You are on page 1of 189

‫الكذاب اللئيم‬

‫زكريا بطرس‬
‫دراسة بحثية تحليلية نقدية لمصادره وأكاذيبه‬
‫وبعض ما يخفيه من دينه‬

‫محمد جلل القصاص‬

‫دار هادف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫الحمنند لله وحده‪ ،‬والصننلة والسننلم على مننن ل نننبي‬
‫بعده‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه؛ وبعد‪:‬‬
‫فنني واحدة مننن غرائب الدهننر كله‪ ،‬وقننف المبشرون‬
‫( المنصرون ) جميعهم على صعيد ٍ واحد ٍ يتكلمون بلسان‬
‫واحند عنن الحنبيب ﷺ‪ ،‬يكذِبون ويبترون وينقلون الضعينف‬
‫والشاذ ومننا ل يصننح مننن القوال‪ ،‬حتننى ج َّ‬
‫معوا فنني ك ِّ‬
‫ل‬
‫الكمال وجملة الجمال سننننيد ولد آدم وخيننننر خلق الله‬
‫كلهم ما ل يجتمع في أفسق النّاس‪!!.‬‬
‫قالوا ‪-‬وقبحهننم الله بمننا قالوا‪ :-‬كان شهوانيننا سننفاكا‬
‫للدماء‪ ..‬ملكننا يرينند رقاب النّاس وأموالهننم ونسننائهم‪..‬‬
‫جبارا لم يترك قريبنا ول بعيدا‪ ،..‬سنيء الخلق لينس فينه‬
‫ما يحمد‪.‬‬
‫ل شننم‪..‬‬‫وهننو محمنند ﷺ وهننم قرود تتقافننز على جبا ٍ‬
‫م سنننننود الوجوه يطاولون الجبال الراسنننننيات‬
‫أقزا ٌننننن‬
‫الشامخات‪ ،‬وهيهات هيهات‪.‬‬
‫ودارت بحديثهننم آلة إعلميننة ضخمننة‪ ،‬راحننت تبننث‬
‫ل‬
‫بذاءتهنم هننا وهناك‪ ،‬فني شكنل حوارٍ تليفزيونني‪ ،‬ومقا ٍ‬
‫ض سينمائي‪ ..‬الخ‪.‬‬ ‫س يومي‪ ،‬وعر ٍ‬
‫صحفي‪ ،‬ودر ٍ‬
‫ل وفني كنل مكان‪ ،‬وصنفُّهم ذو عدد وعتاد‪،‬‬‫صنوتُهم عا ٍ‬
‫وقند راج كذبهنم على نفرٍ ممنن قنل علمهنم فخرجوا فني‬
‫‪5‬‬
‫صننفهم‪ ،‬ورفعوا صننليبهم‪ ،‬ووقننف نفٌر آخننر متهوكون ل‬
‫يدرون أيننن يسننيرون‪ ،‬وعامننة قومنننا ل يلتفون‪ ،‬وعمننا‬
‫يحدث منشغلون‪ ،‬أو ربّما يستخفون ول يصدقون!!‬
‫والواقنع الذي يراه كنل ذي عينينن ويسنمع بنه ذو أذنينن‬
‫أن الشبهات شاعننت وذاعننت ودخلت كننل البيوت وفُ نتن‬
‫بهنا البعنض‪ ،‬وتثبنت بهنا على الكفنر الكافرون‪ ،‬وكثيرون‬
‫جاءوا يهرعون وعن إجابة لهذه الشبهات يسألون‪.‬‬
‫فحرام على كننننل ذي علم أن يسننننتكين حتننننى يرد‬
‫المعتدين على حرمات الرسول ﷺ والدين‪.‬‬
‫ت بحول الله وقوته أدفع عن عرض الحبيب ﷺ‬ ‫وقد قم ُ‬
‫ب العالمينن‪ ،‬ويقينني بأن ّننا سنتار‬‫أطلب الجنر منن الله ر ّن‬
‫ه ناصننننر عبده‪،‬‬ ‫لقدر الله‪ ،‬فالله غالب على أمره‪ ،‬والل ُنننن‬
‫ومصدق وعده‪ ،‬وهازم الحزاب وحده‪ ،‬وما نحن إّل ستار‬
‫لقدره ‪ ،‬حظنا العمل والجر على العمل‪ ،‬والدين منصور‬
‫بنا أو بغيرنا‪ .‬فاللّهم ل حول ول قوة لنا إّل بك‪.‬‬
‫وعنند التدبر فني هذه الجعجعنة الحادثنة وُنجد أن قليبهنا‬
‫صن واحند يدعنى (زكرينا‬ ‫السنن الذي تغرف مننه هنو شخ ٌ‬
‫مع المتناثنر منن بطون‬ ‫بطرس) ‪ -‬قب َّنحه الله ‪ -‬هنو الذي ج ّن‬
‫كتبهنم عنن رسنول الله ﷺ وعنن السنلم والمسنلمين‪ ،‬هنو‬
‫الذي يكذب لهننم وينقلون عنننه ‪ ،‬هننو مقدمتهننم وحامننل‬
‫لوائهننم‪ ،‬يرتدي ثوب الناسننكين ‪ ،‬ويقسننم على أن ّ نه مننن‬
‫الهداة المهتدينن‪ ،‬يريند الخينر للنّاس أجمعينن‪ ،‬وهنو أفاك‬
‫أثيننم‪ ،‬كذاب لئيننم‪ ،‬وليننس بجدينند أن يكون دعاة البغنني‬

‫‪6‬‬
‫متنسنننكين‪ ،‬فهذا حالهنننم مننننذ نبتوا فننني أرض الزمان‪،‬‬
‫وشهوة السننلطان والتمكيننن عننند كثيريننن فوق شهوة‬
‫النساء والمال والبنين‪.‬‬
‫أسنأل الله العظينم أن يتقبنل هذا العمنل وأن يغفنر بنه‬
‫الذلة ويقينل بنه العثرة ‪ ،‬وأن يسندد الرمينة ‪ ،‬وأن يبارك‬
‫في هذه الكلمات‪ .‬إنّه ولي ذلك والقادر عليه‪.‬‬

‫أبو جلل ‪ /‬محمد جلل القصاص‬


‫رمضان ‪1428 /‬هن‬ ‫‪10‬‬ ‫ظهر السبت ‪/‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل الول‬
‫مدخل للدراسة‬

‫المبحييث الول ‪ :‬ميين هييو زكريييا بطرس؟‬


‫وماذا يريد؟‬

‫‪ -‬قس نصراني يتأرجح بين الرثوذكسية والبروتستنتية‬


‫‪،‬أشعننل الفتنننة فنني كننل مكان ذهننب إليننه وأبناءه مثله‬
‫يثيرون القلقنل فني اسنتراليا ضند الكنيسنة القبطينة إلى‬
‫اليوم!‬

‫ة ولُوع ٌنة بالمغامرة والخروج على المألوف‪،‬‬


‫هني نفسني ٌ‬
‫وهذا يفسنر فرحنه الشديند حينن يعلم أن كلمنه يثينر جدل‬
‫بين الناس(‪ )1‬وقد يؤدي إلى فتنه أو اشتعال المظاهرات‪،‬‬
‫بننل يطلب ذلك صننراحة‪ ،‬يطلب أن تثور الجماهيننر على‬
‫أقواله وأطروحاته كما فعلت مع بنديكت السادس(‪!)2‬‬

‫يتكلم هذا القنننس المتمرد فننني أمور تتعلق أسننناسا‬


‫مضينف الحلقنة‬ ‫() تكرر فني برنامنج أسنئلة عنن اليمان أن يبدأ ال ُ‬ ‫‪1‬‬

‫بقراءة رسالة من كاتب مجهول تسب زكريا بطرس وتتوعده‪.‬‬


‫() انظنر حديثنة فني مقدمنة الحلقنة الرابعنة منن برنامنج فني الصنميم‬ ‫‪2‬‬

‫وهنو يتكلم عنن مظاهرات إسنكندرية على مسنرحية (كننت أعمنى)‬


‫تجد وكأن يستجدي الناس ليهبوا ويتظاهروا على كلمه‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫بشخنص الرسنول الكرينم ﷺ خصنوصا والدينن السنلمي‬
‫ت‬
‫عموما‪ ،‬ومواضيعه ‪-‬ك ما يُعّرِفها هو‪ -‬هي طر ُحن تساؤل ٍ‬
‫حول العقيدة السلمية وطلب إجابات عليها(‪.)1‬‬
‫وهو ل ينفك يزعم أنه يتساءل بعقلنية وعلمية مجردة‬
‫ب بمحاضرةٍ أو بالمجينء لمناظرةٍ أو‬ ‫؛ ول يجند منن يجي ُن‬
‫كتابةِ كُتيننب ‪-‬فقننط كتيننب‪ -‬بننل ل يجنند هننو وغيره مننن‬
‫المعترضينن على شرائع السنلم وشعائره إجابنة إل عنن‬
‫طريق المظاهرات والعنف(‪ .)2‬ويشتد في كبريائه ويقول‬
‫إنهم تظاهروا ضد غيره ‪-‬يعني بندكت السادس عشر بابا‬
‫الكاثولينك(‪ - )3‬وسنكتوا عننه فلم يردوا بحجنة أو مظاهرة‪،‬‬
‫ويتسناءل لم؟ ويجينب نفسنه قائل‪ :‬لننه ل حجنة يدافنع بهنا‬
‫المسلمون على ما يلقيه هو من شبهات أو كما يسميها‬
‫حقائق مخفية فقط يستخرجها من كتب المسلمين‪ ،‬وأن‬

‫() منن تعليقات على تصنريحات البابنا بنديكنت السنادس الدقيقنة‬ ‫‪1‬‬

‫الخامسنة‪ .‬وكرر ذلك فني الحلقنة الثانينة منن برنامنج سنؤال جرينء‬
‫د‪ ،35/‬والحلقنة (‪ )103‬منن أسنئلة عنن اليمان د‪ ،7/‬والحلقنة (‪ )36‬منن‬
‫برنامج أسئلة عن اليمان د‪ 6/‬وهذا يتكرر كثيرا في برامجه‪.‬‬
‫() محاضرة بنديكننت السننادس عشننر د‪ ،12/‬وكرر هذا الكلم فنني‬ ‫‪2‬‬

‫اللقاء الرابنع منن (فني الصنميم) د‪ 4/‬ومنا بعدهنا‪ ،‬وفني بداينة الحلقنة‬
‫الرابعة عشر من الصميم أيضا‪ ،‬وفي بداية الحلقة (‪ )37‬من (أسئلة‬
‫عنن اليمان) د‪ 3/‬وفني الدقيقنة‪ 8/‬منن الحلقنة (‪ )117‬منن أسنئلة عنن‬
‫اليمان ذكر أيضا أنه ل يجد من يجيبه‪ .‬وكرر هذا الكلم بمعناه في‬
‫الحلقة (‪ )103‬من أسئلة عن اليمان د‪.10/‬‬
‫() وذلك حينن تكلم بأن السنلم دينن عننف وإرهاب فني محاضرتنه‬ ‫‪3‬‬

‫الشهيرة‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫شيوخ المسلمين اكتفوا بالنزواء كي ل يشتهر أمره بين‬
‫المسنننننلمين‪ ،‬وينادي على المسنننننلمين أن يجيبوه وأن‬
‫يخرجوا دفاعا عن دينهم(‪.!!)1‬‬

‫? والسيييؤال‪ :‬أحقيييا ل يجيييد بطرس مييين‬


‫يجيبه؟‬
‫أحقا سكت علماء المسلمين عن زكريا بطرس وغيره‬
‫ولم تعند فني أيديهنم حيلة سنوى النزواء ومحاولة كتمان‬
‫أمره كي ل يهتدي الناس لطريقه؟!‬

‫? أحقيا لييس عندنيا سيوى الرهاب والهمجيية‬


‫في الرد على المخالف؟!‬
‫الحقيقننننننة أن هذا الدعاء قلب للحقائق‪ ،‬فهناك ردود‬
‫على زكرينننا بطرس منشورة على الشبكنننة العنكبوتينننة‬
‫(النترنننت)‪ ،‬وقنند أرسننل له أكثننر مننن واحنند مننن شيوخ‬
‫(‪)2‬‬
‫المسلمين وعلى رأسهم الشيخ والدكتور منقذ السقار‬

‫() تعليقات على محاضرة بنديكينننت د‪ ،48/‬وكرر ذات الكلم فننني‬ ‫‪1‬‬

‫الدقيقة ‪ 39‬من المحاضرة‪.‬‬


‫() للشيخ صفحة خاصة في موقع طريق السلم ‪ .islamway.net‬وهو‬ ‫‪2‬‬

‫مننن أشهننر المناظريننن للنصننارى على البالتوك‪ .‬ويمكننن الوصننول‬


‫لطلبنه المناظرة منن زكرينا بطرس وتهرب زكرينا مننه منن خلل‬
‫البحث في الن(‪ )youtube‬بعنوان (الهروب الكبير لزكريا بطرس)‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫وهننو أسننتاذ فنني علم مقارنننة الديان بجامعننة أم القرى‬
‫بمكة المكرمنة والخ وسنام عبند الله(‪ ،)1‬والدكتور شرينف‬
‫سنننالم(‪ ، )2‬والسنننتاذ علي الرينننس(‪ ، )3‬والدكتور حسننام‬
‫حجازي(‪ )4‬؛ وهؤلء لهننننننننم حضور قوي جدا على البالتوك‬
‫حينث يوجند زكرينا بطرس بصنفة شبنه دائمنة‪ ،‬وتهرب ومنا‬
‫اسنتجاب‪ ،‬تهرب بدعوى أن المناظرة فني النصنرانية حرام‬
‫وردد قول بولس ‪ -‬رسننول النصننرانية ‪ (( -‬أمننا المباحثات‬
‫الغبينننة فاجتنبهنننا لنهنننا تولد الخصنننومات( )(‪ )5‬وسنننمى‬
‫المناظرات مباحثات غبية‪!.‬‬
‫ه بطرس حينننن‬ ‫والعجينننب أن قول بولس هذا يرفع ُننن‬
‫يكون المناظنر قوينا‪ ،‬أمنا حينن يكون المناظنر حدينث عهند‬
‫بالعلم الشرعي فإنه يسارع لمناظرته‪!!.‬‬
‫وكذا أرسل له غير واحد يطلب منه ذات الطلب‪ ،‬وهو‬
‫ل يجيننب‪ ،‬ثننم يكرر دائمننا على شاشننة الفضائيات‪ :‬أيننن‬

‫‪Muslim christian‬‬ ‫() مننن مشاهيننر البالتوك‪ ،‬وهننو القائم على غرفننة‬ ‫‪1‬‬

‫‪ Dialog‬الحوار السلمي المسيحي‪.‬‬


‫() عالم مقارننننة أديان له عدة مؤلفات أشهرهنننا سنننلسلة (دلئل‬ ‫‪2‬‬

‫تحريف الكتاب المقدس)‪.‬‬


‫() باحنث متخصنص فني مقارننة الديان له عدة مصننفات أشهرهنا‬ ‫‪3‬‬

‫(تحرينننننننف مخطوطات الكتاب المقدس) حروب الرب‪ ،‬نقننننننند‬


‫أسطورة نقل جبل المقطم‪.‬‬
‫() باحث متخصص في مقارنة الديان ومحاور شهير عبر البالتوك‬ ‫‪4‬‬

‫له موقع باسم دكتور أنتي ( ‪)ANTI‬‬


‫() منننن رسنننالة بولس إلى تيطنننس (‪ )9 :3‬ورسنننالة بولس إلى‬ ‫‪5‬‬

‫تيموثاوس (‪.)23 :2‬‬


‫‪11‬‬
‫المسلمون يناظرونني؟!!‬
‫فهو كمن أشهر سيفه في غرفة نومه وراح ينادي‪ :‬أين‬
‫الرجال‪ ..‬مالي ل أرى رجل؟!‬
‫ب والعجب من حاله ‪ ،‬يتعجب ربما ليغري العامة‬‫يتعج ُ‬
‫والبسطاء ممن يصدقون ك َّ‬
‫ل من تكلم ‪.‬‬

‫سنننكوت الشيوخ الكبار عنننن زكرينننا بطرس سنننببه‬


‫الرئيننس ‪ -‬فيمننا يبدوا لي‪ -‬السننتخفاف بأمره ‪ ،‬وأنننه لن‬
‫يجد من يسمعه‪ .‬فكلمه من جنس كلم من ل عقل له ‪،‬‬
‫م لم يتكلم بننه أحنند مننن قبننل مننع كثرة المعاديننن‬
‫وكل ٌنن‬
‫للسنلم فني كنل زمان ومكان‪ .‬وربمنا تحفنظ بعضهنم كني‬
‫ل تكون فتنة إذا ثار عليه‪.‬‬

‫وأرى السكوت من تدبير الله عز وجل ومن مكر الله‬


‫فذَْرن ِي‬‫بهذا الكذَّاب اللئيم‪ ،‬من جنس قول الله تعالى ﴿ َ‬
‫ث‬‫حي ْ ُ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫هم ِّ‬
‫ج ُ‬
‫ر ُ‬
‫ستَدْ ِ‬
‫سن َ ْ‬
‫ث َ‬
‫دي ِ‬ ‫هذَا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ذّ ُ‬
‫ب بِ َ‬ ‫من يُك َ ِ‬ ‫و َ‬
‫َ‬
‫ن ﴾ [القلم‪ ،]44 :‬ومننن مكننر الله بمثننل هؤلء إذ‬ ‫مو َي‬ ‫عل َ ُ‬
‫َل ي َ ْ‬
‫أن الله يملي لهننم ويمنند لهننم حتننى يُظهروا أحقادهننم‬
‫ة منن‬ ‫فيُكثرون ‪ ،‬ثنم ل يُتركون حينن يؤخذون‪ .‬وأراه رحم ً‬
‫الله بهذه المنة ‪ ،‬فزكرينا بطرس وأضرابنه منن الحاقدينن‬
‫النصننارى أحدثوا هّزة عنيفننة لهذه المننة جعلتهننا تلتفننت‬
‫ض ( مواله ) من حينه‬ ‫حول نبيها ﷺ ‪ ،‬فلو رد ّ الشيوخ لنف َّ‬
‫‪ .‬ولكنن يحتاج المنر بعنض الوقنت حتنى تسنتفيق المنة ‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫وهو ما يحدث الن ‪ .‬هذا رأي ‪.‬‬

‫والمقصنننود أن هناك منننن يرد على زكرينننا بطرس‪،‬‬


‫وهناك منن يطلب المناظرة مننه وهنو ل يجينب ‪ ،‬فالمنر‬
‫ت‪.‬‬‫ن وسكو ٌ‬‫ليس كما يدعي هو‪ ..‬خذل ٌ‬

‫وهنا نحنن نبدأ بحول الله وقوتنه ردا ً علينه‪ .‬ولينس ردا‬
‫فقننط وإنمننا كشننف لهذه الحالة الغريبننة مننن أكثننر مننن‬
‫زاوينة‪ ،‬والله أسنأل أن يبارك فني كلماتني هذه‪ ،‬وأن ينفنع‬
‫بها من كتب ومن نشر ومن قرأ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬طرف وهمي‪:‬‬

‫منن خبنث الكذاب اللئينم زكرينا بطرس أننه يسنتحضر‬


‫طرفا ً وهميا ً مضاد له كممثنننل للسنننلم والمسنننلمين‪،‬‬
‫وكمتصندر للرد على منا يلقينه منن شبهات حول السنلم‬
‫ورسننول الله ﷺ‪ ،‬أفراد هذا الطرف هننم العلمانيون مننن‬
‫أمثال هالة سننرحان(‪ ، )1‬وبعننض ( التنورييننن ) ومنكري‬

‫() يصنفها بأنهنا واحدة منن التيار الخلقني الذي يرفنض الحادينث‬ ‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫السننة ممنن يحملون لقنب (مفكنر إسنلمي) منن أمثال‬
‫عبننند الفتاح عسننناكر‪ ،‬ويتغافنننل اللئينننم عنننن نداءات‬
‫المتخصنننصين فننني مقارننننة الديان ‪ ،‬وشيوخ الصنننحوة‬
‫السننلمية فنني أرض مصننر وخارجهننا مننن أمثال الشيننخ‬
‫الدكتور محمنند بننن إسننماعيل المقدم‪ ،‬والشيننخ محمنند‬
‫حسنان ‪ ،‬والشينخ أبنو إسنحاق الحوينني ‪ ،‬والشينخ الدكتور‬
‫سفر الحوالي وهو من المهتمين بأمر التنصير وقد أقام‬
‫مركننننز دراسننننات لهذا الغرض ويقوم مركزه الن على‬
‫ترجمنة كتاب شينخ السنلم ابنن تيمينة (الجواب الصنحيح‬
‫على مننن بدل ديننن المسننيح) ‪ ،‬والشيننخ الدكتور ناصننر‬
‫العمنر ‪ ،‬والشينخ الدكتور عائض القرنني ‪ ،‬وغيرهنم كثينر‪.‬‬
‫وهنم فني الفضائيات مثله والكنل يعرفهنم ‪ ،‬فهنو يُخرجهنم‬
‫من دائرة الطرح‪ ..‬ول يوجه لهم نداءاته‪ ..‬يخفي ذكرهم‬
‫أو يأتني بغيرهنم ويدخله فيهنم ويوهنم المسنتمع بأننه هذا‬
‫هنو الممثنل لهذا التيار كمنا فعنل منع الدكتور عبند المهدي‬
‫عبنند القادر ضيننف هالة سننرحان فنني برنامجهننا (هالة‬
‫شو)(‪.)1‬‬

‫فهذا الكذاب اللئيم زكريا بطرس ؛ فضل عن أنه يعتمد‬


‫على المناظرة مننننن طرف واحنننند‪ ،‬ول يخرج إل لغيننننر‬
‫الخادشننة للحياء‪ ،‬وهننو تصنننيف منننه ونوع مننن خداع القول‪ .‬انظننر‬
‫الحلقة من ‪ 117‬من برنامج أسئلة عن اليمان في ناهية الحلقة‪.‬‬
‫() التعلينق على برنامنج هالة شنو (وهني الحلقنة (‪ )117‬منن برنامنج‬ ‫‪1‬‬

‫أسئلة عن اليمان) د‪ ،42/‬وكذا تكرر هذا المر في الحلقة (‪ )119‬من‬


‫ذات البرنامج‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫المتخصنصين فني شبهات النصنارى ‪ ،‬أو لحند منن حديثني‬
‫العهند بطلب العلم وفني البالتوك ولينس على المل ‪ ،‬فهنو‬
‫أيضنا يلبنس على المسنتمعين بإيجاد طرف وهمني ممثنل‬
‫للسنلم‪ ..‬طرف ضعينف هذينل‪ ..‬طرف ل يمثنل إل نفسنه‬
‫فقننط‪ ..‬طرف بعضننه ملحنند ل يعنند مننن المؤمنيننن بالله‬
‫ورسوله‪.‬وبعضه مبتدع ‪ ،‬وبعضه غافل‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬أك ُّ‬


‫ل من يعرف الحق يتبعه ؟‬

‫سنؤال يتردد فني أذهان الكثيرينن‪ ،‬منع كنل مواجهنة منع‬


‫المخالف من الكافرين أو المنافقين‪ .‬هل كل من يعرف‬
‫يلتزم بما يعرف؟‬
‫ل‪ .‬كثيرون يعرفون ثنننم يتنكرون لمنننا يعرفون‪،‬وربمنننا‬
‫ينقلبون ويعادون‪.‬‬
‫هم‬ ‫جاء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫فل َي َّ‬
‫هذه حقيقنة قرآنينة‪ ،‬قال الله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫َ‬
‫ن﴾‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫علَى الْكَا ِ‬ ‫ة الل ّه َ‬ ‫عن َ ُ‬ ‫فل َ ْ‬‫ه َ‬ ‫فُروا ْ ب ِ ِ‬ ‫فوا ْ ك َ َ‬ ‫عَر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫َّي‬
‫َ‬
‫م‬
‫ه ُي‬ ‫ن آتَيْنَا ُ‬ ‫ذي َي‬ ‫[البقرة‪ :‬منن الينة ‪ .]89‬وقال الله تعالى‪ ﴿ :‬ال ّ ِ‬
‫وإ ِيي َّ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ه ْيي‬ ‫ن أَبْنَاء ُ‬ ‫فو َيي‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ه ك َيي َ‬ ‫فون َيي ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫الْكِتَا َيي‬
‫ن﴾‬ ‫مو َ ي‬ ‫عل َ ُ‬‫م يَ ْ‬ ‫ه ْي‬ ‫و ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ يَ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مو َ ي‬ ‫م لَيَكْت ُ ُ‬ ‫ه ْي‬ ‫من ْ ُ‬‫قا ِّ‬ ‫ري ً ي‬ ‫ف ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫حُزن ُ َ‬ ‫ه لَي َ ْ‬ ‫م إِن َّ ُ‬ ‫عل َ ُ‬‫قد ْ ن َ ْ‬ ‫[البقرة‪ .]146 :‬وقال الله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ولَك ِيييي َّ‬ ‫ك َ‬ ‫ذّبُون َيييي َ‬ ‫م ل َ يُك َ ِ‬ ‫ه ْيييي‬ ‫فإِن َّ ُ‬‫ن َ‬ ‫قولُو َيييي‬ ‫ذي ي َ ُ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ن ﴾ [النعام‪ ،]33 :‬ونادى‬ ‫حدُو َي‬ ‫ج َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ت الل ّي ِ‬ ‫ن بِآيَا ِي‬ ‫مي َي‬ ‫الظ ّال ِ ِ‬
‫م‬ ‫جاءك ُي ْ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ل الْكِتَا ِي‬ ‫ه َ‬ ‫ل الكتاب بقوله ﴿ ي َيا أ َ ْ‬ ‫الله أه َ‬

‫‪15‬‬
‫ن‬
‫م َي‬ ‫ن ِ‬ ‫فو َي‬ ‫خ ُ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ما كُنت ُي ْ‬ ‫م َّي‬ ‫م كَثِيًرا ِّ‬ ‫ن لَك ُي ْ‬ ‫سولُنَا يُبَي ّ ِي ُ‬ ‫َر ُي‬
‫ه نُوٌر‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جاءك ُم ِّ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ر َ‬ ‫عن كَثِي ٍ‬ ‫فو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫الْكِتَا ِ‬
‫ل‬ ‫ه َ‬ ‫ن ﴾ [المائدة‪ ]15 :‬وناداهننم بقوله ﴿ ي َ يا أ َ ْ‬ ‫مبِي ٌ ي‬ ‫ب ُّ‬ ‫وكِتَا ٌ ي‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مو َ ي‬ ‫وتَكْت ُ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ق بِالْبَاط ِ ِ‬ ‫ح ّ يَ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫سو َ‬ ‫م تَلْب ِ ي ُ‬ ‫ب لِ ي َ‬ ‫الْكِتَا ِ ي‬
‫ق َ‬
‫ن ﴾[آل عمران‪ .]71 :‬وأخنبر الله عنن‬ ‫مو َي‬ ‫عل َ ُ‬‫م تَ ْ‬ ‫وأنت ُي ْ‬ ‫ح َّي َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫وو َيي‬ ‫قا يَل ْ ُ‬ ‫ري ًيي‬ ‫ف ِ‬ ‫م لَ َ‬‫ه ْيي‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫وإ ِيي َّ‬ ‫فريننق منهننم بقوله ﴿ َ‬
‫َ‬
‫و‬‫ه َ‬ ‫ما ُ‬ ‫و َي‬‫ب َ‬ ‫ن الْكِتَا ِ‬ ‫م َ‬ ‫سبُوهُ ِ‬ ‫ح َي‬ ‫ب لِت َ ْ‬ ‫هم بِالْكِتَا ِي‬ ‫سنَت َ ُ‬‫أل ْي ِ‬
‫و‬
‫ه َ‬ ‫ما ُ‬ ‫و َي‬ ‫ه َ‬ ‫د الل ّي ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْي‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬‫ن ُ‬ ‫قولُو َي‬ ‫وي َ ُ‬‫ب َ‬ ‫ن الْكِتَا ِي‬ ‫م َي‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ه ْي‬ ‫و ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ذ َي‬ ‫ه الْك َ ِ‬ ‫علَى الل ّي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قولُو َي‬ ‫وي َ ُ‬‫ه َ‬ ‫د الل ّي ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْي‬ ‫ِ‬
‫ن ﴾[آل عمران‪]78 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫يَ ْ‬

‫وهذه الحقيقننة ماثلة للعينيننن فنني كننل مكان‪ ،‬يراهننا‬


‫المرء فني نفسنه وفني غيره‪ ،‬فلينس كنل منن يقتننع بأن‬
‫هذا الشينء حرام يبتعند عننه‪ ،‬ول كنل منن يعرف الواجنب‬
‫يأتيننه‪ .‬فكننم مننن حرام يرتكبننه المرء وهننو يعلم حرمتننه‪،‬‬
‫ب ل يقوم به المرء وهو يستطيع فعله‪.‬‬ ‫وكم من واج ٍ‬
‫ت‬
‫فالقناعنة العقلينة بالشينء ل تكفني لللتزام بنه‪ ،‬وثاب ٌن‬
‫شرعنا وتاريخنا وواقعنا أن الذينن كذبوا الرسنل وحاربوهنم‬
‫فعلوا هذا وهم يعلمون أنهم رسل الله إليهم‪.‬‬
‫فرعون كان يعلم أن موسننى رسننول مننن عننند الله ولم‬
‫ها‬
‫دوا ب ِيييي َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ج َ‬
‫و َ‬ ‫يؤمنننننن بنننننه ولم يتبعنننننه‪ ،‬قال تعالى ﴿ َ‬
‫ف كَا َ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫فانظْر كَي ْ َ‬ ‫وا َ‬ ‫و ُُ‬
‫عل ًّ‬ ‫ظل ْ ً‬
‫ما َ‬ ‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫س ُ‬‫ف ُ‬‫ها أَن ُ‬‫قنَ ْت َ‬‫ستَ ْي َ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫ن ﴾ [النمننل‪ ،]14 :‬وقال تعالى على لسنان‬ ‫دي َ‬
‫س ِ‬‫ف ِي‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ة ال ُ‬ ‫ق َب ُ‬‫عا ِ‬
‫َ‬
‫ما‬
‫ت َي‬ ‫م َي‬ ‫ع ِل ْ‬
‫د َ‬ ‫ق ْ‬‫ل َل َ‬‫قا َ‬ ‫موسننى وهننو يخاطننب فرعون‪َ ﴿ :‬‬
‫‪16‬‬
‫وإِنِّي‬
‫صآ ِئَر َ‬
‫ض بَ َ‬
‫َ‬
‫والْر ِ‬
‫ت َ‬‫وا ِ‬
‫ما َ‬ ‫ب ال َّ‬
‫س َ‬ ‫ؤلء إِل َّ َر ُّ‬ ‫ه ُ‬
‫ل َ‬ ‫أَنَز َ‬
‫مثْبُوًرا ﴾ [السنراء‪]102 :‬؛ ويهود كاننت‬‫ن َ‬‫عو ُي‬ ‫فْر َ‬ ‫ك ي َيا ِ‬‫ظن ُّي َ‬‫َل َ ُ‬
‫تعلم حقيقننة المسننيح ‪-‬عليننه السننلم‪ -‬ومننع ذلك حاربتننه‬
‫وعذبتنه‪ ،‬ورمتنه بمنا لينس فينه‪ ،‬وسنعت فني قتله‪ ،‬وكادت‪،‬‬
‫لول أن رفعه الله إليه‪ ،‬وكانت يهود تعلم حقيقة رسول الله‬
‫محمد بن عبد الله ﷺ ولم تؤمن به‪.‬‬
‫والقرآن يحدثنا أن الخلف بين بني إسرائيل حدث بعد‬
‫وتُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وا‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذي َيي‬ ‫ال ِ‬ ‫ف‬‫ختَل َيي َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫و َيي‬ ‫العلم ل قبله‪ ،‬قال تعالى ﴿ َ‬
‫َ‬
‫م ﴾ [آل‬ ‫ه ْ‬‫غيًا بَيْنَ ُ‬ ‫م بَ ْ‬‫عل ْ ُ‬‫م الْ ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫جاء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫د َ‬ ‫ع ِ‬‫من بَ ْ‬ ‫ب إِل ّ ِ‬ ‫الْكِتَا َ‬
‫ما‬ ‫و َيييي‬ ‫عمران‪ ]19 :‬هذه اليننننة جملتان‪ ،‬الولى خبريننننة ﴿ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ُ‬
‫جاء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫د َ‬ ‫ع ِ‬ ‫من ب َ ْ‬ ‫ب إِل ّ ِ‬ ‫وتُوا ْ الْكِتَا َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ف ال ّ ِ‬ ‫ختَل َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫م ﴾ تفينند بأسننلوب الحصننر والقصننر بأنهننم تفرقوا‬ ‫عل ْ ي ُ‬
‫ال ْ ِ‬
‫فقط بعد أن جاءهم العلم‪ ،‬والجملة الثانية تعليلية‪ ،‬تعلل‬
‫م ﴾ أي لينس جهل وتكذيبنا وإنمنا‬ ‫ه ْي‬‫غي ًيا بَيْن َ ُ‬ ‫هذا الخنبر ﴿ ب َ ْ‬
‫بغيا وحسدا من عند أنفسهم ‪.‬‬
‫َ َ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ه إِل ّ ال ّ ِ‬ ‫في ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ختَل َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫و َ‬‫ومثله قول الله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ُ‬
‫م﴾‬ ‫ه ْي‬ ‫غي ًيا بَيْن َ ُ‬ ‫ت بَ ْ‬ ‫م الْبَي ِّنَا ُي‬ ‫ه ُي‬ ‫جاءت ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫د َي‬ ‫ع ِ‬
‫من ب َ ْ‬ ‫أوتُوه ُي ِي‬
‫‪.‬‬ ‫[البقرة‪ :‬من الية ‪]213‬‬
‫َ‬
‫د‬
‫ع ِ‬ ‫من ب َ ْ‬ ‫قوا إ ِ ّل ِيي‬ ‫فَّر ُ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫و َيي‬ ‫ومثله قول الله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ت‬ ‫ق ْ‬ ‫سب َ َ‬
‫ة َي‬ ‫م ٌ‬ ‫وَل كَل ِ َ‬ ‫ول َ ْ‬‫م َ‬ ‫ه ْي‬ ‫غي ًيا بَيْن َ ُ‬‫م بَ ْ‬‫عل ْي ُ‬
‫م ال ْ ِ‬
‫ه ُي‬ ‫جاء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫َي‬
‫َ‬
‫مى ل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫وإ ِي َّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْي‬ ‫ي بَيْن َ ُ‬ ‫ض َي‬ ‫ق ِ‬ ‫س ًّ‬ ‫م َي‬ ‫ل ُّ‬ ‫ج ٍ‬‫ك إِلَى أ َ‬ ‫من َّرب ّ ِي َ‬ ‫ِي‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫من ْي ُ‬ ‫ك ِّ‬‫ش ٍّي‬ ‫في َ‬ ‫م ل َي ِ‬ ‫ه ْي‬ ‫د ِ‬ ‫ع ِ‬‫من ب َ ْ‬ ‫ب ِي‬ ‫رثُوا الْكِتَا َي‬ ‫ن أو ِ‬ ‫ذي َي‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ب ﴾ [الشورى‪.]14 :‬‬ ‫ري ٍ‬‫م ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ر‬ ‫م ِ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫م َي‬ ‫ت ِّ‬ ‫هم بَيِّنَا ٍي‬ ‫وآتَيْنَا ُي‬ ‫ومثله قول الله تعالى ﴿ َ‬
‫‪17‬‬
‫َ‬
‫غي ًيا‬ ‫م بَ ْ‬ ‫م الْ ِ‬
‫عل ْي ُ‬ ‫ه ْي‬ ‫جاء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫د َي‬ ‫ع ِ‬‫من ب َ ْ‬ ‫فوا إ ِ ّل ِي‬ ‫ختَل َ ُ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ف َي‬ ‫َ‬
‫ما‬‫في َي‬ ‫ة ِ‬‫م ِ‬‫قيَا َ‬‫م الْ ِ‬‫و َي‬‫م يَ ْ‬
‫ه ْي‬
‫ضي بَيْنَ ُ‬ ‫ق ِي‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫ن َرب َّي َ‬ ‫م إ ِي َّ‬ ‫ه ْي‬‫بَيْنَ ُ‬
‫ن ﴾ [الجاثيننننة‪ ]17 :‬ومثله قول الله‬ ‫فو َييي‬ ‫ختَل ِ ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫في ِييي‬ ‫كَانُوا ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫د‬
‫ع ِ‬‫من ب َ ْ‬ ‫ب إ ِ ّل ِ‬ ‫ن أوتُوا الْكِتَا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫فَّرقَ ال ّ ِ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫و َ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ة ﴾ [البينة‪]4 :‬‬ ‫م الْبَيِّن َ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫جاءت ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫فمنن المسنلم بنه أن هناك منن يعرف الحنق تمامنا ول‬
‫يتبعه بل يعاديه ويصرف الناس عنه‪ ،‬وقد بينت ذلك في‬
‫(‪)1‬‬
‫مكان آخر‬

‫? كلمة للمميعين‬

‫ينبرز نفنر من ّنا بحسنن نينة ويحاولون أن يجعلوا السنلم‬


‫مودرن ‪ ) modern‬كما يعبر هو ‪ -‬قبحه الله‪ -‬أو يعبر غيره ‪،‬‬ ‫( ُ‬
‫يحاولون تضعينف بعنض الحادينث الصنريحة خروجنا ممنا‬
‫يسنننببه لهنننم بطرس منننن إحراجات ‪-‬بزعمهنننم‪ -‬وعنننند‬
‫بطرس فني كتبنه التني يقدسنها منا تسنتحي البغني منن‬
‫ذكره ولكنن قومننا ل يقرءون ‪ .‬أقول لهؤلء المميعينن منا‬
‫ولَ‬ ‫هودُ َ‬ ‫ك الْي َ ُ‬‫عن َ ي‬ ‫ضى َ‬ ‫ولَن تَْر َ ي‬ ‫قال الله فنني كتابننه ﴿ َ‬
‫َ‬
‫و‬‫ه َ‬‫ه ُ‬ ‫هدَى الل ّي ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل إ ِ َّ‬ ‫ق ْ‬‫م ُ‬ ‫مل ّت َ ُ‬
‫ه ْي‬ ‫ع ِ‬ ‫حت َّى تَتَّب ِي َ‬ ‫صاَرى َ‬ ‫الن َّ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫جاء َ‬ ‫ذي َ‬ ‫عدَ ال ّ ِ‬ ‫هم ب َ ْ‬ ‫واء ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ن اتَّب َ ْ‬ ‫هدَى َ َ‬
‫ولئ ِ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ر ﴾ [البقرة‪:‬‬ ‫صي ٍ‬ ‫ول َ ن َ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ول ِ ٍ ّ‬‫من َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ما ل َ َ‬ ‫عل ْم ِ َ‬‫ال ْ ِ‬
‫‪ ،]120‬فهنو لن يرضنى بالحنل الوسنط وسنيظل يدفنع حتنى‬

‫() انظر (يكذبون عليكم) للكاتب فصل (إنهم المل)‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫يردكنم عنن دينكنم إن اسنتطاع‪ .‬فهنو يثنني على منا قدم‬
‫عمرو خالد مننن ( تطويننر) فنني السننلوب واقتباس مننن‬
‫الكنيسنة – بزعمنه ‪ -‬ويثنني على جرأة هالة سنرحان فني‬
‫مناقشنة القضاينا الدينينة فني برنامنج مثنل برنامجهنا الذي‬
‫تقدمنننه ويثنننني على القرآنيينننن الذي يتنكرون لبعنننض‬
‫الحادينث وهكذا‪ ،‬إل أننه يطالب بمنا هنو أبعند‪ ،‬وهنو الردة‬
‫عنن الدينن كلينة والدخول فني المسنيحية‪ .‬ولذا ينبغني أن‬
‫يستفيق قومنا ويعرفوا أن الحل الوسط ليس بحل أبدا‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬الرسول ﷺ في سطور‪:‬‬

‫( كلمنة العرب تنبنئ عنن الصنحارى والقِفَار‪ ،‬والرض‬


‫جد ِبة التي ل ماء فيها ول نبات‪ .‬وقد أُطلق هذا اللفظ‬
‫م ْ‬
‫ال ُ‬
‫منننذ أقدم العصننور على جزيرة العرب‪ ،‬كمننا أطلق على‬
‫(‪)1‬‬
‫قوم قَطَنُوا تلك الرض واتخذوها موطنا لهم)‬
‫لم تعرف العرب الملك إل على أطراف الجزيرة‬
‫العربينة‪ ،‬فني اليمنن وفني العراق وفني الشام ولم يكنن‬
‫ملكننا مسننتقل بننل تابعننا للدول العظمننى يومهننا‪ ،‬العراق‬
‫ُ‬
‫واليمننن للفرس والشام للروم‪ .‬وباقنني الجزيرة العربيننة‬
‫قبائل تتعامل بالعراف السائدة بينها‪ ،‬وتتقاتل فيما بينها‪.‬‬
‫ملِك ًنا متوجنا فني قرينش ول فني غيرهنا‬‫ولم يكنن هناك َ‬

‫() الرحيق المختوم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫من القبائل التي تسكن الحجاز ونجد وما وليا الحجاز من‬
‫السنريات وأطراف اليمنن‪ ،‬وإنمنا يسنود بعنض الناس تبعنا‬
‫للعراف السنائدة بينهنم‪ ،‬وكانت لقرينش نوع من المكاننة‬
‫الروحينننة عنننند العرب كونهنننم يشرفون على بينننت الله‬
‫الحرام في مكة المكرمة‪.‬‬
‫وكانت العرب في مجموعها على الوثنية‪ ،‬تعبد الصنام‬
‫وتقينم بيوتنا كالكعبنة فني أكثنر منن مكان تعظمهنا بشند‬
‫الرحال إليهننا والطواف حولهننا والذبننح عندهننا وغيننر ذلك‬
‫ممنا كانوا يتنسنكون بنه للهتهنم‪.‬وكاننت الصننام والبيوت‬
‫المعظمة في أرجاء الجزيرة العربية بل وفي كل البيوت‬
‫تقريبا‪.‬‬
‫وكانننت أحياء مننن العرب تنصننرت‪ ،‬فنني العراق وفنني‬
‫الشام وفنني نجران‪،‬إل أنهننا كانننت أحياء قليلة ولم تكننن‬
‫تمارس دعوة داخل القبائل العربية‪.‬‬
‫وكان نفننر قليننل مننن العرب يعدون على أصننابع الينند‬
‫الواحدة قننند تركوا عبادة الصننننام وعبدوا الله على ملة‬
‫إبراهينم ‪-‬علينه السنلم‪ -‬وهنم منن يسنمون الحنفاء‪ ،‬ولم‬
‫يكن لهم أي أثر في حياة الناس‪.‬ولم يسجل التاريخ غير‬
‫أسمائهم وقليل جدا من أحوالهم‪.‬‬
‫وكانننت يهود كلهننا بيننن ظهراننني العرب فنني المدينننة‬
‫المنورة (يثرب يومهننا) وحولهننا فنني خيننبر ووادي القرى‬
‫وفَدَك‪ ،‬وفني اليمنن‪ ،‬ولم تكنن يهود هني الخرى تمارس‬
‫دعوة بينن العرب ول بينن غيرهنم‪ ،‬وذلك لن الدينن عنند‬
‫‪20‬‬
‫يهود مرتبط بالجنس‪ ،‬ووعد الله عندهم خاص بهم هم ل‬
‫بغيرهننم‪.‬وكانوا ينتظرون نبيننا يخرج مننن بيننن أظهرهننم‪،‬‬
‫م‬
‫ه ْي‬‫جاء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ول َ ي َّ‬‫يقولون أنننه منهننم‪ ،‬يقتلون بننه الناس ﴿ َ‬
‫من‬ ‫وكَانُوا ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫ع ُ‬
‫م َ‬
‫ما َ‬ ‫دّقٌ ل ِّ َ‬ ‫ص ِ‬‫م َ‬‫ه ُ‬ ‫د الل ّ ِ‬‫عن ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِّ‬
‫كِتَا ٌ‬
‫فل َ َّ‬‫فُروا ْ َ‬ ‫َ‬
‫هم‬‫جاء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫علَى ال ّ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫حو َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫فت ِ ُ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫قب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن﴾‬‫ري َي‬ ‫ف ِ‬‫علَى الْكَا ِ‬ ‫ة الل ّه َ‬ ‫عن َ ُ‬‫فل َ ْ‬
‫ه َ‬‫فُروا ْ ب ِي ِ‬‫فوا ْ ك َ َ‬ ‫عَر ُ‬‫ما َ‬ ‫َّي‬
‫[البقرة‪]89 :‬‬

‫ولم يظهنننر فننني العرب‪ ..‬كنننل العرب نصنننارى ويهود‬


‫وعبَّاد الصنام والوثان أحد ادعى النبوة قبل رسول الله‬
‫ﷺ‪ ،‬ول طيلة حياتنه ﷺ وإنمنا فني آخنر أيامنه ﷺ‪ ،‬ظهنر عدد‬
‫فنني أحياء مننن العرب ادعوا النبوة فنني اليمننن ونجنند‬
‫والحجاز‪ ،‬وقُتِلوا بعند أشهنر منن دعوتهنم‪ ،‬لم يتبعهنم غينر‬
‫قومهنم‪ ،‬ولم تتحرك جيوشهننم خارج أرضهننم‪ ،‬وهذه منن‬
‫المارات الدالة على نبوة النننبي محمنند ﷺ بشهادة كتاب‬
‫النصننارى‪ ،‬إذ أن الدعياء الكذبننة يموتون قتل ول يكتننب‬
‫لهم نصر في هذه الحياة كما يقول كتاب النصارى‪.‬‬
‫قريش ‪-‬وهي قبيلة النبي ﷺ‪ -‬كانت أشرف العرب نسبا‬
‫وأفضلهم فيما بينهم‪ ،‬وبنو هاشم هم أفضل قريش‪ ،‬وفي‬
‫َ‬
‫عي َ‬
‫ل‬ ‫ما ِ‬‫س َ‬‫ن وَلَد ِ إ ِنن ْ‬‫م ْنن‬ ‫صطَفَى كِنَان َ َ‬
‫ة ِ‬ ‫ه ا ْنن‬ ‫ن الل ّنن َ‬ ‫الحديننث (إ ِنن َّ‬
‫ش بَن ِني‬‫ن قَُري ْن ٍ‬ ‫م ْن‬‫صطَفَى ِ‬ ‫ة وَا ْن‬‫ن كِنَان َ َ‬‫م ْن‬ ‫شا ِ‬ ‫صطَفَى قَُري ْن ً‬ ‫وَا ْن‬
‫شمٍ)(‪ ،)1‬وكانت لهم منزلة‬ ‫ن بَن ِي هَا ِ‬ ‫م ْ‬‫صطَفَانِي ِ‬ ‫شم ٍ وَا ْ‬‫هَا ِ‬
‫روحية عند العرب‪ ،‬فهم سدنة البيت وهم القائمون على‬

‫() صحيح مسلم‪ ،‬حديث (‪.)4221‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪21‬‬
‫أمنر الحجينج سنقاية ورفادة‪ ،‬وكاننت قرينش كلهنا‪ ...‬بننو‬
‫هاشننننم وغيرهننننم وثنيون مشركون يعبدون الصنننننام‬
‫ويستقسمون بالزلم ويدعون أن ذلك هي الحنيفية التي‬
‫كان عليها إبراهيم عليه السلم‪.‬‬
‫‪ -‬ورسول الله ﷺ ولد يتيما‪ ،‬ورباه جده حتى بلغ الثامنة‬
‫منن عمره‪ ،‬ثنم رباه عمنه أبنو طالب بعند وفاة جده عبند‬
‫المطلب‪ .‬كان أبننو طالب فقيرا ذو عيال فتربننى رسننول‬
‫الله ﷺ تربية خشنة بعض الشيء‪.‬‬
‫والملحظ أن النبي ﷺ لم يتعامل مع أحد ٍ ولم يصاحب‬
‫أحدا مننن غيننر قريننش‪ ..‬أهننل مكننة تحديدا‪ ،‬لذلك حيننن‬
‫كذبوه واتهموه بالسنحر والجنون وغينر ذلك احتنج عليهنم‬
‫القرآن بأننه صاحبهم‪ ،‬الذي لزمهنم أربعينن سننة وعرفوه‬
‫معرفنة الصناحب لصناحبة والصنديق لصنديقه‪ ،‬فهنو بينن‬
‫أظهرهنم لم يخرج منن بينهنم ولم يجلس لغيرهنم أربعينن‬
‫ن ﴾ [التكوينر‪﴿ ،]22 :‬‬ ‫جنُو ٍي‬ ‫م ْ‬ ‫حبُكُم ب ِ َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ما َي‬ ‫و َي‬ ‫سننة‪ .‬وتدبر‪َ ﴿ :‬‬
‫ض َّ‬
‫ما‬ ‫ل إِن َّي َ‬
‫ق ْ‬ ‫وى ﴾ [النجننم‪ُ ﴿ ]2 :‬‬ ‫غ َ‬ ‫ما َ‬ ‫و َي‬‫م َ‬ ‫حبُك ُ ْ‬ ‫صا ِ‬‫ل َي‬ ‫ما َ‬ ‫َي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫فَرادَى ث ُ َّ‬ ‫و ُ‬‫مثْنَى َ‬ ‫ه َ‬ ‫موا لِل ّ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ة أن ت َ ُ‬ ‫حدَ ٍ‬‫وا ِ‬‫عظُك ُم ب ِ َ‬ ‫أَ ِ‬
‫َ‬ ‫تت َ َ‬
‫ذيٌر‬ ‫و إ ِ ّل ن َ ِ‬
‫ه َ‬‫ن ُ‬ ‫جن َّ ٍ‬
‫ة إ ِيي ْ‬ ‫من ِ‬ ‫حبِكُم ّييِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ما ب ِيي َ‬ ‫فك ُّروا َيي‬ ‫َ َ‬
‫َ‬
‫د ﴾ [سبأ‪]46 :‬‬ ‫دي ٍ‬ ‫ش ِ‬‫ب َ‬ ‫عذَا ٍ‬ ‫ي َ‬ ‫ن يَدَ ْ‬ ‫ل ّكُم بَي ْ َ‬
‫واشتهنر رسنول الله ﷺ بينهنم بالصندق والماننة ومكارم‬
‫الخلق حتننى لقبوه بالصننادق الميننن ﷺ ولذا حيننن جهننر‬
‫بالدعوة اسنتدل بحالة على صندق مقاله فناداهنم (ي َنا بَن ِني‬
‫ف ي َنا بَن ِني‬
‫منَا ٍن‬ ‫ن ي َنا بَن ِني فَُل ٍن‬
‫ن ي َنا بَن ِني ع َبْد ِ َ‬ ‫فَُل ٍن‬
‫ن ي َنا بَن ِني فَُل ٍن‬
‫‪22‬‬
‫م أ َ َّ‬ ‫م لَوْ أ َ ْ‬ ‫ع َبد ال ْمطَّل ِب فَاجتمعوا إلَي ه فَقَا َ َ َ‬
‫ن‬ ‫خبَْرتُك ُ ْ‬ ‫ل أَرأيْتَك ُ ْ‬ ‫ْ َ َ ُ ِ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ ُ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ي قَالُوا َنن‬ ‫صدِّقِ َّ‬ ‫م َنن‬ ‫م ُ‬ ‫ل أكُنْت ُنن ْ‬
‫جب َ ِ‬ ‫ح هَذ َا ال ْ َ‬ ‫سفْ ِ‬‫ج ب ِنن َ‬ ‫خُر ُنن‬ ‫خيًْل ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ن يَد َنيْ عَذ َا ٍن‬ ‫م بَي ْن َ‬ ‫ل فَإِن ّ ِني نَذِيٌر لَك ُن ْ‬ ‫ك كَذِب ًنا قَا َ‬ ‫جَّربْن َنا ع َلَي ْن َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫معْتَن َنا إَِّل لِهَذ َا ث ُن َّ‬‫ج َ‬ ‫ما َ‬
‫ل أَب و لَه ب تب ًا ل َن َ َن‬
‫كأ َ‬ ‫ل فَقَا َ ُن َن ٍ َ ّن‬ ‫شدِيد ٍ قَا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ت يَدَا أبِي لَهَ ٍ‬ ‫م فَنََزل َ ْ‬
‫َ (‪)1‬‬
‫ب)‬ ‫ب وَقَد ْ ت َ ّ‬ ‫سوَرة ُ تَب َّ ْ‬ ‫ت هَذِهِ ال ُّ‬ ‫قَا َ‬
‫لم يكننن رسننول الله ﷺ معروفننا بكتابننة ول بقراءة ول‬
‫ل الشعنر‪ ،‬ول بالجلوس لمنن يقرأ أو يكتنب‪ .‬ولم تكنن‬ ‫بقو ِ‬
‫العرب تهتننم بغيننر الشعننر‪ ،‬لم يكننن عندهننم علم بخننبر‬
‫الوليننن مننن الوثنييننن أو المغضوب عليهننم أو الضاليننن‪،‬‬
‫ة لم يبعنث فيهنا ننبي منن قبنل‪ .‬قال تعالى ﴿‬ ‫مي ٌ‬ ‫ة أ ِّ‬ ‫م ٌ‬
‫كاننت أ ّ‬
‫َي‬
‫ذَر‬‫ك لِتُن ِ‬ ‫من َّرب ّ ِي َ‬ ‫ح ُ‬
‫قّي ِي‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ُ‬ ‫فتََراه ُي ب َ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫قولُو َي‬ ‫م يَ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫َ َ َ‬
‫ن‬‫هتَدُو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫قبْل ِك ل َ‬ ‫من َ‬ ‫ر ِّ‬ ‫ذي ٍ‬ ‫من ن َّ ِ‬ ‫هم ِّ‬ ‫ما أَتَا ُ‬ ‫ما َّ‬ ‫و ً‬
‫ق ْ‬‫َ‬
‫ُ‬
‫ب الطّو ِ‬
‫ر‬ ‫جان ِي ِ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫ما كُن َي‬ ‫و َي‬ ‫﴾ [السننجدة‪ ]3 :‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ما‬‫ما ّيَ‬ ‫و ًي‬ ‫ق ْ‬ ‫ذَر َ‬ ‫ك لِتُن ِ‬ ‫من َّرب ّ ِي َ‬ ‫ة ّيِ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫ولَك ِين َّر ْ‬ ‫إِذْ نَادَيْن َيا َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ن﴾‬ ‫م يَتَذَك ُّرو َيي‬ ‫ه ْيي‬ ‫عل ّ ُ‬
‫قبْل ِييك ل َ‬ ‫من َ‬ ‫ر ّييِ‬ ‫ذي ٍ‬ ‫من ن َّ ِ‬ ‫هم ّييِ‬ ‫أَتَا ُيي‬
‫[القصص‪]46 :‬‬

‫ي ﷺ إل نفننر قليننل‪ ،‬ولم يكونوا مننن‬ ‫‪ -‬لم ي ُننصدق النننب َ‬


‫قرابتنه‪ ،‬بنني هاشنم أعنني‪ ،‬بنل كانوا منن بطون قرينش‬
‫كلهننا‪ ،‬بنننو زهرة‪ ،‬وتيننم‪ ،‬وعبنند الدار‪ ،‬وأميننة‪ ،‬ومخزوم‪،‬‬
‫وفردينن منن بنني هاشنم‪ ...‬صنبيان صنغيران‪ ...‬علي بنن‬
‫أبنني طالب الذي كان فنني بيتننه وأخيننه جعفننر بننن أبنني‬
‫طالب‪ ،‬وكذا نفنر منن الموالي (العبيند) فني مكنة‪ ،‬وأول‬

‫() صحيح مسلم ‪.2664‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪23‬‬
‫من كذَّب النبي ﷺ ورد َّ عليه هو عمه ‪-‬أخو أبيه‪ -‬أبو لهب‪،‬‬
‫َ‬
‫ما‬‫ب* َ‬ ‫وت َ َّ‬‫ب َ‬‫ه ٍ‬‫ت يَدَا أب ِي ل َ َ‬ ‫ونزل القرآن يهندده‪ ﴿ :‬تَب َّ ْ‬
‫ت‬‫صلَى نَاًرا ذَا َي‬ ‫سي َ ْ‬ ‫ب‪َ .‬ي‬‫س َ‬ ‫ما ك َي َ‬ ‫و َي‬‫ه َ‬ ‫مال ُي ُ‬ ‫ه َ‬‫عن ْي ُ‬‫غن َيى َ‬ ‫أَ ْ‬
‫حطَيب * ِي‬ ‫َ‬
‫حب ْ ٌ‬
‫ل‬ ‫ها َ‬ ‫د َي‬
‫جي ِ‬‫في ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬‫مال َ َ‬‫ح َّ‬
‫ه َ‬ ‫مَرأت ُي ُ‬‫وا ْ‬ ‫ب‪َ .‬‬ ‫ه ٍي‬‫لَ َ‬
‫د ﴾ [المسد‪.]5-1 :‬‬ ‫س ٍ‬ ‫من َّ‬
‫م َ‬ ‫ِّ‬
‫كفرت قريننش وكذبننت‪ ،‬وعاندت واسننتكبرت‪ ،‬أبننت إل‬
‫الكفنر بربهنا ورسنول ربهنا‪ ،‬جلسنت بكنل طرينق توعند‬
‫وتصنند عننن سننبيل الله‪ ،‬ثلثنة عشرة عامننا ورسننول الله‬
‫‪-‬صننلى الله عليننه وآله وسننلم‪ -‬يدعوهننم إلى الله‪ ،‬ومننا‬
‫استجاب له إل نفر قليل جدا‪ ،‬ل يتجاوزون المائة‪ .‬ثم أمر‬
‫الله سنننبحانه وتعالى رسنننوله ﷺ بالهجرة إلى المديننننة‬
‫المنورة‪ ،‬إلى قننننبيلتين غيننننر قريننننش همننننا (الوس)‬
‫و(الخزرج) ودخل السلم المدينة بالدعوة ل بالقتال‪.‬‬
‫وفنني المدينننة وحولهننا كانننت يهود‪ ،‬ومننن أول يوم لم‬
‫ترحنننب يهود بالننننبي ﷺ وكشرت عنننن أنيابهنننا وغدرت‬
‫كعادتهننا‪ ،‬وراحننت تكذب هنننا وهناك‪ ،‬وتتحالف مننع عباد‬
‫الصننام على رسنول الله ﷺ وتقول لهنم هؤلء أهدى منن‬
‫الذينن آمنوا سنبيل‪ ،‬تقول هذا وهني تعلم أننه رسنول منن‬
‫عننند الله ﷺ وهددت بالسننيف والقتال‪ ،‬فقاتلهننا رسننول‬
‫‪-‬صلى الله عليه وآله وسلم‪ -‬بأمر من ربه حتى أخرجهم‪،‬‬
‫وأراح الناس من شرورهم‪.‬‬
‫فلم يجلس لهنننم‪ ،‬ولم يتعلم ممنننا فننني أيديهنننم منننن‬
‫كتاب!!‬
‫ثننم أمننر الله رسننوله ﷺ بالجهاد وإزالة العقبات فنني‬
‫‪24‬‬
‫طريق الدعوة إلى الله‪.‬فأرسل السرايا في الحجاز ونجد‬
‫والعراق والشام حتنى مكنن الله لديننه ودخنل الناس فني‬
‫ديننن الله أفواجننا‪ .‬فلم يبدأ بالقتال‪ ،‬ولم يأمننر أصننحابه‬
‫وأتباعنه ﷺ أن يبدءوا بالقتال‪ ،‬وإنمنا بالدعوة إل الله بالتني‬
‫هنني أحسننن فإن أسننلموا وإل فالقتال حتننى تكون كلمننة‬
‫الله هنني العليننا‪ ،‬ولم يقاتننل قريننش وحدهننا‪ ،‬ولم يقاتننل‬
‫الناس على أموالهننم ول نسنناءهم ول أرضهننم‪ .‬بننل على‬
‫السننلم‪ ،‬مننن أسننلم له مننا للمسننلمين وعليننه مننا على‬
‫المسنلمين‪ ،‬ويعصنم ماله ودمنه وعرضنه‪ ،‬ويرد له منا أخنذ‬
‫منه‪.‬‬
‫كاننت قضيتنه هني هداينة الناس لدينن الله‪ ،‬رد َّ السنبايا‬
‫على هوازن حينن أسنلموا‪ ،‬وأطلق سنبايا بنني المصنطلق‬
‫وطينئ حينن أسنلموا‪ ،‬وأطلق سنراح ثمامنة بنن أثال حينن‬
‫أسلم‪.‬‬
‫وكان النننبي ﷺ يسننكن فنني غرفات مننن طيننن يطال‬
‫سنقفها الرجنل بيده وينام على الحصنير حتنى يؤثنر فني‬
‫جنبنننه الشرينننف ﷺ‪،‬وكان يربنننط على بطننننه الحجنننر‬
‫والحجريننن مننن شدة الجوع‪ ،‬ويمننر الهلل والهللن ول‬
‫يوقنند فنني بيننت رسننول الله ﷺ نار‪ ،‬شهننر وشهران ول‬
‫يطهننى فنني بيننت رسننول الله ﷺ طعام‪ ،‬كانننت هذه حاله‬
‫على الدوام‪ ،‬منننذ بعننث حتننى توفاه الله‪ ،‬فلو كان ملكننا‬
‫لجمننع الموال وبنننى القصننور واتخننذ الجواري والماء‪.‬‬
‫ولقضى ليله مع النساء‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ولو كاننت الدعوة قرشينة لمنا قاتلتنه قرينش وقاتلهنا‪،‬‬
‫ولمنا أخرجتنه منن بينن أظهرهنا وخرج منن مكنة وتركهنا‪،‬‬
‫ولو كانننت الدعوة عربيننة ترينند ملكننا للعرب كمننا يدعنني‬
‫الكذ ّاب اللئيننم لمننا قاتلتننه العرب كلهننا وبذلت أموالهننا‬
‫وأبنائها في وجه النبي ﷺ‪.‬‬

‫هذا هننو نبينننا محمنند ﷺ هذه بعننض أوصننافه وأحواله‪،‬‬


‫وليست كما زعم الكذ ّاب اللئيم زكريا بطرس‪.‬‬

‫ق‬
‫ن الحاِذ ِ‬
‫و عي ُ‬
‫ه َ‬
‫و ْ‬
‫هل َ‬‫تجا ُ‬ ‫ح‬
‫سوٍد را َ‬
‫ح ُ‬
‫ن لِ َ‬
‫جب َ ْ‬
‫ل تَع َ‬
‫هم‬ ‫ال َ‬
‫ف ِ ِ‬ ‫ها‬‫يُنكُِر َ‬
‫ء‬
‫م الما ِ‬
‫م طع َ‬
‫ف َ‬‫ويُنكُِر ال َ‬ ‫وءَ‬
‫ض ْ‬‫ن َ‬ ‫قد تُنكُِر العي ُ‬
‫س َ ِ‬
‫قم‬ ‫من َ‬ ‫ِ‬ ‫د‬
‫م ٍ‬
‫من َر َ‬ ‫س ِ‬
‫الشم ِ‬

‫‪26‬‬
‫فصل‬
‫دراسة بحثية تحليلية مختصرة‬
‫لمصادر زكريا بطرس التي يعتمد عليها‬

‫يدعني زكرينا بطرس أننه يسنتخدم المنهنج العلمني فني‬


‫البحنث‪ ،‬وأننه يعتمند على مصنادر إسنلمية فني كنل منا‬
‫يتوصننل إليننه‪ ،‬وهاأنذا أعرض على عليننك ‪-‬أخنني القارئ‪-‬‬
‫مصننادره التنني يعتمنند عليهننا فنني أقواله حول السننلم‬
‫وحول رسننول الله ‪-‬صننلى الله عليننه وآله وسننلم‪ -‬وقنند‬
‫ت ذلك حسب ما يأتي ‪:‬‬ ‫بين ُ‬
‫المب حث الول ‪ :‬المصنادر السناسية التني يعتمند عليهنا‬
‫في إثبات قضاياه‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬المصادر الفرعية‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬كيف يستدل بالكتب الصحيحة؟‬
‫المبحيث الرابيع ‪ :‬تعلينق على مصنادر زكرينا بطرس‪،‬‬
‫وهذا المبحننث بمثابننة تلخيننص لبعننض النقاط المهمننة‬
‫المتعلقننة بمصننادرة التنني يسننتدل بهننا‪ .‬وكشننف لبعننض‬
‫أكاذيبه حول مصادره‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫المبحث الول‬
‫المصادر الساسية التي يعتمد عليها في إثبات‬
‫ما يتكلم به‬
‫‪Encyclopaedia‬‬ ‫(‪of‬‬
‫‪.1‬دائرة المعارف السييييلمية‬
‫(‪)1‬‬
‫‪)Islam‬‬
‫هذه أهم المصادر التي يعتمد عليها زكريا بطرس فيما‬
‫ن يضعهنا أمام الشاشنة‪،‬‬ ‫يفترينه على السنلم‪ ،‬وكنل حي ٍن‬
‫ويقول أننننه حينننن بدأ يسنننتدل بهنننا أو منهنننا صنننادرها‬
‫المسلمون من السوق وقالوا عنها أنها محرفة‪ ،‬تُرى ما‬
‫حقيقنة هذه الموسنوعة التني يعتمند عليهنا زكرينا بطرس‬
‫بشكل كبير؟‬
‫وهنل هني حقنا مصندر إسنلمي كمنا يدعني أننه يعتمند‬
‫على مصنادر إسنلمية‪ ،‬وأن كنل منا يقوله هنو منن كتنب‬
‫المسلمين؟‬
‫في عام ‪ 1998‬أي قبل أن يدخل زكريا بطرس إلى قناة‬
‫الحياة أو قبننل أن تبدأ قناة الحياة بثهننا صنندرت رسننالة‬
‫دكتوراه حول (دائرة المعارف السننلمية) بعنوان (دائرة‬
‫المعارف السنلمية ‪ -‬أضالينل وأكاذينب)‪.‬للدكتور إبراهينم‬
‫عوض‪ ،‬ورسالة دكتوراه أخرى بعنوان (العقيدة السلمية‬
‫فنني دائرة المعارف السننلمية) للدكتور‪ /‬خالد بننن عبنند‬
‫الله القاسم(‪ ،)2‬وصدر عن غيرهما كتابات أخرى في ذات‬
‫() تعبر أهم مصدر يستند إليه في جميع ما يأتي به‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أسنتاذ مشارك بجامعنة الملك سنعود‪ ،‬كلينة التربينة‪ ،‬قسنم الثقافنة‬ ‫‪2‬‬

‫‪28‬‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫فالمسلمون يرفضونها قبل أن يدري بها زكريا بطرس‬
‫نفسه ل أنهم رفضوها بعد أن استدل بها‪.‬‬
‫والسيييؤال‪ :‬لماذا يرفيييض المسيييلمون دائرة‬
‫المعارف السييلمية كمصييدر ي ُييستدل بييه على‬
‫السلم؟‬
‫تصندر دائرة المعارف السنلمية‪)Encyclopaedia of Islam( .‬‬
‫عنن دار نشنر هولندينة تسنمى برينل ‪ .)1(BRILL‬وليسنت دار‬
‫نشنر إسنلمية‪ ،‬ظهرت أول طبعنة منهنا بينن عامني ‪ 1913‬و‬
‫‪ 1938‬بعدة لغات ثم ظهرت نسخ مختصرة منها عام ‪.1953‬‬
‫ثنم بدأ العمنل فني الطبعنة الثانينة عام ‪ 1954‬واكتملت عام‬
‫‪.2005‬‬
‫وقنند ذكننر سننتيفن همفري (‪ )2()Humphreys Stephen‬أسننتاذ‬
‫التارينخ السنلمي بجامعنة كاليفورنينا ‪ -‬سنانتا باربارا فني‬
‫كتابنه (التارينخ السنلمي‪ :‬إطار البحنث) ‪Islamic History: A‬‬
‫‪ Framework for Inquiry‬ما نصه‪:‬‬
‫(دائرة المعارف السنلمية مؤلفنة بالكامنل منن قبنل‬

