You are on page 1of 6

‫افتتاح‪:‬‬

‫أما بعد ‪:‬‬ ‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره‬


‫تعالى‪:‬‬ ‫هللا‬ ‫فيقول‬
‫رح ّل َّلذين أحسنوا ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫منهم و َّاتقوا أجر‬ ‫الرسول من بعد ما أصاب ُه ُم الق ُ‬
‫ّ‬ ‫لِل و َّ ّ ّ‬ ‫﴿الذين استجابوا ّ ّ‬
‫*‬ ‫عظيم‬
‫وهم فزاد ُهم ً‬
‫إيمانا وقالوا ح ُ‬
‫سبنا ا‬ ‫الناس قد جمعوا ل ُكم فاخش ُ‬ ‫اس إ َّن ّ‬
‫الن ُ‬ ‫َّالذين قال ل ُه ُم ّ‬
‫ّ‬
‫كيل﴾ وقال تعالى‪:‬‬ ‫لِل و ّنعم الو ُ‬ ‫َّ ُ‬
‫َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ؤمنون﴾‬ ‫ّللا فليتوك ّل امل ّ‬
‫﴿قل لن يصيبنا ّإل ما كتب ّللا لنا هو مولنا وعلى ّ‬
‫تعالى‪:‬‬ ‫وقال‬
‫ّللا بكاف عبد ُه و ُيخ ّوفونك ب َّالذين من دونه ومن ُيضلل َّ ُ‬
‫ّللا فما ل ُه ّمن هاد﴾‬ ‫َّ ُ‬
‫ّّ‬ ‫ّّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫﴿أليس ّ‬
‫أيها اإلخوة واألخوات ‪ :‬السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته ‪،،‬‬
‫ً‬
‫الحمد هلل أول وآخرا‪ ،‬ثم نقدم الشكر إلخواننا وأخواتنا على املشاعر الجياشة التي ملسناها‬
‫من أبناء هذا الوطن‪ ،‬ومن أبناء القارة اإلفريقية برمتها‪ ،‬بل وحتى خارج القارة‪..‬ممثلة في‬
‫اتصالت لم تنقطع ألسبوع كامل‪ ،‬وأشكركم أيها الحضور على هذه الستجابة العريضة‪..‬‬
‫سائال املولى عز وجل أن يعمكم بحفظه وكالءته‪.‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫‪ -1‬حرصنا على األمن والستقرار وعملنا على استتبابهما منذ ‪ 25‬سنة في الداخل والخارج‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫محموما هدفه الشيطنة منذ صدور كتابنا األول الذي فرغت من تأليفه‬ ‫‪ -2‬شهدنا نشاطا‬
‫‪1992‬م ونشر ‪1996‬م‪ ،‬جعلوا من ذلك الكتاب مطية لالستمرار في خطة مرسومة‪،‬‬
‫فعقدوا ندوات ومحاضرات كثيرة عبر القنوات اإلذاعية والتلفازية ونسجوا للكتاب‬
‫صورة قاتمة من خيالهم ومعظمهم لم يقرأه ‪ ،‬وإنما نقلوا ممن نسج ذلك الخيال ‪،‬‬
‫فربطوا الكتاب بتكفير علماء األمة‪ ،‬ووصمهم بالفسق واإلباحية‪ ،‬والحق أنه ليس فيه‬
‫تكفير ألحد‪ .‬واستمروا على ذلك حتى أقنعوا كثيرا من العامة وبعض الخاصة بأن‬
‫مؤلف الكتاب يشهر العداوة الشخصية للكابر‪ ، .‬واتهمونا بأننا نفتي بتحريم الصالة‬
‫‪1‬‬
‫في مساجدهم‪ ،‬أين تلك الفتاوى؟ وأننا نربي الشباب على السب ‪ ،‬ومعلوم أن من يربي‬
‫ً‬
‫على الشم ل بد أن يكون شتاما‪ ،‬وأن لنا ارتباطا بالجماعات املسلحة في مالي‪ ،‬ونيجيريا‪.‬‬
‫ول يخرج عن هذه السلسلة ما صدر قبل أسبوع من التهم العريضة ضدنا والتي ل‬
‫تستند إلى أساس‪..‬‬
‫بهذه الخطة تمكنوا من تصوير صورة كاريكاتيرية لي مشوهة تتسم بالعنف‪،‬‬
‫يهاجم ويسب ويشتم ‪ .. ،‬وكل ذلك منطبق عندهم على الشيخ إبراهيم خليل‪ ،‬فنحن في‬
