Professional Documents
Culture Documents
1
.15لم تدخل في النفي بين المضاف والمضاف إليه
.16لم تدخل في النداء بين المضاف والمضاف إليه
.17لم تدخل على الفعل المستقبل لزمة في القسم ول يجوز حذفها
.18لم تلزم إن المكسورة إذا خففت من الثقيلة
.19لم العاقبة ويسميها الكوفيون لم الصيرورة
.20لم التبيين
.21لم لو
.22لم لول
.23لم التكثير
.24لم تزاد في عبدل وما أشبهه
.25لم تزاد في لعل
.26لم إيضاح المفعول من أجله
.27لم تعاقب حروفا وتعاقبها
.28لم تكون بمعنى إلى
.29لم الشرط
.30لم تو صل الفعال إلى المفعول ين ،و قد يجوز و صل الف عل بغير ها لم
المستغاث به
2
علَى َنفْسِيهِ بَصيِيرَةٌ} ( )14سيورة القيامية ؛أميا قولهيم :ألم ل ا ْلإِنسيَانُ َ
عيز وجيلَ { :ب ِ
وأل ما ،فإن ما هي :لم ول ما ،ول كن اللف تزاد في أوله ما تقريرًا وتوبيخًا وا ستفهامًا
ُمي يَا بَنِي
عهَ ْد ِإلَيْك ْ
َمي أَ ْ
فالتقريير قولك :ألم تخرج ،ألم تقصيد زيدا قال ال تعالى{ :أَل ْ
آدَ َم } ( )60سورة يوسف؛ هذا تقرير؛ والتوبيخ مثل قولك :ألم تذنب ألم تسفه على
فلن فاحتملك؛ فأ ما لَيْ سَ ففي ها خلف فالفراء وجم يع الكوفي ين يقولون هي :حرف
والبصريون يقولون هي :فعل ودليل الكوفيين على أنه حرف ليس على وزن شيء
من الفعال لسكون ثانيه،وأنه لم يجيء منها اسم فاعل ول مفعول ول لفظ المستقبل
فلم يقل منها :يليس ول يس ومليس ،كما قيل باع يبيع فهو بائع ومبيع ،وكال يكيل
فهو كايل ومكيل ،وقال البصريون أما الدليل على أنها فعل فهو اتصال المضمر
المرفوع به ول يتصل إل بفعل كقولك :لست ولسنا ولستم ولستن ولستما وما اشبه
ذلك ،ف هو كقولك :ضر بت وضرب نا وضرب تم وضرب تن وضربت ما و ما أش به ذلك و
انستار المضمر الفاعل فيه كقولك :زيد ليس ذاهبا ،وعبد ال ليس راكبًا ،فهذا هو
الدل يل على أ نه ف عل؛ فأ ما العلة في امتنا عه من الت صرف ف هو أ نه ل ما و قع بل فظ
الما ضي نف يا للم ستقبل فق يل :ل يس ز يد خارجًا غدا ا ستغني ف يه عن ل فظ الم ستقبل
ولميا اسيتغني فييه عين المسيتقبل ،لم يبين منيه اسيم الفاعيل ول المفعول فهذه علة
امتناعه من التصرف وعلة أخرى وهي أنه لما نفي بها ضارعت حروف المعاني
النافية فمنعت من التصرف لذلك ،وقد يكون من الفعال مال يتصرف ول يحكم
عليه بأنه ليس بفعل لمتناعه من التصرف أل ترى أن العرب قالت :يذر ويدع ولم
يستعملوا منه الماضي ول اسم الفاعل والمفعول ،وكذلك عسى في قولهم :عسى
ز يد أن ير كب ،و في قول ال تعالى { :عَ سَى أَن يَبْعَثَ كَ رَبّ كَ َمقَامًا ّمحْمُودًا} ()79
سورة ال سراء؛ ع سى يأ تي بالف تح أو أ مر من عنده هو ف عل غ ير مت صرف ولم
يستعمل منه يفعل ول فاعل ،وكذلك نعم وبئس هما فعلن غير متصرفين فكذلك
ل يس هي بهذه المنزلة في امتناع ها من الت صرف ؛ وأ ما سكون ثان يه ،فإن من
عضْدٌ وفي: عضُدٌ َ العرب من يفر من الضم والكسر إلى السكون تخفيفا فيقول فيَ :
َفخِذ َفخْذ ،ول يفرون من الفتح إلى السكون قال :سيبويه قلت للخليل ما الدليل على
أن الفتحية أخيف الحركات قال :قول العرب فيي عَضُد عَضْد وفيي كَبِد كَبْد ولم
يقولوا فيك جَمَل جَمْل ،ول في قَمَر قَمْر ،فدل ذلك على أن الفتحة أخف الحركات
ومع ذلك ،فإن الضمة والكسرة تخرجان بتكلف واستعمال للشفتين والفتحة تخرج
ميع النفيس بل علج ،ومين كان هذا مين لغ ته فيي ال سماء ،فإنيه يقول أيضيا فيي
الفعال ضُرب ز يد و هو ير يد ضَرب ز يد وعُ صر الثوب و هو ير يد عَ صر ،قال
الشاعر :لو عصر منه البان والمسك انعصر
3
وكان أصل ليس لَيَسَ على وزن فَعَل فأسكن من هذه اللغة و لزمها السكون لما لم
تصيرف ولم تسيتعمل على الصيل كميا لم يسيتعمل قام وباع وميا أشبيه ذلك على
ال صل؛ وأ ما كون اللم و سطا في مو قع ع ين الف عل في حروف المعا ني فقول هم
علَى الظّالِمِي نَ} ل لَعْنَ ُة اللّ ِه َ
فقولهم :أل وهي التي تقع افتتاحا لكلم كقوله تعالى { :أَ َ
( )18سورة هود ،وكقول الشاعر :وهو الشماخ:
أل ناديا أظعان ليلى تعرج يهيجن شوقا ليته لم يهيج؛
وكقول الخر:
أل يا اسلمي يا هند هند بني بدر وإن كان حيانا عدى آخر الدهر
وكقول ذي الرمة:
أل يا اسلمي يا دار مي على البلى ول زال منهل بجرعائك القطر
خبْءَ } ( )25سورة الن مل؛ سجُدُوا ِللّ ِه الّذِي ُيخْرِ جُ ا ْل َ
و من ذلك قوله تعالى َ{ :ألّا يَ ْ
معناه وال اعلم أل ييا هؤلء اسيجدوا فالمنادي مضمير فيي النيية وييا حرف النداء
وأل تنبيه وافتتاح كلم وموقع اللم منها موقع عين الفعل ومما أضمر فيه المنادي
قول الشاعر:
يا لعنة ال والقوام كلهم و الصالحين على سمعان من جار
قال سيبويه :يا لغير اللعنة ولو كان واقعا عليها لنصبها لنه نداء مضاف ومن قرأ
أل يسيجدوا ل بفتيح أوله والتشدييد فهيي مركبية مين حرفيين أن ول تقديره أن ل
يسيجدوا ثيم أدغميت النون فيي اللم التيي بعدهيا فاللم على هذا التقديير أول كلمية
ويسجدوا في موضع نصب بأن وعلمة لنصب سقوط النون وهي نظير قوله تعالى
سلِمِينَ} ( )31سورة النمل؛ في الفتح والتشديد والعمل ، علَيّ َوأْتُونِي ُم ْ
َ{ :ألّا تَ ْعلُوا َ
وقد تكون اللم ثانية في حروف المعاني مشددة في قولهم إل في الستثناء كقولك:
ل َقلِيلًجاء القوم إل زيدا ومررت بأصحابك إل بكرا قال ال تعالى{ َفشَرِبُواْ مِنْ هُ إِ ّ
} ( )249سورة البقرة؛ و ما فعلوه إل قليل منهم؛ وقرأ عبد ال بن عامر؛ ما فعلوه
إل قليل منهيم؛ بالنصيب وذلك أن إل إذا كان ميا قبلهيا مين الكلم موجبيا كان ميا
بعدها منصوبا منفيا عنه ما أثبت لما قبلها وإذا كان ما قبلها منفيا جاز فيما بعدها
البدل م ما قبل ها والن صب على أ صل ال ستثناء هذا مذ هب الب صريين ول يجوزون
غيره قال :سييبويه إل فيي السيتثناء بمنزلة دفلى ،فإن سيميت بهيا لم تصيرف
الم سمى به في معر فة ول نكرة ؛ يع ني أن إل كل مة واحدة مؤن ثة فاللف ال تي في
آخرها ألف التأنيث بمنزلة اللف التي في دفلى فلذلك لم تصرف المسمى بها؛ وأما
الفراء فعنده أن اللم في إل في الستثناء أول الكلمة وموقعها موقع فاء الفعل وهي
عنده أعني إل مركبة من حرفين من إن ول فإذا نصب بها فقال جاء القوم إل زيدا
فالناصيب عنده إن ول ملغاة كأنيه قال :قام القوم إن زيدا ل ،أي لم يقيم فقييل له
4
فأين الخبر فقال اكتفي بالخلف من الخبر وذلك أن ما بعد إل مخالف أبدا لما قبلها
وإذا رفع بها ،فقال قام القوم إل زيدا فالرافع عنده ل وإن ملغاة كأنه قال :قام القوم
ل زييد وهذا تحكيم منيه وإلغاء إن ،وقيد بدء بهيا مال يعقيل فيي كلم العرب ول
يعرف له نظ ير وذلك أن العرب قد أجمعوا على أن المل غى ل ويبتدأ به ول يجوز
أن تقول ظننت زيد منطلق على إلغاء الظن ،وقد بدأت به ،وكذلك موقع إن في
إل إن كانت كما زعم مركبة من حرفين فإلغاؤها غير جائز والرفع بها خطأ لتقدم
إن وإجماع العرب والنحوي ين على إجازة :ما قام القوم إل ز يد ،وقول ال تعالى:
ل َقلِيلٌ مّنْهُ ْم } ( )66سورة النساء ،فالرفع يدل على فساد ما ذهب إليه
{ مّا فَ َعلُو هُ إِ ّ
الفراء ،وقيد أجاز الفراء أيضيا الرفيع بعيد إل فيي الموجيب فأجاز :قام القوم إل
زيدٌ ،وانطلق أصحابك إل بكرا قال :أرفعه على إلغاء إن والعطف بل ،وقد بينت
لك ف ساد هذا الو جه و هو ل حن ع ند الب صريين ،و قد ا ستعمله كث ير من الشعراء
المحدث ين وكثيرا ما نراه في ش عر أ بي نواس و من هو في طبق ته وأح سبهم تأولوا
هذا المذهب ؛
وأميا كل فهيي أيضيا حرف واحيد واللم فيهيا مكررة مشددة وهيي ردع وزجير،
فهذه مواقع اللمات الصلية في السماء والفعال والحروف ومهما ورد منها مما
لم نذكره فلن يخرج عن قياس ما أصّلناه فتدبره ،فإنه راجع إليه إن شاء ال
لم التعريف
اعلم أن اللف واللم اللتييين للتعريييف وكذلك قولك : :الرجييل والغلم والثوب
والفرس وما أشبه ذلك ،للعلماء فيها مذهبان :أما الخليل فيذهب إلى أن اللف واللم
كلمية واحدة مبنيية مين حرفيين بمنزلة مين ولم وإن وميا أشبيه ذلك ،فيجعيل اللف
أصلية من بناء الكلمة بمنزلة اللف في إن وأن واستدل على ذلك بقول الشاعر:
دع ذا وعجل ذا وألحقنا بذل بالشحم إنا قد مللناه بجل
قال :أراد أن يقول ألحقنا بالشحم فلم تستقم له القافية فأتى باللم ثم ذكر اللف مع
اللم في ابتداء البيت الثاني فقال الشحم فدل ذلك على أن اللف من بناء الكلمة قال
:وهو بمنزلة قول الرجل إذا تذكر شيئا قدي ثم يقول قد كان كذا وكذا فيرد قد عند
ذكير ميا نسييه فهذا مذهيب الخلييل واحتجاجيه ؛ وأميا غيره مين علماء البصيريين
والكوفييين فيذهبون إلى أن اللم للتعرييف وحدهيا وأن اللف زيدت قبلهيا ليوصيل
إلى الن طق باللم ل ما سكنت لن البتداء بال ساكن ممت نع في الفطرة ك ما أن الو قف
على متحرك ممتنع ،والقول ما ذهب إليه العلماء ومذهب الخليل فيما ذكره ضعيف
والدليل على صحة قول الجماعة وفساد قول الخليل هو أن اللم قد وجدت في غير
يم ،ولم يو لم الملك ،ولم القسي يي نحي
يا تدل على المعانييع وحدهي هذا الموضي
ال ستحقاق ،ولم ال مر و سائر اللمات ال تي عددنا ها في أول الكتاب ،ولم تو جد
ألف الوصل في شيء من كلم العرب تدل على معنى ول وجدت ألف الوصل في
5
ش يء من كلم العرب تكون من أ صل الكل مة في ا سم ول ف عل ول حرف فيكون
هذا ملح قا به ،وك يف تكون ألف الو صل من أ صل الكل مة ،و قد سميت و صل؟
ومع ذلك ،فإن الخليل نفسه قال :إنما سميت ألف الوصل بهذا السم لنها وصلة
لل سان إلى الن طق بال ساكن ،وقال غيره إن ما سميت ألف الو صل لت صال ما قبل ها
ب ما بعد ها في و صل الكلم و سقوطها م نه ف قد بان لك مذ هب الخل يل واحتجا جه
ومذهب العلماء واحتجاجهم ،ونقول في هذا الفصل ما قاله المازني قال :إذا قال
العالم المتقدم قول فسبيل من بعده أن يحكيه وإن رأى فيه خلل أبان عنه ودل على
ال صواب ويكون النا ظر في ذلك مخيرا في اعتقاد أي المذ هبين بان له ف يه ال حق ،
فإن قال قائل :فلم وجب سكون لم المعرفة عندكم ،وقد زعمتم أنها حرف دال
على معنى بنفسه؟ قيل له أما دللته على المعنى بنفسه مفردا من غير اللف التي
قبل ها فلي ست زع ما بل هي حقي قة ،تو جد ضرورة ل نا إذا قل نا :قام القوم وخرج
الغلم وما أشبه ذلك ،في جميع الكلم سقطت اللف من اللفظ لوصول الكلم ودلت
اللم على التعريف ولو كانت اللف من بناء الكلمة لخل معناها بسقوطها ؛ وأما
سيكونها فإن ميا وجيب ذلك لن اللمات التيي تقيع أوائل الكلم غيرهيا ذهبيت
بالحركات فذهبيت لم البتداء ،ولم المضمير بالفتيح ،ولم المير ،ولم كيي
بالكسر ولم يبق غير الضم أو السكون فاستثقل في لم التعريف الضم لنها كثيرة
الدور في كلم العرب داخلة على كل ا سم منكور يراد تعري فه ول يس كذلك سائر
اللمات لن لكل واحد منها موقعا معروفا ومع ذلك ،فإنها قد تدخل على مثل إبل
وإ طل فلو كا نت مضمو مة لث قل علي هم الخروج من ضم إلى ك سرتين ،و قد تد خل
على مثل حلم وعنق فكان يثقل عليهم الجمع بين ثلث ضمات لو كانت مضمومة
ولو كانت مكسورة لثقل عليهم الخروج من كسر إلى ضمتين أل ترى أنه ليس في
كلمهم مثل فعل بكسر الفاء وضم العين استثقال للخروج من الكسر إلى الضم ولو
كانت مفتوحة أشبهت لم التوكيد والبتداء والقسم فلما لم يكن تحريكها بإحدى هذه
الحركات ل ما ذكر نا ألز مت ال سكون وأدخلت علي ها ألف الو صل ك ما ف عل ذلك في
السماء والفعال إذا سكنت أوائلها وهذا بين واضح.
