Professional Documents
Culture Documents
المحتويات
أما بعد فقد قرأت هذه الرسالة بعنوان ) نداء إلى كل صاحب محل تجاري (
ألفها الخ في الله :دخيل بن غنيم العواد فألفيتها رسالة قيمة نافعة لمن أراد
الله به خيرا ً ،وذلك أن الكثير من التجار يقعون في مخالفات تنافي الحكام
الشرعية .
وة الدينية بين المسلمين ولقد أجاد الكاتب وأفاد فذ ّ
كر الباعة والتجار بالخ ّ
وأن من مقتضاها النصح لهم والحرص على إيصال الخير إليهم ودفع الضرر
كرهم بوجوب أو تأكيد السماحة في المعاملت عنهم بقدر الستطاعة وذ ّ
والحسان ودللة المسلم لخوانه على ما ينفعهم وتتحذيرهم عن الضرار
والشرور في دينهم ودنياهم حيث إن الكثير من التجار يهمهم حصول الرباح
ونما المرال واجتلب الجماهير إليهم بدعايات وإعلنات وبذل جوائز وإظهار
تخفيضات وهمية يقصدون من ورائها اكتساح الموال وتنمية الثروات دون
اهتمام بما يحصل على إخوانهم من الضرر في رفع الثمان ،أو عيب وخلل
في السلع أو الصناعة ،أو ضرر على الباعة الخرين الذين لم يدخلوا في
عمل الدعايات والجوائز ونحوها .
فعلى المسلم أن ينصح لخوانه في الدين ،وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من
الخير ،ويكره لهم الشر والضرر الذي يتوقاه يحذره ليكون المسلمون أمة
واحدة يتعاونون على البر والتقوى ،وعلى نصر الدين وقمع المفسدين .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
3/6/1419هـ .
المحتويات
أول ً :ما بيني وبينك من المحبة ؛ لننا مسلمان ،فنحن أخوان تربطنا رابط ٌ
ة
هي أعظم من رابطة الّنسب .قال الّرسول صلى الله عليه وسلم :
سِلمه .(2) (( ....
))المسلم أخو المسلم ،ل يظلمه ،ول ي ُ ْ
بك ّ
ل واحدٍ ي وعليك أن يح ّ
وإذا عرفت ذلك فاعلم أن هذه الخوّة َ توجب عل ّ
ل ـ صلى الله عليه وسلم ـ )):ل يؤمنمنا لخيه ما يحب لنفسه ،قـال الّرسو ُ
ب لنفسه (( .
)(3
ب لخيه ما يح ّ
دكم حتى يح ّ
أح ُ
ك وعلى جميع المسلمين ي وعلي َ ه عل ّ ة ،فقد أوجبها الل ُ ب الّنصيح ِ ثانيا :واج ُ
َ ُ
ن
مُروْ َ
ض يأ ُم أوْل َِياُء َ ب َعْ ٍضهُ ْ
ت ب َعْ ُ
مَنا ُن والمؤْ ِ قال الله ـ جل ذكره ـ }:والمؤْ ِ
مُنو َ
ض{ أي م أوْل َِياُء ب َعْ ٍ
ضهُ ْ من ْك َرِ {]التوبة [31ومعنى }ب َعْ ُ ن ال ْ ُ
ن عَ ِ
ف وَي َن ْهَوْ َ با ِل ْ َ
معُْروْ ِ
“ قلوبهم متحدة في التوادد ،والتحابب ،والتعاطف ؛ بسبب ما جمعهم من
أمر الدين ،وضمهم من أمر اليمان بالله ” ).(4
ن ،وعمـاَده، م الديـ ِ
ل ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن ِقـوا َ وقـد بـين الّرسـو ُ
ة ،قلنا:
ن الّنصيح ُ ة ،فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ )):الدي ُ سه ،الّنصيح ُوأسا َ
لمن ؟ قال :لله ،ولرسوله ،ولئمة المسلمين وعامتهم (( .وقال صلى الله
)(5
ن يخبر بعيوب
ري الّناظَر ما فيه من العيوب ،كذلك المؤم ُ
فكما أن المرآة َ ت ُ ِ
ة عليه لئل يبقى عليه شيٌء منها إلى آخر وقته .
)(7
أخيه شفق ً
ب من الله
ي وعليك أن يمسنا عذا ٌ
ة عل ّ ت شفق ً ثالّثا :وأناديك بهذه الكلما ِ
ب اللهِ شديد ٌ .سبحانه وتعالى ،فإن عذا َ
ت خوفا ً علينا من سخ ِ
ط اللهِ ،ونقمِته ،ومقِته ؛ رابعا :وأكتب لك هذه الكلما ِ
شيطان قد نصب ق على وجه الخصوص ؛ لن ال ّ ت في السوا ِ لنتشارِ المنكرا ِ
ب البلدِ إلى اللهِ سبحانه وتعالىفيها رايته قال صلى الله عليه وسلم )) :أحـ ّ
م الّنوويّ ـ رحمهض البلد ِ إلى اللهِ السواقُ (( ،قال الما ُ
)(8
المساجد ُ ،وأبغ ُ
ّ
ه ـ )) :لنهـا محل الغش والخداع والّربا واليمان الكاذبة ،وإخلف الوعد الل ُ
والعراض عن ذكر الله وغير ذلك مما في معناه (( وأزيد مما في معناه :
إطلق الّنظرات في المحرمات ،وإيذاء المسلمين في أعراضهم.
ص ،بل هو لعموم ِ الخلق ،فليس النكاُر ب ليس لحد مخصو ٍ وهذا الخطا ُ
م أّنه منكٌر
ب على من عَل ِ َ واجبا ً على فئةٍ من الّناس دو َ
ن فئةٍ ،بل هو واج ٌ
ن. وقدر على النكاِركائنا ً من كا َ
ل فيتبعون أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياك ممن يستمعون القو َ
عَباد * أحسنه فإن الله سبحانه وتعالى يقول في من هذه حاله }:فَب َ ّ
شْر ِ
ل فَيتبعو َ
م
ك هُ ْ م الل ّ ُ
ه وأولئ ِ َ داهُ ْ سَنه أولئ ِ َ
ك الذين هَ َ ح َ
نأ ْ ن ال ْ َ
قو ْ َ َ ّ ِ ُ ْ َ معُوْ َ
ست َ ِ ال ّذِي ْ َ
ن يَ ْ
ُأوُلو الل َْباب{ ]الّزمر . [18:
وقد وعد الله من فعل ما يوعظ به بأمور عظيمة هي غاية ما يتمناه كل
مسلم فقال جل ذكره :
فيثبتهم في الحياة الدنيا عند ورود الفتن ...والمصائب ويحصل لهم الّثبات
على الدين عند الموت وفي القبر.
مُره
س خيٌر؟ قال صلى ال عليه وسلم )) :من طال ع ُ ُ ) (1قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلم :أيّ الّنا ِ
مُره وساء عمله (( رواه الترمذي وقال " :هذا س شّر ؟ قال : من طال ُ
ُ ع وحسن عمله ،قال:فأيّ الّنا ِ
حديث حسن صحيح " سنن الترمذي 6/622مع شرحها تحفة الحوذي (2) .متفق عليه:أخرجه
البخاري،الفتح ،5/97ومسلم 120 /16بشرح الّنووي (3).متفق عليه :أخرجه البخاري في :اليمان
الفتح ، 1/57ومسلم في اليمان شرح الّنووي (4). 2/16فتح القدير للشوكاني (5). 2/381رواه مسلم
39 /2بشرح الّنووي ،وأبوداود ) ، (4944والترمذي )، (1926والبخاري تعليقا ،في اليمان ،باب:قول
الّنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ":الدين الّنصيحة" (6) .رواه أبوداودفي الدب،باب الّنصيحة)،(4918
صمد بتوضيح الدب صمد (7) .فضل الله ال ّ
والبخاري في الدب المفرد ،1/233مع شرحه فضل الله ال ّ
المفرد للجيلني 313 /1بتصرف (8) .رواه مسلم في المساجد 5/170بشرح الّنووي (9) .رواه مسلم
صحابة ،باب فضائل أم سلمة 7 /16بشرح الّنووي (10) .شرح الّنووي على صحيح مسلم في فضائل ال ّ
(11).16/7أخرجه أحمد في المسند ،4/366وابن حبان 458 /1الحسان ،قال محققه شعيب
الرناؤوط )) :حسن (( ،وأبو داود ) (4339وابن ماجة )(12). (4009أخرجه أحمد 1/2وابن حبان في
صحيحه 1/462الحسان ،وقال شعيب الرناؤوط “ إسناده صحيح ” (13).تفسيرابن سعدي رحمه الله
1/365ـ . 366
المحتويات
دفـا
ص َ
ن لم يأبوا َتعاطَيها فأيّ عذرٍ لمن عن نهجهم َ
دنا َ
ت عَ ْ
سادا ُ
ضـَيتغب فيها ـ سبحانه وتعالى ـ فقال في كتابه العزيز }:فَإ َِذا قُ ِ وقد ر ّ
ه{ ] الجمعة [10:وقال )(2
ل الل ّ ِ ن فَ ْ
ض ِ م ْ
ض واب ْت َُغوا ِشُروا في الْر ِ صلةُ فاْنـت َ ِ
ال ّ
ه{ ّ
ل الل ِ ن فَ ْ
ض ِ م ْ
ن ِ
ض َيـب ْت َغُوْ َن في الْر ِ ضرِب ُوْ َ ن يَ ْ
خُروْ َ
سبحانه وتعالى َ }:وآ َ
]المزمل[20:
ل ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالتـجارة مـع خديجة بنت وقد اشتغل الّرسو ُ
ل )) ،فلما ف وما ٍ ت شر ٍ خويلد ـ رضي الله عنها ـ ،وكانت امرأةً تاجرةً ،ذا َ
بلغها عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من صدق حديثه ،وعظم
أمانته ،وكرم أخلقه ،بعثت إليه ،فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى
شام تاجرا ،وتعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار(( ) (3وقد قبل رسول ال ّ
شام وربحت الله صلى الله عليه وسلم فخرج مع غلمها ميسرة حتى نزل ال ّ
ب، ل صلى الله عليه وسلم على الكس ِ سو ُث الّر ُ التجارة ربحا ً عظيما ً .وقد ح ّ
ل والبطالة ،قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ )) :ما ذر من الكسـ ِ ل ،وح ّ
والعم ِ
ّ
ي الله داود َ ـ عليه ده وإن نب ّلي ِ
م ِن عَ َ
م ْ
ل ِن أن يأك َ م ْ ً ّ ً
ل أحد ٌ طعاما قط خـيرا ِ أ َك َ َ
ده (() (4وإنما ذكر صلى الله عليه وسلم داود عليه لي ِ م ِن عَ َ
م ْ م كان يأك ُ
ل ِ سل ُال ّ
السلم لينبه أمته على القتداء به ،وهكذا كان دأب أصحاب الّرسول صلى
الله عليه وسلم فكانوا يعملون ،ويكسبون .قالت عائشة رضي الله عنها:
)(5
))كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمال أنفسهم ((
ة على
دكم حزم ً
ب أحـ ُ
وقال الّرسول صلى الله عليه وسلم )) :لن يحـتــطــ َ
ل أحدا ً فيعطيه أو يمنعه (( ).(6
ظهره خيٌر له من أن يسأ َ
ب
وإذا رأيت الّرزقَ ضاقَ ببلـدةٍ وخشيت فيها أن يضيقَ المكس ُ
ب
فارحل فأرض الله واسعة الفضا طول وعرضا شرقها والمـغر ُ
حواشي وابتغوا ...
) (1محل :أي مجدب ،وروضه أنف :أي جديدة الّنبت لم ت ُْرعَ (2).قيل :المرهنا للباحة لمن له كفاف
سؤال وهومحرم عليه ولمن ليطيق التكسب ،وعلى الوجوب للقادر الذي لشيء عنده؛ لئليحتاج إلى ال ّ
مع القدرة على التكسب .فتح الباري بشرح صحيح البخاري (3).4/288تهذيب سيرة ابن هشام ،عبد
رجل وعمله بيده الفتح (5).4/303 سلم هارون ص (4) .43أخرجه البخاري في البيوع ،باب كسب ال ّ ال ّ
سابق.ّ ال الموضع في ، البخاري أخرجه (6 ) سابق.
ّ ال الموضع في ، البخاري أخرجه
المحتويات
الّرسول صلى الله عليه وسلم بالّرحمة ،وقال صلى الله عليه وسلم :
سّهل عليك ). (5
سّهل ي ُ َ مح لك (( ) (4أي َ س َ
)) اسمح ي ُ ْ
حواشي سهل ...
