Professional Documents
Culture Documents
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ
2002/2001
ﺍﻻﻫﺩﺍﺀ
ﺘﺅﺩﻱ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺩﻭﺭﺍ ﻤﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﻤﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﺼل ﺒﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻭ ﺘﺴﻴﻴﺭﻫﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺎﺕ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭ ﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﻨﺯﻫﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺩ
ﻭ ﺍﻷﺴﺎﻁﻴل ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻬﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻻﺴﺘﻌﻤﺎل
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻔﻥ.
ﻭ ﺇﺫﺍ ﺘﻜﻠﻤﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭ ﻋﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ ،ﻓـﻼ
ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﻐﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻷﻤﺎﻥ ﺃﻻ ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ .
ﻭ ﻻ ﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ
ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﺤﺠـﻡ ﺍﻷﻀـﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁـﺔ
ﺒﺎﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻭ ﺍﻟﺤﻤﻭﻟﺔ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺃﻭل ﺃﺸﻜﺎل
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﺕ ،ﺇﺫ ﺘﺭﺠﻊ ﻨﺸﺄﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺽ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺭﻓﻪ ﺍﻟﻴﻭﻨـﺎﻥ ،ﻭﺍﻟـﺫﻱ
ﺍﻨﺘﻘل ﻤﻨﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻥ.
ﻭ ﻟﻡ ﻴﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﻨﻅﺎﻡ ﺨﺎﺹ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ ،ﺤﻴﺙ ﺼﻴﻐﺕ ﻓﻲ
،(Guidant de la )mer ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ،ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﺒﻤﺭﺸﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭ )(Rouen ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺭﻭﺍﻥ
ﺍﻟﺫﻱ ﻓﺼل ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭ ﻜﺎﻥ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟـﺼﺎﺩﺭ ﺴـﻨﺔ 1681
ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠـﺎﺭﻱ ﺍﻟﻔﺭﻨـﺴﻲ ﻓﺘﻘﻨـﻴﻥ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ،ﻜﻤﺎ ﺍﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.
ﻭ ﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻴﺘﻡ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﺘﻭﻻﻩ ﺃﻓﺭﺍﺩ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻨﻭﻋﺎ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺭﺓ ﺃﺴﺎﺴﻬﺎ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ،ﺤﻴﺙ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻗﺩ ﺨﺴﺭ ﺼـﻔﻘﺘﻪ،
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻓﻘﺩ ﺼﺎﺩﻓﻪ ﺭﺒﺢ .
2
ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻭ ﻤﻊ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺭﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺩﻭﻻﺭﺍﺕ ،ﻓﻠﻭ ﺘﺼﻭﺭﻨﺎ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺘﺠﻭﺏ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺎﺕ ﻤﻊ ﻋﻠﻡ ﻫﻼﻜﻬﺎ
ﺒﺴﺒﺏ ﺘﻌﺭﻀﻬﺎ ﻷﺨﻁﺎﺭ ﺠﺴﻴﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﻀﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ ﻭ
ﻴﻘﻠل ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﻴﻥ ﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴﻬﺎ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻬﻡ ﻴﺤﺠﻤﻭﻥ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ،ﻟﺫﻟﻙ ﺃﺼـﺒﺤﺕ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ.
ﻭ ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻴﻅﻬﺭ ﻜﻴﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺤﺎﻟﻴﺎ ﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﻨﻭﻋﺎ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺭﺓ ،ﻴﻘـﻭﻡ ﻋﻠـﻰ
ﻓﻜﺭﺓ ﻨﻘل ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒل ﺃﻀﺤﻰ ﻨﻅﺎﻤﺎ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﺒـﻴﻥ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻬﻡ ﻭ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ.
ﺴﻨﺩﺭﺱ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﺃﻻ ﻭ ﻫـﻭ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﺒﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻭ ﻫـﻲ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ،ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ
ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭ ﻟﻜل ﻨﻭﻉ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘـﻨﻅﻡ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺘﻘﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺃﺤﻜﺎﻤﻬﺎ ﻗﻭﺍﻋﺩ
ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ﻭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻫﻲ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﺜـﺭﻭﺓ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﺭﺘﻜﺯ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺒﻬﺎ ﺘﻨﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ
ﺃﻥ ﺍﻷﺴﻁﻭل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻴﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭﺍ ﻤﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﻁﻠﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﻋﺭﻓﺕ ﺘﻁﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘـﺼﺎﺩﻴﺔ
ﺒﺎﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﺭﺓ ،ﻭﺍﺒﺘﻌﺎﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺍﺤﺘﻜﺎﺭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﻼﺴـﻴﻜﻴﺔ ،
ﻤﻤﺎ ﻴﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺤﺭﺓ ﻭﻟﻼﺴـﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻵﺘﻴـﺔ ﻋـﻥ ﻁﺭﻴـﻕ ﺍﻟﺒﺤـﺭ ،ﻭﻜـﺫﻟﻙ
ﺍﻻﺴﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻟﺫﻟﻙ ﺨﺼﺼﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤـﻭل ﻫـﺫﻩ ﺍﻻﺩﺍﺓ
ﻭﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﺃﻫﻡ ﻋﻘﺩ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻬﺎ ،ﻭﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻨﻅﺭﺍ ﻟﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴـﺔ ﺍﻟـﺫﻤﻡ ﻭﺤﻤﺎﻴـﺔ
ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺒﺙ ﺍﻟﻁﻤﺄﻨﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﻴﻥ ﺠﻤﻴـﻊ ﺍﻟﻤﺘﻌـﺎﻤﻠﻴﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﺠـﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ.
3
ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻨﺠﺩ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻓﺭﺩ ﺒﺎﺒﺎ ﺨﺎﺼـﺎ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴــﻥ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ) ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻡ 95ـ 07ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓـﻲ 25ﻴﻨـﺎﻴﺭ 1995
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ( ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻤﻨﻪ ﻗﺴﻡ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺃﻗﺭ
ﻟﻪ ﺃﺤﻜﺎﻤﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ ،ﻭﺩﻗﻕ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺨﺭﺝ ﺒﻬﺎ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻤﻤـﺎ
ﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻨﻔﻬﻡ ﺒﺄﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺘﻤﻴﺯﻩ ﻋﻥ ﺒﺎﻗﻲ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺫﺍﺘﻴﺔ ﺠﻌﻠﺕ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟـﻡ
ﻴﻜﺘﻑ ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺤل ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤـﺎﺕ ﺍﻟﻁـﺭﻓﻴﻥ .
ﻭﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﻐﺯﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﻌﻰ ،ﻨﻘﺎﺭﻥ ﻤﺎ ﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ
ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻤﺎ ﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺒـﺭ ﻤـﺼﺩﺭﺍ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺎ ﻟﻜـل ﺍﻟﺘـﺸﺭﻴﻌﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ،ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻟﻤﺎﻟﻪ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸـﺭ ﻋﻠـﻰ
ﺘﺸﺭﻴﻌﻨﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺴﺄﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻗﺭﺭﺘﻪ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻨﺠـﺩﻫﺎ
ﻓﻲ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺃﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘـﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺩﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ CAATﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ
ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻜﺭﺓ ﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭ ﺃﺼﺩﺭﺕ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ
ﻫﻴﻜل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ﻤﺭﺠﻌﹰﺎ ﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺴﻭﺍ ﺀ ﻜﺎﻥ ﺭﺃﺱ
ﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻤﻭﻤﻴﺎ ﺃﻭ ﺘﺎﺒﻌﺎ ﻟﻠﺨﻭﺍﺹ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻨﺴﻤﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﺎﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨـﺔ
ﺒﺎﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺴﺄﻗﺎﺭﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻊ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻟﻠﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﺨﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻟﻠﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ .
ﻭﻻ ﻴﻔﻭﺘﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﻗﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﺃﻨﺎ ﺒﺼﺩﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻭﺩ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺴـﻭﺍ ﺀ
ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴـﺔ ﻭﻋـﺩﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻬـﺎ ﺒﻬـﺫﺍ
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻴﺸﻜل ﻨﻘﻁﺔ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﺩﺍﺭﻜﻬﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺃﻥ ﻟﻠﺠﺯﺍﺌﺭ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﹰﺎ ﻟﻤـﺎ
ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺴﻠﻁﺎﻥ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ،ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻟﻤﺎ ﻴﺸﻜﻠﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻉ
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻜﺒﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ .
4
ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﺤﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ ،ﻻﻋﺘﻤﺎﺩﻱ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ) ﺃﻤﺭ 07-95
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 25ﺠﺎﻨﻔﻲ ( 1995ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺩﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ
ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ،ﻭﻟﺸﺒﻪ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ) ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺍﻟﻘـﺭﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺘﻬﺎ(
ﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻨﻅﺭﻴﺔ ،ﺃﺴﺎﺴﻬﺎ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ .
ﻓﻤﺎ ﻤﺩﻯ ﺘﻭﻓﻕ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤـﺭﻱ ﻋﻠــﻰ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ؟ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺯﺍﻭﻴﺘﻴﻥ ﻨﺭﺍﻫﻤﺎ ﺘﻌﻜﺴﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﺼﻴﻼ ﻓﻲ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘـﺩ ،ﺃﻻ
ﻭﻫﻤﺎ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﺁﺜﺎﺭﻩ ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺨﻁﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻻﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺤﺔ ﻜﻤـﺎ
ﻴﻠﻲ :
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل :ﻨﻁﺎﻕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ .
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل :ﻤﺸﺘﻤﻼﺕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ.
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻋﻨﺎﺼﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ .
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺁﺜﺎﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ .
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ.
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ .
5
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل :
ﻨﻁﺎﻕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
6
ﺘﻤﻬﻴـــﺩ :
ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻜل ﻤﻨﺸﺄﺓ ﻋﺎﺌﻤﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺠـﻪ ﺍﻻﻋﺘﻴـﺎﺩ ﻭ
ﻴﺜﺒﺕ ﻟﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻤﻥ ﺘﺨﺼﻴﺼﻬﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ).(1
ﻓﻠﻜﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄﺓ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﺨﺼﺹ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻼ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘـﻭﻡ
ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒل ﺘﺴﻤﻰ ﻤﺭﻜﺒﺎ .bateau
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻫﻭ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻭﺠـﻪ
ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩ ،ﻭﺤﺘﻰ ﻭ ﻟﻭ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ ﻤﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻌﻜﺱ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ،
ﻓﻠﻭ ﻗﺎﻡ ﻤﺭﻜﺏ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ ﺒﻤﻼﺤﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﻭﺠﻪ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻻ ﻴﻌﺩ ﺴﻔﻴﻨﺔ ).(2
ﻭ ﺒﺘﻭﺍﻓﺭ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﺸﺭﻁﻴﻥ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄﺓ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﻐـﺽ ﺍﻟﻨﻅـﺭ ﻋـﻥ
ﺤﻤﻭﻟﺘﻬﺎ ﻭ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺒﻨﺎﺌﻬﺎ ﻭ ﺤﺠﻤﻬﺎ ،ﻭ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﺴﻴﻴﺭﻫﺎ.
ﻭ ﻟﻘﺩ ﻋﺭﻓﻬـﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 13ﻤﻥ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ )ﺍﻷﻤـﺭ ﺭﻗـﻡ
76ـ 80ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 23ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ 1976ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ( ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ " :ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓـﻲ
ﻋﺭﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻜل ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺁﻟﻴﺔ ﻋﺎﺌﻤﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ ،ﺇﻤـﺎ ﺒﻭﺴـﻴﻠﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺇﻤﺎ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻗﻁﺭﻫﺎ ﺒﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻭ ﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ".
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 161ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ..." :ﻫﻲ
ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ."13
ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﺃﻟﺤﻕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴـﺭﺓ ﺒﺘﻌﺭﻴـﻑ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺼﺭ ﺁﺨﺭ ،ﻜﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ
ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺒﺎﻋﺘﻤﺎﺩ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ،ﻭﻤﻨﻪ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺩﺍﺓ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ.
ﻭ ﻨﺸﻴﺭ ﻫﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ Emmanuel du Pantavice ،ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻫﻲ ﻤﻨﺸﺄﺓ ﻋﺎﺌﻤﺔ ﺫﺍﺕ
ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺒﻤﻼﺤﺔ ﺘﻌﺭﻀﻬﺎ ﻋﺎﺩﺓ ﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﻋﺒﺎﺱ ﺤﻠﻤﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،
ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺹ ، 08ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،
ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻻﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻁﺒﻌﺔ ، 1974ﺹ . 31
) (2ﺍﺭﺠﻊ ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ،ﺹ ، 37ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺃﻨﻬـﺎ ﻤـﺎل
ﻤﻨﻘﻭل ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺘﺸﺒﻴﻬﻬﺎ ﺒﺎﻷﺸﺨﺎﺹ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺘﺴﺠﻴل ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻭﺁﺜﺎﺭ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴل.
7
Le navire apparaît comme un engin flottant, de nature mobilière
affecté à une navigation qui l’expose habituellement aux risques de la
mer (1) .
ﻓﻬﻭ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ،
ﻭﺃﻥ ﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﺤﺘﻭﺍﺌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻟﺘﻔﺭﻗﺘﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻨﺸﺎﺀ ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﺼﺒﺢ ﺒﻌﺩ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﺴﺘﻜﻭﻥ
ﻜﺫﻟﻙ ﺒﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺂل ،ﺃﻱ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻟﻠﻐﺎﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺒﻨﺎﺌﻬﺎ).(2
ﺃﻱ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﻭﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺤﻼ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ
ﻜﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺫﻫﺒﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﺎﻥ 53ﻭ 56ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ .
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻻ ﺘﺘﺄﻟﻑ ﻤﻥ ﻫﻴﻜﻠﻬﺎ ﻓﻘﻁ ﺒـل ﺘـﺸﻤل ﺠﻤﻴـﻊ ﺍﻟﺘﻭﺍﺒـﻊ ﺍﻟـﻀﺭﻭﺭﻴﺔ
) (3
ﻻﺴﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ،ﻭﻻ ﻓﺭﻕ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﻭﺍﺒﻊ ﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﻬﺎ ﺍﺘﺼﺎﻻ ﻤﺎﺩﻴـﺎ ﺃﻭ ﻤﻨﻔـﺼﻠﺔ ﻋﻨﻬـﺎ
ﻭﻜﻤﺜﺎل ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺎﺕ :ﺍﻟﻘﻭﺍﺭﺏ ﻭﺍﻟﺴﻼﺴل ﻭﺍﻟﻤﺭﺴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺭﺍﻓﻌﺎﺕ ﻭﺍﻵﻻﺕ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﻙ ﻭﺁﻻﺕ
ﺍﻟﺼﻴﺩ ﻓﻲ ﺴﻔﻥ ﺍﻟﺼﻴﺩ.
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﻴﻤﺘﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻭﺍﺒﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺎﺕ ،ﻟﺫﻟﻙ
ﺸﻤﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻜﺎﻟﺒﻴﻊ ﻭ ﺍﻟﺭﻫﻥ ﻭﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺩﻭﻥ ﺤﺎﺠـﺔ ﺇﻟـﻰ ﻨـﺹ
ﺨﺎﺹ ،ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻭﺠﺩ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺼﺭﻴﺢ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﻔﺼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺎﺕ ﻋﻥ ﺍﻷﺼل ﻭﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴـﺔ
ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﻊ ﻤﻠﺤﻘﺎﺘﻬﺎ ﻭﺤﺩﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺘﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﺘﺠﺭ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﺒﻌﻴﺩ ).(4
ﻭ ﺃﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻤﻠﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻋﺘﺒﺭﻫﺎ ﺠﺯﺀﺍ ﻤﻨﻬﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
Emmanuel du pontavice , Droit maritime , precis dalloz 12eme edition 1997 , edition ) (1
dalloz , Paris , p 40 .
) (2ﺩ ـ ﻨﻬﺎﺩ ﺍﻟﺴﺒﺎﻋﻲ ،ﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﺒﺎﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﻤــﻊ
ﺩ ـ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺃﻨﻁﺎﻜﻲ ،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻻﻨﺸﺎﺀ ﺒﺩﻤﺸﻕ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ، 1965ﺹ. 50
) (3ﺩ ـ ﻨﻬﺎﺩ ﺍﻟﺴﺒﺎﻋﻲ ،ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ،ﺹ. 51
)(4
ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 37
8
ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 52ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ":ﺘﺼﺒﺢ ﺘﻭﺍﺒﻊ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺯﻭﺍﺭﻕ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﻋﺩﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺜﺎﺙ ﻭﻜل ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ ﻤﻠﻜﺎ ﻟﻠﻤﺸﺘﺭﻱ".
ﻭ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻋﺩﺓ ﺃﻨﻭﺍﻉ ،ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺇﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻘـﻭﻡ ﺒﻬـﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻐـﺭﺽ
ﺍﻟﻤﺼﻨﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻪ ﺃﻭ ﺒﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺤﺠﻤﻬﺎ ﻭﻗﻭﺘﻬﺎ ،ﻓﺘﻭﺠﺩ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺴﻔﻥ ﺍﻹﻨﻘﺎﺫ ﻭ ﺴﻔﻥ
ﺍﻟﻨﺯﻫﺔ ﻭﺍﻟﻴﺨﻭﺕ ،ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻟﻤﻼﺤﻴـﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻅﻤـﺔ
ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺇﻤﺎ ﻟﻨﻘل ﺍﻟﺭﻜﺎﺏ ﺃﻭ ﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ.
ﻭ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺘﻘﺴﻡ ﺇﻟﻰ :ﺴﻔﻥ ﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ،ﻭ ﺴﻔﻥ ﻋﺎﺒﺭﺓ ﻟﻠﻤﺤﻴﻁـﺎﺕ،
ﻭ ﺴﻔﻥ ﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ،ﻭ ﺴﻔﻥ ﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﺭﺤﻼﺕ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻗﺼﻴﺭﺓ ).(1
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺤﺩﻴﺜﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻨﺫﻜﺭ ﺍﻟـﺴﻔﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠـﺔ ،ﻭ ﺨﺎﺼـﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠـﺔ
ﻟﻠﻤﺤﺭﻭﻗﺎﺕ ،ﻓﻘﺩ ﺒﻠﻐﺕ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺩﺭﺠﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ،ﻭ ﺘﻌﺩ
ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﻤﻤﺘﺎﺯﺓ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺤﺘﻰ ﺃﻥ ﺨﻁﺭ ﻏﺭﻗﻬﺎ ﺃﺼﺒﺢ ﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺍ ،ﻭ ﻟـﻭ ﺃﻥ
ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ ﺘﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺭﺘﻔﺎﻉ ﺒﺴﺒﺏ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﺼﻤﻴﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻔﻥ.ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺨﻁﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴـﻕ
ﺃﺼﺒﺢ ﻀﺌﻴﻼ ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺨﺯﺍﻨﺎﺘﻬﺎ ﻤﻤﺘﻠﺌﺔ ،ﻭ ﻴﺯﺩﺍﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻨﺼﻑ ﻤﻤﺘﻠﺌﺔ
ﺃﻭ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﺒل ﻴﺨﺸﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺨﻁﺭ ﺍﻻﻨﻔﺠﺎﺭ).(2
ﻨﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩﻩ ،ﻭ ﻨﺭﻜﺯ
ﻋﻠﻰ ﻤﺤل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻁﻴﻪ ﺫﺍﺘﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ﺒـﺼﻔﺔ
ﻋﺎﻤﺔ ،ﻭ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺴﺘﺨﻠﺼﻬﺎ ،ﺃﻱ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ،ﻤـﻥ
ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻀﺩﻫﺎ .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ،ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺘﻴﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺒﻤﺼﺭ ﺴﻨﺔ 1965
ﺹ. 163
) (2ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ،ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ،ﺹ. 162
9
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل :
ﻤﺸﺘﻤﻼﺕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﻨﺘﻨﺎﻭل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻤﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﻜﻭﻴﻨـﻪ ،ﻭﺴﻨﺨـﺼﺹ
ﻤﺒﺤﺙ ﺃﻭل ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺨﺼﺎﺌﺼﻪ ،ﻭﻤﺒﺤﺙ ﺜﺎﻨﻲ ﻨﺘﻨﺎﻭل ﻓﻴﻪ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺇﺜﺒﺎﺘﻪ .
ﺴﻨﺘﻨﺎﻭل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴـﻑ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻭﺼﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻋﻁـﺎﺀ
ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻴﺠﻤﻊ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨـــﺔ،
ﻭ ﺴﻨﺘﻁﺭﻕ ﺒﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺇﻟﻰ ﻤﻤﻴﺯﺍﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ.
ﻟﻌل ﻤﻥ ﺃﺸﺩ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻭﺃﺼﻌﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺠﺎﻤﻊ ﻤـﺎﻨﻊ ﻟﻤـﺴﺄﻟﺔ
ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﻭﻗﺒل ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﺠﺩﺭ ﺒﻨﺎ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻥ ﻨﻌﺭﻑ ﺃﻭﻻ ﻋﻘـﺩ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﻗﺭﺭﺘﻪ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻜﻜل ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺸﺭﺍﺡ ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ
ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺠﺎﻤﻊ ﻤﺎﻨﻊ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ﻭ ﻗﺩ ﻋﺭﻓـﻪ ﺍﻟﻤﺸـﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓـﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 619ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
10
"ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻘﺩ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻔﻴﺩ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ ﻤﺒﻠﻐﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎل ﺃﻭ ﺇﻴﺭﺍﺩﺍ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻋﻭﺽ ﻤﺎﻟﻲ ﺁﺨﺭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟـﺔ ﻭﻗـﻭﻉ
ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺃﻭ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ ﺒﺎﻟﻌﻘﺩ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻘﺎﺒل ﻗﺴﻁ ﺃﻭ ﺃﻴﺔ ﺩﻓﻌﺔ ﻤﺎﻟﻴـﺔ ﺃﺨـﺭﻯ ﻴﺅﺩﻴﻬـﺎ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ".
ﻴﺴﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﻴﻨﻅﻡ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺒـﻴﻥ ﻁـﺭﻓﻴﻥ
ﻴﺴﻤﻰ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻴﺘﻔﻘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺍﻷﻭل ﻤﺒﻠﻐﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎل
ﻟﻠﺜﺎﻨــﻲ ،ﻴﺴﻤﻰ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻋﻨﺩ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ،ﻤﻘﺎﺒل ﻤﺒﻠﻎ ﻤﺎﻟﻲ ﻴﺩﻓﻌﻪ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
ﻭ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺃﻭ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ،ﻭﻗﺩ ﻴﺘﻘﺎﻀﻰ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩ ﻴﻜــﻭﻥ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻗﺩ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ) (1ﻭ ﻟﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﻤﻌﺕ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻫﻭ
ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﻁﺎﻩ ﻫﻴﻤﺎﺭ ، Hémardﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻫﻭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﻴﺤـﺼل ﺃﺤـﺩ
ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ )ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ( ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ ﺃﻭ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺤﻘﻕ ﺨﻁﺭ ﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ
ﺁﺨﺭ )ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ( ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺄﺨﺫ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻪ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺼﺔ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ
ﺍﻹﺤﺼﺎﺀ ،ﻤﻘﺎﺒل ﺃﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﺴﻁ ).(2
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﻜﺘﻑ ﺒﺎﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 619ﻤـﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﺒل ﺃﻋﻁﻰ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﺜﺎﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 07-95ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 25ﺠﺎﻨﻔﻲ 1995
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻨﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﺕ "ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 619ﻤـﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﻋﻘﺩ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺒﺄﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ ﻤﺒﻠﻐﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎل ﺃﻭ ﺇﻴﺭﺍﺩﺍ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺃﺩﺍﺀ ﻤﺎﻟﻲ ﺁﺨﺭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ
ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻘﺎﺒل ﺃﻗﺴﺎﻁ ﺃﻭ ﺃﻴﺔ ﺩﻓﻭﻉ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ" .
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻨﻪ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 620ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻗﺩ ﺘﺭﻜﺕ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻋﻘـﺩ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌـﺩ
ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﻤﻥ 626ﺇﻟﻰ 643ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 07-80ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 09ﺃﻭﺕ 1980ﺍﻟﻤﺘﻌﻠـﻕ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺒﻥ ﺨﺭﻭﻑ ،ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺍﻟﺠـﺯﺀ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨـﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴـﺔ ،
ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺤﻴﺭﺩ ،ﺴﻨﺔ ، 1998ﺹ. 41
11
) (2ﻨﻘﻼ ﻋﻥ ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ
، 1966ﺹ. 02
ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨـﺎﺕ ﺍﻟـﺫﻱ ﺃﻟـﻐـﻲ ﺒﺎﻷﻤـــﺭ 07-95ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 02ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ
ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭﻩ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﻭﻓﻕ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 620ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﻨﺘـﺴﺎﺀل ﻋـﻥ
ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﻴﻥ ﺠﺎﺀﺍ ﻤﺴﺘﻭﻓﻴﻴﻥ ﻟﻜﺎﻓـﺔ ﻋﻨﺎﺼـﺭ
ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺴﻠﻤﻨﺎ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻓﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﻤﻔﻬـﻭﻡ ﺘﺤﻘـﻕ
ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻭﺒﺄﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺴﻭﻯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻤﻴﻥ.
ﻭ ﻗﺩ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺙ ﻤﺤﺎﻭﺭ ﻜﺒﺭﻯ ،ﻭﻫـﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨـﺎﺕ
ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻬﻡ ﻤﻭﻀﻭﻋﻨﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨـﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜل ﺍﻟـﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﺸﺤﻭﻨﺔ ﻭﻗﺴﻡ ﺜﺎﻟﺙ ﺨﺎﺹ ﺒﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ.
ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 92ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨـﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻥ ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻥ ﺒﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻨﺠﺩ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺤﻴﺙ ﻨـﺼﺕ " . . .ﺃﻱ
ﻋﻘﺩ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺄﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻨﻘل ﺒﺤﺭﻱ.
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﻨﺯﻫﺔ ﻴﺒﻘﻰ ﺨﺎﻀﻌﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠـﻕ
ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ " .ﻭﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻨﻪ ﻟﻜﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺘﺄﻤﻴﻨﺎ ﺒﺤﺭﻴﺎ ،ﻻﺒـﺩ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ ﻤﺤﻠـﻪ
ﻀﻤﺎﻥ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺘﺠﺩﺭ ﺒﻨﺎ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻁﺭﺡ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﻨﻭﺠﺯﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-ﺃﻭل ﻤﻼﺤﻅﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻭﻀﻊ ﺘﻌﺭﻴﻔـﺎ
ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺨﻼﻑ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻓﻪ ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻭﻻ ﻓـﻲ ﺍﻷﻤـﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻨﻔﻬﻡ ﻷﻭل ﻭﻫﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻪ ﺨﺼﻭﺼﻴﺎﺕ ﻭﺃﺤﻜـﺎﻡ
ﻤﻤﻴﺯﺓ ﺠﻌﻠﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺎﻫﻴﺘﻪ ﺒﺈﻋﻁﺎﺀ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻤﺤﺘﻭﺍﻩ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻜـﺎﻥ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺒﻐﺭﺽ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻨﻁﺎﻕ ﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ﻭﺘﻤﻴﻴﺯﻩ ﻋﻥ ﺒﺎﻗﻲ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
-ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺘﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺃﻨﻪ ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ،
12
ﻭﺃﻥ ﻜل ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻓﻨﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﺘﻁـﺭﻕ
ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﺃﻤﺭ 80-76ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 23ﺃﻜﺘـﻭﺒﺭ 1976ﺍﻟﻤﻌـﺩل ﻭﺍﻟﻤـﺘﻤﻡ
ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ 05-98ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 25ﺠﻭﺍﻥ .1998
-ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅــﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻨﻘﻭل ﺃﻨﻪ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ ) 07-80ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ( ﻭ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 120ﻤﻨﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ "ﺘﻨﻁﺒﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠـﻰ ﺃﻱ
ﻋﻘﺩ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻫﺩﻓﻪ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﺎ" ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺎﺒﻠﻬـﺎ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ
92ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ) 07-95ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ( .ﻨﻼﺤﻅ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺠـﺎﺀ ﺃﻭﺴـﻊ ﻓﻴﻤـﺎ
ﻴﺨﺹ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺤل ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓـﻲ
ﺤﻴﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﻨﻘل ﺒﺤﺭﻱ ،ﻓﺎﻟﺘﺴﺎﺅل ﻫـﻭ ،ﻫـل ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﺭﺍﺩ ﺘﻀﻴﻴﻕ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻌﻨـﻲ
ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻜﺎﻟﻨﻘل ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤـﺎ ﻫـﻭ
ﻤﺘﺼل ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﻜﺎﻹﺭﺸﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﻘﻁـﺭ ﻭ ﺍﻟﺭﺴﻭ ﻭﺍﻹﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻘل
ﺍﻟﺒﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻬﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ،ﻗﺒل ﺃﻭ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﻤﻭﺤـﺩﺓ
ﺒﺄﺠﺯﺍﺀ ﻤﺘﺴﻠﺴﻠﺔ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻨﻅﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭﺍﺤﺩ ﺤﺴﺏ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﻴﺘﺒﻊ ﺍﻷﺼل ،ﻭ ﻤﺒﺩﺃ
) (1
ﻭﺍﻜﺘﻔﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺒﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﻋﺭﻓﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﻋﺭﻑ ﻤﺸﻜل ﺘﺤﺩﻴـﺩ ﻨﻁـﺎﻕ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻜﺎﻥ ﻨﻁﺎﻗﻪ ﻤﺤﺩﺩﺍ ﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺜﻡ ﺍﺘﺴﻊ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺭﺍﺠﻊ ﻟﻤﺴﺎﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻉ ﻟﺨـﺼﻭﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺠﺒﺕ ﺘﻭﺴﻴﻊ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻨﻪ ﻴﺒﻘﻰ ﺨﺎﻀﻌﺎ ﻟﻠﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻭﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺘﻌﺎﻤﻼﺘﻬﻡ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺫﺍﺘﻴﺔ ﻨﻅﺎﻤﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺴـﻨﺔ ، 2000
ﺹ. 41
13
ﻭ ﻜﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻨﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺹ ﺒﺎﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻓﺎﻟﻤـﺎﺩﺓ 92
ﺃﻭﺭﺩﺕ ﻤﺼﻁﻠﺢ opération maritimeﻭﻟﻡ ﺘﺘﻜﻠﻡ ﻋﻠﻰ le transport maritimeﻭ ﻫـﺫﺍ
ﻴﻘﺎﺒﻠﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﺇﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﻡ ﻴﻭﻀﺢ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤـﺸﺭﻉ
ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻌﺘﺒﺭﻩ ﺨﻁﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﺒﺎﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻷﺼﺢ ﻷﻨﻨﺎ ﻟﻭ ﺴﻠﻤﻨﺎ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻨﺹ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻭﻗﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺘﻨﺎﻗﺽ ﻋﻨﺩ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 124ﻤـﻥ ﺍﻷﻤـﺭ 07-95
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺎﺒﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 149ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 07-80ﺍﻟﻤﺘﻌﻠـﻕ ﺒﺎﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ،ﺍﻟﻠﺘـﻴﻥ
ﺃﺠﺎﺯﺘﺎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺴﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻨﺊ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ
ﻷﺨﻁﺎﺭ ﺒﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﻨﻬﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺠﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 136ﻤـﻥ
ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺎﺒﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 160ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ .(1) 07-80
ﻭ ﻨﺴﺘﺨﻠﺹ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﺨﺫ ﺒﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﻭﺍﺴﻊ ﻭﻤـﺭﻥ
ﻴﺘﻁﺎﺒﻕ ﻭﻓﻕ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻭﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﻴﺘﻁﺎﺒﻕ ﻭﻤﻌﻴﺎﺭ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻋﻘـﺩ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﺘﺠﺎﺭﻱ ﺨﺎﻀﻊ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ،ﻭﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻔﻘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ
ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺯﻤﺎﻨﻲ ﻟﻠﻌﻘﺩ ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻠﻤﺸﺭﻉ ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺩﻩ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺒﺄﻥ ﻴﺤﺼﺭﻩ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨـﻘـل،
ﻭ ﺒﺼـﻭﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻘﺴﻡ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﺄﻥ ﻴﺨﻀﻊ ﺠﺯﺀﺍ ﻤﻨﻬـﺎ
ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻭﺠﺯﺀﺍ ﺁﺨﺭ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.
ﻭ ﺒﺄﺨﺫ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﺤﺫﻯ ﺤﺫﻭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨـﺴﻲ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﺼﺩﺭﺍ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ﻟﻠﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﻭﺭﻩ ،ﺃﻱ ﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻔﺭﻨـﺴﻲ
ﺘﺄﺜﺭ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ،ﻭﻜﻼﻫﻤﺎ ﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺇﻟﻰ
ﺃﺨﻁﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺃﺼﻼ ،ﻭﻫﻲ ﻤﺴﺎﺌل ﺍﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ .
ﻭ ﻜﺨﻼﺼﺔ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻨﺨﺘﺘﻡ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻗـﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺯ
ﺒﺠﻤﻊ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺘﻌﺭﻴﻔﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴﻬﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻴﺩ ﺭﻴﺒﻴﺭ ﻭﺍﻟﻌﻤﻴﺩ ﺭﻭﺩﻴﺎﺭ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ،ﺹ. 52
14
ﻓﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻴﺩ ﺭﺒﻴﻴﺭ ﻋﺭﻓﻪ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ " ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﻴﻘﺒل ﺸﺨﺹ ﻴـﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ
ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ ﻴﺩﻋﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤـﻥ ﺠـﺭﺍﺀ
ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻘﺎﺒل ﺩﻓﻊ ﻗﺴﻁ ،ﻭﻴﺠﺏ ﻗﺒل ﻜل ﺸﻲﺀ ﺫﻜﺭ
ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﻴﻥ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻭ ﺃﻋﻭﺍﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ" ).(1
ﻭ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻴﺩ ﺭﻭﺩﻴﺎﺭ ﻋﺭﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ "ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﻴﺘﻌﻬﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻘﺎﺒل
ﺩﻓﻊ ﻗﺴﻁ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻼﺤﻕ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤل ﺨﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻟﺨﻁﺭ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ" ).(2
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﻴﻥ ﻨﺤﺎﻭل ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺜﺎﻟﺙ ﻴﺠﻤﻊ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﻜﻼ ﻤﻨﻬﻤﺎ:
ﻓﻨﻘﻭل :ﺃﻥ " ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﻴﻘﺒل ﺸﺨﺹ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ
ﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ ﻴﺩﻋﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ
ﺍﻟﻤﺤﺘﻤل ﻟﺨﻁﺭ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻘﺎﺒـل
ﺩﻓﻊ ﻗﺴﻁ ﻭﻴﺠﺏ ﻗﺒل ﻜل ﺸﻲﺀ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﻴﻥ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻭﺃﻋﻭﺍﻨﻬﻤـﺎ
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ".
ﻭ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻨﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺒﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻘﺩ ،ﺒـﻴﻥ ﺸﺨـﺼﻴﻥ ﻁﺒﻴﻌﻴـﻴﻥ ﺃﻭ
ﻤﻌﻨﻭﻴﻴﻥ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺩﺨل ﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﻤﺤل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻫﻭ ﻭﻗﻭﻉ ﺨﻁﺭ ﻴﻨـﺘﺞ
ﻋﻨﻪ ﻀﺭﺭ ،ﻨﻁﺎﻗﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻴﻴﻨﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺁﺜﺎﺭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺩﻓﻊ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻭﺩﻓﻊ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻋﻨﺩ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻬﻭ ﻗﺴﻡ ﻤﻥ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ،ﻭ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﻫﻴﻜل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﻋﺎﺩﺓ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻜﻜل ﺃﻱ ﺒﻜل ﻤﺸﺘﻤﻼﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺜﻨﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘـﺩ
ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺩﺭﺝ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺘﺒﻘﻰ ﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺒﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﻋﻠﻰ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 41
)(2
ﻋﻠﻰ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 41
15
ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻴﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﻋﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬـﺎ
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭﻤﻊ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﺃﻭﺠﺒﺕ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻴﺘﻔﺭﻉ ﻋـﻥ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻠـﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻜﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠـﻰ ﺃﺠـﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘـل
ﻭﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺠﻭﺩﺍ ﻭﻋﺩﻤﺎ ،ﻭﺴـﻨﺘﻁﺭﻕ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻻﺤﻘﺎ ﺒﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻟﻜﻥ ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﺴﺘﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﻗـﺭﺭﻩ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻭﻭﻓﻕ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ.
ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻴﻨﻘﺴﻡ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ ،ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﺭﺤﻠﺔ ﺃﻭ ﺭﺤﻼﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻭﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﻤﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ.
ﻭ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻌﻁﻲ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ:
ﻓﻬﻭ ﻋﻘﺩ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺤﺭﻱ ،ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﻴﻘﺒل ﺸﺨﺹ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺸـﺨﺹ ﺁﺨـﺭ
ﻴﺩﻋﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺨﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺤﻭل ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﻌﻴﻨـﺔ،
ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤل ﻟﺨﻁﺭ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻨـﺴﺒﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤـﺔ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻤﻘﺎﺒل ﺩﻓﻊ ﻗﺴﻁ ،ﻤﻊ ﺫﻜﺭ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻤﺜﻠﻬﻤﺎ ﻭﺫﻜﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﺤل ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ﻭ ﻤﻨﻪ ،ﻭ ﺍﺤﺘﺭﺍﻤﺎ ﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺨﺘـﺼﺭﺍ ﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥ ﻨـﺼل ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺤﺭﻱ ﻤﺤﻠﻪ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﻔﻴﻨﺔ.
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﻌﻁ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ.
ﻭ ﺒﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻹﻋﻁﺎﺀ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺎﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻨﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺇﺒـﺭﺍﺯ ﺃﻫـﻡ
ﺨﺼﺎﺌﺹ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
16
ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ ،ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﻴﺘﻡ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺘﻁـﺎﺒﻕ ﺍﻹﻴﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﺒﻭل ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻓﻴﻪ ).(1ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 97ﺃﻤﺭ 95ـ 07ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ،ﻨﺠﺩ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺸﺭﻁ ﻟﻺﺜﺒﺎﺕ ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻼﻨﻌﻘﺎﺩ .
ﻭﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﺇﺫﻋﺎﻥ ﻻﻨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﺤﺭﺓ ﻟﺸﺭﻭﻁﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻭﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﺍﺤﺘﻤﺎﻟﻲ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﻨﻔﺘﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎﻟﻴﺔ .ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻋﻘﺩ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻴﻬـﺩﻑ ﺇﻟـﻰ ﺠﺒـﺭ
ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻻ ﻏﻴﺭ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻡ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﻬﻰ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ،ﻭﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ
ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﻨﺤﺎﻭل ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﻜل ﺨﺎﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻯ.
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﺒﺭﻡ ﺒﺘﻔﺎﻭﺽ ﺤﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻟﺸﺭﻭﻁﻪ،
ﺒل ﺇﻥ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻫﻲ ﻗﻭﻴﺔ ﺒﻤﺭﻜﺯﻫﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺘﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻬﻡ ﺸﺭﻭﻁﻬﺎ ﻓﻲ
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﻤﻁﺒﻭﻋﺔ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻠﻙ ﻫﺅﻻﺀ ﺇﻻ ﻗﺒﻭﻟﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤـﻥ ﻋﻘـﻭﺩ
ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ.
ﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻤﺎ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻘـﻭﺩ ﻤـﻥ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺸﺭﻭﻁﺎ ﺘﻌﺴﻔﻴﺔ ﺠﺎﺯ ﻟﻠﻘﺎﻀـﻲ
ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﻐﻨﻲ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺫﻋﻥ )ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ( ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﻪ
) (2
ﻭ ﻗﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 622ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤـﺩﻨﻲ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ
ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻠﺔ ﻤــﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺩﺭﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺭﻫﺎ ﺒﺎﻁﻠﺔ ﻭ
ﻨﺹ ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻟﻡ ﺘﺄﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺼﺭ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺃﻱ ﻤﺨﺎﻟﻑ ﻟﺨﺎﺼﻴﺔ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺴﺒﻕ ﻭﺃﻥ ﺃﺜﺎﺭﻩ ﺃﺤﺩ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﻟﻁﻴﻑ ﺠﺒﺭ ﻜﻭﻤـﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ ،ﻋﻤـﺎﻥ
، 1996ﺹ . 254
) (2ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻨﺸﺭ ،ﺍﻻﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻁﺒﻌﺔ ، 1998ﺹ .421
17
ﺃﻜﺒﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭﻫﻭ "ﺍﻟﻌﻤﻴﺩ ﺭﺒﻴﺭ" " "Ripertﺒﻘﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺒﺩﺃ ﻴﺘﻼﺸﻰ ﻟﺴﺒﺒﻴﻥ:
-1ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﺘﻡ ﺒﻴﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺴﻔﻥ ﻭ ﺒﻴﻥ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﻴـﺔ ﺘﺎﻤـﺔ
ﻼ ﺃﻴﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ
ﺒﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻋﻜﺱ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻜﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﻤﺜ ﹰ
ﻤﻥ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻴﺼﻌﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﺘﻰ ﻓﻬﻡ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
-2ﺇﻥ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻴﺠﺒﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴل ﻤﻥ ﺍﻟـﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘـﻲ ﻟﻴـﺴﺕ
ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻬﻡ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺃﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﺎﻟﻌﻤﻼﺀ ﻭ ﺨﻭﻓﹰﺎ
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺌﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﺠﺎﻨﺏ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻭ ﺒﺘﺩﺨﻠﻪ ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻬﻭ ﻗﺩ ﻗﻠل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻵﻤﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﻫﻲ ﻓﻲ ﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻭ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻭﺍﺴﻌﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻟﻼﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺒﻨﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ .ﻜﻤﺎ ﺍﻨـﻪ
ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺘﻌﺩ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺘﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻬﻡ ﻜﻤﺎ
ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﺎﻤﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﻘل .ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻟﻪ ﺴﻤـﺴﺎﺭ
ﻤﺨﺘﺹ ﻴﺒﺤﺙ ﻭ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺃﺤﺴﻥ ﺍﻟﻌﺭﻭﺽ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻤﻭﻜﻠـﻪ ،ﻤﻤـﺎ ﻴﻌﻴـﺩ
ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺒﻴﻥ ﻤﺭﻜﺯﻱ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻌل ﺼﻔﺔ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ﺘﻘل ﻭﻁﺄﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻤﻤـﺎ
ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺈﺫﻋﺎﻨﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻗﺩ ﺘﻼﺸﺕ ﺼﺤﻴﺤﺎ) .(1ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺎﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟـﺼﻔﺔ ﻻ ﺘـﺯﺍل
ﺘﺼﺒﻐﻪ ،ﻭﻫﻲ ﻻ ﺘﻅﻬﺭ ﻓﻘﻁ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ،ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ،ﻓﻠﻠﻤﺅﻤﻥ ﻤﺭﻜﺯ ﻤﻤﺘـﺎﺯ ﻭ
ﺃﻗﻭﻯ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ،ﻭﻴﻅﻬﺭ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻭﻓﻲ ﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﻬﺎ ،ﻭﺴﻨﺘﻁﺭﻕ
ﻟﻬﺫﺍ ﻷﺤﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ .
ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻷﻥ ﻤﺤﻠﻪ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺅﻜـﺩ
ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻭﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﺒﻌﺩ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻜﻤـﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤل ﺘﻘﺘﺭﻥ ﺒﺎﺤﺘﻤﺎﻟﻴﺔ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ.154
18
ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻓﻼ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺴﺘﺴﻔﺭ
ﻋﻥ ﻜﺴﺏ ﺃﻭ ﺨﺴﺎﺭﺓ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻭﻟﻡ ﻴﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺇﻻ ﻗـﺴﻁﺎ
ﻴﺴﻴﺭﺍ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻜﺎﻤﻼ ﻭﻫﻭ ﻻ ﻴﺘﻨﺎﺴﺏ ﺇﻁﻼﻗﺎ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺩﻓﻌﻪ ﻤﻥ ﺃﻗـﺴﺎﻁ،
ﻓﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺼﺎﻟﺤﻪ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻓﻬﻭ ﻟﻥ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺎﺒل ﻤﺎ ﺩﻓﻌـﻪ ﻤـﻥ
) (1
ﻭﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺎﺼﻴﺔ ﻴﻘل ﻅﻬﻭﺭﻫـﺎ ﻓـﻲ ﺃﻗﺴﺎﻁ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻟﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺭﻱ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺃﺼـﺒﺢ ﻤـﺯﻭﺩﺍ
ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻥ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻫﻡ ﺘﺠـﺎﺭ ﻤﻤﺘﻬﻨـﻴﻥ ﻟﻬـﻡ
ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻨﻴﺎﺕ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻬﻡ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻗﻭﺓ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺘﻘﺭﻴﺒﺎ ﻭﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻭﻥ ﻨﻔﺱ ﻭﺴﺎﺌﻠﻬﻡ ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴل ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ﻭ ﻗﺩ ﺫﻜﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﺩ ﺭﻴﺒﻴﺭ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻋﻠﻕ ﻗﺎﺌﻼ "ﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻻ ﻴﺴﺘـﺴﻠﻤﻭﻥ
ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻟﻠﺼﺩﻓﺔ ،ﻓﻬﻡ ﻴﺒﺤﺜﻭﻥ ﻓﻲ ﻨﻭﺍﺩﻴﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘـﺔ ﻋـﻥ ﺍﻟـﺴﻔﻥ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻁﻭﺭﻭﺍ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ﺤﺘﻰ ﺒﺎﻟﺘﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻭﻨﻭﻋﻭﺍ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ
ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ ﺒﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ،ﻓﺎﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﻫﻭ ﺘﻘﻠﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘﺩ" .
ﻓﺈﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴل ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻤﺎﻟﻴـﺔ ﺍﻟﻌﻘـﺩ ﺒﺎﻋﺘﻤـﺎﺩﻫﻡ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴـﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻬﻡ ﻭﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﺩ ﻨﻅﻤﻭﺍ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﻋﻤﻠـﻭﺍ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﻗﻊ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ).(2
ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ،
ﻻ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻺﺜﺭﺍﺀ ﻭ ﺠﻨﻲ ﺍﻟﺭﺒﺢ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺼﻴﺼﺔ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﻤﻴﺯﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺭﻫﺎﻥ ،ﻭﻴﺘﻔﺭﻉ ﻋﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﻋﺸﻭﺵ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻟﻠﻨـﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴـﻊ
ﺒﻨﻐﺎﺯﻱ ، 1977ﺹ. 180
) (2ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 151
19
ـ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻟﺩﻯ ﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻥ ﺒﻤﺒﺎﻟﻎ ﺘﺯﻴﺩ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻤﺠﺘﻤﻌﺔ
ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺠﻨﻲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻨﻔﻌﺎ ﻴﻔـﻭﻕ ﺍﻟـﻀﺭﺭ
ﺍﻟﻼﺤﻕ ﺒﻪ.
ـ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺒﻤﺒﻠﻎ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ.
ـ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒـﻪ ﺍﻟﻤـﺴﺅﻭل
ﻋﻥ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻀﺭﺭ.
ـ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺩﻓﻊ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺤل ﺤﻠﻭﻻ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴـﺎ ﻓـﻲ ﺤﻘـﻭﻕ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻭﺩﻋﺎﻭﺍﻩ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ).(1
ﻭ ﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﻴﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻓﻨﺠﺩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ
ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ "ﺒﻁﻼﻥ ﻜل ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﻔﺎﺌﺩﺓ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻟﻡ
ﻴﺘﻜﺒﺩ ﺃﻴﺔ ﺤﺎﺩﺜﺔ ".
ﻜﺫﻟﻙ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤـﺭﻱ
ﻫﻭ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﻴﺘﻌﻬﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻀـﺩ ﺍﻟﺨـﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺸـﺌﺔ ﻋـﻥ
ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ" ﻜﻤﺎ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌـﺔ ﻤـﻥ ﻨﻔـﺱ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺒﻁﻼﻥ ﻜل ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻫﺎﻥ).(2
ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻘﺩ ﺃﻜﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 30ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07/95ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻓﻲ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻨﺹ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ "ﻴﺨﻭل ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍل
ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﻗﻭﻉ ﺤﺎﺩﺙ ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺤﺴﺏ ﺸﺭﻭﻁ
ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺤﺴﺏ ﺸﺭﻭﻁ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﺴﺘﺒﺩﺍل
ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) -(1ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 422
) -(2ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟـﺸﺭﻕ ،ﺍﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ ،ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ 1984
ﺹ . 322
20
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻓﻘﺩ ﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 95ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ "ﻻ
ﻴﺠﻭﺯ ﻷﻱ ﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺎﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻠﺤﻘﻪ ﻀﺭﺭ".
ﻭﻜﺨﻼﺼﺔ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻨﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺨﺎﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﻴﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤـﺭﻱ
ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﺄﺨﺫ ﺒﻪ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻭﺘﻘﺭﻩ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﻤﺯﺩﻭﺠﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻨﺭﻯ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺃﻟﻤﺕ ﺒﻪ ﻭﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻓﻌﻼ ،ﻭﻴﺴﺘﻭﻱ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺘـﻡ
ﺒﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺅﻤﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﺃﻭ ﻋﺩﺓ ﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﻴﺴﺘﻭﻱ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺍﺴﺘﻴﻔﺎﺅﻩ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ.
ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻓﻬﻭ ﻤﺴﺅﻭل ﻓﻘﻁ ﻋﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻴﻬﻤﺎ ﺃﻗل ،ﻓﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺤﺩ
ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﺒﻌﺩ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟـﺸﻲﺀ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻟﺩﻯ ﻤﺅﻤﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﺃﻭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ).(1
ﺇﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻭﺩ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﻨﺼﻭﺹ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻭﻓﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌﻘـﻭﺩ ﻓﺎﻟﻤـﺎﺩﺓ 107ﻓﻘﺭﺓ 01ﻤـﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺘﻨﺹ "ﻴﺠﺏ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺍﺸﺘﻤل ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺒﺤﺴﻥ ﻨﻴــﺔ" ﻭ ﻤﻊ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) -(1ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 325
21
) (1
، ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻤﻌﻨﻰ ﺨﺎﺼﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻬﻭ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴـﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠـﻕ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺴﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻋﻨﺩ ﺘﻜﻭﻴﻨﻪ ﻭﺨﻼل ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ،ﻭﻗﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓـﻲ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 110ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ "ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻻﻏﻴﺎ ﻓﻲ ﺠﻤﻴـﻊ ﺤـﺎﻻﺕ
ﺍﻟﻐﺵ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺘﻜﺒﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟـﻪ ".
ﻜﻤﺎ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺄﻥ ﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋﻥ ﻜل ﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺨـﺎﻁﺭ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻤﻨﻬــﺎ
ﺃﻭ ﺯﻴﺎﺩﺘﻬﺎ ﻭ ﺃﻥ ﻴﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻤﺎ ﻴﺠﺩ ﻤﻥ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﻜل ﺍﻟﺘـﺩﺍﺒﻴﺭ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺃﻭ ﻟﻠﺤﺩ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﺘﺤﻘﻘﻪ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻗﺒل
ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺒﻔﻌﻠﻪ ) .(2ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 113ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﺒﻘﻭﻟﻬـﺎ
"ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺘﺼﺭﻴﺢ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻴﻘﺩﻤﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻥ ﺴﻭﺀ ﻨﻴﺔ ﺒﺨﺼﻭﺹ ﺤﺎﺩﺙ ﻤﺎ ﺴﻘﻭﻁ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ" ﻭﻗﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻤﻨﺫ ﺯﻤﺎﻥ ﻭﺃﻜﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺇﺫ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
" 4-172ﻜل ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﺘﻡ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﺃﻭ ﻭﺼﻭل ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ﻴﻜﻭﻥ
ﺒﺎﻁﻼ ،ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﺘﻭﻗﻴﻌﻪ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺘﻭﺍﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ" ﻭﻴﺘﺠﻠﻰ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻌﻠﻴـﻕ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻉ
ﻟﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻟﻭﻗﻭﻋﻪ ﺃﻭ ﻟﻭﺼﻭل ﺍﻟـﺴﻔﻴﻨﺔ ﺴـﺎﻟﻤﺔ
ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ ﻭﻏﻠﺏ ﺍﻟﻭﺠـﻭﺩ ﺍﻟﻤـﺎﺩﻱ
ﻟﻠﺨﻁﺭ ﻭﻫﻲ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻷﺼﻴﻠﺔ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﺓ ﻟﻠﻘﻭل ﺒﺫﺍﺘﻴﺘﻪ ).(3
ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ) ﺃﻤﺭ 75ـ 59ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓـﻲ 26ﺴـﺒﺘﻤﺒﺭ 1975
ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ( ﻋﻤﻼ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ﻜل ﻋﻘﺩ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻻ ﺸـﻙ ﻓـﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻤﻼ ﺘﺠﺎﺭﻴـﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺒﺢ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﻴﺎﻤﻪ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) -(1ﺩ ـ ﻟﻁﻴﻑ ﺠﺒﺭ ﻜﻭﻤﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 255
) -(2ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ.423
22
) -(3ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 166ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﺭﺠﻊ ﻟﻤﻘﺎل ﻤﺒﺩﺃ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻤﺠﻠﺔ
ﺍﻟﺭﺍﺌﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺴﻨﺔ 1987ﻋﺩﺩ ، 15ﺹ . 77
ﺒﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺘﺎﺒﻌﺎ ﻟﻌﻤل ﺘﺠـﺎﺭﻱ
ﺘﻁﺒﻴﻘﺎ ﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺘﺎﺒﻌﺎ ﻟﻌﻤل ﺘﺠﺎﺭﻱ ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤـﺭ
ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻨﺯﻫﺔ ﺍﺭﺘﻔﻌﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺼﻔﺘﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ).(1
ﻭ ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺁﻨﻔﺎ ﺘﺭﻜﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻭﺍﺴـﻌﺎ ﻓﻴﻤـﺎ
ﻴﺨﺹ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻜل ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻋﻘﻭﺩﺍ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻉ ﺃﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﺍﺩﻩ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﻤﺭ 27 - 96ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 9ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ 1996ﺤﻴﺙ ﻋﺩل ﺒﻤﻭﺠـﺏ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ )ﺃﻤﺭ (59–75ﻭ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻤﻨﻬﺎ:
"...ﻜل ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ."...
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ )ﺃﻤﺭ ( 59– 75ﻋـﺩﺩﺕ ﺍﻷﻋﻤـﺎل
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺒﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻜﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺩﺩﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ
ﺒﺤﺴﺏ ﺍﻟﺸﻜل ،ﻓﺎﻟﻤﺴﺘﺨﻠﺹ ﺃﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻜﺎﻥ ﻗﺒل ﺘﻌﺩﻴل 1996ﻋﻤـﻼ ﺘﺠﺎﺭﻴـﺎ
ﺒﺤﺴﺏ ﺍﻟﺸﻜل ﺒﺴﺒﺏ ﺸﻤﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ -3ﺜﻡ ﺃﺼﺒﺢ ﻋﻤﻼ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ﺒﺤـﺴﺏ
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻀﻤﻥ ﺘﻌﺩﺍﺩﻫﺎ.
ﻭ ﻜﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻴﺭﻯ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﺄﺨﺫ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤل
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ):ﻗﺩ ﻴﺤﺩﺙ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺃﻥ ﺘﻠﻌﺏ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺤﻔﺎﻅﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻘﺎﺀ ﺘﺠﺎﺭﺘﻬﺎ ﻭ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﻓﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻬﻡ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟـﺩﻴﻬﺎ ﻀـﺩ
ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﻟﺯﺍﻤﻴـﺎ ﻭ ﻴﻅﻬﺭ ﺩﻭﺭﻫـﺎ ﻜﺴﻠﻁﺔ ﻋﺎﻤـﺔ ﻭ ﻟﻴﺱ ﻜﺘﺎﺠﺭ
ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺭﺒﺢ ﻓﻴﻭﺼﻑ ﻭﻴﻜﻴﻑ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺒﺄﻨﻪ ﻋﻘﺩ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻜﻤﺎ ﻗـﻀﻰ
ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻗﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ.
ﻜﻤﺎ ﺘﺘﺩﺨل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺒﺎﻗﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺭﻗﺎﺒﺔ ﺴﻔﻥ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
23
) -(1ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 423
ﺍﻟﻌﺩﻭ ﻭﻫﺫﻩ ﻤﻥ ﺨﺼﻭﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺘﻔﺭﻀﻬﺎ ﻟﻤﻨﻊ ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﻭﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ( ) .(1ﻓﺘﺠﻌل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺎ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﻁﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﺜـﺭﻭﺓ
ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻫﺎﻤﺔ ،ﻭﻋﺎﻤﻼ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻟﺠﺄﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺨﻼل ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺘﻴﻥ ) .(2ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ،
ﻨﺠﺩ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻟﻡ ﻴﻠﺘﺠﺊ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﻁـﺭ ﺍﻟﻘـﺼﻭﻯ ،
ﻭﻫﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﻤﺎ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﻤﺩﻤﺭﺓ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ
ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ،ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻗﺭﺭ ﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺭﺍﺠﻊ ﻟﻜﻭﻨﻪ ﻨﻅﻡ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ
ﻟﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺘﻤﺱ ﺒﻤﺼﻠﺤﺔ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻨﻅﺎﻡ ﻋـﺎﻡ ﻓـﻲ
ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻭﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻐﻴﺔ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻜﻤﻭﻀﻭﻉ
ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ،ﻭﺒﻐﻴﺔ ﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻨﻪ ﺒﻐﻴﺔ ﺇﻴﺠـﺎﺩ
ﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﻤﺼﻠﺤﺘﻴﻥ ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺘﻴﻥ ،ﻭﻫﻤﺎ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻭﻜـﺫﻟﻙ ﺒـﻴﻥ
ﺇﺭﺍﺩﺘﻬﻤﺎ ﻭ ﻗﻭﺘﻬﻤﺎ.
ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺩﺨل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﻘﻭﺍﻋﺩ ﺁﻤﺭﺓ ﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻤﺎ ﻴﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻜﺒﺭﻯ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻜﺘﻑ ﺒﺘﻨﻅﻴﻡ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﺒل ﺘﻌﺩﻯ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻴـﺎﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﻀﻊ ﻓـﻲ ﺃﺼﻠﻪ ﺇﻟـﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻭﺇﻟـﻰ ﻤﺒـﺩﺃ ﺴﻠﻁــﺎﻥ
ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻥ ﺍﻷﺼل ﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﻻ ﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﻓﻲ ﺼـﺎﻟﺢ
ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺘﺭﺒﻁﻪ ﺃﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﺘﺼﻠﻪ ﺁﺜﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ.
ﻭ ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﻤﻘﺭﺭﺓ ﺇﻤﺎ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻟﻨﺘﺎﺌﺠﻪ ،ﻭﺇﻤﺎ ﻟﺨﻁﻭﺭﺓ ﻴﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻲﺀ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ.
ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻨﺠﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ،ﻓﻘﺩ ﺃﻗﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺜـل ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 192ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﺕ " ﻜل ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻴﺠﺏ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
24
) (1ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 148
)RENE RODIER , Droit maritime , precis dalloz , 1963 , librairie dalloz , Paris p412 (2
ﺘﺄﻤﻴﻨﻬﺎ ﻟﺩﻯ ﺸﺭﻜﺔ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻠﺤﻕ ﺒﻬﺎ ﻭﻋﻥ ﻁﻌﻭﻥ
ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﺤﺴﺏ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 192ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ" .
ﻭ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 199ﻓﻘﺭﺓ 1ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ":ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﻋـﺩﻡ ﺍﻻﻤﺘﺜـﺎل ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴـﺔ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ 192ﻭ 193ﻭ 194ﻭ 195ﻭ 196ﺃﻋﻼﻩ ،ﺒﺩﻓﻊ ﻏﺭﺍﻤﺔ ﻤﻥ
5.000ﺩﺝ ﺇﻟﻰ 100.000ﺩﺝ".
ﻭ ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﺠﺎﺀﺕ ﻫﻨﺎ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ،ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴـﺔ ﺍﻻﻗﺘـﺼﺎﺩﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﻟﻤﺎ ﺘﻤﺜﻠﻪ ﻤﻥ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻤﻭﺍل ﻀﺨﻤﺔ ﻭﺜﺭﻭﺍﺕ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﻬﺩﺩﺓ ﺒﺄﺨﻁﺎﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻻﺒـﺩ
ﻤﻥ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻀﻤﺎﻥ ﻟﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﺠﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﺴﻔﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻓﻬـﻲ
ﺠﺎﺀﺕ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻤﺅﻤﻥ ﻭﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ.
ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﻤﻥ ﻓﻌل ﺍﻟـﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺤـﺴﺏ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ﺍﻟـﺴﺎﺒﻘﺔ،
ﻓﺎﻟﻤﺸﺭﻉ ﻴﻘﺼﺩ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺤﻕ ﺒﺎﻟﻐﻴﺭ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘـﺴﺒﺏ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟـﺴﻔﻴﻨﺔ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ.
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺨﻁﺭﺓ ﻻ ﺒﺘﺤﺭﻜﻬﺎ ﻓﻘﻁ ﺒل ﺒﺤﻤﻭﻟﺘﻬﺎ ﺃﻴﻀﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻔـﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﻤﺤﺭﻭﻗﺎﺕ ،ﻭﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭ ﺃﻥ ﻤﻭﺍﻨﺌﻬﺎ
ﻭ ﻤﻴﺎﻫﻬﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻻ ﺘﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﻨﺎﻗﻼﺕ ﺍﻟﻨﻔﻁ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﻤﺜل
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻔﻥ ،ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺃﻤﺭ 17-72ﺍﻟﻤـﺅﺭﺥ ﻓـﻲ 07ﺠـﻭﺍﻥ 1972ﺍﻟﻤﺘـﻀﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻋـﻥ
ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﺒﺎﻟﻤﺤﺭﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺒﺭﻭﻜﺴل ﻓﻲ 29ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ،1969ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﺍﻜﺘﺘﺎﺏ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﺎﻟﻜﻬﺎ ﻋـﻥ
ﺃﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺤﻤﻭﻟﺘﻬﺎ ،ﻭﻟﻘﺩ ﻨﻅﻤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﺃﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﺠﺎﺀﺕ ﺒﺴﺒﺏ ﺩﺭﺠﺔ ﺨﻁﻭﺭﺓ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺤﻤﻭﻟﺔ ﻋﻨﺩ ﺘﺤﻘـﻕ
25
ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻼﺤﻕ ﺒﺎﻟﻐﻴﺭ ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﻨﻔﻬﻡ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺃﻭﺴـﻊ
ﻭﺃﻋﻡ ﻤﻥ ﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ.
ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﻓﻴﻤـﺎ ﻴﺨـﺹ ﺼـﺤﺔ
ﺍﻟﺭﻀﻰ ﻭﺃﻫﻠﻴﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻭﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤل ﻭﻭﺠﻭﺩﻩ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤـﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟـﺴﺒﺏ ،ﻓﺒﺎﻟﻨـﺴﺒﺔ
ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ،ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﺇﺸﻜﺎل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺼﻪ ،ﻓﻬﻭ ﺸﺭﻜﺔ ﺃﺴﻬﻡ ﻓـﻲ
ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻌﻤل ﺘﺠﺎﺭﻱ ،ﻓﻬﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺘﺎﺠﺭﺍ ،ﻭﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋـﻥ
ﺸﺭﻜﺔ ﺫﺍﺕ ﺸﻜل ﺘﻌﺎﻀﺩﻱ ﻭﺘﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻓﺎﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤـﺭﻱ ﻋﻤـﻼ
ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﺒﻪ.
ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻓﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ
ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ.
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻤﺤل ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ،ﻓﻼ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻨﺎ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﻥ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜـﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘـﺩ ﻤﺒﺭﻤـﺎ
ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺘﺠﺎﺭﺓ ﻏﻴﺭ ﺸﺭﻋﻴﺔ ،ﻓﻴﻌﺘﺒﺭ ﺒﺎﻁﻼ ﻟﻌﺩﻡ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤل ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺨﻁـﺭ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ،ﻓﻼ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍ ،ﻭﺇﻻ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺩﻭﻥ ﻤﺤل ).(1
ﺴﻨﺘﻁﺭﻕ ﺃﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻭﻨﺘﻨﺎﻭل ﻜﺫﻟﻙ ﻭﺴﻁﺎﺀ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ،
ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﻻ ﻴﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﺘﺩﺨل ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻭﺴﻁﺎﺀ ،ﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﺨﻼل ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﻟﻬﺫﺍ
ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺴﻨﺘﻨﺎﻭل ﻻﺤﻘﺎ ﺃﺜﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻁﺭﺍﻓﻪ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﻴﻥ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻭﻨـﺴﺘﺒﻌﺩ
ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻤﻥ ﺤﺩﻴﺜﻨﺎ ﻋﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺒﻁﻪ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻭﻜﺎﻟﺔ ﻓـﻼ
ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﻭﻜﺎﻟﺔ ﻋﻨﺩ ﺤﺩﻴﺜﻨﺎ ﻋﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻫﺫﺍ ﺴﻨﺭﺍﻩ ﻻﺤﻘﺎ.
ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻫﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻭﻓﻲ ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﺤـﺎﻻﺕ ﺴﻤـﺴﺎﺭ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻨﺤﺎﻭل ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﺒﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻜل ﻁﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻯ.
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻫﻭ ﻤﻥ ﻴﺘﺤﻤل ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻷﻭل ﻓـﻲ ﺍﻟﻌﻘـﺩ
ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﻌﻘﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺎﻟﻎ ﻁﺎﺌﻠﺔ ﻭﻴﻭﺍﺠﻪ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﺠﺴﻤﻴﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺘﻁﻠـﺏ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻤـﻭﺍل
ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻻ ﻴﻘﻭﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،ﻭﻤﻨﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻻ ﺘﺒﺎﺸﺭﻩ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺇﻻ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺘﺄﺨﺫ ﺸﻜل ﺸﺭﻜﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ.
ﻭ ﺘﻘﻭﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺃﻭ ﺘﺤﻘـﻕ ﺍﻟﺨﻁـﺭ
ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ ﺒﺎﻟﻌﻘﺩ ﻨﻅﻴﺭ ﺃﻗﺴﺎﻁ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻴﺅﺩﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻟﻠﺸﺭﻜﺔ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﺘﺴﻤﻰ ﺒﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ
ﺒﺄﻗﺴﺎﻁ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻭﻗﺩ ﺘﺒﺎﺸﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺘﺒﺎﺩﻟﻲ ،ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺎ ﻜل ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺘﻀﻡ
ﺃﺸﺨﺎﺼﺎ ﻤﻌﺭﻀﻴﻥ ﻷﺨﻁﺎﺭ ﻤﺘﻤﺎﺜﻠﺔ ﻴﺘﻌﻬﺩﻭﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﺤﻕ ﺃﺤـﺩﻫﻡ
ﻋﻨﺩ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻤﻥ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ﻤﻨﻬﻡ ).(1
ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺸﺭﻜﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺃﻭ ﻋﺩﺓ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﻴﺘﺤﻤل ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ،
ﻓﻴﻠﺘﺯﻡ ﻋﻨﺩ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﺒﺘﺤﻤل ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺒﺤﺴﺏ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟـﺫﻱ ﺘﺤﻤﻠـﻪ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻗﺩ ﺃﺒﺭﻡ ﺘﺄﻤﻴﻨﺎ ﺠﺯﺌﻴﺎ ﻭﻻ ﻨﻜﻭﻥ ﺒـﺼﺩﺩ
ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ ،ﻭﻴﻠﺠﺄ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﻴﻤـﺔ
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻀﺨﻤﺔ ﻭﻴﺭﻓﺽ ﻜل ﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻯ ﺘﻐﻁﻴﺘﻬﺎ ﺒﻤﻔﺭﺩﻩ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ
ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺴﻔﻥ ،ﺃﻭ ﺘﺠﻨﺒﺎ ﻟﺴﻭﺀ ﺍﻟﻌﻭﺍﻗﺏ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﺃﻓﻠﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻭﻗﺩ
ﻴﺄﺨﺫ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺼﻭﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻨﺩ ﻜل ﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﺭ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ
ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻀﻤﻨﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻵﺨﺭ ﻜﺄﻥ ﻴﺅﻤﻥ ﺸﺨﺹ ﻋﻠﻰ ﺴﻔﻴﻨﺘﻪ ﻀﺩ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻋﻨﺩ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
27
)(1
ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 424
ﻤﺅﻤﻥ ﻭﻀﺩ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﻤﺅﻤﻥ ﺁﺨﺭ ،ﻭﻗﺩ ﻴﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻓﻲ
ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﺯﻤﺎﻨﻴﺎ ﺃﻭ ﻤﻜﺎﻨﻴﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻨﻔـﺱ
ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻀﺩ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﻭﻟﻜﻥ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻜل ﻭﺜﻴﻘﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺭﻯ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
ﻭﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻻ ﻨﻜﻭﻥ ﺒﺼﺩﺩ ﺘﻌﺩﺩ ﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻨﻜـﻭﻥ ﺒـﺼﺩﺩ ﺘﻌـﺩﺩ
ﻟﻠﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻟﻥ ﻴﺤﺼل ﻋﻨﺩ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻭﻴﺽ
ﻭﺍﺤﺩ ﺃﻭ ﻋﺩﺓ ﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﻻ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ )ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ(
ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺼﻑ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.
ﺃﻤﺎ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﺨﺎﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﻴﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﻌﻨـﻲ
ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺭﺓ ﻋﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻭﻀﺩ ﻨﻔﺱ
ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺩﻯ ﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻥ ﻤﻘﺎﺒل ﻤﺒﺎﻟﻎ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴـﺔ ﻟﻬـﺫﺍ
)(1
ﻭﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻤﺤﻅﻭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻲﺀ
ﻜل ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻭﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ.
ﻭ ﺃﻤﺎ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ la co-assuranceﻓﻬﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺫﺓ
ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﺘﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﺴﻭﺍﺀ ﻟﻠﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻬـﻡ،
ﻓﺈﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﺤﺴﺏ ﺍﻟﻔﻘـﻪ ﻭﺍﻟﻘـﻀﺎﺀ
ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻓﺈﻥ ﻜل ﻤﺅﻤﻥ ﻤﺴﺅﻭل ﻭﺒﺩﻭﻥ ﺘﻀﺎﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺅﻤﻨﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ
l`aperiteurﻭﻫﻭ ﻤﺅﻫل ﻷﻥ ﻴﺘﻠﻘـﻰ ﻜـل ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻤﻤﺜل ﺃﻭ ﻨﺎﺌﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺍﻹﺜﺒﺎﺘﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻨﻴﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺘـﺴﻴﻴﺭ ﻭﺜﻴﻘـﺔ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ
ﻭﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺔ ﻻ ﺘﻌﻁﻴﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺘﻤﺜﻴل ﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ).(2
ﻭ ﻴﺭﻯ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ VIALLARﻋﻜﺱ ﺫﻟﻙ ،ﻓﻠﻤﻤﺜل ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻴﻤﺜﻠﻬﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻭﻫﺫﺍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 319 )(1
)(2
Emmanuel du pantavice , op cit p 537
28
ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺒﻨﺩ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﻌﻁﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟـﺼﻼﺤﻴﺔ ﻜﻤـﺎ ﺃﻥ
ﺘﻀﺎﻤﻨﻬﻡ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺘﻀﺎﻤﻨﻬﻡ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻴﺭﺠﻊ ﻟﻤﺎ ﻗﺭﺭﺘﻪ ﺒﻨﻭﺩ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ).(1
RODIEREﻴﺭﻯ ﺒﺄﻥ ﺒﻨﺩ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﺫﺍ ﺍﺤﺘﻭﺘﻪ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ،ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ
ﺒﺘﺴﻴﻴﺭ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻤﺜﻴﻠﻬﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﻻ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻤـل
ﻫﻭ ﻟﻭﺤﺩﻩ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻟﺘﺯﻡ ﺒﺘﻐﻁﻴﺔ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ
ﻭﻟﻴﺱ ﻜﻠﻬﺎ ).(2
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻨﺩﻫﺎ 28ﺘﻭﻀﺢ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻭﺍﺤﺩ .ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻓﻼ ﻨﺠﺩ ﺒﻨﺩﺍ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﻬﺫﻩ
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ.
ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻘﺩ ﻨﺹ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ 03ﻤـﻥ ﺍﻷﻤـﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠـﻕ
ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﻫﻭ ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻋﺩﺓ ﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻨﻔـﺴﻪ ﻓـﻲ
ﺇﻁﺎﺭ ﻋﻘﺩ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺤﻴﺩ ،ﻴﻭﻜل ﺘﺴﻴﻴﺭ ﻭ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﺅﻤﻥ ﺭﺌﻴﺴﻲ ﻴﻔﻭﻀـﻪ ﻗﺎﻨﻭﻨـﺎ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﺍﻵﺨﺭﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﻭﻥ ﻤﻌﻪ ﻓﻲ ﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ".
ﻭ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻻ ﻴﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺘﻀﺎﻤﻥ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺘﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﻭﺠـﻭﺍﺯ ﺘﻤﺜﻴـل
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻭﺒﺩﻭﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺤﺎﻻﺕ ﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ ﻤﻌﺭﻭﻀﺔ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻭﺨﻠﻭ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ،ﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻨﻔﺴﺭ ﺒﺄﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ
ﺒﺎﻟﺘﻔﻭﻴﺽ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﺡ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻴﺠﻌل ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﻓـﻲ ﺘﻤﺜﻴـل
ﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺘﻀﺎﻤﻥ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺘﻀﺎﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ
ﻓﺭﺃﻱ ﺃﻥ ﻨﺘﺭﻙ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﻟﻤﺎ ﻴﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ
. VIALLAR
ـــــــــــــــــــــــــــــ
.
)(1
Antoine VIALARD , Droit maritime , premiere edition 1997 , preses
univeritaires de France . p98 .
29
)(2
Rene RODIER , op cit p 412 .
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻨﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺸﺨﺼﺎ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻭﺠـﻭﺩ ﻓـﻲ
ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﺍﻟﻠﻭﻴﺩﺯ) ،(1ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﻴﻥ ﻟﻬﺎ ﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻜل ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻯ ﻓـﻲ
ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،ﻭﺘﺤﺕ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ،ﻭﻁﺒﻘﺎ ﻟﻘﻭﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺴﻤﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻟﺭﺘﺒﺘﻪ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻴﺘﺤﻤل ﻜل ﻋﻀﻭ ﻤﺎ ﺘﻌﻬﺩ ﺒﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻓﺭﺩﻱ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤـﺴﺅﻭﻟﻴﺔ
ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ).(2
ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 215ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻨﺠﺩﻫﺎ ﺘﺤﺩﺩ ﺸﻜل ﺸﺭﻜﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﻨﺼﻬﺎ " :ﺘﺨﻀﻊ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﻜﻭﻴﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﻭﺘﺄﺨﺫ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﻥ ﺍﻵﺘﻴﻴﻥ:
ـ ﺸﺭﻜﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﺴﻬﻡ .
ـ ﺸﺭﻜﺔ ﺫﺍﺕ ﺸﻜل ﺘﻌﺎﻀﺩﻱ .
ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻋﻨﺩ ﺼﺩﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﻏﺭﻀﻬﺎ ﺍﻟﺭﺒﺢ ﺃﻥ ﺘﻜﺘﺴﻲ ﺸﻜل ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻀﺩﻴﺔ " ﻓﺈﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺸﺭﻜﺔ ﺃﺴﻬﻡ ﻓﺘﺨﻀﻊ
ﺒﺫﻟﻙ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺴﻬﻡ ﻭﻟﻸﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻤﺭ
07-95ﻜﺫﻟﻙ.
ﻭ ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﺄﺨﺫ ﺸﻜل ﺸﺭﻜﺔ ﺘﻌﺎﻀﺩﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺸﺭﻜﺔ ﻤﺩﻨﻴﺔ ﻻ ﺘﻬﺩﻑ ﻟﻠـﺭﺒﺢ ﻭﻨـﺸﺎﻁﻬﺎ ﻏﻴـﺭ
ﺘﺠﺎﺭﻱ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﺩﻓﻬﺎ ﻫﻭ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻤﺎﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
-1ﺍﻟﻠﻭﻴﺩﺯ :ﻤﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭ ﻟﻘﺩ ﺃﺜﺭﺕ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺩﺭﺘﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋـﺩ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺭﺘﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻭ ﺃﺼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻤﻘﻬﻰ ﻤﻤﻠﻭﻙ ﻹﺩﻭﺍﺭﺩ ﻟﻭﻴـــﺩ
) ( EDWARD LLOYDﺍﻟﺫﻱ ﺍﻗﺘﺭﻥ ﺍﺴﻤﻪ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﺍﻟﻠﻨﺩﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻋﺸﺭ ،ﻭ ﺍﻟﺫﻱ
ﻜﺎﻥ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻻﻟﺘﻘﺎﺀ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻥ ﺒﺎﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1691ﺍﻨﺘﻘل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﺇﻟﻰ ﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻠﻭﻤﺒﺎﺭﺩﻴﻥ ﺒﻠﻨﺩﻥ
ﻭ ﺃﺼﺒﺢ ﻤﺭﻜﺯﺍ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻭ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﺜﻡ ﺘﺤﻭل ﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﻠﻭﻴﺩﺯ ﺇﻟﻲ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻤﺘﻤﺘﻌـﺔ ﺒﺸﺨـﺼﻴﺔ
ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭ ﺫﻟﻙ ﺴﻨﺔ 1871ﻏﺭﻀﻬﺎ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻷﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ﻭ ﺘﺠﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﻭ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺤﺎﻟﻴﺎ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﺍﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ
ﺩ .ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﻤﺭﺠﻌﻪ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺹ 44ﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺌﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺴﻨﺔ 89ﻋـﺩﺩ 24
ﺹ 86ﻓﻲ ﻤﻘﺎل ﺴﺠﻼﺕ ﺍﻟﻠﻭﻴﺩﺯ ﻭ ﺘﺼﻨﻴﻑ ﺍﻟﺴﻔﻥ ،ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺘﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻜﺵ .
-2ﻴﻭﺴﻑ ﺠﻨﺎﺩ ،ﺍﻟﻠﻭﻴﺩﺯ ﺘﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺘﻔﺴﻬﺎ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺌﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻋﺩﺩ 34ﺴﻨﺔ ، 1989ﺹ .18
30
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻤـﺅﻤـﻥ ﻟـﻪ
ﻫﻭ ﻜل ﺸﺨﺹ ﻟﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ﻤـﻥ ﻤﺨـﺎﻁﺭ
ﺍﻟﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭﻫﻭ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﻤﺭﺘﻬﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ،ﺫﻟﻙ ﻷﻥ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺘﺸﻜل ﻋﻨﺼﺭﺍ ﻫﺎﻤﺎ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺫﻤﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻬﺯ ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺄﻥ ﻟﻠـﺩﺍﺌﻥ
ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻟﻠﻤﺠﻬﺯ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻫﻨﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺠﺯﺌﻴﺎ
ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺩﻴﻥ ).(1
ﻭ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻴﺭﻯ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻴﺠﻤﻊ ﻋﺎﺩﺓ ﻭﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺒﻴﻥ ﺼﻔﺎﺕ ﺜﻼﺙ ،ﻓﻬﻭ ﺃﻭﻻ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭ ﺍﻟـﺫﻱ
ﻴﺘﺤﻤل ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻼﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭﻴﺴﻤﻰ ﺒﻬـﺫﻩ
ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭ ﻫﻭ ﺜﺎﻨﻴﺎ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻬﺩﺩ ﺒﺎﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ﻭ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟـﺼﻔﺔ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻭ ﻫﻭ ﺜﺎﻟﺜﺎ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻘﺎﻀﻰ ﻤﻥ ﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻕ ﻋﻨـﺩ
ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﻴﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺠﺘﻤﻌﺕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟـﺼﻔﺎﺕ
ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻟﺸﺨﺹ ﻭﺍﺤﺩ ﻏﻠﺒﺕ ﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﺒﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﻁﺎﻟـﺏ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻔﻴﺩ ﻭﻴﻜـﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺽ ﺃﻨﻪ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺫﺍﺘﻪ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩ.
ﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻴﺘﻌﺎﻗﺩ ﻤﻊ ﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﻤﺎ ﺃﺼﺎﻟﺔ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﺇﻤﺎ ﻋﻥ ﻁﺭﻴــﻕ ﻨﺎﺌﺏ
ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻭﻜﻴﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ).(2
ﻭ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤﻼﺕ ﻗﺩ ﺘﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻨﺠﺩ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﻌﻘﺩ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺸﺨﺹ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺴﻴﻌﺭﻑ ﺒﻌﺩ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤـــﺎﺩﺙ ﻭ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﻤﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﺠﺭﻴﻪ ﺍﻟﻭﻜﻴل ﺒﺎﻟﻌﻤﻭﻟﺔ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻜل ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﻟﻠﻭﻜﻴل ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻔﺼﺢ ﻋﻨﻪ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1ـ
ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ,ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 326
) (2ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ ،ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﻐﺭﺭ ﻭﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ،ﺩﺍﺭ ﺍﺤﻴﺎﺀ
ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،1963ﺹ. 1171
31
ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻌﺭﻭﻓﺎ ﻟﻠﻭﻜﻴل ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻭﻟﻜﻥ ﺸﺨـﺼﻴﺘﻪ
ﺴﻭﻑ ﺘﻌﺭﻑ ﻭﻗﺕ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ﺒﻤﺎﻟﻪ ﻤﻥ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤـﻭﺍل
ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻨﺎﺩﺭ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻔﻥ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺩﺍﺌﻤـﺎ ﺍﺴـﻡ
ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻼ ﺩﺍﻋﻲ ﻹﺨﻔﺎﺌﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻜﺜﻴﺭ ﺍﻟﺤﺩﻭﺙ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﺨﺎﺼﺔ
ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻌﺎﺌﻤﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻨﻘﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻓﻴﺼﻌﺏ ﺘﺤﺩﻴـﺩ ﻤـﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎﻟﻜﺎ ﻟﻬﺎ ﻭﻗﺕ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺘﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻟﺸﺨﺹ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﻴﻥ ﻭﻗﺕ
ﺍﻟﻌﻘﺩ ).(1
ﻓﺎﻟﻤﺅﻤـﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺏ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ
ﻭ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ ﻟﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺴﻼﻤﺘﻬﺎ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
93ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ "ﻴﻤﻜﻥ ﻜل ﺸﺨﺹ ﻟﻪ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻓﻲ ﺤﻔﻅ ﻤﺎل
ﺃﻭ ﺍﺠﺘﻨﺎﺏ ﻭﻗﻭﻉ ﺨﻁﺭ ﺃﻥ ﻴﺅﻤﻨﻪ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﻤﺭﺠﻭﺓ ﻤﻨﻪ".
ﻓﻠﻠﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﻤﺭﺘﻬﻥ ﻤﺜﻼ ﺃﻥ ﻴﺅﻤﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻤﻠﻭﻜﺔ ﻟﻤﺩﻴﻨﻪ ﺤﻔﺎﻅﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻭﻤﺼﺎﻟﺤﻪ،
ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻥ ﻴﻜﺘﺘﺏ ﺘﺄﻤﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻭﺭﺸﺘﻪ ﻭ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻁﻭﺭ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ).(2
32
)(3
ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 426
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95ﻭﻓﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻭﺴﻁــــﺎﺀ ﺍﻟﻭﻜﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ
ﻭ ﺍﻟﻭﺴﻁﺎﺀ ﺍﻟﻭﻜﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻬﻡ ،ﻭ ﺴﻤﻰ ﺍﻷﻭل ﺒﺎﻟﻭﻜﻴل ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
253ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ" :ﺍﻟﻭﻜﻴل ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﺸﺨﺹ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﻴﻤﺜل ﺸﺭﻜﺔ ﺃﻭ
ﻭ ﻗﺩ ﻨﻅﻡ ﻋﺩﺓ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ"...
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺤﻘﻭﻗﻪ ﻭﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻪ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻭﻜﺎﻟﺔ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﺍﻟﻭﻜﻴل ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻓﻘﺩ ﺴﻤﺎﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﺴﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﻫﻭ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 258ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ:
"ﺴﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺸﺨﺹ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻭ ﻤﻌﻨﻭﻱ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻟﺤﺴﺎﺒﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻭﺴﻁ ﺒﻴﻥ ﻁﺎﻟﺏ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﻐﺭﺽ ﺍﻜﺘﺘﺎﺏ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭ ﻴﻌﺩ ﺴﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻜﻴﻼ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ
ﻭ ﻤﺴﺅﻭﻻ ﺘﺠﺎﻫﻪ".
ﻓﺴﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﻭﻜﻴل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺸﺨﺼﺎ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ ﻭ ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﺸﺨﺼﺎ ﻤﻌﻨﻭﻴﺎ ،ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻟﺤﺴﺎﺒﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻭﺴﻁ ،ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﻨﺸﺎﻁﺎ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ
ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 259ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﺨﻀﻊ ﺴﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﻠﺘﺴﺠﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭ ﻫﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻼﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻭﻜﻴﻼ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻭ
ﻤﺴﺅﻭﻻ ﺍﺘﺠﺎﻫﻪ ،ﻓﻬﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﺨﻀﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻭﻜﺎﻟﺔ ،ﻓﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺘﺠﺎﻩ ﻤﻭﻜﻠﻪ ﻨﺘﻌﺭﺽ
ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ـ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺴﺎﺭ ﺃﻥ ﻴﺘﺼﺭﻑ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﺤﺔ ﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﻴﺘﻘﻴﺩ ﺒﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻤﻭﻜﻠﻪ
ﻭ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻘﺘﻨﻊ ﺒﺼﺤﺘﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻠﻙ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﺄﻱ ﺩﻭﺭ ﻤﺨﺎﻟﻑ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﻀﻊ
ﻋﺎﺩﺓ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﻭﺍﺠﺒﻪ ﺘﺤﺫﻴﺭ ﻭﻨﺼﺢ ﻤﻭﻜﻠﻪ ﺤﻴﻥ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﺤﺴﻥ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻤل.
ـ ﻤﻥ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺴﺎﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﻤﻭﻜﻠﻪ ﻭﺒﺫل ﺃﻗﺼﻰ ﺠﻬﺩ ﻤﺴﺘﻁﺎﻉ
ﻹﻨﺠﺎﺯ ﻋﻤﻠﻪ ﺨﻼل ﺃﻗﺼﺭ ﻓﺘﺭﺓ ﺯﻤﻨﻴﺔ ﻤﻤﻜﻨﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ
ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ.
33
). (1
ـ ﺃﻨﻪ ﻤﻠﺯﻡ ﺒﺘﻭﻅﻴﻑ ﻤﻬﺎﺭﺍﺘﻪ ﺨﺩﻤﺔ ﻟﻠﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻀﻁﻠﻊ ﺒﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺸﻜﻠـﻪ
ﻨﺘﻨﺎﻭل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺸﻜﻠﻪ ،ﻭﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ
ﺒﺎﻻﻨﻌﻘﺎﺩ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺒﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺃﻱ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻨﺭﺍﻫﺎ ﻻﺤﻘﺎ
ﻭﻨﺭﻯ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺇﺜﺒﺎﺘﻬﺎ .
ﻴﺜﺒﺕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭﻫﻲ ﻜﻤﺎ ﺃﺸﺭﻨﺎ ﺸﺭﻁ ﻟﻺﺜﺒﺎﺕ ﻓﺤﺴﺏ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺹ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 97ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ "ﻴﺜﺒﺕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
ﺒﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻗﺒل ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺒﺄﻱ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﻜﺘﺎﺒﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻻ
ﺴﻴﻤﺎ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺒﺎﻟﺘﻐﻁﻴﺔ" ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 1-172ﻟﻠﺠﺯﺀ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﺘﻘﻨﻴﻥ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 22ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 1906ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﻤﻌﻘﺩ ﺒﺫﺍﺘﻪ ﻭ ﻗﺩ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺘﺴﺘﺒﻌﺩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ
ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﺃﻱ ﻗﺩ ﺘﺴﺘﺒﻌﺩ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﻭ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﺃﺨﺭﻯ،
ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﻜﺘﺎﺭﻴﺦ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﻴﻤﺘﻪ ﻭ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ﻭﺍﻷﻗﺴﺎﻁ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ ﺍﻟﺩﻓـﻊ ،ﻭ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ
) . (2
ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﻋﻥ ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺌﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻋﺩﺩ 24ﻟﺴﻨﺔ " ، 1989ﺴﻤﺎﺴﺭﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ" ﻋﻥ ﻤﺠﻠﺔ ، Réactionﺹ. 39
)(2
ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 134
34
ﻭ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺒﺎﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺁﻨﻔﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺘﺜﺒﺕ ﻭﺠﻭﺩ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﻫﻲ
ﻤﺫﻜﺭﺓ ﻤﺅﻗﺘﺔ ﺘﺴﻠﻡ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭ ﺍﻟﺒﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻭﺇﻋﺩﺍﺩ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺭﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺼﻔﺔ ﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﻓﺎﻟﻌﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺎﻤﺎ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﺘﺭﺍﻀﻲ ﻭﺘﺤﺭﻴﺭ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺫﻜﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺜﺒﺕ ﻭﺠﻭﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭ ﺇﺫﺍ ﺤﺭﺭﺕ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﺴﺭﻯ ﺍﻟﻌﻘﺩ
)(1
ﻭ ﺘﺄﺨﺫ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻭ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻴﺔ
ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺒﺎﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﺼﻭﺭﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ.
ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻗﺩ ﻗﺒل ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻴﺔ.
ﻭ ﺇﻋﺩﺍﺩﻫﺎ ﻟﺘﻭﻗﻴﻌﻬﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻐﺭﻕ ﻭﻗﺘﺎ ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺭﻋﺔ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﺒﺕ ﺒﻌﺩ ﻓﻲ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻴﻤﻀﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺒﺎﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﻟﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻁﻭل ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺘﺎﺠﻪ ﻟﻔﺤﺹ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻭﺍﻟﻔﺼل ﻓﻴﻪ ﺒﺎﻟﻘﺒﻭل ﺃﻭ
ﺒﺎﻟﺭﻓﺽ ،ﻭ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻗﺩ ﺘﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﻤﺫﻜﺭﺓ ﺍﻟﻤﺅﻗﺘﺔ ﺇﻟﻰ ﻁﺎﻟﺏ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺘﻌﺎﻗﺩﺍ ﻤﺅﻗﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻴﻪ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻗﻴﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﺍﻟﻤﺅﻗﺕ ﺭﺠﻊ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻤﺒﻠﻎ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭ ﻨﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺩﻓﻊ ﻗﺴﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻋﻨﺩ ﺘﺴﻠﻤﻪ ﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺒﺎﻟﺘﻐﻁﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻭﺭﺘﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺘﻴﻥ ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺒﺎﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﻗﺩ ﺤﻘﻘﺕ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ
). (2
ﻤﻨﻬﺎ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺒﻥ ﺨﺭﻭﻑ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 89
) (2ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 1185
35
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺸـﻜـل ﺍﻟﻌـﻘـﺩ
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺘﻭﻓﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻘﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 98ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ "ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻭﻓﻕ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻨﻪ ﻤﻁﺒﻭﻋـﺔ
ﻭ ﻴﻜﻤــل ﺒﻤﻠﺤﻕ ﻴﺤﻭﻱ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭ ﺒﺎﻟﺨﻁﺭ ﻭ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﺴﻁ
ﻭ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭﺘﻌﺩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻭﻓﻕ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﺘﺅﺸﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﻭ ﻟﻘﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 227
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺘﺨﻀﻊ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﻴﺔ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻘﻭﻡ
ﻤﻘﺎﻤﻬﺎ ﻟﺘﺄﺸﻴﺭﺓ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﻔﺭﺽ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺸﺭﻭﻁ ﻨﻤﻭﺫﺠﻴﺔ".
ﻭ ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﻨﻭﺩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻤﺤﺭﺭﺓ ﺒﺤﺭﻭﻑ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭ ﺒﺎﺭﺯﺓ ﻭ ﺇﻻ ﺒﻁل ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ
36
ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺒﻁﻼﻥ ﺃﻭ ﺴﻘﻭﻁ ) ، (1ﻭ ﺘﺘﺨﺫ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﺸﻜﺎﻻ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ
ﻓﻬﻲ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﺴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻷﻤﺭ ﺃﻭ ﻟﻠﺤﺎﻤل ،ﻭ ﻋﺎﺩﺓ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﺴﻤﻴﺔ ،ﻭ ﻻ ﻴﺘﻡ ﻨﻘل ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻐﻴﺭ ﺇﻻ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺤﻭﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤﻕ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ).(2
ﻜﻤﺎ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻘﺩ ﻨﻤﻭﺫﺠﻲ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻫﻴﻜل
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﻤﻠﺤﻘﺎﺘﻬﺎ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﺘﺤﻘﻕ
ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ.
ﻭ ﻗﺩ ﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻓﻲ ﻅل ﻗﺎﻨﻭﻥ 07-80ﻭﺜﻴﻘﺘﻴﻥ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ :
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭ ﻫﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﺎ ﻋﺩﻯ ﺴﻔﻥ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﻭ ﺍﻟﻨﺯﻫــﺔ
ﻭ ﺍﻟﺴﻔـــﻥ ﺍﻟﺸﺭﺍﻋﻴﺔ ،ﻭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ،ﻭ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺼﻴﺩ
ﻭ ﻜﻼﻫﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭﺘﺎ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺘﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺨﻀﻭﻋﻬﻤﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ 07-80ﺍﻟﺴﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺁﻨــــﺫﺍﻙ
ﻭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻋﻤﻠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﺨﺼﻴﺹ ﻋﻤل
ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﻋﻤﻭﻤﻴﺔ ،ﻭ ﺃﺴﻨﺩﺕ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘل ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘل.
ﻭ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺼﻠﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭﺍﻨﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ
ﺍﻟﺤﺭﺓ ،ﻭﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺍﺤﺘﻜﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻅﻬﻭﺭ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺭﺅﻭﺱ ﺃﻤﻭﺍل
ﺨﺎﺼﺔ ،ﻤﻤﺎ ﺠﻌل ﻋﺩﺓ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺘﻬﺘﻡ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﻫﻲ ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺤﺭﻴﺔ.
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﺤﺎﻟﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺩ ﻤﺭﺠﻌﺎ ﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻫﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺩﻟﺕ ﻓﻲ ﺩﻴﺒﺎﺠﺔ ﻭﺜﻴﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻠﺘﻤﺎﺸﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﻤﺭ 07-95ﻭ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﻪ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﺘﻪ ﺩﻴﺒﺎﺠﺘﻬﺎ ،ﺜﻡ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 7ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 622ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺘﺸﺘﺭﻁﺎﻥ ﻭﻀﻭﺡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ﻭﺨﺎﺼﺔ
ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ.
) (2ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 335
37
ﻋﺎﻟﺠﺕ ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﺜﻡ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺓ ،ﻓﻤﺩﺓ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ،ﻓﻨﻁﺎﻕ
ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﺃﻱ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ،ﺜﻡ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ )ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ( ﻭ ﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﺇﻟﻰ
ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻓﺤﺎﻻﺕ ﺒﻁﻼﻥ ﻭ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ
ﻤﻨﺘﻬﻴﺔ ﺒﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻤﺴﺄﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻭ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ).(1
ﻭ ﺨﺘﺎﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﻭل ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻊ
ﻤﻌﻪ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺘﻔﻕ ﻤﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﺘﺯﻡ ﺒﺩﻓﻊ ﻗﺴﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻭﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻨﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻫﻲ
ﺴﻨﺩ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﺘﺤﻭﻴل ،ﻓﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﺜﺒﺕ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ).(2
ﻟﻌل ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ،ﻷﻨﻨﺎ ﺴﻨﺘﻁﺭﻕ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﻌﻁﻲ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺃﺼﻴﻠﺔ ﺒﻪ ﻭ ﺫﺍﺘﻴﺔ ﺘﻤﻴﺯﻩ ﻋﻥ ﺒﺎﻗﻲ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ،
ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺒﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺠﻭﻴﺔ ،ﻟﻭﺠﻭﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺘﺨﺎﻟﻑ
ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺴﻨﺠﺩﻩ ﻋﻨﺩ ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﻟﻠﻘﻴﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺇﻥ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﻓﻬﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺤﺩﺓ ﺘﻤﻴﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻥ ﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭ ﻜﺫﻟﻙ
ﻋﻨﺩ ﺘﻨﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺘﻜﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻟﻨﻘل ﺃﺼﺩﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ ﺨﻤﺱ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ :ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻤﺎﻋﺩﺍ ﺴﻔﻥ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﻭ ﺍﻟﻨﺯﻫﺔ ،ﻭ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺭﻙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻱ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 13ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ،1984ﻭ ﻤﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻼﺤﻅ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﺴﻴﻁ ﻜﺭﺩ ﻓﻌل ﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻠﻭﻴﺩﺯ ﻟﻠﺴﻔﻥ ﻭﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺘﺤﺕ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ .ﺍﺭﺠﻊ ﻟﻸﺴﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ﻓﻲ ﻤﺭﺠﻌﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺹ .139
) (2ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 23
38
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :
ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺒﻤﺎ ﺃﻨﻨﺎ ﺒﺼﺩﺩ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻲ
ﻫﻴﻜل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﻤﻠﺤﻘﺎﺘﻬﺎ ﻭ ﺫﻟﻙ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﻁﺎﻩ ﺇﻴﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻴﻤﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻬﻴﻜل ﻭ ﺍﻵﻻﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺭﻙ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺼﻔﺔ
ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺤﺎﻟﻴﺎ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﻜل ﻻ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺘﻔﺭﻗﺔ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﺤﺘﻰ ﻻ
ﻴﺘﺨﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻬﻴﻜل ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﻅل ﺍﻟﻤﺤﺭﻙ ﺴﻠﻴﻤـﺎ .ﻭ ﻻ
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﻤﻠﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺭﻙ ﻓﻘﻁ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻘﻭﺍﺭﺏ ﻭ ﺍﻟﺭﺍﻓﻌﺎﺕ ﻭ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻵﻻﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ.
ﻭ ﻤﻊ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻴﻤﺎ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻟﻭﺍﺤﻕ
ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺭﺴﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ :ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘل ﻭ ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻠﻨﻘل ﻭ
ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ﻭ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ.
ﻭ ﺍﻷﺼل ﺃﻥ ﻜل ﻤﺎل ﻤﻌﺭﺽ ﻟﻸﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤﻼ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ،
ﻭﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻤﻭﺍﻻ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺎﺩﻴﺔ.
ﺘﺸﺘﻤل ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﻤﻠﺤﻘﺎﺘﻬﺎ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ﻭﺍﻷﺠﺭﺓ.
39
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺠﺴﻡ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﺤﺴﺏ ،ﺒل ﻴﺸﻤل ﻤﻠﺤﻘﺎﺘﻬﺎ
ﺃﻴﻀﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻵﻻﺕ ﻭ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻓﻲ
ﻁﻭﺭ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻴﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ
)(1
ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﻓﺎﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻜﺎﻟﺤﺭﻴﻕ ﻭﻤﺨﺎﻁﺭ ﺇﻨﺯﺍل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺘﻁﺭﻕ ﻟﻠﻘﻴﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 182ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﺇﺫ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ "ﺘﺸﺘﻤل
ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻫﻴﻜل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﻤﺤﺭﻜﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻭﺍﺤﻘﻬﺎ ﻭ ﺘﻭﺍﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺘﻤﻭﻴﻨﻬﺎ ﻭﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺔ ﺨﺎﺭﺠﻬﺎ" ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﻓﻘﺩ ﺤﺩﺩﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 11ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ "ﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻭ ﺠﺯﺍﻓﺎ ﻭﻴﻤﺘﻨﻊ
ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﻋﻥ ﺃﻱ ﺘﻘﻴﻴﻡ ﻷﺠﺯﺍﺌﻬﺎ ﺨﻼﻑ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 24ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ
ﻭﺘﺸﺘﻤل ﺒﺸﻜل ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﺘﺠﺯﺌﺔ ﻫﻴﻜل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﻤﺤﺭﻙ ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﺒﻊ ﻭﺍﻟﻠﻭﺍﺤﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﺎﻟﻜﺎ ﻟﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺘﻤﻭﻴﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺨﺎﺭﺠﻬﺎ" ﻭ ﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 12ﻤﻥ
ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻴﻭﻡ 1ﺠﺎﻨﻔﻲ " 1979ﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ
ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ،ﻭ ﺠﺯﺍﻓﺎ ﻭ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺒﺎﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺃﻱ ﺘﻘﻴﻴﻡ ﺁﺨﺭ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻭﺘﺤﺕ ﺍﻟﺘﺤﻔﻅ ﺒﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 26ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
"27ﻭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺘﺘﻀﺢ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻴﺘﻡ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺫﻜﺭ ﺍﺴﻡ ﻭﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻴﺘﻡ ﺒﺩﻭﻥ ﺘﺠﺯﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﻜل ﻭ ﺍﻵﻻﺕ ﺍﻟﻤﺤﺭﻜﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﺩﺓ ﻭ ﻤﺎ ﻴﻭﻀﻊ ﺨﺎﺭﺠﻬﺎ ).(2
ﻭ ﻴﻔﻀل ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﻔﺼل ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺼل ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﺘﺠﺯﺌﺔ
ﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﻗﺩ ﻋﺭﻓﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 52ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 80-76ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﺤﻴﺙ ﺫﻜﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﺤﺼﺭ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﺘﺭﻙ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺇﻻ ﺃﻥ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 432
)(2
Pierre LUREAU , commentaires des polices francaise d’ assurances maritime sur
corps de navires . Librairie generale de droit et jurisprudence ,1974 .PARIS .
40
ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 52ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ "ﺘﺼﺒﺢ ﺘﻭﺍﺒﻊ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺯﻭﺍﺭﻕ ﻭ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭ ﻋﺩﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻷﺜﺎﺙ ﻭﻜل ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺨﺩﻤﺔ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ ﻤﻠﻜﺎ ﻟﻠﻤﺸﺘﺭﻱ" ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻭﻀﻌﺕ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺎﺕ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﻭﻓﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ،ﻓﺼﻔﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ ﺘﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻟﺫﻟﻙ
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻨﻔﻬﻡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
"...ﻭﻜل ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﻠﻜﺎ ﻟﻠﻤﺸﺘﺭﻱ"
ﺇﺫﻥ ﻓﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻴﻤﺜل ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺘﺸﻤل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻬﻴﻜل ﻭﺍﻵﻻﺕ
ﺍﻟﻤﺤﺭﻜﺔ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺎﺕ ﻭﻤﺎ ﻴﻭﻀﻊ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ ﻟﺨﺩﻤﺘﻬﺎ ﻭ ﺘﻘﺩﺭ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ،
ﻭﺘﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ،ﺇﺫ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻷﺤﺩ ﺃﻥ ﻴﺩﻋﻰ ﺨﻼﻓﻬﺎ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﺴﺘﻤﺩ ﻗﻭﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﻘﺩ
ﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ).(1
ﻭ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻫﻡ ﻗﻴﻤﺔ ﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻭﺠﺩ ﺃﺴﺎﺱ ﻟﻀﻤﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻗﻴﺎﻤﻬﺎ ﺒﺭﺴﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻟﻜﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻭﻨﻭﻋﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ،
ﻭﺠﺩﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁﻬﺎ ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭﺍﺴﺘﻭﺠﺒﺕ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ
ﺒﺎﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻁﻴﻪ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭﺒﺨﻼﻑ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻗﺭﺭﺕ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺒﻨﻭﺩ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻋﻠﻰ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺼﻠﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ
ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻭ ﺒﺨﻼﻑ ﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﺃﻗﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻭ ﻨﻅﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ .ﻭ ﻤﻨﻪ ﻨﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
ﻟﻨﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 203
41
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ
ﺒﺴﺒﺏ
ﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻬﺎ.
42
)(2
Emmanuel du pantavice , op cit p 507 .
ﻭ ﻟﻬﺫﺍ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺅﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ
ﻨﺎﺩﺭ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ،ﻭﻫﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻤﺎ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ
ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻋﺩﺓ ﻤﺭﺍﺕ ،ﻭﺒﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻟﻡ ﻴﻜﺘﻑ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺒل ﺃﻨﻪ ﺃﻗﺭ ﻤﻨﻌﻪ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ).(1
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ﻴﻭﺠﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺠﻭﺭ ﺍﻟﻁﺎﻗﻡ ،ﻭﻫﻲ ﻓﻜﺭﺓ
ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻓﻠﻠﻤﺠﻬﺯ ﺃﻥ ﻴﺅﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻭﺍﺘﺏ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ﻤﺴﺒﻘﺎ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻁﺎﻗﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ
ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻼﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜﻠﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﻘﺎﺕ ﻟﻡ ﺘﻘﺩﻡ ﻟﻪ ).(2
ﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻁﺎﻗﻡ ﺃﻥ ﻴﺅﻤﻥ ﺭﻭﺍﺘﺒﻪ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺤﺎﻟﺔ ﻨﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﺇﻥ ﻟﻡ
ﻨﻘل ﻟﻡ ﺘﻘﻊ ﺃﺒﺩﺍ ).(3
ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻓﻌﻠـﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻔـﺭﻨﺴﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓـﻲ ﺍﻷﻤﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﻫﻨــﺎﻙ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻭ ﻨﺘﻨﺎﻭل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺇﻟﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ.
ﻟﻘﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 8-173ﻤﻥ ﺘﻘﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﻐﻴﺭ
ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﺒﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻋﻼﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ "ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ
ﺒﺎﻷﺸﺨﺎﺹ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﻀﻤﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻜل ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻠﺘﺯﻡ ﺒﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﻐﻴﺭ
ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻼﻁﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﻤﻨﺸﺄﺓ ﺃﻭ ﺒﺠﺴﻡ ﺜﺎﺒﺕ ﺃﻭ
ﻤﺘﺤﺭﻙ ﺃﻭ ﻋﺎﺌﻡ".
ﻭ ﻗﺩ ﺃﺨﺫﺕ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﻬﺫﻩ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ،ﺒﺤﻴﺙ ﺘﻀﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﻨﻔﺱ
ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﺨﺴﺎﺌﺭ ﺨﺎﺼﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻭ ﻋﺎﻤﺔ ،ﺃﻭ ﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﺃﻭ ﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺃﻭ
ﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
11ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ.
ﻭ ﻗﺩ ﻗﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺹ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ 3ﻓﻴﻔﺭﻱ 1987ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ
ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻐﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﺤﻘﺕ ﻀﺭﺭﺍ ﺒﺴﻠﻙ Câbleﻓﻲ ﻗﻌﺭ
ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻫﻲ ﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻤﺎﺩﻤﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 8-173ﻤﻥ ﺘﻘﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺘﻨﺹ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﻴﻀﻤﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﺒﺎﻷﺸﺨﺎﺹ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
) (1
. ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﺭﺘﻁﺎﻤﻬﺎ ﺒﻤﻨﺸﺄﺓ ﺃﻭ ﺠﺴﻡ ﺜﺎﺒﺕ ﺃﻭ ﻤﺘﺤﺭﻙ ﺃﻭ ﻋﺎﺌﻡ
ﻭ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﻓﻕ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﺒﻌﻴﺩ ﻓﻲ ﺘﻨﺎﻭل ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ
ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 11ﻤـﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﻨﺠﺩﻩ ﺘﻁﺭﻕ
44
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 192
ﻟﻤﺴﺄﻟﺘﻲ ﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﻭﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ﺍﻹﺴﻌﺎﻑ ﺒﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ 24ﻭ 25ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﺭﻜﻴـــﺯﺍ ﻭ ﺘﻭﻀﻴﺤﺎ
ﻟﻤﺸﺘﻤﻼﺘﻬﺎ.
ﻭ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﺃﻥ ﻴﻀﻤﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﺍﺘﺠﺎﻩ
ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﺜل ﻀﻤﺎﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻻﺼﻁﺩﺍﻡ ﺃﻭ ﻀﻤﺎﻥ
ﺍﻟﺴﺒﺎﺤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻠﺤﻘﻬﻡ ﻀﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺤﺎﺩﺙ ﻭﻗﻊ ﻟﻬﺎ ).(1
ﻭ ﻗﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﻤﻥ 145ﺇﻟﻰ 150
ﺇﺫ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 145ﺘﻨﺹ "ﻴﻬﺩﻑ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ
ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺤﻘﻪ ﺒﺎﻟﻐﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺘﺞ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻻ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺤﻘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﻐﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 132ﺃﻋﻼﻩ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺠﺴﻡ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻏﻴﺭ ﻜﺎﻑ"
ﻭﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 132ﺘﻨﺹ "ﻴﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﺃﻨﻭﺍﻋﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﺘﺏ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻁﻌﻥ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﺼﻁﺩﺍﻡ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺨﺭﻯ
ﺃﻭ ﻤﺒﻨﻰ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺠﺴﻡ ﺜﺎﺒﺕ ﺃﻭ ﻤﺘﺤﺭﻙ ﺃﻭ ﻋﺎﺌﻡ ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﺒﺎﻷﺸﺨﺎﺹ".
ﻭ ﻻ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺴﻭﻯ ﺸﺭﻁ ﻋﺩﻡ ﻜﻔﺎﻴﺔ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻟﺘﻌﻭﻴﻀﻪ ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺸﺭﻁ - :ﺃﻥ
ﺘﻜﻭﻥ ﻨﺎﺘﺠﺔ ﺘﺼﺎﺩﻡ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻭ ﺍﺭﺘﻁﺎﻤﻬﺎ ﺒﺠﺴﻡ ﻋﺎﺌﻡ ﺃﻭ ﺜﺎﺒﺕ.
-ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻏﻴﺭ ﻜﺎﻑ ﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ.
-ﻟﻡ ﻴﺩﺭﺝ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻨﻴﺔ ﻀﻤﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ.
-ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ 05-97ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 1967-01-03
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠﺴﻔﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ).(2
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 192
45
)(2
ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 207
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 76
47
ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺫﻜﺭﻨﺎﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 101ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07-75ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.
ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﻨﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻫﺩﺩ
ﺨﻁﺭ ﻤﺎ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻴﺎ ﺒﺘﺼﺭﻑ ﻋﻤﺩﻱ ﻗﺩ ﻴﻠﺤﻕ ﺨﺴﺎﺭﺓ
ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻜﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺡ ﺍﻟﻌﻤﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻭﺍﻁﺊ ﺨﻭﻓﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﻕ ﺃﻭ ﺨﻁﺭ ﻴﻬﺩﺩ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ
ﻜﻠﻬﺎ ﻓﻴﻠﺘﺯﻡ ﻜل ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺎﺤﻨﻴﻥ ﻭﻤﺠﻬﺯ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ
ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻀﺩ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ
ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭﺘﺤﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻗﺩ ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻪ ﻤﻥ
ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺸﺎﺤﻨﻴﻥ ﻭﻤﺠﻬﺯ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻴﻐﻁﻲ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ
ﻓﺎﺴﺘﺤﺩﺙ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﺅﺨﺭﺍ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ
ﻭﻗﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺎﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻜﻤﻠﺤﻘﺎﺕ ﻟﻠﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ )ﺍﺴﺘﻤﺎﺭﺓ 13ﺠﺎﻨﻔﻲ (1972ﻭﺘﺤﺕ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ ﻭﻫﺩﻓﻪ ﺴﻨﺩ ﻭﺘﻜﻤﻠﺔ
ﻨﻘﺼﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺘﻘﻴﻴﻡ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭﺓ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺃﻜﺜﺭ
ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ،ﻓﻬﻭ ﺇﺫﻥ ﺘﻜﻤﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﻤﻥ ﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ
ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻟﻜﻭﻨﻬﺎ ﺃﻗل ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ).(1
ـــــــــــــــــــــــــــــ
48
) (1ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 188
ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻫﻭ ﺃﻫﻡ ﻋﻨﺼﺭ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻓﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﻠﺤﻕ ﺒﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻫﻭ ﻤﺤل ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﺒﺎﻨﺘﻔﺎﺌﻪ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﺒﻁﻼﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ،ﻓﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﺩﻭﺭ ﻤﻊ
ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻭﺠﻭﺩﺍ ﻭﻋﺩﻤﺎ ،ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻟﺨﻁﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤل ﻭﻗﻭﻋﻪ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻭﻴﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﻠﻁ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻭﺍﻟﺘﻔﺭﻗﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﺃﻱ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻻ ﺘﺘﻀﺢ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻓﻲ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺴﻬل ﺜﺒﻭﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﻭﻗﺎﺌﻊ
ﺍﻟﺤﺎل ،ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﻴﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﻭﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺸﻤل ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ
ﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ).(1
ﻭ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺒﺄﻨﻪ ﺤﺎﺩﺙ ﻏﻴﺭ ﻤﺤﻘﻕ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻭ ﻻ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺽ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ،
ﻓﻬﻭ ﻁﺎﺒﻊ ﺍﺤﺘﻤﺎﻟﻲ ،ﻭﻟﻬﺫﻩ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺠﻬﻴﻥ:
ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺅﻜﺩ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ . -1
ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺤﻘﻘﻪ ﻤﺴﺘﺤﻴﻼ . -2
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻐﺭﺭ).(2
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﻤﻴﺯ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻫﻭ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻭﻟﻴﺱ
ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻀﺭﺭ ،ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻜﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﻨﺸﺄﺓ ﺒﺤﺭﻴﺔ
ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻓﺘﺴﺘﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﺔ ﻭ ﻟﻭ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﺭﺤﻠﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﺘﺒﻌﻴﺔ،
ﻓﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﻤﻌﺭﺽ ﻟﻠﺨﻁﺭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻁﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺼﻔﻪ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻫﻭ
ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻨﺸﻭﺀ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺒﺭﻴﺎ،
ﻓﻼ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
49
)(1
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 2ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ .
)(2
ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 56
ﻭ ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺤﺩﺩ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺃﻥ ﻨﻌﺭﻑ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﺨل
ﻓﻲ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺓ ﻤﻨﻪ ،ﻭﺒﻌﺩﻫﺎ ﻨﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﻤﻨﺔ ﻓﻲ
ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺩ ﺒﺎﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻤﺩﻯ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﻋﻨﺼﺭ
ﺍﻟﺨﻁﺭ.
ﻗﺒل ﺃﻥ ﻨﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺃﻭ ﺘﺨﺭﺝ ﻋﻨﻪ ،ﻴﺠﺩﺭ
ﺒﻨﺎ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻥ ﻨﺤﺩﺩ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭ ﻤﺘﻰ ﻨﻜﻭﻥ ﺒﺼﺩﺩﻩ ،ﻭ ﻜﻴﻑ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺠﺎﻤﻊ ﻤﺎﻨﻊ ﻟﻪ ،ﻭﻜﻴﻑ ﺴﺎﻴﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ،ﺜﻡ
ﻨﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺇﻤﺎ ﺒﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻭ ﺒﺎﻻﺘﻔﺎﻕ ﺜﻡ ﻨﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺨﺭﻭﺝ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ
ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻤﻨﺎ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻨﻁﺎﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﺤﻭل ﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﻭﺤﻭل ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻤﻥ ﻋﺩﻤﻪ.
ﺴﻨﺘﻨﺎﻭل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻀﻤﻨﻬﺎ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺎ
ﻴﺩﺨل ﻭﻤﺎ ﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ،ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺘﺴﺎﻋﺩﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ .
50
ﺇﻥ ﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻌﻨﻴﻴﻥ :
ﺍﻷﻭل ﻫﻭ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺒﻁﻬﺎ ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺴﺒﺒﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻨﺎﺸﺌﺔ
ﻋﻨﻪ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ.
ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻫﻭ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺒﻁﻬﺎ ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺃﻱ
ﺘﺤﺩﺙ ﻟﻸﻤﻭﺍل ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺘﻭﺍﺠﺩﻫﺎ ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ.
ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻔﺭﻗﺔ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ،ﻓﻔﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻠﻭﻴﺩﺯ ،ﻨﺠﺩ ﺒﺄﻥ ﺃﺨﻁﺎﺭ
ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺘﺄﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﺃﻋﻁﻲ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻬﺫﺍ
ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺴﺒﺏ ﺃﻥ ﺭﺤﻠﺘﻪ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ
ﻋﻜﺴﻴﺔ ،ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻟﻭ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺤﻠﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ).(1
ﻭ ﻗﺩ ﻋﺭﻓﺘﻬﺎ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻠﻭﻴﺩﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻜﺎﻟﺘﺎﻟﻲ "ﻴﻘﺘﺼﺭ ﺍﺼﻁﻼﺡ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻘﻬﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻓﻼ ﻴﺸﻤل ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﺭﻴﺎﺡ ﻭﺍﻷﻤﻭﺍﺝ" ).(2
ﻭ ﻤﻨﻪ ﻓﺎﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺄﻟﻑ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻜﺭﺓ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻫﻲ:
ﺃﻥ ﻨﻜﻭﻥ ﺒﺼﺩﺩ ﻓﻌل ﻨﺎﺸﺊ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ، -
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل ﻨﺎﺸﺌﺎ ﻋﻥ ﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﻤﻼﺤﻴﺔ، -
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻭﻗﻊ ، -
ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺼﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻨﺎﺸﺊ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ، -
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻓﻠﻡ ﻴﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺙ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻭﺃﺩﺭﺠﻬﻤﺎ ﺘﺤﺕ ﻓﻜﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﻫﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ fortunes de mer
) (3
ﻭ ﻴﺭﻯ ﻭﻫﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺒﻨﺩﻫﺎ ﺍﻷﻭل
ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺭﺒﻴﺭ ﺃﻥ ﻜﻠﻤﺔ fortuneﺘﺜﻴﺭ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻔﺠﺎﺌﻲ Cas fortuitﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺃﺼل ﻭﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬـﺎ ﻜل ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻘﻬﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺼﻴﺏ ﺍﻷﻤﻭﺍل
ـــــــــــــــــــــــــــــ
51
) (1ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 129
) (2ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 129
)(3
Pierre LUREU , op cit p 41 .
52
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 150
) (2ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 150
ﻭ ﺒﺭﺠﻭﻋﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ﻭﻜﻴﻑ ﻋﺎﻟﺠﺎ ﻤﻔﻬﻭﻡ fortune de merﺃﻭ
Cas fortuitﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺠﺒﺭ ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭﺇﺒﻌﺎﺩ ﺘﺩﺨل ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ
ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻋﻘﺩ ﺍﺤﺘﻤﺎﻟﻲ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺘﺩﺨﻠﺕ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﺴﻴﻘﻊ ﺍﺨﺘﻼل ﻓﻲ
ﺘﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻟﻬﺫﺍ ﻴﺠﺏ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺨﺎﺭﺝ ﻋﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ،ﻟﻜﻥ
ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺴﺘﻘﻴﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﻭﺭﺕ ﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎﺕ ﺘﺴﻴﻴﺭﻫﺎ
ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﺃﺼﺒﺤﺕ ﺘﺘﺼﻑ ﺒﺎﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﻭ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻵﻻﺕ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﻜﺎﺕ ﻭ ﺃﺼﺒﺢ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺘﺎﺒﻌﻴﻪ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﺒﻌﺩ ﺤﺘﻰ ﻭ ﻟﻭ ﻁﺒﻕ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺭﺠل
ﺍﻟﺤﺭﻴﺹ ).(1
ﺇﺫﺍ ﻓﻔﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﺎﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺘﻌﺩﺩﺕ ،ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ
ﻫﻭ ﺃﻨﻪ ﻟﻜﻲ ﻨﻜﻭﻥ ﺒﺼﺩﺩ ﺨﻁﺭ ﺒﺤﺭﻱ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﺔ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﻜل ﻤﺎ ﻴﻨﺸﺄ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺒﺤﺭﻴﺎ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺼﻠﺘﻪ
ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﺘﺎﺒﻊ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻁﺭﺡ
ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻫﻭ ﻫل ﻜل ﺨﻁﺭ ﻴﻨﺸﺄ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻫﻭ ﺨﻁﺭ ﺒﺤﺭﻱ ؟ ﻭ ﺍﻟﺠﻭﺍﺏ
ﻫﻭ ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺴﺕ ﻜل ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﺒﺎﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻨﺎﺸﺌﺔ ﺒﺴﺒﺏ
ﺨﻁﺭ ﺒﺤﺭﻱ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺤﺩﻭﺙ ﺃﻀﺭﺍﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺎﻻﺴﺘﻌﻤﺎل.
ﻜﻤﺎ ﺘﺜﻭﺭ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻭ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﺘﻔﺎﻕ
ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ،ﻓﻬﻨﺎ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺘﺒﻘﻰ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﻀﻤﺎﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ،
ﻓﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻻ ﻴﺸﻤل ﻜل ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ.
ﻭ ﺩﻭﺭ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺇﻀﻔﺎﺀ
ﺫﺍﺘﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤﻠﻪ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ،ﻭ ﻗﺩ ﺫﻫﺒﺕ ﻋﺩﻴﺩ ﻤﻥ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
Emmanuel du Pantavice , op cit p 524 .
53
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻁﺎل ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤﻠﻬﺎ ﺃﺨﻁﺎﺭ
ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ .ﺘﺄﺴﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻻ ﻴﻐﻁﻲ ﺃﺨﻁﺎﺭﺍ ﺃﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺃﺨﻁﺎﺭ
ﺍﻟﻨﻘل ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﺨﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ).(1
ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 101ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ، 07-95ﻓﺈﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ
ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﺤﺼﺭﻫﺎ ﻜﻤﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺭﻙ ﺘﻌﺩﺍﺩ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﻔﺘﻭﺤﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻗﺩ ﺃﻀﺎﻓﺕ ﺘﻌﺩﺍﺩﺍ ﻟﻸﺨﻁﺎﺭ ﻭﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺠﺎﺀﺕ ﻜﺎﻟﺘﺎﻟﻲ:
" ﻜﻤﺎ ﻴﻐﻁﻲ :
ﺍﻹﺴﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻭﺇﻨﻘﺎﺫ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻨﺠﻡ -一
ﻋﻨﻪ ﺨﻁﺭ ﻤﺴﺘﺒﻌﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﻔﻘﺔ ﻗﺼﺩ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ -二
ﺨﻁﺭ ﻭﺸﻴﻙ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭﻩ" .
