Professional Documents
Culture Documents
ن عليكم!
أسمعونا أصواتكم أيها الحكوميينَ ،بله أْمَر ْ
ليس هناك من حادثة سوداء إل ولها جانب منير ،أدركه الناس أو لم يدركه ،ولهذا
قالوا قديمًا ) مصائب قوم عند قوم فوائد( ،وواقعة الفكة الميسانية ليست إستثناءًا
من القاعدة ،فقد كشفت للعراقيين خَور حكومة المالكي وتفاهتها ،وكم هي خانعة
وذليلة حتى مع عدو ينتزع ثغور الوطن على مرأى من العالم كله ،ول غيرة تقابل
فعله ..
وتذكرون تلك الطرفة عن حامل الخنجر ،يوم سألوه وعرضه يتعرض للنوائب ،ما
نفع الخنجر ذاك ؟ فأجابهم أنه ) الخنجر البيض لليوم السود (!!
لقد حل أول أساود أيامكم يا حكومة المالكي ،يا برلمان ،يا كل طويل اللسان ،من
مؤيدي إحتلل المريكان ومناصري حكومة كل طائفي خّوان ،فأين خنجركم
ح الثور البيض ؟ البيض ؟ أم تراه قد ضاع منكم يوم ُذب َ
الموضوع كله ليس ُمقنعًا ،ليس لنه مزحة ،بل لن إيران قد إبتلعت أكثر من
نصف العراق منذ ربيع 2003تحديدًا ،بتعبير مجازي بعض الشيء ،فما تراها
تعني مجرد آبار الفكة ؟ نفط كثير ،نعم ،لكن لدينا نفط أكثر ،إنما هي السيادة
والعرض والروح والدم ،أكبر من النفط ،وصدق فاروق جويدة برائعته تلك ) من
ن النفط أغلى من دمي؟( ،هذا مصري شريف حكى ما أعرض عنه عراقيون قال أ ّ
ي مجهود ،ترى متى سينطقون ؟ متى كثر ،عراقيون لم يقبض العراق منهم أ ّ
سيلطمون ظهورهم بالسلسل ندمًا ؟
ن أكثرمن بين جموع المتظاهرين التي عرضتها الشرقية وبقية القنوات ،تبّين أ ّ
العراقيين إحتدادًا وإنفعاًل وحرقة أعصاب ،هم من بذلوا الغالي والنفيس دفاعًا
عن كّل فكة ،ليس فكة ميسان فحسب ،فالعراق واحد ،هم جرحى الحرب ،هم
أسرى العراق ،هم عسكر العراق ذاك ،على الطريق من محطة التلفزيون بَميسان
إلى چنانه ومن ثم الشوش وديزفول ،مرورًا بالرادار اليراني ،على المشرح
والكحلء ،في الشيب والطيب ،بالبازرَكان ،حيث كانت تعسكر قيادة قوات أبي
عبيدة ،الفرقة الولى ،يوم كانت فرق الجيش وتشكيلته تتسمى بعناوين تاريخ
العراق ،تلك القطعات وبقية القطعات التي أعقبتها طيلة ثمانية سنوات ،وأّدت مثلها
ما أّدت ،مئات اللوف من العراقيين خطوا أسفارًا نعتز بها ونعتز بهم وُنغلي
ي رجال تضحياتهم فهم أصحاب الزنود السمراء ،الرجال الذين ل يشبههم أ ّ
بالعالم .. ،
...ليس النفط يا عراقيين ،فهو آخر ما يعنينا ،ليس النفط ..بل الوطن وحرماته..
غالبية العراقيين قالوا مقالتهم ،منهم من صاح ) النفط ليس أغلى من دمي( ،
ومنهم من صاح ) التراب العراقي ل يطأه دخيل حاقد( ،ومنهم من صاح ) أعطيت
أطرافي وسنين عمري للعراق كي ل يحصل كل هذا( ...وأفضل ما نطق به )أصحاب
المرونة( من الجهابذة كان إشهار إحتمالية تناصف النفط في تلك البار مع الجار
المستأسد ،لن قاعدة تناصف المسروقات عند كل عصابة لصوص كانت ول
ص !!! ....
ص بالن ّ
زالت ،ففتي ففتي ،الن ّ
....الكل تقريبًا تكلم ،لكنكم لم تتكلموا لغاية هذه اللحظة ،يا حكوميين ،يا
فدراليين ،يا أصحاب الجوازين والثلثة ،لم تنطقوا ،ول أحسبكم ستنطقون فأنتم
في كّل واحدة من أمثال هذه ،مجرد ُمبلسين ،من الغيرة ُمفلسين ..