن جهللل ‪ ..‬إلللى أن قللال‬
‫رحمه الله ‪ :‬أل فليعلم كللل مسلللم ومسلللمة أن هللؤلء الللذين‬
‫مللن يللتزوج منهللم‬ ‫يخرجون علللى دينهللم ويناصللرون أعللداءهم َ‬
‫فزواجه باطل بطلنا أصليا ل يلحقلله تصللحيح ول يللترتب عليلله‬
‫أي أثر من آثار النكاح من ثبوت نسب وميراث وغير ذلك وأن‬
‫من كان منهم ومتزوجا بطل زواجه ‪ .‬اهل‬
‫وبناء على هذا فإن من ظاهر دول الكفللر علللى المسلللمين‬
‫وأعانهم عليهم كأمريكا وزميلتها في الكفر يكون كافرا ً مرتدا ً‬
‫عن السلم بأي شكل كانت مظللاهرتهم وإعللانتهم ‪ ،‬لن هللذه‬
‫الحملة المسللعورة الللتي مللا فللتئ يللدعو إليهللا المجللرم بللوش‬
‫‪93‬‬

‫وزميله في الكفر والجرام رئيس وزراء بريطانيللا بليللر والللتي‬


‫يزعمللان فيهللا أنهمللا يحاربللان الرهللاب هللي حملللة صللليبية‬
‫كسابقاتها من الحملت الصليبية ضد السلم والمسلمين فيما‬
‫مضى من التاريخ ‪ ،‬وقد صرح المجرم بوش بملء فيه بذلك ‪،‬‬
‫حيث قال سنشنها حربا صليبية ‪ ،‬وسواء أكان ثمل عندما قللال‬
‫ذلك أو كان واعيلا فلإن هلذا هلو ملا يعتقلده هلو وأمثلاله ملن‬
‫أساطين الكفر "‪.‬‬

‫‪ -2‬فتــوى الشــيخ عبــد الرحمــن بــن ناصــر الــبراك‬


‫بتاريخ ‪ ، 1422 / 7 / 20‬ومما قاله فيها‪:‬‬
‫"فإنه مما ل شك فيه أن إعلن أمريكا الحرب على حكومللة‬
‫طالبان فللي أفغانسللتان ظلللم وعللدوان وحللرب صللليبية علللى‬
‫ذكر ذلك عن رئيس الوليات المتحدة المريكية ‪،‬‬ ‫السلم كما ُ‬
‫وأن تخلي الدول في العالم السلمي عللن نصللرتهم فللي هللذا‬
‫الموقف الحرج مصيبة عظيمة ‪ ،‬فكيف بمناصرة الكفار عليهم‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫‪ ،‬فإن ذلك من تولي الكافرين ؛ قال تعللالى ‪ ) :‬ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫ذي َ‬
‫ض‬ ‫ذوا ال ْيهود والنصللارى أ َول ِيللاَء بعض له َ‬ ‫خ ُ‬
‫م أوْل ِي َللاُء ب َعْ ل ٍ‬ ‫َْ ُ ُ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َُ َ َ ّ َ َ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫آ َ‬
‫م‬ ‫دي ال ْ َ‬
‫قللوْ َ‬ ‫ه ل ي َْهلل ِ‬‫ن الّللل َ‬
‫م إِ ّ‬
‫من ُْهلل ْ‬
‫ه ِ‬‫م َفللإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْ ُ‬
‫كلل ْ‬ ‫ن ي ََتللوَل ّهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ملل ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ن( )المائدة‪(51:‬ل ‪ ،‬وقد علد ّ العلمللاء مظللاهرة الكفللار‬ ‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬
‫على المسلمين من نواقض السلم لهذه الية" ‪.‬‬

‫‪ -3‬فتوى الشيخ علي بن خضير الخضير بتاريخ ‪/ 3‬‬


‫‪ ، 1422 / 7‬ومما قال فيها ‪:‬‬
‫"أما مسألة مظللاهرة الكفللار فللأعظم مللن بحثهللا هللم أئمللة‬
‫الدعوة النجدية رحمهم الله واعتبروا ذلك من الكفللر والنفللاق‬
‫والردة والخروج عن الملللة ‪ ،‬وهللذا هللو الحللق ‪ ،‬ويللدل عليلله ‪:‬‬
‫الكتاب ‪ ،‬والسنة ‪ ،‬والجماع – ثم ذكر الدلة – "‪.‬‬

‫‪ -4‬فتوى الشيخ سليمان بن ناصر العلوان بتاريخ ‪3‬‬


‫‪ ، 1422 / 7 /‬ومما قال فيها ‪:‬‬
‫"يجللب الوقللوف مللع المسلللمين وإعللانتهم بالمللال والبللدن‬
‫والرأي ‪ .‬ول يجوز التخلف عن مناصللرة المسلللمين فللي مثللل‬
‫هذه الظروف فقللد تواصللت دول الكفللر علللى حلرب السلللم‬
‫وأهللله ول عجللب فللي هللذا ولكللن الغريللب أن يتحللالف بعللض‬
‫المنسوبين إلى السلم مع دول الكفر على ضرب أفغانستان‬
‫‪94‬‬

‫َ‬
‫م‬ ‫ن ل َهُل ْ‬ ‫ن ب ِلأ ّ‬ ‫قي َ‬‫من َللافِ ِ‬ ‫ش لر ِ ال ْ ُ‬ ‫وهذا ضرب من النفاق قال تعالى )ب َ ّ‬
‫كافري َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن ُدو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أوْل َِياَء ِ‬ ‫ن ال ْ َ ِ ِ َ‬ ‫ذو َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذابا ً أِليما ً ‪ ،‬ال ّ ِ‬ ‫عَ َ‬
‫ميعًا( )النسللاء‪. (139:‬‬ ‫َ‬
‫ج ِ‬ ‫ن ال ْعِّزةَ ل ِل ّهِ َ‬ ‫م ال ْعِّزةَ فَإ ِ ّ‬ ‫عن ْد َهُ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫أي َب ْت َُغو َ‬
‫مللا‬ ‫س َ‬ ‫ف لُروا ل َب ِئ ْ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّل ِ‬ ‫م ي َت َوَل ّلوْ َ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫وقال تعالى )ت ََرى ك َِثيرا ً ِ‬
‫م وَفِللي ال َْعل َ‬ ‫فسه َ‬ ‫قَدمت ل َه َ‬
‫م‬
‫هل ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِل ْ‬ ‫ط الل ّل ُ‬ ‫خ َ‬ ‫س ِ‬‫ن َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫م أن ْ ُ ُ ُ ْ‬ ‫ّ َ ْ ُ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫مللا أن ْلزِ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ ،‬وَلوْ َ‬
‫مللا‬ ‫ل إ ِلي ْلهِ َ‬ ‫ي وَ َ‬ ‫ن ب ِللاللهِ َوالن ّب ِل ّ‬ ‫من ُللو َ‬ ‫كاُنوا ي ُؤْ ِ‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن( )المللائدة‪، 80:‬‬ ‫قو َ‬ ‫سل ُ‬ ‫م َفا ِ‬ ‫من ْهُل ْ‬ ‫ن ك َِثيللرا ً ِ‬ ‫م أوْل َِياَء وَل َك ِل ّ‬ ‫ذوهُ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ات ّ َ‬
‫‪. (81‬‬
‫وقد حكى غير واحد من العلماء الجمللاع علللى أن مظللاهرة‬
‫الكفللار علللى المسلللمبن ومعللاونتهم بللالنفس والمللال والللذب‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫عنهم بالسنان والبيان كفر وردة عن السلم قال تعالى )وَ َ‬
‫ن(‪.‬‬ ‫مي َ‬ ‫م ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫ه ل ي َهْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م فَإ ِن ّ ُ‬‫من ْك ُ ْ‬‫م ِ‬ ‫ي َت َوَل ّهُ ْ‬
‫ل أعظم من مناصللرة أعللداء الللله ومعللاونتهم وتهيئة‬ ‫وأي تو ٍ‬
‫الوسائل والمكانيللات لضللرب الللديار السلللمية وقتللل القللادة‬
‫المخلصين ‪ .‬قال الحافظ ابن جرير رحمه الللله تعللالى ) ومللن‬
‫تولهم ونصرهم على المؤمنين فهو مللن أهللل دينهللم وملتهللم‬
‫فإنه ل يتولى متول أحدا ً إل وهو به وبدينه وما هو عليه راض ‪،‬‬
‫وإذا رضيه ورضي دينه فقد عللادى مللا خللالفه وسللخطه وصللار‬
‫مه "‪.‬‬ ‫مه حك َ‬ ‫حك ُ‬

‫‪ -5‬فتوى الشيخ عبد الله بن عبــد الرحمــن الســعد‬


‫بتاريخ ‪ ، 1422 / 7 / 24‬ومما قاله فيها‪:‬‬
‫"وليعلم كل مسلم أن التعاون مع أعداء الله ضد أولياء الله‬
‫بأي نوع من أنواع التعاون والدعم والمظاهرة يعد ناقضلا ً مللن‬
‫ل على ذلللك كتللاب ربنللا وسللنة ‪ ، ‬ونللص‬ ‫نواقض السلم ‪ ،‬د ّ‬
‫عليه أهل العلم رحمهم الللله ‪ ،‬فليحللذر العبللد أن يسلللب دينلله‬
‫وهو ل يشعر ‪ ،‬وفي صحيح مسلم )‪(118‬من حديث أبللي العل‬
‫ل الل ّلهِ ‪‬‬ ‫سللو ُ‬ ‫عن أبيه عن أبي هريللرة رضللي الللله عنلله أن َر ُ‬
‫قال‪ ) :‬بادروا بالعمال فتنا ً كقطع الليل المظلم يصبح الرجللل‬
‫مؤمنا ً ويمسي كافرا ً ‪ ،‬ويمسي مؤمنا ً ويصبح كافرا ً ‪ ،‬يبيع دينلله‬
‫م‬‫ن آب َللاؤُك ُ ْ‬ ‫كلا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫بعرض من الدنيا ( ‪ ،‬و قال الللله تعللالى ) ُقل ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫موهَللا‬ ‫ل اقْت ََرفْت ُ ُ‬ ‫وا ٌ‬ ‫مل َ‬ ‫م وَأ ْ‬‫شيَرت ُك ُ ْ‬‫م وَعَ ِ‬ ‫جك ُ ْ‬ ‫م وَأْزَوا ُ‬ ‫وان ُك ُ ْ‬‫خ َ‬‫م وَإ ِ ْ‬ ‫وَأب َْناؤُك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مل َ‬‫م ِ‬ ‫ب إ ِل َي ْك ُل ْ‬‫حل ّ‬ ‫ضلوْن ََها أ َ‬ ‫ن ت َْر َ‬ ‫ُ‬ ‫سللاك ِ‬
‫م َ‬ ‫ها وَ َ‬ ‫ساد َ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫شو ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫جاَرةٌ ت َ ْ‬ ‫وَت ِ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه‬
‫مر ِ ِ‬ ‫ه ب ِلأ ْ‬ ‫ي الل ّل ُ‬ ‫حّتى ي َأت ِ َ‬ ‫صوا َ‬ ‫سِبيل ِهِ فَت ََرب ّ ُ‬ ‫جَهادٍ ِفي َ‬ ‫سول ِهِ وَ ِ‬ ‫الل ّهِ وََر ُ‬
‫ن ( التوبة ‪." 24‬‬ ‫قي َ‬ ‫س ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫قو ْ َ‬‫دي ال ْ َ‬ ‫ه ل ي َهْ ِ‬ ‫َوالل ّ ُ‬
‫‪95‬‬

‫‪ -6‬فتوى الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان بتاريخ‬


‫‪ ، 1422 / 7 / 29‬ومما قاله فيها ‪:‬‬
‫"وأما الوقوف ملع دول الكفلر عللى المسللمين ومعلاونتهم‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫عليهم فإنه يجعل فاعل ذلك منهم ‪ ،‬قال تعالى ) َيا أي َّها ال ّل ِ‬
‫ذي َ‬
‫ض‬ ‫ذوا ال ْيهود والنصللارى أ َول ِيللاَء بعض له َ‬ ‫خ ُ‬
‫م أوْل ِي َللاُء ب َعْ ل ٍ‬
‫َْ ُ ُ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َُ َ َ ّ َ َ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫آ َ‬
‫م( )المائدة‪ (51:‬واليات فللي هلذا‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬
‫م ْ‬
‫وَ َ‬
‫كثيرة "‪.‬‬

‫‪ -7‬فتوى الشيخ سفر بــن عبــد الرحمــن الحــوالي‬


‫بتاريخ ‪ ، 1422 / 7 / 28‬ومما قال فيها‪:‬‬
‫"إن نصللرة الكفللار علللى المسلللمين ‪ -‬بللأي نللوع مللن أنللواع‬
‫النصللرة أو المعاونللة ولللو كللانت بللالكلم المجللرد ‪ -‬هللي كفللر‬
‫بواح ‪ ،‬ونفاق صللراح ‪ ،‬وفاعلهللا مرتكللب لنللاقض مللن نللواقض‬
‫السلم – كما نص عليه أئمللة الللدعوة وغيرهللم – غيللر مللؤمن‬
‫بعقيدة الولء والبراء"‪.‬‬

‫‪ -8‬فتوى الشيخ بشر بن فهد البشر بتاريــخ ‪/ 1/8‬‬


‫‪ ، 1422‬ومما قال فيها ‪:‬‬
‫"حذر الله تعللالى فللي آيللات كللثيرة مللن كتللابه الكريللم مللن‬
‫موالة الكفار والركون إليهللم وأبللدى فللي ذلللك وأعللاد ‪ ،‬وبيللن‬
‫تعالى أن الكفرة بعضهم أولياء بعض ‪ ،‬وأن المللؤمنين بعضللهم‬
‫أولياء بعض ‪ ،‬وأن من صفات المنللافقين وعلمللاتهم الظللاهرة‬
‫مللوالتهم للكفللرة دون المللؤمنين ‪ ،‬والمللوالة تعنللي المحبللة‬
‫والمودة والميل ‪ ،‬كما تعني النصرة والعون والتأييد – ثم ذكللر‬
‫أدلة كثيرة ومجموعة من كلم أهللل العلللم – ثللم قللال ‪ :‬وممللا‬
‫سللبق يتللبين أن التعللاون مللع أمريكللا فللي العللدوان علللى‬
‫أفغانستان سواء كان بالرجال أو المال أو السلح أو الرأي هو‬
‫من قبيل مظاهرة الكفللار علللى المسلللمين ‪ ،‬وهللو كفللر وردة‬
‫عللن السلللم ‪ ،‬وهللذا الحكللم يشللمل الفللراد والجماعللات‬
‫وغيرهم"‪.‬‬
‫‪96‬‬

‫‪ -9‬فتــوى الشــيخ نظــام الــدين شــامزي )مفــتي‬


‫باكستان( بتاريخ ‪ 8‬أكتوبر ‪2001‬م ‪ ،‬ومما قال فيها ‪:‬‬
‫"ل يجوز لمسلم في أي بلد كان سواء كان موظفا ً حكوميللا‬
‫أو غير ذلك أن يقللدم أي مسللاعدة كللانت ومللن أي نللوع كللان‬
‫للعدوان المريكي على أفغانستان خاصة وأن الهجوم يشللكل‬
‫حملة صليبية علللى أفغانسللتان المسلللمة ‪ ،‬وأي مسلللم يقللدم‬
‫دا عن الدين" ‪.‬‬
‫المساعدة في هذا العدوان يعتبر مرت ً‬

‫‪ -10‬وقد أفتى ستة عشر من علماء المغللرب بللأن الللدخول‬


‫في التحالف المريكي لضرب أفغانستان أو غيرها من أراضي‬
‫السلم كفر وردة عن دين السلم ‪.‬‬
‫‪97‬‬

‫المبحث الثامن‬
‫الدلة من كلم أئمة الدعوة النجدية‬
‫وهم أكثر من تكلم فللي هللذه المسللائل مللن العلمللاء ‪ ،‬وقللد‬
‫صنفوا في ذلك مصنفات كثيرة ‪ ،‬ولهم فتاوى ورسائل متعددة‬
‫في هذا المر ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬كثير من رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب‪.‬‬
‫‪) -2‬الدلئل( للشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ ‪.‬‬
‫‪) -3‬أوثق عرى اليمان( للشيخ سليمان بللن عبللد الللله‬
‫آل الشيخ ‪.‬‬
‫‪) -4‬سبيل النجاة والفكاك من موالة المرتللدين وأهللل‬
‫الشراك( للشيخ حمد بن عتيق ‪.‬‬
‫‪ -5‬كللثير مللن مصللنفات وقصللائد الشلليخ سللليمان بللن‬
‫سحمان ‪.‬‬
‫ولهمية كلمهم وكثرته فقد جعلته قسما ً مستقل ً ‪ ،‬وسللاذكر‬
‫فيما يلي نبذا ً من كلمهم في هذه المسألة ‪:‬‬
‫‪ -1‬قال شيخ السلم محمد بــن عبــد الوهــاب رحملله‬
‫الله )ت ‪ (1206‬في نواقض السلم )الدرر ‪: (92 / 10‬‬
‫"النللاقض الثللامن ‪ :‬مظللاهرة المشللركين ومعللونتهم علللى‬
‫ه‬ ‫من ْك ُل ْ‬
‫م فَلإ ِن ّ ُ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫مل ْ‬‫المسلمين ‪ ،‬والللدليل قللوله تعللالى )وَ َ‬
‫ن( )المائدة‪. "(51:‬‬ ‫مي َ‬ ‫م ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫دي ال ْ َ‬
‫قو ْ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ل ي َهْ ِ‬ ‫م إِ ّ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ِ‬

‫‪ -2‬وقال أيضا ً )‪: (8/113‬‬


‫حللد الللله‬ ‫"إن النسان ل يستقيم له ديللن ول إسلللم ‪ ،‬ولللو و ّ‬
‫وترك الشرك ‪ ،‬إل بعداوة المشركين ‪ ،‬والتصريح لهم بالعداوة‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫وما ً ي ُؤْ ِ‬
‫جد ُ قَ ْ‬
‫ن ِبللاللهِ َوالَيللوْم ِ‬
‫مُنو َ‬ ‫والبغضاء ‪ ،‬كما قال تعالى (ل ت َ ِ‬
‫ه …اليللة()المجادلللة‪ :‬مللن‬ ‫سللول َ ُ‬ ‫حاد ّ الل ّل َ‬
‫ه وََر ُ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن َ‬
‫واّدو َ‬ ‫اْل ِ‬
‫خر ِ ي ُ َ‬
‫الية ‪." (22‬‬

‫‪ -3‬وقال أيضا ً )الدرر ‪: (8 / 10‬‬


‫"واعلموا أن الدلة على تكفير المسلم الصالح ‪ :‬إذا أشللرك‬
‫بالله ‪ ،‬أو صار مع المشركين على الموحدين – ولو لم يشللرك‬
‫– أكثر من أن تحصر ‪ ،‬مللن كلم الللله ‪ ،‬وكلم رسللوله ‪ ،‬وكلم‬
‫أهل العلم كلهم " ‪.‬‬
‫‪98‬‬

‫‪ -4‬وقال أيضا ً )الدرر ‪: (38 / 10‬‬


‫"أن الرضا بالكفر كفر ‪ ،‬صّرح به العلمللاء ‪ ،‬ومللوالة الكفللار‬
‫كفر" ‪.‬‬

‫‪ -5‬وقال المام سعود بن عبد العزيز بــن محمـد بـن‬


‫سعود رحمه الله )ت ‪) (1226‬الدرر ‪ (9/277‬في رسلالة للله‬
‫بعد كلم ‪:‬‬
‫"والذي يدعي أنه لم يفعل من ذلللك شلليئا ً – يعنللي الشللرك‬
‫والثام – فهو كما قدمنا ‪ :‬لم ينكر ‪ ،‬ولم يفارق أهله ‪ ،‬بللل هللو‬
‫قائم بنصرتهم بماله ولسانه ‪ ،‬فهو وإن لللم يفعللل ذلللك ‪ ،‬فهللو‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫بأ ْ‬ ‫م ِفللي ال ْك َِتللا ِ‬ ‫ل عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫وهم سواء ‪ ،‬كما قال تعالى )وَقَد ْ ن َّز َ‬
‫ُ‬
‫ست َهَْزأ ب ِهَللا َفل ت َ ْ‬ ‫ت الل ّهِ ي ُك ْ َ‬
‫م‬ ‫معَهُ ل ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫قع ُ ل ُ‬ ‫فُر ب َِها وَي ُ ْ‬ ‫م آَيا ِ‬ ‫معْت ُ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫إ َِذا َ‬
‫م ()النسللاء‪ :‬مللن‬ ‫مث ْل ُهُ ل ْ‬ ‫م ِإذا ً ِ‬ ‫ث غَي ْرِهِ إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫دي ٍ‬ ‫ح ِ‬‫ضوا ِفي َ‬ ‫خو ُ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫وم لا ً ي ُؤْ ِ‬ ‫جد ُ قَ ْ‬
‫ن ب ِللاللهِ َوالي َلوْ َم ِ‬ ‫من ُللو َ‬ ‫الية ‪ ، (140‬وقال تعالى (ل ت َ ِ‬
‫م أْو‬ ‫ه وَل َلوْ ك َللاُنوا آب َللاَءهُ ْ‬ ‫سللول َ ُ‬‫ه وََر ُ‬ ‫حللاد ّ الل ّل َ‬ ‫ن َ‬ ‫مل ْ‬ ‫ن َ‬ ‫واّدو َ‬ ‫خ لرِ ي ُل َ‬‫اْل ِ‬
‫م‬ ‫ب ِفللي قُُلللوب ِهِ ُ‬ ‫ك ك ََتلل َ‬ ‫م ُأول َئ ِ َ‬ ‫شلليَرت َهُ ْ‬ ‫م أوْ عَ ِ‬
‫خللوانه َ‬
‫م أوْ إ ِ ْ َ َ ُ ْ‬
‫أ َبنللاَءهُ َ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬
‫َ‬
‫ه ()المجادلللة‪ :‬مللن اليللة ‪ ، (22‬وقللال‬ ‫من ْ ُ‬‫م ب ُِروٍح ِ‬ ‫ن وَأي ّد َهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ا ِْ‬
‫لي َ‬
‫م‬ ‫كل ْ‬ ‫ملا ل َ ُ‬‫م الّنلاُر وَ َ‬ ‫سلك ُ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ملوا فَت َ َ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬‫تعالى (َول ت َْرك َُنوا إ َِلى ال ّ ِ‬
‫من دون الل ّه م َ‬
‫ن( )هود‪." (113:‬‬ ‫صُرو َ‬ ‫م ل ت ُن ْ َ‬ ‫ن أوْل َِياَء ث ُ ّ‬ ‫ِ ِ ْ‬ ‫ِ ْ ُ ِ‬

‫‪ -6‬وقللال الشيخ ســليمان بــن عبــد اللــه بــن الشــيخ‬


‫محمد بن عبــد الوهــاب رحملله الللله )ت ‪ (1233‬فللي أول‬
‫كتاب )الدلئل( )الدرر ‪: (121/ 8‬‬
‫" اعلللم رحمللك الللله أن النسللان إذا أظهللر للمشللركين‬
‫الموافقة على دينهم خوفا ً منهم ومداراة لهللم ومداهنللة لللدفع‬
‫شلرهم فلإنه كلافر مثلهلم ‪ ،‬وإن كلان يكلره دينهلم ويبغضلهم‬
‫ويحب السللم والمسللمين ‪ ،‬هلذا إذا للم يقلع منله إل ذللك ‪،‬‬
‫فكيللف إذا كللان فللي دار منعلله واسللتدعى بهللم ودخللل فللي‬
‫طاعتهم ‪ ،‬وأظهر الموافقة على دينهم الباطل ‪ ،‬وأعانهم عليه‬
‫بالنصلللرة والملللال ‪ ،‬ووالهلللم وقطلللع الملللوالة بينللله وبيلللن‬
‫المسلمين ‪ ،‬وصار من جنود القباب والشرك وأهلها ‪ ،‬بعللد مللا‬
‫كان من جنللود الخلص والتوحيللد وأهللله ‪ ،‬فللإن هللذا ل يشللك‬
‫مسلم أنه كافر من أشد الناس عداوة لللله ولرسللوله ‪ ، ‬ول‬
‫يسللتثنى مللن ذلللك إل المكللره ‪ ،‬وهللو الللذي يسللتولى عليلله‬
‫‪99‬‬

‫المشللركون فيقولللون للله اكفللر أو افعللل كللذا وإل فعلنللا بللك‬


‫وقتلنللاك ‪ ،‬أو يأخللذونه فيعللذبونه حللتى يللوافقهم ‪ ،‬فيجللوز للله‬
‫الموافقة باللسان مللع طمأنينللة القلللب باليمللان ‪ ،‬وقللد أجمللع‬
‫العلماء على أن من تكلم بالكفر هازل أنلله يكفللر فكيللف بمللن‬
‫أظهر الكفر خوًفا وطمعا ً في الللدنيا ‪ ،‬وأنللا أذكللر بعللض الدلللة‬
‫على ذلك بعون الله وتأييده ‪ -‬ثم ذكر واحدا ً وعشللرين دليل ً –‬
‫"‪.‬‬