واعلم أن هذه اللف واللم التي للتعريف قد تدخل في الكلم على ضروب :فمنها
أن تعرف السم على معنى العهد كقولك :جاءني الرجل ،فإن ما تخاطب بهذا من
بينيك وبينيه عهيد برجيل تشيير إلييه لول ذلك لم تقيل جاءنيي الرجيل ولكنيت تقول
جاء ني ر جل ،وكذلك قولك :مر بي الغلم ورك بت الفرس واشتر يت الثوب و ما
أش به ذلك إن ما صار معرفة لشارتك بهذه اللف واللم إلى الع هد الذي بي نك وبين
مخاط بك في ما دخلت عل يه هذه اللف واللم ،و قد تد خل لتعر يف الج نس وذلك أن
تد خل على ا سم وا حد من ج نس فتكون تعري فا لجمي عه ل لوا حد م نه بعي نه وذلك
قول هم قد ك ثر الدر هم والدينار في أيدي الناس ل يراد به تعر يف در هم بعي نه ول
6
دينار بعينه وإنما يراد به الجنس ،ومن ذلك قولك المؤمن أفضل من الكافر لست
تر يد مؤم نا بعي نه وإن ما تر يد تفض يل ج نس المؤمن ين على الكافر ين ،و من ذلك
قول هم الر جل أف ضل من المرأة وم نه قول هم قد أي سر فلن ف صار يشتري الفرس
العتيق والغلم الفاره والخادمة الحسناء ول يراد به الواحد من الجنس وإنما يراد ما
كان من هذا الجنس ،ومن ذلك قولهم هذا الصياد شقيا وهذا السد مخوفا ل يراد
أسد بعينه ول صائد بعينه وإنما يراد ما كان من هذا الجنس ،وقد تدخل لضرب
ثالث من التعريف وذلك أن تدخل عل نعت مخصوص مقرون بمنعوت ثم ل يطرد
إدخالها على من كان بتلك الصفة مطلقا إل معلقا بما يخرجه عن العموم والشكال
وذلك قولهم المؤمن و الكافر والفاسق والمنافق والفاجر وما أشبه ذلك من الصفات
الشرعيية أل ترى أن اشتقاق المؤمين مين التصيديق ول تقيع هذه الصيفة معرفية
باللف واللم إل على المؤمنين بال عز وجل والنبي وشرائعه ول تقول لمن صدق
ب خبر من الخبار أو بش يء من الشياء و هو مخالف لهذه الشري عة المؤ من مطل قا
حتى تقول مؤمن بكذا وكذا ،وكذلك الكافر أصله من الستر كل من ستر شيئا فقد
كفره ثم صار صفة تقع معرفة باللف والم على من خالف السلم فل تقول لمن
ستر شيئا بعينه قد جاء الكافر أو رأيت الكافر حتى تقرنه بما يخرجه من الشكال
فتقول قد جاءنا الكافر للثوب وما أشبه ذلك فأما منكورا أو موصول بما يبينه فجائز
اسيتعماله أل ترى أنال عيز وجيل ،لميا ذكره معرفيا باللف واللم وصيله بصيفة
ب الْكُفّارَ نَبَاتُ هُ ِ} ( )20سورة
عجَ َ
توض حه و تبينه ،فقال عز و جل { :كَمَ َثلِ غَيْ ثٍ أَ ْ
الحد يد؛ يع ني الزراع فبان ذلك بذ كر الزرع والنبات ولذلك تعلق بهذه ال ية ب عض
أغيبياء الملحديين ممين ل علم له بالعربيية فقال وكييف يعجيب الزرع الكفار دون
المؤمن ين وذ هب عل يه أن المع نى ب هم هم الزراع لن هم به ع ند ا ستحكامه وجود ته
أشد فرحا من غيرهم لطول معاناتهم له وكدهم فيه وتأميلهم إياه ،وكذلك الفاسق
أصله عند جميع أهل العربية من قولهم فسقت الرطبة من قشرها إذا خرجت منه
ول تطلق هذه الصفة معرفة باللف واللم على كل خارج من غشاء وغطاء وستر
كان فييه وكان قطرب وحده يذهيب إلى أن اشتقاق الفاسيق مين التسياع وذكير أن
العرب تقول تف سق الر جل في أمره إذا ات سع ف يه قال :فكأن الفا سق قد و سع على
نفسه من مذاهب الدين ما يحرج فيه غيره فيضيقه على نفسه توقيا للمآثم ول يجوز
على هذا التأويل أيضا إطلقه معرفا باللف واللم على كل من توسع في حال من
الحوال ،ومن هذا النوع الطبيب والفقيه والشاعر لنها وإن كانت صفات مشتقات
فل تطلق معر فة باللف واللم إل مخ صوصة ل من وض عت له اتفا قا ،و قد تد خل
اللف واللم للتعر يف في ضرب را بع و هو أن تد خل على صفات ش هر ب ها قوم
حتى صارت تنوب عن أسمائهم ثم غلبت عليهم فعرفوا بها دون أسمائهم كقوله :م
الفضل والحارث والعباس والقاسم وما أشبه ذلك هكذا كانت في الصل نعوتا غلبت
7
فعرف ب ها أ صحابها ثم نقلت ف سمي ب ها ب عد ذلك قال سيبويه ف من قال :حارث
وعباس وف ضل ف هن عنده بمنزلة ز يد وجع فر ومح مد وب كر أ سماء أعلم ل يجوز
إدخال اللف واللم عليها ومن قال :الحارث والعباس والفضل ،فإن ما نقلها من
النعوت المشهورة فسمى بها ،فإن نادى مناد الحارث والعباس والفضل أسقط منها
اللف واللم ورجيع إلى اللغية الخرى فقال :ييا حارث وييا عباس وأهيل الكوفية
يسيمون اللف واللم فيي الحارث والعباس والفضيل تبجيل لنهيا اللف واللم
الداخلة للتعر يف والتبج يل ،و قد تد خل اللف واللم للتعر يف على ضرب خا مس
وذلك أن تدخل على ن عت مخ صوص و قع لوا حد بعي نه مشت قا ثم لم ي ستعمل في
جنسه ول فيما شاركه في تلك الصفة ول نقل إلى غيره فسمي به وذلك نحو قولهم:
الدبران للنجم إنما سمي بذلك لنه دبر أي صار في دبر الكوكب التالي له ،وكذلك
السيماك للنجيم المعروف وإنميا سيمي بذلك لسيموكه أي ارتفاعيه ،وكذلك قال
سييبويه :ول يجوز ان يقال لغيره مين الشياء المرتفعية السيماك كائنيا ميا كان ،
وكذلك قول هم ا بن ال صعق إن ما هي صفة لر جل بعي نه أ صابه ذلك ثم لم تن قل ولم
ي سم ب ها ك ما ف عل بالحارث والعباس والف ضل ف سمي ب ها فهذا الفرق ب ين ما ذكرناه
من هذا الباب وبين الحارث والعباس والفرق بينه وبين الفاسق وما ذكر معهما أن
ذلك يطرد منكورا فيي جنسيه وهذا ل يطرد ومين قولهيم فيي هذا الباب الثرييا
للكواكب المجتمعة المعروفة بعينها وإنما هي تصغير ثروى وهي فعلى من الثروة
و هي الكثرة ول يطلق هذا الل فظ م صغرا معر فا باللف واللم ل ما ك ثر من الشياء
غيرهيا ،ومين ذلك قول العرب النجيم إذا ذكروه هكذا معرفيا باللف واللم غيير
مت صل بش يء ،فإن ما يريدون به الثر يا بعين ها فيقولون غاب الن جم وطلع الن جم
هكذا يقول أك ثر أ هل الل غة ،و قد ا ستعمل الن جم معر فا لغ ير الثر يا ،و قد قال
ال تعالى{ :وَال ّنجْ ِم إِذَا َهوَى} ( )1سورة النجم؛ وأراه وال أعلم إشارة إلى ما هوى
مين النجوم إلى الغروب أيهيا كانيت ويجوز أن يكون إشارة إلى ميا هوى مين
الكواكب التي ترجم بها الشياطين ،وقد دخلت اللف واللم للتعريف على ضرب
سادس وذلك دخول ها على ب عض ال سماء ثاب تة غ ير منف صلة ولم ت سمع قط معراة
من ها كدخول ها على ال تي والذي واللذ ين واللت ين والذ ين والل تي واللئي و ما أش به
ذلك ،فإن إجماع النحوييين كلهيم على أن اللف واللم فيي أوائل هذه السيماء
للتعر يف ولم ت عر قط من ها ف سيبويه يقول :أ صل الذي لذ م ثل عم و شج ثم دخلت
علييه اللف واللم للتعرييف والفراء يقول أصيل الذي ذا وهيو إشارة إلى ميا
بحضرتيك ثيم نقيل مين الحضرة إلى الغيبية ودخلت علييه اللف واللم للتعرييف
وحطت ألفها إلى الياء ليفرق بين الشارة إلى الحاضر والغائب ،وكذلك قولنا ال
عز و جل إن ما أ صله إله ثم دخلت عل يه اللف واللم للتعر يف وحذ فت الهمزة ،
وقال سيبويه أ صله له ثم دخلت عل يه اللف واللم للتعر يف و من نادر ما دخلت
8
علييه اللف واللم للتعرييف قولهيم الن فيي الشارة إلى الوقيت الحاضير ونحين
نذكره وعلته في الباب الذي يلي هذا الباب إن شاء ال.
باب ذكر ما يمتنع اجتماعه مع اللف واللم اللتين للتعريف وما يمتنع إدخاله
على هذه اللف واللم وذكر معاني الن وعلة بنائه
اعلم أ نه ل يجوز اجتماع اللف واللم والتنو ين على حال من الحوال ن حو قولك
ر جل وفرس وغلم ثم تقول الر جل والغلم والفرس في سقط التنو ين وخ طأ الج مع
بينهميا والعلة فيي ذلك عنيد البصيريين أن التنويين دخيل فيي السيماء فرقيا بيين
المن صرف من ها المتم كن وب ين الممت نع من الن صراف بثقله مضار عا للف عل فإذا
دخلت اللف واللم عل يه مكن ته فرد ته إلى ال صل ،فإن صرف كله فا ستغنى عن
دللة التنو ين ل نه ل مع نى للج مع ب ين دليل ين على مع نى وا حد ل ف ضل لحده ما
على ال خر وعلة امتناع الج مع ب ين التنو ين واللف واللم ع ند الفراء والك سائي
وأصحابهما هي أن التنوين لزم السماء فرقا بينها وبين الفعال لن من السماء
ما جاء بوزن الفعال ن حو جع فر ل نه بوزن دحرج ون حو ج بل وج مل ل نه بوزن
خرج وذ هب ،وكذلك ما أشب هه فج عل التنو ين فر قا ب ين ال سماء والفعال وألزم
السيماء لنهيا أخيف مين الفعال واللف واللم ل تدخيل على الفعال لنيه ل
تعتوِرها المعاني التي من أجلها تدخل اللف واللم على السماء التي قدمنا شرحها
فلميا دخلت اللف واللم على السيماء فارقيت شبيه الفعال فاسيتغني عين التنويين
ودلل ته فأ سقطوا ل يجوز الج مع ب ين الضا فة واللف واللم ن حو قولك هذا غلم
زيد وثوب عمرو ودار بكر لو قلت هذا الغلم زيد والثوب عمرو كان خطأ والعلة
في امتناع اجتماع اللف واللم والضا فة هي أن اللف واللم ي عر ،فإن ال سم
بالع هد والضا فة تعرف ال سم بالملك وال ستحقاق ومحال ج مع تعريف ين مختلف ين
على ا سم وا حد ول يس في العرب ية ش يء يج مع ف يه ب ين اللف واللم والضا فة إل
قول هم هذا الح سن الو جه والفاره الع بد والكث ير المال و ما يجري هذا المجرى وإن ما
جاز هاه نا الج مع بينه ما لزوال العلة ال تي من أجل ها امت نع الج مع بينه ما وذلك أن
الضافية فيي هذا الباب لم تعرف المضاف لنهيا إضافية غيير محضية وتقديرهيا
النفصال وشرح ذلك أنك إذا قلت هذا غلم وثوب ودار فهو نكرة وإذا أضفته إلى
معرفة تعرف به كقولك :هذا ثوب زيد وغلم عمرو وأنت إذا قلت مررت برجل
حسين الوجيه فحسين نكرة ولم يتعرف بإضافتيك إياه إلى الوجيه لن الحسين فيي
الحقي قة للو جه ثم ن قل إلى الر جل فذلك جاز إدخال اللف واللم عل يه للتعر يف إذ
كان غ ير متعرف بالضا فة فق يل مررت بالر جل الح سن الو جه والكث ير المال و ما
أشبيه ذلك ول نظيير له فيي العربيية واعلم أنيه جائز إدخال جمييع العواميل على
السم المعرف باللف واللم من رافع وناصب وخافض إل حرف النداء ،فإنه ل
يجوز إدخاله عل يه لو قلت يالر جل ويالغلم لم ي جز والعلة في امتناع الج مع بينه ما
9
هي أن حرف النداء يعرف المنادى بالشارة والتخصيص واللف واللم يعر ،فإنه
بالعهد فلم يجز الجمع بين تعريفين مختلفين كما ذكرت في هذا الباب ،فإن أردت
نداء ميا ف يه اللف واللم نادي ته فقلت ييا أيهيا الر جل و يا أي ها الغلم كميا قال ال
تعالى:يا أيها الناس اتقوا ربكم و يا أيها النبي اتق ال وليس في العربية اسم في
أوله اللف واللم دخل عليه حرف النداء إل قولهم يا ال اغفر لنا ،فإنهم أدخلوا
اللف واللم وحرف النداء وإنميا جاز ذلك لن أصيله إله ثيم دخلت اللف واللم
وحذفيت الهمزة فصيارت اللف واللم لزمتيين كالعوض مين الهمزة المحذوفية
ف صارت كأنه ما من ن فس الكل مة فلذلك د خل عل يه حرف النداء ،فإن قال قائل ،
فإن الذي والتيي وتثنيتهميا وجمعهيا ل تفارقيه اللف واللم ول تنفصيل منيه فهيل
يجوز على هذا أن نناد يه فنقول يا الذي في الدار و يا الذي قام قل نا ذلك غ ير جائز
والفرق بينه ما هو أن اللف واللم في ال عز و جل عوض من الهمزة المحذو فة
ك ما ذكر نا ولي ستا في الذي وبا به عو ضا من محذوف ف صارتا فيال عز و جل:
كأنهما من نفس الكلمة إذ كانتا عوضا من حرف أصلى ،وقد غلط بعض الشعراء
فأدخلها على الذي لما رأى اللف واللم ل تفارقانه فقال:
فيا الغلمان اللذان فرا إياكما أن تكسبانا شرا
،وقال آخر:
من أجلك يا التي تيمت قلبي وأنت بخيلة بالود عني
وكان الميبرد يرد هذا ويقول هيو غلط مين قائله أو ناقله لنيه لو قييل فييا غلمان
اللذان فرا ل ستقام الب يت و صح الل فظ به ولم تدع ضرورة إلى إدخال اللف واللم
وهذه البيات من روا ية الكوفي ين ولم يرو ها الب صريون و سبيلها في الشذوذ سبيل
إدخال بعض هم اللف واللم على الف عل ك ما أن شد أ بو ز يد وغيره من الب صريين
والكوفيين يقول الخنى وأبغض العجم ناطقا إلى ربنا صوت الحمار اليجدع ؛ أراد
الذي يجدع فأد خل اللف واللم على الف عل و هو في الشذوذ شبيه أي ضا بقول من
ج مع ب ين اللف واللم والضا فة فقالوا بالقوم الر سول ال من هم لهم ذل القبائل من
م عد وم ثل هذا غلط وخ طأ ل يع بأ به وإن ما حكيناه ليتج نب ولئل يتو هم متو هم أ نه
أصيل يعميل علييه أو أنيا لم نعرفيه أو أغفلناه ليكون هذا الكتاب مسيتوعبا لحكام
اللمات كلها إن شاء ال.
ومن نادر ما دخلت عليه اللف واللم للتعريف قولهم :الن وذلك أنه مبني وفيه
اللف واللم وسبيل المبني إذا أضيف أو دخلته اللف واللم أن يتمكن ويرجع إلى
التعريف كما قالوا خرجت أمس وما رأيتك منذ أمس فبنوه على الكسر فإذا أدخلوا
اللف واللم أو أضافوه عرفوه وليس في العربية مبني تدخل عليه اللف واللم إل
عرف إل المبنيي فيي حال التنكيير ،فإن المبنيي فيي حال التنكيير لم تمكنيه اللف
واللم لن التنكير يخفف السماء ويمكنها فإذا وجب لها البناء فيه لم يمكنها غيره
10
وذلك نحو العدد ما بين أحد عشر إلى التسعة عشر ،فإنه مبني إل اثني عشر ،فإن
أدخلت علييه اللف واللم لم يتعرف أيضيا فقلت جاءنيي الخمسية عشير رجل
ومررت بالخم سة ع شر رجل لهذه العلة ال تي ذكرت ها لك فأ ما الن ،فإن ك تقول
أ نت من الن تف عل كذا وكذا وأ نت إلى الن مق يم فتبن يه على الف تح ك ما ذكرت لك
وللنحويين في بنائه ثلثة أقوال قال أبو العباس المبرد :إنما بني لنه كان من شأن
ال سماء أن يعرف ها كون ها أعل ما ن حو ز يد وعمرو أو مشارا ب ها مبهمات فتعرف ها
الشارة نحو هذا وذاك وبابه أو مضمرات أو مضافات إلى معارف أو نكرات نحو
ر جل وفرس ثم تعرف باللف واللم فل ما و قع الن في أول أحواله معر فا باللف
واللم فارق بابه فبني ،وقال آخرون من البصريين إنما بني الن لنه أشير به إلى
الوقت الحاضر ل إلى عهد متقدم فضارع هذا فبني لمضارعته مال يعرف لنك اذا
قلت أنت الن تفعل ،فإن ما تريد أنت في هذا الوقت ،وقال الفراء والكسائي إنما
هو مح كي وأصله من آن الشيء يئين بمعنى حان يحين وفيه ثلث لغات يقال آن
لك أن تفعل كذا وكذا وأنى لك أن تفعل كذا وكذا يأني لك كما قال :ال عز وجل:
ألم يأن للذ ين آمنوا أن تخ شع قلوب هم لذ كر ال ؛ والثال ثة أن تقول أنال لك أن تف عل
كذا وكذا بزيادة اللم قالوا فدخلت اللف واللم على اللغية الولى فقييل الن فاعلم
فترك على فت حه ك ما روي في ال ثر أ نه ن هى عن ق يل ،وقال يح كى مفتو حا على
ل فظ الف عل الما ضي وبعض هم يورده على ق يل ،وقال فيجعله ما ا سمين ويعربه ما
وللفراء فييه قول انفرد بيه قال :يجوز أن يكون محلى ترك على فتحيه وهذا لييس
بش يء ل نه ل يمت نع من تأث ير العوا مل ف يه إل أن يكون مبن يا فير جع إلى ما قال
القوم وأ صل الن ع ند جما عة الب صريين وع ند الفراء في أ حد قول يه أوان حذ فت
اللف التيي بعيد الواو ،فإن قلبيت الواو ألفيا لتحركهيا وانفتاح ميا قبلهيا فقييل آن
ويجمع أوان على آونة كما قيل زمان وأزمنة
باب في تبيين وجوه دخول اللف واللم على السماء المشتقة من الفعال
اعلم أنها تدخل على ثلثة أوجهأحدها أن تكون بتأويل الذي فتحتاج إلى صلة وعائد
وتجري في ذلك مجرى الذي كقول القائل ضرب زيد عمرا فقيل له أخبر عن زيد
فقال الضارب عمرا زييد ففيي الضارب مضمير يعود على اللف واللم اللذيين
بمعنيى الذي وأنيت لم تذكير الذي وإنميا ذكرت ميا يدل علييه فجئت بالعائد لذلك،
والو جه الثا ني أن تد خل لتعر يف هذه ال سماء المشت قة من الفعال ل بتأو يل الذي
ولكن ك ما تعرف أسماء الجناس نحو الر جل والفرس فتقول الضارب والقائم تريد
به التعريف ل معنى الذي قال أبو عثمان المازني :والدليل على صحة هذا التأويل
أ نك تقول ن عم الضارب ون عم القائم وغ ير جائز أن تقول ن عم الذي عندك لن ن عم
وبئس ل يدخلن على الذي وأخوات ها ودخوله ما على القائم والضارب يدل على أن
11
اللف واللم فيهميا ليسيتا بمعنيى الذي والوجيه الثالث ينفرد بيه الكوفيون خاصية
ويذكر بعقب هذا الباب مفردا بمسائله إن شاء ال.
ومن هذا الوجه الثاني قول ال عز وجل :وأنا على ذلكم من الشاهدين وكانوا فيه
من الزاهد ين قال ال مبرد والماز ني :وغيره ما من الب صريين لي ست اللف واللم
بمعنى الذي لنه لو كان التقدير وأنا من الشاهدين على ذلك بمعنى من الذين شهدوا
على ذلك لم تقدم صلة الذي عليه ،وكذلك لو كان التقدير وكانوا من الذين زهدوا
فيه لم يجز تقديم صلة الذي عليه ولكن اللف واللم للتعريف ل بمعنى الذي قالوا
وفي اليتين وجه آخر أن تكون اللف واللم بمعنى الذي ويكون قوله من الشاهدين
و مين الزاهديين تبيينيا ل صيلة للذي وإذا كان تبيينيا جاز تقديميه لنيه لييس فيي
الصيلة وعلى هذيين التأويليين تأولوا قول الشاعير تقول وصيكت صيدرها بيمينهيا
أبعلي هذا بالرحى المتقاعس؛ أحدهما أن تكون اللف واللم في المتقاعس للتعريف
ل بمع نى الذي ك ما ذكر نا فجاز تقد يم بالر حى عل يه وال خر أن يكو نا بتأو يل الذي
ويكون بالرحيى تبيينيا كأنيه قال :أبعلي هذا المتقاعيس وتميت صيلة الذي فجعيل
بالرحى تبيينا فجاز تقديمه لذل كقال :أبو إسحاق الزجاج في قول الشاعر:
كان جزائي بالعصا أن أجادا ربيته حتى إذا تمعددا
فيه وجهان أحدهما أن يكون الجزاء اسم كان وبالعصا خبرها ويكون أن أجلد غير
متصل بالعصا ولكن يكون الكلم قد تم دونه وأن أجلد في موضع رفع خبر ابتداء
مضمر كأنه قال :هو أن أجلد ويجوز أن يكون نصبا بدل من قوله بالعصا فيكون
التقد ير كان جزائي أن أجلد والو جه الثا ني أن يكون بالع صا تبيي نا ويكون أن أجلد
خبر كان ول يجوز أن يكون بالعصا في صلة أن أجلد لنه قد قدمه عليه ،وقال
المبرد في قول ال عز وجل :ل جرم أنهم في الخرة هم الخسرون في الخرة
ظرف لقوله الخسيرون لن اللف واللم فييه ليسيتا بتأوييل الذي قال :فأميا قوله
ل جَرَ َم أَنّهُ ْم فِي الخِرَ ِة هُمُ ا ْلخَا سِرونَ} ( )109سورة النحل ،فإن في
عز وجلَ { :
الخرة ليس بظرف للخاسرين لن اللف واللم بتأويل الذي ولكن تكون تبيينا على
ما م ضى من الشرح أو تكون اللف واللم للتعر يف على مذ هب أ بي عثمان ك ما
ذكرنا فيما مضى فيجوز تقديم الظرف عليه.
