You are on page 1of 115

‫فتح القريب المجيب‬

‫في‬
‫شرح ألفاظ التقريب‬

‫للعلمة أبي عبد الله محمد بن قاسم‬


‫الغزي الشافعي‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫قال الشيخ المام العالم العلمة شمس الللدين أبللو عبللد الل ّلله‬
‫ي تغمده الله برحمته ورضوانه آمين‪:‬‬ ‫محمد بن قاسم الشافع ّ‬
‫الحمد لله تبركا ً بفاتحة الكتاب لنها ابتللداء كللل أم لرٍ ذي بللال‪،‬‬
‫وخاتمة كل دعللاء مجللاب‪ ،‬وآخلر دعللوى المللؤمنين فللي الجنلة دار‬
‫الثواب‪ ،‬أحمده أن وفق من أراد من عباده للتفقه في الدين على‬
‫وفللق مللراده‪ ،‬وأصلللي وأسلللم علللى أفضللل خلقلله محمللد سلليد‬
‫دين" وعلى‬ ‫خْيرا ً ي َُفّقهْ ُ‬
‫ه ِفي ال ّ‬ ‫ه بهِ َ‬‫ن ي ُرِدِ الل ّ ُ‬‫م ْ‬
‫المرسلين‪ ،‬القائل‪َ " :‬‬
‫سهْوِ الغافلين‪.‬‬ ‫ذاكرين وَ َ‬ ‫آله وصحبه مدة ذكر ال ّ‬
‫)وبعد(‪ :‬هذا كتاب في غاية الختصار والتهلذيب‪ ،‬وضلعته عللى‬
‫الكتاب المسمى بالتقريب لينتفع به المحتاج من المبتدئين لفلروع‬
‫الشريعة والدين‪ ،‬وليكون وسيلة لنجاتي يوم الدين‪ ،‬ونفعللا ً لعبللاده‬
‫المسلمين إنه سميع دعاء عباده‪ ،‬وقريب مجيللب‪ ،‬ومللن قصللده ل‬
‫ب{ )سورة البقرة‪ :‬اليللة‬ ‫ري ٌ‬ ‫عَباِدي عَّني َفإّني قَ ِ‬ ‫ك ِ‬‫سأ َل َ َ‬ ‫يخيب }َوإ َ‬
‫ذا َ‬
‫‪.(186‬‬
‫واعلم أنه يوجد في بعض نسخ هذا الكتللاب فللي غيللر خطبتلله‬
‫تسللميته تللارة بللالتقريب‪ ،‬وتللارة بغايللة الختصللار‪ ،‬فلللذلك سللميته‬
‫باسللمين أحللدهما‪) :‬فتللح القريللب المجيللب( فللي شللرح ألفللاظ‬
‫التقريب‪ ،‬والثاني‪" :‬القول المختار في شرح غاية الختصار"‪.‬‬
‫قللال الشلليخ المللام أبللو الطيللب‪ :‬ويشللتهر أيضلا ً بللأبي شللجاع‬
‫شهاب الملة والدين أحمد بن الحسين بن أحمد الصفهاني سللقى‬
‫الللله ثللراه صللبيب الرحمللة والرضللوان‪ ،‬وأسللكنه أعلللى فراديللس‬
‫الجنان‪.‬‬
‫)بسم الّله الرحمن الرحيلم( أبتلدىء كتلابي هلذا‪ ،‬واللله اسل ٌ‬
‫م‬
‫للذات الواجب الوجود‪ ،‬والّرحمن أبلغ من الرحيم‪) .‬الحمد لله( هو‬
‫ب( أي مالللك‬ ‫الثناء على الله تعالى بالجميل على جهة التعظيم )ر ّ‬
‫ص‬‫)العالمين( بفتح اللم‪ ،‬وهو كما قال ابللن مالللك اسللم جمللع خللا ّ‬
‫بمن يعقل ل جمع‪ ،‬ومفرده عالم بفتللح اللم‪ ،‬لنلله اسللم عللام لمللا‬
‫ص بمن يعقللل‪) .‬وصلللى الللله( وسلللم‬ ‫سوى الله تعالى والجمع خا ّ‬
‫ي إليله‬ ‫ي( هلو بلالهمز وتركله إنسلان أوحل َ‬ ‫)على سيدنا محمد النلب ّ‬
‫ي‬ ‫بشللرع يعمللل بلله‪ ،‬وإن لللم يللؤمر بتبليغلله فللإن أمللر بتبليغلله فنللب ّ‬
‫ورسول أيضًا‪ .‬والمعنى ينشىء الصلة والسلم عليه‪ ،‬ومحمد علم‬
‫ي بللدل منلله أو‬ ‫منقول مللن اسللم مفعللول المضللعف العيللن‪ ،‬والنللب ّ‬
‫عطف بيان عليه‪) .‬و( على )آله الطاهرين( هم كما قال الشافعي‬
‫أقاربه المؤمنون من بني هاشم‪ ،‬وبنللي المطلللب‪ ،‬وقيللل واختللاره‬
‫ل قوله الطللاهرين منللتزع مللن قللوله‬ ‫ل مسلم‪ .‬ولع ّ‬ ‫النووي‪ :‬إنهم ك ّ‬
‫م ت َط ِْهيللرًا{ )و( علللى )صللحابته( جمللع صللاحب‬ ‫تعللالى‪} :‬وَي ُط َهُّرك ُل ْ‬
‫ي وقللوله )أجمعيللن( تأكيللد لصللحابته‪ .‬ثللم ذكللر المصللنف أنلله‬ ‫النللب ّ‬
‫مسؤول في تصنيف هذا المختصر بقوله‪:‬‬
‫)سألني بعض الصدقاء( جمع صللديق‪ .‬وقللوله‪) :‬حفظهللم الللله‬
‫تعالى( جملة دعائية )أن أعمل مختصرًا( هو مللا قللل لفظلله وكللثر‬
‫معنللاه )فللي الفقلله( هللو لغللة الفهللم‪ ،‬واصللطلحا ً العلللم بالحكللام‬
‫الشرعية العملية‪ ،‬المكتسب من أدلتها التفصلليلية‪) .‬علللى مللذهب‬
‫المام( العظم المجتهد ناصر السنة والدين أبي عبللد الل ّلله محمللد‬
‫بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع‪) .‬الشافعي( ولد بغللزة‬
‫سنة خمسين ومائة ومات )رحمة الله عليه ورضوانه( يوم الجمعة‬
‫سلخ رجب سنة أربع ومائتين‪ ،‬ووصف المصنف مختصره بأوصاف‬
‫منهللا أنلله )فللي غايللة الختصللار ونهايللة اليجللاز( والغايللة والنهايللة‬
‫متقاربان وكذا الختصار واليجاز‪ ،‬ومنها أنه )يقرب على المتعلللم(‬
‫لفلللروع الفقللله )درسللله ويسلللهل عللللى المبتلللدىء حفظللله( أي‬
‫استحضاره على ظهر قلب لمللن يرغللب فللي حفللظ مختصللر فللي‬
‫الفقه‪) .‬و( سألني أيضا ً بعض الصدقاء )أن أكثر فيه( أي المختصر‬
‫)مللن التقسلليمات( للحكللام الفقهيللة )و( مللن )حصللر( أي ضللبط‬
‫)الخصال( الواجبة والمندوبة وغيرهما )فللأجبته إلللى( سللؤاله فللي‬
‫)ذلللك طالب لا ً للثللواب( مللن الللله تعللالى جللزاء علللى تصللنيف هللذا‬
‫المختصر )راغبا ً إلى الله سبحانه وتعالى( في العانللة مللن فضللله‬
‫على تمام هذا المختصر و)في التوفيق للصواب( وهو ضللد الخطللأ‬
‫)إنه( تعالى )علللى مللا يشللاء( أي يريللد )قللدير( أي قللادر )وبعبللاده‬
‫لطيف خبير( بأحوال عباده‪ ،‬والول مقتبس من قوله تعالى‪} :‬الل ّ ُ‬
‫ه‬
‫ه{ )سللورة الشللورى‪ :‬اليللة ‪ (19‬والثللاني مللن قللوله‬ ‫ف ب ِعِب َللادِ ِ‬ ‫لَ ِ‬
‫طيل ٌ‬
‫م الخبيُر{ )سورة النعام‪ :‬الية ‪ (18‬واللطيللف‬ ‫كي ُ‬
‫تعالى‪} :‬وَهُوَ الح ِ‬
‫والخبير اسمان من أسلمائه تعلالى‪ ،‬ومعنلى الول العلالم بلدقائق‬
‫المور ومشكلتها‪ ،‬ويطلق أيضا ً بمعنى الرفيق بهللم‪ ،‬فللالله تعللالى‬
‫عالم بعباده‪ ،‬وبمواضع حوائجهم‪ ،‬رفيق بهم‪ ،‬ومعنى الثاني قريللب‬
‫من معنى الول‪ ،‬ويقال خللبرت الشلليء أخللبره فأنللا بلله خللبير‪ ،‬أي‬
‫عليم‪ .‬قال المصنف رحمه الله تعالى‪.‬‬

‫كتاب أحكام الطهارة‬


‫والكتاب لغة مصللدر بمعنللى الضلم والجمللع‪ ،‬واصلطلحا ً اسللم‬
‫لجنس من الحكام‪ ،‬أما الباب فاسم لنللوع ممللا دخللل تحللت ذلللك‬
‫الجنس‪ ،‬والطهارة بفتللح الظللاء لغللة النظافللة‪ ،‬وأمللا شللرعا ً ففيهللا‬
‫تفاسير كثيرة‪ ،‬منها قللولهم فعللل مللا تسللتباح بلله الصلللة‪ ،‬أي مللن‬
‫وضوء وغسل وتيمم وإزالللة نجاسللة‪ ،‬أمللا الطهللارة بالضللم فاسللم‬
‫لبقية الماء‪ .‬ولما كان الماء آلة للطهارة‪ ،‬استطرد المصنف لنواع‬
‫المياه فقال‪:‬‬
‫)الميللاه الللتي يجللوز( أي يصللح )التطهيللر بهللا سللبع ميللاه مللاء‬
‫السماء( أي النازل منها وهو المطر )وماء البحر( أي الملح )ومللاء‬
‫النهر( أي الحلو )وماء البئر ومللاء العيللن ومللاء الثلللج ومللاء الللبرد(‬
‫ويجمع هذه السبعة قولك‪ :‬ما نزل من السلماء أو نبلع ملن الرض‬
‫على أي صفة كان من أصللل الخلقللة )ثللم الميللاه( تنقسللم )علللى‬
‫أربعة أقسللام( أحللدها )طللاهر( فللي نفسلله )مطهللر( لغيللره )غيللر‬
‫مكروه استعماله‪ ،‬وهو الماء المطلق( عن قيد لزم فل يضر القيد‬
‫المنفك‪ ،‬كماء الللبئر فللي كللونه مطلق لا ً )و( الثللاني )طللاهر مطهللر‬
‫مكروه استعماله( في البدن ل في الثوب)وهللو المللاء المشللمس(‬
‫أي المسخن بتأثير الشمس فيه‪ ،‬وإنما يكره شرعا ً بقطر حار فللي‬
‫إناء منطبع‪ ،‬إل إناء النقد لصفاء جوهرهما‪ ،‬وإذا برد زالت الكراهة‪،‬‬
‫واختار النووي عدم الكراهة مطلقًا‪ ،‬ويكره أيض لا ً شللديد السللخونة‬
‫والبرودة )و( القسم الثالث )طاهر( في نفسه )غير مطهر( لغيره‬
‫)وهو الماء المستعمل( في رفع حدث أو إزالة نجس إن لم يتغير‪،‬‬
‫ولللم يللزد وزنلله بعللد انفصللاله عمللا كللان بعللد اعتبللار مللا يتش لّربه‬
‫المغسول من الماء‪) .‬والمتغير( أي ومن هذا القسم الماء المتغير‬
‫أحد أوصافه )بما( أي بشيء )خالطه من الطللاهرات( تغيللرا ً يمنللع‬
‫إطلق اسم الماء عليه‪ ،‬فإنه طاهر غير طهور حسي ّا ً كان التغير أو‬
‫تقديريًا‪ ،‬كللأن اختلللط بالمللاء مللا يللوافقه فللي صللفاته كمللاء الللورد‬
‫المنقطع الرائحة‪ ،‬والمللاء المسللتعمل فللإن لللم يمنللع إطلق اسللم‬
‫الماء عليه بأن كان تغيره بالطاهر يسيرًا‪ ،‬أو بما يوافق الماء فللي‬
‫صفاته وقدر مخالفًا‪ ،‬ولم يغيره فل يسلب طهللوريته‪ ،‬فهللو مطهللر‬
‫لغيره‪ ،‬واحترز بقوله خالطه عللن الطللاهر المجللاور للله‪ ،‬فللإنه بللاق‬
‫على طهوريته‪ ،‬ولللو كللان التغيللر كللثيرا ً وكللذا المتغيللر بمخللالط‪ ،‬ل‬
‫يسللتغني المللاء عنلله كطيللن وطحلللب‪ ،‬ومللا فللي مقللره وممللره‪،‬‬
‫والمتغير بطول المكث فإنه طهور‪) .‬و( القسم الرابع )ماء نجس(‬
‫أي متنجللس وهللو قسللمان أحللدهما قليللل )وهللو الللذي حلللت فيلله‬
‫نجاسللة( تغيللر أم ل )وهللو( أي والحللال أنلله مللاء )دون القلللتين(‬
‫ويستثنى من هذا القسم الميتة التي ل دم لها سائل عند قتلها‪ ،‬أو‬
‫شق عضللو منهللا كالللذباب إن لللم تطللرح فيلله‪ ،‬ولللم تغيللره‪ ،‬وكللذا‬
‫النجاسللة الللتي ل يللدركها الطللرف‪ ،‬فكللل منهمللا ل ينجللس المللائع‬
‫ويستثنى أيضلا ً صلور مللذكورة فلي المبسلوطات‪ ،‬وأشلار للقسللم‬
‫الثاني من القسللم الرابللع بقللوله‪) :‬أو كللان( كللثيرا ً )قلللتين( فللأكثر‬
‫)فتغير(يسيرا ً أو كثيرًا‪.‬‬
‫)والقلتان خمسمائة رطل بغللدادي تقريبلا ً فللي الصللح( فيهمللا‬
‫والرطللل البغللدادي عنللد النللووي مللائة وثمانيللة وعشللرون درهملا ً‬
‫وأربعة أسباع درهللم‪ ،‬وتللرك المصللنف قسللما ً خامسلا ً وهللو المللاء‬
‫المطهر الحرام كالوضوء بماء مغصوب أو مسبل للشرب‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في ذكر شيء من العيان المتنجسة وما يطهر منهللا‬


‫بالدباغ وما ل يطهر‪) .‬وجلود الميتللة( كلهللا )تطهللر بالللدباغ( سللواء‬
‫في ذلك ميتة مأكول اللحم وغيره‪ .‬وكيفية اللدبغ أن ينلزع فضلول‬
‫الجلد مما يعفنه من دم ونحوه بشلليء حريللف كعفللص‪ ،‬ولللو كللان‬
‫الحريللف نجس لا ً كللذرق حمللام كفللى فللي الللدبغ )إل جلللد الكلللب‬
‫والخنزير وما تولللد منهمللا أو مللن أحللدهما( مللع حيللوان طللاهر فل‬
‫يطهر بالدباغ )وعظم الميتللة وشللعرها نجللس( وكللذا الميتللة أيضلا ً‬
‫نجسة وأريد بهللا الزائلللة الحيللاة بغيللر ذكللاة شللرعية‪ ،‬فل يسللتثنى‬
‫حينئذ جنين المذكاة إذا خرج من بطللن أملله ميت لًا‪ ،‬لن ذكللاته فللي‬
‫ذكاة أمه‪ ،‬وكذا غيره من المستثنيات المذكورة في المبسللوطات‪،‬‬
‫ي( أي فللإن شللعره‬ ‫ثم اسللتثنى مللن شللعر الميتللة قللوله )إل الدمل ّ‬
‫طاهر كميتته‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في بيان ما يحرم استعماله مللن الوانللي ومللا يجللوز‪.‬‬


‫وبدأ بلالول فقلال )ول يجلوز( فلي غيلر ضلرورة لرجلل أو املرأة‬
‫)استعمال( شيء من )أواني الذهب والفضة( ل في أكللل ول فللي‬
‫شرب ول غيرهما‪ ،‬وكما يحرم استعمال ما ذكر يحرم اتخللاذه مللن‬
‫ي بللذهب أو‬ ‫غير استعمال في الصللح‪ ،‬ويحللرم أيضلا ً النللاء المطلل ّ‬
‫فضللة إن حصللل مللن الطلء شلليء بعرضلله علللى النللار‪) .‬ويجللوز‬
‫استعمال( إناء )غيرهمللا( أي غيللر الللذهب والفضللة )مللن الوانللي(‬
‫النفيسة كإناء ياقوت‪ ،‬ويحللرم النللاء المضللبب بضللبة فضللة كللبيرة‬
‫عرفا ً لزينة‪ ،‬فإن كانت كبيرة لحاجة جاز مللع الكراهللة‪ ،‬أو صللغيرة‬
‫عرفا ً لزينة كرهت‪ ،‬أو لحاجة فل تكللره‪ ،‬أمللا ضللبة الللذهب فتحللرم‬
‫مطلقا ً كما صححه النووي‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في استعمال آلة السللواك‪ .‬وهللو مللن سللنن الوضللوء‬


‫ويطلللق السللواك أيضللا ً علللى مللا يسللتاك بلله مللن أراك ونحللوه‪.‬‬
‫)والسواك مستحب في كل حال( ول يكره تنزيها ً )إل بعللد الللزوال‬
‫ل‪ ،‬ونزول الكراهللة بغللروب الشللمس‪ ،‬واختللار‬ ‫للصائم( فرضا ً أو نف ً‬
‫النووي عدم الكراهة مطلقا ً )وهو( أي السواك )في ثلثللة مواضللع‬
‫أشد استحبابًا( من غيرها أحدها )عند تغير الفم من أزم( قيللل هللو‬
‫سكوت طويل‪ .‬وقيل ترك الكل‪ ،‬وإنما قال )وغيره( ليشمل تغيللر‬
‫الفم بغير أزم كأكل ذي ريح كريه مللن ثللوم وبصللل وغيرهمللا‪) .‬و(‬
‫الثاني )عنللد القيللام( أي السللتيقاظ )مللن النللوم و( الثللالث )عنللد‬
‫القيللام إلللى الصلللة( فرضلا ً أو نفل ً ويتأكللد أيضلا ً فللي غيللر الثلثللة‬
‫المذكورة مما هو مذكور في المطولت‪ ،‬كقراءة القرآن واصفرار‬
‫السنان‪ ،‬ويسللن أن ينللوي بالسللواك السللنة‪ ،‬وأن يسللتاك بيمينلله‪،‬‬
‫ويبدأ بالجانب اليمن من فمه‪ ،‬وأن يمره على سقف حلقه إمرارا ً‬
‫لطيفًا‪ ،‬وعلى كراسي أضراسه‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في فروض الوضوء‪ .‬وهو بضم الواو في الشهر اسم‬


‫للفعل‪ ،‬وهو المراد هنا وبفتح الواو اسم لمللا يتوضللأ بلله‪ ،‬ويشللتمل‬
‫الول على فروض وسللنن‪ ،‬وذكللر المصللنف الفللروض فللي قللوله‪:‬‬
‫)وفروض الوضوء ستة أشياء( أحدها )النية( وحقيقتها شرعا ً قصد‬
‫الشيء مقترنا ً بفعله‪ ،‬فإن تراخى عنه سللمي عزم لا ً وتكللون النيللة‬
‫)عنللد غسللل( أول جللزء مللن )الللوجه( أي مقترنللة بللذلك الجللزء ل‬
‫بجميعه‪ ،‬ول بما قبله ول بما بعده‪ ،‬فينوي المتوضىء عند غسل ما‬
‫ذكر رفع حدث من أحداثه‪ ،‬أو ينوي استباحة مفتقللر‪ ،‬إلللى وضللوء‪،‬‬
‫أو ينوي فرض الوضوء‪ ،‬أو الوضوء فقط‪ ،‬أو الطهارة عن الحللدث‪،‬‬
‫فإن لم يقل عن الحدث لللم يصللح‪ ،‬وإذا نللوى مللا يعتللبر مللن هللذه‬
‫النيات وشرك معلله نيللة تنظللف أو تللبرد صللح وضللوءه )و( الثللاني‬
‫ده طللول ً مللا بيللن منللابت شللعر الللرأس‬
‫)غسل( جميع )الوجه( وح ّ‬
‫غالبا ً وآخر اللحيين‪ ،‬وهما العظمان اللذان ينبلت عليهملا السلنان‪،‬‬
‫ده‬
‫السفلى يجتمع مقدمهما في الذقن‪ ،‬ومؤخرهما في الذنين وحل ّ‬
‫عرضا ً ما بين الذنين‪ .‬وإذا كان على الوجه شعر خفيف أو كللثيف‪،‬‬
‫وجب إيصال الماء إليه مع البشرة التي تحتلله‪ ،‬وأمللا لحيللة الرجللل‬
‫الكثيفة بأن لم ير المخللاطب بشللرتها مللن خللهللا‪ ،‬فيكفللي غسللل‬
‫ظاهرها بخلف الخفيفة‪ ،‬وهي ما يرى المخاطب بشللرتها‪ ،‬فيجللب‬
‫إيصال الماء لبشرتها‪ ،‬وبخلف لحية امرأة وخنللثى‪ ،‬فيجللب إيصللال‬
‫الماء لبشرتهما ولو كثفًا‪ ،‬ول بد مع غسل الللوجه مللن غسللل جللزء‬
‫من الرأس والرقبة وما تحت الذقن )و( الثالث )غسل اليدين إلى‬
‫المرفقين( فإن لم يكن له مرفقان اعتبر قللدرهما‪ ،‬ويجللب غسللل‬
‫ما على اليدين من شعر )وسلعة‪ ،‬وأصللبع زائدة وأظللافير‪ ،‬ويجللب‬
‫إزالة ما تحتها من وسخ يمنع وصول الماء إليه( )و( الرابع )مسللح‬
‫بعض الرأس( من ذكر أو أنثى أو خنثى‪ ،‬أو مسح بعض شللعر فللي‬
‫حد الرأس‪ .‬ول تتعين اليد للمسح‪ ،‬بل يجللوز بخرقللة وغيرهللا‪ ،‬ولللو‬
‫غسل رأسه بدل مسحها جاز ولو وضع يده المبلولة‪ ،‬ولم يحركهللا‬
‫جللاز )و( الخللامس )غسللل الرجليللن إلللى الكعللبين( إن لللم يكللن‬
‫المتوضىء لبسا ً للخفين‪ ،‬فللإن كللان لبسللهما وجللب عليلله مسللح‬
‫الخفيللن أو غسللل الرجليللن‪ ،‬ويجللب غسللل مللا عليهمللا مللن شللعر‬
‫وسلعة وأصبع زائدة كما سبق في اليدين )و( السادس )الللترتيب(‬
‫في الوضوء )على ما( أي الوجه الذي )ذكرناه( في عد الفللروض‪،‬‬
‫فلو نسي الترتيب لم يكف‪ ،‬ولو غسل أربعة أعضاءه دفعة واحللدة‬
‫بإذنه ارتفع حدث وجهه فقط‪.‬‬
‫)وسننه( أي الوضوء )عشرة أشياء( وفللي بعللض نسللخ المتللن‬
‫عشر خصال )التسمية( أوله وأفلها بسم الله وأكملهللا بسللم الللله‬
‫الرحمن الرحيم‪ ،‬فإن ترك التسمية أوله أتى بها في أثنللائه‪ ،‬فللإن‬
‫فرغ من الوضوء لم يأت بها )وغسل الكفين( إلللى الكللوعين قبللل‬
‫المضمضة ويغسلهما ثلثا ً إن تردد فللي طهرهمللا‪) .‬قبللل إدخالهمللا‬
‫الناء( المشتمل على ماء دون القلتين‪ ،‬فإن لم يغسلهما كللره للله‬
‫غمسهما في النللاء‪ ،‬وإن تيقللن طهرهمللا لللم يكللره للله غمسللهما‪.‬‬
‫)والمضمضة( بعد غسل الكفين‪ ،‬ويحصل أصل السنة فيها بإدخال‬
‫الماء في الفم سواء أداره فيه ومجه أم ل‪ ،‬فإن أراد الكمل مجلله‬
‫)والستنشاق( بعد المضمضة ويحصللل أصللل السللنة فيلله بإدخللال‬
‫الماء في النف سواء جذبه بنفسه إلى خياشمه ونثره أم ل‪ ،‬فللإن‬
‫أراد الكمل نثره والجمع بين المضمضة والستنشاق بثلث غرف‪،‬‬
‫يتمضمض من كل منها ثلم يستنشلق أفضلل ملن الفصلل بينهملا‪.‬‬
‫)ومسح جميع الرأس( وفي بعض نسخ المتللن واسللتيعاب الللرأس‬
‫بالمسح‪،‬أما مسح بعض الرأس‪ ،‬فواجب كمللا سللبق‪ ،‬ولللو لللم يللرد‬
‫نللزع مللا علللى رأسلله مللن عمامللة ونحوهللا كمللل بالمسللح عليهللا‪.‬‬
‫)ومسح( جميع )الذنين ظاهرهمللا وباطنهمللا بمللاء جديللد( أي غيللر‬
‫بلل الرأس‪ ،‬والسنة في كيفية مسحهما أن يللدخل مسللبحتيه فللي‬
‫صماخيه‪ ،‬ويديرهما‪ ،‬على المعاطف‪ ،‬ويمّر إبهاميه على ظهورهما‪،‬‬
‫ثم يلصق كفيه‪ ،‬وهما مبلولتان بالذنين استظهارًا‪) .‬وتخليل اللحية‬
‫الكثة( بمثلثة من الرجل أما لحية الرجل الخفيفللة‪ ،‬ولحيللة المللرأة‬
‫والخنثى‪ ،‬فيجب تخليلهما وكيفيتلله أن يللدخل الرجللل أصللابعه مللن‬
‫أسفل اللحية )وتخليل أصللابع اليللدين والرجليللن( إن وصللل المللاء‬
‫إليها من غير تخليل‪ ،‬فإن لم يصل إل به‪ ،‬كالصللابع الملتفللة وجللب‬
‫تخليلها‪ ،‬وإن لم يتأت تخليلها للتحامها حرم فتقها للتخليل‪ ،‬وكيفية‬
‫تخليل اليدين بالتشبيك والرجلين بأن يبدأ بخنصر يده اليسرى من‬
‫أسفل الرجل مبتدئا ً بخنصر الرجل اليمنى خاتما ً بخنصللر اليسللرى‬
‫)وتقللديم اليمنللى( مللن يللديه ورجليلله )علللى اليسللرى( منهمللا أمللا‬
‫العضوان اللذان يسللهل غسلللهما معلا ً كالخللدين فل يقللدم اليميللن‬
‫منهما بل يطهران دفعة واحدة‪ ،‬وذكر المصنف سنية تثليث العضو‬
‫المغسول والممسوح في قوله)والطهارة ثلث لا ً ثلث لًا( وفللي بعللض‬
‫النسخ التكرار‪ ،‬أي للمغسول والممسوح‪)،‬والمللوالة( ويعللبر عنهللا‬
‫بالتتابع‪ ،‬وهي أن ل يحصل بين العضللوين تفريللق كللثير‪ ،‬بللل يطهللر‬
‫العضو بعد العضو بحيث ل يجف المغسول قبله مع اعتدال الهللواء‬
‫والمزاج والزملان‪ ،‬وإذا ثللث فالعتبلار بلآخر غسللة‪ ،‬وإنملا تنلدب‬
‫الموالة في غير وضوء صاحب الضرورة‪ ،‬أما هو فالموالة واجبللة‬
‫في حقه‪ .‬وبقي للوضوء سنن أخرى مذكورة في المطولت‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬فللي السللتنجاء وآداب قاضللي الحاجللة )والسللتنجاء(‬


‫وهو من نجوت الشلليء أي قطعتلله‪ ،‬فكللأن المسللتنجي يقطللع بلله‬
‫الذى عن نفسه )واجب مللن( خللروج )البللول والغللائط( بالمللاء أو‬
‫الحجر وما في معناه من كل جامللد طللاهر قللالع غيللر محللترم )و(‬
‫لكن )الفضل أن يستنجي( أول ً )بالحجار ثم يتبعها( ثانيلا ً )بالمللاء(‬
‫والواجب ثلث مسحات‪ ،‬ولو بثلثة أطراف حجر واحد )ويجللوز أن‬
‫يقتصر( المستنجي )على المللاء أو علللى ثلثللة أحجللار ينقللي بهللن‬
‫المحل( إن حصل النقاء بها‪ ،‬وإل زاد عليها حتى ينقى‪ ،‬ويسن بعد‬
‫ذلك التثليث )فإذا أراد القتصار على أحدهما فالماء أفضللل( لنلله‬
‫يزيل عين النجاسة وأثرها‪ ،‬وشرط أجزاء السللتنجاء بللالحجر أن ل‬
‫يجف الخارج النجس‪ ،‬ول ينتقل عن محل خروجه‪ ،‬ول يطللرأ عليلله‬
‫نجس آخر أجنبي عنلله‪ ،‬فللإن انتفللى شللرط ملن ذللك تعيللن المللاء‬
‫)ويجتنب( وجوبا ً قاضي الحاجة )استقبال القبلة( الن وهي الكعبة‬
‫)واستدبارها في الصحراء( إن لم يكن بينله وبيلن القبللة سلاتر أو‬
‫كان‪ ،‬ولم يبلغ ثلثي ذراع أو بلغهما‪ ،‬وبعد عنه أكثر مللن ثلثللة أذرع‬
‫بللذراع الدمللي كمللا قللال بعضللهم‪ ،‬والبنيللان فللي هللذا كالصللحراء‬
‫بالشرط المذكور‪ ،‬إل البناء المعد لقضللاء الحاجللة‪ ،‬فل حرمللة فيلله‬
‫ل‪ ،‬كللبيت المقللدس‬ ‫مطلق لًا‪ ،‬وخللرج بقولنللا الن مللا كللان قبلللة أو ً‬
‫فاستقباله واستدباره مكروه )ويجتنب( أدبا ً قاضي الحاجة )البول(‬
‫والغائط )في الماء الراكد( أما الجاري فيكره في القليل منه دون‬
‫الكثير‪ ،‬لكن الوللى اجتنلابه‪ ،‬وبحلث النللووي تحريملله فللي القليللل‬
‫جاريا ً أو راكللدا ً )و( يجتنللب أيضلا ً البللول والغللائط )تحللت الشللجرة‬
‫المثمرة( وقت الثمرة وغيره )و( يجتنللب مللا ذكللر )فللي الطريللق(‬
‫المسلللوك للنللاس )و( فللي موضللع )الظللل( صلليفا ً وفللي موضللع‬
‫الشمس شتاء )و( في )الثقب( في الرض وهو النللازل المسللتدير‬
‫ولفظ الثقب ساقط في بعض نسخ المتللن )ول يتكلللم( أدب لا ً لغيللر‬
‫ضرورة قاضي الحاجة )على البول والغللائط( فللإن دعللت ضللرورة‬
‫إلى الكلم كمن رأى حية تقصد إنسانا ً لللم يكللره الكلم حينئذ )ول‬
‫يستقبل الشمس والقمر ول يستدبرهما( أي يكللره للله ذلللك حللال‬
‫قضاء حاجته‪ ،‬لكن النووي في الروضللة وشللرح المهللذب قللال‪ :‬إن‬
‫استدبارهما ليللس بمكللروه‪ .‬وقللال فللي شللرح الوسلليط‪ :‬إن تللرك‬
‫اسللتقبالهما واسللتدبارهما سللواء‪ ،‬أي فيكللون مباحللا ً وقللال فللي‬
‫التحقيق‪ :‬إن كراهة استقبالهما ل أصللل لهللا‪ .‬وقللوله‪ :‬ول يسللتقبل‬
‫إلخ‪ ،‬ساقط في بعض نسخ المتن‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في نواقض الوضوء المسماة أيض لا ً بأسللباب الحللدث‬


‫)والذي ينقض( أي يبطل )الوضوء خمسة أشياء( أحدها )مللا خللرج‬
‫ي واضللح‬ ‫من( أحد )السبيلين( أي القبل والللدبر مللن متوضللىء حل ّ‬
‫معتادا ً كان الخارج كبول وغائط‪ ،‬أو نادرا ً كدم وحصى نجسا ً كهللذه‬
‫المثلة‪ ،‬أو طاهرا ً كلدود إل المنلي الخلارج بلاحتلم ملن متوضلىء‬
‫ممكللن مقعللده مللن الرض‪ ،‬فل ينقللض والمشللكل إنمللا ينتقللض‬
‫وضوءه بالخارج من فرجيه جميعا ً )و( الثاني )النوم على غير هيئة‬
‫المتمكللن( وفللي بعللض نسللخ المتللن زيللادة مللن الرض بمقعللده‪،‬‬
‫والرض ليست بقيد‪ ،‬وخرج بالمتمكن ما لو نام قاعدا ً غير متمكن‬
‫أو نام قائما ً أو على قفاه ولو متمكنا ً )و( الثالث )زوال العقل( أي‬
‫الغلبة عليه )بسكر أو مرض( أو جنللون أو إغمللاء أو غيللر ذلللك )و(‬
‫الرابللع )لمللس الرجللل الملرأة الجنبيللة( غيلر المحللرم وللو ميتللة‪،‬‬
‫والمراد بالرجل والمرأة ذكر وأنثى بلغا حد الشهوة عرفًا‪ ،‬والمراد‬
‫بالمحرم من حرم نكاحها لجل نسب أو رضاع أو مصاهرة وقوله‪:‬‬
‫)من غير حائل( يخرج ما لو كان هنللاك حللائل فل نقللض حينئذ )و(‬
‫الخامس وهو آخر النواقض )مس فرج الدمي بباطن الكف( مللن‬
‫نفسه وغيللره ذكللرا ً أو أنللثى صللغيرا ً أو كللبيرا ً حيلا ً أو ميتلًا‪ ،‬ولفللظ‬
‫الدمي ساقط في بعللض نسللخ المتللن وكللذا قللوله )ومللس حلقللة‬
‫دبره( أي الدمي ينقض )على( القللول )الجديللد( وعلللى القللديم ل‬
‫ينقض مس الحلقللة‪ ،‬والمللراد بهللا ملتقللى المنفللذ وببللاطن الكللف‬
‫الراحة مع بطون الصابع‪ ،‬وخللرج ببللاطن الكللف ظللاهره وحرفلله‪،‬‬
‫ورؤوس الصابع وما بينها فل نقض بذلك أي بعد التحامل اليسير‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في موجب الغسل‪ .‬والغسل لغة سلليلن المللاء علللى‬


‫الشيء مطلقا ً وشرعا ً سيلنه علللى جميللع البللدن بنيللة مخصوصللة‬
‫)والذي يوجب الغسل ستة أشياء ثلثة( منها )تشترك فيها الرجال‬
‫والنساء وهي التقاء الختانين( ويعبر عن هللذا اللتقللاء بللإيلج حللي‬
‫واضح غيب حشفة الذكر منه‪،‬أو قدرها مللن مقطوعهللا فللي فللرج‪،‬‬
‫ويصير الدمي المولج فيه جنبا ً بإيلج ما ذكر‪ ،‬أمللا الميللت فل يعللاد‬
‫غسله بإيلج فيه‪ ،‬وأمللا الخنللثى المشللكل‪ ،‬فل غسللل عليلله بللإيلج‬
‫حشفته‪ ،‬ول بإيلج في قبله )و( من المشللترك )إنللزال( أي خللروج‬
‫ي( من شخص بغير إيلج‪ ،‬وإن قل المني كقطرة‪ ،‬ولو كللانت‬ ‫)المن ّ‬
‫على لون الدم‪ ،‬ولو كان الخارج بجماع أو غيره في يقظللة أو نللوم‬
‫بشهوة أو غيرها من طريقه المعتاد‪ ،‬أو غيره كللأن انكسللر صلللبه‪،‬‬
‫فخرج منيه )و( مللن المشللترك )المللوت( إل فللي الشللهيد )وثلثللة‬
‫تختص بها النساء وهي الحيض( أي الدم الخارج من امللرأة بلغللت‬
‫تسع سللنين‪) ،‬والنفللاس( وهللو الللدم الخللارج عقللب الللولدة‪ ،‬فللإنه‬
‫موجب للغسل قطعا ً )والولدة( المصحوبة بالبلل موجبللة للغسللل‬
‫قطعًا‪ ،‬والمجردة عن البلل موجبة للغسل في الصح‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬وفرائض الغسل ثلثللة أشللياء‪ .‬أحللدها )النيللة( فينللوي‬


‫الجنب رفع الجنابة أو الحدث الكبر ونحو ذلك‪ ،‬وتنوي الحللائض أو‬
‫النفساء رفع حدث الحيض أو النفاس‪ ،‬وتكون النية مقرونللة بللأول‬
‫الفرض‪ ،‬وهو أول ما يغسل من أعلى البدن أو أسللفله‪ ،‬فلللو نللوى‬
‫بعد غسل جزء وجب إعادته )وإزالة النجاسة إن كانت على بللدنه(‬
‫أي المغتسللل وهللذا مللا رجحلله الرافعللي وعليلله فل تكفللي غسلللة‬
‫واحدة عن الحدث والنجاسة‪ ،‬ورجح النووي الكتفاء بغسلة واحدة‬
‫عنهما‪ ،‬ومحله ما إذا كانت النجاسة حكمية‪ ،‬أما إذا كانت النجاسللة‬
‫عينية وجب غسلللتان عنللدهما )وإيصللال المللاء إلللى جميللع الشللعر‬
‫والبشرة( وفي بعض النسخ بدل جميع أصول‪ ،‬ول فرق بين شللعر‬
‫الرأس وغيره‪ ،‬ول بين الخفيف منه والكللثيف‪ ،‬والشللعر المضللفور‬
‫إن لم يصل الملاء إللى بلاطنه إل بلالنقض وجلب نقضله‪ ،‬والملراد‬
‫بالبشرة ظاهر الجلد‪ ،‬ويجب غسللل مللا ظهللر مللن صللماخي أذنيلله‬
‫ومن أنف مجدوع‪ ،‬ومن شقوق بدن‪ ،‬ويجب إيصال المللاء إلللى مللا‬
‫تحت القلفة مللن القلللف‪ ،‬وإلللى مللا يبللدو مللن فللرج المللرأة عنللد‬
‫قعودها لقضاء حاجتها‪ ،‬ومما يجب غسله المسربة‪ ،‬لنها تظهر في‬
‫وقت قضاء الحاجة‪ ،‬فتصير من ظاهر البللدن )وسللننه( أي الغسللل‬
‫)خمسة أشياء التسمية والوضوء( كامل ً )قبله( وينوي به المغتسل‬
‫سنة الغسل إن تجردت جنابته عن الحللدث الصللغر )وإمللرار اليللد‬
‫علللى( مللا وصلللت إليلله مللن )الحسللد( ويعللبر عللن هللذا المللرار‬
‫بالدلك)والموالة( وسبق معناها في الوضوء )وتقديم اليمنى( مللن‬
‫شقيه )على اليسرى( وبقي من سنن الغسل أمللور مللذكورة فللي‬
‫المبسوطات منها التثليث وتخليل الشعر‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬والغتسللالت المسللنونة سللبعة عشللر غسللل )غسللل‬


‫الجمعة( لحاضرها ووقته من الفجر الصادق )و( غسللل )العيللدين(‬
‫الفطللر والضللحى‪ ،‬ويللدخل وقللت هللذا الغسللل بنصللف الليللل‬
‫)والستسللقاء( أي طلللب السللقيا مللن الللله )والخسللوف( للقمللر‬
‫)والكسوف( للشمس )والغسل من( أجل )غسل الميت( مسلللما ً‬
‫كان أو كافرا ً )و( غسل )الكافر إذا أسلم( إن لم يجنب في كفللره‬
‫أو لم تحض الكافرة‪ ،‬وإل وجب الغسل بعللد السلللم فللي الصللح‪،‬‬
‫وقيل يسقط إذا أسلم )والمجنون والمغمى عليلله إذا أفاقللا( ولللم‬
‫يتحقق منهما إنزال فإن تحقق منهما إنزال وجب الغسل على كل‬
‫منهما )والغسل عند( إرادة )الحللرام( ول فللرق فللي هللذا الغسللل‬
‫بين بالغ وغيره‪ ،‬ول بين مجنون وعاقللل‪ ،‬ول بيللن طللاهر وحللائض‪،‬‬
‫فإن لم يجد المحرم الماء تيمم‪) .‬و( الغسل )لدخول مكة( لمحرم‬
‫بحج أو عمرة )وللوقوف بعرفة( فللي تاسلع ذي الحجلة )وللملبيت‬
‫بمزدلفللة ولرمللي الجمللار الثلث( فللي أيللام التشللريق الثلث‪،‬‬
‫ل‪ ،‬أما رمي جمرة العقبة في يوم‬ ‫فيغتسل لرمي كل يوم منها غس ً‬
‫النحر‪ ،‬فل يغتسل له لقرب زمنه من غسللل الوقللوف )و( الغسللل‬
‫)للطواف( الصادق بطواف قدوم وإفاضة ووداع‪ ،‬وبقيللة الغسللال‬
‫المسنونة مذكورة في المطولت‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬والمسح على الخفين جائز في الوضوء ل في غسللل‬


‫فرض أو نفل‪ ،‬ول في إزالة نجاسللة‪ ،‬فلللو أجنللب أو دميللت رجللله‪،‬‬
‫فأراد المسح بدل ً عن غسل الرجل لم يجز‪ ،‬بل ل بد مللن الغسللل‬
‫وأشعر قوله جائز أن غسللل الرجليللن أفضللل مللن المسللح‪ ،‬وإنمللا‬
‫يجوز مسح الخفيللن ل أحللدهما فقللط‪ ،‬إل أن يكللون فاقللد الخللرى‬
‫)بثلثللة شللرائط أن يبتللدىء( أي الشللخص )لبسللهما بعللد كمللال‬
‫الطهارة( فلو غسل رجل ً وألبسها خفها‪ ،‬ثم فعلل بلالخرى كلذلك‪،‬‬
‫لم يكف ولو ابتللدأ لبسللهما بعللد كمللال الطهللارة‪ ،‬ثللم أحللدث قبللل‬
‫وصول الرجل قدم الخف لم يجز المسح )وأن يكونللا( أي الخفللان‬
‫)ساترين لمحل غسل الفللرض مللن القللدمين( بكعبيهمللا فلللو كانللا‬
‫دون الكعبين كالمداس‪ ،‬لم يكف المسح عليهما‪ ،‬والمراد بالسللاتر‬
‫هنا الحائل ل مانع الرؤية‪ ،‬وأن يكون الستر من جوانب الخفيللن ل‬
‫من أعلهما )وأن يكونا ممللا يمكللن تتللابع الشلليء عليهمللا( لللتردد‬
‫مسافر في حوائجه من حط وترحللال‪ ،‬ويؤخللذ مللن كلم المصللنف‬
‫كونهما قويين بحيث يمنعان نفود الماء‪ ،‬ويشترط أيضا ً طهارتهمللا‪،‬‬
‫ل‪ ،‬فإن كان العلى صللالحا ً‬ ‫ولو لبس خفا ً فوق خف لشدة البرد مث ً‬
‫للمسح دون السفل صح المسح على العلللى‪ ،‬وإن كللان السللفل‬
‫صالحا ً للمسح دون العلى‪ ،‬فمسح السفل صح أو العلى فوصللل‬
‫البلل للسفل صح إن قصد السفل أو قصللدهما مع لًا‪ ،‬ل إن قصللد‬
‫العلى فقط‪ ،‬وإن لم يقصد واحدا ً منهمللا‪ ،‬بللل قصللد المسللح فللي‬
‫الجملة أجزأ فللي الصللح )ويمسللح المقيللم يوم لا ً وليلللة و( يمسللح‬
‫)المسافر ثلثة أيام بلياليهن( المتصلة بها سواء تقدمت أو تأخرت‬
‫)وابتداء المدة( تحسب )من حين يحدث( أي من انقضللاء الحللدث‬
‫الكائن )بعد( تمام )لبس الخفيللن( ل مللن ابتللداء الحللدث و ل مللن‬
‫وقلت المسلح‪ ،‬ول ملن ابتلداء اللبلس والعاصلي بالسلفر والهلائم‬
‫يمسحان مسح مقيم‪ ،‬ودائم الحللدث إذا أحللدث بعللد لبللس الخللف‬
‫حدثا ً آخر مع حدثه الدائم قبل أن يصلي به فرضا ً يمسح‪ ،‬ويستبيح‬
‫ما كان يستبيحه لو بقي طهره الذي لبس عليه خفه‪ ،‬وهللو فللرض‬
‫ونوافل‪ ،‬فلو صلى بطهره فرضا ً قبللل أن تحللدث مسللح‪ ،‬واسللتباح‬
‫نوافل فقط‪)،‬فإن مسح( الشخص )في الحضر ثم سافر أو مسللح‬
‫في السفر ثللم أقللام( قبللل مضللي يللوم وليللة )أتللم مسللح مقيللم(‬
‫والواجب في مسح الخف مللا يطلللق عليلله اسللم المسللح إذا كللان‬
‫على ظاهر الخف‪ ،‬ول يجزىء المسح على باطنه‪ ،‬ول علللى عقللب‬
‫الخف‪ ،‬ول على حرفلله ول أسللفله والسللنة فللي مسللحه أن يكللون‬
‫خطوطا ً بأن يفرج الماسح بين أصابعه ول يضمها )ويبطل المسح(‬
‫على الخفين )بثلثة أشياء بخلعهما( أو خلع أحللدهما أو انخلعلله أو‬
‫خروج الخف عن صلحية المسح كتخرقه )وانقضللاء المللدة( وفللي‬
‫بعض النسخ مدة المسح من يوم وليلة لمقيم وثلثة أيللام بلياليهللا‬
‫لمسافر )و( بعروض )ما يوجب الغسل( كجنابة أو حيض أو نفاس‬
‫للبس الخف‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في التيمم‪ .‬وفي بعض نسخ المتن تقديم هذا الفصل‬
‫على الذي قبله‪ ،‬والتيمم لغة القصد وشللرعا ً إيصللال تللراب طهللور‬
‫للوجه واليدين بدل ً عن وضوء أو غسل‪ ،‬أو غسللل عضللو بشللرائط‬
‫مخصوصة )وشرائط التيمم خمسة أشياء( وفي بعض نسخ المتن‬
‫خمس خصللال‪ :‬أحللدها )وجللود العللذر بسللفر أو مللرض‪ .‬و( الثللاني‬
‫)دخول وقت الصلة( فل يصح التيمم لهللا قبللل دخللول وقتهللا‪) ،‬و(‬
‫الثالث )طلب الماء( بعد دخول الوقت بنفسه أو بمن أذن له فللي‬
‫طلبه‪ ،‬فيطلب المللاء مللن رحللله ورفقتلله فللإن كللان منفللردا ً نظللر‬
‫حواليه من الجهات الربع إن كللان بمسللتو مللن الرض‪ ،‬فللإن كللان‬
‫فيها ارتفاع وانخفاض تردد قدر نظره )و( الرابع )تعذر اسللتعماله(‬
‫أي الماء بأن يخاف من استعمال الماء على ذهاب نفس أو منفعة‬
‫عضو‪ ،‬ويدخل في العذر ما لو كللان بقربلله مللاء وخللاف لللو قصللده‬
‫على نفسه من سبع أو عدو‪ ،‬أو على ماله ملن سلارق أو غاصلب‪،‬‬
‫ويوجد في بعض نسلخ المتلن فلي هلذا الشلرط زيلادة بعلد تعلذر‬
‫اسللتعماله وهللي )وإعللوازه بعللد الطلللب و( الخللامس )الللتراب‬
‫الطللاهر( أي الطهللور غيللر المنللدى‪ ،‬ويصللدق الطللاهر بالمغصللوب‬
‫وتراب مقبرة لم تنبش‪ ،‬ويوجد في بعللض النسللخ زيللادة فللي هللذا‬
‫الشرط وهي )له غبار فإن خالطه جللص أو رمللل لللم يجللز( وهللذا‬
‫موافق لما قاله النووي في شرح المهللذب والتصللحيح‪ ،‬لكنلله فللي‬
‫الروضة والفتاوى جوز ذلك‪ .‬ويصح التيمم أيض لا ً برمللل فيلله غبللار‪،‬‬
‫وخرج بقول المصنف التراب غيره كنورة وسحاقة خللزف‪ ،‬وخللرج‬
‫بالطاهر النجس‪ ،‬وأما التراب المستعمل فل يصح التيمم به‪،‬‬
‫)وفرائضه أربعة أشياء( أحدها )النية( وفي بعض النسللخ أربللع‬
‫خصال نية الفرض‪ ،‬فإن نوى المتيمم الفرض أو النفل استباحهما‪،‬‬
‫أو الفرض فقط استباح معه النفل‪ ،‬وصلة الجنازة أيضلا ً أو النفللل‬
‫فقط لم يستبح معه الفرض‪ ،‬وكذا لو نوى الصلة ويجب قرن نيللة‬
‫التيمم بنقل التراب للوجه واليدين‪ ،‬واستدامة هذه النية إلى مسح‬
‫شيء من الوجه‪ .‬ولو أحدث بعللد نقللل الللتراب‪ ،‬لللم يمسللح بللذلك‬
‫التراب بل ينقل غيللره )و( الثللاني والثللالث )مسللح الللوجه ومسللح‬
‫اليدين مللع المرفقيللن( وفللي بعللض نسللخ المتللن إلللى المرفقيللن‪،‬‬
‫ويكون مسحهما بضربتين‪ ،‬ولو وضع يده على تراب نللاعم‪ ،‬فعلللق‬
‫بها تراب من غير ضرب كفى )و( الرابع )الللترتيب( فيجللب تقللديم‬
‫مسح الوجه على مسح اليللدين سللواء تيمللم عللن حللدث أصللغر أو‬
‫أكبر‪ ،‬ولو ترك الترتيب لم يصح‪ ،‬وأما أخذ الللتراب للللوجه واليللدين‬
‫فل يشترط فيه ترتيب‪ ،‬فلو ضرب بيديه دفعة على تراب‪ ،‬ومسللح‬
‫بيمينه وجهه وبيساره يمينه جاز )وسننه( أي التيمم )ثلثللة أشللياء(‬
‫وفي بعض نسخ المتن ثلث خصال )التسمية وتقديم اليمنى( مللن‬
‫اليدين )على اليسرى( منهمللا وتقللديم أعلللى الللوجه علللى أسللفله‬
‫)والموالة( وسبق معناها في الوضوء وبقللي للللتيمم سللنن أخللرى‬
‫مذكورة فللي المطللولت منهللا نللزع المللتيمم خللاتمه فللي الضللربة‬
‫الولى‪ ،‬أما الثانية فيجب نزع الخللاتم فيهللا )والللذي يبطللل الللتيمم‬
‫ثلثة أشللياء( أحللدها كللل )مللا أبطللل الوضللوء( )وسللبق بيللانه فللي‬
‫أسباب( الحلدث فملتى كلان متيمملا ً ثلم أحلدث بطلل تيممله )و(‬
‫الثاني )رؤية الماء( وفي بعض نسخ المتن وجود المللاء )فللي غيللر‬
‫وقت الصلة( فمن تيمم لفقد الماء ثم رأى المللاء أو تللوهمه قبللل‬
‫دخوله في الصلة بطل تيممه‪ ،‬فإن رآه بعد دخللوله فيهللا‪ ،‬وكللانت‬
‫الصلة مما ل يسقط فرضللها بللالتيمم كصلللة مقيللم‪ ،‬بطلللت فللي‬
‫الحال‪ ،‬أو مما يسقط فرضللها بللالتيمم كصلللة مسللافر‪ ،‬فل تبطللل‬
‫ل‪ ،‬وإن كللان تيمللم الشللخص لمللرض‪،‬‬ ‫فرض لا ً كللانت الصلللة أو نف ً‬
‫ونحوه ثم رأى المللاء‪ ،‬فل أثللر لرؤيتلله بللل تيمملله بللاق بحللاله‪) .‬و(‬
‫الثالث )الردة( وهي قطع السلم وإذا امتنع شرعا ً استعمال الماء‬
‫في عضو‪ ،‬فإن لللم يكللن عليلله سللاتر وجللب عليلله الللتيمم وغسللل‬
‫الصحيح‪ ،‬ول ترتيب بينهما للجنب‪ ،‬أما المحدث فإنما يللتيمم وقللت‬
‫دخول غسل العضو العليل‪ ،‬فإن كان علللى العضللو سللاتر فحكملله‬
‫مذكور في قول المصنف‪.‬‬
‫)وصاحب الجبائر( جمع جللبيرة بفتللح الجيللم وهللي أخشللاب أو‬
‫قصب تسوى وتشد علللى موضللع الكسللر ليلتحللم )يمسللح عليهللا(‬
‫بالماء إن لم يمكنه نزعها لخوف ضرر مما سبق )ويتيمم( صاحب‬
‫الجبائر في وجهه ويديه كما سبق )ويصلي ول إعادة عليه إن كلان‬
‫وضعها( أي الجبائر )على طهر( وكانت في غير أعضاء التيمم وإل‬
‫أعادوا هذا ما قاله النووي في الروضة‪ .‬لكنه قللال فللي المجمللوع‪:‬‬
‫إن إطلق الجمهور يقتضلي علدم الفلرق‪ ،‬أي بيلن أعضلاء اللتيمم‬
‫وغيرها‪ ،‬ويشترط في الجبيرة أن ل تأخذ من الصحيح إل مللا ل بللد‬
‫منلله للستمسللاك واللصللوق والعصللابة‪ ،‬والمرهللم ونحوهللا علللى‬
‫الجرح كالجبيرة )ويتيمم لكللل فريضللة( أو منللذورة فل يجمللع بيللن‬
‫صلتي فرض بتيمم واحد‪ ،‬ول بين طوافين ول بين صلة وطللواف‪،‬‬
‫ول بين جمعة وخطبتهللا‪ ،‬وللمللرأة إذا تيممللت لتميكللن الحليللل أن‬
‫تفعله مرارا ً وتجمع بينه وبين الصلة بذلك التيمم وقللوله )ويصلللي‬
‫بتيمم واحد ما شاء من النوافل( ساقط من بعض النسخ‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في بيان النجاسات وإزالتها‪ .‬وهذا الفصل مذكور في‬


‫بعض النسخ قبيل كتاب الصلة‪ ،‬والنجاسة لغة الشيء المسلتقذر‪.‬‬
‫وشللرعا ً كللل عيللن حللرم تناولهللا علللى الطلق حالللة الختيللار مللع‬
‫سهولة التمييز ل لحرمتها ول لستقذارها‪ ،‬ول لضررها في بللدن أو‬
‫عقل‪ ،‬ودخل في الطلق قليل النجاسة وكثيرها‪ ،‬وخللرج بالختيللار‬
‫الضرورة‪ ،‬فإنها تبيح تناول النجاسة‪ ،‬وبسهولة التمييللز أكللل الللدود‬
‫الميت في جبن أو فاكهة‪ ،‬ونحو ذلك وخرج بقوله ل لحرمتها ميتللة‬
‫الدمي‪ ،‬وبعللدم السللتقذار المنللي ونحللوه‪ ،‬وبنفللي الضللرر الحجللز‬
‫والنبات المضر ببدن أو عقل‪ .‬ثللم ذكللر المصللنف ضللابطا ً للنجللس‬
‫الخارج من القبل والللدبر بقللوله )وكللل مللائع خللرج مللن السللبيلين‬
‫نجس( هو صادق بالخارج المعتاد كالبول والغائط‪ ،‬وبالنللادر كالللدم‬
‫والقيح‪) .‬إل المني( من آدمللي أو حيللوان غيللر كلللب وخنزيللر‪ ،‬ومللا‬
‫تولد منهما أو من أحدهما مع حيوان طللاهر‪ ،‬وخللرج بمللائع الللدود‪،‬‬
‫وكل متصلب ل تحيله المعدة‪ ،‬فليس بنجللس بللل يطهللر بالغسللل‪،‬‬
‫وفي بعض النسخ‪ ،‬وكل ما يخرج بلفظ المضارع وإسقاط مائع‬
‫)وغسل جميع البوال والرواث( ولو كانللا مللن مللأكول اللحللم‬
‫)واجب( وكيفية غسل النجاسة إن كللانت مشللاهدة بللالعين‪ ،‬وهللي‬
‫المسماة بالعينية تكون بزوال عينها‪ ،‬ومحاولة زوال أوصللافها مللن‬
‫طعم أو لون أو ريح‪ ،‬فإن بقي طعم النجاسة ضر أو لللون أو ريللح‪،‬‬
‫عسر زوالله لللم يضللر‪ ،‬وإن كللانت النجاسلة غيللر مشللاهدة‪ ،‬وهللي‬
‫المسماة بالحكمية فيكفي جللري الملاء علللى المتنجللس بهللا‪ ،‬ولللو‬
‫مرة واحدة ثم استثنى المصنف من البوال قوله )إل بول الصللبي‬
‫الذي لم يأكل الطعام( أي لم يتناول مأكول ً ول مشروبا ً على جهللة‬
‫التغللذي )فللإنه( أي بللول الصللبي )يطهللر بللرش المللاء عليلله( ول‬
‫يشترط في الرش سيلن الماء‪ ،‬فللإن أكللل الصللبي الطعللام علللى‬
‫جهة التغذي غسل بللوله قطع لًا‪ ،‬وخللرج بالصللبي الصللبية والخنللثى‬
‫فيغسل من بولهمللا‪ ،‬ويشللترط فللي غسللل المتنجللس ورود المللاء‬
‫ل‪ ،‬فإن عكس لم يطهر أملا الكللثير فل فللرق بيللن‬ ‫عليه إن كان قلي ً‬
‫كللون المتنجللس واردا ً أو مللورودا ً )ول يعفللى عللن شلليء مللن‬
‫النجاسات إل اليسير من الدم والقيح( فيعفى عنهما فللي ثللوب أو‬
‫بللدن‪ ،‬وتصللح الصلللة معهمللا )و( إل )مللا( أي شلليء )ل نفللس للله‬
‫سائلة( كذباب ونمل )إذا وقع في الناء ومات فيه فإنه ل ينجسله(‬
‫وفي بعض النسخ إذا مات في الناء وأفهم قوله وقللع‪ ،‬أي بنفسلله‬
‫أنه لو طرح ما ل نفس له سائلة في المائع ضر‪ ،‬وهو ما جللزم بلله‬
‫الرافعي فللي الشللرح الصللغير‪ ،‬ولللم يتعللرض لهللذه المسللألة فللي‬
‫الكبير‪ ،‬وإذا كثرت ميتة ما ل نفس له سللائلة‪ ،‬وغيللرت مللا وقعللت‬
‫فيه نجسته‪ ،‬وإذا نشأت هذه الميتة من المائع كدود خللل وفاكهللة‪،‬‬
‫لم تنجسه قطعا ً ويستثنى مع مللا ذكللر هنللا مسللائل مللذكورة فللي‬
‫المبسوطات سبق بعضها في كتاب الطهارة‪.‬‬
‫)والحيوان كله طاهر إل الكللب والخنزيللر ومللا توللد منهمللا أو‬
‫مللن أحللدهما( مللع حيللوان طللاهر وعبللارته تصللدق بطهللارة الللدود‬
‫المتولد من النجاسة وهو كذلك )والميتللة كلهللا نجسللة إل السللمك‬
‫والجراد والدمي( وفي بعض النسخ وابللن آدم أي ميتللة كللل منهللا‬
‫فإنهللا طللاهرة )ويغسللل النللاء مللن ولللوغ الكلللب والخنزيللر سللبع‬
‫مرات( بماء طهللور )إحللداهن( مصللحوبة )بللالتراب( الطهللور يعللم‬
‫المحل المتنجس‪ ،‬فإن كان المتنجس بما ذكر فللي مللاء جللار كللدر‬
‫كفي مرور سبع جريات عليه بل تعفير‪ ،‬وإذا لم تزل عين النجاسة‬
‫ل‪ ،‬حسبت كلها غسلة واحدة‪ ،‬والرض الترابيللة‬ ‫الكلبية إل بست مث ً‬
‫ل يجب التراب فيهللا علللى الصللح )ويغسللل مللن سللائر( أي بللاقي‬
‫)النجاسللات مللرة واحللدة( وفللي بعللض النسللخ مللرة )تللأتي عليلله‬
‫والثلث( وفللي بعللض النسللخ والثلثللة بالتللاء )أفضللل( واعلللم أن‬
‫غسالة النجاسة بعد طهارة المحل المغسول طاهرة إن انفصلللت‬
‫غير متغيرة‪ ،‬ولم يللزد وزنهللا بعللد انفصللالها عمللا كللان بعللد اعتبللار‬
‫مقدار ما يتشربه المغسول من الماء هذا إذا لم يبلغ قلللتين‪ ،‬فللإن‬
‫بلغهمللا فالشللرط عللدم التغيللر‪ .‬ولمللا فللرغ المصللنف ممللا يطهللر‬
‫بالغسل شرع فيما يطهللر بالسللتحالة‪ ،‬وهللي انقلب الشلليء مللن‬
‫صفة إلى صفة أخرى فقال )وإذا تخللت الخمللرة( وهللي المتخللذة‬
‫من ماء العنب محترمة كانت الخمرة أم ل ومعنى تخللت صللارت‬
‫خل ً وكانت صيرورتها خل ً )بنفسها طهرت( وكذا لو تخللللت بنقلهللا‬
‫من شمس إلى ظل وعكسه )وإن( لم تتخلل الخمرة بنفسها بللل‬
‫)خللت بطرح شيء فيها لم تطهر( وإذا طهرت الخمرة طهر دنها‬
‫تبعا ً لها‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في الحيض والنفاس والستحاضة )ويخرج من الفرج‬