‫‪ -7‬وقال أيضا ً )الدرر ‪: (8/127‬‬


‫"فنهى سبحانه المؤمنين عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء ‪،‬‬
‫وأخبر أن من تولهم من المؤمنين فهللو منهللم ‪ ،‬وهكللذا حكللم‬
‫من تولى الكفار من المجوس وعباد الوثان ‪ ،‬فهو منهم " ‪.‬‬
‫وقال أيضا ً )الدرر ‪: (8/141‬‬
‫َ‬
‫م‬‫ذوا عَ لد ُّوي وَعَ لد ُوّك ُ ْ‬ ‫خل ُ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫"قوله تعالى (َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ق‬
‫حل ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مل َ‬‫م ِ‬ ‫جللاَءك ُ ْ‬‫مللا َ‬ ‫فُروا ب ِ َ‬ ‫موَد ّةِ وَقَد ْ ك َ َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬‫ن إ ِل َي ْهِ ْ‬‫قو َ‬ ‫أ َوْل َِياَء ت ُل ْ ُ‬
‫مُنللوا ِبللالل ّهِ َرب ّ ُ‬ ‫ل وإيللاك ُ َ‬
‫م‬ ‫ن ك ُن ُْتلل ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫كلل ْ‬ ‫ن ت ُؤْ ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫سللو َ َ ِ ّ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫جللو َ‬ ‫خر ِ ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫م‬ ‫ن إ ِل َي ْهِل ْ‬ ‫سلّرو َ‬ ‫ضللاِتي ت ُ ِ‬ ‫مْر َ‬ ‫سلِبيِلي َواب ْت ِغَللاَء َ‬ ‫جهَللادا ً فِللي َ‬ ‫م ِ‬ ‫جت ُل ْ‬ ‫خَر ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫من ْك ُل ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫فعَل ْل ُ‬‫ن يَ ْ‬ ‫مل ْ‬‫م وَ َ‬ ‫مللا أعْل َن ْت ُل ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫في ْت ُل ْ‬‫خ َ‬‫ما أ ْ‬ ‫م بِ َ‬‫موَد ّةِ وَأَنا أعْل َ ُ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ل( )الممتحنللة‪ (1:‬أي أخطللأ الصللراط‬ ‫سلِبي ِ‬ ‫واَء ال ّ‬ ‫سل َ‬ ‫ل َ‬ ‫ضل ّ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫المستقيم ‪ ،‬فأخبر تعالى أن من تولى أعداء الللله – وإن كللانوا‬
‫أقربللاء وأصللدقاء – فقللد ضللل سللواء السللبيل ‪ ،‬أي ‪ :‬أخطللأ‬
‫الصراط المستقيم ‪ ،‬وخرج عنه إلى الضلل ‪ ،‬فأين هللذا ممللن‬
‫يدعي أنه على الصراط المستقيم لم يخللرج عنلله ‪ ،‬فللإن هللذا‬
‫تكذيب لله ‪ ،‬ومن كذب الله فهو كللافر ‪ ،‬واسللتحلل لمللا حللرم‬
‫الله من ولية الكفار ‪ ،‬ومن استحل محرما ً فهو كافر " ‪.‬‬

‫‪ -8‬وقال الشيخ محمد بن أحمد الحفظي رحمه اللــه‬


‫)الدرر ‪ (257 / 8‬في تعداد )أمور عظللام هللي أكللبر الللذنوب‬
‫وأعظم الثام ( ذكر منها ‪:‬‬
‫"ومنهم ‪ :‬من رضي بذلك وعزم عليه ‪ ،‬ومن أعان بنفسه أو‬
‫ماله أو لسانه ‪ ،‬وقللد ورد الوعيللد الشللديد فيملن أعللان – وللو‬
‫بشطر كلمللة فللي قتللل مسلللم – فكيللف العانللة علللى حللرب‬
‫السلم والمسلمين ؟ " إلى أن قال ‪:‬‬
‫"وهذه المور كلها جرت بغير إكراه ول تعيين ‪ ،‬وكل واحللدة‬
‫منها تخدش في وجه إيمان فاعلها ‪ ،‬وتفلت فلي عضلد إسللم‬
‫‪100‬‬

‫عاملها ‪ ،‬وهي من المعاند ردة عن السلللم ‪ ،‬وإمللا نفللاق فللي‬


‫الدين" ‪.‬‬

‫‪ -9‬وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ )ت‬


‫‪) (1285‬المورد العذب الزلل – ضمن القول الفصل النفيلس‬
‫– ص ‪: ( 238 -237‬‬
‫"فمن أعظمها )يعني نواقض التوحيد( أمور ثلثة ( ثم قال ‪:‬‬
‫"المللر الثللالث ‪ :‬مللوالة المشللرك والركللون إليلله ونصللرته‬
‫ن‬ ‫وإعانته باليد أو اللسان أو المال ‪ ،‬كما قال تعالى ( َفل ت َك ُللون َ ّ‬
‫م‬ ‫ما ي َن َْهللاك ُ ُ‬‫ن()القصص‪ :‬من الية ‪ ، (86‬وقال (إ ِن ّ َ‬ ‫ري َ‬‫ِ‬ ‫كافِ‬‫ظ َِهيرا ً ل ِل ْ َ‬
‫ن دِي َللارِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫مل ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جللوك ُ ْ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ن وَأ َ ْ‬‫دي ِ‬‫م فِللي ال ل ّ‬ ‫ن قَللات َُلوك ُ ْ‬‫ذي َ‬‫ن ال ّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه عَ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫م فَ لأول َئ ِ َ‬ ‫خراجك ُ َ‬
‫م‬‫ك هُ ل ُ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬‫م ْ‬ ‫م وَ َ‬‫ن ت َوَل ّوْهُ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ظاهَُروا عََلى إ ِ ْ َ ِ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ن( )الممتحنة‪ ، (9:‬وهذا خطاب الله تعالى للمؤمنين‬ ‫مو َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ُ‬
‫من هذه المة ‪ ،‬فانظر أيها السامع أين تقع من هللذا الخطللاب‬
‫وحكم هذه اليات" ‪.‬‬

‫‪ - 10‬وقال أيضا ً )الدرر ‪: (173 / 8‬‬


‫" وقال تعالى فيمن سلك غير سبيلهم – يعني أهل التوحيللد‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّل ِ‬ ‫م ي َت َوَل ّلوْ َ‬ ‫– بارتكاب ما نهى الله عنه ) ت ََرى ك َِثيللرا ً ِ‬
‫من ْهُ ل ْ‬
‫فس له َ‬ ‫فروا ل َبئ ْس ما قَلدمت ل َه ل َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِل ْ‬‫ط الل ّل ُ‬ ‫خ َ‬ ‫سل ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫م أن ْ ُ ُ ُ ْ‬ ‫ّ َ ْ ُ ْ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫كَ َ ُ‬
‫ن( )المللائدة ‪ ، (80 :‬فسللجل تعللالى‬ ‫دو َ‬‫خال ِل ُ‬
‫م َ‬
‫ب هُ ل ْ‬ ‫ذا ِ‬‫وَِفي ال ْعَل َ‬
‫على من تللولى الكللافرين بالمذمللة وحلللول السللخط عليهللم ‪،‬‬
‫والخلود في العذاب ‪ ،‬وأكد ذلك بنوعي التوكيللد ‪ ،‬ثللم ذكللر أن‬
‫هذا الذي وصفهم بلله ينللافي اليمللان بللالله والنللبي ومللا أنللزل‬
‫ذابا ً أ َِليما ً‬ ‫َ‬
‫م عَ َ‬‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ن ب ِأ ّ‬ ‫قي َ‬ ‫مَنافِ ِ‬‫شر ِ ال ْ ُ‬‫إليه ‪ ،‬ولها نظائر ‪ ،‬كقوله )ب َ ّ‬
‫كافري َ‬
‫ن ( اليلات‬ ‫منللي َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن ُدو ِ‬ ‫مل ْ‬ ‫ن أوْل َِياَء ِ‬‫ن ال ْ َ ِ ِ َ‬ ‫ذو َ‬ ‫خ ُ‬
‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫‪ ،‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫)النساء ‪." (140-138:‬‬

‫‪ -11‬وقال أيضا ً ) الدرر ‪: ( 188 / 8‬‬


‫"ومثل هذه الية التي تقدم ذكرها – يعنللي قللوله تعللالى (ي َللا‬
‫ن إ ِل َي ْهِل ْ‬
‫م‬ ‫قللو َ‬ ‫م أ َوْل ِي َللاَء ت ُل ْ ُ‬‫ذوا عَد ُّوي وَعَد ُوّك ُ ْ‬‫خ ُ‬‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫أي َّها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ذوا‬ ‫خل ُ‬‫من ُللوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫موَد ّةِ … الية ( – قوله تعالى (َيا أي َّها ال ّ ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫هلُزوا ً وَل َِعبلا ً …اليلة ( )المللائدة ‪(57 :‬ل ‪،‬‬ ‫م ُ‬ ‫ذوا ِدين َك ُل ْ‬‫خل ُ‬‫ن ات ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫م…‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬
‫م ْ‬
‫وقال تعالى في اليات قبلها ( وَ َ‬
‫اليللة()المللائدة‪ :‬مللن اليللة ‪ ، (51‬وهللذه اليللة وأمثالهللا تعللرف‬
‫‪101‬‬

‫بعظللم هللذا الللذنب ‪ ،‬ووصللف الفاعللل بللالظلم ‪ ،‬فسللماهم‬


‫الظالمين ‪ ،‬وفي هذه السورة وغيرها قبلها وبعدها في السور‬
‫ما يدل على أن هذا ردة عن السلم ‪ ،‬يظهر هذا لمن تدبر" ‪.‬‬

‫‪ -12‬وقال أيضا ً )الدرر ‪: (190 / 8‬‬


‫"وقد فرض الله تعالى الللبراءة مللن الشللرك والمشللركين ‪،‬‬
‫ن‬ ‫ل ال ّل ِ‬
‫ذي َ‬ ‫والكفللر بهلم وعللداوتهم ‪ ،‬وبغضللهم وجهللادهم ‪( ،‬فَب َلد ّ َ‬
‫م ()البقللرة‪ :‬مللن اليللة ‪(59‬ل ‪،‬‬ ‫ل ل َهُل ْ‬‫ذي ِقيل َ‬ ‫موا قَوْل ً غَي ْلَر ال ّل ِ‬ ‫ظ َل َ ُ‬
‫فوالللوهم وأعللانوهم ‪ ،‬وظللاهروهم واستنصللروا بهللم علللى‬
‫المؤمنين ‪ ،‬وأبغضللوهم وسلبوهم ملن أجلل ذللك ‪ ،‬وكللل هلذه‬
‫المور ‪ :‬تناقض السلم ‪ ،‬كمللا دل عليلله الكتللاب والسللنة فللي‬
‫مواضع ‪ ،‬وذكره العلماء رحمهم الله في كتب التفسير والفقه‬
‫وغيرها ‪ ،‬وعند هؤلء وأمثللالهم أنهللم علللى الللدين الللذي كللانوا‬
‫عليه لم يفارقوه ‪ ،‬وهذا ليس بعجب ! فقد بين القرآن العزيللز‬
‫ريقا ً‬
‫أن هذه الحال هي طريقة أمثالهم كما في قوله تعالى َ(فَ ِ‬
‫ن أوْل َِيللاَء‬‫طي َ‬‫شَيا ِ‬ ‫ذوا ال ّ‬
‫خ ُ‬
‫م ات ّ َ‬ ‫ضلل َ ُ‬
‫ة إ ِن ّهُ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫حقّ عَل َي ْهِ ُ‬ ‫ريقا ً َ‬ ‫ِ‬ ‫دى وَفَ‬ ‫هَ َ‬
‫َ‬
‫ن( )لعراف‪. " (30:‬‬ ‫دو َ‬ ‫مهْت َ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ن أن ّهُ ْ‬
‫سُبو َ‬ ‫ن الل ّهِ وَي َ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ن ُدو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬

‫‪ -13‬وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبــد الرحمــن بــن‬


‫حسن آل الشيخ )ت ‪) (1293‬الدرر ‪: (326 – 324 / 8‬‬
‫"ومللا جللاء فللي القللرآن مللن النهللي والتغليللظ الشللديد فللي‬
‫موالتهم وتوليهم ‪ ،‬دليل على أن أصللل الصللول ‪ :‬ل اسللتقامة‬
‫للله ول ثبللات للله إل بمقاطعللة أعللداء الللله وحربهللم وجهللادهم‬
‫والبراءة منهم ‪ ،‬والتقرب إلى الله بمقتهم وعيبهم ‪ ،‬وقللد قللال‬
‫تعالى لمللا عقللد المللوالة بيللن المللؤمنين وأخللبر أن الكللافرين‬
‫ة فِللي اْل َ‬
‫ض‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫فعَل ُللوهُ ت َك ُل ْ‬
‫ن فِت ْن َل ٌ‬ ‫بعضهم أولياء بعللض قللال ( إ ِّل ت َ ْ‬
‫ساد ٌ ك َِبيٌر()النفال‪ :‬من الية ‪ ، (73‬وهل الفتنة إل الشللرك ‪،‬‬ ‫وَفَ َ‬
‫والفساد الكلبير هلو انتثلار عقللد التوحيللد والسللم وقطلع مللا‬
‫أحكمه القرآن من الحكام والنظام ؟ ‪ – .‬ثم ذكر بعض اليات‬
‫التي تنهى عن اتخاذ الكافرين أولياء – ثم قال ‪ :‬فليتأمللل مللن‬
‫نصللح نفسلله هللذه اليللات الكريمللات ‪ ،‬وليبحللث عمللا قللاله‬
‫المفسرون وأهل العلم في تأويلها ‪ ،‬وينظر ما وقللع مللن أكللثر‬
‫الناس اليوم ‪ ،‬فإنه يتبين _ إن وفق وسللدد – أنهللا تتنللاول مللن‬
‫ترك جهللادهم ‪ ،‬وسللكت عللن عيبهللم ‪ ،‬وألقللى إليهللم السلللم ‪،‬‬
‫فكيف بمن أعانهم ؟ ‪ ،‬أو جرهم على بلد أهلل السلللم ؟ ‪ ،‬أو‬
‫‪102‬‬

‫أثنى عليهم ؟ أو فضلهم بالعدل علللى أهللل السلللم ؟ واختللار‬


‫ديارهم ومساكنتهم ووليتهم ؟ وأحب ظهورهم ؟ فإن هذا ردة‬
‫حِبلل َ‬
‫ط‬ ‫ن فَ َ‬
‫قللد ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫فْر ِبا ْ ِ‬
‫لي َ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬
‫م ْ‬‫صريحة بالتفاق ‪ ،‬قال تعالى ( وَ َ‬
‫ن()المائدة‪ :‬من الية ‪"(5‬‬ ‫ري َ‬
‫س ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫خا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه وَهُوَ ِفي اْل ِ‬
‫خَرةِ ِ‬ ‫مل ُ ُ‬
‫عَ َ‬

‫‪ -14‬وقال أيضا ً ) الدرر ‪: (360 / 8‬‬


‫"وتعزيرهم وتوقيرهم – يعني الكفار – تحته أنواع أيضا ً ‪:‬‬
‫أعظمها رفع شأنهم ‪ ،‬ونصرتهم على أهل السلم ومبللانيه ‪،‬‬
‫وتصويب ما هم عليه ‪ ،‬فهذا وجنسلله مللن المكفللرات ‪ .‬ودونلله‬
‫مراتب من التوقير بالمور الجزئية ‪ ،‬كلياقة الدواة ونحوه " ‪.‬‬

‫‪ -15‬وقال أيضا ً )الدرر ‪: ( 288 / 8‬‬


‫" فعليكم بالجد والجتهاد فيما يحفظ الله به عليكم اليمللان‬
‫والتوحيد ‪ ،‬وينجيكم مللن الركللون إلللى أهللل الكفللر والشللراك‬
‫والتنديد – ثم ذكر عددا ً من اليات التي تنهى عن تولي الكفار‬
‫َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬‫ذوا ال ّل ِ‬ ‫خل ُ‬
‫من ُللوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫– ثم قال‪ :‬وقال تعالى (ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫ذوا دينك ُم هُزوا ً ول َِعبا ً من ال ّلذي ُ‬
‫ن قَب ْل ِك ُل ْ‬
‫م‬ ‫مل ْ‬‫ب ِ‬ ‫ن أوت ُللوا ال ْك ِت َللا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ْ ُ‬ ‫خ ُ‬‫ات ّ َ‬
‫َ‬
‫ن( )المللائدة‪(57:‬ل ‪،‬‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫ه إِ ْ‬ ‫َوال ْك ُ ّ‬
‫فاَر أوْل َِياَء َوات ّ ُ‬
‫ن( فللإن هللذا‬ ‫مِني َ‬ ‫م لؤ ْ ِ‬‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُل ْ‬‫ه إِ ْ‬ ‫قللوا الل ّل َ‬ ‫فتأمل قوله تعالى )َوات ّ ُ‬
‫الحللرف – وهللو )إن( الشللرطية – تقتضللي نفللي شللرطها إذا‬
‫انتفى جوابها ‪ ،‬ومعناه ‪ :‬أن من اتخذهم أولياء فليس بمؤمن "‬
‫‪.‬‬

‫‪ -16‬وقال أيضا ً )الدرر ‪: (9/24‬‬


‫"وأفضللل القللرب إلللى الللله ‪ :‬مقللت أعللدائه المشللركين ‪،‬‬
‫وبغضهم وعداوتهم وجهادهم ‪ ،‬وبهللذا ينجللو العبللد مللن تللوليهم‬
‫مللن دون المللؤمنين ‪ ،‬وإن لللم يفعللل ذلللك فللله مللن وليتهللم‬
‫بحسب ما أخل به وتركه من ذلك ‪ .‬فالحذر الحللذر ممللا يهللدم‬
‫َ‬
‫من ُللوا ل‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫السلم ويقلع أساسلله ‪ ،‬قللال تعللالى (ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫ذوا دينك ُم هُزوا ً ول َِعبا ً من ال ّذي ُ‬
‫ب‬‫ن أوُتوا ال ْك َِتللا َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ْ ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ات ّ َ‬
‫ذي َ‬‫ذوا ال ّ ِ‬ ‫خ ُ‬‫ت َت ّ ِ‬
‫َ‬
‫ن(‬ ‫مللؤْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫م ُ‬‫ن ك ُن ُْتلل ْ‬
‫ه إِ ْ‬ ‫قللوا الّللل َ‬ ‫م َوال ْك ُ ّ‬
‫فللاَر أوْل َِيللاَء َوات ّ ُ‬ ‫ن قَب ْل ِ ُ‬
‫كلل ْ‬ ‫ملل ْ‬ ‫ِ‬
‫)المللائدة‪ (57:‬وانتفللاء الشللرط يللدل علللى انتفللاء اليمللان‬
‫بحصول الموالة ‪ ،‬ونظائر هذا في القرآن كثير " ‪.‬‬

‫‪ - 17‬وقال أيضا ً )‪: (396 / 8‬‬


‫‪103‬‬

‫"والمرء قد يكره الشرك ‪ ،‬ويحب التوحيد ‪ ،‬لكن يأتيه الخلل‬


‫من جهة عدم البراءة من أهللل الشللرك ‪ ،‬وتللرك مللوالة أهللل‬
‫التوحيد ونصرتهم ‪ ،‬فيكون متبعا ً لهواه ‪ ،‬داخل ً من الشرك في‬
‫ب تهدم دينه وما بناه ‪ ،‬تاركا ً من التوحيد أصول ً وشللعبا ً ‪ ،‬ل‬
‫شع ٍ‬
‫يستقيم معها إيمانه الذي ارتضاه ‪ ،‬فل يحب ويبغللض لللله ‪ ،‬ول‬
‫واه ‪ ،‬وكل هذا يؤخذ من‬ ‫يعادي ول يوالي لجلل من أنشأه وس ّ‬
‫شهادة ‪ :‬أن ل إله إل الله " ‪.‬‬

‫‪ - 18‬وقال الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله )ت ‪(1301‬‬


‫)الدرر ‪: (9/263‬‬
‫"قد دل القرآن والسللنة علللى أن المسلللم إذا حصلللت منلله‬
‫موالة أهل الشرك والنقياد لهم ‪ ،‬ارتد بذلك عن دينه ‪ ،‬تأمللل‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مللا ت َب َي ّل َ‬‫ن ب َعْلدِ َ‬‫مل ْ‬‫م ِ‬‫دوا عََلى أد ْب َللارِهِ ْ‬ ‫ن اْرت َ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫قوله تعالى (إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫م( )محمللد‪، (25:‬مللع‬ ‫مَلى ل َهُ ْ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬
‫م وَأ ْ‬ ‫سو ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫دى ال ّ‬ ‫م ال ْهُ َ‬
‫ل َهُ ُ‬
‫م()المائدة‪ :‬من الية ‪، (51‬‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ه ِ‬‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬
‫م ْ‬‫قوله ( وَ َ‬
‫ضوا‬‫خو ُ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬‫م َ‬ ‫معَهُ ْ‬
‫دوا َ‬ ‫وأمعن النظر في قوله تعالى ( َفل ت َقْعُ ُ‬
‫مث ْل ُُهلم()النسللاء‪ :‬ملن اليلة ‪(140‬‬ ‫م ِإذا ً ِ‬ ‫ث غَْيلرِهِ إ ِن ّك ُل ْ‬ ‫دي ٍ‬ ‫حل ِ‬ ‫فِللي َ‬
‫وأدلته كثيرة " ‪.‬‬

‫‪ - 19‬وقال أيضا ً في )الدفاع عللن أهللل السللنة والتبللاع( ص‬


‫‪: 31‬‬
‫"إن مظللللاهرة المشللللركين ‪ ،‬ودللتهللللم علللللى عللللورات‬
‫المسلمين ‪ ،‬أو الذب عنهم بلسان ‪ ،‬أو رضللي بمللا هللم عليلله ‪،‬‬
‫كللل هللذه مكفللرات ‪ ،‬فمللن صللدرت منلله – مللن غيللر الكللراه‬
‫المذكور – فهو مرتد ‪ ،‬وإن كان مع ذلك يبغض الكفللار ويحللب‬
‫المسلمين "‪.‬‬

‫‪ -20‬وقال أيضا ً في )سبيل النجاة والفكاك( ص ‪: 89‬‬


‫"اعلم أن إظهار الموافقة للمشركين له ثلث حالت ‪:‬‬
‫ثللم قللال ‪ :‬الللوجه الثللاني ‪ :‬أن يللوافقهم فللي الظللاهر مللع‬
‫مخالفته لهم في الباطن وهو ليس في سلطانهم وإنما حمللله‬
‫على ذلك إما طمعا ً فللي رئاسللة أو مللال أو مشللحة بللوطن أو‬
‫عيال أو خوف مما يحدث في المللآل ‪ ،‬فللإنه فللي هللذه الحللال‬
‫يكون مرتدا ً ول تنفعه كراهته لهم في الباطن " ‪.‬‬
‫‪104‬‬

‫‪ - 21‬وسئل الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ‬


‫رحمه الله )ت ‪ (1339‬كمللا فللي )الللدرر السللنية( )‪: (8/422‬‬
‫عن الفرق بين موالة الكفار وتوليهم ؟ فأجاب ‪:‬‬
‫"التللولي ‪ :‬كفللر يخللرج مللن الملللة ‪ ،‬وهللو كالللذب عنهللم ‪،‬‬
‫وإعانتهم بالمال والبدن والرأي ‪ ،‬والموالة ‪ :‬كبيرة مللن كبللائر‬
‫ل الدواة ‪ ،‬أو بري القلم ‪ ،‬أو التبشبش لهم لو رفللع‬ ‫الذنوب كب ّ‬
‫السوط لهم" ‪.‬‬

‫‪ -22‬وقال أيض لا ً عللن إعانللة المشللركين علللى المسلللمين )‬


‫‪: (10/429‬‬
‫"ومن جرهم وأعانهم على المسلمين بللأي إعانللة فهللي ردة‬
‫صريحة" ‪.‬‬