‫السلمية ‪1422‬ه‪ ،-‬وحتى تاريخه‪ .‬أي أن الدكتوراه خرجت قبل عشر‬


‫سنوات من الن‪ ،‬أي قبل أن يظهر بطرس للناس‪.‬‬
‫‪ )( 1‬وهذا رابنننط دار النشنننر على النترننننت ‪ ،/http://www.brill.nl‬وهذا‬
‫رابط الصفحة التي تتكلم عن دائرة المعارف‪:‬‬
‫‪.http://www.brill.nl/default.aspx?partid=17&pid=7560‬‬
‫‪ )( 2‬وهذا رابط لمعرفة المزيد عنه‬
‫‪.ttp:/www.history.ucsb.edu/faculty/humphreys.htm‬‬
‫‪29‬‬
‫باحثينن أوروبيينن وهني ل تعنبر إل عنن النظرة والمفهوم‬
‫الوروبنني للحضارة السننلمية‪ .‬وتناقننض هذه المفاهيننم‬
‫وتختلف اختلفننا كننبيرا عننن المفاهيننم التنني يؤمننن بهننا‬
‫ويتبعها المسلمون أنفسهم‪ .‬وما ذكر في هذه الموسوعة‬
‫ل يتوافننق مننع التعاليننم والمبادئ السننلمية للمراجننع‬
‫السلمية كالزهر بل يتناقض معها)‬
‫القائمون على هذه الدائرة هنننننم مجموعنننننة منننننن‬
‫المستشرقين النصارى واليهود المعروفين بحقدهم على‬
‫السلم والمسلمين مثل المستشرق الهولندي أرند جان‬
‫فنسنننك ‪ A. J. Wensinck‬وهننو مننن أشنند المتعصننبين ضنند‬
‫السنلم وقند كان عضوا بمجمنع اللغنة العربينة بالقاهرة‬
‫وف ُصل منه نتيجة مؤلفاته التي هاجمت السلم والقرآن‬
‫والرسنول ﷺ‪ ،‬وهذا المسنتشرق المتعصنب هنو المشرف‬
‫على الطبعة الولى‪.‬‬
‫وشارك أيضنننا فننني إعداد هذه الموسنننوعة المنصنننر‬
‫والمسنتشرق الفرنسني لوينس ماسنينيون ‪Louis Massignon‬‬
‫وهننو رائد الحركننة التبشيريننة فنني مصننر‪ .‬وقنند اشتهننر‬
‫ميينن منن خلل خداعهنم بتحوينر‬ ‫بالعمنل على تنصنير ال ُ‬
‫آيات القرآن الكريم ليهامهم بموافقتها النصرانية(‪.)1‬‬

‫ت‪ :‬وهنو حال كنل المنصنرين فني كنل زمان يتيممون الطبقنة‬ ‫() قل ُن‬ ‫‪1‬‬

‫التنني تجهننل دينهننا‪ ،‬ويتحدثون إليهننم‪ .‬يحدث هذا فنني معسننكرات‬


‫التنصير في أفريقيا وفي نشاط خليا التنصير في البلد السلمية‪،‬‬
‫ويحدث على مسنتوى منظريهنم تجند أنهنم ل يتحاورون إل منع منن‬
‫قل علمه‪ ،‬اللهم أن يحرجوا فيخرجوا قليل ثم يتوارون‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫وقند اشترك أيضنا كثينر منن اليهود فني تحريرهنا مثنل‬
‫جوزينننف شخنننت ‪ Joseph Schacht‬المسنننتشرق الهولندي‬
‫وإجناس جولذيهنننر ‪ Ignaz Goldziher‬المسنننتشرق المجري‬
‫وجورجيننننو ليفنننني دل فيدا ‪،Giorgio Levi Della Vida‬‬
‫‪Bernard‬‬ ‫والمسننننتشرق اليطالي وبرنارد لويننننس ‪Lewis‬‬
‫المسننتشرق المريكنني‪ .‬وبرنارد لويننس هذا مننن اشنند‬
‫المناصننرين لسننرائيل وهننو أسننتاذ صننموئيل هنتجتون‬
‫صاحب مصطلح (صراع الحضارات) الذي أعلنه عام ‪1990‬‬
‫وقصد به حتمية الصراع بين الغرب والسلم كعدو قادم‬
‫بعنند انهيار التحاد السننوفيتي‪ .‬وكننل كتبننه عننن السننلم‬
‫تدعوا إلى محاربته بشتى الطرق‪.‬‬
‫واشترك في كتابة الموسوعة قساوسة وعلماء لهوت‬
‫ومنصننرون مثننل القننس دافينند صننموئيل مرجليوث ‪David‬‬
‫‪ Samuel Margoliouth‬وكان قسنا بالكنيسنة النجليزينة وعرف‬
‫عننننه التعصنننب ضننند السنننلم‪ .‬وكذلك عالم اللهوت‬
‫والمسننتشرق هنري لمنننس ‪ Henry Lammans‬وقنند عمننل‬
‫بالتنصننير فنني بيروت وعرف عنننه الحقنند الشدينند على‬
‫السننلم‪ .‬وكذلك المسننتشرق ج‪ .‬كريمرز ‪J. H. Kramers‬‬
‫وكتاباتنننه تركنننز على التنصنننير‪ .‬ودانكنننن بلك ماكدونلد‬
‫‪ Duncan Black Macdonald‬وهنو منصنر أمريكني عرف بحقده‬
‫الشديننند على السنننلم وتتركنننز مؤلفاتنننه حول تنصنننير‬
‫المسنلمين وانشنأ معهند متخصنص لهذا الغرض‪ .‬وأدوينن‬
‫كالفرلي ‪ Edwin Calverley‬وهو منصر أمريكي متعصب رأس‬
‫تحريننر مجلة العالم السننلمي التنصننيرية والتنني تهتننم‬
‫‪31‬‬
‫بتنصير المسلمين‪.‬‬

‫هذه فقنط مجرد أمثلة للقائمينن على (دائرة المعارف‬


‫ل من أراد‬‫السلمية) التي يستدل بها زكريا بطرس‪ ،‬وك ُّ‬
‫أن يهاجم السلم في الشرق والغرب‪.1‬‬
‫أقول‪ :‬ولذلك تجد زكريا بطرس ل يذكر مؤلف الدائرة‬
‫ول الدار التنني تقوم على نشرهننا كمننا يفعننل مننع بعننض‬
‫المصادر الخرى التي يجلبها‪ ،‬يكتفي فقط باسمها‪ ،‬وهذا‬
‫من كذبه وتدليسه على المشاهدين‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬رسالة ماجستير عن بحيرا الراهب (‪ .) 2‬من‬


‫جامعة برمنجهام بانجلترا ‪1983‬م‬

‫اعتمنند زكريننا بطرس على هذه الرسننالة فنني إحدى‬


‫قضاياه الكننبرى وهنني القول بأن رسننول الله ﷺ تتلمننذ‬
‫على يد بحيرا الراهب‪ ،‬أو تأثر به تأثرا كبيرا‪ ،‬أو أن بحيرا‬
‫الراهنب هنو الذي خطنط لننبي الله ﷺ وعلمنه كنل شينء‬
‫حتنى القرآن‪ ،‬وسنآتي على هذا الكلم إن شاء الله تعالى‬
‫حين مناقشة مصدر الوحي عند زكريا بطرس ومن قال‬
‫بقوله أو قال بقولهنم‪ ،‬ومنا يعنينني هننا‪ ،‬هنو بيان أن هذه‬

‫‪ 1‬هناك موسوعة أخرى تدعى ( دائرة المعارف السلمية ) للفريد وجدي ‪ ،‬وهي كأختها التي‬
‫نتكلم عنها ‪ ،‬نصرانية الصل ‪ ،‬وتتكلم عن السلم بغير ما فيه ‪.‬‬

‫() الحلقة الثالثة عشر والرابعة عشر من برنامج في الصميم كما‬ ‫‪2‬‬

‫هو الترتيب في الموقع الخاص بزكريا بطرس‪.‬‬


‫‪32‬‬
‫الرسنالة نصنرانية‪ ،‬قام بهنا أحند الطلبنة النصنارى واعتمند‬
‫فني بحثنه على مصنادر نصنرانية‪ ،‬فالباب الثالث منن هذه‬
‫الرسننالة على حسننب مننا نقله زكريننا بطرس هننو‪( :‬لقاء‬
‫بحيرا ومحمنند وفقننا للتراث المسننيحي)‪ ،‬ل حننظ وفقننا‬
‫للتراث المسيحي‪ .‬والباب الرابع‪ :‬تقييم تاريخي ثيولوجي‬
‫(لهوتي) لقصة بحيرا الراهب‪.‬‬

‫فلحننظ‪ :‬مصننادر نصننرانية‪ ..‬كاتننب نصننراني‪ ..‬تقييننم‬


‫نصراني للرسالة‪.‬‬

‫ض صاحب الرسالة للمصادر السلمية ذكر أنها‬ ‫وحين ت َ َعَّر َ‬


‫‪ -‬أي المصادر السلمية‪ -‬لم تذكر أن بحيرا التقى النبي ﷺ إل‬
‫مرتيننن(‪ ،)1‬الولى فنني سننن الثانيننة عشننر مننن عمره‪ ،‬وقنند‬
‫تعرف علينه بحيرا منن خاتنم النبوة‪ ،‬ومنا وجند اللئينم زكرينا‬
‫بطرس ردا على هذا سننوى السننتهزاء والسننخرية والدعاء‬
‫مة) في كتفه ﷺ‪ ،‬والمرة‬ ‫ح ِ‬
‫بأن خاتم النبوة كان عبارة عن (و ْ‬
‫الثانية بين العشرين والخمسة والعشرين من عمره ﷺ ‪ ،‬ولم‬
‫يكلمننه بحيرا بننل أشار إليننه وقال هذا رسننول رب العالميننن‬
‫الذي سنوف يرسنله الله بالسنيف المسنلول والقتال الشديند‬
‫فمننن أطاعننه نجننا ومننن لم يطعننه هلك (هذا على حنند قول‬
‫الرسالة على لسان بطرس)‪.‬‬

‫() في الصميم الحلقة الخامسة عشر د‪.10/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪33‬‬
‫فالرسننالة التنني قام بهننا هذا الطالب النصننراني فنني‬
‫جامعنة نصنرانية وتحنت إشراف أسناتذة نصنارى ل تتكلم‬
‫بأن بحيرا فننني المرة الولى أو الثانينننة تكلم للننننبي ﷺ‬
‫بشيننء أي شيننء‪.‬بننل تقول أن اللقاء الول كان دقائق‬
‫تعَّرف فيهننا بحيرا على الرسننول ﷺ وأقَّر له بالنبوة‪ ،‬وأن‬
‫الثاني كان فقط كلما من سطرٍ واحد ومن طرف بحيرا‬
‫ُ‬
‫ل منن طرف الننبي ﷺ‪ .‬وغينر ذلك ممنا يردد كل ّه منن كلم‬
‫النصارى الذي ليس له مصدر في كتب المسلمين‪ ..‬هذا‬
‫باعترافهم هم(‪.)2‬‬

‫أقول‪ :‬اعترفوا بأنننه ل يوجنند فنني كتننب المسننلمين أن‬


‫رسننول الله ﷺ جلس لبحيرا ولو سنناعة واحدة‪ ،‬ول أنننه‬
‫التقاه وتكلم إليننه‪.‬فمننن أيننن لهننم كننل هذا الكلم؟! ‪.‬‬
‫وحديث بحيرا الراهب معضل سندا ومنكر متنا ‪.‬‬

‫إنه قولهم هم‪ .‬من مصادرهم هم ‪ .‬ل نعرفه‪ .‬ول نلتزم‬


‫به‪ .‬هذا فقط ما أردت الشارة إليه بخصوص قصة بحيرا‬
‫الراهنب‪ ..‬فقنط أردت ألقني الضوء على مصندر منا يردده‬
‫زكريا بطرس في هذه القصة على لسانه هو‪ ،‬وأنه ليس‬
‫من مصادر إسلمية كما يدعي‪.‬‬

‫يبقى أن أشير إلى شيء تتكلم به المصادر السلمية‬


‫() الحلقنة الحادينة عشنر فني الصنميم د‪ 8/‬وأكند على المعننى فني‬ ‫‪2‬‬

‫بداية الحلقة التي بعدها‪.‬‬


‫‪34‬‬
‫فيمننا يتعلق بهذا المننر‪ ،‬وهننو أن النننبي ﷺ لم يخرج مننن‬
‫مكنة قنط إل مرتينن ‪ ،‬الولى وهنو غلم صنغير فني الثانينة‬
‫عشنر منن عمره ‪ ،‬وهني التني التقنى فيهنا بحيرا الراهنب‪،‬‬
‫وعاد من الطريق‪ ،‬ولم يخالط غير قريش فقد كان بينهم‬
‫وحيننن عاد عاد مننع أحدهننم‪ ،‬والثانيننة وهننو فنني الرابعننة‬
‫والعشرينن منن عمره ولم تتكلم المصنادر السنلمية بأن‬
‫الننبي ﷺ التقنى بحيرا الراهنب فضل عنن أن يكوننا التقينا‬
‫وتكلمنا وتتدارسنا‪ ،‬وإنمنا فقنط (نزل رسنول الله ﷺ فني‬
‫ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان فاطلع‬
‫الراهنب إلى ميسنرة فقال له منن هذا الرجنل الذي نزل‬
‫تحت هذه الشجرة؟ قال له ميسرة هذا رجل من قريش‬
‫مننن أهننل الحرم ; فقال له الراهننب مننا نزل تحننت هذه‬
‫الشجرة قنط إل ننبي)(‪ )1‬هذا قول ابنن هشام‪ ،‬والسنهيلي‬
‫فنني الروض الُن ُ نف يزينند على هذا بأن الراهننب لم يكننن‬
‫(‪)2‬‬
‫بحيرا وإنما راهب آخر‬

‫ثالثيييا ‪ :‬مخطوطييية سيييريانية مييين جامعييية‬


‫مانشستر ببريطانيا للبروفيسور ‪Richard Gottheil‬‬

‫كنل منا عرضنه زكرينا بطرس برهاننا على هذه الوثيقنة‬


‫من‬‫هننو غلف كتاب ك ُنتب عليننه اسننم (الوثيقننة) واسننم َن‬
‫() سيرة ابن هشام‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الروض الُنُف الجزء الول‪.323/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪35‬‬
‫تبناهنا‪ ،‬وفني هذه الوثيقنة أن الراهنب بحيرا حينن التقنى‬
‫النبي ﷺ في المرتين ‪-‬وكان اللقاء في دير الراهب بحيرا‬
‫فني بصنرى الشام على طرينق القوافنل‪ -‬وجند فني الننبي‬
‫محمد ﷺ ضالته فبدأ يعلمه بقوله أنه استشف به علمات‬
‫النبوة فانتقننل إلى مكننة وتابننع تعليمننه‪ ،‬والقننس ورقننة‬
‫كذلك‪.‬‬
‫سننأناقش هذا الهراء بعنند ن ن إن شاء الله تعالى نن وأنننا‬
‫أتكلم عن مصدر الوحي ‪ ،‬ولكن فقط أريد أن أثبت أنها‬
‫وثيقة نصرانية‪ ..‬مصدر نصراني‪ ..‬من جامعة نصرانية ‪ ،‬ل‬
‫يعتمنند على المصننادر السننلمية فنني شيننء‪ .‬وأن الكلم‬
‫الذي بهنننا يناقنننض الكلم الذي ذكره صننناحب رسنننالة‬
‫الماجسننتير ‪-‬المصنندر السننابق‪ -‬إذ أن صنناحب رسننالة‬
‫الماجستير يؤكد أن بحيرا لم يتكلم للنبي ﷺ في اللقاءين‬
‫وإنمنا كان حوارا عابرا لم يسنتغرق دقائق ‪ -‬هذا على حند‬
‫قوله‪ ،‬فل ندري أيهمنا نصندق صناحب رسنالة الماجسنتير‬
‫(الموثقة) أم صاحب الوثيقة التي ل نعلم لها مصدرا؟‬
‫وعلى كننننل حال فهذا مننننن قول النصننننارى ومننننن‬
‫من كتبها من أم رأسه‪ .‬يكفيني هذا هنا‬ ‫مصادرهم‪ .‬تكلم َ‬
‫الن‪ .‬فأننننا أدلل على أن مصنننادره التننني يتكلم منهنننا‬
‫نصرانية وليست إسلمية كما يدعي‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رابعا ‪ :‬شعراء النصرانية‬
‫وهذا الكتاب ركنننز علينننه جدا ونادي عدة مرات على‬
‫حامنل الكاميرا أن يصنوره للجمهور‪ ،‬وهنو أحند مصنادره‬
‫الساسية في القول بأن الرسول ﷺ نقل كثيرا من آيات‬
‫القرآن مننن شعراء الجاهليننة‪ ،‬الذيننن يدعنني أنهننم كانوا‬
‫يدينون بالنصرانية من أمثال أمية بن أبي الصلت وورقة‬
‫بن نوفل وامرئ القيس وغيرهم‪.‬‬
‫وكتاب شعراء النصنرانية كتاب شهينر لواحند منن أشهنر‬
‫الحاقدينن على السنلم والمسنلمين وهنو القنس ( لوينس‬
‫شيخو اليسوعي) واسمه كامل هو‪ :‬رزق الله بن يوسف‬
‫بنن عبند المسنيح بنن يعقوب بنن شيخنو اليسنوعي‪1859 .‬‬
‫بالعراق وتوفى في ‪1927‬م في بيروت‪.‬‬
‫يقول صناحب رواد النهضنة الحديثنة عنن لوينس هذا منا‬
‫نصنه (ولم يكنن تعصنبه لنصنرانيته معتدل ول مسنتورا‪ ،‬بنل‬
‫كان تعصنبا عالينا عنيفنا مجاهرا بنه‪ ،‬ممنا جعنل أبناء ملتنه‬
‫(‪)2‬‬
‫يلومونه على ذلك ويعدونه من أخطائه)‬
‫ومنن آثار تعصنبه أننه جعنل جمهور الشعراء الجاهليينن‬
‫ن صارى‪ ،‬مخال فا بذلك كنل من كتب عنن شعراء الجاهلينة‬
‫بل عن الجاهلية التي سبقت السلم‪.‬‬
‫َ‬
‫مل ّتِه لويس‬‫وقال مارون عبود متعجبا أو ساخرا من ابن ِ‬
‫شيخننو الذي يسننتدل بننه بطرس اللئيننم‪( :‬سننمعنا بكتاب‬
‫شعراء النصرانية فاستقدمناه‪ ،‬فإذا هو لهذا العلمة الجليل‬

‫() في الصميم الحلقة العاشرة د‪.16/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫() رواد النهضة الحديثة ‪.226‬‬
‫‪37‬‬
‫(لويس شيخو) وإذا كل من عرفناهم من شعراء جاهليين‬
‫قد خرجوا من تحت سن قلمه نصارى‪ .‬كان التعميد بالماء‬
‫فإذا به قد صار بالحبر)(‪.)1‬‬
‫ومنن ملمنح تعصنب شيخنو أننه حينن كتنب تارينخ الداب‬
‫العربيننة جعننل يننبرز أدباء النصننارى ولم يذكننر أحدا مننن‬
‫مشاهير الدب المسلمين وكأنهم غير موجودين اللهم إل‬
‫(‪)2‬‬
‫النذر اليسير‬

‫خامسييا ‪ :‬أبييو موسييى الحريري وكتاب قييس‬


‫(‪)3‬‬
‫ونبي‬

‫وهذا كتاب نصننراني لقننس نصننراني ‪ ،‬يُدعنني جوزيننف‬


‫قذي أخننذ علي عاتقننه أبان الحرب الهليننة اللبنانيننة أن‬
‫يوصنل أفكار المسنتشرقين وأراء طائفتنه حول السنلم‬
‫والمسننلمين فنني كتننب أربعننه هنني‪ :‬قننس ونننبي‪ ،‬ونننبي‬
‫الرحمنة‪ ،‬وعالم المعجزات‪ ،‬وأعربني هنو؟‪ .‬ومنا زال هذا‬
‫القس على قيد الحياة حتى اليوم ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫() (رواد النهضة الحديثة ‪.225‬‬
‫‪2‬‬
‫() تارينخ الدب العربني للدكتور عمنر فروخ ‪ ،1/23‬ومنن أراد المزيند‬
‫يراجنننننع موقنننننع باب للدكتور عبننننند المحسنننننن العسنننننكر‪( :‬‬
‫‪.)http://www.bab.com‬‬
‫() عرضنة على الشاشنة فني الحلقنة الثامننة عشنر منن برنامنج فني‬ ‫‪3‬‬

‫الصنميم د‪ ،10/‬ويسنتدل بنه على أن الرسنول تزوج على النصنرانية‬


‫على ينند ورقننة بننن نوفننل‪.‬يقول نقل عننن موسننى الحريري‪ ،‬قننس‬
‫نصراني يبارك الزواج فعلى أي دين يكون الزوجان؟‬
‫‪38‬‬
‫‪.‬اعتمد بطرس عليه في القول بأن ورقة بن نوفل هو‬
‫َ‬
‫الذي عل ّم الننننبي ﷺ وأننننه هنننو الذي زوج الننننبي ﷺ على‬
‫النصنرانية‪ ،‬وبالتالي أن الننبي ﷺ وزوجتنه السنيدة خديجنة‬
‫‪-‬رضي الله عنها‪ -‬كانا على النصرانية!!‬

‫ملة‬
‫وكمنا ترى فإن كاتننب الكتاب قنس نصنراني على ِ‬
‫مدل ِّس مثله تمامننا يختفنني وراء اسننم‬
‫زكريننا بطرس‪ ،‬و ُ‬
‫مستعار يبدو وكأنه إسلمي‪.‬‬
‫ولم يسنتشهد زكرينا بطرس بمنا كتبنت يند أبني موسنى‬
‫الحريري أو جوزينننننف قذي إل مرة واحدة وعلى عجالة‪،‬‬
‫وأحسنب أننه تعجنل فني السنتدلل بنه‪ ،‬وقند قدمتنه كواحند‬
‫منن أهنم مصنادره لمنر آخنر‪ .‬أذكره لحضراتكنم بعند قلينل‬
‫إن شاء الله تعالى‪.‬‬

‫منيي وكتابييه (السيلميات)‬


‫ق ْ‬
‫سيادسا ‪ :‬سييد ال ِ‬
‫و(السطورة في التراث)‬

‫يمتدح شخص (سيد القمني) ويقول أنه من أفضل من‬


‫حلل فترة البعثنة الولى لرسنول الله ﷺ‪.‬وفترة الجاهلينة‪،‬‬
‫ويوصي كثيرا باقتناء كتبه(‪.)1‬‬
‫فمن هو سيد القمني؟‬

‫() فنني الصننميم الحلقننة الرابعننة والحلقننة الخامسننة‪ ،‬والحلقننة‬ ‫‪1‬‬

‫التاسعة‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫كاتننب مصننري ماركسنني‪ ،‬يعتقنند أن السننلم مجرد‬
‫(إفراز) أفرزتنه (القواعند الماضوينة) يعنني بهنا الجاهلينة‪،‬‬
‫وليننس وحيننا مننن عننند الله‪ .‬وكننل جهده فنني إثبات أن‬
‫الرسننالة النبويننة كانننت تطور لبعننض المفاهيننم الراميننة‬
‫لقامننة دولة عربيننة قرشيننة هاشميننة‪ .‬وقارورة الزجاج‬
‫دُ‬
‫الهشننة حيننن يرمنني بهننا قوي على حجننر أملس أش ّ‬
‫تماسكا من حجج القمني وأمثاله‪ ،‬وسنضعه إن شاء الله‬
‫تعالى بجوار بطرس ومن قال بقولهم ونرد عليهم جميعا‬
‫بعد ذلك إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫والمراد بيانننه هنننا أن هذا هننو الذي يسننتدل بننه زكريننا‬
‫بطرس‪ ،‬واحد يحمل اسما إسلميا ول يؤمن برسول الله‬
‫ﷺ نبيا ول بالقرآن كتابا من عند الله‪.‬‬
‫سييابعا ‪ :‬خليييل عبييد الكريييم وكتابيييه (فترة‬
‫التكوين في حياة الصادق المين)(‪ )1‬و(الجذور‬
‫(‪)2‬‬
‫التاريخية للشريعة السلمية)‬

‫وهنو يثنني على هذا الكاتنب جدا‪ ،‬ويلقبنه بالشينخ خلينل‬


‫عبنند الكريننم ‪ ،‬ويؤكنند مرارا على أنننه شيننخ مننن الزهننر‬
‫الشريف‪.‬‬

‫() استدل بهذا الكتاب كثيرا‪ ،‬وكان يعرضه على الشاشة من وقت‬ ‫‪1‬‬

‫لخر‪.‬‬
‫() في الصميم الحلقة التاسعة الشعائر الدينية في السلم وأثرها‬ ‫‪2‬‬

‫في الجاهلية د‪.2/‬‬


‫‪40‬‬
‫وخليل عبد الكريم ماركسي‪ ..‬يساري‪ ،‬هو فقط الذي‬
‫ت بجدينند‪،‬‬‫ص لم يأ ِنن‬
‫يطلق على نفسننه لقننب شيننخ‪ .‬ول ٌنن‬
‫فكتابنه الذي يسنتدل بنه زكرينا بطرس كثيرا عبارة عنن‬
‫نسنخة مشوهنة منن كتاب القنس اللبنانني المارونني (أبنو‬
‫موسننى الحريري أو جوزيننف قذى) الموسننوم بن ن (قننس‬
‫ونننبي)‪ ،‬وحججننه التنني سنناقها ‪ -‬نقل عمننن سننرق منننه‬
‫أفكاره‪ -‬قبيحنننة كسنننيحة ل يقبلهنننا الدون منننن الناس‪،‬‬
‫وسننأتي بهنا فني حينهنا ونعرضهنا على حضراتكنم ‪ ،‬لترو‬
‫كيف قبحها وسوء حالها‪ ،‬فصبرا‪.‬‬

‫ت أبييا موسييى الحريري (جوزيييف‬


‫لماذا قدم ُيي‬
‫(‪)1‬‬
‫قذى) على سيد القمني وخليل عبد الكريم؟‬

‫لمور ثلث‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن ذات الفكار التننني تكلم بهنننا خلينننل عبننند‬


‫الكريننم‪،‬وسننيد القمننني مأخوذة بأم عينهننا مننن كتابات‬
‫القننس اللبناننني أبننو موسننى الحريري أو جوزيننف قذى‪،‬‬
‫مردّه للنصنارى وإن‬ ‫فالكلم كله الذي يسنتدل بنه بطرس َ‬
‫بدا على لسان بعض المنتسبين للملة‪.‬‬
‫الثانييي‪ :‬أن الكتننب التنني حملت اسننم (أبننو موسننى‬
‫() لجابننة أوسننع انظننر (بيننن خليننل عبنند الكريننم وأبننو موسننى‬ ‫‪1‬‬

‫الحريري) مهدي مصطفى‪.‬‬


‫‪41‬‬
‫الحريري) صننندرت تحنننت مجموعنننة بعنوان (الحقيقنننة‬
‫الصعبة)‪ ،‬وبقليل من التدبر يمكن القول بأن مؤلف هذه‬
‫الكتننب ليننس فردا واحدا وإنمننا فريننق مننن الباحثيننن‬
‫ض‬
‫ب وغ ّن ِن‬
‫المتمكنيننن‪ ،‬ومننن تتبننع مسنناحة انتشار الكت ِنن‬
‫الطرف عنن سنرقة منا بهنا منن أفكار بنل وتعمند تسنريب‬
‫الفكار للصنوص الكلمنة وتعمند إخفاء منن قاموا بهنا حينن‬
‫صنندروها أو التمويننه باسننم إسننلمي يعلم أن هناك مننن‬
‫يريند أن يضنل الناس‪ ،‬وأن يسنمم أفكار الباحثينن وخاصنة‬
‫الكسالى السارقين والتبع المنهزمين‪.‬‬
‫مكُْر زكريا بطرس في الستدلل بخليل عبد‬ ‫الثالث‪َ :‬‬
‫الكرينننم‪ ،‬وتكراره بأن هذا شينننخ وأزهري‪ ،‬وكذا بسنننيد‬
‫القمني‪ ،‬ومن قبله من ألفوا ( الحقيقة الصعبة) ووضعوا‬
‫عليهنا أسنماء إسنلمية‪ .‬فالقوم أفلسنوا ولم يعند عندهنم‬
‫حيلة سننوى الكذب والتدليننس على الناس الذيننن يثقون‬
‫في كل من تكلم ول يرجعون للمصادر الساسية‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫المصادر غير الساسية‬
‫أول ‪ :‬أبكار السييييييييييقاف (‪1913‬م ‪1989 -‬م)‬
‫وكتابها (نحو آفاق أوسع)‬
‫ينقنل عنهنا بعضنا ممنا تكلم بنه عنن عبند المطلب بنن‬
‫هاشنم جدِّ الننبي ‪-‬صنلى الله علينه وآله وسنلم‪ .)1(-‬وكتابهنا‬
‫هذا صدر عام ‪1945‬م‪ ،‬وحدثت (ضجة) كبيرة حول الكتاب‬
‫انتهنت بمصنادرته(‪ )2‬عام ‪1946‬م(‪ .)3‬ل حنظ أن الكتاب تمنت‬
‫مصننادرته فنني فترة لم يكننن ظهرت فيهننا مننا يسننمونه‬
‫بالصنولية السنلمية ‪ ،‬ولم يكنن ظهنر فيهنا زكرينا بطرس‬
‫نفسه‪.‬وهو ل يفتأ يُذَكِّر المشاهد بأنه كلما استشهد ‪-‬هو ‪-‬‬
‫ب صنادروه ‪ ،‬فتدبر كذبنه‪ ،‬وتدبر أن هذه الكتنب‬ ‫منن كتا ٍن‬
‫صننودرت قبننل أن يخرج بطرس للناس بنصننف قرن أو‬
‫يكاد من الزمن‪.‬‬
‫وأبكار السقاف من المعاصرين ومن المعمرين (‪1913‬م‬
‫‪1989 -‬م) ول يعرف عنهننننا التاريننننخ سننننوى أنهننننا إحدى‬
‫الحسنناوات ربيبنة القصنور وزوجنة المراء والثرياء‪ ،‬وأن‬
‫العقاد أعجنب بجمالهنا حينن التقاهنا فني إحدى المكتبات‬
‫العامنة وزارهنا فني بيتهنا وزارتنه فني نادينه ‪ ،‬وقند أجهند‬
‫نفسنه منن ترجنم لهنا ليكتنب شيئا عنهنا فلم يجند سنوى‬

‫() في الصميم الحلقة الرابعة عشر (هاشم) د ‪.17‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظننر سننقاف نننت ‪ ،saggaf.net‬ولهننا ترجمننة فنني نادي الدب‬ ‫‪2‬‬

‫الفكري‪.‬‬
‫() انظر موقع أدب وفن ‪.www.adabwafan.com‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪43‬‬
‫التعجنب منن أن تهمنل هذه الحسنناء بننت الثرياء ‪ ،‬ثنم‬
‫يقولون مفكرة وكاتبة و عالمة ‪ ..‬الخ ‪.‬‬

‫أقول‪ :‬وهذا حالهنا فقند صندر كتابهنا (نحنو أفاق أوسنع)‬


‫فني عام ‪1945‬م وكان عمرهنا اثنينن وثلثينن عامنا والكتاب‬
‫موسننوعة ضخمننة فنني أربننع مجلدات ويشبننه التحقيننق‬
‫الكننبير‪ ،‬كيننف أخرجتننه هذه الصننبية الجميلة وكانننت قنند‬
‫تزوجت‪-‬أو خطبت‪-‬وطلقت‪-‬أو انفصلت‪ -‬من أمير (برقة)‬
‫ثنم تزوجنت ومات زوجهنا‪ ..‬ثنم لم تخرج بعده عمل فني‬
‫مرت وتفرغت بعد ذلك‪.‬‬ ‫نفس قيمته مع أنها ع ّ‬
‫وإذا وضعنا في الحسبان أن هذه الفترة كان النصارى‬
‫مشغوليننن فيهننا بإعادة قراءة التاريننخ السننلمي مننن‬
‫جديننند ‪ ،‬وإخراج كوادر (إسنننلمية) (متنورة) وهننني ذات‬
‫الفترة التني خرجنت فيهنا (دائرة المعارف السنلمية) أل‬
‫يدل كنل ذلك على أن هذه الفتاة ك ُنتب لهنا أو أعدت لهنا‬
‫الفكار والمفاهيم وهي صاغتها؟‬
‫مجرد تسنناءل ‪ ،‬ل أجنند صننعوبة فنني الجابننة عليننه‬
‫بالثبات‪ ،‬وإن حلف غيري فل أظن أنه يحنث‪.‬‬
‫وحتى تستيقن أنت أخي القارئ من قولي أبين لك أن‬
‫كثيرا منننن الفكار التننني راجنننت فننني تلك الفترة كان‬
‫النصنننارى (المسنننتشرقين) المتواجدينننن فننني الدوائر‬
‫الحكومينة فني مصنر وتركينا والشام كانوا هنم مصندرها ‪،‬‬
‫وكانننت الصننالونات هنني مصنندر تسننريب هذه الفكار‪،‬‬

‫‪44‬‬
‫وأشهننر مثال يضرب على ذلك هننو (العبقريات)‪ ،‬وهنني‬
‫فكرة ألمانيننة‪ ،‬إذ يعتقنند اللمان أن العباقرة هننم الذيننن‬
‫ت‬‫يصننعون التارينخ‪ ،‬تلقنف الفكرة العقاد‪ ،‬وراح فني صنم ٍ‬
‫جد عجينننب يقرأ التارينننخ بعينننن اللمان وخرج عليننننا‬‫و ِنن‬
‫بسننلسلته الشهيرة (العبقريات)‪ ،‬وردد التبننع المنهزمون‪،‬‬
‫من يبحثون عن‬ ‫أصحاب العقول الخاوية والمنابر العالية‪َ .‬‬
‫أي جدينند يكلمون بننه الناس فنني زواياهننم الصننحفية أو‬
‫خطبهنم الدورينة‪ .‬فكاننت أشبنه منا تكون (بالموضنة) أو‬
‫(التقليعة) بلهجة أهل مصر‪ .‬كتب الجميع عن خالد وعن‬
‫الجيل الول بمنظور (العبقرية)(‪.)1‬‬
‫وكذا طننه حسننين كتننب مننا كتننب حول السننيرة متأثرا‬
‫بأقوال (أو مترجمنا لقوال) جينل لوميتنر فني كتابنه (على‬
‫هامش الكتب القديمة)(‪ )2‬وإميل درمنجم في كتابه (حياة‬
‫محمد)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() ودراسنة التارينخ بمنظور (العبقريات) خطنأ لننه ل خالد ول أبنو‬
‫بكنر ول عمنر بنل ول الحنبيب‪-‬بأبني هنو وأمني ﷺ‪-‬هنم الذينن صننعوا‬
‫التارينخ السنلمي‪ ،‬وإنمنا العقيدة هني التني تصنوغ الشخصنية فتغينر‬
‫تركيبتها تماما‪ .‬ثم هؤلء بعد أن تغيرهم العقيدة يغيرون بأمر ربهم‬
‫واقننع الناس‪ ،‬والقول بأن خالد وعمننر وأبننو بكننر هننم الذيننن كونوا‬
‫الدولة ومكنوا للملة‪ ،‬يجعنل الناس يبحثون عنن خالد جديند‪ ،‬وعمنر‬
‫جدينند وأبننو بكننر مننن جدينند‪ .‬وهذا يصننرفهم عننن العودة للتوحينند‪.‬‬
‫وأحسنب أن هذا منا كان يرمني إلينه منن رمنى باللمان بينن أظهرننا‬
‫في مصر‪ .‬أل تبت يداه‪ .‬ويدا من وله‪.‬‬
‫() فكتب طه حسين مجاراة للعنوان (علي هامش السيرة) لتكون‬ ‫‪2‬‬

‫نتيجة المعادلة أن السيرة من الكتب القديمة المشار إليها‪.‬‬


‫‪45‬‬
‫وكانننت موضننة أخرى بدأت على ينند النصننارى تهدف‬
‫إلى إعادة قراءة الجاهلية العربية قبل السلم من جديد‬
‫‪ ،‬للقول بأن السننلم إفراٌز للجاهليننة أو نوع مننن التطور‬
‫الطنننبيعي لبعنننض المفاهينننم السنننائدة فننني الجزيرة‬
‫العربيننة‪،‬ول مانننع أبدا أن يكونوا قنند سننربوا المفاهيننم‬
‫الساسية إلى بعض أصحاب القلم‪ ،‬وما المانع أن يكون‬
‫منهم أبكار السقاف؟‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬دانا جلل‬
‫كاتب كردي شيوعي‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مفهوم النص لنصر حامد أبو زيد‬
‫كاتننب مشهور تربننى فنني المدارس النجيليننة ومنحتننه‬
‫أمريكننا منحننة للدراسنة الجامعيننة تفرع بعدهننا لمهاجمنة‬
‫السلم‬
‫(‪)2‬‬
‫رابعا ‪ :‬على هامش السيرة لطه حسين‬
‫وهنو منن الكتنب التنني اشتند النكينر عليهنا حتنى منن‬
‫المحسوبين على التنويريين‪ ،‬كمحمد حسين هيكل ‪ -‬وهو‬
‫(‪)3‬‬
‫صديق لطه حسين‬

‫() في الصميم الحلقة الخامسة (التي يتكلم فيها عن هاشم) تم‬ ‫‪1‬‬

‫عرضه على الشاشة في الدقيقة التاسعة‪.‬‬


‫() في الصميم الحلقة الثامنة عشر تم عرضه على الشاشة د‪:8/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 35‬ويستدل به على أن قسا‬


‫سيرة النَّبَوي َّة‪ :‬لمحمد سرور بن‬
‫() راجع‪-‬إن شئت‪-‬دراسات في ال ِّ‬ ‫‪3‬‬

‫نايف زين العابدين ص (‪.)238-228‬‬


‫‪46‬‬
‫خامسييا ‪ :‬صييلح الدييين محسيين ومقالتييه‬
‫(‪)1‬‬
‫في الحوار المتمدن‬
‫وصننلح الديننن محسننن كاتننب مصننري معاصننر يصننف‬
‫القرآن بأنننه كتاب جهننل وأن السننلم هننو سننبب تخلف‬
‫المة‪.‬‬
‫سييادسا ‪ :‬عبييد الفتاح عسيياكر(‪ )2‬ومجدي‬
‫(‪)3‬‬
‫البسيوني وخالد منتصر‬
‫وهنم منن منكري للسننة النبوينة‪ .‬ومنن ينكنر السننة ل‬
‫نعرف له إسلم‪.‬‬
‫وفني مقدمنة الحلقنة الثامننة بعند السنبعين منن برنامنج‬
‫أسئلة عن اليمان أثنى صراحة على عدد ممن يسميهم‬
‫المسنتنيرين منن علماء المنة وعد ّ منهنم سنيد القمنني‪،‬‬
‫محمنند سننعيد العشماوي‪ ،‬خالد منتصننر‪ ،‬ونصننر حامنند‪،‬‬
‫ونوال السنعداوي‪ ،‬وأحمند منصنور‪ ،‬فؤاد فوده‪ ،‬علي عبند‬
‫الرازق‪ ،‬طننه حسننين‪ ،‬يوسننف إدريننس‪،‬نجيننب محفوظ‪،‬‬
‫توفيق الحكيم(‪.)4‬‬
‫وكمننا ترى أخنني القارئ هؤلء هننم الذيننن يسننتشهد‬

‫() بنديكننت ‪ 49‬وكذب كذبننا صننريحا وهننو يتكلم عننن صننلح الديننن‬ ‫‪1‬‬

‫محسنن فقند أورد بعنض الشياء على لسنانه وهني على لسنان احند‬
‫قراء صلح محسن‪.‬‬
‫() يرد ذكره مع الكلم على حديث عن رضاع الكبير‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() استشهد بكلمهم عن بعض ما ورد في المقررات الفقهية في‬ ‫‪3‬‬

‫المعاهد الزهرية في الحلقة (‪ )78‬من برنامج أسئلة عن اليمان‪.‬‬


‫() مقدمة الحلقة (‪ )78‬من برنامج أسئلة عن اليمان‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪47‬‬
‫بكلمهنننننم‪ ...‬منكرون للرسنننننالة‪ ..‬منكرون للسننننننة‪..‬‬
‫علمانيون متنكرون لجنل الشريعنة أو مبتدعنة فني أصنل‬
‫الدين‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬الفتوحات المكية لمحي الدين بن‬
‫(‪)1‬‬
‫عربي‬
‫أجمننع علماء السننلف والخلف مننن المنتسننبين لهننل‬
‫السننة على ذم بنن عربني وجمهورهنم على تكفيره‪ ،‬وقند‬
‫ألف المام برهان الديننن البقاعنني كتاب اسننماه‪( :‬تنننبيه‬
‫الغبي إلى كفر ابن عربي)‪ ،‬وكذا شيخ السلم بن تيمية‬
‫كفنر بنن عربني‪ ،‬والمام الشوكانني فني كتابنه (الصنوارم‬
‫الحداد القاطعننة لعلئق أرباب التحاد)‪،‬وأورد فيننه تكفيننر‬
‫العز بن عبد السلم لبن عربي‪ .‬ومن أقوال ابن عربي‬
‫ومنا الكلب والخنزينر إل إلهننا ومنا الله إل راهنب فني‬
‫كنيسة‬
‫وأمر ابن عربي مشهور ل يحتاج لتعريف‪.‬‬
‫ثامنيييا ‪ :‬الملل والنحيييل لبيييي القاسيييم‬
‫(‪)2‬‬
‫الشهرستاني‬
‫تاسييعا ‪ :‬الشيعييي الرافضييي نور الدييين‬

‫() فني الصنميم الحلقنة الخامسنة (التني يتكلم فيهنا عنن هاشنم) تنم‬ ‫‪1‬‬

‫عرضه على الشاشة في الدقيقة التاسعة‪ ،‬وتكرر ذلك في برنامج‬


‫أسئلة عن اليمان الحلقة الثالثة د‪ 13/‬وما بعدها‪.‬‬
‫() تننم عرضننه فنني الحلقننة التاسننعة د ‪ 21 :6‬وينقننل عنننه أنننه كان‬ ‫‪2‬‬

‫يمارس في الحج طقس عجيب وهو الحتكاك بالحجر السود‪.‬‬


‫‪48‬‬
‫الطبرسييي صيياحب كتاب فصييل الخطاب‬
‫فيي تحرييف كتاب رب الرباب (يسنتدل بنه‬
‫(‪)1‬‬
‫على تحريف القرآن)‬
‫عاشرا ‪ :‬النوار النعمانيييييية لنعمييييية الله‬
‫(‪)2‬‬
‫الجزائري‬
‫حادي عشيييييييير ‪ :‬المصيييييييياحف للمام‬
‫(‪)3‬‬
‫السجستاني‬
‫ثانيييي عشييير ‪ :‬بحار النوار الجاميييع لدرر‬
‫أخبار الئميية الطهار للرافضييي الباقيير‬
‫(‪)4‬‬
‫المجلسي‬

‫والسنننتة مراجنننع الخيرة لعلماء شيعنننة‪ ،‬واسنننتدلله‬


‫بقولهنم فني القول بتحرينف القرآن كمنن يسنتدل على‬
‫فسنننننناد السننننننلم بقول الهندوس أو أي ملة أخرى‪، .‬‬
‫فمعلوم أن الشيعة ل يؤخذ بقولهم في احتجاج القرآن ‪،‬‬
‫ومعلوم أيضننا أن ليننس كننل الشيعننة يقولون بتحريننف‬
‫القرآن ‪.‬‬

‫() في الصميم الحلقة التاسعة عشر د‪.4/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() فنني الصننميم الحلقننة التاسننعة عشننر د‪ 11 ،5/‬يسننتدل بننه على‬ ‫‪2‬‬

‫تحريف القرآن وهو شيعي‬


‫() في الصميم الحلقة التاسعة عشر د‪.8/‬‬ ‫‪3‬‬

‫() فني الصنميم الحلقنة التاسنعة عشنر د‪13/‬يسنتدل بنه على تحرينف‬ ‫‪4‬‬

‫القرآن وهو إمام شيعي‪.‬‬


‫‪49‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫كيف يستدل زكريا بطرس بالمصادر الصحيحة؟‬
‫يسننتدل زكريننا بطرس ببعننض المصنننادر السنننلمية‬
‫الصننحيحة مثننل القرآن الكريننم وكتننب السنننة الصننحيحة‬
‫مثنل البخاري ومسنلم ومسنند أحمند وكتنب التفسنير مثنل‬
‫القرطننبي وغيننر ذلك مننن المصننادر الصننحيحة‪ .‬ويتكلم‬
‫صنننراحة بأن هذا قول البخاري ومسنننلم وأحمننند وابنننن‬
‫كثينر(‪ ..)1‬ول يخفنى أن هذا منن شأننه أن يجعنل المسنتمع‬
‫أو القارئ يسلم ول يناقش‪ ،‬ول أريد أن أستبق الحداث‪،‬‬
‫سننأعرض عليننك أخنني القارئ بعننض المثلة لسننتدللته‬
‫لتتبين لك الصورة على حقيقتها‪ ،‬وتعلم أي كذوب هذا‪.‬‬
‫المثال الول‪:‬‬
‫‪ -‬وهنو يتكلم عنن موسنم الحنج فني الجاهلينة وأننه كان‬
‫موسنم إخصناب وتجارة‪ ،‬وأن المنر لم يتغينر فني السنلم‬
‫يقول نصننا‪( :‬محمنند ‪-‬وصننلى الله على محمنند وعلى آله‬
‫وصنحبه وسنلم‪ -‬أباح جواز المتعنة فني الحنج‪ ،‬وهذا الكلم‬
‫فنني تفسننير القرطننبي سننورة النسنناء آيننة ‪ ﴿ 24‬فمييا‬
‫اسيتمتعتم بيه منهين فآتوهين أجورهين ﴾ يقول أبنو‬
‫ذر كاننت المتعنة لننا فني الحنج خاصنة) وأخرجنه مسنلم)‬
‫ويتسنناءل لماذا ؟ ويجيننب نفسننه ‪ :‬لنننه نفننس النظام‬

‫() سننؤال جريننء الحلقننة الثانيننة هننل القرآن كلم الله؟ د‪ 14 /‬وفنني‬ ‫‪1‬‬

‫الحلقنة الولى منن سنؤال جرئ د‪ 39 /‬وكرر ذلك فني كنل حلقنة تقريبنا‬
‫من حلقات في الصميم‪ ،‬وفي الحلقة ( ‪ )78‬من أسئلة عن اليمان د‪8 /‬‬
‫‪.47 ،35 ،‬‬
‫‪50‬‬
‫ويشينر بيده بمنا يفهنم مننه التكرار‪ ،‬أي تكرار منا كاننت‬
‫علينه الجاهليننة منن الجتماع فنني الحننج منن أجننل الزننا‬
‫والتجارة(‪!! )1‬‬
‫انظر‪ :‬ماذا يفعل لتعلم أنه كذ ّاب لئيم يتعمد الكذب‪.‬‬
‫نعنم الحدينث صنحيح عنند مسنلم(‪ ،)2‬والمتعنة هننا التني‬
‫يتكلم عنها أبو ذر ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬هي إحدى نسك الحج‬
‫الثلث المشهورة (الفراد والتمتننع والقران) وتعننني كمننا‬
‫يقول النووي فنني شرح الحديننث (أن فسننخ الحننج إلى‬
‫العمرة كان للصحابة في تلك السنة) ويوضح هذا ما جاء‬
‫ن أَبِي‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬‫ن ع َبْد ِ الَّر ْ‬ ‫في سنن النسائي حديث (‪ )2762‬ع َ ْ‬
‫ي‬ ‫م التَّي ْ ِ‬ ‫م الن َّ َ‬ ‫ل كُن ْن ُ‬
‫شعْثَاءِ قَا َ‬ ‫ال َّ‬
‫م ِ ّن‬ ‫ي وَإِبَْراهِي َن‬ ‫خعِن ِ ّ‬ ‫مع َن إِبَْراهِي َن‬ ‫ت َ‬
‫همم ت أ َن َ‬
‫ل‬ ‫مَرة َ فَقَا َ‬ ‫ج وَالْعُ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ح َّن‬ ‫مع َن الْعَا َن‬ ‫ج َ‬‫نأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ت لَقَد ْ َ َ ْ ُن‬ ‫فَقُل ْن ُ‬
‫م‬
‫ل إِبَْراهِي ُن‬ ‫ل وَقَا َ‬ ‫ك قَا َ‬ ‫م بِذَل ِن َ‬ ‫م يَهُن َّ‬‫ك ل َن ْ‬ ‫ن أَبُو َن‬ ‫م لَوْ كَا َن‬‫إِبَْراهِي ُن‬
‫ة لَن َنا‬‫متْعَ ُ‬ ‫ت ال ْ ُ‬ ‫ما كَان َن ْ‬ ‫ل إِن َّن َ‬‫ن أَب ِني ذَّرٍ قَا َ‬ ‫ي ع َن َ‬
‫ن أبِيه ِن ع َن ْ‬ ‫ْ‬ ‫م ُّن‬ ‫التَّي ْ ِ‬
‫ة‪ .‬فالمتعنة هننا هني التمتنع‪ ..‬هني الفصنل بينن الحنج‬ ‫خا َ‬
‫صّن ً‬ ‫َ‬
‫ل بالحنج‬ ‫والعمرة‪ ..‬هني تحوينل الحنج إلى عمرة لمنن أه َّ‬
‫ثنم يهنل بالحنج بعند ذلك منن مكنة فني يوم التروينة‪ ..‬هذا‬
‫يسنمى التمتنع بالحنج‪ ،‬ل أنهنا الزواج المؤقنت الذي حرمنه‬
‫الشرع كما يدعي هذا المفتري‪.‬‬
‫وينقنل هذا الحدينث أيضنا عنن القرطنبي فني آ ية ﴿ فما‬
‫اسييتمتعتم بييه منهيين ﴾ ليوهننم القارئ بأن المعنننى‬
‫المقصنود هنو نكاح المتعنة‪ ..‬أقول ‪ :‬العجينب أننه بالرجوع‬

‫() في الصميم الحلقة التاسعة د‪.16/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() كتاب الحج‪ ،‬حديث (‪.)2148‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪51‬‬
‫لمننا كتبننه القرطننبي فنني تفسننير هذه اليننة مننن سننورة‬
‫النسنناء تجنند أنننه يتكلم عننن تحريننم زواج المتعننة فنني‬
‫السننلم يقول القرطننبي (ول يجوز أن تحمننل اليننة على‬
‫جواز المتعننة؛ لن رسننول الله ﷺ نهننى عننن نكاح المتعننة‬
‫وحرمه)‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى تفسنير القرطنبي عنند الينة التني ذكرهنا‬
‫هو ل تجد ذِكْرا لحديث أبي ذر هناك أبدا‪.‬‬
‫فانظننننر كيننننف يكذب‪ .‬وانظننننر كيننننف يدلس على‬
‫مستمعيه‪.‬‬
‫هكذا يسننتدل بالمصننادر الصننحيحة الكتاب والسنننة‪،‬‬
‫ويخرج القارئ الطينب منن أمامنه وهنو يظنن أن الرجنل‬
‫ي ستمد أقواله من الكتاب وال سنة بفهنم المشهور ين من‬
‫علماء المسلمين (القرطبي هنا)‪.‬‬
‫وشيننء آخننر نذكره هنننا وهننو أن موسننم الحننج تحديدا‬
‫يحضره نحننو ثلثننة ملييننن كننل عام‪ .‬هننل قال أحنند أن‬
‫المتعنة تباح فني الحنج؟!‪ .‬هنل تكلم أحند بأن الحنج موسنم‬
‫إخصنناب وتجارة؟! هننل تكلم أحنند أن النسنناء يمسننسن‬
‫الحجر السود بدم الحيض؟!‬
‫يكذب في أمر يشهده ثلثة مليين كل عام‪ ،‬والعجيب‬
‫أنه يجد من يصدقه!‬

‫المثال الثاني‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -‬وهنو يتكلم عنن أن رسنول الله ﷺ لينس ابنن أبينه عبند‬
‫الله‪ ،‬يقول وقبحنننه الله بمنننا يقول‪( :‬وهذا الكلم موجود‬
‫فني كتنب المسنلمين (التراث) فني البداينة والنهاينة لبنن‬
‫كثينر باب تزوينج عبند المطلب لبننه عبند الله جزء ‪316 / 2‬‬
‫بلغ النننبي أن رجال مننن كِنْده يزعمون أن محمدا منهننم‬
‫وهنم مننه‪.‬فقال حينن علم أن رجال يقولون أننه منن كِنْدَة‬
‫ولينس منن قرينش‪ ..‬منش منن عبند الله ‪-‬هذا قوله‪( :-‬إننا‬
‫لن ننتفي من آبائنا نحن بني النضر ابن كنانة)‪.‬‬
‫ويعلق قائل باللهجنة العامينة‪( :‬بيعترف)(‪ )1‬انتهنى كلمنه‬
‫قبّحه الله‪.‬‬
‫وانظر كيف يكذب هذا اللئيم‪:‬‬
‫أول‪ :‬الكلم الذي نقله منن البداينة والنهاينة لبنن كثينر‬
‫لينس تحنت الباب الذي ذكره (باب تزوينج عبند المطلب‬
‫لبننه عبند الله)‪ .‬وإنمنا فني الباب الذي يلينه وهنو بعنوان‬
‫(كتاب سنننيرة رسنننول الله ﷺ‪ ،‬وذكنننر أيامنننه وغزواتنننه‬
‫وسننراياه والوفود إليننه وشمائله وفضائله ودلئله الدالة‬
‫عليه ‪ -‬باب ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف)‬
‫فعدل عننن اسننم الباب الحقيقنني عننند ابننن كثيننر وهننو‬
‫(ذكنر نسنبه الشرينف وطينب أصنله المنينف)‪ .‬ولو ذكره‬
‫لبان كذبه قبل أن يتكلم‪.‬‬
‫ثانييا‪ :‬بَتََر الحديننث الذي جاء بننه‪ ،‬والنننص كامل‪ ..‬مننن‬
‫ابن كثير الذي ينقل عنه وليس من مكان آخر‪ .‬يقول ابن‬
‫() في الصميم الحلقة الثالثة د‪.17/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪53‬‬
‫ث فنني انتسننابه عليننه السننلم إلى‬
‫كثيننر‪( :‬وقنند ورد حدي ٌن‬
‫عدنان‪ ،‬وهو على المنبر ولكن الله أعلم بصحته كما قال‬
‫الحافظ أبو بكر البيهقي‪ ...:‬عن أبي بكر بن عبد الرحمن‬
‫بننن الحارث بننن هشام قال‪ :‬بلغ النننبي ﷺ أن رجال مننن‬
‫كندة يزعمون أنهم منه‪ ،‬وأنه منهم فقال‪ :‬إنما كان يقول‬
‫ذلك العباس وأبنو سنفيان بنن حرب ليأمننا بذلك‪ ،‬وإننا لن‬
‫ننتفني منن آبائننا نحنن بننو النضنر بنن كناننة قال‪ :‬وخطنب‬
‫النبي ﷺ فقال‪ :‬أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن‬
‫هاشنم بنن عبند مناف بنن قصني بنن كلب بنن مرة بنن‬
‫كعنب بنن لؤي بنن غالب بنن فهنر بنن مالك بنن النضنر بنن‬
‫كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نذار‪،‬‬
‫ومننا افترق الناس فرقتيننن إل جعلننني الله فنني خيرهننا‪،‬‬
‫خرجننت مننن بيننن أبوي فلم يصننبني شيننء مننن عهننر‬ ‫فأ ْ‬
‫الجاهلينة‪ ،‬وخرجنت منن نكاح ولم أخرج منن سنفاح منن‬
‫لدن آدم حتنى انتهينت إلى أبني وأمني‪ ،‬فأننا خيركنم نفسنا‬
‫وخيركم أبا)‬
‫يقول ابن كثير متابعا‪:‬‬
‫وهذا حديننث غريننب جدا مننن حديننث مالك تفرد بننه‬
‫القدامى وهو ضعيف‪ ،‬ولكن سنذكر له شواهد من وجوه‬
‫أخنر‪ ،‬فمنن ذلك قوله (خرجنت منن نكاح ل منن سنفاح)‬
‫قال عبد الرزاق‪ :‬عن جعفر بن محمد عن أبيه أبي جعفر‬
‫ن‬
‫م ْيي‬ ‫سو ٌ‬
‫ل ِ‬ ‫جاءَك ُيي ْ‬
‫م َر ُيي‬ ‫الباقننر فنني قوله تعالى ﴿ ل َ َ‬
‫قدْ َ‬
‫م ﴾ قال‪ :‬لم يصبه شيء من ولدة الجاهلية قال‪:‬‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫أَن ْ ُ‬
‫ف ِ‬

‫‪54‬‬
‫وقال رسننول الله ﷺ (إننني خرجننت مننن نكاح‪ ،‬ولم أخرج‬
‫منن سنفاح) وهذا مرسنل جيند‪ .‬وهكذا رواه البيهقني عنن‬
‫جعفنر بنن محمند عنن أبينه قال‪ :‬قال رسنول الله ﷺ (إن‬
‫الله أخرجني من النكاح ولم يخرجني من السفاح)‪.‬‬
‫فابنن كثينر يتكلم عنن النسنب الشرينف وطينب الصنل‬
‫المنيف‪.‬‬
‫وابننن كثيننر يتكلم بأنننه حديننث ضعيننف (وهذا حديننث‬
‫غريننب جدا مننن حديننث مالك تفرد بننه القدامننى وهننو‬
‫ضعيف)‪.‬‬
‫وعلى فرض صنحة الحدينث فالننبي ﷺ ينفني ما تكلم بنه‬
‫رجا ُ‬
‫ل كندة‪ ،‬ويذكننر نسننبه إلى أبيننه عبنند الله بننن عبنند‬
‫المطلب‪ ،‬وأنه ولد من نكاح وليس من سفاح‪.‬‬
‫وابنن كثينر بعند تضعيفنه للحدينث يذكنر شواهند على منا‬
‫صح منه وهو أن النبي ﷺ ولد من نكاح وليس من سفاح‬
‫وأنه ابن أبيه‪.‬‬
‫وسنأعود لقضينة النسنب الشرينف لسنيد ولد آدم محمند‬
‫بن عبد الله ﷺ بعد ذلك تحت عنوان منفصل‪ ،‬وفقط أردت‬
‫هننا بيان كينف يسنتدل زكرينا بطرس بالمصنادر السنلمية‬
‫الصنحيحة مثنل ابنن كثينر‪ .‬فهنو ‪-‬زكرينا بطرس‪ -‬يكذب كذبنا‬
‫رخيصنا مكشوفنا حينن يسنتدل بالمصنادر الصنحيحة التني‬
‫يعترف بها المسلمون‪.‬‬

‫المثال الثالث‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫يسننتدل مننن مسننند المام أحمنند ويقول على لسننان‬
‫المام أحمند (عنن ابنن عباس قال وكان الرسنول يطوف‬
‫حول الحجنر سنبع لفات ثلثنة منهنا قافزا كالظباء وأربعنة‬
‫منها ماشيا في احترام للحجر المقدس من مسند أحمد‬
‫(‪)1‬‬
‫الحديث ‪)2835‬‬
‫وسنياق كلمنه على أن الننبي ﷺ كان على ذات الن ُّنسك‬
‫التي كانت عليها الجاهلية من تقديس الصنام وهي هنا‬
‫الحجر السود على حد قوله قبَّحه الله‪.‬‬
‫وانظر أخي كيف يكذب كذبا مركبا مكشوفا‪.‬‬
‫الحديث بتمامه عند أحمد‪ :‬عن ابن عباس ‪-‬رضي الله‬
‫َ‬ ‫ل الل ّننَهِ ﷺ ل َ ن َّ‬ ‫عنهمننا (أ َنن َّ‬
‫ن فِنني‬ ‫مَّر الظ ّهَْرا ِنن‬ ‫ل َ‬ ‫ما نََز َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُنن‬
‫ما‬ ‫ل َن‬ ‫شا تَقُو ُ‬ ‫ن قَُري ْن ً‬ ‫ل الل َّنهِ ﷺ أ َن َّ‬ ‫سو ِ‬ ‫ب َر ُن‬ ‫حا َ‬ ‫ص َ‬
‫َن‬
‫مَرت ِنهِ بَل َنغَ أ ْ‬ ‫عُ ْ‬
‫ن ظَهْرِن َا‬ ‫ف فقَا َ َ‬
‫م ْ‬ ‫حْرن َا ِ‬ ‫ه لَوْ انْت َ َ‬ ‫حاب ُ ُ‬‫ص َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ج َِ‬ ‫ن الْعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫يَتَبَاع َثُو َ‬
‫َن‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫حي َن‬ ‫حنَا غَدًا ِ‬ ‫صب َ ْ‬
‫مَرقِنهِ أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْن‬‫سونَا ِ‬ ‫ح َن ْ‬ ‫مه ِن وَ َ‬ ‫ح ِ‬‫ن لَ ْ‬ ‫م ْن‬ ‫فَأكَلْن َنا ِ‬
‫معُوا‬ ‫ج َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ل َل تَفْعَلُوا وَلَك ِ ْ‬ ‫ة قَا َ‬ ‫م ٌ‬‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ع َلَى الْقَوْم ِ َوبِنَا َ‬ ‫خ ُ‬ ‫نَد ْ ُ‬
‫َ‬ ‫لِي م َ‬
‫حتَّى‬ ‫سطُوا اْلَنْطَاع َ فَأكَلُوا َ‬ ‫ه وَب َ َ‬ ‫معُوا ل َ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫ن أْزوَادِك ُ ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫حثَا ك ُ ُّ‬ ‫َ‬
‫سول اللهِ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫م أقْب َ َ‬ ‫جَرابِهِ ث ُ َّ‬ ‫م فِي ِ‬ ‫منْهُ ْ‬‫حد ٍ ِ‬ ‫ل وَا ِ‬ ‫تَوَل ّوْا وَ َ‬
‫جر‬
‫ح ْ ِ‬ ‫حو ال ْ ِ‬ ‫ش نَ ْ َ‬ ‫ت قَُري ْننن ٌ‬ ‫جد َ وَقَعَد َننن ْ‬ ‫س ِ‬‫م ْننن‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫حت ّنننَى د َ َ‬ ‫ﷺ َ‬
‫م فِيك ُنن ْ‬ ‫ل َل يََرى الْقَوْنن ُ‬ ‫ضطَب َننعَ بِرِدَائ ِننهِ ث ُنن َّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ميَزةً‬ ‫م غَ ِ‬ ‫م قَا َ‬ ‫فَا ْ‬

‫() في الصميم الحلقة التاسعة الشعائر الوثنية في الجاهلية د‪.22/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() العجنف هنو الحرمان‪.‬وجماننة تعنني راحنة وري وشبنع‪ ،‬والنطنع‬ ‫‪2‬‬

‫بسنناط مننن الجلد‪ ،‬والجراب مننا يوضننع فيننه الزاد والغميزة هنني‬
‫الضعف‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫مان ِني‬ ‫ن الْي َ َ‬‫ب بِالُّرك ْن ِ‬‫حت َّنى إِذ َا تَغَي َّن َ‬ ‫ل َ‬ ‫خ َ‬ ‫م دَ َ‬ ‫ن ث ُن َّ‬ ‫م الُّرك ْن َ‬ ‫ستَل َ َ‬
‫فَا ْن‬
‫َن‬
‫ن‬ ‫ضوْ ن َ‬ ‫ما يَْر َ‬ ‫ش َن‬ ‫ت قَُري ْ ن ٌ‬ ‫سوَد ِ فَقَال َ ن ْ‬‫ن اْل ْ‬ ‫شى إِلى الُّرك ْ ن ِ‬
‫َ‬ ‫م َن‬ ‫َ‬
‫ك ثََلث َ َ‬ ‫ن نَقَْز الظ ِّبَاءِ فَفَعَ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫ل ذَل ِننن َ‬ ‫م لَيَنْقُُزو َ نن‬ ‫ي أنَّهُننن ْ‬ ‫ش ِننن‬ ‫م ْ‬ ‫بِال ْ َ‬
‫ُ‬
‫ن‬ ‫خبََرن ِنني اب ْنن ُ‬ ‫ل وَأ َ ْ‬
‫ل أب ُننو الط ّفَي ْ ِ‬
‫ة قَا َ َ‬ ‫سن َّ ً‬
‫ت ُنن‬ ‫ف فَكَان َنن ْ‬ ‫أطْوَا ٍنن‬
‫َ‬
‫جةِ الْوَدَاِع)‬ ‫ح َّ‬‫ك فِي َ‬ ‫ل ذَل ِ َ‬ ‫ي ﷺ فَعَ َ‬ ‫س أ َ َّ‬
‫ن النَّب ِ َّ‬ ‫ع َبَّا ٍ‬
‫ة‬‫‪ -‬هل في الحديث شيء مما قاله بطرس؛ اللهم قَوْل َ َ‬
‫قرينش (تقافنز الظباء) التني كذب وادعنى أنهنا قولة ابنن‬
‫عباس‪ ،‬وقريننش قالتهننا على سننبيل المدح‪ ..‬تتكلم بأن‬
‫الننبي ﷺ وصنحابته فني قوتهنم يمشون كمنا تمشني الظباء‬
‫أو الغزلن ‪ -‬في رواية أبي داود(‪ -)1‬وقد كانت تحسب أنهم‬
‫ف‪.‬‬
‫ج ْ‬ ‫يموتون من العَ َ‬
‫‪ -‬وفي الحديث واحدة من معجزات النبي ﷺ وهي مباركة‬
‫الكنننل للصنننحابة رضوان الله عليهنننم‪ ،‬حتنننى أكلوا وملئوا‬
‫جرابهنننم منننن الطعام ولم ينفننند‪ ،‬وهننني معجزة تكررت‬
‫كثيرا‪،‬عمنى عنهنا زكرينا بطرس‪ ..‬منر عليهنا وكأننه ل يراهنا‬
‫َ‬
‫ولَك ِين‬ ‫مى اْلب ْي َ‬
‫صاُر َ‬ ‫ع َي‬ ‫ها َل َت ْ‬ ‫فإِن َّي َ‬
‫ولبند أننه رآهنا ولكنن ﴿ َ‬
‫َّ‬
‫ر ﴾ [الحج‪]46 :‬‬‫دو ِ‬ ‫في ال ُّ‬
‫ص ُ‬ ‫التِي ِ‬ ‫قلُو ُ‬
‫ب‬ ‫مى ْ‬
‫ال ُ‬ ‫ع َ‬
‫َت ْ‬
‫‪ -‬والحدينننث لينننس بذات الرقنننم الذي ذكره بطرس‪،‬‬
‫ب آخر‪ ،‬وهي‬ ‫وإنما برقم آخر (‪ )2646‬فربما ينقل عن كذا ٍ‬
‫كذبنة أخرى إذ أننه يدعني البحنث وأن منا يتكلم بنه اطلع‬
‫عليه بنفسه‪.‬‬

