Professional Documents
Culture Documents
والنقل البحرى
معهد النقل الدولى واللوجستيات
ماجستير المعاملت الدولية واللوجستيات
بحت مقدم فى مادة التكتلت القتصادية
التكتلت القتصادية فى الدول الفريقية
تحت اشراف الدكتور:السيد محمد السريتي
مقدم من الدارسان:
احمد محمد المسمارى
الشريف محمد الغول
المقدمة:
يعيش عالم اليوم متغيرات عديدة تستوجب من الدول
النامية النظر مرة أخرى في مسارها التنموي ،حيث
أصبح من المستحيل أن تحقق دولة ما متطلباتها
التنموية بجهد منفرد دون أن تلجأ إلى غيرها من
الدول لتبادل وتقاسم المنافع المشتركة ،كما أن هذه
المتغيرات العالمية المتلحقة ل تخلو من بعض
المخاطر والمخاوف ول تستطيع الدولة بمفردها تحمل
تلك المخاطر ،بل إن المخاطر تقل كلما كان التعاون
هو السائد بين الدول .لذا نجد التوجه الدولي نحو
القليمية يتزايد يوما بعد يوم ،وأصبحت الدول الكبرى
تلوذ بمحيطها القليمي وتوسعه .حيث نجد الوليات
المتحدة تنشئ منطقة التجارة الحرة لمريكا الشمالية
)النافتا( ،وتدعو لنشاء منطقة تجارة حرة
للمريكيتين ،وتجعل من المحيط الباسيفيكي امتدادا ً
إقليميا لها من أجل الدخول في تكتل مع بعض الدول
السيوية وأستراليا .وفي أوروبا بعد تحقيق الحلم
الوروبي الكبير والعمل على ضم كل الدول الوروبية-
شرقية وغربية-بدأ الكلم عن "مبادرة العمالقة" عبر
الطلسي بين الوروبيين والمريكيين .ولم يقتصر هذا
التوجه المتزايد نحو القليمية على هاتين القارتين بل
تعدى إلى آسيا وأخيرا إلى أفريقيا.
إن تنامي ظاهرة التكتلت القتصادية بهذا الشكل-
إضافة إلى الوضع الصعب الذي تعيشه القارة
الفريقية-هو ما جعلنا نبحث في هذا الموضوع
محاولين إبراز العلقة بين تنامي هذه الظاهرة وقيام
تكتلت إقليمية في العالم الثالث خاصة في قارة
أفريقيا .وماهي فرص نجاح تكتل أفريقي في ظل
هذه الظاهرة؟
ومن أجل ذلك تم تقسيم الموضوع إلى المحاور
التالية:
تمهيد:يتناول نظرة شاملة عن التكامل من حيث
المفهوم والمقومات والساليب.
المحور الول:وقد تناول واقع وآفاق ظاهرة التكتلت
القتصادية.
المحور الثاني:وقد تناولنا فيه بعض التجارب التكاملية
في العالم الثالث محاولين التعرض لسباب فشلها.
المحور الثالث:وقد تناول التحاد الفريقي الفرص
والتحديات في عصر التكتلت القتصادية ،وقد تناولنا
التحاد من حيث النشأة والهداف ،ومن حيث
المقومات القتصادية كمحفز داخلي على قيام هذا
التحاد ،ثم تنامي ظاهرة التكتلت والعولمة
القتصادية– بشكل عام -كمؤثر خارجي يمثل التعامل
معه تحديا وفرصة -في نفس الوقت-للتحاد الفريقي،
ويتوقف مصير التحاد على مدى نجاحه في التعامل مع
تلك المتغيرات بحكمة وذكاء
لقد شهدت أفريقيا على غرار باقي قارات العالم-نشاطا تكامليا إقليميا واسع النطاق،
فل يكاد يخلو مكان فيها من الدخول في محاولت تكاملية وفيما يلي سنستعرض
بعضا من تلك التجارب التكاملية.
