You are on page 1of 246

‫حواشي‬

‫الشيخ عبد الحميد الشرواني‬


‫والشيخ أحمد بن قاسم العبادي‬

‫على‬
‫تحفة المحتاج بشرح المنهاج‬

‫للمام‬
‫شهاب الدين أحمد ابن حجر الهيتمي‬

‫وضعت حاشية الشرواني في أعلى كل صحيفة‬


‫وحاشية ابن قاسم أدناها مفصول بينهما بخط عرضي‬

‫وبهامشه‬
‫تحفة المحتاج بشرح المنهاج‬

‫الجزء الرابع‬

‫دار الفكر‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‬

‫>ص‪<2 :‬‬
‫كتاب الحج‬
‫هو بفتح وكسر لغة القصد أو كششثرته إلششى مششن يعظششم وشششرعا‬
‫قصد الكعبة للنسك التي علششى مششا فششي المجمششوع وعليششه يشششكل‬
‫قولهم أركان الحج ستة إل أن يؤول أو هششو نفششس الفعششال التيششة‪،‬‬
‫وهو الظاهر ببادئ الششرأي لكششن يعكششر عليششه أن المعنششى الشششرعي‬
‫يجب اشتماله على المعنى اللغوي بزيادة وذلششك غيششر موجششود هنششا‬
‫>ص‪ <3 :‬إل أن يقال إن ذلك أغلبي أو إن منها النية‪ ،‬وهششي مششن‬
‫جزئيات المعنى اللغوي ونظيره الصلة الشرعية لشششتمالها علششى‬
‫الدعاء والصل فيه الكتاب والسششنة والجمششاع‪ ،‬وهششو مششن الشششرائع‬
‫القديمة روي أن آدم صلى الله على نبينا وعليه وسلم حج أربعين‬
‫سششنة مششن الهنششد ماشششيا وأن جبريششل قششال لششه إن الملئكششة كششانوا‬
‫يطوفون قبلك بهذا البيت سبعة آلف سنة وقال ابششن إسششحاق لششم‬
‫يبعث الله نبيا بعد إبراهيم إل حج والذي صرح به غيره أنه ما مششن‬
‫نبي إل حج خلفا لمششن اسششتثنى هششودا وصششالحا صششلى اللششه عليهششم‬
‫وسلم وفي وجوبه على من قبلنا وجهان قيل الصحيح أنه لم يجب‬
‫إل علينا واستغرب قال القاضي‪ ،‬وهششو أفضششل العبششادات لشششتماله‬
‫على المال والبششدن‪ ،‬وفششي وقششت وجششوبه خلف قبششل الهجششرة أول‬
‫سنيها ثانيها وهكذا إلى العاشرة والصح أنه في السادسششة }وحششج‬
‫صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وبعششدها وقبششل الهجششرة حججششا ل‬
‫يدرى عددها{ وتسمية هذه حججا إنما هو باعتبششار الصششورة إذ لششم‬
‫تكششن علششى قششوانين الحششج الشششرعي >ص‪ <4 :‬باعتبششار مششا كششانوا‬
‫يفعلششونه مششن النسششيء وغيششره بششل قيششل فششي حجششة أبششي بكششر فششي‬
‫التاسعة ذلك لكن الوجه خلفه‪ ،‬لنه صلى الله عليه وسلم ل يأمر‬
‫إل بحج شرعي وكذا يقال في الثامنششة الششتي أمششر فيهششا عتششاب بششن‬
‫أسيد أمير مكة وبعدها حجة الوداع ل غير )هو فرض( معلششوم مششن‬
‫الدين بالضرورة فيكفششر منكششره إل إن أمكششن خفششاؤه عليششه )وكششذا‬
‫العمرة‪ ،‬وهي( بضم فسششكون أو ضششم وبفتششح فسششكون لغششة زيششارة‬
‫مكان عامر وشرعا قصد الكعبششة للنسششك التششي أو نفششس الفعششال‬
‫التية )في الظهر( للخبر الصحيح }حج عن أبيك واعتمششر{ وصششح‬
‫عن عائشة رضي الله عنها }هل على النسششاء جهششاد قششال جهششاد ل‬
‫قتال فيه الحج والعمششرة{ وخششبر الترمششذي بعششدم وجوبهششا وحسششنه‬
‫اتفق الحفاظ على ضعفه ول يغني عنها الحج‪ ،‬لن كل أصل قصششد‬
‫منه ما لم يقصد من الخر أل ترى أن لهششا مششواقيت غيششر مششواقيت‬
‫الحج وزمنا غير زمن الحج وحينئذ فل يشكل بششإجزاء الغسششل عششن‬
‫الوضوء‪ ،‬لن كل ما قصد به الوضوء موجود في الغسل ول يجبان‬
‫بأصل الشرع في العمر إل مرة وهما على التراخي‬
‫>ص‪ <5 :‬بشرط العزم على الفعششل بعششد وأن ل يتضششيقا بنششذر أو‬
‫خوف عضب أو تلف مال بقرينة ولو ضعيفة كما يفهمششه قششولهم ل‬
‫يجوز تأخير الموسع إل إن غلب على الظن تمكنه منه أو بكونهمششا‬
‫قضاء عما أفسده ومتى أخر فمات تششبين فسششقه بمششوته مششن آخششر‬
‫سني المكان إلى الموت فيرد ما شششهد بششه وينقششض مششا حكششم بششه‬
‫وسيأتي أنه يستقر عليشه بوجشود مشال لشه لشم يعلمشه ومشع ذلشك ل‬
‫نحكم بفسقه لعذره )وشششرط صششحته( المطلقششة أي مششا ذكششر مششن‬
‫الحج والعمرة )السلم( فقط فل يصح مشن كشافر أصشلي أو مرتششد‬
‫بل لو ارتد أثناءه بطل ولم يجب مضي فششي فاسششده وبهششذا فششارق‬
‫بششاطله فاسششده بجمششاع كمششا يششأتي ول تحبششط الششردة غيششر المتصششلة‬
‫بالموت ما مضى أي ذاته حتى ل يجب قضاؤه بل ثششوابه كمشا نشص‬
‫عليه قيل عبارته ل تفي بقول أصله ل يشترط لصحته إل السششلم‬
‫ا ه‪ .‬وليس في محله‪ ،‬لن تعريف الجزأين يفيشد الحصشر علشى أنشه‬
‫اعترض بأنه يشترط أيضا الوقت والنية والعلم بالكيفيششة حششتى لششو‬
‫جرت أفعال النسك منه اتفاقشا لشم يعتشد بهشا >ص‪ <6 :‬لكشن ورد‬
‫ذكر النية بأنها ركن ويرد ذكر الوقت‪ ،‬لنه معلوم من صريح كلمه‬
‫التي في المواقيت وذكر العلم بأنه لو حصل بعششد الحششرام وقبششل‬
‫تعاطي الفعال كفى فليس شششرطا لنعقششاد الحششرام الششذي الكلم‬
‫فيه بل يكفي لنعقاده تصششوره بششوجه )فللششولي( علششى المششال ولششو‬
‫وصيا وقيما بنفسه أو مأذونه ولو لم يحج أو كان محرما بحششج عششن‬
‫نفسه‪ ،‬وإن غاب المولى‪ .‬وفارق الجير بششأنه يباشششر العبششادة عششن‬
‫الغير فاشترط وقوعها منه والولي ليس كذلك ومششن ثششم ل يرمششى‬
‫عنششه بشششرطه إل إن رمششى عششن نفسششه )أن يحششرم عششن الصششبي(‬
‫الشششامل للصششبية إذ هششو الجنششس )الششذي ل يميششز( أي ينششوي جعلششه‬
‫محرما أو الحرام عنه لخبر مسلم }أنششه صششلى اللششه عليششه وسششلم‬
‫لقي ركبا بالروحاء فرفعت إليه امرأة صبيا فقالت يا رسششول اللششه‬
‫ألهذا حج قال نعم ولششك أجششر{‪ ،‬وفششي روايششة لبششي داود }فأخششذت‬
‫بعضد صبي فرفعته مششن محفتهششا{‪ ،‬وهششو ظششاهر فششي صششغره جششدا‬
‫ويكتب للصبي ثواب ما عمله أو عمله به وليه مششن الطاعششات كمشا‬
‫أفاده الخبر ول يكتب عليه معصششية إجماعششا )والمجنششون( الشششامل‬
‫للمجنونة لذلك قياسا على الصبي وأجابوا عمششا تقششرر مششن اعتبششار‬
‫ولية المال والم ليست كذلك باحتمال أنها وصية أو أن وليششه أذن‬
‫لها أن تحرم عنه أو أن الحاصل لها أجر الحمل والنفقة ل الحرام‬
‫إذ ليس في الخبر أنها أحرمت عنششه وحيششث صششار المششولى محرمششا‬
‫وجششب >ص‪ <7 :‬أن يفعششل بششه مششا يمكششن فعلششه كإحضششاره عرفششة‬
‫وسائر المواقف‪ .‬ومنها كما هو ظاهر الرمي فيلزمه إحضاره إيششاه‬
‫حالة رميه عنه‪ ،‬وإن لم يتصور منه‪ ،‬لن الششواجب شششيئان الحضششور‬
‫والرمي فل يسقط أحدهما بسقوط الخر والطواف والسششعي بششه‪،‬‬
‫وإن لم يفعل عنه ما ل يمكن كالرمي بعد رميه عن نفسششه إن لششم‬
‫يقدر لو جعل الحصاة بيده أن يرمي بها ويظهر في جعلها بيده أنه‬
‫ل يعتد به منه إل إن رمى عن نفسه‪ ،‬لنه مقدمة للرمششي فيعطششى‬
‫حكمه ويؤيده أنه لو رفع الحصاة بيده غير الولي ومششأذونه ل يعتششد‬
‫به وكذا لو أحضره غيرهما كما شملهما كلمهم ويصلي عنششه سششنة‬
‫الطواف والحرام ويشششترط فششي الطششواف بششه طهششر الششولي وكششذا‬
‫الصبي على الوجه فيوضئه الولي وينوي عنه وخرج بالذي ل يميز‬
‫المميز فل يجوز له الحرام عنه على ما نقله الذرعي عششن النششص‬
‫والجمهور واعتمده لكن المصحح في أصل الروضششة الجششواز‪ ،‬فششإن‬
‫شاء أحرم عنه أو أذن له أن يحرم عن نفسه فاعتراضه غفلة عن‬
‫أن المفهوم إذا كان فيه خلف قوي أو تفصيل ل يرد لفادة القيششد‬
‫حينئذ‪ .‬وخششرج بالصششبي والمجنششون المغمششى عليششه >ص‪ <8 :‬فل‬
‫يحرم أحد عنه إذ ل ولي له إل على مششا يششأتي أول الحجششر وللسششيد‬
‫أن يحرم عن قنششه الصششغير ل البششالغ علششى المعتمششد فيهمششا ويششتردد‬
‫النظر في المبعض الصغير فيحتمل أنه نظير ما يششأتي فششي النكششاح‬
‫وحينئذ فيحرم عنه وليه وسيده معا ل أحششدهما‪ ،‬وإن كششانت مهايششأة‬
‫إذ ل دخل لها إل في الكساب وما يتبعهششا كزكششاة الفطششر لناطتهششا‬
‫بمن تلزمه النفقة ويحتمل صحة إحششرام أحششدهما عنششه وللسششيد إذا‬
‫كان المحرم الولي تحليله والول أقششرب‪ ،‬فششإن قلششت ينششافي ذلششك‬
‫قول جمع وحكي عن الصحاب من بعضه حر له حكششم القششن فششي‬
‫تحليل السيد له إل في المهايأة إن أحرم في نوبته ووسعت نسكه‬
‫فله حينئذ حكم الحر قلت ل ينافيه‪ ،‬لن التحليششل يتعلششق بالكسششب‬
‫أيضا فأثرت فيه المهايأة بخلف الحششرام‪ ،‬لنششه صششفة ل تعلششق لهششا‬
‫بالكسب )وإنما تصح مباشرته( أي ما ذكر من الحج والعمرة )من‬
‫المسلم المميششز( ولششو قنششا ككششل عبششادة بدنيششة نعششم تتوقششف صششحة‬
‫إحرامه على إذن وليه كما مر أو سيده لحتيششاجه للمششال أي شششأنه‬
‫ذلك‪ ،‬وهو محجور عليه فيه ويلزم الششولي كششل دم >ص‪ <9 :‬لششزم‬
‫المولى وما زاد على مؤنته في الحضششر ومؤنششة قضششاء مششا أفسششده‬
‫بجماعه لوجود شروط جماع البالغ المفسد فيه‪ ،‬لنه الذي ورطششه‬
‫في ذلك من غير حاجة ول ضرورة وبه فارق وجوب أجرة تعليمششه‬
‫ومؤن من يزوجها له في مال المششولى‪ ،‬لنششه لششو لششم يعلمششه احتششاج‬
‫للتعلم بعششد بلششوغه وقششد يظششن الششولي أن تلششك الزوجششة الششتي فيهششا‬
‫المصلحة تفوت لو أخر للبلششوغ )وإنمششا يقششع( مششا أتششى بششه المحششرم‬
‫)عن( نذر إن كان مسششلما مكلفششا وعششن )حجششة السششلم( وعمرتششه‬
‫)بالمباشششرة( عششن نفسششه أو عششن ميششت أو معضششوب فانششدفع قششول‬
‫السنوي ومششن قلششده إنششه تقييششد مضششر )إذا باشششره المكلششف( فششي‬
‫الجملة ل بالحج أي البششالغ العاقششل )الحششر( ولششو بششالتبين‪ ،‬وإن كششان‬
‫حال الفعل قنا ظششاهرا )فيجششزئ حششج الفقيششر( وعمرتششه عششن حجششة‬
‫السلم وعمرته أداء أو قضاء لما أفسششده كمششا لششو تكلششف مريششض‬
‫حضور الجمعة وغني خطر الطريق )دون الصبي والعبششد( فل يقششع‬
‫نسكهما عن نسك السلم إجماعا ولن الحج لكونه وظيفة العمششر‬
‫ول يتكرر اعتبر وقوعه حال الكمال هذا إن لم يدركا وقوف الحششج‬
‫وطواف العمششرة كششاملين وإل بششأن بلششغ >ص‪ <10 :‬أو عتششق قبششل‬
‫الوقوف أو الطواف أو في أثنائهما أو بعد الوقششوف وعششاد وأدركششه‬
‫قبششل فجششر النحششر أجزأهمششا عششن حجششة السششلم وعمرتششه لوقششوع‬
‫المقصود العظم في حال الكمال‪ .‬وبحششث السششنوي أنششه إذا كششان‬
‫عوده للوقوف بعد الطواف لزمه إعادته كالسعي بعده ليقعششا فششي‬
‫حال الكمال ومثلهما الحلق كما هششو ظششاهر ويؤخششذ مششن ذلششك أنششه‬
‫يجزئه عوده >ص‪ <11 :‬ولششو بعششد التحلليششن‪ ،‬وإن جششامع بعششدهما‪،‬‬
‫وهو محتمل فيعيد ما فعله بعد وقوفه ليقع في حال الكمال وعليه‬
‫فيظهر أنه ل يعيد إحرامه‪ ،‬لن هذا من توابع الحرام الول ويفرق‬
‫بين هذا وتفصيلهم في سجود السهو بين أن يسلم سهوا فيعود أو‬
‫عمدا فل بأن تحصيل الحج الكامل صعب فسومح فيه باسششتدراكه‬
‫ولو بعد الخروج منه بالتحللين ما لم يسامح ثم ووقع فششي الكفايشة‬
‫أن إفاقة المجنون حكمها ما ذكر وجزم به السنوي وابن النقيششب‪.‬‬
‫واعتمده الزركشي والجلل البلقيني وغيرهم وتبعهم شيخنا‪ ،‬وهششو‬
‫قياس ما ذكروه في الصشبي غيششر المميششز لكششن الشذي جششرى عليششه‬
‫الشيخان أنه يشترط إفاقته في الركان كلهششا حششتى عنششد الحششرام‬
‫ونقله في المجموع عن الصحاب وقال معنششاه أنششه يشششترط ذلششك‬
‫في وقوعه عن حجة السلم ونقل الزركشي ذلك عششن الصششحاب‬
‫أيضا وبكلم المجموع يندفع تأويل شيخنا لكلمهما بأن إفاقته عنششد‬
‫الحرام إنما هي شرط لسقوط زيادة النفقة عن الششولي علششى أن‬
‫صنيع الروضة يرد هششذا التأويششل أيضششا‪ ،‬فششإن قلششت مششا الفششرق بيششن‬
‫الصبي غير المميز والمجنون قلت يفششرق بششأن فششي إحششرام الششولي‬
‫عن المجنون خلفا ول كذلك الصبي فلقوة إحرامه عنه وقششع عششن‬
‫حجة السلم بخلف المجنون‪ .‬وذكرت في شرح العباب فرقا آخر‬
‫مع النتصار >ص‪ <12 :‬للمنقول وأن أولئك غفلوا عنه‪ ،‬وإن كان‬
‫ظاهر النص يؤيدهم ثم اشتراط الفاقة عند الحلششق هششو مششا بحثششاه‬
‫بناء على أنه ركن ونازع فيه شارح بأنهم إنما سكتوا عنششه‪ ،‬لنششه ل‬
‫يشترط فيه فعل قال حتى لو وقع‪ ،‬وهو نائم كفى فيما يظهر ا ه‪.‬‬
‫ويرد أن محل كونه ل يشترط فيه فعششل إذا كششان متششأهل ل مطلقششا‬
‫كما هو واضح فاتجه ما بحثاه وإذا اشترط لوقوع الوقوف الششذي ل‬
‫يشترط فيه فعل ول يؤثر فيه صششارف عششن حجششة السششلم إفششاقته‬
‫عنده فالحلق كذلك )وشرط وجوبه( أي ما ذكر من الحج والعمرة‬
‫)السلم( فل يجب على كافر أصلي إل للعقاب عليه نظير مشا مشر‬
‫فششي الصششلة وغيرهششا ول أثششر لسششتطاعته فششي كفششره أمششا المرتششد‬
‫فيخاطب به في ردته حتى لو استطاع ثم أسلم لزمششه الحششج‪ ،‬وإن‬
‫افتقر‪ ،‬فإن أخره حتى مات حج عنه من تركته )والتكليف والحرية‬
‫والستطاعة( بالجماع فل يجب على أضداد هؤلء لنقصهم‪ .‬وعلششم‬
‫من كلمه مع ما مر فيه أن المراتب خمس صحة مطلقششة وصششحة‬
‫مباشرة فوقوع عن نذر فوقوع عشن فشرض السشلم فوجشوب وأن‬
‫الستطاعة الواحدة كافية للحج والعمرة كذا أطلقوه ومحلششه كمششا‬
‫هو واضح في استطاعة الحج أما استطاعة العمرة في غير وقششت‬
‫الحج فل يتوهم الكتفاء بها للحج )وهي نوعان أحششدهما اسششتطاعة‬
‫مباشرة ولها شروط( ظششاهره بششل صششريحه كسششائر كلمهششم أنششه ل‬
‫عشبرة بقشدرة ولشي علشى الوصشول إلشى مكشة وعرفشة فشي لحظشة‬
‫كرامة‪ ،‬وإنما العبرة بالمر الظاهر العادي فل يخاطب ذلك الششولي‬
‫بالوجوب إل إن قدر كالعادة ثم رأيششت مششا يصششرح بششذلك‪ ،‬وهششو مششا‬
‫سأذكره أواخر الرهن أنه ل بد في قبضه من المكان العادي نششص‬
‫عليه قال القاضي أبو الطيب‪ .‬وهششذا يششدل علششى أنششه ل يحكششم بمششا‬
‫يمكن من كرامات الولياء ولهذا لم يلحق من تزوج بمصششر امششرأة‬
‫بمكة فولدت لستة أشهر من العقد وتعقبه الزركشششي بكلم لبششن‬
‫الرفعة أولته بما حاصششله حملششه علششى أن الششولي إذا فعششل الشششيء‬
‫كرامة ترتب عليه حكمه كما لو حج هنا أما أنه يكلف بفعششل يقششدر‬
‫عليه كرامة فل لطباقهم كمششا قششال اليششافعي علششى أنششه ينبغششي لششه‬
‫التنزه عن قصششد الكرامششة وفعلهششا مششا أمكنششه )أحششدها وجششود الششزاد‬
‫وأوعيتششه( حششتى السششفرة أي مثل )ومؤنششة( نفسششه >ص‪<13 :‬‬
‫وغيرها مما يحتاج إليه في )ذهابه وإيابه( أي أقل مدة يمكن فيهششا‬
‫ذلك بالسير المعتاد التي من بلده مع مدة القامة المعتادة بمكششة‬
‫وهذا عام بعد خاص وحكمة ذكر الخششاص وروده فششي الخششبر الششذي‬
‫صححه جمع وضعفه آخرون }أنه صلى الله عليه وسلم سئل عششن‬
‫السبيل في الية فقال‪ :‬الزاد والراحلششة{‪) .‬وقيششل إن لششم يكششن لششه‬
‫ببلده أهل( هم ممن تجب نفقتهم )وعشيرة( هششي بمعنششى أو‪ ،‬لن‬
‫وجود أحدهما كاف في الجزم باشتراط ذلك وهششم أقششاربه مطلقششا‬
‫)لم تشترط( في حقه )نفقة( عبر بها بعد تعبيره بمؤنششة ليششبين أن‬
‫المراد منهما واحد هو مفهوم المؤنة العم فانششدفع اعتراضششه بششأن‬
‫التعبير بالنفقششة قاصشر )اليشاب( أي قششدرته علششى مؤنشة مشن الشزاد‬
‫والراحلة لستواء كل البلد إليه حينئذ‪ ،‬وردوه بما في الغربششة مششن‬
‫الوحشة ومشقة فراق الوطن المألوف بالطبع ويؤخذ من ذلك أن‬
‫الكلم فيمن له وطن ونوى الرجوع إليششه أو لششم ينششو شششيئا ويظهششر‬
‫ضبطه بما مر في الجمعة فمن ل وطن له وله بالحجاز ما يقيته ل‬
‫تعتبر في حقه مؤنة الياب قطعششا لسششتواء سششائر البلد إليششه وكششذا‬
‫من نوى الستيطان بمكة أو قربها‪) .‬ولششو( لششم يجششد مششا ذكششر لكششن‬
‫)كان يكسششب( فششي السششفر )مششا يفششي بششزاده( وغيششره مششن المششؤن‬
‫)وسفره طويل( أي مرحلتان أو أكثر )لم يكلف الحششج(‪ ،‬وإن كششان‬
‫يكسب فشي كشل يشوم كفايشة أيشام‪ ،‬لن فشي اجتمشاع تعشب السشفر‬
‫والكسب مشقة شديدة عليششه )وإن قصششر( سششفره بششأن كششان دون‬
‫مرحلتين من مكة )وهو يكسششب فششي يششوم( أول مششن أيششام سششفره‬
‫ووقع في نسخة في كل يوم‪ ،‬وهي وهم )كفاية أيام كلف( السششفر‬
‫للحج مع الكسب فيه >ص‪ <14 :‬وإن نازع فيه الذرعششي وأطششال‬
‫لنتفاء المشقة حينئذ فعد مستطيعا وبحث ابن النقيشب أن المششراد‬
‫بأيام أقل الجمع‪ ،‬وهو ثلثة والسنوي أخذا من كلمهم‪ .‬وصرح بششه‬
‫في الذخائر أن المراد أيام الحج وقدرها بما يقرب مما قششدرها بششه‬
‫في المجمششوع مششن أنهششا مششا بيششن زوال سششابع الحجششة وزوال ثششالث‬
‫عشرة أي في حق مششن لششم ينفششر النفششر الول وكششان وجششه اعتبششار‬
‫زوال السشابع ومششا بعششده أي إن أراد الفضششل أنششه يأخششذ حينئذ فششي‬
‫استماع خطبة المام وأسباب توجهه من الغدو إلى منششى والثششالث‬
‫عشر أنه قد يريد الفضل‪ ،‬وهو إقامته بمنى وواضح أنشه ل بششد مششع‬
‫ذلك من قدرته على مؤنششة أيششام سششفره إلششى مكششة ذهابششا ورجوعششا‬
‫وخرج بقولنا أول قدرته على أن يكتسب بعده أو فششي الحضششر مششا‬
‫بقي في الكل فل يلزمه قصر السفر أو طال خلفا للسششنوي‪ ،‬لن‬
‫تحصل سبب الوجوب ل يجب ومن ثم نقل الجوري الجماع علششى‬
‫أن اكتساب الزاد والراحلة ل يجب‪ .‬فإن قلت لم يتضح الفرق بين‬
‫إلزامه الكسب في أول السششفر ل فششي الحضشر بششل قششد يتخيشل أن‬
‫إلزامه الكسب في الحضر أولى‪ ،‬لنششه ل يجتمششع عليششه بششه مشششقتا‬
‫السفر والكسب بخلف ذاك قلت بل الفرق ظششاهر‪ ،‬لنششه إذا قششدر‬
‫على الكسب أول سفره >ص‪ <15 :‬عد مستطيعا لششه ول كششذلك‬
‫قدرته في الحضر‪ ،‬لنه ل يعششد بهششا مسششتطيعا للسششفر بششل محصششل‬
‫لسبب الستطاعة بالسفر وقد تقرر أن تحصيل سبب الوجششوب ل‬
‫يجب فاتضح الفرق والجماع المششذكور وغلششط مششن أخششذ مششن هششذا‬
‫الجماع أنه ل يجب اكتساب نحو الزاد سفرا ول حضرا ويعتبر في‬
‫العمرة القدرة على مؤنة ما يسنها غالبا‪ ،‬وهو نحو نصف يششوم مششع‬
‫مؤنة سششفره )الثششاني وجششود الراحلششة( بشششراء أو اسششتئجار بعششوض‬
‫المثل ل بأزيد منه‪ ،‬وإن قل نظير ما مر في التيمم وصرح بششه هنششا‬
‫ابششن الرفعششة كالرويششاني‪ .‬وكششون الحششج ل بششدل لششه بخلف الششتيمم‬
‫يعارضه أن الحج على التراخي فكما أنه غير مضطر لبذل الزيششادة‬
‫ثم للبدلية فكذا هنا للتراخي أو وقف عليششه أو إيصششاء لششه بمنفعتهششا‬
‫مدة يمكن فيها الحج أو على هذه الجهة أو إعطاء المام إياهشا لشه‬
‫من بيت المال ل من مششاله كمششا لششو وهبهششا لششه غيششره للمنششة وذلششك‬
‫للخبر السابق )لمن بينششه وبيششن مكششة مرحلتششان( >ص‪ <16 :‬وإن‬
‫أطاق المشي بل مشقة‪ ،‬لنها مششن شششأنه حينئذ نعششم هششو الفضششل‬
‫خروجا من خلف من أوجبششه والوجششه أن المششرأة الششتي ل يخشششى‬
‫عليها فتنة منه بوجه كالرجل في ندبه‪ ،‬وهي الناقة التي تصلح لن‬
‫ترحل وأرادوا بها كششل مششا يصششلح للركششوب عليششه بالنسششبة لطريقششه‬
‫الذي يسلكه ولو نحو بغل وحمار‪ ،‬وإن لم يلق به ركوبه وبقر بنششاء‬
‫على ما صرحوا به من حل ركوبه‪ .‬ومعنى كونها لم تخلق لششه كمششا‬
‫في الخبر أنه ليس المقصود من منافعها واعتششبروا المسششافة مششن‬
‫مكة هنا‪ ،‬وفي حاضري الحرم منه دفعا للمشششقة فيهمششا ولششو قششدر‬
‫علششى اسششتئجار راحلششة إلششى دون مرحلششتين وعلششى مشششي البششاقي‬
‫فظاهر كلمهم أنششه ل يلزمششه‪ ،‬وهششو الوجششه خلفششا للزركشششي‪ ،‬لن‬
‫تحصيل سبب الوجوب ل يجب )فششإن لحقششه( أي الششذكر )بالراحلششة‬
‫مشقة شديدة(‪ ،‬وهي في هذا الباب ما يبيح الششتيمم أو يحصششل بششه‬
‫ضرر ل يحتمل عادة فيما يظهر )اشترط وجود محمل( بفتح ميمه‬
‫الولششى وكسششر الثانيششة وقيششل عكسششه دفعششا للضششرر‪ ،‬فششإن لحقتششه‬
‫بالمحمل اشترط نحو كنيسة‪ ،‬وهي المسماة الن بالمحششارة‪ ،‬فششإن‬
‫لحقته بها فمحفة‪ ،‬فإن لحقته بها فسرير يحمله رجال على الوجه‬
‫فيهما ول نظر لزيادة مؤنتهما‪ ،‬لن الفرض أنها فاضلة عمششا يششأتي‪.‬‬
‫أما المرأة والخنثى فيشترط فششي حقهمششا القششدرة علششى المحمششل‪،‬‬
‫وإن اعتادا غيره كنساء العراب على الوجه‪ ،‬لنششه أسششتر لهمششا ول‬
‫ينافيه ما مر من ندب المشي لها‪ ،‬لنه يحتاط للواجب أكثر >ص‪:‬‬
‫‪) <17‬واشششترط شششريك يجلششس فششي الشششق الخششر( أي وجششوده‬
‫بشرط أن تليق به مجالسته بأن ل يكون فاسقا ول مشهورا بنحششو‬
‫مجون أو خلعة‪ ،‬ول شديد العداوة له فيما يظهر أخششذا ممششا يششأتي‬
‫في الوليمة بل أولششى‪ ،‬لن المشششقة هنششا أعظششم بطششول مصششاحبته‬
‫ومن ثم اشترط فيما يظهر أيضششا أن ل يكششون بششه نحششو بششرص وأن‬
‫يوافقه على الركوب بين المحملين إذا نزل لقضششاء حاجششة ويغلششب‬
‫على ظنه وفاؤه‪ .‬بذلك وقضية المتن وغيششره تعيششن الشششريك‪ ،‬وإن‬
‫قدر على المحمل بتمامه‪ ،‬لن بذل الزيادة خسششران ل مقابششل لششه‬
‫لكن الوجه أنششه مششتى سششهلت معششادلته بمششا يحتششاج لستصششحابه أو‬
‫يريده منه تعينت هي أو الشريك )ومن بينه وبينها( أي مكششة )دون‬
‫مرحلتين(‪ ،‬وإن كان بينه وبين عرفة مرحلتان كما اقتضاه كلمهششم‬
‫ومقتضاه أيضا أنه لو قرب من عرفة وبعد من مكة لم يعتبر )وهو‬
‫قوي على المشي يلزمه الحج( لعدم المشقة غالبا‪) .‬فإن ضششعف(‬
‫عن المشي بحيث يلحقه به المشقة السابقة )فكالعبشد( فيمشا مشر‬
‫وخششرج بالمشششي نحششو الحبششو فل يجششب مطلقششا لعظششم مشششقته‬
‫)ويشترط كون الزاد والراحلة( السابقين ومثلهمششا ثمنهمششا وأجششرة‬
‫خفارة ونحو محرم امرأة وقائد أعمى ومحمل اشترط وغير ذلششك‬
‫من كل ما يلزمه من مؤن السفر )فاضلين عن دينه( ولششو مششؤجل‪،‬‬
‫وإن رضي صاحبه أو كان لله تعالى كنذر‪ ،‬لن المنيششة قششد تخششترمه‬
‫فتبقى الذمة مرتهنة وبفرض حياته قد ل يجد بعد صششرف مششا معششه‬
‫للحج ما يسد بششه وظششاهر كلمهششم أنششه ل فششرق بيششن تضششييق الحششج‬
‫وعدمه‪ ،‬لكن قضية تعليلهم بأن الدين ناجز والحششج علششى الششتراخي‬
‫خلفه‪ ،‬وهو محتمل كاجتماع الششدين والزكششاة أو الحششج فششي التركششة‬
‫قاله الذرعششي‪ .‬وقششوله وهششو محتمششل فيششه نظششر‪ ،‬لن المششدار علششى‬
‫التعليل السابق ولنهم مع ذلك صرحوا بأن الدين المؤجل كالحال‬
‫فدل على أن نجاز الششدين غيششر شششرط فكششذا تراخششي الحششج‪ ،‬ودينششه‬
‫الحال على مليء >ص‪ <18 :‬مقر به أو به بينة أو يعلمه القاضي‬
‫كالذي بيده وإل فكالمعدوم نعم ما يسهل عليه الظفر به بشششرطه‬
‫كالحاصل أيضا )و( عن دست ثششوب يليششق بششه نظيششر مششا يششأتي فششي‬
‫المفلس وعن كتب نحو الفقيه بتفصيله التي في قسم الصدقات‬
‫وخيل الجندي التي ثم‪ ،‬وآلة المحششترف وثمششن المحتششاج إليششه ممششا‬
‫ذكر وغيره كهو وعن )مؤنة من عليه نفقتهششم مششدة ذهششابه وإيششابه(‬
‫وإقامته كما علم مما مر لئل يضيعوا وعدل عن قول أصششله نفقششة‪،‬‬
‫وإن كان قد يراد بها ما يراد بالمؤنة ومن ثم قششال نفقتهششم مششع أن‬
‫المراد مؤنتهم‪ ،‬لنهم قد يقدرون على النفقة فل يلششزم المنفشق إل‬
‫المؤنة الزائدة لتشمل الكسوة والخدمة والسششكنى وإعفششاف الب‬
‫وثمن دواء وأجرة طبيب ونحوها ول يجوز له الخششروج حششتى يششترك‬
‫تلك المؤن >ص‪ <19 :‬أو يوكل من يصرفها مششن مششال حاضششر أو‬
‫يطلق الزوجة أو يبيع القن‪) .‬والصح اشششتراط كششونه( أي المششذكور‬
‫الفاضل عمششا مششر )فاضششل( أيضششا )عششن مسششكنه وعبششد يحتششاج إليششه‬
‫لخدمته( لزمانة أو منصب أو عن ثمنهما الششذي يحصششلهما بششه كمششا‬
‫يبقيان في الكفارة هذا إن استغرقت حاجته الدار وكششانت مسششكن‬
‫مثله ولق به العبد وإل‪ ،‬فإن أمكن بيع بعضها أو الستبدال عنها أو‬
‫عن العبد بلئق وكفى التفاوت مؤن الحج تعين‪ ،‬وإن ألفهما قطعششا‬
‫هنا ل في الكفارة‪ ،‬لن لها بدل أي مجزئا فل يعترض بششأن كل مششن‬
‫خصالها أصل برأسه في الجملة فل ينتقض بالمرتبة الخيششرة منهششا‬
‫وأمة الخدمة كالعبد فيما ذكر بخلف السرية‪ ،‬فإن احتاج لها لنحششو‬
‫خوف عنت لم يكلف بيعهششا‪ ،‬وإن تضششيق عليششه الحششج فيمششا يظهششر‪،‬‬
‫لكن يستقر الحج في ذمته أخذا مما قالوه فيمن ليس معه إل مششا‬
‫يصرفه للحج أو النكاح واحتاج إليه أنه يقششدمه ويسششتقر الحششج فششي‬
‫ذمته‪ .‬فإن قلت كيف يؤمر بما يكون سببا لفسقه لششو مششات عقششب‬
‫سنة التمكن قلت لم يششؤمر بمششا هششو سششبب ذلششك إذ سششببه مطلششق‬
‫تراخيه >ص‪ <20 :‬ل خصوص المأمور به فكأنه مأمور به بشرط‬
‫سششلمة العاقبششة ويؤخششذ مششن قششولهم التششي ل ينظششر فششي الحششج‬
‫للمستقبلت أن المكفية بإسكان زوج والساكن في بيششت مدرسششة‬
‫بحق ل يترك لهما مسكن ومخالفة السنوي في هذا والششذي قبلششه‬
‫مردودة وظاهر كلمهم أنه ل عبرة بما هو مستأجر له‪ ،‬وإن طالت‬
‫مششدة الجششارة‪ ،‬وهششو محتمششل‪ ،‬لن هششذا لششه مششدة محششدودة مترقبششة‬
‫الششزوال فليششس كالمسششكن الصششلي بخلف ذينششك ثششم رأيششت عششن‬
‫السبكي أن من يعتاد السكن بالجرة ل يترك له مسكن‪ ،‬وهو بعيد‬
‫جدا فالوجه خلفه نعم إن قصد أنه‪ ،‬وإن اشتراه ل يسكن فيه بششل‬
‫فيما اعتاده فل يعتبر في حقه حينئذ كما هو ظاهر‪ .‬ونقششل بعضششهم‬
‫عن السبكي ما هو قريب منه فليحمل عليه ومن ثم تبعه الذرعي‬
‫وغيره ويششتردد النظششر فششي الموصششى لششه بمنفعتششه مطلقششا أو مششدة‬
‫معلومة والذي يتجه فششي الول أنششه ل يشششترى لششه مسششكن بخلف‬
‫الثاني نظير ما مر في الموقوف والمسششتأجر ثششم رأيششت الذرعششي‬
‫أطلق أن المستحق منفعته بوصية كهو بوقششف‪ ،‬وهششو ظششاهر فيمششا‬
‫ذكر به إذ القياس على الوقف يقتضي عدم تعيين المششدة والوجششه‬
‫فيمن ل يصبر على ترك الجماع أنه ل يشترط قدرته علششى سششرية‬
‫أو زوجة يستصحبها فيستقر الحج في ذمته‪) .‬و( الصح )أنه يلزمه‬
‫صرف مال تجارته( >ص‪ <21 :‬وثمن مستغلته التي يحصل منها‬
‫كفايته )إليهما( أي الزاد والراحلة مع مششا ذكششر معهمششا كمششا يلزمششه‬
‫صرفه في دينه وفارق المسششكن والخششادم بششأنه يحتششاج إليهششا حششال‪،‬‬
‫وهو يتخذ ذخيرة للمستقبل والحج ل ينظشر فيشه للمسشتقبلت وبشه‬
‫يرد على من نظر لها فقال ل يلزمه صششرفه لهمششا إذا لشم يكششن لششه‬
‫كسب بحال ل سيما والحج على التراخي )الثششالث أمششن الطريششق(‬
‫ولو ظنا المن اللئق بالسفر دون الحضر على نفسششه ومششا يحتششاج‬
‫لستصحابه ل على ما معه من مال تجششارته ونحششوه إن أمششن عليششه‬
‫ببلده ول على مال غيره إل إذا لزمه حفظه والسفر به فيما يظهر‬
‫وذلك‪ ،‬لن خششوفه يمنششع اسششتطاعة السششبيل ويشششترط أيضششا وجششود‬
‫رفقة يخرج معهم وقشت العشادة إن خشاف وحشده ول أثشر للوحششة‬
‫هنا‪ ،‬لنه ل بدل له وبه فارق الوضششوء ولششو اختششص الخششوف بششه لششم‬
‫يستقر في ذمته كما بينته في الحاشية‪) .‬فلو خاف على نفسه( أو‬
‫بعضه )أو مششاله(‪ ،‬وإن قششل )سششبعا أو عششدوا( مسششلما أو كششافرا )أو‬
‫رصديا( وهو من يرصد الناس أي يرقبهم فششي الطريششق أو القششرى‬
‫لخذ شيء منهم ظلمششا )ول طريششق( لششه )سششواه لششم يجششب الحششج(‬
‫لحصول الضرر نعم يسششن الخششروج وقتششال الكششافر إن أمكششن ولششم‬
‫يجششب هنششا‪ ،‬وإن زاد المسششلمون علششى الضششعف‪ ،‬لن الغششالب فششي‬
‫الحجاج عدم اجتماع كلمتهم وضعف جششانبهم فلششو كلفششوا الوقششوف‬
‫لهم كانوا طعمة لهم وذلك يبعد وجوبه ويكره بششذل مششال لششه‪ ،‬لنششه‬
‫ذل بخلفه للمسلم بعد الحرام‪ ،‬لنه أخف من قتاله نعم إن علششم‬
‫أنه به يتقوى على التعرض للناس كره أيضششا كمششا هششو ظششاهر ولششو‬
‫بششذل المششام للرصششد وجششب الحششج وكششذا أجنششبي >ص‪ <22 :‬علششى‬
‫الوجه حيث ل يتصور لحوق منه لحد منهم في ذلك بوجه أمششا لششو‬
‫كان له طريق آخر سواه فيجب سلوكه‪ ،‬وإن كان أطششول إن وجششد‬
‫مؤن سلوكه‪) .‬والظهر وجوب ركششوب البحششر( علششى الرجششل وكششذا‬
‫المرأة )إن( وجدت لها محل تنعزل فيه عن الرجال كما هو ظششاهر‬
‫وتعين طريقا ولو لنحو جدب البر وعطشششه كمششا هششو ظششاهر خلفششا‬
‫لقول الجوري ينتظر زوال عارض الششبر و )غلبششت السششلمة( وقششت‬
‫السفر فيه‪ ،‬لنه حينئذ كششالبر المششن بخلف مششا إذا غلششب الهلك أو‬
‫استويا بالحرمة ركوبه حينئذ للحج وغيششره وظششاهر تعششبيرهم بغلبششة‬
‫السلمة أنه لو اعتيد في ذلك الزمن الذي يسششافر فيششه أنشه يغششرق‬
‫فيه تسعة ويسلم عشرة لزم ركوبه >ص‪ <23 :‬ويؤيده إلحششاقهم‬
‫الستواء بغلبة الهلك ول يخلو عن بعد فلششو قيششل المعتششبر العششرف‬
‫فل يكتفي بتفاوت الواحششد ونحششوه لششم يبعششد ويؤيششده مششا يششأتي فششي‬
‫الفششرار عششن الصششف وعليششه فششالمراد السششتواء العرفششي أيضششا ل‬
‫الحقيقي وخرج به النهار العظيمة كجيحون والنيل فيجششب ركوبهششا‬
‫قطعا‪ ،‬لن المقام فيها ل يطول والخوف ل يعظم‪ ،‬وقول الذرعي‬
‫" محله إذا كان يقطعها عرضششا وإل فهششي فششي كششثير مششن الوقششات‬
‫كالبحر وأخطر " مششردود بششأن الششبر فيهششا قريششب أي غالبششا فيسششهل‬
‫الخششروج إليششه )و( الظهششر )أنششه تلزمششه أجششرة البذرقششة( بالمهملششة‬
‫والمعجمة معربة‪ ،‬وهي الخفارة فإذا وجدوا مششن يحرسششهم بحيششث‬
‫يأمنون معهم ظنا لزمهم اسششتئجارهم بششأجرة المثششل ل بأزيششد‪ ،‬وإن‬
‫قل‪ ،‬لنها من أهب السفر كششأجرة دليششل ل يعششرف الطريششق إل بششه‬
‫)ويشترط( للوجوب أيضا )وجود الماء والزاد في المواضع المعتاد‬
‫حمله منها بثمن المثششل‪ ،‬وهششو القششدر اللئق بششه فششي ذلششك الزمششان‬
‫والمكان( فلو خل بعض المنازل أو محال الماء المعتادة عششن ذلشك‬
‫فل وجوب‪ ،‬لنه إن لم يحمششل ذلششك معششه خششاف علششى نفسششه‪ ،‬وإن‬
‫حمله عظمت المؤنة‪ .‬وكذا لو لم يجدهما أو أحدهما إل بأكثر مششن‬
‫ثمن المثششل‪ ،‬وإن قلششت الزيششادة قششال الذرعششي وغيششره وكششان هششذا‬
‫كتمثيل الرافعي بحمل الزاد من الكوفششة إلششى مكششة وحمششل المششاء‬
‫مرحلتين أو ثلثا باعتبار عششادة طريششق العششراق وأمششا طريششق مصششر‬
‫والشام فاعتادوا حمل الزاد ‪ -‬إلى مكة ‪ -‬والمياه المراحششل الربششع‬
‫والخمس فينبغي اعتبار العرف المختلششف بششاختلف النششواحي ا ه‪،.‬‬
‫وإنما يتجه مع ما فيه إن اطرد عرف كل ناحيششة بششذلك وكششثير مششن‬
‫أهل مصر والشام ل يحملون ذلشك أصششل اتكششال علششى وجشوده فششي‬
‫مواضشع معروفشة فشي طريقهشم)و( وجشود )علشف الدابشة فشي كشل‬
‫مرحلة( >ص‪ <24 :‬لن المؤنة تعظم في حمله لكثرته كذا نقله‬
‫عن جمع وأقراه‪ ،‬لكن بحث في المجموع ما صششرح بششه غيششره مششن‬
‫اعتبار العادة فيه أيضا واعتمده الذرعي وغيره قالوا وإل لم يلششزم‬
‫آفاقيا الحج أصل )و( يشترط )في( الوجوب على )المششرأة( ل فششي‬
‫الداء فلو استطاعت ولم تجد من يأتي لم يقض من تركتهششا علششى‬
‫المعتمد )أن يخرج معها زوج( ولششو فاسششقا‪ ،‬لنششه مششع فسششقه يغششار‬
‫عليها من مواقع الريب‪ .‬وبه يعلم أن من علم منه أنه ل غيششرة لششه‬
‫كما هو شأن بعض من ل خلق لهم ل يكتفى به )أو محرم( بنسب‬
‫أو رضششاع أو مصششاهرة ولششو فاسششقا أيضششا بالتفصششيل المششذكور فششي‬
‫الزوج فيما يظهر فيهما ويكفي على الوجه مراهششق وأعمششى لهمششا‬
‫حششذق يمنششع الريبششة واشششترط البلششوغ فششي النسششوة علششى مششا يششأتي‬
‫احتياطا ولنهن مطموع فيهششن وكششونه فششي قافلتهششا‪ ،‬وإن لششم يكششن‬
‫معها‪ ،‬لكن بشرط قربه بحيث تمتنع الريبششة بوجششوده وألحششق بهمششا‬
‫جمع عبدها الثقة أي إذا كانت هي ثقة أيضا‪ ،‬والجنششبي الممسششوح‬
‫إن كانا ثقتين أيضا لحل نظرهما لهششا وخلوتهمششا بهششا كمششا يششأتي )أو‬
‫نسوة( بضم أوله وكسره ثلث فأكثر )ثقات( أي بالغات متصششفات‬
‫بالعدالششة ولششو إمششاء‪ .‬ويتجششه الكتفششاء بالمراهقششات بقيششده السششابق‬
‫وبمحارم فسقهن بغير نحو زنا أو قيادة ونحو ذلك لحرمة سششفرها‬
‫وحششدها‪ ،‬وإن قصششر وكششانت فششي قافلششة عظيمششة كمششا صششرحت بششه‬
‫الحششاديث الصششحيحة لخششوف اسششتمالتها وخششديعتها‪ ،‬وهششو منتششف‬
‫بمصاحبتها لمن ذكششر حششتى النسششوة‪ ،‬لنهششن إذا كششثرن وكششن ثقششات‬
‫انقطعششت الطمششاع عنهششن‪ ،‬لكششن نششازع جمششع فششي اشششتراط ثلث‬
‫المصرح به كلمهما وقالوا ينبغي الكتفاء بثنتين ويجاب بأن خطششر‬
‫السفر اقتضى الحتياط في ذلششك علششى أنششه قششد يعششرض لحششداهن‬
‫حاجة تبرز ونحوه فيذهب ثنتششان وتبقششى ثنتششان ولششو اكتفششى بثنششتين‬
‫لذهبت واحدة وحدها فيخشى عليها واعتبارهن إنمششا هششو للوجششوب‬
‫أما الجششواز فلهششا أن تخششرج >ص‪ <25 :‬لداء فششرض السششلم مششع‬
‫امرأة ثقة كمششا فششي مواضششع مششن المجمششوع فهمششا مسششألتان‪ .‬كمششا‬
‫يصرح به كلمه في شرح مسلم خلفا لمششن تششوهم تنششاقض كلمششه‬
‫ولها أيضا أن تخرج له وحدها إذا تيقنت المن على نفسها هذا كله‬
‫في الفرض ولو نذرا أو قضاء على الوجششه أمششا النفششل فليششس لهششا‬
‫الخروج له مع نسوة‪ ،‬وإن كثرن حتى يحرم علششى المكيششة التطششوع‬
‫بالعمرة من التنعيم مع النساء خلفا لمن نازع فيششه نعششم لششو مششات‬
‫نحو المحرم‪ ،‬وهي في تطوع فلهششا إتمششامه ويشششترط فششي الخنششثى‬
‫المشكل محرم رجل أو امرأة ويكفي نساء بناء علششى الصششح مششن‬
‫حل خلوة رجل بامرأتين‪ ،‬وفي المرد أي الحسن أخششذا ممششا يششأتي‬
‫في نظيره أن يخرج معه سيد أو محرم يأمن به على نفسه علششى‬
‫الوجشششه )والصشششح أنشششه ل يششششترط وجشششود محشششرم( أو نحشششو زوج‬
‫)لحداهن( لما تقرر من انقطاع الطماع عنهن عند اجتماعهن )و(‬
‫الصح )أنه تلزمها أجرة( مثل )المحرم( أو الششزوج أو النسششوة )إذا‬
‫لم يخرج( من ذكر )إل بهششا( كششأجرة البذرقششة بششل أولششى‪ ،‬لن هششذه‬
‫لمعنى فيها فأشبهت مؤنة المحمل وفائدة وجوبهششا تعجيششل دفعهششا‬
‫في الحياة إن تضيق بنذر أو خوف عضب‪ ،‬أو الستقرار إن >ص‪:‬‬
‫‪ <26‬قدرت عليها حتى يحششج عنهششا مششن تركتهششا وليششس لهششا إجبششار‬
‫محرمهششا إل إن كششان قنهششا‪ ،‬ول زوجهششا إل إن أفسششد حجهششا ولزمششه‬
‫إحجاجها فيلزمه ذلك بل أجرة )الرابع أن يثبششت علششى الراحلششة( أو‬
‫نحششو المحمششل )بل مششقة ششديدة(‪ ،‬فششإن لشم يثبششت أصشل أو ثبشت‬
‫بمشقة شديدة ومر ضابطها انتفت اسششتطاعة المباشششرة‪) .‬وعلششى‬
‫العمى الحج( والعمرة )إن وجد( مع ما مر )قائدا( يقوده لحششاجته‬
‫ويهديه عند ركوبه ونزولششه لسششتطاعته حينئذ ويظهششر أنششه يشششترط‬
‫فيه ما قدمته في الشريك )وهو( أي القششائد فششي حقششه )كششالمحرم‬
‫في حق المرأة( فيأتي فيه ما مر ثم ويشششترط فششي مقطششوع نحششو‬
‫أربعة وجود معين له)والمحجور عليشه لسشفه كغيشره( فشي وجشوب‬
‫الحج‪ ،‬لنه مكلف حششر )لكششن ل يششدفع المششال( الششذي هششو مششن مششال‬
‫السفيه )إليه(‪ ،‬لنه يتلفه وكذا مال نفسه إن علم أنه يصرفه فششي‬
‫معصية وواضح أنه لو دفع إليه مال نفسه وملكششه لششه لزمششه نزعششه‬
‫منه إن قدر عليه )بل يخرج معه الولي( إن شششاء ليحفظششه وينفششق‬
‫عليه ما يليق به‪) .‬أو ينصب شخصا له( ثقة ينوب عششن الششولي ولششو‬
‫بأجرة مثله من مال المولى كقائد العمى إن لم يجد ثقة متبرعا‪،‬‬
‫وإنما جاز له في الحضر أن يدفع له نفقششة أسششبوع فأسششبوع حيششث‬
‫أمن من إتلفه لها‪ ،‬لنششه يراقبششه فيمتنششع بسششبب ذلششك مششن إتلفهششا‬
‫>ص‪ <27 :‬بخلفه في السفر لتعسر المراقبة فيه وبقششي شششرط‬
‫خامس‪ ،‬وهو أن يبقى بعد وجود الستطاعة ما يمكنششه السششير فيششه‬
‫لداء النسك على العادة بحيث ل يحتششاج لقطششع أكششثر مششن مرحلششة‬
‫شرعية ولو في يوم واحد أو ليلششة واحششدة‪ ،‬وإن اعتيششد كمششا شششمله‬
‫كلمهم‪ ،‬فإن انتفى ذلك لششم يجششب الحششج أصششل فضششل عششن قضششائه‬
‫خلفا لبن الصلح‪ ،‬لن هذا عششاجز حسششا فكيششف يكششون مسششتطيعا‪،‬‬
‫وإنما وجبت الصلة بأول الوقت قبل مضششي زمششن يسششعها لمكششان‬
‫تتميمها بعده ول كذلك هنا وتظهششر فششائدة هششذا النششزاع فششي وصششفه‬
‫باليجاب فيوصف به عند ابن الصلح‪ .‬ويجششوز السششتئجار عنششه بعششد‬
‫موته قطعا بخلفششه علششى مقشابله‪ ،‬فششإنه ل يوصششف بششه وفشي جشواز‬
‫الستئجار عنه خلف‪ ،‬وإن كان الصح منه الجواز أيضششا وسششادس‪،‬‬
‫وهو أن يوجد المعتبر في اليجاب في الششوقت‪ ،‬فلششو اسششتطاع فششي‬
‫رمضان مثل ثم افتقر في شوال أو بعد حجهم وقبل الرجوع لمششن‬
‫هو معتبر في حقه فل وجوب وسابع وثامن وهما خروج رفقة معه‬
‫وقت العادة كما مر في الثالث المفهم لولهما‬
‫)تنبيه( استطاع ثم افتقر لزمششه الكسششب للحششج والمشششي إن قششدر‬
‫عليه ولو فوق مرحلتين وكذا السؤال على مششا فششي الحيششاء >ص‪:‬‬
‫‪ <28‬واستبعد ويؤيششد اسششتبعاده أنششه ل يجششب السششؤال لوفششاء ديششن‬
‫آدمي عصى به كما يقتضيه كلمهم في باب التفليس فالحج أولششى‬
‫ويفرق بينه وبين الكسب بأن أكثر النفوس تسمح به ل سيما عنششد‬
‫الضرورة بخلف السؤال مطلقا )النوع الثشاني اسششتطاعة تحصشيله‬
‫بغيره فمن مات وفي ذمته حج( واجب بأن تمكششن مششن الداء بعششد‬
‫الوجوب أو عمرة واجبة كذلك )وجب( على الوصي‪ ،‬فإن لم يكششن‬
‫فالوارث الكامل‪ ،‬فششإن لششم يكششن فالحششاكم إن لششم يششرد فعششل ذلششك‬
‫بنفسه )الحجاج( أو العتمار )عنه من تركته( فورا لخبر البخششاري‬
‫}إن أمي نذرت أن تحششج فمششاتت قبششل أن تحششج أفأحششج عنهششا قششال‬
‫حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته قششالت نعششم‬
‫قال اقضششوا اللششه فششالله أحششق بالوفششاء{ شششبه الحششج بالششدين وأمششر‬
‫بقضائه فدل على وجوبه وخرج بتركه مششا إذا لششم يخلششف تركششة فل‬
‫يلزم أحدا الحج ول الحجاج عنششه‪ ،‬لكنششه يسششن للششوارث وللجنششبي‪،‬‬
‫وإن لم يأذن له الوارث ويفرق بينه وبين توقف الصوم عنششه علششى‬
‫إذن القريب بأن هذا أشبه بالديون فأعطي حكمها بخلف الصششوم‬
‫ولكل الحج والحجاج عمن لم يسششتطع فششي حيششاته علششى المعتمششد‬
‫نظرا إلى وقوع حجة السلم عنه‪ ،‬وإن لم يكششن مخاطبششا بهششا فششي‬
‫حياته ول ينافيه المتن‪ ،‬لن قوله‪ ،‬وفي ذمته قيششد للوجششوب وليششس‬
‫كلمنا فيه وبقوله في ذمته النفل فل يجوز حجه عنه إل إن أوصى‬
‫به‪ .‬أما لو لم يتمكن بعد الوجوب بأن أخششر >ص‪ <29 :‬فمششات أو‬
‫جن قبل تمام حج النششاس أي‪ ،‬قبششل مضششي زمششن بعششد نصششف ليلششة‬
‫النحر يسع بالنسشبة لعشادة حشج بلشده فيمششا يظهششر مششا لشم يمكنهشم‬
‫تقديمه من الركان ورمى جمششرة العقبششة أو تلششف مششاله أو عضششب‬
‫قبل إيابهم لم يقض من تركته ولو لزمه الحج فارتد ومششات مرتششدا‬
‫لم يقض مششن تركتششه علشى أنشه ل تركشة لشه‪ ،‬لنشه بششان زوال ملكششه‬
‫بششالردة‪) .‬والمعضششوب( بالمعجمششة مششن العضششب‪ ،‬وهششو القطششع‬
‫وبالمهملة كأنه قطع عصبه ومن ثم فسششره بقششوله )العششاجز( فهششو‬
‫صفة كاشفة والخبر إن إلخ أو خبره عنه نظرا لتقييد العجز بكششونه‬
‫عن الحج والول أولى )عن الحج بنفسه( لنحو زمانششة أو مششرض ل‬
‫يرجى بششرؤه )إن وجششد أجششرة مششن يحششج عنششه( ولششو ماشششيا )بششأجرة‬
‫المثل( ل بأزيد‪ ،‬وإن قل نظير ما مر آنفششا‪ .‬وللمششام بحششث ضششعيف‬
‫في الزيادة على مهر مثل الحرة بحششث الزركشششي مجيئه هنششا مششع‬
‫وضوح الفرق بأن هناك التخلص من ورطة رق الولد فاحتمل فششي‬
‫مقابلته زيادة يسيرة بخلفه هنا )لزمه( الحجاج عششن نفسششه فششورا‬
‫إن عضب >ص‪ <30 :‬بعد الوجوب والتمكششن وعلششى الششتراخي إن‬
‫عضب قبل الوجوب أو معه أو بعده ولم يمكنششه الداء وذلششك‪ ،‬لنششه‬
‫مستطيع إذ السشتطاعة بالمشال كهشي بشالنفس ولخشبر الصشحيحين‬
‫}إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبششي شششيخا كششبيرا ل‬
‫يثبت على الراحلة أفأحج عنه قال نعم{ وذلششك فششي حجششة الششوداع‬
‫هذا إن كان بينه وبين مكة مسافة القصر وإل لششم تجششز لششه النابششة‬
‫مطلقا بل يكلفه بنفسه‪ ،‬فإن عجز حج عنه بعششد مششوته مششن تركتششه‬
‫هذا ما اقتضاه إطلقهم وله وجه وجيه نظرا إلى أن عجز القريششب‬
‫بكل وجه نادر جدا فلم يعتبر‪ .‬وإن اعتبره جمع متششأخرون فجششوزوا‬
‫له النابششة أخششذا مششن التعليششل بخفششة المشششقة وتبعتهششم فششي شششرح‬
‫الرشاد ولششو شششفي بعششد الحششج عنششه بششان فسششاد الجششارة ووقششوعه‬
‫للنائب ولزوم المعضوب الحج بنفسه بخلف ما لو حضر معششه ثششم‬
‫فات الحج‪ ،‬وإن وقع للجير‪ ،‬لكنه يستحق الجرة هنا‪ ،‬لن التقصير‬
‫من المعضوب مع صحة الجارة ههنا )ويشترط كونها( أي الجششرة‬
‫)فاضششلة عششن الحاجششات المششذكورة فيمششن يحششج بنفسششه‪ ،‬لكششن ل‬
‫يشترط( هنا )نفقة العيال( الذين تلزمه مؤنتهم )ذهابا وإيابا(‪ ،‬لنه‬
‫مقيم عنششدهم فيحصششل مششؤنتهم ولششو بششاقتراض أو تعششرض لصششدقة‬
‫فاندفع قول السبكي في إلزام من ل كسششب لششه ويصششير كل علششى‬
‫الناس إذا خرج ما في يده بعد على أنششه ل نظششر هنششا للمسششتقبلت‬
‫كما مر‪) .‬ولو بذل( أي أعطى )ولده( أي فرعششه‪ ،‬وإن سششفل ذكششرا‬
‫كان أو أنثى أو والده‪ ،‬وإن عل كذلك )أو أجنبي مال( لششه )للجششرة(‬
‫لمن يحج عنه )لم >ص‪ <31 :‬يجب قبوله فششي الصششح( لمششا فششي‬
‫قبول المال من المنة ومن ثم لو أراد الصل أو الفششرع العششاجز أو‬
‫القادر استئجار من يحج عنه أو قال له أحدهما استأجر وأنششا أدفششع‬
‫عنك لزمه الذن له في الولى أو الستئجار في الثانيششة كمششا بينتششه‬
‫في الحاشية‪ ،‬لنه ليس عليه مع كون البششذل مششن أصششله أو فرعششه‬
‫كبير منة فيه بخلف بذله له ليستأجر هو به عن نفسششه أخششذا مششن‬
‫قولهم إن النسان يستنكف الستعانة بمششال الغيششر‪ ،‬وإن قششل دون‬
‫بدنه ول شك أن أجيره كبدنه ومن ثم لو رضي الجير بدون أجششرة‬
‫المثل لزمه إنابته لضعف المنة هنا أيضا )ولو بذل الولششد الطاعششة(‬
‫للمعضوب بأن يحج عنه بنفسه )وجب قبششوله( بششأن يششأذن لششه فششي‬
‫الحج عنه لحصول الستطاعة حينئذ‪ ،‬فإن امتنع من الذن لم يشأذن‬
‫الحششاكم عنششه ول يجششبره عليششه‪ ،‬وإن تضششيق إل مششن بششاب المششر‬
‫بالمعروف فقط ولو توسم الطاعة ولو من أجنبي لزمه أمره نعم‬
‫ل يلزمششه الذن لفششرع أو أصششل أو امششرأة مششاش إل إن كششان بيششن‬
‫المطيششع وبيششن مكششة دون مرحلششتين وأطششاقه ول لقريبششه أو أجنششبي‬
‫معول على كسب إل إذا كان يكتسب في يوم كفاية أيام بشششرطه‬
‫السابق أو سؤال‪ ،‬لنه يشق عليه مع أن لولي المششرأة منعهششا مششن‬
‫المشي فلم يعتد بطاعتها ويجب الذن هنا‪ ،‬وفيما يأتي فششورا‪ ،‬وإن‬
‫لزمه الحج على التراخي لئل يرجع البششاذل إذ ل وازع يحملششه علششى‬
‫الستمرار على الطاعة‪ .‬والرجوع جائز له قبل الحرام وبششه يتششبين‬
‫عدم الوجوب على المعضوب إذا كان قبل إمكششان الحششج عنششه وإل‬
‫استقر عليه ل على المطيع >ص‪ <32 :‬وإن أوهمه المجموع وقد‬
‫يؤخذ من قولهم والرجوع جائز له‪ ،‬لنه لو لم يجز بأن نذر إطاعته‬
‫نذرا منعقدا لم يلزمه الفور ويحتمل الخذ بإطلقهم نظرا للصششل‬
‫وبما ذكر فارق هذا عدم وجوب المباشرة على المسششتطيع فششورا‪،‬‬
‫لن له وازعا يحمله على الفعل‪ ،‬وهو وجوبه عليه ولو كان له مال‬
‫أو مطيع لم يعلم به استقر في ذمته والعلم وعششدمه إنمششا يششؤثران‬
‫في الثم وعدمه )وكذا الجنبي( ونحو الخ والب إذا بذل الطاعششة‬
‫يجششب قبششوله )فششي الصششح( ولششو ماشششيا لمششا مششر أنششه ل اسششتنكاف‬
‫بالسششتعانة ببششدن الغيششر ولن مشششي هششذين ل يشششق عليششه مطلقششا‬
‫وشرط الباذل الذي يجب قبوله أن يكششون حشرا مكلفششا موثوقششا بششه‬
‫أدى فرض نفسه وأن ل يكون معضوبا‬
‫)فرع( مات أجير العين قبل الحرام لم يستحق شيئا أو بعششده‬
‫اسششتحق‪ ،‬لنششه أتششى ببعششض المسششتأجر عليششه‪ ،‬وإن لششم يجششز عششن‬
‫المستأجر له بالقسط بأن توزع أجرة المثل على السير والعمال‬
‫ويعطى ما يخص عمله قال بعضهم مششن المسششمى وقششال بعضششهم‬
‫من أجرة المثل والذي يتجه الول أخذا مما يششأتي قبيششل مششا يحششرم‬
‫من النكاح ثم رأيت شيخنا جششزم بششه وسششيأتي فششي الجششارة أنهششا ل‬
‫تصح على زيارته صلى الله عليه وسششلم سششواء أريششد بهشا الوقششوف‬
‫عند القبر المكرم أو الششدعاء ثششم لعششدم انضششباطه وقضششيته أنششه لششو‬
‫انضبط كأن كتب له بورقششة صششحت‪ ،‬وهششو متجششه وأمششا الجعالششة فل‬
‫تصح على الول‪ ،‬لنه ل يقبششل النيابششة بششل علششى الثششاني وعليششه لششو‬
‫استعجل من جماعة علششى الششدعاء ثششم صششح فششإذا دعششا لكششل منهششم‬
‫استحق جعل الجميع >ص‪ <33 :‬لتعدد المجاعل عليه‪ ،‬وإن اتحششد‬
‫السير إليه كما لو استعجل على رد آبقين لملك من موضع واحششد‬
‫ويشهد لششذلك نششص الشششافعي رضششي اللششه عنششه علششى أن مششن مششر‬
‫بمتناضلين فقال لششذي النوبششة إن أصششبت بهششذا السششهم فلششك دينششار‬
‫فأصاب استحقه وحسبت له الصابة وما كان لشه عليهشا مشع اتحشاد‬
‫عمله‪ .‬ول ينافيه ما لو كان ميتششان بقششبر فاسششتعجل علششى أن يقششرأ‬
‫على كل ختمة لزمه ختمتان‪ ،‬لن لفظ القرآن مقصود فإذا شرط‬
‫تعدده وجب بخلف لفظ الششدعاء ولتفششاوت ثششواب القششراءة ونفعهششا‬
‫للميت وتفاوت الخشوع والتدبر فلم يمكن التداخل فيها فتأمله‪.‬‬

‫باب المواقيت‬
‫جمع ميقات‪ ،‬وهششو لغششة الحششد وشششرعا هنششا زمششن العبششادة ومكانهششا‬
‫فإطلقه عليششه حقيقششي >ص‪ <34 :‬إل عنششد مششن يخششص التششوقيت‬
‫بالحد بالوقت‪ ،‬فتوسع )وقت( إحششرام )الحششج شششوال وذو القعششدة(‬
‫بفتح القاف أفصح من كسرها )وعشر ليال من ذي الحجة( بكسر‬
‫الحاء أفصح مششن فتحهششا أي مششا بيششن منتهششى غششروب آخششر رمضششان‬
‫بالنسبة للبلد الذي هو فيه فيصح إحرامه به فيه‪ ،‬وإن انتقل بعششده‬
‫إلى بلد أخرى تخالف مطلع تلك ووجدهم صياما على الوجششه‪ ،‬لن‬
‫وجوب موافقته لهم في الصوم ل يقتضي بطلن حجه الذي انعقد‬
‫لشدة تشبث الحج ولزومه بل قال فششي الخششادم نقل عششن غيششره ل‬
‫تلزمه الكفششارة لششو جششامع فششي الثانيششة‪ ،‬وإن لزمششه المسششاك‪ .‬قششال‬
‫وقياسه أنششه ل تجششب فطششرة مششن لزمتششه فطرتششه بغششروب شمسششه‬
‫>ص‪ <35 :‬وعلى هذا يصح الحرام فيه إعطاء له حكششم شششوال ا‬
‫ه‪ .‬وما ذكششره فششي الكفششارة قريششب‪ ،‬لنهششا تسششقط بالشششبهة‪ ،‬وفششي‬
‫الفطرة يتعين فرضه فيما إذا حدث المؤدى عنششه فششي البلششد الول‬
‫قبششل غششروب اليششوم الثششاني وإل فششالوجه لزومهششا‪ ،‬لن العششبرة فيهششا‬
‫بمحل المؤدى عنششه وأمششا الحششرام فششي الثانيششة فالششذي يتجششه عششدم‬
‫صحته‪ ،‬لنه بعد أن انتقل إليها صار مثلهم في الصوم فكذا الحششج‪،‬‬
‫لنه ل فارق بينهما ول ترد الكفارة لما علمششت‪ ،‬وفجششر النحششر كششذا‬
‫فسر به جمع من الصحابة رضي اللششه عنهششم قششوله تعششالى }الحششج‬
‫أشششهر معلومششات{ أي وقتششه ذلششك وقششول جمششع مجتهششدين يجششوز‬
‫الحرام بالحج في جميع السنة ولكن ل يششأتي بشششيء مششن أعمششاله‬
‫قبششل أشششهره رده أصششحابنا بششأنهم وافقونششا علششى تششوقيت الطششواف‬
‫والوقوف فأي فارق بينهما وبين الحرام‪ .‬فإن قلششت إذا كششان غيششر‬
‫الحرام مما ذكر مثله في التوقيت بذلك بالنسبة لمنع تقدمه فلششم‬
‫اقتصر عليه قلت‪ :‬لنه المختلف فيه كما علمت بخلف غيره ولنه‬
‫يفهم من منع تقدم الحرام منع تقدم غيره بششالولى‪ ،‬لنششه تبششع لششه‬
‫وبهذا يظهر اندفاع العششتراض عليششه بششأن القتصششار علششى الحششرام‬
‫موهم )وفي ليلة النحر( وهي ليلة عاشر الحجة )وجه( أنه ل يصح‬
‫الحرام فيها بالحششج‪ ،‬لن الليششالي تبششع لليششام ويششوم النحششر ل يصششح‬
‫الحرام فيه به فكذا ليلته ويرده الخششبر الصششحيح المصششرح بخلفششه‬
‫وعلى الصح يصح الحششرام بششه فيهششا >ص‪ <36 :‬وإن علششم أنششه ل‬
‫يدرك عرفة قبل الفجر فإذا فاته تحلل بما يأتي )فلو أحششرم( حلل‬
‫)به في غيششر وقتششه( المششذكور )انعقششد عمششرة( مجششزئة عششن عمششرة‬
‫السلم )على الصحيح( علم أو جهششل‪ ،‬لن الحششرام شششديد التعلششق‬
‫فانصرف لما يقبله‪ .‬ويظهر أنه ل يحرم عليه ذلك‪ ،‬لنشه ليشس فيششه‬
‫تلبس بعبادة فاسدة بوجه ثم رأيت فششي المسششألة قششولين الحرمششة‬
‫والكراهششة وقششد علمششت أن الثششاني هششو الراجششح وعلششم مششن كلمششه‬
‫بالولى أنه لو أحرم به مطلقا في غير أشهره انعقد عمششرة أيضششا‪.‬‬
‫)وجميع السنة وقت لحرام العمرة( وغيره ممششا يتعلششق بهششا‪ ،‬لنهشا‬
‫صحت عنه صلى الله عليه وسلم وعن غيره فششي أوقششات مختلفششة‬
‫ثلث مرات متفرقات في ثلث سنين في القعدة ومرة في شوال‬
‫ومرة في رمضان علششى مششا رواه الششبيهقي ومششرة فششي رجششب‪ ،‬وإن‬
‫أنكرتها عائشة رضي الله عنها واعتمرت بأمره مششن التنعيششم رابششع‬
‫عشر ذي الحجة وصح‪} :‬عمرة فششي رمضششان تعششدل حجششة معششي{‬
‫وقد يمتنع الحرام بها لعارض كمحرم بها وكحاج لم ينفر من منى‬
‫نفرا صحيحا‪ ،‬وإن لم يكن بهششا >ص‪ <37 :‬لن بقششاء أثششر الحششرام‬
‫كبقاء نفس الحرام‪ .‬ومن هذا علم بالولى امتناع حجتين في عام‬
‫واحد ونقل فيه الجماع وصششور تعششدده بصششور رددتهششا فششي حاشششية‬
‫اليضاح ول تنعقد كالحششج ممششن أحششرم بهششا‪ ،‬وهششو مجششامع أو مرتششد‬
‫ويسن الكثار منها ل سيما في رمضششان للحششديث المششذكور‪ ،‬وهششي‬
‫أفضل من الطواف على المعتمد إذا استويا في الزمن المصروف‬
‫إليهما‪ ،‬لنها ل تقع من المكلف الحششر إل فرضششا‪ ،‬وهششو أفضششل مششن‬
‫التطوع )والميقات المكاني للحج( ولو في حق القارن تغليبا للحج‬
‫)في حق من بمكة( ولو آفاقيا )نفس مكة( ل خارجها ولو محاذيها‬
‫على المعتمد للخبر التشي حششتى أهشل مكشة مشن مكششة )وقيششل كشل‬
‫الحرم( لستوائه معها في الحرمة ويرده تميزها عليه بأحكام أخششر‬
‫ول حجة له في خبر }فأهللنششا مششن البطششح{ لحتمششال أن العمششارة‬
‫كانت تنتهي إليه إذ ذاك بل هو الظاهر كما يدل له خششبر نزولشه بشه‬
‫على أن العمارة الن متصلة بأوله‪ .‬فلو أحرم خارج بنيانها أي في‬
‫محل يجوز قصر الصلة فيه لمن سافر منهششا ولششم يعشد إليهشا قبشل‬
‫الوقوف أساء ولزمه دم على الول بخلف ما إذا عششاد‪ ،‬لكششن قبششل‬
‫وصششوله لمسششافة القصششر >ص‪ <38 :‬وإل تعيششن الوصششول إلششى‬
‫ميقات الفاقي كذا قالوه‪ ،‬وهششو صشريح فششي أنشه ل تكفيششه مسششافة‬
‫القصر وظاهر أن محله ما إذا كان ميقات الجهة الششتي خششرج إليهششا‬
‫أبعد من مرحلتين فيتعين هنا الوصول للميقات أو محشاذاته بخلف‬
‫ما إذا كان ميقششات جهششة خروجششه علششى مرحلششتين أو لششم يكششن لهششا‬
‫ميقات فيكفي الوصول إليها‪ ،‬وإن لم يصل لعيششن الميقششات‪ ،‬وإنمششا‬
‫سقط دم التمتع بششالمرحلتين مطلقششا‪ ،‬لن هششذا فيششه إسششاءة بششترك‬
‫الحرام من مكششة فشششدد عليششه أكششثر ولنششه يبعششده عنهششا مرحلششتين‬
‫انقطعششت نسششبته إليهششا فصششار كالفششاقي فتعيششن ميقششات جهتششه أو‬
‫محاذيه‪.‬‬
‫)تنبيه( علم مما تقرر أن الفاقي المتمتع لو دخل مكششة وفششرغ‬
‫من أعمال عمرته ثم خرج إلى محششل بينششه وبينهششا مرحلتششان لزمششه‬
‫الحرام بالحج من ميقاته على ما تقششرر أو دون مرحلششتين ثششم أراد‬
‫الحرام بالحج جاز له تأخيره إلى أن يدخلها بل لو أحرم من محله‬
‫لزمه دخولها قبل الوقوف أو الوصول إلى الميقات أو مثله‪ ،‬وفششي‬
‫الروضة إذا كان ميقات المتمتع الفاقي في مكششة فششأحرم خارجهششا‬
‫لزمششه دم السششاءة أيضششا مششا لششم يعششد لمكششة أو للميقششات أو مثششل‬
‫مسافته >ص‪ <39 :‬وهو صريح فيما ذكرتششه نعششم قششوله للميقششات‬
‫يحمل على ما حملششت عليششه قششولهم ميقششات الفششاقي‪).‬وأمششا غيششره‬
‫فميقات المتوجه من المدينة ذو الحليفة( تصغير الحلفة بفتح أوله‬
‫واحدة الحلفاء نبات معروف‪ ،‬وهو المسمى الن بأبيار علششي كششرم‬
‫الله وجهه لزعم العامة أنه قاتل الجن فيها على نحششو ثلثششة أميشال‬
‫من المدينة )ومن الشششام( إذا لششم يسششلكوا طريششق تبششوك )ومصششر‬
‫والمغرب الجحفة(‪ ،‬وهي بعيد رابغ شرقي المتوجه إلى مكة نحششو‬
‫خمشس مراحشل مشن مكشة والحشرام مشن رابشغ الشذي اعتيشد ليشس‬
‫مفضول لكونه قبل الميقات‪ ،‬لنششه لضششرورة انبهششام الجحفششة علششى‬
‫أكثر الحجاج ولعدم مائها‪ ،‬فإن قلت كيف جعلششت ميقاتششا مششع نقششل‬
‫حمى المدينة أنها أوائل الهجرة لكونها مسكن اليهود بدعائه صلى‬
‫الله عليه وسلم حتى لو مر بها طائر حم قلت ما علم من قواعششد‬
‫الشرع أنه صلى الله عليششه وسششلم ل يششأمر بمششا فيششه ضششرر يششوجب‬
‫حمل ذلك على أنها انتقلت إليها مدة مقششام اليهششود بهششا ثششم زالششت‬
‫بزوالهم من الحجاز أو قبله حين التوقيت بها‪) .‬ومن تهامششة اليمششن‬
‫يلملم ومن نجد اليمن ونجششد الحجششاز قششرن( >ص‪ <40 :‬بإسششكان‬
‫الراء )ومششن المشششرق( العششراق وغيششره )ذات عششرق( ويسششن لهششم‬
‫الحرام من العقيق قبيلها لخبر فيه ضعيف وكل من الثلثششة علششى‬
‫مرحلتين من مكة وذلك للنص الصحيح في الكل حششتى ذات عششرق‬
‫وتششوقيت عمششر رضششي اللششه عنششه بهششا اجتهششاد وافششق النششص وعششبر‬
‫بالمتوجه ليوافق الخبر }هن لهن{ أي لهلهن }ولمن أتى عليهششن‬
‫مششن غيششر أهلهششن{ ممششن أراد الحششج والعمششرة ويسششتثنى ممششا ذكششر‬
‫الجير‪ ،‬فإنه يحرم من مثل مسافة ميقات من أحرم عنششه إن كشان‬
‫أبعد من ميقاته‪ ،‬فإن أحششرم مششن ميقششات أقششرب فوجهششان أحششدهما‬
‫عليه دم الساءة والحط ورجحه البغوي وآخرون والثاني ل شششيء‬
‫عليه وعليه الكثرون ونقل عن النص وأنه علله بأن الشرع سششوى‬
‫بين المواقيت ورجحه الذرعي‪ ،‬لكن مفهوم قول الروضة وأصششلها‬
‫إذا عدل أجير عن ميقات معين لفظا أو شرعا إلى آخر مسششاو لششه‬
‫أو أبعد ل شيء عليه أنه إذا كششان أقششرب عليششه شششيء وبششه يترجششح‬
‫الوجه الول‪ .‬قششال السششنوي وفششرع المحششب الطششبري >ص‪<41 :‬‬
‫على ذلك فرعا طويل في مكي استؤجر عن آفاقي بحج أو عمششرة‬
‫فأحرم من مكة وترك ميقات المسششتأجر عنششه فعلششى الششوجه الول‬
‫يلزمه ما مر بالولى وعلى مقابله يحتمل وجهين أحدهما ل شششيء‬
‫عليه‪ ،‬لن مكة ميقات شرعي وأصحهما عليه دم الساءة والحشط‪،‬‬
‫وإن عينها له الولي في الجارة ولو شرط عليه ميقات أبعد لزمششه‬
‫منه اتفاقا‪) .‬والفضل أن يحرم( من هو فششوق الميقششات أو فيششه إل‬
‫المكشي لمشا يشأتي فيشه )مشن أول الميقشات( ليقطشع بشاقيه محرمشا‬
‫واستثنى السبكي ذا الحليفة فالحرام مششن عنششد مسششجدها أفضششل‬
‫للتبششاع قششال الذرعششي‪ ،‬وهششو حششق إن علششم أن ذلششك المسششجد هششو‬
‫المسششجد الموجششود آثششاره اليششوم والظششاهر أنششه هششو ا ه‪) .‬ويجششوز(‬
‫الحرام )من آخره( لصدق السم عليه والعبرة بالبقعة ل بما بنششى‬
‫ولو قريبا منها‪) .‬ومشن سشلك طريقشا( فشي بشر أو بحشر ينتهشي إلشى‬
‫ميقات فهو ميقاته‪ ،‬وإن حاذى غيره أو ل أو )ل ينتهي إلى ميقات‪،‬‬
‫فإن حاذى( بالمعجمة )ميقاتا( أي سامته بأن كششان علششى يمينششه أو‬
‫يساره ول عبرة بمششا أمششامه أو خلفششه )أحششرم مششن محششاذاته(‪ ،‬فششإن‬
‫اشتبه عليه وضع المحاذاة اجتهد ويسن أن يسششتظهر >ص‪<42 :‬‬
‫ليتيقن المحاذاة‪ ،‬فإن لم يظهر له شيء تعين الحتياط )أو( حاذى‬
‫)ميقاتين( بأن كان إذا مر على كل تكون المسافة منه إليه واحدة‬
‫)فالصح أنششه يحششرم مششن محششاذاة أبعششدهما( مششن مكششة‪ ،‬وإن حششاذى‬
‫القرب إليها أول ليس له انتظار الوصول إلى محاذاة القرب إليها‬
‫كما ليس للمار على ذي الحليفة أن يششؤخر إحرامششه إلششى الجحفششة‪،‬‬
‫فإن استوت مسافتهما في القرب إلى طريقششه وإلششى مكششة أحششرم‬
‫من محاذاتهما ما لم يحاذ أحدهما قبل الخر وإل فمنه‪ .‬أما إذا لششم‬
‫تستو مسافتهما إليه بأن كان بيششن طريقششه وأحششدهما إذا مششر عليششه‬
‫ميلن والخر إذا مر عليه ميل فهششذا هششو ميقششاته‪ ،‬وإن كششان أقششرب‬
‫إلى مكة )وإن( لم يحاذ شيئا من المواقيت )أحرم على مرحلششتين‬
‫من مكة(‪ ،‬لنه ل ميقات دونهما وبه يندفع ما قيل قياس مششا يششأتي‬
‫في حاضر الحرم أن المسافة منه ل من مكة أن يكون هنا كششذلك‬
‫ووجه انششدفاعه أن الحششرام مششن المرحلششتين هنششا بششدل عششن أقششرب‬
‫ميقات إلى مكة وأقرب ميقات إليهششا علششى مرحلششتين منهششا ل مششن‬
‫الحششرم فششاعتبرت المسششافة مششن مكششة لششذلك ل يقششال المششواقيت‬
‫مستغرقة لجهات مكة فكيف يتصور عدم محاذاته لميقات فينبغي‬
‫أن المراد عدم المحششاذاة فششي ظنششه دون نفششس المششر‪ ،‬لنششا نقششول‬
‫يتصور بالجائي من سواكن إلشى جشدة مشن غيشر أن يمشر برابشغ ول‬
‫بيلملم‪ ،‬لنهما حينئذ أمامه فيصل جدة قبل محاذاتهما‪ ،‬وهي علششى‬
‫مرحلتين من مكششة فتكششون هششي ميقششاته )ومششن مسششكنه بيششن مكششة‬
‫والميقات فميقششاته مسششكنه( لقششوله صششلى اللششه عليششه وسششلم فششي‬
‫حديث المواقيت }ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ حششتى أهششل‬
‫مكة من مكة{‪ ،‬فلو جاوز مسكنه إلى جهششة مكششة بششأن أحششرم مششن‬
‫محل تقصر فيه الصلة أساء ولزمه دم >ص‪ <43 :‬نظير ما مششر‪،‬‬
‫وإن كششان علششى دون مرحلششتين مششن مكششة أو الحششرم‪ ،‬لن هششذا دم‬
‫إساءة فل يسقط عن حاضر ول غيره بخلف دم التمتع أو القران‪،‬‬
‫وفيمن مسكنه بين ميقاتين كأهل بدر والصفراء كلم مهششم ذكرتششه‬
‫في الحاشية وحاصل المعتمد منه أن ميقاتهم الجحفة وبششه ينششدفع‬
‫ما قيل بدر ميقات لهلهششا فكيششف أخششر المصششريون إحرامهششم عنششه‬
‫)ومن بلشغ ميقاتشا( منصوصشا أو محشاذيه أو جشاوز محلشه الشذي هشو‬
‫ميقاته )غير مريد نسكا ثم أراده فميقاته موضعه( ول يكلف العود‬
‫إلى الميقششات لمفهششوم قششوله صششلى اللششه عليششه وسششلم فششي الخششبر‬
‫السابق ممن أراد الحج والعمششرة مششع قششوله ومششن كششان دون ذلششك‬
‫ومعلوم مما يأتي في العمرة أن مششن أرادهششا‪ ،‬وهششو بششالحرم لزمششه‬
‫الخروج إلى أدنى الحل مطلقا‪ ،‬وإن لم يخطششر لششه إل حينئذ‪) .‬وإن‬
‫بلغه مريدا( للنسششك ولششو فششي العششام القابششل مثل‪ ،‬وإن أراد إقامششة‬
‫طويلة ببلد قبل مكة )لم تجز مجاوزته( إلى جهة الحششرم غيششر نششاو‬
‫العود إليه أو إلى مثله )بغير إحرام( أي بالنسك الششذي أراده علششى‬
‫أحد وجهين في المجموع فيمن أحرم بعمرة من الميقات ثششم بعششد‬
‫مجاوزته أدخل عليها حجا وقضية >ص‪ <44 :‬تعليلششه لكششل منهمششا‬
‫تفصيل في ذلك جرى عليه السششبكي والذرعششي حاصششله أنششه مششتى‬
‫كان قاصدا للحرام بالحج عند المجاوزة فأحرم بالعمرة ثم أدخله‬
‫عليها بعد لزمه الدم‪ ،‬وإن لم يطرأ له قصده إل بعد مجششاوزته فل‪.‬‬
‫ويقاس بذلك ما لو قصد الحرام بششالعمرة وحششدها عنششد المجششاوزة‬
‫فأحرم بالحج وحده أو عكسه هذا كله إن أمكن ما قصده وإل كأن‬
‫نششوى الحشج فشي العششام القابششل تعينششت العمششرة‪ ،‬وفشي الول أعنششي‬
‫المريد ثم المدخل إشكال أجبت عنه في الحاشية حاصله أنه متى‬
‫أخر ما نواه عند المجاوزة لعدم إمكششانه كنيششة القششران قبششل أشششهر‬
‫الحج في صورتنا فل دم بخلف ما هنششا‪ ،‬فششإن تششأخيره لششه مششع نيتششه‬
‫وإمكانه تقصير أي تقصير فلم يكششن يصششلح الدخششال لرفعششه وذلششك‬
‫للخبر السابق أما إذا جاوزه مريد العود إليه أو إلى مثششل مسششافته‬
‫قبل التلبس بنسك في تلك السنة‪ ،‬فإنه ل يأثم بالمجاوزة إن عاد‪،‬‬
‫لن حكم الساءة ارتفع بعوده وتوبته بخلف ما إذا لششم يعششد وبهششذا‬
‫جمع الذرعي بين قول جمع ل تحرم المجاوزة بنية العششود وإطلق‬
‫الصحاب حرمتها >ص‪ <45 :‬قول المحشششي‪ :‬لششزوال إلششخ( لعلششه‬
‫علة لشيء سقط من العبارة وتعليله بما ذكر فيه نظر‪ ،‬لنششه بنيششة‬
‫العود إليه بان أن ل إساءة أصل‪ .‬ولعله مبني على أن العششود فيمششا‬
‫يأتي يرفع الثم من أصله والذي يتجه خلفه أخذا مما مر أن دفن‬
‫البصاق في المسجد المجعول كفارة له بالنص ل يرفششع إثمششه مششن‬
‫أصله بل يقطع دوامه واستمراره ومما يؤيد التقييششد قششولهم يجششوز‬
‫الحرام بالعمرة من مكة إذا أراد أن يخرج إلى أدنششى الحششل‪ ،‬فششإن‬
‫قلت ينافي ما تقرر أن نيته العود ل تفيششده رفششع الثششم إل إن عششاد‪،‬‬
‫قولهم لو ذهب من الصف بنية التحرف أو التحيششن جششاز ول يلزمششه‬
‫تحقيق قصده بالعود قلت يفششرق بششأنه ثششم بنيششة ذلششك زال المعنششى‬
‫المحششرم للنصششراف مششن كسششر قلششوب أهششل الصششف أو خششذلن‬
‫المسلمين وأما هنا فالمعنى المحرم للمجاوزة‪ ،‬وهو تأدي النسششك‬
‫بإحرام ناقص موجود‪ ،‬وإن نوى العود فاشترط تحقيقششه لمششا نششواه‬
‫بالعود حيث ل عذر وإل فالثم باق عليه‪ .‬وخششرج بقولنششا إلششى جهششة‬
‫الحرم ما لو جششاوزه يمنششة أو يسششرة فلششه أن يششؤخر إحرامششه‪ ،‬لكششن‬
‫بشرط أن يحرم من محل مسشافته إلشى مكشة مثشل مسشافة ذلشك‬
‫الميقات كما قاله الماوردي وجزم به غيششره وبششه يعلششم أن الجششائي‬
‫من اليمن في البحر له أن يؤخر إحرامه مششن محششاذاة يلملششم إلششى‬
‫جدة‪ ،‬لن مسافتها إلى مكة كمسافة يلملم كما صرحوا به بخلف‬
‫الجششائي فيششه مششن مصششر ليششس لششه أن يششؤخر إحرامششه عششن محششاذاة‬
‫الجحفة‪ ،‬لن كل محل من البحر بعد الجحفة أقرب إلى مكة منهششا‬
‫فتنبه لذلك‪ ،‬فإنه مهم وبششه يعلششم أيضششا أن مثششل مسششافة الميقششات‬
‫يجزئ العود إليها‪ ،‬وإن لم تكن ميقاتا >ص‪ <46 :‬لكن عششبر جمششع‬
‫متقدمون بمثل مسافته من ميقات آخر وأخذ بمقتضاه غير واحششد‪.‬‬
‫والذي يتجه هو الول بدليل تعبير بعض الصحاب بقوله من محششل‬
‫آخر ولم يعبر بالميقات‪ ،‬وفي الخادم فيمن ميقاته علششى مرحلششتين‬
‫من مكة فسلك طريقششا ل ميقششات لهششا وجششاوز مسششيئا وقششدر علششى‬
‫العود إلى ميقششات فهششل يجششزئه العششود لمرحلششتين لششم أر فيششه نصششا‬
‫والوجه الكتفاء بأحدهما ا ه‪ .‬وما ذكره واضششح‪ ،‬لن مششا عششدل عنششه‬
‫غير مقصود عينه بخلف ما لو عدل عششن ميقششات منصششوص‪ ،‬فششإنه‬
‫كان القياس أنه ل يجزئه وإل لم يكن للتعييششن معنششى فششإذا خولششف‬
‫هذا‪ ،‬لن رعاية المعين قششد تعسششر فل أقششل مششن رعايششة مثششل ذلششك‬
‫المعين ول يحصل ذلك إل بمثل مسافته من ميقات آخر هذا غايششة‬
‫مششا يششوجه بششه كلم هششؤلء ومششع ذلششك الوجششه مششدركا إجششزاء مثششل‬
‫المسافة مطلقا ول نسلم أن التعيين لجل تعين عينششه‪ ،‬وإنمششا هششو‬
‫لتعين مثل مسافته ل غير فتأمله‪) .‬فإن فعل( بأن جاوزه مريدا بل‬
‫إحرام ولو ناسيا أو جاهل )لزمه العود( ولو محرما كما سيعلم من‬
‫كلمه أو )ليحرم منه( تششداركا لثمششه أو تقصششيره‪ .‬ول يتعيششن العششود‬
‫إلى عينه بل يجزئ إلى مثل مسافته حششتى لششو أخششر إحرامششه عمششا‬
‫أراده فيه بعد الميقات أجزأه العود إليه وإلششى مثششل مسششافته كمششا‬
‫شمله كلمهم‪ ،‬لنه ميقاته ول نظر لخصوصه بششه‪ ،‬لن القصششد مششن‬
‫العود تششدارك مششا فششوته‪ ،‬وهششو >ص‪ <47 :‬حاصششل بششذلك وسششاوى‬
‫الجاهل والناسي غيرهما في ذلششك‪ ،‬لن المششأمور بششه يسششتوي فششي‬
‫وجششوب تششداركه المعششذور وغيششره نعششم استشششكل مششا إذا قيششل فششي‬
‫الناسي للحرام بأنه يستحيل أن يكون حينئذ مريدا للنسك وأجيب‬
‫بأن يستمر قصده إلى حين المجششاوزة فبسششهو حينئذ‪ ،‬وفيششه نظششر‪،‬‬
‫لن العششبرة فششي لششزوم الششدم وعششدمه بحششاله عنششد آخششر جششزء مششن‬
‫الميقات وحينئذ فالسهو إن طرأ عند ذلششك الجششزء فل دم أو بعششده‬
‫فالدم )إل إذا( كان له عششذر كششأن )ضششاق الششوقت( عششن العششود بششأن‬
‫خشششي فششوت الحششج لششو عششاد )أو كششان الطريششق مخوفششا( أو خششاف‬
‫انقطاعا عن الرفقة والصح أن مجرد الوحشة هنا ل تعتبر‪ ،‬أو كان‬
‫به مرض يشق معه العود مشششقة ل تحتمششل عششادة‪ .‬أو خششاف علششى‬
‫محترم بتركه فل يلزمه في كل ذلك للضششرر بششل يحششرم عليششه فشي‬
‫الولى وكذا الخيرة إن أدى إلى تفويت محترم كعضششو‪ .‬ولششو قششدر‬
‫على العود ماشيا بل مشقة أو بها‪ ،‬لكنها تحتمششل عششادة لزمششه ولششو‬
‫فرق مرحلتين على الوجه وفارق ما مر بتعديه هنا )فإن لششم يعششد‬
‫لزمه دم( إن اعتمد مطلقا أو حج في تلششك السششنة أو فششي القابلششة‬
‫في الصورة السابقة‪ ،‬لنها التي تأدت بإحرام ناقص بخلف مششا إذا‬
‫لم يحرم أصششل أو أحششرم بحششج بعششد تلششك السششنة‪ ،‬لن الششدم لنقششص‬
‫النسك ل بدل عنه وفارقت العمرة الحج بأن إحرامه فششي سششنة ل‬
‫يصلح لغيرها بخلفها‪ ،‬فإن وقت إحرامها ل يتأقت ولو جاوزه كافر‬
‫مريدا للنسك ثششم أسششلم وأحششرم ولششم يعششد لزمششه دم‪ ،‬لنششه مكلششف‬
‫بالفروع أو قن >ص‪ <48 :‬كذلك ثم عتق وأحرم ل دم عليه‪ ،‬لنه‬
‫عند المجششاوزة غيششر أهششل للرادة‪ ،‬لنششه محجششور عليششه لحششق غيششره‬
‫ومجاوزة الولي بموليه مريدا النسششك بشه فيهششا الشدم علشى الوجشه‬
‫بالتفصيل المذكور‪) .‬وإن أحرم ثم عششاد فالصششح أنششه إن عششاد قبششل‬
‫تلبسه بنسك سقط( عنه )الششدم( لقطعششه المسششافة مششن الميقششات‬
‫محرما وقضيته أن الدم وجب ثم سقط بالعود‪ ،‬وهششو وجششه والششذي‬
‫صححه الشيخ أبو علي والبندنيجي أنه موقوف‪ ،‬فإن عاد بششان أنششه‬
‫لم يجب عليه وإل بان أنه وجب عليه والماوردي أنه ل يجب أصششل‬
‫وتظهر فائدة الخلف فيما لو دفع الدم للفقير وشرط الرجششوع إن‬
‫لششم يجششب عليششه >ص‪) <49 :‬وإل( يعششد قبششل ذلششك بششأن عششاد بعششد‬
‫شروعه في طواف القدوم أي بعد مجاوزته الحجشر فل عشبرة بمششا‬
‫تقدم عليها أو بعد الوقوف )فل( يسششقط الششدم عنششه لتششأدي نسششكه‬
‫بإحرام ناقص )والفضل( لمششن فششوق الميقششات وليششس بحششائض ول‬
‫نفسششاء )أن يحششرم مششن دويششرة أهلششه(‪ ،‬لنششه أكششثر عمل وقششد فعلششه‬
‫جماعة مششن الصششحابة والتششابعين )وفششي قششول مششن الميقششات قلششت‬
‫الميقات أظهر‪ ،‬وهو الموافششق للحششاديث الصششحيحة واللششه أعلششم(‪،‬‬
‫فششإنه صششلى اللششه عليششه وسششلم }أخششر إحرامششه مششن المدينششة إلششى‬
‫الحليفة{ إجماعا في حجة الوداع وكذا فششي عمششرة الحديبيششة رواه‬
‫البخاري ولنه أقل تغرير بالعبادة لما في المحافظة على واجبششات‬
‫الحرام من المشقة وقد يجب قبل الميقات كأن نذره من دويششرة‬
‫أهله كما يجب المشي بالنذر‪ ،‬وإن كان مفضول وكما مر في أجير‬
‫ميقات المحجوج عنه أبعد من ميقاته وقد يسششن كمششا لششو خشششيت‬
‫طرو حيض أو نفاس عند الميقات وكمششا لششو قصششده مششن المسششجد‬
‫القصى للخبر الضعيف }من أهششل بحجششة أو عمششرة مششن المسششجد‬
‫القصى إلى المسجد الحرام غفر الله له ما تقششدم مششن ذنبششه ومششا‬
‫تأخر أو وجبت له الجنة{ شك الراوي )وميقات العمششرة لمششن هششو‬
‫خارج الحرم ميقات الحج( لقوله صلى الله عليه وسلم في الخششبر‬
‫السابق }ممن أراد الحج والعمرة{ )ومن بششالحرم( مكيششا أو غيششره‬
‫بمكة أو غيرها )يلزمه الخروج إلى أدنى الحششل( يقينششا أو ظنششا بششأن‬
‫يجتهد ويعمل بما غلب على ظنه بالنسبة لما لم يتعرضششوا لتحديششد‬
‫الحرم فيه وكذا في سائر الحكام كما بينته في الحاشية‪ ،‬فإن لششم‬
‫يظهر له شيء أو لم يجد علمة للجتهاد تعين عليه الحتيششاط بششأن‬
‫يصل إلى أبعد حد عن يمينه أو يساره )ولو بخطوة( مششن أي جهششة‬
‫شاء‪ ،‬لنه صلى الله عليه وسششلم }أرسششل عائشششة مششع أخيهششا عبششد‬
‫الرحمن رضي الله عنهما فاعتمرت مششن التنعيششم{ ولششو لششم يجششب‬
‫ذلك لما أرسلها لضيق الوقت قبل قوله ولو بخطششوة يششوهم أنششه ل‬
‫يكفي أقل من خطوة وليس كذلك ا ه‪ .‬ويرد بأن الخطششوة تصششدق‬
‫بمجرد نقل القدم عن محله إلى ملصقه ول أقل مششن ذلششك فصششح‬
‫ما ذكره وواضح من نظائره‪ ،‬ذلششك أنششه إذا أخششرج رجل فقششط إلششى‬
‫الحل اشترط اعتماده عليها وحدها ولو أراد من بمكة القششران لششم‬
‫يلزمه ذلك تغليبا للحج كما مر قوله موافق كذا بخط الشيخ رحمه‬
‫الله تعالى والولى التأنيث ا ه‪ .‬من هامش >ص‪ ،) <50 :‬فإن لم‬
‫يخرج وأتى بأفعال العمرة( أثم اتفاقا كما علم مما مر و )أجزأته(‬
‫عن عمرة السلم وغيرهششا )فششي الظهششر( لنعقششاد إحرامششه اتفاقششا‬
‫ومن حكى فيه خلفا فمردود عليه كما لششو أحششرم بالحششج مششن غيششر‬
‫ميقاته )وعليه دم( لتركه الحششرام مششن الميقششات )فلششو خششرج إلششى‬
‫الحل بعد إحرامه( وقبل الشروع في طوافها )سقط الدم( أي لم‬
‫يجب )على المذهب( نظير ما مر فيمن جاوز الميقات وعششاد إليششه‬
‫)وأفضل بقاع الحششل( لمريششد العتمششار )الجعرانششة( بإسششكان العيششن‬
‫وتخفيف الراء على الفصح‪ ،‬لنه صلى اللشه عليشه وسشلم }اعتمشر‬
‫منها ليل ثم أصبح كبائت رجوعه من حنين سنة ثمششان فتششح مكششة{‬
‫متفق عليه وحكششى الذرعششي عششن الجنششدي فششي فضششائل مكششة أنششه‬
‫اعتمر منها ثلثمائة نبي وبينها وبين مكة اثنا عشر ميل وقيل ثمانية‬
‫عشر وجزم به جمع‪ ،‬وهو مردود بناء على الصح أن الميل ما مششر‬
‫في صلة مسافر )ثم التنعيم(‪ ،‬لنه صلى الله عليششه وسششلم }أمششر‬
‫عائشششة بالعتمششار منششه{ كمششا مششر‪ ،‬وهششو المسششمى الن بمسششاجد‬
‫عائشة بينه وبين مكة ثلثة أميال والمعتبر في حده مششا بششالرض ل‬
‫ما بأعلى الجبل )ثم الحديبية( بتخفيف الياء أفصششح مششن تشششديدها‬
‫بئر قريب حده بالمهملة بينها وبين مكة ما مر في الجعرانششة‪ ،‬لنششه‬
‫}صلى الله عليه وسششلم صششلى بهششا وأراد الششدخول لعمرتششه منهششا{‬
‫ومن قال هم بالعتمار منهششا فقششد وهششم‪ ،‬لنششه لمششا أحششرم مششن ذي‬
‫الحليفة كما مر‪.‬‬

‫الحرام‬
‫يطلق على نية الدخول >ص‪ <51 :‬في النسك وبهذا العتبار‬
‫يعد ركنا وعلى نفس الدخول فيششه بالنيششة لقتضششائه دخششول الحششرم‬
‫كأنجد أي دخل نجدا وتحريم النواع التية وهذا هششو الششذي يفسششده‬
‫الجماع وتبطله الردة‪ ،‬وهو المراد هنا )ينعقد معينا بأن ينششوي حجششا‬
‫أو عمرة( أو حجتين فأكثر‪ ،‬وإنما لم تنعقد الثانيششة عمششرة لتعششذرها‬
‫حجا كهو في غير أشهره‪ ،‬لنه ل مبطل ثم لصششل الحششرام لقبششوله‬
‫له وهنا انعقاد الحج يمنع انعقاد مثله معششه فوقششع لغششوا مششن أصششله‬
‫فلم يمكن صرفه للعمرة أو بعض حجة فتنعقد كاملة وكذا العمرة‬
‫)أو كليهما( بالجماع )ومطلقششا بششأن ل يزيششد علششى نفششس الحششرام(‬
‫لصحة الخبر به )والتعيين أفضششل( ليعششرف مششا يششدخل عليششه )وفششي‬
‫قول الطلق(‪ ،‬لنه ربما عرض له عذر كمرض فيتمكن من صرفه‬
‫لما ل يخاف فوته >ص‪ <52 :‬ورواية }أنه صلى الله عليه وسششلم‬
‫أحرم إحراما مبهما ثششم انتظششر الششوحي{ فششي تعييششن أحششد الوجششوه‬
‫الثلثة التية مردودة بأنها مخالفة للروايات الصشحيحة }أنشه أحشرم‬
‫معينا{ وممن روى ذلك عائشة فقولها }خششرج ل يسششمى حجششا ول‬
‫عمرة{ محمول على ما قبل إحرامه أو على أنه لم يسششمهما فششي‬
‫تلبيته أي في دوام إحرامه‬
‫)فإن أحرم مطلقا( بكسر اللم وفتحها حال أو مصدر )في أشششهر‬
‫الحج صرفه بالنية( ل بمجرد اللفظ )إلى ما شششاء مششن النسششكين(‪،‬‬
‫وإن ضاق وقت الحج أو فات على الوجه الششذي اقتضششاه إطلقهششم‬
‫خلفا لجمششع ويشوجه بششأنه بالصششرف يتششبين أنشه كشان كشالمحرم بمشا‬
‫صرفه إليه فإذا صرفه للحج فعل مششا يفعلششه مششن فششاته الحششج ممششا‬
‫يأتي ويسن له صرفه للعمششرة خروجششا مششن الخلف )أو إليهمششا ثششم‬
‫اشتغل بالعمال( ول يجششزئه العمششل قبششل الصششرف بالنيششة نعششم إن‬
‫طاف ثم صرفه للحج وقع عن طواف القششدوم ول يجششزئه السششعي‬
‫بعده قبل الصرف على الوجه‪ ،‬لنششه يحتششاط للركششن مششا ل يحتششاط‬
‫للسنة )وإن أطلق في غير أشششهره فالصششح انعقششاده عمششرة(‪ ،‬لن‬
‫الوقت ل يقبل غيرها )فل يصرفه إلى الحج فششي أشششهره ولششه( أي‬
‫مريششد النسششك )أن يحششرم كششإحرام زيششد(‪ ،‬لن }أبششا موسششى أحششرم‬
‫كإحرام النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبره قال قششد أحسششنت‬
‫وكذا فعل علي رضي الله عنهما{ رواهما الشيخان )فإن لم يكششن‬
‫زيشد محرمشا( >ص‪ <53 :‬أو كشان محرمشا إحرامشا فاسشدا )انعقشد‬
‫إحرامه( إحراما )مطلقا(‪ ،‬لنششه قصششد الحششرام بصششفة خاصششة فششإذا‬
‫بطلت بقي أصششل الحششرام )وقيششل إن علششم عششدم إحششرام زيششد لششم‬
‫ينعقد( كما لو علق بإن أو إذا أو متى كششان محرمششا فأنششا محششرم أو‬
‫فقد أحرمت ولم يكن محرما ويرد بأنه هنا جازم بششالحرام بخلفششه‬
‫عند التعليق‪ ،‬فإنه ليس بجازم به إل عنششد وجششوده مششن زيششد بخلف‬
‫إذا أو إن أو متى أحرم فأنا محرم‪ ،‬فإنه ل ينعقد‪ ،‬وإن كان محرما‪،‬‬
‫لنه هنا علق بمستقبل‪ ،‬وهو أكثر غررا منه بحاضر فسومح فيه ما‬
‫لم يسامح في المستقبل‪ ،‬لن النسك فيششه أقششوى وليششس منششه أنششا‬
‫محرم غدا أو رأس الشهر أو إذا دخششل فلن بششل إذا وجششد الشششرط‬
‫صار محرما‪ ،‬لنه ل تعليق فيه ينافي الجزم بحاضششر ول مسششتقبل‪،‬‬
‫وإنما هو جششزم بششالحرام بصششفة وفششارق إن أحششرم فأنششا محششرم أنششا‬
‫محششرم إذا أحششرم بششأن الول ينششافي الجششزم بالكليششة بخلف الثششاني‬
‫ونظيره ما يأتي في تعقيب القرار بما يرفعه أنششه إن قششدم المششانع‬
‫بطل إقراره‪ ،‬وإن أخره فل والوجه أن ذكر الحرام مثال ففي إن‬
‫كان في الدار فأنا محششرم ينعقششد إن كششان فيهششا وإل فل لن الششوارد‬
‫إنما هو في أحرمت كإحرام زيد فإذا استنبطوا منه مششا تقششرر فششي‬
‫غيره لزم جريانه في نظيره من التعليق بغير الحرام‬
‫)وإن كان زيد محرما انعقد إحرامه كإحرامه( من حج أو عمششرة أو‬
‫قران أو إطلق وفي هذه ل يلزمه أن يصرف لما صرف له زيد إل‬
‫إذا أراد إحراما كإحرامه بعد صرفه >ص‪ <54 :‬وليس في معنششى‬
‫التعليق بمستقبل‪ ،‬لنه هنا جازم حال أو يغتفششر ذلششك فششي الكيفيششة‬
‫دون الصل ولو أحرم زيد مطلقا ثم عين أو بعمرة ناويا التمتششع أو‬
‫ثم أدخل عليها الحج ثم أحرم هذا كإحرامه انعقششد لششه فششي الولششى‬
‫مطلقا وفي الثانية بعمرة اعتبارا بأصل الحرام ما لم ينو التشششبيه‬
‫به حال ويجب أن يعمل بما أخبره به زيد ولو فاسقا‪ ،‬لنه ل يعرف‬
‫إل منه )فإن تعذر معرفة إحرامه بموته( أو جنونه المتصل به مثل‬
‫لم يتحر إذ ل مجال للجتهاد فيه ونوى الحج أو )جعل نفسه قارنا(‬
‫بأن ينوي القران كما لو شك في إحرام نفسه هششل هششو بقششران أو‬
‫بأحد النسكين والقران أولى )وعمل أعمششال النسششكين( أي الحششج‪،‬‬
‫لن عمرة القارن مغمورة في حجه‪ ،‬لنه يخرج بذلك عششن العهششدة‬
‫بيقين ويجزئه عن الحج ولو حجة السلم إن نششوى قبششل أن يعمششل‬
‫شيئا من العمال إل العمرة‪ ،‬لن الصح أنه ل يجوز إدخالهششا عليششه‬
‫ويحتمل أنه كششان أحششرم بالحششج ول يلزمششه دم القششران‪ ،‬لن الصششل‬
‫براءة ذمته نعم يسن أما لو لششم يقششرن ول أفششرد بششل اقتصششر علششى‬
‫أعمال الحج من غير نية >ص‪ <55 :‬فيحصل له التحلل ل البراءة‬
‫من شيء منهما‪ ،‬وإن تيقن أنه أتى بأحششدهما‪ ،‬لنششه مبهششم أو علششى‬
‫عمل العمرة لم يحصل التحلل أيضا‪ ،‬وإن نواها لحتمال أنه أحششرم‬
‫بحج ولم يتم أعماله مع بقاء وقته هذا كلششه إن كششان عششروض ذلششك‬
‫قبل شيء من العمال وإل‪ ،‬فإن كان بعد الوقوف وقبل الطواف‪،‬‬
‫فإن بقي وقت الوقوف فقرن أو نوى الحج ووقف ثانيا وأتى ببقية‬
‫أعمششال الحششج حصششل لششه الحششج فقششط ول دم لمششا مششر‪ ،‬وإن فششات‬
‫الوقوف أو تركه أو فعله ولم يقرن ول أفرد لم يحصششل لششه شششيء‬
‫لحتمال إحرامه بها أو بعد الطواف وقبل الوقششوف أو بعششده ففيششه‬
‫تفصيل ليس هذا محل بسششطه وخششرج بقششولي المتصششل بششه مششا لششو‬
‫أفاق وأخبر بخلف ما فعله‪ ،‬فإن المدار على ما أخبر بششه كمششا هششو‬
‫واضح‬