‫المثال الرابع‪:‬‬
‫() سنن أبي داود كتاب المناسك‪ ،‬حديث (‪.)1613‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪57‬‬
‫بعند ذكنر هذا الجزء منن الينة‪ 103 :‬منن سنورة النحنل ﴿‬
‫َ‬
‫شٌر ﴾‪ .‬يقول‬‫ه بَ َ‬ ‫عل ِّ ُ‬
‫م ُ‬ ‫ن إِن َّ َ‬
‫ما ي ُ َ‬ ‫قولُو َ‬
‫م يَ ُ‬ ‫م أن َّ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ول َ َ‬
‫قدْ ن َ ْ‬ ‫َ‬
‫مسنتدل‪ :‬هناك شخصنيات كان يحوم حولهنا الشبهنة أنهنا‬
‫كاننننت تعلم محمننند ‪-‬وصنننلى الله على محمد ٍ وعلى آله‬
‫وصننحبه وسننلم‪ -‬ويذكننر مننن هؤلء بلعام‪ ،‬وعياش مولى‬
‫عتبة بن أبي ربيعه وسلمان الفارسي وعدّاس وميسرة‪،‬‬
‫يقول نصنا (دول كلهنم كان يشار إليهنم أنهنم كلهنم كانوا‬
‫يملون عليه الكلم ده)(‪ )1‬يعني القرآن‪.‬‬
‫ويكرر ذات الكلمات في مكان آخر قائل جاء في كتب‬
‫التفاسننير‪ ..‬القرطننبي والطننبري وابننن كثيننر والنسننفي‬
‫والنيسنننننابوري والبيضاوي ‪-‬ويعننننند على أصنننننابعه‪ -‬أن‬
‫معارضننننني رسنننننول الله ﷺ كانوا يشيرون إلى عبننننند‬
‫رومني‪.‬اسنمه بلعام أو يعينش‪ ...‬وهذا اعتراف منن علماء‬
‫المسنننلمين بأن محمدا ﷺ كاننننت له علقات منننع علماء‬
‫(‪)2‬‬
‫النصارى يجتمع معهم ويسمع منهم‪.‬‬
‫وهذا كذب هزيل قبيح‪.‬‬
‫قد ن َعل َي َ‬
‫ن‬‫قولُو َي‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م أن َّ ُ‬
‫ه ْي‬ ‫ول َ َ ْ ْ ُ‬ ‫‪ -‬الينة بتمامهنا تقول‪َ ﴿ :‬‬
‫َ‬
‫ن إِلَي ْييي ِ‬
‫ه‬ ‫حدُو َييي‬ ‫ذي يُل ْ ِ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫سا ُ‬ ‫يي َ‬
‫شٌر ل ّي ِ‬
‫ه بَ َ‬ ‫م ُ يي‬‫عل ِّ ُ‬ ‫إِن ّيييَ َ‬
‫ما ي ُ َ‬
‫ن ﴾ [النحل‪]103 :‬‬ ‫مبِي ٌ‬ ‫ي ُّ‬‫عَرب ِ ٌّ‬‫ن َ‬ ‫سا ٌ‬‫هذَا ل ِ َ‬ ‫و َ‬‫ي َ‬ ‫م ٌّ‬‫ج ِ‬‫ع َ‬‫أَ ْ‬
‫فهي تحكني قول قر يش‪ ..‬إن ما يعل مه بشر‪ ،‬وترد عليه‬
‫مت قرينش عجنم ل‬ ‫وتنفينه وتتعجنب مننه‪ ،‬إذ أن الذينن سن ّ‬
‫() الحلقة الحادية عشر في الصميم د‪.4/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الحلقة الخامسة عشر د‪.9/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪58‬‬
‫يتكلمون العربينة وهذا القرآن بلسنان عربني منبين عجنز‬
‫ن‬ ‫سا ُ‬‫ّيي َ‬
‫الفصنننحاء والبلغاء منننن العرب أن يأتوا بمثله ﴿ ل ِ‬
‫َ‬
‫عَرب ِي ٌّ‬
‫ي‬ ‫ن َ‬ ‫هذَا ل ِي َ‬
‫سا ٌ‬ ‫و َ‬ ‫م ّيٌ‬
‫ي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ه أَ ْ‬
‫ع َ‬ ‫ن إِلَي ْي ِ‬ ‫ذي يُل ْ ِ‬
‫حدُو َي‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن ﴾ [النحل‪]103 :‬‬ ‫مبِي ٌ‬ ‫ُّ‬
‫‪ -‬والمفسنرون يقولون (وكانوا إذا سنمعوا منن الننبي ﷺ‬
‫ت منع أننه أمني لم يقرأ قالوا‪ :‬إنمنا‬ ‫منا مضنى ومنا هنو آ ٍن‬
‫ي؛ فقال الله تعالى‪:‬‬ ‫يعلمنننننه (جنننننبر) وهنننننو أعجم ّنننننُ‬
‫﴿ لسيان الذي يلحدون إلييه أعجميي وهذا لسيان‬
‫عربيي ميبين ﴾ أي كينف يعلمنه (جنبر) وهنو أعجمني هذا‬
‫الكلم الذي ل يسننتطيع النننس والجننن أن يعارضوا منننه‬
‫سورة واحدة فما فوقها) القرطبي عند تفسير الية‪.‬‬
‫وابن كثير يقول‪ :‬يقول تعالى مخبرا عن المشركين ما‬
‫كانوا يقولوننه منن الكذب والفتراء والبهنت أن محمدا ﷺ‬
‫إنمنننا يعلمنننه هذا الذي يتلوه عليننننا منننن القرآن ب َنننشر‬
‫ويشيرون إلى رجننل أعجمنني كان بيننن أظهرهننم غلم‬
‫لبعنض بطون قرينش وكان بياعنا ينبيع عنند الصنفا وربمنا‬
‫كان رسننول الله ﷺ يجلس إليننه ويكلمننه بعننض الشيننء‬
‫وذاك كان أعجمني اللسنان ل يعرف العربينة أو أننه كان‬
‫يعرف الشينء اليسنير بقدر منا يرد ّ جواب الخطاب فيمنا‬
‫ل بند مننه فلهذا قال الله تعالى ردا عليهنم فني افترائهنم‬
‫ذلك ﴿ لسيييان الذي يلحدون إلييييه أعجميييي وهذا‬
‫لسان عربي مبين ﴾‪.‬‬
‫ويقول الطننننبري (يقول تعالى ذكره‪ :‬ولقنننند نعلم أن‬
‫‪59‬‬
‫هؤلء المشركين يقولون جهل منهم‪ :‬إنما يُعلم محمدا ﷺ‬
‫هذا الذي يتلو ه ُ بشر من بني آدم‪ ،‬وما هو من عند الله‪.‬‬
‫يقول الله تعالى ذكره مكذبهننننم فنننني قيلهننننم ذلك‪ :‬أل‬
‫تعلمون كذب منا تقولون؟ إن لسنان الذي تلحدون إلينه‪،‬‬
‫يقول تميلون إليه‪ .‬بأنه يُعلم محمدا‪ ،‬أعجمي‪ .‬وذلك أنهم‬
‫فيما ذ ُكر كانوا يزعمون أن الذي يُعلم محمدا هذا القرآن‬
‫َ‬
‫ذي‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫سا ُ‬ ‫ييي َ‬
‫عبنننند رومنننني فذلك قول الله تعالى ﴿ ل ّي ِ‬
‫ن ﴾)‪.‬‬ ‫ي ُّ‬
‫مبِي ٌ‬ ‫عَرب ِ ٌّ‬
‫ن َ‬ ‫هذَا ل ِ َ‬
‫سا ٌ‬ ‫و َ‬ ‫م ٌّ‬
‫ي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ه أَ ْ‬
‫ع َ‬ ‫ن إِلَي ْ ِ‬ ‫يُل ْ ِ‬
‫حدُو َ‬
‫المثال الخامس‪:‬‬
‫وانظر هذه‪ ،‬ول أحسبك ستنصت له بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬يقول‪ :‬الننبي ﷺ اتبنع ملة آبائه والدلينل على ذلك منن‬
‫القرآن فنني سننورة يوسننف واتبعننت ملة آبائي إبراهيننم‬
‫(‪)1‬‬
‫واسحق يوسف الية ‪.38‬‬
‫والينة تتكلم على لسنان يوسنف ‪-‬علينه السنلم‪ -‬وهذا‬
‫هنننننننننننننننننننننننننننو السنننننننننننننننننننننننننننياق كامل‪:‬‬
‫ما إِن ّ يِي‬ ‫قا َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َ‬ ‫خ َ‬
‫ه َي‬ ‫حدُ ُ‬ ‫لأ َ‬ ‫فتَيَا َ ي‬ ‫ج َ‬ ‫س ْ‬ ‫ه ال ّ يِ‬ ‫ع ُي‬ ‫م َ‬
‫ل َ‬ ‫ودَ َ‬ ‫﴿ َ‬
‫ل‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬ ‫أََران ِي أ َ ْ‬
‫ح ِ‬ ‫خُر إِن ِّي أَران ِي أ ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫مًرا َ‬ ‫خ ْ‬‫صُر َ‬ ‫ع ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫خبًْزا تَأْك ُ ُ‬ ‫ْي‬
‫ه‬
‫ويل ِي ِ‬ ‫ه نَبِّئْن َيا بِتَأ ِ‬ ‫من ْي ُ‬‫ل الطّيُْر ِ‬ ‫سي ُ‬ ‫وق َي َرأ ِ‬ ‫َ‬
‫ف ْ‬
‫ْ‬ ‫إِن َّيا نََرا َي‬
‫م‬ ‫عا ٌي‬ ‫ما طَ َ‬ ‫ل ل َ يَأتِيك ُي َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫سنِي َ‬ ‫ح ِي‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫م َي‬ ‫ك ِ‬
‫ْ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ما‬ ‫ما ذَلِك ُ َ‬ ‫ل أن يَأتِيك ُ َ‬ ‫ه َ ْ‬ ‫ويل ِ ِ‬ ‫ما بِتَأ ِ‬ ‫ه إِل ّ نَبَّأتُك ُ َ‬ ‫قان ِ ِ‬ ‫تُْرَز َ‬
‫وم ٍ ل َّ ي ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫منُو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ة َ‬ ‫مل ّ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫من ِي َرب ِّي إِن ِّي تََرك ْ ُ‬ ‫عل ّ َ‬‫ما َ‬ ‫م َّ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫ة‬‫مل َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ع ُي‬ ‫واتَّب َ ْ‬
‫ن* َ‬ ‫فُرو َي‬ ‫م كَا ِ‬ ‫ه ْي‬ ‫ة ُ‬ ‫خَر ِ‬ ‫هم بِال ِ‬ ‫و ُي‬ ‫ه َ‬ ‫بِالل ّي ِ‬
‫() في الصميم الحلقة العاشرة وهو يتكلم عن الحنيفية د‪.9/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪60‬‬
‫ن لَن َيا أَن‬ ‫ما كَا َي‬ ‫ب َي‬ ‫قو َي‬ ‫ع ُ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫حاقَ َ‬ ‫س َ‬ ‫وإ ِي ْ‬ ‫م َ‬ ‫هي َي‬ ‫آبَآئِي إِبَْرا ِ‬
‫علَيْن َا‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫من َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ء ذَل ِ َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫من َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ك بِالل ّ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ن ُّ ْ‬
‫َ‬ ‫علَى النَّا س ولَك َ َ‬
‫ن‪ .‬ي َيا‬ ‫شكُُرو َي‬ ‫س ل َ يَ ْ‬ ‫ن أكْثََر الن ّا ِي‬ ‫ِي َ ِي ّ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫َي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خيٌْر أ م ِ الل ّي ُ‬
‫ه‬ ‫ن َ‬ ‫قو َي‬ ‫ر ُ‬‫ف ِّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ب ُّ‬ ‫ن أأْربَا ٌي‬ ‫ج ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ي ال ّ ِي‬ ‫حب َ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫َي‬
‫َ َي‬ ‫حدُ ال ْ َ‬
‫ماء‬ ‫س َ‬ ‫ه إِل ّ أ ْ‬ ‫من دُون ِي ِ‬ ‫ن ِي‬ ‫عبُدُو َي‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫هاُر * َي‬ ‫ق َّ‬ ‫وا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫من‬ ‫ها ِي‬ ‫ه ب ِي َ‬ ‫ل الل ّي ُ‬ ‫ما أَنَز َ‬ ‫ؤك ُيم َّي‬ ‫وآبَآ ُ‬ ‫م َ‬
‫ميت ُمو َ َ‬
‫ها أنت ُي ْ‬ ‫س َّ ْ ُ‬ ‫َي‬
‫َ‬
‫عبُدُوا ْ إِل ّ إِيَّاه ُي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مَر أل ّ ت َ ْ‬ ‫هأ َ‬ ‫م إِل ّ لِل ّي ِ‬ ‫حك ْي ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن إ ِي ِ‬ ‫سلْطَا ٍ‬ ‫ُي‬
‫َ‬ ‫قي م ولَك َ َ‬
‫ن*‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫س ل َ يَ ْ‬ ‫ن أكْثََر الن ّا ِ‬ ‫ن ال ْ َ ِّ ُ َ ِ ّ‬ ‫دّي ُ‬ ‫ك ال ِ‬ ‫ذَل ِ َ‬
‫حبي ال سجن أ َ ي َ َ‬
‫ه‬‫قي َرب ّ يَ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫في َ ي ْ‬ ‫ما َ‬ ‫حدُك ُ ي َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ يِ ْ ِ‬ ‫صا ِ َ ِ‬ ‫ي َ يا َ ي‬
‫َ‬ ‫فتَأْك ُ ُ‬ ‫وأ َييي َّ‬
‫من‬ ‫ل الطّيُْر ِييي‬ ‫ب َ‬ ‫صل َ ُ‬ ‫في ُييي ْ‬ ‫خُر َ‬ ‫ما ال َ‬ ‫مًرا َ‬ ‫خ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْي‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬ ‫فتِيَان * َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫في ِهي ت َي ْ‬ ‫ذي ِ‬ ‫مُر ال ّ ِ‬ ‫ي ال ْ‬ ‫ض َي‬ ‫ق ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫س ِ‬ ‫َّرأ ِ‬
‫لِل َّذي ظَيي َ َ‬
‫ك‬ ‫عندَ َرب ّييِ َ‬ ‫ما اذْكُْرن ِييي ِ‬ ‫ه َيي‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ج ِّ‬ ‫ه نَا ٍيي‬ ‫ن أن ّييَ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫فلَب ِي َ‬ ‫ساه ال َّ‬ ‫َ َ‬
‫ن‬ ‫ج ِ‬ ‫س ْ‬ ‫في ال ّ ِي‬ ‫ث ِي‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِذكَْر َرب ّ ِي ِ‬ ‫شيْطَا ُي‬ ‫فأن َي ُ‬
‫ن﴾‬‫سنِي َ‬
‫ع ِ‬ ‫بِ ْ‬
‫ض َ‬ ‫[يوسف‪]42-36 :‬‬

‫الينة تتكلم عنن يوسنف علينه السنلم‪ ،‬وآبائه إبراهينم‬


‫وإسحاق أنبياء‪ ،‬يستدل بها ليوهم القارئ بأن الرسول ﷺ‬
‫فننني بادئ أمره لم يأت بجدينند وكان على ذات الوثنيننة‬
‫التي كان عليها قومه‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫تعليق على مصادر زكريا بطرس‬

‫وهذا المبحننث بمثابننة تلخيننص لبعننض النقاط المهمننة‬


‫المتعلقة بمصادرة التي يستدل بها‪.‬‬
‫تلحظ أخي القارئ أن المنصرين لم يجدوا حيلة سوى‬
‫التدليننس والكذب‪ ،‬لم يسننتطيعوا أن يجدوا فنني الكتننب‬
‫السلمية ما يدعم رأيهم‪ ،‬فعمدوا إلى تأليف كتب كتبوها‬
‫بأيديهننم تتكلم عننن السننلم وأهله بمننا يحلو لهننم (دائرة‬
‫المعارف) و(قننس ونننبي) و(شعراء النصننرانية)‪ ،‬وأنهننم‬
‫حاولوا تسنريب المفاهينم التني تحملهنا هذه الكتنب على‬
‫لسنان نفرٍ منن أبناء المنة ممنن ل نعرف لهنم علمنا ول‬
‫عدل مننن أمثال (خليننل عبنند الكريننم) و(سننيد القمننني)‬
‫و(أبكار السنننقاف) و(طنننه حسنننين) (وصنننلح الدينننن‬
‫محسنن)‪.‬وهذا يعنني أن أغلب المصنادر التني يسنتدل بهنا‬
‫زكريننا بطرس هنني صننراحة مصننادر نصننرانية وليسننت‬
‫مصادر إسلمية كما يدعي‪.‬‬
‫‪ -‬كثينر منن الكتنب التني ينقنل عنهنا زكرينا بطرس تمنت‬
‫مصنادرتها قبنل أن يعرف أحند زكرينا بطرس‪ ،‬ولينس كمنا‬
‫يدعي هو أنها صودرت حين تكلم منها‪ ،‬فهو يوهم القارئ‬
‫بأن المسننلمين صننادروا الكتننب حيننن لم يجدوا حيلة للرد‬
‫(‪) 1‬‬
‫على ما فيها‬
‫() الحلقنة (‪ )85‬منن أسنئلة عنن اليمان د‪ ،19/‬وتكرر هذا عدة مرات‬ ‫‪1‬‬

‫في ذات البرنامج‪ ،‬وفي برنامج أسئلة عن اليمان‪.‬‬


‫‪62‬‬
‫وهذا غير صحيح فالكتب مصادرة قبل أن يخرج زكريا‬
‫بطرس‪ ،‬ومصادرة لنها لم تتكلم بعلم وعدل وإنما بظلم‬
‫مننننن القول وزوًا‪ .‬وهذا يشيننننر بوضوح إلى تطرف هذه‬
‫الكتنب ‪ ،‬وبالتالي لينس منن النصناف أبدا السنتدلل بهنا‬
‫على المسلمين‪ .‬ل يرضى بهذا باحث عن الحقيقة‪.‬‬

‫‪ -‬أرأيننت أخنني القارئ كيننف يكذب كذبننا واضحننا حيننن‬


‫ينقل من المصادر السلمية الصحيحة‪ ،‬يكذب ببتر النص‬
‫من سياقه العملي ثم تفسيره بما يحلو له‪ ،‬أو ببتر النص‬
‫وإضافة بعض الجمل التوضيحية عليه وقد مّر بنا هذا من‬
‫قبنل فني أمثلة عدة‪ .‬فهنو آفاك آثينم‪ ،‬يقلب الحقائق وهنو‬
‫يعلمها‪ .‬قاتله الله‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫شواهد على كذب وخسة زكريا بطرس‬

‫المبحث الول ‪ :‬كذب رخيص مكشوف‬

‫يقول في القرآن (ل تكذبوا على الله وروحي) (‪ ) 1‬يعني‬


‫بروحي المسيح عليه السلم‪.‬‬
‫وهذه منن عنده وليسنت فني كتاب الله‪ .‬والذي عندننا‬
‫ت إِلَى‬ ‫َ‬
‫حي ْييي ُ‬ ‫وإِذْ أ ْ‬
‫و َ‬ ‫فننني كتاب ربننننا القرآن المجيننند ﴿ َ‬
‫من ّ يَا‬ ‫َي‬
‫وا ْ آ َ‬
‫قال ُ َ‬
‫سولِي َ‬ ‫منُوا ْ ب ِ يي َ‬
‫وبَِر ُ ي‬ ‫نآ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ريِّي َ ي‬‫وا ِ‬‫ح َ‬‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن ﴾ [المائدة‪]111 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬‫هدْ بِأنَّنَا ُ‬‫ش َ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫بني وبرسنولي‪ ،‬ولينس بروحني‪ .‬أم يحسنب أننه كتابنه‬
‫(المقدس) يضع فيه ويحذف كما يحب‪.‬‬
‫***‬
‫يقول‪ :‬في صحيح البخاري أن الحجر السود نزل أبيضا‬
‫واسود من دم حيض النساء(‪.)2‬‬
‫هكذا يتكلم دون أن يذكر رقم حديث ول صفحة‪ ،‬وهذا‬

‫() الحلقة الثالثة من أسئلة عن اليمان د‪.16/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الحلقة (‪ )108‬من أسئلة عن اليمان د‪.19/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪64‬‬
‫كذب يتكلم به من عند نفسه‪ .‬لم يتكلم به ل البخاري ول‬
‫أي منننن رواة الحادينننث ول كنننل منننن كتنننب بيده منننن‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫***‬
‫(‪)1‬‬
‫يقول‪ :‬الحج كان يقام في موسم جني البلح‬
‫وهذا كذب يعرفنننه الجاهنننل والعالم‪ ،‬فالحنننج مرتبنننط‬
‫بشهنر ذي الحجنة‪ ،‬وهنو شهنر عربني يتنقنل بينن الشتاء‬
‫والصيف كما هو الحال مع رمضان مثل‪.‬وجني البلح ثابت‬
‫في الصيف‪.‬‬
‫***‬
‫يقول‪ :‬في صحيح البخاري أن الحجر السود نزل أبيضا‬
‫واسود من دم حيض النساء(‪.)2‬‬
‫هكذا يتكلم دون أن يذكر رقم حديث ول صفحة‪ ،‬وهذا‬
‫كذب يتكلم به من عند نفسه‪ .‬لم يتكلم به ل البخاري ول‬
‫أي منننن رواة الحادينننث ول كنننل منننن كتنننب بيده منننن‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫***‬
‫‪ -‬يقول‪ :‬أن الحجنر السنود عبارة عنن حجنر اسنطواني‬
‫(‪)3‬‬
‫طويل يستخدم في الحتكاك؟‬

‫() في الصميم الحلقة التاسعة الشعائر الوثنية في الجاهلية د‪،11/‬‬ ‫‪1‬‬

‫والحلقة ‪ 108‬من أسئلة عن اليمان د‪.13/‬‬


‫() الحلقة (‪ )108‬من أسئلة عن اليمان د‪.19/‬‬ ‫‪2‬‬

‫() حتنى سنيد القمنني الذي ينقنل عننه هذا الكذب لم يقنل بهذا بنل‬ ‫‪3‬‬

‫‪65‬‬
‫ة‪ ..‬كذب مننن أردئ أنواع الكذب‪ ،‬وخ ّ نَ‬
‫سة‬ ‫ب وخس ن ٌ‬
‫كذ ٌ ن‬
‫فوقها الجعلن‪ ،‬يقول هذا ليقول لمن يستمعه أن النساء‬
‫يستعملن الحجر السود في حك فروجهن به‪.‬‬
‫والحجنر السنود يراه كنل عام فوق تسنعة مليينن فرد‬
‫‪-‬حجاج ومعتمريننن‪ -‬ويصننور بكمرات التلفاز‪ ،‬وهننو بعينند‬
‫تمامنننا عنننن هذا الوصنننف‪ ،‬ومنننع ذلك يكذب بطرس ول‬
‫يتحرج منننن الكذب فننني هذا المنننر‪ .‬أل لعننننة الله على‬
‫الكاذبيننن‪ ،‬والعجننب مننن هذا أن هناك مننن يصنندقه‪ .‬أل‬
‫هدى الله الغافلين‪.‬‬
‫‪ -‬يقول على لسنننننان الننننننبي ﷺ‪ :‬أن العرب ل تعرف‬
‫الشهننر أوله مننن آخره لنهننم باديننة وأن بحيرا هننو الذي‬
‫(‪)1‬‬
‫علمه أن يبدأ الشهر بالهلل‬
‫وهنو يكذب فمنا قال الننبي ﷺ شينء منن هذا؛ والشهنر‬
‫تعرفها العرب قبل أن يولد بحيرا نفسه‪ ،‬فليس بحيرا هو‬
‫الذي علمهننا للنننبي ﷺ ومننن ثننم علمهننا النننبي ﷺ للعرب‪،‬‬
‫وهذه من أمارة كذبه في أن النبي ﷺ التقى بحيرا وتعلم‬
‫منه‪.‬‬
‫***‬
‫يقول فني صنحيح البخاري‪ :‬عمنر يقول‪ :‬منا لننا وللرمنل‬
‫إنما كنا نرائي به المشركين وقد أهلكهم الله؟!‬
‫وهذه أيضا من عنده‪ ،‬ما تكلم بها أمير المؤمنين عمر‬
‫قال إنه كانت النساء في الجاهلية يضعن دم الحيض على الحجر‪،‬‬
‫والرجال يضعن المني‪.‬‬
‫() في الصميم الحلقة الثانية عشر د‪.16/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪66‬‬
‫‪-‬رضي الله عنه‪ -‬ل في البخاري ول في غيره‪.‬‬
‫***‬
‫يقول‪ :‬أن كنننل طقوس الحنننج فننني الجاهلينننة نقلت‬
‫للسننلم(‪ )1‬يقصنند بذلك طواف الرجال والنسنناء بالبيننت‬
‫وهننم عراة‪ ..‬الرجال والنسنناء‪ ،‬وتلطيننخ النسنناء الحجننر‬
‫منى‪.‬‬‫السود بدماء الحيض‪ ،‬والزنا الجماعي في ِ‬
‫وهذه من أم رأسه‪ ،‬فل كان في الجاهلية زنى جماعي‬
‫ول كانت منى من مني الرجال‪ ،‬ول هي في السلم من‬
‫يوم كان‪ ،‬ويحنج كنل عام أكثنر منن مليونني مسنلم كلهنم‬
‫يشهدون على كذبه‪.‬‬
‫***‬
‫يقول‪ :‬نسنناء النننبي سننتة وسننتون (‪ )66‬امرأة غيننر‬
‫(‪)2‬‬
‫سيدات المتعة‬
‫ول أدري من أين أتى بهذه‪.‬‬
‫***‬
‫يقول‪ :‬النبي ﷺ التقى المهرطقين في اليمن(‪.)3‬‬
‫ولم نعرف منننن قبنننل أن نبيننننا ﷺ التقنننى أحدا منننن‬
‫النصننارى وجلس إليننه وتعلم مننه‪ ،‬ول أننه سنافر لليمننن‬
‫قبل البعثة أو بعدها‪ .‬وإنما هذا من جملة كذبه‪.‬‬

‫وأكنند الكلم فنني‬ ‫د‪15/‬‬


‫() الحلقننة (‪ )108‬مننن أسننئلة عننن اليمان‬ ‫‪1‬‬

‫الدقيقة ‪.18‬‬
‫() الحلقة الخامسة عشر‪ .‬د‪ ،24/‬أسئلة عن اليمان الحلقة (‪)62‬د‪.9/‬‬ ‫‪2‬‬

‫() أسئلة عن اليمان الحلقة (‪ )63‬د‪.20/‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪67‬‬
‫***‬
‫يقول‪ :‬أن الجزيرة العربيننة كانننت مأوى للمهرطقيننن (‪.) 1‬‬
‫ويذكر منهم بحيرا الراهب ‪.‬‬
‫وهذا مننن الكذب البيننن‪ ،‬فالنصننرانية لم تكننن ديانننة‬
‫معروفنة فني الجزيرة العربينة قبنل السنلم‪ ،‬وإنمنا كان‬
‫هناك أفراد‪ ،‬ومن أمارات كذبه أن بحيرا الراهب لم يكن‬
‫بالجزيرة العربيننة وإنمننا ببلد الشام وهننو أقننر بذلك فنني‬
‫عدة أماكن‪.‬‬
‫أل لعنة الله على الكاذبين‪.‬‬
‫***‬
‫(‪)2‬‬
‫يقول‪ :‬أن عثمان حرق القراءات الستة‬
‫والقراءات سننبع وليسننت سننت كمننا يقول‪ ،‬ول زالت‬
‫موجودة إلى اليوم‪ ،‬وعثمان حَّرق المصنناحف ولم يحرق‬
‫القرآن ول القراءات‪ .‬وزكريا كذاب لئيم‪.‬‬
‫***‬
‫(‪)3‬‬
‫ويسأل‪ :‬لماذا قرآن عثمان؟ أين مصحف محمد؟‬
‫وهذا كذب رخينص‪ .‬يعتمند على جهالة السنامع‪ .‬فلينس‬
‫لعثمان ‪-‬رضني الله عننه‪ -‬قرآن وإنمنا مصنحف‪ ،‬ورسنول‬
‫الله ﷺ لم ينزل عليننه مصننحف وإنمننا قرآن‪ ..‬كلم يتلى‬
‫نأخذه بالفنم كابرا عنن كابرا ثنم دون فني المصنحف‪..‬أي‬

‫() أسئلة عن اليمان الحلقة (‪ )63‬د‪.18/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الحلقة (‪ )123‬من أسئلة عن اليمان د‪.22/‬‬ ‫‪2‬‬

‫() () الحلقة الثامنة من حوار الحق د‪.34/‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪68‬‬
‫في الورق‪.‬‬
‫***‬
‫يقول قتلوا عثمان لنه حرق كتاب الله(‪.)1‬‬
‫والحقيقة أن زكريا بطرس هو أول من يقول أن سبب‬
‫قتنل عثمان هنو حرقنه للمصناحف‪ .‬بنل كانوا كلهنم معنه‬
‫على حرقها‪.‬‬
‫***‬
‫ويقول أن السنلم هنو الذي نشنر الوثنينة فني الجزيرة‬
‫العربية وغيرها(‪.)2‬‬
‫وهذا مننن الكذب الفاحننش‪ ،‬فالسننلم حارب الوثنيننة‬
‫وهدم أصننامها‪ ،‬وقضنى عليهنا فني الجزيرة العربينة كلهنا‪،‬‬
‫وكانت الحرب بين الرسول ﷺ وعبّاد الصنام حتى قضى‬
‫عليهنننم رسنننول الله ﷺ وأزال أصننننامهم‪ ،‬وأقام شرائع‬
‫السننلم على أنقاضهننا‪ ،‬ثننم زحننف للفرس فقضننى على‬
‫وثنيتهم والهند وأفريقيا‪ .‬فالسلم هو الذي حارب الوثنية‬
‫وزكريا بطرس كذاب لئيم‪.‬‬
‫***‬
‫‪ -‬ذكره أن التسنليم فني الصنلة عنند المسنلمين ثلثنة‬
‫مرات يمينن ويسنار ووسنط‪ ،‬وأن هذه تعليمات بحيرا له‬
‫(‪)3‬‬
‫ليشبه الثالثوث‬
‫() الحلقة الثامنة من حوار الحق د‪.32/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الحلقة (‪ )108‬من أسئلة عن اليمان د‪.11/‬‬ ‫‪2‬‬

‫() في الصميم الحلقة الثانية عشر د‪.12/‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪69‬‬
‫قلت‪ :‬يصننلي مليار ونصننف مسننلم كننل يوم خمننس‬
‫مرات تقريبا ول يسلم أحد منهم ثلث مرات‪ ،‬بل مرتين‬
‫يمين ويسار‪ .‬وهذا من كذبه‪.‬‬
‫وإن كاننننت هذه تعليمات بحيرا فلم يفعلهنننا الننننبي ﷺ‬
‫وفي هذا دليل على أن بحيرا لم يعلم النبي ﷺ شيئا‪.‬‬
‫***‬
‫يقول‪ :‬أن موسنى علينه السنلم سنجد لله حينن تجلى‬
‫فنني الجبننل(‪ )1‬يسننتدل على ذلك بآيننة مننن القرآن هنني ﴿‬
‫َ‬
‫ب‬‫ل َر ّ ِي‬ ‫قا َ‬ ‫ه َ‬‫م ُهي َرب ُّي ُ‬ ‫وكَل ّ َ‬‫قاتِن َيا َ‬ ‫مي َ‬ ‫سى ل ِ ِ‬ ‫مو َي‬ ‫جاء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ول َي َّ‬ ‫َ‬
‫ن انظُْر إِلَى‬ ‫ولك ِ ِ‬
‫ل لَن تََران ِي َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ك َ‬ ‫رن ِي أَنظُْر إِلَي ْ َ‬ ‫أ ِ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫فل َي َّ‬ ‫ف تََران ِيي َ‬ ‫و َ‬ ‫س ْ‬ ‫ف َي‬ ‫ه َ‬ ‫مكَان َي ُ‬ ‫قَّر َ‬ ‫ست َ َ‬
‫ن ا ْي‬ ‫فإ ِي ِ‬ ‫ل َ‬ ‫جب َ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫قا‬ ‫ع ً‬ ‫ص ِ‬ ‫سى َي‬ ‫خَّر مو َي‬ ‫و َ‬ ‫ه دَك ّيا َ‬ ‫عل َي ُ‬ ‫ج َ‬‫ل َ‬ ‫جب َ ِ‬ ‫ه لِل ْ َ‬ ‫جل ّى َرب ُّي ُ‬ ‫تَ َ‬
‫و ُ‬
‫ل‬ ‫وأَنَا ْ أ َ َّ‬
‫ك َ‬‫ت إِلَي ْيي َ‬ ‫ك تُب ْيي ُ‬ ‫حان َ َ‬‫سب ْ َ‬ ‫ل ُيي‬ ‫قا َ‬ ‫فاقييَ َ‬ ‫ما أ َ َ‬ ‫فل َيي َّ‬ ‫َ‬
‫ن ﴾ [العراف‪]143 :‬‬ ‫منِي َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫طلب موسى عليه السلم رؤية ربه‪ ،‬فأجابه الله بأنك‬
‫ل تتحمنل رؤيتني‪ ،‬وأعطاه أمارة على ذلك‪ ،‬طلب مننه أن‬
‫ينظر للجبل‪ ،‬وتجلى الله للجبل‪ .‬وليس تجلى في الجبل‪،‬‬
‫هناك فرق كنبير‪ ،‬فاندك الجبنل منن عظمنة الله‪ ،‬وأغمنى‬
‫على موسنى علينه السنلم منن مشهند دك الجبنل‪ ،‬فلمنا‬
‫أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المسلمين‪.‬‬
‫فلم يتج َ‬
‫ل الله في الجبل‪ ،‬ولم يسجد موسى لله حين‬
‫تجلى في الجبل‪ .‬وبطرس يكذب‪.‬‬
‫() الحلقة (‪ )108‬من أسئلة عن اليمان د‪.7/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪70‬‬
‫***‬
‫يقول‪( :‬الدنيننا تتعطننل فنني رمضان‪ ،‬ينامون ليل‪ .‬وفنني‬
‫اللينل ينصنرفون لشتنى أنواع المتنع فوازينر وإتيان النسناء‪،‬‬
‫وكل ما كلمت أحدهم قال لك ابعد عني أنا صايم‪.‬‬
‫ليوهننم المسننتمع أن رمضان فنني السننلم نوم بالنهار‬
‫ولهننو ولعننب بالليننل‪ ،‬يعرض فعال الفاسننقين على أنهننا‬
‫شريعة رب العالمين‪ .‬أل لعنة الله على الكذابين‪.‬‬
‫علّة الصنيام ﴿ لعلكيم تتقون ﴾‪ ،‬ورمضان عندننا شهنر‬
‫القيام والقرآن‪ ،‬وفي رمضان يلتزم الناس بالشعائر أكثر‬
‫من أي وقت في العام وهذا أمر مشاهد في كل مكان‪.‬‬
‫وشهننر رمضان فنني تاريخنننا هننو شهننر الجهاد وشهننر‬
‫النتصارات‪.‬‬
‫أرأيتم أكذب من بطرس؟!‬
‫***‬
‫يقول أن قصي أخذ الملك في مكة عن طريق الحيلة‬
‫إذ أنه تزوج بنت سيدها ثم آل له الملك بعد ذلك‪ .‬وينقل‬
‫في هذا عن ابن هشام‪.‬‬
‫ول أدري لم الكذب في ذلك؟!‬
‫ابنن هشام وكنل كتنب السنير تتكلم عنن حرب ضروس‬
‫معَهُنم منن أبنائه وأبناء عمومتنه‬
‫دارت بينن قصني ومنن ج َ‬
‫وخزاعننة وقتننل فيهننا أعداد كثيرة مننن البشننر وردمننت‬

‫‪71‬‬
‫(‪)1‬‬
‫بسببها زمزم‬
‫***‬
‫يقول أن قصنني اسننتخدم الديننن كوسننيلة لخننذ الملك‬
‫ي كان ملكننا ويعتمنند على هذا فنني القول بأن‬ ‫وأن قُنن َ‬
‫ص ّ‬
‫النبي ﷺ خرج في الناس يطلب ملك جدوده(‪.)2‬‬
‫وهذا القول لم يقنل بنه أحند قبنل زكرينا بطرس‪ ،‬ولم‬
‫مضننر كلهننا الملك أبدا بننل أن هرقننل‬
‫تعرف قريننش ول ُ‬
‫ملك الروم النصننراني هننو الذي يرد هذا الزعننم فيقول‬
‫لبي سفيان هل من أبيه من ملك‬
‫قال‪ :‬ل‬
‫قال لو كان منن أبينه منن ملك لقلننا رجنل يطلب ملك‬
‫أبيه‪.‬‬
‫***‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬بعض الكذبات التي تحمل‬
‫شبهات ‪:‬‬

‫يقول عنن عائشنة رضني الله عنهنا سنئل الننبي كينف‬


‫يأتيك الوحي؟‬
‫قال أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي‬

‫ومننا بعدهننا‪ ،‬وانظننر الروض النننف (‪)1/233‬‬ ‫ص ‪123‬‬


‫() المجلد الول‬ ‫‪1‬‬

‫وما بعدها‪.‬‬
‫() في الصميم الحلقة السادسة د‪ ،6/‬د‪.21/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪72‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فأغيب عن الوعي وأحيانا يتمثل لي الملك رجل‪.‬‬
‫وهننو يكذب‪ .‬يزينند فنني الحديننث جمننل مننن عنده بمننا‬
‫يتوافننق وكذبننه‪ .‬والحديننث عننند مسننلم وكننل مننن روى‬
‫الحديث ليس فيه (فأغيب عن وعي)‪ ،‬وهذا نص الحديث‬
‫ن‬ ‫ة أ َنن َّ‬‫ش َ‬‫ن ع َائ ِ َ‬ ‫عننند مسننلم ‪-‬الذي ينقننل عنننه‪ -‬يقول‪ :‬ع َنن ْ‬
‫ل‬ ‫ي فَقَا َ‬ ‫ح ُ‬ ‫و ْ‬ ‫ك ال ْ َ‬‫ف يَأْتِي َ‬‫ي ﷺ كَي ْ َ‬ ‫ل النَّب ِ َّ‬ ‫سأ َ َ‬‫شام ٍ َ‬‫ن هِ َ‬ ‫ث بْ َ‬ ‫حارِ َ‬‫ال ْ َ‬
‫شد ُّنه ُ ع َل َن َّ‬ ‫جَر سِن وَهُوَ أ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫صلَةِ ال ْ َ‬ ‫صل ْ َ‬ ‫ل َن‬ ‫مث ْ ِ‬
‫حيَان ًنا يَأتِين ِني فِني ِ‬ ‫أ ْ‬
‫مل َن ٌ‬ ‫َ‬ ‫ث ُن َّ‬
‫ة‬
‫صوَر ِ‬ ‫ل ُن‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫ك فِني ِ‬ ‫حيَان ًنا َ‬
‫ه وَأ ْ‬ ‫م ع َن ّ ِني وَقَد ْ وَع َيْت ُن ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫م يَفْن ِ‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ما يَقُو ُ‬
‫ل‬ ‫عي َ‬ ‫ل فَأ ِ‬ ‫ج ِ‬‫الَّر ُ‬
‫أضاف كلمنة أغينب عنن وعني منن عنده ثنم يبنني عليهنا‬
‫اسنتشهاده منن الحدينث‪ .‬يقول كان يغينب عنن وعينه أي‬
‫يصرع كما يصرع الملبوس بالجن‪.‬‬
‫***‬
‫ويقول‪ :‬قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في‬
‫اليوم الشدينند البرد فيغيننب عننن وعيننه ويتفصنند جننبينه‬
‫عرقا‪.‬‬
‫ن‬
‫وهذا ننص الحدينث عنند مسنلم ‪-‬الذي ينقنل عننه‪ -‬ع َن ْ‬
‫َ‬
‫ل الل ّ نهِ ﷺ فِ ني‬ ‫ل ع َلَى َر ُ ن‬
‫سو ِ‬ ‫ن لَيُنَْز ُ‬
‫ن كَا َ ن‬
‫ت إ ِن ْ‬ ‫ة قَال َ ن ْ‬
‫ش َ‬‫ع َائ ِ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ه عََرقًا‬
‫جبْهَت ُ ُ‬
‫ض َ‬‫م تَفِي ُ‬ ‫الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ ث ُ َّ‬
‫والعجينب أننه ل يكتفني بهذه الكذبنة فقنط بنل يضينف‬

‫() أسئلة عن اليمان الحلقة (‪ )27‬د‪.16/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() مسلم كتاب الفضائل‪ ،‬حديث (‪.)4304‬‬ ‫‪2‬‬

‫() مسلم كتاب الفضائل (‪.)3403‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪73‬‬
‫عليهنا أيضنا أننه ﷺ كان يرغني ويزبند(‪ .)1‬كني يقول أننه كان‬
‫مجنوننا يصنرع كمنا يصنرع المجنون‪ .‬وهذا كله منن عنده‪.‬‬
‫يكذب فيه‪ .‬ونبينا أعقل الناس وأكملهم‪ .‬ونبينا أهم حدث‬
‫في تاريخ البشرية ل زال يدوي إلى اليوم‪.‬‬
‫والذي فنني الحديننث بهذا الشأن هننو أن النننبي كان إذا‬
‫جاءه الوحي تسكن جوارحه حتى أنه ينكس رأسه ويكف‬
‫ّ نُ‬ ‫عننن الحديننث‪ ،‬ويحمننر وجهننه ويغ ّ ن‬
‫ط هننو النفننخ‬ ‫ط‪ ،‬والغ‬
‫البسننيط‪..‬دخول وخروج النفننس بشيننء مننن الجهنند كمننا‬
‫يفعنننل النائم حينننن يدخنننل فننني النوم يقال فلن يغنننط‬
‫غطيطا‪ ،‬وكان يعرق ويتصبب جبينه عرقا‪.‬‬
‫هذا هننو الوصننف الذي جاء فنني الحاديننث‪ ،‬وهنني حالة‬
‫منن يثقنل بشينء كأننه يحمله بكنل جوارحنه‪ ،‬وهذا نعرفنه‪،‬‬
‫قيًل ﴾ [المزمل‪.]5 :‬‬
‫وًل ث َ ِ‬ ‫علَي ْ َ‬
‫ك َ‬
‫ق ْ‬ ‫قال الله ﴿ إِن َّا َ‬
‫سنُل ْ ِ‬
‫قي َ‬
‫أمنا الذي ننكره ول نجده فني كتاب ربننا ول فني أي ممنن‬
‫كتب حديث رسولنا ‪-‬صلى الله عليه وآله وسلم‪ -‬هو أنه‬
‫كان يزبد ويلقى على الرض ويغمى عليه‪ ..‬هذه كلها من‬
‫أكاذيب الكذاب اللئيم بطرس‪.‬‬
‫***‬
‫يقول‪ :‬ليس في القرآن آية تدل على تحريف النصارى‬
‫(‪)2‬‬
‫لكتابهم‬
‫() الحلقة التاسعة العاشرة من برنامج حوار الحق د‪.47/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫() الحلقننة ( ‪ )124‬وكتاب النصننارى أو مننا يسننمى ب الكتاب المقدس‬
‫عبارة عن قسمين العهد القديم والعهد الجديد‪ ،‬العهد القديم يتكون‬
‫منن عدة أجزاء‪ :‬السنفار الخمسنة المنسنوبة لموسنى علينه السنلم‪،‬‬
‫‪74‬‬
‫وهذه بعنض اليات التني فني كتاب الله تنطنق صنراحة‬
‫ن‬ ‫وإ ِي َّ‬ ‫بتحرينف كتاب النصنارى بعهدينه القدينم والحدينث ﴿ َ‬
‫َ‬
‫سبُوهُ‬ ‫ح َ‬ ‫ب لِت َ ْ‬ ‫هم بِالْكِتَا ِ‬ ‫سنَت َ ُ‬‫ن أل ْ ِ‬ ‫وو َ‬ ‫قا يَل ْ ُ‬ ‫ري ً‬ ‫ف ِ‬ ‫م لَ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬‫ن ُ‬ ‫قولُو َ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ن الْكِتَا ِ‬ ‫م َ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ما ُ‬ ‫و َ‬ ‫ب َ‬ ‫ن الْكِتَا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫علَى‬ ‫ن َ‬ ‫قولُو َ ي‬ ‫وي َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫د الل ّ ي ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْي‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ما ُ‬ ‫و َي‬ ‫ه َ‬ ‫د الل ّ ي ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫ِ‬
‫ن ﴾ [آل عمران‪]78 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ذ َ‬ ‫ه الْك َ ِ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ق‬‫ري ٌي‬ ‫ف ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قدْ كَا َي‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫منُوا ْ لَك ُي ْ‬ ‫ؤ ِ‬‫ن أَن ي ُ ْ‬ ‫عو َي‬ ‫م ُ‬ ‫فتَطْ َ‬ ‫﴿ أَ َ‬
‫د‬‫ع ِ‬ ‫من ب َ ْ‬ ‫ه ِي‬ ‫فون َي ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ه ث ُي َّ‬‫م الل ّي ِ‬ ‫ن كَل َي َ‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ي َي ْ‬ ‫ه ْي‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِّ‬
‫ن ﴾ [البقرة‪]75 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫قلُوهُ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬

‫وهني منا يقال لهنا عنند المسنلمين التوراة مجازا‪ ،‬والسنفار التاريخينة‬
‫منسننوبة لعدد مننن النننبياء الذيننن عاصننروا هذه المرحلة‪ ،‬وأسننفار‬
‫الشعنر والحكمنة‪ ،‬والسنفار النبوينة‪ ،‬وأسنفار البوكريفنا‪-‬وهني محنل‬
‫خلف عندهنننم‪-‬ويطلق النصنننارى ل اليهود على هذا الجزاء الربعنننة‬
‫اسنم العهند القدينم‪ ،‬وتسنمى أيضنا الكتنب والناموس‪ ،‬ويطلق اسنم‬
‫التوراة على الجزاء الثلثة الخيرة تجوزا‪.‬‬
‫والعهند الجديند هنو مجموعنة الناجينل الربعنة والرسنائل‬
‫الملحقة بها‪ ،‬وينسب إلى ثمانية من المحررين ينتمون إلى الجيل‬
‫الول والثانني منن النصنرانية‪ ،‬وهنم متنى ومرقنس ولوقنا ويوحننا‬
‫أصنحاب الناجينل‪ ،‬ثنم بولس صناحب الربنع عشرة رسنالة ()‪ ،‬ثنم‬
‫بطرس ويعقوب ويهوذا‪ ،‬تلميذ المسيح الذين تنسب إليهم القليل‬
‫من الرسائل‪.‬‬
‫وهؤلء الكتبة الثمانية بعضهم تتلمذ على يد السيد المسيح (متى‪-‬‬
‫يوحننا‪-‬بطرس‪-‬يعقوب‪-‬يهوذا)‪ ،‬بعضهنم تنصنر بعند المسنيح ولم يلقنه‬
‫(بولس ومرقنس تلمينذ بطرس)‪ ،‬وبعضهنم تنصنر على يند منن لم‬
‫يلق المسيح (لوقا تلميذ بولس)‪ .‬راجع إن شئت‪-‬هل العهد الجديد‬
‫كلمنة الله؟!‪ ،‬وهنل العهند القدينم كلمنة الله؟! للشينخ الدكتور منقنذ‬
‫محمود السقار‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫م‬ ‫سولُنَا يُبَي ّ ِي ُ‬
‫ن لَك ُي ْ‬ ‫م َر ُي‬ ‫جاءك ُي ْ‬ ‫قدْ َ‬‫ب َ‬ ‫ل الْكِتَا ِي‬‫ه َ‬ ‫﴿ ي َيا أ َ ْ‬
‫عن‬ ‫فو َي‬ ‫ع ُي‬ ‫وي َ ْ‬
‫ب َ‬ ‫ن الْكِتَا ِي‬‫م َي‬ ‫ن ِ‬ ‫فو َي‬ ‫خ ُ‬
‫م تُ ْ‬‫ما كُنت ُي ْ‬‫م َّي‬ ‫كَثِيًرا ِّ‬
‫ن﴾‬ ‫مبِي ٌيي‬ ‫ب ُّ‬ ‫وكِتَا ٌيي‬ ‫ه نُوٌر َ‬ ‫ن الل ّيي ِ‬
‫م َيي‬ ‫جاءك ُييم ِّ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ر َ‬‫كَثِي ٍ‬
‫[المائدة‪]15 :‬‬

‫ق بِالْبَاطِ ِ‬
‫ل‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح ّ يَ‬ ‫م تَلْب ِ ي ُ‬
‫سو َ‬ ‫ب لِي َ‬ ‫ل الْكِتَا ِ ي‬ ‫ه َ‬‫﴿ ي َ يا أ َ ْ‬
‫ق َ‬
‫ن ﴾ [آل عمران‪]71 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫م تَ ْ‬‫وأنت ُ ْ‬ ‫ح َّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫مو َ‬ ‫وتَكْت ُ ُ‬
‫َ‬
‫***‬
‫يعدد مننن المصنناحف التنني حرقهننا عثمان‪ ،‬فيذكننر‪:‬‬
‫مصننحف عطاء بننن رباح ومصننحف عكرمننة ومصننحف‬
‫مجاهند‪ ،‬وسنعيد بنن جنبير‪ ،‬والسنود بنن يزيند وعلقمنة بنن‬
‫قيس‪ ،‬وطالح بن قيسان‪ ،‬والحجاج بن يوسف الثقفي(‪.)1‬‬
‫وهؤلء كلهم جاءوا بعد عثمان ‪-‬رضي الله عنه‪ ..-‬كلهم‬
‫منن التابعينن وليسنوا منن الصنحابة‪ .‬وكثينر منهنم ولد بعند‬
‫موت عثمان‪.‬‬
‫فتدبر كيف يكذب‪.‬‬
‫‪ -‬يدعني أن القرآن العظينم ل يقول بأن النصنارى كفار‬
‫أو مشركون‪ ،‬وأن القرآن يشهننند لهنننم بالوحدانينننة‪ ،‬وأن‬
‫السنبب فني القول بكفنر النصنارى هنو جهنل المسنلمين‬
‫(‪)2‬‬
‫بالقرآن‬
‫وهو يكذب‪.‬‬
‫وأنا أعرض على حضراتكم بعض اليات من كتاب الله‬

‫() الحلقة الثامنة من حوار الحق د‪ 30/‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الحلقة (‪ )62‬من أسئلة عن اليمان ‪ ،22‬والحلقة (‪ )63‬د‪.16/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪76‬‬
‫التنني تتكلم عننن أهننل الكتاب والتنني نزلت فنني نصننارى‬
‫نجران وهم كانوا يتكلمون بذات الباطيل التي يتكلم بها‬
‫الكذاب اللئيم زكريا بطرس اليوم‪.‬‬
‫فرو ن بآيا ت الل ّيه َ‬ ‫﴿ ي َيا أ َ ْ‬
‫م‬‫وأنت ُي ْ‬
‫ِ َ‬ ‫َي ِ َ ِي‬ ‫م تَك ْ ُ ُ‬ ‫ل الْكِتَا ِي‬
‫ب ل ِي َ‬ ‫ه َ‬
‫ن﴾‬‫هدُو َ‬ ‫ش َ‬‫تَ ْ‬
‫[آل عمران‪]70 :‬‬

‫ت الل ّي ِ‬
‫ه‬ ‫ن بِآيَا ِي‬‫فُرو َي‬ ‫م تَك ْ ُ‬ ‫ل الْكِتَا ِي‬
‫ب ل ِي َ‬ ‫ل ي َيا أ َ ْ‬
‫ه َ‬ ‫﴿ ُ‬
‫ق ْ‬
‫ن﴾‬ ‫ملُو َييييييييي‬ ‫ع َ‬ ‫علَى َييييييييي‬
‫ما ت َ ْ‬ ‫هيدٌ َ‬ ‫ش ِ‬‫ه َ‬ ‫والل ّييييييييي ُ‬
‫َ‬
‫[آل عمران‪]98 :‬‬

‫ل‬‫ق بِالْبَاطِ ِ‬ ‫ح ّ يَ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫سو َ‬ ‫م تَلْب ِ ي ُ‬ ‫ب لِي َ‬ ‫ل الْكِتَا ِ ي‬ ‫ه َ‬ ‫﴿ ي َ يا أ َ ْ‬


‫ق َ‬
‫ن ﴾ [آل عمران‪]71 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫وأنت ُ ْ‬ ‫ح َّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫وتَكْت ُ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ل الْكِتَا ِييي‬ ‫ه ِ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْييي‬ ‫فُروا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َييي‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫م يَك ُييي ِ‬ ‫﴿ ل َييي ْ‬
‫ْ‬
‫ة ﴾ [البينة‪]1 :‬‬ ‫م الْبَيِّن َ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫حتَّى تَأتِي َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫فكِّي َ‬ ‫من َ‬‫ن ُ‬ ‫ركِي َ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن أبْنَاء الل ّنهِ وَأ ِ‬ ‫َ‬
‫حبَّاؤ ُنه ُ قُ ْ‬
‫ل‬ ‫ح ُن‬ ‫صاَرى ن َ ْ‬ ‫ت الْيَهُود ُ وَالن َّن َ‬ ‫( وَقَال َن ِ‬
‫من‬ ‫خل َنقَ يَغْفُِر ل ِ َ‬ ‫م نْن َ‬ ‫م َّ‬ ‫شٌر ِّ‬ ‫ل أَنت ُنم ب َ َ‬ ‫ذّبُك ُنم بِذ ُنُوبِك ُنم ب َ ْ‬ ‫م يُعَ ِ‬ ‫فَل ِن َ‬
‫َ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫ما‬‫ض وَ َ‬ ‫ت وَالْر ِ‬ ‫ماوَا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ك ال َّ‬ ‫شاءُ وَلِلّهِ ُ‬ ‫من ي َ َ‬ ‫ب َ‬ ‫شاءُ وَيُعَذِّ ُ‬ ‫يَ َ‬
‫صيُر ) [ المائدة ‪]18 :‬‬ ‫م ِ‬‫ما وَإِلَيْهِ ال ْ َ‬ ‫بَيْن َ ُه َ‬
‫وهذه اليننة صننريحة جدا فنني كفننر بطرس ومننن على‬
‫مذهبه‪:‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ح اب ْ ُ‬‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬
‫ه ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫قالُوا ْ إ ِ َّ‬ ‫ن َ‬‫ذي َ‬ ‫فَر ال ّ ِ‬ ‫قدْ ك َ َ‬ ‫﴿ لَ َ‬
‫ه‬‫عبُدُوا ْ الل ّ َ‬ ‫لا ْ‬ ‫سَرائِي َ‬ ‫ح ي َا بَن ِي إ ِ ْ‬ ‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬‫قا َ‬ ‫و َ‬
‫م َ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫َ‬
‫م الل ّي ُ‬
‫ه‬ ‫حَّر َي‬‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬‫ك بِالل ّي ِ‬‫ر ْي‬ ‫ش ِ‬ ‫من ي ُ ْ‬ ‫ه َي‬ ‫م إِن َّي ُ‬
‫وَربَّك ُي ْ‬
‫َرب ِّيي َ‬
‫َّ‬ ‫ةو ْ‬
‫ن‬ ‫م ْيي‬‫ن ِ‬ ‫مي َيي‬ ‫ما لِلظال ِ ِ‬ ‫واهييُ النَّاُر َ‬
‫و َيي‬ ‫مأ َ‬ ‫جن َّ َ َ َ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫علَي ِيي‬ ‫َ‬

‫‪77‬‬
‫ر﴾‬ ‫َ‬
‫[المائدة‪]72 :‬‬ ‫صا ٍ‬ ‫أن َ‬
‫َ‬ ‫وقال تعالى‪ ﴿ :‬ل َّ َ‬
‫و‬‫ه َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن الل ّي َ‬ ‫قآلُوا ْ إ ِي َّ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َي‬ ‫فَر ال ّ ِ‬ ‫قدْ ك َ َ‬
‫شيْئًا‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫من ي َ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫م ُ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ح اب ْ ُ‬ ‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫من‬ ‫و َي‬ ‫م ُهي َ‬ ‫وأ ُ َّ‬ ‫م َ‬ ‫مْري َي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ح اب ْي َ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِي‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫هل ِي َ‬ ‫َ‬
‫ن أَرادَ أن ي ُ ْ‬
‫َ‬
‫إ ِي ْ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫ك ال َّ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ولِل ّ ِ‬ ‫َ‬
‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ه ُ‬ ‫عا َ‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫ض َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ِ‬
‫ء‬
‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫علَى ك ُ ِّ‬ ‫ه َ‬ ‫والل ّي ُ‬ ‫شاءُ َ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫ق َي‬ ‫خل ُي ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ه َي‬ ‫ما بَيْن َ ُ‬ ‫و َي‬ ‫َ‬
‫ر ﴾ [المائدة‪]17 :‬‬ ‫دي ٌ‬ ‫ق ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫﴿ ل َّ َ‬
‫ما‬ ‫و َي‬ ‫ة َ‬ ‫ث ثَلَث َ ٍ‬ ‫ه ثَال ِي ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫قالُوا ْ إ ِ َّ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َي‬ ‫فَر ال ّ ِ‬ ‫قدْ ك َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫قولُو َ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ع َّ‬‫هوا ْ َ‬ ‫م يَنت َ ُ‬ ‫وإِن ل ّ ْ‬ ‫حدٌ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إِل ّ إِل َ ٌ‬ ‫ن إِل َ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫م ﴾ [المائدة‪:‬‬ ‫ب ألِي ٌي‬ ‫عذَا ٌي‬ ‫م َ‬ ‫ه ْي‬ ‫من ْ ُ‬ ‫فُروا ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َي‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫س ّ‬ ‫م ّي‬ ‫لَي َ َ‬
‫‪]73‬‬

‫هذا مننن ناحيننة النننص القرآننني‪ ،‬ومننن ناحيننة سننياق‬


‫الدعوة‪ ،‬فقنند واجننه النننبي ﷺ نصننارى نجران ودعاهننم‬
‫للسننلم‪ ،‬وخرج للروم يوم تبوك يقاتلهننم على السننلم‪،‬‬
‫وشرع في ديننا قتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يعطوا‬
‫الجزيننة عننن ينند وهننو صنناغرون ن ومعلوم أن مننن كانوا‬
‫على عهنند رسننول الله ﷺ كانوا على ذات المذهننب الذي‬
‫عليه بطرس اليوم‪.‬‬
‫ول أدري كيننننف يقال بعنننند ذلك أن القرآن ل يكفننننر‬
‫النصارى؟!!‬
‫إنه كذاب لئيم‪.‬‬
‫***‬

‫‪78‬‬
‫يقول الطعنن فني الكتاب المقدس طعنن فني القرآن‪،‬‬
‫فأْتُوا‬ ‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ذلك أن القرآن يقول عنن التوراة والنجينل ﴿ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه إِن‬ ‫ع ُي‬ ‫ما أتَّب ِ ْ‬ ‫ه َي‬ ‫من ْ ُ‬‫هدَى ِ‬ ‫و أَ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ُ‬ ‫د الل ّي ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْي‬ ‫ب ِّ‬ ‫بِكِتَا ٍي‬
‫ن ﴾ [القصنننننص‪ ]49 :‬وقول الله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫قي َ‬ ‫صاِد ِ‬ ‫م َييي‬ ‫كُنت ُييي ْ‬
‫ق َّ‬
‫قا‬ ‫د ً‬
‫ص ِّ‬ ‫م َي‬ ‫م ُ‬ ‫مْري َي َ‬ ‫ن َ‬ ‫سى اب ْي ِ‬ ‫عي َي‬ ‫هم ب ِ َ‬ ‫ر ِي‬ ‫علَى آثَا ِ‬ ‫فيْن َيا َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫في ِهي‬ ‫ل ِ‬ ‫جي َ‬ ‫وآتَيْنَاه ُي الِن ِ‬ ‫ة َ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫ن الت َّ ْ‬ ‫م َي‬ ‫ه ِ‬ ‫ن يَدَي ْي ِ‬ ‫ما بَي ْي َ‬ ‫ل ِّي َ‬
‫ة‬‫وَرا ِ‬ ‫ن الت َّ ْ‬ ‫م َي‬ ‫ه ِ‬ ‫ن يَدَي ْي ِ‬ ‫ما بَي ْي َ‬ ‫قا ل ّ ِي َ‬ ‫دّ ً‬
‫ص ِ‬ ‫م َي‬ ‫و ُ‬
‫ونُوٌر َ‬ ‫هدًى َ‬ ‫ُ‬
‫ن ﴾ [المائدة‪ ]46 :‬ويسننننتدل‬ ‫قي َيييي‬ ‫مت َّ ِ‬ ‫ة ل ِّل ْ ُ‬ ‫عظَ ً‬ ‫و ِ‬‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫هدًى َ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫وإِن ّييا ل َيي ُ‬ ‫ذّكَْر َ‬ ‫ن نََّزلْن َييا ال ِ‬ ‫ح ُيي‬ ‫َ‬
‫بقول الله تعالى‪ ﴿ :‬إِن ّييا ن َ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫ن ﴾ [الحجر‪]9 :‬‬ ‫فظُو َ‬ ‫حا ِ‬ ‫لَ َ‬
‫وهذا منننن الكذب‪ ..‬وهذا منننن تحرينننف الكلم عنننن‬
‫مواضعه‪ ..‬وهذا من التدليس على المستمعين ببتر النص‬
‫من سياقه ليتكلم بغير ما أريد له‪.‬‬
‫وإِن َّيا ل َي ُ‬
‫ه‬ ‫ن َنَّزلْن َيا ال ِّ‬
‫ذكَْر َ‬ ‫ح ُي‬‫الذكنر فني آينة الحجنر ﴿ إِن َّيا َن ْ‬
‫ن ﴾ [الحجننر‪]9 :‬هننو القرآن‪ ،‬والسننياق جازم بذلك‪،‬‬ ‫حا ِ ُ‬
‫فظو َي‬ ‫َل َ‬
‫فقبلها بقليل ﴿ وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر ﴾‬
‫[الحجنننر الينننة‪ .]6 :‬والله ‪-‬سننبحانه وتعالى‪ -‬اسننتحفظ اليهود‬
‫ما‬
‫والنصننارى على كتباهننم ولم يتعهنند هننو بحفظننه ﴿ ب ِيي َ‬
‫داء ﴾‬‫ه َ‬ ‫ه ُ‬
‫ش َ‬ ‫علَي ْي ِ‬
‫وكَانُوا ْ َ‬ ‫ب الل ّي ِ‬
‫ه َ‬ ‫فظوا ْ ِي‬
‫من كِتَا ِي‬ ‫ح ِ ُ‬
‫س ُت ْ‬
‫ا ْي‬
‫[المائدة‪..]44 :‬‬
‫وأنهنم لم يحفظوه بنل كتبوا فينه بأيديهنم وقالوا هنو منن‬
‫ٌ َ‬
‫ن يَكْتُبُو َي‬
‫ن‬ ‫ل لِّلّ ِ‬
‫ذي َي‬ ‫ويْ‬ ‫عنند الله ومنا هنو منن عنند الله ﴿ َ‬
‫ف َ‬
‫() الحلقة (‪ )52‬د‪.11/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪79‬‬
‫َ‬
‫ه‬‫د الل ّ ي ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْي‬ ‫ذا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫قولُو َ ي‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ث ُ ي َّ‬ ‫ه ْي‬ ‫دي ِ‬ ‫ب بِأيْ ِ‬ ‫الْكِتَا َ ي‬
‫ٌ َ‬
‫ت‬ ‫ما كَتَب َيي ْ‬ ‫م ّييَ‬ ‫هم ِّ‬ ‫ل ل ّيي ُ‬ ‫ويْ‬ ‫ف َ‬ ‫قلِيًل َ‬ ‫من ًييا َ‬ ‫ه ثَ َ‬ ‫شتَُروا ْ ب ِيي ِ‬ ‫لِيَ ْ‬
‫ٌ َ‬ ‫َ‬
‫ن ﴾ [البقرة‪ ،]79 :‬وقال‬ ‫سبُو َ‬ ‫ما يَك ْي ِ‬ ‫م َّي‬ ‫م ِّ‬ ‫ه ْي‬ ‫ل لّ ُ‬ ‫ويْ‬‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْي‬ ‫دي ِ‬ ‫أيْ ِ‬
‫َ‬
‫هم‬ ‫سنَت َ ُ‬ ‫ن أل ْيي ِ‬ ‫وو َيي‬ ‫قا يَل ْ ُ‬ ‫ري ًيي‬ ‫ف ِ‬ ‫م لَ َ‬ ‫ه ْيي‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫وإ ِيي َّ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ب‬ ‫ن الْكِتَا ِ‬ ‫م َ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ما ُ‬ ‫و َ‬ ‫ب َ‬ ‫ن الْكِتَا ِ‬ ‫م َ‬ ‫سبُوهُ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ب لِت َ ْ‬ ‫بِالْكِتَا ِ‬
‫د الل ّي ِ‬
‫ه‬ ‫عن ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْي‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ما ُ‬ ‫و َي‬ ‫ه َ‬ ‫د الل ّي ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْي‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ُ‬ ‫قولُو َي‬ ‫وي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن ﴾ [آل‬ ‫مو َ ي‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْي‬ ‫و ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ذ َي‬ ‫ه الْك َ ِ‬ ‫علَى الل ّ ي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قولُو َ ي‬ ‫وي َ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْييي‬ ‫ق ُ‬ ‫ميثَا َ‬ ‫هم ِّ‬ ‫ض ِييي‬ ‫ق ِ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫فب ِييي َ‬ ‫عمران‪ ]78 :‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫م‬ ‫ن الْكَل ِي َ‬ ‫فو َي‬ ‫ر ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ة يُ َ‬ ‫سي َ ً‬ ‫قا ِي‬ ‫م َ‬ ‫ه ْي‬ ‫قلُوب َ ُ‬ ‫علْن َيا ُ‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْي‬ ‫لَعنَّا ُ‬
‫ً‬
‫ل‬ ‫ول َ تََزا ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ما ذُكُِّروا ْ ب ِ ِ‬ ‫م َّ‬ ‫حظ ّا ِّ‬ ‫سوا ْ َ‬ ‫ون َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫عن َّ‬ ‫َ‬
‫م إِل َّ َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ع ُي‬ ‫فا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ُي‬ ‫من ْ ُ‬ ‫قلِيًل ِّ‬ ‫ه ْي‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ة ِّ‬ ‫خائِن َ ٍ‬ ‫ى َ‬ ‫عل َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫تَطّل ِ ي ُ‬
‫ن ﴾ [المائدة‪:‬‬ ‫سنِي َ‬ ‫ح ِي‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ُّي‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ن الل ّي َ‬ ‫ح إ ِي َّ‬ ‫ف ْ‬ ‫ص َ‬ ‫وا ْي‬ ‫م َ‬ ‫ه ْي‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫‪ ]13‬هذا فننني اليهود والنصنننارى مثلهنننم قال الله تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْي‬ ‫ق ُ‬ ‫ميثَا َ‬ ‫خذْن َيا ِ‬ ‫صاَرى أ َ َ‬ ‫قالُوا ْ إِن َّيا ن َي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َي‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َي‬ ‫و ِ‬ ‫﴿ َ‬
‫فأ َ ْ‬ ‫ً‬
‫م‬ ‫ه ُيي‬ ‫غَريْن َييا بَيْن َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ما ذُكُِّروا ْ ب ِيي ِ‬ ‫م ّييَ‬ ‫حظّييا ِّ‬ ‫سوا ْ َ‬ ‫فن َيي ُ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫و َ‬ ‫س ْ‬ ‫و َيييي‬ ‫ة َ‬ ‫م ِ‬ ‫قيَا َ‬ ‫وميييي ِ ال ْ ِ‬ ‫ضاء إِلَى ي َ ْ‬ ‫غ َ‬ ‫والْب َ ْ‬ ‫وةَ َ‬ ‫عدَا َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن ﴾ [المائدة‪ .]14 :‬هذا ما‬ ‫عو َ‬ ‫صن َ ُ‬ ‫ما كَانُوا ْ ي َ ْ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫يُنَبِّئ ُ ُ‬
‫نجده في كتابنا‬
‫ه َ‬
‫ل‬ ‫ولذا خاطبهننم القرآن جميعننا بقوله تعالى‪ ﴿ :‬ي َييا أ َ ْ‬
‫ن‬‫مو َيي‬ ‫وتَكْت ُ ُ‬ ‫ق بِالْبَاطِ ِ‬
‫ل َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح ّييَ‬ ‫سو َ‬ ‫م تَلْب ِيي ُ‬‫ب ل ِيي َ‬ ‫الْكِتَا ِيي‬
‫ق َ‬
‫ن ﴾ [آل عمران‪]71 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫م تَ ْ‬‫وأنت ُ ْ‬ ‫ح َّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫فرو ن بآيا ت الل ّيه َ‬ ‫﴿ ي َيا أ َ ْ‬
‫م‬‫وأنت ُي ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫م تَك ْ ُ ُ َي ِ َ ِي‬ ‫ب ل ِي َ‬‫ل الْكِتَا ِي‬ ‫ه َ‬
‫[آل عمران‪]70 :‬‬ ‫ن﴾‬
‫دو َ‬
‫ه ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫ش َ‬
‫‪80‬‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سبِي ِ‬ ‫عن َ‬ ‫ن َ‬ ‫صدُّو َ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ل الْكِتَا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل يَا أ َ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫﴿ ُ‬
‫عو جا َ‬
‫ه‬‫ما الل ّي ُ‬ ‫و َي‬ ‫هدَاء َ‬ ‫ش َ‬ ‫م ُ‬ ‫وأنت ُي ْ‬ ‫ها ِ َ ًي َ‬ ‫غون َي َ‬ ‫ن تَب ْ ُ‬ ‫م َي‬‫نآ َ‬ ‫م ْي‬ ‫َ‬
‫ن ﴾ [آل عمران‪]99 :‬‬ ‫ملُو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ع َّ‬‫ل َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫غا ِ‬ ‫بِ َ‬
‫غيَْر‬ ‫م َ‬ ‫في ِدينِك ُ ي ْ‬ ‫غلُوا ْ ِ ي‬ ‫ب ل َ تَ ْ‬ ‫ل الْكِتَا ِ ي‬ ‫ه َ‬ ‫ل ي َ يا أ َ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫﴿ ُ‬
‫ُ‬
‫ل‬ ‫من َ‬
‫قب ْ ُ‬ ‫ضل ّوا ْ ِيي‬ ‫قدْ َ‬ ‫وميي ٍ َ‬ ‫واء َ‬
‫ق ْ‬ ‫عوا ْ أ َ ْ‬
‫ه َ‬ ‫ول َ تَتَّب ِ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ِيي ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ل ﴾ [المائدة‪:‬‬ ‫واء ال َّي‬
‫سبِي ِ‬ ‫س َ‬ ‫عن َي‬ ‫ضل ّوا ْ َي‬ ‫و َ‬ ‫ضل ّوا ْ كَثِيًرا َ‬ ‫وأ َ‬ ‫َ‬
‫‪]77‬‬