ﻭ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺒﺭﺠﻭﻋﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ
ﻴﺤﺼﺭﻫﺎ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﻋﻨﺩ ﺍﻜﺘﺘﺎﺏ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭﻋﻤﻠﻴﺎ ﻨﺠﺩ
ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﺴﺒﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭﻟﻸﻁﺭﺍﻑ ﺃﻥ ﻴﻀﻴﻔﻭﺍ ﺃﻭ
ﻴﻨﻘﺼﻭﺍ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ).(2
ﻭ ﻜﺨﻼﺼﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﻗﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺘﻤل ﻭﻗﻭﻋﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺨﻼل ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻤﻨﻪ ﻓﻼ ﺘﺸﻤل ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﻜﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ
ﻭﺍﻷﻤﻭﺍﺝ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﻭﺘﺠﻤﺩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺸﺘﺎﺀﺍ ،ﻭﺍﺴﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺎﻻﺴﺘﻌﻤﺎل.
ﻭ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻠﺨﻴﺼﻬﺎ ﻓﻲ ﺨﻁﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻔﺔ ،ﻭﺍﻟﻐﺭﻕ ،ﻭﺍﻟﺠﻨﻭﺡ،
ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ،ﻭﺍﻹﺭﺴﺎﺀ ﺍﻟﺠﺒﺭﻱ ،ﺃﻱ ﺍﻀﻁﺭﺍﺭ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺭﺴﻭ ﻓـﻲ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﻏﻴﺭ ﻤﻘﺭﺭ ﻓﻲ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 168
) (2ﺍﻟﺒﻨﺩ 01ﻭ 02ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ .
54
ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺴﺒﺏ ﻗﻬﺭﻱ ﻴﻨﺠﺭ ﻋﻨﻪ ﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺠﺒﺭﻱ ﻟﻠﻁﺭﻴﻕ ﺃﻭ
ﺍﻟﺴﻔﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﻱ ﻻ ﻴﻌﺩ ﺨﻁﺭﺍ ﺒﺤﺭﻴﺎ ﻤﻀﻤﻭﻨﺎ.
ﻜﺫﻟﻙ ﻴﻭﺠﺩ ﺨﻁﺭ ﺍﻟﺭﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭﺫﻟﻙ ﻹﻨﻘﺎﺫ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ
ﺇﺭﺍﺩﻱ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﻟﻴﺱ ﺤﺭﺍ ﻓﻲ ﺭﻤﻲ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻹﻨﻘﺎﺫ ﺭﺤﻠﺘﻪ ﻷﻥ
ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻟﺯﻤﻪ ﺒﺫﻟﻙ.
ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﻭﺍﻻﻨﻔﺠﺎﺭ ﻓﻬﻭ ﺨﻁﺭ ﻴﻀﻤﻨﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﺃﻥ ﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﻻ ﺘﻤﺕ ﺼﻠﺔ
ﺒﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻘﻊ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺘﺸﺒﻪ ﺒﺎﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ،ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ
ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻹﻁﻔﺎﺀ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ).(1
ﺏ ـ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺓ :
ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺘﻁﺭﻗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﻭﻟﻭ ﺒﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺭ ﻨﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩﻫﺎ ﻤﺭﺩﻩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻭ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺭﺩﻩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻓﻨﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ
ﻤﺎ ﺍﺴﺘﺒﻌﺩﻩ ﺒﺼﻔﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ ،ﻭﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﺒﻌﺩﻩ ﻤﻊ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻟﻸﻁﺭﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺫﻟﻙ.
ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 102ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﻻ ﻴﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻵﺘﻴﺔ
ﻭﻋﻭﺍﻗﺒﻬﺎ:
ﺃﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ -1
ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ: -2
ﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺃﻨﻅﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﻴﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﺼﺩﻴﺭ ﻭﺍﻟﻌﺒﻭﺭ ﻭﺍﻟﻨﻘل ﻭﺍﻷﻤﻥ . -
ﺍﻟﻐﺭﺍﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺔ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺤﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻴﻼﺀ ﻭﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺃﻭ -
ﺍﻟﺘﻁﻬﻴﺭﻴﺔ.
ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺴﺒﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻟﻼﻨﻔﺠﺎﺭ ﻭﺇﻁﻼﻕ ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﺓ -3
ﻭﺍﻹﺸﻌﺎﻉ ﺍﻟﻤﺘﻭﻟﺩ ﻋﻥ ﺘﺤﻭل ﻨﻭﻭﻱ ﻟﻠﺫﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻹﺸﻌﺎﻋﻴﺔ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺁﺜﺎﺭ
ﺍﻹﺸﻌﺎﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺩﺜﻪ ﺍﻟﺘﻌﺠﻴل ﺍﻟﻤﺼﻁﻨﻊ ﻟﻠﺠﺯﺌﻴﺎﺕ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
55
) (1ﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﻤﻕ ﻓﻲ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺩ .ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ﻓﻲ ﻤﺭﺠﻌﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺹ، 455
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺩ .ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ﻓﻲ ﻤﺭﺠﻌﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ، 249ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺩ .ﻟﻁﻴﻑ ﺠﺒﺭ ﻜﻭﻤﺎﻨﻲ ،ﻓﻲ ﻤﺭﺠﻌﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ
ﺹ ، 263ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺘﻔﺎﺼﻴل ﺤﻭل ﺃﺸﻬﺭ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻐﻁﺎﺓ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺼﻔﺔ ،ﺍﻟﻐﺭﻕ ،ﺍﻟﺠﻨﻭﺡ ،ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ
،ﺍﻻﺭﺴﺎﺀ ﺍﻟﺠﺒﺭﻱ ،ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺠﺒﺭﻱ ﻟﻠﻁﺭﻴﻕ ﻭﻟﻠﺴﻔﺭ ﻭﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﻭﺍﻻﻨﻔﺠﺎﺭ ،ﺍﻟﻨﻬﺏ ﻭﺍﻟﺴﺭﻗﺔ. . . .
ﻭ ﻟﻘﺩ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 96ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 102ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ
ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻭ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 126ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ" :ﻻ ﻴﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﻨﺠﺯﺓ
ﻋﻥ ﺨﻁﺄ ﻋﻤﺩﻱ ﻴﺭﺘﻜﺒﻪ ﺭﺒﺎﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ" ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻭ ﻫﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻤﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻤﺎ
ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﺒﻌﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒﺸﺭﻁ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺼﺭﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺩﺨﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻀﻤﺎﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻓﻨﺠﺩﻫﺎ ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 103ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ
ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 127ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻀﻤﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ.
ﻭ ﻫﺫﺍ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﺤﺘﻤﺎﻟﻲ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﻭﻗﻭﻋﻪ ،ﻓﻼ
ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﺴﺒﺏ ﺒﺈﺭﺍﺩﺘﻪ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺨﻁﺄ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﺘﺭﻙ
ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﺴﻔﻴﻨﺘﻪ ﺘﺒﺤﺭ ﻭ ﻫﻲ ﻏﻴﺭ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ،ﻭﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﺃﻤﺭﺍ ﺼﺭﻴﺤﺎ ﻟﻠﺭﺒﺎﻥ ﺘﺴﺒﺏ
ﻓﻲ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ.
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻏﻴﺭ ﺍﻹﺭﺍﺩﻱ ،ﻓﻬﺫﺍ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤـﻥ
ﻭ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﻼﺹ ﺫﻟﻙ ﺒﺭﺠﻭﻋﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺼﺭﻴﺢ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻌﻤﺩ ﻭﺍﻟﺨﻁﺄ
ﺍﻟﺠﺴﻴﻡ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﻭﺩ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﻭﻀﻭﺤﺎ
ﺤﻴﺙ ﻨﺹ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻜﺩ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻷﻭل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻌﻤﺩﻱ ﻭﺍﻟﺠﺴﻴﻡ ،ﻨﺠﺩ
ﺃﻨﻪ ﺩﻗﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﻥ ﺼﺩﺭ ﻤﻨﻪ ﻭﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺼﻔﺘﻪ ،ﻓﺎﻟﺨﻁﺄ ﻴﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺒـــﺎﻥ
ﻭ ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﻭﺘﺎﺒﻌﻲ ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﻭ ﻋﺩﺩﻫﻡ ،ﻭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﻭﺼﻑ ﺨﻁﺄﻫﻡ ﺒﺎﻟﻌﻤﺩﻱ ﻭ
ﺍﻟﺠﺴﻴﻡ ﻭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺨﻁﺄﻫﻡ ﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﻏﺵ ﺃﻭ ﺘﺩﻟﻴﺱ.
ﺇﺫﺍ ﻨﻔﻬﻡ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻟﻸﻁﺭﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻌﻤﺩﻱ ﻭﻏﻴﺭ
ﺍﻟﺠﺴﻴﻡ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﻜﺩ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺹ ﺒﺄﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﺤﺘﻰ ﻤﻊ
ﻭﺠﻭﺩ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﻭﺘﺎﺒﻌﻴﻪ ﻭﺤﺘﻰ ﺘﺎﺒﻊ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭ.
56
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻟﻡ ﻴﺤﺩﺩ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ
ﻋﻤﺩﻱ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻋﻤﺩﻱ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﻭﻜﻴﻑ ﻨﻔﺭﻗﻪ ﻋﻥ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﺃﻭ
ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻗﻕ ﻓﻲ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻜﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺒﺨﺼﻭﺹ ﺨﻁﺄ
ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﻁﺎﻗﻡ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ . (1) Baraterie
ﻭ ﻨﺼـﺕ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ 103ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ" :ﻻ ﻴﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻵﺘﻴـﺔ
ﻭ ﻋﻭﺍﻗﺒﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻤﺨﺎﻟﻑ:
ﺍﻟﻌﻴﺏ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ . -1
ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭﺍﻷﻟﻐﺎﻡ ﻭﺠﻤﻴﻊ ﻤﻌﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﺨﺭﻴﺏ -2
ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ.
ﺍﻟﻘﺭﺼﻨﺔ ﻭ ﺍﻻﺴﺘﻴﻼﺀ ﻭﺍﻟﺤﺠﺯ ﺃﻭ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎل ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ -3
ﻜﻴﻔﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻨﻭﻋﻬﺎ.
ﺍﻟﻔﺘﻥ ﻭ ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺇﻏﻼﻕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻨﻊ ﻭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ. -4
ﺍﺨﺘﺭﺍﻕ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ. -5
ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷﻤﻭﺍل ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻭ ﻷﺸﺨﺎﺹ ﺁﺨﺭﻴﻥ. -6
ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠﺯ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ﻟﺘﺨﻠﻴﺹ -7
ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﺯﺓ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺨﻁﺭ ﻤﻀﻤﻭﻥ.
ﻜل ﻀﺭﺭ ﻻ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﻴﺏ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ -8
ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ".
ﻭﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ " :127ﻻ ﻴﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺘﻔﻕ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﺫﻟﻙ ،ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﻭﺍﻷﻀﺭﺍﺭ
ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﻋﻴﺏ ﺫﺍﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﻋﻴﺏ ﺨﻔﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﻀﻤﻭﻨﺔ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
Rene RODIERE , op cit p 441,
57
ﻨﻔﺱ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻤﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻴﺏ
ﺍﻟﺨﻔﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﻓﻘــﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 127ﻨﺠﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ،
ﻭ ﺇﺫﺍ ﺘﻤﻌﻨﺎ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺤﻜﻤﻪ ،ﻓﻨﻔﻬﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺓ ،ﻋﻜﺱ ﺍﻟﻌﻴﺏ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ،
ﻭ ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ.
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻌﻴﺏ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻓﻘﻠﻴل ﻤﺎ ﻴﺜﺎﺭ ﻷﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻻ ﺘﺒﺤﺭ ﺇﻻ
ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﺍﺡ ﺇﻟﻰ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺤﺎﻤﻠﺔ ﻟﺘﺭﺨﻴﺹ ﻴﻔﻴﺩ ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻴﺫﻫﺏ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺒﺤﺭﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺜﻡ ﻅﻬﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻴﺏ ﺨﻔﻲ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ
ﺒﻤﻘﺩﻭﺭ ﻤﺠﻬﺯ ﻴﻘﻅ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﻗﻌﻪ ﻭﻻ ﺃﻥ ﻴﻤﻨﻌﻪ ،ﻭﻜﻤﺎ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﺭﺠﻊ
ﻀﻤﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻴﺏ ﺇﻟﻰ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﻌﻠﻪ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺤﺭﺒﻲ ،ﻓﺎﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺸﺭﺍﺡ ﻗﺩ ﺃﺴﻬﺒﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ
ﻭﺘﻌﺩﺍﺩ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻭﻭﻀﺤﻭﺍ ﺒﺄﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻴﺯﺩﺍﺩ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﻭﻗﻭﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ،ﻭﺒﻴﻨﻭﺍ
ﺍﻹﺸﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﺎﺼﻠﺔ ﻋﻨﺩ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺒﺤﺭﻴﺎ ﺃﻭ ﺤﺭﺒﻴﺎ ،ﻭ ﻤﺎ ﻴﻨﺠﺭ
ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﻀﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ).(1
ﻭ ﺇﺫﺍ ﺭﻜﺯﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺤﺭﺒﻲ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 103ﻓﻨﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺃﻏﻔﻠﻨﺎ
ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﺒﻪ ﺃﻀﺭﺍﺭﻫﺎ ﻭﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺤﺭﺒﻲ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺠﻤﻌﻬﺎ ﺘﺤﺕ ﻨﻭﻉ
ﻭﺍﺤﺩ ﻭﻫﻭ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﻬﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﻓﻌل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻤل ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻷﺠﻨﺒﻴـــﺔ ،ﻓﻌل ﺍﻷﻟﻐﺎﻡ ﻭﻜل ﺍﻟﻤﻌـﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺫﺨﺎﺌﺭ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ﻭ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﺨﺭﻴﺏ ﻭ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ
ﻭ ﺍﻟﻘﺭﺼﻨﺔ ﻭ ﻓﻌل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻴﻼﺀ ﻭ ﺤﺠﺯ ﻭ ﺍﻋﺘﻘﺎل ،ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭ ﺇﻏﻼﻕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻨﻊ ﻭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﻓﻌل ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ.
ﻫﺫﺍ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺩﺍﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻸﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺓ،
ﻭﺴﻨﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺨﺭﻭﺝ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺤﻜﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﻭﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻕ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
Emmanuel du Pantavice , op cit p 526
58
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﺇﻥ ﺘﻁﻭﺭ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺠﺩﺕ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻭﺒﻜل ﻤﺎﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺫﺍﺘﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ
ﻟﺘﻁﺒﻕ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺼﺒﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﺸﻤل ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺃﺨﻁﺎﺭﺍ ﺃﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻓﻬل ﺘﺨﻀﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺃﻡ ﺇﻟﻰ ﻨﻅﺎﻡ
ﻤﻐﺎﻴﺭ ﺨﺎﺹ ﺒﻬﺎ؟
ﺃ -ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ:
ﺍﻷﺼل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻻ ﻴﺴﺄل ﺇﻻ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺃﻱ ﻋﻥ
ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭ ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭ ﻋﻠﻤﻴﺔ
ﺍﻤﺘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻴﺸﻤل ﺃﺨﻁﺎﺭﺍ ﻏﻴﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﻼﺤﻅﻪ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ
ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻭﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﻨﺠﺩﻫﺎ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ
ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ.
ﻭ ﻴﺘﺭﻙ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﻟﻤﺎ ﻴﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ،ﺃﻭ ﻟﻤﺎ ﻴﻘﺘﻀﻴﻪ
ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﻴﺔ ﺒﺎﻷﻋﺭﺍﻑ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﻫﺫﺍ
ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺃﻜﺜﺭ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻪ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ.
ﻭ ﺍﻹﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺡ ﻓﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻫﻭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ
ﺍﻟﻤﻁﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﻫل ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺤﺭﻴﺎ ﺃﻡ ﺒﺭﻴﺎ ،ﺃﻡ ﻤﺨﺘﻠﻁﺎ ،ﻭ ﻫل
ﺴﻨﻁﺒﻕ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻭﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻜﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﺭﻙ ﻤﺜﻼ؟
ﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﻴﺜﻴﺭ ﻋﺩﺓ ﻤﺸﺎﻜل ﻭﺍﺴﺘﻔﻬﺎﻤﺎﺕ ﻭﺤﻠﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻻ ﻴﺨﻠﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩﺍﺕ ،ﻓﻨﻅﺭﻴﺎ ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻨﻁﺒﻕ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ،ﻭ ﺇﻤـﺎ ﺃﻥ
59
ﻨﻁﺒﻕ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭ ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻨﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻫﻡ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ
ﺠﺎﺀﺕ ﺒﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻬﺎ.
ﻭ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﺍﺘﺠﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﺇﻟﻰ
ﺘﻐﻁﻴﺔ ﻜل ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻘﻬﺭﻴﺔ ،ﻭ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻴﻐﻁﻲ ﻜل ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ
ﺍﻟﺤﺎﺼﻠﺔ ﻁﻭﺍل ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺨﺎﻀﻌﺔ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ،
ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻫﻭ ﻤﺼﺩﺭ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻷﺴﺎﺱ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﻫﻭ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ).(1
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺃﻤﺭ ﺃﻭﺠﺒﺘﻪ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺒﺤــﺭﻱ
ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻀﻐﻁﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻟﻘﺒﻭل ﻭﻀﻊ ﺸﺭﻭﻁ
ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﻭﺜﺎﺌﻘﻬﻡ ،ﻭﻟﻜﻲ ﻻ ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﻐﻁﻲ ﺃﺨﻁﺎﺭﺍ ﻏﻴﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ
ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻜﺎﻥ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻤﻥ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻜﺄﺴﺎﺱ ﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﻟﻠﺤﺩ
ﻤﻥ ﻤﺴﺎﻭﺉ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ).(2
ﻭ ﻨﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺼﻭﺭﺘﻴﻥ ﻟﻠﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺤﺭﻴﺎ ﺒﺤﺴﺏ
ﺍﻷﺼل ﻭﻫﻤﺎ :ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺤﻭﺽ ﺠﺎﻑ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ.
ﺃﻭﻻ -ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺤﻭﺽ ﺠﺎﻑ ﺒﻘﺼﺩ ﺇﺼﻼﺤﻬﺎ:
ﻴﺠﻭﺯ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻥ ﻴﻌﻘﺩ ﺘﺄﻤﻴﻨﺎ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻤﺎ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺒﻨﺎﺌﻬﺎ ﻭ ﺘﻌﻭﻴﻤﻬﺎ
ﻟﺘﺠﺭﺒﺘﻬﺎ ﻗﺒل ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻤﺎﻟﻜﻬﺎ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (1
.ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻻﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻁﺒﻌﺔ ، 1974
ﺹ.468
) (2
.ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 203
60
ﻭ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﺃﻨﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻋﻘﺩ
ﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺸﻜل ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺤﺭﻱ ).(1
ﻜﻤﺎ ﺼﺩﺭﺕ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﻲ 16ﻤﺎﺭﺱ 1944ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺘﻌﺭﻑ ﺒﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ.
* ﺯﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ:
ﻴﺒﺩﺃ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺤﺴﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﻤﻨﺫ ﻭﻀﻊ ﻗﺎﻋﺩﺓ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﻘﺼﺩ ﺒﺩﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺤﺘﻰ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻤﺎﻟﻜﻬﺎ ﻤﺭﻭﺭﺍ ﺒﻤﺭﺤﻠﺔ
ﺍﻹﺒﺤﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﺠﺭﻯ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻪ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﺒﺩﺍﻴﺔ ﻭﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺘﺒﻘﻰ ﻻﺘﻔﺎﻕ
ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻭﻟﻠﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺩﺩﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ).(2
* ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ
ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻓﺈﻥ ﻤﻥ ﻤﺼﻠﺤﺘﻪ ﺃﻥ ﻴﺸﻤل
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻜل ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺏ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ
ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻠﻤﺎﻟﻙ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻻ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻗﻴﻤﺔ ﻤﺎ ﺘﻡ ﺒﻨﺎﺅﻩ ﻓﻌﻠﻴﺎ ،ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺴﻁ
ﺴﻴﻜﻭﻥ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺎل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ).(3
ـــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 243
)(2
ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 244
)(3
ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 246
61
ﺇﻤﺎ ﻟﺘﻭﺴﻁ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺴﻴﻜﻭﻥ ﺒﻐﺭﺽ ﺍﻟﺘﺯﻭﺩ ﺒﺎﻟﻭﻗﻭﺩ ،ﺃﻭ ﺒﺎﻟﺘﻤﻭﻴﻥ
ﺍﻟﻼﺯﻡ ،ﺃﻭ ﻹﻨﺯﺍل ،ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻘﺒﺎل ﺭﻜﺎﺏ ،ﺃﻭ ﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﺃﻭ ﺸﺤﻥ ﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ
ﺒﻌﺩ ﻭﺼﻭﻟﻬﺎ ﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﻭﺒﻘﺼﺩ ﺍﻟﺘﺄﻫﺏ ﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ.
ﻭ ﻤﻥ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﺅﻤﻨﺔ ﻀﺩ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺼﻴﺒﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ
ﺭﺍﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻨﺊ ﻭ ﻷﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﺸﻲﺀ
ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻭﺍﻗﻊ ﻭ ﻫﻲ ﺭﺍﺴﻴﺔ ،ﻟﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﻭﺠﻭﺩ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ.
ﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﻤﺎ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ،ﻓﺘﺸﻤل ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﻭﻗﻭﻋﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ،ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﻤﺘﻭﺴﻁﺎ ﺒﻴﻥ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻻﻨﻁﻼﻕ ﻭ ﻤﻴﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻭ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺯﻤﺎﻨﻲ ﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
ﻜﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺘﻌﺭﻑ ﺒﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺨﻁﺎﺭ
) (1
ﻭ ﻨﺠﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻨﺘﻅﺭ ﺃﻥ ﺘﺒﻘﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻟﻔﺘﺭﺓ ﺯﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ
ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻗﺒل ﺒﺩﺀ ﺭﺤﻠﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ.
ﺜﺎﻟﺜﺎ ـ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻥ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺴﻔﻴﻨﺔ:
ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 124ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ :ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻷﺠل
ﻤﺤﺩﺩ ،ﻴﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺴﻔﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﺭﺴﻭﻫﺎ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻤﻭﺍﻨﻲ ﺃﻭ ﻓﻲ
ﻤﻜﺎﻥ ﻤﺎﺌﻲ ﺃﻭ ﺠﺎﻑ ﻓﻲ ﺍﻵﺠﺎل ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﻴﻐﻁﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻷﻭل ﻭﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ
ﺍﻷﺠل ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ".
ﻓﻨﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﺨﺫ ﺒﻔﻜﺭﺓ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻷﺨﻁﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﺃﻨﻪ ﺃﺨﺫ
ﺒﺎﻟﺼﻭﺭﺘﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺘﻲ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺸﻲﺀ ﺇﻴﺠﺎﺒﻲ ﻭﻤﺴﺎﻴﺭﺓ ﻟﻠﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻭ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻜﻤﺼﺎﺩﺭ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﺠل ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭ ﻫﺫﺍ
ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﻴﺒﺎ ﺃﻭ ﻗﺼﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻋﻠـﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻨﻪ ﺃﻏﻔل ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟـﻌﻘﺩ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 253
62
)(1
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺃﻨﻪ ﺘﺠﺎﻫل ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﺤل ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻜﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻨﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﺃﺨﺫﺕ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﻔﻜﺭﺓ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻓﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺒﻨﻴﻬﺎ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 124ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07-95
ﻓﻬﻲ ﺃﻜﺩﺕ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻗﺭﺕ ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﻤﺴﺎﻟﻙ ﻤﺎﺌﻴﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ
ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺤﻼ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻜﺎﻷﻨﻬﺎﺭ ﻤﺜﻼ.
ﺏ -ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺭﻏﻡ ﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﺨﻁﺭ )ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻅﻨﻲ(:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﺍﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﻋﺸﻭﺵ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 224
) (2ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻨﺸﺭ ،ﺍﻻﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﻁﺒﻌﺔ ، 1998
ﺹ. 449
63
ﻭﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺒﺠﻭﺍﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ
ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺘﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﻤﻜﺎﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﻭﺼﻭل ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻓﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺤﺎﻟﺘﻴﻥ:
-ﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻅﻨﻲ ﻤﻘﺼﻭﺩﺍ ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻨﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﺘﻐﻁﻴﺔ
ﺨﻁﺭ ﻤﻌﻴﻥ ﺜﻡ ﺘﺤﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺨﻁﺭ ﻅﻨﻲ ﺒﺘﺤﻘﻘﻪ ﻗﺒل ﺍﻻﻨﻌﻘﺎﺩ ﻭﻟﻡ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﻘﺭﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 365ﻭ 366ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻭﻫﻲ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻭﺫﻟﻙ
ﺒﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﻓﻴﻪ ﻭﺼﻭل ﺨﺒﺭ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺇﻟﻰ ﻤﺤل ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ.
-ﻭﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ،ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻅﻨﻲ ﻫﻭ ﻤﺤل ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻭﻗﺩ
ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 367ﻭﺘﺘﻌﻁل ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﺭﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،366ﻭﻴﻜﻭﻥ
ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻋﻨﺩ ﺍﻻﻨﻌﻘﺎﺩ ﺃﻤﺭﺍ ﻭﺍﺭﺩﺍ ﻓﻲ ﺤﺴﺒﺎﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺒﺸﺭﻁ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ
ﺒﺎﻟﻬﻼﻙ ).(1
ﻓﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻴﺠﻴﺯ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻅﻨﻲ ﻭﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺎﻁﻼ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
ﺜﺒﻭﺕ ﺴﻭﺀ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻥ ﻤﺼﻠﺤﺘﻪ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺼﺤﻴﺤﺎ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﺒﺩل ﺤﺴﻥ
ﻨﻴﺔ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﺤل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺠﻭﺩﺍ ﻤﺎﺩﻴﺎ ﻋﻥ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ﻭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻘﺩ ﺍﺴﺘﻐﻨﺕ ﻋﻥ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 366ﻭﺍﻓﺘﺭﻀﺕ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﺎﻷﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﻭﺼﻠﺕ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻭﺍﺠﺩﺍﻥ ﻓﻴﻪ ،ﺒل ﻴﻔﺘﺭﺽ
ﻋﻠﻤﻬﻤﺎ ﻭﻟﻭ ﻭﺼﻠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﺭﻭﻓﺎ ﻟﻠﻁﺭﻓﻴﻥ ﻭﻴﻜﻭﻥ
ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫﻤﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﻋﻠﻡ
ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻵﺨﺭ ،ﺒﺎﻟﺨﺒﺭ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﻁﻰ ﻓﻴﻪ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﺒﺭﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺩﻭﻥ ﺤﺎﺠﺔ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺃﻱ ﺩﻟﻴل ﺁﺨﺭ ) ،(2ﻜﻤﺎ ﺃﻗﺭﺕ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺇﺫﺍ ﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺨﺒﺭ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻗﺩ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 75
)(2
ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 77
64
ﻋﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻗﺒل ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺜﺒﺕ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺤﺴﻥ ﻨﻴﺘـﻪ).(1
ﻭ ﻗﺩ ﻴﺨﺘﻠﻁ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻴﻥ ﺸﺭﻁ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻭ ﺒﻴﻥ ﺸﺭﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻤﺔ
ﻭﺼﻭل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﺘﻔﻕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺒﻠﻎ ﻤﻌﻴﻥ ،ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺩﻓﻌﻪ
ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺴﺎﻟﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل) ،(2ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﻘﺼﺩ
ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻬﺭﺏ ﻤﻥ ﺩﻓﻊ ﻗﺴﻁ ﻤﺭﺘﻔﻊ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﺇﺫ ﻻ ﻴﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺴﻭﻯ ﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻴﺯ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭﻻ ﻴﻀﻤﻥ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﻴﺏ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ.
ﻭ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﻋﺎﺩﺓ ﺒﺎﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻜﺘﺄﻤﻴﻥ ﺘﻜﻤﻴﻠﻲ ﻴﻌﻘﺩﻩ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﻋﻘﺩ
) (3
،ﻓﻴﻘﺼﺩ ﺘﺄﻤﻴﻨﺎ ﺃﺼﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﻘﻴﻤﺔ ﺃﻗل ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻴﺩﻓﻊ ﻗﺴﻁﺎ ﻤﻨﺨﻔﻀﺎ
ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺤﻘﻕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺒﻼ ﻤﺒﺭﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻭﻟﺫﺍ ﻤﻨﻌﺘﻪ
ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺸﺭ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻭﺤﺎﻟﺔ ﺇﺠﺎﺯﺓ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺼﺭﺍﺤﺔ
ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ).(4
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﻓﻬﻭ ﻴﺘﻤﻴﺯ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻩ ﺒﺘﺒﻨﻴﻪ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ
ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺇﻥ ﺼﺤﺕ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﺃﻭ lost or not lostﻭﻫﻭ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﺼﺢ ﺴﻭﺍﺀ ﻫﻠﻜﺕ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻗﺒل
ﺍﻻﻨﻌﻘﺎﺩ ﺃﻭ ﻟﻡ ﺘﻬﻠﻙ ،ﻓﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﻀﻤﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻭﻴﻀﻤﻥ ﻜﺫﻟﻙ
ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺘﺤﻘﻘﺕ ﻓﻌﻼ ﻗﺒل ﺍﻻﻨﻌﻘﺎﺩ.
ﻭ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺤﺴﻥ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻋﺭﻓﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻅﻨﻲ،
ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻠﻭﻴﺩﺯ ﻴﺫﻫﺒﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻌﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺤﻴﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭﺍﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ
ﺼﺤﻴﺤﺎ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﺒﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻋﻨﺩ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻗﺒل
ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ،ﻭﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﺭﻜﺯ ﻤﺘﺴﺎﻭ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ
ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺍﺭﺠﻊ ﻟﻠﺒﻨﺩ 19ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ .
)Pierre LUREAU , op cit p 138 . (2
)Emmanuel DU PANTAVICE , op cit p 547 . (3
) (4ﺍﺭﺠﻊ ﻟﻠﺒﻨﺩ 19ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ .
65
ﺜﺎﻨﻴﺎ ـ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻅﻨﻲ :
ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 100ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ" :ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﺘﺏ
ﺒﻌﺩ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺃﻭ ﺒﻌﺩ ﻭﺼﻭل ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ،ﻭﻴﺒﻘﻰ
ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻤﻜﺘﺴﺒﺎ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﺒﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻗﺒل. "...
ﻓﻨﻔﻬﻡ ﻷﻭل ﻭﻫﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺒﺎﻁﻼ ﺭﻏﻡ
ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺠﺎﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻓﺎﻋﺘﺒﺭ ﺒﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺩﻭﻥ
ﻤﺤل ،ﻭ ﻟﻡ ﻴﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﻋﻠﻡ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺒﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻭﻫﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﺍﺒﺘﻌﺩ ﻋﻥ
. ﺨﺎﺼﻴﺔ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﻴﺯ ﺒﻬﺎ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
ﻟﻜﻥ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ "...ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ
ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ" ﺘﺠﻌﻠﻨﺎ ﻨﻔﻬﻡ ﺒﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺘﻨﺎﻗﺽ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﻴﻥ
ﻭﺒﺄﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺃﻓﺭﻏﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﻤﺤﺘﻭﺍﻫﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻨﺩ
ﺤﺼﻭل ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻋﺘﺒﺭﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺎﻁﻼ ﻓﻜﻴﻑ ﻨﺘﺼﻭﺭ ﺃﻨﻪ ﺴﻴﻨﺘﺞ ﺁﺜﺎﺭﺍ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ.
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ﻴﺯﻭل ﺒﺭﺠﻭﻋﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 100ﺒﺎﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀﺕ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
« Toute assurance souscrite après la réalisation d’un sinistre ou après
l’arrivée des biens assurés au lieu de destination est sans effet, si l’assuré
en avait déjà eu toute connaissance, et la prime reste acquise à
l’assureur ».
ﻓﺎﻟﻨﺹ ﺒﺎﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺎﻁﻼ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﺒﺘﺤﻘﻕ
ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻭ ﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺼﺤﻴﺢ ﺭﻏﻡ ﺘﺨﻠﻑ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺒﺸﺭﻁ ﺤﺴﻥ ﻨﻴﺔ
ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻭﻋﺩﻡ ﻋﻠﻤﻬﻡ ﺒﻭﻗﻭﻋﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺴﻴﺊ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺎﻁل ﻭ ﻜﺠﺯﺍﺀ ﻋﻠﻰ
ﺴﻭﺀ ﻨﻴﺘﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﺒﻘﻰ ﻤﺤﺘﻔﻅﺎ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ ﺭﻏﻡ ﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ﻭ ﻨﺴﺘﺨﻠﺹ ﻤـﻥ ﻫﺫﺍ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﺨﺫ ﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﻁـﺭ ﺍﻟﻅﻨﻲ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺹ
66
ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 100ﻴﻜﺘﻨﻔﻪ ﻏﻤﻭﺽ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺨﻁﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ،ﻭﻤﺎ ﻴﺩﻋﻡ ﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ
ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻅﻨﻲ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺩ 17ﻓﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺎﻁل ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﺒﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻭﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺃﻥ
ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺭﻏﻡ ﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻜﺠﺯﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺀ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻵﺨــﺭ،
ﻭ ﻫﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﺵ ﺃﻭ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ
ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﺭ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺤﻘﺎﻕ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻴﻌﺎﺩل ﻀﻌﻑ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻴﺘﺎﺒﻊ ﺒﺎﻟﻨﺼﺏ ﺇﺫﺍ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ).(1
ﻭ ﻤﻨﻪ ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺠﺩﺍ ﺃﻥ ﻴﺘﺩﺨل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﺘﻭﻀﻴﺢ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻨﻲ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ
ﺒﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺓ
ﺒﻴﻥ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭﻟﻭﺠﻭﺩ ﺃﺴﻁﻭل ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﻤﻥ
ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻻﺴﺘﻘﻁﺎﺏ ﺍﻻﺴﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺩ
ﻤﻭﻗﻔﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻅﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﻔﺎﺌﺩﺓ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻜﺒﺭﻯ ﻋﻨﺩ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻪ.
ﻭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﺎﻟﻤﺎﺩﺓ 100ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 96ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﺘﺩﻗﻴﻕ ﻓﻲ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ.
ﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻤﺔ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻨﺠﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 125ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95
ﺘﻨﺹ" :ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺴﺎﻟﻤﺔ ﻭﻓﻕ ﺸﺭﻭﻁ
ﻴﺤﺩﺩﺍﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ" .
ﻓﺎﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻗﺭ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺘﺭﻙ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻪ
ﺃﻭ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 472
67
ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ:
ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺇﺜﺒﺎﺘﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺄﻥ ﻋﺏﺀ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋـﻲ،
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺎﺏ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺩ ﺤﺩﺙ ﺒﺴﺒﺏ
ﺨﻁﺭ ﻤﻐﻁﻲ ﺒﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺓ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺫﻟﻙ ﻭﺘﻭﺠﺩ ﻗﺭﻴﻨﺔ
ﺒﺴﻴﻁﺔ ﻓﻲ ﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻭﻫﻲ ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻓﻬﻭ ﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺨﻁﺭ ﺒﺤﺭﻱ،
ﻭ ﻗﺩ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﺒﺄﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻫﻠﻜﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻴﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻭﻗﻊ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺨﻁـﺭ
ﺒﺤﺭﻱ ).(1
ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺤﻜﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ King’ s Benchﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻏﺭﻕ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﺩﻭﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺴﺒﺏ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻐﺭﻗﻬﺎ ،ﻭﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺃﻥ ﻏﺭﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻴﻜﻔﻲ ﻭﺤﺩﻩ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺒﺤﺭﻱ ﻭﻻ ﻴﻠﺘﺯﻡ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺨﻁﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺓ ﻤﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ).(2
ﻻ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﻴﻐﻁﻴﻬﻤﺎ ﻋﻘﺩ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺨﺎﺭﺝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺅﻭل ﻋﻨﻪ.
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺯﻤﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ
ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺯﻤﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻜﺒﺭﻯ ،ﺒﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺇﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﺨﻼل ﺯﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ
ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﻟﻠﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺤﺼل ﺨﺎﺭﺝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺯﻤﻨﻲ ﻓـﻼ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭﻻ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 188
ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 189 )(2
68
ﺘﻘﻭﻡ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ،ﻭﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﺒﺎﻟﺨﻁﺭ ﻻ ﺒﺎﻟﻀﺭﺭ ﻓﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺩﺍﺨل ﻨﻁﺎﻕ
ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻅﻬﺭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﺌﻪ.
ﻭ ﻗﺩ ﻴﻨﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 122ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95ﻟﺯﻤﻥ ﻤﺤﺩﺩ ﺃﻭ ﻟﺭﺤﻠﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺃﻭ
ﻋﺩﺓ ﺭﺤﻼﺕ ﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ.
69
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﺃﻤـﺎ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺯﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻓﻼ ﻴﺴﺄل ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺇﻻ
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺭﺠﻊ ﻓﻲ ﺃﺼﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﺎﺩﺜﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺤﺼﻠﺕ ﺨﻼل ﺍﻟﺯﻤﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺴﺎﺭﻴﺎ
ﻓﻴﻪ ،ﻭﺘﻘﻀﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺒﺄﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﻤﺘﺩ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺤﺘﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻨﻘﻁﻌﺕ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻴﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ
ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻗﺩ ﺤﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺴﺎﺭﻴﺎ ﻓﻴﻪ).(1
ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 99ﻓﻘﺭﺓ ﺃﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ
ﺃﻨﻪ "ﻻ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺒﺩﺃ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺨﻼل ﺸﻬﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺃﻭ
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻟﺒﺩﺀ ﺃﺜﺭ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﺠل ﺠﺩﻴﺩ".
ﻭ ﻫﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﺭﻩ ﺍﻟﺒﻨﺩ 17ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﺯﻤﺎﻨﻲ ﺇﻥ
ﻟﻡ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﺘﺭﺘﺏ ﻋﻨﻪ ﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻋﺩﻡ ﺘﺭﺘﻴﺒﻪ ﻷﻱ ﺃﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﺜﺎﺭﻩ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻥ ﺘﺒﺩﺃ
ﺭﺤﻠﺘﻬﺎ ﺨﻼل ﺸﻬﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﺇﻻ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺨﻁﺭ ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺙ ﻭﻫﻲ ﺭﺍﺴﻴﺔ ﻭﻟﻡ ﺘﺒﺩﺃ
ﺭﺤﻠﺘﻬﺎ ﺒﻌﺩ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﺘﺤﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺘﻪ ﻭﻴﺘﻤﺴﻙ ﺒﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
70
) (1ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 484
)Antoine VIALARD , op cit p 111 .(2
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﺭﺤﻠﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻓﺈﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﻴﺘﺤﺩﺩ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻟﻠﺴﻔﺭ ﺒﻴﻥ
ﻨﻘﻁﺔ ﺍﻻﻨﻁﻼﻕ ﻭﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﻤﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺤﺩﺩ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻁﺒﻴﻌﺔ
ﺍﻟﺭﺤﻼﺕ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﻴﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻥ
ﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺒﻭﺭ ﻓﻴﻬﺎ.
ﻭ ﻟﻜﻲ ﻴﻨﺘﺞ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﻤﻁﺎﺒﻘﺔ ﻟﻤﺎ ﺍﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺈﺭﺍﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩﺓ ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺴﻭﺍﺀ ﻗﺒل ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﺭﺤﻠﺔ ﺃﻭ ﺃﺜﻨﺎﺀﻫﺎ ﻷﻥ ﻋﻨﺼﺭﺍ
ﺠﻭﻫﺭﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﻗﺩ ﺍﻨﺘﻔﻰ).(2
ـــــــــــــــــــــــــــــ
71
) (1ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ 68ﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﺹ. 297
) (2ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 281
72
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 368
)(2
ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ.303
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻴﺘﺠﻪ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻻ ﻴﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻷﻥ
ﺠل ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺘﺤﻤل ﻤﻭﺍﺼﻔﺎﺕ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻭﺘﻘﺘﺭﺏ ﻓﻲ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺠﻭﺩﺓ.
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﺩﻗﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻤﺎ ﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﺭﻜﺯﺕ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻀﺎﻤﻨﺔ ﻟﻠﻤﺨﺎﻁﺭ ﺃﻭ
ﻏﻴﺭ ﻀﺎﻤﻨﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺨﻁﺭﺓ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﻭﺃﻥ ﺩﺭﺠﺔ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﺃﻜﻴﺩﺓ
ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺴﺘﺸﻔﻪ ﻋﻨﺩ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻭﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ ﻤﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ.