‫)فصل( المحرم أي مريد الحرام )ينوي( بقلبششه وجوبششا بششالخبر‬


‫}إنما العمال بالنيات{ ولسانه ندبا للتباع )و( عقبهما )يلبي( ندبا‬
‫فيقول نويت الحج وأحرمت به لله تعالى لبيك اللهم إلخ ول تجششب‬
‫نية الفرضية جزما‪ ،‬لنه لو نوى النفل وقع عششن الفششرض ول عششبرة‬
‫بما في لفظه بخلف ما في قلبه ويسن الستقبال عند النية )فإن‬
‫لبى بل نية لم ينعقد إحرامه( كما لو غسل أعضاءه من غير قصششد‬
‫)وإن نوى ولم يلب انعقد على الصحيح( كما أن >ص‪ <56 :‬نحششو‬
‫الطهارة والصوم ل يشترط فيه لفظ مع النية ووجوب التكبير مششع‬
‫النية للنص على إيجابهما‬
‫)ويسن الغسل للحرام( لكل أحد في كل حششال ولششو نحششو حششائض‪،‬‬
‫وإن أرادتششه قبششل الميقششات علششى الوجششه للتبششاع حسششنه الترمششذي‬
‫ويكره تركه وإحرام الجنب وغير المميز يغسله وليششه وينششوي عنششه‬
‫وتنششوي الحششائض والنفسششاء هنششا وفششي سششائر الغسششال الغسششل‬
‫المسنون كغيرهما ويكفي تقششدمه عليششه إن نسششب لششه عرفششا فيمششا‬
‫يظهر ويسن له أن يتنظف بما مر في الجمعة قبل الغسل وقششول‬
‫شارحين كما تقدم هذه المور في غسل الميت مرادهششم مجملهششا‬
‫ل تفصيلها كما هو معلوم نعم يكره لمريششد التضششحية إزالششة شششيء‬
‫من نحو ظفششره أو شششعره فششي عشششر ذي الحجشة كمششا يششأتي وكششذا‬
‫للجنب كما مر وأن يلبد الرجل بعده شعره بنحششو صششمغ صششونا لششه‬
‫عن القمل والشعث )فإن عجز( حسا لفقد الماء أو شرعا لخشية‬
‫مبيح تيمم مما مر )تيمم(‪ ،‬لن الغسل يراد للقربة والنظافششة فششإذا‬
‫تعذر أحدهما بقي الخر ولنه ينوب عن الواجب فالمنششدوب أولششى‬
‫ويأتي هذا في جميع الغسال المسنونة ولو وجد من المششاء بعششض‬
‫ما يكفيه فالذي يتجه أنه إن كششان ببششدنه تغيششر أزالششه بششه وإل‪ ،‬فششإن‬
‫كفى الوضوء توضأ به وإل غسل به بعششض أعضششاء الوضششوء وحينئذ‬
‫إن نوى الوضوء تيمم عن باقيه غير تيمم >ص‪ <57 :‬الغسل وإل‬
‫كفى تيمم الغسل‪ ،‬فإن فضل شيء عن أعضاء الوضوء غسل بششه‬
‫أعالي بدنه )ولدخول( الحرم ثم لششدخول )مكششة( ولششو حلل للتبششاع‬
‫نعم قال الماوردي لو خرج منها فأحرم بالعمرة مششن نحششو التنعيششم‬
‫واغتسل منه لحرامه لششم يسششن لششه الغسششل لششدخولها بخلف نحششو‬
‫الحديبية أي مما يغلب فيه التغير وأخذ منه أنه لو أحششرم مششن نحششو‬
‫التنعيم بالحج لكونه لم يخطر لششه إل حينئذ أو مقيمششا ثششم بششل‪ ،‬وإن‬
‫أخر إحرامه تعديا واغتسل لحرامه ل يغتسل لدخولها ويؤخذ منششه‬
‫أنه لو اغتسل لدخول الحرم أو لنحو استسقاء بمحل قريششب منهششا‬
‫ل يغتسل لدخولها أيضا ويتجه أن هذا التفصيل إنما هشو عنشد عشدم‬
‫وجود تغير وإل سن مطلقا )وللوقوف بعرفة( والفضل كششونه بعششد‬
‫الزوال ويحصل أصل سنته بالغسل بعد الفجر فيمششا يظهششر قياسششا‬
‫على غسل الجمعة )و( للوقششوف )بمزدلفششة غششداة النحششر( أي بعششد‬
‫فجره ظرف للوقوف المحذوف ويدخل وقت هذا الغسششل بنصششف‬
‫الليل كغسل العيد فينويه به أيضا )وفي أيام التشريق( الثلثششة أي‬
‫في كل يوم منها قبل زوالششه أو بعششده علششى الوجششه وبششه يتأيششد مششا‬
‫قدمته آنفا )للرمششي( لثششار وردت فيهششا ولنهششا مواضششع اجتمششاع ول‬
‫يسن لدخول مزدلفة ول لرمي جمرة العقبششة >ص‪ <58 :‬اكتفششاء‬
‫بما قبله ومنه يؤخذ أنه لو لشم يغتسشل لوقشوف مزدلفشة يسشن لشه‬
‫لرميها‪ ،‬وهششو متجششه ول يسششن لطششواف بششأنواعه ول لحلششق لتسششاع‬
‫وقتيهما وللكتفاء في طواف القششدوم بغسششل دخششول مكششة ويؤخششذ‬
‫منه كقولهم السابق اكتفششاء بمششا قبلششه أنششه لششو تششرك غسششل عرفششة‬
‫ودخول الحرم سن لدخول مزدلفة أو غسل وقوفهششا والعيششد سششن‬
‫لرمي جمرة العقبة أو غسل دخول مكة أو طال الفصل بينه وبين‬
‫طواف القدوم سن له‬
‫)وأن يطيب( الذكر وغيره غير الصائم فيمششا يظهششر أخششذا ممششا مششر‬
‫في الجمعة )بدنه للحرام( للتباع متفق عليه‪ ،‬وإنما لم يسن لغير‬
‫الرجل التطيب لنحو الجمعة لضيق وقتها ومحلها فل يمكنها تجنب‬
‫الرجال نعم ل يجوز لمحششدة ول يسششن لمبتوتششة والفضششل المسششك‬
‫وخلطه بماء الششورد ليششذهب جرمششه )وكششذا ثوبششاه( أي إزاره ورداؤه‬
‫يسن أن يطيبه أيضا )في الصششح( كالبششدن لكششن المعتمششد مششا فششي‬
‫المجموع أنه ل يندب تطييبه جزما للخلف القوي في حرمته ومنه‬
‫يؤخذ أنه مكروه كما هو قياس كلمهم فششي مسششائل صششرحوا فيهششا‬
‫بالكراهة لجل الخلف في الحرمة ثم رأيششت القاضششي أبششا الطيششب‬
‫وغيره صرحوا بالكراهة )ول بأس( أي ل حرمششة )باسششتدامته( فششي‬
‫ثوب أو بدن )بعد الحرام( لخششبر مسششلم عششن عائشششة رضششي اللششه‬
‫عنها }كأني أنظر إلى وبيض المسك أي بريقه في مفششرق رسششول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وهو محرم{ وخرج باسششتدامته مششا لششو‬
‫أخذه من بدنه أو ثوبه ثم رده إليه فتلزمه الفديششة كمششا يعلششم ممششا‬
‫يأتي )ول بطيب له جرم( سواء ما قبل الحششرام >ص‪ <59 :‬ومششا‬
‫بعده كالحناء لهذا الحديث )لكن لو نششزع ثششوبه المطيششب(‪ ،‬وإن لششم‬
‫يكن لطيبه ريح لكن إن كان بحيث لو رش بمششاء ظهششر ريحششه )ثششم‬
‫لبسه لزمته الفدية في الصح( كما لو ابتدأ لبس مطيب‬
‫)و( يسن )أن تخضب( المرأة غير المحدة )للحرام يششدها( أي كششل‬
‫يد منها إلى كوعها بالحناء تعميما وكذلك وجهها ولششو خليششة شششابة‪،‬‬
‫لنها تحتاج لكشفهما وذلك يستر لونهما ويكره لها به بعد الحرام‪،‬‬
‫لنه زينة ول فدية فيه‪ ،‬لنه ليس بطيب نعم إن تركتششه قبششل عمششدا‬
‫أو نسيانا احتمل أن تفعله بعششده خشششية المفسششدة ل للزينششة وأمششا‬
‫المحششدة فيحششرم عليهششا وكششذا الرجششل إل لضششرورة كمششا نششص عليششه‬
‫الشافعي والصحاب وبششه رددت فششي مؤلششف مبسششوط علششى جمششع‬
‫يمنيين أطششالوا العششتراض علششى المصششنف والسششتدلل للحششل فششي‬
‫مؤلفات حتى ادعى بعضهم فيها الجتهاد ولذا سميته شششن الغششارة‬
‫على من أظهر معرة تقوله في الحناء وعششواره والخنششثى كالرجششل‬
‫ويسن لغير المحرمة أيضا إن كانت حليلة وإل كششره ول يسششن لهششا‬
‫نقش وتسويد وتطريف وتحمير وجنششة بششل يحششرم واحششد مششن هششذه‬
‫على خلية ومن لم يأذن لها حليلها‬
‫)ويتجرد( بالرفع كما في خطه فيقتضششي الوجششوب وعليششه كششثيرون‬
‫تبعششا للمجمششوع كششالعزيز وبالنصششب فيكششون منششدوبا وعليششه آخششرون‬
‫>ص‪ <60 :‬تبعا للمناسك‪ ،‬وهو مقتضى الروضة والشرح الصغير‬
‫وأطال كل في الستدلل لما قاله بمشا بسشطته فشي الحاششية مشع‬
‫بيان الحق منششه‪ ،‬وهششو أن المعتمششد مششن حيششث الفتششوى الول ومششن‬
‫حيث المدرك الثاني )الرجل( ولو مجنونا وصبيا‪ ،‬لنه يطلششق أيضششا‬
‫على ما يقابل المرأة كما هنا )لحرامششه عششن مخيششط الثيششاب( ذكششر‬
‫الثياب مثال وكذا مخيط إن كان بالمعجمششة والمششراد أنششه يجششب أو‬
‫يندب له التجرد عن كل ما فيه إحاطششة للبششدن أو عضششو منششه ممششا‬
‫يحرم على المحرم كخف وسرموزة )ويلبششس إزارا ورداء( لصششحة‬
‫ذلك عنه صششلى اللششه عليششه وسششلم فعل وأمششرا ويسششن كششون الزار‬
‫والششرداء )أبيضششين( لمششا مششر فششي الكفششن وجديششدين نظيفيششن وإل‬
‫فنظيفين ويكره المتنجششس الجششاف والمصششبوغ كلششه أو بعضششه ولششو‬
‫قبل النسج على الوجه نعم يتجه تقييد البعض بما إذا كان له وقع‬
‫ومششر الخلف فششي حرمششة المزعفششر والمعصششفر فيتعيششن اجتنابهمششا‬
‫)ونعلين( والولى كونهما جديدين كذلك والمراد بالنعل ما ل يحرم‬
‫في الحرام من نحو المداس المعروف اليوم والتاسومة‬
‫)ويصلي ركعتين( ينوي بهما سنة الحرام للتباع متفق عليششه يقششرأ‬
‫سرا ليل ونهارا خلفا لمن زعم الجهششر فيهمششا ليل كسششنة الطششواف‬
‫في الولششى بعشد الفاتحشة الكششافرون وفشي الثانيششة الخلص ويغنشي‬
‫عنهمششا غيرهمششا كسششنة تحيششة المسششجد فششي تفصششيلها السششابق لن‬
‫القصد وقوع الحرام إثر صلة كما أفاده نص البششويطي أي بحيششث‬
‫ل يطول الزمن بينهما عرفا نظير ما مششر فششي نحششو سششنة الوضششوء‬
‫ويحرمان وقت الكراهة >ص‪ <61 :‬في غير الحرم )ثششم( بعششدهما‬
‫)الفضششل أن يحششرم( ل عقبهمششا بششل )إذا انبعثششت بششه راحلتششه( أي‬
‫توجهت به دابته من البشل أو غيرهشا إلشى جهشة مقصشده سشائرة ل‬
‫مجرد ثورانها )أو توجه لطريقه ماشيا( للتباع متفق عليه وبه مششع‬
‫ما مر يعلم أن الفضل في حق المكي أن يصلي ركعششتي الحششرام‬
‫في المسجد الحرام ثم يأتي إلى باب محله الساكن به إن كان له‬
‫مسكن فيحرم منه عند ابتششداء سششيره ثششم يششأتي المسششجد لطششواف‬
‫الوداع المسنون ومن ل مسكن له ينبغي أن الفضل له أن يحششرم‬
‫من المسششجد‪ ،‬فششإن قلششت نششدب إحرامششه عنششد ابتششداء سششيره لجهشة‬
‫مقصده ينافيه إذا كان مقصده لغير القبلة كعرفة ما مر أنه يسششن‬
‫الستقبال عند النية قلت ل ينافيه فيسن له عند ابتدائه في السير‬
‫لجهة عرفة أن يكون ملتفتا إلى القبلششة )وفششي قششول يحششرم عقششب‬
‫الصلة( لخبر الصششحيح فيششه وقششدم الول‪ ،‬لنششه أصششح وأشششهر نعششم‬
‫السنة للمام على ما قاله المششاوردي لكششن نششوزع فيششه أن يخطششب‬
‫للتروية محرما مع أن سيره في اليوم الذي يليه‬
‫)ويستحب إكثار التلبية( للتباع )ورفع صوته بها( ولو في المسششجد‬
‫بحيث ل يجهد نفسه ول ينقطع صششوته )فششي( متعلششق بإكثششار ورفششع‬
‫)دوام إحرامششه( أي جميششع حششالته للخششبر الصششحيح }أتششاني جبريششل‬
‫فأمرني أن آمششر أصششحابي أن يرفعششوا أصششواتهم بالتلبيششة{ واحششترز‬
‫بدوام إحرامه عن التلبية المقترنة بابتدائه فيسن السرار بها‪ ،‬لنه‬
‫يسششن فيهششا ذكششر مششا أحششرم بششه فطلششب منششه السششرار‪ ،‬لنششه أوفششق‬
‫بالخلص وبقوله صوته عن المرأة والخنششثى فيسششن لهمششا إسششماع‬
‫أنفسهما فقط ويكره لهما الزيادة على ذلك بخلف الذان لما مششر‬
‫فيه >ص‪ <62 :‬ويسن للملبي جعل إصششبعيه فششي أذنيششه علششى مششا‬
‫ذكره ابن حبان أخذا من خبر فيه في دللتششه عليششه نظششر ولششذا لششم‬
‫يحفششظ عنششه صششلى اللششه عليششه وسششلم ول عششن أحششد مششن أصششحابه‬
‫)وخاصشة( بمعنشى خصوصشا )عنشد تغشاير الحشوال كركشوب ونشزول‬
‫وصعود وهبششوط( بضششم أولهمششا وأمششا بالفتششح فهمششا اسششما مكانهمششا‬
‫)واختلط رفقة( بضششم أولششه وكسششره وإقبششال ليششل أو نهششار ووقششت‬
‫السششحر وفششراغ صششلة فيقششدمها علششى الذكششار بعششدها كمششا اقتضششاه‬
‫كلمهششم وتكششره فششي نحششو خلء ومحششل نجششس كسششائر الذكششار )ول‬
‫تستحب في طواف القدوم( والسعي بعده‪ ،‬لن لكل منهما أذكششار‬
‫مخصوصة فيه كطوافي الفاضة والششوداع )وفششي القششديم تسششتحب‬
‫فيه بل جهر( لطلق الدلة وألحق به السعي بعده ل في الخريششن‬
‫جزما‬
‫)ولفظها( الذي صح عنششه صششلى اللششه عليششه وسششلم )لبيششك( مصششدر‬
‫مثنششى قصششد بششه التكششثير مششن لششب أقششام أو أجششاب أي إقامششة علششى‬
‫طاعتك بعد إقامشة وإجابشة لمشرك لنشا بالحشج علشى لسشان خليلشك‬
‫إبراهيم لما يأتي أول باب دخول مكششة وحبيبششك محمششد صششلى اللششه‬
‫عليه وسلم بعششد إجابششة ولختصششاص الحششج بمنششاداة إبراهيششم التيششة‬
‫طولب كل من تلبس به بإظهار إجابششة ذلششك )اللهششم لبيششك لبيششك ل‬
‫شششريك لششك لبيششك إن( الولششى كسششرها ونقششل اختيششار الفتششح عششن‬
‫الشافعي مردود‪ ،‬لن الستئناف ل يششوهم مششا يششوهمه التعليششل مششن‬
‫التقييد )الحمد والنعمة( بالنصششب ويجششوز الرفششع >ص‪) <63 :‬لششك‬
‫والملك( ويسن الوقف هنا وكأنه لئل يوصششل بششالنفي بعششده فيششوهم‬
‫)ل شششريك لششك( ويسششتحب أن ل يزيششد علششى هششذه الكلمششات وأن‬
‫يكررها كلها ثلثا متواليششة ثششم يصششلي ثششم يسششأل كمششا يششأتي ويكششره‬
‫السلم عليه أثناءها‪ ،‬لنه يكره لششه قطعهششا إل بششرد السششلم فينششدب‬
‫وإل لخشية محذور توقف علششى الكلم فتجششب واسششتحب فششي الم‬
‫زيادة لبيك إله الحق‪ ،‬لنها صحت عنه صلى الله عليه وسلم )وإذا‬
‫رأى ما يعجبه( أو يكرهه )قال( ندبا )لبيك إن العيششش( أي الهنيششء‬
‫الذي ل يعقبه كدر ول يشوبه منغص هو )عيششش( الششدار )الخششرة(‪،‬‬
‫لنه صلى الله عليه وسلم قاله في أسششر أحششواله }لمششا رأى جمششع‬
‫المسلمين بعرفة وفي أشششدها فششي حفششر الخنششدق{ ويظهششر تقييششد‬
‫التيان بلبيك بالمحرم كما يصرح به السياق فغيره يقول اللهم إن‬
‫العيش إلخ كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في الخيرة ومن ل‬
‫يحسن العربية يلبي بلسانه‪ ،‬فإن ترجم به مع القششدرة حششرم علششى‬
‫ما اقتضاه تشبيههم لهشا بتسشبيح الصشلة لكشن الوجشه هنشا الجشواز‬
‫لوضوح فرقان ما بين الصلة وغيرها )وإذا فرغ من تلششبيته صششلى(‬
‫وسلم )على النبي صلى الله عليه وسلم( لقششوله تعششالى }ورفعنششا‬
‫لك ذكششرك{ أي ل أذكششر إل وتششذكر معششي كمششا مششر والولششى صششلة‬
‫التشهد الكاملة ويسن أن يكون صوته بها وبما بعدها أخفششض مششن‬
‫صوت التلبية )وسأل الله تعالى( ندبا )الجنة ورضوانه( ومششا أحششب‬
‫)واستعاذ( به )من النار( للتباع بسند ضعيف )تنبيه( ظششاهر المتششن‬
‫أن المراد بتلبيته ما أرادها فلو أرادها مششرات كششثيرة لششم تسششن لششه‬
‫الصلة ثم الدعاء إل بعد فراغ الكششل‪ ،‬وهششو ظششاهر بالنسششبة لصششل‬
‫السنة وأما كلها فينبغي أن ل يحصل إل بأن يصلي ثم يدعو عقششب‬
‫كل ثلث مرات فيأتي بالتلبية ثلثا ثم الصلة ثم الدعاء ثم بالتلبية‬
‫ثلثا ثم الصلة ثم الدعاء وهكذا ثم رأيت عبششارة إيضششاح المصششنف‬
‫وغيره ظاهره فيما ذكرته >ص‪<64 :‬‬
‫)باب دخوله( أي المحرم‬
‫وخص‪ ،‬لن الكلم فيه وإل فكششثير مششن السششنن التيششة يخششاطب بهششا‬
‫الحلل أيضا ومن ثم حذف الضمير في نسخ )مكة( قيششل النسششب‬
‫تبويب التنبيه بباب صفة الحج‪ ،‬لنه ذكر فيه كثيرا مما ل تعلششق لششه‬
‫بدخولها بل الحج عرفة ول تعلق لها بها ويرد بأن دخولها يستدعي‬
‫كل ذلك فاكتفي به عنششه‪ ،‬وهششو بششالميم والبششاء للبلششد وقيششل بششالميم‬
‫للحششرم وبالبششاء للمسششجد وقيششل بششالميم للبلششد وبالبششاء للششبيت أو‬
‫والمطاف وهي كبقيشة الحشرم أفضشل الرض عنشدنا وعنشد جمهشور‬
‫العلمششاء للخبششار الصششحيحة المصششرحة بششذلك ومششا عارضششها بعضششه‬
‫ضعيف وبعضه موضوع كما بينته في الحاشية ومنه خبر }إنهششا أي‬
‫المدينة أحب البلد إلى الله تعالى{ فهو موضوع اتفاقا‪ ،‬وإنما صح‬
‫ذلك من غير نزاع فيه فششي مكششة إل التربششة الششتي ضششمت أعضششاءه‬
‫الكريمة صلى اللششه عليششه وسششلم فهششي أفضششل إجماعششا حششتى مششن‬
‫العرش والتفضيل قششد يقششع بيششن الششذوات‪ ،‬وإن لششم يلحششظ ارتبششاط‬
‫عمل بهششا كالمصششحف أفضششل مششن غيششره فانششدفع مششا لبعضششهم هنششا‬
‫ويسن المجاورة بها إل لمن لم يثق مششن نفسششه بالقيششام بتعظيمهششا‬
‫وحرمتها واجتناب ما ينبغي اجتنششابه وليستشششعر المقيششم بهششا قششوله‬
‫تعالى }ومن يرد فيه بإلحششاد{ أي ميششل }بظلششم نششذقه مششن عششذاب‬
‫أليم{ فرتب إذاقة العذاب الموصوف بشالليم المرتششب مثلشه علشى‬
‫الكفر في آيات‪ ،‬وإن كان اللم مقول بالتشكيك على مجششرد إرادة‬
‫المعصية به ولو صغيرة ول نظر لمخالفة ذلك للقواعششد‪ ،‬لنششه مششن‬
‫خصوصيات الحرم على ما اقتضاه ظششاهر اليششة فتششدبره مششع قششول‬
‫بعششض السششلف إن هششذا بعمششومه مرتششب علششى مجششرد الرادة بغيششر‬
‫الحرم‪ ،‬وإن لم يدخله أي وفيششه متعلششق بإلحششاد وكششان ابششن عبششاس‬
‫وغيره أخذوا منه قششولهم إن السششيئات تضششاعف بهششا كمششا تضششاعف‬
‫الحسنات أي تعظم فيهششا أكششثر منهششا فششي غيرهششا ل أنهشا تتعششدد لئل‬
‫ينافي اليششة والحششاديث المصششرحة >ص‪ <65 :‬بعششدم التعششدد فششي‬
‫السيئة وآية }ومن يرد{ ل تقتضي غير ذلك العظم كما هو ظششاهر‬
‫وقد صح على نزاع فيه خبر }أن حسنة الحرم بمائة ألف حسنة{‬
‫ودلت الخبار كما بينته في الحاشية على أن الصلة أي بالمسششجد‬
‫الحرام على الصح وقيل بكل الحرم امتازت على الكل بمضاعفة‬
‫كل صلة فرض أو نفل إلى مائة ألف ألف ألف صلة ثلثا كما مششر‬
‫وبهذا كالذي قبله يرد على من زعم منا أفضلية السكنى بالمدينة‪،‬‬
‫لن مششا ورد مششن فضششلها ل يششوازي هششذا وأفضششل موضششع منهششا بعششد‬
‫المسجد بيت خديجة المشهور الن بزقاق الحجر المستفيض بيششن‬
‫أهل مكة خلفا عن سلف أن ذلششك الحجششر البششارز فيششه هششو المششراد‬
‫بقوله صلى الله عليه وسلم }إني لعرف حجرا كان يسششلم علششي‬
‫بمكة{ )الفضل( لمحرم بحج أو قران )دخولها قبششل الوقششوف( إن‬
‫لم يخش فوته للتباع واغتناما لعظم ثواب العبادات بها في عشششر‬
‫الحجة الذي صح فيه خبر }ما من أيام العمل فيها أحب إلششى اللششه‬
‫تعالى من العمل في عشر ذي الحجة{ )وأن يغتسششل داخلهششا( أي‬
‫مريششد دخولهششا ولششو حلل والفضششل أن يكششون غسششل الجششائي )مششن‬
‫طريق المدينة(‪ ،‬وهي طريق التنعيم التي يششدخل منهششا أهشل مصشر‬
‫والشام ونحوهما )بذي طوى( بتثليث أوله والفتح أفصششح أي بمششاء‬
‫البئر التي فيه عندها بعد المبيت وصششلة الصششبح بششه للتبششاع متفششق‬
‫عليه‪ ،‬وهو محل بين المحليششن المسششميين الن بششالحجونين بششه بئر‬
‫مطوية أي مبنية بالحجارة فنسب الوادي إليها وفي البخاري رواية‬
‫تقتضي أن اسمه طوى وردت بأن المعروف أنه ذو طوى ل طوى‬
‫وثم الن آبار متعددة والقرب أنها التي إلى باب سبيكة أقرب أما‬
‫الداخل من غير تلك الطرق‪ ،‬فششإن أراد الششدخول مششن الثنيششة العليششا‬
‫كما هو الفضل سن له الغسل من ذي طوى أيضا‪ ،‬لنششه يمششر بهششا‬
‫وإل اغتسل من مثل مسافتها‬
‫)و( أن )يدخلها( كل أحد ولو حلل )مششن ثنيششة كششداء( بفتششح الكششاف‬
‫والمششد والتنششوين وعششدمه >ص‪ <66 :‬وتسششمى علششى نششزاع فيششه‬
‫الحجون الثاني المشرف على المقبرة المسماة بالمعلة‪ ،‬وإن لم‬
‫يكن بطريقه ويخرج‪ ،‬وإن لم تكششن علششى طريقششه ولششو إلششى عرفششة‬
‫على ما فيه من ثنية كدى بالضم والقصششر والتنششوين وعششدمه‪ ،‬وهششو‬
‫المشهور الن بباب الشبيكة للتبششاع فيهمششا ورغششم أن دخششوله مششن‬
‫العليا اتفاقي‪ ،‬لنها بطريقششه تششرده المشششاهدة القاضششية بششأنه تششرك‬
‫طريقه الواصلة إلى الشبيكة وعشرج عنهشا إلشى تلشك الشتي ليسشت‬
‫بطريقه قصدا مع صعوبتها وسهولة تلك ول ينششافي طلششب التعريششج‬
‫إليها السابق أنه لم يحفظ عنه صلى الله عليه وسششلم عنششد مجيئه‬
‫من الجعرانة محرما بالعمرة ول من منى عند نفره‪ ،‬لنششه ل يلششزم‬
‫من عدم النقل عدم الوقوع فهو مشكوك فيه وتعريجه إليها قصدا‬
‫أول معلوم فقدم وكذا يقال في الخروج من السششفلى إنششه معلششوم‬
‫وإلى عرفة أو غيرها إنه مشكوك فيه فقدم المعلوم وما قيس بشه‬
‫وحكمته الشعار بعلششو قششدر مششا يششدخله علششى غيششره وفششي الخششروج‬
‫بالعكس أو ما جاء عن ابن عباس رضششي اللششه عنهمششا أن إبراهيششم‬
‫صلى الله على نبينا وعليه وسلم لما أمشره اللشه تعششالى بعشد بنشائه‬
‫الكعبة أن يؤذن في النشاس بالحشج كشان نشداؤه علشى الثنيشة العليشا‬
‫فأوثرت بالدخول منها لذلك كما أوثر لفظ لبيك قصدا لجابة ذلششك‬
‫النداء كما مر ول ينششافي ذلششك روايششة أنششه نششادى علششى مقششامه أيهششا‬
‫الناس إن الله كتب عليكم الحج إلى بيته فحجشوا فأجشابته النطششف‬
‫في الصلب بلبيك لحتمال أنششه أذن علششى كششل منهششا ومقششامه هششو‬
‫حجره المنزل إليششه مششن الجنششة كمششا يششأتي وعلششم ممششا تقششرر نششدب‬
‫التعريج لمن ليست على طريقششه للششدخول ل للغسششل‪ ،‬لن حكمششة‬
‫الدخول ل تتأتى إل بسلوكها بخلف الغسل ويسششن أن يششدخل ولششو‬
‫في العمرة نهارا >ص‪ <67 :‬وبعد الصششبح والششذكر ماشششيا وحافيششا‬
‫إن لم يخش نجاسة أو مشقة )و( أن )يقول( رافعا يديه ولششو حلل‬
‫فيما يظهر )إذا أبصر الششبيت( بالفعششل أو وصششل نحششو العمششى إلششى‬
‫محل يراه منه لو كان بصيرا ومنازعة الذرعششي فشي نحششو العمششى‬
‫مردودة )اللهم زد هذا الششبيت تشششريفا وتعظيمششا وتكريمششا ومهابششة(‬
‫وجاء في مرسل ضعيف ومرفوع فيششه متهششم بالوضششع }وبششرا{ أي‬
‫زيادة }في زائريه{ وأعرض عنه الصحاب كششأنه لعلششة رأوهششا فيششه‬
‫)وزد من شرفه وعظمه ممن حجه أو اعتمره تشريفا( هو الترفيع‬
‫والعلء )وتكريما( أي تفضيل )وتعظيما وبرا( رواه الشششافعي عششن‬
‫النبي صلى اللششه عليششه وسششلم مرسششل إل أنششه قششال }وكرمششه بششدل‬
‫عظمه{ وكششان حكمششة تقششديم التعظيششم علششى التكريششم فششي الششبيت‬
‫وعكسه في قاصده أن المقصود بالذات في البيت إظهار عظمتشه‬
‫في النفوس حتى تخضع لشرفه وتقوم بحقوقه ثم كرامته بششإكرام‬
‫زائريه بإعطائهم ما طلبوه‪ ،‬وإنجازهم ما أملوه وفششي زائره وجششود‬
‫كرامتشه عنشد اللشه تعشالى بإسشباغ رضشاه عليشه وعفشوه عمشا جنشاه‬
‫واقترفه ثم عظمته بين أبناء جنسه بظهور تقواه وهششدايته ويرشششد‬
‫إلى هذا ختم دعاء البيت بالمهابة الناشئة عن تلك العظمة إذ هششي‬
‫التوقير والجلل ودعاء الزائر بالبر الناشئ عن ذلك التكريم إذ هو‬
‫التساع في الحسان فتأمله )اللهم أنت السلم( أي السششالم مششن‬
‫كل ما ل يليق بجلل الربوبية وكمال اللوهيششة أو المسششلم لعبيششدك‬
‫من الفات )ومنك( ل من غيششرك )السششلم( أي السششلمة مششن كششل‬
‫مكروه ونقص )فحينا ربنا بالسلم( أي المششن ممششا جنينششاه والعفششو‬
‫عما اقترفناه رواه البيهقي عن عمر رضي الله عنه بإسششناد ليششس‬
‫بالقوي‬
‫)ثم يدخل( فورا )المسجد( ولو حلل فيما يظهر أيضا لما يأتي أنه‬
‫يسن له طواف القدوم )من باب بني شيبة(‪ ،‬وهششو المسششمى الن‬
‫بباب السلم‪ ،‬وإن لم يكن على طريقه لما صششح }أنششه صششلى اللششه‬
‫عليه وسلم دخل منه في عمرة القضششاء{ والظششاهر أنششه لششم يكششن‬
‫على طريقه‪ ،‬وإنما الذي كان عليها باب إبراهيم كذا قاله الرافعي‬
‫واعترض بأنه عرج للدخول من الثنية العليا فيلزم أنه على طريقه‬
‫ويرد بإمكان الجمع بأن التعريج إنما كان فششي حجششة الششوداع >ص‪:‬‬
‫‪ <68‬فل ينافي ما في عمرة القضاء ولن الششدوران إليششه ل يشششق‬
‫ومن ثم لم يجر هنا خلف بخلف نظيره في التعريج للثنيششة العليششا‬
‫ولنه جهة باب الكعبة والبيوت تششؤتى مششن أبوابهششا ومششن ثششم كششانت‬
‫جهة باب الكعبة أشرف جهاتها الربع وصح }الحجر السششود يميششن‬
‫الله في الرض{ أي يمنه وبركته أو من بشاب السشتعارة التمثيليشة‬
‫إذ من قصد ملكا أم بابه وقبل يمينه ليعمه معروفه ويششزول روعششه‬
‫وخوفه ويسن الخروج للسعي من باب بني مخششزوم ويسششمى الن‬
‫بباب الصفا وإلى بلده مثل من باب الحزون‪ ،‬فإن لم يتيسر فبششاب‬
‫العمرة كمششا حررتششه فششي الحاشششية)ويبششدأ( بعششد تفريششغ نفسششه مششن‬
‫أعذارها إل نحو كراء بيت متيسر بعد وتغييشر ثيشاب لشم يششك فشي‬
‫طهرها )بطواف القدوم( للتباع متفق عليه ولنششه تحيششة الششبيت إل‬
‫لعارض كأن كان عليه فائتة فرض أي لم يلزمه الفور في قضششائها‬
‫وإل وجب تقديمها ولم تكثر بحيث يفوت بها فورية الطواف عرفششا‬
‫>ص‪ <69 :‬وإل قدم الطواف فيما يظهر وكخشية فوت راتبششة أو‬
‫سنة مؤكدة أو مكتوبة أو جماعة تسن له معهم‪ ،‬فإن أقيمششت فيششه‬
‫جماعة مكتوبة ل غيرها قطعه وصششلى وتششؤخر جميلششة وغيششر بششرزة‬
‫الطواف إلى الليششل مشا لشم تخشش طششرو حيشض يطششول ولشو منعششه‬
‫الناس صلى التحية كما لو دخل ولم يرده‬
‫)ويختص طواف القدوم(‪ ،‬وهو سششنة وقيششل واجششب ومششن ثششم كششره‬
‫تركه بحلل مطلقششا و )وبحششاج( أي محششرم بحششج معششه عمششرة أم ل‬
‫)دخل مكة قبل الوقوف( >ص‪ ،<70 :‬لنه بعد الوقوف والمعتمر‬
‫دخل وقت طوافهما المفروض فلم يصح تطوعهمششا‪ ،‬وهششو عليهمششا‬
‫كأصل الحج ومن ثم لو دخل بعد الوقوف وقبل نصف الليششل سششن‬
‫له طواف القدوم كما يأتي‪ ،‬لنه لم يدخل وقت طششوافه وبطششواف‬
‫الفرض يثاب عليه إن قصده كتحية المسجد وقد يؤخذ من المتششن‬
‫هنا ومن قوله التي بحيث ل يتخلل بينهما الوقوف بعرفششة أن مششن‬
‫دخلها قبل الوقوف ل يفوت طواف القدوم في حقه إل بالوقوف‪،‬‬
‫وهو كذلك والوجه أنه ل يدخله قضاء وندبه لمن وقف ودخل قبششل‬
‫نصف الليل إنما هو لهذا الششدخول ل لششدخوله الششذي قبششل الوقششوف‬
‫وسششيأتي أن اليششاء تششدخل علششى المقصششور عليششه كالمقصششور فل‬
‫اعششتراض )ومششن قصششد مكششة( >ص‪ <71 :‬أو الحششرم )ل لنسششك‬
‫استحب( له ولو نحو حطاب )أن يحرم بحششج( يششدركه فششي أشششهره‬
‫)أو عمرة( قياسا على التحية ول يجب لما مر في خششبر المششواقيت‬
‫}هن لهن ولمن مر عليهن ممن أراد الحششج والعمششرة{ فلششو وجششب‬
‫بمجرد الششدخول لمششا علقششه بششالرادة )وفششي قششول يجششب( وصششححه‬
‫جماعة لطباق الناس عليه ومن ثم كره تركه )إل أن( يكششون فيششه‬
‫رق أو غير مكلف أو )يتكرر دخوله كحطاب وصياد( للمشقة حينئذ‬
‫أو يدخل من الحرم أو لقتال مباح أو خائفا من ظالم وإل لم يجب‬
‫جزما‬
‫)فصششل( فششي واجبششات الطششواف وكششثير مششن سششننه )للطششواف‬
‫بأنواعه(‪ ،‬وهي طواف قدوم وركن أو تحلل أو وداع ونششذر وتطششوع‬
‫)واجبات( أركان وشروط )وسنن( وما اختلف في وجوبه منها آكد‬
‫مششن غيششره )أمششا الششواجب( للطششواف بششأنواعه الشششامل للركششان‬
‫والشروط )ف( ثمانية منها أنه )يشترط( في كل من تلك النششواع‬
‫)ستر العورة(‪ ،‬فإن قلششت سششتر العششورة هششو الششواجب ل اشششتراطه‬
‫قلت أراد بالوجوب هنششا خطششاب الوضششع الششذي هششو ورود الخطششاب‬
‫النفسي بكون الشيء شرطا أو ركنا أو سببا أو مانعا فتأمله على‬
‫أن الوضح أن يقال أراد بالواجب مششا تضششمنه قششوله يشششترط إلششخ‪.‬‬
‫>ص‪) <72 :‬وطهششارة الحششدث( الكششبر والصششغر )والنجششس( فششي‬
‫الثوب والبدن والمكان بتفصيلها السابق في الصلة‪ ،‬لن الطواف‬
‫صلة كما صح به الخبر وصح أيضا }ل يطوف بالبيت عريان{ نعم‬
‫يعفى أيام الموسم وغيرها عما يشق الحتراز عنششه فششي المطششاف‬
‫من نجاسة الطيور وغيرها إن لم يتعمد المشششي عليهششا ولششم تكششن‬
‫رطوبة فيها أو في مماسها كما مر قبيل صفة الصلة ومن ثم عششد‬
‫ابن عبد السلم غسل المطاف من البدع‪.‬‬
‫)تنبيه( ل ينافي ما ذكر من التسوية بين زرق الطيششور وغيرهششا‬
‫قول جمع متأخرين‪ :‬الفرض غلبة النجاسششة بششزرق الطيششور مطلقششا‬
‫وبغيره في أيام الموسششم‪ .‬ا ه‪ ،‬لن هششذا الفششرض مجششرد تصششوير ل‬
‫غير‪ ،‬وإنما المدار على النظششر لمششا أصششابه‪ ،‬فششإن غلششب عفششي عنششه‬
‫مطلقا أو ل فل مطلقا ولو عجز عن الستر طاف عاريا ولو للركن‬
‫إذ ل إعادة عليه أو عن الطهششارة حسششا أو شششرعا ففيششه اضششطراب‬
‫حررته في الحاشية وحاصل المعتمشد منشه >ص‪ <73 :‬أنشه يجششوز‬
‫لمن عزم على الرحيششل أن يطششوف ولششو للركششن‪ ،‬وإن اتسششع وقتششه‬
‫لمشقة مصابرة الحرام بالتيمم ويتحلل بششه‪ ،‬وإذا جششاء مكششة لزمششه‬
‫إعادته >ص‪ <74 :‬ول يلزمه عند فعله تجرد ول غيره‪ ،‬فإن مششات‬
‫وجب الحجاج عنه بشرطه ول يجوز طواف الركن ول غيره لفاقد‬
‫الطهورين بل الوجششه أنششه يسششقط عنششه طششواف الششوداع ولششو طششرأ‬
‫حيضها قبل طواف الركن ولم يمكنها التخلف لنحششو فقششد نفقششة أو‬
‫خوف على نفسها رحلت إن ششاءت ثششم إذا وصششلت لمحششل يتعششذر‬
‫عليها الرجوع منه إلى مكة تتحلل كالمحصر ويبقى الطششواف فششي‬
‫ذمتها فيأتي فيه ما تقرر وفي هذه المسألة مزيد بسط بينتششه فششي‬
‫الحاشية‪ ،‬وإن الحوط لهششا >ص‪ <75 :‬أن تقلششد مششن يششرى بششراءة‬
‫ذمتها بطوافها قبل رحيلها‪) .‬ولو أحدث فيه( حدثا أصغر أو أكبر أو‬
‫انكشفت عورته )توضششأ( أو اغتسششل أو اسششتتر )وبنششى(‪ ،‬وإن تعمششد‬
‫وطال الفصل لعدم اشتراط الششولء فيششه كالوضششوء بجششامع أن كششل‬
‫عبادة يجوز أن يتخللها ما ليس منها )وفي قول يستأنف( كالصلة‬
‫وفرق الول بأنه يحتمل فيه من نحو الكلم والفعششل مششا ل يحتمششل‬
‫فيها ومع ذلك الستئناف أفضل خروجا من الخلف‪ .‬وسششكت عششن‬
‫النية والمراد بها هنا قصد الفعششل عنششه لعششدم وجوبهششا ومحلششه فششي‬
‫طواف النسك ولو قدوما أو وداعا بناء على أنه من المناسششك أمششا‬
‫غيره كنذر وتطوع فل بد منها فيه وأما مطلق قصششد أصششل الفعششل‬
‫فل بد منه حتى في طواف النسك ويجب أيضا عدم صرفه لفرض‬
‫آخر >ص‪ <76 :‬وإل كلحوق غريم أو صديق انقطششع نعششم ل يضششر‬
‫النوم مع التمكن في أثنائه‪) .‬وأن يجعل البيت عششن يسششاره( ويمششر‬
‫إلى ناحية الحجر بالكسر للتباع ومع وجود هذين ل أثر كما حررته‬
‫في الحاشية لكششونه منكوسششا أو مسششتلقيا علششى قفششاه أو وجهششه أو‬
‫حابيا أو زاحفا ولو بل عشذر بخلف مشا لشو اختشل جعشل الشبيت عشن‬
‫يساره أو المشي تلقاء الحجر‪ ،‬وإن كشان الششبيت عششن يسشاره كشأن‬
‫جعله عن يمينه ومشى نحو الركن اليمششاني أو نحششو البششاب أو عششن‬
‫يساره ومشى القهقرى لمنابذته فيهما الشششرع فششي أصششل الششوارد‬
‫وكيفيته وأما في تلك الصور ونظائرهشا فلشم يختشل سشوى الكيفيشة‬
‫وقد صرحوا بعدم ضرر الزحف والحبو مع قدرة المشششي فليلحششق‬
‫بهما غيرهما مما ذكر وبحششث أن المريششض لششو لششم يتششأت حملششه إل‬
‫ووجهه أو ظهره للبيت صح طوافه للضرورة ويؤخششذ منششه أن مششن‬
‫لم يمكنه إل التقلب على جنششبيه يجششوز طششوافه كششذلك سششواء كششان‬
‫رأسه للبيت أم رجله للضرورة هنا أيضا ومحلششه إن لششم يجششد مششن‬
‫يحمله ويجعل يساره للبيت وإل لزمه ولو بأجرة مثل فاضششلة عمششا‬
‫مر في نحو قائد العمى كما هو ظششاهر‪) .‬مبتششدئا بششالحجر السششود(‬
‫أي ركنه‪ ،‬وإن قلع منه وحول منه >ص‪ <77 :‬لغيره منه )محاذيا(‬
‫بالمعجمة )لششه( أو لبعضششه واسششتبعاد تصششوره إنمششا يتششأتى علششى أن‬
‫المششراد بالبششدن عششرض مقششدمه ل علششى أنششه الشششق اليسششر )فششي‬
‫مروره( عليه ابتداء )بجميع بدنه( أي شقه اليسر بأن يجعلششه إليششه‬
‫وقد بقي مششن الحجششر أو محلششه مششا يسششامته ويمشششي أمششام وجهششه‬
‫وتجب مقارنة النية حيث وجبت أو أراد فضلها لمششا تجششب محششاذاته‬
‫منه والفضل أن يقف بجانبه من جهة اليماني بحيث يصششير منكبشه‬
‫اليمن عند طرفه ثم يمر متوجها له حششتى يجششاوزه فينفتششل جششاعل‬
‫يساره محاذيا جششزءا مششن الحجششر بشششقه اليسششر‪ ،‬وإن أوهششم قششول‬
‫المصنف إذا جششاوزه انفتششل خلف ذلششك كمششا نبششه عليششه الزركشششي‬
‫وغيره وبسششطت الكلم عليششه فششي شششرح العبششاب >ص‪ <78 :‬ول‬
‫يجوز شيء من الطواف مع اسششتقبال الششبيت إل هششذا فششي الول ل‬
‫غير وينبغي أن ل يفعله إل مع الخلو لئل يضر غيره‪.‬‬
‫)تنبيه( يظهر أن المراد بالشق اليسر أعله المحاذي للصششدر‪،‬‬
‫وهو المنكب فلو انحرف عنه بهذا أو حششاذاه مششا تحتششه مششن الشششق‬
‫اليسر لم يكف‪ ،‬وأفهم المتن أنه لو استقبل الحجر ابتششداء ببعششض‬
‫شقه اليسر وبعضه مجاور لجانب الباب لم يصح قبل عدو له عما‬
‫بأصله للحاليششة >ص‪ <79 :‬يششوهم أنهمششا ليسششا بشششرطين‪ ،‬وأنهمششا‬
‫قيدان في اششتراط جعشل الشبيت عشن اليسشار فل يجششب فشي غيشر‬
‫البتداء‪ .‬ا ه‪ .‬وإنمششا يتششوهم ذلششك إن جعششل حششال مششن فاعششل يجعششل‬
‫وليس كذلك بل هو حال مششن فاعششل سششتر ومششا بعششده المششبين فيششه‬
‫بقوله ولو أحدث إلى آخره أنه شرط في جميعه ومششر فششي مسششح‬
‫الكف أن مثل هذه الحال لكونها من فعل المأمور يفيد الشششرطية‬
‫)فلششو بششدأ بغيششر الحجششر( كالبششاب )لششم يحسششب( مششا فعلششه لخللششه‬
‫بالترتيب حتى ينتهي للحجر )فإذا انتهى إليه(‪ ،‬وهو مستحضر للنية‬
‫حيششث وجبششت )ابتششداء منششه( وحسششب لششه مششن حينئذ كمششا لششو قششدم‬
‫متوضئ غير الوجه عليه حسششب لششه مششا تششأخر عنششه دون مششا تقششدم‬
‫عليه‪) .‬ولو مشى على الشاذروان(‪ ،‬وهو عرض جدار البيت نقصه‬
‫ابن الزبير رضي الله عنهما من عششرض السششاس لمششا وصششل أرض‬
‫المطاف لمصلحة البناء ثم سششنم بالرخششام‪ ،‬لن أكششثر العامششة كششان‬
‫يطوف عليه ومششن ثششم صششنف المحششب الطششبري فششي وجششوب ذلششك‬
‫التسليم لطواف العامة‪ ،‬وهو من الجهة الغربية واليمانية وكذا من‬
‫جهة الباب كسر فششي الحاشششية ففششي مششوازاته التيششة بيششان للواقششع‬
‫واستثناء ما عند الركن اليماني منه‪ ،‬لنششه علششى القواعششد يششرد بششأن‬
‫كونه كذلك ل يمنع النقص من عرضه عند ارتفاع البنششاء وهششذا هششو‬
‫المراد بالشاذروان في الجميع فهو عام في كلها حتى عند الحجششر‬
‫السود وعنششد اليمششاني )أو مششس الجششدار( الموصششوف بكششونه )فششي‬
‫موازاته( أي الشاذروان أي مسامتته له أو دخششل شششيء مششن بششدنه‬
‫وكذا ملبوسه على أحد احتمالين لششي فيششه فششي هششواء الشششاذروان‪،‬‬
‫وإن لم يمس الجدار ثم رأيششت بعضششهم جششزم بششأنه ل يضششر دخششول‬
‫ملبوسه في هوائه وفيه نظر‪ .‬وقياس إلحششاقهم الطششواف بالصششلة‬
‫في أكثر أحكامها‪ ،‬ومنها أن الملبوس كالبدن يرد ذلششك الجششزم )أو‬
‫دخل من إحدى فتحتي الحجر(‪ ،‬وهو بكسر أولششه مششا بيششن الركنيششن‬
‫الشاميين عليه جدار قصير بينه وبين كل من الركنين فتحة >ص‪:‬‬
‫‪ <80‬كان زريبة لغنم إسماعيل صلى الله عليه وسششلم وروي أنششه‬
‫دفن فيه ويسمى حطيما لكن الشهر أن الحطيم مششا بيششن الحجششر‬
‫السود ومقام إبراهيم‪ ،‬وهششو كمششا يششأتي فششي اللعششان أفضششل محششل‬
‫بالمسجد بعد الكعبة و حجرها بكسر أوله )وخرج مششن لخششرى( أو‬
‫وضع أنملته على طرف جدار الحج القصشير كمشا يفعلشه كشثير مشن‬
‫العامة )لم تصح طششوفته( أي بعضششها الششذي قششارنه ذلششك المششس أو‬
‫الدخول‪ ،‬لنه حينئذ طائف في البيت ل به المذكور في اليششة وأمششا‬
‫في الولى فلن هواء الشاذروان من البيت كما علم من تعريفششه‪،‬‬
‫وأما في الحجر فهو‪ ،‬وإن لم يكن فيه من الششبيت إل سششتة أذرع أو‬
‫سبعة لكن الغالب على الحج التعبد‪ ،‬وهو صلى اللششه عليششه وسششلم‬
‫والخلفاء الراشدون ومششن بعششدهم لششم يطوفششوا إل خششارجه فششوجب‬
‫اتباعهم فيه وجعل في موازاته حال من فاعل مششس الششذي سششلكه‬
‫شارح يستلزم بناء على أن له مفهوم المبني على أنششه ليششس فششي‬
‫جهة الباب أن مسه لجدار ل شاذروان تحته يضر إذا كان مسششامتا‬
‫لجدار تحته شاذروان‪ ،‬ولو قبل الوصول إليه وليس كذلك كما هششو‬
‫ظاهر وينبغي لمقبل الحجر أن يقر قدميه حتى يعتدل قائمششا‪ ،‬لنششه‬
‫حال التقبيل في هششواء الششبيت بنششاء علششى الصششح إن ثششم شششاذروان‬
‫فمتى زالت قدمه عن محلها قبل اعتداله كان قد قطع جششزءا مششن‬
‫الششبيت‪ ،‬وهششو فششي هششوائه فل يحسشب لشه وكششذا يقششال فششي مسششتلم‬
‫اليماني )وفي مسألة المس( للجدار الذي عنده ششاذروان )وجشه(‬
‫أنه ل يضر‪ ،‬لنه خرج عن الششبيت بمعظششم بششدنه >ص‪ <81 :‬ويششرد‬
‫بأن المراد على التباع كما تقرر‪.‬‬
‫)تنبيه( الظاهر في وضع الحجر الموجود الن أنه على الوضششع‬
‫القديم فتجب مراعاته ول نظر لحتمال زيششادة أو نقششص فيششه نعششم‬
‫في كل مششن فتحششتيه فجششوة نحششو ثلثششة أذرع بالحديششد خارجششة عششن‬
‫سمت ركن البيت بشاذروانه وداخله في سمت حائط الحجر فهل‬
‫تغلششب الولششى فيجششوز الطششواف فيهششا أو الثانيششة فل كششل محتمششل‪،‬‬
‫والحتياط الثاني ويتردد النظر في الرفششرف الششذي بحششائط الحجششر‬
‫هل هو منه أو ل ثم رأيت ابن جماعة حرر عرض جدار الحجر بمششا‬
‫ل يطابق الخارج الن إل بدخول ذلك الرفرف فل يصح طواف من‬
‫جعل إصششبعه عليششه ول مششن مششس جششدار الحجششر الششذي تحششت ذلششك‬
‫الرفرف وقد أطلق في المجموع وغيره وجوب الخروج عن جدار‬
‫الحجششر‪ ،‬وهششو يؤيششد ذلششك ورأيششت تخششالف ابششن جماعششة والزرقششي‬
‫وغيرهمششا فشي أمششور أخشرى تتعلشق بششالحجر ل حاجشة بنششا الن إلششى‬
‫تحريرها‪ ،‬لنششه ل ارتبششاط لهششا بصششحة الطششواف بعششد تمهيششد وجششوب‬
‫الخروج عن كل الحجر وحائطه‪) .‬وأن يطششوف سششبعا( للتبششاع فلششو‬
‫شك في العدد أخذ بالقل كالصلة نعم يسن هنا الحتياط لو أخبر‬
‫>ص‪ <82 :‬بخلف ما في ظنششه ول يلزمششه أن يأخششذ بخششبر نششاقص‬
‫عما في اعتقاده إل إن أورثه الخبر ترددا‪ ،‬وإنما امتنششع نظيششره ثششم‬
‫لبطلنها بتقدير الزيادة بخلفه ول يكره فششي الششوقت المنهششي عششن‬
‫الصششلة فيششه للخششبر السششابق ثششم المصششرح بجششوازه فيششه )داخششل‬
‫المسششجد( ولششو علششى سششطحه‪ ،‬وإن كششان أعلششى مششن الكعبششة علششى‬
‫المعتمد‪ ،‬لنه يصدق أنه طائف بها إذ لهوائهششا حكمهششا وقششول جمششع‬
‫القصد هنا نفششس بنائهششا وفششي الصششلة مششا يشششمل هواءهششا ضششعيف‬
‫والفرق فيه تحكم‪ ،‬وإن حال بين الطائف والبيت حششائل كالسششقاية‬
‫والسواري نعم ينبغي الكراهة هنا بششل خششارج المطششاف‪ ،‬لن بعششض‬
‫الئمة قصر صحته عليه فل يصح خارجه إجماعششا ويمتششد بامتششداده‪،‬‬
‫وإن بلغ الحل على تردد فيه الوجه منششه خلفششه‪ ،‬لن الصششل فيمششا‬
‫وقع مستمرا بالحرم دون غيره اختصاصه بششه إذ الغششالب علششى مششا‬
‫يتعلق بالمناسك وتوابعها التعبد‪) .‬وأما السنن فأن يطوف( القششادر‬
‫الذي ل يحتاج للركوب حتى يظهر فيستفتى أو يقتدى بششه قائمششا و‬
‫)ماشيا( ولو امرأة وحافيا ل زاحفششا ول حابيششا ول راكبششا البهيمششة أو‬
‫آدمي لمنافاته الخضوع والدب >ص‪ <83 :‬فإن ركب بل عذر لشم‬
‫يكره كما نقله عن الصششحاب‪ ،‬وإن أطششال جمششع فششي رده والنششص‬
‫على الكراهة محمول على اصطلح المتقدمين أنهششم يعششبرون بهششا‬
‫عما يشششمل خلف الولششى وفششارق هششذا حرمششة إدخششال غيششر مميششز‬
‫المسجد إذا لم يؤمن تلويثه وكراهته إن أمن بالحاجششة إلششى إقامششة‬
‫النسك في الجملة كإدخال غير المميز للطواف به كذا قيششل وفيششه‬
‫نظر بل ل فارق بينهما‪ ،‬لن غرض النسك كما اقتضششته عبششارات أو‬
‫الطواف كما اقتضته عبارات أخششرى مجششوز لششدخول كششل‪ ،‬وإن لششم‬
‫يؤمن تلويثه وغير ذلك الغرض مجوز إن أمن فالذي يتجه أن يقال‬
‫فارق غرض النسك أو الطواف غيره بششأنه ورد فيششه دخششول الدابششة‬
‫وغيششر المميششز مششن غيششر تفصششيل فأخششذنا بششإطلقه وأخرجنششاه عششن‬
‫نظائره بخلف غيره لم يرد فيه ذلك فأجرينششا فيششه ذلششك التفصششيل‬
‫وظاهر أن المراد بأمن التلويث غلبة الظششن باعتبششار العششادة أنششه ل‬
‫يخرج منه نجس يصل للمسجد منه شيء بخلف ما لو أحكم شششد‬
‫ما على فرجششه بحيششث أمششن تلششويث الخششارج للمسششجد‪ ،‬فششإن قلششت‬
‫صرحوا بحرمة إخراج نحو البول بالمسجد‪ ،‬وإن أمن التلويث فلششم‬
‫لششم ينظششر هنششا إلششى أمششن الخششروج وعششدمه قلششت يحتششاط للخششراج‬
‫المتيقن ما ل يحتاط للمظنون‪ ،‬وإن زحف أو حبا بل عذر كره وأن‬
‫يقصر خطاه تكثيرا للجر‪) .‬ويسششتلم الحجششر( السششود أو محلششه لششو‬
‫أخذ أو نقل منه بعد أن يسششتقبله )أول طششوافه( بيششده >ص‪<84 :‬‬
‫واليمين أولى ول يقبلها مع القدرة على تقبيل الحجششر كمششا أفهمششه‬
‫كلمهما كالصحاب لكن الذي نششص عليششه وصششرح بششه ابششن الصششلح‬
‫وتبعه جمع‪ ،‬لنه الذي دلت عليه الخبششار أنششه يقبلهششا مطلقششا‪ ،‬فششإن‬
‫شششق فبنحششو خشششبة أي فششي اليمنششى ثششم اليسششرى نظيششر مششا يششأتي‬
‫)ويقبله( للتبششاع فيهمششا متفششق عليششه ويكششره إظهششار صششوت لقبلتششه‬
‫)ويضع جبهته عليه( للتباع رواه الحاكم وصححه ويسن تكرير كششل‬
‫من الثلثة ثلثا والفضل أن يسلم ثلثا متوالية ثم يقبل كششذلك ثششم‬
‫يسجد كذلك ول يسن شيء من ذلك لمرأة أو خنثى إل عنششد خلششو‬
‫المطاف من الرجال والخناثى ولو نهارا‪.‬ويظهششر أنششه يكفششي خلششوه‬
‫من جهة الحجر فقط بأن تششأمن مجيششء >ص‪ <85 :‬ونظششر رجششل‬
‫غير محرم حالة فعلها ذلك )فإن عجز( عششن التقبيششل والسششجود أو‬
‫عن السجود فقط لنحو زحمة ويظهر ضششبط العجششز هنششا بمششا يخششل‬
‫بالخشوع من أصله له أو لغيره‪ ،‬وإن ذلك هششو مرادهششم بقششولهم ل‬
‫يسن استلم ول ما بعده فششي مششرة مششن مششرات الطششواف إن كششان‬
‫بحيششث يششؤذي أو يتششأذى‪) .‬اسششتلم( أي اقتصششر علششى السششتلم فششي‬
‫الولى أو عليه وعلى التقبيل في الثانية ثم قبل ما استلم بششه مششن‬
‫يده أو غيرها للتباع رواه مسلم وروى الشافعي وأحمد رضي الله‬
‫عنهما عن عمر رضي الله عنه }أن النبي صلى اللشه عليشه وسشلم‬
‫قال لششه يششا عمششر إنششك رجششل قششوي ل تزاحششم علششى الحجششر فتششؤذي‬
‫الضعيف إن وجدت خلوة وإل فهلل وكبر{ ويؤخششذ منششه أنششه ينششدب‬
‫لمن لم يتيسر له الستلم خصوص التهليل والتكبير‪ ،‬وهششو واضششح‪،‬‬
‫وإن لم يصرحوا به بل هذا أولى من كثير من أذكار استحبوها مششع‬
‫عدم ورودها عنه صلى اللششه عليششه وسششلم أصششل )فششإن عجششز( عششن‬
‫استلمه بيده وبغيرها )أشار( إليه )بيده( اليمنى فاليسرى فما في‬
‫اليمنى فما في اليسرى للتباع رواه البخاري ثم قبل ما أشششار بششه‬
‫وخرج بيده فمشه فتكشره الششارة بشه للتقبيشل لقبحشه ويظهشر فشي‬
‫الشارة بالرأس أنه خلف الولى ما لم يعجز عششن الشششارة بيششديه‬
‫وما فيهما فيسششن بششه ثششم بششالطرف كاليمششاء فششي الصششلة وينبغششي‬
‫كراهتها بالرجل بل صرح الزركشي بحرمة مششد الرجششل للمصششحف‬
‫فقششد يقششال إن الكعبششة مثلششه لكششن الفششرق أوجششه )ويراعششى ذلششك(‬
‫المذكور كله مع تكرره ثلثا وكذا ما يأتي في اليماني وكذا الششدعاء‬
‫التي )في كل طوفة( لما صح }أنه صلى الله عليه وسلم كششان ل‬
‫يدع أن يستلم الركن اليماني والحجششر السششود فششي كششل طوفششة{‪،‬‬
‫وهو في الوتار آكد وآكششدها الولششى والخيششرة‪ ،‬وبحششث بعضششهم أن‬
‫طواف سبعة أسابيع بتقبيل الحجششر واسششتلم اليمششاني أفضششل مششن‬
‫عشرة خالية عن ذلك >ص‪ <86 :‬واستدل بحديث فيششه أن }مششن‬
‫طششاف أسششبوعا حاسششرا بعششض طششوفه ويقششارب خطششاه ول يلتفششت‬
‫ويستلم الركن في كل شوط من غير أن يؤذي أحدا كتب له وذكر‬
‫من الثواب ما ل يقدر قدره{ والعهدة فيه عليششه‪ ،‬لنششه عششبر بششروي‬
‫ولم يبين من رواه على أن قوله حاسرا ل يوافق قضية مذهبنا أنه‬
‫يكره كالصلة وبفرض وروده فاستدلله به لمششا ذكششر عجيششب‪) .‬ول‬
‫يقبششل الركنيششن الشششاميين ول يسششتلمهما( للتبششاع متفششق عليششه‬
‫)ويستلم( الركن )اليماني( للخبر المذكور بيده اليمنششى فاليسششرى‬
‫فما في اليمنى فاليسرى ثم يقبل ما استلم بششه‪ ،‬فششإن عجششز أشششار‬
‫إليه بما ذكر بترتيبه ثم قبل ما أشار به علششى الوجششه )ول يقبلششه(‪،‬‬
‫لنه لم ينقل وخص ركن الحجششر بنحششو التقبيششل‪ ،‬لن فيششه فضششيلتي‬
‫كون الحجر فيه وكونه على قواعد إبراهيم صششلى اللششه علششى نبينششا‬
‫وعليه وسلم واليماني ليششس فيششه إل الثانيششة أي باعتبششار رأسششه فل‬
‫ينافي أن عنده شاذروان كما مر وأما الشاميان فليس لهما شيء‬
‫مششن الفضششيلتين‪ ،‬لن أساسششهما ليششس علششى القواعششد فلششم يسششن‬
‫تقبيلهما ول استلمهما ومن ثم قال الشافعي رضي الله عنششه وأي‬
‫البيت قبل فحسن غير أنا نؤمر بالتباع واستفيد من قوله غير إلى‬
‫آخره أن مراده بالحسن هنا المباح‪) .‬وأن يقشول( سشرا هنشا وفيمشا‬
‫يأتي‪ ،‬لنه أجمع للخشوع نعم يسششن الجهششر لتعليششم الغيششر حيششث ل‬
‫يتأذى به أحد )أول طوافه( وفي كل طوفة‪ ،‬والوتششار آكششد وآكششدها‬
‫الولى )بسم الله( أي أطوف )واللششه أكششبر( أي مششن كششل مششن هششو‬
‫بصورة معبود من حجر أو غيششره ومششن ثششم ناسششب مششا بعششده‪ ،‬وهششو‬
‫)اللهم إيمانا بك( أي أؤمن أو أطوف فهو مفعول مطلق أو لجلششه‬
‫)وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك( أي الذي ألزمنا به نبينا صلى اللششه‬
‫عليششه وسششلم >ص‪ <87 :‬مششن امتثششال الوامششر واجتنششاب النششواهي‬
‫وقيل أمره تعالى بكتب ما وقع يوم }ألست بربكم{ وبإدراجه في‬
‫الحجر وقد يومئ إليه خبر أنه يشهد لمن استلمه بحششق أي إسششلم‬
‫)واتباعا لسنة( أي طريقة )نبيك محمششد صششلى اللششه عليششه وسششلم(‬
‫روى ذلك حديثا ورد بأنه ل يعرف لكن جاء فششي خششبر منقطششع }يششا‬
‫رسول الله كيف نقول إذا استلمنا قال قولوا بسم الله والله أكبر‬
‫إيمانا بالله وتصديقا بما جاء بششه محمششد صششلى اللششه عليششه وسششلم{‬
‫ولما رواه الشافعي رضي الله عنه فششي الم قششال هكششذا أحششب أن‬
‫يقول الرجل عند ابتداء الطواف وفي الرونق يسن رفع يديه حذو‬
‫منكبيه في البتداء كالصلة‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬وإن وافقه بحث المحب‬
‫الطبري أنه يجب افتتاح الطششواف بششالتكبير كالصششلة‪ ،‬لنششه ضشعيف‬
‫أيضا بل شاذ‪ ،‬وإن تبعه بعضهم‪) .‬وليقل قبالة الباب( أي جهته كما‬
‫قاله الشارح‪ ،‬وهو واضح‪ ،‬فإن الظاهر أنه يقوله كالذي قبله‪ ،‬وهششو‬
‫ماش إذ الغالب أن الوقوف فششي المطششاف مضششر وعليششه فل يضششر‬
‫كونهما يستغرقان أكثر من قبالتي الحجر والباب‪ ،‬لن المراد همششا‬
‫وما بإزائهما وكذا في كل ما يأتي )اللهم البيت بيتششك( أي الكامششل‬
‫الواصل لغاية الكمال اللئق به مشن بيشن الشبيوت هشو بيتششك هششذا ل‬
‫غير‪ ،‬وكذا ما بعده‪) .‬والحرم حرمك والمن أمنك وهششذا( أي مقششام‬
‫إبراهيم كما قاله الجويني وقول ابن الصلح إنه غلششط فششاحش بششل‬
‫يعنششي نفسششه ليششس فششي محلششه‪ ،‬لن الول أنسششب وأليششق إذ مششن‬
‫استحضر أن الخليل استعاذ مششن النششار أي بنحششو }ول تخزنششي يششوم‬
‫يبعثون{ أوجششب لششه ذلششك مششن الخششوف والخشششوع والتضششرع مششا ل‬
‫يوجب له الثاني بعض معشاره علششى أنششه لششو لششم يششرد الول لكششان‬
‫ذكره في هذا المحل بخصوصه عاريا عن الحكمة )مقام العائذ بك‬
‫من النار( قيل ل يعرف هذا أثرا ول خبرا )وبين اليمانيين اللهم آتنا‬
‫في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة( فيهما أقشوال كشل منهشا عيشن‬
‫أهم أنواع الحسنة عنده‪ ،‬وهو كالتحكم فالوجه أن مششراده بششالولى‬
‫كل خير دنيششوي يجششر لخيششر أخششروي وبالثانيششة كششل مسششتلذ أخششروي‬
‫يتعلق بالبدن والروح‪) .‬وقنا عذاب النار( سنده صحيح لكششن بلفششظ‬
‫}ربنا{ وبه عبر فششي المجمششوع وفششي روايششة }اللهششم ربنششا{‪ ،‬وهششي‬
‫أفضل ومن ثششم عششبر بهششا الشششافعي رضششي اللششه عنششه قيششل ولفششظ‬
‫}اللهم{ وحده كما وقع في المتن أي والروضة خلفششا لمششن زعششم‬
‫أن عبارتها كعبشارة الشششافعي لشم تششرد‪> .‬ص‪) <88 :‬وليشدع( نششدبا‬
‫)بما شاء( من كل دعاء جائز له ولغيره‪ ،‬والفضل القتصششار علششى‬
‫مششا يتعلششق بشالخرة )ومششأثور الششدعاء( الششامل للشذكر‪ ،‬لن كل قشد‬
‫يطلق ويراد به ما يعم الخر في الطواف بششأنواعه السششابقة‪ ،‬وهششو‬
‫ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحششد مششن الصششحابة‬
‫رضوان الله عليهم أجمعين وبقي منه غير مششا ذكششر أشششياء ذكششرت‬
‫أكثرها مع بيان سندها في الحاشية والحاصششل أنششه لششم يصششح منهششا‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم إل }ربنا آتنا{ إلى آخره }واللهششم‬
‫قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف علي كل غائبة لششي منششك‬
‫بخير{‪ ،‬فإن قلت روى ابن ماجه خبرا فيه فضل عظيم لمن طاف‬
‫أسبوعا ولم يتكلم فيه إل بسبحان الله والحمد لله ول إله إل اللششه‬
‫والله أكبر ول حول ول قوة إل بالله العلي العظيم فلم لم يتعرض‬
‫الصحاب لندب هذه الكلمات في الطششواف قلششت قششد صششرحوا بششه‬
‫في قولهم‪ :‬ومأثور الدعاء أفضل وأشاروا إليششه أيضششا بششذكر حششديثه‬
‫في هذا المبحث‪ .‬فإن قلششت يلششزم عليششه أنششه ل يششأتي بشششيء مششن‬
‫الذكار‪ ،‬لنه شرط فيه أن ل يتكلم في طوافه بغير تلششك الكلمششات‬
‫وهذا مناف لندبهم جميع ما مر في محاله قلت ل يلزم عليه ذلك‪،‬‬
‫وإنما الذي يلزم عليه أنه مع تحصيله بتلك الكلمات التي لششم يششأت‬
‫فيه بغيرها مفضول بالنسبة للتيششان بالذكششار فشي محالهشا وأفضششل‬
‫من القراءة ول محذور في ذلك )أفضل من القراءة( أي الشتغال‬
‫به أفضل من الشتغال بها ولو لنحو }قل هو الله أحششد{ علششى مششا‬
‫اقتضاه إطلقهم خلفا لمن فصل ويوجه بأنها لم تحفظ عنه صلى‬
‫الله عليه وسلم فيه‪ ،‬وحفظ عنه غيرها فدل علششى أنششه ليششس فششي‬
‫محلها بطريق الصالة بل منعها فيه بعضهم فمششن ثششم اكتفششي فششي‬
‫تفضشيل الششتغال بغيرهشا عليهشا بالنسشبة لهشذا المحشل بخصوصشه‬
‫بأدنى مرجح لوروده عن صحابي ولو من طريق ضششعيف علششى مششا‬
‫اقتضاه إطلقهم )وهي أفضل من غير مأثور(‪ ،‬لنها أفضششل الششذكر‬
‫وجاء بسند حسن }من شغله ذكري عن مسألتي أعطيتششه أفضششل‬
‫ما أعطششي السششائلين وفضششل كلم اللششه تعششالى علششى سششائر الكلم‬
‫كفضل الله تعالى على سائر خلقه{‪.‬‬
‫)وأن يرمششل( الششذكر المحقششق )فششي( جميششع )الشششواط( ل تنششافيه‬
‫كراهة الشششافعي والصششحاب تسششمية المششرة شششوطا‪ ،‬لنهششا كراهششة‬
‫أدبية إذ الشششوط الهلك كمششا كششره تسششمية مششا يذبششح عششن المولششود‬
‫عقيقة لشعارها بالعقوق فليست شرعية لصحة ذكر العقيقة فششي‬
‫الحاديث‪ ،‬والشوط فششي كلم ابششن عبششاس وغيششره وحينئذ ل يحتششاج‬
‫إلى اختيار المجمششوع عششدم الكراهششة علششى أنششه يششوهم أن الكراهششة‬
‫المذهب ولكنها خلف المختار وليس كذلك لما علمت أنها كراهششة‬
‫أدبية ل غير‪ ،‬فإن قلت يؤيده كراهة تسششمية العشششاء عتمششة شششرعا‬
‫قلت يفرق بأن ذاك فيه تغيير للفظ الشششارع بخلف هششذا‪) .‬الثلثششة‬
‫الول بأن يسرع مشيه مقاربا خطاه( بأن ل يكششون فيشه وثششوب ول‬
‫عدو >ص‪ <89 :‬مع هز كتفيه )ويمشي على هينته فششي البششاقي(‪،‬‬
‫وهشو الششواط الربعشة للتبشاع فيهمشا رواه مسشلم وسشببه }قشول‬
‫المشركين لما دخل صلى الله عليه وسلم بأصحابه معتمششرا سششنة‬
‫سبع قبل فتح مكة بسنة وهنتهششم حمششى يششثرب أي فلششم يبششق لهششم‬
‫طاقة بقتالنا فأمرهم صلى الله عليه وسشلم بشه ليشري المشششركين‬
‫بقاء قوتهم وجلششدهم وشششرع مششع زوال سششببه ليتششذكر بششه مششا كششان‬
‫المسلمون فيه من الضعف بمكة ثم نعمة ظهور السلم وإعزازه‬
‫وتطهير مكة من المشركين على مششر العششوام والسششنين{ ويرمششل‬
‫الحامل بمحموله ويحرك الراكب دابته ويكششره تششرك ذلششك وقضششاء‬
‫الرمششل فششي الربعششة الخيششرة‪ ،‬لن فيششه تفششويت سششنتها مششن الهينششة‬
‫)ويختششص الرمششل بطششواف يعقبششه سششعي( مطلششوب أراده كطششواف‬
‫معتمر ولو مكيا أحرم من الحرم وحاج أو قارن قدم قبل الوقوف‬
‫أو بعده وبعد نصف الليل ليلة النحر )وفي قول( يختششص )بطششواف‬
‫القدوم(‪ ،‬وإن لم يرد السعي عقبه‪ ،‬لنه الذي رمل فيه صلى اللششه‬
‫عليه وسلم وكان قارنا فششي آخششر أمششره وأجششاب الول بششأنه سششعي‬
‫بعده فليس الرمل فيه لخصوص القدوم‪ ،‬وإن لم يسع‪ ،‬لن الواقع‬
‫خلفه بل لكونه أراد السعي عقبه ولو أراد السعي عقششب طششواف‬
‫القدوم ثم سعى ولم يرمل لم يقضه في طواف الفاضة‪ ،‬وإن لم‬
‫يسع رمل فيه‪ ،‬وإن كان قد رمششل فششي القششدوم‪) .‬وليقششل فيششه( أي‬
‫الرمل أو في المحال التي لم يرد لهششا ذكششر مخصششوص علششى كلم‬
‫فيه في الحاشية )اللهم اجعله( أي ما أنششا متلبششس بششه مششن العمششل‬
‫>ص‪ <90 :‬المصحوب بالذنب والتقصير غالبا بل دائما إذ الششذنب‬
‫مقول بالتشكيك على غيششر الكمششال كششالمغفرة )حجششا مششبرورا( أي‬
‫سليما من مصاحبة الثم‪ ،‬من البر وهو الحسان أو الطاعة ويششأتي‬
‫بهذا ولو في العمرة‪ ،‬لنها تسششمى حجششا أصششغر كمشا ورد فششي خششبر‬
‫)وذنبا( أي واجعل ذنبي ذنبا )مغفورا وسعيا مشكورا( للتباع على‬
‫ما ذكره الرافعي ويقول في الربعة الخيرة أي في تلششك المحششال‬
‫رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنششك أنششت العششز الكششرم اللهششم‬
‫ربنا آتنا في الدنيا حسنة إلى آخره‪) .‬وأن يضطبع( الذكر المحقششق‬
‫ولو صبيا فيسن للولي فعله به )في جميع كل طواف يرمششل فيششه(‬
‫أي يشرع فيه الرمل‪ ،‬وإن لم يرمششل للتبششاع بسششند صششحيح ويكششره‬
‫تركه ولو تركه في بعضه أتى به في باقيه )وكذا( يسن الضششطباع‬
‫)في( جميع )السعي على الصحيح( قياسششا علششى الطششواف ويكششره‬
‫فعله في الصلة كسششنة الطششواف )وهششو( لغششة افتعششال مششن الضششبع‬
‫بإسكان الباء وهو العضد وشرعا )جعل وسششط( بفتششح السششين فششي‬
‫الفصح )ردائه تحت منكبه اليمن وطرفيه على( منكبششه )اليسششر(‬
‫ويدع منكبه اليمن مكشوفا كدأب أهل الشطارة المناسب للرمل‬
‫هذا إذا كان متجششردا إذ الظششاهر فعلششه للبششس ولششو بغيششر عششذر )ول‬
‫ترمششل المششرأة( ومثلهششا الخنششثى )ول تضششطبع(‪ ،‬وإن خل المطششاف‪،‬‬
‫لنهما ل يليقان بهما فيكرهششان لهمششا بششل يحرمششان >ص‪ <91 :‬إن‬
‫قصدا التشبه بالرجال على الوجه خلفا لمن أطلق الحرمة ولمن‬
‫أطلق عدمها‪) .‬وأن يقرب( الشذكر مطلقشا حيشث ل إيشذاء ول تشأذي‬
‫بنحو زحمة )من البيت( تبركا به لشرفه ولنه أيسر لنحو الستلم‬
‫لكن قال الزعفراني الفضششل أن يبعششد منششه ثلث خطششوات ليششأمن‬
‫الطواف على الشاذروان ولعله باعتبار زمنه لما كششان الشششاذروان‬
‫مسطحا يطوف عليه العوام وكششان عرضششه دون ذراع أمششا الن فل‬
‫يأتي ذلك‪ ،‬لن المام المحب الطبري جزاه الله خيششرا اجتهششد فششي‬
‫تسنيمه وتتميمه ذراعا وبقي إلى الن عمل بقول الزرقي وصششنف‬
‫في ذلك جزءا حسنا رأيته بخطه وفي آخره أنه اسششتنتج مششن خششبر‬
‫عائشة }لول قومك حديثو عهد بكفر لهدمت البيت{ الحششديث أنششه‬
‫يجوز التغيير فيه لمصلحة ضرورية أو حاجيششة أو مستحسششنة‪ ،‬وقششد‬
‫ألفت في ذلك كتابا حافل سميته المناهششل العذبششة فششي إصششلح مششا‬
‫وهي من الكعبة دعا إليه خبط جمع جم فيه لمشا وردت المراسشيم‬
‫بعمارة سقفها سنة تسع وخمسين لما أنهششاه سششدنتها مششن خرابششه‪.‬‬
‫)فلو فات الرمل بالقرب لزحمة( أو خشي صدم نسششاء )فالرمششل(‬
‫حيث لم يرج فرجة على قرب عرفا ولم يؤذ أو يتششأذ بوقششوفه )مششع‬
‫بعد( ل يخرج به عن حاششية المطشاف للخلف فشي صشحة طشوافه‬
‫حينئذ )أولى(‪ ،‬لن ما تعلق بذات العبادة أفضل مما تعلششق بمحلهششا‬
‫كالجماعة بغير المسجد الحرام أولى من النفراد به )إل أن يخاف‬
‫صدم النساء( إذا بعد )فالقرب بل رمل أولى( من البعد مع الرمل‬
‫محافظة على الطهارة‪ ،‬ومن ثم لو خاف مع القرب أيضا لمسششهن‬
‫كان ترك الرمل أولى هنا أيضشا ويسشن لتشاركه كالعشدو التشي فشي‬
‫السعي أن يتحرك في مشيه ويرى أنشه لشو أمكنشه أكشثر مششن ذلشك‬
‫لفعل‪) .‬وأن يوالي( عرفا الذكر وغيره )طوافه( اتباعا وخروجا من‬
‫خلف موجبه‪ ،‬ودليل عدم وجوبه القياس على الوضششوء بجششامع أن‬
‫كل منهمششا عبششادة يجششوز أن يتخللهششا مششا ليششس >ص‪ <92 :‬منهششا‬
‫وسششيعلم ممششا يششأتي أول الفصششل نششدب المششوالة بيششن الطششواف‬
‫والركعششتين وبينهمششا وبيششن السششتلم وبينششه وبيششن السششعي‪) .‬و( أن‬
‫)يصلي بعششده ركعششتين( و الفضششل للتبششاع رواه الشششيخان فعلهمششا‬
‫)خلف المقام( الذي أنزل من الجنة ليقوم عليه إبراهيم صلى الله‬
‫على نبينا وعليه وسلم عند بناء الكعبششة لمششا أمششر بششه وأري محلهششا‬
‫بسحابة علششى قششدرها فكششان يقصششر بششه إلششى أن يتنششاول اللششة مششن‬
‫إسماعيل صلى الله عليه وسلم ثم يطول إلى أن يضعها ثششم بقششي‬
‫مع طول الزمن وكششثرة العششداء بجنششب بششاب الكعبششة حششتى وضششعه‬
‫صلى الله عليه وسلم بمحله الن على الصح من اضششطراب فششي‬
‫ذلك‪ ،‬ولما صلى خلفه ركعتي الطششواف قششرأ }واتخششذوا مششن مقششام‬
‫إبراهيم مصلى{ كما قرأ ما يتعلق بالصفا والمشششعر الحششرام عنششد‬
‫وصوله إليهما إعلما للمة بشرفها‪ ،‬وإحياء لذكر إبراهيم كما أحيششا‬
‫ذكره بكما صليت على إبراهيم في كششل صششلة‪ ،‬لنششه الب الرحيششم‬
‫الداعي ببعثة نبينا صلى الله عليه وسلم في هششذه المششة لهششدايتهم‬
‫وتكميلهم‪ ،‬والمراد بخلفه كل ما يصششدق عليششه ذلششك عرفششا وحششدث‬
‫الن في السقف خلفه زينة عظيمششة بششذهب وغيششره فينبغششي عششدم‬
‫الصلة تحتها ويليه في الفضل داخل الكعبة فتحت الميزاب فبقية‬
‫الحجر فالحطيم فوجه الكعبة فبين اليمانيين فبقية المسجد فششدار‬
‫خديجة رضي اللششه عنهششا فمكششة فششالحرم كمششا بينتششه فششي الحاشششية‬
‫وغيرها وتوقف السنوي في داخل الكعبة ردوه بأن فعلهمششا خلششف‬
‫المقام هو الثابت عنه صلى الله عليششه وسششلم وبششأنه ل خلف بيششن‬
‫المة في أفضلية ذلك بل قال الثششوري ول يجششوز فعلهمششا إل خلفشه‬
‫ومالك أن أداءهما يختص به ويرد أيضا بتصريحهم بأن النافلة فششي‬
‫البيت أفضل منها بالكعبة للتبششاع‪) .‬يقششرأ( نششدبا )فششي الولششى( بعششد‬
‫الفاتحششة )}قششل يششا أيهششا الكششافرون{ وفششي الثانيششة( بعششدها أيضششا‬
‫)الخلص( للتباع رواه مسلم >ص‪) <93 :‬ويجهششر( ولششو بحضششرة‬
‫الناس )ليل( وبعد الفجر إلششى طلششوع الشششمس ول يعارضششه خلفششا‬
‫لمششن ظنششه قششولهم يسششن التوسششط فششي نافلششة الليششل بيششن الجهششر‬
‫والسرار‪ ،‬لن محله في النافلة المطلقة ولششو نواهششا مششع مششا سششن‬
‫السرار فيه كراتبة العشاء احتمل ندب الجهر مراعاة لها لتميزهششا‬
‫بالخلف الشهير في وجوبها والسر مراعششاة للراتبششة‪ ،‬لنهششا أفضششل‬
‫منها كما صرحوا به وهذا أقرب ثم رأيت بعضهم بحث أنه يتوسط‬
‫بين السرار والجهششر مراعششاة للصششلتين وفيششه نظششر‪ ،‬لن التوسششط‬
‫بينهما بفرض تصوره وأنه واسطة بينهما ليس فيه مراعاة لواحدة‬
‫منهما على أنهم لم يقولوا به إل في النافلششة المطلقششة كمششا تقششرر‬
‫)وفي قول تجب الموالة( بين أشواطه وبعضها )والصششلة( عقششب‬
‫الطواف الفرض وكذا النفل عند جمع‪ ،‬لنه صلى الله عليه وسششلم‬
‫أتى بهما وقال }خذوا عني مناسككم{ وجششوابه أن ذلششك ل يكفششي‬
‫في الوجوب‪ ،‬وإل لوجب جميع السنن بل ل بد من عدم دال علششى‬
‫النشدب‪ ،‬وقشد دل عليشه فشي المشوالة مشا مشر وفشي الصشلة الخشبر‬
‫المشهور }هل علي غيرهششا قششال ل إل أن تطششوع{ ومحششل الخلف‬
‫في تفريق كثير بأن يغلب على الظن أنه أضرب عششن الطششواف بل‬
‫عذر ومنه إقامة جماعة مكتوبة وفوت جنازة راتبة ل فعششل جنششازة‬
‫ومكتوبة اتسع وقتها‪ ،‬وهو فرض فيكره قطعه علششى الول تسششقط‬
‫بغيرها أي ثم إن نويت أثيب عليها وإل سقط الطلشب فقششط نظيششر‬
‫ما مر في تحية المسجد ونحوها واستشكل هذا بقولهم ل يسششقط‬
‫طلبا ما دام حيا وأجيب بأن محله إذا نفاها عند فعل غيرها وبأنهم‬
‫صرحوا بأن الحتياط أن يصليها بعد فعل الفريضة والفضششل لمششن‬
‫طاف أسابيع فعلها عقب كل ويليه ما لو أخرها إلى ما بعششد الكششل‬
‫ثم صلى لكل ركعتين ويليه ما لو اقتصر على ركعتين للكل وعلى‬
‫الثاني يجب تعددها بعدد السابيع‪ ،‬والقيششام فيهششا ويتوقششف التحلششل‬
‫عليها على وجه الصح خلفه ويصح السعي قبلها اتفاقا‪.‬‬
‫)فرع( من سنن الطواف السكينة والوقار >ص‪ <94 :‬وعدم‬
‫الكلم إل في خير كتعليم جاهششل برفششق إن قششل وسششجدة التلوة ل‬
‫الشكر على الوجه‪ ،‬لنه صلة‪ ،‬وهي تحششرم فيهششا ول تطلششب فيمششا‬
‫يشششبهها ورفششع اليششدين فششي الششدعاء كمششا فششي الخصششال ومنششه مششع‬
‫تشبيههم الطواف بالصلة في كثير من واجبششاته وسششننه الظششاهرة‬
‫فششي أنششه يسششن ويكششره فيششه كششل مششا يتصششور مششن سششنن الصششلة‬
‫ومكروهاتها يؤخذ أن السنة في يدي الطائف إن دعششا رفعهمششا وإل‬
‫فجعلهما تحت صدره بكيفيتهما ثم وأفتى بعضهم بأن الطواف بعد‬
‫الصبح أفضششل مششن الجلششوس ذاكششرا إلششى طلششوع الشششمس وصششلة‬
‫ركعتين وفيه نظر ظاهر بل الصواب أن هششذا الثششاني أفضششل‪ ،‬لنششه‬
‫صح في الخبار أن لفاعله ثواب حجة وعمرة تامتين ولم يرد فششي‬
‫الطواف في الحاديث الصحيحة ما يقارب ذلك ولن بعض الئمششة‬
‫كره الطواف بعد الصبح ولم يكره أحد تلششك الجلسششة بششل أجمعششوا‬
‫علششى نششدبها وعظيششم فضششلها‪ ،‬والشششتغال بششالعمرة أفضششل منششه‬
‫بالطواف على المعتمد إذا استوى زمانهمششا كمششا مششر >ص‪<95 :‬‬
‫والوقوف أفضل منه على الوجه لخبر }الحج عرفة{ أي معظمششه‬
‫كما قالوه ولتوقف صحة الحششج عليششه ولنششه جششاء فيششه مششن حقششائق‬
‫القرب وعموم المغفرة وسعة الحسان ما لم يششرد فششي الطششواف‬
‫واغتفار الصارف فيه مما يدل على أفضليته‪ ،‬لنششه لعظيششم العنايششة‬
‫بحصوله رفقششا بالنششاس لصششعوبة قضششاء الحششج ل لكششونه قربششة غيششر‬
‫مستقلة بل عدم استقلله مما يدل لذلك أيضا‪ ،‬لنه لعزته ل يوجد‬
‫إل مقوما للحج الذي هو من أفضل العبادات بل هششو أفضششلها عنششد‬
‫جماعة فاندفع ادعاء أفضلية الطواف مطلقا أو مششن حيششث تششوقفه‬
‫علششى شششروط الصششلة وشششروط التطششوع بششه فتششأمله‪) .‬ولششو حمششل‬
‫الحلل( واحدا كشان أو أكششثر ولششو محششدثا )محرمشا( لشم يطششف عششن‬
‫نفسه ولو صغيرا لم يميشز لكشن إن كشان حشامله الشولي أو مشأذونه‬
‫المتطهر أيضا لتوقف صحة طوافه على مباشرة الوالي أو مأذونه‬
‫واحدا أو أكثر )وطاف به حسب للمحمول( إن دخل وقت طششوافه‬
‫ووجدت الشروط السابقة فيششه ونششواه الحامششل لششه أو أطلششق ولششم‬
‫يصرفه المحمول عن نفسه‪ ،‬لنه حينئذ كراكششب بهيمششة بخلف مششا‬
‫إذا فقد شرط من ذلك كما لو نواه لنفسه أو لهما فل يقع له وقششد‬
‫يقع للحامششل إن وجششد فيششه شششرطه )وكششذا لششو حملششه( أي المحششرم‬
‫الواحششد >ص‪ <96 :‬أو المتعششدد )محششرم( كششذلك )قششد طششاف عششن‬
‫نفسه( ما تضمنه إحرامه من طواف قششدوم أو ركششن أو لششم يششدخل‬
‫وقت طشوافه‪ ،‬لنشه حينئذ كشالحلل فيشأتي فيشه جميشع مشا مشر فشي‬
‫الحلل )وإل( يكن المحرم الحامل قد طاف عن نفسه وقششد دخششل‬
‫وقششت طششوافه )فالصششح أنششه( أي الشششان أو الحامششل )إن قصششده‬
‫للمحمششول فلششه( أي المحمششول يكششون الطششواف خاصششة حيششث لششم‬
‫يصرفه عن نفسه ويكون الحامل كالدابة‪ ،‬لن شرط الطششواف أن‬
‫ل يصرفه لغششرض آخششر )وإن قصششده( جميعششه )لنفسششه أو لهمششا( أو‬
‫أطلق أو قصده كل لنفسه أو تعدد الحامل وقصششد أحششدهما نفسششه‬
‫والخر المحمول على الوجه )فللحامل( يكششون )فقششط(‪ ،‬لنششه لششم‬
‫يصششرفه عششن نفسششه وطششوافه ل يحتششاج لنيششة ونششازع السششنوي فششي‬
‫قولهما أولهما بما بالغ الذرعي في توهيمه فيه حتى قال إنششه مششع‬
‫كونه ثقة كثير الوهم في النقل والفهم‪ ،‬وإن الحامل له علشى نحشو‬
‫ذلك النزاع مع التساهل حب التغليط‪ .‬ا ه‪ .‬والسنوي أجل مششن أن‬
‫يطلق فيه ذلك لكن الجزاء من جنس العمل كما تدين تدان ويأتي‬
‫ذلك التفصيل في السعي بناء على المعتمد أنه يشترط فيششه فقششد‬
‫الصارف كالطواف وخرج بحمل ما لو جذب ما هششو عليششه كخشششبة‬
‫أو سفينة‪ ،‬فإنه ل تعلق لكل بطوف الخر لكن بحششث جريششان تلششك‬
‫الحكام هنا أيضا‪ ،‬وله وجه نعششم إن قصششد الجششاذب المشششي لجششل‬
‫الجذب بطل طوافه >ص‪ ،<97 :‬لنه صششرفه ولحامششل محششدث أو‬
‫نحوه كالبهيمة فل أثر لنيته‪.‬‬

‫)فصل( في واجبات السعي وكثير من سششننه )يسششن( لششه بعششد‬


‫ركعتي الطواف )أن( يأتي زمزم فيشرب منه ويصب علشى رأسشه‬
‫للتباع كما حررتشه فشي الحاششية ثشم )يسشتلم( نشدبا القشادر الشذكر‬
‫وغيششره بشششرطه )الحجششر بعششد الطششواف وصششلته( وذهششابه لزمششزم‬
‫ويقبله ويضع جبهته عليه على الكيفية السششابقة لتعششود عليششه بركششة‬
‫استلمه في بقية نسكه‪ ،‬فإن عجز فعل ما مر وأفهم كلمه أنششه ل‬
‫يأتي الملتزم ول الميزاب قبششل صششلة الركعششتين ول بعششدهما‪ ،‬وهششو‬
‫كذلك مبادرة للسعي وعدم وروده‪ ،‬ومخالفة الماوردي وغيره في‬
‫ذلك شاذة كما في المجموع قال لمخالفته للحاديث الصحيحة ثم‬
‫صوب ما هو المذهب أنه ل يشتغل عقششب الركعششتين إل بالسششتلم‬
‫ثم الخروج إلى الصفا لكن يعكر عليه ما صح }أنه صلى الله عليه‬
‫وسلم لما فرغ من طوافه قبل الحجر ووضع يده عليه ومسح بهششا‬
‫وجهه‪ ،‬وأنه لما فرغ من صلته عاد إلى الحجر ثم ذهب إلى زمزم‬
‫فشرب منها وصب منها على رأسه ثششم رجششع فاسششتلم الركششن ثششم‬
‫رجع إلى الصفا فقال أبدأ بما بدأ الله به{ قال الزركشششي فينبغششي‬
‫فعل ذلك كله‪ .‬ا ه‪ .‬وفي حديث ضعيف ما يششدل علششى نششدب إتيششان‬
‫الملتزم‪ ،‬وهو يعمل به في الفضائل خلفششا لمششن رده بششأنه ضششعيف‬
‫وعليه فينبغي حمله على ما إذا لم يكن هناك سعي لكن ينبغي أن‬
‫يكون بعد الركعتين لتصريحهم بأن الكمل فيهمششا أن يكونششا عقششب‬
‫الطواف )ثم يخرج من باب الصششفا للسششعي( للتبششاع رواه مسششلم‪،‬‬
‫وهو أعني السعي ركن كما سيصششرح بششه للخششبر الحسششن }يششا أيهششا‬
‫الناس اسعوا‪ ،‬فإن الله سبحانه كتب عليكم السعي{‪) .‬وشششرطه(‬
‫ليقششع عششن الركششن )أن يبششدأ( فششي الولششى ومششا بعششدها مششن الوتششار‬
‫)بالصفا(‪ ،‬وهو بالقصر طرف جبل أبي قبيس وشششهرته تغنششي عششن‬
‫تحديده‪ ،‬وهو أفضل من المروة كما بينته في الحاشششية ويبششدأ فششي‬
‫الثانية وما بعششدها مششن الشششفاع بششالمروة والن عليهششا عقششد واسششع‬
‫علمة على أولها >ص‪ <98 :‬فلو ترك خامسة مثل جعل السابعة‬
‫خامسة‪ ،‬وأتى بسادسة وسابعة وذلششك لمششا صششح }أنششه صششلى اللششه‬
‫عليه وسلم بدأ به أي وختم بالمروة{ كما يأتي وقال }ابدءوا بمششا‬
‫بدأ الله به{‪) .‬وأن يسعى سبعا( يقينششا‪ ،‬فششإن شششك فكمششا مششر فششي‬
‫الطواف )ذهابه من الصفا إلى المروة مرة وعوده منها إليه( مرة‬
‫)أخرى(‪ ،‬لنه صلى الله عليه وسلم }بدأ بالصفا وختششم بششالمروة{‬
‫رواه مسلم فاندفع قول جمع أنهما مرة إذ يلزمهم الختششم بالصششفا‬
‫ومن ثم لم يسن رعاية خلفهم لشذوذه ويجب استيعاب المسافة‬
‫في كل بأن يلصق عقبه أو عقب أو حافر مركوبه بأصل ما يذهب‬
‫منه ورأس إصبع رجليه أو رجل أو حافر مركششوبه بمششا يششذهب إليششه‬
‫وبعض درج الصفا محدث فليحتط فيه بالرقي حتى يتيقن وصششوله‬
‫للدرج القديم كذا قاله المصنف وغيره )قوله‪ :‬التأنيث( كذا بأصششل‬
‫الشيخ رحمه الله تعالى بخطه‪ ،‬وهو سششبق قلششم عششن التششذكير‪ .‬ا ه‬
‫من هامش >ص‪ <99 :‬ويحمل على أن هذا باعتبششار زمنهششم وأمششا‬
‫الن فليس فيه شششيء محششدث لعلششو الرض حششتى غطششت درجششات‬
‫كثيرة‪) .‬وأن يسعى بعد طواف ركششن أو قششدوم(‪ ،‬لنششه الششوارد عنششه‬
‫صلى الله عليه وسلم بل حكي فيه الجماع فل يجوز بعششد طششواف‬
‫نفل كأن أحرم من بمكة بحج منها ثم تنفل بطواف وأراد السششعي‬
‫بعده كما في المجموع وقششول جمششع بجششوازه حينئذ ضششعيف كقششول‬
‫الذرعي في توسطه الذي تبين لي بعد التنقيب أن الراجح مششذهبا‬
‫صحته بعد كل طواف صحيح بأي وصف كششان ل بعششد طششواف وداع‬
‫بل ل يتصور كما قاله وقوعه بعده‪ ،‬لنه ل يسمى طششواف وداع إل‬
‫إن كان بعد التيان بجميع المناسك ومن ثم لششو بقششي عليششه شششيء‬
‫منها جاز له الخروج من مكة بل وداع لعدم تصوره في حقه حينئذ‬
‫وتصوره فيمن أحرم بحج من مكة ثم أراد خروجششا قبششل الوقششوف‪،‬‬
‫لنه يسن له طشواف الشوداع ل نظشر إليشه‪ ،‬لن كلمهمشا كمشا قشاله‬
‫الذرعي في طواف الوداع المشروع بعششد فششراغ المناسششك ل فششي‬
‫كل وداع وقول جمع في هذه الصورة أن له السعي بعده إذا عششاد‬
‫ضعيف كما في المجموع وإذا أراد السعي بعد طواف القدوم كما‬
‫هو الفضل‪ ،‬لنه الذي صح عنه صلى الله عليششه وسششلم لششم تلزمششه‬
‫الموالة بينهما بششل لششه تششأخيره‪ ،‬وإن طششال لكششن )بحيششث ل يتخلششل‬
‫بينهما( أي السعي وطواف القدوم )الوقوف بعرفششة(‪ ،‬لنششه يقطششع‬
‫تبعيته للقدوم قبله فيلزمه تششأخيره إلششى مششا بعششد طششواف الفاضششة‬
‫>ص‪<100 :‬‬
‫)تنبيه( أحرم بالحج من مكة ثم خرج ثم عاد لها قبل الوقششوف‬
‫فهششل يسششن لششه طششواف القششدوم نظششرا لششدخوله أو ل نظششرا لعششدم‬
‫انقطاع نسبته عنها أو يفرق بين أن ينوي العود إليها قبل الوقوف‬
‫أو ل كل محتمل‪ ،‬ولو قيل بالثششالث لششم يبعششد إل أن إطلقهششم نششدبه‬
‫للحلل الشامل لما إذا فارق عازما على العود ثم عششاد يؤيششد الول‬
‫ثم رأيت في كلم المحب الطبري ما يصششرح بششالول ويفششرق بينششه‬
‫وبين عدم وجوب طواف الوداع على الخارج المذكور بأن طششواف‬
‫الششوداع إنمششا يكششون بعششد فششراغ المناسششك كلهششا‪ ،‬ول كششذلك طششواف‬
‫القدوم وعليه فيجزئ السعي بعده ويفرق بينه وبين من عاد لمكة‬
‫بعد الوقوف وقبل نصف الليل‪ ،‬فإنه يسششن لششه القششدوم ول يجششزئه‬
‫السعي حينئذ بأن السعي متى أخر عن الوقوف وجب وقوعه بعد‬
‫طواف الفاضة )ومن سعى بعد( طواف )قدوم ولم يعده( أي لششم‬
‫يندب له إعادته بعد طواف الفاضشة بششل يكششره‪} ،‬لنششه صشلى اللشه‬
‫عليشه وسشلم وأصشحابه لشم يسشعوا إل بعشد طشواف القشدوم{ رواه‬
‫مسلم ومن ثم لم يسن للقارن رعاية خلف موجبها ومششر وجوبهششا‬
‫>ص‪ <101 :‬على مششن كمششل قبششل فششوات الوقششوف‪) .‬ويسششتحب(‬
‫للذكر )أن يرقى على الصششفا والمششروة قششدر قامششة( للتبششاع فيهمششا‬
‫رواه مسلم والرقي الن بالمروة متعذر لكن بآخرها دكششة فينبغششي‬
‫رقيها عمل بالوارد ما أمكششن أمششا المششرأة والخنششثى فل يسششن لهمششا‬
‫رقي ولو فششي خلششوة علششى الوجششه الششذي اقتضششاه إطلقهششم خلفششا‬
‫للسنوي ومن تبعه اللهم إل إذا كانا يقعان فششي شششك لششول الرقششي‬
‫فيسن لهما حينئذ على الوجه احتياطا )فإذا رقششي( بكسششر القششاف‬
‫الذكر وغيره واشتراط الرقي ليس قيدا في ندب مششا بعششده لنششدبه‬
‫لغير الراقي أيضا بل في حيازة الفضل ل غير اسششتقبل ثششم )قششال‬
‫الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكششبر علششى مششا هششدانا‬
‫والحمد لله على مششا أولنششا ل إلششه إل اللششه وحششده ل شششريك لششه لششه‬
‫الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده( أي قدرته وقوته )الخير‪ ،‬وهو‬
‫علششى كششل شششيء قششدير( للتبششاع رواه مسششلم إل يحيششي ويميششت‬
‫فالنسائي بسند صحيح وإل }بيده الخيششر{ فششذكره الشششافعي قيششل‬
‫ولم يرد زاد مسلم بعد قششدير }ل إلششه إل اللششه وحششده أنجششز وعششده‬
‫ونصر عبده وهزم الحزاب وحده{ )ثم يدعو بمششا شششاء دينششا ودنيششا‬
‫قلت ويعيد الذكر والدعاء ثانيششا وثالثششا واللششه أعلششم( لمششا فششي خششبر‬
‫مسلم }بعدما ذكر ثم دعا بين ذلك قال هذا ثلث مششرات{ وبحششث‬
‫الذرعي أن الدعاء بأمر الدنيا مباح فقط كمشا فشي الصشلة‪) .‬وأن(‬
‫يكون ماشيا وحافيا إن أمن تنجس رجليه وسششهل عليششه ومتطهششرا‬
‫ومستورا والفضل تحري خلو المسششعى أي إل إن فششاتت المششوالة‬
‫بينه وبين الطواف كما هو ظاهر للخلف في وجوبها وقياسه ندب‬
‫تحري خلو المطاف حيث لم يؤمر بالمبادرة به ول يكششره الركششوب‬
‫اتفاقا على ما في المجموع >ص‪ <102 :‬لكن روى الترمذي عن‬
‫الشششافعي كراهتششه إل لعششذر ويؤيششده أن جمعششا مجتهششدين قششائلون‬
‫بامتناعه لغير عذر إل أن يجاب بأنهم خالفوا مششا صششح }أنششه صششلى‬
‫اللششه عليششه وسششلم ركششب فيششه{ وأن يششوالي بيششن مراتششه بششل يكششره‬
‫الوقوف فيه لحديث أو غيره وبينه وبيششن الطششواف ومششر أنششه يضششر‬
‫صرفه كالطواف لكن ل يشترط لششه كيفيششة مثلششه‪ ،‬لن القصششد هنششا‬
‫قطع المسافة وأن )يمشي أول السعي وآخره( على هينته )و( أن‬
‫)يعدوا الذكر( ل غيره مطلقا عدوا شديدا طاقته حيث ل تششأذي ول‬
‫إيذاء قاصدا السنة ل نحو المسابقة )فششي الوسششط( للتبششاع فيهمششا‬
‫رواه مسلم ويحششرك الراكششب دابتششه‪ ،‬والمششراد بالوسششط هنششا المششر‬
‫التقريبي إذ محل العدو أقرب إلى الصفا منششه إلششى المششروة بكششثير‬
‫)وموضع النوعين( أي المشششي والعششدو )معششروف( فموضششع العششدو‬
‫قبل الميل الخضر بركن المسجد وحدث مقابلة آخششر بسششتة أذرع‬
‫إلششى أن يتوسششط الميليششن الخضششرين أحششدهما بجششدار دار العبششاس‬
‫رضي الله عنه‪ ،‬وهي الن رباط منسوب إليه والخر دار المسششجد‬
‫وما عدا ذلك محل المشي‪.‬‬

‫)فصل في الوقوف بعرفة( وبعض مقدماته وتوابعه )يسششتحب‬


‫للمام( إذا حضر الحج )أو منصششوبه( لقامششة الحششج ونصششبه واجششب‬
‫على المام )أن يخطب بمكة( وكونها عند الكعبة أو ببابها حيششث ل‬
‫منبر أفضل >ص‪ <103 :‬قال المششاوردي محرمششا واسششتغربه فششي‬
‫المجموع ومع ذلك قال إنه محتمل أي‪ :‬ومن ثم كان العمششل عليششه‬
‫ويفتتحها المحرم بالتلبية وغيره بالتكبير وبحث المحب الطبري أن‬
‫من توجهوا لعرفة قبل دخول مكششة يسششن لهششم ذلششك غريششب )فششي‬
‫سابع ذي الحجة( ويسششمى يششوم الزينششة‪ ،‬لنهششم كششانوا يزينششون فيششه‬
‫هوادجهم )بعد صلة الظهر( أو الجمعة ويظهششر تقييششد نششدبها بششأداء‬
‫فعل الظهر فتفوت بفوات أدائها‪ ،‬لن المششدار فششي العبشادات علششى‬
‫التباع ما أمكن‪ ،‬وهو صلى الله عليه وسلم لم يفعلها إل بعششد أداء‬
‫الظهر فل تفعل فيما بعد ذلك خطبة )فردة يأمر فيها( المتمتعيششن‬
‫والمكييششن بطششواف الششوداع بعششد إحرامهششم وقبششل خروجهششم‪ ،‬لنششه‬
‫منششدوب لهششم لتششوجههم لبتششداء النسشك دون المفرديششن والقششارنين‬
‫لتششوجههم لتمششامه جميششع الحجششاج )بالغششدو( أي‪ :‬السششير بعششد صششبح‬
‫الثامن ويسمى يوم التروية‪ ،‬لنهم كانوا يتروون الماء فيه لقلته إذ‬
‫ذاك بتلك الماكن )إلى منى( بحيث يكونون بهششا أول الششزوال ومششا‬
‫وقع لهما في موضششع آخششر أن السششير بعششد الششزوال ضششعيف وعلششى‬
‫الول يسشتثنى مششن تلزمششه الجمعشة كحشاج انقطشع سششفره إذا كشان‬
‫الثششامن الجمعششة فل يجششوز لششه الخششروج بعششد الفجششر إل إن عششذر أو‬
‫أقيمت صحيحة بمنى )تنششبيه( مششر وجششوب صششوم الستسششقاء بششأمر‬
‫المام أو منصوبه وقياسه وجوب ما يأمر به أحدهما هنا بجامع أنه‬
‫مسنون أمر به فيهما وقد يفرق بأن في الصوم ثششم عششود مصششلحة‬
‫عامة على المسلمين‪ ،‬لنه قد يكششون السششبب فششي الغيششث بخلفششه‬
‫>ص‪ <104 :‬هنا نعم م ر ثم مششا يعلششم منششه أن مششا فيششه مصششلحة‬
‫عامة يصششير بششأمره واجبششا باطنششا أيضششا بخلف مششا ليششس فيششه تلششك‬
‫المصلحة ل يجب إل ظاهرا فقط فكذا يقال هنا ل يجب إل ظششاهرا‬
‫ومر ثم أيضا ما يعلم منه أن ولية القضاء تشمل ذلك وحينئذ فهل‬
‫الخطيب الذي وله المام الخطابة ل غير كذلك‪ ،‬أو يفرق بأن مششن‬
‫شششأن القضششاء النظششر فششي المصششالح العامششة بخلف الخطابششة‬
‫)ويعلمهم( في هذه الخطبة )ما أمامهم مششن المناسششك( كلهششا كمششا‬
‫أفاده كلمه كغيره ونص عليه في الملء‪ ،‬وهو الكمل لترسخ فششي‬
‫أذهانهم بإعادتها في الخطب التية ولن كثيرا منهششم قششد ل يحضششر‬
‫فيما بعدها لكثرة أشغالهم أو إلى الخطبة الخششرى كمششا صششرح بششه‬
‫الرافعي وغيره قيل وهذا هو الكمششل لن المسششائل العلميششة كلمششا‬
‫قلت حفظت وضبطت ويرده خبر البيهقي بسند جيد }كششان صششلى‬
‫الله عليه وسششلم إذا كششان قبششل يششوم الترويششة بيششوم خطششب النششاس‬
‫وأخبرهم بمناسكهم{ فالجمع المضاف فيه دليل لما قلناه وأفهششم‬
‫قوله ما أمامهم أنه ل يتعرض لما قبل الخطبة التي هششو فيهششا ولششو‬
‫قيل ينبغي التعرض له أيضا ليعرفه‪ ،‬أو يتذكره من أخل به لم يبعد‬
‫)و( أن )يخرج بهم( في غير يوم الجمعة وفيه إن لششم تلزمهششم وإل‬
‫فقبل الفجر ما لم تتعطل الجمعة بمكة >ص‪) <105 :‬مششن( بعششد‬
‫صلة صبح )غد( والفضششل ضششحى للتبششاع )إلششى منششى و( يسششتحب‬
‫للحجاج كلهم أن )يبيتوا بها( وأن يصلوا بهششا العصششرين والعشششاءين‬
‫والصششبح للتبششاع رواه مسششلم والولششى صششلتها بمسششجد الخيششف‬
‫والنزول بمنزله صلى الله عليه وسششلم‪ ،‬أو قريششب منششه‪ ،‬وهششو بيششن‬
‫منحششره وقبلششة مسششجد الخيششف‪ ،‬وهششو إليهششا أقششرب )فششإذا طلعششت‬
‫الشمس( أي‪ :‬أشرقت على ثبير‪ ،‬وهو المطل على مسجد الخيف‬
‫قاله المصنف وغيره‪ ،‬وإن اعترضه المحب الطبري وقششال بششل هششو‬
‫مقابله الذي على يسار الذاهب لعرفة وجمع بأن كل يسمى بششذلك‬
‫ومع تسليمه المراد الول أيضا )قصدوا عرفات( من طريق ضششب‬
‫وكأنه الذي ينعطف عششن اليميششن قششرب المشششعر الحششرام مكششثرين‬
‫للتلبية والذكر وما حدث الن من مششبيت أكششثر النششاس هششذه الليلششة‬
‫بعرفة بدعة قبيحة اللهم إل من يخاف زحمة‪ ،‬أو على محترم ولششو‬
‫بات بمنى‪ ،‬أو وقششع شششك فششي الهلل يقتضششي فششوت الحششج بفششرض‬
‫المبيت فل بدعة في حقه ومن أطلق ندب المبيت بها عند الشششك‬
‫فقد تسششاهل إذ كيششف تششترك السششنة وحجششه مجششزئ بتقششدير الغلششط‬
‫إجماعا فالوجه التقييد بما ذكرته )قلت( وإذا ساروا من منششى بعششد‬
‫الصششبح إلششى عرفششة فالسششنة لهششم أنهششم )ل يششدخلونها بششل يقيمششون‬
‫بنمرة(‪ ،‬وهي بفتح فكسر وبفتح‪ ،‬أو كسر فسكون محششل معششروف‬
‫ثم )بقرب عرفات حتى تزول الشمس واللششه أعلششم( للتبششاع رواه‬
‫مسلم ويسن الغسل بهشا للوقشوف كمشا مشر مشع بيشان وقتشه )ثشم(‬
‫عقب الزوال يذهب إلى مسجد إبراهيششم صششلى اللششه عليششه وسششلم‬
‫خلفا لمن نازع في هذه النسبة وزعم أنه منسششوب لبراهيششم أحشد‬
‫أمراء بني العباس المنسوب إليه بشاب إبراهيشم بالمسشجد الحشرام‬
‫وصدر من عرنة بضم أوله وبالنون وآخره مششن عرفششة وبينششه وبيششن‬
‫الحششرم نحششو ألششف ذراع و )يخطششب المششام بعششد الششزوال( النششاس‬
‫)خطبتين( قبل الصلة ويعلمهم في أولهما ما أمامهم كله‪ ،‬أو إلى‬
‫الخطبة الخرى نظير ما مر ويحرضششهم علششى إكثششار مششا يششأتي فششي‬
‫عرفة ثم يجلس بقدر سورة الخلص فإذا قام للخطبة الثانية أخذ‬
‫المؤذن في الذان ل القامة على المعتمد ويخففها بحيث يفرغهششا‬
‫مع فراغ الذان ولم ينظر لمنعشه سششماعها‪ ،‬لن القصششد بهششا مجششرد‬
‫الدعاء وللمبادرة إلى اتساع وقت الوقششوف )ثششم( يقيششم و )يصششلي‬
‫بالناس( >ص‪ <106 :‬الذين يجوز لهم القصششر وهششم الن قليلششون‬
‫جدا إذ أكثر الحجيج يدخلون مكة قبل الوقششوف بششدون أربعششة أيششام‬
‫كوامل بنية إقامة فوق أربعة أيام بها بعده وقد مر في باب صششلة‬
‫المسافر بيان أن سفرهم هل ينقطع بذلك‪ ،‬أو ل )الظهر والعصر(‬
‫قصرا و )جمعا( للتباع رواه مسششلم ويسششر بششالقراءة وهششذا الجمششع‬
‫بسبب السفر ل النسششك علششى الصششح فل يجششوز لمششن ل يجششوز لششه‬
‫القصر ويسن للمام إعلمهم بقوله بعد سلمه أتمششوا ول تجمعششوا‪،‬‬
‫فإنا قششوم سشفر وبقشي خطبتششان مششروعتان إحشداهما يشوم النحشر‬
‫والخرى ثالثه بمنى والربعة فششرادى وبعششد صششلة الظهششر إل الششتي‬
‫بنمرة وإذا فرغوا من الصلة سن لهم أن يبششادروا إلششى عرفششة )و(‬
‫أن )يقفوا( بها )إلى( تكامل )الغروب( للتباع وخروجششا مششن خلف‬
‫من أوجب الجمع بين الليل والنهار وسيأتي أن أصل الوقوف ركن‬
‫قيل فششي تركيبششه نظششر إذ تقششديره يسششتحب للمششام أو منصششوبه أن‬
‫يقفوا فلو أفرده فقال ويقف وكذا ما بعششده لكششان أولششى ا ه ويششرد‬
‫بأنه خص المام‪ ،‬أو نائبه بما يختص به بنحششو يخطششب ويخششرج بهششم‬
‫وعمه وغيره بما ل يختص به بنحششو يششبيتوا وقصششدوا وذلششك التقششدير‬
‫يدفعه ما تقرر المعلوم مششن صششنيعه فل اعششتراض عليششه )ويششذكروا‬
‫الله تعالى ويدعوه ويكثروا التهليل( والوارد من ذلششك أولششى ومششن‬
‫ثم اختص الكثار بالتهليل لخبر الترمششذي وحسششنه }أفضششل الششدعاء‬
‫دعاء يوم عرفة >ص‪ <107 :‬وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي‬
‫ل إله إل الله وحده ل شريك له له الملك ولششه الحمششد‪ ،‬وهششو علششى‬
‫كل شيء قدير{ وروى المستغفري خبر }مششن قششرأ قششل هششو اللششه‬
‫أحد ألف مرة يوم عرفة أعطي مششا سششأل{ ويقششرأ سششورة الحشششر‬
‫ويستغفر للمؤمنين والمؤمنات لما صح }اللهم اغفر للحاج ولمششن‬
‫استغفر له الحاج{ ويسششتفرغ جهششده فيمششا يمكنششه مششن ذلششك ومششن‬
‫الخضوع والذلة وتفريغ الباطن والظاهر من كل مذموم‪ ،‬فإنه فششي‬
‫موقف تسكب فيه العبرات وتقال فيه العثرات وروى البيهقي عن‬
‫ابن عباس }رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يششدعو بعرفششة‬
‫يداه إلى صدره كاستطعام المسكين{ كيف‪ ،‬وهششو أعظششم مجششامع‬
‫الدنيا وفيه من الولياء والخواص ما ل يحصى وصح أن الله يباهي‬
‫بالواقفين الملئكة ويسن للذكر كامرأة في هودج أن يقششف راكبششا‬
‫ومتطهرا ومستقبل القبلة وبموقف رسول اللششه صششلى اللششه عليششه‬
‫وسششلم >ص‪ <108 :‬أو قريششب منششه‪ ،‬وهششو معششروف وأن يكششثر‬
‫الصدقة وأفضلها العتق وأن يحسن ظنه بربه تعالى ومششن ثششم لمششا‬
‫رأى الفضيل رضي الله عنه بكششاء النششاس بعرفششة ضششرب لهششم مثل‬
‫ليرشدهم إلى ذلك بأنهم مع كثرتهم لو ذهبوا لرجل فسألوه دانقششا‬
‫ما خيبهم فكيف بأكرم الكرماء والمغفشرة عنشده دون دانشق عنشدنا‬
‫وصح خبر }ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدا مششن النششار مششن‬
‫يوم عرفة{ وليحذر من صعود جبل الرحمششة بوسششط عرفششة‪ ،‬فششإنه‬
‫بدعة خلفا لجمع زعموا أنه سنة وأنه موقف النبياء )فششإذا غربششت‬
‫الشششمس( جميعهششا )قصششدوا مزدلفششة( علششى طريششق المششأزمين أي‬
‫الجبلين وعليهم السكينة والوقار مكثرين من التلبيششة قششال القفشال‬
‫والتكبير وكذا في الششذهاب مششن مزدلفششة لمنششى وعلششى خلف كلم‬
‫القفال الذي أطبق عليه الصحاب فيمششا مششر أن إحيششاء ليلششة العيششد‬
‫بالتكبير إلى خروج المام لصلته سنة محله في غير الحاج ما دام‬
‫لم يتحلل كما مر ثم ومن وجد فرجششة أسششرع وأمششا مششا اعتيششد مششن‬
‫التزاحم بين العلمين ثم الحاجزين بين نمرة وعرفة‪ ،‬أو بين الحششل‬
‫والحرم ومن إيقاد الشموع ليلة التاسع بعرفششة فبششدعتان قبيحتششان‬
‫مذمومتان يتولد منهما مفاسد ل تحصى )وأخروا( أي المسششافرون‬
‫الذين يجوز لهم القصر لهم القصششر لمششا مششر أن الجمششع للسششفر ل‬
‫للنسك على الصح )المغرب( ندبا )ليصلوها مع العشاء بمزدلفششة(‬
‫من الزدلف‪ ،‬وهو القرب لقربهم من منى أو الجتماع لجتماعهم‬
‫بها وتسمى جمعا لذلك‪ ،‬أو للجمع بين الصششلتين فيهششا‪ ،‬أو لجتمششاع‬
‫آدم وحواء صلى الله عليششه وسششلم بهمششا )جمعششا( أي‪ :‬جمششع تششأخير‬
‫للتباع رواه الشيخان ويسن بعد صلة المغرب إناخة كل جمله ثم‬
‫يعقلششه ثششم يصششلون العشششاء ثششم يحلششون للتبششاع >ص‪ <109 :‬ثششم‬
‫يصلون الرواتب والوتر هششذا إن ظنششوا وصششولها قبششل مضششي وقششت‬
‫اختيار العشاء وإل صلوهما بالطريق )وواجششب الوقششوف حضششوره(‬
‫أي‪ :‬المحرم )بجزء مششن أرض عرفششات(‪ ،‬وهششي معروفششة‪ ،‬وإن كششثر‬
‫اختلفهم في بعض حدودها لخبر مسلم }وقفت ههنا وعرفة كلهششا‬
‫موقف{ ول يشترط فيه مكث ول قصد بل لو قصد غيره لم يششؤثر‬
‫ومن ثم أجزأ )وإن( لم يعلم أن اليششوم يششوم عرفششة ول أن المكششان‬
‫مكانها ولو )كان مارا في طلب آبششق ونحششوه( وفششارق مششا مششر فششي‬
‫الطواف بأنه قربة مستقلة أشبهت الصلة بخلف الوقوف وألحق‬
‫السعي والرمي بالطواف‪ ،‬لنه عهد التطششوع بنظيرهمششا ول كششذلك‬
‫الوقوف )تنبيه( لو شك في المحل الذي وقششف فيششه هششل هششو مششن‬
‫عرفة فقياس ما مر في الميقات أن له الجتهاد والعمل بما يغلب‬
‫على ظنه ويحتمل أنه ل بد من اليقين لسششهولة الطلع عليششه هنششا‬
‫لشهرة عرفة وعلم أكثر الناس بها بخلفه ثششم‪ ،‬وإنمششا يجشزئ ذلشك‬
‫الحضششور )بشششرط كششونه محرمششا( أهل للعبششادة >ص‪ <110 :‬ل‬
‫مغمى عليه فل يجششزئه إذ ل أهليششة فيششه للعبششادة ومثلششه بالمسششاواة‬
‫سكران تعدى‪ ،‬أو ل وبالولى مجنون كذلك نعم يقع لهششم نفل كمششا‬
‫قاله‪ ،‬وإن أطال جمع في اعتراضه ويوافقه قولهم شرط الصششحة‬
‫المطلقة السلم فمن عبر بفاته الحج أراد فششاته فرضششه إذ شششرط‬
‫حسبانه عن الفرض كونه أهل عنششد الحششرام والوقششوف والطششواف‬
‫والسعي والحلق قيل ظاهر المتن أنه ل يقع للمغمى عليه مطلقششا‬
‫بخلف المجنون والفرق أن المغمى عليششه ل ولششي لششه ا ه ويبطششل‬
‫فرقه ما يأتي أوائل الحجششر أنشه يششولي عليشه إذا أيششس مششن إفششاقته‬
‫فالحق أنششه حينئذ والمجنششون سششواء كمششا تقششرر )ول بششأس بششالنوم(‬
‫المستغرق كما في الصوم )ووقت الوقوف من الزوال( أي‪ :‬عقبه‬
‫)يوم عرفة( للتباع المندفع به مششع قششوله صششلى اللششه عليششه وسشلم‬
‫}خذوا عني مناسككم{ قول أحمشد بششدخوله قبلشه وفششي وجشه أنشه‬
‫يشترط مضي قدر صلة الظهر ويرده نقل جمع كابن المنذر وابن‬
‫عبد البر الجماع على دخوله بالزوال وبه يندفع أيضا قششول شششارح‬
‫ينبغي اعتبار مضي قدر الظهر والعصششر والخطبششتين للتبششاع وكمششا‬
‫قالوا بمثله في دخول وقت الضحية وقد بسطت رده مششع الفششرق‬
‫في شرح الرشاد وفرق بعضهم بما فيه نظر ظاهر للمتأمل‪ ،‬وإن‬
‫قال إنه فرق دقيق واستدل بقاعدة أصولية إذ هي ل تشهد له بششل‬
‫عليه وأحسن من فرقه أن الترتيب ثم لم يؤخذ إل من نصه صششلى‬
‫الله عليه وسلم على أن من ذبح قبل ذلششك لششم تصششح أضششحيته ول‬
‫كذلك هنشا فحملنشا فعلشه عمل بشذلك الجمشاع المتقشدم علشى خشبر‬
‫}خذوا عني مناسششككم{ علششى أنششه لحيششازة فضششيلة أول الششوقت ل‬
‫لكونه شرطا في دخول وقت الوقوف )والصحيح بقاؤه إلششى فجششر‬
‫يوم النحر( لما صح }أنه صلى الله عليششه وسششلم قششال حيششن خششرج‬
‫للصششلة يششوم النحششر بمزدلفششة مششن أدرك معنششا هششذه الصششلة وأتششى‬
‫عرفات قبل ذلك ليل‪ ،‬أو نهارا فقد تششم حجششه وقضششى تفثششه{ وأنششه‬
‫قال }من جششاء ليلششة جمششع قبششل صششلة الصششبح >ص‪ <111 :‬فقششد‬
‫أدرك حجه{ وفيه‪ ،‬لنه إنمشا سشماها ليلشة جمشع ردا لمشا قيشل إنهشا‬
‫تسمى ليلة عرفة وإن هذا مستثنى من كون الليششل يسششبق النهششار‬
‫وكششأن قششائله تششوهمه مششن إعطائهششا حكششم يششوم عرفششة فششي إدراك‬
‫الوقوف‪ ،‬وهو فاسد كما هو ظششاهر )فلششو( )وقششف نهشارا ثششم فششارق‬
‫عرفة قبل الغروب ولم يعد( إليها قبششل فجششر النحششر‪ ،‬أو ليل فقششط‬
‫)أراق دما(‪ ،‬وهو دم الششترتيب والتقششدير )اسششتحبابا( لخششبر فقششد تشم‬
‫حجه ولو وجب الدم لنقص حجه واحتاج للجبر )وفي قششول يجششب(‬
‫لنه ترك نسكا )وإن عاد فكان بها عند الغروب فل دم(‪ ،‬لنه جمششع‬
‫بين الليل والنهار )وكذا إن عاد ليل في الصح( لذلك )ولو( )وقفوا‬
‫اليوم( الحادي عشر لم يجز مطلقا‪ ،‬أو )العاشششر( أو ليلششة الحششادي‬
‫عشر )غلطا( أي غالطين‪ ،‬أو لجل الغلط سواء أبان بعد الوقششوف‬
‫أم في أثنائه أم قبله بأن غم هلل الحجشة فششأكملوا القعشدة ثلثيششن‬
‫ثم ثبتت رؤيته ليلة الثلثين وهم بمكششة ليلشة العاشششر ولششم يتمكنششوا‬
‫من المضششي لعرفششة قبششل الفجششر >ص‪ <112 :‬ودخششول هششذا فششي‬
‫تقدير غالطين باعتبار وقوع الغلط الماضي منهم مجششاز شششائع بششل‬
‫قال جمع أصوليون إن ذلك حقيقششة فزعششم تعيششن المفعششول لجلششه‬
‫ممنوع )أجزأهم( إجماعا لمشقة القضاء عليهم مع كثرتهم مشششقة‬
‫عظيمة ولنهم ل يأمنون وقششوع مثلششه فششي القضششاء وخششرج بششالغلط‬
‫بالمعنى المذكور مششا لششو وقششع ذلششك بسششبب الحسششاب فل يجزئهششم‬
‫لتقصيرهم وإذا وقفوا في ذلششك كششان أداء ل قضششاء فتحسششب أيششام‬
‫التشريق لهم على حساب وقششوفهم كمششا بينتششه فششي الحاشششية مششع‬
‫فروع غريبشة ل يسشتغنى عشن مراجعتهشا )إل أن يقلشوا علشى خلف‬
‫العادة( في الحجيششج )فيقضششون( حجهششم هششذا )فششي الصششح( لعششدم‬
‫المشقة العامة )وإن وقفوا في( اليوم )الثششامن غلطششا( بششأن شششهد‬
‫اثنان برؤية الهلل ليلة ثلثشي القعشدة ثشم بانششا فاسشقين )وعلمشوا(‬
‫بذلك )قبل فوت الششوقت وجشب الوقشوف فشي الشوقت( تششداركا لشه‬
‫)وإن علموا بعده وجب القضاء( لهذه الحجة فششي عششام آخششر )فششي‬
‫الصح(‪ ،‬وإن كثروا فارق ما مر بأن تأخير العبادة عن وقتها أقرب‬
‫إلى الحتساب من تقديمها عليه وبششأن الغلششط بالتقششديم إنمششا نشششأ‬
‫عن غلط حساب‪ ،‬أو غلط شهود‪ ،‬وهو يمكن الحتراز عنه‬

‫)فصل( في المبيت بمزدلفشة وتشوابعه ولكشون مشا فيشه أعمشال‬


‫مرتبششة علششى مششا قبلهششا عطفهششا عليششه فقششال )ويششبيتون( وجوبششا أي‬
‫الدافعون من عرفة بعششد الوقششوف )بمزدلفششة( للتبششاع فيجششبر بششدم‬
‫وقيل سنة ورجحه الرافعششي وقيششل ركششن وعليششه كششثيرون واختششاره‬
‫السبكي ويحصل بلحظة من النصف الثاني ولو بالمرور كما صرح‬
‫به جمع أخذا مشن الم والملء وعليششه يحمشل تعششبير ششارح وغيششره‬
‫بمكث لحظة وقيل يشششترط معظششم الليششل ورجحششه الرافعششي فششي‬
‫موضع ثم استشكله بأنهم ل يصششلونا إل قريبششا مششن ربششع الليششل مششع‬
‫جواز الدفع منها عقب نصفه وعلى الول فارق هذا مششا يششأتي فششي‬
‫مبيت منى بأنه ثم ورد لفظ المبيت‪ ،‬وهششو إنمششا ينصششرف للمعظششم‬
‫ولم يرد هنا مع أن تعجيلششه صشلى اللششه عليششه وسشلم للضششعفة بعششد‬
‫النصف صريح في عدم وجوب المعظم على أنهم ثششم مسششتقرون‬
‫وهنا عليهم أعمال كثيرة شاقة فخفف عليهم لجلها ويسششن إحيششاء‬
‫هذه الليلة بالذكر والدعاء للتباع >ص‪ <114 :‬ولن علششى الحششاج‬
‫في صبيحتها أعمال شاقة فأريح ليل ليستعين عليهششا ومششن ثششم لششم‬
‫يسن له التنفل المطلق فيها )ومن دفع منها بعد نصششف الليششل‪ ،‬أو‬
‫قبله( بعذر‪ ،‬أو غيره )وعاد قبل الفجر فل شيء عليه( لحصوله بها‬
‫في جزء من النصف الثاني )ومن لم يكن بها فششي النصششف الثششاني‬
‫أراق دما وفي وجوبه القولن( السابقان فيمن فششارق عرفششة قبششل‬
‫الغروب ولم يعد لكن الصح هنا الوجوب حيششث ل عششذر ممششا يششأتي‬
‫في مبيت منى وأخذ منه البلقيني أن من شرط مبيته بمدرسة لو‬
‫نام خارجها لخوف على محترم لم ينقص من جامكيته شششيء كمششا‬
‫ل دم هنا على المعذور ولك رده لوضششوح الفششرق بششاختلف ملحششظ‬
‫البشششابين‪ ،‬لن ذلشششك كالجعالشششة فل يسشششتحق إل إن أتشششى بالعمشششل‬
‫المشروط عذر أم ل وهذا تفويت وحيث عذر فل تفششويت وسششيأتي‬
‫آخر الجعالة >ص‪ <115 :‬ما يعلششم منششه الراجششح فششي ذلششك ومششن‬
‫العذر هنا اشششتغاله بششالوقوف‪ ،‬أو بطششواف الفاضششة بششأن وقششف ثششم‬
‫ذهب إليه قبل النصف‪ ،‬أو بعده ولم يمر بمزدلفة‪ ،‬وإن لم يضششطر‬
‫إليه ويوجه بأن قصده تحصيل الركن ينفي تقصشيره نظيشر مششا مششر‬
‫في تعمد المششأموم تششرك الجلششوس مششع المششام للتشششهد الول نعششم‬
‫ينبغي أنه لو فرغ منه وأمكنه العود لمزدلفة قبل الفجر لزمه ذلك‬
‫)ويسن تقديم النساء والضعفة( وتقششدمهم‪ ،‬وإن لششم يششؤمروا علششى‬
‫الوجه )بعد نصف الليل إلى منى( للتباع رواه الشششيخان وليرمششوا‬
‫قبل الزحمة أي‪ :‬إن أرادوا تعجيل الرمي وإل فالسنة لهششم تششأخيره‬
‫إلى طلوع الشمس كغيرهم لما صح }أنه صلى الله عليششه وسششلم‬
‫أمرهم أن ل يرموا إل بعد طلوع الشششمس{ )ويبقششى( نششدبا مؤكششدا‬
‫)غيرهم حتى يصلوا الصبح مغلسين( فالتغليس هنا أشد اسششتحبابا‬
‫منه في سائر اليام كما دل عليه خبر الشيخين ليتسع الوقت )ثشم‬
‫يدفعون إلى منى( للتباع متفششق عليششه قيششل وتتأكششد صششلة الصششبح‬
‫بمزدلفة مع المام لجريششان قششول بتوقششف صششحة الحششج علششى ذلششك‬
‫)ويأخذون من مزدلفة( ليل وقيل بعد الصبح واخششتير لدللششة الخششبر‬
‫التي عليه والمتن‪ ،‬لنه معطوف على يدفعون ورد بأنه يلزم عليه‬
‫أن النساء والضعفة ل يسن لهم ذلك والمنقول ل فرق فالصششواب‬
‫عطفه على يبيتون )حصى الرمي( ليوم النحر‪ ،‬وهو سبع حصششيات‬
‫للخبر الصحيح }أنه صلى الله عليه وسلم قال للفضل بششن عبششاس‬
‫غداة يوم النحر التقط لي حصى قششال فلقطششت لششه حصششيات مثششل‬
‫حصى الخذف{ ويزيد قليل لئل يسقط منه شيء واستشكل بخششبر‬
‫مسلم }أنه صلى الله عليه وسلم لما وصل محسششرا قششال عليكششم‬
‫بحصى الخذف التي ترمى به الجمرة{ ويجششاب بحملششه علششى غيششر‬
‫حصى رمي يوم النحر إذ الولى أخذها >ص‪ <116 :‬منه‪ ،‬أو مششن‬
‫منى غير المرمي وما احتمل اختلطه به‪ ،‬أو على أنه ذكرهم بذلك‬
‫ليتداركه من لم يأخذ من مزدلفة إذ الظششاهر أنششه لششم يعلششم بأخششذه‬
‫منهششا إل القريبششون منششه‪ ،‬فششإن قلششت قيششاس كراهششة الششتيمم بششتراب‬
‫الرض التي وقع بها عذاب كراهة الرمي بأحجار محسر بناء علششى‬
‫وقوع العذاب به قلت يمكن ذلك ويمكن الفششرق بششأن الششتراب آلششة‬
‫لطهر البدن المجوز للصلة فاحتيط له أكششثر‪ ،‬فشإن قلششت أي فششرق‬
‫بينه وبين كراهة الرمي بما رمي به قلت الفرق أن هذا قارنه الرد‬
‫فكان أقبح بخلف ذاك ويجوز أخذه من غير مزدلفة ومحسر لكشن‬
‫يكره من مسجد لم يملكه‪ ،‬أو يوقششف عليششه وإل حششرم وواضششح أن‬
‫محل كراهة المملوك للغير إن علشم رضشا مشالكه‪ ،‬أو أعشرض عنشه‬
‫وإل حرم أيضا ومن حش وكششذا كششل محششل نجششس مششا لششم يغسششله‪،‬‬
‫وإنما لم تزل كراهة الكل في إناء بول والرمي بحجر حش غسششل‬
‫لبقاء استقذارهما بعد غسلهما ويسن غسل الحصششى حيششث قششرب‬
‫احتمال تنجسه احتياطا وكراهة غسل نحو ثوب جديششد قبششل لبسششه‬
‫محله فيما لم يقرب احتمال تنجسه ومن المرمي لما ورد بل صح‬
‫أن ما يقبل رفع وإل لسد ما بين الجبلين ومن الحل‬
‫)فإذا بلغوا المشعر( مأخوذ من الشعيرة‪ ،‬وهي العلمششة )الحششرام(‬
‫أي‪ :‬المحرم فيه الصيد وغيره‪ ،‬أو ذا الحرمششة الكيششدة‪ ،‬وهششو البنششاء‬
‫الموجود الن بمزدلفة خلفا لمن أنكره )وقفوا( مستقبلين القبلششة‬
‫ذاكرين والولى أن يكششون الوقششوف عليششه حيششث ل تششأذي ول إيششذاء‬
‫للزحمة ثم وإل فتحته )ودعوا( وتصششدقوا وأعتقششوا )إلششى السششفار(‬
‫للتبششاع رواه مسششلم ويحصششل أصششل السششنة بششالوقوف بغيششره مششن‬
‫مزدلفة بششل وبششالمرور )ثششم( عقششب السششفار لكراهششة التششأخير إلششى‬
‫الطلوع )يسيرون( إلى منى بسكينة ووقار >ص‪ <117 :‬ذاكريششن‬
‫وملبين ومن وجد منهم فرجة أسرع فإذا بلغوا بطن محسر‪ ،‬وهششو‬
‫أعني محسرا مششا بيششن مزدلفششة ومنششى وبطنششه مسششيل فيششه أسششرع‬
‫الماشي جهششده وحششرك الراكششب دابتششه كششذلك حيششث ل ضششرر حششتى‬
‫يقطع عرض ذلك المسيل‪ ،‬وهو قدر رمية حجر للتباع وحكمته أن‬
‫أصحاب الفيل أهلكوا ثم على قول الصح خلفه وأنهم لم يششدخلوا‬
‫الحرم‪ ،‬وإنما أهلكوا قرب أوله‪ ،‬أو أن رجل اصطاد ثم فنزلششت نششار‬
‫أحرقته ومن ثم تسششميه أهششل مكششة وادي النششار فهششو لكششونه محششل‬
‫نزول عذاب كديار ثمود التي صششح أمششره صششلى اللششه عليششه وسششلم‬
‫للمارين بها أن يسرعوا لئل يصيبهم ما أصاب أهلها ومن ثم ينبغي‬
‫السراع فيششه لغيششر الحششاج أيضششا‪ ،‬أو أن النصششارى كششانت تقششف ثششم‬
‫فأمرنا بالمبالغة في مخالفتهم )فيصلون منى بعد طلوع الشمس(‬
‫وارتفاعها كرمح )فيرمي كل شششخص( منهششم )حينئذ( أي‪ :‬حيششن إذا‬
‫وصلها راكبا‪ ،‬أو ماشيا من غير تعريج على غير الرمي‪ ،‬لنششه تحيششة‬
‫منى وهذا أعني كونه عقب ارتفاعها كرمح أفضششل أوقششات الرمششي‬
‫للتباع فمن وصل قبله هششل يغلششب كششونه تحيششة فيرمششي أو يراعششي‬
‫الوقت الفاضل فيؤخر إليه كل محتمل وقضية ما مر في الضششعفة‬
‫الثاني )سبع حصيات إلى جمرة العقبة( للتباع رواه مسلم ويجب‬
‫رميها من بطن الوادي ول يجوز من أعلى الجبل خلفها وكثير مششن‬
‫العامة >ص‪ <118 :‬يفعلششونه فيرجعششون بل رمششي مششا لششم يقلششدوا‬
‫القششائل بشه ويسششن أن يجعششل مكششة عشن يسششاره ومنششى عشن يمينشه‬
‫ويستقبلها حالة الرمي للتباع ويختص هذا بيوم النحر لتميزها فيششه‬
‫بخلف بقية أيام التشريق‪ ،‬فإن السنة استقباله للقبلششة فششي رمششي‬
‫الكل )تنبيه( هذه الجمرة ليست من منى بل ول عقبتها كمششا قششاله‬
‫الشافعي والصحاب خلفا لجمع كما بينته فششي الحاشششية )ويقطششع‬
‫التلبية عند ابتداء الرمي( فل يعود إليها للتباع ولنها شعار الحرام‬
‫وبالرمي أخششذ فششي التحلششل ومششن ثششم لششو تششرك الفضششل بششأن قششدم‬
‫الطواف‪ ،‬أو ألحق قطع التلبية عنده وقطعها المعتمششر عنششد ابتششداء‬
‫طوافه )ويكبر مع كل حصاة( للتباع رواه مسلم وقضية الحاديث‬
‫وكلمهم أنه يقتصر على تكبيرة واحدة قاله المصنف رادا به نقششل‬
‫الماوردي عن الشافعي تكريره له ثنتين‪ ،‬أو ثلثا مع توالي كلمات‬
‫بينها )ثم يذبح من معه هدي( نذر‪ ،‬أو تطوع هديه ومششن معششه ذلششك‬
‫ومن ل هدي معه أضحيته )ثم يحلق أو يقصر( لثبوت هذا الششترتيب‬
‫في مسلم )والحلق( للذكر الواضح )أفضل( غالبشا )مشن التقصششير(‬
‫اتباعششا وإجماعششا ولنششه صششلى اللششه عليششه وسششلم }دعششا للمحلقيششن‬
‫بالرحمة ثلثا ثم للمقصرين{ مرة رواه الشششيخان ويسششن البتششداء‬
‫بشقه اليمن واسششتيعابه ثششم اسششتيعاب البقيششة حششتى يبلششغ عظمششي‬
‫الصششدغين وأن يسششتقبل المحلششوق ويكششبر معششه وعقبششه اقتششداء‬
‫بالسلف‪ ،‬وإن استغربه فششي المجمششوع ويششدفن شششعره ومششا يصششلح‬
‫للوصل آكد وأن ل يشارط الحلق‪ .‬كذا أطلقوه وينبغي حمله على‬
‫أن مرادهم أنه يعطيه ابتششداء مششا تطيششب بششه نفسششه >ص‪<119 :‬‬
‫فإن رضي وإل زاده ل أنه يسكت إلى فراغه‪ ،‬لن ذلك ربمششا تولششد‬
‫منه نزاع إذا لم يرض الحلق بما يعطيه له وأن يأخذ شيئا من نحو‬
‫شاربه وظفره عند فراغه وأن يتطيب ويلبس وخرج بغالبا المتمتع‬
‫فيسن له أن يقصر فششي العمششرة ويحلششق فششي الحششج‪ ،‬لنششه الكمششل‬
‫ومحله كما في الملء إن لم يسود رأسه أي‪ :‬يكن به شششعر يششزال‬
‫وإل فالحلق وكذا لو قدم الحج وأخر العمششرة‪ ،‬فششإن كششان ل يسششود‬
‫رأسه عندها قصر في الحج ليحصل له ثواب التقصير فيه والحلشق‬
‫فيها إذ لو عكس فاته الركن فيها من أصله‪ ،‬وإن كان يسششود حلششق‬
‫فيهما ولم يحلششق بعششض الششرأس الواحششد فششي أحششدهما وبششاقيه فششي‬
‫الخششر‪ ،‬لنششه مششن القششزع المكششروه )وتقصششر المششرأة( ولششو صششغيرة‬
‫واستثناء السنوي لها غلطه فيه الذرعي إذ ل يشرع الحلق لنششثى‬
‫مطلقا إل يوم سابع ولدتها للتصدق بوزنه وإل لتششداو‪ ،‬أو اسششتخفاء‬
‫من فاسق يريد سوءا بها ومثلها الخنثى ويكره لهما الحلششق >ص‪:‬‬
‫‪ <120‬بل بحث الذرعي الجزم بحرمته على زوجة‪ ،‬أو أمششة بغيششر‬
‫إذن زوج‪ ،‬أو سيد ويندب لها أن تعم الششرأس بالتقصششير وأن يكششون‬
‫بقدر أنملة قاله المششاوردي إل الششذوائب‪ ،‬لن قطششع بعضششها يشششينها‬
‫)والحلق( أي إزالة الشعر المشتمل عليه الحرام بششأن وجششد قبششل‬
‫دخول وقت التحلل في حج‪ ،‬أو عمرة )نسك( ل استباحة محظششور‬
‫كلبس المخيط )على المشهور( فيثاب عليه للتفاضششل بينهمششا فششي‬
‫الخبر‪ ،‬وهو إنما يكون في العبششادات وصششح خششبر }لكششل مششن حلششق‬
‫رأسه بكل شعرة سقطت نور يوم القيامششة{ )وأقلششه( أي‪ :‬الحلششق‬
‫بالمعنى المذكور )ثلث شعرات(‪ ،‬أو جزء من كل من ثلثة ل أقل‬
‫من شعر الرأس‪ ،‬وإن استرسل وخرج عن حده ولو على دفعششات‬
‫كما في المجموع وغيره وإيهام الروضة لخلفه غير مراد‪ ،‬أو ثنتان‬
‫أو واحششدة إن لششم يكششن غيرهمششا أو غيرهششا وذلششك لقششوله تعششالى‬
‫}محلقين رءوسكم{ أي‪ :‬شعرا فيهششا إذ هششي ل تحلششق‪ ،‬وهششو جمششع‬
‫أقلششه ثلث وبهششذا انششدفع مششا يقششال اليششة حجششة علششى التعميششم‪ ،‬لن‬
‫التقدير شعر رءوسكم‪ ،‬وهو مضاف فيعم ودفعه بقششول المجمششوع‬
‫قام الجماع على عششدم التعميششم غيششر صششحيح‪ ،‬لن كلم المجمششوع‬
‫مؤول كما بسطت القول عليه مع بيان أن مالكا وأحمششد وغيرهمششا‬
‫قششائلون بوجششوب التعميششم >ص‪ <121 :‬فششي إفتششاء طويششل )حلقششا‬
‫وتقصيرا( فسره في القاموس بأنه كف الشعر والقص بأنه الخششذ‬
‫منه بالمقص أي‪ :‬المقراض فعطفه عليه التي من عطف الخششص‬
‫أي المقراض‪ .‬فعطفه عليه التي من عطف الخص تأكيششدا وبهششذا‬
‫يعلم أن التقصير حيث أطلق في كلمهشم أريشد بشه المعنششى الول‪،‬‬
‫وهشو الخشذ مشن الششعر بمقشص‪ ،‬أو غيشره )أو نتفشا‪ ،‬أو إحراقشا‪ ،‬أو‬
‫قصا(‪ ،‬أو غيرها من سائر وجششوه الزالششة لنهششا المقصششودة نعششم إن‬
‫نذر الذكر الحلق تعين‪ ،‬وهو استئصال الشعر بالموسى أي‪ :‬بحيث‬
‫ل يظهر منه شيء لمن هو في مجلس التخاطب فيمششا يظهششر ثششم‬
‫إن قشال حلشق رأسشي فالكششل‪ ،‬أو الحلششق‪ ،‬أو أن أحلشق كفششى ثلث‬
‫شعرات ويجري ذلك في نذر غير الذكر التقصير المطلوب وظاهر‬
‫كلمهم هنا أن الرجل ل يصح نذره للتقصششير وعليششه فهششو مشششكل‪،‬‬
‫لن الدعاء للمقصرين يقتضي أنه مطلوب منه فهو كنششذر المشششي‬
‫وقد يجاب بشأنه انضششم لكشونه مفضششول كششونه شششعار النسششاء عرفشا‬
‫بخلف نحششو المشششي )ومششن ل شششعر برأسششه( خلقششة‪ ،‬أو لحلقششه‬
‫ولعتمششاره عقبششه )اسششتحب( لششه >ص‪) <122 :‬إمششرار الموسششى‬
‫عليه( إجماعششا تشششبها بالحششالقين وبحششث الذرعششي اختصششاص ذلششك‬
‫بالذكر‪ ،‬لن الحلق ليس مشششروعا لغيششره والسششنوي أنششه لششو كششان‬
‫ببعض رأسه شششعر سششن إمششرار الموسششى علششى البششاقي أي سششواء‬
‫أحلق ذلك البعض أم قصره على الوجه للتشبه المذكور أي إذ هو‬
‫كما يكون في الكل يكون في البعض ولبس فيششه جمششع بيششن أصششل‬
‫وبدل خلفششا لمششن زعمششه لختلف محليهمششا علششى أن هششذا المششرار‬
‫ليس بدل وإل لوجب في البعض حيششث ل شششعر بالكليششة ول يلزمششه‬
‫خلفششا لمششن زعمششه أيضششا أنششه لششو اقتصششر علششى التقصششير أن يمششر‬
‫الموسى على بقية رأسه )فإذا حلق‪ ،‬أو قصر دخل مكة( إثر ذلششك‬
‫ضششحى )وطششاف طششواف الركششن( ويسششمى أيضششا طششواف الفاضششة‬
‫وطواف الزيارة وقششد يسششمى طششواف الصششدر بفتششح الششدال ويسششن‬
‫عقبه أن يشرب من سقاية العبششاس مششن زمششزم للتبششاع )وسششعى(‬
‫بعد الطواف لوجوب الترتيب بينهما كمششا يششأتي فششورا نششدبا )إن لششم‬
‫يكن سعى( بعد طواف القششدوم كمششا هششو الفضششل )ثششم يعششود إلششى‬
‫منى( بحيث يدرك أول وقت الظهر بمنى حتى يصليها بهششا للتبششاع‬
‫رواه الشيخان فهي بها أفضل منها بالمسششجد الحششرام‪ ،‬وإن فششاتته‬
‫مضششاعفته علششى الصششح‪ ،‬لن فششي فضششيلة التبششاع مششا يربششو علششى‬
‫المضاعفة ورواية مسلم }أنه صلى الله عليه وسلم صلى الظهششر‬
‫بمكة{ محمولة علششى مششا فششي المجمششوع وفيششه إشششكال بينتششه فششي‬
‫الحاشية على أنه صلها بها أول وقتها ثم ثانيا بمنى إماما لصحابه‬
‫كما صلى بهم في بطن نخششل مرتيششن وأبششي داود والترمششذي }أنششه‬
‫أخر طواف يوم النحر إلى الليل{ محمولة على أنششه أخششر طششواف‬
‫نسائه وذهب معهن )وهذا الرمي والذبح والحلق والطششواف يسششن‬
‫ترتيبها كما ذكرنا( في الوقت الذي ذكرنا للتباع‪ ،‬فإن خششالف صششح‬
‫لذنه صلى اللششه عليششه وسششلم فششي ذلششك رواه الشششيخان‪) .‬ويششدخل‬
‫وقتها( أي‪ :‬العمال المذكورة إل الذبششح لمششن وقششف >ص‪<123 :‬‬
‫بعرفة )بنصف ليلة النحر( لصحة الخبر به فششي الرمششي وقيششس بششه‬
‫غيره )ويبقى وقت الرمي( الششذي هششو وقششت فضششيلة إلششى الششزوال‪،‬‬
‫واختيارا )إلى آخر يوم النحر( لخبر البخاري بششه وجششوازا إلششى آخششر‬
‫أيام التشريق هذا هو المعتمد من اضطراب طويل فششي ذلششك )ول‬
‫يختص الذبح( للهدايا )بزمن( كما وقع في المحرر هنا‪ ،‬وإن اختص‬
‫بمكان هو الحرم بخلف الضحايا تختص بيوم النحر والثلثششة بعششده‬
‫)قلشت الصشحيح اختصاصشه بشوقت الضشحية وسشيأتي( أن المحشرر‬
‫ذكره كذلك )في آخر باب محرمات الحرام علششى الصششواب واللششه‬
‫أعلم( وتمحششل جمششع للمحششرر كششالعزيز فحملششوا مششا هنششا مششن عششدم‬
‫الختصاص على الدماء الواجبة لخبر‪ ،‬أو حظششر‪ ،‬فإنهششا قششد تسششمى‬
‫هششديا نعششم مششا عصششى منهششا بسششببه يجششب فعلشه فششورا خروجششا مششن‬
‫المعصية وما يأتي من الختصاص على ما سيق تقربا ولو منششذورا‬
‫وهذا هو المسمى هششديا حقيقششة ومششن ثششم طعششن فششي الجمششع بششأنه‬
‫خلف ظاهر عبارته والمتبادر منها )والحلق والطشواف والسششعي ل‬
‫آخر لوقتها(‪ ،‬لن الصل عدم التأقيت نعم يكره تأخيرها عششن يششوم‬
‫النحر وأشد منه تأخيرها عن أيام التشششريق ثششم عششن خروجششه مششن‬
‫مكة ول ينافيه خلفا للسنوي أن طواف الوداع يقششع عششن الركششن‪،‬‬
‫لن هذا لبقاء بعض نسكه ل يلزمه طششواف وداع كمششا مششر‪ .‬وبحششث‬
‫ابن الرفعة حرمة تأخير التحلل الول إلى قابل‪ ،‬لنه يصير محرمششا‬
‫بالحج في غير أشهره وكما أن من فاته الحششج يلزمششه التحلششل أي‪:‬‬
‫فششورا ويحششرم عليششه تششأخيره إلششى قابششل‪ ،‬لن اسششتدامته كابتششدائه‬
‫وابتداؤه ل يصح ورده السبكي وفششرق بششأن وقششوف عرفششة معظششم‬
‫الحج وما بعده تبع له مع تمكنه منه كل وقششت فكششأنه غيششر محششرم‬
‫بخلف من فاته‪ ،‬فششإن معظششم حجششه بششاق فيلششزم مششن بقششائه علششى‬
‫إحرامه بقاؤه حاجا في غير أشهر الحج ويؤيده أنه لششو أحصششر بعششد‬
‫الوقوف ل يلزمه التحلل والسنوي بششأن وقششت الحششج يخششرج بفجششر‬
‫يوم النحر والتحلل قبله ل يجب اتفاقا >ص‪ <124 :‬بششل الفضششل‬
‫تأخيره عنه وبأنه يجوز الحرام بالنافلششة المطلقششة فششي غيششر وقششت‬
‫الكراهة وبمدها إليه‪ ،‬وهو نظير مسألتنا )وإذا قلنا الحلششق نسششك(‪،‬‬
‫وهو المشهور )ففعل اثنين من الرمي( لجمرة العقبششة )والحلششق(‪،‬‬
‫أو التقصير )والطواف( المتبوع بالسعي إن لم يكن سعى )حصششل‬
‫التحلل الول( من تحللي الحج‪ ،‬فإن لم يكن برأسششه شششعر حصششل‬
‫بواحد من البششاقين‪) .‬وحششل بششه اللبششس( ونحششوه )والحلششق والقلششم(‬
‫والطيب بل يسن التطيب واللبس للتبششاع كمششا مششر )وكششذا الصششيد‬
‫وعقششد النكششاح( والتمتششع دون الفششرج ولششو بشششهوة )فششي الظهششر(‬
‫كالحلق بجامع عدم إفساد كل للحششج )قلششت الظهششر ل يحششل عقششد‬
‫النكاح( ول التمتع كالنظر بشهوة )والله أعلم( للخبر الصحيح }إذا‬
‫رميتم الجمرة فقششد حششل لكششم كششل شششيء إل النسششاء{ )وإذا فعششل‬
‫الثالث( الباقي من أسباب التحلل )حصل التحلل الثششاني وحششل بششه‬
‫باقي المحرمات( إجماعا‪ ،‬وإن بقي عليه المبيت وبقية الرمي ولو‬
‫فاته الرمي توقف التحلل على التيان ببدله ولو صوما كما قششاله‪،‬‬
‫وإن أطال جمع في اعتراضه تنزيل للبدل منزلة المبدل‪ ،‬وإنما لششم‬
‫يتوقف تحلل المحصر عليه‪ ،‬لنه واجد فيشششق بقششاؤه محرمششا مششن‬
‫سائر الوجوه ول كذلك هنا أما العمرة فليس لهششا إل تحلششل واحششد‪،‬‬
‫لن الحج يطول زمنه وتكثر أعماله فأبيح بعض محرماته في وقت‬
‫وبعضها في وقت آخر تخفيفا للمشقة بخلفها ونظير ذلك الحيششض‬
‫لمششا طششال زمنششه جعششل لرتفششاع محظششوراته محلن انقطششاع الششدم‬
‫والغسل بخلف الجنابة‪ .‬وزاد البلقيني تحلل ثالثا‪ ،‬وهو حلششق شششعر‬
‫بقية البدن لحله بحلق الركن‪ ،‬أو سششقوطه وخششالفه غيششره فقششال ل‬
‫يحل إل بفعل اثنيششن مششن ثلثششة كغيششره >ص‪ <125 :‬وهششو الوجششه‬
‫الوفق بكلمهم‪ ،‬وإن ملت إلى الول في الحاشية‬