‫يقول الدكتور منقذ السقار‪( :‬ووضح هذا المعتقد النبي ﷺ‬


‫حيننن قال‪( :‬إن بننني إسننرائيل كتبوا كتاب ً نا‪ ،‬فاتبعوه‪ ،‬وتركوا‬
‫التوراة)‪( .‬رواه الدارمني ح ‪ ،480‬والطنبراني فني الوسنط ح‬
‫‪ ،5548‬وصححه اللباني في السلسلة الصحيحة ح ‪.)2832‬‬
‫واسنتقر هذا المعننى فني نفوس الصنحابة والمؤمنينن‬
‫بعدهنننم‪ ،‬يقول ابنننن عباس رضننني الله عنهمنننا‪( :‬كينننف‬
‫تسألون أهل الكتاب عن شيء‪ ،‬وكتابكم الذي أنزل على‬
‫ضا لم يشننب‪ ،‬وقنند‬ ‫رسننول الله ﷺ أحدث تقرءونننه مح ًنن‬
‫حدثكنننم أن أهنننل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا‬
‫بأيديهنم الكتاب وقالوا‪ :‬هنو منن عنند الله ليشتروا بنه ثمن ًنا‬
‫قليًل)‪( .‬رواه البخاري ح ‪.)7363‬‬
‫ول يمننع هذا منن صنحة بعنض مواضنع التوراة‪ ،‬لمنا فيهنا‬
‫منن آثار الننبياء‪ ،‬ففني التوراة حنق وباطنل كمنا أخنبر الله‬
‫ورسنوله‪ ،‬ومنن النصنوص التني أشارت إلى وجود شينء‬
‫من الحق في كتبهم ألبسوه بالباطل والزور قوله تعالى‪:‬‬
‫ق بالباطييل‬ ‫﴿ يييا أهييل الكتاب لم تلبسييون الح ّيي‬
‫‪81‬‬
‫قي وأنتيم تعلمون ﴾ [آل عمران‪ ،]71 :‬وكذا‬ ‫وتكتمون الح ّ‬
‫قوله‪ ﴿ :‬وكيييف يحكمونييك وعندهييم التوراة فيهييا‬
‫ح كم الله ﴾ [المائدة‪ ،]43 :‬وذلك فني مسنألة رجنم الزانني‪،‬‬
‫وهو مذكور في سفر التثنية‪ ،‬حيث يقول‪( :‬إذا كانت فتاة‬
‫عذراء مخطوبننة لرجننل‪ ،‬فوجدهننا رجننل فنني المدينننة‬
‫واضطجنننع معهنننا‪ ،‬فأخرجوهمنننا كليهمنننا إلى باب تلك‬
‫المدينننة‪ ،‬وارجموهمننا بالحجارة حتننى يموتننا‪ ،‬الفتاة مننن‬
‫أجنل أنهنا لم تصنرخ فني المديننة‪ ،‬والرجنل منن أجنل أننه‬
‫أذل امرأة صنناحبه‪ ،‬فتنزع الشننر مننن وسننطك) (التثنيننة‬
‫‪.)23-22/22‬‬
‫وفنننني صننننحيح البخاري أن رسننننول الله ﷺ قال‪( :‬ل‬
‫تصندقوا أهنل الكتاب ول تكذبوهنم وقولوا آمننا بالله ومنا‬
‫أنزل إلينا وما أنزل إليكم)‪.‬‬
‫وعلل سبب عدم التكذيب بوجود حق في كتبهم‪ ،‬حيث‬
‫قال كما في رواية أبي داود‪( :‬ما حدثكم أهل الكتاب فل‬
‫تصنندقوهم ول تكذبوهننم‪ ،‬وقولوا آمنننا بالله ورسننله‪ ،‬فإن‬
‫كان باطًل لم تصدقوه‪ ،‬وإن كان حقًا لم تكذبوه)‪.‬‬
‫وعلينه فنحنن نؤمنن بتوراة موسنى كنل اليمان‪ ،‬ونؤمنن‬
‫بأنهننا حرفننت ولم تحفننظ‪ ،‬وأن القوم أخفوا شيئًا‪ ،‬وكتبوا‬
‫أشياء‪ ،‬وضاع منهنم الكثينر‪ ،‬ومنا بينن يديهنم ل يخلو منن‬
‫بعض الحق)(‪ )1‬ا‪ .‬هن‪.‬‬

‫() نقل عن كتاب هل العهد القديم كلمة الله؟ للشيخ الدكتور منقذ‬ ‫‪1‬‬

‫السقار‪-‬المقدمة‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫وخلصنة الكلم أن بطرس كذاب فني السنتدلل على‬
‫عدم تحريف ما في يده من كتاب بالقرآن‬
‫***‬
‫يقول نصننا‪ :‬وفنني كتاب دلئل النبوة للصننبهاني ( يننا‬
‫رسنننول الله إن قريشنننا جلسنننوا فتذاكروا أحسنننابهم‬
‫وأنسابهم فجعلوا مثلك مثل نخلة في ربوة (أي مش في‬
‫مزرعنننة بتاع ناس معروفينننن يعنننني واحننند حطهنننا كده‬
‫ومشني محدش عارف مينن اللي حطهنا‪ ..‬كلم صنعب)‪.‬‬
‫فغضب رسول الله‪.‬‬
‫وفني المرجنع نفسنه(‪ )1‬بلغ الرسنول ﷺ قول العباس ينا‬
‫رسننول الله إن قريشننا إذا التقوا لقننى بعضهننم بعضننا‬
‫بالبشاشننة‪ ،‬وإذا لقونننا لقونننا بوجوه ل نعرفهننا‪.‬فغضننب‬
‫رسول الله غضبا شديدا‪ .‬انتهى كلمه قبحه الله‪.‬‬
‫هذا ننص كلمنه والسنياق العام الذي يتكلم فينه هنو نفني‬
‫أن يكون النننبي ﷺ ابننن أبيننه‪ .‬وهننو يكذب على مسننتمعيه‬
‫بحذف جزء مننن الحديننث وبإدخال بعننض الجمننل الخبيثننة‬
‫والملفقنة ضمنن السنياق يُغَي ّ ِنر بهنا المعننى؛ والننص كامل‬
‫هننو(‪( :)2‬عننن العباس ابننن عبنند المطلب قال‪ :‬قلت‪ :‬يننا‬
‫رسنننول الله إن قريشنننا إذا التقوا لقننني بعضهنننم بعضنننا‬
‫بالبشاشة وإذا لقونا لقونا بوجوه ل نعرفها فغضب رسول‬

‫() بدون ذكر صفحة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() موجود في دلئل النبوة للبيهقي‪ ،‬وفي البداية والنهاية لبن كثير‬ ‫‪2‬‬

‫المجلد الثاني باب (ذكر النسب الشريف والصل المنيف)‪.‬‬


‫‪83‬‬
‫الله ﷺ عنند ذلك غضبنا شديدا ثنم قال‪ :‬والذي نفنس محمند‬
‫بيده ل يدخل قلب رجل اليمان حتى يحبكم لله ولرسوله‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬ينننا رسنننول الله إن قريشنننا جلسنننوا‪ ،‬فتذاكروا‬
‫أحسنابهم‪ ،‬فجعلوا مثلك كمثنل نخلة فني كبوة منن الرض‬
‫فقال رسنول الله ﷺ‪ :‬إن الله يوم خلق الخلق جعلنني فني‬
‫خيرهم ثم لما فرقهم قبائل جعلني في خيرهم قبيلة‪ ،‬ثم‬
‫حينن جعنل البيوت جعلنني فني خينر بيوتهنم‪ ،‬فأننا خيرهنم‬
‫نفسا وخيرهم بيتا)‬
‫‪ -‬ولحننظ أن الحديننث فنني كتاب (دلئل النبوة)‪ ،‬وعننند‬
‫ابنن كثينر فني باب (ذكنر النسنب الشرينف وطينب الصنل‬
‫المنينف) وفني الحدينث تأكيند على شرف الننبي ﷺ فني‬
‫نسبه‪ ،‬وهو يستدل به على أن الرسول ﷺ ليس ابن أبيه‬
‫وأنه لم يكن شريفا في نسبه‪ .‬أل قبحه الله‪.‬‬
‫والعباس يشتكني منن حالة التنكنر التني تبديهنا قرينش‬
‫لبننني هاشننم أبناء عمومننة النننبي ﷺ حتننى أنهننم يقابلون‬
‫العباس وبني هاشم عموما بوجوه لم يعرفوها من قبل‪،‬‬
‫قلت ولو أن بطرس يعقننننل مننننا تكلم بهذا التدليننننس‬
‫والكذب‪ ،‬فهو دائما يتكلم بأن الرسول ﷺ جاء ليقيم ملكا‬
‫قرشينا عربينا‪ ،‬وهذا الحدينث فني أمارة على أن قرينش‬
‫كانت تخالفه وتتنكر له هو ومن معه‪ ..‬هو وقرابته‪.‬‬
‫***‬
‫فنني سننياق تدليله على أن صننيام رمضان كان موجودا‬
‫م فقنط أخذه منن النصنارى والحنفاء‬ ‫قبنل السنلم والسنل ُ‬
‫يدلل على ذلك قائل‪ :‬فنني تفسننير الطننبري لليننة ‪ 183‬مننن‬
‫‪84‬‬
‫سننورة البقرة ﴿ يييا أيهييا الذييين آمنوا كتييب عليكييم‬
‫الصيام كما كتب على الذين من قبلكم‪ ﴾ ..‬الية عن‬
‫الشعبي أن النصارى فرض عليهم شهر رمضان كما فرض‬
‫عليهنم ولم يزل المسنلمون على ذلك يصننعون كمنا تصننع‬
‫النصارى(‪ .)1‬ا‪ .‬هن‪.‬‬
‫والنص كامل هو من نفس المكان الذي ينقل عنه عن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت الْي َ ْوم ال ّذِي‬ ‫سنَة كُلّهَنا َل ْفطَْر ُن‬ ‫ت ال َّن‬ ‫م ُ‬ ‫صن ْ‬ ‫الشعنبي قال‪ :‬ل َ ْو ُ‬
‫ك أ َ َّ‬
‫ن‬ ‫ضان‪َ ،‬وذَل ِن َ‬ ‫م َ‬ ‫م نْن َر َ‬ ‫ش ْعبَان َويُقَال ِ‬ ‫م نْن َ‬ ‫ك ِفيه ِن َفيُقَال ِ‬ ‫ش ّن‬ ‫يُ َ‬
‫ض عَلَيْن َ نا‬ ‫ما ُفرِ ن َ‬ ‫ضان ك َ ن َ‬ ‫م َ‬ ‫شهْ نر َر َ‬ ‫م َ‬ ‫ض عَلَيْهِ ن ْ‬ ‫صاَرى ُفرِ ن َ‬ ‫الن ّ نَ َ‬
‫حولُوهن إلَى الْفَنصل‪ ،‬وذَل ِن َ َ‬
‫موهُ فِني‬ ‫صا ُ‬ ‫ما َن‬ ‫م كَانُوا ُرب َّن َ‬ ‫ك أنَّهُن ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َف َ َّ‬
‫َ‬
‫خذ ُوا بِالث ِّ َق ِ‬
‫ة‬ ‫م َقْرن َفأ َ‬ ‫جا َء ب َ ْعده ْ‬ ‫م َ‬ ‫ما‪ ،‬ث ُ َّ‬ ‫ن ي َ ْو ً‬‫ن ثََلثِي َ‬ ‫ال ْ َقيْظ ي َ ُعدُّو َ‬
‫َ‬ ‫م َ‬
‫م‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ما‪ ،‬ث ُ َّ‬ ‫ما َوب َ ْعده َا يَو ْ ً‬ ‫ن يَو ْ ً‬‫موا َقب ْل الث َّلثِي َ‬ ‫صا ُ‬ ‫م فَ َ‬ ‫ن أنْف ُسه ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫َ‬
‫ت إلَى‬ ‫صاَر ْ‬ ‫حت َّنى َن‬ ‫سنَّة ال ْ َقْرن ال ّذِي َقبْله َ‬ ‫ن ُن‬ ‫ست َ ّ‬ ‫خر ي َن ْ‬ ‫ل اْل َن‬ ‫يََز ْ‬
‫ب‬ ‫ما كُت ِ َ‬ ‫صيَام ك َ َ‬ ‫م ال ِّ‬ ‫علَيْك ُ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ك َق ْوله‪ ﴿ :‬كُت ِ َ‬ ‫ن‪َ ،‬فذ َل ِ َ‬ ‫سي َ‬‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫م﴾‬ ‫قبْلك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ِ‬ ‫علَى‬ ‫َ‬
‫وذكنر الطنبري بعند هذا رواينة أخرى تنبين المراد منن‬
‫قول الله تعالى ﴿ كما كتب على الذين من قبلكم ﴾‬
‫َنن َ َ‬
‫ب ع َلَيْهِنن ْ‬
‫م‬ ‫صاَرى‪ ،‬كُت ِنن َ‬ ‫ن قَبْلن َننا فَالن ّ نَ َ‬ ‫م ْنن‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ال ّذِي َنن‬ ‫يقول‪( :‬أ ّ‬
‫شَربُوا بَع ْد النَّوْم‪،‬‬ ‫ْ‬
‫ن َل يَأكُلُوا وََل ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ب ع َلَيْه ِ ْ‬ ‫ضان‪ ،‬وَكُت ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫َر َ‬
‫صاَرى‬ ‫شتَد َّ ع َلَى الن ّننَ َ‬ ‫ضان‪ .‬فَا ْ‬ ‫م َ‬ ‫شهْننر َر َ‬ ‫ساء َ‬ ‫حوا الن ّن ِن َ‬ ‫وََل يَنْك ِ ُ‬
‫صيْف ;‬ ‫شتَاء وَال َّ‬ ‫م ف ِي ال ّ ِ‬ ‫ل يُقَل ِّب ع َلَيْه ِ ْ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ضان‪ ،‬وَ َ‬ ‫م َ‬‫صيَام َر َ‬ ‫ِ‬
‫صل بَي ْنن‬ ‫ما فِني الْفَن ْ‬ ‫جعَلُوا ِن‬
‫صيَا ً‬ ‫معُوا فَ َ‬ ‫جت َ َ‬‫كا ْ‬ ‫ما َرأَوْا ذَل ِن َ‬ ‫فَل َن َّ‬

‫() في الصميم الحلقة الولى د‪.10/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪85‬‬
‫ما‬ ‫ما نُكَفّ ِنر بِهَنا َن‬ ‫شرِي نَن يَوْن ً‬ ‫ع ْ‬ ‫صيْف‪ ،‬وَقَالُوا‪ :‬نَزِنيد ِ‬ ‫شتَاء وَال َّن‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن‬
‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬‫م ْن‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫م يََز ْ‬ ‫ن‪ ،‬فَل َن ْ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِن‬ ‫خ ْ‬ ‫م َ‬ ‫صيَامه ْ‬ ‫جعَلُوا ِن‬ ‫صنَعْنَا‪ .‬فَ َ‬ ‫َن‬
‫َ‬
‫مر‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫حتَّى كَا َ‬ ‫صاَرى‪َ ،‬‬ ‫صنَع الن َّ َ‬ ‫ن كَ َ‬
‫ما ت َ ْ‬ ‫صنَعُو َ‬
‫ك يَ ْ‬ ‫ع َلَى ذَل ِ َ‬
‫ح َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ن فَأ َ‬ ‫ما كَا َن‬ ‫خط ّاب َن‬ ‫مر ب ْنن ال َ‬ ‫مة وَع ُن َ‬ ‫صنْر َ‬ ‫أب ِني قَي ْنس ب ْنن ِ‬
‫م اْلَك ْ نل وال ُّ‬ ‫َ‬
‫جر)‪ .‬ا‪.‬‬ ‫ماع إلَى طُلُوع الْفَ ن ْ‬ ‫ج َ‬ ‫شْرب وَال ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫الل ّه لَهُ ن ْ‬
‫هن‪.‬‬
‫هل في كلم بطرس شيء مما ذكره الطبري؟!‬
‫يكذب ليفتري على الرسول ﷺ أنه أخذ شعيرة الصيام‬
‫مننن النصننارى ‪-‬وهننو ل يعترف أنهننم المسننيحيون اليوم‪-‬‬
‫وأنها لم تفرض بوحي من الله وإنما بتقليد ٍ للمم الخرى‬
‫نصننارى وصننابئة ومانويننة‪..‬الخ ثننم يقول أسننتدل بكتننب‬
‫المسلمين‪ .‬أل لعنة الله على الكاذبين‪.‬‬
‫***‬
‫‪ -‬يقول ‪ :‬الرسنول ﷺ لم يتزوج غينر خديجنة لننه تزوج‬
‫على النصرانية(‪.)1‬‬
‫كتنب السنير جميعهنا تقول أن الذي زوج الننبي ﷺ منن‬
‫خديجنة هنم أعمامنه حمزة أو أبنو طالب وأنهنم خطبوهنا‬
‫مهننا عمرو بننن أسنند وقيننل أخوهننا‬
‫مننن أبيهننا خويلد أو ع ّ‬
‫عمرو بننن خويلد بننن أسنند‪ ،‬وأن أبننا طالب قام وخطننب‬
‫خطبنة النكاح وأبنو طالب وثنني مات على شركنه‪ ،‬وكنل‬
‫مننن حضننر الزواج كانوا على الشرك (الوثنيننة) يدعونهننا‬

‫() سؤال جرئ الحلقة الولى من هل القرآن كلم الله د‪.51/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪86‬‬
‫ملة أبيهم إبراهيم وليس ثم ذكر قط لورقة ابن نوفل إل‬
‫حكنم عليهنا بأنهنا ل تصنح قال فيهنا عنن رسنول‬ ‫فني رواينة ُ‬
‫الله ﷺ (هو الفحل ل يجدع أنفه فأنكحها منه) يمدح النبي‬
‫ويكلم ولي أمننر خديجننة (أبوهننا أو عمهننا أو أخاهننا) وإن‬
‫صنحت هذه الرواينة ‪-‬وهني ل تصنح‪ -‬فهني تدل على أننه‬
‫كان شخصنا عادينا حضنر الزواج(‪ ،)1‬فل أدري منن أينن جاء‬
‫زكريا بطرس بأن النبي ﷺ تزوج على النصرانية‪!!.‬‬
‫إننه كلم القنس النصنراني اليبنانني المارونني جوزينف‬
‫قذى المشهور بأبنني موسننى الحريري فنني كتابننه (قننس‬
‫ونننبي) تكلم بهذا الكلم مننن رأسننه هكذا أوهام جعلهننا‬
‫حقائق ونقنل عننه الفاك الثينم خلينل عبند الكرينم ونقنل‬
‫عن خليل عبد الكريم زكريا بطرس‪ .‬وهذا الكلم محض‬
‫كذب‪ .‬لم تتكلم بننه السننيرة النبويننة‪ ،‬ول أحنند مننن علماء‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫***‬
‫يتعجنب كينف يصنلي الله على ننبيه‪ .‬يقول سنألنا كثيرا‬
‫عنن الصنلة على الننبي ولم نجند منن يجينب‪ .‬ويتابنع قائل‪:‬‬
‫في سدرة المنتهى قال جبريل لله انتظر هنا الله يصلي‪،‬‬
‫فقال له رسننننننننننول الله ﷺ ماذا يقول الله؟ قال يقول‬
‫سنبوح‪ ..‬سنبوح وينحنني بجبهتنه قليل وكأن الله يسنجد أو‬

‫() ابن هشام (‪ ،)1/190‬والروض الُنُف (‪.)1/322‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪87‬‬
‫يركع(‪.)2‬‬
‫قلننا‪ :‬لم تسنمع لننك ل تريند أن تسنمع‪ ،‬ولو قرأت منا‬
‫كتنب المفسنرون فني اليات التني فيهنا ذكنر صنلة الله‬
‫على ننبيه لعلمنت منا هني صنلة الله على ننبيه‪ ،‬وكينف لم‬
‫يقرأ وهننو يذكننر أنننه يرجننع إلى كتننب التفسننير فنني كننل‬
‫شيء؟!‬
‫وبيانا لمن يقرأ أقول‪:‬‬
‫ورد صنننننننلة الله تعالى على ننننننننبيه ﷺ وعلى عباده‬
‫ن‬‫المؤمنيننن فنني سننورة الحزاب فنني قوله تعالى‪﴿ :‬إ ِ ي َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َي‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫ي ي َيا أي ُّي َ‬ ‫علَى النَّب ِي ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫صل ّو َ‬ ‫ه ي ُي َ‬‫مَلئِكَت َي ُ‬‫و َ‬‫ه َ‬ ‫الل ّي َ‬
‫ُ‬
‫ما ﴾ [الحزاب‪،]56 :‬‬ ‫سلِي ً‬ ‫موا ت َي ْ‬ ‫سل ِّ ُ‬ ‫و َي‬ ‫ه َ‬ ‫صل ّوا َ‬
‫علَي ْي ِ‬ ‫منُوا َي‬ ‫آ َ‬
‫َّ‬
‫مَلئِكَت ُ ُ‬
‫ه‬ ‫و َ‬
‫م َ‬ ‫علَيْك ُي ْ‬‫صلِّي َ‬ ‫ذي ي ُ َ‬ ‫ال ِ‬ ‫و‬ ‫ه َ‬ ‫وفني قوله تعالى‪ُ ﴿ :‬‬
‫ُّ‬
‫ن‬ ‫وكَا َيييي‬ ‫ر َ‬ ‫ت إِلَى النُّو ِ‬ ‫ما ِيييي‬ ‫الظلُ َ‬ ‫ن‬ ‫م َيييي‬ ‫جك ُييييم ِّ‬ ‫ر َ‬‫خ ِ‬ ‫لِيُ ْ‬
‫ما ﴾ [الحزاب‪ ،]43 :‬فالله ‪-‬سننننبحانه‬ ‫حي ًيييي‬ ‫ن َر ِ‬ ‫منِي َيييي‬‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫بِالْ ُ‬
‫وتعالى‪ -‬وملئكتننه يصننلون على النننبي‪ ،‬والله ‪-‬سننبحانه‬
‫وتعالى‪ -‬وملئكته يصلون على عباد الله المؤمنين‪.‬‬
‫ومعننننى صنننلة الله على عباده المؤمنينننن رحمتهنننم‪،‬‬
‫ومعننى صنلة الملئكنة على عباد الله الدعاء لهنم‪ ،‬وهذا‬
‫واضح من تمام الية التي أتت كتعليل لصلة الله عليهم‬
‫ُ‬
‫وكَا َييي‬
‫ن‬ ‫ت إِلَى النُّو ِ‬
‫ر َ‬ ‫ن الظّل ُ َ‬
‫ما ِييي‬ ‫م َييي‬‫جك ُيييم ِّ‬‫ر َ‬‫خ ِ‬ ‫﴿ لِي ُ ْ‬
‫ما ﴾ يقول الشيخ السعدي ‪-‬رحمه الله‪-‬‬ ‫حي ً‬‫ن َر ِ‬
‫منِي َ‬‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫بِال ْ ُ‬
‫(أي‪ :‬منن رحمتنه بالمؤمنينن ولطفنه بهنم‪ ,‬أن جعنل منن‬
‫() سؤال جرئ الحلقة الثانية هل القرآن كلم الله؟د‪.35/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪88‬‬
‫صننلته عليهننم‪ ,‬وثنائه‪ ,‬وصننلة ملئكتننه ودعائهننم‪ ,‬مننا‬
‫يخرجهنم منن ظلمات الذنوب والجهنل‪ ,‬إلى نور اليمان‪,‬‬
‫والتوفينق‪ ,‬والعلم‪ ,‬والعمنل‪ .‬فهذه أعظنم نعمنة‪ ,‬أنعنم بهنا‬
‫على العباد الطائعيننن‪ ,‬تسننتدعي منهننم شكرهننا‪ ,‬والكثار‬
‫منن ذكنر اللّه‪ ,‬الذي لطنف بهنم ورحمهنم‪ .‬وجعنل حملة‬
‫عرشه‪ ,‬أفضل الملئكة‪ ,‬ومن حوله‪ ,‬يسبحون بحمد ربهم‬
‫ويستغفرون للذين آمنوا) ا‪.‬هن‪.‬‬
‫ويقول ابننن كثيننر (والصننلة مننن الله تعالى ثناؤه على‬
‫العبنند عننند الملئكننة حكاه البخاري(‪ )1‬وقال غيره الصننلة‬
‫منن الله عنز وجنل الرحمنة‪ ...‬وأمنا الصنلة منن الملئكنة‬
‫فبمعنى الدعاء للناس والستغفار كقوله تبارك وتعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ن‬‫حو َ‬ ‫سب ِّ ُ‬ ‫وله ي ُي َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْي‬ ‫و َ‬ ‫عْرش َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ملُو َي‬ ‫ح ِ‬‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َي‬ ‫﴿ ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َيي‬ ‫ن لِل ّ ِ‬ ‫فُرو َ‬ ‫غ ِ‬‫ست َ ْ‬ ‫وي َيي ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ب ِيي ِ‬‫منُو َيي‬ ‫ؤ ِ‬ ‫وي ُ ْ‬‫م َ‬ ‫د َربّه ْيي‬ ‫م ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫بِ َ‬
‫فْر‬ ‫غ ِ‬ ‫فا ْ‬ ‫ما َ‬ ‫عل ْ ً‬‫و ِ‬‫مة َ‬ ‫ح َ‬ ‫يء َر ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عت ك ُ ّ‬ ‫س ْ‬ ‫و ِ‬ ‫منُوا َربّن َا َ‬ ‫آ َ‬
‫َ‬
‫حيم‬ ‫ج ِ‬ ‫عذَاب ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫قه ْ‬ ‫و ِ‬ ‫سبِيلَك َ‬ ‫عوا َ‬ ‫واتَّب َ ُ‬ ‫ن تَابُوا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫لِل ّ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْي‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫عدْته ْي‬ ‫و َ‬ ‫عدْن ال ّت ِيي َ‬ ‫جنَّات َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْي‬ ‫خل ْ ُ‬‫وأَدْ ِ‬
‫َربّن َيا َ‬
‫َ‬ ‫صل َح م ن آبائ ِه م َ‬
‫ت‬ ‫م إِن َّيك أن ْي َ‬ ‫ريَّاته ْي‬ ‫وذُ ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫واجه ْي‬ ‫وأْز َ‬ ‫َي َ ِ ْي َ ِ ْي َ‬
‫سيِّئَات ﴾‪.‬‬ ‫م ال َّ‬ ‫قه ْ‬ ‫و ِ‬ ‫حكِيم َ‬ ‫زيز ال ْ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ت‪ :‬ونحنن نصنلى على الننبي ﷺ وصنلتنا علينه دعاء‪،‬‬
‫قل ُن‬

‫() جعله البخاري بابننا فقال‪ :‬باب قوله تعالى ﴿إن الله وملئكتييه‬ ‫‪1‬‬

‫يصييلون على النييبي يييا أيهييا الذييين آمنوا صييلوا عليييه‬


‫وسيلموا تسيليما ﴾ قال أبننو العاليننة صننلة الله ثناؤه عليننه عننند‬
‫ن‪.‬‬‫الملئكة وصلة الملئكة الدعاء قال ابن عباس (يصلون) يُبَّرِكو َ‬
‫‪89‬‬
‫نصلي نرجو من الله الثواب لنا كما وعدنا‪.‬‬
‫ت‪ :‬الشريعة السلمية لها خصوصية في استعمال‬ ‫وقل ُ‬
‫اللفاظ اللغو ية‪ ،‬فهني وإن كا نت تستعمل اللفظ اللغوي‬
‫إل أنهنا ل تسنتعمله بذات المعننى الموضوع له فني اللغنة‬
‫على الدوام بل تخصصه غالبا‪ ،‬وتستعمله كما هو أحيانا‪،‬‬
‫وأحياننا تضينف علينه أو تنقنص مننه‪ .‬ولفنظ الصنلة عنند‬
‫إطلقننه ينصننرف للصننلة المخصننوصة التنني هنني أقوال‬
‫وأفعال مخصنننننوصة فننننني أوقات مخصنننننوصة بهيئة‬
‫مخصوصة‪ .‬وعند التقيد يحدد السياقُ المعنى فصلتنا لله‬
‫غينر صنلتنا على الننبي ﷺ غينر صنلة الله عليننا غينر صنلة‬
‫الملئكة علينا‪.‬‬
‫والمقصود أن زكريا بطرس يتعمد الكذب ليلبس على‬
‫الناس ويكذب عليهم فمعنى صلة الله موجود في كتب‬
‫التفسنير‪ ..‬كنل كتنب التفسنير‪ ،‬وكتنب الحدينث الصنحية‪..‬‬
‫كل كتب الحديث الصحيحة ثم هو يدعي أنه سأل وبحث‬
‫ولم يجد من يجيب‪ .‬أل لعنة الله على الكاذبين‪.‬‬
‫***‬
‫أبنو بكنر جاء للننبي ﷺ فقابله وهنو عريان‪ ،‬ثنم جاء عمنر‬
‫فقابله وهنننو عريان‪ ،‬ثنننم جاء عثمان فتغطنننى فقالت له‬
‫عائشنة لم تفعنل هذا فيقول‪ :‬كينف ل أخشنى منن رجنل‬
‫(‪)1‬‬
‫تخشى منه الملئكة‬
‫هذا نننص كلمننه يضننع فنني الصننورة أبننو بكننر وعمننر‬

‫() سؤال جرئ الحلقة الثانية هل القرآن كلم الله؟د‪.44/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪90‬‬
‫وعائشننة ‪-‬رضوان الله عليهننم‪ -‬ورسننول الله ﷺ يقابلهننم‬
‫عرياننا ثنم يتغطنى منن عثمان‪ .‬وهذه لم ينطنق بهنا أحند‬
‫قبل هذا الكذاب اللئيم‪.‬‬
‫والحدينث عنند مسنلم كتاب فضائل الصنحابة حدينث (‬
‫ن‬ ‫‪ )4414‬مننن حديننث عائشننة رضنني الله عنهننا قالت‪( :‬كَا َ ن‬
‫َ‬
‫خذ َي ْنهِ أ َ ْو‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫شفًنا ع َن ْ‬ ‫جعًنا فِني بَيْت ِني كَا ِ‬ ‫ضط َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّنهِ ﷺ ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُن‬
‫َ‬ ‫ساقَيه فَا ستأْذ َ َ‬
‫ل‬ ‫حا ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ه وَهُوَ ع َلَى تِل ْن َ‬ ‫ن ل َن ُ‬ ‫ن أب ُنو بَكْرٍ فَأذ ِن َ‬ ‫ْن َ َ‬ ‫َن ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫ث ث ُ َّ‬ ‫حد َّ َ‬ ‫ك فَت َ َ‬ ‫ه وَهُوَ كَذ َل ِ َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫مُر فَأذ ِ َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ستَأذ َ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ث ث ُ َّ‬ ‫حد َّ َ‬ ‫فَت َ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ه قَا َ‬ ‫سوَّى ثِيَاب َن ُ‬ ‫ل الل ّنهِ ﷺ وَن َ‬ ‫سو ُ‬ ‫س َر ُن‬ ‫جل َن َ‬ ‫نن فَ َ‬ ‫ما ُ‬‫ن ع ُث ْ َ‬ ‫ستَأذ َ َ‬ ‫ا ْن‬
‫ما‬ ‫ث فَل َن َّ‬ ‫حد َّن َ‬ ‫ل فَت َ َ‬ ‫خ َ‬ ‫حد ٍ فَد َ َ‬ ‫ك فِني يَوْنم ٍ وَا ِ‬ ‫ل ذَل ِن َ‬ ‫مد ٌ وََل أَقُو ُ‬ ‫ح َّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫م تُبَال ِهِ‬ ‫ه وَل َ ْ‬ ‫ش لَ ُ‬ ‫م تَهْت َ َّ‬ ‫ل أب ُو بَكْرٍ فَل َ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ة دَ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ت ع َائ ِ َ‬ ‫ج قَال َ ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ما ُن‬ ‫ل ع ُث ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫م دَ َ‬ ‫م تُبَال ِنهِ ث ُن َّ‬ ‫ه وَل َن ْ‬ ‫ش ل َن ُ‬ ‫م تَهْت َن َّ‬ ‫مُر فَل َن ْ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫خ َ‬ ‫م دَ َ‬ ‫ث ُن َّ‬
‫ك فَقَا َ َ َنن‬
‫ل‬ ‫ج ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْنن‬ ‫حي ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ل أَل أ ْ‬ ‫ت ثِيَاب َنن َ‬ ‫سوي ْ َ‬ ‫ت وَنن َ َّ‬ ‫س َ‬ ‫جل َنن ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ة)‬‫مَلئِك َ ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬‫من ْ ُ‬ ‫حي ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫لحنظ لينس هناك تعري كمنا يدعني هذا الكذاب اللئينم‪،‬‬
‫والراوي يشك في المكشوف عنه ساق أم فخذ‪ ،‬ورواية‬
‫أخرى عنند أحمند تقول أننه ﷺ كان مضطجعنا فني فراشنه‬
‫ولم تذكر كشف ساق ول فخذ‪ ،‬وعائشة تقول (ثم دخل‬
‫عثمان فسويت ثيابك) ف هو بثيابه‪ ،‬وهني حالة من التدلل‬
‫فني حضرة منن يَدُل علينه منن فضلء أصنحابه‪ .‬كمنا يقول‬
‫النووي رحمه الله في شرح الحديث‪.‬‬
‫***‬

‫‪91‬‬
‫يكرر دائمنا أينن طرينق الخلص فني القرآن؟!(‪ )1‬ويقول‬
‫ص للبشريننة‪،‬‬
‫أن الشريعننة السننلمية ل تحتوي على خل ٍ ن‬
‫يعننني بذلك الخلص مننن عذاب الله ودخول الجنننة‪ ،‬وأن‬
‫السلم ليس عنده سوى أمر ونهي فقط ول يغير المرء‬
‫مننن الداخننل(‪ .)2‬وهننو محور أسنناسي مننن محاوره التنني‬
‫يتكلم فيها‪.‬‬
‫وهننو يكذب فالبعثننة النبويننة كلهننا مننن أجننل أن يدخننل‬
‫الناس الجننة وينجنو منن النار‪ ،‬ومنا بعنث الننبي ﷺ إل نذيرا‬
‫وبشيرا‪ ،‬نذيرا يخوف الناس النار وبشيرا يبشرهننننننننننم‬
‫َ‬
‫وإِن‬
‫ذيًرا َ‬ ‫ون َ ِ‬
‫شيًرا َ‬‫ق بَ ِ‬ ‫ك بِال ْ َ‬
‫ح ِي ّ‬ ‫بالجنننة‪ ﴿ .‬إِن ّ يَا أْر َ ي‬
‫سلْنَا َ‬
‫َ‬ ‫ن أ ُ َّ‬
‫ر ﴾ [فاطر‪]24 :‬‬ ‫ذي ٌ‬‫ها ن َ ِ‬
‫في َ‬ ‫ة إ ِ ّل خَل ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫م ْ‬
‫ِّ‬
‫والخلص عندنننا بتوحينند الله سننبحانه وتعالى‪ ..‬إيمان‬
‫بالله ورسنوله وعمنل بمنا شرع الله على لسنان رسنوله‬
‫حا‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ل َي‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْي‬ ‫ﷺ‪ ،‬بهذا الخلص عندننا قال تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫من ذَك َر أ َ ُ‬
‫حيَاةً طَيِّب َ ً‬
‫ة‬ ‫ه َ‬ ‫حيِيَن َّ ُ‬ ‫فلَن ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬‫و أنثَى َ‬ ‫ٍ ْ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن﴾‬ ‫ملُو َي‬ ‫ع َ‬ ‫ما كَانُوا ْ ي َ ْ‬ ‫ن َي‬ ‫س ِ‬ ‫ح َي‬ ‫هم بِأ ْ‬ ‫جَر ُي‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْي‬ ‫زيَن َّ ُ‬‫ج ِ‬‫ولَن َ ْ‬ ‫َ‬
‫جَزى‬ ‫فَل ي ُ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫سي ِّئ َ ً‬ ‫ل َي‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْي‬ ‫[النحننل‪ ]97 :‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ل صال ِحا من ذَك َر أ َ ُ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫و أنث َى َ‬ ‫ٍ ْ‬ ‫م َ َ ً ِّ‬ ‫ع ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫ها َ‬ ‫مثْل َ َ‬‫إ ِ ّل ِ‬
‫جن َّ َ‬ ‫ؤم ن َ ُ‬
‫ر‬‫غي ْ ِ‬ ‫ها ب ِ َ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫قو َ‬ ‫ة يُْرَز ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خلُو َ‬ ‫ك يَدْ ُ‬ ‫ولَئ ِ َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫م ْ ِ ٌ‬ ‫ُ‬
‫ْي‬
‫ه‬ ‫ت َرب َّي ُ‬ ‫من يَأ ِ‬ ‫ه َي‬ ‫ب ﴾ [غافنر‪ ،]40 :‬وقال تعالى‪ ﴿ :‬إِن َّي ُ‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َي‬ ‫ِ‬
‫حييى‪.‬‬ ‫وَل ي َ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫في َي‬ ‫ت ِ‬ ‫مو ُي‬ ‫م َل ي َ ُ‬ ‫هن َّي َ‬‫ج َ‬ ‫ه َ‬‫ن ل َي ُ‬ ‫فإ ِي َّ‬ ‫ما َ‬ ‫ر ًي‬ ‫ج ِ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬

‫() سؤال جرئ الحلقة الولى من هل القرآن كلم الله د‪.43/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() حلقة ‪ 36‬من برنامج أسئلة عن اليمان د‪.23/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪92‬‬
‫صال ِحات َ ُ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫ك لَ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫ولَئ ِ َ‬
‫فأ ْ‬ ‫ل ال َّ َ ِ‬ ‫م َ‬‫ع ِ‬ ‫منًا َ‬
‫قدْ َ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن يَأت ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫َ‬
‫علَى ﴾ [طه‪.]75 - 74 :‬‬ ‫ت ال ْ ُ‬‫جا ُ‬ ‫الدََّر َ‬
‫وحكاينة عدم التغينر منن الداخنل هذه كذابنة‪ ،‬يشهند هنو‬
‫بنفسننه على كذبهننا حيننن يقول (مننن فضلة القلب يتكلم‬
‫اللسننان)(‪ )1‬فأعمال الجوارح ‪-‬ومنهننا قول اللسننان‪ -‬ثمرة‬
‫لمنا فني الصندور‪ ،‬وأعمال الجوارح تبعنا لمنا يحنب المرء‬
‫ب مننا يحننب وتدفننع مننا يكره‪ ،‬والعبادة‬
‫ومننا يكره‪ ،‬تطل ُنن‬
‫مرحلة منن مراحنل الحنب‪ ،‬وتعنني الطاعنة بذل وخضوع‪،‬‬
‫ففلن عبند لله بمعننى أحبنه وتذلل له وصنار حينث يريند‬
‫يفعل ما يحب ويترك ما يكره‪ ،‬ومن أبغض الله ورسوله‬
‫وامتثنل أوامنر الشريعنة هنو عندننا منافنق ل حنظ له فني‬
‫(‪)2‬‬
‫السلم‪ .‬فكيف يقال أن السلم ل يغير من الداخل؟!‬
‫***‬
‫يقول هذا المفتري أن الكائن الذي رآه فننني غار حراء‬
‫كان يخنقنه‪ ،‬ويسنتدل بهذا على أننه كان شيطان ولو كان‬
‫ملك منا كان شريرا يخننق‪ ،‬ويقول بأن الننبي ﷺ لم يفكنر‬
‫أبدا اننه ملك بنل كان يجزم أننه جنني وكان يقول لخديجنة‬
‫(‪)3‬‬
‫رأيت تابعا أو مسني جن‬
‫() حلقة ‪ 36‬من برنامنج أسنئلة عن اليمان د‪ ،22 /‬وهي فقرة في إنجينل‬ ‫‪1‬‬

‫لوقا الصحاح السادس العدد ‪.46‬‬


‫() انظنننر للكاتنننب مقال (المعرفنننة والقبول والذعان) الصنننفحة‬ ‫‪2‬‬

‫الخاصة في صيد الفوائد‪.‬‬


‫() سنؤال جرئ الحلقنة الولى منن هنل القرآن كلم الله د‪ 17/‬وكرر‬ ‫‪3‬‬

‫حكاينة الخننق هذه فني الحلقنة التاسنعة العاشرة منن برنامنج حوار‬
‫الحق د‪.47/‬‬
‫‪93‬‬
‫مه‬ ‫والملك لم يخنق النبي ﷺ حين ظهر له بل غطّه ‪-‬ض ّ‬
‫أو احتضنننه‪ -‬ضمننا شديدا حتننى بلغ منننه الجهنند‪ ..‬فِننعل‬
‫المحب مع حبيبه‪ ،‬واسمع القصة كما ترويها أم المؤمنين‬
‫ل‬ ‫ك فَقَا َ‬ ‫مل َن ُ‬ ‫جاءَنه ُ ال ْ َ‬ ‫عائشنة رضني الله عنهنا تقول‪ ...( :‬فَ َ‬
‫َ‬ ‫ل ما أَن ا بقَارئ قَا َ َ‬ ‫ْ‬
‫حت ّ نَى بَل َ نغَ‬ ‫خذ َن ِ ني فَغَط ّن ِ ني َ‬ ‫ل فَأ َ‬ ‫اقَْرأ قَا َ َن َن ِ ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫من ِي ال ْجهد ث ُ ن َ َ‬
‫ئ‬ ‫ما أن َ نا بِقَارِ ٍ‬ ‫ت َن‬ ‫ل اقَْرأ قُل ْ ن ُ‬ ‫سلَنِي فَقَا َ‬ ‫م أْر َ ن‬ ‫َ ْ َ ّ‬ ‫ِ ّن‬
‫ة حت َى بل َنغَ من ِي ال ْجهد ث ُن َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سلَنِي‬ ‫م أْر َن‬ ‫َ ْ َ ّ‬ ‫ِ ّن‬ ‫خذ َن ِني فَغَط ّن ِني الثَّانِي َ َ َ ّن َ‬ ‫فَأ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫ة ث ُ َّ‬ ‫خذ َن ِي فَغَط ّن ِي الثَّالِث َ َ‬ ‫ئ فَأ َ‬ ‫ما أن َا بِقَارِ ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫ل اقَْرأ فَقُل ْ ُ‬ ‫فَقَا َ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫سا َ‬ ‫خل َنقَ اْلِن ْن َ‬ ‫خل َنقَ َ‬ ‫ك ال ّذِي َ‬ ‫سم ِ َرب ّ ِن‬ ‫ل اقَْرأ بِا ْن‬ ‫سلَنِي فَقَا َ‬ ‫أْر َن‬
‫َ‬ ‫م ن ع َل َنق اقْرأ ْ ورب ّنُ َ َ‬
‫ل الل ّنهِ ﷺ‬ ‫سو ُ‬ ‫جعنَ بِهَنا َر ُن‬ ‫م فََر َ‬ ‫ك اْلكَْر ُن‬ ‫َ ََ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ْن‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ض يَن الل ّن ُ‬ ‫خوَيْلِدٍ َر ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫ة بِن ْن ِ‬ ‫ج َ‬ ‫خدِي َ‬ ‫ل ع َلَى َ‬ ‫خ َ‬ ‫ف فُؤ َاد ُنه ُ فَد َ َ‬ ‫ج ُن‬ ‫يَْر ُ‬
‫ه‬ ‫ب ع َن ْ ن ُ‬ ‫حت ّ نَى ذَهَ ن َ‬ ‫ملُوه ن ُ َ‬ ‫ملُون ِ ني فََز َّ‬ ‫ملُون ِ ني َز ِّ‬ ‫ل َز ِّ‬ ‫ع َنْهَ نا فَقَا َ‬
‫ت ع َلَى‬ ‫شي ُننن‬ ‫خ ِ‬ ‫خبََر لَقَد ْ َ‬ ‫خبََرهَنننا ال ْ َ‬ ‫ة وَأ َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫خدِي َ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫الَّروْنننع ُ فَقَا َ‬
‫ه أَبَدًا إِن َّن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ك الل ّن ُ‬ ‫خزِي َن‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ة ك َ ّل وَالل ّنهِ َن‬ ‫ج ُ‬ ‫خدِي َ‬ ‫ت َ‬ ‫سي فَقَال َن ْ‬ ‫نَفْن ِ‬
‫ل الْك َ َّ‬
‫م وَتَقْرِي‬ ‫معْدُو َنن‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ل َوتَك ْنن ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َوت َ ْ‬ ‫ح َنن‬ ‫ل الَّر ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫لَت َنن ِ‬
‫ة‬ ‫ج ُ‬ ‫خدِي َ‬ ‫ت ب ِنهِ َ‬ ‫قّن فَانْطَلَقَن ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ن ع َلَى نَوَائ ِن ِ‬ ‫ف وَتُعِي ُن‬ ‫ضي ْن َ‬ ‫ال َّ‬
‫َن‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ن ع َبْد ِ الْعَُّزى اب ْن َ‬ ‫سد ِ ب ْن ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫ل ب ْن ِ‬ ‫ن نَوْفَ ِ‬ ‫ة بْ َ‬ ‫ت ب ِنهِ وََرقَ َ‬ ‫حت َّنى أت َن ْ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫ب‬ ‫ن يَكْت ُ ُ‬ ‫جاهِلِيَّةِ وَكَا َ‬ ‫صَر ف ِي ال ْ َ‬ ‫مَرأ قَد ْ تَن َ َّ‬ ‫نا ْ‬ ‫ة وَكَا َ‬ ‫ج َ‬ ‫خدِي َ‬ ‫مِ َ‬ ‫عَ ّ‬
‫شاءَ‬ ‫ما َ‬ ‫ل بِالْعِبَْرانِيَّةِ َن‬ ‫جي ِ‬ ‫ن اْلِن ْ ِ‬ ‫م ْن‬ ‫ب ِ‬ ‫ي فَيَكْت ُن ُ‬ ‫ب الْعِبَْران ِن َّ‬ ‫الْكِتَا َن‬
‫الل ّنَ َن‬
‫ه‬ ‫ت ل َن ُ‬ ‫ي فَقَال َن ْ‬ ‫م َن‬ ‫خا كَبِيًرا قَد ْ ع َ ِ‬ ‫شي ْن ً‬ ‫ن َ‬ ‫ب وَكَا َن‬ ‫ن يَكْت ُن َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬
‫ة ي َا‬ ‫ه وََرقَ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ك فَقَا َ‬ ‫خي َ‬ ‫ن أَ ِ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫معْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫مِ ا ْ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫ة ي َا اب ْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫خدِي َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما َرأَى‬ ‫خبََر َن‬ ‫ل الل ّنهِ ﷺ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫خبََرهنُ َر ُن‬ ‫ماذ َا تََرى فَأ ْ‬ ‫خي َ‬ ‫ن أ َن ِ‬ ‫اب ْن َ‬
‫َ‬ ‫سن الَّذِي نََّز َ‬
‫سى‬ ‫مو َن‬ ‫ه ع َلَى ُ‬ ‫ل الل ّن ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫ة هَذ َا النَّا ُ‬ ‫ه وََرقَ ُ‬ ‫ل ل َن ُ‬ ‫فَقَا َ‬

‫‪94‬‬
‫َ‬
‫م َن‬
‫ك‬ ‫ك قَوْ ُ‬ ‫ج َن‬ ‫خرِ ُ‬ ‫حي ًّنا إِذ ْ ي ُ ْ‬‫ن َ‬‫جذَع ًنا لَيْتَن ِني أكُو ُن‬ ‫ي َنا لَيْتَن ِني فِيهَنا َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫ت َر ُ‬ ‫م يَأ ِ‬ ‫م لَ ْ‬‫ل نَعَ ْ‬ ‫م قَا َ‬ ‫ج َّ‬
‫ي هُ ْ‬ ‫خرِ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ﷺ أوَ ُ‬
‫م ْ‬ ‫سو‬ ‫ل َر ُ‬ ‫فَقَا َ‬
‫َ‬ ‫َ ن ُّ‬
‫ك‬‫م َن‬ ‫ن يُدْرِكْن ِ ني ي َ ْ‬
‫و ُ‬ ‫ت ب ِ نهِ إ ِ ّل ع ُود ِ نيَ وَإ ِ ن ْ‬ ‫جئ ْ ن َ‬‫ما ِ‬ ‫ل َن‬ ‫مث ْ ِ‬
‫ط بِ ِ‬ ‫ق‬
‫شب ورقَ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ي‪)...‬‬ ‫ن تُوُفِّ َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫م يَن ْ َ ْ َ َ‬ ‫م لَ ْ‬‫مؤََّزًرا ث ُ َّ‬ ‫صًرا ُ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫صْر َ‬‫أن ْ ُ‬
‫ن ول غيره‪ ،‬كما يقول الكذاب‪ ،‬وإنما‬ ‫ل فيها خنق ول ج ٌّ‬
‫م ُ‬
‫ل‬ ‫ح ِ‬‫م َوت َ ْ‬ ‫ل الَّر ِ‬
‫ح َن‬ ‫ك لَت َن ِ‬
‫ص ُ‬ ‫تصنف الننبي بمكارم الخلق (إِن َّن َ‬
‫ن ع َلَى‬ ‫الْك َ َّ‬
‫ف وَتُعِي ُننن‬ ‫م َوتَقْرِي ال َّ‬
‫ضي ْننن َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫معْدُو َ نن‬ ‫ل وَتَك ْننن ِ‬
‫س ُ‬
‫ق) هذا وهو بعد لم يوحى إليه‪.‬‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫ح ِّ‬ ‫نَوَائ ِ ِ‬
‫وفيها ورقة يبشر النبي ﷺ بأنه نبي المة‪ ،‬وأن هذا مثل‬
‫الذي نزل على موسنى‪ .‬وصندق ورقنه فقند جاء الوحني‬
‫لموسنى ‪-‬علينه السنلم‪ -‬فخاف مننه وارتعند وولى مدبرا‬
‫ولم يعقب‪.‬‬
‫***‬
‫يقول أن رسول الله ﷺ جلس لبحيرا الراهب وقال له‪:‬‬
‫كينف يقبلنني قومني ملكنا عليهنم‪ ،‬فقال له بحيرا‪ :‬ادعني‬
‫النبوة فإنه لن يكذبك أو يخالفك أحد‪!!.‬‬
‫وهنو كذاب فمنا جلس الننبي ﷺ لبحيرا الراهنب أبدا‪ ،‬ل‬
‫يوجد هذا في كتبنا‪ .‬والكذب ليس له أقدام يمشي عليها‬
‫مه‪ ،‬وآذوه‬‫ي ﷺ قو ُن‬
‫ب الننب َّ‬
‫فكلمنه يكذب نفسنه‪ ،‬فقند كذ ّن‬
‫وطردوه مننن بلده ثننم حاربوه وحاولوا قتله عدة مرات‪،‬‬
‫وكذا كنل ننبي أرسنله الله إلى قومنه كذبوه وآذوه وربمنا‬
‫حاولوا قتله إبراهينننم وموسنننى وعيسنننى وأيوب ونوح‪،‬‬
‫‪95‬‬
‫وليننس كمننا يفتري الكذاب اللئيننم زكريننا بطرس على‬
‫لسنان بحيرا بنل إن القوم هنم الذينن عرضوا علينه الملك‬
‫فرفضه‬
‫وقال‪( :‬والله يننا عننم لو وضعوا الشمننس فنني يميننني‬
‫والقمنر فني يسناري علي أن اترك هذا الدينن منا تركتنه‬
‫حتننى يظهره الله أو اهلك دونننه) ثننم بكنني رسننول الله‬
‫وقام من بينهم‬
‫وإن كاننت هذه تعليمات بحيرا فلم ينطنق بهنا الننبي ﷺ‬
‫وفي هذا دليل على أن بحيرا لم يعلم النبي ﷺ شيئا‪.‬‬
‫***‬
‫يقول على لسان بحيرا (قلت له هذا عندما انقطع رجائي‬
‫فنني الله‪ ،‬فتجرأت على الله وشبهتننه بالذي كانوا يعبدونهننم‬
‫(‪)1‬‬
‫وجعلته صمد ل يسمع ول يبصر كمثل الحجر)‬
‫قلت‪ :‬ومننا تكلم بهذا رسننول الله ﷺ بننل فنني محكننم‬
‫ْ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ل لَك ُم ِّ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬‫ض َ‬ ‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬‫فاطُِر ال َّ‬ ‫التنزيل ﴿ َ‬
‫َ‬ ‫ف سك ُ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ؤك ُي ْ‬ ‫جا يَذَْر ُ‬ ‫وا ًي‬ ‫عامي ِ أْز َ‬ ‫ن اْلَن ْ َ‬ ‫م َي‬ ‫و ِ‬‫جا َ‬ ‫وا ًي‬ ‫م أْز َ‬ ‫أن ُ ِي ْ‬
‫صيُر ﴾‬ ‫ع الب َ ي ِ‬ ‫مي ُ‬ ‫س ِ‬ ‫و ال ّ يَ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬‫يء ٌ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫مثْل ِ ي ِ‬ ‫س كَ ِ‬ ‫ه لَي ْ ي َ‬ ‫في ِ ي‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫في‬ ‫ن ِي‬ ‫جاِدلُو َي‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َي‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫[الشورى‪ ]11 :‬وقال تعالى‪ ﴿ :‬إ ِي َّ‬
‫غير سلْطَان أ َ‬ ‫َ‬
‫ّي‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫ص‬
‫ي‬‫ُ‬ ‫في‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫م‬
‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ت الل‬‫آيَا ِي‬
‫َ‬ ‫إَِّل كِبٌْر ّييَ‬
‫و‬
‫ه َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ه إِن ّييَ ُ‬‫عذْ بِالل ّيي ِ‬ ‫ست َ ِ‬
‫فا ْيي‬ ‫ه َ‬ ‫غي ِيي‬ ‫هم بِبَال ِ ِ‬ ‫ما ُيي‬
‫صيُر ﴾ [غافننر‪ ]56 :‬فالله لينس كمثله شينء‪،‬‬ ‫ع الْب َي ِ‬ ‫مي ُ‬
‫س ِ‬‫ال َّي‬

‫() في الصميم الحلقة (‪.)13‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪96‬‬
‫والله هنو السنميع البصنير‪ .‬وبطرس يكذب ول شنك فني‬
‫هذا‪ .‬والصمد ل تعني الذي ل يسمع ول يبصر‪ ،‬وإنما مادة‬
‫الكلمنننننة تدور على القوة والجتماع‪ ،‬فالصنننننمد القوي‬
‫المجتمع الذي ل يغلب قوته شيء ول يشتت إرادته أحد‪،‬‬
‫والصمد هو الذي يصمد ‪-‬يلجأ‪ -‬إليه‪ ،‬وليس الذي ل يسمع‬
‫ول يبصر كمثل الحجر كما يفتري هذا المجرم‪.‬‬
‫ت‪ :‬إن كانننت هذه تعليمات بحيرا فلم ينطننق بهننا‬ ‫قل ُنن‬
‫الننبي ﷺ وفني هذا دلينل على أن بحيرا لم يعلم الننبي ﷺ‬
‫شيئا‪.‬‬
‫***‬
‫‪ -‬منن صنور كذبنه‪ :‬يفسنر ختنم النبوة بينن كتفني الننبي‬
‫(‪)1‬؛‬
‫بأننه وحمنه‪ ،‬ثنم يتسناءل هنل الوحمنة تعنني أننه ننبي؟‬
‫ويقول خاتنم النبنو ة لينس موجودا فني الكتاب المقدس‬
‫وأنه مأخوذ من قولهم خاتم النبيين في القرآن(‪.)2‬‬
‫وتدليسنه هننا فني ادعاء أن الننبي ﷺ لم يكنن عنده منن‬
‫البي ِّنة على النبوة سوى الخاتم الذي كان بين كتفيه‪ ،‬ولم‬
‫يكنن وحمنة كمنا يدعني هنو‪ ،‬بنل قامنت كنل الدلة على أن‬
‫النننبي ﷺ نننبي مننن عننند الله‪ .‬فعلى حنند قولهننم مقايننس‬
‫معرفنة صندق الننبي فني دعواه هني أن يأتني بمعجزات‬
‫ونبوءات(‪.)3‬‬
‫() في الصميم الحلقة الرابعة عشر د‪.15/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الحلقة الخامسة عشر د‪.16/‬‬ ‫‪2‬‬

‫() سؤال جرئ الحلقة الثانية هل القرآن كلم الله؟د‪ 11/‬من أقوال‬ ‫‪3‬‬

‫رأفنت العماري وبطرس جالس يسنمع ولم يعترض‪ ،‬وفني الدقيقنة‬


‫‪ 18‬اسنتدل على نبوة المسنيح بأننه كثنر الطعام‪ ،‬وهذا المنر حدث‬
‫‪97‬‬
‫ومعجزات النبي ﷺ كثيرة بالكاد تحصى‪ ،‬ونبوءات النبي‬
‫ﷺ كثيرة أيضنننا ل تكاد تحصنننى‪ .‬القرآن أول معجزاتنننه‪،‬‬
‫والجمادات نطقننت بيننن يديننه وشهدت له بالرسننالة(‪،)1‬‬
‫وانشننق له القمننر(‪ ،)2‬وعدد مننن المرضننى برأ بدعائه أو‬
‫بلمسة يده أو بتفلة من فمه(‪ ،)3‬والطعام كُث ِّر ببركته عدة‬
‫مرات يوم الحزاب ويوم تبوك ويوم عمرة القضاء(‪،)4‬‬
‫س ضرعها بيده‬ ‫والشاة العجوز التي ل تلد حلبت حين م ّ‬
‫الشريفننة(‪ ،)5‬والماء نبننع مننن بيننن أصننابعه(‪ )6‬والجذع ح ّنَ‬
‫ن‬
‫لفراقنه(‪ ...)7‬وغينر هذا كثينر فني كتنب السننة الصنحيحة‪.‬‬
‫وأنبأ عديً ‪-‬الذي كان نصرانيًا وأسلم‪ -‬بأن الله سيتم هذا‬
‫المنر حتنى يصنير الراكنب ل يخشنى إل الله والذئب على‬
‫غنمننه(‪ ،)8‬وأن الله سننيفتح الشام واليمننن والعراق وأن‬
‫نفرا منن أصنحابه سنيخروجون إليهنا ويدعون المديننة(‪،)9‬‬
‫وأنه إذا هلك كسرى فل كسرى بعده(‪ ،)10‬وأن عمار تقتله‬
‫من النبي ﷺ عدة مرات في عمرة القضاء وفي يوم الحزاب ويوم‬
‫تبوك‪.‬‬
‫() البخاري حديث (‪ ،)3579‬ومسلم حديث (‪.)4222‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البخاري حديث (‪ ،)3636‬ومسلم حديث (‪.)5010‬‬ ‫‪2‬‬

‫() البخاري حديث (‪ ،)2942‬ومسلم حديث (‪.)4423‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البخاري حديث (‪ ،)602‬ومسلم حديث (‪.)3833‬‬ ‫‪4‬‬

‫() مسند أحمد حديث (‪.)3417‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البخاري حديث (‪ ،)3579‬ومسلم حديث (‪.)4224‬‬ ‫‪6‬‬

‫() البخاري حديث (‪ ،)918‬ومسلم حديث (‪.)1407‬‬ ‫‪7‬‬

‫() البخاري حديث (‪ ،)3595‬ومسلم ‪.1687‬‬ ‫‪8‬‬

‫() البخاري حديث (‪ ،)1875‬ومسلم ‪.2459‬‬ ‫‪9‬‬

‫() البخاري حديث (‪ ،)3120‬ومسلم حديث (‪.)5196‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪98‬‬
‫الفرقنننة الباغينننة(‪ ،)1‬وأن عمنننر وعثمان شهيدان(‪ ،)2‬وأن‬
‫أصننحابه يقتلون أميننة بننن خلف(‪ )3‬ونعننى النجاشنني فنني‬
‫اليوم الذي مات فينننه وهنننو بالحبشنننة ورسنننول الله ﷺ‬
‫بالمدينة(‪ )4‬ونعى جعفرا وزيدا وابن رواحة حين قتلوا في‬
‫مؤتنننة (بالردن حالينننا) وهنننو بالمديننننة ﷺ وكان يصنننف‬
‫المعركنة(‪ ،)5‬وأخنبر منن أنباء الماضني‪ ..‬حكنى عنن مرينم‬
‫وعن موسى وعيسى وأهل مدين والمؤتفكات وقوم تبع‬
‫وأصننحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط‪ ،‬هذا‬
‫وهنو أمني لم يقرأ ولم يكتنب‪ ،‬ولم يخرج منن بينن شعاب‬
‫مكنة‪ .‬ومنا حكاه عنهنم ل يتوافنق فني قلينل أو كثينر منع‬
‫حكايات كتنب النصنارى واليهود حتنى يقال أننه أخنذ منهنم‬
‫ومن شاء فليقرأ هذا وذاك‪.‬‬
‫والمقصنود هننا هنو بيان أن زكرينا كذ ّاب فني دعوى أنننا‬
‫ل نملك دليل على نبوة الننبي ﷺ سنوى الخاتنم الذي بينن‬
‫كتفينه(‪ )6‬ﷺ‪ ،‬وكذاب فني دعوى أن خاتنم الننبيين فني قوله‬
‫(‪ ،)447‬ومسلم حديث (‪.)5192‬‬ ‫() البخاري حديث‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ ،)3674‬ومسلم ‪.4416‬‬ ‫() البخاري حديث‬ ‫‪2‬‬

‫(‪.)3950‬‬ ‫() البخاري حديث‬ ‫‪3‬‬

‫(‪ )1245‬ومسلم حديث (‪.)1580‬‬ ‫() البخاري حديث‬ ‫‪4‬‬

‫() البخاري‪.1246/‬‬ ‫‪5‬‬

‫() وفني مكان آخنر يقول ل يملك المسنلمون دليل على أن رسنول‬ ‫‪6‬‬

‫الله ﷺ أوحننني إلينننه إل شهادة خديجنننة‪ ،‬ومرة يقول شهادة بحيرا‪،‬‬


‫ومرة يقول شهادة ورقننننننة‪ ،‬ومرة أخرى يقول ل يملكون دليل إل‬
‫بعند المور التني يصنفها بالشعوذة‪ ،‬وهذا التردد دلينل على الكذب‬
‫ونكران الحننق‪ .‬ثننم على لسننانه هننو‪ :‬بحيرا شهنند‪ ،‬وورقننة شهنند‪،‬‬
‫وخديجنة شهدت‪-‬إن صنحت الرواينة‪-‬والمعجزات شهدت ول يذهنب‬
‫‪99‬‬
‫من‬ ‫َ‬ ‫ما كَا ن مح َ َ‬ ‫سنننبحانه وتعالى‪ّ ﴿ :‬يييَ‬
‫د ّ ييِ‬ ‫ح ٍ‬ ‫مدٌ أب َيييا أ َ‬ ‫َييي ُ َ ّ‬
‫َ‬
‫وكَا َي‬
‫ن‬ ‫ن َ‬ ‫م النَّبِي ِّي َي‬ ‫خات َي َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّي ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ولَك ِين َّر ُي‬ ‫م َ‬ ‫جالِك ُي ْ‬ ‫ر َ‬‫ِّ‬
‫ل َ‬ ‫ه بِك ُ ِّ‬ ‫َ‬
‫ّي‬
‫ما ﴾ [الحزاب‪ ]40 :‬تعنني على كتفنه‬ ‫علِي ًي‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫الل ُ‬
‫ختنم النبوة‪ ،‬وهذا الكلم بعيند جدا‪ ،‬لم يقنل بنه أحند قبنل‬
‫هذا الفاك الثيم‪ ،‬وإنما خاتم النبيين تعني آخرهم(‪ )1‬الذي‬
‫ختموا بنه‪ ،‬والسنياق واضنح تمامنا ويزيده وضوحنا حدينث‬
‫أبنني هريرة ‪-‬رضنني الله عنننه‪ -‬عننند البخاري وغيره قال‪:‬‬
‫َ‬
‫جل بَن َنى دَاًرا‬ ‫ل َر ُن‬ ‫مث َ ِ‬ ‫مث َنل اْلنْبِيَاء ك َ َ‬ ‫مثَلِي َو َ‬ ‫رسنول الله ﷺ‪َ ( :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫فَأَت َ َّ‬
‫خلُونَهَ نا‬‫ل النَّاس يَد ْ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ضع لَبِن َ نة فَ َ‬ ‫موْنن ِ‬ ‫ملَهَننا إ ِ ّل َ‬‫مهَننا وَأك ْ َ‬
‫سول‬ ‫ل َر ُن‬ ‫ضع اللَّبِن َنة‪ ،‬قَا َ‬ ‫موْن ِ‬ ‫ن لَوَْل َ‬ ‫منْهَنا وَيَقُولُو َن‬ ‫ن ِ‬ ‫جبُو َن‬ ‫وَيَتَعَ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫مت اْلَنْبِيَاء)‬ ‫جئْت فَ َ‬
‫خت َ ْ‬ ‫ضع الل ّبِنَة ِ‬ ‫موْ ِ‬‫الل ّه ﷺ فَأنَا َ‬
‫***‬
‫يسنأله المذينع‪ :‬هنل رأى احند منن النسناء (الصنحابيات‬
‫الخاتم؟)‬
‫أم خالد بنت خالد بن سعيد تقول أتيت رسول الله مع‬
‫سنَّا (وقالوا فني التفسنير‬
‫سنَّا ِن‬
‫أبني وعلي قمينص اصنفر ِن‬
‫أنها كلمة حبشية معناه حلوة حلوة) قالت‪ :‬فذهبت العب‬
‫بخاتنم النبوة فزبرنني أبني –زبرنني‪ :‬منعني‪ -‬قال رسنول‬
‫(‪)3‬‬
‫الله دعها ويقول معلقا هو دي سنا سنا‪ .‬رواه البخاري‬

‫بهنا وصنفه لهنا بالشعوذة فنبيننا ﷺ كان بعيدا تمامنا عنن الشعوذة‪.‬‬
‫وسيأتي تفصيل إن شاء الله وقدر‪.‬‬
‫() انظر تفسير الطبري للية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() متفق عليه البخاري حديث ( ‪ .)3535‬كتاب المناقب‪ ،‬ومسلم حديث (‬ ‫‪2‬‬

