Professional Documents
Culture Documents
(سورة البقرة)
الم َربَّى غالي ..الطفل المربى 0عنده حياء ،كلماته كلُّها مضبوطة ،
العوام يقولون ُ :
ٍ
بكالم اإلنسان لو مشي في أحد األزقَّة وسمع كالم األطفال غير المهذبين ..واهلل يتكلمون
يخجل منه ،الحجر يخجل وليس األشخاص ،إذا مرت بالطريق امرأة مثال أو معها
الحائطُ َ
بناتها ،أو شاب َّ
مهذب يسمعون كالماً اإلنسان يستحي أن َّ
يتذكره ،لذلك أعظم عطاء تعطيه
محصلة جهود جبَّارة بذلها أبوه في
ِّ ولكنه البنك األدب الحسن ،الطفل األديب ال َّ
يقدر بثمن َّ ،
محصلة اهتمام وعناية .
ِّ مستمرة ،
َّ تربيَّته ،محصلة مالحظة ومتابعة ومحاسبة
أدب حسن " ،نحل بمعنى أعطى ،إذاً أعظم والد ولداً من ٍ
نحل أفضل من ٍ " ما َن َح َل ٌ
النبي إلى سدرة المنتهى ؟
ُّ عطاء تعطيه إلى ابنك أن تؤدبه األدب الحسن .. ،لماذا ارتقى
قمة البشر ؟ ،قالت له :ما هذا األدب !! قال َّ :
أدبني ربِّي فأحسن تأديبي . ولماذا كان َّ
َّ
الجب أيهما أخطر ؟ كلكم تعرفون ذلك عن سيدنا يوسف عندما دخل السجن وُألقي في
فلما خرج من السجن وأصبح عزيز ب فيه موتَّ ،الج ُّ
أما ُ
الجب طبعاً ،فالسجن فيه طعام َّ ،
مصر واستقبل إخوته الذين تآمروا عليه وألقوه في غيابت الجب وذكر فض َل اهلل عليه ماذا قال
؟ قال:
( سورة يوسف )
يذكر إخوته بجريمتهم ،وقد أحسن بي إذ أخرجني 0من لماذا لم يذكر الجب ،قيل :لئال ِّ
ِّ
المعنف ،هذا أروع 0بكثير من التي يجنيها ِّ
النتائج اإليجابيَّة الطيِّبة التي يجنيها المعلم َ
ِّ
والمعنف ال ليس معلِّماً بل ِّ
معنفاً ، كل أمر من أمور التربية ،هذا َ الذي يستخدم الضرب في ِّ
ٍ
شيء شيء إال زانه ،وال ينزع من ٍ النبي عليه الصالة والسالم ، 0ألنه ال يكون الرفق في
يحبُّه ّ
إال شانه.
رضي
َ0 علي
الرزاق وسعيد 0بن منصور وغيرهما من حديث ٍّ عبد َّ
حديث ثالث ..وأخرج ُّ
(سورة النور)
" أنكحوا Wاأليامى منكم " هذا أمر ،وال أتصور 0اآلن عمال في زمن الفساد والفتن
واالنحراف ،في زمن كل شيء فيه يدعو إلى الشهوة ،الطرقات وكل شيء وفهمكم كفاية ..
يدعو ويثير الفتنة ،فال أعظم من تزويج الشباب المؤمنين من الفتيات المؤمنات في هذا
الزمان ،لذلك تسهيل الزواج ،تيسير البيوت والحاجات األساسيَّة ،فكل هذا من األعمال
الصالحة فقد قال اهلل َّ
عز وج ّل :
(سورة المائدة)
يس َر
أفضل شفاعة أن تشفع بين اثنين في نكاح ،هذه أفضل شفاعة ،فإن كان األب قد ّ
اهلل تعالى له أموره ،فليهيِّئ بيتاً ولو صغيراً البنته ،ولو كان البيت في ظاهر دمشق أو
دخلُه أربعة آالف أو خمسة آالف ،ومع هذا البيت تسير األمور ،فإنريفها ،فستجد شاباً ْ
لعل اهلل وتأمن طعامه فاهلل يتولَّى الباقي ،وهذه َّ
تسمى إقالع َّ .. سكن في بيت وكان له مأوى َّ
ويغير 0البيت ويأتي إلى دمشق ..ولعله بعد حين ِ
يحقق للبنت ما تتمنى من يغنيه ولو بعد حين ِّ
ٍ
بغرفة أو غرفتين خارج دمشق ، 0مع أساس المباحات ،ولكن عليك أنت أوالً أن تجعله يقنع ،
وفساد في األرض.