‫‪ -23‬وللله رسللالة طويلللة إلللى أهللل الجزيللرة وعمللان فللي‬


‫التحذير من موالة النصارى والمر بجهادهم )‪، (22– 11 / 8‬‬
‫ومما قاله ‪:‬‬
‫"والمقصود بهذا ‪ :‬ما قد شاع وذاع ‪ ،‬من إعراض المنتسبين‬
‫إلى السلم ‪ ،‬وأنهم من أمة الجابللة ‪ ،‬عللن دينهلم وملا خلقللوا‬
‫له ‪ ،‬وقامت عليلله الدلللة القرآنيللة ‪ ،‬والحللاديث النبويللة ‪ ،‬مللن‬
‫لللزوم السلللم ومعرفتلله ‪ ،‬والللبراءة مللن ضللده ‪ ،‬والقيللام‬
‫بحقوقه ‪ ،‬حتى آل المر بأكثر الخلق إلى عدم النفرة من أهل‬
‫ملل الكفر ‪ ،‬وعدم جهادهم ‪ ،‬وانتقل الحللال حللتى دخلللوا فللي‬
‫طاعتهم ‪ ،‬واطمأنوا إليهم ‪ ،‬وطلبوا صلح دنياهم بذهاب دينهم‬
‫‪ ،‬وتركوا أوامللر القللرآن ونللواهيه ‪ ،‬وهللم يدرسللونه آنللاء الليللل‬
‫والنهار ‪ ،‬وهذا ل شك أنه من أعظللم أنللواع الللردة ‪ ،‬والنحيللاز‬
‫إلى ملة غير ملة السلم ‪ ،‬ودخول في ملة النصرانية – عيللاذا ً‬
‫بالله من ذلك كأنكم في أزمان الفترات ‪ ،‬أو أناس نشئوا فللي‬
‫محلة لم يبلغهم شيء من نور الرسالة ‪ ،‬أنسيتم قوله تعالى )‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ضلهُ ْ‬ ‫صللاَرى أوْل ِي َللاَء ب َعْ ُ‬ ‫ذوا ال ْي َهُللود َ َوالن ّ َ‬ ‫خل ُ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫دي‬ ‫ه ل ي َهْل ِ‬ ‫ن الل ّل َ‬ ‫م إِ ّ‬
‫من ْهُل ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م فَلإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُل ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬‫مل ْ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬
‫ن( )المللائدة‪ ، (51:‬وقللوله تعللالى ) ت َلَرى ك َِثيللرا ً‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫فس له َ‬ ‫فروا ل َبئ ْس مللا قَ لدمت ل َه ل َ‬
‫ن‬ ‫مأ ْ‬ ‫م أن ْ ُ ُ ُ ْ‬ ‫ّ َ ْ ُ ْ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م ي َت َوَل ّوْ َ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫ن ‪ ،‬وَل َلوْ ك َللاُنوا‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِل ُ‬
‫م َ‬ ‫ب هُ ل ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م وَفِللي ال ْعَ ل َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ ل ْ‬ ‫ط الل ّل ُ‬ ‫خ َ‬ ‫سل ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫م أوْل ِي َللاَء وَل َك ِل ّ‬ ‫ذوهُ ْ‬ ‫خل ُ‬‫مللا ات ّ َ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ َ‬
‫ما أن ْزِ َ‬ ‫ي وَ َ‬ ‫ن ِبالل ّهِ َوالن ّب ِ ّ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ي ُؤْ ِ‬
‫‪105‬‬

‫ن‬ ‫ن( )المائدة‪ . (81 ، 80:‬وقوله تعالى (وَل َ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫م َفا ِ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ك َِثيرا ً ِ‬
‫دى‬ ‫ن هُ ل َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫م قُ ل ْ‬ ‫مل ّت َهُ ْ‬ ‫حّتى ت َت ّب ِعَ ِ‬ ‫صاَرى َ‬ ‫ك ال ْي َُهود ُ َول الن ّ َ‬ ‫ضى عَن ْ َ‬ ‫ت َْر َ‬
‫م َ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ن العِلم ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫جاَء َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ب َعْد َ ال ّ ِ‬ ‫واَءهُ ْ‬ ‫ت أهْ َ‬ ‫ن ات ّب َعْ َ‬ ‫دى وَلئ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫الل ّهِ هُوَ ال ْهُ َ‬
‫ر( )البقللرة‪ ،(120:‬والللدخول‬ ‫ٍ‬ ‫صللي‬‫ي َول ن َ ِ‬ ‫ن وَِلل ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الل ّهِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ما ل َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫في طاعتهم اتباع لملتهم وانحياز عن ملللة السلللم ‪( ،‬ي َللا أي ّهَللا‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م هُُزوا ً وَل َِعبا ً ِ‬ ‫ذوا ِدين َك ُ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ات ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذوا ال ّ ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫م‬ ‫ن ك ُن ْت ُل ْ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫قللوا الل ّل َ‬ ‫فللاَر أ َوْل ِي َللاَء َوات ّ ُ‬ ‫م َوال ْك ُ ّ‬ ‫ن قَب ْل ِك ُل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫ُ‬
‫ك‬ ‫ها هُلُزوا ً وَل َِعبلا ً ذ َل ِل َ‬ ‫ذو َ‬ ‫خل ُ‬ ‫صلللةِ ات ّ َ‬ ‫م إ ِل َللى ال ّ‬ ‫ن ‪ ،‬وَإ َِذا ن َللاد َي ْت ُ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫ش ِ‬ ‫ن( )المائدة‪ ، (58 - 57:‬وقال تعالى )ب َ ّ‬ ‫قلو َ‬ ‫م ل ي َعْ ِ‬ ‫م قَوْ ٌ‬ ‫ب ِأن ّهُ ْ‬
‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أوْل َِياَء‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫ذو َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذابا ً أِليما ً ‪ ،‬ال ّ ِ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫ن ب ِأ ّ‬ ‫قي َ‬ ‫مَنافِ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ميعا ً‬ ‫من دون ال ْمؤْمِني َ‬
‫ج ِ‬ ‫ن ال ْعِّزةَ ل ِل ّهِ َ‬ ‫م ال ْعِّزةَ فَإ ِ ّ‬ ‫عن ْد َهُ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن أي َب ْت َُغو َ‬ ‫ُ ِ َ‬ ‫ِ ْ ُ ِ‬
‫ت الل ّلهِ ي ُك ْفَ لُر‬ ‫َ‬
‫م آي َللا ِ‬ ‫معْت ُ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ن إ َِذا َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫م ِفي ال ْك َِتا ِ‬ ‫ل عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫‪ ،‬وَقَد ْ ن َّز َ‬
‫ث‬ ‫ست َهَْزأ ب َِها َفل ت َ ْ‬ ‫ُ‬
‫دي ٍ‬ ‫حل ِ‬ ‫ضللوا فِللي َ‬ ‫خو ُ‬ ‫حت ّللى ي َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫معَهُل ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫قعُل ُ‬ ‫ب َِها وَي ُ ْ‬
‫ن فِللي‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ن َوال ْك َللافِ‬ ‫قي َ‬ ‫من َللافِ ِ‬ ‫معُ ال ْ ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫مث ْل ُهُ ْ‬ ‫م ِإذا ً ِ‬ ‫غَي ْرِهِ إ ِن ّك ُ ْ‬
‫ميعًا( )النساء‪ ، (140 - 138:‬وقللال تعللالى (ي َللا أ َي ّهَللا‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ما‬ ‫خَبال ً وَّدوا َ‬ ‫م َ‬ ‫م ل ي َأُلون َك ُ ْ‬ ‫ن ُدون ِك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫طان َ ً‬ ‫ذوا ب ِ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫م أ َك ْب َلُر‬ ‫دوُرهُ ْ‬ ‫صل ُ‬ ‫في ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ما ت ُ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫واهِهِ ْ‬ ‫ن أفْ َ‬
‫عَن ِتم قَد بدت ال ْبغْضاُء م َ‬
‫ِ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ ْ ْ َ َ ِ‬
‫ن( آل عمران‪. (118:‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫م ت َعْ ِ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫م اْليا ِ‬ ‫قَد ْ ب َي ّّنا ل َك ُ ُ‬
‫واليات القرآنيللة فللي تحريللم مللوالة الكفللار والللدخول فللي‬
‫طاعتهم أكثر من أن تحصر " ‪.‬‬
‫إلى أن قال )‪: (8/15‬‬
‫" وهذه الطائفة الملعونلة ‪ :‬الطائفلة النصلرانية اللتي حللت‬
‫بفنائكم ‪ ،‬وزحمتكم عند دينكم ‪ ،‬وطلبللت منكللم الللدخول فللي‬
‫طاعتها هم الذين نوه الله بذكرهم في القرآن ‪ ،‬فقال تعالى (‬
‫ه‬ ‫ن إ ِل َلهٍ إ ِّل إ ِل َل ٌ‬ ‫مل ْ‬ ‫مللا ِ‬ ‫ث َثلث َلةٍ وَ َ‬ ‫ه ث َللال ِ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن َقاُلوا إ ِ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫فَر ال ّ ِ‬ ‫قد ْ ك َ َ‬ ‫لَ َ‬
‫ن قَللاُلوا‬ ‫ذي َ‬ ‫ف لَر ال ّل ِ‬ ‫قد ْ ك َ َ‬ ‫حد ٌ ()المائدة‪ :‬من الية ‪ ، (73‬وقال (ل َ َ‬ ‫َوا ِ‬
‫م()المائدة‪ :‬من الية ‪ - ، (72‬وذكر‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ح اب ْ ُ‬ ‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ه هُوَ ال ْ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫آيات أخرى ‪ -‬ثم قال ‪:‬‬
‫فهل بعد هذا غلظة وزجر وإنذار ؟ وهل يشك بعد هذا ممللن‬
‫له فطرة وسمع وبصر ؟ اللهم إل من ركن إلى الللدنيا وطلللب‬
‫إصلحها ونسي الخرة فهذا ل عللبرة بلله ‪ ،‬لنلله أعمللى القلللب‬
‫مطموس البصر " ‪.‬‬
‫إلى أن قال )‪: (22 / 8‬‬
‫"وكل من استطاع لهم ] كذا و لعله ‪ :‬استكان لهم[ ‪ ،‬ودخل‬
‫في طاعتهم ‪ ،‬وأظهر مللوالتهم ‪ ،‬فقللد حلارب الللله ورسللوله ‪،‬‬
‫‪106‬‬

‫وارتد عن دين السلم ‪ ،‬ووجب جهاده ومعاداته ‪ ،‬ول تنتصللروا‬


‫إل بربكم ‪ ،‬واتركوا النتصار بأهل الكفر جملة وتفصي ً‬
‫ل" ‪.‬‬

‫‪ - 24‬وقللال المشللايخ ‪ :‬عبــد اللــه بــن عبــد اللطيــف‬


‫وإبراهيم بــن عبــد اللطيــف وســليمان بــن ســحمان‬
‫رحمهم الله )الدرر ‪: (436-10/435‬‬
‫"وأما قوله ‪ :‬وتجوز حمايللة الكفللار ‪ ،‬أو نللائبهم ‪ ،‬وأخللذ علللم‬
‫منهم ‪ ،‬لسلمة المال والسفينة ‪ ،‬وأن هذا بمنزلة الخفير الذي‬
‫هو الرفيق ‪.‬‬
‫فالجواب ‪:‬‬
‫أن يقال ‪ :‬هذا قياس باطل ‪ ،‬فإن أخذ الخفير لسلمة المال‬
‫جللائز إذا ألجللأ الحللال إليلله ‪ ،‬والخفيللر مسلللم ظللالم أو فللاجر‬
‫فاسللق ‪ ،‬وأمللا الللدخول تحللت حمايللة الكفللار فهللي ردة عللن‬
‫السلم ‪ ،‬وأخذ العلم منهم ل يجوز إذا كانوا لللم يللدخلوا تحللت‬
‫حمايتهم ووليتهم ‪ ،‬وليس بمنزلة أخذ الخفير لحمايللة المللال ‪،‬‬
‫فإن هذا علم ‪ ،‬وعلمة على أنهم منقلادون لمرهللم ‪ ،‬داخللون‬
‫في حمايتهم ‪ ،‬وذلك موافقة لهم في الظاهر" ‪.‬‬

‫‪ -25‬وقال الشيخ محمد بن عبــد اللطيــف آل الشــيخ‬


‫رحمه الله )ت ‪) (1369‬الدرر ‪: (457 ، 456 / 8‬‬
‫"وقال ‪) ‬من جامع المشرك أو سكن معه فللإنه مثللله( فل‬
‫يقللال ‪ :‬إنلله بمجللرد المجامعللة والمسللاكنة يكللون كللافرا ً ‪ ،‬بللل‬
‫المراد أن من عجز عن الخروج من بين ظهرانللي المشللركين‬
‫وأخرجوه معهم كرها ً فحكمه حكمهم في القتل وأخذ المللال ‪،‬‬
‫ل في الكفر ‪ ،‬وأملا إن خلرج معهلم لقتلال المسللمين طوعلا ً‬
‫واختيارا ً ‪ ،‬أو أعانهم ببدنه وماله ‪ ،‬فل شلك أن حكمله حكمهلم‬
‫في الكفر"‪.‬‬

‫‪ -26‬وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الللله ) ت‬


‫‪) (1349‬الدرر ‪: (8/494‬‬
‫" وأما الولة المذكورون فإنهم قد حصل منهم موالة وتول‬
‫للكفار وموافقة ‪ ،‬ومظللاهرة علللى المسلللمين ‪ ،‬فل شللك فللي‬
‫ردتهم" ‪.‬‬

‫‪ – 27‬وقال أيضا ً في )ديوانه( ص ‪: 131‬‬


‫‪107‬‬

‫ومن يتول الكافلرين فمثلهم *** ول شك في تكفيره عند‬


‫من عقل‬

‫‪ - 28‬وقال بعض أئمة الدعوة )‪: (292 / 9‬‬


‫"المر الثالث مما يوجب الجهاد لمن اتصللف بلله ‪ :‬مظللاهرة‬
‫ن ‪ ،‬أو‬‫المشللركين وإعللانتهم علللى المسلللمين ‪ ،‬بيلدٍ ‪ ،‬أو بلسللا ٍ‬
‫ل ‪ ،‬فهذا كفر مخرج عللن السلللم ‪ ،‬فمللن أعللان‬ ‫ب ‪ ،‬أو بما ٍ‬
‫بقل ٍ‬
‫المشركين على المسلمين ‪ ،‬وأمللد المشللركين مللن مللاله بمللا‬
‫يستعينون به على حرب المسلمين اختيارا ً منه فقد كفر"‪.‬‬
‫‪108‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫الرد على الشبهات التي أثيرت حول‬
‫هذا الموضوع‬
‫اعلم أن هذه المسألة على ظهورها ‪ ،‬وتواتر الدلة فيها من‬
‫الكتللاب والسللنة ‪ ،‬وإجمللاع العلمللاء عليهللا ‪ ،‬وكللثرة كلم أهللل‬
‫العلم والمصنفات فيها ‪ ،‬فإنه مع ذلك ظهر مللن أهللل الضللللة‬
‫من يلبس على الناس دينهم ‪ ،‬ويذكر بعض الشللبه الللتي يريللد‬
‫بها أن يفسد عقائد المسلمين ‪.‬‬
‫ومن هذه الشبه المذكورة في هذا الباب ‪:‬‬

‫الشبهة الولى ‪ :‬قصة حاطب بن أبي بلتعة ‪.‬‬


‫الشبهة الثانية ‪ :‬قصة أبي جندل بن سهيل ‪.‬‬
‫الشــبهة الثالثــة ‪ :‬أن هلللذا التحلللالف بيلللن المسللللمين‬
‫والصليبيين مثل )حلف الفضول( ‪.‬‬
‫الشبهة الرابعة ‪ :‬وجود إكراه في هذا المر ‪.‬‬
‫الشبهة الخامسة ‪ :‬أن إعانة الكفار على قسمين ‪.‬‬
‫الشبهة السادسة ‪ :‬أن طالبان ومن معهم )ظالمون( ‪.‬‬
‫الشبهة السابعة ‪ :‬أن )طالبان( دولة مشركين ‪.‬‬
‫الشبهة الثامنة ‪ :‬الستدلل بقللوله تعللالى )إل علللى قللوم‬
‫بينكم وبينهم ميثاق( ‪.‬‬

‫هللذا مللا اسللتطعت أن أجمعلله مللن شللبهاتهم ‪ ،‬وسللأقوم‬


‫بمناقشة كل شبهة ‪ ،‬فأقول مستعينا ً بالله تعالى ‪:‬‬
‫‪109‬‬

‫الشبهة الولى‬
‫قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله‬
‫عنه‬

‫احتج أهل الباطل بأن مظاهرة الكفللار ليسللت كفللرا ً بقصللة‬


‫مكاتبة حاطب رضي الله عنلله لكفللار قريللش وإعلمهللم بخللبر‬
‫النبي ‪ ، ‬والقصلة كملا فللي الصلحيحين وغيرهمللا علن علللي‬
‫رضي الله عنه – في غزوة الفتح ‪ -‬قللال ‪ :‬بعثنللي رسللول الللله‬
‫‪ ‬أنا والزبير والمقللداد ‪ ،‬فقللال ‪ :‬انطلقللوا حللتى تللأتوا روضللة‬
‫خاخ ؛ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها ‪ .‬فانطلقنا تعادى‬
‫بنللا خيلنللا حللتى أتينللا الروضللة ‪ ،‬فللإذا نحللن بالظعينللة ‪ ،‬قلنللا ‪:‬‬
‫أخرجللي الكتللاب ‪ .‬قللالت ‪ :‬مللا معللي كتللاب ‪ .‬قلنللا ‪ :‬لتخرجللن‬
‫الكتللاب ‪ ،‬أو لتلقيللن الثيللاب ‪ .‬قللال ‪ :‬فللأخرجت الكتللاب مللن‬
‫عقاصها ‪ ،‬فأخذنا الكتاب فأتينا به رسول الله ‪ ، ‬فللإذا فيلله ‪:‬‬
‫من حاطب بن أبللي بلتعللة إلللى أنللاس مللن المشللركين بمكللة‬
‫يخبرهم ببعض أمر رسول الله ‪ ، ‬فقال رسول الللله ‪ : ‬يللا‬
‫حاطب ‪ ،‬ما هذا ؟‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ل تعجل علي ‪ ،‬إني كنت أمرءا ً ملصللقا ً فللي قريللش ‪،‬‬
‫ولم أكن من أنفسهم ‪ ،‬وكان مللن معللك مللن المهللاجرين لهللم‬
‫قرابلات يحملون أهليهلم بمكلة ‪ ،‬فلأحببت إذ فلاتني ذللك ملن‬
‫النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا ً يحمون بها قرابتي ‪ ،‬وما فعلت‬
‫ذلك كفرا ً ول ارتدادا ً عن ديني ول رضا ً بالكفر بعد السلم ‪.‬‬
‫فقال رسول الله ‪ : ‬إنه صدقكم ‪.‬‬
‫فقال عمر ‪ :‬دعني أضرب عنق هذا المنافق ‪ .‬وفي روايللة ‪:‬‬
‫فقد كفر ‪.‬‬
‫فقال رسول الله ‪ : ‬إنه قد شهد بللدرا ً ‪ ،‬ومللا يللدريك لعللل‬
‫الله اطلع إلى أهل بدر فقال ‪ :‬اعملوا مللا شللئتم فقللد غفللرت‬
‫لكم ‪.‬‬

‫قالوا ‪:‬‬
‫فقد ظاهر حاطب كفار مكة ومع ذلك لم يكفره النللبي ‪، ‬‬
‫فهذا يدل على أن المظاهرة ومناصرة الكفار ليست كفرا ً !!!‬
‫‪.‬‬
‫‪110‬‬

‫والجواب عن هذه الشبهة‪:‬‬


‫أنه ل يحتج مبطل على باطله بدليل من الكتاب أو السنة إل‬
‫وكان في ذلك الدليل ما ينقض باطله ويبين فساده – كما ذكر‬
‫ذلك شيخ السلم رحمه الله – وسأذكر مللا يللدل علللى نقيللض‬
‫مرادهم من هذا الدليل نفسه ‪ ،‬ويتبين هذا من وجوه ‪:‬‬
‫الوجه الول ‪ :‬أن هذا الدليل من أصرح الدلة علللى كفللر‬
‫المظاهر وارتداده عن ديللن السلللم ‪ ،‬وهللذا يظهللر مللن ثلثللة‬
‫أمور في هذا الحديث ‪:‬‬
‫المر الول ‪ :‬قول عمر في هذا الحديث ‪ :‬دعني أضللرب‬
‫هذا المنافق ‪ ،‬وفي رواية ‪ :‬فقللد كفللر ‪ ،‬وفللي روايللة ‪ :‬بعللد أن‬
‫قال الرسول ‪ : ‬أوليس قد شللهد بللدرا ً ؟‪ .‬قللال عمللر ‪ :‬بلللى‬
‫ولكنه نكث وظاهر أعداءك عليك ‪.‬‬
‫فهللذا يللدل علللى أن المتقللرر عنللد عمللر رضللي الللله عنلله‬
‫والصلللحابة أن مظلللاهرة الكفلللار وإعلللانتهم كفلللر وردة علللن‬
‫السلم ‪ ،‬ولم يقل هذا الكلم إل لما رأى أمرا ً ظاهره الكفر‪.‬‬
‫المر الثاني ‪ :‬إقلرار الرسلول ‪ ‬لمللا فهمله عمللر ‪ ،‬وللم‬
‫ينكر عليه تكفيره إياه ‪ ،‬وإنما ذكر عذر حاطب ‪.‬‬
‫المر الثالث ‪ :‬أن حاطبا ً رضي الله عنه قال ‪ :‬ومللا فعلللت‬
‫ذلك كفرا ً ول ارتدادا ً عن ديني ول رضا ً بالكفر بعد السلم ‪.‬‬
‫وهذا يدل على أنه قد تقّرر لللديه أيض لا ً أن مظللاهرة الكفللار‬
‫)كفر وردة ورضا بالكفر( ‪ ،‬وإنما ذكر حقيقة فعله ‪.‬‬
‫الــوجه الثــاني ‪ :‬أن حاطب لا ً رضللي الللله عنلله إنمللا أعللان‬
‫الرسول ‪ ‬على أعدائه ‪ ،‬وناصره بنفسه ‪ ،‬ومللاله ‪ ،‬ولسللانه ‪،‬‬
‫و رأيه ‪ ،‬فللي جميللع غزواتلله ‪ ،‬وشللهد معلله بللدرا ً ‪ ،‬والحديبيللة ‪،‬‬
‫وأهلها في الجنة قطعا ً ‪ ،‬وأعان الرسول ‪ ‬فللي هللذه الغللزوة‬
‫أيضا ً ؛ فقد خرج فيها غازيا ً مع المسلمين بنفسه وماله لحرب‬
‫المشركين ‪ ،‬ولم تقللع منلله مناصللرة للكفللار علللى المسلللمين‬
‫مطلقا ً ؛ ل بنفللس ‪ ،‬ول مللال ‪ ،‬ول لسللان ‪ ،‬ول رأي ‪ ،‬وللله مللن‬
‫السوابق ما عرفه كل مطلع ‪.‬‬
‫ومع هذا كله ‪:‬‬
‫‪111‬‬