‫‪ .)4237‬كتاب الفضائل‪.‬‬
‫() الحلقة الخامسة عشر‪ .‬د‪.23/‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪100‬‬
‫والكذب فنني صننيغة السننؤال وفنني طريقننة الجابننة؛‬
‫فالسؤال عن النساء التي رأين الخاتم؟‬
‫والمسننتمع يفهننم مننن هذا أن أم خالد هذه امرأة رأت‬
‫الخاتنننم‪ ،‬ويسننناعد فننني ذلك اسنننمها (أم خالد) وكأنهنننا‬
‫تزوجنت وأنجبنت خالدا‪ ،‬وهني طفلة صنغيرة تحمنل على‬
‫اليد‪ ،‬وهذا اسم لها وليس كنية تكنت بها ومثل هذا كثير‬
‫فني رينف مصنر‪ ،‬وقند جاء فني ترجمتهنا فني سنير أعلم‬
‫النبلء حديثنا تتكلم فينه عنن نفسنها تقول‪( :‬أتني رسنول‬
‫الله ﷺ بثياب فيهننا خميصننة سننوداء صننغيرة‪ ،‬فقال‪ :‬مننن‬
‫ترون أكسنننوا هذه؟ فسنننكتوا‪ .‬فقال‪ :‬ائتونننني بأم خالد‪.‬‬
‫فأتنني بنني أحمننل‪ ،‬فألبسنننيها بيده‪ ،‬وقال‪ :‬أبلي وأخلقنني‪.‬‬
‫يقولهننا مرتيننن‪ ،‬وجعننل ينظننر إلى علم الخميصننة أصننفر‬
‫وأحمننر‪ ،‬فقال‪ :‬هذا سنننا يننا أم خالد‪ ،‬هذا سنننا‪ .‬ويشيننر‬
‫بإصنبعه إلى العلم وسننا بالحبشينة‪ :‬حسنن)‪ .‬ل حنظ أنهنم‬
‫جاءوا بها محمولة على اليدي‪ ،‬كان طفلة‪.‬‬
‫ثننم وهننو يروي الحديننث يقول أن النننبي ﷺ حيننن رآهننا‬
‫سنِّة سننّة ينا أم خالد) منا يفهنم‬
‫ترتدي الصنفر قال لهنا ( ِن‬
‫سنَه‬‫سنَه َ‬
‫منه العجاب والنبهار بها‪ ،‬وهذا كذب؛ الكلمة ( َ‬
‫يننا أم خالد) أي حسنننا يننا أم خالد‪ ،‬يداعننب الطفلة وقنند‬
‫دخلت عليه في يد أبوها ثم جلس الب يتحدث مع أبيها‬
‫وراحنت الطفلة تلعنب على ظهنر الننبي ﷺ فعنل الطفال‬
‫في كل مكان وأي زمان‪.‬‬
‫ويؤكند التدلينس تكرار المذينع السنؤال‪ :‬هنل رأت امرأة‬
‫‪101‬‬
‫أخرى ‪-‬ل حظ يقول امرأة أخرى‪ :-‬فيجيب الكذاب اللئيم‬
‫ل‪ .‬ول نسائه‪ .‬إل هذه المرأة يعني أم خالد‬
‫والحقيقنة أننه لينس فني السننة النبوينة الصنحيحة وغينر‬
‫ال صحية أن امرأة وصفت خاتم النبوة الل هم هذه الطفلة‬
‫الصننغيرة (أم خالد) التنني يقول عنهننا أنهننا امرأة ليلبننس‬
‫على الناس ويكذب عليهنننم‪ .‬ول يلزم منننن عدم وصنننف‬
‫إحدى نسنائه خاتنم النبوة أنهنا لم تراه‪ .‬ول يلزم منن عدم‬
‫وصنف نسنائه خاتنم النبوة عدم وجوده فقند رآه نفنر كثينر‬
‫مننن أصننحابه ‪-‬رضوان الله عليهننم‪ -‬ول يلزم مننن رؤيننة‬
‫الخاتنم التكشف والتعري فهنو فني أعلى الكتنف م ما يلي‬
‫الظهر‪.‬‬
‫***‬
‫يقول‪( :‬اللت مشتنق منن اسنم الله‪ ،‬الله مذكنر واللت‬
‫المدام بتاعتننه‪ ،‬وأنننه مكان مسننجد الطائف‪ ،‬وحدث ذلك‬
‫تخليدا لذكنر الصننام فني قلوب المؤلفنة قلوبهنم‪ ...‬كان‬
‫(‪)1‬‬
‫يتألف الناس‬
‫() في الصميم الحلقة الثامنة الظروف البيئية المؤثر‪ :‬الصنام‪ :‬د‪/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،7‬وفني مكان آخنر (لحلقنة ‪ 89‬منن أسنئلة عنن اليمان د‪ )22/‬يقول‬


‫غينننر ذلك إذ يقرر أن الشمنننس هننني اللت‪ .‬وهذا التضارب أمارة‬
‫أخرى على الكذب وهننو شأن الكذابيننن دائمننا‪ .‬وفنني ذات الحلقننة‬
‫(أي الحلقة (‪ )89‬من أسئلة عن اليمان د‪ )21/‬يقرر أن النبي ﷺ كان‬
‫يسنترضي المشركينن بالبقاء على أصننامهم وأن السنلم هنو الذي‬
‫نشر الوثنية في الجزية العربية وغيرها!!‪ .‬وعلى يد نبينا ﷺ انتهت‬
‫جميع الشعائر الوثنية‪ ،‬وقضي تماما على الوثان والصنام في كل‬
‫مكان دخله السلم‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫وهذه منننن الكذبات المضحكات‪ ،‬فممنننا يعرفنننه كنننل‬
‫المسننلمون أن الله ﴿ لم يلد ولم يولد ولم يكيين له‬
‫ض أَن ّييَى‬ ‫َ‬
‫والْر ِيي‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ع ال ّييَ‬ ‫دي ُيي‬ ‫كفوا أحييد ﴾‪ ،‬و﴿ ب َ ِ‬
‫خل َ يق ك ُ َّ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫و َ‬‫ة َ‬ ‫حب َ ٌ‬‫صا ِ‬ ‫ه َي‬ ‫م تَك ُ ين ل ّ ي ُ‬ ‫ول َ ي ْ‬‫ولَدٌ َ‬ ‫ه َ‬‫ن لَي ُ‬ ‫يَكُو ُ ي‬
‫م ﴾ [النعام‪]101 :‬‬ ‫علِي ٌييييييييييييي‬ ‫ء َ‬
‫ي ٍ‬‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫و بِك ُ ِّ‬
‫ه َ‬ ‫ءو ُ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ما ات َّ َ‬ ‫﴿ َ‬
‫ولَدًا ﴾‬ ‫وَل َ‬ ‫ة َ‬‫حب َ ً‬ ‫صا ِ‬ ‫خذَ َي‬ ‫جدُّ َربِّن َيا َي‬ ‫عالَى َ‬ ‫وأن َّي ُ‬
‫ه تَ َ‬ ‫َ‬
‫[الجنن‪ ]3 :‬فلينس لله عندننا (مدام) كمنا يدعني هذا الكذاب‬
‫اللئيم‪ ،‬ومن يقل بهذا فهو على غير ملتنا‪.‬‬
‫واللت‪ :‬كان رجل يلت سويق الحاج(‪ )1‬على صخرة في‬
‫الطائف‪ ،‬وحين مات ادعى عمرو بن لحي ‪-‬في الجاهلية‪-‬‬
‫أنه لم يمت وأنه دخل في الصخرة وأمر الناس بتعظيم‬
‫هذه الصننخرة وعبادتهننا فأقاموا عليهننا بيتننا يوضننع عليننه‬
‫الستار ويهدى له الهدي كما الكعبة(‪ ،)2‬ولم فتح الله مكة‬
‫على رسوله‪ ،‬وانهزمت هوازن وثقيف أرسل رسول الله‬
‫ﷺ وفدا فيهم المغيرة بن شعبة الثقفي ‪-‬رضي الله عنه‪-‬‬
‫فهدمها(‪ .)3‬ل أنه كرمها‪ .‬هذا كذب بين‪.‬‬
‫وأراد وفنند ثقيننف وهننم الذيننن كانوا يعبدون اللت‪ ،‬أو‬
‫كانننت اللت فنني أرضهننم أن يبقيهننا لهننم رسننول الله ﷺ‬
‫فأبى‪ ،‬فطلبوا منه أن يبقيها لهم‬
‫ي ﷺ مسنجدا فني موضنع اللت بعند أن‬
‫ونعنم أقام الننب ُّ‬

‫() البخاري‪.4859/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() زاد المعاد (‪.)3/523‬‬ ‫‪2‬‬

‫() زاد المعاد (‪.)524 ،3/523‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪103‬‬
‫هدمها‪ ..‬أقام مسجدا في الموقع الذي كانت فيه بعد أن‬
‫هدمهننا وأزال آثارهننا‪ ،‬ل أنننه أقام عليهننا مسننجدا تخليدا‬
‫لذكراهننا وتأليفننا لقلوب مننن كان يحبهننا كمننا يقول هذا‬
‫المفتري‪.‬‬
‫وهذه كانت عادة النبي ﷺ (أن يقيم شعائر التوحيد في‬
‫مواضننع شعائر الكفننر والشرك)(‪ )1‬وقنند فعننل ذلك مننع‬
‫(خينف بنني كناننة) حينث جلسنت قرينش وتحالفنت على‬
‫حصننار النننبي ﷺ ومننن معننه‪ ،‬كان ينزل فنني هذا الخيننف‬
‫(ليتذكنر منا كانوا فينه فيشكنر الله تعالى على منا أنعنم بنه‬
‫(‪)2‬‬
‫عليه من الفتح العظيم)‬
‫ولم يكنن الننبي ﷺ يتألف أحدا ً منن المشركينن بشينء‬
‫منن الشرك أبدا‪ ،‬وفند ثقينف‪ ،‬هؤلء الذينن يعبدون اللت‬
‫جاءوا للنننبي ﷺ يترجونننه كنني يترك لهننم اللت هذه ثلث‬
‫سننوات أو سننتين أو سننة أو شهنر فأبنى أن يتركهنا لهنم‬
‫سناعة واحدة وأرسنل فني عقبهنم منن هدمهنا(‪ )3‬فلم يقنل‬
‫أحند أبدا أن الننبي ﷺ يتألف المشركينن غينر هذا الكذاب‬
‫اللئيم ومن ينقل عنهم‪.‬‬

‫***‬

‫وقنند ذكننر أمثلة أخرى على‬ ‫() انظننر زاد الميعاد لبننن القيننم‬
‫‪2/271‬‬ ‫‪1‬‬

‫ذلك‪.‬‬
‫() ابن حجر العسقلني في شرح حديث البخاري‪.4285/‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الروض النف ‪ 3/316‬وغيره‪.‬في قصة وفد ثقيف‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪104‬‬
‫يقول أن الهدف الذي منننن أجله دعنننى الننننبي ﷺ كان‬
‫اقتصاديا سياسيا‪ ..‬كان يريد إقامة مملكة ‪ ،‬وأن النبي ﷺ‬
‫اتخننذ التباع عننن طريننق إغرائهننم بالمال والسننلطان ‪،‬‬
‫يقول كان يبشننر أتباعننه بالكنوز ‪ ..‬كنوز كسننرى وقيصننر‬
‫ويسيتدل على ذلك ب جزء مين حدييث عدي بين‬
‫حاتم عند البخاري (‪.)4‬‬

‫حات ِمٍ‬ ‫ن َ‬ ‫يّ ب ْ ِ‬ ‫ن عَد ِ ِ‬ ‫والحديث بتمامه كما عند البخاري ع َ ْ‬


‫َ‬ ‫ل ( بَيْن َا أَن َا ِ‬
‫ة‬‫شك َا إِلَي ْهِ الْفَاقَ َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ي ﷺ إِذ ْ أتَا هُ َر ُ‬ ‫عنْد َ النَّب ِ ِ ّ‬ ‫قَا َ‬
‫ل‬ ‫ل ي َنا عَدِي ُّن هَ ْ‬ ‫ل فَقَا َ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫شك َنا إِلَي ْنهِ قَط ْنعَ ال َّن‬ ‫خُر فَ َ‬ ‫م أَتَاه ُن آ َ‬ ‫ث ُن َّ‬
‫ُ‬ ‫حيرة َ قُل ْنت ل َن َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ل فَإ ِن ْ‬ ‫ت ع َنْهَنا قَا َ‬ ‫م أَرهَنا وَقَد ْ أنْبِئ ْن ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ت ال ْ ِ َ‬ ‫َرأي ْن َ‬
‫َ‬
‫حت َّنى‬ ‫حيَرةِ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م ْن‬ ‫ل ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ة تَْرت َ ِ‬ ‫ن الظ ّعِين َ َ‬ ‫حيَاة ٌ لَتََري َن َّ‬ ‫ك َ‬ ‫ت ب ِن َ‬ ‫طَال َن ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫خا ُ ن َ‬
‫ما بَيْن ِ ني‬ ‫ت فِي َ ن‬ ‫ه قُل ْ ن ُ‬ ‫حدًا إ ِ ّل الل ّ ن َ‬ ‫فأ َ‬ ‫ف بِالْكَعْبَةِ َل ت َ َ‬ ‫تَطُو َ ن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سعَُّروا الْبَِلدَ‬ ‫ن قَد ْ َنن‬ ‫ئ ال ّذِي َنن‬ ‫ن دُعَّاُر طَي ِّ ٍ‬ ‫سي فَأي ْنن َ‬ ‫ن نَفْنن ِ‬ ‫وَبَي ْنن َ‬
‫سَرى‬ ‫ت ك ِن ْ‬ ‫سَرى قُل ْن ُ‬ ‫نّن كُنُوُز ك ِن ْ‬ ‫ح َ‬ ‫حيَاة ٌ لَتُفْت َ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ت ب ِن َ‬ ‫ن طَال َن ْ‬ ‫وَلَئ ِن ْ‬
‫حيَاةٌ‬ ‫ك َ‬ ‫ت ب ِن َ‬ ‫ن طَال َن ْ‬ ‫مَز وَلَئ ِن ْ‬ ‫ن هُْر ُ‬ ‫سَرى ب ْن ِ‬ ‫ل ك ِن ْ‬ ‫مَز قَا َ‬ ‫ن هُْر ُ‬ ‫ب ْن ِ‬
‫ب‬ ‫ضةٍ يَطْل ُن ُ‬ ‫ب أَوْ فِ َّ‬ ‫ن ذَهَن ٍ‬ ‫م ْن‬ ‫لءَ كَفّ ِنهِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خرِن ُ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ن الَّر ُ‬ ‫لَتََري َن َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّنن َ‬
‫ه‬ ‫ه وَلَيَلْقَي َنن َّ‬ ‫من ْنن ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫حدًا يَقْبَل ُنن ُ‬ ‫جد ُ أ َ‬ ‫ه فََل ي َ ِ‬ ‫من ْنن ُ‬‫ه ِ‬ ‫ن يَقْبَل ُنن ُ‬ ‫م ْنن‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫م ل َن ُ‬ ‫ج ُن‬ ‫ن يُتَْر ِ‬ ‫ما ٌن‬ ‫ج َ‬ ‫ه تَْر ُ‬ ‫ه وَبَيْن َن ُ‬ ‫س بَيْن َن ُ‬ ‫م يَلْقَاه ُن وَلَي ْن َ‬ ‫م يَوْن َ‬ ‫حدُك ُن ْ‬ ‫أ َ‬
‫ل بَلَى‬ ‫ك فَيَقُو ُ‬ ‫سوًل فَيُبَل ِّغَن َ‬ ‫ك َر ُن‬ ‫ث إِلَي ْن َ‬ ‫م أَبْعَن ْ‬ ‫ن ل َن َ‬
‫ه أل َن ْ‬ ‫فَلَيَقُول َن َّ ُ‬
‫ل بَلَى فَيَنْظُُر‬ ‫ل ع َلَي ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫م أُعْط ِن َ‬ ‫فَيقُو ُ َ‬
‫ك فَيَقُو ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫ماًل وَأفْ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ل أل َن ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سارِهِ فََل يََرى إ ِ ّل‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م وَيَنْظُُر ع َ ْ‬ ‫جهَن َّ َ‬ ‫مينِهِ فََل يََرى إ ِ ّل َ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫() في الصميم الحلقة السابعة د‪.17/‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪105‬‬
‫ل اتَّقُوا النَّاَر وَل َ ْ‬
‫و‬ ‫ي ﷺ يَقُو ُ‬ ‫ت النَّب ِ ن َّ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل عَدِيّ نٌ َ ن‬ ‫م قَا َ‬ ‫جهَن ّننَ َ‬‫َ‬
‫ل‬‫مةٍ طَيِّبَةٍ قَا َ‬ ‫مَرةٍ فَبِكَل ِ َ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫شقَّ َ‬‫جد ْ ِ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ن ل َنن ْ‬ ‫م ْنن‬‫مَرةٍ فَ َ‬ ‫شقَّةِ ت َ ْ‬ ‫بِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫حت ّ نَى تَطُو َ ن‬ ‫حيَرةِ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م ْن‬ ‫ل ِ‬ ‫ح ُ‬‫ة تَْرت َ ِ‬ ‫ت الظ ّعِين َ َ‬ ‫عَدِيّ نٌ فََرأي ْ ن ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سَرى‬ ‫ح كُنُوَز ك ِن ْ‬ ‫م نْن افْتَت َن َ‬ ‫ت فِي َ‬ ‫ه وَكُن ْن ُ‬ ‫ف إ ِ ّل الل ّن َ‬ ‫خا ُن‬ ‫بِالْكَعْبَةِ َل ت َ َ‬
‫ي أَب ُو‬‫ل النَّب ِ ُّ‬
‫ما قَا َ‬ ‫ن َ‬ ‫حيَاة ٌ لَتََرو ُ َّ‬ ‫م َ‬ ‫ت بِك ُ ْ‬ ‫ن طَال َ ْ‬ ‫مَز وَلَئ ِ ْ‬ ‫ن هُْر ُ‬ ‫بْ ِ‬
‫(‪)1‬‬
‫لءَ ك َ ِّفهِ)‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫سم ِ ﷺ ي ُ ْ‬ ‫الْقَا ِ‬

‫َ‬
‫سل ّم ِ بنه عنند النصنارى والمسنلمين أن‬ ‫م َن‬
‫أقول ‪ :‬منن ال ُ‬
‫أمارة النبوة هني النباء بالغينب(‪ ،)2‬وقند أنبنأ الننبي ﷺ فني‬
‫هذا الحديث الذي يستدل به بعدد من المور الغيبية التي‬
‫لم يشهدهنا هنو نن صنلى الله علينه وسنلم نن ‪ ،‬فتنح فارس‬
‫والروم وانتشار المن بعد الخوف في الجزيرة العربية ‪.‬‬
‫فالحديننث فيننه إنباء بغيننب‪ ..‬بشارات كمننا يسننمونها‪..‬‬
‫ي ﷺ بهذا؟‬‫والسؤال‪ :‬من أنبأ النب َّ‬
‫أنبأه العليم الخبير الذي أرسله بشيرا ونذيرا للعالمين‪.‬‬
‫والقصة التي جاء فيها الحديث تنفي صراحة ما يذهب‬
‫إلينه بطرس منن القول بأن الننبي ﷺ كان ملكنا أو يطلب‬
‫ملكننا على العرب والعجننم ‪ ،‬فنني نفننس الحديننث الذي‬
‫() البخاري‪ ،3595/‬وهنو ذات الحدينث الذي ينقنل مننه الكذاب اللئينم‬ ‫‪1‬‬

‫زكريا بطرس‪.‬‬
‫() وهنني أمارة حننق إذ أنننه فيهننا بيان أن المتحدث متصننل بعلم‬ ‫‪2‬‬

‫الغيوب الذي يعلم ما كان وما سيكون‪ .‬وكذا المعجزات إذ أن فيها‬


‫أنننه مؤينند مننن الله الذي على كننل شيننء قديننر‪ .‬والنباء بالغيننب‬
‫معجزة من المعجزات‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫يستدل به ع َدي ُّ بن حاتم وهو نصراني حبر من أحبارهم‬
‫ينفني عنن الننبي ﷺ أن يكون ملكنا ‪ ،‬واسنمع يقول عدي‬
‫وهننو يروي قصننة إسننلمه‪( :‬فخرجننت حتننى أقدم على‬
‫رسنول الله ﷺ المديننة‪ ،‬فدخلت علينه وهنو فني مسنجده‬
‫فسلمت عليه فقال من الرجل؟ فقلت‪ :‬عدي بن حاتم ;‬
‫فقام رسننول الله ﷺ فانطلق بنني إلى بيتننه فوالله إنننه‬
‫لعامند بني إلينه إذ لقيتنه امرأة ضعيفنة كنبيرة فاسنتوقفته‬
‫فوقننف لهننا طويل تكلمننه فنني حاجتهننا ; قال قلت فنني‬
‫نفسي‪ :‬والله ما هذا بملك قال ثم مضى بي رسول الله‬
‫ﷺ حتنى إذا دخنل بني بيتنه تناول وسنادة منن أدم محشوة‬
‫ليفننا‪ ،‬فقذفهننا إلي فقال اجلس على هذه قال قلت‪ :‬بننل‬
‫أنننت فاجلس عليهننا‪ ،‬فقال بننل أنننت فجلسننت عليهننا‪،‬‬
‫وجلس رسنننول الله ﷺ بالرض قال قلت فننني نفسننني‪:‬‬
‫والله منا هذا بأمنر ملك ثنم قال إينه ينا عدي بنن حاتنم ألم‬
‫تك ركوسيا؟ قال قلت‪ :‬بلى‪( ،‬قال)‪ :‬أولم تكن تسير في‬
‫قومننك بالمرباع؟ قال قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال فإن ذلك لم يكننن‬
‫يحنل لك فني دينك ; قال قلت‪ :‬أجل والله وقال وعرفنت‬
‫أنه نبي مرسل يعلم ما يجهل‪. )1()..‬‬
‫وعدي سيد قومه وكان من أشد الناس كرها للنبي ﷺ‬
‫كزكريا بطرس اليوم‪ ،‬وهذه قصة إسلمه تنطق صراحة‬
‫بأن الننبي ﷺ لم يكنن ملكنا‪ ،‬إذ كان يمشني منفردا ويقنف‬
‫للعجوز يكلمهننننا فنننني حاجتهننننا‪ ،‬ويجلس على الرض‪،‬‬

‫() ‪.4/362‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪107‬‬
‫ويسنكن فني حجرة لينس فيهنا شينء منن الثاث سنوى‬
‫وسننادة صننغيرة تُقذف بالينند‪ ،‬وعدي وهننو شاهنند يرى‬
‫ونصنراني وكنبير منن كنبراء العرب يقول‪ :‬لينس هذا بأمنر‬
‫ملك‪ .‬وفي القصة أمارات كثير على النبوة كما قدمت‪.‬‬ ‫َ‬
‫ثننم يأتنني زكريننا بطرس يسننتدل بهننا على أنننه ﷺ كان‬
‫ملكا‪ ،‬يطلب ملكا على الناس ‪ .‬أل ما أقبح الكذب ‪.‬‬
‫أخي القارئ!‬
‫لم يقدم السنلم الدنينا كمحفنز للدخول فني الدينن أبدا‬
‫لم يحدث هذا على لسننان النننبي ﷺ ول هننو فنني تركيبننة‬
‫الشريعة السلمية‪ ،‬ودعني أبسط الحديث هنا قليل حتى‬
‫يتضح لك المر‪.‬‬
‫ي ﷺ النصننار فنني بيعننة العقبننة الثانيننة على‬
‫بايننع النننب ُّ‬
‫السننمع والطاعننة فنني النشاط والكسننل والنفقننة فنني‬
‫العسننر واليسننر‪ ،‬وعلى المننر بالمعروف والنهنني عننن‬
‫المنكننر‪ ،‬وأن يقولوا فنني الله ل يخافون لومننة لئم‪ ،‬وأن‬
‫ينصنروا الننبي ﷺ إذا قدم عليهنم وأن يمنعوه ممنا يمنعون‬
‫منه نسائهم وأولدهم‪.‬‬
‫حين سألوه عن المقابل قائلين (وما لنا يا رسول الله‬
‫إن فعلنا؟) بم أجابهم؟ ولكم الجنة‪.‬‬
‫قد كان ﷺ موقنا أن الله سيتم هذا المر حتى ل يخاف‬
‫الراكب إل الله والذئب على غن مه‪ ،‬وأن الفُرس لن تأخذ‬
‫إل نطحننة أو نطحتان وبعدهننا يرث المسننلمون ديارهننم‬

‫‪108‬‬
‫وأموالهم‪ ،‬وأن عقر دار السلم بلد الشام‪ ،‬ومع ذلك لم‬
‫يشنأ رسنول الله ﷺ أن تنعقند البيعنة على أمنر دنيوي‪ ،‬بنل‬
‫أراد للنفوس أن تنصرف إلى ما عند الله‪.‬‬
‫وفي مكة حيث الضعف والنكسار وقلة العدد وانعدام‬
‫موا عن‬‫العتاد‪ ،‬وقد تجمعت العرب على كلمة الكفر‪ ،‬وص ُّ‬
‫الحننق آذانهننم واسننتغشوا ثيابهننم وأصننروا على الضلل‬
‫وإضلل الناس إصننننرارا‪ ،‬وأنفقوا الموال كنننني ل تكون‬
‫كلمنة الله هني العلينا‪ ،‬كاننت الدعوة ل تتكلم عنن شينء‬
‫أكثر مما تتكلم عن اليوم الخر ابتداء من القبر وما فيه‬
‫ويوم الحساب وما فيه والجنة والنار‪ ،‬حتى أصبحت سمة‬
‫بارزة للقرآن المكي‪.‬‬
‫أصننرت الدعوة على أن تبدأ مننن اليوم الخننر ترغيبننا‬
‫وترهيبنا‪ .‬تحاول أن تجعنل القلوب معلقنة بمنا عنند ربهنا‬
‫ترجوا رحمتنه وتخشنى عقابنه‪ .‬ويكون كنل سنعيها دفعنا‬
‫للعقاب وطلبنننا للثواب فتكون الدنينننا بجملتهنننا مطينننة‬
‫للخرة‪ ،‬ولم تتكلم الدنينننننا بأن أسنننننلموا لتأخذوا كنوز‬
‫ب‬‫ن يَد َنيْ عَذ َا ٍن‬ ‫كسنرى وقيصنر وإنمنا (إِن ّ ِني نَذِيٌر لَك ُن ْ‬
‫م بَي ْن َ‬
‫َ‬
‫شدِيدٍ)‪.‬‬
‫ورسنول الله ﷺ هنو أيضنا تربنى على هذا المعنني‪ ،‬فقند‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ريَن َّ َ‬
‫و‬
‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬‫عدُ ُ‬ ‫ذي ن َ ِ‬ ‫ض ال ّ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ك بَ ْ‬ ‫ما ن ُ ِ‬‫وإ ِ َّ‬
‫كان يتنزل عليه ﴿ َ‬
‫َ‬ ‫نَت َو َّ‬
‫فيَن َّي َ‬
‫ما‬‫علَى َي‬ ‫هيدٌ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م الل ّي ُ‬ ‫م ث ُي َّ‬ ‫ه ْي‬ ‫ع ُ‬ ‫ج ُ‬
‫مْر ِ‬ ‫فإِلَيْن َيا َ‬
‫ك َ‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ذي‬ ‫ض ال ِ‬ ‫ع َي‬ ‫ك بَ ْ‬‫ريَن ّي َ‬ ‫ما ن ُ ِ‬‫ن َي‬ ‫وإ ِي ْ‬ ‫ن ﴾ [يونننس‪َ ﴿ ]46 :‬‬ ‫علُو َي‬ ‫ف َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ه م أ َو نَت َو َّ‬
‫علَيْن َيا‬ ‫و َ‬‫غ َ‬ ‫ك الْبَل ُي‬ ‫علَي ْي َ‬ ‫ما َ‬ ‫فإِن ّيَ َ‬ ‫ك َ‬ ‫فيَن ّيَ َ‬ ‫َ‬ ‫عدُ ُ ْي ْ‬ ‫نَ ِ‬
‫‪109‬‬
‫ب﴾‬
‫[يونس‪]40 :‬‬ ‫سا ُ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ح َ‬
‫وهكذا استقامت النفوس تبذل قصارى جهدها في أمر‬
‫الدنيا ترجوا به ما عند الله فكان حالهم كما وصف ربهم‬
‫﴿ تراهيييم ركعيييا سيييجدا يبتغون فضل مييين الله‬
‫ورضوانيا ﴾ فهذا وصنف للظاهنر (ركعنا سنجدا) ووصنف‬
‫للباطن (يبتغون فضل من الله ورضوانا)‪ ،‬والسياق يوحي‬
‫بأن هذه هني هيئتهنم الملزمنة لهنم التني يراهنم الرائي‬
‫عليها حيثما يراهم‪ .‬كما يقول صاحب الظلل رحمه الله‪:‬‬
‫بنل منن يتدبر آيات الحكام فني كتاب الله يجند أن هناك‬
‫إصنرار منن الننص القرآنني على وضنع صنورة الخرة عنند‬
‫كنل أمنر ونهني ضمنن السنياق بواحدة منن دللت اللفنظ‪،‬‬
‫المباشرة منها أو غير المباشر (دللة الشارة أو التضمن‬
‫أو القتضاء أو مفهوم المخالفنننة‪ ..‬الخ)‪ ،‬فمثل يقول الله‬
‫تعالى ﴿ وييل للمطففيين‪ .‬الذيين إذا اكتالوا على‬
‫الناس يسييييتوفون وإذا كالوهييييم أو وزنوهييييم‬
‫يخسيرون * أل يظين أولئك أنهيم مبعوثون ليوم‬
‫عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين‪﴾ ...‬‬
‫فتدبر كيننف يأتنني المننر بعدم تطفيننف الكيننل حيننن‬
‫الشراء وبخسه حين البيع؟‬
‫ول أريد أن أعكر صفو النص بكلماتي‪.‬‬
‫ومثله ﴿ فامشوا فيي مناكبهيا وكلوا مين رزقيه‬
‫وإلييه النشور ﴾ فهننا أمنر بالسنعي على الرزق‪ ،‬وتذكينر‬
‫بأن هناك نشور ووقوف بينن يدي الله عنز وجنل فيسنأل‬
‫‪110‬‬
‫المرء عن كسبه من أين وإلى أين؟‬
‫بننل واقرأ عننن اليات التنني تتحدث عننن الطلق فنني‬
‫سورة البقرة تجد أنها تختم باسم أو اسمين من أسماء‬
‫الله عز وجل‪:‬‬
‫َ‬
‫م ﴾‪.‬‬ ‫علِي ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫مي ٌ‬ ‫س ِ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫فإ ِ َّ‬ ‫﴿ ‪َ ...‬‬
‫َ‬ ‫موا أ َ َّ‬
‫م ﴾‪.‬‬‫علِي ٌ‬
‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه بِك ُ ِّ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫﴿ ‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫خبِيٌر ﴾‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫ملُو َ‬ ‫ع َ‬‫ما ت َ ْ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫﴿ ‪َ ...‬‬
‫َ‬ ‫موا أ َ َّ‬
‫ن بَ ِ‬
‫صيٌر ﴾‪.‬‬ ‫ملُو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ه بِ َ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫﴿ ‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫صيٌر ﴾‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫ملُو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫﴿ ‪ ...‬إ ِ َّ‬
‫وهذا ل شك استحضار للثواب والعقاب‪.‬‬
‫هذا أسلوب القرآن العظيم في عرض قضايا الشريعة‬
‫على أتباعنه‪ ،‬لينس فينه محفنز سنوى طلب منا أعند الله‬
‫للمتقيننن مننن ثواب ودفننع مننا توعنند بننه المجرميننن مننن‬
‫عقاب‪ ،‬وهنو منا تربنى علينه الصنحابة رضوان الله عليهنم‬
‫بل ونبينا ﷺ‪.‬‬
‫فأبدا‪ ..‬أبدا لم تعتمنننند الدعوة على الدنيننننا كمقابننننل‬
‫لعتناق السننلم‪ ،‬وأبدا لم يكننن رسننول الله ﷺ َ‬
‫مل ِننكا أو‬
‫ن‬
‫ت منن طي ٍن‬ ‫مل ْنكا بنل كان عبدا لله يسنكن غرفا ٍن‬
‫يطلب ُ‬
‫سقفها من الجريد يطاله الرجل بيديه‪ ،‬ويفترش الرض‪،‬‬
‫وتمر عليه اليام ل يجد ما يطعمه‪ ،‬بأبي هو وأمي ﷺ‪.‬‬
‫***‬
‫‪ -‬يقول ‪ :‬فنني مكننة رفننع الرسننول ﷺ شعار التسننامح‬
‫‪111‬‬
‫وكان يتلو عليهنم ﴿ أفأنيت تكره الناس حتيى يكونوا‬
‫مؤمنين ﴾ من سورة يونس(‪ )1‬اهن‪.‬‬
‫ويؤكند هذا المعننى فني مكان آخنر فيقول ‪ -‬قبحنه الله‬
‫بكذبننه وتدليسننه على الناس‪( : -‬الدعوة فنني البدايننة لم‬
‫تجنند مننن يعارضهننا لحريننة العتقاد والمصننالح التجاريننة‬
‫وكونه دعى للحنيفية التي كانت منتشرة)(‪ )2‬ا‪.‬هن‪.‬‬
‫وهذا الكلم يردده كثيرا‪ ،‬يحاول أن يقول للمسنتمع إن‬
‫الرسننول ﷺ أخننذ بمبدأ المسننالمة والمداهنننة فنني بدايننة‬
‫المر ثم لما صارت له قوة حمل السيف وبدأ الجهاد‪.‬‬
‫ت‪ :‬أول اليننة التنني يسننتدل بهننا ﴿ أفأنييت تكره‬ ‫قل ُنن‬
‫الناس حتى يكونوا مؤمنين ﴾ ليست مكية كما يدعي‬
‫وإنمنا مدنينة وهذا يكفني فقنط لبطال كلمنه‪ .‬وزد على‬
‫ذلك أنه متردد في ذات المر‪ ،‬وهذا شأن الكذابين‪ ،‬ففي‬
‫موضنع آخنر يقرر أن الرسنول ﷺ كان يناديهنم فني مكنة‬
‫بالكافرين‪ ،‬وكان يهاجم أربابهم وشفعائهم‪ ،‬وأنها (ولّع ِت‬
‫نار فننني مكنننة) على حننند تعنننبير المذينننع الذي يحاوره‬
‫وموافقتنه على ذلك(‪.)3‬فمجمنل كلمنه يرد بعضنه بعضنا‪.‬‬
‫وهذا شأن الكذابين‪.‬‬
‫وأريند فني إطار بينن كذب هذا الكذ ّاب اللئينم فني هذه‬

‫() فنني الصننميم الحاجننة إلى مملكننة الدقيقننة ‪ 19‬وهننو كذاب فهذه‬ ‫‪1‬‬

‫الية ليست مكية وإنما مدنية‪ ،‬وهذا يكفي فقط لبطال كلمه‪.‬‬
‫() في الصميم الحلقة السادسة الدقيقة ‪.14‬‬ ‫‪2‬‬

‫() في الصميم الحاجة إلى مملكة الدقيقة ‪.19‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪112‬‬
‫النقطة أن أبين أمرين‪:‬‬
‫الول‪ :‬بخصوص معارضة الدعوة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬بخصوص الحنفية والحنفاء‪.‬‬
‫الول‪ :‬يردد كثيرا زكريننننا بطرس أن الدعوة كانننننت‬
‫قرشينة تريند ملكنا على العرب‪ ،‬أو هاشمينة تطلب ملكنا‬
‫على قريننش وعلى العرب‪ ،‬وهذا الكلم ل أصننل له‪ ،‬بننل‬
‫كنل أحداث السنيرة النبوينة ‪-‬على صناحبها أفضنل الصنلة‬
‫والسنلم‪ -‬تكذب هذا المنر‪ .‬فمنن يطالع السنيرة النبوينة‬
‫وآيات القرآن المكينننة يعلم أن الدعوة وجدت معارضنننة‬
‫شديدة من قريش ذاتها‪ ،‬بل ومن بني هاشم رهط النبي‬
‫ﷺ‪.‬‬
‫جاء فنني صننحيح البخاري عننن ابننن عباس ‪-‬رضنني الله‬
‫ص ِعد َ النَّب ِ ُّ‬ ‫شيرت َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫ن َ‬ ‫ك اْل ْقَربِي َ‬ ‫ع ِ َ‬ ‫ذْر َ‬ ‫ت َوأن ْ ِ‬ ‫ما نََزل َ ْ‬ ‫عنهما‪ -‬قال‪( :‬ل َ َّ‬
‫ن‬ ‫ي ّ لِبُطُو ِ‬ ‫ر ي َا بَن ِي عَدِ ٍ‬ ‫ل يُنَادِي ي َا بَن ِي ِف ْه ٍ‬ ‫ج َع َ‬ ‫صفَا َف َ‬ ‫ﷺ عَلَى ال َّ‬
‫ل إذ َا ل َم يستط َ‬
‫ج‬‫خُر َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫عأ ْ‬ ‫ْ َ ْ َ ِ ْ‬ ‫ج ُ ِ‬ ‫ل الَّر ُ‬ ‫ج َع َ‬ ‫م ُعوا َف َ‬ ‫جت َ َ‬‫حتَّى ا ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ُقَري ْ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ش َفقَا َ‬ ‫ب َو ُقَري ْن ٌ‬ ‫جا َء أب ُنو لَهَن ٍ‬ ‫ه َو َف َ‬ ‫ما ُ‬ ‫سوًل لِيَنْظَُر َن‬ ‫ل َر ُن‬ ‫س َ‬ ‫أْر َن‬
‫َن‬ ‫م أ َن َّ‬ ‫م ل َ ْو أ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫م‬ ‫ن ت ُ ِغيَر عَلَيْك ُن ْ‬ ‫ريد ُ أ ْ‬ ‫وادِي ت ُ ِ‬ ‫خيًْل بِال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫خبَْرتُك ُن ْ‬ ‫أَرأيْتَك ُن ْ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ل َفإِن ِّي‬ ‫صد ْ ًقا َقا َ‬ ‫ك إ ِ ّل ِ‬ ‫جَّربْنَا عَلي ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ي َقالُوا نَعَ ْ‬ ‫د ِق َّ‬ ‫ص ِّ‬
‫م َ‬ ‫م ُ‬ ‫أكُنْت ُ ْ‬
‫ب تَبًّا ل َ َ‬ ‫شديد َفقَا َ َ‬
‫سائَِر‬ ‫ك َ‬ ‫ل أبُو لَهَ ٍ‬ ‫ب َ ِ ٍ‬ ‫ي عَذ َا ٍ‬ ‫ن يَد َ ْ‬ ‫م بَي ْ َ‬ ‫نَذِيٌر لَك ُ ْ‬
‫ما أَغْن َى‬ ‫ب َ‬ ‫ب َوت َ َّ‬ ‫َ‬
‫ت يَدَا أب ِي لَه َ ٍ‬ ‫ت تَب َّ ْ‬ ‫م ْعتَن َا َفنََزل َ ْ‬ ‫ج َ‬
‫َ‬
‫الْيَو ْم ِ أل ِ َهذ َا َ‬
‫ب)(‪ )1‬وأبننو لهننب هذا‪ ..‬أول معارض‬ ‫س َ‬ ‫ما ك َنن َ‬ ‫ه وَنن َ‬ ‫مال ُنن ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عَن ْنن ُ‬
‫() متفق عليه البخاري حديث (‪ ،)4770‬ومسلم حديث (‪ )307‬واللفظ‬ ‫‪1‬‬

‫للبخاري‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫م الننبي ﷺ أ ٌن‬
‫خ‬ ‫للدعوة‪ ..‬ابنن عبند المطلب بنن هاشنم‪ ..‬ع ُّن‬
‫لبيه‪.‬‬
‫وجمننع النننبي ﷺ بننني هاشننم‪ ،‬أعمامننه وأبناء عمومتننه‪،‬‬
‫ودعاهنننم إلى الله فسنننخروا واسنننتخفوا وأعرضوا عننننه‬
‫والروايات في هذا كثيرة(‪ .)1‬يقول أبو الدرداء ‪-‬رضي الله‬
‫َ‬
‫سول الل ّه ﷺ يَقُول (أَْزهَد النَّاس ف ِي الدُّنْيَا‬ ‫معْت َر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫عنه‪َ -‬‬
‫َ َ َّ‬ ‫اْلَنْبِيَاء وَأ َ َ‬
‫ما أنَْزل الله‬ ‫ك فِي َن‬ ‫م اْلَقَْربُو َن‬
‫ن) وَذَل ِن َ‬ ‫م ع َلَيْهِن ْ‬ ‫شدّه ْن‬
‫شيَرتييييك اْل َ ْ‬ ‫ل تعالَى ﴿ َ‬ ‫ج َّ‬
‫ن‬‫قَربِي َيييي‬ ‫ع ِ‬‫ذْر َ‬ ‫وأن ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ل قَا َ َ َ‬ ‫عََّز وَ َ‬
‫ن ﴾(‪.)2‬‬ ‫ملُو َ‬ ‫ع َ‬‫ما ت َ ْ‬ ‫م َّ‬‫ريء ِ‬ ‫ل إِنِّي ب َ ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫﴾ ‪-‬إِلَى قَوْله – ﴿ َ‬
‫وقريش كلها كانت كبني هاشم ينهون الناس عن اتباع‬
‫الننننبي ﷺ وينأون ‪-‬يبعدون‪ -‬عننننه هنننم بأنفسنننهم‪ ،‬وكانوا‬
‫يعذبون مننن يتبننع النننبي ﷺ(‪ .)3‬ورموا النننبي ﷺ بالسننحر‬
‫والجنون وحاصنروه هنو ومنن اتبعنه ومنن ناصنره وإن لم‬
‫يتبعنه منن أقاربنه فني شعنب منن الشعاب ثلث سننوات‬
‫حتنننى كاد أن يموت هنننو أصنننحابه جوعنننا وعطشنننا‪،‬‬
‫ملك‬ ‫واسنتخدموا أسناليب الغراء فعرضوا علينه المال وال ُ‬
‫مقابنل أن يكنف عنن الدعوة ويدعهنم على شركهنم‪ ،‬ولم‬
‫َ‬ ‫يقبل النبي(‪ )4‬ﷺ بل كان يناديهم بالكافرين ﴿ ُ‬
‫ها‬ ‫ل ي َا أي ُّ َ‬‫ق ْ‬
‫َ‬ ‫فُرون‪َ .‬ل أ َ ْ‬
‫ن‬
‫عابِدُو َي‬ ‫م َ‬ ‫وَل أنت ُي ْ‬ ‫عبُدُون‪َ .‬‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫عبُدُ َي‬ ‫الْكَا ِ‬
‫‪214‬‬ ‫() راجنع‪-‬إن شئت‪-‬تفسنير ابنن كثينر والطنبري والقرطنبي لينة‬ ‫‪1‬‬

‫من سورة الشعراء‪.‬‬


‫() أورده بن كثير في تفسير الية ‪ 214‬من سورة الشعراء‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() راجع‪-‬إن شئت‪-‬تفسير الية ‪ 26‬من سورة النعام‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() راجع‪-‬إن شئت‪-‬تفسير اليات الول من سورة (ص) وهو منثور‬ ‫‪4‬‬

‫في كتب السيرة مثل الروض النف ‪.2/7‬‬


‫‪114‬‬
‫َ‬ ‫وَل أَن َييا َ‬ ‫ما أ َ ْ‬
‫م‬‫وَل أنت ُيي ْ‬
‫م* َ‬ ‫عبَدت ّييُ ْ‬
‫ما َ‬ ‫عابِدٌ ّييَ‬ ‫عب ُييد‪َ .‬‬ ‫َيي‬
‫َ‬
‫ن ﴾ [الكافرون‪:‬‬ ‫ي ِدي ِ‬‫ول ِ َ‬‫م َ‬‫م ِدينُك ُ ْ‬ ‫عبُدُ * لَك ُ ْ‬
‫ما أ ْ‬
‫ن َ‬ ‫عابِدُو َ‬ ‫َ‬
‫‪]6-1‬‬

‫ولم يخلف الننبي ﷺ أحدا منن بنني هاشنم‪ .‬بنل قامنت‬


‫الدعوة بمسننناندة قنننبيلتين غينننر قرينننش همنننا الوس‬
‫والخزرج‪ ،‬وفنني مكان غيننر مكننة هننو المدينننة المنورة‪،‬‬
‫وكانننت قريننش هنني الطرف الرئيسنني فنني الحرب مننع‬
‫النبي ﷺ في بدر وأحد والحزاب والحديبية ثم فتح مكة‪.‬‬
‫أفبعد َ هذا يقال أنها كانت هاشمية أو قرشية؟! أو أنها‬
‫بدأت بالمسالمة والمداهنة؟!‬
‫الثاني‪ :‬بخصوص الحنفية والحنفاء‪:‬‬
‫الحنفينة لم تكنن دعوة قائمنة قبنل الننبي ﷺ ولم يكنن‬
‫الحنفاء منتشرون هننا وهناك‪ ،‬وإنمنا فرد واحند فني مكنة‬
‫أو بالحرى فنني الجزيرة كلهننا وعدد مننن الفراد يعدون‬
‫على أصنابع اليند الواحدة على النصنرانية ول أثنر لهنم فني‬
‫واقنننننع الحياة(‪ ،)1‬وقرينننننش والعرب جملة كان يعبدون‬
‫الصننننام ويدَّعون أن ذلك هنننو ملة إبراهينننم‪ ،‬وكانوا ل‬
‫يسنننمحون لحننند أن يتطاول على أصننننامهم‪ ،‬أو يدعنننو‬

‫() والحقيقنة أن الحنيفينة لم تكنن منتشرة قبنل الرسنول ﷺ‪ ،‬كان‬ ‫‪1‬‬

‫فردا واحدا (زيند بنن عمرو بنن نفينل) وقند أقنر هنو بذلك نقل عنن‬
‫جواد علي فنني الحلقننة التنني تكلم فيهننا عننن الحنيفيننة فنني (فنني‬
‫الصميم)‪ ،‬وكذا ظهر ذلك على الشاشة في مقدمة الحلقة الولى‬
‫مننن برنامننج سننؤال جرئ وهننم يعرضون كيننف بدأ الوحنني على‬
‫الرسول ﷺ‪.‬فتأمل كيف يكذبه بعض قوله بعضا‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫للخروج على نظامهننم (دينهننم) شأن كننل جاهليننة فنني‬
‫التاريخ‪،‬أو قل شأن كل نظام في التاريخ‪ ،‬ولم يحدث أن‬
‫أحدا حاول النكيننر عليهننم قبننل النننبي ﷺ سننوى زينند بننن‬
‫عمرو بن نفينل‪ ،‬وقند أوكلوا بنه عمه (الخطاب بنن نفينل)‬
‫فأخرجنه منن مكنة وأوكنل بنه عدد منن الشباب والسنفهاء‬
‫حتنى ل يدخلهنا‪ ،‬كنل ذلك مخافنة أن يحرض الناس على‬
‫ترك ما هم عليه والدخول فيما هو عليه(‪ )1‬وقد عاش زيد‬
‫وحيدا ومات وحيدا لم يتبعه أحد ولم يدَِّع نبوة‪.‬‬
‫حفْننننة القليلة منننن الرجال الذي رفضوا عبادة‬
‫وهذه ال ِ‬
‫الصنننام كانوا قنند ذهبوا إلى الشام يبحثون عننن الديننن‬
‫الجديند وهناك فني الشام قينل بأننه بقني ننبي يبعنث منن‬
‫ولد إسنننماعيل ( العرب ) فعادوا إلى مكننة ينتظرونننه ‪،‬‬
‫وكان بحيرا الراهب يجلس بطريق القوافل العربية التي‬
‫تسنير على الطرينق يبحنث عنن هذا الننبي ‪ ،‬أو عنن شينء‬
‫من أخباره ‪.‬‬

‫والمقصننود أنننه لم يكننن هناك ديانننة اسننمها الحنفيننة‪،‬‬


‫والمقصنود أن الحنفينة لم تكنن دياننة منتشرة بين العرب‬
‫حيننن بعننث النننبي ﷺ‪ ،‬وأن قريشننا والعرب كانوا وثنييننن‬
‫يعبدون الصنننام ويقولون هذه ملة إبراهيننم‪ ،‬فالكننل كان‬
‫يدعنني أنننه على ملة إبراهيننم‪ ..‬قريننش والحنفاء‪ ،‬وكذا‬
‫النننبي ﷺ وملة إبراهيننم التنني دعننى إليهننا النننبي ﷺ هنني‬
‫السننلم‪ ..‬هنني ديننن الله الذي بعننث بننه رسننله جميعننا ﴿‬
‫() انظر الروض الُنُف ‪ ،1/390‬وقصة زيد منتشرة في كتب السيرة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪116‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫س ِ‬ ‫من َ‬ ‫م إِل ّ َ‬ ‫هي َ‬ ‫ة إِبَْرا ِ‬ ‫مل ّ ِ‬ ‫عن ِّ‬ ‫ب َ‬ ‫غ ُ‬ ‫من يَْر َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ة لَ ِ‬ ‫خَر ِ‬ ‫في ال ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫وإِن َّ ُ‬ ‫في الدُّنْيَا َ‬ ‫فيْنَاهُ ِ‬ ‫صطَ َ‬ ‫دا ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫ول َ َ‬ ‫َ‬
‫قالُوا ْ كُونُواْ‬ ‫و َ‬ ‫ن ﴾ [البقرة‪ ]130 :‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ال ّ يَ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫هي َيييي‬ ‫ة إِبَْرا ِ‬ ‫مل ّ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫هتَدُوا ْ ُ‬ ‫صاَرى ت َ ْ‬ ‫و ن َيييي َ‬ ‫هودًا أ ْ‬ ‫ُ‬
‫ن ﴾ [البقرة‪ ]135 :‬وقال‬ ‫ركِي َي‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َي‬ ‫ن ِ‬ ‫ما كَا َي‬ ‫و َي‬ ‫فا َ‬ ‫حنِي ًي‬ ‫َ‬
‫تعالى‪:‬‬
‫ْ َ‬
‫ما‬ ‫و َي‬ ‫فا َ‬ ‫حنِي ًي‬ ‫م َ‬ ‫هي َي‬ ‫ة إِبَْرا ِ‬ ‫ملّ َ‬ ‫عوا ِ‬ ‫فاتَّبِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ق الل ّي ُ‬ ‫د َ‬ ‫ص َ‬ ‫ل َي‬ ‫ق ْ‬ ‫﴿ ُ‬
‫ن ﴾ [آل عمران‪ ]95 :‬وقال تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ركِي َيي‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الْ ُ‬ ‫م َيي‬ ‫ن ِ‬ ‫كَا َيي‬
‫َي‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ه لله َ‬ ‫ه ُي‬ ‫ج َ‬ ‫و ْ‬ ‫م َ‬ ‫سل َ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْي‬ ‫م َّ‬ ‫ن ِدين ً يا ِّ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َي‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْي‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫خذَ الل ّيي ُ‬
‫ه‬ ‫وات َّ َ‬ ‫فا َ‬ ‫حنِي ًيي‬ ‫م َ‬ ‫هي َيي‬ ‫ة إِبَْرا ِ‬ ‫مل ّ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن واتَّب َيي َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح ِيي‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫خلِيًل ﴾ [النسنناء‪ ،]125 :‬فنحنن نعتقند أن الننبياء‬ ‫م َ‬ ‫هي َي‬ ‫إِبَْرا ِ‬
‫جميعنا كانوا على السنلم الذي هنو السنتسلم لله وحده‬
‫ل شريننك له‪ ،‬الذي هننو التوحينند‪ ،‬الذي هننو ملة إبراهيننم‪،‬‬
‫فكنل الننبياء عندننا مسنلمون‪ ،‬والدينن عندننا واحند وهنو‬
‫السننلم ولكننن شرائع مختلفننة‪.‬إبراهيننم ‪-‬عليننه السننلم‪-‬‬
‫صَرانِيًّا‬ ‫ول َ ن َ ْ‬ ‫هوِدي ًّا َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫هي ُ‬ ‫ن إِبَْرا ِ‬ ‫ما كَا َ‬ ‫عندنا مسلما ﴿ َ‬
‫ن‬ ‫ركِي َ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما كَا َ‬ ‫و َ‬ ‫ما َ‬ ‫سل ِ ً‬ ‫م ْ‬ ‫فا ُّ‬ ‫حنِي ً‬ ‫ن َ‬ ‫ولَكِن كَا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫م ُ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫سل ِ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ه َرب ُّ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫﴾ [آل عمران‪ ﴿ ]67 :‬إِذْ َ‬
‫ن ﴾ [البقرة‪ ]131 :‬وكان يدعنو الله ‪-‬سنبحانه‬ ‫مي َي‬ ‫عال َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫لَِر ّ ِي‬
‫وتعالى‪ -‬هننو وولده إسننماعيل قائل كمننا يحكنني القرآن‬
‫ريَّتِن َيا‬ ‫من ذُ ّ ِ‬ ‫و ِي‬ ‫ك َ‬ ‫ن ل َي َ‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْي‬ ‫علْن َيا ُ‬ ‫ج َ‬ ‫وا ْ‬ ‫الكرينم‪َ ﴿ :‬ربَّن َيا َ‬
‫علَيْن َيا إِن َّي َ‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬ ‫أ ُ َّ‬
‫ك‬ ‫ب َ‬ ‫وت ُي ْ‬ ‫سكَنَا َ‬ ‫منَا ِي‬ ‫رن َيا َ‬ ‫وأ ِ‬ ‫ة ل ّي َ َ‬ ‫م ً‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْي‬ ‫ة ُّ‬ ‫م ً‬
‫م ﴾ [البقرة‪ .]128 :‬ويوسننف ‪-‬عليننه‬ ‫ب الَّر ِ‬ ‫ت الت َّ َّ‬ ‫َ‬
‫حي ُ ي‬ ‫وا ُ ي‬ ‫أن َ ي‬

‫‪117‬‬
‫ك‬ ‫مل ْي ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َي‬ ‫قدْ آتَيْتَن ِيي ِ‬ ‫ب َ‬ ‫السننلم‪ -‬كان مسننلما ﴿ َر ّيِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫فاطَِر ال َّي‬ ‫ث َ‬ ‫حاِدي ِي‬ ‫ل ال َ َ‬ ‫وي ِ‬ ‫من تَأ ِ‬ ‫متَن ِيي ِي‬ ‫عل ّ ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فن ِيي‬ ‫و ّ‬ ‫ة تَ َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫وال ِ‬ ‫في الدُّنُي َيا َ‬ ‫ولِي ّ ِيي ِي‬ ‫ت َ‬ ‫ض أن َي‬ ‫والْر ِي‬ ‫َ‬
‫ن ﴾ [يوسنف‪ ]101 :‬وموسى‬ ‫قن ِي بِال َّ‬ ‫ح ْ‬ ‫وأل ْ ِ‬‫َ‬
‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫سل ِ ً‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ومي ِ إِن‬ ‫ق ْ‬ ‫سى ي َيا َ‬ ‫مو َي‬ ‫ل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬ ‫‪-‬عليننه السننلم‪ -‬وقومننه ﴿ َ‬
‫وكَّلُوا ْ إِن كُنت ُيييم‬ ‫ه تَ َ‬ ‫علَي ْييي ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫منت ُيييم بِالل ّييي ِ‬ ‫مآ َ‬ ‫كُنت ُييي ْ‬
‫من َّيا‬ ‫َ َي‬
‫نآ َ‬ ‫من َّيا إِل ّ أ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ق ُي‬ ‫ما تَن ِ‬ ‫و َي‬ ‫ن ﴾ [يوننس‪َ ﴿ ،]84 :‬‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْي‬ ‫ُّ‬
‫صبًْرا‬ ‫علَيْن َيا َي‬ ‫غ َ‬ ‫ر ْي‬ ‫ف ِ‬ ‫جاءتْن َيا َربَّن َيا أ َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ت َربِّن َيا ل َي َّ‬ ‫بِآيَا ِي‬
‫ن ﴾ [العراف‪ ]126 :‬ونوح علينه السنلم ﴿‬ ‫وت َو َّ‬
‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْي‬ ‫فن َيا ُ‬ ‫َ َ‬
‫لَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يي إ ِ ّ‬ ‫ر َ‬ ‫ج ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ر إ ِي ْ‬ ‫ج ٍ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْي‬ ‫سألْتُكُم ِّ‬ ‫ما َي‬ ‫ف َي‬ ‫م َ‬ ‫ول ّيْت ُي ْ‬ ‫فإِن ت َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َي‬ ‫علَى الل ّ يه ُ‬
‫ن﴾‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْي‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َي‬ ‫ن ِ‬ ‫ن أكُو َ ي‬ ‫تأ ْ‬ ‫مْر ُ ي‬ ‫وأ ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬
‫[يونننس‪ ،]72 :‬وسننليمان عليننه السننلم فنني قصننة مكاتبتننه‬
‫ََ‬
‫وأْتُون ِي‬ ‫ي َ‬ ‫عل َ َّ‬ ‫علُوا َ‬ ‫لمل ِكة سبأ جاءت هذه اليات ﴿ أ ّل ت َ ْ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫مَل أيُّك ُيي ْ‬ ‫ها ال َ‬ ‫ل ي َييا أي ّييُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن ﴾ [النمنننل‪َ ﴿ ]31 :‬‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْيي‬ ‫ُ‬
‫ن ﴾ [النمنل‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قب ْ َ‬ ‫ها َ‬ ‫ْ‬
‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل أن يَأتُون ِي ُ‬ ‫ش َ‬ ‫عْر ِ‬ ‫يَأتِين ِي ب ِ َ‬
‫َ‬ ‫ل أَ َ‬
‫ت كَأن َّي ُ‬
‫ه‬ ‫قال َي ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ش ِي‬ ‫عْر ُ‬ ‫هكَذَا َ‬ ‫قي َ‬ ‫ت ِ‬ ‫جاء ْي‬ ‫ما َ‬ ‫فل َي َّ‬ ‫‪َ ﴿ ]38‬‬
‫ن ﴾ [النمل‪:‬‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وكُنَّا ُ‬ ‫ها َ‬ ‫قبْل ِ َ‬ ‫من َ‬ ‫م ِ‬ ‫عل ْ َ‬ ‫وأُوتِينَا ال ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬
‫‪ ،]42‬ولوط علينه السنلم جاء فني وصنف بيتنه على لسنان‬
‫ن‬ ‫م َييي‬ ‫ت ِّ‬ ‫غيَْر بَي ْييي ٍ‬ ‫ها َ‬ ‫في َييي‬ ‫جدْن َيييا ِ‬ ‫و َ‬ ‫ما َ‬ ‫ف َييي‬ ‫الملئكنننة ﴿ َ‬
‫ن ﴾ [الذاريات‪ ،]36 :‬وكذا الحواريون أتباع عيسنى‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ريِّي َي‬ ‫وا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ت إِلَى ال ْ َ‬ ‫حي ْي ُ‬ ‫و َ‬ ‫وإِذْ أ ْ‬ ‫علينه السنلم‪ .‬قال الله ﴿ َ‬
‫هدْ بِأَنَّن َيا‬ ‫ش َ‬ ‫وا ْ‬ ‫من َّيا َ‬ ‫وا ْ آ َ‬ ‫قال ُ َ‬ ‫سولِي َ‬ ‫وبَِر ُي‬ ‫منُوا ْ ب ِيي َ‬ ‫نآ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫َي‬
‫ن ﴾ [المائدة‪.]111 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬

‫‪118‬‬
‫من‬ ‫سلْنَا ِي‬‫َي‬ ‫ما أَْر‬ ‫و َي‬
‫فكننل النننبياء أرسننلوا بالتوحينند ﴿ َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫حي إلَي َ‬ ‫َ‬
‫ه إ ِل أن َا‬ ‫إِل َ َ‬ ‫ه َل‬ ‫ه أن َّ ُ‬
‫ِ ْ ِ‬ ‫ل إ ِ ّل نُو ِ‬
‫سو ٍ‬‫من َّر ُ‬ ‫ك ِ‬‫قبْل ِ َ‬
‫َ‬
‫ن ﴾ [النبياء‪.]25 :‬‬
‫عبُدُو ِ‬
‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫والمقصننود أنننه ملة إبراهيننم التنني يتكلم عنهننا القرآن‬
‫الكريم والسنة النبوية المطهرة ليست هي ملة إبراهيم‬
‫التي كانت تتكلم عنها قريش‪ .‬وهذا يعني بداهة أن قول‬
‫النننبي ﷺ أنننه على ملّة إبراهيننم لم يكننن مشاكلة لكفار‬
‫قريش أو مداهنة لهم‪ ،‬فقند تبين لك م ما مضنى أنه كان‬
‫يخالفهننم ويعادونهننم مننن أول يوم‪ ،‬ويؤينند هذا أن أغلب‬
‫اليات التني ذكرت فيهنا (ملة إبراهينم) كاننت مدنينة ولم‬
‫تكن مكية‪.‬‬
‫***‬
‫يقول ‪ -‬قبحه الله‪ -‬أن النبي ﷺ ظهر في فترة كثر فيها‬
‫من ادعى النبوة وأن ذلك من تأثير حكايات يهود(‪.)1‬‬
‫وكالعادة يكذب‪ ،‬فقبل النبي ﷺ لم يدَّع أحد النبوة قط‪،‬‬
‫ولم يفكر أحد في ذلك‪ ،‬بل غاية ما هنالك أن اعتزل نفٌر‬
‫مننا كانننت عليننه العرب مننن شرك‪ ،‬وهننم الحنفاء وكانوا‬
‫يُعدون على أصابع اليد كما تقدم‪ ،‬أما الذين ادعوا النبوة‬
‫فقند جاءوا فني نهاينة بعثنة الننبي ﷺ قبنل وفاتنه ﷺ بعام‬
‫تقريبنا‪ ،‬ولم تكنن لهنم دعوة ول كتاب كالقرآن‪ ،‬ول تبعهنم‬
‫أحنند غيننر قومهننم‪ ،‬ولم تتحرك دعوتهننم خارج ديارهننم‪..‬‬
‫جميعهننم قتلوا على ينند المسننلمين فيمننا يعرف تاريخيننا‬

‫() د‪ 8/‬وما بعدها‪ ،‬في الصميم الحلقة السادسة (الحاجة للملكة)‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪119‬‬
‫بحروب الردَّة‪ ،‬وهذه أمارة أخرى على نبوة النننننبي ﷺ إذ‬
‫أن الدعياء الكذبنة يموتون قتلى ول يكتنب لهنم نصنر فني‬
‫هذه الحياة كما ينص الكتاب (المقدس)‪.‬‬
‫وكانننت يهود بيننن ظهراننني العرب مننن مئات السنننين‬
‫قبننل بعثننة النننبي ﷺ ولم يخرج أحنند يدعنني النبوة ل مننن‬
‫يهود ول منن العرب قاطبنة حتنى جاء الننبي ﷺ فأينن هني‬
‫ثقافة يهود؟!‬
‫وكنل الذينن ادعوا النبوة بعند الننبي ﷺ جاءوا بعند العام‬
‫السابع من الهجرة بثلث سنوات وهو ‪-‬أي العام السابع‪-‬‬
‫العام الذي طُهرت فيننه الجزيرة العربيننة مننن يهود فنني‬
‫معركننة خيننبر الشهيرة‪ .‬ولم يتكلم أحنند منهننم بأن يهود‬
‫ثقفته‪.‬‬
‫قنند كانننت يهود تبشننر بمقدم نننبي‪ ،‬وأنننه سننيهاجر إلى‬
‫يثرب (المديننة المنورة)‪ ،‬وكاننت تخوف بنه جيرانهنا منن‬
‫الوس والخزرج وغطفان‪ ،‬تقول لهنننم (إننننه قننند تقارب‬
‫زمان ننبي يبعنث الن نقتلكنم معنه قتنل عاد وإرم)‪ ،‬كاننت‬
‫فني المديننة وأجوارهنا تنتظنر ظهور هذا الننبي العظينم ﷺ‬
‫ثننم لمننا جاءهننم مننا عرفوا كفروا بننه(‪ )1‬وهذا قول الله‬
‫دقٌ‬ ‫ص ِّ‬‫م َي‬‫ه ُ‬ ‫د الل ّي ِ‬ ‫عن ِ‬‫ن ِ‬ ‫م ْي‬ ‫ب ِّ‬‫م كِتَا ٌي‬ ‫ه ْي‬ ‫جاء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ول َي َّ‬‫تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫علَى‬ ‫ن َ‬ ‫حو َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫فت ِ ُ‬ ‫ل ي َيي ْ‬ ‫من َ‬
‫قب ْ ُ‬ ‫وكَانُوا ْ ِيي‬ ‫م َ‬‫ه ْيي‬ ‫ع ُ‬‫م َ‬
‫ما َ‬‫ّيي َ‬
‫ل ِ‬
‫َ‬
‫فُروا ْ ب ِي ِ‬
‫ه‬ ‫فوا ْ ك َ َ‬ ‫عَر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫هم َّي‬ ‫جاء ُي‬ ‫ما َ‬ ‫فل َي َّ‬
‫فُروا ْ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َي‬‫ال ّ ِ‬

‫() فنني البدايننة والنهاينة لبننن كثيننر المجلد الثاننني باب كامننل بهذا‬ ‫‪1‬‬

‫العنوان (كتاب مبعنث رسنول الله ﷺ تسنليما كثيرا وذكنر شينء منن‬
‫البشارات بذلك)‪.‬‬
‫‪120‬‬
‫َ‬
‫ن ﴾ [البقرة‪.]89 :‬‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬‫علَى الْكَا ِ‬ ‫ة الل ّه َ‬ ‫عن َ ُ‬ ‫فل َ ْ‬
‫َ‬
‫لم يكنن ليهود أحادينث وثقافات تبثهنا بينن العرب عنن‬
‫ملك يؤخننذ بنبوة‪ ،‬بننل إن يهود ل تقول عننن داود عليننه‬ ‫ُ‬
‫السننلم أنننه نننبي‪ ،‬فهننو عندهننا ملك وليننس نننبي‪ ،‬وإنمننا‬
‫تكلمننت يهود عننن نننبي واحنند يبعننث ويهاجننر إلى يثرب‬
‫وزعمننت أنهننا تتبعننه وتقتننل بننه العرب والعجننم‪ .‬هذا هننو‬
‫حدينث يهود فني الجاهلينة لم نسنمع غيره‪ .‬اللهنم أكاذينب‬
‫زكريننا بطرس التنني يرويهننا عننن إخوانننه مننن الكافريننن‬
‫والمنافقين‪.‬‬
‫***‬
‫يدندن كثيرا زكرينننا بطرس حول الينننة الثلثنننة بعننند‬
‫ن‬‫هذَا ِييي‬ ‫ن َ‬ ‫قالُوا إ ِييي ْ‬ ‫السنننننتين منننن سنننننورة طنننه‪َ ﴿ :‬‬
‫َ‬ ‫ن أَن ي ُ ْ‬
‫ضك ُييم‬ ‫ن أْر ِ‬ ‫م ْيي‬ ‫جاك ُييم ِّ‬ ‫ر َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ريدَا ِيي‬‫ن يُ ِ‬‫حَرا ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ل َيي َ‬
‫مثْلَى ﴾ [طه‪]63 :‬‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫قتِك ُ ُ‬ ‫هبَا بِطَ ِ‬
‫ري َ‬ ‫ويَذْ َ‬‫ما َ‬ ‫ه َ‬
‫ر ِ‬‫ح ِ‬ ‫س ْ‬ ‫بِ ِ‬
‫يقول أن بهننا خطننأ لغوي ل يمكننن أن يقننع فيننه طالب‬
‫في الصف الثالث البتدائي!!‬
‫وهننو يكذب‪ ،‬ووجننه كذبننه هنننا أن اليننة مكتوبننة فنني‬
‫ن) وليست‬ ‫المصحف ونقرأها بإن المخففة من الثقيلة (إ ْ‬
‫ن)‬‫ن) غيننر (إ ّ نَ‬ ‫ن) المشددة‪ .‬ومعروف ومشهور أن (إ ْ ن‬ ‫(إ ّ نَ‬
‫المشددة‪ .‬فهنو كذ ّاب ينطنق الينة على غينر الوجنه الذي‬
‫كتبت به ثم يقول خطأ لغوي(‪.1‬‬

