Professional Documents
Culture Documents
تسألني ربع دينار ) 20سنتًا( يا عوده يا إبن أبي محمد ،ربع دينار لتبتاع به
)بسكت كيك( ،لن معدتك خاوية منذ الصباح ،أنا قرأت جوعك في عينيك قبل أن
ي ،أّيها
تحكيها ،وفي كل ملمح وجهك أيها الصغير المتضّور ،أيها الشهيد الح ّ
صر..،وكم هناك مثلك من الضائعين في كل المظلوم بل قضية ،بل محامي ،بل منا ِ
العراق!
أعطيك ما أعطيك..في عيدك الغالي؟
تسألني أن أعينك ،وكلفة لوحة دعاية إنتخابية مفردة ،من ذوات الحجم الصغير،
تكفي ليس لملء بطون عائلتك وجيرانهم ،بل لتبييض ملمحك ومنحك رونقًا سلبه
ل،
منك لصوص الحكومة ومتسابقو النتخابات ..تكفي لرّدك للمدرسة رّدا جمي ً
ومنح العراق رقمًا موجبًا آخر ،رقمًا آخر غير سالب ،مهما كان ضئيل ،من أجل
مستقبل أفضل،لك ،لي،و للجميع .
أعطيك ما أعطيك ،لجوفك الخالي ؟
وهل لكل دراهمي أن تكفيك ،وتغنيك ،وتشبع الجوع الذي فيك ؟
في عراق كان له قبل قرون بعيدة َمن يعاتب نفسه ويؤنبها ،يحس بالغيرة والحرص
على دابة تعثر في طرقه البعيدة ،فمن له اليوم ؟
أعطيك ما أعطيك ،في عراقك الخالي؟
وغدًا تكبر وتفهم ،وتجد من يسأل عنك،ل لينصفك أو يساندك ،بل ليجعلك ترتدي
الخاكي وتدفع ضريبة المواطنة ،في وطن ل حقوق فيه ،بل الكثير من الواجبات ..