‫ثلثة دماء دم الحيللض والنفللاس والستحاضللة فللالحيض هللو الللدم‬
‫الخارج( في سن الحيض وهو تسع سنين فأكثر مللن فللرج المللرأة‬
‫على سبيل الصحة أي ل لعلة بل للجبلة )من غيللر سللبب الللولدة(‬
‫وقوله )ولونه أسود محتدم لذاع( ليس في أكثر نسخ المتن‪ ،‬وفي‬
‫الصحاح احتدم الدم اشتدت حمرته حتى اسود‪ ،‬ولذعته النار حتى‬
‫أحرقته )والنفاس هللو الللدم الخللارج عقللب الللولدة( فالخللارج مللع‬
‫الولد أو قبله ل يسمى نفاسا ً وزيادة اليللاء فللي عقللب لغللة قليلللة‪،‬‬
‫والكثر حذفها )والستحاضة( أي دمها )هو الدم الخللارج فللي غيللر‬
‫أيام الحيض والنفاس( ل على سبيل الصحة )وأقل الحيللض( زمن لا ً‬
‫)يوم وليلللة( أي مقللدار ذلللك وهللو أربعللة وعشللرون سللاعة علللى‬
‫التصال المعتاد في الحيض )وأكثره خمسللة عشللر يوم لًا( بلياليهللا‬
‫فإن زاد عليها فهو استحاضة )وغالبه ست أو سبع( والمعتمد فللي‬
‫ذلك الستقراء )وأقل النفاس لحظة( وأريد بها زمن يسير وابتداء‬
‫النفاس من انفصللال الولللد )وأكللثره سللتون يوملا ً وغللالبه أربعللون‬
‫يومًا( والمعتمد في ذلك الستقراء أيضلا ً )وأقللل الطهللر( الفاصللل‬
‫)بين الحيضتين خمسة عشر يوم لًا( واحللترز المصللنف بقللوله بيللن‬
‫الحيضللتين عللن الفاصللل بيللن حيللض ونفللاس إذا قلنللا بالصللح أن‬
‫الحامل تحيض‪ ،‬فإنه يجوز أن يكلون دون خمسلة عشلر يوملا ً )ول‬
‫حد لكثره( أي الطهللر فقللد تمكللث المللرأة دهرهللا بل حيللض‪ ،‬أمللا‬
‫غالب الطهر‪ ،‬فيعتبر بغالب الحيض فإن كان الحيض ستًا‪ ،‬فالطهر‬
‫أربع وعشرون يومًا‪ ،‬أو كان الحيض سبعا ً فالطهر ثلثة وعشللرون‬
‫يوما ً )وأقل زمن تحيض فيه المللرأة( وفللي بعللض النسللخ الجاريللة‬
‫)تسع سنين( قمرية فلو رأته قبل تمام التسللع بزمللن يضلليق عللن‬
‫حيض وطهر‪ ،‬فهو حيض وإل فل )وأقل الحمل( زمنا ً )ستة أشللهر(‬
‫ولحظتللان )وأكللثره( زمنللا ً )أربللع سللنين وغللالبه تسللعة أشللهر(‬
‫والمعتمد في ذلك الوجود‬
‫)ويحرم بللالحيض( وفللي بعللض النسللخ ويحللرم علللى الحللائض‬
‫)ثمانية أشياء( أحدها )الصلة( فرض لا ً أو نفل ً وكللذا سللجدة التلوة‬
‫والشللكر )و( الثللاني )الصللوم( فرض لا ً أو نفل ً )و( الثللالث )قللراءة‬
‫القرآن و( الرابع )مس المصحف( وهللو اسللم للمكتللوب مللن كلم‬
‫الله بين الدفتين )وحمله( إل إذا خافت عليه )و( الخامس )دخللول‬
‫المسجد( للحائض إن خافت تلويثه )و( السادس )الطواف( فرضا ً‬
‫أو نفل ً )و( السابع )الوطء( ويسن لمللن وطىللء فللي إقبللال الللدم‬
‫التصدق بدينار‪ ،‬ولمن وطىء في إدباره التصدق بنصللف دينللار )و(‬
‫الثامن )الستمتاع بما بين السرة والركبة( مللن المللرأة فل يحللرم‬
‫الستمتاع بهما ول بما فوقهما على المختار في شرح المهذب‪ .‬ثم‬
‫استطرد المصنف لذكر ما حقلله أن يللذكر فيمللا سللبق فللي فصللل‬
‫موجب الغسل فقال )ويحرم على الجنللب خمسللة أشللياء( أحللدها‬
‫)الصلة( فرضلا ً أو نفل ً )و( الثللاني )قللراءة القللرآن( غيللر منسللوخ‬
‫التلوة آيلة كلان أو حرفلا ً سلرا ً أو جهلرًا‪ ،‬وخللرج بللالقرآن التللوراة‬
‫والنجيل أما أذكار القرآن فتحل ل بقصد قرآن )و( الثللالث )مللس‬
‫المصحف وحمله( من باب أولللى )و( الرابللع )الطللواف( فرض لا ً أو‬
‫نفل ً )و( الخامس )اللبث في المسجد( لجنللب مسلللم إل لضللرورة‬
‫كمن احتلم في المسجد وتعذر خروجه منه لخوف عللى نفسله أو‬
‫ماله‪ ،‬أما عبور المسجد مارا ً به من غيلر مكلث‪ ،‬فل يحلرم بلل ول‬
‫يكره في الصح‪ ،‬وتردد الجنب في المسجد بمنزلة اللبللث‪ ،‬وخللرج‬
‫بالمسجد المدارس والربط‪ ،‬ثم استطرد المصنف أيضا ً من أحكام‬
‫الحدث الكللبر إلللى أحكللام الحللدث الصللغر فقللال )ويحللرم علللى‬
‫المحللدث( حللدثا ً أصللغر )ثلثللة أشللياء الصلللة والطللواف ومللس‬
‫المصحف وحمله( وكذا خريطللة وصللندوق فيهمللا مصللحف ويحللل‬
‫حمله فللي أمتعللة‪ ،‬وفللي تفسللير أكللثر مللن القللرآن‪ ،‬وفللي دراهللم‬
‫ودنللانير وخللواتم نقللش علللى كللل منهمللا قللرآن‪ ،‬ول يمنللع المميللز‬
‫المحدث من مس مصحف ولوح لدراسة وتعلم‪.‬‬

‫كتاب أحكام الصلة‬


‫وهي لغة الدعاء وشللرعا ً كمللا قللال الرافعللي أقللوال وأفعللال‪،‬‬
‫مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسللليم بشللرائط مخصوصللة )والصلللة‬
‫المفروضة( وفللي بعللض النسللخ الصلللوات المفروضللات )خمللس(‬
‫يجب كل منها بأول الوقت وجوبا ً موسعا ً إلى أن يبقى من الللوقت‬
‫ما يسعها فيضيق حينئذ)الظهر( أي صلللته‪ .‬قللال النللووي‪ :‬سللميت‬
‫بللذلك لنهللا ظللاهرة وسللط النهللار )وأول وقتهللا زوال( أي ميللل‬
‫)الشمس( عن وسط السماء ل بالنظر لنفس المر‪ ،‬بل لما يظهر‬
‫لنا ويعرف ذلك الميل بتحول الظل إلى جهة المشرق بعللد تنللاهي‬
‫قصره الذي هو غاية ارتفللاع الشللمس )وآخللره( أي وقللت الظهللر‬
‫)إذا صار ظل كل شيء مثله بعد( أي غير )ظللل الللزوال( والظللل‬
‫لغة الستر تقول أنا في ظل فلن أي سللتره‪ ،‬وليللس الظللل عللدم‬
‫الشمس كما قد يتوهم‪ ،‬بل هو أمر وجودي يخلقه الله تعالى لنفلع‬
‫البدن وغيره )والعصر( أي صلتها‪ ،‬وسميت بذلك لمعاصرتها وقت‬
‫الغروب )وأول وقتها الزيادة علللى ظللل المثللل( وللعصللر خمسللة‬
‫أوقات أحدها وقت الفضيلة‪ ،‬وهو فعلها أول الوقت والثللاني وقللت‬
‫الختيار وأشار له المصنف بقوله )وآخللره فللي الختيللار إلللى ظللل‬
‫المثلين( والثالث وقت الجواز وأشار له بقوله )وفللي الجللواز إلللى‬
‫غروب الشمس( والرابع وقت جللواز بل كراهللة‪ ،‬وهللو مللن مصللير‬
‫الظل مثلين إلى الصفرار‪ ،‬والخامس وقللت تحريلم وهللو تأخيرهلا‬
‫إلللى أن يبقللى مللن الللوقت مللا ل يسللعها )والمغللرب( أي صلللتها‬
‫وسميت بذلك لفعلهللا وقللت الغللروب )ووقتهللا واحللد وهللو غللروب‬
‫الشمس( أي بجميع قرصها ول يضر بقاء شعاع بعده )وبمقدار مللا‬
‫يللؤذن( أي الشللخص )ويتوضللأ( أو يللتيمم )ويسللتر العللورة ويقيللم‬
‫الصلة ويصلي خمس ركعللات( وقللوله وبمقللدار الللخ سللاقط مللن‬
‫بعض نسخ المتن‪ ،‬فإن انقضى المقدار المللذكور خللرج وقتهللا هللذا‬
‫هو القول الجديللد‪ ،‬والقللديم ورجحلله النللووي أن وقتهللا يمتللد إلللى‬
‫مغيب الشفق الحمر )والعشاء( بكسر العيللن ممللدودا ً اسللم لول‬
‫الظلم وسميت الصلللة بللذلك لفعلهللا فيلله )وأول وقتهللا إذا غللاب‬
‫الشفق الحمللر( وأمللا البلللد الللذي ل يغيللب فيلله الشللفق‪ ،‬فللوقت‬
‫العشاء في حق أهله أن يمضي بعد الغروب زمن يغيب فيه شفق‬
‫أقرب البلد إليهم ولها وقتان‪ :‬أحدهما اختيار وأشللار للله المصللنف‬
‫بقوله )وآخره( يمتد )في الختيار إلى ثلللث الليللل( والثللاني جللواز‬
‫وأشار له بقوله )وفي الجواز إلى طلوع الفجر الثاني( أي الصادق‬
‫وهو المنتشر ضوءه معترضا ً بالفق‪ ،‬وأما الفجللر الكللاذب‪ ،‬فيطلللع‬
‫قبل ذلك ل معترض لا ً بللل مسللتطيل ً ذاهب لا ً فللي السللماء ثللم يللزول‬
‫وتعقبه ظلمة‪ ،‬ول يتعلق به حكم وذكر الشيخ أبو حامد أن للعشاء‬
‫وقت كراهة وهو ما بين الفجريللن )والصللبح( أي صلللته وهللو لغللة‬
‫أول النهار وسميت الصلة بللذلك لفعلهللا فللي أوللله ولهللا كالعصللر‬
‫خمسة أوقات‪ :‬أحللدها وقللت الفضلليلة وهللو أول الللوقت‪ .‬والثللاني‬
‫وقت اختيار وذكره المصنف في قوله )وأول وقتهللا طلللوع الفجللر‬
‫الثاني وآخره في الختيللار إلللى السللفار( وهللو الضللاءة‪ .‬والثللالث‬
‫وقت الجواز وأشار له المصنف بقوله )وفللي الجللواز( أي بكراهللة‬
‫)إلى طلوع الشمس(‪ .‬والرابع جواز بل كراهة إلى طلوع الحمللرة‪.‬‬
‫والخامس وقت تحريم وهو تأخيرها إلى أن يبقى من الوقت ما ل‬
‫يسعها‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬وشرائط وجوب الصلة ثلثة أشياء‪ .‬أحدها )السلللم(‬


‫فل تجب الصلة على الكافر الصلي‪ ،‬ول يجللب عليلله قضللاؤها إذا‬
‫أسلم‪ ،‬وأمللا المرتللد فتجللب عليلله الصلللة وقضللاؤها إن عللاد إلللى‬
‫السلللم )و( الثللاني )البلللوغ( فل تجللب علللى صللبي وصللبية لكللن‬
‫يؤمران بها بعد سبع سنين إن حصل التمييز بها‪ ،‬وإل فبعد التمييللز‬
‫ويضربان على تركها بعد كمال عشللر سللنين )و( الثللالث )العقللل(‬
‫فل تجب على مجنون وقوله )وهو حد التكليف( ساقط في بعللض‬
‫نسخ المتن )والصلوات المسنونة( وفي بعض النسللخ المسللنونات‬
‫)خملللس العيلللدان( أي صللللة عيلللد الفطلللر وعيلللد الضلللحى‬
‫)والكسلللوفان( أي صللللة كسلللوف الشلللمس وخسلللوف القملللر‬
‫)والستسقاء( أي صلته )والسلنن التابعلة للفلرائض( ويعللبر عنهلا‬
‫أيضا ً بالسنة الراتبة وهي )سبع عشرة ركعللة ركعتللا الفجللر وأربللع‬
‫قبل الظهر وركعتان بعده وأربع قبل العصر وركعتان بعد المغللرب‬
‫وثلث بعد العشاء يوتر بواحدة منهللن( والواحللدة هللي أقللل الللوتر‬
‫وأكللثره إحللدى عشللرة ركعللة‪ ،‬ووقتلله بيللن صلللة العشللاء وطلللوع‬
‫الفجر‪ ،‬فلو أوتر قبل العشاء عمدًا‪ ،‬أو سهوًا‪ ،‬لم يعتد به‪ ،‬والراتللب‬
‫المؤكد من ذلك‪ ،‬كلله عشللر ركعللات قبللل الصللبح‪ ،‬وركعتللان قبللل‬
‫الظهللر وركعتللان بعللدها‪ ،‬وركعتللان بعللد المغللرب‪ ،‬وركعتللان بعللد‬
‫العشاء‪) ،‬وثلث نوافل مؤكدات( غير تابعة للفرائض أحدها )صلللة‬
‫الليل( والنفل المطلق في الليل أفضل مللن النفللل المطلللق فللي‬
‫النهار‪ ،‬والنفل وسط الليللل أفضللل ثللم آخللره أفضللل‪ ،‬وهللذا لمللن‬
‫قسم الليل أثلثا ً )و( الثاني )صلة الضحى( وأقلها ركعتان وأكثرها‬
‫اثنتا عشرة ركعة وقتها من ارتفاع الشمس إلى زوالهللا كمللا قللاله‬
‫النووي في التحقيق وشرح المهذب )و( الثللالث )صلللة التراويللح(‬
‫وهي عشرون ركعة بعشر تسللليمات فللي كللل ليلللة مللن رمضللان‬
‫وجملتها خمس ترويحات‪ ،‬وينوي الشخص بكل ركعتين منهللا سللنة‬
‫التراويح‪ ،‬وقيام رمضللان‪ ،‬ولللو صلللى أربللع ركعللات منهللا بتسللليمة‬
‫واحدة لم تصح ووقتها بين صلة العشاء وطلوع الفجر‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬وشرائط الصلللة قبللل الللدخول فيهللا خمسلة أشللياء‪.‬‬


‫والشروط جمع شرط‪ ،‬وهو لغة العلمة وشرعا ً مللا تتوقللف صللحة‬
‫الصلة عليه‪ ،‬وليس جزءا ً منها‪ ،‬وخرج بهذا القيد الركن‪ ،‬فإنه جزء‬
‫من الصلة‪ .‬الشرط الول )طهارة العضاء مللن الحللدث( الصللغر‬
‫والكللبر عنللد القللدرة‪ ،‬أمللا فاقللد الطهللورين فصلللته صللحيحة مللع‬
‫وجوب العادة عليه )و( طهارة )النجس( الذي ل يعفللى عنلله فللي‬
‫ثوب وبدن ومكان‪ ،‬وسيذكر المصنف هذا الخير قريب لا ً )و( الثللاني‬
‫)ستر( لون )العورة( عند القللدرة‪ ،‬ولللو كللان الشللخص خالي لا ً فللي‬
‫ظلملة‪ ،‬فلإن عجلز علن سلترها صللى عاريلا ً ول يلومىء بلالركوع‬
‫والسجود‪ ،‬بل يتمهما ول إعادة عليه ويكون سللتر العللورة )بلبللاس‬
‫طاهر( ويجللب سللترها أيضلا ً فللي غيللر الصلللة عللن النللاس‪ ،‬وفللي‬
‫الخلوة إل لحاجة من اغتسال ونحوه‪ ،‬وأما سللترها عللن نفسلله فل‬
‫يجب‪ ،‬لكنه يكره نظره إليها‪ ،‬وعورة الذكر ما بين سللّرته وركبتلله‪،‬‬
‫وكذا المة وعورة الحرة في الصلة ما سوى وجهها وكفيها ظهللرا ً‬
‫وبطنا ً إلى الكوعين‪ ،‬أما عورة الحرة خارج الصلللة‪ ،‬فجميللع بللدنها‬
‫وعورتها في الخلوة كالذكر‪ ،‬والعورة لغللة النقللص وتطلللق شللرعا ً‬
‫على ما يجب ستره‪ ،‬وهو المراد هنا وعلى ما يحرم نظره‪ ،‬وذكره‬
‫الصحاب في كتاب النكاح )و( الثالث )الوقوف على مكان طاهر(‬
‫فل تصح صلة شخص يلقي بعض بدنه أو لباسه نجاسة في قيللام‬
‫أو قعود أو ركوع أو سجود )و( الرابللع )العلللم بللدخول الللوقت( أو‬
‫ظن دخوله بالجتهاد‪ ،‬فلو صلللى بغيللر ذلللك لللم تصللح صلللته‪ ،‬وإن‬
‫صادف الوقت )و( الخامس )استقبال القبلة( أي الكعبللة وسللميت‬
‫قبلة لن المصلللي يقابلهللا‪ ،‬وكعبللة لرتفاعهللا‪ ،‬واسللتقبالها بالصللدر‬
‫شرط لمن قدر عليه‪ ،‬واستثنى المصنف من ذلك ما ذكللره بقللوله‬
‫)ويجوز ترك استقبال القبلة( في الصلة )فللي حللالتين فللي شللدة‬
‫الخوف( في قتال مباح فرضا ً كانت الصلللة أو نفل ً )وفللي النافلللة‬
‫في السفر على الراحلة( فلمسافر سفرا ً مباحًا‪ ،‬ولو قصير التنفل‬
‫صللوب مقصللده وراكللب الدابللة ل يجللب عليلله وضللع جبهتلله علللى‬
‫ل‪ ،‬بل يومىء بركوعه وسجوده‪ ،‬ويكون سجوده أخفللض‬ ‫سرجها مث ً‬
‫من ركوعه‪ ،‬وأما الماشي فيتم ركوعه وسلجوده ويسلتقبل القبللة‬
‫فيهما‪ ،‬ول يمشي إل في قيامه وتشهده‪.‬‬

‫ة وشللرعا ً‬ ‫)فصل(‪ :‬في أركان الصلة‪ .‬وتقدم معنى الصلة لغلل ً‬


‫)وأركللان الصلللة ثمانيللة عشللر ركن لًا( أحللدها )النيللة( وهللي قصللد‬
‫الشيء مقترنا ً بفعللله ومحلهللا القلللب‪ ،‬فللإن كللانت الصلللة فرضلا ً‬
‫وجب نية الفرضية وقصد فعلها‪ ،‬وتعيينها من صبح أو ظهللر مثل ً أو‬
‫كانت الصلللة نفل ً ذات وقللت كراتبللة أو ذات سللبب كالستسللقاء‪،‬‬
‫وجب قصللد فعلهللا وتعيينلله ل نيللة النفليللة )و( الثللاني )القيللام مللع‬
‫القللدرة( عليلله فللإن عجللز عللن القيللام قعللد كيللف شللاء‪ .‬وقعللوده‬
‫مفترشا ً أفضل )و( الثالث )تكبيرة الحللرام( فيتعيللن علللى القللادر‬
‫بالنطق بها بأن يقول الله أكبر‪ ،‬فل يصح الرحمن أكبر ونحللوه‪ ،‬ول‬
‫يصح فيها تقديم الخبر على المبتدإ كقللوله أكللبر الللله‪ ،‬ومللن عجللز‬
‫عن النطق بها بالعربية ترجم عنها بأي لغللة شللاء‪ ،‬ول يعللدل عنهللا‬
‫إلى ذكر آخللر‪ ،‬ويجللب قللرن النيللة بللالتكبير‪ ،‬وأمللا النللووي فاختللار‬
‫الكتفاء بالمقارنة العرفية بحيث يعد عرفا ً أنلله مستحضللر للصلللة‬
‫)و( الرابع )قراءة الفاتحة( أو بدلها لمن لم يحفظهلا فرضلا ً كلانت‬
‫الصلة أو نفل ً )وبسم الله الرحمن الرحيم آية منهللا( كاملللة ومللن‬
‫أسقط من الفاتحة حرفا ً أو تشديدة‪ ،‬أو أبدل حرفا ً منها بحرف لم‬
‫تصح قراءته ول صلته إن تعمد‪ ،‬وإل وجللب عليلله إعللادة القللراءة‪،‬‬
‫ويجب ترتيبها بأن يقرأ آياتها على نظمها المعللروف‪ ،‬ويجللب أيضلا ً‬
‫موالتها بأن يصل بعللض كلماتهللا ببعللض مللن غيللر فصللل إل بقللدر‬
‫التنفس‪ ،‬فإن تخلل الذكر بين موالتها قطعها‪ ،‬إل أن يتعلق الللذكر‬
‫بمصلحة الصلة كتأمين المأموم في أثنلاء فلاتحته لقلراءة إملامه‪،‬‬
‫فإنه ل يقطع الملوالة‪ ،‬وملن جهلل الفاتحلة وتعللذرت عليله لعلدم‬
‫معلللم مثل ً وأحسللن غيرهللا مللن القللرآن‪ ،‬وجللب عليلله سللبع آيللات‬
‫متوالية عوضا ً عن الفاتحة أو متفرقة فإن عجز عللن القللرآن أتللى‬
‫بذكر بدل ً عنها بحيث ل ينقص عن حروفها‪ ،‬فإن للم يحسلن قرآنلا ً‬
‫ول ذكرا ً وقف قدر الفاتحة‪ ،‬وفي بعض النسخ وقراءة الفاتحة بعد‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ،‬وهي آية منهللا )و( الخللامس )الركللوع(‬
‫وأقل فرضه لقائم قادر على الركللوع معتللدل الخلقللة سللليم يللديه‬
‫وركبتيه أن ينحني بغير انخناس قدر بلوغ راحتيه ركبللتيه‪ ،‬ولللو أراد‬
‫وضعهما عليهما‪ ،‬فإن لم يقدر علللى هللذا الركللوع انحنللى مقللدوره‬
‫وأومأ بطرفه‪ ،‬وأكمل الركوع تسوية الراكلع ظهلره وعنقله بحيلث‬
‫يصيران كصفيحة واحدة‪ ،‬ونصب ساقيه وفخذيه وأخذ ركبتيه بيديه‬
‫)و( السادس )الطمأنينة( وهي سكون بعد حركة )فيه( أي الركوع‬
‫والمصنف يجعل الطمأنينة في الركان ركنا ً مستقل ً ومشللى عليلله‬
‫النووي في التحقيق‪ ،‬وغير المصنف يجعلها هيئة تابعة للركان )و(‬
‫السابع )الرفع( من الركللوع )والعتللدال( قائم لا ً علللى الهيئة الللتي‬
‫كان عليها قبل ركوعه من قيام قادر وقعود عاجز عللن القيللام )و(‬
‫الثامن )الطمأنينة فيه( أي العتدال )و( التاسع )السللجود( مرتيللن‬
‫في كل ركعة‪ ،‬وأقله مباشرة بعض جبهة المصلي موضللع سللجوده‬
‫من الرض أو غيرها‪ ،‬وأكمله أن يكبر لهويه للسجود بل رفع يللديه‪،‬‬
‫ويضع ركبتيه ثم يديه ثم جبهته وأنفه )و( العاشر )الطمأنينللة فيلله(‬
‫أي السللجود بحيللث ينللال موضللع سللجوده ثقللل رأسلله‪ ،‬ول يكفللي‬
‫إمساس رأسه موضع سجوده‪ ،‬بللل يتحامللل بحيللث لللو كللان تحتلله‬
‫قطللن مثل ً لنكبللس‪ ،‬وظهللر أثللره علللى يللد لللو فرضللت تحتلله )و(‬
‫الحادي عشر )الجلوس بين السجدتين( في كل ركعة سواء صلى‬
‫قائم لا ً أو مضللطجعًا‪ ،‬وأقللله سللكون بعللد حركللة أعضللائه‪ ،‬وأكمللله‬
‫الزيللادة علللى ذلللك بالللدعاء الللوارد فيلله‪ ،‬فلللو لللم يجلللس بيللن‬
‫السجدتين‪ ،‬بل صار إلى الجلوس أقرب لم يصح )و( الثاني عشللر‬
‫)الطمأنينللة فيلله( أي الجلللوس بيللن السللجدتين )و( الثللالث عشللر‬
‫)الجلوس الخير( أي الذي يعقبه السلم )و( الرابع عشر )التشللهد‬
‫فيه( أي الجلوس الخير وأقل التشللهد التحيللات لللله سلللم عليللك‬
‫أيهللا النللبي ورحمللة الللله وبركللاته سلللم علينللا وعلللى عبللاد الللله‬
‫الصالحين‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ّ الله وأشهد أن محمللدا ً رسللول الللله‬
‫)و( الخامس عشر )الصلة على النللبي فيلله( أي الجلللوس الخيللر‬
‫بعد الفراغ من التشهد‪ ،‬وأقل الصلة على النبي اللهم صللل علللى‬
‫محمد‪ ،‬وأشعر كلم المصللنف أن الصلللة علللى الل ل تجللب وهللو‬
‫كذلك بل هي سنة )و( السادس عشر )التسللليمة الولللى( ويجللب‬
‫إيقللاع السلللم حللال القعللود وأقللله السلللم عليكللم مللرة واحللدة‪،‬‬
‫وأكمله السلم عليكم ورحمة الله مرتين يمينا ً وشمال ً )و( السللابع‬
‫عشر )نية الخروج من الصلة( وهذا وجلله مرجللوح وقيللل ل يجللب‬
‫ذلك‪ ،‬أي نيللة الخللروج وهللذا الللوجه هللو الصللح )و( الثللامن عشللر‬
‫)ترتيب الركان( حتى بين التشهد الخير والصلة على النللبي فيلله‬
‫وقوله )على ما ذكرناه( يستثنى منه وجوب مقارنة النيللة لتكللبيرة‬
‫الحرام ومقارنة الجلوس الخير للتشهد والصلة علللى النللبي )و(‬
‫الصلة )سننها قبل الدخول فيهللا شلليئان الذان( وهللو لغللة العلم‬
‫وشللرعا ً ذكللر مخصللوص للعلم بللدخول وقللت صلللة مفروضللة‪،‬‬
‫وألفاظه مثنى إل التكللبير أوللله فللأربع‪ ،‬وإل التوحيللد آخللره فواحللد‬
‫)والقامة( وهي مصدر أقام ثم سمي به الللذكر المخصللوص‪ ،‬لنلله‬
‫يقيم إلى الصلة وإنما يشرع كللل مللن الذان والقامللة للمكتوبللة‪،‬‬
‫وأما غيرها فينادى لها الصلة جامعة‬
‫)و( سننها )بعد الللدخول فيهللا شلليئان التشللهد الول والقنللوت‬
‫في الصبح( أي في اعتدال الركعة الثانيللة منلله‪ ،‬وهللو لغللة الللدعاء‬
‫وشرعا ً ذكر مخصوص‪ ،‬وهو اللهللم اهللدني فيمللن هللديت وعللافني‬
‫فيمن عافيت الخ )و( القنوت )في( آخر )الوتر في النصف الثللاني‬
‫من شهر رمضان( وهو كقنوت الصبح المتقدم في محله ولفظلله‪،‬‬
‫ول تتعين كلمات القنوت السللابقة‪ ،‬فلللو قنللت بآيللة تتضللمن دعللاء‬
‫وقصد القنوت حصلللت سللنة القنللوت )وهيئاتهللا( أي الصلللة وأراد‬
‫بهيئاتها ما ليس ركنا ً فيها‪ ،‬ول بعضا ً يجبر بسللجود السللهو )خمسللة‬
‫عشر خصلة‪ :‬رفع اليدين عند تكبيرة الحرام( إلى حذو منكبيه )و(‬
‫رفع اليدين )عند الركوع و( عند )الرفلع منله ووضلع اليميلن عللى‬
‫الشمال( ويكونان تحت صلدره وفلوق سلرته )والتلوجه( أي قلول‬
‫المصلللي عقللب التحللرم‪ :‬وجهللت وجهللي للللذي فطللر السللموات‬
‫والرض الخ‪ .‬والمراد أن يقول المصلي بعد التحرم دعللاء الفتتللاح‬
‫هللذه اليللة أو غيرهللا ممللا ورد فللي السللتفتاح )والسللتعاذة( بعللد‬
‫التوجه وتحصل بكل لفللظ يشللتمل علللى التعللوذ‪ ،‬والفضللل أعللوذ‬
‫بالله من الشيطان الرجيم )والجهر في موضعه( وهوالصبح وأولتا‬
‫المغرب والعشاء والجمعة والعيدان )والسرار في موضعه( وهللي‬
‫ما عدا الذي ذكر )والتأمين( أي قول آمين عقللب الفاتحللة لقارئهللا‬
‫في صلة وغيرها‪ ،‬لكن في الصلة آكد ويؤمن المأموم مللع تللأمين‬
‫إمامه‪ ،‬ويجهر به )وقراءة السورة بعد الفاتحة( لمام ومنفرد فللي‬
‫ركعتي الصبح وأولتي غيرها‪ ،‬وتكون قراءة السللورة بعللد الفاتحللة‪،‬‬
‫فلو قدم السللورة عليهللا لللم تحسللب )والتكللبيرات عنللد الخفللض(‬
‫للركوع )والرفع( أي رفع الصلب مللن الركللوع )وقللول سللمع الللله‬
‫لمن حمده( حين يرفع رأسه من الركوع‪ .‬ولو قال مللن حمللد الللله‬
‫سمع له كفى‪ ،‬ومعنى سمع الله لمن حمده تقبل الله منلله حمللده‬
‫وجازاه عليه وقول المصلللي )ربنللا لللك الحمللد( إذا انتصللب قائملا ً‬
‫)والتسبيح في الركوع( وأدنى الكمال فللي التسللبيح سللبحان ربللي‬
‫العظيم ثلثا ً )و( التسبيح في )السجود( وأدنى الكمال فيه سبحان‬
‫ربي العلى ثلثا ً والكمل فللي تسللبيح الركللوع والسللجود مشللهور‬
‫)ووضع اليدين على الفخذين في الجلوس( للتشهد الول والخيللر‬
‫)يبسط( اليد )اليسرى( بحيث تسامت رؤوسللها الركبللة )ويقبللض(‬
‫اليد )اليمنى( أي أصابعها )إل المسللبحة( مللن اليمنللى فل يقبضللها‬
‫)فإنه يشير بها( رافعا ً لها حال كونه )متشهدًا( وذلك عند قللوله إل‬
‫اللله ول يحركهلا‪ ،‬فلإن حركهلا كلره ول تبطلل صللته فلي الصلح‬
‫)والفتراش في جميللع الجلسللات( الواقعللة فللي الصلللة كجلللوس‬
‫السللتراحة‪ ،‬والجلللوس بيللن السللجدتين‪ ،‬وجلللوس التشللهد الول‪،‬‬
‫والفتراش أن يجلس الشخص على كعب اليسرى جللاعل ً ظهرهللا‬
‫للرض‪ ،‬وينصب قدمه اليمنى ويضع بالرض أطراف أصابعها لجهة‬
‫القبلة )والتورك في الجلسة الخيرة( من جلسللات الصلللة‪ ،‬وهللي‬
‫جلوس التشللهد الخيللر والتللورك مثللل الفللتراش‪ ،‬إل أن المصلللي‬
‫يخرج يساره على هيئتها في الفللتراش مللن جهللة يمينلله‪ ،‬ويلصللق‬
‫وركه بللالرض‪ ،‬أمللا المسللبوق والسللاهي فيفترشللان ول يتوركللان‬
‫)والتسليمة الثانية( أما الولى فسبق أنها من أركان الصلة‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أمللور تخللالف فيهللا المللرأة الرجللل فللي الصلللة‪.‬‬


‫وذكر المصنف ذلك في قوله )والمرأة تخالف الرجل فللي خمسللة‬
‫أشياء فالرجل يجللافي( أي يرفللع )مرفقيلله عللن جنللبيه ويقللل( أي‬
‫يرفع )بطنه عن فخذيه في الركوع والسللجود ويجهللر فللي موضللع‬
‫الجهر( وتقدم بيانه في موضعه )وإذا نابه( أي أصللابه )شلليء فللي‬
‫الصلة سبح( فيقول‪ :‬سبحان الله بقصد الذكر فقط أو مع العلم‬
‫أو أطلق‪ ،‬لم تبطل صلته أو العلم فقط بطلت )وعللورة الرجللل‬
‫ما بين سرته وركبته( أما هما فليسا مللن العللورة‪ ،‬ول مللا فوقهمللا‬
‫)والمللرأة( تخللالف الرجللل فللي الخمسللة المللذكورة فإنهللا )تضللم‬
‫بعضها إلى بعض( فتلصق بطنها بفخللذيها فللي ركوعهللا وسللجودها‬
‫)وتخفض صوتها( إن صلت )بحضرة الرجال الجانب( فللإن صلللت‬
‫منفردة عنهم جهرت )وإذا نابها شيء في الصلة صفقت( بضرب‬
‫بطن اليمين على ظهر الشمال‪ ،‬فلللو ضللربت بطن لا ً ببطللن بقصللد‬
‫اللعب‪ ،‬ولو قليل ً مع علم التحريم بطلت صلتها والخنللثى كللالمرأة‬
‫)وجميع بدن الحللرة عللورة إل وجههللا وكفيهللا( وهللذه عورتهللا فللي‬
‫الصلة أما خارج الصلة فعورتهللا جميللع البللدن )والمللة كالرجللل(‬
‫فتكون عورتها ما بين سرتها وركبتها‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في عدد مبطلت الصلللة )والللذي يبطللل بلله الصلللة‬


‫أحد عشر شيئا ً الكلم العمد( الصالح لخطاب الدميين سواء تعلق‬
‫بمصلحة الصلة أو ل‪) .‬والعمل الكللثير( المتللوالي كثلث خطللوات‬
‫عمدا ً كان ذلك أو سهوًا‪ ،‬أما العمللل القليللل فل تبطللل الصلللة بلله‬
‫)والحدث( الصغر والكبر )وحدوث النجاسة( التي ل يعفللى عنهللا‪،‬‬
‫ولو وقع على ثوبه نجاسة يابسة‪ ،‬فنفض ثوبه حال ً لم تبطل صلته‬
‫)وانكشاف العورة( عمدا ً فإن كشفها الريح فسترها في الحال لم‬
‫تبطللل صلللته )وتغييللر النيللة( كللأن ينللوي الخللروج مللن الصلللة‬
‫)واستدبار القبللة( كلأن يجعلهلا خلللف ظهللره )والكللل والشلرب(‬
‫كثيرا ً كان المأكول والمشروب أو قليل ً إل أن يكون الشللخص فللي‬
‫هذه الصورة جاهل ً تحريم ذلك )والقهقهة( ومنهم مللن يعللبر عنهللا‬
‫بالضحك‪) .‬والردة( وهي قطع السلم بقول أو فعل‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في عدد ركعات الصلة )وركعات الفللرائض( أي فللي‬


‫كل يوم وليلللة فللي صلللة الحضللر إل يللوم الجمعللة )سللبعة عشللر‬
‫ركعة( أما يوم الجمعة فعدد ركعات الفللرائض فللي يومهللا خمسللة‬
‫عشر ركعة‪ ،‬وأما عدد ركعات صلة السفر فللي كللل يللوم للقاصللر‬
‫فإحللدى عشللرة ركعللة وقللوله )فيهللا أربللع وثلثللون سللجدة وأربللع‬
‫وتسعون تكبيرة وتسللع تشللهدات وعشللر تسللليمات ومللائة وثلث‬
‫وخمسللون تسللبيحة وجملللة الركللان فللي الصلللة مللائة وسللتة‬
‫وعشرون ركنا ً في الصبح ثلثون ركنا ً وفي المغرب اثنان وأربعون‬
‫ي‬‫ركنا ً وفي الرباعية أربعة وخمسون ركنلًا( إلللى آخللره ظللاهر غنل ّ‬
‫عن الشرح )ومن عجز عن القيام فللي الفريضللة( لمشللقة تلحقلله‬
‫في قيامه )صلى جالسًا( على أي هيئة شاء‪ ،‬ولكللن افتراشلله فللي‬
‫موضللع قيللامه أفضللل مللن تربعلله فللي الظهللر )ومللن عجللز عللن‬
‫الجلوس صلى مضطجعًا( فإن عجز عن الضطجاع صلى مستلقيا ً‬
‫على ظهره ورجله للقبلة‪ ،‬فإن عجز عن ذللك كلله أوملأ بطرفله‪،‬‬
‫ونللوى بقلبلله‪ ،‬ويجللب عليله اسللتقبالها بللوجهه بوضللع شلليء تحللت‬
‫رأسه‪ ،‬ويومىء برأسه في ركوعه وسجوده‪ ،‬فإن عجز عن اليماء‬
‫برأسه أومأ بأجفانه‪ ،‬فإن عجز عن اليماء بها أجرى أركان الصلللة‬
‫على قلبه‪ ،‬ول يتركها ما دام عقله ثابتًا‪ ،‬والمصلي قاعللدا ً ل قضللاء‬
‫عليه ول ينقص أجره لنه معذور وأما قوله‪" :‬من صلى قاعدا ً فللله‬
‫نصللف أجللر القللائم‪ ،‬ومللن صلللى نائملًا‪ ،‬فللله نصللف أجللر القاعللد"‬
‫فمحمول على النفل عند القدرة‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬والمتروك ملن الصللة ثلثلة أشلياء فلرض‪ .‬ويسلمى‬


‫بالركن أيضا ً )وسنة وهيئة( وهما ما عللدا الفللرض وبيللن المصللنف‬
‫الثلثة فللي قللوله )فللالفرض ل ينللوب عنلله سللجود السللهو بللل إن‬
‫ذكره( أي الفرض‪ ،‬وهو في الصلة أتى به وتمللت صلللته أو ذكللره‬
‫بعد السلم )والزمان قريب أتى به وبنى عليه( ما بقي من الصلة‬
‫)وسجد للسهو( وهو سنة كما سيأتي‪ ،‬لكن عند ترك مأمور به في‬
‫الصلة أو فعل منهللي عنلله فيهللا )والسللنة( إن تركهللا المصلللي )ل‬
‫يعود إليهللا بعللد التلبللس بللالفرض( فمللن تللرك التشللهد الول مثل ً‬
‫فذكره بعد اعتداله مستويا ً ل يعود إليه فإن عاد إليه عامدا ً عالمللا ً‬
‫بتحريمه بطلت صلته‪ ،‬أو ناسيا ً أنه في الصلة أو جاهل ً فل تبطللل‬
‫صلته‪ ،‬ويلزمه القيام عنللد تللذكره‪ ،‬وإن كللان مأموم لا ً عللاد وجوب لا ً‬
‫لمتابعة إمامه )لكنه يسجد للسهو عنها( في صورة عللدم العللود أو‬
‫العللود ناسلليا ً وأراد المصللنف بالسللنة هنللا البعللاض السللتة‪ ،‬وهللي‬
‫التشهد الول وقعوده والقنوت في الصللبح‪ ،‬وفللي آخللر الللوتر فللي‬
‫النصف الثاني من رمضان والقيام للقنللوت‪ ،‬والصلللة علللى النللبي‬
‫في التشهد الول‪ ،‬والصلة على الل فللي التشللهد الخيللر‪ .‬والهيئة‬
‫كالتسبيحات ونحوها مما ل يجبر بالسجود )ل يعود( المصلي )إليها‬
‫بعد تركها ول يسجد للسهو عنها( سواء تركها عمدا ً أو سهوا ً )وإذا‬
‫شك( المصلي )في عدد ما أتى به من الركعات( كمللن شللك هللل‬
‫صلى ثلثا ً أو أربعا ً )بنى على اليقين وهو القل( كالثلثللة فللي هللذا‬
‫المثال وأتى بركعة )وسجد للسهو( ول ينفعه غلبة الظن أنه صلى‬
‫أربعًا‪ ،‬ول يعمل بقول غيره له أنه صلى أربعًا‪ ،‬ولو بلغ ذلك القللائل‬
‫عدد التواتر )وسجود السهو سنة( كما سبق )ومحله قبل السلللم(‬
‫فإن سلم المصلي عامدا ً عالم لا ً بالسللهو أو ناسلليا ً وطللال الفصللل‬
‫عرفا ً فات محللله‪ ،‬وإن قصللر الفصللل عرفلا ً لللم يفللت وحينئذ فللله‬
‫السجود وتركه‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في الوقات التي تكره الصلة فيها تحريمللا كمللا فلي‬
‫الروضة‪ ،‬وشرح المهذب هنللا وتنزيه لا ً كمللا فللي التحقيللق‪ ،‬وشللرح‬
‫المهذب في نواقض الوضللوء )وخمسللة أوقللات ل يصلللي فيهللا إل‬
‫صلة لها سبب( إما متقللدم كالفائتللة أو مقللارن كصلللة الكسللوف‬
‫والستسقاء‪ ،‬فالول مللن الخمسللة الصلللة الللتي ل سللبب لهللا إذا‬
‫فعلت )بعد صلة الصبح( وتستمر الكراهلة )حلتى تطللع الشلمس‬
‫و( الثاني الصلة )عند طلوعها( فإذا طلعت )حتى تتكامل وترتفللع‬
‫قدر رمح( فللي رأي العيللن )و( الثللالث الصلللة )إذا اسللتوت حللتى‬
‫تزول( عن وسط السماء ويستثنى من ذلك يوم الجمعة‪ ،‬فل تكره‬
‫الصلة فيه وقت الستواء‪ .‬وكللذا حللرم مكللة المسللجد وغيللره‪ ،‬فل‬
‫تكره الصلة فيه في هذه الوقات كلها سواء صلى سنة الطللواف‬
‫أو غيرها )و( الرابع من )بعد صلة العصر حتى تغرب الشللمس و(‬
‫الخامس )عند الغروب( للشمس إذا دنت للغروب )حللتى يتكامللل‬
‫غروبها(‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬وصلة الجماعة‪ .‬للرجال في الفللرائض غيللر الجمعللة‬


‫)سنة مؤكدة( عند المصنف والرافعي‪ ،‬والصللح عنللد النللووي أنهللا‬
‫فرض كفاية‪ ،‬ويدرك المأموم الجماعة مع المام في غيللر الجمعلة‬
‫ما لم يسلم التسليمة الولى‪ ،‬وإن لم يقعد معه أما الجماعللة فللي‬
‫الجمعة ففرض عين‪ ،‬ول تحصل بأقل مللن ركعللة )و( يجللب )علللى‬
‫المأموم أن ينوي الئتمام( أو القتداء بالمام ول يجللب تعيينلله بللل‬
‫يكفي القتداء بالحاضر إن لللم يعرفلله‪ ،‬فللإن عينلله وأخطللأ بطلللت‬
‫صلته إل إن انضمت إليه إشارة كقوله‪ :‬نللويت القتللداء بزيللد هللذا‬
‫فبان عمرا ً فتصح )دون المام( فل يجب في صحة القتداء به في‬
‫غير الجمعة نية المامة‪ ،‬بل هي مستحبة فللي حقلله‪ ،‬فللإن لللم ينللو‬
‫فصلته فرادى )ويجوز أن يأتم الحّر بالعبد والبالغ بللالمراهق( أمللا‬
‫الصبي غيللر المميللز فل يصللح القتللداء بلله )ول تصللح قللدوة رجللل‬
‫بامرأة( ول بخنثى مشللكل ول خنللثى مشللكل بللامرأة ول بمشللكل‬
‫)ول قارىء( وهو من يحسن الفاتحة‪ ،‬أي ل يصح اقتللداؤه )بللأمي(‬
‫ل بحرف أو تشديدة من الفاتحللة‪ .‬ثللم أشللار المصللنف‬ ‫وهو من يخ ّ‬
‫لشروط القللدوة بقللوله )وأي موضللع صلللى فللي المسللجد بصلللة‬
‫المام فيه( أي في المسجد )وهو( أي المأموم )عالم بصلللته( أي‬
‫المام بمشاهدة المأموم له أو بمشاهدته بعض صف )أجللزأه( أي‬
‫كفاه ذلك في صحة القتداء به )مللا لللم يتقللدم عليلله( فللإن تقللدم‬
‫عليه بعقبه في جهته لم تنعقد صلللته‪ ،‬ول تضلر مسلاواته لملامه‪،‬‬
‫ويندب تخلفه عن إمامه قليل ً ول يصير بهللذا التخلللف منفللردا ً عللن‬
‫الصف حللتى ل يجللوز فضلليلة الجماعللة )وإن صلللى( المللام )فللي‬
‫المسجد والمللأموم خللارج المسللجد( حللال كللونه )قريب لا ً منلله( أي‬
‫المام بأن للم تلزد مسلافة ملا بينهملا عللى ثلثملائة ذراع تقريبلا ً‬
‫)وهو( أي المأموم )عالم بصلته( أي المللام )ول حللائل هنللاك( أي‬
‫بين المام والمأموم )جاز( القتداء به‪ ،‬وتعتبر المسافة المللذكورة‬
‫من آخر المسجد‪ ،‬وإن كان المام والمأموم في غير المسجد إمللا‬
‫فضاء أو بناء‪ ،‬فالشرط أن ل يزيد مللا بينهمللا علللى ثلثمللائة ذراع‪،‬‬
‫وأن ل يكون بينهما حائل‪.‬‬

‫)فصللل(‪ :‬فللي قصللر الصلللة وجمعهللا )ويجللوز للمسللافر( أي‬


‫المتلبللس بالسللفر )قصللر الصلللة الرباعيللة( ل غيرهللا مللن ثنائيللة‬
‫وثلثية‪ .‬وجواز قصر الصلة الرباعية )بخمللس شللرائط( الول )أن‬
‫يكون سفره( أي الشخص )في غير معصية( هللو شللامل للللواجب‬
‫كقضاء دين‪ ،‬وللمندوب كصلة الرحم‪ ،‬وللمباح كسللفر تجللارة‪ ،‬أمللا‬
‫سفر المعصية كالسفر لقطع الطريق فل يللترخص فيلله بقصللر ول‬
‫جمللع )و( الثللاني )أن تكللون مسللافته( أي السللفر )سللتة عشللر‬
‫فرسللخًا( تحديللدا ً فللي الصللح ول تحسللب مللدة الرجللوع منهللا‪،‬‬
‫والفرسخ ثلثة أميال‪ ،‬وحينئذ فمجموع الفراسللخ ثمانيللة وأربعللون‬
‫ل‪ ،‬والميل أربعة آلف خطللوة‪ ،‬والخطللوة ثلثللة أقللدام‪ ،‬والمللراد‬ ‫مي ً‬
‫بالميال الهاشمية )و( الثالث )أن يكللون( القاصللر )مؤدي لا ً للصلللة‬
‫الرباعية( أما الفائتة حضرا ً فل تقضى فيه مقصورة‪ ،‬والفائتللة فللي‬
‫السفر تقضى فيه مقصورة ل فللي الحضللر )و( الرابللع )أن ينللوي(‬
‫المسافر )القصر( للصلة )مللع الحللرام( بهللا )و( الخللامس )أن ل‬
‫يأتم( فلي جلزء ملن صللته )بمقيلم( أي بملن يصللي صللة تاملة‬
‫ليشمل المسافر المتم )ويجوز للمسافر( سفرا ً طللويل ً مباحلا ً )أن‬
‫يجمع بين( صلتي )الظهللر والعصللر( تقللديما ً وتللأخيرا ً وهللو معنللى‬
‫قوله )في وقت أيهما شللاء و( أن يجمللع )بيللن( صلللتي )المغللرب‬
‫والعشاء( تقديما ً وتأخيرا ً وهو معنى قوله )في وقللت أيهمللا شللاء(‬
‫وشروط جمع التقديم ثلثللة‪ :‬الول أن يبللدأ بللالظهر قبللل العصللر‪،‬‬
‫وبالمغرب قبل العشاء‪ ،‬فلو عكس كللأن بللدأ بالعصللر قبللل الظهللر‬
‫مثل ً لم يصح‪ ،‬ويعيدها بعدها إن أراد الجمع‪ .‬والثاني نية الجمع أول‬
‫الصلة الولى بأن تقترن نية الجمللع بتحرمهللا‪ ،‬فل يكفللي تقللديمها‬
‫على التحرم‪ ،‬ول تأخيرها عن السلم من الولى‪ ،‬وتجوز في أثنائها‬
‫على الظهر‪ .‬والثالث الموالة بيللن الولللى والثانيللة بللأن ل يطللول‬
‫الفصل بينهما‪ ،‬فإن طال عرفا ً ولو بعذر كنوم‪ ،‬وجب تأخير الصلة‬
‫الثانية إلى وقتها‪ ،‬ول يضر في الموالة بينهما فصللل يسللير عرف لًا‪،‬‬
‫وأما جمع التأخير‪ ،‬فيجب فيه أن يكون بنيللة الجمللع‪ ،‬وتكللون النيللة‬
‫هذه في وقت الولللى‪ ،‬ويجللوز تأخيرهللا إلللى أن يبقللى مللن وقللت‬
‫الولى زمن لو ابتدئت فيه كانت أداء‪ ،‬ول يجب فللي جمللع التللأخير‬
‫ترتيب‪ ،‬ول موالة ول نية جمع على الصلحيح فلي الثلثلة‪) .‬ويجلوز‬
‫للحاضللر( أي المقيللم )فللي( وقللت )المطللر أن يجمللع بينهمللا( أي‬
‫الظهر والعصر والمغرب والعشللاء ل فللي وقللت الثانيللة بللل )فللي‬
‫ل المطللر أعلللى الثللوب‪ ،‬وأسللفل النعللل‪،‬‬ ‫وقت الولى منهما( إن ب ّ‬
‫ووجدت الشروط السابقة في جمع التقديم‪ ،‬ويشترط أيضا ً وجللود‬
‫المطر في أول الصلتين‪ ،‬ول يكفي وجوده في أثناء الولى منهما‪،‬‬
‫ويشللترط أيضلا ً وجللوده عنللد السلللم مللن الولللى‪ ،‬سللواء اسللتمر‬
‫المطر بعد ذلك أم ل‪ ،‬وتختص رخصة الجمع بالمطر بالمصلي في‬
‫جماعة بمسجد أو غيره من مواضع الجماعللة بعيللد عرفلًا‪ ،‬ويتللأذى‬
‫الللذاهب للمسللجد أو غيللره مللن مواضللع الجماعللة بللالمطر فللي‬
‫طريقه‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬وشرائط وجوب الجمعة سبعة أشياء السلم والبلوغ‬


‫والعقل‪ .‬وهذه شروط أيضا ً لغير الجمعة مللن الصلللوات )والحريللة‬
‫والذكوريللة والصللحة والسللتيطان( فل تجللب الجمعللة علللى كللافر‬
‫أصلي وصبي ومجنون‪ ،‬ورقيللق وأنللثى ومريللض ونحللوه ومسللافر‪،‬‬
‫)وشرائط( صحة )فعلها ثلثلة( الول دار القاملة اللتي يسلتوطنها‬
‫العدد المجمعون سواء في ذلك المدن والقرى الللتي تتخللذ وطن لًا‪،‬‬
‫وعبر المصنف عن ذلك بقوله )أن تكون البلد مصرًا( كللانت البلللد‬
‫)أو قرية و( الثاني )أن يكون العدد( في جماعة الجمعلة )أربعيلن(‬
‫رجل ً )ملللن أهلللل الجمعلللة( وهلللم المكلفلللون اللللذكور الحلللرار‬
‫المستوطنون بحيث ل يظعنون عما استوطنوه شتاًء‪ ،‬ول صلليفا ً إل‬
‫لحاجللة‪) .‬و( الثللالث )أن يكللون الللوقت باقي لًا( وهللو وقللت الظهللر‬
‫فيشترط أن تقع الجمعة كلها في الوقت‪ ،‬فلو ضاق وقللت الظهللر‬
‫عنها بأن لم يبق منه ما يسع الللذي ل بللد منلله فيهللا مللن خطبتيهللا‬
‫وركعتيها صليت ظهرا ً )فإن خرج الوقت أو عللدمت الشللروط( أي‬
‫جميع وقت الظهر يقينا ً أو ظنا ً وهم فيها )صليت ظهرًا( بناء علللى‬
‫ما فعل منها‪ ،‬وفاتت الجمعة سواء أدركللوا منهللا ركعللة أم ل‪ ،‬ولللو‬
‫شكوا في خللروج وقتهللا وهللم فيهللا أتموهللا جمعللة علللى الصللحيح‬
‫)وفرائضها( ومنهم من عبر عنها بالشللروط )ثلثللة( أحللدها وثانيهللا‬
‫)خطبتان يقوم( الخطيللب )فيهمللا ويجلللس بينهمللا( قللال المتللولي‬
‫بقدر الطمأنينة بين السجدتين‪ ،‬ولو عجز عن القيام وخطب قاعدا ً‬
‫أو مضطجعًا‪ ،‬صح وجاز القتداء به‪ ،‬ولو مللع الجهللل بحللاله وحيللث‬
‫خطب قاعدا ً فصل بيللن الخطبللتين بسللكتة ل باضللطجاع‪ .‬وأركللان‬
‫الخطبتين خمسة‪ :‬حمد الله تعالى‪ ،‬ثم الصلللة علللى رسللول الللله‬
‫ولفظهمللا متعيللن‪ ،‬ثللم الوصللية بللالتقوى ول يتعيللن لفظهللا علللى‬
‫الصحيح‪ ،‬وقراءة آية في إحداهما‪ ،‬والللدعاء للمللؤمنين والمؤمنللات‬
‫في الخطبة الثانية‪ ،‬ويشترط أن يسللمع الخطيللب أركللان الخطبللة‬
‫لربعين تنعقد بهم الجمعة‪ ،‬ويشترط الموالة بين كلمات الخطبللة‬
‫وبين الخطبتين‪ ،‬فلو فرق بين كلماتها‪ ،‬ولو بعذر بطلت‪ ،‬ويشللترط‬
‫فيها ستر العورة وطهارة الحدث والخبث في ثوب وبللدن ومكللان‬
‫)و( الثالث من فرائض الجمعة )أن تصلى( بضم أوله )ركعتين في‬
‫جماعللة( تنعقللد بهللم الجمعللة‪ ،‬ويشللترط وقللوع هللذه الصلللة بعللد‬
‫الخطبللتين بخلف صلللة العيللد‪ ،‬فإنهللا قبللل الخطبللتين )وهيئاتهللا(‬
‫وسللبق معنللى الهيئة )أربللع خصللال( أحللدها )الغسللل( لمللن يريللد‬
‫حضورها من ذكللر أو أنللثى حللر أو عبللد مقيللم أو مسللافر‪ ،‬ووقللت‬
‫غسلها من الفجر الثاني وتقريبه من ذهابه أفضل‪ ،‬فإن عجللز عللن‬
‫غسلها تيمم بنية الغسل لهللا )و( الثللاني )تنظيللف الجسللد( بإزالللة‬
‫الريح الكريه منه كصنان فيتعاطى ما يزيله من مرتللك ونحللوه )و(‬
‫الثالث )لبس الثياب البيض( فإنها أفضللل الثيللاب )و( الرابللع )أخللذ‬
‫الظفللر( إن طللال والشللعر كللذلك فينتللف إبطلله‪ ،‬ويقللص شللاربه‪،‬‬
‫ويحلق عانته )والتطيب( بأحسن ما وجد منه )ويستحب النصللات(‬
‫وهللو السللكوت مللع الصللغاء )فللي وقللت الخطبللة( ويسللتثنى مللن‬
‫النصات أمور مذكورة في المطللولت منهللا إنللذار أعمللى أن يقللع‬
‫في بئر‪ ،‬ومن دب إليه عقرب مثل ً )ومن دخل( المسللجد )والمللام‬
‫يخطب صلى ركعتين خفيفتين ثم يجلس( وتعبير المصللنف بللدخل‬
‫يفهللم أن الحاضللر ل ينشللىء صلللة ركعللتين‪ ،‬سللواء صلللى سللنة‬
‫الجمعة أو ول يظهر من هذا المفهوم أن فعلهما حرام أو مكللروه‪،‬‬
‫لكن النووي فللي شللرح المهللذب صللرح بالحرمللة‪ ،‬ونقللل الجمللاع‬
‫عليها عن الماوردي‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬وصلة العيدين أي الفطللر والضللحى )سللنة مؤكللدة(‬


