Professional Documents
Culture Documents
2019
إختطاف الناشطات من بين المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد كان وصمة عار
بجبين المليشيات اإليرانية الهوى ومعها الحكومة بكل مؤسساتها األمنية
واإلعالمية وبسلطاتها الثالث التي ( واحدتهن أضرط من األخريتين) ومن ثم
بجبين المرجعية الرشيدة التي ال صوت لها في مواقف كهذه تستلزم التكفير
ومنتهى الغضب واإلستشاطة ،وليس هناك من إستغراب طالما نحن نتكلم عن
أجانب فرس بالدم والجينات وبالشيطان المشترك الذي يوحي لهم زخرف القول
غرورا ً كما يقول كتاب هللا .أنت ال تملك وقت تعاين واقع الحال مع خطف
الناشطات الشابات في ظل صمت األجهزة األمنية إال أن تستحضر واقعة عمورية
والخليفة المعتصم وعبارة ( وا معتصماه) التي جرت جيشا ً جرارا ً وأدبت جيشا ً
للعدو هو وإمبراطوره ،وكله لم يكن من أثر فلم فيديوي أو تسجيل صوتي أثار
غيرة المعتصم ،إن كانت إال مجرد حكاية نقلها أحد الحضور عن إستغاثة حفيظة و َ
حرة وقعت بيد العدو فكان ما كان .ذاك كان المعتصم سليل العباسيين فما بال سليل
العلويين المزعوم هذا ال صوت له وال خبر؟ هل هي لشئ سوى أنه سليل
الساسانيين ال العلويين ولكونه عديم الغيرة من أصله ويتمنى لو إستبيحت أعراض
العراقيات كلهن ما دمن يخرجن ضد كهنوته وما تولد عنه من نظام حكم فاشل
مجرم ؟ تحضرني قصيدة الراحل ( عمر أبو ريشة)،أبو ريشة األصلي ال أبو ريشة
الدليمي الساقط !
المست أسماعهم لكنها لم تالمس نخوة المعتصم رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتم
عادت صبا المهدي ،أول من تم اختطافهن ،وامتنع أهلها عن التصريح بإسم الجهة
التي إختطفت إبنتهم ،مفهوم أن المجرمين أنذروها بما هو أسوأ لو نطقت حروف
عناوينهم ،وهو كله أصالً معروف لنا ،ثم عادت ( ماري محمد) التي اشتهر
تسجيل لها وهي تستهزئ بعادل عبد المهدي ( أبو العدس) وهذه األخرى تم
إطالق سراحها قبل يومين ،ومن بعد ماري محمد تبقت سيلين باسل القادمة من
فرنسا لتشارك أهلها العراقيين بمصابهم وتسجل إسمها في سجل الشرف أسوةً
بزميالت وزمالء لها فاختطفها عديمو الشرف من إستخبارات الحشد ،متى كان
العراق يعرف هذه األمور والخلقيات السافلة إال في عصر السقوط هذا حيث تسمع
بمتعصبين منهم يتخذون وضعية الكالب والحمير في إحتفاالت عاشوراء
ويفتخرون بأن واحدهم هو ( كلب زينب) واآلخر هو ( كلب رقيه) أو سكينه،
غيرة ويتألمون ل( خطف) العقيالت من قبل جيش يزيد، لإليحاء بأنهم أصحاب َ
تحقير للذات ال أصل له في كل علوم الشيعة وفقههم ،وكل هذا ال يهم فمن يشتهي
أن يتحول لكلب فهذا شأنه ،لكن هل ينتخي لشرف زينب ورقية وسكينه من
يرتضي خطف الفتيات في هذا العصر؟
في تصريحها الوحيد مع مراسل قناة الحدث ،كانت ( ماري محمد) تتكلم بلغة
يعرفها خبراء لغة الجسد ومحللو اإلستخبارات ويكشفون ما يكمن وراءها ،والقتاة
معذورة لو كذبت فهي مرت بتجربة ومحنة كبيرة ومؤكد أنها مجبرة على التمثيل
وتنزيه الخاطفين .في هكذا مواضيع ،أنت تغمض عينيك قبل أن تنصت لكالمها
وأجوبتها وتفترض من ذاتك ماذا ستقول في ظل إطالق سراح أعقب غيبة طالت
كثيرا ً وعلى يد مجرمين لم ير العراق مثلهم من قبل ؟ ستجد عقلك يقول لك (هي
ستقول أنها لم تتعرض ألذى وال لتعذيب ،وستقسم كثيرا ً عندما تتكلم عن فقرة
التعذيب بالذات ،وستقول أنهم كانوا مهذبين ومؤدبين ولم يمنعوا عنها الماء أو
الطعام ،وستنكر أن يكونوا قد صادروا هاتفها وموجوداتها الشخصية)،حسناً ،هي
ال تحتاج ألي ( روحة للقاضي) ،فكذا أجابت وأضافت أنهم " أجبروها" على تناول
الطعام ومن ثم استدركت فقالت" :هم لم يجبروني بمعنى القوة والغصب بل ألحوا
علي أن أكف عن اإلعراض عن تناول الطعام والذي كان برغبتي أنا" !