‫مخيلتهم فرسا رهان نسعى للتدمير وليس للبناء‪.‬‬
‫ً ً‬
‫حتى إن أحدهم رآني يوما أخرج من املسجد الكبير بعد الصالة فاستغرب قائال‪ :‬إذا أنت‬
‫تصلي في هذا املسجد‪ ،‬فقلت له‪ :‬ما املانع ؟ قال الذي نسمعه على خالف هذا‪.‬‬
‫قلت له‪ :‬ذاك ما تسمع وهذا ما ترى ‪..‬‬
‫املقصود أن هناك فئة لديها قدرة هائلة على التشويه والشيطنة سيطروا على املشهد‬
‫واستخدموا خيالتهم الخصبة ووسائلهم املختلفة في تشويه سمعتنا‪ ،‬ومحاولة عرقلة‬
‫مسيرتنا‪..‬منذ ما يزيد على عقدين من الزمان‪ ،‬ونحن صامدون صامتون ماضون في سبيل‬
‫التربية والتعليم‪ ،‬نعم طال سكوتنا ألننا ل نريد الكالم قبل وقت الحاجة ول بعده‪.‬‬
‫ما الذي حصل‪:‬؟‬
‫فوجئنا يوم الثالثاء ‪ 12‬أكتوبر ‪ 2021‬بأحد أبناء الشيوخ في طوبى جالسا على أريكته يذكر‬
‫اسمي واسم الشيخ إبراهيم خليل ويتناولنا بتهم كبيرة تتعلق باملريدية ورجالتها ‪ ،‬فالشيخ‬
‫إبراهيم حسب زعمهم يس يء إلى املؤسس ويهاجم مناسبة املاغال ‪ ،‬وزعم‬
‫أنه سمعني أهاجم سرج عبد األحد والحاج محمد الفاضل‪ ..‬ثم توعد بأنه سيقوم مع‬
‫جماعته قريبا بحركة ضدنا‪.‬‬
‫مساء السبت ‪ 16‬أكتوبر ليلة األحد ‪ 17‬اكتوبر في حدود الساعة ‪ 22‬ورد إلي صوتيات تتناد‬
‫ى من خاللها فرقة تدعى خدام الخديم بزعامة صاحب األريكة وتستنفر أتباعها إلى حمل‬
‫القصر الرسمي للخالفة املريدية‬ ‫واللتقاء عند بيت الخديم الذي يعد‬ ‫السالح‬
‫استعدادا لهجوم مسلح على األماكن التي حددها لهم زعيم الفرقة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫بعد ذلك قمنا بإبالغ السلطات املختصة‬
‫بذلك كما أبلغناهم املشهد الصادر يوم الثالثاء عقب صدوره ‪ ،‬فقامت السلطات األمنية‬
‫في البالد بالواجب في تأمين املواقع التي ذكرها زعيم الفرقة منذ انبالج شمس يوم األحد‬
‫‪2021/10/17‬م ‪ ،‬وهنا ل يسعنا إلى أن نوجه الشكر والتقدير للدولة السنغال ‪ ،‬على هذا‬
‫املوقف‪،‬ممثلة في جميع املسئولين الذين شاركوا بقول أو فعل في إطفاء فتنة كادت تحرق‬
‫األخضر واليابس‪.‬‬
‫وفي هذه املناسبة وأمام حضوركم الكريم املميز أوجه ثالث رسائل إلى ثالث فئات ‪:‬‬
‫الرسالة األولى‪ :‬إلى الدولة السنغالية‪:‬‬
‫شكرت الدولة السنغالية لقيامها بالواجب في سد الفتنة‪ ،‬لكن يبقى طرح عدد من األسئلة‪:‬‬
‫إلى متى تستمر هذه الفتن املتكررة وقد عرف منبعها ومصدرها مع إمكان سدها‪.‬؟‬
‫متى تستمر بالدنا في احتضان مليشيات دينية مسلحة تهدد وتهجم متى شاءت ؟‬
‫ما الفرق بين هذه الجماعات املسلحة وبين الحركات الجهادية املسلحة في إفريقيا وغيرها؟‬
‫ما الذي يحدث لو أن زعيما من زعماء الحركة السنية خاطب أصحابه يدعوهم لحمل‬
‫السالح في وقت ومكان محددين قصد استهداف هدف معين ؟‬
‫هل بات مشروعا لكل طائفة وتجمع ومؤسسة أن تشكل مليشية مسلحة تحميها؟‬
‫أين صحافة هذا الوطن وقراءاتها املثيرة للصحف الشعبية الساخرة؟ أين أنباء تلك الحركة‬