‫‪ 1‬هناك قراءة وحيدة تلزم اسم ان وخبرها النصب في كل حال ‪ ،‬وهي قراءة كنانة ـ‬
‫حي من أحياء العرب ‪ ،‬يقولون مررت بالذيدان ‪ ،‬وكلمت الذيدان ‪ .‬وهذه هي قراءة‬
‫من قرأ بالتخفيف ولم ينصب ‪ .‬وليست هي المثبتة في المصحف ‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫ن) المخففننة مننن الثقيلة ل ترفننع مبتدأ ول تنصننب‬ ‫و(إ ْن‬
‫ن)‪ .‬وإنما تأتي بمعان عدّة‪ ،‬منها‬ ‫ن) و(أ َّ‬ ‫خبر كالمشددة (إ َّ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫م َييي‬ ‫حدٌ ِّ‬ ‫نأ َ‬ ‫وإ ِييي ْ‬ ‫الشرطيننننة مثننننل قول الله تعالى ﴿ َ‬
‫ك َ َ‬
‫م‬ ‫ع كَل َي َ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫حت َّيى ي َي ْ‬ ‫جْره ُي َ‬ ‫فأ ِ‬ ‫جاَر َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ن ا ْي‬ ‫ركِي َي‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫غ ه مأ ْمن َه ذَل ِ َ َ‬ ‫الل ّه ث ُ َ َ‬
‫ن﴾‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م ل ّ يَ ْ‬ ‫و ٌ‬ ‫ق ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك بِأن َّ ُ‬ ‫م أبْل ِ ْ ُ َ َ ُ‬ ‫ِ ّ‬
‫[التوبة‪.]6 :‬‬
‫وتأتنني بمعنننى (مننا) النافيننة مثننل قول الله تعالى‪﴿ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫هم ب ِ ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬ ‫ولَدًا‪َّ .‬‬ ‫ه َ‬ ‫خذَ الل ّ ُ‬ ‫قالُوا ات َّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذَر ال ّ ِ‬ ‫ويُن ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ف َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫م ً‬ ‫ت كَل ِ َ‬ ‫م كَبَُر ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول ِلبَائ ِ ِ‬ ‫عل م ٍ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ذب ًيا ﴾ [الكهننف‪ ،]5 ،4 :‬وقول الله تعالى‬ ‫ن إ ِ ّل ك َ ِ‬ ‫قولُو َي‬ ‫إِن ي َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من َيا‬ ‫ع ْ‬ ‫عبْدٌ أن ْ َ‬ ‫و إ ِ ّل َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ُ‬ ‫عنن المسنيح ‪-‬علينه السنلم‪ ﴿ -‬إ ِي ْ‬
‫ل ﴾ [الزخرف‪]59 :‬‬ ‫سَرائِي َ‬ ‫مثًَل ل ِّبَن ِ يي إ ِ ي ْ‬ ‫علْنَاه يُ َ‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫علَي ْ ي ِ‬ ‫َ‬
‫فهني هننا بمعننى (منا) النافينة فني سنياق الحصنر بالنفني‬
‫والستثناء‪.‬‬
‫ن‬‫قالُوا إ ِ ْ‬ ‫وتأتي بمعنى نعم مثل آية (طه) التي معنا ﴿ َ‬
‫َ‬ ‫ن أَن ي ُ ْ‬
‫ضكُم‬ ‫ن أْر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جاكُم ِّ‬ ‫ر َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ريدَا ِ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫حَرا ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫هذَا ِ‬ ‫َ‬
‫مثْلَى ﴾ [طننه‪]63 :‬‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫قتِك ُ ي ُ‬ ‫ري َ‬ ‫هب َ يا بِطَ ِ‬ ‫ويَذْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫س ْ‬ ‫بِ ي ِ‬
‫ويروى أن أعرابينا جاء لبنن عبند الله بنن الزبينر ‪-‬رضني‬
‫الله عنهمننا‪ -‬يسننأله مال فلم يننر ابننن الزبيننر ‪-‬رضنني الله‬
‫عنهمننا‪ -‬له حننق فنني المال فلم يعطننه‪ ،‬وألح العرابنني‪،‬‬
‫ورفنض ابنن الزبينر ‪-‬رضني الله عنهمنا‪ -‬فقال العرابني‪:‬‬
‫نن وراكبهنا‪.‬أي نعنم‬ ‫ة حملتنني إلينك‪ ،‬فأجاب‪ :‬إ ْ‬ ‫لعنن الله داب ً‬
‫وراكبها‪.‬‬
‫***‬

‫‪122‬‬
‫م َرب ّييييُ ُ‬
‫ه‬ ‫وإِِذ ابْتَلَى إِبَْرا ِ‬
‫هي َيييي‬ ‫يقول أن فنننني هذه ﴿ َ‬
‫ما‬‫ما ًي‬‫ك لِلنَّا سِي إ ِ َ‬ ‫عل ُي َ‬‫جا ِ‬‫ل إِن ّ ِيي َ‬‫قا َ‬ ‫ه َّي‬
‫ن َ‬ ‫م ُ‬‫فأَت َ َّ‬‫ت َ‬ ‫بِكَل ِ َ‬
‫ما ٍي‬
‫َ‬
‫ن﴾‬ ‫مي َي‬ ‫دي الظّال ِ ِ‬ ‫ه ِ‬‫ع ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ل َ يَنَا ُ‬‫قا َ‬‫ريَّت ِيي َ‬ ‫من ذُ ّ ِ‬‫و ِي‬
‫ل َ‬‫قا َ‬ ‫َ‬
‫[البقرة‪ ]124 :‬خطنأ لغوي‪ ،‬وهنو نصنب الفاعنل (الظالمينن)‬
‫وحقنه الرفنع‪ .‬يقول‪ :‬وهذا خطنأ ل يمكنن أن يقنع فينه إله‬
‫(‪)1‬‬
‫إذا القرآن ليس كلم الله!!‬
‫وهذا والله ممننا يضحننك منننه ويطوى ول يروى إل فنني‬
‫مجالس الفكاهة وال سمر‪ ،‬ولول أننا سمعنا أن هناك من‬
‫يصدقه ما رددنا عليه‪.‬‬
‫هنو يكذب‪ ،‬وهنو يسنتغل جهنل القارئ ومنن ثنم يلبنس‬
‫عليه‪.‬‬
‫الفاعل هنا هو كلمة (عهدي) وليس الظالمين‪ .‬وبيان‬
‫ذلك أن (ينال) لها معنيان‪ ..‬يأخذ‪ ..‬ويصيب‪.‬‬
‫المعنييى الول‪ :‬وهننو يصننيب مننن نلت الشيننء أي‬
‫َ‬
‫هم‬ ‫ب ل َي ُ‬ ‫و نَّيًْل إِل ّ كُت ِي َ‬ ‫عدُ ٍّ‬ ‫ن َ‬‫م ْي‬ ‫ن ِ‬ ‫ول َ يَنَالُو َي‬ ‫(‪)2‬‬
‫أصنبته ‪َ ﴿ :‬‬
‫َ‬
‫ن﴾‬ ‫سنِي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جَر ال ْ ُ‬ ‫عأ ْ‬ ‫ضي ُ‬ ‫ه ل َ يُ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ح إ ِ َّ‬ ‫صال ِ ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ع َ‬‫ه َ‬ ‫بِ ِ‬
‫َ َّ‬
‫ن‬‫ذي َي‬ ‫ن ال ِ‬ ‫[التوبننة‪ :‬مننن اليننة ‪ ]120‬ومثله قول الله تعالى‪ ﴿ :‬إ ِي ّ‬
‫َ‬
‫وِذل ّ ٌ‬
‫ة‬ ‫م َ‬ ‫ه ْي‬ ‫من َّرب ِّ ِ‬ ‫ب ّ ِي‬ ‫ض ٌي‬ ‫غ َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫سيَنَال ُ ُ‬ ‫ل َي‬ ‫ج َ‬ ‫ع ْ‬‫خذُوا ْ ال ْ ِ‬ ‫ات َّ َ‬
‫ن﴾‬ ‫ري َييي‬ ‫فت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫زي ال ْ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫وكَذَل ِييي َ‬ ‫ة الدُّنْي َيييا َ‬ ‫حيا ِ‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫ِ يي‬
‫َ‬
‫ن‬‫ذي َييييييييي‬ ‫ؤلء ال ّ ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫[العراف‪]152 :‬؛ وقول الله تعالى‪ ﴿ :‬أ َ َ‬
‫ة لَ‬ ‫جن َّ َ‬ ‫خلُوا ْ ال ْ َ‬ ‫ة ادْ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ه بَِر ْ‬‫م الل ّ ي ُ‬ ‫ه ُي‬ ‫م ل َ يَنَال ُ ُ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ق َي‬ ‫أَ ْ‬

‫() يردد هذا الكلم كثيرا بمناسنبة وبدون مناسنبة فني كنل برامجنه‬ ‫‪1‬‬

‫التي يقدمها‪.‬‬
‫() القرطبي عند تفسير الية ‪ 120‬من سورة التوبة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪123‬‬
‫َ‬
‫ن ﴾ [العراف‪ ]49 :‬وقول‬ ‫حَزنُو َي‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ول َ أنت ُي ْ‬ ‫م َ‬ ‫علَيْك ُي ْ‬ ‫ف َ‬ ‫و ٌي‬ ‫خ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫م ل َي ْ‬ ‫ه ْي‬ ‫غيْظِ ِ‬ ‫فُروا ب ِ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َي‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫وَردَّ الل ّي ُ‬ ‫الله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫وكَا َي‬ ‫ل َ‬ ‫قتَا َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫منِي َي‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ه ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫فى الل ّي ُ‬ ‫وك َي َ‬ ‫خيًْرا َ‬ ‫يَنَالُوا َ‬
‫َ‬
‫زيًزا ﴾ [الحزاب‪ ]25 :‬وقول الله تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ع ِ‬ ‫وي ّيييًا َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّييي ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫و كَذ َّي َ‬ ‫ذب ًيا أ ْ‬ ‫ه كَ ِ‬ ‫علَى الل ّي ِ‬ ‫فتََرى َ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِي‬ ‫م َّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أظْل َي ُ‬ ‫م ْي‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫حت َّى إِذَا‬ ‫بآيات ِ ُ‬
‫ب َ‬ ‫ن الْكِتَا ِ‬ ‫م َ‬ ‫هم ِّ‬ ‫صيب ُ ُ‬ ‫م نَ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك يَنَال ُ ُ‬ ‫ولَئ ِ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ِ َ ِ‬
‫َ‬ ‫جاءت ْه م ر سلُنَا يَت َو َّ‬
‫م‬ ‫ما كُنت ُ ي ْ‬ ‫ن َي‬ ‫قالُوا ْ أي ْ ي َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْي‬ ‫ون َ ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْي ُ ُي‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫شهدُواْ‬
‫و َ ِ‬ ‫عن َّيا َ‬ ‫ضل ّوا ْ َ‬ ‫قالُوا ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّي ِ‬ ‫من دُو ِي‬ ‫ن ِي‬ ‫عو َي‬ ‫تَدْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ﴾ [العراف‪]37 :‬‬ ‫ري َيي‬ ‫ف ِ‬ ‫م كَانُوا ْ كَا ِ‬ ‫ه ْيي‬ ‫م أن َّ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِيي‬ ‫علَى أن ُ‬ ‫َ‬
‫م َرب ّييييُ ُ‬
‫ه‬ ‫هي َيييي‬ ‫وإِِذ ابْتَلَى إِبَْرا ِ‬ ‫ومثله قول الله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ما‬ ‫ما ًي‬ ‫ك لِلنَّا سِي إ ِ َ‬ ‫عل ُي َ‬ ‫جا ِ‬ ‫ل إِن ّ ِيي َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه َّي‬ ‫م ُ‬‫فأَت َ َّ‬ ‫ت َ‬ ‫ما ٍي‬ ‫بِكَل ِ َ‬
‫َ‬
‫ن﴾‬ ‫مي َي‬ ‫دي الظّال ِ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ل َ يَنَا ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ريَّت ِيي َ‬ ‫من ذُ ّ ِ‬ ‫و ِي‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫[البقرة‪ ]124 :‬وهي الية التي يتكلم عنها‪.‬‬
‫ب عهدي الظالميننن‪ ،‬فالظالميننن‬
‫فالمعننني هنننا ل ي ُننصي ُ‬
‫مفعول به وعهدي هي الفاعل‪.‬‬
‫والمعنيى الثانيي‪ :‬يأخننذ تقول دخننل المسننابقة ولم‬
‫ينل المتسابقُ جائزة‪ .‬أي لم يأخذ‪..‬وفي التنزيل ومن هذا‬
‫َ‬
‫ها‬ ‫ؤ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫وَل ِد َ‬ ‫ها َ‬ ‫م َ‬‫حو ُ‬ ‫ل الل ّ َ‬
‫ه لُ ُ‬ ‫قول الله تعالى‪ ﴿ :‬لَن يَنَا َ‬
‫م‬ ‫ها لَك ُي ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫س َّ‬ ‫ك َي‬ ‫م كَذَل ِي َ‬ ‫منك ُ ي ْ‬ ‫وى ِ‬ ‫ه الت َّ ْ‬ ‫ولَك ِ ين يَنَال ُي ُ‬
‫ق َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن﴾‬ ‫سنِي َ‬ ‫ح ِي‬ ‫م ْ‬ ‫ر ال ْ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫وب َ ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫هدَاك ُي ْ‬ ‫ما َ‬ ‫علَى َي‬ ‫ه َ‬ ‫لِتُكَب ُِّروا الل ّي َ‬
‫ن‬ ‫فو َيي‬ ‫حل ِ ُ‬ ‫[الحنننج‪ ]3 :‬وقول الله تعالى عننن المنافقيننن ﴿ ي َ ْ‬
‫فُرواْ‬ ‫وك َ َ‬ ‫ر َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ة الْك ُ ْ‬ ‫قالُوا ْ كَل ِ َ‬
‫م َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ول َ َ‬ ‫قالُوا ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َيي‬ ‫بِالل ّيي ِ‬
‫قموا ْ إلَّ‬
‫ِ‬ ‫ما ن َ َ ُ‬ ‫و َ‬ ‫م يَنَالُوا ْ َ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫موا ْ ب ِ َ‬ ‫ه ُّ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سل َ ِ‬‫عدَ إ ِ ْ‬ ‫بَ ْ‬
‫فإِن يَتُوبُواْ‬ ‫ه َ‬ ‫ضل ِي ِ‬‫ف ْ‬ ‫من َ‬ ‫ه ِي‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫وَر ُي‬ ‫ه َ‬ ‫م الل ّي ُ‬ ‫ه ُي‬‫غنَا ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫َي‬
‫أ ْ‬
‫‪124‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫عذَابًا ألِي ً‬
‫ه َ‬‫م الل ّ ُ‬ ‫ذّب ْ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫ع ِ‬‫وا ي ُ َ‬ ‫ول ّ ْ‬‫وإِن يَت َ َ‬‫م َ‬‫ه ْ‬‫خيًْرا ل ّ ُ‬
‫ك َ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ول ِ ٍ ّ‬
‫من َ‬ ‫ض ِ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ما ل َ ُ‬ ‫و َ‬‫ة َ‬ ‫خَر ِ‬
‫وال ِ‬ ‫في الدُّنْيَا َ‬ ‫ِ‬
‫ر ﴾ [التوبة‪]74 :‬‬ ‫صي ٍ‬‫ول َ ن َ ِ‬ ‫َ‬
‫***‬
‫فني سنياق نفينه لمينة الننبي ﷺ ‪ ،‬يسنوق قصنة صنلح‬
‫الحديبية وأن عليا ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬رفض أن يمحو كلمة‬
‫(رسننول الله) يقول زكريننا بطرس‪ :‬روى البخاري ‪-‬ويمنند‬
‫بهننا صننوته‪ -‬ومحننى كلمننة رسننول الله وكتننب بخننط يده‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد بن عبد الله‬
‫وهنو يكذب فيمنا ينقنل عنن البخاري‪ ،‬والننص كمنا فني‬
‫ن أَب ِ ني‬‫ي ب ْن ِ‬ ‫ل لِعَل ِ ن ِ ّ‬‫م قَا َ‬ ‫البخاري عننن البراء بننن عازب (ث ُ ن َّ‬
‫َ‬ ‫ل الل َّهِ قَا َ‬ ‫َ‬
‫ي َل وَالل ّهِ‬ ‫ل ع َل ِ ٌّ‬ ‫سو َ‬ ‫ح َر ُ‬‫م ُ‬
‫ها ْ‬‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ض َ‬‫ب َر ِ‬ ‫طَال ِ ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫س ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫س يُ ْ‬ ‫ب وَلَي ْ َ‬ ‫ل الل ّهِ ﷺ الْكِتَا َ‬ ‫سو‬‫خذ َ َر ُ‬ ‫ك أَبَدًا فَأ َ‬‫حو َ‬ ‫م ُ‬
‫َ‬
‫َل أ ْ‬
‫َ‬
‫ن ع َبْد ِ الل ّهِ)(‪.)2‬‬ ‫ح َّ‬
‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫م َ‬‫ضى ع َلَيْهِ ُ‬ ‫ما قَا َ‬ ‫ب هَذ َا َ‬ ‫ب فَكَت َ َ‬‫يَكْت ُ ُ‬
‫فلينس فني الننص (فكتنب بخنط يده) التني يتكلم بهنا‬
‫زكريا بطرس‪ .‬وإنما يكذب ويتكلم من عند نفسه‪.‬‬
‫البراء بننن عازب (راوي الحديننث) يروي للتابعيننن مننا‬
‫حدث يوم الصلح وخشي أن يفهم أحد من محو النبي ﷺ‬
‫للكلمنة (رسنول الله) أن الننبي ﷺ كان يقرأ ويكتنب ولذا‬
‫أتى بالجملة العتراضية (وليس يحسن يكتب)‪.‬‬
‫ب هذا مننا قاضننى‪ ...‬الخ)‬
‫والجملة التنني بعدهننا (فكت َنن‬

‫() الحلقة (‪ )53‬من أسئلة عن اليمان د‪.8/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() البخاري‪.4251/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪125‬‬
‫استئناف من البراء لفعل علي ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬يؤيد هذا‬
‫الفهم ما جاء في البخاري نفسه من طريق آخر (فَقَالُوا‬
‫ك وَلَبَايَعْنَا َن‬ ‫َ‬ ‫من َنا أَن َّن َ‬
‫ن‬ ‫ك وَلك ِن ِ‬ ‫منَعْن َ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ل الل ّنهِ ل َن ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ك َر ُن‬ ‫لَوْ عَل ِ ْ‬
‫ل أَن َنا‬ ‫ن ع َبْد ِ الل َّنهِ فَقَا َ‬ ‫مد ُ ب ْن ُ‬ ‫ح َّ‬‫م َ‬‫ضى ع َلَي ْنهِ ُ‬ ‫ما قَا َن‬ ‫ب هَذ َا َن‬ ‫اكْت ُن ْ‬
‫ن‬ ‫ل وَكَا َ‬ ‫ل اللَّهِ قَا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ع َبْد ِ الل ّهِ وَأنَا وَالل ّهِ َر ُ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫ح َّ‬‫م َ‬‫وَالل ّهِ ُ‬
‫َ‬
‫ي‬ ‫ل عَل ِ ن ٌّ‬ ‫ل الل ّ نَهِ فَقَا َ‬‫سو َ‬ ‫ح َر ُ ن‬ ‫م َن‬ ‫يا ْ‬ ‫ل لِعَل ِ ن ٍ ّ‬ ‫ل فَقَا َ‬ ‫ب قَا َ‬ ‫َل يَكْت ُ ن ُ‬
‫ل فَأَرنيهن قَا َ َ‬ ‫حاهن ُ أَبَدًا قَا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حاه ُن‬ ‫م َ‬‫ل فَأَراهن ُ إِيَّاهن ُ فَ َ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫م َ‬‫وَالل ّنهِ َل أ ْ‬
‫ي ﷺ بِيَدِهِ)‬ ‫النَّب ِ ُّ‬
‫لحنظ قول الراوي (وكان ل يكتنب) وكذا فني الرواينة‬
‫الولى (وكان ل يحسنن يكتنب) ولحنظ أن الننبي ﷺ قال‬
‫أرنينه‪ .‬فلو كان يحسنن الكتابنة لعرف الكلمنة ومنا طلب‬
‫رؤيتها ولما احترز الراوي بهذه الجملة العتراضية (وكان‬
‫ل يكتب) (وكان ل يحسن يكتب)‬
‫مَر عَلِيًّا‬ ‫َ‬
‫(ويشهد لهذا أيضا ما جاء في صحيح مسلم (فَأ َ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ‬ ‫سو‬ ‫ل َر ُ‬‫حاهَا فَقَا َ‬ ‫م َ‬ ‫ي َل وَالل ّهِ َل أ ْ‬ ‫ل عَل ِ ٌّ‬ ‫حاهَا فَقَا َ‬ ‫م َ‬‫ن يَ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ع َبْدِ‬ ‫ب اب ْ ن ُ‬ ‫حاهَ نا وَكَت َ ن َ‬ ‫م َ‬ ‫مكَانَهَ نا فَ َ‬ ‫مكَانَهَ نا فَأَراه ن ُ َ‬ ‫ﷺ أرِن ِ ني َ‬
‫َّ (‪)1‬‬
‫اللهِ)‬
‫ويشهنند لهذا الفهننم أيضننا شارح البخاري بننن حجننر‬
‫العسننقلني ‪-‬رحمننه الله‪ -‬إذ أو رد الرأي المرجوح القائل‬
‫بأن الننبي ﷺ تعلم الكتابنة بعند البعثنة وأورد الرد علينه ثنم‬
‫قال والحنق ‪-‬ل حنظ قال الحنق ولم يقنل الراجنح‪ -‬أننه لم‬
‫يكتننب(‪ .)2‬وابننن هشام على ذات الكلم‪ ..‬أن النننبي ﷺ لم‬

‫() مسلم‪.3336/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر شرح حديث البخاري‪.4251/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪126‬‬
‫يكتب(‪ )1‬والسهيلي في الروض الُن ُف اشتد على من قال‬
‫بأن الرسنول ‪-‬صنلى الله علينه وآله وسنلم‪ -‬كتنب بيدينه‬
‫(‪)2‬‬
‫يوم الحديبية أو بعدها‬
‫ويسنتدل زكرينا بطرس على أن الننبي ﷺ لم يكنن أمينا‬
‫َ‬
‫في‬ ‫ث ِ‬ ‫ع َ‬‫ذي ب َ َ‬ ‫و ال ّ ِ‬‫ه َ‬‫بالقرآن الكريم‪ ،‬بقول الله تعالى ﴿ ُ‬
‫م‬‫ه ْ‬‫ويَُزكِّي ِ‬‫ه َ‬ ‫م آيَات ِ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫م يَتْلُو َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ه ْ‬‫من ْ ُ‬‫سوًل ِّ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ميِّي َ‬ ‫اْل ُ ِّ‬
‫قب ْ ُ‬
‫ل‬ ‫من َ‬ ‫وإِن كَانُوا ِيي‬ ‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫م الْكِتَا َيي‬ ‫ه ُيي‬ ‫عل ِّ ُ‬
‫م ُ‬ ‫وي ُ َ‬
‫َ‬
‫ن ﴾[الجمعنننة‪ ]2 :‬يقول يتلوا ويعلم‪ ..‬إذا‬ ‫مبِي ٍيي‬‫ل ُّ‬ ‫ضَل ٍ‬ ‫في َ‬ ‫ل َيي ِ‬
‫م فهمننه مننن‬ ‫هننو قارئ وكاتننب‪ ،‬وهذا اسننتنباط منننه‪ ،‬فه ٌن‬
‫م خاطنئ ذلك أن‬ ‫القرآن ولينس صنريح القرآن‪ ،‬وهنو فه ٌن‬
‫التلوة ل يشترط أن تكون مننننن صننننحيفة‪ ،‬والقرآن لم‬
‫ينزل فني صنحف وإنمنا مقروء وكتنب بعند ذلك‪ ،‬ول زال‬
‫ُ‬
‫إلى اليوم يؤخنذ شفوينا ول يسنتقم أبدا تَعل ّم القرآن منن‬
‫الصحيفة دون من يقرئه من يتعلم على من يتعلم منه‪.‬‬
‫ثم القرآن صريح في القول بأن رسول الله ﷺ لم يكن‬
‫ه‬
‫قبْل ِي ِ‬ ‫من َ‬ ‫ت تَتْلُو ِي‬ ‫ما كُن َي‬ ‫و َي‬ ‫يقرأ ويكتننب قال تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ب‬ ‫ك إِذًا لْرتَا َييي‬ ‫مين ِييي َ‬ ‫ه بِي َ ِ‬ ‫خطّييي ُ‬ ‫وَل ت َ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫من كِتَا ٍييي‬ ‫ِييي‬
‫َ‬
‫ها‬ ‫ل ي َيا أي ُّي َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ﴾ [العنكبوت‪ ]48 :‬وقال تعالى‪ُ ﴿ :‬‬ ‫مبْطِلُو َي‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ه‬‫ذي ل َي ُ‬ ‫عا ال ّ ِ‬ ‫مي ًي‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه إِلَيْك ُي ْ‬ ‫ل الل ّي ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫س إِن ّ ِيي َر ُي‬ ‫النَّا ُي‬
‫حي ِييي‬ ‫و يُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إِل َّ ُ‬ ‫ض ل إِل َيي َ‬ ‫والْر ِيي‬
‫َ‬
‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬‫س َ‬ ‫ك ال ّييَ‬ ‫مل ْيي ُ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫ذي‬ ‫ي ال ِ‬ ‫م ِ ّي‬ ‫ي ال ُ ِّ‬ ‫ه النَّب ِي ِ ّ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُي‬ ‫ه َ‬‫منُوا ْ بِالل ّي ِ‬ ‫فآ ِ‬ ‫ت َ‬‫مي ُي‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن﴾‬ ‫هتَدُو َي‬ ‫م تَ ْ‬ ‫عل ّك ُي ْ‬ ‫عوه ُي ل َ َ‬ ‫واتَّب ِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مات ِي ِ‬‫وكَل ِ َ‬‫ه َ‬ ‫ن بِالل ّي ِ‬‫م ُي‬ ‫ؤ ِ‬ ‫يُ ْ‬

‫() السيرة النبوية لبن هشام ج ‪.2/318‬‬ ‫‪1‬‬

‫() انظر الروض النف ‪.4/51‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪127‬‬
‫َ‬
‫ل‬‫سو َ‬ ‫ن الَّر ُي‬ ‫عو َي‬ ‫ن يَتَّب ِ ُ‬ ‫ذي َي‬ ‫[العراف‪ ،]158 :‬وقال تعالى‪ ﴿ :‬ال ّ ِ‬
‫َ َ‬
‫في‬ ‫م ِي‬ ‫ه ْي‬ ‫عندَ ُ‬ ‫مكْتُوب ًيا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫جدُون َي ُ‬ ‫ذي ي َ ِ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫م ّي‬ ‫ي ال ُ ِّ‬ ‫النَّب ِي َّ‬
‫ْ‬
‫م‬ ‫ه ْيي‬‫ها ُ‬ ‫ويَن ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫عُرو ِيي‬ ‫م ْ‬‫هم بِال ْ َ‬ ‫مُر ُيي‬ ‫ل يَأ ُ‬ ‫جي ِ‬ ‫والِن ْ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫الت َّ ْ‬
‫م َ َ‬ ‫َ‬ ‫ح ُّ‬
‫م‬ ‫ه ُي‬‫علي ْ ِ‬ ‫ر ُي‬‫ح ِّ‬‫وي ُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫م الطّيِّبَا ِي‬ ‫ه ُي‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫منك َ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ع ِي‬ ‫َ‬
‫َ ْ َ َ َّ‬
‫والغلل الت ِ يي‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫صَر ُ‬ ‫م إِي ْ‬ ‫ه ْي‬ ‫عن ْ ُ‬‫ع َ‬ ‫ض ُي‬ ‫وي َ َ‬ ‫ث َ‬ ‫خبَائ ِ ي َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ َ‬
‫صُروهُ‬ ‫ون َي َ‬ ‫عَّزُروه ُي َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫منُوا ْ ب ِي ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َي‬ ‫فال ّ ِ‬ ‫م‬‫ه ْي‬ ‫علي ْ ِ‬
‫ت َ َ‬ ‫كَان َي ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ُيييي‬ ‫ك ُ‬ ‫ولَئ ِيييي َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ع ُيييي‬ ‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫ز َ‬
‫ي أن ِ‬ ‫ذ َيييي‬ ‫عوا ْ النُّوَر ال ّ ِ‬ ‫واتَّب َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن ﴾ [العراف‪ ]157 :‬فهذه ثلث آيات تنطنننننق‬ ‫حو َيييي‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫صراحة أن النبي ﷺ كان أميا ل يكتب ول يقرأ‪.‬‬
‫وإن سنلمنا جدل أن الننبي ﷺ تعلم القراءة والكتابنة بعند‬
‫البعثة على قول من قال بذلك من المنتسبين للعلم‪ ،‬وهو‬
‫قول مردود كما مضى‪ ،‬فهو ل ينفي الكذب عن (بطرس)‬
‫إذ أنننه يدعنني أن النننبي ﷺ كان قارئا وكاتبننا مننن أول يوم‬
‫وتعلم منن بحيرا ومنن ورقنة وممنن يسنميهم‪ .‬فهنو كذاب‬
‫في كل الحوال‪ ،‬وهذا ما يعنينا هنا‪.‬‬
‫كمنا أن أمينة الننبي ﷺ وهني ثابتنة بننص القرآن الكرينم‬
‫وبشهادة كل كتب السير والتاريخ‪.‬‬
‫ماذا يريد زكريا بطرس من وراء نفي أمية النبي ﷺ؟‬
‫يريد أن يقول بأن النبي ﷺ تعلم من غيره‪ ،‬قرأ الشعر‪،‬‬
‫م كتب هذا القرآن بيده‪ ،‬أو‬‫وقرأ في كتب الولين ومن ث َ َّ‬
‫نقل شيئا من هنا وشيئا من هناك حتى ج َّ‬
‫مع القرآن(‪.)1‬‬

‫من برنامج أسئلة عن‬ ‫و ‪54‬‬ ‫() أكثر من هذا الكلم في الحلقة (‪،)53‬‬ ‫‪1‬‬

‫اليمان‪.‬‬
‫‪128‬‬
‫وهذا القول مردود بأكثنر منن وجنه‪ ،‬أحدهنا أن الننبي ﷺ‬
‫لم يكنن يكتنب ويقرأ حتنى بعثته بل وبعد بعثتنه لم يعرف‬
‫عنه ﷺ أنه جلس لمعلم وتعلم منه أو أنه كان قارئا كاتبا‪.‬‬
‫ومردود بأن القرآن العظينننم لينننس كغيره منننن كلم‬
‫العرب‪ ،‬ل الشعنر ول النثنر‪ ،‬ولم يسنتطع أحند منن العرب‬
‫أن يأتي بمثله إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫ومردود بأن منا فني القرآن العظينم مخالف تمامنا لمنا‬
‫فنني زبر (كتنب) الولينن‪ .‬فكلم القرآن عنن الله وأننبياء‬
‫الله لينننس ككلم كتاب النصنننارى‪ ،‬منننا عنننند النصنننارى‬
‫جل أتباعننه‪ ،‬وسنننعقد ‪-‬إن شاء‬ ‫يسننتحى مننن ذكره‪ ،‬ويُخ ِنن‬
‫الله‪ -‬فصننل كامل فنني نهايننة هذا البحننث نقارن فيننه بيننن‬
‫حدينث كتاب اليهود والنصنارى عنن الله وأننبيائه وحدينث‬
‫(‪)1‬‬
‫القرآن‬
‫***‬
‫مي‪ ،‬ويقول‪ :‬أرسنل للمميينن أي‬ ‫ُ‬
‫مي بمعننى أ َ‬
‫م ِن‬ ‫يفسنر أ ّ ِن‬
‫الذين لم يكن لديهم كتاب مثل اليهود والنصارى(‪.)2‬‬
‫وهو يكذب‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬‫ذي َيي‬ ‫مي وليننس أمميننا وفنني التنزيننل ﴿ ال ّ ِ‬ ‫فهننو ﷺ أ ّنن‬
‫َ َّ‬
‫جدُون َيي ُ‬
‫ه‬ ‫ذي ي َ ِ‬ ‫ي ال ِ‬ ‫م ّيي‬ ‫ي ال ُ ِّ‬ ‫ل النَّب ِيي َّ‬ ‫سو َ‬ ‫ن الَّر ُيي‬ ‫عو َيي‬ ‫يَتَّب ِ ُ‬
‫ْ‬
‫هم‬ ‫مُر ُيي‬ ‫ل يَأ ُ‬ ‫جي ِ‬ ‫والِن ْ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫في الت َّ ْ‬ ‫م ِيي‬ ‫ه ْيي‬ ‫عندَ ُ‬ ‫مكْتُوب ًييا ِ‬ ‫َ‬
‫ل لَ ُ‬ ‫ُ‬
‫م‬‫ه ُييي‬ ‫ح ّ‬‫وي ُ ِ‬
‫ر َ‬ ‫منك َ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ع ِييي‬ ‫م َ‬ ‫ه ْييي‬‫ها ُ‬ ‫ويَن ْ َ‬
‫ف َ‬ ‫عُرو ِييي‬ ‫بِال ْ َ‬
‫م ْ‬

‫() أنظر الفصل الخير من هذا البحث‪ :‬دين يُخجل أتباعه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أسئلة عن اليمان الحلقة (‪)62‬د‪.8/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪129‬‬
‫م َ َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ه ْي‬‫عن ْ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ض ُي‬ ‫وي َ َ‬ ‫م الخبائث َ‬ ‫ه ُي‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ر ُي‬‫ح ِّ‬‫وي ُ َ‬‫ت َ‬ ‫الطّيِّبَا ِي‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬
‫ن‬‫ذي َيي‬ ‫فال ّ ِ‬ ‫م‬‫ه ْيي‬ ‫ت َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ل ال ّت ِييي كَان َيي ْ‬ ‫والغل‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫صَر ُ‬ ‫إ ِيي ْ‬
‫َّ‬
‫ي‬
‫ذ َي‬ ‫عوا ْ النُّوَر ال ِ‬ ‫واتَّب َ ُ‬ ‫صُروهُ َ‬ ‫ون َ ي َ‬ ‫عَّزُروه يُ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫منُوا ْ ب ِ ي ِ‬ ‫آ َ‬
‫ل مع ُ‬ ‫ُ‬
‫ن ﴾ [العراف‪]157 :‬‬ ‫حو َ‬ ‫م ْ‬
‫فل ِ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ه ُ‬
‫ك ُ‬ ‫ولَئ ِ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ز َ َ َ ُ‬ ‫أن ِ‬
‫ب‬ ‫من كِتَا ٍ‬ ‫ه ِ‬ ‫قبْل ِ ِ‬ ‫من َ‬ ‫ت تَتْلُو ِ‬ ‫ما كُن َ‬ ‫و َ‬‫وفي التنزيل ﴿ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن ﴾ [العنكبوت‪:‬‬ ‫مبْطِلُو َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬‫ك إِذًا ّلْرتَا َ‬ ‫مين ِ َ‬ ‫ه بِي َ ِ‬‫خط ّ ُ‬ ‫وَل ت َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪]48‬‬

‫ويوم الحديبية ‪ -‬وهي بعد تسعة عشر عاما من البعثة‬


‫لم يسنتطع رسنول الله ﷺ تمينز الكلمات التني كتبهنا علي‬
‫بننن أبنني طالب‪ ،‬وقال له ضننع يدي عليهننا يننا علي‪ .‬ولم‬
‫نسنمع أحدا قبنل الكذاب اللئينم زكرينا بطرس يقول بأن‬
‫رسننول الله ﷺ كان يقرأ أو يكتننب أو كان قنند تعلم مننن‬
‫أحد‪.‬‬
‫ث فيهم رسول الله ﷺ كانوا أميين‪ ،‬بمعنى ل‬ ‫والذين بُع َ‬
‫يقرءون ول يكتبون‪ ،‬وليننس أممييننن كمننا يدعنني الكذاب‬
‫و‬
‫ه َ‬‫اللئينم زكرينا بطرس‪ ،‬هذا ننص القرآن قال تعالى‪ُ ﴿ :‬‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫م يَتْلُو َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫سوًل ِّ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫مي ِّي َ‬ ‫في اْل ُ ِّ‬ ‫ث ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ذي ب َ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫وإِن‬ ‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫م الْكِتَا َ ي‬ ‫ه ُي‬
‫م ُ‬ ‫عل ِّ ُ‬
‫وي ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْي‬‫ويَُزكِّي ِ‬‫ه َ‬ ‫آيَات ِ ي ِ‬
‫ن ﴾ [الجمعة‪]2 :‬‬ ‫ل ُّ‬
‫مبِي ٍ‬ ‫ضَل ٍ‬ ‫في َ‬ ‫ل لَ ِ‬
‫قب ْ ُ‬‫من َ‬ ‫كَانُوا ِ‬

‫‪130‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫يكذب نفسه في كبرى قضاياه‬

‫يُكذب نفسه في كُبرى قضاياه‬


‫غايننة زكريننا بطرس التنني يدور حولهننا هنني نفنني نبوة‬
‫الننبي ﷺ هذا هنو قطنب الرحنى الذي يدور حوله‪ .‬وحينن‬
‫ترصند كلمنه عنن الوحني اللهني ومحاولة صنرف النبوة‬
‫عنن رسنول الله ﷺ‪ ،‬تجند أننه كغيره ممنن تكلم فني هذه‬
‫ذّب نفسه ول يملك حقيقة يعطيها للناس‪ ،‬وها‬ ‫القضية يُك ِ‬
‫أننا ذا أعرض على حضراتكنم آراءه هنو عنن الوحني الذي‬
‫أنزله الله على رسنوله ﷺ‪ ،‬فقنط أعرض على آرائه لتروا‬
‫سوء حالها وكيف أن بعضها يُكذِّب بعضا‪.‬‬
‫‪ -‬مرة يقول أن ال سيدة خديجة ‪ -‬رضي الله عنها‪ -‬هي‬
‫التي أعدت النبي ﷺ للنبوة‪ ،‬يقول‪ :‬كانت ذات مال‪ ..‬ثرية‬
‫ملِكا كي يؤمن لها طريق التجارة(‪.)1‬‬
‫وتريد َ‬
‫() سؤال جرئ الحلقة الولى من هل القرآن كلم الله د‪.56/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪131‬‬
‫ن ول منا يخينف السنيدة خديجنة‬ ‫م ْن‬
‫ت‪ :‬منا كان هناك َ‬‫قل ُن‬
‫ن يؤمننه‬
‫م ْن‬‫‪-‬رضني الله عنهنا‪ -‬على مال ِنها كني تبحنث عنن َ‬
‫لهنا‪ ،‬قند كاننت شريفنة نسنيبة حسنيبه‪ ،‬ولم يكنن أحند منن‬
‫العرب ول العجننم يتجرأ على تجارة قريننش كلهننا‪ ،‬كانننت‬
‫القوافننل تسننير إلى الشام وإلى اليمننن آمنننة مننن جوع‬
‫وآمنة من خوف‪.‬‬
‫ثم لم تكن البعثة النبوية سببا في حصول أمنها ونماء‬
‫مالهنا بنل أكسندت تجارتهنا وذهبنت بمالهنا وجلبنت عليهنا‬
‫الهموم والحزان فيمننا يبدوا للناس؛ فقنند انشغننل القائم‬
‫على تجارتهننا أعننني رسننول الله ﷺ وحاصننرت قري ٌنن‬
‫ش‬
‫رسنول الله ﷺ ومنن تبعنه ومنن ناصنره ‪-‬ومنهنم السنيدة‬
‫خديجنة رضني الله عنهنا‪ -‬فلم ت َ ْ‬
‫شتنر منهنم ولم تبنع لهنم‪،‬‬
‫واضطرتهم إلى وديان مكة بين الجبال على الحصى في‬
‫شعننب مننن شعاب حتننى أكلوا ورق الشجننر مننن الجوع‬
‫صوا الحجنر منن العطنش‪ ،‬ثنم تركوا ديارهنم وأموالهنم‬ ‫وم ّن‬
‫وخرجوا من مكة كلها‪ ،‬وقد كانت السيدة خديجة ‪-‬رضي‬
‫الله عنها‪ -‬تشجع على هذا كله‪.‬‬
‫‪ -‬ومرة َ يقول أننننه شيطان تلبنننس بنننه؛ ويؤكننند لمنننن‬
‫يسمعه أن رسول الله ﷺ كان مستيقنا بأن الذي خرج له‬
‫في الغار شيطان‪ ،‬وأن خديجة هي التي أقنعته بأنه وحي‬
‫ل شيطان وأننه هنو ننبي هذه المنة واختنبرت له الوحني‬
‫(‪)1‬‬
‫وأقنعته بذلك‬

‫() سنننؤال جرئ الحلقنننة الولى منننن هنننل القرآن كلم الله د‪،56/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪132‬‬
‫ذّب ُننه‬
‫وأخوه ‪ -‬فنني الكفننر والصنند عننن سننبيل الله‪ -‬يُك ِ‬
‫ووجهننه فنني وجهننه إذ يقول الدكتور رأفننت العماري بأن‬
‫السننيدة خديجننة ‪-‬رضنني الله عنهننا‪ -‬كانننت قنند تزوجننت‬
‫سته وراحنت منن خلله ‪-‬أي‬ ‫ن قند لب َ َن َ‬ ‫(نباش) وكاننت الج ُّن‬
‫الجننن‪ -‬تتعامننل مننع الناس‪ ،‬فقدم عليننه الناس فنني بيتننه‬
‫مروا البينننت ليل ونهارا‪ ،‬وبعننند وفاة‬ ‫‪-‬بينننت خديجنننة‪ -‬وع َّ‬
‫(نبّاش) اسننتوحشت خديجننة ‪-‬ورضنني الله عننن السننيدة‬
‫خديجننة ولعننن الله هذا الفاك الثيننم‪ -‬مننن قلة الزائريننن‬
‫وأرادت أن تعينند هذه الحياة الموجودة فنني بيتهننا عننن‬
‫طريق زوجها الجديد محمد ﷺ(‪.)1‬‬
‫وفنني ذات الحلقننة يقول هذا (البكَّاش)(‪ )2‬بأن الوحنني‬
‫كان ترتيبنا بينن خديجنة وأبني بكنر ‪-‬لحنظ ولينس ورقنة‬
‫وليسنت السنيدة خديجنة وحدهنا‪ -‬ودلينل ذلك ‪-‬هذا قوله‪-‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أن الوحي لم يأت رسول الله ﷺ إل في لحاف عائشة‬
‫وهو (بكاش) نضحك من كلمه ونطويه ول نرويه‪.‬‬

‫والحلقة (‪ )53‬من أسئلة عن اليمان د‪.15/‬‬


‫() د‪.‬رأفت عماري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() كلمنة عامينة مصنرية تقال لمنن يكذب كذبنا رخيصنا مكشوفنا ل‬ ‫‪2‬‬

‫ينطلي على أحد‪.‬‬


‫() منن قول رأفنت العماري فني وجود زكرينا بطرس وقند سنكت‬ ‫‪3‬‬

‫على كلمننه مؤيدا سننؤال جرئ الحلقننة الثانيننة هننل القرآن كلم‬
‫الله؟د‪ 40/‬وتكلم بذات الكلم زكريننا بطرس فنني الحلقننة (‪ )27‬مننن‬
‫برنامج أسئلة عن اليمان د‪ 16/‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫‪ -‬ومرة يقول بطرس ومننن معننه بأن ورقننة بننن نوفننل‬
‫كان يبحننث عننن بديننل له‪ ..‬خليفننة يخلفننه فنني القيام‬
‫َ‬
‫بالنصنرانية بمكنة هنو وبننت أخينه خديجنة ولذا عل ّم محمند‬
‫ودّربه وبعد وفاته هو وخديجة تمرد محمد ﷺ وخرج على‬
‫(‪)1‬‬
‫الناس بالسلم بعد وفاة خديجة‬
‫ول تضحنك‪ ،‬ليسنت مزحنة والله‪ ،‬بنل كلم يدعون أننه‬
‫علمنني أتننى بننه البحننث (النزيننه) (المجرد)‪ ،‬وهناك مننن‬
‫يصدق هذا الكلم!!‬
‫ونقول‪ :‬منا كاننت خديجنة ‪-‬رضني الله عنهنا‪ -‬نصنرانية ‪،‬‬
‫ول كان ورقة يبحث عن أتباع فضل عن خليفة يخلفه في‬
‫أتباعننه‪ ،‬كان فردا يعبنند ربننه سننرا‪ ،‬يذكنني نفسننه وربمننا‬
‫تحدث بشيء إلى ضيفه‪ ،‬ولم يحمل لواء دعوة إلى الله‪،‬‬
‫ولم يجلس لقرينش فني ناديهنا يقول لهنم أعبدوا الله منا‬
‫لكنم منن إله غيره‪ ،‬كان وحيدا يحدث نفسنه‪ .‬ومنا كاننت‬
‫خديجننة نصننرانية ول كان رسننول الله ﷺ نصننرانيا قبننل‬
‫البعثة‪ .‬ول كان رسول الله ﷺ قبل البعثة يدري ما الكتاب‬
‫ول اليمان‪ ،‬منا عنده علم بشينء منن أخبار السنابقين ول‬
‫المعاصرين‪ ،‬هذا ما نقرأه في كتبنا‪.‬‬
‫‪ -‬ومرة يقول أحدهننم بأن شيئا مننن هذا لم يحدث‪ ،‬لم‬
‫ينزل علينننه ملك‪ ،‬وهننني قصنننة ملفقنننه‪ ،‬يسنننتدل هذا‬
‫الجهول(‪ )2‬بأن الذي ظهنر للننبي ﷺ فني الغار قال له اقرأ‬

‫() سؤال جرئ الحلقة الولى من هل القرآن كلم الله د‪.58/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أحنند المداخليننن فنني حوار جرئ الحلقننة الثانيننة د‪ ،21/‬وذهننب‬ ‫‪2‬‬

‫أحدهنم إلى منا هنو أبعند منن ذلك ن فقند ذكنر الدكتور جون فني‬
‫‪134‬‬
‫فقرأ‪ ،‬ويتساءل ‪ -‬وكأني به يضع أصبعه على رأسه عجبا‬
‫بعقله إذ أتنى بغريبنة عجيبنة لم يفطنن إليهنا غيره ‪ ،‬وهني‬
‫النملة تفرد سناقيها بينن بنني النمنل فرحنا بقوتهنا‪ -‬مدلل‬
‫كيننف يقول له اقرأ وليننس معننه صننحف يقرأ منهننا؟ إذا‬
‫القصة ملفقة وما كان وحيا يوحى‪!!.‬‬
‫ويهش ويبش الكذاب اللئيم زكريا بطرس لهذا الرأي‬
‫ويسكت تأيدا؟‬
‫ويجلس أحدنننا أمام شيخننه فنني الكتَّاب ‪-‬ومصننر كلهننا‬
‫كتاتينب إلى اليوم‪ -‬أو فني المسنجد فينادينه اقرأ منن أول‬
‫كذا‪ ،‬فيقرأ بل مصحف؟‬
‫وتُتَمتنم بشفتينك فيراك قرينب مننك فينادينك أشينء ينا‬
‫أبا فلن؟ فتقول‪ :‬ل إنما أقرأ من القرآن‪.‬‬
‫قراءة القرآن ل تعننني فتننح المصننحف والنظننر فيننه ‪،‬‬
‫وإنما تلوته بمصحف أو غيبا بل مصحف‪ .‬فما العجب إذا‬
‫أن يقول له اقرأ ويقرأ؟‬

‫‪ ‬ومرة يقول كان جدّه عبند المطلب ملكنا وجند أبينه‬


‫قصننني كان ملكنننا وخرج فننني الناس يطلب ملك أبينننه‪،‬‬

‫غرفنة ميكنا بالبالتوك أننه لم يكنن شينء اسنمه محمند بالمرة وأن‬
‫القرآن منا وضعنه إل المويون وأن لفنظ المهاجرينن اسنتعمل فني‬
‫القرن الثانني وأن عمنر الفاروق سنمي بالفاروق لننه وحند العرب‬
‫والفرس وقاتنل بهنم الروم فهنو فرق بينن الفرس والروم‪ ..‬وكننت‬
‫حاضرا‪ .‬وكنت أحاوره‪ .‬أل لعنة الله على الكاذبين‪.‬‬
‫‪135‬‬
‫ويصرح بأنها كان هاشمية تطلب الملك على العرب(‪.)1‬‬
‫وهذا كلم‪ ،‬كل أخبار السيرة تكذبه‪.‬‬
‫ك منذ ظهرت قريش‪ ،‬ل عبد‬ ‫فلم يخرج في قريش مل ٌ‬
‫ملِكا‬
‫مضر كلها َ‬
‫المطلب ول قصي ول غيرهما‪ ،‬بل لم تلد ُ‬
‫تملك عليها في الجاهلية‪.‬‬
‫مه أبنو لهنب بنن عبند‬ ‫وأول منن تصندى للننبي ﷺ هنو ع ّن‬
‫المطلب‪ ،‬وكان ابن عمه وأخوه في الرضاعة أبو سفيان‬
‫بن الحارث بن عبد المطلب من أشد الناس عليه وعلى‬
‫أصننحابه‪ ،‬وحيننن دعاهننم وأبلغهننم دعوة ربننه سننخروا‬
‫واسنتهزءوا‪ ،‬ولم يسنلم معنه منن بنني هاشنم إل صنبيان‬
‫(علي وجعفر) ابنا أبي طالب‪.‬ثم نفر أو نفران بعد سنين‬
‫طويلة منن الدعوة‪ ،‬وفنني أول معركنة أسننر العباس بنن‬
‫عبنند المطلب‪ ،‬وعقيننل ابننن أبنني طالب‪ ،‬وبالكاد فّر أبننو‬
‫سننفيان بننن الحارث بننن عبنند المطلب‪ .‬وكانننت ثاننني‬
‫الغزوات بعنند غزوة بدر الكننبرى مننع حلفاء بننني هاشننم‬
‫سلَيم(‪ ،)2‬بنل كاننت الحرب كلهنا منع‬ ‫وأخوالهنم وهنم بننو ُن‬
‫مضر (غطفان وسليم وهوازن‬ ‫قريش أبناء عمومته‪ ،‬ومع ُ‬
‫وثقيف) وهم الدائرة الثانية من حيث القرابة‪.‬‬
‫والدعوة قامننت على سننواعد قننبيلتين غيننر قريننش‬
‫() أرفد لهذا حلقة كاملة في برنامج (في الصميم) بعنوان الحاجة‬ ‫‪1‬‬

‫إلى ممكلة‪.‬‬
‫() أم هاشنم وعبند شمنس منن بنني سنليم بنن قينس بنن عيلن بنن‬ ‫‪2‬‬

‫مضر بن معد بن نذار بن عدنان ابن إسماعيل‪ .‬ابن إبراهيم عليه‬


‫السلم‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫وليسننوا مننن مضننر كلهننا ول مننن عدنان كلهننا‪ ..‬الوس‬
‫والخزرج(‪ .)1‬فكيف يقال كانت هاشمية أو قرشية؟!‬
‫أل لعنة الله على الكذ ّابين‪.‬‬

‫‪ -‬ومرة يقول ‪-‬قبحنه الله‪ -‬أن الننبي ﷺ ظهنر فني فترة‬


‫كثننر فيهننا منن ادعننى النبوة وأن ذلك مننن تأثيننر حكايات‬
‫يهود(‪.)2‬‬
‫وكالعادة يكذب‪ ،‬فقبنل الننبي ﷺ لم يدَّع أحد النبوة قنط‪،‬‬
‫ولم يفكر أحد في ذلك‪ ،‬بل غاية ما هنالك أن اعتزل نفٌر‬
‫مننا كانننت عليننه العرب مننن شرك‪ ،‬وهننم الحنفاء وكانوا‬
‫يُعدون على أصنابع اليند كمنا تقدم‪ ،‬أمنا الذينن ادعوا النبوة‬
‫فقنند جاءوا فنني نهايننة بعثننة النننبي ﷺ قبننل وفاتننه ﷺ بعام‬
‫تقريبنا‪ ،‬ولم تكنن لهنم دعوة ول كتاب كالقرآن‪ ،‬ول تبعهنم‬
‫أحنند غيننر قومهننم‪ ،‬ولم تتحرك دعوتهننم خارج ديارهننم‪..‬‬
‫جميعهننم قتلوا على ينند المسننلمين فيمننا يعرف تاريخيننا‬
‫بحروب الردَّة‪ ،‬ولم يكتب لهم نصر في هذه الحياة‪ ،‬وهذه‬
‫أمارة أخرى على نبوة النننننبي ﷺ إذ أن الدعياء الكذبننننة‬
‫يموتون قتلى ول يكتننب لهننم نصننر فنني هذه الحياة كمننا‬
‫ينص الكتاب (المقدس)‪.‬‬

‫() الوس والخزرج مننن قبائل الزد‪ .‬أزد شنوءة‪ ،‬والزد مننن القبائل‬ ‫‪1‬‬

‫القحطانيننة‪ .‬والوس تعننني (العطيننة) والخزرج تعننني الريننح الباردة‬


‫بهذا تكلم صاحب الروض النف‪ .‬وأكتب من حفظي‪.‬‬
‫() د‪ 8/‬وما بعدها‪ ،‬في الصميم الحلقة السادسة (الحاجة للملكة)‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪137‬‬
‫وكانننت يهود بيننن ظهراننني العرب مننن مئات السنننين‬
‫قبننل بعثننة النننبي ﷺ ولم يخرج أحنند يدعنني النبوة ل مننن‬
‫يهود ول من العرب قاطبة حتى جاء النبي ﷺ فأين كانت‬
‫ثقافة يهود؟!‬
‫وكنل الذينن ادعوا النبوة بعند الننبي ﷺ جاءوا بعند العام‬
‫الثاني والعشرين من البعثة النبوية أي بعد ثلث سنوات‬
‫منن القضاء على يهود وإخراجهنم جميعهنم منن الجزيرة‬
‫العربينننة إل نفنننر يثيرون الرض ويسنننقون الحرث‪ .‬ولم‬
‫يتكلم أحد منهم بأن يهود ثقفته‪.‬‬
‫قنند كانننت يهود تبشننر بمقدم نننبي‪ ،‬وأنننه سننيهاجر إلى‬
‫يثرب (المديننة المنورة)‪ ،‬وكاننت تخوف بنه جيرانهنا منن‬
‫الوس والخزرج وغطفان‪ ،‬تقول لهنننم (إننننه قننند تقارب‬
‫زمان ننبي يبعنث الن نقتلكنم معنه قتنل عاد وإرم)‪ ،‬كاننت‬
‫فني المديننة وأجوارهنا تنتظنر ظهور هذا الننبي العظينم ﷺ‬
‫ثننم لمننا جاءهننم مننا عرفوا كفروا بننه(‪ )1‬وهذا قول الله‬
‫دقٌ‬ ‫ص ِّ‬‫م َي‬‫ه ُ‬ ‫د الل ّي ِ‬ ‫عن ِ‬‫ن ِ‬ ‫م ْي‬ ‫ب ِّ‬‫م كِتَا ٌي‬ ‫ه ْي‬ ‫جاء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ول َي َّ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫علَى‬ ‫ن َ‬ ‫حو َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫فت ِ ُ‬ ‫ل ي َيي ْ‬ ‫من َ‬
‫قب ْ ُ‬ ‫وكَانُوا ْ ِيي‬ ‫م َ‬ ‫ه ْيي‬ ‫ع ُ‬‫م َ‬
‫ما َ‬ ‫ّيي َ‬‫ل ِ‬
‫َ‬
‫فُروا ْ ب ِي ِ‬
‫ه‬ ‫فوا ْ ك َ َ‬ ‫عَر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫هم َّي‬ ‫جاء ُي‬ ‫ما َ‬ ‫فل َي َّ‬
‫فُروا ْ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َي‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ن ﴾ [البقرة‪.]89 :‬‬ ‫ري َ‬‫ف ِ‬ ‫علَى الْكَا ِ‬ ‫ة الل ّه َ‬ ‫عن َ ُ‬‫فل َ ْ‬ ‫َ‬
‫لم يكنن ليهود أحادينث وثقافات تبثهنا بينن العرب عنن‬
‫ملك يؤخننذ بنبوة‪ ،‬بننل إن يهود ل تقول عننن داود عليننه‬ ‫ُ‬
‫‪1‬‬
‫() فني البداينة والنهاينة لبنن كثينر المجلد الثانني باب كامنل بهذا‬
‫العنوان (كتاب مبعنث رسنول الله ﷺ تسنليما كثيرا وذكنر شينء منن‬
‫البشارات بذلك)‪.‬‬
‫‪138‬‬
‫السننلم أنننه نننبي‪ ،‬فهننو عندهننا ملك وليننس نبيننا ‪ ،‬وإنمننا‬
‫تكلمننت يهود عننن نننبي واحنند يبعننث ويهاجننر إلى يثرب‬
‫وزعمننت أنهننا تتبعننه وتقتننل بننه العرب والعجننم‪ .‬هذا هننو‬
‫حدينث يهود فني الجاهلينة لم نسنمع غيره‪ .‬اللهنم أكاذينب‬
‫زكريننا بطرس التنني يرويهننا عننن إخوانننه مننن الكافريننن‬
‫والمنافقين‪.‬‬
‫‪ ‬ومرة يقول عل ّنننمه بحيرا الراهنننب لينشنننر المذهنننب‬
‫النسطوري في الجزيرة العربية‪.‬‬
‫وهننو يقننر ويعترف بأن كتننب المسننلمين لم تتكلم أن‬
‫بحيرا جلس للنننبي ﷺ وتعلم منننه‪ ،‬وإنمننا التقاه مرة وهننو‬
‫صنبي وتعرف علينه وذكنر أننه سنيكون نبينا‪ ،‬والثانينة أشار‬
‫إلينه منن بعيند ولم يجلسنا سنويا‪ ،‬ومنا بعند ذلك ممنا يقال‬
‫عننن تعليننم بحيرا للرسننول ﷺ هننو مننن أقوال النصننارى‪.‬‬
‫يتكلمون من أم رأسهم بما يحلو لهم‪ .‬وكله كذب‪.‬‬
‫‪ ‬ويهود تقول علمننه الحاخام اليهودي (ألفونسننو)‪ ،‬ول‬
‫أدري منن ألفونسنو هذا؛ ول أينن التقنى الننبي ﷺ وعلمنه‬
‫وهنو لم يخرج منن شعاب مكنة إل مرتينن وكان بينن أهنل‬
‫مكة لم يفارقهم ساعة؟‬
‫ل أدري شيئا عننن ألفونسننو ول أخالهننم يدرون شيئا‬
‫عننننه‪ ،‬وإنمنننا كلم يقذفون بنننه كنننن (تحدينننف) الصنننبية‬
‫بالطوب(‪.)1‬‬
‫وبعننض المسننتشرقين ممننن يسننمون باحثيننن فنني‬ ‫‪‬‬

‫() الحدف كلمننة عاميننة مصننرية ومعناه القذف‪ ،‬والطوب قطعننة‬ ‫‪1‬‬

‫الطين إذا يبست‪.‬‬


‫‪139‬‬
‫التراث السنلمي يقولون بأن محمدا ﷺ تعلم القرآن منن‬
‫نسناءه وأصنحابه(‪ .)1‬ومنن ثنم خلط شيئا منن النصنرانية‬
‫بشيء من اليهودية بشيء من الوثنية فخرج بالسلم‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فنني القرآن الكريننم ذم للنصننارى والنصننرانية‬
‫من كتب هذا بحيرا أم ألفونسو؟!‬ ‫واليهود واليهودية‪ .‬ف َ‬
‫ت عن أشياءَ‬ ‫وفي القرآن الكريم والسنة النبوية إجابا ٌ‬
‫كاننننت تحدث‪ ،‬ورصننند لحوارات كاننننت بينننن الننننبي ﷺ‬
‫َ‬
‫ن الكرينم كل ّه‬
‫وأصنحابه وبيننه وبينن أعدائه‪ ،‬بنل إن القرآ َن‬
‫مرتبط بالحدث‪ ،‬مثل ما نزل في أسئلة المشركين للنبي‬
‫ﷺ وهو في مكة وإجابته عليها‪ ،‬وما نزل في أمر الهجرة‪،‬‬
‫ومنننا نزل فننني غزوة بدر‪ ،‬ومنننا نزل فننني غزوة أحننند‬
‫والحزاب وخيبر والحديبية وفتح مكة وحنين‪.‬‬
‫أخي القارئ!‬
‫ُ‬
‫ن كل ّه حتنى التشريعني مننه مرتبنط بالحدث ‪ ،‬لم‬‫القرآ ُن‬
‫ينزل إلى الرض جملة واحدة‪ ،‬بمعننى أن القرآن الكرينم‬
‫كان منننننع الحداث ونزل جزءًا جزءًا‪( .‬وقرآننننننا فرقناه‬
‫لتقرأه على الناس على مكث ونزلنا تنزيل)‬
‫امرأة تجادل النبي ﷺ في أمر حدث بينها وبين زوجها‪..‬‬
‫تجادله سرا ل يسمعها من في البيت‪ ،‬وينزل القرآن (قد‬
‫سننمع الله قول التنني تجادلك فنني زوجهننا وتشتكنني إلى‬

‫() وزكرينا بطرس يردد هذا أيضنا‪ ،‬وله حلقات فني برنامنج أسنئلة‬ ‫‪1‬‬

‫عنن اليمان يتكلم فيهنا بأن القرآن وحني عمنر بنن الخطاب رضني‬
‫الله عنه‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫الله‪ ..‬اليات)‪ .‬أين بحيرا من هذه؟‬
‫والمنافقون يجلسنون فني ناحينة منن المسنجد يغمزون‬
‫المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين ل يجدون‬
‫إل جهدهنننم فينزل القرآن يتحدث بحالهنننم ومنننا تكننننه‬
‫صدورهم‪ .‬أين بحيرا من هذا؟‬
‫والمنافقون يتناجون سنرا (يعدننا كنوز كسنرى وقيصنر‬
‫وأحدنننا ل يأمننن على نفسننه أن يقضنني حاجتننه) وينزل‬
‫القرآن يكشننف أمرهننم ويزيننع فنني الناس قولهننم‪ .‬أيننن‬
‫بحيرا من هذا؟‬
‫ي ﷺ فل يجب‪ ،‬يسكت حتى يأتيه‬ ‫وأحيانا كان يُسأل النب َ‬
‫الوحني‪ .‬وأحياننا كان يفعنل ويأتني الوحني يخطئه ويعقنب‬
‫عليه ويصوب له‪.‬‬
‫فهننل يعقننل أن يكون بحيرا الراهننب درى بذلك ورتبننه‬
‫وأعطاه للنننبي‪ ،‬وإن كان فلم كان يسننكت حيننن يسننأل؟‬
‫ولم كان يخطئ ويأتيه التصويب من السماء؟‬
‫ة أو ألفونسو أو من‬‫سه أو ورق َ‬ ‫م لَ ْ‬
‫م يكن بحيرا نف َ‬ ‫بل ل ِ َ‬
‫موا من أصحاب النبي ﷺ أو نساءه لم لم يكونوا أنبياء‬
‫س ّ‬
‫ويتكلمون هم بأنفسهم؟!‬
‫وكينف عرفوا ذلك وهنو لينس فني كتبننا‪ .‬منن أينن لهنم‬
‫بهذا؟‬
‫لم ينتبه إليه كفار قريش واليهود والنصارى‪ ...‬نصارى‬
‫نجران والشام وطنئ (حني منن أحياء العرب منهنم عدي‬

‫‪141‬‬
‫بنن حاتنم الطائي التقنى الننبي ﷺ وأسنلم) كينف لم ينتبهوا‬
‫إلى هذا وانتبهوا هم إليه؟‬
‫ي ﷺ تزوج السيدة صفية بنت حيي بن أخطب‬ ‫ثم‪ :‬النب ُّ‬
‫سيد يهود في العام السابع من الهجرة‪ ...‬في نهايته‪ .‬أي‬
‫ة القبطينة‬
‫بعند عشرينن عامنا منن الدعوة‪ .‬وجاءتنه ماري ُ‬
‫‪-‬رضني الله عنهنا‪ -‬أيضنا بعند عشرينن عامنا منن الدعوة‪.‬‬
‫فكيف يكون قد تعلم من هذه وتلك؟‬
‫أمر عجيب!!‬
‫من من أصحاب النبي كان له علم بالكتاب؟‬ ‫و َ‬
‫يقولون تعلم منننن صنننهيب الرومننني‪ .‬ومنننن سنننلمان‬
‫ب رومي‪ ..‬أعجمي‪ ..‬ل ينطق العربية‪...‬‬ ‫الفارسي‪ ،‬وصهي ٌ‬
‫بالكاد يُبين‪ .‬فأنى له بمثل هذا؟‬
‫ن فارسني أعجمني أسنلم فني المديننة‪ ...‬ومنا‬ ‫وسنلما ٌ‬
‫درى برسنول الله ﷺ إل بعند ثلثنة عشنر عامنا منن هجرتنه‬
‫ﷺ‪.‬‬
‫وهم يستأنسون بأن القرآن وافق النصرانية واليهودية‬
‫أو وافننق كتابهننم بعهديننه القديننم والحديننث فنني بعننض‬
‫المور‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وفنني هذا يكذبون أيضننا‪ ،‬فحتننى الشياء التنني‬
‫وافقت فيها الشريعة السلمية كتاب النصارى في عهده‬
‫القديم أو الجديد‪ ،‬لم توافقها من حيث المضمون‪.‬‬
‫مثل القرآن العظيننم تكلم عننن نوح إبراهيننم وموسننى‬

‫‪142‬‬
‫وعيسى وسليمان وداود ولوط عليهم وعلى نبينا صلوات‬
‫ربني وتسنليماته‪.‬ولكنن هنل منا تلكنم بنه القرآن عنن أننبياء‬
‫الله هو هو الذي تكلمت به النصرانية عن كتاب الله؟‬
‫كلم القرآن عنن الله سنبحانه وتعالى الكنبير المتعال‪،‬‬
‫الواحنند الماجنند الصننمد‪ ،‬هننو ككلم كتاب النصننارى عننن‬
‫الله؟‬
‫أبدا‪ .‬وما عندهم عن الله ورسله يستحى من ذكره‪.‬‬
‫ثنم إن القرآن العظينم معجنز فني ذاتنه وبألفاظنه ينادي‬
‫على الجمينننع منننن يوم نزل‪ :‬فأتوا بمثله‪ ...‬فأتوا بعشنننر‬
‫سور من مثله‪ ...‬فأتوا بسورة من مثله‪ ...‬أي سورة وإن‬
‫كانت سطرا واحدا‪.‬‬
‫وقد حاول كثيرون‪ ،‬وما استطاعوا‪.‬‬

‫‪ ‬ومرة يقول بأنننه دعنننا إلى الحنيفينننة التننني كاننننت‬


‫منتشرة قبنل بعثتنه ولذا لم تجند الدعوة صندا منن الناس‬
‫في أول المر(‪!! )1‬‬

‫‪ ‬ومرة يقول علمننه بشننر ويسننتدل على ذلك بقول‬


‫قد ن َعل َي َ‬
‫م ُهي‬‫عل ِّ ُ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫ن إِن َّي َ‬
‫قولُو َي‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ه ْي‬ ‫م أن َّ ُ‬ ‫ول َ َ ْ ْ ُ‬ ‫الله تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫قدْ‬‫ول َ َ‬ ‫شٌر ﴾ [النحننل‪ ]103 :‬وقراءة الينة بتمامهنا يكذبنه ﴿ َ‬ ‫بَ َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ذي‬ ‫ن ال ِ‬ ‫سا ُ‬ ‫شٌر ل ِّي َ‬‫م ُهي ب َ َ‬‫عل ِّ ُ‬‫ما ي ُ َ‬ ‫ن إِن َّي َ‬‫قولُو َي‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ه ْي‬‫م أن َّ ُ‬
‫عل َي ُ‬
‫نَ ْ‬
‫ن﴾‬ ‫مبِي ٌي‬ ‫ي ُّ‬ ‫عَرب ِي ٌّ‬ ‫ن َ‬‫سا ٌ‬ ‫هذَا ل ِي َ‬ ‫و َ‬ ‫ي َ‬ ‫م ٌّي‬ ‫ج ِ‬ ‫ه أَ ْ‬
‫ع َ‬ ‫ن إِلَي ْي ِ‬
‫حدُو َي‬ ‫يُل ْ ِ‬
‫[النحل‪ ]103 :‬فهو قول الكفار ينفيه القرآن ويرد عليه‪.‬‬