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻓﺴﻨﺭﻯ ﻫﺫﺍ ﻻﺤﻘﺎ ﻋﻨﺩ ﺘﻨﺎﻭﻟﻨﺎ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ .
73
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :
ﺁﺜﺎﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
74
ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺘﻨﺎﻭﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺘﻜﻭﻴﻨﻪ ﻭﺃﻁﺭﺍﻓﻪ ﻭﺨﺼﺎﺌﺼﻪ ﻭﺸﺭﻭﻁ
ﺼﺤﺘﻪ ،ﻭﺭﻜﺯﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻁﻴﻪ ﺫﺍﺘﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ ﺘﻤﻴﺯﻩ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ،ﻨﻨﺘﻘل
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺁﺜﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻠﺨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻁﺭﻓﻴﻪ.
ﻭ ﻨﺤﺎﻭل ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﻓﺼﻠﻴﻥ ،ﻨﺨﺼﺹ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل ﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻟﻪ ،ﻷﻨﻪ ﺃﻭل ﺍﻟﻤﻠﺘﺯﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻨﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ.
75
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل :
ﺍﻟﺘﺯﺍﻤـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤـﻥ ﻟـﻪ
76
-6ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﻔﻅ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻠﻁﻌﻥ ﻀﺩ ﺍﻟﻐﻴﺭ،
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼﻠﺔ.
-7ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﻁﻼﻋﻪ ،ﻭ ﺨﻼل ﺴﺒﻌﺔ ) (07ﺃﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺒﺄﻱ ﺤﺎﺩﺙ ﻤﻥ
ﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻠﺯﻡ ﻀﻤﺎﻨﻪ ﻭﺃﻥ ﻴﺴﻬل ﻋﻠﻴﻪ ﻜل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺫﻟﻙ ﻭﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺒﻴﺎﻨﺎ ﺨﺎﺼﺎ
ﺒﺎﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﺘﻌﻴﻴﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ".
ﻭ ﻨﺤﺎﻭل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺃﻥ ﻨﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل ﻨﺩﺭﺱ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﻭﻫﻭ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺜﻡ ﻓﻲ ﻤﺒﺤﺙ ﺜﺎﻨﻲ ﻨﺘﻨﺎﻭل
ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ.
ﻨﻘﻭﻡ ﺃﻭﻻ ﺒﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﺤﺩﻴﺩﻩ ﺜﻡ ﻨﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺁﺜﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ،ﻭﻟﻘﺩ ﺨﺼﺼﻨﺎﻩ
ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ﻜﻭﻨﻪ ﺃﻭل ﻭﺃﻫﻡ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻭﻟﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻋﺘﻨﻰ ﺒﻪ ﺒﺎﻟﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﻓﺼل ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ
ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ.
ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 108ﻓﻘﺭﺓ 2ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻗﺴﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ؟
77
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻗﺴﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻗﺴﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﻓﻌﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﺒﻠﻎ
) (1
ﻭﺍﻷﺼل ﺃﻥ ﻟﻸﻁﺭﺍﻑ ﻜﺎﻤل ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺴﻁ ،ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ
ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺃﺜﺒﺘﺕ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻨﺊ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﺘﻭﺠﺩ ﺃﺴﻭﺍﻕ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ
ﺍﻟﻌﺭﺽ ﻭﺍﻟﻁﻠﺏ ،ﻭﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺇﻻ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺴﻌﺭ ﺍﻟﻤﺘﺩﺍﻭل ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﺩﺨل ﻓﻴﻪ ﺃﻴﻀﺎ
ﻋﻭﺍﻤل ﺃﺨﺭﻯ ﻜﻨﻭﻉ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺩﺭﺠﺘﻬﺎ ﻭﺤﺩﺍﺜﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻔﺭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻪ.
ﻭ ﻴﺤﺴﺏ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺘﻐﻴﺭ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻭﺫﻟﻙ ﻭﻓﻘﺎ
ﻟﻤﺒﺩﺃ ﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻤﻊ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻭﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻗﺴﺎﻁﺎ ﺩﻭﺭﻴﺔ ﺴﻨﻭﻴﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﺴﻤﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﺸﺘﺭﺍﻜﺎ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺸﺭﻜﺔ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺴﻤﻲ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ).(3 )(2
ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺘﺒﺎﺩﻟﻴﺔ
ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 619ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﻑ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺄﻨﻪ"ﻋﻘﺩ ﻴﻠﺘﺯﻡ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ ﻤﺒﻠﻐﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺎل ﺃﻭ ﺇﻴﺭﺍﺩﺍ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻋﻭﺽ ﻤﺎﻟﻲ ﺁﺨﺭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺃﻭ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ
ﺒﺎﻟﻌﻘﺩ ﻭ ﺫﻟﻙ ﻤﻘﺎﺒل ﻗﺴﻁ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺩﻓﻌﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺅﺩﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ" ،ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﻜﺩﺘﻬﺎ ﻭﻟﻡ ﺘﺨﺎﻟﻔﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ،ﻓﻜﻼ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ ﺃﻭﺭﺩﺘﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ":ﻗﺴﻁ ﺃﻭ ﺃﻴﺔ ﺩﻓﻌﺔ
ﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ" ،ﻓﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ ﻤﺒﻠﻐﺎ ﻨﻘﺩﻴﺎ ،ﻭﻻ ﻴﻘﻭﻡ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺩﻓﻌﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤل ﺃﻭ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤل ،ﻓﺎﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻨﻘﺩﺍ ﻭﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ
ﺴﻨﺩ ﺘﺠﺎﺭﻱ ﻜﺎﻟﺸﻴﻙ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺩ ﻭﻫﻭ ﻴﺘﺴﻠﻤﻬﺎ ﻨﻘﺩﺍ ).(4
ﻭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ ﺒﺩﻓـﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻫـﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻭﻜﻤـﺎ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘـﺎ ﺍﻟﻤﺭﺍﺘﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬـﺎ ﻫﺫﺍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 315
)(2
ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺎ ﺸﺭﻜﺔ ﺫﺍﺕ ﺸﻜل ﺘﻌﺎﻀﺩﻱ ،ﺍﺭﺠﻊ ﻟﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺸﺭﺤﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ .
)(3
ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 1288
)(4
ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺒﻥ ﺨﺭﻭﻑ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 134
78
ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺒﻴﻥ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩ ،ﻓﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩ
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺸﺨﺼﺎ ﺁﺨﺭ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﺤل ﻤﺤل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ ﻷﻨﻪ
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺼﺎﺤﺏ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻭﺴﻴﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ ،ﻭﻫﻨﺎ ﻨﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻭﻜﺎﻟﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﻤﺎ
ﺴﺒﻕ ﺸﺭﺤﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﻭﺴﻁﺎﺀ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
ﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺯﻤﻥ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﺅﺩﺍﻫﺎ ﺃﻥ ﺯﻤﻥ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻪ ﻴﺘﺤﺩﺩ
ﻭﻓﻘﺎ ﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ،ﻭ ﺍﺴﺘﻘﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺏ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻤﻘﺩﻤﺎ ،ﻭﺇﻥ
ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺃﻨﻪ ﻴﻘﺩﻡ ﻓﻲ ﺸﻜل ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ،ﻴﺸﺘﺭﻁ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﻤﻘﺩﻤﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻬﺎ ﺨﻼل ﺍﻟﺴﻨﺔ.
ﻭ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﻘﺩﺭ ﺒﻤﺒﻠﻎ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺒﻠﻎ ﺴﻨﻭﻱ ﻓﻲ
ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،ﻭ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺘﻘﺴﻴﻁ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﺴﻨﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻌﺎﺕ،
ﻭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻴﺴﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻬﻡ ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﺘﻘﺎﻀﻲ ﻜل
ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻭ ﻟﻭ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻓﻲ ﺃﻭل ﺍﻟﺴﻨﺔ.
ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺸﺭ ،ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻓﺭﻗﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺎﻟﺭﺤﻠﺔ ﻭ
ﻗﺭﺭﺕ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺴﻁ ،ﻗﺴﻁﺎ ﻤﻭﺤﺩﺍ ،ﻭﺃﻥ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻴﺒﺩﺃ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ ،ﻭ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺎﻟﻤﺩﺓ ،ﻓﺎﻷﺼل ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻤﻭﺤﺩﺍ ﻭ ﻴﻭﻓﻲ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ
ﺃﻥ ﻴﺠﺯﺀ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺴﻨﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺃﻱ ﺍﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭﺓ ﺸﻬﺭﺍ ،ﺃﻥ ﻴﺠﺯﺀ
ﺇﻟﻰ 4ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺩﻭﺭﻴﺔ ﻤﻘﻴﺩﺓ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻨﺩ.
79
ﻨﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻭﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺅﺜﺭﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ،ﻭﺍﻟﻰ ﻜﻴﻔﻴﺔ
ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻪ .
80
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻋﺩﻡ ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻟﻼﻨﻘﺴﺎﻡ) ،(1ﻓﻘﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 130ﻤﻥ ﻨﻔﺱ
ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ" :ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺤﻘﺎ ﻤﻜﺘﺴﺒﺎ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻷﺠل
ﻤﺤﺩﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻁ ﻋﻥ ﻜﺎﻤل ﻤﺩﺓ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻤﻜﺘﺴﺒﺎ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ.
ﻭ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻴﻜﺴﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺍﻟﻘﺴﻁ
ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺭﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠﻲ".
ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻨﻬﺎ ﻋﻨﺕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﻤﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﺭﺤﻠﺔ ﺃﻭ ﻟﺭﺤﻼﺕ ﻤﻤﺎ
ﻗﺩ ﻴﻔﻬﻡ ﺒﺄﻥ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻋﺩﻡ ﺍﻨﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﺭﺤﻠﺔ ﺃﻭ ﺭﺤﻼﺕ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،ﻭﺃﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﻤﺩﺓ ،ﻏﻴﺭ ﺜﺎﺒﺘﺔ ،ﺒﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻤﺴﺘﺤﻕ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺒﺩﺀ ﺴﺭﻴﺎﻥ
ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ،ﻭﻴﺴﺘﺤﻘﻪ ﺒﻜﺎﻤﻠﻪ ﻭﻋﻥ ﻜﺎﻤل ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﻫﻠﻜﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻜﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﻗﺭﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ
ﺘﺭﻜﻬﺎ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻤﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻤﻨﻪ ﻗﺩ ﺘﺤﻘﻕ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻤﻤﺎ ﻻ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻓﻼ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﻤﻥ
ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺇﻻ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺎﺒل ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺒﻴﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﺩﺀ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﻭﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺫﻱ
ﻫﻠﻜﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺴﺒﺒﻪ ﺃﻭ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻭ ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺘﺄﻤﻴﻨﺎ ﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺎ ،ﻓﺎﺭﺠﻊ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻗﺴﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺒﺎﻗﺘﺭﺍﺡ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺹ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ
ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺔ ﻭﺒﻌﺩ ﺃﺨﺫ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 234ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ.
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺃﻨﻪ ﻴﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺒﻴﻥ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺘﺩﺨل
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﻤﻥ ﻋﺭﺽ
ﻭﻁﻠﺏ ،ﻭﻴﺨﻀﻊ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﻭﺘﻨﺎﺴﺏ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻤﻌﻬﺎ ﻭﻤﻊ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﺨﺎﺼﺔ
ﻭﺃﻥ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻫﻲ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﻓﻼﺱ ﻭﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ، 411ﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻋﺩﻡ ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻟﻼﻨﻘﺴﺎﻡ
Rene RODIEREﻓﻲ ﻤﺭﺠﻌﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ، ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ﻓﻲ ﻤﺭﺠﻌﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ 476ﻭﻜﺫﻟﻙ
ﺹ. 431
81
ﺏ ـ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ ،ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻘﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻫﻭ ﻤﻭﻗﻊ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺭﺘﺒﺘﻪ
ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻠﺘﺯﻡ ﺒﺩﻓﻌﻪ.
ﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﻤﻭﻁﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻭﺠﺩ ﺍﺘﻔﺎﻕ
ﻤﺨﺎﻟﻑ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 282ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺤﻴﺙ
ﻨﺼﺕ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ..." :ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﻤﻭﻁﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ،
ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﻤﺭﻜﺯ ﻤﺅﺴﺴﺘﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻤﺘﻌﻠﻘﺎ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ" ﻭ ﻤﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻭﻁﻥ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﻁﻥ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺼﺭﺡ ﺒﻪ ﺇﻥ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ
ﺘﻐﻴﻴﺭ ،ﻭﺠﺭﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺩﻓﻊ ﺍﻷﻗﺴﺎﻁ ﻓﻲ ﻤﻭﻁﻥ ﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻴﺤﻤﻠﻪ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺨﻼﻑ ﻟﻠﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﻭﻻ ﻴﺤﻤل ،ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺤﺎل ﻴﺠﻭﺯ
ﻟﻠﻁﺭﻓﻴﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﺁﺨﺭ ﻴﺘﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺩﻓﻊ).(1
ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻡ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 108ﻤﻥ ﺃﻤﺭ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺇﻤﺎ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﺡ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺇﻤﺎ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 111
ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻟﻜﻥ ﻗﺒل ﺘﺭﺘﻴﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ،ﻗﺭﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﻌﺽ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ
ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻭﻟﺼﺎﻟﺢ ﺒﻘﺎﺀ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﻤﻔﻌﻭل ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ﻭ ﻟﻬﺫﺍ ﻨﺘﻁﺭﻕ ﺃﻭﻻ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺜﻡ ﻨﺘﻨﺎﻭل ﺠﺯﺍﺀ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻡ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ.1642
82
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺘﺫﻜﻴﺭ ﻭ ﺍﻷﻋﺫﺍﺭ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ
ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 111ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺩﻓﻊ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻗﺴﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺇﻨﺫﺍﺭﻩ ﺒﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻤﻊ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ
ﺒﺎﻻﺴﺘﻼﻡ ﺒﻭﺠﻭﺏ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺨﻼل ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺔ."...
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻴﺠﺏ ﺍﺘﺨﺎﺫﻫﺎ
ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻘﻡ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ،ﻭﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺇﻨﺫﺍﺭﻩ ﺒﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻤﻊ
ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺒﺎﻻﺴﺘﻼﻡ ﺒﻭﺠﻭﺏ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺨﻼل ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺔ ،ﻭﻴﺘﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻭﺠﻭﺏ
ﺃﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﻀﺭﻭﺭﻱ ،ﻭﻤﻨﻪ ﺘﺒﻁل ﻜل ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻟﻪ.
ﻭ ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻘﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺠﺎﺀ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻓﻬﻭ ﺘﺫﻜﻴﺭ ﻟﻪ
ﺒﻌﺩﻡ ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﺘﺫﻜﻴﺭ ﻟﻪ ﺒﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ
ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﺫﺍﺭ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻁﻠﺏ ﺩﻴﻨﻪ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﻨﻪ ،ﻭﻜﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻴﻭﻓﻲ ﻓﻲ
ﻤﻭﻁﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻭﺠﻪ ﺍﻻﻋﺫﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ﻜﻤﺎ ﺴﻤﺎﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺇﻟﻰ
ﻤﻭﻁﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻭﻁﻥ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﺫﺍﺭ ،ﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻴﻭﺠﻪ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ،ﻭﻻ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻷﻥ
ﻴﻭﺠﻪ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﺤﻀﺭ ﺃﻭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﻤﻤﺎﺜل ،ﻷﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺘﻁﻴل ﻓﻲ
ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺘﺯﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﻭﻫﻲ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﻻ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ﻫﻭ
ﺃﻭﻻ ﺘﺫﻜﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺜﺎﻨﻴﺎ ﻀﺒﻁ ﺤﺴﺎﺏ ﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ
ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺘﻔﻲ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻐﺭﺽ.
ﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺩﻴﻬﻲ ﺃﻥ ﻴﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺫﺍﺭ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻕ ﻭﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﺴﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ،ﻭ ﺃﻥ
ﻴﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﺍﻋﺫﺍﺭ ﺃﻭ ﺇﻨﺫﺍﺭ ﻜﻤﺎ ﺴﻤﺎﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ،ﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺠﺭﺩ
ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺫﻜﺭﻩ ﺒﺎﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋـﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻋﺫﺍﺭ ،ﻭ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ
83
ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﻤﻭﻁﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﻤﻭﻁﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻭ ﺘﺒﺩﺃ ﺒﻌﺩﻩ ﺤﺴﺎﺏ
ﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ).(1
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻡ ﺘﻭﻀﺢ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﺘﺒﺩﺃ
ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻹﺭﺴﺎل ﺃﻡ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺃﻭ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺭﺠﻭﻉ ﻭﺼل ﺍﻻﺴﺘﻼﻡ ،ﻟﻜﻥ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ
ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻺﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺠل ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﺡ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻴﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﺴﺘﻼﻤﻪ ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ
ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﺭﺴﺎﻟﻪ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺴﺘﻘﻴﻡ ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ .
ﺠﺯﺍ ﺀ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻴﺘﺭﺍﻭﺡ ﺒﻴﻥ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻴﻥ ،ﻭﻗﻑ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺃﻭ ﻓﺴﺨﻪ ،
ﻓﻤﺘﻰ ﻨﻭﻗﻑ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ،ﻭﻤﺘﻰ ﻨﻔﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺩ ؟
ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﺡ ﺒﺎﻟﻌﻘﺩ ﺴـﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻔﻌـﻭل ﺇﻟـﻰ ﻏـﺎﻴﺔ ﺁﺨﺭ ﻴﻭﻡ ﻤـﻥ ﺍﻷﻴـﺎﻡ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺇﺭﺴﺎل
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 1311
84
ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ،ﻭ ﻟﻡ ﻴﻘﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ،ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﻋﻘـﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ
ﻭ ﺩﻭﻥ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺁﺨﺭ ،ﻭﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﺩﻓﻊ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟـﻪ،
ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﺒﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﻤﺩﺓ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ،ﻻ ﻴـﺴﺄل ﻋﻨـﻪ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭﺍﻨﺘﻔﻰ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ).(1
ﻭ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻨـﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴـﺔ
ﻨﻼﺤــﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 16ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺒﺩﺃﺕ ﺒﺈﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺫﻜﻴﺭ ﻭﻓﺭﻗﺘﻪ ﻋﻥ ﺇﺠﺭﺍﺀ
ﺍﻻﻋﺫﺍﺭ ،ﻭ ﺍﻷﻭل ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻗﺒل ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﺴﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺒﻤﺩﺓ ﺸﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻭﺘﻜـﻭﻥ
ﻓﻲ ﺸﻜل ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﻟﻠﺩﻓﻊ ﻤﻊ ﺘﺒﻴﺎﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺃﺠل ﺍﻻﺴﺘﺤﻘﺎﻕ ،ﺜﻡ ﺘﻤﻨﺢ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻬﻠﺔ
15ﻴﻭﻤﺎ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻻﺴﺘﺤﻘﺎﻕ ﻟﻴﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ،ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺩﻓﻊ ،ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺈﻋﺫﺍﺭ
ﺍﻟﻤﺅﻥ ﻟﻪ ﺒﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻤﻊ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺒﺎﻻﺴﺘﻼﻡ ،ﻭﺘﻤﻨﺢ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻬﻠـﺔ ﺜﻼﺜـﻭﻥ
ﻴﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻴﻭﻤﺎ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﻭﻻ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺇﻻ ﺒﻌـﺩ ﺍﻨﻘـﻀﺎﺀ
ﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ ﻴﻭﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ،ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﻀﺤﺕ ﺃﻥ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻱ
ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺃﻭ ﺇﺸﻌﺎﺭ ﺁﺨﺭ ،ﻜﻤﺎ ﻭﻀﺤﺕ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺒﺄﻥ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻴﻌﻭﺩ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﻌﺩ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ
ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻜﻤﺎ ﻭﻀﺤﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻴﺒﻘﻰ ﻤﻠﺘﺯﻤﺎ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘـﺴﻁ ﺍﻟﻤﻁـﺎﺒﻕ
ﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ،ﻭﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﻔﻬﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻠﺯﻡ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻗﺒل ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻭﺒﻌـﺩﻩ،
ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻓﻬﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﻠﺯﻡ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﺅﻜـﺩﻩ ﺍﻟﻔﻘـﺭﺓ 6ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 16ﺒﻨﺼﻬﺎ" :ﻤﻊ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 51ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺘﺴﺘﺄﻨﻑ ﺁﺜﺎﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻏﻴﺭ
ﺍﻟﻤﻔﺴﻭﺥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒـﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒل ،ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ ﻟـﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘـﺴﻁ
ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻘﻁ " ﻭﻤﺼﻁﻠﺢ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ
ﻭﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺘﻌﻭﺩ ﻟﻠﺴﺭﻴﺎﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒل ﻭﺒﺩﻭﻥ ﺃﺜﺭ ﺭﺠﻌﻲ ،ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟـﻪ ﻻ
ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻋﻨﺩﻤـﺎ ﻴﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘـﺩ ﻭﻀﻤﺎﻨﻪ ﻟﻸﺨﻁﺎﺭ ،ﻭﺒﻤـﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 478
85
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻡ ﺘﻌﻁﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻭﻀﻴﺤﺎﺕ ﻭﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻨﺼﻭﺹ ﺘﺨﺎﻟﻑ ﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﺒـﻪ
ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ،ﻓﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻌﺘﺒﺭﻫﺎ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻋﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺘﻁﺒـﻕ
ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
ﻭ ﺇﺫﺍ ﻭﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،ﻨﺴﺘﺨﻠﺹ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻗﺩ ﺨﺎﻟﻑ ﻜـل ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻭﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﻭﻗـﻑ ﺍﻟـﻀﻤﺎﻥ،
ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﻴﻘﺭﺭﺍﻥ ﻋﺩﻡ ﺘﻭﻗﻑ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻤﻠﺘﺯﻤﺎ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻋﻥ
ﻤﺩﺓ ﺍﻟﻭﻗﻑ ،ﻭﻻ ﻴﺘﺤﻠل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟـﻀﻤﺎﻥ
ﻤﻭﻗﻭﻓﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻭﻗﻑ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺩﻓﻊ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴـﺔ
ﺘﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺠﺭﺍﺀ ﺇﺨﻼﻟﻪ ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻤﻪ).(1
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 111ﻓﻘﺭﺓ 02ﻗﺭﺭ ﺒﺄﻥ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻟﻴﺱ ﻟـﻪ
ﺃﺜﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻐﻴﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺒﺢ ﻤﺴﺘﻔﻴﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺒﺎﻹﻴﻘﺎﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻔـﺴﺦ،
ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺨﺎﻟﻑ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺘﺞ ﺒﻭﻗﻑ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺤﺘـﻰ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻤﻥ ﺘﻌﻠﻕ ﺤﻘﻪ ﺒﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻜﺎﻟﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﻤﺭﺘﻬﻥ ﻭﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ
ﺘﻨﺘﻘل ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ).(2
) (3
ﻭ ﺇﺫﺍ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻟﻠﺴﺭﻴﺎﻥ ﻭﻴﻌﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻤﻨﺘﺠﺎ ﻷﺜــﺎﺭﻩ
ﻭ ﻗﻴﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ﻭﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 17ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ،ﻓﻼ ﺘﺴﺭﻱ ﺁﺜﺎﺭ
ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﻔﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ ﻟﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﺠﺩ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﺫﻟﻙ.
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﺘﻨﺎﻭل ﺤﺎﻟﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﺃﻗﺴﺎﻁ ﺩﻭﺭﻴـﺔ ،ﻭﻟـﻡ ﻴـﺩﻓﻊ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻗﺴﻁﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻗﺴﺎﻁ ﻭﺃﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻭ ﻟﻡ ﻴﻔﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭ ﺤل ﺃﺠـل ﺍﻟﻘـﺴﻁ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ ،ﻓﻼ ﻨﺠﺩ ﺇﺠﺎﺒﺔ ﺤﻭل ﺒﻘﺎﺀ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻤﻌﻠﻕ ﺒﺤﻠﻭل ﺃﺠل ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩ ،ﻭﻻ
ﺘﻭﺠﺩ ﺇﺠﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘـﻲ
ﻴﺘﺨﺫﻫﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻔﺴﺦ ﺠﻭﺍﺯﻱ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 1314
) (2ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ،1315ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺩ – ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ
ﺹ. 479
) (3ﺩ ـ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎ ،ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻥ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل :ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ،ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﺴﻨﺔ ، 1992ﺹ.215
86
ﺏ -ﻓﺴـﺦ ﺍﻟﻌﻘـﺩ :
ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 111ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺒﺄﻨﻪ ..." :ﻴﺠﻭﺯ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﻌﺩ ﻋﺸﺭﺓ ﺃﻴﺎﻡ ﻤﻥ ﺇﻴﻘـﺎﻑ
ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻤﻊ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ
ﺒﺎﻻﺴﺘﻼﻡ."...
ﻓﻔﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻭﻟﻤﺩﺓ 10ﺃﻴﺎﻡ ﺠﺎﺯ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻔﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﺇﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺠﻭﺍﺯﻱ
ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ،ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﻭﻟﻪ ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﺒﻘﻲ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺇﻴﻘـﺎﻑ ﺍﻟـﻀﻤﺎﻥ ،ﻜﻤـﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻔﻬﻡ ﻤﻨﻪ ﺃﻴﻀﺎ ،ﺃﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﻤﺩﺓ ﻋﺸﺭﺓ ﺃﻴﺎﻡ ،ﻴﻤﻜﻥ
ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻔﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ ﻗﺒل ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺃﻭ ﻗﺒل ﺤﻠﻭل ﺃﺠل ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﻔﺴﺦ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻴﻨﻘﻀﻲ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻔﺴﺦ ﻭﻻ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻥ ﺤﺘـﻰ
ﻟﻭ ﺍﻗﺘﺭﺡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺩﻓﻊ ﺍﻷﻗﺴﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭﺓ ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺴﺦ ﻻ ﻴﻌﻔﻲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘـﺴﻁ ﺃﻭ
ﺍﻷﻗﺴﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻁﺎﺒﻘﺔ ﻟﻠﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺭﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ.
ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ،ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﺍﻟﻭﺼـﻭل
) (1
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻤﻊ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺒﺎﻻﺴﺘﻼﻡ ،ﻭﻴﻘﻊ ﺍﻟﻔﺴﺦ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﺭﺴﺎﻟﻬﺎ ﻻ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺼﻭﻟﻬﺎ
ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻴﻨﻲ ﺃﻱ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﺩﻋﻭﻯ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺠﺎﺌﺯﺓ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻓﺴﺦ
ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻴﺒﻘﻰ ﻤﻠﺘﺯﻤﺎ ﺒﺎﻷﻗﺴﺎﻁ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ،ﻭ ﺠﺎﺌﺯﺓ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺇﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ
ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺴﺎﺭﻴﺎ ﻭﻤﻨﺘﺠﺎ ﻷﺜﺎﺭﻩ ،ﻭ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘـﺴﻁ ﺃﻭ ﺍﻷﻗـﺴﺎﻁ ﻏﻴـﺭ
ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺤﻘﻪ ﺒﺴﺒﺏ ﻓـﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘـﺩ ،ﻭ
ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ،ﻭ ﻨﺠﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 121ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺘـﻨﺹ ﻋﻠـﻰ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﺃﻗﺭﺕ ﻟﻬﺎ ﺘﻘﺎﺩﻤﺎ ﺒﻤﺩﺓ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻻﺴﺘﺤﻘﺎﻕ .ﻭ ﻨﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﻗﻑ ﺍﻟـﻀﻤﺎﻥ
ﻴﺸﻜل ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻴﻅل ﻤﺤﺘﻔﻅﺎ ﺒﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻴﻠﺘـﺯﻡ ﺒـﻀﻤﺎﻥ
ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻓﻤﻥ ﻤﺼﻠﺤﺘﻪ ﺇﻁﺎﻟﺔ ﻓﺘﺭﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻴﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺴﺦ ،ﻟﺫﺍ ﻴـﺭﻯ
ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻐـﺎﻟﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻴﻅل ﻤﻭﻗﻭﻓـﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺤل ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ،ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻗﺴﺎﻁ ﺍﻟﺩﻭﺭﻴﺔ ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺒﻥ ﺨﺭﻭﻑ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺹ ، 141ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺩ– ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ ﺍﻟﻤﺭﺠـﻊ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ.1319
87
ﻭﻋﻨﺩﺌﺫ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻭﻗﻑ ﻭﻴﻌﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻥ ﻭﻴﻨﻘﻀﻲ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﻁﻠـﺏ ﺍﻟﻔـﺴﺦ ،ﻭﻻ
ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻤﺎﻤﻪ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ.
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 133ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻨـﺼﻬﺎ ﻜـﺎﻵﺘﻲ" :ﻴﻠـﺯﻡ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻀﻤﺎﻥ ﻜل ﺤﺎﺩﺙ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﺤـﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌـﺔ
ﺨﻼل ﻤﺩﺓ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺨﺼﻭﺹ ﺩﻓﻊ ﻗﺴﻁ ﺘﻜﻤﻴﻠﻲ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ"
ﻭ ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﺒﻴﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻨﺭﺠﻊ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ
ﻭ ﻨﻘﺎﺭﻥ ﺒﻤﺎ ﻗﺭﺭﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 18ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ،ﻓﻔﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻨﺼﺕ " ...ﻭ ﻴﺠﺏ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻁﻠﺒﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﻅﺭﻑ ﺜﻼﺜﻴﻥ ﻴﻭﻤﺎ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤـﻥ
ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﺴﺘﻼﻤﻪ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺡ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻤﻌﺩل ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﻠﻘﺴﻁ.
ﻭ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺩﻓﻌﻪ ،ﺠﺎﺯ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻔﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺩ. "...
ﻓﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،133ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺩﻓﻊ ﻓﻲ
ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﺴﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ،ﺘﺭﺘﺒﺕ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻟﻠﻁﺭﻓﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .111
ﺘﻨﺎﻭﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻭﺨﺼﺼﻨﺎ ﻟﻪ ﻤﺒﺤﺜﺎ ﺨﺎﺼـﺎ ﺒـﻪ ﻭﻫـﺫﺍ
ﻷﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﺒﺴﺒﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻗﺒـل ﺃﻥ ﻴﺒﺤـﺙ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻭﺘﺤﻘﻘﻪ ،ﻴﻬﻤﻪ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺘﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺜﻡ ﺘﺄﺘﻲ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻜﺘﺎﺒﻌﺔ
ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﺘﻬﺠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻋﻨﺩ ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺎﻤﻴﻥ ،ﻓﻬﻭ ﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ
) . (1
ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺩﻭﻥ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻨﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺍﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 619ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 02ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ .
88
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :
ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺼﺤﻴﺤﺔ
ﺍﺴﺘﻘﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻹﺩﻻﺀ ﺒﺎﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺨﻁﺭ ﻴﻘـﻭﻡ ﻋﻨـﺩ
ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻴﺴﺘﻤﺭ ﻁﻭﺍل ﻤﺩﺓ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﻤﻥ ﻗﺒـﻭل
ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺃﻭ ﺭﻓﻀﻪ ﻟﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟﻪ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺘﻤﺎﺸﻴﺎ ﻤﻊ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﻨﺴﺒﺔ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
.
ﻀﺩﻩ
ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻘﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺍﺠﺒﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻜـﺫﻟﻙ ﻋﻨـﺩ
ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ .
89
" ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ:
-1ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺘﺼﺭﻴﺤﺎ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﻬﺎ ﻭﺘﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺒﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺨﻁﺭ".
ﻭ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻤﺤﻠﻪ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻜﻤﺎ ﻗﺩﻤﻨﺎ
ﻫﻭ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻓﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺤﻴﻁ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺇﺤﺎﻁﺔ ﺘﺎﻤﺔ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺘﻤﻜﻴﻨﻪ ﻤـﻥ ﺘﻘـﺩﻴﺭ
ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﻤﻥ ﻀﺩﻩ ،ﻭﺒﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺯﻴـﺎﺩﺓ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﺨﻁﺭ.
ﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺒﻭﺴﺎﺌﻠﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺃﻥ ﻴﻘﻑ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻭﺃﻥ ﻴﻠﻡ
ﺒﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺒﻐﻴﺭ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟـﻪ ،ﻭﻋﻠﻴـﻪ
ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻠﺘﺯﻤﺎ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺠﻤﻴﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻭﺘﻘﺭﻴﺭ ﺠﻤﻴﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ،ﺤﺘﻰ ﻴـﺘﻤﻜﻥ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺠﺴﺎﻤﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻓﻴﺭﻯ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺘﻪ ﺃﻥ ﻴـﻀﻤﻨﻪ ،ﻭ ﺇﺫﺍ ﻜـﺎﻥ ﻓـﻲ
ﻤﻘﺩﻭﺭﻩ ﺘﻐﻁﻴﺘﻪ ﻓﻴﺭﻯ ﻤﺎ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ).(1
ﻭ ﻨﺠﺩ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﺭﻏﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﺭ ﻤﺎ ،ﺴـﻭﺍﺀ ﺘﻌﻠـﻕ ﺍﻷﻤـﺭ
ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻻ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ﻟﻠﻤـﺅﻤﻥ ﺃﻭ ﻗـﺩ
ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻗﺘﺭﺍﺡ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﻁﺒﻭﻋﺔ ﻴﻌﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻤـﺴﺒﻘﺎ ﻟﻬـﺫﺍ
ﺍﻟﻐﺭﺽ ،ﻭﺘﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺎﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻀـﻭﺀ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺒل ﺃﻭ ﻴﺭﻓﺽ ﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻀﺩﻩ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﻜل ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺨﻁﺭ ﻭﻅﺭﻭﻓﻪ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﺘﺘـﻀﻤﻨﻬﺎ
ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺸﻔﺎﻫﺔ ﺃﻭ ﻜﺘﺎﺒﺔ ).(2
ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 15ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺹ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟـﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻨﺠﺩ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺩﻗﻴﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨـﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ ،ﺤﻴـﺙ
ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ:
" ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﻋﻨﺩ ﺍﻜﺘﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓـﺔ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .1248
)(2
ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺒﻥ ﺨﺭﻭﻑ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 122
90
ﻟﺩﻴﻪ ﻀﻤﻥ ﺍﺴﺘﻤﺎﺭﺓ ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ﺘﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺒﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻜﻔل ﺒﻬﺎ ".
ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ،ﻟﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻤﻊ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻓﻲ ﻅﺭﻭﻓﻪ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺇﻋﻤﺎﻻ ﻟﻤﺒﺩﺃ
91
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻥ ﺘﻘـﺩﻴﺭ
ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻀﺩﻩ ﺒﺼﻔﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ،ﻭﻻ ﺘﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻜﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ،ﻭﺘﻌﺘﺒـﺭ
ﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﻠﻘﺕ ﺒﺎﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩﻩ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﺴﻌﺭ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ
ﻟﺘﻐﻁﻴﺘﻪ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺒﺎﻟﺨﻁﺭ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﻓﻼ ﻴﻠﺘﺯﻡ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺎﻹﺩﻻﺀ ﺒﻬﺎ .
ﻭ ﺠﺭﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﻤل ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻥ ﺘﻘﺴﻡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴـﺔ ﺇﻟـﻰ ﻨـﻭﻋﻴﻥ،
ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺸﺨﺼﻴﺔ.
ﻓﺎﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻀﺩﻩ ﻭﺘﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ
ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻟﻠﺨﻁﺭ ﻭﻤﺎ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻅﺭﻭﻑ ﻭﻤﻼﺒﺴﺎﺕ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺘﻜﻴﻴﻔﻪ ﺘﻜﻴﻴﻔـﺎ ﺩﻗﻴﻘـﺎ،
ﻭﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺩﻓﻌﻪ ،ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻭﻋﻤﺭﻫﺎ ﻭﺩﺭﺠﺘﻬﺎ ﻭﻤﺎ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﻘﻭﺓ
ﺍﻟﺩﺍﻓﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﻭ ﺍﻹﺘﻼﻓﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺎﺒﺘﻬﺎ ﻭﻟـﻡ ﻴـﺘﻡ
ﺇﺼﻼﺤﻬﺎ ﻭﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺯﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﻭﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ ).(1
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺘﺘﻨﺎﻭل ﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻭﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺄﺨﻼﻗﻪ ﺍﻟﺸﺨـﺼﻴﺔ ﺇﺫﺍ
ﻜﺎﻥ ﺸﺨﺼﺎ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ ﺃﻭ ﺒﺴﻤﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺸﺨﺼﺎ ﻤﻌﻨﻭﻴﺎ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺩﻯ ﻴﺴﺎﺭﻩ،
ﻭﻤﻘﺩﺍﺭ ﻤﺎ ﻴﺒﺫﻟﻪ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﺅﻭﻨﻪ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﺎﻀﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﻲ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ
ﻴﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺒﺭﻤﻬﺎ ﺃﻭ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩﻤﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺭﻓﻀﺕ ﻭﺃﺴﺒﺎﺏ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺭﻓﺽ ،ﻓﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺘﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻭﺘﺩﻓﻌـﻪ
ﻻﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﻜﺨﻼﺼﺔ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻨﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺘـﺴﺎﻫﻡ
ﺒﻘﺴﻁ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺒﻠﻎ ﻗﺴﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨـﺼﻴﺔ
ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻘﺒﻭل ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﻗﺒﻭل ﺇﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ .
ﻭ ﻤـﻊ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺇﻴﺠـﺎﺩ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺠـﺎﻤﻊ ﻤـﺎﻨﻊ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﻫﺭﻴﺘﻬﺎ ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1
.ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 310
92
ﻴﺘﺭﻙ ﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺘﻘﺩﻴﺭﻫﺎ ﻭ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻹﺩﻻﺀ ﺒﻪ ،ﻭﻫﻨﺎ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻤﻠﻤﺎ ﺒﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﻴﺔ ﺒﻤﻤﻴﺯﺍﺕ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻗﺩ ﺃﺨل ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻜﺕ ﻋﻥ ﺍﻹﺩﻻﺀ ﺒﻬﺎ ﻤﻤﺎ
ﻴﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻜﺎﻓﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟـﺸﻬﺭ
ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻬل ﻤﻌﺭﻓﺘﻬﺎ ﻟﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺨـﺎﺹ
ﺒﺘﻘﺩﻴﺭ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﻓﻲ ﺴﺠﻼﺕ ﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺭﻫﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺜﻘـل
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻘﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺴﺠل ﺍﻟﺴﻔﻥ ).(1
ﺭﺘﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺠﺯﺍﺌﻴﻴﻥ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﻭﻫﻤﺎ ﺇﻤﺎ ﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭ ﺇﻤﺎ
ﺘﻌﺩﻴﻠﻪ ﺒﺎﻹﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺒﺯﻴﺎﺩﺘﻪ ،ﻭﺇﻤﺎ ﺒﺘﺨﻔﻴﺽ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﻨﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻗﺭﺭﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻭﻜﻴﻑ ﺭﺘﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ
ﻭﻤﺘﻰ ﻗﺭﺭ ﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻤﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻨﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻗﺭﺭﻩ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ.
ﻓﺎﻟﻤﺎﺩﺓ 109ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ" :ﺇﺫﺍ ﺃﺨل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺎﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 1/108ﻭ 3ﺃﻋﻼﻩ ،ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻁ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ
ﺤﺎﺩﺙ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺜﻨﺎﺀ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺨﻔﺽ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺒﻤﻌﺩل ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻉ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺴﻁ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻕ ﻓﻌﻼ.
ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺈﺒﻁﺎل ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺇﺫﺍ ﺃﺜﺒﺕ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻐﻁ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻟـﻭ ﻜـﺎﻥ
ﻤﻁﻠﻌﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﻜﺘﺘﺎﺏ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﻋﻨﺩ ﺘﻔﺎﻗﻡ ﺍﻟﺨﻁﺭ".
ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 134ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 07-80ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﻐﻰ ﻭﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﺠﺯﺍﺀ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻋﻠـﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺇﺫﺍ ﺃﺨل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺹ. 310
93
ﺒﺎﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﻴﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 133ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟـﻪ
ﺇﻁﻼﻉ ﺼﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻭﻗﺕ ﺍﻜﺘﺘﺎﺏ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﺘﻔﺎﻗﻡ ﺍﻟﺨﻁﺭ.
-1ﺃﻥ ﻴﺒﻁل ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻐﻁ ﺍﻟﺨﻁﺭ.