‫)فصششل( فششي مششبيت ليششالي أيششام التشششريق الثلثششة بمنششى‪ ،‬أو‬


‫سقوطه ورميها وشروط الرمي وتوابع ذلششك )إذا عششاد إلششى منششى(‬
‫من مكة‪ ،‬أو لم يعد بأن لم يذهب لمكة )بات( وجوبا علششى الصششح‬
‫)بها( فل يجزئ خارجها ومنهششا مششا أقبششل مششن الجبششال المحيششط بهششا‬
‫حدودها وأولها من جهة مكة أول العقبة التي بلصقها الجمرة ومن‬
‫جهة عرفة محسر لكن هذا الحد غيششر معششروف الن للجهششل بششأول‬
‫محسششر لكنهششم قششالوا طششول منششى سششبعة آلف ذراع ومائتششا ذراع‬
‫فليقس من العقبة ويحد به ثم الظاهر من هذا التحديششد أنششه يعتششبر‬
‫ما سامت أول العقبة المذكور يمينا إلى الجبل ويسارا إلى الجبششل‬
‫وحينئذ يخرج من منى كثير يظنه أكثر الناس منهششا )ليلششتي( يششومي‬
‫)التشريق( الولين أي‪ :‬معظمهما وكششذا الثالثششة إن لششم ينفششر نفششرا‬
‫صحيحا كما سيعلم من كلمه )ورمى( وجوبا بل خلف ويجب فيششه‬
‫جمعه‪ ،‬أو فرقه أن يرمي )كل يوم إلى الجمرات الثلث( والصششل‬
‫في الرمي ل الواجب فيه كما يعلم مما يأتي أن يكون )كل جمرة‬
‫سبع حصيات( للتباع ومحل ذلك حيث ل عششذر ومنششه قصششد سششقي‬
‫الحاج بمكة‪ ،‬أو بطريقها ورعششي دابششة أو دواب >ص‪ <126 :‬ولششو‬
‫لغير الحاج نعم يمنع بعد الغروب النفر للرعششي‪ ،‬لنششه ل يكششون ليل‬
‫بخلف نحو سقاية ويلزم الرعاء بكسر الراء والمششد العششود للرمششي‬
‫في وقته‪ .‬ومر أن وقت أداء رمي النحر من نصف ليلة النحر إلششى‬
‫آخر أيام التشريق ويأتي أن رمي كل يوم من أيام التشريق يدخل‬
‫بزواله ويستمر إلى آخرها فلهششم كغيرهششم تششرك رمششي النحششر ومششا‬
‫بعدها إلى آخرها ليرموا الكل قبيل غروب شمسه وبهششذا يعلششم أن‬
‫معنى كون الرعي عذرا على المعتمد عششدم الكراهششة فششي تششأخيره‬
‫لجله وإل فهو مساو لغيره فشي الجشواز‪ ،‬فشإن فشرض خشوفه علشى‬
‫دابته لو عاد للرمي الذي يدرك به كان معنى كون الرعي عذرا له‬
‫عدم الثم كما هو ظاهر وأما جششواب بعضششهم عششن قششول السششنوي‬
‫من التناقض العجيب قولهما يجوز لذوي العذار تأخير رمي يوم ل‬
‫يومين مع تصحيحهما أن لغيرهم تأخير رمي يومين فأكثر من غيششر‬
‫عذر‪ ،‬لن أيام منى كالوقت الواحد بأن هذا فيمن بات ليالي منششى‬
‫وذاك في ذي عششذر لششم يبتهششا فامتنششاع التششأخير عليششه لششتركه شششعار‬
‫المبيت والرمي فيرد بأن ما ترك للعذر بمنزلة المأتي به في عدم‬
‫الثم فلم يناسب التضششييق بششذلك مششع العششذر علششى أن هششذا الجمششع‬
‫مخالف لطلقهششم فششي الموضششعين مششن غيششر معنششى يشششهد لششه فل‬
‫يلتفت إليه‪ .‬وإنما الوجه ما ذكرتششه مششن أن يجششوز معنششاه مششن غيششر‬
‫كراهة ول يجوز معناه نفي الحل المستوي الطرفين فتأمله ويأتي‬
‫قريبا ما يؤيده ومنه أيضا خوف على محترم ولو لغيره فيما يظهر‬
‫أخذا مما مر في التيمم ومرض تشق معه القامة بمنى وتمريششض‬
‫منقطع وطلب نحو آبق وغير ذلك مما بينته في الحاشية ومنه مششا‬
‫مر في مزدلفة من >ص‪ <127 :‬الشتغال بنحششو طششواف الركششن‬
‫بقيده وسيعلم مما يأتي أن العذر في المبيت يسششقط دمششه وإثمششه‬
‫وفي الرمي يسقط إثمه ل دمه )تنششبيه( وقششع بموسششم سششنة ثمششان‬
‫وخمسين ضحى يوم النحر فتنة عظيمة بيششن أمششراء الحششاج وأميششر‬
‫مكة ثم تزايدت واشتد الخوف حتى رحل أكشثر الحجشاج والمكييشن‬
‫ليلة القر وصبيحته ووقع النهب الفظيششع ولششم يششزل الخششوف يشششتد‬
‫حتى نفر من بقي مع المراء مششن الحجيششج قبششل زوال يششوم النفششر‬
‫الول وأراد بعض أكابر الحجاج أن يعششود لمنششى قبششل فششوات وقششت‬
‫الرمي مع جند من صاحب مكة فتعذر عليه ذلششك لتمششرد العششراب‬
‫وانتشششارهم كششالجراد وحينئذ اختلششف المفتششون فششي لششزوم الششدم‪.‬‬
‫وظششاهر كلمهششم لزومششه كمششا بينتششه مششع الميششل إلششى عششدمه وبيششان‬
‫مستنده في إفتاء مبسوط مسطر في الفتاوى ومن ذلك المستند‬
‫أن ما ذكروه من العذار بعضششه ل يمنششع فعلششه بششالنفس وبعضششه ل‬
‫يمنع الستنابة فلزم الششدم لمكششان الفعششل وأمششا هششذا العششذر فمششانع‬
‫للفعل بالنفس والنائب‪ ،‬لن كششل واحششد حششتى الفقششراء المتجرديششن‬
‫صار خائفا على نفسه فلم يكن فيه تقصير البتششة وأن كلم شششارح‬
‫يفيد ذلك وأن ما ذكروه في الحصار ل ينافي ذلك‪ ،‬لن المبيت ثم‬
‫يجب فيه دم مع العذر كما يأتي فالرمي أولى قيل وقع نظير ذلك‬
‫وأن علماء مصر ومكة اختلفوا في الدم فأفتى بعدمه المصششريون‬
‫كشيخنا ومعاصششريه وبوجششوبه المكيششون )فششإذا رمششى اليششوم الثششاني‬
‫فأراد النفر( أي‪ :‬التحرك للذهاب إذ حقيقة النفر النزعاج فيشمل‬
‫من أخذ في شغل الرتحال ويوافق الصح فششي أصششل الروضششة أن‬
‫غروبها‪ ،‬وهو في شششغل الرتحششال ل يلزمششه المششبيت‪ ،‬وإن اعترضششه‬
‫كثيرون )قبل غروب الشمس( يؤخذ من قوله أراد أنششه ل بششد مششن‬
‫نية النفر مقارنة له وإل لششم يعتششد بخروجششه >ص‪ <128 :‬فيلزمششه‬
‫العود‪ ،‬لن الصل وجوب مبيت ورمي الكل ما لم يتعجششل عنششه ول‬
‫يسمى متعجل إل من أراد ذلك‪ .‬ثم رأيت الزركشي قال ل بد مششن‬
‫نية النفر ا ه ويوجه بما ذكرته )جاز( إن كان بات الليلتين قبله‪ ،‬أو‬
‫تركهما للعذر )وسقط مششبيت الليلششة الثالثششة ورمششي يومهششا( ول دم‬
‫عليه لقوله تعالى }فمن تعجل في يومين فل إثم عليششه{ والصششل‬
‫فيما ل إثم فيه عدم الدم لكن التششأخير أفضششل ل سششيما للمششام إل‬
‫لعذر كخوف‪ ،‬أو غلء وذلك للتباع بل في المجموع عن المششاوردي‬
‫ما يقتضي حرمته عليه أما إذا لم يبتهما ول عششذر لششه أو نفششر قبششل‬
‫الزوال‪ ،‬أو بعده وقبل الرمي فل يجششوز لششه النفششر ول يسششقط عنششه‬
‫مبيت الثالثة ول رمي يومهششا علششى المعتمششد نعششم ينفعششه فششي غيششر‬
‫الولششى العششود قبششل الغششروب فيرمششي وينفششر حينئذ >ص‪<129 :‬‬
‫وبحث السنوي طرد ما ذكر في الولى في الرمي فمششن تركششه ل‬
‫لعذر امتنع عليه النفششر‪ ،‬أو لعششذر يمكششن معششه تششداركه ولششو بالنششائب‬
‫فكذلك‪ ،‬أو ل يمكن جاز )فإن لم ينفر( بضم فائه وكسششرها )حششتى‬
‫غربت( الشمس )وجب مبيتها ورمي الغد( كما صح عن ابن عمششر‬
‫رضي الله عنهما‪ .‬ولو نفر لعذر‪ ،‬أو غيره بعد الرمي قبل الغششروب‬
‫وليس في عزمه العود للمبيت ثم عاد لها قبله أو بعده لششم يلزمششه‬
‫المبيت ول الرمي إن بات ووقع فششي كلم الغششزي هنششا مششا ل يصششح‬
‫فاحذره أما إذا كان في عزمششه ذلششك >ص‪ <130 :‬فيلزمششه العششود‬
‫ولم تنفعه نية النفر‪ ،‬لنه مع عزمه العود ل يسششمى نفششرا )ويششدخل‬
‫رمي( كل يوم من أيششام )التشششريق(‪ ،‬وهششي ثلثششة بعششد يششوم النحششر‬
‫سميت بششذلك لشششراق نهارهششا بنششور الشششمس وليلهششا بنششور القمششر‬
‫وحكمة التسمية ل يلزم اطرادها‪ ،‬أو‪ ،‬لنهم يشششرقون اللحششم فيهششا‬
‫أي‪ :‬يقددونه‪ ،‬وهي المعدودات في الية لقلتها والمعلومات عشششر‬
‫ذي الحجة )بزوال الشمس( من ذلك اليوم للتباع ويستحب فعلششه‬
‫عقبه وقبل صلة الظهر ما لم يضق الوقت ولم يرد جمششع التششأخير‬
‫)ويخرج( وقت اختياره )بغروبها( من كل يوم كما هو المتبادر مششن‬
‫العبارة لعدم وروده ليل )وقيل يبقششى( وقششت الجششواز وحينئذ ففششي‬
‫حمل المتن على وقت الختيار الذي اعتمششده ابششن الرفعششة وغيششره‬
‫نظر‪ ،‬لن الوجه الثاني ل يكون مقابل له حينئذ فالولى حمله على‬
‫وقت الجواز ويكون جريا على الضعيف الششذي تنششاقض فيششه كلمششه‬
‫في غير هذا الكتاب‪ .‬ولك أن تحمل الغروب على غروب آخر أيششام‬
‫التشريق ليكون الضعيف مقابل له مع جريانه على الصح والمراد‬
‫حينئذ لزم ويخرج والمعنى ويبقى أي‪ :‬وقششت الجششواز إلششى غروبهششا‬
‫آخر أيام التشريق وقيل يبقى وقت الجواز إلى فجششر الليلششة الششتي‬
‫تلي كل يوم ل غير )إلى الفجر( كوقششوف عرفششة ومحلششه فششي غيششر‬
‫ثالثها لخروج وقت الجواز وغيره بغروب شمسه قطعا‬
‫)فرع( يسن كما مر لمتولي أمر الحج خطبة بعششد صششلة ظهششر‬
‫يوم النحر بمنى وهششذا مشششكل‪ ،‬لن الحششاديث الصششحيحة مصششرحة‬
‫بأنه صلى الله عليه وسلم إنما فعلها ضحى يوم النحر وأجبت عنه‬
‫في غير هذا الكتششاب بمششا فيششه نظششر وتكلششف يعلمهششم فيهششا الرمششي‬
‫والمبيت وخطبة بها أيضا بعد صلة ظهر يوم النفششر الول يعلمهششم‬
‫فيها جواز النفر فيه وغيره ويودعهم وتركتا من أزمنة عديدة ومن‬
‫ثم ل ينبغششي فعلهششا الن إل بشأمر المشام أو نششائبه لمشا يخشششى مششن‬
‫الفتنة )ويشترط( في رمششي يششوم النحششر ومششا بعششده )رمششي السششبع‬
‫واحدة واحدة( يعني مرة ثم مششرة‪ ،‬وإن اشششتملت كششل مششرة علششى‬
‫سبع‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬أو اتحدت الحصششاة فششي المششرات السششبع‪ ،‬أو وقعششت‬
‫المرتان‪ ،‬أو المرات معا في المرمى وذلك للتباع رواه مسلم فلو‬
‫رمى ثنتين‪ ،‬أو أكثر دفعة واحدة ولو واحدة بيمينه وأخرى بيسششاره‬
‫حسبت رمية واحدة‪ ،‬وإن وجد الترتيب في الوقوع‪ ،‬وإنما حسششبت‬
‫في الحد الضربة الواحدة بعثكششال عليششه مششائة بعششددها‪ ،‬لنششه مبنششي‬
‫على الدرء ولوجود أصل اليلم المقصود فيه والغالب هنا التعبششد‪،‬‬
‫أو مترتبتين فوقعتا معا فثنتان‪) .‬و( فيما بعششده )ترتيششب الجمششرات(‬
‫بأن يبدأ بالولى من جهة عرفة ثشم بالوسشطى ثشم بجمشرة العقبشة‬
‫للتباع رواه البخاري >ص‪ <131 :‬فلششو عكسششت حسششبت الولششى‬
‫فقط فلو تشرك حصشاة عمشدا‪ ،‬أو غيشره ونسشي محلهشا جعلهشا مشن‬
‫الولى فيكملها ثم يعيد الخيرتيششن مترتبششتين )و( فششي الكششل )كششون‬
‫المرمي حجرا( للتبششاع ولششو حجششر حديششد ونقششد وفيششروزج ويششاقوت‬
‫وعقيششق وبلششور وفسششره فششي القششاموس بششأنه جششوهر وقضششيته أن‬
‫المصطنع المشبه له ليس منه‪ ،‬وهو ظششاهر وزبرجششد وزمششرد‪ ،‬وإن‬
‫جعلت فصوصا مثل‪ ،‬وإن ألصقت بنحو خاتم فرماه بها فيما يظهششر‬
‫وكذان بالمعجمة وبرام ومرمر‪ ،‬وهششو الرخششام كمششا فششي القششاموس‬
‫فقششول شششارح ل يجششزئ الرخششام سششهو إل إن ثبششت أن منششه نوعششا‬
‫مصششنوعا وأن المرمششي بششه منششه وذلششك‪ ،‬لنهششا مششن طبقششات الرض‬
‫بخلف ما ليس مششن طبقاتهششا كإثمششد ولؤلششؤ ومنطبششع نحششو نقششد‪ ،‬أو‬
‫حديد ومر في مبحث المشمس أن النطباع المد تحششت المطرقششة‬
‫لكنه ثم يكفي ما بالقوة ل هنا لختلف الملحظين ونششورة طبخششت‬
‫وواضح حرمة الرمي بنفيس كياقوت إن نقششص بششه قيمتششه لحرمششة‬
‫إضششاعة المششال‪ .‬وإفتششاء بعضششهم بششأن المرجششان مششن القسششم الول‬
‫معترض‪ ،‬لن المعششروف أنششه ينبششت فششي بحششر النششدلس كالشششجرة‬
‫ونقل أن له جزيرة ينبت فيها كالشجر هذا كلشه بنششاء علششى مششا هششو‬
‫المتعارف في المرجان الن أما المرجان لغششة فهششو صششغار اللؤلششؤ‬
‫كما فششي القششاموس وغيششره )وأن يسششمى رميششا( وأن يكششون >ص‪:‬‬
‫‪ <132‬باليد إن قدر‪ ،‬لنه الوارد فل يكفششي الوضششع فششي المرمششى‪،‬‬
‫لنه خلف الوارد ويفرق بينه وبين إجزاء وضع اليششد علششى الششرأس‬
‫مع أنه ل يسمى مسحا بأن القصد ثم وصول البلششل‪ ،‬وهششو حاصششل‬
‫بذلك وهنا مجاهدة الشيطان بالشارة إليه بالرمي الذي يجاهد بششه‬
‫العدو كما يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم كما أخرجه سعيد‬
‫بن منصور }لما سئل عن الجمار الله ربكم تكششبرون وملششة أبيكششم‬
‫إبراهيم تتبعون ووجه الشيطان{ ترمششون ول رميششه بنحششو رجلششه أو‬
‫قوسه أي‪ :‬مع القششدرة باليششد وبشه يجمششع بيششن قششول المجمشوع عششن‬
‫الصحاب ل يجزئ بالقوس وقول آخرين يجزئ وكذا الرجل فمششن‬
‫قال يجزئ أراد إذا عجز باليششد وجعششل الحصششاة بيششن أصششابع رجليششه‬
‫ورمى بها‪ .‬ومشن قشال ل يجشزئ أراد مشا إذا قشدر باليشد أو دحرجهشا‬
‫برجله إلى المرمى ولو عجز عن اليد وقششدر علششى الرمششي بقششوس‬
‫فيها وبفم وبرجل تعين الول كما هو ظاهر‪ ،‬أو قدر على الخيرين‬
‫فقط فهل يتخير أو يتعين الفششم‪ ،‬لنششه أقششرب إلششى اليششد والتعظيششم‬
‫للعبادة‪ ،‬أو الرجل‪ ،‬لن الرمي بهششا معهششود فششي الحششرب ولن فيهششا‬
‫زيادة تحقير للشيطان المقصود من الرمششي تحقيششره كششل محتمششل‬
‫ولعل الثالث أقششرب ولششو قششدر علششى القششوس بششالفم والرجششل فهششو‬
‫كمحله فيما ذكر وظاهر أنششه لششو لششم يقششدر باليششد بششل بقششوس فيهششا‬
‫وبالرجل تعين الول وصرح بهذا مع قوله رمششى السششبع لئل يتششوهم‬
‫أن ذاك لبيان التعدد ل الكيفيششة وأن يقصششد المرمششى‪ ،‬وإن لششم ينششو‬
‫النسك وأن يتيقن وقوعه فيه‪ ،‬وهو ثلثة أذرع من سششائر الجششوانب‬
‫إل جمرة العقبة فليس لها إل جمرة واحدة من بطن الششوادي كمششا‬
‫مر >ص‪ <133 :‬وأن يكون الوقوع فيه ل بفعششل غيششره فلششو وقششع‬
‫الحجر على ما له تأثير في وقوعه في المرمى ولششو احتمششال كششأن‬
‫وقع على محمل ل نحو أرض ثم تدحرج للمرمى لغا بخلف ما لششو‬
‫رده الريح إليه لتعذر الحتراز عنها‪) .‬والسنة أن يرمي بقدر حصى‬
‫الخذف( بمعجمتين لخششبر مسششلم }عليكششم بقششدر حصششى الخششذف{‬
‫وحصاته دون النملة طول وعرضا قدر حبة الباقلء المعتدلة وقيل‬
‫كقدر النواة ويكره بأكبر وأصغر منه وبهيئة الخذف للنهي الصحيح‬
‫عنها الشامل للحج وغيره كما بينته مع رد ما اعترضه به السششنوي‬
‫في الحاشية مع بيان أنه يجزئ بحجر قدر ملء الكف كما صرحوا‬
‫به بل وبأكبر منه حيث سمي حصاة أو حجرا يرمى به في العششادة‬
‫وصحح الرافعي ندبها وأنها وضع الحجر على بطن البهششام ورميششه‬
‫بالسبابة وأن يرمي بيده اليمنى وأن يرفع الذكر يده حتى يرى مششا‬
‫تحت إبطه وأن يستقبل القبلة في الكل أيام التشريق وأن يرمششي‬
‫الجمرتين الولتين مششن علششو ويقششف عنششدهما بقششدر سششورة البقششرة‬
‫داعيا ذاكرا إن توفر خشوعه وإل فأدنى وقششوف كمششا هشو ظششاهر ل‬
‫عند جمشرة العقبشة تفشاؤل بشالقبول وأن يكشون راجل فشي اليشومين‬
‫الولين وراكبا في الخير وينفر عقبه ثم ينزل بالمحصششب ويصششلي‬
‫به العصرين وصلتهما به ثم بغيره أفضل منهششا بمنششى والعشششاءين‬
‫ويرقد رقدة >ص‪ <134 :‬ثم يذهب إلششى طششواف الششوداع للتبششاع‪.‬‬
‫)ول يشششترط بقششاء الحجششر فششي المرمششى( فل يضششر تششدحرجه بعششد‬
‫وقوعه فيه لحصششول اسششم الرمششي )ول كششون الرامششي خارجششا عششن‬
‫الجمرة( فيصح رمي الواقششف فيهششا إلششى بعضششها لششذلك وعلششم مششن‬
‫عبارته أن الجمرة اسم للمرمى حول الشاخص ومن ثششم لششو قلششع‬
‫لم يجز الرمي إلى محله >ص‪ <135 :‬ولو قصده لم يجششزئ كمششا‬
‫اقتضاه كلمهم ورجحه المحب الطبري وغيره وخالفهم الزركشي‬
‫كالذرعي نعم لو رمى إليه بقصد الوقوع في المرمى وقششد علمششه‬
‫فوقع فيه اتجه الجششزاء‪ ،‬لن قصششده غيششر صششارف حينئذ ثششم رأيششت‬
‫المحب الطبري صرح بهذا بل قال ل يبعد الجزم به )ومششن عجششز(‬
‫ولو أجير عين على الوجه )عن الرمي( لنحو مرض ويتجه ضششبطه‬
‫هنا بما مر في إسقاطه للقيششام فششي الفششرض‪ ،‬أو جنششون‪ ،‬أو إغمششاء‬
‫بأن أيس من القدرة عليه وقته ولو ظنششا >ص‪ <136 :‬ول ينعششزل‬
‫النائب بطرو إغماء المنيب‪ ،‬أو جنونه بعششد إذنششه لمششن يرمششي عنششه‪،‬‬
‫وهو عاجز آيس بخلف قادر عششادته الغمششاء قششال لخششر إذا أغمششي‬
‫علي فارم عني فإنه يصح فإذا أغمي عليه لزمه الدم‪ ،‬لنه لم يأت‬
‫بالرمي هو ول نائبه أي‪ :‬مع تقصيره بتركه الرمي بنفسه إذا كانت‬
‫عادته طرو الغماء أثناء وقت الرمششي بخلف اعتيششاده طششروه أول‬
‫وقته‪ ،‬وبقاؤه إلى آخره‪ ،‬فإنه حينئذ ل تقصير منه البتة إذ ل يمكنششه‬
‫بنفسه ول نائبه فلزوم الدم له مشكل إل أن يجاب بششأن هششذا نششادر‬
‫في هذا الجنس فألحقوه بالغالب ولحبس ولو بحق اتفاقا كما في‬
‫المجموع بأن يحبس في قود الصششغير حششتى يبلششغ بخلف محبششوس‬
‫بدين يقدر على وفائه لعششدم عجششزه عششن الرمششي حينئذ )اسششتناب(‬
‫وقت الرمي ل قبله وجوبا ولو بأجرة مثل وجدها فاضلة عما يعتبر‬
‫في الفطرة فيما يظهر ولو محرما لكن إن رمى عن نفسه >ص‪:‬‬
‫‪ <137‬الجمرات الثلث وإل وقششع لششه‪ ،‬وإن نششوى مسششتنيبه‪ ،‬أو لغششا‬
‫فيما إذا رمى للولى مثل أربششع عشششرة سششبعا عنششه ثششم سششبعا عششن‬
‫موكله وذلك كالستنابة في الحج نعم ل يششترط هنشا عجشز ينتهشي‬
‫لليأس‪ ،‬لنه يغتفر في البعششض مششا ل يغتفششر فششي الكششل بششل يكفششي‬
‫العجز حال إذا لم يرج زواله قبل خروج وقت الرمششي كمششا مششر ول‬
‫يضر زوال العجز عقب رمي النششائب علششى خلف ظنششه )فششرع( لششو‬
‫أنابه جماعة في الرمي عنهم جاز كما هو ظششاهر لكششن هششل يلزمششه‬
‫الترتيب بينهم بأن ل يرمي عن الثاني مثل إل بعد اسششتكمال رمششي‬
‫الول‪ ،‬أو ل يلزمه ذلك فله أن يرمششي إلششى الولششى عششن الكششل ثششم‬
‫الوسطى كذلك ثم الخيرة كذلك كل محتمل والول أقرب قياسششا‬
‫على ما لو استنيب عن آخر وعليه رمي ل يجوز له أن يرمششي عششن‬
‫مستنيبه إل بعد كمال رميه عن نفسششه كمششا تقششرر‪ ،‬فششإن قلششت مششا‬
‫عليششه لزم لششه فششوجب الششترتيب فيششه بخلف مششا علششى الول فششي‬
‫مسألتنا قلت قصد الرمي له صيره كأنه ملزوم به فلزمه الترتيب‬
‫رعاية لذلك )وإذا( )ترك رمي(‪ ،‬أو بعض رمي )يوم( للنحر‪ ،‬أو مششا‬
‫بعده عمدا‪ ،‬أو غيره )تداركه فششي بششاقي اليششام( ويكششون أداء )فششي‬
‫الظهر(‪ ،‬لنه صلى الله عليه وسلم جوز ذلك للرعاء فلو لم تصششح‬
‫بقية اليام للرمي لتسششاوى فيهششا المعششذور وغيششره كوقششوف عرفششة‬
‫ومبيت مزدلفة وقد علم أنه صلى الله عليه وسششلم جششوز التششدارك‬
‫للمعذور فلزم تجويزه لغيره أيضا وأفهم كلمه أن له تداركه قبششل‬
‫الششزوال ل ليل >ص‪ <138 :‬والمعتمششد مششن اضششطراب فششي ذلششك‬
‫جوازه فيهما بخلف تقديم رمي يوم على زواله‪ ،‬فإنه ممتنششع كمششا‬
‫صششوبه المصششنف وجششزم الرافعششي بجششوازه قبششل الششزوال كالمششام‬
‫ضعيف‪ ،‬وإن اعتمده السنوي وزعم أنششه المعششروف مششذهبا وعليششه‬
‫فينبغي جوازه من الفجر نظير ما مر في غسله‪ .‬وبمششا تقششرر علششم‬
‫أن أيششام منششى كلهششا كششالوقت الواحششد بالنسششبة إلششى التششأخير دون‬
‫التقديم ويجب الترتيب بيششن الرمششي المشتروك وبيششن يششوم التشدارك‬
‫حتى يجزئ رمي يومه عن يومه ولهذا لو رمى عنه قبششل التششدارك‬
‫انصرف للمتروك ل ليومه‪ ،‬لنه لم يقصد غير النسك وكذا مششا مششر‬
‫في النائب وبذلك فارق ما لو قصد الرمي لشششخص فششي الجمششرة‪،‬‬
‫فإنه يلغو‪ ،‬لنه لم يقصد نسشكا أصشل ولشو رمشى لكشل جمشرة أربشع‬
‫عشرة حصاة عن يومه وأمسه لغا أيضا‪ ،‬لنه لم يعينششه عششن واحششد‬
‫منهما كذا قاله شارح والقياس حسبان سبعة منها في كششل جمششرة‬
‫عن أمسه لفقد الصششارف والتعييششن ليششس شششرطا‪ ،‬وإنمششا لششم يقششع‬
‫شششيء عششن يششومه لفقششد الششترتيب )ول دم( مششع الششترتيب‪ ،‬وإن قلنششا‬
‫قضاء للجبر بالتيان به )ول( يتداركه )فعليه دم( لتركه نسشكا وقشد‬
‫قال ابن عباس من ترك نسكا فعليه دم )والمششذهب تكميششل الششدم‬
‫في ثلث حصيات( فأكثر حتى لو ترك الرمي مششن أصششله كفششاه دم‬
‫واحد لتحاد الجنس كحلق الرأس كله مع اتحششاد الزمششان والمكششان‬
‫فل ينافي ذلك أن رمي كل يوم عبادة برأسششها وفششي الحصششاة مششن‬
‫جمرة العقبة من آخر أيام رميه أو الليلة مد وفششي الحصششاتين مششن‬
‫ذلك‪ ،‬أو الليلتين لمن بششات الثالثششة مششدان‪ ،‬فششإن عجششز ففيششه خبششط‬
‫طويل بين المتشأخرين بينتشه مشع مشا فيشه ومشع بيشان المعتمشد فشي‬
‫الحاشية فراجعه >ص‪ <139 :‬وحاصششله أنششه يجششب فششي الواحششدة‬
‫يومان ويجب كونهما عقب أيام التشريق إن تعششدى بششالترك وثلثششة‬
‫إذا رجع وفي الثنتين ثلثة قبل رجششوعه كششذلك وخمسششة بعششده أمششا‬
‫ترك حصاة من غير ما ذكر ولششم يقششع عنشه تشدارك مششن يشوم بعشده‬
‫سواء في ذلك يوم النحر وغيره فيلزمه به دم للغاء ما بعششده لمششا‬
‫مششر مششن وجششوب الششترتيب )وإذا أراد( الحششاج‪ ،‬أو المعتمششر وغيششره‬
‫المكي وغيره )الخروج من مكة(‪ ،‬أو منى عقششب نفششره منهششا‪ ،‬وإن‬
‫كان طششاف للششوداع عقششب طششواف الفاضششة عنششد عششوده إليهششا كمششا‬
‫صححه في المجموع ونقله عن مقتضى كلم الصحاب ومن أفتى‬
‫بخلفه فقد وهم إذ ل يعتد به ول يسمى طواف وداع إل بعد فششراغ‬
‫جميع النسك >ص‪ <140 :‬إلى مسششافة قصششر مطلقششا‪ ،‬أو دونهششا‪،‬‬
‫وهو وطنه‪ ،‬أو ليتوطنه وإل فل دم عليه كما بينته ثم ول فششرق فششي‬
‫القسششمين بيششن مششن نششوى العششود وغيششره خلفششا لمششا يششوهمه بعششض‬
‫العبارات )طاف وجوبا كما يأتي للوداع( طوافا كششامل لثبششوته عنششه‬
‫صلى الله عليه وسلم قول وفعل وليكن آخر عهده ببيت ربششه كمششا‬
‫أنه أول مقصود له عند قدومه عليه وبما تقششرر مششن عمششومه لششذي‬
‫النسك وغيره علم أنه ليس من المناسك‪ ،‬وهششو مششا صششححاه‪ ،‬وإن‬
‫أطال جمع في رده على أن من قال إنه منها كمششا فششي المجمششوع‬
‫في موضع أراد من توابعهششا كالتسششليمة الثانيششة مششن توابششع الصششلة‬
‫وليست منها ومن ثم لزم الجير فعله واتجششه أنششه حيششث وقششع إثششر‬
‫نسكه لم تجب له نية نظرا للتبعيششة وإل وجبششت لنتفائهششا ول يلششزم‬
‫من طلبه في النسك عششدم طلبششه فششي غيششره أل تششرى أن السششواك‬
‫سنة في نحو الوضوء‪ ،‬وهو سنة مطلقا‪ .‬وأفهم المتن أنه لو خششرج‬
‫من عمران مكة لحاجة فطرأ له السفر لششم يلزمششه دخولهششا لجششل‬
‫طواف الوداع‪ ،‬لنه لم يخاطب به حال خروجه‪ ،‬وهششو محتمششل )ول‬
‫يمكث بعده( >ص‪ <141 :‬كركعتيه والدعاء المندوب عقبهما ثششم‬
‫عند الملتزم‪ ،‬وإن أطال فيه بغير الوارد‪ ،‬وإتيان زمزم ليشرب من‬
‫مائها‪ ،‬فإن مكث لذلك وحششده‪ ،‬أو مششع فعششل جماعششة أقيمششت عقبششه‬
‫وفعل شيء يتعلق بالسفر كشراء زاد وشششد رحششل‪ ،‬وإن طششال لششم‬
‫يلزمه إعادته وإل كعيادة‪ ،‬وإن قلت وقضاء دين وصلة جنازة على‬
‫ما اقتضاه إطلقهم لكن الوجششه بششل المنصششوص اغتفششار مششا بقششدر‬
‫صلة الجنازة أي‪ :‬أقل ممكن منها فيما يظهر من سشائر الغششراض‬
‫إذا لششم يعششرج لهششا لزمتششه ولششو ناسششيا‪ ،‬أو جششاهل بخلف مششن مكششث‬
‫بالكراه‪ ،‬أو نحو إغماء على الوجششه )وهششو واجششب( علششى كششل مششن‬
‫ذكرنا لمششا مششر )يجششبر تركششه(‪ ،‬أو تششرك خطششوة منششه )بششدم( كسششائر‬
‫الواجبات فيما هو تابع للنسك ولشبهه بها صورة في غيره فاندفع‬
‫ما قيل يلزم من كونه من غير المناسك أن ل دم فيه على مفارق‬
‫مكة في غير النسك نعم المتحيرة ل دم عليها للششك فششي وجششوبه‬
‫عليها باحتمال كل زمن يمششر عليهششا للحيششض‪) .‬وفششي قششول سششنة ل‬
‫تجبر( أي‪ :‬ل يجب جبرها كطششواف القششدوم وفششرق الول بششأن هششذا‬
‫تحية غير مقصود في نفسه ومن ثم دخل تحت غيششره بخلف ذاك‬
‫إذ لو أخر طواف الفاضة ففعله عند خروجه لم يجزئه عنششه )فششإن‬
‫أوجبناه فخششرج بل وداع( عمششدا‪ ،‬أو غيششره )وعششاد قبششل( بلششوغ نحششو‬
‫وطنششه‪ ،‬أو )مسششافة القصشر( >ص‪ <142 :‬مشن مكششة‪ ،‬لن الششوداع‬
‫للبيت فناسب اعتبار مكة‪ ،‬لنها أقرب نسبة إليه من الحرم وقيششل‬
‫من الحرم نظير ما يأتي ويرده ما تقرر من الفرق )سششقط الششدم(‬
‫أي‪ :‬بان أنه لم يجب‪ ،‬لنه لم يبعد عن مكة بعدا يقطع نسبته عنها‬
‫وعوده هنا دون ما يأتي واجب إن أمكنه )أو( عاد وقد بلغ مسششافة‬
‫القصر سواء أعاد منها‪ ،‬أو )بعدها(‪ ،‬وإن فعلششه )فل( يسششقط الششدم‬
‫)على الصحيح( لستقراره بما ذكر )وللحائض( والنفسشاء ومثلهمشا‬
‫مستحاضة نفرت في نوبششة حيضششها وذو جششرح نضششاح يخشششى منششه‬
‫تلويث المسجد )النفششر بل( طششواف )وداع( تخفيفششا عنهششا كمششا فششي‬
‫الصحيحين نعم إن ظهرت‪ ،‬أو انقطششع مشا يخشرج مششن الجششرح قبشل‬
‫مفارقته ما ل يجوز القصر فيه مما مششر لزمهششا العششود لتطششوف‪ ،‬أو‬
‫بعد ذلك لم يلزمهششا للذن لهششا فششي النصششراف >ص‪ <143 :‬وبششه‬
‫فارقت ما مر فيمن خرج بل وداع وألحق بها المحب الطبري مششن‬
‫خاف نحو ظالم‪ ،‬أو غريم‪ ،‬وهو معسششر وفششوت رفقششة‪ ،‬ونظششر فيششه‬
‫الذرعي ثم بحث وجششوب الششدم وفششرق بششأن منعهششا عزيمششة بخلف‬
‫هؤلء )ويسن( لكل أحد )شرب ماء زمشزم( لمشا فشي خشبر مسشلم‬
‫}أنها مباركششة وأنهششا طعششام طعششم{ أي‪ :‬فيهششا قششوة الغتششذاء اليششام‬
‫الكثيرة لكن مع الصدق كما وقع لبي ذر رضي اللششه عنششه بششل نمششا‬
‫لحمه وزاد سمنه زاد أبششو داود والطيالسششي }وشششفاء سششقم{ أي‪:‬‬
‫حسي‪ ،‬أو معنوي ومن ثم سن لكل أحد شربه وأن يقصد بششه نيششل‬
‫مطلوباته الدنيوية والخرويشة لخشبر }مشاء زمششزم لمشا ششرب لشه{‬
‫سنده حسن بل صحيح كما قاله أئمة وبه يرد على من طعشن فيشه‬
‫بمششا ل يجششدي >ص‪ <144 :‬ويسششن عنششد إرادة شششربه السششتقبال‬
‫والجلوس وقيامه صلى الله عليه وسلم لبيان الجواز ثم اللهم إنششه‬
‫بلغني أن رسولك محمدا صلى الله عليه وسلم قال }مششاء زمششزم‬
‫لما شرب له اللهم إني أشربه لكذا اللهم فافعل لي ذلك بفضششلك‬
‫ثم يسمي الله تعالى ويشربه ويتنفس ثلثا وأن يتضششلع منششه{ أي‪:‬‬
‫يمتلئ ويكششره نفسششه عليششه لخششبر ابششن مششاجه }آيششة مششا بيننششا وبيششن‬
‫المنافقين أنهم ل يتضلعون من ماء زمزم{ وأن ينقله إلششى وطنششه‬
‫استشفاء وتبركا له ولغيره ويسششن تحششري دخششول الكعبششة والكثششار‬
‫منه‪ ،‬فإن لم يتيسر فما في الحجر منها وأن يكثر الدعاء والصششلة‬
‫في جوانبها مع غاية من الخضوع والخشوع وغض البصر وأن يكثر‬
‫من الطواف والصلة‪ ،‬وهي أفضل منه ولششو للغربششاء كمششا مششر وأن‬
‫يختم القرآن بمكة لن بها نزل أكثره ومن العتمششار‪ ،‬وهششو أفضششل‬
‫من الطواف كما مر )و( يسن بل قيل يجب وانتصششر لشه والمنششازع‬
‫في طلبها ضال مضل )زيششارة قششبر رسششول اللششه صششلى اللششه عليششه‬
‫وسلم( لكل أحد كما بينت ذلك مع أدلتها وآدابها وجميع مششا يتعلششق‬
‫بها في كتاب حافل لم أسبق إلششى مثلششه سششميته الجششوهر المنظششم‬
‫في زيارة القبر المكششرم وقششد صششح خششبر }مششن زارنششي وجبششت لششه‬
‫شفاعتي{ ثم اختلششف العلمششاء أيمششا الولششى فششي حششق مريششد الحششج‬
‫تقديمها على الحج أو عكسه والذي يتجه في ذلك أن الولى لمششن‬
‫مر بالمدينة المشرفة ولمن وصل مكة والوقت متسششع والسششباب‬
‫متوفرة تقديمها‪ ،‬فإن انتفى شرط من ذلك سن كونها )بعد فششراغ‬
‫الحج( وما أوهمته عبارته من قصر ندب الزيارة‪ ،‬أو هي وما قبلهششا‬
‫على الحاج غير مراد‪ ،‬وإنما المراد أنها للحجيج آكد‪ ،‬لن تركهم لها‬
‫وقد أتوا من أقطار بعيدة وقربوا من المدينة قبيح جششدا كمششا يششدل‬
‫له خبر }مشن حشج >ص‪ <145 :‬ولشم يزرنششي فقششد جفشاني{‪ ،‬وإن‬
‫كان في سنده مقال‬

‫)فصل( في أركان النسكين وبيان وجوه أدائهما وما يتعلق بششه‬


‫)أركان الحج خمسششة الحششرام( بششه >ص‪ <146 :‬أي نيششة الششدخول‬
‫فيه‪ ،‬أو مطلقا مع صرفه إليه )والوقششوف والطششواف( إجماعششا فششي‬
‫الثلثة )والسعي( للخبر الصحيح كما بينه الئمة }اسعوا‪ ،‬فإن الله‬
‫كتب عليكم السششعي{ )والحلششق(‪ ،‬أو التقصششير )إذا جعلنششاه نسششكا(‬
‫كما هو المشهور كما مر لتوقف التحلل عليه مع أنه ل بدل له وله‬
‫ركن سادس هو الترتيب في معظم ذلك إذ يجب تأخير الكل عششن‬
‫الحرام وما عدا الوقوف عنه والسعي عن طواف الفاضة إن لششم‬
‫يكن سعى بعد القدوم وجرى في المجموع على أنه شششرط وإليششه‬
‫يميل كلمه هنا ومر في ترتيب نحو الوضوء والصلة ما يؤيد الول‬
‫)ول تجبر( الركان ول بعضها بدم ول غيره لنعدام الماهية بانعدام‬
‫بعضها وما عداها إن جبر بدم كالرمي سمي بعضا وإل سمي هيئة‬
‫)وما سوى الوقوف أركان في العمرة أيضا( لششذلك لكششن الششترتيب‬
‫هنا في كلها ويأتي في الهبة الكلم على أيضا بما ينبغشي مراجعتششه‬
‫)ويؤدى النسكان على أوجشه( ثلثشة تشأتي والنسشك مشن حيشث هشو‬
‫بالحج وحششده وبششالعمرة وحششدها وعنهمششا احششترز بالتثنيششة‪) .‬أحششدهما‬
‫إفراد بأن يحج( من الميقات‪ ،‬أو دونه )ثم يحرم بالعمرة( ولو مششن‬
‫أدنى الحل )كإحرام المكي( وكذا لو أحرم مششن الحششرم‪ ،‬لن الثششم‬
‫والدم ل دخل لهما في التسمية كما هو واضح نعم قد يؤثران فششي‬
‫الفضلية التية )ويأتي بعملها( وقد يطلق على التيان بالحج وحده‬
‫وعلى ما إذا اعتمر قبل أشششهر الحششج ثششم حششج فحصششره فيمششا فششي‬
‫المتن باعتبار الشهر >ص‪ <147 :‬أو الصششل وواضششح أن تسششمية‬
‫الول إفرادا المراد به مجرد التسمية المجازيششة ل غيششر إذ ل دخششل‬
‫له في الفضلية وأما الثاني فتسميته إفششرادا حقيقششة شششرعية فهششو‬
‫من صور الفراد الفضل قششال جمششع متقششدمون بل خلف وأقرهششم‬
‫محققو المتأخرين ول ينافيه تقييد المجمششوع وغيششره أفضششليته بششأن‬
‫يحج ثم يعتمر‪ ،‬لن ذلك إنما هو لبيششان أنششه الفضششل علششى الطلق‬
‫خلفا لمن زعم أن الول هو الفضل على الطلق ول ينافي ذلششك‬
‫أيضا ما يأتي أن الشروط التية إنما هي شششروط لوجششوب الششدم ل‬
‫لتسميته تمتعا ومن ثم أطلق غير واحد كالشيخين علششى ذلششك أنششه‬
‫تمتع‪ ،‬لن المراد أنه يسمى تمتعا لغويا‪ ،‬أو شششرعيا لكششن مجششازا ل‬
‫حقيقة لستحالة اجتماع الفراد الحقيقششي والتمتششع الحقيقششي علششى‬
‫شيء واحششد فتششأمله )الثششاني القششران بششأن يحششرم بهمششا( معششا )مششن‬
‫الميقات(‪ ،‬أو دونه لكن بدم )ويعمل عمل الحج( فيششه إشششارة إلششى‬
‫اتحاد ميقاتهما في المكي وأن المغلب حكم الحج فيجزئه الحرام‬
‫بهما من مكة ل العمرة فل يلزمه الخروج لدنى الحل )فيحصلن(‬
‫انششدراجا للصششغر فششي الكششبر للخششبر الصششحيح }مششن أحششرم بالحششج‬
‫والعمششرة أجششزأه طششواف واحششد وسششعى عنهمششا حششتى يحششل منهمششا‬
‫جميعا{ وفي الصحيحين نحوه وهذه أصل صششور القششران فالحصششر‬
‫فيها لذلك أيضا )ولو( )أحرم بعمرة في أشهر الحج(‪ ،‬أو قبلها )ثم‬
‫يحج( في أشهره في الثانية )قبل( الشروع فششي )الطششواف( )كششان‬
‫قارنا( إجماعا بخلف ما إذا شرع في الطواف ولو بخطوة‪ ،‬فإنه ل‬
‫يصششح إدخششاله حينئذ لخششذه فششي أسششباب التحلششل ول يششؤثر >ص‪:‬‬
‫‪ <148‬نحو استلمه الحجر بنية الطواف‪ ،‬لنه مقدمته وليس منششه‬
‫ذكره في المجموع ونقل شارح عنه خلفه سهو وقد يشمل المتن‬
‫ما لو أفسد العمرة ثم أدخل عليها الحج فينعقد إحرامه به فاسششدا‬
‫ويلزمه المضي وقضاء النسكين )ول يجششوز عكسششه(‪ ،‬وهششو إدخششال‬
‫العمرة على الحج )في الجديد( إذ ل يستفيد به شيئا آخر )الثششالث‬
‫التمتع بأن( حصر باعتبار ما مر أيضا )يحرم بششالعمرة مششن ميقششات‬
‫بلده( يعني طريقه )ويفرغ منهششا ثششم ينشششئ حجششا مششن مكششة( فششي‬
‫أشهر الحج سمي بذلك لتمتعه بسقوط عوده للحرام بالحششج مششن‬
‫ميقات طريقه وقيل لتمتعه بين النسكين بما كشان محظشورا عليشه‬
‫وقوله من ميقات بلده غير شرط بل لو أحششرم دونششه كششان متمتعششا‬
‫ويلزمه مع دم المجششاوزة إن أسششاء بهششا دم التمتششع‪ ،‬وإن كششان بيششن‬
‫محل إحرامه ومكة دون مرحلتين ومششا فششي الروضششة ممششا يخششالف‬
‫ذلك ضعيف وقوله من مكة هو كما بعده ششرط للشدم ل لتسشميته‬
‫متمتعا )وأفضلها( أي‪ :‬الثلثة بل الخمسة )الفششراد( >ص‪<149 :‬‬
‫لن رواته أكثر ولن بقية الروايات يمكن ردها إليششه بحمششل التمتششع‬
‫على معناه اللغوي‪ ،‬وهو النتفاع والقران على أنششه باعتبششار الخششر‪،‬‬
‫لنه صلى الله عليه وسلم اختار الفراد أول ثم أدخل عليه العمرة‬
‫خصوصية له للحاجة إلى بيان جوازها في هذا الجمع العظيم‪ ،‬وإن‬
‫سبق بيانهشا منشه قبشل متعشددا‪ .‬وإنمشا أمشر مشن ل هشدي معشه مشن‬
‫أصحابه وقد أحرموا بالحج ثم حزنوا علششى إحرامهششم بشه مششع عششدم‬
‫الهدي بفسخه إلى العمرة خصوصية لهم ليكششون المفضششول‪ ،‬وهششو‬
‫عدم الهدي للمفضول‪ ،‬وهو العمرة ل‪ ،‬لن الهدي يمنع العتمار أو‬
‫عكسششه‪ ،‬لنششه خلف الجمششاع ولجمششاعهم علششى عششدم كراهتششه‬
‫واختلفهم فششي كراهشة الخريششن ولعششدم دم فيشه بخلفهمششا والجششبر‬
‫دليل النقص ولمواظبة الخلفاء الراشششدين عليششه بعششده صششلى اللششه‬
‫عليه وسلم كما رواه الدارقطني أي‪ :‬إل عليا كرم الله وجهه‪ ،‬فإنه‬
‫لم يحج زمن خلفته لشتغاله بقتششال الخششارجين عليششه‪ ،‬وإنمششا كششان‬
‫ينيب ابن عباس رضي الله عنهششم نعششم شششرط أفضششليته أن يعتمششر‬
‫من سنته بأن ل يؤخرها عن ذي الحجة وإل كان كل منهما أفضششل‬
‫منه لكراهة تأخيرهششا عششن سششنته‪ ،‬وإن أطششال السششبكي فششي خلفششه‬
‫وبحث السنوي أفضلية قران أو تمتع أتبعه بعمرة لشششتماله علششى‬
‫المقصود مع زيادة عمرة أخرى وتبعه عليه جمع وقششد رددتششه فششي‬
‫الحاشية ثم رأيت شارحا رده لكن بما فيشه نظشر ظششاهر ويشأتي أن‬
‫من أتى بعمرة‪ ،‬أو بإحرامها فقط قبشل أششهر الحشج متمتشع >ص‪:‬‬
‫‪ <150‬أي بالمعنى السابق آنفا لكن ل دم عليه ومع ذلك ل ينبغي‬
‫لمن بمكة يريد الفراد الفضل ترك العتمار في رمضششان مثل لئل‬
‫يفوته‪ ،‬لن الفضل الحاضر ل يترك لمترقب ونظيره مششا يششأتي أنششه‬
‫ليس مرادهم بندب تحري مكان‪ ،‬أو زمان فاضل للصدقة تأخيرهششا‬
‫إليه‪ ،‬لنه ل يدري أيدركه أو ل بل الكثششار منهششا إذا أدركششه‪) .‬وبعششده‬
‫التمتع(‪ ،‬لن المتمتع يأتي بعملين كاملين‪ ،‬وإنما ربح أحد الميقاتين‬
‫فقط بخلف القارن‪ ،‬فإنه يأتي بعمل واحد من ميقات واحد وفششي‬
‫نسخ ثم القران ول إشكال فيهششا‪ ،‬لن بعششده مرتبششتين أخرييششن كششل‬
‫منهما من بعض تلك الوجشه )وفشي قشول( أفضشلها )التمتشع(‪ ،‬وهشو‬
‫مذهب الحنابلة وأطالوا في النتصار له وفي قول القران أفضششل‪،‬‬
‫وهو مذهب الحنفيششة واختششاره جمششع مششن أكششابر الصششحاب )وعلششى‬
‫المتمتع دم( إجماعا لربحششه الميقششات إذ لششو أحششرم بالحششج أول مششن‬
‫ميقات بلده لحتششاج بعششده إل أن يحششرم بششالعمرة مششن أدنششى الحششل‬
‫وبالتمتع ل يخرج من مكششة بششل يحشرم بالحششج منهششا وبهشذا يعلششم أن‬
‫الوجه فيمن كرر العمرة في أشهر الحج أنششه ل يتكششرر عليششه‪ ،‬وإن‬
‫أخرج الدم قبل التكرر‪ ،‬لن ربحه الميقات بالمعنى الذي تقرر لششم‬
‫يتكرر والدم هنا وحيث أطلششق شششاة‪ ،‬أو سششبع بدنششة‪ ،‬أو بقششرة ممششا‬
‫يجزئ أضحية )بشرط أن ل يكون من حاضري المسششجد الحششرام(‬
‫لقوله تعالى }ذلك{ أي‪ :‬ما ذكر مششن الهششدي والصششوم عنششد فقششده‬
‫}لمششن{ أي‪ :‬علششى مششن }لششم يكششن أهلششه{ أي‪ :‬وطنششه }حاضششري‬
‫المسجد الحرام{ وقيل الشارة لحششل العتمششار فششي أشششهر الحششج‬
‫فيمتنع على حاضريه في أشهره‪ ،‬وهو بعيد من سياق الية كما هو‬
‫ظاهر‪) .‬وحاضروه >ص‪ <151 :‬من( استوطنوا بالفعششل ل بالنيششة‬
‫حالة الحرام ل بعده سواء أكان الحششرام بقششرب مكششة أم ل جششاوز‬
‫الميقات مريدا للنسك أم ل على المعتمششد مششن اضششطراب طويششل‬
‫في ذلك بينته في الحاشششية وغيرهششا محل )دون مرحلششتين( بخلف‬
‫من بمرحلششتين‪ ،‬أو أكششثر‪ ،‬لن مششن علششى دون مسششافة القصششر مششن‬
‫موضع كالحاضر فيه بل يسمى حاضرا لشه قشال تعشالى }واسشألهم‬
‫عن القرية التي كانت حاضرة البحر{ أي‪ :‬أيلة‪ ،‬وهشي ليسشت فشي‬
‫البحر بل قريبششة منششه وتعتششبر المسششافة )مششن مكششة(‪ ،‬لن المسششجد‬
‫الحرام في الية غير مراد به حقيقة اتفاقا وحمله على مكششة أقششل‬
‫تجوزا من حمله على جميع الحششرم )قلششت الصششح( اعتبارهششا )مششن‬
‫الحرم والله أعلششم(‪ ،‬لن الغلششب فششي القششرآن اسششتعمال المسششجد‬
‫الحرام في الحرم ومن له مسكنان قريب من الحششرم وبعيششد منششه‬
‫اعتبر ما مقامه به أكثر ثم ما به أهله وماله دائما ثم أكثر ثم ما به‬
‫أهله كذلك ثم ما به ماله كذلك ثم مششا قصششد الرجششوع إليششه ثششم مششا‬
‫خرج منه ثم ما أحرم منه وأهله حليلتششه >ص‪ <152 :‬ومحششاجيره‬
‫دون نحو أب وأخ‪ .‬ولو تمتع ثم قرن من عامه لزمششه دمششان علششى‬
‫المنقول المعتمد خلفا لجمع لختلف موجبي الدمين فلششم يمكششن‬
‫التداخل وعلى الضعيف الذي انتصر له كششثيرون وأطششالوا فيششه نقل‬
‫ومعنى أن الحاضر من بالحرم‪ ،‬أو قربه حالة الحرام بششالعمرة‪ ،‬أو‬
‫بهما فل يلزمه إل دم‪ ،‬لنه حال القششران ملحششق بالحاضششرين )وأن(‬
‫)تقع عمرته( أي‪ :‬نية الحرام بها ومششا بعششدها مششن العمششال )وفششي‬
‫أشهر الحج(‪ ،‬لن الجاهلية كانوا يعششدونها فيهششا مششن أفجششر الفجششور‬
‫فرخص الشارع في وقوعها فيها دفعششا للمشششقة عششن نحششو غريششب‬
‫قدم قبل عرفة بزمن طويل بعششدم اسششتدامته إحرامششه بششل يتحلششل‬
‫بعمل عمرة مع الدم ومن ثم لشو نشوى الحشرام بشالعمرة مشع آخشر‬
‫جزء من رمضان وأتى بأعمالها كلها في شوال لششم يلزمششه دم مششع‬
‫أنه متمتع كمن أتى بها كلها قبل أشهر الحج علششى المشششهور كمششا‬
‫قاله الرافعي ومر ما يعلم منه أن هششذا ل ينششافي كششونه مششن صششور‬
‫الفراد الفضل وأن يكون وقوعها في أشهر الحج )من سنته( أي‪:‬‬
‫الحج‪ .‬فلو اعتمر في سنة وحششج فششي أخششرى فل دم كمششا جششاء عششن‬
‫الصحابة رضي الله عنهم بسند حسن )وأن ل يعششود لحششرام الحششج‬
‫إلى الميقات( الذي أحرم منه بالعمرة إحراما جائزا كأن لم يخطر‬
‫له إل قبيل دخول الحرم كمششا شششمله كلمهششم وإلحششاق بعضششهم بششه‬
‫آفاقيا بمكة خرج منها لدنى الحل وأحرم بششالعمرة ثششم فششرغ منهششا‬
‫وأحرم بالحج من مكة وخرج لدنى الحششل فل دم عليششه ليششس فششي‬
‫محله‪ ،‬لن المراد بالميقات ميقات الفاقي وما ألحق به ل المكششي‬
‫كما صرحوا به وبينته فششي شششرح العبششاب‪ ،‬أو مثششل مسششافته >ص‪:‬‬
‫‪ <153‬أو ميقات آخر غيره‪ ،‬أو مرحلششتين مششن مكششة وأمششا مششا فششي‬
‫الروضة فيما لو عاد لميقات أقرب ينفعششه العششود‪ ،‬لنششه أحششرم مششن‬
‫موضع ليس ساكنوه من حاضري الحششرم المقتضششي أنششه ل يجششزئ‬
‫العود لذات عرق‪ ،‬أو قرن‪ ،‬أو يلملم على مرجحه أن المسافة في‬
‫الحاضر من الحرم فغير مراد فيما يظهر‪ ،‬لن هششذا التعليششل جششرى‬
‫على طريقة الرافعي ول يلزم من ضعفه ضششعف المعلششل فتششأمله‪.‬‬
‫ويفرق بين اعتبارهما هنا من مكة وثم من الحرم برعاية التخفيف‬
‫فيهما المناسب لكون التمتع مأذونا فيه‪ ،‬فإن عاد ولششو بعششد دخششول‬
‫مكة لواحد من ذلك محرما بالحج قبل الوقوف‪ ،‬أو أحششرم منششه بششه‬
‫فل دم للتمتع‪ ،‬لن موجبه ربششح الميقششات ول ربششح حينئذ‪ ،‬وإنمششا لششم‬
‫يكف المسيء بالمجاوزة العود لقرب تغليظا عليه لتعششديه وخششرج‬
‫بقولي للتمتع ما لو عاد قبل أعمال العمرة ثم أحششرم بالحششج‪ ،‬فششإن‬
‫الذي عليه حينئذ هو دم القران ل التمتع >ص‪<154 :‬‬
‫)تنبيهان( أحدهما كما تعتبر هذه الشروط للدم تعتبر في وجششه‬
‫لتسميته متمتعا‪ ،‬فإن فات شرط كان إفرادا والصح أنهششا ل تعتششبر‬
‫للتسمية ومن ثم قال أصحابنا يصششح التمتششع والقششران مششن المكششي‬
‫خلفا لبي حنيفة رضي الله عنه ثانيهما الموجب للدم حقيقششة هششو‬
‫ما ذكر فششي الشششرط الثششاني وأمششا مششا خششرج ببقيششة الشششروط فهششو‬
‫كالمسششتثنى منششه )ووقششت وجششوب الششدم( علششى المتمتششع )إحرامششه‬
‫بالحج(‪ ،‬لنه إنما يصير متمتعا بالعمرة إلى الحششج حينئذ ومششع ذلششك‬
‫يجششوز تقششديم غيششر الصششوم عليششه لكششن بعششد فششراغ العمششرة ل قبلششه‬
‫)والفضل ذبحه يوم النحر(‪ ،‬لنه التباع ومن ثششم أخششذ منششه الئمششة‬
‫الثلثة امتناع ذبحه قبله )فإن عجز عنه في موضعه(‪ ،‬وهششو الحششرم‬
‫ولو شرعا بأن وجده بأكثر من ثمن مثله ولو بما يتغششابن بششه نظيششر‬
‫ما مر في التيمم‪ ،‬أو‪ ،‬وهو محتاج إلى ثمنه ويظهر أن يأتي هنا مششا‬
‫ذكروه في الكفارة من ضابط الحاجة ومن اعتبششار سششنة أو العمششر‬
‫الغالب واعتبار وقششت الداء ل الوجششوب وقيششاس مششا تقششرر أن مششن‬
‫على دون مرحلتين من محل يسششمى حاضششرا فيششه ومششا يششأتي فششي‬
‫الديات أنه يجب نقلها من دون مسافة القصر أن يلحششق بموضششعه‬
‫هنا كل ما كان على دون مرحلتين منه ولم أر من تعرض لششه ولششو‬
‫أمكنه القتراض قبل حضور ماله الغششائب >ص‪ <155 :‬تششأتي هنششا‬
‫ما يأتي في قسم الصدقات فيما يظهر )صام( إن قششدر‪ ،‬وإن علششم‬
‫أنه يقدر على الهدي قبل فراغ الصوم‪ .‬فإن عجز يأتي فيه ما مششر‬
‫في رمضان كما لو مات هنششا وعليششه هششذا الصششوم مثل يصششوم عنششه‬
‫وليه‪ ،‬أو يطعم )عشرة أيام ثلثة( منهششا فششي نحششو التمتششع والقششران‬
‫وترك الميقات في الحج بخلف نحو الرمي ممششا يجششب بعششد الحششج‬
‫فيصوم الثلثة عقب أيام التشريق أمششا تركششه فششي العمششرة فششوقت‬
‫أداء الصوم فيه قبل فراغها‪ ،‬أو عقبششه لن وجششوبه حينئذ ل يتوقششف‬
‫على الحج فلم ينظر إليششه فيشه )فششي الحششج( قبشل يششوم النحششر ولشو‬
‫مسافرا للية أي‪ :‬إن أحرم به بزمن يسعها قبل يششوم النحششر‪ ،‬فششإن‬
‫لم يسشع إل بعضشها وجشب ول يلزمشه تقشديم الحشرام حشتى يلزمشه‬
‫صومها على المنقول الذي اعتمداه‪ ،‬لن تحصيل سبب الوجوب ل‬
‫يجب فمن جعل هذا من باب ما ل يتم الواجب إل بششه فهششو واجششب‬
‫فقد وهم‪ ،‬وإنما لم يجز صومها قبششل الحششرام‪ ،‬لنششه عبششادة بدنيششة‪،‬‬
‫وهي ل يجوز تقديمها على وقتها وبه فارق ما مر في الدم أما لششو‬
‫أخرها عن يوم النحر بأن أحرم قبله بزمن يسعها ثم أخششر التحلششل‬
‫عن أيام التشريق ثم صامها‪ ،‬فإنه يأثم وتكششون قضششاء‪ ،‬وإن صششدق‬
‫أنه صامها في الحج لنششدرته فل يششراد مششن اليششة ويلزمششه فششي هششذه‬
‫القضاء فورا كما هو قياس نظائره لتعديه بالتأخير‪) .‬تستحب( تلك‬
‫الثلثة أي‪ :‬صومها )قبل يوم عرفة( لن فطششره للحششاج سششنة ومششر‬
‫حرمة صومها يوم النحر وأيام التشريق >ص‪) <156 :‬وسبعة إذا‬
‫رجع( للية )إلى أهله( أي‪ :‬وطنه‪ ،‬أو ما يريد تششوطنه ولششو مكششة إن‬
‫لم يكن له وطن‪ ،‬أو أعرض عن وطنه )في الظهر( للخبر المتفق‬
‫عليه بذلك وقال الئمة الثلثششة كالمقابششل المششراد بششالرجوع الفششراغ‬
‫من الحج فعلى الول ل يعتد بصومها قبل وطنه‪ ،‬أو ما يريد توطنه‬
‫ول بوطنه وعليه طواف إفاضة أو سشعي‪ ،‬أو حلشق‪ ،‬لنشه إلشى الن‬
‫لم يفرغ من الحج نعم لو وصل لوطنه قبل الحلششق ثششم حلششق فيششه‬
‫جاز له كما هو ظاهر صششومها عقششب الحلششق ولششم يحتششج لسششتئناف‬
‫مدة الرجوع )ويندب تتابع الثلثة( إذا أحرم قبل يوم النحششر بزمششن‬
‫يسع أكثر منهششا وإل وجششب تتابعهششا كمششا علششم ممششا مششر مششن حرمششة‬
‫تأخيرها عنه‪) .‬و( تتابع )السبعة( مبادرة لبراءة الذمة وخروجا مششن‬
‫خلف من أوجب التتابع )ولو فاته الثلثة في الحج( أو عقششب أيششام‬
‫التشششريق بعششذر أو غيششره >ص‪) <157 :‬فششالظهر أنششه يلزمششه أن‬
‫يفرق في قضائها بينها وبين السبعة( بقدر ما كششان يفششرق بششه فششي‬
‫الداء‪ ،‬وهو أربعة أيام العيششد والتشششريق فششي الولششى ومششدة سششيره‬
‫>ص‪ <158 :‬على العادة الغالبة إلى وطنه ومششا ألحششق بششه فيهمششا‬
‫وذلك‪ ،‬لن الصل في القضاء أنششه يحكششي الداء‪ ،‬وإنمششا لششم يلزمششه‬
‫التفريق في قضاء الصلوات‪ ،‬لن تفريقها لمجرد الوقت وقد فششات‬
‫وهذا يتعلق بفعل هو الحج والرجوع ولم يفوتششا فششوجبت حكايتهمششا‬
‫في القضاء ومن توطن مكة يلزمه فششي الولششى التفريششق بخمسششة‬
‫أيام وفي الثانية بيوم )وعلى القارن دم( لما صح }أنه صششلى اللششه‬
‫عليه وسلم ذبح عن نسائه البقر يوم النحششر قششالت عائشششة رضششي‬
‫الله عنها وكن قارنات{‪ ،‬وهو )كدم التمتع( في جميع مششا مششر فيششه‬
‫ومنه أن ل يعود لما مر قبل الوقوف وما زاده بقوله إيضاحا )قلت‬
‫بشرط أن ل يكون من حاضري المسجد الحرام والله أعلششم(‪ ،‬لن‬
‫دم القران مقيس على دم التمتع فأعطي حكمه فيهما‬

‫باب محرمات الحرام‬


‫وهو هنا نية الدخول في النسك أو نفششس الششدخول فيششه بالنيششة‬
‫كما مر أي ما حرم بسببه ولو مطلقا قيل لم يف بمششا دلششت عليششه‬
‫عبارته من استيعاب جميعها لحذفه عقد النكاح ومقششدمات الششوطء‬
‫والستمناء‪ .‬ا ه‪ .‬ويجاب بأن الول معلوم من كلمه السابق أنششه ل‬
‫يحل إل بالتحلل الثاني ومن كلمه فشي وليشة النكشاح والثشاني مشن‬
‫كلمه في الحيض والصوم الدال على أنه يلزم من حرمة الجمششاع‬
‫حرمة مقدماته‪ ،‬والثالث ملحق بالثششاني فششي ذلششك وحكمششة تحريششم‬
‫ذلك أن فيها ترفها وهو أشعث أغبر كما في الحديث فلششم يناسششبه‬
‫الترفه‪ ،‬وأيضا فالقصد تذكره ذهابه إلى الموقف متجششردا متشششعثا‬
‫ليقبل على الله بكليته ول يشتغل بغيره‪ .‬والحاصل أن القصد مششن‬
‫الحج تجرد الظاهر ليتوصل به لتجرد الباطن ومن الصوم العكششس‬
‫كما هو واضح فتأمله‪) .‬أحدهما ستر( ومنه استدامة الساتر وفارق‬
‫استدامة الطيب بندب ابتداء هذا قبل الحرام بخلف ذاك ومن ثم‬
‫كان التلبيد بما له جرم كالطيب في حششل اسششتدامته‪ ،‬لنشه منششدوب‬
‫مثلششه )بعششض رأس الرجششل(‪ ،‬وإن قششل ومنششه البيششاض المحششاذي ل‬
‫الطيب على الذن كما مر‪) .‬بما يعد( هنا )ساترا( عرفا‪ ،‬وإن حكى‬
‫البشرة كثوب رقيق‪ ،‬لنه يعد ساترا هنششا بخلف الصششلة ولششو غيششر‬
‫مخيط كعصابة عريضة وطين أو جنششاء ثخيشن للنهشي الصشحيح عششن‬
‫تغطية رأس المحرم الميت ورواية مسلم الناهية عن سششتر وجهششه‬
‫أيضا‪ .‬قال البيهقي‪ :‬وهم مششن بعششض الششرواة وغيششره أنهششا محمولششة‬
‫على ما ل بد من كشفه من الوجه >ص‪ <160 :‬ليتحقششق كشششف‬
‫جميع الرأس‪ .‬أما ما ل يعد سششاترا فل يضششر كخيششط رقيششق وتوسششد‬
‫نحو عمامة ووضع يد لششم يقصششد بهششا السششتر بخلف مششا إذا قصششده‬
‫على نزاع فيه وانغماس بماء ولو كدرا وحمل نحو زنبيل لم يقصد‬
‫به ذلك أيضا أو استظلل بمحمل‪ ،‬وإن مس رأسه بششل‪ ،‬وإن قصششد‬
‫به الستر ويظهششر فششي شششعر خششرج عششن حششد الششرأس أنششه ل شششيء‬
‫يستره كما ل يجزئ مسحه في الوضوء بجامع أن البشرة في كل‬
‫هي المقصودة بالحكم‪ ،‬وإنما أجزأ تقصيره‪ ،‬لنه منششوط بالشششعر ل‬
‫البشرة فلم يشبه ما نحن فيه )إل لحاجة( ويظهر ضبطها في هششذا‬
‫الباب بما ل يطاق الصبر عليه عادة‪ ،‬وإن لششم يبششح الششتيمم كحششر أو‬
‫برد فيجوز مع الفدية قياسششا علششى وجوبهششا فششي الحلششق مششع العششذر‬
‫بالنص وذكر هذا في الرأس لغلبته فيه‪ ،‬وإل فهو ل يختششص بششه بششل‬
‫يششأتي فششي نحششو سششتر البششدن وغيششره كششالتطيب‪) .‬ولبششس( المخيششط‬
‫بالمهملة نحو )المخيششط( كششالقميص )أو المنسششوج( كششالزرد >ص‪:‬‬
‫‪) <161‬أو المعقود( أو الملزق أو المضفور‪ ،‬للنهشي الصشحيح عششن‬
‫لبس المحششرم للقميششص والعمامششة والششبرنس والسششراويل والخششف‬
‫وتعتبر العادة الغالبة في الملبوس إذ هو الششذي يحصششل بششه الششترفه‬
‫فيحل الرتداء واللتحاف بالقميص والقباء بأن يضششع أسششفله علششى‬
‫عاتقيه‪ ،‬لنه إذا أقام ل يستمسك فل يعشد لبسشا لشه أو يلتحشف بشه‬
‫كالملحفة‪ ،‬والتزار بالسششراويل كالرتششداء بششرداء ملفششق مششن رقششاع‬
‫طاقين فأكثر بخلف مششا لشو وضششع طشوق القبششاء أو الفرجيششة علششى‬
‫رقبته فإنه‪ ،‬وإن لم يدخل يديه في كميه يستمسششك إذا قششام فيعششد‬
‫لبسا لشه وعقشد الزار وششد خيشط عليشه ليثبشت‪ ،‬وأن يجعلشه مثشل‬
‫الحجزة ويدخل فيها التكة إحكامششا لششه وشششد أزراره فششي عششرى إن‬
‫تباعدت ول يتقيد الرداء بذلك‪ ،‬لن العقد فيششه ممتنششع بخلف الزار‬
‫وغششرز طششرف الششرداء فيششه >ص‪ <162 :‬ل عقششد الششرداء ول خششل‬
‫طرفيه بخلل ول ربطهما أو شششدهما ولششو بششزر فششي عششروة ولبششس‬
‫الخاتم وتقلد المصحف وشد الهميششان والمنطقششة فششي وسششطه ثششم‬
‫تحريم ما ذكر من المحيط بالحاء المهملة ل يختص بجزء من بدن‬
‫المحرم بل يجري )في سائر بدنه( أي كل جزء جزئ منششه ككيششس‬
‫اللحية أو الصبع بخلف تغطية الوجه‪ ،‬لن ساتره ل يحيط به ومن‬
‫ثم لو أحاط به بأن جعل له كيس على قدره إن تصششور حششرم كمششا‬
‫هو ظاهر‪.‬‬
‫)تنبيه( سائر إما من السؤر أي البقيششة فيكششون بمعنششى بششاق أو‬
‫من سور البلد أي المحيط بها فيكون بمعنى جميع خلفا لمن أنكر‬
‫هذا‪ ،‬وإن تبعه شارح فاعترض المتن بششأنه لششم يتقششدم حكششم شششيء‬
‫من البدن حتى يكون هذا حكم باقيه فإن الرأس هنا قسششيم لششه ل‬
‫بعضه‪) .‬إل إذا لم يجد غيششره( أي المحيششط حسششابان لششم يملكششه ول‬
‫قدر على تحصيله ولو بنحو استعارة بخلف الهبة لعظششم المنششة أو‬
‫شرعا كأن وجده بأكثر من ثمن أو أجرة مثله‪ ،‬وإن قل فلششه حينئذ‬
‫ستر العورة بالمحيط بل فدية‪ ،‬ولبسه في بقيششة بششدنه لحاجششة نحششو‬
‫حر أو برد بفدية فعلم أن له لبس السراويل لفقد الزار وفيه خبر‬
‫صحيح ومحله إن لم يتأت التششزار بششه علششى هيئتششه أو نقششص بفتقششه‬
‫>ص‪ <163 :‬أو لم يجد ساترا لعورته مدة فتقه فيما يظهر أخششذا‬
‫مما يأتي‪ ،‬وإل لزمه التزار به على هيئة أو فتقه بشرطه ولو قششدر‬
‫على بيعه وشراء إزار فإن كان مع ذلششك تبششدو عششورته أي بحضششرة‬
‫من يحرم عليه نظرها كما هو ظاهر لم يجب‪ ،‬وإل وجششب‪ ،‬وأن لششه‬
‫لبس الخف لفقد النعل لكن بشرط قطعششه أسششفل مششن الكعششبين‪،‬‬
‫وإن نقصت به قيمته للمر بقطعه كذلك في حديث الشيخين وبششه‬
‫فارق عدم وجوب قطع ما زاد من السششراويل علششى العششورة قششالوا‬
‫لما فيه من إضاعة المال وكان وجه ذلك تفاهة نقص الخف غالبششا‬
‫بخلف غيره والمراد بالنعل هنا ما يجوز لبسششه للمحششرم مششن غيششر‬
‫المحيط كالمداس المعروف اليششوم والتاسششومة والقبقششاب بشششرط‬
‫أن ل يسترا جميع أصابع الرجل‪ ،‬وإل حرما كما علششم بششالولى ممششا‬
‫مششر مششن تحريمهششم كيششس الصششبع بخلف نحششو السششرموزة فإنهششا‬
‫محيطة بالرجل جميعها والزربول المصري‪ ،‬وإن لم يكن له كعششب‬
‫واليماني لحاطتهما بالصابع فامتنع لبسهما مع وجود ما ل إحاطششة‬
‫فيه ومن ثم قال شششارح‪ :‬وحكششم المششداس وهششو السششرموزة حكششم‬
‫الخف المقطوع ول يجوز لبسهما مع وجود النعلين علششى الصششحيح‬
‫المنصوص‪ .‬ا هش‪ .‬وظاهر إطلق الكتفاء بقطعه الخف أسششفل مششن‬
‫الكعششبين >ص‪ <164 :‬أنششه ل يحششرم‪ ،‬وإن بقششي منششه مششا يحيششط‬
‫بششالعقب والصششابع وظهششر القششدمين وعليششه فل ينششافيه تحريمهششم‬
‫السرموزة‪ ،‬لنه مع وجود غيرها ومع ذلشك لشو قيشل إنشه ل بشد مشن‬
‫قطع ما يحيط بالعقبين والصابع‪ ،‬ول يضر استتار ظهششر القششدمين‪،‬‬
‫لن الستمساك يتوقف علششى الحاطششة بششذلك دون الخريششن لكششان‬
‫متجها ثم رأيت المصنف كالصششحاب صششرحوا بششأنه ل يلزمششه قطششع‬
‫شيء مما يستر ظهر القششدمين وعللششوه بششأنه لحاجششة الستمسششاك‬
‫فهششو كاسششتتاره بشششراك النعششل وابششن العمششاد قششال ل يجششوز لبششس‬
‫الزربول المقور الذي ل يحيط بعقب الرجل إل عند فقششد النعليششن‪،‬‬
‫لنه ساتر لظاهر القدم ومحيط بها من الجوانب بخلف القبقششاب‪،‬‬
‫لن سيره كشششراك النعششل‪ .‬ا ه‪ .‬وصششريحه وجششوب قطششع مششا يسششتر‬
‫العقبين بالولى ويفرق بيششن مششا يسششتر ظهششر القششدمين ومششا يسششتر‬
‫العقشب بتوقشف الستمسشاك فشي الخفششاف غالبششا علششى الول دون‬
‫الثاني كما علم مما مر‪ .‬وبما تقرر يعلشم مششا فششي قششول الزركشششي‬
‫كابن العماد والمراد بقطعه أسفل من الكعب أن يصششير كششالنعلين‬
‫ل التقوير بأن يصير كالزربول من اليهششام بششل والمخالفششة لصششريح‬
‫قول الروضة وغيرها لو وجد لبس الخششف المقطششوع نعليشن لزمشه‬
‫نزعه فورا‪ ،‬وإل لزمه الدم إذ لو كان المقطششوع كالنعششل لششم يصششح‬
‫هذا اللزوم بخلف ما لششو كششان يسششتر عقششبيه أو أصششابعه فششإن فيششه‬
‫سترا أكثر مما في النعلين فوجب نزعه عند وجودهمششا‪ .‬فالحاصششل‬
‫أن ما ظهر منه العقب ورءوس الصابع يحل مطلقا‪ ،‬لنه كالنعلين‬
‫سواء وما يستر الصابع فقط أو العقب فقط ل يحششل إل مششع فقششد‬
‫الولين‪ ،‬وإذا لبس ممتنعا لحاجة ثم وجد جائزا لزمششه نزعششه فششورا‪،‬‬
‫وإل أثم وفدى والصبي كالبالغ في جميع ما ذكر ويأتي لكششن الثششم‬
‫على الولي والفدية في ماله‪ ،‬لنه المششورط لششه‪ ،‬نعششم إن فعششل بششه‬
‫ذلك أجنبي كأن طيبه فالفدية على الجنبي فقط‪).‬ووجششه المششرأة(‬
‫ولو أمة )كرأسه( أي الرجل فيما مر فيه لنهيها عن النتقاب رواه‬
‫البخاري‪ .‬وحكمششة ذلششك أنهششا تسششتره غالبششا فششأمرت بكشششفه نقضششا‬
‫للعادة لتتذكر نظير ما مر في تجرد الرجل نعم لهششا بششل عليهششا إن‬
‫كانت حرة على ما بحث‪ ،‬لن رأس غيرها ليس بعورة لكششن الششذي‬
‫في المجموع أنه ل فرق ويوجه بأن العتناء بستر الرأس ولو مششن‬
‫المة أكثر لقول جمع أنشه عششورة ولشم يقششل أحششد إن وجههششا عششورة‬
‫>ص‪ <165 :‬أن تستر منه مششا ل يتششأتى سششتر رأسششها إل بششه ولششم‬
‫يلزمها أن تكشف منه ما ل يتأتى كشف الوجه إل بششه‪ ،‬لن السششتر‬
‫أحوط لها ولها أن تسدل على وجهها شيئا متجافيا عنه بنحو أعواد‬
‫ولو لغير حاجة فلو سقط فمششس الثششوب الششوجه بل اختيارهششا فششإن‬
‫رفعته فورا فل شششيء‪ ،‬وإل فششإن تعمششدته أو أدامتششه أثمششت وفششدت‬
‫ويسن لها كشف كفيها‪) .‬ولها لبس المخيششط( إجماعششا )إل القفششاز(‬
‫في اليششدين أو إحششداهما فيحششرم عليهششا كالرجششل لبسششهما أو لبسششه‬
‫وتلزمهما الفدية )في الظهر( للنهي عنهما فششي الحشديث الصششحيح‬
‫لكن أعل بأنه من قول الراوي ومن ثم انتصر للمقابششل بششأن عليششه‬
‫أكثر أهل العلششم والقفششاز شششيء يعمششل لليششد يحشششى بقطششن ويششزر‬
‫بششأزرار علششى السششاعد ليقيهششا مششن الششبرد والمششراد هنششا المحشششو‬
‫والمزرور وغيرهما ولها لف خرقة بشششد أو غيششره علششى يششديها ولششو‬
‫لغير حاجة إذ ل يشبه القفاز بل لو لفها الرجششل علششى نحششو يششده أو‬
‫رجله لششم يششأثم إل أن يعقششدها أو يشششدها أو يخيطهششا >ص‪<166 :‬‬
‫وليس للخنثى ستر وجهه بمخيط ول بغيره مع رأسششه فششي إحششرام‬
‫واحد لتيقن سبب التحريششم والفديششة حينئذ‪ ،‬وإل فل كمششا بينتششه مششع‬
‫فروع أخرى في الحاشية ويؤخذ من التعليل بالتيقن المششذكور أنششه‬
‫لو سششتر وجهششه ولبششس المخيششط فششي إحششرام واحششد لزمتششه الفديششة‬
‫لتحقق موجبها هنا أيضششا ولششو سششتر رأسششه ثششم اتضششح بالششذكورة أو‬
‫وجهه ثم اتضح بالنوثة فهل تلزمه الفدية عمل بما في نفس المر‬
‫أو ل‪ ،‬لن شرط الحرمة والفدية العلم بتحريمشه عليشه حالشة فعلشه‬
‫ولم يوجد كل محتمل والقرب الثاني ويفرق بينه وبين ستره فششي‬
‫الصلة كرجل ثم بان رجل فإنه يلزمه القضاء على ما في الروضة‬
‫بأنه ثم شاك حال النية في حصول الستر الششواجب فششأثر‪ ،‬والشششك‬
‫هنا ل يؤثر‪) .‬الثاني( مششن المحرمششات )اسششتعمال الطيششب( للرجششل‬
‫وغيره )في ثوبه( كأن يشد نحو مسك وعنبر بطرفه أو يجعله في‬
‫جيبه أو يلبس حليا محشوا به لششم يصششمت وكثششوبه سششائر ملبوسششه‬
‫حتى أسفل نعله إن علق به شيء من عين الطيب للنهي الصحيح‬
‫عن لبس ما مسه ورس أو زعفران وهما طيب فهو ما ظهر منششه‬
‫غرض التطيب وقصد منه غالبا كمسك وكافور حششي أو ميششت كمششا‬
‫شششمله كلمهششم وعنششبر وعششود وورد وياسششمين ونيلششوفر ونرجششس‬
‫وريحان فارسي وغيره وآس وبنفسج >ص‪ <167 :‬ونمام ودهششن‬
‫نحو أترج بأن أغلششي فيششه‪ ،‬وإن كششان التششرج غيششر طيششب إذ ل تلزم‬
‫بينهما بخلف مششا ليششس كششذلك نحششو شششيح وقيصششوم وأتششرج وتفششاح‬
‫وعصفر وحناء وقرنفل وسششنبل ومصششطكى خلفششا لمشن وهششم فيشه‬
‫وسائر البازير الطيبة الرائحششة‪ ،‬لن القصششد منهششا الششدواء‪ ،‬وإصششلح‬
‫الطعمة غالبا‪) .‬أو بدنه( كالثوب بل أولى وسششواء الخششم وغيشره‬
‫لحصول ترفهه بشم غيششره لريحششه الطيششب وظششاهر البششدن وبششاطنه‬
‫كأن أكل ما ظهر فيه طعم الطيب المختلط به أو ريحه ل لششونه أو‬
‫احتقن أو استعط به ثم استعماله المؤثر هنا هشو أن يلصشقه ببششدنه‬
‫أو نحو ثوبه على الوجه المعتاد فيه ل بالنسبة لمحله فل يششرد نحششو‬
‫الحتقان بشه خلفشا لمشن نشازع فيشه‪ ،‬وأن يحتشوي علشى مجمشرة أو‬
‫يقرب منها وعلق ببدنه أو ثششوبه عيششن البخششور ل أثششره‪ ،‬لن التبخششر‬
‫إلصاق بعين الطيب إذ بخاره ودخانه عين أجزائه‪ ،‬وإنمششا لششم يششؤثر‬
‫في الماء كما مر‪ ،‬لنه ل يعد ثم عينا مغيششرة‪ ،‬وإنمششا الحاصششل منششه‬
‫تروح محض ل حمل نحو مسك فششي نحششو خرقششة مشششدودة بخلف‬
‫حمل نحو فارة مسك مشقوقة الرأس أو قارورة مفتوحة الششرأس‬
‫>ص‪ <168 :‬ويفشرق بشأن الششد صشارف عشن قصشد التطيشب بشه‬
‫والفتح مع الحمل يصيره بمنزلة الملصق ببدنه ول أثششر لعبششق ريششح‬
‫من غير عين وفارق ما مر في أكل ما ظهر ريحه فقششط بششأن ذاك‬
‫فيه استعمال عين الطيب ولششو خفيششت رائحتششه كالكششاذي والفاغيششة‬
‫وهي ثمر الحناء فإن كان بحيث لو أصابه الماء فششاحت حششرم‪ ،‬وإل‬
‫فل وشرط ابن كج في الرياحين أن يأخذها بيده ويشششمها أو يضششع‬
‫أنفه عليهششا للشششم وشششرط الثششم فششي المحرمششات كلهششا العقششل إل‬
‫السكران المتعدي بسكره وعلم الحرام والتحريم أو التقصير في‬
‫التعلم والتعمد والختيار وكذا في الفدية إل نحششو الحلششق أو الصششيد‬
‫كما يأتي‪ ،‬لنهما إتلف محشض بخلف غيرهمششا ويلششزم ناسششيا تششذكر‬
‫وجاهل علم ومكرها زال إكراهه إزالتششه فششورا‪ ،‬وإل لزمتششه الفديششة‪،‬‬
‫والولى أمر غيره الحلل بها إن تعينششت الفوريششة‪ ،‬ولششو جهششل كششون‬
‫الممسششوس طيبششا أو علششم وظنششه يابسششا ل يعلششق فعلششق فل فديششة‬
‫فالشرط هنا زيادة على ما مر العلم بأن الممسوس طيب يعلششق‪.‬‬
‫)ويحرم على الرجل( وغيره أيضا )دهن( بفتح أوله )شششعر الششرأس‬
‫أو اللحية( من نفسه ولو أصوله إذ محلوقها كغيره بأي دهششن كششان‬
‫كزيت وزبد ولو غير مطيششب >ص‪ <169 :‬فششإدراجه فششي قسششمه‪،‬‬
‫لن فيه ولو من المرأة تطيبا مششا وترفهششا كششترفه الطيششب المنششافي‬
‫لكون المحرم أشعث أغبر أي شأنه المأمور به ذلششك بخلف رأس‬
‫أقرع‪ ،‬وأصلع وذقن أمرد وبقية شعور اليد فل يحششرم دهنهششا بمششا ل‬
‫طيب فيه‪ ،‬لنه ل يقصد به تزيينها وفارق ما مر في المحلوق‪ ،‬لنه‬
‫يقصششد بششه تحسششين مششا ينبششت بعششد‪ .‬نعششم الوجششه أن شششعور الششوجه‬
‫كاللحية إل شعر الخد والجبهششة إذ ل تقصششد تنميتهمششا بحششال وحينئذ‬
‫فليتنبه لما يغفل عنه كثيرا وهو تلويث الشارب والعنفقششة بالششدهن‬
‫عند أكل اللحم فإنه مع العلم والتعمد حرام فيه الفديشة كمشا علشم‬
‫مما تقرر فليحترز عن ذلك ما أمكن وظاهر قوله شششعر أنششه ل بششد‬
‫من ثلثة ويتجه الكتفاء بدونها إن كان مما يقصد بششه الششتزيين‪ ،‬لن‬
‫هذا هو مناط التحريم كما يعلم مما تقرر ويحرم عليششه بششل وعلششى‬
‫الحلل دهن نحو رأس المحرم كحلقه فل يرد على المتن‪) .‬ويحرم‬
‫علششى الرجششل( وغيششره أيضششا )دهششن( بفتششح أولششه )شششعر الششرأس أو‬
‫اللحية( من نفسه ولو أصشوله إذ محلوقهشا كغيشره بشأي دهشن كشان‬
‫كزيت وزبد ولو غير مطيششب >ص‪ <169 :‬فششإدراجه فششي قسششمه‪،‬‬
‫لن فيه ولو من المرأة تطيبا مششا وترفهششا كششترفه الطيششب المنششافي‬
‫لكون المحرم أشعث أغبر أي شأنه المأمور به ذلششك بخلف رأس‬
‫أقرع‪ ،‬وأصلع وذقن أمرد وبقية شعور اليد فل يحششرم دهنهششا بمششا ل‬
‫طيب فيه‪ ،‬لنه ل يقصد به تزيينها وفارق ما مر في المحلوق‪ ،‬لنه‬
‫يقصششد بششه تحسششين مششا ينبششت بعششد‪ .‬نعششم الوجششه أن شششعور الششوجه‬
‫كاللحية إل شعر الخد والجبهششة إذ ل تقصششد تنميتهمششا بحششال وحينئذ‬
‫فليتنبه لما يغفل عنه كثيرا وهو تلويث الشارب والعنفقششة بالششدهن‬
‫عند أكل اللحم فإنه مع العلم والتعمد حرام فيه الفديشة كمشا علشم‬
‫مما تقرر فليحترز عن ذلك ما أمكن وظاهر قوله شششعر أنششه ل بششد‬
‫من ثلثة ويتجه الكتفاء بدونها إن كان مما يقصد بششه الششتزيين‪ ،‬لن‬
‫هذا هو مناط التحريم كما يعلم مما تقرر ويحرم عليششه بششل وعلششى‬
‫الحلل دهن نحو رأس المحرم كحلقه فل يرد علشى المتشن‪> .‬ص‪:‬‬
‫‪) <170‬الثالث( من المحرمات على الذكر وغيره )إزالة الشششعر(‬
‫ولو من غير رأسه )أو الظفر( أي شيء مششن أحششدهما مششن نفسششه‪،‬‬
‫وإن قل بنتف أو إحراق أو غيرهما من سششائر وجششوه الزالششة حششتى‬
‫نحو شرب دواء مزيل مع العلم والتعمد فيما يظهر‪ ،‬وذلششك لقششوله‬
‫تعالى }ول تحلقوا رءوسششكم{ أي شششيئا مششن شششعرها‪ ،‬وألحششق بششه‬
‫شعر بقية البدن والظفر بجامع أن في إزالة كل ترفها ينافي كون‬
‫المحرم أشعث أغبر‪ .‬نعم له قلع شعر نبت داخل جفنه وتششأذى بششه‬
‫ولو أدنى تأذ فيما يظهر وقطع ما غطى عينيه مما طال من شششعر‬
‫حاجبيه أو رأسه كدفع الصائل ومشا انكسشر مشن ظفشره وتشأذى بشه‬
‫كذلك ول فدية كما لو قطع أصبعه وعليها شعر أو ظفششر أو كشششط‬
‫جلدة رأسه وعليها شعر للتبعية ومنه يؤخذ أنه ل فششرق بيششن قطششع‬
‫وكشط ذلك لعذر أو غيره‪ ،‬لن التعدي بذلك ل يمنع التبعيششة خلفششا‬
‫لمن بحث الفرق وخرج بمن نفسه إزالته من غيره فإن كان حلل‬
‫فل شيء لكن إن كان بغير إذنششه أثششم وعششزر أو محرمششا لششم يششدخل‬
‫وقت تحلله بإذنه حرم عليهما والفدية على المحلوق‪ ،‬لنه المترفه‬
‫مع إذنه ولم تقدم المباشرة هنا‪ ،‬لن محل تقديمها حيششث لششم يعششد‬
‫النفع على المر‪ .‬أل ترى أن من غصب شاة‪ ،‬وأمر آخر بذبحها لششم‬
‫يضمنها المأمور بل لششو سششكت مششع قششدرته علششى المتنششاع فششالحكم‬
‫كذلك‪ ،‬لن الشعر في يد المحرم كالوديعششة فيلزمششه دفششع متلفششاته‬
‫فمتى أطاق دفع بعضها فقصر ضمنه بخلف مششا لششو كششان نائمششا أو‬
‫مكرهششا >ص‪ <171 :‬أو غيششر مكلششف فعلششى الحششالق وللمحلششوق‬
‫مطالبته بإخراجها‪ ،‬لن نسكه يتم بأدائها وله إخراجها عششن الحششالق‬
‫لكن بإذنه كالكفارة ولو أمر غيره بحلق رأس محرم فالفدية على‬
‫المر الحلل أو المحرم إن عششذر المششأمور إطلل أو المحششرم‪ ،‬وإل‬
‫فهي على المأمور وهل المر طريق هنا كالمأمور في الول محل‬
‫نظر والقرب ل‪ ،‬لن مجرد المر لمن ل يعتقششد وجششوب الطاعششة ل‬
‫يقتضي سوى الثششم >ص‪ <172 :‬ولششو عششذرا فهششي علششى الحششالق‬
‫فيما يظهر‪ ،‬لنه المباشر‪.‬‬
‫)تنبيه( قد يشكل تعليلهم وجششوب الفديششة فششي الحلششق بششالترفه‬
‫بأنهم جعلوه من أنواع التعزير وجعلوا في إزالتششه مششن الغيششر بغيششر‬
‫إذنه التعزير‪ ،‬وذلك مستلزم لكونه مزريششا ومنششاف لكششونه ترفهششا إذ‬
‫هو الملئم للنفس ويلششزم مششن ملءمتششه لهشا عششدم إزرائه لهششا وقششد‬
‫يجاب بمنع إطلق كونه ترفها بل فيششه ترفششه مششن حيششث إنششه يششوفر‬
‫كلفة الشعر وتعهده وجناية من حيث إن الشعر جمال وزينششة فششي‬
‫عرف العرب المقدم على غيره‪ ،‬ولكونه جناية ساوى نحو الناسي‬
‫غيره وبقائه جمال لم يحلق صلى الله عليششه وسششلم إل فششي نسششك‬
‫فإن قلت لم جعل ركنا وكان له دخل في التحلششل الول قلششت أمششا‬
‫الول فلن فيه وضع زينة لله تعالى فأشبه الطواف من حيث إنششه‬
‫إعمال النفس في المشي لله تعالى‪ ،‬وأما الثاني فلن التحلل من‬
‫العبادة إما بالعلم بغايتها كالسلم مششن الصششلة المعلششم بحصششوله‬
‫من الفات للمصلي‪ ،‬وإما بتعششاطي ضششدها كتعششاطي المفطششر فششي‬
‫الصوم أو دخول وقته والحلق من حيث مششا فيششه مششن الششترفه ضششد‬
‫الحرام الموجد لكون المحرم أشششعث أغششبر فكششان لششه دخششل فششي‬
‫تحلله‪) .‬وتكمل الفدية في ثلث شعرات أو ثلثة أظفششار( أو بعششض‬
‫من كل منهما فأكثر إن اتحد محل الزالة وزمنها عرفششا‪ ،‬وإن كششان‬
‫المزال جميع شعر الرأس والبششدن‪ ،‬وأظفششار اليششدين والرجليششن فل‬
‫تتعدد الفدية مع التحاد المذكور‪ ،‬لنه حينئذ يعد فعل واحششدا وذلششك‬
‫لقوله تعالى }ففدية{ أي فحلق شششعرا لششه ففديششة‪ ،‬وأقششل الشششعر‬
‫ثلث والستيعاب غير معتبر هنا إجماعا‪ ،‬وإذا وجبت مع العذر فمع‬
‫غيره أولى ومن ثم لزمششت هنششا كالصششيد >ص‪ <173 :‬نحششو نششاس‬
‫وجاهل وولي صبي مميز بخلف نحو مجنون ومغمششى عليششه وغيششر‬
‫مميز كما في المجموع‪ ،‬لن هؤلء ل ينسبون لتقصير بوجه بخلف‬
‫أولئك وكأن قضية كون هذا كالصيد من باب التلفات أنه ل فششرق‬
‫لكن لما كان فيه حق لله تعالى سومح فيه حيث ل يتصور تقصششير‬
‫وبهذا يندفع استشكال الذرعي وجواب الغششزي عنششه بمششا ل يتضششح‬
‫على أنه يوهم أن المميز كغير المميز‪ ،‬وليس كذلك كما تقرر أمششا‬
‫إذا اختلف محل الزالة أو زمنها عرفششا فيجششب فششي كششل شششعرة أو‬
‫بعضها أو ظفر كذلك مد كما يأتي‪) .‬والظهر أن فششي الشششعرة( أو‬
‫الظفر أو بعض كل )مششد طعششام وفششي الشششعرتين( أو الظفريششن أو‬
‫بعضهما )مدين( لعسر تبعيششض الشدم والششارع قشد عشدل الحيششوان‬
‫بالطعام في جزاء الصيد وغيششره والشششعرة أو بعضششها النهايششة فششي‬
‫القلة‪ ،‬والمد أقل ما وجب في الكفارات فقششوبلت بششه وألحششق بهششا‬
‫الظفر لما مر هششذا إن اختششار الشدم فشإن اختششار الصششوم فيشوم فششي‬
‫الشعرة أو الظفر أو بعض أحششدهما ويومششان فششي اثنيششن وهكششذا أو‬
‫الطعام فصاع في الواحد وصاعان في الثنيششن‪ ،‬وهكششذا كششذا قششاله‬
‫جمع‪ ،‬وقال السنوي إنه متعين ل محيد عنه‪ ،‬وخالفه آخرون منهم‬
‫البلقيني وابن العماد فاعتمدوا ما أطلقه الشيخان كالصحاب مششن‬
‫أنه ل يجزي غير المد في الولى والمدين في الثانية‪ ،‬وما ألزم بششه‬
‫الولون من التخييشر بيشن الشششيء وهشو الصششاع وبعضشه وهششو المشد‬
‫مششردود بششأن لششه نظششائر كالمسششافر يتخيششر بيششن القصششر والتمششام‪.‬‬
‫)وللمعذور( بأن آذاه الشعر إيذاء ل يحتمل عادة لنحو قمل فيه أو‬
‫مرض أو حر أو وسششخ ول ينششافي هششذا مششا مششر فششي نحششو المنكسششر‬
‫وشعر العين‪ ،‬لن من شأنه أن ل يصبر عليه فاكتفي فيه بأدنى تأذ‬
‫بخلف هذا ومن ثم لم تجب هنششاك فديششة )أن يحلششق( أو يزيششل مششا‬
‫يحتاج لزالته مششن رأسششه وغيششره وكششذا لششه قلششم ظفششر احتششاج إليششه‬
‫)ويفدي( لقوله تعششالى }}فمششن كششان منكششم مريضششا{ اليشة نزلششت‬
‫فيمن آذاه هوام رأسه فأمره صلى اللششه عليششه وسشلم بششالحلق ثششم‬
‫بالفدية{ التية >ص‪<174 :‬‬
‫)تنبيه( كل محظور أبيح للحاجة فيه الفدية إل إزالة نحو شششعر‬
‫العين كما تقرر‪ ،‬وإل نحو لبس السراويل والخششف المقطششوع فيمششا‬
‫مر احتياطا لستر العورة ووقاية الرجل مششن نحششو النجاسششة‪ ،‬وكششل‬
‫محظششور بششالحرام فيششه الفديششة إل عقششد النكششاح‪) .‬الرابششع( مششن‬
‫المحرمات على الذكر وغيره )الجمششاع( ولششو فششي دبششر بهيمششة ولششو‬
‫بحائل إجماعا ويحرم على الحليلة الحلل تمكينششه‪ ،‬لن فيششه إعانششة‬
‫على معصششية وعلششى الششزوج الحلل مباشششرة محرمششة يمتنششع عليششه‬
‫تحليلها وتحرم أيضا مقدماته كقبلة ونظر ولمس بشششهوة ولششو مششع‬
‫عدم إنزال أو بحششائل لكششن ل دم مششع انتفششاء المباشششرة‪ ،‬وإن أنششزل‬
‫ويجب بها‪ ،‬وإن لم ينزل‪ .‬نعششم إن جششامع بعششدها >ص‪ <175 :‬وإن‬
‫طال الفصششل دخلششت فششديتها فششي واجششب الجمششاع سششواء المفسششد‬
‫وغيره والستمناء بنحو يششده لكششن إنمششا تجششب بششه الفديششة إن أنششزل‬
‫ويسششتمر تحريششم ذلششك كلششه إلششى التحلششل الثششاني )وتفسششد بششه( أي‬
‫الجماع من عامد عالم مختار وهما واضحان )العمرة( المفردة مششا‬
‫بقي شيء منها ولو شعرة من الثلث التي يتحلل بها منها‪) .‬وكذا(‬
‫يفسد به )الحششج( إذا وقششع فيششه )قبششل التحلششل الول( إجماعششا قبششل‬
‫الوقوف ولكمال إحرامه ما دام لم يتحلل التحلل الول بخلف مششا‬
‫إذا تحلله كما أفتى به ابن عباس رضي الله عنهمششا ول يعششرف لششه‬
‫مخالف‪ ،‬وإن كان قارنا ولم يأت بشيء من أعمششال العمششرة‪ ،‬لنهششا‬
‫تقع تبعا له وقيل تفسد قيل والمتن يششوهمه ويششرد بششأن العمششرة إذا‬
‫أطلقت ل تنصرف إل للمستقلة دون التابعة المنغمرة في غيرهششا‪،‬‬
‫وهي عمرة القارن‪) .‬وتجب بششه( أي الجمششاع المفسششد والفششور هنششا‬
‫واجب ككل فدية تعدى بسببها )بدنة( لقضششاء جمششع مششن الصششحابة‬
‫رضي الله عنهم بها ول يعرف لهم مخالف وهي بعير ذكر أو أنششثى‬
‫يجزئ في الضحية وقد تطلق على البقرة‪ .‬قششال المصششنف رحمششه‬
‫الله تعالى عن الزهري وعلى الشاة واعششترض فششإن عجششز فبقششرة‬
‫فإن عجز فسبع شاة >ص‪ <176 :‬فطعششام يجششزئ فطششرة بقيمششة‬
‫البدنة بسعر مكة في غالب الحوال على ما نقله ابن الرفعة عششن‬
‫النص وغيره أو حين الوجوب على ما قاله جمع متأخرون‪ ،‬وأوجششه‬
‫منهما اعتبار حالة الداء لما يأتي فششي الكفششارات فششإن عجششز صششام‬
‫عن كل مد يوما ويكمششل المنكسششر وخششرج بالمفسششد الجمششاع بيششن‬
‫التحللين والجماع الثاني بعد الجماع المفسششد فيجششب بكششل منهمششا‬
‫شاة‪ ،‬لنه تمتع غير مفسد فكششان كششاللبس ومنششه يؤخششذ أن الوجششه‬
‫تكررها بتكرر أحد هذين كما تتكرر بتكرر اللبس ونحوه ولششم يششبين‬
‫من تلزمششه الفديششة وهششو الرجششل خاصششة ومحلششه كمششا بسششطته فششي‬
‫الحاشية إن كان زوجا محرما مكلفا‪ ،‬وإل فعليها حيث لششم يكرههششا‬
‫كما لو زنت أو مكنت غير مكلف‪) .‬والمضششي فششي فاسششده( لفتششاء‬
‫جمع من الصششحابة رضششي اللششه عنهششم بششه ول يعششرف لهششم مخششالف‬
‫فيأتي بما كان يأتي به قبل الجماع ويجتنششب مششا كششان يجتنبششه قبلشه‬
‫فلو فعل فيه محظورا لزمته فديته >ص‪) <177 :‬والقضاء( لذلك‬
‫فإن أفسده لم يقضه بششل الول إذ المقضششي واحششد‪ ،‬ووصششف ذلششك‬
‫بالقضاء مع أن النسك ل آخر لششوقته لتضششييق وقتششه بششالحرام بنششاء‬
‫على نظيره في الصلة لكنه ضعيف كما مر فالولى الجششواب بششأن‬
‫المراد به القضششاء اللغششوي )وإن كششان نسششكه تطوعششا( ككششونه مششن‬
‫صبي مميز أو قن‪ ،‬لنه يلزم بالشروع فيششه ومششن عششبر بششأنه يصششير‬
‫بالشروع فيششه فرضششا مششراده أنششه يتعيششن إتمششامه كششالفرض ويتششأدى‬
‫بالقضاء ما كششان يتششأدى بششالداء لششول الفسششاد مششن فششرض أو غيششره‬
‫ويلزمه أن يحرم فيه مما أحششرم منششه بششالداء مششن ميقششات أو قبلششه‬
‫وكشذا مششن ميقششات جششاوزه ولشو غيشر مريششد للنسشك‪ ،‬والمشراد مثششل‬
‫مسافة ذلك ول يلزمه رعايشة زمششن الداء قيششل وكششان الفشرق بينشه‬
‫وبين قول القاضششي يلششزم الجيششر رعايششة زمششن الداء أن هششذا حششق‬
‫آدمي ورد بأن هذا مبني على وقوع القضاء للميششت والمعتمششد أنششه‬
‫للجير لنفساخ العينية بالفساد وبقاء الذمية في الذمة‪ ،‬وإذا كششان‬
‫القضاء عن نفسه لم يلزمه رعايششة زمششن الداء كمششا فششي الروضششة‬
‫خلفا لجمع لكن في المجمششوع مششا يششوافقهم )والصششح أنششه( >ص‪:‬‬
‫‪ <178‬أي القضاء )على الفور( لتعششديه بسششببه وهششو فششي العمششرة‬
‫ظاهر وفي الحج يتصور في سنة الفساد بأن يحصشر قبشل الجمشاع‬
‫أو بعده ويتعذر المضي فيتحلششل ثششم يششزول والششوقت بششاق فششإن لششم‬
‫يمكن في سنة الفساد تعين في التي تليها وهكذا ولو جامع مميز‬
‫أو قن أجزأه القضاء في الصبا والرق‪) .‬الخامس( من المحرمششات‬
‫على الذكر وغيره )اصطياد كشل( حيشوان )مششأكول بشري( متششوحش‬
‫جنسه‪ ،‬وإن استأنس هو كدجاج الحبشة كما استفيد ذلك من ذكششر‬
‫الصطياد إذ المصيد حقيقة كل متششوحش طبعششا ل يمكششن أخششذه إل‬
‫بحيلة طيرا كان أو دابة مباحا أو مملوكا قال تعالى }وحرم عليكم‬
‫صيد البر ما دمتم حرمششا{ أي التعششرض لششه ولجميششع أجششزائه كلبنششه‬
‫وريشه وبيضه غير المذر ولو باحتضانه لدجاجة ما لم يخرج الفرخ‬
‫منه ويمتنع بطيرانه أو سعيه ممن يعدو عليه إل بيششض النعششام ولششو‬
‫المذر فيضمنه‪ ،‬وإن ضمن فرخه أيضششا‪ ،‬لن التلف ل تششداخل فيششه‬
‫بوجه مششن وجششوه التلششف أو اليششذاء ولششو بالعانششة أو الدللششة لحلل‬
‫كالتنقير إل لضرورة كما هو ظاهر كأن كان يأكل طعامه أو ينجس‬
‫متاعه بما ينقص قيمته لو لم ينفره‪ ،‬لن هذا نوع من الصيال وقششد‬
‫صرحوا بجواز قتلشه لصشياله عليشه إذا لشم ينشدفع إل بشه ول يضشمنه‬
‫وشرط الثم العلم والتعمد والختيار كما مر وخرج بالمأكول غيره‬
‫>ص‪ <179 :‬إذ منه مؤذ يندب قتله كنمششر ونسششر وكالقمششل نعششم‬
‫يكره التعرض لقمل شعر اللحية والششرأس خششوف النتتششاف ويسششن‬
‫فداء الواحدة ولو بلقمشة وكالنمششل الصششغير بخلف الكششبير والنحششل‬
‫لحرمة قتلهما كالخطاف والهدهد والصرد وكالفواسق الخمس بل‬
‫يجب على المعتمد قتل العقشور كخنزيشر يعشدو ويحتمشل ذلشك فشي‬
‫حية تعدو أيضا ويحرم اقتناء شيء منها‪ ،‬لنها ضاربة بطبعها ومنششه‬
‫ما فيه نفع وضرر كقرد وصقر وفهد فل يندب قتله لنفعه ول يكره‬
‫لضشرره ومنشه مشا ل يظهشر فيشه نفشع ول ضشرر كسشرطان ورخمشة‬
‫فيكره قتله نعم مر في كلب كذلك تناقض‪ .‬وبالبري البحششري وهششو‬
‫ما ل يعيش إل في البحر‪ ،‬وإن كان البحر فششي الحششرم‪ ،‬لنششه ل عششز‬
‫في صيده قال تعالى }لمساكين يعملششون فششي البحششر{ بخلف مششا‬
‫يعيش فيهما تغليبششا للحرمششة وبششالمتوحش النسششي‪ ،‬وإن تششوحش‪،.‬‬
‫وإذا أحرم وبملكه صيد أي أو نحو بيضه فيما يظهششر إعطششاء للتششابع‬
‫حكم المتبوع >ص‪ <180 :‬لم يتعلق به حق لزم زال ملكششه عنششه‬
‫ولزمه إرساله ولو بعد التحلل إذ ل يعششود بششه الملششك )قلششت وكششذا(‬
‫يحرم )المتولد منه( أي مما يحرم اصطياده )ومن غيششره( أي ممششا‬
‫يحل اصطياده )والله أعلم( بشأن يكشون أحشد أصشليه‪ ،‬وإن عل بريشا‬
‫وحشيا مأكول والخر ليس فيه هذه الثلثة جميعها أو مجموعها فل‬
‫بد من وجود الثلثة جميعها في واحد من الصول كضبع مع ضفدع‬
‫أو شششاة أو حمششار أو ذئب تغليبششا للتحريششم بخلف ذئب مششع شششاة‬
‫وحمار أهلي مع زرافة بناء على ما في المجموع أنها غير مأكولششة‬
‫وفرس مع بقر‪ ،‬لن تلك الثلثة لم توجد في طرف واحد من هذه‬
‫المثل‪) .‬ويحرم ذلك( أي اصطياد كل مششأكول بششري وحشششي أو مششا‬
‫في أحد أصوله ذلك أي التعرض له بوجه نظير ما مششر حششال كششون‬
‫ذلك الصطياد الصادق بكون الصائد وحده أو المصيد وحده >ص‪:‬‬
‫‪ <181‬أو اللششة كالشششبكة وحششدها أي مششا اعتمششد عليششه الصششائد أو‬
‫المصيد القائم من الرجلين أو إحداهما‪ ،‬وإن اعتمششد علششى الخششرى‬
‫أيضا في الحل تغليبا للتحريم أو مستقر غير القششائم‪ ،‬وإن كششان مششا‬
‫عداه في هواء الحل كما اقتضاه كلم السنوي وغيره لكششن الششذي‬
‫اعتمده الذرعي والزركشي ضمانه إن أصيب مششا بششالحرم مطلقششا‬
‫ويشكل عليه ما يأتي في الشجر أن العبرة بالمنبت دون الغصان‬
‫الششتي فششي الحششرم إل أن يفششرق بششأن التبعيششة للمنبششت أقششوى منهششا‬
‫للمستقر )في الحرم( المكي ولو )علششى الحلل( إجماعششا وللنهششي‬
‫عن تنفيره فغيره أولى فعلم أنششه لششو رمششى مششن فششي الحششل صششيدا‬
‫بالحل فمر السهم بالحرم حرم بخلف نحو الكلب‪ ،‬وإن قتلشه فشي‬
‫الحرم إل إن تعين الحرم >ص‪ <182 :‬طريقششا أو مقششرا لششه‪ .‬ولششو‬
‫سعى من الحرم إلى الحل فقتله لشم يضشمنه بخلف مشا لشو رمشى‬
‫من الحرم والفرق أن ابتداء الصطياد من حين الرمي ولذا سششنت‬
‫التسمية عنده ل من حين العدو فششي الولششى ولششو أخششرج يششده مششن‬
‫الحرم ونصب شبكة بالحل فتعقل بها صيد لم يضمنه على ما في‬
‫المجموع عن البغوي والكفاية عن القاضي‪ ،‬وأخذ منه ومن الفرق‬
‫السابق أنه لو أخرج من بالحرم يديه إلى الحل ثم رمى صيدا لششم‬
‫يضمنه وفيه نظر ظاهر أصل وفرعا لقول البغوي نفسه لو نصششبها‬
‫محرما ثم حل ضمن وبفرض إمكان الفششرق بيششن هششذين الششذي دل‬
‫عليه كلم البغوي فالفرق بين نصب الشبكة والرمي ممكششن فششإن‬
‫النصب لششم يتصششل بششه أثششره بخلف الرمششي‪ ،‬وإذا أثششر وجششود بعششض‬
‫المعتمد عليه في الحرم فششأولى فششي صششورتنا‪ ،‬لن كششل مششا اعتمششد‬
‫عليه فيه فإن قلت لعل البغوي ل يرى هذا العتماد بل اللة الششتي‬
‫هششي اليشدان فكفشى خروجهمشا عششن الحششرم قلشت لعشل ذلشك لكنششه‬
‫مخالف لما قرروه في العتماد ولششو كششان محرمششا أو بششالحرم عنششد‬
‫ابتداء الرمي دون الصابة أو عكسه ضمن تغليبا للتحريم نظير ما‬
‫مر ومثله ما لو نصب شبكة محرما للصطياد بها ثششم تحلششل فوقششع‬
‫الصششيد بهششا لتعششديه بخلف عكسششه ولششو أدخششل معششه الحششرم صششيدا‬
‫مملوكا تصرف فيه بما شاء‪ ،‬لنه صيد حل‪) .‬فإن أتلششف( أو أزمششن‬
‫المحرم أو من بالحرم أو الحل )صيدا( >ص‪ <183 :‬فششي الحششرم‬
‫في الثالثة أو فيه أو في الحل فشي الثانيشة كشالولى أو تلشف تحششت‬
‫يده كما يأتي )ضمنه(‪ ،‬وإن كان جاهل أو ناسيا أو مخطئا كمششا مششر‬
‫بالجزاء التي مع قيمته لمالكه إن كان مملوكا لقوله تعالى }ومن‬
‫قتله منكم متعمدا{ الية ومنكم ومتعمدا جرى علششى الغششالب إذ ل‬
‫فرق بين كافر بالحرم وناس ومخطئ وضدهم نعم إن قتلششه دفعششا‬
‫لصياله عليه أو لعموم الجراد للطريق ولم يجششد بششدا مششن وطئه أو‬
‫باض أو فرخ بنحو فرشه ولم يمكنه دفعه إل بتنحيتششه عنششه ففسششد‬
‫بها أو كسر بيضة فيها فرخ له روح فطار وسلم أو أخششذه مششن فششم‬
‫مؤذ ليداويه فمات في يده لششم يضششمنه كمششا لششو انقلششب عليششه فششي‬
‫نومه أو أتلفه غير مميز كما مر وبما تقرر علششم أن جهششات ضششمان‬
‫الصيد مباشرة‪ ،‬وإن أكره لكنه يرجع علششى آمششره‪ ،‬وتسششبب >ص‪:‬‬
‫‪ <184‬وهو هنا ما يشمل الشرط التششي بيششانه فششي الجششراح ومششن‬
‫مثله هنا أن ينصب حلل شبكة أو يحفر بئرا ولو بملكه بششالحرم أو‬
‫ينصبها محرم حيث كان فيتعقل بها صيد ويموت أو يحفر تعششديا أو‬
‫يرسل كلبا ولو غير معلم أو يحششل ربششاطه أو ينحششل بتقصششيره‪ ،‬وإن‬
‫لم يرسله فيتلف صيدا أو ينفره فيتعثر ويمششوت أو يأخششذه سششبع أو‬
‫يصدمه نحو شجرة‪ ،‬وإن لششم يقصششد تنفيششره ول يخششرج عششن عهششدة‬
‫تنفيره حتى يسكن أو يزلق بنحو بشول مركشوبه فشي الطريشق كمشا‬
‫أطبقوا عليه وفارق ما يأتي قبيل السير بششأن الضششمان هنششا أضششيق‬
‫وفارق المحرم من بالحرم فششي الحفششر بششأن حرمششة الحششرم لششذات‬
‫المحل فلم يفترق الحال بين المتعدي بششالحفر فيششه وغيششره بخلف‬
‫الحرام فإنها لوصششفه فششافترق المتعششدي مششن غيششره >ص‪<185 :‬‬
‫ويفرق بين ضمانه بنصب الششبكة مطلقششا وعششدمه بشالحفر المبشاح‬
‫بأن تلك معدة للصطياد بها فهو المقصود من نصها ما لم يصششرفه‬
‫بنحو قصد إصلحها بخلف الحفر‪ .‬وبمششا تقششرر علششم أنششه ل إشششكال‬
‫في عدم ضمان نحو النائم هنا بخلفه في غيششره ول فششي إلحششاقهم‬
‫الحفر في ملكه في الحرم بالحفر في غيره هنا بخلفه التي فششي‬
‫الجراح وذلك‪ ،‬لن الول فيه حق لله فسششومح فيششه أكششثر‪ ،‬والثششاني‬
‫فيششه اعتبششار حرمششة الحششرم الذاتيششة فششاحتيط لششه أكششثر ممششا حرمتششه‬
‫عرضية ويد كان يضعها عليه بعقد أو غيره كوديعة فيششأثم ويضششمنه‬
‫كالغاصب ويلزمه رده لمالكه نعم ل أثر لوضعها لتخليصه من مؤذ‬
‫أو لمداواته كما مششر ولششو أتلفتششه دابششة معهششا راكششب وسششائق وقششائد‬
‫ضمنه الراكب وحده‪ ،‬لن اليد له دونهما ومششذبوح المحششرم مطلقششا‬
‫ومن بالحرم لصيد لم يضطر أحدهما لذبحه كمششا بينتششه فششي شششرح‬
‫الرشاد الصغير ميتة عليه وعلى غيره وكذا محلوبه وبيض كسششره‬
‫وجراد قتله كما قاله جمع لكن الذي في المجموع علششى مششا يششأتي‬
‫أوائل الصيد الحل لغيره ومفهوم لم يضطر المذكور أنه لششو ذبحششه‬
‫للضطرار حل له ولغيره ويفرق بينه وبين نحو اللبن بأنه متعد هنا‬
‫فغلظ عليه بتحريمه عليه أيضا وألحق به غيره طردا للباب >ص‪:‬‬
‫‪ <186‬وله أكل لحم صيد لم يصششد لششه ول دل ولششو بطريششق خفششي‬
‫كأن ضحك فتنبه الصائد له أو أعان عليه ثم الصيد إما له مثل من‬
‫النعم صورة وخلقة على التقريب بأن حكم بذلك النبي صلى اللششه‬
‫عليه وسلم أو عدلن بعده أو ل مثل له وفيه نقل‪ ،‬وأما ما ل مثششل‬
‫له ول نقل فيه فالول بقسميه يضمن بمثله أو بما نقل فيه‪).‬ففي‬
‫النعامششة( الششذكر والنششثى )بدنششة( أي واحششد مششن البششل )وفششي بقششر‬
‫الوحش وحماره بقرة( أي في الذكر ذكر وفي النثى أنثى ويجششوز‬
‫عكسه )و( في )الغزال( يعني الظبية )عنز( وهي أنثى المعز التي‬
‫تم لها سنة‪ ،‬وأما الظبي )ففيه تيس( ويجوز عكسه وقد يصدق به‬
‫المتن‪ ،‬وأما الغزال وهو ولد الظبي إلى طلوع قرنه ثششم هششو ظششبي‬
‫أو ظبيششة ففششي أنثششاه عنششاق وفششي ذكششره جششدي أو جفششر )و( فششي‬
‫)الرنب( أي أنثاه )عناق( وفي ذكره ذكر فششي سششن العنششاق التششي‬
‫ويجوز عكسه )و( في )اليربوع( أي أنثاه )جفرة( وفي ذكره جفششر‬
‫ويجوز عكسه فل اعتراض على المتن في إيهامه جواز فداء الذكر‬
‫بالنثى وعكسه‪ ،‬لن الصح جوازه‪ ،‬والوبر بإسكان البششاء كششاليربوع‬
‫وذلك‪ ،‬لن جمعا من الصحابة رضي الله عنهم حكموا بششذلك كلششه‪.‬‬
‫قال في الروضة كأصلها والعناق أنثى المعز من حين تولد إلى أن‬
‫ترعى والجفرة أنثى المعز تفطششم وتفصششل عششن أمهششا فتأخششذ فششي‬
‫الرعي وذلك بعد أربعة أشششهر والششذكر جفششر‪ ،‬لنششه جفششر جنبششاه أي‬
‫عظما هذا معناهما لغة لكن يجب أن يكون المراد بالجفرة هنا مششا‬
‫دون العناق فإن الرنب خير مششن اليربششوع‪ .‬ا ه‪ .‬وخششالفه فششي عششدة‬
‫من كتبه فنقل عن أهل اللغة أن العناق تطلق على ما مر مششا لششم‬
‫تبلغ سنة وعليه ل يحتاج لقولهما لكن يجب إلى آخره‪ ،‬لنششه مبنششي‬
‫على ما نقله أول >ص‪ <187 :‬من اتحششاد العنششاق والجفششرة فششإذا‬
‫ثبت أن العناق أكبر من الجفرة اتضح مششا قششالوه مششن إيجابهششا فششي‬
‫الرنب الذي هو خير من اليربوع وصح فششي الخششبر أن الضششبع فيششه‬
‫كبش والضبع للذكر والنثى عند جمع وللنثى فقط عند الكششثرين‪،‬‬
‫وأما الذكر فضبعان بكسر فسكون وعلشى كشل ففششي الخششبر جشواز‬
‫فداء النثى بالذكر إذ الكبش ذكر الضأن‪) .‬وما( أي والصششيد الششذي‬
‫)ل نقل فيه( عن النبي صلى اللششه عليششه وسششلم ول عششن أحششد مششن‬
‫الصحابة فمن بعدهم مششن سششائر العصششار إذ يكفششي حكششم مجتهششد‬
‫واحد مع سكوت الباقين )يحكم بمثله( من النعششم )عششدلن( لليششة‪،‬‬
‫ويجب كونهما فطنين فقيهيششن بمششا ل بششد منششه فششي الشششبه وينششدب‬
‫زيادة فقههما بغيره حتى يزيد تأهلهما للحكم‪ ،‬ويؤخذ من إطلقهم‬
‫العدالة أنه ل بد من حريتهما وذكورتهما‪ ،‬وأنه ل يؤثر كون أحدهما‬
‫أو كل منهما قاتله >ص‪ <188 :‬إن لم يفسق بقتله لتعمده له إذ‬
‫هو قتل حيوان محترم تعديا فلم يبعد صششدق حششد الكششبيرة عليششه أو‬
‫تاب إذ الظاهر أنه ل يشترط هنا استبراء كما يششأتي فششي أن أولششى‬
‫إذا تاب يزوج حال‪ ،‬ولو حكم اثنان بمثل وآخران بنفيششه كششان مثليششا‬
‫أو بمثل آخر تخير وقيل يتعين العلم‪ ،‬وأفهششم قششوله‪ :‬فششي النعامششة‬
‫بدنة أن العبرة في المماثلة بالخلقة والصورة تقريبا ل تحقيقا بششل‬
‫حكم الصحابة في الحمام ونحوه من كششل مششا عششب وهششدر بالشششاة‬
‫لتوقيف بلغهم‪ ،‬وقيل‪ ،‬لن بينهما شبها إذ كل يألف البيوت ويششأنس‬
‫بالناس‪ ،‬وأنه ل نظر للقيمة نعم تجب رعاية الوصاف إل الششذكورة‬
‫والنوثة فيجزئ أحدهما عن الخششر كمششا مششر‪ ،‬وإل النقششص فيجششزئ‬
‫العلى عن الدنشى وهشو أفضشل ول عكشس ول يجشزئ معيشب عشن‬
‫معيب كشأعور عششن أجشرب بخلف مشا إذا اتحششدا عيبشا‪ ،‬وإن اختلشف‬
‫محله كأعور يمين بأعور يسششار‪ .‬قششال فششي المجمششوع وسششواء عششور‬
‫العين في الصششيد أو المثششل ثششم مششا ذكششر فششي فششداء الششذكر بششالنثى‬
‫وعكسه من الوجه ما يصرح بأن المعتمد أنه ل فرق بين الستواء‬
‫في القيمة أو السن وعششدمه ول بيششن كششون النششثى ولششدت أو ل ول‬
‫نظر لكون قيمة النششثى أكششثر ولحششم الششذكر أطيششب‪ ،‬ثششم قششال عششن‬
‫المام الخلف فيما إذا لم ينقص اللحم في القيمة ول في الطيب‬
‫فإن كان واحششد مشن هششذين النقصششين لشم يجششز بل خلف ثشم عقبششه‬
‫بقوله هذا كلمه فهو متبر منه‪ ،‬لنه ينافي ما قدمه أول مششن حيششث‬
‫الخلف ومششن حيششث الحكششم ويششوجه بششاب النظششر هنششا للمماثلششة‬
‫الصورية‪ ،‬وهي موجودة مع ذلششك فلششذا أعرضششوا عششن تلششك الوجششه‬
‫التي نظرت إلششى التفششاوت فششي المعنششى فتأمششل ذلششك فششإنه مهششم‪،‬‬
‫والثاني يضمن ببدله كما قال‪) .‬وفيما ل مثل له( ممششا ل نقششل فيششه‬
‫كشششالجراد والعصشششافير )القيمشششة( >ص‪ <189 :‬بمحشششل التلف أو‬
‫التلف بقول عدلين كما حكمت الصحابة رضي الله عنهم بهششا فششي‬
‫الجراد أما ما ل مثل له مما فيه نقل كالحمام فيتبع كما مر‪.‬‬
‫)تنبيه( جزما هنا بأن فششي الوطششواط القيمششة وهششو مبنششي علششى‬
‫الضعيف كما بيناه في الطعمة أنه يحل أكله ولم يبيناه هنا للعلششم‬
‫به مما هنا أنه ل جزاء إل في مأكول ولو بالنسبة لحد أصشليه كمشا‬
‫مر وثم أنه غير مأكول وبفرض عدم البنششاء فهششو تنششاقض والراجششح‬
‫منششه أنششه غيششر مششأكول فل قيمششة فيششه‪ ،‬وإلحششاق الجرجششاني الهدهششد‬
‫بالحمام هنا مبني على حل أكله والصح تحريمه وعلششل بششأنه نهششي‬
‫عششن قتلششه‪) .‬ويحششرم( ولششو علششى الحلل )قطششع نبششات( أي نششابت‬
‫)الحرم(‪ ،‬وإن نقل إلى الحل أو كان ما بالحل من نوى ما بششالحرم‬
‫)الذي ل يستنبت( أي ل يسششتنبته النششاس بششأن نبششت بنفسششه شششجرا‬
‫كان‪ ،‬وإن كان بعض مغرسه في الحششل أو حشيشششا رطبششا إجماعششا‬
‫للنهي عنه ومثله بالولى قلعه نعم يجوز أخذ ورق مششن غيششر خبششط‬
‫يضر بالشجر وقطع غصن يخلف مثلششه فششي سششنة القطششع أي قبششل‬
‫مضي سنة كاملة منه كما هو ظاهر‪ .‬وظششاهر كلمهششم أنششه ل فششرق‬
‫فششي هششذا التفصششيل بيششن عششود السششواك وغيششره لكششن قضششية قششول‬
‫المجموع اتفقوا على أنه يجششوز أخششذ ثمششر الشششجر وعششود السششواك‬
‫ونحوه >ص‪ <190 :‬خلفه ويوجه بأن هذا مما يحتاج لخذه علششى‬
‫العموم فسومح فيه ما لم يسامح في الغصان التي ليست كذلك‬
‫وظاهر قولهم مثله أنه ل بد في العائد قبل السششنة أن يكششون فششي‬
‫محششل المقطششوع ل فششي محششل آخششر مششن الشششجرة‪ ،‬وأنششه ل بششد أن‬
‫يساوي العائد الزائل غلظا وطول وفي كل منهما وقفششة ولششو قيششل‬
‫يكفي العود ولو من محل آخششر قريششب منششه بحيششث يعششد عرفششا أنششه‬
‫خلف له ويكتفي في المثلية بالعرف المبنششي علششى تقششارب الشششبه‬
‫دون تحديده لم يبعد أما اليابس فيجوز قطعه وكذا قلع الشششجر ل‬
‫الحشيش‪ ،‬لنه ينبت إذا أصابه ماء ومن ثم لششو علششم فسششاد منبتششه‬
‫من أصله جاز قلعه وكأنهم إنما لم يجروا هذا التفصيل في الشجر‬
‫لندرته فيه بفرض تصوره‪ ،‬وأمششا مششا يسششتنبت فسششيأتي‪) .‬والظهششر‬
‫تعلق الضمان به( أي بقطع وقلع النبششات‪ ،‬وأراد بششه هنششا الحشششيش‬
‫بششدليل قششوله إيضششاحا )وبقطششع أشششجاره( كصششيده بجششامع حرمششة‬
‫التعششرض لكششل لحرمششة الحششرم ومششر حششل أخششذ غصششن بشششرطه فل‬
‫يضمن إن أخلف قبل السششنة‪ ،‬وإل وجبششت قيمتششه ويسششقط ضششمان‬
‫شششجرة بردهششا إليششه إذا نبتششت ولششو بغيششر منبتهششا )ففششي( الحشششيش‬
‫القيمة ما لم يقطعه فيخلف ولو بعد سنين كمشا اقتضشاه إطلقهششم‬
‫فل يضششمن كسششن غيششر المثغششور‪ ،‬وكششان الفششرق بينششه وبيششن غصششن‬
‫الشجر حيث فصلوا فيه وبين الشجر إذا أخششذ مششن أصششله يضششمن‪،‬‬
‫وإن أخلف في سنته كما اقتضاه إطلقهم أيضا أن الشجر يحتششاط‬
‫له أكثر إذ ل فرق فيششه بيششن المسششتنبت وغيششره ويضششمن بششالحيوان‬
‫بخلف الحشيش فيهما وفي قلع >ص‪ <191 :‬أو قطع )الشششجرة‬
‫الكبيرة( عرفا‪ ،‬وإن لم يتناه نموها خلفا لمن اشترطه وهششو أولشى‬
‫مششن ضششبطها بأنهششا ذات الغصششان إل أن يريششد الغصششان الكششثيرة‬
‫المنتشرة )بقرة( تجزئ في الضحية كما اقتضاه قولهما كغيرهمششا‬
‫وحيث أطلقنا في المناسك الدم فالمراد كدم الضحية فششي سششنها‬
‫وسلمتها وصششرح بششذلك شششارح التعجيششز وتجششزئ البدنششة هنششا أيضششا‬
‫بخلفه في جزاء الصششيد‪ ،‬لن المششدار فيششه علششى المماثلششة )و( فششي‬
‫)الصغيرة( وهي ما يقرب من سبع الكبيرة إذ الشاة سششبع البقششرة‬
‫فإن صغرت جدا ففيها القيمة )شاة( تجششزئ فششي الضششحية وزعششم‬
‫الستقصاء عن المذهب إجزاء التبيع >ص‪ <192 :‬وتششوجيهه بششأنه‬
‫عهد إيجابه في الثلثين ولم يعهد إيجاب شششاة دون سششن الضششحية‬
‫مردود نقل وتوجيها‪ .‬والصل في ذلك أثششر ابششن الزبيششر رضششي اللششه‬
‫عنهما الذي رواه الشششافعي عنششه ومثلششه ل يقششال مششن قبششل الششرأي‬
‫وبحث الزركشي فيما جاوزت سبع الكبيرة ولم تنته إلى حد الكبر‬
‫أنه يجب فيها شاة أعظم من الواجبة في سبع الكبيرة وفيه نظششر‬
‫ظاهر على أنه لم يبين ما ضابط ذلك العظششم هششل هششو مششن حيششث‬
‫السن أو السمن وفي كل منهما بعد ل يخفى فالوجه مششا اقتضششاه‬
‫إطلقهم من إجزاء الشاة في كل ما لم يسم كششبيرة‪ ،‬وإن سششاوت‬
‫ستة أسباع الكبيرة مثل وضبطهم للصغيرة بما مر إنمششا هششو لبيششان‬
‫انتفاء الشاة فيمششا دون السششبع ل تعششددها فيمششا فششوقه خلفششا لمششن‬
‫زعمه وليس ما هنا كالصيد‪ ،‬لن المماثلة معتبرة ثم ل هنا‪) .‬قلششت‬
‫والمستنبت( مششن الشششجر الحرمششي بششأن يأخششذ غصششنا مششن حرميششة‬
‫ويغرسه في محل آخششر مششن الحششرم أو غيششره ولششو ملكششه )كغيششره(‬
‫المعلوم من كلمه أول وهو ما نبت بنفسه في الحرمششة والضششمان‬
‫)على المذهب( ففيه الثم إن تعمد وبقرة أو شاة سششواء كششان لششه‬
‫ثمر أم ل أما ما استنبت في الحرم مما أصله في الحل فل شششيء‬
‫فيه‪ ،‬وخرج بالشجر غيره فل يحشرم مسششتنبته كششعير وبشر وسششائر‬
‫القطششاني والخضششراوات كالبقششل والرجلششة فيجششوز قطعهششا وقلعهششا‬
‫اتفاقا )ويحل الذخر( بكسر الهمزة وبالمعجمة قطعا وقلعا >ص‪:‬‬
‫‪ <193‬ولو لنحو البيع كما اقتضاه كلمهم لستثناء الشارع له فششي‬
‫الخبر الصحيح )وكذا( قطع وقلع المؤذي ومنه غصششن انتشششر وآذى‬
‫المارة‪ ،‬و )الشوك( أي شششجره )كالعوسششج وغيششره(‪ ،‬وإن لششم يكششن‬
‫نابتا في الطريق )عند الجمهور(‪ ،‬لنه مؤذ كصششيد يصششول وانتصششر‪،‬‬
‫والمقابلششة بصششحة النهششي عششن قطششع شششوكه بخصوصششه فل يصششح‬
‫الجواب عنه بأنه مخصوص بالقياس على الفواسق الخمس علششى‬
‫أن الفرق أن لتلك نوع اختيار بخلف الشششوك‪ .‬وزعششم أن الشششوك‬
‫منه مؤذ وغيره‪ ،‬والخبر مخصوص بششالمؤذي يششرده قششولهم ل فششرق‬
‫بين ما في الطريق وغيرها‪ ،‬الصريح في أن المراد المؤذي بالفعل‬
‫أو القوة‪).‬والصح حل أخذ نباته( أي نابته الحشيش ل الشجر قلعا‬
‫أو قطعا )لعلف( بسكون اللم بخطه )البهائم( الششتي عنششده >ص‪:‬‬
‫‪ <194‬ولو للمسشتقبل إل إن كشان يتيسشر أخشذه كلمشا أراده فيمشا‬
‫يظهر‪ ،‬وذلك كما يحل تسريحها فششي شششجره وحشيشششه )والششدواء(‬
‫بعد وجود المرض ولشو للمسشتقبل علشى الوجشه ل قبلشه ولشو بنيشة‬
‫الستعداد له على المعتمد )واللششه أعلششم( للحاجششة إليششه كهششي إلششى‬
‫الذخر‪ ،‬ومن ثششم جششاز قطعشه لنحششو التسششقيف بشه كشالذخر‪ ،‬ذكششره‬
‫الغزالي وغيره‪ ،‬وأخذ منه حل قطعه لمطلق حاجة‪ ،‬وأفهششم كلمششه‬
‫عدم حل أخذه لبيعه ممن يعلف به وبه صرح في المجموع وقششول‬
‫القفال يجوز قطع الفروع لسواك أو دواء ويجوز بيعه حينئذ‪ .‬قششال‬
‫في الروضة فيه نظر‪ ،‬وينبغي أن ل يجوز كالطعام الششذي أبيششح لششه‬
‫أكله ل يجوز له بيعه‪.‬‬
‫)فرع( يحرم أيضا إخراج شيء من تراب الحرم الموجود فيششه‬
‫ما لم يعلم أنه من الحل كما هو ظاهر قال غير واحد من معتبري‬
‫المكيين الممدرة التي يؤخذ منها طين فخار مكششة الن مششن الحششل‬
‫كما حرره جماعة من العلماء أو ما عمل منه أو من أحجششاره إلششى‬
‫الحل أو حرم آخر ولو بنية رده إليه كما شمله كلمهم فيلزمه رده‬
‫إليه‪ ،‬وإن انكسر الناء كما هو ظاهر وبالرد تنقطع الحرمششة كششدفن‬
‫بصاق المسجد بخلف عكسه يكره فقششط وكششان الفششرق أن إهانششة‬
‫الشششريف أقبششح مششن إجلل الوضششيع‪> .‬ص‪) <195 :‬وصششيد( حششرم‬
‫)المدينة( ونباته ونحو ترابه على التفصيل السابق )حرام( للخبششار‬
‫الصحيحة التي ل تقبل تأويل بذلك وحششده عرضششا مششا بيششن اللبششتين‬
‫وهما حرتان بهما حجارة سود شرقي المدينة وغربيها وطششول مششن‬
‫عير بفتح أوله إلى ثور كما صح به الخبر وهو جبل صغير وراء أحد‬
‫خلفا لمن أنكره ومششع كششون ذلششك حرامششا )ل يضششمن( بشششيء فششي‬
‫الجديد‪ ،‬لنه يحل دخوله بغير إحرام فكان كوج الطائف في حرمة‬
‫ذلك من غيششر ضششمان للنشص الصششحيح فيششه أيضششا وهششو بفتششح الششواو‬
‫وتشديد الجيم واد بصحراء الطائف واختير القديم القششائل بضششمان‬
‫ذلك لكل من وجد الصائد بما عليه غير ساتر عورته لصششحة الخششبر‬
‫به‪ .‬واعلم أن دماء النسك أربعة ل غير دم ترتيب وتقششدير أي قششدر‬
‫الشارع بدله صوما ل يزيد ول ينقص ودم ترتيششب وتعششديل أي أمششر‬
‫الشارع بتقويمه والعدول لغيره بحسب القيمة فهو مقابل التقدير‬
‫ودم تخيير وهو ضد الترتيب والتقششدير ودم تخييششر وتعششديل )و( هششو‬
‫دم الصيد والنبات‪ ،‬لن الله تعالى سماه تعديل بقوله أو عدل ذلك‬
‫صياما فحينئذ )يتخير في الصيد المثلي بين ذبح مثله( فششي الحششرم‬
‫ل خارجه ما لم يكن الصيد حامل فل يذبح مثله بل يتصششدق بقيمششة‬
‫المثل حامل وفي حكششم المثششل مششا فيششه نقششل‪ ،‬وإن لششم يكششن مثليششا‬
‫الحمام كما مر )والتصششدق بششه( أي المششذبوح جميعششه )علششى( ثلثششة‬
‫يفرقه عليهم أو يملكهم جملته ولو قبل سلخه كما هو ظاهر أخششذا‬
‫من كلمهم في تفرقششة الزكششاة >ص‪ <196 :‬متسششاويا أو متفاوتششا‬
‫)من مساكين الحرم( الشششاملين لفقششرائه انحصششروا أو ل والمششراد‬
‫بهم حيث أطلقوا الموجودون فيه حالة العطاء لكششن المسششتوطن‬
‫أولى ما لم يكششن غيششره أحششوج‪ ،‬وأفهششم كلمششه أنششه ل يجششوز إخششراج‬
‫المثل حيا )وبين أن يقوم المثل( ل الصيد خلفا لمالك رضي اللششه‬
‫عنه ويعتبر في التقويم عششدلن عارفششان‪ ،‬وإن كششان أحششدهما قششاتله‬
‫حيث لم يفسششق نظيششر مششا مششر )دراهششم( منصششوب بنششزع الخششافض‬
‫شذوذا وذكششرت‪ ،‬لنهششا الغالبششة فششي التقششويم‪ ،‬وإل فششالعبرة بقيمتششه‬
‫بالنقد الغالب بمكة يوم الخراج‪ ،‬لنها محل الذبح فششإذا عششدل عنششه‬
‫للقيمة اعتبر مكانه ذلك الوقت‪.‬‬
‫ويظهر أن المراد بمكة جميع الحششرم‪ ،‬وأنهششا لششو اختلفششت بششاختلف‬
‫بقاعه جششاز لششه اعتبششار أقلهششا‪ ،‬لنششه لششو ذبششح بششذلك المحششل أجششزأه‪.‬‬
‫)ويشتري بها( يعني يخرج مما عنده أو مما يحصله بشراء أو غيره‬
‫ما يساويها )طعاما( يجزئ في الفطرة بسششعر مكششة علششى الوجششه‬
‫ويأتي هنا ما ذكرته أيضا )لهم( أي لجلهم بأن يتصششدق بششه عليهششم‬
‫وحيث وجب صرف الطعام إليهم في غير دم التخييششر والتقششدير ل‬
‫يتعين لكل منهم مد بل يجوز دونه وفشوقه فششإن قلشت هششل يتصششور‬
‫جريان ذلك في دم نحششو التمتششع ؟‪ .‬قلششت نعششم بششأن يمششوت وعليششه‬
‫صومه فيطعم الولي عنه فإن قلششت الششذي يتجششه فششي هششذه إجششزاء‬
‫الطعام بغير الحرم‪ ،‬لنه بدل الصوم الذي ل يتقيششد بششه قلششت نعششم‬
‫وحينئذ يتعين عد التمتع مما يتعين في طعامه المد لكل مسششكين‪،‬‬
‫لن كل مد بدل عن يوم وهو ل يتصور فيه نقششص ول زيششادة بعششض‬
‫مد آخر بخلف زيادة مد آخر‪ ،‬وفارق التمتع ودم التخييشر والتقشدير‬
‫ما عداهما >ص‪ <197 :‬بأن المد فيه أصششل ل بششدل فجششاز نقصششه‬
‫وزيادته مطلقا فإن أحرم بعضهم غششرم لششه أقششل مششا يصششدق عليششه‬
‫السم )أو يصوم( المسلم ولو بغير الحششرم إذ ل غششرض لمسششاكينه‬
‫في كونه به لكنه الولى لشرفه )عن كل مد يوما( وعن المنكسر‬
‫يوما أيضا‪ ،‬لن الصوم ل يتبعض )وغيششر المثلششي( ممششا ل نقششل فيششه‬
‫)يتصدق( عليهم )بقيمته( بموضع التلف أو التلف وزمنشه )طعامشا‬
‫أو يصوم( كما ذكر‪) .‬و( أما الثالث أعني دم التخيير والتقششدير فهششو‬
‫واجب في الحلق والقلم واللبس والستر والطيب والدهن والتمتع‬
‫بغير جمششاع والششوطء غيششر المفسششد كالثششاني والششذي بيششن التحلليششن‬
‫فحينئذ )يتخير في فدية( نحو )الحلق( ممششا ذكششر )بيششن ذبششح شششاة(‬
‫تجزئ في الضحية أو سششبع بدنششة أو بقششرة كششذلك وتمليكهششا لثلثششة‬
‫فأكثر فقششراء أو مسششاكين بششالحرم )والتصششدق بثلثششة آصششع( أصششله‬
‫أصوع قدمت واوه بعد إبدالها همزة مضمومة على الصاد ونقلششت‬
‫ضمتها إليها وقلبت هششي ألفششا )لسششتة مسششاكين( أو فقششراء بششالحرم‬
‫لكل واحد نصششف صشاع وجوبششا‪ ،‬وإعطششاء كششل مسششكين مششدين ممششا‬
‫انفردت به هذه الكفارة )وصوم ثلثششة أيششام( لقششوله تعششالى }فمششن‬
‫كان منكم مريضا{ الية مع الحششديث الصششحيح المششبين لمششا أجمششل‬
‫فيها وقيس غير المعذور عليه في التخيير‪ ،‬لن مششا تخيششر فيششه مششن‬
‫الكفارات ل ينظر لسببه حل وحرمششة ككفششارة اليميششن والصششيد‪).‬و(‬
‫أما الول أعني دم الترتيب والتقدير فواجب في ثمانية بل عشرة‬
‫بل أكثر من ذلك بصور كثيرة كما بينتها في شششرح العبششاب التمتششع‬
‫والقران كما قدمتهما والفوات كما سيذكره وترك مششبيت مزدلفششة‬
‫أو منى والرمي وطواف الوداع والحرام مششن الميقششات والركششوب‬
‫المنذور والمشي المنذور وكون دم هششذه السششتة الخيششرة مرتبششا ل‬
‫خلف فيه وكونه مقدرا أي إذا عجز عن الذبح صام ثلثة أيام فششي‬
‫الحج إن تصور كالثلثششة الخيششرة‪ ،‬وإل كالثلثششة الششتي قبلهششا صششامها‬
‫عقب تركها وسبعة بششوطنه هششو المعتمششد فششي الروضششة والمجمششوع‬
‫والشرحين وجرى المتششن كأصششله علششى خلفششه فعليششه‪) .‬الصششح أن‬
‫الدم في ترك المأمور كششالحرام مششن الميقششات( وغيششره مششن تلششك‬
‫السششتة )دم ترتيششب( وتعششديل )فششإذا عجششز( >ص‪ <198 :‬عنششه‬
‫)المشتري( يعني أخرج نظير ما مر )بقيمة الشاة طعاما وتصششدق‬
‫به فإن عجز صام عن كل مد يوما( وكذا عششن المنكسششر وقيششل إذا‬
‫عجز صام ثلثة أيام )ودم الفششوات( للحششج بفششوات الوقششوف )كششدم‬
‫التمتع( في الترتيب والتقدير وسائر أحكامه السابقة‪ ،‬لن مششوجب‬
‫دم التمتشع تشرك الحشرام مشن الميقشات فشترك النسشك كلشه أولشى‬
‫)ويذبحه( في أحد وقتي جششوازه ووجششوبه ل قبلهمششا فششالول يششدخل‬
‫بدخول وقت الحرام بالقضاء مششن قابششل والثششاني يششدخل بالششدخول‬
‫)في حجة القضاء( لفتوى عمر رضي الله عنششه بششذلك وكمششا يجششب‬
‫دم التمتع بالحرام بالحج ويجوز تقديمه قبلششه وبعششد فششراغ العمششرة‬
‫لششدخول وقتششه حينئذ ول يجشوز تقشديم صشوم الثلثشة علشى الحششرام‬
‫بالقضششاء‪ ،‬وأمششا الثششاني فهششو دم الجمششاع وقششد مششر ودم الحصششار‬
‫وسيأتي‪) .‬والدم الواجب بفعل حرام( باعتبار أصله‪ ،‬وإن لششم يكششن‬
‫حال الفعل حراما كحلق أو لبس لعذر )أو ترك واجب( أو بتمتع أو‬
‫قششران ومثلششه الششدم المنششدوب لششترك سششنة متأكششدة كصششلة ركعششتي‬
‫الطواف وترك الجمع بين الليل والنهششار بعرفششة )ل يختششص( جششواز‬
‫ذبحششه‪ ،‬وإجششزاؤه )بزمششان( فيفعلششه أي وقششت أراد إذ الصششل عششدم‬
‫التأقيت لكن يسن فعله في وقت الضحية‪ .‬نعم إن عصششى بسششببه‬
‫لزمه الفورية كما علششم مششن كلمهششم فششي بششاب الكفششارات مبششادرة‬
‫للخروج من المعصية )ويختص ذبحه( جوازا‪ ،‬وإجزاء حيث ل حصر‬
‫)بالحرم في الظهر( لقوله تعششالى }هششديا بششالغ الكعبششة{ مششع خششبر‬
‫مسلم }نحرت هاهنا ومنى كلهششا منحششر{‪) .‬ويجششب صششرف( جميششع‬
‫أجزائه من نحو جلده و )لحمه( وكذا صرف بدل مششا لششه بششدل مششن‬
‫ذلك )إلى مساكينه( أي الحششرم الشششاملين >ص‪ <199 :‬لفقششرائه‬
‫نظير مششا مششر أي ثلثششة منهششم‪ ،‬لن القصششد مششن الذبششح فششي الحششرم‬
‫إعظامه بتفرقة اللحم فيه‪ ،‬وإل فمجرد الذبح تلششويث للحششرم وهششو‬
‫مكروه كما في الكفاية ولم يفرقوا هنا بين المحصور وغيششره كمششا‬
‫مر وفارق ما مر في الزكاة بأن القصد هنا حرمة المحل وثم سششد‬
‫الخلة وتجب النية عند التفرقة ويجزئ كما بحثه الذرعششي تقششدمها‬
‫عليها بقيده السابق فششي الزكششاة وظششاهر كلمهششم هنششا أن الذبششح ل‬
‫تجب النية عنده وهو مشكل بالضششحية ونحوهششا إل أن يفششرق بششأن‬
‫القصد هنا إعظام الحرم بتفرقة اللحم فيه كما مر فوجب اقترانها‬
‫بالمقصود دون وسيلته وثم إراقة الدم لكونها فداء عن النفس ول‬
‫يكون كذلك إل إن قارنت نية القربة ذبحها فتأمله‪) .‬وأفضل بقعة(‬
‫من الحرم كما دل عليه السياق فزعم أن الولى جعله بالهاء غيششر‬
‫محتاج إليه )لذبح المعتمر( عمرة منفردة عن حج قبلهششا أو بعششدها‬
‫)المروة و( لذبح )الحاج( إفرادا أو تمتعا ولششو عششن تمتعششه أو قرانششا‬
‫)منى(‪ ،‬لنهششا محششل تحللهمششا )وكششذا حكششم مششا سششاقا( أي المعتمششر‬
‫والحششاج المششذكوران )مششن هششدي( نششذر أو تطششوع )مكانششا( فششي‬
‫الختصششاص والفضششلية فأفضششل مكششان لذبششح هششدي الول المششروة‬
‫والثاني منى للتباع‪) .‬ووقته( أي ذبح هذا الهدي بقسميه حيث لششم‬
‫يعين في نذره وقتا )وقت الضحية على الصحيح( قياسا عليها فلو‬
‫أخره حتى مضت أيام التشريق وجب ذبحه قضششاء إن كششان واجبششا‬
‫ووجب صرفه إلى مساكين الحرم‪ ،‬وإل فل لفواته ونازع السششنوي‬
‫في اختصاص ما ساقه المعتمر بششوقت الضششحية بأنششا ل نشششك أنششه‬
‫صلى الله عليه وسلم لما أحرم بعمرة الحديبية وساق الهدي إنما‬
‫قصد ذبحششه عقششب تحللششه >ص‪ <200 :‬وأنششه ل يششتركه بمكششة حيششا‬
‫ويرجع للمدينة‪ .‬ا ه‪ .‬وفيه ما فيه وخرج بساق ما ساقه الحلل فل‬
‫يختص بزمن كهدي الجبران كما مششر أمششا إذا عيششن فششي نششذره غيششر‬
‫وقت الضحية فيتعين‪.‬‬
‫)فرع( يتأكد على قاصد الحج أو العمرة أن يصحب معششه هششديا‬
‫وهو للحاج آكد ومر أن هذا محمل أمششره صششلى اللششه عليششه وسششلم‬
‫من ل هدي معه أن يجعل إحرامه عمرة ومن معه هدي أن يجعله‬
‫حجا نظرا إلى أنه أكمل النسكين ومن ساق الهششدي تقربششا أفضششل‬
‫ممن لم يسقه فناسب أن يكون له أكمل النسكين‪.‬‬