باب ذكر المذهب الذي ينفرد به الكوفيون من دخول اللف واللم بمعنى الذي
على السماء المشتقة.
اعلم أن السماء المشتقة من الفعال نحو ضارب وقائم وذاهب وما أشبه ذلك يدخل
عليها الكوفيين اللف واللم ويجعلونها مع اللف واللم بمنزلة الذي ويصلونها بما
توصل به الذي فيقولون القائم أكرمت عمرو فيرفعون القائم بالبتداء وعمرو خبره
وأكرمت صلته كأنهم قالوا الذي أكرمت عمرو قالوا ،فإن جعلنا القائم بمعنى الذي
قام قل نا القائم أكر مت عمرا فين صب القائم بوقوع الف عل عل يه وعمرو بدل م نه لن
12
أكر مت ل تكون صلة اللف واللم ،و قد جعلت القيام صلتها وهذا الو جه الثا ني
يوافقهم عليه البصريون والوجه الول ينفرد به الكوفيون ونذكر مسائل هذا الباب
على مذهب الكوفيين لتعرفه تقول من ذلك الراكب ضربت زيد إذا جعلت الراكب
بمعنيى الذي وإن جعلتيه بمعنيى الذي ركيب قلت الراكيب ضربيت زيدا ،وكذلك
تقول القا عد أكر مت أخوك والقا عد أكر مت أخاك ،فإن جئت بتوك يد أو معطوف
أو منصوب لم يجز أن تجريه مجرى الذي وتصله بصلة حتى تصرح بمعنى الذي
فعل فتقول القائم وعمرا ضربت زيدا في النصب ول يجوز رفعه ،وكذلك القاعد
نف سه أكر مت أخاك والضارب زيدا رأ يت أباك ف قس على هذا ما يرد م نه إن شاء
ال تعالى.
باب لم الملك
لم الملك موصلة لمعنى الملك إلى المالك وهي متصلة بالمالك ل المملوك كقولك:
هذه الدار لزييد وهذا المال لعمرو وهذا ثوب لخييك ،وقيد تتقدم ميع المالك قبيل
المملوك إل أ نه ل بد من تقد ير ف عل تكون من صلته كقولك :لز يد مال ولع بد ال
ثوب لن التقديير معنيى الملك ،قال الشاعير:لليلى بأعلى ذي معارك منزل خلء
تنادى أهله فتحملوا ،فإن قال قائل فما الفرق بين قولك هذا غلم زيد وهذا غلم
لزيد إذا كنت قد أضفته في الوجهين إلى زيد قيل له الفرق بينهما أنك إذا قلت هذا
غلم زيد فقد عرفته بزيد وإنما تخاطب بهذا من قد عرف ملك زيد إياه وشهر به
عنده وإذا قلت هذا غلم لزيد ،فإن ما تشير إلى غلم منكور ثم عرفت مخاطبك
أن زيدا يملكيه فيي عدة غلمان أو وحده فأفدتيه مين معنيى الملك ميا لم يعلميه فهذه
مخاطبة من لم يعلم ملك زيد إياه حتى أفدته وغلم في هذا الوجه نكرة وإن كانت
اللم قد أدت عن معنى إضافته إلى زيد لنها تفصل بين المضاف والمضاف إليه
من أن يتعرف المضاف به أو يكون المضاف إليه تماما له ،وقد تدخل لم الملك
في ال ستفهام إذا كان المملوك غ ير معروف مال كه كقولك :ل من هذا الثوب ول من
هذه الدار كما قال امرؤ القيس:
لمن طلل أبصرته فشجاني كخط زبور في عسيب يمان
فجواب مثل هذا أن ترد اللم في الجواب لزيد ولعمرو لتدل بها على معنى الملك
ن الْأَرْ ضُ وَمَن
واتصاله بالمخفوض بها واستحقاقه إياه فأما قول ال تعالى{ :قُل لّمَ ِ
فِيهَا إِن كُنتُ مْ تَ ْعلَمُو نَ} ( )84سورة المؤمنون ،فإن ما هو على ج هة التوب يخ ل هم
والت نبيه ل على أن مالكه ما غ ير معلوم إل من جهت هم ،تعالى ال عن ذلك أل تراه
قال :سيقولون ال ؛ فكأنه قيل لهم فإذا كنتم مقرين بهذا عالمين به فلم تعبدون غير
هيو ربميا أضرب المسيؤول عين مثيل هذا فلم يأت بالجواب على اللفيظ وعدل إلى
المعنى ك قول الشاعر:
،وقال القائلون لمن حفرتم فقال المخبرون لهم وزير
13
فرفيع وكان سيبيله أن يقول لوزيير ولكنيه حميل الكلم على المعنيى فكأنيه قال :
ل لَهُم مّاذَا
المحفور له وزير قال يونس بن حبيب ومثله قول ال عز وجلَ { :وإِذَا قِي َ
أَن َزلَ رَبّكُ ْم قَالُواْ أَ سَاطِي ُر الَ ّولِي نَ} ( )24سورة الن حل؛ لن هم لم يقروا أن ال أنزله
فعدلوا عن الجواب عنه فقالوا أساطير الولين تقديره هذه أساطير الولين أل ترى
ن ا ّتقَ ْواْ مَاذَا أَن َزلَ رَبّكُ ْم قَالُواْ خَيْرًا } (
ل ِللّذِي َ
أن المقربين نصبوا الجواب فقالواَ { ،وقِي َ
)30سورة الن حل؛ حملوا الجواب على الل فظ كأن هم قالوا أنزل خيرا ،و قد يجوز
ر فع م ثل هذا في الكلم وإن ثب تت به قراءة كان وج ها جيدا فج عل ذا بتأو يل الذي
كأنه قيل ما الذي أنزل ربكم فجوابه خير ومثله قول الشاعر أل تسألن المرء ماذا
يحاول أنحب فيقضى أم ضلل وباطل
باب لم الستحقاق
لم ال ستحقاق خاف ضة ل ما يت صل ب ها ك ما تخ فض لم الملك ومعنياه ما متقاربان
إل أنيا فصيلنا بينهميا لن مين الشياء ميا تسيتحق ول يقيع عليهيا الملك ،ولم
ّهي الّذِي هَدَانَا
السيتحقاق كقوله عيز وجيل {:الحميد ل رب العالميين} و { ا ْلحَمْ ُد ِلل ِ
لِهَذَا } ( )43سورة العراف }؛ وكقولك :الم نة في هذا لز يد والف ضل في ما ت سديه
إلي لزييد أل ترى أن المنية والفضيل لييس مميا يملك وإن كان المملوك والمسيتحق
حاصلين للمستحق والمالك ،ولم الملك والستحقاق جميعا من صلة فعل أو معناه
ل بد من ذلك ،وكذلك سائر حروف الخفض كلها صلت لفعال تتقدمها وتتأخر
عنهيا كقولك :الحميد ل رب العالميين؛ والمال لزييد يقدر سييبويه فيهميا معنيى
السيتقرار تقديره عنده المال مسيتقر لزييد والحميد مسيتقر ل تعالى ،وكذلك يقدر
في الظروف كلها معنى الستقرار والفراء يقدر معنى الحلول كقولك :زيد في الدار
تقديره عنده زيد حل في الدار ؛ وأما الكسائي فلم يحفظ عنه في ذلك تقدير ولكن
يسمى الحروف الخافضة والظروف كلها الصفات وينصبها لمخالفتها السماء
باب لم كي
اعلم أن لم كي تت صل بالفعال الم ستقبلة وينت صب الف عل بعد ها ع ند الب صريين
بإضمار أن وعنيد الكوفييين اللم بنفسيها ناصيبة للفعيل وهيي فيي كل المذهيبيين
متضم نة مع نى كي وذلك قولك زر تك لتح سن إلي المع نى كي تح سن إلي وتقديره
لن تحسن إلي فالناصب للفعل أن المقدرة بعد اللم وهذه اللم عند البصريين هي
الخاف ضة لل سماء فتكون أن والف عل بتقد ير م صدر مخفوض باللم كقولك :جئ تك
لتح سن إلي أي للح سان إلي هكذا تقديره عند هم وا ستدلوا على صحة هذا المذ هب
بأن حر فا واجدا ل يكون خاف ضا لل سم نا صبا للف عل فجم يع الحروف سوى ال تي
تنصيب الفعال المسيتقبلة سيوى أن ولن وإذن إنميا تنصيبها بإضمار أن والكوفيون
يرون أن هذه الحروف أنف سها نا صبة للفعال ،ولم كي ن حو قول ال عز و جل:
14
فإذا جاء وعيد الخرة ليسيوءوا وجوهكيم وليدخلوا المسيجد كميا دخلوه أول مرة
وليتبروا
ما علوا تتبيرا ونحو قول الفرزدق دعوت الذي سوى السموات أيده واله أدنى من
وريدي وأل طف ليش غل ع ني بعل ها بزما نة فتذهله ع ني وعن ها فن سعف ير يد دعوت
ربي لكي يشغل بعلها بزمانة وإنما تجيء هذه اللم مبينة سبب الفعل الذي قبلها.
باب لم الجحود
لم الجحود سيبيلها فيي نصيب الفعال بعدهيا بإضمار أن سيبيل لم كيي عنيد
البصريين إل أن الفرق بينهما هو أن لم الجحود ل يجوز إظهار أن بعدها كقولك:
ما كان ز يد ليخرج تقديره لن يخرج وإظهار أن غ ير جائز ويجوز إظهار أن ب عد
لم كي كقولك :جئتك لتحسن إلي ولو أظهرت أن فقلت جئتك لن تحسن إلي كان
ذلك جائزا ول يجوز في لم الجحود ،وكذلك ل يجوز إظهار أن بعد الفاء والواو
وأو وكي وحتى إذا نصبت بعدها الفعال وكذلك قولك : :متى تخرج فأخرج معك
وسألزمك أو تقضي حقي كما قال :امرؤ القيس فقلت له ل تبك عينك إنما نحاول
مل كا أو نموت فنعذراووكذلك قولك : :ل تق صد زيدا فأغ ضب عل يك ك ما قال ال
َابي } ()61
ُسيحِتَكُمْ بِعَذ ٍّهي كَذِبًا فَي ْ
علَى الل ِ
ُمي لَا َتفْتَرُوا َ
تعالى{ :قَالَ لَهُم مّوسيَى وَ ْيلَك ْ
سيورة طييه ووكذلك قولك : :سيرت حتيى أدخيل المدينية وفيي قول ال تعالى:
ل } ( )214سورة البقرة؛ ل يجوز إظهار أن في شيء ل الرّ سُو ُ{ وَ ُزلْ ِزلُواْ حَتّى َيقُو َ
من هذه الموا ضع ،ولم الجحود إن ما تعرف من لم كي بأن ي سبقها ج حد كقولك:
علَى
ما كان زيد ليخرج ولست لقصد زيدا ونحو قول ال تعالى { :لّتَكُونُواْ شُهَدَاء َ
ُمي شَهِيدًا } ( )143سيورة البقرة وميا كان ال ليذر علَيْك ْ
ُوني الرّسيُولُ َ
ّاسي وَيَك َ الن ِ
المؤمن ين على ما أن تم عل يه و ما كان ال ليطلع كم على الغ يب و ما أش به ذلك ،فإن
قال قائل فقيد زعمتيم أن إظهارهيا غيير جائز فكييف يضمير مال يجوز إظهاره
وكيف نعرف حقيقة هذه الدعوى فالجواب في ذلك أن إعراب الفعال محمول على
إعراب السيماء لن السيماء هيي الولى وأشيد تمكنيا؛ وإنميا أعربيت الفعال
لمضارعت ها ال سماء فل ما كا نت ال سماء قد تن صب بمضمرات ل يجوز إظهار ها
كقولك :إياك والشر ل يجوز إظهار ما نصب إياك بإجماع من النحويين ،وكقول
الشاعير :إياك إياك المراء ،فإنيه إلى الشير دعاء وللشير جالب وكقوله :م فيي
التحذير السد السد ول يجوز إظهار الفعل الناصب هاهنا مع تكرير السد ،فإن
أظهر ته وحدت فقلت احذر ال سد ول يجوز أن تقول احذر ال سد ال سد وم ثل ذلك
قول هم الل يل الل يل ،و من ذلك قول هم أزيدا ضرب ته وقام القوم إل زيدا و يا ع بد ال
أقبل ل يجوز إظهار الناصب هاهنا فأما في الستثناء والنداء فقد ناب الحر ،فإن
عن الف عل فن صبا ول يس معه ما إضمار غيره ما ؛ وأ ما سوى ذلك فم عه مض مر ل
15
يجوز إظهاره ،وقيد يضمير ميا يجوز إظهاره كرجيل رأيتيه يضرب آخير فقلت
الرأس ييا هذا لو أظهرت الفعيل فقلت اضرب الرأس لجاز وكقوم رأيتهيم يتوقعون
الهلل فكبروا فقلت الهلل تخبر أنهم رأوه ولو قلت أبصروا الهلل لجاز ،وكذلك
هذه الحروف الناصيبة للفعال بإضمار أن ل يجوز إظهار أن بعدهيا كميا لم يجيز
إظهار الفعال الناصبة للسماء التي تقدم ذكرها وجاز بعد لم كي كما جاز إظهار
المضمير فيي قولهيم الرأس والهلل وميا أشبيه ذلك لتجري الفعال فيي إضمار
عواملها مجرى السماء إذ كانت هي الصول.
باب لم إن
اعلم أن لم إن تدخيل مؤكدة للخيبر كميا تدخيل إن مؤكدة للجملة وكذلك قولك: :
إن زيدا قائم وإن زيدا لقائم دخلت اللم فيي الخيبر مؤكدة له كميا دخلت إن مؤكدة
للجملة كما قال ال تعالىَ { :فإِنّ اللّ َه لَغَنِيّ حَمِيدٌ} ( )8سورة إبراهيم؛ وإن هؤلء
لشرذ مة قليلون ؛ و إن هم ل نا لغائظون وإ نا لجم يع حاذرون هذا مذ هب سيبويه ،
وقال الفراء هذا كلم ي قع جوا با تحقي قا ب عد ن في كأن قائل قال :ما ز يد قائم فقلت
إن زيدا قائم فأدخلت إن في كلمك تحقيقا بإزاء ما النافية في كلمه ،فإن قال :
ميا زييد بقائم قلت إن زيدا لقائم فجعلت إن بإزاء ميا و اللم بإزاء الباء ،وقيد
اعترض في هذا الموضع فقيل وأي فائدة في إدخال الباء في خبر ما و ليس وكذلك
َافي
ّهي بِك ٍْسي الل ُ
قولك : :ميا زييد بقائم وميا عبيد ال بقائم ونحيو قوله {تعالى}َ{ :ألَي َ
عَبْدَ ُه } ( )36سورة الز مر؛ و ما أ نت بمؤ من ل نا ؛ و ما أ نا بم صرخكم و ما أن تم
بمصرخي؛ وما الفائدة في إدخال الباء هاهنا فكان جواب النحويين كلهم في ذلك أن
قالوا أدخلت الباء فيي الخيبر مشددة للنفيي مؤكدة له ،وقال الزجاج هذا قول جييد
والذي عندي فييه أن الباء تؤذن بالنفيي وتعلم أن أول الكلم منفيي لنيه يجوز أن
يسمع السامع إذا قيل له ما زيد قائما آخر الكلم دون أوله لغفاله عنه وشغل قلبه
فيجوز أن يظنه محققا من قولهم كان زيد قائما وأمسى زيد قائما وما أشبه ذلك فإذا
ق يل ما ز يد بقائم ف سمع بقائم علم أن الكلم من في ل محالة فهذه فائدة الباء وجعلت
اللم بإزائ ها في التحق يق و في هذا الباب ضروب :من ال سؤال أحد ها أن يقال فلم
أدخلت اللم في خبر إن وحدها دون سائر أخواتها فلم يجز أن يقال لعل زيدا لقائم
وكأن ع بد ال لشا خص و ما أش به ذلك ك ما ق يل إن زيدا لقائم وال خر أن يقال فإذا
كانت اللم مؤكدة فلم جعلت في الخبر دون السم وكيف كان تقدير ذلك.