شيخين .وصححه اللباني) (1الحياء (2 ) .2/84أخرجه أبوداود ) ،(3460وابن ماجة )(2199والحاكم ،2/45وقال :صحيح على شرط ال ّ
في إرواء الغليل ) (3 ) . 5/182 (1334رواه البخاري في البيوع ،الفتح (4 ) .306 /4رواه المام أحمد في المسند ،1/248وقال
العراقي :رجاله ثقات تخريج .الحياء ، 2/81وصححه اللباني في صحيح الجامع ) (5) . (993الّنهاية لبن الثير .2/398
المحتويات
إياك والحرام
ل
ن بلقاِء رّبـه ،المصدقُ بقو ِ م ،المشفقُ على نفسه ،الموق ُ أيهاالمسل ُ
)(3 ّ ل الل ّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ )):إّنـك ُ ْ
م ملقو اللهِ حفاة ً عراة ً غرل ً(( رسو ِ
ل اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي ل ي َْنـط ِقُ عنّ ن رسو ِـ لقد جاَءك ع ْ
الهوى خبٌر صادق :أنك موقوف فمسئول عن مالك ،قال صلى الله عليه
وسلم )) :ل تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ،وعن علمه فيم
فعل ،وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ،وعن جسمه فيم أبله (().(4
واحذْر أن تظلم أخا ً لك فتأخذ ماله من غير وجه مباح ،فإنه سيأتي عليك يوم
سيئات قال ـ يكون الحساب فيه بغير الدرهم والدينار ولكن بالحسنات وال ّ
ه منها ،فإّنـه ْ
حل ِل ُ ة لخيه فل ْي َ ْ
ست َ ْ ن عنده مظلم ٌ ن كا َ م ْ
صلى الله عليه وسلم ـَ )) :
ن لم يكن له ْ فإ حسناته من ه ي
ِ ْ ِخل َ ذ خ
ُ َْ ؤ ي أن ل َ
م من ْ ِ
ب ق م ديناٌر ول دره ٌليس ث َ ّ
ُ
ت عليه(( ،فما أعظم الفرق بين ما )(5
ح ْ ت أخيه فَط ُرِ َ خذ َ من سيئا ِتأ ِ حسنا ٌ
أخذته منه وما أخذه منك ! .
ل إل قب َ ُ
ب ل يَ ْ
ه طي ّ ٌ ن الل ّ َس،إ ّ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ )) :أّيها الّنا ُ
س ُ
ل ن فقالَ}:يا أّيـَها الّر ُ ه أمَر المؤمنين بما أمر به المرسلي َ ن الل ّ َ
طيبـا ً ،وإ ّ
م { ]المؤمنون[51: ن علي ٌ مل ُوْ َ صاِلحا ً إ ِّني ب ِ َ
ما ت َعْ َ وا َمل ُ ْ
ت واعْ ْ طـّيـَبا ِن ال ّ م َك ُُلوا ِ
م {]البقرة [172:ثم ما َرَزقَْناك ُ ْ ت َ ن ط َي َّبا ِم ْ وقال } :يا أيها الذين آمنوا ك ُُلوا ِ
سماِء ،يا رب ،يارب ، مد ّ يديه إلى ال ّ ث أغبَر ،ي َ ُ فَر أشع َ س َ
ل ال ّذكر الّرجل يطي ُ
سـتجاب لـه(( .قال
)(6
م ،وغُذ ّيَ بالحرام ِ ،فأّنى ي ُ ْ ه حرا ٌ س ُم ،وملب ُ ه حرا ٌ م ُومطع ُ
الّنووي )):أي من أين يستجاب لمن هذه صفتــه وكيف يستجاب له((.
ل الّناِر .قال صلى الله عليه وسلم )) :ل ب دخو َ جهٍ موج ٌل الحرام ِ بأيّ و ْ وأ َك ْ ُ
سد ٍ
ج َل َ ت الّناُر أولى به (( .وفي رواية )):ك ُ ّت إل كــان ْ
ح ٍ
س ْ
ن ُ م ْت ِم ن َب َ َ
ي َْرُبو لح ٌ
ت من م نب َ ة لح ٌ َ
ت فالّنار أولى به(( وفي رواية)):لن يدخل الجن ّ َ ح ٍس ْن ُ م ْ
ت َِنبـ َ
ت (( ).(7 ح ٍس ْ ُ
ول يغرنك ما ترى من تهافت الّناس على الموال من حل ومن حرام ،فل
يدري النسان من أين كسب ماله ،بل لعله يقصد سبل كسب المال
صريح ،وهذه غفلة ما بعدها غفلة ،ولكن موعدنا صحيح ال ّ المحرمة بالّنص ال ّ
ّ
ن المرد ّ إلى اللهِ إلى جنةٍ أو نارٍ ،خـلود ٌ بل موت وإقامة بل
وإياهم غدا فـ )) إ ّ
ظعن(( ) (12كما قال صلى الله عليه وسلم .
وهؤلء قد أخبر عنهم الّرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنهم سيأتون بعده ،
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ )):يأتي على الّنـاس زمان ل يبالي المرء ما أخذ
منه أمن الحلل أم من الحرام (( ). (13وهذا تحذيٌر منه ـ صلى الله عليه وسلم
ل على صدق نبوته ،حيث إن هذا المَر واقعٌ مشاهد الن ،فاحذر أخي ـ ودلي ٌ
أن تكون منهم ،فأطب مكسبك ،وإياك والحرام .
ن وجندبا ً وأصحاَبه وهو يوصيهم ،فقالوا : عن أبي تميمة قال :شهدت صفوا َ
هل سمعت من رسول الل ّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئا ً ؟ قال :سمعته
م
ه عليه يو َم القيامة ،ومن شاقّ شقّ الل ّ ُ مع الل ّ ُ
ه به يو َ مع س ّ يقو ُ
ل :من س ّ
القيامةِ ،فقالوا :أوصنا .فقال :إن أول ما ينتن من النسان بطُنه ،فمن
ل بينه وبين الجّنة استطاع أل يأكل إل طيبا ً فليفعل ،ومن استطاع أل يحا َ
ف من دم هََراقه فليفعل (().(14 بملء ك ّ
وهذا موقف غني عن التعليق ،فأطل التأمل فيه ،وفقك الله لكل خير ،ثم
تذكر أخي أن :
ه
م ُ ه يوما ً وَتـْبـ َ
قى فـي غـدٍ آثا ُ مـ ُ حـّله و َ
حَرا ُ المـال يذهب ِ
ه
م ُ
ب شـرابــه وطعا ُ
ق للهه حتى يطي َ
ي بـمت ٍ
س الـّتـق ّ
لـيـ َ
ه
م ُ
ث كل ُ
ن الحدي ِ
ن في حـس ِ
فه ويكو َ
بك ّ
ب ما تحوي وتكس ُ
ويطي َ
ه
م ُ
ي صـلتـه وسل ُ نـط َقَ الّنـب ّ
ي لنا به عن ربّـه فعلى الّنب ّ
)(17
حواشي المحرم...
) (1أخرجه المام أحمد في المسند ،1/247وأبوداود) ،(3488والبيهقي ،6/13وصححه اللباني في
تخريج أحاديث الحلل والحرام للقرضاوي ص (2).192انظر :فتح الباري ،4/415والشباه
والّنظائرللسيوطي ص ،280وشرح القواعد الفقهية لحمد الّزرقا ص (3) .215أخرجه البخاري في
كتاب الّرقاق باب الحشر 11/377 ،مع الفتح) ،ملقوالله( أي في الموقف بعد البعث)حفاة(بلخف
ف)غرل( جمع أغرل وهو القلف ،الذي بقيت غرلته،وهي الجلدة التي يقطعها الخاتن من ولنعل جمع حا ٍ
الذكر (4) .أخرجه الترمذي في صفة القيامة ،ماجاء في شأن الحساب والقصاص.وقال :حسن صحيح
7/101مع شرحه“تحفة الحوذي” وصححه اللباني في “صحيح الجامع” ) (5). (7177أخرجه البخاري
م ( أي هناك في يوم القيامة ). في الّرقاق ،باب القصاص يوم القيامة 11/395 ،مع الفتح ،ومعنى ) ث َ ّ
(6رواه مسلم ،في الّزكاة 7/99بشرح الّنووي (7).رواه الترمذي ،في كتاب الجمعة وقال)):حسن
سحت . 2/225قال الذهبي )):إسناده غريب(( 3/237مع شرحه .والدارمي في الّرقاق باب:في أكل ال ّ
صحيـح(( الكبائرص ،120وصححه اللباني ،صحيح الجامع ) (8). (1395فيض القدير ،شرح الجامع
صغير ،للمناوي (9). 5/18الكبائر للذهبي ص ، 120وقد ت ُك ُّلم في نسبة هذا الكتاب المطبوع فتنبه ). ال ّ
(10من كلم الغزالي في الحياء ) (11).2/690شفا( أي حرف أوطرف )جرف( هومالم يبن له حابس
سيول وغيرها ) ،هار( أي منهار منهدم (12).رواه الحاكم والطبراني ،وصححه اللباني في صحيح يقيه ال ّ
سير ،انظرالّنهاية ،157 /3 صحيحة)(1668و )الظعن( الرتحال وال ّ سلسلة ال ّالجامع ) (1942وال ّ
والمصباح ص (13). 146رواه البخاري في البيوع باب:من لم يبال من حيث كسب المال الفتح
(14). 4/296رواه البخاري في الحكام ) (93الفتح .13/128وفي الحديث زيادة على الّنهي عن أكل
ف
ل القبيِح في المؤمنين ،وكش ِ ي عن القو ِ الحرام :وعيد ٌ شديد ٌ لقتل المسلم بغير حق ،والّنه ُ
ي عن إدخال المشقة م جماعتهم ،والّنه ُ ك مخالفة سبيل المؤمنين ،ولزو ُ مساويهم ،وعيوِبهم ،وتر ُ
عليهم والضرار بهم (15).متفق عليه ،البخاري في اليمان باب فضل من استبرأ لدينه ،ومسلم في
شوكاني بجزء شرحه فيه واسمه شبهات .وقدأفرده العلمة ال ّ المساقاة باب :أخذ الحلل وترك ال ّ
شبهات عن المشتبهات ((...فراجعه إن شئت (16).رواه البخاري في مناقب النصار (63)، )) كشف ال ّ
7/149الفتح (17) .مختصر شعب اليمان للقزويني ،ص . 86
المحتويات
ح
ك به ،فانص ْ مل َ َ
ب أن يعا ِ م في بيعك بما تح ّ ل أخاك المسل َ م ،عام ْ
أخي المسل َ
ْ
سـلعة ـ إن كان فيها عيوب تعلمها ـ يباَرك لك في بيعك ، ب ال ّ
له وَبـّين له عيو َ
ن بالخيارِ ما لم يتفّرقا ، ح تجارُتـك ،قال صلى الله عليه وسلم )):الب َي َّعا ِ وترب ْ
فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ،وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما((
)(3
ة:
ن في أمورٍ ثلث ٍ وتفصي ُ
ل الّنصِح المأمورِ به في المعاملةِ يكو ُ
م،
ب حرا ٌب ،والكذ ُ سـلعة بما ليس فيها ،فإّنـه كذ ٌ الول :أن ل تـْثني على ال ّ
ث )) :المـسلم سابق ،ومضى حدي ُ حقٌ للبركة ،كما في الحديث ال ّ م ِ
م ْ
وهو ُ
صال المنافقين ،قال خ َ ة من ِ َ
صل ٌخ ْب َ ن الكذ َ ذبه ((...ث ُ َ
مإ ّ ْ
أخو المـسلم ِ ل ي َك ِ
صا ومن كانت فيهً ً
صلى الله عليه وسلم )) :أربع من كن فيه كان منافقا خال ّ
ة كانت فيه خصلة من الّنفاق حتى يدعها :إذا اؤتمن خان ،وإذا حدث خصل ٌ
كذب ،وإذا عاهد غدر ،وإذا خاصم فجر (( ،ثم إن كذبت على أخيك فقبل
)(4
م ،وقد عرفت ما في سلعة مصدقا ً لك فهو ـ مع كونه كذبا ً ـ تلبيس وظل ٌ ال ّ
التلبيس والظلم من العقوبة في الدنيا والخرة .