‫وتشرع جماعة ولمنفللرد ومسللافر وحللر وعبللد وخنللثى‪ ،‬وامللرأة ل‬
‫جميلة ول ذات هيئة‪ ،‬أما العجوز فتحضر العيلد فللي ثيللاب بيتهلا بل‬
‫طيب‪ ،‬ووقت صلة العيدين ما بين طلوع الشمس وزوالها )وهي(‬
‫أي صلة العيد )ركعتان( يحرم بهما بنيللة عيللد الفطللر أو الضللحى‬
‫ويأتي بدعاء الفتتلاح و )يكلبر فلي( الركعلة )الوللى سلبعا ً سلوى‬
‫تكبيرة الحرام( ثم يتعوذ ويقرأ الفاتحة‪ ،‬ثم يقللرأ بعللدها سللورة ق‬
‫جهرا ً )و( يكبر )في( الركعة )الثانية خمسا ً سللوى تكللبيرة القيللام(‬
‫ثم يتعوذ ثم يقرأ الفاتحة وسللورة اقللتربت جهللرا ً )ويخطللب( نللدبا ً‬
‫)بعدهما( أي الركعتين )خطبتين يكبر فللي( ابتللداء )الولللى تسللعًا(‬
‫ولء )و( يكبر )في( ابتداء )الثانيللة سللبعًا( ولء‪ ،‬ولللو فصللل بينهمللا‬
‫بتحميد وتهليل وثناء كان حسللنًا‪ ،‬والتكللبير علللى قسللمين‪ :‬مرسللل‬
‫وهو ما ل يكون عقب صلللة‪ .‬ومقيللد وهللو مللا يكللون عقبهللا‪ .‬وبللدأ‬
‫المصنف بالول فقال )ويكلبر( نلدبا ً كلل ملن ذكلر وأنلثى وحاضلر‬
‫ومسافر في المنازل‪ ،‬والطرق والمساجد والسواق‪) .‬من غللروب‬
‫الشمس من ليلة العيد( أي عيد الفطر ويستمر هذا التكللبير )إلللى‬
‫أن يدخل المللام فللي الصلللة( للعيللد ول يسللن التكللبير ليلللة عيللد‬
‫الفطر عقب الصلوات‪ ،‬ولكن النووي في الذكار اختللار أنلله سللنة‪.‬‬
‫ثم شرع في التكبير المقيد فقال )و( يكللبر )فللي( عيللد )الضللحى‬
‫خلف الصلوات المفروضات( من مؤداة وفائتة وكذا خلللف راتبللة‪،‬‬
‫ونفل مطلق وصلة جنازة )من صبح يوم عرفللة إلللى العصللر مللن‬
‫آخر أيام التشريق( وصيغة التكبير‪ :‬الله أكبر الله أكبر الله أكللبر ل‬
‫إله إل الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر كبيرا ً والحمللد‬
‫لله كثيرا ً وسبحان الله بكرة وأصللي ً‬
‫ل‪ ،‬ل إللله إل الللله وحللده صللدق‬
‫وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الحزاب وحده‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬وصلة الكسوف للشللمس وصلللة الخسللوف للقمللر‬


‫كل منهما )سنة مؤكدة فإن فاتت( هذه الصلة )لم تقض( أي لللم‬
‫يشللرع قضللاؤها )ويصلللي لكسللوف الشللمس وخسللوف القمللر‬
‫وذ يقللرأ‬ ‫ركعتين( يحرم بنية صلة الكسوف‪ ،‬ثم بعد الفتتللاح والتع ل ّ‬
‫الفاتحة‪ ،‬ويركع ثم يرفع رأسلله مللن الركللوع‪ ،‬ثللم يعتللدل ثللم يقللرأ‬
‫الفاتحة ثانيًا‪ ،‬ثم يركع ثانيا ً أخف من الذي قبله‪ ،‬ثم يعتدل ثانيا ً ثللم‬
‫يسللجد السللجدتين بطمأنينللة فللي الكللل‪ ،‬ثللم يصلللي ركعللة ثانيللة‬
‫بقيامين وقراءتيلن وركلوعين‪ ،‬واعتلدالين وسلجودين وهلذا معنلى‬
‫قوله )في كل ركعة( منهمللا )قيامللان يطيللل القللراءة فيهمللا( كمللا‬
‫سيأتي )و( فللي كللل ركعللة )ركوعللان يطيللل التسللبيح فيهمللا دون‬
‫السجود( فل يطوله‪ ،‬وهذا أحد وجهين‪ ،‬لكللن الصللحيح أنلله يطللوله‬
‫نحو الركوع الذي قبله )ويخطب( المللام )بعللدهما( أي بعللد صلللة‬
‫الكسللوف والخسلوف )خطبللتين( كخطبلتي الجمعلة فلي الركلان‬
‫والشروط‪ ،‬ويحث الناس في الخطبتين على التوبللة مللن الللذنوب‪،‬‬
‫وعلى فعل الخير من صدقة وعتق ونحللو ذلللك )ويس لّر( بللالقراءة‬
‫)فللي كسللوف الشللمس ويجهللر( بللالقراءة )فللي خسللوف القمللر(‬
‫وتفللوت صلللة كسللوف الشللمس بللالنجلء للمنكسللف وبغروبهللا‬
‫كاسفة‪ ،‬وتفوت صلة خسوف القمر بالنجلء وطلللوع الشللمس ل‬
‫بطلوع الفجر ول بغروبه خاسفا ً فل تفوت الصلة‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام صلة الستسللقاء‪ .‬أي طلللب السللقيا مللن‬


‫الللله تعللالى )وصلللة الستسللقاء مسللنونة( لمقيللم ومسللافر عنللد‬
‫الحاجة مللن انقطلاع غيللث أو عيللن ملاء ونحللو ذلللك‪ ،‬وتعلاد صلللة‬
‫الستسقاء ثانيا ً وأكثر من ذلك‪ ،‬إن لم يسقوا حللتى يسللقيهم الللله‬
‫)فيأمرهم( ندبا ً )المام( ونحوه )بالتوبة( ويلزمهم امتثال أمره كما‬
‫أفتى به النللووي والتوبللة مللن الللذنب واجبللة أمللر المللام بهللا أول ً‬
‫)والصدقة والخروج من المظالم( للعباد )ومصالحة العداء وصيام‬
‫ثلثة أيام( قبل ميعاد الخروج فيكون به أربعة )ثم يخرج بهللم فللي‬
‫اليوم الرابع( صياما ً غير متطيبين ول مللتزينين بللل يخرجللون )فللي‬
‫ثياب بذلة( بموحدة مكسورة وذال معجمة ساكنة‪ ،‬وهي ما يلبللس‬
‫من ثياب المهنة وقت العمل )واستكانة( أي خشوع )وتضللرع( أي‬
‫خضللوع وتللذلل‪ ،‬ويخرجللون معهللم الصللبيان والشلليوخ والعجللائز‬
‫والبهائم )ويصلي بهم( المام أو نائبه )ركعتين كصلة العيدين( في‬
‫كيفيتهما من الفتتاح والتعوذ والتكلبير سللبعا ً فلي الركعلة الوللى‪،‬‬
‫وخمسا ً في الركعة الثانية يرفع يللديه )ثللم يخطللب( نللدبا ً خطبللتين‬
‫كخطبتي العيدين في الركان‪ ،‬وغيرها لكن يستغفر الله تعالى في‬
‫الخطبتين بدل التكبير أولهما في خطبتي العيدين‪ ،‬فيفتتح الخطبللة‬
‫الولى بالستغفار تسعا ً والخطبة الثانية سللبعًا‪ .‬وصلليغة السللتغفار‬
‫أستغفر الله العظيم الذي ل إله إل هو الحللي القيللوم وأتللوب إليلله‬
‫وتكللون الخطبتللان )بعللدهما( أي الركعللتين )ويحللول( الخطيللب‬
‫)رداءه( فيجعل يمينه يساره وأعله أسفله‪ ،‬ويحول الناس أرديتهم‬
‫مثل تحويل الخطيب )ويكثر من الدعاء( سرا ً وجهرًا‪ ،‬فحيث أسللر‬
‫الخطيب أسر القوم بالدعاء‪ ،‬وحيللث جهللر أمنللوا علللى دعللائه )و(‬
‫سلت َغِْفُروا‬ ‫يكثر الخطيلب ملن )السلتغفار( ويقلرأ قلوله تعلالى‪} :‬ا ْ‬
‫م لد َْرارًا{ )سللورة نللوح‪،‬‬ ‫م ِ‬ ‫ماَء عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫سل ال ّ‬ ‫ن غَّفارا ً ي ُْر ِ‬ ‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫م إن ّ ُ‬ ‫َرب ّك ُ ْ‬
‫اليتان‪ (11 - 10 :‬وفي بعض نسخ المتللن زيللادة‪ ،‬وهللي )ويللدعو‬
‫سلْقيا‬ ‫جعَْلهللا ُ‬ ‫ملةٍ َول ت َ ْ‬ ‫ح َ‬‫سلْقيا َر ْ‬ ‫جعَْلهللا ُ‬ ‫ما ْ‬ ‫بدعاء رسول الله‪" :‬الل ّهُل ّ‬
‫ب‬ ‫علللى الظ ّلَرا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ق‪ ،‬الل ّهُ ل ّ‬ ‫ق َول َبلٍء‪َ ،‬ول هَد ْم ٍ َول غَ لَر ٍ‬ ‫مح ٍ‬ ‫ب َول َ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫عَ َ‬
‫وال َْينللا وَل َ عَل َي ْن َللا‪،‬‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫ة‪ ،‬الل ّهُل ّ‬ ‫ن الودِي َل ِ‬ ‫جرِ وَب ُط ُللو ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫مَناب ِ ِ‬ ‫كام ِ وَ َ‬ ‫َوال َ‬
‫دقا ً ط ََبق لا ً‬ ‫م لا ً غ َ ل َ‬ ‫حا ً عا ّ‬ ‫سل ّ‬ ‫ريعلا ً َ‬ ‫م ِ‬ ‫ريئا ً ُ‬ ‫مل ِ‬ ‫قنا غَْيثا ً مِغيثا ً هَِنيئا ً َ‬ ‫س ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫ن‬ ‫مل َ‬ ‫ث َول َتجعَْلنللا ِ‬ ‫قنا الغَي ْل َ‬ ‫سل ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫ن‪ ،‬الل ّهُل ّ‬ ‫دي ِ‬ ‫جل ّل ً دائما ً إلى ي َلوْم ِ الل ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ك ما ل‬ ‫ضن ْ ِ‬‫ن الجهْدِ َوالجوِع وال ّ‬‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِبالِعبادِ َوالب ِل َدِ ِ‬ ‫مإ ّ‬ ‫ّ‬
‫ن‪ ،‬اللهُ َ‬ ‫طي َ‬ ‫الَقان ِ ِ‬
‫ل عَل َي ْن َللا‬ ‫ض لْرعَ وَأ َن ْلزِ ْ‬ ‫َ‬
‫ت ل ََنا الّزْرعَ وَأدِّر ل ََنا ال ّ‬
‫ك‪ ،‬الل ّه َ‬
‫م أن ْب ِ ْ‬ ‫ُ ّ‬ ‫كو إل ّ إل َي ْ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫ن‬ ‫ض‪َ ،‬واك ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ن ب ََر َ‬ ‫ت ل ََنا ِ‬
‫ملل َ‬ ‫ف عَّنا ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت الْر ِ‬ ‫كا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ماِء َوأن ْب ِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ن ب ََركا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ت غَّفللارا ً‬ ‫ك ك ُن ْل َ‬ ‫ك إن ّل َ‬ ‫س لت َغِْفُر َ‬ ‫م إ ِن ّللا ن َ ْ‬ ‫ك‪ ،‬الل ّهُ ل ّ‬ ‫ه غَي ُْر َ‬ ‫شُف ُ‬ ‫ما ل َ ي َك ْ ِ‬ ‫الَبلِء َ‬
‫َ‬
‫ح‬ ‫سللب ّ ُ‬‫ل وَي ُ َ‬ ‫ذا سا َ‬ ‫واِدي إ َ‬ ‫ل في ال َ‬ ‫س ُ‬ ‫مد َْرارا ً وَي َغْت َ ِ‬ ‫ماَء عَل َي َْنا ِ‬ ‫س َ‬ ‫سل ال ّ‬ ‫فَأْر ِ‬
‫ق"( انتهت الزيادة وهي لطولها ل تناسب حال المتللن‬ ‫للّرعْدِ َوالب َْر ِ‬
‫من الختصار والله أعلم‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في كيفية صلة الخوف‪ .‬وإنما أفردهللا المصلنف علن‬


‫غيرها من الصلوات بترجمة‪ ،‬لنه يحتمل فللي إقامللة الفللرض فللي‬
‫الخوف ما ل يحتمل في غيره )وصلة الخللوف( أنللواع كللثيرة تبلللغ‬
‫ستة أضرب كما في صحيح مسلللم اقتصللر المصللنف منهللا )علللى‬
‫ثلثة أضرب‪ :‬أحدها أن يكون العدو في غير جهة القبلة( وهو قليل‬
‫وفللي المسلللمين كللثرة بحيللث تقللاوم كللل فرقللة منهللم العللدو‬
‫)فيفرقهم المام فرقللتين فرقللة تقللف فللي وجلله العللدو( تحرسلله‬
‫)وفرقة تقف خلفه( أي المام )فيصلي بالفرقة التي خلفلله ركعللة‬
‫ثم( بعد قيامه للركعة الثانية )تتم لنفسها( بقية صلللتها )وتمضللي(‬
‫بعللد فللراغ صلللتها )إلللى وجلله العللدو( تحرسلله )وتللأتي الطائفللة‬
‫الخرى( التي كانت حارسة في الركعة الولللى‪) .‬فيصلللي( المللام‬
‫)بها ركعة( فإذا جلس المام للتشللهد تفللارقه )وتتللم لنفسللها( ثللم‬
‫ينتظرها المام )ويسلم بها( وهذه صلة رسول الله بذات الرقللاع‪،‬‬
‫سميت بذلك لنهم رقعوا فيها راياتهم وقيل غير ذلك )والثللاني أن‬
‫يكون في جهة القبلة( في مكان ل يسترهم عن أعيللن المسلللمين‬
‫شيء‪ ،‬وفللي المسلللمين كللثرة تحتمللل تفرقهللم )فيصللفهم المللام‬
‫صفين( مثل ً )ويحرم بهم( جميعا ً )فإذا سللجد( المللام فللي الركعللة‬
‫الولى )سجد معه أحد الصفين( سللجدتين )ووقللف الصللف الخللر‬
‫يحرسهم فإذا رفع( المام رأسه )سجدوا ولحقوه( ويتشهد المللام‬
‫بالصفين ويسلم بهم وهذه صلة رسول الله بعسفان‪ ،‬وهي قريللة‬
‫في طريق الحاج المصري بينها وبين مكة مرحلتان‪ ،‬سميت بللذلك‬
‫لعسف السيول فيها‪) .‬والثالث أن يكون في شدة الخوف والتحام‬
‫الحرب( هو كناية عن شدة الختلط بين القوم بحيث يلتصق لحم‬
‫بعضهم ببعللض‪ ،‬فل يتمكنللون مللن تللرك القتللال ول يقللدرون علللى‬
‫النللزول إن كللانوا ركبانللًا‪ ،‬ول علللى النحللراف إن كللانوا مشللاة‬
‫ل( أي ماشلليا ً )أو راكبلا ً‬
‫)فيصلي( كل من القوم )كيللف أمكنلله راج ً‬
‫مستقبل القبلة وغير مستقبل لها( ويعذرون في العمللال الكللثيرة‬
‫في الصلة كضربات متوالية‪.‬‬

‫)فصللل(‪ :‬فللي اللبللاس )ويحللرم علللى الرجللال لبللس الحريللر‬


‫والتختم بالذهب( والقز في حالة الختيار‪ ،‬وكذا يحرم استعمال ما‬
‫ذكر على جهة الفتراش وغير ذلك من وجوه الستعمالت‪ ،‬ويحللل‬
‫للرجال لبسه للضرورة كحّر وبرد مهلكين‪) ،‬ويحللل للنسلاء( لبللس‬
‫ي إلبللاس الصللبي الحريللر قبللل سللبع‬‫الحرير وافتراشه ويحل للللول ّ‬
‫سنين وبعدها )وقليل الذهب وكثيره( أي استعمالهما )في التحريم‬
‫سواء وإذا كان بعض الثوب إبريسللمًا( أي حريللرا ً )وبعضلله( الخللر‬
‫)قطنا ً أو كتانًا( مثل ً )جللاز( للرجللل )لبسلله مللا لللم يكللن البريسللم‬
‫ل وكذا إن اسللتويا‬‫غالبًا( على غيره فإن كان غير البريسم غالبا ً ح ّ‬
‫في الصح‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬فيما يتعلق بالميت من غسله وتكفينه والصلللة عليلله‬


‫ودفنه )ويلزم( على طريق فرض الكفايللة )فللي الميللت( المسلللم‬
‫غير المحرم والشهيد )أربعة أشياء غسله وتكفينلله والصلللة عليلله‬
‫ودفنه( وإن لم يعلم بللالميت إل واحللد تعيللن عليلله مللا ذكللر‪ ،‬وأمللا‬
‫الميت الكافر فالصلة عليه حرام حربيا ً كان أو ذميًا‪ .‬ويجوز غسله‬
‫في الحالين‪ ،‬ويجب تكفيللن الللذمي ودفنلله دون الحربللي والمرتللد‪،‬‬
‫وأما المحللرم إذا كفللن فل يسللتر رأسلله‪ ،‬ول وجلله المحرمللة وأمللا‬
‫الشللهيد فل يصلللى عليلله كمللا ذكللره المصللنف بقللوله )واثنللان ل‬
‫يغسللللن ول يصللللى عليهملللا( أحلللدهما )الشلللهيد فلللي معركلللة‬
‫المشركين( وهو من مات في قتال الكفار بسببه سواء قتله كافر‬
‫مطلقا ً أو مسلم خطأ‪ ،‬أو عاد سلحه إليلله أو سللقط عللن دابتلله أو‬
‫نحو ذلك‪ ،‬فإن مات بعد انقضاء القتال بجراحلة فيله يقطللع بملوته‬
‫منها‪ ،‬فغير شهيد في الظهر وكذا لو مات في قتال البغاة أو مات‬
‫في القتال ل بسبب القتال )و( الثاني )السقط الذي لللم يسللتهل(‬
‫أي لم يرفع صوته )صارخًا( فلإن اسلتهل صلارخا ً أو بكلى فحكمله‬
‫كالكبير‪ ،‬والسقط بتثليث السين الولد النللازل قبللل تمللامه مللأخوذ‬
‫من السقوط )ويغسل الميت وترًا( ثلثا ً أو خمسا ً أو أكثر من ذلك‬
‫)ويكون في أول غسله سدر( أي يسللن أن يسللتعين الغاسللل فللي‬
‫الغسلة الولى من غسلللت الميللت بسللدر أو خطمللي‪) ،‬و( يكللون‬
‫)في آخره( أي آخر غسل الميت غير المحرم )شيء( قليللل )مللن‬
‫كافور( بحيث ل يغير الماء‪ .‬واعلللم أن أقللل غسللل الميللت تعميللم‬
‫بدنه بالماء مللرة واحللدة‪ ،‬وأمللا أكمللله فمللذكور فللي المبسللوطات‬
‫)ويكفن( الميت ذكرا ً كان أو أنثى بالغا ً كان أو ل )في ثلثة أثللواب‬
‫بيض( وتكون كلها لفائف متساوية طول ً وعرضا ً تأخللذ كللل واحللدة‬
‫منها جميع البدن )ليس فيها قميللص ول عمامللة( وإن كفللن الللذكر‬
‫في خمسة فهي الثلثة المذكورة وقميص وعمامة‪ ،‬أو المرأة فللي‬
‫خمسة فهللي إزار وخمللار وقميللص ولفافتللان‪ ،‬وأقللل الكفللن ثللوب‬
‫واحد يستر عورة الميت على الصح في الروضة وشرح المهذب‪،‬‬
‫ويختلف بذكورة الميت وأنوثته‪ ،‬ويكون الكفن من جنس ما يلبسه‬
‫الشخص في حياته )ويكبر عليه( أي الميت إذا صلللى عليلله )أربللع‬
‫تكبيرات( بتكبيرة الحللرام‪ ،‬ولللو كللبر خمسلا ً لللم تبطللل‪ ،‬لكللن لللو‬
‫خمس إملامه للم يتلابعه بلل يسللم أو ينتظلره ليسللم معله وهلو‬
‫أفضل و)يقرأ( المصلي )الفاتحللة بعللد( التكللبيرة )الولللى( ويجللوز‬
‫قراءتها بعد غير الولى )ويصلي على النبي بعد( التكبيرة )الثانيللة(‬
‫وأقل الصلة عليه اللهم صل على محمد اللهم صللل علللى محمللد‬
‫)ويدعو للميت بعد الثالثة( وأقللل الللدعاء للميلت‪ ،‬اللهللم اغفلر لله‬
‫وأكمله مذكور في قللول المصللنف فللي بعللض نسللخ المتللن )وهللو‬
‫اللهم إن هذا عبللدك وابللن عبللديك خللرج مللن روح الللدنيا وسللعتها‬
‫ومحبوبه وأحبائه فيها إلى ظلمة القبر‪ ،‬وما هللو لقيلله كللان يشللهد‬
‫أن ل إللله إل أنللت وحللدك ل شللريك لللك‪ ،‬وأن محمللدا ً عبللدك‬
‫ورسولك‪ ،‬وأنت أعلم به منا‪ ،‬اللهم إنه نزل بك وأنت خيللر منللزول‬
‫به‪ ،‬وأصبح فقيرا ً إلى رحمتك‪ ،‬وأنت غني عن عللذابه‪ ،‬وقللد جئنللاك‬
‫راغبين إليك شفعاء له‪ ،‬اللهم إن كان محسللنا ً فللزد فللي إحسللانه‪،‬‬
‫وإن كان مسيئا ً فتجاوز عنه‪ ،‬ولقه برحمتك رضاك‪ ،‬وقه فتنة القبر‬
‫وعللذابه‪ ،‬وافسللح للله فللي قللبره وجللاف الرض عللن جنللبيه ولقلله‬
‫برحمتك المن من عذابك حتى تبعثه آمنا ً إلللى جنتللك برحمتللك يللا‬
‫أرحم الراحمين ويقول في الرابعة‪ :‬اللهم ل تحرمنا أجره ول تفتنا‬
‫بعده‪ ،‬واغفر لنا وللله ويسلللم( المصلللي )بعللد( التكللبيرة )الرابعللة(‬
‫والسلم هنا‪ ،‬كالسلم في صلة غير الجنازة فللي كيفيتلله وعللدده‪،‬‬
‫لكن يستحب هنا زيادة ورحمة الله وبركاته )ويدفن( الميت )فللي‬
‫لحد مستقبل القبلة( واللحد بفتح اللم وضمها وسللكون الحللاء مللا‬
‫يحفر في أسفل جانب القبر من جهة القبلة قدر مللا يسللع الميللت‬
‫ويستره‪ ،‬والدفن في اللحد أفضل من الدفن في الشق إن صلبت‬
‫الرض والشق أن يحفر فللي وسللط القللبر كللالنهر‪ ،‬ويبنللي جانبللاه‬
‫ويوضع الميت بينهما‪ ،‬ويسقف عليه بلبللن ونحللوه‪ ،‬ويوضللع الميللت‬
‫عند مؤخر القبر وفللي بعللض النسللخ بعللد مسللتقبل القبلللة زيللادة‪،‬‬
‫وهي ويسل مللن قبللل رأسلله س لل ً برفللق ل بعنللف‪ ،‬ويقللول الللذي‬
‫يلحده‪ :‬بسم الله وعلى ملة ورسول الله‪) .‬ويضجع في القللبر بعللد‬
‫أن يعمق قامة وبسللطة( ويكللون الضللجاع مسللتقبل القبلللة علللى‬
‫جنبه اليمن‪ ،‬فلللو دفللن مسللتدبر القبلللة أو مسللتلقيا ً نبللش ووجلله‬
‫للقبلة ما لم يتغير )ويسطح القللبر( ول يسللنم )ول يبنللي عليلله ول‬
‫يجصص( أي يكره تجصيصه بالجص‪ ،‬وهو النورة المسللماة بللالجير‬
‫)ول بأس بالبكاء على الميت( أي يجوز البكللاء عليلله قبللل المللوت‬
‫وبعده وتركه أولى ويكللون البكللاء عليلله )مللن غيللر نللوح( أي رفللع‬
‫صوت بالندب )ول شق ثوب( وفي بعض النسللخ جيللب بللدل ثللوب‬
‫والجيب طوق القميص )ويعللزي أهللله( أي أهللل الميللت صللغيرهم‬
‫وكللبيرهم ذكرهللم وأنثللاهم إل الشللابة فل يعزيهللا إل محارمهللا‪،‬‬
‫والتعزية سنة قبل الدفن وبعده )إلى ثلثة أيللام مللن( بعللد )دفنلله(‬
‫إن كان المعزي‪ ،‬والمعزي حاضرين فإن كان أحدهما غائبا ً امتللدت‬
‫التعزية إلى حضوره‪ .‬والتعزية لغة التسلية لمن أصلليب بمللن يعللز‬
‫عليه‪ ،‬وشلرعا ً الملر بالصلبر والحلث عليله بوعلد الجلر‪ ،‬واللدعاء‬
‫للميت بالمغفرة‪ ،‬وللمصاب بجبر المصيبة‪) ،‬ول يللدفن اثنللان فللي‬
‫قبر( واحد )إل لحاجة( كضيق الرض وكثرة الموتى‪.‬‬
‫كتاب أحكام الزكاة‬
‫وهي لغة النماء‪ ،‬وشرعا ً اسم لمال مخصوص يؤخذ مللن مللال‬
‫مخصوص على وجه مخصوص يصرف لطائفللة مخصوصللة )تجللب‬
‫الزكاة في خمسة أشياء وهي المواشللي( ولللو عللبر بللالنعم لكللان‬
‫أولى لنها أخص من المواشي‪ ،‬والكلم هنا في الخص )والثمان(‬
‫وأريد بها الذهب والفضة )والللزروع( وأريللد بهللا القللوات )والثمللار‬
‫وعللروض التجللارة( وسلليأتي كللل مللن الخمسللة مفصللل ً )فأمللا‬
‫المواشي فتجب الزكاة في ثلثة أجناس منها وهللي البللل والبقللر‬
‫والغنم( فل تجب في الخيل والرقيق والمتولد مثل ً بين غنم وظباء‬
‫)وشرائط وجوبها ستة أشياء( وفي بعض نسخ المتن ست خصال‬
‫)السلم( فل تجب على كللافر أصلللي‪ ،‬وأمللا المرتللد فالصللحيح أن‬
‫ماله موقوف‪ ،‬فإن عاد إلى السلم وجبت عليه وإل فل )والحرية(‬
‫فل زكاة على رقيق‪ ،‬وأما المبعض فتجب عليه الزكاة فيمللا ملكلله‬
‫ببعضه الحللر‪) .‬والملللك التللام( أي فالملللك الضللعيف ل زكللاة فيلله‬
‫كالمشللتري قبللل قبضلله ل تجللب فيلله الزكللاة‪ ،‬كمللا يقتضلليه كلم‬
‫المصللنف تبعلا ً للقللول القللديم‪ ،‬لكللن الجديللد الوجللوب )والنصللاب‬
‫والحول( فلو نقص كل منهما فل زكاة )والسوم( وهو الرعي فللي‬
‫كل مباح فلو علفللت الماشللية معظللم الحللول فل زكللاة فيهللا‪ ،‬وإن‬
‫علفت نصفه فأقل قدرا ً تعيش بدونه بل ضلرر بيلن وجبلت زكاتهلا‬
‫وإل فل )وأما الثمان فشيئان الذهب والفضة( مضروبين كانا أو ل‬
‫وسلليأتي نصللابهما )وشللرائط وجللوب الزكللاة فيهللا( أي الثمللان‬
‫)خمسة أشياء السلم والحرية والملك التللام والنصللاب والحللول(‬
‫وسيأتي بيان ذلك )وأما الزروع( وأراد المصنف بهللا المقتللات مللن‬
‫حنطة وشعير وعدس وأرز‪ ،‬وكذا ما يقتات اختيللارا ً كللذرة وحمللص‬
‫)فتجللب الزكللاة فيهللا بثلثللة شللرائط أن يكللون ممللا يزرعلله( أي‬
‫يستنبته )الدميون( فإن نبت بنفسه بحمل مللاء أو هللواء فل زكللاة‬
‫فيه )وأن يكون قوتا ً مدخرًا( وسللبق قريبلا ً بيللان المقتللات‪ ،‬وخللرج‬
‫بالقوت ما ل يقتات من البرار نحو الكمون )وأن يكون نصابا ً وهو‬
‫خمسة أوسق ل قشر عليها( وفي بعض النسللخ أن يكللون خمسللة‬
‫أوسق بإسقاط نصاب )وأما الثمار فتجب الزكاة في شلليئين منهللا‬
‫ثمللرة النخللل وثمللرة الكللرم( والمللراد بهللاتين الثمرتيللن التمللر‬
‫والزبيب‪) .‬وشرائط وجلوب الزكلاة فيهلا( أي الثملار)أربلع خصلال‬
‫السلم والحرية والملك التام والنصاب( فمتى انتفللى شللرط مللن‬
‫ذلللك فل وجللوب )وأمللا عللروض التجللارة فتجللب الزكللاة فيهللا‬
‫بالشرائط المذكورة( سابقا ً )في الثمان( والتجللارة هللي التقليللب‬
‫في المال لغرض الربح‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬وأول نصاب البل خمس وفيها شاة‪ .‬أي جذعة ضللأن‬
‫لها سنة ودخلت في الثانية أو ثنية معز لهللا سللنتان‪ ،‬ودخلللت فللي‬
‫الثالثة وقوله )وفي عشر شللاتان وفللي خسللمة عشللر ثلث شللياه‬
‫وفي عشرين أربع شياه وفي خمس وعشرين بنللت مخللاض( مللن‬
‫البل )وفي ست وثلثين بنت لبون وفي ست وأربعين حقللة وفللي‬
‫إحدى وستين جذعة وفللي سللت وسللبعين بنتلا ً لبللون وفللي إحللدى‬
‫وتسعين حقتان وفي مائة وإحدى وعشرين ثلث بنات لبون( الللخ‪.‬‬
‫ظاهر غني عن الشرح وبنت المخاض لها سنة‪ ،‬ودخلت في الثانية‬
‫وبنت اللبللون لهللا سللنتان‪ ،‬ودخلللت فللي الثالثللة والحقللة لهللا ثلث‬
‫سنين‪ ،‬ودخلت في الرابعة‪ ،‬والجذعة لها أربع سللنين ودخلللت فللي‬
‫الخامسة وقوله )ثم في كل( أي ثم بعد زيللادة التسللع علللى مللائة‬
‫وإحدى وعشرين‪ ،‬وزيادة عشر بعد زيادة التسع‪ ،‬وجملة ذلك مائة‬
‫وأربعون يستقيم الحساب علللى أن فللي كللل )أربعيللن بنللت لبللون‬
‫وفي كل خمسين حقة( ففي مللائة وأربعيللن حقتللان وبنللت لبللون‪،‬‬
‫وفي مائة وخمسين ثلثة حقاق‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬وأول نصاب البقللر ثلثللون فيجللب فيهللا‪ .‬وفللي بعللض‬


‫النسخ وفيه أي النصاب )تبيع( ابن سنة ودخل فللي الثانيللة سللمي‬
‫بذلك لتبعيته أمه في المرعلى‪ ،‬ولللو أخلرج تبيعللة أجللزأت بطريلق‬
‫الولللى )و( يجللب )فللي أربعيللن مسللنة( لهللا سللنتان ودخلللت فللي‬
‫الثالثة‪ ،‬سميت بذلك لتكامل أسنانها‪ ،‬ولو أخرج عن أربعين تبيعين‬
‫أجزأ على الصحيح‪) .‬وعلى هذا أبدا ً فقللس( وفللي مللائة وعشللرين‬
‫ثلث مسنات أو أربعة أتبعة‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬وأول نصللاب الغنللم أربعللون وفيهللا شللاة جذعللة مللن‬


‫الضأن أو ثنية من المعز وسبق بيان الجذعة والثنية وقللوله )وفللي‬
‫مائة وإحللدى وعشللرين شلاتان وفللي مللائتين وواحللدة ثلث شللياه‬
‫وفي أربعمائة أربع شياه ثم في كل مللائة شللاة( الللخ ظللاهر غنللي‬
‫عن الشرح‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬والخليطان يزكيان‪ .‬بكسللر الكللاف )زكللاة( الشللخص‬


‫)الواحد( والخلطة قد تفيللد الشللريكين تخفيفلا ً بللأن يملكللا ثمللانين‬
‫شاة بالسوية بينهما‪ ،‬فيلزمهمللا شللاة‪ ،‬وقللد تفيللد تثقيل ً بللأن يملكللا‬
‫أربعين شاة بالسوية بينهما‪ ،‬فيلزمهما شاة‪ ،‬وقد تفيد تخفيفا ً على‬
‫أحللدهما‪ ،‬وتثقيل ً علللى الخللر‪ ،‬كللأن يملكللا سللتين لحللدهما ثلثهللا‪،‬‬
‫ل‪ ،‬كأن يملكا مائتي شللاة‬ ‫وللخر ثلثاها‪ ،‬وقد ل تفيد تخفيفا ً ول تثقي ً‬
‫بالسوية بينهما وإنما يزكيان زكاة الواحد )بسبع شللرائط إذا كللان(‬
‫وفي بعض النسخ إن كان )المراح واحدًا( وهو بضللم الميللم مللأوى‬
‫الماشية ليل ً )والمسرح واحدًا( والمللراد بالمسللرح الموضللع الللذي‬
‫تسرح إليه الماشية )والمرعى( والراعي )واحللدا ً والفحللل واحللدًا(‬
‫أي إن اتحد نوع الماشية‪ ،‬فإن اختلف نوعها كضأن ومعللز‪ ،‬فيجللوز‬
‫أن يكون لكل منهما فحللل يطللرق ماشلليته‪) .‬والشللرب( أي الللذي‬
‫تشللرب منلله الماشللية كعيللن أو نهللر أو غيرهمللا )واحللدًا( وقللوله‬
‫)والحالب واحدًا( هو أحد الوجهين في هذه المسألة‪ ،‬والصح عدم‬
‫اشتراط التحاد في الحالب‪ ،‬وكذا المحلب بكسر الميم وهو الناء‬
‫الللذي تحلللب فيلله )وموضللع الحل َللب( بفتللح اللم )واحللدًا( وحكللى‬
‫النللووي إسللكان اللم وهللو اسللم للبللن المحلللوب‪ ،‬ويطلللق علللى‬
‫المصدر‪ ،‬وقال بعضهم وهو المراد هنا‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬ونصاب الللذهب عشللرون مثقللال تحديللدا ً بللوزن مكللة‬


‫والمثقال درهم وثلثة أسللباع درهللم )وفيلله( نصللاب الللذهب )ربللع‬
‫العشر وهو نصف مثقال وفيما زاد( على عشرين مثقال ً )بحسابه(‬
‫وإن قل الزائد )ونصاب الللورق( بكسللر الللراء وهللو الفضللة )مائتللا‬
‫درهللم وفيلله ربللع العشللر وهللو خمسللة دراهللم وفيمللا زاد( علللى‬
‫المائتين )بحسابه( وإن قل الزائد ول شلليء فللي المغشللوش مللن‬
‫ذهب أو فضة حتى يبلغ خالصه نصابا ً )ول يجب في الحلي المبللاح‬
‫زكاة( أما المحرم كسلوار وخلخلال لرجللل وخنلثى فتجللب الزكللاة‬
‫فيه‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬ونصاب الزروع والثمللار خمسللة أوسللق مللن الوسللق‬


‫مصللدر بمعنللى الجمللع‪،‬لن الوسللق يجمللع الصلليعان )وهللي( أي‬
‫الخمسة أوسق )ألف وستمائة رطل بالعراق( وفي بعللض النسللخ‬
‫بالبغللدادي )ومللا زاد فبحسللابه( ورطللل بغللداد عنللد النللووي مللائة‬
‫وثمانية وعشرون درهما ً وأربعة أسباع درهللم )وفيهللا( أي الللزروع‬
‫والثمار )إن سقيت بماء السلماء( وهللو المطللر ونحلوه كالثلللج )أو‬
‫السيح( وهو الماء الجاري على الرض بسبب سللد النهللر‪ ،‬فيصللعد‬
‫المللاء علللى وجلله الرض فيسللقيها )العشللر وإن سللقيت بللدولب(‬
‫بضم الدال وفتحها ما يديره الحيوان )أو( سللقيت ب )نضللح( مللن‬
‫نهر أو بئر بحيوان كبعير أو بقرة )نصف العشر( وفيما سقي بمللاء‬
‫السماء والدولب مثل ً سواء ثلثة أرباع العشر‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬وتقوم عروض التجارة عند آخر الحول بمللا اشللتريت‬


‫به سللواء كلان ثمللن مللال التجللارة نصللابا ً أم ل‪ ،‬فللإن بلغللت قيمللة‬
‫العروض آخر الحول نصابا ً زكاهلا وإل فل )ويخلرج ملن ذللك( بعلد‬
‫بلوغ قيمة مال التجارة نصابا ً )ربع العشر( منه )وما استخرج مللن‬
‫معادن الذهب والفضة يخرج منه( إن بلغ نصابا ً )ربللع العشللر فللي‬
‫الحال( إن كان المستخرج من أهل وجوب الزكاة والمعادن جمللع‬
‫معدن بفتح داله وكسرها اسم لمكان خلق الللله تعللالى فيلله ذلللك‬
‫من موات أو ملك )وما يوجللد مللن الركللاز( وهللو دفيللن الجاهليللة‪،‬‬
‫وهي الحالة التي كانت عليها العرب قبل السلم من الجهل بللالله‬
‫ورسوله وشرائع السلللم )ففيلله( أي للركللاز )الخمللس( ويصللرف‬
‫مصللرف الزكللاة علللى المشللهور ومقللابله أنلله يصللرف إلللى أهللل‬
‫الخمس المذكورين في آية الفيء‪.‬‬

‫)فصللل(‪ :‬وتجللب زكللاة الفطللر ويقللال لهللا زكللاة الفطللرة أي‬


‫الخلقة )بثلثة أشياء السلم( فل فطرة على كافر أصلللي إل فللي‬
‫رقيقه وقريبه المسلللمين )وبغللروب الشللمس مللن آخلر يلوم مللن‬
‫شهر رمضان( وحينئذ فتخرج زكاة الفطر عمن مات بعد الغللروب‬
‫دون من ولد بعده )ووجود الفضل( وهو يسار الشخص بما يفضل‬
‫)عن قوته وقوت عياله في ذلك اليوم( أي يوم عيللد الفطللر وكللذا‬
‫ليلته أيضًا‪ .‬ويزكي الشخص )عن نفسه وعمللن تلزملله نفقتلله مللن‬
‫المسلمين( فل يلزم المسلم فطرة عبد وقريب وزوجة كفار‪ ،‬وإن‬
‫وجبت نفقتهم وإذا وجبت الفطرة عللى الشلخص فيخللرج )صللاعا ً‬
‫من قوت بلده( إن كللان بلللديا ً فللإن كللان فللي البلللد أقللوات غلللب‬
‫بعضها‪ ،‬وجب الخراج منه‪ ،‬ولو كللان الشللخص فللي باديللة ل قللوت‬
‫فيها أخرج من قوت أقرب البلد إليه‪ ،‬ومللن لللم يوسللر بصللاع بللل‬
‫ببعضه لزمه ذلك البعض )وقدره( أي الصاع )خمسة أرطال وثلث‬
‫بالعراقي( وسبق بيان الرطل العراقي في نصاب الزروع‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬وتدفع الزكاة إلللى الصللناف الثمانيللة الللذين ذكرهللم‬


‫ت‬‫صلد ََقا ُ‬
‫الله تعللالى فلي كتلابه العزيللز فلي قلوله تعلالى }إ ِّنملا ال ّ‬
‫م َوفللي‬ ‫ن عَل َْيهللا َوالمؤَّلفللةِ قُُلللوُبه ْ‬
‫مِلي َ‬
‫ن َوالَعللا ِ‬
‫كي ِ‬ ‫لل ُْفَقللَراِء ِوالم َ‬
‫سللا ِ‬
‫ل{ )سللورة التوبللة‪:‬‬ ‫سبي ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫سبي ِ ّ‬
‫ل اللهِ َواب ْ ِ‬ ‫ن َوفي َ‬ ‫مي َ‬‫ب َوالَغارِ ِ‬
‫الّرقا ِ‬
‫الية‪ (60 :‬الخ وهو ظاهر غنللي عللن الشللرح إل معرفللة الصللناف‬
‫المذكورة فالفقير في الزكاة هو الذي ل مللال للله ول كسللب يقللع‬
‫موقعللا ً مللن حللاجته‪ ،‬أمللا فقيللر العرايللا فهللو مللن ل نقللد بيللده‪،‬‬
‫والمسكين من قدر على مال أو كسب يقع كل منهما موقع لا ً مللن‬
‫كفايته‪ ،‬ول يكفيه كمن يحتللاج إلللى عشللرة دراهللم‪ ،‬وعنللده سللبعة‬
‫والعامللل مللن اسللتعمله المللام علللى أخللذ الصللدقات ودفعهللا‬
‫لمستحقيها‪ ،‬والمؤلفة قلوبهم وهللم أربعللة أقسللام‪ :‬أحللدها مؤلفللة‬
‫المسلمين وهو من أسلم‪ ،‬ونيته ضعيفة فيتألف بللدفع الزكللاة للله‪،‬‬
‫وبقيللة القسللام مللذكورة فللي المبسللوطات‪ .‬وفللي الرقللاب وهللم‬
‫المكاتبون كتابة صحيحة‪ ،‬أما المكاتب كتابة فاسدة‪ ،‬فل يعطى من‬
‫سهم المكاتبين والغارم على ثلثة أقسام‪ :‬أحدها من استدان دينا ً‬
‫لتسكين فتنة بين طائفتين في قتيل لم يظهر قاتله‪ ،‬فتحمللل دينلله‬
‫بسبب ذلك‪ ،‬فيقضى دينه من سهم الغارمين غني لا ً كللان أو فقيللرًا‪،‬‬
‫دين عليلله‪ ،‬فللإن أداه مللن مللاله أو‬ ‫وإنما يعطى الغارم عند بقاء ال ل ّ‬
‫دفعه ابتداء لم يعط من سهم الغللارمين‪ ،‬وبقيللة أقسللام الغللارمين‬
‫في المبسوطات‪ .‬وأما سبيل الله فهم الغزاة الذين ل سللهم لهللم‬
‫في ديوان المرتزقة بل هم متطوعون بالجهاد‪ .‬وأمللا ابللن السللبيل‬
‫فهو من ينشىء سفرا ً مللن بلللد الزكللاة‪ ،‬أو يكللون مجتللازا ً ببلللدها‪،‬‬
‫ويشترط فيلله الحاجللة وعللدم المعصللية وقللوله )وإلللى مللن يوجللد‬
‫منهم( أي الصناف فيه إشارة إلى أنه فقد بعض الصناف‪ ،‬ووجللد‬
‫البعض تصرف لمن وجد‪ ،‬فإن فقدوا كلهللم حفظللت الزكللاة حللتى‬
‫يوجدوا كلهم أو بعضهم )ول يقتصر( في إعطاء الزكاة )على أقللل‬
‫من ثلثة من كل صنف( من الصللناف الثمانيللة )إل العامللل( فللإنه‬
‫يجوز أن يكون واحدا ً إن حصلت به الكفاية‪ ،‬وإذا صرف لثنين من‬
‫كل صنف غرم للثالث أقل متمول وقيل يغرم له الثلث )وخمسللة‬
‫ل يجوز دفعها( أي الزكاة )إليهللم الغنللي( بمللال أو كسلب )والعبلد‬
‫وبنو هاشم وبنو المطلب( سواء منعوا حقهم من خمللس الخمللس‬
‫أو ل‪ ،‬وكذا عتقاؤهم ل يجوز دفع الزكاة إليهم‪ ،‬ويجللوز لكللل منهللم‬
‫أخذ صدقة التطوع على المشهور )والكافر( وفي بعض النسخ ول‬
‫تصللح للكللافر )ومللن تلللزم المزكللي نفقتلله ل يللدفعها( أي الزكللاة‬
‫)إليهم باسم الفقراء والمساكين( ويجوز دفعها اليهم باسم كونهم‬
‫غزاة أو غارمين مث ً‬
‫ل‪.‬‬

‫كتاب بيان أحكام الصيام‬


‫وهو والصوم مصدران معناهما لغة المساك‪ ،‬وشرعا ً إمسللاك‬
‫عن مفطر بنية مخصوصللة جميللع نهللار قابللل للصللوم مللن مسلللم‬
‫عاقل طاهر مللن حيللض ونفللاس )وشللرائط وجللوب الصلليام ثلثللة‬
‫أشياء( وفي بعض النسخ أربعلة أشللياء )السللم والبلللوغ والعقلل‬
‫والقدرة على الصوم( وهذا هو السللاقط علللى نسللخة الثلثللة‪ ،‬فل‬
‫يجب الصوم على أضللداد ذلللك‪) .‬وفللرائض الصللوم أربعللة أشللياء(‬
‫أحدها )النية( بالقلب فإن كان الصوم فرضا ً كرمضان أو نللذرًا‪ ،‬فل‬
‫ل‪ ،‬ويجب التعيين في صوم الفرض كرمضللان‪،‬‬ ‫بد من إيقاع النية لي ً‬
‫وأكمل نيلة صلومه أن يقلول الشلخص نلويت صلوم غلد علن أداء‬
‫فرض رمضان هذه السللنة لللله تعللالى )و( الثللاني )المسللاك عللن‬
‫الكل والشرب( وإن قل المأكول والمشللروب عنللد التعمللد‪ ،‬فللإن‬
‫أكل ناسيا ً أو جاهل ً لم يفطر إن كان قريب عهد بالسلم‪ ،‬أو نشللأ‬
‫بعيللدا ً عللن العلمللاء وإل أفطللر )و( الثللالث )الجمللاع( عامللدا ً وأمللا‬
‫الجماع ناسيا ً فكالكل ناسيا ً )و( الرابللع )تعمللد القيللء( فلللو غلبلله‬
‫القيء لم يبطل صومه )والذي يفطللر بلله الصللائم عشللرة أشللياء(‬
‫أحللدها وثانيهللا )مللا وصللل عمللدا ً إلللى الجللوف( المنفتللح )أو( غيللر‬
‫المنفتح كالوصللول مللن مأمومللة إلللى )الللرأس( والمللراد إمسللاك‬
‫الصائم عن وصول عين إلى ما يسمى جوف لا ً )و( الثللالث )الحقنللة‬
‫في أحد السبيلين( وهو دواء يحقن بلله المريللض فللي قبللل أو دبللر‬
‫المعبر عنهما في المتن بالسبيلين )و( الرابع )القيللء عمللدًا( فللإن‬
‫لم يتعمد لم يبطل صومه كما سبق‪) .‬و( الخامس )الوطء عامللدًا(‬
‫في الفرج فل يفطر الصائم بالجماع ناسيا ً كما سبق )و( السادس‬
‫)النزال( وهو خروج المني )عن مباشللرة( بل جمللاع محرم لا ً كللان‬
‫كإخراجه بيده أو غير محرم كإخراجه بيد زوجته أو جاريته واحللترز‬
‫بمباشرة عن خروج المني بالحتلم فل إفطار به جزما ً )و( السابع‬
‫إلى آخر العشرة )الحيض والنفاس والجنون والللردة( فمللتى طللرأ‬
‫شيء منها في أثناء الصوم أبطله‬
‫)ويستحب في الصوم ثلثة أشياء( أحدها )تعجيللل الفطللر( إن‬
‫تحقللق غللروب الشللمس فلإن شلك فل يعجلل الفطللر‪ ،‬ويسللن أن‬
‫يفطر على تمر وإل فماء )و( الثاني )تأخير السللحور( مللا لللم يقللع‬
‫في شك فل يؤخر‪ ،‬ويحصللل السللحور بقليللل الكللل والشللرب )و(‬
‫الثالث )ترك الهجر( أي الفحللش )مللن الكلم( الفللاحش‪ ،‬فيصللون‬
‫الصائم لسانه عن الكذب والغيبة ونحو ذلللك كالشللتم‪ ،‬وإن شللتمه‬
‫أحد فليقل مرتين أو ثلثًا‪ :‬إني صائم إما بلسانه كمللا قللال النللووي‬
‫في الذكار‪ ،‬أو بقلبه كما نقله الرافعي عن الئمللة واقتصللر عليلله‪.‬‬
‫)ويحرم صيام خمسة أيام العيدان( أي صوم يوم عيد الفطر وعيد‬
‫الضلحى )وأيلام التشلريق( وهلي )الثلثلة( اللتي بعلد يلوم النحلر‬
‫)ويكللره( تحريملا ً )صللوم يللوم الشللك( بل سللبب يقتضللي صللومه‪.‬‬
‫وأشار المصنف لبعض صور هذا السبب بقوله )إل أن يوافق عادة‬
‫له( في تطوعه كمن عادته صيام يوم وإفطار يوم فوافللق صللومه‬
‫يوم الشك‪ ،‬وله صلليام يللوم الشللك أيضلا ً عللن قضللاء ونللذر‪ ،‬ويللوم‬
‫الشك هلو يللوم الثلثيللن مللن شللعبان إذا للم يللر الهلل ليلتهللا مللع‬
‫الصحو أو تحدث الناس برؤيته‪ ،‬ولم يعلم عدل رآه أو شهد برؤيته‬
‫صبيان أو عبيد أو فسقه‬
‫)ومن وطىء في نهار رمضان( حال كونه )عامدا ً في الفللرج(‬
‫وهو مكلف بالصوم‪ ،‬ونوى من الليل وهللو آثللم بهللذا الللوطء لجللل‬
‫الصوم )فعليه القضللاء والكفللارة وهللي عتللق رقبللة مؤمنللة( وفللي‬
‫بعض النسخ سليمة من العيوب المضرة بالعمللل والكسللب )فللإن‬
‫لللم يجللد( هللا )فصلليام شللهرين متتللابعين فللإن لللم يسللتطع(‬
‫صومهما)فإطعام ستين مسكينًا( أو فقيرا ً )لكللل مسللكين مللد( أي‬
‫مما يجزىء في صلدقة الفطلر فلإن عجلز عللن الجميللع اسللتقرت‬
‫الكفارة في ذمته‪ ،‬فللإذا قللدر بعللد ذلللك علللى خصلللة مللن خصللال‬
‫الكفارة فعلها )ومن مات وعليه صيام( فائت )من رمضللان( بعللذر‬
‫كمن أفطر فيه لمرض‪ ،‬ولم يتمكن من قضائه كأن استمر مرضلله‬
‫حتى مات فل إثم عليه في هللذا الفللائت‪ ،‬ول تللدارك بالفديللة‪ ،‬وإن‬
‫فات بغير عذر ومات قبللل التمكللن مللن قضللائه )أطعللم عنلله( أي‬
‫أخرج الولي عن الميت من تركته )لكللل يللوم( فللات )مللد( طعللام‬
‫وهو رطل وثلث بالبغدادي وهو بالكيللل نصللف قللدح مصللري‪ ،‬ومللا‬
‫ذكره المصنف هوالقول الجديللد والقللديم‪ ،‬ل يتعيللن الطعللام‪ ،‬بللل‬
‫يجوز للولي أيضا ً أن يصوم عنه‪ ،‬بل يسن له ذلك كمللا فللي شللرح‬
‫المهذب وصوب في الروضة الجللزم بالقللديم )والشلليخ( والعجللوز‬
‫والمريض الذي ل يرجى برؤه )إن عجز( كللل منهللم )عللن الصللوم‬
‫يفطللر ويطعللم عللن كللل يللوم مللدًا( ول يجللوز تعجيللل المللد قبللل‬
‫رمضان‪ ،‬ويجوز بعد فجر كللل يللوم )والحامللل والمرضللع إن خافتللا‬
‫على أنفسهما( ضررا ً يلحقهما بالصوم كضرر المريض )أفطرتا و(‬
‫وجب )عليهما القضاء وإن خافتا على أولدهما( أي إسللقاط الولللد‬
‫في الحامل وقلة اللبن فللي المرضللع )أفطرتللا و( وجللب )عليهمللا‬
‫القضاء( للفطار )والكفارة( أيضا ً والكفارة أن يخرج )عن كل يوم‬
‫مد وهو( كما سبق )رطل وثلث بالعراقي( ويعللبر عنلله بالبغللدادي‬
‫ل( مباح لا ً إن تضللررا بالصللوم‬ ‫)والمريللض والمسللافر سللفرا ً طللوي ً‬
‫)يفطران ويقضيان( وللمريض إن كان مرضلله مطبق لا ً تللرك النيللة‬
‫م وقتلا ً دون وقللت‪،‬‬ ‫من الليل‪ ،‬وإن لم يكن مطبقا ً كما لو كللان يحل ّ‬
‫وكان وقت الشروع في الصوم محموما ً فله ترك النية‪ ،‬وإل فعليه‬
‫النيللة ليل ً فللإن عللادت الحمللى واحتللاج للفطللر أفطللر‪ .‬وسللكت‬
‫المصنف عن صوم التطللوع‪ ،‬وهللو مللذكور فللي المطللولت‪ ،‬ومنلله‬
‫صوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء وأيام البيض وستة من شوال‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام العتكاف وهو لغللة القامللة علللى الشلليء‬


‫مللن خيللر أو شللر‪ ،‬وشللرعا ً إقامللة بمسللجد بصللفة مخصوصللة‬
‫)والعتكاف سنة مستحبة( في كل وقت وهو في العشللر الواخللر‬
‫من رمضان أفضل منه في غيره لجل طلب ليلة القدر‪ ،‬وهي عند‬
‫الشافعي رضي الله عنه منحصرة في العشر الخير من رمضللان‪،‬‬
‫فكل ليلة منه محتملة لها‪ ،‬لكن ليالي الوتر أرجاهللا وأرجللى ليللالي‬
‫الللوتر ليلللة الحللادي أو الثللالث والعشللرين‪) .‬وللله( أي للعتكللاف‬
‫المذكور )شرطان( أحدهما )النية( وينوي فللي العتكللاف المنللذور‬
‫الفرضية أو النذر )و( الثاني )اللبث فللي المسللجد( ول يكفللي فللي‬
‫اللبث قدر الطمأنينة‪ ،‬بل الزيادة عليه بحيللث يسللمى ذلللك اللبللث‬
‫عكوفا ً وشرعا ً المعتكف إسلم وعقل ونقاء عللن حيللض أو نفللاس‬
‫وجنابة‪ ،‬فل يصح اعتكاف كافر ومجنون وحللائض ونفسللاء وجنللب‪،‬‬
‫ولو ارتد المعتكف أو سللكر بطللل اعتكللافه )ول يخللرج( المعتكللف‬
‫)من العتكاف المنذور إل لحاجة النسان( مللن بللول وغللائط ومللا‬
‫في معناهما كغسل جنابة )أو عللذر مللن حيللض( أو نفللاس فتخللرج‬
‫المرأة من المسجد لجلهما )أو( عذر من )مرض ل يمكن المقللام‬
‫معه( في المسجد بأن كان يحتاج لفرش وخادم وطبيب‪ ،‬أو يخاف‬
‫تلللويث المسللجد كإسللهال وإدرار بللول‪ ،‬وخللرج بقللول المصللنف ل‬
‫يمكن الخ بالمرض الخفيف كحمى خفيفة‪ ،‬فل يجللوز الخللروج مللن‬
‫المسللجد بسللببها )ويبطللل( العتكللاف )بللالوطء( مختللارا ً ذاكللرا ً‬
‫للعتكاف عالما ً بالتحريم‪ .‬وأما مباشرة المعتكف بشللهوة فتبطللل‬
‫اعتكافه إن أنزل وإل فل‪.‬‬