‫() في الصميم الحلقة السادسة الدقيقة ‪.14‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪143‬‬
‫‪‬ومرة يقول كتننب القرآن نقل عننن شعراء عصننره‪،‬‬
‫ويعد شعراءً جاءوا بعده‪ ،‬وليس القرآن شعرا(‪.)1‬‬

‫‪ ‬ومرة يقول تعلم مننننن يهود(‪ )2‬ويهود كانننننت فنننني‬


‫المدينننة والقرآن نزل كثيننر منننه فنني مكننة‪ ،‬ويهود كانننت‬
‫تقاتنل الننبي ﷺ منن أول يوم‪ ،‬ولم توافقنه فني أي شينء‪،‬‬
‫وهنو لم يوافقهنا فني أي شينء‪ ،‬بنل كان يؤمنر بمخالفتهنا‬
‫حتى في المظهر‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ومرة يقول اتخذ التباع عن طريق المال‬ ‫‪‬‬

‫ومرة يقول ل دليل على النبوة إل شهادة خديجة(‪.)4‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬ومرة يقول ل دلينل على النبوة إل خاتنم النبوة الذي‬


‫بين كتفيه‪.‬‬
‫‪ ‬ومرة يقول أن الننبي ﷺ اتبنع ملة آبائه والدلينل على‬
‫ذلك مننن القرآن فنني سننورة يوسننف واتبعننت ملة آبائي‬
‫إبراهيننم واسننحق يوسننف اليننة ‪ )5(.38‬وآيننة تتكلم عننن‬

‫() فني الصنميم فني الحلقنة التني يتكلم فيهنا عنن أمينة بنن أبني‬ ‫‪1‬‬

‫الصنلت‪ ،‬وهنو ينقنل عنن كتاب (شعراء النصنرانية) لكاتنب نصنراني‬


‫كذاب مثله‪ .‬وقد شرحت ذلك في (مصادره التي يستدل بها‪.‬‬
‫() الحلقة (‪ )53‬من أسئلة عن اليمان د‪.23/‬‬ ‫‪2‬‬

‫() في الصميم الحلقة السابعة د‪.17/‬‬ ‫‪3‬‬

‫() تكلم في هذا في برنامج (في الصميم) وأعاده مرات أذكر منها‬ ‫‪4‬‬

‫في حلقة سؤال جرئ الحلقة الولى والثانية‪.‬‬


‫() في الصميم الحلقة العاشرة وهو يتكلم عن الحنيفية د‪.9/‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪144‬‬
‫يوسننف بننن يعقوب بننن إسننحاق بننن إبراهيننم ‪-‬عليهننم‬
‫السننلم‪ -‬وليننس عننن محمنند ﷺ وآباء النننبي ﷺ كانوا على‬
‫الشرك كمنا كان أبنو إبراهينم ‪-‬علينه السنلم‪ -‬وكان يقول‬
‫عنهم (عبد المطلب في النار) و(أبي وأبيك في النار)‬

‫والمقصنننود أننننني أردت أن أعرض على حضراتكنننم‬


‫تفسننيرات الكذ ّاب اللئيننم زكريننا بطرس للوحنني وكيننف‬
‫يصننرف النبوة عننن النننبي ﷺ‪ ،‬وهنني أقوال متضاربننة ل‬
‫يمكن أن تجتمع‪ ،‬وكل واحدة منها كذب في نفسها‪ ،‬وكل‬
‫واحدة منها تكذبها أختها‪.‬‬
‫فهل كان ملكا يطلب ملك قريش وقريش لم يكن لها‬
‫ملك كي يُطلب؟!‬ ‫ُ‬
‫ملك عبنننند المطلب‬
‫أم كان ملكننننا هاشميننننا يطلب ُ‬
‫وهاشنم على قرينش والعرب‪ .‬ومنا كان عبند المطلب ول‬
‫هاشم ول قصي ملوكا؟!‬
‫أم كان صنعة زوجته الثرية كي تأمن به على تجارتها‬
‫ولم يكنن هناك منن ول منا يخيفهنا على مالهنا؟! أم كان‬
‫صنعة ورقه الذي لم يجلس له إل دقائق؟!‬
‫أم كان صنننعة بحيرا الراهننب الذي لم يلقاه إل وهننو‬
‫صبي في الثانية عشر من عمره ولدقائق معدودة؟!‬
‫أم عل ّنننمه غلمان مكنننة وعبيدهنننا الذينننن ل ينطقون‬
‫العربية أصل؟!‬

‫‪145‬‬
‫أم عل ّنمه أصنحابه وأتباعنه الذينن تبعوه بعند سننين منن‬
‫البعثنة؟! أم علمتنه زوجتنه صنفية وسنريته مارينة القبطينة‬
‫وقد دخلتا بيته بعد عشرين عاما تقريبا من البعثة؟!‬
‫أم كان مسحورا تلبسته الجن فأوحت إليه وهو أعقل‬
‫الناس داننت له العرب وخافتنه العجنم وأسنس أكنبر دولة‬
‫في التاريخ كله؟!‬
‫أم كانت أساطير الولين اكتتبها وجاء يرويها وقد كان‬
‫ميا ل يكتب ول يقرأ؟!‬
‫أ ّ‬
‫أم شعرا نقله عن شعراء عصره‪.‬علما بأن كثيرا ممن‬
‫يُسمونهم جاءوا بعده؟!‬
‫هنم يقولون بكنل ذلك ‪ ،‬وأي ُّن ذلك ل يصنح‪ ،‬وكنل ذلك ل‬
‫يجتمع‪.‬‬
‫إنهنا نفسنية مريضنة حقودة تتكلم منن أم رأسنها‪ .‬لينس‬
‫برأسها سوى أنها تريد أن تضل الناس بغير حق‪ ،‬فكذبت‬
‫وافترت‪.‬‬
‫وهي حائرة تستغل جهالة المتلقي وقلة اطلعه‪.‬‬
‫والحقيقة أن هذا المر ليس بجديد ‪-‬من حيث الجملة‪-‬‬
‫فقنند كانننت قريننش فنني ذات الحيرة التنني فيهننا الكذاب‬
‫اللئيننم زكريننا بطرس اليوم‪.‬مرة تقول أسنناطير الوليننن‪،‬‬
‫ومرة تقول سننننناحر‪ ،‬ومرة تقول شاعنننننر‪ ،‬ومرة تقول‬
‫يعلمنه بشنر‪ ،‬ومرة تقول أضغاث أحلم‪ .‬تقول هذا لعامنة‬
‫الناس‪ ،‬وبينها وبين أنفسها تصدقه وتقسم على صدقه‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫ويبقنى السنؤال‪ :‬منا هني المارة على نبوة رسنول الله‬
‫محمد ٍ بن عبد الله ﷺ؟‬
‫هني أمارات وليسنت أمارة‪ ،‬وأجينب عليهنا فني الفقرة‬
‫التالية بحول الله وقوته‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫مقاي يس النبوة ع ند بطرس تنط بق كلهيا على‬
‫النبي ﷺ؟‬

‫يدعي الكذ ّاب اللئيم زكريا بطرس أننا نحن المسلمين‬


‫ل نملك دليل على نبوة رسنول الله ﷺ سنوى خاتنم النبوة‬
‫الذي كان فني كتنف الننبي ﷺ ويفسنره بأننه وحمنه كاننت‬

‫‪147‬‬
‫(‪)1‬‬
‫في ظهره ثم يتساءل هل الوحمة تعني أنه نبي؟‬
‫وأدرجت مقاييس النبوة عند بطرس وكيف أنها تنطبق‬
‫كلها على الننبي ن صلى الله عليه وسلم ن ض من أكاذيبه‬
‫والرد عليهننا ذلك أنننه كذاب يدع المقاييننس ثننم بجملة‬
‫واحدة يقول ل تنطبننق على نننبي السننلم ﷺ ‪ ،‬ويتحدث‬
‫لمن يسمعه بأننا نحن المسلمين ل نقدم دليل على نبوة‬
‫محمد ﷺ إل الوحمة التي كانت في ظهره ‪.‬‬
‫وأفردت لهننا مبحثننا خاصننا لعظمهننا وأهميتهننا ‪ ،‬وقنند‬
‫صنفت فيها مصنفات ‪.‬‬
‫يقول زكريا بطرس معددا مقاييس النبوة ‪:‬‬

‫‪ -‬أن يأتي بمعجزات ونبوءات(‪.)2‬‬


‫‪ -‬أن يؤيده الله بروح القدس‪.‬كي يعطي كلمته بعد روحي‬
‫قوي يؤثر في القلوب‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون بعثنة الرسنول لخلص البشرينة منن الخطينة‬
‫ومن سلطان إبليس ومن النجاسة الموجودة في العالم‬
‫‪-‬على حند تعنبيره‪ -‬ومنن ثنم النجاة منن عذاب الله والفوز‬

‫() في الصميم الحلقة الرابعة عشر د‪.15/‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الحلقننة (‪ )36‬مننن برنامننج أسننئلة عننن اليمان د‪ 13/‬وهنني حلقننة‬ ‫‪2‬‬

‫مخصصة عن مقاييس النبوة‪ ،‬وفي سؤال جرئ الحلقة الثانية هل‬


‫القرآن كلم الله؟د‪ 11/‬تكلم د‪ .‬رأفنننت العماري بمثنننل هذا‪ ،‬وفننني‬
‫الدقيقننة ‪18‬مننن ذات الحلقننة اسننتدل على نبوة المسننيح بأنننه كثننر‬
‫الطعام‪ ،‬وهذا المنننر حدث منننن الننننبي ﷺ عدة مرات فننني عمرة‬
‫القضاء وفي يوم الحزاب ويوم تبوك‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫برضوانه(‪.)1‬‬
‫‪ -‬ويقول ومننن أمارة النبوة أن يبذل النننبي نفسننه وأن ل‬
‫يعيننش لنفسننه‪ ) 2( .‬ثننم يعلق بأن رسننول الله ﷺ كان يسننعى‬
‫(‪)3‬‬
‫لتكوين إمبراطورية هاشمية ودولة عربية وقد كان له‬
‫هذه هنني المقاييننس التنني وضعهننا الكذاب اللئيننم زكريننا‬
‫بطرس لمعرفة هل هذا نبي أم ل؟‬
‫وهني مقاييس صحيحة‪ ،‬فتأييد النبي بمعجزات وإخباره‬
‫عن غيبيات أتت أو ستأتي دليل على أنه على علقة برب‬
‫الرض والسننننموات‪ ،‬علم الغيوب سننننبحانه‪ ،‬ومعجزات‬
‫الننننبي ﷺ كثيرة بالكاد تحصنننى‪ ،‬ونبوءات الننننبي ﷺ كثيرة‬
‫أيضننا ل تكاد تحصننى‪ .‬القرآن أول معجزاتننه‪ ،‬والجمادات‬
‫نطقننت بيننن يديننه وشهدت له بالرسننالة(‪ ،)4‬وانشننق له‬
‫القمنر(‪ ،)5‬وعدد منن المرضنى برأ بدعائه أو بلمسنة يده أو‬
‫بتفلة مننن فمننه(‪ ،)6‬والطعام كُث ّ نِر بننبركته عدة مرات يوم‬
‫الحزاب ويوم تبوك ويوم عمرة القضاء(‪ ،)7‬والشاة‬
‫س ضرعهنننا بيده‬ ‫العجوز التننني ل تلد حلبنننت حينننن م ّننن‬
‫الشريفننة(‪ ،)8‬والماء نبننع مننن بيننن أصننابعه(‪ )9‬والجذع ح ّنَ‬
‫ن‬

‫() لحلقة ‪ 36‬من برنامج أسئلة عن اليمان د‪ 7/‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() لحلقة ‪ 36‬من برنامج أسئلة عن اليمان د‪.13/‬‬ ‫‪2‬‬

‫() حلقة ‪ 36‬من برنامج أسئلة عن اليمان د‪.24/‬‬ ‫‪3‬‬

‫() البخاري حديث (‪ ،)3579‬ومسلم حديث (‪.)4222‬‬ ‫‪4‬‬

‫() البخاري حديث (‪ ،)3636‬ومسلم حديث (‪.)5010‬‬ ‫‪5‬‬

‫() البخاري حديث (‪ ،)2942‬ومسلم حديث (‪.)4423‬‬ ‫‪6‬‬

‫() البخاري حديث (‪ ،)602‬ومسلم حديث (‪.)3833‬‬ ‫‪7‬‬

‫() مسند أحمد حديث (‪.)3417‬‬ ‫‪8‬‬

‫() البخاري حديث (‪ ،)3579‬ومسلم حديث (‪.)4224‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪149‬‬
‫لفراقنه(‪ ...)1‬وغينر هذا كثينر فني كتنب السننة الصنحيحة‪.‬‬
‫عدي بأن الله سيتم هذا المر حتى يصير الراكب ل‬ ‫ً‬ ‫وأنبأ‬
‫يخشنننى إل الله والذئب على غنمنننه(‪ ،)2‬وأن الله سنننيفتح‬
‫الشام واليمن والعراق وأن نفرا من أصحابه سيخروجون‬
‫إليهنا ويدعون المديننة(‪ ،)3‬وأننه إذا هلك كسنرى فل كسنرى‬
‫بعده(‪ ،)4‬وأن عمار تقتله الفرقنننة الباغينننة(‪ ،)5‬وأن عمنننر‬
‫(‪)7‬‬
‫وعثمان شهيدان(‪ ،)6‬وأن أصنحابه يقتلون أمينة بنن خلف‬
‫ونعنى النجاشني فني اليوم الذي مات فينه وهنو بالحبشنة‬
‫ورسول الله ﷺ بالمدينة(‪ )8‬ونعى جعفرا وزيدا وابن رواحة‬
‫حين قتلوا في مؤتة (الردن حاليا) وهو بالمدينة ﷺ وكان‬
‫يصف المعركة(‪.)9‬‬
‫وأخننبر مننن أنباء الماضنني‪ ..‬حكننى عننن مريننم وعننن‬
‫موسننى وعيسننى وأهننل مديننن والمؤتفكات وقوم تبننع‬
‫وأصننحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط‪ ،‬هذا‬
‫وهنو أمني لم يقرأ ولم يكتنب‪ ،‬ولم يخرج منن بينن شعاب‬
‫مكنة‪ .‬ومنا حكاه عنهنم ل يتوافنق فني قلينل أو كثينر منع‬
‫حكايات كتنب النصنارى واليهود حتنى يقال أننه أخنذ منهنم‬

‫(‪ ،)918‬ومسلم حديث (‪.)1407‬‬ ‫() البخاري حديث‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ ،)3595‬ومسلم ‪.1687‬‬ ‫() البخاري حديث‬ ‫‪2‬‬

‫(‪ ،)1875‬ومسلم ‪.2459‬‬ ‫() البخاري حديث‬ ‫‪3‬‬

‫(‪ ،)3120‬ومسلم حديث (‪.)5196‬‬ ‫() البخاري حديث‬ ‫‪4‬‬

‫(‪ ،)447‬ومسلم حديث (‪.)5192‬‬ ‫() البخاري حديث‬ ‫‪5‬‬

‫(‪ ،)3674‬ومسلم ‪.4416‬‬ ‫() البخاري حديث‬ ‫‪6‬‬

‫(‪.)3950‬‬ ‫() البخاري حديث‬ ‫‪7‬‬

‫(‪ )1245‬ومسلم حديث (‪.)1580‬‬ ‫() البخاري حديث‬ ‫‪8‬‬

‫() البخاري‪.1246/‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪150‬‬
‫ومن شاء فليقرأ هذا وذاك‪.‬‬

‫ثانييا‪ :‬وتأييند الرسنول بروح القدس كني يعطني كلمنه‬


‫بعدا روحينا فهذا موجود جدا فني القرآن الكرينم والسننة‬
‫(‪)1‬‬
‫النبوينننننننة‪ .‬ومنصنننننننوص علينننننننه فننننننني القرآن‬
‫ك‬ ‫وكَذَل ِيي َ‬ ‫ن ﴾ [الشعراء‪َ ﴿ ]193 :‬‬ ‫مي ُيي‬ ‫ح اْل َ ِ‬ ‫ه الُّرو ُيي‬ ‫ل ب ِيي ِ‬ ‫﴿ نََز َ‬
‫َ‬ ‫حيْن َيا إِلَي ْي َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ري َي‬ ‫ت تَدْ ِ‬ ‫ما كُن َي‬ ‫رن َيا َي‬ ‫م ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْي‬ ‫حا ِّ‬ ‫ك ُرو ًي‬ ‫و َ‬ ‫أ ْ‬
‫ه‬‫دي ب ِي ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫علْنَاه ُي نُوًرا ن َّ ْ‬ ‫ج َ‬‫ولَك ِين َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ُي‬ ‫وَل اْلِي َ‬ ‫ب َ‬ ‫الْكِتَا ُي‬
‫ط‬ ‫صَرا ٍ‬ ‫دي إِلَى ِ ي‬ ‫ه ِ‬ ‫ك لَت َ ْ‬ ‫وإِن ّ يَ َ‬ ‫عبَاِدن َ يا َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْي‬ ‫شاء ِ‬ ‫ن ن َّ َ‬ ‫م ْي‬ ‫َ‬
‫من‬ ‫س ِي‬ ‫ال ُ‬ ‫حي ْ‬ ‫ل َنَّزل َ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫قيم ٍ ﴾ [الشورى‪ُ ﴿ ]52 :‬‬ ‫ُّ‬
‫قد ُ ِ‬ ‫ه ُرو ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْي‬
‫َّ‬
‫شَرى‬ ‫و ُب ْ‬ ‫دى َ‬ ‫ه ً‬ ‫منُوا ْ َ‬
‫و ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َييي‬ ‫ال ِ‬ ‫ت‬ ‫ق لِيُثَب ّييِ َ‬ ‫ح ِيي ّ‬ ‫ال َ‬ ‫ك بِ ْ‬ ‫َّرب ّييِ َ‬
‫ن ﴾ [النحل‪ ]102 :‬فهذا هو الروح‪ ،‬والشريعة التي‬ ‫مي َ‬ ‫س ِل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫لِ ْل ُ‬
‫جاء بهنا رسننول الله محمنند بنن عبنند الله ‪-‬عليننه الصننلة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َي‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫والسنلم‪ -‬تحني الناس قال الله تعالى ﴿ ي َيا أي ُّي َ‬
‫ما‬ ‫عاك ُ يم ل ِ ي َ‬ ‫ل إِذَا دَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ولِلَّر ُ ي‬ ‫ه َ‬ ‫جيبُوا ْ لِل ّ ي ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫منُوا ْ ا ْ ي‬ ‫آ َ‬
‫قلْب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫و َ‬ ‫ء َ‬ ‫مْر ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل بَي ْ َ‬ ‫حو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫موا ْ أ َ َّ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫م َ‬ ‫حيِيك ُ ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫ن ﴾ [النفال‪ ]24 :‬وقال تعالى‪ ﴿ :‬أ َ‬ ‫شُرو َيي‬ ‫ح َ‬ ‫ه تُ ْ‬ ‫ه إِلَي ْيي ِ‬ ‫وأن ّييَ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ه‬‫شي ب ِ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه نُوًرا ي َ ْ‬ ‫علْن َا ل َ ُ‬ ‫ج َ‬‫و َ‬ ‫حيَيْنَا هُ َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ميْت ًا َ‬ ‫ن َ‬ ‫من كَا َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ج‬ ‫ر ٍ‬ ‫خا ِ‬ ‫س بِ َ‬ ‫ت لَي ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫في الظّل ُ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫مثَل ُ ُ‬ ‫من َّ‬ ‫س كَ َ‬ ‫في الن ّا ِ‬ ‫ِ‬
‫ن﴾‬ ‫ملُو َي‬ ‫ع َ‬ ‫ما كَانُوا ْ ي َ ْ‬ ‫ن َي‬ ‫ري َي‬ ‫ف ِ‬ ‫ن لِلْكَا ِ‬ ‫ك ُزي ّ ِي َ‬ ‫ها كَذَل ِي َ‬ ‫من ْي َ‬ ‫ِّ‬
‫[النعام‪.]122 :‬‬
‫‪ -‬أمنا كون الرسنالة لخلص البشرينة فقند رددننا علينه‬
‫() حينن نسنتدل بالقرآن الكرينم فنحنن نحاكنم زكرينا بطرس لمنا‬ ‫‪1‬‬

‫ارتضاه إذ يقول في الحلقة (‪ = )62‬من برنامج أسئلة عن اليمان‬


‫د‪ 5/‬ما نصه البرهان نص من القرآن أو التوراة أو النجيل‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫مننن قبننل‪ ،‬وكذا أن نننبي الله ﷺ لم يكننن ملكننا‪ ،‬ولم يبننن‬
‫ملكا لبني هاشم أو لقريش‪.‬‬
‫والمقصنود هننا هنو بيان أن زكرينا كذ ّاب فني دعوى أنننا‬
‫ل نملك دليل على نبوة الننبي ﷺ سنوى الخاتنم الذي بينن‬
‫كتفيننه(‪ )1‬ﷺ وأردت هنننا أن أشيننر إشارات‪ ،‬والمننر‪ -‬دلئل‬
‫نبوة الننبي ﷺ مبسنوط فني مصننفات‪ ،‬آخرهنا زمننا دلئل‬
‫النبوة للشيننخ الدكتور منقننذ السننقار ‪-‬حفظننه الله‪ -‬لمننن‬
‫شاء أن يطلع عليه‪.‬‬

‫() وفني مكان آخنر يقول ل يملك المسنلمون دليل على أن رسنول‬ ‫‪1‬‬

‫الله ﷺ أوحننني إلينننه إل شهادة خديجنننة‪ ،‬ومرة يقول شهادة بحيرا‪،‬‬


‫ومرة يقول شهادة ورقنننننننة‪ ،‬ومرة أخرى يقول ل يملكون دليل إل‬
‫بعنض المور التني يصنفها بالشعوذة‪ ،‬وهذا التردد دلينل على الكذب‬
‫ونكران الحننق‪ .‬ثننم على لسننانه هننو‪ :‬بحيرا شهنند‪ ،‬وورقننة شهنند‪،‬‬
‫وخديجنة شهدت‪-‬إن صنحت الرواينة‪-‬والمعجزات شهدت ول يذهنب‬
‫بها وصفه لها بالشعوذة فنبينا ﷺ كان بعيدا تماما عن الشعوذة‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬دين يخجل أتباعه‬

‫تساءل الكذاب اللئيم زكريا بطرس عدّة مرات على‬


‫سبيل النكار والتعجب قائل‪ :‬أي دين هذا الذي يخجل‬
‫(‪)1‬‬
‫أتباعه؟‬
‫وهذا التسننننناؤل فننننني معرض الكلم عنننننن رضاع‬
‫الكنبير‪.‬ونقول لينس فني رضاع الكنبير منا يخجنل ولينس‬
‫(‪)2‬‬
‫المر كما يردد هو‬
‫وأعرض على حضراتكنم هذه المباحنث الربنع ‪ ،‬أعرض‬
‫فيهنا شيئا منن دينن النصنارى‪ ،‬فقنط لتعلموا أي دينن هذا‬
‫الذي يُخجنل أتباعنه‪ .‬ولتعلموا أننه كذاب لئينم‪ .‬يبدي قليل‬
‫ويخفي كثيرا‪.‬‬
‫المحبث الول ‪ :‬أهذا كتاب مقدس؟!‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬هكذا تكلموا عن رسل الله‪.‬‬

‫() التعلينق على برنامنج هالة شنو (وهني الحلقنة (‪ )117‬منن برنامنج‬ ‫‪1‬‬

‫أسئلة عن اليمان) د‪ ،35/‬وفي الحلقة (‪ )120‬من أسئلة عن اليمان‬


‫د‪ 25/‬وغيرها‪.‬‬
‫() هذه القضيننة (رضاع الكننبير) ممننا كثننر الكلم حوله مننن زكريننا‬ ‫‪2‬‬

‫ومننن يردد قوله‪ ،‬وهناك مقال (دراسننة) للشيننخ رفاعنني سننرور‬


‫منشورة بصننفحته الخاصننة فنني موقننع صننيد الفوائد وفنني موقننع‬
‫طرينق السنلم بعنوان (شبهنة رضاع الكنبير رؤينة أعمنق وأشمنل)‬
‫فيها ما يشفي العليل‪.‬لمن شاء المزيد عن هذه القضية‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫المبحيييث الثالث ‪ :‬هكذا تكلموا عنننن الله سنننبحانه‬
‫وتعالى‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬من هو الرهابي ؟‬
‫***‬

‫‪154‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬أهذا كتاب مقدس ؟‬
‫هناك ثلثة محاور أساسية حين تتناول من خللها كتاب‬
‫النصارى (المقدس) ترفضه ول تقبله‪.‬‬
‫المحور الول‪ :‬شهادة القرآن العظينننننم والسننننننة‬
‫النبوية الشريفة على هذا الكتاب بالتحريف ‪ ،‬وهو معلوم‬
‫منن الدينن بالضرورة‪ .‬فلينس عندننا منن هنو أصندق منن‬

‫‪1‬‬
‫() () الكتاب المقدس عبارة عننن قسننمين العهنند القديننم والعهنند‬
‫الجدينند‪ ،‬العهنند القديننم يتكون مننن عدة أجزاء‪ :‬السننفار الخمسننة‬
‫المنسوبة لموسى عليه السلم‪ ،‬وهي ما يقال لها عند المسلمين‬
‫التوراة مجازا‪ ،‬والسنفار التاريخينة منسنوبة لعدد منن الننبياء الذينن‬
‫عاصروا هذه المرحلة‪ ،‬وأسفار الشعر والحكمة‪ ،‬والسفار النبوية‪،‬‬
‫وأسنفار البوكريفنا‪-‬وهني محنل خلف عندهنم‪-‬ويطلق النصنارى ل‬
‫اليهود على هذا الجزاء الربعنة اسنم العهند القدينم‪ ،‬وتسنمى أيضنا‬
‫الكتب والناموس‪ ،‬ويطلق اسم التوراة على الجزاء الثلثة الخيرة‬
‫تجوزا‪.‬‬
‫والعهند الجديند هنو مجموعنة الناجينل الربعنة والرسنائل‬
‫الملحقة بها‪ ،‬وينسب إلى ثمانية من المحررين ينتمون إلى الجيل‬
‫الول والثانني منن النصنرانية‪ ،‬وهنم متنى ومرقنس ولوقنا ويوحننا‬
‫أصنحاب الناجينل‪ ،‬ثنم بولس صناحب الربنع عشرة رسنالة ()‪ ،‬ثنم‬
‫بطرس ويعقوب ويهوذا‪ ،‬تلميذ المسيح الذين تنسب إليهم القليل‬
‫من الرسائل‪.‬‬
‫وهؤلء الكتبة الثمانية بعضهم تتلمذ على يد السيد المسيح (متى‪-‬‬
‫يوحننا‪-‬بطرس‪-‬يعقوب‪-‬يهوذا)‪ ،‬بعضهنم تنصنر بعند المسنيح ولم يلقنه‬
‫(بولس ومرقنس تلمينذ بطرس)‪ ،‬وبعضهنم تنصنر على يند منن لم‬
‫يلق المسيح (لوقا تلميذ بولس)‪ .‬راجع إن شئت‪-‬هل العهد الجديد‬
‫كلمنة الله؟!‪ ،‬وهنل العهند القدينم كلمنة الله؟! للشينخ الدكتور منقنذ‬
‫محمود السقار‪.‬‬
‫‪155‬‬
‫الله قيل‪ ،‬ول نشك فني صندق رسنول الله محمند بن عبند‬
‫الله ﷺ لحظة واحدة‪.‬‬
‫المحور الثانيي‪ :‬يشكنك كثينر منن الباحثينن فني كَتَب ِنة‬
‫مت َّنى مثل‪ ،‬وكذا في‬ ‫الناجينل (العهند الجديد) مثنل يوحنا و َ‬
‫كتبننة (العهنند القديننم)‪ ،‬ويتكلمون فنني سننيرتهم بأشياء‬
‫تجعننل خننبرهم مردودا غيننر مقبول‪ ،‬أضننف إلى ذلك أنننه‬
‫(وصنننل إلى أيديننننا ثلث نصنننوص مختلفنننة للتوراة‪ ،‬ول‬
‫نتحدث هنا عن ثلث ترجمات‪ ،‬بل نعني أنه توجد نصوص‬
‫ثلثنة يسنتقل بعضهنا عنن بعنض)(‪ ،)1‬والنصنارى أنفسنهم‬
‫مختلفون فنني عدد السننفار فمنهننم مننن يرفننض أسننفار‬
‫بكاملهننا ويقول أنهننا غيننر قانونيننة (أي غيننر مقدسننة)‪،‬‬
‫وبعضهم يعتبر ذات السفار التي يرفضها أخوه في الملة‬
‫ي من الله‪ ،‬وفي داخل السفار اختلفات كثيرة‪.‬‬ ‫وح ُّ‬
‫المحور الثالث‪ :‬وهو محتوى (الكتاب المقدس)‪ ،‬هم‬
‫يقولون أن الكتاب المقدس كتبنننه الننننبياء والقديسنننين‬

‫() من (هل العهد القديم كلمة الله) للدكتور منقذ محمود السقار‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪ .9-‬وقند جمنع الشينخ صنور كثيرة منن الختلف بينن النصنوص‬
‫الموجودة في العهد القديم‪ ،‬وذكر أحداث ذكرتها التوراة (السفار‬
‫الخمننس) وهنني حدثننت بعنند موسننى عليننه السننلم‪ ،‬ممننا يدل أن‬
‫التوراة كتبت بعد موسى‪-‬عليه السلم‪-‬ودخل فيها ما لم يكن في‬
‫عهنند موسننى عليننه السننلم ثننم تناول باقنني السننفار والمزاميننر‬
‫الموجودة في العهد القديم‪ ،‬وأبطل صحة نسبتها إلى من كتبوها‪،‬‬
‫فليرجنع إلى كتابنه منن أراد أن يسنتزيد‪ ،‬وراجنع أيضنا للدكتور منقنذ‬
‫السقار كتاب (هل العهد الجديد كلمة الله)‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ل فيهم روح القدس ‪-‬الذي هو أقنوم‬ ‫بوحي من الله‪ ،‬ح ّ‬
‫الله الثالث بزعمهنننم‪ -‬فأملهنننم فهنننو عينننن كلم الله‬
‫‪-‬بزعمهم‪.-‬‬
‫ونحنن نقول أننه كلم بشنر فينه منن مشكاة النبوة إل‬
‫أننننه ل يمكنننن أن يكون ‪ -‬بهيئتنننه هذه‪ -‬كلم الله‪ .‬فهناك‬
‫أعداد مكررة‪ ،‬وهناك كلم جنسي فاضح تخجل من ذكره‬
‫البغي‪ ،‬وهناك كلم أشبه ما يكون بحكاوي القهاوي‪.‬‬
‫وسننأقتصر على تناول الفقرة الخيرة‪ ،‬وأنقننل للقارئ‬
‫العزيننز بعننض الفقرات مننن الكتاب (المقدس) ليعلم أن‬
‫هذا الكتاب ل يمكن أن يكون كلم الله‪.‬‬

‫كلم فارغ في الكتاب (المقدس)‪:‬‬

‫ورد فني سنفر صنموئيل الول (فبادرت أبيجال وأخذت‬


‫مائتني رغينف خبنز وزقني خمنر‪ ،‬وخمسنة خرفان مهيئة‪،‬‬
‫وخمنس كيلت منن الفرينك ومائتني عنقود منن الزبينب‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ومائتي قرص من التين‪ ،‬ووضعتها على الحمير)‬
‫(كان طعام سننليمان لليوم الواحنند ثلثيننن كّر سننميذ‪،‬‬
‫وسنتين كّر دقينق‪ ،‬وعشنر ثيران مسنمنة‪ ،‬وعشرينن ثوًرا‬
‫منن المراعني‪ ،‬ومائة خروف عدا اليائل واليمامينر والوز‬

‫() كلمة أقنوم كلمة يونانية الصل تعني بالعربية شخص‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() صموئيل الول (‪.)25/18‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪157‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المسمن)‬
‫ك؟ أجابَت‪:‬‬ ‫وجاء في سفر الملوك الثاني‪( :‬سألَها‪ :‬ما ب ِ ِ‬
‫ه‪ ،‬وغدًا نأْك ُ ُ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫ك فنَأكُل َنن ُ‬
‫قالَت لي هذ ِننهِ المرأةُ‪ :‬هاتنني ابن َنن ِ‬
‫ت لها فني اليوم ِ الثَّانني‪:‬‬ ‫ابنني‪ .‬فطَبَخنا ابنني وأكلْنا هُ‪ ،‬وقُل ُن‬
‫هاتي ابنك لِنَأكُل َ ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫ه)‬
‫ه فأخفَت ْ ُ‬
‫ل أجنند مننا أعلق بننه‪ :‬يتفقان على أكننل ولدهمننا‪ .‬بالله‬
‫أهذا كلم؟‬
‫صنغِيَرة ٌ لينس لهنا‬ ‫ت َ‬ ‫خ ٌن‬ ‫وفني سنفر نشيند النشاد‪( :‬لَن َنا أ ُ ْ‬
‫(‪)3‬‬
‫خطْبَتِهَا؟)‬ ‫ختِنَا فِي يَوْم ِ ِ‬ ‫صنَعُ ل ُ ْ‬
‫ماذ َا ن َ ْ‬‫ثديان ‪ ،‬فَ َ‬
‫َ‬
‫ن‪:‬‬ ‫ن قَائِلِي َن‬ ‫مي َن‬ ‫صوْا بَن ِني بَنْيَا ِ‬ ‫وجاء فني سنفر القضاة (فَأوْن َ‬
‫حت ّنننَى إِذ َا‬‫منُوا فِيهَنننا وَانْتَظُِروا َ‬ ‫انْطَلِقُوا إِلَى الْكُُرومننن ِ وَاك ْ ِ‬
‫حوَهُنن َّ‬ ‫َ‬ ‫ت ِ ُ‬
‫ن‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ص فَانْدَفِعُوا أنْت ُنن ْ‬ ‫شيلوهنن َ لِلَّرقْنن ِ‬ ‫ت بَنَا ُنن‬ ‫ج ْنن‬ ‫خَر َ‬‫َ‬
‫ن إِلَى‬ ‫مَرأة ً وَاهُْربُوا بِهِنننن َّ‬ ‫َ‬ ‫سك ُم ك ُ ُّ‬ ‫َ‬
‫حد ٍ ا ْ‬ ‫ل وَا ِ‬ ‫خطِفُوا لنْفُنننن ِ ْ‬ ‫وَا ْ‬
‫ن)(‪. )4‬‬ ‫َ‬
‫مي َ‬ ‫ض بَنْيَا ِ‬
‫أْر ِ‬
‫ونسأل‪ :‬أين القداسة في هذا الكلم؟‬
‫يقول بولس (مؤسنننس النصنننرانية الحقيقننني) فننني‬
‫رسنننالته الثانينننة إلى صنننديقه تيموثاوس‪( :‬سنننلم على‬
‫فرسننكا وأكيل وبيننت أنيسننيفورس‪ .‬أراسننتس بقنني فنني‬
‫ضا‪.‬‬
‫كورنثوس‪ .‬وأمنا تروفيمنس فتركتنه فني ميليتنس مري ًن‬
‫بادر أن تجيننننء قبنننل الشتاء‪ .‬يسنننلم علينننك أفبولس‬
‫‪1‬‬
‫() (الملوك (‪.)23-4/22 )1‬‬
‫() الصحاح السادس الفقرة الثامنة والعشرون وما بعدها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() سفر نشيد النشاد (‪.)8 :8‬‬ ‫‪3‬‬

‫() سفر القضاة (‪.)20 :21‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪158‬‬
‫وبوديس ولينس وكلفدية والخوة جميعا)(‪.)1‬‬
‫ويقول بولس لصننديقه تيطننس‪( :‬حينمننا أرسننل إليننك‬
‫أرتيماس أو تيخيكنس بادر أن تأتني إلي إلى نيكوبولينس‬
‫لني عزمت أن أشتي هناك)(‪.)2‬‬
‫ونسنننننأل‪ :‬هنننننل أصنننننبح السنننننلم على فرسنننننكا‬
‫وإخواننه‪،‬ودعوى أحند للحضور فني المكان الذي سنيُشتي‬
‫فيه بولس وحي من عند الله يتعبد بتلوته؟؟!!‬
‫وفي أسفار الحكمة والشعر‪ ...‬التي هي للحكمة تجد‬
‫هذا العبننث‪( .‬لكننل أمننر تحننت السننماوات وقننت‪ ،‬للولدة‬
‫وقننت‪ ،‬وللموت وقننت‪ ،‬للغرس وقننت‪ ،‬ولقلع المغروس‬
‫وقنننت‪ ،‬للبكاء وقنننت‪ ،‬وللضحنننك وقنننت‪ ،‬وللنوح وقنننت‪،‬‬
‫وللرقنص وقنت‪ ،‬لتفرينق الحجارة وقنت‪ ،‬ولجمنع الحجارة‬
‫وقنت‪ ،‬للمعانقنة وقنت‪ ،‬وللنفصنال عنن المعانقنة وقنت‪،‬‬
‫للتمزيق وقت‪ ،‬وللتخييط وقت‪ ،‬للسكوت وقت‪ ،‬وللتكلم‬
‫وقننت‪ ،‬للحننب وقننت‪ ،‬وللبغضننة وقننت‪ ،‬للحرب وقننت‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وللصلح وقت)‬

‫(شمشون المقدس)‬

‫() تيموثاوس (‪.)19 :4‬‬ ‫‪1‬‬

‫() (تي ‪.)12 :3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫() (الجامعة ‪.)8-3/1‬‬
‫‪159‬‬
‫قصة شمشون الجبار مصدرها الكتاب (المقدس)‪.‬‬
‫ومننن أعاجيننب شمشون فنني الكتاب (المقدس) أنننه‬
‫ل أسد ٍ يزمجر للقائه‪ ،‬فحل عليه‬
‫بينما هو يمشي (إذ بشب ِ‬
‫روح الرب‪ ،‬فشقنه كشنق الجدي‪ ،‬ولينس فني يده شينء)‬
‫(القضاة ‪.)6 - 14/5‬‬
‫سفر يحكي لنا‬‫وبعد هذا الكلم بصفحتين وفي نفس ال ِ‬
‫الكتاب (المقدس) أن شمشون الجبار زنننا بعاهرة فأيننن‬
‫روح الرب؟ هل كانت معه وهو يضاجعها؟؟‬
‫ضا لمنا ربطنه قومنه وسنلموه للفلسنطينيين موثقًنا‬ ‫وأي ًن‬
‫(فحل الوثاق عن يديه‪ ،‬ووجد لحي حمار طريًا‪ ،‬فمد يده‪،‬‬
‫ي‬
‫وأخذه‪ ،‬وضرب بنننه ألف رجنننل‪ .‬فقال شمشون‪ :‬بلح ّننن‬
‫ت ألف‬ ‫ي حمار قتل ُننن‬
‫متَي ْنننن (هكذا)‪ ،‬بلح ِننن‬
‫ة كو َ‬ ‫حمار كُو َ‬
‫م ً‬
‫رجل)(‪. )1‬‬
‫ووالله كأننني بننن (أبننو لمعننة) قنند ارتوى مننن هنننا‪ .‬ول‬
‫تضحك فما قصدت ذلك‪.‬وشر البليا ما يضحك‬
‫ومنن غرائب شمشون وعجائبنه أننه أحضنر ثلث مائة‬
‫منن الثعالب وربنط ذيول بعضهنا ببعنض‪ ،‬ثنم أشعنل فيهنا‬
‫النار‪ ،‬وأطلقهنننا فننني حقول الفلسنننطينيين‪ ،‬فأحرقوهنننا‬
‫ما من زوجته الفلسطينية التي هجرته(‪.)2‬‬ ‫انتقا ً‬
‫والسننؤال‪ :‬كيننف جمننع هذه الثعالب! وكيننف ربطهننا‬
‫جميعً نا!‪ ،‬وكيننف أشعننل فنني زيلهننا النار‪ ،‬وكيننف صننارت‬
‫مسنتقيمة وهنني مثننى بعند أن أشعلت النار فنني ذيلهنا؟‬
‫() (القضاة ‪.)16-15/14‬‬ ‫‪1‬‬

‫() (انظر القضاة ‪.)6-15/4‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪160‬‬
‫جد ُّ غريبة‪.‬‬
‫قصة ِ‬

‫كلم جنسي فاضح‬

‫وفننني كتاب النصنننارى كلم جنسننني فاضنننح‪ ،‬ولك أن‬


‫تراجنننع نشيننند النشاد[‪ .]9 - 1 :7‬غزل بكلم يعنننف عننننه‬
‫السننفلة مننن الناس‪ ،‬ول أسننتطيع نقننل شيننء منننه هنننا‪،‬‬
‫ولكن لك أن تراجعه‪.‬‬
‫وأنقل لك ما هو أخف من نشيد النشاد قليل لتعلم أنه كلم‬
‫بغايا وليس كلم الله‪.‬‬
‫فنني سننفر المثال زانيننة متزوجننة تخون فراش زوجهننا‬
‫وتخاطب صاحبها بهذه الكلمات‪( :‬بالديباج فرشت سريري‬
‫شى كتان من مصر‪ .‬عطرت فراشي بمّر وعود وقرفة‪.‬‬ ‫بمو ّ‬
‫هلم نرتنو ودّا إلى الصنباح‪ .‬نتلذذ بالحنب‪ .‬لن الرجنل لينس‬
‫(‪)1‬‬
‫في البيت)‬
‫وفي سفر حزقيال يصف العضو الذكري‪ ،‬وحجم الماء‬
‫الذي يخرج منه(‪.)2‬‬
‫وفننني الكتاب المقدس قصنننص كثيرة لعمليات الزننننا‬
‫بالمحارم‪ ،‬الب يزني ببن ته (لوط مع بناته)‪ ،‬وال بن يزني‬
‫بأختنه (بنن داود منع بننت داود)‪ ،‬والبنن يزنني منع حليلت‬

‫() سفر المثال ‪.16 :7‬‬ ‫‪1‬‬

‫() حزقيال (‪.)19 :23‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪161‬‬
‫أبيه (بن يعقوب مع سريّة أبيه)‪ ..‬الخ هذا الهراء‪.‬‬
‫ويا أهل الكتاب أهذا كلم مقدس؟‬
‫وأينن هذا منن الذكنر الحكينم الذي ل يأتينه الباطنل منن‬
‫بين يديه ول من خلفه تنزيل من حكيم حميد‪ .‬يقول الله‬
‫ك‬ ‫د َرب ِّ َ‬ ‫م ِ‬‫ح ْ‬ ‫ح بِ َ‬ ‫سبِّ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫قولُو َ‬ ‫ما يَ ُ‬ ‫علَى َ‬ ‫صبِْر َ‬ ‫فا ْ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬‬
‫ن آنَاء‬ ‫م ْيي‬ ‫و ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫قبْ َ‬ ‫و َ‬ ‫ل طُلُو ع ال َّ‬ ‫قبْ َ‬ ‫َ‬
‫ها َ‬ ‫غُروب ِيي َ‬ ‫س َ‬ ‫م ِيي‬ ‫ش ْ‬ ‫ِيي‬
‫وَل‬ ‫ضى * َ‬ ‫ك تَْر َي‬ ‫عل َّي َ‬ ‫ر لَ َ‬ ‫ها ِ‬ ‫ف النَّ َ‬ ‫وأَطَْرا َي‬ ‫ح َ‬ ‫سبِّ ْ‬ ‫ف َي‬ ‫ل َ‬ ‫اللّي ْ ِ‬
‫َ‬
‫ك إلَى ما متَّعن َا ب َ‬ ‫مد َّ َّ‬
‫هَرةَ‬ ‫م َز ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫جا ِّ‬ ‫وا ً‬ ‫ه أْز َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫عيْنَي ْ َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫تَ ُ‬
‫َ‬
‫قى‬ ‫وأب ْ َ‬ ‫خيٌْر َ‬ ‫ك َ‬ ‫ق َرب ِّ َ‬ ‫رْز ُ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫في ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫فتِنَ ُ‬ ‫دني َا لِنَ ْ‬ ‫ة ال ُّ‬ ‫حيَا ِ‬ ‫الْ َ‬
‫ك‬ ‫سأَلُ َ‬ ‫ها َل ن َي ْ‬ ‫علَي ْي َ‬ ‫صطَبِْر َ‬ ‫وا ْي‬ ‫ة َ‬ ‫صَل ِ‬ ‫ك بِال َّي‬ ‫هل َي َ‬ ‫مْر أ َ ْ‬ ‫وأ ُ‬
‫* ْ‬
‫َ‬
‫ولَ‬ ‫َ‬
‫قالوا ل ْ‬ ‫ُ‬ ‫و َ‬ ‫وى * َ‬ ‫ق َ‬ ‫َ‬
‫ة لِلتّ ْ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫وال َ‬ ‫ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ق َ‬ ‫ن نَْرُز ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫َ‬
‫قا نّ ْ‬ ‫رْز ً‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫في‬ ‫ما ِيي‬ ‫ة َيي‬ ‫هم بَيِّن َ ُ‬ ‫م تَأت ِيي ِ‬ ‫ول َيي ْ‬ ‫هأ َ‬ ‫من َّرب ّييِ ِ‬ ‫ة ّييِ‬ ‫يَأتِين َييا بِآيَ ٍ‬
‫هلَكْنَا ُي‬ ‫َ‬
‫و أن َّيا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫من‬ ‫ب ّ ِي‬ ‫ذا ٍي‬ ‫ع َ‬ ‫هم بِ َ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ف اْلولَى * َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫ال ُّي‬
‫َ‬
‫ع‬ ‫فنَتَّب ِي َ‬ ‫سوًل َ‬ ‫ت إِلَيْن َيا َر ُي‬ ‫سل ْ َ‬ ‫وَل أْر َي‬ ‫قالُوا َربَّن َيا لَ ْ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫قبْل ِي ِ‬ ‫َ‬
‫ل ك ُ ٌّ‬ ‫ذ َّ‬ ‫َ‬
‫ص‬ ‫متََرب ّ ِي ٌ‬ ‫ل ُّ‬ ‫ق ْ‬ ‫خَزى * ُ‬ ‫ون َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل أن نَّ ِ‬ ‫قبْ ِ‬ ‫من َ‬ ‫ك ِي‬ ‫آيَات ِي َ‬
‫ف ست َعلَمون م ن أ َيي‬
‫ط‬‫صَرا ِ‬ ‫ب ال ّييِ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ْ‬ ‫صوا َ َيي ْ ُ َ َ ْيي‬ ‫فتََرب ّييَ ُ‬ ‫َ‬
‫دى ﴾‪.‬‬ ‫هت َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫و َ‬ ‫ي َ‬ ‫و ِّ‬ ‫س ِ‬ ‫ال َّ‬
‫هذا هو كلم الله‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫هكذا تكلموا عن أنبياء الله‬
‫‪162‬‬
‫الحديث عن أنبياء الله في (الكتاب المقدس) حديث أشبه‬
‫ث ل يكاد يصدق‪ ،‬إل أنه حقيقة في كتاب‬ ‫بأحاديث الخيال‪ ،‬حدي ٌ‬
‫النصننارى (المقدس)‪ ،‬يعترفون بهنا ول ينكرونهننا‪.‬وهاك بعننض‬
‫ملمحها‪ .‬وفي هذا المقال ل أقوم بِبَت ْ ِر النَّص وإنما أنقل سياقا‬
‫كامل‪.‬‬

‫نوح (عليه السلم)‬

‫فني كتابهنم أ نه شرب منن الخمنر فسنكر وتعرى‪ ،‬ورأى‬


‫ابنننه عورتننه فلعنننه ولعننن ابنننه ‪ -‬أي حفينند نوح عليننه‬
‫السلم‪!!!!!.‬‬
‫َ‬
‫س‬‫ن فَ ّلحننا وَغََر َن‬ ‫ح يَكُو ُن‬ ‫فنني سننفر التكويننن (وابتدأ نُو ٌن‬
‫خبَائ ِ نهِ‪.‬‬ ‫ل ِ‬ ‫سكَِر وَتَعََّرى دَا ِ‬
‫خ َ‬ ‫مرِ فَ ن َ‬ ‫خ ْ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫م َن‬ ‫ب ِ‬‫شرِ ن َ‬ ‫كَْرمننا‪ .‬وَ َ‬
‫خارِنجا‪.‬‬ ‫خبََر أخوينه َ‬ ‫ن ع َوَْرة َ أبينه وَأ ْ‬ ‫م أبنو كَنْعَا َن‬ ‫حا ٌن‬ ‫فأبصنر َ‬
‫شي َنا‬ ‫م َ‬ ‫ضعَاه ُن ع َلَى أكتافهمنا َو َ‬ ‫ث الّرِدَاءَ وَوَ َ‬ ‫م وَيَافَن ُ‬ ‫سا ٌ‬‫خذ َ َن‬ ‫فَا َ‬
‫م‬‫ما إلى الْوََراءِ‪ .‬فَل َن ْ‬ ‫جهَاهُن َ‬ ‫ستََرا ع َوَْرة َ أبيهمنا وَوَ ْ‬ ‫إلى وََراءِ وَن َ‬
‫ما‬ ‫م َ‬ ‫مرِهِ ع َل ِ َ‬‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ظ نُو ٌ‬ ‫ستَيْقَ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫صَرا ع َوَْرة َ أبيهما‪ .‬فَل َ َّ‬ ‫يُب ْ ِ‬
‫ن‪ .‬ع َبْد َ الْعَبِيدِ‬ ‫ن كَنْعَا ُن‬ ‫ملْعُو ٌن‬ ‫ل‪َ « :‬‬ ‫صّنغِيُر فَقَا َ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ل ب ِنهِ ابْن ُن ُ‬‫فَعَ َ‬
‫ن‬ ‫سامٍ‪ .‬وَلْيَك ُن ْ‬ ‫ه َن‬ ‫ب ال َن ُ‬ ‫ك الَّر ُّن‬ ‫مبَاَر ٌن‬
‫ل‪ُ « :‬‬ ‫ن لخوتنه»‪ .‬وَقَا َ‬ ‫يَكُو ُن‬
‫ن‬ ‫ساك ِ ِ‬‫م َن‬ ‫ن فِني َ‬ ‫سك ُ َ‬ ‫ث فَي َن ْ‬ ‫ح الل ُهن لِيَافَن َ‬ ‫ه‪ .‬لِيَفْت َن ِ‬‫ن ع َبْدا ل َن ُ‬ ‫كَنْعَا ُن‬
‫م»)(‪.)1‬‬ ‫ن ع َبْدا لَهُ ْ‬ ‫ن كَنْعَا ُ‬ ‫سامٍ‪ .‬وَلْيَك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ونسنننأل‪ :‬ننننبي ويشرب الخمنننر؟! ‪ ..‬ننننبي يسنننكر‬

‫() سفر التكوين (إصحاح ‪ :9‬العدد ‪.)28-20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪163‬‬
‫ويتعرى؟!‪ ..‬ننبي ويلعنن حفيده الذي ل ذننب له؟! ويجعله‬
‫عبدا لعمامه على جرم لم يقترفه؟؟‬

‫لوط (عليه السلم)‬

‫قالوا عننه‪ :‬شرب خمرا وسنكر ثنم زننى بابنتينه وأنجنب‬


‫منهما ولدين موآب وعمون!!!‬
‫ل‬ ‫ن فِني ال ْ َ‬
‫جب َ ِ‬ ‫سك َ َ‬
‫صوغ ََر وَن َ‬ ‫صعِد َ لُو طٌن ِ‬
‫م نْن ُن‬ ‫التكوينن‪( :‬وَن َ‬
‫ن‬ ‫سك َ َ‬ ‫صوغ ََر‪ .‬فَن َ‬ ‫ن فِني ُن‬ ‫سك ُ َ‬ ‫ف أن ي َن ْ‬ ‫خا َن‬ ‫ه لننه َ‬ ‫معَن ُ‬ ‫وَابْنَتَاه ُن َ‬
‫صّنغِيَرة ِ‪« :‬أبوننا‬ ‫ت الْبِك ُْر لِل َ‬ ‫مغ َاَرةِ هُو َ وَابْنَتَاه ُن‪ .‬وَقَال َن ِ‬ ‫فِني ال ْ َ‬
‫ل ع َلَيْن َننا كَعَادَةِ‬ ‫خ َ‬
‫ل لِيَد ْ ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫س فِنني الرض َر ُ‬ ‫خ وَلَي ْنن َ‬ ‫شا َنن‬ ‫قَد ْ َ‬
‫ه‬‫معَنن ُ‬ ‫جعنن ُ َ‬ ‫ضط َ ِ‬ ‫مرا وَن َ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫سقِي أبانننا َ‬ ‫م ن َنن ْ‬ ‫ل الرض‪ .‬هَل ُنن َّ‬ ‫ك ُ ِّ‬
‫ك‬ ‫مرا فِني تِل ْن َ‬ ‫خ ْ‬ ‫سقَتَا أباهمنا َ‬ ‫سل»‪ .‬فَن َ‬ ‫ن أبيننا ن َن ْ‬ ‫م ْن‬ ‫حي ِني ِ‬ ‫ف َن ُ ْ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫م يَعْل َ ن ْ‬ ‫معن َ أبيهننا وَل َ ن ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ج عَ ن ْ‬ ‫ضط َ َ‬‫ت الْبِك ُْر وَا ْ‬ ‫خل َ ن ِ‬ ‫الل ّيْلَة ِ وَد َ َ‬
‫ث فِنني الْغَد ِ أن الْبِك َْر‬ ‫حد َنن َ‬ ‫مهَننا‪ .‬و َ َ‬ ‫عهَننا وَل بِقِيَا ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ضط ِ َ‬ ‫بِا ْ‬
‫مع َن أبني‪.‬‬ ‫ة َ‬ ‫ت الْبَار ِ َ‬
‫ح َ‬ ‫جعْن ُ‬ ‫ضط َ َ‬ ‫صّنغِيَرةِ‪« :‬إنني قَد ِ ا ْ‬ ‫ت لِل َ‬ ‫قَال َن ْ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫معَننن ُ‬ ‫جعِننني َ‬ ‫ضط َ ِ‬ ‫خلِي ا ْ‬ ‫ة أيضنننا فَاد ْ ُ‬ ‫مرا الل ّيْل َ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫سقِيه ِ َ‬ ‫ن َننن ْ‬
‫سل»‪.‬‬ ‫ن أبينا ن َ ْ‬ ‫م ْ‬‫ي ِ‬‫حي ِ َ‬ ‫ف َن ُ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬‫م ِنن‬ ‫ك الل ّيْلَة ِ أيضننا وَقَا َ‬ ‫مرا فِنني تِل ْنن َ‬ ‫خ ْ‬
‫سقَتَا أباهمننا َ‬ ‫فَنن َ‬
‫عهَنا وَل‬ ‫جا ِ‬‫ضط ِ َ‬ ‫م بِا ْ‬ ‫م يَعْل َن ْ‬ ‫ه وَل َن ْ‬
‫معَن ُ‬
‫ت َ‬‫جعَن ْ‬ ‫ضط َ َ‬‫صغِيَرة ُ وَا ْ‬ ‫ال َّن‬
‫ت الْبِك ُْر اب ْنا‬ ‫ن أبيهما‪ .‬فَوَلَد َ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ط ِ‬ ‫ت ابْنَت َا لُو ٍ‬‫حبِل َ ِ‬
‫مه َا‪ .‬ف َ َ‬‫بِقِيَا ِ‬
‫ن إلى الْيَوْنمِ‪.‬‬ ‫موابِي ِّي َن‬ ‫ب» ‪-‬وَهُو َ أبنو ال ْ ُ‬ ‫موا َن‬ ‫ه« ُ‬ ‫م ُ‬‫سن َ‬‫تا ْ‬ ‫وَدَع َن ِ‬
‫‪164‬‬
‫مي»‪-‬‬
‫ن ع َن ِّ‬
‫ه «ب ِن ْ‬
‫م ُ‬
‫سن َ‬
‫تا ْ‬ ‫صّنغِيَرة ُ أيضنا وَلَد َن ِ‬
‫ت اب ْننا وَدَع َن ِ‬ ‫وَال َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ن إلى الْيَوْمِ )‬ ‫مو َ‬ ‫وَهُو َ أبو بَنِي ع َ ُّ‬

‫إسرائيل «يعقوب» (عليه السلم)‬

‫قالوا عنه‪:‬‬
‫‪ -‬مكر بأبيه اسحق وسرق البركة من أخيه عيسو(‪.)2‬‬
‫‪ -‬صارع الرب وكاد يغلبه(‪.)3‬‬
‫‪ -‬لطننم الخدود وشننق الجيوب وكفننر بقضاء الله حيننن‬
‫سمع بخبر أكل الذئب ليوسف عليه السلم(‪. )4‬‬
‫‪ -‬واتهموا بناته بالزنا(‪.)5‬‬
‫‪ -‬ويذكننر الكتاب المقدس بعنند ذكننر قصننة زنننا بنننت‬
‫ة) أن أبناء يعقوب قاموا بقتننل كننل‬ ‫ة لَيْئ َ َ‬
‫ة ابْن َ ُ‬
‫يعقوب (دِين َ ُ‬
‫الذكور ونهبوا البلدة بعدمننا أمنوهننم على أنفسننهم ‪-‬أي‬
‫(‪)6‬‬
‫غدروا بهم‪ -‬وذلك لن شكيم قد زنى بأختهما‪.‬‬
‫‪ -‬ويقولون أن واحدا مننن أبناءه ‪-‬عليننه السننلم‪ -‬زننني‬
‫بسنّرية أبينه‪ ،‬والسنرية فني حكنم الزوجنة عندننا وعندهنم‬

‫() التكوين (‪.)39-30 :19‬‬ ‫‪1‬‬

‫() سفر التكوين (‪.)40-18 :27‬‬ ‫‪2‬‬

‫()‪ .‬سفر التكوين‪.)33-24 :32( :‬‬ ‫‪3‬‬

‫() سفر التكوين (‪.)38-32 :37‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫() سفر التكوين (‪.)5-1 :34‬‬
‫‪6‬‬
‫() راجع‪-‬إن شئت‪-‬سفر التكوين (‪.)29-34/20‬‬
‫‪165‬‬
‫أيضا(‪.)1‬‬
‫وكله كلم (مقدس) يحتويه (الكتاب المقدس)‪!!.‬‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫ب َ‬ ‫ذ ٍي‬‫ه بِدَيم ٍ ك َ ِ‬
‫ص ِ‬‫مي ِي‬
‫ق ِ‬ ‫علَى َ‬ ‫ؤوا َ‬ ‫جآ ُ‬‫و َ‬‫وعندنننا‪َ ﴿ :‬‬
‫ف سك ُ َ‬ ‫ول َت لَك ُ َ‬
‫والل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل َ‬ ‫مي ٌ‬ ‫ج ِ‬‫صبٌْر َ‬
‫ف َ‬ ‫مًرا َ‬‫مأ ْ‬ ‫م أن ُ ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫س َّ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫بَ ْ‬
‫ن ﴾ (يوسف‪)18 :‬‬ ‫فو َ‬ ‫ص ُ‬ ‫علَى َ‬
‫ما ت َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عا ُ‬
‫ست َ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬

‫موسى (عليه السلم)‬

‫قالوا عنه‪:‬‬
‫‪ -‬خان الله ‪-‬عننز وجننل‪ -‬هننو وهارون ‪-‬عليهمننا السننلم‪-‬‬
‫ولم يقدسنا الله تبارك وتعالى بينن شعنب إسنرائيل كمنا‬
‫أمرهما(‪.)2‬‬
‫‪ -‬ويسنننيء الدب منننع الله وهنننو يخاطبنننه‪ .‬إذ يقول‬
‫ماذ َا‬‫سيِّد ُ ل ِ َ‬ ‫ل‪« :‬ي َا َ‬ ‫ب وَقَا َ‬ ‫سى إلى الَّر ِّ‬ ‫مو َ‬ ‫ج عَ ُ‬ ‫بزعمهم‪( :‬فََر َ‬
‫منْذُ‬‫ه ُ‬ ‫ماذ َا أرسننلتني؟‪ .‬فَان ّننَ ُ‬ ‫ب؟ ل ِ َ‬ ‫ت إلى هَذ َا ال َّ‬
‫شعْنن ِ‬ ‫ساء َ‬ ‫أ َنن‬
‫َ‬
‫ك أسننناء إلى هَذ َا‬ ‫م َ‬‫س ِ‬ ‫م بِا ْ نن‬ ‫ن ل تَكَل ّننن َ‬ ‫ت إلى فِْرع َوْننن َ‬ ‫خل ْننن ُ‬ ‫دَ َ‬
‫ال َّ‬
‫ك»(‪.)3‬‬ ‫شعْب َ َ‬ ‫ص َ‬ ‫خل ِّ ْ‬ ‫م تُ َ‬ ‫ب‪ .‬وأنت ل َ ْ‬ ‫شعْ ِ‬
‫ت إِلى‬ ‫واقرأ هذه‪ :‬فَقَال مو سى للَر ب‪« :‬لماذ َا أ َنن ْ‬
‫سأ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ ّ ّننِ‬ ‫ُ َنن‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫حت َّنى أن َّن َ‬ ‫ة فِني ع َيْنَي ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ع َبْد ِن َ‬
‫ضعْن َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ك َ‬ ‫م ً‬‫جد ْ نِعْ َ‬ ‫ماذ َا ل ْمن أ ِ‬ ‫ك وَل ِ َ‬
‫ي؟)(‪.)4‬‬ ‫ب ع َل َّ‬ ‫ميع هَذ َا ال َّ‬
‫شعْ ِ‬ ‫ج ِ ِ‬ ‫ثِقْل َ‬
‫() راجع سفر التكوين (‪.)23-21 :35‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫() سفر التثنية (‪.)51-48 :32‬‬
‫() سفر الخروج (‪.)24-22 :5‬‬ ‫‪3‬‬

‫() وفي سفر الخروج أيضا (‪.)11 :11‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪166‬‬
‫هارون (عليه السلم)‬

‫نسبوا إليه هو صناعة العجل لبني إسرائيل كي يعبدوه‬


‫من دون الله(‪.)1‬‬
‫داود (عليه السلم)‬

‫قالوا عنه‪:‬‬
‫‪ -‬زننا بزوجنة جارة أورينا الحثنني وحبلت مننه‪.‬جاء فني‬
‫ن دَاوُدَ‬ ‫ساءِ أ َن َّ‬ ‫م َن‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫نن فِني وَقْن ِ‬ ‫سنفر صنموئيل الثانني (وَكَا َ‬
‫ك‪ ،‬فََرأَى‬ ‫مل ِن ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫سطِْح بَي ْن ِ‬ ‫شى ع َلَى َن‬ ‫م َّن‬ ‫سريرِهِ وَت َ َ‬ ‫ن َن ِ‬ ‫قَا َمن ع َن ْ‬
‫ميل َ َ‬ ‫م‪ .‬وكَان ت ال ْ َ‬ ‫سط ْح ا َ‬
‫ة‬ ‫ج ِ‬‫مْرأة ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ح ُّ َ َ ن ِ‬ ‫ست َ ِ‬‫مَرأة ً ت َ ن ْ‬ ‫ن ع َلَى ال ّ نَ ِ ْ‬ ‫م ْن‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫مْرأَةِ‪ ،‬فَقَا َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ل ع َننن ِ‬ ‫سأ َ َ‬‫ل دَاوُد ُ وَننن َ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫جدًّا‪ ..‬فَأْر َننن‬ ‫منْظَرِ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مَرأَة َ أُورِي ّننَا‬ ‫ما ْ‬ ‫ت ألِيعَا َنن‬
‫َ‬
‫شب َننعَ بِن ْنن َ‬ ‫ت هَذ ِننهِ بَث ْ َ‬ ‫س ْ‬
‫َ‬
‫حدٌ‪« :‬ألَي ْنن َ‬ ‫وَا ِ‬
‫َ‬
‫ت إِلَي ْنهِ‬ ‫خل َ ن ْ‬ ‫خذَهَنا‪ ،‬فَد َ َ‬ ‫سًل وَأ َ َ‬ ‫ل دَاوُد ُ ُر ُ ن‬ ‫س َ‬ ‫ي؟» ‪ .‬فَأْر َن‬
‫(‪)2‬‬
‫حث ّ ِن ِ ّ‬‫ال ْ ِ‬
‫ت إِلَى‬ ‫جع َ ْ‬ ‫م َر َ‬ ‫مثِه َا‪ .‬ث ُ َّ‬ ‫ن طَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مطَهََّرة ٌ ِ‬ ‫ي ُ‬ ‫معَه َا وَه ِن َ‬ ‫ج عَ َ‬ ‫ضط َ َ‬ ‫فَا ْ‬
‫َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ت دَاوُد َ وَقَال َ ن ْ‬ ‫خبََر ْ ن‬ ‫ت وَأ َ ْ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫مْرأةُ‪ ،‬فَأْر َ ن‬
‫بيتِه ا‪ .‬وحبل َ نت ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َن َ َ ِ ِ‬
‫حبْلَى»)‪.‬‬ ‫«إِن ِّي ُ‬
‫‪ -‬وقالوا أننننننه أردف ذلك بتدبينننننر مؤامرة لزوج هذه‬
‫المرأة وقتله وضنننم هذه المرأة لنسنننائه وأنجنننب منهنننا‬

‫‪1‬‬
‫() سفر الخروج (‪.)6-1 :32‬‬
‫() صموئيل الثاني (‪.)6-2 :11‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪167‬‬
‫سليمان عليه السلم(‪- )1‬من سفاح‪ -‬قطع الله لسانهم‪.‬‬
‫‪ -‬يرقننص (بكننل قوتننه) أمام الرب ويتك ّ ن‬
‫شف فتحتقره‬
‫امرأته(‪.)2‬‬
‫‪ -‬يحضن فتاة عذراء غريبة عنه لتدفئه(‪.)3‬‬
‫‪ -‬ابنه أمنون يزني ببنته ثامار ‪-‬ابن داود وبنت داود‪ -‬ول‬
‫يقيم عليه الحد(‪.)4‬‬
‫‪ -‬يقتنل ‪ 200‬فلسنطيني ويقطنع غلفهنم ‪-‬حشفنة الذكنر‪-‬‬
‫(‪)5‬‬
‫مهرا لميكال بنت شاول‬
‫‪ -‬قالوا عنه ينشر شعوبا كاملة أطفال ونساء ورجال(‪.)6‬‬

‫سليمان بن داود (عليه السلم)‬

‫قالوا عننه‪ :‬تزوج منن نسناء أجننبيات مخالفنا الشريعنة‬


‫وأملن قلبننه حتننى كفننر بالله وعبنند الصنننام وأقام لهننا‬
‫معبدا(‪.)7‬‬

‫‪1‬‬
‫() (سفر صموئيل‪.)19-14 :11 :‬‬
‫() (صموئيل الثاني‪.)21-14 :6 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫() (الملوك الول ‪.)5-1 :1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫() صموئيل الثاني (‪21 :13‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫()‪ .‬صموئيل الول (‪.)29-25 :18‬‬
‫() سفر أخبار اليام الول (‪.)5-3 :20‬‬ ‫‪6‬‬

‫() الملوك الول (‪.)12-1 :11‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪168‬‬
‫أشعياء «شعيب» (عليه السلم)‬