سـلعةِ خفّيها وجلّيها ول تكتم منها شيئا ً تعلمه ب ال ّالّثاني :أن تظهَر جميعَ عيو ِ
،فذلك واجب ،قال صلى الله عليه وسلم )) :المسلم أخـو المسلم ول يح ّ
ل
م فيه عَْيبا ً إل َبـّينه له (() ، (5فإن أخفيته كان ظلما ًلمسلم ٍ باعَ من أخيه بيعا ً يعل ُ
سشنا فلي َ نغ ّم ْ
م ،بل قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ َ )) : وغشا ً ،والغِ ٌ
ش حرا ٌ
)(6
نا ((
م ّ
ِ
ومر الّرسول صلى الله عليه وسلم علىصبرة طعام) (7فأدخل يده فيها فنالت
أصابعه بلل ً فقال )) :ما هذا يا صاحب الطعام قال :أصابته ال ّ
سماء) (8يا
رسول الله ،قال :أفل جعلته فوق الطعام كي يراه الّناس ،من غش فليس
). (9
مني ((
ل
ن فوائد َ أموا ِ دنيا ،وأ ّ
ح الخرةِ وِغَناها خيٌر من ربِح ال ّ م أن رب َالّثاني :أن تعل َ
سـَتجيُز
ف َيـ ْ
مر ،وتبقى مظالمها وأوزاُرها ،فكي َ دنيا َتـْنقضي بانقضاِء العُ ُ
ال ّ
كـّله في سلم ِ
ة ل الذي هو أدنى بالذي هو خيٌر ،والخيُر ُ ل أن يستبد َ العاق ُ
دين . ال ّ
م والعاُر
من الحَرام ِ وَيـْبقى الث ُ
شْهوتـه ِ فـَنى الل ّ َ
ذاذ َة ُ ممن نا َ
ل َ تَ ْ
)(12
مَغـّبتها ل خيَر في ل َذ ّةٍ من بعدها الّناُر
ب سوٍء في َ
واق ُ
َتبقى عَ َ
ويقول الخر:
مري ُْرها
م فإّنه حلوته تفَنى ويـْبقى َ
فل تقرب المَر الـحرا َ
ل الّله ،ولكن ل ن محمدا ً رسو ُ م ،أنت تشهد أن ل إله إل الّله ،وأ ّ سل َ أخي الم ْ
ة من ص ًن خال ّ
ل بمقتضاها ،وأن تكو َ ن تعم َق بها ،بل لبد أ ْيكفي مجرد ُ الّنط ِ
ل تدري ما إخلص ل إله إل الله؟ ،اقرأ معي هذا الحديث :قال ك ،فه ْقلب َ
ل: ً
ن قال ل إله إل الله مخلصا دخل الجنة (( ِقـْيـ َ م ْ
صلى الله عليه وسلم َ )) :
). (13
صهـا ؟ قال :تحجزه عما حرم الله (( وما إخل ُ
) (1أخرجه البخاري في المظالم ،دون قوله )) :اتقوا الظلم(( فتح الباري 100 /5ومسلم في البر
صلة 134 /16بشرح الّنووي (2).ابن الجوزي .الفتح 5/100بتصرف (3).متفق عليه :البخاري في وال ّ
صدق فيّ ال باب: ، البيوع في ومسلم ، 4/134 الفتح ، ونصحا يكتما ولم يعان
ّ َ بال بين إذا باب: ، البيوع
البيع والبيان (4).رواه البخاري ومسلم كلهما في اليمان (5).رواه أحمد ،وابن ماجه ،والحاكم ،
واللفظ لحمد وقال ابن حجر )):وإسناده حسن (( الفتح (6). 311 /4رواه مسلم في اليمان 108 /2
صبرة الكومة المجموعة من الطعام )الّنووي( (8).أي المطر (9).رواه مسلم في بشرح الّنووي (7).ال ّ
سابق (10) .متفق عليه ،البخاري في الحكام ،الفتح ، 93 / 13ومسلم في اليمان باب الموضع ال ّ
بيان أن الدين الّنصيحة (11) .تفسير ابن كثير (12).483 /4ينسبان لعلي رضي الله عنه ،انظر مجمع
الحكم والمثال ص (13) 444قال العراقي في تخريج الحياء )):2/76أخرجه الطبراني وإسناده
سلع الحياء .2/75
حسن(( (14) .انظر في وجوب بيان عيوب ال ّ
الحتويات
واحفظوا أيمانكم
ف لينفقَ سلعَته ،أو ليزيد َ م ،يعتاد ُ كثيٌر من الّتجارِ ،والباعةِ الحل َ أخي المسل َ
ّ
ة ،وقد توعّد َ الله سبحانه ف لينبغي البت َ ن الحل َم ،فإ ّخلقٌ ذمي ٌ ُ ذا ُ ثمَنها ،وهَ َ
لن في قلبه مثقا ُ ً ً
ف وعيدا عظيما ،زاجرا من كا َ ً وتعالى المنفقَ سلعَته بالحل ِ
ن ب ِعَهْدِ الله شترو َ ن يَ ْ ن الذي َذرةٍ من إيمان ،يقول الله سبحانه وتعالى } :إ ّ
م الله َول ي َن ُظُرُ مهُ ْ ّ َ
م في الخرةِ ول ي ُكل ُ خلقَ له ْ كل َ وأيمان ِِهم ثمنا ً َقليل ً أولئ َ
م { ]آل عمران.[77: ب عَظ ِي ْ ٌ م عَ َ
ذا ٌ كيهم وله ْمةِ َولي َُز ّ
قَيا َ
م ال ِإليِهم يو َ
ن .وقد اشتم َ
ل على خمسةِ أموٍر ب المؤم ِ
وهذا كما ترى وعيد ٌ شديد ٌ يهّز قل َ
)(1
ة
عظيم ٍ
ة وهو فيم سلع ً ن رجل ً أقا َ ن أبي أوفى ـ رضي الله عنه ـ أ ّ ّ
ُ وعن عبدِ اللهِ ب ِ
َ
ي بها مالم ُيعط ليوقع فيها رجل ً من المسلمين ، ف بالله لقد أعط َ ّ ق فحل َ سو ِ
ال ّ
). (2 ً
منا قَِلـي ْل ً {....
م ثَ َ
مان ِهِ ْ ّ
داللهِ وأي ْ َ
ن ب ِعَهْ ِ ن يَ ْ
شت َُروْ َ ّ
ن الذِي ْ َفنزلت } :إ ّ
مه ، ساو ُ ل يُ َ ما كان آخره جاَء رج ٌ ل الّنهارِ فل ّ ة أوّ َ م سلع ً ن رجل ً أقا َ وفي رواية :أ ّ
من ََعها أّول الّنهارِ من كذا وكذا ،ولول المساُء ماباعها به ،فأنز َ
ل ف لقد َ فحل َ
ن يَ ْ ن ال ّذِي ْ َ الل ّ ُ
)(3
ن {...الية و قال صلى الله عليه شت َُروْ َ ه ـ عز وجل ـ } :إ ّ
ف عََلى حل َ َ ل َ ج ٌ م َ :ر ُ مةِ َول ي َن ْظ ُُر إ ِل َي ْهِ ْ قَيا َ م ال ْ ِ ه ي َوْ َ م الل ّ ُ مهُ ُ ة ل ي ُك َل ّ ُ وسلم َ)) :ثلث َ ٌ
َ َ قد ْ أ َعْ َ
نمي ٍ ف عََلى ي َ ِ حل َ َ ل َ ج ٌ ب ،وََر ُ كاذِ ٌ طى وَهُوَ َ ما أعْ َ م ّ طى ب َِها أك ْث ََر ِ سل ْعَةٍ ل َ َ ِ
لقو ُ ماٍء فَي َ ُ َ َ
ل ض
ْ َ ف ع
َ َ َ ن م ٌ
ل ج ر و ،
َ ُ ٍ ُ ْ ٍ ََ ُ م ِ ل س م ل ج ر َ
ل ما َ َِ َها ب ع ِ ط َ ت ْ قَ َ َْ َ َ ْ ِ َ
يِ ل ر ص عْ ل ا د ع ب ٍ ة ب ِ ذكا
َ الل ّه :ال ْيو َ
ضِلي ؛ ك َ َ
َ )(4 من َعُ َ
داك (( و قال صلى ل يَ َ م ْ م ت َعْ َ ما ل ْ ل َ ض َ ت فَ ْ من َعْ َ ما َ ك فَ ْ مأ ْ َ ْ َ ُ
م
ِ ْ ه ّ
كي زَ ُ ي ول م هْ
ُ ِ ِ ْ َ ي َ لإ ر ُ ظ ْ نَ ي ول َ َ ِ ة م يا
َ ق
ِ ْ لا م َ وَ
ُ ْ ي هّ ل ال م ه
ُ ُ ُ م ّ لَ ك ُ ي ل ة
ٌ َ ث ثل َ )) : وسلم عليه الله
مَراٍر ث ِ ل الل ّهِ صلى الله عليه وسلم َثل َ سو ُ ها َر ُ قَرأ َ َل فَ َ م َقا َ َ
ب أِلي ٌ ذا ٌ م عَ َ وَل َهُ ْ
ن، ل َ ،وال ْ َ
مّنا ُ سب ِ ُ ل :ال ْ ُ
م ْ ل الل ّهِ ؟ َقا َ
سو َ
م َيا َر ُن هُ ْم ْسُروا َ خ ِخاُبوا وَ َ ل أ َُبو ذ َّر َ : َقا َ
)(5
ب (( ف ال ْ َ
كاذِ ِ ه ِبال ْ َ
حل ِ ِ سل ْعَت َ ُ
فق ُ ِ َوال ْ ُ
من َ ّ
شديد ِ في الخرةِ على المنفق سلعته بالحلف ،فإن وزيادة على هذا الوعيدِ ال ّ
ة ْ
سلعَ ِة ِلل ّ
ق ٌ
ف َ
من َ ّ
ف ُ
حل ِ ُ ْ
ذلك ممحق للبركة ،قال صلى الله عليه وسلم )) :ال َ
ة ل ِل ْب ََرك َةِ (()(6وفي رواية ))للربح(( .
ق ٌ
ح َ
م ِ
م ْ
ُ
حواشي واحفظوا ...
) (1انظر تفسير المام الطبري لهذه الية ) 527 /6المعارف( (2).رواه البخاري في البيوع ،الفتح
(3). 4/316تفسير ابن جرير الطبري :جامع البيان عن تأويل آي القرآن (4). 6/533رواه البخاري في
كتاب التوحيد ،الفتح (5).13/423رواه مسلم في اليمان ،2/114 ،بشرح الّنووي (6).متفق
عليه:البخاري في البيوع ،الفتح ،4/315ومسلم في البيوع 11/44بشرح الّنووي.
المحتويات
أما الول :وهو بيع الّرجل على بيع أخيه فيكون على صورتين :في البيع
وال ّ
شراء .
الولى :أن يشتري “محمد” من “علي” سلعة مـا وهما في مجلـس العقد
ق ،فيأتي “زيد” ،ويعرض على“محمد” سلعة مثل لم يتفرقا ،وخيارهما با ٍ
التي اشترى من “علي” بأرخص ثمنا ً منها ،أو أجود منها بسعر سلعة
“علي” .
الّثانية :أن يبيع “عثمان” سلعة على “إبراهيم” بخمسة آلف ثـم يجيء
سلعة بأكثر من الّثمن الذي دفعه
“أحمد” إلى “عثمان” فيطلب منه ال ّ
سلعة ،حتى يندم “عثمان” فيفسخ العقد . “إبراهيم” في تلك ال ّ
وأما الّثاني :فهو سوم الّرجل على سوم أخيه ،وصورته:
ة ما ثم يأخذها رجل ليشتريها بثمن رضي به مالكها ثم بعد أن ُتعرض سلع ٌ
سلعة حتى يردها البائع من المشتريذلك يجيء رجل آخر ويزيد في ثمن ال ّ
سلعة بالّثمن الذي عرضه عليه
الول ،فهنا جاء هذا الّرجل وقد رضي مالك ال ّ
الول .أما إذا لم يكن قد رضي بالّثمن الذي عرضه عليه الول ،أوكان
شيء معروضا لمن يزيد في الّثمن ،وبعض الّناس يزيد في ثمنه على بعض ال ّ
،فذلك غير داخل في الّنهي .
وأما الّثال ّ
ث :فهو تلقي الّركبان ،وصورته :
أن يأتي تاجر غريب عن البلد يحمل بضائع ،فيتلقاه تاجر من أهل البلد ،قبل
سوق ويعرف سعر البلد ،فيشتري منه بضاعته بأرخص من أن يقدم إلى ال ّ
سعرالبلد ،فهذا وكل ما أشبهه منهي عنه ،لما فيه من الخديعة .
سلعة وهوليريد شراءها بل ليخدع غيره ويغره أن يزيد الّرجل في ثمن ال ّ
)(2
ليزيد في ثمنها أكثر مما كان سيزيد لو لم يسمع ذلك الّناجش قال ابن أبي
أوفى “ :الّناجش آكل ربا ً خائن ” ويدخل في الّنجش من سئل عن ثمن
)
سلعة فأخبر بأكثر مما اشترى به ،قال البخاري “:وهو خداع باطل ليحل” ال ّ
شراء على (3قال الّنووي “ :أجمع العلماء على منع البيع على بيع أخيه وال ّ
سوم على سومه ” ،وقال في الّنجش “ :وهذا حرام بالجماع ” و شرائه وال ّ
سلعة .
أصل الّنجش الستثارة لن الّناجش يثير الّرغبة في ال ّ
حواشي ل تبع ...
) (1متفق عليهما ،أخرجهما البخاري في البيوع باب :ليبيع الّرجل على بيع أخيه وليسوم على سوم
أخيه حتى يأذن له أويترك ،الفتح ، 4/352ومسلم في البيوع 10/158 ،بشرح الّنووي (2).انظر في
سنة للمام البغوي 8/116وما بعدها ،وشرح الّنووي على صحيح مسلم هذه المور المحرمة :شرح ال ّ
،10/158وفتح الباري 4/352وما بعدها (3) .صحيح البخاري 10/355مع الفتح .
المحتويات
قال الّنووي )):تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم ،وهومـن الكبائر
شديد المذكور في الحاديث وسواء صنعته بما لنه متوعد عليه بهذا الوعيد ال ّ
يمتهن أوبغيره فصنعته حرام بكل حال لن فيه مضاهاة لخلق الله سبحانه
وتعالى وسواء ماكان في ثوب أوبساط (()(3أو غيرها .
فتصوير ماله روح من إنسان أوحيوان أوطيرأوغيرها محرم))ول فرق في
صورة لها ظل أو ل ،ولبين أن تكون مدهونةتحريم التصوير بين أن تكون ال ّ
)(4
أو منحوتة أو منقوشة أو منقورة أو منسوجة ((
صور
وإليك أيها المسلم ،هذا الحديث العظيم الذي يبين لك حرمة كسب ال ّ
والتجار بها .
َ عَن سِعيد ب َ
ما إ ِذ ْ أَتاهُ ه عَن ْهُ َ ضي الل ّ ُ س َر ِ ٍ ن عَّبا ِ عن ْد َ اب ْ ت ِ ل ك ُن ْ ُ ن َقا َ ِ س
ح َ ن أِبي ال ْ َ ْ َ ِ ْ
شِتي من صنعة يدي ،وإني أ َ لِ :يا أ َ ل فَ َ
ع
صن َُْ ّ َِ ِ ِ
ْ َ َ َ ْ ِ َ عيِ م ما
ِ َ ٌ ِ َ َ ّ ن إ ن سا ْ نإ ني ّ إ
ّ ٍ ِ س با َ ع قا َ َ َ
با ج ٌَر ُ
ل اللهِ صلى ّ سو َ حد ّث ُ َ ُ قا َ صاِويَر ،فَ َ
ت َر ُ معْ ُس ِ ما َ ك ِإل َ س:لأ َ ن عَّبا ٍ ل اب ْ ُ هَذِهِ الت ّ َ
همعَذ ّب ُ ُ ه ُ ّ
ن الل َ صوَرة ً فَإ ِ ّ صوَّر ُ ن َ م ْ ل َ )) : قو ُ ه يَ ُمعْت ُ ُ س ِ لَ ، قو ُ الله عليه وسلم ي َ ُ
َ َ
ديد َة ً ، ش ِ ل َرب ْوَة ً َ دا (( فََرَبا الّر ُ
ج ُ )(5
س ب َِنافٍِخ ِفيَها أب َ ً ح وَلي ْ َ خ ِفيَها الّرو َ ف َ حّتى ي َن ْ ُ َ
صن َعَ فَعَل َي ْكَ َ َ َ قا َ ه ،فَ َ
ن تَ ْ ت ِإل أ ْ ن أب َي ْ َ حك ،إ ِ ْ ل )أي ابن عباس( :وَي ْ َ جهُ ُفّر وَ ْ ص ََوا ْ
)(6
ح (( س ِفيهِ ُرو ٌ يٍء لي ْ َ َ ش ْ ل َ ُ
جرِ ك ّ ش َ ذا ال ّ ب ِهَ َ
حواشي اجتنب ...