‫كتاب أحكام الحج‬


‫وهو لغة القصد وشرعا ً قصد البيت الحرام للنسلك )وشلرائط‬
‫وجوب الحج سبعة أشياء( وفي بعض النسخ سبع خصال )السلم‬
‫والبلوغ والعقل والحرية( فل يجب الحج على المتصف بضللد ذلللك‬
‫)ووجود الزاد( وأوعيته إن احتاج إليها وقد ل يحتاج إليهللا كشللخص‬
‫قريب من مكة‪ ،‬ويشترط أيضا ً وجود الماء فللي المواضللع المعتللاد‬
‫حمل الماء منها بثمن المثللل )و( وجللود )الراحلللة( الللتي تصللح للله‬
‫بشراء أو استئجار هذا إذا كان الشخص بينه وبيللن مكللة مرحلتللان‬
‫فأكثر سواء قدر على المشي أم ل‪ ،‬فإن كان بينه وبين مكللة دون‬
‫مرحلتين‪ ،‬وهو قوي على المشي لزمه الحج بل راحلللة‪ ،‬ويشللترط‬
‫كون ما ذكر فاضل ً عن دينلله وعللن مؤنللة مللن عليلله مللؤنتهم مللدة‬
‫ذهابه وإيابه‪ ،‬وفاضل ً أيضا ً عن مسكنه اللئق به‪ ،‬وعن عبد يليق به‬
‫)وتخلية الطريق( والمراد بالتخلية هنا أمن الطريللق ظن لا ً بحسللب‬
‫ما يليق بكل مكان‪ ،‬فلو لم يأمن الشخص على نفسلله أو مللاله أو‬
‫بضعه‪ ،‬لم يجب عليله الحلج وقلوله )وإمكلان المسلير( ثلابت فلي‬
‫بعض النسخ‪ ،‬والمراد بهذا المكان أن يبقى من الزمان بعد وجللود‬
‫الزاد والراحلة ما يمكن فيه السير المعهود إلى الحج‪ ،‬فلإن أمكلن‬
‫إل أنه يحتللاج لقطلع مرحللتين فلي بعلض اليللام للم يلزملله الحللج‬
‫للضرر‪.‬‬
‫وأركان الحج أربعة( أحدها )الحرام مع النية( أي نية الللدخول‬
‫في الحلج )و( الثلاني )الوقلوف بعرفلة( والملراد حضلور المحلرم‬
‫بالحج لحظة بعد زوال الشمس يوم عرفة‪ ،‬وهو اليوم التاسع مللن‬
‫ذي الحجللة بشللرط كللون الواقللف أهل ً للعبللادة ل مغمللى عليلله‪،‬‬
‫ويستمر وقت الوقوف إلى فجر يوم النحر‪ ،‬وهللو العاشللر مللن ذي‬
‫الحجللة )و( الثللالث )الطللواف بللالبيت( سللبع طوفللات جللاعل ً فللي‬
‫طوافه البيت عن يسللاره مبتللدئا ً بللالحجر السللود محاذيلا ً للله فللي‬
‫مروره بجميع بدنه‪ ،‬فلو بدأ بغير الحجر لم يحسللب للله )و( الرابللع‬
‫)السعي بين الصفا والمروة( سبع مرات وشرطه أن يبدأ في أول‬
‫مرة بالصفا‪ ،‬ويختم بالمروة ويحسب ذهابه من الصفا إلى المروة‬
‫مرة وعوده إليه مللرة أخللرى‪ ،‬والصللفا بالقصللر طللرف جبللل أبللي‬
‫قللبيس‪ ،‬والمللروة بفتلح الميلم وبقلي ملن أركللان الحلج الحللق أو‬
‫التقصير إن جعلنا كل ّ منهما نسكًا‪ ،‬وهو المشهور‪ ،‬فإن قلنا إن كل ّ‬
‫منهما استباحة محظور فليسا من الركان‪ ،‬ويجب تقللديم الحللرام‬
‫على كل الركان السابقة‬
‫)وأركان العمرة ثلثللة( كمللا فللي بعللض النسللخ‪ ،‬وفللي بعضللها‬
‫أربعة أشياء )الحرام والطواف والسعي والحلق أو التقصللير فللي‬
‫أحد القولين( وهو الراجح كما سبق قريبا ً وإل فل يكون من أركان‬
‫العمرة )وواجبات الحج غير الركان ثلثة أشللياء( أحللدها )الحللرام‬
‫من الميقات( الصادق بالزماني والمكاني‪ ،‬فالزماني بالنسبة للحج‬
‫شللوال وذو القعللدة وعشللر ليللال مللن ذي الحجللة‪ ،‬وأمللا بالنسللبة‬
‫للعمرة‪ ،‬فجميع السنة وقت لحرامه والميقات المكاني للحج فللي‬
‫حق المقيم بمكة نفس مكة مكيا ً كان أو آفاقيًا‪ ،‬وأما غيللر المقيللم‬
‫بمكة فميقات المتوجه من المدينة الشريفة ذو الحليفة والمتللوجه‬
‫من الشام ومصر والمغرب الجحفة‪ ،‬والمتللوجه مللن تهامللة اليملن‬
‫يلملم‪ ،‬والمتوجه من نجد الحجاز ونجد‪ ،‬اليمن قرن والمتوجه مللن‬
‫المشرق ذات عرق )و( الثاني مللن واجبللات الحللج )رمللي الجمللار‬
‫الثلث( يبدأ بالكبرى ثم الوسطى‪ ،‬ثم جمللرة العقبللة ويرمللي كللل‬
‫جمرة بسبع حصيات واحدة بعد واحدة‪ ،‬فلو رمللى حصللاتين دفعللة‬
‫حسبت واحدة‪ ،‬ولو رمى حصاة واحدة سبع مرات كفى‪ ،‬ويشترط‬
‫كون المرمى به حجرًا‪ ،‬فل يكفي غيللره كلؤلللؤ وجللص )و( الثللالث‬
‫)الحلق( أو التقصللير والفضللل للرجللل الحلللق وللمللرأة التقصللير‪،‬‬
‫وأقل الحلق إزالة ثلث شللعرات مللن الللرأس حلق لا ً أو تقصلليرا ً أو‬
‫نتف لا ً أو إحراق لا ً أو قص لًا‪ ،‬ومللن ل شللعر برأسلله يسللن للله إمللرارا ً‬
‫لموسى عليه‪ ،‬ول يقوم شعر غير الرأس من اللحية‪ ،‬وغيرها مقام‬
‫شعر الرأس‬
‫)وسنن الحللج سللبع( أحللدها )الفللراد وهللو تقللديم الحللج علللى‬
‫العمرة( بأن يحرم أول ً بالحج من ميقاته يفرغ منه ثللم يخللرج مللن‬
‫مكة إلى أدنى الحل‪ ،‬فيحرم بالعمرة ويأتي بعملها ولو عكللس لللم‬
‫يكللن مفللردا ً )و( الثللاني )التلبيللة( ويسللن الكثللار منهللا فللي دوام‬
‫الحرام ويرفع الرجل صوته بها‪ .‬ولفظها لبيك اللهم لبيللك لبيللك ل‬
‫شريك لك لبيك‪ ،‬إن الحمد والنعمة لك والملك ل شريك لللك‪ ،‬وإذا‬
‫فللرغ مللن التلبيللة صلللى علللى النللبي‪ ،‬وسللأل الللله تعللالى الجنللة‬
‫ورضللوانه‪ ،‬واسللتعاذ بلله مللن النللار‪) .‬و( الثللالث )طللواف القللدوم(‬
‫ويختص بحاج دخل مكة قبل الوقوف بعرفة‪ ،‬والمعتمللر إذا طللاف‬
‫للعمرة أجزأه عن طللواف القللدوم )و( الرابللع )المللبيت بمزدلفللة(‬
‫وعده من السنن هللو مللا يقتضلليه كلم الرافعللي‪ ،‬لكللن الللذي فللي‬
‫زيادة الروضللة‪ ،‬وشللرح المهللذب أن المللبيت بمزدلفللة واجللب )و(‬
‫الخامس )ركعتا الطواف( بعد الفراغ منلله ويصللليهما خلللف مقللام‬
‫إبراهيم عليه الصلة والسلم ويسّر بالقراءة فيهمللا نهللارًا‪ ،‬ويجهللر‬
‫بهللا ليل ً وإذا لللم يصلللهما خلللف المقللام‪ ،‬ففللي الحجللر وإل ففللي‬
‫المسجد‪ ،‬وإل ففي أي موضع شاء من الحرم وغيره )و( السادس‬
‫)المبيت بمنى( هذا ما صللححه الرافعللي لكللن صللحح النللووي فللي‬
‫زيللادة الروضلة الوجللوب )و( السللابع )طللواف الللوداع( عنللد إرادة‬
‫الخللروج مللن مكللة لسللفر حاجلا ً كلان أو ل طللويل ً كلان السللفر أو‬
‫قصيرًا‪ .‬وما ذكره المصنف من سنيته قول مرجوح‪ ،‬لكللن الظهللر‬
‫وجوبه )ويتجرد الرجل( حتما ً كما في شرح المهذب )عند الحللرام‬
‫عن المخيط( ملن الثيلاب وعللن منسللوجها ومعقودهلا‪ ،‬وعلن غيلر‬
‫الثياب من خف ونعللل )ويلبللس إزارا ً ورداء أبيضللين( جديللدين وإل‬
‫فنظيفين‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام محرمات الحرام وهللي مللا يحللرم بسللبب‬


‫الحللرام )ويحللرم علللى المحللرم عشللرة أشللياء( أحللدها )لبللس‬
‫المخيط( كقميص وقباء وخف‪ ،‬ولبس المنسوج كدرع أو المعقللود‬
‫كلبد في جميع بللدنه )و( الثللاني )تغطيللة الللرأس( أو بعضللها )مللن‬
‫الرجل( بما يعد ساترا ً كعمامة وطين‪ ،‬فإن لم يعد ساترا ً لللم يضللر‬
‫كوضللع يللده علللى بعللض رأسلله وكانغماسلله فللي مللاء واسللتظلله‬
‫بمحمللل‪ ،‬وإن مللس رأسلله )و( تغطيللة )الللوجه( أو بعضلله )مللن‬
‫المرأة( بما يعد ساترا ً ويجب عليها أن تستر من وجهها ما ل يتأتى‬
‫ستر جميع الرأس إل به‪ ،‬ولها أن تسبل على وجههللا ثوبلا ً متجافيلا ً‬
‫عنه بخشبة ونحوها‪ ،‬والخنثى كما قال القاضللي أبللو الطيللب يللؤمر‬
‫بالستر‪ ،‬ولبس المخيط‪ ،‬وأما الفدية فالذي عليه الجمهور‪ ،‬أنلله إن‬
‫ستر وجهه أو رأسه‪ ،‬لم تجب الفدية للشللك وإن سللترهما وجبللت‬
‫)و( الثالث )ترجيل( أي تسريح )الشللعر( كللذا عللده المصللنف مللن‬
‫المحرمات لكن الذي في شرح المهللذب أنلله مكللروه‪ ،‬وكللذا حللك‬
‫الشعر بللالظفر )و( الرابللع )حلقلله( أي الشللعر أو نتفلله أو إحراقلله‬
‫والمراد إزالته بللأي طريللق كللان ولللو ناسلليا ً )و( الخللامس )تقليللم‬
‫الظفار( أي إزالتها من يد أو رجللل بتقليللم أو غيللره إل إذا انكسللر‬
‫بعللض ظفللر المحللرم وتللأذى بلله فللله إزالللة المنكسللر فقللط )و(‬
‫السللادس )الطيللب( أي اسللتعماله قصللدا ً بمللا يقصللد منلله رائحللة‬
‫الطيب نحو مسك وكافور فلي ثلوبه بلأن يلصلقه بله عللى اللوجه‬
‫المعتاد في استعماله أو في بدنه ظاهره أو باطنه‪ ،‬كأكله الطيللب‪،‬‬
‫ول فرق في مستعمل الطيب بين كونه رجل ً أو امرأة أخشم كللان‬
‫أو ل وخرج بقصد أما لللو ألقللت عليلله الريللح طيبلًا‪ ،‬أو أكللره علللى‬
‫استعماله أو جهل تحريمه‪ ،‬أو نسي أنه محرم‪ ،‬فإنه ل فدية عليلله‪،‬‬
‫فإن علم تحريمه وجهل الفديللة وجبللت )و( السللابع )قتللل الصلليد(‬
‫البري المأكول أو ما في أصله مللأكول مللن وحللش وطيللر ويحللرم‬
‫أيضا ً صيده‪ ،‬ووضع اليد عليه والتعرض لجزئه وشللعره وريشلله )و(‬
‫الثامن )عقد النكاح( فيحرم على المحرم أن يعقد النكللاح لنفسلله‬
‫أو غيللره بوكالللة أو وليللة )و( التاسللع )الللوطء( مللن عاقللل عللالم‬
‫بالتحريم سواء جامع في حج أو عمرة في قبل أو دبر من ذكللر أو‬
‫أنثى زوجة أو مملوكة أو أجنبية )و( العاشر )المباشرة( فيمللا دون‬
‫الفرج كلمس وقبلللة )بشللهوة( أمللا بغيللر شللهوة فل يحللرم )وفللي‬
‫جميللع ذلللك( أي المحرمللات السللابقة )الفديللة( وسلليأتي بيانهللا‪.‬‬
‫والجماع المذكور تفسد به العمرة المفللردة أمللا الللتي فللي ضللمن‬
‫حج في قران‪ ،‬فهي تابعة له صحة وفسادا ً وأما الجمللاع‪ ،‬فيفسللد‬
‫الحج قبل التحلل الول بعد الوقوف أو قبله‪ ،‬أما بعد التحلل الول‬
‫فل يفسد )إل عقد النكاح( فإنه ل ينعقد )ول يفسده إل الوطء في‬
‫الفللرج( بخلف المباشللرة فللي غيللر الفللرج فإنهللا ل تفسللده )ول‬
‫يخرج( المحرم )منه بالفساد( بل يجب عليه المضللي فللي فاسلده‬
‫وسقط في بعض النسخ قوله في فاسده‪ ،‬أي النسك مللن حللج أو‬
‫عمللرة بللأن يللأتي ببقيللة أعمللاله )ومللن( أي والحللاج الللذي )فللاته‬
‫الوقوف بعرفة( بعذر أو غيره )تحلل( حتما ً )بعمللل عمللرة( فيللأتي‬
‫بطواف وسعي إن لم يكن سعى بعللد طللواف القللدوم‪ ،‬وعليلله أي‬
‫الذي فاته الوقوف )القضاء( فورا ً فرضا ً كان نسكه أو نف ً‬
‫ل‪ ،‬وإنمللا‬
‫يجب القضاء في فوات لم ينشأ عنه حصللر‪ ،‬فللإن أحصللر شللخص‪،‬‬
‫وكان له طريق غير التي وقع الحصر فيها لزمه سلوكها‪ ،‬وإن علم‬
‫الفوات‪ ،‬فإن مات لم يقض عنه في الصح )و( عليلله مللع القضللاء‬
‫)الهدي( ويوجد في بعض النسخ زيادة وهي )ومن ترك ركنًا( ممللا‬
‫يتوقف عليه الحج )لم يحل من إحراملله حللتى يللأتي بلله( ول يجللبر‬
‫ذلك الركن بدم )ومن ترك واجبًا( من واجبات الحج )لزملله الللدم(‬
‫وسيأتي بيان الدم )ومن ترك سللنة( مللن سللنن الحللج )لللم يلزملله‬
‫بتركها شيء( وظهر من كلم المتن الفرق بيللن الركللن والللواجب‬
‫والسنة‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أنواع الدماء الواجبة في الحرام بترك واجللب أو‬


‫فعل حرام )والدماء الواجبة في الحرام خمسة أشياء أحدها الدم‬
‫الللواجب بللترك نسللك( أي تللرك مللأمور بلله كللترك الحللرام مللن‬
‫الميقات‪) .‬وهو( أي هللذا الللدم )علللى الللترتيب( فيجللب أول ً بللترك‬
‫المأمور به )شاة( تجزىء في الضحية )فإن لم يجللد( هللا أص لل ً أو‬
‫وجدها بزيادة على ثمن مثلها )فصيام عشرة أيام ثلثة في الحللج(‬
‫تسن قبل يوم عرفة فيصلوم سلادس ذي الحجلة وسلابعه وثلامنه‬
‫)و( صيام )سعة إذا رجع إلى أهله( ووطنلله ول يجللوز صللومها فللي‬
‫أثناء الطريق‪ ،‬فإن أراد القامة بمكة صامها كما في المحرر‪ ،‬ولللو‬
‫لم يصم الثلثة في الحج‪ ،‬ورجع لزملله صللوم العشللرة وفللرق بيللن‬
‫الثلثة والسبعة بأربعة أيام‪ ،‬ومدة إمكان السلير إللى اللوطن وملا‬
‫ذكره المصنف من كون الدم المذكور دم ترتيب موافللق لمللا فللي‬
‫الروضة وأصلللها‪ ،‬وشللرح المهللذب لكللن الللذي فللي المنهللاج تبع لا ً‬
‫للمحرر أنه دم ترتيب وتعللديل‪ ،‬فيجللب أول ً شللاة فللإن عجللز عنهللا‬
‫اشترى بقيمتها طعاما ً وتصدق به‪ ،‬فإن عجز صام عن كل مد يوما ً‬
‫)والثاني الدم الواجب بالحلق والترفه( كللالطيب والللدهن والحلللق‬
‫إما لجميللع الللرأس أو لثلث شللعرات )وهللو( أي هللذا الللدم )علللى‬
‫التخيير( فيجب إما )شاة( تجزىء في الضحية )أو صوم ثلثة أيام‬
‫والتصدق بثلثة آصللع علللى سللتة مسللاكين( أو فقللراء لكللل منهللم‬
‫نصف صاع من طعام يجزىء في الفطرة )والثالث الللدم الللواجب‬
‫بالحصار فيتحلل( المحرم بنيلة التحللل‪ ،‬بلأن يقصلد الخلروج ملن‬
‫نسللكه بالحصللار )ويهللدي( أي يذبللح )شللاة( حيللث أحصللر ويحلللق‬
‫رأسه بعد الذبح‬
‫)والرابللع الللدم الللواجب بقتللل الصلليد وهللو( أي هللذا الللدم )علللى‬
‫التخيير( بين ثلثة أمور )إن كان الصيد مما له مثل( والمراد بمثلل‬
‫الصيد ما يقاربه في الصورة‪ ،‬وذكر المصنف الول من هذه الثلثة‬
‫في قللوله )أخللرج المثللل مللن النعللم( أي يذبللح المثللل مللن النعللم‬
‫ويتصدق به على مساكين الحرم وفقرائه‪ ،‬فيجب في قتل النعامة‬
‫بدنة‪ ،‬وفي بقرة الوحش أو حماره بقرة‪ ،‬وفي الغزال عنللز وبقيللة‬
‫صور الذي له مثل من النعم مذكورة في المطولت وذكللر الثللاني‬
‫في قوله )أو قومه( أي المثللل بللدراهم بقيمللة مكللة يللوم الخللراج‬
‫)واشترى بقيمته طعامًا( مجزئا ً فللي الفطللرة )وتصللدق بلله( علللى‬
‫مساكين الحرم وفقرائه‪ ،‬وذكر المصنف الثالث في قوله )أو صام‬
‫عن كل مد يومًا( فإن بقي أقل من مد صام عنلله يوملا ً )وإن كللان‬
‫الصيد مما ل مثل له( فيتخيللر بيللن أمريللن ذكرهمللا المصللنف فللي‬
‫قوله )أخرج بقيمته طعاما ً وتصدق به( )وصام عن كللل مللد يوم لًا(‬
‫وإن بقي أقل من مد صللام عنلله يوم لا ً )والخللامس الللدم الللواجب‬
‫بالوطء( من عاقل عامد عالم بللالتحريم مختللار سللواء جللامع فللي‬
‫قبللل أو دبلر كملا سلبق )وهلو( أي هلذا اللواجب )عللى الللترتيب(‬
‫فيجب به أول ً )بدنة( وتطلق على الذكر والنثى من البل )فإن لم‬
‫يجدها فبقرة فإن لم يجدها فسبع من الغنم فإن لللم يجللدها قللوم‬
‫البدنة( بدراهم بسعر مكة وقت الوجوب )واشترى بقيمتها طعاما ً‬
‫وتصدق به( على مساكين الحللرم وفقللرائه‪ ،‬ول تقللدير فللي الللذي‬
‫يدفع لكل فقير‪ ،‬ولللو تصللدق بالللدراهم للم يجللزه )فللإن لللم يجللد(‬
‫طعاما ً )صام عن كل مللد يوم لًا( واعلللم أن الهللدي علللى قسللمين‬
‫أحدهما ما كان عن إحصار‪ ،‬وهللذا ل يجللب بعثلله إلللى الحللرم‪ ،‬بللل‬
‫يذبح في موضللع الحصللار‪ ،‬والثللاني الهللدي الللواجب بسللبب تللرك‬
‫واجب أو فعل حرام‪ ،‬ويختص ذبحه بللالحرم‪ ،‬وذكللر المصللنف هللذا‬
‫فللي قللوله )ول يجللزئه الهللدي ول الطعللام إل بللالحرم( وأقللل مللا‬
‫يجزىء أن يدفع الهدي إلى ثلثللة مسللاكين أو فقللراء )ويجللزئه أن‬
‫يصوم حيث شاء( من حرم أو غيره )ول يجلوز قتلل صليد الحلرم(‬
‫ولو كان مكرها ً على القتللل ولللو أحللرم ثللم جللن فقتللل صلليدا ً لللم‬
‫يضمنه في الظهر )ول( يجوز )قطللع شللجره( أي الحللرم ويضللمن‬
‫الشجرة الكبيرة ببقرة‪ ،‬والصغيرة بشاة كل منهما بصفة الضحية‪،‬‬
‫ول يجوز أيضا ً قطع‪ ،‬ول قلع نبات الحرم الللذي ل يسللتثنيه النللاس‪،‬‬
‫بللل ينبللت بنفسله أمللا الحشليش اليللابس‪ ،‬فيجلوز قطعله ل قلعله‬
‫)والمحللل( بضللم الميللم أي الحلل )والمحللرم فللي ذلللك( الحكللم‬
‫السابق )سللواء( ولمللا فللرغ المصللنف مللن معاملللة الخللالق وهللي‬
‫العبادات أخذ في معاملة الخلئق فقال‪:‬‬

‫كتاب أحكام البيوع‬


‫وغيرها من المعاملت كقراض وشركة جمللع بيللع‪ ،‬والللبيع لغللة‬
‫مقابلة شيء بشيء‪ ،‬فللدخل مللا ليللس بمللال كخمللر‪ ،‬وأمللا شللرعا ً‬
‫فأحسن ما قيل في تعريفه إنه تمليك عين ماليللة بمعاوضللة بللإذن‬
‫شرعي أو تمليك منفعة مباحللة علللى التأبيللد بثمللن مللالي‪ ،‬فخللرج‬
‫بمعاوضة القرض‪ ،‬وبإذن شرعي الربا‪ ،‬ودخللل فللي منفعللة تمليللك‬
‫حق البناء‪ ،‬وخرج بثمن الجرة في الجللارة‪ ،‬فإنهللا ل تسللمى ثمن لا ً‬
‫)البيوع ثلثة أشياء( أحدها )بيع عين مشاهدة( أي حاضرة )فجائز(‬
‫إذا وجدت الشروط من كون المبيع طاهرا ً منتفعا ً به مقدورا ً على‬
‫تسليمه للعاقد عليه ولية‪ ،‬ول بللد فللي الللبيع مللن إيجللاب وقبللول‪،‬‬
‫فالول كقول البائع أو القائم مقامه بعتك‪ ،‬وملكتك بكللذا‪ ،‬والثللاني‬
‫كقول المشتري أو القائم مقامه اشللتريت وتملكللت ونحوهمللا )و(‬
‫الثاني من الشياء )بيع شيء موصوف فللي الذمللة( ويسللمى هللذا‬
‫بالسلم )فجائز إذا وجدت( فيه )الصفة علللى مللا وصللف بلله( مللن‬
‫صفات السلم التية في فصل السلم )و( الثالث )بيللع عيللن غائبللة‬
‫لم تشاهد( للمتعاقدين )فل يجوز( بيعها والمراد بالجواز فللي هللذه‬
‫الثلثة الصحة‪ ،‬وقد يشعر قوله لللم تشللاهد بأنهللا إن شللوهدت ثللم‬
‫غابت عند العقد أنه يجوز‪ ،‬ولكن محل هذا في عين ل تتغير غالبللا ً‬
‫في المدة المتخللة بيلن الرؤيلة والشلراء )ويصلح بيلع كلل طلاهر‬
‫منتفع به مملوك( وصرح المصنف بمفهوم هذه الشياء فللي قللوله‬
‫)ول يصح بيع عين نجسة( ول متنجسة كخمر ودهن وخل متنجللس‬
‫ونحوها مما ل يمكن تطهيره )ول( بيع )ما ل منفعة فيلله( كعقللرب‬
‫ونمل وسبع ل ينفع‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في الربا بألف مقصورة لغة الزيللادة وشللرعا ً مقابلللة‬


‫عوض بآخر مجهول التماثل في معيار الشرع حالللة العقللد‪ ،‬أو مللع‬
‫تأخير في العوضين‪ ،‬أو أحدهما )والربللا( حللرام وإنمللا يكللون )فللي‬
‫الذهب والفضة و( في )المطعومات( وهي ما يقصد غالبلا ً للطعلم‬
‫اقتياتا ً أو تفكها ً أو تداويا ً ول يجري الربا في غير ذلك )ول يجوز بيع‬
‫الذهب بالذهب ول الفضة كذلك( أي بالفضة مضروبين كانا أو غير‬
‫ل( أي مثل بمثل فل يصح بيع شلليء مللن ذلللك‬ ‫مضروبين )إل متماث ً‬
‫متفاضل ً وقوله )نقدًا( أي حال ً يللدا ً بيللد‪ ،‬فلللو بيللع شلليء مللن ذلللك‬
‫مؤجل ً لم يصح )ول( يصح )بيع ما ابتاعه( الشخص )حللتى يقبضلله(‬
‫سواء باعه للبائع أو لغيره )ول( يجوز )بيع اللحم بللالحيوان( سللواء‬
‫كان من جنسه كبيع لحم شاة بشاة أو من غير جنسلله‪ ،‬لكللن مللن‬
‫مأكول كبيع لحم بقرة بشاة )ويجوز بيع الذهب بالفضللة متفاض ل ً‬
‫ل(‬
‫لكن )نقدًا( أي حال ً مقبوضا ً قبل التفللرق )وكللذلك المطعومللات ل‬
‫يجوز بيع الجنس منها بمثله إل متماثل ً نقدًا( أي حال ً مقبوضا ً قبللل‬
‫ل( لكللن )نقللدًا( أي‬
‫التفرق )ويجوز بيع الجنس منها بغيللره متفاض ل ً‬
‫حال ً مقبوضا ً قبل التفرق‪ ،‬فلللو تفللرق المتبايعللان قبللل قبللض كللله‬
‫بطل‪ ،‬أو بعد قبض بعضه ففيه قول ً تفريق الصفقة )ول يجللوز بيللع‬
‫الغرر( كبيع عبد من عبيده أو طير في الهواء‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الخيار )والمتبايعللان بالخيللار( بيللن إمضللاء‬


‫البيع وفسخه أي يثبت لهما خيار المجلس في أنواع البيع كالسلللم‬
‫)مللا لللم يتفرقللا( أي مللدة عللدم تفرقهمللا عرف لا ً أي ينقطللع خيللار‬
‫المجلس‪ ،‬إما بتفرق المتبايعين ببدنهما عن مجلس العقلد‪ ،‬أو بلأن‬
‫يختار المتبايعان لزوم العقد‪ ،‬فلو اختار أحدهما للزوم العقلد‪ ،‬وللم‬
‫يختر الخر فورا ً سقط حقه من الخيار‪ ،‬وبقي الحق للخر )ولهما(‬
‫أي المتبايعين وكذا لحدهما إذا وافقه الخر )أن يشللترطا الخيللار(‬
‫في أنواع البيع )إلى ثلثة أيام( وتحسب من العقد ل من التفللرق‪،‬‬
‫فلو زاد الخيار على الثلثة بطل العقد‪ ،‬ولو كان المبيع مما يفسللد‬
‫في المدة المشترطة بطل العقد )وإذا وجد بالمبيع عيب( موجللود‬
‫قبل القبللض تنقللص بلله القيمللة أو العيللن نقصلا ً يفللوت بلله غللرض‬
‫صحيح‪ ،‬وكان الغالب فللي جنللس ذلللك المللبيع عللدم ذلللك العيللب‪،‬‬
‫كزنى رقيق وسرقته وإباقه )فللمشتري رده( أي المبيع )ول يجوز‬
‫بيع الثمرة( المنفردة عن الشجرة )مطلقًا( أي عن شرط القطللع‬
‫ون انتهللاء حالهللا‬ ‫)إل بعد بدو( أي ظهور )صلحها( وهو فيمللا ل يتل ل ّ‬
‫إلى ما يقصد منها غالبا ً كحلوة قصب وحموضة رمان وليللن تيللن‪،‬‬
‫ون بللأن يأخللذ فللي حمللرة أو سللواد أو صللفرة كالعنللاب‬ ‫وفيمللا يتلل ّ‬
‫والجاص والبلح‪ ،‬أما قبل بدو الصلح‪ ،‬فل يصح بيعها مطلقا ً ل مللن‬
‫صاحب الشللجرة‪ ،‬ول مللن غيللره إل بشللرط القطللع‪ ،‬سللواء جللرت‬
‫العادة بقطع الثمرة أم ل‪ ،‬ولللو قطعللت شللجرة عليهللا ثمللرة جللاز‬
‫بيعها بل شرط قطعها‪ ،‬ول يجوز بيع الزرع الخضللر فللي الرض إل‬
‫بشرط قطعه أو قلعه‪ ،‬فلو بيع الللزرع مللع الرض أو منفللردا ً عنهللا‬
‫بعد اشتداد الحب جاز بل شرط‪ ،‬ومن بللاع ثمللرا ً أو زرع لا ً لللم يبللد‬
‫صلحه لزمه سقيه قدر مللا تنمللو بلله الثمللرة‪ ،‬وتسلللم عللن التلللف‬
‫سواء خلى البائع بين المشتري والمبيع أو لم يخل )ول( يجوز )بيع‬
‫ما فيه الربا بجنسه رطبًا( بسكون الطللاء المهملللة‪ ،‬وأشللار بللذلك‬
‫إلى أنه يعتبر في بيللع الربويللات حالللة الكمللال‪ ،‬فل يصللح مثل ً بيللع‬
‫عنب بعنب ثم اسللتثنى المصللنف ممللا سللبق قللوله )إل اللبللن( أي‬
‫فإنه يجوز بيع بعضه ببعض قبل تجللبينه‪ ،‬وأطلللق المصللنف اللبللن‪،‬‬
‫فشمل الحليب والرائب والمخيض والحامض‪ ،‬والمعيار فللي اللبللن‬
‫الكيل حتى يصح بيع الرائب بالحليب كيل ً وإن تفاوتا وزنًا‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام السلم وهللو والسلللف لغللة بمعنللى واحللد‪،‬‬


‫وشرعا ً بيع شيء موصوف في الذمة‪ ،‬ول يصح إل بإيجاب وقبللول‬
‫ل( فللإن أطلللق السلللم انعقللد حللال ً فللي‬ ‫)ويصح السلم حال ً ومللؤج ً‬
‫الصح‪ ،‬وإنما يصح السلم )فيما( أي في شيء )تكامل فيه خمللس‬
‫شرائط( أحدها )أن يكون( المسلم فيلله )مضللبوطا ً بالصللفة الللتي‬
‫يختلف بها الغرض( في المسلم فيه بحيث ينتفي بالصفة الجهالللة‬
‫فيه‪ ،‬ول يكون ذكر الوصاف على وجلله يللؤدي لعللزة الوجللود فللي‬
‫المسلم فيه كلؤلؤ كبار‪ ،‬وجاريللة وأختهللا أو ولللدها )و( الثللاني )أن‬
‫يكون جنسا ً لم يختلط بلله غيللره( فل يصللح السلللم فللي المختلللط‬
‫المقصود الجزاء التي ل تنضبط كهريسة ومعجون‪ ،‬فإن انضبطت‬
‫أجزاؤه صح السلم فيه كجبن وأقط‪ ،‬والشرط الثالث مللذكور فللي‬
‫قوله )ولم تدخله النار لحالته( أي بأن دخلته لطبخ أو شلليء فللإن‬
‫دخلته النار للتمييز كالعسل والسمن صللح السلللم فيلله )و( الرابللع‬
‫)أن ل يكللون( المسلللم فيلله )معينللًا( بللل دينللا ً فلللو كللان معينللًا‪،‬‬
‫كأسلمت اليك هذا الثوب مثل ً في هذا العيد‪ ،‬فليس بسلللم قطعللا ً‬
‫ول ينعقد أيضا ً بيعا ً فللي الظهللر )و( الخللامس أن )ل( يكللون )مللن‬
‫معين( كأسلمت إليك هذا الدرهم في صاع من هلذه الصلبرة )ثلم‬
‫لصللحة المسللم فيلله ثمانيلة شلرائط( وفلي بعلض النسللخ ويصللح‬
‫السلم بثمانية شرائط‪ :‬الول مذكور في قللول المصللنف )وهللو أن‬
‫يصفه بعد ذكر جنسه ونللوعه بالصللفات الللتي يختلللف بهللا الثمللن(‬
‫فيذكر في السلم في رقيق مثل ً نوعه كتركي أو هندي وذكورته أو‬
‫أنوثته وسنه تقريبًا‪ ،‬وقده طللول ً أو قصللرا ً أو ربعللة‪ ،‬ولللونه كللأبيض‬
‫ويصف بياضه بسمرة أو شقرة‪ ،‬ويذكر فللي البللل والبقللر والغنللم‬
‫والخيل والبغال والحمير‪ ،‬الذكورة والنوثة والسن واللون والنللوع‪،‬‬
‫ويذكر في الطير النوع والصغر والكبر والذكورة والنوثة‪ ،‬والسللن‬
‫إن عرف‪ ،‬ويللذكر فللي الثللوب الجنللس كقطللن أو كتللان أو حريللر‪،‬‬
‫والنوع كقطن عراقي والطول والعرض‪ ،‬والغلظ والدقة والصفافة‬
‫والرقة والنعومة والخشونة‪ ،‬ويقاس بهلذه الصللور غيرهلا ومطللق‬
‫السلم في ثللوب يحمللل علللى الخللام ل المقصللور )و( الثللاني )أن‬
‫يللذكر قللدره بمللا ينفللي الجهاللة عنلله( أي أن يكللون المسلللم فيلله‬
‫معلوم القدر كيل ً في مكيل‪ ،‬ووزنا ً في موزون‪ ،‬وعدا ً فللي معللدود‪،‬‬
‫وذرعا ً في مذروع‪ .‬والثالث مذكور في قول المصللنف )وإن كللان(‬
‫السلم )مؤجل ً ذكر( العاقد )وقت محله( أي الجل كشهر كذا فلللو‬
‫أجللل السلللم بقللدوم زيللد مثل ً لللم يصللح‪) .‬و( الرابللع )أن يكللون(‬
‫المسلم فيه )موجودا ً عند السللتحقاق فللي الغللالب(أي اسللتحقاق‬
‫تسليم المسلم فيه‪ ،‬فلو أسلم فيما ل يوجللد عنللد المحللل كرطللب‬
‫في الشتاء لم يصح )و( الخامس )أن يذكر موضع قبضه( أي محل‬
‫التسليم إن كان الموضع ل يصلح له أو صلح له‪ ،‬ولكن لحمله إلللى‬
‫موضللع التسللليم مؤنللة‪) .‬و( السللادس )أن يكللون الثمللن معلوملًا(‬
‫بالقلللدر أو بالرؤيلللة لللله )و( السلللابع )أن يتقابضلللا( أي المسللللم‬
‫والمسلم إليه في مجلس العقللد )قبللل التفللرق( فلللو تفرقللا قبللل‬
‫قبض رأس الملال بطلل العقلد أو بعلد قبلض بعضله‪ ،‬ففيله خلف‬
‫تفريق الصفة والمعتبر القبض الحقيقي‪ ،‬فلو أحال المسلم برأس‬
‫مال السلم وقبضه المحتال‪ ،‬وهو المسلم إليه مللن المحللال عليلله‬
‫في المجلس لم يكف )و( الثامن )أن يكون عقللد السلللم نللاجزا ً ل‬
‫تدخله خيار الشرط( بخلف خيار المجلس فإنه يدخله‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الرهن وهو لغة الثبوت وشرعا ً جعل عيللن‬
‫مالية وثيقة بدين يستوفى منها عند تعذر الوفاء‪ ،‬ول يصللح الرهللن‬
‫إل بإيجاب وقبول‪ ،‬وشللرط كللل مللن الراهللن والمرتهللن أن يكللون‬
‫مطلق التصرف‪ ،‬وذكر المصنف ضابط المرهون في قللوله )وكللل‬
‫ما جاز بيعه جاز رهنه فللي الللديون إذا اسللتقر ثبوتهللا فللي الذمللة(‬
‫واحترز المصنف بالديون عن العيان‪ ،‬فل يصح الرهن عليها كعيللن‬
‫مغصللوبة‪ ،‬ومسللتعارة ونحوهمللا مللن العيللان المضللمونة‪ .‬واحللترز‬
‫باستقر عن الديون قبل استقرارها كدين السلم‪ ،‬وعن الثمن مدة‬
‫الخيار )وللراهن الرجوع فيه ما لم يقبضه( أي المرتهن فإن قبض‬
‫العيللن المرهونللة ممللن يصللح إقباضلله لللزم الرهللن‪ ،‬وامتنللع علللى‬
‫الراهللن الرجللوع فيلله والرهللن وضللعه علللى المانللة )و( حينئذ )ل‬
‫يضللمنه المرتهللن إل بالتعللدي( فيلله ول يسللقط بتلفلله شلليء مللن‬
‫الدين‪ ،‬ولو ادعى تلفه ولم يذكر سببا ً لتلفه صدق بيمينه‪ ،‬فإن ذكر‬
‫سببا ً ظاهرا ً لم يقبللل إل ببينللة‪ ،‬ولللو ادعللى المرتهللن رد المرهللون‬
‫على الراهن لم يقبل إل ببينة‪) ،‬وإذا قبض( المرتهن )بعض الحللق(‬
‫الذي على الراهن )لم يخرج( أي لم ينفك )شيء من الرهن حللتى‬
‫يقضى جميعه( أي الحق الذي على الراهن‪.‬‬
‫ة المنللع‬
‫جللر( لغل ً‬
‫)فصل(‪ :‬فللي حجللر السللفيه والمفلللس )والح ْ‬
‫وشللرعا ً منللع التصللرف فللي المللال بخلف التصللرف فللي غيللره‬
‫كالطلق فينفذ من السفيه‪ ،‬وجعل المصللنف الحجللر )علللى سللتة(‬
‫مللن الشللخاص )الصللبي والمجنللون والسللفيه( وفسللره المصللنف‬
‫بقوله )المبذر لمللاله( أي يصللرفه فللي غيللر مصللارفه )والمفلللس(‬
‫وهو لغة من صار ماله فلوسًا‪ ،‬ثم كنى به عن قلة المال أو عللدمه‬
‫وشرعا ً الشخص )الللذي ارتكبتلله الللديون( ول يفللي مللاله بللدينه أو‬
‫ديونه‪) .‬والمريض( المخوف عليه من مرضه والحجللر عليلله )فيمللا‬
‫زاد على الثلث( وهو ثلثا التركة لجل حق الورثة هذا إن لللم يكللن‬
‫على المريض دين‪ ،‬فإن كان عليه دين يستغرق تركته حجللر عليلله‬
‫في الثلث وما زاد عليه )والعبد الذي لم يؤذن له في التجللارة( فل‬
‫يصح تصرفه بغير إذن سلليده‪ ،‬وسللكت المصللنف عللن أشللياء مللن‬
‫الحجر مللذكورة فللي المطللولت منهللا الحجللر علللى المرتللد لحللق‬
‫المسلمين‪ ،‬ومنها الحجللر علللى الراهللن لحللق المرتهللن )وتصللرف‬
‫الصبي والمجنون والسللفيه غيللر صللحيح(‪ .‬فل يصللح منهللم بيللع ول‬
‫شراء ول هبة ول غيرها من التصرفات‪ ،‬وأما السفيه فيصح نكللاحه‬
‫بإذن وليه )وتصرف المفلس يصح في ذمته( فلو باع سلما ً طعاما ً‬
‫أو غيره أو اشترى كل ّ منهما بثمن فللي ذمتلله صللح )دون( تصللرفه‬
‫في )أعيان ماله( فل يصح وتصرفه في نكاح مثل ً أو طلق أو خلللع‬
‫صحيح‪ ،‬وأما المرأة المفلسة فإن اختلعت على عيللن لللم يصللح أو‬
‫ديللن فللي ذمتهللا صللح )وتصللرف المريللض فيمللا زاد علللى الثلللث‬
‫موقوف على إجازة الورثة( فإن أجازوا الزائد على الثلث صح وإل‬
‫فل‪ ،‬وإجازة الورثة وردهللم حللال المللرض ل يعتللبران‪ ،‬وإنمللا يعتللبر‬
‫ذلك )من بعده( أي من بعد موت المريض‪ ،‬وإذا أجللاز الللوارث ثللم‬
‫قال إنما أجزت لظني أن المال قليل‪ ،‬وقد بان خلفه صدق بيمينه‬
‫)وتصرف العبد( الذي لم يؤذن له في التجارة )يكللون فللي ذمتلله(‬
‫ومعنى كونه في ذمته أنه )يتبع به بعد عتقه( إذا اعتق فإن أذن له‬
‫السيد في التجارة صح تصرفه بحسب ذلك الذن‪.‬‬

‫ة قطللع المنازعللة وشللرعا ً عقللد‬


‫)فصل(‪ :‬فللي الصلللح وهللو لغل ً‬
‫يحصل به قطعها )ويصلح الصللح ملع القلرار( أي إقلرار الملدعى‬
‫عليه بالمدعى به )في المللوال( وهللو ظللاهر )و( كللذا )مللا أفضللى‬
‫إليها( أي الموال كمن ثبت له على شخص قصاص‪ ،‬فصالحه عليه‬
‫على مال بلفللظ الصلللح فللإنه يصللح أو بلفللظ الللبيع فل )وهللو( أي‬
‫الصلح )نوعان إبراء ومعاوضة فالبراء( أي صلللحه )اقتصللاره مللن‬
‫حقه( أي دينه )على بعضه( فإذا صالحه من اللللف الللذي للله فللي‬
‫ذمة شخص على خمسمائة منها‪ ،‬فكأنه قال له أعطني خمسللمائة‬
‫وأبرأتللك مللن خمسللمائة )ول يجللوز( بمعنللى ل يصللح )تعليقلله( أي‬
‫تعليق الصلح بمعنللى البللراء )علللى شللرط( كقللوله إذا جللاء رأس‬
‫الشهر فقد صالحتك )والمعارضللة( أي صلللحها )عللدوله عللن حقلله‬
‫إلى غيره( كأن ادعلى عليله دارا ً أو شقصلا ً منهلا وأقلر لله بلذلك‪،‬‬
‫وصالحه منها على معين كثوب‪ ،‬فإنه يصح )ويجري عليه( أي على‬
‫هذا الصلح )حكم الللبيع( فكللأنه فللي المثللال المللذكور بللاعه الللدار‬
‫بللالثوب‪ ،‬وحينئذ فيثبللت فللي المصللالح عليلله أحكللام الللبيع كللالرد‬
‫بالعيب‪ ،‬ومنع التصرف قبل القبض‪ ،‬ولو صالحه على بعللض العيللن‬
‫المدعاة‪ ،‬فهبة منه لبعضها المتروك منها‪ ،‬فيثبللت فللي هللذه الهبللة‬
‫أحكامها التي تذكر فللي بابهللا‪ ،‬ويسللمى هللذا صلللح الحطيطللة‪ ،‬ول‬
‫يصللح بلفللظ الللبيع للبعللض المللتروك‪ ،‬كللأن يللبيعه العيللن المللدعاة‬
‫ببعضهما )ويجوز للنسان( المسلم )أن يشرع( بضلم أولله وكسللر‬
‫ما قبل آخره أي يخرج )روشنًا( ويسمى أيضا ً بالجناح وهللو إخللراج‬
‫خشللب علللى جللدار )فللي( هللواء )طريللق نافللذ( ويسللمى أيضللا ً‬
‫بالشارع‪) .‬بحيث ل يتضرر المار به( أي الروشن بللل يرفللع بحيللث‬
‫يمر تحته المار التام الطويل منتصبًا‪ ،‬واعتللبر المللاوردي أن يكللون‬
‫على رأسه الحمولة الغالبة‪ ،‬وإن كان الطريق النافذ ممر فرسللان‬
‫وقوافل‪ ،‬فليرفع الروشن بحيث يمر تحته المحمل على البعير مللع‬
‫أخشلاب المظللة الكائنللة فللوق المحملل‪ ،‬أمللا اللذمي فيمنلع مللن‬
‫إشراع الروشن والساباط‪ ،‬وإن جاز له المرور في الطريق النافذ‬
‫)ول يجللوز( إشللراع الروشللن )فللي الللدرب المشللترك إل بللإذن‬
‫الشركاء( في الدرب والمراد بهم مللن نفللذ بللاب داره منهللم إلللى‬
‫الدرب‪ ،‬وليس المراد بهم من لصقه منهللم جللداره بل نفللوذ بللاب‬
‫إليه‪ ،‬وكل من الشركاء يستحق النتفاع مللن بللاب داره إلللى رأس‬
‫الدرب دون ما يلي آخر الدرب )ويجوز تقللديم البللاب فللي الللدرب‬
‫المشترك ول يجوز تأخيره( أي البلاب )إل بلإذن الشلركاء( فحيلث‬
‫منعوه لم يجللز تللأخيره‪ ،‬وحيللث منللع مللن التللأخير فصللالح شللركاء‬
‫الدرب بمال صح‪.‬‬

‫ة‬
‫)فصل(‪ :‬في الحوالللة بفتللح الحللاء وحكللي كسللرها وهللي لغ ل ً‬
‫التحول أي النتقال وشرعا ً نقل الحق من ذمة المحيللل إلللى ذمللة‬
‫المحال عليه )وشرائط الحوالة أربعة( أحدها )رضا المحيللل( وهللو‬
‫من عليه الدين ل المحال عليه‪ ،‬فإنه ل يشترط رضاه في الصللح‪،‬‬
‫ول تصح الحوالة على من ل دين عليه‪) .‬و( الثاني )قبول المحتال(‬
‫وهو مستحق الدين على المحيل )و( الثالث )كون الحق( المحللال‬
‫بلله )مسللتقرا ً فللي الذمللة( والتقييللد بالسللتقرار موافللق لمللا قللاله‬
‫الرافعي‪ ،‬لكن النووي استدرك عليه في الروضة‪ ،‬وحينئذ فالمعتبر‬
‫في دين الحوالة أن يكون لزمًا‪ ،‬أو يللؤول إلللى اللللزوم )و( الرابللع‬
‫)اتفاق ما( أي الدين الذي )في ذمة المحيللل والمحللال عليلله فللي‬
‫الجنس( والقدر )والنللوع والحلللول والتأجيللل( والصللحة والتكسللير‬
‫)وتبرأ بها( أي الحوالة )ذمة المحيل( أي عن ديللن المحتللال ويللبرأ‬
‫أيضا ً المحال عليه من دين المحيل‪ ،‬ويتحول حق المحتال إلى ذمة‬
‫المحال عليه حتى لو تعذر أخذه من المحال عليه بفلس‪ ،‬أو جحللد‬
‫للدين ونحوهما لم يرجللع علللى المحيللل‪ ،‬ولللو كللان المحللال عليلله‬
‫مفلسلا ً عنللد الحوالللة‪ ،‬وجهللله المحتللال فل رجللوع للله أيضلا ً علللى‬
‫المحيل‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في الضمان وهللو مصللدر ضللمنت الشلليء ضللمانا ً إذا‬


‫كفلته وشرعا ً التزام ما في ذمة الغير من المال وشللرط الضللامن‬
‫أن يكون فيه أهلية التصرف )ويصح ضمان الديون المستقرة فللي‬
‫الذمللة إذا علللم قللدرها( والتقييللد بالمسللتقرة يشللكل عليلله صللحة‬
‫ضمان الصداق قبل الدخول‪ ،‬فإنه حينئذ غير مسللتقر فللي الذمللة‪،‬‬
‫ولهذا لم يعتبر الرافعي والنووي إل كون الدين ثابت لا ً لزم لا ً وخللرج‬
‫بقوله إذا علللم قللدرها الللديون المجهولللة‪ ،‬فل يصللح ضللمانها‪ ،‬كمللا‬
‫سيأتي‪) .‬ولصاحب الحق( أي الدين )مطالبة من شاء من الضامن‬
‫والمضمون عنه( وهو مللن عليلله الللدين وقللوله )إذا كللان الضللمان‬
‫على ما بينا( ساقط في أكثر نسخ المتن )وإذا غرم الضامن رجللع‬
‫على المضمون عنه( بالشرط المذكور في قوله )إذا كان الضمان‬
‫والقضللاء( أي كللل منهمللا )بللإذنه( أي المضللمون عنلله ثللم صللرح‬
‫بمفهوم قوله سابقا ً إذا علللم قللدرها بقللوله هنللا )ول يصللح ضللمان‬
‫المجهول( كقوله بع فلنا ً كذا وعلي ضمان الثمن )ول( ضمان )مللا‬
‫لم يجب( كضمان مائة تجللب علللى زيللد فللي المسللتقبل )إل درك‬
‫الملبيع( أي ضلمان درك الملبيع بلأن يضلمن للمشلتري الثملن إن‬
‫خللرج المللبيع مسللتحقا ً أو يضللمن للبللائع المللبيع إن خللرج الثمللن‬
‫مستحقًا‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في ضللمان غيللر المللال مللن البللدان ويسللمى كفالللة‬


‫الوجه أيضا ً وكفالة البدن كما قال )والكفالة بالبدن جائزة إذا كلان‬
‫على المكفول به( أي ببدنه )حللق لدمللي( كقصللاص وحللد قللذف‪،‬‬
‫وخرج بحق الدمي حق الللله تعللالى‪ ،‬فل تصللح الكفالللة ببللدن مللن‬
‫عليه حق الله تعالى كحد سرقة وحد خمر وحد زنى ويبرأ الكفيللل‬
‫بتسليم المكفول ببدنه في مكان التسليم بل حائل يمنع المكفللول‬
‫له عنه‪ ،‬وأما مع وجود الحائل فل يبرأ الكفيل‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في الشركة وهي لغة الختلط وشللرعا ً ثبللوت الحللق‬


‫على جهة الشيوع في شيء واحد لثنين فأكثر )وللشللركة خمللس‬
‫شللرائط( الول )أن تكللون( الشللركة )علللى نللاض( أي نقللد )مللن‬
‫الللدراهم والللدنانير( وإن كانللا مغشوشللين واسللتمر رواجهمللا فللي‬
‫البلد‪ ،‬ول تصح في تبر وحلي وسبائك‪ ،‬وتكون الشركة أيض لا ً علللى‬
‫وم كللالعروض مللن الثيللاب ونحوهللا )و(‬ ‫المثلللي كالحنطللة ل المتقل ّ‬
‫الثاني )أن يتفقا في الجنس والنوع( فل تصح الشركة في الللذهب‬
‫والدراهم‪ ،‬ول في صحاح ومكسرة‪ ،‬ول في حنطة بيضللاء وحمللراء‬
‫)و( الثالث )أن يخلطا المللالين( بحيللث ل يتميللزان )و( الرابللع )أن‬
‫يأذن كل واحد منهما( أي الشريكين )لصاحبه في التصللرف( فللإذا‬
‫أذن له فيه تصرف بل ضرر‪ ،‬فل يبيع كللل منهمللا نسلليئته‪ ،‬ول بغيللر‬
‫نقد البلد‪ ،‬ول بغبن فاحش‪ ،‬ول يسافر بالمال المشللترك‪ ،‬إل بللإذن‬
‫فإن فعل أحد الشريكين ما نهي عنه‪ ،‬لم يصح في نصيب شريكه‪،‬‬
‫وفي نصيبه قللول ً تفريللق الصللفقة )و( الخللامس )أن يكللون الربللح‬
‫والخسران على قدر المالين( سواء تساوى الشريكان في العمللل‬
‫في المال المشترك أو تفاوتا فيه‪ ،‬فإن شرط التساوي في الربللح‬
‫مع تفاوت المالين أو عكسه للم يصلح‪ ،‬والشلركة عقلد جلائز ملن‬
‫الطرفين )و( حينئذ فل )لكل واحد منهمللا( أي الشللريكين )فسللخها‬
‫متى شاء( وينعزلن عن التصرف بفسخهما )ومتى مات أحللدهما(‬
‫أو جن أو أغمي عليه )بطلت( تلك الشركة‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكللام الوكالللة وهللي بفتللح الللواو وكسللرها فللي‬


‫اللغة التفويض‪ ،‬وفي الشرع تفويض شللخص شلليئا ً للله فعللله ممللا‬
‫يقبللل النيابللة إلللى غيللره‪ ،‬ليفعللله حللال حيللاته‪ ،‬وخللرج بهللذا القيللد‬
‫اليصاء‪ ،‬وذكر المصنف ضابط الوكاللة فلي قلوله‪) :‬وكلل ملا جلاز‬
‫للنسان التصللرف فيلله بنفسلله جللاز للله أن يوكللل( فيلله غيللره )أو‬
‫ي أو مجنون أن يكون موكل ً‬ ‫يتوكل فيه( عن غيره فل يصح من صب ّ‬
‫ل‪ ،‬وشللرط الموكللل فيلله أن يكللون قللابل ً للنيابللة‪ ،‬فل يصللح‬ ‫ول وكي ً‬
‫ل‪ .‬وأن يملكلله‬ ‫التوكيل في عبادة بدنية إل الحج وتفرقللة الزكللاة مث ً‬
‫الموكل فلو وكل شخصا ً في بيع عبد سيملكه أو في طلق امللرأة‬
‫سينكحها بطل )والوكالة عقد جائز( من الطرفين )و( حينئذ )لكللل‬
‫منهما( أي الموكل والوكيل )فسخها متى شللاء وتنفسللخ( الوكالللة‬
‫)بموت أحدهما( أو جنونه أو إغمائه )والوكيل أمين( وقللوله )فيمللا‬
‫يقبضه وفيما يصرفه( ساقط في أكثر النسخ )ول يضمن( الوكيللل‬
‫)إل بالتفريط( فيما وكل فيه‪ ،‬ومن التفريللط تسللليمه المللبيع قبللل‬
‫قبض ثمنه‪) .‬ول يجوز( للوكيل وكالة مطلقة )أن يبيع ويشللتري إل‬
‫بثلثللة شللرائط( أحلدها )أن يللبيع بثملن المثلل( ل بلدونه ول بغبللن‬
‫فاحش وهو ما ل يحتمل في الغالب‪) .‬و( الثللاني )أن يكللون( ثمللن‬
‫المثل )نقدًا( فل يللبيع الوكيللل نسلليئة وإن كللان قللدر ثمللن المثللل‪.‬‬
‫والثالث أن يكون النقد )بنقد البلد( فلو كان في البلللد نقللدان بللاع‬
‫بالغلب منهما‪ ،‬فإن استويا باع بالنفع للموكل فإن اسللتويا تخيللر‪،‬‬
‫ول يللبيع بللالفلوس‪ ،‬وإن راجللت رواج النقللود )ول يجللوز أن يللبيع(‬
‫الوكيل بيعا ً مطلقًا)من نفسه( ول مللن ولللده الصللغير‪ ،‬ولللو ص لّرح‬
‫الموكل للوكيل في الللبيع مللن الصللغير كمللا قللاله المتللولي خلفلا ً‬
‫للبغوي‪ ،‬والصح أنه يبيع لبيه وإن عل وليتلله البللالغ وإن سللفل إن‬
‫لم يكن سفيها ً ول مجنونًا‪ ،‬فإن صللرح الموكللل بللالبيع منهمللا صللح‬
‫جزم لا ً )ول يقللر( الوكيللل )علللى مللوكله( فلللو وكللل شخص لا ً فللي‬
‫خصومة لم يملك القرار علللى الموكللل‪ ،‬ول البللراء مللن دينلله ول‬
‫الصلح عنه وقوله )إل بإذنه( ساقط في بعض النسللخ‪ ،‬والصللح أن‬
‫التوكيل في القرار ل يصح‪.‬‬

‫ة الثبللات وشللرعا ً إجبللار‬‫)فصل(‪ :‬في أحكام القرار وهو لغ ل ً‬


‫بحق على المقر‪ ،‬فخرجت الشهادة لنهللا إخبلار بحللق للغيللر عللى‬
‫الغير )والمقّر بلله ضللربان( أحللدهما )حللق الللله تعللالى( كالسللرقة‬
‫والزنى )و( الثاني )حق الدمي( كحد القذف لشخص )فحللق الللله‬
‫تعالى يصح الرجوع فيه عن القرار به( كأن يقول من أقر بالزنى‪،‬‬
‫رجعت عن هذا القرار أو كذبت فيه ويسن للمقر بالزنى الرجللوع‬
‫عنه )وحق الدمي ل يصح الرجوع فيه عن القرار به( وفللرق بيللن‬
‫هذا والذي قبله بأن حق الله تعالى مبني علللى المسللامحة‪ ،‬وحللق‬
‫الدمللي مبنللي علللى المشللاحة )وتفتقللر صللحة القللرار إلللى ثلثللة‬
‫شروط( أحدها)البلوغ( فل يصح إقللرار الصللبي‪ ،‬ولللو مراهق لا ً ولللو‬
‫بإذن وليه‪) .‬و( الثاني )العقل( فل يصح إقللرار المجنللون والمغمللي‬
‫عليه‪ ،‬وزائل العقل بما يعذر فيه‪ ،‬فإن لم يعذر فحكمه كالسللكران‬
‫)و( الثالث )الختيار( فل يصح إقللرار مكللره بمللا أكللره عليلله )وإن‬
‫كان القرار بمال اعتبر فيه شرط رابع وهللو الرشللد( والمللراد بلله‬
‫كون المقر مطلق التصرف‪ ،‬واحترز المصللنف بمللال عللن القللرار‬
‫بغيره كطلق وظهار ونحوهما‪ ،‬فل يشترط في المقر بذلك الرشد‬
‫بل يصللح مللن الشللخص السللفيه )وإذا أقللر( الشللخص )بمجهللول(‬
‫كقوله لفلن على شيء )رجع( بضم أوللله )إليلله( أي المقللر )فللي‬
‫بيانه( أي المجهول فيقبل تفسيره بكل ما يتمول‪ ،‬وإن قل كفلس‬
‫ولو فسر المجهول بما ل يتمول‪ ،‬لكن من جنسلله كحبللة حنطللة أو‬
‫ليس من جنسه‪ ،‬لكن يحل اقتناؤه كجلد ميتة وكلب معلللم‪ ،‬وزبللل‬
‫قبل تفسيره فللي جميللع ذلللك علللى الصللح‪ ،‬ومللتى أقللر بمجهللول‬
‫وامتنع من بيانه بعد أن طولب به حبس حتى يبين المجهول‪ ،‬فللإن‬
‫مات قبل البيان طولب به الوارث‪ ،‬ووقللف جميللع التركللة )ويصللح‬
‫السللتثناء فللي القللرار إذا وصللله بلله( أي وصللل المقللر السللتثناء‬
‫بالمستثنى منه‪ ،‬فللإن فصللل بينهمللا بسللكوت أو كلم كللثير أجنللبي‬
‫ضرا‪ ،‬أما السكوت اليسير كسكتة تنفس‪ ،‬فل يضر ويشترط أيضللا ً‬
‫في الستثناء أن ل يستغرق المسللتثنى منلله‪ ،‬فللإن اسللتغرقه نحللو‬
‫لزيد على عشرة إل عشر ضر )وهو( أي القرار )في حال الصحة‬
‫والمرض سواء( حتى لو أقر شخص في صللحته بللدين لزيللد وفللي‬
‫مرضه بدين لعمر ولم يقدم القلرار الول‪ ،‬وحينئذ فيقسللم المقلر‬
‫به بينهما بالسوية‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام العاريللة وهللي بتشللديد اليللاء فللي الفصللح‬