-2ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺤﺎﺩﺙ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ
ﺍﻷﺜﻨﺎﺀ ،ﻓﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺨﻔﺽ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺒﻤﻌﺩل ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻉ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻕ ﻓﻌﻼ"
ﻓﺒﻌﺩ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺃﻭﻟﻰ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ ﻨﺠﺩﻫﻤﺎ ﻗﺩ ﻗﺭﺭﺘﺎ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﻟﻜﻥ ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻨﺠﺩﻫﻤﺎ
ﻗﺩ ﺍﺸﺘﺭﻜﺘﺎ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺸﻜل ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺎﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺭﻱ
ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 21ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95ﻭﻀﺢ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ "ﻜل ﻜﺘﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﺘﺼﺭﻴﺢ ﻜﺎﺫﺏ ﻤﺘﻌﻤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻗﺼﺩ ﺘﻀﻠﻴل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ
ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻴﻨﺠﺭ ﻋﻨﻪ ﺇﺒﻁﺎل ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻤﻊ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 75ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ"
ﻭ ﻫﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻜل ﻤﻥ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺎﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ
ﺴﻴﺊ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﻤﺩ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 109ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺘﺨﺹ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻷﻥ
ﺤﺎﻟﺔ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 110ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺠﻌﻠﺕ ﻜل ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﺘﺨﻠﻠﻪ ﻏﺵ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻻﻏﻴﺎ.
ﺃ -ﺘﻌﺩﻴـل ﺍﻟﻌـﻘـﺩ
ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 109ﻨﺠﺩ ﺒﺄﻥ ﺃﻭل ﺍﻟﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺘﺒﺘﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﺒﻠﻎ
ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻓﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﻁﻠﺏ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻋﻨﺩ ﺘﺤﻘﻘﻪ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻏﻔل ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﺒﻴﺎﻥ
ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺃﻭ ﺼﺭﺡ ﺘﺼﺭﻴﺤﺎ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺀ ﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﺵ،
ﻭﻜﺎﻥ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻗﺒل ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺘﻘﺩﻴﺭﺍ ﺼﺤﻴﺤﺎ ،ﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻟﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻠﻠﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻔﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﻟﻡ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 109ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
19ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺹ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 109ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻓﻠﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
94
ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻁ ،ﺠﺎﺯ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﻓﻲ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺒﺄﻥ
ﻴﺨﻔﻀﻪ ﻭﻴﺤﺘﻔﻅ ﺒﺫﻟﻙ ﺒﺴﺭﻴﺎﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻷﻗﻭﻯ
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ
ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ.
ﻫﺫﺍ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺯﺍﺀ ﺍﻷﻭل ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻭﻫﻭ ﺘﺨﻔﻴﺽ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻓﺎﻟﻤﺎﺩﺓ 109
ﻗﺭﺭﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻭﺘﺒﻴﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﺨﺹ
ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺤﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺃﻱ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺨﻔﺽ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺒﺤﺴﺎﺏ ﻤﻌﺩل
ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻕ ﻓﻌﻼ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺨﻁﺭ،
ﻭﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺤﺴﻥ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺨﻁﺄﻩ ﻋﻤﺩﻱ ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻘﺼﺩ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺭ ﺒﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻁل ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺍﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻷﻗﺴﺎﻁ ﺩﻭﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ.
ﺏ -ﺇﺒﻁـﺎل ﺍﻟﻌـﻘـﺩ
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 109ﻓﻬﻭ ﺇﺒﻁﺎل ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭﻫﺫﺍ
ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻥ ﻴﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﻴﺔ ﺘﺎﻤﺔ ﺒﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ.
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 134ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻗﺩ ﺃﻗﺭﺕ ﺍﻟﺒﻁﻼﻥ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺭﺒﻁﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﺒﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻗﺩ ﻏﻁﻰ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺃﻭ ﻟﻡ ﻴﻐﻁﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻐﻁﻪ ﺠﺎﺯ ﻟﻪ
ﺇﺒﻁﺎل ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻠﺨﻁﺭ ﺠﺎﺯ ﻟﻪ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻘﺴﻁ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺤﺎﺩﺙ ﺃﺜﻨﺎﺀ
ﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺠﺎﺯ ﻟﻪ ﺘﻌﺩﻴل ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ.
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻏﺎﻤﻀﺔ ﻨﻭﻋﺎ ﻤﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻫﻭ
ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻜﻴﻑ ﻨﻔﺴﺭ ﺤﻜﻡ ﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻗﺒل ﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﺃﻱ ﺒﻁﻼﻥ ﻋﻘﺩ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺭﻡ ﺃﻱ
ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩ ،ﻭﻫﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺠﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ
ﺃﻥ ﻴﺘﺩﺨل ﻹﺯﺍﻟﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺒﻬﺎﻡ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺒﻨﺼﻪ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 109ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀﺕ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭﻤﺯﻴﻠﺔ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺽ ﻭﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 109ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ
95
ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺠﺎﺀﺕ ﻟﺘﻘﺭﺭ ﺠﺯﺍﺀﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ
ﻨﻘﺎﺭﻨﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻗﺭﺭﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀﺕ ﻤﻭﺍﺩ ﺃﺤﻜﺎﻤﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﻔﺼﻴﻼ ،ﻭﺃﻥ
ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻗﺩ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﺜﺭﺍﺀ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ،ﻓﻘﺭﺭﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 19ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻗﺒل ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻟﻪ ﺃﻏﻔل ﺸﻴﺌﺎ ،ﺃﻱ ﺴﻜﺕ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﺼـﺭﺡ ﺘﺼﺭﻴﺤﺎ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻭﻫﻲ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻹﺨﻼل
ﺒﺎﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ،ﻭ ﻤﻥ ﺃﻤﺜﻠﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﻴﺩﻟﻲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺒﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻗل ﻤﻥ
ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﻗﺴﻁ ﺃﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺩﻓﻌﻪ) ،(1ﻓﻠﻠﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﻤﺒﻠﻎ
ﺍﻟﻘﺴﻁ ﺒﺎﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﺍﺭﻩ ﻭﺒﻬﺫﺍ ﺇﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺴﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺒﻘﺒﻭل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ،ﻓﺈﺫﺍ
ﺭﻓﻀﻬﺎ ﺠﺎﺯ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ ﻤﻊ ﺇﺭﺠﺎﻋﻪ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺴﻁ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺩﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺴﺭﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻤﻥ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻓﻴﺨﻔﺽ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ
ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻤﻌﺩل ﻤﺎ ﺩﻓﻊ ﻤﻥ ﺃﻗﺴﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﻓﻌﻼ ﻤﻥ ﺃﻗﺴﺎﻁ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻡ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻤﻊ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒل.
ﻭ ﻗﺭﺭﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 21ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺒﻁﻼﻥ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﺵ ،ﻭ ﻫﻲ ﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻗﺼﺩ ﺘﻀﻠﻴل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺨﻁﺭ،
ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﺍﻹﻏﻔﺎل ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻟﻠﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﺄﻱ ﻓﻌل ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻐﻴﺭ ﺭﺃﻱ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁﺭ.
ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻜﻭﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺒﻁﻼ ﻟﻠﻌﻘﺩ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﻠﻕ ﺒﻭﻗﺎﺌﻊ ﻻ
ﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﻬﺎ ﺇﻻ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ
ﻟﻠﻜﺎﻓﺔ ﻭﻤﻔﺭﻭﻀﺎ ﻤﻌﺭﻓﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﺭﻯ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﻨﻔﺴﻪ
ﻓﻼ ﻴﻌﺩ ﺍﻟﺴﻜﻭﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺒﻴﺎﻥ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ﻤﺒﻁﻼ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ
ﻤﺨﻁﺌﺎ ﻟﻌﺩﻡ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺃﻭ ﻟﻌﺩﻡ ﺘﺤﺭﻴﻪ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﺨﻁﺄﻩ ﻫﺫﺍ ﻴﺤﺠﺏ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ).(2
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 382
)(2
ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 473
96
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻜﻭﺕ ﺃﻭ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺒﻴﺎﻥ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻻ ﻴﺒﻁل ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺩﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴل ﻤـﻥ
ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺃﻭ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﺒﻭﺠﻪ ﻟﻭ ﻋﻠﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻤﺎ ﺃﻗﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ﻭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻁﻼﻥ ﺘﺒﻘﻰ ﺍﻷﻗﺴﺎﻁ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ﺤﻘﺎ ﻤﻜﺘﺴﺒﺎ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻕ
ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﺴﺎﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺎﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ،ﻭﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺒﺄﻨﻪ ﺠﺭﻯ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺒﻁﻼﻥ ﻜﺠﺯﺍﺀ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺴﻴﺊ ﺍﻟﻨﻴﺔ ،ﻭ ﻴﺯﻭل
ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺒﺎﻁل ﺒﺄﺜﺭ ﺭﺠﻌﻲ ﻓﻼ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻭﻴﺴﺘﺭﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺩﻓﻌﻪ
ﻤﻥ ﺃﻗﺴﺎﻁ.
ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻭﻤﻊ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﺘﺴﺎﻉ ﺭﻗﻌﺘﻬﺎ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺘﻐﻴﻴﺭ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﻭﺍﺴﺘﻘﺭ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ
ﺴﻴﺊ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﻤﺩ ﺇﺨﻔﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ،ﻭﺍﻫﺘﺩﺕ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻭﺴﺎﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ .
ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺍﺩ ﺍﻷﻤﺭ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺨﺎﺹ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﻘﺭﺭ ﺇﺭﺠﺎﻉ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﺎﻜﺎﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒل ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻜﺄﺜﺭ ﻟﻠﺒﻁﻼﻥ ،ﺒﻴﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ
ﺃﻋﻁﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﺴﺎﻁ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺎﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﻭﻫﺫﺍ ﻜﺠﺯﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺵ
ﻭﺴﻭﺀ ﺍﻟﻨﻴﺔ.
ﻭﻫﻭ ﺒﻁﻼﻥ ﻨﺴﺒﻲ ﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺠﻴﺯ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻤﻊ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻁ.
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﺇﻥ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻤـﺎ ﻴﻤﻴﺯ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻫﻭ ﺃﻨﻪ
97
ﻤﻥ ﻋﻘﻭﺩ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ،ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺘﻅﻬﺭ ﺠﻠﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻓﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ
ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﻭﺠﺒﻪ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭ ﻤﺎ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﻪ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻤﻼﺕ ﻭ ﻫـﺫﺍ
ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺤﺭﻴﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠـﻰ ﻤـﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﻤﻌﻪ ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻋﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭ ﺤـﺴﻥ ﺘﻨﻔﻴـﺫﻩ
ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻤﻬﻤﺎ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟـﻪ ﻭ ﺒﺤـﺴﻥ ﻨﻴـﺔ ﺃﻥ
ﻴﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺤﺼﺭﻩ ﻓﻲ ﻨﻘﻁﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻘﻁ ﺒل ﻴﺘﻔـﺭﻉ
ﺇﻟﻰ ﻋﺩﺓ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻓﺭﻋﻴﺔ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﺨﻠﺼﻪ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 108ﻓﻘﺭﺓ 4ﻭ 5ﻭ
6ﻭ 7ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ.
ﻓﻔﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ ﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺤل ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﺨﻁـﺎﺭ
ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺘﻘﺘﻀﻴﻪ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻭ ﺃﻥ ﻗﺩﻤﻨﺎ ،ﻭ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺒﺭﻡ
ﻋﺩﺓ ﻋﻘﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺇﻤﺎ ﻷﺨﻁﺎﺭ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻴﺨﺘﺹ ﻜل ﻋﻘﺩ ﺒﺨﻁﺭ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭ ﺇﻤـﺎ
ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﻤﺒﺭﻤﺔ ﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﺨﻁﺭ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭ ﻟﻜل ﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻤل ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ،
ﻭ ﻫﺫﺍ ﺴﺒﻕ ﻭ ﺃﻥ ﺭﺃﻴﻨﺎﻩ ﻋﻨﺩ ﺘﻨﺎﻭﻟﻨﺎ ﻟﻔﻜﺭﺓ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ.
ﻭ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺩ ﻤﺭﻜﺯﻩ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ،ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﻌﺎﻗﺩ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ
ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﺇﻥ ﻭﺠﺩﺕ ،ﻻ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺤﺎﺌﻼ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺇﺒﺭﺍﻤﻪ ،ﺃﻱ ﻟﻜـﻲ ﻻ ﻴﻘـﻊ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻅﻭﺭ ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﻋﻠـﻰ ﺘـﺄﻤﻴﻥ
ﻭﺍﺤﺩ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﺭ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻤﺅﻤﻨﻴﻥ .ﻭ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻘﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ،ﻓﻬﻭ
ﺒﺫﻟﻙ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺨﺎﻟﻑ ﻤﺒﺩﺃ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺘﻭﻓﺭﻩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭ ﻴﻜـﻭﻥ ﺒـﺫﻟﻙ ﻗـﺩ ﻗـﺎﻡ
ﺒﺘﺼﺭﻴﺤﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺄﻥ ﻴﺠﻌﻠﻪ
ﻻﻏﻴﺎ ﻭ ﻻ ﺃﺜﺭ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ.
ﻭ ﻗﺩ ﺃﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻴﺘﻔـﺭﻉ ﺇﻟـﻰ ﻋـﺩﺓ
ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺘﺘﻠﺨﺹ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠـﻲ - :ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﺘﻘﺎﺀ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭ ﻋﺩﻡ ﺯﻴﺎﺩﺘﻬﺎ – ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺈﺨﻁﺎﺭ
98
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﺏ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ -ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻤـﻥ ﺁﺜـﺎﺭ ﺍﻟﺤـﺎﺩﺙ – ﺍﻻﻟﺘـﺯﺍﻡ
ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ – ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟـﻀﺭﺭ
ﺍﻟﻼﺤﻕ ﺒﺎﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺘﻨﻘﺴﻡ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ :ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻟـﻪ
ﻗﺒل ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻪ ﺒﻌﺩ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺃﻭ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ.
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻗﺒل ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ
ﻭ ﻫﻨﺎ ﻨﻘﺼﺩ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﺘﻘﺎﺀ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭ ﻋﺩﻡ ﺯﻴﺎﺩﺘﻬﺎ ،ﻓﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺄﻥ ﻻ ﻴﻤﺘﻨـﻊ
ﻋﻥ ﻜل ﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺯﻴﺎﺩﺘﻬﺎ ،ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔـﻕ
ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻁﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﺃﻥ ﻴﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺼﻼﺤﻴﺔ ﺍﻟـﺴﻔﻴﻨﺔ
ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ).(1
ﻭ ﻨﺠﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 108ﻓﻘﺭﺓ 5ﻗﺩ ﺭﺘﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻭﺠﻭﺏ ﺒﺫل ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ
ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻻﺘﻘﺎﺀ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﺘﺴﺎﻋﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﺒﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺴﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ،ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻜل ﺨﺭﻭﺝ ﻋﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻴﺅﺩﻱ ﺤﺘﻤﺎ
ﺇﻟﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻜﺈﻫﻤﺎل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﻋﺩﻡ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﺤﺘﻴﺎﻁﺎﺕ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ
ﻟﻤﻼﺤﺘﻬﺎ ﻭ ﻜﺫﺍ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺃﻭ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺭﺴﻭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺒﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ.
ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻜل ﻫﺫﺍ ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻨﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﺃﺴﻠﻭﺒﺎ ﺴـﻁﺤﻴﺎ
ﻻ ﻴﻭﺤﻲ ﺒﺈﻟﺯﺍﻤﻴﺘﻪ ﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻘﺭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ﻓﻨﺠﺩ ﻤﺜﻼ ﻤﺼﻁﻠﺢ "ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﺃﻥ ﻴﺭﺍﻋﻲ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ "...ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻨﺹ "ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﻤﺭﺍﻋـﺎﺓ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤـﺎﺕ"...
ﻓﻤﺼﻁﻠﺢ ﻴﻠﺯﻡ ﺃﻗﻭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻤﻥ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﻴﺘﺭﺘﺏ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻴﺩﻉ ﻤﺠﺎﻻ ﻟﻠـﺸﻙ ﻓـﻲ ﻤـﺩﻯ
ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 15ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ﺠﺎﺀﺕ ﺒﻤﺼﻁﻠﺢ "ﻴﻠﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻟﻪ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ."...
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 479
99
ﻭ ﺠﺯﺍﺀ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺎﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 112ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻭ ﺠﺎﺀﺕ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
" ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺩ 5ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 108ﺃﻋﻼﻩ،
ﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻭﺍﻗﺏ ﺫﻟﻙ ﺴﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﻀﺭﺭ ﻤﺎ ﺃﻭ ﺍﺘﺴﺎﻋﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﺨﻔـﺽ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻭ ﻴﺭﻓﺽ ﺩﻓﻌﻪ".
ﻓﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﺹ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻨﺩ ﺇﺨﻼﻟﻪ ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﻗﺩ ﺭﺘـﺏ ﻋﻠﻴـﻪ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻉ
ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺤﺼل ﻀﺭﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺨﻼل ،ﻓﻠﻬـﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴـﺭ ﺃﻥ ﻴﺨﻔـﺽ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋﻥ ﺩﻓﻌﻪ ،ﺒﺸﺭﻁ ﻟﺠﻭﺌﻪ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ،ﻓﻨﻔﻬﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻘﺭﺭ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل
ﻓﻲ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻥ ﺘﻠﻘﺎﺀ ﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﺇﻻ ﺭﺘﺏ ﺫﻟﻙ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻭ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻭ ﺒﻤﺎ
ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻁﺒﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 96ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻓﻠﻸﻁﺭﺍﻑ ﻋﻨـﺩ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﻭ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.
ﻜﻤﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 622ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺼﺭ ،ﻋﻠـﻰ ﺒﻁـﻼﻥ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘـﻀﻲ ﺒـﺴﻘﻭﻁ ﺤـﻕ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﺄﺨﺭﻩ ﻓﻲ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ) ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻤﺜﻠﻪ( ،ﺘﺒﻴﺢ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻭ ﺒﺼﻔﺔ ﻀﻤﻨﻴﺔ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﺤـﻕ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤـﺎﻻﺕ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ).(1
ﻭ ﻟﻘﺩ ﺃﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﺼﺭﻴﺢ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 108ﻓﻘﺭﺓ 5ﻟﻸﻁﺭﺍﻑ ﻋﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ
ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ.
ﻓﺠﺯﺍﺀ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻫﻭ ﺇﻤﺎ ﺘﺨﻔﻴﺽ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻭ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﻭ ﺘﺨﻔﻴﻀﻪ
ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺤﻕ ﺒﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺩﻓﻌﻪ ﻓﻬـﻭ ﺒـﻴﻥ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻲ ﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻲ ﻋﻨﺩ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ،ﻭ ﺘﻠﺠﺄ ﺸـﺭﻜﺔ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﻤﺜـل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﺤﺫﺭ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻭ ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻤـﺔ
ﻭ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺘﻌﻬﺩﺍﺘﻪ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺒﻥ ﺨﺭﻭﻑ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 144
100
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ
ﺃﻭل ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺇﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻜل ﺤـﺎﺩﺙ ﻤـﻥ
ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﺴﺅﻭﻻ ،ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅـﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﺤﻘﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺘﻐﻴﺭ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻟﻠﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺩﺜﺕ ﺒﺴﺒﺒﻪ.
ﻭ ﻟﻘﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 108ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ :
" ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﻁﻼﻋﻪ ﻭ ﺨﻼل ﺴﺒﻌﺔ ) (07ﺃﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺒﺄﻱ ﺤﺎﺩﺙ ﻤﻥ ﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻠﺯﻡ ﻀﻤﺎﻨﻪ ﻭ ﺃﻥ ﻴﺴﻬل ﻋﻠﻴﻪ ﻜل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒــﺫﻟﻙ
ﻭ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺒﻴﺎﻨﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﺎﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ" .ﻓﻌﻠـﻰ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻟـﻪ ﺃﻥ
ﻴﺨﻁﺭﻩ ﺒﻜل ﺤﺎﺩﺜﺔ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻀﻤﻨﻬﺎ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺃﻗﺭﺏ ﺍﻵﺠﺎل ﺤﺘﻰ
ﻴﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻥ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ .ﻭ ﻴﻭﺠﻪ ﺍﻹﺨﻁﺎﺭ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﻤﺭﻜﺯ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺩﻭﺏ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺒﺭﻡ ﺍﻟﻌﻘـﺩ
ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﻴﺭﺩ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺨﺼﻭﺹ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ.
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ ﻤﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺠﺎﺀﺕ ﺒـﻨﻔﺱ ﺃﺤﻜـﺎﻡ
ﺍﻷﻤﺭ ﻭ ﻟﻡ ﺘﻭﻀﺢ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻹﺨﻁﺎﺭ .ﻭ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ﻭ ﻫﻲ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎل
ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻤﺨﺘﺼﺭﺓ ،ﻭ ﻟﻴﺱ ﻟﻺﺨﻁﺎﺭ ﺸﻜل ﺨﺎﺹ ﻟﺨﻠﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺤﻜﻡ
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ،ﻓﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻜﺘﺎﺏ ﻤﻭﺼﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺒﻜﺘﺎﺏ ﻋﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺒﺒﺭﻗﻴﺔ ،ﻭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻤل ﻋﺏﺀ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺼﺩﻭﺭ ﺇﺨﻁﺎﺭ ﻤﻨﻪ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻴﺴﺘﺤـﺴﻥ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ ﺒﻜﺘـﺎﺏ
) (1
. ﻤﻭﺼﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻴﺴﺭ ﻟﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ
ﻜﻤﺎ ﻨﺠﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﺤﺩﺩ ﻤﺩﺓ ﺍﻹﺨﻁﺎﺭ ﺒﺴﺒﻌﺔ ﺃﻴﺎﻡ
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺤﺩﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺒﻤﺩﺓ ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻴﻭﻤﺎ) . (2ﻭ ﻴﺴﺭﻱ ﻤﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻤﻥ
ﻭﻗﺕ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟـﻪ ﺒﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﻘـﻕ .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 1323
)Emmanuel DU PANTAVICE , op cit p 551 .(2
101
ﻓﻼ ﻴﻜﻔﻲ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺒل ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺒﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺹ
ﻋﻠﻤﻪ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻊ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ،ﻭ ﻴﺘﺴﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ﺒﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ﺍﻟﻁﺎﺭﺌـﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺤﺎل ﺫﻟﻙ ﺩﻭﻥ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﻭﺍﺠﺒﻪ ﺒﺎﻹﺨﻁﺎﺭ ﺍﻤﺘﺩ ﺍﻷﺠل ﺇﻟـﻰ
ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺯﻭﺍل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺎﻨﻊ).(1
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﻘﺭﺭ ﺠﺯﺍﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻋﻨﺩ ﺘﻨﺎﻭﻟـﻪ ﺃﺤﻜـﺎﻡ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻜﺱ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﺃﻴﻥ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 22ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨـﺎﺕ .ﻭ
ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻨﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩﻴﺔ ،ﺤﻴـﺙ ﻴـﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ
ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﻴﺒﻪ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺎﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺴﺒﺏ ﻋﺩﻡ
ﺍﻹﺒﻼﻍ ﻋﻥ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺨﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺒﻼﻍ ،ﺃﻭ ﺍﻹﺒﻼﻍ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﻜﺎﻓﻴﺔ ،ﻭ ﻟﻜـﻥ
ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺠﺯﺍﺀ ﻤﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ﻭ ﻫـﻭ ﺴـﻘﻭﻁ ﺍﻟﺤـﻕ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 622ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺴﻘﻭﻁ
ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﺄﺨﺭﻩ ﻓﻲ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺒﺎﻁل ﻤﺘﻰ ﺘﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﻜﺎﻥ ﻟﻌﺫﺭ ﻤﻘﺒﻭل ،ﻭﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺇﺒﻁـﺎل
ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﺘﻰ ﺃﺨل ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﻭ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺨﻼل ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﻻ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﻋﻠﻰ
ﻋﺫﺭ ﻤﻘﺒﻭل ،ﻭ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺫﻟﻙ.
ﻭ ﺒﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻭ ﺘﺄﺴﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ،ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺨﻔـﻑ
ﻗﺩﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻁﺎﻉ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ،ﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺤﺘﻰ ﻴﺸﺠﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻬﺫﺍ
ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﺤﺘﻔﻅ ﻟﻪ ﺒﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ﺭﻏﻡ ﺍﺘﺨﺎﺫﻩ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ،ﻜﻤﺎ
ﺘﻘﻀﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻭ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺈﻟﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻜﺒﺩﻫـﺎ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺘﻘﻠﻴل ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺒﻥ ﺨﺭﻭﻑ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ.147
102
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻀﺩﻩ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﺘﻪ ﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺍﻟﻠﻭﻴﺩﺯ).(1
ﻭ ﻗﻴﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺠﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻋـﺎﺩﺓ ﻤـﺎ
ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺒﺸﺨﺼﻪ ﺃﻭ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺘﺎﺒﻌﻴﻪ ،ﻓﻬﻭ ﺃﻗﺩﺭ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﺨـﺎﺫ
ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻑ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ.
ﻭ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻤﻜﻤﻼ ﻟﻼﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻹﺨﻁﺎﺭ ﺒﺎﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ،ﻓﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻠﺯﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺤﺘـﻰ
ﻴﺴﺘﻁﻴـﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺩﺨل ﻤﻥ ﺃﺠل ﺇﺼﻼﺡ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻊ،
ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺒﺫل ﺠﻬﺩﻩ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺫﻟﻙ ،ﻭ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﺭﺩ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل ،ﻭ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻘـﻡ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺴﺄل ﻋﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﻴﺏ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺫﻟﻙ).(2
ﻭ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ
ﻴﺴﺘﺸﻑ ﻤﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻁﺒﻊ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻭ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻨﺩﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ.
ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺘﺒﻌﻲ ﺁﺨﺭ ﻨﺠﺩﻩ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺒﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺒﺴﺒﺏ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻐﻴـﺭ
ﻓﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺒﺎﺘﺨﺎﺫ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻗﺒل ﺍﻟﻐﻴـﺭ
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻴﺴﺭ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻤﺤﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ) ،(3ﻭ ﻴﻌﺭﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒـﺎﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅـﺔ
ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﻭ ﻟﻘﺩ ﺘﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 108ﻓﻘﺭﺓ 6ﻤﻥ ﺃﻤـﺭ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺇﺫ ﻨﺼﺕ " :ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ
ﺤﻔﻅ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻠﻁﻌﻥ ﻀﺩ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼـﻠﺔ " .ﻭ ﻨﻼﺤـﻅ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒل ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﻋﺒـﺎﺭﺓ ﺍﺘﺨـﺎﺫ ﺠﻤﻴـﻊ
ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﻔﻅ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻓﺎﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻤﺭﺩﻩ ﻋـﺩﻡ ﺘﺭﻜـﻪ
ﻤﺠﺎﻻ ﻟﻠﺘﻬـﺎﻭﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻴﻘﺼﺭ ﺒﺄﻱ ﺤﺎل ﻓﻲ ﺤﻔﻅ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻐﻴﺭ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ.387
) (2ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 322
) (3ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ.481
103
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﻭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﺸﺨﺼﻴﺎ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻨﻭﺒﻪ ﺃﺜﻨـﺎﺀ
ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﻟﺫﺍ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻘـــﻭﻡ ﺒﺎﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ
ﻭ ﻤﻨﻬﺎ ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﺎﻻﺤﺘﺠﺎﺠﺎﺕ ﻭ ﺍﻹﺜﺒﺎﺘﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻭﻗﺘﺎ ﻗﺼﻴﺭﺍ .ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ
ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺴﻬل ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ.
ﻭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ،ﻨﻘﻭل ﺃﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻹﺠـﺭﺍﺀﺍﺕ
ﺍﻟﺘﺤﻔﻅﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻟـﻀﺭﺭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻠﺘـﺯﻡ
ﺒﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ،ﻓﻬﺫﺍ ﺃﻤﺭ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭﺤﺩﻩ.
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻻ ﻨﺠﺩ ﻟﻪ ﻨﺼﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ
ﺫﺍﺘﻴﺔ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻪ.
ﻭ ﻟﻘﺩ ﺭﺘﺏ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺠﺯﺍﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 119ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤـﺭ
ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺇﺫﺍ ﺃﺨل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺎﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ 6/108ﺃﻋـﻼﻩ،
ﻴﺘﺤﺭﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺤﻘﻪ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺭﺠﻌﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻴـــﺭ
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻟﻭ ﺃﺩﻯ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺘﻪ" .ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻘﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺎﺘﺨﺎﺫ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻤـﻥ
ﺃﺠل ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺃﺨل ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤـﻪ ﻭ ﻴﺤـﻕ
ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻤﻁﺎﻟﺒﺘﻪ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺎﺒﻪ ﺒﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟـﻰ ﻨـﺹ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﺨﺫ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻌﺩل ﻭ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ،ﺇﺫ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺤﺭﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ
ﻜﺎﻤل ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﺤﺭﻤﻪ ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺒﺎﺴﺘﻁﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻴـﻪ
ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻟﻭﻻ ﺘﻘﺼﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻗﻪ.
ﻭ ﻴﺤﺼل ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺃﻥ ﻴﺩﺭﺝ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻴـﺴﺘﻭﺠﺏ
ﺴﻘﻭﻁ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ) ،(1ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴـﺔ ﺨﺎﻟﻴـﺔ ﻤـﻥ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻁ ﺒل ﺃﻜﺩﺕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 119ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺒﻨﺩﻫﺎ ﺍﻟﺨـﺎﻤﺱ ﻋـﺸﺭ ﺍﻟﻔﻘـﺭﺓ
ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺍﺴﺘﻘﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺤﻘﻪ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ، 225ﻭ ﻜﺫﻟﻙ Emmanuel DU PANTVICEﻓﻲ ﻤﺭﺠﻌﻪ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺹ.552
104
ﻤــﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺇﻫﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ،
ﻭ ﻗـﺩ ﻴﺘﺨﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺸﻜل ﺍﻗﺘﻁﺎﻉ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻕ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ.
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻟﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺤل ﻟﻠﻘﻭل ﺒﺴﻘﻭﻁ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ ﻜﺠـﺯﺍﺀ ﻹﻫﻤﺎﻟـﻪ ﺇﺫ
ﺘﻀﻤﻨﺕ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﻨﺩﺍ ﺼﺭﻴﺤﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ).(1
ﻭ ﺁﺨﺭ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻫﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ،ﻓﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ
ﺘﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻑ ﺍﻟﻼﺤﻕ ﺒﺎﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻤﻌﺭﻓﺔ
ﻤﻨﺩﻭﺏ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻓﺈﻥ ﻟﻡ ﻴﻭﺠﺩ ،ﻓﻴﺘﻌﻴﻥ ﺍﻻﻟﺘﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻟﻁﻠﺏ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺨﺒﻴﺭ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ،
ﻭ ﻗﺩ ﻻ ﻴﻠﺘﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﺨﺒﻴﺭ ﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ،ﻭ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ،ﻫـﻲ
ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤـﺎل ،ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﺠﺩﺍل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺜﺎﺭ ﺤﻭل ﺤﺼﻭل ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭ ﺴﺒﺒﻬﺎ ﻭ ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ
ﻭ ﻤﻘﺩﺍﺭﻫﺎ.
ﻭ ﻋﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﺘﺤﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻭ ﺘﺤﺩﺩ ﺠﺯﺍﺀ ﻟﻌﺩﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻭ ﻫﻭ ﺴﻘﻭﻁ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻭ ﻟﻜﻥ ﻟﻴﺱ ﻟﻬـﺫﺍ
ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺴﻘﻭﻁ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻻﺤﻕ ﺒﺎﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺜﺎﺒـﺕ
ﺜﺒﻭﺘﺎ ﺃﻜﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺴﻠﻁﺔ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﻜﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﺭﻙ).(2
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺍﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺩ.ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ﻓﻲ ﻤﺭﺠﻌﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺹ 389ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل ":ﺇﻥ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟـﺸﺭﻁ ﻓـﻲ
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺠﺭﻯ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺼﺤﺘﻪ ،ﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﺍﻜﺘﻔﻰ ﺒﺘﻘﺭﻴﺭ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻜﺠﺯﺍﺀ ﻴﻘﻊ ﻋﻠـﻰ ﻋـﺎﺘﻕ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﺴﻘﻭﻁ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺤﺎل ﻓﻲ ﻭﺴﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻋﻥ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻘﺩﻩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻭﻫﻤﻴﺎ ،ﺃﻭ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻪ ﺒـﺴﺒﺏ
ﺸﺭﻭﻁ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺃﻭ ﺘﻔﺎﻫﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﻬﺎ " .
) (2ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ 482ﻭﻜﺫﻟﻙ Emmanuel DU PANTAVICEﻓﻲ ﻤﺭﺠﻌﻪ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺹ.551
105
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :
ﺍﻟﺘﺯﺍﻤـﺎﺕ ﺍﻟﻤـﺅﻤـﻥ
ﺍﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘـﺔ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ،ﺍﻟﺘـﺯﻡ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺎﺒﻪ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓـﻲ
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺍﻷﺼل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻴﺤﺘﻔﻅ ﺒﻌﺩ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺒﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴــﻪ
ﻭﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺠﺒﺭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺤﻕ ﺒﻪ ،ﻭ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﻘـﺩ ﺍﺴـﺘﻘﺭ ﺍﻟﻌـﺭﻑ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴـﻪ
ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻜﺎﻤﻼ ،ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟـﺫﻱ ﺃﺼـﺎﺏ ﺍﻟـﺸﻲﺀ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻀﺭﺭﺍ ﺠﺴﻴﻤﺎ ،ﻭﻗﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﻟﻭﻴﺱ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ ﻋﺎﻡ
1681ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﺘﻘل ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺠل ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ).(1
ﻭﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺠﺎﺌﺯﺍ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻓﻴﻬـﺎ ﺍﻟـﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴـﻪ
ﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺠﺴﻴﻤﺔ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺃﺫﻯ ﺒﻠﻴﻎ ﺒﻪ ،ﻜﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻤﺘﻌﻴﻨﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ
ﻟﻪ ،ﺒل ﻫﻭ ﺭﺨﺼﺔ ﺨﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻪ ﻓﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻜﺘﻔﻴـﺎ
ﺒﺎﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺠﺒﺭ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺎﺒﺘﻪ.
ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗﺩ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻡ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻨﻘﺩﻱ ﺃﻭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ،ﻓـﻨﺹ
ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺠﺒﺭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺩ -114
132-131-117-116ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 133ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ -115
. 134
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻨﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺘﻨﺤﺼﺭ ﻓﻲ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﻭﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻴﺘﻡ ﺒﻁﺭﻴﻘﺘﻴﻥ ﻨﺘﻨﺎﻭﻟﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺒﺤﺜﻴﻥ :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 326
106
ـ ﺠﺒﺭ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺎﺒﺕ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ.
ـ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ.
ﻭﻨﺤﺎﻭل ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﺒﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل.
ﻟﻜﻲ ﻴﺤﺼل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻴﺠﺏ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﺴﻠﻙ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﺃﺸﺭﻨﺎ ،ﻭ ﻫﻤﺎ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻭ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ .
ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻭ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺴﻨﺭﺍﻩ ﻓﺈﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻫﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﻠﺠـﺄ ﺇﻟﻴـﻪ
ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻨﺩ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ،ﻭ ﻫﻲ ﺘﺴﻤﻰ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻷﻨـﻪ
ﻴﻤﻜﻥ ﻟﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺃﻴﺎ ﻜـﺎﻥ ﻨـﻭﻉ ﺍﻟﺨـﺴﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺩﺓ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺨﺴﺎﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺨﺎﺼﺔ ،ﺃﻭ ﺨﺴﺎﺭﺓ ﻋﺎﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ،ﻭ ﺃﻴﺎ ﻜـﺎﻥ
ﺤﺠﻤﻬﺎ ﻭ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﻤﺎ ﻨﺠﺩﻩ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻴﻬـﺎ ﺤـﺎﻻﺕ ﻤﻌﻴﻨـﺔ
ﻟﻠﺘﻤﺴﻙ ﺒﻬﺎ.
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻫﻲ ﺍﻷﺼل ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺤﺎﻭل ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺒﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﻭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺴﻭﺍﺀ ،ﻓﻨﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل ﺇﻟﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺜﻡ ﻨﺘﻁـﺭﻕ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ.
ﻜل ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﺼﺩﺭﻩ ،ﻴﺠﻭﺯ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻓﺎﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩﻱ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ
107
ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎ ﺒﻌﻤل ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎ ﺒﺎﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﻋﻤل ،ﻴﻜـﻭﻥ ﺘﻨﻔﻴـﺫﻩ ﺒﻁﺭﻴـﻕ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ).(1
ﻭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﺜﺭ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺸﻤل ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺌـﻥ ﻭ ﻤـﺩﻴﻥ،
ﻓﺎﻟﺩﺍﺌﻥ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻫﻭ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺍﺴﻤﻪ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ
ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﺴﻤﻴﺔ ،ﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺩﺍﺌﻨﺎ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺇﺫﻨﻴـﺔ ﺃﻭ
ﻟﻠﺤﺎﻤل ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻟﻠﺤﺎﻤل .ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ ﻓـﻲ ﺃﺸـﻜﺎل ﻭﺜﻴﻘـﺔ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﺈﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻴﻐﻠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻁﺎﺒﻊ ﺍﻻﺴﻤﻴﺔ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻟـﺩﺍﺌﻥ
ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻫﻭ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻨـﺩ ﺘﺤﻘـﻕ
ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻭ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﻭ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ
ﺒﻤﻔﺭﺩﻩ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻘل ﺒﻤﻔﺭﺩﻩ ﺒﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻜﺎﻤﻠﺔ.
ﻜﻤﺎ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻊ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﻋﻠـﻰ ﻋﺎﺘﻘـﻪ ﺴـﻭﻯ
ﻀﻤﺎﻥ ﺠﺯﺀ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﻓﻴﻬـﺎ ﻜـل
ﻤﺅﻤﻥ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻐﻁﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ).(2
ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﻭ ﺩﻓﻊ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل
ﺤﻭل ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﺍﻟﻤﺘﺨﺫﺓ ﻟﻠﻭﻓـﺎﺀ ﺒـﻪ ؟ ﻭ ﻫـل
ﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻤﺤل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺘﺩﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻜل ﻨﻘﻁﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻯ.
108
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺕ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻠﻜﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﻤﺒﻠﻎ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻜﺎﻤﻼ .ﻭ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭ ﻻ ﻴﺨﻠﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻤﻥ
ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻴﻬﺎ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺫﻜﺭﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺠﺎﺯ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ
ﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ.
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺭﺩ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻭ ﺜﺎﺭ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺤﻭل ﺘﺤﺩﻴﺩﻫﺎ ﻓﻘـﺩ
ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻻ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭ ﺘﻜـﻭﻥ
ﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﺒﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻻ ﻭﻗﺕ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ).(1
ﻭﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﺠﻌل ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺒﻠـﻎ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺠﺒﺎ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﻫﺫﺍ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 98ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﺫ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻨـﻪ:
» ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ - :ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺒﻠـﻎ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ… « ،ﻓﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﻫﻨﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﻟﻠﻭﺠﻭﺏ ،ﻭ ﺘﺄﻜﻴﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
96ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﺨﻀﻊ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺍﻥ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ،« . . .98 ،95 ،93
ﻨﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺃﻥ ﻤﺸﺘﻤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 96ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺩﺍل ﺍﻟﺫﻱ
ﻗﺩ ﻴﺜﺎﺭ ﻓﻲ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﻬﻠﻙ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﻌﻁﺒﺕ ﺃﻭ ﺘﻠﻔﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﺠﺒﺭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺎﺏ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﻠﻑ ﻭ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺒﺤﺴﺏ
ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﺭﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺇﺼﻼﺡ ﺍﻟﺘﻠﻑ ﺃﻭ ﺒﻴﻊ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺼﻴﺒﺕ ﺒﺄﻀﺭﺍﺭ ﻴﻠﺯﻡ ﺇﺼﻼﺤﻬﺎ ،ﻗﺩﺭ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻨﻔﻘـﺎﺕ ﺍﻹﺼـﻼﺡ
ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﺠﻌل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ،ﻭ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺨﺼﻡ ﻤﻥ ﻨﻔﻘـﺎﺕ ﺍﻹﺼـﻼﺡ ﻓـﺭﻕ
ﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩ ﻜﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﺒﺩل ﺠﺯﺀ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺒﺠﺯﺀ ﺁﺨﺭ ﺠﺩﻴﺩ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺠﻨﻲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺭﺒﺤـﺎ
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1
.ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 329
109
ﻭﻴﺘﻔﺎﻭﺕ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺨﺼﻡ ﺤﺴﺏ ﻋﻤﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﺠﺩﺍ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺴﺘﻔﻴﺩ ﻜﺜﻴـﺭﺍ
ﻤﻥ ﺍﻹﺼﻼﺡ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺤﺩﻴﺜﺔ ﺠﺩﺍ ﻟﻡ ﻴﻤﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺴﻨﺔ ﻓﻼ ﻤﺤل ﻟﻠﺨﺼﻡ ﺇﺫ ﻟﻴﺱ
ﺜﻤﺔ ﻓﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ).(1
ﻭ ﻟﻴﺱ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻤﺎ ﺃﺼﺎﺏ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻤﻥ
ﻨﻘﺹ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻥ ﺘﻌﻁﻴل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺨﻼل ﻤﺩﺓ ﺍﻹﺼﻼﺡ ،ﺃﻭ ﻋﻥ ﺃﻱ ﺴﺒﺏ ﺁﺨﺭ).(2
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺒﺎﻉ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻔﺔ ﺒﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒـﺄﻥ
ﻴﺩﻓﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺜﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔـﺭﻕ ﻫـﻭ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻨﻪ ﺒﺎﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻭ ﻨﺠﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 114ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ » ﺘﻌﻭﺽ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﻓﻲ ﺤـﺩﻭﺩ
ﺍﻟﺘﻠﻑ ﺍﻟﺤﺎﺼل «.