‫باب الحصار‬
‫وهو لغششة المنششع واصششطلحا المنششع عششن إتمششام أركششان الحششج أو‬
‫العمرة أو هما فلو منع من الرمي أو المبيت لم يجششز لششه التحلششل‪،‬‬
‫لنه متمكن منه بششالطواف والحلششق ويقششع حجششه مجششزئا عششن حجششة‬
‫السلم ويجبر كل من الرمي والمبيت بدم‪ ،‬ونزاع ابن الرفعة فيه‬
‫بما مر أن المبيت يسقط بأدنى عذر يرد بأن الشدم هنشا وقششع تابعشا‬
‫ومشابها لوجوبه في أصل الحصار فلششم ينظششروا إلششى كششونه تششرك‬
‫المبيت لعذر كما لم ينظروا لذلك في أصل دم الحصار فإن قلت‬
‫من العذار المسقطة ثم الخوف علششى المششال‪ ،‬والحصششار يحصششل‬
‫بالمنع إل ببذل مال‪ ،‬وإن قل فمششا الفششرق ؟‪> .‬ص‪ <201 :‬قلششت‪:‬‬
‫الفرق أن ذات المبيت ثم لم يتعرض لها المخوف منششه يمنششع‪ ،‬لن‬
‫الفرض أنه أحصرهم عن الحج ل غير بخلفه هنا أعنششي فششي منعششه‬
‫من المبيت فإن العدو متعرض للمنع منه مثل إل ببذل مششال وهششذا‬
‫هو الذي توجد فيه المشابهة للحصار دون الول إذ ل تعششرض مششن‬
‫المخوف منه لمنع مششن نحششو المششبيت أصششل فتششأمله )والفششوات( أي‬
‫للحج إذ العمرة ل تفوت إل تبعا لحج القارن )من أحصششر( أي منششع‬
‫عن المضي في نسكه دون الرجوع أو معه وهم فششرق مختلفششة أو‬
‫فرقة واحدة سواء كافر ومسلم‪ ،‬وإن أمكنه قتاله أو بذل مال لششه‬
‫ولم يجد طريقا آخر يمكنششه سششلوكه )تحلششل( جششوازا حاجششا كششان أو‬
‫معتمرا أو قارنا لنزول قوله تعالى }حين أحصروا بالحديبيششة وهششم‬
‫حرم فنحر صلى اللشه عليشه وسشلم وحلشق‪ ،‬وأمرهشم بشذلك }فشإن‬
‫أحصششرتم فمششا استيسششر مششن الهششدي{{ أي‪ ،‬وأردتششم التحلششل إذ‬
‫الحصار بمجرده ل يوجب هديا‪ .‬والولى للمعتمر وحاج اتسع زمن‬
‫إحرامششه الصششبر إن رجششا زوال الحصششار نعششم إن غلششب علششى ظنششه‬
‫انكشاف العدو‪ ،‬وإمكان الحج أو قبل ثلثة أيام في العمششرة >ص‪:‬‬
‫‪ <202‬امتنششع تحللششه لقلششة المشششقة حينئذ أمششا إذا أمكنششه سششلوك‬
‫طريششق آخششر ولششو بحششرا غلبششت فيششه السششلمة ووجششدت شششروط‬
‫الستطاعة فيه فيلزمه سلوكه‪ ،‬وإن علششم الفششوات ويتحلششل بعمششل‬
‫عمرة‪ ،‬وأما إذا خشي فششوات الحششج لششو صششبر فششالولى التحلششل لئل‬
‫يدخل في ورطة لزوم القضاء له واستعماله أحصر في منششع العششد‬
‫وخلف الشهر إذ هو استعماله في نحو المرض وحصر في العششدو‬
‫كذا قيل‪ ،‬ورد بالية الموافقة لما هنا فالشششهر أن الحصششار المنششع‬
‫من المقصود بعدو أو نحو مرض والحصر التضششييق وشششمل كلمششه‬
‫الحصر عن الوقوف دون البيت وعكسه لكن يلزمه فششي الول أن‬
‫يدخل مكة ويتحلل بعمل عمرة وفي الثاني أن يقف ثم يتحلل أي‬
‫ما لم يغلب على ظنه انكشاف العدو قبل ثلثششة أيششام فيمششا يظهششر‬
‫أخذا مما تقرر فششي العمششرة >ص‪ <203 :‬ول قضششاء فيهمششا علششى‬
‫تفصيل فيه وفي لزوم دم الحصار ذكرته فششي شششرح العبششاب عششن‬
‫المجموع وغيره واستنبط البلقيني من الحصششار عششن الطششواف أن‬
‫من حاضت أو نفست قبل الطواف ولم يمكنها القامة للطهر أنها‬
‫تسافر فإذا وصلت لمحل يتعذر وصولها منه لمكششة لعششدم نفقششة أو‬
‫نحو خوف تحللت بالنية والذبح والحلق‪ ،‬وأيده بقول المجموع عن‬
‫كثيرين من صد عن طريق ووجد طريقا أطول ولم يكن معه نفقة‬
‫تكفيه جاز له التحلل وسبقه البارزي إلى نحوه كما بسششطت ذلششك‬
‫في الحاشية وقد ينظر في قوله لعدم نفقة بما يأتي أن نحو نفششاد‬
‫النفقة ل يجوز التحلل من غير شرط وما في المجمششوع ل يؤيششده‪،‬‬
‫لن الذي فيه محصر‪ ،‬لنه صششد عششن طريقششه وتعششذر عليششه سششلوك‬
‫الطريق الخرى فجاز له التحلل لبقاء إحصششاره فتششأمله‪) .‬وقيششل ل‬
‫تتحلل الشرذمة( القليلة التي اختص بها الحصر مششن بيششن الرفقششة‬
‫والصح أن الحصششر لخشاص ولشو لواحششد >ص‪ <204 :‬كشأن حبششس‬
‫ظلما ولو بدين يعجز عنه كالعششام‪ ،‬لن مشششقة كششل أحششد ل تختلششف‬
‫بتحمل غيره مثلها وعششدمه وفششارق نحششو المحبششوس المريششض بششأن‬
‫الحبس يمنعه إتمام نسكه حسا بخلف المششرض‪).‬ول تحلششل( جششائز‬
‫)بالمرض( إذا لم يشرطه بل يصششبر حششتى يششبرأ فششإن كششان محرمششا‬
‫بعمششرة أتمهششا أو بحششج وفششاته تحلششل بعمششرة‪ ،‬لن المششرض ل يمنششع‬
‫التمششام كمششا تقششرر ول يزيلششه التحلششل )فششإن شششرطه( أي التحلششل‬
‫بالمرض وقد قارنت نية شرطه الذي تلفظ به عقب نيششة الحششرام‬
‫نية الحرام بأن وجدت قبل تمامها فيما يظهر نظير مششا يششأتي فششي‬
‫الستثناء في نحششو الطلق )تحلششل بششه( أي بسششبب المششرض )علششى‬
‫المشهور( لقوله صلى الله عليه وسلم في الخبر الصششحيح لوجعششة‬
‫}حجي واشترطي وقولي اللهم محلششي حيششث حبسششتني{‪ ،‬وألحششق‬
‫بالحج العمرة وبالمرض في ذلك غيره من العذار كضلل طريششق‬
‫ونفاد نفقة فل يجوز شرطه بل عذر أو حيث أراد ونحوه نظيششر مششا‬
‫مر أواخر العتكاف ويظهر أن المششراد بالعششذر هنششا مششا يشششق معششه‬
‫مصابرة الحرام مشقة ل تحتمل غالبا ثم إن شرط التحلل بهششدي‬
‫لزمه أو بل هدي أو أطلق فل وله شرط انقلب حجششه عمششرة عنششد‬
‫نحو المرض وتجزئه حينئذ عن عمرة السششلم وخششرج بشششرطه أي‬
‫التحلل شرط صيرورته حلل بنفس المششرض فششإنه يصششير بششه حلل‬
‫>ص‪ <205 :‬من غير تحلل ول هدي ويظهششر ضششبط المششرض هنششا‬
‫بما يبيح ترك الجمعة‪) .‬ومششن تحلششل( أي أراد التحلششل بالحصششار أو‬
‫نحوه وهو حر أو مبعض ووقع في نوبته فيما يظهر أخششذا مششن أنششه‬
‫لو أحرم في نوبته وارتكب المحظششور فششي نوبششة سششيده أو عكسششه‬
‫اعتششبر وقششت ارتكششاب المحظششور فششإرادة التحلششل هنششا كارتكششاب‬
‫المحظور فيما ذكر ذبح وجوبا )شاة( تجزئ في الضششحية أو سششبع‬
‫بدنة أو بقرة كذلك للية السابقة ولو شرط التحلل بالحصر بل دم‬
‫وفارق ما مر في نحو المرض بأن هذا ل يتوقف على شششرط فلششم‬
‫يؤثر فيه الشرط بخلف ذاك ويتعين الذبح لذلك ككل ما معه مششن‬
‫دم وهدي )حيث أحصر( أو مرض مثل ولو فششي الحششل‪ ،‬وإن تمكششن‬
‫من طرف الحرم ومنازعة البلقيني فيششه بششالنص ردهششا تلميششذه أبششو‬
‫زرعة كما بينتها في الحاشية ولو أمكنه إرسششاله لمكششة لششم يلزمششه‬
‫لكن يسن له بعثه لما يقدر عليه من الحرم أو مكة وواضششح أنششه ل‬
‫يحل حينئذ حتى يغلب على ظنششه ذبحششه ثششم بخششبر مششن وقششع بقلبششه‬
‫صدقه ل بمجرد طول الزمن وذلك‪ ،‬لنششه صششلى اللششه عليششه وسششلم‬
‫}ذبششح هششو‪ ،‬وأصششحابه بالحديبيششة{ وهششي مششن الحششل ويفرقششه علششى‬
‫مساكين ذلك المحل ثم مساكين أقرب >ص‪ <206 :‬محل إليششه‪،‬‬
‫لنه صار في حقه كالحرم ومن ثم حرم النقششل عنششه إذا كششان مششن‬
‫الحل إلى غيره من الحل بخلف ما إذا كششان مششن الحششرم ل يتعيششن‬
‫بالنسبة لبقية الحرم‪ ،‬لنه كله كبقعة واحدة فإن قلت لم جششاز هنششا‬
‫النقل كما ذكر بخلفه إذا فقد مساكين الحرم قلت‪ ،‬لن استحقاق‬
‫هؤلء بالنص بخلف مساكين محل الحصر وهذا هو الفرق بين مششا‬
‫هنا ونقل الزكاة كما يأتي‪) .‬قلت( ما أوهمه كلم المحششرر مششن أن‬
‫من أحصر له التحلششل بالذبششح وحششده غيششر مششراد بششل )إنمششا يحصششل‬
‫التحلل بالذبح ونية التحلل( مقارنة للذبح‪ ،‬لنه يكون لغيششر التحلششل‬
‫فاحتاج لما يخصصه به وفارقت نية الخششروج مششن الصششلة لوقششوعه‬
‫في محله فهي كالتحلل هنا النحر بخلفه هنا فإن التحلل وقع فششي‬
‫غير محله وهو يقبل الصرف فوجبت النية )وكذا الحلق إن جعلناه‬
‫نسكا( وهششو المشششهور كمششا مششر‪ ،‬لنششه ركششن أمكنششه فعلششه فل وجششه‬
‫لسقاطه ويجب قرن النية به وتقديم الذبششح عليششه فششإن قلششت لششم‬
‫اشترط الترتيب هنا بخلفششه فششي تحلششل الحششج ؟‪ .‬قلششت‪ ،‬لن الحششج‬
‫يطششول زمنششه فوسششع فيششه بششأن جعششل لششه تحللن وبعششدم اشششتراط‬
‫الترتيب بخلف ما هنا فششإنه لمششا لششم يكششن إل بواحششد اشششترط فيششه‬
‫الترتيب لعدم المشقة فيه ونظيششر ذلششك العمششرة فإنهششا لمششا كششانت‬
‫كذلك اشترط الترتيب في تحللها )فإن فقد الدم( حسششا أو شششرعا‬
‫نظير ما مر في دم التمتع )فالظهر أن له بدل( كغيره )و( الظهر‬
‫)أنه( أي البدل )طعام( مع الحلق والنية >ص‪ <207 :‬حيث عذر‪،‬‬
‫لنه أقرب للحيوان لكونهما مال من الصوم )بقيمة الشاة( بالنقششد‬
‫الغالب ثم فإن لم يكن به ذلك فأقرب البلد إليه )فإن عجششز عنششه‬
‫صام عن كل مد يوما( حيث شاء ويصوم عن المنكسر يوما أيضششا‬
‫)وله( حينئذ )التحلل( بالحلق مع النية )في الحال( من غير توقششف‬
‫على الصوم )في الظهر والله أعلم( لتضرره ببقششاء إحرامششه إلششى‬
‫فراغ الصوم وبه فارق توقف تحلل تششارك الرمششي علششى بششدله ولششو‬
‫صوما‪ ،‬لن هذا لششه تحللن فل كششبير مشششقة عليششه لششو صششبر بخلف‬
‫المحصششر‪) .‬وإذا أحششرم العبششد( أي القششن ولششو مكاتبششا )بل إذن( مششن‬
‫سيده في الحرام ول في المضي أو بعششد الذن لكششن قبششل دخششول‬
‫وقته الذي عينه له ل بعده وكذا المكان أو بعد رجششوعه عششن الذن‬
‫قبل إحرامه‪ ،‬وإن لم يعلم القن بالرجوع لكن ل يقبششل قششوله‪ :‬فيششه‬
‫بل ل بد من بينة به )فلسيده( يعني مالك منفعته‪ ،‬وإن كششان ملششك‬
‫الرقبة لغيره )تحليله( أي أمره بالحلق مع النية صيانة لحقه إذ قد‬
‫يريد منه ما يمتنع على المحرم كاصششطياد بسششلح وطيششب وقربششان‬
‫المة >ص‪ <208 :‬ومن ثم حرم علششى القششن الحششرام بغيششر إذنششه‬
‫ولزمته المبادرة للتحلل بعد أمره به والولششى للسششيد أن يششأذن لششه‬
‫في إتمام النسك ولو لم يمتثل أمره فلششه أن يفعششل بششه المحظششور‬
‫والثم على القن فقط لبقششاء إحرامششه إذ ل يششزول إل بمششا مششر مششن‬
‫الحلق مع النية ومن ثم قال المام قششولهم لششه تحليلششه مجششاز عششن‬
‫المنع في المضي واستخدامه فيما يحرم على المحرم فششإن قلششت‬
‫قياس ما مر في الممتنعة عن الغسل مششن نحششو الحيششض مششن أنششه‬
‫يغسلها مع النية أو عدمها على ما مر أنه هنا إذا امتنع بحلق رأسه‬
‫مع النية أو عدمها فل يجوز له فعل المحظور به قبششل ذلششك‪ ،‬قلششت‬
‫يفرق بأن الحلق هنششا صششورة محششرم فلششم يششؤمر بمباشششرته بخلف‬
‫الغسل ثم‪ .‬وأفهم كلمه أن لششه أمششره بالذبششح‪ ،‬وأن مششذبوحه حلل‬
‫بالنسبة لغير القن وهو ظاهر ول نظر لبقاء إحرامششه‪ ،‬لنهششم نزلششوا‬
‫امتنششاعه منزلششة تحللششه حششتى أبيششح للسششيد إجبششاره علششى فعششل‬
‫المحرمات‪ ،‬وأفهم المتن أن القششن ليششس لششه التحلششل إل بعششد أمششر‬
‫سششيده لششه بششه وهششو مششا اعتمششده السششنوي‪ ،‬وأول عبششارة الروضششة‬
‫والمجموع المفهمة لخلفششه وليششس كمششا قششال بششل الششذي دل عليششه‬
‫كلمهم أن له التحلل مطلقا بل كان القياس وجوبه عليه لمششا فيششه‬
‫من الخروج عن المعصية لكن لما كان له شبهة التلبششس بالنسششك‬
‫مع شدة لزومه واحتمال أن السيد يأذن لششه فششي إتمششامه أبيششح لششه‬
‫البقاء إلششى أن يششأمره بششه السششيد لوجششوبه حينئذ وليششس لششه تحليششل‬
‫مبعض بينهما مهايأة وامتدت نوبته إلى فراغ نسكه ول من أذن له‬
‫في حج فاعتمر أو قرن‪ ،‬لنه لم يزد على المأذون لششه فيششه بخلف‬
‫من أذن له في عمرة فحششج‪) .‬وللششزوج تحليلهششا( أي زوجتششه >ص‪:‬‬
‫‪ <209‬ولو أمة أذن لهششا سششيدها )مششن حششج( أو عمششرة )تطششوع لششم‬
‫يأذن( لها )فيه( لئل يفوت تمتعه ومن ثم أثمت بذلك بخلف ما إذا‬
‫أذن لرضاه بالضرر والتحليل هنا المر بالتحلل كما مر في السششيد‬
‫لكنه في الحرة يكون بالذبح مششع مششا مششر فششي المحصششر فششإن أبششت‬
‫وطئها والثم عليها ويفششرق بيششن هششذا وحرمششة وطششء المرتششدة بششأن‬
‫حرمة المرتششد أقششوى‪ ،‬لن الششردة تزلششزل العصششمة وتئول بهششا إلششى‬
‫الفراق ول كذلك الحرام فاندفع ما للرافعششي كالمششام هنششا وليششس‬
‫لها أن تتحلل حتى يأمرها به‪ ،‬لن الحرام شديد التشبث والتعلششق‬
‫مع صلحيتها للمخاطبة بفرضششه فلششم تقتششض حرمششة ابتششدائه جششواز‬
‫الخروج منه وليس له تحليل رجعية نعم له حبسها كالبائن لنقضاء‬
‫عششدته )وكششذا لشه( تحليلهشا بششرطه ومنعهشا )مشن( الحششج والعمششرة‬
‫)الفرض(‪ ،‬وإن كان محرما‪ ،‬وإن طال زمن إحرامه على إحرامهششا‬
‫أو كانت صغيرة على ما اقتضاه إطلقهم‪ ،‬وإن لششم تششأثم بششذلك إذا‬
‫يسن للحرة استئذانه‪ ،‬وإن أطال جمع فششي وجششوبه )فششي الظهششر(‬
‫>ص‪ <210 :‬لن حقه فششوري‪ ،‬والحششج علششى الششتراخي أي باعتبششار‬
‫الصل فيهما فل نظر لتضيقه عليها بنحششو خششوف عضششب علششى مششا‬
‫اقتضاه إطلقهم أيضا ول لمتناع تمتعه لحرامه أو صغرها وشششمل‬
‫الفرض النذر ما لم يكن قبل النكاح أو بعده بإذنه‪ ،‬والقضاء الششذي‬
‫لزمها ل بسبب من جهته وفي مسائل الزوجة هششذه بسششط ذكرتششه‬
‫أوائل الحاشية فراجعه فإنه مهم‪.‬‬
‫)تنبيه( قضية كلمهم في تفسيرهم التحليل بما ذكر أنه ليششس‬
‫له وطء المة ول الزوجة قبل المر بالتحلل فششي الفششرض والنفششل‬
‫ويوجه بأن له قدرة على إخراجها من أصل الحرام بالمر بالتحلل‬
‫فلم يجز له الوطء قبله حتى تمتنع ومع ذلك لو قيل بجوازه حيششث‬
‫حرم الحرام بغير إذنه لم يبعد‪ ،‬لنها عاصية ابتداء ودوامششا فليششس‬
‫فعلها محترما‪ ،‬وإن انعقد صحيحا حتى تمنعه من حقششه الثششابت لششه‬
‫قبششل ذلششك‪> .‬ص‪) <211 :‬ول قضششاء علششى المحصششر المتطششوع(‬
‫بحصر خاص أو عام‪ ،‬وإن اقترن به فوات الحج إذ لم يرد المر بششه‬
‫وقششد }أحصششر معششه صششلى اللششه عليششه وسششلم فششي الحديبيششة ألششف‪،‬‬
‫وأربعمائة ولم يعتمششر منهششم معششه فششي عمششرة القضششية فششي العششام‬
‫القابششل إل بعضششهم{ أكششثر مششا قيششل إنهششم سششبعمائة فعلششم أن تلششك‬
‫العمرة لم تكن قضاء ومعنى القضششية المقاضششاة أي الصششلح الششذي‬
‫وقع في الحديبية ول يرد عليه أن المحصر يلزمه القضاء في صور‬
‫بأن أخر التحلل من الحج مع إمكانه من غير رجاء أمن حتى فششاته‬
‫أو فاته ثم أحصر أو زال الحصر والوقت باق ولششم يتحلششل ومضششى‬
‫فششي النسششك ففششاته أو سششلك طريقششا آخششر مسششاويا للول ففششاته‬
‫الوقوف وذلك‪ ،‬لن القضاء في هذه كلها للفوات ل للحصششر )فششإن‬
‫كان( مشا أحصشر عشن إتمشامه حصشرا عامشا أو خاصشا كمشا أطلقشوه‬
‫)فرضششا مسششتقرا( عليششه >ص‪ <212 :‬كحجششة السششلم بعششد أولششى‬
‫سني المكان وكنذر قدر عليششه قبششل عششام الحصششر ومثلهمششا قضششاء‬
‫ونذر معين في عام الحصر )بقششي فششي ذمتششه( كمششا لششو شششرع فششي‬
‫صلة مفروضة ولم يتمها )أو( فرضا )غير مستقر( كحجة السششلم‬
‫في أولى سني المكان )اعتبرت( في استقرار عليه )السششتطاعة‬
‫بعد( أي بعد زوال الحصار نعم الولى له إن بقي مششن الششوقت مششا‬
‫يسع الحج أن يحرم ول يجششب‪ ،‬وإن اسششتقر الوجششوب بمضششيه لكششن‬
‫بحث الذرعي في بعيد الدار إذا غلب على ظنه أنه لششو أخششر عجششز‬
‫عن الحج فيما بعد أنه يلزمه الحرام به في هذا العام‪) .‬ومن فاته‬
‫الوقوف( بعذر أو غيره )تحلششل( فششورا أو وجوبششا لئل يصششير محرمششا‬
‫بالحج في غير أشهره مع كونه لم يتحصل منششه علششى المقصششود إذ‬
‫الحج عرفة كما مر فلو استمر على إثمه ببقاء إحرامه إلششى العششام‬
‫القابل لم يجزئه‪ ،‬لن إحرام سنة ل يصلح لحرام سنة أخرى قششال‬
‫الذرعي ل نعلم أحدا قال بالجواز إل رواية عن مالششك رضششي اللششه‬
‫عنه ثم إن لم يمكنه عمل عمرة تحلل بما مر فششي المحصششر‪ ،‬وإن‬
‫أمكنه وجب >ص‪ <213 :‬وله تحللن أولهمششا يحصششل بواحششد مششن‬
‫الحلق أو الطواف المتبوع بالسعي إن لم يقششدمه وسششقط الرمششي‬
‫بفوات الوقوف وثانيهمشا يحصشل )بطششواف وسششعي( بعششده‪ ،‬إن لشم‬
‫يكن سعى بعد القدوم كما في المجموع )وحلق( مششع نيششة التحلششل‬
‫بها لما صح عن عمر رضي اللششه عنششه أنششه أفششتى بششذلك فششأمر مششن‬
‫فاتهم الحج أن يطوفوا ويسعوا وينحروا إن كششان معهششم هششدي ثششم‬
‫يحلقوا أو يقصروا ثم يحجوا من قابل ويهدوا فمششن لششم يجششد صششام‬
‫ثلثة أيام في الحج أي بعد الحششرام بالقضششاء كمششا مششر وسششبعة إذا‬
‫رجع إلى أهله واشتهر ذلك ولم ينكره أحد فكششان إجماعششا‪ .‬وأفهششم‬
‫المتن والثر أنه ل يلزمه مبيت بمنى ول رمي وما أتى به ل ينقلب‬
‫عمرة‪ ،‬لن إحرامه انعقد بنسك فل ينصششرف لغيششره وقيششل ينقلششب‬
‫ويجزئه عن عمرة السلم )وفيهما( أي السعي والحلق )قول( إنه‬
‫ل يحتاج إليهما‪ ،‬لن السعي يجوز تقديمه عقب طواف القدوم فل‬
‫دخل له في التحلششل والحلششق اسششتباحة محظششور )وعليششه دم( ومششر‬
‫الكلم فيه )و( عليشه إن لشم ينششأ الفشوات مشن الحصشر )القضشاء(‬
‫للتطوع فورا لثر عمر رضي الله تعالى عنه المذكور بهما ولنه ل‬
‫يخلو عن تقصششير ومششن ثششم لششم يفرقششوا فششي وجششوب الفوريششة بيششن‬
‫المعذور وغيره بخلف الحصار‪ .‬أما الفرض فهو باق في ذمته كما‬
‫كان من توسع وتضيق كما في الروضة‪ ،‬وأصلها‪ ،‬وإن نوزع فيه‪.‬‬
‫)تنبيه( هل يلزمه الحششرام بالقضششاء >ص‪ <214 :‬مششن مكششان‬
‫الحرام بالداء على التفصيل السابق في قضاء الفاسششد أو يفششرق‬
‫بأن التقصير في الفسششاد أظهششر منششه فششي الفششوات أو يفششرق بيششن‬
‫التفويت فيكون كالفساد لتساويهما في تمام التعدي والفوات فل‬
‫يلزمششه إل مششن ميقششات طريقششه ول يراعششي الفششائت كششل محتمششل‬
‫والقرب إلى كلمهم الول بإطلقه ثم رأيششت المجمششوع قششال عششن‬
‫الصحاب وعلى القارن القضاء قارنا ويلزمه ثلثة دماء دم الفوات‬
‫ودم القران الفائت ودم ثالث للقران المششأتي بششه فششي القضششاء ول‬
‫يسقط هذا عنه بالفراد في القضاء‪ ،‬لنه توجه عليه القران ودمششه‬
‫فل يسقط بتبرعه بالفراد‪ .‬ا ه‪ .‬فافهم ذلك أنه يتعيششن مراعششاة مششا‬
‫كان عليه إحرامه في الداء فلو أحرم بشه مشن الحليفشة ففشات ثشم‬
‫أتى على قرن لزمه أن يحرم مششن مثششل مسششافة الحليفششة ويؤيششده‬
‫توجيههم رعاية ذلك في الفساد بأن الصل في القضاء أن يحكشي‬
‫الداء وهششذا بعينششه موجششود فششي صششورة الفششوات ول نظششر للفششرق‬
‫السابق بمزيد التعدي بالفسششاد لمششا مششر أن الفششوات ل يخلششو عششن‬
‫تقصير‪ ،‬وأما إذا نشأ الفوات عن الحصر كأن أحصر فسلك طريقا‬
‫آخر ففاته لصعوبة الطريق أو طششوله وقششد ألجششأه نحششو العششدو إلششى‬
‫سلوكها أو صابر الحرام متوقعا زوال الحصر فلم يزل حتى فششات‬
‫الحششج فتحلششل بعمششل عمششرة لششم يقششض‪ ،‬لنششه بششذل مششا فششي وسششعه‬
‫كالمحصر مطلقا والله تعالى أعلم وصلى الله على سششيدنا محمششد‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫كتاب البيع‬
‫قيل أفرده لرادته نوعا منه هو بيع العيان ويششرد بششأن إفششراده‬
‫هششو الصششل إذ هششو مصششدر‪ ،‬وإرادة ذاك >ص‪ <215 :‬تعلششم مششن‬
‫إفششراده السششلم بكتششاب مسششتقل‪ ،‬وهششو لغششة مقابلششة شششيء بشششيء‬
‫وشرعا‪ :‬عقد يتضمن مقابلة مال بمششال بشششرطه التششي لسششتفادة‬
‫ملك عين أو منفعة مؤبدة‪ ،‬وهو المراد هنا‪ ،‬وقد يطلق على قسيم‬
‫الشراء فيحد بأنه نقل ملك بثمن علششى وجششه مخصششوص والشششراء‬
‫بأنه قبوله على أن لفظ كل يقع على الخر‪ .‬وأركانه عاقد ومعقود‬
‫عليه وصيغة‪.‬ولقوة الخلف فيها بششدأ بهششا‪ ،‬وإن تقششدما عليهششا طبعششا‬
‫معبرا عنها بالشروط مجازا فقال )شرطه( الذي ل بد منه لوجششود‬
‫صششورته الشششرعية فششي الوجششود ولششو فششي بيششع مششاله لولششده >ص‪:‬‬
‫‪ <216‬وكذا في البيع الضششمني لكششن تقششديرا كششأعتق عبششدك عنششي‬
‫بألف فيقبل فإنه يعتق به كما يذكره فششي الكفششارة لتضششمنه الششبيع‪،‬‬
‫وقبوله فل يرد )اليجاب( من البائع ولو هزل‪ ،‬وهششو صششريحا مششا دل‬
‫على التمليك دللششة قويششة ممششا اشششتهر وتكششرر علششى ألسششنة حملششة‬
‫الششرع وسشتأتي الكنايشة لقشوله تعشالى }إل أن تكشون تجشارة عشن‬
‫تراض منكم{ مع الحديث الصحيح }إنما البيع عششن تششراض{‪ ،‬وهششو‬
‫خفي فأنيط بظاهر هو الصيغة فل ينعقد بالمعاطاة‪> .‬ص‪<217 :‬‬
‫وهي أن يتراضيا بثمن ولو مششع السششكوت منهمششا واختششار المصششنف‬
‫كجمع انعقاده بها في كل ما يعششده النششاس بهششا بيعششا وآخششرون فششي‬
‫محقر كرغيف‪ ،‬والستجرار من بيششاع باطششل اتفاقششا أي إل إن قششدر‬
‫الثمن في كل مرة على أن الغزالي سششامح فيششه بنششاء علششى جششواز‬
‫المعاطاة وعلى الصح ل مطالبة بهششا أي مششن حيششث المششال بخلف‬
‫تعاطي العقد الفاسد إذا لم يوجد له مكفر كمششا هششو ظششاهر >ص‪:‬‬
‫‪ <218‬في الخرة للرضا وللخلف فيها ويجري خلفها فششي سششائر‬
‫العقود المالية ثم الصريح هنششا )كبعتششك( ومششا اشششتق منششه ذا بكششذا‪،‬‬
‫وهو لك بكذا على أحد احتمالين ثانيهما‪ ،‬وهو المعتمششد أنششه كنايششة‪،‬‬
‫وعلششى الول يفششرق بينششه وبيششن جعلتششه لششك التششي بششأن الجعششل ثششم‬
‫محتمششل‪ ،‬وهنششا ل احتمششال )وملكتششك( ووهبتششك ذا بكششذا وكونهمششا‬
‫صريحين في الهبة إنما هو عند عدم ذكر ثمن وفارق أدخلتششه فششي‬
‫ملكششك فششإنه كنايششة باحتمششاله الملششك الحسششي وشششريت وعوضششت‬
‫ورضيت واشتر مني ونحو نعم‪ ،‬وإي بالكسر وفعلششت جوابششا لقششول‬
‫المشششتري بعششت وكششذا بعنششي لكششن نحششو بعششت ل يغنششي عششن قبششول‬
‫المشتري تقدم أو تأخر بخلف بعني ولك علي وبعتك ولششي عليششك‬
‫وعلى أن لي عليششك أو علششى أن تعطينششي كششذا إن نششوى بششه الثمششن‬
‫واستفيد >ص‪ <219 :‬من كاف الخطاب أنه ل بد فششي غيششر نحششو‬
‫نعم‪ .‬ومسألة المتوسط التية منه كرضيت لك هذا بكششذا ولششو فششي‬
‫نحو وكيل ومن إسناده لجملة المخششاطب فل يكفششي بعششت موكلششك‬
‫ول نحو يدك أو نصفك بخلف نحو نفسك والفرق بيششن هششذا ونحششو‬
‫الكفالة واضح‪ ،‬ولو باع ماله لولده محجوره لم يتششأت هنششا خطششاب‬
‫بل يتعين بعته لبني‪ ،‬وقبلششت لششه )والقبششول مششن المشششتري(‪ ،‬وهششو‬
‫صريحا ما دل على التملك دللششة قويششة كمششا مششر )كاشششتريت( ومششا‬
‫اشتق منه ويغتفر نحو فتح التاء‪ ،‬وإبدال الكششاف ألفششا مششن العششامي‬
‫)وتملكت‪ ،‬وقبلت( وابتعت واخترت ونحو نعم وفعلت جوابا لقششول‬
‫البائع اشتريت‪ ،‬لنها بعشد اللتمشاس جششواب بخلفهشا بعششد اشششتريت‬
‫منك أو بعتك ورضيت ومع صراحتها يصدق في قوله لم أقصد بهششا‬
‫جوابا وبحث شارح أنه ل بد هنا من نظير ما يأتي في الطلق مششن‬
‫قصد اللفظ لمعناه >ص‪ <220 :‬بقيده التي ثم واعتمششده غيششره‪،‬‬
‫وأجراه في سائر العقود‬
‫)تنششبيه( اختلششف أصششحابنا فششي السششبب القششولي كصششيغ العقششود‬
‫والحلول‪ ،‬وألفاظ المر والنهي هل يوجد المسبب كالملك هنا عند‬
‫آخر حرف من حششروف أسششبابها أو عقبهششا علششى التصششال أو يتششبين‬
‫بششآخره حصششوله مششن أولششه قششال ابششن عبششد السششلم والمختششار عنششد‬
‫الشعرية وحششذاق أصششحابنا الول‪ ،‬وقششال الرافعششي الكششثرون علششى‬
‫الثاني‪ ،‬وأجروا الخلف في السبب الفعلششي‪ ،‬وقششد حكششى الرافعششي‬
‫وجهين في التحريششم بالرضششاع هششل هششو مششع الرضششعة الخامسششة أو‬
‫عقبها هذا حاصل ما ذكره الزركشي في موضع وذكر في آخر أنه‬
‫إذا تعلق الحكم بعدد أو ترتب على متعششدد هششل يتعلششق بششالجميع أو‬
‫بالخر قال وكذا لو وقع عقب جملششة مركبششة مششن أجششزاء أو ترتششب‬
‫على لفظ ثم ذكر احتمال أن الخلف هنا لفظي‪ ،‬لن الجزء الخير‬
‫متوقف الوجود على ما قبله فلما قبله دخل علششى كششل تقششدير ثششم‬
‫رده بأنه معنوي وبأن المعزو لمذهبنا أن المششؤثر هشو المجمششوع أي‬
‫غالبا لذكره فروعا تخالفه والوجه كما يشير إليه بعض كلمه حمل‬
‫ما في هذه علششى حكششم مششترتب علششى سششبب مركششب مششن أسششباب‬
‫متعاقبة إذ من مثلها الخلف بيننا وبين الحنفية في السكر بالقششدح‬
‫العاشر فنحن نسنده للكل‪ ،‬وهم للخيشر فل يجشب الحشد بمشا قبلشه‬
‫وحينئذ ل ينافي هذا ما تقرر أول لنه في سبب واحد ل تركب فيششه‬
‫والفرق حينئذ متجه‪ ،‬لن هذا لتحاده جرت فيه أوجه ثلثة‪ ،‬والول‬
‫لتركبه لم يجر فيه إل وجهان وكششان الصششح أن المششؤثر المجمششوع‪،‬‬
‫لن هششذا هششو شششأن السششباب المجتمعششة فتششأمله فششإن كلمششه فششي‬
‫الموضعين ومثلهما ظششاهر فششي التنششاقض لششول تششأويله بمششا ذكرتششه‪.‬‬
‫المعلوم منه أن ترتبه على الخير فقط في مثل كثيرة هنا إنما هو‬
‫لمدرك يخصه كما يعلمه من أمعن تأمله فيه‪) .‬ويجوز تقششدم لفششظ‬
‫المشششتري( ولششو بقبلششت بيششع هششذا منششك بكششذا لصششحة معناهششا حينئذ‬
‫بخلف فعلت ونحو نعم إل في مسألة المتوسط للكتفاء بها فيهششا‬
‫منهما >ص‪ <221 :‬وظاهر أنه ل يشششترط فيششه أهليششة الششبيع )ولششو‬
‫قال بعني( أو اشتر مني هذا بكذا )فقال بعتك( أو اشتريت )انعقد‬
‫البيع في الظهر( لدللته على الرضا فل يحتاج بعده لنحو اشتريت‬
‫أو بعتششك واحتمششاله لسششتبانة الرغبششة بعيششد بخلف بعتنششي وتششبيعني‬
‫واشششتريت منششي وتشششتري منششي ونحششو اشششتريت منششك إذا تقششدم ل‬
‫خلف في صحته )وينعقد( البيع من غير السكران الششذي ل يششدري‪،‬‬
‫لنه ليس من أهل النية على كلم يأتي فيه في الطلق )بالكنايششة(‬
‫مع النية مقترنة بنظير مششا يشأتي ثششم والفششرق بينهمششا فيششه نظششر ول‬
‫تغني عنها القششرائن‪ ،‬وإن تششوفرت‪ ،‬وهششي مششا يحتمششل الششبيع وغيششره‬
‫)كجعلته لك( أو خذه ما لم يقل بمثله‪ ،‬وإل كان صريح قرض كمششا‬
‫يأتي أو تسلمه‪ ،‬وإن لم يقل مني أو باعششك اللشه أو سشلطتك عليششه‬
‫وكذا بارك الله لك فيه في جواب بعنيه وليس منها أبحتكه ولو مع‬
‫ذكر الثمن كما اقتضاه إطلقهم‪ ،‬لنه صريح فششي الباحششة مجانششا ل‬
‫غير فذكر الثمن مناقض له وبه يفششرق بينششه وبيششن صششراحة وهبتششك‬
‫هنا‪ ،‬لن الهبة قد تكون بثواب‪ ،‬وقد تكون مجانششا فلششم ينافهششا ذكششر‬
‫الثمششن بخلف الباحششة وإنمششا كششان لفششظ الرقششبى >ص‪<222 :‬‬
‫والعمرى كناية بل صريحا عنششد بعضششهم‪ ،‬لنششه يششرادف الهبششة لكنششه‬
‫ينحششط عنهششا بإيهشامه المحششذور المششعر بشه لفظشه بخلف الباحشة‬
‫)بكذا( ل يشترط ذكره بل تكفي نيته على ما فيششه ممششا بينتششه فششي‬
‫شرح الرشاد‪ ،‬وإنما انعقد بها مع النية )في الصششح( مششع احتمالهششا‬
‫قياسا على نحو الجارة والخلع وذكر الثمن أو نيته بتقششدير الطلع‬
‫عليها منه يغلششب علششى الظششن إرادة الششبيع فل يكششون المتششأخر مششن‬
‫العاقدين قابل ما ل يدريه ول ينعقد بها بيششع أو شششراء وكيششل لزمششه‬
‫إشهاد عليه بقول موكله له بششع بشششرط أو علششى أن تشششهد بخلف‬
‫بع‪ ،‬وأشهد ما لم تتوفر القرائن المفيدة لغلبة الظن وفارق النكاح‬
‫بأنه يحتاط له أكثر والكتابة ل على مائع أو هواء كناية فينعقششد بهششا‬
‫مششع النيششة ولششو لحاضششر فليقبششل فششورا عنششد علمششه ويمتششد خيارهمششا‬
‫لنقضاء مجلس قبوله‪.‬‬
‫)تنبيه( سيأتي عششن المطلششب فششي الطلق فششي بحششث التعليششق‬
‫بالمشششيئة أن نحششو الششبيع بل رضششا ول إكششراه يقطششع >ص‪<223 :‬‬
‫بعدم حله وحمله الذرعي على البيع لنحو حياء أو رغبششة فششي جششاه‬
‫المشتري أي أو مصادرة بخلفه لضرورة نحو فقششر أو ديششن فيحششل‬
‫باطنا قطعا‪ ،‬وظششاهر كلم الخششادم الميششل لنعقششاده باطنششا مطلقششا‪.‬‬
‫)ويشترط أن ل يتخلل( لفظ ل تعلق له بالعقد بششأن لششم يكششن مششن‬
‫مقتضششاه ول مششن مصششالحه ول مششن مسششتحباته >ص‪ <224 :‬مششن‬
‫المطلوب جوابه ولو كلمة إل نحو قد )و( أن )ل يطول الفصل بين‬
‫لفظيهمششا( أو إشششارتيهما أو كتابتيهمششا أو لفششظ أحششدهما وكتابششة أو‬
‫إشارة الخر أو كتابة أحدهما‪ ،‬وإشارة الخر والعششبرة فششي التخلششل‬
‫في الغائب بما يقع منه عقب علمه أو ظنه بوقوع البيع له كما هو‬
‫ظاهر بسكوت مريششد الجششواب أو كلم مششن انقضششى لفظششه بحيششث‬
‫يشعر بالعراض‪ ،‬وإن كان لمصششلحة ولشششائبة التعليششق أو الجعالششة‬
‫في الخلع اغتفر فيه اليسير مطلقا ولو أجنبيا ويظهر أنه يضر هنششا‬
‫سكوته اليسير إذا قصششد بششه القطششع أخششذا ممششا مششر فششي الفاتحششة‪،‬‬
‫ويحتمل الفرق )وأن( يذكر الثمششن المبتششدئ ول تكفششي نيتششه >ص‪:‬‬
‫‪ <225‬إل في الكناية على ما مر‪ ،‬وأن تبقششى أهليتهمششا‪ ،‬وأن يغيششر‬
‫شيئا مما تلفظ به إلى تمششام الشششق الخششر‪ ،‬وأن يكششون تكلششم كششل‬
‫بحيث يسمعه مششن بقربششه عششادة‪ ،‬وإن لششم يسششمعه الخششر‪ ،‬وإل لششم‬
‫يصششح‪ ،‬وإن حملتششه الريششح إليششه‪ ،‬وأن يتمششم المخششاطب ل وكيلششه أو‬
‫موكله أو وارثه ولو في المجلس‪ ،‬وأن ل يوقت ولو بنحو حياتك أو‬
‫ألف سنة الوجه ويفرق بينه وبين النكاح علششى مششا يششأتي فيششه بششأن‬
‫البيع ل ينتهششي بششالموت بخلف النكششاح ول يعلششق إل بالمشششيئة فششي‬
‫اللفظ المتقدم كبعتك إن شئت فيقششول اشششتريت مثل ل شششئت إل‬
‫إن نوى به الشراء والوجششه صششحة إن شششئت بعتششك >ص‪<226 :‬‬
‫بخلف بعتكما إن شئتما وبعتك إن شئت بعد اشششتريت منششك‪ ،‬وإن‬
‫قبل بعده أو قال شئت‪ ،‬لن ذلك تعليق محششض كشششئت ومرادفهششا‬
‫كأحببت ورضششيت ويظهششر امتنششاع ضششم التششاء مششن النحششوي مطلقششا‬
‫لوجود حقيقة التعليق فيه وبالملششك كششأن كششان ملكششي فقششد بعتكششه‬
‫ونحوه إن كنت أمرتششك بعشششرين فقششد بعتكهششا بهششا كمششا يششأتي آخششر‬
‫الوكالة‪ ،‬وإن كان وكيلششي اششتراه لششي فقشد بعتكششه‪ ،‬وقششد أخشبر بشه‬
‫وصدق المخبر‪ ،‬لن إن حينئذ بمعنى إذ نظير ما يأتي فششي النكششاح‪،‬‬
‫ويصح بعتك هذا بكذا على أن لششي نصششفه‪ ،‬لنششه بمعنششى إل نصششفه‪.‬‬
‫وأن )يقبل على وفق اليجاب( في المعنششى‪ ،‬وإن اختلششف لفظهمششا‬
‫صريحا وكناية )فلو قششال بعتششك بششألف مكسششرة( أو مؤجلششة )فقششال‬
‫قبلششت بششألف صششحيحة( أو حالششة أو إلششى أجششل أقصششر أو أطششول أو‬
‫بألفين أو ألششوف أو قبلششت نصششفه بخمسششمائة )لششم يصششح( كعكسششه‬
‫المذكور بأصله بالولى‪ ،‬لنه قبل غير ما خوطب به نعم في قبلت‬
‫نصفه بخمسمائة ونصفه بخمسمائة الذي يتجه أنه إن أراد تفصيل‬
‫ما أجمله البائع صح ل إن أطلششق لتعششدد العقششد حينئذ فيصششير قششابل‬
‫لغير ما خوطب به وفي بعتك هذا بألف‪ ،‬وهذه بمائة فقبل أحدهما‬
‫بعينه تردد والذي يتجه الصحة‪ ،‬لن كل عقد مستقل فهششو كمششا لششو‬
‫جمع بين بيع ونكاح مثل ثم رأيششت القاضششي قششال الظششاهر الصششحة‪.‬‬
‫>ص‪ ،) <227 :‬وإشارة الخرس بالعقد( المشالي وغيششره وبالحشل‬
‫وبششالحلف والنششذر وغيرهششا إل مششا يششأتي )كششالنطق( بششه مششن غيششره‬
‫للضرورة ثم إن فهمها الفطن وغيششره فصششريحة أو الفطششن وحششده‬
‫فكناية كما سيذكره في الطلق‪ ،‬وإذا كانت كنايششة تعششذر بيعششه مثل‬
‫بها باعتبار الحكم عليه به ظششاهرا كمششا هششو ظششاهر إذ ل علششم بنيتششه‬
‫وتوفر القرائن ل يفيد كما مر اللهم إل أن يقال إنه يكفي هنا نحششو‬
‫كتابة أو إشارة بأنه نششوى للضششرورة وزاد بالعقششد ولششم يبششال بإيهشام‬
‫الختصاص به لما سيذكره ثششم احششترازا مششن وقوعهششا فششي الصششلة‬
‫والشهادة وبعد الحلف على عدم الكلم فليست كالنطق ومن ثششم‬
‫صح نحو بيعه بها في صشلته ولشم تبطشل‪) .‬وششرط العاقشد( البشائع‬
‫والمشتري البصار كما سششيذكروه و )الرشششد( يعنششي عششدم الحجششر‬
‫عليه ليشمل من بلغ مصلحا لدينه وماله ثم اسششتمر أو فسششق بعششد‬
‫بل أو بذر ولم يحجر عليه ومششن جهششل رشششده فششإن الوجششه صششحة‬
‫عقده كمن جهل رقه وحريتششه‪ ،‬لن الغششالب عششدم الحجششر كالحريششة‬
‫نعم لو ادعى والد بائع بقاء حجره عليه صدق بيمينه كما هو ظاهر‬
‫خلفا لبعضهم لصل دوامه حينئذ نعم ينبغي فيمششن اشششتهر رشششده‬
‫عدم سماع دعواه حينئذ ومن حجر عليه بفلس إذا عقد في الذمة‬
‫بخلف صبي‪ ،‬وإن راهق‪ ،‬وقصد اختبششار رشششده واختيششار صششحة مششا‬
‫اعتيد مششن عقششد المميزيششن ل يعششول عليششه ومجنششون‪ ،‬وقششن بل إذن‬
‫ومحجور عليه بسفه مطلقا أو فلس بالنسبة لبيع عين ماله >ص‪:‬‬
‫‪ <228‬وإنما صح بيع العبد من نفسه‪ ،‬لن مقصوده العتششق ويصششح‬
‫بيع السكران المتعدي مع كونه غير مكلف ولوروده علششى مفهششوم‬
‫قول أصله التكليف كالسفيه على منطوقه أبدله بالرشششد ليشششمله‬
‫بالمعنى الذي قررته ول يرد عليه من زال عقله بما ل يأثم به فإنه‬
‫ملحق بالمحجور عليه‪) .‬قلت وعششدم الكششراه بغيششر حششق( فل يصششح‬
‫عقد مكره >ص‪ <229 :‬في ماله بغير حششق لعششدم الرضششا وليششس‬
‫منه خلفا لمن زعمه قول مجششبر لهششا ل أزوجششك إل إن بعتنششي مثل‬
‫كذا بخلفه بحق كأن أكره قنه عليه أو تعين بيع ماله لوفاء دينه أو‬
‫شراء مال أسلم إليه فيه فأجبره الحششاكم عليششه بالضششرب وغيششره‪،‬‬
‫وإن صح بيع الحاكم له لتقصيره ومن أكره غيره ولو بباطل علششى‬
‫بيع مال نفسه صح منه‪ ،‬لنه أبلششغ فششي الذن ويصششح بيششع المصششادر‬
‫مطلقا إذ ل إكراه ظاهرا‪) .‬ول يصح ششراء( يعنششي تملشك )الكشافر(‬
‫ولو مرتدا لنفسه بنفسه أو بوكيله ولو مسششلما )المصششحف( يعنششي‬
‫كما هششو ظششاهر >ص‪ <230 :‬مششا فيششه قششرآن‪ ،‬وإن قششل‪ ،‬وإن كششان‬
‫ضمن نحو تفسير أو علم أو على نحو ثوب أو جدار ما عششدا النقششد‬
‫للحاجة ومن ثم لو اشششترى دارا بسششقفها قششرآن بطششل الششبيع فيمششا‬
‫عليه قرآن وصح في الباقي تفريقا للصفقة ومثله الحششديث أي مششا‬
‫هو فيه ولو ضعيفا فيما يظهر‪ ،‬لنهما أولى من الثار التيششة وكتششب‬
‫العلم التي فيها آثار السلف وذلششك لتعريضششها للمتهششان وبحششث أن‬
‫كل علم شرعي أو آلة له >ص‪ <231 :‬كذلك ويكره لغيششر حاجششة‬
‫بيششع المصششحف دون شششرائه )و( ل تملششك الكششافر ولششو بششوكيله‬
‫)المسلم( ولو بنحو تبعية والمرتد أو بعض أحششدهما‪ ،‬وإن قششل ولششو‬
‫بشرط العتق )في الظهر( لما فيه من إذلل المسششلم وألحششق بششه‬
‫المرتد لبقاء علقة السلم فيه ففي تمكين الكافر منششه إزالششة لهششا‬
‫)إل أن يعتق( أي يحكم بعتقششه ظششاهرا )عليششه( بششدخوله فششي ملكششه‬
‫كبعضه ومن أقر أو شهد بحريته ومششن قششال لمششالكه أعتقششه عنششي‪،‬‬
‫وإن لم يذكر عوضا‪ ،‬لن الهبة كالبيع )فيصح( بالرفع لفساد معنششى‬
‫النصب )في الصح( شراؤه لنتفاء إذلله بعتقه‪).‬ول( تملك الذمي‬
‫بغير دارنا وكذا بها إن خشي إرساله إليهم على ما بحث ويرده ما‬
‫يأتي في جعل الحديد سلحا فالمتجه أنه مثله ول تملك )الحربششي(‬
‫ولو مستأمنا >ص‪) <232 :‬سلحا(‪ ،‬وهو هنا كل نافع في الحرب‬
‫ولششو درعششا وفرسششا بخلفششه فششي صششلة الخششوف لختلف ملحششظ‬
‫المحلين أو بعضه‪ ،‬لنه يستعين بششه علششى قتالنششا فششالمنع منششه لمششر‬
‫لزم لذاته فألحق بالذاتي فششي اقتضششاء المنششع فيششه الفسششاد بخلف‬
‫الششذمي بششدارنا‪ ،‬لنششه فششي قبضششتنا والبششاغي‪ ،‬وقششاطع الطريششق أي‬
‫لسهولة تدارك أمرهما‪ ،‬وأصل السلح كالحديد لحتمال أن يجعششل‬
‫غير سلح فإن ظن جعله سلحا حرم وصششح كششبيعه لبششاغ أو قششاطع‬
‫طريق )والله أعلم(‪ .‬وللكافر التوكل في شراء كل ما مر لمسششلم‬
‫صششرح بشه أو نششواه ويجششوز بل كراهشة ارتهششان واسششتيداع واسششتعارة‬
‫المسلم نحو المصحف وبكراهة إيجار عينه‪ ،‬وإعارته‪ ،‬وإيداعه لكن‬
‫يؤمر بوضع المرهششون عنششد عششدل وينششوب عنششه مسششلم فششي قبششض‬
‫المصحف‪ ،‬لنه محدث وبإيجار المؤجر لمسلم >ص‪ <233 :‬كمششا‬
‫يؤمر بإزالة ملكه ولو بنحو وقف علششى غيششر كششافر أو بكتابششة القششن‬
‫عمن أسلم في يده أو ملكه قهرا بنحو إرث أو اختيارا بنحو فسششخ‬
‫أو إقالة أو رجوع أصل واهب أو مقرض فإن امتنع من رفششع ملكششه‬
‫باعه الحاكم عليه فإن لم يجد مشتريا استكسب له عند ثقة وكششذا‬
‫مستولدته ومدبره قبششل إسششلمه ويتجششه إلحششاق معلششق العتششق بششه‪،‬‬
‫والوجه إجباره على قبول >ص‪ <234 :‬فداء أجنبي لها بمساوي‬
‫قيمتها‪ ،‬وكذا لو تمحض الرق فيما يظهر ل على قبول فششداء القششن‬
‫لنفسه‪ ،‬لنه ل يملك فيتأخر العوض‪) .‬وللمبيع( يعني المعقود عليه‬
‫ولو ثمنا )شروط( خمسة ويزيد الربوي بما يأتي فيه ول يششرد نحششو‬
‫جلد الضحية وحريم الملك وحده للعجز عن تسليمهما شرعا قبل‬
‫الملك يغني عن الطهارة‪ ،‬لن نجس العين ل يملك‪ .‬ا ه‪ .‬ويرد بششأن‬
‫إغناءه عنها ل يستدعي عدم ذكرهششا لفششادته تحريششر محششل الخلف‬
‫والوفاق مع الشارة لرد ما عليه المخالف من عدم اشتراطها من‬
‫أصلها أحدها )طهارة عينه( شرعا‪ ،‬وإن غلبت النجاسة فششي مثلششه‪،‬‬
‫وأراد بطهارة العين طهارتهششا بالفعششل أو المكششان لمششا يششذكره فششي‬
‫المتنجشششس )فل يصشششح بيشششع الكلشششب( ولشششو معلمشششا >ص‪<235 :‬‬
‫)والخمر( يعني المسكر وسائر نجس العين ونحوه كمشتبهين لششم‬
‫تظهر طهارة أحدهما بنحو اجتهاد لصحة النهشي عشن ثمشن الكلشب‪،‬‬
‫وأن اللششه حششرم بيششع الخمششر والميتششة والخنزيششر والصششنام‪ ،‬وقششول‬
‫الجواهر ل يصح بيع لبن الرجل إذ ل يحل شربه بحال مششردود بششأنه‬
‫مبني على الضعيف أنه نجس )والمتنجس الذي ل يمكن تطهيششره(‬
‫بالغسل )كالخل واللبن وكذا الدهن في الصح( لتعذر تطهيره كما‬
‫مر بششدليله‪ ،‬وأعششاده هنششا ليششبين جريششان >ص‪ <236 :‬الخلف فششي‬
‫صحته بناء على إمكان تطهيره‪ ،‬وإن كان الصشح منشه أنشه ل يصشح‬
‫فل تكرار خلفا لمششن زعمششه وكمششاء تنجششس‪ ،‬وإمكششان طهششر قليلششه‬
‫بالمكاثرة وكثيره بزوال التغير كإمكان طهر الخمر بالتخلششل وجلششد‬
‫الميتة بالندباغ وكأجر عجن بزبششل ل دار بنيششت بششه >ص‪،<237 :‬‬
‫لنه فيها تابع ل مقصود‪ ،‬وأرض سمدت بنجس ول قن عليه وشم‪،‬‬
‫وإن وجبت إزالته وما يطهره الغسششل كثششوب تنجششس بمششا ل يسششتر‬
‫شيئا منه ويصح بيع القز وفيه الدود ولو ميتششا‪ ،‬لنششه مششن مصششلحته‪.‬‬
‫)الثششاني النفششع( بششه شششرعا ولششو مششآل كجحششش صششغير‪ ،‬لن >ص‪:‬‬
‫‪ <238‬بذل المال في غيششره سششفه وآخششذه آكششل لششه بالباطششل )فل‬
‫يصح بيع الحشششرات(‪ ،‬وهششي صششغار دواب الرض كفششأرة ول عششبرة‬
‫بمنافعها المذكورة في الخواص ويستثنى نحششو يربششوع وضششب ممششا‬
‫يؤكل ونحل ودود قز وعلق لمنفعة امتصاص الدم )ول( بيشع )كشل(‬
‫طير و )سبع ل ينفششع( لنحششو صششيد أو قتششال أو حراسششة كالفواسششق‬
‫الخمششس‪ ،‬وأسششد وذئب ونمششر ل يرجششى تعلمششه الصششيد لكششبره مثل‬
‫بخلف نحو فهد لصيد ولو بأن يرجى تعلمه له وفيل لقتششال‪ ،‬وقششرد‬
‫لحراسة‪ ،‬وهرة أهلية لدفع نحو فأر ونحو عنششدليب للنششس بصششوته‬
‫وطاوس للنششس بلششونه‪ ،‬وإن زيششد فششي ثمنششه لجششل ذلششك أمششا الهششر‬
‫الوحشي فل يصح بيعه إل إن كان فيششه منفعششة كهششر الزبششاد‪ ،‬وقششدر‬
‫علششى تسششليمه بحبسششه أو ربطششه مثل‪) .‬ول( بيششع )حبششتي( نحششو‬
‫)الحنطة( أو الزبيب ونحو عشرين حبة خردل وغير ذلششك مشن كششل‬
‫ما ل يقابل بمال عرفا في حالة الختيار لنتفاء النفششع بششذلك لقلتششه‬
‫ومن ثم لم يضمن‪ ،‬وإن حششرم غصششبه ووجششب رده وكفششر مسششتحله‬
‫وعده مال يضمه لغيره أو لنحو غلء ل أثر له كالصطياد بحبة فششي‬
‫فخ >ص‪) <239 :‬وآلششة اللهششو( المحششرم كشششبابة وطنبششور وصششنم‬
‫وصورة حيوان ولو من ذهب وكتب علم محرم إذ ل نفع بها شرعا‬
‫نعم يصح بيششع نششرد صششلح مششن غيششر كششبير كلفششة فيمششا يظهششر بيششادق‬
‫للشطرنج كجارية غناء محرم وكبش نطاح‪ ،‬وإن زيششد فششي ثمنهمششا‬
‫لذلك‪ ،‬لن المقصود أصالة الحيششوان‪) .‬وقيششل يصششح فششي اللششة( أي‬
‫بيعها )إن عد رضاضها مال( ويرده أنها مششا دامششت بهيئتهششا ل يقصششد‬
‫منها غير المعصية وبه فارقت صحة بيششع إنششاء النقششد قبششل كسششره‪،‬‬
‫وإنما لم يصح بيع صنم من نقد مطلقا‪ ،‬لنه ل يباح بحال وصح بيع‬
‫النقد الذي عليه الصششور‪ ،‬لنهششا غيششر مقصششودة منششه بششوجه والمششراد‬
‫ببقائها بهيئتها أن تكون بحالششة بحيششث إذا أريششد منهششا مششا هششي لششه ل‬
‫تحتاج لصنعة وتعب أخذا مما يأتي في الغصب فتعبير بعضهم هنششا‬
‫يحل بيع المركبة إذا فششك تركيبهششا يتعيششن حملشه علششى فشك ل تعششود‬
‫بعده لهيئتها إل بما ذكرناه وفي إلحاق الصليب به أو بالصنم تششردد‬
‫ويتجششه الثششاني إن أريششد بششه مششا هششو مششن شششعارهم المخصوصششة‬
‫بتعظيمهم‪ ،‬والول إن أريد به مششا هششو معششروف )ويصششح بيششع المششاء‬
‫على الشط والتراب بالصحراء( ممن حازهما )في الصح( لظهششور‬
‫النفع فيهما‪ ،‬وإن سهل تحصيل مثلهما ولو اختصا بوصف زائد صح‬
‫قطعا ويصح بيع نصششف دار شششائع بمثلششه الخششر ومششن فششوائده منششع‬
‫رجوع الوالد أو بائع المفلس‪.‬‬
‫)فرع( من المنافع شششرعا حششق الممششر بششأرض أو علششى سششطح‬
‫وجاز كمششا يششأتي فششي الصششلح >ص‪ <240 :‬تملكششه بششالعوض علششى‬
‫التأبيد بلفظ البيع مع أنه محض منفعة إذ ل تملك به عيششن للحاجششة‬
‫إليه على التأبيد ولذا جاز ذلك بلفظ الجارة أيضششا دون ذكششر مششدة‬
‫ول يصح بيع بيت أو أرض بل ممر بأن احتششف مششن جميششع الجششوانب‬
‫بملك البائع أو كان له ممر ونفاه أو بملك المشتري أو غيره لعدم‬
‫النتفاع به حال‪ ،‬وإن أمكن اتخاذ ممر له بعد ويفرق بينه وبيششن مششا‬
‫مر في الجحش الصغير بأن هذا صالح للنتفاع به حال فلم يكتششف‬
‫فيششه بالمكششان بخلف ذاك وفششارق مششا ذكششر أول مششا لششو بششاع دارا‬
‫واستثنى لنفسه بيتا منها فإن له الممر إليششه إن لششم يتصششل الششبيت‬
‫بملكه أو شارع فإن نفاه صشح إن أمكشن اتخشاذ ممشر‪ ،‬وإل فل بشأن‬
‫هذه استدامة ملكه وتلك فيها نقل له ويغتفر في السششتدامة مششا ل‬
‫يغتفر فششي البتشداء‪ ،‬وإذا بيششع عقششار وخصششص المشرور إليشه بجششانب‬
‫اشششترط تعيينششه فلششو احتششف بملكششه مششن كششل الجششوانب وشششرط‬
‫للمشتري حششق المششرور إليششه مششن جششانب لششم يعينششه بطششل لختلف‬
‫الغرض باختلف الجوانب فإن لششم يخصششص بششأن شششرطه مششن كششل‬
‫جانب أو قال بحقوقها أو أطلق البيع ولم يتعرض للممر صح ومششر‬
‫إليه من كل جانب نعم في الخيرة محلششه إن لششم يلصششق الشششارع‬
‫>ص‪ <241 :‬أو ملك المشتري وإل مر منه فقط وظششاهر قششولهم‬
‫فإن له الممر إليه أنه لو كان له ممران تخير البششائع‪ ،‬وقضششية كلم‬
‫بعضهم تخير المشتري وله اتجاه فإن القصد مرور البششائع لملكششه‪،‬‬
‫وهو حاصل بكل منهما‪ .‬وظاهر أن محله إن استويا سعة ونحوها‪،‬‬
‫وإل تعين ما ل ضرر فيه ويؤخذ من هذا‪ ،‬وقولهم لختلف الغششرض‬
‫باختلف الجوانب أن من له حق المرور في محل معين من ملششك‬
‫غيره لشو أراد غيشره نقلشه إلشى محشل آخشر منشه لشم يجشز إل برضشا‬
‫المستحق‪ ،‬وإن استوى الممران من سائر الوجوه‪ ،‬لن أخذه بششدل‬
‫مستحقه معاوضة وشرطها الرضا من الجانبين ثششم رأيششت بعضششهم‬
‫أفتى بذلك فيمن له مجرى في أرض آخششر فششأراد الخششر أن ينقلششه‬
‫إلى محل آخر منها مساو للول مششن كششل وجششه ولمششا نقششل الغششزي‬
‫إفتاء الشيخ تاج الدين فيمن له طريق بملششك غيششره فششأراد المالششك‬
‫نقلها لموضع ل يضر بالجوار ونظر فيه قششال المششر كمششا قششال مششن‬
‫النظر ثم استدل للنظر ولو اتسع الممر بزائد على حاجششة المششرور‬
‫فهل للمالك تضييقه بالبناء فيه‪ ،‬لنه ل ضرر حششال علششى المششار أول‬
‫لنه قد يزدحم فيه مع من له المرور غيره من المالك أو مار آخششر‬
‫كل محتمل والذي يظهر الجواز إن علم أنه ل يحصل للمار تضششرر‬
‫بذلك التضييق‪ ،‬وإن فرض الزدحام فيه‪ ،‬وإل فل‪) .‬الثالث إمكان(‬
‫يعني قدرة البائع حسا وشرعا على )تسليمه( للمشتري مششن غيششر‬
‫كششبير كلفشة واقتصششر عليشه هنششا‪ ،‬لنشه محششل وفشاق وسشيذكر محشل‬
‫الخلف‪ ،‬وهو قدرة المشتري على تسلمه ممششن هششو عنششده وذلششك‬
‫لتوقف النتفاع بششه علششى ذلششك ول تششرد صششحته فششي نحششو نقششد يعششز‬
‫وجوده لصحة الستبدال عنششه كمششا يششأتي وفششي بيششع نحششو مغصششوب‬
‫وضال ممن يعتق عليه >ص‪ <242 :‬أو بيعششا ضششمنيا لقششوة العتششق‬
‫مع أنه يغتفر في الضششمني مششا ل يغتفششر فششي غيششره )فل يصششح بيششع‬
‫الضال( كبعير ند وطير سششائب غيششر نحششل ونحششل ليسششت أمششه فششي‬
‫الكوارة ونحو سمك ببركة واسعة يتوقششف أخششذه منهششا علششى كششبير‬
‫كلفشششة عرفشششا )والبشششق(‪ ،‬وإن عشششرف محلشششه ويختشششص بشششالدمي‬
‫)والمغصوب( ولو لمنفعة العتق للعجز عن تسليمها وتسلمها حششال‬
‫>ص‪ <243 :‬لوجود حائل بينه وبين النتفششاع مششع إمكششانه فل تششرد‬
‫صحة شراء الزمن لمنفعة العتق‪) .‬فإن باعه( أي المغصوب ومثله‬
‫الخران أو ما ذكشر فيششمل الثلثشة )لقشادر علشى انشتزاعه( أو رده‬
‫)صح على الصحيح( حيث ل مؤنششة لهششا وقششع تتوقششف قششدرته عليهششا‬
‫لتيسر وصوله إليه حينئذ ولو جهششل القششادر نحششو غصششبه عنششد الششبيع‬
‫واحتاج لمؤنة أو ل‪ ،‬لنه يغتفر عند الجهل ما ل يغتفر عند العلم أو‬
‫طرأ عجزه بعده تخير للطلع على العيب في الولى وحدوثه قبل‬
‫القبض في الثانية فإن اختلفا في العجز حلف المشتري ولششو قششال‬
‫كنت أظن القدرة فبان عدمها حلف وبششأن عششدم انعقششاد الششبيع )ول‬
‫يصح بيع( ما يعجز عن تسليمه أو تسششلمه شششرعا كجششذع فششي بنششاء‬
‫وفص في خاتم و )نصف( مثل )معين( خرج الشائع لنتفاء إضشاعة‬
‫المششال عنششه )مششن النششاء والسششيف( ولششو حقيريششن لبطلن نفعهمششا‬
‫بكسرهما )ونحوهما( مما تنقص قيمته أو قيمة البششاقي بكسششره أو‬
‫قطعه نقصا >ص‪ <244 :‬يحتفل بمثله كثوب غير غليششظ وكجشدار‬
‫أو أسطوان فوقه شيء أو كلششه قطعششة واحششدة مششن نحششو طيششن أو‬
‫خشب أو صفوف من لبن أو آجر ولم تجعل النهاية صفا واحششدا إذ‬
‫نقص الباقي حينئذ من جهة انفراده كأحششد زوجششي الخششف‪ ،‬وهششو ل‬
‫يؤثر لمكان استدراكه وكخشبة معينة من سفينة وجزء معين مششن‬
‫حي ل مذكى وذلك للعجز عن تسليم كل ذلك شرعا لتوقفه علششى‬
‫ما ينقص ماليته‪ ،‬وقد نهينا عن إضاعة المال وفارق بيششع نحششو أحششد‬
‫زوجي الخف وذراع معيششن مششن أرض لمكششان بششل سششهولة تششدارك‬
‫نقصهما إن فرض ضيق مرافق الرض بالعلمة‪.‬‬
‫)تنبيه( هل يضبط الحتفال هنا بما فششي نحششو الوكالششة والحجششر‬
‫من اغتفار واحد في عشرة ل أكثر إلى آخر ما يأتي أو يقال المر‬
‫هنا أوسع ويفرق بأن الضياع هناك محقق فاحتيط لششه بخلفششه هنششا‬
‫كل محتمل‪ ،‬وهل المراد النقص بالنسبة لمحل العقد‪ ،‬وإن خششالف‬
‫سعره سعر بقية أمثاله من البلششد أو بالنسششبة لغلششب محالهششا كششل‬
‫محتمل أيضا ولو قيل في الولى بالول‪ ،‬وفششي الثانيششة بالثششاني لششم‬
‫يبعد‪) .‬ويصح( الششبيع للبعششض المعيششن )فششي الثششوب الششذي ل ينقششص‬
‫بقطعه( كغليظ الكرباس )في الصح( وفي النفيس بطريقششة هششي‬
‫مواطأتهما على شراء البعض ثم يقطع البششائع ثششم يعقششدان فيصششح‬
‫اتفاقا واغتفر له القطع مع كونه نقصششا واحتمششال أن ل يقششع شششراء‬
‫لنه لم يلجأ إليه بعقد‪ ،‬وإنما فعل رجاء الربششح وبينهمششا فششرق )ول(‬
‫يصح بيع عين تعلق بها حق يفوت بالبيع للششه تعششالى >ص‪<245 :‬‬
‫كماء تعين للطهر أو لدمي كثششوب اسششتحق الجيششر حبسششه لقبششض‬
‫أجرة قصششره مثل أو إتمششام العمششل فيششه وكششأرض أذن مالكهششا فششي‬
‫زرعها فحرثها المأذون له‪ ،‬وقلع شجرها‪ ،‬وأقام زبرها فل يصح بيع‬
‫المالك لها ول رهنها قبل إرضائه في عمله بإعطششائه مقششابله‪ ،‬وهششو‬
‫ما زاد من القيمة بسببه كما هو ظاهر‪ ،‬وذلششك لتعششذر النتفششاع بهششا‬
‫بدون ذلك العمل المحترم المتعلق بها ونحو )المرهون( جعل بعششد‬
‫القبششض أو ششرعا مششن غيششر مرتهنشه )بغيششر إذن مرتهنششه ول( القشن‬
‫)الجاني المتعلق برقبته مال( لكششونه جنششى خطششأ أو شششبه عمششد أو‬
‫عمدا وعفي على مال أو أتلف مال أو أتلششف مششا سششرقه مثل لغيششر‬
‫المجني عليه بغير إذنه كما أرشد إليه ما قبله )في الظهر( لتعلق‬
‫حقهما بالرقبة ومحل الثاني إن بيع لغير غرض الجناية ولششم يفششده‬
‫السيد ولم يختر فداءه‪ ،‬وهو موسر والصششح لنتقششال الحششق لششذمته‬
‫في الخيرة‪ ،‬وإن جاز له الرجوع مششا دام القششن باقيششا بملكششه علششى‬
‫أوصافه فإن باعه بعد اختياره الفداء‪ ،‬وقبل رجوعه عنه أجبر على‬
‫أداء أقل المرين مششن قيمتششه والرش فششإن تعششذر لفلسششه أو تششأخر‬
‫لغيبته >ص‪ <246 :‬أو صبره على الحبس فسششخ الششبيع وبيششع فششي‬
‫الجناية )ول يضر( في صحة البيع )تعلقه بذمته( كأن اشششترى فيهششا‬
‫بغير إذن سيده‪ ،‬وأتلفه أو كسبه كمؤنة زوجته لنتفاء تعلق الششدين‬
‫بالرقبة الششتي هششي محششل الششبيع )وكششذا( ل يضششر )تعلششق القصششاص(‬
‫برقبته )في الظهر( لرجاء السلمة بالعفو كرجاء عصمة الحربششي‬
‫والمرتد وشفاء المريض بل لششو تحتششم قتلششه كقششاطع طريششق قتششل‪،‬‬
‫وأخذ مال كان كذلك نظرا لحالة البيع أما تعلقه ببعض أعضائه فل‬
‫يضر قطعا‪) .‬الرابع الملك( في المعقود عليه التام فخرج بيع نحششو‬
‫المبيع قبل قبضه )لمن( يقششع )لششه العقششد( مششن عاقششد أو مششوكله أو‬
‫موليه فدخل الحاكم في بيششع مششال الممتنششع والملتقششط لمششا يخششاف‬
‫تلفه‪ ،‬والظافر بغير جنس حقه والمراد أنه ل بد أن يكششون مملوكششا‬
‫لحد الثلثة‪) .‬فبيع الفضششولي( وشششراؤه وسششائر عقششوده فششي عيششن‬
‫لغيره أو في ذمة غيره بأن قال اشتريته له بألف في ذمتششه >ص‪:‬‬
‫‪ <247‬وهو من ليس بوكيل ول ولي عششن المالششك )باطششل( للخششبر‬
‫الصحيح }ل بيع إل فيما تملك{ ل يقال عدوله عن التعبير بالعاقششد‬
‫إلى من له العقد أي الواقع كما علم مما تقرر‪ ،‬وإن أفششاد مششا ذكششر‬
‫من أنه يشمل العاقد وموكله ومششوليه لكششن يششدخل فيششه الفضششولي‬
‫ومراده إخراجه فإن العقد يقع للمالك موقوفششا علششى إجششازته عنششد‬
‫من يقول بصحته‪ ،‬لنا نقول المراد من يقع له العقد بنفسه وعلى‬
‫القديم ل يقع إل بالجازة فل يرد )وفي القديم( وحكى جديدا أيضا‬
‫عقده )موقوف( على رضا المالك بمعنى أنه )إن أجششاز مششالكه( أو‬
‫وليه العقد )نفذ‪ ،‬وإل فل(‪ ،‬وهو قوي من جهششة الششدليل‪ ،‬لن حششديث‬
‫عروة ظاهر فيه‪ ،‬وإن أجششابوا عنششه وظششاهر كلم الشششيخين هنششا أن‬
‫الموقوف الصحة‪ ،‬وقششال المششام الصششحة نششاجزة‪ ،‬وإنمششا الموقششوف‬
‫الملك وجرى عليه في الم وخرج بقولنا أو في ذمشة غيشره مشا لشو‬
‫قال في الذمة أو أطلق فيقع للمباشر وبالفضولي مششا لششو اشششترى‬
‫بمال نفسه أو في ذمته لغيششره‪ ،‬وأذن لششه وسششماه هششو فششي العقششد‬
‫فيقع للذن ويكون الثمن قرضششا لتضششمن إذنششه فششي الشششراء لششذلك‬
‫بخلف نظيششره فششي السششلم ل يصششح‪ ،‬لنششه ل بششد فيششه مششن القبششض‬
‫الحقيقي ول يكفي التقديري وما هنا منه إذ ل بد من تقدير دخششول‬
‫العوض في ملك المقترض فل تناقض بين المسششألتين خلفششا لمششن‬
‫زعموه‪ ،‬وأطالوا فيه أما إذا لم يسمعه أذن له أو ل أو سششماه ولششم‬
‫يأذن له >ص‪ <248 :‬فيقع للمباشر‪ ،‬وإن نوى غيره وفي النششوار‬
‫لو قال لمدينه اشتر لي عبدا مما في ذمتك صح للموكل‪ ،‬وإن لششم‬
‫يعين العبد وبرئ من دينه ورد‪ ،‬وإن جرى عليه جمع متقدمون بأنه‬
‫مبني على ضعيف‪ ،‬وهو جواز اتحاد القابض والمقبض‪ ،‬وإنما اغتفر‬
‫في صرف المستأجر في العمارة‪ ،‬لنه‪ ،‬وقع تابعا ل مقصودا ولششك‬
‫أن تقول إنما يتجه تضعيفه إن أرادوا حسبان ما أقبضه من الششدين‬
‫المصرح به قوله‪ :‬وبششرئ مششن دينششه أمششا وقششوع شششراء العبششد للذن‬
‫ويكون ما أقبضه قرضا عليه نظير ما مششر فيقششع التقششاص بشششرطه‬
‫فل وجه لرده‪.‬‬
‫)تنبيه( يرد على المتن وشارحيه قول المششاوردي يجششوز شششراء‬
‫ولد المعاهد منه ويملكه ل سبيه‪ ،‬لنه تابع لمان أبيه‪ .‬ا هش‪ .‬ويجاب‬
‫بأن إرادته لبيعه متضمنة لقطع تبعيته لمشانه إن قلنششا‪ :‬إن المتبششوع‬
‫يملك قطع أمان التابع وفيششه نظششر ظششاهر وبانقطاعهششا يملكششه مششن‬
‫استولى عليه فالمشتري لم يملكششه بشششراء صششحيح بششل بالسششتيلء‬
‫عليه فما بذله إنما هو في مقابلة تمكينه منه ل غير وبهذا يعلم أن‬
‫من اشترى من حربي ولده بدار الحرب لم يملكششه بالشششراء‪ ،‬لنششه‬
‫حر إذ بدخوله في ملك البائع عند قصده الستيلء عليه يعتق عليه‬
‫بل بالستيلء فيلزمه تخميسه أو تخميس فدائه إن اختششاره المششام‬
‫بخلف شراء >ص‪ <249 :‬نحو أخيه ممن ل يعتق عليه بذلك منه‬
‫ومسششتولدته إذا قصششد السششتيلء عليهمششا فششإنه يصششح فيملكهمششا‬
‫المشتري ول يلزمه تخميسهما‪) .‬ولو باع مال مششورثه( أو غيششره أو‬
‫زوج أمته أو أعتق قنه )ظانا حياته( أو عششدم إذن الغيششر لششه )فبششان‬
‫ميتا( بسكون الياء في الفصح أو آذن له )صح( البيع وغيششره )فششي‬
‫الظهر(‪ ،‬لن العبرة في العقود لعدم احتياجها لنية بما فششي نفششس‬
‫المر فحسب فل تلعب وبفرضه ل يضر لصششحة بيششع نحششو الهششازل‬
‫والوقف هنا وقف تبين ل وقف صحة‪ ،‬وإنما لم يصح على ما يششأتي‬
‫تزوج الخنثى‪ ،‬وإن بان واضششحا ول نكششاح المشششتبهة بمحرمششه‪ ،‬وإن‬
‫بانت أجنبية‪ ،‬لن الشك فيه في حل المعقود >ص‪ <250 :‬عليششه‪،‬‬
‫وهو يحتاط له في النكششاح مشا ل يحتشاط لوليشة العاقشد‪) .‬الخششامس‬
‫العلم به( أي المعقود عليه عينا في المعيششن‪ ،‬وقششدرا وصششفة فيمششا‬
‫في الذمة كما يعلم من كلمه التي للنهي عن بيع الغرر‪ ،‬وهششو مششا‬
‫احتمل أمرين أغلبهما أخوفهما‪ ،‬وقد ل يشششترط ذلششك للضششرورة أو‬
‫المسامحة كما سيذكره في اختلط حمام البرجين وكمششا فششي بيششع‬
‫الفقاع وماء السقاء في الكوز قال جمع ولو لشرب دابة وكششل مششا‬
‫المقصود لبه ولو انكسر ذلك الكوز مششن يششد المشششتري بل تقصششير‬
‫ضمن قدر كفايته مما فيه ل ما زاد ول الكوز‪ ،‬لنهما أمانة في يده‬
‫ومن أخذه بل عوض ضمنه‪ ،‬لنه عارية ل ما فيه‪ ،‬لنه غيششر مقابششل‬
‫بشيء والمراد بالعلم هنا ما يشمل الظن‪ ،‬وإن لم يطششابق الواقششع‬
‫أخذا من شراء زجاجة بثمن كثير يظن أنها جوهرة نعششم ل بششد مششن‬
‫ذلك حال العقد ففي نحو سدس عشر تسششع ألششف‪ ،‬وهمششا جششاهلن‬
‫بالحساب ل يصح‪ ،‬وإن كان يعلم بعد‪ .‬نعم ذكر الغزالي خلفا فششي‬
‫نظيره من القراض والفرق أن مششا هنششا معاوضششة‪ ،‬وهششي تسششتدعي‬
‫العلم بالعوض ومقابله حال خروجه عن ملكه بخلف القراض فإن‬
‫الربح فيه مترقب فيمكن معرفة ذلك قبل حصششوله >ص‪<251 :‬‬
‫ويؤيده ما يأتي قريبا في صورة الكتابة من أن الحط محض تششبرع‬
‫ل معاوضة فيه‪ ،‬وقول البغوي فيمن باع نصيبه من مشششترك‪ ،‬وهششو‬
‫يجهل كميته ل يصح‪ ،‬لنه مجهول لكن قطع القفال بالصحة وجرى‬
‫عليها في البحر فقال بششاع جميششع المشششترك‪ ،‬وهششو ل يعلششم مقششدار‬
‫حصته ثم عرفه صح‪ ،‬لن ما تنششاوله الششبيع لفظششا معلششوم ويششدل لششه‬
‫قول الصحاب لو ظهر استحقاق بعض عبد باعه صح فششي البششاقي‬
‫ولم يفصلوا بين أن يعلم البائع مقدار نصيبه فيه أو ل‪ .‬ا ه‪ .‬والششذي‬
‫يتجه ترجيحه كلم البغوي ومعرفة البائع قششدر حصششته بعششد الششبيع ل‬
‫تفيد لما تقرر أن الجهل عند البيع مؤثر‪ ،‬وإن عرف بعد وما ذكششره‬
‫عن كلم الصحاب ل دليل فيه‪ ،‬لنه حال البيع لم يكن جاهل بقششدر‬
‫حقه في ظنه‪ ،‬وهو كاف‪ ،‬وإن أخلف كما مر في مسشألة الزجاجشة‬
‫فإن قلت صرحوا بأنه لو قال بعتك الثمرة بألف إل قدر مششا يخششص‬
‫مائة‪ ،‬وأراد بما يخصه نسبته مششن الثمششن إذا وزعششت عليششه الثمششرة‬
‫صح للعلم به حال البيع‪ ،‬لن المنسششوب إليششه معلششوم‪ ،‬وهششو الثمششن‬
‫ومن ثم كان ذلك اسششتثناء للعشششر قلششت قششد علمششت مششن تعليلهششم‬
‫الفرق بين ما هنا ومسألتنا‪ ،‬وهو أن الثمن المنسوب إليششه معلششوم‬
‫حال العقد والستثناء منه لكونه تمكن معرفتششه ل يصششيره مجهششول‬
‫بخلفه في مسألتنا فإن الثمن فيها مجهول حال البيع ابتداء فكان‬
‫البهام فيه أفحش فتأمله‪) .‬فبيع( اثنين عبديهما لثششالث بثمششن مششن‬
‫غير تخصيص كل منه بقدر معين‪ ،‬وبيع )أحششد الثششوبين( أو العبششدين‬
‫مثل‪ ،‬وإن استوت قيمتهما )باطششل( كششالبيع بأحششدهما >ص‪<252 :‬‬
‫كذلك للجهل بعين المبيع أو الثمن‪ ،‬وقد تغنششي الضششافة والشششارة‬
‫عن التعيين كداري وليس له غيرهشا وكهششذه الشدار‪ ،‬وإن غلششط فشي‬
‫حدودها وفي البحر لو قال بعتك حقي من هذه الدار‪ ،‬وهو عشششرة‬
‫أسهم من عشرين سهما‪ ،‬وحقه منها خمسة عشر صح الششبيع فششي‬
‫عشرة‪ .‬ا ه‪ .‬وظاهره أنششه ل فششرق بيششن أن يعلششم أن حقششه ذلششك أو‬
‫يجهلششه‪ ،‬لنششه يصششدق علششى العشششرة أنهششا حقششه فيطششابق الجملششة‬
‫التفصيل‪ ،‬ومن ثم أفشتى ابشن الصشلح فشي صشك فيشه جملشة زائدة‬
‫وتفصيل أنقص منها بأنها إن تقدمت عمل بها لمكان الجمع بكون‬
‫التفصيل لبعضها‪ ،‬وإن تأخرت فإن قيل فمجمششوع ذلششك كششذا حكششم‬
‫بالتفصيل‪ ،‬لنه المتيقن أي‪ ،‬وإن لم يقششل ذلششك حكششم بهششا كمششا هششو‬
‫ظاهر‪) .‬ويصح بيع صاع من صبرة( أو من جانب معين منها‪ ،‬وهششي‬
‫طعام مجتمع والمراد منهششا هنششا كششل متماثششل الجششزاء بخلف نحششو‬
‫أرض وثوب )تعلم صيعانها( للمتعاقدين لعششدم الغششرر وتنششزل علششى‬
‫الشاعة فإذا تلف بعضها تلف بقدره من المبيع )وكششذا إن جهلششت(‬
‫صيعانها لهما أو لحدهما يصششح الششبيع )فششي الصششح( لعلمهمششا بقششدر‬
‫المبيع مع تساوي الجزاء فل غرر وينزل على صاع مبهم حشتى لشو‬
‫لم يبق منها غيششره تعيششن >ص‪ <253 :‬وإن صششب عليهششا مثلهششا أو‬
‫أكثر كما قاله الرافعي ويظهر أن محلششه مششا لششم يتميششز المصششبوب‬
‫وذلك لتعذر الشاعة مع الجهل فللبائع تسششليمه مششن أسششفلها‪ ،‬وإن‬
‫لم يكن مرئيا إذ رؤية ظاهر الصبرة كرؤية كلهششا وفششارق بيششع ذراع‬
‫من نحو أرض مجهولة الذرع وشاة من قطيع وبيع صاع منهششا بعششد‬
‫تفريق صيعانها بالكيل أو الوزن بتفششاوت أجششزاء نحششو الرض غالبششا‬
‫وبأنها بعد التفريق صششارت أعيانششا متمششايزة ل دللششة لحششداها علششى‬
‫الخرى فصار كبيع أحد الثوبين ومحل الصحة هنا حيششث لششم يريششدا‬
‫صاعا معينا منها أو لم يقل من باطنها أو إل صاعا منهششا‪ ،‬وأحششدهما‬
‫يجهل كيلها للجهل بالمبيع بالكلية وحيث علم أنها تفي بالمبيع أمششا‬
‫إذا لم يعلم ذلك فل يصح البيع للشك في وجود ما وقع عليه صرح‬
‫به الماوردي والفارقي وغيرهما وفيه نظر‪ ،‬لن العبرة هنا بما في‬
‫نفس المر فحسب فل أثر للشك في ذلششك إذ ل تعبششد هنششا فالششذي‬
‫يتجه أنه متى بان أكثر منها كبعتك منها عشرة فبششانت تسششعة بششان‬
‫بطلن البيع وكذا إذا بانا سواء‪ ،‬لنه خلف صريح من التبعيضية بل‬
‫والبتدائيششة وفششي بيعهششا مطلقششا ل أن يكششون بمحلهششا ارتفششاع أو‬
‫انخفاض‪ ،‬وإل فششإن علششم أحششدهما ذلششك لششم يصششح كسششمن بظششرف‬
‫مختلف الجزاء دقة وغلظا لم يره قبل الوضع فيششه لعششدم إحاطششة‬
‫العيان بها‪ ،‬وإن جهل ذلك فإن ظن تسششاوي المحششل >ص‪<254 :‬‬
‫أو الظرف صح وخير من لحقششه النقششص قششال البغششوي وغيششره ولششو‬
‫كان تحتها حفرة صح البيع وما فيهششا للبششائع‪ ،‬والفششرق بيششن الحفششرة‬
‫والنخفاض واضح‪) .‬ولو بششاع بملششء( أو ملششء ذا الششبيت حنطششة )أو‬
‫بزنششة( أو زنششة )هششذه الحصششاة ذهبششا أو بمششا بششاع بششه فلن فرسششه(‪،‬‬
‫وأحدهما يجهل قدر ذلك )أو بألف دراهم ودنانير لم يصح( للجهششل‬
‫بأصل القدر في غير الخيرة وبقدر كل مششن النششوعين فيهششا‪ ،‬وإنمششا‬
‫حمل على التنصيف >ص‪ <255 :‬نحششو والربششح بيننششا‪ ،‬وهششذا لزيششد‬
‫وعمرو‪ ،‬لنه المتبادر منه ثم ل هنا ومن ثششم لششو علمششا قبششل العقششد‬
‫مقدار البيت والحصاة وثمن الفرس صح‪ ،‬وإن قال بما باع به ولم‬
‫يذكر المثل ول نواه‪ ،‬لن مثل ذلششك محمششول عليششه نعششم إن انتقششل‬
‫ثمن الفرس للمشتري فقال له البائع العالم بأنه عنششده بعتششك بمششا‬
‫باع به فلن فرسه لم تبعد صحته وينششزل الثمششن عليششه فيتعيششن ول‬
‫يجوز إبداله وكما قدر لفظ المثل فيما ذكر كذلك تقدر زيادته فششي‬
‫نحششو عوضششتها عششن نظيششر أو مثششل صششداقها علششى كششذا فيصششح عششن‬
‫الصداق نفسه‪ ،‬لنه اعتيدت زيادة لفظ نحو المثل فششي نحششو ذلششك‬
‫وخرج بحنطة وذهبا المشير إلى أن ذلششك فيمششا فششي الذمششة العيششن‬
‫كبعتك ملء أو بملء ذا الكششوز مششن هششذه الحنطششة أو الششذهب‪ ،‬وإن‬
‫جهل قدره لحاطة التخمين برؤيته مع إمكان الخذ قبششل تلفششه فل‬
‫غرر‪) .‬ولو باع بنقد( دراهم أو دنانير وعين شيئا موجودا اتبششع‪ ،‬وإن‬
‫عز أو معدوما أصل ولو مؤجل أو في البلد حال أو مؤجل إلى أجششل‬
‫ل يمكن نقله إليه >ص‪ <256 :‬للبيع قبل مضي الجل بطل‪ ،‬وإن‬
‫أطلق )وفي البلد( أي بلد البيع سواء أكششان كششل منهمششا مششن أهلهششا‬
‫ويعلم نقودها أم ل على ما اقتضاه إطلقهم )نقد غالب( من ذلششك‬
‫وغير غالب تعين غالب ولو مغشوشا أو ناقص الوزن‪ ،‬لن الظاهر‬
‫إرادتهما له نعم إن تفاوتت قيمة أنواعه أو رواجهششا وجششب التعييششن‬
‫وذكر النقد للغالب أو المشراد بشه هنشا مطلشق العشوض إذ لشو غلشب‬
‫بمحل البيع عرض كفلوس وحنطة تعين‪ ،‬وإن >ص‪ <257 :‬جهششل‬
‫وزنه بل لو اطرد عرفهم بالتعبير بالدينار أو الشرفي الموضوعين‬
‫أصالة للذهب كما هو المنقششول فششي الول‪ ،‬وقششاله غيششر واحششد فششي‬
‫الثاني عن عدد معلوم من الفضة مثل بحيث ل يطلقونه على غيششر‬
‫ذلك انصرف لذلك العدد علششى الوجششه كمششا اقتضششاه تعليلهششم بششأن‬
‫الظاهر إرادتهما للغششالب ولششو ناقصششا ومششن ثششم رد بحششث الذرعششي‬
‫حمل قولهم لو غلبت الفلوس حمل العقد عليها علشى مششا إذا عشبر‬
‫بششالفلوس ل الششدراهم‪ ،‬وقششول ابششن الصششباغ ل يعششبر بالششدراهم عششن‬
‫الدنانير حقيقة ول مجازا يحمل على ما إذا لم يطرد عششرف بششذلك‬
‫ثم رأيت المجموع رد ما قاله بأنه مبنششي علششى ضششعيف‪ ،‬وإنمششا لششم‬
‫يصح بعتك بمائة درهششم مششن صششرف عشششرين بششدينار للجهششل بنششوع‬
‫الدراهم‪ ،‬وإنما عرفها بالتقويم‪ ،‬وهو ل ينضبط ومن ثم صششح بمششائة‬
‫درهم من دراهم البلد التي قيمة عشرين منهششا دينششار لنهششا معينششة‬
‫حينئذ ول ينافي ذلك ما صشرحوا بشه فشي الكتابشة الشتي بشدراهم أن‬
‫السيد لو وضع عنه دينارين ثم قال أردت ما يقابلهما من الششدراهم‬
‫صح >ص‪ <258 :‬وإن جهله‪ .‬ويجري ذلك في سائر الديون‪ ،‬لن‬
‫الحط محض تبرع ل معاوضششة فيششه فششاعتبرت فيششه نيششة الششدائن )أو‬
‫نقدان( أو عرضان آخران )ولششم يغلششب أحششدهما( وتفاوتششا قيمششة أو‬
‫رواجا )اشترط التعيين( لحدهما في العقششد لفظششا ول يكفششي نيششة‪،‬‬
‫وإن اتفقا فيها بخلف نظيره في الخلششع‪ ،‬لنششه أوسششع نعششم يشششكل‬
‫عليه الكتفاء بنية الزوجة في النكششاح كمششا يششأتي إل أن يفششرق بششأن‬
‫المعقود عليه ثم ضرب من المنفعة‪ ،‬وهنا ذات العوض فاغتفر ثششم‬
‫ما لم يغتفر هنا‪ .‬وإن كان مبنى النكاح على التعبد والحتياط أكششثر‬
‫من غيره فإن اتفقا قيمة ورواجششا لششم يشششترط تعييششن إذ ل غششرض‬
‫يختلف بششه فيسششلم المشششتري مششا شششاء منهمششا‪ ،‬وإن كششان أحششدهما‬
‫صحيحا والخر مكسرا ولو أبطل السلطان ما وجب بعقد نحو بيع‪،‬‬
‫وإجارة بالنص أو الحمل بأن كان هشو الغشالب حينئذ أو مشا أقرضشه‬
‫مثل‪ ،‬وإن كان أبطله في مجلس العقد لم يكن له غيره بحششال زاد‬
‫سششعره أو نقششص أو عششز وجششوده فششإن فقششد ولششه مثششل وجششب‪ ،‬وإل‬
‫اعتبرت قيمته وقت المطالبة ويجوز التعامل بالمغشوشة المعلوم‬
‫قدر غشها أو الرائجة في البلد‪ ،‬وإن جهل قشدرها سشواء كشانت لشه‬
‫قيمة لو انفرد أم ل استهلك فيهششا أم ل ولششو فششي الذمششة قششال فششي‬
‫المجمششوع‪ ،‬لن المقصششود رواجهششا فتكششون كبعششض المعششاجين أي‬
‫المجهولة الجزاء أو مقاديرها‪ ،‬وإنما لم يصششح بيششع تششراب المعششدن‬
‫نظرا إلى أن المقصود منه النقد‪ ،‬وهو مجهول >ص‪ ،<259 :‬لنه‬
‫ل رواج ثم حتى يخلف الجهل بالمقصود وكذا يقال في عدم صحة‬
‫بيع اللبششن المخلششوط بالمششاء ونحششو المسششك المختلششط بغيششره لغيششر‬
‫تركيب نعم بحث أبو زرعة أن الماء لو قصششد خلطششه بششاللبن لنحششو‬
‫حموضته وكان بقدر الحاجة صح‪ ،‬لنه حينئذ كخلط غير المسك به‬
‫للتركيب وفي عدم صحة السلم والقرض فششي الجششواهر والحنطششة‬
‫المختلطة بشعير مع صحة بيعها معينشة‪ ،‬وإذا جشازت المعاملشة بهشا‬
‫حمل المطلق عليها إذا كشانت هششي الغششالب‪ ،‬وهششي مثليششة فتضششمن‬
‫بمثلها حيث ضمنت بمعاملة أو إتلف ل بقيمتهششا علششى المعتمششد إل‬
‫إن فقششد المثششل وحينئذ فششالمعتبر فيهششا يششوم المطالبششة إل إن علششم‬
‫سببها الموجب لها كالغصب فيجب أقصى قيمهششا والتلف فتجششب‬
‫قيمة يوم التلف وحيث وجبت القيمة أخششذت قيمششة الششدراهم ذهبششا‬
‫وعكسششه‪) .‬ويصششح بيششع لصششبرة( مششن أي نششوع كششانت )المجهولششة‬
‫الصيعان( والقطيششع المجهششول العششدد والرض أو الثششوب المجهولششة‬
‫الذرع )كل( بالنصب على القطع لمتناع البدليششة لفظششا ومحل‪ ،‬لن‬
‫البدل يصح الستغناء >ص‪ <260 :‬عنه أما بدل الشتمال فواضح‬
‫بل شرطه عدم اختلل الكلم لششو حششذف البششدل‪ ،‬وأمششا بششدل الكششل‬
‫فلجواز حذف المبدل منه عند ابن مالك وغيره كالخفش‪ ،‬وهنششا ل‬
‫يصح الستغناء عن الول ول عن الثاني‪ ،‬لن الشرط ذكر كل مششن‬
‫الصبرة وكل صاع بدرهم وحينئذ فالتقدير على القطششع ويصششح بيششع‬
‫الصبرة المذكورة مع ذكره كل صاع بششدرهم عقششب ذكرهششا‪ .‬ووجششه‬
‫التقييد بهذه المعية رد ما يتوهم من عدم الصحة لجهالتها وجهالششة‬
‫الثمن كما يفيده تعليلهم التي‪.‬‬
‫)تنششبيه( بمششا قششررت بششه وجششه النصششب ينششدفع زعششم أنششه علششى‬
‫المفعولية لبيع ووجه اندفاعه استلزامه أنشه مفعشول ثشان‪ ،‬وواضشح‬
‫أنه ل يصلح له‪ ،‬لنه عيششن المفعششول الول الششذي هششو الصششبرة فششي‬
‫الحقيقة‪ ،‬وإنما غايته أنه تفصششيل لششه‪ .‬واعلششم أنششه يششترتب علششى مششا‬
‫تقرر أنه ل بد من ذكرهما أعني الصبرة وكل صاع بششدرهم أنششه لششو‬
‫اقتصر على بعتك كل صاع بدرهم أي‪ ،‬وأشششار إلششى الصششبرة بنحششو‬
‫يده لم يصح‪ ،‬وهو متجه ويؤيده فرقهششم بيششن الصششحة هنششا وعششدمها‬
‫في بعتك من هذه كل صاع بدرهم وكل صاع بدرهم من هذه بششأنه‬
‫في هذه لم يضف البيع لجميع الصبرة بل لبعضها المحتمل للقليل‬
‫والكثير فل يعلم قدر المبيع تحقيقا ول تخمينا بخلفششه فششي مسششألة‬
‫المتن وحينئذ فبحث بعضهم الصحة في صورة القتصار المذكورة‬
‫غير صحيح ل سيما مع حذفه قولي أي‪ ،‬وأشار إلخ‪ ،‬لنششه فيهششا لششم‬
‫يضف البيع لجميع الصبرة فكان قوله‪ :‬كل صاع بدرهم غيششر مفيششد‬
‫لتعيين المبيع ومثل تلك الشارة هنا غير مفيششد تعيينششا لششه كمششا هششو‬
‫واضح ويؤخذ من الفرق المششذكور صششحة بعتششك هششذه الصششبرة كششل‬
‫صاع منها بدرهم‪ ،‬ول يضر ذكر مششن هنششا‪ ،‬لن إضششافة الششبيع لجميششع‬
‫الصبرة تلغي النظر للتبعيض الشذي تقيشده ويؤيشده مشا أفشاده ذلشك‬
‫الفرق أيضا أن محل البطلن في بعتك منها كششل صششاع بششدرهم إن‬
‫نوى بمن التبعيض أو أطلق بخلف مششا لششو أراد بهششا البيششان فيصششح‪،‬‬
‫لن التقدير حينئذ شششيئا هششو هششذه فتششأمله )صششاع( أو رأس أو ذراع‬
‫)بدرهم( لمشاهدة المبيع وجهالشة الثمششن زالشت بتفصشيله فل غششرر‬
‫كالبيع بجزاف مشاهد ويتجه فيما إذا خرج بعض صاع صششحة الششبيع‬
‫فيه بحصته من الدرهم وفارق بيع القطيع كل شششاة بششدرهم فبقششي‬
‫بعض شاة بأن خرج باقيها لغيره فإن البيع يبطل فيه بأنه يتسششامح‬
‫في التوزيع علششى المثلششي لعششدم النظششر فيششه إلششى القيمششة بمششا لششم‬
‫يتسامح به في التوزيع على المتقوم ومن ثششم لششو قششال بعتششك هششذا‬
‫القطيع أو الثياب مثل كل اثنين مثل بدرهم بطششل‪ ،‬لن فيششه توزيششع‬
‫الدرهم على قيمتهما‪ ،‬وهي مختلفششة غالبششا فيششؤدي للجهششل‪> .‬ص‪:‬‬
‫‪ <261‬وخرج ببيع الصبرة بيع بعضها كما لششو بششاع منهششا كششل صششاع‬
‫بدرهم فل يصح للجهل‪) .‬ولو باعها( أي الصبرة ومثلهشا مشا ذكرنشاه‬
‫)بمائة درهم كل صششاع( أو رأس أو ذراع )بششدرهم صششح( الششبيع )إن‬
‫خرجت مائة( لموافقة الجملة التفصيل فل غرر )وإل( تخشرج مششائة‬
‫بل أقششل أو أكششثر )فل( يصششح الششبيع )علششى الصششحيح( لتعششذر الجمششع‬
‫بينهما واعترض حكما وخلفا بأن الكثرين على الصحة وبأنها هششي‬
‫الحق إذ ل تعذر بل إن خرجت زائدة فالزيادة للمشششتري ول خيششار‬
‫للبششائع لرضششاه بششبيع جميعهششا أو ناقصششة خيششر المشششتري فششإن أجششاز‬
‫فبالقسط ويؤيده ما لو باع صششبرة بششر بصششبرة ششعير مكايلششة فششإن‬
‫الششبيع يصششح‪ ،‬وإن زادت إحششداهما ثششم إن توافقششا فششذاك‪ ،‬وإل فسششخ‬
‫وفرق الولون بأن الثمن هنا عينششت كميتششه فششإذا اختششل عنهششا صششار‬
‫مبهما بخلفه ثم ويفرق أيضا بأن مكايلة وقششع مخصصششا لمششا قبلششه‬
‫ومبينا أنه لم يبع إل كيل في مقابلة كيل‪ ،‬وهذا ل تنافيه الصحة مع‬
‫زيادة إحداهما بخلف ما هنشا فشإن الزيششادة أو النقشص يلغشي قشوله‬
‫بمائة أو كل صاع بدرهم >ص‪ <262 :‬فأبطل ويتخيششر البششائع فششي‬
‫الزيادة والمشتري في النقص أيضا في بعتك هششذا علششى أن قششدره‬
‫كذا فزاد أو نقص والمشتري فقط إن زاد فشإن نقشص فعلشي‪ ،‬وإن‬
‫زاد فلك فإن أجاز فبكشل الثمشن‪ ،‬وإنمشا لشم يتخيشر البشائع هنشا فشي‬
‫الزيادة‪ ،‬لنها داخلة في المبيع كما دل عليه كلمه ويؤيششده مششا مششر‬
‫في على أن لي نصفه أنه بمعنى إل نصفه فكذا المعنى هنا بعتششك‬
‫هذا الذي قدره كذا وما زاد عليه‪.‬‬
‫)فرع( لو اعتيد طرح شيء عند نحو الوزن من الثمن أو الششبيع‬
‫لم يعمل بتلك العادة ثم إن شششرط ذلششك فششي العقششد بطششل وعليششه‬
‫يحمل كلم المجموع‪ ،‬وإل فل‪ ،‬ومر صحة بعتك هذا بكششذا علششى أن‬
‫لي نصفه‪ ،‬لنه بمعنى إل نصفه فيششأتي نظيششره هنششا ول يصششح بيعششه‬
‫ثلثة أذرع مثل من أرض ليحفرها ويأخذ ترابها‪ ،‬لنششه ل يمكششن أخششذ‬
‫تراب الثلثة إل بأكثر منها ويأتي في اختلف المتبايعين أن الششذراع‬
‫يحمل على ماذا‪) .‬ومتى كان العوض( الثمن أو المثمن )معينا( أي‬
‫>ص‪ <263 :‬مشاهدا )كفت معششاينته(‪ ،‬وإن جهل قششدره‪ ،‬لن مششن‬
‫شأنه أن يحيششط التخميششن بشه نعشم يكششره بيششع مجهششول نحششو الكيششل‬
‫جزافا‪ ،‬لنه يوقع في الندم لتراكم الصبر بعضها على بعض غالبا ل‬
‫المذروع‪ ،‬لنه ل تراكم فيه‪) .‬والظهر أنششه ل يصششح( فششي غيششر نحششو‬
‫الفقاع كما مر )بيع الغششائب( الثمششن أو المثمششن بششأن لششم يششره أحششد‬
‫العاقدين‪ ،‬وإن كان حاضرا في مجلس البيع وبالغششا فششي وصششفه أو‬
‫سمعه بطريق التواتر كما يأتي أو رآه ليل ولو فششي ضششوء إن سششتر‬
‫الضوء لونه كورق أبيض فيما يظهر فإن قلششت صششرح ابششن الصششلح‬
‫بأن الرؤية العرفية كافية‪ ،‬وهذا منها وعبارته لو طلب الششرد بعيششب‬
‫في عضو ظاهر قال لم أره إل الن فله الششرد‪ ،‬لن رؤيششة المششبيع ل‬
‫يشترط فيها التحقق بل تكفي الرؤية العرفية قلت ليششس العششرف‬
‫المطرد ذلك على أن كلمه مقيد بمششا إذا لششم يكششن العيششب ظششاهرا‬
‫بحيششث يششراه كششل مششن ينظششر إلششى المششبيع وحينئذ فششالمراد بالرؤيششة‬
‫العرفية هي ما يظهر للناظر من غير مزيد تأمل ورؤية نحو الورق‬
‫ليل في ضوء يستر معرفة بياضه ليسششت كششذلك أو مششن وراء نحششو‬
‫زجاج وكذا ماء صششاف إل الرض والسششمك >ص‪ ،<264 :‬لن بششه‬
‫صلحهما وصحت إجارة أرض مستورة بماء ولو كدرا‪ ،‬لنها أوسششع‬
‫لقبولها التأقيت وورودها على مجرد المنفعة وذلك للنهي عن بيششع‬
‫الغرر ولن الرؤية تفيد ما لم تفششده العبششارة كمششا يششأتي‪) .‬والثششاني(‬
‫وبه قال الئمة الثلثة )يصح( البيع إن ذكششر جنسششه‪ ،‬وإن لششم يريششاه‬
‫)ويثبت الخيار( للمشتري وكذا البائع على خلف فيه )عند الرؤية(‬
‫لحديث فيششه ضششعيف بششل قششال الششدارقطني باطششل وكششالبيع الصششلح‬
‫والجششارة والرهششن والهبششة ونحوهششا بخلف نحششو الوقششف‪) .‬و( علششى‬
‫الظهر )تكفي( في صحة البيع )الرؤية قبشل العقششد فيمششا ل( يظششن‬
‫أنه )يتغير غالبا إلى وقت العقد( كأرض وآنية وحديد ونحاس نظرا‬
‫لغلبة بقائه على ما رآه عليه نعم ل بد أن يكون ذاكششرا حششال الششبيع‬
‫لوصافه التي رآها كششأعمى اشششترى مششا رآه قبششل العمششى‪ ،‬وإل لششم‬
‫يصح كما قاله الماوردي‪ ،‬وأقره المتأخرون‪ ،‬وقششول المجمششوع إنششه‬
‫غريب أي نقل على أن غيره صرح بششه أيضششا ل مششدركا إذ النسششيان‬
‫يجعل ما سبق كالمعدوم فيفوت شششرط العلششم بششالمبيع فل ينششافي‬
‫تصحيح غيره له وجعله تقييدا لطلقهم‪ .‬وانتصر بعضششهم لتضششعيفه‬
‫بجعلهم النسيان غير دافع للحكم السابق في مسائل منها لو أنكر‬
‫الموكل الوكالة لنسيان لم يكن عزل ولو نسي فأكششل فششي صششومه‬
‫أو جامع في إحرامه لم يفسد وبأنه لو رأى المبيع ثم التفششت عنششه‬
‫واشتراه غافل عن أوصافه صح ويششرد بششأن مششدار العششزل علششى مششا‬
‫يشششعر بعششدم الرضششا بالتصششرف وبطلن الصششوم والحششج علششى مششا‬
‫ينافيهما مما فيه تعد ولم يوجد ذلك ومدار البيع على عششدم الغششرر‬
‫وبالنسيان يقع فيه >ص‪ <265 :‬وما ذكر فششي الفششرع الخيششر هششو‬
‫من محل النزاع فل يستدل به وبفرض أن المنقششول فيششه مششا ذكششر‬
‫فالغرر فيه ضعيف جدا فل يلتفت إليه‪ .‬وبحث بعضهم أنششه لششو رأى‬
‫الثمرة قبل بدو الصلح ثم اشتراها بعده ولم يرهششا لششم يصششح‪ ،‬وإن‬
‫قربت المدة أي‪ ،‬لنه يتغيششر بنحششو اللششون فكششان أولششى ممششا يغلششب‬
‫تغيره فإنه يبطل‪ ،‬وإن لم يتغير لعارض كما يأتي‪ ،‬وإذا صح فوجده‬
‫متغيرا عما رآه عليه تخير فإن اختلفا في التغير صششدق المشششتري‬
‫وتخير‪ ،‬لن البائع يدعي عليه أنه رآه بهششذه الصشفة الموجششودة الن‬
‫ورضي به والصل عدم ذلك‪ ،‬وإنما صدق البائع فيما إذا اختلفا في‬
‫عيب يمكن حدوثه لتفاقهما على وجوده في يد المشتري والصل‬
‫عدم وجوده في يد البائع )دون ما( يظن أنه )يتغيششر غالبششا( لطششول‬
‫مدة أو لعروض أمر آخر كالطعمششة الششتي يسششرع فسششادها‪ ،‬لنششه ل‬
‫وثوق حينئذ ببقائه حال العقششد علششى أوصششافه المرئيششة قيششل تنششافى‬
‫كلمه فيما يحتمل التغير وعدمه على السشواء كشالحيوان إذ قضشية‬
‫مفهوم أوله البطلن وآخره الصششحة والصششح فيششه الصششحة كششالول‬
‫بشرطه‪ ،‬لن الصل بقاء المرئي بحاله وما ذكر مششن التنششافي غيششر‬
‫مسلم بل هو داخل فششي منطششوق أول كلمششه ومفهششوم آخششره‪ ،‬لن‬
‫القيد هنا للمنفي ل للنفي أي ما ل يغلب تغيره سواء أغلششب عششدم‬
‫تغيره أم استويا دون ما يغلب تغيره فهو داخل في منطششوق الول‬
‫ومفهوم الثاني فل تنافي وجعل الحيوان مثال هو ما درجششوا عليششه‪،‬‬
‫وهو ظاهر فما وقع لصاحب النوار ومن تبعشه مششن أنششه قسششيم لشه‬
‫وحكمهما واحد فيه نظر‪ ،‬وإن أمكن توجيهه بأنه لما شك فيه هششل‬
‫هو مما يستوي فيه المران أو ل ألحق بالمستوي لن الصل عدم‬
‫المانع وجعل قسيما له‪ ،‬لنه لم يتحقق فيه الستواء فتأمله‪.‬‬
‫)تنبيه( قضية إناطتهم التغير وعدمه بالغالب ل بوقوعه بالفعل‬
‫أنه ل ينظر لهذا حتى لو غلب التغير فلم يتغير أو عششدمه فتغيششر أو‬
‫استوى فيه المران فتغير أو لم يتغير لم يؤثر ذلك فيما قالوه في‬
‫كل مششن القسشام مششن البطلن فششي الول >ص‪ <266 :‬والصششحة‬
‫في الخيرين‪ ،‬ويوجه بأنا إنما نعتبر الغلبة وعدمها عند العقششد دون‬
‫ما يطرأ بعده‪.‬‬
‫)تنبيه آخر مهم جدا( ما ذكرته في القيششد والنفششي مبنششي علششى‬
‫قاعدة استنبطتها من كلم غير واحششد مشن المحققيشن تبعششا للششيخ‬
‫عبد القاهر وحاصلها أنك إن اعتبرت دخول النفي على كلم مقيششد‬
‫كان نفيا لذلك القيد دائمششا لسششتحالة كششون القيششد هنششا للنفششي‪ ،‬لن‬
‫الفرض دخوله علششى كلم مقيشد فتمحشض انصشرافه للقيششد ل غيشر‪،‬‬
‫وإن اعتششبرت اشششتمال الكلم علششى قيششد ونفششي فالرجششح المتبششادر‬
‫انصراف النفي إلى القيد هنششا أيضششا ليفيششد نفيششه وعليهمششا صششح مششا‬
‫ذكرتششه فششي تقريششر المتششن الششدافع للعششتراض عليششه المبنششي علششى‬
‫المرجوح أن القيد للنفي أي انتفششاء التغيششر غششالب فل تعششرض فيششه‬
‫لغلبة التغير ول لعدمها بوجه بل لكون هششذا النفششي غالبششا أو غيششره‪.‬‬
‫ووجه مرجوحية هذا‪ ،‬وأرجحية الول لفظا أن العامل القوي‪ ،‬وهششو‬
‫الفعل أولى بأن يجعل عامل في المفعول له أي مثل مششن العامششل‬
‫الضعيف‪ ،‬وهو حرف النفي فتقدير ذلك بل يغلب تغيره أولششى منششه‬
‫بما انتفاء تغيره غالب ومعنى أن المتبادر هو انصراف النفششي إلششى‬
‫القيد واحتمال عكسه مرجوح بل جعلشه بعششض المحققيششن كالعششدم‬
‫فجزم بالول‪ .‬ووجششه تبششادر ذلششك أن الغششالب فششي الثبششات والنفششي‬
‫توجههما إلى القيد أل ترى أنك إذا قلت جئتني راكبا كان المقصود‬
‫بالخبار إنما هو كونه راكبا فششي المجيششء ل نفششس المجيششء فعلششى‬
‫الرجح يتوجه الثبات أو النفي للقيد أول ليفيد إثباته أو نفيه وعلى‬
‫المرجوح ل يتوجه إليه فيكون قيدا للثبات أو النفي ل غيششر فعلششى‬
‫الول يعتبر القيد أول ثم الثبات أو النفششي وعلششى الثششاني بششالعكس‬
‫وبهذا يندفع زعم أن هذا المرجوح هو الكثر الراجح‪ ،‬وإل كان ذكر‬
‫القيد ضائعا عن غرض ذكره للتقييد بل لغرض آخر كمناقضة مششن‬
‫أثبته وكالتعريض كما في الية فإن الغرض من ذكر اللحاف فيهششا‬
‫التعريض بالملحفين توبيخا لهم‪.‬ووجه اندفاعه منع ما ذكره بقوله‪،‬‬
‫وإل إلى آخره وسند المنع أن تقييششد المنفششي لششه فششوائد وكفششى بششه‬
‫غرضا في جوازه بل حسنة هذا كله حيث لم يعلششم قصششد المتكلششم‬
‫فل ينافي ما تقرر ما قيل كثيرا ما يقصدون نفششي المحكششوم عليششه‬
‫بانتفاء صششفته كمششا دل عليششه السششياق أو دليششل آخششر كقششول امششرئ‬
‫القيس‪]:‬على لحب ل يهتدى بمناره[لم يششرد كمششا قششاله أبششو حيششان‬
‫وغيره إثبات منار انتفى عنه الهتششداء بششل نفششي المنششار مششن أصششله‬
‫وكقوله تعالى }ل يسألون الناس إلحافا{ لم يششرد إثبششات السششؤال‬
‫ونفي اللحاف عنه بل نفي السؤال مششن أصششله بششدليل }يحسششبهم‬
‫الجاهل{ إلى آخره إذ التعفف ل يجامع المسألة ومما له تعلق بما‬
‫هنا قول الفخر الرازي نفششي الحقيقششة مطلقششة أعششم >ص‪<267 :‬‬
‫من نفيها مقيدة لفادة الول سلبها مششع القيششد بخلف الثششاني فششإن‬
‫انتفاءها مقيدة بقيد مخصوص ل يستلزمه مع قيد آخر‪) .‬وتكفششي(‬
‫فششي صششحة الششبيع )رؤيششة بعششض المششبيع إن دل علششى بششاقيه كظششاهر‬
‫الصبرة( من نحو الحب والجوز والدقة والمسك والتمر العجوة أو‬
‫الكبيس في نحو قوصرة والقطن في عشدل والشبر فششي بيششت‪ ،‬وإن‬
‫رآه من كوة‪ ،‬لن الغالب استواء ظاهر ذلششك وبششاطنه فششإن تخالفششا‬
‫تخير وكذلك تكفي رؤية أعلى المائعات في ظروفها ول يصشح بيشع‬
‫نحو مسك في فارته معها أو دونهششا إل إن فرغهششا ورآهمششا أو رآهششا‬
‫فارغة ثم رأى أعله بعد ملئها منه ويصح بيع نحششو سششمن رآه فششي‬
‫ظرفه معه موازنة إن علما زنة كل وكششان للظششرف قيمششة‪ ،‬وقيششده‬
‫بعضهم بما إذا قصدا الظششرف أخششذا مششن تعليلهششم البطلن بشششرط‬
‫بذل مال في مقابلة غير مال ويششرد بششأن ذكششره يشششعر بقصششده فل‬
‫نظر لقصده المخالف له ل بيششع شششيء موازنششة بشششرط حششط قششدر‬
‫معين منه بعششد >ص‪ <268 :‬الششوزن فششي مقابلششة الظششرف بخلف‬
‫شرط وزن الظرف وحط قششدره لنتفششاء الجهالششة حينئذ وبحششث أن‬
‫اطراد العرف بحط قدر كشششرطه غيششر صششحيح كمششا مششر‪ ،‬وإن أيششد‬
‫بكلم ابن عبد السلم وغيره‪ ،‬وخرج بدل صبرة نحو رمان وبطيششخ‬
‫وعنب فل بد من رؤية جميع كل واحششدة‪ ،‬وإن غلششب عششدم تفاوتهششا‬
‫وكذا تراب الرض ومن ثم لششو بششاعه قششدر ذراع طششول وعمقششا مششن‬
‫أرض لم يصح‪ ،‬لن تراب الرض مختلف‪) .‬وتكفي( في صحة البيع‬
‫)رؤية بعض المبيع إن دل علششى بششاقيه كظششاهر الصششبرة( مششن نحششو‬
‫الحب والجوز والدقة والمسك والتمر العجوة أو الكبيس في نحو‬
‫قوصرة والقطن في عدل والبر في بيششت‪ ،‬وإن رآه مششن كششوة‪ ،‬لن‬
‫الغالب استواء ظاهر ذلك وباطنه فإن تخالفا تخير وكششذلك تكفششي‬
‫رؤية أعلى المائعات فششي ظروفهششا ول يصششح بيششع نحششو مسششك فششي‬
‫فارته معها أو دونها إل إن فرغهششا ورآهمششا أو رآهششا فارغششة ثششم رأى‬
‫أعله بعد ملئها منشه ويصشح بيشع نحشو سشمن رآه فشي ظرفشه معشه‬
‫موازنة إن علما زنة كل وكان للظرف قيمة‪ ،‬وقيده بعضهم بما إذا‬
‫قصدا الظرف أخذا مششن تعليلهششم البطلن بشششرط بششذل مششال فششي‬
‫مقابلة غير مال ويرد بششأن ذكششره يشششعر بقصششده فل نظششر لقصششده‬
‫المخالف له ل بيع شيء موازنة بشرط حط قششدر معيششن منششه بعششد‬
‫>ص‪ <268 :‬الششوزن فششي مقابلششة الظششرف بخلف شششرط وزن‬
‫الظرف وحط قدره لنتفاء الجهالة حينئذ وبحث أن اطراد العششرف‬
‫بحط قدر كشرطه غير صششحيح كمششا مششر‪ ،‬وإن أيششد بكلم ابششن عبششد‬
‫السلم وغيره‪ ،‬وخرج بدل صبرة نحو رمان وبطيششخ وعنششب فل بششد‬
‫من رؤية جميع كششل واحششدة‪ ،‬وإن غلششب عششدم تفاوتهششا وكششذا تششراب‬
‫الرض ومن ثم لو باعه قدر ذراع طول وعمقا من أرض لم يصششح‪،‬‬
‫لن تراب الرض مختلف‪) .‬وتعتبر رؤية كل شششيء علششى مششا يليششق‬
‫به( عرفا وضبطه فشي الكشافي بشأن يشرى منشه مشا يختلشف معظشم‬
‫الماليششة بششاختلفه فيششرى فششي الششدار والبسششتان والحمششام كششل مششا‬
‫اشتملت عليه حتى البالوعة والطريق ومجرى ماء تدور بششه الرحششا‬
‫وفي السفينة رؤية جميعها >ص‪ <270 :‬حتى ما في المششاء منهششا‬
‫كما شمله كلمهم‪ ،‬لن بقاءها فيه ليس من مصلحتها‪ ،‬وفي المششة‬
‫والعبد ما عدا ما بين السرة والركبشة كالشششعر وفششي الدابشة جميشع‬
‫أجزائها ل لسان حيوان ولو آدميا‪ ،‬وأسنانه‪ ،‬وإجراء نحو فرس قال‬
‫غير واحد وباطن حافر‪ ،‬وقدم خلفا للزرق ومن ثم أطلقوا أنششه ل‬
‫يشترط قلع النعل ويشترط في ثوب مطوي نشره‪ ،‬ورؤية وجهيششه‬
‫إن اختلفا كبساط وكل منقش‪ ،‬وإل ككرباس كفششت رؤيششة أحششدهما‬
‫)والصح إن وصفه( أي المعين الذي يششراد بيعششه )بصششفة السششلم ل‬
‫يكفي( عن رؤيته‪ ،‬وإن بالغ فيششه ووصششل إليششه مششن طريششق التششواتر‬
‫المفيد للعلم الضروري‪ ،‬لن الملحظ في اشتراط الرؤية الحاطششة‬
‫بما لم تحط به العبارة من دقيق الوصاف التي يقصر التعبير عششن‬
‫تحقيقها‪ ،‬وإيصالها للشذهن‪ ،‬ومشن ثشم ورد }ليشس الخشبر كالعيشان{‬
‫بكسر العين وروى كثيرون منهم أحمششد وابششن حبششان خششبر }يرحششم‬
‫الله موسى ليس المعاين كالمخبر أخششبره ربششه تبششارك وتعششالى أن‬
‫قومه فتنوا بعده فلم يلق اللواح فلما رآهم وعاينهم ألقى اللواح‬
‫فتكسر منها ما تكسر{ وبقولي المعين علم أن هذا ل يخششالف مششا‬
‫يأتي له أول السلم في ثوبا صششفته كششذا‪ ،‬لنششه فششي موصششوف فششي‬
‫الذمة وعلم مما تقرر أن كل عقد اشششترطت فيششه الرؤيششة ل يصششح‬
‫من العمى قال الزركشي إل شراء من يعتششق عليششه وبيعششه عبششده‬
‫من نفسه‪ ،‬لن مقصوده العتششق وفيششه وقفششة لقتضششائه أن البصششير‬
‫مثله في ذلك على أنه ل ضرورة به إليه لمكان توكيله‪ ،‬وأن مششا ل‬
‫يشترط فيششه يصششح منششه‪> .‬ص‪) <271 :‬و( مشن ثشم )يصششح سشلم‬
‫العمى( مسلما كان أو مسلما إليه‪ ،‬لنه يعرف الوصاف‪ ،‬والسلم‬
‫يعتمد الوصف ل الرؤية ومحله حيششث لششم يكششن رأس المششال معينششا‬
‫ابتششداء وحينئذ يوكششل مششن يقبششض لششه أو عنششه‪ ،‬وإل لششم يصششح منششه‬
‫لعتماده الرؤية حال العقد قيل ول تصح إقالته لنص الم على أنه‬
‫ل بد فيها من العلم بالمقايل فيه لكششن الششذي نقله‪ ،‬وأقششراه جششواز‬
‫الفسخ بالخيار ممن جهل الثمن وبه يعلم أن النص مبني على أنها‬
‫بيع )وقيششل إن عمششي قبششل تمييششزه( >ص‪ <271 :‬بيششن الشششياء أو‬
‫خلق أعمى )فل( يصح سلمه وله شششراء نفسششه‪ ،‬وإيجارهششا‪ ،‬لنششه ل‬
‫يجهلها وبيع ما رآه قبل العمى إن ذكر أوصافه‪ ،‬وهو ممششا ل يتغيششر‬
‫غالبا كما مر‪.‬‬
‫)فرع( في الجواهر يشترط ذكر حششدود الششدار الربعششة ويكفششي‬
‫ثلثة إن تميزت بها ونظر فيه بأنها إن رئيت لم يحتج لششذكر شششيء‬
‫من الحدود‪ ،‬وإل لم يكف إل ذكر كلها ويرد بأن يرى له جملششة دور‬
‫ثم يريد أن يبيعه بعضها فل بد من ذكششر مميزهششا ولششو حششدين علششى‬
‫الوجه وللشيخين وغيرهما في بيع المششاء وحششده أو مششع قششراره مششا‬
‫يوهم التناقض في أبششواب متعششددة‪ ،‬وقششد بينششت مششا فششي ذلششك فششي‬
‫تأليف مستقل‪ ،‬والحاصل أنه ل يصح بيع الماء من نحو نهششر أو بئر‬
‫وحده مطلقا للجهل به‪ ،‬وأن محل نبع المششاء إن ملششك ووقششع الششبيع‬
‫على قراره أو بعض منه معين صح ودخل الماء كلششه أو مششا يخششص‬
‫ذلك المعين >ص‪ <272 :‬وإن لم يملك هو بل ما يصششل إليششه لششم‬
‫يدخل الماء ملكا بل استحقاق الرض الشرب منه ومر فششي زكششاة‬
‫النبات ما له تعلق بذلك‪.‬‬