‫مأخوذة من عار إذا ذهب‪ ،‬وحقيقتها الشرعية إباحللة النتفللاع مللن‬
‫أهل التبرع بما يحل النتفاع به مع بقاء عينه ليرده علللى المتللبرع‪،‬‬
‫وشرط المعير صحة تبرعه وكونه مالكا ً لمنفعة ما يعيره‪ ،‬فمللن ل‬
‫يصح تبرعه كصبي ومجنون ل تصح إعارته‪ ،‬ومن ل يملك المنفعللة‬
‫كمستعير ل تصح إعارته إل بللإذن المعيللر‪ ،‬وذكللر المصللنف ضللابط‬
‫المعار في قوله‪) :‬وكل ما أمكن النتفللاع بلله( منفعللة مباحللة )مللع‬
‫بقاء عينه جازت إعارته( فخرج بمباحة آلة اللهو فل تصللح إعارتهللا‬
‫وببقاء عينلله إعللارة الشللمعة للوقللود‪ ،‬فل تصللح وقللوله )إذا كللانت‬
‫منافعه آثارًا( مخرج للمنافع التي هللي أعيللان كإعللارة شللاة للبنهللا‬
‫وشجرة لثمرتها ونحو ذلك‪ ،‬فإنه ل يصح فلو قال لشخص خذ هذه‬
‫الشاة فقد أبحتك درها ونسلها‪ ،‬فالباحللة صللحيحة والشللاة عاريللة‬
‫)وتجوز العارية مطلقًا( من غيللر تقييللد بللوقت )ومقيللدا ً بمللدة( أي‬
‫بوقت كأعرتك هذا الثوب شهرا ً وفي بعض النسخ‪ ،‬وتجوز العاريللة‬
‫مطلقة ومقيدة بمدة وللمعير الرجوع فللي كللل منهمللا مللتى شللاء‬
‫)وهي( أي العارية إذا تلفللت ل باسللتعمال مللأذون فيلله )مضللمونة‬
‫علللى المسللتعير بقيمتهللا يللوم تلفهللا( ل بقيمتهللا يللوم قبضللها ول‬
‫بأقصللى القيللم فللإن تلفللت باسللتعمال مللأذون فيلله كإعللارة ثللوب‬
‫للبسه‪ ،‬فانسحق أو انمحق بالستعمال فل ضمان‪.‬‬
‫ة أخللذ الشلليء ظلملا ً‬ ‫)فصل(‪ :‬فللي أحكللام الغصللب وهللو لغل ً‬
‫مجاهرة وشللرعا ً السللتيلء علللى حللق الغيللر عللدوانًا‪ ،‬ويرجللع فللي‬
‫الستيلء للعرف ودخل في حق ما يصللح غصللبه ممللا ليللس بمللال‬
‫كجلد ميتة‪ ،‬وخرج بعدوانا ً الستيلء بعقد )ومللن غصللب مللال ً لحللد‬
‫لزمه رده( لمالكه ولللو غللرم علللى رده أضللعاف قيمتلله )و( لزملله‬
‫أيضا ً )أرش نقصه( إن نقص كمن غصب ثوبا ً فلبسه أو نقص بغيللر‬
‫لبس )و( لزمه أيضا ً )أجرة مثله( أما لو نقللص المغصللوب برخللص‬
‫سعره‪ ،‬فل يضمنه الغاصب على الصحيح‪ ،‬وفي بعض النسخ ومللن‬
‫غصب مال امرىللء أجللبر علللى رده الللخ‪) ،‬فللإن تلللف( المغصللوب‬
‫)ضمنه( الغاصب )بمثله إن كان له( أي المغصوب )مثل( والصللح‬
‫أن المثلللي مللا حصللره كيللل أو وزن‪ ،‬وجللاز السلللم فيلله كنحللاس‬
‫وقطن ل غالية ومعجون‪ .‬وذكر المصنف ضمان المتقوم في قوله‬
‫)أو( ضمنه )بقيمته إن لم يكن له مثل( بأن كان متقوما ً واختلفللت‬
‫قيمته )أكثر ما كانت من يوم الغصب إلى يوم التلف( والعبرة في‬
‫القيمة بالنقد الغالب فإن غلب نقدان وتساويا قال الرافعي‪ :‬عيللن‬
‫القاضي واحدا ً منهما‪.‬‬

‫)فصللل(‪ :‬فللي أحكللام الشللفعة وهللي بسللكون الفللاء وبعللض‬


‫الفقهاء يضمها ومعناها لغة الضم‪ ،‬وشرعا ً حق تملك قهللري يثبللت‬
‫للشريك القديم على الشللريك الحللادث بسللبب الشللركة بللالعوض‬
‫الذي ملك به‪ ،‬وشرعت لدفع الضللرر )والشللفعة واجبللة( أي ثابتللة‬
‫)للشريك بالخلطة( أي خلطة الشيوع )دون( خلطللة )الجللوار( فل‬
‫شفعة لجار الدار ملصقا ً كان أو غيره وإنما تثبللت الشللفعة )فيمللا‬
‫ينقسم( أي يقبل القسمة )دون مللا ل ينقسللم( كحمللام صللغير فل‬
‫شفعة فيه فإن أمكن انقسامه كحمام كبير‪ ،‬يمكن جعللله حمللامين‬
‫ثبتت الشفعة فيه )و( الشفعة ثابتة أيضا ً )في كل ما ل ينقللل مللن‬
‫الرض( غيللر الموقوفللة والمحتكللرة )كالعقللار وغيللره( مللن البنللاء‬
‫والشجر تبعا ً للرض‪ ،‬وإنمللا يأخللذ الشللفع شللقص العقللار )بللالثمن‬
‫الذي وقع عليه البيع( فإن كان الثمن مثليا ً كحب ونقد أخذه بمثله‪،‬‬
‫أو متقوما ً كعبد وثوب أخذه بقيمته يوم الللبيع )وهللي( أي الشللفعة‬
‫بمعنى طلبهللا )علللى الفللور( وحينئذ فليبللادر الشللفيع إذا علللم بيللع‬
‫الشقص بأخذه‪ ،‬وتكون المبادرة في طلب الشللفعة علللى العللادة‪،‬‬
‫فل يكلف السراع على خلف عادته بعدو أو غيره بل الضابط في‬
‫ذلك أن ماعللد تواني لا ً فللي طلللب الشللفعة أسللقطها وإل فل )فللإن‬
‫أخرهللا( أي الشللفعة )مللع القللدرة عليهللا بطلللت( فلللو كللان مريللد‬
‫الشفعة مريضا ً أو غائبا ً عن بلد المشتري أو محبوسا ً أو خائفا ً مللن‬
‫عدو‪ ،‬فليوكل إن قدر وإل فليشهد على الطلب‪ ،‬فإن ترك المقدور‬
‫عليه من التوكيللل أو الشللهاد بطللل حقلله فللي الظهللر‪ ،‬ولللو قللال‬
‫الشفيع لم أعلم أن حق الشفعة على الفللور‪ ،‬وكللان ممللن يخفللى‬
‫عليه ذلك صدق بيمينه )وإذا تللزوج( شلخص )املرأة عللى شلقص‬
‫أخذه( أي أخذ )الشفيع( الشقص )بمهر المثل( لتلك المللرأة )وإن‬
‫كان الشفعاء جماعة استحقوها( أي الشفعة )على قدر( حصصهم‬
‫من )الملك( فلو كان لحدهم نصللف عقللار وللخللر ثلثلله‪ ،‬وللخللر‬
‫سدسه فباع صاحب النصف حصته أخذها الخران أثلثًا‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام القراض وهو لغة مشتق من القرض وهللو‬


‫القطع‪ ،‬وشرعا ً دفع المالك مللال ً للعامللل يعمللل فيلله وربللح المللال‬
‫بينهما )وللقراض أربعة شرائط( أحدها )أن يكون علللى نللاض( أي‬
‫نقد )من الدراهم والدنانير( الخالصة فل يجوز القللراض علللى تللبر‬
‫ول حلي ول مغشوش ول عروض ومنهللا الفلللوس )و( الثللاني )أن‬
‫يللأذن رب المللال للعامللل فللي التصللرف( إذنلا ً )مطلقلًا( فل يجللوز‬
‫للمالك أن يضيق التصرف على العامل‪ ،‬كقوله ل تشتر شيئا ً حللتى‬
‫ل‪ ،‬ثم عطللف المصللنف‬ ‫تشاورني أو ل تشتر إل الحنطة البيضاء مث ً‬
‫على قوله سابقا ً مطلقا ً قوله هنا )أو فيما( أي فللي التصللرف فللي‬
‫شيء )ل ينقطع وجوده غالبًا( فلو شرط عليلله شللراء شلليء ينللدر‬
‫وجللوده كالخيللل البلللق لللم يصللح )و( الثللالث )أن يشللرط للله( أي‬
‫يشرط المالك للعامل )جزءا ً معلوما ً من الربللح( كنصللفه أو ثلثلله‪،‬‬
‫فلو قال المالك للعامل قارضتك على هذا المال على أن لك فيلله‬
‫شركة أو نصيبا ً منه فسد القراض‪ ،‬أو على أن الربللح بيننللا ويكللون‬
‫در( القللراض )بمللدة( معلومللة‬ ‫الربح نصللفين )و( الرابللع )أن ل يق ل ّ‬
‫كقوله قارضتك سللنة‪ ،‬وأن ل يعلللق بشللرط كقللوله‪ :‬إذا جللاء رأس‬
‫الشهر قارضتك والقراض أمانة )و( حينئذ )ل ضمان على العامل(‬
‫في مال القراض )إل بعللدوان( فيله وفللي بعلض النسلخ بالعللدوان‬
‫)وإذا حصللل( فللي مللال القللراض )ربللح وخسللران جللبر الخسللران‬
‫بالربح( واعلم أن عقد القللراض جللائز مللن الطرفيللن‪ ،‬فلكللل مللن‬
‫المالك والعامل فسخه‪.‬‬

‫ة مشللتقة مللن السللقي‬‫)فصل(‪ :‬في أحكام المساقاة وهي لغل ً‬


‫وشللرعا ً دفللع الشللخص نخل ً أو شللجر عنللب لمللن يتعهللده بسللقي‬
‫وتربية‪ ،‬على أن للله قللدرا ً معلوملا ً مللن ثمللره )والمسللاقاة جللائزة‬
‫علللى( شلليئين فقللط )النخللل والكللرم( فل تجللوز المسللاقاة علللى‬
‫غيرهمللا كللتين ومشللمش‪ ،‬وتصللح المسللاقاة مللن جللائز التصللرف‬
‫لنفسه ولصبي ومجنون بالولية عليهمللا عنللد المصلللحة‪ ،‬وصلليغتها‬
‫ساقيتك على هذا النخل بكذا أو سلمته إليك لتتعهللده ونحللو ذلللك‪،‬‬
‫ويشترط قبول العامل )ولها( أي للمساقاة )شللرطان أحللدهما أن‬
‫يقدرها المالك )بمللدة معلومللة( كسللنة هلليللة‪ ،‬ول يجللوز تقللديرها‬
‫بإدراك الثمرة في الصح )والثاني أن يعين( المالك )للعامل جزءا ً‬
‫معلوما ً من الثمرة( كنصفها أو ثلثها‪ ،‬فلو قال المالك للعامل على‬
‫أن مللا فتللح الللله بلله مللن الثمللرة يكللون بيننللا صللح‪ ،‬وحمللل علللى‬
‫المناصفة )ثم العمل فيها على ضربين( أحدهما )عمل يعللود نفعلله‬
‫إلى الثمرة( كسقي النخل وتلقيحه يوضع شيء من طلللع الللذكور‬
‫في طلع الناث )فهو على العامل و( الثاني )عمل يعود نفعه إلللى‬
‫الرض( كنصب الدواليب وحفر النهار )فهللو علللى رب المللال( ول‬
‫يجللوز أن يشللرط المالللك علللى العامللل شلليئا ً ليللس مللن أعمللال‬
‫المساقاة كحفر النهر‪ ،‬ويشترط انفراد العامل بالعمل‪ ،‬فلو شرط‬
‫رب المللال عمللل غلملله مللع العامللل لللم يصللح‪ ،‬واعلللم أن عقللد‬
‫المساقاة لزم من الطرفين‪ ،‬ولو خرج الثمر مستحقا ً كأن أوصللى‬
‫بثمر النخل المساقى عليها‪ ،‬فللعامل على رب المال أجرة المثللل‬
‫لعمله‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الجارة وهي بكسر الهمزة في المشللهور‬


‫وحكى ضمها وهي لغة اسللم للجللرة‪ ،‬وشللرعا ً عقللد علللى منفعللة‬
‫معلومة مقصودة قابلة للبذل والباحة بعوض معلوم‪ ،‬وشلرط كللل‬
‫من المؤجر والمسللتأجر الرشللد‪ ،‬وعللدم الكللراه وخللرج بمعلومللة‬
‫الجعالة وبمقصودة استئجار تفاحة لشمها‪ ،‬وبقابلللة للبللذل منفعللة‬
‫البضع فالعقد عليهللا ل يسللمى إجللارة‪ ،‬وبالباحللة إجللارة الجللواري‬
‫للللوطء‪ ،‬وبعللوض العللارة‪ ،‬وبمعلللوم عللوض المسللاقاة‪ ،‬ول تصللح‬
‫الجارة إل بإيجاب كآجرتللك‪ ،‬وقبللول كاسللتأجرت‪ ،‬وذكللر المصللنف‬
‫ضابط ما تصح إجارته بقوله )وكل ما أمكلن النتفلاع بله ملع بقلاء‬
‫عينه( كاستئجار دار للسكنى ودابة للركللوب )صللحت إجللارته( وإل‬
‫فل ولصحة إجارة ما ذكر شروط ذكرها بقوله )إذا قللدرت منفعتلله‬
‫بأحللد أمريللن( إمللا )بمللدة( كآجرتللك هللذه الللدار سللنة )أو عمللل(‬
‫كاستأجرتك لتخيط لللي هللذا الثللوب‪ ،‬وتجللب الجللرة فللي الجللارة‬
‫بنفس العقد )وإطلقها يقتضي تعجيل الجرة إل أن يشترط( فيهللا‬
‫)التأجيل( فتكون الجرة مؤجلة حينئذ )ول تبطل( الجللارة )بمللوت‬
‫أحد المتعاقدين( أي المؤجر والمسللتأجر‪ ،‬ول بمللوت المتعاقللدين‪،‬‬
‫بل تبقى الجللارة بعللد المللوت إلللى انقضللاء مللدتها‪ ،‬ويقللوم وارث‬
‫المستأجر مقامه فللي اسللتيفاء منفعللة العيللن المللؤجرة )وتبطللل(‬
‫الجارة )بتلللف العيللن المسللتأجرة( كانهللدام الللدار ومللوت الدابللة‬
‫المعينة‪ ،‬وبطلن الجارة بما ذكر بالنظر للمستقبل ل الماضي‪ ،‬فل‬
‫تبطل الجارة فيه في الظهر‪ ،‬بللل يسللتقر قسللطه مللن المسللمى‬
‫وم المنفعللة حللال العقللد فللي المللدة‬‫باعتبللار أجللرة المثللل‪ ،‬فتقلل ّ‬
‫الماضية‪ ،‬فإذا قيل كذا يؤخذ بتلك النسبة من المسمى‪ ،‬وما تقللدم‬
‫مللن عللدم النفسللاخ فللي الماضللي مقيللد بمللا بعللد‪ ،‬قبللض العيللن‬
‫المؤجرة‪ ،‬وبعد مضي مدة لها أجللرة‪ ،‬وإل انفسللخ فللي المسللتقبل‬
‫والماضي‪ ،‬وخرج بالمعينة ما إذا كانت الدابة المؤجرة في الذمللة‪،‬‬
‫فللإن المللؤجر إذا أحضللرها ومللاتت فللي أثنللاء المللدة‪ ،‬فل تنفسللخ‬
‫الجارة بل يجب على المؤجر إبلدالها‪ .‬واعللم أن يلد الجيلر عللى‬
‫العيللن المللؤجرة يللد أمانللة )و( حينئذ )ل ضللمان علللى الجيللر إل‬
‫بعدوان( فيها كأن ضرب الدابة فوق العادة أو أركبها شخصا ً أثقللل‬
‫منه‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الجعالة وهي بتثليث الجيم ومعناها لغة ما‬
‫يجعل لشخص على شيء يفعله‪ ،‬وشرعا ً التزام مطلللق التصللرف‬
‫عوضللا ً معلومللا ً علللى عمللل معيللن أو مجهللول لمعيللن أو غيللره‬
‫)والجعالة جائزة( من الطرفين طرف الجاعل والمجعول له )وهو‬
‫أن يشترط في رد ضالته عوضا ً معلومًا( كقللول مطلللق التصللرف‬
‫من رد ضالتي فله كذا )فللإذا ردهللا اسلتحق( الللراد )ذلللك العلوض‬
‫المشروط( له‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام المخابرة وهللي عمللل العامللل فللي أرض‬


‫المالك ببعض ما يخرج منها والبذر من العامل )وإذا دفع( شللخص‬
‫)إلى رجل أرضا ً ليزرعها وشرط له جللزءا ً معلوم لا ً مللن ريعهللا لللم‬
‫يجز( ذلك لكن النووي تبعا ً لبن المنذر اختار جواز المخابرة‪ ،‬وكذا‬
‫المزارعة‪ ،‬وهي عمل العامل فللي الرض ببعللض مللا يخللرج منهللا‪،‬‬
‫والبذر من المالك )وإن إكراه( أي شخص )إياها( أي أرضا ً )بذهب‬
‫أو فضة أو شرط له طعاما ً معلوملا ً فللي ذمتلله جللاز( أمللا لللو دفللع‬
‫لشخص أرضا ً فيها نخل كثير أو قليل‪ ،‬فساقاه عليه وزارعلله علللى‬
‫الرض فتجوز هذه المزارعة تبعا ً للمساقاة‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام إحياء الموات وهو كما قال الرافعللي فللي‬
‫الشللرح الصللغير أرض ل مالللك لهللا‪ ،‬ول ينتفللع بهللا أحللد )وإحيللاء‬
‫الموات جائز بشرطين( أحدهما )أن يكون المحيي مسلمًا( فيسن‬
‫للله إحيللاء الرض الميتللة سللواء أذن للله المللام أم ل‪ ،‬اللهلم إل أن‬
‫يتعلق بالموات حتى كأن حمى المام قطعة منه‪ ،‬فأحياها شللخص‬
‫فل يملكهللا إل بللإذن المللام فللي الصللح‪ ،‬أمللا الللذمي والمعاهللد‬
‫والمستأمن‪ ،‬فليس لهم الحيللاء‪ ،‬ولللو أذن لهللم المللام )و( الثللاني‬
‫)أن تكون الرض حرة لم يجللز عليهللا ملللك لمسلللم( وفللي بعللض‬
‫النسخ أن تكون الرض حرة والمراد من كلم المصنف أن ما كان‬
‫معمورًا‪ ،‬وهو الن خراب فهو لمالكه إن عرف مسلما ً كان أو ذميا ً‬
‫ول يملك هذا الخللراب بالحيللاء فللإن لللم يعللرف مللالكه والعمللارة‬
‫إسلمية فهللذا المعمللور مللال ضللائع المللر فيلله لللرأي المللام فللي‬
‫حفظلله أو بيعلله وحفللظ ثمنلله‪ ،‬وإن كللان المعمللور جاهليللة ملللك‬
‫بالحياء )وصفة الحياء ما كان في العادة عمارة للمحيا( ويختلللف‬
‫هذا باختلف الغرض الذي يقصده المحيي‪ ،‬فإن أراد المحيي إحياء‬
‫الموات مسكنا ً اشترط فيه تحويط البقعة ببناء حيطانها بما جللرت‬
‫به عادة ذلك المكان من آجللر أو حجللر أو قصللب‪ ،‬واشللترط أيضلا ً‬
‫سقف بعضها ونصب باب‪ ،‬وإن أراد المحيي إحيللاء المللوات زريبللة‬
‫دواب فيكفي تحويط دون تحويط السكنى‪ ،‬ول يشللترط السللقف‪،‬‬
‫وإن أراد المحيللي إحيللاء المللوات مزرعللة‪ ،‬فيجمللع الللتراب حولهللا‬
‫ويسوي الرض بكسح مستعل فيها‪ ،‬وطم منخفض وترتيب ماء لها‬
‫بشق ساقية من بئر أو حفر قناة‪ ،‬فإن كفاهللا المطللر المعتللاد لللم‬
‫يحتج لترتيب الماء على الصحيح‪ ،‬وإن أراد المحيي إحيللاء المللوات‬
‫بستانا ً فيجمع التراب والتحويط حول أرض البسللتان إن جللرت بلله‬
‫عادة‪ ،‬ويشترط مع ذلك الغرس علللى المللذهب‪ .‬واعلللم أن المللاء‬
‫المختص بشخص ل يجب بذله لماشية غيره مطلقا ً )و( إنما )يجب‬
‫بذل الماء بثلثة شرائط( أحدها )أن يفضل عن حاجته( أي صاحب‬
‫الماء‪ ،‬فإن لم يفضل بدأ بنفسه‪ ،‬ول يجب بللذله لغيللره )و( الثللاني‬
‫)أن يحتاج إليلله غيللره( إمللا )لنفسلله أو لبهيمتلله( هللذا إذا كللان كل‬
‫ترعاه الماشية‪ ،‬ول يمكن رعيه إل بسقي الماء ول يجب عليه بذل‬
‫الماء لزرع غيللره‪ ،‬ول لشللجره )و( الثللالث )أن يكللون( المللاء فللي‬
‫مقره وهو )مما يستخلف في بئر أو عين( فإذا أخذ هذا الماء فللي‬
‫إنللاء لللم يجللب بللذله علللى الصللحيح‪ ،‬وحيللث وجللب البللذل للمللاء‪،‬‬
‫فللالمراد بلله تمكيللن الماشللية مللن حضللورها الللبئر إن لللم يتضللرر‬
‫صاحب الماء في زرعه أو ماشيته‪ ،‬فإن تضرر بورودها منعت منه‪،‬‬
‫واستقى لها الرعاة كما قاله الماوردي وحيث وجللب البللذل للمللاء‬
‫امتنع أخذ العوض عليه على الصحيح‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الوقف وهو لغللة الحبللس‪ ،‬وشللرعا ً حبللس‬


‫مال معين قابل للنقل يمكللن النتفللاع بلله مللع بقللاء عينلله‪ ،‬وقطللع‬
‫التصرف فيه على أن يصرف في جهة خير تقربا ً إلى الللله تعللالى‪،‬‬
‫وشرط الواقف صحة عبارته وأهلية التللبرع )والوقللف جللائز بثلثلة‬
‫شرائط( وفي بعض النسخ الوقف جائز ولله ثلثللة شللروط أحللدها‬
‫أن يكون الموقوف )مما ينتفع به مع بقللاء عينلله( ويكللون النتفللاع‬
‫مباحا ً مقصودًا‪ ،‬فل يصح وقف آلة اللهو‪ ،‬ول وقللف دراهللم للزينللة‪،‬‬
‫ول يشترط النفع في الحال فيصح وقللف عبللد وجحللش صللغيرين‪،‬‬
‫وأمللا الللذي ل تبقللى عينلله كمطعللوم وريحللان فل يصللح وقفلله )و(‬
‫الثاني )أن يكللون( الوقللف )علللى أصللل موجللود وفللرع ل ينقطللع(‬
‫فخرج الوقف على من سيولد للواقف‪ ،‬ثم على الفقللراء ويسللمى‬
‫هذا منقطع الول‪ ،‬فللإن لللم يقللل ثللم الفقللراء كللان منقطللع الول‬
‫والخر‪ ،‬وقوله‪ ،‬ل ينقطع احتراز عن الوقف المنقطع الخر‪ .‬كقوله‬
‫وقفت هذا على زيد ثم نسله‪ ،‬ولم يزد على ذلللك‪ ،‬وفيلله طريقللان‬
‫أحدهما أنه باطل كمنقطع الول‪ ،‬وهو الذي مشى عليه المصللنف‪،‬‬
‫لكللن الراجللح الصللحة )و( الثللالث )أن ل يكللون( الوقللف )فللي‬
‫محظور( بظللاء مشللالة أي محلّرم فل يصللح الوقللف علللى عمللارة‬
‫كنيسة للتعبللد‪ ،‬وأفهللم كلم المصللنف أنله ل يشلترط فلي الوقللف‬
‫ظهور قصد القربة‪ ،‬بل انتفللاء المعصللية سللواء وجللد فللي الوقللف‬
‫ظهللور قصللد القربللة كللالوقف علللى الفقللراء‪ ،‬أو كللالوقف علللى‬
‫الغنياء‪ ،‬ويشترط في الوقف أن ل يكون مؤقتا ً كوقفت هللذا سللنة‬
‫وأن ل يكون معلقا ً كقوله إذا جاء رأس الشللهر‪ ،‬فقللد وقفللت كللذا‬
‫)وهو( أي الوقف )على ما شرط الواقف( فيه )من تقديم( لبعض‬
‫الموقللوف عليهللم كللوقفت علللى أولدي الورع منهللم )أو تللأخير(‬
‫كللوقفت علللى أولدي فللإذا انقرضللوا فعلللى أولدهللم )أو تسللوية(‬
‫كوقفت على أولدي بالسللوية بيللن ذكللورهم وإنللاثهم )أو تفضلليل(‬
‫لبعض الولد على بعض كوقفت علللى أولدي‪ ،‬للللذكر منهللم مثللل‬
‫حظ النثيين‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الهبة وهي لغة مأخوذة من هبللوب الريللح‪،‬‬


‫ويجوز أن تكون مللن هللب مللن نللومه إذا اسللتيقظ‪ ،‬فكللأن فاعلهللا‬
‫استيقظ للحسان وهي في الشرع تمليك منجز مطلق فللي عيللن‬
‫حال الحياة‪ ،‬بل عوض‪ ،‬ولو من العلللى‪ ،‬فخللرج بللالمنجز الوصللية‪،‬‬
‫وبالمطلق التمليللك المللؤقت‪ ،‬وخللرج بللالعين هبللة المنللافع وخللرج‬
‫بحال الحياة الوصية‪ ،‬ول تصح الهبة إل بإيجاب وقبول لفظًا‪ .‬وذكللر‬
‫المصنف ضابط الموهوب في قوله )وكل ما جاز بيعه جللاز هبتلله(‬
‫وما ل يجوز بيعه كمجهول ل تجوز هبتلله إل حبللتي حنطللة ونحوهللا‪،‬‬
‫فل يجوز بيعها وتجوز هبتها ول تملك )ول تلللزم الهبللة إل بللالقبض(‬
‫بإذن الواهب فلو مات الموهوب له أو الواهب قبل قبض الهبة لم‬
‫تنفسخ الهبة‪ ،‬وقام وارثه مقامه في القبض والقباض )وإذا قبضها‬
‫الموهوب له لم يكن للللواهب أن يرجللع فيهللا إل أن يكللون والللدًا(‬
‫وإن عل )وإذا أعمر( شخص )شلليئًا( أي دارا ً مثل ً كقللوله أعمرتللك‬
‫هذه الدار )أو أرقبه( إياها كقوله أرقبتك هذه الدار أو جعلتهللا لللك‬
‫رقبى‪ ،‬أي إن مت قبلي عادت إلي‪ ،‬وإن مت قبلللك اسللتقرت لللك‬
‫فقبل وقبض )كان( ذلك الشيء )للمعمر أو للمرقب( بلفظ اسللم‬
‫المفعول فيهما )ولورثته من بعده( وبلغو الشرط المذكور‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام اللقطة وهللي بفتللح القللاف اسللم للشلليء‬


‫الملتقط ومعناها شرعا ً ما ضللاع مللن مللالكه بسللقوط أو غفلللة أو‬
‫نحوهما )وإذا وجد( شخص بالغا ً كان أو ل مسلما ً كان أو ل فاسقا ً‬
‫كان أو ل )لقطة في موات أو طريق فللله أخللذها وتركهللا و( لكللن‬
‫)أخذها أولى من تركها إن كان( الخذ لهللا )علللى ثقللة مللن القيللام‬
‫بها( فلو تركها من غير أخللذ لللم يضللمنها‪ ،‬ول يجللب الشللهاد علللى‬
‫التقاطها لتملك أو حفللظ‪ ،‬وينللزع القاضللي اللقطللة مللن الفاسللق‪،‬‬
‫ويضعها عند عللدل ول يعتمللد تعريللف الفاسللق اللقطلة‪ ،‬بللل يضللم‬
‫القاضي إليه رقيب لا ً عللدل ً يمنعلله مللن الخيانللة فيهللا‪ ،‬وينللزع الللولي‬
‫اللقطة من يد الصلبي‪ ،‬ويعّرفهلا ثلم بعللد تعريفهللا يتملللك اللقطلة‬
‫للصبي إن رأى المصلحة في تملكها للله )وإذا أخللذها( أي اللقطللة‬
‫)وجب عليلله أن يعللرف( فللي اللقطللة عقللب أخللذها )سللتة أشللياء‬
‫وعاءهللا( مللن جلللد أو خرقللة مثل ً )وعفاصللها( هللو بمعنللى الوعللاء‬
‫)ووكاءها( بالمد وهو الخيط الذي تربط به )وجنسها( من ذهللب أو‬
‫فضللة )وعللددها ووزنهللا( ويعللرف بفتللح أوللله وسللكون ثللانيه مللن‬
‫المعرفة ل من التعريف )و( أن )يحفظها( حتم لا ً )فللي حللرز مثلهللا‬
‫ثم( بعد ما ذكر )إذا أراد( الملتقط )تملكها عرفهللا( بتشللديد الللراء‬
‫من التعريف )سنة على أبواب المساجد( عند خللروج النللاس مللن‬
‫الجماعة )وفي الموضع الذي وجدها فيه( وفللي السللواق ونحوهللا‬
‫من مجللامع النللاس‪ ،‬ويكللون التعريللف علللى العللادة زمانلا ً ومكانلا ً‬
‫وابتداء السنة يحسب من وقت التعريف ل من وقت اللتقاط‪ ،‬ول‬
‫يجب استيعاب السنة بللالتعريف‪ ،‬بللل يعللرف أول ً كللل يللوم مرتيللن‬
‫طرفي النهار ل ليل ً ول وقللت القيلوللة‪ ،‬ثللم يعللرف بعللد ذلللك كللل‬
‫أسبوع مرة أو مرتين‪ ،‬ويذكر الملتقط فللي تعريللف اللقطللة بعلض‬
‫أوصافها‪ ،‬فإن بالغ فيها ضللمن‪ ،‬ول يلزملله مؤنللة التعريللف إن أخللذ‬
‫اللقطة ليحفظها على مالكها‪ ،‬بل يرتبها القاضي من بيت المال أو‬
‫يقترضللها علللى المالللك‪ ،‬وإن أخللذ اللقطللة ليتملكهللا وجللب عليلله‬
‫تعريفها‪ ،‬ولزمه مؤنة تعريفها سواء تملكهللا بعللد ذلللك أم ل‪ ،‬ومللن‬
‫التقط شيئا ً حقيرا ً ل يعرفه سنة‪ ،‬بل يعرفه زمن لا ً يظللن أن فاقللده‬
‫يعرض عنه بعد ذلك الزمن )فللإن لللم يجللد صللاحبها( بعللد تعريفهللا‬
‫سنة )كان له أن يتملكها بشرط الضمان( لها ول يملكها الملتقللط‬
‫بمجرد مضي السنة‪ ،‬بل ل بد من لفظ يدل على التملك‪ ،‬كتملكت‬
‫هذه اللقطة‪ ،‬فإن تملكها وظهر مالكها‪ ،‬وهي باقية واتفقا على رد‬
‫عينها أو بدلها‪ ،‬فالمر فيه واضح‪ ،‬وإن تنازعا فطلبها المالك‪ ،‬وأراد‬
‫الملتقط العدول إلى بدلها أجيب المالللك فللي الصللح‪ ،‬وإن تلفللت‬
‫اللقطة بعد تملكها غرم الملتقط مثلها إن كانت مثليللة‪ ،‬أو قيمتهللا‬
‫إن كانت متقومة‪ ،‬يوم التملك لها‪ ،‬وإن نقصللت بغيللب فللله أخللذها‬
‫مللع الرش فللي الصللح‪) .‬واللقطللة( وفللي بعللض النسللخ وجملللة‬
‫اللقطة )على أربعة أضرب أحدها ما يبقللى علللى الللدوام( كللذهب‬
‫وفضة )فهذا( أي ما سبق من تعريفهللا سللنة وتملكهللا بعللد السللنة‬
‫)حكمه( أي حكم ما يبقى على الللدوام )و( الضللرب )الثللاني مللا ل‬
‫يبقللى( علللى الللدوام )كالطعللام الرطللب فهللو( أي الملتقللط للله‬
‫)مخيرين( خصلتين )أكله وغرمه( أي غرم قيمته )أو بيعلله وحفللظ‬
‫ثمنه( إلى ظهور مالكه )والثالث ما يبقللى بعلج( فيلله )كللالرطب(‬
‫والعنب )فيفعل ما فيه المصلحة من بيعه وحفظ ثمنلله أو تجفيفلله‬
‫وحفظه( إلى ظهور مالكه )والرابع ما يحتاج إلللى نفقللة كللالحيوان‬
‫وهو ضربان( أحدهما )حيوان ل يمتنع بنفسلله( مللن صللغار السللباع‬
‫كغنم وعجل )فهو( أي الملتقللط )مخيللر( فيلله )بيللن( ثلثللة أشللياء‬
‫)أكله وغرم ثمنه أو تركه( بل أكل )والتطوع بالنفاق عليه أو بيعلله‬
‫وحفظ ثمنه( إلى ظهور مالكه )و( الثللاني )حيللوان يمتنللع بنفسلله(‬
‫مللن صللغار السللباع كبعيللر وفللرس )فللإن وجللده( الملتقللط )فللي‬
‫الصحراء تركه( وحرم التقاطه للتملللك فلللو أخللذه للتملللك ضللمنه‬
‫)وإن وجده( الملتقط )في الحضر فهو مخيللر بيللن الشللياء الثلثللة‬
‫فيه( والمراد الثلثة السابقة فيما ل يمتنع‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام اللقيط وهو صبي منبللوذ ل كافللل للله مللن‬
‫أب أو جد أو ما يقوم مقامهما‪ ،‬ويلحق بالصللبي كمللا قللال بعضللهم‬
‫المجنون البالغ )وإذا وجد لقيط( بمعنى ملقوط )بقارعللة الطريللق‬
‫فأخذه( منها )وتربيته وكفالته واجبللة علللى الكفايللة( فللإذا التقطلله‬
‫بعض ممن هو أهل لحضانة اللقيط سقط الثم عللن البللاقي‪ ،‬فللإن‬
‫لم يلتقطه أحد أثم الجميع‪ ،‬ولو علم بلله واحللد فقللط تعيللن عليلله‪،‬‬
‫ويجب في الصح الشهاد على التقاطه‪ ،‬وأشللار المصللنف لشللرط‬
‫الملتقط بقوله )ول يقر( اللقيط )إل بيد أمين( حللر مسلللم رشلليد‪.‬‬
‫)فإن وجد معه( أي اللقيط )مال أنفق عليه الحاكم منه( ول ينفق‬
‫الملتقط عليه منه إل بإذن الحاكم )وإن لم يوجد معه( أي اللقيللط‬
‫)مال فنفقته( كائنة )في بيللت المللال( إن لللم يكللن للله مللال عللام‬
‫كالوقف على اللقطي‪.‬‬

‫)فصللل(‪ :‬فللي أحكللام الوديعللة هللي فعيلللة مللن ودع إذا تللرك‬
‫وتطلق لغة على الشيء المودع عند غير صاحبه للحفظ‪ ،‬وتطلللق‬
‫شرعا ً على العقد المقتضي للستحفاظ )والوديعة أمانللة( فللي يللد‬
‫الوديع )ويستحب قبولها لمن قام بالمانة فيها( إن كللان ثللم غيللره‬
‫وإل وجب قبولها كما أطلقه جمع‪ .‬قال في الروضة كأصلها‪ ،‬وهللذا‬
‫محمول على أصل القبول دون إتلف منفعتلله وحللرزه مجان لا ً )ول‬
‫يضمن( الوديع الوديعللة )إل بالتعللدي( فيهللا وصللور التعللدي كللثيرة‬
‫مذكورة في المطولت منهلا أن يلودع الوديعلة عنلد غيلره بل إذن‬
‫من المالك‪ ،‬ول عذر من الوديع ومنها أن ينقلهللا مللن محلللة أو دار‬
‫إلى أخرى دونها في الحرز‪) .‬وقول المودع( بفتللح الللدال )مقبللول‬
‫فللي ردهللا علللى المللودع( بكسللر الللدال )وعليلله( أي الوديللع )أن‬
‫يحفظها في حرز مثلها( فإن لم يفعل ضمن )وإذا طولب بهللا( أي‬
‫الوديع بالوديعة )فلم يخرجها مع القدرة عليها حتى تلفللت ضللمن(‬
‫فإن أخر إخراجها لعذر لم يضمن‪.‬‬

‫كتاب أحكام الفرائض والوصايا‬


‫والفرائض جمع فريضة بمعنى مفروضة مللن الفللرض‪ ،‬بمعنللى‬
‫التقدير‪ .‬والفريضة شرعا ً اسم نصيب مقللدر لمسللتحقه‪ ،‬والوصللايا‬
‫جمع وصية من وصيت الشيء بالشلليء‪ ،‬إذا وصلللته بلله‪ ،‬والوصللية‬
‫شرعا ً تبرع بحق مضاف لما بعد الموت )والوارثون مللن الرجللال(‬
‫المجمع على إرثهم )عشرة( بالختصللار وبالبسللط خمسللة عشللر‪،‬‬
‫وعد المصنف العشرة بقوله )البن وابللن البللن وإن سللفل والب‬
‫والجد وإن عل والخ وابن الخ وإن تراخى والعللم وابللن العللم وإن‬
‫تباعدا والزوج والمولى المعتق( ولو اجتمع كل الرجال ورث منهم‬
‫ثلثة الب والبن والزوج فقط‪ ،‬ول يكون الميت في هذه الصللورة‬
‫إل امللرأة )والوارثللات مللن النسللاء( المجمللع علللى إرثهللن )سللبع(‬
‫بالختصار وبالبسط عشرة وعد المصنف السبع في قوله‪) :‬البنللت‬
‫وبنللت البللن( وإن سللفلت )والم والجللدة( وإن علللت )والخللت‬
‫والزوجة والمللولة المعتقللة( ولللو اجتمللع كللل النسللاء فقللط ورث‬
‫منهن خمس البنت‪ ،‬وبنت البن والم والزوجة والخللت الشللقيقة‪،‬‬
‫ول يكون الميت في هذه الصللورة إل رجل ً )ومللن ل يسللقط( مللن‬
‫الورثة )بحال خمسة الزوجان( أي الزوج والزوجللة )والبللوان( أي‬
‫الب والم )وولد الصلب( ذكرا ً كان أو أنثى‪) .‬ومللن ل يللرث بحللال‬
‫سبعة العبد( والمة ولللو عللبر بللالرقيق لكللان أولللى )والمللدبر وأم‬
‫الولد والمكاتب( وأما الللذي بعضلله حللر إذا مللات عللن مللال ملكلله‬
‫ببعضه الحر‪ ،‬ورثه قريبه الحر‪ ،‬وزوجته ومعتق بعضه )والقاتللل( ل‬
‫يرث ممن قتله سواء كللان قتللله مضللمونا ً أم ل )والمرتللد( ومثللله‬
‫الزنديق‪ ،‬وهو من يخفي الكفر ويظهر السلم )وأهللل ملللتين( فل‬
‫يللرث مسلللم مللن كللافر ول عكسلله ويللرث الكللافر الكللافر‪ ،‬وإن‬
‫اختلفللت ملتهمللا كيهللودي ونصللراني‪ ،‬ول يللرث حربللي مللن ذمللي‬
‫وعكسه‪ ،‬والمرتد ل يرث من مرتد‪ ،‬ول مللن مسلللم ول مللن كللافر‬
‫)وأقرب العصبات( وفي بعض النسخ والعصبة وأريد بها من ليللس‬
‫له حال تعصلليبه سللهم مقللدر مللن المجمللع علللى تللوريثهم وسللبق‬
‫بيانهم‪ .‬وإنما اعتبر السهم حال التعصيب ليدخل الب والجد‪ ،‬فللإن‬
‫لكل منهمللا سللهما ً مقللدرا ً فللي غيللر التعصلليب‪ ،‬ثللم عللد المصللنف‬
‫القربية في قوله )البن ثللم ابنلله ثللم الب ثللم أبللوه ثللم الخ للب‬
‫والم ثللم الخ للب ثللم ابللن الخ للب والم ثللم ابللن الخ للب(‬
‫وقوله )ثم العم على هذا الترتيب ثم ابنه( أي فيقدم العم للبللوين‬
‫ثم للب ثم بنوهما كذلك‪ ،‬ثم يقدم عم الب مللن البللوين ثللم مللن‬
‫الب ثم بنوهما كذلك ثم يقدم عم الجد من البوين‪ ،‬ثم مللن الب‬
‫وهكللذا )فللإذا عللدمت العصللبات( مللن النسللب والميللت عللتيق‬
‫)فالمولى المعتق( يرثه بالعصوبة ذكرا ً كان المعتق أو أنللثى‪ .‬فللإن‬
‫لم يوجد للميللت عصللبة بالنسللب‪ ،‬ول عصللبة بللالولء فمللاله لللبيت‬
‫المال‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬والفللروض المقللدرة وفللي بعللض النسللخ والفللروض‬


‫المذكورة )في كتاب الللله تعللالى سللتة( ل يللزاد عليهللا‪ ،‬ول ينقللص‬
‫منهللا إل لعللارض كللالعول‪ .‬والسللتة هللي )النصللف والربللع والثمللن‬
‫والثلثان والثلث والسدس( وقد يعبر الفرضيون عللن ذلللك بعبللارة‬
‫مختصرة‪ ،‬وهي الربع والثلث وضللعف كللل ونصللف كللل )فالنصللف‬
‫فرض خمسة البنت وبنللت البللن( إذا انفللرد كللل منهمللا عللن ذكللر‬
‫يعصبها )والخت من الب والم والخت مللن الب( إذا انفللرد كللل‬
‫منهما عن ذكر يعصبها )والزوج إذا لم يكللن معلله ولللد( ذكللرا ً كللان‬
‫الولد أو أنثى‪ ،‬ول ولد ابن )والربع فرض اثنين الزوج مللع الولللد أو‬
‫ولد البن( سواء كان ذلك الولد منه أو من غيره )وهللو( أي الربللع‬
‫)فللرض الزوجللة( والزوجللتين )والزوجللات مللع عللدم الولللد أو ولللد‬
‫البن( والفصح في الزوجة حذف التاء‪ ،‬ولكن إثباتها في الفرائض‬
‫أحسن للتمييز )والثمن فرض الزوجة( والزوجتين والزوجات )مللع‬
‫الولد أو ولد البللن( يشللتركن كلهللن فللي الثمللن )والثلثللان فللرض‬
‫أربعة البنتين( فأكثر )وبنتي البن( فأكثر وفي بعض النسخ وبنللات‬
‫البن )والختين من الب والم( فأكثر )والختين مللن الب( فللأكثر‬
‫وهذا عند انفراد كل منهما عن إخوتهن‪ ،‬فإن كان معهن ذكللر فقللد‬
‫ن عشرا ً والذكر واحدًا‪ ،‬فلهللن عشللرة‬ ‫يزدن على الثلثين‪ ،‬كما لو ك ّ‬
‫من اثني عشر‪ ،‬وهي أكثر من ثلثيها‪ ،‬وقد ينقصن كبنتين مع ابنيللن‬
‫)والثلث فرض اثنين الم إذا لم تحجب( وهذا إذا لللم يكللن للميللت‬
‫ولد‪ ،‬ول ولد ابن أو اثنان من الخوة والخوات‪ ،‬سللواء كللن أشللقاء‬
‫أو لب أو لم )وهللو( أي الثلللث )للثنيللن فصللاعدا ً مللن الخللوة‬
‫والخوات من ولد الم( ذكورا ً كللانوا أو إناثلا ً أو خنللاثى‪ ،‬أو البعللض‬
‫كذا والبعض كللذا )والسللدس فللرض سللبعة الم مللع الولللد أو ولللد‬
‫البن أو اثنين فصاعدا ً من الخوة والخوات( ول فرق بين الشقاء‬
‫وغيرهم‪ ،‬ول بين كون البعض كذا والبعض كذا‪) .‬وهو( أي السدس‬
‫)للجدة عند عدم الم( وللجللدتين والثلث )ولبنللت البللن مللع بنللت‬
‫الصلب( لتكلمة الثلثين )وهو( أي السدس )للخللت مللن الب مللع‬
‫الخت من الب والم( لتكملة الثلثين )وهو( أي السللدس )فللرض‬
‫الب مع الولد أو ولد البن( ويدخل في كلم المصنف ما لو خلللف‬
‫الميت بنتا ً وأبًا‪ ،‬فللبنللت النصللف‪ ،‬وللب السللدس فرضلا ً والبللاقي‬
‫تعصيبا ً )وفرض الجد( الوارث )عند عدم الب( وقللد يفللرض للجللد‬
‫السدس أيضا ً مع الخوة كما لو كان معه ذو فرض‪ ،‬وكللان سللدس‬
‫المال خيرا ً له من المقاسمة‪ ،‬ومن ثلث الباقي كبنتين وجد وثلثللة‬
‫إخوة‪) .‬وهو أي السدس( فرض الواحد من ولد الم ذكللرا ً كللان أو‬
‫أنثى )وتسقط الجللدات( سللواء قربللن أو بعللدن )بللالم( فقللط )و(‬
‫تسقط )الجداد بالب ويسقط ولد الم( أي الخ للم )مللع( وجللود‬
‫)أربعة الولد( ذكرا ً كان أو أنثى أو خنثى )و( مع )ولد البن( كللذلك‬
‫)و( مع )الب والجد( وإن عل )ويسللقط الخ للب والم مللع ثلثللة‬
‫البللن وابللن البللن( وإن سللفل )و( مللع )الب ويسللقط ولللد الب(‬
‫بأربعة )بهؤلء الثلثة( البن وابللن البللن والب )وبللالخ للب والم‬
‫وأربعة يعصبون أخواتهم( أي الناث للذكر مثل حظ النثيين )البن‬
‫وابن البن والخ من الب والم والخ من الب( أمللا الخ مللن الم‬
‫فل يعصب أخته بل لهما الثلث )وأربعة يرثون دون أخللواتهم وهللم‬
‫العمام وبنو العمام وبنو الخوة وعصبات المولى المعتق( وإنمللا‬
‫انفللردوا عللن أخللوانهم لنهللم عصللبة وارثللون وأخللواتهم مللن ذوي‬
‫الرحام ل يرثون‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في أحكام الوصية وسبق معناهللا لغللة وشللرعا ً أوائل‬
‫كتاب الفرائض‪ ،‬ول يشللترط فللي الموصللى بلله أن يكللون معلوم لا ً‬
‫وموجودا ً )و( حينئذ )تجوز الوصية بالمعلوم والمجهول( كاللبن في‬
‫الضرع )وبالموجود والمعدوم( كالوصية بثمللر هللذه الشللجرة قبللل‬
‫وجللود الثمللرة )وهللي( أي الوصللية )مللن الثلللث( أي ثلللث مللال‬
‫الموصى )فإن زاد( على الثلث )وقف( الزائد )على إجازة الورثة(‬
‫المطلقين التصرف‪ ،‬فإن أجازوا فإجازتهم تنفيللذ للوصللية بللالزائد‪،‬‬
‫وإن ردوه بطلت في الزائد )ول تجوز الوصية لللوارث( وإن كللانت‬
‫ببعللض الثلللث )إل أن يجيزهللا بللاقي الورثللة( المطلقيللن التصللرف‬
‫وذكر المصللنف شللرط الموصللي فللي قللوله )وتصللح( وفللي بعللض‬
‫النسخ‪ ،‬وتجوز )الوصية من كل بالغ عاقل( أي مختار حر وإن كان‬
‫كافرا ً أو محجللورا ً عليلله بسللفه‪ ،‬فل تصللح وصللية مجنللون ومغمللى‬
‫عليه‪ ،‬وصبي ومكره وذكر شرط الموصى للله إذا كللان معين لا ً فللي‬
‫قوله )لكل متملك( أي لكل من يتصور له الملك من صغير وكللبير‬
‫وكامل ومجنون‪ ،‬وحمل موجود عند الوصية بأن ينفصل لقللل مللن‬
‫ستة أشهر من وقت الوصية‪ ،‬وخرج بمعين ما إذا كان للموصى له‬
‫جهة عامة‪ ،‬فإن الشرط في هذا أن ل تكون الوصية جهللة معصللية‬
‫كعمارة كنيسة من مسلم أو كللافر للتعبللد فيهللا )و( تصللح الوصللية‬
‫)في سبيل الله تعالى( وتصرف للغللزاة وفللي بعللض النسللخ بللدل‬
‫سبيل الله‪ ،‬وفي سبيل البر أي كالوصية للفقللراء أو لبنللاء مسللجد‬
‫)وتصح الوصية( أي اليصاء بقضاء الديون وتنفيذ الوصللايا والنظللر‬
‫في أمللر الطفللال )إلللى مللن( أي شللخص )اجتمعللت فيلله خمللس‬
‫خصال‪ :‬السلم والبلللوغ والعقللل والحريللة والمانللة( واكتفللى بهللا‬
‫المصنف علن العداللة‪ ،‬فل يصلح اليصلاء لضلداد ملن ذكلر‪ ،‬لكلن‬
‫الصح جواز وصللية ذمللي إلللى ذمللي عللدل فللي دينلله علللى أولده‬
‫الكفللار‪ ،‬ويشللترط أيضللا ً فللي الوصللي أن ل يكللون عللاجزا ً عللن‬
‫التصرف‪ ،‬فالعاجز عنه لكبر أو هرم مثل ً ل يصح اليصاء إليلله‪ ،‬وإذا‬
‫اجتمعللت فللي أم الطفللل الشللرائط المللذكورة‪ ،‬فهللي أولللى مللن‬
‫غيرها‪.‬‬

‫كتاب أحكام النكاح وما يتعلق به‬


‫وفي بعض النسخ وما يتصل به )من الحكام والقضايا( وهللذه‬
‫الكلمة ساقطة من بعض نسخ المتللن‪ ،‬والنكللاح يطلللق لغللة علللى‬
‫الضم والوطء والعقللد‪ ،‬ويطلللق شللرعا ً علللى عقللد مشللتمل علللى‬
‫الركان والشللروط )والنكللاح مسللتحب لمللن يحتللاج إليلله( بتوقللان‬
‫نفسه للوطء ويجد أهبته كمهر ونفقة‪ ،‬فإن فقد الهبة لم يستحب‬
‫له النكاح )ويجللوز للحللر أن يجمللع بيللن أربللع حللرائر( فقللط إل أن‬
‫تتعين الواحدة في حقلله كنكللاح سللفيه ونحللوه ممللا يتوقللف علللى‬
‫الحاجة )و( يجوز )للعبد( ولو مدبرا ً أو مبعض لا ً أو مكاتب لا ً أو معلق لا ً‬
‫عتقه بصفة )أن يجمع بين اثنتين( أي زوجتين فقط )ول ينكح الحر‬
‫أمة( لغيره )إل بشللرطين عللدم صللداق الحللرة( أو فقللد الحللرة أو‬
‫عدم رضاها به )وخوف العنت( أي الزنى مدة فقد الحللرة‪ ،‬وتللرك‬
‫المصنف شرطين آخرين‪ ،‬أحدهما أن ل يكون تحته حللرة مسلللمة‬
‫أو كتابية تصلح للستمتاع‪ .‬والثاني إسلم المة التي ينكحها الحللر‪،‬‬
‫فل يحل لمسلم أمة كتابية‪ ،‬وإذا نكح أمة بالشروط المذكورة‪ ،‬ثللم‬
‫أيسر ونكح حرة لم ينفسخ نكاح المة )ونظر الرجلل إلللى الملرأة‬
‫على سبعة أضرب أحدها نظره( ولو كان شيخا ً هرملا ً عللاجزا ً عللن‬
‫الوطء )إلى أجنبية لغير حاجة( إلى نظرها )فغير جائز( فللإن كللان‬
‫النظر لحاجة كشهادة عليها جاز )والثاني نظره( أي الرجللل )إلللى‬
‫زوجته وأمته فيجوز أن ينظر( من كل منهما )إلى مللا عللدا الفللرج‬
‫منهما( أما الفرج فيحرم نظره‪ ،‬وهذا وجلله ضللعيف والصللح جللواز‬
‫النظر إليه‪ ،‬لكن مع الكراهة )والثالث نظلره إللى ذوات محللارمه(‬
‫بنسب أو رضاع أو مصاهرة )أو أمتلله المزوجللة فيجللوز( أن ينظللر‬
‫)فيما عدا ما بين السرة والركبة( أما الللذي بينهمللا فيحللرم نظللره‬
‫)والرابللع النظللر( إلللى الجنبيللة )لجللل( حاجللة )النكللاح فيجللوز(‬
‫للشخص عند عزمه على نكاح امرأة النظر )إلى الوجه والكفيللن(‬
‫منها ظاهرا ً و باطنا ً وإن لم تأذن له الزوجة في ذلك‪ ،‬وينظللر مللن‬
‫المة على ترجيح النووي عند قصد خطبتها ما ينظللره مللن الحللرة‬
‫)والخامس النظر للمداواة فيجوز( نظر الطبيب من الجنبية )إلى‬
‫المواضع الللتي يحتللاج إليهللا( فللي المللداواة حللتى مللداواة الفللرج‪،‬‬
‫ويكون ذلللك بحضللور محللرم أو زوج أو سلليد‪ ،‬وأن ل تكللون هنللاك‬
‫امرأة تعالجها‪) .‬والسادس النظر للشهادة( عليهللا فينظللر الشللاهد‬
‫فرجهللا عنللد شللهادته بزناهللا أو ولدتهللا‪ ،‬فللإن تعمللد النظللر لغيللر‬
‫الشهادة فسق وردت شهادته )أو( النظر )للمعاملللة( للمللرأة فللي‬
‫بيع وغيره )فيجوز النظر( أي نظره لها وقوله )إلللى الللوجه( منهللا‬
‫)خاصة( يرجع للشهادة والمعاملة )والسابع النظر إلى المللة عنللد‬
‫ابتياعها( أي شرائها )فيجوز( النظر )إلى المواضع التي يحتاج إلى‬
‫تقليبها( فينظر أطرافها وشعرها ل عورتها‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬فيما ل يصح النكللاح إل بلله )ول يصللح عقللد النكللاح إل‬
‫بولي عدل( وفي بعض النسخ بولي ذكر‪ ،‬وهو احتراز عللن النللثى‪،‬‬
‫فإنها ل تزوج نفسللها ول غيرهللا )و( ل يصللح عقللد النكللاح أيضلا ً إل‬
‫بحضور )شللاهدي عللدل( وذكللر المصللنف شللرط كللل مللن الللولي‬
‫والشللاهدين فللي قللوله )ويفتقللر الللولي والشللاهدان إلللى سللتة‬
‫شللرائط( الول )السلللم( فل يكللون ولللي المللرأة كللافرا ً إل فيمللا‬
‫يستثنيه المصنف بعد‪) .‬و( الثاني )البلللوغ( فل يكللون ولللي المللرأة‬
‫صغيرًا‪) .‬و( الثالث )العقل( فل يكللون ولللي المللرأة مجنونلا ً سللواء‬
‫أطبق جنونه أو تقطع‪) .‬و( الرابع )الحرية( فل يكللون للللولي عبللدا ً‬
‫في إيجاب النكاح‪ ،‬ويجوز أن يكون قابل ً في النكللاح )و( الخللامس‬
‫)الذكورة( فل تكون المرأة والخنثى وليين )و( السادس )العدالللة(‬
‫فل يكون الولي فاسقًا‪ ،‬واسللتثنى المصللنف مللن ذلللك مللا تضللمنه‬
‫قوله )إل أنه ل يفتقر نكلاح الذميلة إللى إسللم اللولي ول( يفتقلر‬
‫)نكاح المة إلى عدالة السيد( فيجوز كونه فاسقا ً وجميع ما سللبق‬
‫في الولي يعتبر في شللاهدي النكللاح‪ ،‬وأمللا العمللى فل يقللدح فللي‬
‫الولية في الصح )وأولى الولة( أي )أحق الوليللاء بالتزويللج الب‬
‫ثم الجد أبو الب( ثم أبوه وهكذا ويقدم القرب من الجللداد علللى‬
‫البعد )ثم الخ للب والم( ولو عبر بالشقيق لكان أخصر )ثم الخ‬
‫للب ثم ابن الخ للب والم( وإن سللفل )ثللم ابللن الخ للب( وإن‬
‫سفل )ثم العم( الشقيق ثم العم للب )ثم ابنه( أي ابن كل منهما‬
‫وإن سفل )على هذا الترتيب( فيقدم ابن العم الشقيق علللى ابللن‬
‫العم للب )فإذا عدمت العصبات( من النسب )فالمولى المعتللق(‬
‫الذكر )ثلم عصلباته( عللى ترتيلب الرث أملا الملولة المعتقلة إذا‬
‫كانت حية‪ ،‬فيزوج عتيقها من يزوج المعتقة بالترتيب السللابق فللي‬
‫أولياء النسب‪ ،‬فإذا ماتت المعتقة زوج عتيقتها من له الولء علللى‬
‫المعتقة‪ ،‬ثم ابنه ثم ابن ابنه )ثم الحاكم( يلزوج عنلد فقلد الوليلاء‬
‫من النسب والولء‪ ،‬ثم شرع المصللنف فللي بيللان الخطبللة بكسللر‬
‫الخاء‪ .‬وهي التمللاس الخللاطب مللن المخطوبللة النكللاح فقللال )ول‬
‫يجوز أن يصرح بخطبة معتدة( عن وفاة أو طلق بللائن أو رجعللي‪،‬‬
‫والتصريح ما يقطع بالرغبة في النكاح كقوله للمعتدة أريد نكاحللك‬
‫)ويجوز( إن لم تكن المعتللدة عللن طلق رجعللي )أن يعللرض لهللا(‬
‫بالخطبللة )و ينكحهللا بعللد انقضللاء عللدتها( والتعريللض مللا ل يقطللع‬
‫بالرغبة في النكاح‪ ،‬بل يحتملها كقول الخاطب للمرأة رب راغللب‬
‫فيك‪ ،‬أما المرأة الخلية عن موانللع النكللاح‪ ،‬وعللن خطبللة سللابقة‪،‬‬
‫فيجوز خطبتهللا تعريض لا ً وتصللريحا ً )والنسللاء علللى ضللربين ثيبللات‬
‫وأبكار( والللثيب مللن زالللت بكارتهللا بللوطء حلل أو حللرام والبكللر‬
‫عكسها )فالبكر يجوز للب والجللد( عنللد عللدم الب أصلل ً أو عللدم‬
‫أهليته )إجبارها( أي البكر )على النكاح( إن وجدت شروط الجبللار‬
‫بكون الزوجة غير موطوءة بقبل‪ ،‬وأن تزوج بكفء بمهر مثلها من‬
‫نقد البلد )والثيب يجللوز( لوليهللا )تزويجهللا إل بعللد بلوغهللا وإذنهللا(‬
‫نطقا ً ل سكوتًا‪.‬‬