‫فإنه لما كاتب المشركين يخللبرهم بخللروج النللبي ‪ - ‬ولللم‬


‫يكللن ذلللك منلله مظللاهرة لهللم ول مناصللرة ؛ لنلله سلليقاتلهم‬
‫بنفسه مع النبي ‪ ‬وقد تيقن من النتصار– فقللد اتهملله عمللر‬
‫بالنفاق ‪ ،‬وسأله الرسول ‪ ‬عن ذلك ‪ ،‬ونفى هللو عللن نفسلله‬
‫الكفر والردة ‪ ،‬ونزل فيه قرآن لا ً يتلللى إلللى يللوم القيامللة وهللو‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ذوا عَلد ُّوي وَعَلد ُوّك ُ ْ‬ ‫خل ُ‬ ‫من ُللوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوله تعالى (ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫ق‬
‫حل ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مل َ‬‫م ِ‬ ‫جللاَءك ُ ْ‬‫مللا َ‬ ‫فُروا ب ِ َ‬ ‫موَد ّةِ وَقَد ْ ك َ َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬‫ن إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫أ َوْل َِياَء ت ُل ْ ُ‬
‫مُنللوا ِبللالل ّهِ َرب ّ ُ‬ ‫ل وإيللاك ُ َ‬
‫م‬‫ن ك ُن ُْتلل ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫كلل ْ‬ ‫ن ت ُؤْ ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫سللو َ َ ِ ّ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫جللو َ‬ ‫خر ِ ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫م‬ ‫ن إ ِل َي ْهِل ْ‬ ‫سلّرو َ‬ ‫ضللاِتي ت ُ ِ‬ ‫مْر َ‬ ‫سلِبيِلي َواب ْت ِغَللاَء َ‬ ‫جهَللادا ً فِللي َ‬ ‫م ِ‬ ‫جت ُل ْ‬ ‫خَر ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫من ْك ُل ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫فعَل ْل ُ‬‫ن يَ ْ‬ ‫مل ْ‬‫م وَ َ‬ ‫مللا أعْل َن ْت ُل ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫في ْت ُل ْ‬
‫خ َ‬‫ما أ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫موَد ّةِ وَأَنا أعْل َ ُ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ل…اليات( )الممتحنة‪. (1:‬‬ ‫سِبي ِ‬ ‫واَء ال ّ‬ ‫س َ‬‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫وهذا من أعظم الدلئل على أن من ناصر الكفار بنفسلله أو‬
‫بماله أو بلسانه أو برأيه ونحو ذلك فقد ارتد عن دين السلللم‬
‫والعياذ بالله ‪.‬‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬أن رسالة حاطب رضللي الللله عنلله لكفللار‬
‫مكة ليست من المظاهرة والعانة لهم علللى المسلللمين فللي‬
‫شيء ‪ ،‬فقد روى بعض أهل المغازي كما في )الفتللح ‪(7/520‬‬
‫أن لفظ الكتاب ‪ :‬أما بعد ‪ ،‬يا معشر قريش ‪ ،‬فإن رسول الللله‬
‫‪ ‬جاءكم بجيش كالليل ‪ ،‬يسير كالسلليل ‪ ،‬فللوالله لللو جللاءكم‬
‫وحللده لنصللره الللله وأنجللز للله وعللده ‪ ،‬فللانظروا لنفسللكم‬
‫والسلم( ‪ .‬وليس في هذا ما يفهم منه أنه مظاهرة ومناصللرة‬
‫لهم ‪ ،‬بل هو قد عصى الرسول ‪ ‬بكتابته لهم ‪ ،‬وهي معصللية‬
‫كبيرة كفرتها عنه سوابقه ‪.‬‬
‫الوجه الرابع ‪ :‬أن فعل حاطب رضي الله عنه اختلف فيه‬
‫هل هو كفر أو ل ؟‪.‬‬
‫فإن قيل هو كفر ‪ :‬فهذا دليل علللى أن إفللادة الكفللار بمثللل‬
‫هللذا المللر اليسللير كفللر ‪ ،‬فهللو تنللبيه علللى أن مللا فللوقه مللن‬
‫المناصرة بالنفس أو المال أو غير ذلك كفر من باب أولى ‪.‬‬
‫وإن قيل ليس بكفر ‪ :‬فإنما يكون هكذا لنه في حقيقة فعله‬
‫ليس مناصرا ً للكفار ول مظاهرا ً لهللم علللى المسلللمين ‪ ،‬ومللع‬
‫هللذا فهللو بريللد للكفللر وطريللق إليلله مللع عللدم وجللود صللورة‬
‫المناصرة للكفار لما سبق في الوجه الول ‪ ،‬فل يستدل بهللذه‬
‫الصورة على مسألتنا هذه ‪ ،‬ول تقدح في هذا الصل‪.‬‬
‫الوجه الخامس ‪ :‬أن حاطبا ً رضي الله عنه إنما فعل ذلللك‬
‫متأول ً أن كتابه لن يضر المسلمين ‪ ،‬وأن الله ناصر دينه ونللبيه‬
‫‪112‬‬

‫حتى وإن علم المشركون بمخرجه إليهم ‪ ،‬وقد جاء في بعللض‬


‫ألفللاظ الحللديث أن حاطبلا ً قللال معتللذرا ً )قللد علمللت أن الللله‬
‫مظهر رسوله ومتم له أمره( ‪.‬‬
‫وقللد أخللرج البخللاري رحملله الللله قصللة حللاطب فللي كتللاب‬
‫)استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم( في )باب ما جاء فللي‬
‫المتأولين( ‪.‬‬
‫وقد قال الحافظ في )الفتح ‪" : (634 / 8‬وعذر حاطب ما‬
‫ذكره ‪ ،‬فإنه صنع ذلك متأول ً أل ّ ضرر في"( ‪.‬‬
‫ففرق كبير بين ما فعله وهو موقن بأن الكفللار لللن ينتفعللوا‬
‫من كتابه فلي حربهلم ملع الرسلول ‪ ، ‬وبيلن ملن ظلاهرهم‬
‫وأعانهم بما ينفعهم في حربهم على السلم وأهله !! ‪.‬‬
‫الوجه السادس ‪ :‬أن يقال للمسللتدل بهلذا الحللديث علللى‬
‫عدم كفر المظاهر ‪:‬‬
‫هل هذا الحديث يدل على أن جميللع صللور مظللاهرة الكفللار‬
‫ومناصرتهم ليست كفرا ً وردة ؟‪.‬‬
‫فإن قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقد خرق الجماع ‪ ،‬ول سلف له ‪ ،‬فل كلم‬
‫معه ‪.‬‬
‫وإن قال ‪ :‬ل ‪.‬‬
‫فيقال ‪ :‬فما الصور التي يكفر بها المظاهر للكفار ‪.‬‬
‫فأي صورة يللذكرها يقللدح فيهللا بحللديث حللاطب هللذا ‪ ،‬وأي‬
‫جواب له على هذا القدح ‪ ،‬فهو جوابنا عليه هنا ‪.‬‬
‫‪113‬‬

‫الشبهة الثانية‬
‫قصة أبي جندل بن سهيل رضي الله‬
‫عنهما‬
‫ومن الشبه اللتي أثيلرت فلي هلذا البلاب أيضلا ً قصلة صللح‬
‫الحديبية ‪ ،‬وهي طويلة ‪ ،‬ومما جاء فيها – كما في الصحيح ‪: -‬‬
‫)فقال سهيل بن عمرو – وكان مشركا ً آنذاك – ‪ :‬وعلى أنلله‬
‫ل يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إل رددته إلينا ‪.‬‬
‫قال المسلمون ‪ :‬سبحان الله ! كيللف يللرد إلللى المشللركين‬
‫وقد جاء مسلمًا؟‪.‬‬
‫فبينما هم كلذلك إذ دخلل أبلو جنلدل بلن سلهيل بلن عملرو‬
‫يرسف في قيللوده ‪ ،‬وقللد خللرج مللن أسللفل مكللة حللتى رمللى‬
‫بنفسه بين أظهر المسلمين ‪.‬‬
‫فقال سهيل ‪ :‬هذا يا محمد أول مللا أقاضلليك عليلله أن تللرده‬
‫ي‪.‬‬‫إل ّ‬
‫فقال النبي ‪ : ‬إنا لم نقض الكتاب بعد ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فوالله إذا ً لم أصالحك على شيء أبدا ً ‪.‬‬
‫قال النبي ‪ : ‬فأجزه لي ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ما أنا بمجيزه لك ‪.‬‬
‫قال بلى فافعل ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ما أنا بفاعل ‪.‬‬
‫قال مكرز ‪ :‬بل قد أجزناه لك ‪.‬‬
‫قال أبو جندل ‪ :‬أي معشللر المسلللمين أرد إلللى المشللركين‬
‫وقد جئت مسلما ً أل ترون ما قد لقيت ‪ ،‬وكان قد عذب عذابا ً‬
‫شديدا ً في الله ‪.‬‬
‫وفي الحديث ‪:‬‬
‫)ثم رجع النبي ‪ ‬إلى المدينة فجاءه أبللو بصللير رجللل مللن‬
‫قريش وهو مسلم ‪ ،‬فأرسلوا في طلبه رجلين ‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬العهد الذي جعلت لنا ‪.‬‬
‫فدفعه إلى الرجلين فخرجا به ‪ ،‬حتى بلغا ذا الحليفة فنزلللوا‬
‫يأكلون من تمر لهم ‪.‬‬
‫فقال أبو بصير لحد الرجلين ‪ :‬والله إني لرى سيفك هذا يا‬
‫فلن جيدا ً ‪.‬‬
‫‪114‬‬

‫فاستله الخر ‪ ،‬فقال ‪ :‬أجل ‪ ،‬والله إنه لجيد ‪ ،‬لقد جربت به‬
‫ثم جربت ‪.‬‬
‫فقال أبو بصير ‪ :‬أرني أنظر إليه ‪.‬‬
‫فأمكنه منه فضربه حتى برد ‪ ،‬وفر الخر حتى أتى المدينة ‪،‬‬
‫فدخل المسجد يعدو ‪.‬‬
‫فقال رسول الله ‪ - ‬حين رآه ‪ : -‬لقد رأى هذا ذعرا ً ‪.‬‬
‫فلما انتهى إلى النبي ‪ ‬قال ‪ :‬قتللل والللله صللاحبي وإنللي‬
‫لمقتول ‪.‬‬
‫فجاء أبو بصير ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا نبي الللله ‪ ،‬قللد والللله أوفللى الللله‬
‫ذمتك ‪ ،‬قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم ‪.‬‬
‫قال النبي ‪ : ‬ويل أمه ‪ ،‬مسعر حرب لو كان له أحد ‪.‬‬
‫فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهللم ‪ ،‬فخللرج حللتى أتللى‬
‫سيف البحر ‪.‬‬
‫قال‪ :‬وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصللير ‪،‬‬
‫فجعل ل يخرج من قريش رجل قد أسلم إل لحق بأبي بصير ‪،‬‬
‫حتى اجتمعت منهم عصابة ‪ ،‬فوالله ما يسمعون بعير خرجللت‬
‫لقريش إلى الشام إل اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم ‪،‬‬
‫فأرسلت قريش إلى النبي ‪ ‬تناشده بالله والرحم لما أرسل‬
‫فمن أتاه فهو آمن ‪ ،‬فأرسل النبي ‪ ‬إليهم( ‪.‬‬
‫قال أصحاب هذه الشبهة ‪:‬‬
‫فقد رد الرسول ‪ ‬المسلم إلللى الكفللار ‪ ،‬وفللي هللذا دللللة‬
‫على جواز مثل هذا !! ‪.‬‬
‫الجواب ‪:‬‬
‫أن هذا الحديث من أصرح الدلة أيضا ً عليهم ‪ ،‬وأقواهللا فللي‬
‫بيان باطلهم من وجوه ‪:‬‬
‫الوجه الول ‪ :‬أما رده المسلم إلى الكفار فهو أمر خاص‬
‫بالرسول ‪ ، ‬ل يتعدى إلى غيره ‪ ،‬ويدل علللى خصوصلليته مللا‬
‫في الصحيح عن أنس لما سللأل الصللحابة النللبي ‪ ‬عللن هللذا‬
‫المر فقال‪:‬‬
‫)إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ‪ ،‬ومــن جاءنــا منهــم‬
‫فسيجعل الله له فرجا ً ومخرجا ً( ‪.‬‬
‫فقد ذكر أن من رده إليهم سيجعل الله له فرجلا ً ومخرجلا ً ‪،‬‬
‫وهذا على القطع ل يعلللم إل بللالوحي ‪ ،‬وفللي هللذا دللللة علللى‬
‫عدم جوازه من غيره لنه ل أحد يعلم أنلله سلليفرج الللله لمللن‬
‫رده إلى الكفار‪.‬‬
‫‪115‬‬

‫وقد ذكر ابن حزم رحمه الله شبهة من استدل بهذا الحديث‬
‫علللى رد المسلللم إلللى الكللافر )الحكللام ‪ ( 5/26‬حيللث ذكللر‬
‫وجوها ً في ردها ‪ ،‬ومما قاله ‪:‬‬
‫"أن النبي ‪ ‬لم يرد إلى الكفللار أحلدا ً مللن المسلللمين فلي‬
‫تلك المدة إل وقد أعلمه الللله عللز وجللل أنهللم ل يفتنللون فللي‬
‫دينهم ول في دنياهم وأنهم سينجون ول بد ‪ -‬ثللم ذكللر حللديث‬
‫أنس السابق ‪.‬‬
‫قال أبو محمد ‪ :‬قد قال الله عز وجل واصفا ً لنبيه ‪ ) ‬ومللا‬
‫ينطق عن الهوى ‪ ،‬إن هو إل وحي يللوحى ( ‪ ،‬فأيقنللا أن إخبللار‬
‫النبي ‪ ‬بأن من جاءه من عند كفار قريش مسلما ً فسلليجعل‬
‫الله له فرجا ً ومخرجا ً وحي من عند الله صحيح ل داخلة فيه ‪،‬‬
‫فصحت العصمة بل شك من مكروه الدنيا والخللرة لمللن أتللاه‬
‫منهم حتى تتم نجاته من أيدي الكفللار ‪ ،‬ل يسللتريب فللي ذلللك‬
‫مسلم يحقق النظر ‪ ،‬وهذا أمر ل يعلمه أحللد مللن النللاس بعللد‬
‫النلبي ‪ ، ‬ول يحلل لمسللم أن يشلترط هلذا الشلرط ول أن‬
‫يفي به إن شرطه إذ ليس عنده من علم الغيب ما أوحى الله‬
‫تعالى به إلى رسوله وبالله تعالى التوفيق " ‪.‬‬
‫وقال ابن العربي رحمه الله )أحكام القرآن ‪: (4/1789‬‬
‫"فأما عقده على أن يرد من أسلم إليهم فل يجوز لحد بعللد‬
‫النبي ‪ ، ‬وإنما جوزه الله له لما علم في ذلك من الحكمللة ‪،‬‬
‫وقضى فيه من المصلحة ‪ ،‬وأظهلر فيلله بعللد ذللك ملن حسللن‬
‫العاقبة ‪ ،‬وحميد الثر في السلم ما حمل الكفار على الرضللا‬
‫بإسقاطه ‪ ،‬والشفاعة في حطه "‪.‬‬
‫ص بللالنبي ‪ ‬فللإنه‬ ‫الوجه الثاني ‪ :‬ولو سلمنا بأنه غير خا ٍ‬
‫إنما يصح ممن حاله ووضعه كوضع النبي ‪ ‬في جهاده للكفار‬
‫‪ ،‬ونشره للسلم ‪ ،‬وحرصه على الللدعوة ‪ ،‬وقيللامه بللأمر الللله‬
‫تعالى ‪ ،‬وبراءته من الكفر وأهله ‪ ،‬فإنه لم يقبل هذه الشروط‬
‫نكاية بالمجاهدين ‪ ،‬ول كيدا ً لهم ‪ ،‬ول إخلدا ً إلى الدنيا وركونللا ً‬
‫إليهللا ‪ ،‬ول )تعزيللزا ً للعلقللات( مللع كفللار مكللة ‪ ،‬و ل تحالفللا ً‬
‫معهم ‪ ،‬وحاشللاه ‪ ‬مللن ذلللك كللله ‪ ،‬بللل مللا قبلهللا إل لصللالح‬
‫السلللم والمسلللمين ‪ ،‬وليتفللرغ للللدعوة إلللى الللله تعللالى ‪،‬‬
‫والجهاد في سبيله ‪ ،‬ونشر السلم ‪ ،‬ففتح خيللبر ‪ ،‬وغللزا عللدة‬
‫غزوات ‪ ،‬وراسل الملوك في عصللره فللدعاهم إلللى السلللم ‪،‬‬
‫وغير ذلك من المصالح الدينية الظاهرة ‪.‬‬
‫‪116‬‬

‫الوجه الثالث ‪ :‬أن الرسول ‪ ‬في وفائه بهذا الشرط لللم‬


‫يعقد )حلفلًا( بينلله وبيللن الكفللار لمحاربللة )الرهللابيين( فيعقللد‬
‫معهم )التفاقات( للل)القضاء عليهم( ‪ ،‬ولللم يتللبرأ منهللم ‪ ،‬بللل‬
‫تولهم ‪ ،‬وأخبر أن الله سيفرج عنهم ‪ ،‬وكان يدعو لهم ‪ ،‬وبقي‬
‫على براءته من الكافرين ‪ ،‬بل غايللة مللا فللي المللر أنلله خلللى‬
‫بينهم وبين من يأتيه منهم ‪ ،‬ولكنه ل يعينهم عليهم كما سلليأتي‬
‫إن شاء الله في الكلم على )أبي بصير(‪.‬‬
‫الوجه الرابع ‪ :‬أن أبا بصير رضي الله عنه قتل الرسول –‬
‫وهو عند )قريش( قد أتى منكرين ‪: -‬‬
‫أحدهما ‪ :‬الهدنللة الللتي بينهللم وبيللن النللبي ‪ ‬فل يقتتلللون‬
‫خللها ‪.‬‬
‫الثــاني ‪ :‬قتللل الرسللول ‪ ،‬والرسللل ل تقتللل فللي )العللرف‬
‫الدولي( آنذاك ‪ ،‬وقد أقره السلم ‪.‬‬
‫ومع هذا فلم )يشجب( الرسول ‪ ‬أو )يندد( أو )يهللاجم( أو‬
‫)يبرأ( إلى الله مما فعله أبو بصير ‪ ،‬أو يجعللل عمللله هللذا مللن‬
‫)الرهاب ( ‪ ،‬أو من )خرق المواثيق و العراف الدوليللة( ؛ لن‬
‫العهد الذي بينهم وبين الرسول ‪ ‬ل يلزم أبا بصير رضي الله‬
‫عنه ‪.‬‬
‫الــوجه الخــامس ‪ :‬أن النللبي ‪ ‬لللم يتعللاون مللع رسللول‬
‫قريش الكافر الثاني بعد مقتل صاحبه‪ ،‬ولللم يللأمر المسلللمين‬
‫أن يقبضوا على أبي بصير رضللي الللله عنلله ويرسللله مخفللورا ً‬
‫إلى مكة بعد قتله للرسول الول ‪ ،‬بل خلى بينه وبينهللم وفللاء‬
‫بالشرط ‪ ،‬وليس هذا من المظاهرة في شيء ‪.‬‬
‫الوجه السادس ‪ :‬أن النبي ‪ ‬قال لبي بصير )ويللل أملله‬
‫مسعر حرب لو كان له أحد ( وفي رواية )لو كان له رجللال( ‪،‬‬
‫قال الحافظ )الفتح ‪" : (5/350‬وفيه إشللارة إليلله بللالفرار لئل‬
‫يرده إلى المشركين ‪ ،‬ورمز إلى من بلغه ذلك من المسلمين‬
‫أن يلحقوا به" ‪.‬‬
‫الوجه الســابع ‪ :‬أن أبللا بصللير وأبللا جنللدل ونحللوهم مللن‬
‫المسلمين لحقوا بسيف البحر وصاروا يقتلللون مللن رأوه مللن‬
‫كفار قريش ويستولون على أموالهم ‪ ،‬ولم )يستنكر( الرسول‬
‫‪ ‬هذا العمل منهم ‪ ،‬ولم )يندد( و لم )يشجب( ‪.‬‬
‫الوجه الثامن ‪ :‬أن الرسول ‪ ‬لم يتعاون مع كفار قريش‬
‫ويعقد معهم )حلفًا( للقضاء على )إرهاب أبي بصير ومن معلله‬
‫‪117‬‬

‫لكفار قريش( ‪ ،‬ولم ينصرهم بشيء من الشياء ‪ ،‬وحاشاه ‪‬‬


‫من ذلك ‪.‬‬
‫الوجه التاسع ‪ :‬أن الدليل قائم على أن الرسول ‪ ‬راض‬
‫عن فعل أبي بصير ومن معه واستحسانه له من ثلثة وجوه ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أنه لم ينكر عليه قتله للرسول ‪ ،‬ولو كان مستنكرا ً‬
‫لنكره ‪ ،‬وتأخير البيان عن وقت الحاجة ل يجوز ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬قوله له )ويل أمه مسعر حرب لو كان معلله أحللد(‬
‫وقد سبق ذكر كلم الحافظ عليه ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أنه لم يرسل إليهلم لملا أرهقللوا قريشلا ً وسللفكوا‬
‫دماء بعضهم وسلبوا أموالهم ‪ ،‬ولللم ينههللم ‪ ،‬فلللو كللان يراهللم‬
‫مخطئين في فعلهم لنهاهم ‪ ،‬ولو نهاهم عن فعل شيء لنتهوا‬
‫عنه ‪ ،‬فلما لم يفعل شيئا ً من ذلك فقد دل على رضاه بعملهم‬
‫‪ ،‬قال ابن حزم رحمه الله في )الحكام ‪" : (5/126‬فهللذا أبللو‬
‫بصير وأبو جندل ومن معهم من المسلمين قللد سللفكوا دمللاء‬
‫قريش المعاهدين لرسللول الللله ‪ ، ‬وأخللذوا أمللوالهم ‪ ،‬ولللم‬
‫يحرم ذلك عليهم ‪ ،‬ول كللانوا بللذلك عصللاة ‪ ،‬ول شللك فللي أن‬
‫رسول الله ‪ ‬كان قادرا ً على منعهم من ذلك لو نهللاهم فلللم‬
‫يفعل" ‪.‬‬
‫وأختللم الللرد علللى هللذه الشللبهة بكلم نفيللس للشلليخ عبللد‬
‫الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله حيللث قللال فللي الللرد‬
‫على اعتراضات ابن نبهان كما في )الدرر ‪: (200 – 8/199‬‬
‫ب ‪ ،‬أم بأية حجةٍ أن الجهاد ل يجب إل مللع‬ ‫" ويقال ‪ :‬بأي كتا ٍ‬
‫إمام ٍ متبع ؟! هذا من الفرية في الدين ‪ ،‬والعللدول علن سللبيل‬
‫المللؤمنين ‪ ،‬والدلللة علللى إبطللال هللذا القللول أشللهر مللن أن‬
‫تذكر ‪ ،‬من ذلك عموم المر بالجهاد ‪ ،‬والترغيب فيه ‪ ،‬والوعيد‬
‫ض‬‫م ب ِب َعْ ل ٍ‬‫ض لهُ ْ‬
‫س ب َعْ َ‬ ‫ول د َفْعُ الل ّهِ الن ّللا َ‬‫في تركه ‪ ،‬قال تعالى ( وَل َ ْ‬
‫َ‬
‫ض ()البقرة‪ :‬من الية ‪ ، (251‬وقللال فللي سللورة‬ ‫ت اْلْر ُ‬ ‫سد َ ِ‬ ‫لَ َ‬
‫ف َ‬
‫معُ …‬ ‫وا ِ‬ ‫ص َ‬‫ت َ‬ ‫م ْ‬‫ض ل َهُد ّ َ‬
‫م ب ِب َعْ ٍ‬
‫ضهُ ْ‬ ‫ول د َفْعُ الل ّهِ الّنا َ‬
‫س ب َعْ َ‬ ‫الحج ( وَل َ ْ‬
‫الية()الحج‪ :‬من الية ‪. (40‬‬
‫وكل من قام بالجهاد في سبيل الله فقد أطاع الله وأدى ما‬
‫فرضه الله ‪ ،‬ول يكون المللام إمام لا ً إل بالجهللاد ‪ ،‬لنلله ]كللذا ‪:‬‬
‫ولعله ل أنه[ ل يكون جهاد إل بإمام ‪ ،‬والحق عكس ما قلته يللا‬
‫رجل …إلى أن قال ‪:‬‬
‫والعبر والدلة على بطلن ما ألفته كثير من الكتاب والسللنة‬
‫والسير والخبار وأقللوال أهللل العلللم بالدلللة والثللار ‪ ،‬ل تكللاد‬
‫‪118‬‬

‫تخفى على البليد ‪ ،‬إذا علم بقصة أبي بصير لمللا جللاء مهللاجرا ً‬
‫فطلبت قريش من رسللول الللله ‪ ‬أن يللرده إليهللم بالشللرط‬
‫الذي كان بينهم في صلح الحديبية ‪ ،‬فانفلت منهللم حللتى قتللل‬
‫المشركين اللذين أتيا في طلبلله ‪ ،‬فرجللع إلللى السللاحل ‪ ،‬لمللا‬
‫سمع رسول الله ‪ ‬يقول )ويل أمه مسللعر حللرب ‪ ،‬لللو كللان‬
‫معه غيره( فتعرض لعير قريش – إذا أقبلت من الشام – يأخذ‬
‫ويقتل ‪ ،‬فاستقل بحربهللم دون رسللول الللله ‪ ‬؛ لنهللم كللانوا‬
‫معه في صلح – القصة بطولها – فهللل قلال رسلول الللله ‪: ‬‬
‫أخطأتم في قتال قريش لنكم لستم مع إمام؟ ‪ .‬سبحان الله!‬
‫ما أعظم مضرة الجهل على أهله ؟ عياذا ً بللالله مللن معارضللة‬
‫الحق بالجهل والباطل " ‪.‬‬
‫‪119‬‬