) (1متفق عليه :أخرجه البخاري في اللباس باب :عذاب المصورين يوم القيامة .الفتح ، 10/382
ومسلم في اللباس ،باب :لتدخل الملئكة بيتا فيه كلب ولصورة 14/92 ،بشرح الّنووي (2).متفق
عليه :البخاري في اللباس ،الفتح ، 10/391ومسلم في اللباس 84«14بشرح الّنووي (3) .شرح
الّنووي على صحيح مسلم (4) . 82، 14/81الفتح (5) .10/390ربا :ذعر وامتل خوفا ،وهل يتنبه لهذا
أصحاب الرسوم الهزلية !(6) .متفق عليه :البخاري في البيوع ،الفتح ، 416«4ومسلم في اللباس
93«14بشرح الّنووي .
المحتويات
احذرهم
س الصليب فهم يعظمونه ويعدونه شعارا ً لهم ،
إن من عقائد الّنصارى تقدي َ
ويسعون جاهدين بكل ما أوتوا من إمكانات ليدخلوا غيرهم في الّنصرانية “
المر الذي دفـع علماء اللهوت إلى وضع التنصير من بين العلوم اللهوتية
)
التي لها أصولها وفروعها ومناهجها ويدرس في كبرى الجامعات والمعاهد ”
(1
صليبيون وسائل خفية وحذرة في بعض البيئات لما رأوا من لقد سلك ال ّ
اعتزاز المسلم بعقيدته وتمسكه بها ،وفقدانه التصور أو القابلية لتغييرها .
صليـب تـحت عيني المسلم ،يراه في هذه الوسيلة هي جعل شـعارهم ال ّ
المفروشات واللعاب وبرامج الحاسب واللت ،والعلمات التجارية،
سيارات والملبس وغيرها من الشياء التي يستعملها المسلم ،لماذا ؟ وال ّ
صليب ،وتنكسر تلك الّنفرة منه فتمهد هذه حتى يألف المسلم مرأى ال ّ
الخطوة لما بعدها ؛ ولذلك فقد حمى المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
شرك وأسبابه ،فحذر وأنذر ، ل طريق يوصل إلى ال ّ جناب التوحيد ،وسد ك ّ
)(2
وأبدى وأعاد ،وخص وعم ،وقطع الوسائل والذرائع المفضية إليه
فعن عائشة ـ رضي الله عنها “ أن الّنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ل َ ْ
م ي َك ُ ْ
ن
)(3
ه”
ض ُ
ق َ
ب ِإل ن َ َ شي ًْئا ِفيهِ ت َ َ
صاِلي ُ ي َت ُْر ُ
ك ِفي ب َي ْت ِهِ َ
ُ ن أ ُذ َي ْن َ َ ُ
ن م ال ْ ُ
مؤ ْ ِ
مِني َ مع َ أ ّ ت َ ف ِبال ْب َي ْ ِطو ُ ت “:ك ُّنا ن َ ُ ة َقال َ ْ نب ِ
م ِ
ح َ
م عَب ْدِ الّر ْ
وعن أ ّ
حيهِ اط َْر ِ ن :اط َْر ِ ُ َ َ
حيهِ فَإ ِ ّ
ن مِني َ مؤ ْ ِم ال ْ ُ تأ ّ قال َ ْ
ب فَ َ صِلي ٌمَرأةٍ ب ُْرًدا ِفيهِ ت َ ْ ت عََلى ا ْ فََرأ ْ
َ ل الل ّهِ صلى الله عليه وسلم َ
)(4
ه” ضب َ ُذا قَ َ حو َ ه َ َ ن إ َِذا َرأى ن َ ْ كا َ سو َ َر ُ
فعليك ـ أخي التاجر ـ أن تراقب بضاعتك أيا كان نوعها .ثم اعلم أن للصليب
أشكال كثيرة مختلفة يحاولون دسها إلينا في منتجاتهم التي يصدرونها ؛
ولذلك فقد تخفى على كثير من الّناس فتنبه لها .
حواشي احذرهم ...
) (1النشاط التنصيري في الوطن العربي ،د .إبراهيم عكاشة ،جامعة المام (2).انظر كتاب التوحيد
للمام محمد بن عبد الوهاب ،وحاشيته لبن قاسم ص (3).169أخرجه البخاري في صحيحه في اللباس
ساعاتي في الفتح الّرباني ): (17/285
الفتح (4).10/385 :أخرجه أحمد في المسند ، 6/140وقال ال ّ
“ إسناده جيد ” وأبو داود ). (3621
المحتويات
يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ مادحا ً عباده الذين يجمعون بين طلب الّرزق
ه فيَها ح لَ ُ
سب ّ ُ ن ت ُْرفَعَ وي ُذ ْك ََر فيَها اسم ُ
ه يَ َ ن الله أ ْ
ت أذِ َبالبيع والعبادة }:في ب ُُيو ٍ
صلةِ وإيَتاِء ن ذِك ْرِ الله َوإَقام ِ ال ّم تجاَرة ٌ َولَبيعٌ عَ ْل لت ُل ِْهيهِ ْ
جا ٌ
ل رِ َ
صا ِ
بالغدوّ َوال َ
ة{]الّنور [36،37:فبينت الية أن من صفات المؤمنين أنهم يبيعون الّز َ
كا ِ
ويشترون ولكن إذا جاء وقت الصلة تركوا كل ذلك وأقبلوا عليها .
فاحرص على أن تكون من هؤلء الذين أثنى الله عليهم في كتابه ،وإن لهم
عنده ـ سبحانه وتعالى ـ أجرا ً عظيما ً ،فإذا أ ُّذن للصلة ،فأغلق متجرك ،
وأقبل على الله ،وأد ّ ما افترضه عليك ،قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما
ت ع َل َي ْهِ ((
َ
ما افْت ََر ْ ب إ ِل َ ّ دي ب ِ َ ب إ ِل َ ّ
)
ض ُ م ّ
ي ِ ح ّ
يٍء أ َ
ش ْ ي عَب ْ ِ قّر َ
ما ت َ َ
يروه عن ربه )) :وَ َ
(2
ب لمحبة الله سبحانه فإذا أديت الفريضة فأتبعها بالّنافلة ،فإن ذلك سب ٌ
وتعالى لك ،وكفى بهذا دافعا ً وحافزا ً ،فإن محبة الله للعبد أجل مطلوب ،
دي ما ي ََزا ُ
ل عَب ْ ِ سابق )) :وَ َ
وأعظم مرغوب ،ويتبين ذلك في تمام الحديث ال ّ
ه(( ثم إن الّنوافل تكمل ما نقص من الفريضة حّتى أ ُ ِ
حب ّ ُ ل َ
وافِ ِ ب إ ِل َ ّ
ي ِبالن ّ َ قّر ُ
ي َت َ َ
سهو والغفلة وغير ذلك . بال ّ
فإذا أديت الفريضة مع جماعة المسلمين فاخرج بعد ذلك إلى متجرك موفقا
ومباركا لك في تجارتك إن شاء الله ،وقد انشرح صدرك ،واطمأنت نفسك،
وعليك بذكر الله ،وسؤاله الّرزق الحلل ،والكسب الطيب .قال سبحانه
ل الله
ض ِمن فَ ْ
ض وابت َُغوا ِ
شروا في الْر ِ صلة َفانت ِ ت ال ّ ضي ْ وتعالى ِ }:فإذا قُ ِ
ن { ]الجمعة [10:وهذا هو حال المؤمن يؤدي حو َ م تفل ُ كروا الله كثيرا ً لعلك ْ
ُ ّ واذ ْ ُ
فريضة الله ثم يسعى في أرض الله ويسأله من فضله وكرمه وجوده ،قال
ابن تيمية رحمه الله “ :وهذا وإن كان في الجمعة فمعناه قائم في جميع
صلوات ،ولهذا ـ والله أعلم ـ أمر الّنبي صلى الله عليه وسلم الذي يدخل ال ّ
َ
ب رحمتك (( وإذا خرج أن يقول )) : وا َ
ح ِلي أب ْ َ م افْت َ ْ المسجد أن يقول)) :الل ّهُ ّ
صحابة ـ ك (( ” وكان عراك بن مالك ـ وهوأحد ال ّ
)(5 ضل ِ َن فَ ْ م ْ
ك ِ سأ َل ُ َ َ
الل ّهُ ّ
م إ ِّني أ ْ
رضي الله عنه إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد فقال :
اللهم إني أجبت دعوتك وصليت فريضتك وانتشرت كما أمرتني فارزقني من
سلف :من باع واشترى يوم فضلك وأنت خير الّرازقين (( .وقال بعض ال ّ
)(6
صلة بارك الله له سبعين مرة (( الجمعة بعد ال ّ
أولئك الّرجال “لم تشغلهم الدنيا وزخرفها وزينتها وملذ ّ بيعها وربحها عن ذكر
ربهم الذي هو خالقهم ورازقهم ،والذين يعلمون أن الذي عنده هو خيرلهم
ق ،ولهذا قال سبحانه وأنفع مما بأيديهم لن ما عندهم ينفد وما عندالله با ٍ
ة{ أي َ
صلةِ وإيَتاِء الّزكا ِعن ذِك ْرِ الله َوإَقام ال ّ
وتعالى } :لُتلِهيهم تجارة ٌ َولبيعٌ َ
)(10
يقدمون طاعته ومراده ومحبته على مرادهم ومحبتهم”
أما أولئك الذين منعتهم أسواق الدنيا عن أسواق الخرة ،ونسوا أو تناسوا ما
صلة فهم الخاسرون يحبسون أنفسهم هم مقدمون عليه ،فأضاعوا فريضة ال ّ
س
ن الّنا ِ
م ْ
ن ِ
فو َ
خ ُ
ست َ ْ
صلة }:ي َ ْ
في محلتهم ،حتى ينتهي المسلمون من ال ّ
م { ]الّنساء[108:
معَهُ ْ
ن الله وَهُوَ َ
م ْ
ن ِ
فو َ
خ ُ
ست َ ْ
َولي َ ْ
صلة ،إن أولئك قد حرمواأو يقفون على الطرقات يراقبون الذاهبين إلى ال ّ
دين ،وهي ال
ُ ّ دعما صلةأنفسهم خيرا عظيما ،وأضاعوا أمرا ً جسيما ً إذ ال ّ
ركُنه الّركين ،و الحد ّ الفاصل بين الكفر واليمان قال ـ صلى الله عليه وسلم
) (11
صلةِ ((
ك ال ّ ن ال ْك ُ ْ
فرِ ت َْر ُ ن ال ْعَب ْد ِ وَب َي ْ َ
ـ )) :ب َي ْ َ
صلة ببشرى عظيمة من صاحب رسول أبشر أيها المسلم المحافظ على ال ّ
الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما فقد دخل
ما :يأيها الّناس أبشروا
فرأى قوما يصلون ،فقال بعث الّنار أحد ،ثم قرأ َ } :
) (12
ن{ ّ
صلي َن الم َ
م ْ قَر َقالوا لم ن َك ُ ْ
ن ِ س َ سل َك َك ُ ْ
م في َ فإنه ما منكم من َ
أما بعث الّنار الذي ذكره ـ رضي الله عنه ـ ،فإليك خبره ،حتى تعرف عظم
هذه البشرى :عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن الّنبي صلى الله
خي ُْر ِفيك َوال ْ َ سعْد َي ْ َ ك وَ َ ل ل َب ّي ْ َ قو ُم فَي َ ُ ه ت ََعاَلى َيا آد َ ُل الل ّ ُقو ُ عليه وسلم قـال )):ي َ ُ
ةَ ْ َ نك ُّ َ
ث الّنارِ قا َ َ
ث الّنارِ قا َ ل أَ ْ
قو ُ ك فَي َ ُ ي َد َي ْ َ
مائ ٍ
سع َ ِ ف تِ ْ ل أل ٍ م ْل ِ ما ب َعْ ُ ل وَ َ ج ب َعْ َ خرِ ْ
مل ََها وَت ََرى ح ْ ل َ م ٍ ح ْ ت َل َذا ِ ضعُ ك ُ ّ صِغيُر } وَت َ َ ب ال ّشي ُ ن فَعِن ْد َه ُ ي َ ِ سِعي َ ة وَت ِ ْ سعَ ًوَت ِ ْ
) (13
ديد { (( ش ِ ب اللهِ َّ ذا َ ن عَ َ َ
سكاَرى وَلك ِ ّ َ م بِ ُ ما هُ ْ سكاَرى وَ َ َ س ُ الّنا َ
يمشون نحو بيوت الله إذ سمعوا )الله أكبر( في شوق وفي جـذل
إذا سجى الليل قاموه وأعينهم من خشية الله مثل الجـائد الهطـل
) (1الموطأ ،للمام مالك رحمه الله (2). 1/174رواه البخاري في الّرقاق ،باب :التواضع ،الفتح
11/340ولعظم هذا الحديث فقد أفرده الشوكاني بكتاب شرحه فيه سماه “ قطر الولي في معرفة
الولي” (3) .انظر إلى حرص هذا التابعي الجليل على الجليس الصالح ،فإنه خير معين على الخير
صلة ) (864باب قول الّنبي ـ صلى فاحرص عليه (4) .أخرجه أحمدفي المسند ، 2/290وأبوداود في ال ّ
صلة ،باب :أول ماالله عليه وسلم ـ )):كل صلة ليتمها صاحبها تتم من تطوعه ،والترمذي في ال ّ
يحاسب به العبد يوم القيامة 2/463مع شرحه “ تحفة الحوذي ” وحسنه الترمذي ،والبغوي في شرح
السنة ،4/159وصححه ابن حجر كما في“الفتح ” ، 11/343وتحفة الحوذي (5) .أخرجه أحمد في
المسند ومسلم ) 5/224 (713بشرح النووي ،وأبو داود) (465وكلم ابن تيمية في الوصية الصغرى ص
، 46تحقيق سليم الهللي (6) .أخرجه أحمد في المسند باقي مسند النصار ومسلم )5/224 (713
بشرح النووي ،وأبو داود) ، (465وكلم ابن تيمية في الوصية الصغرى ص 46تحقيق سليم الهللي ) .