‫)فصللل‪ :‬والمحرمللات( أي المحللرم نكللاحهن )بللالنص أربللع‬


‫عشرة( وفي بعض النسخ أربعللة عشللر )سللبع بالنسللب وهللن الم‬
‫وإن علت والبنت وإن سفلت( أما المخلوقة من ماء زنى شخص‪،‬‬
‫فتحل له على الصح لكن مع الكراهة وسللواء كللانت المزنللي بهللا‬
‫مطاوعة أو ل‪ ،‬وأما المرأة فل يحل لها ولدها من الزنى )والخت(‬
‫شقيقة كانت أو لب أو لم )والخالللة( حقيقللة أو بواسللطة كخالللة‬
‫الب أو الم )والعمة( حقيقة أو بواسطة كعمللة الب )وبنللت الخ(‬
‫وبنات أولده من ذكر وأنثى )وبنت الخت( وبنات أولدها من ذكر‬
‫وأنثى‪ ،‬وعطف المصنف على قوله سابقا ً سبع قوله هنا )واثنتللان(‬
‫أي المحرمللات بللالنص اثنتللان )بالرضللاع( وهمللا )الم المرضللعة‬
‫والخت من الرضاع( وإنما اقتصر المصللنف علللى الثنللتين للنللص‬
‫عليهما في الية‪ ،‬وإل فالسللبع المحرمللة بالنسللب تحللرم بالرضللاع‬
‫أيضا ً كما سيأتي التصريح به في كلم المتن )و( المحرمات بالنص‬
‫)أربع بالمصاهرة( وهللن )أم الزوجللة( وإن علللت أمهللا سللواء مللن‬
‫نسب أو رضاع سواء وقع دخول الللزوج بالزوجللة أم ل )والربيبللة(‬
‫أي بنللت الزوجللة )إذا دخللل بللالم وزوجللة الب( وإن عل )وزوجللة‬
‫البللن( وإن سللفل والمحرمللات السللابقة حرمتهللا علللى التأبيللد‬
‫)وواحدة( حرمتها ل على التأبيد بل )من جهة الجمع( فقط )وهللي‬
‫أخللت الزوجللة( فل يجمللع بينهللا وبيللن أختهللا مللن أب أو أم بينهمللا‬
‫بنسب أو رضاع ولو رضيت أختهللا بللالجمع )ول يجمللع( أيضلا ً )بيللن‬
‫المرأة وعمتها ول بين المرأة وخالتها( فإن جمع الشخص بين من‬
‫حرم الجمع بينهما بعقد واحد نكحهمللا فيلله بطللل نكاحهمللا‪ ،‬أو لللم‬
‫يجمع بينهما‪ ،‬بللل نكحهمللا مرتب لًا‪ ،‬فالثللاني هللو الباطللل إن علمللت‬
‫السابقة فإن جهلت بطل نكاحهما‪ ،‬وإن علمت السابقة ثم نسلليت‬
‫منع منهمللا‪ ،‬ومللن حللرم جمعهمللا بنكللاح حللرم جمعهمللا أيضلا ً فللي‬
‫الللوطء بملللك اليميللن‪ ،‬وكللذا لللو كللانت إحللداهما زوجللة والخللرى‬
‫مملوكة‪ ،‬فإن وطىء واحدة من المملوكتين حرمت الخللرى حللتى‬
‫يحرم الولى بطريق من الطرق‪ ،‬كبيعها وتزويجها‪ ،‬وأشار لضللابط‬
‫كلي بقوله )ويحرم من الرضاع ما يحرم مللن النسللب( وسللبق أن‬
‫الذي يحرم من النسب سبع‪ ،‬فيحرم بالرضاع تلك السبع أيضًا‪ ،‬ثم‬
‫شرع في عيوب النكاح المثبتة للخيار فيه فقال )وترد المللرأة( أي‬
‫الزوجة )بخمسة عيوب( أحدها )بللالجنون( سللواء أطبللق أو تقطللع‬
‫قبللل العلج أو ل فخللرج الغمللاء‪ ،‬فل يثبللت بلله الخيللار فللي فسللخ‬
‫النكاح‪ ،‬ولو دام خلفلا ً للمتلولي )و( ثانيهللا بوجللود )الجلذام( بلذال‬
‫معجمة وهو علة يحمر منها العضو ثم يسود ثللم يتقطللع ثلم يتنللاثر‬
‫)و( الثالث بوجود )البرص( وهو بياض في الجلد يللذهب دم الجلللد‬
‫وما تحته من اللحم‪ ،‬فخرج البهللق وهللو مللا يغيللر الجلللد مللن غيللر‬
‫إذهاب دمه فل يثبللت بلله الخيللار )و( الرابللع بوجللود )الرتللق( وهللو‬
‫انسللداد محللل الجمللاع بلحللم )و( الخللامس بوجللود )القللرن( وهللو‬
‫انسداد محل الجماع بعظم‪ ،‬وما عدا هذه العيوب كالبخر والصنان‬
‫ل يثبت به الخيار )ويرد الرجل أيض لًا( أي الللزوج )بخمسللة عيللوب‬
‫ب( وهللو‬ ‫بالجنون والجذام والبرص( وسبق معناها )و( بوجود )الجل ّ‬
‫قطع الذكر كله أو بعضلله‪ ،‬والبللاقي منلله دون الحشللفة فللإن بقللي‬
‫قدرها فأكثر فل خيار )و( بوجود )العنللة( وهللي بضللم العيللن عجللز‬
‫الزوج عن الوطء في القبل لسقوط القوة الناشللرة لضللعف فللي‬
‫قلبه أو آلتلله‪ ،‬ويشللترط فللي العيللوب المللذكورة الرفللع فيهللا إلللى‬
‫القاضي‪ ،‬ول ينفرد الزوجان بالتراضي بالفسللخ فيهللا كمللا يقتضلليه‬
‫ص خلفه‪.‬‬ ‫كلم الماوردي وغيره لكن ظاهر الن ّ‬

‫)فصللل(‪ :‬فللي أحكللام الصللداق وهللو بفتللح الصللاد أفصللح مللن‬


‫كسرها مشتق من الصدق بفتح الصاد‪ ،‬وهو اسللم لشللديد الصلللب‬
‫وشرعا ً اسم لملال واجلب عللى الرجللل بنكلاح أو وطلء شلبهة أو‬
‫موت )ويستحب تسمية المهر في( عقللد )النكللاح( ولللو فللي نكللاح‬
‫عبد السيد أمته‪ ،‬ويكفي تسمية أي شيء كللان ولكللن يسللن عللدم‬
‫النقص عن عشرة دراهم‪ ،‬وعللدم الزيللادة علللى خمسللمائة درهللم‬
‫خالصة‪ ،‬وأشعر قوله يستحب بجواز إخلء النكاح عن المهللر‪ ،‬وهللو‬
‫كذلك )فإن لم يسم( في عقد النكاح مهر )صح العقد( وهذا معنى‬
‫التفويض ويصدر تارة من الزوجة البالغة الرشيدة كقولهللا لوليهللا‪:‬‬
‫زوجنللي بل مهللر أو عللى أن ل مهلر لللي‪ ،‬فيزوجهللا الللولي وينفللي‬
‫المهر أو يسكت عنه‪ ،‬وكذا لللو قللال سلليد المللة لشللخص زوجتللك‬
‫أمتي ونفى المهر أو سكت )و( إذا صللح التفللويض )وجللب المهللر(‬
‫فيه )بثلثة أشياء( وهي )أن يفرضه الللزوج علللى نفسلله( وترضللى‬
‫الزوجللة بمللا فرضلله )أو يفرضلله الحللاكم( علللى الللزوج ويكللون‬
‫المفروض عليه مهر المثل‪ ،‬ويشترط علم القاضي بقدره أما رضا‬
‫الزوجين بما يفرضلله فل يشللترط )أو يللدخل( أي الللزوج )بهللا( أي‬
‫الزوجة المفوضة قبل فرض مللن الللزوج أو الحللاكم )فيجللب( لهللا‬
‫)مهر المثل( بنفس الدخول ويعتللبر هللذا المهللر بحللال العقللد فللي‬
‫الصح‪ ،‬وإن مات أحد الزوجين قبل فرض ووطء‪ ،‬وجب مهر مثللل‬
‫في الظهر‪ ،‬والمراد بمهر المثل قدر ما يرغب به في مثلهلا علادة‬
‫)وليس لقل الصداق( حد معين في القلة )ول لكثره حللد( معيللن‬
‫في الكثرة بل الضابط في ذلك أن كل شيء صح جعله ثمنللا ً مللن‬
‫عيللن أو منفعللة صللح جعللله صللداقًا‪ ،‬وسللبق أن المسللتحب عللدم‬
‫النقص عن عشرة دراهم‪ ،‬وعدم الزيللادة علللى خمسللمائة درهللم‪،‬‬
‫ويجوز أن يتزوجها على منفعة معلومة كتعليمها القرآن )ويسللقط‬
‫بالطلق قبل الللدخول نصللف المهللر( أمللا بعللد الللدخول ولللو مللرة‬
‫واحدة‪ ،‬فيجب كل المهر‪ ،‬ولو كللان الللدخول حراملا ً كلوطء الللزوج‬
‫زوجته حال إحرامها أو حيضها‪ ،‬ويجب كل المهر كما سللبق بمللوت‬
‫أحد الزوجين ل بخلوة الللزوج بهللا فللي الجديللد‪ ،‬وإذا قتلللت الحللرة‬
‫نفسها قبل الدخول بها‪ ،‬ل يسقط مهرها بخلف ما لو قتلت المللة‬
‫نفسها‪ ،‬أو قتلها سيدها قبل الدخول فإنه يسقط مهرها‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬والوليمة على العللرس مسللتحبة والمللراد بهللا طعللام‬


‫يتخذ للعرس‪ .‬وقللال الشللافعي‪ :‬تصللدق الوليمللة علللى كللل دعللوة‬
‫لحادث سرور وأقلها للمكثر شاة وللمقل ما تيسر‪ .‬وأنواعها كثيرة‬
‫مذكورة في المطولت )والجابة إليها( أي وليمة العرس )واجبللة(‬
‫أي فرض عين في الصح‪ ،‬ول يجللب الكللل منهللا فللي الصللح‪ ،‬أمللا‬
‫الجابة لغير وليمة العرس من بقية الولئم‪ ،‬فليست فللرض عيللن‪،‬‬
‫بل هي سنة وإنما تجلب الجابلة لوليملة العلرس أو تسلن لغيرهلا‬
‫بشرط أن ل يخص الداعي الغنياء بالدعوة‪ ،‬بل يدعوهم والفقراء‬
‫وأن يدعوهم في اليوم الول‪ ،‬فإن أولم ثلثة أيام لم تجب الجابة‬
‫في اليللوم الثللاني‪ ،‬بللل تسللتحب وتكللره فللي اليللوم الثللالث وبقيللة‬
‫الشروط مذكورة في المطولت وقوله )إل من عذر( أي مانع من‬
‫الجابة للوليمة كأن يكون في موضع الدعوة من يتأذى به المدعو‬
‫أو ل تليق به مجالسته‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام القسم والنشللوز والول مللن جهللة الللزوج‬


‫والثاني من جهة الزوجة‪ ،‬ومعنى نشوزها ارتفاعها علن أداء الحلق‬
‫الواجب عليها‪ ،‬وإذا كان في عصمة شخص زوجتان فأكثر ل يجللب‬
‫عليلله القسللم بينهمللا‪ ،‬أو بينهللن حللتى لللو أعللرض عنهللن أو عللن‬
‫الواحدة‪ ،‬فلم يبت عندهن أو عندها لم يأثم‪ ،‬ولكللن يسللتحب أن ل‬
‫يعطلهن من المبيت‪ ،‬ول الواحدة أيضا ً بأن يبيت عندهن أو عنللدها‬
‫وأدنللى درجللات الواحللدة أن ل يخليهللا كللل أربللع ليللال عللن ليلللة‬
‫)والتسللوية فللي القسللم بيللن الزوجللات واجبللة( وتعتللبر التسللوية‬
‫بالمكان تللارة وبالزمللان أخللرى‪ ،‬أمللا المكللان فيحللرم الجمللع بيللن‬
‫الزوجتين فأكثر في مسكن واحد إل بالرضا‪ ،‬وأما الزمان فمن لم‬
‫يكن حارسا ً مثل ً فعماد القسم في حقه الليل والنهار تبع له‪ ،‬ومللن‬
‫كان حارسلا ً فعمللاد القسللم فللي حقلله النهللار والليللل تبللع للله )ول‬
‫يدخل( الزوج ليل ً )على غير المقسوم لها لغيللر حاجللة( فللإن كللان‬
‫لحاجة كعبادة ونحوها لم يمنع من الدخول وحينئذ إن طال مكثلله‪،‬‬
‫قضى من نوبة المدخول عليها مثل مكثه‪ ،‬فإن جامع قضللى زمللن‬
‫الجماع ل نفللس الجمللاع إل إن قصللر زمنلله فل يقضلليه )وإذا أراد(‬
‫من في عصمته زوجللات )السللفر أقللرع بينهللن وخللرج( أي سللافر‬
‫)بالتي تخرج لها القرعة( ول يقضللي الللزوج المسللافر للمتخلفللات‬
‫مدة سفره ذهابًا‪ ،‬فإن وصل مقصده وصار مقيما ً بأن نللوى إقامللة‬
‫مؤثرة أول سفره‪ ،‬أو عند وصول مقصده‪ ،‬أو قبللل وصللوله قضللى‬
‫مللدة القامللة إن سللاكن المصللحوبة معلله فللي السللفن كمللا قللال‬
‫الماوردي وإل لم يقض‪ ،‬أما مللدة الرجللوع‪ ،‬فل يجللب علللى الللزوج‬
‫قضاؤها بعد إقامته )وإذا تزوج( الزوج )جديللدة خصللها( حتم لا ً ولللو‬
‫كانت أمة‪ ،‬وكان عند الزوج غير الجديدة وهو يللبيت عنللدها )بسللبع‬
‫ليللال( متواليللات )إن كللانت( تلللك الجديللدة )بكللرًا( ول يقضللي‬
‫للباقيللات )و( خصللها )بثلث( متواليللات )إن كللانت( تلللك الجديللدة‬
‫)ثيبًا( فلو فرق الليالي بنومه ليلة عند الجديدة وليلللة فللي مسللجد‬
‫مثل ً لم يحسب لها ذلك‪ ،‬بل يوفي الجديدة حقها متوالي لًا‪ ،‬ويقضللي‬
‫ما فرقه للباقيات‪) .‬وإذا خاف( الزوج )نشوز المللرأة( وفللي بعللض‬
‫النسخ وإذا بان نشوز المرأة أي ظهر )وعظهللا( زوجهللا بل ضللرب‬
‫ول هجر لها كقوله لها اتقي الللله فللي الحللق الللواجب لللي عليللك‪،‬‬
‫واعلمي أن النشوز مسقط للنفقة‪ ،‬والقسم وليس الشللتم للللزوج‬
‫من النشوز‪ ،‬بل تسللتحق بلله التللأديب مللن الللزوج فللي الصللح‪ ،‬ول‬
‫يرفعها إلى القاضي )فإن أبت( بعللد الللوعظ )إل النشللوز هجرهللا(‬
‫في مضللجعها وهللو فراشللها‪ ،‬فل يضللاجعها فيلله وهجرانهللا بللالكلم‬
‫حرام فيما زاد على ثلثة أيام‪ ،‬وقال في الروضللة إنلله فللي الهجللر‬
‫بغير عذر شرعي وإل فل تحرم الزيادة على الثلثللة )فللإن أقللامت‬
‫عليه( أي النشوز بتكرره منها )هجرها وضربها( ضرب تأديب لهللا‪،‬‬
‫وإن أفضللى ضللربها إلللى التلللف وجللب الغللرم )ويسللقط بالنشللوز‬
‫قسمها ونفقتها(‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الخلع وهللو بضللم الخللاء المعجمللة مشللتق‬


‫من الخلع بفتحها‪ ،‬وهو النزع وشرعا ً فرقة بعوض مقصود‪ ،‬فخللرج‬
‫الخلع على دم ونحوه )والخلع جللائز علللى عللوض معلللوم( مقللدور‬
‫على تسليمه فإن كان على عوض مجهول كأن خالعها علللى ثللوب‬
‫غير معين بانت بمهر المثل )و( الخلع الصللحيح )تملللك بلله المللرأة‬
‫نفسها ول رجعة له( أي الزوج )عليها( سواء كان العللوض صلحيحا ً‬
‫أو ل وقوله )إل بنكاح جديد( ساقط في أكثر النسخ )ويجوز الخلللع‬
‫في الطهر وفللي الحيللض( ول يكللون حرام لا ً )ول يلحللق المختلعللة‬
‫الطلق( بخلف الرجعية فيلحقها‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الطلق وهو لغة حل القيد‪ ،‬وشللرعا ً اسللم‬


‫لحللل قيللد النكللاح‪ ،‬ويشللترط لنفللوذه التكليللف والختيللار‪ ،‬وأمللا‬
‫السكران فينفذ طلقه عقوبة له )والطلق ضربان صلريح وكنايلة(‬
‫فالصريح ما ل يحتمل غير الطلق والكناية مللا تحتمللل غيللره‪ ،‬ولللو‬
‫تلفظ الللزوج بالصللريح وقللال‪ :‬لللم أرد بلله الطلق لللم يقبللل قللوله‬
‫)فالصريح ثلثللة ألفللاظ الطلق( ومللا اشللتق منلله كطلقتللك وأنللت‬
‫طللالق ومطلقللة )والفللراق والسللراح( كفارقتللك وأنللت مفارقللة‬
‫وسّرحتك‪ ،‬وأنت مسرحة ومن الصريح أيضا ً الخلع إن ذكللر المللال‬
‫وكللذا المفللاداة )ول يفتقللر صللريح الطلق إلللى النيللة( ويسللتثنى‬
‫المكره على الطلق‪ ،‬فصريحه كناية فلي حقله إن نلوى وقللع‪ ،‬وإل‬
‫فل )والكناية كل لفلظ احتملل الطلق وغيلره ويفتقلر إللى النيلة(‬
‫فإن نوى بالكناية الطلق وقع وإل فل‪ ،‬وكنايللة الطلق كللأنت بريللة‬
‫خلية الحقي بأهلك وغير ذلللك ممللا هللو فللي المطللولت )والنسللاء‬
‫فيه( أي الطلق )ضربان ضللرب فللي طلقهللن سللنة وبدعللة وهللن‬
‫ذوات الحيض( وأراد المصللنف بالسللنة الطلق الجلللائز‪ ،‬وبالبدعللة‬
‫الطلق الحرام )فالسنة أن يوقع( الللزوج )الطلق فللي طهللر غيللر‬
‫مجامع فيه‪ .‬والبدعة أن يوقع( الزوج )الطلق في الحيللض أو فللي‬
‫طهر جامعها فيه وضرب ليس في طلقهللن سللنة ول بدعللة وهللن‬
‫أربللع الصللغيرة واليسللة( وهللي الللتي انقطللع حيضللها )والحامللل‬
‫والمختلعة التي لم يدخل بها( الزوج وينقسم الطلق باعتبللار آخللر‬
‫إلى واجب كطلق المولى‪ ،‬ومندوب كطلق امرأة غيللر مسللتقيمة‬
‫الحال‪ ،‬كسيئة الخلق ومكللروه‪ ،‬كطلق مسللتقيمة الحللال‪ ،‬وحللرام‬
‫كطلق البدعة‪ ،‬وقد سبق وأشار المام للطلق المباح بطلق مللن‬
‫ل يهواها الزوج‪ ،‬ول تسمح نفسه بمؤنتها بل استمتاع بها‪.‬‬

‫)فصللل(‪ :‬فللي حكللم طلق الحللر والعبللد وغيللر ذلللك )ويملللك(‬


‫الزوج )الحر( على زوجته ولو كانت أمة )ثلث تطليقات و( يملللك‬
‫)العبللد( عليهللا )تطليقللتين( فقللط حللرة كللانت الزوجللة أو أمللة‬
‫والمبعض والمكاتب والمدبر كالعبللد القللن )ويصللح السللتثناء فللي‬
‫الطلق إذا وصله به( أي وصل الزوج لفظ المسللتثنى بالمسللتثنى‬
‫منه اتصال ً عرفيا ً بأن يعدا في العرف كلما ً واحدًا‪ ،‬ويشترط أيض لا ً‬
‫أن ينوي الستثناء قبل فراغ اليمين‪ ،‬ول يكفي التلفظ به من غيللر‬
‫نية الستثناء‪ ،‬ويشترط أيضا ً عدم اسللتغراق المسللتثنى المسللتثنى‬
‫منه‪ ،‬فإن استغرقه كأنت طالق ثلثا ً إل ثلثا ً بطل الستثناء )ويصح‬
‫تعليقه( أي الطلق )بالصللفة والشللرط( كللإن دخلللت الللدار فللأنت‬
‫طالق‪ ،‬فتطلق إذا دخلت)و( الطلق ل يقللع إل علللى زوجللة وحينئذ‬
‫)ل يقع الطلق قبل النكاح( فل يصح طلق الجنبية تنجيللزا ً كقللوله‬
‫لها طلقتك‪ ،‬ول تعليقا ً كقوله لها‪ :‬إن تزوجتللك فللأنت طللالق أو إن‬
‫تزوجت فلنة فهي طالق )وأربع ل يقع طلقهم الصبي والمجنون(‬
‫وفي معناه المغمى عليه )والنائم والمكره( أي بغير حق فإن كان‬
‫بحق وقع وصورته كما قال جمع إكراه القاضي للملولي بعلد ملدة‬
‫اليلء على الطلق‪ ،‬وشللرط الكللراه قللدرة المكللره بكسللر الللراء‬
‫علللى تحقيللق مللا هللدد بله المكللره بفتحهللا بوليللة‪ ،‬وتغلللب وعجللز‬
‫المكللره بفتللح الللراء عللن دفللع المكللره بكسللرها بهللرب منلله‪ ،‬أو‬
‫استغاثة بمن يخلصه ونحو ذلك‪ ،‬وظنه أنه إن امتنع مما أكره عليه‬
‫فعل ما خللوفه بلله‪ ،‬ويحصللل الكللراه بللالتخويف بضللرب شللديد أو‬
‫حبس أو إتلف مال ونحو ذلك‪ ،‬وإذا ظهر من المكللره بفتللح الللراء‬
‫قرينة اختيار بأن أكرهه شللخص علللى طلق ثلث‪ ،‬فطلللق واحللدة‬
‫وقع الطلق‪ ،‬وإذا صدر تعليق الطلق بصفة من مكلللف‪ ،‬ووجللدت‬
‫تلك الصفة فللي غيللر تكليللف‪ ،‬فللإن الطلق المعلللق بهللا يقللع بهللا‪،‬‬
‫والسكران ينفذ طلقه كما سبق‪.‬‬

‫)فصللل(‪ :‬فللي أحكللام الرجعللة والرجعللة بفتللح الللراء وحكللي‬


‫كسرها‪ ،‬وهللي لغللة المللرة مللن الرجللوع‪ ،‬وشللرعا ً رد المللرأة إلللى‬
‫النكاح في عدة طلق غير بائن على وجه مخصوص‪ ،‬وخرج بطلق‬
‫وطء الشبهة والظهار‪ ،‬فإن استباحة الوطء فيهما بعد زوال المانع‬
‫ل تسمى رجعة )وإذا طلق( شخص )امرأته واحدة أو اثنللتين فلله(‬
‫بغير إذنها )مراجعتها ما لللم تنقللض عللدتها( وتحصللل الرجعللة مللن‬
‫الناطق بألفاظ منها راجعتك‪ ،‬ومللا تصللرف منهللا والصللح أن قللول‬
‫المرتجع رددتك لنكاحي وأمسكتك عليه صريحان في الرجعة وأن‬
‫قوله تزوجتللك أو نكحتللك كنايتللان‪ ،‬وشللرط المرتجللع إن لللم يكللن‬
‫محرما ً أهلية النكاح بنفسه‪ ،‬وحينئذ فتصح رجعة السكران ل رجعة‬
‫المرتللد‪ ،‬ول رجعللة الصللبي والمجنللون‪ ،‬لن كل ّ منهللم ليللس أهل ً‬
‫للنكاح بنفسه بخلف السفيه والعبد فرجعتهمللا صللحيحة مللن غيللر‬
‫إذن الولي والسلليد‪ ،‬وإن توقللف ابتللداء نكاحهمللا علللى إذن الللولي‬
‫والسيد‪) ،‬فللإن انقضللت عللدتها( أي الرجعيللة )حللل لله( أي زوجهللا‬
‫)نكاحها بعقد جديد وتكلون معله( بعلد العقلد )عللى ملا بقلي ملن‬
‫الطلق( سواء اتصلت بزوج غيره أم ل )فإن طلقها( زوجها )ثلثًا(‬
‫إن كان حرا ً أو طلقتين إن كلان عبلدا ً قبلل اللدخول أو بعلده )للم‬
‫تحل له إل بعد وجود خمس شرائط( أحدها )انقضللاء عللدتها منلله(‬
‫أي المطلللق‪) .‬و( الثللاني )تزويجهللا بغيللره( تزويجللا ً صللحيحًا‪) .‬و(‬
‫الثالث )دخوله( أي الغير )بها وإصابتها( بأن يولج حشفته أو قدرها‬
‫من مقطوعها بقبل المرأة ل بدبرها بشرط النتشللار فللي الللذكر‪،‬‬
‫ل‪) .‬و( الرابع )بينونتها منه(‬‫وكون المولج ممن يمكن جماعه ل طف ً‬
‫أي الغير‪) .‬و( الخامس )انقضاء عدتها منه(‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في بيان أحكام اليلء وهو لغة مصدر آلى يؤلي إيلء‬
‫إذا حلف وشرعا ً حلف زوج يصح طلقه ليمتنللع مللن وطللء زوجتلله‬
‫في قبلها مطلقًا‪ ،‬أو فوق أربعة أشهر‪ ،‬وهللذا المعنللى مللأخوذ مللن‬
‫قول المصنف )وإذا حلف أن ل يطأ زوجته( وطأ ً )مطلقا ً أو مللدة(‬
‫أي وطأ ً مقيلدا ً بملدة )تزيلد عللى أربعلة أشلهر فهلو( أي الحلالف‬
‫المذكور )مول( من زوجته سواء حلف بالله تعللالى أو بصللفة مللن‬
‫صفاته أو علللق وطللء زوجتلله بطلق‪ ،‬أو عتللق كقللوله‪ :‬إن وطئتللك‬
‫فأنت طالق‪ ،‬أو فعبدي حر فإذا وطىء طلقت وعتق العبللد‪ ،‬وكللذا‬
‫ي صلة أو صلوم أو حلج أو عتللق‪ ،‬فلإنه‬ ‫لو قال إن وطئتك فلله عل ّ‬
‫يكون موليا ً أيضا ً )ويؤجل له( أي يمهل المولي حتملا ً حللرا ً كللان أو‬
‫عبللدا ً فللي زوجللة مطيقللة للللوطء )إن سللألت ذلللك أربعللة أشللهر(‬
‫وابتداؤها في الزوجة من اليلء وفي الرجعيللة مللن الرجعللة )ثللم(‬
‫بعد انقضللاء هللذه المللدة )يخيللر( المللولي )بيللن الفيئة( بللأن يولللج‬
‫المولي حشفته أو قدرها من مقطوعهللا بقبللل المللرأة )والتكفيللر(‬
‫لليمين إن كان حلفه بللالله تعللالى علللى تللرك وطئهللا )أو الطلق(‬
‫للمحلوف عليهللا )فللإن امتنللع( الللزوج مللن الفيئة والطلق )طلللق‬
‫عليه الحاكم( طلقة واحدة رجعية فإن طلللق أكللثر منهللا لللم يقللع‪،‬‬
‫فإن امتنع من الفيئة فقط أمره الحاكم بالطلق‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في بيان أحكام الظهار وهو لغللة مللأخوذ مللن الظهللر‬
‫وشللرعا ً تشللبيه الللزوج زوجتلله غيللر البللائن بللأنثى لللم تكللن حلللله‬
‫)والظهار أن يقول الرجل لزوجته أنت علللي كظهللر أمللي( وخللص‬
‫ل‪ ،‬لن الظهللر موضللع الركللوب والزوجللة‬ ‫الظهللر دون البطللن مث ً‬
‫ي كظهر أمي )ولللم‬ ‫مركوب الزوج )فإذا قال لها ذلك( أي أنت عل ّ‬
‫يتبعه بالطلق صار عائدًا( مللن زوجتلله )ولزمتلله( حينئذ )الكفللارة(‬
‫وهي مرتبة وذكر المصنف بيان ترتيبها في قللوله )والكفللارة عتللق‬
‫رقبة مؤمنة( مسلمة ولو بإسلم أحد أبويها )سللليمة مللن العيللوب‬
‫المضرة بالعمل والكسب( إضرارا ً بين لا ً )فللإن لللم يجللد( المظللاهر‬
‫الرقبة المذكورة بأن عجز عنهلا حسلا ً أو شلرعا ً )فصليام شلهرين‬
‫متتابعين( ويعتبر الشهران بالهلل‪ ،‬ولو نقص كل منهما عن ثلثين‬
‫يوما ً ويكون صومهما بنية الكفارة من الليل‪ ،‬ول يشترط نية تتللابع‬
‫فللي الصللح )فللإن لللم يسللتطع( المظللاهر صللوم الشللهرين أو لللم‬
‫يستطع تتابعهما )فإطعام ستين مسكينًا( أو فقيرا ً )كللل مسللكين(‬
‫أو فقير )مد( من جنس الحب المخللرج فللي زكللاة الفطللر‪ ،‬وحينئذ‬
‫فيكون من غالب قوت بلد المكفر كبر وشللعير ل دقيللق وسللويق‪،‬‬
‫وإذا عجز المكفر عن الخصال الثلث استقرت الكفارة في ذمتلله‪،‬‬
‫فإذا قدر بعد ذلك على خصلة فعلها‪ ،‬ولللو قللدر علللى بعضللها كمللد‬
‫طعام أو بعض مد أخرجه )ول يحل للمظللاهر وطؤهللا( أي زوجتلله‬
‫التي ظاهر منها )حتى يكفر( بالكفارة المذكورة‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في بيان أحكام القذف اللعان وهللو لغللة مللأخوذ مللن‬
‫اللعن‪ ،‬أي البعد‪ ،‬وشرعا ً كلمات مخصوصة جعلت حجللة للمضللطر‬
‫إلى قذف من لطخ فراشه‪ ،‬وألحق العار به )وإذا رمى( أي قللذف‬
‫)الرجل زوجته بالزنى فعليه حد القذف( وسيأتي أنه ثمانون جلدة‬
‫)إل أن يقيم( الرجل القاذف )البينة( بزنللى المقذوفللة )أو يلعللن(‬
‫الزوجة المقذوفة وفي بعض النسخ أو يلتعن‪ ،‬أي بللأمر الحللاكم أو‬
‫من في حكمه كالمحكم )فيقللول عنللد الحللاكم فللي الجللامع علللى‬
‫المنبر في جماعة من الناس( أقلهم أربعة )أشهد بالله إننلي لملن‬
‫الصادقين فيما رميت به زوجتي( الغائبللة )فلنللة مللن الزنللى( وإن‬
‫كانت حاضرة أشار لها بقللوله زوجللتي هللذه‪ ،‬وإن كللان هنللاك ولللد‬
‫ينفيه ذكره في الكلمات فيقول )وإن هذا الولد من الزنللى وليللس‬
‫مني( ويقول المل عللن هللذه الكلملات )أربلع ملرات ويقلول فللي(‬
‫المرة )الخامسة بعد أن يعظه الحاكم( أو المحكم بتخويفه له من‬
‫ي‬
‫عذاب الله تعالى في الخرة‪ ،‬وأنه أشد من عللذاب الللدنيا )وعل ل ّ‬
‫لعنة الله إن كنت من الكاذبين( فيمللا رميللت بلله هللذه مللن الزنللى‬
‫وقول المصنف على المنبر في جماعة ليس بللواجب فللي اللعللان‪،‬‬
‫بل هللو سللنة )ويتعلللق بلعللانه( أي الللزوج وإن لللم تلعللن الزوجللة‬
‫)خمسللة أحكللام( أحللدها )سللقوط الحللد( أي حللد القللذف للزوجللة‬
‫الملعنة )عنه( إن كانت محصنة وسللقوط التعزيللر عنلله إن كللانت‬
‫غير محصنة )و( الثاني )وجوب الحد عليها( أي حللد زناهللا مسلللمة‬
‫كانت أو كافرة إن لم تلعن )و( الثالث )زوال الفراش( وعبر عنه‬
‫غير المصنف بالفرقة المؤبللدة‪ ،‬وهللي حاصلللة ظللاهرا ً وباطنلا ً وإن‬
‫كذب الملعن نفسلله )و( الرابللع )نفللي الولللد( عللن الملعللن‪ ،‬أمللا‬
‫الملعنللة فل ينتفللي عنهللا نسللب الولللد )و( الخللامس )التحريللم(‬
‫للزوجة الملعنة )على البد( فل يحل للملعن نكاحهللا ول وطؤهللا‬
‫بملك اليمين‪ ،‬لو كانت أمة واشتراها‪ ،‬وفي المطولت زيادة علللى‬
‫هذه الخمسة منها سقوط حضانتها في حللق الللزوج إن لللم تلعللن‬
‫حتى لو قذفها بعللد ذلللك بزنللى ل يحللد )ويسللقط الحللد عنهللا بللأن‬
‫تلتعن( أي تلعن الزوج بعد تمام لعانه )فتقول( في لعانها إن كان‬
‫الملعن حاضللرا ً )أشللهد بللالله إن فلن لا ً هللذا لمللن الكللاذبين فيمللا‬
‫رماني بلله مللن الزنللى( وتكللرر الملعنللة هللذا الكلم )أربللع مللرات‬
‫وتقول في المرة الخامسة( من لعانها )بعد أن يعظها الحللاكم( أو‬
‫المحكم بتخويفه لها من عللذاب الللله فللي الخللرة وأنلله أشللد مللن‬
‫ي غضللب اللله إن كلان مللن الصللادقين( فيمللا‬ ‫عللذاب الللدنيا )وعلل ّ‬
‫رماني بلله مللن الزنللى ومللا ذكللر مللن القللول المللذكور محللله فللي‬
‫الناطق‪ ،‬أما الخرس فيلعن بإشارة مفهمة‪ ،‬ولو أبدل في كلمات‬
‫اللعان لفظ الشهادة بالحلف كقول الملعللن أحلللف بللالله‪ ،‬ولفللظ‬
‫ي‬
‫الغضب باللعن أو عكسه كقولها لعنة الله وقوله غضب الله عللل ّ‬
‫أو ذكر كل من الغضب‪ ،‬واللعللن قبللل تمللام الشللهادات الربللع لللم‬
‫يصح في الجميع‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام العدة وأنواع المعتدة وهي لغة السم من‬
‫اعتد‪ ،‬وشرعا ً تربص المرأة مدة يعرف فيها براءة رحمها بأقراء أو‬
‫أشهر أو وضع حمل )والمعتدة على ضربين متللوفى عنهللا( زوجهللا‬
‫)وغير متوفى عنها فالمتوفى عنها( زوجها )إن كانت( حرة )حامل ً‬
‫فعدتها( عن وفاة زوجها )بوضع الحمل( كله حتى ثاني توأمين مللع‬
‫إمكان نسبة الحمل للميت ولو احتمال ً كمنفللي بلعللان‪ ،‬فلللو مللات‬
‫صبي ل يولد لمثللله عللن حامللل فعللدتها بالشللهر ل بوضللع الحمللل‬
‫)وإن كانت حائل ً فعدتها أربعة أشللهر وعشللرًا( مللن اليللام بلياليهللا‬
‫وتعتبر الشللهر بالهلللة مللا أمكللن‪ ،‬ويكمللل المنكسللر ثلثيللن يوملا ً‬
‫)وغير المتوفى عنها( زوجها )إن كانت حامل ً فعدتها بوضع الحمل(‬
‫المنسوب لصاحب العللدة )وإن كللانت حللائل ً وهللي مللن ذوات( أي‬
‫صواحب )الحيض فعدتها ثلثللة قللروء وهللي الطهللار( وإن طلقللت‬
‫طاهرا ً بأن بقي من زمن طهرها بقية بعد طلقهللا انقضللت عللدتها‬
‫بالطعن في حيضة ثالثة‪ ،‬أو طلقت حائضا ً أو نفساء انقضت عدتها‬
‫بالطعن في حيضة رابعة‪ ،‬وما بقللي مللن حيضللها ل يحسللب قللرءًا‪.‬‬
‫)وإن كانت( تلك المعتدة )صغيرة( أو كبيرة لللم تحللض أص لل ً ولللم‬
‫تبلغ سن اليأس أو كلانت متحيللرة )أو آيسللة فعللدتها ثلثللة أشللهر(‬
‫هللية إن انطبق طلقها على أول الشهر‪ ،‬فللإن طلقللت فللي أثنللاء‬
‫شللهر فبعللده هللن‪ ،‬ويكمللل المنكسللر ثلثيللن يوم لا ً مللن الشللهر‬
‫الرابللع‪ .‬فللإن حاضللت المعتللدة فللي الشللهر‪ ،‬وجللب عليهللا العللدة‬
‫بالقراء أو بعد انقضاء الشهر للم تجلب القلراء )والمطلقلة قبلل‬
‫الدخول بها ل عدة عليها( سواء باشرها الزوج فيما دون الفرج أم‬
‫ل )وعدة المة( الحامل إذا طلقت طلقا ً رجعيا ً أو بائن لا ً )بالحمللل(‬
‫أي بوضعه بشرط نسبته إلى صاحب العدة وقوله )كعللدة الحللرة(‬
‫الحامللل أي فللي جميللع مللا سللبق )وبللالقراء أن تعتللد بقرءيللن(‬
‫والمبعضة والمكاتبة وأم الولد كالمللة )وبالشللهور عللن الوفللاة أن‬
‫تعتد بشهرين وخمس ليال و( عدتها )عللن الطلق أن تعتللد بشللهر‬
‫ونصف( على النصف وفي قللول شللهران وكلم الغزالللي يقتضللي‬
‫ترجيحلله‪ ،‬وأمللا المصللنف فجعللله أولللى حيللث قللال )فللإن اعتللدت‬
‫بشهرين كان أولى( وفي قول عدتها ثلثة أشهر‪ ،‬وهو الحوط كما‬
‫قال الشافعي رضي الله عنه وعليه جمع من الصحاب‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أنواع المعتدة وأحكامها )ويجب للمعتدة الرجعية‬


‫السكنى( في مسكن فراقها إن لق بها )والنفقة( والكسوة إل أن‬
‫تكون ناشللزة قبللل طلقهللا‪ ،‬أو فللي أثنللاء عللدتها‪ ،‬وكمللا يجللب لهللا‬
‫النفقللة يجللب لهللا بقيللة المللؤن إل آلللة التنظيللف )ويجللب للبللائن‬
‫ل( فتجب النفقة لهللا بسللبب‬ ‫السكنى دون النفقة إل أن تكون حام ً‬
‫الحمللل علللى الصللحيح‪ ،‬وقيللل إن النفقللة للحمللل )ويجللب علللى‬
‫المتوفى عنها زوجها الحداد وهو( لغة مأخوذ من الحد وهو المنللع‬
‫وهو شرعا ً )المتنللاع مللن الزينللة( بللترك لبللس مصللبوغ يقصللد بلله‬
‫الزينللة كثللوب أصللفر أو أحمللر‪ ،‬ويبللاح غيللر المصللبوغ مللن قطللن‬
‫وصوف وكتان وإبريسم ومصبوغ ل يقصد لزينللة )و( المتنللاع مللن‬
‫)الطيب( أي من استعماله في بدن أو ثوب أو طعام أو كحل غيللر‬
‫محرم أما المحرم كالكتحال بالثمد الذي ل طيب فيه‪ ،‬فحللرام إل‬
‫لحاجللة كرمللد‪ ،‬فيرخللص فيلله للمحللدة‪ ،‬ومللع ذلللك فتسللتعمله ليل ً‬
‫وتمسحه نهارا ً إل إن دعت ضرورة لستعماله نهارًا‪ ،‬وللمرأة تحللد‬
‫على غير زوجها من قريب لها أو أجنبي ثلثة أيللام فأقللل‪ ،‬وتحللرم‬
‫الزيادة عليها إن قصدت ذلك‪ ،‬فإن زادت عليها بل قصد لللم يحلرم‬
‫)و( يجب )على المتوفى عنها زوجها والمبتوتة ملزمللة الللبيت( أي‬
‫وهو المسكن الذي كانت فيه عند الفرقة إن لق بها وليس لللزوج‬
‫ول غيره إخراجها من مسكن فراقها‪ ،‬ول لها خروج منه وإن رضي‬
‫زوجها )إل لحاجة( فيجوز لها الخروج كأن تخرج في النهار لشللراء‬
‫طعام أو كتان‪ ،‬وبيع غزل أو قطن أو نحو ذلك‪ .‬ويجوز لها الخللروج‬
‫ليل ً إلى دار جارتها لغزل وحديث ونحوهما بشرط أن ترجع وتبيت‬
‫في بيتها‪ ،‬ويجوز لها الخروج‪ ،‬أيضا ً إذا خافت على نفسها أو ولدها‬
‫وغير ذلك مما هو مذكور في المطولت‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الستبراء وهو لغة طلب الللبراءة وشللرعا ً‬


‫تربص المرأة مدة بسبب حدوث الملك فيها أو زواله عنهللا تعبللدًا‪،‬‬
‫أو لبراءة رحمها مللن الحمللل‪ ،‬والسللتبراء يجللب بسللببين أحللدهما‬
‫زوال الفراش‪ ،‬وسيأتي في قول المتللن وإذا مللات سلليد أم الولللد‬
‫الخ‪ .‬والسللبب الثللاني حللدوث الملللك وذكللره المصللنف فللي قللوله‬
‫)ومن استحدث ملك أمة( بشراء ل خيار فيه أو بإرث أو وصللية أو‬
‫هبة أو غير ذلك من طرق الملك لها ولم تكن زوجته )حرم عليلله(‬
‫عند إرادة وطئها )الستمتاع بها حتى يستبرئها إن كانت من ذوات‬
‫الحيض بحيضة( ولو كانت بكرا ً ولو استبرأها بائعها قبل بيعها‪ ،‬ولو‬
‫كانت منتقلة مللن صللبي أو امللرأة )وإن كللانت( المللة )مللن ذوات‬
‫الشهور( فعدتها )بشهر فقط وإن كانت من ذوات الحمل( فعلدتها‬
‫)بالوضللع وإذا اشللترى زوجتلله سللن للله اسللتبراؤها( وأمللا المللة‬
‫المزوجة أو المعتدة إذا اشتراها شخص‪ ،‬فل يجب استبراؤها حللال ً‬
‫فإذا زالت الزوجية والعدة كأن طلقت المة قبل الدخول أو بعده‪،‬‬
‫وانقضت العدة وجب السللتبراء حينئذ )وإذا مللات سلليد أم الولللد(‬
‫وليست في زوجية ول عدة نكاح )استبرأت( حتما ً )نفسها كالمة(‬
‫أي فيكللون اسللتبراؤها بشللهر إن كللانت مللن ذوات الشللهر‪ ،‬وإل‬
‫فبحيضللة إن كللانت مللن ذوات القللراء ولللو اسللتبرأ السلليد أمتلله‬
‫الموطللوءة‪ ،‬ثللم أعتقهللا فل اسللتبراء عليهللا‪ ،‬ولهللا أن تللتزوج فللي‬
‫الحال‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الرضللاع بفتللح الللراء وكسللرها‪ ،‬وهللو لغللة‬


‫اسللم لمللص الثللدي وشللرب لبنلله‪ ،‬وشللرعا ً وصللول لبللن آدميللة‬
‫مخصوصة لجوف آدمللي مخصللوص علللى وجلله مخصللوص‪ ،‬وإنمللا‬
‫يثبت الرضاع بلبن امرأة حية بلغت تسع سنين قمرية بكللرا ً كللانت‬
‫أو ثيبًا‪ ،‬خلية كلانت أو مزوجلة )وإذا أرضلعت المللرأة بلبنهللا ولللدًا(‬
‫سواء شرب منها اللبن في حياتها أو بعد موتها‪ ،‬وكان محلوبا ً فللي‬
‫حياتها )صلار الرضليع وللدها بشلرطين أحلدهما أن يكلون لله( أي‬
‫الرضلليع )دون الحللولين( بالهلللة وابتللداؤهما مللن تمللام انفصللال‬
‫الرضيع‪ ،‬ومللن بلللغ سللنتين ل يللؤثر ارتضللاعه تحريملا ً )و( الشللرط‬
‫)الثللاني أن ترضللعه( أي المرضللعة )خمللس رضللعات متفرقللات(‬
‫واصلة جوف الرضيع وضبطهن بالعرف‪ ،‬فما قضللى بكللونه رضللعة‬
‫أو رضعات اعتبر‪ ،‬وإل فل فلو قطع الرضيع الرتضاع بين كللل مللن‬
‫الخمس إعراضلا ً عللن الثللدي تعللدد الرتضللاع )ويصللير زوجهللا( أي‬
‫المرضعة )أبا ً له( أي الرضيع )ويحرم على المرضللع( بفتللح الضللاد‬
‫)التزويج إليها( أي المرضعة )وإلللى كللل مللن ناسللبها( أي انتسللب‬
‫إليها بنسب أو رضاع )ويحرم عليهللا( أي المرضللعة )التزويللج إلللى‬
‫المرضع وولده( وإن سفل ومن انتسللب إليلله‪ ،‬وإن عل )دون مللن‬
‫كان في درجته( أي الرضلليع كللإخوته الللذين لللم يرضللعوا معلله )أو‬
‫أعلى( أي ودون من كان أعلى )طبقة منه( أي الرضيع كأعمللامه‪،‬‬
‫وتقدم في فصللل محرمللات النكللاح مللا يحللرم بالنسللب والرضللاع‬
‫مفصل ً فارجع إليه‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكللام نفقللة القللارب وفللي بعللض نسللخ المتللن‬


‫تأخير هذا الفصل عن الذي بعده‪ .‬والنفقللة مللأخوذة مللن النفللاق‪،‬‬
‫وهللو الخللراج ول يسللتعمل إل فللي الخيللر‪ .‬وللنفقللة أسللباب ثلثللة‬
‫القرابة وملك اليمين والزوجية‪ .‬وذكر المصنف السللبب الول فللي‬
‫قوله )ونفقة العمودين من الهل واجبة للوالدين والمولللودين( أي‬
‫ذكورا ً كانوا أو إناثا ً اتفقوا في الللدين أو اختلفللوا فيلله واجبللة علللى‬
‫أولدهللم )فأمللا الوالللدون( وإن علللوا )فتجللب نفقتهللم بشللرطين‬
‫الفقر( لهم وهو عللدم قللدرتهم علللى مللال أو كسلب )والزمانللة أو‬
‫الفقر والجنون( والزمانة هي مصدر زمن الرجل‪ ،‬زمانة إذا حصل‬
‫له آفة‪ ،‬فإن قدروا علللى مللال أو كسللب لللم تجللب نفقتهللم )وأمللا‬
‫المولودون( وإن سفلوا )فتجب نفقتهللم( علللى الموالللدين )بثلثللة‬
‫شرائط( أحدها )الفقر والصغر( فالغني الكللبير ل تجللب نفقتلله )أو‬
‫الفقر والزمانة( فالغني القوي ل تجب نفقته )أو الفقللر والجنللون(‬
‫فالغني العاقل ل تجب نفقته وذكللر المصللنف السللبب الثللاني فللي‬
‫قوله )ونفقة الرقيق والبهائم واجبة( فمن ملك رقيقا ً عبدا ً أو أمللة‬
‫أو مدبرا ً أو أم ولد أو بهيمة‪ ،‬وجب عليه نفقته‪ ،‬فيطعم رقيقه مللن‬
‫غالب قوت أهل البلد ومن غالب أدمهللم يقللدر الكفايللة‪ ،‬ويكسللوه‬
‫من غللالب كسللوتهم‪ ،‬ول يكفللي فللي كسللوة رقيقلله سللتر العللورة‬
‫فقط‪) .‬ول يكلفون من العمل ما ل يطيقون( فإذا استعمل المالك‬
‫رقيقه نهارا ً أراحه ليل ً وعكسه ويريحلله صلليفا ً وقللت القيلولللة‪ ،‬ول‬
‫يكلف دابته أيضا ً ما ل تطيق حمله‪ ،‬وذكر المصنف السبب الثللالث‬
‫في قوله )ونفقة الزوجة الممكنة من نفسها واجبللة( علللى الللزوج‬
‫ولما اختلفت نفقة الزوجة بحسب حال الزوج بين المصللنف ذلللك‬
‫في قوله )وهي مقدرة فإن( وفللي بعللض النسللخ إن )كللان الللزوج‬
‫موسرًا( ويعتبر يساره بطلوع فجر كل يللوم )فمللدان( مللن طعللام‬
‫واجبان عليه كل يوم مع ليلته المتأخرة عنه لزوجته مسلمة كانت‬
‫أو ذمية حرة كانت أو رقيقه والمدان )من غللالب قوتهللا( والمللراد‬
‫غالب قوت البلد من حنطة أو شعير أو غيرهمللا حللتى القللط فللي‬
‫أهل بادية يقتاتونه )ويجب( للزوجة )من الدم والكسوة مللا جللرت‬
‫به العادة( في كل منهما فإن جللرت عللادة البلللد فللي الدم بزيللت‬
‫وشيرج وجبن ونحوها اتبعت العللادة فللي ذلللك‪ ،‬وإن لللم يكللن فللي‬
‫البلد أدم غالب فيجب اللئق بحال الزوج‪ ،‬ويختلف الدم بللاختلف‬
‫الفصول‪ ،‬فيجب في كل فصل ما جرت به عللادة النللاس فيلله مللن‬
‫الدم‪ ،‬ويجب للزوجة أيضا ً لحم يليق بحال زوجها‪ ،‬وإن جرت عادة‬
‫البلد في الكسوة مثل الللزوج بكتللان أو حريللر‪ ،‬وجللب )وإن كللان(‬
‫الزوج )معسرًا( ويعتبر إعساره بطلللوع فجللر كللل يللوم )فمللد( أي‬
‫فالواجب عليه لزوجته مد طعام )من غالب قوت البلللد( كللل يللوم‬
‫مع ليلته المتأخرة عنه )وما يأتللدم بلله المعسللرون ممللا جللرت بلله‬
‫عادتهم من الدم )ويكسونه( مما جرت بلله عللادتهم مللن الكسللوة‬
‫)وإن كان( الزوج )متوسطًا( ويعتبر توسطه بطلوع فجر كللل يللوم‬
‫مللع ليلتلله المتللأخرة عنلله )فمللد( أي فللالواجب عليلله لزوجتلله مللد‬
‫)ونصف( من طعام من غالب قوت البلد )و( يجب لها )من الدم(‬
‫الوسط )و( من )الكسللوة الوسللط( وهللو مللا بيللن مللا يجللب علللى‬
‫الموسر والمعسر‪ ،‬ويجب على الزوج تمليك زوجتلله الطعللام حب لا ً‬
‫وعليه طحنه وخبزه‪ ،‬ويجب لها آلة أكل وشرب وطبخ‪ ،‬ويجب لهللا‬
‫مسكن يليق بها عللادة )وإن كللانت ممللن يخللدم مثلهللا فعليلله( أي‬
‫الزوج )إخدامها( بحللرة أو أمللة للله‪ ،‬أو أمللة مسللتأجرة أو بالنفللاق‬
‫على من صحب الزوجة من حرة‪ ،‬أو أمة لخدمة إن رضللي الللزوج‬
‫بها )وإن أعسر بنفقتها( أي المستقبلة )فلها( الصبر على إعساره‬
‫وتنفق على نفسها من مالهللا أو تقللترض‪ ،‬ويصللير مللا أنفقتلله دينلا ً‬
‫عليه‪ ،‬ولها )فسخ النكللاح( وإذا فسللخت حصلللت المفارقللة‪ ،‬وهللي‬
‫فرقة فسخ ل فرقة طلق‪ ،‬وأما النفقة الماضية فل فسخ للزوجللة‬
‫بسببها )وكذلك( للزوجة فسخ النكاح )إن أعسر( زوجها )بالصداق‬
‫قبل الدخول( بها سواء علمت يساره قبل العقد أم ل‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الحضانة وهي لغللة مللأخوذة مللن الحضللن‬


‫بكسر الحاء‪ ،‬وهو الجنب لضم الحاضنة الطفل إليه وشرعا ً حفللظ‬
‫من ل يستقل بأمر نفسه عما يللؤذيه لعللدم تمييللزه كطفللل وكللبير‬
‫مجنللون )وإذا فللارق الرجللل زوجتلله وللله منهللا ولللد فهللي أحللق‬
‫بحضانته( أي تنميته بما يصلحه بتعهلده بطعلامه وشلرابه‪ ،‬وغسلل‬
‫بدنه وثوبه وتمريضه وغير ذلك من مصالحه‪ .‬ومؤنة الحضانة على‬
‫من عليه نفقلة الطفلل‪ ،‬وإذا امتنعلت الزوجلة ملن حضلانة وللدها‬
‫انتقلت الحضانة لمهاتها‪ ،‬وتسللتمر حضللانة الزوجللة )إلللى( مضللي‬
‫)سبع سنين( وعبر بها المصنف‪ ،‬لن التمييز يقع فيهللا غالب لًا‪ ،‬لكللن‬
‫المدار إنما هو على التمييز سواء حصل قبل سبع سنين أو بعللدها‬
‫)ثم( بعدها )يخير( المميز )بين أبويه فأيهما اختار سلم إليلله( فللإن‬
‫كان في أحد البوين نقص كجنون‪ ،‬فللالحق للخللر مللا دام النقللص‬
‫قائما ً به‪ ،‬وإذا لم يكللن الب موجللودا ً خيللر الولللد بيللن الجللد والم‪،‬‬
‫وكذا يقع التخيير بيللن الم ومللن علللى حاشللية النسللب كللأخ وعللم‬
‫)وشللرائط الحضللانة سللبع( أحللدها )العقللل( فل حضللانة لمجنونللة‬
‫أطبق جنونها‪ ،‬أو تقطع‪ ،‬فإن قل جنونها كيوم في سللنة لللم يبطللل‬
‫حق الحضانة بذلك‪) .‬و( الثللاني )الحريللة( فل حضللانة لرقيقللة وإن‬
‫أذن لها سيدها في الحضانة )و( الثالث )الدين( فل حضانة لكافرة‬
‫علللى مسلللم )و( الرابللع والخللامس )العفللة والمانللة( فل حضللانة‬
‫لفاسقة‪ ،‬ول يشترط في الحضانة تحقق العدالة الباطنة بل تكفي‬
‫العدالة الظاهرة )و( السادس )القامة( في بلد المميز بأن يكللون‬
‫أبواه مقيمين في بلد واحللد‪ ،‬فلللو أراد أحللدهما سللفر حاجللة كحللج‬
‫وتجارة طويل ً كان السفر أو قصيرا ً كان الولد المميللز وغيللره مللع‬
‫المقيللم مللن البللوين حللتى يعللود المسللافر منهمللا‪ .‬ولللو أراد أحللد‬
‫البوين سفر نقله فالب أولى من الم بحضانته فينزعلله منهللا )و(‬
‫الشرط السابع )الخلو( أي خلللو أم المميللز )مللن زوج( ليللس مللن‬
‫محارم الطفل فإن نكحت شخصا ً من محارمه كعم الطفل أو ابن‬
‫عمه‪ ،‬أو ابن أخيه ورضي كل منهم بللالمميز‪ ،‬فل تسللقط حضللانتها‬
‫بللذلك )فللإن اختللل شللرط منهللا( أي السللبعة فللي الم )سللقطت(‬
‫حضانتها كما تقدم شرحه مفص ً‬
‫ل‪.‬‬