والثالث أن يقال فإذا كانيت مؤكدة للخيبر فلم جاز دخولهيا وخروجهيا وهل كانيت
لزمة؛ والرابع أن يقال فهل اكتفى بتوكيد إن وتحقيقها لنها أيضا إنما تؤكد الخبر
ل السم أل ترى أنك إذا قلت إن زيدا قائم ،فإن ما أكدت القيام ل زيدا؛ والخامس
أن يقال فلم تكسر إن إذا دخلت هذه اللم في خبرها ول يجوز فتحها البتة مثل ذلك
16
ظننيت أن زيدا قائم وحسيبت أن أباك شاخيص فإذا أدخلت اللم كسيرت إن فقلت
ظن نت إن زيدا لقائم وحسبت إن أخاك لشا خص وعلمت إن بكرا لقائم كما قال ال
تعالى{ :إِنّ َربّهُم بِهِ مْ يَوْمَ ِئذٍ ّلخَبِيرٌ} ( )11سورة العاديات فكسر إن لوقوع اللم في
الخبر الخبر والسادس أن يقال إذا كانت هذه اللم إنما تدخل في الخبار كما ذكرتم
فلم نرا ها منتقلة عن ذلك داخلة على ال سماء وهذا ن قض ل ما أ صلتموه أل ترى أ نا
نقول إن فيي الدار لزيدا أو إن عندك لعمرا فندخيل اللم على السيم ل على الخيبر
ك ما قال ال تعالى{ :إِنّ فِي َذلِ كَ لَعِبْرَ ًة لّمَن َيخْشَى} ( )26سورة النازعات؛ و ما
أشبهه وكقوله :إن في ذلك ليات أولي النهى
الجواب عن هذه المسائل
أ ما إدخال اللم في خبر إن دون سائر أخوات ها فلن إن داخلة على المبتدأ وال خبر
محققية له غيير مزيلة لمعناه وهذه اللم وهيي لم البتداء الداخلة للتوكييد فجاز
دخولها على خبر إن وحدها لما لم تغير معنى البتداء ولم تدخل على سائر أخواتها
لنهيا تغيير معنيى البتداء لميا تدخيل علييه مين المعانيي نحيو دخول كأن للتشيبيه
وال ستفهام والتقر يب و ل يت للتم ني و ل عل للتر جي والتو قع وا ستدراك ل كن ب عد
الج حد ؛وأ ما لزوم اللم في ال خبر دون ال سم ،فإن أ صلها كان ق بل أن يقال إن
زيدا لقائم كان لن زيدا قائم فا ستقبحوا الج مع ب ين حرف ين مؤكد ين فجعلوا إن في
البتداء واللم في الخبر ليحسن الكلم ويعتدل ،فإن قال قائل فهل جعلت اللم في
السم وإن في الخبر قلنا ذلك غير جائز لعلتين إحداهما أن إن عاملة فلو جعلت إن
في ال خبر كان يلزم أن يتقدم ا سمها علي ها من صوبا وذلك غ ير جائز في ها لضعف ها
وامتناعها من التصرف والخرى أنه لو نصب بها ما يليها ورفع ما قبلها كان قد
تقدم ها مرفوع ها وج عل منكورا وخبر ها معرو فا و كل ذلك غ ير جائز في ها فجعلت
إن في السم لتنصبه ول يبطل عملها وجعلت اللم في الخبر لنه موضع قد يقع
ف يه ما ل تؤ ثر ف يه إن ن حو الف عل الما ضي والم ستقبل وحروف الخ فض والج مل ؛
وأ ما جواز دخول هذه اللم في ال خبر وخروج ها ،فإن ذلك على مذ هب سيبويه
والبصريين إنما جاز لنها زيادة في التوكيد ومشددة تحقيق إن والزيادة في التوكيد
جائز أن يؤ تى ب ها وجائز أل يؤ تى ب ها فإذا أ تى ب ها كان أ شد للتوك يد وأبلغ وإذا لم
يؤت ب ها كان في إن كفا ية ؛ وأ ما على مذ هب الفراء و هو مولد من هذا المذ هب
فليس دخولها وخروجها سواء لن الكلم عنده يقع جوابا للنفي فقولك إن زيدا قائم
جواب مين قال :ميا زييد قائميا وقولك :إن زيدا لقائم جواب مين قال :ميا زييد
بقائم ،وقد مضى شرح هذا فيما مضى من الباب وإنما قلنا إن هذا المذهب مأخوذ
من مذهب سيبويه لن قولك ما زيد بقائم أشد توكيدا للنفي من قولك ما زيد قائما
فكذلك دخول اللم في الجواب وخروجها ؛وأما سؤال من قال :هل اكتفى بتوكيد
17
إن وحدها فقد مضى الجواب عنه وهو أنها أعني اللم زيادة في التوكيد وتشديد له
فلذلك جاز التيان بهيا وحدهيا ولهذا نظائر فيي العربيية كقولك :قام القوم كلهيم
أجمعون وأحد التوكيدين يغني عن الخر ،وكذلك مررت بزيد نفسه عينه ورأيت
الرجل ين أنف سهما أعينه ما كل ذلك تشد يد للتوك يد و في وا حد م نه كفا ية ،و قد قال
البصريون لما كانت إن مؤكدة للجملة واللم مؤكدة للخبر جاز الجمع بينهما لن إن
توك يد لل خبر عن ز يد ،و قد أكدت الجملة واللم تؤ كد ال خبر فجاز الج مع بينه ما
لذلك ؛وأما كسر إن إذا دخلت اللم في خبرها وكذلك قولك : :ظننت إن زيدا لقائم
وعلمت إن أخاك لمنطلق ،فإن ما كسرت ولم يجز فتحها لن أن المفتوحة مع ما
تعمل فيه اسم بتأويل المصدر يحكم عليه بالرفع والنصب والخفض وإن المكسورة
حرف مع نى ل مو ضع له من العراب واللم ال تي هي خبر إن قد قل نا إن ها لم
البتداء وكانت مقدرة قبل إن ،ولم البتداء تمنع ما قبلها أن يعمل فيما بعدها فلم
يجز لما قبل إن أن يعمل فيها واللم بينهما لن لم البتداء حاجز يمنع ما قبله من
التخطي إلى ما بعده أل ترى أنك تقول علمت لزيد منطلق وحلفت لخوك قائم ول
يكون ل علمت تسلط على ما بعد اللم فكذلك كان الصل وكذلك قولك : :علمت
إن زيدا لقائم علميت لن زيدا قائم فمنعيت اللم الفعيل إن يعميل فيي إن فبقييت
مك سورة على حال ها ثم أخرت اللم إلى ال خبر لف ظا و هي في المع نى مقدرة في
موضع ها ك ما أ نك إذا قلت غل مه ضرب ز يد فالغلم مقدر ب عد ز يد وإن كان قد
و ضع في غ ير موض عه ؛وأ ما دخول هذه اللم على ال سماء في ب عض الموا ضع
كقولك :إن في الدار لزيدا وفي قول ال عز وجل :إن في ذلك لعبرة لمن يخشى؛
و ما أش به ذلك ف قد قل نا إن أ صل دخول ها كان في أول الكلم ك ما شرح نا فل ما تقدم
الخبر وقع اسم إن موقع خبرها مؤخرا جاز دخول اللم عليه لزوال العلة التي من
أجل ها لم تد خل عل يه و هي الج مع ب ين حرف ين مؤكد ين في مكان وا حد فاعلم ذلك
وقس عليه إن شاء ال.
باب لم البتداء
لم البتداء تد خل على البتداء وال خبر مؤكدة ومان عة ما قبل ها من تخطي ها إلى ما
بعد ها كقولك :لخوك شا خص ولز يد قائم وكقوله :تعالى{ :لَأَنتُ مْ َأشَدّ رَهْبَ ًة فِي
ن} ن اللّ ِه } ( )13سورة الحشر؛ { َولَدَارُ الخِرَ ِة خَيْرٌ َولَنِعْ مَ دَا ُر الْمُ ّتقِي َ صُدُورِهِم مّ َ
ن أَ ّولِ يَوْ ٍم َأحَقّ علَى ال ّتقْوَى مِ ْ ( )30سورة النحل ؛ و {لَ َتقُ ْم فِي ِه أَبَدًا لّمَ ْ
سجِ ٌد أُ سّسَ َ
أَن َتقُو َم فِيهِ } ( )108سورة التوبة؛ وكقول امرئ القيس :
ليوم بذات الطلح عند محجر أحب إلينا من ليال على وقر
وهذه اللم لشدة توكيدها وتحقيقها ما تدخل عليه يقدر بعض الناس قبلها قسما فيقول
هي لم الق سم كأن تقد ير قوله لز يد قائم وال لز يد قائم فأض مر الق سم ودلت عل يه
18
اللم وغ ير من كر أن يكون م ثل هذا ق سما لن هذه اللم مفتو حة ك ما أن لم الق سم
مفتوحة ولنها تدخل على الجمل كما تدخل لم القسم ولنها مؤكدة محققة كتحقيق
لم القسم ولكنها ربما كانت لم قسم وربما كانت لم ابتداء واللفظ بهما سواء ولكن
بالمعنى يستدل على القصد أل ترى أن من قال :لزيد قائم محققا لخبره لم يقل له
حن ثت إن كان ز يد غ ير قائم ول كن إذا و قع بعد ها الم ستقبل وم عه النون الثقيلة أو
الخفي فة ف هي لم الق سم ذ كر الق سم قبل ها أو لم يذ كر كقولك :لخر جن ولتنطل قن يا
ِيني أُوتُواْ
ِني الّذ َ
َسيمَعُنّ م َ ُسيكُمْ َولَت ْ
ُمي َوأَنف ِ
زييد وكقوله تعالى { :لَتُ ْبلَوُن ّ ف ِي أَمْوَالِك ْ
ي ({)6ثُمّي جحِيم َي } ( )186سيورة آل عمران؛ وكقوله تعالى { {:لَتَرَوُنّي ا ْل َ الْكِتَاب َ
ن النّعِي مِ} ( )8سورة التكا ثر؛ اللم في ن ( )7ثُمّ لَتُ ْ
سَألُنّ يَوْمَئِ ٍذ عَ ِ ن الْيَقِي ِلَتَرَوُنّهَا عَ ْي َ
هذا كله للقسم وليس قبله قسم ظاهر إل في النية وإنما حكمنا عليها بذلك لن القسم
لو ظهر لم يجز أن يقع الفعل المستقبل محققا إل باللم والنون كما ذكرنا فأما قوله
ن لَمَا آتَيْتُكُم مّ ن كِتَا بٍ َوحِكْ َمةٍ ثُمّ جَاءكُ مْ رَ سُولٌ ق النّبِيّيْ َ
تعالى َ { :وإِ ْذ َأخَ َذ اللّ هُ مِيثَا َ
مّصَدّقٌ لّمَا مَعَكُ ْم لَتُؤْمِ ُننّ ِبهِ َولَتَنصُرُنّ ُه } ( )81سورة آل عمران فهذا يؤيد ما ذكرنا
لنه قد ذكر أخذ الميثاق ثم أتى باللم والنون مع الفعل فدل على أنها لم القسم ،
وكذلك كل ما كان عليه دليل من هذا النوع حمل على القسم وما لم يكن فيه دليل
فاللم فيه لم البتداء والمعنى بينهما قريب لجتماعهما في التوكيد والتحقيق.
باب لم التعجب
لم التعجب تدخل على المتع جب م نه صلة لف عل مقدر قبله كقولك :لز يد ما أعقله
والتقديير اعجبوا لزييد ميا أعقله ،وكذلك قال :بعيض العلماء فيي قول ال عيز
وجيل :ليلف قرييش؛ قال :تقديره اعجبوا ليلف قرييش لن حروف الخفيض
صلت للفعال ،وقال بعض هم هي مت صلة ب سورة الف يل تقديره فجعل هم كع صف
مأكول ليلف قريش؛ ،وقال آخرون هي صلة لقوله فليعبدوا رب هذا البيت الذي
أطعمهيم مين جوع وآمنهيم مين خوف ليلف قرييش لن صيلت الفعال تتقدم
وتتأخر وربما سبق لم التعجب حرف النداء كقوله :م يا لزيد فارسا أي اعجبوا
لزييد فارسيا ويالك راكبيا ،وكذلك ميا أشبهيه ،ومين هذا الباب أيضيا لم القسيم
الخافضية كقوله :م ل ميا تأتيي بيه ول تكون هذه اللم خافضية للمقسيم بيه إل
متضمنة معنى التعجب في ال وحده كما ،قال الشاعر:
ل يبقى على اليام ذوحيد بمشمخر به الظيان والس
وقيد كشيف بعيض المحدثيين معنيى هذه اللم وتضمتهيا للتعجيب بأن كرر عليهيا
التعجب وإن كان ليس بحجة ولكنه مما يبين هذا المعنى وهو قوله ل آنسة فجعت
ب ها ما كان أبعد ها من الد نس ،وقال العلماء في قوله ل درك إن هذه لم التع جب
19
وإن كان دعاء للمخاطب به أو المخبر عنه في قولهم ل دره ،وقالوا معناه كثر ال
خيره
والدر اللبن وكان أكثر ما يشربون فدعي بتكثيره لهم لنه ل يكثر إل بكثرة غنمهم
ومواشيهم ومخرجه مخرج التعجب ،وقال بعضهم ل درك أي ل ما تأتي به
باب اللم الداخلة على المقسم به
اعلم أن حروف القسيم أربعية وهيي الباء والتاء والواو وللم هذه الحروف تخفيض
المقسم به وهي صلت فعل مقدر كقولك :وال لخرجن وبال وتال ول لنطلقن
والتقد ير أق سم بال فالف عل مقدر وإن لم ين طق به وإن حذ فت هذه الحروف ن صبت
المقسم به كقولك :ال لخرجن فأما الواو والباء فتدخلن على كل محلوف به ول
تد خل التاء إل على ال وحده ول اللم إل عل يه في حال التع جب ول بد للق سم من
جواب وجوابيه فيي النفيي ميا و ل وفيي اليجاب إن واللم ،وقيد تدخيل على
ضروب :من المقسم به لم البتداء التي مضى ذكرها فيرتفع لنها تمنع ما قبلها
أن يعمل فيه كقولك :لعمرك لخرجن هو مرفوع بالبتداء والخبر مضمر والتقدير
لعمرك ما أقسم به فموضع الجملة نصب قال ال تعالى{ :لَعَمْرُكَ إِنّهُ ْم َلفِي سَكْرَتِهِمْ
يَعْ َمهُونَ} ( )72سورة الحجر؛ ،وقال زهير:
لعمرك والخطوب مغيرات وفي طول المعاشرة التقالي
لقد باليت مظعن أم أوفى ولكن أم أوفى ل تبالي
،وقال الهذلي:
لعمرك أبي عمر ولقد ساقه المنى إلى جدث يوزى له بالهاضب
قال سيبويه العمر والعمر واحد فقولهم لعمرك إنما هو قسم ببقائه ،وكذلك لعمر
ال قسم ببقائه عز وجل ولم يستعمل في القسم إل مفتوحا ،فإن حذفت اللم تعدى
الفعل إليه فنصبه كما نصب ما قبله من المقسم به عند حذف الحرف منه كقولك:
عمرك لخرجن فأما قولهم عمرك ال ،فإن ما هو منصوب بتقدير سألت ال
تعميرك ثم وضع العمر في موضع التعمير لن المصادر ينوب بعضها عن بعض
ألكني إليها عمرك وفيه معنى القسم؛ قال عبد بني الحسحاس :
ال يا فتى بآية ما جاءت إلينا تهاديا
باب اللم التي تكون جواب القسم
قيد ذكرنيا فيي هذا الباب الول أن القسيم يجاب بأربعية أشياء باللم وإن فيي
اليجاب و ما ول في الن في ول بد للق سم من جواب ل نه به ت قع الفائدة وي تم الكلم
ولنه هو المحلوف عليه ومحال ذكر حلف بغير محلوف عليه فاللم كقولك :وال
لخرجن وتال لقصدن زيدا قال ال تعالى{ :وَتَاللّ ِه َلأَكِيدَنّ أَ صْنَامَكُم } ( )57سورة
ْسيمُ بِهَذَا الْ َبلَدِ} ( )1سيورة البلد؛ ثيم قال َ{ :لقَ ْد َ
خلَقْن َا النيبياء ،وقال تعالى { :لَا ُأق ِ
20
ن فِي كَبَدٍ} ( )4سيورة البلد؛ فجعيل جوابيه باللم ؛ وأميا الجواب بإن فمثيل ا ْلإِنسيَا َ
خ سْرٍ} ()2ن َلفِي ُ قولك وال إن زيدا قائم قال ال عز وجل {:والعصر* إِنّ ا ْلإِن سَا َ
ك لَوَاقِعٌ} ()7
سورة العصر؛{ والطور* وكتاب مسطور} ؛ ثم قال { :إِنّ عَذَابَ رَبّ َ
سورة الطور؛ ورب ما أض مر جواب الق سم إذا كان في الكلم دلييل عل يه ك ما قال
ضحَاهَا} ( )1سورة الشمس؛ ثم أضمر القسم في قوله قد أفلح تعالى{ :وَالشّ ْم سِ َو ُ
من زكا ها ؛ التقد ير ل قد أفلح من زكا ها وجاز هذا الضمار لدللة قد عل يه لن ها
مؤكدة واللم للتوك يد ،وكذلك جم يع ما في كتاب ال تعالى من الق سام ل بد له
من جواب ظا هر أو مض مر على ما ذكرت لك ورب ما ب عد الجواب عن الق سم ف قد
قالوا في قوله تعالى { :ص وَا ْلقُرْآ نِ ذِي الذّكْرِ} ( )1سورة ص } ( )1سورة ص؛
إن جوابيه قوله :إن ذلك لحيق تخاصيم أهيل النار ،وقيد قييل هيو مضمير ؛ وأميا
الجواب بميا و ل فقولك وال ل يقوم زييد و وال ميا يقوم زييد فقيس على هذا
جوابات القسم إن شاء ال.