(7ذكرهما ابن كثير في تفسيره للية (8) . 4/367أخرجه البخاري رحمه الله في البيوع ،الفتح
(9) . 4/297أخرجه ابن أبي حاتم وابن جرير في تفسير الية ،وانظر تفسير ابن كثير ، 3/295وفتح
الباري (10) . 4/297فتح الباري 4/297وقال )) :أخرجه أبونعيم في الحلية (( (11) .تفسير ابن كثير
ح ” وأبو داود ) (13) .(4678أخرجه حي ٌ
ص ِ
ن َ
س ٌ
ح َ
ث َدي ٌ
ح ِ (12). 3/295الترمذي ) (2544وقال “هَ َ
ذا َ
ساعةسنة (14). 2/174أخرجه البخاري في الّرقاق ،باب قوله }: Iإن زلزلة ال ّ البغوي في شرح ال ّ
شيء عظيم{ 11/388مع الفتح .ومعنى أخرج بعث الّنار:أي ميز أهل الّنار من غيرهم.
المحتويات
السهم المسموم
أيها الخ الكريم ،يامن جعل رضى ربه أسمى هدف ،والفوز بالجنة أكرم
غاية ،والّنجاة من الّنارأعظم مرغوب ممتثل بذلك أمر ربك إذ يقول ـ جل
ن{.دو َ
س إلليعب ُ
ن والن َ
ت الج ّ خل َ ْ
ق ُ ما َ
شأنه ـ }:وَ َ
أخي المسلم ،إن في جسدك عضوا صغير الحجم ،بقدر مضغة الطعام ،
جليل القدر هو في جسدك كالملك المتصرف في الجنود ،التي تصدر كلها
عن أمره ،ويستعملها فيما يشاء ،فكلها تحت سيطرته وقهره ،وتكتسب
منه الستقامة والّزيغ ،وتتبعه فيما يعقده من العزم أو يحله ،فإن صلح صلح
الجسد كله ،وإن فسد فسد الجسد كله ،فهل عرفت هذا العضو الخطير إنه
القلب ذلك الملك المتربع بين حنايا صدرك !.
إذا عرفت منزلة القلب ،وأن صلحه صلح لسائر جسدك ،وفلح لك في
سعادة مطلب عزيز .وأن
دنياك وآخرتك ،وسعادة دائمة في الدارين ،وال ّ
فساده فساد لسائر جسدك ،وخراب لدنيك وآخرتك ،وشقاء وعيشة نكدة
في الدارين .
َ
جعَل َْنا ل ُ
ه ُنوًرا يمشي ب ِهِ في مْيتا ً فَأ ْ
حي َي َْناه ُ وَ َ ن َ ن َ
كا َ م ْ
يقول سبحانه وتعالى }:أوَ َ
خارٍِج منَها { ]النعام [122:ففي هذه سب َ ت لي َ َ ما ِ ه في الظ ّل ُ َ
مث َل ُ ُ
ن َ
م ْس كَ َ
الّنا ِ
صالح الحي ،وحال القلب المظلم . ّ ال القلب لحال عجيب تصوير الية
“وإن هذه العقيدة تنشيء في القلب حياة بعد الموت ،وتطلق فيه نورا بعد
الظلمات حياة يعيد بها تذوق كل شيء ،وتصور كل شيء ،وتقدير كل شيء
بحس آخر لم يكن يعرفه قبل هذه الحياة ...هذه التجربة لتنقلها اللفاظ ،
يعرفها فقط من ذاقها ،والعبارة القرآنية هي أقوى عبارة تحمل حقيقة هذه
)(1
التجربة ”
فالقلب الحي إذا عرضت عليه القبائح نفرمنها بطبعه وأبغضها ،ولم يلتفت
إليها بخلف القلب الميت ،فإنه ليفرق بين الحسن والقبيح ،كما قال ابن
مسعود رضي الله عنه )) هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف وينكر
)(2
به المنكر ((
سليم هو الذي سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة
وال ّ
تعارض خبره .
سليم :ليس بينه وبين قبول الحق ومحبته وإيثاره سوى صحيح ال ّ
والقلب ال ّ
إدراكه فهو صحيح الدراك للحق ،تام النقياد والقبول له .
والقلب المريض :إن غلب عليه مرضه التحق بالميت القاسي ،وإن غلبت
سليم ) ،(3فهذا القلب له حياة وبه علة ففيه من محبة عليه صحته التحق بال ّ
الله سبحانه وتعالى واليمان به والخلص له والتوكل عليه ماهو مادة حياته ،
شهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها والحسد والكبر وفيه من محبة ال ّ
والعجب ،ماهو مادة هلكه ،وهو ممتتحن بين داعيين :داع يدعوه إلى الله
)(4
ورسوله والدار الخرة ،وداع يدعوه إلى العاجلة ”
أخي المسلم ،إذا عرفت هذه المور من أحوال القلوب ،وأن نجاتك يوم
القيامة مشروطة بسلمة قلبك ،فيجب عليك حينئذ أن تعتني بقلبك أتم
العناية ،فتعرف مايدخله من الخواطر ،وتحفظ الّنوافذ الموصلة إليه من كل
مايضعفه ويمرضه ،وأن أعظم نافذة على قلبـك وأخطـر منفـذ إليه هو العين
فالعين رائد القلب وهي منظاره التي يرى بها المحسوسات.
ن الل ّ َ
ه ضَرةٌ وَإ ِ ّ
خ ِ حل ْوَة ٌ َ ن الد ّن َْيا ُ وقـال ـ صلى الله عليه وسلم ـ )) :إ ِ ّ
َ
ة
ل فِت ْن َ ِ ساَء فَإ ِ ّ
ن أوّ َ قوا الن ّ َ قوا الد ّن َْيا َوات ّ ُ ن َفات ّ ُ مُلو َ م ِفيَها فَي َن ْظ ُُر ك َي ْ َ
ف ت َعْ َ فك ُ ْ
خل ِ ُ
ست َ ْ
م ْ
ُ
)(6
ء ((سا ِت ِفي الن ّ َ َ
ل كان َ ْسَراِئي َ ب َِني إ ِ ْ
وكن على ذكر من قول سلمان الفارسي رضي الله عنه )) :لتكونن ـ إن
سوق ول آخرمن يخرج منه ،فإنها معركة استطعت ـ أول من يدخل ال ّ
سوق ،شيطان قد حط رحله في ال ّ شيطان ،وبها ينصب رايته (( ،فال ّ
)(7
ال ّ
وجمع جنده وأعوانه ليوقع عباد الله في مساخط الله ،حتى يكونوا تبعا له
في الدنيا والخرة ،فأدار المعركة عليهم ورفع رايته ،فمن اتبع خطواته
ساقه أمامه ،ومن تذكر ربه ،وكف جماح نفسه نجا بإذن الله .
والعين رائد القلب ،وهي مبدأ الّزنا والعياذ بالله فحفظها مهم ،وإن كثيرا
من الّناس يستهين بإطلق نظره في المحرمات ،والفات كلها منه تنشأ ،
فمن أطلق نظره أورد نفسه موارد الهلك ،وقد قال صلى الله عليه وسلم
لعلي رضي الله عنه ،وهومـن هو عفـة وتقـوى وهدى )) :يا علي لتتبع
)(8
نظرة ،فإن لك الولى وليست لك الخرة (( النظرة ال ّ
فالّنظرة الولى خاطفة ،وليس لها أثر ،أما الّثانية فإن القلب ينتبه ،
صورة فيه ، شيطان يعتور القلب حتى يمكن تلك الّنظرة منه فتستقر ال ّ وال ّ
)(9
رة ٌ ((
صو َ خ ُ
ل ب َي ًْتا ِفيهِ ُ ملئ ِك َ َ
ة ل ت َد ْ ُ ْ
ن ال َ
وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ )):إ ِ ّ
فكيف بالقلب!!
وقال جرير رضي الله عنه َ )) :
ل الل ّهِ صلى الله عليه وسلم عَ ْ
ن سو َ ت َر ُ سأل ْ ُ
َ
فجاَءة فَأ َمرِني أ َ َ
)(10
ري(( صرِ َ َ َ ِ
ص ب ف نأ ْْ َ َ ن َظ َرِ ال ْ ُ َ ِ
فالّنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب النسان ،فإن الّنظرة تولد الخطرة ،
شهوة إرادة ،وقد والخطرة تولد فكرة ،ثم تولد الفكرة شهوة ،ثم تولد ال ّ
صبر على ألم ما بعده ،ولهذا قال صبر على غض البصر ،أيسر من ال ّ قيل :ال ّ
شاعر :ال ّ
كل
صبر وُ ِ
سلمة ،ومن ادعى ال ّ أيها المسلم “ :من قارب الفتنة بعدت عنه ال ّ
ظر)( ،وأحق الشياء بالضبط والقهر اللسا ُ
ن ب نظرةٍ لم تنا َ
إلى نفسه ،ور ّ
ن:
والعي ُ
) (12
حْيـن
ق رب برق فيه صواعـق َ شـمْ)(11ك ّ
ل بر ٍ فـتـبصر ولت َ َ
المحتويات
أخي ،هذا أمر من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من
أبصارهم عما حرم الله عليهم فل ينظروا إل ما أباح الّنظر إليه ،وأن يغضوا
أبصارهم عن المحارم .
سلف :الّنظرسهم
ولماكان الّنظرداعية إلى فساد القلب ،كما قال بعض ال ّ
سم إلى القلب ،أمرالله بحفظ الفروج كماأمربحفظ البصارالتي هي بواعث
إلى ذلك ،قال سبحانه وتعالى } :قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا
)(1
فروجهم {
أخي المسلم “ ،إن السلم يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف ،لتهاج فيه
شهوات في كل لحظة ،فعمليات الستثارة المستمرة تنتهي إلى سعار ال ّ
شهواني لينطفئ وليرتوي ،والّنظرة الخائنة ..ل تصنع شيئا إل أن تهيج ذلك
سعار الحيواني المجنون .
ال ّ
وغض البصر من جانب الّرجال أدب نفسي ،ومحاولة للستعلء على الّرغبة
في الطلع على المحاسن ،كماأن فيه إغلقا للنافذة الولى من نوافذ الفتنة
)(2
سهم المسموم”
والغواية ومحاولة عملية للحيلولة دون وصول ال ّ
والله ـ سبحانه وتعالى ـ هو الذي يأخذهم بهذه الوقاية ،وهو العليم بتركيبهم
)(3
الّنفسي وتكوينهم الفطري ،الخبير بحركات نفوسهم ،وحركات جوارحهم”
}إن الله خبير بما يصنعون { ويقول ـ سبحانه وتعالى ـ }:يعلم خائنة
)(4
العين { أي :الّنظر إلى مانهى عنه .
أخي الكريم ،إن في غض البصر عما ليجوز الّنظر إليه فوائد كثيرة أرجوأن
)(5
تقف عندها بتأمل وتفكر ،ومنها
1أنه امتثال لمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده …وما
سعد من سعد في الدنيا والخرة إل بامتثال أوامره ،وماشقي من شقي في
الدنيا والخرة إل بتضييع أوامره .
3أنه يورث القلب أنسا بالله ،وليس على العبد شيء أضر من إطلق البصر
فإنه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه .
4أنه يقوي القلب ويفرحه ،كما أن إطلق البصر يضعفه ويحزنه .
5أنه يكسب القلب نورا ،كما أن إطلقه يكسبه ظلمة ...وإذا استنار القلب
أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب ،كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب
شر عليه من كل مكان . البلء وال ّ
6أنه يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والشتغال بها ،وإطلق البصر يشتت
عليه ذلك ،ويحول بينه وبينها ،فتنفرط عليه أموره ،ويقع في اتباع هواه
وفي الغفلة عن ذكر ربه ،قال ـ سبحانه وتعالى ـ }:ول تطع من أغفلنا قلبه
عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا {]الكهف [28:وإطلق الّنظر يوجب
هذه المور الّثلثة بحسبه .