‫كتاب أحكام الجنايات‬


‫جمع جناية أعم مللن أن تكللون قتل ً أو قطعلا ً أو جرحلا ً )القتللل‬
‫على ثلثة أضرب( ل رابع لها )عمد محض( وهو مصدر عمد بوزن‬
‫ضرب‪ ،‬ومعناه القصد )وخطأ محض وعمد خطللأ( وذكللر المصللنف‬
‫تفسير العمد في قوله )فالعمد المحض هو أن يعمد( الجاني )إلى‬
‫ضللربه( أي الشللخص )بمللا( أي بشلليء )يقتللل غالبلًا( وفللي بعللض‬
‫النسخ في الغالب )ويقصد( الجللاني )قتللله( أي الشللخص )بللذلك(‬
‫الشيء وحينئذ )فيجب القللود( أي القصللاص )عليلله( أي الشللخص‬
‫الجللاني‪ ،‬ومللا ذكللره المصللنف مللن اعتبللار قصللد القتللل ضللعيف‪،‬‬
‫والراجح خلفه ويشترط لوجوب القصللاص فللي نفللس القتيللل‪ ،‬أو‬
‫قطع أطرافه إسلللم‪ ،‬أو أمللان فيهللدر الحربللي والمرتللد فللي حللق‬
‫المسلم‪) .‬فإن عفا عنه( أي عفللا المجنللي عليلله عللن الجللاني فللي‬
‫صورة العمد المحض )وجبت( على القاتل )دية مغلظة حالللة فللي‬
‫مال القاتل( وسيذكر المصنف بيان تغليظها )والخطللأ المحللض أن‬
‫يرمي إلى شيء( كصيد )فيصلليب رجل ً فيقتللله فل قللود عليلله( أي‬
‫الرامللي )بللل يجللب عليلله ديللة مخففللة( وسلليذكر المصللنف بيللان‬
‫تخفيفها )على العاقلة مؤجلة( عليهم )في ثلث سنين( يؤخذ آخللر‬
‫كل سنة منها قدر ثلث دية كاملة‪ ،‬وعلى الغنللي مللن العاقلللة مللن‬
‫أصحاب الذهب آخر كل سنة نصللف دينللار‪ ،‬ومللن أصللحاب الفضللة‬
‫ستة دراهم كمللا قللاله المتللولي وغيللره‪ ،‬والمللراد بالعاقلللة عصللبة‬
‫الجاني إل أصله وفرعه )وعمد الخطأ أن يقصد ضربه بما ل يقتللل‬
‫غالبًا( كأن ضربه بعصا خفيفة )فيموت( المضروب )فل قلود عليله‬
‫بللل تجللب ديللة مغلظللة علللى العاقلللة مؤجلللة فللي ثلث سللنين(‬
‫وسيذكر المصنف بيان تغليظها‪ .‬ثم شرع المصللنف فللي ذكللر مللن‬
‫يجب عليلله القصللاص المللأخوذ مللن اقتصللاص الثللر أي تتبعلله لن‬
‫المجني عليه يتبللع الجنايللة فيأخللذ مثلهللا فقللال )وشللرائط وجللوب‬
‫القصاص( في القتل )أربعة( وفللي بعللض النسللخ فصللل وشللرائط‬
‫وجوب القصاص أربع‪ :‬الول )أن يكللون القاتللل بالغلًا( فل قصللاص‬
‫على صبي‪ ،‬ولو قال أنا الن صبي صدق بل يمين‪ .‬الثاني أن يكون‬
‫ل( فيمتنع القصاص مللن مجنللون إل أن تقطللع جنللونه‪،‬‬ ‫القاتل )عاق ً‬
‫فيقتص منه زمللن إفللاقته‪ ،‬ويجللب القصلاص عللى ملن زال عقلله‬
‫بشرب مسكر متعد في شربه‪ ،‬فخرج من لم يتعد بأن شرب شيئا ً‬
‫ظنه غير مسكر فزال عقله‪ ،‬فل قصلاص عليله‪) .‬و( الثلالث )أن ل‬
‫يكون( القاتل )والدا ً للمقتول( فل قصاص على والللد بقتللل ولللده‪،‬‬
‫وإن سفل الولد‪ ،‬قال ابن كج‪ :‬ولو حكللم حللاكم بقتللل والللد بولللده‬
‫نقض حكمه )و( الرابع )أن ل يكللون المقتللول أنقللص مللن القاتللل‬
‫بكفر أو رق( فل يقتل مسلم بكافر حربيا ً كان أو ذمي لا ً أو معاهللدًا‪،‬‬
‫ول يقتل حر برقيق‪ ،‬ولو كان المقتول أنقص مللن القاتللل بكللبر أو‬
‫ل‪ ،‬فل عللبرة بللذلك )وتقتللل الجماعللة‬ ‫صللغر أو طللول أو قصللر مث ً‬
‫بالواحد( إن كافأهم وكان فعل كل واحد منهم لو انفرد كان قللات ً‬
‫ل‪،‬‬
‫ثم أشار المصنف لقاعدة بقوله )وكللل شخصللين جللرى القصللاص‬
‫بينهما في النفس يجري بينهما في الطراف( الللتي لتلللك النفللس‬
‫فكما يشترط في القاتل كونه مكلفا ً يشترط في القللاطع لطللرف‬
‫كللونه مكلفللًا‪ ،‬وحينئذ فمللن ل يقتللل بشللخص ل يقطللع بطرفلله‬
‫)وشرائط وجوب القصاص في الطراف بعد الشرائط المذكورة(‬
‫في قصاص النفس )اثنان( أحدهما )الشتراك في السم الخاص(‬
‫للطللرف المقطللوع وبينلله المصللنف بقللوله )اليمنللى بللاليمنى( أي‬
‫تقطللع اليمنللى مثل ً مللن أذن أو يللد أو رجللل بللاليمنى مللن ذلللك‬
‫)واليسرى( مما ذكر )باليسرى( مما ذكللر وحينئذ فل تقطللع يمنللى‬
‫بيسرى ول عكسه )و( الثاني )أن ل يكللون بأحللد الطرفيللن شللل(‬
‫فل تقطع يد أو رجل صحيحة بشلء‪ .‬وهللي الللتي ل عمللل لهللا أمللا‬
‫الشلء فتقطع بالصحيحة على المشهور‪ ،‬إل أن يقول عللدلن مللن‬
‫أهل الخبرة إن الشلء إذا قطعت ل ينقطع الدم‪ ،‬بل تنفتللح أفللواه‬
‫العللروق‪ ،‬ول تنسللد بالجسللم‪ ،‬ويشللترط مللع هللذا أن يقنللع بهللا‬
‫مستوفيها‪ ،‬ول يطلب أرش لا ً للشلللل‪ .‬ثللم أشللار المصللنف لقاعللدة‬
‫بقوله )وكللل عضللو أخللذ( أي قطللع )مللن مفصللل( كمرفللق وكللوع‬
‫)ففيه القصاص( وما ل مفصل له ل قصاص فيه‪ .‬واعلم أن شجاج‬
‫الرأس والوجه عشرة حارصة بمهملت وهي ما تشق الجلللد قليل ً‬
‫وداميللة تللدميه‪ ،‬وباضللعة تقطللع اللحللم ومتلحمللة تغللوص فيلله‪.‬‬
‫وسمحاق تبلغ الجلدة التي بين اللحللم والعظللم‪ ،‬وموضللحة توضللح‬
‫العظم من اللحللم وهاشللمة تكسللر العظللم سللواء أوضللحته أم ل‪،‬‬
‫ومنقلة تنقللل العظللم مللن مكللان إلللى مكللان آخللر ومأمومللة تبلللغ‬
‫خريطة الدماغ المسماة أم الرأس‪ ،‬ودامغة بغيللن معجمللة تخللرق‬
‫تلك الخريطة وتصل إلى أم الرأس‪ ،‬واستثنى المصللنف مللن هللذه‬
‫العشرة ما تضمنه قوله )ول قصللاص فللي الجللروح( أي الملذكورة‬
‫)إل في الموضحة( فقط ل في غيرها من بقية العشرة‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في بيان الدية وهي المال الواجب بالجناية على حللر‬
‫في نفس أو طللرف )والديللة علللى ضللربين مغلظللة ومخففللة( ول‬
‫ثالث لهما )فالمغلظة( بسبب قتل الذكر الحر المسلم عمدا ً )مائة‬
‫من البللل( والمللائة مثلثللة )ثلثللون حقللة وثلثللون جذعللة( وسللبق‬
‫معناهما في كتاب الزكاة )وأربعون خلفللة( بفتللح الخللاء المعجمللة‬
‫وكسر اللم وبالفاء وفسرها المصنف بقوله )في بطونها أولدهللا(‬
‫والمعنللى أن الربعيللن حوامللل ويثبللت حملهللا بقللول أهللل الخللبرة‬
‫بالبل )والمخففة( بسللبب قتللل الللذكر الحللر المسلللم )مللائة مللن‬
‫البل( والمائة مخمسة )عشرون حقة وعشرون جذعة وعشللرون‬
‫بنت لبللون وعشللرون ابللن لبللون وعشللرون بنللت مخللاض( ومللتى‬
‫وجبت للبل على قاتل أو عاقلة أخذت من إبل من وجبللت عليلله‪،‬‬
‫وإن لم يكن له إبل فتؤخللذ مللن غللالب إبللل بلللدة بلللدي‪ ،‬أو قبيلللة‬
‫بدوي فإن لم يكن في البلدة أو القبيلة إبل فتؤخذ من غللالب إبللل‬
‫أقرب البلد إلى موضللع المللؤدي )فللإن عللدمت البللل انتقللل إلللى‬
‫قيمتها( وفي نسخة أخرى فإن أعوزت البل انتقل إلى قيمتها هذا‬
‫ما في القول الجديد وهو الصحيح )وقيل( في القديم )ينتقل إلللى‬
‫ألف دينار( في حق أهل الذهب )أو( ينتقل إلى )اثني عشللر ألللف‬
‫درهم( في حللق أهللل الفضللة‪ ،‬وسللواء فيمللا ذكللر الديللة المغلظللة‬
‫والمخففة )وإن غلظت( على القديم )زيد عليها الثلللث( أي قللدره‬
‫ففي الدنانير ألف وثلثمائة وثلثة وثلثون دينارا ً وثلث دينار‪ ،‬وفللي‬
‫الفضة ستة عشر ألف درهم )وتغلظ دية الخطأ في ثلثة مواضع(‬
‫أحدها )إذا قتل فلي الحلرم( أي حلرم مكلة أملا القتلل فلي حلرم‬
‫المدينة أو القتل في حللال الحللرام‪ ،‬فل تغلللظ فيلله علللى الصللح‪،‬‬
‫والثاني مذكور في قول المصنف )أو قتل في الشهر الحللرم( أي‬
‫ذي القعدة وذي الحجة‪ ،‬والمحرم ورجب والثالث مذكور في قوله‬
‫)أو قتل( قريبا ً له )ذا رحم محرم( بسكون المهملة فللإن لللم يكللن‬
‫الرحم محرما ً له كبنت العم فل تغليللظ فللي قتلهللا )وديللة المللرأة(‬
‫والخنثى المشكل )على النصف مللن ديللة الرجللل( نفس لا ً وجرح لًا‪،‬‬
‫ففي دية حرة مسلمة في قتل عمللد أو شللبه عمللد خمسللون مللن‬
‫البل خمسة عشر حقة‪ ،‬وخمسة عشر جذعة وعشرون خلفة إبل ً‬
‫حوامل‪ ،‬وفي قتل خطللأ عشللر بنللات مخللاض وعشللر بنللات لبللون‬
‫وعشللر بنللي لبللون‪ ،‬وعشللر حقللاق وعشللر جللذاع )وديللة اليهللودي‬
‫والنصللراني( والمسللتأمن والمعاهللد )ثلللث ديللة المسلللم( نفسللا ً‬
‫وجرحًا‪) .‬وأما المجوسي ففيه ثلثا عشر دية المسلم( وأخصر منه‬
‫ثلث خمس دية المسلم )وتكمل دية النفس( وسبق أنها مائة مللن‬
‫البل )في قطع( كل من )اليدين والرجلين( فيجب في كللل يللد أو‬
‫رجل خمسون من البل‪ ،‬وفي قطعهما مائة مللن البللل )و( تكمللل‬
‫الدية في قطع )النف( أي في قطع ما لن منه وهو المارن‪ ،‬وفي‬
‫قطع كل من طرفيه والحاجز ثلث دية )و( تكمل الديللة فللي قطللع‬
‫)الذنين( أو قلعهما بغيللر إيضللاح‪ ،‬فللإن حصللل مللع قلعهمللا إيضللاح‬
‫وجب أرشه‪ ،‬وفي كل أذن نصف دية‪ ،‬ول فرق فيما ذكر بيللن أذن‬
‫السللميع وغيللره‪ ،‬ولللو أيبللس الذنيللن بجنايللة عليهمللا ففيهمللا ديللة‬
‫)والعينين( وفي كل منهما نصف دية وسواء في ذلك عيللن أحللول‬
‫أو أعور أو أعمش )و( في )الجفون الربعة( فللي كللل جفللن منهللا‬
‫ربع دية )واللسان( لناطق سللليم الللذوق ولللو كللان اللسللان للثللغ‬
‫ت )والشفتين( وفي قطع إحداهما نصف ديللة )وذهللاب الكلم(‬ ‫وأر ّ‬
‫كله وفي ذهاب بعضه بقسللطه مللن الديللة والحللروف الللتي تللوزع‬
‫الديللة عليهللا ثمانيللة وعشللرون حرفلا ً فللي لغللة العللرب‪) .‬وذهللاب‬
‫البصر( أي إذهابه من العينين أما إذهابه من إحداهما ففيلله نصللف‬
‫دية‪ ،‬ول فرق في العين بين صغيرة وكللبيرة‪ ،‬وعيللن شلليخ وطفللل‬
‫)وذهاب السمع( مللن الذنيللن وإن نقللص مللن أذن واحللدة سللدت‪،‬‬
‫وضبط منتهى سماع الخرى‪ ،‬ووجب قسط التفاوت وأخذ بنسللبته‬
‫من تلك الديللة )وذهللاب الشللم( مللن المنخريللن وإن نقللص الشللم‬
‫وضللبط قللدره وجللب قسللطه مللن الديللة‪ ،‬وإل فحكومللة )وذهللاب‬
‫العقل( فللإن زال بجللرح علللى الللرأس للله أرش مقللدر أو حكومللة‬
‫وجبت الدية مع الرش )والللذكر( السلليم ولللو ذكلر صلغير وشليخ‬
‫وعنين‪ ،‬وقطع الحشفة كالذكر ففي قطعها وحدها دية )والنللثيين(‬
‫أي البيضتين‪ ،‬ولو من عنين ومجبوب وفللي قطللع إحللداهما نصللف‬
‫دية )وفي الموضحة( من الذكر الحر المسلم )و( في )السن( منه‬
‫)خمس من البل وفي( إذهاب )كل عضو ل منفعللة فيلله حكومللة(‬
‫وهلي جلزء ملن الديلة نسلبته إللى ديلة النفلس نسلبة نقصلها أي‬
‫الجناية من قيمة المجني عليلله لللو كللان رقيق لا ً بصللفاته الللتي هللو‬
‫عليهللا‪ ،‬فلللو كللانت قيمللة المجنللي عليلله بل جنايللة علللى يللده مثل ً‬
‫عشرة‪ ،‬وبدونها تسعة فالنقص عشر‪ ،‬فيجللب عشللر ديللة النفللس‪.‬‬
‫)ودية العبد( المعصوم )قيمته( والمة كذلك ولللو زادت قيمللة كللل‬
‫منهما على دية الحر‪ ،‬ولو قطع ذكر عبد وأنثياه وجب قيمتان فللي‬
‫الظهر )ودية الجنين الحر( المسلم تبعا ً لحد أبويه إن كللانت أمللة‬
‫معصومة حال الجناية )غرة( أي نسمة من الرقيللق )عبللد أو أمللة(‬
‫سليم من عيب مبيع‪ ،‬ويشترط بلوغ الغرة نصف عشر الدية‪ ،‬فإن‬
‫فقدت الغرة وجب بدلها وهو خمسللة أبعللرة‪ ،‬وتجللب الغللرة علللى‬
‫عاقلة الجاني )ودية الجنين الرقيق عشر قيمة أملله( يللوم الجنايللة‬
‫عليها‪ ،‬ويكون مللا وجللب لسلليدها ويجللب فللي الجنيللن اليهللودي أو‬
‫النصراني غرة‪ ،‬كثلث غرة مسلم وهو بعير وثلثا بعير‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام القسامة وهي أيمللان الللدماء )وإذا اقللترن‬


‫بدعوى الدم لوث( بمثلثة وهللو لغللة الضللعف وشللرعا ً قرينللة تللدل‬
‫على صدق المدعي بأن توقع تلك القرينة في القلب صدقه‪ ،‬وإلى‬
‫هذا أشار المصنف بقوله )يقع به في النفس صدق الملدعي( بلأن‬
‫وجد قتيل أو بعضه كرأسه في محلة منفصلة عن بلللد كللبير‪ ،‬كمللا‬
‫في الروضة وأصلها أو وجد في قرية صغيرة لعدائه ول يشاركهم‬
‫في القريللة غيرهللم )حلللف المللدعي خمسللين يمين لًا( ول يشللترط‬
‫موالتها على المذهب‪ ،‬ولو تخلللل اليمللان جنللون مللن الحللالف أو‬
‫إغماء منلله بنللى بعللد القامللة علللى مللا مضللى منهللا إن لللم يعللزل‬
‫القاضي الذي وقعت القسامة عنده‪ ،‬فإن عزل وولي غيللره وجللب‬
‫استئنافها )و( إذا حلف المدعي )استحق الدية( ول تقللع القسللامة‬
‫في قطع طرف )وإن لم يكن هناك لللوث فللاليمين علللى المللدعى‬
‫عليه( فيحلف خمسين يمينا ً )وعلى قاتل النفس المحرمة( عمللدا ً‬
‫أو خطأ أو شبه عمللد )كفللارة( ولللو كللان القاتللل صللبيا ً أو مجنون لا ً‬
‫فيعتق الولي عنهما من مالهما والكفارة )عتق رقبة مؤمنة سليمة‬
‫من العيوب المضرة( أي المخلة بالعمل والكسب )فإن لللم يجللد(‬
‫ها )فصيام شهرين( بالهلل )متتللابعين( بنيللة الكفللارة ول يشللترط‬
‫نية التتابع في الصح‪ ،‬فإن عجز المكفر عن صوم الشهرين لهللرم‬
‫أو لحقه بالصوم مشقة شديدة أو خاف زيادة المرض كفر بإطعام‬
‫ستين مسللكينا ً أو فقيللرا ً يللدفع لكللل واحللد منهللم مللدا ً مللن طعللام‬
‫يجزىء في الفطرة‪ ،‬ول يطعم كافرا ً ول هاشميا ً ول مطلبيًا‪.‬‬

‫كتاب بيان الحدود‬


‫جمع حد وهو لغللة المنللع وسللميت الحللدود بللذلك لمنعهللا مللن‬
‫ارتكاب الفواحش‪ ،‬وبدأ المصنف من الحدود بحد الزنللى المللذكور‬
‫فللي أثنللاء قللوله )والزانللي علللى ضللربين محصللن وغيللر محصللن‬
‫فالمحصللن( وسلليأتي قريب لا ً أنلله البللالغ العاقللل الحللر الللذي غيللب‬
‫حشللفته أو قللدرها مللن مقطوعهللا بقبللل فللي نكللاح صللحيح )حللده‬
‫الرجللم( بحجللارة معتدلللة ل بحصللى صللغيرة ول بصللخر )وغيللر‬
‫المحصن( مللن رجللل أو امللرأة )حللده مللائة جلللدة( سللميت بللذلك‬
‫لتصالها بالجلد )وتغريب عللام إلللى مسللافة القصللر( فللأكثر بللرأي‬
‫المام وتحسب مدة العللام مللن أول سللفر الزانللي ل مللن وصللوله‬
‫مكان التغريب‪ ،‬والولى أن يكون بعللد الجلللد )وشللرائط الحصللان‬
‫أربع( الول والثاني )البلوغ والعقل( فل حللد علللى صللبي ومجنللون‬
‫بللل يؤدبللان بمللا يزجرهمللا عللن الوقللوع فللي الزنللى‪) .‬و( الثللالث‬
‫)الحرية( فل يكون الرقيق والمبعض والمكاتب وأم الولد محصللنًا‪،‬‬
‫وإن وطىء كل منهم في نكاح صحيح‪) .‬و( الرابع )وجللود الللوطء(‬
‫من مسللم أو ذمللي )فلي نكلاح صلحيح( وفللي بعلض النسللخ فللي‬
‫النكللاح الصللحيح‪ ،‬وأراد بللالوطء تغييللب الحشللفة أو قللدرها مللن‬
‫مقطوعهللا بقبللل‪ ،‬وخللرج بالصللحيح الللوطء فللي نكللاح فاسللد‪ ،‬فل‬
‫يحصل به التحصين )والعبد والمة حدهما نصف حد الحللر( فيجلللد‬
‫كل منهما خمسين جلدة‪ ،‬ويغرب نصف عللام ولللو قللال المصللنف‪:‬‬
‫ده اللخ كلان أوللى ليعلم المكلاتب والمبعلض وأم‬ ‫ومن فيه رقّ حل ّ‬
‫الولللد )وحكللم اللللواط وإتيللان البهللائم كحكللم الزنللى( فمللن لط‬
‫بشخص بأن وطئه في دبره حد على المذهب‪ ،‬ومن أتى بهيمة حد‬
‫كما قال المصنف‪ ،‬لكن الراجللح أنلله يعللزر )ومللن وطىللء( أجنبيللة‬
‫)فيما دون الفرج عزر ول يبلغ( المام )بالتعزير أدنى الحدود( فإن‬
‫عزر عبدًا‪ ،‬وجب أن ينقص في تعزيره عن عشرين جلللدة أو عللزر‬
‫حرا ً وجب أن ينقص في تعزيره عن أربعين جللدة‪ ،‬لنه أدنللى حللد‬
‫كل منهما‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في أحكام القذف وهللو لغللة الرمللي وشللرعا ً الرمللي‬
‫بالزنى على جهة التعيير لتخرج الشهادة بالزنى )وإذا قذف( بللذال‬
‫معجمة )غيره بالزنى( كقللوله زنيللت )فعليلله حللد القللذف( ثمللانين‬
‫جلدة كما سيأتي هذا إن لم يكن القاذف أبا ً أو أمًا‪ ،‬وإن علوا كمللا‬
‫سيأتي )بثمانية شرائط ثلثة( وفي بعللض النسللخ ثلث )منهللا فللي‬
‫ل( فالصللبي والمجنللون ل يحللدان‬ ‫القاذف وهو أن يكون بالغلا ً عللاق ً‬
‫بقذفهما شخصا ً )وأن ل يكون والدا ً للمقذوف( فلو قللذف الب أو‬
‫الم وإن عل ولده‪ ،‬وإن سفل ل حد عليه )وخمسة في المقللذوف‬
‫وهو أن يكون مسلما ً بالغا ً عاقل ً حللرا ً عفيف لًا( عللن الزنللى فل حللد‬
‫بقذف الشخص كافرا ً أو صغيرا ً أو مجنونا ً أو رقيقا ً أو زانيا ً )ويحللد‬
‫الحللر( القللاذف )ثمللانين( جلللدة )و( يحللد )العبللد أربعيللن( جلللدة‬
‫)ويسقط( عن القاذف )حد القذف بثلثللة أشللياء(‪ :‬أحللدها )إقامللة‬
‫البينة( سواء كان المقذوف أجنبيا ً أو زوجللة‪ .‬والثللاني مللذكور فللي‬
‫قوله )أو عفو المقللذوف( أي عللن القللاذف‪ .‬والثللالث مللذكور فللي‬
‫قوله )أو اللعان في حق الزوجة( وسبق بيانه فللي قللول المصللنف‬
‫فصل وإذا رمى الرجل الخ‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الشربة وفي الحد المتعلق بشربها )ومللن‬


‫شرب خمرًا( وهي المتخذة من عصير العنب )أو شللرابا ً مسللكرًا(‬
‫من غير الخمر كالنبيذ المتخذ من الزبيب )يحد( ذللك الشلارب إن‬
‫كان حرا ً )أربعين( جلدة وإن كان رقيقا ً عشرين جلدة )ويجللوز أن‬
‫يبلغ( المام )به( أي حللد الشللرب )ثمللانين( جلللدة والزيللادة علللى‬
‫أربعين في حر وعشللرين فللي رقيللق )علللى وجلله التعزيللر( وقيللل‬
‫الزيادة على ما ذكر حد‪ ،‬وعلى هللذا يمتنللع النقللص عنهللا )ويجللب(‬
‫الحد )عليه( أي شارب المسكر )بأحللد أمريللن بالبينللة( أي رجليللن‬
‫يشهدان بشرب مللا ذكللر( )أو القللرار( مللن الشللارب بللأنه شللرب‬
‫مسكرًا‪ ،‬فل يحد بشللهادة رجللل وامللرأة ول بشللهادة امرأتيللن‪ ،‬ول‬
‫بيمين مردودة‪ ،‬ول بعلم القاضللي ول بعلللم غيللره )ول يحللد( أيضلا ً‬
‫الشارب )بالقيء والستنكاه( أي بأن يشم منه رائحة الخمر‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام قطع السرقة وهي لغة أخللذ المللال خفيللة‬
‫وشرعا ً أخذه خفية ظلما ً من حرز مثله )وتقطع يد السللارق بثلثللة‬
‫شرائط( وفللي بعللض النسللخ بسللتة شللرائط )أن يكللون( السللارق‬
‫ل( مختلارا ً مسللما ً كلان أو ذميلا ً فل قطلع عللى صلبي‬
‫)بالغلا ً علاق ً‬
‫ومجنون ومكره‪ ،‬ويقطع مسلم وذمي بمللال مسلللم وذمللي‪ ،‬وأمللا‬
‫المعاهد فل قطع عليه في الظهر وما تقدم شللرط فللي السللارق‪،‬‬
‫وذكر المصنف شللرط القطللع بللالنظر للمسللروق فللي قللوله )وأن‬
‫يسرق نصابا ً قيمته ربع دينار( أي خالصا ً مضللروبا ً أو يسللرق قللدرا ً‬
‫مغشوشا ً يبلغ خالصه ربع دينار مضروبا ً أو قيمته )من حللرز مثللله(‬
‫فللإن كللان المسللروق بصللحراء أو مسللجد أو شللارع اشللترط فللي‬
‫إحرازه دوام اللحاظ‪ ،‬وإن كان بحصن كبيت كفى لحاظ معتاد في‬
‫مثله وثوب ومتاع‪ ،‬وضعه شللخص بقربلله بصللحراء مثل ً إن لحظلله‬
‫بنظره له وقتا ً فوقتًا‪ ،‬ولم يكن هناك ازدحام طارقين فهللو محللرز‪،‬‬
‫وإل فل وشرط الملحظ قدرته على منللع السللارق‪ ،‬ومللن شللروط‬
‫المسروق ما ذكره المصنف في قوله )ل ملللك للله فيلله ول شللبهة‬
‫له( أي للسارق )في مال المسروق منلله( فل قطللع بسللرقة مللال‬
‫أصل وفرع للسارق‪ ،‬ول بسرقة رقيق مللال سلليده )ويقطللع( مللن‬
‫السارق )يده اليمنى من مفصل الكوع( بعد خلعها منه بحبل يجللّر‬
‫بعنف‪ ،‬وإنما تقطع اليمنى في السرقة الولللى )فللإن سللرقا ثاني لًا(‬
‫بعد قطع اليمنى )قطعللت رجللله اليسللرى( بحديللدة ماضللية دفعللة‬
‫واحدة بعد خلعها من مفصل القدم‪) .‬فإن سرق ثالثا ً قطعللت يللده‬
‫اليسرى( بعد خلعها )فإن سرق رابعا ً قطعللت رجللله اليمنللى( بعللد‬
‫خلعها من مفصل القدم كما فعل باليسرى‪ ،‬ويغمس محل القطللع‬
‫بزيت أو دهن مغلي )فإن سرق بعد ذلللك( أي بعللد الرابعللة )عللزر‬
‫وقيللل يقتللل صللبرًا( وحللديث المللر بقتللله فللي المللرة الخامسللة‬
‫منسوخ‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام قاطع الطريق وسمي بذلك لمتناع الناس‬


‫من سلوك الطريق خوفا ً منه‪ ،‬وهو مسلللم مكلللف للله شللوكة‪ ،‬فل‬
‫يشترط فيه ذكورة ول عدد‪ ،‬فخرج بقاطع الطريق المختلس الذي‬
‫يتعرض لخر القافلة‪ ،‬ويعتمد الهرب )وقطاع الطريق علللى أربعللة‬
‫أقسام( الول مذكور في قللوله )إن قتلللوا( أي عمللدا ً عللدوانا ً مللن‬
‫يكافئونه )ولم يأخذوا المال قتلوا( حتم لا ً وإن قتلللوا خطللأ أو شللبه‬
‫عمد أو من لم يكافئوه لم يقتلوا والثاني مللذكور فللي قللوله )فللإن‬
‫قتلوا وأخذوا المال( أي نصاب السرقة فأكثر )قتلوا وصلبوا( على‬
‫خشللبة ونحوهللا لكللن بعللد غسلللهم‪ ،‬وتكفينهللم والصلللة عليهللم‪.‬‬
‫والثالث مذكور في قوله )وإن أخذوا المال ولم يقتلوا( أي نصللاب‬
‫السرقة فأكثر من حرز مثله‪ ،‬ول شللبهة لهللم فيلله )تقطللع أيللديهم‬
‫وأرجلهللم مللن خلف( أي تقطللع منهللم أول ً اليللد اليمنللى والرجللل‬
‫اليسرى‪ ،‬فإن عادوا فيسراهم ويمناهم يقطعان‪ ،‬فللإن كللانت اليللد‬
‫اليمنى أو الرجل اليسرى مفقودة اكتفى بللالموجودة فللي الصللح‪.‬‬
‫والرابع مذكور في قوله )فإن أخافوا( المللارين فللي )السللبيل( أي‬
‫الطريق )ولم يأخذوا( منهم )مال ً ولم يقتلوا( نفسا ً )حبسللوا( فللي‬
‫غير موضعهم )وعزروا( أي حبسللهم المللام وعزرهللم )ومللن تللاب‬
‫منهم( أي قطاع الطريق )قبل القدرة( من المام )عليله سلقطت‬
‫عنه الحدود( أي العقوبات المختصللة بقللاطع الطريللق وهللي تحتللم‬
‫قتله وصلبه‪ ،‬وقطع يده ورجله‪ ،‬ول يسقط باقي الحدود الللتي لللله‬
‫تعالى كزنا وسرقة بعد التوبة وفهم من قوله )وأوخذ( بضللم أوللله‬
‫)بالحقوق( أي التي تتعلق بالدميين كقصاص وحد قذف‪ ،‬ورد مال‬
‫أنه ل يسقط شيء منها عن قاطع الطريق بتوبته وهو كذلك‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الصيال وإتلف البهائم )ومن قصد( بضللم‬


‫أوله )بأذى في نفسه أو ماله أو حريمه( بللأن صللال عليلله شللخص‬
‫يريد قتله أو أخذ ماله وإن قل أو وطء حريمه )فقاتللل عللن ذلللك(‬
‫أي عن نفسه أو ماله أو حريمه)وقتللل( الصللائل علللى ذلللك دفع لا ً‬
‫لصياله )فل ضمان عليه( بقصاص ول دية ول كفارة‪) .‬وعلى راكب‬
‫الدابة( سواء كلان مالكهلا أو مسللتعيرها أو مسلتأجرها أو غاصلبها‬
‫)ضمان ما أتلفته دابته( سواء كان التلف بيللدها أو رجلهللا أو غيللر‬
‫ذلك‪ ،‬ولو بللالت أو راثللت بطريللق فتلللف بللذلك نفللس أو مللال فل‬
‫ضمان‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬فللي أحكللام البغللاة وهللم فرقللة مسلللمون مخللالفون‬


‫للمام العادل‪ ،‬ومفرد البغاة باغ من البغلي وهلو الظلللم )ويقاتللل(‬
‫بفتح ما قبل آخره )أهل البغي( أي يقاتلهم المام )بثلثة شللرائط(‬
‫أحدها )أن يكونوا في منعة( بلأن يكلون لهلم شلوكة بقلوة وعلدد‪،‬‬
‫وبمطاع فيهم وإن للم يكلن المطلاع إماملا ً منصلوبا ً بحيلث يحتلاج‬
‫المام العادل في ردهم لطاعته إلى كلفة من بذل مال‪ ،‬وتحصلليل‬
‫رجال فإن كانوا أفرادا ً يسهل ضبطهم فليسوا بغاة )و( الثاني )أن‬
‫يخرجوا عن قبضة المام( العادل إمللا بللترك النقيللاد للله‪ ،‬أو بمنللع‬
‫حق توجه عليهم‪ ،‬سواء كان الحق مالي لًا‪ ،‬أو غيللره كحللد وقصللاص‬
‫)و( الثالث )أن يكون لهم( أي للبغاة )تأويل سائغ( أي محتمل كما‬
‫عبر به بعض الصللحاب كمطالبللة أهللل صللفين بللدم عثمللان حيللث‬
‫اعتقدوا أن عليا ً رضي الله عنه يعرف من قتل عثمان‪ ،‬فللإن كللان‬
‫التأويل قطعللي البطلن‪ ،‬لللم يعتللبر بللل صللاحبه معانللد‪ ،‬ول يقاتللل‬
‫المللام البغللاة حللتى يبعللث إليهللم رسللول ً أمينلا ً فطنلا ً يسللألهم مللا‬
‫يكرهونه‪ ،‬فإن ذكروا له مظلمللة هللي السللبب فللي امتنللاعهم عللن‬
‫طاعته أزالها‪ ،‬وإن لم يذكروا شيئا ً أو أصللروا بعللد إزالللة المظلمللة‬
‫على البغي نصحهم ثللم أعلمهللم بالقتللال )ول يقتللل أسلليرهم( أي‬
‫البغاة فإن قتللله شللخص عللادل فل قصللاص عليلله فللي الصللح ول‬
‫يطلللق أسلليرهم‪ ،‬وإن كلان صللبيا ً أو امللرأة حللتى تنقضللي الحللرب‬
‫ويتفرق جمعهم إل أن يطيع أسيرهم مختللارا ً بمتللابعته للمللام )ول‬
‫يغنللم مللالهم( ويللرد سلللحهم وخيلهللم إليهللم إذا انقضللى الحللرب‬
‫وأمنت غلائلتهم بتفرقهلم‪ ،‬أو ردهلم للطاعلة‪ ،‬ول يقلاتلون بعظيلم‬
‫كنللار ومنجنيللق إل لضللرورة فيقللاتلون بللذلك كللأن قاتلونللا بلله أو‬
‫أحللاطوا بنللا )ول يللذفف علللى جريحهللم( والتللذفيف تتميللم القتللل‬
‫وتعجيله‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الردة وهي أفحللش أنللواع الكفللر ومعناهللا‬


‫لغة الرجوع عن الشيء إلى غيره‪ ،‬وشرعا ً قطع السلم بنية كفللر‬
‫أو قول كفر أو فعل كفر كسللجود لصللنم‪ ،‬سللواء كللان علللى جهللة‬
‫الستهزاء أو العناد أو العتقاد كمن اعتقللد حللدوث الصللانع )ومللن‬
‫ارتد عن السلم( من رجل أو امرأة كمن أنكر وجود الله أو كذب‬
‫رسول ً من رسل الله أو حلللل محرم لا ً بالجمللاع كللالزنى‪ ،‬وشللرب‬
‫الخمر أو حرم حلل ً بالجماع كالنكاح والبيع )استتيب( وجوب لا ً فللي‬
‫ن‬ ‫الحال فللي الصللح فيهمللا‪ ،‬ومقابللل الصللح فللي الولللى أنلله يسل ّ‬
‫الستتابة وفي الثانية أنه يمهللل‪) ،‬ثلث لًا( أي إلللى ثلثللة أيللام )فللإن‬
‫تاب( بعوده إلى السلم بأن يقللر بالشللهادتين علللى الللترتيب بللأن‬
‫يؤمن بالله أول ً ثم برسوله‪ ،‬فإن عكس لم يصح كما قللاله النللووي‬
‫في شرح المهذب في الكلم على نيللة الوضللوء )وإل( أي وإن لللم‬
‫يتب المرتد )قتل( أي قتله المللام إن كللان حللرا ً بضللرب عنقلله‪ ،‬ل‬
‫بإحراق ونحوه‪ ،‬فإن قتله غير المام عزر‪ ،‬وإن كان المرتللد رقيق لا ً‬
‫جاز للسيد قتله في الصح‪ .‬ثم ذكر المصنف حكم الغسللل وغيللره‬
‫فللي قللوله )ولللم يغسللل ولللم يصلل عليله ولللم يلدفن فللي مقللابر‬
‫المسلللمين( وذكللر غيللر المصللنف حكللم تللارك الصلللة فللي ربللع‬
‫العبادات وأما المصنف فذكره هنا فقال‪:‬‬
‫)فصل‪ :‬وتللارك الصلللة( المعهللودة الصللادقة بإحللدى الخمللس‬
‫)على ضربين أحدهما أن يتركها( وهو مكلف )غير معتقد لوجوبهللا‬
‫فحكمه( أي التارك لها )حكللم المرتللد( وسللبق قريبلا ً بيللان حكملله‬
‫ل( حتى يخللرج وقتهللا حللال كللونه )معتقللدا ً‬ ‫)والثاني أن يتركها كس ً‬
‫لوجوبها فيستتاب فإن تاب وصلى وهللو تفسللير للتوبللة( )وإل( أي‬
‫وإن لم يتب )قتل حدًا( ل كفرا ً )وكان حكمه حكم المسلمين( في‬
‫الدفن في مقابرهم‪ ،‬ول يطمس قبره‪ ،‬وله حكم المسلمين أيضللا ً‬
‫في الغسل والتكفين والصلة عليه والله أعلم‪.‬‬
‫كتاب أحكام الجهاد‬
‫وكان المر به في عهد رسول الله بعد الهجرة فرض كفاية‪ ،‬وأمللا‬
‫بعده فللكفار حالن‪ ،‬أحللدهما‪ :‬أن يكونلوا ببلدهللم فالجهللاد فللرض‬
‫كفاية على المسلمين في كل سنة فإذا فعله من فيه كفاية سقط‬
‫الحللرج عللن البللاقين‪ ،‬والثللاني أن يللدخل الكفللار بلللدة مللن بلد‬
‫المسلمين أو ينزلوا قريبا ً منها فالجهاد حينئذ فللرض عيللن عليهللم‪،‬‬
‫فيلزم أهل ذلك البلللد الللدفع للكفللار بمللا يمكللن منهللم )وشللرائط‬
‫وجوب الجهاد سبع خصال( أحدها )السلم( فل جهللاد علللى كللافر‬
‫)و( الثاني )البلوغ( فل جهللاد علللى صللبي )و( الثللالث )العقللل( فل‬
‫جهاد على مجنون )و( الرابع )الحريللة( فل جهللاد علللى رقيللق ولللو‬
‫أملللره سللليده‪ ،‬ول مبعلللض ول ملللدبر ول مكلللاتب )و( الخلللامس‬
‫)الذكوريللة( فل جهللاد علللى امللرأة وخنللثى مشللكل )و( السللادس‬
‫)الصحة( فل جهاد على مريض بمرض يمنعه عن قتال‪ ،‬وركوب إل‬
‫بمشقة شديدة كحمى مطبقة‪) .‬و( السابع )الطاقة علللى القتللال(‬
‫أي فل جهاد على أقطللع يللد مثل ً ول علللى مللن عللدم أهبللة القتللال‬
‫كسلح ومركللوب ونفقللة )ومللن أسللر مللن الكفللار فعلللى ضللربين‬
‫ضرب( ل تخيير فيه للمللام بللل )يكللون( وفللي بعللض النسللخ بللدل‬
‫يكللون يصللير )رقيقللا ً بنفللس السللبي( أي الخللذ )وهللم الصللبيان‬
‫والنساء( أي صللبيان الكفللار ونسللاؤهم ويلحللق بمللا ذكللر الخنللاثى‬
‫والمجانين‪ ،‬وخرج بالكفار نسللاء المسلللمين‪ ،‬لن السللر ل يتصللور‬
‫في المسلمين‬
‫)وضرب ل يرق بنفس السبي وهم( الكفار الصليون )الرجال‬
‫البالغون( الحرار العاقلون )والمام مخير فيهم بين أربعة أشللياء(‬
‫أحدها )القتللل( بضللرب رقبللة ل بتحريللق وتغريللق مث ً‬
‫ل‪) .‬و( الثللاني‬
‫)السترقاق( وحكمهم بعد السللترقاق كبقيللة أمللوال الغنيمللة‪) .‬و(‬
‫الثللالث )المللن( عليهللم بتخليللة سللبيلهم‪) .‬و( الرابللع )الفديللة( إمللا‬
‫)بالمللال أو بالرجللال( أي السللرى مللن المسلللمين ومللال فللدائهم‬
‫كبقية أموال الغنيمة‪ ،‬ويجللوز أن يفللادى مشللرك واحللد بمسلللم أو‬
‫أكثر ومشركون بمسلم )يفعل( المام )من ذلك ما فيه المصلحة(‬
‫للمسلمين فإن خفي عليه الحظ حبسهم حتى يظهللر للله الحللظ‪،‬‬
‫فيفعللله وخللرج بقولنللا سللابقا ً الصللليون الكفللار غيللر الصللليين‪،‬‬
‫كالمرتدين فيطالبهم المام بالسلللم‪ ،‬فللإن امتنعللوا قتلهللم )ومللن‬
‫أسلم( من الكفار )قبللل السللر( أي أسللر المللام للله )أحللرز مللاله‬
‫ودمه وصغار أولده( عن السبي وحكم بإسلللمهم تبع لا ً للله بخلف‬
‫البالغين من أولده فل يعصمهم إسلم أبيهم‪ ،‬وإسلم الجد يعصللم‬
‫أيضا ً الولد الصغير‪ ،‬وإسلم الكافر ل يعصم زوجته عن استرقاقها‪،‬‬
‫ولو كانت حامل ً فإن استرقت انقطلع نكلاحه فلي الحلال )ويحكلم‬
‫للصبي بالسلم عند وجللود ثلثللة أسللباب( أحللدها )أن يسلللم أحللد‬
‫أبويه( فيحكم بإسلمه تبعا ً لهما وأما من بلغ مجنونا ً أو بلللغ عللاقل ً‬
‫ثم جللن فكالصللبي والسللبب الثللاني مللذكور فللي قللوله )أو بسللبيه‬
‫مسلم( حال كون الصبي )منفردا ً عن أبويه( فإن سبي الصبي مع‬
‫أحد أبويه فل يتبع الصبي السابي له‪ ،‬ومعنى كللونه مللع أحللد أبللويه‬
‫أن يكونا في جيللش واحللد وغنيمللة واحللدة‪ ،‬ل أن )مالكهمللا يكللون‬
‫واحدًا( ولو سباه ذمي وحمله إلى دار السلم لم يحكللم بإسلللمه‬
‫في الصح‪ ،‬بل هو على دين السابي لله‪ .‬والسللبب الثللالث ملذكور‬
‫في قوله )أو يوجد( أي الصبي )لقيطا ً في دار السلللم( وإن كللان‬
‫فيها أهل ذمة فإنه يكون مسلما ً وكذا لو وجد في درا كفللار وفيهللا‬
‫مسلم‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام السلب وقسم الغنيمللة )ومللن قتللل قللتيل ً‬


‫أعطى سلبه( بفتح اللم بشرط كون القاتل مسلما ً ذكللرا ً كللان أو‬
‫أنثى حرا ً أو عبدا ً شللرطه المللام للله أو ل‪ ،‬والسلللب ثيللاب القتيللل‬
‫التي عليه‪ ،‬والخف والران وهو خف بل قدم يلبللس للسلاق فقللط‪،‬‬
‫وآلت الحللرب والمركللوب الللذي قاتللل عليلله أو أمسللكه بعنللانه‬
‫والسرج واللجام ومقود الدابة‪ ،‬والسوار والطوق والمنطقة‪ ،‬وهي‬
‫التي يشد بها الوسط‪ ،‬والخاتم والنفقة الللتي معلله والجنيبللة الللتي‬
‫تقاد معه وإنما يستحق القاتل سلب الكافر إذا غللرر بنفسلله حللال‬
‫الحرب في قتله‪ ،‬حيث يكفي بركوب هذا الغرر شر ذلللك الكللافر‪،‬‬
‫فلو قتله وهو أسير أو نائم‪ ،‬أو قتله بعد انهللزام الكفللار‪ ،‬فل سلللب‬
‫له وكفاية شر الكافر أن يزيل امتناعه‪ ،‬كأن يفقللأ عينيلله أو يقطللع‬
‫يديه أو رجليه‪ .‬والغنيمة لغة مأخوذة من الغنم وهو الربح‪ ،‬وشرعا ً‬
‫المال الحاصل للمسلمين من كفار أهل حرب بقتال وإيجاف خيل‬
‫أو إبل وخرج بأهل الحللرب المللال الحاصللل مللن المرتللدين‪ ،‬فللإنه‬
‫فيء ل غنيمة )وتقسم الغنيمة بعد ذلللك( أي بعللد إخللراج السلللب‬
‫منها )على خمسللة أخمللاس فيعطللى أربعللة أخماسللها( مللن عقللار‬
‫ومنقول )لمن شهد( أي حضر )الوقعة( من الغللانمين بنيللة القتللال‬
‫وإن لم يقاتل مع الجيش‪ ،‬وكذا مللن حضللر ل بنيللة القتللال‪ ،‬وقاتللل‬
‫في الظهللر ول شلليء لمللن حضللر بعللد انقضللاء القتللال )ويعطللى‬
‫للفارس( الحاضر الوقعة وهو من أهل القتال بفرس مهيللأ للقتللال‬
‫عليه سواء قاتل أم ل‪) .‬ثلثة أسهم( سهمين لفرسه وسهما ً له ول‬
‫يعطى إل لفرس واحد‪ ،‬ولو كان معه أفراس كثيرة )وللراجل( أي‬
‫المقاتل على رجليه )سهم( واحد )ول يسهم إل لمللن( أي شللخص‬
‫)استكملت فيه خمس شرائط السلللم والبلللوغ والعقللل والحريللة‬
‫والذكورية فإن اختل شرط من ذلك رضخ له ولللم يسللهم للله( أي‬
‫لمن اختل فيه الشللرط إمللا لكللونه صللغيرا ً أو مجنونلا ً أو رقيقلا ً أو‬
‫أنثى أو ذميًا‪ .‬والرضخ لغة العطاء القليل وشرعا ً شيء دون سللهم‬
‫يعطى للراجل‪ ،‬ويجتهد المام في قدر الرضخ بحسب رأيه‪ .‬فيزيد‬
‫ل‪ ،‬ومحللل الرضللخ‬ ‫المقاتل على غيره والكثر قتال ً على القللل قتللا ً‬
‫الخماس الربعة في الظهر‪ ،‬والثاني محله أصل الغنيمة )ويقسم‬
‫الخمس( الباقي بعد الخماس الربعة )على خمسة أسللهم سللهم(‬
‫منه )لرسول الله ( وهو الذي كللان للله فللي حيللاته )يصللرف بعللده‬
‫للمصالح( المتعلقة بالمسلمين كالقضاة الحللاكمين فللي البلد أمللا‬
‫قضاة العسكر فيرزقون من الخماس الربعة كما قاله المللاوردي‬
‫وغيره‪ ،‬وكسد الثغور وهللي المواضللع المخوفللة مللن أطللراف بلد‬
‫المسلمين الملصقة لبلدنا‪ ،‬والمراد بسد الثغللور بالرجللال‪ ،‬وآلت‬
‫الحرب‪ ،‬ويقدم الهم من المصالح فالهم )وسهم لللذوي القربللى(‬
‫أي قربى رسول الله )وهم بنو هاشم وبنو المطلب( يشللترك فللي‬
‫ي والفقيلر‪ ،‬ويفضلل اللذكر فيعطلي مثلل‬ ‫ذلك الذكر والنثى والغن ّ‬
‫حظ النثيين )وسهم لليتامى( المسلمين جمع يللتيم وهللو صللغير ل‬
‫أب له سواء كان الصغير ذكرا ً أو أنثى له جد أو ل‪ ،‬قتل أبللوه فللي‬
‫الجهاد أو ل‪ ،‬ويشترط فقر اليتيم )وسهم للمساكين وسللهم لبنللاء‬
‫السبيل( وسبق بيانهما قبيل كتاب الصيام‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في قسم الفيء على مستحقيه والفيء لغة مأخوذة‬


‫من فاء إذا رجع‪،‬ثم استعمل فللي المللال الراجللع مللن الكفللار إلللى‬
‫المسلمين وشرعا ً هو مال حصلل ملن كفلار بل قتلال‪ ،‬ول إيجلاف‬
‫خيل ول إبل كالجزية وعشر التجللارة )ويقسللم مللال الفيللء علللى‬
‫خمس فرق يصرف خمسه( يعني الفيء )على مللن( أي الخمسللة‬
‫الذين )يصرف عليهم خمس الغنيمة( وسبق قريبلا ً بيللان الخمسللة‬
‫)ويعطى أربعة أخماسها( وفللي بعللض النسللخ أخماسلله أي الفيللء‬
‫)للمقاتلة( وهم الجناد الذين عينهم المام للجهاد وأثبت أسماءهم‬
‫في ديللوان المرتزقللة بعللد اتصللافهم بالسلللم والتكليللف والحريللة‬
‫والصحة فيفرق المام عليهم الخماس الربعة على قدر حاجاتهم‪،‬‬
‫فيبحث عن كل حال من المقاتلة‪ ،‬وعن عياله اللزمة نفقتهم ومللا‬
‫يكفيهم يعطيه كفايته من نفقة وكسوة وغيللر ذلللك‪ ،‬ويراعللي فللي‬
‫الحاجة الزمان والمكان والرخص والغلء‪ ،‬وأشار المصللنف بقللوله‬
‫)وفي مصالح المسلمين( إلى أنه يجوز للمام أن يصرف الفاضللل‬
‫عن حاجات المرتزقة في مصالح المسلمين من إصلللح الحصللون‬
‫والثغور‪ ،‬ومن شراء سلح وخيل على الصحيح‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكلام الجزيلة وهلو لغلة اسلم‪ ،‬لخلراج مجعلول‬


‫على أهل الذمة‪ ،‬سميت بذلك لنها جزت عن القتل‪ ،‬أي كفت عن‬
‫قتلهم وشللرعا ً مللال يلللتزمه كللافر بعقللد مخصللوص‪ .‬ويشللترط أن‬
‫يعقدها المام أو نائبه ل على جهة التأقيت فيقول‪ :‬أقررتكللم بللدار‬
‫السلم غير الحجاز‪ ،‬أو أذنت في إقامتكم بللدار السلللم علللى أن‬
‫تبذلوا الجزية‪ ،‬وتنقللادوا لحكللم السلللم‪ ،‬ولللو قللال الكللافر للمللام‬
‫ابتداء أقررني بدار السلم كفى )وشرائط وجوب الجزيللة خمللس‬
‫خصال( أحدها )البلوغ( فل جزية على صللبي‪) .‬و( الثللاني )العقللل(‬
‫فل جزية على مجنون أطبق جنونه فإن تقطع جنونه قليل ً كسللاعة‬
‫ن فيلله‪،‬‬ ‫من شهر‪ ،‬لزمته الجزيللة أو تقطللع جنللونه كللثيرا ً كيللوم يجل ّ‬
‫ويوم يفيق فيه لفقت أيام الفاقة‪ ،‬فإن بلغت سنة وجللب جزيتهللا‪.‬‬
‫)و( الثالث )الجزية( فل جزيللة علللى رقيللق ول علللى سلليده أيض لا ً‬
‫والمكاتب والمدبر والمبعللض كللالرقيق )و( الرابللع )الذكوريللة( فل‬
‫جزية على امرأة وخنللثى فللإن بللانت ذكللورته أخللذت منلله الجزيللة‬
‫للسنين الماضية‪ ،‬كما بحثه النووي فللي زيللادة الروضللة وجللزم بلله‬
‫في شرح المهذب )و( الخامس )أن يكون( الذي تعقد للله الجزيللة‬
‫)من أهل الكتاب( كاليهودي والنصراني‪) .‬أو ممن له شبهة كتلاب(‬
‫ود أو تنصلر قبلل النسلخ أو شلككنا فلي‬ ‫وتعقد أيضا ً لولد ملن تهل ّ‬
‫وقته‪ ،‬وكذا تعقلد لملن أحلد أبللويه وثنلي‪ ،‬والخللر كتلابي‪ ،‬ولزاعللم‬
‫التمسك بصحف إبراهيم المنزلة عليه أو بزبور داود المنزل عليه‬
‫)وأقل( ما يجب في )الجزية( على كل كللافر )دينللار فللي كللل‬
‫حول( ول حد لكثر الجزية )ويؤخللذ( أي يسللن للمللام أن يمللاكس‬
‫من عقدت له الجزية وحينئذ يؤخذ )من المتوسط( الحال )ديناران‬
‫ومن الموسر أربعة دنانير( استحبابا ً إن لم يكن كل منهما سللفيها ً‬
‫فإن كان سللفيها ً لللم يمللاكس المللام ولللي السللفيه‪ ،‬والعللبرة فللي‬
‫التوسط واليسار بآخر الحول )ويجوز( أي يسللن للمللام إذا صللالح‬
‫الكفار في بلدهم ل في دار السلم )أن يشترط عليهم الضلليافة(‬
‫ل( أي زائدا ً‬ ‫لمن يمر بهم من المسلمين المجاهدين وغيرهم )فض ل ً‬
‫)عن مقدار( أقل )الجزيللة( وهللو دينللار كللل سللنة إن رضللوا بهللذه‬
‫الزيادة )و يتضمن عقد الجزية( بعد صللحته )أربعللة أشللياء( أحللدها‬
‫)أن يؤدوا الجزية( وتؤخذ منهم برفق كمللا قللال الجمهللور ل علللى‬
‫وجلله الهانللة )و( الثللاني )أن تجللري عليهللم أحكللام السلللم(‬
‫فيضمنون ما يتلفونه على المسلمين من نفس ومللال‪ ،‬وإن فعلللوا‬
‫ما يعتقدون تحريمه‪ ،‬كالزنللا أقيللم عليهللم الحللد )و( الثللالث )أن ل‬
‫يذكروا دين السلم إل بخير و( الرابع )أن ل يفعلوا مللا فيلله ضللرر‬
‫على المسلمين( أي بأن آووا من يطلع على عللورات المسلللمين‪،‬‬
‫وينقلها إلى دار الحرب‪ ،‬ويلزم المسلمين بعد عقد الذمة الصللحيح‬
‫ل‪ ،‬وإن كانوا في بلدنا أو في بلد مجاور لنللا‬ ‫الكف عنهم نفسًا‪ ،‬وما ً‬
‫لزمنا دفع أهل الحرب عنهم )ويعرفون بلبس الغيار( بكسر الغيللن‬
‫المعجمة وهو تغيير اللبللاس بللأن يخيللط الللذمي علللى ثللوبه شلليئا ً‬
‫يخالف لون ثللوبه‪ ،‬ويكللون ذلللك علللى الكتللف‪ ،‬والولللى بللاليهودي‬
‫الصفر‪ ،‬وبالنصراني الزرق‪ ،‬وبالمجوسي السود والحمر‪ ،‬وقللول‬
‫المصنف ويعرفون عبر به النووي أيضًا‪ ،‬في الروضللة تبع لا ً لصلللها‬
‫لكنه في المنهاج قال‪ :‬ويؤمر أي الذمي ول يعللرف مللن كلملله أن‬
‫المللر للوجللوب أو النللدب‪ ،‬لكللن مقتضللى كلم الجمهللور الول‬
‫وعطف المصنف على الغيار قوله )وشد الزنار( وهو بزاي معجمة‬
‫خيط غليظ يشد في الوسط فوق الثيللاب‪ ،‬ول يكفللي جعللله تحتهللا‬
‫)ويمنعون من ركللوب الخيللل( النفيسللة وغيرهللا‪ ،‬ول يمنعللون مللن‬
‫ركللوب الحميللر‪ ،‬ولللو كللانت نفيسللة‪ ،‬ويمنعللون مللن إسللماعهم‬
‫المسلمين قول الشرك كقولهم الله ثالث ثلثللة‪ ،‬تعللالى الللله عللن‬
‫ذلك علوا ً كبيرًا‪.‬‬

‫كتاب أحكام الصيد والذبائح والطعمة‬


‫والصيد مصدر أطلق هنللا علللى اسللم المفعللول وهللو المصلليد‬
‫)وما( أي والحيوان البري المأكول الذي )قللدر( بضللم أوللله )علللى‬
‫ذكاته( أي ذبحلله )فللذكاته( تكللون )فللي حلقلله( وهللو أعلللى العنللق‬
‫)ولبته( أي بلم مفتوحة وموحللدة مشللددة أسللفل العنللق والللذكاة‬
‫بذال معجمة لغة التطبيب لما فيها من تطيب أكل اللحم المذبوح‪،‬‬
‫وشرعا ً إبطال الحرارة الغريزية على وجه مخصوص أما الحيللوان‬
‫المأكول البحري فيحل على الصحيح بل ذبللح )ومللا( أي والحيللوان‬
‫الذي )لم يقدر( بضم أوله )على ذكاته( كشاة إنسللية توحشللت أو‬
‫بعير ذهب شاردا ً )فذكاته عقره( بفتح العين عقللرا ً مزهق لا ً للللروح‬
‫)حيث قدر عليه( أي في أي موضللع كللان العقللر )وكمللال الللذكاة(‬
‫وفي بعض النسخ ويستحب في الذكاة )أربعة أشياء( أحدها )قطع‬
‫الحلقوم( بضم الحاء المهملة وهو مجرى النفللس دخللول ً وخروجلا ً‬
‫)و( الثاني قطع )المريء( بفتح ميمه وهمز آخره‪ ،‬ويجللوز تسللهيله‬
‫وهو مجرى الطعام والشراب مللن الحلللق إلللى المعللدة والمريللء‬
‫تحت الحلقوم‪ ،‬ويكون قطع ما ذكر دفعللة واحللدة ل فللي دفعللتين‪.‬‬
‫فإنه يحرم المذبوح حينئذ‪ ،‬ومتى بقي شيء من الحلقوم والمريء‬
‫لم يحل المذبوح )و( الثللالث والرابللع قطللع )الللودجين( بللواو ودال‬
‫مفتوحللتين تثنيللة ودج بفتللح الللدال وكسللرها وهمللا عرقللان فللي‬
‫صللفحتي العنللق محيطللان بللالحلقوم )والمجزىللء منهللا( أي الللذي‬
‫يكفي في الذكاة )شيئان قطع الحلقوم والمريء( فقط ول يسللن‬
‫قطللع مللا وراء الللودجين )ويجللوز( أي يحللل )الصللطياد( أي أكللل‬
‫المصاد )بكل جارحة معلمة من السلباع( وفلي بعلض النسلخ ملن‬
‫سباع البهائم كالفهد والنمر والكلب )ومن جللوارح الطيللر( كصللقر‬
‫وباز في أي موضع كان جرح السللباع والطيللر‪ .‬والجارحللة مشللتقة‬
‫من الجرح وهو الكسب‬
‫)وشللرائط تعليمهللا( أي الجللوارح )أربعللة( أحللدها )أن تكللون(‬
‫الجارحلللة معلملللة بحيلللث )إذا أرسللللت( أي أرسللللها صلللاحبها‬
‫)استرسلللت و( الثللاني أنهللا )إذا زجللرت( بضللم أوللله أي زجرهللا‬
‫صاحبها )انزجرت و( الثالث أنها )إذا قتلت صيدا ً لم تأكل منه شيئا ً‬
‫و( الرابع )أن يتكرر ذلللك منهللا( أي تتكللرر الشللرائط الربعللة مللن‬
‫الجارحة بحيث يظن تأدبها‪ ،‬ول يرجع في التكرار لعدد‪ ،‬بل المرجع‬
‫فيلله لهللل الخللبرة بطبللاع الجللوارح )فللإن عللدمت( منهللا )إحللدى‬
‫الشرائط لم يحللل مللا أخللذته( الجارحللة )إل أن يللدرك( مللا أخللذته‬
‫الجارحة )حيا ً فيذكى( فيحل حينئذ‪ .‬ثم ذكر المصنف آلة الذبح في‬
‫قللوله )وتجللوز الللذكاة بكللل مللا( أي بكللل محللدد )يجللرح( كحديللد‬
‫ونحاس )إل بالسن والظفر( وباقي العظام‪ ،‬فل تجوز التذكية بهللا‪،‬‬
‫ثم ذكر المصنف من تصللح منلله التذكيللة بقللوله )وتحللل ذكللاة كللل‬
‫مسلم( بالغ أو مميز يطيق الذبح )و( ذكاة كل )كتللابي( يهللودي أو‬
‫نصراني ويحللل ذبللح مجنللون وسللكران فللي الظهللر وتكللره ذكللاة‬
‫أعمللى )ول تحللل ذبيحللة مجوسللي ول وثنللي( ول نحوهمللا ممللن ل‬
‫كتاب له )وذكاة الجنين( حاصلة )بذكاة أمه( فل يحتاج لتذكيته هذا‬
‫إن وجد ميتا ً وفيلله حيللاة غيللر مسللتقرة اللهللم )إل أن يوجللد حي لًا(‬
‫بحياة مستقرة بعد خروجلله مللن بطللن أملله )فيللذكى( حينئذ )ومللا‬
‫قطع من( حيوان )حللي فهللو ميللت إل الشللعر( أي المقطللوع مللن‬
‫حيوان مأكول‪ .‬وفللي بعللض النسللخ إل الشللعور )المنتفللع بهللا فللي‬
‫المفارش والملبس( وغيرها‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الطعمة الحلل منها وغيره )وكللل حيللوان‬