‫الشبهة الثالثة‬
‫أن هذا التحالف بين المسلمين‬
‫والصليبيين مثل )حلف الفضول(‬
‫ومن الشبه التي أثيرت أيضا ً في هذه المسألة قول بعضهم‬
‫‪:‬‬
‫إن الدخول في التحالف الصليبي ضد )الرهاب( يشبه حلف‬
‫الفضول الذي كان في الجاهلية وأثنى عليه الرسول ‪ ‬وكان‬
‫لمكافحة الظلم !!‪.‬‬
‫والجواب على هذه الشبهة أن يقال ‪:‬‬
‫سنذكر أول ً قصة حلف الفضول ‪ ،‬ثم نثني بالجواب على‬
‫هذه الشبهة ‪:‬‬
‫فقد جاء فللي كتللب السللير والتاريللخ أن قبللائل مللن قريللش‬
‫اجتمعللوا فللي دار )عبللد الللله بللن جللدعان الللتيمي( فتعاقللدوا‬
‫وتعاهدوا على أن ل يجدوا بمكة مظلوم لا ً مللن أهلهللا وغيرهللم‬
‫ممن دخلها من سائر الناس إل قللاموا معلله وكللانوا علللى مللن‬
‫ظلمه حتى ترد عليه مظلمته ‪ ،‬فسللمت قريللش ذلللك الحلللف‬
‫حلف الفضول ‪.‬‬
‫وفي ذلك يقول الشاعر ‪:‬‬
‫إن الفضول تحالفوا وتعاقدوا *** أن ل يبيت ببطن مكة‬
‫ظالم‬
‫وقد ورد أن النبي ‪ ‬حضر هذا الحلف وهو صغير – قبل أن‬
‫يبعث – وأنه قال بعد النبوة كما في المسللند وغيللره )شللهدت‬
‫وأنللا غلم مللع عمومللتي حلللف الفضللول – وفللي روايللة حلللف‬
‫المطيبين – فما أحب أن لي به حمر النعم وإني أنكثه ( ‪.‬‬
‫والجواب عن هذه الشبهة أن يقال ‪:‬‬
‫إن هنللاك فروقلا ً شاسللعة بيللن الحلفيللن ‪ ،‬بللل ل وجلله شللبه‬
‫بينهما إل باسللم )الحلللف( فقللط ‪ ،‬ويظهللر الفللرق بينهمللا مللن‬
‫وجوه ‪:‬‬
‫الوجه الول ‪ :‬أن صاحب )حلف الفضول( ‪ :‬هو عبللد الللله‬
‫بن جدعان التيمي ‪ ،‬وهو وإن كان مشركا ً إل أنه كللان حريص لا ً‬
‫علللى مكللارم الخلق ‪ ،‬فقللد ثبللت فللي الصللحيح عللن عائشللة‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ابللن جللدعان كللان فللي الجاهليللة يصللل‬
‫الرحم ‪ ،‬ويطعم المسكين ‪ ،‬فهل ذاك نافعه؟‪ .‬قال ‪ :‬ل ينفعه ‪،‬‬
‫‪120‬‬

‫إنلله لللم يقللل يومللا ً ‪ :‬رب اغفللر لللي خطيئتللي يللوم الللدين ‪.‬‬
‫والمقصود شهرة )ابن جدعان( بمكارم الخلق ‪.‬‬
‫وأمللا صللاحب )تحللالف أمريكللا( فهللم )المريكيللون( ‪ :‬أكللثر‬
‫النللاس ظلمللا ً وبغيللا ً وعللدوانا ً ‪ ،‬وقللد سللبق ذكللر نبللذة عللن‬
‫)مكارمهم( في المبحث الثاني من الفصل الول فراجعه ‪.‬‬
‫الــوجه الثــاني ‪ :‬أن سللبب )حلللف الفضللول( هللو بعللض‬
‫المظللالم الللتي حصللت فللي )مكلة( – ملن قلومهم – فللأرادوا‬
‫التحالف بينهم لرفعها وإنصاف المظلوم ممن ظلمه ولو كللان‬
‫من بني عمهم‪.‬‬
‫وأمللا سللبب )تحللالف أمريكللا( فليللس لرفللع المظللالم الللتي‬
‫تحصللل مللن قللومهم والللتي بلللي بهللا النللاس مللن عشللرات‬
‫السنين ‪ ،‬وراح ضحيتها المليين من القتلى والمشردين ‪.‬‬
‫ول بسبب مظالم )إسرائيل ( التي سفكت أنهارا ً من الدماء‬
‫‪ ،‬فقتلوا وشردوا اللف من المسلمين ‪.‬‬
‫ول بسللبب مآسللي الشللعب العراقللي الللذي يحتضللر بسللبب‬
‫العدوان المريكي عليه من عشر سللنوات وحللتى الن ‪ ،‬حللتى‬
‫قتل وأصيب بسببهم المليين ‪.‬‬
‫ول بسللبب المظللالم الخللرى الللتي يعانيهللا الشيشللان مللن‬
‫اللللروس ‪ ،‬أو المسللللمون فلللي الفللللبين ملللن النصلللارى ‪ ،‬أو‬
‫المسلمون الذين يقتلون في جزر الملوك ‪ ،‬أو الللذين يقتلللون‬
‫في الصين ‪ ،‬أو غيرهم من أبناء هذه المة المكلومة ‪.‬‬
‫بل سبب هللذا التحللالف الصللليبي مقتللل بضللعة آلف منهللم‬
‫علللى أيللدي مجهللولين ‪ ،‬فللأرادوا النتقللام مللن )المسلللمين (‬
‫وزيادة مظالمهم !!‪.‬‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬أنهم في )حلف الفضول( لم يلزموا أحللدا ً‬
‫بالدخول في حلفهم ‪ ،‬وأملا )تحلالف أمريكلا( فأساسله – كملا‬
‫قالوا – ‪ :‬إن من لم يكن معنا فهو ضدنا ! ‪ ،‬بمعنى أنلله هللدف‬
‫له !!‪ .‬وهذا أول الظلم‪.‬‬
‫الوجه الرابع ‪ :‬أن هدف )حلف الفضول( كما ذكرنللا رفللع‬
‫الظلم عن جميع من في مكة ‪ ،‬وأما هللدف تحللالف )أمريكللا(‬
‫فالقضاء على )السلم( ‪ ،‬أو علللى القللل )تجفيللف منللابعه ( ‪،‬‬
‫وضرب )الملتزمين( منهم كما يظهللر مللن أهللدافهم الوليللة ‪،‬‬
‫كما أن من أهدافه زيللادة )الهيمنللة المريكيللة( علللى العللالم ‪،‬‬
‫فهدفه الحقيقي زيادة الظلم واستعباد الشعوب‪.‬‬
‫‪121‬‬

‫الوجه الخامس ‪ :‬أنه ليس في )حلف الفضول( غيللر رفللع‬


‫المظللالم – وهللو أمللر تقللره الشللريعة وتللدعو إليلله – ‪ ،‬وأمللا‬
‫)تحللالف أمريكللا( فمنكراتلله كللثيرة ‪ ،‬عرفنللا بعضللها ‪ ،‬وجهلنللا‬
‫أكثرهللا ‪ ،‬ومللن أهمهللا متابعللة الرهللابيين فللي كللل مكللان ‪،‬‬
‫والرهابيون هم )المسلمون( ‪ ،‬و )تجفيف منابع الرهاب( وهو‬
‫)التعليللم السلللمي( – كمللا سلليأتي إن شللاء الللله تعللالى فللي‬
‫الوجه العاشر في الللرد علللى الشللبهة السللابعة – ‪ ،‬ومكافحللة‬
‫دعم الرهاب ‪ ،‬وهو صدقات المسلمين وزكللواتهم الللتي تللدفع‬
‫للمجاهدين ‪ ،‬ودعم النفوذ المريكللي فللي أراضللي المسلللمين‬
‫والستمرار في استعبادهم ‪ ،‬وهكذا في سلسلة تخلالف شلرع‬
‫الله تعالى وتناقضه ‪.‬‬
‫الوجه السادس ‪ :‬أن الحلفاء في )حلف الفضول( من تيم‬
‫وزهللرة وأسللد وغيرهللم ل مللآرب لهللم وراء هللذا الحلللف غيللر‬
‫مكارم الخلق ‪ ،‬و التناصر بينهم ضد الظللالمين مللن قللومهم ‪،‬‬
‫مع أن دينهم واحد ‪ ،‬وكلهم مشركون‪.‬‬
‫وأما الحلفاء في )حلف أمريكا( فجميع الكفرة تقريبا ً ‪ ،‬وهم‬
‫أساس الظلم الواقع على العباد والبلد ‪ ،‬ولهم مآرب سياسية‬
‫واقتصادية ودينية خبيثة من وراء هذا التحلالف ‪ ،‬وحلفهلم جللاء‬
‫للنكايللة بالمسلللمين ‪ ،‬وزيللادة مآسلليهم ‪ ،‬فللدين المتحللالفين‬
‫شتى ‪ ،‬وعدوهم واحد !‪.‬‬
‫الوجه السابع ‪ :‬أن )حلف الفضول( يعتمد في رفع الظلم‬
‫علللى جللاه ومنصللب المتحللالفين – كمللا ذكللر أهللل السللير – ‪،‬‬
‫فليس فيها وسيلة محرمة في تحقيق هدف الحلف‪.‬‬
‫وأما التحالف المريكي فله وسيلتان ‪:‬‬
‫الولى ‪ :‬الوسيلة السلللمية ‪ :‬وهللو أن يؤخللذ مللا يسللمونهم‬
‫بالرهابيين – وهم من المسلمين – ويعرضللون علللى طللاغوت‬
‫أمريكا )القانون( ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬الوسيلة الحربية ‪ :‬وهو دك بلد الفغان وسحقها –‬
‫كما هو تعبير رئيسهم بوش – ‪ ،‬مللع فعللل الشلليء نفسلله فللي‬
‫الهداف الخرى ‪.‬‬
‫والتعاون في كل الوسيلتين كفر وردة ‪ ،‬فللالول تحللاكم إللى‬
‫الطاغوت ‪ ،‬والثاني مظللاهرة للكفللار علللى المسلللمين ظلم لا ً‬
‫وعدوانا ً وبغيا ً ‪.‬‬
‫الوجه الثامن ‪ :‬في نتائج الحلفين ‪:‬‬
‫‪122‬‬

‫أما )حلف الفضول( فرفعوا كثيرا ً من المظالم في بلدهم –‬


‫حتى بقيت من مناقبهم بعد السلم – ‪ ،‬وأما )تحللالف أمريكللا(‬
‫فقد زادوا المظالم في الرض بعد هذا التحللالف ‪ ،‬فمللن نتللائج‬
‫تحالفهم بعد شهر تقريبا ً ‪:‬‬
‫‪ -1‬قتل أكثر من ألف مدني من الفغان )منهم النسللاء‬
‫والشيوخ والطفال( ‪.‬‬
‫‪ -2‬إصابة أضعاف هذا الرقم من المدنيين من الفغللان‬
‫بجروح ‪.‬‬
‫‪ -3‬تدمير عدد من المدن وضربها بأطنان من القنابل ‪.‬‬
‫‪ -4‬نسف عدد من القرى ومحوها من الوجود‪.‬‬
‫‪ -5‬زيادة معاناة الفغان بتدمير مصالحهم – على قلتها‬
‫– كالمستشفيات والمستودعات والمرافق ‪.‬‬
‫‪ -6‬زيادة الحصار على عشرين مليون من الفغان !!‪.‬‬
‫‪ -7‬تشللريد الملييللن مللن المللدنيين وإخراجهللم مللن‬
‫أراضيهم ‪.‬‬
‫‪ -8‬اعتقللال وسللجن المئات مللن المسلللمين لمجللرد‬
‫الشتباه بهم ‪.‬‬
‫‪ -9‬زيادة تسللليط الكفللار علللى المسلللمين ‪ ،‬كتسللليط‬
‫الروس علللى الشيشللان ‪ ،‬وتسللليط عبللاد البقللر علللى‬
‫الكشميريين ‪.‬‬
‫التضييق على الهيئات الغاثية السلمية بحجة‬ ‫‪-10‬‬
‫دعمهم للرهاب ‪.‬‬
‫وغير ذلك من المآسي التي حصلت بسبب هذا التحالف ‪.‬‬
‫الــوجه التاســع ‪ :‬وهلللو أهلللم الوجللله ‪ ،‬وهلللو حكمهملللا‬
‫الشرعي ‪:‬‬
‫وذلك أن الدخول في مثل )حلف الفضللول( مشللروع ‪ ،‬لنلله‬
‫قللائم علللى أسللاس إسلللمي وهللو )رفللع الظلللم( ‪ ،‬والظلللم‬
‫محرم فللي الشللريعة ‪ ،‬كمللا قللال ‪ ‬فللي الحللديث الصللحيح‬
‫)إياكم والظلم ؛ فإن الظلللم ظلمللات يللوم القيامللة( ‪ ،‬وكمللا‬
‫في الصحيح أيضا ً في الحللديث القدسللي ) يللا عبللادي ‪ :‬إنللي‬
‫حرمللت الظلللم علللى نفسللي ‪ ،‬وجعلتلله بينكللم محرمللا ً فل‬
‫تظالموا( ونحوها من النصوص ‪ ،‬ول يلزم مللن الللدخول فللي‬
‫مثله ارتكاب أمر محرم ‪ ،‬وليس فيه مظللاهرة للكفللار علللى‬
‫المسلمين ‪ ،‬ول تحاكم إلى غير ما أنزل الله‪.‬‬
‫‪123‬‬

‫وأمللا الللدخول فللي )التحللالف المريكللي( فهللو مرك ّللب مللن‬


‫منكرات كثيرة ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬مظاهرة الكفار على المسلمين ‪ ،‬وهذا كفر‪.‬‬
‫‪ -2‬تحاكم إلى الطواغيت ‪ ،‬وهذا كفر‪.‬‬
‫‪ -3‬زيادة البلء علللى المسلللمين فللي الفغللان ‪ ،‬وقتللل‬
‫أولدهللم ونسللائهم وشلليوخهم ‪ ،‬وإجلء الكللثيرين عللن‬
‫أرضهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬زيادة الظلم والبغي في الرض بغير الحق ‪.‬‬
‫‪ -5‬مد النفوذ المريكي الظالم إلى مناطق المسلللمين‬
‫في وسط آسيا ‪.‬‬
‫نسأل الله تعالى أن ينتقم من )أمريكا( وأحلفها عاجل ً غير‬
‫آجل ‪ ،‬وأن يقر عيون المسلمين بانتصار السلم والمسلمين ‪.‬‬
‫‪124‬‬

‫الشبهة الرابعة‬
‫وجود إكراه في هذا المر‬
‫وهناك من أهل الضللة من يدعي وجود الكراه فللي دخللول‬
‫التحالف مع )أمريكا( سواء من )الللدول( ‪ ،‬أو مللن المنتسللبين‬
‫للسلم من العسكريين المريكيين ‪ ،‬و قد أخطأ صللاحب هللذه‬
‫الشبهة من وجهين ‪:‬‬
‫الوجه الول ‪ :‬في معرفة الكراه ‪:‬‬
‫فإن الكراه الذي يبيح الكفر هو القتللل أو مللا يللؤدي إليلله أو‬
‫تلف شيء من العضاء ونحو هللذا – علللى تفصلليلت مللذكورة‬
‫في كتب الفروع – وليس من الكراه الخوف على المللال ‪ ،‬أو‬
‫المنصب ‪ ،‬أو الراتب ‪ ،‬ونحو ذلك ‪ ،‬وحقيقة المر فيمللن دخللل‬
‫في تحالف الكفار إنما هو رغبة في الدنيا وركون إليها ‪.‬‬
‫وكما قال الشيخ عبد اللطيلف بلن عبلد الرحملن آل الشليخ‬
‫رحملله الللله ) الللدرر ‪ (8/374‬فللي رده علللى أحللدهم فللي‬
‫تجويزه الستنصار بالمشركين في حال الضرورة ‪:‬‬
‫"غلط صاحب الرسالة في معرفة الضرورة ‪ ،‬فظنهللا عللائدة‬
‫إلى ولي المر في رياسته وسلطانه ‪ ،‬وليس المللر كمللا زعللم‬
‫ظنه ‪ ،‬بل هللي ضللرورة الللدين ‪ ،‬وحللاجته إلللى مللا يعيللن عليلله‬
‫وتحصل به مصلحته ‪ ،‬كما صرح به من قال بالجواز " ‪.‬‬

‫الوجه الثاني ‪ :‬في معرفة المكره عليه ‪:‬‬


‫فللإن الكللراه – إذا صللح – فإنمللا يرخللص للمكلَره أن يتكلللم‬
‫بالكفر ونحو ذلك مما ليس فيه إضللرار بغيللره ‪ ،‬وأمللا إذا كللان‬
‫الكراه في قتل الغيللر فل يجللوز بالجمللاع ؛ لنلله ليللس للله أن‬
‫يستبقي نفسه بقتل غيره ‪.‬‬
‫قال ابن العربي رحمه الله )أحكام القرآن( ‪: 1/525‬‬
‫ك عُد َْوانا ً وَظ ُْلما ً ()النساء‪ :‬من‬
‫ل ذ َل ِ َ‬
‫فع َ ْ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫"قوله تعالى ‪( :‬وَ َ‬
‫الية ‪ : (30‬دليل على أن فعل الناسللي والخللاطئ والمكللره ل‬
‫يدخل في ذلك ; لن هذه الفعال ل تتصف بالعدوان والظلم ‪,‬‬
‫إل فرع واحد منها وهو المكره على القتل ‪ ,‬فإن فعله يتصللف‬
‫إجماعا بالعدوان ; فل جرم يقتل عندنا بمن قتله ‪ ,‬ول ينتصللب‬
‫الكراه عذرا ً " ‪.‬‬
‫وقال النووي رحمه الله )شرح مسلم ‪: (17 ، 16 / 18‬‬
‫‪125‬‬

‫"وأما القتل فل يباح بالكراه ‪ ،‬بل يأثم المكره على المأمور‬


‫به بالجماع ‪ ،‬وقد نقل القاضي وغيره فيه الجماع "‪.‬‬
‫وقال ابن رجب رحمه الله )جامع العلوم والحكم ‪: (2/371‬‬
‫"واتفق العلماء على أنه لو أكره على قتل معصوم لللم يبللح‬
‫للله أن يقتللله ‪ ،‬فللإنه إنمللا يقتللله باختيللاره افتللداًء لنفسلله مللن‬
‫القتل ‪ ،‬هذا إجماع من العلماء المعتد بهم " ‪.‬‬
‫وهنا فللي هللذه الحادثللة إنمللا تريللد )أمريكللا( ودول الكفللر –‬
‫أخزاهم الله جميعا ً – قتل المسلمين ‪ ،‬فل يجللوز إعللانتهم مللن‬
‫أي مسلللم – ولللو أكللره علللى ذلللك – لن هللذا ممللا ل يللبيحه‬
‫الكراه ‪.‬‬
‫وقد حصل نحو هذا في وقت شيخ السلم رحمه الله تعالى‬
‫‪ ،‬حيث ادعى بعض من أعان التتار علللى المسلللمين الكللراه ‪،‬‬
‫فذكر شيخ السلم أن الكراه ل يبيللح لهللم فعللل هللذا ‪ ،‬فقللال‬
‫رحمه الله )مجموع الفتاوى ‪: (539 / 28‬‬
‫"المقصود أنه إذا كان المكره على القتال في الفتنللة ليللس‬
‫له أن يقاتل ‪ ,‬بل عليه إفساد سلحه ‪ ,‬وأن يصللبر حللتى يقتللل‬
‫مظلوما ً ‪ ،‬فكيف بالمكره على قتللال المسلللمين مللع الطائفللة‬
‫الخارجة عن شرائع السلللم ‪ :‬كمللانعي الزكللاة ‪ ,‬والمرتللدين ‪,‬‬
‫ونحوهم ؟‪ .‬فل ريب أن هذا يجب عليه إذا أكره على الحضللور‬
‫أن ل يقاتل وإن قتله المسلمون ‪ ،‬كما لو أكرهه الكفللار علللى‬
‫حضور صفهم ليقاتل المسلمين ‪ ,‬وكمللا لللو أكللره رجللل رجل ً‬
‫علللى قتللل مسلللم معصللوم فللإنه ل يجللوز للله قتللله باتفللاق‬
‫المسلمين ‪ ,‬وإن أكرهه بالقتل فإنه ليللس حفللظ نفسلله بقتللل‬
‫ذلك المعصوم أولى من العكس ‪ ,‬فليللس للله أن يظلللم غيللره‬
‫فيقتله ‪ ,‬لئل يقتل هو" ‪.‬‬
‫‪126‬‬

‫الشبهة الخامسة‬
‫أن إعانة الكفار على المسلمين على‬
‫قسمين‬
‫ومن الشبه الساقطة التي لبس بها بعضهم على المسلمين‬
‫قولهم ‪:‬‬
‫إن إعانة الكفار على المسلمين على قسمين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬كفر ‪ :‬وهو مظللاهرة الكفللار علللى المسلللمين مللن‬
‫أجل كفر الكافرين وإسلم المسلمين‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬مباح ‪ ،‬بللل مللأمور بلله ‪ :‬وهللو مسللاعدة الكللافر إذا‬
‫ظلمه مسلم للوصول للعدل ‪.‬‬
‫والجواب على هذه الشبهة الساقطة من وجوه ‪:‬‬
‫الوجه الول ‪ :‬أن هذا التقسيم من كيس القللائل ‪ ،‬وليللس‬
‫له سلف فيه ‪ ،‬والله المستعان ‪.‬‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أن المفتي عندما يفتي العامللة إنمللا ينللزل‬
‫النصوص علللى الواقللع وهللو ملا يسللمى بلل)تحقيللق المنللاط( ‪،‬‬
‫وليست وظيفته وضع تقسيمات تزيد العامة حيرة ‪ ،‬لذلك كان‬
‫المطلوب هو الكلم عن المسألة المسئول عنهللا ‪ ،‬وهللو بيللان‬
‫حكم الدخول في تحالف الكفار ضللد المسلللمين الفغللان ‪ ،‬ل‬
‫الحالة على تقسيم لم يسبق إليه ‪.‬‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬أن يقال ‪ :‬لو أن أحدا ً سئل عن الذبح لغير‬
‫الله ‪ ،‬فقال ‪ :‬هو على قسمين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬إن كان يقصد بذلك عبادة غير الله بهللذا الذبللح فهللو‬
‫كفر ‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬إن كان يقصد بذلك غير العبادة فهو مباح ‪.‬‬
‫و لو قسم السللجود للصللنم ‪ ،‬ودعللاء الوثللان ‪ ،‬وغيرهللا مللن‬
‫النواقض العملية أو القولية ‪ ،‬إلى هذين القسمين أيضللا ً ‪ ،‬لمللا‬
‫كللان بينلله وبيللن هللذا التقسلليم المخللترع فللرق ‪ ،‬مللع بطلن‬
‫الجميع ‪ ،‬فإن هذا الفعلين )الذبح لغير الله ونحوه ‪ ،‬ومظللاهرة‬
‫الكفار على المسلمين( كفر بمجرد وقوعها من الفاعل ‪.‬‬
‫وقللد ذكرنللي هللذا التقسلليم تقسلليمات علمللاء القبوريللة‬
‫المخترعة الذين ابتلي بهم أئمة الدعوة النجديللة رحمهللم الللله‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫‪127‬‬

‫الوجه الرابع ‪ :‬أنه ذكر هذين القسمين للمظاهرة ‪ ،‬وترك‬


‫أساس المسألة وهي )مظاهرة الكفار على المسلللمين رغبللة‬
‫أو رهبة أو نحو ذلك( ‪ ،‬فأصل المظللاهرة والللتي وردت الدلللة‬
‫عليها هذا القسم الذي لم يللذكره ‪ ،‬كمللا قللال تعللالى فللي آيللة‬
‫َ‬
‫صللاَرى‬ ‫ذوا ال ْي َهُللود َ َوالن ّ َ‬ ‫خل ُ‬‫من ُللوا ل ت َت ّ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫المظاهرة ) ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ‬
‫أ َول ِياَء بعضه َ‬
‫ن‬‫م إِ ّ‬
‫من ْهُل ْ‬‫ه ِ‬ ‫من ْك ُل ْ‬
‫م فَلإ ِن ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ي َت َلوَل ّهُ ْ‬
‫مل ْ‬‫ض وَ َ‬ ‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ ْ‬
‫ض‬
‫م لَر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن ِفي قُلوب ِهِ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ن ‪ ،‬فَت ََرى ال ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ّ‬
‫م الظال ِ ِ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫ْ‬
‫دي ال َ‬ ‫ه ل ي َهْ ِ‬ ‫الل ّ َ‬
‫َ‬
‫صلليب ََنا َدائ َِرةٌ ( فللذكر الللله‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫شى أ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن ِفيهِ ْ‬ ‫عو َ‬ ‫سارِ ُ‬‫يُ َ‬
‫سبحانه أن سللبب مظللاهرة هللؤلء للكفللار هللو أنهللم يخشللون‬
‫الدائرة ‪ ،‬ولم يذكر أن ذلك لجل كفرهم ‪.‬‬
‫ثللم إن صللاحب هللذا التقسلليم لللم يللترك الصللل فللي هللذه‬
‫المسألة فقط ولم يذكره ‪ ،‬بل وذكر قسمين باطلين ليسا من‬
‫)المظاهرة في شيء( كما يتبين في ‪:‬‬
‫الوجه الخامس ‪ :‬وهللو أن كل القسللمين بللاطلن ‪ ،‬وبيللان‬
‫ذلك كما يلي ‪:‬‬
‫فللرة هلي‬ ‫أما القسم الول ‪ :‬فللإنه جعلل المظللاهرة المك ّ‬
‫التي تكون لجل كفر الكافر وإسلللم المسلللم ‪ ،‬وبطلنلله مللن‬
‫وجوه ‪:‬‬
‫الوجه الول ‪ :‬أن الرغبة في الكافر لجل كفره كفر و لللو‬
‫لم يتكلم أو يفعل شلليئا ً ‪ ،‬وإنمللا يقللول بمثللل هلذا القللول غلة‬
‫المللرجئة الللذين يللردون المكفللرات العمليللة أو القوليللة إلللى‬
‫)العتقاد(‪.‬‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أن هذا خلف النصوص المستفيضة ‪ ،‬وقد‬
‫سبق ذكرها ‪ ،‬فإنها لم تعلق الكفر إل باتخاذهم أولياء ‪ ،‬فوجود‬
‫)التولي( يقتضي وجود الكفللر ‪ ،‬فللإن كللان الللذي تللولهم إنمللا‬
‫كب أساسلله محبللة الكفللار ل‬ ‫تولهم لجل كفرهم فهو كفر مر ّ‬
‫مظاهرتهم‪ ،‬وقد سبق ذكر النصوص وأقوال العلماء عليها في‬
‫المبحث الول فراجعه ‪.‬‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬أن هذا أيضا ً خلف الثللابت مللن الحللوادث‬
‫التاريخية التي أفتى فيها علمللاء السلللم ‪ ،‬فللإنه ل يوجللد أحللد‬
‫ممن ظاهر المشركين على المسلمين ظاهرهم لجل دينهم ‪،‬‬
‫بل إمللا أن يظللاهرهم خوفلا ً منهللم ‪ ،‬أو رغبللة فللي رئاسللة ‪ ،‬أو‬
‫طمعا ً في مال ‪ ،‬ونحو ذلك ‪ ،‬ومللع ذلللك أفللتى علمللاء السلللم‬
‫بكفر أولئك ‪ ،‬وتأمل فللي حللال المسلللمين الللذين خرجللوا مللع‬
‫المشركين بالكراه في )بدر( وكيف أبيللح للمسلللمين قتلهللم ‪،‬‬
‫‪128‬‬