أيهاالخ المسلم ،من الخلوة في محلك بالمرأة فإنك بعملك هذا تعرض
نفسك لخطرعظيم قدحذرك منه رسولك الكريم أشد التحذير قال ـ صلى
صارِ َيا
ن الن َ
م َ ج ٌ
ل ِ قا َ
ل َر ُ ل عََلى الن ّ َ
ساِء فَ َ خو َ م َوالد ّ ُ الله عليه وسلم ـ )):إ ِّياك ُ ْ
َ َ
موُ ال ْ َ ل ال ْ ََقا َ ت ال ْ َل الل ّهِ أفََرأي ْ َ
سو َ
(6 )
ت (( .موْ ُ ح ْ و
م َح ْ َر ُ
ل با َ
)(7
((
حَرم ٍ
م ْ
معَ ِذي َ ج ٌ ِ ْ
مَرأةٍ ِإل َ خل ُوَ ّ
ن َر ُ وقال صلى الله عليه وسلم )):ل ي َ ْ
أخي المسلم ،إذا خلوت عن الّناس ،ودعتك نفسك إلى ريبة فتذكر هذا
مِتي الحديث العظيم :قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ )) :لعْل َمن أ َقْواما م ُ
نأ ّ َ ً ِ ْ َ ّ
َ ْ
ل هََباًء ج ّ
ه عَّز وَ َ جعَل َُها الل ّ ُ ضا فَي َ ْ ة ِبي ًم َل ت َِها َ جَبا ِ ل ِ مَثا ِ تأ ْ سَنا ٍ ح َ مةِ ب ِ َ قَيا َ م ال ْ ِن ي َوْ َ ي َأُتو َ
َ
ن
ح ُم وَن َ ْمن ْهُ ْن ِكو َ ن ل نَ ُ م ل ََنا أ ْ جل ّهِ ْم ل ََنا َ ، فهُ ْ ل الل ّهِ ِ
ص ْ سو َ نَ :يا َر ُ ل ث َوَْبا ُ من ُْثوًراَ ،قا َ َ
ما َ ّ خ ُ ْ ُ ْ ُ َ م َ،قا َ َ
لك َ ن اللي ْ ِ م َن ِ ذو َ م وَي َأ ُ جلد َت ِك ْ ن ِ م ْ م ،وَ ِ وان ُك ْ خ َ
م إِ ْ ما إ ِن ّهُ ْ ل:أ َ ل ن َعْل ُ
ُ ّ َ ْ َ َ ْ
)(9
ها ((حارِم ِ اللهِ ان ْت َهَكو َ م َوا ب ِ َخل ْ م إ َِذا َ وا ٌ
م أق َ ن ،وَلك ِن ّهُ ْ ذو َ خ ُ
ت َأ ُ
فانظر في حالك إذا خلوت بمحارم الله ،عسى ألتكون ممن يجعل الله
عمله هباء منثورا ،ذلك الذي إذا اختفى عن أعين الّناس خوفا منهم ،
أوحياء ،لم يخف من الله ولم يستحي منه وهو مطلع عليه .
ب وقوعه في هوة شقوة في عيش الدنيا والخرة )) فرب خال بذنب كان سب َ
وكأنه قيل له :ابق بما آثرت ،فيبقى أبدا في التخبيط ،قال أبوالدرداء:إن
العبد ليخلو بمعصية الله سبحانه وتعالى فيلقي الله بغضبه في قلوب
) (10
المؤمنين من حيث ل يشعر ((
المحتويات
اتق مواضع التهم
أيها المسلم ،إنك تكرم نفسك ،وتعرف لها حقها ،فاحفظها عن كل موضع
قد يساء بك الظن فيه ،فل تضعها في موضع ريبة :
إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها هوانا بها كانت على الّناس أهونا
وليعني هذا أنك ل تثق بنفسك ،أوأن الّناس مخطئون إن أساءوا بك الظن ،
بل إن هذا من إكرام الّنفس ،ومن النفة مما ينقصها ،وهذا خلق علمناه
الّرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،وإليك هذه القصة :
ل الل ّهِ صلى الله عليه سو ِ ي صلى الله عليه وسلم إ َِلى َر ُ ج الن ّب ِ ّ ة َزوْ ُ في ّ ُص ِ جاءت َ
ن
ضا َ م َ َ ْ
جد ِ ِفي العَ ْ ْ وسلم ت َُزوُره ُ ِفي اعْت ِ َ
ن َر َ م ْ خرِ ِ شرِ الَوا ِ س ِ م ْ كافِهِ ِفي ال َ
ي صلى م الن ّب ِ ّ ب)أي تذهب إلى بيتها( فَ َ
قا َ قل ِ ُ ت ت َن ْ َ م ْ م َقا َ ة ،ث ُ ّ ساعَ ً عن ْد َه ُ َ ت ِ حد ّث َ ْ فَت َ َ
َ ُ ْ َ
مّرة َ م َسل َ م َ بأ ّ عن ْد َ َبا ِ جد ِ ِ س ِ م ْ ب ال َ ت َبا َ حّتى إ َِذا ب َلغَ ْ قل ِب َُها َ معََها ي َ ْ الله عليه وسلم َ
ما َ
ل لهُ َ قا َ ل اللهِ صلى الله عليه وسلم فَ َ ّ سو ِ ما عَلى َر ُ َ سل َّ صارِ فَ َ ن الن َ م َ ن ِ جل ِ َر ُ
قال ي فَ َ حي َ ّ ت ُ ة ب ِن ْ ُ
في ّ ُ
ص ِ ي َ ما هِ َ ما ،إ ِن ّ َ ُ
سل ِك َ َ
ي صلى الله عليه وسلم :عَلى رِ ْ الن ّب ِ ّ
ن
ي صلى الله عليه وسلم :إ ِ ّ ل الن ّب ِ ّ قا َ ما ف ََ َ
ل اللهِ وَكب َُر عَلي ْهِ َ َ ّ سو َ ن اللهِ َيا َر ُّ حا َ سب ْ َ ُ :
ما ُ ُ ُ َ َ ُ َ ال ّ
ف ِفي قلوب ِك َ قذ ِ َ ن يَ ْ تأ ْ شي ُ خ ِ مب ْلغَ الد ّم ِ ،وَإ ِّني َ ن َ سا ِ ن الن َ م َ ن ي َب ْلغُ ِ شي ْطا َ
)(1
ً
شي ْئا (( َ
والّرسول لم ينسبهما إلى أنهما يظنان به سوءا ِلما تقرر عنده من صدق
شيطان ذلك ،لنهما غير إيمانهما ولكن خشي عليهما أن يوسوس لهما ال ّ
معصومين ،فقد يفضي بهما ذلك إلى الهلك ،فبادر إلى إعلمهما حسما ً
للمادة ،وتعليما ً لمن بعدهما ،إذا حدث له مثل ذلك (() (2ويستفاد من الحديث
“ التحرز من التعرض لسوء ظن الناس في النسان ،وطلب السلمة
والعتذار العذار الصحيحة ،وأنه متى فعل ما ينكر ظاهره مما هو حق وقد
يخفى أن يبين حاله ليدفع ظن السوء”) (3قال علي بن أبي طالب )):إياك وما
)(4
يسبق إلى القلوب إنكاره وإن كان عندك اعتذاره((
)(5
(( قال ابن الجوزي )):ومن له نفس ليقف في مقام تهمة لئل يظن به
) (1متفق عليه البخاري في العتكاف الفتح 4/278ومسلم في الداب ،باب :بيان أنه يستحب لمن
سوء به ،مسلم بشرح
رؤي خاليا بامرأة وكانت زوجته أو محرما له أن يقول :هذه فلنة ليدفع ظن ال ّ
الّنووي (2). 14/156فتح الباري (3). 4/208شرح الّنووي على صحيح مسلم (4). 14/156مصائب
(6 ).الذام :العيب .
شيطان لبن مفلح المقدسي ص (5). 110صيد الخاطر ص 399 النسان من مكائد ال ّ
المحتويات
أخي المسلم ،إذاكنت كذلك ـ ول أظنك إلكذلك ـ فإن عرض أخيك المسلم
حرام عليك ،ليجوز لك انتهاكه بأي وجه من الوجوه .
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ )) :كل المسلم على المسلم حرام دمه ،وماله
،وعرضه (() (2فاحرص على عرض أخيك حرصك على عرضك ،وسبق في
الحديث) )) (3ل يؤمن أحدكم حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه من الخير ((.
أخي المسلم :إن لك في سلف المة خيَر قدوة ،فاهتد بهديهم ،وسر على
منهاجهم تفز برضى ربك ،وتنل جنته ،وتنج من ناره وعذابه .
قال سلمان ـ رضي الله عنه ـ )):لن أموت ثم أنشر ،ثم أموت ثم أنشر ،ثم
)(5
أموت ثم أنشر ،أحب إلي من أن أرى عورة مسلم أويراها مني ((
وأوصى أحدهم ابنه فقال ... )):يابني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات
)(6
بيته ،ومن سل سيف البغي قتل به ،ومن احتفر لخيه بئرا سقط فيها ((
أخي الكريم ،لقد كان العرب في جاهليتهم ذوي غيرة مفرطة ،ل تكاد
توصف ،وأنفة عالية ،حتى كان الّرجل منهم يئد المولودة خشية العار ،وقد
صور الله ـ سبحانه وتعالى ـ حالة أحدهم إذا بشر بالنثى في قوله جل ذكره:
}وإذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من
سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب{ ]النحل. [58،59:
فإن أحدهم إذا بشر بالنثى حزن حزنا شديدا ،ويتوارى من القوم فيكره أن
يراه الّناس حياء وخجل مما أصابه ،وهو إما أن يترك هذه النثى مهانة
ليورثها ول يعتني بها ،أويدسها في التراب حية .خطب رجل إلى أحدهم
ابنته فقال :
وكانت العفة حلية الّرجال ،ومفخرة من مفاخر البطال ،فهذا عنترة بن
شداد يفخر بأنه يغض بصره إن مرت به جارته حتى تدخل بيتها فيقول:
وكانت الخنساء قبل إسلمها في مراثيها لخيها صخر حفية بعفته وحيائه أن
يفعل الفاحشة أو يتبع بنظراته الّنساء فتقول :
ولم تَره ْ جارة يمشي بساحتها لريبة حين يخلي بيته الجار
أخي المسلم :هكذا رأيت كيف كانت حياة العرب في جاهليتهم ،وكيف كان
عفافهم من غير وازع إيماني ،فما بال الّناس اليوم وقد أنزل إليهم قرآنا
يقول الله عنه }:لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من
خشية الله{ ] الحشر [21 :أل إنه لم يقع في قلوبهم ،ولم يخالط بشاشة
س لتصدع من خشية أفئدتهم فهذا القرآن الذي لو أنزل على جبل شاهق را ٍ
الله ،فما لهذه القلوب القاسية }:ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم
لذكر الله وما نزل من الحق ول يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال
عليهم المد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون {]الحديد [16 :
قال يزيد بن تميم )):من لم يردعه القرآن والموت ،ثم تناطحت الجبال بين
)(8
يديه لم يردع ((
المحتويات
قارب النجــــــاة
واقِِع ِفيَها دودِ الل ّهِ َ،وال ْ َ ح ُ قائ ِم ِ عََلى ُ ل ال ْ َ مث َ ُ
َ
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ َ )):
فل ََها َ َ
س َ
مأ ْ ضهُ ْ ها وَب َعْ ُعل َ مأ ْ ضهُ ْب ب َعْ ُ صا َ فين َةٍ فَأ َ س ِموا عََلى َ ل قَوْم ٍ ا ْ
ست َهَ ُ مث َ ِ،ك َ َ
َ
قاُلوا :ل َ ْ
و م فَ َ ن فَوْقَهُ ْ م ْ مّروا عََلى َ ماِء َ ن ال ْ َ م َ وا ِ ق ْ فل َِها إ َِذا ا ْ
ست َ َ س َن ِفي أ ْ ذي َن ال ّ ِكا َ،ف َ َ
ما أَراُدوا هَل َ َُ أ َّنا َ
كوا م وَ َكوهُ ْ ن ي َت ُْر ُ ن فَوْقََنا ،فَإ ِ ْ م ْ م ن ُؤْذ ِ َ خْرًقا وَل َ ْصيب َِنا َ خَرقَْنا ِفي ن َ ِ
َ ن أَ َ
)(1
عا ((مي ًج ِ
وا َ ج ْ وا وَن َ َ ج ْم نَ َديهِ ْ ذوا عََلى أي ْ ِ خ ُ ميًعا ،وَإ ِ ْ ج َِ
أخي المسلم ،إن ماأنزل الله ـ سبحانه وتعالى ـ في القرآن الكريم ،وفي
شريفة من الوامر والّنواهي ليختص بأحد من المسلمين دون سنة الّنبوية ال ّ
ال ّ
أحد ،بل كل ما فيها من الحكام مطالب به كل مسلم بالغ عاقل يفهم
الخطاب ويرد الجواب في حدود الستطاعة وهذا أمر معروف .
وأمر آخر وهو أن المسلم مطالب بأن يعمل بالسلم كله ،لأن يأخذ ما
يوافق هواه ،ويدع ماسوى ذلك ،يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ }:يا أيها
شيطان إنه لكم عدو سلم كافة ول تتبعوا خطوات ال ّالذين آمنوا ادخلوا في ال ّ
مبين { ]البقرة [208 :
سنةأيها الخ المسلم ،لشك أنك موقن بما ذكرته لك .من أن القرآن وال ّ
مخاطب بهما جميع الخلق ،وأنه يجب العمل بجميع شرائع السلم وأحكامه ،
هذا هو مقتضى إسلمنا ،إذا فأنا أذ ّ
كرك هنا بحكم أنزله الله في كتابه ،وفي
سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،أل وهو :المر بالمعروف والنهي عن
المنكر .يقول الله سبحانه وتعالى }:ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أولئك هم المفلحون {]آل عمران:
.[104
وهذه الية فاصلة بين المؤمنين والمنافقين ،وفيها من صفات المؤمنين التي
تميزوا بها عن المنافقين :
ـ طاعة الله ـ سبحانه وتعالى ـ وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .
صفات التحق بالمنافقين بحسب إخلله ،قال سبحانه فمن أخل بهذه ال ّ
وتعالى }:المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون
عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم
الفاسقون {] التوبة [67 :فصفات المنافقين على الخلف من صفات
م ُ َ
من ْك ْ
ن َرأى ِ م ْ المؤمنين كما ترى .ويقول الّرسول صلى الله عليه وسلم َ )):
قل ْب ِهِ وَذ َل ِكَ
ست َط ِعْ فَب ِ َ ن لَ ْ
م يَ ْ سان ِهِ فَإ ِ ْ
ست َط ِعْ فَب ِل ِ َ ن لَ ْ
م يَ ْ من ْك ًَرا فَل ْي ُغَي ّْره ُ ب ِي َدِهِ فَإ ِ ْ
ُ
)(4
ن((
َ
ما ِ لي َفا ِ ضعَ ُ أ ْ
قال الّنووي رحمه الله “:وقد تطابق على وجوب المر بالمعروف والّنهي عن
سنة ،وإجماع المة ،وهو أيضا من الّنصيحة التي هي الدين المنكر الكتاب وال ّ
(( ) (5والمر بالمعروف والّنهي عن المنكر فرض كفاية ،أي :إذا قام به من
يكفي سقط الثم والحرج عن الباقين ،أما إذا تركه جميع الناس ،أو قام به
)(6
من ل يكفي أثم كل من تمكن منه بل عذر
وهو متعين إذا كان في وضع ل يعلم به إل هو ،أول يتمكن من إزالته إل هو .
وترك المر بالمعروف والّنهي عن المنكر موجب غضب الله ومقته ،وجالب
ن ِفي قَوْم ٍ ل يَ ُ
كو ُ ج ٍن َر ُ م ْما ِسخطه وعقابه قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ َ )):
هّ َ َ
م الل ُ ن ي ُغَي ُّروا عَل َي ْهِ َفل ي ُغَي ُّروا ِإل أ َ
صاب َهُ ُ ن عََلى أ ْ
قدُِرو َ صي ي َ ْ مَعا ِم ِبال ْ َ
ل ِفيهِ ْم ُي ُعْ َ
َ
ن قَب ْ ِ ب ِعَ َ
)(7
توا ((مو ُن يَ ُلأ ْ م ْب ِ ذا ٍ
أخي المسلم ،أجب أمر ربك وأمر رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،ومر
بالمعروف وانه عن المنكر ،وهذا ل يتطلب منك جهدا كبيرا ،وليصرفك عن
عملك ،فإذا رأيت ـ وأنت في عملك ـ مال يرضي ربك فأنكره بلسانك ،
بكلمة طيبة هادئة ،ترضي ربك ،وتطهر مجتمعك ،فإن لم تستطع ـ ول
أظنك إل مستطيعا ً ـ فل أقل من أن تنكر بقلبك ،تبغض المنكر ،وترجو زواله
،وتعين وتشجع من يسعى في إزالته ،وليس دون إنكار القلب مرتبة ضعيفة
من مراتب اليمان ،فما دون ذلك إل الرضى بالمنكر ثم استحسانه ثم
المتابعة عليه وفعله ونشره بين الناس ،وكل ذلك ليس فيه من اليمان
مثقال حبة من خردل ،لنه عمل ل يقتضيه اليمان بحال من الحوال ،بل هو
)(8
مناف لمقتضياته
فليس لك عذر أمام الله ـ سبحانه وتعالى ـ في ترك هذا الواجب العظيم ،
الذي هو من أعظم قواعد السلم .
فإن قال قائل :إني مقصر ،أو مرتكب لما أنهى عنه ،أو مفرط في بعض
صورة .
المور الظاهرة أو الباطنة ،فل يسوغ أن آمر أو أنهى وأنا على تلك ال ّ
الثاني :ويأمر غيره وينهاه .فإذا أخل بأحدهما كيف يباح له الخلل بالخر .
قال سعيد بن جبير :لوكان المرء ل يأمر بالمعروف ولينهى عن المنكر حتى
)
ل يكون فيه شيء ما أمر أحد ٌ بمعروف ول نهى عن منكر ،قال المام مالك
(9وصدق :من ذا الذي ليس فيه شيء ؟!
أخي المسلم ،إن كثيرا من الّناس لم يكتف بتركه المر بالمعروف والّنهي
عن المنكر حتى ضم إلى ذلك صفة أخرى هي أعظم شناعة من سابقتها ،أل
وهي الوقيعة في أعراض رجال الحسبة ،المرين بالمعروف والّناهين عن
قَرني) (10ـ رحمه الله ـ إن المر
المنكر ،وما المر إل كما قال أويس ال َ
بالمعروف والّنهي عن المنكر لم يدعا للمؤمن صديقا ،نأمرهم بالمعروف
فيشتمون أعراضنا ،ويجدون على ذلك أعوانا من الفاسقين حتى ـ والله ـ
)(11
لقد رموني بالعظائم ،وأيم الله ل أدع أن أقوم لله فيهم بحقه ((
إن هؤلء الذين ينتقصون القائمين بأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه
وسلم ويتصيدون أخطاءهم ويعظمونها وينشرونها بين الّناس ،على خطر
عظيم ،وقد جمعوا صفات عظيمة ال ّ
شناعة:
ـ ففي فعلهم هذا إيذاء لخوانهم المؤمنين ،يقول الله سبحانه وتعالى :
}والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ماكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما
مبينا{]الحزاب [58 :وإيذاء المؤمنين صفة من صفات المنافقين ،قال ـ
شر م َ
سل َ َ معْ َ َ َ ْ
)(12
سان ِهِ … (( الحديث
م ب ِل ِ َ نأ ْ صلى الله عليه وسلم ـ َ )):يا َ
قال سفيان بن عيينة رحمه الله )) :إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر المؤمن
)(13
وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق((
أخي المسلم ،إن بعض الّناس يقول عن المرين بالمعروف والّناهين عن
المنكر :إنهم فضوليون ،وأقول :هل فعلهم هذا من عند أنفسهم أو هو أمر
من الله ،إذا فقد وقعوا في خطأ عظيم ،إذ صيروا أمرا لله فضول.
وإليك هذا الخبر :قال عمر بن صالح :قال لي المام أبوعبدالله)أحمد بن
حنبل( :يا أباحفص ،يأتي على الّناس زمان يكون المؤمن بينهم مثل الجيفة ،
ويكون المنافق يشار إليه بالصابع !!
فقلت :يا أبا عبد الله ،وكيف يشار إلى المنافق بالصابع ؟ .فقال :يا
أباحفص ،صيروا أمرالله فضول ،وقال :المؤمن إذا رأى أمرا بالمعروف ،أو
نهيا عن المنكر ،لم يصبر حتى يأمر وينهى ؛ يعني قال :هذا فضول ،قال :
والمنافق كل شيء يراه قال بيده) (14على فمه ،فقالوا :نعم الّرجل ليس
)(15
بينه وبين الفضول عمل ((
أخي الكريم ،لو اشتغل كل واحد منا بعيوب نفسه ،واجتهد في إصلحها ،
لكان خيرا له وأنفع من اشتغاله بعيوب الخرين ،قال ابن حزم رحمه الله “:
ي من نقص ،حاشا النبياء ـ صلوات الله وسلمه واعلم يقينا أنه ل يسلم إنس ّ
سخف والضعة عليهم ـ فمن خفيت عليه عيوب نفسه فقد سقط ،وصارمن ال ّ
والّرذالة ...وضعف التمييز والعقل وقلة الفهم بحيث ل يتخلف عنه متخلف
من الرذال ...فليتدارك نفسه بالبحث عن عيوبه ،والشتغال بذلك عن
) (17
العجاب بها وعن عيوب غيره التي ل تضره ل في الدنيا ول في الخرة”
قال صلى الله عليه وسلم )):يبصر أحدكم القذى في عين أخيه ،وينسى
الجذع في عينه (( )(18ويقول ال ّ
شاعر :
أيها المسلم ،إن هؤلء القائمين بأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم
يقومون بواجب عظيم عجزأوتكاسل عنه الكثيرون .
أرأيت أيها المسلم عظم جناية أولئك المتصيدين أخطاء هذه الّنخبة الطيبة
من المجتمع ،وإن العجب ل ينقضي من فعل أولئك أهو بغض للخير وانتشاره
،أم هو حب في المنكرات وشيوعها ،أم حسد أم جهل وبعد عن تعاليم
سنة أم غرور وانخداع ببريق زائف خادع ،وإل فما ينقمون منهم إل الكتاب وال ّ
أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ،ويقوموا لله بالقسط ،أل ما أحسن
أثرهم على الناس ،وأقبح أثر الناس عليهم ! .
أخي الكريم :لنكن كما قال الله سبحانه وتعالى }:والمؤمنون والمؤمنات
بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر {.
شر يحتاج إلى الولية والتضامن والتعاون ،ومن هنا وتحقيق الخير ودفع ال ّ
تقف المة المؤمنة صفا واحدا ،لتدخل بينها عوامل الفرقة ،وحيثما وجدت
الفرقة في الجماعة المؤمنة فثمة ولبد عنصر غريب عن طبيعتها ،وعن
سمة الولى عقيدتها هو الذي يدخل بالفرقة ثمة غرض أو مرض يمنع ال ّ
) (19
سمة التي يقررها العليم الخبير !” ويدفعها ال ّ
وكن على الدهر معوانا لذي أمل يـرجونداك فـإن الحر معوان
)(20
واشدديديك بحبل الله مـعتصما فإنه الّركن إن خانتك أركان
حواشي قارب ...
شهادات ،الفتح (2). 5/292تفسير ابن كثير (3). 1/247تفسير المام ) (1أخرجه البخاري في ال ّ
الطبري :جامع البيان عن تأويل آي القرآن ) 4/255المعارف( (4).أخرجه مسلم في اليمان ،باب بيان
كون الّنهي عن المنكر من اليمان 2/23 ،بشرح الّنووي (5).شرح الّنووي على صحيح مسلم .22 /2 :
) (6انظر :شرح الّنووي على صحيح مسلم ، 2/23ورسالة المر بالمعروف والّنهي عن المنكر لبن
تيمية ص 29وإحياء علوم الدين للغزالي (7). 2/307سبق تخريجه (8).انظر الخلق السلمية ،عبد
الرحمن الميداني (9) .2/653انظر في هذه المسألة شرح الّنووي على صحيح مسلم ، 2/23وتفسير
قَرني ،من عباد التابعين المقدمين ابن كثير ، 1/85وتفسير ابن سعدي (10). 1/57هو أويس بن عامر ال َ
م ُ َ ْ ل الل ّهِ صلى الله عليه وسلم ي َ ُ
قو ُ سو َ
ل ي َأِتي ع َلي ْك ْ ت َر ُ معْ ُ س ِقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه َ )):
ص فَب ََرأ َ ِ
هَ َ َ ُ
ضعَ د ِْرهَم ٍ ل ُ
موْ ِ
ه ِإل َ من ْ ُ ن ب ِهِ ب ََر ٌ كا َن َن قََر ٍم ْ مَراد ٍ ث ُ ّ
م ِ ن ُ
م ْن ِ ل ال ْي َ َ
م ِ دادِ أهْ ِم َمعَ أ ْ مرٍ َ
عا ِ
ن َ س بْ ُ
أوَي ْ ُ
فَر لك فافعَل(( أخرجه مسلم في ْ ْ َ َ َ َ َ َ َ ّ َ ْ َ َ
ست َغْ ِن يَ ْ
تأ ْ ست َطعْ َ نا ْ م ع َلى اللهِ لبّره ُ فإ ِ ِ س ََوال ِد َة ٌ هُوَ ب َِها ب َّر لوْ أق َ
صفوة لبن الجوزي 3/33والعتصام فضائل أويس القرني 16/65بشرح الّنووي (11).صفة ال ّ
للشاطبي (12). 1/30سبق (13).المربالمعروف والّنهي عن المنكر للمام الخلل ص (14). 48كناية
عن إغلق الفم عن الكلم أي صمت فلم يأمر ولم ينه (15).المر بالمعروف والّنهي عن المنكر للمام
سير ، أبي بكر الخلل ص (16). 47المشايخ والستعمار ،حسني شيخ عثمان ص (17). 7الخلق وال ّ
أو:مداواة الّنفوس لبن حزم ص (18). 65أخرجه ابن حبان في صحيحه ،موارد الظمآن إلى زوائد ابن
حبان ص 453رقم ) (1847باب :فيمن ينهى عن منكر ويفعل أنكرمنه ،وصححه اللباني ،صحيح
الجامع رقم) (19) . (7890في ظلل القرآن (20). 3/1675 ،من قصيدة :عنوان الحكم للبستي .
المحتويات
كن مفتاحًا للخير مغلقا للشر
أيهاالخ المسلم ،لقد بذل أعداء السلم جهدهم في إفساد المجتمعات
السلمية أخلقيا ً وفكريا ً ،وذلك حتى يتمكنوا من ال ّ
سيطرة الفكرية عليها ،
والتحكم في عقول أبنائها ،وقد سلكوا لتحقيق هذا الغرض سبل شتى ،
وليس هذا مجال الحديث عنها ،ولكنني أتحدث إليك عن واحدة من أبرز
وسائلهم أل وهي “الصحف والمجلت” فقد روجوا من خللها بضاعتهم .