‫باب الربا‬
‫بكسر الراء والقصر وبفتحها والمد وألفه بدل من واو ويكتششب‬
‫بهما وبالياء وهششو لغششة الزيششادة وشششرعا قششال الرويششاني عقششد علششى‬
‫عوض مخصوص غير معلوم التماثل في معيار الشرع حالة العقششد‬
‫أو مع تأخير في البدلين أو أحدهما والصل في تحريمششه وأنششه مششن‬
‫أكبر الكبائر الكتاب والسنة والجماع قيل ولششم يحششل فششي شششريعة‬
‫قط ولم يؤذن الله تعالى في كتابه عاصيا بالحرب غير آكلششه ومششن‬
‫ثم قيل إنه علمة على سوء الخاتمة كإيذائه أولياء الله فششإنه صششح‬
‫فيها اليذان بذلك وتحريمه تعبدي وما أبدى له إنما يصلح حكمة ل‬
‫علة وهو إمار بأفضل بأن يزيد أحد العوضين ومنه ربا القرض بأن‬
‫يشرط فيه ما فيه نفع للمقرض >ص‪ <273 :‬غير نحو الرهششن أو‬
‫ربا يد بأن يفارق أحدهما مجلس العقد قبل التقابض أو ربششا نسششاء‬
‫بأن يشرط أجل في أحد العوضين وكلها مجمع عليها والقصد بهذا‬
‫الباب بيان ما يعتبر في بيع الربوي زيادة على ما مر ثم العوضششان‬
‫إن اتفقا جنسا اشترط ثلثة شروط أو علة وهي الطعشم والنقديشة‬
‫اشترط شرطان وإل كبيع طعام بنقششد أو ثششوب أو حيششوان بحيششوان‬
‫ونحوه لم يشترط شيء من تلك الثلثة إذا علمت ذلك علمت أنه‬
‫)إذا بيع الطعام بالطعام( أو النقششد بالنقششد كمششا يششأتي )إن كانششا( أي‬
‫الثمن والمثمن ووقع في بعض النسخ بل ألف وهو فاسد )جنسششا(‬
‫واحدا بأن جمعهما اسم خاص من أول دخولهما في الربا واشتركا‬
‫فيه اشتراكا معنويششا كتمششر معقلششي وبرنششي وخششرج بالخششاص العششام‬
‫كالحب وبما بعده الدقشة فإنهشا دخلشت فششي الربشا قبشل طششرو هشذا‬
‫السم لها فهي أجناس كأصولها وبالخير البطيخ الهنششدي والصششفر‬
‫فإنهمششا جنسششان والتمششر والجششوز الهنششديان مششع التمششر والجششوز‬
‫المعروفين فإن إطلق السم عليهما ليششس لقششدر مشششترك بينهمششا‬
‫أي ليس موضوعا لحقيقششة واحشدة بشل لحقيقشتين مختلفشتين وهشذا‬
‫الضابط مع أنه أولششى مششا قيششل منتقششض بششاللحوم واللبششان لصششدقه‬
‫عليها مع أنهششا أجنششاس كأصششولها )اشششترط الحلششول( مششن الجششانبين‬
‫إجماعا لشتراط المقابضة في الخششبر ومششن لزمهششا الحلششول غالبششا‬
‫فمتى اقترن بأحدهما تأجيل ولو للحظة فحل وهما فششي المجلششس‬
‫لم يصح )والمماثلة( مع العلم بها وكان فيها خلف لبعض الصحابة‬
‫رضششي اللششه تعششالى عنهششم انقششرض وصششار الجمششاع علششى خلفششه‬
‫)والتقابض( يعني القبششض الحقيقششي فل يكفششي >ص‪ <274 :‬نحششو‬
‫حوالة نعم يكفي هنا قبض مششن غيششر تقششدير ومششع اسششتحقاق البششائع‬
‫للحبس وإن لم يفد صحة التصرف كما يأتي )قبششل التفششرق( حششتى‬
‫لو كان العوض معينا كفى الستقلل بقبضه ويكفي قبض وارثيهما‬
‫في مجلس العقد بعد موتهما وهما فيه >ص‪ <275 :‬ومأذونيهمششا‬
‫ل غيرهما ول سيدا وموكل لنه يقبض عن نفسششه قبششل تفرقهمششا ل‬
‫بعده لقدرتهما على القبض قبل تفرق الذنين بخلف الوارث ولششو‬
‫قبضا البعض صح فيه تفريقا للصفقة‪) .‬أو جنسين كحنطة وشششعير‬
‫جاز التفاضل( بينهمششا )واشششترط الحلششول( مششن الجششانبين كمششا مششر‬
‫)والتقابض( يعني القبض كما تقرر للخبر الصششحيح أنششه صششلى اللششه‬
‫عليه وسلم قششال }الششذهب بالششذهب والفضششة بالفضششة والششبر بششالبر‬
‫والشعير بالشعير والتمر بششالتمر والملششح بالملششح مثل بمثششل سششواء‬
‫بسواء يدا بيد فإذا اختلفت هذه الجناس فبيعوا كيششف شششئتم{ إذا‬
‫كان يدا بيد أي مقابضة ومن لزمها الحلول غالبا كما مششر بششل فششي‬
‫رواية مسلم }عينا بعين{ وهي صريحة في اشتراط الحلششول ومششا‬
‫اقتضاه من اشتراط المقابضة ولو مع اختلف العلشة أو كشون أحشد‬
‫العوضين غير ربوي غيششر مششراد إجماعششا والولن شششرطان للصششحة‬
‫ابتشداء والتقشابض ششرط للصشحة دوامشا ومشن ثشم ثبشت فيشه خيشار‬
‫المجلس نعشم التفششرق هنششا مششع الكششراه مبطششل لضششيق بششاب الربششا‬
‫بخلف الجازة على تناقض فيها حاصل المعتمششد منششه أنهمششا مششتى‬
‫تقابضا بعدها وقبل التفرق بشان دوام صشحته وإل بشان بطلنشه مشن‬
‫حين الجازة فعليهما إثم تعاطي عقد الربششا إن تفرقششا عششن تششراض‬
‫فإن فارق أحدهما أثم فقششط )والطعششام( >ص‪ <276 :‬الششذي هششو‬
‫باعتبار قيام الطعم به أحد العلتين في الربا لخبر مسلم }الطعام‬
‫بالطعششام مثل بمثششل{ وتعليششق الحكششم بمشششتق إذ الطعششام بمعنششى‬
‫المطعوم يدل على تعلقه بمششا منششه الشششتقاق )مششا قصششد للطعششم(‬
‫بضم أوله مصدر طعم بكسر العين أي لطعششم الدمششي بششأن يكششون‬
‫أظهر مقاصده تناول الدمي له وإن لم يأكله إل نششادرا كششالبلوط أو‬
‫شاركه فيه البهائم غالبا‪.‬‬
‫)تنششبيه( فششي عبششارته هششذه دور لتوقششف معرفششة الطعششام علششى‬
‫الطعم مع رجوعهمششا لمعنششى واحششد وقشد يحشل بششأن يششراد بالطعشام‬
‫أفراده التي يجري فيها الربا أي والعيان الربوية ما قصدت لطعم‬
‫الدمي )اقتياتا( كبر وحمص وماء عششذب إذ ل يتششم القتيششات إل بششه‬
‫وتسميته طعاما جششاءت فششي الكتششاب والسششنة قيششل المششراد بششه مششا‬
‫ينساغ وإن كانت فيه ملوحة ليخششرج مششاء البحششر فقششط وفيششه نظششر‬
‫والذي يتجه إناطته بعرف بلد العقد‪) .‬أو تفكها( كتمر وزبيب وتيششن‬
‫وغير ذلك مما يقصد به تأدم أو تحل أو تحششرف أو تحمششض كسششائر‬
‫الفواكه التي كثير منها في اليمششان والبقششولت )أو تششداويا( كملششح‬
‫وكششل مصششلح مششن البششازير والبهششارات وسششائر الدويششة كزعفششران‬
‫وسقمونيا وطين أرمني أو مختوم وزعم تنجسه ممنوع ودهن نحو‬
‫خروع وورد ولبان وصمغ وحب حنظل للخبر السابق فإنه نص فيه‬
‫على هذه القسام بذكر مثلها كالملح فإنه مصلح للغششذاء ول فششرق‬
‫بينه وبين مصلح البدن إذ الغذيششة لحفششظ الصششحة والدويششة لردهششا‬
‫وإنما لم يتنششاول الطعششام فششي اليمششان الششدواء لنششه ل يسششماه فششي‬
‫العششرف المبنيششة هششي عليششه وخششرج بقصششد إلششخ نحششو خششروع >ص‪:‬‬
‫‪ <277‬وورد ومائه وعود وصندل وعنششبر ومسششك وجلششد وإن أكششل‬
‫تبعششا مششا لششم يقصششد للكششل غالبششا ودهششن نحششو سششمك وكتششان وحبششه‬
‫وحشيش يؤكل رطبا كقت وقضبان وعنششب ممششا يؤكششل ول يقصششد‬
‫تناوله له ومطعوم جن كعظم وإن جاز لنا أكل طريه الذي يسششتلذ‬
‫به ول يضر كما هو ظاهر ومطعوم بهائم إن قصد لطعمهششا وغلششب‬
‫تناولها له كعلششف رطششب قششد يتنششاوله الدمششي فششإن قصششد للنششوعين‬
‫فربوي إل إن غلب تناول البهائم لششه علششى الوجششه فعلششم مششن هششذا‬
‫كقولنا السشابق بشأن يكشون أظهشر مقاصشده إلشى آخشره أن الفشول‬
‫ربوي بل قال بعض الشارحين إن النص على الشعير يفهمششه لنششه‬
‫فشي معنشاه )وأدقشة الصشول المختلفشة الجنشس وخلولهشا وأدهانهشا‬
‫أجناس( لنها فروع أصول مختلفة ربويششة فششأعطيت حكششم أصششولها‬
‫ثم كل خلين ل ماء فيهما واتحد جنسهما يشششترط فيهمششا المماثلششة‬
‫وكل خلين فيهمششا مششاء ل يبششاع أحششدهما بششالخر مطلقششا لنهمششا مششن‬
‫قاعدة مد عجوة وكل خلين في أحدهما ماء إن اتحششد الجنششس لششم‬
‫يبع أحدهما بالخر لمنع المشاء المماثلشة وإل بيشع وخشرج بالمختلفشة‬
‫الجنششس المتحششدة الجنششس كأدقششة أنششواع الششبر فهششي جنششس واحششد‬
‫وأدهانها دهن نحو الورد والبنفسج فكلهششا جنششس واحششد لن أصششلها‬
‫>ص‪ <278 :‬الشيرج وقول شارح يجوز بيع دهن البنفسج بششدهن‬
‫الورد متفاضل ينبغي حمله على دهنين مختلفين طيبا بهما وإن لم‬
‫يعهششد ذلششك فششي غيششر الشششيرج‪) .‬واللحششوم واللبششان( والسششماك‬
‫والششبيوض كششل منهششا )كششذلك( أي أجنششاس )فششي الظهششر( كأصششولها‬
‫فيجوز بيع لحم أو لبن البقر بلحششم أو لبششن الضششأن متفاضششل ولحششم‬
‫ولبششن الجششواميس مششع البقششر أو الضششأن مششع المعششز جنششس وبحششث‬
‫الزركشي في متولد بين جنسين أنه معهما جنس واحد فيحرم بيع‬
‫لحمه بلحم كل احتياطا لباب الربا )والمماثلة تعتششبر فششي المكيششل(‬
‫كلوز في قشره أو ل نعم محله إن لم يختلف قشره على الوجششه‬
‫ولبن بسائر أنواعه وإن تفاوت بعضشها وزنششا كحليششب بششرائب كشالبر‬
‫الصلب بالرخو وحب وتمر وخل وعصير ودهن مائع ل جامششد علششى‬
‫الوجه نعم قطع الملح الكبار المتجافية في المكيششال موزونششة وإن‬
‫أمكن سحقها )كيل( ولو بما ل يعتاد كقصششعة‪) .‬و( فششي )المششوزون(‬
‫كنقد وعسل ودهن جامششد ومششا يتجششافى فششي المكيششال )وزنششا( ولششو‬
‫بقبان للنص علششى ذلششك فششي الخششبر الصششحيح فل يجششوز بيششع بعششض‬
‫مششوزون ببعضششه كيل وهششو ظششاهر ول عكسششه وإن كششان أضششبط لن‬
‫الغالب في باب الربا التعبد ومن ثم كفى الششوزن بالمششاء فششي نحششو‬
‫الزكاة وأداء المسلم فيه ل هنا ول يضر مششع السششتواء فششي الكيششل‬
‫التفاوت وزنا ول عكسه ويؤثر قليششل نحششو تششراب فششي وزن ل كيششل‬
‫)والمعتبر( في كششون الشششيء مكيل أو موزونششا )غششالب عششادة أهششل‬
‫الحجاز في عهد رسول الله صلى اللششه عليششه وسششلم( لظهششور أنششه‬
‫اطلع عليه وأقره فل عبرة بما أحدث بعده )وما جهل( كششونه مكيل‬
‫أو موزونا أو كون الغالب فيه أحدهما في عهشده صشلى اللشه عليشه‬
‫وسلم أو وجوده فيه بالحجاز أو علم وجوده بغيره أو حدوثه بعششده‬
‫أو عدم استعمالهما فيه أو الغالب فيه ولششم يتعيششن أو نسششي يعتششبر‬
‫فيه عرف الحجاز حالة البيع فإن لم يكن لهم عرف فيه فإن كششان‬
‫أكبر جرما من التمر المعتدل فموزون جزما إذ لم يعلم فششي ذلششك‬
‫العهد الكيل في ذلك وإل فششإن كششان مثلششه كششاللوز أو دونششه فششأمره‬
‫محتمل لكن قاعدة أن ما لم يحد شرعا يحكم فيه العششرف قضششت‬
‫بأنه )يراعى فيه عادة بلد البيع( حالششة الششبيع فششإن اختلفششت فالششذي‬
‫يظهر >ص‪ <279 :‬اعتبار الغلششب فيششه فششإن فقششد الغلششب ألحششق‬
‫بالكثر شبها فإن لشم يوجشد جشاز فيشه الكيشل والشوزن ويظهشر فشي‬
‫متبايعين بطرفي بلدين مختلفي العادة التخيير أيضا‪.‬‬
‫)تنبيه( قولي هنا كاللوز تبعت فيه شيخنا ول ينافيه ما مششر أنششه‬
‫مكيل لن المراد مجرد التمثيل لمماثل جششرم التمشر ل غيششر بشدليل‬
‫تبعه للشيخين آخر الباب على أنه مكيل )وقيل الكيل( لنه الغلب‬
‫فيما ورد )وقيل الوزن( لنه أضبط )وقيل يتخير( للتساوي )وقيششل‬
‫إن كششان لششه أصششل( معلششوم المعيششار )اعتششبر( أصششله فعليششه دهششن‬
‫السمسم مكيششل ودهششن اللششوز مششوزون كششذا وقششع لغيششر واحششد مششن‬
‫الشراح وهو بناء على أنه موزون وقد مر أن الذي عليه الشششيخان‬
‫خلفه‪).‬والنقد( أي الذهب والفضة ولو غيششر مضششروبين وتخصيصششه‬
‫بالمضروب مهجور فششي عششرف الفقهششاء وعلششة الربششا فيششه جوهريششة‬
‫الثمن فل ربا في الفلوس وإن راجت )بالنقد كطعام بطعششام( فشي‬
‫جميع ما مر ففي ذهب بمثلششه أو فضششة بمثلهششا تعتششبر الثلثششة وفششي‬
‫أحدهما بالخر يعتشبر ششرطان وهشذا يسشمى صشرفا ول فشرق فيشه‬
‫وفيما مر بين كون العوضين معينين أو في الذمة أو أحدهما معينا‬
‫والخر في الذمة كبعتك هذا بما صششفته كششذا فششي ذمتششك ثششم يعيششن‬
‫ويقبض قبل التفرق ويجششوز إطلق الششدرهم والششدينار إذا كششان فششي‬
‫البلد غالب منضبط ل بعتك ما بذمتك بما في ذمتي لنششه بيششع ديششن‬
‫بدين ول نظر في هذا الباب لتميز أحد العوضشين بزيشادة قيمشة ول‬
‫صنعة‪) .‬ولو باع( طعاما أو نقدا بجنسه وقد ساواه في ميزان مثل‬
‫ونقص عنه في أخرى أو )جزافا( بتثليث الجيم )تخمينششا( أي حششزرا‬
‫للتساوي وإن غلب على ظنه ذلك بالجتهاد )لششم يصششح وإن خرجششا‬
‫سواء( للجهل بالمماثلة حال العقد وخرج بتخمينا ما لو باع صششبرة‬
‫بر مثل صغرى بكيلها مششن كششبرى أو صششبرة بششأخرى مكايلششة أو كيل‬
‫بكيششل أو صششبرة دراهششم بششأخرى موازنششة أو وزنششا بششوزن فيصششح إن‬
‫تسششاويا وإل فل ويكفششي قبضششهما قبششل كيلهمششا ووزنهمششا كمششا علششم‬
‫>ص‪ <280 :‬ممششا مششر ومششا لششو علمششا ولششو بإخبششار ثششالث لهمششا أو‬
‫أحدهما للخر وقد صدقه تماثلهمششا قبششل الششبيع ثششم تبايعششا وتقابضششا‬
‫جزافا فإنه يصح وقضية قولهم قبششل الششبيع أنششه ل بششد مششن علمهمششا‬
‫بذلك عند ابتداء التلفظ بالصيغة واعلششم أن المماثلششة ل تتحقششق إل‬
‫في كاملين وضابط الكمال أن يكون الشيء بحيث يصلح للدخششار‬
‫كسمن أو يتهيأ لكثر النتفاعششات بششه كلبششن‪) .‬و( مششن ثششم ل )تعتششبر‬
‫المماثلة( في نحششو حششب ولحششم وتمششر إل )وقششت الجفششاف( ليصششير‬
‫كامل ويشترط مع ذلك عدم نزع نوى التمر لنششه يعرضششه للفسششاد‬
‫غالبا فل عبرة بخلفه في بعض النواحي إل على ما يأتي عن جمع‬
‫في نحو القثاء ول يؤثر ذلك في نحو خوخ ومشششمش وفششي اللحششم‬
‫انتفاء عظم وملح يؤثر في وزن وتناهي جفافه لنه موزون وقليل‬
‫الرطوبة يؤثر فيه بخلف نحو التمر ومن ثم بيع جديده الذي ليس‬
‫فيه رطوبة تؤثر في الكيل بعتيقه ل بر ببر ابتل أو أحدهما ولو بعد‬
‫الجفاف )وقد يعتبر الكمال( المقتضي لصحة بيع الشيء بمثله )أو‬
‫ل( هذا مما اختلف الشراح في فهمه هل المراد منه أنششه يسششتثنى‬
‫مما مر المقتضي للنظر إلى آخر الحوال مطلقا العرايا التية لن‬
‫الكمال فيها بتقدير جفاف الرطب اعتبر أول أحواله عنششد الششبيع أو‬
‫نحو عصير الرطب أو العنب لعتبار كماله عند أول خروجه منهمششا‬
‫وإن كانا غير كاملين أو اللبن الحليب لنه كامل عنششد خروجششه مششن‬
‫الضرع آراء قال بكل منها جمع بل غلط بعضهم بعضا فيها والحششق‬
‫صحة كل منها ولكن أقر بها الولن كمال الخيرين وتعششدده بتعششدد‬
‫أحوالهما معلوم من المتن في هذا الباب فل يحتاج لششذكره بخلف‬
‫العرايا وأيضا فهي رخصة أبيحت مع عدم الكمال فيهششا عنششد الششبيع‬
‫بخلفهما فكانت أحق بالستثناء بل ربما إذا نظرنششا لهششذا لششم يصششح‬
‫استثناء غيرها فتأمله‪ .‬وإذا تقرر اشتراط المماثلششة وقششت الجفششاف‬
‫>ص‪) <281 :‬فل يبششاع( خلفششا للمزنششي كالئمششة الثلثششة )رطششب‬
‫برطب( بفتح الراءين وضمهما وعليششه يششدل السششياق )ول بتمششر ول‬
‫عنب بعنب ول بزبيب( ول بسر ببسر ول برطب ول بتمر ول طلششع‬
‫إناث بأحدها ول بمثله للجهششل الن بالمماثلششة وقششت الجفششاف وقششد‬
‫صح }أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن بيع الرطب بالتمر فقال‬
‫أينقص الرطب إذا يبس قشالوا نعشم فنهشى عشن ذلشك أششار بقشوله‬
‫أينقص{ إلخ إلى اعتبار المماثلة عند الجفاف وإل فشالنقص أوضشح‬
‫من أن يسأل عنه )ممال جفاف له كالقثاء( بكسر أولششه وبالمثلثششة‬
‫والمد )والعنب الذي ل يتزبب( والحصرم والبلششح وإن نششوزع فيهمششا‬
‫)ل يبششاع( بعضششه ببعششض )أصششل( لتعششذر العلششم بالمماثلششة فيششه نعششم‬
‫الزيتون يباع بعضه ببعض حال اسوداده ونضششجه لنششه كامششل علششى‬
‫أنه قيل ل يستثنى لن رطوبته زيته وليس فيه مائية أصل وظششاهر‬
‫المتن أنه ل عبرة بما يجششف مششن نحششو القثششاء ويششوجه بششالنظر فيششه‬
‫للغالب لكن اعتبره جمع متقدمون ورجحه السششبكي )وفششي قششول(‬
‫مخرج )تكفي مماثلته رطبا( كاللبن ويجاب بوضوح الفششرق فعليششه‬
‫يباع بعضه ببعض وزنا وإن أمكن كيله‪) .‬ول تكفي مماثلة( المتولد‬
‫من الحششب نحششو )الششدقيق والسششويق( وهششو دقيششق الشششعير والنشششا‬
‫)والخششبز( فل يبششاع شششيء منهششا بمثلششه ول بأصششله لتفششاوت نعومششة‬
‫الششدقيق وتششأثير نششار الخششبز بخلفششه بنخششالته لنهششا ليسششت ربويششة‬
‫كمسوس لم يبق فيه لب أصل )بل تعتشبر المماثلشة فششي الحبشوب(‬
‫المتناهي جفافها المنقاة من نحو تبن >ص‪ <282 :‬وزؤان )حبششا(‬
‫لتحققها فيها حينئذ )و( تعتبر )في حبوب الدهن كالسمسم( بكسر‬
‫سينيه )حبا أو دهنا( أو كسبا خالصا من نحو ملح ودهن فله حالت‬
‫كمال فيباع كل بمثله ل سمسم بشيرج وطحينة بطحينششة وكسششب‬
‫به دهن بمثله أو بطحينة أو شيرج لنه من قاعششدة مششد عجششوة )و(‬
‫تعتبر )في العنب زبيبا أو خل عنب وكذا العصير( مشن نحشو رطشب‬
‫وعنب ورمان وغيرها )في الصح( لن ما ذكر حالت كمال فيجوز‬
‫بيع بعض كل منها ببعضه إل نحو خل التمر أو الزبيب لن فيششه مششا‬
‫يمنع العلم بالمماثلة كما مر قال السبكي ومما أجزم بششه وإن لششم‬
‫أره امتناع بيع الزبيب بخل العنششب وإن كانششا كششاملين ا ه وهششو بعششد‬
‫تسليمه وإل فتجششويز الشششيخين بيششع عصششير العنششب بخلششه متفاضششل‬
‫لنهما جنسان لفراط التفاوت في السم والصفة والمقصود يرده‬
‫عجيب فإن هذا معلوم من قششولهم ل يبششاع الشششيء بمششا اتخششذ منششه‬
‫الشامل للكامل وغيره والعنب والزبيب جنس واحد فالمتخششذ مششن‬
‫أحششدهما كالمتخششذ مششن الخششر‪> .‬ص‪) <283 :‬تنششبيه( يؤخششذ مششن‬
‫كلمهما المذكور أن محل امتناع بيع الشيء بما اتخذ منششه مششا لششم‬
‫يكونا كاملين أو يفرط التفشاوت بينهمشا فيمشا ذكشر )و( تعتشبر )فشي‬
‫اللبن( أي في ماهية هذا الجنس المشتمل على لبششن وغيششره )لبنششا‬
‫أو سمنا أو مخيضا( بشرط أن يكون كل منها )صششافيا( مششن المششاء‬
‫مثل فيجوز بيع بعض أنواع اللبن الششذي لششم يغششل بالنششار ببعششض كيل‬
‫بعد سكون رغوته وإن كان الخاثر أثقل وزنششا أمششا مششا فيششه مششاء فل‬
‫يباع بمثله ول بخالص وقيده السبكي وغيره بغير ماء يسير ويظهر‬
‫حمله على يسشير ل يششؤثر فششي الكيششل‪ .‬قششال ويعتششبر فششي المخيشض‬
‫الخالي من الماء أن ل يكون فيه زبد وإل لم يبع بمثله ول زبششد ول‬
‫بسمن لنه من قاعدة مد عجوة ل لعدم كماله ا هش >ص‪<284 :‬‬
‫وفيه نظر إذ المخيض اسم لما نزع زبده فل يحتاج لما ذكره على‬
‫أن كمون الزبد فششي اللبششن بششاللبن ل يعتششبر ككمششون الشششيرج فششي‬
‫السمسم بالسمسم ثم جعل المتن له قسيما للبن مششع أنششه قسششم‬
‫منه المراد أنه باعتبار ما حدث له من المخششض صششار كششأنه قسششيم‬
‫وإن كان في الحقيقة قسما فانششدفع اعششتراض جمششع مششن الشششراح‬
‫بذلك )ول تكفي المماثلششة فششي سششائر( أي بششاقي )أحششواله كششالجبن‬
‫والقط( والمصل والزبد >ص‪ <285 :‬لمخالطة النفحة أو الملح‬
‫أو الدقيق أو المخيششض فل يجششوز بيششع كششل منهششا بمثلششه ول بخششالص‬
‫للجهل بالمماثلة ول بيع زبد بسمن ول لبن بما اتخششذ منششه كسششمن‬
‫ومخيض‪.‬‬
‫)ول تكفي مماثلة ما أثرت فيه النشار بالطبشخ( كشاللحم )أو القلشي(‬
‫كالسمسم )أو الشي( كالبيض أو العقد كالدبس والسكر والفانيششد‬
‫واللبا فل يباع بعض منها بمثله للجهل بالمماثلة باختلف تأثير النار‬
‫فيها وإنمشا صششح السشلم فشي نحشو هشذه الربعشة للطافشة نارهشا أي‬
‫انضباطها لنه أوسع وخرج بالطبخ وما بعده الغلي في الماء فيباع‬
‫ماء مغلي بمثله )ول يضر تأثير تمييز( بالنششار )كالعسششل والسششمن(‬
‫يميزان بها عن الشمع واللبن فيباع كل منهما بمثله بعد التمييششز ل‬
‫قبله للجهل بالمماثلة وفي الجواهر لو عقدت النار أجزاء السششمن‬
‫أي إن تصور ذلك لم يبع بعضه ببعششض )وإذا جمعششت الصششفقة( أي‬
‫عقد البيع سمي بذلك لن كل من العاقدين كان يصششفق يششد الخششر‬
‫عند البيع وخرج بهذا تعددها بتفصيل الثمششن >ص‪ <286 :‬كبعتششك‬
‫هذا بهذا وهذا بهذا فل تجري فيه القاعدة التية بخلفه بتعدد البائع‬
‫أو المشتري وبحث بعضهم أن نية التفصيل كذكره وفيه نظر وإن‬
‫أقره جمع لما مر أنششه لششو كششان نقششدان مختلفششان لششم تكششف نيتهمششا‬
‫أحدهما ول يششرد علششى ذلششك صششحة الششبيع بالكنايششة لنششه يغتفششر فششي‬
‫الصيغة ما ل يغتفر فششي المعقششود عليششه‪) .‬ربويششا( واحششدا أي متحششدا‬
‫الجنس )من الجانبين( ولو ضمنيا كسمسم بششدهنه لن بششروز مثششل‬
‫الكامن فيه يقتضي اعتبار ذلك الكامن بخلفه بمثلششه فششإنه مسششتتر‬
‫فيهما فل داعي لتقدير بروزه ومر أن المششاء ربششوي لكنششه بالنسششبة‬
‫لمقصود دار بها بئر ماء عذب بيعت بمثلها مقصود تبعششا فلششم تجششر‬
‫فيه القاعدة التية لذلك وإن كان مقصودا في نفسششه كمششا ذكششروه‬
‫في باب بيع الصول والثمار أنه يشترط التعرض لدخوله فششي بيششع‬
‫دار بها بئر ماء وإل لم يصح لختلط الماء الموجود للبائع بالحادث‬
‫للمشتري‪ .‬ومن زعم أن كلمهم ثششم إنمششا هششو فششي بئر مششاء مبيعششة‬
‫وحدها لن ماءها حينئذ مقصود فقد وهم بششل صششرحوا بمششا ذكرنششاه‬
‫المعلوم منه أن التابع هنا وهشو مششا ل يقصششد بالمقابلشة معنششاه غيشر‬
‫التابع ثم وهو ما يكون >ص‪ <287 :‬جزءا أو منزل منزلتششه ومثششل‬
‫ذلك بيع بر بشعير وفي كل حبات من الخر قليلة بحيششث ل تقصششد‬
‫بالخراج وبيع دار فيهششا معششدن ذهششب مثل جهله بششذهب لنششه حينئذ‬
‫تابع لمقصودها فصح وقولهم ل أثر للجهل بالمفسد في باب الربششا‬
‫محله في غير التابع بخلف ما إذا علما أو أحدهما به أو كششان فيهششا‬
‫تمويه بذهب يتحصل منه شيء فششإنه المقصششود بالمقابلششة فجششرت‬
‫القاعدة كبيع ذات لبن بذات لبن وإن جهل لنشه يقصشد منهشا غالبشا‬
‫بخلف المعدن من الرض وإنما لم تجر في بيع فرس لبون بمثلها‬
‫لن لبنها ل يقصد بالمقابلة وإن قصششد فششي نفسششه بششدليل أنششه يششرد‬
‫بدله في المصراة صاع تمر على ما اقتضاه إطلقهم وإن نوزعششوا‬
‫فيه )واختلششف الجنششس( أي جنششس المششبيع سششواء أكششان المضششموم‬
‫للربوي المتحد الجنششس مششن الجششانبين ربويششا أم غيششر ربششوي وقششدر‬
‫بعض الشراح الجنس هنا بالربوي فششأوهم الصششحة فششي بيششع درهششم‬
‫وثوب بمثلهما لن جنس الربوي لم يختلف وليششس كششذلك بششل هششو‬
‫مششن القاعششدة لن جنششس المششبيع اختلششف وإن لششم يختلششف الجنششس‬
‫الربوي )منهما( جميعهما بأن اشتمل أحدهما على جنسين اشتمل‬
‫عليهما الخششر )كمششد عجششوة ودرهششم بمششد عجششوة ودرهششم( وكثششوب‬
‫ودرهم بثوب ودرهم أو مجموعهما بأن لم يشتمل الخششر إل علششى‬
‫أحدهما كثوب مطرز بذهب أو قلدة فيها خرز وذهب بيع أو بيعششت‬
‫بذهب فإن كان الثمن فضة اشترط تسليم الذهب وما يقابله مششن‬
‫الثمن فشي المجلشس )وكمشد ودرهشم بمشدين أو درهميشن( وبقولنشا‬
‫واحدا الذي هو في أصله واستغنى عنه قيل بششالتنكير فششإنه مشششعر‬
‫بالتوحيد وقد يقال بل إنما استغنى عنه بما علم من أول الباب أنه‬
‫حيث اختلف العلة ل ربا اندفع ما أورد عليه من بيع ذهب أو فضششة‬
‫ببر وحده أو مع شعير فإنه لم يتحد جنس من الجانبين‪.‬‬
‫)أو( اختلف )النوع( يعني غيششر الجنششس سششواء أكششان نوعششا حقيقيششا‬
‫كجيد ورديء بهما أو بأحدهما بشرط تميزهمششا إذ ل يتششأتى التوزيششع‬
‫إل حينئذ بخلف ما إذا لم يتميزا بشرط أن تقل حبات الخر بحيث‬
‫لو ميزت لم تظهر في الكيل وإنمشا لشم يضشر كمشا مشر خلشط أحشد‬
‫الجنسين بحبات من الخر بحيث ل يقصد إخراجهششا لتسششتعمل بششرا‬
‫أو شعيرا وإن أثرت في الكيششل لن التسششاوي بيششن الجنسششين غيششر‬
‫معتبر أم صفة من الجانبين أو أحدهما )كصحاح ومكسرة بهمششا أو‬
‫بأحدهما( >ص‪ <288 :‬أي بصحاح فقط أو مكسرة فقششط وقيمششة‬
‫المكسر دون قيمة الصحاح في الكل كمششا هششو الغششالب أو عكسششه‬
‫لن التوزيع التي إنما يتششأتى حينئذ وجعششل الطششبري مششن ذلششك بيششع‬
‫ذهششب بششذهب وأحششدهما خشششن أو أسششود مششردود بششأن الخشششونة أو‬
‫السواد ليس عينا أخرى مضمومة لذلك الطرف بل هو عيششب فششي‬
‫العوض وظاهر أن مراد الطبري أن أحششد الطرفيششن اشششتمل علششى‬
‫عينين من الذهب إحداهما خشنة أو سوداء وكذا لو بششانت أحششدهما‬
‫مختلطة بنحو نحاس ومن قال في هذه بتفريق الصفقة فقد وهششم‬
‫لن شرط الصحة علششم التسششاوي حششال العقششد فيمششا يسششتقر عليششه‬
‫وذلك مفقود هنا فالصواب أنه من القاعدة )فباطلة( ول يتأتى هنا‬
‫تفريق الصفقة لن الفساد للهيئة الجتماعية كالعقد علششى خمششس‬
‫نسوة معا وذلك لما في الحديث الحسششن أو الصششحيح }أنششه صششلى‬
‫الله عليه وسلم نهى عن بيع قلدة فيها حرز وذهششب بششذهب حششتى‬
‫يميششز >ص‪ <289 :‬بينهمششا فقششال المشششتري إنمششا أردت الحجششارة‬
‫فقال ل حتى تميز بينهما{ قال الراوي‪ :‬فرده أي الششبيع حششتى ميششز‬
‫بينهما ولن قضية اشتمال أحد طرفي العقد على مالين مختلفيششن‬
‫أن يوزع ما في الطرف الخر عليهما باعتبار القيمة والتوزيع هنا ‪-‬‬
‫لكونه ناشئا عن التقويم الذي هو تخميششن والتخميششن قششد يخطششئ ‪-‬‬
‫يؤدي ‪ -‬وإن اتحدت شجرة المدين وضرب الششدرهمين ‪ -‬للمفاضششلة‬
‫أو عدم العلم بالمماثلة في بيع مد ودرهم بمششدين إن زادت قيمششة‬
‫المد على الدرهم الذي معه أو نقصت تلزم المفاضلة وإن سششاوته‬
‫لزم الجهل بالمماثلششة وقششس البششاقي وكششذا يقششال فششي بيششع صششحيح‬
‫ومكسر بهما أو بأحدهما والكلم فششي المعيششن لصششحة الصششلح عششن‬
‫ألف درهم وخمسششين دينششارا بششألفي درهششم كمششا يششأتي بسشطه فششي‬
‫الستبدال بما يعلم منه أنه لو عوض دائنه عن دينه النقد نقدا من‬
‫جنسه وغيره مع الجهل بالمماثلة صح‪.‬‬
‫)تنبيه( ينبغي التفطن لدقيقة يغفل عنها وهي أنششه يبطششل كمششا‬
‫عرف مما تقرر بيع دينار مثل فيه ذهب وفضششة بمثلششه أو بأحششدهما‬
‫ولو خالصا وإن قشل الخليششط >ص‪ <290 :‬لنشه يشؤثر فششي الشوزن‬
‫مطلقا فإن فرض عدم تأثيره فيه ولم يظهر به تفاوت في القيمة‬
‫صح والحيلة المخلصة من الربا مكروهة بسائر أنواعه خلفا لمششن‬
‫حصر الكراهة في التخلص من ربا الفضل‪) .‬ويحرم( ويبطششل )بيششع‬
‫اللحم( ولو لحم سمك وهو هنا يشششمل نحششو أليششة وقلششب وطحششال‬
‫وكبد ورئة وجلد صغير يؤكل غالبا )بششالحيوان( ولششو سششمكا وجششرادا‬
‫نعم بحث جمع حل بيع الحيوان بالسمك الميششت وفيششه نظششر )مششن‬
‫جنسه وكذا بغير جنسششه مششن مششأكول وغيششره( حششتى الدمششي )فششي‬
‫الظهر( للخبر الصحيح }أنه صلى الله عليه وسششلم نهششى عششن بيششع‬
‫اللحم بالحيوان{ وإرسششاله مجبششور بإسششناد الترمششذي لششه ومعتضششد‬
‫بالنهي الصحيح عن بيع الشاة باللحم وبأن أكثر أهششل العلششم عليششه‬
‫على أنه مرسل ابن المسيب وهو بمنزلة المسند على نششزاع فيششه‬
‫لكن صحح في المجموع أنه ل فرق حتى عند الشافعي رضي الله‬
‫عنه وما اشتهر عنه من الفرق لم يصششح وبششأن أبششا بكششر قششال وقششد‬
‫نحرت جزور في عهده فجاء رجل بعناق يطلب بها لحمششا ل يصششلح‬
‫هذا ولششم يخششالفه أحششد مششن الصششحابة ويصششح بيششع نحششو بيششض ولبششن‬
‫بحيوان بخلف لبن شاة بشاة فيها لبن‬
‫باب( بالتنوين )في البيوع المنهي عنها وما‬
‫يتبعها(‬
‫ثم النهي إن كان لذات العقد أو لزمه بأن فقششد بعششض أركششانه‬
‫أو شروطه اقتضى بطلنه وحرمته لن تعششاطي العقششد الفاسششد أي‬
‫مع العلم بفساده أو مع التقصير فششي تعلمششه لكششونه ممششا ل يخفششى‬
‫كبيع الملقيح وهو مخالط للمسلمين بحيث يبعد جهله بذلك حرام‬
‫على المنقول المعتمد سواء ما فساده بالنص والجتهاد وقيد ذلك‬
‫الغزالششي واعتمششده الزركشششي بمششا إذا قصششد بششه تحقيششق المعنششى‬
‫الشرعي دون إجراء اللفظ من غير تحقيق معناه فششإنه باطششل ثششم‬
‫إن كان له محمل كملعبة الزوجة بنحو بعتك نفسك لم يحرم وإل‬
‫حرم إذ ل محمل له غيشر المعنششى الششرعي وقششد يجششوز لضشطرار‬
‫تعاطيه كأن امتنع ذو طعام من بيعه منه إل بأكثر مششن قيمتششه فلششه‬
‫الحتيال بأخذه منه ببيع فاسد حتى ل يلزمه إل المثل أو القيمة أو‬
‫الخارج عنه اقتضى حرمته فقششط فمششن الول أشششياء منهششا })نهششي‬
‫رسول الله صلى اللششه عليششه وسششلم عششن عسششب({ >ص‪<292 :‬‬
‫بفتح فسكون للمهملتين )}الفحل{( رواه الشيخان )وهو ضششرابه(‬
‫أي طروقه للنثى و هذا هو الشهر ومن ثم حكششى مقششابليه بيقششال‬
‫)ويقال ماؤه( وكل من هذين ل يتعلق به نهي فالتقششدير عششن بششدل‬
‫عسبه من أجرة ضرابه وثمششن مششائه أي عششن إعطششاء ذلششك وأخششذه‬
‫)ويقال أجرة ضرابه( والفرق بين هذا والول أن الجرة ثم مقدرة‬
‫وهنا ظاهرة )فيحرم ثمن مائه( ويبطل بيعششه لنششه غيششر معلششوم ول‬
‫متقششوم ول مقششدور علششى تسششليمه )وكششذا أجرتششه( للضششراب )فششي‬
‫الصح( لن فعل الضراب غير مقدور عليه للمالك وفششارق اليجششار‬
‫لتلقيح النخل بأن المستأجر عليه هو فعشل الجيشر الششذي هششو قشادر‬
‫عليششه ويجششوز الهششداء لصششاحب الفحششل بششل لششو قيششل بنششدبه >ص‪:‬‬
‫‪ <293‬لم يبعد وتسن إعششارته للضششراب‪}) .‬وعششن حبششل الحبلششة({‬
‫رواه الشيخان )وهو( بفتح الموحدة فيهما وغلط من سششكنها جمششع‬
‫حابل وقيل مفرد وهاؤه للمبالغة )نتاج النتاج( بفتح أوله أو كسششره‬
‫وهو الذي في خط المصنف وعليه عرف الفقهاء وهو من تسششمية‬
‫اسم المفعول بالمصدر وفي هششذا تجششوز مششن حيششث إطلق الحبششل‬
‫على البهائم وهششو مختششص بالدميششات ومششن حيششث إطلق المصششدر‬
‫على اسم المفعول أي المحبول )بأن يبيع نتاج النتششاج( كمششا عليششه‬
‫اللغويون )أو بثمن إلى نتاج النتششاج( كمششا فسششره روايششة ابششن عمششر‬
‫رضي الله عنهما أي إلى أن تلد هذه الدابة ويلد ولدها مششن نتجششت‬
‫الناقة بالبناء للمفعششول ل غيششر ووجششه البطلن ثششم انعششدام شششروط‬
‫البيع وهنا جهالة الجل )}وعن الملقيح{ وهششي مششا فششي البطششون(‬
‫من الجنة }والمضامين{ جمششع مضششمون أو مضششمان أي متضششمن‬
‫ومنه مضمون الكتاب كذا )وهي ما في أصلب الفحول( من الماء‬
‫رواه مالششك مرسششل والششبزار مسششندا وانعقششد عليششه الجمششاع لفقششد‬
‫شروط البيع وإطلق الملقيح على مششا فششي بطششون البششل وغيرهششا‬
‫الذي يصرح به كلمه سائغ لغة أيضا خلفا للجوهري‪.‬‬
‫)و( عششن )الملمسششة( رواه الشششيخان )بششأن يلمششس( بضششم الميششم‬
‫وكسرها )ثوبا مطويا( أو في ظلمة )ثم يشششتريه علششى أن ل خيششار‬
‫له إذا رآه( أو علششى أنششه يكتفششي بلمسششه عششن رؤيتششه )أو يقششول إذا‬
‫لمسته فقد بعتكه( اكتفاء بلمسشه عشن الصشيغة أو علشى أنشه مشتى‬
‫لمسششه انقطششع خيششار المجلششس أو الشششرط }و عششن المنابششذة{‬
‫بالمعجمة رواه الشيخان )بأن يجعل النبذ( أي الطرح )بيعا( اكتفاء‬
‫به عن الصيغة بعد قوله أنبذ إليك ثوبي هذا بعشششرة مثل أو يقششول‬
‫إذا نبذته فقد بعتكه أو متى نبذته انقطع الخيار أو على أنك تكتفي‬
‫بنبذه عن رؤيته وبطلنه لعدم الرؤيششة أو الصششيغة >ص‪ <294 :‬أو‬
‫للشرط الفاسد }و عن )بيششع الحصششاة{( رواه مسششلم )بششأن يقششول‬
‫بعتك من هذه الثواب ما تقع هذه الحصاة عليششه أو يجعل الرمششي(‬
‫لها )بيعا أو بعتك( معطوف على بعتك الولى فقوله أو يجعل شبه‬
‫اعتراض ومثله سششائغ ل يخفششى )ولششك( أو لششي أو لنششا )الخيششار إلششى‬
‫رميها( لنحو ما مر في الذي قبله‪} .‬وعن بيعششتين فششي بيعششة{ رواه‬
‫الترمذي وصححه )بأن( أي كأن )يقول بعتك بششألف نقششدا أو ألفيششن‬
‫إلششى سششنة( فخششذ بأيهمششا شششئت أنششت أو أنششا أو شششاء فلن للجهالششة‬
‫بخلفه بألف نقدا وألفين لسنة وبخلف نصفه بألف ونصفه بألفين‬
‫)أو بعتك ذا العبد بألف علششى أن تششبيعني( أو فلنششا )دارك بكششذا( أو‬
‫تشتري مني أو من فلن كذا بكذا للشرط الفاسد وتسمية ما في‬
‫الول بيعتين تجوز إذ التخيير يقتضي واحدا فقط والثاني كششذلك ل‬
‫بيعششا وشششرطا مبنششي علششى أن المششراد بالشششرط مششا اقششترن >ص‪:‬‬
‫‪ <295‬بلفظه دون معناه ولو جعله مثال له ليبين أنه ل فرق فششي‬
‫الشرط بيشن اللفظشي والمعنشوي لكشان أفشود وأحسشن )وعشن بيشع‬
‫وشرط كبيع بشرط بيع( كما مر )أو( بيششع لششدار مثل بششألف بشششرط‬
‫)قرض( لمائه رواه جماعة وصششححه بعضششهم ووجششه بطلنششه جعششل‬
‫اللف ورفق العقد الثاني ثمنا واشتراطه فاسد فبطل مقابله مششن‬
‫الثمن وهو مجهول فصششار الكششل مجهششول ثششم إذا عقششدا الثششاني مششع‬
‫علمهما بفساد الول صح وإل فل كما صششححه فششي المجمششوع ومششا‬
‫وقع في الروضة وأصلها من صحة الرهن فيما لو رهن بدين قديم‬
‫مع ظن صحة شرطه في بيع أو قرض بششأن فسششاده ضششعيف أو أن‬
‫الرهن مستثنى لنه مجرد توثق فلششم يششؤثر فيششه ظششن الصششحة إذ ل‬
‫جهالة تمنعه بخلف ما هنا وإنما بطل الرهن مع البيع فيما إذا قال‬
‫لدائنه بعني هذا بكذا على أن أرهنك علششى الول والخششر كششذا لنششه‬
‫شرط الرهن على لزم هو الول وغير لزم وهششو الخششر الششذي هششو‬
‫ثمن البيع الفاسد فبطل للجهالة بمششا يخششص كل مششن الششدينين مششن‬
‫الرهن‪.‬‬
‫)ولو اشترى زرعا بشرط أن يحصده( بضم الصاد وكسرها )البائع‬
‫أو ثوبا و( البائع )يخيطه( الظاهر أن ذكر الواو غير شششرط بششل لششو‬
‫قال ثوبا يخيطه كان كذلك أو بشرط أن يخيطه كما بأصله وعششدل‬
‫عنه ليبين أنششه ل فششرق بيششن التصششريح بالشششرط والتيششان بششه علششى‬
‫صورة الخبار وبه صرح في مجموعه وفي كلم غيره مششا يقتضششي‬
‫>ص‪ <296 :‬أن خطه بالمر ل يكون شرطا ويؤيششده مششا مششر أول‬
‫البيع في بع واشهد لكن ينبغششي حملششه فيهمششا علششى مششا إذا أراد بششه‬
‫مجرد المر ل الشرط ويفرق بين خطه وتخيطه بأن المر بشششيء‬
‫مبتدأ غير مقيد بما قبله بخلف الثششاني فششإنه إمششا صششفة أو مشا فشي‬
‫معناه وهي مقيدة لمششا قبلهششا فكششانت فششي معنششى الشششرط )تنششبيه(‬
‫قدرت ما مر قبل يخيطشه ردا لمشا يقششال ظشاهر كلمشه أنهشا جملشة‬
‫حالية وهو ممتنع لن المضارعية المثبتة ل تدخل عليها واو الحششال‬
‫)فالصح بطلنه( أي الشراء لشتماله على شششرط فاسششد لتضششمنه‬
‫إلزامه بالعمل فيما لم يملكه بعد وقضششيته أنششه لششو تضششمن إلزامششه‬
‫بالعمل فيما يملكه كأن اشترى بيتا بشششرط أن يبنششي حششائطه صششح‬
‫وليس مششرادا بششل ينبغششي البطلن هنششا قطعششا كمششا علششم مششن قششوله‬
‫بشرط بيع أو قرض إذ هما مثالن فبيع بشرط إجششارة أو إعششارة أو‬
‫غيرهما باطل كذلك سواء أقدم ذكر الثمن على الشرط أم أخششره‬
‫عنه وإنما جرى الخلف في صورة المتششن لن العمششل فششي المششبيع‬
‫وقع تابعا لبيعه فاغتفر على مقابل الصح‪.‬‬
‫)تنششبيه( وقششع لكششثيرين مششن علمششاء حضششرموت فششي بيششع العهششدة‬
‫المعروف في مكة ببيع الناس آراء واضحة البطلن ل تتششأتى علششى‬
‫مذهبنا بشوجه لفقوهشا مشن حدسشهم تشارة ومشن أقشوال فشي بعشض‬
‫المذاهب تارة أخرى مع عدم إتقانهم لنقلها فيجب إنكارهششا وعششدم‬
‫اللتفات إليها والحاصل أن كل شرط مناف لمقتضششى العقششد إنمششا‬
‫يبطل إن وقع في صلب العقد أو بعششده وقبششل لزومششه ل إن تقششدم‬
‫عليه ولو في مجلسه كما يأتي وحيث صح لم يجششبر علششى فسششخه‬
‫بوجه وما قبض بشراء فاسد مضشمون بشدل وأجشرة ومهشرا وقيمشة‬
‫ولد كالمغصوب ويقلع غششرس وبنششاء المشششترى هنششا >ص‪<297 :‬‬
‫مجانا على ما في موضع من فتاوى البغششوي ورجحششه جامعششا لكششن‬
‫صريح ما رجحه الشيخان من رجششوع مشششتر مششن غاصششب بششالرش‬
‫عليه الرجششوع بششه هنششا علششى البششائع بششالولى لعششذره مششع شششبهة إذن‬
‫المالك ظاهرا فأشبه المستعير وتطيين الدار كصبغ الثوب فيرجششع‬
‫بنقصه إن كلف إزالته وإل فهو شريك به‪.‬‬
‫)ويستثنى( من النهي عن بيع وشرط )صور( تصح لمششا يششأتي فيهششا‬
‫في محالها )كالبيع بشرط الخيار أو البراءة من العيششب أو بشششرط‬
‫قطع الثمر و( كالبيع بشششرط )الجششل( فششي غيششر الربششوي لول آيششة‬
‫الدين وشرطه أن يحدد بمعلوم لهمششا كشإلى العيششد أو شششهر كششذا ل‬
‫فيه ول إلى نحو الحصاد كما يأتي في السلم بتفصيله المطرد هنششا‬
‫كما هو ظاهر وأن ل يبعد بقاء الششدنيا إليششه كششألف سششنة وإل أبطششل‬
‫البيع للعلم حال العقد بسقوط بعضه وهششو يششؤدي إلششى الجهششل بششه‬
‫المستلزم للجهل بالثمن لن الجل يقابله قسط منه وقشول بعشض‬
‫أصحابنا يجوز إيجار الرض ألف سنة شاذ ل يعول عليششه وإذا صششح‬
‫كان أجله بما ل يبعد بقاء الدنيا إليه وإن بعششد بقششاء العاقششدين إليششه‬
‫كمائتي سنة انتقل بموت البائع لوارثه وحششل بمششوت المشششتري ول‬
‫يضر السقوط بموته لنه أمر غير متيقن عند العقد فلم ينظر إليه‬
‫وإل لم يصح البيع بأجل طويل لمن يعلم عادة أنششه ل يعيششش بقيششة‬
‫يومه وقد صرحوا بخلفه فاندفع بما قررته ما وقع هنششا لكششثير مششن‬
‫الشراح وغيرهم‪) .‬والرهن( للحاجة إليه في معاملة مششن ل يعششرف‬
‫حاله وشرطه العلم به بالمشاهدة أو الوصف بصششفات السششلم ول‬
‫ينافيه ما مر إنها ل تجزئ عن الرؤية لنششه فششي معيششن ل موصششوف‬
‫في الذمة وما هنا كذلك فاستويا خلفا لمن وهم فيششه وكششونه غيششر‬
‫المبيع فيفسد >ص‪ <298 :‬بشرط رهنه إياه ولو بعد قبضششه لنششه‬
‫ل يملكششه إل بعششد الششبيع ولنششه بمنزلششة اسششتثناء منفعششة فششي الششبيع‬
‫)والكفيل( للحاجة إليه أيضا وشرطه العلم به بالمشاهدة ول نظر‬
‫إلى أنها ل تعلششم بحششاله لن تششرك البحششث معهششا تقصششير أو باسششمه‬
‫ونسبه ل بوصفه بموسر ثقة لن الحششرار ل يمكششن الششتزامهم فششي‬
‫الذمة مع اختلفهم في اليفاء وإن اتفقششوا يسششارا وعدالششة فانششدفع‬
‫بحث الرافعي أن الوصف بهذين أولى من مشاهدة مششن ل يعششرف‬
‫حششاله‪ .‬وعلششم ممششا تقششرر أن الكلم فششي الجششل والرهششن والكفيششل‬
‫)المعينات( بما ذكرناه وإل فسد البيع وغلب غير العاقل لنه أكششثر‬
‫إذ الكثر في الرهن أن يكون غير عاقل وأنث نظرا في الجل إلى‬
‫أنه مدة و في الرهن إلى أنه عيششن وفششي الكفيششل إلششى أنششه نسششمة‬
‫فاندفع قول السنوي صوابه المعينين على أن ما جمع بششألف وتششاء‬
‫قد يكون مفرده مذكرا فتصويبه ليس في محله وشرط كل منهما‬
‫أن يكون )بثمن في الذمة( لن العيان ل تؤجل ثمنا ول مثمنششا ول‬
‫يرتهن بها ول تضمن أصالة كمشا يششأتي فاششتريت علشى أن أسشلمه‬
‫وقت كذا أو أرهن به كذا أو يكلفني بششه زيششد فاسششد لن تلششك إنمششا‬
‫شرعت لتحصيل ما في الذمة والمعين حاصل ويأتي صحة ضمان‬
‫العين المبيعة والثمن المعين بعد القبض فيهما وكذا سائر العيان‬
‫المضمونة ول يرد ذلك عليه للعلم به من كلمه التي في الضمان‬
‫ول يصح بيعه سلعة من اثنين على أن يتضامنا >ص‪ <299 :‬لنششه‬
‫شرط على كششل ضششمان غيششره ولششو قششال اشششتريته بششألف علششى أن‬
‫يضمنه زيد إلى شهر صح وإذا ضمنه زيششد مششؤجل تأجششل فششي حقششه‬
‫وكذا في حق المشتري على أحد وجهين‪.‬‬
‫ومقتضى قاعدة الشافعي رضي الله عنه أن القيششد وهششو هنششا إلششى‬
‫شهر يرجع لجميع ما قبله وهو بألف ويضمن ترجيحه ويصح شرط‬
‫الثلثة أيضا في مبيع في الذمة ول يرد عليه لن ذكر الثمششن مثششال‬
‫على أنه قد يطلق على ما يشمل المبيع )والشهاد( للمر بششه فششي‬
‫قوله عز قائل }وأشهدوا إذا تبايعتم{ )ول يشترط تعييششن الشششهود‬
‫في الصح( لثبوت الحق بأي عدول كانوا ومششن ثششم لششو عينهششم لششم‬
‫يتعينوا ولو امتنعوا لم يتخير ول نظششر لتفششاوت الغششراض بتفششاوتهم‬
‫وجاهة ونحوها لنه ل يغلب قصششده ول تختلششف بشه الماليششة اختلفششا‬
‫ظششاهرا بخلف مششا مششر فششي الرهششن والكفيششل )فششإن لششم يرهششن(‬
‫المشتري أو جاء برهن غير المعين ولو أعلى قيمة منه كما شمله‬
‫إطلقهم أن العيان ل تقبل البدال لتفاوت الغراض بذواتها أو لم‬
‫يشهد )أو لم يتكفل المعين( وإن أقششام لششه المشششتري ضششامنا آخششر‬
‫ثقة )فللبائع الخيار( لفوات ما شرطه وهو علششى الفششور لنششه خيششار‬
‫نقص ويتخير فورا أيضا فيما إذا لم يقبضه الرهن لهلكششه أو غيششره‬
‫كتخمره أو تعلق برقبته أرش جناية أو ظهر به عيششب قششديم >ص‪:‬‬
‫‪ <300‬كولد للمشروط رهنها وكظهور المشروط رهنه جانيششا وإن‬
‫عفي عنه مجانا أو فدي ولو قاب على الوجه لن نقششص قيمتششه ل‬
‫ينجبر بما حدث بعد جنايته من نحو عفو وتوبة كما يأتي ل إن مات‬
‫بمرض سششابق أو كششان عينيششن وتسششلم إحششداهما فمششاتت أو تعينششت‬
‫وامتنع الراهن من تسليم الخرى‪.‬‬
‫)ولو باع عبدا( أي قنا )بشرط إعتاقه( كله عن المشتري أو أطلق‬
‫)فالمشششهور صششحة الششبيع والشششرط( لقصششة بريششرة المشششهورة‬
‫ولتشوف الشارع للعتق على أن فيه منفعة للمشتري دنيا بششالولء‬
‫وأخرى بالثواب وللبائع بالتسبب فيه وخرج بإعتاقه كله شرط نحو‬
‫وقفه وإعتاق غيره أو بعضه قيل ومحلششه إن اشششترى كلششه بشششرط‬
‫إعتاق بعضه قال بعضهم ما لم يعين ذلششك البعشض وفيشه نظششر بشل‬
‫الذي يتجه صحة شراء الكششل >ص‪ <301 :‬بشششرط عتششق البعششض‬
‫المعين والمبهم لنه كشرط عتق الكل مششن حيششث أداؤه للسششراية‬
‫إلى عتق الكل من غير فارق بينهما فمنعه مع أدائه للمقصود مششن‬
‫كل وجه ل معنى له وكون الول هو محل النص ل يؤثر لمششا تقششرر‬
‫أن الثاني مساو له في تحصيل غرض الشارع من عتق الكل حششال‬
‫منجزا لجعله قول مالك قن أعتقت بعضه كقوله أعتقت كله فششإن‬
‫قلت ل يتضح هذا إل على أنه من باب التعبير بالبعض عن الكششل ل‬
‫على السراية لنها تقتضي تأخرا ما قلت لو سلمنا ذلششك لششم يضششر‬
‫لنه مع ذلك يسمى عتقا للكل حال منجزا وهو المقصود ومششن ثششم‬
‫لششم ينظششر إليششه فششي قششولي التششي أو لغيششره وهششو موسششر لحصششول‬
‫السراية إلخ أما لو اشترى بعضه بشرط إعتاق ذلك البعض فيصح‬
‫من غير نزاع لكن إن كان بششاقيه حششرا أو لششه ولششم يتعلششق بششه مششانع‬
‫كرهن أو لغيره وهو موسششر لحصششول السششراية فيحصششل المقصششود‬
‫مششن تخليششص الرقبششة مششن الششرق مششع كششون المشششروط كششل المششبيع‬
‫فالحاصل أن في محل النششص شششيئين ل بششد مششن اعتبارهمششا‪ :‬كششون‬
‫الشرط لجميع المبيع نصا أو استلزاما‪ ،‬وكششون العتششق الملششتزم بششه‬
‫يؤدي حال لعتق كل الرقبة وبما بعده شرط إعتششاقه عششن البششائع أو‬
‫أجنبي وشمل كلمه شرطه فيمن يعتق عليه بالشراء كششأبيه ومششن‬
‫أقر أو شهد بحريته فيصح ويكون تأكيششدا مششا لششم يقصششد بششه إنشششاء‬
‫عتق لتعذر الوفاء به حينئذ وعلى هذا يحمل إطلق من منع‪.‬‬
‫)تنبيه( الشرط المؤثر هنا هو ما وقع في صلب العقد من المبتدئ‬
‫به ولو المشتري سواء أكان هناك محابششاة مششن البششائع لجلششه أم ل‬
‫فيما يظهر من كلمهم ويظهر أنه ل يأتي هنا ما ذكروه في جواب‬
‫إشكال الرافعي شرط تششرك الششزوج الششوطء منششه أو منهششا لن ذاك‬
‫في إلزام أو التزام تششرك مششا يششوجبه العقششد بخلف مششا هنششا فتششأمله‬
‫ويلحق بالواقع في صششلب العقششد >ص‪ <302 :‬الواقششع بعششده فششي‬
‫زمن خياره مجلسا أو شرطا إن كان من البائع ووافقه المشششتري‬
‫عليه أو عكسه كأن ألحق أحدهما حينئذ زيادة أو نقصا فششي الثمششن‬
‫أو المبيع أو الخيار أو الجل ووافقه الخششر بقششوله قبلششت مثل لكششن‬
‫في غير الحط من الثمن لنه إبششراء وهششو ل يحتششاج لقبششول ويكفششي‬
‫رضينا بزيادة كذا فإن لم يوافقه بأن سكت بقي العقد وإن قال ل‬
‫أرضى إل بذلك بطل ول يتقيد مششا ذكششر بالعاقشدين بششل يجششري فششي‬
‫الموكل ومن انتقل له الخيار كالوارث‪.‬‬
‫)والصح أن للبششائع( ويظهششر إلحششاق وارثشه بششه )مطالبششة المشششتري‬
‫بالعتاق( لنه وإن كان حقا لله تعالى لكن له غرض فششي تحصششيله‬
‫لثابته على شرطه وبه فارق الحاد وأما قول الذرعي لم ل يقال‬
‫للحاد المطالبة به حسبة فل يتضح إل بعد تمهيد شششيئين‪ :‬أحششدهما‬
‫أن الحسششبة هششل تتوقششف علششى دعششوى وطلششب أو ل بششل يقششول‬
‫الشاهدان للقاضي لنششا علششى فلن شششهادة بكششذا فأحضششره لنشششهد‬
‫عليه‪ ،‬والثاني هو ما أطبقوا عليه وإنما اختلفوا في أنشه لشو وقعشت‬
‫دعوى حسبة هل يصشغي إليهشا القاضشي أو ل وبكشل قشال جماعشة‪،‬‬
‫ثانيهما أن هذا هل هو من الحسبة قياسا على الستيلد بجششامع أن‬
‫كل يترتب عليه العتق يقينا أو ل قياسا علششى شششراء القريششب فششإنه‬
‫ليس مششن الحسششبة لن القصششد بإثبششاته الملششك وترتششب العتششق مششن‬
‫لششوازمه الششتي قششد تقصششد وقششد ل وكششذا هنششا القصششد إثبششات الملششك‬
‫المترتب عليه الوفششاء بالشششرط اختيششارا أو قهششرا للنظششر فششي ذلششك‬
‫مجال والقرب سماع دعشوى الحسشبة وإلحشاق هششذا بالسشتيلد ول‬
‫نظر لكون العتق قد يتخلف هنا بفسشخ الشبيع بنحشو عيشب أو إقالشة‬
‫لن الستيلد قد يتخلف العتق عنه في الصور الكششثيرة الششتي تبششاع‬
‫فيها أم الولد وحينئذ فيحمل قولهم ليششس للحششاد المطالبششة بششه أي‬
‫غيششر حسششبة فششي مكلششف لنششه يمكنششه المطالبششة بخلفششه حسششبة‬
‫لتصريحهم بجريانها في عتق مكلف لششم يششدعه وسششيأتي فششي نحششو‬
‫شهادة القريب لقريبه الفرق بين قصد الحسبة وعششدمه وبششه يتأيششد‬
‫ما ذكرته هنا من الفرق بين قصد دعششوى الحسششبة وعششدمه فتأمششل‬
‫ذلك كله فإنه نفيس مهم‪ ،‬ول يلزمه عتقه فورا إل بالطلب أو عند‬
‫ظن فواته فإن امتنع أجبره الحاكم عليه وإن لم يرفعه إليه البششائع‬
‫بل وإن أسقط هو أو القن حقه فإن أصر أعتقه عليششه كمششا يطلششق‬
‫على المولى والولء مشع ذلشك للمشششتري ولشه قبشل عتقششه وطؤهششا‬
‫واسششتخدامه وكسششبه وقيمتششه إن قتششل >ص‪ <303 :‬ول يلزمششه‬
‫صرفها لشراء مثله كما ل يلزمه عتق ولد الحامل لششو أعتقهششا بعششد‬
‫ولدته لنقطاع التبعية بالولدة ل نحو بيع ووقف وإجارة ويظهر أن‬
‫الوارث المشتري حكمه في جميع ما ذكر‪.‬‬
‫)و( الصح )أنه( أي البائع )لو شرط مع العتق الولء لششه أو شششرط‬
‫تدبيره أو كتابته( مطلقششا )أو اعتششاقه بعششد شششهر( >ص‪ <304 :‬أو‬
‫لحظة أو وقفه ولو حال كما علم مما مر )لم يصح البيع( لمخالفششة‬
‫الول ما استقر عليه الشرع أن الولء لمن أعتششق والبقيششة لغششرض‬
‫الشارع من تنجيز العتق )ولو شرط مقتضى العقد كالقبض والششرد‬
‫بعيب( صح يعني لم يضره إذ هششو تصششريح بمششا أوجبششه الشششارع ثششم‬
‫رأيته في الروضة كأصلها عبر بلم يضر وهو الولى على أنه يصششح‬
‫رجوع ضمير صح للعقد المقرون بهذا الشرط بل يتعين ذلشك لنشه‬
‫المراد في الذي بعده كما يأتي وحينئذ فهششو بمعنششى لششم يضششر مششن‬
‫غيششر تأويششل ونقششل عششن بعضششهم صششحة الشششرط هنششا وبنششى عليششه‬
‫الزركشي ردا علششى مششن قششال الخلف لفظششي مششا لششو تعششذر قبششض‬
‫المبيع لمنع البائع منه فيتخير إن قلنا بصحته ل فساده والذي يتجه‬
‫أنه لمجرد التأكيد استغناء بإيجاب الشششارع فل خيششار بفقششده خلفششا‬
‫لما يوهمه قول شارح‪ :‬صح العقد فيهما ولغا الشششرط فششي الثششاني‬
‫إل أن يريششد مششا قلنششاه أن الثششاني لششم يفششد شششيئا أصششل والول أفششاد‬
‫التأكيد )أو( شرط )مشا ل غشرض فيشه( أي عرفشا فل عشبرة بغشرض‬
‫العاقدين أو أحدهما فيما يظهر ثم رأيت مششا يصششرح بششه كمششا يششأتي‬
‫)كشرط أن ل يأكششل( أو ل يلبششس )إل كششذا( إن جششاز )صششح( العقششد‬
‫وكان الشرط لغوا‪ .‬قال جمع‪ :‬ومحله إن كان تأكششل بالفوقيششة لن‬
‫هذا هو الذي ل غرض فيه البتة بخلفه بالتحتيششة لختلف الغششراض‬
‫حينئذ فيفسد به العقد ا ه والصحيح أنه ل فرق إذ ل غششرض للبششائع‬
‫بعد خروجه من ملكه في تعيين غذاء مع أنه يحصل الواجب عليششه‬
‫من إطعامه ومن ثم لو شرط ما ل يلزم أصل كجمعه بيششن أدميششن‬
‫أو صلته للنوافل وكذا للفرض أول وقته فسد العقششد كششبيع سششيف‬
‫بشرط أن يقطع به الطريق بخلف بيع ثوب حريششر بشششرط لبسششه‬
‫من غير زيادة علششى ذلششك لنششه لششم تتحقششق المعصششية فيششه لجششوازه‬
‫لعذار وبه ينششدفع مششا للزركشششي هنششا‪> .‬ص‪) <305 :‬ولششو شششرط‬
‫وصفا يقصد ككون العبد كاتبا أو الدابة( الدمي أو غيره )حششامل أو‬
‫لبونا( أي ذات لبن )صششح( الشششرط لمششا فيششه مششن المصششلحة ولنششه‬
‫الششتزام موجششود عنششد العقششد ل يتوقششف الششتزامه علششى إنشششاء أمششر‬
‫مستقبل الششذي هششو حقيقششة الشششرط فلششم يشششمله النهششي عششن بيششع‬
‫وشرط )وله الخيار( فورا )إن أخلف( الشرط الششذي شششرطه إلششى‬
‫ما هو أدون لفوات شرطه فلشو تعشذر الفسشخ لنحشو حشدوث عيشب‬
‫عنده فلششه الرش بتفصششيله التششي ولششو مششات المششبيع قبششل اختبششاره‬
‫صدق المشتري بيمينه في فقد الشرط لن الصششل عششدمه بخلف‬
‫مشا لشو ادعشى عيبشا قشديما لن الصشل السشلمة‪ .‬وبهشذا يشرد إفتشاء‬
‫بعضششهم بششأن البششائع يصششدق بيمينششه فششي كونهششا حششامل إذا شششرطاه‬
‫وأنكره المشتري ول ينافيه تعبيرهم فيما ذكر بالموت لنه محششض‬
‫تصوير وإنما المدار على تعذر معرفة المشروط بنحو بينة فيصدق‬
‫المشتري في نفيه لما تقرر أن الصل عششدمه وسششيعلم ممششا يششأتي‬
‫أنه يتيقن وجود الحمل >ص‪ <306 :‬عنده بانفصششاله لششدون سششتة‬
‫أشهر منه مطلقا أو لدون أربع سنين منه بشرط أن ل توطأ وطئا‬
‫يمكن كونه منه ويششأتي فششي الوصششية أن حمششل البهيمششة يرجششع فيششه‬
‫لقول أهل الخبرة فكذا هنا فيما يظهر أمششا مششا ل يقصششد كالسششرقة‬
‫فل خيار بفواته لنه من البائع إعلم بعيبه ومن المشتري رضششا بششه‬
‫وأما إذا أخلف إلى ما هو أعلى كأن شرط ثيوبتهششا فخرجششت بكششرا‬
‫فل خيار أيضا ول نظششر إلششى غرضششه نفسششه لنحششو ضششعف آلتششه لن‬
‫العبرة في العلى وضده بالعرف ل بغيره ومن ثم قالوا لو شششرط‬
‫أنششه خصششي فبششان فحل تخيششر لنششه يششدخل علششى الحششرم ومرادهششم‬
‫الممسوح لنه الذي يباح له النظر إليهن فاندفع تنظير شارح فيششه‬
‫ويكفي أن يوجد من الوصف المشروط ما ينطلق عليه السششم إل‬
‫إن شرط الحسن في شيء فإنه ل بد أن يكششون حسششنا عرفششا وإل‬
‫تخير ولو قيد بحلب أو كتابة شششيء معيششن كششل يششوم أو فششي بعششض‬
‫اليام بطل وإن علم قدرته عليه كما اقتضاه إطلقهم ول يأتي هنا‬
‫بحث السبكي التي في الجمع فششي الجششارة بيششن العمششل والزمششن‬
‫فتأمله )وفي قول يبطل العقد في الدابة( إذا شرط فيها مششا ذكششر‬
‫لنه مجهول ويجاب بأنه يعطى حكششم المعلششوم علششى أنششه تششابع ثششم‬
‫رأيتهم أجابوا بنحوه وهو أن القصشد الوصشف بشذلك ل إدخشاله فشي‬
‫العقد لنه داخل فيه عند الطلق‪.‬‬
‫)فرع( اختلف جمع متأخرون فيمن اشترى حبا للبذور بشششرط أنششه‬
‫ينبت والذي يتجه فيه أنه إن شهد قبل بذره بعششدم إنبششاته خششبير إن‬
‫تخير رده ول نظر لمكان علم عدم إنباته ببذر قليل منششه ل يمكششن‬
‫العلم بدونه وليس كما لو اشترى بطيخششا فغششرز إبششرة فششي واحششدة‬
‫منها فوجدها معيبة يرد الجميع لنه ثم لم يتلششف مششن عيششن المششبيع‬
‫شيء >ص‪ <307 :‬وكذا لو حلف المشتري أنه ل ينبت لما تقششرر‬
‫أنه يصدق بيمينه في فقد الشرط فإن انتفى ذلك كلششه بششأن بششذره‬
‫كله فلم ينبت شيئا مع صلحية الرض وتعذر إخراجه منها أو صششار‬
‫غير متقوم أو حدث به عيب فله الرش وهششو مششا بيششن قيمتششه حبششا‬
‫نابتا وحبا غير نابت كما لو اشترى بقرة بشرط أنها لبششون فمششاتت‬
‫في يده ولم يعلم أنها لبون وحلف على أنها غيششر لبششون لششه الرش‬
‫والمبيع تلف من ضمان المشتري وأما إطلق بعضششهم أنششه إذا لششم‬
‫ينبت يلزم البائع جميع مششا خسششره المشششتري عليششه كششأجرة البششاذر‬
‫ونحو الحراثة وبعضهم أجرة البشاذر فقشط فبعيشد جششدا والشوجه بششل‬
‫الصواب أنه ل يلزمه شيء من ذلك وليس مجششرد شششرط النبششات‬
‫تغريرا موجبا لذلك كما يعلم مما يأتي فششي بششاب خيششار النكششاح ثششم‬
‫رأيت شيخنا أفتى في بيع بذر على أنه بذر قثاء فزرعه المشششتري‬
‫فششأورق ولششم يثمششر بششأنه ل يتخيششر وإن أورق غيششر ورق القثششاء فلششه‬
‫الرش )ولو قال بعتكها وحملها( أو بحملها أو مع حملها )بطل في‬
‫الصح( لن ما ل يصح بيعه وحده ل يصح بيعه مقصششودا مششع غيششره‬
‫وفارق صحة بعتك هشذا الجشدار وأسشه أو بأسشه أو مشع أسشه علشى‬
‫المعتمد بأنه داخل في مسماه لفظا فلم يلزم على ذكره محششذور‬
‫والحمل ليس داخل في مسششمى البهيمششة كششذلك فلششزم مششن ذكششره‬
‫توزيع الثمن عليهما وهو مجهول وإعطاؤه حكم المعلششوم إنمششا هششو‬
‫عند كونه تبعششا ل مقصششودا وكالجششدار وأسششه الجبششة وحشششوها‪) .‬ول‬
‫يصح بيع الحمل وحده( كمششا علششم مششن بطلن بيششع الملقيششح وإنمششا‬
‫ذكره توطئة لقوله )ول( بيع )الحامل دونه( لتعششذر اسششتثنائه إذ هششو‬
‫كعضو منها وأورد على مفهومه بعششض الشششراح مششا يظهششر فسششاده‬
‫بأدنى تأمل فليحذر )ول( بيع )الحامل بحر( ورقيق لغير مالششك الم‬
‫وإن كان للمشتري بنحو إيصاء أو الحامل بغير متقوم كأن حملششت‬
‫آدمية أو بهيمة >ص‪ <308 :‬مششن مغلششظ لمششا مششر أن الفششرع يتبششع‬
‫أخس أبويه في النجاسة فعلششم أنهششم حيششث أطلقششوا حكششم الحمششل‬
‫أرادوا به غير هذا على أنه نادر جدا فل يرد عليهم وذلك لسششتثنائه‬
‫شرعا فكان كاستثنائه حسا ومثله لبون بضرعها لبن لغيششر مالكهششا‬
‫وإنما صح بيع الدار المستأجرة لن المنفعة ليسششت عينششا مسششتثناة‬
‫والحمل جزء متصل فلم يصح استثناؤه وأيضا فالمنفعة يصح إيراد‬
‫العقد عليها وحدها فصح استثناؤها بخلف الحمل )ولششو بشاع حششامل‬
‫مطلقا( من غير تعرض لدخول أو عدمه )دخل الحمل فششي الششبيع(‬
‫إن اتحد مالكهما إجماعا وإل بطل ولو وضششعت ثششم باعهششا فولششدت‬
‫آخر لدون ستة أشهر من الول كان للمشتري كما قاله الشششيخان‬
‫في الكتابة لنفصاله في ملكه وعن النص للبائع لنهما حمل واحد‬
‫ويجاب بأن المدار على الستتباع حالة البيع وما انفصل ل استتباع‬
‫فيه بخلف ما اتصل فأعطي كل حكمه‪.‬‬

‫)فصل( في القسم الثاني من المنهيات التي ل يقتضي النهششي‬


‫فسادها كما قال )ومن المنهي عنششه مششا( أي نششوع مغششاير للول )ل‬
‫يبطل( بفتح ثم ضم كما نقل عن ضششبطه أي بيعششه لدللششة السششياق‬
‫عليه ويصح أن تكون ما واقعششة علششى بيششع >ص‪ <309 :‬فالفاعششل‬
‫مذكور وبضم ثم كسر كما نقل عن ضبطه أيضا أي يبطلششه النهششي‬
‫لفهمه من المنهي ومن ثم أعاد عليه ضمير رجوعه قيل وبضم ثم‬
‫فتح وهو بعيد )لرجوعه( أي النهي عنه )إلى معنى( خارج عن ذاته‬
‫ولزمها ولكنه )يقترن به( نظير البيع بعد نداء الجمعششة فششإنه ليششس‬
‫لذاته ول لزمهششا بششل لخشششية تفويتهششا )كششبيع حاضششر لبششاد( ذكرهمششا‬
‫للغالب والحاضششرة المششدن والقششرى والريششف وهششو أرض فيهششا زرع‬
‫وخصب والبادية ما عدا ذلك )بأن يقدم غريب( هشو مثششال والمششراد‬
‫كل جالب كذا قالوه‪ .‬ويظهر أن بعض أهل البلد لو كان عنده متاع‬
‫مخزون فأخرجه ليبيعه بسشعر يشومه فتعشرض لشه مشن يفوضشه لشه‬
‫ليبيعه له تدريجا بأغلى حرم أيضا للعلة التية )بمتششاع تعششم الحاجششة‬
‫إليه( مطعوما أو غيره )ليبيعه بسعر يومه( يظهر أنششه تصششوير فلششو‬
‫قدم ليبيعه بسعر ثلثة أيام مثل فقال له اتركششه لبيعششه لششك بسششعر‬
‫أربعة أيام مثل حرم عليه ذلششك للمعنششى التششي فيششه >ص‪<310 :‬‬
‫ويحتمل التقييد بما دل عليشه ظشاهر كلمهشم أن يريشد بيعشه بسشعر‬
‫الوقت الحاضر فيسأله تأخيره عنه ويوجه بأنه ل يتحقششق التضششييق‬
‫إل حينئذ لن النفوس إنما تتشوف للشيء في أول أمره فلششو أراد‬
‫مالكه تأخير زمن فسأله آخششر أن يششؤخره عنششه لششم يحششرم )فيقششول‬
‫بلدي( هو مثال أيضا ولو تعدد القائلون معششا أو مرتبششا أثمششوا كلهششم‬
‫كما هو ظاهر )اتركشه عنشدي( مثشال أيضشا )لبيعشه( أو ليشبيعه فلن‬
‫معي أو بنظري فيما يظهر ويحتمل خلفه )على التدريج( أي شيئا‬
‫فشيئا )بأغلى( للخشبر الصشحيح }ل يشبيع حاضشر لبشاد دعشوا النشاس‬
‫يششرزق اللششه بعضششهم مششن بعششض{ ووقششع لشششارح أنششه زاد فيششه فششي‬
‫غفلتهم ونسبه لمسلم وهششو غلششط إذ ل وجششود لهششذه الزيششادة فششي‬
‫مسلم بل ول في كتب الحديث كما قضى به سبر ما بأيدي الناس‬
‫منها وأفاد آخره أن علة تحريمه وهو خششاص بالقششائل للمالششك ذلششك‬
‫ول يقال هو بإجابته معين له على معصية لن شششرطه أن ل توجششد‬
‫المعصششية إل منهمششا كلعششب شششافعي الشششطرنج مششع مششن يحرمششه‬
‫ومبايعششة مششن ل تلزمششه الجمعششة مششع مششن تلزمششه بعششد نششدائها وهنششا‬
‫المعصية تمت قبل أن يجيبه المالك ومن صور ما في المتششن بششأن‬
‫يجيبه لذلك فإنما أراد التصوير كما هو ظاهر ما فيه مششن التضششييق‬
‫على الناس أي باعتبار ما من شأنه وإن لم يظهر ببيعه سششعة فششي‬
‫البلد بخلف ما ل يحتاج إليه إل نششادرا ومششا لششو قصششد المالششك بيعششه‬
‫بنفسه تدريجا فسأله آخر أن يفوض لششه ذلششك أو سششأله المالششك أو‬
‫سأل هو المالك أن يبيع له بسعر يومه أو استشششاره فأشششار عليششه‬
‫بما هو الصلح له لوجوبه عليششه علششى الوجششه ولششو قششدم مششن يريششد‬
‫الشراء فتعرض له >ص‪ <311 :‬من يشتري له رخيصا ففي إثمه‬
‫تششردد واختششار البخششاري الثششم لحششديث فيششه عنششد أبششي داود وبحششث‬
‫الذرعي الجزم به وسبقه إليششه ابششن يششونس ولششه وجششه كششالبيع وإن‬
‫أمكن الفرق بأن الشراء غالبا بالنقد وهو ل تعم الحاجة إليه ومال‬
‫إليه جمع متأخرون ويمكن الجمع بحمل الول علششى شششراء بمتششاع‬
‫تعم الحاجة إليه والثاني على خلفه ول بد هنا وفي جميع المناهي‬
‫على ما يأتي يكون عالما بالنهي أي أو مقصرا في تعلمه كمششا هششو‬
‫ظاهر أخذا من قشولهم يجششب علشى مشن باشششر أمشرا أن يتعلششم مشا‬
‫يتعلق به مما يغلب وقوعه‪.‬‬
‫)وتلقي الركبان( جمع راكب وهو للغلب والمششراد مطلششق القششادم‬
‫ولششو واحششدا ماشششيا للشششراء منهششم بششأن يخششرج لحاجششة فيصششادفهم‬
‫فيشتري منهم أو )بأن يتلقى طائفة( وهششي تشششمل الواحششد خلفششا‬
‫لمن غفل عنه فأورده عليه نظرا لما يخصصه لنه إطلق لها على‬
‫بعض ما صدقاتها وهو قوله )يحملششون متاعششا( وإن نششدرت الحاجششة‬
‫إليه )إلى البلد( يعني إلى المحل الذي خرج منه الملتقششى أو إلششى‬
‫غيره وشششمل ذلششك كلششه تعششبير غيششره بالشششراء مششن >ص‪<312 :‬‬
‫الجالب بل يشمل شراء بعض الجالبين من بعض )فيشتريه منهم(‬
‫بغير طلبهم )قبل قدومهم( أي لما يمتنع القصششر فيششه )ومعرفتهششم‬
‫بالسعر( للنهي الصحيح عن تلقيهم للبيع مع إثبات الخيششار لهششم إذا‬
‫أتوا السوق والمعنى فيه احتمال غبنهششم سششواء أخششبر كاذبششا أم لششم‬
‫يخبر على الصح وقيل خشية حبس المشتري لمششا يشششتريه منهششم‬
‫فيضيق على أهل البلد وأفهم المتن مششع مششا ذكرتششه أنششه ل إثششم ول‬
‫خيار بتلقيهم في البلد قبششل الششدخول للسششوق وإن غبنهششم والثششاني‬
‫صرحوا بشه وقياسشه الول ويششوجه بشأنهم المقصششون حينئذ واختيششار‬
‫جمع منهم ابن المنششذر الحرمششة فيششه نظششر وإن اعتمششد ذلششك بعششض‬
‫الشراح ول فيما إذا عرفوا سعر البلد الذي قصدوه ولو بخششبره إن‬
‫صدقوه فيه فاشترى منهم به أو بدونه ولششو قبششل قششدومهم لنتفششاء‬
‫الغبن ول فيما إذا اشترى منهم بطلبهششم وإن غبنهششم وفيمششا إذا لشم‬
‫يعرفوا السعر ولكن اشتراه بششه أو بششأكثر‪ .‬قششال جمششع‪ :‬يحششرم وهششو‬
‫الذي يدل عليه المتن ويوجه بأن احتمششال الغبششن حاصششل هنششا وهششو‬
‫ملحظ الحرمة بخلف الخيار فإن ملحظه وجود الغبن بالفعل ولم‬
‫يوجد وقال آخرون ل حرمششة إذ ل ضششرر وهششو الششذي دل عليششه كلم‬
‫الرافعي فهو الوجه )ولهم الخيار( فورا )إذا عرفوا الغبششن( وثبششت‬
‫ذلك وإن عاد الثمن إلى ما أخبر به للخبر مع عذرهم ومن ثششم لششو‬
‫سألوه أن يشتري منهم فل إثم ول خيار كما مر وإن جهلوا السعر‬
‫لتقصيرهم ولم ينظر لعود الثمن لخبره >ص‪ <313 :‬لنه فششوتهم‬
‫زيادة فيه قبل رخصه وبه فارق عدم الخيار باستمرار اللبششن علششى‬
‫ما أشعرت به التصرية وبعد زوال العيب وظششاهر صششنيع المتششن أن‬
‫ثبوته لهم ل يتوقف على وصولهم البلد وصنيع أصله والروضة أنششه‬
‫يتوقف عليه وهو ظاهر الخبر ولو تلقاهم للبيع عليهم جاز على ما‬
‫رجحه الذرعششي ومحلششه إن بششاعهم بسششعر البلششد وقششد عرفششوه وإل‬
‫فالوجه أنه كالشراء منهم‪.‬‬
‫)والسوم على سوم غيره( ولو ذميا للنهي الصحيح عنه ولمششا فيششه‬
‫من اليذاء بأن يقول لمن أخذ شيئا ليشتريه بكذا رده حتى أبيعششك‬
‫خيرا منه بهذا الثمن أو بأقل منششه أو مثلششه بأقششل أو يقششول لمششالكه‬
‫استرده لشتريه منك بأكثر أو يعرض على مريد الشششراء أو غيششره‬
‫بحضرته مثل السلعة بأنقص أو أجود منها بمثل الثمششن ويظهششر أن‬
‫محل هذا في عششرض عيشن تغنشي عششن المششبيع لمششابهتها لهشا فششي‬
‫الغرض المطلوبتين لجله )وإنما يحرم ذلك بعششد اسششتقرار الثمششن(‬
‫بششأن يصششرحا بششالتوافق علششى شششيء معيششن وإن نقششص عششن قيمتششه‬
‫بخلف >ص‪ <314 :‬ما لو انتفى ذلك أو كششان يطششاف بششه فتجششوز‬
‫الزيادة فيه ل بقصد إضرار أحد‪.‬‬
‫)والبيع على بيع غيره قبل لزومه( لبقاء خيار المجلس أو الشششرط‬
‫وكذا بعده وقد اطلع على عيب واغتفر التأخير لنحو ليل )بأن يأمر‬
‫المشتري( وإن كان مغبونششا والنصششيحة الواجبششة تحصششل بششالتعريف‬
‫من غير بيع )بالفسخ ليبيعه مثله( أو أجود منه بمثل الثمن أو أقششل‬
‫أو يعرضه عليه بذلك وإن لم يأمره بفسخ بل قال الماوردي يحرم‬
‫أن يطلب السلعة من المشتري بأكثر والبائع حاضششر قبششل اللششزوم‬
‫لدائه إلى الفسخ أو الندم )والشراء على الشراء بأن يأمر البششائع(‬
‫قبل اللزوم )بالفسششخ ليشششتريه( بششأكثر مششن ثمنششه للنهششي الصششحيح‬
‫عنهما والكلم >ص‪ <315 :‬حيث لم يأذن من يلحقه الضششرر لن‬
‫الحق له وسواء في حرمة ما ذكر كالنجش التي بلغ المبيع قيمته‬
‫أو نقص عنها على المعتمد نعم تعريف المغبششون بغبنششه ل محششذور‬
‫النصيحة فيه لنه من الواجبة ويظهر أن محله في غبششن نشششأ عششن‬
‫نحو غش البائع لثمه حينئذ فلم يبال بإضراره بخلف ما إذا نشأ ل‬
‫عن تقصير منه لن الفسخ ضششرر عليششه والضششرر ل يششزال بالضششرر‪.‬‬
‫)والنجش( وهو الثارة لنه يثير الرغبششات فيهششا ويرفششع ثمنهششا )بششأن‬
‫يزيد في الثمن( لسلعة معروضة للبيع )ل لرغبة بل ليخششدع غيششره(‬
‫أو لينفع البائع مثل‪ ،‬وإن نقصت القيمة فزاد حششتى يسششاويها الثمششن‬
‫ولو في مال اليتيم على الوجه لن الفرض أنه قاصششد للخديعششة أو‬
‫نحوها وذلك للنهي الصحيح عنه ول يشششترط هنششا العلششم بخصششوص‬
‫هذا النهي لن النجش خديعة وتحريمها معلوم لكل أحد بخلف ما‬
‫مر >ص‪ <316 :‬فإن علم تحريمها متوقف على الخبر أو المخبر‬
‫به فاشترط العلم به وبحث فيه الشيخان بأن البيع على البيع مثل‬
‫إضرار فهو في علم تحريمه كالخديعة وقد يجاب بششأن الضششرر هنششا‬
‫أعظم إذ ل شبهة بخلفه ثم فإن شبهة الربح عذر والحاصل أنشه ل‬
‫بد في الحرمة من العلم بها خصوصا أو عموما إل في حق جاهششل‬
‫مقصر بترك التعلم كمشا مشر )والصشح( هنشا وفيمشا لشو قشال البشائع‬
‫أعطيت كذا أو أخبر المشتري عارف أن هششذا جششوهر فبششان خلفششه‬
‫)أنششه ل خيششار( للمشششتري لتفريطششه بإقششدامه وعششدم سششؤاله لهششل‬
‫الخبرة وفارق التصرية بأنها تغرير في ذات المبيع وهذا خارج عنه‬
‫ول يرد نحو تحمير الوجنة لنه يششدرك حششال فهششو كمششا هنششا ولششو لششم‬
‫يواطئ البائع الناجش لم يخير قطعا‪.‬‬
‫)وبيع( نحو )الرطب والعنششب لعاصششر الخمششر( أي لمششن يظششن منششه‬
‫عصره خمرا أو مسكرا كما دل عليششه ربششط الحرمششة الششتي أفادهششا‬
‫العطف بوصف عصره للخمر فل اعتراض عليه خلفا لمششن زعمششه‬
‫واختصاص الخمر بالمعتصر من العنب ل ينافي عبارته هذه خلفششا‬
‫لمششن زعمششه أيضششا >ص‪ <317 :‬لن عصششره للخمششر قرينششة علششى‬
‫عصره للنبيذ الصادق بالمتخذ من الرطب فششذكره فيششه للقرينششة ل‬
‫لنه يسمى خمرا على أنه قد يسماه مجازا شائعا أو تغليبا ودليششل‬
‫ذلك }لعنه صلى اللششه عليششه وسششلم فششي الخمششر عشششرة عاصششرها‬
‫ومعتصرها{ الحديث‪ .‬الدال على حرمششة كششل تسششبب فششي معصششية‬
‫وإعانة عليها وزعم أن الكششثرين هنششا علششى الحششل أي مششع الكراهششة‬
‫يتعين حمله على ما إذا شك في عصره له ومثل ذلك كل تصششرف‬
‫يفضي لمعصية كبيع مخدر لمن يظن أكله المحرم له وأمرد ممششن‬
‫عرف بالفجور وأمة ممن يتخذها لنحو غنششاء محششرم وخشششب لمششن‬
‫يتخذه آلة لهو وثوب حرير لرجل يلبسه فإن قلششت هششو هنششا عششاجز‬
‫عن التسليم شرعا فلشم صشح الشبيع قلشت ممنشوع لن العجشز عنشه‬
‫ليس لوصششف لزم فششي المششبيع بششل فششي البششائع خششارج عمششا يتعلششق‬
‫بالمبيع وشروطه وبه فارق البطلن التي فششي التفريششق والسششابق‬
‫في بيع السلح للحربي لنه لوصف في ذات المششبيع موجششود حالششة‬
‫البيع‪.‬‬
‫فإن قلت يشكل عليه صحة بيع السلح لقاطع الطريق مششع وجششود‬
‫ذلك فيه قلت يفرق بأن وصف الحرابة المقتضششي لتقششويتهم علينششا‬
‫بششه موجششود حششال الششبيع بخلف وصششف قطعششه الطريششق فششإنه أمششر‬
‫مترقب ول عبرة بما مضى منه فتأمل ذلشك كلشه لينشدفع عنششك مششا‬
‫للسبكي وغيره هنا وأفتى ابن الصلح وأقروه فيمن حملششت أمتهششا‬
‫على فساد بأنها تباع عليها قهرا إذا تعين البيع طريقا إلى خلصششها‬
‫كما أفتى القاضي فيمن يكلششف قنششه مششا ل يطيششق بششأنه يبششاع عليششه‬
‫تخليصا له من الذل ومحلششه إن لششم يمكششن تخليصششه إل بششبيعه كمششا‬
‫يشير إليششه كلمهششم ومششن المنهششي عنششه أيضششا احتكششار القششوت بششأن‬
‫يشششتريه وقششت الغلء والعششبرة فيششه بششالعرف >ص‪ <318 :‬ليششبيعه‬
‫بأكثر من ثمنه للتضششييق حينئذ ومششتى اختششل >ص‪ <319 :‬شششرط‬
‫من ذلك فل إثم وتسششعير المششام أو نششائبه كالقاضششي فششي قششوت أو‬
‫غيره ومع ذلك يعششزر مخششالفه خشششية مششن شششق العصششا ول ينششافيه‬
‫قولهم تجب طاعة المام فيما يأمر به ما لم يكن إثما لن المششراد‬
‫كما هو ظاهر الثم بالنسبة للفاعل ل للمر والمأمور هنا غيششر آثششم‬
‫فحرمت المخالفة فيششه نعششم الششذي يظهششر أن محششل هششذه الحرمششة‬
‫بالنسبة لمن تظاهر به دون من أخفششاه وعلششى القاضششي حيششث لششم‬
‫يعتد تولية الحسبة لغيره لخروجهششا عششن وليتششه حينئذ إل إن اعتيششد‬
‫مع ذلك بقاء نظر القاضي على الحسبة ومتوليهششا كمششا هششو ظششاهر‬
‫في زمن الضرورة جبر مششن عنششده زائد علششى كفايششة ممششونه سششنة‬
‫على بيع الزائد‪.‬‬
‫)ويحرم( علششى مششن ملششك آدميششة وولششدها )التفريششق بيششن الم( وإن‬
‫رضيت أو كشانت كششافرة أو مجنونششة أو آبقشة علششى الوجششه نعششم إن‬
‫أيس من عودهششا أو إفاقتهششا احتمششل حششل التفريششق حينئذ )والولششد(‬
‫بنحو بيع أو هبة أو قرض أو قسمة إجماعا وصح خششبر }مششن فششرق‬
‫بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبتششه يششوم القيامششة{ و فششي‬
‫رواية لبي داود }ملعششون مششن فششرق بيششن والششدة وولششدها{ ويجششوز‬
‫التفريق إن اختلف المالك أو كان أحدهما حرا أو بنحو عتشق ومنششه‬
‫بيعه لمن يحكم بعتقه عليه ل بشرط عتقه كمششا اقتضششاه إطلقهششم‬
‫لنه غير محقق ويؤيده ما مر من عدم صحة بيششع المسششلم للكششافر‬
‫بشرط عتقه ووصية فلعل الموت ل يقع إل بعد التمييز وبيششع جششزء‬
‫منها لخر >ص‪ <320 :‬إن اتحششد إذ ل تفريششق فششي بعششض الزمنششة‬
‫بخلف ما لو اختلف ربع وثلث ل بفسخ بنحو إقالة ورد بعيب على‬
‫ما نقله وأقراه‪.‬‬
‫وعلى مقابله الششذي انتصششر لششه المتششأخرون بحششث جمششع أنششه يجششوز‬
‫التفريق بششالرجوع فششي الهبششة للفششرع لنششه ل بششدل لششه بخلفششه فششي‬
‫الرجوع في القرض واللقطة وكالم عند عششدمها الب والجششدة لم‬
‫أو أب وإن عليا ل الجد للم كسائر المحارم على مششا رجحششه جمششع‬
‫والوجه قول المتولي أنه كالجد للب لعدهم له مششن الصششول فششي‬
‫العفاف والنفاق والعتششق وغيرهششا وإذا اجتمششع أب وأم حششرم بينششه‬
‫وبينها وحل بينه وبينه أو أب وجدة فهما سواء فيباع مع أيهما كششان‬
‫ول يجوز التفريق بينه وبينهما وقد يجششوز التفريششق للضششرورة كششأن‬
‫ملك كافر صغيرا وأبويه فأسلم الب فإنه يتبعه ويباعان دونها وإن‬
‫مات الب بيع وحششده وبحششث الذرعششي أنششه لششو سششبى مسششلم طفل‬
‫فتبعه ثم ملك أمه الكافرة جاز له بيع أحدهما فقط مردود بششأنه ل‬
‫ضرورة هنا للبيع بخلفه في الولى وتستمر حرمة التفريق )حششتى‬
‫يميز( الولد بأن يصير بحيث يأكل وحده ويشرب وحده ويسششتنجي‬
‫وحده ول يقدر بسن لستغنائه حينئذ عن التعهد والحضانة ويفششرق‬
‫بين هذا والمر بالصلة فإنه ل يعتبر فيه التمييششز قبششل السششبع بششأن‬
‫ذاك فيه نوع تكليف وعقوبة فاحتيط له‪.‬‬
‫)و في قول حتى يبلغ( لخبر فيه ولنقص تمييزه قبل البلششوغ ومششن‬
‫ثم حل التقاطه ويجاب بأن الخبر ضعيف وبمنع تأثير ذلششك النقششص‬
‫هنا وحل التقاطه ليس لذلك كما يعلم مما يششأتي ويكششره ولششو بعششد‬
‫البلوغ خروجا من خلف أحمد ول يششرد علششى المتششن منششع التفريششق‬
‫في المجنون وإن بلغ لنه يفهم من قوله حتى يميز ول يعارضه ما‬
‫بعده خلفا لمن زعمه لنه ل مانع من ذكششر شششيئين وحكايششة قششول‬
‫في أحدهما ويحرم التفريق أيضا بالسفر وبين زوجة حرة وولششدها‬
‫الغيششر المميششز >ص‪ <321 :‬ل مطلقششة لمكششان صششحبتها لششه كششذا‬
‫أطلقه الغزالي وأقره والذي يتجه أخذا من كلمهششم فششي الحضششانة‬
‫أن التفريق بالسفر أو غيره في المطلقة وغيرهششا مششتى أزال حششق‬
‫حضانة ثبتت لها حرم وإل كالسفر لنقلششه فل وأفهششم فرضششه الكلم‬
‫فيما يرجى تمييزه عدم حرمته بين البهائم ومحلششه فششي نحششو ذبششح‬
‫الم إن استغنى الولد عن لبنها ويكششره حينئذ وإل حششرم ولششم يصششح‬
‫البيع وإن لم يؤكل كجحشش صشغير أمشا ذبحشه وهشو مشأكول فيحشل‬
‫قطعا كبيعه لغرض الذبح ولششو بشأن يظنشه مششن المششتري كمشا هشو‬
‫ظاهر وبيع مستغن مكروه إل لغرض الذبح )وإذا فرق ببيع أو هبة(‬
‫أو غيرهما مما مر تفصيله ومنه الوقف على الوجه لن الموقوف‬
‫يشغله عن الخر حششق الموقششوف عليششه المسششتغرق لمنششافعه فهششو‬
‫كالبيع )بطل في الظهر( لعدم القدرة علششى التسششليم شششرعا وهششو‬
‫قبل سقيه اللبا باطل قطعا وثنى الضمير مع العطف بأو لنها بين‬
‫ضدين كما في }فالله أولى بهما{ فاندفع ما للسنوي ومششن تبعششه‬
‫هنا ثم رأيت الزركشي أجاب بذلك‪.‬‬
‫)ول يصششح بيششع العربششون( >ص‪ <322 :‬بفتششح أولششه وهششو الفصششح‬
‫وبضم فسكون ويقال له العربان بضم فسكون وهو معرب وأصله‬
‫التسليف والتقديم ثم استعمل فيمششا يقششرب مششن ذلششك كمششا أفششاده‬
‫قوله )بأن يشتري ويعطيه دراهم( وقد وقع الشرط في العقششد أي‬
‫أو زمن خياره كما هو قياس ما مر على أنه إنما أعطاهششا )لتكششون‬
‫مششن الثمششن إن رضششي السششلعة وإل فهبششة( بالنصششب ويجششوز الرفششع‬
‫للنهي عنه لكن إسناده غير متصششل ولن فيششه شششرطين مفسششدين‬
‫شرط الهبة وشرط رد المبيع بتقدير أن ل رضا قيل كان ينبغي له‬
‫ذكر هذا والتفريق في فصل ما يبطل ويجاب بأن في صششنيعه هششذا‬
‫فائدة أي فائدة وهششي الشششارة إلششى أن التفريششق لمششا اختلششف فششي‬
‫إبطاله و هذا لما لم يثبت في النهي عنه شيء كانا بمنزلششة مغششاير‬
‫لما في الفصلين فأخرا لفادة هذا الذي لو قدم لم يتنبه لششه علششى‬
‫أن هذا قدم إجمال في البيع والشرط‪.‬‬
‫)تنبيه( قد يجب البيع كمششا إذا تعيششن لمششال المششولي أو المفلششس أو‬
‫لضطرار المشتري والمال لمحجور وإل فالواجب مطلق التمليششك‬
‫وقد يندب كالبيع بمحاباة أي مع العلم بها فيما يظهر وإل لم يثبششت‬
‫وعليه يحمل خبر المغبون ل مششأجور ول محمششود وإن كششان ضششعيفا‬
‫فششإن قلششت يمكششن حمششل نششدب المحابششاة هنششا علششى قششولهم يسششن‬
‫لمشتري ما يتعلق بعبادة أن ل يمششاكس فششي ثمنششه قلششت ل يمكششن‬
‫ذلك لن ما هنا في محاباة البائع وذاك في محاباة المشتري علششى‬
‫أن الذي يتجه ندب المحاباة للمشتري أيضا مطلقششا وذكرهششم ذاك‬
‫إنما هو بالنسبة للكدية ل لعدم الندب في شششراء مششا لغيششر عبششادة‬
‫بمحاباة لن قيششاس ذكرهششم نششدبها للبششائع مطلقششا نششدبها للمشششتري‬
‫كذلك‪.‬‬
‫فإن قلت يصدق عليه حينئذ أنه مغبون قلت ممنوع إنمششا المغبششون‬
‫من أخذ ماله لنحو تغفله أو عدم قصد محمود منه في المسششامحة‬
‫بدون ثمن مثله فإن قلت ينافي ذلك كله حششديث }ماكسششو الباعششة‬
‫فإنه ل خلق لهم{ قلت هذا حديث ضعيف وبفرض حسششنه لششورود‬
‫طرق له منها }أتاني جبريل فقال يا محمششد مششاكس عششن درهمششك‬
‫فإن المغبون ل مأجور ول محمود{ هو ل ينششافيه بششل يحمششل علششى‬
‫من لم يقصد محاباة لله فهذا ينبغي له مماكستهم دون من يقصد‬
‫ذلك لكن الوجه أن قصد المحاباة سششنة مطلقششا لكششن كونهششا فيمششا‬
‫يشترى للعبادة آكد وفي زمن نحششو غلء وقشد يكشره >ص‪<323 :‬‬
‫كبيع العينة وكل بيع اختلف في حله كالحيششل المخرجششة عششن الربششا‬
‫وكبيع دور مكة والمصحف ول يكره شراؤه على المعتمششد وكششالبيع‬
‫والشراء ممن أكثر ماله حرام ومخالفة الغزالي فيششه فششي الحيششاء‬
‫شاذة كما في المجموع وكذا سائر معاملته ويلحق بششذلك الشششراء‬
‫مثل من سوق غلب فيه اختلط الحرام بغيره ول حرمة ول بطلن‬
‫إل إن تيقششن فششي شششيء بعينششه موجبهمششا والحششرام مششر أكششثر مثلششه‬
‫والجائز ما بقي ول ينافي جوازه عششده مششن فششروض الكفايششات لن‬
‫فرض الكفاية جائز الترك بالنسبة للفراد‪.‬‬