‫واختلف أهل العلم في تكفيرهم مع وجود الكراه – كما سبق‬


‫تفصيله – ‪ ،‬وانظر إلى كلم شلليخ السلللم رحملله الللله فيمللن‬
‫ظاهر التتللار علللى المسلللمين حيللث أفللتى بردتلله ولللو ادعللى‬
‫الكراه كما في )الفتاوى ‪ (539 / 28‬وكمللا ذكللره عنلله فللي‬
‫)الفللروع ‪ ، (9/163‬وانظللر فللي كلم الشلليخين سللليمان آل‬
‫الشيخ وحمد بن عتيق في من ظاهر المشركين وهو يبغضللهم‬
‫ويحب المسلمين !‪.‬‬
‫الوجه الرابع ‪ :‬أن أهل العلم جعلوا مظاهرة الكفللار علللى‬
‫المسلمين كفرا ً بمجردها – ولم يشترطوا فيهلا أن تكلون مللن‬
‫أجل كفر الكافر – وقد سبق نقل هذا ‪ ،‬بل ونص بعضهم على‬
‫أنه يكفر ولو كان محبا ً للمسلمين مبغض لا ً للمشللركين ‪ ،‬ومللن‬
‫ذلك ‪:‬‬
‫قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الللله )الللدرر ‪/ 10‬‬
‫‪: (8‬‬
‫"واعلموا أن الدلة على تكفير المسلم الصالح ‪ :‬إذا أشللرك‬
‫بالله ‪ ،‬أو صار مع المشركين علــى الموحــدين – ولــو‬
‫لم يشرك – أكثر من أن تحصــر ‪ ،‬مللن كلم الللله ‪ ،‬وكلم‬
‫رسوله ‪ ،‬وكلم أهل العلم كلهم " ‪.‬‬
‫قال الشيخ عبد اللطيف بللن عبللد الرحمللن آل الشلليخ )‪/ 8‬‬
‫‪: (396‬‬
‫"والمرء قد يكره الشــرك ‪ ،‬ويحــب التوحيــد ‪ ،‬لكــن‬
‫يأتيه الخلل من جهة عدم البراءة من أهل الشــرك ‪،‬‬
‫وترك موالة أهــل التوحيــد ونصــرتهم ‪ ،‬فيكللون متبع لا ً‬
‫ب تهدم دينه وما بناه ‪ ،‬تاركا ً‬
‫لهواه ‪ ،‬داخل ً من الشرك في شع ٍ‬
‫مللن التوحيللد أصللول ً وشللعبا ً ‪ ،‬ل يسللتقيم معهللا إيمللانه الللذي‬
‫ارتضاه ‪ ،‬فل يحب ويبغض لله ‪ ،‬ول يعادي ول يوالي لجلل من‬
‫واه ‪ ،‬وكل هذا يؤخذ من شهادة ‪ :‬أن ل إللله إل الللله‬ ‫أنشأه وس ّ‬
‫"‪.‬‬
‫وقال الشيخ حمد بللن علتيق فلي )الللدفاع عللن أهللل السللنة‬
‫والتباع( ص ‪: 31‬‬
‫" إن مظاهرة المشركين ‪ ،‬ودللتهم على عورات المسلمين‬
‫‪ ،‬أو الذب عنهم بلسللان ‪ ،‬أو رضللي بمللا هلم عليلله ‪ ،‬كللل هللذه‬
‫مكفرات ‪ ،‬فمن صدرت منه – من غير الكراه المذكور – فهو‬
‫مرتلللد ‪ ،‬وإن كــان مــع ذلــك يبغــض الكفــار ويحــب‬
‫المسلمين " ‪.‬‬
‫‪129‬‬

‫وأما بطلن القسم الثاني ‪:‬‬


‫وهو قوله ‪ :‬أن مساعدة الكللافر إذا ظلملله مسلللم للوصللول‬
‫للعدل مباح بل مأمور به‪.‬‬
‫فمن وجوه أيضا ً ‪:‬‬
‫الوجه الول ‪ :‬أن مسللاعدة المسلللم للكللافر )المعاهللد أو‬
‫الذمي( في رفع مظلمته – بالشرع السلمي– أمر مشللروع ‪،‬‬
‫ولكن هذا المر ل يسميه أحد من أهل العلم مظللاهرة للكفللار‬
‫أو مناصرة لهم ‪ ،‬ول يذكر بهذا الوصللف مطلق لا ً ‪ ،‬فمللن جعللل‬
‫مثل هذا مظاهرة للكفار فهو من أجهل الناس‪.‬‬
‫الوجه الثــاني ‪ :‬أن الكللافر الللذمي أو المعاهللد إذا ظلملله‬
‫مسلم فإن الذي ينصفه ويأخذ حقه هم المسلمون ‪ ،‬وليس له‬
‫أن يأخذه بنفسلله أو بمسللاعدة الكفللار مللن جنسلله ‪ ،‬فمنزلتلله‬
‫كن مللن أخللذ‬ ‫التي أنزله الله تعالى فيها الذلة والصغار ‪ ،‬ولو م ّ‬
‫حقه لكان له على المللؤمنين سللبيل ‪ ،‬والللله تعللالى قللد حكللم‬
‫بخلف ذلك ‪.‬‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬أن يقللال ‪ :‬قولللك ‪) :‬الوصللول للعللدل( مللا‬
‫المراد به ؟ ‪.‬‬
‫إن قلت ‪ :‬أقصد به ‪ :‬الشرع ‪ ،‬فهذا صحيح ‪ ،‬ولكن هذا ليس‬
‫مقصودا ً لصحاب هذه الحملة الصللليبية ‪ ،‬ول مللن يظللاهرهم ‪،‬‬
‫بل هللم يصللرحون ويصللرخون بملللء أفللواههم بللأنهم يريللدون‬
‫محاكمته في )أمريكا(‪.‬‬
‫وإن قلت ‪ :‬المراد به )محكمة أمريكا( – وهي التي يطالبون‬
‫بتقديم المسلمين المتهمين لها – ‪.‬‬
‫قلنللا ‪ :‬هللذا القللول كفللر وردة عللن ديللن السلللم مللن ثلثللة‬
‫وجوه ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬وصلللف حكلللم الطلللاغوت )القلللانون المريكلللي(‬
‫بل)العدل( – بإطلق – ‪.‬‬
‫قال صديق حسن خان رحمه الله في )العبرة فيما ورد في‬
‫الغزو والشهادة والهجرة( ص ‪" :249‬وأمللا قللوله ‪ :‬إنهللم أهللل‬
‫عللدل ‪ :‬فللإن أراد أن المللور الكفريللة الللتي منهللا )أحكللامهم‬
‫القانونية( عدل ؛ فهو كفر بواح صراح ‪ ،‬فقد ذمها الله سبحانه‬
‫وشّنع عليها ‪ ،‬وسماها عتوا ً وعنادا ً وطغيانا ً وإفك لا ً وإثم لا ً مبين لا ً‬
‫وخسرانا ً مبينا ً وبهتانا ً ‪ ،‬والعللدل ‪ :‬إنمللا هللو شللريعة الللله الللتي‬
‫حواها كتابه الكريم ‪ ،‬وسنة نبيه الرؤوف الرحيم ‪ ،‬فقال تبارك‬
‫‪130‬‬

‫وتعالى (إن الل ّ ْ‬


‫ن ( )النحلل‪ :‬ملن اليلة‬ ‫سللا ِ‬
‫ح َ‬ ‫ل َواْل ِ ْ‬‫مُر ِبال ْعَلد ْ ِ‬
‫ه ي َأ ُ‬
‫َ‬ ‫ِ ّ‬
‫‪ ، (90‬فلو كانت أحكام النصارى عدل ً لكان مأمورا ً بها " ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬جعل تحلاكم المسللم للذلك الطلاغوت مباحلا ً بلل‬
‫مأمورا ً بلله ‪ ،‬فجعللل الكفللر مللأمورا ً بلله ‪ ،‬وهللذا مللن اسللتحلل‬
‫فرات !‪.‬‬ ‫المحرمات ‪ ،‬بل من استحلل المك ّ‬
‫الثالث ‪ :‬إباحة مظاهرة الكفار علللى المسلللمين مللن أجللل‬
‫تقديمهم لمحاكمة الطاغوت ‪.‬‬
‫وقد ذكر شيخ السلم كما فللي )الختيللارات ص ‪ (165‬مللن‬
‫نواقض السلم ‪:‬‬
‫"من توهم أن أحدا ً من الصحابة أو التابعين أو تابعيهم قاتللل‬
‫مع الكفار ‪ ،‬أو أجاز ذلك"‪.‬‬
‫فل حول ول قوة إل بالله العلي العظيم ‪.‬‬

‫الوجه الرابع ‪:‬‬


‫أن يقللال ‪ :‬هلاك صلورا ً ملن عداللة )أمريكللا( اللتي تريللدون‬
‫تحكيمهم في رقاب المسلمين ‪:‬‬
‫‪ -1‬قتلت في حصار العراق مليون طفل ‪.‬‬
‫‪ -2‬قتلت من الفلسطينين بأسلحتها التي تمد بهللا‬
‫إسرائيل اللف من الشيوخ والنساء والطفال ‪.‬‬
‫‪ -3‬قتلللوا فللي حصللارهم لفغانسللتان أكللثر مللن‬
‫‪ 15000‬طفل قبل الحرب ‪.‬‬
‫‪ -4‬قتلوا اللف من المسلمين في الصومال أثناء‬
‫غزوهم له ‪.‬‬
‫‪ -5‬ضربوا السودان وأفغانستان بصواريخ كروز ‪،‬‬
‫فقتلوا ودمروا من ل ذنب لهم حتى عندهم ‪.‬‬
‫وغير هذا من صور )عدالتهم( ‪ ،‬وقد سللبق ذكلر بعضلها فللي‬
‫المبحث الول من الفصل الول فراجعه ‪.‬‬
‫‪131‬‬

‫الشبهة السادسة‬
‫أن طالبان ومن معهم ظالمون‬
‫ومن الشبه التي أثيرت قول بعضهم ‪ :‬إن تنظيم القاعللدة –‬
‫المتهم بأحداث أمريكا – وطالبان ظالمون بما فعلوه في )بلد‬
‫الكفار( ‪ ،‬لذا فهذا الفعل من باب رفع الظلم !! ‪.‬‬
‫والجواب من وجوه ‪:‬‬
‫الوجه الول ‪ :‬أن هذا الكلم ل يثبت في شرعنا ‪ ،‬ول فللي‬
‫قانونهم ‪:‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مُنلوا إ ِ ْ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫أملا شلرعنا ‪ :‬فيلرده قلوله تعلالى (َيلا أي َّهلا اّلل ِ‬
‫َ‬
‫حوا‬ ‫جَهال َلةٍ فَت ُ ْ‬
‫صلب ِ ُ‬ ‫وملا ً ب ِ َ‬‫صلليُبوا قَ ْ‬ ‫سقٌ ب ِن َب َلأ ٍ فَت َب َي ّن ُللوا أ ْ‬
‫ن تُ ِ‬ ‫م َفا ِ‬ ‫جاَءك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن( )الحجلرات‪ ، (6:‬وهلذا التهلام ليلس‬ ‫مي َ‬ ‫م َنلادِ ِ‬ ‫ما فَعَل ُْتل ْ‬
‫عََلى َ‬
‫موجها ً من )فاسق( بل من )كافر( ‪ ،‬فيجب التبين والتثبت في‬
‫هذه المسألة قبل إصدار الحكام ‪.‬‬
‫وأمللا قللانونهم – طللاغوت أمريكللا – فقاعللدتهم تقللول ‪ :‬إن‬
‫المتهم بريء حتى تثبت إدانته ‪ ،‬وهؤلء الكفار لم يقدموا دليل ً‬
‫واحدا ً يثبت ما اتهمللوا بلله المسلللمين كمللا هللو معللروف لللدى‬
‫الجميع‪.‬‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬ولو فرضنا صدق كلم هؤلء الكفار بضلوع‬
‫هؤلء المسلمين بهذا العمل ‪ ،‬فل يلزم من كونه عمل ً إجراميا ً‬
‫عند الكفللرة أن يكللون كللذلك عنللد المسلللمين ‪ ،‬فالمسلللمون‬
‫يتحاكمون للكتاب والسنة ل إلللى طللواغيت الكفللار ‪ ،‬وإل فللإن‬
‫هؤلء يجعلون الجهاد إرهابا ً ‪ ،‬وإقامللة الحللدود انتهاك لا ً لحقللوق‬
‫النسان ‪ ،‬وحجاب النسللاء كبت لا ً للمللرأة ‪ ،‬ومنللع الزنللا وشللرب‬
‫الخمر تدخل ً في الحريللات الشخصللية ‪ ،‬وهكللذا فللي كللثير مللن‬
‫شرائع السلم‪.‬‬
‫فللالواجب رد هللذا العمللل والنظللر فيلله مللن خلل الكتللاب‬
‫والسنة وأقوال أهل العلم المعروفين ‪ ،‬ول يرد إلى الطواغيت‬
‫المسماة بل)القوانين والعراف الدولية( ‪.‬‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬أننللا لللو فرضللنا أن هللؤلء المسلللمين هللم‬
‫الذين نفذوا هذه العمليات ‪ ،‬وأنه عندنا خرق للعهود والمواثيق‬
‫‪ ،‬فإنه ل يلزم من كونه هكللذا عنللدنا أن يكللون عنللد المتهميللن‬
‫في العملية كذلك ‪ ،‬فإنهم قد نبللذوا إلللى أمريكللا العهللود ‪ ،‬بللل‬
‫وسبق لمريكللا أن ضللربتهم بصللواريخ كللروز ‪ ،‬وبينهللم العللداء‬
‫‪132‬‬

‫ظاهر ‪ ،‬ول مواثيق بينهم ‪ ،‬وقد سبق في الشللبهة الثانيللة ذكللر‬


‫ما عمله أبو بصير ومن معه من المسلمين في المشركين مع‬
‫أن الرسول ‪ ‬عاهدهم ‪ ،‬لن عهده لم يلزمهم ‪.‬‬
‫الوجه الرابع ‪ :‬أننللا لللو فرضللنا أن هللؤلء المسلللمين هللم‬
‫الذين نفذوا هذه العمليات ‪ ،‬وفرضنا أن عملهم هذا أيضا ً يذمه‬
‫الشرع ول يقره ‪ ،‬وأنهم في شرعنا )مجرمون( و )ظالمون( ‪،‬‬
‫وأنهم بينهم وبين أولئك عهللود ومواثيللق انتهكوهللا ‪ ،‬فللالواجب‬
‫في مثل هذا الحالة أن يحاكموا بالشريعة السلمية ‪ ،‬ل وفللق‬
‫طواغيت الكفار !! ‪.‬‬
‫الوجه الخامس ‪ :‬أننا لللو فرضللنا أن طالبللان ومللن معهللم‬
‫ظللالمون ‪ ،‬فظلللم )أمريكللا( ‪ :‬أعظللم ‪ ،‬وأكللبر ‪ ،‬وأشللمل ‪،‬‬
‫وأوسع ‪ ،‬وأخبث ‪ ،‬وأقدم ‪ ،‬وقتلهم من المسلمين بللالمليين ‪،‬‬
‫فهم الذين قتلوا المسلمين في ‪ :‬العراق ‪ ،‬وفلسطين ‪ ،‬ولبنان‬
‫‪ ،‬والصومال ‪ ،‬والسودان ‪ ،‬وغيرهلا ‪ ،‬وهلم الللذين أعللانوا علللى‬
‫قتللل المسلللمين فللي ‪ :‬جللزر الملللوك ‪ ،‬وتيمللور ‪ ،‬والبوسللنة ‪،‬‬
‫والشيشان ‪ ،‬وكشمير ‪ ،‬والفلبين ‪ ،‬وغيرها ‪ ،‬وهم الذين أثاروا‬
‫الحروب بين المسلمين ‪ ،‬وغير هذا مللن جرائمهللم وقللد تقللدم‬
‫بعضها ‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله )المنهاج( ‪: 1/484‬‬
‫"وهذا حللال أهللل الكتللاب مللع المسلللمين ‪ ،‬فمللا يوجللد فللي‬
‫المسلمين شر إل وفي أهل الكتاب أكثر منلله ‪ ،‬ول يوجللد فللي‬
‫أهل الكتاب خير إل وفي المسلمين أعظم منلله ؛ ولهللذا يللذكر‬
‫سبحانه مناظرة الكفار من المشركين وأهل الكتاب بالعللدل ‪،‬‬
‫فإن ذكروا عيبا ً في المسلمين لم يبرئهم منه ‪ ،‬لكللن يللبين أن‬
‫ر‬ ‫ن ال ّ‬ ‫َ‬ ‫عيوب الكفار أعظم ‪ ،‬كما قال تعالى (يس ل َ‬
‫ش لهْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ألو‬ ‫َ ْ‬
‫ل اللهِ وَك ُفٌْر‬‫ّ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫صد ّ عَ ْ‬ ‫ل ِفيهِ ك َِبيٌر وَ َ‬ ‫ل قَِتا ٌ‬ ‫ل ِفيهِ قُ ْ‬ ‫حَرام ِ قَِتا ٍ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة‬ ‫عن ْلد َ الل ّلهِ َوال ْ ِ‬
‫فت ْن َل ُ‬ ‫ه أ َك ْب َلُر ِ‬
‫من ْ ُ‬
‫خرا َ‬
‫ج أهْل ِهِ ِ‬ ‫جدِ ال ْ َ‬
‫حَرام ِ وَإ ِ ْ َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِهِ َوال ْ َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل()البقرة‪ :‬من اليللة ‪ ، (217‬وهللذه اليللة نزلللت‬ ‫قت ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫أك ْب َُر ِ‬
‫لن سرية من المسلمين ذكر أنهم قتلوا ابللن الحضللرمي فللي‬
‫آخر يوم من رجب فعابهم المشللركون بللذلك فللأنزل الللله هللذ‬
‫الية " ‪.‬‬
‫الوجه السادس ‪ :‬أن المسلم حللتى لللو كللان ظالم لا ً فللإن‬
‫ق بما معه من السلللم ‪ ،‬ول يجللوز إعانللة الكللافر‬ ‫حق وليته با ٍ‬
‫عليه ‪.‬‬
‫‪133‬‬

‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحملله الللله كمللا فللي )مجمللوع‬
‫الفتاوى( )‪" : (209 ، 28/208‬والمؤمن عليه أن يعادي في‬
‫الله ويوالي في الله ‪ ،‬فإن كان هناك مللؤمن فعليلله أن يللواليه‬
‫وإن ظلمه ‪ ،‬فإن الظلم ل يقطع الموالة اليمانية ‪ ،‬قال تعالى‬
‫َ‬
‫ت‬‫ن ب ََغلل ْ‬ ‫ما فَإ ِ ْ‬ ‫حوا ب َي ْن َهُ َ‬ ‫ن اقْت َت َُلوا فَأ ْ‬
‫صل ِ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫فَتا ِ‬ ‫ن َ‬
‫طائ ِ َ‬ ‫(وَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ما عََلى اْل ُ ْ‬
‫ر‬
‫مل ِ‬ ‫فيلَء إ ِل َللى أ ْ‬ ‫حّتى ت َ ِ‬ ‫قات ُِلوا ال ِّتي ت َب ِْغي َ‬ ‫خَرى فَ َ‬ ‫داهُ َ‬ ‫ح َ‬ ‫إِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫طوا إ ِ ّ‬ ‫س ُ‬ ‫ل وَأقْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ما ِبال ْعَد ْ‬‫حوا ب َي ْن َهُ َ‬ ‫صل ِ ُ‬‫ْ‬ ‫ت فَأ‬ ‫ن َفاَء ْ‬ ‫الل ّهِ فَإ ِ ْ‬
‫َ‬
‫م(‬‫خ لوَي ْك ُ ْ‬ ‫ن أَ َ‬
‫حوا ب َي ْل َ‬ ‫خلوَةٌ فَأ ْ‬
‫ص لل ِ ُ‬ ‫ن إِ ْ‬
‫من ُللو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫مللا ال ْ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬
‫طي َ‬ ‫سل ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫)الحجرات‪ ، 9 :‬ل ‪ (10‬فجعلهم إخوة مع وجود القتللال والبغللي‬
‫وأمر بالصلح بينهم "‪.‬‬
‫‪134‬‬

‫الشبهة السابعة‬
‫أن طالبان دولة مشركين‬
‫ومن الشبه التي أثيلرت أيضلا ً قلول بعضلهم ‪ :‬إن )طالبلان(‬
‫دولللة )قبوريللة( يقللوم عليهللا طائفللة مللن المشللركين ‪ ،‬لللذلك‬
‫فالتحالف مع أمريكا هو في حقيقته إعانة كافر على كافر !!‪.‬‬
‫بل ومنهم من يقول ‪ :‬إعانة كتابي على مشللرك ‪ ،‬والكتللابي‬
‫أقرب إلينا من المشرك !!!‪.‬‬
‫والجواب على هذه الشبهة من وجوه ‪:‬‬
‫الوجه الول ‪ :‬أن القاعللدة الشللرعية تقللول )البينللة علللى‬
‫المدعي( ‪ ،‬فمن ادعى هذا الشيء فعليه أن يقيم بينتين ‪:‬‬
‫البينة الولى ‪ :‬وجود الشرك الكبر في تلك البلد ‪.‬‬
‫والبينة الثانية ‪ :‬أن حكام تلك البلد يقرون هذا الشرك ‪.‬‬
‫فإن لم يقم هاتين البينتين فهو من الكاذبين ‪.‬‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أن بلد الفغان ليسللت بلدا ً نائيللة ل يصللل‬
‫إليها أحد ‪ ،‬بل قد جاءها كثيرون من المسلمين منذ أكللثر مللن‬
‫عشرين سللنة وحللتى اليللوم ‪ ،‬ووقفللوا عليهللا وعلللى أحوالهللا ‪،‬‬
‫ومنهم طلبة علم ودعاة معروفون ‪ ،‬وقد شهد كثير منهم على‬
‫مجموعةٍ من قادة الفغان وعلمائهم وزعمللائهم أنهللم بللريئون‬
‫من الشرك الكبر ‪ ،‬ول يقرونه ‪ ،‬بل ينكرونه ‪ ،‬ووجود البللدع ل‬
‫يقتضي وجود الشرك ‪ ،‬وفللرق بيللن البنللاء علللى القبللور مثل ً –‬
‫وهو بدعة – وبين الطواف عليهللا والذبللح عنللدها والنللذر لهللا –‬
‫وهو شرك أكبر – ‪ ،‬وبيللن تحلري اللدعاء عنلد قبللور الوليللاء –‬
‫وهو بدعة – وبين دعللاء الوليللاء – وهللو شللرك أكللبر – ‪ ،‬وبيللن‬
‫التبرك بآثار الصالحين – وهو بدعة – وبين صللرف شلليء مللن‬
‫العبادة لهم – وهو شرك أكبر – ‪ ،‬والدعوة للتوحيد نشطة في‬
‫صفوف الجهال ‪.‬‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬أن )طالبان( خاصة قد قامت بهللدم بعللض‬
‫المشاهد الشركية كما ذكر ذلك وزير المر بللالمعروف فيهللا ‪،‬‬
‫وقامت بمنع الشرك الكبر عند القبور – كمللا سللبق ذكللر هللذا‬
‫في المبحث الثاني من الفصل الول –‪.‬‬
‫الوجه الرابع ‪ :‬أن وجود الشرك من بعض الرعية ل يلللزم‬
‫منه وصف البلد بأسرها بهذا الوصف ‪ ،‬ولو كللان الحللال هكللذا‬
‫فإنه ل يوجد بلد إسلم أبدا ً ‪ ،‬فبلدنا مثل ً – في جزيرة العللرب‬
‫‪135‬‬