باب لم المستغاث به
،ولم المستغاث من أجلها علم أن لم المستغاث به مفتوحة ،ولم المستغاث من
أجله مكسورة فرقا بينهما وهما خافضتان جميعا لما تدخلن عليه فلم المستغاث به
كقولك :يا لزيد ويا لعمرو قال مهلهليا:
لبكر أنشروا لي كليبا يا لبكر أين أين الفرار
قالوا إن ما ا ستغاث ب هم هزءا ل ما انهزموا ،ولم الم ستغاث من أجله كقولك :يا
لزيد لعمرو أنت مستغيث بزيد من أجل عمرو ليعينك عليه كما ،قال الشاعر و
هو قيس بن ذريح:
تكنفني الوشاة فأزعجوني فيا للناس للواشي المطاع
،وقال الخر في المستغاث به:
فيا للناس كيف ألوم نفسي على شيء ويكرهه ضميري
و في الحد يث أ نه ل ما ط عن العلج أو الع بد ع مر ر ضي ال ع نه صاح :يا ل يا
للمسلمين؛ ،وقال آخر:
يا عجبا لهذه الفليقه هل تذهبن القوباء الريقه
الفليقه الداهية كأنه دعا العجب من أجل الفليقه
واعلم أن أ صل هذ ين اللم ين الك سر لنه ما اللم الخاف ضة وكذلك قولك : :لز يد
ولعمرو وإنميا فتحيت لم المسيتغاث بيه فرقيا بينهيا وبيين لم المسيتغاث مين أجله
وكانت لم المستغاث من أجله أولى بالكسر ولن تبقى على بابها لن المستغاث من
أجله ي جر إل يه الم ستغاث ويطلب من أجله ولم يج عل الف صل بينه ما بال ضم لتآ خي
الكسرة والفتح وبعد الضم منهما لن الضم أثقل الحركات والفتح والكسر مؤاخيان
21
ولذلك اشتركيا فيي المفعول وكذلك قولك : :رأييت زيدا ومررت بزييد وكلهميا
مفعول به ،و قد خ فض أخده ما ون صب ال خر ،وكذلك ا ستوى مك ني المخفوض
والمن صوب وكذلك قولك : :رأي تك ومررت بك وض مت تثن ية المن صوب وجم عه
إلى المخفوض وكذلك قولك : :مررت بالزيدين والزيدين ورأيت الزيدين والزيدين
ومع ذلك ،فإن هذه اللم الخافضة قد فتحت مع المضمر وكذلك قولك : :هذا لك
ولك ما ول كم فج عل الفرق بينه ما هاه نا بالف تح ،فإن عط فت على الم ستغاث به
بمستغاث به آخر كسرت لم الثاني لن الفتح قد زال بضمك إياه إلى الول بحرف
العطف كقولك :يا لزيد ولعمرو تكسر لم عمرو وإن كنت مستغيثا به لما ذكرت
لك فأ ما قول الشاعر يا لعطاف نا و يا لرياح وأ بي الخزرج الف تى الوضاح ،فإ نه ف تح
اللم الثانيية لنيه كرر معهيا ييا ولم يضيم السيم الثانيي إلى الول بحرف العطيف
واعلم أن لم المسيتغاث بيه عوض مين الزيادة التيي تقيع آخير المنادى المتراخيي
عنك وكذلك قولك : :يا زيداه ويا عمراه ول يجوز الجمع بينهما فلو قلت يا لزيداه
لم يجييز لن العوض والمعوض ل يجتمعان أل ترى أنييه غييير جائز أن تقول
الزنادي قة والفرازي نة فتج مع ب ين الياء والهاء لنه ما يتعاقبان فإ ما أن تقول الزناد يق
والفرازين أو الزنادقة والفرازنة ،وكذلك ل تقول يا اللهم فتجمع بين الميم المثقلة
في آخره وحرف النداء في أوله قال سيبويه زيدت الميم في آخره مثقلة عوضا من
حرف النداء فيي أوله فل يجوز الجميع بينهميا ول وصيفه لنيه جرى مجرى
الصوات ؛ وأما قوله تعالى {:قل اللهم فاطر السموات والرض{ ،فإنه على نداء
ينو قال الفراء أصله يا ال أمنا بخير ثم اختصر وجعلت الكلمتان واحدة ومنع من
حرف النداء وربما جاء شاذا في الشعر وأنشد:
يا اللهم ما اردد علينا شيخنا مسلما وما عليك أن تقولي كلما سبحت أو هللت
ول يعتد البصريون بهذا الشعر ول يرونه حجة ولو كان القول على ما ذهب إليه
الفراء لما امتنع من حرف النداء لن تصيير الشيئين شيئا واحدا ل يمنع من دخول
حرف النداء أل ترى أنيا ننادي معدي كرب ورام هرميز وبعلبيك وميا أشبيه ذلك
وه ما ا سمان جعل ا سما واحدا ،و قد قرأ أ بو عمرو بن العلء يا بن أم ل تأ خذ
بلحيتي ول برأسي بالفتح على أنه بناه وجعل الكلمتين كلمة واحدة وهذا بين واضح
باب لم المر
لم المير جازمية للفعيل المسيتقبل للمأمور الغائب كذلك أصيل دخولهيا كقولك:
ليذهب زيد وليركب عمرو ولينطلق أخوك قال :ال عز وجل :لينفق ذو سعة من
سعته؛ ،وقال ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم؛وهي كثيرة الدور في كتاب ال تعالى
والشعير ومنثور الكلم فأميا إذا أمرت مخاطبيا ،فإن ك غيير محتاج إلى اللم
22
كقولك :اذ هب يا ز يد وار كب وانطلق واق عد ،وكذلك ما أشب هه ورب ما أدخلت
اللم في هذا الف عل أي ضا توكيدا فق يل لتذ هب يا ز يد ولتر كب ولتنطلق وعلى هذا
قرئ فبذلك فلتفرحوا؛ على الخطاب وروي عن النبي أنه قرأ فبذلك فلتفرحوا بالتاء
وقرأ أكثير القراء فليفرحوا بالياء على الغيبية وروي أن النيبي قال :فيي بعيض
مغاز يه لب عض أ صحابه :لتأخذوا م صافكم فأد خل اللم في ف عل المخا طب ،وإذا
كان قبل لم المر واو العطف أو فاؤه جاز كسر اللم على الصل وإسكانها تخفيفا
لن الفاء والواو يت صلن بالكل مة كأنه ما من ها ول يم كن الوقوف على وا حد منه ما
يكنتها ،
يرت اللم وإن شئت أسي يد ولينطلق وإن شئت كسي وذلك قولك فلينطلق زيي
وكذلك قرأت القراء :وليعفوا وليصفحوا بالوجهين والسكان فيها أكثر في الكلم
فإذا كان قبلها ثم ،فإن الوجه كسر اللم لن ثم حرف يقوم بنفسه ويمكن الوقوف
عليه والبتداء بما بعده والواو والفاء ل يمكن ذلك فيهما وذلك قولك ثم ليخرج زيد
ثم لير كب عمرو والو جه ك سر اللم بل ل يج يز الب صريون غيره ،و قد أجاز
ب عض النحوي ين إ سكانها مع ثم أي ضا حمل على الواو والفاء وعلى ذلك قرأ ب عض
القراء ثيم ليقضوا تفثهيم بالسيكان والكسير أجود لميا ذكرت لك مين العلة واجميع
النحويون مين البصيريين والكوفييين على أن الفعيل إذا دخلت علييه هذه اللم كان
مجزوميا بهيا لغائب كان أو لحاضير كقولك :ليذهيب زييد ولتركيب ييا عمرو ثيم
اختلفوا في فعل المر للمخاطب إذ كان بغير اللم كقولك :اذهب يا زيد واركب يا
عمرو فقال الكوفيون كلهيم هيو مجزوم أيضيا بإضمار اللم لن أصيل المير أن
يكون باللم ول كن ك ثر في الكلم فحذ فت اللم م نه وأضمرت لن من شأن العرب
تخفيف ما يكثر في كلمهم وحذفه لسيما إذا عرف موقعه ولم يقع فيه لبس فتقدير
قولهم اذهب يا زيد لتذهب يا زيد هذا أصله ثم حذف وأضمرت اللم فهو عندهم
مجزوم بإضمار اللم وأجمع البصريون على أن هذا الفعل إذا كان بغير اللم ف هو
غير معرب كقولك :اذهب يا زيد واركب وانطلق وما أشبه ذلك ودليلهم على أنه
غ ير معرب أ نه ل بد للمعرب من عا مل يد خل عل يه فيعر به لن الش يء ل يعرب
نفسه فكما أنه ل يجوز أن يكون مرفوع ول منصوب ول مخفوض بغير رافع ول
ناصب ول خافض فكذلك ل يكون مجزوم بغير جازم وليس وكذلك قولك : :اذهب
وار كب و ما أش به ذلك جازم يجز مه ووكذلك قولك :: :ليذ هب ز يد ولير كب جازم
و هي اللم قالوا ؛ وأ ما ما ذ هب إل يه الكوفيون من إضمار اللم فخ طأ وذلك أن
إعراب الفعال محمول على إعراب السيماء وعواميل الفعال باتفاق مين الجمييع
أض عف من عوا مل ال سماء وأض عف إعراب ال سماء الخ فض ل نه ل يت صرف
المخفوض تصيرف المرفوع والمنصيوب لن الخافيض ل يفارق مخفوضية كميا
يفارق الرافيع والناصيب المنصيوب والمرفوع ،وكذلك أجمعوا على أنيه ل يجوز
إضمار الخا فض لضع فه والجزم في الفعال باتفاق من الجم يع نظ ير الخ فض في
23
السيماء فهيو أضعيف مين الخفيض على الصيول المتفيق عليهيا فلميا كان إضمار
الخا فض في ال سماء غ ير جائز كان إضمار الجازم في الفعال الذي هو أض عف
مين الخافيض أشيد امتناعيا قالوا فلذلك لم يجيز إضمار لم المير على ميا ادعيى
الكوفيون قالوا ومن الدليل القاطع على أن اللم غير مضمرة وأنه ليس كما ذهبوا
إل يه أن اللم لو كا نت مضمرة ل ما تغ ير بناء الف عل لن إضمار العوا مل ل يو جب
تغير بناء المعمول فيه لن إضماره بمنزلة إظهاره أل ترى أن قوله تعالى:
{{ ُقلْ َأ َفأُنَبّئُكُم بِشَرّ مّني َذلِكُمُي النّا ُر } ( )72سيورة الحييج} تقديره هيو النار فلييس
خلُ م َن يَشَاء ف ِي إضمار الرافيع بمغيير بناء المرفوع ،وكذلك قوله تعالى { :يُ ْد ِ
عدّ لَهُ ْم عَذَابًا َألِيمًا} ( )31سورة الن سان إن ما تقديره ويعذب ن أَ َ
َرحْمَ ِت هِ وَالظّالِمِي َ
الظالم ين أ عد ل هم عذابا ألي ما ومثله في كتاب ال وكلم العرب كث ير فليس إضمار
العوامل بموجب تغيير بناء المعمول فيه فلو كان تقدير اذهب يا زيد واركب لتذهب
ولتركب كان سبيله إذا أضمرت اللم أن يبقى الفعل على بنائه فيقال تذهب يا زيد
وتركب يا عمرو وهذا لزم لهم ل زيادة عليه ومن الدليل على صحته أن الشاعر
قد يض طر إلى حذف اللم من ف عل المأمور المخا طب في ل غة من يقول يا ز يد
لتذهيب فيحذفهيا ويضمرهيا ويترك الفعيل على بنائه وعلى ذلك قول الشاعير أنشده
سيبويه وغيره مح مد ت فد نف سك كل ن فس إذا ما خ فت من أ مر تبال فأض مر اللم
وترك الفعل على بنائه كما يوجبه القياس
باب لم المضمر
لم المضمير هيي اللم الخافضية للسيماء فيي خيبر إن أو غيره كقولك :هذا لك
ولك ما ول كم ول هم وله و ما أش به ذلك ك ما قال تعالى{ :لَكُ مْ دِينُكُ ْم َولِ يَ دِي نِ} ()6
سورة الكافرون؛ ولهم أجر غير ممنون؛ وهي مفتوحة مع جميع المضمرات إل مع
ضم ير الوا حد إذا أ خبر عن نف سه كقولك :لي غلم ولي ثوب وإن ما انك سرت مع
الياء هاهنا لن من شأن ياء الضافة أن تكسر ما قبلها إل أن يكون حرف مد ولين
كقولك :هذا ثو بي وغل مي ورأ يت ثو بي وغل مي ومررت بثو بي وغل مي يكون
على حال واحدة ك ما ترى ،فإن كان قبل ها ألف لم يم كن ك سرها لن الحر كة في
اللف غيير سيائغة فتترك اللف على حالهيا وتفتيح ياء الضافية كقولك :هذان
غلماي وهذا فتاي ورأ يت فتاي ومررت بفتاي ورحاي ك ما قال ال جل و عز هي
عصياي أتوكيأ عليهيا ومين العرب مين يقلب اللف ياء فيدغيم فيقول هذه عصيي
ورحي ومنه قول بعض الصحابة وضعوا اللج على قفي قال :أبو ذؤيب :
سبقوا هوي وأعنقوا لهواهم ففقدتهم ولكل جنب مصرع
فإن قال قائل فإذا كانت لم المضمر هذه التي ذكرتها هي اللم الخافضة بمعنى
الملك وال ستحقاق في ال خبر وغيره فلم فت حت مع المض مر وك سرت مع الظا هر
24
فق يل هذا غلم لز يد وهذا غلم لك و ما أش به ذلك فالجواب في ذلك أن أ صل هذه
اللم الفتح لن أصل هذه الحروف التي جاءت على حرف واحد للمعاني الفتح نحو
السيين الدالة على السيتقبال وواو العطيف وفائه والواو والتاء فيي القسيم والواو
بمع نى رب ،ولم البتداء و ما أش به ذلك وإن ما يك سر من ها ما يك سر ف صل ب ين
مشتبهين أو يكون ما يجيء منها مكسورا نزرا يسيرا عندما جاء منها مفتوحا ومن
الدليل أيضا على أن أصل لم الخفض الفتح وأنها فتحت مع المضمر على أصلها
أ نك تقدر على إضمار كل مظ هر ول ست تقدر على إظهار كل مض مر على معناه
نحيو المضمير فيي نعيم وبئس وباب كان وإن وفيي ربيه رجل والمضمير وكذلك
قولك : :زييد قام وميا أشبيه ذلك فتحيت اللم الخافضية ميع المضمير على أصيلها
وكسرت مع الظاهر فرقا بينها وبين لم التوكيد لنك لو فتحتها مع الظاهر أشبهت
لم التوكييد أل ترى أنيك لو قلت وأنيت ترييد الضافية إن هذا لزييد لم يعلم هيل
ق صدت إلى إضا فة المشار إل يه إلى ز يد أو إلى الخبار بأن المشار إل يه ز يد ،فإن
قال قائل ،فإن العراب ينبئ عن ذلك لنك كنت تقول في الضافة إن هذا لزيد
بالخفض فإذا لم ترد الضافة كنت تقول إن هذا لزيد بالرفع قيل له العراب يسقط
في الو قف في سقط الدل يل فج عل الفرق باللم لئل يزول في و صل ول و قف فكان
أب ين دللة م ما يدل في حال وي سقط في حال فأ ما المض مر فل ل بس في م ثل هذه
الحال لن علمة المضمر المخفوض غير علمة المضمر المرفوع ،فإن ت تقول
إذا أردت الضافية إن هذا لك ولكميا ولكيم وإذا لم ترد الضافية وأردت أن المشار
إليه هو المخاطب أو غيره وأن الثاني هو الول قلت إن هذا لنت فلم يقع فيه لبس
فبقيت اللم على أصلها مفتوحة وهذا بين واضح
باب اللم الداخلة في النفي بين المضاف والمضاف إليه
اعلم أن اللم إذا دخلت ب ين المضاف والمضاف إل يه ف صلته م نه لف ظا و صاحبت
التنوين وزالت الضافة ولم يتعرف المضاف بالمضاف إليه ولم يتنكر به لن اللم
قيد حجزت بينهميا وذلك قولك هذا غلم لزييد وهذا ثوب لزييد وهذا الغلم لرجيل
وهذا الثوب لصاحب لنا وهذا قياس مطرد فيها ،وقد ذكرناها فيما مضى بعلتها
إل أ نه قد تد خل هذه اللم في الن في ب ين المضاف والمضاف إل يه غ ير مغيرة ح كم
الضافية ول مزيلة معناهيا ول مصياحبة للتنويين وذلك قول العرب ل أبيا لك ول
غل مي لز يد ول يدي لك ب ها و ما أش به ذلك قال :سيبويه أدخلوا اللم هاه نا ب ين
المضاف والمضاف إلييه مشددة معنيى الضافية ومؤكدة له قال :والدلييل على أن
هذا الكلم مضاف إلى ما ب عد اللم وأن اللم لم تغ ير مع نى الضا فة قول هم ل أ با
لك لن هذه اللف إنميا ثبتيت فيي الب فيي حال النصيب إذا كان مضافيا كقولك:
رأيت أباك ولو يكن مضافا إلى ما بعد اللم لم تثبت فيه اللف ،وكذلك قولهم ل
غلمي لك إنما حذفت منه نون الثنين لتقدير إضافته إلى الكاف ولول ذلك لثبتت
25
النون لن نون الثنين إنما تحذف للضافة ،وكذلك قولهم :ل يدي لك إنما حذفت
النون لتقد ير الضا فة ،فإن قال قائل فلم جاز أل تف صل هذه اللم ب ين المضاف
والمضاف إليه في هذا الموضع ،وقد فصلت بينهما في سائر الكلم قيل له إنما
جاز ذلك في النفي لكثرته في الكلم وهم مما يغيرون الشيء عن حال نظائره إذا
كثير فيي الكلم ،وكذلك تزاد هذه اللم بيين المضاف والمضاف إلييه فيي النداء
أيضا لكثرته في الكلم قال سيبويه :فزيادة هذه اللم بين المضاف والمضاف إليه
في النفي والنداء بمنزلة تكرير السم وتقدير إضافة الول إلى ما بعد المكرر كقول
العرب ييا زييد زييد عمرو ،فإن ميا أقحميت الثانيي توكيدا ،وقيد رووا إضافية
الول إلى ما بعد المقحم كما قال :جرير
ل يلقينكم في سَوْء ة عمر يا تيم تيم عدي ل أبالكم
،وقال آخر:
يا زيد زيد اليعملت الذبل تطاول الليل عليك
فإن زل قال :وهذا نظير قولهم يا طلحة أقبل بالفتح لنهم قدروا فتح آخر السم
للترخيم ثم ردوا الهاء ولم يعتدوا بها كما قال النابغة:
كليني لهم يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب
ومن العرب من يقول يا تيم تيم عدي ويا زيد زيد اليعملت فيجعل الول منادى
مفردا وين صب الثا ني ل نه مضاف و من كان هذا من لغ ته ،فإ نه يقول يا طل حة
أقبل وكليني لهم يا أميمة بالضم ،وكذلك من قال :ل أبا لك ،فإن ما زاد اللم
بين المضاف والمضاف إليه مقحمة للتوكيد على ما ذكرنا في قوله يا تيم تيم عدي
قال السود بن يعفر:
ومن البلية ل أبا لك أنني ضربت على الرض بالسداد
فإن قال قائل :فإن كانيت هذه اللم مزيدة ،فإن ميا التقديير ل أباك قييل هيو
كذلك ،وقد ،قال الشاعر :فحذف اللم وأضاف فقال:
أبالموت الذي لبد أني ملق ل أباك تخوفيني
،وقال آخر:
وقد مات شماخ ومات مزرد وأي عزيز ل أباك يخلد
فإن قال :فإن اجتماع النحويين على أن ل في النفي ل تعمل في المعارف ول
تنصبها فخطأ عند الجميع أن تقول ل زيد في الدار ول بكر عندك؛ ول غلمك في
الدار وإن ما تن صب النكرات كقولك :ل ر جل في الدار ول غلم لك وكقوله تعالى
ِيهي } ( )2سيورة البقرة؛ وميا أشبيه ذلك وأنيت إذا قلت :ل أباك فقيد ْبي ف ِ
{ :لَ رَي َ
نصيبت بهيا المعرفية لن الب مضاف إلى الكاف وهيي معرفية والمضاف إلى
المعر فة معر فة وهذا ن قض ل ما أ صلتموه و ضد ل ما أجمع تم عل يه ق يل له ل يس ك ما
ذهبت إليه وذلك أنه قد تكون أسماء بألفاظ المعارف وهي نكرات نحو مثلك وشبهك
26
وغيرك وضر بك ونحوك وهدك وكف يك وشر عك وضار بك إذا أردت به الحال أو
الستقبال ،وكذلك قولهم ل أباك ول أبا لك بلفظ المعرفة وهو نكرة لن أصله أن
يقال ل أب لك وليس يراد بقولهم ل أب لك ول أبا لك ول أباك أنه ليس له أب في
الحقي قة هذا محال وجود إن سان بغ ير أب إل ما صح وجوده من خلق ال ذلك م ثل
عيسى وآدم عليهما السلم فأما سائر الناس فليس بد لكل واحد من أب وإنما يراد
بقول هم ل أ با لك أ نه ل أب لك من الباء الشراف أو من الباء المذكور ين ،فإن
ميا هيو كلم مجراه مجرى السيب وربميا وضيع موضيع المدح كقولك :للرئييس
الفا ضل ل أ با لك إن ما تر يد ل أ با لك من الباء الخامل ين الناق صين ،فإن ما هو
كلم مختصر يعرف معناه بمقصده وجرى كالمثل فلذاك جاز ما ذكرنا وفيه لغات
يا ،قال
أولهييا أن يقال ل أب لك فينصييب الب ب ل ويكون لك الخييبر كمي
الشاعر:
فل أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى و تأزرا
ن صب الب بل ولم يل حق به أل فا ل نه غ ير مضاف وأض مر ال خبر كأ نه قال :ل
أب فيي زمان أو مكان والثانيية أن يقال ل أب لك بالرفيع يرفيع بالبتداء وتلغيى ل
والخبر لك وإن شئت جعلتها بمعنى ليس فرفعت بها وهو أضعف الوجهين كما ،
قال الشاعر:
من صد عن نيرانها فإن ا ابن قيس ل براح
ونظير رفع الب بالتنوين في النفي قول الشاعر:
وإذا تكون كريهة أدعى لها وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
ل أم لي إن كان ذاك ول أب هذا وجدكم الصغار بعينه
والثال ثة أن تقول ل أ با لك فتن صب الب بل وتقدر إضاف ته إلى الكاف فتل حق ف يه
اللف علمة للنصب وتجعل اللم مؤكدة وتضمر الخبر لن اللم ليست بخبر على
هذا التقدير كأنك قلت ل أبا لك في زمان أو مكان قال :سيبويه وعلى هذا تقول ل
غلمي لك إذا قدرت الضافة وتضمر الخبر وإن لم تقدر الضافة قلت ل غلمين
لك فأثبيت النون وجعلت اللم الخيبر ،وكذلك تقول ل يدي لك على الضافية ول
يد ين لك إذا جعلت اللم ال خبر قال :فإن قلت ل يدي يوم الجم عة لك لم ي جز إل
إثبات النون فتقول ل يدين يوم الجمعة لك لنك قد فصلت بين المضاف والمضاف
إليه بشيء سوى اللم وهو الظرف ومثل هذا جائز في الشعر لن العرب قد تفصل
بين المضاف والمضاف إليه بالظرف في الشعر كما قال
لما رأت ساتيدما استعبرت ل در اليوم من لمها ،وقال آخر :كأن أصوات من
إيغال هن بنا أواخر الم يس أنقاض الفراريج واللغة الراب عة أن تقول ل أباك فتضي فه
إضافة صحيحة وتحذف اللم وتضمر الخبر على ما ذكرنا من التقدير.