نترك كل هذا وننتبه لجزئية بسيطة فضحت برمجتها على هذا الرد كمقابل إلطالق
سراحها وعدم التعرض لها من جديد ما لم ( ..وهذه سنحكيها الحقاً) ،هي قالت
بالبداية أنها كانت بمأمن " هي وبقية الفتيات" وأن كل ما كان الخاطفون بصدده
هو التأكد :هل ورائهن جهة أجنبية ؟ لكن عندما سألها اإلعالمي أحمد الحمداني
:هل كان معها فتيات أخريات؟ أجابت أنها كانت لوحدها فاستدرك بعد أن ( أخذله
صفنه) وهو يحاول أن يتذكر تصريحها األولي عن "فتيات" فأضاف لها ( إذن
كنت في سجن إنفرادي؟)إنقاذا للموقف المحرج ،والذي أجابت عليه ب( نعم).
السؤال األخير كان حول :هل ستعاود نشاطها في ساحة التحرير؟ والذي أجابت
عنه وبنبرة منخفضة ( ال أعتقد ،كال)! إن كانوا لم يعذبوها ولم يؤذوها ولم
يستمروا باعتقالها كونهم تأكدوا من عدم وجود جهة أجنبية وراءها فما الذي
يمنعها من معاودة نشاطها إذن سوى أن اإلعتقال اإلرهابي ذاك كان ألجل نشاطها
،بغض النظر عن أي شئ إسمه ( جهة أجنبية تقف وراءها) ومقصود منه إرسال
رسالة إرهاب وتخويف لكل الفتيات والفتيان غيرها كي ينفضوا ويتركوا التظاهر؟
أنتم ال فكرة لديكم عن أشكال التعذيب التي يمارسها هؤالء المجرمين .أتحدث عن
أدنى األشكال ألن األقصى ال يعلم بها أحد ،وحدهم هم المجرمون الحشديون
واألموات من الضحايا يعلمون .في فترة سيطرة تنظيم الدولة على الموصل إعتقل
مجرمو الحشد مسافرين من أهالي الموصل كانوا بطريق العودة للموصل ،أطلقوا
سراح ثالثة منهم بعد فترة ولكن داخل نفق تحت األرض بعرض هو بالكاد يساوي
عرض سيارة الهمفي التي يستخدمونها ،كان سباقا ً من أجل الحياة في نفق طويل،
من ال تسعفه عضالته ولياقته سقط صريع الهمفي التي أطلقوها وراءهم بأقصى
سرعة كما يطلقون كالب الصيد بإثر الفرائس في مواسم الصيد ،وحده من وصل
لنهاية النفق سالما ً هو الذي نجا من بين الثالثة ،يبدو انهم تعمدوا تركه يصل
ليحكيها وقت وصوله ألهل المدينة ،فهو اإلرهاب بعينه .ومن إعتقلوهم ببغداد قبل
شهور حبسوهم في توابيت مغلقة لدرجة اإلختناق ،أتحدث عن أبرياء مائة
بالمائة ،ال تهمة وجهت إليهم وال دليل وال محاكمة ،مجرد إخبارية وشاية وصلت
بشأن شخص وكانت هذه عقوبة مرافق الشخص كان بصدد إستضافته ألنه مريض
بال مرافق قدم لبغداد ويحتاج لمساعدة! هذا هو الحشد وهذه هي نتيجة فتوى
السيستاني ملعون الوالدين ،وهذه هي حقيقة كالب زينب ورقية وسكينه ومدى
غيرتهم وأخالقياتهم ،لم أجد أحدا ً من داعش فعل ذلك كله فاعرفوا عدوكم،
ستنكشف لكم صفحات لم ي َرد لكم أن تقرؤوها ،فقط بعد سقوط الصنم.