‫– يوجللد فيهللا مللن المشللركين ‪) :‬الروافللض( فللي المنطقللة‬


‫الشرقية والمدينة ‪ ،‬و )السماعيلية( في نجران وما حولها ‪ ،‬و‬
‫)القبورية( من الصوفية في مكة وبعض مدن الحجاز ‪ ،‬وليللس‬
‫وجودهم جاعل ً بلدنا بلدا ً شركية ‪ ،‬وهكذا الكلم في )طالبان(‬
‫‪.‬‬
‫الوجه الخـامس ‪ :‬أن بلد الفغللان تحللت حكللم )طالبللان(‬
‫بالجماع – من الموافللق والمخللالف – أفضللل حللال ً منهللا فللي‬
‫وقت الحزاب أيام الجهاد الفغاني ضللد الللروس ‪ ،‬وقللد شللهد‬
‫العلماء للجهاد الفغاني – وقت الحزاب – بالفضللل ‪ ،‬وجعلللوه‬
‫جهادا ً إسلميا ً ‪ ،‬وحثللوا النللاس علللى الجهللاد معهللم ‪ ،‬والنفللاق‬
‫عليهلللم ‪ ،‬ودعمهلللم ‪ ،‬واللللدعاء لهلللم ‪ ،‬وفتلللاوى أهللل العللللم‬
‫المعروفين كالشيخ ابن باز وابن عثيمين واللباني رحمهم الله‬
‫وغيرهم مشهورة معروفة في هذا البللاب ‪ ،‬ومللن هللذا مللا ورد‬
‫في لقاء مع الشيخ عبد العزيز بن بللاز رحملله الللله فللي مجلللة‬
‫)تكبير الباكستانية( كما في )مجموع فتاوى ومقالت متنوعللة(‬
‫‪ ، 449 /2‬ومما ورد فيها‪:‬‬
‫س ‪ /‬مللا هللي المسللئوليات الللتي تجللب علينللا نحللو الجهللاد‬
‫السلمي في أفغانستان ‪ ،‬وما هي الجهود التي قمتم بها فللي‬
‫هذا الصدد حتى الن؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل ريب أن الجهاد في أفغانستان جهاد إسلمي ‪،‬‬
‫يجب أن يشجع ويدعم من المسلمين جميعا ؛ لنهم مسلمون‬
‫يقاتلون عدوا ً شرسا ً خبيثا ً من أكفللر الكفللرة وأرذلهللم ‪ ،‬ومللن‬
‫أقواهم فيما يتعلق بالقدرة الحسللية فليللس هنللاك تكللافؤ بيللن‬
‫القللوتين ‪ ،‬ولكللن نصللر الللله وتأييللده لخواننللا المجاهللدين ‪،‬‬
‫فللالواجب علللى أهللل السلللم جميعللا أن يسللاعدوهم ‪ ،‬وأن‬
‫يعينوهم بالمال والنفس والرأي والشفاعة ‪ ،‬وكل ما يعد دعما ً‬
‫لهم وإعانة ‪ ،‬هذا هو الواجب على المسلمين جميعًا‪.‬‬
‫ومن ذلك ما ورد في لقاء معه أيضا ً رحملله الللله فللي مجلللة‬
‫المجاهد ‪ ،‬السنة الولى ‪ ،‬عدد ‪ 10‬شهر صفر ‪ 1410‬هل وممللا‬
‫ورد في المقابلة ‪:‬‬
‫س ‪ :‬نرجو من سماحتكم إعطاء كلمة الفصل حول فرضللية‬
‫الجهاد ؟‬
‫ج ‪ :‬الجهاد الفغاني جهاد شرعي لدولة كللافرة ‪ ،‬فللالواجب‬
‫دعمه ومساعدة القائمين به بجميع أنواع الللدعم ‪ ،‬وهللو علللى‬
‫إخواننللا الفغللان فللرض عيللن للللدفاع عللن دينهللم وإخللوانهم‬
‫‪136‬‬

‫ووطنهم ‪ ،‬وعلى غيرهم فرض كفايللة ‪ ،‬لقللول الللله عللز وجللل‬


‫م وَأ َن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫سلِبي ِ‬ ‫م فِللي َ‬ ‫س لك ُ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫وال ِك ُ ْ‬‫م َ‬
‫دوا ب ِلأ ْ‬ ‫جاهِ ُ‬ ‫قاًل وَ َ‬ ‫فاًفا وَث ِ َ‬ ‫خ َ‬ ‫فُروا ِ‬ ‫)ان ْ ِ‬
‫ن (وقللوله سللبحانه )ي َللا أ َي ّهَللا‬ ‫مو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬
‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬‫م إِ ْ‬ ‫خي ٌْر ل َك ُ ْ‬‫م َ‬ ‫الل ّهِ ذ َل ِك ُ ْ‬
‫ه‬
‫سِبيل ِ ِ‬ ‫دوا ِفي َ‬ ‫جاهِ ُ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫سيل َ َ‬
‫ه َواب ْت َُغوا إ ِل َي ْهِ ال ْوَ ِ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن (واليات فللي هللذا المعنللى كللثيرة ‪ ،‬وهلي تعللم‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬‫م تُ ْ‬ ‫ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫إخواننللا المجاهللدين فللي أفغانسللتان وجميللع المجاهللدين فللي‬
‫سبيل الله في فلسطين والفلبين وغيرهم ‪ .‬وقد ثبلت عنله ‪‬‬
‫أنه قال )جاهدوا المشركين بللأموالكم وأنفسللكم وألسللنتكم (‬
‫ونسأل الله أن يوفق إخواننا المجاهللدين فللي سللبيله فللي بلد‬
‫الفغان وغيرها للنصر المللؤزر وأن يعينهللم علللى جهللاد أعللداء‬
‫الله ويثبت قلوبهم وأقدامهم ويجمع كلمتهللم علللى الحللق وأن‬
‫يخذل أعداء الله أين ما كانوا ويجعل الدائرة عليهللم إنلله ولللي‬
‫ذلك والقادر عليه ‪.‬‬
‫ولو كان رأي أهل العلم في ذلك الزمن في مشروعية جهاد‬
‫الفغان محل خلف لستقصيت النقللول عنهللم ‪ ،‬ولكللن رأيهللم‬
‫في ذلك معلروف للعاملة فضلل ً علن غيرهلم ‪ ،‬للذلك اكتفيلت‬
‫بهذين النقلين ‪.‬‬
‫فإذا كان هذا رأي أهل العلم المعروفين ذلك الللوقت ‪ ،‬فمللا‬
‫الذي غير هذا الحكم ؟‪.‬‬
‫فلماذا كان ذلك الجهاد إسلميا ً لما كان العدو هم )الللروس(‬
‫‪ ،‬فلما كان العدو )أمريكا( لم يصر إسلميًا؟‪.‬‬
‫بل هم في هذا الوقت أولى بمسمى الجهاد السلللمي مللن‬
‫ثلثة وجوه‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن وضعهم في تطبيق الشريعة اليوم أفضل كثيرا ً‬
‫من أيام الحزاب ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أنهم اليوم يد واحللدة ‪ ،‬وفللي أيللام الحللزاب كللانوا‬
‫أحزابا ً متفرقين‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أنهم اليوم يواجهون هجوما ً شرسا ً من جميللع دول‬
‫الكفر )اليهودية والنصرانية والبوذية والهندوكية وغيرها( ‪ ،‬أمللا‬
‫في أيام الحزاب فقد كانوا يواجهون )الروس( فقط ‪.‬‬
‫الوجه السادس ‪ :‬أن يقال لصحاب هذه الشبهة ‪:‬‬
‫ما رأيكم في الجهاد الفغاني الذي كان ضد الروس ؟‪.‬‬
‫إن قالوا ‪ :‬هو جهاد إسلمي ‪.‬‬
‫فيقال ‪ :‬فما الفرق بينه وبين حال )طالبان( اليوم ‪ ،‬والجميع‬
‫يؤكد أن )طالبان( أفضل من )الحزاب( بمراحل ؟‪.‬‬
‫‪137‬‬

‫وإن قلللالوا ‪ :‬حلللالهم كحلللال )طالبلللان( فهلللم مشلللركون‬


‫قبوريون ! ‪.‬‬
‫فيقال لهم ‪ :‬فأين أنتم يللوم أن كللان المشللايخ وأهللل العلللم‬
‫يحثون على نصرتهم ويدعمونهم ‪ ،‬ويسللمونه جهللادا ً إسلللميا ً ‪،‬‬
‫ويصدرون الفتللاوى – الللتي بلغللت المئات – بوجللوب نصللرته ‪،‬‬
‫ويدعمونه بالموال – التي بلغت المليارات – ‪ ،‬وعنللدما كللانت‬
‫الدولللة تشللجع الشللباب علللى اللتحللاق بصللفوف المجاهللدين‬
‫الفغان ‪ ،‬ويجعلون تللذكرة المجاهللد مخفضللة بنسللبة ‪ 75‬فللي‬
‫المائة ‪ ،‬واستمروا على ذلك سنين طويلة ؟!!‪.‬‬
‫لماذا لم تحذروا منهم و تعلنوا عن قبلوريتهم وشلركهم فلي‬
‫ذلك الوقت؟‪.‬‬
‫لمللاذا لللم يللأت هللذا التحللذير إل عنللدما صللار عللدوهم ‪:‬‬
‫)أمريكا( ؟‪.‬‬
‫أم إن وراء الكمة ما وراءها ؟!‪.‬‬
‫نعوذ بالله من الزيغ والهوى ‪ ،‬وأسأل الله تعالى أن ل يجعلنا‬
‫نراقب غيره في أقوالنا وأفعالنا ‪.‬‬
‫الــوجه الســابع ‪ :‬أن يقللال ‪ :‬هللب أن تلللك الدولللة دولللة‬
‫مشركين ؟‪ .‬فإن فيها مسلمين موحدين في مناطق متعددة ‪،‬‬
‫وهم مستهدفون أيضلا ً مللن )أمريكللا( ‪ ،‬ولللو لللم يكللن فيهللا إل‬
‫مسلم موحد واحد فقط فإن إعانة )أمريكا( عليه كفر وردة ‪.‬‬
‫الوجه الثامن ‪ :‬أن يقال ‪ :‬هب أن فيهللا تلللك المنكللرات ‪،‬‬
‫فإن غاية المر أن يكونللوا كحللال دولللة المماليللك فللي القللرن‬
‫الثامن والذين عرف عنهم تعظيم المشاهد وبنائهللا فللي مصللر‬
‫والشللام ‪ ،‬وهللم الللذين بنللوا القبللة النبويللة ‪ ،‬وانتشللرت بينهللم‬
‫مذاهب الجهميللة والتحاديللة والصللوفية وغيرهللا ‪ ،‬و كللثير مللن‬
‫قضاتها على هذه المذاهب البدعية ‪ ،‬ولكن كان أصل السلللم‬
‫موجودا ً ‪ ،‬ولما حصل غزوهم مللن التتللار هللب علمللاء السلللم‬
‫كشيخ السلم ابن تيمية رحمه الله وغيره في وجوههم – مللع‬
‫أن علماء تلك الدولة من الجهمية والصوفية سجنوه وامتحنوه‬
‫مرارا ً – ووقف مواقف مشللهورة فللي معركللة )مللرج الصللفر(‬
‫عام ‪ ، 702‬وأفتى بكفر من أعان التتار علللى المسلللمين فللي‬
‫وقته كمللا سللبق ‪ ،‬وح لّرض المسلللمين علللى قتللالهم برسللائل‬
‫وفتاوى مشهورة‪.‬‬
‫الوجه التاسع ‪ :‬أن يقللال ‪ :‬هللب أن جميللع مللن فللي بلد‬
‫)الفغان( مشركون – عافاهم الله من ذلك ووقللاهم وحمللاهم‬
‫‪138‬‬

‫ددت المرحلللة الولللى فللي حربهللا ضللد‬ ‫– فإن )أمريكا( قللد حل ّ‬


‫)الرهاب( بل )‪ (27‬هدفا ً ضد بعض جماعات المسلللمين فللي ‪:‬‬
‫كشللمير والفلللبين ولبنللان ومصللر والجللزائر وليبيللا والصللومال‬
‫واليمن وأوزبكستان ‪ ،‬فهل هؤلء كلهم مشركون أيضا ً ؟‪.‬‬
‫الوجه العاشر ‪ :‬أن يقال ‪ :‬هللب أن جميللع الهللداف الللتي‬
‫حددتها )أمريكا( في حملتها )الصليبية( هللم مللن المشللركين ‪،‬‬
‫فإن هذا ل يجيز بحال من الحوال التعاون معهم ‪ ،‬لن هدفهم‬
‫هو )السلم( بغللض النظللر عللن )توحيللد خللالص( أو )مشللوب‬
‫بالشرك( ‪ ،‬وقد قدمت الدلة على ذلللك فللي المبحللث الثللالث‬
‫من الفصل الول فراجعه ‪.‬‬
‫الوجه الحادي عشر ‪ :‬أن المتتبع لتصللريحات المسللئولين‬
‫فللي )أمريكللا( ‪ ،‬مللع تحليلت الصللحفيين فيهللا ‪ ،‬يللرى أن مللا‬
‫يؤرقهم ويقض مضاجعهم هو )الللدعوة الوهابيللة( اللتي )تفلّرخ‬
‫الصوليين( كما يقولون ‪ ،‬لللذلك فللدعوة التوحيللد هللي هللدفهم‬
‫الول – وللو أخلروا هلذا الهلدف إللى حيلن – ‪ ،‬ففلي صلحيفة‬
‫)صنداي تلغراف( ‪ 23‬سبتمبر ‪ 2001‬كتب الصللحفي )سللتيفن‬
‫سللكوارت( مقللال ً بعنللوان )المسللألة كلهللا بللدأت مللن العربيللة‬
‫السعودية( ‪ ،‬وكان مما قاله فيه ‪:‬‬
‫"وعليه فإننا يجب أن نسأل أنفسنا ما الذي جعل من هللؤلء‬
‫فز نزعات العنللف فللي ثللاني أكللبر‬ ‫الفراد وحوشا؟ ما الذي ُيح ّ‬
‫أديان العالم )وأسرع الديان نموا ً في أمريكا( ؟" ‪.‬‬
‫ثم قال ‪ " :‬إن الكثير منهم سللوف يجيبونللك بكلمللة واحللدة‪:‬‬
‫إنها "الوهابية"‪ .‬إنه صنف متوتر من السلم ‪ ،‬انبثق أو ظهر ‪،‬‬
‫ليس خلل الحملت الصليبية ‪ ،‬ول حتى خلل حللروب مقاومللة‬
‫التراك في القرن السابع عشر ‪ ،‬وإنما منللذ أقللل مللن قرنيللن‬
‫فقط ‪ .‬إنها حركة عينفة ‪ ،‬إنهللا قليلللة الحتمللال ‪ ،‬إنهللا شللديدة‬
‫التعصب للنموذج ‪ .‬لقد ظهرت فللي العربيللة السللعودية ‪ ،‬كمللا‬
‫أنها النظام الديني الرسمي لدول الخليج ‪ ،‬ثم إن الوهابية هي‬
‫التجاه الكثر تطرفا ً في الحركة الصولية السلمية "‪.‬‬
‫وقلللال ‪ " :‬الوهابيلللة هلللي المقابلللل السللللمي للطائفلللة‬
‫البروتسللتانتية الكللثر تطرف لًا‪ .‬إنهللا حركللة متقشللفة وتطللالب‬
‫بالعقاب لولئك الذين يستمتعون بأي نوع مللن الموسلليقى مللا‬
‫عدا الدف ‪ ،‬وبالعقاب الصارم حتى المللوت لممارسللة السللكر‬
‫أو المحرمات الجنسية ‪ ،‬وهللي تللدين مللن ل يصلللون بوصللفهم‬
‫كفللارا ً ‪ ،‬فلي رؤيللة لللم يحلدث أن ُوجلدت فلي السلابق ‪ ،‬فلي‬
‫‪139‬‬

‫السياق الرئيس للسلم ‪ .‬إنهللا دعللوة إلللى السلللم المجللرد ‪:‬‬


‫صلللوات وجيللزة ‪ ،‬ومسللاجد غيللر مزخرفللة ‪ ،‬وهللدم للضللرحة‬
‫)نظللرا ً لن المسللاجد المزخرفللة والمقللابر ‪ ،‬تعللرض أنفسللها‬
‫ن للتقللديس ‪ ،‬وهللو مللا يحمللل معنللى الوثنيللة فللي العقللل‬ ‫أماك َ‬
‫الوهابي( ‪ ،‬والوهابيون ل يسللمحون حللتى لسللم النللبي محمللد‬
‫بللأن يكللون منقوش لا ً علللى المسللاجد ‪ ،‬كمللا ل يسللمحون بللأن‬
‫ُيحتفل بعيد ميلده "‪.‬‬
‫وممللا جللاء فيلله ‪ " :‬إذا أرادت أمريكللا أن تفعللل شلليئا ً مللع‬
‫السلم الراديكالي ‪ ،‬فللإن عليهللا أن تعقللد اتفاق لا ً مللع العربيللة‬
‫السعودية ‪ .‬إن الدول المخادعة )العراق‪ ،‬ليبيا‪ ،‬إلى آخره( هي‬
‫أقللل أهميللة فللي التللوجه الراديكللالي للسلللم مللن العربيللة‬
‫السعودية ‪ .‬إن العربية السعودية هي المسللبب الوحيللد الكللثر‬
‫أهمية ‪ ،‬والداعم للراديكاليللة والعقائديللة ‪ ،‬والتعصللب الرئيللس‬
‫في السلم "‪.‬‬
‫ونشرت صحيفة )نيويورك تايمز( مقال ً في عددها الصادر‬
‫يوم الجمعة ‪ 3/8/1422‬الموافق ‪ 19/10/2001‬اتهمت فيلله‬
‫ث الفكللار‬ ‫مدارس السعودية بأنها تصنع الرهاب من خلل ب ل ّ‬
‫المتطرفة والمعادية للغرب في عقول أبنائها ‪ ،‬وزعمت تلللك‬
‫الصحيفة المريكيللة أن كتللب الللدين الدراسللية فللي مللدارس‬
‫السعودية تحتوي على تحللذيرات للمسلللمين مللن تكللوين أي‬
‫صداقات مع اليهود والمسيحيين ؛ لنهم كفرة وأعداء لهم ‪.‬‬
‫ونشللرت صللحيفة )شلليكاغو تريللبيون( فللي يللوم الربعللاء‬
‫‪15/7/1422‬هل الموافللق ‪3/10/2001‬م مقللال ً تكلمللت فيلله‬
‫على )الوهابية( في الجزيرة العربيللة ‪ ،‬وأنهللا منبللع الصللولية‬
‫السلمية الحديثة ‪ ،‬ومما جاء فللي المقللال ‪" :‬أن الوهابيللة ل‬
‫تتسامح مع الديانات الخرى‪ ،‬وتفرض نظاما ً اجتماعيا ً متزمتا ً‬
‫"‪.‬‬
‫ومما جاء فيلله أيض لا ً ‪" :‬إن السللعودية اليللوم هللي مصللدر‬
‫الراديكالية السلمية ‪ ،‬ومللا دامللت أمللوال النفللط هللي الللتي‬
‫تمول النفوذ الوهابي وتعمل على نشره ‪ ،‬فستبقى للصولية‬
‫السلمية قاعدتها المالية والسياسية" ‪.‬‬
‫وذكللللرت هيئة الذاعللللة البريطانيللللة يللللوم الربعللللاء‬
‫‪ 24/10/2001‬عللن "جوزيللف بيللدن" رئيللس لجنللة الشللئون‬
‫الخارجية بمجلس الشيوخ المريكي قوله ‪ " :‬إنه يجللب إبلغ‬
‫‪140‬‬

‫المملكللة العربيللة السللعودية بضللرورة التوقللف عللن دعللم‬


‫المدارس الدينية التابعة لها وإل ستكون هناك عواقب وخيمة‬
‫لهلللا ولغيرهلللا "‪ .‬وقلللالت الذاعلللة إن "بيلللدن" يزعلللم " أن‬
‫السعوديين يوفرون جزًءا كبيًرا من تمويل المللدارس الدينيللة‬
‫المتشددة التي تمتلئ بمشاعر الكراهية للمريكيين وتللدرس‬
‫المذهب الوهابي الذي من المعتقد أن يكون أسامة بن لدن‬
‫قائد تنظيم القاعدة قد تأثر به وكذلك حركة طالبان الحاكمة‬
‫في أفغانستان"‪.‬‬
‫فهدفهم هو )الوهابية( – مصللدر التطللرف والرهللاب – كمللا‬
‫يقولون ‪ ،‬والله غالب على أمره‪.‬‬
‫‪141‬‬

‫الشبهة الثامنة‬
‫الستدلل بقوله تعالى )إل على قوم ٍ‬
‫بينكم وبينهم ميثاق(‬

‫ومن الشبه التي أثيرت أيضا ً قول بعضللهم ‪ :‬إن تللرك إعانللة‬
‫طالبان ونحوها إنما هو وفاء بالمواثيق التي بيننا وبيللن أمريكللا‬
‫ص لُر إ ِّل‬ ‫م الن ّ ْ‬ ‫ن فَعَل َي ْك ُل ُ‬‫دي ِ‬ ‫م فِللي ال ل ّ‬ ‫صُروك ُ ْ‬ ‫ست َن ْ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫لقوله تعالى( وَإ ِ ِ‬
‫ميَثاقٌ ( )لنفال‪ :‬من الية ‪.(72‬‬ ‫م ِ‬ ‫م وَب َي ْن َهُ ْ‬ ‫عََلى قَوْم ٍ ب َي ْن َك ُ ْ‬
‫والجواب على هذه الشبهة من وجوه ‪:‬‬
‫الوجه الول ‪ :‬أن هذا المر في حق من ترك الهجرة وبقللي‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّل ِ‬ ‫في ديار الحربيين ‪ ،‬كما قال تعللالى فللي أول اليللة (إ ِ ّ‬
‫م وَأ َن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّل ِ‬
‫ه‬ ‫س لِبي ِ‬ ‫م فِللي َ‬ ‫س لهِ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫وال ِهِ ْ‬ ‫م َ‬‫دوا ب ِلأ ْ‬ ‫جاهَل ُ‬ ‫جُروا وَ َ‬ ‫ها َ‬ ‫مُنوا وَ َ‬ ‫آ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫من ُللوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ض َوال ّل ِ‬ ‫م أوْل َِياُء ب َعْ ل ٍ‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫ك ب َعْ ُ‬ ‫صُروا أول َئ ِ َ‬ ‫ن آوَْوا وَن َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫ن‬ ‫جُروا وَإ ِ ِ‬ ‫حت ّللى ي ُهَللا ِ‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ن وََلي َت ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫جُروا َ‬ ‫م ي َُها ِ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫م‬ ‫صلُر إ ِّل عَل َللى قَلوْم ٍ ب َي ْن َك ُل ْ‬ ‫م الن ّ ْ‬ ‫ن فَعَل َي ْك ُل ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫م فِللي الل ّ‬ ‫صُروك ُ ْ‬ ‫ست َن ْ َ‬ ‫ا ْ‬
‫صيٌر( )لنفال‪ ، (72:‬قال ابللن‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫ه بِ َ‬‫ميَثاقٌ َوالل ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫وَب َي ْن َهُ ْ‬
‫ن‬ ‫كللثير رحملله الللله )التفسللير ‪ " : (2/330‬قللوله تعللالى )وَإ ِ ِ‬
‫م ( ‪ :‬هؤلء العراب الللذين لللم يهللاجروا فللي قتللال‬ ‫صُروك ُ ْ‬ ‫ست َن ْ َ‬ ‫ا ْ‬
‫ديني على عدوٍ لهم فانصروهم ؛ فإنه واجللب عليكللم نصللرهم‬
‫لنهم إخوانكم في الدين ‪ ،‬إل أن يستنصروكم علللى قللوم مللن‬
‫الكفار بينكم وبينهم ميثللاق أي مهادنللة إلللى مللدة فل تخفللروا‬
‫ذمتكم ول تنقضوا أيمانكم مع الذين عاهدتم" ‪ ،‬والية ظللاهرة‬
‫في هذا المر ‪ ،‬فل لبس فيه ول إشكال ولله الحمد ‪.‬‬
‫وقال القرطبي رحمه الللله )التفسللير ‪ " : (8/57‬قللوله تعللالى‬
‫ن( ‪ :‬يريد إن دعوا هؤلء المؤمنللون‬ ‫دي ِ‬ ‫م ِفي ال ّ‬ ‫صُروك ُ ْ‬ ‫ست َن ْ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫)وَإ ِ ِ‬
‫الللذين يهللاجروا مللن أرض الحللرب عللونكم بنفيللر أو مللال‬
‫لستنقاذكم فأعينوهم فللذلك فللرض عليكللم فل تخللذلوهم ‪ ،‬إل‬
‫أن يستنصللروكم علللى قللوم كفللار بينكللم وبينهللم ميثللاق فل‬
‫تنصروهم عليهم ول تنقضوا العهد حتى تتم مدته" ‪.‬‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أن هذا المر أيضا ً منسوخ كما صرح به جمع‬
‫من أهل العلم ‪) ،‬أحكللام الجصللاص ‪ ، (3/113‬وقللد قللال ابللن‬
‫العربي رحمه الله )أحكام ابن العربي ‪: (2/440‬‬
‫" ثم نسخ الله ذلك بفتح مكة والميراث بالقرابة ‪ ,‬سللواء كللان‬
‫الوارث في دار الحللرب أو فلي دار السلللم ; لسللقوط اعتبلار‬
‫‪142‬‬