ﻜﻤﺎ ﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 131ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ » ﻓﻲ ﺤﺎﻟـﺔ ﺘﻌـﻭﻴﺽ ﺍﻟﻌﻁـﺏ ﻻ
ﺘﻀﻤﻥ ﺇﻻ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻻﺴﺘﺒﺩﺍل ﺃﻭ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺘﻬﻤﺎ ﻟﺠﻌـل
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ «.
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻭ ﺤﻔﺎﻅﺎ ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺨﺎﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻓـﻲ ﻋﻘـﺩ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺤﺩﺩ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴـﺘﻡ ﺇﻻ ﻓـﻲ ﺤـﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻠـﻑ
ﺃﻭﺍﻟﻌﻁﺏ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻜﻤﺎ ﺃﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﻀﻤﺎﻥ ﺴﻭﻯ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻻﺴﺘﺒــﺩﺍل
ﻭ ﺇﺼﻼﺡ ﺍﻟﻌﻁﺏ ﺒﺠﻌل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ .ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤـﺅﻤﻥ ﻟـﻪ
ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻤﺎ ﺃﺼﺎﺒﻪ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻜﻨﻘﺹ ﻗﻴﻤﺘﻬـﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴـﺔ ﻭ ﺘﻌﻁﻴـل
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺨﻼل ﻤﺩﺓ ﺍﻹﺼﻼﺡ.
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺤﺩﺩ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ ﺒﻤﻘﺘـﻀﻰ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 116ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻘﻭﻟﻪ » ﻻ ﻴﺠﺒﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺼﻼﺡ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﺴﺘﺒﺩﺍﻟﻬﺎ ﻋﻴﻨﺎ « ﻤـﻥ
ﺨﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﺘﺘﻀﺢ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺇﺫﺍ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺤﺴﺏ ﺍﻷﺼل ﻤﺒﻠﻐﺎ ﻨﻘﺩﻴﺎ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
Rene RODIER , op cit p 447 .
)(2
ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 484
110
ﻭﻻ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒل ﺘﺤﻘﻕ
ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺇﺼﻼﺤﻪ ﺃﻭ ﺸﺭﺍﺀ ﻏﻴﺭﻩ ﺒﺩﻻ ﻤﻨﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺘﻔﻕ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﻋﻠـﻰ ﺫﻟـﻙ
ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ).(1
ﻭ ﻜﺨﻼﺼﺔ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﻘﻭل ﺃﻨﻪ ﻴﻘﺩﺭ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟـﻀﺭﺭ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﺴـﺱ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
-ﻫﻼﻙ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻼﻜﺎ ﻜﻠﻴﺎ ﻭ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴـﻪ
ﻫﻼﻜﺎ ﺠﺯﺌﻴـﺎ ،ﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻼﻜﺎ ﺠﺯﺌﻴـﺎ
ﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺎ ﺃﻱ ﻤﺭﺓ ﺒﻌﺩ ﺃﺨﺭﻯ.
ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻜﻠﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻴﻘﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻫـﻲ
ﻤﺎ ﺘﻌﺭﻑ ﺒﺎﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻤـﻥ ﺍﻟﻨـﺎﺩﺭ ﺃﻥ
ﺘﺴﻭﻯ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻭ ﺠﺒﺭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒل ﻴﻠﺠﺄ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺏ
ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ .
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻼﻜﺎ ﺠﺯﺌﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻴﻘﺩﺭ ﻋﻠـﻰ ﺃﺴـﺎﺱ
ﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻟﺠﻌﻠﻬﺎ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﻤﻊ ﺨﺼﻡ ﻓﺭﻕ ﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩ ﻜﻤﺎ ﺃﺸﺭﻨﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻨـﻪ ﻭ ﻭﻓﻘـﺎ
ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻓﺈﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻴﻘﺩﺭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺇﻤﺎ ﺘﻘـﺩﻴﺭﺍ
ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ﺃﻭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻻﺴﺘﻨﺯﺍل.
ﻓﻴﻘﺩﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﻜﻬﻼﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺨﺭ ،ﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘـﺩﻴﺭ
ﻤﻴﺴﻭﺭﺍ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻫﻠﻙ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺨﺭ.
ﻭ ﻗﺩ ﻴﻘﺩﺭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﺴﺘﻨﺯﺍل ﻤﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻬﻼﻙ Evaluation par deduction
du sauvetageﻭ ﻴﻘﻊ ﻋﺎﺩﺓ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ ﺠﺴﻴﻤﺎ ﻓﻴﻌﺘﺩ ﺒﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻜﺎﻤﻼ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟـــﺫﻱ ﺒﺴﻁﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺍﻟﻜﻠﻲ ،ﺜﻡ ﻴﺨﺼﻡ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﻤـﺎ ﺘﺒﻘـﻰ ﺒﻌـﺩ
ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻭ ﺘﺤﺴﺏ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺘﻴﻥ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﻬﻼﻙ ،ﻭ ﻻ ﻋﺒﺭﺓ ﺒﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻘﻴﻤﺘﻴﻥ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻭ ﻟﻭ ﻭﻗﻊ
ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻗﺒل ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ).(2
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﻠﺒﻕ ،ﺹ . 424
) (2ﺩ ـ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ ،ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﻐﺭﺭ ﻭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ،
ﺩﺍﺭ ﺍﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ، 1963ﺹ .1601
111
ﻭ ﻴﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻓﻲ ﻨﻔﻘﺎﺕ ﻴﺩﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻟﺩﺭﺀ ﺍﻟﻀﺭﺭ
ﺃﻭ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻑ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭﻩ ،ﻓﻴﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻼﻜﺎ ﺠﺯﺌﻴﺎ ﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺎ ،ﺃﻱ ﻤﺭﺓ ﺒﻌﺩ ﺃﺨﺭﻯ ﻓـﺈﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗﺩ ﻓﺼل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 133ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻘﻭﻟـﻪ » :ﻴﻠـﺯﻡ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ
ﺒﻀﻤﺎﻥ ﻜل ﺤﺎﺩﺙ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺨﻼل ﻤـﺩﺓ
ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺩﻓﻊ ﻗﺴﻁ ﺘﻜﻤﻴﻠﻲ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ «.
ﻭﻟﻡ ﺘﺨﺎﻟﻑ ﺒﻨﻭﺩ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﺒﻨﺩ 21ﻭ 22ﻤﻨﻬﺎ ﻭ ﻗﺩ ﻓـﺼﻠﺕ
ﻓﻲ ﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﺜﺒﺕ ﻭ ﺘﺭﻜﺕ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﺇﻤﺎ ﻴﻌﻴﻨﻬﻡ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ
ﺒﺎﺘﻔﺎﻗﻬﻡ ﻭ ﺇﻤﺎ ﻴﻌﻴﻨﻭﻥ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.
ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 108ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 07ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻨﺠـﺩﻫﺎ ﺘـﻨﺹ ﻋﻠـﻰ ﺃﻨـﻪ
» ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺇﻁﻼﻋﻪ ﻭ ﺨﻼل ﺴﺒﻌﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺒﺄﻱ
ﺤﺎﺩﺙ ﻤﻥ ﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻠﺯﻡ ﻀﻤﺎﻨﻪ ﻭ ﺃﻥ ﻴﺴﻬل ﻋﻠﻴﻪ ﻜل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺫﻟﻙ ﻭ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺒﻴﺎﻨﺎ
ﺨﺎﺼﺎ ﺒﺎﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭ ﺒﺘﻌﻴﻴﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ « ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻤﻠﻔﺎ ﻜﺎﻤﻼ ﺒﻜل ﺍﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﻜﺘﻘﺩﻴﻡ ﺒﻴﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺤـﺎﺩﺙ ﻭ ﻜـﺫﻟﻙ
ﺘﻌﻴﻴﻥ ﻤﺒﻠـﻎ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ،ﻭ ﺃﻥ ﻴﺴﻬل ﻋﻠﻴﻪ ﻜل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻭ ﻤﺘﻰ ﺤـﺼل
ﺍﻟﻤﺅﻤـﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺕ ﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﻭ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﻗﺭﺏ
ﻭﻗﺕ ﻤﻤﻜﻥ ،ﻭ ﺤﺩﺩﺕ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺩ 21ﻤﻨﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺒـ 6ﺃﺸـﻬﺭ ،ﻭ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻤﻬﻠﺔ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻤﺎ ﺘﺘﻁﻠﺒﻪ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻤﺎ ﺍﺴﺘﻘﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ.
112
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 117ﻤﻥ ﺍﻷﻤـﺭ ﻋﻠـﻰ ﺃﻨـﻪ
» ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺠـل ﺍﻟﻤﺤـﺩﺩ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
ﻋﻨﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺠل ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺘﻌـﻭﻴﺽ ﺍﻟـﻀﺭﺭ ﺯﻴـﺎﺩﺓ ﻋـﻥ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻕ «.
ﺃﺸﺭﻨﺎ ﻓﻲ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻋﻘﺩ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭ ﻤﻘﺘﻀﻰ ﺫﻟـﻙ ﺃﻨـﻪ ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ
ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺜﺭﻯ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺜﺭﺍﺀ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺇﺫﺍ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﻴﻥ ﺘﻌـﻭﻴﺽ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻨﺩ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﻭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻐﻴﺭ
ﺍﻟﻤﺴـــﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻭ ﺘﺤﻘﻴﻘﺎ ﻟﻠﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﺠﺭﻯ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺒﺤـﺭﻱ
ﻭ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻭﻜﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻤﺤـل
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﻗﺒل ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻭ ﻗﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻭ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 118ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ » ﻴﺤـل ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻤﺤـل
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻭ ﺩﻋﺎﻭﺍﻩ ﻀﺩ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﻓﻌﻪ ﻟﻠﻤـﺅﻤﻥ
ﻟﻪ «.
ﻭ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺅﺨﺫ ﺍﺼﻁﻼﺡ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺤﺭﻓﻲ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻠـﻭل ﻻ ﻴﻜـﻭﻥ ﺇﻻ
ﺤﻴﺙ ﻴﻭﻓﻲ ﺸﺨﺹ ﺩﻴﻥ ﻏﻴﺭﻩ .ﻭ ﻭﺍﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺇﺫ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻭﻑ
ﺩﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻤﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻭﻓﻲ ﺩﻴﻨﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺭﺘﺏ ﻓﻲ ﺫﻤﺘﻪ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ﻭ
ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺒﺤﻭﺍﻟﺔ ﺤﻕ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟـﻪ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﺘﻤﺎﺜـل ﺍﻟﺤﻭﺍﻟـﺔ
ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻭ ﺁﺜﺎﺭﻫﺎ ﻭ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻌﻔﺎﺓ ﻤﻥ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺘﻬﺎ ).(1
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 486
113
ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻤﺤﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺤﺩﺙ ﺍﻟﻀﺭﺭ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﻥ
ﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺤﺼﺭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺎﺒﻪ ﻓﻲ ﺃﻀﻴﻕ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻌﻘـﻭﺩ
ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ .ﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺇﺫﺍ ﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤـﺫﻜﻭﺭﺓ ﺇﻥ
ﺃﺼﺒﺢ ﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺤﺩﺙ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺴﺘﺤﻴﻼ ﻜﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﻏﻔل ﻋﻤل ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﺘﺨﺎﺫﻫﺎ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﻭ ﺇﻻ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻏﻴﺭ ﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ؟
ﻟﻘﺩ ﺘﻁﺭﻗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻭ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻟـﻪ
ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﺭﻗﺎﺒﺔ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻓﺈﻥ ﺇﻫﻤﺎﻟﻪ ﻓـﻲ ﺍﺘﺨـﺎﺫ ﺍﻹﺠـﺭﺍﺀﺍﺕ
ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻹﻤﻜﺎﻥ ﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺒﻪ ﺇﺨﻼﻻ ﺒﺎﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺎﺏ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻫﻤﺎل.
ﻭ ﺘﻘﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻭ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻟﻠﻤـﺅﻤﻥ
ﻟﻪ ،ﻓﻼ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻸﺨﻴﺭ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻤﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﻌـﺩ ﺨـﺼﻡ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ).(1
ﻭﺃﺜﻴﺭ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺒﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺤﻠﻭﻟﻪ ﻤﺤل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ
ﺩﻋﻭﻯ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﺎﺴﻤﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ،ﻓﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺤﻕ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺨﻁﺄ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻭ ﻀـﺭﺭ ﻟﺤـﻕ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻁﺄ .ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﺅﺨﺫ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ،ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺴﺕ ﺜﻤﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺴﺒﺒﻴﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ
ﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻼﺤﻕ ﺒﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻭ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻟـﻴﺱ ﻨﺘﻴﺠـﺔ
ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺒل ﻫﻭ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺘﻌﺎﻗﺩﻱ ﺘﺤﻤﻠﻪ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭ ﻟـﺫﻟﻙ ﻓﺈﻨﻨـﺎ
ﻨﺭﺠﺢ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻘﺎﺌل ﺒﺤﺭﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ).(2
ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﻫﻭ ﻋﻠـﻰ ﻗﻠﺘـﻪ ،ﻭ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘـﺭﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻨﻼﺤﻅ ﺒﺄﻨﻪ ﻭ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺤﻠﻭل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﺤل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟـﻪ ﻓﻲ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1
.ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 343
) (2
.ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 487
114
ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻘﺭﺭﺍ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﻀـﻲ ﺃﻥ ﻴـﻭﺩﻉ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻤﻠﻑ ﻤﺎ ﻴﺜﺒﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻭ ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺤﻠﻭل ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﻴﻤﻨﺢ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻟـﻪ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟـﺼﻼﺤﻴﺔ
ﺼﺭﺍﺤـــﺔ ﻭ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﺩﻓﻊ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻟﻜﻲ ﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ
ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻀﺩ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤـﺅﺭﺥ
ﻓﻲ 96/02/27ﺭﻗﻡ 138267ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ) .(1ﻭ ﻟﻘﺩ ﺃﻜـﺩﺕ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟـﺸﺭﻁ
ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺃﺨﺭﻯ)ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 1996/01/09ﺘﺤﺕ ﺭﻗـﻡ – 138448ﺍﻟﻐﺭﻓـﺔ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ( ).(2
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻭ ﻟﺼﺤﺔ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﺭﻓﻊ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟـﻪ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺴﻭﺍﺀ ﻭ ﺇﻻ ﺭﻓﻀﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺸﻜﻼ )ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻐﺭﻓـﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴـﺔ ﻭ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1997/09/23ﺘﺤﺕ ﺭﻗﻡ .(3) (153499
115
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻭﻻ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﻴـﺘﻡ ﺒﺘﻘـﺩﻴﻡ
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭ ﻋﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺇﺴﻤﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺃﺸﺭﻨﺎ ﺴﺎﻟﻔﺎ ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ
ﺘﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺜﺒﺕ ﺤﻘﻪ ﻜﻤﺸﺘﺭﻱ ﺤل ﻤﺤل ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺤﻘﻭﻗـﻪ ﻭ
ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺘﻪ ،ﻭ ﻜﻤﺎ ﻴﺜﺒﺕ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺜﺒﺎﺘﻪ ﺒﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺒﺎﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ).(1
ﻭ ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻀﻲ ﺃﻨﻪ ﻻ ﺩﻋﻭﻯ ﺒﺩﻭﻥ ﻤـﺼﻠﺤﺔ
ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﻟﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬـﺎ
ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﻟﺤﻅﺔ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﻭ ﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﻟﺤﻅﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻴﻀﺎ ).(2
ﻭ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻫﻨﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﺼـﻁﺩﺍﻡ ﺍﻟـﺴﻔﻴﻨﺔ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺨﺭﻯ .ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 132ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ » ﻴـﻀﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﺃﻨﻭﺍﻋﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻁﻌﻥ ﺍﻟﻐﻴـﺭ
ﻋﻠﻴﻪ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﺼﻁﺩﺍﻡ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻭ ﻤﺒﻨﻰ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺠﺴﻡ ﺜﺎﺒﺕ ﺃﻭ ﻤﺘﺤﺭﻙ
ﺃﻭ ﻋﺎﺌﻡ ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﺒﺎﻷﺸﺨﺎﺹ «.
ﻟﻜﻲ ﻨﻜﻭﻥ ﺒﺼﺩﺩ ﺨﻁﺭ ﺒﺤﺭﻱ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤــــﺎﻥ ﻭ
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ .ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺼﺎﺏ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻀﺭﺭ ﺠﺎﺯ ﻟﻠﻤـﺅﻤﻥ ﻟـﻪ
ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺘﻌﻭﻴﻀﻪ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
ﻭ ﻗﺩ ﺃﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺎﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻤـﻥ
ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻠﺯﻡ ﻀﻤﺎﻨﻪ ،ﻭ ﻴﺴﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺍﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ .
)(2
ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 412
116
ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 108
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ،ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ » ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻤﺠـﺭﺩ
ﺍﻁﻼﻋـﻪ ﻭ ﺨﻼل ﺴﺒﻌﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺒﺄﻱ ﺤﺎﺩﺙ ﻤﻥ ﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻠﺯﻡ ﻀﻤﺎﻨﻪ ﻭ ﺃﻥ ﻴـﺴﻬل
ﻋﻠﻴﻪ ﻜل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺫﻟﻙ ﻭ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺒﻴﺎﻨﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﺎﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ «
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﻠـﻡ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻭ ﺒﻤﺠـﺭﺩ
ﺍﻁﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻜﻭﻨﻪ ﻗﺭﻴﺒﺎ ﻤﻨﻪ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻭﻜﻴﻠﻪ ﺃﻭ ﻤـﻥ ﻴﻨﻭﺒـﻪ ،ﻭ
ﺨﻼل ﺴﺒﻌﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺒﻜل ﺤﺎﺩﺙ ﻴﺴﺘﻠﺯﻡ ﻀﻤﺎﻨﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺘﺴﻬﻴل ﻤﻬﻤﺘﻪ ﻓـﻲ
ﻜل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺫﻟﻙ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﻭ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ،ﻭ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻋﻠﻰ
ﺸﻜل ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺭﺍﺠﺢ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻜﺘﺎﺒﻴﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺴﻤﻪ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻏﻔل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﺘﺄﺨﺭ ﻓﻲ ﺇﺠﺭﺍﺌﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻠـﺔ ﺍﻟﻤـﺫﻜﻭﺭﺓ
ﺴﺎﻟﻔﺎ ،ﻓﻼ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻘﻭﻁ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺨـﻼل ﻗـﺩ
ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻀﺭﺍﺭ ﺒﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﻋﺩﻡ ﺘﻤﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻤﻥ ﺘﻼﻓﻲ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺤـﺎﺩﺙ
ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻊ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻤﻥ ﺤﺩﺓ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟـﻪ
ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻋﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺎﺏ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺫﻟﻙ ﻭ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺨـﺼﻡ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﺤﻘﻪ ﻤﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻕ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ).(1
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻨﻘــــﻭل ﺃﻥ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﺘﻡ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ
ﻭ ﻤﺤﺎﻓﻅﻭ ﺍﻟﻌﻭﺍﺭﻴﺎﺕ ﻭ ﻫﺫﺍ ﻁﺒﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ 269ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 270ﻤﻥ ﺍﻷﻤـﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠـﻕ
ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ،ﺍﻟﻠﺘﻴﻥ ﺘﺤﺩﺩﺍﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 269ﺘﻨﺹ » :ﻴﻌﺩ ﺨﺒﻴـﺭ ﻜـل
ﺸﺨﺹ ﻤﺅﻫل ﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻭ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭ ﺍﻤﺘـﺩﺍﺩ ﺍﻷﻀـﺭﺍﺭ ﻭ
ﺘﻘﻴﻴﻤﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ « ﻭ ﻤﺎ ﻗﻴل ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻗﻴل ﻋﻥ ﻤﺤـﺎﻓﻅ
ﺍﻟﻌﻭﺍﺭﻴﺎﺕ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 270ﺇﺫ ﺘﻨﺹ » :ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﺤﺎﻓﻅ ﻋﻭﺍﺭﻴﺎﺕ ﻜل ﺸﺨﺹ ﻤﺅﻫل ﻟﺘﻘﺩﻴﻡ
ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﻓـﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋـﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﻭ ﺍﻟﻌﻭﺍﺭﻴﺎﺕ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 338
117
ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﺒﺎﻟﺴﻔﻥ ﻭ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴـﻀﻴﺔ ﻭ
ﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ «.
ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ ﻓﺈﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼـﺭ :
ﻓﺈﺫﺍ ﻜﻨﺎ ﻗﺩ ﺘﻁﺭﻗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺘﻌﺭﺽ ﺍﻷﺸـﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬـﺎ
ﻟﻠﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﻭ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺘﺄﺘﻰ ﺇﻻ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﻭﻗﻭﻋﻬﺎ ﻭ
ﻜﺫﺍ ﺤﺠﻤﻬﺎ ﻭ ﺴﺒﺒﻬﺎ ،ﻓﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻭ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﺸـﻜل ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ
)ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﻜل ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻊ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻤﻥ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻜﻠﻬـﺎ ﺃﻭ ﺒﻌـﻀﻬﺎ(
ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﻨﻪ ﻭ ﻭﻗﻭﻉ ﺃﻭ ﺤﺼﻭل ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻴﺸﻜل
ﺍﻟﺨﻁﻭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻭﻗﺩ ﻴﺘﻡ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺩﻓﺘﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺒﻤﺤﺎﻀﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﻓـﻲ ﺸـﻬﺎﺩﺍﺕ
) (1
،ﺃﻭ ﺒﺨﻁﺎﺏ ﻤﺘﻀﻤﻥ ﺘﺤﻔﻅﺎﺕ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺩﺓ ﻴﻭﺠﻪ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻭ ﻨﻅﺎﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﻴﻨﺔ
ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻭ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺈﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ
ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺨﺫ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ﻜﻤﺎ ﺃﺸﺭﻨﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل .ﻭ ﻻ ﻴﻜﻔـﻲ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒـﺔ
ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﺒل ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﻴﻘﻴﻡ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠـﻰ ﺤﺠـﻡ
ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺩﺓ ﻭ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ،ﻫل ﺘﺠﺎﻭﺯﺕ ﺤﺩ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀﺍﺕ ﺃﻡ ﻻ ،ﻭ ﻫل ﻫﻲ ﻜﺎﺭﺜـﺔ ﺠـﺴﻴﻤﺔ
ﺘﺠﻴﺯ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺃﻡ ﺨﺴﺎﺭﺓ ﺠﺯﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺠﺭﺩ ﻋﻭﺍﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﻻ ﺘﺠﺭ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ؟
ﻭ ﺘﻨﻅﻡ ﻋﺎﺩﺓ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺎﺘﺨﺎﺫﻫﺎ ﻟﻤﻌﺎﻴﻨـﺔ ﺍﻟﺨـﺴﺎﺭﺓ ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﻠﻑ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺤﺠﻡ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﻭ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺇﺨﻁﺎﺭ ﻤﻨﺩﻭﺒﻲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻨﺊ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ
ﻓـﻲ ﺃﺴﺭﻉ ﻭﻗﺕ ﻤﻤﻜﻥ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤـﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 108ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﺫ ﻨﺼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
Rene RODIER , op cit p 451 .
118
ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺒﻴﺎﻨﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﺎﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭ ﺘﻌﻴﻴﻥ
ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ،ﻭ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﺘﻭﻗـﻑ
ﻋﻠﻰ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﺇﺒﺭﺍﻤﻪ ،ﻫل ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺸﺭﻁ ﻀﻤﺎﻥ ﻜل ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺃﻭ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ
ﻤﻊ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻤﻥ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ؟ ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺸﺭﻁ ﻀﻤﺎﻥ ﻜل ﺍﻷﺨﻁـﺎﺭ
ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﻔﻲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﻭ ﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻪ ﻤﻘﺘـﻀﺎﻫﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺩﺓ ﺘﻌﺩ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻷﺤﺩ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻏﻴﺭ ﺫﻟـﻙ
ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻡ ﺒﻭﺴﺎﺌل ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻴﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨـﺔ
ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﻨـﺹ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻨﺎ ﺒﺼﺩﺩ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﻴﺠﻭﺯ ﺇﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ﺒﻜﺎﻓﺔ ﻁﺭﻕ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ).(1
-ﺍﻟـﺘـﻘـﺎﺩﻡ
ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻥ ﻴﻀﻊ ﺤﺩﺍ ﻟﻠﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺸﺄ ﻤﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺒﻘﻰ ﺃﻤﺭﻫـﺎ
ﻤﻌﻠﻘﺎ ﺃﻤﺩﺍ ﻁﻭﻴﻼ ،ﺨﺼﻭﺼﺎ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﺤﺼـــل ﻋﺎﺩﺓ ﺒﺼﺩﺩ ﻜـل ﺭﺤﻠـﺔ ،ﻭ
ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺭﺤﻼﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭ ﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ،ﻭ ﻴﺨﺸﻰ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻌﺫﺭ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ ﺃﻭ
ﺘﺠﺩﻴﺩ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺒﺏ ﻓﻴﻬـﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﺭﺍﺨﻰ ﺫﻟﻙ ﻟﺤﻴﻥ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ.
ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﺃﺨﻀﻊ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻗﺼﻴﺭ ﻜﻤﺎ ﺨﻭل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟـﺩﻓﻊ ﺒﻌـﺩﻡ ﻗﺒـﻭل
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺘﺨﺫ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﻗﺼﻴﺭﺓ ).(2
ﻭ ﻟﻘﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 121ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻨـﻪ
» ﻴﺤﺩﺩ ﺃﺠل ﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﻌﺎﻤﻴﻥ ﻭ ﻴﺒﺩﺃ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ
ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﻋـﻭﻯ ﺍﻟﻌﻁـﺏ ﺒﺎﻟﻨـﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻨـﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ
ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ «.
ﻤـﻥ ﺨﻼل ﻨﺹ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺤﺩﺩ ﻤـﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘـﺎﺩﻡ ﺒﺴﻨﺘﻴﻥ ﻤـﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 415
)(2
ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 344
119
ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ .ﻭ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺤﺩﺩ
ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺒﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 624ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻭ ﻫﺫﺍ
ﻤﺎ ﺃﻜﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 27ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ.
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺤﺩﺩ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨـﺎﺕ
ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﺒﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ ،ﻭ ﻜﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻟﺫﻟﻙ ﺘﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤـﺭﻱ
ﺒﺴﻨﺘﻴﻥ ،ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 121ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ،ﻭ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺘﻘﺼﻴﺭ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤـﺔ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺇﻨﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺴﺭﻋﺔ ﺨﺸﻴﺔ ﻀﻴﺎﻉ ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ.
ﻭﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺘﻨﻘﻁﻊ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺒﻜﺘﺎﺏ ﻤﺴﺠل ﻤﺼﺤﻭﺏ ﺒﻌﻠـﻡ ﺍﻟﻭﺼـﻭل ﺃﻭ ﺒﺘـﺴﻠﻴﻡ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺃﻭ ﺒﻨﺩﺏ ﺨﺒﻴﺭ ﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺴـﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ 28
ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ.
ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻤﻴﻥ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭ ﻴﻌﺘﺒﺭ
ﻤﻥ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻷﺼﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺇﺤﺩﻯ ﻁﺭﻗﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ.
ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻫﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻟﻠﺤﺼﻭل
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻨﺎﺠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺤﻕ ﺒﻪ ،ﻓﺈﻨﻪ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻤﺘﻰ ﺃﺼﻴﺏ
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻤﺨﺎﻁﺭ ﺠﺴﻴﻤﺔ ،ﻭ ﻨﺤﺎﻭل ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺤﺘﻭﻯ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ
ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ﻭ ﻁﺭﻕ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻪ.
120
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :
ﻤـﻔﻬـﻭﻡ ﺍﻟﺘﺨﻠــﻲ
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻋﻨﺩ ﺘﺤﻘﻕ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻜﻭﺍﺭﺙ
ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﺃﻥ ﻴﺤﺼل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﻠﻎ
ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻜﺎﻤﻼ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺨﺼﻡ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﻤﻘﺎﺒل ﺘﻨﺎﺯﻟﻪ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻋﻥ ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴــﻪ
) (1
،ﻭ ﻨﺘﻨـﺎﻭل ﻭ ﻜﺎﻓﺔ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻪ ﺃﻭ ﻋﻥ ﻜل ﻤﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﺒﻌﺩ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻀﺩﻩ
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻭ ﺃﺼﻭﻟﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭ ﻜﺫﺍ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﻪ.
123
ﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻜﺄﻥ ﺘﻭﺴﻊ ﺃﻭ ﺘﻀﻴﻕ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻨﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ
ﺍﻤﺘﻨﺎﻉ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺼﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻜﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ .ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﻁﺭﻗﺕ ﻟﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻤﺤل ﻟﻠﺭﺠﻭﻉ
ﺇﻟﻰ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻴﻘﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ .ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻭﺜﻴﻘﺔ
،ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻨﻀﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 20
ﻤﻨﻬﺎ .ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 134ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺤﺩﺩ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻜﻤـﺎ ﻴﻠﻲ » :ﻤﺎ
ﻋﺩﺍ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺄﺨﻁﺎﺭ ﻻ ﻴﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ﺍﻟﻔﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ. -1
ﻋﺩﻡ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﻭ ﺍﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﺇﺼﻼﺤﻬﺎ. -2
ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻗﻴﻤﺔ ﺇﺼﻼﺤﻬﺎ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ 3/4ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ. -3
ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﺩﺓ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ) (03ﺃﺸﻬﺭ ﻭ ﺇﺫﺍ ﺘﺴﺒﺒﺕ ﻓﻲ ﺘﺄﺨﻴﺭ -4
ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺤﺭﺒﻴﺔ ﻴﻤﺩﺩ ﺍﻷﺠل ﺇﻟﻰ ﺴﺘﺔ ) (06ﺃﺸﻬﺭ «.
ﻭ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 20ﻤﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺘﻁﺭﻗﺕ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺱ
ﺤﺎﻻﺕ ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺒﻘﻠﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻭ ﻟﻠﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻓﺤﻭﻯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ
ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﻔﺼﻴل ﻨﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﻜل ﺤﺎﻟﺔ ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﺍﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ.
ﻭ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻭ ﺤﻜﻤﻴﺔ ،ﻓﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ
ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﺭﻕ ،ﻭ ﻫﻭ ﺍﻨﻐﻤﺎﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺨﺘﻔﻲ ﻜﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻭ ﻏﺭﻕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻜﺎﻑ
ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻭ ﻟﻭ ﺘﻡ ﺇﻨﻘﺎﺫﻫﺎ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﻜﻤﻴﺔ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻻﺴﺘﻴﻼﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻡ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺼﻨﺔ
124
ﻭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻷﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺘﻌﺘﺒـﺭ ﻓـﻲ
ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻬﺎﻟﻜﺔ .ﻭ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻫﻨﺎ ﺤﻜﻤﻲ ﻷﻨﻪ ﻨﺎﺸﺊ ﻋﻥ ﻨﺯﻉ ﺤﻴﺎﺯﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺭﻏﻡ ﺒﻘﺎﺌﻬـﺎ
ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﻭ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻟﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻴﻀﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﺨﻁـﺎﺭ
) (1
ﻭ ﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻻﻏﺘﻨﺎﻡ ﻭ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺤﻴل ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﻤﺎﻟﻜﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻨﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﻫﻡ ﺼﻭﺭﺘﻴﻥ ﻟﻠﻔﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠـﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﻫﻤـﺎ ﻏـﺭﻕ ﺍﻟـﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ
ﺍﻻﺴﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1
.ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 438
) (2
.ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 363
125
) (1
ﻭ ﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻻﺴﺘﻴﻼﺀ ﻨﺤﺎﻭل ﺸﺭﺡ ﺃﻫﻡ ﺤﺎﻻﺘﻬﺎ ﻭ ﻫﻤﺎ ﺍﻻﻏﺘﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺍﻟﻜﻠﻲ
ﻭ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﺭ.
1 / 2ـ ﺍﻻﻏﺘﻨﺎﻡ :ﻭ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺍﺴﺘﻴﻼﺀ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻬﺎﻟﻜﺔ ﻭ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻫﻨﺎ ﺤﻜﻤﻲ )ﺨﺴﺎﺭﺓ
ﺤﻜﻤﻴﺔ( ﻭ ﻟﻴﺱ ﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﻷﻨﻪ ﻨﺎﺸﺊ ﻋﻥ ﻨﺯﻉ ﺤﻴﺎﺯﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺭﻏﻡ ﺒﻘﺎﺌﻬﺎ ﺴـﻠﻴﻤﺔ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﻭ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻟﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻴﻀﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﺨﻁﺎﺭ
ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻻﻏﺘﻨﺎﻡ ﻭ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺤﻴل ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﻤﺎﻟﻜﻬﺎ).(2
2 / 2ـ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﺭ :ﻭ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺤﺠﺯ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﻤﻨﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴـــﺎﻡ ﺒﺭﺤﻠﺘﻬﺎ ﻭ
ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻤﻥ ﺴﻠﻁﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟـﺴﻠﻁﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴـﺔ ﺃﻭ ﺴـﻠﻁﺔ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﻴﺤﺼل ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ ﻟﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ،ﻜﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺤﺠﺯﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﻐﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺨﺸﻴﺔ ﺘﺴﺭﺏ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴـﺔ،
ﺃﻭ ﻜﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺤﺠﺯﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺒﺎﻟﻤﺜل .ﻜـﺫﻟﻙ ﺘﻠﺠـﺄ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻭﻗﻴﻑ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﻀﺕ ﺫﻟﻙ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﻗـﻭﻉ ﺠﺭﻴﻤـﺔ ،ﺃﻭ ﺇﺫﺍ
ﺍﻗﺘﻀﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻭ ﺘﺴﺨﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ
ﺒﻌﺽ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘل ،ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ .ﻭ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻤﻭﺠﺒﺎ
ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻤـﺴﺅﻭﻻ ﻋـﻥ ﺴـﺒﺏ
ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ ،ﻭ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﺴﺅﻭﻻ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺤﺼل ﺒﻌﺩ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﺍﻟﺴﻔﺭ ،ﻜﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ
ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﺭﺘﻜﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻨﻘل ﺍﻟﻤﻬﺭﺒﺎﺕ.
ﻭ ﺘﻭﻗﻴﻑ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﻤﺒﺭﺭﺍ ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﻤﺭ ﻭﻗﺘﺎ ﻜﺎﻓﻴـﺎ
ﻴﺴﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺜﺭ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺯﺓ ﻟﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
) (3
،ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻤﺢ ﺇﻟـﻰ ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﺃﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ
ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺤـﺎﻻﺕ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ 103ﻤـﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﻭ ﺘﺭﻜﻬـﺎ ﻻﺘﻔﺎﻕ ﻁﺭﻓﺎ ﺍﻟﻌﻘﺩ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 491
) (2ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 438
) (3ﺩ ـﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .371
126
ﻭﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻨﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻀﻤﺎﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻁـﺎﺭ ﺒﻤﻘﺘـﻀﻰ
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻤﻴﻥ.
127
) (1
ﻭ ﻻ ﻴﻜﻠﻑ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤـﺔ ﺠﺭﺍﺀ ﺤﺎﺩﺙ ﺒﺤﺭﻱ ﻴﻀﻤﻨﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ .ﻭ ﻤﻥ ﺜﻡ ﻴﻁﻠـﺏ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻟـﻪ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺘﻔﺼل ﻓﻲ ﺼﺤﺔ ﺫﻟﻙ ﺒﺘﻌﻴﻴﻥ ﺨﺒﺭﺍﺀ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺼﻼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤـﺔ،
ﻭ ﻻ ﻨﺘﺄﻜﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺔ ﺇﻻ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻗﺭﺍﺭ ﻴﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻜﺎﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ،ﻭ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ
ﻋﻥ ﺼﻼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﺴﺒﺒﺎ ﻋﺎﻤﺎ ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ ﺇﺫ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺼﻠﺤﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺤﻘﺎ ﻟﺤﻘﺕ ﺒﻤﻴﻨـﺎﺀ
ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻓﻼ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺤﺘﻰ ﻭ ﺇﻥ ﺒﻠﻎ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻹﺼﻼﺡ 3/4ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ،
ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺭﻓﻊ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴـﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨـﺼﻭﺹ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 21ﻭ ﻤﺎ ﻴﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ).(2
ﺝ ـ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻗﻴﻤﺔ ﺇﺼﻼﺤﻬﺎ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺭﺒﺎﻉ ) (3/4ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 134ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 07-95ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻭ ﺠـﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻨﻬﺎ » :ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻗﻴﻤﺔ
ﺇﺼﻼﺤﻬﺎ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ 3/4ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ « ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺘﺠـﺎﻭﺯ ﻗﻴﻤـﺔ
ﺍﻹﺼﻼﺡ ﻨﺴﺒﺔ %75ﺃﻭ 3/4ﻴﺼﺎﺤﺒﻪ ﻋﺎﺩﺓ ﻋﺩﻡ ﺼﻼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺤﺩ
ﺫﺍﺘﻪ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺩﻭﻥ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ،ﻜﺫﻟﻙ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸـﺎﺭﺓ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﻅل ﻗـﺎﻨﻭﻥ 07-80ﻭ ﺍﻟـﺼﺎﺩﺭﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟـﺸﺭﻜﺔ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘل ﻟﻡ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭ ﺇﻨﻬﺎ ﺍﻗﺘﺭﻨﺕ ﻀﻤﻨﻴﺎ ﺒﺤﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺼـﻼﺤﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻤﺎ ﻤﺘﻘﺎﺭﺒﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ.
ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻘﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻨﺩ 20ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺠﺎﻭﺯ
ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻹﺼﻼﺡ 3/4ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻫﺫﺍ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺤﻭل ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻬل ﻴﻘﺼﺩ
ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺌﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ )ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ( ﺃﻭ ﻗﻴﻤﺔ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 437
)(2
ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 88
128
ﺇﻥ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺘﻀﻁﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 128ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔـﺴﺭ ﻟﻨـﺎ
ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻓﻨﺠﺩﻫﺎ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ »:ﺘﺸﻤل ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟـﺔ ﻫﻴﻜـل ﺍﻟـﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻷﺠﻬـﺯﺓ
ﺍﻟﻤﺤﺭﻜﺔ ﻟﻬﺎ ﻭ ﻟﻭﺍﺤﻘﻬﺎ ﻭ ﺘﻭﺍﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ « ...ﻭ ﺤﺘﻰ ﻨﺘﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺼﺩ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺎﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻪ ﻨﺹ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 128ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ » :ﻜل ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﻘﻊ ﻋﻠـﻰ ﺤﺩﺓ ﺒﺨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﻭﺍﺒﻊ
ﻭ ﺍﻟﻠﻭﺍﺤﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻴﺨﻔﺽ ﻤﻘﺎﺒﻠﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻻﻜﺘﺴﺎﺏ « ﻓﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻨﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔـﻕ ﻋﻠﻴﻬـﺎ
ﺍﻟﻭﺍﺭﺩ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 134ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﻴﻘﺼﺩ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺌﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭل ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
128ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ .ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻨﻘﻭل ﺃﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺭﺒﺎﻉ ﺍﻟﻘﻴﻤـﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨـﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻜﺸﺭﻁ ﻟﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺭﺒﺎﻉ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ ﺍﻟـﺫﻱ
ﻴﺴﺘﻠﺯﻡ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ).(1
ﻭ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ ﻻ ﺘﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ﺇﻻ
ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻀﺎﻋﺔ ﻷﻥ ﻫﻼﻙ ﺃﻭ ﻓﺴﺎﺩ ﺠﺯﺀ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻴﻘﺘﺭﻥ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺒـﺎﻟﻐﺭﻕ
ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺤﻁ ﻤﻊ ﺍﻟﻜﺴﺭ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ.