‫)فصل( في تفريق الصفقة وتعدده‪ .‬وتفريقها إما فششي البتششداء‬


‫أو في الدوام أو في الحكام وقد ذكرهششا كششذلك وضششابط الول أن‬
‫يشتمل العقد على ما يصح بيعه وما ل يصح فإذا )باع( في صششفقة‬
‫واحدة )خل وخمرا( أو شاة وخنزيرا )أو( باع )عبده وحششرا أو( بششاع‬
‫عبده )وعبد غيره أو( باع )مششتركا بغيشر إذن الخشر( أي الششريك‬
‫)صح في ملكه في الظهر( وبطل في الخششر إعطششاء لكششل منهمششا‬
‫حكمششه سششواء أقششال هششذين أو هششذين الخليششن أم القنيششن أم الخششل‬
‫والخمششر والقششن والحششر بخلف عكسششه علششى مششا بينتششه فششي شششرح‬
‫الرشاد الصغير لن العطف على الممتنع ممتنع ومن ثششم لششو قششال‬
‫نساء العالمين طوالق وأنت يششا زوجششتي لششم تطلششق >ص‪<324 :‬‬
‫ويشترط أيضا العلم بهما ليتأتى التوزيع التي فششإن جهششل أحششدهما‬
‫بطل فيهما كما يششأتي فششي بيششع الرض مششع بششذرها‪ ،‬ويجششري تفريششق‬
‫الصششفقة فششي غيششر الششبيع أيضششا مششن العقششود والحلششول وغيرهمششا‬
‫كالشهادة >ص‪ <325 :‬بشرط تقديم الحل هنا أيضا وإنمششا بطششل‬
‫في الكل فيمششا إذا آجشر الراهششن المرهشون مششدة تزيششد علشى محشل‬
‫الدين أو الناظر للوقف أكثر مما شرطه الواقف لغيششر ضششرورة أو‬
‫استعار شيئا ليرهنه بدين فزاد عليه لخروجه بالزيادة عششن الوليششة‬
‫على العقد فلم يمكن التبعيض‪ .‬ويؤخششذ مششن العلششة أن الفششرض أن‬
‫الناظر علششم بالشششرط المششذكور لنعزالششه بمخششالفته صششريح شششرط‬
‫الواقششف وإل اختششص البطلن بششالزائد وهششو محمششل قششول الرويششاني‬
‫يبطل الزائد فقط وأن الراهن علم بشالرهن ومشدة الجشل والصشح‬
‫فيما قبل الحلول لعدم تقصيره ذكره أبو زرعششة وفيمششا إذا فاضششل‬
‫في الربوي كمد بر بمدين منه أو زاد في خيار الشرط على ثلثششة‬
‫أيام لما يأتي فيه أو في العرايشا علشى القشدر الجشائز لوقشوعه فشي‬
‫العقد المنهي عنه وهو ل يمكن التبعيض فيه وإنما بطل في الزائد‬
‫فقط في الزيادة في عقد الهدنة على أربعة أشهر أو عشر سنين‬
‫تغليبا لحقن الدماء المحتاج إليششه وفيمششا لششو كششان بيششن اثنيششن أرض‬
‫مناصفة فعين أحدهما منها قطعششة محفوفششة بجميعهششا وباعهششا مششن‬
‫غير إذن شريكه فل يصح في شيء منها كما نقله الزركشششي عششن‬
‫البغوي وأقره لنه يلزم على صحته في نصيبه منها الضرر العظيم‬
‫للشريك بمرور المشتري في حصته إلى أن يصل إلششى المششبيع ا ه‬
‫ومر آخر الشرط الثاني للبيع ما يصرح بذلك ونششوزع فششي اسششتثناء‬
‫الولى والثالثة بأن صورة تفريششق الصششفقة أن يعقششد علششى شششيئين‬
‫موجودين‪ :‬أحدهما حلل والمنفعة المعقود عليها في الولى شيء‬
‫واحد وما في الثالثة تصرف في ملك الغير بما لم يأذن فيششه ويششرد‬
‫بمنع قوله الصورة ذلك بل الضابط الجمع بين ممتنششع وغيششره ولششو‬
‫اعتبارا فشمل ذلك هاتين وغيرهما ومششن ثششم أجششروا التفريششق فششي‬
‫غير نحو البيع ممششا مششر وخششرج بقششوله بغيششر إذن الخششر بيعششه بششإذنه‬
‫فيصح جزما‪> .‬ص‪ <326 :‬ويصح عوده لعبده وعبششد غيششره ليفيششد‬
‫الصحة فيهما بإذن الخر لكششن محلششه إن فصششل الثمششن وحينئذ قششد‬
‫تعدد العقد وذلك ل يضر في المفهوم فإن قلششت يشششكل علششى مششا‬
‫ذكر في عبده وعبد غيره بل وعلى مششا يششأتي مششن أن الصششحة فششي‬
‫الحششل بالحصششة مششن المسششمى باعتبششار قيمتيهمششا‪ ،‬قششولهم لششو باعششا‬
‫عبديهما بثمن واحد لششم يصششح للجهششل بحصششة كششل عنششد العقششد لن‬
‫التقويم تخمين وهذا بعينه جار فيما هنششا إذ نحششو عبششده الششذي صششح‬
‫البيع فيه ما يقابله مجهول عند العقد فما الفرق قلششت يفششرق بششأن‬
‫الجهل بما يخص كل من عينين بيعتا صفقة واحدة إنما يؤثر وينظر‬
‫إليه في العقد عند اختلف المالك وعدم المرجح لما يأتي كما في‬
‫تلك لن إبطال أحدهما ترجيششح بل مرجششح فتعيششن بطلنهمششا لتعششذر‬
‫صحتهما لما يلشزم عليهشا مشن الجهشل بمشا يخشص كل ابتشداء وذلشك‬
‫يستلزم دوام النزاع بينهما ل إلى غاية وأمششا مسششألتنا فليششس فيهششا‬
‫ذلك والمرجح لبطال ما عدا الحل موجود فيها فلم ينظششر للجهششل‬
‫بما يخصه وإن فرض أنه عند العقد كمششا فششي بيششع سششيف وشششقص‬
‫مشفوع بألف كما يأتي فتأمله على أنا لو نظرنششا لهششذا الجهششل لششم‬
‫يتأت تفريششق الصششفقة مطلقششا لنششه يلزمششه النظششر للحصششة باعتبششار‬
‫القيمة وهو مجهول عند العقد ويؤدي للتنششازع‪ .‬فششإن قلششت يشششكل‬
‫على ذلك التعليل المار في بعتك هذا القطيع أو الثياب كششل اثنيششن‬
‫بدرهم من أن توزيع الدرهم على قيمتهمششا يششؤدي للجهششل فنظششروا‬
‫إليه مع اتحاد المالك قلت يفرق بأن المبيع هنا لم يتعين أصششل لن‬
‫كل اثنين فرض مقابلتهما بدرهم يحتمل أنهمششا مشن الخيشار أو مشن‬
‫غيره أو مختلفان فتعذر التوزيع من كل وجه بخلفه فششي مسششألتنا‬
‫ومسألة شقص وسيف لسهولة التوزيع فيهما مع المن مششن نششزاع‬
‫ل غاية له وإذا صح في ملكه فقط )فيتخيششر المشششتري( فششورا )إن‬
‫جهل( ذلك لضرره بتفريق الصفقة عليششه مششع عششذره بالجهششل فهششو‬
‫كعيب ظهر‬
‫)فإن أجاز( العقد أو كان عالما بالحرام عنششده >ص‪) <327 :‬ف(‬
‫لثمن )بحصته من المسمى باعتبار( الجزاء في مثليين بطل البيع‬
‫فششي أحششدهما وفششي المشششترك السششابق لنششه ل حاجششة فششي هششذين‬
‫النوعين إلى النظر للقيمة ولوضوح الششراد لششم يبششال بإبهششام كلمششه‬
‫اعتبار القيمة هنا أيضا وعلشى الرأسشين المتقشومين فشأكثر باعتبشار‬
‫)قيمتهما( إن كان لهما قيمة أو لم تكششن لحششدهما كششالخمر والحششر‬
‫والخنزير بعد التقدير التي وذلك ليقاعهمششا الثمششن فششي مقابلتهمششا‬
‫معا فلم يجب في أحدهما إل قسششطه فلششو سششاوى المملششوك مششائة‬
‫وغيره مائتين فالحصة ثلث الثمن ومحله إن كان الحرام مقصششودا‬
‫وإل كلمم صح في الخر بكل الثمن على الوجه ويقششدر الحششر قنششا‬
‫والميتششة مششذكاة والخمششر خل ل عصششيرا لعششدم إمكششان عششوده إليششه‬
‫والخنزير عنزا بقدره كبرا وصغرا خلفششا لمششن زعششم تقششدير كششبيره‬
‫ببقششرة وفششي ذلششك اضششطراب بينتششه مششع الجششواب عنششه فششي شششرح‬
‫الرشاد‪ .‬ثم رأيت بعضهم تمحل لمنع التناقض وأجرى ما في كششل‬
‫باب على ما فيه فقال ما حاصله إنما لم يرجششع هنششا للتقششويم عنششد‬
‫من يرى له قيمة لن الكافر ل يقبل خبره أي ومن شأن الششبيع أن‬
‫يكون بين مسلمين يجهلون قيمششة الخمششر عنششد أهلهششا مششن الكفششار‬
‫ورجع إليه في الوصية لصحتها بالنجس فلششم يحتششج إليهششا إل لبيششان‬
‫القسمة على عدد الرءوس فهي تابعة وفي الصداق لعلمهمششا بهششا‬
‫إذ هما كافران )وفي قول بجميعه( لن العقد لم يقششع إل علششى مششا‬
‫يحل بيعه >ص‪) <328 :‬ول خيار للبائع( وإن جهل لتقصيره ببيعه‬
‫لما ل يملك وعذره بالجهل نادر‬
‫)و( ضابط القسم الثاني أن يتلف قبششل القبششض بعششض مششن المششبيع‬
‫يقبل الفراد بالعقد أي إيراد العقد عليه وحده ومششن ذلششك مششا )لششو‬
‫بششاع عبششديه( أو عصششيرا أو دارا )فتلششف أحششدهما( أو تخمششر بعششض‬
‫العصير أو تلششف سششقف الششدار )قبششل قبضششه( فينفسششخ العقششد فيششه‬
‫وتستمر صحته فشي البشاقي بقسشطه مشن المسشمى إذا وزع علشى‬
‫قيمته وقيمة التالف ومر في المثليين اعتبار الجششزاء فيششأتي ذلششك‬
‫هنا أيضا وكذا في مثلي تلف بعضه وإنما )لم ينفسششخ فششي الخششر(‬
‫وإن لم يقبضه )على المذهب( مع جهالة الثمن لنهششا طششارئة فلششم‬
‫تضر كما ل يضر سقوط بعضه لرش العيب وخرج بتلف مششا يفششرد‬
‫بالعقد سقوط يششد المششبيع وعمششى عينيششه واضششطراب سششقف الششدار‬
‫ونحوها فل يسقط فيها إذ ل انفساخ بذلك لبقاء عين المششبيع واليششد‬
‫والبصار وثبات السقف ونحوها ل يفششرد بالعقششد ففواتهششا ل يششوجب‬
‫النفساخ بل الخيار ليرضى بالمبيع بكل الثمششن أو يفسششخ ويسششترد‬
‫الثمن بخلف الول فإن إفراد التالف بالعقد وإن أوجب النفسششاخ‬
‫فيه ل يوجب الجازة بكل الثمن )بل يتخيششر( المشششتري فششورا بيششن‬
‫فسخ العقد والجارة لتبعيض الصفقة عليه )فششإن أجششاز فبالحصششة(‬
‫النظير ما مر آنفا )قطعا( على ما هنا كأصله وفي الروضة كأصلها‬
‫عن أبي إسحاق طرد القولين فيه ولعلششه القششرب ول خيششار للبششائع‬
‫وكان وجهه مع عدم تقصيره بوجه وتفريق صفقة الثمشن عليشه أن‬
‫الثمن غير منظور إليه أصالة فاغتفر تفريقه دواما لنه يغتفششر فيششه‬
‫ما ل يغتفر في البتداء بخلف الثمن فششإنه المقصششود بالعقششد فششأثر‬
‫تفريقه دواما أيضا‬
‫)ولو جمع( العاقد أو العقد )فششي صششفقة مختلفششي الحكششم كإجششارة‬
‫وبيع( كبعتك هذا وأجرتك هذه سنة بألف ووجه اختلفهما اشتراط‬
‫التأقيت فيها وبطلنه به وانفساخها بالتلف بعششد القبششض دونششه )أو(‬
‫إجارة )وسلم( كأجرتك هذه وبعتششك كششذا فششي ذمششتي سششلما بششدينار‬
‫لشتراط قبض العوض فششي المجلششس فششي سششائر أنششواعه بخلفهششا‬
‫)صحا في الظهر( كل منهما بقسطه من المسششمى إذا وزع علششى‬
‫قيمة المبيع أو المسلم فيه وأجرة الدار كما قال )ويوزع المسمى‬
‫على قيمتهما( وتسمية الجرة قيمة صحيح لنها في الحقيقة قيمة‬
‫المنفعة ووجه >ص‪ <329 :‬صحتهما أن كل يصح منفردا فل يضر‬
‫الجمع ول أثر لمششا قششد يعششرض لختلف حكمهمششا بششاختلف أسششباب‬
‫الفسخ والنفساخ المحوجين إلى التوزيششع المسششتلزم للجهششل عنششد‬
‫العقد بما يخص كل من العوض لنه غير ضار كششبيع ثششوب وشششقص‬
‫صفقة وإن اختلفا في الشفعة واحتيج للتوزيع المستلزم لمششا ذكششر‬
‫فعلم أنه ليس المراد بششاختلف الحكششام هنششا مطلششق اختلفهششا بششل‬
‫اختلفها فيما يرجع للفسخ والنفساخ مع عدم دخولهما تحت عقد‬
‫واحد فل ترد مسألة الشششقص المششذكورة لنششه والثششوب دخل تحششت‬
‫عقد واحد هو البيع ول يختلفان في ذلك نعم أورد عليه بيع عبششدين‬
‫بشرط الخيار في أحدهما على البهام أكثر من الخر فششإنه يبطششل‬
‫فيهمششا مششع أنششه مششن القاعششدة ومششع شششمول كلمششه لششه حيششث عششبر‬
‫بمختلفي الحكم ولم يقل كأصله وغيره‪ :‬عقدين مختلفي الحكم‪.‬‬
‫ويجششاب بأنششا لششو سششلمنا أنششه منهششا كششان البطلن للشششرط المفسششد‬
‫المقارن للعقد ل لختلف الحكم على أن حذفه لعقششدين إنمششا هششو‬
‫لغناء مثاله عنه والتقييد بمختلفي الحكم لبيان محل الخلف فلششو‬
‫جمع بين متفقين كشركة وقراض كأن خلط ألفين له بألف لغيششره‬
‫وقال شاركتك على أحدهما وقارضتك على الخر فقبل صح جزما‬
‫>ص‪ <330 :‬لرجوعهما إلششى الذن فششي التصششرف بخلف مششا لششو‬
‫كان أحدهما جائزا كالبيع والجعالة فإنه ل يصح قطعا لتعذر الجمششع‬
‫بينهما )أو( نحو )بيششع ونكششاح( كزوجتششك بنششتي وبعتششك عبششدها بششألف‬
‫)صح النكاح( لنه ل يتأثر بفسششاد الصششداق بششل ول بششأكثر الشششروط‬
‫الفاسدة )وفي البيع والصداق القولن( فيصششح الششبيع بحصششة العبششد‬
‫من اللف والصداق بحصة مهر المثل منها كما سيذكره فششي بششابه‬
‫مع قيده‪.‬‬
‫)تنبيه( أعدت ضمير جمع على أحد ذينك لن كل منهما يششدل عليششه‬
‫السياق لكن في الثاني ركششة لن الصششفقة إن حملششت علششى العقششد‬
‫كما هو اصطلح الفقهششاء كششان التقششدير ولششو جمششع عقششد فششي عقششد‬
‫عقدين مختلفششي الحكششم وإن حملششت علششى اللفششاظ الواقعششة بيششن‬
‫المتعاقدين لغرضين فأكثر والتقششدير وإن جمششع العقششد فششي ألفششاظ‬
‫واقعة من اثنين عقدين مختلفي الحكم صح لكششن إطلق الصششفقة‬
‫على ذلك بعيد من اصششطلحهم إل أن توقششف صششحة الششتئام المتششن‬
‫عليه بتقدير أنه المراد أوجب المصير إليه والحاصششل أن المغششايرة‬
‫العتبارية كافية في صحة الحمل كأنا أبو النجم‬
‫)وتتعدد الصفقة بتفصيل الثمن( من المبتششدئ بالعقششد لششترتب كلم‬
‫الخششر عليششه )كبعتششك ذا بكششذا وذا بكششذا( وإن قبششل المشششتري ولششم‬
‫يفصل )وبتعدد البائع( كبعناك عبدنا هذا بششألف فتعطششى حصششة كششل‬
‫حكمها نعم لو قبل المشتري نصيب أحدهما بنصف الثمن لم يصح‬
‫لن اللفظ يقتضي جوابهما جميعا وبه فششارق مششا قششدمته أول الششبيع‬
‫في بعتك هذا بألف وهذه بمائة >ص‪) <331 :‬وكذا( تتعدد )بتعدد‬
‫المشتري( كبعتكما هذا بكششذا وكاشششترينا منششك هششذا بكششذا واقتصششر‬
‫عليهما لن الكلم فيهما وإل فهي تتعدد بتعدد العاقد مطلقششا )فششي‬
‫الظهر( قياسا على البائع فإن قبل أحدهما فكما ذكر فعلم أنه لششو‬
‫باع اثنان من اثنين كان بمنزلة أربع عقود ومن فوائد التعدد جششواز‬
‫إفراد كل حصة بالرد كما يأتي وأنه لو بان نصيب أحدهما حرا مثل‬
‫صح في الباقي قطعا‪.‬‬
‫)تنبيه( ما أفاده كلمه من القطع بتعششددها بتعششدد البششائع دون تعششدد‬
‫المشتري مشكل إل أن يفرق بأن المششبيع مقصششود فنظششروا كلهششم‬
‫إلى تعدد مالكه والثمن تابع فجاز أن ل ينظر بعضهم لتعدد مششالكه‬
‫لكنهم عكسوا ذلك في الشفعة فعششددوها بتعششدد المشششتري قطعششا‬
‫وبتعدد البائع على الصح وكذا العرايا‪ ،‬وسر ذلك فششي الشششفعة أن‬
‫المشتري إذا تعدد وأخذ الشفيع حصة أحدهما لم يضره لسششتقلل‬
‫كل بما صششار إليششه عهششدة وغيرهششا فلششم يكششن للخلف مجششال حينئذ‬
‫بخلف تعدد البششائع فششإن تمكيششن الشششفيع مششن أخششذ إحششدى حصششتي‬
‫البائعين يفرق الصفقة على المشششتري فجششرى الخلف نظششرا إلششى‬
‫ضرره وفي العرايا أنها رخصة للمشتري فششإذا تعششدد وحصششل لكششل‬
‫دون خمسة أوسق لم يكن للخلف مساغ لن كل لم يتعد مششا أذن‬
‫له فيه ظاهرا ول باطنا بخلف مششا إذا اتحششد وتعششدد البششائع فششإن مششا‬
‫حصشل للمششتري جشاوز الخمسشة فشامتنع علشى قشول نظشرا لهشذه‬
‫المجاوزة )ولو وكله أو وكلهما( إعادة الضششمير علششى معلششوم غيششر‬
‫مذكور سائغة شائعة فل اعتراض عليششه )فالصششح اعتبششار الوكيششل(‬
‫لن أحكام العقد تتعلق به فلو خرج ما اشتراه من وكيششل اثنيششن أو‬
‫من وكيلي واحد أو ما اشتراه وكيل اثنين أو وكيل واحد معيبا جششاز‬
‫رد نصيب أحد الوكيلين في الثانية والرابعة دون أحد الموكلين في‬
‫الولى والثالثة‪ ،‬نعم العبرة فششي الرهششن بالموكششل لن المششدار فيششه‬
‫على اتحاد الدين وعدمه وفي الشفعة تناقض في اعتبششار الموكششل‬
‫أو الوكيل بسطته في شرح الرشاد في بابها بما ل يسششتغنى عششن‬
‫مراجعته>ص‪<332 :‬‬

‫باب الخيار‬
‫هو اسم من الختيار الذي هو طلب خير المرين من المضششاء‬
‫والفسخ وهو لكششون أصششل الششبيع اللششزوم أي أن وضششعه يقتضششيه إذ‬
‫القصد منه نقل الملك وحل التصرف مع المن من نقششض صششاحبه‬
‫له وهما فرعا اللششزوم رخصششة شششرع إمششا لششدفع الضششرر وهششو خيششار‬
‫النقص التي وإما للتروي وهو المتعلق بمجرد التشهي وله سببان‬
‫المجلس والشرط وقد أخذ في بيانهما مقدما أولهمششا لقششوة ثبششوته‬
‫بالشرع بل شرط وإن اختلف فيه وأجمع على الثاني فقال )يثبششت‬
‫خيار المجلس في( كل معاوضششة محضششة وهششي مششا تفسششد بفسششاد‬
‫عوضه نحو )أنواع البيع( كبيع الجمد في شششدة الحششر وبيششع الب أو‬
‫الجد مال طفله لنفسششه وعكسششه لخششبر الصششحيحين >ص‪<333 :‬‬
‫}البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو يقول أحدهما للخر اختر{ بنصب‬
‫يقول بأو بتقدير إل أن أو إلى أن ل بالعطف وإل لقال يقل بالجزم‬
‫وهو ل يصح لن القصد استثناء القول مششن عششدم التفششرق أو جعلشه‬
‫غاية له ل مغششايرته لششه >ص‪ <334 :‬الصششادقة بوجششود القششول مششع‬
‫التفرق ولم يبال بهششذا اليهششام شششراح البخششاري حيششث جششوزوا فششي‬
‫رواية }ما لم يتفرقا أو يخير أحدهما الخر{ نصشب الشراء وجزمهشا‬
‫وخالف فيه أئمة تعلقا بما أكثره تشغيب ل أصل له قاله ابششن عبششد‬
‫البر ومن ثم ذهشب كششثيرون مشن أئمتنششا إلششى نقشض الحكششم بنفيششه‪،‬‬
‫وزعم النسخ لعمل أهل المدينة بخلفه ممنوع لن عملهم ل يثبت‬
‫به نسخ كما حقق في الصول على أن ابن عمر مششن أجلهششم وهششو‬
‫راوي الحديث كان يعمل بششه )كالصششرف والطعششام بالطعششام( وبمششا‬
‫قدمته من أن القصد بثبوت الخيار هنششا مجششرد التشششهي انششدفع مششا‬
‫قيل كيف يثبت مع أن المماثلة شرط فل أفضل حتى يختاره على‬
‫أن هذا غفلة عما مر فيهششا المعلششوم منششه أنهششا ل تمنششع أن أحششدهما‬
‫أفضل )والسلم والتولية والتشريك( ول يرد بيششع القششن مششن نفسششه‬
‫فإنه ل خيار فيه للقن وكذا لسيده على الوجه لتصريحهم بأن هذا‬
‫عقد عتاقة ل بيع ومثله البيع الضمني >ص‪ <335 :‬وكقسمة الرد‬
‫بخلف غيرها ولو بالتراضي لن الممتنششع منششه يجششبر عليششه )وصششلح‬
‫المعاوضششة( بخلف صششلح الحطيطششة فششإنه فششي الششدين إبششراء وفششي‬
‫العين هبة نعم صلح المعاوضة علششى المنفعششة إجششارة ول يششرد لنششه‬
‫سيصرح بعدم الخيار فيها وعلى دم العمد معاوضششة ول يششرد أيضششا‬
‫لنه معاوضة غير محضة وقد علم من سياقه أنه ل خيار فيها‬
‫)ولو اشترى من يعتق عليه( كأصله أو فرعه )فششإن قلنشا( فيمششا إذا‬
‫كان الخيار لهما )الملك في زمن الخيششار للبششائع أو موقششوف( وهششو‬
‫الصح )فلهمششا الخيششار( إذ ل مششانع )وإن قلنششا( الملششك )للمشششتري(‬
‫على الضعيف )تخير البائع( إذ ل مانع هنا أيضا بالنسبة إليه )دونه(‬
‫لن قضية ملكه له أن ل يتمكن من إزالته وأن يترتب عليه العتششق‬
‫فورا فلما تعذر الثاني لحق البائع بقي الول وباللزوم يتبين عتقششه‬
‫عليه وإن كان للبائع حق الحبس‬
‫)ول خيار في( مششا ل معاوضششة فيششه >ص‪ <336 :‬كوقششف ول فششي‬
‫عقد جائز ولو من جانب كرهن نعم إن شرط في بيع وأقبضه قبل‬
‫التفرق أمكن فسخه بأن يفسخ الششبيع فينفسششخ هششو تبعششا‪ ،‬وضششمان‬
‫ووكالة وشركة وقرض وقراض وعارية إذ ل يحتاج له فيششه ول فششي‬
‫)البراء( لنه ل معاوضششة فيششه )والنكششاح( لن المعاوضششة فيششه غيششر‬
‫محضة )والهبة بل ثواب( لعدم المعاوضة )وكذا ذات الثواب( لنهششا‬
‫ل تسمى بيعا والمعتمد ثبوته فيها ولو قبل القبض لنها بيع حقيقي‬
‫)والشفعة( أمششا المشششتري فلن الشششقص مششأخوذ منششه قهششرا وأمششا‬
‫الشفيع فلنه يبعد تخصيص خيار المجلششس بأحششد العاقششدين ابتششداء‬
‫)والجارة( بسائر أنواعها على المعتمد لنها ل تسمى بيعا ولفششوت‬
‫المنفعة بمضي الزمن فألزمنا العقد لئل يتلف جششزء مششن المعقششود‬
‫عليه ل في مقابلة العوض ولنها لكونها على معششدوم هششو المنفعششة‬
‫عقششد غششرر والخيششار غششرر فل يجتمعششان ويفششرق بيششن إجششارة الذمششة‬
‫والسلم بأنه يسمى بيعا بخلفها وبأن المعقود عليه يتصور وجششوده‬
‫في الخارج غير فائت منه شيء بمضي الزمن فكان أقوى وأدفششع‬
‫للغرر منه في إجارة الذمة وبينها وبين البيع الوارد علششى المنفعششة‬
‫كحق الممر بأنه لما عقد بلفظ الششبيع أعطششي حكمششه ومششن ثششم لششو‬
‫عقد بلفظ الجارة ل خيار فيه فيما يظهششر )والمسششاقاة( كالجششارة‬
‫)والصداق( لن المعاوضة فيه غير محضة مشع أنشه ليششس بمقصشود‬
‫بالذات ومثله عوض الخلششع )فششي الصششح( فششي المسششائل الخمششس‬
‫ومرت الشارة إلى رد المقابل في كل منها‬
‫)وينقطششع( خيششار المجلششس )بالتخششاير بششأن يختششارا( أي العاقششدان‬
‫)لزومششه( أي العقششد صششريحا >ص‪ <337 :‬كتخايرنششاه وأجزنششاه‬
‫وأمضيناه وأبطلنا الخيار وأفسدناه لنه حقهما فسقط بإسقاطهما‬
‫أو ضمنا بأن يتبايعا العوضين بعد قبضهما في المجلس فششإن ذلششك‬
‫يتضمن الرضا بلزوم الول فإيراد هذه الصورة على مفهوم المتن‬
‫غير صحيح )فلو اختار أحدهما( لزومه )سقط حقه وبقششي( الخيششار‬
‫)للخر( كخيار الشرط وقول أحدهما اختر أو خيرتك يقطششع خيششاره‬
‫لنششه رضششا منششه بلزومششه ل خيششار المخششاطب إل إن قششال اخششترت إذ‬
‫السكوت ل يتضمن رضا وإل إذا كان القششائل البششائع والمششبيع يعتششق‬
‫على المشتري لنه باختيار البائع يعتق على المشششتري لن الملششك‬
‫صار له وحده أو فسخه ولو بعششد الجششازة انفسششخ وإن لششم يششوافقه‬
‫الخر وإل بطلت فائدة الخيششار وفششارق الفسششخ الجششازة بششأنه يعيششد‬
‫المر لما كان قبل العقد ومن ثم لو أجاز واحد وفسخ الخششر قششدم‬
‫الفسخ‬
‫)و( ينقطع أيضششا بمفارقششة متششولي الطرفيششن بمجلسششه )وبششالتفرق‬
‫ببدنهما( >ص‪ <338 :‬أي العاقدين وإن وقششع مششن أحششدهما فقششط‬
‫ولو نسيانا أو جهل ل بروحهما لمششا يششأتي فششي المششوت وذلششك لخششبر‬
‫البيهقي }البيعان بالخيار حتى يتفرقا من مكانهما{ وصح عن ابششن‬
‫عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا باع قام فمشى هنيهششة ثششم رجششع‬
‫وقضيته حل الفراق خشية من فسخ صاحبه‪ ،‬وخششبر }ول يحششل لششه‬
‫أن يفارق صاحبه خشششية أن يسششتقيله{ محمششول الحششل فيششه علششى‬
‫الباحة المستوية الطرفين ومحله إن تفرقا عن اختيار فلششو حمششل‬
‫أحدهما مكرها بقي خياره ل خيششار الخششر إن لششم يتبعششه إل إذا منششع‬
‫وإن هرب بطل خيارهما لن غير الهارب يمكنه الفسخ بالقول مع‬
‫عدم عذر الهششارب بخلف المكششره فكششأنه ل فعششل لششه ويؤخششذ مششن‬
‫التعليل بتمكنه من الفسخ أن غير الهارب لو كان نائما مثل >ص‪:‬‬
‫‪ <339‬لم يبطل خياره وهو محتمل‪ ،‬وعند لحوقه ل بششد أن يلحقششه‬
‫قبل انتهائه إلى مسافة تحصل بمثلهششا المفارقششة عششادة وإل سششقط‬
‫خياره لحصششول التفششرق حينئذ ويبطششل الششبيع بششانعزال الوكيششل فششي‬
‫المجلس على ما في البحر لبطلن الوكالة قبل تمام البيع ويششوجه‬
‫بشأن لمجلشس العقشد حكمشه بشدليل إلحشاقهم الششرط الواقشع فشي‬
‫مجلسه بالواقع فيه فكان انعزاله في مجلسه كانعزاله قبششل تمششام‬
‫الصيغة وبه يعلم أن خيار الشرط في ذلششك كخيششار المجلششس إذ ل‬
‫فرق بينهما في إلحاق الشرط كما صرحوا به )فلو طال مكثهمششا(‬
‫في المجلس )أو قاما وتماشيا منششازل( ولششو فشوق ثلثششة أيششام )دام‬
‫خيارهما( لعدم تفرق بدنهما‪.‬‬
‫)ويعتبر في التفرق العرف( فما يعده الناس فرقة لششزم بششه العقششد‬
‫وما ل فل إذ ل حد له شششرعا ول لغششة ففششي دار أو سششفينة صششغيرة‬
‫بالخروج منها أو رقي علوها وكبيرة بخروج من محششل لخششر كمششن‬
‫بيت لصفة وبمتسع كسششوق ودار تفاحشششت سششعتها بتوليششة الظهششر‬
‫والمشي قليل ول يكفي بناء جدار وإرخاء سششتر بينهمششا إل إن كششان‬
‫بفعلهما أو أمرهما فإن كان من أحدهما فقط بطل خياره ل خيششار‬
‫الخر إل إن قدر على منعه أو لم يتلفظ بالفسخ فيمششا يظهششر كمششا‬
‫لو هرب وفي متبايعين من بعد بمفارقششة محششل الششبيع ل إلششى جهششة‬
‫الخر ول بالعود لمحله بعد المضي إلى الخر هششذا مششا بحثششه جمششع‬
‫واعترض بأن القياس انقطاعه بمفارقششة أحششدهما مكششانه ووصششوله‬
‫لمحل لو كان الخر معه بمجلس العقد عد تفرقا وقد يجششاب بششأن‬
‫ما بينهما من التباعد حالة العقد صار كله حريششم العقششد فلششم يششؤثر‬
‫مطلقا ومر أول البيع بقاء خيار الكاتب إلى انقضاء خيار المكتوب‬
‫إليه بمفارقته لمجلس قبوله‬
‫)ولو مات( في المجلس كلهما أو )أحدهما >ص‪ <340 :‬أو جن(‬
‫أو أغمي عليه )فالصح انتقاله إلشى الشوارث( ولشو عامشا )والشولي(‬
‫والسيد في المكاتب والمأذون والموكل كخيشار الششرط وإن كشان‬
‫أقوى للجماع عليه ولثبوته لغير المتعاقدين‪ .‬ومششن ثششم جششرى هششذا‬
‫الخلف هنا ل ثم وإذا انتقل للولي فعل الصششلح أو للششوارث الغيششر‬
‫الهل نصب الحششاكم عنششه مششن يفعششل الصششلح أو الهششل المتحششد أو‬
‫المتعدد فإن كان بمجلس العقد امتد خياره كالحي إلى التخششاير أو‬
‫التفرق نعم ل عبرة بمفارقة بعض الورثة أو غائبا عنه امتد خيششاره‬
‫على المعتمد إلى مفارقته أو مفارقة المتأخر فراقه منهم مجلس‬
‫بلوغ الخبر وبانقطاع خيارهم ينقطع خيار الحي >ص‪ <341 :‬وإن‬
‫لم يفارق مجلسه‪ ،‬وينفسخ فششي الكششل بفسششخ بعضششهم ولششو فسششخ‬
‫قبل علمه بموت مورثه نفذ وكذا لششو أجششاز علششى الوجششه ولششو بلششغ‬
‫المولى رشيدا وهو بالمجلس لم ينتقل إليششه الخيششار ويششوجه بعششدم‬
‫أهليته حين البيع وفي بقائه للولي وجهان وكذا في خيششار الشششرط‬
‫والوجه بقاؤه له استصحابا لما كان )ولو( جاءا معا )وتنازعا فششي(‬
‫أصل )التفرق( قبل مجيئهما )أو( معا أو مرتبا واتفقا على التفششرق‬
‫ولكن تنازعا في )الفسخ قبله صدق النشافي( للتفشرق فشي الولشى‬
‫وللفسخ في الثانية بيمينه لن الصل دوام الجتماع وعدم الفسخ‪.‬‬

‫)فصل( في خيششار الشششرط وتششوابعه )لهمششا( أي العاقششدين بششأن‬


‫يتلفظ كل منهما بالشرط )ولحدهما( على التعيششن ل البهششام بششأن‬
‫يتلفظ هو بششه إذا كششان هششو المبتششدئ باليجششاب أو القبششول ويششوافقه‬
‫الخششر مششن غيششر تلفششظ بششه وحينئذ فل اعششتراض علششى قششوله >ص‪:‬‬
‫‪ <342‬ولحدهما بل ول يستغنى عنه خلفششا لمششن زعمششه وأمششا إذا‬
‫شرط المتأخر قبوله أو إيجابه فيبطل العقد لعدم المطابقششة ومششر‬
‫ما يعلم منه أن لهما ولحششدهما إن وافقششه الخششر فششي زمششن جششواز‬
‫العقششد لخيششار مجلششس أو شششرط إلحششاق شششرط صششحيح لنششه حينئذ‬
‫كالواقع في صلب العقد )شرط الخيششار( لهمششا ولحششدهما ولجنششبي‬
‫كالقن المبيع اتحد المشروط له أو تعدد ولو مع شرط أن أحدهما‬
‫يششوقعه لحششد الشششارطين والخششر للخششر والوجشه اشششتراط تكليششف‬
‫الجنبي ل رشده وأنه ل يلزمه فعششل الحششظ بنششاء علششى أن شششرط‬
‫الخيار تمليك له وهو الوجششه أيضششا وعليششه يكفششي عششدم الششرد فيمششا‬
‫يظهر لنه ليس تمليكا حقيقيا وأن قوله على أن أشششاور يومششا مثل‬
‫صحيح ويكون شارطا الخيار لنفسه )في أنششواع الششبيع( الشتي يثبشت‬
‫فيها خيار المجلس إجماعا ولما صح أن بعض النصششار وهششو حبششان‬
‫بفتح أوله وبالموحدة ابن منقد أو منقذ بالمعجمششة والششده روايتششان‬
‫جزم بكل جماعة وهما صحابيان كشان يخشدع فشي الشبيوع فأرششده‬
‫صلى الله عليه وسلم إلى أنه يقول عند البيع ل خلبة وأعلمه أنششه‬
‫إذا قال ذلك كان له خيار ثلث ليال ومعناها وهي بكسر المعجمششة‬
‫وبالموحششدة ل غبششن ول خديعششة ومششن ثششم اشششتهرت فششي الشششرع‬
‫لشتراط الخيار ثلثا فإن ذكرت وعلما معناها ثبت ثلثا وإل فل‪.‬‬
‫واعترض السنوي وغيره المتن بأنه لم يبين المشروط لششه الخيششار‬
‫فأوهم وهو عجيب فششإن مششن قواعششدهم أن حششذف المعمششول يفيششد‬
‫العمششوم الششذي قررتششه >ص‪ <343 :‬بششل وصششحة مششا ذهششب إليششه‬
‫الروياني مخالفا لوالده من جششوازه لكششافر فششي نحششو مسششلم مششبيع‬
‫ولمحششرم فششي صششيد إذ ل إذلل ول اسششتيلء فششي مجششرد الجششازة‬
‫والفسخ وما قررته من هذا الجواب الواضح المفيد لشمول المتن‬
‫لهذه المسششائل أولششى مششن جششواب المنكششت بششأن المجششرور متعلششق‬
‫بالخيار المضاف للمبتدإ المخبر عنه بالجار والمجرور بعده إذ فيششه‬
‫من التكلف والقصششور مششا ل يخفششى وإذا شششرط لجنششبي لششم يثبششت‬
‫لشارطه له إل إن مات الجنبي فششي زمنششه فينتقششل لشششارطه ولششو‬
‫وكيل ولو مات العاقد انتقششل لششوارثه مششا لششم يكششن العاقششد وليششا وإل‬
‫فللقاضششي كمششا هششو ظششاهر أو وكيل وإل فلمششوكله وليششس لوكيششل‬
‫شرطه لغير نفسه وموكله إل بإذنه‪.‬‬
‫ويظهششر أن سششكوته علششى شششرط المبتششدئ كشششرطه خلفششا لزعششم‬
‫بعضهم أن مساعدة الوكيل بأن تأخر لفظه عششن اللفششظ المقششترن‬
‫بالشششرط ليسششت كاشششتراطه >ص‪ <344 :‬وذلششك لن المحششذور‬
‫إضرار الموكل وهو حاصل بشرطه وسكوته كما هو واضح واعلششم‬
‫أن خيار المجلس والشرط متلزمان غالبا قد يثبت ذاك ل هششذا ول‬
‫عكس كما أفاده قوله )إل أن يشترط القبض فششي المجلششس( مششن‬
‫الجانبين )كربوي( أو من أحدهما كإجارة ذمة بنششاء علششى الضششعيف‬
‫أن خيششار المجلششس يثبششت فيهششا )وسششلم( لمتنششاع التأجيششل فيهمششا‪،‬‬
‫والخيار لمنعه الملك أو لزومه أعظم غررا منششه ول يجششوز شششرطه‬
‫أيضا في شراء من يعتق عليه للمشتري وحده لسششتلزامه الملششك‬
‫له المستلزم لعتقه المانع من الخيار ومششا أدى ثبششوته لعششدمه كششان‬
‫باطل من أصله بخلف شرطه لهما لوقفه أو للبائع لن الملششك لششه‬
‫كما يأتي ول في البيع الضمني ول فيما يتسارع إليششه الفسششاد فششي‬
‫المدة المششروطة لن قضشية الخيشار التوقشف عشن التصشرف فيشه‬
‫فيششؤدي لضششياع مششاليته ول ثلثششا للبششائع فششي المصششراة لدائه لمنششع‬
‫الحلب المضر بها‪ ،‬وطرد الذرعي له فشي كشل حلشوب يشرد بشأنه ل‬
‫داعي هنششا لعششدم الحلششب بخلفششه ثششم فشإن ترويجششه للتصششرية الششتي‬
‫قصدها بمنعه من الحلب وإن كان اللبن ملكه ويظهششر أن شششرطه‬
‫فيها لهما كذلك وأن مثل الثلث ما قاربها مما من شششأنه أن يضششر‬
‫بها فإن قلت كيف يعلم المشتري تصريتها حتى يمتنع عليه شششرط‬
‫ذلك للبششائع أو يششوافقه عليششه قلششت يحمششل ذلششك علششى مششا إذا ظششن‬
‫التصرية ولم يتحققها أو المراد أن إثششم ذلششك يختششص بالبششائع أو أن‬
‫بظهور التصرية يتبين فساد الخيار وما يشترتب عليشه مشن فسششخ أو‬
‫إجششازة ولششو تكششرر بيششع كششافر لقنششه المسششلم بشششرط الخيششار >ص‪:‬‬
‫‪ <345‬وفسخه ألزمه الحاكم بيعه بتا‪.‬‬
‫)وإنما يجوز( شرطه )في مدة معلومة( لهما كإلى طلششوع شششمس‬
‫الغد وإن لم يقل إلى وقته لن الغيم إنما يمنع الشراق ل الطلوع‬
‫أو إلى ساعة وهل تحمل على اللحظة أو الفلكية إن عرفاها محل‬
‫نظر ويتجششه أنهمششا إن قصششدا الفلكيششة أو عرفاهششا حمششل عليهششا وإل‬
‫فعلى لحظة أو إلى يوم ويحمل على يوم العقد فششإن عقششد نصششف‬
‫النهار مثل فإلى مثله وتدخل الليلة للضرورة وإنما لم يحمل اليوم‬
‫في الجارة على ذلك لنها أصل والخيار تابع فاغتفر في مششدته مششا‬
‫لم يغتفر في مدتها أو نصف الليل انقضى بغششروب شششمس اليششوم‬
‫الذي يليه كما في المجموع‪.‬‬
‫واعترض نقل ومعنششى بششأنه ل بششد هنششا مششن دخششول بقيششة الليششل وإل‬
‫صارت المدة منفصلة عن الشرط ويجاب بششأنه وقششع تابعششا فششدخل‬
‫من غير تنصيص عليه وكما دخلت الليلششة فيمششا مششر مششن غيششر نششص‬
‫عليها لن التلفيق يؤدي إلى الجواز بعد اللششزوم فكششذا بقيششة الليششل‬
‫هنا لذلك بجامع أن التنصيص على الليل فيهمششا ممكششن فلششزم مششن‬
‫قولهم بعدم وجششوبه ثششم قششولهم بعششدمه هنششا وكششون طرفششي اليششوم‬
‫الملفق يحيطان بالليلة ثم ل هنا ل يؤثر‪ ،‬أما شرطه مطلقا أو في‬
‫مدة مجهولة كمن التفرق أو إلى الحصاد أو العطاء أو الشتاء ولم‬
‫يريدا الوقت المعلوم فمبطل للعقد لما فيه من الغرر وإنما يجششوز‬
‫في مدة متصلة بالشرط وإل لزم جوازه بعششد لزومششه وهششو ممتنششع‬
‫>ص‪ <346 :‬متوالية )ل تزيد على ثلثة أيششام( لن الصششل امتنششاع‬
‫الخيار إل فيما أذن فيه الشارع ولم يأذن إل في الثلثة فمششا دونهششا‬
‫بقيودهششا المششذكورة فبقششي مششا عششداها علششى الصششل بششل روى عبششد‬
‫الرزاق }أنه صلى الله عليه وسلم أبطل بيعششا شششرط فيششه الخيششار‬
‫أربعة أيام{ فإن قلششت إن صششح فالحجششة فيششه واضششحة وإل فالخششذ‬
‫بحديث الثلثة أخذ بمفهششوم العششدد والكششثرون علششى عششدم اعتبششاره‬
‫قلت محله إن لم تقم قرينة عليشه وإل وجششب الخشذ بشه وهششي هنششا‬
‫ذكر الثلثة للمغبون السابق إذ لو جاز أكثر منها لكان أولى بالذكر‬
‫لن اشتراطه أحوط في حق المغبون فتأمله وإنمششا بطششل لشششرط‬
‫الزيششادة ولششم يخششرج علششى تفريششق الصششفقة لن إسششقاط الزيششادة‬
‫يستلزم إسقاط بعض الثمششن فيششؤدي لجهلششه وتششدخل ليششالي اليششام‬
‫الثلثة المشروطة سواء السابق منها على اليام والمتأخر‬
‫)وتحسب( المدة المشروطة )من( حين )العقد( إن وقششع الشششرط‬
‫فيه وإل بأن وقع بعده في المجلششس >ص‪ <347 :‬فمششن الشششرط‬
‫وآثر ذكر العقد لن الغالب وقوع شرط الخيار فيه ل في المجلس‬
‫بعده )وقيل من التفششرق( أو التخششاير لثبششوت خيششار المجلششس قبلششه‬
‫فيكون المقصود ما بعده وردوه بأنه ل بعد في ثبوته إلششى التفششرق‬
‫بجهتي المجلس والشرط كما يثبت بجهتي الخلف والعيب ويجري‬
‫هنا نظير ما مر ثم من اللزوم باختيار مششن خيششر لزومششه وإن جهششل‬
‫الثمن والمبيع كما اعتمده جمع وبانقضاء المدة ومن تصديق نافي‬
‫الفسخ أو النقضاء ول يجب تسليم مبيع ول ثمن في زمششن الخيششار‬
‫أي لهما كما هو ظاهر ول ينتهي به فله استرداده ما لم يلششزم‪ ،‬ول‬
‫يحبس أحدهما بعد الفسخ لرد الخر لرتفاع حكششم العقششد بالفسششخ‬
‫فيبقى مجششرد اليششد وهششي ل تمنششع وجششوب الششرد بششالطلب كششذا فششي‬
‫المجموع هنا ومثله جميع الفسوخ كما اعتمده جمع لكن الذي في‬
‫الروض واعتمده السبكي وغيره وتبعتهم في المبيع قبل قبضه أن‬
‫له الحبس فيمتنع تصرف مالكه فيه ما دام محبوسا‪.‬‬
‫)والظهششر( فششي خيششاري المجلششس والشششرط )أنششه إن كششان الخيششار‬
‫للبائع( أو الجنبي عنه )فملك المبيع( بتوابعه التية وحذفها لفهمها‬
‫منه إذ يلزم من ملك الصل ملك الفرع غالبششا )لششه( وملششك الثمششن‬
‫بتوابعه للمشتري )وإن كششان( الخيششار )للمشششتري( أو لجنششبي عنششه‬
‫)فله( ملك المبيع وللبائع ملك الثمن لقصر التصرف على مششن لششه‬
‫الخيار والتصرف دليل الملك وكونه لحششدهما فششي خيششار المجلششس‬
‫بأن يختار الخر لزوم العقشد )وإن كشان( الخيشار )لهمشا( أو لجنشبي‬
‫عنهما )ف( الملك في المبيع والمثمن )موقوف فإن تم البيع بششان‬
‫أنه( أي ملك المبيع )للمشتري( >ص‪ <348 :‬وملك الثمن للبششائع‬
‫)مششن حيششن العقششد وإل( يتششم بششأن فسششخ )فللبششائع( ملششك المششبيع‬
‫وللمشتري ملك الثمن من حين العقد وكأن كل لم يخرج عن ملك‬
‫مالكه لن أحد الجانبين ليس أولى مششن الخششر فوقششف المششر إلششى‬
‫اللششزوم أو الفسششخ وينبنششي علششى ذلششك الكسششاب والفششوائد كششاللبن‬
‫والثمر والمهر ونفوذ العتق والستيلد وحل الوطء ووجوب النفقة‬
‫فكل من حكمنا بملكه لعين ثمن أو مثمن كان له وعليه ونفذ منه‬
‫وحل له ما ذكششر وإن فسششخ العقششد بعششد إذ الصششح أن الفسششخ إنمششا‬
‫يرفع العقد من حينه ل من أصله ومن لم يخير ل ينفذ منششه شششيء‬
‫مما ذكر فيما خير فيه الخر وإن آل الملك إليه وعليه مهششر وطششء‬
‫لمن خير ما لم يأذن له لحد للشبهة فيمششن لششه الملششك‪ ،‬ومششن ثششم‬
‫كان الولد حششرا نسششيبا والمششراد بحششل الششوطء للمشششتري مششع عششدم‬
‫حسبان الستبراء في زمن الخيار حله من حيششث الملششك وانقطششاع‬
‫سلطنة البائع وإن حرم من حيث عدم الستبراء فهو كحرمته مششن‬
‫حيث نحو حيض وإحرام وهذا أولى من قصر الزركشي لذلك على‬
‫ما إذا اشترى زوجته‪.‬‬
‫قال‪ :‬فإنه ل يلزمه استبراء حيث كان الخيار له فإن كان لهمششا لششم‬
‫يجز له وطؤها فششي زمنششه لنششه ل يششدري أيطششأ بالملششك أو الزوجيششة‬
‫وجزمه بحل الوطء في الولى يخالفه جزم غيششره بحرمششة الششوطء‬
‫فيها وإن لم يجب استبراء لضعف الملك ومر ما يعلم منششه بطلن‬
‫هذين الجزمين وفششي حالششة الوقششف يتبششع جميششع مششا ذكششر اسششتقرار‬
‫الملك بعد‪ ،‬نعم يطالبان بالنفاق ثم يرجع من بان عدم ملكه‪.‬‬
‫قال بعضهم‪ :‬إن أنفق بإذن الحششاكم >ص‪ <349 :‬وفيششه نظششر بششل‬
‫تراضيهما على ذلك كاف وكذا إنفاقه بنية الرجوع والشهاد عليهششا‬
‫مع امتناع صاحبه وفقششد القاضششي أخششذا ممششا يششأتي فششي المسششاقاة‬
‫وهرب الجمال ول يحل لواحد منهما حينئذ وطء ونحوه قطعششا وإن‬
‫أذن البائع للمشتري وقول السنوي إنه يحل له بإذن البششائع مبنششي‬
‫على بحث المصنف أن مجرد الذن في التصرف إجازة والمنقششول‬
‫خلفه‬
‫)ويحصل الفسخ والجششازة( للعقششد فششي زمششن الخيششار )بلفششظ يششدل‬
‫عليهما( صريحا أو كناية أما الصششريح فششي الفسششخ فهششو )كفسششخت‬
‫البيع ورفعته واسترجعت المششبيع( ورددت الثمششن )و( أمششا الصششريح‬
‫)في الجازة( فهو نحو )أجزته وأمضيته( وألزمته وإذا شرط لهمششا‬
‫ارتفع جميعه بفسخ أحدهما ل بإجازته بششل يبقششى للخششر لن إثبششات‬
‫الخيار إنمششا قصششد بششه التمكششن مششن الفسششخ دون الجششازة لصششالتها‬
‫وقول من خير ل أبيع أو ل أشتري إل بنحو زيادة مع عدم موافقششة‬
‫الخر له فسخ‬
‫)ووطء البائع( الواضح لواضح علم أو ظن أنه المبيع ولم يقصد به‬
‫الزنا ول كان محرما عليه بنحو تمجس علششى الوجششه كمششا لششو لط‬
‫بالغلم وكذا بخنثى إن اتضح بعد بالنوثة ل لخنثى أو منه لم يتضح‬
‫>ص‪ <350 :‬وخرج بششه مقششدماته )وإعتششاقه( ولششو معلقششا لكلششه أو‬
‫بعضه أو إيلده حيث تخيرا أو هو وحده )فسخ( أما العتاق فلقوته‬
‫ومن ثم نفذ قطعا وأما الوطء فلتضمنه اختيار المساك وإنمششا لششم‬
‫يكن رجعة لن الملك يحصل بالفعل كالسبي فكذا تششداركه بخلف‬
‫النكاح ومع كون نحو إعتاقه فسخا هو نافذ منه وإن تخيرا لتضمنه‬
‫الفسخ فينتقل الملك إليه قبله ول ينفذ من المشتري إذا تخيرا بل‬
‫يوقف حيث لم يأذن له البائع لتقدم الفسخ لو وقع من البششائع بعششد‬
‫علششى الجششازة )وكششذا بيعششه( ولششو بشششرط الخيششار لكششن إن كششان‬
‫للمشتري )وإجارته وتزويجه ووقفه ورهنششه وهبتششه إن اتصششل بهمششا‬
‫القبض ولو وهب( لفرع )في الصح( حيث تخيرا أو هو وحده أيضا‬
‫فكل منها فسخ لشعارها باختيار المساك فقدم على أصششل بقششاء‬
‫العقد ومع كونهششا فسششخا هششي منششه صششحيحة تقششديرا للفسششخ قبلهششا‬
‫)والصح أن هذه التصرفات( البيع وما بعده )من المشتري( حيششث‬
‫تخيرا أو هو وحده )إجازة( للشراء لشعارها باختيار المساك نعششم‬
‫ل تصح منه إل إن تخير أو أذن له البائع أو كششانت معششه وفششارق مششا‬
‫مر في البائع >ص‪ <351 :‬بششتزلزل ملكششه وبششأن صششحتها والخيششار‬
‫لهما من غير إذن البائع مسقطة لفسششخه وهششو ممتنششع )و( الصششح‬
‫)أن العرض على البيع( وإنكاره )والتوكيشل فيشه ليشس فسشخا مشن‬
‫البائع ول إجازة من المشتري( لنه قد يستبين أرابح هو أم خاسششر‬
‫وإنما حصل الرجوع عن الوصية بذلك لضعفها إذ لم يوجد إل أحششد‬
‫شقي عقدها‬

‫)فصششل( فششي خيششار النقيصششة وهششو المتعلششق بفششوات مقصششود‬


‫مظنون نشأ الظن فيه من التزام شرطي أو تغرير فعلي أو قضاء‬
‫عرفي ومر ما يتعلق بالول ويأتي ما يتعلق بالثششاني وبششدأ بالثششالث‬
‫لطول الكلم عليه فقال )للمشتري الخيار( في رد المبيع )بظهشور‬
‫عيب قديم( فيه وكذا للبائع بظهور عيب قشديم فشي الثمشن وآثشروا‬
‫الول لن الغالب في الثمن النضباط فيقل ظهور العيب فيه وهو‬
‫أعني القديم ما قارن العقد أو حدث قبل القبششض وقششد بقششي إلششى‬
‫الفسخ إجماعا في المقششارن ولن المششبيع فششي الثششاني مششن ضششمان‬
‫البائع فكذا جزؤه وصفته وإن قدر من خير على إزالة العيششب نعششم‬
‫لو اشترى محرما بنسك بغير إذن سششيده لششم يتخيششر لقششدرته علششى‬
‫تحليلششه كالبششائع أي لنششه ل مشششقة فيششه ول نظششر هنششا لكششونه يهششاب‬
‫القدام على إبطال العبادة لن الرد لكونه قد يستلزم فوات مششال‬
‫على الغير ل بد له من سبب قوي وهذا ليس منه بخلفه في نحششو‬
‫التمتع بالحليلة التي في النفقات فتأمله‪.‬‬
‫ولو كان حدوث العيب بفعله قبل القبض أو كششانت الغبطششة >ص‪:‬‬
‫‪ <352‬في المساك والمشتري مفلس أو ولششي أو عامششل قششراض‬
‫أو وكيل ورضششيه مششوكله فل خيششار ويفششرق بيششن هششذا ومششا يششأتي أن‬
‫المستأجر لو عيب الدار تخير بأن فعله لم يرد على المعقود عليه‬
‫وهو المنافع لنها مستقبلة غير موجودة حال بخلف فعله هنا وأنها‬
‫لو جبت ذكر زوجها تخيرت بأن ملحظ التخيير ثم اليأس وقد وجد‬
‫ثم رأيت ما يأتي في المبيع قبل قبضه وهو قريب مما ذكرته ومششا‬
‫مر أن الوكيل في خياري المجلس والشرط ل يتقيد برضا الموكل‬
‫فيما لو منعه من الجازة أو الفسخ بأن الملحظ هنا فوات الماليششة‬
‫وعدمه وهو إنما يرجع للموكل وثم مباشرة ما تسششبب عششن العقششد‬
‫وهو إنما يرتبط هنا بمباشرة فقط وكالعيب فوات وصف يزيد في‬
‫الثمن قبل قبضه وقد اشتراه به كالكتابة ولو بنحو نسشيان فيتخيشر‬
‫المشتري وإن لم يكن فششواته مششن أصششله عيبششا )كخصششاء( بالمششد أو‬
‫جب )رقيشق( أو حيششوان آخشر‪ ،‬لن الفحششل يصشلح لمشا ل يصشلح لشه‬
‫الخصي ول نظر لزيادة القيمة به باعتبار آخر لن فيه فششوات جششزء‬
‫من البدن مقصود >ص‪ <353 :‬وبحث الذرعي أنششه ليششس بعيششب‬
‫في الضأن المقصود لحمه والبراذين والبغال لغلبة ذلك فيها وأيده‬
‫غيره بأنه قضية الضابط التي أي فهو كالثيوبة في المششاء‪ ،‬وقطششع‬
‫الشفرين عيششب كمششا شششمله كلمهششم وغلبتششه فششي بعششض النششواع ل‬
‫توجب غلبته في جنس الرقيق )وزناه( ذكرا كان أو أنششثى ولششواطه‬
‫وتمكينه من نفسه وسحاقها ولو مرة من صغير له نوع تمييز وإن‬
‫تاب وحسن حاله لنه قد يألفه ولن تهمته ل تششزول ولهششذا ل يعششود‬
‫إحصان الزاني بتوبته ويظهر أن وطء البهيمة كذلك‬
‫وأفتى البغوي فيمن اشترى أمششة يظنهششا هششو والبششائع زانيششة فبششانت‬
‫زانية بأنه يتخير لنه لم يتحقق زناها قبل العقد وأقششره غيششر واحششد‬
‫ومنه يؤخذ أن الشراء مع ظن العيب ل يسقط الرد ول يششرد عليششه‬
‫قولهم مظنون نشأ الظن فيششه مششن قضششاء عرفششي لن الظششاهر أن‬
‫المشششراد ظشششن أهشششل العشششرف ل خصشششوص العاقشششد >ص‪<354 :‬‬
‫)وسرقته( ولو لختصاص كما شششمله إطلقهششم ويظهششر فششي أخششذه‬
‫نهبا أنه عيب أيضا كالزنا في أحواله المششذكورة وعلتششه إل فششي دار‬
‫الحرب لن المأخوذ غنيمة )وإباقه( وهششو التغيششب عششن سششيده ولششو‬
‫لمحل قريب في البلد كما شمله إطلقهم أيضا كالزنا في أحششواله‬
‫المذكورة وعلته أيضششا كمششا صششرح بششه غيششر واحششد إل إذا جششاء إلينششا‬
‫مسلما من بلد الهدنة لن هذا إباق مطلوب ويلحق به ما لششو أبششق‬
‫إلى الحاكم لضرر ل يحتمل عادة ألحقه به نحو سيده وقششامت بششه‬
‫قرينة ووقع في كلم شارح ما قد يخالف ما ذكرته فل تغتر به وما‬
‫لو حمله عليه تسويل نحششو فاسششق يحمششل مثلششه علششى مثلششه عششادة‬
‫ومحل الرد به إذا عاد وإل فل رد ول أرش اتفاقا )وبوله بالفراش(‬
‫إن اعتاده أي عرفا فل يكفي مرة فيما يظهر لنه كثيرا ما يعششرض‬
‫المرة بل والمرتين ثششم يششزول وبلششغ سششبع سششنين ومحلششه إن وجششد‬
‫البول في يد المشتري أيضششا وإل فل لتششبين أن العيششب زال وليششس‬
‫هو من الوصاف الخبيثة التي يرجششع إليهششا الطبششع بخلف مششا قبلششه‬
‫وهل لعوده هذا مدة يقدر بها أو ل‪ ،‬محل نظر والذي يتجه أنششه إن‬
‫حكم خبيران بأنه من آثار الول فعيب وإن توقفا أو فقدا أو حكما‬
‫بأنه من حادث فل ولششو لششم يعلششم بششه إل بعششد كششبره فل رد بششه ولششه‬
‫الرش لن علجه لما صعب في الكششبير صششار كششبره كعيششب حششدث‬
‫)وبخره( المستحكم بأن علم كونه من المعدة لتعذر زواله بخلفه‬
‫من الفم لسهولة زواله ويلحق به على الوجه تراكششم وسششخ علششى‬
‫السنان تعذر زواله )وصنانه( المستحكم دون غيره لذلك ومرضششه‬
‫مطلقا إل نحو صداع يسير على الوجه أخذا مما ذكروه في أعذار‬
‫الجمعشة والجماعشة >ص‪ <355 :‬ولشو ظشن مرضشه عارضشا فبشان‬
‫أصليا تخير كما لو ظن البياض بهقا فبان برصا‬
‫ومن عيوب الرقيق وهي ل تكاد تنحصر كونه نمامششا أو تمتامششا مثل‬
‫أو قاذفا أو تاركا للصلة أو أصم أو أقرع أو أبلششه أو أرت أو أبيششض‬
‫الشعر لدون أربعين سنة ويظهر أنه ل بد من بيششاض قششدر يسششمى‬
‫في العرف شيبا منقصا أو شتاما أو كذابا وعبروا هنششا بالمبالغششة ل‬
‫في نحو قاذفا فيحتمل الفششرق ويحتمششل أن الكششل السششابق والتششي‬
‫على حد سواء في أنه ل بد أن يكون كل من ذلك صار كالطبع لششه‬
‫أي بأن يعتاده عرفا نظير ما مر لكن يشكل عليه بحث الزركشششي‬
‫أن ترك صلة واحدة يقتل بها عيب إل أن يجششاب بششأن هششذا صششيره‬
‫مهدرا وهو أقبح العيوب أو آكل لطين أو مخششدر أو شششاربا لمسششكر‬
‫ما لم يتب وظاهر أنه ل يكتفى في توبته بقول البائع‪ ،‬أو قرنششاء أو‬
‫رتقاء >ص‪ <356 :‬أو حامل أو ل تحيض من بلغت عششرين سشنة‬
‫أو أحد ثدييها أكبر من الخر أو نحو مجوسية أو مصطك الركبششتين‬
‫مثل أو خنثى ولو واضحا إل إذا كان ذكرا وهو يبششول بفششرج الرجششل‬
‫فقط أو ذا سن مثل زائدة أو فاقد نحو شعر ولو عانة أو ظفر لنه‬
‫يشعر بضششعف البششدن وزعششم فششرق بينششه وبيششن عششدم الحيششض بششأنه‬
‫يتداوى له ممنوع فإن عدم الحيض قد يتداوى لششه أيضششا لكششن لمششا‬
‫ضر التداوي له ل لذاك كثر في ذلك‪.‬‬
‫)تنبيه( أطلق في النوار أن الوشم عيب وأقششره غيششر واحششد وإنمششا‬
‫يتجه إن كان بحيث ل يعفى عنه أمششا معفششو عنششه بششأن خشششي مششن‬
‫إزالته مبيح تيمم وإن تعدى به كما مر ولم يحصل بشه شششين عرفششا‬
‫وأمن كونه ساترا لنحو برص فإنه قد يفعل لذلك فيبعششد عششده مششن‬
‫العيوب حينئذ وفي البخاري أن هيام البششل عيششب وهششو داء يصششيبها‬
‫فيعطشها فتشرب فل تروى ومثله ما اشتهر عند عربان مكة مششن‬
‫داء يصيبها يسمونه الغلة بالمعجمة لكنهم يزعمون أنه ل يظهر إل‬
‫بعد ذبحها فيعرفون حينئذ قششدمه وحششدوثه فششإذا ثبششت قششدمه وجششب‬
‫أرشه فيما يظهر ويحتمل خلفه‪ ،‬لن الحكششم بالقششدم فيمششا مضششى‬
‫بعد الذبح أمر تخميني ل يعول عليه‬
‫)وجماح الدابششة( بالكسششر وهششو امتناعهششا علششى راكبهششا وعششبر غيششره‬
‫بكونها جموحا فاقتضى أنششه ل بششد أن يكششون طبعششا لهششا وهششو متجششه‬
‫نظير ما مر ومثله هربها مما تراه وشربها لبن نفسششها وألحششق بششه‬
‫لبن غيرها )وعضها( وخشششونة مشششيها بحيششث يخششاف منششه سششقوط‬
‫راكبها وقلة أكلها بخلف القن‪ .‬وكون الدار منزل الجند أو بجنبهششا‬
‫>ص‪ <357 :‬نحو قصارين يؤذون بنحو صوت دقهم أو كون الجن‬
‫مسلطين على ساكنها بالرجم أو نحوه أو القششردة مثل ترعششى زرع‬
‫الرض أو الرض ثقيلة الخراج أي بأن يكون عليها أكثر من أمثالها‬
‫بما ل يتغابن به فيما يظهر أو أشيع نحو وقفيتهششا أو ظهششر مكتششوب‬
‫بها لم يعلم كذبه أو أخبر عدل بها وإن لم يثبششت ولششو عششدل روايششة‬
‫فيما يظهر لن المدار على ما يغلششب علششى الظششن وجششود ذلششك ول‬
‫مطمع في استيفاء العيوب بل التعويل فيهششا علششى الضششابط الششذي‬
‫ذكروه لها‬
‫)و( هو وجود )كل ما ينقص( بششالتخفيف كيخششرج وقششد يشششدد بقلششة‬
‫وهو متعد فيهما )العين أو القيمة نقصا يفششوت بششه غششرض صششحيح(‬
‫قيد لنقص الجزء خاصة احترازا عن قطع زائد وفلقشة يسشيرة مشن‬
‫الفخذ اندملت بل شششين وعششن الختششان بعششد النششدمال فششإنه فضششيلة‬
‫ويصح جعله قيدا لنقص القيمة أيضا خلفا للشراح حيث اقتصششروا‬
‫على الول وبنوا عليه العتراض على المتششن بششأنه كششان ينبغششي لششه‬
‫ذكره عقبه وتبعهم شششيخنا فششي منهجششه احششترازا عششن نقششص يسششير‬
‫يتغابن به )إذا غلب( في العرف العام ل في محل البيع وحده فيما‬
‫يظهر والكلم فيما لم ينصوا على أنه عيب وإل لم يؤثر فيه عرف‬
‫بخلفه مطلقا كما هو ظاهر )في جنس المششبيع عششدمه( قيششد لهمششا‬
‫احترازا في الول عن قلع السنان وبياض الشعر في الكبير وفششي‬
‫الثاني عن ثيوبة الكبيرة وبول الطفل فإنهما وإن نقصششا القيمششة ل‬
‫يغلب عدمهما في جنس المبيع ول نظششر لغلبششة نحششو تششرك الصششلة‬
‫في الرقاء لنه لتقصير السادة ولن محل الضابط كما تقرر فيمششا‬
‫لم ينصوا فيه على أنه عيششب أو غيششر عيششب ككونهششا عقيمششا أو غيششر‬
‫مختونة وكششذا الششذكر إل كششبيرا يخششاف مششن ختششانه عششادة ول يضششبط‬
‫بالبلوغ على الوجه >ص‪ <358 :‬أو كونه يعتق على المشتري أو‬
‫يسيء الدب بخلف سيئ الخلششق والفششرق بينهمششا واضششح أو ثقيششل‬
‫النفس أو بطيء الحركششة أو ولششد زنششا أو مغنيششا أو عنينششا أو محرمششا‬
‫بنسب أو غير لخصوص التحريم به ومر أنه يتخيششر بششالعيب )سششواء‬
‫أقارن العقد أم حدث قبل القبض( ما لم يكن بسبب متقدم رضي‬
‫به المششتري كمشا لششو اششترى بكششرا مزوجشة عالمشا فشأزال الشزوج‬
‫بكارتها فل يتخير كما بحثه السبكي وغيره لرضاه بسببه وقد ينازع‬
‫فيه بأنه ل عبرة بالرضششا بالسششبب مششع كششون الضششمان علششى البششائع‬
‫فالخذ بإطلقهم غير بعيد وبهذا يفرق بين هذا وقوله التششي إل أن‬
‫يسششتند إلششى سششبب متقششدم لنششه فيمششا حششدث بعششد القبششض لتعجششب‬
‫الزركشي من قول السبكي والذرعي لم نششر فششي هششذه نقل بأنهششا‬
‫داخلة في قول المتن التي إل إلى آخره وهم لمشا علمشت أن ذاك‬
‫فيما بعد القبض وهذا فيما قبله وأن بينهما فرقا واضحا‬
‫)ولو حدث( العيب )بعششده( أي القبششض )فل خيششار( للمشششتري لنششه‬
‫بالقبض صار من ضمانه فكذا جزؤه وصفته وشمل كلمششه حششدوثه‬
‫بعششده فششي زمششن الخيششار وقششال ابششن الرفعششة الرجششح بنششاؤه علششى‬
‫انفساخه بتلفه حينئذ والصح أنه إن كان الملك للبششائع انفسششخ وإل‬
‫فل فإذا قلنا ينفسخ تخير بحدوثه كما صرح به الماوردي عششن ابششن‬
‫أبي هريرة لن من ضمن الكل ضمن الجششزء أو ل ينفسششخ فل أثششر‬
‫لحدوثه‪.‬‬
‫)تنبيه( لم يبينوا حكم المقارن للقبششض مششع أن مفهششوم قبششل وبعششد‬
‫فيه متناف والذي يظهر أن له حكم ما قبل القبششض لن يششد البششائع‬
‫عليه حسا فل يرتفع ضمانه إل بتحقق ارتفاعهششا وهششو ل يحصششل إل‬
‫بتمام قبض المشتري له سليما )إل أن يستند إلى سششبب متقششدم(‬
‫على العقد أو القبض وقد جهله )كقطعششه بجنايششة( قششودا أو سششرقة‬
‫)سابقة( وزوال بكششارته بششزواج متقششدم )فيثبششت الششرد فششي الصششح(‬
‫إحالششة علششى السششبب فششإن علمششه فل رد ول أرش لتقصششيره >ص‪:‬‬
‫‪ <359‬نعم لو اشترى حششامل فوضششعت فششي يششده ونقصششت بسششبب‬
‫الوضع فل رد ومنازعة ابن الرفعة فيه مردودة بأنه كموته بمششرض‬
‫سابق‪ ،‬المذكور في قوله )بخلف مششوته بمششرض سششابق( علششى مششا‬
‫ذكر جهله )في الصح( فل رد له بذلك أي ل يرجع في ثمنششه حينئذ‬
‫فششالمراد نفششي رد الثمششن ل المششبيع للعلششم بتعششذر رده بمششوته فل‬
‫اعتراض عليه كما هو واضح وذلك لن المرض يتزايد شششيئا فشششيئا‬
‫إلششى المششوت فلششم تتحقششق إضششافة المششوت للسششابق وحششده نعششم‬
‫للمشتري أرش المرض مششن الثمششن وهششو مششا بيششن قيمتششه صششحيحا‬
‫ومريضا وقت القبض ولو كان المرض غير مخششوف بششأن لششم يششؤثر‬
‫نقصا عند القبض كما هو ظاهر فل أرش قطعا‪.‬‬
‫)فرع( اشترى عبدا برقبتششه ورم وعينششه وجششع قششال لششه البششائع عششن‬
‫الول إنه انحدار وعن الثاني إنه رمد فرضي بشه ثششم بشان أن الول‬
‫خنازير والثاني بياض في العين فهل له الرد والذي يتجه أنششه ل رد‬
‫كمن اشترى مريضا فزاد مرضه‪ ،‬لن رضاه به رضا بما يتولد عنششه‬
‫وكذلك رضاه بما ذكر رضا بما يتولششد منششه مششن الخنششازير والبيششاض‬
‫نعم لو قال له البائع عن شيء رآه هذا مرض كذا فبان مرضا آخر‬
‫مغايرا للول ل يتولد عنه فالذي يتجه أنه يتأتى هنا ما قالوه فيمن‬
‫رضي بعيب ثم قال إنما رضيت به لني ظننته كذا وقد بان خلفششه‬
‫من أنه إن أمكن اشتباه ذلك على مثله وكان ما بان دون ما ظنششه‬
‫أو مثله فل رد له وإن كان أعلى فله الرد وألحششق بششذلك المصششنف‬
‫وأقروه ما لشو ظهششر فيمششا اشششتراه عيششب فقششال ظننتششه غيششر عيششب‬
‫وأمكن خفاء مثله عليه فيصدق بيمينه ثم رأيت الذرعششي قششال لششو‬
‫رأى عليل عليه أثشر السشفر فقشال مشالكه لخشر اششتره منشي فشإن‬
‫مرضه من تعب السفر ويزول سريعا فاشتراه فازداد المرض لششم‬
‫يرده قهرا لما حدث عنده من العيب وهو زيادة المششرض لكششن لششه‬
‫الرش ا ه وهذا نظير مسألتنا لكششن مششا أفششاده مششن وجششوب الرش‬
‫ظاهر لن البائع لما غره بقوله له ما ذكر >ص‪ <360 :‬صار كأنه‬
‫جاهل بالعيب ووجب له الرش لن رده إنما امتنششع لحششدوث عيششب‬
‫عنده هو معذور فيه فهو كمن اشترى عبدا به مرض يعلمششه فششزاد‬
‫في يده ولم يمت فإن له الرش وحينئذ فوجوبه في مسألتنا أولى‬
‫)ولو قتل بردة سابقة( مثال نبه به علششى الضششابط العششم وهششو أن‬
‫يقتل بموجب سابق كقتل أو حرابة أو ترك صلة بشرطه )ضششمنه‬
‫البائع في الصح( لما مر فيرد ثمنه للمشتري إن جهل لعششذره وإل‬
‫فل وكون القتل في تارك الصلة إنما هو على التصميم على عدم‬
‫القضاء ل يضر لن الموجب هو الترك والتصششميم إنمششا هششو شششرط‬
‫للستيفاء كششالردة فإنهششا الموجبششة للقتششل والتصششميم عليهششا شششرط‬
‫للستيفاء ويتفرع على مسألتي المرض ونحو الردة مششؤن تجهيششزه‬
‫فهي على المشتري في الولى وعلى البائع في الثانية‪.‬‬
‫)فرع( استلحق البائع المبيع ووجدت شروط الستلحاق ثبت نسبه‬
‫منه ولكن ل يبطل البيع إل إن أقام بينة بذلك أو صدقه المشششتري‬
‫أخذا مما يأتي أول محرمات النكششاح أن أبششاه لششو اسششتلحق زوجتششه‬
‫ولم يصدقه لم ينفسخ النكاح وإن كانت أخته‬
‫)ولششو بششاع( حيوانششا أو غيششره )بشششرط براءتششه مششن العيششوب( >ص‪:‬‬
‫‪ <361‬في المبيع أو أن ل يرد بهششا أو علششى الششبراءة منهششا أو أن ل‬
‫يرد بها صح العقد مطلقا كما علم مما مر في المناهي لنه شرط‬
‫يؤكد العقد ويوافق ظششاهر الحششال مششن السششلمة مششن العيششوب وإذا‬
‫شرط )فالظهر أنه يبرأ عن عيب بششاطن بششالحيوان( موجششود حششال‬
‫العقد )لم يعلمه( البششائع )دون غيششره( كمششا دل عليششه مششا صششح مششن‬
‫قضاء عثمان المشتهر بين الصحابة رضي الله عنهم ولششم ينكششروه‬
‫وفارق الحيوان غيره بأنه يأكل في حششالتي صششحته وسششقمه فقلمششا‬
‫ينفك عن عيب ظاهر أو خفششي فاحتششاج البششائع لهششذا الشششرط ليثششق‬
‫بلزوم البيع فيما يعذر فيه فمن ثم لم يبرأ عن عيب غيششره مطلقششا‬
‫لن الغالب عدم تغيره ول عن عيبه الظاهر مطلقششا لنششدرة خفششائه‬
‫عليه وهو ما يسهل الطلع عليه بأن ل يكششون داخششل البششدن ومنششه‬
‫نتن لحم المأكولة لسهولة الطلع عليه كمششا يفيششده مششا يششأتي فششي‬
‫الجللة أو الباطن الذي علمه لتقصيره إذ كتمه تدليس يأثم به‬
‫)وله مع هذا الشرط( إذا صح )الرد بعيششب( فششي الحيششوان )حششدث(‬
‫بعد العقد و )قبل القبض( لنصششراف الشششرط إلششى الموجششود عنششد‬
‫العقد ويأتي مشا لشو تنازعشا فشي حشدوثه )ولشو ششرط الشبراءة عمشا‬
‫يحدث( وحده أو مع الموجود )لم يصح( الشرط )في الصح( لنششه‬
‫إسقاط للشيء قبل ثبوته >ص‪ <362 :‬فل يبرأ من ذلشك وادعشاء‬
‫لزوم بطلن العقد ببطلن الشرط ممنوع كما يعلم ممششا مششر فششي‬
‫المناهي وخرج بشرط البراءة العامة شرطها مششن عيششب مبهششم أو‬
‫معيششن يعششاين كششبرص لششم يششره محلششه فل يصششح لتفششاوت الغششراض‬
‫باختلف عينه وقدره ومحله ول يقبششل قششول المشششتري فششي عيششب‬
‫ظاهر ل يخفى عند الرؤية غالبا لم أره بخلف ما ل يعاين كزنششا أو‬
‫سرقة لن ذكره إعلم به ومعاين أراه إياه لرضاه بششه ويؤخششذ مششن‬
‫هذا رد ما أفتى به بعضهم فيمن أقبضه المشتري ثمنششه وقششال لششه‬
‫استنقده فإن فيه زيفا فقال رضيت بزيفه فطلع فيه زيف فششإنه ل‬
‫رد له به‪ .‬ووجه رده أن الزيف ل يعرف قدره في الششدرهم بمجششرد‬
‫مشاهدته فلم يؤثر الرضا به نظير ما تقرر‬
‫)ولو هلك المبيع( بآفة أو جنايششة أو أبششق )عنششد المشششتري( أي بعششد‬
‫قبضه له )أو أعتقه( وإن شرط عليه عتقه أو كان ممن يعتق عليه‬
‫أو وقفششه أو اسششتولدها أو زوجهششا >ص‪ <363 :‬وثبششت ذلششك إذ ل‬
‫يكفي إخبار المشتري به مع تكذيب البائع له قششاله السششبكي وفيششه‬
‫نظر بالنسبة لنحو العتق والوقف لمؤاخذته به وإن كذب )ثم علششم‬
‫العيب( الذي ينقص القيمة بخلف الخصاء )رجع بششالرش( لليششأس‬
‫من الرد حتى في التزويج لنشه يشراد للشدوام نعشم ل أرش لشه فشي‬
‫ربوي بيع بمثله من جنسه كحلي ذهب بيع بوزنه ذهبا فبششان معيبششا‬
‫بعد تلفه لنقص الثمن فيصير الباقي منه مقششابل بششأكثر منششه وذلششك‬
‫ربششا بششل يفسششخ العقششد ويسششترد الثمششن ويغششرم بششدل التششالف علششى‬
‫المعتمد وقول السنوي وكذا لو كان العتيق كافرا ل أرش لنه لششم‬
‫ييأس من الرد فإنه قد يحارب ثم يسترق فيعود لملكه مردود بأن‬
‫هذا نادر ل ينظر إليه ويلزمه مثله لو وقف لحتمششال أنششه يسششتبدله‬
‫عند من يراه وبأنه لو فرض صحة ما قاله كان يتعين عليه فرضششه‬
‫في معتق كافر إذ عتيق المسلم ل يسترق‪.‬‬
‫)وهو( أي الرش سمي بذلك لتعلقه بالرش وهو الخصومة )جششزء‬
‫من ثمنه( أي المبيع فيستحقه المشتري من عينششه إن وجششدت وإن‬
‫عين عما في الذمششة أو خششرج عششن ملششك البششائع وعششاد )نسششبته( أي‬
‫الجزء )إليه( أي إلى الثمن )نسششبة( أي مثششل نسششبة )مششا نقششص( ه‬
‫)العيب من القيمة( متعلق بنقص )لو كشان( المششبيع )سششليما( إليهششا‬
‫فلو كانت قيمته بل عيششب مششائة وبششه ثمششانين فنسششبة النقششص إليهششا‬
‫خمس فيكون الرش خمس الثمششن فلششو كششان عشششرين رجششع منششه‬
‫بأربعة وإنما رجع بجزء الثمن ل بالتفاوت بين القيمششتين لئل يجمششع‬
‫بين الثمن والمثمن >ص‪ <364 :‬في بعض الصور كما ذكششر ولن‬
‫المبيع مضمون على البائع به فيكون جزؤه مضششمونا عليششه بجششزئه‬
‫كالحر يضمن بالدية وبعضه ببعضها فإن كششان قبضششه رد جششزأه وإل‬
‫سقط عن المشتري لكن بعد طلبه على المعتمد وأفهم المتن أن‬
‫هذا في أرش وجب للمشتري على البائع أما عكسه كما لششو وجششد‬
‫البائع بعد الفسخ بالمبيع عيبا حششدث عنششد المشششتري قبلششه أو وجششد‬
‫عيبا قديما بالثمن فإن الرش ينسب للقيمة ل الثمن كما يأتي في‬
‫شرح قوله مششن طلششب المسششاك )والصششح اعتبششار أقششل قيمششه( أي‬
‫المبيع المتقوم جمع قيمة ومن ثم ضبطه بخطه بفتح اليششاء ومثلششه‬
‫الثمن المتقوم )من يوم( أي وقت )البيع إلى( وقت )القبششض( لن‬
‫قيمتهما إن كانت وقت البيع أقل فالزيادة في المششبيع حششدثت فششي‬
‫ملك المشتري وفي الثمن حدثت في ملششك البششائع فل تششدخل فششي‬
‫التقويم أو كانت وقت القبض أو بيششن الوقششتين أقششل فششالنقص فششي‬
‫المبيع من ضمان البائع وفي الثمن من ضمان المشتري فل تدخل‬
‫في التقويم وما صرح به من اعتبار ما بيششن الوقششتين هششو المعتمششد‬
‫وإن نازع فيه جمع‪.‬‬
‫)تنششبيه( إذا اعتششبرت قيششم المششبيع أو الثمششن >ص‪ <365 :‬فإمششا أن‬
‫تتحد قيمتاه معيبا أو يتحدا سليما ويختلفا معيبا وقيمة وقت العقششد‬
‫أقل أو أكثر أو يتحدا معيبا ل سليما وهي وقت العقد أقل أو أكششثر‬
‫أو يختلفا سليما ومعيبا وهي وقت العقد سليما ومعيبا أقل أو أكثر‬
‫أو سليما أقل ومعيبا أكثر أو بالعكس فهي تسششعة أقسششام أمثلتهششا‬
‫على الترتيب في المبيع‪ :‬اشششترى قنششا بششألف وقيمتششه وقششت العقششد‬
‫والقبض سليما مائة ومعيبا تسعون فششالنقص عشششر قيمتششه سششليما‬
‫فله عشر الثمن مائة أو قيمتاه سششليما مششائة وقيمتششه معيبششا وقششت‬
‫العقد ثمششانون والقبششض تسششعون أو عكسششه فالتفششاوت بيششن قيمتششه‬
‫سليما وأقل قيمتيه معيبا عشرون وهي خمس قيمته سششليما فلششه‬
‫خمس الثمن أو قيمتاه معيبا ثمانون وسليما وقت العقششد تسششعون‬
‫ووقت القبض مششائة أو عكششس فالتفششاوت بيششن قيمتششه معيبششا وأقششل‬
‫قيمته سليما عشرة وهي تسع أقل قيمته سليما فله تسششع الثمششن‬
‫فإن قلت صرح المام بأن اعتبار القل في القسام كلها إنمششا هششو‬
‫لضرار البائع لما مر من التعليل وحينئذ فالقيششاس اعتبششار مششا بيششن‬
‫الثمانين والمائة وهو الخمس لنه الضر بالبائع قلت ليس القياس‬
‫ذلك لن المعتبر نسبة مشا نقشص العيشب مشن القيمشة إليهشا والشذي‬
‫نقصه العيب من القيمة هو ما بين الثمانين والتسعين وأما ما بين‬
‫التسعين والمشائة فإنمشا هشو لتفشاوت الرغبشة بيشن اليشومين فتعيشن‬
‫اعتبار ما نقصه العيب من التسششعين إليهششا وهششو التسششع كمششا تقششرر‬
‫فتأمله‪.‬‬
‫أو قيمته وقت العقد سششليما مششائة ومعيبششا ثمششانون ووقششت القبششض‬
‫سليما مائة وعشرون ومعيبا تسششعون أو بششالعكس أو قيمتششه وقششت‬
‫العقششد سششليما مششائة ومعيبششا تسششعون ووقششت القبششض سششليما مششائة‬
‫وعشرون ومعيبششا ثمششانون وبششالعكس فالتفششاوت بيششن أقششل قيمششتيه‬
‫سليما وأقل قيمتيه معيبا عشرون وهي خمس أقل قيمتيه سششليما‬
‫فله خمس الثمن وخص البارزي بحثا اعتبار القل فيمششا إذا اتحششدتا‬
‫سليما ل معيبا وهي وقششت القبششض أكششثر بمششا إذا كششان ذلششك لكششثرة‬
‫الرغبات في المعيب لقلة ثمنه ل لنقششص بعششض العيششب وإل اعتششبر‬
‫أكثر القيمتين لن زوال العيب يسششقط الششرد ورد بششأن الششزائل مششن‬
‫العيب يسقط أثششره مطلقششا كمششا لششو زال العيششب كلششه فكمششا يقششوم‬
‫المعيب يوم القبض ناقص العيب فكذا يوم العقد فلم يعتبر الكششثر‬
‫أصل على أن تقييده بما إذا اتحدت قيمتاه سليما غير صششحيح وإن‬
‫سلم ما ذكره‬
‫)ولو تلف الثمن( حسا أو شرعا نظير ما مر أو تعلق به حششق لزم‬
‫كرهن )دون المبيع( واطلع على عيب بششه )رده( إذ ل مششانع )وأخششذ‬
‫مثششل الثمششن( إن كششان مثليششا >ص‪) <366 :‬أو قيمتششه( إن كششان‬
‫متقوما لن ذلك بدله ومر اعتبار القل فيما بين وقت العقششد إلششى‬
‫وقت القبض أما لو بقي فله الرجوع في عينششه سششواء أكششان معينششا‬
‫في العقد أم عما في الذمششة فششي المجلششس أو بعششده وحيششث رجششع‬
‫ببعضه أو كله ل أرش له على البائع إن وجده نششاقص وصششف كششأن‬
‫حدث به شلل كما أنه يأخذه بزيادته المتصلة مجانششا نعششم إن كششان‬
‫نقصه بجناية أجنبي أي يضمن كما هو ظششاهر اسششتحق الرش ولششو‬
‫وهب البائع الثمن بعد قبضه للمشتري ثم فسخ رجششع عليششه ببششدله‬
‫بخلف ما لو أبرأه منه نظير ما يأتي في الصششداق ولششو أداه أصششل‬
‫عن محجوره رجع بالفسخ للمحجور لقدرته علششى تمليكششه وقبششوله‬
‫له أو أجنشبي رجشع للمشؤدي‪ ،‬لن القصشد إسشقاط الشدين مشع عشدم‬
‫القدرة علششى التمليشك وإنمششا قششدر الملشك لضششرورة السشقوط عششن‬
‫المؤدى عنه‬
‫)ولو علم بششالعيب( فششي المششبيع )بعششد زوال ملكششه( عنششه بعششوض أو‬
‫غيره )إلى غيره( وهو باق بحاله في يد الثششاني أو بعششد نحششو رهنششه‬
‫>ص‪ <367 :‬أو إباقه والعيب الباق أو إجششارته ولششم يششرض البششائع‬
‫بأخذه مؤجرا )فل أرش( له )في الصح( لنه لششم ييششأس مششن الششرد‬
‫لنه قد يعود له وقيل لنه استدرك الظلمششة وروج كمششا روج عليششه‬
‫وعبارة بعض الصحاب وغبن كمششا غبششن وكششل مششن العلششتين فاسششد‬
‫ليهامه جواز قصد ذلك الذي ل قائل به كما هو واضح خلفششا لمششن‬
‫وهششم فيششه لن المظلششوم ل رجششوع لششه إل علششى ظششالمه ثششم رأيششت‬
‫الفارقي قال إن إطلق ذلك فاسد وعلله بنحو ما ذكرته )فإن عاد‬
‫الملك( له فيه )فله الرد( لمكانه سواء أعاد إليه بالرد بششالعيب ول‬
‫خلف فيه لزوال كل من العلتين أم بغيره كبيع أو هبة أو وصية أو‬
‫إرث أو إقالة لزوال المانع )وقيل إن عاد إليه بغير الششرد بعيششب فل‬
‫رد( له لنه استدرك الظلمة ومر أنه ضعيف‬
‫)والرد على الفور( إجماعا ومحله في المششبيع المعيششن فششإن قبششض‬
‫شيئا عما في الذمة >ص‪ <368 :‬بنحو بيع أو سلم فوجششده معيبششا‬
‫لم يلزمه فور لن الصح أنه ل يملكه إل بالرضششا بعيبششه ولنششه غيششر‬
‫معقود عليه ول يجب فور في طلششب الرش أيضششا كمششا بحثششه ابششن‬
‫الرفعة لن أخذه ل يؤدي إلى فسخ العقد ول في حق جاهششل بششان‬
‫له الرد وعذر بقرب إسششلمه وهششو ممششن يخفششى عليششه بخلف مششن‬
‫يخالطنا من أهل الذمة أو بنشششئه بعيشدا عششن العلمشاء أو بششان الشرد‬
‫على الفور إن كان عاميا يخفى على مثله‪.‬‬
‫قال السبكي أو جهششل حششاله ول بششد مششن يمينششه فششي الكششل ول فششي‬
‫مشتر شقصا مشفوعا والشفيع حاضششر فششانتظره هششل يشششفع أو ل‬
‫ول في مبيع آبق تأخر مشتريه لعوده فلششه رده إذا عششاد وإن صششرح‬
‫بإسقاطه ومششر أنششه ل أرش لششه ول إن قششال لششه البششائع أزيششل عنششك‬
‫العيب وأمكن في مدة ل تقابل بأجرة كما يأتي في نقل الحجششارة‬
‫المدفونة ول في مشتر زكويا قبششل الحششول فوجششد بششه عيبششا قششديما‬
‫ومضى حول من الشششراء فلششه التششأخير لخششراج الزكششاة مششن غيششره‬
‫لعدم تمكنه من الرد قبله لن تعلق الزكاة به عنده عيب حدث ول‬
‫في مشششتر آجششر ثششم علششم بششالعيب ولششم يششرض البششائع بششه مسششلوب‬
‫المنفعة فله التأخير إلى انقضاء مششدة الجششارة أو شششرع فششي الششرد‬
‫بعيب لعجز عن إثباته فانتقل للرد بعيب آخر فله لعششذره باشششتغاله‬
‫بالول وإذا وجب الفششور )فليبششادر علششى العششادة( >ص‪ <369 :‬ول‬
‫يؤمر بعدو ول ركض )فلششو علمششه وهششو يصششلي( ولششو نفل )أو( وهششو‬
‫)يأكل( ولو تفكها فيما يظهر أو وهو في نحو حمام أو خلء أو قبل‬
‫ذلك وقد دخل وقته )فله( الشروع فيه عقششب ذلششك وإل بطششل رده‬
‫كما أفهمه قولهم لو علمه وقد دخل وقت هذه المور واشتغل بها‬
‫وبعد شروعه فيه له )تأخيره( أي الرد )حتى يفرغ( من ذلك علششى‬
‫وجهه الكامل لعذر كالشفعة ولجل ذلك أجري هنششا مششا قششالوه ثششم‬
‫وعكسه ول يضر سلمه على البششائع بخلف محششادثته ول لبششس مششا‬
‫يتجمل به ول التأخير لنحو مطششر شششديد علششى الوجششه ويظهششر أنششه‬
‫يكفي ما يبل الثوب )أو( علمه )ليل ف( له التششأخير )حششتى يصششبح(‬
‫لعذره بكلفة السير فيه ومن ثم لو أمكنه السير فيه من غير كلفة‬
‫لزمششه )فششإن كششان البششائع بالبلششد رده( المشششتري )عليششه بنفسششه أو‬
‫وكيله( ما لم يحصل بالتوكيل تأخير مضر ولولي المشتري ووارثششه‬
‫الرد أيضا كما هو ظاهر )أو( رده )على( موكله أو وارثه أو وليه أو‬
‫)وكيله( بنفسه أو وكيله كما أفاده سياقه فسششاوت عبششارته عبششارة‬
‫أصله خلفششا لمششن فششرق وذلششك لنششه قششائم مقششامه )ولششو تركششه( أي‬
‫المشتري أو وكيله من ذكر مششن البششائع ووكيلششه الحاضششرين )ورفششع‬
‫المر إلى الحاكم فهو آكد( في الرد لنه ربمششا أحششوجه إلششى الرفششع‬
‫إليه >ص‪ <370 :‬ومحل التخيير بين البائع ووكيله والحاكم ما لم‬
‫يمر على أحدهم قبل وإل تعين نعم لو مر على أحششد الوليششن قبششل‬
‫ولم يكن ثم من يشهده جاز له التأخير إلى الحاكم لن أحدهما قد‬
‫يجحده ول يدعي عنده لن غريمه بالبلششد بششل يفسششخ بحضششرته ثششم‬
‫يطلب غريمه ويفعل ذلك ولو عند من ل يرى القضاء بششالعلم لنششه‬
‫يصير شاهدا له على أن محله ل يخلو غالبا عن شهود )وإن كششان(‬
‫البائع )غائبا( عن البلد ول وكيل له بها )رفع( المر )إلششى الحششاكم(‬
‫>ص‪ <371 :‬ول يششؤخره لحضششوره فيقششول اشششتريته مششن فلن‬
‫الغائب بثمن كذا ثم ظهر به عيب كذا ويقيم البينة على ذلششك كلششه‬
‫ويحلفه أن المر جرى كذلك‪ ،‬لنششه قضششاء علششى غششائب ثششم يفسششخ‬
‫ويحكم له بذلك فيبقى الثمششن دينششا عليششه إن قبضششه ويأخششذ المششبيع‬
‫ويضعه عند عدل ويعطيه الثمن من غير المششبيع إن كشان وإل بشاعه‬
‫فيه وليس للمشتري حبس المبيع بعشد الفسشخ إلشى قبضشه الثمشن‬
‫بخلفه فيما يأتي لن القاضي ليس بخصششم فيششؤتمن بخلف البششائع‬
‫واسششتثنى السششبكي كششابن الرفعششة هششذا مششن القضششاء علششى الغششائب‬
‫فجوزاه مع قرب المسششافة كمششا اقتضششاه إطلقهششم هنششا وخالفهمششا‬
‫الذرعي فقال وتبعه الزركشي يرفع حينئذ للفسخ عنده ل للقضاء‬
‫وفصل المر )والصح أنه( إذا عجز عن النهاء لمرض مثل أو أنهى‬
‫وأمكنه في الطريق الشهاد )يلزمه الشهاد( ويكفي واحد ليحلششف‬
‫معه على الوجه )على الفسخ( ول يكفي على طلبششه وإن اقتضششاه‬
‫كلم الرافعششي واعتمششده جماعششة لقششدرته علششى الفسششخ بحضششرة‬
‫الشهود فتأخيره حينئذ يشعر بالرضششا بششه وإنمششا لششم يلششزم الشششفيع‬
‫الشهاد على الطلب إذا سار إلى أحدهما لنه ل يستفيد بششه الخششذ‬
‫وإنما القصد منه إظهار الطلب والسير يغني عنه وهنا لقصد رفششع‬
‫ملك الراد وهششو يسششتقل بششه بالفسششخ بحضششرة الشششهود فششإذا تركششه‬
‫أشعر برضاه ببقائه فششي ملكششه ويلزمششه الشششهاد عليششه أيضششا حششال‬
‫توكيله أو عذره لنحو مرض أو غيبة عن بلد المردود عليششه وخششوف‬
‫من عدو‪.‬‬
‫وقد عجز عن التوكيل في الثلث >ص‪ <372 :‬وعن المضي إلى‬
‫المردود عليه والرفع إلششى الحششاكم أيضششا فششي الغيبششة وإنمششا يلزمششه‬
‫الشهاد فششي تلششك الصششور )إن أمكنششه( وحينئذ يسششقط عنششه الفششور‬
‫لعوده لملك البائع بالفسخ فل يحتاج إلششى أن يسششتمر )حششتى ينهيششه‬
‫إلى البائع أو الحاكم( إل لفصل المر وحينئذ ل يبطل رده بتششأخيره‬
‫ول باستخدامه لكنه يصير به متعديا وإنما حملششت المتششن علششى مششا‬
‫قررته تبعا لجمع محققين‪ ،‬لنه صششحح أنششه يشششهد علششى الفسششخ ل‬
‫طلبه وبعد الفسخ ل وجه لوجوب فور ول إنهاء وزعم أن الكتفششاء‬
‫بالشهاد إنما هو عند تعذر الخصم والحاكم ممنشوع وحينئذ فمعنشى‬
‫إيجاب الشهاد في حششالتي العششذر وعششدمه أنششه عنششد العششذر يسششقط‬
‫النهاء ويجب تحري الشهاد إن أمكنه وعند عدمه هششو مخيششر بينششه‬
‫وبين النهششاء >ص‪ <373 :‬وحينئذ يسششقط الشششهاد أي تحريششه فل‬
‫ينافي وجوبه لششو صششادفه ششاهد‪ ،‬هششذا مششا يظهششر فششي هششذا المقششام‬
‫والجششواب بغيششر ذلششك فيششه نظششر ظششاهر للمتأمششل )فششإن عجششز عششن‬
‫الشهاد لم يلزمه التلفظ بالفسخ في الصح( لنه يبعد لزومه مششن‬
‫غير سامع فيؤخره إلى أن يأتي به عنششد المششردود عليششه أو الحششاكم‬
‫لعدم فائدته قبل ذلك بل فيششه ضششرر عليششه فششإن المششبيع ينتقششل بششه‬
‫لملك البائع فيتضرر ببقائه عنده‬
‫)ويشششترط( أيضششا لجششواز الششرد )تششرك السششتعمال( مششن المشششتري‬
‫للمبيع بعد الطلع على العيب )فلو استخدم العبد( أي طلب منششه‬
‫أن يخششدمه كقششوله اسششقني أو اغلششق البششاب وإن لششم يطعمششه أو‬
‫استعمله كأن أعطاه الكوز من غير طلششب فأخششذه ثششم أعششاده إليششه‬
‫بخلف مجششرد أخششذه منششه مششن غيششر رده لن وضششعه بيششده كوضششعه‬
‫بالرض )أو ترك( من ل يعذر بجهل ذلشك )علشى الدابشة سششرجها أو‬
‫إكافها( المبيعين معها أو اللذين له أو في يده في مسيره للششرد أو‬
‫في المدة التي اغتفر له التأخير فيها والكاف بكسر الهمزة أشهر‬
‫من ضمها ما تحت البرذعة وقيل نفسها وقيل مششا فوقهششا والمششراد‬
‫هنا واحد مما ذكر فيما يظهر )بطششل حقششه( لشششعاره بالرضششا لنششه‬
‫انتفاع إذ لو لششم يششتركه لحتششاج لحملششه أو تحميلششه ولششو كششان تركششه‬
‫لضرار نزعه لها لم يؤثر إذ ل إشعار حينئذ ومثله فيما يظهر أخششذا‬
‫مما يأتي ما لششو تركششه لمشششقة حملششه أو لكششونه ل يليششق بششه ونقششل‬
‫الرويششاني حششل النتفششاع فششي الطريششق مطلقششا حششتى بششوطء الششثيب‬
‫ضعيف والفرق بينه وبين الحلب التي غيششر خفششي وخششرج بالسششرج‬
‫والكاف العذار واللجام فل يضر تركهما لتوقف حفظهما عليهما‪.‬‬
‫)تنبيه( مقتضى صنيع المتن وظششاهر قششول الروضششة كمششا أن تششأخير‬
‫الششرد مششع المكششان تقصششير فكششذا السششتعمال والنتفششاع والتصششرف‬
‫لشعارها بالرضا >ص‪ <374 :‬أنه لو علششم بششالعيب وجهششل أن لششه‬
‫الرد به وعذر بجهله ثم استعمله سششقط رده لتقصششيره باسششتعماله‬
‫الششدال علششى الرضششا بششه فششإن قلششت ل نسششلم القتضششاء والظششاهر‬
‫المذكورين لنه ل يتصور منه الرضا إل باستعماله بعششد علمششه بششأن‬
‫له الرد وأما مع جهله فهو يقول إنما استعملته ليأسي من ردي له‬
‫ل لرضائي به قلت ما ذكرت ظاهر مدركا وإن أمكن توجيه مقابله‬
‫بأن مبادرته إلى السششتعمال قبششل تعششرف خششبر هششذا النقششص الششذي‬
‫اطلع عليه تقصير فعومل بقضيته )ويعذر في ركوب جمششوح( للششرد‬
‫)يعسر سوقها وقودهششا( للحاجششة إليششه وهششل يلزمششه سششلوك أقششرب‬
‫الطريقين حيث ل عذر‪ ،‬للنظر فيه مجال ولعل اللزوم أقرب لنششه‬
‫بسلوك الطول مع عدم العذر يعد عبثا كما دل عليه كلمهششم فششي‬
‫القصر بخلف ركوب غير الجمششوح واسششتدامته بعششد علمششه بششالعيب‬
‫بخلف ما لو علم عيب الثوب في الطريششق وهششو لبسششه ل يلزمششه‬
‫نزعه لنه غير معهود‪.‬‬
‫قال السنوي ويتعين تصويره في ذوي الهيئات أو فيمششا إذا خشششي‬
‫من نزعه انكشاف عورته ومثله النزول عن الدابششة ا ه ويلحشق بشه‬
‫ما لو تعذر رد غير الجموح إل بركوبها لعجزه عن المشي وله نحو‬
‫حلب لبنها الحادث حال سششيرها >ص‪ <375 :‬فششإن أوقفهششا لششه أو‬
‫لنعالها وهي تمشي بدونه بطل رده ويظهر تصديق المشتري في‬
‫ادعاء عذر ممششا ذكششر وقششد أنكششره البششائع لن المششانع مششن الششرد لششم‬
‫يتحقق والصل بقاؤه ويشهد له ما يأتي قبيل قوله والزيادة‬
‫)فرع( مؤنة رد المبيع بعد الفسخ بعيب أو غيره إلى محششل قبضششه‬
‫على المشتري وكذا كششل يشد ضشامنة يجشب علشى ربهششا مؤنششة الشرد‬
‫بخلف يد المانة )وإذا سقط رده بتقصشير( منشه كشأن صشولح عنشه‬
‫بمال وهو يعلششم فسشاد ذلششك )فل أرش( لشه لتقصششيره )ولششو حششدث‬
‫عنده( حيث ل خيار أو والخيار للبائع )عيب( ل بسبب وجد فششي يششد‬
‫البائع واطلششع علششى عيششب قششديم وضششابط الحششادث هنششا هششو ضششابط‬
‫القديم فيما مر غالبا‪.‬‬
‫فمن غيره نحو الثيوبة فهي حادث هنا بخلفها ثم في أوانهششا وكششذا‬
‫عدم نحو قراءة أو صنعة فإنه ثم ل رد به وهنا لو اشترى قارئا ثم‬
‫نسي امتنع الرد وتحريمها على البائع بنحششو وطششء مشششتر هششو ابنششه‬
‫ليس بحادث ولو تبايعا ثمرا لششم يبششد صششلحه بل خيششار أو بششه >ص‪:‬‬
‫‪ <376‬وانقضى ثم بدا ثم علم عيبا ولم يؤد الزكاة من غير المبيع‬
‫لم يرد بشه قهششرا لن ششركة المسششتحقين لشه بقشدر الزكشاة كعيشب‬
‫حدث بيده إذ للساعي أخذها من عين المال وإن رجششع للبششائع وبشه‬
‫يتجه بحث الزركشي أنه لششو بششدا قبششل القبششض وبعششد اللششزوم كششان‬
‫كعيب حدث بيد البائع قبله فيتخير المشششتري )سششقط الششرد قهششرا(‬
‫أي الششرد القهششري فهششو حششال مشن الشرد أو تمييششز لشه ل ل )سششقط(‬
‫لفساده وذلك لنه أخذه بعيششب فل يششرده بعيششبين والضششرر ل يششزال‬
‫بالضرر ومششن ثششم لششو زال الحششادث رد وكششذا لششو كششان الحششادث هششو‬
‫التزويششج مششن البششائع أو مششن غيششره فقششال قبششل الششدخول إن ردك‬
‫المشتري بعيب فأنت طالق >ص‪ <377 :‬فله الرد لزوال المششانع‬
‫به ول أثر مع ذلك لمقارنته للرد لن المدار على زوال ضرر البائع‬
‫بعد دخوله فششي ملكششه فانششدفع التوقششف فيششه بششذلك والجششواب عنششه‬
‫بإصلح التصوير بأن يقول فأنت طالق قبيله‪.‬‬
‫أما إذا كان الخيار للمشتري أو لهما فللمشتري الفسخ مششن حيششث‬
‫الخيار وإن حدث العيب في يده فيرده مششع الرش ولشو أقششاله بعششد‬
‫حدوث عيب بيده فللبششائع طلششب أرشششه لصششحتها بعششد تلششف المششبيع‬
‫بالثمن فكذا بعد تلف بعضه ببعض الثمن ويؤخششذ مششن صششحتها بعششد‬
‫التلف صحتها بعد بيع المششتري كمشا أفششتى بشه بعضشهم أخششذا مشن‬
‫قولهم‪ :‬تغلب فيها أحكام الفسخ مع قششولهم يجششوز التفاسششخ بنحششو‬
‫التحششالف بعششد تلششف المششبيع أو بيعششه أو رهنششه أو إجششارته وإذا جعششل‬
‫المششبيع كالتششالف فيسششلم المشششتري الول مثششل المثلششي وقيمششة‬
‫المتقوم وأخذ البلقيني من ذلششك صششحة القالششة بعششد الجششارة علششم‬
‫البائع أم ل والجرة المسماة للمشتري وعليه للبششائع أجششرة المثششل‬
‫)ثم( إذا سقط الرد القهري بحدوث العيب )إن رضي به البائع( بل‬
‫أرش عن الحادث )رده المشتري( عليه )أو قنششع بششه( بل أرش لششه‬
‫عن القديم لعدم الضرر حينئذ )وإل( يرضى البائع به معيبا )فليضم‬
‫المشتري أرش الحادث إلى المبيع ويششرده( علششى البششائع )أو يغششرم‬
‫البائع( للمشتري )أرش القديم ول يرد( لن كل من المسلكين فيه‬
‫جمع بين المصلحتين ورعاية للجانبين‪.‬‬
‫)فإن اتفقا علششى أحششدهما فششذاك( >ص‪ <378 :‬واضششح لن الحششق‬
‫لهما ل يعدوهما ومن ثم تعين على ولي أو وكيل فعل الحظ نعششم‬
‫الربوي المبيع بجنسه لو اطلع فيششه علششى قششديم بعششد حششدوث آخششر‬
‫يتعين فيه الفسخ مع أرش الحادث لنه لما نقص عنششده فل يششؤدي‬
‫لمفاضلة بين العوضين بخلف إمساكه مع أرش القديم ومر ما لو‬
‫تعذر رده لتلفه ومتى زال القديم قبل أخذ أرشه لم يأخذه أو بعششد‬
‫أخذه رده أو الحادث بعششد أخششذ أرش القششديم أو القضششاء بششه امتنششع‬
‫فسخه بخلف مجرد التراضي )وإل( يتفقششا علششى واحششد مششن ذينششك‬
‫بأن طلب أحدهما الرد مع أرش الحادث والخر المساك مع أرش‬
‫القديم )فالصح إجابة من طلب المساك( والرجوع بأرش القديم‬
‫سواء البائع والمشتري لما فيششه مششن تقريششر العقششد‪ ،‬نعششم لششو صششبغ‬
‫الثوب بما زاد في قيمته ثم اطلع على عيبششه فطلششب أرش العيششب‬
‫وقال البائع بل رده وأغرم لششك قيمششة الصششبغ إن لششم يمكششن فصششله‬
‫جميعه >ص‪ <379 :‬أجيب البششائع وإن كششان الصششبغ وإن زادت بششه‬
‫القيمة من العيششوب كمششا صششرح بششه القفششال ووجهششه السششبكي بششأن‬
‫المشتري هنا إذا أخذ الثمن وقيمة الصبغ لم يغششرم شششيئا وثششم لششو‬
‫ألزمناه الرد وأرش الحادث غرمنششاه ل فششي مقابلششة شششيء وبششه رد‬
‫قول السنوي هذا مشكل خارج عن القواعششد وحيششث أوجبنششا أرش‬
‫الحادث ل ننسبه إلى الثمششن بششل نششرد مششا بيششن قيمششة المششبيع معيبششا‬
‫بالعيب القديم وقيمته معيبا به وبالحادث بخلف أرش القديم فإنششا‬
‫ننسبه إلى الثمن كما مر‬
‫)ويجب أن يعلم المشتري البائع على الفور بالحادث( مششع القششديم‬
‫)ليختار( شيئا مما مر كما يجب الفور في الرد حيث ل حادث نعششم‬
‫تقبل دعواه الجهل بوجوب فورية ذلك لنششه ل يعرفششه إل الخششواص‬
‫)فإن أخر إعلمه بل عذر فل رد( له به )ول أرش( لشعار التششأخير‬
‫بالرضا به نعم إن كان الحادث قريب الزوال غالبا كالرمد والحمى‬
‫لم يضر انتظاره ليرده سالما علشى الوجشه ويظهشر ضشبط القشرب‬
‫بثلثة أيام فأقششل وأن الحششادث لششو كششان هششو الششزواج فعلششق الششزوج‬
‫طلقها على مضي نحو ثلثة أيام فانتظره المشتري ليردهششا خليششة‬
‫لم يبطل رده‪.‬‬
‫)تنبيه( قوله هنا فل رد إما أن يريد به فل رد قهششرا فيكششون مكششررا‬
‫لنه يستغنى عنه بقوله سقط الرد قهششرا أو اختيششارا فينششافي قششوله‬
‫رده المشتري وقششوله فششذاك والششذي يتجششه فششي الجششواب أن قششوله‬
‫ويجب إلخ قيد لقوله ثششم إلششخ أفششاد أن محششل ذلششك التخييششر إن لششم‬
‫يوجد تقصير بتششأخير العلم وإل فل رد لششه بششه علششى تلششك الكيفيششة‬
‫المشتملة علششى التخييششر السششابق بعششد ثششم الششتي مششن جملتهششا أخششذ‬
‫الرش وحينئذ فل ينافي هذا جواز الرد بالرضا من غيششر أرش كمششا‬
‫صرحا به بقولهما في باب القالة لو تفاسخا ابتداء بل سششبب جششاز‬
‫أي جزما وقيل فيه وجهان وكان إقالششة ا ه >ص‪ <380 :‬لمكانهششا‬
‫هنا بخلفها فيما نحن فيه لنها إما بيع فشرطها أن تقع بما وقع به‬
‫العقد الول وهنا بخلفه وإما فسخ فموردهششا مششورد العقششد وليششس‬
‫الرش موردا حتى يقع العقد عليه ولم أر أحششدا مششن الشششراح نبششه‬
‫على شيء من ذلك‬
‫)ولو حدث عيب ل يعرف القديم إل بششه ككسششر بيششض( لنحششو نعششام‬
‫لن قشره متقوم )و( كسر )رانج( بكسر النون وهو الجوز الهندي‬
‫حيث لم تتأت معرفة عيبششه إل بكسششره فزعششم تعيششن عششدم عطفششه‬
‫على ما قبله‪ .‬وذكر ثقب قبله غير صحيح إذ غاية المر أنششه يمكششن‬
‫معرفششة عيبششه بالكسششر تششارة وبششالثقب أخششرى فيحمششل علششى الول‬
‫)وتقوير بطيخ( بكسر الباء أشهر من فتحها )مششدود( بعضششه بكسششر‬
‫الواو وكل ما مششأكوله فششي جششوفه كالرمششان والجششوز )رد( مششا ذكششر‬
‫بالعيب القديم )ول أرش عليه في الظهر( لن البائع سلطه علششى‬
‫كسره لتوقف علم عيبه عليه أما بيض نحو دجاج مذر ونحو بطيششخ‬
‫مدود كله فإنه يوجب فساد البيع لنه غير متقوم فيرجع المشتري‬
‫بكل ثمنه وعلى البائع تنظيف المحل من قشششوره لختصاصششها بششه‬
‫وبحث بعضهم أن محله إن لم ينقلها المشتري إلششى المحششل الششتي‬
‫هي به وإل لزمه نقلها منه أي إلى محل العقد أخذا ممششا مششر فششي‬
‫فرع مؤنة رد المبيع )فإن أمكن( أي بششالنظر للواقششع ل لظنششه كمششا‬
‫يصرح به كلمهم )معرفة القديم بأقشل ممشا أحشدثه( عشذر بشه بشأن‬
‫قامت قرينة تحمله على مجاوزة القل أو ل كما اقتضاه إطلقهششم‬
‫لتقصيره في الجملششة )فكسششائر العيششوب الحادثششة( فيمتنششع رده بششه‬
‫لعدم الحاجة إليه وذلك كتقوير البطيخ الحامض وكسر الرانج وقد‬
‫أمكن الوقوف على عيبه بغرز شيء فيه وكتقوير كبير يغنششي عنششه‬
‫أصغر منه والتدويد ل يعرف غالبا إل بالتقوير وقششد يعششرف بالشششق‬
‫فمتى عرف به كان التقوير عيبا حادثا ولو شرطت حلوة الرمششان‬
‫فبان حامضا بالغرز رد إذ ل يعرف حمضه بششدون الغششرز أو بالشششق‬
‫فل لمعرفتششه بششدونه وعنششد الطلق ليسششت الحموضششة عيبششا لنهششا‬
‫مقصودة فيه ولو اشترى نحو بيض أو بطيششخ كششثير فكسششر واحششدة‬
‫>ص‪ <381 :‬فوجدها معيبة لم يتجاوزها لثبوت مقتضى رد الكششل‬
‫بذلك لما يأتي من امتناع رد البعض فقط وإن كسر الثانيششة فل رد‬
‫له مطلقا على الوجه لنه وقف على العيب المقتضي للرد بالول‬
‫فكان الثاني عيبا حادثا ويظهر أنه لو اطلع على العيب في واحششدة‬
‫بعد كسر أخرى كان الحكم كذلك‬
‫)فرع اشترى( من واحد )عبدين( أو نحوهمششا مششن كششل شششيئين لششم‬
‫تتصل منفعة أحدهما بالخر أو اتصششلت كمصششراعي بششاب )معيششبين‬
‫صششفقة ردهمششا( إن شششاء ل أحششدهما قهششرا لضششرار البششائع بتفريششق‬
‫الصفقة عليه من غير ضرورة )ولو ظهر عيب أحدهما ردهمششا( إن‬
‫شاء )ل المعيب وحده( فل يرده قهششرا عليششه )فششي الظهششر( لششذلك‬
‫وقضيته أن مشا ل ضشرر بتفريقشه كشالحبوب وغيرهشا مشن المثليشات‬
‫>ص‪ <382 :‬يجوز رد المعيب منه وحده إذ ل ضرر فيه وهو أحد‬
‫وجهين أطلقهما الشيخان وهششو الوجششه الششذي نششص عليششه فششي الم‬
‫والبويطي وأما تأويله بحمله على تراضي العاقدين بشه ففشي غايشة‬
‫البعد لنه مع الرضا ل خلف فيه والكلم فيما فيه خلف ولو ظهر‬
‫عيب أحدهما بعد تلف الخششر أو بيعششه لششم يششرد البششاقي إل إن كششان‬
‫البيع من البائع كما قاله القاضي واعتمده السنوي وكذا السششبكي‬
‫في شرح المنهاج وإن تناقض كلمه فيه في شرح المهذب لنتفاء‬
‫التفريج المضر حينئذ وخالفه صاحباه المتولي والبغوي‬
‫)ولو اشترى عبد رجلين( منهما ل من وكيلهما )فبان معيبا فلششه رد‬
‫نصيب أحدهما( لتعدد الصششفقة بتعششدد البششائع دون مششوكله كمششا مششر‬
‫)ولو اشششترياه( أي المعيششب مششن واحششد كمششا فششي أصششله كالروضششة‬
‫وغيرها لنفسهما أو موكلهما )فلحدهما الرد( لحصته علششى البششائع‬
‫)في الظهر( لتعدد الصفقة بتعدد المشتري لنفسه أو لغيششره كمششا‬
‫مر أو من اثنين ول يصح حمل المتششن عليششه بجعششل الضششمير عششائدا‬
‫على قوله عبد رجلين لن هذه ل خلف فيهششا للتعششدد بتعششدد البششائع‬
‫قطعا فله رد الربع‬
‫)ولو اختلفا في قدم العيب( واحتمل صدق كل )صدق البائع( فششي‬
‫دعواه حدوثه )بيمينه( لن الصششل لششزوم العقششد وقيششل لن الصششل‬
‫عدم العيب في يده وينبني عليهما ما لو بشاع بشششرط الشبراءة مششن‬
‫العيوب فإنه ل يبرأ مما حدث بعد العقد وقبل القبششض فلششو ادعششى‬
‫المشتري هذا والبائع قدمه على العقد صدق البائع على الول كما‬
‫شمله المتن والمشتري على الثاني بيمينه >ص‪ <383 :‬لحتمال‬
‫صدق المشتري‪ ،‬أما إذا قطع بمششا ادعششاه أحششدهما كشششجة مندملششة‬
‫والششبيع أمششس فيصششدق المشششتري بل يميششن وكجششرح طششري والششبيع‬
‫والقبض من سنة فيصدق البائع بل يمين ولو ادعى المشتري قدم‬
‫عيبين فصدقه البائع ففي أحششدهما فقششط صششدق المشششتري بيمينششه‬
‫لثبوت الرد بإقرار البششائع فل يسششقط بالشششك ول يششرد علششى المتششن‬
‫خلفا لمن زعمه لن الرد إنما نشأ ممششا اتفقششا عليششه وكلمششه فيمششا‬
‫اختلفا فيه كما ترى‪.‬‬
‫فإن قلت هما قد اختلفا في الثاني وصششدق المشششتري فششي قششدمه‬
‫حتى ل يمتنع رده قلت تصديقه ليس إل لقوة جانبه بتصديق البائع‬
‫له على موجب الرد فلم تقبل إرادتششه رفعششه عنششه بششدعوى حششدوث‬
‫الثاني فالحامل على تصديقه سبق إقرار البائع ل غير فلم يصششدق‬
‫أن المشتري صدق في القدم علششى الطلق ولششو نكششل المشششتري‬
‫عن اليمين سقط رده ولم تششرد علششى البششائع لنششه ل يثبششت لنفسششه‬
‫بحلفه حقا وحينئذ فظاهر مما مر أنه يأتي هنا ما سبق فششي قششوله‬
‫ثم‪ :‬إن رضي به البائع إلخ ولو اشترى ما كان رآه وعيبششه قبششل ثششم‬
‫أتاه به فقال زاد العيب وأنكششر البششائع صششدق المشششتري لن البششائع‬
‫يدعي عليه علمه به وهو خلف الصل >ص‪ <384 :‬ول ترد عليه‬
‫هذه أيضا خلفا لمن زعمه أيضا لنهما لششم يختلفششا فششي القششدم بششل‬
‫في الزيادة المستلزمة له وهو إنما ذكر الختلف في القششدم نصششا‬
‫ثم تصديق البائع فشي عشدم القششدم إنمششا هشو لمنشع رد المشششتري ل‬
‫لتغريمه أرشه لو عاد للبائع بفسخ وطلبششه زاعمششا أن حششدوثه بيششده‬
‫ثبت بيمينه لن يمينششه إنمششا صششلحت للششدفع عنششه فل تصششلح لثبششات‬
‫شيء له‪ ،‬نظير ما يأتي في التخالف في الجششراح فللمشششتري الن‬
‫أن يحلف أنه ليس بحادث وكيفية حلف البائع تكون )علششى حسشب‬
‫جوابه( فإن أجشاب بل يلزمنشي قبششوله أو بل رد لشه علششي بشه حلششف‬
‫كذلك ول يكلف التعرض لحدوثه لحتمال علششم المشششتري بشه عنششد‬
‫القبض أو رضاه به بعده ولو ذكره كلششف البينششة أو مششا بعتششه أو مششا‬
‫أقبضته إل سليما حلف كذلك ولم يكفه‪ :‬ل يستحق علششي الششرد بششه‬
‫ول ل يلزمني قبوله لنه ليس مطابقا لجوابه‪ ،‬وقضية كلمهششم أنششه‬
‫لو أجاب بل يلزمني قبوله ثم أراد الحلف علششى أنششه مششا أقبضششه إل‬
‫سليما ل يمكن وهو محتمل لحتمال الجواب الول علم المشتري‬
‫ورضاه به والثاني نص في عدمه فتناقضا احتمششال وهششو كششاف هنششا‬
‫ومن ثم لم يكتفوا في اليمين باللوازم بششل اشششترطوا كونهششا علششى‬
‫وفق الششدعوى بطريششق المطابقششة ل التضششمن واللششتزام ول يكفيششه‬
‫الحلف على نفي العلششم ويجششوز لششه الحلششف علششى البششت إذا اختششبر‬
‫خفايا أمر المبيع وكذا إن لم يختبرها اعتمادا على ظششاهر السششلمة‬
‫حيث لم يظن خلفها ول يثبششت العيششب إل بشششهادة عششدلي شششهادة‬
‫فإن فقدا >ص‪ <385 :‬صدق البائع ويصدق المشتري بيمينه فششي‬
‫عدم تقصيره في الرد وفششي جهلششه بششالعيب إن أمكششن خفششاء مثلششه‬
‫عليه عند الرؤية وإل كقطع أنف صدق البائع وفي أنه ظششن أن مششا‬
‫رآه به غير عيب وكان ممن يخفى عليه مثله‪ ،‬وفي أنه إنما رضششي‬
‫بعيبه لنه ظنه العيب الفلني وقد بان خلفششه وأمكششن اششتباهه بشه‬
‫وكان العيب الذي بان أعظم ضررا فيثبت له الرد في الكل‬
‫)والزيادة( في المبيع أو الثمن )المتصلة كالسمن( وكششبر الشششجرة‬
‫وتعلم الصنعة ولو بمعلم بأجرة كما اقتضششاه إطلقهششم هنششا لكنهششم‬
‫في الفلس قيدوه بصنعة بل معلم فيحتمل أن يقال به هنششا بجششامع‬
‫أن المشتري غرم مال في كششل منهمششا فل يفششوت عليششه ول ينششافيه‬
‫الفرق التي بينهما في الحمل لن من شأنه أنه ل يغرم مششال فششي‬
‫مقابلته فحكم بششه لمششن لششم ينشششأ الششرد عنششه )تتبششع الصششل( لتعششذر‬
‫إفرادها ولو باع أرضا بها أصول نحو كراث فنبتت ثششم ردهششا بعيششب‬
‫فالنابت للمشتري بخلف الصوف الحششادث بعشد العقششد فشإنه يششرده‬
‫تبعا ما لم يجز وكشذا اللبشن الحشادث فشي الضشرع لنهمشا كالسشمن‬
‫بخلف تلك ومن ثم كان الظاهر منهما فششي ابتششداء الششبيع ل يششدخل‬
‫فيه وجرى جمع على أن نحو الصششوف الحششادث للمشششتري مطلقششا‬
‫ولو جز بعد أن طال ثم علششم عيبششا ورد اششتركا فيشه لن الموجششود‬
‫عند العقد جزء من المبيع فيرد وإن جز وقياس نظائره أنه يصدق‬
‫ذو اليد حيث ل بينة وأنه ل رد مششا دامششا متنششازعين وأن ذلششك عيششب‬
‫حادث وعلى هذا يحمل قول السبكي وقد يقع نزاع في مقدار مششا‬
‫لكل منهما وهو عيب مانع من الرد‬
‫)و( الزيادة )المنفصلة( عينا ومنفعة )كالولد والجرة ل تمنع الرد(‬
‫عمل بمقتضى العيب نعم ولد المة الذي لم يميز يمنششع الششرد بنششاء‬
‫على ما مر من حرمة التفريششق بينهمششا بششه فيجششب الرش وإن لششم‬
‫يحصل يأس لن تعذر الرد بامتناعه >ص‪ <386 :‬ولو مششع الرضششا‬
‫صيره كالمأيوس منه )وهششي للمشششتري( فششي المششبيع وللبششائع فششي‬
‫الثمن )إن رد بعد القبض( للحديث الصحيح }أن رجل ابتششاع غلمششا‬
‫واستعمله مدة ثم رأى فيه عيبا وأراد رده فقشال البشائع يشا رسشول‬
‫الله قششد اسشتعمل غلمشي فقشال صشلى اللشه عليشه وسشلم الخششراج‬
‫بالضمان{ ومعناه أن ما يخرج من المبيع مششن غلششة وفششائدة تكششون‬
‫للمشتري في مقابلة أنه لو تلف لكان من ضمانه أي لتلفششه علششى‬
‫ملكه فالمراد بالضمان في الخششبر الضششمان المعتششبر بالملششك إذ آل‬
‫فيه لما ذكره البائع له صلى الله عليه وسشلم وهششو مششا ذكششر فقششط‬
‫فخرج البائع قبل القبض والغاصب فل يملك فوائده لنه ل ملك له‬
‫وإن ضمنه لنه لوضع يده على ملك غيره بطريق مضششمن )وكششذا(‬
‫تكون الزيششادة لشه إن رد )قبلششه فشي الصششح( بنششاء علششى الصششح أن‬
‫الفسخ يرفع العقد من حينه ل من أصله )ولو باعها( أي البهيمة أو‬
‫المة )حامل فانفصششل( الحمششل ولششم تنقششص أمششه بششالولدة أو كششان‬
‫جاهل بالحمل واستمر جهله إلى الوضع وإن نقصت بها لما مر أن‬
‫الحادث بسبب متقدم كالمتقششدم )رده( لن الحمششل يعلششم ويقششابله‬
‫قسط من الثمششن )معهششا فششي الظهششر( لوجششود المقتضششي بل مششانع‬
‫بخلف ما إذا نقصششت بهششا وعلششم بالحمششل فل يردهششا قهششرا بششل لششه‬
‫الرش كسائر العيوب الحادثة وخرج بباعها حامل ما لو باعها حائل‬
‫ثم حملت ولششو قبششل القبششض فششإن الولششد للمشششتري >ص‪<387 :‬‬
‫بخلف نظيششره فششي الفلششس فششإن الولششد للبششائع والفششرق أن سششبب‬
‫الفسخ هناك نشأ من المشتري وهو تركه توفية الثمششن وهنششا مششن‬
‫البائع وهو ظهور العيب الذي كان موجششودا عنششده‪ .‬قششال المششاوردي‬
‫وغيره وللمشتري حبس الم حتى تضعه‪ ،‬وحمل المة بعد القبششض‬
‫يمنع الرد القهري لنه عيب فيها وكذا حمل غيرها إن نقصششت بششه‪،‬‬
‫ونحو البيض كالحمل وبانفصل ما لو كانت بعشد حشامل فشإنه يردهشا‬
‫جزما والطلع كالحمل والتأبير كالوضع فلششو أطلعششت فششي يششده ثششم‬
‫ردها بعيب كان الطلع للمشتري على الوجه‬
‫)ول يمنع الرد الستخدام( قبل علم العيب من المشتري أو غيششره‬
‫للمششبيع ول مششن البششائع أو غيششره للثمششن إجماعششا )ووطششء الششثيب(‬
‫كالستخدام وإن حرمها على البششائع لكششونه أبششاه مثل نعششم إن كششان‬
‫بزنا منها بأن مكنته ظانة أنه أجنبي‪ ،‬وإطلق الزنا على هذا مجششاز‬
‫كما يعلم مما يأتي أول العدد‪ ،‬منع لنششه عيششب حششدث )وافتضششاض(‬
‫المة بالفاء والقاف )البكر( المبيعة من مشتر أو غيره يعني زوال‬
‫بكارتها ولو بوثبة )بعششد القبششض نقششص حششدث( فيمنششع الششرد مششا لششم‬
‫يستند لسبب متقدم جهله المشتري كما مششر )وقبلششه جنايششة علششى‬
‫المبيع قبل القبض( فإن كان من المشتري منع رده بالعيب ثم إن‬
‫قبضها لزمه اليمين بكماله وإن تلفت قبل قبضها لزمه من الثمششن‬
‫>ص‪ <388 :‬قدر ما نقص من قيمتها أو من غيره وأجاز هو البيع‬
‫فله ردها به ثم إن كان المزيل البائع أو آفة أو زوجا زواجه سششابق‬
‫فهدر أو أجنبيا لزمه الرش إن لششم يطششأ أو كششانت زانيششة وإل لزمششه‬
‫مهر بكر مثلها فقط وهو للمشتري ما لم يفسخ وإل استحق البائع‬
‫منه قدر الرش وفرق بين وجوب مهر بكر هنا ومهششر ثيششب وأرش‬
‫بكارة في الغصب والديات ومهششر بكششر وأرش بكششارة فششي المبيعششة‬
‫بيعا فاسدا بأن ملك المالك هنا ضعيف فل يحتمشل شششيئين بخلفشه‬
‫ثم ولهذا لم يفرقوا ثم بين الحرة والمة وبأن الششبيع الفاسششد وجششد‬
‫فيه عقد اختلف في حصششول الملششك بششه كمششا فششي النكششاح الفاسششد‬
‫بخلفه فيما مر ويوجه بأن الجهة المضمنة هنا لما اختلفت بسششبب‬
‫جريان الخلف فششي الملششك لششم يلششزم عليششه >ص‪ <389 :‬إيجششاب‬
‫مقابل للبكارة مرتين إذ الموجب لمهششر البكششر وطششء الشششبهة لنششه‬
‫استمتع بها بكرا ولرش البكارة إزالة الجلدة بخلف جهة الغصششب‬
‫فإنها واحدة فلو أوجبت مهر بكر لتضاعف غرم البكارة مرتين من‬
‫جهة واحدة وهو ممتنع فاندفع ما يقال الغاصب الششذي لششم يختلششف‬
‫في عدم ملكه أولى بالتغليظ ممن اختلف في ملكه‬