باب اللم الداخلة في النداء بين المضاف والمضاف إليه
27
اعلم أن مو قع هذه اللم في النداء كمو قع اللم ال تي ذكرنا ها في الباب المتقدم في
الن في بل هي تلك بعين ها تد خل ب ين المضاف والمضاف إل يه فتب قي الضا فة على
حالها ول تفصلها وإنما فرقنا بينهما وإن كان مجراهما ومعناهما واحدا للفرق بين
الموضع ين ومخال فة مع نى النداء للن في وأك ثر هذه اللمات تر جع إلى مع نى وا حد
وإنما كثرت واختلفت باختلف موقعها وسنذكر أصول هذه اللمات ورجوعها إلى
أ صول تضم ها في باب مفرد من هذا الكتاب إن شاء ال وذلك قولك يا بؤس لز يد
والتقديير ييا بؤس زييد فأدخلت اللم مقحمية مزيدة ولم تفصيل بيين المضاف
والمضاف إليه ومثل ذلك قول الشاعر:
يا بؤس للحرب التي وضعت أراهط فاستراحوا
أنشده سيبويه والخليل وغيرهما وأنشدت الجماعة أيضا:
قالت بنو عامر خالوا بني أسد:
يا بؤس للجهل ضرارا لقوام
والدلييل على أن حرف النداء واقيع علييه وأنيه لييس بمقدر لمنادى فيي النيية أنيه
من صوب ولو كان حرف النداء غ ير وا قع عل يه لم ي جز ن صبه ول يس في العرب ية
موضع تدخل فيه اللم بين المضاف والمضاف إليه غير فاصلة بينهما إل في النفي
والنداء للعلة التي ذكرناها في الباب الول من كثرة النفي والنداء في كلمهم وهم
م ما يغيرون الك ثر في كلم هم وعلى أن النداء في كلم هم أك ثر من الن في قال :
سيبويه أول كل كلم النداء وإنما يترك في بعضه تخفيفا وذلك أن سبيل المتكلم أن
ينادي من يخاطبه ليقبل عليه ثم يخاطبه مخبرا له أو مستفهما أو آمرا أو ناهيا وما
أش به ذلك ،فإن ما يترك النداء إذا علم إقبال المخا طب على المتكلم ا ستغناء بذلك
قال :ورب ما أق بل المتكلم على مخاط به و هو من صت له مق بل عل يه فيقول له م صغ
له يا فلن توكيدا ثم يخاط به فل ما ك ثر النداء في كلم هم هذه الكثرة أجازوا تغييره
وبناءه على الضم إذا كان مفردا وحذف التنوين منه وترخيمه وزيادة اللم فيه بين
المضاف والمضاف إليه
باب اللم الداخلة على الفعل المستقبل في القسم لزمة
اعلم أن الف عل الم ستقبل إذا و قع في الق سم موج با لزم ته اللم في أوله والنون في
آخره ثقيلة أو خفيفية ولم يكين بيد منهميا جميعيا وذلك قولك وال لخرجين وتيا ل
لرك بن قال ال عز و جل :و تا ل لكيدن أ صنامكم؛ ،وقال تعالى؛ { لتبلون في
أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى
كثيرا} ؛ فإن قال قائل فلم لز مت اللم والنون م عا و ما الفائدة في الج مع بينه ما
وهل جاز القتصيار على إحداهميا إذ كانتيا جميعيا للتوكييد فالجواب فيي ذلك أن
الخليل وسيبويه والفراء والكسائي أجمعوا على أنه إنما جمع بين اللم والنون هاهنا
لن اللم تدخل لتحقيق المحلوف عليه كما دخلت ل في النفي وكذلك قولك : :وال
28
ل يقوم زيد ولزمت النون في آخر الفعل ليفصل بها بين فعل الحال والستقبال فهي
دلييل السيتقبال فإذا قلت وال ليخرجين زييد دلت اللم على اليجاب والنون على
الستقبال وتخليص الفعل من الحال فقد دل كل واحد منهما على معنى مفرد ،فإن
لم ترد السيتقبال جاز أن تقول وال ليقوم ويصيلي لمين هيو فيي تلك الحال وربميا
أضمرت هذه اللم في الشعر مع ذكر النون ضرورة كما ،قال الشاعر:
فهم الرجال وكل ذلك منهم تجدن في رحب وفي متضيق
وأنشده الكسائي وزعم أنه أضمر اللم ،وقال الفراء اللم ل يجوز إضمارها مع
النون الثقيلة والخفي فة إل بأن تتقدم ها لم مثل ها تدل علي ها ول كن هذا الشا عر أد خل
النون في الواجب ضرورة قال الفراء فمما تضمر فيه اللم قول الشاعر:
فليأزلن وتبكؤن لقاحه ويعللن صبيه بسمار
أض مر اللم في الفعل ين الخير ين ل ما ذكر ها في أول الكلم فكأ نه قال :فليأزلن
ولتبكؤن لقا حه وليعللن صبيه ب سمار ،و قد يجوز ع ند الب صريين أن يكون أد خل
النون في الفعلين الخيرين ضرورة لن الشعراء قد يدخلون هذه النون ضرورة في
الواجب وإنما حكمها أن تدخل فيما ليس بواجب فأما إدخالها في الواجب ضرورة
فنحو قول الشاعر:
ترفعن ثوبي شمالت ربما أوفيت في علم
في ف تو أ نا رابئ هم من كلل غزوة ماتوال يت شعري ما أمات هم ن حن أدلج نا و هم
باتوا وهو في الشعر كثير جدا
باب اللم التي تلزم إن المكسورة الخفيفة من الثقيلة
اعلم أن ل( إن) المكسورة المخففة أربعة مواضع تكون جزاء كقولك :إن تكرمني
خفُوهُ
أكرمك وإن تزرني أحسن إليك كما قال تعالىَ { :وإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُ ْم أَوْ ُت ْ
ُيحَا سِبْكُم بِ ِه اللّ ُه } ( )284سورة البقرة؛ وتكون جحدا بمنزلة ما فتقول إن زيد قائما
ك ما تقول ما ز يد قائ ما وتقول إن ز يد إل قائم ك ما تقول ما ز يد إل قائم قال ال
ن ِإلّا فِي غُرُو ٍر } ( )20سورة الملك} وتكون زائدة ك ما تقول ن الْكَافِرُو َ
تعالى { {:إِ ِ
لما إن جاء زيد أحسنت إليه والمعنى لما جاء زيد و إن زائدة فهي في هذه الوجوه
الثلثة قائمة بنفسها ل يلزمها شيء ولها وجه رابع وهو الذي قصدناه في هذا الباب
وذلك أن تكون مخف فة من الثقيلة فتلزم ها اللم في خبر ها ويب طل عمل ها في أك ثر
اللغات كقولك :إن زييد لقائم؛ والمعنيى إن زيدا لقائم فلميا خففيت إن رفعيت زيدا
بالبتداء وجعلت قائميا خيبر البتداء وبطيل عميل إن لنهيا كانيت تعميل بلفظهيا
ولمضارعتها الفعل فلما نقص بناؤها زال عملها ولزمتها اللم في الخبر ولم يجز
حذف اللم في الخبر لئل تشبه النافية أل ترى أنك لو قلت إن زيد قائم وأنت تريد
اليجاب لم ي كن بين ها وب ين الناف ية فرق فألز مت اللم في ال خبر لذلك فإذا ثقلت إن
29
كنيت مخيرا فيي التيان باللم فيي الخيبر وحذفهيا كقولك :إن زيدا لقائم وإن زيدا
قائم لن اللبس قد زال وذلك أنها إذا ثقلت لم يكن لها معنى في النفي فافهم ذلك ،
و من ذلك قول ال عز وجل :وإن وجدنا أكثرهم لفا سقين هي مخففة من الثقيلة
وجاز وقوع الف عل بعد ها لن ها إذا خف فت ب طل عمل ها وو قع بعد ها البتداء وال خبر
والفعال والدل يل على أن ها مخف فة من الثقيلة لزوم اللم في ال خبر وم ثل ذلك قول
ن الْغَا ِفلِينَ} ( )3سورة يوسف؛ ومثله قوله :قال تا
ال تعالىَ { :وإِن كُنتَ مِن قَ ْبلِ ِه لَمِ َ
ل إن كدت لترد ين؛ كل هذا مخ فف من الثقيلة وأ هل الكو فة ي سمون هذه اللم لم
إل ويجعلون إن هاه نا بمنزلة ما في الج حد قالوا ومع نى قوله وإن وجد نا أكثر هم
لفاسيقين ميا وجدنيا أكثرهيم إل فاسيقين ،وكذلك قوله وإن كنيت مين قبله لمين
الغافل ين تأويله عند هم ما ك نت من قبله إل من الغافل ين ،وكذلك سائر هذا الذي
مضى يخرجونه إلى هذا التأويل وهذا غلط لن اللم لليجاب والتحقيق و ما للنفي
فل يجوز اجتماعهما في حال فيكون الكلم محققا منفيا أل ترى أنك لو أظهرت ما
في هذه اليات لم يجز لو قلت ما كنت من قبله لمن الغافلين وما زيد لقائم لم يجز
وإنما يكون الشيء موضوعا موضع غيره إذا كان معناه كمعناه فأما إذا باينه فحمله
علييه خطيأ ؛ وأميا مجييء إن بمعنيى ميا إذا كان بعدهيا إل فسيائغ جييد لنيك لو
وضعت ما مكانها لم يمتنع وذلك قولك إن زيد إل قائم فهو بمعنى ما لنك لو قلت
ن ِإلّا فِي
ن الْكَافِرُو َ
ما ز يد إل قائم كان كل ما جيدا ،وكذلك قوله عز و جل { :إِ ِ
غُرُو ٍر } ( )20سيورة الملك لنيه لو قييل ميا الكافرون إل فيي غرور لكان المعنيى
واحدا ،فإن قال قائل ،فإن ك إذا اعتمدت على أن إن إذا كان فيي خبرهيا اللم
لم تكن بمعنى ما لن اللم للتحقيق وما للنفي والجمع بينهما خطأ في شيء واحد ،
فإن ت قد تقول ما زيد إل قائم فتجمع بين إل وما في كلم واحد و إل محققة و ما
نافية فما أنكرت أن يكون معنى قولهم إن زيد لقائم بمعنى ما زيد إل قائم فتكون إن
للن في واللم لليجاب و يجوز الج مع بينه ما ك ما جاز الج مع ب ين إل و ما ق يل ذلك
غير جائز والفرق بينهما أن إل فيها نقض ما قبلها ،فإن دخلت بعد كلم موجب
نقض ته فجعل ته منف يا كقولك :قام القوم إل زيدا ف قد نف يت القيام عن ز يد بإل وإن
دخلت على منفيي نقضيت النفيي فجعلتيه موجبيا كقولك :ميا قام القوم إل زييد فقيد
أوج بت القيام لز يد بإل ول يس في اللم مع نى ن قض ما قبل ها وإن ما في ها تحق يق ما
بعد ها فإذا أدخلت ها في خبر ما فقلت ما ز يد لقائم جم عت ب ين الن في واليجاب في
الخبر وهذا محال فقد بان لك الفرق بين إل واللم ،ومن ذلك قول الشاعر:
هبلتك أمك إن قتلت لمسلما حلت عليك عقوبة المتعمد
30
معناه إنك قتلت مسلما فلما خففت إن بطل عملها ووقع بعدها الفعل ولزمت اللم
في خبرها لئل تشبه النافية قال :الكوفيون معناه ما قتلت إل مسلما ،وقد مضى
القول في هذا.
واعلم أن قوما من العرب يخففون إن وينصبون بها فيقولون إن زيدا لقائم ول بد
في الخبر من اللم لن الصل ما ذكرت لك من إبطال عملها مع التخفيف وحجة
من ن صب ب ها مخف فة أ نه قال :إن ما ن صبت إن لمضارعت ها الف عل مع نى ولف ظا ،
فإنهيا إذا خففيت فمعناهيا قائم لم يزل وتخفييف لفظهيا ل يزييل عملهيا كميا أن مين
الفعال ما يحذف بع ضه ول يزول عمله كقولك :لم ي كن ز يد قائ ما ولم يك ز يد
ع الِن سَانُ
قائ ما ويد عو ز يد ر به ثم تقول لم يدع ز يد أحدا ك ما قال تعالى{ :وَيَدْ ُ
بِالشّرّ ُدعَاء هُ بِالْخَيْ ِر } ( )11سورة السراء؛على ما ذكرنا قرأ أكثر القراء وإن كل
ل ما ليوفين هم ووج هه ما ذكرت لك قال سيبويه :اللم الولى في ل ما لم إن و ما
للتوك يد واللم ال تي في ليوفين هم لم ق سم مقدر في الكلم وا ستدل على ذلك بلزوم
النون الثقيلة في الفعل.
باب لم العاقبة
و هي ال تي ي سميها الكوفيون لم ال صيرورة هذه اللم هي نا صبة ل ما تد خل عل يه
من الفعال بإضمار أن والمن صوب بعد ها بتقد ير ا سم مخفوض و هي ملتب سة بلم
المفعول من أجله وليست بها وذلك قولك أعددت هذه الخشبة ليميل الحائط فأدعمه
بها وأنت لم ترد ميل الحائط ول أعددتها للميل لنه ليس من بغيتك وإرادتك ولكن
أعددتها خوفا من أن يميل فتدعمه بها واللم دالة على العاقبة ،وكذلك قوله تعالى
ن لَهُ ْم عَدُوّا َوحَزَنًا } ( )8سورة الق صص؛ و هم لم ن لِيَكُو َ
{ :فَالْ َتقَطَ ُه آلُ فِرْعَ ْو َ
يلتقطوه لذلك إن ما التقطوه ليكون ل هم فر حا و سرورا فل ما كان عاق بة أمره إلى أن
صار ل هم عدوا وحز نا جاز أن يقال ذلك فدلت اللم على عاق بة ال مر والعرب قد
تسمي الشيء باسم عاقبته كما قال تعالىِ { :نّي أَرَانِي أَعْ صِ ُر خَمْرًا } ( )36سورة
يوسف؛ إنما كان يعصر عنبا تؤول عاقبته إلى أن يكون خمرا فسماها بذلك وحكى
الصمعي عن المعتمر بن سليمان أنه قال :لقيني أعرابي ومعه عنب فقلت له ما
معك فقال خمر وهذا هكذا مجازه عند أهل العربية أن العرب قد تسمي الشيء باسم
الشيء إذا جاوره أو ناسبه أو اتصل به أو آلت إليه عاقبته فقد زعم من ل علم له
بالعرب ية ومعر فة أ ساليبها وأت ساع العرب في ها أن الخ مر هاه نا هو الع نب نف سه
ضعفا منه عن تخريج وجهه من كلم الفصحاء منهم وإلحاقه بما يعرفون الخطاب
به ولو كان هذا جائزا في اللغة لكان من أكل العنب قد أتى ما حظره ال عليه من
تحر يم الخ مر ،و قد خا طب ال تعالى ذكره العرب وأ صحاب ال نبي بذلك فعقلوه
المراد به ولم يح مل عن أ حد من هم أن المراد بالتحر يم الع نب والجماع على هذا
31
يدل على ف ساد ما ذ هب إل يه هذا القائل بهذه المقالة و من لم العاق بة قول الشا عر
وهو سابق البربري:
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
وهيم ل يجمعون المال للوارث ول يبنون الدور للخراب ولكين لميا كانيت عاقبية
أمرهم إلى ذلك جاز أن يقال فيه ما ذكرنا ،ومن ذلك قول الخر:
ل يبعد ال رب النام والملح ما ولدت خالده
هم يطعمون سديف العشار والشحم في الليلة البارده
هم يطعنون صدور الكماة والخيل تطرد أو طارده
يذكرني حسن آلئهم تأوه معولة فاقده
فأم سماك فل تجزعي فللموت ما تلد الوالده
ل تلد للموت ولكن ذلك للعاقبة كما ذكرنا ومعنى الصيرورة والعاقبة في هذا سواء
وإن اختلف اللفظان
باب لم التبيين
لم التيبيين تلحيق بعيد المصيادر المنصيوبة بأفعال مخزولة مضمرة لتيبين مين
المد عو له ب ها وذلك قولك سقيا ورع يا ورح با ونع مة وم سرة وخي بة ودفرا و سحقا
وبعدا قال :سيبويه كل هذا منصوب على إضمار الفعل المختزل استغناء عنه بها
ثم نقول في تف سير ذلك تأويله سقاك ال سقيا ورعاك ال رع يا وخي به خي بة و ما
أش به ذلك وإن ما اختزل الف عل لن هم جعلوا الم صدر بدل م نه ثم تل حق لم ال تبيين
فيقال سقيا لزيد ورعيا له وتبا لعمرو ونكرا له وجوعا له ونوعا لنه لول هذه اللم
لم يعلم مين المدعيو له بشييء مين هذا أو المدعيو علييه ،ومين ذلك قول ال عيز
وجل :فسحقا لصحاب السعير وربما جاءت مصادر ل تكاد تستعمل أفعالها إل
أن تأويلها هذا التأويل كما قال ابن ميادة:
تفاقد قومي إذ يبيعون مهجتي بجارية بهرا لهم بعدها بهرا
فإن ما أدخل اللم في قوله بهرا لهم للتبيين ومعنى بهرا تعسا لهم كذلك يقول بعض
أ هل الل غة ،وقال بعض هم مع نى بهرا ل هم غل بة ل هم وقهرا ل هم كأ نه د عا علي هم
بالغلبية قالوا ،ومين ذلك قولهيم بهير القمير الكواكيب إذا قوي ضوءه فغلب ضوء
الكواكب ،وقد تستعمل بهرا لفلن بمعنى التعجب كما ،قال الشاعر:
ثم قالوا تحبها قلت بُهرا عدد النجم والحصى والتراب
إن ما معناه عج با ل هم ورب ما تر كت العرب إظهار هذه اللم إذا علم الدا عي أ نه قد
علم المعنى بدعائه وعلى ذلك جاء هذا البيت وربما جيء بها توكيدا وإن كان العلم
محي طا بأن المخا طب قد عرف المق صود بالدعاء قال :سيبويه ومجرى هذه اللم
في التبيين هاهنا مجرى بك التي تقع بعد قولك مرحبا بك لنها تكون للبيان هناك
بمنزلة اللم هاهنا فهما تجريان في التبيين مجرى واحدا ،وقد تستعمل أسماء في
32
الدعاء ليست بمصادر فتجري هذا المجرى في النصب وإلزام اللم تبيينا كقوله :م
ويل لزيد وتربا له وجندل وما أشبه ذلك فاللم للتبيين ل بد منها إل أن تترك لعلم
المخاطب قال :جرير
كسيا اللؤم تيميا خضرة فيي جلودهيا فويل لتييم مين سيرابيلها الخضير؛وأميا قول
الشاعر واها لريا ثم واها واها هي المنى لو أننا نلقاها ،فإن اللم للتبيين ومعنى
هذا الكلم التعجب والتمني إل أنه ليس بمصدر صحيح لنه لو كان على لفظ الفعل
لكان ينطيق بفعله وميا كان مين هذه السيماء سيوى المصيادر فالرفيع فيهيا جائز
وت صير اللم لم ال خبر ال تي ت قع لل ستحقاق ،و قد شرح نا وجوه ها في ما م ضى
وذلك قولك و يح لز يد وو يل له ير فع بالبتداء وال خبر والمع نى ف يه مع نى الدعاء
معناه ثبت هذا لهم واستحقوه قال ال جل وغزويل للمطففين و ويل يومئذ للمكذبين
،وقد روي بيت جرير بالرفع
فويل لتيم ،وقال حسان :
أهاجيتم حسان عند ذكائه فغي لولد الحماس طويل
و قد ت قع لم ال تبيين في غ ير هذا المو ضع و هي ال تي تج يء بمع نى كي ،و قد
ذكرناهيا فيميا مضيى والفرق بيين هذه وتلك أن تلك تدخيل على الفعال المسيتقبلة
وهذه على السماء ،وقد مضى شرحها.