* تنويع قاعدة النتاج:حيث بقيت القارة الفريقية طيلة نصف القرن الماضي تعتمد
على إنتاج الموارد الولية والتجارة الخارجية ،ومازالت تعتمد على المساعدات
الخارجية ،وقد أثقل هذا الوضع كاهلها بالديون الخارجية ،في حين أن حصتها من
التجارة الخارجية كانت دائما في حدود %2فقط من إجمالي التجارة العالمية.
* زيادة معدلت الدخار والستثمار:حيث شهدت أفريقيا تذبذبا شديدا في الستثمار
والدخار بالنسبة للفرد بعد عام ،1970ويبلغ متوسط معدل الدخار نحو %13من
الناتج المحلي الجمالي ،وهو أدني معدل ادخار في العالم.
* تضييق الفجوة في نمط توزيع الدخل:حيث إن أفريقيا تعاني من درجة مرتفعة من
التفاوت في توزيع الدخل وفي فرص الحصول على الموارد .وتصل نسبة الفقراء
إلى ما يفوق %40من عدد السكان ،ويبلغ متوسط دخل الفرد الفقير نحو 65سنتا في
اليوم ،ويفتقر كثير من السكان إلى العناية الصحية والتعليم وأساسيات الخدمة.ومايزيد
الوضاع تأزما في القارة هو عودة الملريا كمرض مستوطن إضافة إلى تفشي
مرض نقص المناعة المكتسبة )اليدز( حيث تسجل %70من حالت الصابة بهذا
المرض في أفريقيا.
* تحقيق السلم الجتماعي:حيث إن القارة الفريقية تعاني من تفشى النزاعات
والصراعات الهلية التي تمثل تهديدا مباشرًا للتقدم القتصادي والجتماعي .وتشير
التقديرات إلى أن كل واحد من أصل خمسة من سكان القارة يعيش في بلد يعاني من
الحرب الهلية.
* زيادة معدلت الستثمار كنسبة من الناتج المحلي الجمالي:حتى تتمكن أفريقيا من
تحقيق الهداف القتصادية التي اتفق عليها في القانون التأسيسي للتحاد الفريقي-
ومن ضمنها تخفيض حالة الفقر بنسبة -%50يتعين عليها تحقيق معدلت لنمو الناتج
المحلي الجمالي تبلغ في المتوسط حوالي %7سنويا ،المر الذي يتطلب تحقيق
معدلت للستثمار تفوق في المتوسط %30من إجمالي الناتج المحلي.
إذا كانت النقاط السابقة تمثل تحديات-يمكن أن نعتبرها داخلية-تواجه القارة الفريقية
فإنها بالطبع ليست التحديات الوحيدة فهناك تحديات خارجية لتقل شأنا عنها ،ونكتفي
هنا بذكر تحدي العولمة القتصادية وبالخصوص ماصاحبها من تنامي ظاهرة
التكتلت القتصادية ،حيث إن عصرنا أصبح عصر التكتلت الدولية الكبرى ،ول
مجال فيها لتجزئة الجهود والدول الصغيرة المنفردة ،وعليه فإن خطوة قيام التحاد
الفريقي تجعل القارة الفريقية في المسار الصحيح الذي ل مجال فيه إل للقوياء.
