Professional Documents
Culture Documents
عشرون من أول
2024
هذه قناة كويتي يدعى (أبو طالل الحمراني) أزهقت ساعة من عمري وأنا
أتابع قصة خيالية عضروطية إجتهد خاللها أن يرينا معالم مدينته مشفوعة
لقطاتها (من كاميرا سيارته وهو يقود سيارته بفخر كما أرى) بتفاصيل
مترهلة لقصة خيالية من لسان كويتي متعطش للجنس وللنساء كما نضح من
أسلوب روايته الصوتية وهو يصف مفاتن بطلة القصة بكل نهم وجوع
جنسي وهو لم يرها حتى! واضح جدًا أّن ه مدفوع بقوة الدوالر ليسطر
األكاذيب والتحريفات فيعلي من شأن قوات مكافحة اإلرهاب المجرمة
ويشوه سمعة تنظيم (داعش) فوق ما صير لتشويهه لحد اآلن.
حتى بحساب اإلسم واللقب ،فأبو طالل هذا يحمل كنية هي تسمية البسطال
وفق التيرمينولوجي الشعبي العراقي من وقت صير لتعرية الملك حسين
خائن العرب المستتر طيلة حياته والذي فضحته نشريات اإلنترنيت مؤخرًا.
أما لقبه ،الحمراني ،فهو يبدو لي مركبًا من دمج عبارتين محكيتين على
لسانه هو وأفراد عشيرته بالقول (الحمار آني) (كما بعبارة سّر َم ن رأى)،
وهذا الحمراني إستحمر بهذه القصة التي إجتهد ليكسب ماليين الاليكات
وهو يدغدغ مشاعر كل مبغض للتنظيم فجعلها على حساب أهالي المناطق
المحررة وهي كلها (سنية) بالطبع ،فبمقابل هذا التقبيح ،هناك المالزم حسين
من البصرة والذي لم يمد إصبعا صوب اليزيدية التي رافقها وتكفل بحل
مشكلتها! فهل وجدنا هكذا حسين وحيدر من بينهم؟
من سوء حظ أبو طالل هذا أنني إطلعت على مضمون تسجيله كما إطلعت
على واقع الحال تحت حكم التنظيم بالموصل فأنا شاهد عيان شاهد إثبات
وشاهد نفي ،كلها وبنفس الوقت ولكن وفق كل حالة ،هارد لك يا أبو طالل
فأنا سوف أنعل سلفا سلفاك أيها المرتزق الرخيص!
باإلمكان فتح رابط يوتيوب لهذا التسجيل من خالل كلمة البحث (قصة كندا
الصهباء) أو البحث عن إسم هذا المرتزق (أبو طالل الحمراني) ،ولكونه
يستغرق كثيرًا فسأعطي مختصر ما تضمنه:
يحكي التسجيل عن يزيدية "فائقة الجمال" إسمها ِكنده (الغبي أسماها كندا-
خليجي بعد!) عاشت بسنجار وتزوجت شابًا يزيديًا ("بازاد" وفق رواية
الغبي -لكن اإلسم هو بهزاد طبعًا) عمل كبائع لبلبي ولم تمر على زواجهما
أكثر من ثالثة شهور فاضطر للسفر لبغداد ليسجل أوراق الزواج تحضيرًا
لوالدة طفلها المقبل ،ولكن تنظيم داعش "حرمه من دخول الموصل" عند
عودته فبقي ببغداد بينما فقدت كنده والديها على أيادي التنظيم وسيقت سبية
هي وطفلها للرمادي .وإستغرق أبو طالل وقتا طويًال وهو يعالج عملية
تسليم كنده على يد من سباها ألمير من التنظيم وهي ترفض بحيث قام هذا
المسلح بطبخ إبنها ضمن قدر(باجة) وقّد مه لها(!!) وبالنهاية وبعد مماحكات
ومالحاة طويلة أوصلتها لبيت األمير هناك بالرمادي توصل للحظة إستفراد
األمير بها وكيف أنها تناوشت سكين الفاكهة على حين غرة وأشبعته طعنا
بحيث فجرت دماء رقبته وبطنه وصدره (هكذا -هذا أمير طبعًا! أمير
طعيمه ربما) وتصادف (وما أحلى المصادفات بهكذا قصص) أن شنت قوة
من مكافحة اإلرهاب هجومًا على الدار تلك بذات اللحظة الدموية تلك
ووجدوا كندة وهي تطعن عدوها وهو ميت ومن ثم تم تحويلها لمستشفى
(أين؟ في كركوك!!) حيث رافقها المالزم (ما إسمه؟ ربما تتصورونه عمر
مثًال أو عبد القادر؟ ال ال ،أنتم واهمون ،إسمه هو ...حسين ،البد أن يكون
حسين أو كاظم أو عبد اليّمه فجهاز اإلرهاب حساس مع موضوعة
األسماء!) .وينهي أبو طالل ملحمته هذه بتفصيل كيف إصطحبها حسين هذا
لبيت أهله بالبصرة ولم يمد يده إليها رغم أنه عشق جمالها (هذه نقطة
مهمة ،فجهاز مكافحة اإلرهاب لن يوقع الصك ما لم يتم التأكيد على عفة
وتعفف وتبتل حسين هذا) ،ال بل وتولى عملية البحث عن زوجها وفق
إلحاحها وكيف أوصل الزوجين ببعضهما وقدم لهما خدمة كبيرة بأن يّسر
لزوجها أن يعمل ببيع مالبس الباله في سوق في باب المعظم ببغداد أسماه
بسوق الجملة (!!) .المهم :بعد مدة ،تفتقد كنده عاشقها حسين وتتصل بأهله
لتتفاجأ بأمه وهي تبكي وتزف لها خبر إستشهاده! وهنا ،وصل أبو طالل
للعمارة التي يقيم بها فأنهى القصة كما تفعل أية جليسة أطفال أو (بيبي
ستر) لتجعل األطفال يغمضون أعينهم ،ولو أنه جلس على التواليت في
موضع سكنه بدل هذه الجولة المطولة وسرد الرواية وهو معتٍل عرشه في
الغرفة الفيزياوية تلك ألراح عيوننا من تلك السياحة الليلية لمدينته التي ال
نشتريها بفلس.