باب لم لو
اعلم أن لو تليهيا الفعال ومعناهيا أن الشييء ممتنيع لمتناع غيره وتسيتقبل باللم
جوا با ل ها ورب ما أضمرت اللم ل نه قد عرف موقع ها و هي ضد لول فلذلك فرق نا
ب ين لميهما وذلك قولك لو جاء ز يد لكرمتك والمع نى إن إكرامي إياك إنما امتنع
لمتناع زيد عن المجيء فهذا معنى امتناع الشيء لمتناع غيره واللم هي الجواب
وإذا وقيع بعيد لو اسيم ،فإن ميا يقيع على إضمار فعيل رافيع له أو ناصيب لنهيا
بالفعل أولى إذ كانت موضوعة له وذلك قولك لو زيدا لقي ته لكرمتك تنصبه بفعل
مضمر هذا تفسيره والرفع فيه ضعيف ،وكذلك تقول لو زيد قدم لكرمته ترفعه
بفعل مض مر ك ما قال ال تعالى ذكره{ :قل لو أن تم تملكون خزائن رحمة ر بي إذا
لم سكتم}؛ تر فع أن تم بف عل مض مر يف سره الظا هر ،و قد يجوز في غ ير مذ هب
سيبويه رف عه بالبتداء و من أمثال العرب لو ذات سوار لطمت ني قال ال مبرد في ما
فسره من مسائل سيبويه إنه مرفوع بفعل مضمر وأنشد المبرد
باب لم لول
اعلم أن لول نقي ضة لو وذلك أن الش يء ممت نع ب ها لوجود غيره وتلزم ها اللم في
الخير وتقع بعدها السماء ول تقع بعدها الفعال ضدا لما كان في باب لو فالمرتفع
بعدهيا يرتفيع بالبتداء والخيبر مضمير واللم داخلة على الجواب وذلك قولك لول
زييد لكرمتيك والمعنيى إن الكرام إنميا امتنيع لحضور زييد فترفيع زيدا بالبتداء
33
وال خبر مض مر واللم جواب لول وذلك قولك لول ز يد أها به أو أكر مه و ما أش به
ذلك لكرمتك قال :ال عز وجل :لول أنتم لكنا مؤمنين ،قال الشاعر:
لول الحياء وأن رأسي قد عسا فيه المشيب لزرت أم القاسم
،وقال نصيب
ولول أن يقال صبا نصيب لقلت بنفسي النشأ الصغار
،وقال آخر:
لول الحياء لهاجني استعبار لزرت قبرك والحبيب يزار
باب لم التكثير
لم التكثيير هيي المزيدة فيي ذلك والسيم منيه عنيد البصيريين ذا واللم للتكثيير
والكاف للخطاب ول موضيع لهيا مين العراب قال :سييبويه الدلييل على أنيه ل
موضع لها من العراب أنه لو كان ل ها موضع من العراب لو جب أن تكون في
موضع خفض أو نصب لنها ل تكون ضميرا لمرفوع ،فإن زعم زاعم أنها في
مو ضع ن صب و جب أن يقول ذاك نف سك ز يد وأن يقول ذاك نف سك ز يد إذا قدر ها
في مو ضع خ فض وذا ل يقوله أ حد وكان ي ستحيل من ج هة أخرى و هو أ نه إذا
قدرها مخفوضة ،فإن ما يخفضها بتقدير إضافة ذا إليها والمبهم ل يضاف واللم
زائدة بالجماع وإن قدرهيا مخفوضية باللم وجيب أن تكون ذا مضافية إلى الكاف
أيضيا باللم كميا يقول هذا لزييد إضافية ملك واسيتحقاق فكان يسيتحيل الكلم لن
الغرض وكذلك قولك : :ذاك وذلك إنميا هيو إشارة إلى المخاطيب ليخيبر عنيه بعيد
ذلك وعلى هذا التقد ير يكون م خبرا ع نه فالكلم ي تم بال خبر وذاك كلم غ ير تام أل
ترى أنك لو قلت ذاك وسكت لم يكن كلما تاما قال :سيبويه اللم في ذلك لتأكيد
الشارة ول يجميع بينهيا وبيين الهاء التيي للشارة ،فإن ت تقول ذاك زييد وذلك
زيد وهذا زيد ول يجوز أن تقول هذا لك زيد فتجمع بين اللم و ها لنهما يتعاقبان
،وقال الفراء وجم يع الكوفي ين هذه اللم للتكث ير و هي وإن كا نت تكثيرا ف قد أفادت
فائدة ولم تزد هدرا وهي ال تي ذكرنا ها وال سم من ذلك ع ند الكوفي ين الذال وحد ها
واللف صلة واللم تكثير والكاف للخطاب ،وقد تزاد لم التكثير في أولئك فيقال
أول لك كما ،قال الشاعر:
أول لك قومي لم يكونوا أشابة وهل يعظ الضليل إل أول لكا
وقد تشدد أل لك فيقال أل لك
باب اللم المزيدة في عبدل
اعلم أن النحويين أجمعوا على أن حروف الزوائد عشرة وهي الواو والياء واللف
والهمزة والتاء والنون والسين والهاء والميم واللم وذكروا مواقع هذه الحروف في
الزيادة كالواو في كوثر وعجوز والياء في سعيد واللف في غزال وحمار والهمزة
في أحمر وأصفر والتاء في الهندات والسين في استخرج والنون في نذهب والهاء
34
فيي الوقيف وكذلك قولك : :ارميه وعيه وشيه ونحيو قوله تعالى {:ميا أغنيى عنيي
ماليه* هلك عني سلطانيه} مع ما بين من شروطها وأحكامها في الزيادة في كتب
التصيريف وذكروا أن اللم لم تزد على هذا المعنيى إل فيي قولهيم عبدل وهيم
يريدون به الع بد ك ما قالوا في الزرق زر قم و في ال سته ستهم فهذا الحرف مت فق
على زيادة اللم ف يه وذ كر ا بن العرا بي أ نه يقال للقراد ح سدل وأ صله عنده ح سد
واللم زائدة والح سد الق شر وم نه اشتقاق الح سد كأن الحسيد يل صق بقلب النسيان
فيقشره كما يلصق القراد بجلد البعير قال :ويقال هو القراد والطلح والعل والجحن
والح جن والحمنة والحمنا نة والقرشام والح سدل والبرام بمعنى وا حد وز عم ب عض
أ هل الل غة أ نه يقال لولد النعام الهي قل واله يق قال :فاللم في الهي قل زائدة ،وقال
غيره بل يقال للذ كر من النعام اله قل والن ثى الهقلة ف من قال :الهي قل ،فإ نه زاد
الياء واللم أصلية وتقديره فيعل بمنزلة البيطر والحيدر
باب اللم المزيدة في لعل
أجمع النحويون على أن أصل لعل عل وأن اللم في أوله مزيدة واستدلوا على ذلك
ب قول الشاعير :ييا أبتيا علك أو عسياكا ،وقال آخير :عيل صيروف الدهير أو
دولت ها يدلن نا الل مة من لمات ها قالوا فلو كا نت اللم أ صلية في أوله لم ي جز حذف ها
لن المع نى ب ها كان يك مل وفي ها خ مس لغات عل ول عل ول عن و عن وأن بهمزة
مفتوحة ونون مشددة فأما لعل فالشاهد عليها أكثر من أن يحصى قال ال جل وعز
لعيل ال يحدث بعيد ذلك أمرا؛ و ،قال الشاعير :لعلك إن مالت بيك الرييح ميلة
على ابي ذبيان أن تتندما ،وقال الفرزدق في لعن
ألستم عائجين بنا لعنا نرى العرصات أو أثر الخيام
وللعرب فيها لغتان المجمع عليها منها هي التي تنصب السم وترفع الخبر ،وقد
روي أن بعضهيم يخفيض بهيا وأنشدوا وداع دعيا هيل مين مجييب إلى الندى فلم
ي ستجبه ع ند ذاك مج يب فقلت ادع أخرى وار فع ال صوت داع يا ل عل أ بي المغوار
منك قريب فخفض بها كما ترى وهذا شعر قديم ومثل هذا يروى على شذوذه ول
يقاس عل يه ؛ وأ ما مج يء أن مفتو حة مشددة بمع نى ل عل فل غة مشهورة معرو فة قد
جاءت في كتاب ال تعالى وكلم الفصحاء من العرب قال :سيبويه قلت للخليل ما
تأوييل مين قرأ قيل إنميا اليات عنيد ال وميا يشعركيم أنهيا إذا جاءت ل يؤمنون
بالفتيح قال :تأويله لعلهيا إذا جاءت ل يؤمنون ول يجوز أن تكون منصيوبة بإيقاع
يشعركم عليها لنه يصير عذرا للقوم في طلبهم اليات قال :والعرب تقول امض
إلى السوق أنا نشتري غلما يريدون لعلنا نشتري غلما وأنشد الخليل وسيبويه:
قلت لشيبان ادن من لقائه أنا نغدي القوم من شوائه
يريد لعلنا وزاد الفراء في معنى فتح أن في هذه الية وجها آخر قال :يجوز أن
يكون تأويله وميا يشعركيم أنهيا إذا جاءت يؤمنون أو ل يؤمنون فيكون فيي الكلم
35
حذف يدل عل يه ما قبله وتكون أن من صوبة ب ما قبل ها وأك ثر القراء على ك سر إن
على البتداء والقطع مما قبله وهو الوجه المختار.
باب لم إيضاح المفعول من أجله
هذه اللم تجيء مبينة علة إيقاع الفعل وذلك قولك إنما أكرمت زيدا لعمرو أي من
أجل عمرو وإنما بررت أخاك لك أي من أجلك ،وكذلك ما أشبه هو ربما دخلت
على الف عل الم ستقبل فكا نت بمنزلة لم كي في ن صب ما بعد ها لن ها متضارعان
يجيئان مبينين علة إيقاع الف عل وب عض الناس يقول إذا دخلت على الف عل الم ستقبل
فهي لم كي بعينها وإذا دخلت على السماء فهي التي تبين المفعول ،والقول فيهما
سلِ َم لِرَبّ
وا حد ،و قد شرحناه في باب لم كي وم نه قوله تعالى َ { :وأُمِرْنَا لِنُ ْ
الْعَالَمِينَ} ( )71سورة النعام وما أمروا إل ليعبدوا ال ومنه قول الشاعر:
أريد لنسى ذكرها فكأنما تمثل لي ليلى بكل سبيل
تقديره أريد وإرادتي لهذا أي لنسيان ذكرها قال أبو العباس المبرد تقول أمرتك أن
تف عل وأمر تك أن تف عل بالجزم وأمر تك بأن تف عل وأمر تك لتف عل من قال :أمر تك
بأن تف عل كأ نه قال :أمر تك أن بالف عل و من قال أمر تك أن تف عل ف هو قب يح بالجزم
لنه وصل أن بفعل المر وكان سبيله أن ينقله إلى لفظ المر للغائب فيقول أمرتك
أن اف عل ك ما تقول أمر تك أن قم وكت بت إل يك أن اخرج و من قال أمر تك أن تف عل
بالنصب فهو وجه جيد وإنما أراد أمرتك بأن تفعل فلما حذف الخافض تعدى الفعل
فنصب كما ،قال الشاعر :أمرتك الخير فافعل ما أمرت به فقد تركتك ذا مال وذا
ن شب و من قال أمر تك لتف عل ف قد أ خبر بالعلة ال تي من أجل ها أ مر فهذه اللم تبين
علة وقوع الف عل و هي لم كي مع الفعال ،و من هذا الباب قوله عز و جل{ :إِنّمَا
َهي كُن فَيَكُونيُ} ( )40سيورة النحيل ؛ لن بعيض لل ُ
َاهي أَن ّنقُو َ
ي ٍء إِذَا أَرَدْن ُ
قَ ْولُنَا لِشَ ْ
العلماء يذ هب إلى أن التقد ير إن ما قول نا من أ جل ش يء إذا أردناه لن القول عنده
غير واقع بالشيء لن الشيء إن كان معدوما فخطابه غير جائز وإن كان موجودا
فهو مستغن عن التكون بوجوده ولكنه تمثيل كأنه قال :إذا أردنا شيئا قلنا من أجله
كن فيكون وأكثر أهل النظر يذهب إلى أنه ل قول هناك وأنه تمثيل للفعل كأنه قال
:إذا أردنا تكوين شيء تكون ليدل على تيسير كون الشياء عليه وهذا مشهور في
اللغية معروف أن يكون القول صيلة للفعيل كقولك :قلت بيدي فحركتهيا إنميا ترييد
حر كت يدي وقلت بمتا عي فرفع ته ،وقال الحائط ف سقط و شبيه بهذا ما ل قول ف يه
على الحقيقة قول الشاعر
امتل الحوض ،وقال قطني سل رويدا قد ملت بطني تقديره لو كان ممن يتأنى
له القول لقال مثل هذا لما في حاله ومشاهدته من الدليل عليه كما قال :
يشكو إلي جملي طول السرى يا جملي ليس إلي المشتكى
36
ول قول هناك ول شكوى على الحقيقة وإنما يراد به ما تدل عليه مشاهدة الحال ،
وقد كشف هذا المعنى عنترة في وصف فرسه فقال:
فازور من وقع القنا بلبابنه وشكا إلي بعبرة وتحمحمي
و كان يدري ما المحاورة اشتكى ولكان لو علم الكلم مكلمي
باب اللم التي تعاقب حروفا وتعاقبها
اعلم أن العرب قد تبدل الحروف بعض ها من ب عض إذا تقار بت مخارج ها ول تكاد
تبدل ما بعد مخرجه وذلك نحو قولهم :سمد رأسه وسبده إذا استأصل أ خذ شعره
والصل الباء والميم بدل منها وكما قالوا أرقت الماء وهرقته وإياك وهياك وإبرية
وهبرية لحزاز الرأس والصل الهمز في هذه الحرف والهاء معاقبة لها وكما قالوا
جدف وجدث للقبر وغير ذلك مما يكثر تعداده مما هو معروف عند أهل اللغة من
القلب والبدال ،وكذلك أيضيا فعلوا باللم وميا قاربهيا مين الحروف فقالوا هتنيت
ال سماء وهتلت ولعمري ورعملي فقدموا وأخروا ،وقالوا بع ير ر فل ور فن إذا كان
سابغ الذنب والصل اللم والنون بدل منها قال :عديي سمو إلى أوصال ذيال رفن
أراد رفل فقلب اللم نونيا ،وقالوا لضرب مين الطيور الرهادن والرهادل واحدهيا
رهدل ورهدن قال :ابين السيكيت هيو شيبيه بالقيبر ويقال لميا بقيي مين الماء فيي
الحوض الغرييل والغريين إلى نظائر لذلك كثيرة فأميا قولهيم أصييلل وأصييلن
فكذلك أيضا إل أن أصيلنا جمع جمع أصيل كأنه قيل أصيل وأصل وجمع أصل
فقيل أصلن كما قيل في جمع كثب كثبان فأصلن جمع الجمع ثم صغر أصلن
فقيل أصيلن ثم أبدلت اللم من النون فقيل أصيلل
باب اللم التي بمعنى إلى
ن } ( )193سورة آل وذلك في قول ال تعالى{ :رّبّنَا إِنّنَا سَمِعْنَا ُمنَادِيًا يُنَادِي لِلِيمَا ِ
عمران قال :بعضهيم معناه ينادي إلى اليمان ،وقال بعضهيم تقديره إننيا سيمعنا
منادييا لليمان ينادي فأميا قوله تعالى { ،وقالو ْا الْحَمْ ُد ِللّهِي الّذِي هَدَانَا لِهَذَا } ()43
سورة العراففل خلف ف يه أن تقديره هدانا إلى هذا فهذه لم إلى و في هدا نا ثلث
لغات يقال هديتيه الطرييق كميا قال ال :اهدنيا الصيراط المسيتقيم؛ وهديتيه إلى
الطريق كما قال تعالى { :ا َوإِنّ كَ لَتَهْدِي ِإلَى صِرَاطٍ مّ سْ َتقِيمٍ} ( )52سورة الشورى؛
ي الّذِي هَدَانَيا لِهَذَا } ( )43سيورة وهديتيه للطرييق كميا قال تعالى { :ا ْلحَمْ ُد ِللّه ِ
العراف؛ و إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم أي إلى التي هي أقوم
ت } ( )57سورة العراف؛ فجائز أن تكون اللم سقْنَاهُ لِ َبلَدٍ مّيّ ٍ
فأ ما قوله تعالى ُ { :
لبيان المفعول مين أجله فيكون المعنيى سيقناه مين أجيل بلد مييت وجائز أن تكون
بمعنى إلى فيكون التقدير سقناه إلى بلد ميت.
باب لم الشرط
37
لم الشرط على ضربين تكون مع فعل المر معطوفا على فعل مثله فيكون الكلم
بمع نى الجزاء وتكون داخلة على حرف الشرط فت ستقبل بلم التوك يد ل بد من ذلك
فالمثال الول قول ال جيل وعيز :اتبعوا سيبيلنا ولنحميل خطاياكيم؛ فهذا شرط
وجزاء والدليل على ذلك تكذيب ال تعالى إياهم بقوله وما هم بحاملين من خطاياهم
مين شييء إنهيم لكاذبون يرييد أنهيم إنميا يغرونهيم بهذا الشرط الذي شرطوا لهيم
والجزاء ،فإن خطاياهيم غيير محمولة عنهيم ول موضوعية وظاهير هذا الكلم
المير ومعناه الجزاء وتلخيصيه باللم كميا ذكرت لك ؛ وأميا قوله تعالى متصيل
بهذا وليحملن أثقالهيم وأثقال ميع أثقالهيم؛ فتأويله وال أعلم ليحملن أثقال أنفسيهم ؛
يعني أوزار خطاياهم ردا على هؤلء الذين شرطوا هذا الشرط الذي ذكرناه وأثقال
مع أثقال هم ؛ يع ني أوزارا مضا فة إلى أوزار خطايا هم لن من أغوو هم فعلي هم
أوزار إغوائهم كما يروى أن من سن سنة خير فله أجرها وأجر العاملين بها من
غير أن ينقص من أجورهم شيء ،وكذلك من سن سنة سوء ،فإنه يأثم لجل
من ا ستن بفعله من غ ير أن ين قص من إ ثم من ا ستن ب ها ؛وأ ما مثال دخول لم
الشرط على حرف الجزاء فمثل قوله تعالى :لئن
لم يف عل ما آمره لي سجنن؛ و كل لئن لم ين ته لن سفعا بالنا صية؛ فهذه اللم ي سميها
بعضهيم لم الشرط للزومهيا حرف الشرط واسيتقبالها بالجزاء مؤكدا وهيي فيي
الحقيقة لم القسم كأن قبلها قسما مقدرا هذا جوابه ،وأكثر هذه اللمات ترجع إلى
أ صل وا حد م نه تشعب ها وتنوع ها و سنذكر هذا في باب مفرد مشرو حا إن شاء ال
تعالى.
باب اللم التي تكون موصلة لبعض الفعال إلى مفعوليها وقد يجوز حذفها
وذلك قولك نصحت زيدا ونصحت لزيد والمعنى واحد ،وكذلك تقول شكرت لزيد
وشكرته قال ال عز وجل :اشكر لي ولوالديك؛ ،وقال :و أنصح لكم وأعلم من ال
مال تعلمون ،وكذلك تقول :كلت لزييد الطعام وكلتيه الطعام ووزنتيه ووزنيت له
قال ال تبارك وتعالىَ { :وإِذَا كَالُوهُم ْي أَو وّزَنُوهُم ْي ُيخْسِيرُونَ} ( )3سيورة المطففيين؛
ف لَكُم } ( )72سورة النمل؛ تقديرهومن ذلك قوله تعالى ُ { :قلْ عَ سَى أَن يَكُو نَ رَدِ َ
ردف كم والمع نى وا حد وأ هل التف سير يقولون معناه د نا ل كم وهذا ل يس بمق يس أع ني
إدخال هذه اللم ب ين المفعول والف عل وإن ما هو م سموع في أفعال تح فظ ول يقاس
علي ها أل ترى أ نه غ ير جائز أن يقال ضر بت لز يد وأكر مت لعمرو وأ نت تر يد
ضربت زيدا وأكر مت عمرا ومهما ثبتت به رواية صحيحة أل حق به هذا منت هى
القول في اللمات وأنواعهيا ومواقع ها وإن ورد منهيا ميا لم نذكره فلن يخرج عن
أصل من هذه الصول الب تة فتدبر ما يرد عل يك منها ،فإ نه راجع إلى ب عض ما
ذكرناه إن شاء ال.