‫التي نادت بصوت يسمعها البعيد قبل القريب إلى حمل السالح مما يدل على أنها حركة ذات‬
‫سالح‪.‬؟‬
‫أيها املسئولون عن أمن هذا الوطن من رجال سياسة ورجال أمن‪ ،‬وعدل‪ ،‬تعلمون أن الدول‬
‫التي فقدت األمن والستقرار ل يمكن أن تتقدم وتزدهر‪ ،‬وتعلمون أن بالدنا تمر بظرف‬
‫خاص نظرا ملا ظهر فيها من ثروات ‪ ..‬فالبد من سلطة عازمة في ضبط األمن‪ ،‬وإحقاق الحق‬
‫وإحالل السالم‪ ،‬وذلك ل يمكن إل بإحالل العدل مكان الظلم‪ ،‬ومحاكمة الظاملين وإيقاف‬
‫املجرمين عند حدودهم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أيها املسئولون إن فهمنا لدين اإلسالم يدعونا إلى أن نؤكد لكم أن هذا الدين حين ينطلق‬
‫أبناؤه من العلم واملعرفة ومن التربية الرشيدة سوف يكون أداة للتنمية املستدامة‪ ،‬ووسيلة‬
‫للخذ بأيدي الفقراء واملستضعفين إلى قمة النمو والزدهار‪ ،‬وآلة لتوثيق الوشائج‬
‫الجتماعية بين أبناء الوطن‪ ..‬إن هذا الدين أيها اإلخوة واألخوات الذي يخاطب أتباعه ب{ل‬
‫إكراه في الدين} ل يجبر أحدا على منهج أو معتقد‪ ،‬أو حتى دين‪ .‬بل يدعو إلى أن يفسح املجال‬
‫كي يعرض كل صاحب بضاعة بضاعته تحت جو من الحوار العلمي البناء الذي يرجع‬
‫الخالف إلى الحجة والبرهان {فإن تنازعتم في ش يء فردوه إلى هللا والرسول }‬
‫الرسالة الثانية‪ :‬إلى املتمسكين بالقرآن والسنة عامة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ونساء وشيبا وشبابا أنتم حملة رسالة‬ ‫أيها اإلخوة واألخوات يا أهل السنة والجماعة رجال‬
‫ربانية‪ ،‬ودعاة خير على درب الهدى والنور‪ ،‬أنتم أطباء رحماء ألمة يعاني جل أبنائها من‬
‫أمراض عقائدية وأخالقية‪ ،‬سببها الجهل والبعد عن نور الكتاب والسنة‪ ،،‬فأوصيكم‬
‫ونفس ي بتقوى هللا تعالى والتقرب إليه بفعل األوامر وترك النواهي واإلكثار من التوبة‬
‫والرجوع إلى هللا‪ .‬ثم اعلموا أنهكم لستم حملة رسالة تدعو إلى العنف‪ ،‬أو السب أو الشتم‪،‬‬
‫ول يستجرينكم الجاهلون بسبهم ألئمة السنة األعالم فتسبون أئمة أفضوا إلى ما قدموا‬
‫دون أن يرتكبوا جريرة تستوجب السب‪{ ،‬تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم}‬
‫فمن جادلكم بالعلم والحكمة فجادلوه بالتي هي أحسن‪ ،‬ومن أساء في الكالم فأعرضوا عنه‬
‫قدر املستطاع‪ { ،‬وجادلهم بالتي هي أحسن} {ول تجادلوا أهل الكتاب إل بالتي هي أحسن}‬
‫ول تكونوا –رعاكم هللا – مطية ملن يعملون وراء الستار إلشعال نار الفتنة بين املسلمين في‬
‫هذا البلد‪.‬‬
‫وهنا أقولها أمام السنغاليين وهللا شاهد‪ :‬إننا ل نسب ول نرضاه من أحد فضال عن أن نأمر‬
‫ً‬
‫به أحدا‪.‬‬
‫الرسالة الثالثة‪ :‬إلى أهل طوبى خاصة‪.‬‬
‫‪ .1‬نحن لسنا من الذين وفدوا إلى طوبى مؤخرا لغرض البحث عن رزق‪ ،‬ولكننا من الذين‬
‫وجدوا أنفسهم في تلك املدينة عند ما ميزوا بين الفضة والقضة‪ ..‬وآبائي وهم أجداد‬
‫‪4‬‬