‫الهجللرة بالسللنة ‪ ,‬إل أن يكونللوا أسللراء مستضللعفين ; فللإن‬


‫الولية معهم قائمة ‪ ,‬والنصرة لهم واجبة بالبدن بأل يبقى منللا‬
‫عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمللل‬
‫ذلك ‪ ,‬أو نبذل جميع أموالنا فللي اسللتخراجهم ‪ ,‬حللتى ل يبقللى‬
‫لحد درهم ‪ ،‬كذلك قال مالك وجميع العلمللاء ‪ ،‬فإنللا لللله وإنللا‬
‫إليه راجعون على ما حل بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر‬
‫العللدو ‪ ,‬وبأيللديهم خللزائن المللوال وفضللول الحللوال والعللدة‬
‫والعدد ‪ ,‬والقوة والجلد "‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬رحمللك الللله يللا ابللن العربللي ‪ ،‬كيللف لللو رأيللت حالنللا‬
‫اليوم ؟!! ‪.‬‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬أن هذا المر إنما يكون فللي جهللاد الطلللب ‪،‬‬
‫أما جهاد الدفع فليس محل خلف مطلقا ً ؛ وجهللاد الللدفع مللن‬
‫أعظم الجهاد ‪ ،‬كما قال شيخ السلم )الفتاوى ‪: (359 / 28‬‬
‫" فأما إذا أراد العدو الهجوم على المسلمين فإنه يصير دفعلله‬
‫واجبللا ً علللى المقصللودين كلهللم ‪ ,‬وعلللى غيللر المقصللودين ‪,‬‬
‫ن‬‫دي ِ‬
‫م فِللي ال ل ّ‬ ‫ص لُروك ُ ْ‬ ‫ست َن ْ َ‬‫نا ْ‬ ‫لعانتهم ‪ ,‬كما قال الله تعالى ) وَإ ِ ِ‬
‫ميث َللاقٌ ( وكمللا أمللر‬ ‫م ِ‬‫م وَب َي ْن َهُل ْ‬ ‫صُر إ ِّل عََلى قَوْم ٍ ب َي ْن َك ُل ْ‬ ‫فَعَل َي ْك ُ ُ‬
‫م الن ّ ْ‬
‫النبي ‪ ‬بنصر المسلم ‪ ,‬وسواء أكللان الرجللل مللن المرتزقللة‬
‫للقتال ‪ ،‬أو لم يكن ‪ ,‬وهذا يجب بحسب المكان على كل أحد‬
‫بنفسه وماله ‪ ,‬مع القلة والكللثرة ‪ ,‬والمشللي والركللوب ‪ ,‬كمللا‬
‫كان المسلمون ‪ ,‬لما قصدهم العللدو عللام الخنللدق ولللم يللأذن‬
‫الله في تركه أحللدا ً كمللا أذن فللي تللرك الجهللاد ابتللداء لطلللب‬
‫العدو ‪ ,‬الذي قسمهم فيلله إلللى قاعللد وخللارج ‪ .‬بللل ذم الللذين‬
‫ة‬
‫ي ب ِعَ لوَْر ٍ‬
‫مللا هِ ل َ‬ ‫ن ب ُُيوت ََنا عَوَْرةٌ وَ َ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫يستأذنون النبي ‪ ( ‬ي َ ُ‬
‫ن إ ِّل فَِرارًا()الحزاب‪ :‬من الية ‪ ، (13‬فهذا دفللع عللن‬ ‫دو َ‬‫ري ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫إِ ْ‬
‫الدين والحرمة والنفس ‪ ,‬وهو قتال اضطرار ‪ ,‬وذلللك – يعنللي‬
‫جهللاد الطلللب ‪ -‬قتللال اختيللار ; للزيللادة فللي الللدين وإعلئه‬
‫ولرهاب العدو ‪ ,‬كغزاة تبوك ونحوها " ‪.‬‬
‫الوجه الرابع ‪ :‬أننا لو تنزلنا درجات ‪ ،‬وسلمنا أن هذا الحكللم‬
‫غير منسوخ ‪ ،‬وأن بين المسلمين وبين المريكان )مواثيق لللم‬
‫ينقضوها( ‪ ،‬وأن هللذا المللر ليللس فيمللن تللرك الهجللرة ‪ ،‬فللإن‬
‫غايته ترك نصرة أولئك المسلمين فقط ‪ ،‬ول يللدل بحللال مللن‬
‫الحوال على نصرة الكفار عليهم ‪.‬‬
‫‪143‬‬

‫الخاتمة‬
‫واجب المسلمين في هذه الفتنة‬
‫إن الواجب على المسلم في هذه الفتنة يتلخص في أمريللن‬
‫‪:‬‬
‫المر الول ‪:‬‬
‫الهتمام بللأمور التوحيللد والعنايللة بلله ‪ ،‬فالتوحيللد رأس مللال‬
‫المسلم ‪ ،‬ل يجتاز الصراط يوم القيامة إل به ‪ ،‬وقللد بّينللت لنللا‬
‫هذه الحداث مدى ضعف التوحيد عند الناس ‪ ،‬بل وعند بعللض‬
‫من يتشدق به من المنتسبين للعلم ‪ ،‬فل بللد للمسلللم مللن أن‬
‫يعرف موطئ قدميه في هذه الفتن ‪ ،‬فيحللذر كللل الحللذر مللن‬
‫موالة أعداء الله الكفار على المسلللمين ولللو باللسللان ‪ ،‬وأن‬
‫هذا الشيء سيوبق دنياه – بحرب الكفار له بعد انتهللائهم مللن‬
‫إخوانه – ‪ ،‬ويوبق آخرته بارتداده عن دينه والعياذ بالله‪.‬‬
‫المر الثاني ‪:‬‬
‫وجللوب الوقللوف مللع إخللوانه المسلللمين فللي )أفغانسللتان(‬
‫وتأييدهم بما يقدر عليه من نفللس أو مللال أو سلللح أو رأي أو‬
‫ُ‬ ‫هذ ُ‬
‫ة‬
‫مـ ً‬‫مأ ّ‬‫مت ُك ُـ ْ‬
‫هأ ّ‬‫ن َ ِ ِ‬
‫وإ ِ ّ‬
‫غير ذلك ‪ ،‬فقللد قللال الللله سللبحانه ( َ‬
‫حدةً َ‬
‫ن( )المؤمنون‪ .(52:‬وقال تعالى (‬ ‫فات ّ ُ‬
‫قو ِ‬ ‫م َ‬ ‫وأَنا َرب ّك ُ ْ‬‫َ‬ ‫وا ِ َ‬ ‫َ‬
‫ة ()الحجرات‪ :‬من الية ‪. (10‬‬ ‫و ٌ‬
‫خ َ‬‫ن إِ ْ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ما ال ُ‬‫إ ِن ّ َ‬
‫وثبت في الصحيحين عللن ابللن عمللر رضللي الللله عنهمللا أن‬
‫النللبي ‪ ‬قللال )المســلم أخــو المســلم ل يظلمــه ول‬
‫يسلمه(‪.‬‬
‫وثبت فيهما أيضا ً عن أبي هريرة رضللي الللله عنلله أن النللبي‬
‫‪ ‬قال )المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول يخــذله ول‬
‫يحقره(‪.‬‬
‫وثبت فيهما أيضا ً عن النعمان بللن بشللير رضللي الللله عنهمللا‬
‫لن النلللبي ‪ ‬قلللال )تــرى المــؤمنين فــي تراحمهــم‬
‫وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشــتكى عضــو‬
‫تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى(‪.‬‬
‫وثبت فيهما أيضا ً عن أبي موسى الشعري رضي الللله عنلله‬
‫أن النبي ‪ ‬قال )المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضــه‬
‫بعضا ً ‪ ،‬ثم شبك بين أصابعه(‪.‬‬
‫‪144‬‬

‫وقللد تحللالف أهللل الكفللر جميعهللم – أخزاهللم الللله – علللى‬


‫إخواننا المسلمين في )أفغانستان( ‪ ،‬فيجب على كللل مسلللم ٍ‬
‫الوقوف معهم والدعاء لهم ونصرتهم ‪ ،‬وهذا من أقل حقوقهم‬
‫علينا ‪.‬‬
‫فقد أمر الله تعالى بنصر المسلم وترك خللذلنه ‪ ،‬ول تعتللبر‬
‫سياسات الدول مغيرة لشرع الله ول مخصصللة للله ‪ ،‬بللل إننللا‬
‫نعلنها براءة إلللى الللله تعللالى مللن كللل سياسللة تخللالف أمللره‬
‫وتوالي أعداءه وتحارب أولياءه ‪.‬‬
‫ن على كل مللن‬ ‫والجهاد في مثل هذه الحالة يكون فرض عي ٍ‬
‫يقللدر عليلله ‪ ،‬ل يسللتأذن فيلله أحللدا ً ‪ ،‬فللإن هللذا العللدو الكللافر‬
‫الفاجر الخلبيث قللد بللدأ بضللرب ديللار السللم ول ناصلر لمللن‬
‫ضللربهم إل الللله تعللالى ‪ ،‬وجهللاده مللن أعظللم أنللواع الجهللاد‬
‫وأوجبها ‪ ،‬قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله في )الفتاوى‬
‫الكبرى ‪:( 4/520‬‬
‫) وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصللائل عللن الحرمللة‬
‫والدين فواجب إجماعلا ً ‪ ،‬فالعلدو الصلائل اللذي يفسلد اللدين‬
‫والدنيا ل شيء أوجب بعد اليمان من دفعلله ‪ ،‬فل يشللترط للله‬
‫شرط بل يدفع بحسب المكان وقللد نللص علللى ذلللك العلمللاء‬
‫أصحابنا وغيرهم (‪.‬‬
‫وقال ‪ ) :‬وإذا دخللل العللدو بلد السلللم فل ريللب أنلله يجللب‬
‫دفعلله علللى القللرب فللالقرب ‪ ،‬إذ بلد السلللم كلهللا بمنزلللة‬
‫البلدة الواحدة ‪ ،‬وأنه يجب النفير إليلله بل إذن والللد ول غريللم‬
‫ونصوص أحمد صريحة بهذا ( ‪.‬‬
‫فالله الله عباد الله في إخوانكم في )أفغانستان( !!‬
‫إياكم وخذلنهم ‪ ،‬فهم في أمس الحاجة إليكم ‪.‬‬
‫واعلموا أن قوى الكفللر ولللو طللال بغيهللا ‪ ،‬وانتشللر خبثهللا ‪،‬‬
‫واستطال سلطانها ‪ ،‬فإن لها نهاية قريبة ‪ ،‬والعاقبة للمتقيللن ‪،‬‬
‫فإن الله سبحانه قد وعد – ومن أصدق من الله حللديثا ً – بللأنه‬
‫ناصر دينه ‪ ،‬ومعز أولياءه ‪ ،‬ومذل أعللداءه ‪ ،‬ولكللن لكللل أجللل‬
‫كتاب ‪ ،‬وكل شيء عنده بمقدار ‪.‬‬
‫وفي مسند المام أحمد وغيره عن تميم الداري رضي الللله‬
‫عنه قال سمعت رسول الله ‪ ‬يقول‪ " :‬ليبلغن هذا المللر مللا‬
‫بلغ الليل والنهار ‪ ،‬ول يترك الللله بيللت مللدر ول وبللر إل أدخللله‬
‫الله هذا الدين ‪ ،‬بعز عزيز يعز به السلم ‪ ،‬أو ذل ذليللل يللذل‬
‫به الكفر" ‪.‬‬
‫‪145‬‬

‫وفيه عن المقداد رضي الله عنه عن رسول الللله ‪ ‬قللال ‪:‬‬


‫" ل يبقى على وجه الرض بيت مللدر ول وبللر إل دخلتلله كلمللة‬
‫السلم بعز عزيز ‪ ،‬أو بذل ذليل " ‪.‬‬
‫وفي الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله ‪ ‬قللال ‪ " :‬ل‬
‫تقللوم السللاعة حللتى يقاتللل المسلللمون اليهللود ‪ ،‬فيقتلهللم‬
‫المسلمون ‪ ،‬حتى يختبئ اليهودي مللن وراء الحجللر والشللجر ‪،‬‬
‫فيقول الحجر أو الشجر ‪ :‬يا مسلم ‪ ،‬يا عبد الله ‪ ،‬هللذا يهللودي‬
‫خلفي ؛ فتعال فاقتله ‪ ،‬إل الغرقد فإنه من شجر اليهود "‪.‬‬
‫وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الللله‬
‫‪ ‬قال ‪" :‬ل تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالعماق أو بدابق‬
‫‪ ،‬فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الرض يومئذ ‪،‬‬
‫فإذا تصافوا قالت الللروم ‪ :‬خلللوا بيننللا وبيللن الللذين سللبوا منللا‬
‫نقاتلهم ‪ ،‬فيقول المسلمون ‪ :‬ل والللله ‪ ،‬ل نخلللي بينكللم وبيللن‬
‫إخواننا ‪ ،‬فيقاتلونهم ‪ ،‬فيهزم ثللث ل يتللوب الللله عليهللم أبللدا ً ‪،‬‬
‫ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ‪ ،‬ويفتح الثلث ل يفتنللون‬
‫أبدا ً ‪ ،‬فيفتحون قسطنطينية ‪ ،‬فبينما هم يقسمون الغنللائم قللد‬
‫علقللوا سلليوفهم بللالزيتون ‪ ،‬إذ صللاح فيهللم الشلليطان ‪ :‬إن‬
‫المسيح قد خلفكم في أهليكم ‪ ،‬فيخرجون وذلك باطل ‪ ،‬فللإذا‬
‫جللاءوا الشللام خللرج ‪ ،‬فبينمللا هللم يعللدون للقتللال ‪ :‬يسللوون‬
‫الصللفوف ‪ ،‬إذ أقيمللت الصلللة ‪ ،‬فينللزل عيسللى ابللن مريللم‬
‫فأمهم ‪ ،‬فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملللح فللي المللاء ‪،‬‬
‫فلو تركه لذاب حتى يهلك ‪ ،‬ولكللن يقتللله الللله بيللده ‪ ،‬فيريهللم‬
‫دمه في حربته"‪.‬‬
‫وفي الصحيح عن أبي هريللرة رضللي الللله عنلله قللال ‪ :‬قللال‬
‫رسول الله ‪ " : ‬والذي نفسي بيده ليوشللكن أن ينللزل ابللن‬
‫مريم حكما ً عدل ً ‪ ،‬فيكسر الصللليب ‪ ،‬ويقتللل الخنزيللر ‪ ،‬ويضللع‬
‫الجزيللة ‪ ،‬ويفيللض المللال حللتى ل يقبللله أحللد ‪ ،‬وحللتى تكللون‬
‫السجدة الواحدة خيرا ً له من الدنيا وما فيها" ‪.‬‬
‫جعلنا الله سبحانه من أنصلار دينلله ‪ ،‬وملن أوليلائه ‪ ،‬ورزقنللا‬
‫البراءة من جميع الطواغيت وأنصارهم ‪ ،‬ورزقنا الشهادة فللي‬
‫سبيله ‪ ،‬مقبلين غير مللدبرين ‪ ،‬صللابرين محتسللبين ‪ ،‬وحشللرنا‬
‫في زمرة النبيللاء والصللديقين والشللهداء والصللالحين وحسللن‬
‫أولئك رفيقا ً ‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ‪.‬‬
‫‪146‬‬

‫وصلللى الللله وسلللم علللى نبينللا محمللد وعلللى آللله وصللحبه‬


‫أجمعين ‪.‬‬

‫كتبه‬
‫ناصر بن حمد الفهد‬
‫الرياض‬
‫شعبان ‪1422‬‬
‫‪147‬‬

‫الفهرس‬
‫مقدمـــة ســـماحة الشـــيخ ‪ /‬حمـــود بـــن عقلء ‪3‬‬
‫الشعيبي حفظه الله‬
‫مقدمــة فضــيلة الشــيخ ‪ /‬ســليمان بــن ناصــر ‪5‬‬
‫العلوان حفظه الله‬
‫‪5‬‬ ‫الدلة على وجوب نصرة المسلمين‬
‫‪6‬‬ ‫وجوب مناصرة المجاهدين‬
‫‪6‬‬ ‫مناصرة الكفار على المسلمين بأي نوع ‪ :‬كفر وردة‬
‫الرد علللى فتللوى بعللض المنهزميللن فللي جللواز مشللاركة ‪6‬‬
‫الجنود المحسللوبين علللى السلللم مللن المريكييللن فللي‬
‫قتال المجاهدين الفغان‬
‫مقدمة فضيلة الشيخ ‪ /‬علي بن خضــير الخضــير ‪8‬‬
‫حفظه الله‬
‫الللرد علللى فتللوى بعللض المعاصللرين فللي جللواز قتللال ‪9‬‬
‫العسكريين المسلمين المريكان للمسلمين الفغان‬
‫الللرد علللى مللن أجللاز لهللم المشللاركة فللي الخللدمات أو ‪11‬‬
‫التموين ونحو ذلك‬
‫التجنس بجنسية الكفللار والعمللل بمقتضللاها مللن الللدفاع ‪11‬‬
‫عن الوطن‬
‫مسللألة العللذر بالتأويللل والجهللل لمللن عائش لا ً فللي ديللار ‪12‬‬
‫المسلمين‬
‫‪18‬‬ ‫ربط كفر من ظاهر الكفار بالعتقاد‬
‫‪20‬‬ ‫دعوة المسلمين لمناصرة طالبان على أعدائهم‬
‫‪21‬‬ ‫مقدمة المؤلف‬
‫‪24‬‬ ‫الفصل الول ‪ :‬الحملة الصليبية ضد السلم ‪:‬‬
‫‪25‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬نبذة عن أمريكا ‪:‬‬
‫‪30‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬نبذة عن طالبان ‪:‬‬
‫‪34‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬الدلة على الحملة الصليبية ‪:‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الدلة على كفللر مللن أعللان )أمريكللا( ‪41‬‬
‫في هذه الحملة ‪:‬‬
‫‪41‬‬ ‫تمهيد ‪ :‬في الولء والبراء‬
‫‪45‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬الدليل من الجماع ‪:‬‬
‫‪47‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الدلة من الكتاب ‪:‬‬
‫‪58‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬الدلة من السنة ‪:‬‬
‫‪148‬‬

‫‪62‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬الدلة من أقوال الصحابة ‪:‬‬


‫‪63‬‬ ‫المبحث الخامس ‪ :‬الدلة من القياس ‪:‬‬
‫‪65‬‬ ‫المبحث السادس ‪ :‬الدلة من التاريخ ‪:‬‬
‫‪69‬‬ ‫المبحث السابع ‪ :‬الدلة من أقوال أهل العلم ‪:‬‬
‫‪69‬‬ ‫أول ً ‪ :‬من أقوال علماء الحنفية ‪:‬‬
‫‪70‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬من أقوال علماء المالكية ‪:‬‬
‫‪72‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬من أقوال علماء الشافعية ‪:‬‬
‫‪74‬‬ ‫رابعا ً ‪ :‬من أقوال علماء الحنابلة ‪:‬‬
‫‪76‬‬ ‫خامسا ً ‪ :‬من أقوال علماء الظاهرية ‪:‬‬
‫‪77‬‬ ‫سادسا ً ‪ :‬من أقوال غيرهم من العلماء المجتهدين ‪:‬‬
‫‪78‬‬ ‫سابعا ً ‪ :‬من أقوال المتأخرين ‪:‬‬
‫‪78‬‬ ‫كلم الشيخ جمال الدين القاسمي ‪:‬‬
‫‪79‬‬ ‫فتوى الشيخ رشيد رضا ‪:‬‬
‫‪79‬‬ ‫فتوى الشيخ عبد المجيد سليم ولجنة فتوى الزهر‪:‬‬
‫‪79‬‬ ‫فتوى الشيخ أحمد شاكر ‪:‬‬
‫فتوى المشايخ ‪ :‬محمد أبو زهرة ‪ ،‬وعبللد العزيللز عللامر ‪82 ،‬‬
‫ومصطفى زيد ‪ ،‬ومحمد البنا‪:‬‬
‫‪83‬‬ ‫فتوى الشيخ ‪ :‬محمد المين الشنقيطي ‪:‬‬
‫‪83‬‬ ‫كلم الشيخ ابن حميد ‪:‬‬
‫‪83‬‬ ‫فتوى الشيخ ابن باز ‪:‬‬
‫‪84‬‬ ‫ثامنا ً ‪ :‬من أقوال المعاصرين ‪:‬‬
‫‪84‬‬ ‫فتوى الشيخ حمود الشعيبي ‪:‬‬
‫‪85‬‬ ‫فتوى الشيخ عبد الرحمن البراك ‪:‬‬
‫‪85‬‬ ‫فتوى الشيخ علي الخضير ‪:‬‬
‫‪85‬‬ ‫فتوى الشيخ سليمان العلوان‪:‬‬
‫‪86‬‬ ‫فتوى الشيخ عبد الله السعد ‪:‬‬
‫‪86‬‬ ‫فتوى الشيخ عبد الله الغنيمان ‪:‬‬
‫‪87‬‬ ‫فتوى الشيخ سفر الحوالي ‪:‬‬
‫‪87‬‬ ‫فتوى الشيخ بشر البشر ‪:‬‬
‫‪87‬‬ ‫فتوى الشيخ نظام الدين شامزي ‪:‬‬
‫‪87‬‬ ‫فتوى علماء المغرب ‪:‬‬
‫المبحــث الثــامن ‪ :‬الدلللة مللن أقللوال أئمللة الللدعوة ‪88‬‬
‫النجدية ‪:‬‬
‫‪88‬‬ ‫كلم شيخ السلم محمد بن عبد الوهاب ‪:‬‬
‫‪89‬‬ ‫كلم المام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ‪:‬‬
‫‪149‬‬

‫‪89‬‬ ‫سليمان بن عبد الله آل الشيخ ‪:‬‬ ‫كلم الشيخ‬


‫‪90‬‬ ‫محمد بن أحمد الحفظي ‪:‬‬ ‫كلم الشيخ‬
‫‪90‬‬ ‫عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ‪:‬‬ ‫كلم الشيخ‬
‫عبد اللطيف بن عبد الرحمللن بللن حسللن آل ‪92‬‬ ‫كلم الشيخ‬
‫الشيخ ‪:‬‬
‫‪93‬‬ ‫كلم الشيخ حمد بن عتيق ‪:‬‬
‫‪94‬‬ ‫كلم الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ ‪:‬‬
‫‪96‬‬ ‫كلم المشايخ ‪ :‬عبد الله وإبراهيم ابني عبللد اللطيللف آل‬
‫الشيخ ‪ ،‬وسليمان بن سحمان‪:‬‬
‫‪96‬‬ ‫كلم الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ ‪:‬‬
‫‪96‬‬ ‫كلم الشيخ سليمان بن سحمان ‪:‬‬
‫‪98‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬الرد على الشبهات التي أثيرت حللول‬
‫هذا الموضوع ‪:‬‬
‫‪99‬‬ ‫الشبهة الولى ‪ :‬قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله‬
‫عنه ‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫الشبهة الثانية ‪ :‬قصة أبي جندل بن سهيل رضي الللله‬
‫‪3‬‬ ‫عنهما ‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫الشـــبهة الثالثـــة ‪ :‬أن التحلللالف بيلللن المسللللمين‬
‫‪8‬‬ ‫والصليبيين مثل )حلف الفضول( ‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫الشبهة الرابعة ‪ :‬وجود إكراه في هذا المر ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫الشبهة الخامسة ‪ :‬أن إعانة الكفللار علللى المسلللمين ‪11‬‬
‫‪4‬‬ ‫على قسمين ‪:‬‬
‫الشبهة السادسة ‪ :‬أن طالبان ومن معهم ظالمون ‪11 :‬‬
‫‪9‬‬
‫‪12‬‬ ‫الشبهة السابعة ‪ :‬أن طالبان دولة مشركين ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫الشبهة الثامنة ‪ :‬الستدلل بقوله تعالى )إل على قوم ‪12‬‬
‫‪7‬‬ ‫بينكم وبينهم ميثاق(‬
‫‪12‬‬ ‫الخاتمة ‪ :‬واجب المسلمين في هذه الفتنة ‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫‪13‬‬ ‫الفهرس ‪:‬‬
‫‪2‬‬

You might also like