‫)فصل( في القسم الثاني‪ ،‬وهو التغرير الفعلششي بالتصششرية‪ ،‬أو‬


‫غيرهششا )التصششرية( مششن صششرى المششاء فششي الحششوض جمعششه وجششوز‬
‫الشششافعي رضششي اللششه عنششه أن تكششون مششن الصششر‪ ،‬وهششو الربششط‪،‬‬
‫واعترضه أبو عبيدة بأنه يلزمه أن يقششال‪ :‬مصششررة‪ ،‬أو مصششرورة ل‬
‫مصششراة‪ ،‬وليششس فششي محلششه‪ ،‬لنهششم قششد يكرهششون اجتمششاع مثليششن‬
‫فيقلبون أحدهما ألفا كمششا فششي دسششاها‪ ،‬إذ أصششله دسسششها )حششرام(‬
‫للنهي الصحيح عنها‪ ،‬وهي أن تربط أخلف البهيمة‪ ،‬أو يترك حلبها‬
‫مدة قبل بيعها حتى يجتمع اللبششن فيتخيششل المشششتري غششزارة لبنهششا‬
‫فيزيد في الثمن‪ ،‬ول فرق في التحريم بين مريد البيع وغيره ومن‬
‫قيد بالول مراده حيث لم يضر البهيمة )تثبششت الخيششار( للمشششتري‬
‫كما فشي الحشديث الصشحيح )علشى الفشور( كشالرد بشالعيب‪ ،‬وقضشية‬
‫كلمه أنه يتخير‪ ،‬وإن استمر لبنها علششى مششا أشششعرت بششه التصششرية‪،‬‬
‫والذي يتجه خلفه‪ ،‬وهو ما اقتضاه كلم الروضة وأصلها‪ ،‬ومن ثششم‬
‫قال أبو حامد‪ :‬ل وجه للخيار هنا‪ ،‬وإن نازعه الذرعي بأن مششا كششان‬
‫على خلف الجبلة ل وثوق بدوامه‪ ،‬أو تصششرت بنفسششها أو لنسششيان‬
‫حلبها‪ ،‬وهو الوجه مششن وجهيششن أطلقاهمششا ورجحششه أيضششا الذرعششي‬
‫وقال‪ :‬إنه قضية نص الم ا ه ويؤيده أن الخيار بالعيب ل فرق فيه‬
‫بين علم البائع به وعدمه فاندفع ترجيح الحاوي كششالغزالي مقششابله‬
‫لعدم التدليس )وقيل يمتد( الخيار‪ ،‬وإن علم بالتصرية )ثلثة أيششام(‬
‫من العقد وقيل من التفرق كما صرح به الحديث‪ ،‬ومن ثم صححه‬
‫كثيرون واختاره جمع متأخرون وأجاب الكثرون بحمل الخبر على‬
‫الغالب من أن التصرية ل تظهر فيمششا دون الثلث لحتمششال إحالششة‬
‫النقص على اختلف العلف والمأوى مثل‬
‫)فإن >ص‪ <390 :‬رد( اللبون المصراة أو غيرها بعيششب‪ ،‬أو غيششره‬
‫كتحالف‪ ،‬أو تقايل فيما يظهر )بعد تلف اللبن( أي‪ :‬حلبه وعششبر بششه‬
‫عنه‪ ،‬لنه بمجرد حلبه يسري إليه التلف )رد معها صاع تمر( ما لم‬
‫يتفقا على رد غيره للحششديث الصششحيح بششذلك‪ ،‬وإن اشششتراها بصششاع‬
‫تمر‪ ،‬أو بدونه ويتعين كونه من تمر البلد الوسط كذا عبر به جمع‪،‬‬
‫ول ينافيه تعبير غيرهم بالغالب كالفطرة إما‪ ،‬لن المششراد الوسششط‬
‫هذا‪ ،‬أو أن الوسط يعتبر بالنسبة لنواع الغالب فإن فقده أي‪ :‬بأن‬
‫تعذر عليه تحصيله بثمن مثله في بلده ودون مسألة القصششر إليهششا‬
‫فيما يظهر أخذا مما يأتي في فقد إبل الديششة فقيمتششه بششأقرب بلششد‬
‫تمر إليه كما اقتضاه النص ورجحه السبكي وغيششره واقتصششرا عششن‬
‫الماوردي على قيمته بالمدينة النبوية على مشرفها أفضل الصلة‬
‫والسلم‪ ،‬واعترضا بأنه لم يرجح شيئا وإنمششا حكششى وجهيششن فقششط‪،‬‬
‫ويششرد بششأن مششن حفششظ حجششة‪ ،‬ويمكششن تششوجيهه بششأن التمششر موجششود‬
‫منضبط القيمة بالمدينة غالبا فششالرجوع إليهششا أمنششع للنششزع فتعيششن‪،‬‬
‫وعليهما العبرة بقيمة يوم الرد ل أكثر الحوال )وقيل‪ :‬يكفي صاع‬
‫قوت( لرواية صحيحة بالطعششام وروايششة بالقمششح فششإن تعششدد جنسششه‬
‫تخير وردوه بروايششة مسششلم }رد معهششا صششاع تمششر ل سششمراء{ أي‪:‬‬
‫حنطة فإذا امتنعت‪ ،‬وهششي أعلششى القششوات عنششدهم فغيرهششا أولششى‪،‬‬
‫ورواية القمح ضعيفة والطعام محمولة على التمر لما ذكر‪ ،‬وإنمششا‬
‫تعين‪ ،‬ولم يجششز أعلششى منششه بخلف الفطششرة‪ ،‬لن القصششد بهششا سششد‬
‫الخلة‪ ،‬وهنا قطع النزاع مع ضرب تعبد إذ الضمان بششالتمر ل نظيششر‬
‫له لكن لما كان الغالب التنازع في قدر اللبششن قششدر الشششارع بششدله‬
‫بما ل يقبل تنازعا قطعا له ما أمكششن‪ ،‬ومششن ثششم لششم يتعششدد الصششاع‬
‫بتعدد المصراة على ما صرح به الحديث‪ ،‬واقتضى سششياق بعضششهم‬
‫نقششل الجمششاع فيششه لكششن المنقششول عششن الشششافعي التعششدد‪ ،‬وهششو‬
‫المعتمد‪ ،‬ومن ثششم قششال ابششن الرفعششة‪ :‬ل أظششن أصششحابنا يسششمحون‬
‫بعششدم التعششدد )والصششح أن الصششاع ل يختلششف بكششثرة اللبششن( >ص‪:‬‬
‫‪ <391‬وقلته لما تقرر‪ ،‬ونظيره الغرة في الجنين‪ ،‬والخمششس مششن‬
‫البل في نحو الموضحة مع اختلفها كما يأتي وظاهر أنه ل بد من‬
‫لبن متمول‪ ،‬إذ ل يضمن إل ما هو كذلك‬
‫)وأن خيارها( أي‪ :‬التصرية )ل يختص بالنعم بششل يعششم كششل مششأكول‬
‫والجارية والتششان( وهششي أنششثى الحمششر الهليششة لروايششة مسششلم مششن‬
‫اشترى مصراة وكون نحو الرنب ل يقصد لبنه إل نادرا إنما يرد لو‬
‫أثبتوه قياسا‪ ،‬وليس كذلك لما علمت من شمول لفششظ الخششبر لششه‪،‬‬
‫إذ النكرة في حيز الشرط للعموم فذكر شاة في رواية مششن ذكششر‬
‫بعض أفراد العام‪ ،‬والتعبد هنا غالب فمن ثم لم يستنبط من النص‬
‫معنى يخصصه بالنعم وبهذا يتضح اندفاع مششا أطششال بششه جمششع مششن‬
‫النتصار لختصاصه بالنعم‪ ،‬ول يؤثر كششون لبششن الخيريششن ل يؤكششل‪،‬‬
‫لنه تقصد غزارته لتربية الولد وكبره وكالتان كما هو ظاهر غيرها‬
‫مما ل يؤكل ويصح بيعه‪ ،‬وله لبن )و( لكششن )ل يششرد معهمششا شششيئا(‪،‬‬
‫لن لبن المة ل يعتاض عنه غالبا‪ ،‬ولبن التان نجس )وفي الجارية‬
‫وجه( أنه يرد بدله لصحة بيعه وأخذ العوض عنه)وحبس ماء القناة‬
‫و( ماء )الرحى المرسل( كل منهما )عند الششبيع(‪ ،‬أو الجششارة حششتى‬
‫يتوهم المشتري‪ ،‬أو المستأجر كششثرته فيزيششد فششي ثمنششه‪ ،‬أو أجرتششه‬
‫)وتحمير الوجه وتسويد الشعر وتجعيشده( فشي المشة والعبشد علشى‬
‫الوجششه >ص‪ <392 :‬حششرام )يثبششت الخيششار( بجششامع التششدليس‪ ،‬أو‬
‫الضرر‪ ،‬ومششن ثششم تخيششر هنششا‪ ،‬وإن فعششل ذلششك غيششر البششائع إل تجعششد‬
‫الشعر‪ ،‬لنه مستور غالبا فلم ينسششب البششائع فيششه لتقصششير‪ ،‬وإل إذا‬
‫ظهر أن ذلك مصنوع لغالب الناس‪ ،‬وإن كان بفعل البششائع لتقصشير‬
‫المشتري كما هو ظششاهر نظيششر شششراء زجاجششة يظنهششا جششوهرة بششل‬
‫قضية هذا أنه ل يشترط فيه ذلك الظهور‪ ،‬وهذا بالنسبة للخيار أما‬
‫الثششم فسششيأتي‪ ،‬والجعششد هششو مششا فيششه التششواء وانقبششاض ل كمفلفششل‬
‫السودان‪ ،‬وفيه جمال ودللة على قوة البدن‬
‫)ل لطخ ثوبه( أي‪ :‬الرقيق بمداد )تخييل لكتششابته(‪ ،‬أو إلباسششه ثششوب‬
‫نحو خباز تخييل لصنعته فأخلف فل يتخير به )في الصح(‪ ،‬إذ ليششس‬
‫فيه كبير غرر لتقصير المشتري بعدم امتحانه والبحث عنششه بخلف‬
‫ما مر‪ ،‬ومن ثم قال الماوردي‪ :‬ل يحرم على البائع فعل ذلك لكششن‬
‫نظر غيره فيه‪ ،‬والنظر واضح فيحشرم كشل فعشل بشالمبيع أو الثمشن‬
‫أعقب ندما لخذه‪ ،‬ول أثر لمجرد التوهم كمششا لششو اشششترى زجاجششة‬
‫يظنها جوهرة بثمن الجششوهرة‪ ،‬لنششه المقصششر‪ ،‬وإن استشششكله ابششن‬
‫عبد السلم‪ ،‬لن حقيقة الرضا المشترطة لصحة البيع ل تعتبر مششع‬
‫التقصير أل ترى أنه صلى الله عليششه وسششلم علششم مششن يخششدع فششي‬
‫البيع أن يقول‪ :‬ل خلبة كما مششر‪ ،‬ولششم يثبششت لششه خيششارا‪ ،‬ول أفسششد‬
‫شراءه فدل على ما ذكرناه>ص‪<393 :‬‬

‫)باب( في حكم المبيع ونحوه قبل قبضه وبعده‬


‫والتصرف فيما له تحت يد غيره وبيان القبششض والتنششازع فيششه ومششا‬
‫يتعلق بذلك )المبيع( دون زوائده المنفصششلة ومثلششه فششي جميششع مششا‬
‫يأتي الثمن كمششا سششيذكره بقششوله‪ :‬والثمششن المعيششن كششالمبيع )قبششل‬
‫قبضه( الواقع عن البيع )من ضمان البششائع( بمعنششى انفسششاخ الششبيع‬
‫بتلفه‪ ،‬أو إتلف البائع والتخيير بتعيبه‪ ،‬أو تعييب غير مشششتر وإتلف‬
‫أجنبي لبقاء سلطنته عليه‪ ،‬وإن قال للبائع أودعتك إياه وقولهم إن‬
‫إيداع من يده ضامنة يبرئه مفروض في ضمان اليد وما هنا ضمان‬
‫عقد أو عرضه على المشتري فامتنع من قبوله ما لششم يضششعه بيششن‬
‫يديه‪ ،‬ويعلم به‪ ،‬ول مانع له منششه‪ ،‬ومنششه أن يكششون بمحششل ل يلزمششه‬
‫تسلمه فيه كما هو ظاهر‪ .‬وبحث المام أنششه ل بششد مششن قربششه منششه‬
‫بحيث تناله يده منششه مششن غيششر حاجششة لنتقششال‪ ،‬أو قيششام قششال‪ :‬ولششو‬
‫وضعه البائع عن يمينه‪ ،‬أو يساره‪ ،‬وهو تلقاء وجهه لم يكن قبضا ا‬
‫ه‪ .‬وما ذكره أول متجه وآخرا فيه نظشر ظشاهر‪ ،‬إذ ل فشرق‪ ،‬والشذي‬
‫يتجششه أنششه مششتى قششرب مششن المشششتري كمششا ذكششر‪ ،‬ولششم يعششد البششائع‬
‫مستوليا عليه مششع ذلششك حصششل القبششض‪ ،‬وإن كششان عششن يمينششه مثل‬
‫ويأتي ذلك في وضع المشدين الشدين عنشد دائنشه >ص‪ <394 :‬أمشا‬
‫زوائده الحادثة في يد البائع فهي عنده أمانششة‪ ،‬لن ضششمان الصششل‬
‫بالعقد‪ ،‬وهو لم يشملها‪ ،‬ول وجد منه تعد‬
‫)فإن تلف( بآفة سماوية ويصدق فيه البششائع بالتفصششيل التششي فششي‬
‫الوديعة على الوجه‪ ،‬لنششه كششالوديع ل فششي عششدم ضششمان البششدل‪ ،‬أو‬
‫وقعت الدرة في بحر ل يمكن إخراجها منه‪ ،‬أو انفلت ما ل يرجششى‬
‫عوده من طير‪ ،‬أو صششيد متششوحش‪ ،‬أو اختلششط نحششو ثششوب‪ ،‬أو شششاة‬
‫بمثله للبائع‪ ،‬ولم يمكن التمييز بخلف نحو تمر بمثله‪ ،‬لن المثليششة‬
‫تقتضي الشركة فل تعذر بخلف المتقوم أو انقلب عصير خمرا ما‬
‫لم يعد خل لكن يتخير المشتري‪ ،‬أو غرقت الرض بماء لششم يتوقششع‬
‫انحساره‪ ،‬أو وقع عليها صخرة‪ ،‬أو ركبها رمل ل يمكن رفعهما كما‬
‫جزما به في الشفعة واقتضاه كلمهما في الجارة لكن رجحا هنششا‬
‫أنه تعيب‪ ،‬واعتمده بعضهم وفرق ببقاء عيششن الرض‪ ،‬والحيلولششة ل‬
‫تقتضي فسخا كالباق‪ ،‬والشفعة تقتضي تملكششا‪ ،‬وهششو متعششذر حششال‬
‫لعدم الرؤية والنتفاع‪ ،‬والجارة تقتضي النتفاع فششي الحششال‪ ،‬وهششو‬
‫متعذر بحيلولة الماء‪ ،‬وترقب زواله ل نظر له لتلف المنششافع‪ ،‬ولششك‬
‫رده بأنهم لو نظروا هنا لمجرد بقاء العين لم يقولوا بالنفساخ في‬
‫وقوع الدرة‪ ،‬ومششا بعششده إل أن يفششرق بششأن العيششن فششي هششذه >ص‪:‬‬
‫‪ <395‬لششم يعلششم بقاؤهششا بخلف الرض )انفسششخ الششبيع( أي‪ :‬قششدر‬
‫انفساخه المستلزم لتقدير انتقاله لملك البائع قبيل التلف فتكششون‬
‫زوائده للمشششتري حيششث ل خيششار‪ ،‬أو تخيششر وحششده‪ ،‬ويلششزم البششائع‬
‫تجهيزه )وسقط الثمششن( الششذي لششم يقبششض‪ ،‬ووجششب رده إن قبششض‬
‫لفوات التسليم المستحق بالعقد فبطل كمششا لششو تفرقششا فششي عقششد‬
‫الصرف قبل القبض‪.‬‬
‫قيل‪ :‬يستثنى من طرده وضعه بين يششديه عنششد امتنششاعه‪ ،‬ويششرده أن‬
‫ذلك قبض له كما مر وإحبال أبي المشتري المة وتعجيششز مكششاتب‬
‫بعد بيعه شيئا لسيده >ص‪ <396 :‬وموت مورثه البائع له‪ ،‬ويرده‬
‫أن قبض المشتري وجد في الثلثة حكما هو كاف علششى أنششه يششأتي‬
‫في الخيرتين ما يبطل ورودهما من أصلهما‪ ،‬ومششن عكسششه قبششض‬
‫المشترى له من البائع وديعة بأن كان له حق الحبس فتلفششه بيششده‬
‫كتلفه بيد البائع كما صرحوا به‪ ،‬ويرده أنه ل أثر لهذا القبض‪ ،‬ومن‬
‫ثم كان الصح بقاء حبس البائع بعده‪ ،‬ووقششع للزركشششي فششي هششذه‬
‫آخر الوديعة ما يخالف ما ذكر فيها وكأنه سششهو‪ ،‬وإن أقششره شششيخنا‬
‫عليه ثم وما لو قبضه المشتري في زمن خيار البائع وحششده فتلفششه‬
‫حينئذ كهو بيد البائع فينفسخ العقد به‪ ،‬وله ثمنه وللبائع عليششه مثششل‬
‫المثلي وقيمة غيره يوم التلف‪ ،‬ويرد بأن الملششك حينئذ للبششائع فلششم‬
‫يوجد فيه المعنى الذي في البيع بعد الخيار وقبل القبششض‪ ،‬ويؤيششده‬
‫تعليلهم النفساخ هنا بقولهم‪ ،‬لنه ينفسخ بذلك عند بقاء يده فعند‬
‫بقاء ملكه أولى فالمراد ببقاء يششده بقاؤهششا أصششالة لتصششريحهم فششي‬
‫هذه بأن إيداع المشتري إياه له بعد قبضه كبقششائه بيششد المشششتري‪،‬‬
‫وخرج بوحده ما لو تخيرا والمشتري فل فسخ بل يبقى الخيار ثششم‬
‫إن تم العقشد غشرم الثمشن‪ ،‬وإل فالبشدل فشرع بشاع عصشيرا وسشلمه‬
‫فوجده خمرا فقال البائع‪ :‬تخمر عندك‪ ،‬وقال المشتري‪ :‬بل عندك‬
‫صدق البائع كما رجحه الشيخان‪.‬‬
‫قال بعضهم‪ :‬والصورة أن العصير مشاهد وأنه أقبضه بإناء موكشوء‬
‫عليه بعد مضي زمن يمكن فيه تخمره وقياسه أنه لو اشترى نحششو‬
‫زيت ثم أفرغه البششائع >ص‪ <397 :‬فششي إنششائه بششأمره فوجششد فيششه‬
‫فأرة ميتة فقال‪ :‬هي فيه قبل إفراغه‪ ،‬وقال البششائع‪ :‬بششل هششي فششي‬
‫ظرفك صدق البائع ل يقال‪ :‬يلزم مششن تصششديقه بطلن الششبيع أيضششا‬
‫لتنجسه بها قبل القبض أو معه‪ ،‬لنا نقششول‪ :‬المششائع إذا حصششل فششي‬
‫فضاء الظرف ثبت له حكم القبض جششزءا جششزءا قبششل ملقششاته لهششا‬
‫ذكره المام‪ ،‬قوله‪ :‬أو معه ضعيف بل الصح أن جعل البائع المبيع‬
‫في ظرف المشتري بعد أمره له غير قبض لششه‪ ،‬لنششه لششم يسششتول‬
‫عليه‪ ،‬ومن ثم لم يضمنه أيضا في أعرني ظرفششك‪ ،‬واجعششل المششبيع‬
‫فيه‪ ،‬ول يضمن البائع الظرف‪ ،‬لنه اسششتعمله فششي ملشك المششتري‬
‫بإذنه‪ ،‬ومن ثم ضمنه المسلم إليه في نظيششر ذلششك‪ ،‬لنششه اسششتعمله‬
‫في ملك نفسه )ولو أبششرأه المشششتري عششن الضششمان لششم يششبرأ فششي‬
‫الظهر(‪ ،‬لنه إبراء عما لم يجب‪ ،‬وهو باطل‪ ،‬وإن وجد سببه )ولم‬
‫يتغير الحكم( السابق‪ ،‬وفائدة هذا خلفا لمن زعم أنه ل فشائدة لشه‬
‫مع ما قبله نفي توهم عدم النفساخ إذا تلششف‪ ،‬وأن البششراء كمششا ل‬
‫يرفع الضمان ل يرفع الفسخ بالتلف‪ ،‬ول المنع من التصرف‬
‫)وإتلف المشتري( الهل للمبيع حسششا‪ ،‬أو شششرعا يعنششي‪ :‬المالششك‪،‬‬
‫وإن لم يباشر العقد‪ ،‬ول وكيله‪ ،‬وإن باشر بششل هششو كششالجنبي‪ ،‬وإن‬
‫أذن له المالك في القبض وإتلف قنه بإذنه )قبض( لششه )إن علششم(‬
‫أنه المبيع‪ ،‬ولم يكن لعارض يبيحه فخرج قتله لردته‪ ،‬أو نحو تركششه‬
‫للصلة‪ ،‬أو زناه بأن زنى ذميا محصنا ثم حارب ثم أرق‪ ،‬أو قطعششه‬
‫الطريق‪ ،‬وهو إمام‪ ،‬أو نائبه‪ ،‬وإل كان قابضا‪ ،‬لنه ل يجششوز لششه لمششا‬
‫فيه من الفتيات على المام فل نظر لكونه مهششدرا وقتلششه لصششياله‬
‫عليه‪ ،‬أو لمروره بين يديه‪ ،‬وهو يصلي بشرطه أو لقتاله مع بغششاة‪،‬‬
‫أو مرتدين‪ ،‬أو قودا فهو في هذه الصور كلها غيششر قبششض علششم أنششه‬
‫المبيع >ص‪ <398 :‬أو جهل‪ ،‬لنه لما أتلفه بحق كان تلفششه واقعششا‬
‫عن ذلك الحق دون غيره )وإل( يعلم أنه المششبيع‪ ،‬وكششان بغيششر حششق‬
‫أيضا )فقولن( في أن إتلفششه قبششض أو ل وهمششا )ك( القششولين فششي‬
‫)أكل المالك طعامه المغصوب( حال كونه )ضيفا( للغاصب جششاهل‬
‫أنه طعامه أظهرهما أنه يصير قابضا تقششديما للمباشششرة فكششذا هنششا‬
‫أيضا‪ ،‬وفي معنى إتلفه كما مر ما لو اشترى أمة فأحبلها أبششوه‪ ،‬أو‬
‫سيد من مكاتبه‪ ،‬أو وارث من مورثه شششيئا ثششم عجششز المكششاتب‪ ،‬أو‬
‫مات المورث أما غير الهل كغير مكلشف فشإتلفه ليشس قبضشا بشل‬
‫ينفسخ به العقد ويلزمه بدله وعلى البائع رد ثمنه لوليه إن قبضه‬
‫)والمذهب أن إتلف البائع( المبيع قبل قبضه‪ ،‬أو بعده‪ ،‬وهو فاسد‬
‫كأن كان للبششائع الحبششس‪ ،‬ومششن إتلفششه نحششو بيعششه ثانيششا لمششن تعششذر‬
‫استرداده منه )كتلفه( بآفة ومر أنه ينفسخ فكذا هنا لتعذر الرجوع‬
‫عليه بقيمته‪ ،‬لنه مضمون عليه بالثمن فششإذا أتلفششه سششقط الثمششن‪،‬‬
‫ولو استوفى منافعه لم يلزمه لهششا أجششرة لضششعف ملششك المشششتري‬
‫وكونه من ضمان البائع وتنزيل للمنافع منزلة العين >ص‪<399 :‬‬
‫التي لو أتلفهششا لششم تلزمششه قيمتهششا‪ ،‬وإنمششا ملششك المشششتري الفششوائد‬
‫الحادثة بيد البائع قبل القبض‪ ،‬لنها أعيان محسوسششة مسششتقلة فل‬
‫تبعية فيها لغيرها فاندفع ما أطال به الذرعي هنا‬
‫)والظهر أن إتلف الجنبي( الملتزم بغير حق للمبيع في غير عقد‬
‫الربا‪ ،‬وإن أذن له البائع‪ ،‬أو المشتري فيه لعدم استقرار ملكششه‪ ،‬أو‬
‫كان عبدا للبائع‪ ،‬ولو بإذنه‪ ،‬أو للمشتري لكششن بغيششر إذنششه‪ ،‬والفششرق‬
‫شدة تشوف الشششارع لبقششاء العقششود )ل يفسششخ( الششبيع لقيششام بششدل‬
‫المبيع مقامه‪ ،‬وإنما انفسخت الجارة بغصششب العيششن إلششى انقضششاء‬
‫المدة‪ ،‬لن الواجب ثم المال‪ ،‬وهو من غيششر جنششس المعقششود عليششه‬
‫فلم يقم مقامه بخلفه هنا )بششل يتخيششر المشششتري( علششى الششتراخي‬
‫لفششوات العيششن المقصششودة )بيششن أن يجيششز( وحينئذ ففششي رجششوعه‬
‫للفسششخ خلف والوجششه منششه نعششم )ويغششرم الجنششبي( البششدل )أو(‬
‫يستعملها الفقهاء كثيرا في حيز بيششن بمعنششى الششواو لمتنششاع بقائهششا‬
‫على أصلها لمنافاته لوضع بين )يفسششخ( وحينئذ يقششدر ملششك البششائع‬
‫للمبيع قبيل الفسخ فيلزمه تجهيز القن نظير ما مششر خلفششا لبعششض‬
‫الشارحين )ويغرم البائع الجنبي( البدل أما إتلفه لششه بحششق نظيششر‬
‫ما مر في المشتري‪ ،‬أو وهو حربي فكالفشة‪ ،‬وأمششا إتلفششه للربششوي‬
‫فينفسششخ بششه العقششد لتعششذر التقششابض والبششدل ل يقششوم مقششامه فيششه‬
‫وإتلف أعجمي يعتقد تحتم طاعة آمره وغير مميششز كششإتلف آمششره‬
‫من بائع ومشتر وأجنبي‬
‫)تنبيه( لو أتلفته دابة مشتر ل يضمن إتلفها انفسخ لتقصير البششائع‬
‫فنزل منزلة إتلفه‪ ،‬أو يضمنه لكونه معها‪ ،‬أو قصر في حفظها لششم‬
‫يكن قبضا‪ ،‬لنها ل تصلح له بل يتخير فإن فسخ طششالبه البششائع بمششا‬
‫أتلفته لتقصيره >ص‪ <400 :‬أو دابة البششائع انفسششخ مطلقششا‪ ،‬لنششه‬
‫كإتلفه إن كان بتفريطه‪ ،‬وإل فكالفة‬
‫)ولو تعيب( المبيع )قبل القبض( بآفة سماوية )فرضيه( المشتري‬
‫)أخذه بكل الثمن( كما لو قارن العيب العقد‪ ،‬ول أرش له لقششدرته‬
‫على الفسخ‪ ،‬وفهم من قوله‪ :‬فرضيه ما قدمه من أن لششه الخيششار‪،‬‬
‫ويتخير أيضا بغصب المبيع وإباقه وجحد البائع للمبيع‪ ،‬ول بينة )ولو‬
‫عيبه المشتري فل خيار( له لحصوله بفعلششه بششل يمتنششع بششه رده لششو‬
‫ظهر به عيب قديم كما مر‪ ،‬ويصير قابضا لما أتلفه فيسششتقر عليششه‬
‫حصته من الثمن‪ ،‬وهو ما بين قيمته سليما ومعيبششا هششذا إن انششدمل‬
‫فإن سرت الجناية للنفس استقر عليه الثمن كلشه‪ ،‬وفشارق تعييششب‬
‫المستأجر وجب الزوجة بأن هذا منزل منزلة القبض لوقوعه فششي‬
‫ملكه‪ ،‬وذانك ل يتخيل فيهما ذلك )أو( عيبششه )الجنششبي(‪ ،‬وهششو أهششل‬
‫لللتزام بغير حق )فالخيار( على التراخي ثششابت للمشششتري لكششونه‬
‫مضمونا على البائع )فإن أجاز غرم الجنبي الرش(‪ ،‬لنششه الجششاني‬
‫لكن بعد قبض المبيع ل قبله لجواز تلفه بيششد البششائع فينفسششخ الششبيع‬
‫قششاله المششاوردي‪ ،‬واعششترض بمششا فيششه نظششر‪ ،‬والمششراد بششالرش فششي‬
‫الرقيق ما يأتي في الديات‪ ،‬وفي غيره ما نقص مششن قيمتششه ففششي‬
‫يد القن نصف القيمششة ل مششا نقششص منهششا إن لششم يصششر غاصششبا‪ ،‬وإل‬
‫لزمه الكثر من نصفها‪ ،‬وما نقص منها )ولو عيبه البششائع فالمشذهب‬
‫ثبوت الخيار( على التراخي للمشششتري >ص‪ <401 :‬وهششذا متفششق‬
‫عليه‪ ،‬لنه إما كالفة أو إتلف الجنششبي‪ ،‬وكششل منهمششا يثبششت الخيششار‬
‫فقوله المذهب إنما هو في قوله )ل التغريم( بناء علششى الصششح أن‬
‫فعله كالفة ل كفعل الجنبي فإن شاء المشتري فسششخ‪ ،‬وإن شششاء‬
‫أجاز بجميع الثمن لما مر‬
‫)ول يصح بيع المششبيع قبششل قبضششه( إجماعششا فششي الطعششام ولحششديث‬
‫حكيم بن حزام بسششند حسششن }يششا ابششن أخششي ل تششبيعن شششيئا حششتى‬
‫تقبضه{ وعلته ضعف الملك لنفساخه بتلفه كما مر وقيل اجتماع‬
‫ضمانين على شيء واحد‪ ،‬إذ لو صح لضمنه المشتري أيضا للثاني‬
‫قبششل قبضششه فيكششون مضششمونا لششه‪ ،‬وعليششه‪ ،‬وخششرج بششالمبيع زوائده‬
‫الحادثششة بعششد العقششد فيصششح بيعهششا لعششدم ضششمانها كمششا مششر ويمتنششع‬
‫التصرف بعد القبض أيضا إذا كان الخيار للبششائع أو لهمششا كمششا علششم‬
‫مما مششر‪ ،‬ول يصششح ‪ -‬خلفششا لمششن زعمششه ‪ -‬ورود الحبششال مششن أبششي‬
‫المشتري لمته قبششل القبششض‪ ،‬لنهششا بششه تنتقششل لملششك الب فيلششزم‬
‫تقششدير القبششض قبلششه‪ ،‬ول نفششوذ تصششرف الششوارث‪ ،‬أو السششيد فيمششا‬
‫اشتراه مششن مكششاتبه فعجششز نفسششه‪ ،‬أو مششورثه‪ ،‬ول وارث لششه غيششره‬
‫فمات قبل القبض لعوده له بالتعجيز والموت فلم يملكه بالشراء‪،‬‬
‫ول بيع العبد من نفسه‪ ،‬لنه عقششد عتاقششة‪ ،‬ول قسششمته‪ ،‬لنهششا‪ ،‬وإن‬
‫كانت بيعا إل أنها ليست على قوانين البيوع‪ ،‬لن الرضششا فيهششا غيششر‬
‫معتبر فل يعتبر القبض كالشفعة )والصششح أن بيعششه للبششائع كغيششره(‬
‫>ص‪ <402 :‬لعموم النهي السابق وللعلة الولى‪ ،‬ومحل الخلف‬
‫إن باعه بغير جنس الثمن‪ ،‬أو بزيششادة‪ ،‬أو نقششص‪ ،‬أو تفششاوت صششفة‪،‬‬
‫وإل بأن باعه بعين الثمن‪ ،‬أو بمثله إن تلف‪ ،‬أو كان في الذمة فهو‬
‫إقالة بلفظ البيع على المعتمد‪ ،‬وزعم أن الصحيح مراعششاة اللفششظ‬
‫فششي المششبيع ل المعنششى غيششر صششحيح بششل تششارة يراعششون هششذا وتششارة‬
‫يراعون هذا بحسب المدرك‬
‫)و( الصشششح )أن الجشششارة( للمشششبيع )والرهشششن والهبشششة( والصشششدقة‬
‫والقراض له )كالبيع( بنششاء علششى المعنششى الول‪ ،‬وكششذا جعلششه نحششو‬
‫صداق‪ ،‬أو عوض خلع‪ ،‬أو سششلم‪ ،‬والتوليششة فيششه والشششراك‪ ،‬وأفهششم‬
‫إطلقه منع الرهن أنه ل فرق بين رهنه من البائع وغيره‪ ،‬وهششو مششا‬
‫اقتضاه كلم الروضة وأصلها أيضا لكششن الششذي نقلششه السششبكي عششن‬
‫النص‪ ،‬واعتمده هو ومن تبعه أن محششل منعششه مششن البششائع إن كششان‬
‫بالثمن حيث له حق الحبس‪ ،‬إذ ل فائدة في الرهن‪ ،‬لنه محبششوس‬
‫بالدين‪ ،‬وإل جاز‪ ،‬وقضية قولهم وإل جاز صششحته منششه بغيششر الثمششن‪،‬‬
‫وإن كان له حق الحبس‪ ،‬وقضية العلة خلفه‪ ،‬وهو القرب‪ ،‬وخرج‬
‫بإجارة المبيع إجارة المستأجر قبل قبضه فإنها صحيحة لكششن مششن‬
‫المششؤجر فقششط‪ ،‬لن المعقششود عليششه فيهششا المنششافع‪ ،‬وهششي ل تصششير‬
‫مقبوضة بقبض العين فلم يؤثر فيها عدم قبضها فإن قلت‪ :‬قضششية‬
‫العلة صحتها من غير المؤجر أيضا قلت‪ :‬ما ذكر مششن نفششي إمكششان‬
‫قبض المنافع المراد به ففي إمكششان قبضششها الحقيقششي لتصششريحهم‬
‫كما يأتي في السلم بأن قبضها بقبض محلها ولقوة جانب المؤجر‬
‫لم يشترط فيه هذا القبض التقديري بخلف غيره‬
‫)و( الصح )أن العتاق بخلفه( فيصح‪ ،‬وإن كان للبائع حق الحبس‬
‫لقوته‪ ،‬ومثله السششتيلد والتششدبير والتزويششج والقسششمة وإباحششة نحششو‬
‫طعام اشتراه جزافا للفقراء والوقششف >ص‪ <403 :‬مششا لششم نقششل‬
‫بتوقفه على القبول‪ ،‬لنه حينئذ كالبيع وفارق كالباحة التصدق بأنه‬
‫تمليك بخلفهما ل الكتابة‪ ،‬إذ ليس لها قوة العتق‪ ،‬ول العتششق علششى‬
‫مال‪ ،‬لنه بيع‪ ،‬ول عن كفارة الغير‪ ،‬لنه هبششة‪ ،‬ويكششون قابضششا بنحششو‬
‫العتششق والوقششف ل بالتششدبير والثنيششن بعششده‪ ،‬وكششذا الطعششام المبششاح‬
‫للفقراء قبل قبضهم له )والثمن المعين كالمبيع( في جميع ما مر‬
‫فيه‪ ،‬ومنه فساد التصرف قبل قبضه المذكور ضمنا في قششوله )فل‬
‫يبيعه البائع( يعني ل يتصرف فيه كما بأصششله )قبششل قبضششه( ل مششن‬
‫المشتري إل في نظير ما مر من بيع المبيع للبششائع‪ ،‬ول مششن غيششره‬
‫لعموم النهي ولما مر من العلتين‪ ،‬وكل عيششن مضششمونة فششي عقششد‬
‫معاوضة كأجرة وعوض صلح عن مال‪ ،‬أو دم وبدل خلع أو صششداق‬
‫كذلك )وله بيع ماله في يد غيره أمانة كوديعششة( والحششق بششذلك مششا‬
‫أفرزه السلطان لجندي أي‪ :‬تمليكا كما هو واضح فلششه بعششد رؤيتششه‬
‫بيعه‪ ،‬وإن لم يقبضه رفقا بالجند نص عليه‪ ،‬ومن ثم يملكه بمجششرد‬
‫الفراز )ومشترك وقراض ومرهون بعششد انفكششاكه( مطلقششا‪ ،‬وقبلششه‬
‫بإذن المرتهن )وموروث( كششان للمششورث التصششرف فيششه ومثلششه مششا‬
‫يملكه الغشانم مشن الغنيمشة >ص‪ <404 :‬مششاعا باختيشار التملشك‬
‫)وباق في يد وليه بعد رشده‪ ،‬أو إفاقته( لتمام الملششك ل مسششتأجر‬
‫لصبغه‪ ،‬أو قصارته مثل وقد تسلمه الجير كذا قالوه وحمششل علششى‬
‫أنه مجرد تصوير ل قيد فل يجوز التصرف فيه قبل العمل مطلقششا‪،‬‬
‫أو بعده وقبل تسليم الجرة‪ ،‬لن له حبسه لتمام العمل ثم لقبض‬
‫الجرة‪ ،‬ول ينافيه إطلقهم أن له إبدال المسششتوفى بششه إمششا لتعيششن‬
‫حمل ذاك بقرينة ما هنا على ما إذا لششم يتسششلمه الجيششر‪ ،‬أو حمششل‬
‫هذا على ما إذا تصششرف فيششه بغيششر البششدال‪ ،‬ولششو اسششتأجره لرعششي‬
‫غنمه شهرا مثل جاز له بيعها‪ ،‬لن المستأجر لششه ليششس عينششا حششتى‬
‫يستحق حبس العين لجله بخلف نحو الصششبغ فششإنه عيششن فناسششب‬
‫حبس محله لجله )وكذا( له بيع ماله المضمون على من هو بيششده‬
‫ضمان يد‪ ،‬ومنششه )عاريششة ومششأخوذ بسششوم(‪ ،‬وهششو مششا يأخششذه >ص‪:‬‬
‫‪ <405‬مريد الشراء ليتششأمله أيعجبششه أم ل ومغصششوب يقششدر علششى‬
‫انتزاعه وما رجع إليه بفسخ عقششد‪ ،‬ولششو بششإفلس المشششتري لتمششام‬
‫الملك في المذكورات‪ ،‬ومحله في الخيششرة إن أعطششى المشششتري‬
‫ثمنششه وإل لششم يصششح تصششرف البششائع فيششه‪ ،‬لن للمشششتري حبسششه‬
‫لسترداد الثمن‪ ،‬وإن لششم يخششف فششوته‪ ،‬ومششا أفهمششه كلمششه مششن أن‬
‫المأخوذ بسوم مضمون كله محله إن سام كله وإل كأن أخششذ مششال‬
‫من مالكه‪ ،‬أو بإذنه ليشتري نصفه فتلف لم يضمن إل نصششفه‪ ،‬لن‬
‫النصف الخر في يده أمانة‬
‫)ول يصح بيع( المثمن الذي في الذمششة نحششو )المسششلم فيششه >ص‪:‬‬
‫‪ <406‬ول العتياض عنه( قبل قبضه بغير نوعه لعموم النهي عششن‬
‫بيششع مششا لششم يقبششض ولعششدم اسششتقراره فششإنه معششرض بانقطششاعه‬
‫للنفساخ‪ ،‬أو الفسخ‪ ،‬والحيلة فششي ذلشك أن يتفاسششخا عقشد السشلم‬
‫ليصير رأس المال دينا في ذمته ثم يسششتبدل عنششه بشششرطه التششي‬
‫)والجديد جواز الستبدال( في غيششر ربششوي بيششع بمثلششه مششن جنسششه‬
‫لتفويته ما شرط فيششه مششن قبششض مششا وقشع العقششد بششه ولهششذا امتنششع‬
‫البراء منه‪ ،‬وما أوهمه كلم ابن الرفعة من جوازه فيه غلطه فيششه‬
‫الذرعي )عن الثمن( النقد‪ ،‬أو غيره الثابت فششي الذمششة‪ ،‬ولششو قبششل‬
‫قبض المبيع لكن بعد لششزوم العقششد ل قبلششه للحششديث الصششحيح فيششه‬
‫وقيس بمششا فيششه غيششره وكششالثمن كششل ديششن مضششمون بعقششد كششأجرة‬
‫وصداق وعوض خلع وفارقت المثمن بأنه تقصد عينه‪ ،‬ونحو الثمن‬
‫تقصد ماليته‪ ،‬ول يصح هنا‪ ،‬وفيما يأتي استبدال مؤجل عششن حششال‪،‬‬
‫ويصح عكسه‪ ،‬وكان صاحب المؤجل عجله فعلم جششواز السششتبدال‬
‫بدين حال ملتزم الن ل بششدين ثششابت لششه قبششل‪ ،‬وإل كششان بيششع ديششن‬
‫بدين‪ ،‬وشرط الستبدال لفظ يدل عليششه صششريحا أي‪ :‬أو كنايششة مششع‬
‫النية كأخذته عنه‪ ،‬والثمن النقد إن وجد في أحششد الطرفيششن >ص‪:‬‬
‫‪ <407‬وإل فما اتصلت به الباء وإل من مقابله نعم الوجه مششا لششو‬
‫باع قنة مثل بدراهم سلما أنه ل يصح السششتبدال عنهششا‪ ،‬وإن كششانت‬
‫ثمنا‪ ،‬لنها في الحقيقة مسلم فيهششا فليقيششد بششذلك إطلقهششم صششحة‬
‫الستبدال عن الثمن )فإن استبدل موافقا في علة الربششا كششدراهم‬
‫عن دنانير اشششترط قبششض البششدل فششي المجلششس( حششذرا مششن الربششا‬
‫)والصح( أنه )ل يشششترط التعييششن( للبششدل )فششي العقششد( أي‪ :‬عقششد‬
‫الستبدال بأن يقول هذا لجواز الصرف عما فششي الذمششة )وكششذا( ل‬
‫يشترط )القبض في المجلس إن استبدل مال يوافششق فششي العلششة(‬
‫للربا )كثوب عن دراهم( إذ ل ربا لكن يشششترط تعييششن الثششوب فششي‬
‫المجلس قيل كان ينبغي أن يقول كطعام عن دراهششم‪ ،‬لن الثششوب‬
‫غير ربوي فل يصح أن يقال‪ :‬إنه ل يوافق الدراهم في علة الربششا ا‬
‫ه وليس بسديد لطلقهم علشى كشل مشن ثشوب‪ ،‬أو طعشام بشدراهم‬
‫أنهما مما لم يتوافقا في علة الربا وكششأنه غفششل عمششا هششو مشششهور‬
‫وأن السالبة تصدق بنفي الموضوع‬
‫)ولو استبدل عن القرض( أي‪ :‬دينه ل نفسه خلفا لمن زعمه‪ ،‬لن‬
‫المقترض ملكها‪ ،‬وإن جاز للمقرض الرجوع فيها ويلزم من ملكششه‬
‫لها كذلك ثبوت بدلها في ذمتششه فلششم يقششع السششتبدال إل عششن ديششن‬
‫القرض دون عينه )و( عن )قيمة( يعني بدل )المتلششف( مششن قيمششة‬
‫المتقوم‪ ،‬ومثل المثلي‪ ،‬وبدل غيرهما كالنقشد فشي الحكومشة حيشث‬
‫وجب )جاز( حيث ل ربا فل تضر زيادة تششبرع بهششا المششؤدي بششأن لششم‬
‫يجعلهششا فششي مقابلششة شششيء وذلششك لسششتقراره ويكفششي هنششا العلششم‬
‫بالقدر‪ ،‬ولو بإخبار المالششك أخششذا ممششا قششالوه فششي مسششألة الكيششس‬
‫>ص‪ <408 :‬التيششة‪ ،‬لن القصششد السششقاط ل حقيقششة المعاوضششة‬
‫فاشتراط بعضهم نحو الوزن عند قضاء القششرض‪ ،‬وإن علششم قششدره‬
‫غيششر صششحيح )وفششي اشششتراط قبضششه( تششارة وتعيينششه أخششرى )فششي‬
‫المجلس ما سبق( مششن أنهمششا إن توافقششا فششي علششة الربششا اشششترط‬
‫قبضششه‪ ،‬وإل اشششترط تعيينششه‪ ،‬قششال السششبكي‪ :‬وكششونه حششال‪ ،‬ورده‬
‫الذرعي بأن بدل هذين ل يكون إل حال‪ ،‬وأجيب بأن مششراده أنششه ل‬
‫يجوز أن يستبدل عنهما مؤجل‬
‫)تنبيه( أقرضه مثل دراهم ودنانير ثششم اسششتبدل عنهمششا أحششدهما‪ ،‬أو‬
‫عكسه وقبض البدل في المجلس جاز كما هو ظاهر من كلمهششم‪،‬‬
‫ول نظر إلى أن ذلك من قاعدة مد عجششوة لمششا مششر أنهششا ل تجششري‬
‫في الدين‪ ،‬وإن نششازع فيششه البلقينششي وأطششال‪ ،‬إذ ل ضششرورة لتقششدير‬
‫المعاوضة فيه المستدعية اشتراط تحقق المماثلة‪ ،‬ومن ثم قالوا‪:‬‬
‫لو صالح عن ألف درهششم وخمسششين دينششارا فششي ذمششة غيششره بشألفي‬
‫درهم جاز‪ ،‬إذ ل ضرورة حينئذ فشي تقشدير المعاوضشة فيشه فيجعشل‬
‫مستوفيا لحد اللفين ومعتاضا عن الدنانير اللف الخر بخلف مششا‬
‫إذا كان اللف والخمسون معينيششن‪ ،‬لن العتيششاض فيششه حقيقششي ل‬
‫يحتاج لتقدير فكأنه باع ألف درهم وخمسين دينششارا بششألفي درهششم‪،‬‬
‫وهو ممتنع‪ ،‬لنه من صور مد عجوة كما مر وإنما صح الصلح عششن‬
‫ألششف بخمسششمائة معينششة كمششا اقتضششاه كلمهششم وصششرح بششه جمششع‬
‫متقششدمون‪ ،‬لن الصششلح مششن الششدين علششى بعضششه إبششراء للبعششض‪،‬‬
‫واستيفاء للباقي فهو صلح حطيطة‪ ،‬وهو يعيد فيه العتياض‪ ،‬ووقع‬
‫في كلمهما في الرهن فيما لو أعطاه كيس دراهم ليستوفي منها‬
‫حقه والدراهم أقل منه وللكيس قيمة‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬ول قيمة له ما قد‬
‫يخالف ذلك وعند التأمل الصادق ل يخالفه فتفطن لششه فششإن قلششت‬
‫فلم اشترط القبض في المجلششس ؟ قلششت‪ :‬ليخششرج عششن ربششا اليششد‪،‬‬
‫وإنما راعوه دون ربششا الفضششل‪ ،‬لنششه فششي القاعششدة إنمششا ينشششأ عششن‬
‫المقابلة ومر أنه ل ضرورة لها‪ ،‬وأما ربا اليششد فينشششأ عششن التمكششن‬
‫من القبض ثم تركه‪ ،‬وهذا ل يقتضي إسقاطه فتأمله‬
‫)وبيع الدين(‪ ،‬ولو بعين )لغير مششن( هششو )عليششه باطششل فششي الظهششر‬
‫بأن( بمعنى كأن >ص‪) <409 :‬يشتري عبششد زيششد بمششائة لشه علشى‬
‫عمرو( لعجزه عن تسليمها‪ ،‬والمعتمد ما في الروضة هنششا وأصششلها‬
‫في الخلع من جوازه بعين‪ ،‬أو دين بشرطه السابق‪ ،‬واقتصار ابششن‬
‫يونس وغيره على العين مؤول كما أشار إليه السبكي ويدل لذلك‬
‫قولهم لستقراره كبيعه ممن هو عليششه‪ ،‬وهششو السششتبدال السششابق‪،‬‬
‫ومحله إن كان الدين حال مسششتقرا والمششدين مليششا مقششرا‪ ،‬أو عليششه‬
‫بينة به‪ ،‬ولم يكن في إقامتهششا كلفششة لهششا وقششع أخششذا مششن كلم ابششن‬
‫الرفعة‪ ،‬وإل لم يصح لتحقششق العجششز حينئذ ثششم إن اتفقششا فششي علششة‬
‫الربا اشترط قبض العوضين في المجلس‪ ،‬وإل كفى تعيينهما فششي‬
‫المجلس نظير ما مر في السششتبدال‪ ،‬وإطلق الشششيخين كششالبغوي‬
‫اشتراط القبض حملششوه علششى الول ليوافششق تصششريح ابششن الصششباغ‬
‫ومقتضى كلم الكثرين بما مر من التفصيل‪.‬‬
‫)تنبيه( أراد بالبيع مطلق المقابلة‪ ،‬وإل لم يوافق تمثيله فتأمله‬
‫)ولو كان لزيد وعمرو دينششان علششى شششخص فبششاع زيششد عمششرا دينششه‬
‫بدينه(‪ ،‬أو كان له على شخص دين فاستبدل عنه دينا آخر )بطششل(‬
‫اتحد الجنس وعين وقبض في المجلس أو ل )قطعششا( وحكششي فيششه‬
‫الجماع والنهي عن ذلك صششححه جمششع وضششعفه آخششرون والحوالششة‬
‫جائزة إجماعا مع أنها بيع دين بششدين ‪)-‬وقبششض( غيششر المنقششول مششن‬
‫)العقششار( ونحششوه كششالرض ومششا فيهششا >ص‪ <410 :‬مششن نحششو بنششاء‬
‫ونخل‪ ،‬ولو بشرط قطعه وثمرة مبيعة قبل أوان الجذاذ‪ ،‬وإل فهي‬
‫منقولة فل بد من نقلها‪ ،‬ومثلها الزرع حيث جششاز بيعششه فششي الرض‬
‫أي إقباض ذلك )تخليتششه للمششتري( بلفشظ يششدل عليهشا مششن البششائع‬
‫)وتمكينه من التصرف( فيه بتسليم مفتاح الششدار إليششه أي إن وجششد‬
‫>ص‪ <411 :‬ودخل في البيع كما هو ظاهر مع عدم مانع حسششي‪،‬‬
‫أو شرعي‪ ،‬لن القبض لم يحد لغة‪ ،‬ول شرعا فحكم فيششه العششرف‪،‬‬
‫وهو قاض بهذا وما يأتي أي باعتبار مششا ظهششر لهششم فل ينششافي ذلششك‬
‫جريان الخلف فيه‪ ،‬لنه مبني على الختلف هل العرف كذلك‪ ،‬أو‬
‫ل وإنما يعتد بذلك )بشرط فراغه من أمتعشة( غيشر المششتري مشن‬
‫)البائع( والمستأجر والمستعير والموصى لششه بالمنفعششة والغاصششب‬
‫كما اعتمده الذرعي وغيره وغلط أعني الذرعي من أخذ بمفهوم‬
‫القتصار على البششائع عمل بششالعرف لتششأتي التفريششغ هنششا حششال‪ ،‬وبششه‬
‫فارق قبض الرض المزروعة بالتخلية مششع بقششاء الششزرع‪ ،‬ولششو جمششع‬
‫المتعة ببعضها حصل قبض ما عداه فإن حولها لغيره حصل قبض‬
‫الجميع أما أمتعششة المشششتري‪ ،‬ويظهششر أن المششراد بششه مششن وقششع لشه‬
‫الشراء دون نحو وكيله فل تضر كحقير متاع لغيره )فإن لم يحضر‬
‫العاقدان المشبيع( العقشار‪ ،‬أو المنقشول الششذي بيشد المششتري أمانشة‬
‫كششان‪ ،‬أو ضششمانا بششأن غششاب عششن محششل العقششد وقلنششا بالصششح‪ :‬إن‬
‫حضورهما عند المبيع )حالة القبض( غير شرط )اعتبر( في صششحة‬
‫قبضه إذن البائع فيه إن كان له حق الحبس )ومضى زمششن يمكششن‬
‫فيه المضي إليه( عادة مع زمن يسع نقله‪ ،‬أو تفريغه مما فيه لغير‬
‫المشششتري )فششي >ص‪ <412 :‬الصششح(‪ ،‬لن الحضششور إنمششا اغتفششر‬
‫للمشقة‪ ،‬ول مشقة في اعتبار مضششي ذلششك أمششا عقششار‪ ،‬أو منقششول‬
‫غائب بيد البائع‪ ،‬أو أجنششبي فل يكفششي مضششي زمششن إمكششان تفريغششه‬
‫ونقله بل ل بد من تخليته ونقله بالفعل‪ ،‬وأما مبيع حاضششر منقششول‪،‬‬
‫أو غيره‪ ،‬ول أمتعة فيه لغير المشتري‪ ،‬وهو بيده فيعتبر في قبضه‬
‫مضي زمن يمكن فيه النقل‪ ،‬أو التخلية مع إذن البائع إن كششان لششه‬
‫حق الحبس‪.‬‬
‫)تنبيه( ما ذكرته من إلحاق يد الجنبي بيد البششائع هششو الششذي يتجششه‪،‬‬
‫لن المشتري إنمششا اكتفششى بالتقششدير فيمششا بيششده لقوتهششا بخلف يششد‬
‫البائع والجنبي‪ ،‬وأما قول السنوي أن يد الجنششبي كيششد المشششتري‬
‫كما ذكره الرافعي في الرهن فممنوع نقل وتوجيها‪ ،‬وفي الحاضششر‬
‫بيد المشتري هو ما اقتضاه كلمهما في الرهن‪ ،‬واعتمده الذرعي‬
‫والزركشي وغيرهما‪ ،‬ولم يبالوا بكون المصنف في المجموع وابن‬
‫الرفعة في الكفاية نقل عششن المتششولي وأقششراه أنششه يصششير مقبوضششا‬
‫بنفششس العقشد‪ ،‬وإن كشان للبششائع حششق الحبششس لكشن الحشق أن هششذا‬
‫المنقول هو الحق بالعتماد كما بينته في شرح العبششاب بمششا يعلششم‬
‫منه أن رجوع شيخنا عن اعتماده ليس في محله‬
‫)وقبض المنقول( المتنششاول باليششد عششادة >ص‪ <413 :‬تنششاوله بهششا‬
‫وغيششر المتنششاول بهششا كسششفينة يمكششن جرهششا )تحششويله( أي‪ :‬تحويششل‬
‫المشتري‪ ،‬أو نائبه له‪ ،‬وإن اشششتري مششع محلششه علششى الوجششه‪ ،‬إذ ل‬
‫محوج للتبعية من محله إلى محل آخر مع تفريغ السفينة ل الدابششة‬
‫فيما يظهر ويفرق بأنها ل تعد ظرفا لما عليها المششحونة بالمتعشة‬
‫التي لغيشر المششتري وتقشدير مشا بيشع مقشدرا كمشا يشأتي وكتحويشل‬
‫الحيوان أمره له بالتحول‪ ،‬وكذا ركوبه عليه وجلوسه علششى فششرش‬
‫بإذن البائع وذلك للنهششي الصششحيح عششن بيششع الطعششام حششتى يحولششوه‬
‫واحتيج في الخيرين لذنه‪ ،‬وإن لم يكن له حششق الحبششس علششى مششا‬
‫اقتضششاه إطلقهششم لضششعفهما بالنسششبة لمششا قبلهمششا ويشششترط فششي‬
‫المقبوض كونه مرئيا للقابض كما فششي الششبيع نششص عليششه فششي الم‪،‬‬
‫واعتمششده الزركشششي وغيششره ويتعيششن حملششه علششى الحاضششر دون‬
‫الغائب‪ ،‬لنه يتسامح فيه ما ل يتسامح في الحاضر كما مششر >ص‪:‬‬
‫‪ <414‬ومر أن إتلف المشتري قبض‪ ،‬وإن لم يجر نقل قششال ابششن‬
‫الرفعة كالماوردي‪ :‬والقسمة وإن جعلت بيعششا ل يحتششاج فيهششا إلششى‬
‫تحويل المقسوم‪ ،‬إذ ل ضمان فيها حتى يسقط بششالقبض ا ه وفيششه‬
‫نظر مأخذه ما مر أن علة منع التصرف قبل القبض ضعف الملششك‬
‫ل توالي ضمانين كما مر‪ ،‬ولو باع حصته من مشترك لششم يجششز لششه‬
‫الذن في قبضه إل بإذن الشريك‪ ،‬وإل فالحاكم فإن أقبضششه البششائع‬
‫كان طريقا‪ ،‬والقرار على المشتري على الوجششه‪ ،‬لن التلششف فششي‬
‫يششده علششم‪ ،‬أو جهششل خلفششا لمششن خششص الضششمان بالبششائع فششي حالششة‬
‫الجهل‪ ،‬لن يد المشتري في أصلها يششد ضششمان فلششم يششؤثر بالجهششل‬
‫فيها‬
‫)فإن جرى البيع( ثم أريد القبض والمبيع )بموضع ل يختص بالبائع(‬
‫يعني ل يتوقف حل النتفاع به على إذنه كمسجد وشششارع ومششوات‬
‫وملك مشتر‪ ،‬أو غيره لكن إن ظششن رضششاه )كفششى نقلششه إلششى حيششز‬
‫منه( لوجود التحويل من غير تعششد وقششوله‪ :‬ل يختششص بالبششائع >ص‪:‬‬
‫‪ <415‬قيد في المنقول إليششه ل منششه فلششو كششان بمحششل يختششص بششه‬
‫فنقله لما ل يختص به كفى ودخول الباء على المقصور عليششه لغششة‬
‫صحيحة‪ ،‬وإن كان الكثر دخولها على المقصور‬
‫)وإن جرى( البيع ثم أريد القبض والمبيع )في دار البائع( يعني في‬
‫محل له النتفاع به‪ ،‬ولو بنحششو إجششارة ووصششية وعاريششة فششإن قلششت‪:‬‬
‫يشكل على هششذا قششولهم‪ :‬إن المسششتعير ل يعيششر مششع مششا يششأتي أنششه‬
‫بالذن معيششر للبقعششة قلششت‪ :‬ل يشششكل لمششا يششأتي أن لششه إنابششة مششن‬
‫يستوفي له المنفعة‪ ،‬لن النتفاع راجع إليه‪ ،‬وما هنا من هششذا‪ ،‬لن‬
‫النقل للقبض انتفاع يعود للبائع يبرأ به عششن الضششمان فكفششى إذنششه‬
‫فيه‪ ،‬ولم يكن محض إعارة حتى يمتنع وحينئذ فتسششميته فششي هششذه‬
‫معيرا التية باعتبار الصورة ل الحقيقة )لششم يكششف ذلششك( أي‪ :‬نقلششه‬
‫لحيز منها في القبض المفيششد للتصششرف‪ ،‬لن يششد البششائع عليششه تبعششا‬
‫لمحله نعم لو كان يتناول باليد فتناوله ثم أعششاده كفششى‪ ،‬لن قبششض‬
‫هذا ل يتوقف على نقل لمحل آخر فاستوت فيه المحشال كلهشا )إل‬
‫بإذن البائع( في النقششل للقبششض )فيكششون( مششع حصششول القبششض بششه‬
‫)معيرا للبقعة( التي أذن في النقل إليها‪ ،‬أو والمبيع في دار أجنبي‬
‫لم يظن رضششاه اشششترط إذنششه أيضششا‪ ،‬أو فششي مشششتركة بيششن البششائع‬
‫وغيره اشترط إذنهما أما إذنه في مجرد النقل أي‪ :‬والحال أن لششه‬
‫حق الحبس كما هو ظاهر‪ ،‬وبه صرح السششبكي وغيششره فل يحصششل‬
‫به القبض المفيششد التصششرف >ص‪ <416 :‬وإن حصششل بششه ضششمان‬
‫اليد‪ ،‬ول يكون معيرا للحيز قال القاضي وتبعوه وكنقله بإذنه نقلششه‬
‫إلى متاع مملوك له‪ ،‬أو معار في حيز يختص البائع به‪ ،‬ومحلششه أن‬
‫وضع ذلك المملوك‪ ،‬أو المعار في ذلك الحيز بإذن البششائع كمششا هششو‬
‫ظاهر‪ ،‬ووضع البائع المبيع بيششن يششد المشششتري بقيششده السششابق أول‬
‫الباب قبض‪ ،‬وإن نهاه‪ ،‬نعم إن وضعه بغير أمششره فخششرج مسششتحقا‬
‫لم يضمنه‪ ،‬لنه لم يضششع يششده عليششه‪ ،‬وضششمان اليششد ل بششد فيششه مششن‬
‫حقيقة وضعها‪ ،‬وهذا هششو المسششوغ للحششاكم إجبششار المشششتري علششى‬
‫القبض‪ ،‬وإن كفى الوضع بين يديه‪ ،‬لن البائع ل يخششرج عششن عهششدة‬
‫ضمان استقرار اليد إل بوضع المشتري يده عليششه حقيقششة‪ ،‬وقبششض‬
‫الجزء الشائع بقبض الجميع‪ ،‬والزائد أمانة‬
‫)فرع للمشتري قبض المبيع( من غير إذن البائع )إن( لم يكن‬
‫له حق الحبس بأن )كششان الثمششن مششؤجل(‪ ،‬وإن حششل‪ ،‬ولششم يسششلمه‬
‫على المعتمد )أو سششلمه( أي‪ :‬الثمششن الحششال بششدليل جعلششه قسششيما‬
‫للمؤجل ثم إن كان الحال كل الثمششن اشششترط تسششليم جميعششه‪ ،‬ول‬
‫أثر لبعضششه إل إن تعششددت الصششفقة فيسششتقل حينئذ بمششا يخششص مششا‬
‫سلمه‪ ،‬أو بعضه اشترط تسليم ذلششك البعششض فقششط >ص‪<417 :‬‬
‫وكالثمن عوضه إن استبدل عنه‪ ،‬وكذا لو صالح منه علششى ديششن‪ ،‬أو‬
‫عين على الوجه لمستحقه ولو بإحالته بشرطه‪ ،‬وإن لششم يقبضششه‪،‬‬
‫إذ ل حق للبائع في الحبس حينئذ )وإل( بأن كان حال ابتششداء‪ ،‬ولششم‬
‫يسلمه للمستحق )فل يستقل به( أي‪ :‬بقبضه من غيششر إذن البششائع‬
‫لبقاء حق حبسشه فشإن اسشتقل رده‪ ،‬ولشم ينفشذ تصشرفه فيشه لكنشه‬
‫يدخل في ضمانه فيطالب به إن اسششتحق ويسششتقر عليششه ثمنششه إن‬
‫تلف‪ ،‬ولو في يد البائع بعد اسششترداده كمششا فشي الجشواهر‪ ،‬والنششوار‬
‫خلفه لمن زعم أن ما فيها سبق قلم‪ ،‬وقد بينت وجه غلطه وسند‬
‫ما فيها ووجهه في شرح العباب وحاصششله أن المتششولي صششرح بمششا‬
‫فيهششا وأنششه ل تنششافي بيششن جعلششه كغيششر المقبششوض مششن حيششث إن‬
‫المشتري لما تعدى بقبضه ضششمنه ضششمان عقششد‪ ،‬وهششو ل يرتفششع إل‬
‫بالقبض الصحيح دون الشرد علشى البشائع فلشذا اسشتقر عليشه الثمشن‬
‫بتلفه‪ ،‬ولو في يد البائع وكالمقبوض من حيث عدم النفساخ بتلفه‬
‫نظرا لصورة القبض وأن حق الحبس ل ينافيه من كل وجششه‪ ،‬لنششه‬
‫بمنزلششة حششق المرتهششن فتششأمله‪ ،‬ولششو أتلفششه البششائع‪ ،‬وهششو فششي يششد‬
‫المشتري حينئذ ففي قول يضمنه بقيمته‪ ،‬ول خيار للمشتري‪ ،‬وبششه‬
‫جزم العمراني نظششرا لصششورة القبششض كمششا تقششرر‪ ،‬وفششي قششول هششو‬
‫مسترد له بإتلفه ورجحه في الروض وعلى هششذا وجهششان انفسششاخ‬
‫العقد‪ ،‬لن إتلفه كالفة‪ ،‬ويرد بأنه إنما يكون مثلها حيث لم توجششد‬
‫صورة القبششض وتخييششر المشششتري‪ ،‬وهششو الوجششه‪ ،‬ومششن ثششم رجحششه‬
‫المام ويوجه بأنه لمششا تعششذر النفسششاخ تعيششن التخييششر دفعششا لضششرر‬
‫المشتري وبهذا يتضح رد قول السبكي وغيره تخييره إنمششا يجيششء‬
‫على الضعيف أن إتلف البائع كإتلف الجنبي‪ ،‬والذي يجيششء علششى‬
‫الصحيح أن إتلفه كالفة في النفسششاخ ا ه‪ .‬ووجششه رده مششا قررتششه‬
‫أن إتلفه إنما يكون كالفة >ص‪ <418 :‬حيششث لششم توجششد صششورة‬
‫القبض إلششى آخششره ولمششا لششم يتضششح هششذا المحششل للزركشششي قششال‪:‬‬
‫النفساخ مشكل‪ ،‬والتخيير أشششكل منششه‪ ،‬ووجششه كل بمششا يعلششم رده‬
‫مما قررته فتأمله‬
‫)ولو بيع الشيء تقديرا كثوب وأرض ذرعا( بإعجام الذال )وحنطة‬
‫كيل‪ ،‬أو وزنا( ولبن عدا )اشترط مششع النقششل ذرعششه( فششي الول )أو‬
‫كيله( في الثاني )أو وزنه( في الثالث‪ ،‬أو عششده فششي الرابششع لششورود‬
‫النص في الكيل وقيس به البقية‪ ،‬ويشترط وقوعها مششن البششائع‪ ،‬أو‬
‫وكيله فلو أذن للمشتري أن يكتال من الصبرة عنه لم يجز لتحششاد‬
‫القابض والمقبض كما ذكششراه هنششا لكنهمششا ذكششرا قبششل مششا يخششالفه‪،‬‬
‫ويمكن تأويله ومؤن نحو كيل توقف عليه القبض على موف‪ ،‬وهششو‬
‫البائع في المبيع والمشتري في الثمن‪ ،‬وكذا مؤنة إحضار مششبيع أو‬
‫ثمن غششاب عششن محلششة العقششد إليهششا بخلف النقششل المتوقششف عليششه‬
‫القبض فيما بيع جزافا فإنه على المستوفي وكان الفرق بين هششذا‬
‫ونحو الكيل أن نحو الكيل الغرض العظم منه قطع العلقة بينهمششا‬
‫بعد العقد فلزمت الموفي‪ ،‬لنه به ينقطع عنه الطلب‪ ،‬ومن النقل‬
‫إمضاء العقد ل غير فلزمت المستوفي‪ ،‬لن غرضه بإمضائه أظهر‬
‫ومؤنة النقد على المستوفي‪ ،‬لن الغرض منه إظهار العيب ل غير‬
‫فالمصلحة فيه للمستوفي أكششثر‪ ،‬ومحلششه فششي المعيششن‪ ،‬وإل فعلششى‬
‫الموفي‪ ،‬لن ما في الذمة ل يتعيششن إل بقبششض صششحيح‪ ،‬ولششو أخطششأ‬
‫النقاد تبرعا أثم إن تعمد >ص‪ <419 :‬أو لم يضمن‪ ،‬أو بأجرة لم‬
‫يستحقها وضمن إن تعذر الرجوع على المشتري‪ ،‬لنها لما سميت‬
‫له تعين عليه بذل الجهد حذرا من التغرير ووفاء بما يقابل الجششرة‬
‫فكان التقصير هنا أظهر منه فيما إذا تبرع هذا ما بحثه الزركشي‪،‬‬
‫وهو متجه كما علم مما وجهته به خلفا لمن نازع فيه‪ ،‬واعتمد مششا‬
‫أطلقه صاحب الكافي من عدم الرجوع ل يقال‪ :‬النقد اجتهاد‪ ،‬وهو‬
‫يختلف كثيرا‪ ،‬وما نيط بالجتهاد ل تقصير فيه‪ ،‬لنا نمنششع ذلششك بششأنه‬
‫مع كونه اجتهاديا يقع التقصير فيه بتسششاهل فششاعله وعششدم إفراغششه‬
‫لوسعه فيه فعومل بتقصيره‪.‬‬
‫ولو استؤجر للنسخ فغلط أي بما ل يؤلف مششن أكششثر نظششرائه كمششا‬
‫يفيده كلم الزركشي فل أجرة لششه كالنقششاد المقصششر ويغششرم أرش‬
‫الورق ل يقال الناسخ معيب فضششمن والنقششاد غششار‪ ،‬وهششو ل يضششمن‬
‫كما هو القاعدة‪ ،‬لنه إنما يكون غارا مع تبرعه ل مع أخذه الجرة‪،‬‬
‫وإن لم يتعمده كما لو تعمده‪ ،‬وإن لم يأخذها فإنه غار آثشم )مثشاله‬
‫بعتكها( أي‪ :‬الصبرة )كل صاع بدرهم‪ ،‬أو( بعتكها بكششذا )علششى أنهششا‬
‫عشششرة آصششع( ونظششر فششي الخيششرة بششأنه جعششل الكيششل فيششه وصششفا‬
‫كالكتابة في العبد فينبغي أن ل يتوقف قبضه عليه‪ ،‬ويرد بأن كونه‬
‫وصفا ل ينافي في اعتبار التقدير في قبضششه‪ ،‬لنششه بششذلك الوصششف‬
‫يسمى مقدرا بخلف كتابة العبد ثم إن اتفقا على كيال فذاك‪ ،‬وإل‬
‫نصب الحاكم أمينا يتوله‪.‬‬
‫)ولو كان له( أي‪ :‬لبكر )طعام( مثل )مقدر على زيد( كعشرة آصع‬
‫)ولعمرو عليه مثله فليكتل لنفسششه( مششن زيششد أي‪ :‬يطلششب منششه أن‬
‫يكيل له حتى يدخل في ملكه )ثم يكيل لعمرو(‪ ،‬لن القبششاض هنششا‬
‫متعدد‪ ،‬ومن شرط صحته الكيل فلزم تعدده‪ ،‬لن الكيلين قد يقششع‬
‫بينهما تفاوت‪ ،‬نعم الستدامة في نحششو المكيششال كالتجديششد فتكفششي‬
‫)فلو قال( بكر الذي له الطعام لعمششرو >ص‪) <420 :‬اقبششض( يششا‬
‫عمرو )مششن زيششد مششا لششي عليششه لنفسششك فششالقبض فاسششد( بالنسششبة‬
‫لعمششرو‪ ،‬لنششه مشششروط بتقششدم قبششض بكششر‪ ،‬ولششم يوجششد‪ ،‬ول يمكششن‬
‫حصولهما لما فيه من اتحاد القابض والمقبض فيضمنه عمرو‪ ،‬لنه‬
‫قبضه لنفسه‪ ،‬ول يلزمه رده لدافعه‪ ،‬وصحيح بالنسششبة لزيششد فتششبرأ‬
‫ذمته لذن دائنه بكر في القبششض منششه لششه بطريششق السششتلزام‪ ،‬لن‬
‫قبض عمرو لنفسه متوقف على قبض بكشر كمششا تقشرر فشإذا بطشل‬
‫لفقد شرطه بقي لزمه‪ ،‬وهششو القبششض لبكششر فحينئذ يكيلششه لعمششرو‬
‫ويصح قبضه له‬
‫)فرع قال البائع( لمعين بثمن حال في الذمة بعد لششزوم العقششد )ل‬
‫أسلم المبيع حتى أقبض ثمنه‪ ،‬وقششال المشششتري فششي الثمششن مثلششه‬
‫أجبر البائع( لرضاه بششذمته ولن ملكششه مسششتقر ل منششه مششن هلكششه‬
‫ونفوذ تصرفه فيه بالحوالة والعتياض‪ ،‬وملك المبيع للمشتري غير‬
‫مستقر فعلى البائع تسليمه ليستقر‪ ،‬وقضية العلة الولششى أنششه لششو‬
‫كان الثمن معينا‪ ،‬والمبيع في الذمة أجبر المشتري‪ ،‬وقضية الثانية‬
‫إجبارهما‪ ،‬لن ما في الذمة هنا ل يصششلح للعتيششاض عنششه والمعيششن‬
‫غير مستقر فل مرجششح‪ ،‬والول أقششرب أمششا المؤجششل فيجششبر البششائع‬
‫قطعا )‪ ،‬وفي قول المشتري(‪ ،‬لن حقه متعين في المششبيع‪ ،‬وحششق‬
‫البائع غير متعين في الثمن فأجبر ليتساويا )وفششي قششول ل إجبششار(‪،‬‬
‫لن كل منهما يثبت له إيفاء واستيفاء فل مرجح ورد بأن فيه تششرك‬
‫الناس يتمانعون الحقششوق‪ ،‬وعليششه يمنعهمششا الحششاكم مششن التخاصششم‬
‫وحينئذ )فمن سلم( منهما لصاحبه )أجبر الخر( على التسليم إليه‬
‫)وفي قول يجبران( لوجوب التسليم عليهما بأن يششأمر الحششاكم كل‬
‫منهما بإحضار ما عليه إليه‪ ،‬أو إلى عدل >ص‪ <421 :‬ثششم يسششلم‬
‫كل ما وجب له‪ ،‬والخيرة في البداءة إليه )قلششت فششإن كششان الثمششن‬
‫معينا( كالمبيع ويظهر أن يلحق بذلك ما لو كانا في الذمة )سششقط‬
‫القولن الولن( مششن القششوال الربعشة‪ ،‬إذ ل مرجشح حينئذ )وأجشبرا‬
‫في الظهر والله أعلم( لستواء الجانبين في تعين كل‪ ،‬والمنع من‬
‫التصرف فيه قبل القبض سواء الثمن النقد وغيره علششى المعتمششد‬
‫نعم البائع نيابة عن غيره كوكيل وولي وناظر وقف وعامل قراض‬
‫ل يجبر على التسليم بل ل يجوز له حتى يقبششض الثمششن كمششا يعلششم‬
‫مششن كلمششه فششي الوكالششة فل يتششأتى هنششا إل إجبارهمششا‪ ،‬أو إجبششار‬
‫المشتري‪ ،‬ولو تبايع نائبا عن الغير لم يتأت إل إجبارهما‬
‫)وإذا سلم البائع( بإجبار‪ ،‬أو تبرع )أجبر المشتري( علششى التسششليم‬
‫في الحال )إن حضر الثمن( أي عينه إن تعين‪ ،‬وإل فنوعه مجلششس‬
‫العقد لوجوب التسليم عليه بل مانع ولجباره عليه لم يتخير البائع‪،‬‬
‫وإن أصر علششى عششدم التسششليم إليششه‪ ،‬ويؤخششذ منششه أنششه فششي الثانيششة‬
‫بالجبار عليه يصير محجورا عليششه فيششه فل يصششح تصششرفه فيششه بمششا‬
‫يفوت حق البائع‪ ،‬وإل لم يكششن للجبششار فششائدة‪ ،‬وظششاهر المتششن أنششه‬
‫يجبر على التسليم من عين ما حضر ول يمهل لحضار ثمششن فششورا‬
‫ودفعه منه‪ ،‬وهو ظاهر إن ظهر للحاكم منه تسويف‪ ،‬أو عنششاد‪ ،‬وإل‬
‫ففيه نظر على ما قاله الذرعي ويوجه إطلقهم بأنه حيششث حضششر‬
‫النوع فطلب تأخير ما عنه فيه نوع تسويف‪ ،‬أو عناد فإن قلت‪ :‬مششا‬
‫وجششه اعتبششار مجلششس العقششد وهل اعتششبر مجلششس الخصششومة قلشت‪:‬‬
‫وجهه أنه الصل فلم ينظر لغيره‪ ،‬لنه قد ل تقع له خصومة‪.‬‬
‫>ص‪) <422 :‬وإل( يكن حاضرا مجلس العقد )فإن كان معسرا(‬
‫بأن لم يكن له مال يمكنه الوفاء منه غير المبيع سششاوى الثمششن أم‬
‫زاد عليه )فللبائع الفسخ بالفلس( وأخذ المبيع لما يششأتي فششي بششابه‬
‫وحينئذ يشترط فيه حجر القاضششي‪ ،‬هششذا إن سششلم بإجبششار الحششاكم‪،‬‬
‫وإل لم يجز له استرداد‪ ،‬ول فسخ إن وفششت السششلعة بششالثمن‪ ،‬لنششه‬
‫سلطه علششى المششبيع باختيششاره‪ ،‬ورضششي بششذمته )أو( كشان )موسششرا‪،‬‬
‫وماله بالبلد( التي وقع فيها البيع )أو بمسششافة قريبششة( منهششا‪ ،‬وهششي‬
‫دون مسافة القصر )حجر عليه( أي‪ :‬حجر عليششه الحششاكم‪ ،‬وإن لششم‬
‫يكن محجورا عليه بالفلس >ص‪) <423 :‬في أمواله( كلها )حتى‬
‫يسلم( الثمن لئل يتصرف فيها بمششا يفششوت حششق البششائع‪ ،‬وهششذا غيششر‬
‫حجر الفلس‪ ،‬لنه ل يعتبر فيششه ضششيق مششال‪ ،‬ول يتسششلط بششه البششائع‬
‫على الرجوع لعين ماله‪ ،‬ول يفتقر لسؤال الغريم فيششه بخصوصششه‪،‬‬
‫ول يحتششاج لفششك قششاض علششى الوجششه وينفششق علششى ممششونه نفقششة‬
‫الموسرين‪ ،‬ول يتعدى للحادث‪ ،‬ول يباع فيه مسششكن وخششادم جزمششا‬
‫في الكل‪ ،‬وكذا ل يحل به دين مؤجل جزما أيضا‪ ،‬ومن ثم يسششمى‬
‫الحجر الغريب )فإن كان( ماله )بمسافة القصر( من بلد البيع )لم‬
‫يكلف البائع الصبر إلى إحضاره( لتضرره بتأخير حقه )والصششح أن‬
‫له( بعد الحجر عليه ل قبله )الفسخ( وأخذ المبيع من غير مراجعة‬
‫حاكم لما ذكر‪ ،‬وما ذكرته من اعتبار بلششد الششبيع هششو مششا يظهششر مششن‬
‫كلمهم‪ ،‬وعليه فلو انتقل البششائع منهششا إلششى بلششد آخششر فهششل العششبرة‬
‫ببلده‪ ،‬أو بلد البيع محل نظر‪ .‬وظاهر تعليلهم بالتضرر بالتششأخير أن‬
‫العبرة ببلد البائع‪ ،‬فإن قلت‪ :‬التسليم إنما يلزم بمحششل العقششد دون‬
‫غيره فلتعتبر بلد العقد مطلقا قلت‪ :‬ممنوع فسيعلم مما يأتي في‬
‫القرض أن له المطالبة بغير محل التسليم إن لم تكن له مؤنة‪ ،‬أو‬
‫تحملها فإن كان لنقله مؤنة‪ ،‬ولم يتحملها طششالبه بقيمتششه فششي بلششد‬
‫العقد وقت الطلب‪ ،‬وإذا أخذها كانت للفيصولة لجششواز السششتبدال‬
‫عنه بخلف السلم )فإن صبر( البائع لحضار المال )فالحجر( على‬
‫المشتري )كما ذكرناه( قريبا لئل يفوت المال‬
‫)وللبششائع حبششس مششبيعه حششتى يقبششض ثمنششه( الحششال أصششالة‪ ،‬وكششذا‬
‫للمشتري حبس ثمنه حتى يقبض المبيع الحششال كششذلك‪ ،‬وإنمششا آثششر‬
‫البائع بالذكر‪ ،‬لنه قششدم تصششحيح إجبششاره فششذكر شششرطه )إن خششاف‬
‫فوته( بهرب‪ ،‬أو تمليك ماله لغيره‪ ،‬أو نحوهما )بل خلف( لما فششي‬
‫التسليم حينئذ من الضرر الظاهر نعشم إن تمانعشا وخشاف كشل مشن‬
‫صاحبه وأجبرهما الحاكم كما هششو ظششاهر بالششدفع لششه‪ ،‬أو لعششدل ثششم‬
‫يسلم كل ما له )وإنما القوال السابقة إذا لم يخف فششوته وتنازعششا‬
‫في مجرد البتداء( بالتسليم‬

‫باب التولية‬
‫أصلها تقليد العمل ثم استعملت فيما يأتي )والشراك( مصدر‬
‫أشششركه صششيره شششريكا )والمرابحششة( مششن الربششح‪ ،‬وهششو الزيششادة‬
‫والمحاطششة مششن الحششط‪ ،‬وهششو النقششص‪ ،‬ولششم يششذكرها لششدخولها فششي‬
‫المرابحة‪ ،‬لنها في الحقيقة ربح للمشتري الثاني‪ ،‬أو اكتفششاء عنهششا‬
‫>ص‪ <424 :‬بالمرابحة‪ ،‬لنها أشرف إذا )اشترى( شخص )شيئا(‬
‫بمثلي )ثم( بعد قبضه ولزوم العقد وعلمه بالثمن وبقششائه‪ ،‬أو بقششاء‬
‫بعضه كما يعلم مما يأتي‪) .‬قال لعششالم بششالثمن( قششدرا وصششفة‪ ،‬وإن‬
‫طرأ علمه له بعد اليجاب وقبل القبول بإعلمه‪ ،‬أو غيششره وظششاهر‬
‫أن المراد بالعلم هنا الظن )وليتك هذا العقششد(‪ ،‬وإن لششم يقششل بمششا‬
‫اشتريت أو وليتكه‪ ،‬وإن لم يذكر العقد كمششا صششرح بششه الجرجششاني‪،‬‬
‫وهذا وما اشتق منه صرائح في التولية ونحو جعلته لشك كنايشة هنشا‬
‫كالبيع )فقبل( بنحو قبلته وتوليته )لزمه مثل الثمن( جنسششا وقششدرا‬
‫وصفة‪ ،‬ومن ثم لو كان مششؤجل ثبششت فششي حقششه مششؤجل بقششدر ذلششك‬
‫الجل من حين التولية‪ ،‬وإن حل قبلها على ما رجحه ابن الرفعششة‪،‬‬
‫ويرده أن المغلب فيها بناء ثمنها على العقد الول فيحسب الجل‬
‫من حينه على الوجه أمششا المتقششوم فل تصششح التوليششة معششه إل بعششد‬
‫انتقششاله للمتششولي لتقششع علششى عينششه نعششم لششو قششال >ص‪<425 :‬‬
‫المشتري بالعرض قام علي بكذا‪ ،‬وقد وليتك العقد بما قام علششي‪،‬‬
‫وذكر القيمة مع العرض جاز على الوجه‪ ،‬وكذا لو ولت امرأة فششي‬
‫صداقها بلفظ القيام‪ ،‬أو الرجل في عوض الخلع إن علم العاقدان‬
‫في الصورتين مهر المثل على الوجه لوجوب ذكره‪ ،‬وقولهم‪ :‬مششع‬
‫العرض شرط للسلمة من الثم‪ ،‬إذ يشدد في البيع بالعرض مششا ل‬
‫يشدد في البيع بالنقد كما يأتي ل لصحة العقد لما يأتي أن الكذب‬
‫في المرابحة‪ ،‬أو في غيرها ل يقتضي بطلن العقد‪ ،‬وتصح التولية‪،‬‬
‫وما معها في الجارة كما هو ظاهر بشروطها ثششم إن وقعششت قبششل‬
‫مضي مدة لها أجرة فظاهر‪ ،‬وإل فإن قال‪ :‬وليتك مششن أول المششدة‬
‫بطلت فيما مضى‪ ،‬لنه معدوم‪ ،‬وصحت في البششاقي بقسششطه مششن‬
‫الجرة‪ ،‬أو وليتك ما بقي صحت فيه بقسطه كما ذكر‬
‫)وهو( أي‪ :‬عقد التولية )بيع في شرطه( أي‪ :‬شروطه كلها كقششدرة‬
‫تسليم وتقابض الربوي )وترتب أحكشامه( كتجششدد الشششفعة إن عفشا‬
‫الشفيع في العقد الول )لكششن ل يحتششاج( عقششد التوليششة )إلششى ذكششر‬
‫الثمن( لظهور أنها بششالثمن الول )ولششو حششط عششن المششولي( بكسششر‬
‫اللم من البائع‪ ،‬أو وارثه‪ ،‬أو وكيله كما أفهمه بناؤه هنششا للمفعششول‬
‫فقششوله فششي الروضششة‪ :‬ولششو حششط البششائع للغششالب ل للتقييششد خلفششا‬
‫للذرعي نعم الظاهر أنه ل عبرة بحششط موصششى لششه بششالثمن >ص‪:‬‬
‫‪ <426‬ومحتال‪ ،‬لنهما أجنبيان عن العقد بكل تقدير‪ ،‬وبه يعلم رد‬
‫ما قيل‪ :‬التعبير بالسقوط أولى ليشمل إرثه للثمن‪ ،‬ووجششه رده أن‬
‫التعبير به كالحط يرد عليه حط ذينك فإنه سقط وحط عنششه‪ ،‬ولششم‬
‫يسقط عن المتولي فكل من التعبيرين مدخول )بعض الثمن( بعد‬
‫التولية‪ ،‬أو قبلها بعد اللزوم‪ ،‬أو قبله )انحط عن المششولى( بفتحهششا‪،‬‬
‫إذ خاصة التولية‪ ،‬وإن كانت بيعا جديدا التنزيل علششى الثمششن الول‪،‬‬
‫أو جميعه انحط أيضا إن كان بعد لزوم التوليششة‪ ،‬وإل بطلششت‪ ،‬لنهششا‬
‫حينئذ بيع بل ثمن‪ ،‬ومن ثم لو تقايل بعد حطه بعد اللزوم لم يرجششع‬
‫المشتري على البائع بشيء والوجه أن للمششولي بالكسششر مطالبششة‬
‫المولى‪ ،‬وإن لم يطالبه بائعه‪ ،‬لن الصل عدم الحششط‪ ،‬وأنششه ليششس‬
‫للبائع مطالبششة المششولى بالفتششح‪ ،‬إذ ل معاملششة بينهمششا وسششيأتي فششي‬
‫الجارة صحة البراء من جميع الجرة‪ ،‬ولو في مجلس العقششد مششع‬
‫الفششرق بينهششا وبيششن الششبيع >ص‪ <427 :‬وحينئذ فل يلحششق ذلششك‬
‫المتولي )والشراك في بعضه( أي‪ :‬المبيع )كالتولية في كله( فششي‬
‫الحكام المششذكورة )إن بيششن البعششض( كمناصششفة‪ ،‬أو بالنصششف‪ ،‬وإل‬
‫كأشركتك في بعضه‪ ،‬أو شيء منه لم يصح جزما للجهل فإن قششال‬
‫في النصف فله الربع مششا لششم يقششل بنصششف الثمششن فششإنه يكششون لششه‬
‫النصف وإدخششال أل علششى بعششض صششحيح‪ ،‬وإن كششان خلف الكششثر ‪-‬‬
‫)فلو أطلق( الشراك كأشركتك فيه )صششح( العقششد )وكششان( المششبيع‬
‫)مناصفة( بينهما‪ ،‬لن ذلك هو المتبادر من لفظ الشراك‪ ،‬وكما لو‬
‫أقر بشيء لزيد وعمرو نعم لو قال‪ :‬بربع الثمششن مثل كششان شششريكا‬
‫بالربع فيما يظهر أخذا مما تقرر في أشششركتك فششي نصششفه بنصششف‬
‫الثمن بجامع أن ذكر الثمن في كل مبين للمراد مششن اللفششظ قبلششه‬
‫لحتماله‪ ،‬وإن نزل لو لم يذكر هذا المخصص علششى خلفششه وتششوهم‬
‫فرق بينهما بعيد‪ ،‬وقضية كلم الشششيخين وغيرهمششا أنششه ل يشششترط‬
‫ذكر العقد كما مثلناه‪ ،‬ويؤيده ما مر عششن الجرجششاني فششي التوليششة‪،‬‬
‫وهو أوجه من قول جمع‪ ،‬وإن اعتمده صاحب النوار يشترط كفى‬
‫بيع هذا‪ ،‬أو في هذا العقد فعليه أشركتك في هذا كناية )وقيششل ل(‬
‫يصح للجهالة ‪-‬‬
‫بيع المرابحة‬
‫)ويصح بيع المرابحة( من غير كراهة لعموم قششوله تعششالى }وأحششل‬
‫الله البيع{ نعم بيع المسششاومة أولششى منششه فششإنه مجمششع علششى حلششه‬
‫وعدم كراهته‪ ،‬وذاك قال فيه ابنا عمر وعبششاس رضششي اللششه عنهششم‬
‫إنه ربا وتبعهما بعض التابعين‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬إنه مكروه )بأن( هي‬
‫بمعنى كأن )يشتريه بمائة ثم يقول( مع علمه بها لعالم بها )بعتششك‬
‫بما اشتريت( >ص‪ <428 :‬أي‪ :‬بمثله ولمبششادرة فهششم المثششل فششي‬
‫نحو هذا لم يحتج فيه لذكره‪ ،‬ول نيته )وربح درهم لكل عشرة(‪ ،‬أو‬
‫فيها‪ ،‬أو عليها )أو ربح ده( بفتح المهملة‪ ،‬وهي بالفارسششية عشششرة‬
‫)ياز( واحد )ده( فهي بمعنى ما قبلهششا فكششأنه قششال بمششائة وعشششرة‬
‫فيقبله المخاطب إن شاء وآثروها بالششذكر لوقوعهششا بيششن الصششحابة‬
‫رضي الله عنهم واختلفهم في حكمها كما علمت‪ ،‬ول يصششح ذلششك‬
‫فششي دراهششم معينششة غيششر موزونششة كمششا يششأتي بششل فششي أحششد عينيششن‬
‫اشتراهما بثمن واحد وقسط الثمن علششى قيمتهمششا وقششت الشششراء‬
‫>ص‪ <429 :‬ول يقول اشتريت بكششذا إل إن بيششن الحششال ودراهششم‬
‫الربح حيث أطلقت مششن نقششد البلششد الغششالب وإن كششان الصششل مششن‬
‫غيره‬
‫)تنششبيه( لششو قشال اشششتريته بعشششرة وبعتششه بأحشد عشششر‪ ،‬ولششم يقشل‬
‫مرابحة‪ ،‬ول ما يفيدها لششم يكششن عقششد مرابحششة كمششا قششاله القاضششي‬
‫وجزم به في النوار حتى لو كششذب فل خيششار‪ ،‬ول حششط كمششا يششأتي‪،‬‬
‫وهذا غير ما يأتي عنه‪ ،‬لن ذاك فيه ما يفيد المرابحة‪ ،‬وهششو وربششح‬
‫كذا ويأتي قبيل البششاب مششا يصششرح بششذلك )و( يصششح بيششع )المحاطششة‬
‫كبعت( ك )بما اشتريت وحط( درهم لكل‪ ،‬أو في أو عن‪ ،‬أو علششى‬
‫كل عشرة‪ ،‬أو حط )ده يازده( المراد من هششذا الششتركيب أن الحششد‬
‫عشر تصير عشرة )و( من ثم )يحط مششن كششل أحششد عشششر واحششد(‪،‬‬
‫لن الربح جزء من أحد عشر كما مر فليكن الحط كششذلك )وقيششل(‬
‫يحط )من كل عشرة( واحد كما زيد ثم علششى كششل عشششرة واحششد‪،‬‬
‫فإن كان الثمن مششائة‪ ،‬أو مششائة وعشششرة عششاد علششى الول لتسششعين‬
‫وعشرة أجزاء مششن أحششد عشششر جششزءا مششن درهششم أو لمششائة وعلششى‬
‫الثاني لتسعين‪ ،‬أو لتسعة وتسعين‪ ،‬ولو قال من كل عشششرة تعيششن‬
‫هذا الثاني )وإذا قال‪ :‬بعتك بما اشتريت( بششه‪ ،‬أو بثمنششه‪ ،‬أو بششرأس‬
‫مالي )لم يدخل فيه سوى الثمن(‪ ،‬وهو ما استقر عليه العقد عنششد‬
‫اللزوم فيعتبر ما لحقه قبله >ص‪ <430 :‬من زيادة ونقص‪ ،‬وكششذا‬
‫يعتبر ذلك لو باع بلفششظ القيششام‪ ،‬لن العقششد لششم يقششع إل بششذلك أمششا‬
‫الحط بعد اللزوم للبعض فمششع الشششراء ل يلحششق ومششع نحششو القيششام‬
‫يخير بالباقي أو للكل فل ينعقد بيعه مرابحة مع القيام‪ ،‬إذ لم يقششم‬
‫عليه بشيء بل مششع الشششراء‪ ،‬ول يلحششق حششط بعششد عقششد المرابحششة‬
‫بخلف ما مر‪ ،‬لن ابتناءهما علششى العقششد الول أقششوى‪ ،‬إذ ل يقبلن‬
‫الزيادة بخلفها )ولو قال( بعتك )بما قام(‪ ،‬أو ثبت )علششي(‪ ،‬أو بمششا‬
‫وزنته فيه‪ ،‬وإن نازع فيه الذرعي بششأن المتبششادر منششه الثمششن فقششط‬
‫)دخششل مششع ثمنششه أجششرة( حمششال وختششان وتطييششن دار وطششبيب إن‬
‫اشتراه مريضا و )الكيال( للثمن المكيل )والدلل( للثمن المنششادى‬
‫عليه إلى أن اشششتري بششه المششبيع وعششبرت بششالثمن‪ ،‬لن أجششرة ذلششك‬
‫ونحوه على الموفي‪ ،‬وهو في المبيع البائع‪ ،‬وفي الثمن المشششتري‬
‫وصور أيضا في المبيع بأن يلزم المشتري بذلك فيه مششن يششراه‪ ،‬أو‬
‫يقول‪ :‬اشتريته بكذا ودرهم دللة >ص‪ <431 :‬مثل‪ ،‬أو جدد نحششو‬
‫كيله ليرجع بنقصه‪ ،‬وما قيل‪ :‬إن هششذا ل يقصششد للسششترباح مششردود‬
‫بأنه كالحارث وللزركشي هنششا مششا ل يصششح فليحششذر أو ليخششرج عششن‬
‫كراهة بيعه جزافشا‪ ،‬أو للقسشمة ليتجشر كشل فشي حصشته‪ ،‬ولشو وزن‬
‫أحدهما دللة ليست عليه كان متبرعا مششا لششم يظششن وجوبهششا عليششه‬
‫فيما يظهر فحينئذ يرجع بها على الدلل‪ ،‬وهو يرجع على مششن هششي‬
‫عليه‪ ،‬ول يدخل ما تحمله عن بائعه إل إن ذكره‪ ،‬وكذا ما تششبرع بششه‬
‫كأن أعطاه لمعروف بالعمل من غير استئجاره‪ ،‬ول إجبار حاكم له‬
‫بناء على الصح التي أنه شيء له‪.‬‬
‫قاله الذرعي‪ ،‬واعترض بأن هذا معتاد معلوم لكل أحد فل خديعششة‬
‫فيه‪ ،‬ويؤيده دخول المكس إل أن يفرق بأنه مجبور علششى المكششس‬
‫دون ذاك )والحارس والقصار والرفاء( بالمششد )والصشباغ( كششل مششن‬
‫الربعة للمبيع )وقيمة الصبغ( له‪ ،‬وكششذا الدويششة والطيششن ونحوهمششا‬
‫)وسششائر المششؤن المششرادة للسششترباح( أي‪ :‬طلششب الربششح كششالعلف‬
‫للتسمين بخلف ما قصد به بقاء عينه فقط كنفقة وكسوة وعلششف‬
‫>ص‪ <432 :‬لغيششر تسششمين وأجششرة طششبيب وقيمششة دواء لمششرض‬
‫حدث عنده وفداء جناية‪ ،‬وما استرجع المبيع به إن غصب‪ ،‬أو أبششق‬
‫لوقوعه في مقابلة ما اسششتوفاه مششن زوائد المششبيع ومعنششى دخششول‬
‫ذلك أنه يضمه للثمن‪ ،‬ويخبره بقدر الجملة ثم يقول بما قام علششي‬
‫وربح كذا كما يفيده قوله‪ :‬التي وليعلمشا ثمنشه‪ ،‬ومشا قشام بشه ومشر‬
‫الكتفاء بعلمه قبل القبول فقياسه صحة بعتكه بما قام علي‪ ،‬وهو‬
‫كذا فإن قلت‪ :‬إذا شرطوا أنه ل بد من تعيين ما قام عليه به فمششا‬
‫فائدة قولهم مع ذلك يدخل كذا إل كذا قلت‪ :‬فائدته لشو أخشبر بشأنه‬
‫قام عليه بعشرة ثم تبين أنها في مقابلة ما ل يدخل وحششده أو مششع‬
‫ما يدخل حطت الزيادة وربحها كما يأتي‪ ،‬هششذا إن لششم ينششص علششى‬
‫دخول ما ل يدخل‪ ،‬وإل كبعتك بما قام علي‪ ،‬وهو كذا‪ ،‬ومششا أنفقتششه‬
‫عليه‪ ،‬وهو كذا جاز قطعا بل لو ضم للثمن‪ ،‬أو لمششا قششام بششه أجنبيششا‬
‫عن العقد بالكلية ثششم بشاعه مرابحشة‪ ،‬أو محاطششة كاشششتريته بمشائة‪،‬‬
‫وقششد بعتكششه بمششائتين وربششح ده يششازده صششح وكششأنه بششاعه بمششائتين‬
‫وعشرين )ولو قصر بنفسه‪ ،‬أو كال‪ ،‬أو حمل(‪ ،‬أو طيششن‪ ،‬أو صششبغ‪،‬‬
‫أو جعله بمحل يسششتحق منفعتششه )أو تطششوع شششخص بششه لششم تششدخل‬
‫أجرته( مع الثمن في قوله بما قششام علششي‪ ،‬لن عملششه ومحلششه ومششا‬
‫تطوع به غيره لم يقم عليه‪ ،‬وطريقه أن يقول‪ :‬لي أو للمتبرع لي‬
‫عمل‪ ،‬أو محل أجرته كذا ويضمه للثمن )وليعلمششا( أي‪ :‬المتبايعششان‬
‫وجوبا )ثمنه( أي‪ :‬المبيع قدرا وصفة في بعت بما اشتريت )أو مششا‬
‫قام به( في بما قام علي )فلو جهلششه أحششدهما بطششل( الششبيع )علششى‬
‫الصحيح(‪ ،‬وخرج بقششدر أو صششفة المعاينششة فل تكفششي هنششا مشششاهدة‬
‫دراهم مثل معينة غير معلومششة الششوزن‪ ،‬وإن كفششت فششي نحششو الششبيع‬
‫والجارة لعدم تأتي الششبيع مرابحششة مششع الجهششل بقششدرها‪ ،‬أو صششفتها‬
‫)وليصدق البائع( مرابحة >ص‪ <433 :‬ومحاطة وجوبا )فششي( كششل‬
‫ما يختلف الغششرض بششه‪ ،‬لن كتمششه حينئذ غششش وخديعششة نحششو )قششدر‬
‫الثمن( الذي استقر عليه العقد‪ ،‬أو قام به المبيع عليه عند الخبششار‬
‫وصفته إن تفاوتت )والجل( ظاهره أنه ل بد من ذكر قدره كأصله‬
‫والثاني واضح والول أطلق اشتراطه الذرعششي وقيششده الزركشششي‬
‫بما إذا زاد على المتعارف أي‪ :‬أو لششم يكششن هنششاك متعششارف أي‪ :‬أو‬
‫تعدد المتعارف‪ ،‬ول أغلب فيما يظهر >ص‪ <434 :‬وذلك‪ ،‬لن بيع‬
‫المرابحة مبني على المانة لعتماد المشتري نظششر البششائع ورضششاه‬
‫لنفسششه بمششا رضششيه البششائع مششع زيششادة أو حششط‪ ،‬ولششو واطششأ صششاحبه‬
‫فاشترى منه بعشرين ما اشتراه بعشرة ثم أعاده بعشرين ليخيششر‬
‫بها‪ :‬كره‪ ،‬وقيششل‪ :‬يحششرم واختششاره السششبكي‪ ،‬لنششه غششش‪ ،‬ول يتخيششر‬
‫المشتري لكن قوى المصششنف تخيششره‪ ،‬واعششترض بششأن تخيششره إنمششا‬
‫يتششأتى علششى التحريششم ل الكراهششة‪ ،‬وفيششه نظششر لمششا مششر فششي تلقششي‬
‫الركبان وفصل التصرية مما يعلششم منششه أنششه ل يلششزم مششن الحرمششة‬
‫التخير‪ ،‬ول من الكراهة عدمه بل قد يتخير معها دون الحرمة‪ ،‬ولو‬
‫اشترى شيئا بمائة ثم خرج عن ملكه ثششم اشششتراه بخمسششين أخششبر‬
‫بها وجوبا‬
‫‪) -‬والشراء بالعرض( فيقول بعرض قيمتششه كششذا‪ ،‬ول يقتصششر علششى‬
‫ذكششر القيمششة‪ ،‬وإن بششاعه بلفششظ القيششام كمششا قششاله‪ ،‬وإن نششازع فيششه‬
‫السنوي‪ ،‬لنه يشدد فيه فوق ما يشدد بالنقد‪ ،‬ولو اختلفت قيمتششه‬
‫اعتششبرت يششوم السششتقرار ل العقششد علششى الوجششه وجششزم السششبكي‬
‫كالماوردي بأن المششراد بششالعرض التقششوم فششالمثلي يجششوز الششبيع بششه‬
‫مرابحة‪ ،‬وإن لم يقدره‪ ،‬وقال المتولي‪ :‬ل فرق‪ ،‬وهو الوجه للعلششة‬
‫المذكورة )وبيششان( الغبششن والشششراء مششن محجششوره‪ ،‬أو مششن مششدينه‬
‫المعسر‪ ،‬أو المماطل بدينه‪ ،‬ومششا أخششذه مششن نحششو لبششن‪ ،‬أو صششوف‬
‫موجود حالة العقد و )العيب( الذي فيه >ص‪ <435 :‬مطلقا حتى‬
‫)الحادث عنده( كتزوج المة‪ ،‬وترك الخبار بشيء من ذلششك حششرام‬
‫يثبت الخيار للمشتري ‪) -‬فلو( لم يبين نحو الجل تخيششر المشششتري‬
‫لتدليس البائع عليششه‪ ،‬ول حششط هنششا علششى المعتمششد لنششدفاع الضششرر‬
‫بالخيار‪ ،‬وإن )قال( اشتريته )بمائة( وباعه بها وربششح ده يششازده مثل‬
‫)فبان( بحجة كبينششة أو إقششرار أنششه اشششتراه )بتسششعين فششالظهر أنششه‬
‫يحط الزيادة وربحها( بقي المبيع أو تلف لكششذبه أي‪ :‬يتششبين انعقششاد‬
‫العقد بما عداهما فل يحتاج لنشاء حط )و( الظهر على الحط أنه‬
‫)ل خيار للمشتري( لرضاه بششالكثر فبالقششل أولششى‪ ،‬ول للبششائع‪ ،‬وإن‬
‫عذر قال جمششع محققششون نقل عششن القاضششي‪ ،‬واعتمششدوه وردوا مششا‬
‫يخالفه ومحل هذا في بعتك برأس مالي‪ ،‬وهششو مششائة وربششح كششذا ل‬
‫في اشتريته بمائة وبعتكه بمششائة وربششح كششذا‪ ،‬لن المشششتري فششرط‬
‫حيث اعتمد قششوله لكنششه عششاص‪ ،‬وكششذا لششو قششال أعطيششت فيهششا كششذا‬
‫فصدقه واشتراه ثم بان خلفه‪ ،‬وفيه نظر أي‪ :‬نظر بل الوجششه مششا‬
‫في النهاية مما يخالفه‪ ،‬لنه صدقه أيضا في قوله‪ :‬رأس مالي كذا‬
‫فششأي فششرق بينهمششا علششى أنششه معششذور فششي تصششديقه‪ ،‬لن النششاس‬
‫موكولون إلى أماناتهم‪ ،‬ولو توقششف النسششان علششى ثبششوت مششا وقششع‬
‫الشراء به لعز البيع مرابحة‪ ،‬لن الغالب أن ذلك ل يعششرف إل مششن‬
‫البائع‪ ،‬فإن قلت‪ :‬يمكن الفرق بأنه في الولى أتششى بلفششظ يشششمل‬
‫ثمنه الذي بان النعقاد به‪ ،‬قوله‪ :‬وهو مائة وقع تفسيرا لما وقع به‬
‫العقد فإذا خالف الواقع ألغي‪ ،‬وفي الثانية لم يأت بذلك بششل أوقششع‬
‫العقد بالمائة فيتعذر وقوعه بالتسعين قلت‪ :‬لو كان هذا هو المراد‬
‫لم يختلششف الششيخان فششي الصشحة التيشة‪ ،‬ولمششا فششرق بيشن حششالتي‬
‫التصديق والتكذيب بما يأتي فتأمله‬
‫)ولو زعم أنه( أي‪ :‬الثمن الذي اشترى بششه مرابحششة )مششائة‪ ،‬قششوله‪:‬‬
‫فلو قال‪ :‬إلخ( هكذا في الصول الششتي بأيششدينا‪ ،‬ولعششل فيهششا سششقطا‬
‫تاما‪> ،‬ص‪) <436 :‬وعشرة( وأنه غلشط فششي قششوله أول أنشه مششائة‬
‫)وصدقه المشتري( في ذلك )لششم يصششح الششبيع( الششذي وقششع بينهمششا‬
‫مرابحة )في الصششح( لتعششذر قبششول العقششد للزيششادة بخلف النقششص‬
‫بششدليل الرش )قلششت الصششح الصششحة‪ ،‬واللششه أعلششم( كمششا لششو غلششط‬
‫بالزيادة‪ ،‬وتعليل الول يرده عدم ثبوت الزيادة لكن يتخيششر البششائع‪،‬‬
‫وإنمششا روعششي هنششا مششا وقششع بششه العقششد الول ل الثششاني حششتى يثبششت‬
‫النقص‪ ،‬لنه ثم لما ثبت كذبه ألغششي قششوله‪ :‬فششي العقششد مششائة‪ ،‬وإن‬
‫عذر ورجع إلى التسعين وهنا لما قوي جانبه بتصديق المشتري له‬
‫جبرناه بالخيار والمشترى بإسقاط الزيادة )وإن كششذبه( المشششتري‬
‫)ولم يبين( البائع )لغلطه( الذي ادعاه )وجها محتمل( بفتششح الميششم‬
‫أي‪ :‬قريبششا )لشم يقبششل قشوله‪ :‬ول بينتششه( الشتي يقيمهشا علششى الغلشط‬
‫لتكذيب قوله الول لهما‪ ،‬ويفرق بين هذا وما لو باع دارا ثم ادعى‬
‫أنها وقف أو أنها كانت غير ملكه ثم ورثها فإن بينته تسششمع إذا لششم‬
‫يكن صرح حال البيع بأنها ملكه‪ ،‬وكذا إذا أقششام بينششة الوقششف غيششره‬
‫حسبة أنها وقف على البائع وأولده ثم الفقراء‪ ،‬وتصرف له الغلششة‬
‫إن كذب نفسه وصدق الشهود بأن العذر هناك أوضح فإن الوقششف‬
‫والموت الناقل له ليسا من فعله فإذا عارضا قوله‪ ،‬وأمكن الجمششع‬
‫بينهما بأن لم يصرح حششال الششبيع بالملششك سششمعت بينتششه‪ ،‬وأمششا هنششا‬
‫فالتناقض نشششأ مششن قششوله‪ :‬فلششم يعششذر بالنسششبة لسششماع بينتششه بششل‬
‫للتحليف كما قال )وله تحليف المشششتري أنششه ل يعششرف ذلششك( أي‪:‬‬
‫أن الثمن مائة وعشششرة )فششي الصششح(‪ ،‬لنششه قششد يقششر عنششد عششرض‬
‫اليمين عليه فإن حلف >ص‪ <437 :‬فذاك‪ ،‬وإل ردت على البششائع‬
‫بناء على الصح أن اليمين المردودة كششالقرار وللمشششتري الخيششار‬
‫بين إمضاء العقد بما حلف عليه وبين فسششخه كششذا أطلقششوه ونششازع‬
‫فيه الشيخان بأن مقتضى الظهر أن اليمين المردودة كالقرار أن‬
‫يأتي فيه ما مر فششي حالششة التصششديق أي‪ :‬فل يتخيششر المشششتري بششل‬
‫البائع لعدم ثبوت الزيادة‪ ،‬واعتمده فششي النششوار ونقلششه عششن جمششع‪،‬‬
‫وقد يوجه ما قالوه بأنها ليست كالقرار مششن كششل وجششه كمششا يعلششم‬
‫من كلمهم التششي فششي الششدعاوى )وإن بيششن( لغلطششه وجهششا محتمل‬
‫كتزوير كتاب على وكيلشه‪ ،‬أو انتقشال نظشره مشن متششاع لغيشره فششي‬
‫جريدته )فله التحليف( أي‪ :‬تحليف المشتري كما ذكر‪ ،‬لن ما بينشه‬
‫يحششرك ظششن صششدقه فششإن حلششف فششذاك‪ ،‬وإل ردت وجششاء مششا تقششرر‬
‫)والصح سماع بينته( بأن الثمن مائة وعشرة لظهور عذره وأفهم‬
‫قوله‪ :‬فلو قال تفريعا على ما قبله أن هذا كلششه إنمششا هششو فششي بيششع‬
‫المرابحة فلو وقع ذلك في غيرها بأن لم يتعرض لها لم يكششن فيششه‬
‫سوى الثم إن تعمد الكذب والفرق ما مر أن بيع المرابحششة مبنششي‬
‫على المانة إلى آخره وبهششذا فششارق مششا هنششا أيضششا إفتششاء ابششن عبششد‬
‫السلم فيمن باع بالغا مقرا له بالرق ثم ادعى أنه حر‪ ،‬وأقام بينششة‬
‫بأنه عتيق قبششل الششبيع بأنهششا تسششمع أي‪ :‬وإن لششم يششذكر لقششراره لششه‬
‫بالرق عذرا كما اقتضاه إطلقه‪ ،‬لن العتيق قد يطلق على نفسششه‬
‫أنه عبد فلن ومملوكه وقضيته أنه ل تقبل بينته بكونه حششر الصششل‬
‫ويتعين حمله بتقدير تسششليمه علششى مششا إذا لششم يبششد عششذرا كسششبيت‬
‫طفل‪> .‬ص‪<438 :‬‬

‫باب بيع الصول‬


‫وهي الرض والشجر )والثمششار( جمششع ثمششر‪ ،‬وهششو جمششع ثمششرة‪،‬‬
‫وذكر في الباب غيرهما بطريق التبعية إذا )قال بعتك هذه الرض‪،‬‬
‫أو السششاحة‪ ،‬أو البقعششة( أو العرصششة وحششذفها اختصششارا ل لكششون‬
‫مفهومها يخالف ما قبلها‪ ،‬لنششه أمششر لغششوي‪ ،‬وليششس المششدار هنششا إل‬
‫على العرف‪ ،‬وهي فيه متحدة مع ما قبلها )وفيهششا بنششاء(‪ ،‬ولششو بئرا‬
‫لكن ل يدخل ماؤها الموجششود حششال الششبيع إل بشششرطه بششل ل يصششح‬
‫بيعهششا مسششتقلة وتابعششة كمششا مششر آخششر الربششا إل بهششذا الشششرط‪ ،‬وإل‬
‫لختلط الحادث بالموجود‪ ،‬وطال النزاع بينهما‪ ،‬وبهششذا يعلششم أنششه ل‬
‫فرق بين ماء بمحل يمنع أهله من استقى منها وغيره خلفششا لمششن‬
‫فصل‪ ،‬لن العلة الختلط المذكور‪ ،‬ومن شأنه وقششوع التنششازع فيششه‬
‫بكل مششن المحليششن )وشششجر( نشابت رطششب‪ ،‬ولشو ششجر مشوز علشى‬
‫المعتمد‪ ،‬وخرج ب فيها ما فشي حشدها فشإن دخشل الحششد فشي الششبيع‬
‫دخل ما فيه‪ ،‬وإل فل‪ ،‬وعلششى الثششاني يحمششل إفتششاء الغزالششي بششأنه ل‬
‫يدخل ما في حدها‪ ،‬وفي زيادات العبادي باع أرضا‪ ،‬وعلى مجششرى‬
‫مائها شجر فإن ملكششه البششائع فهششي للمشششتري‪ ،‬وإن كششان لششه حششق‬
‫الجراء أي‪ :‬فقط فهي باقية للبائع )فالمذهب أنه( أي ما ذكر مششن‬
‫البناء والشجر )يدخل في البيع( لقوته بنقله الملك فاسششتتبع )دون‬
‫الرهن( لضعفه >ص‪ <439 :‬وقضيته أنه يلحششق بششالبيع كششل ناقششل‬
‫للملك كهبة ووقف ووصية وإصداق وعوض خلع وصششلح‪ ،‬وبششالرهن‬
‫كل مششا ل ينقلششه كششإقرار وعاريششة وإجششارة‪ ،‬وألحششق بكششل ممششا ذكششر‬
‫التوكيل فيه‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬والفرق المذكور ينازع فيششه‪ ،‬فالششذي يتجششه‬
‫أنه ل استتباع فيه‪ ،‬ولو قال بما فيها‪ ،‬أو بحقوقهششا دخششل ذلششك كلششه‬
‫قطعا حتى في نحو الرهن‪ ،‬أو دون حقوقها‪ ،‬أو ما فيهششا لششم تششدخل‬
‫قطعا أما المقلوع واليابس فل يدخلن جزما كالشتل الششذي ينقششل‪،‬‬
‫لنهما ل يرادان للبقاء فأشششبها أمتعششة الششدار‪ ،‬ومششن ثششم لششو جعلششت‬
‫اليابسة دعامة لنحو جدار دخلت قيل قوله‪ :‬فالمششذهب غيششر سششائغ‬
‫عربية‪ ،‬إذ لم يتقدمه شرط‪ ،‬ول ما يقتضي الربششط ا ه وليششس فششي‬
‫محله‪ ،‬لنه تقدمه شرط بالقوة كمششا قششدرته‪ ،‬وهششو كششاف فششي نحششو‬
‫ذلك‬
‫)فششرع( أفشتى بعضشهم فششي أرض لهشا مشششرب مشن واد مبششاح بشاع‬
‫مالكها بعضها لرجل ثم بعضششها لخششر بشأن المشششرب يكشون بينهمشا‬
‫على قدر أرضيهما بالذرع قال‪ :‬والجهالة فششي الحقششوق حششال الششبيع‬
‫مغتفرة صرح به الرافعي وغيره في غير مظنته ا ه وينششافيه قششول‬
‫الشيخين‪ :‬ل تدخل مسايل الماء فششي بيششع الرض‪ ،‬ول شششربها مششن‬
‫النهر والقناة المملوكين إل أن يشترط‪ ،‬أو يقول بحقوقها‪ ،‬والكلم‬
‫في الخارج عنها >ص‪ <440 :‬ومر في البيع ما يعلششم منششه أنششه ل‬
‫يصح بيع حريم الملك وحششده ومثلششه بيششع شششرب المششاء وحششده‪ ،‬لن‬
‫التابع ل يستقل وإنما صششح عتششق الحمششل وحششده لتشششوف الشششارع‬
‫إليه‪ ،‬وبعضهم في أرض مشتركة ولحدهم فيها نخل خششاص بششه‪ ،‬أو‬
‫حصته فيه أكثر منها فيها فباع حصته من الرض بأنه يششدخل جميششع‬
‫الشجر في الولى‪ ،‬وحصششته فششي الثانيششة‪ ،‬لنششه بششاع أرضششا لششه فيهششا‬
‫شجر‪ ،‬ورد بأن الظاهر في الزائد خلفه أي‪ :‬وما علل به ل ينتج ما‬
‫قاله‪ ،‬لن الشجر ليس في أرضه وحده بل في أرضه وأرض غيره‬
‫فليدخل ما في أرضه فقط‪ ،‬وهو ما يخص حصته فششي الرض دون‬
‫ما زاد عليه مما في حصة شريكه‬
‫)وأصول البقل التي تبقى( في الرض )سششنتين( هششو للغششالب‪ ،‬وإل‬
‫فالعبرة بما يؤخذ هو أو ثمرته مرة بعد أخرى‪ ،‬وإن لم يبق فيها إل‬
‫دون سششنة )كششالقت( بقششاف فوقيششة فمثنششاة‪ ،‬وهششو علششف للبهششائم‪،‬‬
‫ويسمى القضب بمعجمة ساكنة‪ ،‬وقيل مهملة مفتوحة )والهندباء(‬
‫بالمد والقصر‪ ،‬والقصب الفارسي والسلق المعروف‪ ،‬ومنه نوع ل‬
‫يجششز إل مششرة والقطششن الحجششازي والنعنششاع والكرفششس والبنفسششج‬
‫والنرجس والقثاء والبطيشخ‪ ،‬وإن لشم يثمشر اعتبشارا بمشا مشن ششأنه‬
‫)كالشجر( فيدخل في نحو البيع دون نحو الرهن على ما مششر نعششم‬
‫جزته وثمرته الظاهرتان عند البيع للبائع كما أفهمشه قششوله‪ :‬أصششول‬
‫البقل فيجب شرط قطعهما وإن لم يبلغا أوان الجز والقطع لكششن‬
‫إن غلب اختلط الثمرة كما يعلم ممششا يششأتي آخششر البششاب لئل يزيششد‬
‫فيشتبه >ص‪ <441 :‬المشبيع بغيشره ويشدوم التخاصشم كشذا ذكشراه‬
‫واستثنيا كالتتمة القصب أي الفارسي كما صرح به جمع متقدمون‬
‫فل يكلف قطعه حتى يبلغ قدرا ينتفع به قالوا‪ :‬لنه متى قطع قبل‬
‫وقت قطعه تلف‪ ،‬ولم يصلح لشيء ومثله فيما ذكر شجر الخلف‬
‫وقول جمع‪ :‬يغني وجششوب القطششع فششي غيششر القصششب عششن شششرطه‬
‫ضعيف إل أن يؤول‪ ،‬ثم استثناء القصب اعترضه السبكي بأنه إمششا‬
‫أن يعتبر النتفاع في الكل أو ل يعتبر في الكل ورجح هذا‪ ،‬وفششرق‬
‫بينه وبين بيع الثمرة قبل بدو الصلح بأنهششا مبيعششة بخلف مششا هنششا‪،‬‬
‫واعترضه الذرعي بأن مششا ظهششر‪ ،‬وإن لششم يكششن مبيعششا يصششير كششبيع‬
‫بعض ثوب ينقص بقطعه‪ ،‬وفششرق شششيخنا فششي شششرح الششروض بششأن‬
‫القبض هنا متأت بالتخلية وثم متوقف على النقل المتوقششف علششى‬
‫القطع المؤدي إلى النقص ثم أجششاب عششن اعششتراض السششبكي بششأن‬
‫تكليف البائع قطع ما استثني يؤدي إلى أنه ل ينتفع به مششن الششوجه‬
‫الذي يراد النتفاع به بخلف غيره‪ ،‬ول بعد في تأخر وجوب القطع‬
‫حال لمعنى بل قد عهد تخلفه بالكلية وذلششك فششي بيششع الثمششرة مششن‬
‫مالششك الشششجرة ا ه‪ .‬والششذي يتجششه لششي فششي تخصششيص السششتثناء‬
‫بالقصب أن سببه أن صغيره ل ينتفع به بششوجه مناسششب لمششا قصششد‬
‫منه فل قيمة له ول تخاصم فيه فلم يحتج للشرط فيششه لمسششامحة‬
‫المشتري بما يزيد فيه قبل أوان قطعه بخلف صغير غيششره ينتفششع‬
‫به لنحو أكل الدواب المناسب لما قصد منششه فيقششع فيششه التخاصششم‬
‫فاحتيج للشرط فيه دفعا له وفهم السششنوي أن القصششب فششي كلم‬
‫التتمة بالمعجمة‪ ،‬وعليه يتجه اعتراض السبكي >ص‪) <442 :‬ول‬
‫يدخل( في مطلق بيع الرض كما بأصله وإن قال بحقوقهششا بخلف‬
‫مششا فيهششا )مششا يؤخششذ دفعششة( بضششم أولششه وفتحششه واحششدة )كالحنطششة‬
‫والشعير وسائر الزروع( كجزر وفجل‪ ،‬لنها ل تراد للدوام فكششانت‬
‫كأمتعة الدار )ويصح بيع الرض المزروعة( هذا الزرع دونه إن لششم‬
‫يسترها الزرع‪ ،‬أو رآها قبله‪ ،‬ولششم تمششض مششدة يغلششب تغيرهششا فيهششا‬
‫)على المذهب( كبيع دار مشحونة بأمتعة أمششا مزروعششة مششا يششدخل‬
‫فيصح جزما‪ ،‬لنه كله للمشتري‬
‫)وللمشتري الخيار( على الفور هنا‪ ،‬وفيما يأتي كما علم ممششا مششر‬
‫)إن جهله( أي‪ :‬الزرع لحدوثه بعشد رؤيتشه المششذكورة‪ ،‬أو لظنشه أنشه‬
‫ملكه لقرينة قوية فبان خلفه فيمششا يظهششر‪ ،‬وبششه ينششدفع مششا يقششال‪:‬‬
‫كيف يصح بحث الذرعي وأقششروه أن رؤيتهششا مششع عششدم سششتره لهششا‬
‫كافية مع أن الفرض أنه جهله ثم رأيت بعضششهم صششوره أيضششا بششأن‬
‫يظن حال الششبيع >ص‪ <443 :‬أنششه حصششد ثششم تششبين بقششاؤه‪ ،‬وذلششك‬
‫لتأخر انتفاعه فإن علم ولم يظهر مششا يقتضششي تششأخر الحصششاد عششن‬
‫وقته المعتاد على ما بحثه ابن الرفعة لم يخير كما لو جهله وتركه‬
‫مالكه له‪ ،‬أو قال‪ :‬أفرغها منه في زمن ل أجرة له غالبششا كيششوم‪ ،‬أو‬
‫بعضه على ما يأتي في الجارة‪ ،‬إذ ل ضرر فيهما )ول يمنع الزرع(‬
‫المششذكور )دخششول الرض فششي يششد المشششتري وضششمانه إذا حصششلت‬
‫التخلية في الصح( لوجود تسلم عين المبيع مع عدم تأتي تفريغششه‬
‫حال‪ ،‬وبششه فششارقت الششدار المشششحونة بالمتعششة قششال السششنوي وزاد‬
‫وضمانه بل فائدة‪ ،‬إذ يلزم من دخوله في يده دخوله في ضششمانه ا‬
‫ه وكأنه توهم أن نحو إيداع البائع إياه له يزيل حق حبسششه وينقلششه‬
‫لضمان المشتري‪ ،‬وقد مر رده بأنه خلف المنقول فعليششه ل تلزم‬
‫وتعين ما زاده المصنف ثم رأيت الزركشي ذكر هنا نحو ما ذكرته‬
‫مع جزمه في محل آخر بذلك التوهم فليتنبه له‪.‬‬
‫)والبذر( بإعجام الذال )كالزرع( فيما ذكر ويأتي فإن كان مزروعه‬
‫يدوم كنوى النخل دخل‪ ،‬وإل فل ويأتي ما مر من الخيار وفروعششه‪،‬‬
‫ومنها قوله‪) :‬والصح أنه ل أجرة للمشتري مدة بقاء الزرع( الششذي‬
‫جهله وأجشاز ولششو بعشد القبشض لرضشاه بتلشف المنفعشة تلشك المششدة‬
‫فأشبه ما لو ابتاع دارا مشحونة بأمتعششة ل أجششرة لششه مششدة التفريششغ‬
‫ويبقى ذلك إلى أول أزمنة إمكششان قلعششه أمششا العششالم فل أجششرة لششه‬
‫جزمشا >ص‪ <444 :‬نعشم إن ششرط القطشع فشأخر لزمتشه الجشرة‬
‫لتركه الوفاء الواجب عليه‪ ،‬وظششاهر كلمهششم هنششا أنششه ل فششرق فششي‬
‫وجوب الجرة بين أن يطالب بالقطع الششواجب وأن ل‪ ،‬وينششافيه مششا‬
‫يأتي في الشجرة أو الثمرة بعششد أو قبششل بششدو الصششلح المشششروط‬
‫قطعهما أنها ل تجب إل إن طولب بالمشروط فامتنع‪ ،‬وقششد يفششرق‬
‫بأن المؤخر ثم المبيع‪ ،‬وهنا عين أجنبية عنه‪ ،‬والمششبيع قششد يتسششامح‬
‫فيه كثيرا بما ل يتسامح في غيره لمصلحة بقاء العقد بل ولغيرها‪،‬‬
‫أل ترى أن استعمال البائع له قبل القبض ل أجرة فيه‪ ،‬وإن طلششب‬
‫منه قبضششه فششامتنع تعششديا‪ ،‬ول كششذلك غيششره ثششم رأيتنششي أجبششت أول‬
‫الفصل التي بما يوافق ذلك وعند قلعه تلزم البائع تسششوية الرض‬
‫وقلع ما ضر بها كعروق الذرة‬