‫الشيخ إبراهيم أسهموا في تأسيس هذه املدينة ولهم بصمات عليها ل تمحى وقد سجلها‬
‫التاريخ‪.‬‬
‫حسب فهمنا أن دعوة الشيخ أحمد بمبا الذي ألف الكتب التعليمية التي نعرفها جميعا‬ ‫‪.2‬‬
‫قائمة على الكتاب والسنة بذل في ذلك من الجهد ما وسعه أن يبذل‪ ،‬لكن قوما من أهل‬
‫األهواء ملوا اآلذان بوجود دعوة له تخالف ذلك‪ ،‬فاملطلوب من هؤلء أن يبينوا للناس‬
‫ما هذه التعاليم التي يذكرون أن من خالفها وجب أن يخرج من طوبى‪ ..‬؟‬
‫إن من الخزي والعار أن يقف شخص وسط مدينة طوبى ينادي بصوته أمام وسائل‬ ‫‪.3‬‬
‫اإلعالم بوجوب إخراج من يقول قال هللا‪ ،‬وقال رسوله‪ ،‬ويتوعد بأنهم أحصوا مدارس‬
‫القرآن التي يجب إغالقها‪ ،‬فكأن لسان حال هؤلء يقول‪ :‬هذه املدينة مفتوحة لكل‬
‫منحرف عن أوامر هللا‪ ،‬وبابها يجب أن يسد أمام كل من يتحدث عن دين هللا كتابا وسنة‪.‬‬
‫يجب على من يحمل هم اإلخراج هذا أن يراجعوا حساباتهم ويعالجوا حساسيتهم‬ ‫‪.4‬‬
‫املفرطة‪ ،‬فكل من دعا إلى التوحيد‪ ،‬قالوا حكم علينا بالشرك ضمنا‪ ،‬وكل من أمر بترك‬
‫البدع واملعاص ي قالوا حكم علينا بالتبديع والتفسيق‪ ،‬إذا أمر بالصالة والصيام قالوا‬
‫هذا تعريض بطائفة معروفة‪ ..‬فبغية هؤلء أن يسكت الناس عن نشر دين هللا ‪ ،‬وذلك‬
‫مما ل سبيل إليه‪.‬‬
‫يجب أن تعلموا أن املواجهة األخيرة ليست بين املردية واملستهدفين ‪ ،‬لكنها فرقة متطرفة‬ ‫‪.5‬‬
‫تسعى إلشعال الفتن في السنغال‪ ،‬وهللا أعلم بمقاصدها وبمن وراءها‪ ،‬فقد شاهدتم‬
‫أحد أركانها أما الوسائل املرئية يقول إنهم ل يبالون بأن تقوم حرب أهلية في البالد‪.‬‬
‫لقد كثر التساؤل من أحبابنا ملاذا نحن باقون في طوبى رغم هذه التهديدات املتكررة؟‬ ‫‪.6‬‬
‫فالجواب ‪ :‬نعتقد أننا من أبناء هذه املدينة‪ ،‬نشأنا فيها كما ينشأ جميع الناس في مدنهم‬
‫وقراهم‪ ،‬وشاركنا في تنميتها كما شارك آباؤها في تأسيسها‪ ،‬فنحن من أهلها بحق ول‬
‫يمكن إخراجنا منها بالقوة ونحن أحياء ‪" .‬ومن قتل دون ماله وأهله فهو شهيد‪"..‬‬
‫والسبيل الوحيد الذي يمكن الخروج منه بسهولة‪ ،‬هو أن يصدر خطاب مباشر من‬
‫املسئول األول عن هذه املدينة ويأمر بوجوب الخروج منها ‪ ،‬يعلم هللا لو أن أمرا كهذا‬

‫‪5‬‬
‫صدر في حقي فلن أتأخر‪ ..‬ولن أحتاج إطالقا إلى ما يرددونه دوما من التعويضات‬
‫ونحوها‪ ،‬ولعل مثل هذا األمر ل يصدر قبل أن يتولى صاحب األريكة عرش الخالفة في‬
‫طوبى ‪ ،‬هذا حسب حسن ظننا بغيره‪.‬‬
‫أما الشيخ إبراهيم الخليل فال مطمع في إخراجه من انغابو مهما كلف ذلك ‪..‬‬
‫‪ .7‬أخيرا‪ :‬أقول وأكرر أننا دعاة سالم ووئام ل نعادي أحدا لذاته‪ ،‬ول نسب‪ ،‬ول نس يء إلى‬
‫صغير أو كبير‪ ،‬لكننا ماضون في سبيل الدعوة والتعليم ومن هاجمنا ألجل ذلك فنحن‬
‫في دولة القانون‪ ،‬وإل فنحن موجودون‪ ..‬وحسبنا هللا ونعم الوكيل‬
‫والسالم عليكم ورحمة هللا‪.‬‬
‫داكار ‪2021/10/24‬م‬

‫‪6‬‬

You might also like