‫استطابته العرب( اللذين هلم أهلل ثلروة وخصلب وطبلاع سلليمة‬
‫ورفاهية )فهو حلل إل مللا( أي حيللوان )ورد الشللرع بتحريملله( فل‬
‫يرجع فيه لستطابتهم له )وكل حيوان استخبثته العرب( أي عدوه‬
‫خبيث لا ً )فهللو حللرام إل مللا ورد الشللرع بإبللاحته( فل يكللون حرام لا ً‬
‫)ويحرم من السباع ملا لله نلاب( أي سللن )قلوي يعلدو بله( علللى‬
‫الحيوان كأسد ونمر )ويحللرم مللن الطيللور مللا للله مخلللب( بكسللر‬
‫الميم وفتح اللم أي ظفر )قوي يجرح بلله( كصللقر وبللاز وشللاهين‬
‫)ويحل للمضطر( وهو من خاف على نفسه الهلك من عدم الكل‬
‫)في المخمصة( موتا ً أو مرضا ً مخوفا ً أو زيللادة مللرض أو انقطللاع‬
‫رفقة‪ ،‬ولم يجد ما يأكله حلل ً )أن يأكل من الميتة المحرمة( عليلله‬
‫)ما( أي شيئا ً )يسد به رمقه( أي بقية روحه )ولنللا ميتتللان حللن(‬
‫وهمللا )السللمك والجللراد و( لنللا )دمللان حللن( وهمللا )الكبللد‬
‫والطحللال( وقللد عللرف مللن كلم المصللنف هنللا وفيمللا سللبق أن‬
‫الحيوان على ثلثة أقسام‪ :‬أحدها ما ل يؤكل فذبيحته وميتته سواء‬
‫والثاني ما يؤكل فل يحل إل بالتذكيللة الشللرعية والثللالث مللا تحللل‬
‫ميتته كالسمك والجراد‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الضحية بضم الهمزة فللي الشللهر‪ ،‬وهللي‬


‫اسم لما يذبح من النعم يوم عيد النحر‪ ،‬وأيام التشريق تقربا ً إلللى‬
‫الله تعالى‪) .‬واْلضحية سنة مؤكللدة( علللى الكفايللة فللإذا أتللى بهللا‬
‫واحد من أهل بيت كفى عن جميعهم‪ ،‬ول تجب الضحية إل بالنللذر‬
‫)ويجزىء فيها الجذع مللن الضللأن( وهللو مللا للله سللنة وطعللن فللي‬
‫الثانية )والثني من المعللز( وهللو مللاله سللنتان وطعللن فللي الثالثللة‬
‫)والثني مللن البللل( مللا للله خمللس سللنين وطعللن فللي السادسللة‬
‫)والثني من البقر( ما له سنتان وطعن في الثالثة )وتجزىء البدنة‬
‫عن سبعة( اشللتركوا فللي التضللحية بهللا )و( تجزىللء )البقللرة عللن‬
‫سبعة( كذلك )و( تجزىء )الشاة عن( شخص )واحد( وهي أفضللل‬
‫من مشاركته في بعير‪.‬‬
‫وأفضل أنواع الضحية إبل ثم بقر ثم غنم )وأربع( وفي بعللض‬
‫النسخ وأربعة )ل تجزىء في الضحايا( أحللدها )العللوراء الللبين( أي‬
‫الظاهر )عورها( وإن بقيت الحدقة في الصح )و( الثاني )العرجاء‬
‫البين عرجها( ولو كان حصول العرج لهللا عنللد إضللجاعها للتضللحية‬
‫بها بسبب اضطرابها )و( الثالث )المريضة البين مرضها( ول يضللر‬
‫يسير هذه المور )و( الرابع )العجفاء( وهي )التي ذهب مخها( أي‬
‫ذهب دماغها )مللن الهللزال( الحاصللل لهللا )ويجزىللء الخصللي( أي‬
‫المقطوع الخصيتين )والمكسورة القرن( إن لم يللؤثر فللي اللحللم‬
‫ويجزىء أيضا ً فاقدة القرون‪ ،‬وهي المسماة بالجلحاء )ول تجزىء‬
‫المقطوعللة( كللل )الذن( ول بعضللها ول المخلوقللة بل أذن )و( ل‬
‫المقطوعة )الذنب( ول بعضله )و( يللدخل )وقللت الذبللح( للضللحية‬
‫)من وقت صلللة العيللد( أي عيللد النحللر وعبللارة الروضللة وأصلللها‬
‫يدخل وقت التضحية إذا طلعت الشمس يوم النحر‪ ،‬ومضللى قللدر‬
‫ركعللتين وخطبللتين خفيفللتين انتهللى‪ ،‬ويسللتمر وقللت الذبللح )إلللى‬
‫غروب الشمس مللن آخللر أيللام التشللريق( وهللي الثلثللة المتصلللة‬
‫بعاشللر ذي الحجللة )ويسللتحب عنللد الذبللح خمسللة أشللياء( أحللدها‬
‫)التسمية( فيقول الذابح بسم الله الرحمن الرحيم فلللو لللم يسللم‬
‫حل المذبوح‪) .‬و( الثاني )الصلة على النبي ( ويكره أن يجمع بين‬
‫اسم الله واسم رسوله‪) .‬و( الثالث )استقبال القبلة( بالذبيحللة أي‬
‫يوجه الذابح مذبحها للقبلة ويتوجه هو أيض لًا‪) .‬و( الرابللع )التكللبير(‬
‫أي قبل التسمية وبعللدها ثلثلا ً كمللا قللال المللاوردي‪) .‬و( الخللامس‬
‫)الدعاء بالقبول( فيقول الذابح اللهم هذه منك وإليللك فتقبللل‪ ،‬أي‬
‫ي وتقربت بها إليك فتقبلهللا منللي‪) .‬ول‬ ‫هذه الضحية نعمة منك عل ّ‬
‫يأكللل المضللحي شلليئا ً مللن الضللحية المنللذورة( بللل يجللب عليلله‬
‫التصدق بجميع‪ ،‬فلو لحمها أخره فتلفت لزمه ضمانها )ويأكل مللن‬
‫الضحية المتطوع بها( ثلثا ً على الجديد وأما الثلثان فقيللل يتصللدق‬
‫بهمللا‪ ،‬ورجحلله النللووي فللي تصللحيح التنللبيه‪ .‬وقيللل يهللدي ثلثللا ً‬
‫للمسلمين الغنياء ويتصدق بثللث علللى الفقلراء ملن لحمهلا ولللم‬
‫يرجح النووي في الروضة وأصلللها شلليئا ً مللن هللذين الللوجهين )ول‬
‫يبيع( أي يحرم على المضحي بيللع شلليء )مللن الضللحية( أي مللن‬
‫لحمها أو شعرها أو جلدها‪ ،‬ويحرم أيضا ً جعلله أجلرة للجلزار‪ ،‬وللو‬
‫كانت الضحية تطوعا ً )ويطعم( حتما ً مللن الضللحية المتطللوع بهللا‬
‫)الفقراء والمساكين( والفضل التصدق بجميعها إل لقمة أو لقمللا ً‬
‫يتللبرك المضللحي بأكلهللا‪ ،‬فللإنه يسللن للله ذلللك‪ ،‬وإذا أكللل البعللض‬
‫وتصللدق بالبللاقي حصللل للله ثللواب التضللحية بللالجميع والتصللدق‬
‫بالبعض‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام العقيقة وهي لغة اسم للشعر علللى رأس‬
‫المولللود وشللرعا ً مللا سلليذكره المصللنف بقللوله )والعقيقللة( عللن‬
‫المولود )مستحبة( وفسر المصنف العقيقة بقلوله )وهلي الذبيحلة‬
‫عن المولود يوم سابعه( أي يوم سابع ولدته بحسب يللوم الللولدة‬
‫من السبع‪ ،‬ولو مات المولود قبل السابع ول تفوت بالتأخير بعللده‪،‬‬
‫فإن أخرت للبلوغ سقط حكمها في حق العاق عن المولود أما هو‬
‫فمخير في العق عن نفسه والترك‪) .‬ويذبح عللن الغلم شللاتان و(‬
‫يذبح )عن الجارية شاة( قال بعضهم‪ :‬أما الخنثى فيحتمللل إلحللاقه‬
‫بللالغلم أو بالجاريللة‪ ،‬فلللو بللانت ذكللورته أمللر بالتللدارك‪ ،‬وتتعللدد‬
‫العقيقللة بتعللدد الولد‪) ،‬ويطعللم( العللاق مللن العقيقللة )الفقللراء‬
‫والمساكين( فيطبخهللا بحلللو ويهللدي منهللا للفقللراء والمسللاكين و‬
‫يتخذها دعوة‪ ،‬ول يكسر عظمها واعلم أن سن العقيقللة وسلللمتها‬
‫من عيب ينقص لحملهلا‪ ،‬والكللل منهللا والتصللدق ببعضللها وامتنللاع‬
‫بيعها‪ ،‬وتعينها بالنذر حكمه على ما سبق في الضللحية‪ ،‬ويسللن أن‬
‫يللؤذن فللي أذن المولللود اليمنللى حيللن يولللد‪ ،‬وأن يقللام فللي أذنلله‬
‫اليسرى‪ ،‬وأن يحنك المولود بتمر فيمضغ‪ ،‬ويدلك بلله حنكلله داخللل‬
‫فمه لينزل منه شيء إلى الجوف‪ ،‬فإن لم يوجد تمللر فرطللب وإل‬
‫فشيء حلو وأن يسلمى يلوم سلابع ولدتله‪ .‬ويجلوز تسلميته قبلل‬
‫السابع وبعده‪ ،‬ولو مات المولود قبل السابع سن تسميته‪.‬‬

‫كتاب أحكام السبق والرمي‬


‫أي بسهام ونحوها )وتصح المسابقة علللى الللدواب( أي علللى‬
‫ما هو الصل في المسابقة عليها من خيل وإبل جزما ً وفيل وبغللل‬
‫وحمار في الظهر‪ ،‬ول تصح المسابقة علللى بقللر‪ ،‬ول علللى نطللاح‬
‫الكباش‪ ،‬ول عللى مهارشلة الديكلة ل بعلوض ول بغيلره )و( تصلح‬
‫)المناضلة( أي المراماة )بالسهام إذا كانت المسلافة( أي مسللافة‬
‫ما بين موقف الرامي والغرض الذي يرمى إليه )معلومة و( كانت‬
‫)صفة المناضلة معلومة( أيضا ً بأن يبين المتناضلن كيفيللة الرمللي‬
‫من قرع‪ ،‬وهو إصابة السهم الغرض‪ ،‬ول يثبت فيه أو مللن خسللق‪،‬‬
‫وهو أن يثقب السهم الغرض ويثبت فيه أو من مرق‪ ،‬وهو أن ينفذ‬
‫السهم من الجانب الخر من الغرض‪ .‬واعلم أن عللوض المسللابقة‬
‫هو المال الللذي يخللرج فيهللا‪ .‬وقللد يخرجلله أحللد المتسللابقين وقللد‬
‫يخرجللانه مع لا ً وذكللر المصللنف فللي قللوله )ويخللرج العللوض أحللد‬
‫المتسابقين حتى أنه إذا سبق( بفتللح السللين غيللره )اسللترده( أي‬
‫العوض الذي أخرجه )وإن سللبق( بضللم أوللله )أخللذه( أي العللوض‬
‫)صللاحبه( السللابق )للله( وذكللر المصللنف الثللاني فللي قللوله )وإن‬
‫أخرجللاه( أي العللوض المتسللابقان )مع لا ً لللم يجللز( أي لللم يصللح‬
‫ل( بكسللر اللم الولللى‪،‬‬‫إخراجهما للعوض )ل أن يدخل بينهمللا محل ً‬
‫في بعللض النسللخ إل أن يللدخل بينهمللا محلللل )فللإن سللبق( بفتللح‬
‫السللين كل ّ مللن المتسللابقين )أخللذ العللوض( الللذي أخرجللاه )وإن‬
‫سبق( بضم أوله )لم يغرم( لهما شيئًا‪.‬‬

‫كتاب أحكام اليمان والنذور‬


‫اليمان بفتح الهمزة جمع يمين وأصلها لغللة اليللد اليمنللى‪ ،‬ثللم‬
‫أطلقت على الحلف‪ ،‬وشرعا ً تحقيق ما يحتمل المخالفة أو تأكيده‬
‫بذكر اسم الله تعالى أو صفة من صفات ذاته‪ ،‬والنللذور جمللع نللذر‬
‫وسيأتي معناه في الفصل بعده )ل ينعقد اليميللن إل بللالله تعللالى(‬
‫أي بذاته كقول الحالف والله )أو باسم من أسمائه( المختصللة بلله‬
‫التي ل تستعمل فللي غيللره كخللالق الخلللق )أو صللفة مللن صللفات‬
‫ذاته( القائمة به كعلمه وقدرته وضابط الحالف كل مكلللف مختللار‬
‫ي أن‬ ‫ناطق قاصد لليمين )ومن حلف بصدقة ماله( كقوله لللله عل ل ّ‬
‫أتصدق بمالي ويعبر عن هذا اليمين تارة بيمين اللجللاج والغضللب‪،‬‬
‫وتارة بنذر اللجاج والغضب )فهو( أي الحالف أو الناذر )مخير بين(‬
‫الوفاء بمللا حلللف عليلله والللتزمه بالنللذر مللن )الصللدقة( بمللاله )أو‬
‫كفارة اليمين( في الظهر وفي قول يلزمه كفارة يمين وفي قول‬
‫يلزمه الوفاء بما التزمه )ول شلليء فللي لغللو اليميللن( وفسللر بمللا‬
‫سبق لسانه إلى لفظ اليمين من غير أن يقصدها كقوله في حللال‬
‫غضبه أو غلبته أو عجلته ل والله مرة ويلي والله مللرة فللي وقللت‬
‫آخر )ومن حلف أن ل يفعل شيئا ً ففعل غيره لم يحنث ومن حلف‬
‫أن ل يفعل شيئًا( أي كبيع عبده )فأمر غيره بفعله( ففعله بأن باع‬
‫عبلد الحلالف )للم يحنلث( ذللك الحلالف بفعلل غيلره إل أن يريلد‬
‫الحالف أنه ل يفعل هو ول غيره فيحنث بفعل مأموره أما لو حلف‬
‫أن ل ينكح فوكل غيره في النكاح فإنه يحنث بفعل وكيله للله فللي‬
‫النكاح )ومن حلف على فعل أمرين( كقوله واللله ل ألبللس هلذين‬
‫الثوبين )ففعل( أي لبس )أحدهما لم يحنث( فإن لبسللهما معللا ً أو‬
‫مرتبا ً حنث‪ ،‬فإن قال ل ألبس هذا ول هذا حنث بأحدهما‪ .‬ول تنحل‬
‫يمينه بل إذا فعل الخر حنث أيضا ً )وكفارة اليمين هو( أي الحالف‬
‫إذا حنث )مخير فيها بين ثلثة أشياء( أحللدها )عتللق رقبللة مؤمنللة(‬
‫سليمة من عيب يخل بعمل أو كسب‪ .‬وثانيها مذكور في قوله )أو‬
‫إطعام عشرة مساكين كل مسكين مدًا( أي رطل ً وثلثلا ً مللن حللب‬
‫من غالب قوت بلد المكفر‪ ،‬ول يجزىء فيلله غيللر الحللب مللن تمللر‬
‫وأقط‪ .‬وثالثها مذكور في قوله )أو كسوتهم( أي يدفع المكفر لكل‬
‫من المساكين )ثوبا ً ثوبًا( أي شيئا ً يسمى كسوة ممللا يعتللاد لبسلله‬
‫كقميص أو عمامة أو خمار أو كساء‪ ،‬ول يكفللي خللف ول قفللازان‪،‬‬
‫ول يشترط في القميص كونه صللالحا ً للمللدفوع إليلله فيجزىللء أن‬
‫يدفع للرجل ثوب صغير‪ ،‬أو ثللوب امللرأة‪ ،‬ول يشللترط أيض لا ً كللون‬
‫المدفوع جديدًا‪ ،‬فيجوز دفعلله ملبوسلا ً لللم تللذهب قللوته )فللإن لللم‬
‫يجد( المكفر شيئا ً من الثلثة السابقة )فصيام( أي فيلزملله صلليام‬
‫)ثلثة أيام( ول يجب تتابعها في الظهر‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام النذور‪ .‬جمع نذر وهو بذال معجمة ساكنة‪،‬‬
‫وحكي فتحها ومعناه لغة الوعد بخير أو شر‪ ،‬وشرعا ً الللتزام قربللة‬
‫غير لزمة بأصل الشرع والنذر ضربان أحللدهما نللذر اللجللاج بفتللح‬
‫أوله وهو التمللادي فللي الخصللومة‪ ،‬والمللراد بهللذا النللذر أن يخللرج‬
‫مخرج اليمين‪ ،‬بأن يقصد الناذر منع نفسلله مللن شلليء‪ ،‬ول يقصللد‬
‫القربة وفيه كفارة يمين أو ما التزمه بالنذر‪ .‬والثاني نذر المجازاة‬
‫وهو نوعان‪ ،‬أحدهما أن ل يعلقه النلاذر عللى شلليء كقللوله ابتللداء‬
‫ي صوم أو عتق‪ ،‬والثاني أن يعلقلله علللى شلليء وأشللار للله‬ ‫لله عل ّ‬
‫المصنف بقوله )والنذر يلزم في المجازاة على( نذر )مباح وطاعة‬
‫كقللوله( أي النللاذر )إن شللفى الللله مريضللي( وفللي بعللض النسللخ‬
‫مرضي أو إن كفيت شر عدوي )فلّله علي أن أصلللي أو أصللوم أو‬
‫أتصدق ويلزمه( أي الناذر )من ذللك( أي ممللا نلذره مللن صلللة أو‬
‫صوم أو صدقة )ما يقع عليه السم( من الصلة وأقلها ركعتللان أو‬
‫الصوم وأقله يوم أو الصدقة‪ ،‬وهي أقل شيء مما يتمول وكذا لللو‬
‫نذر التصدق بمال عظيم كما قال القاضي أبو الطيللب‪ ،‬ثللم صللرح‬
‫المصنف بمفهوم قوله سابقا ً على مبللاح فللي قللوله )ول نللذر فللي‬
‫معصية( أي ل ينعقد نذرها )كقوله إن قتلت فلنًا( بغير حق )فلّللله‬
‫علي كذا( وخرج بالمعصية نذر المكروه كنذر شخص صوم الدهر‪،‬‬
‫فينعقد نذره ويلزمه الوفللاء بلله‪ ،‬ول يصللح أيضلا ً نللذر واجللب علللى‬
‫العين‪ .‬كالصلوات الخمس أما الواجب عللى الكفايلة فيلزمله كملا‬
‫يقتضيه كلم الروضة وأصلها )ول يلللزم النللذر( أي ل ينعقللد )علللى‬
‫ترك مباح( أو فعله فالول )كقوله ل آكل لحما ً ول أشرب لبنا ً ومللا‬
‫أشبه ذلك( من المباح كقوله ل ألبس كذا‪ ،‬والثاني نحللو آكللل كللذا‬
‫وأشرب كذا‪ ،‬وألبس كللذا‪ ،‬وإذا خللالف النللذر المبللاح لزملله كفللارة‬
‫يمين على الراجح عند البغوي‪ ،‬وتبعه المحرر والمنهاج لكن قضية‬
‫كلم الروضة وأصلها عدم اللزوم‪.‬‬

‫كتاب أحكام القضية والشهادات‬


‫والقضية جمع قضاء بالمد‪ ،‬وهو لغة إحكام الشيء‪ .‬وإمضاؤه‬
‫وشرعا ً فصل الحكومة بين خصمين بحكم الله تعالى‪ ،‬والشهادات‬
‫جمع شهادة مصدر شللهد مللأخوذة مللن الشللهود‪ ،‬بمعنللى الحضللور‬
‫والقضاء فرض كفايلة فللإن تعيللن علللى شللخص لزملله طلبله‪) .‬ول‬
‫يجوز أن يلي القضاء إل من اسللتكملت فيلله خمسللة عشللر( وفللي‬
‫بعض النسلخ خملس عشلرة )خصللة( أحلدها )السللم( فل تصلح‬
‫ولية الكافر‪ ،‬ولو كانت على كافر مثله قال المللاوردي ومللا جللرت‬
‫به عادة الولة مللن نصللب رجللل مللن أهللل الذمللة‪ ،‬فتقليلد رئاسلة‬
‫وزعامة ل تقليد حكم وقضاء‪ ،‬ول يلزم أهل الذمة الحكللم بللإلزامه‬
‫بل التزامهم )و( الثاني والثالث )البلوغ والعقللل( فل وليللة لصللبي‬
‫ومجنللون أطبللق جنللونه أو ل )و( الرابللع )الحريللة( فل تصللح وليللة‬
‫رقيق كله أو بعضه )و( الخامس )الذكورية( فل تصح وليللة امللرأة‬
‫ول خنثى‪ ،‬ولو ولي الخنثى حال الجهل فحكللم‪ ،‬ثللم بللان ذكللرا ً لللم‬
‫ينفذ حكمه في المذهب )و( السادس )العدالة( وسيأتي بيانها في‬
‫فصل الشهادات‪ ،‬فل وليللة لفاسللق بشلليء ل شللبهة للله فيلله‪) .‬و(‬
‫السابع )معرفة أحكام الكتاب والسنة( علللى طريللق الجتهللاد‪ ،‬ول‬
‫يشترط حفظه ليات الحكام ول أحاديثها المتعلقات بها عن ظهللر‬
‫قلللب‪ ،‬وخللرج بالحكللام القصللص والمللواعظ )و( الثللامن )معرفللة‬
‫الجماع( وهو اتفاق أهل الحل والعقد مللن أمللة محمللد علللى أمللر‬
‫من المور‪ ،‬ول يشترط معرفته لكل فرد ملن أفلراد الجملاع‪ ،‬بللل‬
‫يكفيه فللي المسللألة الللتي يفللتي بهللا‪ ،‬أو يحكللم فيهللا أن قللوله‪ ،‬ل‬
‫يخلالف الجملاع فيهلا )و( التاسلع )معرفلة الختلف( الواقلع بيلن‬
‫العلماء )و( العاشر )معرفة طللرق الجتهللاد( أي كيفيللة السللتدلل‬
‫من أدللة الحكلام )و( الحلادي عشلر )معرفلة طلرف ملن لسلان‬
‫العرب( من لغة وصرف ونحو )ومعرفة تفسير كتللاب الللله تعللالى‬
‫و( الثاني عشر )أن يكون سميعًا( وللو بصلياح فلي أذنله فل يصلح‬
‫تولية أصللم )و( الثللالث عشللر )أن يكللون بصلليرًا( فل يصللح توليللة‬
‫أعمى‪ ،‬ويجوز كونه أعور كما قال الرويللاني )و( الرابللع عشللر )أن‬
‫يكون كاتبًا( وما ذكره المصنف من اشللتراط كللون القاضللي كاتبلا ً‬
‫وجلله مرجللوح والصللح خلفلله )و( الخللامس عشللر )أن يكللون‬
‫مستيقظًا( فل تصح تولية مغفل بأن اختل نظره أو فكره إما لكبر‬
‫أو مرض أو غيره‪ .‬ولما فرغ المصنف من شللروط القاضللي شللرع‬
‫في آدابه فقال )ويستحب أن يجلس( وفي بعض النسللخ أن ينللزل‬
‫أي القاضي‪) .‬في وسط البلد( إذا اتسعت خطته فإن كللانت البلللد‬
‫صللغيرة نللزل حيللث شللاء إن لللم يكللن هنللاك موضللع معتللاد تنزللله‬
‫القضاة‪ ،‬ويكون جللوس القاضلي )فلي موضلع( فسليح )بلارز( أي‬
‫ظلللاهر )للنلللاس( بحيللث يلللراه المسلللتوطن والغريللب والقللوي‬
‫والضعيف‪ ،‬ويكون مجلسه مصونا ً من أذى حر وبرد بأن يكون في‬
‫الصيف في مهب الريح‪ ،‬وفي الشتاء في كن )ول حجاب له( وفي‬
‫بعض النسخ ول حللاجب دونلله فلللو اتخللذ حاجبلا ً أو بوابلا ً كللره )ول‬
‫يقعد( القاضي )للقضاء في المسجد( فللإن قضللى فيلله كللره فللإن‬
‫اتفق وقت حضللوره فللي المسللجد لصلللة أو غيرهللا خصللومة‪ ،‬لللم‬
‫يكره فعلها فيه‪ ،‬وكذا لو احتاج إلى المسجد لعذر من مطر ونحوه‬
‫)ويسوي( القاضي وجوبا ً )بين الخصمين في ثلثللة أشللياء( أحللدها‬
‫التسوية )في المجلس( فيجلس القاضي الخصللمين بيللن يللديه إذا‬
‫استويا شرعا ً أما المسلم فيرفللع علللى الللذمي فللي المجلللس )و(‬
‫الثللاني التسللوية فللي )اللفللظ( أي الكلم فل يسللمع كلم أحللدهما‬
‫دون الخر )و( الثالث التسوية فللي )اللحللظ( أي النظللر فل ينظللر‬
‫لحدهما دون الخر )ول يجوز( للقاضي )أن يقبل الهدية مللن أهللل‬
‫عمله( فإن كانت الهدية في غير عمله من غير أهله لم يحرم فللي‬
‫الصح‪ ،‬وإن أهدى إليه من هو في محللل وليتلله‪ ،‬وللله خصللومة ول‬
‫عللادة للله بالهديللة قبلهللا حللرم عليلله قبولهللا )ويجتنللب( القاضللي‬
‫)القضاء( أي يكره له ذلك )في عشرة مواضع( وفي بعض النسللخ‬
‫أحوال )عند الغضب( وفي بعض النسخ في الغضب قال بعضللهم‪:‬‬
‫وإذا أخرجه الغضب عن حالة الستقامة حرم عليلله القضللاء حينئذ‬
‫)والجوع( والشبع المفرطين )والعطللش وشللدة الشللهوة والحللزن‬
‫والفرح المفرط وعند المرض( أي المؤلم )ومدافعة الخبللثين( أي‬
‫البول والغائط )وعند النعاس و( عند )شدة الحر والبرد( والضابط‬
‫الجامع لهذه العشرة وغيرها أنه يكللره للقاضللي القضللاء فللي كللل‬
‫حال يسوء خلقه‪ ،‬وإذا حكم فلي حلال مملا تقلدم نفلذ حكمله ملع‬
‫الكراهللة )ول يسللأل( وجوبللا ً أي إذا جلللس الخصللمان بيللن يللدي‬
‫القاضللي ل يسللأل )المللدعى عليلله إل بعللد كمللال( أي بعللد فللراغ‬
‫المدعي في )الدعوى( الصحيحة وحينئذ يقللول القاضللي للمللدعى‬
‫عليه إخرج من دعواه فإن أقّر بما ادعى عليه به لزمه ما أقّر بلله‪،‬‬
‫ول يفيده بعد ذلك رجوعه‪ ،‬وإن أنكر ما ادعى بلله عليلله فللقاضللي‬
‫أن يقول للمدعي ألك بينة أو شاهد مع يمينك إن كان الحللق ممللا‬
‫يثبت بشاهد ويمين )ول يحلفه( وفي بعللض النسللخ ول يسللتحلفه‪،‬‬
‫أي ل يحلف القاضي المدعى عليه )إل بعللد سللؤال المللدعي( مللن‬
‫القاضي أن يحلف المدعى عليه )ول يلقن( القاضي )خصما ً حجة(‬
‫أي ل يقللول لكللل مللن الخصللمين قللل كللذا وكللذا‪ ،‬أمللا استفسللار‬
‫الخصم فجائز كأن يدعي شخص قتل ً على شخص فيقول القاضي‬
‫للمدعي قتله عمدا ً أو خطأ )ول يفهملله كلم لًا( أي ل يعلملله كيللف‬
‫يدعي وهذه المسألة ساقطة فللي بعللض نسللخ المتللن )ول يتعنللت‬
‫بالشهداء( وفي بعض النسخ ول يتنعت شاهدا ً كأن يقول القاضللي‬
‫له كيف تحملت ولعلك ما شهدت )ول يقبل الشهادة إل ممللن( أي‬
‫شخص )ثبتت عدالته( فإن عللرف القاضللي عدالللة الشللاهد عمللل‬
‫بشهادته أو عرف فسقه رد شهادته‪ ،‬فللإن لللم يعللرف عللدالته‪ ،‬ول‬
‫فسقه طلب منه التزكيللة‪ ،‬ول يكفللي فللي التزكيللة قللول المللدعى‬
‫ي عدل بل ل بد من إحضار من يشللهد عنللد‬ ‫عليه إن الذي شهد عل ّ‬
‫القاضي بعلدالته‪ ،‬فيقلول‪ :‬أشلهد أنله علدل‪ ،‬ويعتلبر فلي المزكلي‬
‫شروط الشاهد من العدالة‪ ،‬وعدم العلداوة وغيلر ذللك‪ ،‬ويشلترط‬
‫مع هذا معرفته بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وخبرة باطن مللن يعللدله‬
‫بصحبة أو جوار أو معاملة )ول يقبل( القاضي )شللهادة عللدو علللى‬
‫علدوه( والملراد بعلدو الشلخص ملن يبغضله )ول( يقبلل القاضلي‬
‫)شهادة والد( وإن عل )لولده( وفي بعض النسخ لمولوده أي وإن‬
‫سللفل )ول( شللهادة )ولللد لوالللده( وإن عل أمللا الشللهادة عليهمللا‬
‫فتقبل )ول يقبل كتاب قاض إلى قللاض آخللر فللي الحكللام إل بعللد‬
‫شهادة شللاهدين يشللهدان( علللى القاضللي الكللاتب )بمللا فيلله( أي‬
‫الكتاب عند المكتوب إليه‪ ،‬وأشار المصنف بذلك إلى أنه إذا ادعى‬
‫شخص على شخص غائب بمال‪ ،‬وثبت المال عليه‪ ،‬فللإن كللان للله‬
‫مال حاضر قضاه القاضي منه‪ ،‬وإن لم يكن له مال حاضر‪ ،‬وسأل‬
‫المدعي إنهاء الحال إلى قاضي بلللد الغللائب أجللابه لللذلك‪ ،‬وفسللر‬
‫الصحاب إنهاء الحال بأن يشللهد قاضللي بلللد الحاضللر عللدلين بمللا‬
‫ثبت عنده مللن الحكللم علللى الغللائب‪ .‬وصللفة الكتللاب‪ :‬بسللم الللله‬
‫الرحمن الرحيم حضر عندنا عافانا الله وإياك فلن‪ ،‬وادعللى علللى‬
‫فلن الغللائب المقيللم فللي بلللدك بالشلليء الفلنللي وأقللام عليلله‬
‫شللاهدين وهمللا فلن وفلن‪ ،‬وقللد عللدل عنللدي‪ ،‬وحلفللت المللدعي‬
‫وحكمت له بالمال‪ ،‬وأشهدت بالكتاب فلنلا ً وفلنلًا‪ ،‬ويشلترط فلي‬
‫شهود الكتاب والحكم ظهور عدالتهم عند القاضي المكتوب إليلله‪،‬‬
‫ول تثبت عدالتهم عنده بتعديل القاضي الكاتب إياهم‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام القسمة وهللي بكسللر القللاف السللم مللن‬


‫قسم الشيء قسما ً بفتح القاف‪ ،‬وشرعا ً تمييز بعض النصباء مللن‬
‫بعض بالطريق التي )ويفتقر القاسم( المنصوب من جهة القاضي‬
‫)إلى سبعة( وفي بعض النسخ إلى سبع )شرائط السلم والبلللوغ‬
‫والعقل والحرية والذكورية والعدالة والحساب( فمن اتصللف بضللد‬
‫ذلك لم قاسما ً إذا لم يكن القاسم منصوبا ً من جهة القاضي‪ ،‬فقللد‬
‫أشار إليه المصنف بقوله )فإن تراضى( وفي بعض النسخ تراضلليا‬
‫)الشريكان بمن يقسم بينهما( المال المشللترك )لللم يفتقللر( فللي‬
‫هللذا القاسلم )إلللى ذلللك( أي إلللى الشللروط السللابقة‪ .‬واعلللم أن‬
‫القسمة على ثلثة أنواع‪ :‬أحدها القسمة بالجزاء‪ ،‬وتسمى قسللمة‬
‫المتشابهات كقسمة المثليات من حبوب وغيرها‪ ،‬فتجللزأ النصللباء‬
‫كيل ً في مكيل ووزنا ً في موزون وذرعا ً في مذروع‪ ،‬ثللم بعللد ذلللك‬
‫يقرع بين النصباء ليتعين كللل نصلليب منهللا لواحللد مللن الشللركاء‪:‬‬
‫وكيفية القراع أن تؤخذ ثلث رقاع متساوية ويكتب في كل رقعللة‬
‫منها اسم شريك مللن الشللركاء‪ ،‬أو جللزء مللن الجللزاء مميللز عللن‬
‫غيره منها‪ ،‬وتدرج تلك الرقاع في بنادق متسللاوية مللن طيللن مثل ً‬
‫بعد تجفيفه‪ ،‬ثم توضع في حجر من لم يحضر الكتابة والدراج‪ ،‬ثم‬
‫يخرج من لم يحضرهما رقعة على الجزء الول مللن تلللك الجللزاء‬
‫إن كتبت أسماء الشركاء في الرقاع كزيللد وبكللر وخالللد‪ ،‬فيعطللى‬
‫من خرج اسمه في تلك الرقعة ثم يخرج رقعة أخرى على الجللزء‬
‫الذي يلي الجزء الول‪ ،‬فيعطى من خرج اسمه في الرقعة الثانيللة‬
‫ويتعين الجزء الباقي للثالث إن كان الشللركاء ثلثللة أو يخللرج مللن‬
‫ل‪ ،‬إن كتبت فللي‬ ‫لم يحضر الكتابة والدراج رقعة على اسم زيد مث ً‬
‫الرقاع أجزاء النصباء‪ ،‬ثم على اسم خالد‪ ،‬ويتعيللن الجللزء البللاقي‬
‫للثالث‪ .‬النللوع الثللاني القسللمة بالتعللديل للسللهام‪ ،‬وهللي النصللباء‬
‫بالقيمة‪ .‬كأرض تختلف قيمللة أجزائهللا بقللوة إنبللات أو قللرب مللاء‪،‬‬
‫وتكللون الرض بينهمللا نصللفين‪ .‬يسللاوي ثلللث الرض مثل ً لجللودته‬
‫ثلثيها‪ ،‬فيجعل الثلث سهمًا‪ ،‬والثلثان سهمًا‪ ،‬ويكفي في هللذا النللوع‬
‫والذي قبله قاسم واحد‪ .‬النوع الثالث القسمة بالرد بأن يكون في‬
‫أحد جانبي الرض المشللتركة بئر أو شللجر مثل ً ل يمكللن قسللمته‪،‬‬
‫فيرد من يأخذه بالقسمة التي أخرجتها القرعللة قسللط قيمللة كللل‬
‫من البئر أو الشجر في المثال المذكور‪ ،‬فلو كانت قيمللة كللل مللن‬
‫البئر أو الشجر ألفا ً وله النصف من الرض رد الخذ مللا فيلله ذلللك‬
‫خمسمائة‪ ،‬ول بد في هذا النوع من قاسمين كمللا قللال )وإن كللان‬
‫في القسمة تقويم لم يقتصر فيه( أي في المال المقسوم )علللى‬
‫أقلل ملن اثنيلن( وهلذا إن للم يكلن القاسلم حاكملا ً فلي التقلويم‬
‫بمعرفتلله فللإن حكللم فللي التقللويم بمعرفتلله فهللو كقضللائه بعلملله‬
‫والصح جوازه بعلمه )وإذا دعا أحد الشريكين شريكه إلى قسللمة‬
‫ما ل ضرر فيه لزم( الشريك )الخر إجابته( إلى القسمة أما الذي‬
‫في قسمته ضرر كحمللام ل يمكللن جعللله حمللامين إذا طلللب أحللد‬
‫الشللركاء قسللمته‪ ،‬وامتنللع الخللر فل يجللاب طللالب قسللمته فللي‬
‫الصح‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في الحكم بالبينة )وإذا كان مع المدعي بينة سللمعها‬


‫الحاكم وحكم له بهلا( إن علرف علدالتها وإل طللب منهلا التزكيلة‬
‫)وإن لم تكن له( أي المدعي )بينللة فللالقول قللول المللدعى عليلله‬
‫بيمينه( والمراد بالمدعي من يخالف قوله الظاهر والمدعى عليلله‬
‫من يوافق قول الظاهر )فإن نكل( أي امتنع المللدعى عليلله )عللن‬
‫اليميللن( المطلوبللة منلله )ردت علللى المللدعي فيحلللف( حينئذ‬
‫)ويستحق( المدعى به والنكول أن يقول المدعى عليه بعد عرض‬
‫القاضي عليه اليمين أنا ناكل عنها‪ ،‬أو يقللول للله القاضللي‪ :‬احلللف‬
‫فيقللول‪ :‬ل أحلللف )وإذا تللداعيا( أي اثنللان )شلليئا ً فللي يللد أحللدهما‬
‫فالقول قول صاحب اليد بيمينه( أن الذي فللي يللده للله )وإن كللان‬
‫فللي أيللديهما( أو لللم يكللن فللي يللد واحللد منهمللا )تحالفللا وجعللل(‬
‫المدعى به )بينهما( نصفين )ومن حلف على فعل نفسه( إثباتللا ً أو‬
‫نفيا ً )حلف على البت والقطع( والبت بموحدة فمثناة فوقية معناه‬
‫القطع‪ ،‬وحينئذ فعطللف المصللنف القطللع علللى البللت مللن عطللف‬
‫التفسير )ومن حلف على فعل غيره( ففيه تفصيل )فإن كان إثباتا ً‬
‫حلف على البت والقطع وإن كان نفيًا( مطلقلا ً )حلللف علللى نفللي‬
‫العلم( وهو أنه ل يعلم أن غيللره فعللل كللذا‪ .‬أمللا النفللي المحصللور‬
‫فيحلف فيه الشخص على البت‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في شروط الشاهد‬


‫)ول تقبل الشهادة إل ممن( أي شخص )اجتمعت فيلله خمللس‬
‫خصال( أحدها )السلم( ولو بالتبعية فل تقبل شللهادة كللافر علللى‬
‫مسلم أو كللافر )و( الثللاني )البلللوغ( فل تقبللل شللهادة صللبي ولللو‬
‫مراهقا ً )و( الثللالث )العقللل( فل تقبللل شللهادة مجنللون )و( الرابللع‬
‫)الحرية( ولو بالدار فل تقبل شللهادة رقيللق قن لا ً كللان أو مللدبرا ً أو‬
‫مكاتبا ً )و( الخامس )العدالة( وهي لغة التوسط وشرعا ً ملكة فللي‬
‫النفس تمنعها مللن اقللتراف الكبللائر والللرذائل المباحللة )وللعدالللة‬
‫خمللس شللرائط( وفللي بعللض النسللخ خمسلة شللروط أحللدها )أن‬
‫يكون( العدل )مجتنبا ً للكبائر( أي لكل فرد منها فل تقبللل شللهاد ة‬
‫صاحب كبيرة كالزنى‪ ،‬وقتل النفس بغيللر حلق‪ ،‬والثلاني أن يكللون‬
‫العدل )غيللر مصللر علللى القليللل مللن الصللغائر( فل تقبللل شللهادة‬
‫المصّر عليها وعد الكبائر مذكور في المطولت‪ .‬والثالث أن يكون‬
‫العدل )سليم السريرة( أي العقيدة فل تقبل شلهادة مبتلدع يكفلر‬
‫أو يفسق ببدعته‪ ،‬فالول من أنكر البعث والثاني كساب الصللحابة‬
‫أما الذي ل يكفر ول يفسق ببدعته‪ ،‬فتقبل شللهادته ويسللتثنى مللن‬
‫هذه الخطابية فل تقبل شللهادتهم‪ ،‬وهللم فرقللة يجللوزون الشللهادة‬
‫لصاحبهم إذا سمعوه يقول لي على فلن كللذا‪ ،‬فللإن قللالوا رأينللاه‬
‫يقرضلله كللذا قبلللت شللهادتهم‪ .‬والرابللع أن يكللون العللدل )مللأمون‬
‫الغضب( وفي بعض النسخ مأمونا ً عند الغضللب‪ ،‬فل تقبللل شللهادة‬
‫من ل يؤمن عند غضبه‪ .‬والخامس أن يكون العدل )محافظا ً علللى‬
‫مللروءة مثلله( والمللروءة تخلللق النسللان بخللق أمثلاله مللن أبنلاء‬
‫عصره في زمانه ومكانه‪ ،‬فل تقبل شهادة من ل مروءة له‪ ،‬كمللن‬
‫يمشي في السللوق مكشللوف الللرأس‪ ،‬أو البللدن غيللر العللورة ول‬
‫يليق به ذلك‪ ،‬أما كشف العورة فحرام‪.‬‬

‫)فصل( والحقوق ضربان أحدهما )حللق الللله تعللالى( وسلليأتي‬


‫الكلم عليه )و( الثاني )حق الدمي فأما حقللوق الدمييللن فثلثللة(‬
‫وفي بعض النسخ فهي على ثلثة )أضرب ضللرب ل يقبللل فيلله إل‬
‫شاهدان ذكران( فل يكفي رجللل وامرأتللان وفسللر المصللنف هللذا‬
‫الضرب بقوله )وهو ما ل يقصد منه المللال ويطلللع عليلله الرجللال(‬
‫غالبا ً كطلق ونكاح‪ ،‬ومن هذا الضرب أيضا ً عقوبة الله تعالى كحلد‬
‫شرب أو عقوبة لدمي كتعزير وقصاص )وضرب( آخر )يقبل فيه(‬
‫أحلد أملور ثلثلة إملا )شلاهدان( أي رجلن )أو رجلل وامرأتلان أو‬
‫شللاهد( واحللد )ويميللن المللدعي( وإنمللا يكللون يمينلله بعللد شللهادة‬
‫شاهده‪ ،‬وبعد تعديله ويجب أن يذكر في حلفلله أن شللاهده صللادق‬
‫فيما شهد له به‪ ،‬فإن لم يحلف المدعي وطلب يمين خصللمه فللله‬
‫ذلك‪ ،‬فإن نكل خصمه‪ ،‬فله أن يحلف يمين الرد في الظهر وفسر‬
‫المصللنف هلذا الضلرب بللأنه )ملا كلان القصللد منلله المللال( فقلط‬
‫)وضرب( آخر )يقبل فيه( أحد أمرين إما )رجل وامرأتللان أو أربللع‬
‫نسوة( وفسر المصنف هذا الضرب بقوله )وهو مللا ل يطلللع عليلله‬
‫الرجال( غالبا ً بل نادرًا‪ .‬كولدة وحيض ورضاع‪ .‬واعلم أنلله ل يثبللت‬
‫شيء من الحقوق بللامرأتين ويميللن )وأمللا حقللوق الللله تعللالى فل‬
‫تقبل فيها النساء( بل الرجال فقط )وهي( أي حقللوق الللله تعللالى‬
‫)على ثلثة أضرب ضرب ل يقبل فيه أقل من أربعة( مللن الرجللال‬
‫)وهو الزنى( ويكون نظرهم له لجل الشهادة‪ ،‬فلو تعمللدوا النظللر‬
‫لغيرها فسقوا وردت شهادتهم أما إقرار شللخص بللالزنى‪ ،‬فيكفللي‬
‫في الشهادة عليه رجلن في الظهللر )وضللرب( آخللر مللن حقللوق‬
‫الللله تعللالى )يقبللل فيلله اثنللان( أي رجلن وفسللر المصللنف هللذا‬
‫الضرب بقوله )وهللو مللا سللوى الزنللى مللن الحللدود( كحللد شللرب‬
‫)وضرب( آخر من حقوق الله تعالى )يقبل فيه( رجل )واحللد وهللو‬
‫هلل( شللهر )رمضللان( فقللط دون غيللره مللن الشللهور وفللي‬
‫المبسوطات مواضع تقبل فيها شهادة الواحللد فقللط منهللا شللهادة‬
‫الموت‪ ،‬ومنها أنه يكتفي في الخرص بعدل واحد )ول تقبل شهادة‬
‫العمى إل في خمسة( وفي بعض النسخ خمس )مواضع( والمراد‬
‫بهذه الخمسة يثبت بالستفاضة مثللل )المللوت والنسللب( لللذكر أو‬
‫أنثى من أب أو قبيلة‪ ،‬وكللذا الم يثبللت النسللب فيهللا بالستفاضللة‬
‫على الصح )و( مثل )الملك المطلق والترجمة( وقوله )وما شللهد‬
‫به قبل العمى( ساقط في بعض نسخ المتن ومعناه أن العمى لو‬
‫تحمل الشهادة‪ ،‬فيما يحتللاج للبصللر قبللل عللروض العمللى للله‪ ،‬ثللم‬
‫عمللي بعللد ذللك وشلهد بمللا تحملله إن كلان المشللهود لله وعليلله‬
‫معروفللي السللم والنسللب )و( مللا شللهد بلله )علللى المضللبوط(‬
‫وصورته أن يقر شللخص فللي أذن أعمللى بعتللق أو طلق لشللخص‬
‫يعرف اسللمه ونسللبه‪ ،‬ويللد ذلللك العمللى علللى رأس ذلللك المقللر‬
‫فيتعلق العمى به‪ ،‬ويضبطه حتى يشهد عليه بما سمعه منلله عنللد‬
‫قاض‪) .‬ول تقبل شهادة( شخص )جار لنفسه نفع لا ً ول دافللع عنهللا‬
‫ضررًا( وحينئذ ترد شهادة السيد لعبللده المللأذون للله فللي التجللارة‬
‫ومكاتبه‪.‬‬

‫كتاب أحكام العتق‬


‫وهو لغللة مللأخوذ مللن قللولهم عتللق الفللرخ إذا طللار واسللتقل‪،‬‬
‫وشرعا ً إزالة ملك عن آدمي ل إلى مالك تقرب لا ً إلللى الللله تعللالى‪،‬‬
‫وخرج بآدمي الطير والبهيمة‪ ،‬فل يصح عتقهما )ويصح العتللق مللن‬
‫كل مالك جائز المر( وفي بعض النسخ جائز التصرف )في ملكه(‬
‫فل يصح عتق غير جائز التصرف كصللبي ومجنللون وسللفيه وقللوله‬
‫)ويقع بصريح العتق( كذا في بعض النسخ وفي بعضها ويقع العتق‬
‫بصريح العتق‪ .‬واعللم أن صلريحه العتللاق والتحريلر وملا تصلرف‬
‫منهما كأنت عتيق أو محرر‪ ،‬ول فرق في هللذا بيللن هللازل وغيللره‪،‬‬
‫ومن صريحه في الصح فك الرقبة‪ .‬ول يحتللاج الصللريح إلللى نيللة‪،‬‬
‫ويقع العتق أيضا ً بغير الصريح كما قال )والكناية مع النيللة( كقللول‬
‫السيد لعبده ل ملك لي عليك ل سلطان لي عليك ونحو ذلك )وإذا‬
‫أعتق( جائز التصرف )بعض عبد( مثل ً )عتق عليه جميعه( موسللرا ً‬
‫كان السيد أو ل‪ ،‬معينا ً كللان ذلللك البعللض أو ل )وإذا أعتللق( وفللي‬
‫بعض النسخ عتق )شركًا( أي نصلليبا ً )للله فللي عبللد( مثل ً أو أعتللق‬
‫جميعه )وهو موسر( بباقيه )سرى العتق إلللى بللاقيه( أي العبللد أو‬
‫سرى إلى ما أيسللر بلله مللن نصلليب شللريكه علللى الصللحيح وتقللع‬
‫السراية في الحال على الظهر‪ ،‬وفي قللول بللأداء القيمللة‪ ،‬وليللس‬
‫المراد بالموسر هنا هو الغني بل من له من المال وقللت العتللاق‬
‫ما يفي بقيمة نصيب شريكه فاضل ً مللن قللوته وقللوت مللن تلزملله‬
‫نفقته في يومه وليلته‪ ،‬وعللن دسللت ثللوب يليللق بلله وعللن سللكنى‬
‫يومه )وكان عليه( أي المعتق )قيمة نصيب شللريكه( يللوم إعتللاقه‬
‫)ومن ملك واحدا ً من والللديه أو( مللن )مولللوديه عتللق عليلله( بعللد‬
‫ملكه سواء كان المالك من أهل التبرع أو ل كصبي ومجنون‪.‬‬

‫)فصللل(‪ :‬فللي أحكللام الللولء وهللو لغللة مشللتق مللن المللوالة‬


‫وشرعا ً عصوبة سببها زوال الملك عن رقيق معتق )والولء( بالمد‬
‫)من حقوق العتق وحكمه( أي حكم الرث بالولء )حكم التعصلليب‬
‫عند عدمه( وسبق معنى التعصيب فللي الفللرائض )وينتقللل الللولء‬
‫عن المعتق إلى الذكور من عصبته( المتعصبين بأنفسهم ل كبنللت‬
‫المعتق وأخته )وترتيب العصبات في الللولء كللترتيبهم فللي الرث(‬
‫لكن الظهر في باب الللولء أن أخللا المعتللق وابللن أخيلله مقللدمان‬
‫علللى جللد المعتللق بخلف الرث‪ ،‬أي بالنسللب فللإن الخ والجللد‬
‫شريكان ول ترث امرأة بالولء إل من شخص باشرت عتقه أو من‬
‫أولده وعتقائه )ول يجوز( أي ل يصح )بيع الللولء ول هبتلله( وحينئذ‬
‫ل ينتقل الولء عن مستحقه‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام التدبير وهو لغة النظر في عواقب المور‪،‬‬


‫وشرعا ً عتق عن دبر الحيللاة‪ ،‬وذكللره المصللنف بقللوله )ومللن( أي‬
‫والسيد إذا )قللال لعبللده( مثل ً )إذا مللت( أنللا )فللأنت حللر فهللو( أي‬
‫العبد )مدبر بعتق بعد وفاته( أي السيد )من ثلثه( أي ثلث ماله إن‬
‫خرج كله من الثلث وإل عتق منه بقدر ما خرج من الثلللث إن لللم‬
‫تجز الورثللة‪ ،‬ومللا ذكللره المصللنف هللو مللن صللريح التللدبير‪ ،‬ومنلله‬
‫أعتقتك بعد موتي‪ ،‬ويصح التدبير بالكنايللة أيضلا ً مللع النيللة كخليللت‬
‫سبيلك بعد موتي )ويجوز له( أي السيد )أن يبيعه( أي المدبر )في‬
‫حال حياته وبطل تدبيره( وله أيضلا ً التصللرف فيلله بكللل مللا يزيللل‬
‫الملك كهبة بعد قبضها أو جعله صداقا ً والتدبير تعليق عتللق بصللفة‬
‫في الظهر‪ ،‬وفي قول وصية للعبد بعتقه فعلللى الظهللر لللو بللاعه‬
‫السيد ثم ملكه لم يعد التدبير على المذهب‪) .‬وحكللم المللدبر فللي‬
‫حالي حياة السيد حكم العبد القن( وحينئذ تكللون أكسللاب المللدبر‬
‫للسيد‪ ،‬وإن قتل المدبر فللسيد القيمللة أو قطللع المللدبر‪ ،‬فللسلليد‬
‫الرش ويبقى التدبير بحاله‪ ،‬وفي بعض النسخ وحكلم الملدبر فلي‬
‫حياة سيده حكم العبد القن‪.‬‬

‫)فصل(‪ :‬في أحكام الكتابة بكسللر الكللاف فللي الشللهر وقيللل‬


‫بفتحها كالعتاقة‪ .‬وهي لغة مأخوذة من الكتب وهللو بمعنللى الضللم‬
‫والجمع‪ ،‬لن فيها ضم نجم إلى نجم وشرعا ً عتق معلق على مللال‬
‫منجم بوقتين معلومين فأكثر )والكتابة مسللتحبة إذا سللألها العبللد(‬
‫أو المة )وكان( كل منهملا )مأمونلًا( أي أمينلا ً )مكتسلبًا( أي قويلا ً‬
‫على كسب ما يوفي بما التزمه من أداء النجوم )ول تصح إل بمال‬
‫معلوم( كقول السلليد لعبللده كاتبتللك علللى دينللارين مثل ً )ويكللون(‬
‫المال المعلوم )مؤجل ً إلى أجل معلوم أقله نجمان( كقول السلليد‬
‫ي‪ .‬الدينارين في كل نجللم دينللار‬ ‫في المثال المذكور لعبده تدفع إل ّ‬
‫فإذا أديت ذلك فأنت حر )وهي( أي الكتابللة الصللحيحة )مللن جهللة‬
‫السيد لزمة( فليس له فسخها بعد لزومهللا إل أن يعجللز المكللاتب‬
‫عن أداء النجم أو بعضلله عنللد المحللل‪ ،‬كقللوله عجللزت عللن ذلللك‪،‬‬
‫فللسيد حينئذ فسخها‪ ،‬وفي معنى العجز امتناع المكاتب مللن أداء‬
‫النجوم مع القدرة عليها )و( الكتابللة )مللن جهللة( العبللد )المكللاتب‬
‫جائزة فله( بعد عقد الكتابة تعجيللز نفسلله بللالطريق السللابق وللله‬
‫أيضا ً )فسخها متى شاء( وإن كان معه ما يوفي به نجللوم الكتابللة‪،‬‬
‫وأفهم قول المصنف متى شاء أن له اختيللار الفسللخ‪ ،‬أمللا الكتابللة‬
‫الفاسدة فجائزة من جهة المكاتب والسلليد )وللمكللاتب التصللرف‬
‫فيما في يده من المللال( بللبيع وشللراء وإيجللار ونحللو ذلللك ل بهبللة‬
‫ونحوها‪ ،‬وفي بعض نسخ المتن‪ ،‬ويملللك المكللاتب التصللرف فيمللا‬
‫فيه تنمية المال‪ ،‬والمراد أن المكاتب يملك بعقللد الكتابللة منللافعه‬
‫وأكسابه‪ ،‬إل أنه محجور عليه لجل السيد في استهلكها بغير حللق‬
‫)ويجب على السيد( بعللد صللحة كتابللة عبللده )أن يضللع( أي يحللط‬
‫)عنه من مال الكتابة ما( أي شلليئا ً )يسللتعين بلله علللى أداء نجللوم‬
‫الكتابة( ويقوم مقام الحط أن يدفع له السلليد جللزءا ً معلوم لا ً مللن‬
‫مال الكتابة‪ ،‬ولكن الحط أولى من اللدفع‪ ،‬لن القصلد ملن الحلط‬
‫العانة على العتق وهي محققة في الحط موهومة في الدفع )ول‬
‫يعتق( المكاتب )إل بأداء جميع المال( أي مال الكتابللة بعللد القللدر‬
‫الموضوع عنه من جهة السيد‪.‬‬

‫)فصلل(‪ :‬فلي أحكلام أمهللات الولد )وإذا أصلاب( أي وطىللء‬


‫)السيد( مسلما ً كان أو كافرا ً )أمته( ولو كانت حائضا ً أو محرما ً له‬
‫أو مزوجة‪ ،‬أو لم يصبها‪ ،‬ولكن استدخلت ذكلره أو ملاءه المحلترم‬
‫)فوضعت( حيا ً أو ميتا ً أو ما يجب فيه غرة وهو )ما( أي لحم )تبين‬
‫فيه شيء من خلق آدمي( وفي بعض النسللخ مللن خلللق الدمييللن‬
‫لكل أحد‪ ،‬أو لهل الخبرة من النساء‪ ،‬ويثبت بوضعها ما ذكر كونها‬
‫مستولدة لسيدها وحينئذ )حرم عليه بيعها( مع بطلنه أيضا ً إل من‬
‫نفسها فل يحللرم ول يبطللل )و( حللرم عليلله أيضلا ً )رهنهللا وهبتهللا(‬
‫والوصللية بهللا )وجللاز للله التصللرف فيهللا بالسللتخدام والللوطء(‬
‫وبالجللارة والعللارة وللله أيض لا ً أرش جنايللة عليهللا وعلللى أولدهللا‬
‫التابعين لها‪ ،‬وقيمتها إذا قتلت وقيمتهم إذا قتلللوا‪ ،‬وتزويجهللا بغيللر‬
‫إذنها إل إذا كان السيد كافرًا‪ ،‬وهي مسلمة فل يزوجها )وإذا مللات‬
‫السيد( ولو بقتلها له )عتقت مللن رأس مللاله( وكللذا عتللق أولدهللا‬
‫)قبل( دفع )الديون( التي على السيد )والوصايا( التي أوصللى بهللا‬
‫)وولدها( أي المستولدة )من غيره( أي غير السيد بأن ولدت بعللد‬
‫استيلدها ولدا ً من زوج أو من زنى )بمنزلتها( وحينئذ فالولد الللذي‬
‫ولدته للسيد يعتللق بمللوته )ومللن أصللاب( أي وطىللء )أمللة غيللره‬
‫بنكاح( أو زنى وأحبلها فولدت )فالولد منها مملوك لسيدها( أما لو‬
‫غر شخص بحرية أمة فأولدها‪ ،‬فالولد حللر وعلللى المغللرور قيمتلله‬
‫لسليدها‪) .‬وإن أصلابها( أي أملة غيللره )بشللبهة( منسلوبة للفاعلل‬
‫كظنه أنها أمته أو زوجتلله الحللرة )فولللده منهللا حللر وعليلله قيمتلله‬
‫للسيد( ول تصير أم ولد في الحال بل خلف )وإن ملك( الللواطىء‬
‫بالنكاح )المة المطلقة بعد ذلك لم تصر أم ولللد للله بللالوطء فللي‬
‫النكاح( السابق )وصارت أم ولللد للله بللالوطء بالشللبهة علللى أحللد‬
‫القللولين( والقللول الثللاني ل تصللير أم ولللد للله‪ ،‬وهللو الراجللح فللي‬
‫المذهب والله أعلم بالصواب‪ .‬وقد ختم المصنف رحمه الله تعالى‬
‫كتابه بالعتق رجاء لعتق الله تعالى له من النار‪ ،‬وليكون سببا ً فللي‬
‫دخول الجنة دار البرار‪ .‬وهذا آخر شرح الكتاب غاية الختصللار بل‬
‫إطناب‪ ،‬فالحمد لربنا المنعم الوهاب‪ ،‬وقد ألفتلله عللاجل ً فللي مللدة‬
‫يسيرة‪ ،‬والمرجو ممن اطلع فيه على هفللوة صللغيرة أو كللبيرة أن‬
‫يصلحها إن لم يمكن الجواب عنها على وجه حسن‪ ،‬ليكللون ممللن‬
‫يدفع السيئة الللتي هللي أحسللن‪ ،‬وأن يقللول مللن اطلللع فيلله علللى‬
‫الفوائد من جاء بللالخيرات إن الحسللنات يللذهبن السلليئات‪ ،‬جعلنللا‬
‫الللله وإيللاكم بحسللن النيللة فللي تللأليفه مللع النللبيين والصللديقين‬
‫والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا ً في دار الجنان‪ ،‬ونسأل‬
‫الله الكريم المنان الموت على السلم واليملان بجلاه نلبيه سليد‬
‫المرسلين وخاتم النبيين‪ ،‬وحبيب رب العالمين محمد بن عبد الل ّلله‬
‫بن عبد المطلب بن هاشم السيد‪ ،‬الكامل الفاتح الخللاتم‪ ،‬والحمللد‬
‫لله الهادي إلى سواء السبيل وحسبنا الله ونعم الوكيللل‪ .‬والصلللة‬
‫والسلم على سيدنا محمد أشرف النام‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫تسليما ً كثيرا ً دائما ً أبدا ً إلللى يللوم الللدين ورضللي الللله تعللالى عللن‬
‫أصحاب رسول الله أجمعين والحمد لله رب العالمين‪.‬‬

You might also like