‫قالوا عنه‪ :‬مشي عريان وحافيا ثلث سنوات(‪!!! )1‬‬


‫وعندهم من النبياء من مات منتحرا‪ ،‬ومن اتخذ امرأة‬
‫زننا بأمنر (الرب) وقتنل الطفال وشنق بطون الحوامنل‪،‬‬
‫ومنن تعصنب منع الرب وتطاول علينه‪ .‬وننبي يكذب‪،‬وننبي‬
‫ضر له روح نبي آخر‪ ،‬ونبي يتسبب‬ ‫يذهب لعَّرافة كي تح ِّ‬
‫ماٌر‬
‫ح َ‬
‫فني قتنل صناحبه‪ .‬وننبي أحمنق يمنعنه منن الحماقنة ( ِ‬
‫ن)‪.‬‬ ‫َ‬
‫سا ٍ‬
‫ت إِن ْ َ‬
‫صو ِ‬
‫م نَاطِقًا ب ِ َ ْ‬
‫ج ُ‬
‫أع ْ َ‬
‫وكله كلم (مقدس)‪!!.‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫هكذا يتكلم النصننارى ومعهننم اليهود على أنننبياء الله‪.‬‬
‫وليس معصوما عندهم سوى الحبار والرهبان‪.‬‬
‫أنننبياء الله كذبننه وزناه وأولد حرام وقليلو الدب مننع‬
‫ربهننم‪ ،‬والحبار والرهبان معصننومون مننن الخطننأ‪ .‬تعالى‬
‫الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا‪.‬‬
‫ل جلله‬ ‫وختامنا أخاطبكنم بمنا خاطنب بنه رب العّزة ج ّ‬
‫يقول الله تعالى‪:‬‬
‫غيَْر‬‫م َ‬‫في ِدينِك ُيي ْ‬ ‫غلُوا ْ ِيي‬‫ب ل َ تَ ْ‬‫ل الْكِتَا ِيي‬ ‫ه َ‬ ‫ل ي َييا أ َ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫﴿ ُ‬
‫ُ‬
‫ل‬ ‫من َ‬
‫قب ْ ُ‬ ‫ضل ّوا ْ ِيي‬ ‫قدْ َ‬ ‫وميي ٍ َ‬ ‫ق ْ‬‫واء َ‬‫ه َ‬‫عوا ْ أ َ ْ‬‫ول َ تَتَّب ِ ُ‬‫ق َ‬ ‫ح ِيي ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ل ﴾ [المائدة‪:‬‬ ‫سبِي ِ‬‫واء ال َّي‬ ‫س َ‬
‫عن َي‬ ‫ضل ّوا ْ َي‬‫و َ‬ ‫ضل ّوا ْ كَثِيًرا َ‬ ‫وأ َ‬ ‫َ‬
‫‪]77‬‬

‫() سفر أشعيا (‪.)5-2 :20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪169‬‬
‫م‬ ‫سولُنَا يُبَي ّ ِي ُ‬
‫ن لَك ُي ْ‬ ‫م َر ُي‬ ‫جاءك ُي ْ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ل الْكِتَا ِي‬‫ه َ‬ ‫﴿ ي َيا أ َ ْ‬
‫عن‬ ‫فو َي‬ ‫ع ُي‬ ‫وي َ ْ‬
‫ب َ‬ ‫ن الْكِتَا ِي‬
‫م َي‬ ‫ن ِ‬ ‫فو َي‬‫خ ُ‬‫م تُ ْ‬‫ما كُنت ُي ْ‬‫م َّي‬‫كَثِيًرا ِّ‬
‫ن﴾‬ ‫مبِي ٌيي‬ ‫ب ُّ‬ ‫وكِتَا ٌيي‬ ‫ه نُوٌر َ‬ ‫ن الل ّيي ِ‬
‫م َيي‬ ‫جاءك ُييم ِّ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ر َ‬‫كَثِي ٍ‬
‫[المائدة‪]15 :‬‬

‫م‬ ‫سولُنَا يُبَي ّ ِي ُ‬


‫ن لَك ُي ْ‬ ‫م َر ُي‬ ‫جاءك ُي ْ‬
‫قدْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ل الْكِتَا ِي‬ ‫ه َ‬‫﴿ ي َيا أ َ ْ‬
‫من‬ ‫جاءن َيا ِي‬ ‫ما َ‬ ‫قولُوا ْ َي‬ ‫ل أَن ت َ ُ‬
‫س ِ‬‫ن الُّر ُي‬ ‫م َي‬ ‫ة ِّ‬ ‫فتَْر ٍ‬ ‫علَى َ‬ ‫َ‬
‫والل ّييي ُ‬
‫ه‬ ‫ذيٌر َ‬ ‫ون َ ِ‬‫شيٌر َ‬ ‫جاءك ُيييم ب َ ِ‬‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬‫ر َ‬ ‫ذي ٍ‬ ‫ول َ ن َ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫شي ٍ‬ ‫بَ ِ‬
‫ر ﴾ [المائدة‪]19 :‬‬ ‫دي ٌ‬
‫ق ِ‬ ‫ء َ‬‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫علَى ك ُ ِّ‬ ‫َ‬
‫والحمد لله على نعمة السلم وكفى بها نعمة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫هكذا تكلموا عن الله‬

‫الثالثة‪ :‬هكذا تكلموا عن الله سبحانه وتعالى وتقدس‪.‬‬

‫الله عند النصارى إنسان‬

‫يتحدث كتاب النصننارى بأن النسننان نسننخة مننن الله‬

‫‪170‬‬
‫عز وجل‪ .‬ففي سفر التكوين (وقال الله‪ :‬نعمل النسان‬
‫(‪)1‬‬
‫على صورتنا كشبهنا)‬
‫وفني أكنبر كنائس الكاثولينك فني رومنا (كنيسنة سنانت‬
‫بيتر) رسم الرسام مايكل أنجلو صورة لله تشبه البشر‪.‬‬
‫وقند وردت تفاصنيل جسنم الرب فني أماكنن متفرقنة‬
‫من العهد القديم أنقها لك وهي‪.‬‬
‫سا‪ ،‬شعره أبيننض (شعننر رأسننه كالصننوف‬
‫أن له رأ ًنن‬
‫(‪)2‬‬
‫النقي‪ ،‬وعرشه لهيب نار)‬
‫وله عينان وأجفان (عيناه تنظران‪ ،‬أجفانه تمتحن بني‬
‫(‪)3‬‬
‫آدم)‬
‫وله شفتان (شفتاه ممتلئتان سنننخطًا‪ ،‬ولسنننانه كنار‬
‫(‪)4‬‬
‫آكلة‪ ،‬ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرقبة)‬
‫وله رجلن ترى (نزل وضباب تحننت رجليننه)(‪ ،)5‬و(لمننا‬
‫صعد موسى وهارون وناراب وأبيهو وسبعون من شيوخ‬
‫إسننرائيل رأوا إله إسننرائيل‪ ،‬وتحننت رجليننه حليننة مننن‬
‫العقينق الزرق الشفاف‪ ،‬كالسنماء فني النقاء‪ ،‬ولكننه لم‬
‫يمد يده إلى أشراف إسرائيل)(‪.)6‬‬
‫ضا له فننم وأنننف يخرج منهمننا دخان ونار (صننعد‬ ‫وأي ًنن‬

‫() (التكوين ‪.)1/26‬‬ ‫‪1‬‬

‫() (دانيال ‪.)7/9‬‬ ‫‪2‬‬

‫() (المزمور ‪.)11/4‬‬ ‫‪3‬‬

‫() (إشعيا ‪.)28-30/27‬‬ ‫‪4‬‬

‫() (المزمور ‪.)18/9‬‬ ‫‪5‬‬

‫() (الخروج ‪.)11-24/9‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪171‬‬
‫(‪)1‬‬
‫دخان من أنفه‪ ،‬ونار من فمه)‬
‫وألوهيتننه وعظمتننه ل تمنننع مننن ركوبننه الملئكننة فنني‬
‫تنقلتنننه‪ ،‬كمنننا ل تمننننع أن يكون له أذنان (وإلى إلهننني‬
‫صرخت‪ ،‬فسمع من هيكله صوتي‪ ،‬وصراخي دخل أذنيه‪،‬‬
‫فارتجنننت الرض وارتعدت‪ ،‬أسنننس السننماوات ارتعدت‬
‫وارتجت‪ ،‬لنه غضب‪ ،‬صعد دخان من أنفه‪ ،‬ونار من فمه‬
‫أكلت‪ ،‬جمنننر اشتعلت مننننه‪ ،‬طأطنننأ السنننماوات ونزل‪،‬‬
‫وضباب تحننت رجليننه‪ ،‬ركننب على كروب(‪ ،)2‬وطار‪ ،‬ورئي‬
‫(‪)3‬‬
‫على أجنحة الريح‪)...‬‬
‫وقند تكرر ركوبنه على الكروبينم (ومجند إله إسنرائيل‬
‫(‪)4‬‬
‫صعد عن الكروب الذي كان عليه إلى عتبة البيت)‬
‫ولمنا أصنبح ركوبنه على الكروبينم فعًل معتادًا له ‪-‬ج ّ‬
‫ل‬
‫وعنز‪ -‬ناجاه الملك حزقينا مثني ًنا علينه بهذا الفعنل‪( :‬صنلى‬
‫حزقيننننا أمام الرب‪ ،‬وقال‪ :‬أيهننننا الرب إله إسننننرائيل‪،‬‬
‫الجالس فوق الكروبيم‪ ،‬أنت هو الله وحدك لكل ممالك‬
‫الرض‪ ،‬أنننننت صنننننعت السننننماء والرض) (الملوك (‪)2‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.)19/15‬‬
‫‪1‬‬
‫() (المزمور ‪.)18/9‬‬
‫‪2‬‬
‫() الكروب كمننننا فنننني قاموس الكتاب المقدس هننننم نوع مننننن‬
‫الملئكننة‪ ،‬وقنند ذكننر سننفر حزقيال أن لكننل واحنند منهننم وجهان‬
‫أحدهمننا على شكننل وجننه إنسننان والخننر على شكننل وجننه شبننل‬
‫(انظر حزقيال ‪.)41/18‬‬
‫() (صموئيل (‪.)11-22/7 )2‬‬ ‫‪3‬‬

‫() (حزقيال ‪.)9/6‬‬ ‫‪4‬‬

‫() هننل العهنند القديننم كلمننة الله للشيننخ الدكتور‪/‬منقننذ محمود‬ ‫‪5‬‬

‫‪172‬‬
‫أفعال الله البشرية‬

‫وتحكني أسنفار العهند القدينم عن أفعال بشرينة تنسنبها‬


‫سمة لله‪ ،‬ومنن‬‫إلى الله‪ ،‬وهني فرع منن عقيدتهنم المج ّ ِن‬
‫ذلك أن الله يمشي‪ ،‬ولكن على شوامخ الجبال (فإنه هو‬
‫ذا الرب يخرج منن مكاننه‪ ،‬وينزل ويمشني على شوامنخ‬
‫(‪)1‬‬
‫الرض‪ ..‬كل هذا من أجل إثم يعقوب)‬
‫ومنه حديث السفار عن مشي الله في الجنة‪ ،‬وسماع‬
‫آدم لوقع خطواته‪( :‬وسمعا صوت الرب الله ماشي ًا في‬
‫م‪،‬‬
‫ه آد َن‬ ‫الجننة عنند هبوب رينح النهار‪ ...‬فنادى الر ّنُ‬
‫ب الل ُن‬
‫وقال له‪ :‬أيننن أنننت؟ فقال‪ :‬سنمعت صننوتك فنني الجنننة‪،‬‬
‫فخشينت لنني عريان‪ ،‬فاختبأت‪ .‬فقال‪ :‬منن أعلمنك أننك‬
‫عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن ل تأكل‬
‫منها؟)(‪.)2‬‬
‫م ‪-‬تعالى الله عن ذلك‪ -‬ويأكل عنده‬ ‫ب إبراهي َ‬
‫ويزور الر ُ‬
‫زبدًا ولبن ًنننا (وظهنننر له الرب عنننند بلوطات ممرا‪ ،‬وهنننو‬
‫جالس في باب الخيمة وقت حر النهار‪ ،‬فرفع عينيه‪ ،‬وإذا‬
‫ثلثنة رجال واقفون لدينه‪ ،‬فلمنا نظنر ركنض لسنتقبالهم‬

‫السقار‪ .‬ص‪ ،46-‬وما بعدها‬


‫() (ميخا ‪.)5-1/3‬‬ ‫‪1‬‬

‫() (التكوينن ‪ )3/8‬ل حنظ الرب ل يعرف أينن آدم ول يعرف أننه أكنل‬ ‫‪2‬‬

‫من الشجرة وتعرى‪.‬‬


‫‪173‬‬
‫منن باب الخيمنة وسنجد إلى الرض‪ ...‬ثنم أخنذ زبدًا ولبن ًنا‬
‫والعجنل الذي عمله‪ ،‬ووضعنه قدامهنم‪ ،‬وإذ كان هنو واقفًنا‬
‫لديهننم تحننت الشجرة أكلوا‪ ...‬وذهننب الرب عندمننا فرغ‬
‫من الكلم مع إبراهيم) (التكوين ‪.)23 - 18/1‬‬
‫وفي موضع آخر تذكر السفار أن الرب ظهر ليعقوب‪،‬‬
‫وصننارعه حتننى الفجننر‪( :‬فدعننا يعقوب اسننم المكان‪):‬‬
‫فينئيننل (قائًل‪ :‬لننني نظرت الله وجهًننا لوجننه‪ ،‬ونجيننت‬
‫نفسي) (التكوين ‪.)32/30‬‬
‫ولمننا أغضبننه مريننم وهارون (فنزل الرب فنني عمود‬
‫سحاب‪ ،‬ووقف في باب الخيمة‪...‬فقال اسمعا لكلمي‪..‬‬
‫ما إلى فنم‪ ،‬وعيان ًنا أتكلم معنه ل باللغاز) (العدد ‪- 12/5‬‬
‫ف ًن‬
‫‪.)8‬‬
‫ويذكر سفر التكوين أن الله رضي عن نوح وقومه بعد‬
‫أن شننم رائحننة شواء المحرقات التنني قدمهننا نوح على‬
‫حا للرب‪ ،‬وأخنذ منن كنل البهائم‬ ‫المذبنح (وبننى نوح مذب ًن‬
‫الطاهرة‪ ،‬ومننن كننل الطيور الطاهرة‪ ،‬وأصننعد محرقات‬
‫(‪)1‬‬
‫على المذبح‪ ،‬فتنسم الرب رائحة الرضا‪)...‬‬
‫‪ -‬وعندهم أن الله يتعب ويحتاج للراحة(‪.)2‬‬
‫‪ -‬ويشبهوننه حينن يسنتيقظ بعربيند سنكير اسنتفاق لتوه‬
‫من سكْرته‪ ،‬في المزمور(‪( )3‬فاستيقظ الرب كنائم كجبار‬
‫‪1‬‬
‫() (التكوين ‪.)21-8/20‬‬
‫‪.)17‬‬ ‫() سفر الخروج (‪:31‬‬ ‫‪2‬‬

‫() (‪.)65 :78‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪174‬‬
‫معيط من الخمر يصرخ عاليًا من الخمر)‬
‫ب ينوح ويولول كالنسنناء‪ ،‬ويمشنني‬ ‫‪ -‬وعندهننم أن الر ّنن‬
‫عرياننا‪ ،‬هذا ننص كلمهنم يروننه على لسنان ربهنم‪ .‬فني‬
‫سنننفر ميخنننا [‪ ]8 :1‬أن الله سنننبحانه وتعالى يقول عنننن‬
‫حافِي ًنا عُْريَان ًنا‪ ،‬وَأُع ْوِ ُ‬
‫ل‬ ‫شي َ‬ ‫م ِن‬
‫نفسنه‪( :‬لِهذ َا أَنو ح وأُولْو ُ َ‬
‫ل وَأ ْ‬ ‫ُ ُن َ َ ِ‬ ‫َ‬
‫ب كَالنَّعَامِ)‬ ‫َ‬
‫ح ُ‬‫ت آوَى‪ ،‬وَأنْت َ ِ‬ ‫كَبَنَا ِ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬وعندهنم أن الرب يصنفق بيدينه‪ .‬فني سنفر حزقيال‬
‫ضا أصنفق كفني على‬ ‫ينسنب الكاتنب للرب قوله (وأننا أي ًن‬
‫كفي وأسكن غضبي‪ ،‬أنا الرب تكلمت (وعندهم أن داود‬
‫‪-‬عليننه السننلم‪ -‬وجميننع الشعننب يجرون التابوت والرب‬
‫جالس فيننه يتفرج عليهننم وهننم يرقصننون حوله‪.‬جاء فنني‬
‫سنفر صنموئيل الثانني(‪ :)2‬أن داود وجمينع الشعنب أخذوا‬
‫تابوت الله الذي يسنننننننننننمى رب الجنود الجالس على‬
‫الكروبيننم‪ ،‬وجروا التابوت على عجلة والرب جالس فنني‬
‫حا بعودتنه منن‬ ‫التابوت يتفرج عليهنم‪ ،‬وهنم يرقصنون فر ًن‬
‫السننر مننن عننند الفلسننطينيين بعنند أن ضربهننم الرب‬
‫سا في التابوت طوال الوقت‪.‬‬ ‫بالبواسير‪ .‬وكان الرب جال ً‬
‫ونننبي الله داود وكننل الشعننب يرقننص ويغننني ويلعننب‬
‫بالرباب‪ ،‬وينفنننننخ بالمزمار‪ ،‬ويضرب بالدفوف والجنوك‪،‬‬
‫جا بالنصنننننننر وبعودة رب الجنود الجالس على‬ ‫ابتها ًننننننن‬
‫الكروبيم‪!.‬‬

‫() (‪.)17 :21‬‬ ‫‪1‬‬

‫() (‪.)12-16 :6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪175‬‬
‫‪ -‬وعندهم أن الله يغار من النسان(‪.)3‬‬
‫ونقرأ فني رؤينا حزقيال أن الله دخنل الهيكنل منن باب‪،‬‬
‫وأمنر بإغلقنه إلى البند (فقال لي الرب‪ :‬هذا الباب يكون‬
‫مغلقًننا ل يفتننح‪ ،‬ول يدخننل منننه إنسننان‪ ،‬لن الرب إله‬
‫(‪)2‬‬
‫إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا)‬

‫من صفات الله عند النصارى (البداءة)‬

‫وتعنني‪( :‬أي أننه بدا له منا لم يكنن يعلم فعلمنه ‪-‬تعالى‬


‫الله عمنا يقولون علوا عظيمنا‪ -‬أو أن الله يغينر رأينه لمنر‬
‫بدا له لم يكن باديًا له من قبل)(‪.)3‬‬
‫فالرب عندهننم يندم‪ ،‬والرب عندهننم تصننبه الحسننرة‬
‫على أشياء كان قند شَّرعهنا منن قبنل‪ ،‬ولزم هذا كله أن‬
‫الله يجهننل الشياء ول يعلمهننا إل حيننن ظهورهننا‪ .‬وهذا‬
‫مذكور فنني طيات (الكتاب المقدس) بنصننوص صننريحة‬
‫وسنننياق طوينننل كامنننل‪ ،‬ولينننس جملة واحدة مجتزئة‪.‬‬
‫والقوم يقرون بهذا ول ينكروننننه‪ .‬وإلينننك شينننء منننن‬
‫التفاصيل بما يسمح به المقام‪.‬‬

‫الكتاب المقدس ينسييييييب لله صييييييفة الندم‬

‫‪3‬‬
‫() راجع‪-‬إن شئت‪-‬سفر التكوين (‪.)9-1 :11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.)11-6/1‬‬ ‫() (حزقيال ‪ )44/2‬وللمزيد من صور رؤية الله انظر (إشعيا‬
‫() الناسخ والمنسوخ‪/‬خطاب المصري‪ .‬المقدمة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪176‬‬
‫والحزن!!‪:‬‬

‫الله فننني الكتاب المقدس يتخنننذ القرارات بسنننرعة‬


‫ودون َ ِروي ّ ِنة‪ ،‬ممنا يدفعنه إلى إعلن الندم أحيان ًنا‪ ،‬وأحيان ًنا‬
‫أخرى يَقْبَل التوبيخ والزجر من أنبياءه ورسله‪.‬‬
‫وكثيرة هننني حالت ندم (الله) وأسنننفه وحزننننه فننني‬
‫(الكتاب المقدس)‪ ،‬وهاك بعضها‪:‬‬
‫شَّر‬ ‫ن َ‬ ‫ب أ َننن َّ‬ ‫قال كاتنننب سنننفر التكوينننن(‪( )1‬وَرأَى الَّر ّنننُ‬
‫صوُّرِ فِكْرِ قَلْب ِنهِ‬ ‫ل ت َن َ‬
‫ن ك ُ َّ‬ ‫ن قَد ْ كَثَُر فِني الَْر ض‪ ،‬وَأ َن َّ‬ ‫سا ِ‬
‫الِن ْن َ‬
‫ِن‬
‫حْز ُ َ‬ ‫َن‬ ‫سم دَائ ِنما بالث ْنم‪ ،‬فَ َ‬
‫خل َن َ‬
‫ق‬ ‫ه َ‬ ‫نن لن َّن ُ‬ ‫ف وَال ْ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ه ال َ‬ ‫مل قَلب َن ُ‬ ‫َ‬ ‫ً ِ ِ ِ‬ ‫يَت َّن ِ ُ‬
‫َ‬ ‫ل الَر ُ َ‬
‫ن‬ ‫ه ع َن ْ‬ ‫خلَقْت ُن ُ‬‫ن ال ّذِي َ‬ ‫سا َ‬ ‫حو الِن ْن َ‬ ‫م ُن‬ ‫ب‪ :‬أ ْ‬ ‫ن‪ .‬وَقَا َ ّ ّن‬ ‫سا َ‬ ‫الِن ْن َ‬
‫ف‬ ‫ح ِن‬ ‫ت وَالَّزوَا ِ‬ ‫حيَوَانَا ِ ن‬ ‫س وَال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سائِرِ الن ّا ِ ن‬ ‫مع نَ َ ن‬
‫ض َ‬
‫جه نِ الْر ِ ن‬ ‫وَ ْ‬
‫ه)‪.‬‬ ‫خلَقْت ُ ُ‬ ‫ت أَنِّي َ‬ ‫حزن ْ ُ‬
‫َ‬
‫ماءِ‪ ،‬لنِّي َ ِ‬ ‫وَطُيُورِ ال َّ‬
‫س َ‬
‫وعندننا كاننت رؤينة الرب وأهدافنه منن خلق النسنان‬
‫واضحة من البداينة‪ ،‬ويعلم ماذا سنيفعل هذا النسان لن‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫وإِذْ َ‬
‫ربننا علينم قدينر حكينم مريند‪ .‬ففني التنزينل‪َ ﴿ :‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫ف ً‬ ‫خلِي َ‬ ‫ض َ‬‫في الْر ِيي‬ ‫ل ِيي‬ ‫ع ٌ‬ ‫جا ِ‬ ‫ة إِن ّييِي َ‬ ‫ملَئِك َ ِ‬ ‫ك لِل ْ َ‬ ‫َرب ّييُ َ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫ف ُ‬ ‫س ِ‬
‫وي َيي ْ‬
‫ها َ‬‫في َيي‬‫سدُ ِ‬ ‫ف ِيي‬ ‫من ي ُ ْ‬ ‫ها َيي‬ ‫في َيي‬ ‫ل ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫ج َ‬‫قالُوا ْ أت َ ْ‬ ‫َ‬
‫ل إِنِّي‬ ‫قا َ‬‫ك َ‬‫س لَ َ‬ ‫د ُ‬ ‫ون ُ َ‬
‫ق ِّ‬ ‫ك َ‬ ‫د َ‬ ‫م ِ‬
‫ح ْ‬ ‫ح بِ َ‬
‫سب ِّ ُ‬
‫ن نُ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ون َ ْ‬‫ماء َ‬ ‫د َ‬‫ال ِّ‬
‫ن ﴾ [البقرة‪]30 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫ما ل َ ت َ ْ‬ ‫م َ‬‫عل َ ُ‬‫أَ ْ‬
‫وفنني سننفر صننموئيل الول(‪ ،)2‬أن الرب يقول للنننبي‬

‫() (الصحاح ‪ :6‬العدد ‪.)8-5‬‬ ‫‪1‬‬

‫() (‪.)11 :15‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪177‬‬
‫دَ‬
‫ملِك ًا‪ ،‬فَقَد ِ اْرت َ ّ‬ ‫شاوُ َ‬
‫ل َ‬ ‫ت َ‬ ‫ت لَن ّ ِني َ‬
‫جعَل ْن ُ‬ ‫م ُ‬‫صموئيل‪( :‬لَقَد ْ نَد ِ ْ‬
‫َ‬
‫مرِي)‪.‬‬ ‫م يُطِعْ أ ْ‬ ‫عي وَل َ ْ‬ ‫ن اتِّبَا ِ‬
‫عَ ِ‬
‫والمننر الذي ارتنند عنننه (شاؤول) ولم ينفذه هننو أن‬
‫الرب أمره بقتنل النسناء والطفال والرجال والمواشني‪،‬‬
‫فقتنل الكنل وأمسنك عنن الخراف‪ .‬وهنو مذكور فني بقينة‬
‫الصحاح لمن أراد أن يطلع عليه‪.‬‬
‫أرأيننت؟!‪ :‬يعطنني قرارا وحيننن يرى أثره فنني الناس‬
‫يندم‪.‬‬
‫أي رب هذا الذي يجهننننننننل مآلت المور‪ ،‬ول يعرف‬
‫الشر من الخير؟‬
‫م الرب في (الكتاب المقدس) ليست صفة عابرة‪،‬‬ ‫وند ُ‬
‫ول ننص مبتور‪ ،‬وإنمنا هني إصنحاحات كاملة تحكني ندمنة‪،‬‬
‫وأحاديث بين الله ورسله يخطئونه في أحكامه ويردون‬
‫علينه أمره‪ ،‬ولك أن تطالع سنفر (إرمينا) لتجند أن نسنبة‬
‫صنفة الندم لله سنبحانه وتعالى تكررت أكثنر منن عشنر‬
‫مرات في نفس السفر‪.‬‬
‫بننل ينسننبون صننفة الجهننل الحقيقنني لله عننز وجننل‪.‬‬
‫فعندهنم أن الله ‪-‬وتعالى ربننا وتقدس‪ -‬أمنر الله موسنى‬
‫ومنن معنه قبنل خروجهنم منن مصنر أن يلطخوا أبوابهنم‬
‫والعتبننة العليننا بالدم والقائمتيننن بالدم حتننى يكون الرب‬
‫على بينة منها حين يقوم بتدمير بيوت المصريين‪ ،‬وحتى‬

‫‪178‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ل تمتد يده إلى بيوت بني إسرائيل!‬
‫ن‬‫وهذا فنني سننفر الخروج(‪ )2‬يقول كاتننب السننفر‪( :‬ل َ ن َّ‬
‫م‬ ‫ن يََرى الد ّنَ َ‬‫حي َ ن‬‫ن‪ .‬فَ ِ‬‫صرِيِّي َ‬
‫م ْن‬ ‫ك ال ْ ِ‬ ‫جتَاُز لَيًْل لِيُهْل ِن َ‬ ‫سي َ ْ‬‫ب َن‬ ‫الَّر ّ نَ‬
‫ب وَل َ يَد َننعُ‬‫ن الْبَا ِنن‬‫ن يَعْبُُر ع َنن ِ‬ ‫متَي ْنن ِ‬‫ع َلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْي َننا وَالْقَائ ِ َ‬
‫م)‪.‬‬‫ضرِبَك ُ ْ‬ ‫م لِي َ ْ‬‫ل بُيُوتَك ُ ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ك يَد ْ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مهْل ِ َ‬
‫وكثرت الشكوى من سدوم وعمورة ‪ -‬قرى لوط عليه‬
‫السلم‪ .‬فنزل الرب ليتحقق من صدق الشكوى‪!!.‬‬
‫ل‬‫اسمع‪ :‬في سفر التكوين(‪ )3‬يقول كاتب السفر‪( :‬وَقَا َ‬
‫موَرة َ قَدْ‬ ‫م وَعَ ُ‬
‫سدُو َ‬ ‫مظَال ِننم ِ َنن‬ ‫ضد َّ َ‬‫شكْوَى ِ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫ب‪ :‬ل َنن َّ‬ ‫الَّر ّننُ‬
‫ت‬ ‫ل لََرى إ ِن ْ‬
‫ن كَان َن ْ‬ ‫جدًّا أَنْزِ ُ‬‫ت ِ‬ ‫م ْن‬ ‫م قَد ْ ع َظ ُ َ‬ ‫خطِيئَتُهُن ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫كَثَُر ْن‬
‫َ َ‬ ‫ة لِل َّ‬ ‫َ‬
‫م)‬‫م وَإِل ّ فَأع ْل َ ُ‬ ‫ضدَّهُ ْ‬ ‫شكْوَى ِ‬ ‫مطَابِقَ ً‬ ‫م ُ‬ ‫مالُهُ ْ‬‫أع ْ َ‬
‫وأرح أذنننك صنناحبي قليل واسننتمع إلى قول ربنننا تبارك‬
‫في َ ْ‬
‫ن‬ ‫شأ ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما َتكُو ُ‬ ‫وتعالى فيما أنزل على رسولنا ﷺ‪َ ﴿ :‬‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫ل إِلّ كُنَّا‬ ‫م ٍ‬ ‫ع َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ملُو َ‬ ‫ول َ َت ْ‬
‫ع َ‬ ‫ن َ‬ ‫قْرآ ٍ‬ ‫من ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫من ْ ُ‬‫ما َت ْتلُو ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫عن َّرب ِّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫عُز ُ‬ ‫ما َي ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬‫في ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضو َ‬ ‫في ُ‬ ‫هو ًدا إ ِ ْذ ُت ِ‬ ‫ش ُ‬‫م ُ‬ ‫علَ ْيك ُ ْ‬‫َ‬
‫و َ‬
‫ل‬ ‫في ال ّ يَ‬ ‫ول َ ِ ي‬ ‫َ‬ ‫ل َذَّر ٍ‬ ‫م ْث َ‬
‫ماء َ‬ ‫س َ‬ ‫ض َ‬ ‫في الْر ِ ي‬ ‫ة ِي‬ ‫قا ِ‬ ‫من ِّ‬ ‫ِي‬
‫ن ﴾ [يونس‪61 :‬‬ ‫ب ُّ ِ‬
‫مبي ٍ‬ ‫في كِ َتا ٍ‬ ‫ول أَك ْ َبَر إِلَّ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫من َذ ِل َ‬ ‫غَر ِ‬ ‫ص َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫]‪.‬‬

‫() وقد مر بنا أن الله كان يبحث عن آدم عليه السلم في الجنة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫وفوجئ بأنه أكل من الشجرة وتعرى‪!!.‬‬


‫() (‪.)23 :12‬‬ ‫‪2‬‬

‫() (‪.)20 :18‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪179‬‬
‫وعندهم تشبيهات مقززة للرب‪:‬‬

‫‪-‬يشبهونه بالدب واللبؤة (أنثى السد)(‪.)1‬‬


‫‪ -‬ويشبهون ربهم بالخروف(‪.)2‬‬
‫‪ -‬ويقول (الكتاب المقدس) أن قوة الرب تبارك‬
‫(‪)3‬‬
‫وتعالى كقوة الثور الوحشي!‬
‫وأنقل لك أخي القارئ الكريم بعض من مناجاة رسل‬
‫بنني إسنرائيل لربهنم منن (الكتاب المقدس) لتعلم كينف‬
‫هني صنورة هذا الرب فني ذهنن الننبياء فضل عنن العامنة‬
‫والرعاع‪.‬‬
‫إيليننا (إلياس) النننبي يخاطننب الله بقوله‪( :‬وصننرخ إلى‬
‫ضا إلى الرملة التني أننا‬ ‫الرب وقال‪ :‬أيهنا الرب إلهني‪ ،‬أأي ًن‬
‫(‪)4‬‬
‫نازل عندها أسأت بإماتتك ابنها؟)‬
‫وفني سنفر الخروج(‪( :)5‬فرجنع موسنى إلى الرب وقال‬
‫يننا سننيد لماذا أسننأت إلى هذا الشعننب‪ .‬لماذا أرسننلتني‪.‬‬
‫فإنننه منننذ دخلت إلى فرعون لتكلم باسننمك أسنناء إلى‬
‫هذا الشعب‪ .‬وأنت لم تخلّص شعبك)‪.‬‬
‫جًل‬ ‫ن َر ُ‬‫عي َ‬ ‫سب ْ ِ‬ ‫ه َيي‬ ‫م ُيي‬ ‫و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫سى َ‬ ‫مو َيي‬ ‫ختَاَر ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫وعندنننا‪َ ﴿ :‬‬
‫ت‬ ‫شئ ْ َ‬‫و ِ‬‫ب لَ ْ‬ ‫ل َر ِّ‬ ‫قا َ‬ ‫ة َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ج َ‬‫م الَّر ْ‬‫ه ُ‬‫خذَت ْ ُ‬‫ما أ َ َ‬ ‫فل َ َّ‬
‫قاتِن َا َ‬ ‫ل ِّ ِ‬
‫مي َ‬
‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ل‬‫ع َ‬ ‫ما َ‬
‫ف َ‬ ‫هلِكُن َيييا ب ِييي َ‬ ‫ي أت ُ ْ‬ ‫وإِيَّا َيي‬
‫ل َ‬‫قب ْ ُ‬ ‫من َ‬ ‫هم ّي ِي‬ ‫هلَكْت َييي ُ‬

‫() سفر العدد (‪.)9 :24‬‬ ‫‪1‬‬

‫() سفر رؤيا يوحنا (‪.)14 :17‬‬ ‫‪2‬‬

‫() سفر العدد (‪.)8 :24‬‬ ‫‪3‬‬

‫() سفر الملوك الول (‪( )20 :17‬ترجمة الفاندايك)‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫() (‪.)22 :5‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪180‬‬
‫من‬ ‫َي‬ ‫ها‬‫ل ب ِي َ‬‫ض ُّ‬‫ك تُ ِ‬ ‫فتْنَت ُي َ‬‫ي إِل َّ ِ‬‫ه َي‬ ‫ن ِ‬ ‫من َّيا إ ِي ْ‬
‫هاء ِ‬ ‫ف َ‬‫س َ‬‫ال ُّي‬
‫لَن َييا‬
‫فْر‬ ‫غ ِ‬‫فا ْ‬ ‫ولِيُّن َييا َ‬ ‫َ‬ ‫من ت َ َ‬ ‫تَ َ‬
‫ت َ‬ ‫شاء أن َيي‬ ‫دي َيي‬ ‫ه ِ‬
‫وت َ ْ‬‫شاء َ‬
‫ن ﴾ [العراف‪.]155 :‬‬ ‫خيُْر ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ري َ‬ ‫ف ِ‬‫غا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وأن َ‬ ‫منَا َ‬ ‫ح ْ‬‫واْر َ‬ ‫َ‬
‫ب‪ :‬لماذا‬ ‫وفنني مزمور داود(‪ )1‬يناجنني ربننه بقوله‪( :‬يننا َر ّنُ‬
‫تقف بعيدًا؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق؟)‪.‬‬
‫ب‬‫ري ٌي‬ ‫فإِن ّ ِيي َ‬
‫ق ِ‬ ‫عن ّ ِيي َ‬ ‫عبَاِدي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫سأَل َ َ‬‫وإِذَا َي‬ ‫وعندننا‪َ ﴿ :‬‬
‫جيبُوا ْ لِي‬ ‫ُ‬
‫ست َ ِ‬‫فلْي َيي ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ع إِذَا دَ َ‬
‫عا ِيي‬ ‫وةَ الدَّا ِيي‬ ‫ع َ‬ ‫ب دَ ْ‬ ‫جي ُيي‬ ‫أ ِ‬
‫َ َ‬
‫ن ﴾ [البقرة‪]186 :‬‬ ‫شدُو َ‬ ‫م يَْر ُ‬ ‫ه ْ‬‫عل ّ ُ‬‫منُوا ْ بِي ل َ‬ ‫ولْي ُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫ش ُ‬ ‫ويَك ْ ِ‬ ‫عا هُ َ‬ ‫ضطََّر إِذَا دَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬‫جي ُ‬ ‫من ي ُ ِ‬ ‫وعندننا‪ ﴿ :‬أ َ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫قلِيًل‬‫ه َ‬ ‫ع الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ض أإِل َ ٌ‬
‫ه َّ‬ ‫فاء الْر ِ‬ ‫خل َ َ‬‫م ُ‬ ‫علُك ُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫وي َ ْ‬
‫سوءَ َ‬ ‫ال ُّ‬
‫َ‬
‫ن ﴾ [النمل‪]62 :‬‬ ‫ما تَذَك ُّرو َ‬ ‫َّ‬
‫وفي مزمور(‪( :)2‬يا رب إلى متى تنتظر‪ ..‬ل يشمت بي‬
‫الذين هم أعدائي باطًل استيقظ وانتبه إلى حكمي)‪.‬‬
‫م َ‬
‫ل‬ ‫قيُّو ُيي‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ح ّييُ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إِل َّ ُ‬ ‫ه ل َ إِل َيي َ‬ ‫وعندنننا‪ ﴿ :‬الل ّيي ُ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫و َي‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬‫في ال َّي‬ ‫ما ِي‬ ‫ه َي‬ ‫م ل ّي ُ‬ ‫و ٌي‬ ‫ول َ ن َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ٌ‬‫خذُيهُ ِي‬ ‫تَأ ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عنْدَيهُ إِل ّ بِإِذْن ِي ِ‬
‫ه‬ ‫ع ِ‬ ‫ف ُي‬ ‫ش َ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫من ذَا ال ّ ِ‬ ‫ض َي‬ ‫في الْر ِي‬ ‫ِي‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫حيطُو َي‬ ‫ول َ ي ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْي‬ ‫ف ُ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫و َي‬ ‫م َ‬ ‫ه ْي‬‫دي ِ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫ما بَي ْي َ‬ ‫م َي‬ ‫عل َي ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ه‬‫سي ُّ ُ‬ ‫ع كُْر ِيي‬ ‫س َ‬ ‫و ِيي‬ ‫شاء َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه إِل ّ ب ِيي َ‬ ‫م ِيي‬ ‫عل ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْيي‬ ‫ء ِّ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬
‫و‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َيي‬ ‫فظُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ؤودُييهُ ِ‬ ‫ول َ ي َ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫والْر َيي‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّييَ‬
‫م ﴾ [البقرة‪]255 :‬‬ ‫عظِي ُ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫عل ِ ُّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مل ْ َ‬ ‫َّ‬
‫من‬ ‫ك َ‬ ‫ؤت ِي الْ ُ‬ ‫ك تُ ْ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫ك الْ ُ‬ ‫مال ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه َّ‬‫الل ُ‬ ‫ل‬
‫ق ِ‬ ‫وعندنا‪ُ ﴿ :‬‬
‫شاء‬ ‫من تَ َ‬ ‫عُّز َيي‬ ‫وتُ ِ‬ ‫شاء َ‬ ‫من تَ َ‬ ‫م ّييَ‬ ‫ك ِ‬ ‫مل ْيي َ‬ ‫ع الْ ُ‬ ‫ز ُيي‬ ‫وتَن ِ‬ ‫شاء َ‬ ‫تَ َ‬
‫() (‪.)1 :10‬‬ ‫‪1‬‬

‫() (‪.)17 :35‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪181‬‬
‫خيُْر إِن ّييَ َ‬ ‫ذ ُّ‬
‫ء‬
‫ي ٍ‬ ‫ل َ‬
‫ش ْ‬ ‫علَ َ‬
‫ى كُ ِّ‬ ‫ك َ‬ ‫ك الْ َ‬
‫د َيي‬ ‫من تَ َ‬
‫شاء بِيَ ِ‬ ‫َيي‬ ‫ل‬ ‫وتُ ِ‬ ‫َ‬
‫[آل عمران‪.]26 :‬‬ ‫ر﴾‬ ‫دي ٌ‬ ‫َ‬
‫ق ِ‬
‫ونحنن نسنأل‪ :‬أي رب هذا الذي يخاطنب بهذه الوقاحنة‬
‫من أعرف الناس به‪ ...‬أنبيائه ورسله‪.‬‬
‫وختاما!!‬
‫إننه لينس لله عنز وجنل شينء فني عقيدة النصنارى أمنر‬
‫ونهي‪ ،‬كل ما يعرفونه عن ربهم هو أمور نظرية‪ ،‬ومصدر‬
‫التحلينل والتحرينم فني النصنرانية‪ ...‬مصندر كنل الشرائع‬
‫عندهنم هنم (رجال الكنيسنة)‪ ،‬أو منا يقولون عننه (كتابات‬
‫الباء)‪.‬‬
‫فهننم يعبدون هؤلء على الحقيقننة‪ ،‬كمننا قال الله عننز‬
‫وجننننننننننننل فنننننننننننني كتابننننننننننننه الكريننننننننننننم‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫﴿ ات َّ َ‬
‫ن الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫من دُو ِ‬ ‫م أْربَاب ًا ِّ‬ ‫ه ْ‬ ‫هبَان َ ُ‬‫وُر ْ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫حبَاَر ُ‬ ‫خذُوا ْ أ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ها‬‫عبُدُوا ْ إِل َي ً‬
‫مُروا ْ إِل ّ لِي َ ْ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫و َي‬‫م َ‬ ‫مْري َي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ح اب ْي َ‬ ‫سي َ‬‫م ِي‬‫وال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن ﴾ [التوبة‪:‬‬ ‫ركُو َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ع َّ‬
‫ما ي ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫حان َ ُ‬‫سب ْ َ‬‫و ُ‬ ‫ه َ‬‫ه إِل َّ ُ‬ ‫َ‬
‫حدًا ل ّ إِل َ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫َ‬
‫‪.]31‬‬
‫وأمنا الله عنز وجنل فهذه صنورته فني كتاب النصنارى‬
‫المحرف‪ ،.‬والحمد لله على نعمة السلم‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫من هو الرهابي ؟‬

‫النصرانية ديانة ل تعرف محبة الخر‪.‬‬

‫ب الننبي ﷺ فني الصنحف الوروبينة‪ ،‬ومنن قبنل‬ ‫حادث سن ِّ‬


‫امتهان أوراق القرآن الكرينننم‪ ،‬والتعدي على المصنننحف‪،‬‬
‫وغيننر هذا ممننا يحدث مننن (أهننل الكتاب) فنني واقعنننا‬
‫المعاصنر‪ ،‬ومنا حدث منهنم على منر التارينخ‪ ،‬حينن دخلوا‬
‫بيننت المقدس وسننفكوا فيننه دم مائة ألف مننن النسنناء‬
‫ك تسبح‬ ‫والطفال ومن وضعوا السلح حتى صار الدم بِر ِ ٌ‬
‫فيهنا الخينل‪ ،‬ومنا حدث فني البوسننة والهرسنك فني العقند‬
‫الماضي‪ ،‬وما حدث في العراق من قصف ملجئ المنين‬
‫وحصنار دا َمن لسننين‪ ،‬ومنا حدث فني‬
‫ٍ‬ ‫منسنحبين‬ ‫وطوابينر ال ُ‬
‫الصومال من تجويع وتخريب‪ ،‬وما حدث في أفغانستان‪...‬‬
‫كنل هذا ‪-‬وغيره‪ -‬أمارات بيننة على أن دعوى المحبنة عنند‬
‫القوم كاذبة‪.‬‬
‫يدعي النصارى أن النصرانية دين محبة‪ ،‬ويرددون نصا‬
‫منن النجينل (حبوا أعدائكنم‪ ،‬باركوا لعنيكنم‪ ،‬صنلوا منن‬
‫أجل الذين يسيئون إليكم)‪.‬‬
‫ويتكلم النصنارى أن قلوبهنم تفينض حبنا وشفقنة على‬
‫الغيننر‪ ،‬وأن المسننيح مننا جاء إل للفداء‪ ،‬وأنننه جاء ليلقنني‬

‫‪183‬‬
‫سلما على الرض‪.‬‬
‫وكله كذب‪.‬‬
‫أيننن هذا على أرض الواقننع؟ بنل أينن هذا فني كتابهننم‬
‫(المقدس)؟‬
‫نحننن ل نتكلم عننن مسننابّة بيننن شخصننين مننن عوام‬
‫الناس‪ ،‬بنل تهكنم على أغلى منا عنند المسنلمين ‪-‬الننبي‬
‫والقرآن‪ -‬وبأسنلوب ي ُنستقبح منن السنفهاء وعوام الناس‬
‫فما بالك بالمفكرين وأرباب العلم؟‬
‫ونحنن ل نتكلم عنن حادث فردي حدث مرة أو مرتينن‪،‬‬
‫وإنما عادة للقوم تتكرر في كل مكان وزمان حين يكون‬
‫لهل الصليب شوكة‪.‬‬
‫الحدث ليننس فرديننا‪ ..‬فصننحيفة نشرت‪ ..‬وجمهور قرأ‬
‫ولم ينكننننر‪ ..‬ومثقفون لم يعتذروا أو يتننننبرؤوا‪ ..‬و(رجال‬
‫دينن) سنكتوا سنكوت المقنر الراضني بالحدث‪ ..‬وحكومنة‬
‫سنيق إليهنا كنل عزينز كني تعتذر ولم تعتذر‪ .‬ولم تنر فني‬
‫المر شيئا‪!!.‬‬
‫وقننل مثننل هذا على باقنني الحداث التنني تحدث هنننا‬
‫وهناك‪ ،‬والتي حدثت بالمس‪ ،‬والتي تحدث اليوم‪.‬‬
‫فأين المحبة يا أدعياء المحبة؟!‬
‫إن الحقيقة التي ل مراء فيها أن دين النصرانية دين ل‬
‫يعرف أدبنا منع المخالف‪ ..‬أي أدب‪ ...‬وأن دينن النصنارى‬
‫دينن إرهاب هذا منا تقوله نصنوص كتابهنم المقدس فني‬

‫‪184‬‬
‫(العهند الجديند) و(العهند القدينم)‪ ..‬وهذا منا يحدث على‬
‫أرض الواقنع بتمامنه‪.‬وأنقنل لك ‪-‬أخني القارئ‪ -‬بعنض منا‬
‫يقوله كتابهم لتعرف كيف يتطابق مع الواقع‪ ،‬وأن القوم‬
‫فنني سننفاهتهم وبطشهننم ينطلقون مننن منطلق عقدي‬
‫ديني وليس تصرفات فردية كما يخدعون عوام الناس‪.‬‬
‫جاء على لسان المسيح ‪-‬كما يزعمون‪( -‬ل تظنوا أني‬
‫جئت للقي سلما على الرض‪.‬ما جئت للقي سلما بل‬
‫سيفا) (متى‪)34 :10 :‬‬
‫وجاء في سفر حزقيال [‪ ]7-5 :9‬على لسان (الرب)‪:‬‬
‫م‬‫ف عُيُونُك ُن ْ‬ ‫ه وَاقْتُلُوا‪ .‬ل َ تَت َ َّرأ ْن‬ ‫خلْفَن ُ‬
‫مدِينَةِ َ‬ ‫(اع ْبُُروا فِني ال ْ َ‬
‫ب وَالْعَذَْراءَ وَالط ِّفْ َ‬ ‫شا ّنننننَ‬ ‫خ وال َّ‬ ‫ول َ تَعْفُوا‪ .‬أَهْلِكُوا ال َّ‬
‫ل‬ ‫شي ْننننن َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫م ُ‬
‫س َ‬‫ن ع َلَي ْنهِ ال ّ ِن‬ ‫سا ٍ‬ ‫يّن إِن ْن َ‬ ‫نأ ِ‬ ‫م ْن‬‫ن ل َ تَقَْربُوا ِ‬ ‫ساءَ‪ .‬وَلَك ِن ْ‬ ‫وَالن ّ ِن َ‬
‫ل وال ُّ‬ ‫سي‪ .‬فابتدءوا يُهْلِكُو َن‬ ‫ن قْد ِن ِ‬ ‫وَابْتَدِئُوا ِ‬
‫شيُو َن‬
‫خ‬ ‫جا َ َ‬ ‫ن الّرِ َ‬ ‫م ْن‬
‫سوا الْهَيْك َ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ج ُنن‬ ‫م‪ :‬ن َ ِّ‬‫ل لَهُننن ْ‬ ‫ل‪ .‬وَقَا َ‬ ‫م الْهَيْك َ ِ‬‫ما َنن‬ ‫نأ َ‬ ‫جودِي َننن‬ ‫ال ْ َ ْ‬
‫مو ُ‬
‫جوا‪ .‬فَانْدَفَعُوا إِلَى‬ ‫خُر ُ‬ ‫ما ْ‬ ‫حاتِهِ بِالْقَتْلَى‪ ،‬ث ُننننن َّ‬ ‫سا َ‬ ‫واملئوا َننننن‬
‫شَرع ُوا يَقْتُلُون)‬ ‫مدِينَةِ وَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫أليننس هذا مننا حدث فنني بيننت المقدس حيننن دخله‬
‫الصليبيون أول مرة؟؟!!‬
‫و(الكتاب المقدس) هو الكتاب الوحيد الذي يأمر بقتل‬
‫الطفال؟‬
‫جاء في سفر العدد (‪)18 -1 :31‬‬
‫ن لِبَن ِنني‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫مدْيَانِيِّي َنن‬ ‫م َن‬
‫م ِ‬
‫سى‪ :‬انْتَقِنن ْ‬
‫مو َنن‬ ‫ل الَّر ّننُ‬
‫ب لِ ُ‬ ‫(وَقَا َ‬

‫‪185‬‬
‫سى‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ك‪ .‬فَقَا َ‬ ‫م َ‬ ‫م إِلَى قَوْ ِ‬ ‫ض ُّ‬ ‫ت وَتَن ْ َ‬ ‫مو ُ‬ ‫ل‪ ،‬وَبَعْدَهَا ت َ ُ‬ ‫سَرائِي َ‬ ‫إِ ْ‬
‫حاَربَةِ ال ْ ِ‬ ‫جنَّدِي نَن ل ِ ُ‬ ‫جاًل ُ‬ ‫منْك ُن ْ‬ ‫لِل َّ‬
‫مدْيَانِيِّي نَن‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫م رِ َ‬ ‫جهُِّزوا ِ‬ ‫ب‪َ :‬‬ ‫شعْن ِ‬
‫والنتِقَامن لِلَر ب منه م‪ .‬فَحاربوا ال ْمديانِيي ن ك َن َ‬
‫ب‬ ‫مَر الَّر ُّن‬ ‫ما أ َ‬ ‫ِ ْ َ ِّ َن َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ِ ّ ّ ِن ِ ْ ُن ْ‬ ‫َ ْ‬
‫خم س َ َ‬ ‫وقَتَلُوا ك ُ َّ‬
‫ي‬
‫ة‪ :‬أوِنن َ‬ ‫م ال ْ َ ْ َنن‬ ‫ملُوكَهُنن ُ‬ ‫م ُ‬ ‫معَهُنن ْ‬ ‫ل ذ َكَرٍ؛ وَقَتَلُوا َ‬ ‫َ‬
‫حدِّ‬ ‫ن بَعُوَر ب ِ َ‬ ‫ْ‬
‫ما قَتَلوا بَلعَا َمن ب ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫حوَر وََراب ِنعَ‪ ،‬ك َن َ‬ ‫صوَر وَ ُ‬ ‫م وَن ُ‬ ‫وََراقِن َ‬
‫َ‬ ‫َن‬
‫م‪،‬‬ ‫مدْيَانِيِّي نَن وَأطْفَالَهُن ْ‬ ‫ساءَ ال ْ ِ‬ ‫ل ن ِن َ‬ ‫سَرائِي َ‬ ‫سَر بَن ُنو إ ِن ْ‬ ‫ف‪ .‬وَأ َ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ال َّن‬
‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ملَكِهِننن ْ‬ ‫سائَِر أ ْ‬ ‫م وَننن َ‬ ‫شيهِننن ْ‬ ‫موَا ِ‬ ‫م َو َ‬ ‫مهِننن ْ‬ ‫ميع ننَ ب َ َهائ ِ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫موا َ‬ ‫وَغَن ِ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ستَوْلَوْا ع َلَى‬ ‫صونِهَا‪ ،‬وَا ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ساكِنِهَا َو ُ‬ ‫م َ‬ ‫م كُل ّه َا ب ِ َ‬ ‫مدُنَه ُ ْ‬ ‫حَرقُوا ُ‬ ‫وَأ ْ‬
‫س وَال ْ َ‬ ‫م َن َ‬ ‫َنن‬
‫ج‬ ‫خَر َ ن‬ ‫ن‪ ..،‬فَ َ‬ ‫حيَوَا ِ ن‬ ‫ن الن ّا ِ ن‬ ‫ب ِ‬ ‫سل َ ِ‬ ‫ل الْغَنَائ ِ نم ِ وَال ْ‬ ‫ك ُ ِّ‬
‫م إِلَى‬ ‫سَرائِي َ‬ ‫ل قَادَةِ إ ِننن ْ‬ ‫سى وأَلِعَاَزار وك ُ ُّ‬
‫ستِقْبَالِهِ ْ‬ ‫ل ل ِننن ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫مو َننن‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ش‬ ‫جي ْن ِ‬ ‫ه ع َلَى قَادَةِ ال ْ َ‬ ‫خط َ ُ‬ ‫سن َ‬ ‫سى َ‬ ‫مو َن‬ ‫خي َّنمِ‪ ،‬فَأبْدَى ُ‬ ‫م َ‬ ‫خارِنِج ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م َنن‬ ‫ن ِ‬ ‫مي َنن‬ ‫ت الْقَاد ِ ِ‬ ‫مئَا ِنن‬ ‫ساءِ ال ْ ِ‬ ‫ف وَُرؤ َنن َ‬ ‫ساءِ الُلُو ِنن‬ ‫ن ُرؤ َنن َ‬ ‫م ْنن‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ساءَ؟ إِنَّهُننن َّ‬ ‫م الن ّ ننِ َ‬ ‫حيَيْت ُ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ماذ َا ا ْ نن‬ ‫م‪ :‬ل ِ َ‬ ‫ل لَهُننن ْ‬ ‫ب‪ ،‬وَقَا َ‬ ‫حْر ِننن‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة بلْعا َ‬
‫ل لِعِبَادَةِ فَغُوَر‪،‬‬ ‫سَرائِي َ‬ ‫ن بَن ِي إ ِ ْ‬ ‫وي ْ َ‬ ‫م أغ ْ َ‬ ‫ح َ َ َ َ‬ ‫صي َ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫عه ِ َّ‬ ‫بِاتِّبَا ِ‬
‫ُ‬ ‫ب‪ ،‬فَتَف َ َّ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ماعَةِ الَّر ِّ‬ ‫ج َ‬ ‫شى الْوَبَأ ف ِي َ‬ ‫خيَانَةٍ لِلَّر ِّ‬ ‫ب ِ‬ ‫سب َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫وَك ُ َّ‬
‫ضا ك ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن اقْتُلُوا ك ُ َّ‬
‫ل‬ ‫ل‪ ،‬وَاقْتُلُوا أي ْننن ً‬ ‫ن الطْفَا ِ‬ ‫م َننن‬ ‫ل ذ َكَرٍ ِ‬ ‫فَال َننن‬
‫حيَوا لَك ُنم ك ُ َّ‬ ‫ا َ‬
‫م‬ ‫ل عَذَْراءَ ل َن ْ‬ ‫ْ‬ ‫ست َ ْ ْ‬ ‫ن ا ْن‬ ‫َ‬
‫جل‪ ،‬وَلك ِن ِ‬
‫ت َر ُ ً‬ ‫جعَن ْ‬ ‫ضا َ‬ ‫مَرأةٍ َ‬ ‫ْ‬
‫جًل)‬ ‫جعْ َر ُ‬ ‫ضا ِ‬ ‫تُ َ‬
‫وجاء في سفر إشعيا [‪ ]16 :13‬يقول (الرب)‬
‫(تحطنم أطفالهنم أمام عيونهنم وتنهنب بيوتهنم وتفضنح‬
‫نساؤهم)‬
‫أليس هذا بتمامه ما شاهدناه في البوسنة والهرسك‪.‬‬
‫ألم يكونوا يحطمون الطفال ‪-‬وليننس فقننط يقتلونهننم‪-‬‬
‫يضعونهننم فنني خلطات السننمنت ويعقونهننم بمسننامير‬
‫‪186‬‬
‫كبيرة في الشجار ويتركونهم ينزفون حتى الموت‪ ...‬ألم‬
‫تفضح نساء المسلمين في البوسنة والهرسك أمام أعين‬
‫الرجال؟ ألم تنهب البيوت؟!‬
‫إنها تعاليم الكتاب المقدس‪.‬‬
‫واسمع إلى إله الكتاب المقدس وهو يأمر بحرب إبادة‬
‫كاملة‪.‬‬
‫ميَراثًا‬ ‫م ِ‬ ‫م لَك ُ ْ‬ ‫ب إِلَهُك ُ ْ‬ ‫ب الَّتِي يَهَبُهَا الَّر ُّ‬ ‫شعُو ِ‬
‫ن ال ُّ‬ ‫مد ُ ُ‬ ‫(أما ُ‬
‫ن بِكَْرةِ أَبِيهَنا‪،‬‬ ‫مُروهَنا ع َن ْ‬ ‫ل د َ ِّ‬ ‫ة‪ ،‬ب َ ْ‬ ‫حي َّ ً‬
‫ة َ‬‫م ً‬‫س َ‬ ‫ستَبْقُوا فِيهَنا ن َن َ‬ ‫فَل َ ت َ ْ‬
‫ن وَال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫فرِّزِيِّي َننن‬
‫ن‬ ‫ن وَالْكَنْعَانِيِّي َننن‬ ‫مورِيِّي َننن‬ ‫ن وَال ُ‬ ‫حث ِّيِّي َننن‬‫ن ال ْ ِ‬
‫مد ُننن ِ‬‫كَ ُ‬
‫حويي ن والْيبو سيين ك َن َ‬
‫ب إِلهكنم) جاء فني‬ ‫م الَّر ُّن‬ ‫مَرك ُن ُ‬‫ما أ َ‬ ‫َ‬ ‫وَال ْ ِ ِّ ِّ َن َ َ ُ ِن ِّ َ‬
‫سفر التثنية (‪.)16 :20‬‬
‫ت عنننه لضيننق المقام وهننو‬
‫وغيننر هذا كثيننر‪ .‬أمسننك ُ‬
‫معروف مشهور للمتخصصين‪ ،‬فمن شاء رجع إليه‬
‫والمقصنود أن هذا هنو الوجنه الحقيقني للنصنرانية‪ ،‬أنهنا‬
‫ل تحب أحدا‪ ،‬وأنها ل تحمل وقارا (للخر)‪ ،‬وليس عندها‬
‫إل القتنل والسنفك إن قدرت‪ .‬هذا منا يقوله التارينخ‪ ،‬ومنا‬
‫ينطنق بنه الواقنع فني (أبنو غرينب) و(جوانتنامنو) و(قلعنة‬
‫حاجني) فني أفغانسنتان وغيرهنم‪ .‬وصندق الله العظينم ﴿‬
‫ولَ‬‫م إًِل َ‬ ‫فيك ُ ْ‬‫قبُوا ْ ِ‬ ‫علَيْك ُ ْ‬
‫م ل َ يَْر ُ‬ ‫هُروا َ‬ ‫وإِن يَظْ َ‬ ‫ف َ‬‫كَي ْ َ‬
‫م‬ ‫ه ْييي‬‫قلُوب ُ ُ‬‫وتَأْب َيييى ُ‬ ‫م َ‬‫ه ْييي‬‫ه ِ‬‫وا ِ‬‫ف َ‬‫ضونَك ُيييم بِأ َ ْ‬ ‫ة يُْر ُ‬ ‫ِذ َّ‬
‫م ً‬
‫ن ﴾ [التوبة‪.]8 :‬‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫وأَكْثَُر ُ‬‫َ‬
‫وأينن هذا منن قول رسنول الله ﷺ للجينش حينن يغزوا‪:‬‬
‫ل الله‪ ،‬وَل‬ ‫سو ِ‬‫ملّةِ َر ُننن‬‫سم ِ الله َوبالله وَع َلَى ِ‬ ‫(انطلقوا با ْننن‬
‫مَرأةً‪ ،‬وَل تَغُلّوا‬ ‫صغيًرا وَل ا ْ‬ ‫خا فَانِي ًا وَل َ طِفًْل وَل َ‬ ‫تَقْتُلُوا َ‬
‫شي ْ ً‬
‫‪187‬‬
‫ب‬
‫ح ّننن‬‫ن الله ي ُ ِ‬
‫سنُوا إ ّ نن‬
‫ح ِ نن‬
‫حوا وَأ ْ‬ ‫مك ُنننم وَأ ْ نن‬
‫صل ِ ُ‬ ‫موا غَنَائ ِ َ‬
‫ض ّ‬‫وَ ُ‬
‫ن) (زيادة الجامع الصغير‪ -‬للمام السيوطي)‪.‬‬ ‫سنِي َ‬
‫ح ِ‬‫م ْ‬‫ال ُ‬
‫سم ِ الل هِ‪ ،‬وَف ِي‬ ‫سيُروا بِا ْ‬ ‫وقوله عليه الصلة والسلم‪ِ ( :‬‬
‫مثُلُوا‪ ،‬وَل َ تَغْدُِروا‪،‬‬ ‫ن كَفََر بِالله ِن‪ .‬وَل َ ت َ ْ‬ ‫م ْن‬ ‫ل الله ِن‪ .‬قَاتِلُوا َ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫َن‬
‫ُ‬
‫وَل َ تَغُل ّوا‪ ،‬وَل َ تَقْتُلُوا وَلِيدًا)‪ .‬رواه ابن ماجه‪.‬‬
‫ما‬ ‫و ًييي‬ ‫ق ْ‬‫جدُ َ‬ ‫نعنننم عندننننا الولء والبراء‪ ،‬ونعنننم ﴿ َل ت َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫حادَّ الل ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وادُّو َ‬ ‫ر يُ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫وم ِ اْل ِ‬ ‫والْي َ ْ‬‫ه َ‬ ‫ن بِالل ّ ِ‬ ‫منُو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫َ‬ ‫و أَبْنَاء ُ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْيييي‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْيييي‬ ‫و كَانُوا آبَاء ُ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُيييي‬ ‫َ‬
‫في ُ ُ‬ ‫ولَئ ِي َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ُي‬ ‫قلوب ِ ِ‬ ‫ب ِي‬ ‫ك كَت َي َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْي‬ ‫شيَرت َ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْي‬ ‫وان َ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫إِ ْ‬
‫َ‬
‫ري‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جنَّا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫خل ُ ُ‬ ‫ويُدْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ح ِّ‬ ‫هم بُِرو ٍ‬ ‫وأيَّد َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ما َ‬ ‫اْلِي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ها َر ِ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫هاُر َ‬ ‫ها اْلن ْ َ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫ِ‬
‫ّيَ‬ ‫ه أَل إ ِي َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب الل ِ‬
‫ه‬ ‫حْز َي‬ ‫ن ِ‬ ‫ب الل ّي ِ‬ ‫حْز ُي‬ ‫ك ِ‬ ‫ولَئ ِي َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫عن ْي ُ‬ ‫ضوا َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ن ﴾ [المجادلة‪.]22 :‬‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ُ‬
‫السنيف عندننا لمنن حمنل فني وجهننا السنيف‪ ،‬أمنا منن‬
‫وضعه وأغلق عليه باب داره فل حاجة لنا فيه‬
‫السيف عندنا بعيد كل البعد عن النساء والطفال ومن‬
‫ليس من أهل القتال‪.‬‬
‫ل نفعننل بالنسنناء والطفال والضعاف مننا فعله القوم‬
‫فنني بيننت المقدس ومننا فعلوه فنني فلسننطين والعراق‬
‫والشيشان والبوسننة والهرسنك وأفغانسنتان كمنا أمرهنم‬
‫َ‬
‫ن‬‫ع ِي‬‫ه َ‬ ‫م الل ّي ُ‬ ‫هاك ُي ُ‬ ‫كتابهنم (المقدس)‪ .‬بنل عندننا‪َ ﴿ :‬ل يَن ْ َ‬
‫َ‬
‫جوك ُيم‬ ‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬
‫م يُ ْ‬ ‫ول َي ْ‬
‫ن َ‬ ‫دّي ِي‬
‫في ال ِ‬ ‫م ِي‬ ‫قاتِلُوك ُي ْ‬
‫م يُ َ‬ ‫ن ل َي ْ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َي‬
‫َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫م إ ِ َّ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬
‫سطوا إِلي ْ ِ‬
‫ق ِ ُ‬ ‫وت ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫م أَن تَبَُّرو ُ‬
‫ه ْ‬ ‫رك ُ ْ‬‫من ِديَا ِ‬ ‫ِّ‬

‫‪188‬‬
‫ن ﴾ [الممتحنة‪.]8 :‬‬
‫سطِي َ‬
‫ق ِ‬‫م ْ‬‫ب ال ْ ُ‬
‫ح ُّ‬
‫يُ ِ‬
‫وليننس فنني شرعنننا ول فنني تاريخنننا ول فنني واقعنننا‬
‫المعاصنر أنننا سنببنا نبينا أو رسنول‪ ،‬أو اسنتهزأنا بعقيدة منا‬
‫وإن كنا نقر بأنها محرفه‪.‬‬
‫فأينا المحب للخير؟‬
‫وأينا المؤدب؟‬
‫وكتبه‬
‫أبو جلل ‪ /‬محمد جلل القصاص‬
‫رمضان ‪1428‬هن‬ ‫‪10‬‬ ‫ظهر السبت‬
‫المننننننننوافق ‪2007/09/22‬م‬

‫‪189‬‬
‫ن مقدمة ‪ :‬وفيها سبب التأليف في الكتاب ‪.‬‬
‫ن الفصل الول ‪ :‬مدخل للدراسة ‪.‬‬
‫ن المبحث الول ‪ :‬من هو زكريا بطرس وماذا يريد ؟‬
‫ن المبحث الثاني ‪ :‬طرف وهمي ‪.‬‬
‫ن المبحث الثالث ‪ :‬أكل من يعرف الحق يتبعه ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬الرسول ﷺفي سطور ‪.‬‬

‫ن الفصل الثاني ‪ :‬دراسة بحثية تحليلية نقدية لمصادرة‬


‫زكريا بطرس التي يعتمد عليها‬
‫المبحث الول ‪ :‬المصادر الساسية ‪:‬‬
‫ـ دائرة العارف السلمية ‪.‬‬

‫ـ رسالة ماجستي عن بيى الراهب‬

‫ـ مطوطة سريانية من جامعة مانشستر ببيطانيا ‪.‬‬

‫كتاب شعراء النصرانية‬

‫أبو موسى الريري وكتاب قس ونب‬

‫سيد القِمْن وكتابيه (السلميات) و(السطورة ف التراث)‬

‫‪190‬‬
‫خليل عبد الكري وكتابيه (فترة التكوين ف حياة الصادق المي)(‪ )1‬و(الذور‬
‫(‪)2‬‬
‫التاريية للشريعة السلمية)‬

‫العلقة بي أب موسى الريري وخليل عبد الكري وسيد القمن ‪.‬‬

‫البحث الثان ‪ :‬الصادر غي أساسية‬

‫ـ أبكار السقاف وكتابا ( نو آفاق إسلمية أوسع )‬

‫ـ دانا جلل ‪ ،‬ونصر أبو زيد ‪ ،‬وصلح عبد الحسن ‪..‬‬

‫ـ مراجع شيعية يستدل با على تريف القرآن ‪.‬‬

‫البحث الثالث ‪ :‬كيف يستدل زكريا بطرس بالصادر الصحيحة ؟‬

‫ـ الثال الول‬

‫ـ الثال الثان‬
‫ـ الثال الثالث‬

‫ـ الثال الرابع‬

‫ـ الثال الامس‬
‫() اسنتدل بهذا الكتاب كثيرا‪ ،‬وكان يعرضنه على الشاشة من وقنت‬ ‫‪1‬‬

‫لخر‪.‬‬
‫() في الصميم الحلقة التاسعة الشعائر الدينية في السلم وأثرها‬ ‫‪2‬‬

‫في الجاهلية د‪.2/‬‬


‫‪191‬‬
‫البحث الرابع ‪:‬تعليق على مصادر زكريا بطرس ‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬شواهد على كذب زكريا بطرس‬

‫البحث الول ‪ :‬أمثلة للكذب الرخيص الكشوف‬

‫البحث الثان ‪ :‬بعض الكاذيب الت تمل شبهات والرد عليها ‪.‬‬

‫البحث الثالث ‪ :‬يكذب نفسه ف كبى قضاياه ‪.‬‬

‫البحث الرابع ‪ :‬مقاييس النبوة عند بطرس تنطبق على النب ‪.‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬دين يجل أتباعه ‪.‬‬

‫المحبث الول ‪ :‬أهذا كتاب مقدس؟!‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬هكذا تكلموا عن رسل الله‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬هكذا تكلموا عن الله سبحانه‬
‫وتعالى‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬من هو الرهابي ؟‬

‫‪192‬‬

You might also like