كانت تلك هي ملحمة أبو بسطال التي إتخذ فيها دور (الراوي) كما لو كان
يسكن وجدان الشخوص فهو يصف اللواعج ويوثق اآلهات والحسرات
ويسجل إنهمار الدموع ويشمئز من رائحة أسنان و"صنان" األمير ذاك
وشعره األشعث والشعر النابت في وجهه من دون أن يكون شاهد أو سمع
أي شيء من هذا! ويتنقل بهكذا توصيف مع شخوص الرواية من سنجار
للرمادي لبغداد للبصرة لكركوك في غباء منقطع النظير بمجال فبركة قصة
خيالية يريد أن يجعلها حقيقًة واقعية دون أي إسناد لمصدر أو تسمية شخص
حكى هذه التفاصيل!
واآلن إلى األكاذيب والتناقضات:
دخل التنظيم سنجار ليًال خالل أيام عقب السيطرة على الموصل ،أطلقوا
قططا وكالبًا حبيسة من أقفاصها وصوب أطراف سنجار بعد أن ربطوا
بظهورها دوائر إلكترونية تطلق تلك المصابيح الحمراء والزرقاء لسيارات
الشرطة فذعرت قوات البيشمرَك ة البطلة واعتلى كل خورشيد وبابكر
سيارته البيكب وفروا من سنجار تاركين اليزيديين لمصيرهم .وفق ما
سمعته من أحد مقاتليهم بخصوص سنجار فقد وافقت مجموعة من المدنيين
هناك على الدخول باإلسالم إستجابة ألمر من التنظيم ،وتحرك المقاتلون
صوب الجبل الذي تسلقته جموع كثيرة متجهة للحسكة في سوريا ،وبعد
عودة المقاتلين لسنجار وجدوا من تحولوا لإلسالم مذبوحين من قبل
جماعتهم ،وكانت هذه هي ما جّر ت البالء على اليزيديين ككل فقد صير
لقتلهم بالجملة .أما بخصوص سبي اليزيديات فقد أجابني ذلك المقاتل بأن
الخليفة أباح لهم السبي كي ال يمدوا أعينهم صوب المسلمات ومع هذا
أوصاهم أن تكون السبية "ملك يمين" المقاتل ،ال أنه يأخذ متعته منها
ويسلمها كالعاهر لزميله .هذا ما وصلني من طرف نفر منهم.
تفّص ل أبو بسطال بوصف جمال كنده الصهباء هذه فجعلها تتجسم بخيال
السامع كأنما هي "ميريدا" ..تلك الشخصية الكرتونية ذات الشعر األحمر
التي ترمي السهام بفلم من إنتاج (والت دزني) ،وأفرط بتوصيف الشعر
األحمر كما لو كان عملًة صعبة أو سبيكة ذهب! منحها عيونًا زرقاء وطول
فارع ،وأنت تستطيع بيسر تخيل معالم وجهه من خالل الوصف المحموم
فهذا متزوج من دابة كويتية زرقاء الشفاه برميلية الخصر عجيزتها تمثل
بالكونه بدون مصابيح خلفية ،ينضح نهم جنسي وشبق (غلمة) كويتية قبيحة
من خالل أوصافه ،ولكن فات هذا الكديش أنه لو تقرب من أية يزيدية
فسيكفر بإبليس وطرطميس وذلك من أثر شم أنتن رائحة ناتجة عن تعود
عدم اإلستحمام والجهل بكل قواعد الهايجين النسائي ،نحن نحكي عن بشر
متحجرين بهذه األمور.