فقيام منظمة التجارة العالمية التي انضمت إليها معظم الدول في العالم وخاصة في
أفريقيا ،يحتم على دول المنظمة المعاملة بالمثل التي في ظلها يستحيل بناء اقتصاد
منعزل ،ولسيما أن معظم القتصادات النامية خاصة الفريقية منها مازالت في
مراحل النمو الولى وتحتاج إلى حماية وتدريب على المنافسة العالمية ،وهذا ل
يمكن أن يحدث إل في إطار ضيق )الطار القليمي(مقارنة بالطار العالمي
ل في ظل الستثناء الوارد في بنود منظمة التجارة المفتوح.إل أن هذا ليس مستحي ً
العالمية الذي يسمح بمعاملة خاصة"مبدأ الدولة الكثر رعاية" والذي بموجبه يمكن
أن تمنح أطراف التكتلت القتصادية التي تجاوزت مرحلة"منطقة التجارة الحرة"
معاملة خاصة .وهذا ما جعل ظاهرة التكتلت القتصادية ظاهرة قديمة اتخذت بعدا
جل ومحّفزًا على قيام جديدا في إطار منظمة التجارة العالمية ،وقد أصبح هذا البعد مع ّ
مثل هذه التكتلت بين مختلف دول العالم-بالشكل الذي سبقت الشارة إليه.
وبطبيعة الحال فإن أفريقيا وفي ظل تحديات التنمية القتصادية الشاملة التي تواجهها
هي الولى بالدخول في مثل تلك التكتلت ،خصوصا في ظل وجود مقومات
اقتصادية وثقافية وسياسية مساعدة .مع أن ماميز التوجه الجديد إلى التكتلت
القتصادية العالمية هو بروز البعد "المصلحي" كعنصر أساسي ومقوم مساعد على
إنجاح أي تكامل جاد ،فمثل التكتل الوروبي قام بين دول ل تجمعها إل المصالح
المشتركة فهي دول تختلف في لغتها وتاريخها ،وإلى حد ما دينها -كما سبق أن
أشرنا-ومع ذلك فضلت مزايا المصالح القتصادية المشتركة على عصبية التاريخ
والنزاع .كما أن معظم الدول في أمريكا الشمالية وآسيا لم تجد مايجمعها سوى
المحيطات والبحار فنجد تجمع الباسيفيكي والكاريبي...الخ ،كل ذلك جعل أفريقيا
لتجد مفّرا من التكامل والتكتل إن لم يكن من باب التاريخ المشترك والدين
والعلقات العامة فليكن من باب المصالح المشتركة أسوة بغيرها من التكتلت
القتصادية المذكورة.
من هنا يبرز انعكاس هذه التكتلت الدولية العملقة على إنشاء التحاد الفريقي حيث
ل يمكن لفريقيا الوقوف أمامها إل في إطار تكتل اقتصادي على مستوى الندية ،كما
أن التغلب على تلك المشاكل التي تعاني منها أفريقيا ل يمكن أن يتحقق إل عن طريق
التكامل والعتماد الجماعي على الذات .وأخيرًا على الرغم من المشاكل التي
يواجهها تنظيم على مستوى القارة الفريقية فإنه حقق تقدمًا
تاسعا:دوافع النشاء:
وضعت قمة منظمة الوحدة الفريقية المنعقدة بمدينة سرت
بليبيا في سبتمبر/أيلول 1999ست نقاط تشكل دوافع إنشاء
التحاد الفريقي ،وهي:
- 1جعل منظمة الوحدة الفريقية أكثر فعالية وأكثر مواكبة
للتطورات السياسية والقتصادية والجتماعية الداخلية والخارجية.
- 2أخذ واستلهام مبادئ الوحدة والنتماء الفريقي التي أسسها
الرعيل الول من الزعماء الفارقة تجسيدا للتضامن والتلحم في
مجتمع يتجاوز الحدود الضيقة الثقافية واليديولوجية والعرقية
والقومية.
- 3متابعة طريق نضال للشعوب الفريقية واستكماله حتى
يتسنى للقارة أن تعيش كريمة مستقلة حرة في اللفية الجديدة.
- 4معرفة وإدراك كافة التحديات التي توجه القارة الفريقية
وتعزيز تطلعات شعوبها نحو الندماج الكلي.
- 5التصدي لهذه التحديات ومعالجة الواقع السياسي والقتصادي
والجتماعي على نحو فعال.