ﻭ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻑ ﺴﺒﺒﺎ ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ ﺇﺫﺍ ﻨﺸﺄ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻋﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺭﺭ ،ﻓﻲ
ﺤﻴﻥ ﻴﺠﺏ ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ ﺃﻥ ﻴﻨﺸﺄ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻑ ﺒﺴﺒﺏ ﻓﻌل ﺃﻭ ﺨﻁﺄ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻨـﻪ ﻭ ﻴﻠﺘـﺯﻡ
ﺒﺘﻌﻭﻴﻀﻪ ).(2
ﺩ ـ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﻤﺤﺘﻭﻯ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 134ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺴﺎﻟﻔﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻉ
ﺤﺩﺩ ﻤﺩﺓ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺒﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﻤﺩﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺴﺘﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ
ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭ ﺍﻷﺼل ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻓﺴﺎﺩﻩ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 440
)(2
ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 369
129
ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ،ﻓﺎﻨﻪ ﻴﺤﺼل ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺃﻥ ﺘﺴﺎﻓﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﺭﺩ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ .ﻭ ﻗـﺩ ﺭﺃﻯ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻥ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻟﻤﺩﺓ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻴﻌﺩ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺩﺍﻨﻬﺎ ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﺃﺠﺎﺯ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟـﻪ
ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻭ ﺘﺤﺴﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﻤﻥ ﻭﻗﺕ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﺴﻔﺭ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺭﺩ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺃﺼـﻼ ﺃﻭ
ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻴﻪ ﺁﺨﺭ ﺃﺨﺒﺎﺭﻫﺎ .ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻌﺔ
ﺴﻠﺒﻴﺔ ﻤﺤﻀﺔ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻜﻠﻑ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺄﻥ ﻴﻘﻴﻡ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺇﻟﻴـﻪ ،ﻭ
ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﺭﺭ ﺫﻟﻙ ﻭ ﺃﻥ ﻴﻌﺯﺯ ﻗﻭﻟﻪ ﺒﺎﻟﻴﻤﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺩﺤﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ
) (1
،ﻭ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻋﻨﻬﺎ
ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺃﻗﺩﻡ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻜﻤﺎ ﺃﺸﺭﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ
ﺍﺭﺘﺒﻁ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺒﻔﻜﺭﺓ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺘـﺼﻭﺭﻫﺎ ﻓـﻲ
) (2
ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﺄﺨﺫ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻁـﺎﺒﻊ ﻗﺭﻴﻨـﺔ ﺃﻴﺎﻤﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﻟﺘﻁﻭﺭ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻟﻌﺼﺭﻴﺔ
ﺍﻟﻔﻘﺩﺍﻥ .ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻋﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﻻﻓﺘﺭﺍﺽ ﺍﻟﻔﻘﺩﺍﻥ .ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻴﺭﻯ ﺁﺨﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﺩﺍﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘـﺩﺍﻥ ﻭ ﻴﺠـﺏ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺒﺄﻥ ﺴﻔﻴﻨﺘﻪ ﻻ ﺨﺒﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻨﺫ ﺜﻼﺙ ﺃﺸﻬﺭ ﻤـﻥ ﺇﺒﺤﺎﺭﻫـﺎ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻷﺠـل
ﻴﺴﺭﻱ ﻤﻨﺫ ﻭﺼﻭل ﺁﺨﺭ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻋﻨﻬﺎ .ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﻴﻨﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺘﺼل
ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﺎﺩﻴﺔ .ﻭ ﻫﻲ ﺘﺴﺘﺒﻌﺩ ﻭ ﺘﻤﺩﺩ ﺇﻟﻰ ﺴﺘﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ.
ﻭ ﻻ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒل ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺤﺘﻰ ﺒﺎﻷﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻴـﺭ) ، (3ﻭ
ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 134ﻓﻘﺭﺓ 04ﻭ ﺍﻟﺒﻨﺩ 20ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻓﻘﺭﺓ .02
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ. 360
)(2
Emmanuel DU PANTAVICE , op cit p 577 .
)(3
ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 92
130
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :
ﺍﺴﺘﻌﻤـﺎل ﺤـﻕ ﺍﻟﺘﺨﻠـﻲ
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻁﺭﻴﻕ
ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻲ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﻪ .ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺤﺴﺒﻤﺎ
ﺘﻤﻠﻴﻪ ﻤﺼﻠﺤﺘﻪ .ﻓﻬﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﺤﻕ ﻤﻘﺭﺭ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻩ ،ﻭ ﻻ ﻴﺘﻡ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺇﻻ
ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺸﺭﻭﻁ ﻭ ﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﻤﺤﺩﺩﺓ .ﻭ ﻟﻘﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 115
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﺇﺫ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ » :ﺇﺫﺍ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ 134ﻭ 135ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻭﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺘﺎﻤﺎ ﻭ ﺒﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺸﺭﻁ ﻋﻠﻰ
ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺃﻭ ﺒﻌﻘﺩ ﻏﻴﺭ ﻗﻀﺎﺌﻲ ﺨﻼل ﺜﻼﺙ
ﺃﺸﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻵﺠﺎل ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺴﻭﻏﻪ.
ﻭ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻨﺩﺌﺫ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻜﺎﻤﻠﻪ ﺇﻤﺎ ﺒﻘﺒﻭﻟﻪ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ
ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﺒﺩﻭﻥ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ.
ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻴﺤﻭﺯ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ
ﻤﻥ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩﻤﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ « ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ
ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺤﻕ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻻ ﻴﺘﺄﺘﻰ ﺇﻻ ﺒﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ
ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭ ﻨﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ - :ﻤﺤل ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻭ ﺸﺭﻭﻁﻪ ﻭ ﻜﺫﺍ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺘﻪ .ﻭ ﻓﻲ
ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻨﻪ.
131
ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 115ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻋﺒﺎﺭﺓ » ﻭﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ
ﺘﺎﻤﺎ ﻭ ﺒﺩﻭﻥ ﺃﻴﺔ ﺸﺭﻭﻁ « ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺘﻁﺭﻕ ﻟﻤﺤل ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻭ ﺸﺭﻭﻁﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ
ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻤﺤل ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺎﻤﺎ ﻭ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺸﺭﻁﺎ ﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ
ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻜﻤﺎ ﺴﻨﺭﻯ ﻻﺤﻘﺎ.
ﺃ ـ ﻤﺤل ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ
ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻴﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺄﻜﻤﻠﻪ ﻓﻴﺸﻤل ﺍﻷﺼل ﻭ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺎﺕ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﻠﻰ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺸﻤل ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ﻤﻘﺩﻤﺎ،
ﻭ ﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻗﺒل ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺤﺼﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ
)(1
ﻫﺫﺍ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻴﺸﻤل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻓﺂﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋـــﺩﺓ ﻭ ﺍﻹﻨﻘﺎﺫ
ﻭ ﻤﻠﺤﻘﺎﺘﻬﺎ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺩﻭﻥ ﻤﻠﺤﻘﺎﺘﻬﺎ ﺃﻱ ﺘﻌﺩﺩﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﻌﻭﺩ
ﺇﻟﻰ ﻤﺤﺘﻭﻯ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 128ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻨﺠﺩ ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻨﺹ » :ﻜل ﺘﺄﻤﻴﻥ
ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺓ ﺒﺨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﻭﺍﺒﻊ ﻭ ﺍﻟﻠﻭﺍﺤﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ،ﻴﺨﻔﺽ ﻤﻘﺎﺒﻠﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ
ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻻﻜﺘﺘﺎﺏ « ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺨﺼﻡ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ،ﻭ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻘﻁ ﻭ
ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺤﻼ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ ﻟﻠﺨﻁﺭ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ.
ﺏ ـ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ
ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 115ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻋﺒﺎﺭﺍﺘﻬﺎ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨـﺴﺘﺨﻠﺹ
ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺘﻭﺍﻓﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺤﻕ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻭ ﻫﻲ :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﺠﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻗﺎﻳﺪ ،ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ . 441
132
-1ﺃﻥ ﻴﻨﺼﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
-2ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﻁ.
-3ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻻ ﻴﻘﺒل ﺍﻻﻨﻘﺴﺎﻡ.
-4ﺃﻥ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻲ ﺃﻭ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺼﺤﺘﻪ.
ﻭ ﻨﺤﺎﻭل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﻜل ﺸﺭﻁ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺓ.
133
ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻭ ﻜﺨﻼﺼﺔ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻨﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻴﺸﻤل ﻤﻠﺤﻘﺎﺘﻬـﺎ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﺭﻙ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻟـﻪ ﺒـﺴﺒﺏ ﺍﻟـﺸﻲﺀ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﺘـﺼﺎﺩﻡ ﺒـﺴﺒﺏ ﺍﻷﻀـﺭﺍﺭ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻟﻪ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ).(1
-2ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﻁ
ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 115ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﻭﺠﻭﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺘﺎﻤـﺎ ﻭ
ﺒﺩﻭﻥ ﺃﻴﺔ ﺸﺭﻭﻁ ،ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻤﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺸـﺭﻁ ﻓـﻼ ﻴﺠـﻭﺯ
ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻻﻨﻘﻁﺎﻉ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺇﺫﺍ ﺭﺠﻌﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺴﺎﻟﻤﺔ ﺇﻟﻰ
ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺁﻤﻥ .ﻭ ﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﻁ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺃﺜﺭﻩ ﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻓﺤﺴﺏ ﺒـل ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠـﻲ
ﺫﺍﺘﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺎﻁﻼ ،ﻭ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻕ ﻗﺒﻭﻟﻪ ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺸـﺭﻁ ،ﻭ
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺸﺭﻁﻲ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺃﻭ ﻗﺒﻭﻟﻪ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺜﺎﺭﺍ ﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ،ﻭ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﺤﺎل
ﻗﺩ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﺄﺨﻴﺭ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﺭﻴﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﻟﻠﺤﺎﺩﺙ ،ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎﻓﻰ ﻤﻊ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ).(2
ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺸﺭﻁﻲ ﺒﻁﻼﻨﺎ ﻤﻁﻠﻘﺎ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻼ ﻴﺠـﻭﺯ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻭ ﻫﺫﺍ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 96ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
115ﻫﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺄﺤﻜﺎﻤﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠـﻰ
ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ.
-3ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻻ ﻴﻘﺒل ﺍﻻﻨﻘﺴﺎﻡ )ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﺘﺠﺯﺌﺔ(
ﻭ ﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻴﺸﻤل ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻗﺩ ﺃﺸﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﺄﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺘﺎﻤﺎ.
ﻭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻌﺩﻡ ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻟﻼﻨﻘﺴﺎﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻻ ﻴﻜـﻭﻥ ﻟـﻪ
ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﺠﺯﺀ ﻤـﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 495
) (2ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 494
134
ﻴﺤﺘﻔﻅ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺯﺀ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ،ﻓـﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻴﺠـﺏ ﺃﻥ
) (1
ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﻠﻰ ﻴﻜﻭﻥ ﺸﺎﻤﻼ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻋﻥ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺨﺭ ﻜﺄﻥ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﺩﻋﻭﻴﻴﻥ ،ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻠـﻰ
ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤـﺎ ﻴﺘﻨـﺎﻓﻰ ﻭ
ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻭ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ.
-4ﺃﻥ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺃﻭ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺼﺤﺘﻪ
ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 115ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻪ ﻴﺘﻌﻴﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﳌﺒﻠﻎ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ ﺇﻣﺎ ﺑﻘﺒﻮﻝ
135
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻟﻡ ﻴﺼﺒﺢ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘـﺭﺓ ﺍﻟـﺴﺎﺒﻘﺔ
ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻭ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺼﺤﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻟﻡ ﻴﺤﺯ ﻗـﻭﺓ
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻘﻀﻲ ﺒﻪ ).(1
137
ﻭ ﺃﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ،ﺍﻟﺒﻨﺩ 28ﻤﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ.
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺩﺩﺕ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺒﺜﻼﺙ
ﺴﻨﻭﺍﺕ ،ﻓﻬﻨﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﻨﻁﺒﻕ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻴﻘﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻘﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺘﻘﺎﺩﻡ ﺩﻋﻭﻯ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻫﻲ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺸﺭﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺩﻋـﻭﻯ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ.
ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﻭل ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺘﻨﺎﺯل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟـﻪ ﻋـﻥ ﻤﻠﻜﻴـﺔ
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻘﺎﺒل ﺤﺼﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻜﺎﻤﻼ ،ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺴﺘﺸﻑ ﺃﻥ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺘﻨﺤﺼﺭ ﻓﻲ ﻨﻘﻁﺘﻴﻥ ﻫﺎﻤﺘﻴﻥ ﻫﻤﺎ :ﻨﻘل ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤـﻥ
ﻭ ﻜﺫﺍ ﺤﺼﻭل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻜﺎﻤﻼ .ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 115ﻓـﻲ
ﻓﻘﺭﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺴﺎﻟﻔﺎ ،ﻭ ﻨﺤﺎﻭل ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﻜل ﺃﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻯ.
ﻫﺫﺍ ﻤﻊ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺈﻋﻼﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ
ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ.
ﺃ ـ ﻨﻘل ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ
ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻨﻘل ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻤـﻥ
ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ) ،(1ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻨﺼﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺠـﺏ
ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻼﺤﺘﺠﺎﺝ ﺒﻨﻘل ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ﻓﻴﺤﺼل ﻗﻴﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺴﺠل ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺘﺤﺕ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ.
ﻜﺫﻟـﻙ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠـﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺭﺭﺕ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺒﺴﺒﺏ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)Rene RODIERE , op cit p 465 . (1
138
ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻘﺭ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻴﻭﺠﺏ ﺒﺫﺍﺘـﻪ
ﺍﻨﺘﻘﺎل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺭﺭﺕ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺩﻭﻥ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ
ﺤﻭﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤﻕ .ﻭ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺒﺭﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻻ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﻨﻘل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻭ ﻟﻜﻥ ﺘﻔﻘﺩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺫﺍﺘﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻊ ﺍﻷﺸـﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘـﻲ ﻴـﺸﻤﻠﻬﺎ
) (1
،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 115ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ .07-95 ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ
ﻭ ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺃﺜﺭﻩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ ﻴﻭﻡ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋـﻥ
ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻻ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭ ﺘﺤﻘـﻕ ﺍﻟﺨﻁـﺭ ﻭ ﺫﻟـﻙ ﻷﻥ
ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻨﺩ ﺘﺤﻘﻘﻪ ،ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻭ ﻫﻭ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻭ ﺒﻴﻥ
ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﺭﻙ ،ﻭ ﻫﻭ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻲ ﻤﺤﺽ .ﻭ ﻤﻨﻪ ،ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻥ ﻋـﻥ
ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺤﺘﻰ ﺘﺘﻀﺢ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﺍﻟﺼﺭﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﺘﺒﺎﻉ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﻴــﻕ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻲ
ﻭ ﺘﺒﻌﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻻ ﺘﺼﻌﺩ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻌﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ.
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺃﻱ ﺁﺨﺭ ﻴﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻠﻜﺎ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻤـﻥ
ﻭﻗﺕ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ،ﺃﻱ ﻤﻥ ﻭﻗﺕ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻴﺯ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻭ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟـﺭﺃﻱ
ﺒﺎﻷﺜﺭ ﺍﻟﺭﺠﻌﻲ ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ .ﻭ ﺴﻨﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀﺍ ﻤﻥ ﻭﻗﺕ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻴﺜﺒﺕ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟـﻪ
ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﺒﺸﺭﻁ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟـﺸﺭﻁ ﻗـﺩ
ﺘﺤﻘﻕ ﻭ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﺎﻟﻜﺎ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻭﻗﺕ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟـﺭﺃﻱ
ﻤﻨﺘﻘﺩ ﻭ ﺍﻷﺼﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻨﺘﺞ ﺃﺜﺭﻩ ﺇﻻ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻥ ﺭﻏﺒﺘـﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻜﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ).(2
ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 115ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 07-95ﺇﺫﺍ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻨﻬﺎ » :ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻴﺤﻭﺯ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩﻤﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ «.
ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ،ﻭ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻤﺎ ﻴﺭﺘﺒﻪ ﺘﻤﻠﻙ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺤﻁﺎﻡ ،ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
) (1ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 382
) (2ﺩ ـ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 496
139
ﻤﻥ ﻤﺸﺎﻜل ﺘﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻁﺎﻡ ﻭ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﻴﺏ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻻﺭﺘﻁﺎﻡ ﺒﻪ ،ﻭﺘﻨﺹ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻊ ﻋﺩﻡ ﺘﻤﻠﻜﻪ ﻟﻠﺸﻲﺀ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﻠﻪ ﺃﻭ ﻤﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﻨﻪ ،ﻭ ﺒﻴﻥ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻭ ﻤﺎ ﻴﺼﺎﺤﺒﻪ ﻤﻥ ﻨﻘل ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ .ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﻴﻭﻓﻕ ﺩﻭﻥ ﺸﻙ ﺒﻴﻥ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺘﻤﻠﻙ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻭ ﺘﺠﻨﺏ ﻤﺎ ﻴﺜﻴﺭﻩ ﻟﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻤﻠﻙ ﻤﻥ ﺃﻋﺒﺎﺀ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﺭﻓﻊ
ﺍﻟﺤﻁﺎﻡ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﺤﻘﻪ ﻤﻥ ﺍﻻﺭﺘﻁﺎﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﻁﺎﻡ ﻭ ﻤﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻜﺎﻤﻼ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ
ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ .ﻭ ﻗﺩ ﻨﺼﺕ ﻋﻠـﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﻭﺜﻴﻘـﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ
)(1
،ﻜﻤﺎ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 115ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ -95 ﻓـﻲ ﺍﻟﺒﻨﺩ 22
07ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ.
140
ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺒﻴﻌﺎ ﻓﻴﺠﻭﺯ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻔﺴﺦ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺍﺠﺢ ﻫـﻭ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﻠﺯﻤﺔ ﻟﻠﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﻔﺴﺦ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺜﺭ ﻴﺭﺘﺒﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ
ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺘﻪ ﺃﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ﻭ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﻨﻘﺽ ﻤﻥ ﻭﻗـﺕ ﻗﺒـﻭل ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﺃﻭ
ﺼﺩﻭﺭ ﺤﻜﻡ ﺒﺼﺤﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺤﺎﺌﺯ ﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻘﻀﻲ ﺒﻪ ).(1
ﻭ ﻜﺨﻼﺼﺔ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ،ﻨﻘﻭل ﺃﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﺼﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ
ﻜﺎﻤــﻼ ﻭ ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻗﺩﺭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺩ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻕ ﻋـﻥ
ﻁﺭﻴﻕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺨﻀﻊ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻗﺘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻁﺒﻘﺔ ﻓﻲ
ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻨﺩ ﺍﺘﺒﺎﻉ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ،ﻜﺈﻋﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻁﺭﻴـﻕ ﻭ ﺍﻟﻤـﺴﻤﻭﺤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴـﺔ ﻭ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ).(2
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
ﺩ ـ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 384
)(2
ﺩ ـ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ . 446
141
ﺍﻟﺨـﺎﺘﻤـﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﻨﻘﻭل ﺒﺄﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﺯﻤـﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ ﻭﺒﺎﻟـﺸﺭﻭﻁ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻗﺎﻤﺕ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻭﻗﺎﻡ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻭﻫﺫﺍ ﻜـﻘﺎﻋﺩﺓ
ﻋﺎﻤـﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺍﻨﻪ ﻟـﻴﺱ ﻓـﻲ ﻜـل ﺍﻟﺤـﺎﻻﺕ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤــﻥ ﺒﺎﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ ﺤﺘـﻰ ﻭﻟـﻭ
ﻭﻗﻌـﺕ ﺍﻟـﻜـﺎﺭﺜﺔ ،ﻓﻴﻭﺠـﺩ ﻤـﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒـﺈﻋـﻔــﺎﺀﺍﺕ ﺃﻭ ﻤـﺴﻤﻭﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴــــﻥ
franchise d'assuranceﻭﻫﻲ ﻨﺴﺏ ﻤﺅﻭﻴﺔ ﻴﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﻓـﻲ ﻭﺜﻴﻘـﺔ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ،
ﺘﺤﺴﺏ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗل ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔـﻕ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺘﻌﻭﻴﻀﻬﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺒﻐﺭﺽ ﺍﺠﺘﻨﺎﺏ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺒﺘﻜﺭﺍﺭﻫﺎ ﺘﺜﻘل ﻜﺎﻫل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻴﺨﺼﻡ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤـﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨـﺕ
ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺘﻔﻭﻕ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﻓﻲ ﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺤﺭﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ
ﺘﻠﻘﻲ ﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﺒﻪ ﻭﺍﻥ ﻗﻠﺕ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ،
ﻟﺫﻯ ﻭﺠﺩﺕ ﺍﻟﻨﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼـﺼﺔ ﻭﺍﻟﻤـﺴﻤﺎﺓ ﻨـﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ clubs de
protection et d' indemniteﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺨﺫ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻬﺎ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﺎ ﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻨﻴﻥ ،
، )(1 ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻗﺩ ﻋـﺩﻟﺕ ﺴﻨـــﺔ 1983
ﻭﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻨﺴﺒﺔ ﻤﺄﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺘﺨﻠﺕ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴـﺩ ﻭﺘﺭﻜﺘـﻪ
ﻟﻼﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺼﺭﻴﺢ ﻟﻸﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺠﺩﻩ ﻜﺫﻟﻙ ﻓـﻲ ﻭﺜﻴﻘـﺔ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
،ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻤـﺎ ﺒـﻴﻥ )(2 ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺭﺍﺓ ﺨﻼل ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ
% 0.30ﺇﻟﻰ % 0. 50ﻤﻥ ﺍﻷﺴﻁﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺘﻬﻠﻙ ﺒﺴﺒﺏ ﺨﻁﺭ ﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻓﻴﻤﻜﻥ ﻭﺒﺴﺒﺏ ﺘﺤﻘﻕ ﺨﻁﺭ ﻭﺍﺤﺩ ،ﺃﻥ ﻴﻌﺠﺯ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻥ ﻋﻠـﻰ
ﺘﻐﻁﻴﺔ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ،ﻭﻤﻨﻪ ﻴﻌﻠﻥ ﺇﻓﻼﺴﻪ ﻭﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﻭﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻭﺠﺩﺕ ﺸﺭﻜـﺎﺕ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
Emmanuel DU PANTAVICE ,op cit p 568 ..
)(2
Emmanuel DU PANTAVICE ,ibid p 497 ..
142
ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ،ﻭﻫﻲ ﺸﺭﻜـﺎﺕ ﺘﺅﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺇﻋـﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ﺘﺠﻨﻴـﺏ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺨﻁﺭ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﻁﺎﻗﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻟﻴﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﻤﺅﻤﻥ ﺁﺨﺭ ،ﺍﻜﺜﺭ ﻗﻭﺓ ﻭﺴﻌﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﺍﻥ
ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻴﻔﻴﺩ ﻁﺭﻓﺎ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻻﻥ ﺒﻐﻴﺎﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﻤﻴﻥ ﺘﻐﻴﺏ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﻸﺸﻴﺎﺀ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻀﺭ ﺃﻭﻻ ﺒـﺎﻟﻤﺅﻤﻥ
ﻟﻬﻡ ﺜﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ .
ﻭﻋﻘﺩ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﺎﺩﻱ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻤﺎ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﻀﺭﻭﺭﺓ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻟﻺﺜﺒﺎﺕ ،ﻭﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ،
ﻭﻟﻘﺩ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 04ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " ﺇﻥ ﻋﻘﺩ ﺃﻭ
ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﻤﻴﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻴﻀﻊ ﺒﻤﻭﺠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯل ﻋﻠﻰ ﻋـﺎﺘﻕ ﺸـﺨﺹ ﻤﻌﻴـﺩ
ﻟﻠﺘﺎﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﺘﻨﺎﺯل ﻟﻪ ،ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺠﺯﺀ ﻤﻨﻬﺎ .
ﻭﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻴﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ".
ﻓﻌﻘﺩ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻻ ﻴﻨﺸﺊ ﻋﻼﻗﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻷﻭل ﻭﺒﻴﻥ ﺸﺭﻜﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ .
ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻋﻘﺩ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻘﺭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ
ﻭﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ) ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 05ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨـﺎﺕ ( .ﻭﺒﺎﻟﻨﻅــﺭ
ﺇﻟﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻭﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘـﻭﻡ ﺒـﻪ
ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﻜﺭ ﻭﺘﻬﻴﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﻕ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﻤﻴﻥ ،
ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻠﻭﻴﺩﺯ ﺒﻠﻨﺩﻥ .
ﻭ ﺃﺨﻴﺭﺍ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﻘﻭل ﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻨﺩ ﺼﻴﺎﻏﺘﻪ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻨﺠﺩﻩ ﻗﺩ ﺍﺨﺫ ﺒﻤﺎ ﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﻓﺎﻋﺘﺒﺭﻩ ﻋﻘﺩﺍ ﺭﻀﺎﺌﻲ ﺭﻏـﻡ
ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻁﺭﻓﺎ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻜﻭﻨﻪ ﻋﻘـﺩ ﺍﺤﺘﻤـﺎﻟﻲ
ﻭﻋﻘﺩ ﺇﺫﻋﺎﻥ ﻭﺼﺒﻐﻪ ﺒﺎﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻀﺎﻑ ﻟﻪ ﺨﺎﺼﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﻫﻲ ﺇﻟﺯﺍﻤﻴـﺔ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﺘﺄﺨﺫ ﺒﻪ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻘﺼﻭﻯ .
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻀﺩﻫﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜل ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ،ﻓﻨﺠﺩﻩ
ﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﺒﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻅﻨﻲ ﺭﻏﻡ ﻏﻤﻭﺽ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 100ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻓـﻲ
ﻨﺴﺨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻨﺹ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭﻀﺢ ،ﻭﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺘﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ،
143
ﻭﻤﺎ ﻴﺩﻋﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻫﻭ ﻨﺹ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ ﺭﻏـﻡ ﺍﻨﺘﻔـﺎﺀ
ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﻠﺨﻁﺭ ،ﺒﺸﺭﻁ ﺘﻭﻓﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﻔﻜﺭﺓ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺘﺠﻠﻰ ﻟﻨﺎ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺭﺒﻁ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻘﻁ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴـﺎﺱ ﺘﻭﺴـﻊ
ﻨﻁﺎﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﻴﺸﻤل ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺘﻌـﺭﺽ ﻷﺨﻁـﺎﺭ
ﻏﻴﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻤﺜل ﺤﺎﻟﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺤﻭﺽ ﺠﺎﻑ ﻭﺒﻌﺩﻫﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭﻋـﻥ ﺍﻷﺨﻁـﺎﺭ
ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﺒﺴﺒﺒﻪ ﺃﻭ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺃﻭ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻭﺭﺸﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﻟﻡ ﺘﻜﺘﻤل ﺒﻌﺩ ،ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ
ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﺄﻤﻴﻨﺎ ﺒﺤﺭﻴﺎ .
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ،ﻨﻼﺤﻅ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻉ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺍﻜﺏ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ،ﻓﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟـﻰ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭ ﺍﻟـﺴﻔﻴﻨﺔ
ﻭﻟﻭﺍﺤﻘﻬﺎ ﻤﺤﻼ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻓﻬﻭ ﺃﻗﺭ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺠﺭﺘﻬﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺩﻴﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ
ﻓﻲ ﺫﻤﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺇﻟﺤﺎﻗﻬﺎ ﺃﻀﺭﺍﺭﺍ ﺒﺎﻟﻐﻴﺭ .
ﻨﻘﻁﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺤﺴﺏ ﻟﻠﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ،ﻓﺭﻏﻡ ﻜﻭﻥ ﻤـﺩﺓ
ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻗﺼﻴﺭﺓ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﻗﺭﺭﺘﻪ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﻓﻬﻭ
ﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﺒﻤﺩﺓ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﻉ ﻓـﻲ
ﺤل ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺴﺎﺴﻬﺎ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺯﻭل ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺃﻁﻭل ،ﻤـﻊ
ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺒﺄﻥ ﺭﻏﻡ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ،ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﺸﺭ ﺇﻟﻰ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﻌﺩﻴل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤـﺩﺓ
ﺒﺎﻹﻁﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭ ﻤﺜل ﻤـﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺠﺎﺯ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠـﻰ ﺘﻘـﺼﻴﺭ
ﻤﺩﺘﻪ .
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﻫﻡ ﻤﺎ ﻴﻤﻴﺯ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻥ ﺒﺎﻗﻲ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻨﻅﺎﻡ ﺃﺼﻴل ﺒﻪ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻩ ،ﻗﺩ ﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﺘﻭﺼل
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﺤﺩﺩﻩ ﻓﻲ ﺤـﺎﻻﺕ ﻤﻌﻴﻨـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺴـﺒﻴل
ﺍﻟﺤﺼﺭ.
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺃﺼﺎﻟﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ،ﻭﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ،ﻟﻬـﺫﺍ
ﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﻗﺴﻡ ﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺎﻋﺘﻤﺎﺩ ﻤﺎ ﺘﻭﺼـل ﺍﻟﻴـﻪ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ .
144
145
ﺍﻟـﻤـﺭﺍﺠـﻊ:
ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺎﺕ :
-ﺩ -ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎ :ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭﻱ – ﺍﻟﺠـﺯﺀ ﺍﻷﻭل :
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ – ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ) ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺩﺭﻭﺱ
ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ( ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﺴﻨﺔ .1992
-ﺩ -ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺒﻥ ﺨﺭﻭﻑ :ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭﻱ –
ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ – ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺤﻴﺭﺩ ﺴﻨﺔ .1998
-ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻏﺎﻨﻡ :ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺫﺍﺘﻴﺔ ﻨﻅﺎﻤﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ – ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺴﻨﺔ .2000
-ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ :ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺘﻴﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴـﺔ – ﺍﻟﺠـﺯﺀ
ﺍﻷﻭل ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺒﻤﺼﺭ ﺴﻨﺔ . 1965
-ﻋﺒﺎﺱ ﺤﻠﻤﻲ – ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ – ﺍﻟﻁﺒﻘـﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ – ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ .
-ﺩ -ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ :ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ -2
ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ – ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ.
-ﺩ -ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ :ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ – ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ – 7
ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﻐﺭﺭ ﻭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ.
-ﺩ -ﻨﻬﺎﺩ ﺍﻟﺴﺒﺎﻋﻲ :ﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠـﺯﺀ ﺍﻟﺨـﺎﻤﺱ ﺍﻟﺤﻘـﻭﻕ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﺒﺎﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﻤﻊ ﺩ .ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺃﻨﻁﺎﻜﻲ ،ﻤﻁﺒﻌـﺔ ﺍﻹﻨـﺸﺎﺀ
ﺒﺩﻤﺸﻕ ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ .1965
146
-ﺩ -ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻤﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻗﺎﻭﻱ :ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ -ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ
ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ -ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ .1966
-ﺩ -ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﻋﺸﻭﺵ :ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻠﻴﺒـﻲ – ﺍﻟﺠـﺯﺀ ﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ
ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ – ﺒﻨﻐﺎﺯﻱ .1977
-ﺩ -ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ ﻴﻭﻨﺱ – ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ – ﺍﻻﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ – ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ 68ﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻴﺔ – ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
-ﻫﺸﺎﻡ ﻓﺭﻋﻭﻥ :ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ – ﻤﻁﺒﻌﺔ ﻜﺭﻡ – ﺩﻤﺸﻕ .1975
-ﺩ -ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﻴﺩ :ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ – ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟـﺸﺭﻕ ﺠﺎﻤﻌـﺔ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .1984
-ﺩ ـ ﻟﻁﻴﻑ ﺠﺒﺭ ﻜﻭﻤﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ـ ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﻟﻠﻨـﺸﺭ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ـ ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻋﻤﺎﻥ . 1996
-ﺩ -ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ :ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ – ﻤﻨـﺸﺎﺓ ﺍﻟﻤﻌـﺎﺭﻑ
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ﻁﺒﻌﺔ .1974
-ﺩ -ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ :ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ – ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻨـﺸﺭ-
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ﻁﺒﻌﺔ .1998
-ﻤﻘﺎل ﻤﺒﺩﺃ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﺯﻴﺎﺩ ﻤﻁﻴﻁ ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺌﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ
ﻋﺩﺩ 15ﻟﺴﻨﺔ . 1987
-ﻤﻘﺎل :ﺴﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻥ ﻤﺠﻠﺔ – Réactionﻤﺠﻠـﺔ ﺍﻟﺭﺍﺌـﺩ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﺩﺩ 24ﺴﻨﺔ . 1989
-ﻤﻘﺎل :ﺴﺠﻼﺕ ﺍﻟﻠﻭﻴﺩﺯ ﻭ ﺘﺼﻨﻴﻑ ﺍﻟﺴﻔﻥ -ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺘﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻜـﺵ .ﻤﺠﻠـﺔ
ﺍﻟﺭﺍﺌﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﺩﺩ 24ﺴﻨﺔ . 1989
-ﻤﻘﺎل ﺍﻟﻠﻭﻴﺩﺯ ﺘﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻬﺎ – ﻟﻴﻭﺴﻑ ﺠﻨﺎﺩ -ﺍﻟﺭﺍﺌﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﺩﺩ . 34
147
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ :ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻟﻠﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ – ﻋـﺩﺩ -
ﺨﺎﺹ ﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ .1999
ﺍﻟﻭﺜـﺎﺌـﻕ :
-ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴـﺔ
ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﻅل ﺃﻤﺭ .07-95
-ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ :
Police française d’assurance maritime sur corps de tous -
navires (imprimé du 1er décembre 1972 modifié par
l’imprimer du
1er janvier 1979). -
ـ ﺃﻤﺭ ﺭﻗﻡ 17– 72ﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 25ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺎﻡ 1392ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 7ﻴﻭﻨﻴﻭ ﺴﻨﺔ 1972
ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺤـﻭل ﺍﻟﺘﻌﻭﻴـﻀﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﺒﺎﻟﻤﺤﺭﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺒﺭﻭﻜﺴل ﻓﻲ 29ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ .1969
-ﺃﻤﺭ ﺭﻗﻡ 58 – 75ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 20ﺭﻤﻀﺎﻥ 1395ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 26ﺴـﺒﺘﻤﺒﺭ
1975ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗـﻡ 07 – 80
ﻟﺴﻨﺔ 1980ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 01-83ﻟﺴﻨﺔ 1983ﻭ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗـﻡ 21-84
ﻟﺴﻨﺔ 1984ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 14-88ﻟﺴﻨﺔ 1988ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗـﻡ 01-89
ﻟﺴﻨﺔ .1989ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺩل.
-ﺃﻤﺭ ﺭﻗﻡ 59– 75ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 20ﺭﻤﻀﺎﻥ 1435ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 26ﺴـﺒﺘﻤﺒﺭ
1975ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 20 – 87
148
ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 04-82ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘـﺸﺭﻴﻌﻲ ﺭﻗـﻡ 08-93ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋـﺔ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ.
-ﺃﻤﺭ ﺭﻗﻡ 80 -76ﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 29ﺸﻭﺍل 1396ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 23ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ 1976
ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ – ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 29ﺒﺘـﺎﺭﻴﺦ 10ﺃﻓﺭﻴـل
1977ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭﺓ.
-ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 07– 80ﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 28ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 1400ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 09ﺃﻭﺕ
1980ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ -ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋـﺩﺩ 33ﺒﺘـﺎﺭﻴﺦ 12ﺃﻭﺕ
1980ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ.
-ﺃﻤﺭ ﺭﻗﻡ 07-95ﻤﺅﺭﺥ 23ﺸﻌﺒﺎﻥ ﻋﺎﻡ 1415ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 25ﻴﻨـﺎﻴﺭ 1995
ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺕ -ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﻋﺩﺩ 13ﻤﻥ ﺘـﺎﺭﻴﺦ 08ﻤـﺎﺭﺱ 1995
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ.
-ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 05– 98ﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 01ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻷﻭل 1419ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 25ﻴﻭﻨﻴـﻭ
1998ﻴﻌﺩل ﻭ ﻴﺘﻤﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 80– 76ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 23ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ 1976ﻭ
ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.
-ﺃﻤﺭ ﺭﻗﻡ 27-96ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 28ﺭﺠـﺏ 1417ﺍﻟﻤﻭﺍﻓـﻕ 09ﺩﻴـﺴﻤﺒﺭ
1996ﻴﻌﺩل ﻭﻴﺘﻤﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 59-75ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻗﻲ 20ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ 1395
ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 26ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ 1975ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ – ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺭﺴﻤﻴﺔ
ﺭﻗﻡ 77ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 11ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ 1996ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ.
ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ :
LES OUVRAGES
149
Librairie générale de droit et de jurisprudence 1974. Paris.
- René RODIERE : Droit maritime . precis dalloz 1963 . librairie
dalloz . Paris .
- Antoine VIALARD : Droit maritime 1er édition 1997
Presses universitaires de France. Paris .
150
ﺍﻟﻔـﻬـﺮﺱ :
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ……02 .…………………………………………...
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل :ﻨﻁﺎﻕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ……………06 .…..
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل :ﻤﺸﺘﻤﻼﺕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ 10 ………….…..
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ …………………10 .
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ …………10 ..….
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺨﺼﺎﺌﺹ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ …………… 16
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﺫﻋﺎﻥ …………………17 ….
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﺤﺘﻤﺎﻟﻲ ………18 ……………..
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻘﺩ ﺘﻌﻭﻴﺽ …………………19 ….
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻋﻘﻭﺩ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ 21 ……...……….
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻘﺩ ﺘﺠﺎﺭﻱ 22 ….…………… . . .
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺘﻜﻭﻴﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ……26 …………….....
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺩ ………………………… ……… 26
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ………………………………… …… 27
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ………………………………31 … ….
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﺴﻁﺎﺀ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ………………………………… 32
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﺜﺒﺎﺕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ …… ………… 34
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺩ …………………… ……………… 34
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺸﻜل ﺍﻟﻌﻘﺩ ………………………………36 … ….
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ………………… …… 38
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ …………………… …… 39
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ………………39 …… ….
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﻟﻭﺍﺤﻘﻬﺎ ………………………39 …… ….
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﺒﺴﺒﺏ
ﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ………………………………42 … ….
ﺃ ـ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺠﺭﺓ …………………………… … …42 ..
ﺏ ـ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ …………………………………42 .
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ……………………………… 43
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ……………………………………… 44
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ………………… 46
ﺃ ـ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ………………………………46 ……..
ﺏ ـ ﺍﻹﺴﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ………………………………… 47
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻀﺩﻫﺎ ……………49 ………………...
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻀﺩﻫﺎ ………………………… 50
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﻭﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺓ …………………50 ...
ﺃ ـ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ………………………………………… 50
ﺏ ـ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺓ ………………………………………… 55
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ …………………… 59
ﺃ ـ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ …………59 …………...
1ـ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺤﻭﺽ ﺠﺎﻑ ﺒﻘﺼﺩ
ﺇﺼﻼﺤﻬﺎ ……………………………………………………60 .
2ـ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ……………………… 61
3ـ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻥ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ …62 ….
ﺏ ـ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺒﺭﻏﻡ ﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﺨﻁﺭ ) ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻅﻨﻲ (………………… 63
1ـ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻅﻨﻲ………………………………………63 ….
2ـ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﻅﻨﻲ……………………66 ….
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻀﺩﻫﺎ 68 .…....………………….
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺯﻤﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ 68 ……………………………..
ﺃ ـ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﺭﺤﻠﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺃﻭ ﻟﻌﺩﺓ ﺭﺤﻼﺕ ﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ 69 .……………………..
ﺏ ـ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻟﺯﻤﻥ ﻤﻌﻴﻥ 70 …………………… ………………….
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻨﺔ …………………… ……… 71
ﺃ ـ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ……………………………………… …… 72
ﺏ ـ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺃﻭ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ………………………… ……… 72
ﺝ ـ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ……………………………………… …… 72
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﺜﺎﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ………………… … 74
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ………………………76 …… ….
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺩﻓﻊ ﻗﺴﻁ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ……………………77 … …..
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ …………… 116
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻠﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻀﺩﻩ ………………116 …..
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ………………………………… 118
…………………… 120 ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ………………
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ …………………………… ……121 .
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻭﻨﺸﺄﺘﻪ 121 ……………… ………………..
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ 123 …………… ………………………..
ﺃ ـ ﺍﻟﻔﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ …………………………………… …124 .
1ـ ﻏﺭﻕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ …………………………………………125 ….
2ـ ﺍﻻﺴﺘﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ……………………………………… 125
ﺏ ـ ﻋﺩﻡ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﻭﺍﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﺇﺼﻼﺤﻬﺎ ………………… … 127
ﺝ ـ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻗﻴﻤﺔ ﺇﺼﻼﺤﻬﺎ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺭﺒﺎﻉ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ …128 .
ﺩ ـ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ … ……… …………………………… 129
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺤﻕ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ …131 …… …………………… .
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﻤﺤل ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻭﺸﺭﻭﻁﻪ …131 … ……………………… .
ﺃ ـ ﻤﺤل ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ………………………………………132 … .
132 ……………………………………… .. ﺏ ـ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ
1ـ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ …133 …………… ...
2ـ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﻁ …………… ……………… …134 .
3ـ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﺘﺠﺯﺌﺔ ………134 ……………………… ..
4ـ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺼﺤﺘﻪ 135 .……………… … .
136 ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ﺃ ـ ﺍﻋﻼﻥ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ 136 . . . . . . ... . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . .
ﺏ ـ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﺒﺎﻋﻼﻨﻬﺎ 136 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ﺝ ـ ﺘﻘﺎﺩﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ …… ……………………………… 137
138 ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ……………………… ……… …..
ﺃ ـ ﻨﻘل ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ……138 … ……………………………… ….
ﺏ ـ ﺤﺼﻭل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻜﺎﻤﻼ ………… … …… 140
ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ …………………… ……………………… …… 142
ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ……………………………………………… 145
ﺍﻟﻔﻬﺭﺱ …………………………………………………..