‫)ولو باع أرضا مع بذر أو زرع( بها )ل يفرد( أفرد‪ ،‬لن العطف بششأو‬
‫)بالبيع( أي‪ :‬ل يجوز وروده عليه كبذر لم يره‪ ،‬أو تغير بعششد رؤيتششه‪،‬‬
‫أو تعذر عليه أخذه كما هو الغششالب وكفجششل مسششتور بششالرض وبششر‬
‫مستور بسنبله )بطل( البيع )في الجميع( للجهل بأحد المقصودين‬
‫المششوجب لتعششذر التوزيششع بنششاء علششى الصششح السششابق فششي تفريششق‬
‫الصفقة أن الجازة بالقسط أما مششا يفششرد كقصششيل لششم يسششنبل‪ ،‬أو‬
‫سنبل ورآه كذرة وشعير وبذر رآه‪ ،‬ولششم يتغيششر وقششدر علششى أخششذه‬
‫فيصح جزما )وقيششل فششي الرض قششولن( أحششدهما يصششح فيهششا بكششل‬
‫الثمن بناء على الضعيف ثم إن الجشازة بكشل الثمشن‪ ،‬والكلم فشي‬
‫بذر ما ل يدخل في بيششع الرض والصششح الششبيع فيهمششا قطعششا وكششان‬
‫ذكره تأكيدا وفارق بيششع المششة وحملهششا بششأنه غيششر متحقششق الوجششود‬
‫بخلف هذا فاغتفر فيه ما لم يغتفر في الحمل‬
‫)ويدخل في بيع الرض الحجارة المخلوقة( والمثبتة )فيهششا(‪ ،‬لنهششا‬
‫من أجزائها ثم إن قصدت الرض لزرع أو غرس فقط فهي عيششب‬
‫)دون المدفونة( من غيششر إثبششات كششالكنوز )ول خيششار للمشششتري إن‬
‫علششم( هششا وإن ضششر قلعهششا كسششائر العيششوب >ص‪ <445 :‬نعششم إن‬
‫جهل ضرر قلعها‪ ،‬أو ضرر تركها‪ ،‬ولم يششزل بششالقلع‪ ،‬أو كششان لنقلهششا‬
‫مدة لها أجرة تخير كما قاله في الولى والمتولي في الثانية قششال‬
‫في المطلب‪ :‬وهو الذي ل يجوز غيره‪ ،‬وكلمهم يشهد لششه ا ه وبششه‬
‫يقيد ما اقتضاه كلمهما أنه لو جهل ضرر تركهششا دون ضششرر قلعهششا‬
‫لم يتخير‪ ،‬وقول جمع قد يطمع في أن البائع يتركها له مردود بششأن‬
‫هذا الطمع ل يصلح علة لثبات الخيار‪.‬‬
‫)ويلزم البائع( حيث لم يتخيششر المششتري‪ ،‬أو اختششار القلشع )النقششل(‬
‫وتسوية الرض بقيديهما التيين‪ ،‬وله النقل من غير رضا المشتري‬
‫وللمشتري إجباره عليه‪ ،‬وإن وهبها له >ص‪ <446 :‬تفريغا لملكه‬
‫بخلف الزرع‪ ،‬لن له أمدا ينتظر‪ ،‬ول أجرة لششه مششدة نقششل طششالت‪،‬‬
‫ولو بعد القبشض كشدار بهشا أقمششة )وكشذا( ل خيشار للمششتري )إن‬
‫جهل( ها )ولم يضر( ه )قلعها( بأن قصششرت مششدته ولشم تتعيشب بشه‬
‫سواء أضره تركها أم ل لزوال ضرره بالقلع وللبائع النقششل‪ ،‬وعليششه‬
‫التسوية وللمشتري إجباره عليه‪ ،‬وإن لششم يضششر تركهششا )وإن ضششر(‬
‫قلعها بأن نقصها‪ ،‬وإن طال زمنه مع التسوية مدة لها أجششرة )فلششه‬
‫الخيار( ضر تركها أو ل دفعا لضرره نعششم لششو رضششي بتركهششا لششه ول‬
‫ضرر فيه سقط خياره‪ ،‬وهو إعراض حيث لششم يوجششد فيششه شششروط‬
‫الهبة فله الرجوع فيها‪ ،‬ويعود خيشار المششتري )فشإن أجشاز( العقشد‬
‫)لزم البائع النقل( على العادة فل يكلف خلفها على الوجه نظيششر‬
‫ما مر في الرد بالعيب‪ ،‬وذلك ليفرغ ملكه )وتسششوية الرض(‪ ،‬لنششه‬
‫أحدث الحفر لتخليص ملكه‪ ،‬وهي هنا وفيمششا مششر أن يعيششد الششتراب‬
‫المزال بالقلع من فوق الحجارة إلى مكانه‪ ،‬ول يلزمششه أن يسششويها‬
‫بتراب منها‪ ،‬لن فيه تغيير المبيع‪ ،‬ول من خارجها‪ ،‬لن فيه إيجششاب‬
‫عين لم تدخل في البيع )وفي وجوب أجرة المثل لمدة النقل( إذا‬
‫خير المشتري )أوجششه أصششحها( أنهششا )تجششب إن نقششل بعششد القبششض(‬
‫لتفويته على المشششتري منفعششة تلششك المششدة )ل قبلششه(‪ ،‬لن جنششايته‬
‫قبله كالفة كما مر‪ ،‬ومن ثم لو باعها لجنبي لزمه الجرة مطلقشا‪،‬‬
‫لن جنايته مضمونة مطلقا قال‪ :‬وكلزوم الجرة لششزوم أرش عيششب‬
‫بقي فيها بعد التسوية >ص‪) <447 :‬و( يدخل )في بيششع البسششتان‬
‫الرض والشجر( والعرش وما له أصششل ثششابت مششن الششزرع )ل نحششو‬
‫غصن يابس( وغصن خلف وشششجر وعششروق يابسششين )والحيطششان(‬
‫لدخولها في مسماه‪ ،‬وكذا الجدار المسششتهدم لمكششان البنششاء عليششه‬
‫)وكذا البناء( الذي فيه يدخل )على المذهب( لثباته‬
‫)و( يدخل )في بيع القرية البنية( لتبعهششا لهششا )وسششاحات( ومششزارع‬
‫)يحيط بهششا السششور( والسششور نفسششه والبنيششة المتصششلة بششه وشششجر‬
‫وسششاحات فششي وسششطها علششى الوجششه )ل المششزارع( الخارجششة عششن‬
‫السششور والمتصششلة بششه فل تششدخل )علششى الصششحيح( لخروجهششا عششن‬
‫مسماها وما ل سور لها يدخل ما اختلط ببنائها ويدخل أيضا حريششم‬
‫القرية وما فيه قياسا علششى حريشم الشدار ولكشون الملحشظ هنششا مششا‬
‫يشمله السم وعدمه‪ ،‬وفي القصر محل القامة المؤبششدة وعششدمه‬
‫افترقا‪ ،‬والسماد بكسر أوله ما يفرش به الرض من نحو زبششل‪ ،‬أو‬
‫رمششاد‪ ،‬وفششي الجششواهر البششائع أحششق بششه إل إن بسششط >ص‪<448 :‬‬
‫واستعمل ونظر بعضهم في اشتراط الستعمال ويجاب بأن مجرد‬
‫بسطه يحتمل أنه لتجفيفه فلم ينقطع حق البائع فيه إل باستعماله‬
‫)و( يششدخل )فششي بيششع الششدار الرض( إجماعششا إن ملكهششا البششائع‪ ،‬وإل‬
‫كمحتكرة وموقوفة فل تدخل لكن يتخير مشتر جهل )وكششل بنششاء(‪،‬‬
‫ولو من نحو سعف وشجر رطب فيها ويابس قصد دوامششه كجعلششه‬
‫دعامة مثل لدخوله في مسماها وأخششذ منششه بعضششهم دخششول بيششوت‬
‫فيها‪ ،‬وإن كان لها أبواب خارج بابها ل يدخل إليها إل منهششا وخششالفه‬
‫غيششره‪ ،‬والششذي يتجششه أن تلششك الششبيوت إن عششدها أهششل العششرف مششن‬
‫أجزائها المشتملة هي عليهششا دخلششت لششدخولها حينئذ فششي مسششماها‬
‫حقيقشششة‪ ،‬وإل فل‪ ،‬والجنحشششة والرواششششن وسشششاباط جشششذوعه مشششن‬
‫الطرفين على حائطها‪ ،‬وليس من البناء فيها نقض المنهدم منهششا‪،‬‬
‫لنه بمنزلة قماش فيها‪ ،‬ولو باع علوا على سقف لششه فهششل يششدخل‬
‫السششقف‪ ،‬لنششه موضششع القششرار كششأرض الششدار‪ ،‬أو ل يششدخل ولكنششه‬
‫يستحق النتفاع به على العادة أي‪ :‬لن نسبته إلى السششفل أظهششر‬
‫منها للعلو أفتى بعضهم بالول‪ ،‬وبعضهم بالثششاني‪ ،‬وفصششل بعضششهم‬
‫بين سششقف علششى طريششق فيششدخل‪ ،‬لنششه ل يمكنششه النتفششاع بششه هنششا‬
‫فقويت التبعية فيه وسقف على بعششض دار البششائع أي‪ :‬أو غيششره فل‬
‫يششدخل‪ ،‬إذ ل مقتضششى للتبعيششة هنششا‪ ،‬وهششذا أوجششه‪) .‬حششتى حمامهششا(‬
‫المثبت فيها يدخل في بيعها‪ ،‬لنه من مرافقها دون المنقول لكونه‬
‫من نحو خشب وقششدرت الخششبر‪ ،‬لن الحسششن أن حششتى ابتدائيششة ل‬
‫عاطفة‪ ،‬لن عطف الخاص على العام إنما يكون بالواو كما ذكششره‬
‫ابن مالك ويصح جعله مغايرا بأن >ص‪ <449 :‬يششراد بالحمششام مششا‬
‫يشششمل الخشششب المسششمر الششذي ل يسششمى بنششاء فيكششون العطششف‬
‫صحيحا )ل المنقول كالدلو والبكرة( بفتح الكششاف وسششكونها مفششرد‬
‫بكر بفتحها )والسرير( والدرج والرفوف التي لم تسششمر لخروجهششا‬
‫عن اسمها )وتدخل البشواب المنصشوبة( دون )المقلوعشة وحلقهشا(‬
‫بفتح الحاء )والجانات( المثبتة كمششا بأصششله‪ ،‬وهششي بكسششر الهمششزة‬
‫وتشششديد الجيششم مششا يغسششل فيششه )والششرف والسششلم( بفتششح اللم‬
‫)المسمران‪ ،‬وكذا السفل من حجري الرحا( إن كان مثبتا فيدخل‬
‫)علششى الصششحيح(‪ ،‬لن الجميششع معششدود مششن أجزائهششا لتصششالها بهششا‪،‬‬
‫واعترض قوله‪ :‬كذا بجريان الخلف فششي الثلثششة أيضششا كمششا بأصششله‬
‫وأجيب بأنه فهم اختصاصه بما ذكره والولششى أن يجششاب بششأنه إنمششا‬
‫فعل ذلك لينبه به على فائدة دقيقة هي أن ضششعف الخلف خششاص‬
‫بالخير ل غير‪.‬‬
‫)والعلى( منهما )ومفتاح غلق( بفتح اللم )مثبت( فيششدخلن )فششي‬
‫الصح(‪ ،‬لنهما تابعان لمثبت‪ ،‬وفششي معناهمششا كششل منفصششل توقششف‬
‫عليه نفع متصل كغطاء التنور وصندوق الطاحون والبئر ودراريششب‬
‫الدكان وآلت السفينة قال الدميري عن مشايخ عصره‪ :‬ومكتوبهششا‬
‫ما لم يكن للبائع فيه بقية حق ثششم رده بششأن المنقششول أنششه ل يلششزم‬
‫البششائع تسششليمه‪ ،‬لنششه ملكششه وحجتششه عنششد الششدرك‪ ،‬وخششرج بششالمثبت‬
‫القفال المنقولة فل تدخل هي ومفاتيحها‪ ،‬ول يدخل ماء بئر الششدار‬
‫إل بالنص >ص‪ <450 :‬ومن ثم وجب شششرط دخششوله لئل يختلششط‬
‫بماء المشتري فيقع تنازع ل غاية له كما مششر وبحششث بعضششهم فششي‬
‫دار مشتملة على دهليز بششه مخزنششان شششرقي وغربششي بششاع مالكهششا‬
‫الشرقي أول وأطلق دخل فيه الجدار الذي بينه وبيششن الششدهليز‪ ،‬أو‬
‫الدهليز أول دخل ذلك الجدار أي‪ :‬وجدار الغربي أيضا‪ ،‬أو هما معششا‬
‫لرجلين وقبل كل ما بيع منه بطل لستحالة وقوع جميع ما أوجششب‬
‫لكل فلم يتوافششق اليجششاب والقبششول‪ ،‬وفيمششا ذكششره آخششرا نظششر‪ ،‬إذ‬
‫تفريق الصفقة لم يتوافقا فيه إل لفظا وصششح فششي الحششل بقسششطه‬
‫فكذا هنا وحينئذ فالشذي يتجشه صشحته لكشل منهمشا فيمشا عشدا ذلشك‬
‫الجدار تفريقا للصفقة فيه لتعذر وقوعه لحششدهما‪ ،‬ول يششدخل وتششر‬
‫في قوس ولؤلؤة وجدت ببطن سمكة بل هي للصششياد إل إن كششان‬
‫فيها أثر ملك كثقب فتكششون لقطششة أي‪ :‬للصششياد فيمششا يظهششر‪ ،‬لنششه‬
‫واضع اليد عليها أول ويد المشتري مبنية على يده )و( يدخل )في‬
‫بيع الدابة نعلها( ووبرتها لتصالهما بهششا إل إن كانششا مششن نقششد لعششدم‬
‫المسامحة بهما )وكذا ثياب العبد( يعني القن التي عليه حالة البيع‬
‫تدخل )في بيعه في الصح( للعشرف )قلشت الصشح ل تشدخل ثيشاب‬
‫العبد( في بيعه‪ ،‬ولو ساتر عششورته )واللششه أعلششم(‪ ،‬إذ ل عششرف فششي‬
‫ذلك مطرد وكما ل يدخل سرج الدابششة فششي بيعهششا ول تششدخل نعلششه‬
‫وحلقتششه وخششاتمه قطعششا ونششازع السششبكي فششي النعششل بششأنه كششالثوب‬
‫وظاهر دخول نحو أنفه وأنملته مششن النقششد‪ ،‬لنششه مششن أجششزائه كمششا‬
‫علم مما مر في الوضوء‬
‫)فرع( إذا )باع شجرة( رطبة وحدها‪ ،‬أو مع نحششو أرض صششريحا‪ ،‬أو‬
‫تبعا كمششا مششر )دخششل عروقهششا(‪ ،‬وإن امتششدت وجششاوزت العششادة كمششا‬
‫شمله كلمهم >ص‪) <451 :‬وورقها( ولو يابسين على ما اقتضاه‬
‫إطلق الرافعي لكن قضية كلم الكفاية أن الورق كالغصششن‪ ،‬وهششو‬
‫متجه بجامع اعتياد قطع يابس كل منهمششا بخلف العششروق وأوعيششة‬
‫نحو طلع وقياسها العرجون تبعا لها ثم رأيت الزركشي بحششث فششي‬
‫الشماريخ أنها للبائع قال‪ ،‬لن العادة قطعها مع الثمرة ا ه وشيخنا‬
‫قال‪ :‬ومثلها أي‪ :‬أوعية نحو الطلع العرجون فيما يظهر خلفا لمششن‬
‫قال إنه لمن له الثمرة ا ه وما علل به الزركشششي مششن أن قطعهششا‬
‫مع الثمرة لما اعتيد صيرها مثله وجيه‪ ،‬وبه يعلم الفرق بينها وبين‬
‫الوعية‪ ،‬لنهششا تنفصششل عنهششا الثمششرة عششادة فتكششون بالغصششن أشششبه‬
‫بخلف العرجون وشماريخه ويششأتي فششي أن ذلششك فششي المسششاقات‬
‫للعامل‪ ،‬أو المالك ما يستأنس به لما هنا‪ ،‬إذ مششا للعامششل كششالثمرة‬
‫وما للمالك كالصل فينبغي أن ما صرحوا فيه بشأنه للعامشل يشدخل‬
‫هنا وما ل فل‪) .‬وفي ورق التوت( البيض النثى المبيعششة شششجرته‬
‫في الربيع‪ ،‬وقد خرج )وجه( أنشه ل يششدخل‪ ،‬لنششه يقصششد لتربيششة دود‬
‫القز ويرد بأنه حيث كششان للشششجرة ثمششر غيششر ورقهششا كششان تابعششا ل‬
‫مقصودا فدخل في بيعها‪ ،‬ومن ثم دخل ورق السدر علششى الصششح‪،‬‬
‫ويؤيد ذلك أحد احتمالي البيان المنقول عن المششاوردي والرويششاني‬
‫في ورق الحناء ونحوه عششدم الششدخول وعللشه بششأنه ل ثمششر لششه غيششر‬
‫الورق بخلف الفرصاد‪ ،‬وبه يعلم أن مششا لششه ثمششر كالفاغيششة يششدخل‬
‫ورقه ول يدخل ورق النيلة‪ ،‬إذ ل ثمر غيره )تنششبيه( نقششل الحريششري‬
‫عن أهل اللغة أن التوت اسم للشجر والفرصاد اسم للثمر وغيره‬
‫عن الجوهري أن الفرصاد التوت الحمر فقول السبكي أنه التوت‬
‫وعبر عنه به‪ ،‬لنه أشهر ل يوافق شيئا مششن ذلششك إل أن يثبششت أنششه‬
‫مشترك ثم رأيت القاموس صرح بما يوافق هذا فإنه قششال التششوت‬
‫الفرصاد وقال في الفرصششاد هششو التششوت‪ ،‬أو حملششه‪ ،‬أو أحمششره ا ه‬
‫فكششل منهمششا مشششترك بيششن الثلثششة )وأغصششانها إل اليششابس( >ص‪:‬‬
‫‪ <452‬منها وعوده للثلثشة الشذي أوهمشه المتشن غيشر مشراد وذلشك‬
‫لعتياد الناس قطعششه فكششان كششالثمرة أمششا الجافششة فيتبعهششا غصششنها‬
‫اليابس‪ ،‬وفي الخلف بتخفيف اللم‪ ،‬وهو البششان وقيششل الصفصشاف‬
‫خلف منتشر ورجح ابن الستاذ قول القاضي أن منه نوعششا يقطششع‬
‫من أصله فتدخل أغصانه ونوعششا يششترك سششاقه ويؤخششذ غصششنه فهششو‬
‫كالثمرة وكلم الروضة مشير لذلك‬
‫)ويصششح بيعهششا( رطبششة ويابسششة )بشششرط القلششع‪ ،‬أو القطششع( ويتبششع‬
‫الشرط‪ ،‬فعروقها في الول للمشتري‪ ،‬وفي الثششاني باقيششة للبششائع‪،‬‬
‫ونحو ورقها وأغصانها يششدخل مششع شششرط أحششد هششذين وعششدمه‪ ،‬ولششو‬
‫أبقاها مدة مع شششرط أحششد ذينششك لششم تلزمششه الجششرة إل إن طششالبه‬
‫البائع بالمشروط فامتنع‪ ،‬ولو سقط ما قطعه‪ ،‬أو قلعه على شجر‬
‫البائع فأتلفه ضمنه إن علم سقوطه عليشه‪ ،‬وإل فل‪ ،‬كشذا أفشتى بشه‬
‫بعضهم‪ ،‬وفيه نظر ظششاهر‪ ،‬لن التلششف مششن فعلششه فليضششمنه >ص‪:‬‬
‫‪ <453‬مطلقا‪ ،‬والعلم وعدمه إنما يؤثر فششي السششم وعششدمه‪ ،‬ولششو‬
‫أراد مشترط أحد ذينك استئجار المغرس ليبقيها فيه فللقفال فيه‬
‫جوابان‪ ،‬والشذي اسشتقر رأيشه عليششه المنشع بخلف غاصشب اسشتأجر‬
‫محل غرسه ليبقيه فيه‪ ،‬لن المحل هنا بيد المالك وثششم بيششد البششائع‬
‫فل يمكن قبضه عن الجارة قبل أحد ذينششك‪ ،‬وقياسششه أنششه ل يصششح‬
‫شراؤه له أيضا فإن قلت لم لم يكن شغله بالشجرة كشغل الدار‬
‫بأمتعة المشتري قلت قد يفرق بششأن تلششك يتششأتى التفريششغ منهششا فل‬
‫تعد حائل بخلف هذه‪ ،‬لن القصد باستئجار أو شراء محلهششا إدامششة‬
‫بقائها‪.‬‬
‫)وبشرط البقاء( إن كانت رطبة كما يفهمه قوله‪ :‬التي ولو كانت‬
‫يابسة إلى آخره‪ ،‬وإل بطل البيع بشرط إبقائها ما لم يكششن غششرض‬
‫صششحيح فششي بقائهششا لنحششو وضششع جششذع عليهششا كمششا بحثششه الذرعششي‬
‫)والطلق يقتضي البقاء( في الرطبة كما يفهمه ذلك أيضششا‪ ،‬لنششه‬
‫العرف وإن كانت تغلظ عمششا هششي عليششه‪ ،‬وفيمششا تفششرخ منهششا‪ ،‬ولششو‬
‫شجرة أخرى بناء على دخوله كما يأتي لكن لو أزيل المتبششوع هششل‬
‫يزال التابع كما هو شششأن التششابع أو ل‪ ،‬لنششه بوجششوده صششار مسششتقل‬
‫رجح بعضهم الول وبعضهم الثاني ولعله القرب‪ ،‬لنششه يغتفششر فششي‬
‫الدوام في مثل ذلك ما ل يغتفششر فششي البتششداء ولن البششائع مقصششر‬
‫بعدم شرط القطع نظير ما يأتي هذا كله إن استحق البائع البقاء‪،‬‬
‫وإل كأن غصب أرضا وغرسها ثم باعه وأطلششق فقيششل يبطششل الششبيع‬
‫وقيششل يصششح‪ ،‬ويتخيششر مشششتر جهششل‪ ،‬وهششو الوجششه واختلششف جمششع‬
‫متأخرون فششي أولد الشششجرة الموجششودة والحادثششة بعششد الششبيع هششل‬
‫تدخل في بيعها‪ ،‬والذي يتجه الدخول حيششث علششم أنهششا منهششا سششواء‬
‫أنبتت من جذعها‪ ،‬أو عروقها التي بششالرض‪ ،‬لنهششا حينئذ كأغصششانها‬
‫بخلف اللصق بها مع مخالفة منبته لمنبتها‪ ،‬لنه أجنششبي عنهششا وإذا‬
‫دخلت استحق إبقاءها كالصل كما رجحه السبكي مششن احتمششالت‬
‫قال ابن الرفعششة ومششا علششم اسششتخلفه كشششجر المششوز ل شششك فششي‬
‫وجوب إبقائه وتوقف فيه الذرعي أي‪ :‬من حيث الجششزم ل الحكششم‬
‫كما هو ظاهر >ص‪ <454 :‬ثم قال وشجر السششماق يخلششف حششتى‬
‫يمل الرض ويفسدها‪ ،‬وفشي لشزوم هشذا بعشد ا ه‪ .‬ويششرد بششأن البششائع‬
‫بتركه شرط القطع مقصر‬
‫)والصششح( فيمششا إذا اسششتحق إبقاءهششا )أنششه ل يششدخل( فششي بيعهششا‬
‫)المغرس( بكسر الششراء أي‪ :‬محششل غرسششها‪ ،‬لن اسششمها ل يتنششاوله‬
‫)لكن يستحق منفعته( بل عوض‪ ،‬وهو ما سششامتها مششن الرض ومششا‬
‫يمتد إليه عروقها فيمتنع عليه أن يغرس في هذا ما يضششر بهششا‪ ،‬ول‬
‫يضر تجدد استحقاق للمشتري لم يكن له حالة البيع‪ ،‬لنششه متفششرع‬
‫عن أصل استحقاقه والممتنع إنما هو تجدد استحقاق مبتد فانششدفع‬
‫ما لجمع هنا من الشكال‪ ،‬ولم يحتج لجواب الزركشي الششذي قيششل‬
‫فيه إنه ساقط )مششا بقيششت الشششجرة( حيششة هششذا إن اسششتحق البششائع‬
‫البقاء‪ ،‬وإل جاء >ص‪ <455 :‬ما مششر وبحششث ابششن الرفعششة وغيششره‬
‫في بيع بناء في أرض مسششتأجرة معشه‪ ،‬أو موصششى بمنفعتهششا لششه أو‬
‫موقوفة عليه أنه يستحق البقششاء بقيششة المششدة لكششن بششأجرة المثششل‬
‫لباقي المدة في الول إن علم ل في الخيرين‪ ،‬لن المنفعة فيهما‬
‫لم يبذل البائع فيها شيئا وأفهم قوله‪ :‬ما بقيت أنهششا لششو قلعششت لششم‬
‫يجز له غششرس بششدلها بخلفهششا إن بقيششت‪ ،‬ول يششدخل المغششرس فششي‬
‫شششجرة يابسششة قطعششا لبطلن الششبيع بشششرط إبقائهششا كمششا مششر فل‬
‫يسششتحق إبقاءهششا‪ ،‬ومششن ثششم قششال )ولششو كششانت( الشششجرة المبيعششة‬
‫)يابسة(‪ ،‬ولم تدخل لكونها غير دعامة مثل )لزم المشتري القلششع(‬
‫للعرف‬
‫)وثمرة النخل( مثل وذكر‪ ،‬لنه مورد النشص )المششبيع( بعشد وجودهششا‬
‫وكالبيع غيره على ما يأتي في أبوابه مفصل )إن شرطت( كلهششا أو‬
‫بعضها المعين كششالربع )للبششائع أو للمشششتري عمششل بششه( تششأبر أم ل‪،‬‬
‫وكذا لو شرط الظاهر للمشتري وغيششره‪ ،‬وقششد انعقششد للبششائع وفششاء‬
‫بالشرط وإنما بطل البيع بشرط استثناء البششائع الحمششل‪ ،‬أو منفعششة‬
‫شهر لنفسه‪ ،‬لن الحمل ل يفرد بالبيع‪ ،‬والطلع يفرد به ولن عششدم‬
‫المنفعة يؤدي لخلو المبيع عنها‪ ،‬وهشو مبطشل )وإل( يششرط ششيء‬
‫)فإن لم يتأبر منهشا ششيء فهششي للمشششتري(‪ ،‬وإن كشان طلششع ذكشر‬
‫)وإل( بأن تأبر بعضها‪ ،‬وإن قل‪ ،‬ولششو فششي غيششر وقتششه كمششا اقتضششاه‬
‫إطلقهم خلفا للماوردي‪ ،‬وإن تبعه ابن الرفعششة )فللبششائع( جميعهششا‬
‫المتأبر وغيره حتى الطلع الحادث بعد خلفا لبن أبي هريرة وذلك‬
‫لحديث الشيخين }مششن بششاع نخل قششد أبششرت فثمرتهششا للبششائع إل أن‬
‫يشترطها المبتاع{ أي‪ :‬المشششتري دل منطششوقه علششى أن المششؤبرة‬
‫للبائع إل أن يشترطها المشتري ومفهشومه علشى أن غيشر المشؤبرة‬
‫للمشتري إل أن يشترطها البائع وكونها لواحششد ممششن ذكششر صششادق‬
‫بأن تشرط لشه‪ ،‬أو يسشكت عشن ذلشك كمشا علشم ممشا تقشرر >ص‪:‬‬
‫‪ <456‬وافترقا بالتأبير وعدمه‪ ،‬لنها في حالششة السششتتار كالحمششل‪،‬‬
‫وفي حالة الظهور كالولد وإنما دخل قطن ل يتكرر أخذه‪ ،‬وقد بيع‬
‫بعد تشقق جوزه على المعتمششد خلفششا للذرعششي ومششن تبعششه‪ ،‬لنششه‬
‫المقصود بالبيع بخلف الثمششرة الموجششودة فششإن المقصششود بالششذات‬
‫إنما هو شجرتها لثمار جميع العوام‪ ،‬ومن ثم كان ما يتكرر أخششذه‬
‫للبائع‪ ،‬لنه حينئذ كالثمرة وألحق غير المؤبر به لعسر إفراده‪ ،‬ولم‬
‫يعكس‪ ،‬لن الظاهر أقوى‪ ،‬ومن ثم تبع باطن الصبرة ظاهرها فشي‬
‫الرؤية والتأبير لغة وضع طلع الذكر في طلع النثى لتجيء ثمرتهششا‬
‫أجود واصطلحا تشقق الطلع‪ ،‬ولو بنفسه‪ ،‬وإن كان طلع ذكر كما‬
‫أفاده تعبيره بتأبر خلفا لما توهمه عبششارة أصششله والعششادة الكتفششاء‬
‫بتأبير البعض والباقي يتشقق بنفسه وينبث ريح الذكور إليششه‪ ،‬وقششد‬
‫ل يششؤبر شششيء ويتشششقق الكششل وحكمششه كششالمؤبر اعتبششارا بظهششور‬
‫المقصود‬
‫)وما يخرج ثمره بل نور( بفتح النون أي‪ :‬زهر بأي لون كان )كششتين‬
‫وعنب إن برز ثمره( أي‪ :‬ظهششر )فللبششائع‪ ،‬وإل فللمشششتري( إلحاقششا‬
‫لبروزه بتشقق الطلع‪ ،‬ولو ظهر بعض الششتين كشان للبشائع مششا ظهششر‬
‫وللمشتري غيره وفارق النخل بأنه ل يتكرر حمله في العام عششادة‬
‫فكل ما ظهر من حمل الول فإن فرض تحقششق حمششل ثششان ألحششق‬
‫النادر بالعم الغلب والتين يتكرر وإلحاق العنب بششالتين فششي ذلششك‬
‫الواقع في كلم الشيخين نقل عن التهششذيب ثششم توقفششا فيششه حملششه‬
‫بعضهم على ما يتكرر حمله منه‪ ،‬وإل فهو كالنخل‪ ،‬وفيه نظر فششإن‬
‫حمله في العام مرتين نادر كالنخل فليكششن مثلششه وقششال المششاوردي‬
‫منه ما يورد ثم ينعقد فيلحق بالمشمش وما يبششدو منعقشدا فيلحشق‬
‫بالتين )وما خرج في نور ثم سقط( نوره أي‪ :‬كان من شششأنه ذلششك‬
‫بدليل قوله التي‪ ،‬ولم يتناثر النور ثششم قششوله‪ :‬وبعششد التنششاثر وتعششبير‬
‫أصله بيخرج سالم من ذلك وحكمة عدوله عنه خشية إيهام اتحششاد‬
‫هذا مع ما قبله في أن لكل نورا قد يوجد‪ ،‬وقششد ل‪ ،‬وليششس كششذلك‪،‬‬
‫إذ نفي النور عن ذاك نفي له عنه من أصششله كمششا تفهمششه مغششايرة‬
‫السششلوب )كمشششمش( بكسششر ميميششه )وتفششاح فللمشششتري إن لششم‬
‫تنعقد الثمرة‪ ،‬وكذا إن انعقدت‪ ،‬ولم يتناثر النور في الصح( إلحاقا‬
‫لها بالطلع قبل تشققه >ص‪) <457 :‬وبعد التنششاثر(‪ ،‬ولششو للبعششض‬
‫تكون )للبائع( لظهورها‬
‫)ولو باع( نخلة من بستان‪ ،‬أو )نخلت بستان مطلعة( بكسششر اللم‬
‫أي‪ :‬خرج طلعها )وبعضها( من حيث طلعهششا )مششؤبر( وبعضششها غيششر‬
‫مؤبر‪ ،‬ومؤبر هنا بمعنى متأبر كما علم مما قدمه )فللبائع( جميعها‬
‫المؤبر وغيره وإن اختلف النوع لعسر التبع كمششا مششر )فششإن أفششرد(‬
‫بالبيع )ما لم يؤبر( من بستان واحد )فللمشتري فششي الصششح( لمششا‬
‫مر قيل قضية قوله مطلعة أن غيششر المششؤبر ل يتبششع إل بعششد وجششود‬
‫الطلع والصح أنه يتبع مطلقا متى كان من ثمر ذلك العام فحذف‬
‫مطلعة بل المسألة من أصششلها للعلششم بهششا ممششا قششدمه أحسششن ا ه‬
‫ويرد بأن هششذا تفصششيل لطلق قششوله السشابق فششإن لششم يتششأبر منهششا‬
‫شيء إلخ وذاك لم يتعششرض فيششه للطلق فششأفهم أنششه غيششر شششرط‬
‫وفششائدة ذكششره بيششان أن الطلع ل يسششتلزم التششأبير )ولششو كششانت(‬
‫النخلت المششذكورة )فششي بسششتانين( المششؤبرة بواحششد وغيرهششا بششآخر‬
‫)فالصششح إفششراد كششل بسششتان بحكمششه( وإن تقاربششا‪ ،‬لن مششن شششأن‬
‫اختلف البقاع اختلف وقت التأبير‪ ،‬وكذا ل تبعية إن اختلف العقد‪،‬‬
‫أو الحمششل‪ ،‬أو الجنششس والحاصششل أن شششرط التبعيششة اتحششاد >ص‪:‬‬
‫‪ <458‬بستان وجنس وعقد وحمل زاد شششارح ومالششك‪ ،‬وهششو غيششر‬
‫محتاج إليه‪ ،‬إذ يلزم من اختلفه في الصورة التي ذكرها‪ ،‬وهي أن‬
‫يبيع نخله‪ ،‬أو بستانه المؤبر مششع نخششل‪ ،‬أو بسششتان لغيششره لششم يتششأبر‬
‫تفصيل الثمن‪ ،‬وهو مقتض لتعدد العقد ويستثنى الورد فل يتبع مششا‬
‫لم يظهر منه الظاهر‪ ،‬وإن اتحدا فيما ذكر‪ ،‬لن ما ظهر منه يجنى‬
‫حال فل يخاف اختلطه ومر أن التين والعنب على ما مر فيه مثله‬
‫في ذلك وألحق به الياسمين أي‪ :‬ونحوه‬
‫)وإذا بقيت الثمششرة للبشائع( بشششرط‪ ،‬أو تشأبير )فششإن ششرط القطشع‬
‫لزمه( وفاء بالشرط قال الذرعي وإنما يظهر هذا فششي منتفششع بششه‬
‫كحصششرم ل فيمششا ل نفششع فيششه‪ ،‬أو نفعششه تششافه أي‪ :‬فالقيششاس حينئذ‬
‫بطلن الششبيع بهششذا الشششرط‪ ،‬لنششه يخششالف مقتضششاه )وإل( يشششترط‬
‫القطع بأن شرط البقاء‪ ،‬أو أطلق )فله تركها إلششى الجششذاذ( نظششرا‬
‫للشرط في الولششى والعششادة فششي الثانيششة‪ ،‬وهششو القطششع أي‪ :‬زمنششه‬
‫المعتاد فيكلف حينئذ أخذها دفعة واحدة‪ ،‬ول ينتظششر نهايششة النضششج‬
‫>ص‪ <459 :‬وقد ل تبقى إليه كأن تعذر السششقي لنقطششاع المششاء‬
‫وعظم ضرر النخل ببقائها وكأن أصابها آفة‪ ،‬ولششم يبششق فششي تركهششا‬
‫فائدة على أحد قولين أطلقاهما ورجحه ابن الرفعة وغيششره وكششأن‬
‫اعتيد قطعها قبل نضجها لكن هذه ل تششرد‪ ،‬لن هششذا وقششت جششذاذها‬
‫عادة‬
‫)ولكششل منهمششا( أي‪ :‬المتبششايعين إذا بقيششت )السششقي إن انتفششع بششه‬
‫الشجر والثمر( يعني إن لم يضر صاحبه )ول منع للخر( منششه‪ ،‬لن‬
‫المنششع حينئذ سششفه‪ ،‬أو عنششاد وقضششيته أنششه ليششس للبششائع تكليششف‬
‫المشتري السقي‪ ،‬وبه صرح المام‪ ،‬لنه لم يلششتزم تنميتهششا فلتكششن‬
‫مؤنته على البائع وظاهر كلمهششم تمكينششه مششن السششقي بمششا اعتيششد‬
‫سقيها منه وإن كان للمشتري كبئر دخلت في العقد‪ ،‬وليششس فيششه‬
‫أنه يصير شارطا لنفسه النتفاع بملششك المشششتري‪ ،‬لن اسششتحقاقه‬
‫لذلك لما كان من جهة الشرع‪ ،‬ولو مع الشرط اغتفروه نعم يتجه‬
‫أنه ل يمكن من شششغل ملششك المشششتري بمششائه‪ ،‬أو اسششتعماله لمششاء‬
‫المشششتري إل حيششث نفعششه‪ ،‬وإل فل وإن لششم يضششر المشششتري‪ ،‬لن‬
‫الشرع ل يبيح مال الغير إل عند وجود منفعة بششه‪ ،‬وكششذا يقششال فششي‬
‫ماء للبائع أراد به شغل ملك المشتري من نفششع لششه بششه فششإطلقهم‬
‫أنه ل منع مع عدم الضرر يحمل على غير ذلك )وإن ضرهما( كان‬
‫لكل منع الخر‪ ،‬لنه يضر صاحبه من غير نفع يعود إليه فهششو سششفه‬
‫وتضييع و )ولم يجز( السقي لهما‪ ،‬ول لحدهما )إل برضاهما(‪ ،‬لن‬
‫الحق لهما‪ ،‬واعترضه السبكي بأن فيه إفسشاد المششال‪ ،‬وهشو حشرام‬
‫ثم أجاب بأن المنع لحق الغير ارتفع بالرضا ويبقى ذلششك كتصششرفه‬
‫في خالص ملكششه وأجششاب غيششره بحمششل كلمهششم علششى مششا إذا كششان‬
‫يضرهما من وجه دون وجه‪ ،‬وهو أوجه‪ ،‬لن الجواب الول ل يششدفع‬
‫الشكال لن إتلف المال >ص‪ <460 :‬لغير غرض معتششبر حششرام‬
‫سواء ماله ومال غيره بإذنه‬
‫)وإن ضر أحششدهما( أي‪ :‬الثمششر دون الشششجر‪ ،‬أو عكسششه )وتنازعششا(‬
‫أي‪ :‬المتبايعان في السقي )فسخ العقد( أي‪ :‬فسخه الحششاكم كمششا‬
‫جزم به فششي المطلششب ورجحششه السششبكي خلفششا للزركشششي لتعششذر‬
‫إمضائه إل بضرر أحدهما‪ ،‬وليس أحدهما أولى مششن الخششر ويفششرق‬
‫بين هذا وما يأتي آخر الباب أنه ل يحتاج للحاكم بششأن الختلط ثششم‬
‫أورث نقصا في عين المبيع فكان عيبا محضا بخلفه هنا فشإن ذات‬
‫المبيع سليمة وإنما القصد دفع التخاصم ل إلى غاية‪ ،‬وهو مختششص‬
‫بالحاكم فإن قلت يششرد عليششه مششا يششأتي فششي اختلف المتبششايعين أن‬
‫الفاسح أحدهما كالحاكم فقياسه هنا كذلك قلت يفرق بأن التنازع‬
‫هنا سببه ضرر متيقن‪ ،‬وهو إنمششا يزيلششه الحششاكم وثششم سششببه مجششرد‬
‫اختلف فمكن كل من الفسششخ لحتمششال أنششه الصششادق‪ ،‬ويؤيششده أن‬
‫فسششخ الكششاذب ل ينفششذ باطنششا )إل أن يسششامح( المالششك المطلششق‬
‫التصرف )المتضرر( فل فسخ‪ ،‬وفيه ما مر من الشكال والجششواب‬
‫ومنششع بعضششهم مجيششء ذلششك هنششا لمششا فششي هششذا مششن الحسششان‬
‫والمسامحة‪ ،‬وواضح أن في رضاهما فيما مر ذلك أيضا‪ ،‬وبه يتضح‬
‫ما قدمته )وقيل( يجششوز )لطششالب السششقي أن يسششقي(‪ ،‬ول مبششالة‬
‫بالضرر لدخوله في العقششد عليششه )ولششو كششان الثمششر يمتششص رطوبششة‬
‫الشجر لزم البائع أن يقطع( الثمر )أو يسقي( الشجر دفعا لضششرر‬
‫المشتري ولو كان السقي يضر أحدهما وتركشه يمنششع زيششادة الخششر‬
‫العظيمة فسخ العقد كما أفهمه كلم السبكي ورجحه غيره‬
‫)فصل( في بيان بيع الثمر والزرع وبششدو صششلحهما )يجششوز بيششع‬
‫الثمر بعد بدو صلحه مطلقا( أي‪ :‬من غير شششرط قطشع ول تبقيششة‪،‬‬
‫وهنششا كشششرط البقششاء يسششتحق البقششاء إلششى أوان الجششذاذ للعششادة‬
‫)وبشرط قطعه وبشرط إبقائه( >ص‪ <461 :‬للخبر المتفق عليه‬
‫}أنه صلى الله عليه وسلم نهى المتبايعين عششن بيششع الثمششرة حششتى‬
‫يبدو صلحها{ ومفهومه الجواز بعد بدوه في الحوال الثلثة لمششن‬
‫العاهة حينئذ غالبا )وقبل( بدو )الصلح( في الكششل )إن بيششع( الثمششر‬
‫الذي لم يبد صلحه وإن بدا صلح غيششره المتحششد معشه نوعششا ومحل‬
‫)منفردا عن الشجر(‪ ،‬وهو على شجرة ثابتشة )ل يجشوز( الشبيع‪ ،‬لن‬
‫العاهة تسششرع إليششه حينئذ لضششعفه فيفششوت بتلفششه الثمششن مششن غيششر‬
‫مقابل )إل بشرط القطششع( للكششل حششال للخششبر المششذكور فششإنه يششدل‬
‫بمنطوقه على المنع مطلقا‪ ،‬خرج المششبيع المشششروط فيششه القطششع‬
‫بالجماع فبقي ما عداه على الصل‪ ،‬ول يقوم اعتياد القطع مقششام‬
‫شرطه وللبائع إجباره عليه ومتى لم يطالبه به فل أجرة له ويوجه‬
‫بغلبة المسامحة في ذلششك أمششا بيششع ثمششرة علششى شششجرة مقطوعششة‬
‫دونها فيجوز من غير شرط قطع‪ ،‬لن الثمرة ل تبقى عليها فنششزل‬
‫ذلك منزلة شرط القطع ومثلها شششجرة جافششة عليهششا ثمششرة بيعششت‬
‫دونها‪ ،‬وورق التوت قبل تناهيه كالثمر قبل بدو الصلح وبعده كهششو‬
‫بعده‪ ،‬وخرج بقوله‪ :‬إن بيع ما لو وهب مثل فل يجب شرط القطششع‬
‫فيه‪ ،‬وكذا الرهن كما يأتي قبيششل بحششث مششن اسششتعار شششيئا ليرهنششه‬
‫وبقوله الثمر بيع بعضه قبل بدو صلحه‪ ،‬أو بعده لشريكه‪ ،‬أو غيره‬
‫شائعا فيبطل >ص‪ <462 :‬بشششرط قطعششه إن قلنششا القسششمة بيششع‬
‫للربا‪ ،‬أو مع قطع الباقي لمنافاته لمقتضى العقد‬
‫)و( يشترط )أن يكون المقطوع منتفعا بششه( كالحصششرم واللششوز )ل‬
‫ككمثرى( وجوز‪ ،‬وذكر هذا هنا‪ ،‬لنه قد يغفل عنه‪ ،‬وإل فهو معلوم‬
‫مما مر في البيع فإن قلششت ل نسششلم علمششه منششه‪ ،‬لنششه يكفششي ثششم‬
‫المنفعة المترقبة كما في الجحششش الصششغير ل هنششا قلششت إنمششا لششم‬
‫يكف هنا لعدم ترقبها مع وجششود شششرط القطششع فلششذلك اشششترطت‬
‫حال والحاصل أن الشرط هنا وثم أن يكون فيششه منفعششة مقصششودة‬
‫لغرض صحيح وأما افتراقهما في كون المنفعششة قششد تششترقب ثششم ل‬
‫هنا فغيششر مششؤثر للسششتحالة الششتي ذكرناهششا فتششأمله )وقيششل إن كششان‬
‫الشجر للمشتري( والثمششر للبششائع كششأن وهبششه‪ ،‬أو بششاعه لششه بشششرط‬
‫>ص‪ <463 :‬القطع ثم اشتراه منه‪ ،‬أو باعه الموصى له بششه مششن‬
‫الوارث )جاز( بيع الثمرة لششه )بل شششرط( للقطششع لجتماعهمششا فششي‬
‫ملك شخص واحد فأشبه ما لو اشتراهما معششا وصششححه الشششيخان‬
‫في المساقاة ولكن الصح ما هنا لعموم النهي والمعنى‪ ،‬إذ المبيع‬
‫الثمرة‪ ،‬ولو تلفت لم يبق في مقابلة الثمن شيء )قلت فإن كششان‬
‫الشجر للمشتري وشرطنا القطع( أي‪ :‬شرطه كما هو الصح )لششم‬
‫يجب الوفاء به والله أعلم(‪ ،‬إذ ل معنشى لتكليفششه قطشع ثمششره عشن‬
‫شجره )فإن بيع( الشجر دون الثمر وأمن الختلط‪ ،‬أو الثمر )مششع‬
‫الشجر( بثمن واحششد )جششاز بل شششرط(‪ ،‬لن المششبيع فششي الول غيششر‬
‫متعرض للعاهة والثمرة مملوكة له بحكم الششدوام ولن الثمششر فششي‬
‫الثاني تابع للشجر الذي ل تتعرض لششه عاهششة‪ ،‬ومششن ثششم لششو فصششل‬
‫الثمن وجب شرط القطع لششزوال التبعيششة‪ ،‬ونحششو بطيششخ وباذنجششان‬
‫وقثاء كذلك على المنقول المعتمد فل يجب شرط القطع فيششه إن‬
‫بيششع مششع أصششله وإن لششم يبششع مششع الرض )ول يجششوز( بيعششه )بشششرط‬
‫قطعه( عند اتحششاد الصششفقة‪ ،‬لن فيششه حجششرا علششى المشششتري فششي‬
‫ملكه وفارق بيعها من صاحب الصل بأنها هنا تابعة فاغتفر الغششرر‬
‫كأس الجدار )ويحرم(‪ ،‬ول يصح )بيع الزرع الخضر(‪ ،‬ولو بقل لششم‬
‫يبد صلحه )في >ص‪ <464 :‬الرض إل بشرط قطعششه(‪ ،‬أو قلعششه‬
‫جميعه للنهي في خبر مسلم عن ذلك فششإن بششاعه وحششده مششن غيششر‬
‫شرط قطع‪ ،‬أو قلع‪ ،‬أو بشرط إبقائه أو بشرط قطع أو قلع بعضه‬
‫لم يصح الشبيع ويشأثم لتعشاطيه عقشدا فاسشدا )فشإن بيشع معهشا( أي‪:‬‬
‫الرض )أو( بيع وحده بقل بعد بششدو صششلحه‪ ،‬أو زرع )بعششد اشششتداد‬
‫الحب(‪ ،‬أو بعضه‪ ،‬ولو سنبلة واحدة كاكتفائهم فششي التششأبير بطلعششة‬
‫واحدة‪ ،‬وفي بدو الصلح بحبة واحدة )جاز بل شرط( كبيع الثمششرة‬
‫مع الشجرة في الول وكبيع الثمرة بعد بدو الصلح في الثاني وما‬
‫أفهمه المتن من جواز بيعه معها بشرط قطعه‪ ،‬أو قلعه غير مراد‬
‫كما علم من قوله قبيله‪ ،‬ول يجوز بشششرط قطعششه وسششيأتي أن مششا‬
‫يغلب اختلطه أو تلحقه ل بد في صششحة بيعششه مششن شششرط قطعششه‬
‫مطلقا )ويشترط لبيعه( أي‪ :‬الزرع بعد الشتداد )وبيششع الثمششر بعششد‬
‫بدو الصلح ظهور المقصود( منه لئل يكون بيع غائب )كتين وعنب‬
‫وشعير( وسشلت وكششل مشا يظهششر ثمششره‪ ،‬أو حبششه كنششوع مششن الششذرة‬
‫لحصول الرؤية )وما ل يرى حبه كالحنطة( ونوع من الششذرة‪ ،‬وكششذا‬
‫الدخن نوعان أيضا قال بعضهم والمرئي إنما هو بعض حباته ومششع‬
‫ذلك القياس الصحة كما يصشح بيششع نحششو بصششل ظهششر بعضشه ذكشره‬
‫القاضي‪ ،‬وفيششه وقفششة بششل القيششاس فيهمششا تفريششق الصششفقة >ص‪:‬‬
‫‪ <465‬فيصح في المششرئي فقششط إن عششرف بقسششطه مششن الثمششن‪،‬‬
‫وكون رؤية البعض هنششا تششدل علششى البششاقي غششالب ممنششوع نعششم إن‬
‫فرض ذلك في نوع بخصوصه لم تبعد الصحة في الكششل نظيششر مششا‬
‫يأتي في قصب السكر )والعدس( بفتح الدال )في السنبل( وجوز‬
‫القطن قبل تشققه )ل يصح بيعه دون سنبله( لسششتتاره )ول معششه‬
‫في الجديد( لستتار المقصود بما ليس من مصششلحته والنهششي عششن‬
‫بيع السنبل حتى يششبيض أي‪ :‬يشششتد كمششا فششي روايششة محمششول علششى‬
‫سنبل نحو الشعير جمعا بين الدلة‪ ،‬وفي النوار ل يجوز بيع الجوز‬
‫في القشرة العليششا مششع الشششجر وقياسششه امتنششاع بيششع القطششن قبششل‬
‫تشققه‪ ،‬ولو مع شجره‪) .‬ول بأس بكمام(‪ ،‬وهو بكسششر أولششه وعششاء‬
‫نحو الطلع )ل يزال إل عند الكششل( بفتششح الهمششزة وأمششا مضششمومها‬
‫فهو المأكول كرمان وطلع نخل وموز وبطيخ وباذنجان‪ ،‬لن بقششاءه‬
‫فيه من مصلحته ومثل ذلك ما يكون بقاؤه فيه سببا لدخاره كأرز‬
‫وعلس ومن زعم أن الرز كالشعير إنما هو باعتبار نوع منه كذلك‬
‫وإنما لم يصح السلم في الرز والعلس في قشرته >ص‪<466 :‬‬
‫لما يأتي فيه )وما له كمامان( مثنى كمام استعمال له في المفرد‬
‫مجازا‪ ،‬إذ هو جمع كمامة‪ ،‬أو كم بكسر أوله فقياس مثنششاه كمششان‪،‬‬
‫أو كمامتان )كالجوز واللوز والباقل( أي‪ :‬الفول )يبششاع فششي قشششره‬
‫السفل(‪ ،‬لن بقاءه فيه من مصلحته )ول يصح في العلششى( علششى‬
‫الشجر أو الرض لستتاره بما ليس من مصلحته وفارق صحة بيع‬
‫قصب السكر في قشره العلى بششأن قشششره سششاتر لكلششه‪ ،‬وقشششر‬
‫القصب لبعضه غالبا فرؤية بعضه دالة على بششاقيه وأيضششا فقشششره‬
‫السفل كثيرا ما يمص معه فصار كأنه فششي قشششر واحششد كالرمششان‬
‫ويظهر أن الكلم في باقل ل يؤكل معششه قشششره العلششى‪ ،‬وإل جششاز‬
‫كبيع اللوز في قشره العلى قبل انعقاد السفل‪ ،‬لنه مأكول كلششه‬
‫)وفي قول يصح( بيعه في العلى )إن كان رطبا( لحفظه رطوبته‬
‫فهو من مصلحته ورجحه كثيرون في الباقل بل نقله الروياني عن‬
‫الصحاب والئمة الثلثة والجماع الفعلششي عليششه وحكايششة جمششع أن‬
‫الشافعي أمر الربيع بشششرائه لششه ببغششداد معترضششة بششأن الربيششع لششم‬
‫يصحبه بها وبفرض صحته فهو مذهبه القششديم‪ ،‬وقششد بششالغ فششي الم‬
‫في تقرير عدم صحة بيعه وسيأتي في إحياء المششوات الكلم علششى‬
‫الجماع الفعلي قيل ومثله اللوبيششا ورد بأنهششا مأكولششة كلهششا كششاللوز‬
‫قبششل انعقششاد السششفل )وبششدو صششلح الثمششر ظهششور مبششادئ النضششج‬
‫والحلوة( بأن يتموه ويلين أي‪ :‬يصششفو ويجششري المششاء فيششه )فيمششا(‬
‫متعلق ببدو وظهور )ل يتلششون‪ ،‬وفششي غيششره(‪ ،‬وهششو مششا يتلششون بششدو‬
‫صلحه )بأن يأخذ في الحمرة‪ ،‬أو السواد(‪ ،‬أو الصششفرة نعششم يؤخششذ‬
‫مما قرروه أن المدار على التهيؤ لمششا هششو المقصششود منششه أن نحششو‬
‫الليمششون ممششا يوجششد تمششوهه المقصششود منششه قبششل صششفرته يكششون‬
‫مستثنى مما ذكششر فششي المتلششون‪ ،‬وبششدوه فششي غيششر الثمششر باشششتداد‬
‫الحب بأن يتهيأ لما هو المقصود منه وكبر القثاء بحيث يجنى غالبا‬
‫للكل وتفتح الورد وتناهي نحو ورق التوت والضششابط بلششوغه صششفة‬
‫يطلب فيها غالبا وأصل ذلك تفسير أنس الراوي للزهششو فششي خششبر‬
‫}نهي عن بيع الثمششرة حششتى تزهششى{ بششأن >ص‪ <467 :‬تحمششر أو‬
‫تصفر )ويكفي بدو صلح بعضه( أي الجنس الواحششد‪ ،‬وإن اختلفششت‬
‫أنواعه )وإن قل( كحبة واحدة‪ ،‬لن الله تعالى امتششن علينششا بطيششب‬
‫الثمار على التدريج ليطول زمن التفكششه فلششو شششرط طيششب الكششل‬
‫لدى إلى حرج شديد )ولو باع ثمر بستان‪ ،‬أو بسششتانين بششدا صششلح‬
‫بعضه فعلى ما سبق في التأبير( فل يتبع ما لششم يبششد مششا بششدا إل إن‬
‫اتحد الجنس وإن اختلف النششوع واتحششد البسششتان والعقششد والحمششل‪،‬‬
‫فإن اختلف واحد من هذه لم يصح فيما لم يبد صششلحه إل بشششرط‬
‫قطعه )ومن باع ما بدا صلحه( من ثمششر‪ ،‬أو زرع مششن غيششر شششرط‬
‫قطعه‪ ،‬أو قلعه والصل ملششك للبششائع )لزمششه سششقيه( إن كششان ممششا‬
‫يسقى إلى أوان الجذاذ )قبل التخلية وبعدها( قدر ما ينميه ويقيششه‬
‫التلف‪ ،‬لنه من تتمة التسششليم الششواجب فشششرطه علششى المشششتري‬
‫مبطل للبيع‪ ،‬أما مع شرط قطع أو قلع فل يجب سششقي كمششا بحثششه‬
‫السبكي إل إذا لم يتأت قطعه إل في زمن طويل يحتاج فيششه إلششى‬
‫السقي فيكلفه على الوجه أخذا مششن تعليلهششم المششذكور وإن نظششر‬
‫فيه الذرعي‪ ،‬وأمششا إذا لششم يملششك الصششل بششأن بششاع الثمششرة لمالششك‬
‫الشجرة فل يجب أيضا لنقطاع العلق بينهمششا )ويتصششرف مشششتريه‬
‫بعدها( أي‪ :‬التخلية لحصول القبض بها كما مشر مشع بيشان أن بيعهشا‬
‫بعششد أوان الجششذاذ يتوقششف القبششض فيششه علششى نقلهششا‪) .‬ولششو عششرض‬
‫مهلك(‪ ،‬أو معيب )بعدها( من غير ترك سقي واجب )كششبرد( بفتششح‬
‫الراء وإسكانها كما بخطه )فالجديد أنه من ضمان المشتري( لمششا‬
‫تقرر من حصول القبض بهششا لخششبر مسششلم }أنششه صششلى اللششه عليششه‬
‫وسلم أمر بالتصششدق علششى مششن أصششيب فششي ثمششر اشششتراه{ >ص‪:‬‬
‫‪ <468‬ولم يسقط مششا لحقششه مششن ثمنهششا‪ ،‬فخششبره أنششه أمششر بوضششع‬
‫الجوائح إما محمول على الولى‪ ،‬أو على ما قبل القبض جمعا بين‬
‫الدليلين أما إذا عرض المهلششك مششن تششرك البششائع للسششقي الششواجب‬
‫عليه فهو من ضمانه‪ ،‬ولو كان مشتري الثمر مالك الششجر ضشمنه‬
‫جزما كما لو كان المهلك نحو سششرقة‪ ،‬أو بعششد أوان الجششذاذ بزمششن‬
‫يعد التأخير فيه تضييعا‪ ،‬أما ما قبلها فمن ضمان البششائع فششإن تلششف‬
‫البعض انفسخ فيه فقط )فلو تعيب( الثمر المبيع منفردا مششن غيششر‬
‫مالك الشجر )بششترك البششائع السششقي( الششواجب عليششه بششأن كششان مششا‬
‫يسقى منه باقيا بخلف ما إذا فقد )فله( أي‪ :‬للمشششتري )الخيششار(‪،‬‬
‫لن التعيب الحادث بترك البائع مششا لزمششه كالسششابق علششى القبششض‬
‫>ص‪ <469 :‬ومن ثم لو تلف به انفسخ العقد كما تقرر )ولو بيششع‬
‫قبل(‪ ،‬أو بعد بدو )صلحه بشششرط قطعششه‪ ،‬ولششم يقطششع حششتى هلششك‬
‫فششأولى بكششونه مششن ضششمان المشششتري( ممششا لششم يشششرط قطعششه‬
‫لتفريطه‪ ،‬ومن ثم قطع بعضهم بكششونه مششن ضششمانه‪ ،‬وقطششع بعششض‬
‫آخر بكششونه مششن ضششمان البششائع قششال الذرعششي ل وجششه لششه إذا أخششر‬
‫المشتري عنادا )ولو بيع ثمر(‪ ،‬أو زرع بعد بدو الصششلح‪ ،‬وهششو ممششا‬
‫يندر اختلطه‪ ،‬أو يتساوى فيه المران أو يجهل حشاله صشح بشششرط‬
‫القطع والبقاء ومع الطلق‪ ،‬أو مما )يغلب تلحقه واختلط حادثششة‬
‫بالموجود( بحيث ل يتميزان )كتين وقثاء( وبطيخ )لششم يصششح إل أن‬
‫يشششترط المشششتري( يعنششي أحششد العاقششدين ويششوافقه الخششر )قطششع‬
‫ثمششره(‪ ،‬أو زرعششه عنششد خششوف الختلط فيصششح الششبيع حينئذ لششزوال‬
‫المحذور فإن لم يتفق قطششع حششتى اختلششط فكمششا فششي قششوله )ولششو‬
‫حصششل الختلط فيمششا ينششدر( فيششه الختلط‪ ،‬أو فيمششا يتسششاوى فيششه‬
‫المران‪ ،‬أو جهل فيه الحال )فششالظهر أنششه ل ينفسششخ الششبيع( لبقششاء‬
‫عين المبيع وتسليمه ممكن بالطريق التي فزعم المقابششل تعششذره‬
‫ممنششوع‪ ،‬وإن صششححه المصششنف فششي بعششض كتبششه وأطششال جمششع‬
‫متأخرون في أنه المذهب )بل يتخير المشششتري( إذا وقششع الختلط‬
‫قبل التخلية‪ ،‬لنه كعيب حدث قبل التسليم‪ ،‬ومنه يؤخذ اعتماد مششا‬
‫دل عليه كلم الرافعي أنه خيششار عيششب فيكششون فوريششا‪ ،‬ول يتوقششف‬
‫على حاكم لصدق حد العيششب السششابق عليششه فششإنه بششالختلط صششار‬
‫ناقص القيمة لعدم الرغبة فيه حينئذ وقال كثيرون‪ :‬على الششتراخي‬
‫ويتوقف على الحاكم‪ ،‬لنه لقطع النزاع ل للعيب )فإن سمح( بفتح‬
‫الميم )له البائع بما حدث( بهبة‪ ،‬أو إعششراض ويملششك بششه أيضششا هنششا‬
‫بخلفه عن الفعل لتوقع عودها للبششائع‪ ،‬وإن طششالت المششدة )سششقط‬
‫خياره في الصح( لزوال المحششذور‪ ،‬ول أثششر للمنششة هنششا‪ ،‬لنهششا فششي‬
‫ضمن عقد‪ ،‬وفي مقابلة عدم فسخه‪.‬‬
‫وقضششية كلمششه كأصششله والروضششة وأصششلها >ص‪ <470 :‬تخييششر‬
‫المشتري أول حششتى تجششوز لشه المبششادرة بالفسششخ فششإن بششادر البششائع‬
‫وسششمح سششقط خيششاره قششال فششي المطلششب‪ ،‬وهششو مخششالف لنششص‬
‫الشافعي والصحاب على أن الخيششار للبششائع أول ورجحششه السششبكي‬
‫وغيره ويوجه بأن الخيار مناف لوضع العقد فحيث أمكن الستغناء‬
‫عنه لم يصر إليه‪ ،‬ووجبت مشاورة البائع أول لعله يسمح فيسششتمر‬
‫العقد‪ ،‬ويجري ما ذكر في شراء زرع بشششرط القطششع‪ ،‬ولششم يقطششع‬
‫حتى طال ونحو طعام‪ ،‬أو مائع اختلط بمثله بما ل يتميز عنه قبششل‬
‫القبض بخلف نحو ثوب أو شاة بمثله فإن العقد ينفسخ فيه‪ ،‬لنششه‬
‫متقوم فل مثل له يؤخذ بدله أما لو وقع الختلط بعششد التخليششة فل‬
‫انفساخ أيضا‪ ،‬ول خيار بل إن اتفقا على شششيء فششذاك‪ ،‬وإل صششدق‬
‫المشتري‪ ،‬إذ اليد بعدها له في قدر حق الخر‪ ،‬ولو اشترى شجرة‬
‫عليها ثمر للبائع ففي وجشوب ششرط القطشع عنشد خشوف أو وقششوع‬
‫الختلط ما مر نعم إن تشاحا هنششا فسششخ العقششد ويششوجه بششأن اليششد‬
‫للبائع على ثمرته وللمشتري على ما حششدث فتعارضششتا‪ ،‬ول مرجششح‬
‫فلم يصدق أحدهما في قدر حق الخر هنششا فتعيششن انفسششاخ العقششد‬
‫>ص‪ <471 :‬بخلفه فيما مر )تنبيه( ما ذكر فششي الششزرع إذا طششال‬
‫هو ما جزم به غير واحد تبعا للمتولي قال‪ ،‬لن زيادة الزرع زيششادة‬
‫قدر ل صفة فكانت حتى السنابل للبائع بخلف ما لو شرط القلششع‬
‫فإن الزيادة للمشتري‪ ،‬لنه ملك الكل ا ه وهو وجيششه مششدركا لكششن‬
‫الذي يصرح به كلم المام وغيره أن الزيادة للمشتري في شششرط‬
‫القطع أيضا‪ ،‬ويؤيده قول الشيخين أن القطن الذي ل يبقششى أكششثر‬
‫من سنة كالزرع فششإذا بششاعه قبششل خششروج الجششوزق‪ ،‬أو بعششده وقبششل‬
‫تكامل القطن وجب شششرط القطششع ثششم إن لششم يقطششع حششتى خششرج‬
‫الجوزق فهو للمشتري لحدوثه على ملكه قال الذرعي‪ ،‬وهذا هششو‬
‫المختار وإن نششازع فيششه ظششاهر النششص )ول يصششح بيششع الحنطششة فششي‬
‫سششنبلها بصششافيه( مششن التبششن )وهششو المحاقلششة( مششن الحقششل بفتششح‬
‫فسكون جمع حقلششة‪ ،‬وهششي السششاحة الششتي تششزرع سششميت محاقلششة‬
‫لتعلقها بزرع في حقل )ول( بيع )الرطب على النخششل بتمششر‪ ،‬وهششو‬
‫المزابنة( من الزبن‪ ،‬وهو الدفع سميت بذلك لبنائها على التخميششن‬
‫الموجب للتدافع والتخاصم وذلششك لنهيششه صششلى اللششه عليششه وسششلم‬
‫عنهما رواه الشيخان وفسرا في رواية بما ذكششر‪ ،‬ووجششه فسششادهما‬
‫ما فيهما من الربا مع عدم الرؤيششة فششي الولششى‪ ،‬ومششن ثششم لششو بششاع‬
‫زرعا غير ربوي بحب‪ ،‬أو برا صافيا بشعير وتقابضششا فششي المجلششس‬
‫جاز‪ ،‬إذ ل ربا وصرح بهذين لتسميتهما بما ذكر‪ ،‬وإل فقد علما مما‬
‫مر في الربششا وتششوطئة لقششوله )ويرخششص فششي( بيششع )العرايششا( جمششع‬
‫عرية‪ ،‬وهي ما يفرد للكل لعروها عن حكم بششاقي البسششتان >ص‪:‬‬
‫‪) <472‬وهو( أي‪ :‬بيعهششا المفهششوم مششن السششياق كمششا قششدرته )بيششع‬
‫الرطب( وألحق به الماوردي وغيره البسر‪ ،‬لن الحاجة إليه كهششي‬
‫إلى الرطششب )علششى النخششل بتمششر( ل رطششب )فششي الرض‪ ،‬أو( بيششع‬
‫)العنب( وإلحاق الحصرم به الذي زعمه شارح قياسا على البسششر‬
‫غلط كما قاله الذرعي لبدو صلح البسر وتنششاهي كششبره فششالخرص‬
‫يدخله بخلف الحصرم فيهمششا ونقششل السششنوي لششه عششن المششاوردي‬
‫مردود بأن الصواب عنه البسر فقششط )فششي الشششجر بزبيششب( لخششبر‬
‫الصحيحين }أنه صلى الله عليه وسلم نهششى عششن بيششع الثمششر{ أي‪:‬‬
‫بالمثلثة‪ ،‬وهو الرطب بالتمر أي بالفوقية }ورخص في بيع العريششة‬
‫أن تباع بخرصها{ أي‪ :‬بالفتح ويجوز الكسر مخروصها يأكلها أهلها‬
‫رطبا وقيششس بششه العنششب بجششامع أنششه زكششوي يمكششن خرصششه ويششدخر‬
‫يابسششه‪ ،‬وزعششم أن فيششه نصششا باطششل ومنششع القيششاس فششي الرخششص‬
‫ضششعيف‪ ،‬وذكششر الرض للغششالب لصششحة بيششع ذلششك بتمششر‪ ،‬أو زبيششب‬
‫بالشجر كيل ل خرصا وأخذ شششارح بمفهششومه فقششال وأفهششم كلمششه‬
‫المتناع إذا كان كل من الرطب‪ ،‬أو التمر على الشششجر أو الرض‪،‬‬
‫وهو كذلك ا ه وإنما يجوز بيع العرايا في تمر لششم تتعلششق بششه زكششاة‬
‫كأن خرص عليه وضمن‪ ،‬أو كان دون النصاب‪ ،‬أو مملوكا لكششافر و‬
‫)فيما دون خمسة أوسق( بتقدير جفافه المششراد بخرصششها السششابق‬
‫في الحديث بمثله تمرا مكيل يقينا لخبرهما أيضا }رخص فششي بيششع‬
‫العرايا في خمسة أوسششق‪ ،‬أو دون خمسششة أوسششق{ ودونهششا جششائز‬
‫يقينا فأخذنا به‪ ،‬لنها للشك مع أصل التحريم وأفهم الششدون إجششزاء‬
‫أي نقص كان والصح أنه ل بد من نقص قدر يزيد على ما يقع بششه‬
‫التفاوت بين الكيليششن غالبشا كمششد فلششو بيششع رطشب‪ ،‬وهشو دون ذلشك‬
‫باعتبششار الخششرص لششم يجششب انتظششار تتمششره‪ ،‬لن الغششالب مطابقششة‬
‫الخرص للجفاف فإن تتمر وظهر فيه التفاوت أكثر ممششا يقششع بيششن‬
‫الكيليششن بششان بطلن العقششد‪ .‬ومحششل البطلن فيمششا فششوق الششدون‬
‫المذكور إن كان في صششفقة واحششدة )و( أمششا )لششو زاد( عليششه )فششي‬
‫صفقتين( وكل منهما دون الخمسشة فل بطلن وإنمشا )جشاز( ذلشك‪،‬‬
‫لن كل عقد مستقل‪ ،‬وهو دون الخمسة وتتعششدد الصششفقة هنششا بمششا‬
‫مر فلو باع ثلثة لثلثششة كششانت فششي حكششم تسششعة عقششود )ويشششترط‬
‫التقابض( في المجلس‪ ،‬لنه بيع مطعوم بمثلششه ويحصششل )بتسششليم‬
‫التمر(‪ ،‬أو الزبيب إلى البششائع‪ ،‬أو تسششلمه >ص‪ <473 :‬لششه )كيل(‪،‬‬
‫لنه منقول‪ ،‬وقد بيع مقدرا فاشترط فيه ذلك كما مر فششي مبحششث‬
‫القبض )والتخلية في النخل( الذي عليه الرطششب‪ ،‬أو الكششرم الششذي‬
‫عليه العنب وإن لششم يكششن النخششل بمجلششس العقششد لكششن ل بششد مششن‬
‫بقائهما فيه حتى يمضي زمن الوصول إليه‪ ،‬لن قبضه إنما يحصل‬
‫حينئذ فإن قلت هذا ينششافيه مششا مششر فششي الربششا أنششه ل بششد فيششه مششن‬
‫القبض الحقيقي قلت ممنوع بل هذا في غير المنقول‪ ،‬وهو قبضه‬
‫الحقيقي وما وقع في أصل الروضة مما يوهم اشتراط حضورهما‬
‫عند النخل غير مراد وذلك‪ ،‬لن غرض الرخصة بقششاء التفكششه بأخششذ‬
‫الرطب شيئا فشيئا إلى الجذاذ فلو شرط فششي قبضششه كيلششه فششات‬
‫ذلك )والظهر أنه( أي‪ :‬البيع المماثل لما ذكر )ل يجوز فششي سششائر‬
‫الثمار( لتعذر خرصها باستتارها غالبشا‪ ،‬وبشه فشارقت العنشب )وأنشه(‬
‫أي‪ :‬بيع العرايا )ل يختص بالفقراء(‪ ،‬وإن كانوا هم سششبب الرخصششة‬
‫لشكايتهم له صلى الله عليه وسلم أنهم ل يجدون شششيئا يشششترون‬
‫به الرطب إل التمر‪ ،‬لن العبرة بعموم اللفظ ل بخصوص السششبب‬
‫وبششأن ذلششك حكمششة المشششروعية‪ ،‬ثششم قششد يعششم الحكششم كالرمششل‬
‫والضطباع وهم هنا من ل نقد بأيديهم‬

‫باب اختلف المتبايعين‬


‫ذكرا لن الكلم في الششبيع الغلششب مششن غيششره‪ ،‬وإل فكششل عقششد‬
‫معاوضة‪ ،‬ولو غير محضة وقع الختلف فششي كيفيتشه كشذلك وأصششل‬
‫الباب الحديث الصحيح }إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة فهششو‬
‫ما يقول رب السلعة أو يتتاركا{ أي‪ :‬يترك كل ما يدعيه وذلك إنما‬
‫يكششون بالفسششخ وأو هنششا بمعنششى إل وتقششدير لم الجششزم بعيششد مششن‬
‫السياق كما هو ظاهر وصح أيضا }أنه صلى الله عليه وسششلم أمششر‬
‫البائع أن يحلف‪ ،‬ثم يتخير المبتششاع إن شششاء أخششذ وإن شششاء تششرك{‬
‫ويأتي خبر }اليمين على المدعى عليه{ المأخوذ منه التحالف )إذا‬
‫اتفقا( أي‪ :‬العاقدان ولو وكيلين‪ ،‬أو قنين أذن لهمششا سششيداهما كمششا‬
‫هششو ظششاهر‪ ،‬أو ولييششن‪ ،‬أو مختلفيششن ويششأتي أن وارثيهمششا مثلهمششا‪.‬‬
‫ومثلهما أيضا >ص‪ <474 :‬موكلهما )على صحة البيع(‪ ،‬أو ثبتششت‬
‫باليمين كبعتك بألف فقششال بششل بخمسششمائة وزق خمششر فششإذا حلششف‬
‫البائع على نفي الخمر تحالفا )ثششم( إذا )اختلفششا فششي كيفيتششه كقششدر‬
‫الثمن( وكان ما يدعيه البائع‪ ،‬أو وكيلششه أكششثر أخششذا ممششا يششأتي فششي‬
‫الصداق بل غير الولي والوكيل هنا كذلك كما هو ظششاهر فيشششترط‬
‫أن يكون مدعى المشتري مثل فششي المششبيع أكششثر والبششائع مثل فششي‬
‫الثمن أكثر‪ ،‬وإل فل فائدة في التحششالف )أو صششفته(‪ ،‬أو جنسششه‪ ،‬أو‬
‫نوعه كذهب أو فضة‪ ،‬وكذهب كذا وكذا‪ ،‬وكصحيح أو مكسر‪ ،‬ومنه‬
‫اختلفهما في شرط نحو رهن‪ ،‬أو كفالة‪ ،‬أو كونه كاتبا وقد يشمل‬
‫ذلك كله قوله‪ :‬صفته نعم إن اختلفا في العقد هل هو قبل التأبير‪،‬‬
‫أو الولدة أو بعد أحدهما لم يتحالفا وإن رجششع الختلف إلششى قششدر‬
‫المبيع‪ ،‬لن ما وقع الختلف فيه من الحمششل والثمششرة تششابع >ص‪:‬‬
‫‪ <475‬ل يصششح إيششراد العقششد عليششه فصششدق البششائع فيششه بيمينششه‪ ،‬إذ‬
‫الصل بقاء ملكه‪ ،‬ومن ثم لو زعم المشتري أن البيع قبل الطلع‬
‫أو الحمل صدق على الوجه‪ ،‬لن الصل حينئذ عدمه عند البيع )أو‬
‫الجل( كأن ادعششاه المشششتري وأنكششره البششائع )أو قششدره( كيششوم‪ ،‬أو‬
‫يومين )أو قدر المبيع( كصاع من هذا بششدرهم فيقششول بششل صششاعين‬
‫منه به‪ ،‬ولو اشترى ثوبا على أنششه عشششرون ذراعششا ثششم قششال البششائع‬
‫أردنا ذراع اليد وقال المشتري بل ذراع الحديد فإن غلب أحششدهما‬
‫عمل به أخذا مما مر في النقد‪ ،‬وإن استويا في الغلبة بطل العقد‬
‫لما مر أن النية هنششا ل تكفششي‪ ،‬وإن اتفقششا عليهششا‪ ،‬فششإن اختلفششا فششي‬
‫شرط ذلك اتجه التحالف‪ ،‬ووقع لبعضهم خلف ما ذكرته فاحذره‪.‬‬
‫ثم رأيت الجلل البلقيني ذكر بحثا ما يوافق ما ذكرتششه حيششث قششال‬
‫ما حاصله إطلق الذراع ببلد الغالب فيها ذراع الحديد ينششزل عليششه‬
‫فإن اختلفا في إرادتششه وإرادة ذراع اليششد‪ ،‬أو العمششل صششدق مششدعي‬
‫ذراع الحديد‪ ،‬لنه الغششالب‪ ،‬ول تحششالف‪ ،‬لن دعششوى الخششر مخالفششة‬
‫للظاهر فلم يلتفت إليها فإن انتفت غلبششة أحششدهما وجششب التعييششن‪،‬‬
‫وإل فسد العقد ا ه‪ .‬وقال في موضع آخر لو قال المشششتري أردنششا‬
‫ذراع الحديد والبائع أردنا ذراع اليد لم يكن اختلفا في قدر المبيع‪،‬‬
‫لنه معين فل تحالف وإنما هذا كما إذا بششاع أرضششا علششى أنهششا مششائة‬
‫فخرجت ناقصة فيتخير المشتري كالعيب فإن أجاز فبكل الثمششن ا‬
‫ه المقصود منه‪ ،‬وفيه نظر ظاهر والفرق بينه وبين >ص‪<476 :‬‬
‫ما نظر به أنهما ثم متفقان علششى شششرط المششائة ثششم النقششص عنهششا‬
‫المنزل منزلة العيب فجاء التخيير‪ ،‬وأما هنا فهما مختلفان فششي أن‬
‫المبيع عشششرون بالحديششد‪ ،‬أو باليششد فلششم يتفقششا علششى شششيء فكششان‬
‫مجهول فبطل العقد‪ .‬ول ينافي ما ذكرتششه وذكششره قششول المششاوردي‬
‫والصششيمري فششي السششلم يشششترط فششي المششذروع أن يكششون بششذراع‬
‫الحديد فإن شرط بذراع اليد لم يجز‪ ،‬لنه مختلششف ا ه‪ ،‬لن محششل‬
‫ما قاله فيما في الذمة وما هنششا فششي المعيششن وبفششرض كششونه فششي‬
‫الذمة فمحله كما أفهمه التعليل في مختلف أما إذا علم بأن عيششن‬
‫وعلششم قششدره فيصششح كمششا فششي تعييششن مكيششال متعششارف )ول بينششة(‬
‫لحدهما يعتد بها فشمل ما لو كان لكل بينة وتعارضتا لطلقهمششا‪،‬‬
‫أو إطلق إحداهما فقط‪ ،‬أو لكونهما أرختا بتششاريخين متفقيششن وقششد‬
‫لزم العقد وبقي إلى حالة التنازع )تحالفا( لما في الخششبر الصششحيح‬
‫}أن اليمين على المدعى عليه{ وكل منهما مششدع ومششدعى عليششه‪،‬‬
‫وقد يشكل عليه الخبران السابقان إل أن يجششاب بششأنه عششرف مششن‬
‫هذا الحديث زيادة عليهما هي حلششف المشششتري أيضششا فأخششذنا بهششا‪،‬‬
‫وخرج باتفقا إلخ اختلفهما في الصحة أو العقد هل هو بيع أو هبششة‬
‫فل تحالف كما يأتي وبقوله ول بينة ما لو كان لحششدهما بينششة فششإنه‬
‫يقضى له بها‪ ،‬أو لهمششا بينتششان مؤرختششان بتششاريخين مختلفيششن فششإنه‬
‫يقضى بالولى ويلزم ما لو اختلفا مع بقاء الخيار فل تحششالف علششى‬
‫ما نقله وأقراه لمكان الفسخ بغيششره لكششن الجمهششور كمششا أفهمششه‬
‫كلمهما على أنه ل فششرق‪ ،‬واعتمششده جمششع متششأخرون كمششا أطبقششوا‬
‫على التحالف في القششراض والجعالششة مششع جوازهمششا مششن الجششانبين‬
‫والكتابة مع جوازها من جانب القن ويبقى ما لو اختلفا في الثمششن‬
‫أو المبيع بعد القبض مع القالة أو التلف الذي ينفسخ به العقد فل‬
‫تحالف بل يحلف مدعي النقششص‪ ،‬لنششه غششارم وأورد علششى الضششابط‬
‫اختلفهما في عين المبيع والثمن معا كبعتك هذا العبد بهذه المائة‬
‫الدرهم فيقول بل هذه الجارية بهذه العشششرة الششدنانير فل تحششالف‬
‫جزما‪ ،‬إذ لم يتواردا علشى ششيء واحشد مشع أنهمشا اتفقشا علشى بيشع‬
‫صحيح واختلفا في كيفيته فيحلف كل علششى نفششي مششا ادعششى عليششه‬
‫على الصل‪ ،‬ول فسخ‪> .‬ص‪ <477 :‬ولو اختلفا في عين المششبيع‪،‬‬
‫أو الثمن فقط تحالفا‪ ،‬أو في عين المبيع والثمن في الذمة واتفقششا‬
‫على صفته وقدره‪ ،‬أو اختلفششا فششي أحششدهما ويظهششر أن مثششل ذلششك‬
‫عكسه بأن يختلفا في عين الثمن والمبيع في الذمششة تحالفششا علششى‬
‫المنقول المعتمد خلفا لقششول السششنوي ومششن تبعششه ل تحششالف بششل‬
‫يحلف كل على نفي ما ادعى عليه‪ ،‬ول فسخ فإن أقام البائع بينششة‬
‫أنه العبد والمشتري بينة أنه المة لم يتعارضا‪ ،‬لن كل أثبت عقششدا‬
‫ل يقتضي نفي غيره فتسلم المة للمشششتري ويقششر العبششد بيششده إن‬
‫كان قبضه‪ ،‬وله التصرف فيه ظاهرا بما شاء للضرورة نعششم ليششس‬
‫له الوطء لو كان أمة احتياطا أما باطنا فالمدار فيه علششى الصششدق‬
‫وعدمه‪ ،‬وإل جعل عند القاضي حتى يدعيه المشتري وينفق عليششه‬
‫حيث لم ير بيعه أصلح من كسبه إن كان‪ ،‬وإل بششاعه وحفششظ ثمنششه‬
‫إن رآه وما في النوار من تخريج هذا على من أقششر لغيششره بمششال‪،‬‬
‫وهو ينكره فيه نظر‪ ،‬لن هذا ليس من ذاك‪ ،‬لن إقششرار البششائع هنششا‬
‫بشراء الغير لملكه بمال يلزمه له فهو إقرار على الغير ل له‪ ،‬أمششا‬
‫على التحالف فمحله حيششث لششم يختلششف تاريششخ البينششتين‪ ،‬وإل حكششم‬
‫بمقدمششة التاريششخ )فيحلششف كششل( منهمششا )علششى نفششي قششول صششاحبه‬
‫وإثبات قوله( لما مر أن كل مدع ومدعى عليششه فينفششي مششا يششذكره‬
‫غريمه ويثبت ما يدعيه هو ومعلوم أن الوارث يحلف فششي الثبششات‬
‫على البت‪ ،‬وفي النفي على نفي العلم كما ذكششروه فشي الصششداق‪.‬‬
‫)ويبدأ بالبائع(‪ ،‬لن جانبه أقششوى بعششود المششبيع الششذي هششو المقصششود‬
‫بالششذات إليششه بالفسششخ الناشششئ عششن التحششالف >ص‪ <478 :‬ولن‬
‫ملكه قد تم على الثمن بالعقد وملك المشتري ل يتم على المششبيع‬
‫إل بالقبض‪ ،‬لن الصورة أن المبيع معين والثمن في الذمششة‪ ،‬ومششن‬
‫ثم بدئ بالمشتري في عكس ذلك‪ ،‬لنه أقوى حينئذ ويخير الحاكم‬
‫بالبداءة بأيهما أداه إليه اجتهاده فيما إذا كانا معينين‪ ،‬أو في الذمة‬
‫)وفي قول بالمشتري( لقوة جانبه بالمبيع )وفي قول يتسششاويان(‪،‬‬
‫لن كل مدع ومدعى عليه‪ ،‬وعليه )فيتخير الحاكم( فيمششن يبششدأ بششه‬
‫منهما )وقيل يقرع( بينهما فمن قرع بششدأ بششه والخلف فششي النششدب‬
‫لحصول المقصششود بكششل تقششدير )والصششحيح أنششه يكفششي كششل واحششد(‬
‫منهما )يمين تجمع نفيششا وإثباتششا( لتحششاد الششدعوى ومنفششي كششل فششي‬
‫ضمن مثبته‪ ،‬وينبغششي نششدب يمينيششن خروجششا مششن الخلف‪ ،‬لن فششي‬
‫مدركه قوة خلفا لما يوهمه المتششن‪ ،‬ومششن ثششم اعششترض بششأنه كششان‬
‫ينبغششي التعششبير بالمششذهب‪ ،‬وإشششعار كلم المتششن كالمششاوردي بمنششع‬
‫يمينين غيششر معششول عليششه )ويقششدم النفششي( نششدبا‪ ،‬لنششه الصششل فششي‬
‫اليمين‪ ،‬إذ حلف المدعي على إثبششات قششوله إنمششا هششو لنحششو قرينششة‬
‫لوث‪ ،‬أو نكول ولفادة الثبات بعده بخلف العكس وإنما لم يكششف‬
‫الثبات وحده‪ ،‬ولو مششع الحصششر كمشا بعشت إل بكششذا‪ ،‬لن اليمشان ل‬
‫يكتفى فيها بششاللوازم بششل ل بششد مششن الصششريح‪ ،‬لن فيهششا نششوع تعبششد‬
‫)فيقول البائع( إذا اختلفششا فششي قششدر الثمششن واللششه )مششا بعششت بكششذا‬
‫ولقد(‪ ،‬أو إنما وحذفه مششن أصششله ليهششامه اشششتراط الحصششر )بعششت‬
‫بكذا( ويقول المشتري والله ما اشتريت بكذا ولقد اشتريت بكذا‪،‬‬
‫ولو نكل أحدهما عن النفي فقط‪ ،‬أو الثبات فقط قضي للحششالف‪،‬‬
‫وإن نكل معا وقف المر وكأنهما تركا الخصومة )وإذا تحالفا( عنششد‬
‫الحشاكم وألحشق بشه المحكشم فخشرج تحالفهمشا بأنفسشهما فل يشؤثر‬
‫فسخا ول لزوما )فالصحيح أن العقششد ل ينفسششخ( بنفششس التحششالف‬
‫للخبر الثاني فإن تخييره فيه بعد الحلف صريح في عدم النفساخ‬
‫به ولن البينة أقششوى مششن اليميششن‪ ،‬ولششو أقششام كششل منهمششا بينششة لششم‬
‫ينفسششخ فالتحششالف >ص‪ <479 :‬أولششى )بششل إن( أعرضششا عششن‬
‫الخصومة أعرض عنهما‪ ،‬ول يفسشخ‪ ،‬وإن )تراضشيا( علشى مشا قشاله‬
‫أحدهما أقر العقد وينبغي للحاكم ندبهما للتوافششق مششا أمكششن‪ ،‬ولششو‬
‫رضي أحدهما بدفع ما طلبه صاحبه أجبر الخر عليه قال القاضي‪،‬‬
‫وليس له الرجوع عن رضاه كما لو رضي بالعيب )وإل( يتفقا على‬
‫شششيء ول أعرضششا عششن الخصششومة )فيفسششخانه‪ ،‬أو أحششدهما(‪ ،‬لنششه‬
‫فسخ لستدراك الظلمة فأشبه الفسخ بالعيب )أو الحاكم( لقطششع‬
‫النزاع ثم فسخ القاضي والصادق منهما ينفذ ظاهرا وباطنا كما لو‬
‫تقايل وغيره ينفذ ظاهرا فقط ورجح ابن الرفعششة أنششه ل يجششب هنششا‬
‫فور في الفسخ ويشكل عليه ما تقششرر مششن إلحششاقه بششالعيب إل أن‬
‫يفششرق بششأن التششأخير هنششا ل يشششعر بالرضششا للختلف فششي وجششود‬
‫المقتضي بخلفه ثم ونازع السنوي في القياس على القالة الذي‬
‫نقله الشيخان وأقراه بأن كل لو قال ولو بحضرة صاحبه بعد البيع‬
‫فسخته لم ينفسخ ولم يكن إقالة‪ ،‬وإنما تحصل القالة إن صششدرت‬
‫بإيجاب وقبول بشششرط أن يكششون المتششأخر جوابششا متصششل‪ .‬ورد بششأن‬
‫تمكين كل بعد التحالف من الفسخ كتراضيهما به مششن غيششر سششبب‬
‫وقد مر أنه في معنى القالة فصح القياس‪.‬‬
‫)تنبيه( ظاهر قوله بل إلخ أنه لو بادر أحششدهما عقششب التحششالف‬
‫بالفسخ لم ينفذ ويوافقه اشتراط غيره للفسخ إصرار أحدهما بعد‬
‫التحالف على تنازعهما وقضية تعبير بعضهم بأن لهمششا الفسششخ مششا‬
‫لم يتراضيا نفوذه‪ ،‬ويؤيده ما تقرر في أن الفسخ هنا كهو بالعيب‪،‬‬
‫وفي رد كلم السنوي‪ ،‬وهو متجه‪ ،‬وعليه فقد يقال المتن ل ينافي‬
‫هذا‪ ،‬لنه يصدق مع تلك المبادرة أنهما لم يتراضيا على شيء وإذا‬
‫جاز الفسخ فلكل البتداء به كما أفهمتششه‪ ،‬أو‪ ،‬وبشه صشرح الرافعشي‬
‫ونازع فيه السبكي وكأنه أخذ نزاعه مما مر في البتششداء بأحششدهما‬
‫في التحششالف ويفششرق بششأن التحششالف هششو السششبب المجششوز للفسششخ‬
‫فششاختلف الغششرض فششي البتششداء بششه بخلف الفسششخ المتفششرع عليششه‬
‫)وقيل إنما يفسخه الحاكم(‪ ،‬لنه مجتهد فيششه كالفسششخ بالعنششة كششذا‬
‫قاله الرافعي وقضية تشبيهه له بالعنة أنه يأتي هنا مششا يششأتي فيهششا‬
‫من اشتراط فسخه‪ ،‬أو الفسخ بحضرته وحينئذ فالحصر فيه تجششوز‬
‫وكششأنهم إنمششا اقتصششروا فششي الكتابششة علششى فسششخ الحششاكم احتياطششا‬
‫لتسبب العتششق المتشششوف إليششه الشششارع )ثششم( بعششد الفسششخ )علششى‬
‫المشتري رد المبيع( >ص‪ <480 :‬وعلى البائع رد الثمن بششزوائده‬
‫المتصلة دون المنفصلة إن قبضه وبقي بحاله ولم يتعلششق بششه حششق‬
‫لزم‪ ،‬وإن نفذ الفسخ ظاهرا فقط واستشششكله السششبكي بششأن فيششه‬
‫حكما للظالم ثم أجاب بأن الظالم لما لم يتعين اغتفر ذلك ويؤخذ‬
‫من أن على كل منهما رد ما قبضه أن عليه مؤنة الرد‪ ،‬وهو كذلك‬
‫إذ القاعدة أن من كان ضامنا لعين كانت مؤنششة ردهششا عليششه )فششإن‬
‫كان( قد تلف شرعا كأن )وقفه( المشتري ومثله البائع في الثمن‬
‫)أو أعتقه أو باعه‪ ،‬أو( حسا كأن )مات لزمه قيمته( لقيامها مقامه‬
‫سششواء أزادت علششى الثمششن الششذي يششدعيه البششائع أم ل هششذا إن كششان‬
‫متقوما‪ ،‬وإل فمثله وقول الماوردي قيمته‪ ،‬لنششه لششم يضششمنه وقششت‬
‫القبض بالمثل بل بالعوض أطال السششبكي فششي تزييفششه‪ ،‬ولششو تلششف‬
‫بعضه رد الباقي وبدل التالف ويشرد قيمشة البشق للحيلولشة )وهشي(‬
‫أي‪ :‬القيمة حيث وجبت )قيمة يوم( أي وقششت )التلششف( الشششرعي‪،‬‬
‫أو الحسي )في أظهر القوال( ل حين قبضه‪ ،‬ول حين العقششد‪ ،‬لن‬
‫مششورد الفسششخ العيششن والقيمششة بششدلها فتعيششن النظششر لششوقت فششوات‬
‫المبدل إذ الفسخ إنما يرفع العقد من حينه ل من أصله‪ ،‬وهو أولى‬
‫بذلك من المستام والمعار قيل يحتاج للفرق بين هذا وما لششو بششاع‬
‫عينا فردت عليه بعيب‪ ،‬وقد تلف الثمششن المتقششوم بيششد البششائع فششإنه‬
‫يضمنه بالقل من العقد إلى القبض ا ه وكالرد بالعيب ثششم مطلششق‬
‫الفسخ بإقالة‪ ،‬أو نحوها وكالثمن ثم المبيع لو تلف عند المشششتري‬
‫ففيهما يعتبر القل المذكور ل قيمة يوم التلف ويفرق بششأن سششبب‬
‫الفسخ هنا حلف العاقششد فنششزل منزلششة إتلفششه فتعيششن النظششر ليششوم‬
‫التلف‪ ،‬وثم الموجب للقيمة هو مجرد ارتفاع العقد من غيششر نظششر‬
‫لفعششل أحششد فتعيششن النظششر لقضششية العقششد ومششا بعششده إلششى القبششض‬
‫وعجيب من الرافعششي كيششف أغفششل هششذا الفششرق مششع خفششائه ودقتششه‬
‫وتعرض لما هو واضح‪ ،‬وهو الفرق بين اعتبار القيمة هنا بمششا ذكششر‬
‫وبالقل فيما مر >ص‪ <481 :‬بالنسبة للرش بأن النظر إليها ثششم‬
‫ل لتغرم بل ليعرف بها الرش‪ ،‬وهنا لتغرم فششاعتبر وقششت وجوبهششا‪،‬‬
‫لنه الليق )وإن تعيب رده مع أرشه(‪ ،‬وهو مششا نقششص مششن قيمتششه‪،‬‬
‫لن كل ما ضمن بها ضمن بعضه ببعضها إل في نحو خمشس صشور‬
‫على ما فيها منها الزكاة المعجلشة والصششداق‪ ،‬ولشو رهنشه‪ ،‬أو كشاتبه‬
‫كتابة صحيحة خير البائع بين أخذ قيمتششه للفيصششولة بخلف مششا مششر‬
‫في الباق‪ ،‬لنه ل يمنع تملك المبيع بخلف الرهن والكتابة فأشبها‬
‫البيع وانتظار فكاكه وإنما لم يخير الزوج في نظيره من الصششداق‪،‬‬
‫لن جبر كسره لها بالطلق اقتضى إجباره على أخششذ البششدل حششال‪،‬‬
‫أو آجره فله أخذه لكن ل ينششتزعه إل بعششد المششدة‪ ،‬ولششه أجششرة مثششل‬
‫باقيها والمسمى للمشتري‪ ،‬أو دبره لم يمنع رجوعه أخذا مششن أنششه‬
‫ل يمنشششع الرجشششوع فشششي الفلشششس )واختلف ورثتهمشششا كهمشششا( أي‪:‬‬
‫كاختلفهما فيما مر فيحلف الوارث لقيششامه مقششام المششورث‪ ،‬وكششذا‬
‫اختلف أحدهما ووارث الخر‪ ،‬أو وكيله‪ ،‬أو وليه كما مر )ولو قششال‬
‫بعتكه بكذا فقال بل وهبتنيه فل تحالف(‪ ،‬لنهما لم يتفقا على عقد‬
‫واحد )بل يحلف كل علششى نفششي دعششوى الخششر( كسششائر الششدعاوي‪،‬‬
‫وهذا‪ ،‬وإن علم مما قدمه لكنه ذكره تششوطئة لششرد الششزوائد الخفششي‬
‫المشكل فقال )فإذا حلفا رده( وجوبا )مدعي الهبة >ص‪<482 :‬‬
‫بزوائده( المتصلة والمنفصلة فإن فششاتت غرمهششا‪ ،‬لنششه ل ملششك لششه‬
‫واستشكلت المنفصلة باتفاقهمششا علششى حششدوثها بملكششه وقششد يثبششت‬
‫الفرع دون الصل وأجاب عنه الزركشي بأن دعوى الهبششة وإثباتهششا‬
‫ل يستلزم الملك لتوقفه على القبض بالذن‪ ،‬ولم يوجد‪ ،‬وفيه نظر‬
‫لتأتي ذلك فيما لو ادعى الهبة والقبض فالوجه الجشواب بشأنه ثبشت‬
‫بيمين كل أن ل عقد فعمل بأصل بقاء الزوائد بملششك مالششك العيششن‬
‫نعم في النوار ل أجرة لششه أي‪ :‬عمل باتفاقهمششا أنششه إنمششا اسششتعمل‬
‫ملكه وكان الفرق أنه يغتفر في المنافع مشا ل يغتفشر فشي العيشان‬
‫لما مر أن البائع قبل القبض يضمن الششزوائد دون المنششافع ويجششري‬
‫ذلك فيما لو قال لخر دابتي تحت يدك ببيع فأنكر وحلف فل أجرة‬
‫له عليه لعترافه بأنها ملكه ونظير ذلك ما لو طالبه بششائعه بششالثمن‬
‫فقال المبيع لزوجتششك فلششه أخششذه منششه ثششم لهششا انششتزاع المششبيع منششه‬
‫لقراره‪ ،‬ول رجوع له بالثمن على البائع‪ ،‬لنه بشرائه منششه مصششدق‬
‫له‪ ،‬ولو قال نعم لها لكنها وكلتني أجبر المشتري على دفع الثمششن‬
‫إليه‪ ،‬لنه بشرائه منه مقر بصحة قبضه قاله القاضي قششال الغششزي‬
‫والقياس أن للمشتري إجبار البائع على إثبات وكالته على القبششض‬
‫منه‪ ،‬ولو اشترى شجرا واسششتغله سششنين ثششم طششالبه بششائعه بششالثمن‬
‫فأنكر الشراء حلف عليه كما هو القاعدة ثم رد المبيع‪ ،‬ول يغرمششه‬
‫البائع ما استغله‪ ،‬لنه يزعم أنه اسششتغل ملكششه مششن غيششر أن يوجششد‬
‫رافع لزعمه‪ ،‬وبه فارق مسألة المتن وإنما يدعي عليه الثمن وقششد‬
‫تعذر يحلف المشتري فللبائع حينئذ >ص‪ <483 :‬فسخ البيع الذي‬
‫اعترف به )ولو ادعى( أحد العاقدين )صششحة الششبيع(‪ ،‬أو غيششره مششن‬
‫العقود )و( ادعى )الخششر فسششاده( بششاختلل ركششن‪ ،‬أو شششرط علششى‬
‫المعتمد كأن ادعى أحششدهما رؤيتششه وأنكرهششا الخششر علششى المعتمششد‬
‫أيضا )فالصح تصديق مدعي الصحة بيمينه( غالبا‪ ،‬لن الظاهر في‬
‫العقود الصششحة وأصششل عششدم العقششد الصششحيح يعارضششه أصششل عششدم‬
‫الفسششاد فششي الجملششة‪ ،‬ولششو أقششر بالرؤيششة لششم تقبششل دعششواه عششدمها‬
‫للتحليف‪ ،‬لنه لم يعتششد فيهششا إقششرار علششى رسششم القالششة ويسششتحيل‬
‫شرعا تأخرها عن العقششد كمششا لششو أقششر بششإتلف مششال ثششم قششال إنمششا‬
‫أقررت به لعزمي عليه بخلفه بنحو القبض‪ ،‬لنه اعتيد فيه التأخير‬
‫عن العقد‪ ،‬ومن غير الغالب ما لششو بششاع ذراعششا مششن أرض معلومششة‬
‫الذرع ثم ادعى إرادة ذراع معين ليفسششد الششبيع وادعششى المشششتري‬
‫شيوعه فيصششدق البششائع بيمينششه >ص‪ <484 :‬لن ذلششك ل يعلششم إل‬
‫منه وما لو زعم أحد متصالحين وقوع صلحهما على إنكار فيصدق‬
‫بيمينه أيضا‪ ،‬لنه الغالب أي مع قششوة الخلف فيششه وزيششادة شششيوعه‬
‫ووقوعه‪ .‬وبه يندفع إيراد صور الغالب فيها وقوع المفسد المدعى‬
‫ومع ذلك صدقوا مدعي الصحة فيها وما لو زعم أنه عقد‪ ،‬وبه نحو‬
‫صبا أمكن‪ ،‬أو جنون‪ ،‬أو حجر وعرف لششه ذلششك فيصششدق فيمششا عششدا‬
‫النكاح بيمينه أيضا وإن سبق إقراره بضده لوقوعه حال نقصه كذا‬
‫قيل‪ ،‬ورد بقول البيان لو أقر بالحتلم لم يقبل رجوعه عنه ويؤخذ‬
‫من ذلك أن من وهب في مرضه شيئا فششادعت ورثتششه غيبششة عقلششه‬
‫حششال الهبششة لششم يقبلششوا إل إن علششم لششه غيبششة قبششل الهبششة وادعششوا‬
‫استمرارها إليها وجزم بعضهم بأنه ل بد في البينة بغيبة العقششل إن‬
‫تبين ما غاب به أي‪ :‬لئل تكون غيبته بما يؤاخذ به كسكر تعشدى بشه‬
‫وما لو اشترى نحو مغصوب وقال كنت أظن القدرة فبان عجششزي‬
‫فيصدق بيمينششه لعتضششاده بالغصششب ومششا لششو ادعششت أن نكاحهششا بل‬
‫ولي‪ ،‬ول شهود فتصدق بيمينها‪ ،‬لن ذلك إنكار لصل العقد‪ ،‬ومششن‬
‫ثم يصدق منكر أصل نحو البيع‪ ،‬ولو أتى المشششتري بخمششر‪ ،‬أو بمششا‬
‫فيه فأرة وقال قبضته كششذلك فششأنكر المقبششض صششدق بيمينششه‪ ،‬ولششو‬
‫فرغه في ظرف المشتري فظهرت فيه فأرة فادعى كل أنها مششن‬
‫عند الخر صدق البائع بيمينه إن أمكن صششدقه‪ ،‬لنششه مششدع للصششحة‬
‫ولن الصل فشي كشل حشادث تقشديره بشأقرب زمشن والصشل أيضشا‬
‫بششراءة البششائع كمششا فششي نظيششره مششن السششلم إذا اختلفششا هششل قبششض‬
‫المسلم إليه رأس ماله قبل التفرق‪ ،‬أو بعده فإن أقاما بينتين في‬
‫المسألتين قدمت بينة مدعي الصحة وقول ابن أبششي عصششرون إن‬
‫كان مال كل بيده حلف المنكر‪ ،‬وإل فصاحبه ضعيف ويجششري هششذا‬
‫في الختلف في قبض العوضين في الربا قبششل التفششرق‪ ،‬أو بعششده‬
‫)ولو اشترى عبششدا( معينششا )فجششاء بعبششد معيششب( مثل )ليششرده فقششال‬
‫البائع ليششس هششذا المششبيع صششدق البششائع( >ص‪ <485 :‬بيمينششه‪ ،‬لن‬
‫الصل السلمة وبقاء العقد )وفشي مثلشه فششي( الششبيع فششي الذمششة و‬
‫)والسلم( بأن قبض المشتري‪ ،‬أو المسلم المؤدى عما في الذمششة‬
‫ثم أتششى بمعيششب ليششرده فقششال البششائع‪ ،‬أو المسششلم إليششه ليششس هششذا‬
‫المقبوض )يصدق( المشتري و )المسلم( بيمينه )في الصششح( أنششه‬
‫المقبوض لصل بقاء شغل ذمة البائع والمسششلم إليششه حششتى يوجششد‬
‫قبض صحيح ومثل ذلك في الثمن فيحلف المشششتري فششي المعيششن‬
‫والبائع فيما في الذمة‬
‫)باب( بالتنوين في معاملة الرقيق‬
‫وذكره هنا تبعا للشافعي رضششي اللششه عنششه أولششى مششن تقششديمه‬
‫على الختلف الواقع للحشاوي كشالرافعي‪ ،‬لنشه تبشع للحشر فشأخرت‬
‫أحكامه عن جميع أحكامه ولو تأتى فيها بعضها‪ ،‬وإن أمكششن تششوجيه‬
‫ذلك بأن فيه إشارة لجريان التحششالف فششي الرقيقيششن كمششا قششدمته‪،‬‬
‫ومن تعقيبه للقراض الواقع في التنبيه‪ ،‬لنششه‪ ،‬وإن أشششبهه فششي أن‬
‫كل فيششه تحصششيل ربششح بششإذن فششي تصششرف لكنششه إنمششا يتضششح علششى‬
‫الضعيف أن إذن السيد لقنه توكيل والصح أنه استخدام‪ ،‬ومن ثششم‬
‫لم يحتج لقبوله بل لم يؤثر رده فيما يظهر‪ ،‬وتصرفه إما غير نافششذ‬
‫ولو مع الذن كالولية والشهادة وإمششا نافششذ‪ ،‬ولششو بل إذن كالعبششادة‬
‫والطلق ولو بمال‪ ،‬وإما نافذ بالذن كالتصششرفات الماليششة ل بغيششره‬
‫كما قشال )العبشد( يعنشي القشن‪ ،‬أو جشرى علشى رأي ابشن حشزم أنشه‬
‫يشمل المة )إن لم يؤذن له في التجششارة(‪ ،‬أو التصششرف )ل يصششح‬
‫شششراؤه( اقتصششر عليششه‪ ،‬لن الكلم فيششه وإل فكششل تصششرف مششالي‬
‫كذلك‪ ،‬ولو في الذمة )بغير إذن سيده( الكامل فيششه )فششي الصششح(‬
‫للحجر عليه لحق سيده‪ ،‬ولو اشترى بعين ماله بطل جزما‪.‬‬
‫)تنبيه( تبين بقولي فيه أنه إنما احتششاج لقششوله بغيششر إذن سششيده‬
‫مع قوله لم يؤذن له في التجارة‪ ،‬لن من لم يؤذن لششه فيهششا تحتششه‬
‫قسمان من اشترى‪ ،‬ولم يؤذن له في خصششوص الشششراء فل يصششح‬
‫وقيل يصح إن كان في الذمة ومن اشترى وأذن له فششي خصششوص‬
‫الشراء فيصششح بل خلف وأنششه لششو حششذف بغيششر إذن سششيده لشششمل‬
‫الثاني‪ ،‬لنه يصدق عليه أنه لم يؤذن له في التجارة فإن قلت هذا‬
‫تطويل بل فائدة‪ ،‬إذ لو حذف إن لم يؤذن لششه فششي التجششارة >ص‪:‬‬
‫‪ <486‬استغنى عنه قلت مثل هذا ل يعترض به المنهششاج علششى أن‬
‫ضرورة التقسيم أحششوجته إليششه أمششا سششيده المحجششور عليششه فيصششح‬
‫تصرفه بإذن وليششه وتشششترط أمششانته إن دفششع لششه مششال للسششيد قششال‬
‫الذرعي وغيره بحثا‪ ،‬وقد يصح تصرفه بغير إذن كأن امتنششع سششيده‬
‫من إنفاقه أو تعذرت مراجعته‪ ،‬ولم يمكنه مراجعة الحششاكم فيصششح‬
‫شراؤه وما تمس حاجته إليه‪ ،‬وكذا لو بعثه في شغل لبلد بعيد‪ ،‬أو‬
‫أذن له في حج‪ ،‬أو غزو‪ ،‬ولم يتعرض لذنه له في الشششراء وشششراء‬
‫المبعض في نوبته صحيح‪ ،‬وكذا فششي غيرهششا إن قصششد نفسششه علششى‬
‫الوجه )ويسترده( أي‪ :‬ما اشتراه بل إذن )البائع سششواء كششان( فيششه‬
‫حششذف همششزة التسششوية‪ ،‬وهششو جششائز‪ ،‬وقششد قششرئ }سششواء عليهششم‬
‫أأنذرتهم{ بحذفها )في يد العبد‪ ،‬أو( وضعها موضع أم في نحو هذا‬
‫جائز كما حكاه الجوهري وغيره )سيده(‪ ،‬أو غيرهما‪ ،‬لنه باق على‬
‫ملكه‪ ،‬ولو أدى الثمن من مال سيده استرد أيضا )فششإن تلششف فششي‬
‫يده( أي‪ :‬العبد وبائعه رشيد )تعلق الضششمان بششذمته( وإن رآه معششه‬
‫سيده وأقره فيتبع به بعد العتق ل قبله لثبششوته برضششا صششاحبه مششن‬
‫غير إذن السيد‪ ،‬إذ القاعدة أن ما لزمه بغير رضا مسششتحقه كتلششف‬
‫بغصب يتعلق برقبته فقط أو برضاه مع إذن السششيد يتعلششق بششذمته‬
‫وكسبه وما بيده‪ ،‬ول يلزمه الكسششب إل إن عصششى نظيششر مششا يششأتي‬
‫في المفلس أو ل معه يتعلق بذمته فقششط وفششارق مششا هنششا ضششمان‬
‫السيد بإقراره له على ما التقطه كما يأتي بتفصيله في بششابه‪ ،‬لن‬
‫المالك ثم لما لم يأذن كان السيد مقصرا بسكوته عليه )أو( تلششف‬
‫)في يد السيد >ص‪ <487 :‬فللبائع تضمينه‪ ،‬ولششه مطالبششة العبششد(‬
‫لوضع كل منهما يده عليه بغير حق لكن إنمششا يطششالب العبششد )بعششد‬
‫العتق(‪ ،‬ولو لبعضه‪ ،‬لنه ل مال له قبششل ذلششك )واقتراضششه( وغيششره‬
‫من سائر تصرفاته المالية )كشرائه( في عدم صحته منه بغير إذن‬
‫كما مر )وإن أذن له( بالبناء للمفعول‪ ،‬لنه قسيم إن لم يشؤذن لشه‬
‫)في التجارة( من السيد الكامل‪ ،‬أو وليه )تصرف( إجماعا لكن إن‬
‫صح تصرف لنفسه لو كان حرا بأن يكون مكلفا رشيدا‪ ،‬أو سششفيها‬
‫مهمل وإن لم يدفع إليه مال بأن قال له اتجر في ذمتششك‪ ،‬نعششم مششا‬
‫مر جوازه له لحاجة ل يشترط فيه ذلك لجوازه للسفيه‪ ،‬فإن قلت‬
‫قضية ما مر أنه استخدام عدم اشتراط رشده قلت ممنششوع‪ ،‬لنششه‬
‫ليس استخداما مقتصرا أثره على السيد بل متعديا لغيره فشششرط‬
‫فيه مع ذلك الرشد رعاية لمصلحة معامليه وقضيته أنه ل يشترط‬
‫رشده في شرائه نفسه مششن سششيده والوجششه اشششتراطه وإن كششان‬
‫عقد عتاقه‪ ،‬لنه يعطى حكم البيع في أكششثر أحكششامه‪ ،‬وإذا أذن لششه‬
‫سششيده لزمششه أن ل يتصششرف إل )بحسششب الذن( بفتششح السششين أي‪:‬‬
‫بقدره )فإن أذن لششه فششي نششوع(‪ ،‬أو زمششن‪ ،‬أو محششل )لششم يتجششاوزه(‬
‫كالوكيل ولنه قد يعرف نجحه في شيء دون شيء نعششم يسششتفيد‬
‫بالذن له في التجارة ما هو مششن توابعهششا كنشششر وطششي ورد بعيششب‬
‫ومخاصمة في العهدة أي الناشئة عششن المعاملششة فل يخاصششم نحششو‬
‫غاصب وسارق ل نحو اقتراضه وتششوكيله أجنبيششا ولششو دفششع لششه مششال‬
‫يتصرف في عينه‪ ،‬وفي الذمة ل في أزيششد منششه إل إن قششال اجعلششه‬
‫رأس مال وأفهمت إن الموضششوعة لجششواز وقششوع شششرطها وعششدمه‬
‫بخلف إذا صحة الذن وإن لم يعين له نوعا‪ ،‬ول غيره )وليس لششه(‬
‫بالذن في التجارة )النكاح( >ص‪ <488 :‬كعكسه‪ ،‬لن اسششم كششل‬
‫منهما غير متناول للخر)ول يؤجر( بالذن له فششي التجششارة إل نحششو‬
‫عبيدها ل )نفسه(‪ ،‬ول يتصرف فيها رقبة ومنفعة ككسششبه بشششيء‪،‬‬
‫لنها ل تتناول ذلششك نعششم إن نششص لششه علششى شششيء فعلششه‪ ،‬أو تعلششق‬
‫بكسششبه نحششو نكششاح‪ ،‬أو ضششمان بششإذن جششاز لششه إجششارة نفسششه فيششه‬
‫لستلزام إذنه في سببه الذن فيه‪ ،‬ول يتوكل عن غيره فيمششا فيششه‬
‫عهدة كبيع ل كقبول نكاح إل بإذن سيده‪ ،‬وله التصششرف فششي عبيششد‬
‫التجارة )و( لكن )ل يأذن لعبده( أضششيف إليششه لجششواز تصششرفه فيششه‬
‫)في التجارة(‪ ،‬لن السيد لم يرفع الحجر إل عنه فقط‪ ،‬وخرج بهششا‬
‫إذنه له في تصرف معين فيجوز )ول( يجششوز لششه أن يتششبرع بشششيء‬
‫مطلقا فل )يتصدق(‪ ،‬ولو بشيء من قوته على الوجششه‪ ،‬ول يهششب‪،‬‬
‫ول ينفق على نفسه من مالها إل إن تعذرت مراجعة السششيد علششى‬
‫الوجه فيراجع الحاكم إن سهل بخلف ما إذا شق فيما يظهر‪ ،‬ول‬
‫يبيع نسيئة‪ ،‬ول بدون ثمن المثل‪ ،‬ول يسلم المبيع قبل قبض ثمنه‪،‬‬
‫ول يسافر بمالها إل بششإذن >ص‪ <489 :‬نعششم لششه الشششراء نسششيئة‪،‬‬
‫ولو قال له اتجر بجاهك جششاز لششه الششبيع والشششراء‪ ،‬ولششو فششي الذمششة‬
‫بالجل والرهن والرتهان ثم ما فضل بيده مما ربحه كالذي دفعششه‬
‫له السيد قال الزركشي عن النص وشرط ذلششك أن يحششد لششه حششدا‬
‫كاشتر من دينار إلى مائة ا ه‪ .‬وفيه نظر‪ ،‬لنششه ل ضششرر عليششه فششي‬
‫الطلق المؤذن برضاه بما يحدث عن ذلك‪ ،‬ول يتمكششن مششن عششزل‬
‫نفسه‪ ،‬لن المغلب فششي الذن لششه السششتخدام ل التوكيششل‪ ،‬ول مششن‬
‫شراء من يعتق على سيده إل بإذنه ويعتق حيث ل ديششن‪ ،‬وكششذا إن‬
‫كان والسيد موسر كالمرهون ومن له مالكششان مثل تتوقششف صششحة‬
‫تصرفه على إذنهما نعم إن كان بينهمششا مهايششأة كفششى إذن صششاحب‬
‫النوبة )ول يعامششل سششيده(‪ ،‬ول مأذونششا لسششيده بششبيع‪ ،‬أو غيششره‪ ،‬لن‬
‫تصششرفه لششه بخلف المكششاتب )ول ينعششزل بإبششاقه(‪ ،‬لنششه معصششية ل‬
‫توجب الحجر‪ ،‬وله حيث لم يتقيد الذن بغير ما أبق إليششه التصششرف‬
‫فيه >ص‪ <490 :‬ولششو بششاعه‪ ،‬أو أعتقششه انعششزل )ول يصششير( العبششد‬
‫)مأذونا لششه بسششكوت سششيده علششى تصششرفه(‪ ،‬إذ ل ينسششب لسششاكت‬
‫قول‪ ،‬نعم إن باع المأذون مششع مششاله لششم يشششترط تجديششد إذن مششن‬
‫المشتري وظاهر أن الصورة أنه عالم بأنه المأذون له ويوجه ذلك‬
‫بأن شراءه مع مشا فشي يششده وعلمشه بحششاله ثششم عششدم منعششه قرينششة‬
‫ظاهرة برضاه بتصرفه وانعزاله على البائع بالبيع ل يؤثر في ذلششك‬
‫لختلف الملحظين كما هو واضح مما قررته‪ ،‬ول بقششوله ل أمنعششك‬
‫من التصرف‪ ،‬لن عدم المنششع أعششم مششن الذن‪ ،‬ول قرينششة )ويقبششل‬
‫إقششراره( أي‪ :‬المششأذون )بششديون المعاملششة( لقششدرته علششى النشششاء‬
‫ويؤدي مما يششأتي وأعشاد هششذه فشي القششرار لكششن لضششرورة تقسششيم‬
‫ويقبل ممن أحاطت به الديون في شششيء بيششده أنششه عاريششة )ومششن‬
‫عرف رق عبد( فيه دور لتوقف علم الشرق علششى علشم كشونه عبشدا‬
‫وعكسه إل أن يريد بالعبششد النسششان كمششا هششو مفهششومه لغششة وكششان‬
‫حكمة ذكره لهذا الشارة إلى أنه ل يكتفى بقرينة كششونه علششى زي‬
‫العبيد وتصرفاتهم ومن هنا كان الصح جواز معاملة من لم يعرف‬
‫رقه‪ ،‬ول حريته كمن لم يعرف رشده ومفهومه إل الغريب فيجششوز‬
‫جزما للحاجة )لم يعامله( أي‪ :‬لم تجز له معششاملته بعيششن‪ ،‬ول ديششن‬
‫لصل عدم الذن )حتى يعلششم الذن( أي‪ :‬يظنششه )بسششماع سششيده أو‬
‫بينة( والمراد بها إخبار عدلين‪ ،‬وإن لم تكن عند حاكم‪ ،‬وكذا رجششل‬
‫وامرأتششان أخشذا ممششا يششأتي فششي قسشم الصششدقات بشل يتجشه وفاقشا‬
‫للسبكي وغيره وكلم ابن الرفعة بعد أن أبدى فيه ثلث احتمالت‬
‫يقتضيه الكتفششاء بواحششد كمششا فششي الشششفعة‪ ،‬لن المششدار هنششا علششى‬
‫الظن‪ ،‬وقد وجد‪ ،‬ومن ثم لم يبعد الكتفششاء بفاسششق اعتقششد صششدقه‬
‫)أو شيوع بين الناس( حفظا لما له ويظهر أنه ل يشششترط وصششوله‬
‫>ص‪ <491 :‬لحد الستفاضة التي في الشششهادات لمششا تقششرر أن‬
‫المدار على الظن )وفي الشيوع وجه( أنه ل يكفي لتيقن الحجششر‪،‬‬
‫ويرد بأن البينة ل تفيد غير الظن فكذا الشيوع وكون الشارع نششزل‬
‫الشهادة منزلة اليقين محله في شهادة عند الحاكم ل فششي مجششرد‬
‫الخبار المكتفى به هنا ولعامله أن ل يسلم إليه المال حششتى يثبششت‬
‫الذن‪ ،‬وإن صدقه فيششه كالوكيششل )ول يكفششي( فششي جششواز المعاملششة‬
‫)قول العبد( إنه مششأذون لششه‪ ،‬وإن ظننششا صششدقه خلفششا لبششن عجيششل‬
‫لتهامه مع أنه ل يد لششه‪ ،‬وبششه فششارق الكتفششاء بقششول مريششد تصششرف‬
‫وكلني فلن فيه بل‪ ،‬وإن لم يقل شيئا بناء علششى ظششاهر الحششال أن‬
‫له يدا‪ ،‬وأما قوله‪ :‬حجر علي فيكفي‪ ،‬وإن أنكر السيد‪ ،‬لنه العاقششد‬
‫والعقد باطل بزعمه ويفرق بينه وبين عدم نفوذ عزله لنفسه بمششا‬
‫مر أنه مستخدم ل وكيل والحجر مبطل فيهما فششإذا ادعششاه العاقششد‬
‫عومل بقضيته بخلف العزل بالنسبة للول علششى أن مجششرد إنكششار‬
‫السيد ل يستلزم الذن‪ ،‬ومن ثم لو قال كنششت أذنششت لششه وأنششا بششاق‬
‫جازت معاملته وإن أنكر وكقوله ذلك سماع الذن له منه فل يفيشد‬
‫إنكار القن مع ذلك بخلف ادعائه الحجر ويفرق بأنه رافع لمششا مششر‬
‫من الذن بخلف مجرد إنكاره الذن‪ ،‬ول تسششمع دعششوى قششن علششى‬
‫سيده أنه أذن له في التجارة إذا لم يشتر شيئا فإن اشششترى شششيئا‬
‫>ص‪ <492 :‬فطلب البائع ثمنه فششأنكر السششيد الذن فلششه تحليفششه‬
‫فإذا حلف فللقن أن يدعي على سيده مششرة أخششرى رجششاء أن يقششر‬
‫فيسقط الثمن عن ذمته )فإن باع مأذون( له في التجارة )وقبششض‬
‫الثمن فتلف في يده(‪ ،‬أو غيرها )فخرجت السشلعة مسشتحقة رجشع‬
‫المشششتري ببششدلها(‪ ،‬وهششو الثمششن المششذكور أي‪ :‬مثلششه فششي المثلششي‬
‫وقيمته في المتقوم فساوى قول أصله ببدله أي‪ :‬الثمن علششى أنششه‬
‫في نسخ لكن المحكي عن خطه الول‪ ،‬وليس بسششهو خلفششا لمششن‬
‫زعمه )على العبد(‪ ،‬لنه المباشر للعقششد فتتعلششق بششه العهششدة حششتى‬
‫يؤدي مما يأتي وللمستحق مطالبته بهذا كدين التجارة بعششد عتقششه‬
‫أيضا كوكيل وعامل قراض بعد عزلهما لكنهما يرجعان ل هو )ولششه‬
‫مطالبة السيد أيضا(‪ ،‬وإن كان بيد العبد وفاء‪ ،‬لن العقد له فكششأنه‬
‫البائع والقابض )وقيل ل(‪ ،‬لنه بالذن صششار كالمسششتقل )وقيششل إن‬
‫كان في يد العبد وفاء فل( لحصول الغششرض بمششا فششي يششده ومحششل‬
‫الخلف إن لم يأخذ المال منششه‪ ،‬وإل طششولب جزمششا )ولششو اشششترى(‬
‫المأذون له )سلعة( شراء فاسدا لششم يطششالب السششيد‪ ،‬لن الذن ل‬
‫يتناول الفاسد فيتعلق بذمته ل بكسششبه أو صششحيحا )ففششي مطالبششة‬
‫السيد بثمنها هذا الخلف( للمعاني المذكورة والصح مطالبته لمششا‬
‫مر وطولب ليؤدي مما في يد الرقيق إن كان ل من غيره ككسششبه‬
‫بعد الحجر عليه ل لتعلقه بذمته‪ ،‬إذ ل يلششزم مششن المطالبششة بشششيء‬
‫ثبوته في الذمة أل ترى أن القريب يطالب بنفقة قريبه والموسششر‬
‫بإطعام المضطر مع عدم ثبوتهما في ذمتهمششا >ص‪ <493 :‬فششإن‬
‫لم يكن بيده شيء فلحتمال أدائه عنه‪ ،‬لن له بششه علقششة‪ ،‬وإن لششم‬
‫يلزم ذمته فإن أدى برئ القن‪ ،‬وإل فل‪ ،‬وقد ل يطالب بأن أعطششاه‬
‫مال ليتجر فيه فاشترى في ذمته ثم تلف ذلك المال قبل تسششليمه‬
‫للبائع بل يتخير البائع إن لم يؤده السيد وذلك لنقطاع العلقة هنششا‬
‫بتلف ما دفعه السيد من غير أن يخلفه شيء من كسب المششأذون‬
‫ولك أن تقول هذا إنما يتأتى إن أريد بمطالبششة السششيد إلزامششه بمششا‬
‫يطالب به أما إذا كان المراد العرض عليه لحتمال أن يششؤدي عششن‬
‫العبشد لمششا بينهمششا مششن العلقشة فل مشانع مشن ذلشك)ول يتعلششق ديشن‬
‫التجارة برقبته(‪ ،‬لنه وجب برضا مسششتحقه )ول ذمششة سشيده(‪ ،‬وإن‬
‫أعتقه‪ ،‬أو بششاعه‪ ،‬لنششه المباشششر للعقششد ومششر آنفششا الجمششع بيششن هششذا‬
‫ومطالبته فزعم غير واحد أن هذا تناقض مردود وجمع بغيششر ذلششك‬
‫مما فيه نظر )بل يؤدى مشن مشال التجشارة( الحاصشل قبشل الحجشر‬
‫ربحا ورأس مال لقتضاء العششرف والذن ذلششك )وكششذا مششن كسششبه(‬
‫الحاصل قبل الحجر عليه ل بعده )بالصطياد ونحششوه فششي الصششح(‬
‫كما يتعلق به المهر ومؤن النكاح ولقتضاء العرف والذن ذلك ثششم‬
‫ما بقي بعد الداء في ذمة الرقيق يؤخذ منششه بعششد عتقششه كمششا مشر‪،‬‬
‫وفي الجواهر لو باع السيد العبد قبل وفاء الدين وقلنا بالصششح أن‬
‫دينه يتعلق بكسبه تخير المشتري‪ ،‬واعترض بأن الصح أن دينششه ل‬
‫يتعلق بكسبه بعد البيع فل خيار‪ ،‬وفيها لو أقر المأذون أنه أخذ من‬
‫سيده ألفا للتجارة أو ثبت ببينة‪ ،‬وعليه ديون ومات فالسششيد كأحششد‬
‫الغرماء يقاسمهم ا ه وفيه نظششر ظششاهر بششل الششوجه أنششه ل يحصششل‬
‫للسيد إل ما فضل‪ ،‬لنه المفرط )ول يملك العبششد( أي‪ :‬القششن كلششه‬
‫بسائر أنواعه ما عدا المكاتب‪ ،‬ولو )بتمليك سيده(‪ ،‬أو غيره )فششي‬
‫الظهر( لقوله تعالى }مملوكا ل يقدر على شيء{ وكمششا ل يملششك‬
‫بالرث وإضافة الملك إليه في خبر الصحيحين }من باع عبدا‪ ،‬وله‬
‫مال فماله للبائع إل أن يشششترطه المبتششاع{ للختصششاص ل للملششك‪،‬‬
‫وإل لنافاه جعله لسيده‬
‫)تم الجزء الرابع ويليه الجزء الخامس وأوله كتاب السلم(‬

You might also like