المصادقة على القانون التأسيسي:
في جمهورية التوغو التأمت القمة الفريقية بمدينة لومي يوم 11
يوليو/تموز 2000حيث تمت الموافقة على النظام التأسيسي
للتحاد الفريقي .وقد أقر هذا النظام بعد ذلك في مؤتمر سرت
الثاني ،وهو مؤتمر استثنائي انعقد في مارس 2001وأعلن
التوقيع عليه بشكل رسمي على القانون التأسيسي للتحاد
الفريقي ،وذلك حين صادقت عليه 36دولة عضوا.
عاشرا:أهداف التحاد:
يقع القانون التأسيسي في 33مادة وتحدد مقدمة النص أهداف
التحاد وهي:
الجهزة الرئيسية:
تتكون أجهزة هذا المولود الجديد من 17جهازا من أهمها:
-مؤتمر التحاد.
-المجلس التنفيذي )وزراء الخارجية(.
-برلمان عموم أفريقيا.
-محكمة العدل.
-أمانة التحاد.
-لجنة الممثلين الدائمين )السفراء(.
-اللجان الفنية المتخصصة.
-المجلس القتصادي والجتماعي والثقافي.
-البنك المركزي الفريقي
يضم التحاد الفريقي 53دولة أى كل دول القارة باستثناء
المغرب ،وكانت انسحبت إثر اعتراف منظمة الوحدة الفريقية
بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية سنة 1982
الخاتمة:
من خلل هذه الدراسة المتواضعة يمكن الوصول إلى
مجموعة نتائج بعضها عام شبه متفق عليه إل أن ذكره
هنا جاء من باب التأكيد على أهميته ،وبعضها خاص
بدراسة التحاد الفريقي .وبناء على تلك النتائج يمكن
طرح مجموعة توصيات لشعوب وقادة القارة الفريقية
من أجل الوصول إلى أحسن النتائج.
النتائج:
التوصيات:
بناء على النتائج السابقة يجب على الدول الفريقية
الخذ بالتوصيات التالية:
.1يجب الخذ بالمنهج الوظيفي وبالتالي التركيز على
المسائل السهلة التي لتوجد فيها خلفات كبيرة بين
العضاء ول حاجة إلى الطموح الزائد الذي قد ينقلب
إلى ضده ،كما حدث في بعض التجارب التكاملية
الفاشلة.
.2كما يجب نبذ الخلفات ،واتخاذ خطوات جادة نحو
بناء المؤسسات الديمقراطية باعتبارها هي الطريق
السليم للوصول إلى الستقرار السياسي وصيانة
المكاسب.
.3بناء على كل ماسبق ،وبما للقارة الفريقية من
إمكانيات هائلة فإن المصلحة تحتم عليها بناء تكتل
اقتصادي ضخم يضاهي التكتلت العصرية.،وحتى يتم
ذلك بفاعلية فإن المر يستدعي أن تأخذ في العتبار
الولويات التالية:
* الرتقاء بنظم الحكم لحل النزاعات.
* تنمية الموارد البشرية وتكوين المهارات.
* زيادة تنافسية القتصادات الفريقية وتنويع قواعدها
النتاجية.
* والتقليل من درجة العتماد على المساعدات
الخارجية وحل مشكل المديونية وتقوية روابط التعاون
مع العالم الخارجي.
* اتخاذ الجراءات اللزمة لتحسين المناخ الستثماري.
* التركيز على القواعد الصناعية البسيطة لما لها من
أهمية خصوصا ً بالنسبة للتكتلت القتصادية حديثة
النشأة.
.4بناء على ماسبق ،وانطلقا من تنامي ظاهرة
التكتلت القتصادية عالميا يتحتم على الدول الفريقية
السعي قدما في بناء سرحها القتصادي ،إن لم يكن
سعيا إلى مزايا هذه التكتلت فلن يكون خوفا من
المضار التي قد يتعرض لها أي اقتصاد-في هذا العصر-
يعمل منفردا ً في جو يتميز بالعمل الجماعي لكل
الفاعلين الدوليين.