38
باب معرفة أصول هذه اللمات وبيان تشعبها منها
اعلم أن هذه اللمات كل ها على اختلف مواقع ها وتبا ين ت صرفها متشع بة من
عشر لمات وهي الصول لها كلها وهي الصلية ،ولم الضافة ،ولم التوكيد ،
ولم الميييير ،ولم الجحود ،ولم البدل ،ولم الجواب واللم المزيدة ،ولم
الفصل ،ولم العاقبة ،وقد مضى شرحها مع سائر اللمات فيما مضى مستقصى
إل أن تلخييص ذلك أن تعلمأن لم الضافية تجميع لم الملك ،ولم السيتحقاق ،
ولم المقسم به ،ولم المضمر ،ولم النفي ،ولم المنادى ،ولم التعجب ،ولم
ال تبيين ،ولم الم ستغاث الم ستغاث به ،ولم المفعول من أجله واللم ال تي تكون
وصلة لبعض الفعال إلى مفعوليها كل هذه اللمات متشعبة من لم الضافة ؛وأما
لم التوكيد ،فإنها تجمع لم الق سم ،ولم إن ،ولم البتداء واللم اللزمة للفعل
الم ستقبل في المو جب في الق سم ؛وأ ما لم ال مر ،فإن ها تج مع لم ال مر ،ولم
الجزاء ،ولم الفصل تجمع لمين اللم التي تلزم إن المكسورة المخففة من الثقيلة
،ولم اليجاب في القسم ؛وأما اللم الزائدة ،فإنه يدخل تحتها لم التكثير ،ولم
لعيل ،ولم عبيد لشرح ذلك أن تعلم أن لم الضافية تضييف الملك إلى المالك
كقولك :هذه الدار لزيد وهذا المال لعمرو ،وكذلك تضيف ما استحق من الشياء
إلى مسيتحقه كقولك :الشكير لك والحميد ل ،وكذلك تضييف معنيى القسيم إلى
المقسم به كقولك :ل لخرجن لنها صلة فعل مقدر قبلها تقديره أقسم بال وحروف
الخفض كلها صلت للفعال أل ترى أنك إذا قلت مررت بزيد ،فإن ما أوصلت
مرورك إلى زيد بالباء ولذلك قال سيبويه :إذا قلت كتبت بالقلم فالمعنى أن الكتا بة
مل صقة بالقلم فأ ما لم المض مر فحكم ها في إضا فة الملك وال ستحقاق والع مل ح كم
اللم ال تي مع الظا هر الخافضة إل أ نا فرق نا بينه ما لندل على العلة ال تي من أجل ها
ك سرت مع الظا هر وفت حت مع المض مر ،وكذلك لم الن في ،ولم المنادى إن ما
ي ضي ،فإن الن في والنداء إلى ما يت صلن به وكذلك قولك : :ل غل مي لك و يا
بؤس للحرب ،ولم التع جب كذلك في قوله اعجبوا لز يد ولز يد ما أعل مه إن ما هي
موصلة لمعنى الشيء الذي من أجله وقع التعجب إلى المتعجب منه ،وكذلك لم
ال تبيين والم ستغاث والم ستغاث به و سائر هذه اللمات على هذا التقد ير ؛وأ ما لم
التوكييد ،فإنهيا مؤكدة لميا دخلت علييه ،وكذلك لم البتداء للتوكييد ،ولم إن
للتوك يد ،ولم الشرط للتوك يد ،ولم الق سم للتوك يد ،وكذلك سائر ما يتعلق ب ها
وإنما فصلنا بينها فيما مضى لندل على مواقعها وأحكامها ،ولم الجواب تجمع لم
لو ،ولم لول ،ولم جواب القسم ،وكذلك لم الفصل لنها تزاد بعد إن المخففة
من الثقيلة ليفصل بينها وبين النافية ومع الفعل المستقبل الموجب في القسم ليفصل
بي نه وب ين المن في ؛وأ ما شرح اللمات الزوائد في عبدل وح سدل ول عل وذلك و ما
اتصل بها ففيما مضى من الشرح غنى عن إعادته وفيه دليل واضح على اجتماعها
39
في معنى الزيادة وافتراقها في أحكامها ومواقعها ففصلنا بينها حيث وجب الفصل
وجمعنا حيث وجب الجمع ولول اختلف مواقع هذه اللمات وتباين أحكامها وعللها
وشروط ها لكان لقائل أن يقول اللمات كل ها متشع بة من لم ين لم أ صلية ،ولم
زائدة وهيي لعمري كلهيا ترجيع إلى هاتيين اللميين إل أنيا لو اقتصيرنا لمتطلب
اللمات على هذه الحكاية تعسر عليه جمعها وتفصيلها وموقعها من كتاب ال تعالى
وكلم العرب وأشعارها
باب أحكام اللمات في الدغام
إن ما نذ كر هذا ليكون هذا الكتاب جام عا لمعا ني اللمات وأحكام ها ومع نى الدغام
إن ما هو إدخال حرف في حرف واشتقا قه من قول العرب أدغ مت اللجام في في
الفرس إذا أدخلته فيه قال ساعدة بن جؤية:
بمقربات بأيديهم أعنتها خوص إذا فزعوا أدغمن في اللجم
يقول أدخلت رؤوسهن في اللجم والدغام في كلم العرب على ضربين أحدهما أن
يلتقيي حير ،فإن مثلن متحركان وميا قبيل الول منهميا متحرك فتسيكن الول
وتدغ مه في الثا ني وإظهار ذلك غ ير جائز ن حو صل و مل و شد و مد وأشباه ذلك
والخير أن يلتقيي حير ،فإن مختيل ،فإن إل أن أحدهميا مقارب للخير فيي
المجان سة أو المخرج فتبدل الول من ج نس الثا ني وتدغ مه ف يه في صير من ل فظ
الثا ني كقولك :الرح من الرح يم وال سميع والذا هب و ما أش به ذلك نقول على هذه
المقدمة الدغام وصلك حرفا ساكنا بحرف مثله من موضع واحد أو موضعين من
غ ير حر كة تف صل بينه ما ول وق فة في صيران بتداخله ما كحرف وا حد ين بو الل سان
عنه ما نبوة واحدة ويش تد الحرف ول يس غرض نا شرح الدغام فنأ تي على وجو هه
وأحكامه وإنما ذكرنا منه أصل يدل على وجوهه لتعلقه بمقصدنا ثم نرجع إلى ذكر
اللم واعلم أ نه ل بد من أن تعرف مخرج الحرف الذي تر يد أن تعرف حك مه في
الدغام والحروف المجانسة له فمخرج اللم من طرف اللسان وتقاربه في مخرجه
الراء والنون قال :سييبويه مخرج اللم مين حافية اللسيان مين أدناهيا إلى منتهيى
طرف اللسان ما بينها وبين ما يليها من الحنك العلى وما فويق الضاحك والناب
والرباعيية والثنيية ومخرج النون مين طرف اللسيان بينيه وبيين ميا فوييق الثناييا
ومخرج الراء أدخيل مين مخرج النون واللم فيي ظهير اللسيان قليل لنحرافيه إلى
اللم و في الراء تكر ير ل يس في اللم ول النون والراء من مخرج اللم ك ما ترى
وإن تباعدا عنه أدنى تباعد فالمخرج واحد وتقارب اللم في مخرجها الطاء والدال
والتاء والظاء والذال والثاء وال سين والش ين وال صاد والضاد والزاي فلذلك صارت
اللم تد غم في هذه الحروف على ما أذكره واعلم أن النون تد غم في اللم كقولك:
من لك ،فإن شئت بغنة وإن شئت بغير غنة ول يكون ذلك إل من كلمتين قال :
سيبويه ليس في كلم العرب نون ساكنة قبل راء ول لم في كلمة واحدة ليس فيه
40
م ثل ق نل ول ق نر ول ع نر ول ع نل و ما أش به ذلك قال :ل نه لو ب ين لث قل علي هم
لقرب المخرجيين كميا ثقيل بيان التاء ميع الدال فيي ود وعدان ولو أدغيم التبيس
بالمضاعف وجاز الدغام في ود وعدان لن صوتهما من الفم والنون ليست كذلك
لنها تصير غنة في الخياشيم فتلتبس بما ليس فيه غنة واللم تدغم في الراء نحو
قولك الراكيب والراهيب والرحمين والرحييم ول يجوز إدغام الراء فيي اللم نحيو
قولكك مر لبيدا ل يكون في هذا إل الظهار وذلك أن في الراء تكريرا فلو أدغمت
في اللم ذهب التكرير فل يجوز إدغام حرف فيه مزية وفضل على مقاربه فيه في
هذا المو ضع و في جم يع العرب ية ل نه لو أد غم ف يه ذ هب الف ضل الذي له ،وكذلك
النون تدغيم فيي الراء كقولك :مراشيد وأنيت ترييد مين راشيد والظهار جائز ول
يجوز إدغام الراء فيها كما لم يجز إدغامها في اللم والعلة واحدة
،ولم المعرفة تدغم في أربعة عشر حرفا ل يجوز إظهارها معها لكثرة دور لم
المعرفة في الكلم وتكرارها فيه وكثرة موافقتها لهذه الحروف قال :سيبويه وذلك
لن اللم من طرف الل سان ك ما ذكرت لك واثنا ع شر حر فا من هذه الحروف من
طرف اللسان وحر ،فإن منها يخلطان طرف اللسان فلما اجتمع فيها هذا وكثرتها
في الكلم لم يجز إل الدغام والثنا عشر حرفا النون والراء والدال والتاء والصاد
والطاء والظاء والزاي والسين والثاء والذال ولم مثلها تكون لغير التعريف والحر ،
فإن اللذان خالطاهيا الضاد والشيين لن الضاد اسيتطالت لرخاوتهيا حتيى اتصيلت
بمخرج اللم والشين كذلك اتصلت بمخرج الطاء ول يجوز إظهار لم المعرفة مع
شيء من هذه الربعة عشر حرفا وذلك قولك التائب والتائبون السائحون الراكعون
السياجدون والصيلة والسياحب والذاهيب واللعيب وميا أشبيه ذلك وهيي معروفية
الموا قع في كتابال عز و جل :وكلم العرب فإذا كا نت اللم لغ ير التعر يف ن حو
لم مثييل وبييل فدخلت على بعييض هذه الحروف جاز الظهار والدغام وكان
الظهار في بعضها أحسن والدغام في بعضها أحسن فمما يكون الدغام فيه أحسن
قولك هيل رأييت لقرب الراء مين اللم والظهار أقبيح ول أعلم وهيي فيميا حكيى
سييبويه لغية لهيل الحجاز ،وكذلك ميع الطاء والدال والصياد والزاي والشيين
والظهار أجود والدغام أق بح وين شد لطر يف الع نبري تقول إذا ا ستهلكت مال للذة
فطي مة هش يء بكف يك لئق ير يد هل ش يء فأد غم اللم في الش ين ،و قد قرأ أ بو
عمرو بين العلء هثوب الكفار ميا كانوا يفعلون بالدغام ،وقيد قرئ هيل ثوب
بالظهار والظهار أحسن وأنشد سيبويه لمزاحم العقيليك
فدع ذا ولكن هتعين متيما على ضوء برق آخر الليل ناصب
يريد هل تعين فأدغم اللم في التاء وأنشد غيره أل ليت شعري هتغيرت الرحا رحا
المثل أم أضحت بفلج كما هيا والظهار أحسن
باب من مسائل اللم نختم به الكتاب
41
اعلم أ نك إذا قلت ز يد لينطل قن وع بد ال لبوه أف ضل م نك و ما أش به ذلك ،فإن
الب صريين يرفعو نه بالبتداء ويجعلون اللم و ما بعده خبره وإن ما جاز عند هم ل ما
كان المبتدأ قد سبق إل يه فرف عه وكان ما بعده خبرا ع نه واللم مؤكدة له ؛ وأ ما
الكوفيون ،فإن هذا عند هم غ ير جائز إل من كلم ين كأ نه يرت فع ز يد با سم مثله
في ن ية المتكلم ولم ي جز أن يكون كل ما واحدا عند هم لن اللم تق طع ما قبل ها مما
بعد ها ول يت صل بع ضه بب عض فلذلك لم ي كن ما بعد ها خبرا ع ما قبل ها ،وكذلك
زيد إنه قائم وعبد ال هل قام ل يكون عندهم إل على كلمين وهو عند البصريين
جائز ،فإن قلت زيد حلفت لضربنه أو زيد أشهد إنه لعالم أو زيد قلت لك اضربه
أو زييد قلت له ليقيم كان هذا كله عنيد الكوفييين مين كلم واحيد وذلك أن هذه
الحروف صارت صلة للفعل الذي قبلها واتصل الفعل بالسم الذي قبله فصار في
مو ضع خبر وارت فع ال سم ب ما عاد عل يه من ذكره و هو كله ع ند الب صريين على
البتداء وال خبر جائز ،فإن قلت لز يد أ كل طعا مك لم ي جز تقد يم ش يء م ما ب عد
اللم علي ها لن ها حاجزة فا صلة ولو قلت طعا مك لز يد أ كل لم ي جز أن تقدم مفعول
الخبر على اللم ول يتقدم مفعول ما بعد اللم عليها إل في خبر إن وكذلك قولك: :
إن زيدا ل كل طعا مك ،فإن قد مت الطعام فقلت إن زيدا طعا مك ل كل كان ذلك
جائزا عند البصريين والكوفيين معا قالوا لن دخول اللم وخروجها سواء أل ترى
أن قولك إن زيدا آ كل طعا مك وإن زيدا ل كل طعا مك سواء هذا احتجاج هم جمي عا
فيي إجازة هذا وعندي أن المير على خلف ميا ذهبوا إلييه ولو كان كذلك لوجيب
إجازة تقدييم المنصيوب بخيبر البتداء على لم البتداء وكذلك قولك : :لزييد آكيل
طعا مك فكان يلزم أن يقال طعا مك لز يد آ كل لن دخول هذه اللم وخروج ها سواء
كدخولهيا فيي خيبر إن وخروجهيا فجارييت فيي ذلك أبيا إسيحاق الزجاج فقال لم
البتداء مقدرة قبلهيا يميين فهيي جواب القسيم فألزمتيه مثيل ميا ذكرت لك فيي لم
البتداء في هذا الكتاب والفرق بينهما وبين لم القسم من أن يكون الرجل إذا قال :
لزيد قائم وزيد غير قائم إنه حانث وتلزمه كفارة اليمين فقال ذلك غير واجب لن
هذه اللم تؤ كد تأك يد لم الق سم ،والقول في ذلك أ نه إن ما امت نع من تقد يم ما ب عد
هذه اللم علي ها لن ها لم البتداء ول ها صدر الكلم ول ي سبق البتداء ش يء وجاز
تقد يم ما ب عد لم إن علي ها من المن صوب بخبر ها لن ها في الحقي قة مقدرة ق بل إن
فكأن المقدم قبلها وقع بينها وبين اسم إن مؤخر بعدها في الترتيب فجاز لذلك فإذا
خف فت إن فقلت إن ز يد لقائم لزمت ها اللم ك ما ذكرت لك لتف صل بين ها وب ين ال تي
تكون نافيية بمعنيى ميا ول يجوز تقدييم المنصيوب بالخيبر على اللم هاهنيا لنهيا
فا صلة ب ين الموج بة والناف ية ف قد وق عت لز مة في مو ضع ل يجوز أن تقدر في
غيره فلو قلت إن ز يد طعا مك ل كل لم ي جز ك ما جاز في ها ح ين شددت ول يجوز
إدخال اللم على شيء من أخوات إن غيرها للعلة التي قد مضى ذكرها في بابها
42
ول تدخل على لكن وإن كانت مؤكدة كما تؤكد إن لنها تقع جوابا لقولك ما جاءني
عمرو لكن زيدا جاءني والجواب ل يتقدمه شيء لئل يفصل بينه وبين ما هو جوابه
فلو أدخلت اللم في خبر ل كن لقدرت ق بل ل كن فكا نت تنق طع م ما قبل ها وذلك غ ير
جائز ؛ وأما قول الشاعر:
................ولكنني من حبها لكميد
فإن ما أراد ولكن إنني من حبها لكميد فأدخل اللم في خبر إن وهذا مثل قول ال
تعالى{ :لكنيا هيو ال ربيي} على قراءة مين قرأ بإثبات اللف وأصيله عنيد العلماء
أجمعين على هذه القراءة لكن أنا هو ال ربي فألقيت الهمزة تخفيفا وأدغمت النون
الولى في الثان ية ،وكذلك الشا عر ل ما قال :ل كن إن ني فحذف الهمزة بق يت نون
ل كن ساكنة خفي فة وبعد ها ساكن فحذف نون ل كن للتقاء ال ساكنين وكان سبيله أن
يكسرها ولكن حذفها في الشعر جائز ،وقال الخر:
فلست بآتيه ول أستطيعه ولك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل
واعلم أن اللم تدخل في خبر إن على الخبر وعلى صلة الخبر إذا كانت مقدمة قبل
الخبر ،فإن أخرتها بعد الخبر لم تدخل إل على الخبر لنه موضعها كقولك :ك
إن زيدا لبالجار ية كف يل وإن زيدا بالجار ية لكف يل وإن قلت إن زيدا كف يل لبالجار ية
لم ي جز وإن ما جاز دخول ها على صلة ال خبر ح ين تقد مت ل نك توقع ها على جملة
الكلم الذي بعدها.
مسألة من القرآن
ْهي الْجِبَالُ } ( )46سيورة إبراهييم؛
ُمي لِتَزُولَ مِن ُ
َاني مَكْرُه ْ
قول ال تعالىَ { :وإِن ك َ
قرئ بكسر اللم ونصب الفعل على أن تكون إن على مذهب البصريين مخففة من
الثقيلة وتكون اللم بمع نى كي ،وقال بعض هم يجوز أن تكون إن ناف ية بمع نى ما
ال تي تكون جحدا كأ نه ما كان مكر هم لتزول م نه الجبال ا ستحقارا بمكر هم من أن
تزول منيه الجبال وهذا جييد فيي المعنيى إل أنيه ضعييف فيي العربيية لن اللم ل
تدخل على إن إذا كانت نافية ،وقد قرئ وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال على
أن نج عل إن هي المخف فة من الثقيلة واللم للتوك يد ال تي تلزم في خبر إن تف صل
بينها وبين النافية فيكون على هذا التقدير كأنه قال :وإن مكرهم لتزول منه الجبال
فدخلت اللم كما ذكرت لك ويكون هذا على التعظيم لمكرهم كما قال :في موضع
آخر :وجاؤوا بسحر عظيم؛ ولكل القراءتين مذهب على ما فسرت لك وأكثر القراء
على ك سر اللم ون صب الف عل إل الك سائي ،فإ نه قرأ بف تح اللم ور فع الف عل تم
الكتاب والح مد ل رب العالم ين و صلى ال على سيد المر سلين مح مد نبيه وعلى
أهل بيته الطيبين صلة دائمة زاكية إلى يوم الدين وحسبنا ال ونعم الوكيل
43
ثم بعون ال مسك كتاب الحروف يوم الجمعة 21جمادي الثانية 1426الموافق
15/07/2005
نسألكم دعوة خير بظهر الغيب لي وللمسلمين أجمعين
الفقير إلى عفو ربه :ميلود بن عبد الرحمن
44