إن من يلقي نظرة خاطفة على هذه المجلت .لن يجد إل صورة فاتنة أو
خبرا مثيرا ً ،أو فكرا مدمرا ،أو قصصا ماجنة تثير الغرائز وتحرك الهواجس
وتوقض هاجع ال ّ
شهوة .
ولو تتبعنا تاريخ صدور أوائل هذه المجلت فسنجد بعضها مرتبطا ً بالحرب
صليبي على المة السلمية ،وأما العالمية الولى التي تكاتف فيها الغزو ال ّ
أوائل المنشئين لهذه المجلت والقائمين عليها فل يخرجون عن صليبي حاقد
أو يهودي خبيث المقصد والطوية ،من مستعمر غاصب ،أو مستشرق يدس
السم في العسل ،ولك أن تطالع أي كتاب أرخ لتلك الفترة لتعرف صدق
مقولتي ) (1يقول أحد من نشأ وتفتحت عيناه على هذا الغثاء وهوخبيربهذا
شأن:ال ّ
صبا ،فإذا نحن في بيــداء موحشة نخبط في دروب “ لقد تفتحت أعيننا في ال ّ
ملتوية ،ونعرج يمنة ويسرة بعيدين عن جادة الحق ،وأبواق الّثقافة الدخيلة
سموم المخدرة حتى يقودون القافلة إلى مصرعها الوخيم ،وينفثون فيها ال ّ
تستكين لهم وتسلم قيادها ،وهي في غفلة عما انطوت عليه جوانحهم…
جاءوا بقصص خليع يثير الشهوة ،ويقتل الحياء ،ويلطم وجه الفضيلة
والشرف ،ويوحي بالجرام والفسق…وأدب موبوء يزلزل العقيدة ويخدش
وجه العفاف ويعرض على الناس باسم القصة ،إنه أدب نغل) ، (2وورد آسن ،
وغذاء عفن ،التقطه من يتجرون بعقلية الجماهير ،ومن وقعوا وقوع الذباب
على الفضلت الفاسدة من نفايات الحضارة الوربية ،وقدموه لقومهم في
شكل زري .إن الّنفوس المريضة ،والعقول الهزيلة التي يخلبها )(3الّزيف ،
وتغويها المظاهرالخداعة والقلوب الخالية من اليمان هي التي تهيم بالباطيل
)(6 )(5
البهتان ((... فتعتسف الطريق) ،(4وتنفذ في سراديب
أخي المسلم :أما تحب أن تكون مفتاحا للخير ،مغلقا للشر ،فإن الّرسول
ح
فاِتي ُ
م َ
ن َ خَزائ ِ ِك ال ْ َ ن وَل ِت ِل ْ َ
خَزائ ِ ُ ذا ال ْ َ
خي َْر َ ن هَ َ صلى الله عليه وسلم يقول )):إ ِ ّ
هّ
ه الل ُ َ
جعَل ُ ل ل ِعَب ْد ٍ َشّر ،وَوَي ْ ٌ مْغلقا ِلل ّ خي ْرِ ِ ْ
حا ل ِل َ فَتا ً
م ْ ه ِ ه الل ّ ُجعَل َ ُ
طوَبى ل ِعَب ْد ٍ َ،ف َ ُ
)(7
ر(( مْغلًقا ل ِل ْ َ
خي ْ ِ شّر ِ حا َلل ّفَتا ً
م ْ
ِ
أخي المسلم الغيورعلى دينه ومجتمعه ،بعد أن عرفت منشأ هذه المجلت
والقائمين عليها ،والهدف من إصدارها وترويجها في بلد المسلمين أقول لك
:
ـ إنك ببيعك إياها تعين هؤلء وأولئك على نشرسمومهم ،وزبالة أفكارهم
صور المثيرة للغرائز ،والمقالت المشوشة
وعلى إفساد مجتمعك بنشر ال ّ
للذهان .
ـ وهل طابت نفسك أن تكون ممن يعين على الثم والعدوان ،ويخذل أهل
الحق والداعين إليه ؟ ،والله سبحانه وتعالى يقول }:وتعاونوا على
البروالتقوى ولتعاونوا على الثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب{
]المائدة[2:
ـ وهل طابت نفسك واطمأن قلبك أن تكون ممن يشيعون الفاحشة في
المؤمنين وينشرون الفساد والنحلل بين أبناء المسلمين؟ والله جل ذكره
يقول }:إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم
في الدنيا والخرة والله يعلم وأنتم لتعلمون {]الّنور [19 :
وقد أفتى العلماء بحرمة بيع هذه المجلت ،وشرائها واقتنائها .قال فضيلة
شيخ محمد بن صالح العثيمين “ :إن اقتناء مثل هذه المجلت حرام ، ال ّ
وشراءها حرام ،وبيعها حرام ،ومكسبها حرام ،وإهداءها حرام ،وقبولها
)(9
حرام ،وكل ما يعين على نشرها بين المسلمين حرام ((
أخي الكريم “ من لم يراقب العواقب غلب عليه الحس ،فعاد عليه باللم ما
صب مارجا منه الّراحة .وبيان هذا في المستقبل ،سلمة وبالن ّ َ
طلب منه ال ّ
يتبين بذكر الماضي ،وهو أنك لتخلو ،أن تكون عصيت الله في عمرك أو
لك ّ
ل بما فيه ! ت رح َ
ب طاعتك ؟ هيها َأطعته .فأين لذةُ معصيتك ؟وأين تع ُ
)(11
فليت الذنوب إذا تخلت خلت
وأزيدك في هذا بيانا :مّثل ساعة الموت ،وانظر إلى مرارة الحسرات على
التفريط ول أقول:كيف تغلب حلوة اللذات؛ لن حلوة اللذات استحالت
حنظل ،فبقيت مرارة السى بل مقاوم .أتراك ماعلمت أن المر بعواقبه ؟
)(12
فراقب العواقب تسلم ،ولتمل مع هوى الحس فتندم ”
حواشي كن مفتاحا للخير...
) (1انظرمثلكتاب:في الدب الحديث ،عمر الدسوقي ،في الدب الحديث تاريخ ودراسات :د.محمد بن
سعد بن حسين ،رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ،محمودمحمدشاكر (2).أي :فاسد (3).يخدعها (4) .
اعتسف الطريق :ركبه من غير قصد ول هدى (5) .جمع سرداب وهو المكان الضيق (6) .في الدب
الحديث ،عمرالدسوقي (7) .1/466رواه ابن ماجه في مقدمة سننه باب) (19من كان مفتاحا للخير) .
(8سبق ذكر الحاديث الواردة في ذلك (9) .خطبة حول فتن المجلت ص (10) . 15سبق الحديث
وتخريجه (11).تخلت :تركتك ،خلت :أي تركت لك بال خاليا ً من الهموم (12).صيد الخاطر لبن
الجوزي ص . 24،25
المحتويات
ل ضــرر ول ضــرار
ـ1ـ
أيها الخ الكريم ،إن ديننا الحنيف أحل لنا من المعاملت والمكاسب ما
لضرر فيه ،ول إثم ،وأمرنا بالكل من الطيبات ؛ لما لها من أثر واضح على
البدن في نشاطه وسلوكه ،وطواعيته ،وحرم كل خبيث حسي أو معنوي لما
يكسب متعاطيه من آثار سيئة تضرالفردوالمجتمع .
يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ عن نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
} ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث { ]العراف . [157:فكل ما
أحل الله ـ سبحانه وتعالى ـ من المآكل فهو طيب نافع في البدن والدين وكل
)(1
ماحرمه فهوخبيث ضار في البدن والدين
ـ2ـ
سمحة هو إصلح الّنفوس وتنشئة النسان شريعة ال ّثم اعلم ،أن هدف هذه ال ّ
صادق البار الوفي ، صالح طاهر القلب ،نقي الّثوب ،ال ّ
شجاع المين ،ال ّ ال ّ
المخلص العادل الطيب ،سليم الّنية والطوية ،البعيد عن كل الدناس
شريعة محققة لهذه الغاية على والرجاس الحسية والمعنوية ،وقد جاءت ال ّ
)(2
صور
أتم الوجوه وأكمل ال ّ
ـ3ـ
ثم اعلم أن من البدهيات أنه ليلزم في تحريم شيء ما أن ينص عليه بعينه ،
فإن الّرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما فصل وسمى مايعرفه أصحابه
ويشاهدونه واكتفى بالعمومات ،والقواعدالمجملة التي يدخل فيها ما يوجد
)(4
بعد
ـ5ـ
واعلم أيضا ،أنه يجب على المسلمين التعاون فيما بينهم على البر والتقوى
وهما كلمتان جامعتان يشملن كل خير ،وأليتعاونواعلى الثم ،وهو كلمة
جامعة لكل شر .
وبعد هذه المقدمات الخمس المهمة لعلك عرفت المقصود بالكلم هنا إنني
أحدثك عن داء ابتلي به كثير من المسلمين استعمال وتجارة ،أل وهو :
“الدخان” ،فقد اتخذ مصدرا للكسب .
ـ وهل في بيعه واستعماله إضرار بالّنفس ،وإضرار بالمسلمين ،أو ليس فيه
شيء من ذلك ؟.
ـ وهل بيعه والعانة على انتشاره بين المسلمين من التعاون على البر
والتقوى التي أمرنا الله ـ سبحانه وتعالى ـ بها في كتابه العزيز ،أوهومن
التعاون على الثم وال ّ
شر ؟.
أخي الكريم ،أجب على هذه السئلة الربعة بتجرد عن الهوى ،وحب في
الوصول إلى الحق ،ثم اعلم أن كلمة العلماء متفقة على تحريم الدخان
سواء في ذلك بيعه وشراؤه واستعماله أوتأجيرمحل على من يبيعه ،أو
العانة على بيعه بأي وجه .
شيخ العلمة محمد بن إبراهيم رحمه الله“ :مما يعلم كل أحدقال سماحة ال ّ
تحريمنا إياه ـ يعني الدخان ـ نحن ومشايخنا ومشايخ مشايخنا وكافة
المحققين من أئمة الدعوة الّنجدية وسائر المحققين سواهم من العلماء في
عامة المصار من لدن وجوده بعد اللف بعشرة أعوام أو نحوها حتى يومنا
)(5
هذا استنادا ً على الصول الشرعية والقواعد المرعية ”
شيخ العلمة عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله “ :أما الدخان شربه وقال ال ّ
والتجار به والعانة على ذلك فهو حرام ل يحل لمسلم تعاطيه شربا
)(6
واستعمال و اتجارا ”
شيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عددا ممن أفتوا بتحريمه وقد ذكرسماحة ال ّ
شيخ أحمد بن حجر آل أبوطامي ،ونقل تحريمه ال ّ
شيخ من كل مذهب وكذا ال ّ
)(7
حمود التويجري عن نحو خمسين عالما من مشاهير أتباع الئمة الربعة
) (1تفسير ابن كثير (2). 2/254المقاصد العامة للشريعة السلمية ،عبد الرحمن عبد الخالق ص . 13
) (3وهو حديث للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ :أخرجه أحمد ، 5/326وابن ماجه ) (2340وغيرهم
وصححه اللباني في إرواء الغليل :رقم ) (4). (3/408 (896التدخين ،مادته وحكمه للشيخ عبد الله بن
جبرين ص (5) . 93فتوى في حكم شرب الدخان ص (6) . 1حكم شرب الدخان ،مطبوع مع الفتوى
سابقة ص (7) . 26التدخين مادته وحكمه للشيخ عبدالله بن جبرين ص . 88 ال ّ
المحتويات
عن عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ قال :قال رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ )) :ما منكم من أحد إل سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر
أيمن منه فليرى إلما قدم من عمله ،وينظر أشأم منه فليرى إلماقدم ،
)(1
نار ولوبشق تمرة ((
وينظربين يديه فليرى إل النار تلقاء وجهه ،فاتقوا ال ّ
فتأمل ـ أخي المسلم ـ موقفك غدابين يدي العزيز القهارفإنها والله ساعة
ليخفى على الموقنين رهبتها ،ولعلى المتقين شدتها ،فإياك والتخليط في
العمل والكسب فإن العمر قصير والجل قريب ،ول تغرنك الحياة الدنيا
وزينتها :
ل
ب والمـ ِ
ة في الهوى والكس ِ
ب كـامـن ٌ
ة اللـبا ِ
آفـ ُ
ل
سم في العسـ ِ تـخدع النـسان ل ّ
ذتها فـهـي مثل ال ّ
ل
ل والـليالي فـيـك في عم ِ
أنت في دنـياك في عم ٍ
حواشي ل ترجمان ...
المحتويات
وختــــــــامــــا
أيهاالخ الكريم :لعلي أثقلت عليك فيما توجهت به إليك ،ولكن لبأس
فراحتك أريد ،وسعادتي وإياك في الدارين أنشد .فاتق الله ما استطعت ،
ففي تقوى الله كل خير ،وهي سبب في تفتح أبواب الّرزق قال سبحانه
وتعالى }:ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث ليحتسب {
]الطلق [3:وبعد :فأسأل الله العلي القدير أن يحسن عاقبتنا في الموركلها
ويجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الخرة ،وأن يتولني وإياك برحمته وتوفيقه
سلم عليك ورحمة الله وبركاته .
وأستودعك الله الذي ل تضيع ودائعه ،وال ّ
أرجو من كل أخ اطلع على هذا الجهد المتواضع فرأى فيه ما يحتاج إلى تنبيه
بزيادة أو نقص أو تعديل أو غير ذلك أن يبادر بالكتابة ،تحقيقا ً لقوله تعالى :
}وتعاونوا على البر والتقوى{
alawoad@naseej.com
المحتويات
المصادر والمراجع
عودة