والمرتزق هذا واضح أنه تلقى "خارطة طريق" من جهاز مكافحة اإلرهاب
لتنفيذ هذا اإلعالن المدفوع الثمن فهو يورد أسماء مناطق ال يعرف بها
عموم العراقيين أنفسهم فما بالك بالكويتي؟ الرشاد وسنجار والحويجه
والزاب والرياض وقرية ينكجه(!!) ،بل هو يتحاشى بمكر أن يقر بأّن
اليزيديين يعبدون الشيطان فهذه النقطة تسلب قصته أية مشروعية تعاطف
متوقع ،تركيزه هو على (شيطنة) التنظيم وإظهارهم بأقبح الصور كما
عندما حكى عن األمير ذاك بنهاية القصة ،وللحق ،فمقاتلي داعش من حولي
كانت تفوح من ثيابهم أطيب العطور ومالبسهم من النظافة بمكان ،فالقذارة
والقبح الذي حكى عنه وجدناه عند جنود الفرقة السادسة عشرة وقوات
مكافحة اإلرهاب والشرطة اإلتحادية (هذه بالذات) ،قذارة المالبس وقبح
الوجوه وانعدام األخالق والدين .تخصص بعض هذه القوات بسرقة
البطانيات غير المستعملة بحيث تم تعبئة شاحنات منها ،وتخصص البعض
االخر بسرقة المكائن كالتورنات والمولدات وعقول السيارات الحديثة،
وهكذا.
وتصور أّن يزيديًا من سنجار تزوج يزيدية من سنجار هي األخرى ،ما
الداعي لذهابه لبغداد كي يسجل أوراق الزواج والموصل على مقربة منه
ودوائر قضاء سنجار تابعة للحكم المحلي بالموصل؟! خانتك رجالك يا أبو
بسطال!
وكيف مرت سنة ونصف على بطلة القصة لحين تم سبيها بينما السبي
حصل بالشهر األول من دخول التنظيم وبحيث أّن مئات ومئات األبقار
والثيران نفقت عطشًا وجوعًا بحظائر العلف(الربط) كون اليزيدين فروا
لكردستان ولسوريا عبر جبل سنجار؟
والطريق بين الموصل وبغداد لم يتم غلقه طيلة سنتين بحيث يمكن ألبو
بسطال هذا أن يسرد كيف عجز (بهزاد) عن دخول الموصل! كانت
السيارات تتجه من وإلى بغداد والباب مفتوح لكل من يدخل على خالف
المغادرة التي تم منعها بالسنة األخيرة من حكم التنظيم فكانت تتم بالتهريب
وخفية تحت جنح الليل .وفي واقعة منهن ،تم تكليف سواق أجرة بنقل
سيارات لبغداد وتبين إثر تفتيش الحشد الشعبي لها عند جسر بزيبز ذاك أنها
مفخخة ببطاناتها فصير إلعدام السواق وهم غير دارين أصًال بما تم
توريطهم به!
وكنا قد إبتلينا بزمن النظام الوطني بكويتب كان إسمه (مهدي العَك يلي) كان
يؤلف لخير هللا طلفاح سلسلة معنونة ب (كنتم خير أّمة أخرجت للناس) وفي
أحد أعدادها إسترق قصة من كتاب لقسيس سبق له أن نشر كتابًا تشهيريًا
باليهود والماسونيين فقال إنهم يختطفون مسلمًا أو مسيحيًا في يوم عيد لهم
ويستنزفون دماءه بعد ذبحه ويجففونها ليعجنوا الخبز بها ويتناولوه! إستخدم
أبو بسطال هنا شيئًا أقبح من هذا األسلوب فقال إّن من سبى كندة قام بذبح
وتقطيع طفلها وطبخه لها ضمن قدر(باجة) ألنها رفضت أن توافق على
تسليمه إياها ألميره! وكأنما السبية منهن كانت تملك أن تمتنع لتلجئ من
سباها أن يلعب هذه اللعبة الغير معقولة معها ،وألجل ماذا وهي ملك يمينه
والسالح بيده؟! هنا نسمع بمصطلح (ليلة حمراء) ومؤكد أّن اإلناء هذا نضح
بما فيه فالليالي الحمراء والشذوذ وأشكال زنا المحارم وتمكين السواق
الهنود من أعراض نساء العوائل بالكويت هي مفردات تسكن العقل الواعي
والعقل الباطن والعقل الجمعي لهذه الملة المنخورة بالفسق وبتحول الفتيات
لذكور أو العكس ،هل يملك المتحدث حق الكالم عن غيره وزجاج بيته
متشظي بالكامل؟
وفي نهاية المطاف ،فنحن بإزاء قصة غبية التكوين مكشوف من هو راعيها
فهي دعاية مدفوعة الثمن لصالح جهاز مكافحة اإلرهاب الذي هو نفسه
(جهاز اإلرهاب) الذي خلقته ودربته أميركا وضمت إليه كل الخونة ذوي
الوالء لماللي قم وطهران..
فلم هندي بمواصفات خليجية ،تعست القابلة التي شمطت رأسك يا أبو
بسطال ،أنت وأهلك وجهاز مكافحة اإلرهاب كله معك .سترتد عليكم تلك
األيام ،وخّير المابيكم لن يجد بعيرًا يمتطيه لينجو بنفسه ،جربتموها وفررتم
للسعودية أنتم وجيشكم ،وجربنا نحن إمتطاءكم يا قبيحي الجهرات والنفوس،
وإّن غدًا لناظره قريب.