ٌ0 متواضع ،وشاب مؤمن مستقيم ..إن لم نفعل تكن فتنةٌ
اسأل المعنيين بشأن األخالق اآلن ،حاالت السفاح أصبحت ال تحصى ،إن لم يكن
نكاح فالبدي ُل هو السفاح ..إذا لم توجد بيوت فيها أزواج تصبح البيوت فيها دعارة ،هذه
ٌ
أن الَّذي دعانا رجل ٍ
لموقف مفاده َّ مسؤوليَّة المجتمع المسلم ..قد حضرت عقد قران فتأثرت
هديةً أبداً ،فليس هذا معقوالً ،وقد فوجئنا في العقد َّ
أن ثمن الهدايا التي يجب مليء ولم ِّ
يقدم َّ
تزوج الشباب ،كفانا ٍ
موثوقة كي ِّ تصرفٍ 0
جهة يقدمها تبلغ سبعمائة ألف ،وقد وضعها 0في ُّ أن ِّ
شابين ،هذا شيء جميل ،يجب أن نفعله .وزوج بثمنها شاباً أو ّ هدايا قد مللنا منها ِّ
أخ آخر كذلك أعجبني موقفه ،أقام عقد ِقران فذكر لي أخ من إخواننا وقال 0لي :واهلل
في اليوم الثاني كامل النفقات ُد ِف َع مثلها لتزويج الشباب ،ولدينا مثال عامي ( كبَّرها بتكبر ،
صغرها بتصغر ، ) 0فإن كبَّرها يدفع ثالث ماليين ،وإ ن َّ
صغرها 0ال يحتاج إال لمائتي ألف فقط َّ
والنبي عليه
ّ تدبِّر بيتاً بمائة وخمسين ألفاً خارج العاصمة ،واألساس متواضع، ،يمكنك أن َ
تصدقوا ، 0وهو ُّ
الحق كيف كان بيته ؟ لو وصفته لكم ال ِّ الصالة والسالم 0سيِّد الخلق وحبيب
ق فهو القائل :ما لي النبي ال َّ
يصد ُ0 ُّ ُّ
الحق ..غرفةٌ صغيرةٌ ،فوصف 0بيت ِّد الخلق وحبيب
سي ُ
والدنيا .األصل أن تكون مؤمناً. 0
ٍ
مؤمن شاب ٍ
لشابة ٍ ، بأن أفض َل عمل اآلن هو أن تسهم في تزويج ٍ
شاب ِّ
ُألخص كالمي َّ
تقر
ألنه ال يوجد أب عنده بنات في بيته إال ويكون قلقاً ،وال ُّ ٍ
مؤمنة ،هذا عمل عظيم َّ ، لشاب ٍ
َّة
شاب في َريعان الشباب وهو يغلي وال يملك بيتاً وال عمالً َّ
بتزويجهن ،وال أب عنده ٌ عينهُ إال
ِ
للناس األعمال ،فمن كان عنده عمل متواضع إال ويكون قلقاً ،لذلك فأعظم عمل أن تيس َِّر
الربا حرمةً
حرم اهلل تعالى ِّ يديره ويعمل تحت يديه عشرة شباب ،فهذا ِّ
يشغل الناس ،فلماذا َّ
شديدة ؟
َّ
ألنك لو فتحت محالً صغيراً تجد ألف شخص يخدمك ،لو استعرضنا 0حاجة محل
لعمال ،
تجاري صغير 0تجد حاجته ألشياء كثيرة مثالً :الفواتير تحتاج لمطبعة ،وهي تحتاج َّ
وحبر ،وآالت ،ونقل هذه الحاجات للمحالت تحتاج لشاحنة ،وعلى الشاحنة يعمل سائق ،
أمن لك أكياس ،وتحتاج كذلك إلى بطاقات ،وإ لى محاسب
وتحتاج إلى أكياس ،فيوجد 0إنسان َّ
،وإ لى صانع وإ لى موظَّف ،وتحتاج كذلك إلى مستودع.
محل صغيرِّ 0
يشغل ألف شخص وهو ال يشعر ،وأخطر 0شيء في المجتمع البطالة ،
الغربي يقولون لك :سبعة ماليين عامل بال عمل ،ثمانية البطالة هذه التي َّ
يئن منها المجتمع
ّ
ماليين ،واإلنسان إذا فرغ 0من العمل التفت إلى االنحطاط أو الجريمة ،فدائماًِّ 0
مؤشرات
الجريمة في المجتمع تترافق 0مع البطالة ،الجريمة العدوانيَّة والشهوانيَّة ،هذه الجرائم تتأثَّر
بالبطالة .
عنصراً نافعاً ،
ُ تزوج فانتهت أموره ومشاكله وأصبح
ثم َّ
أمن عمالً َّ
أحياناً تجد شاباً َّ
هموم اآلخرين . وإ نساناً في خدمة اآلخرين ،لم يعد عبئاً على اآلخرين ،أصبح ِ
يحم ُل
َ
تربية األوالد الخلُقيَّة أربع صفات :ظاهرة الكذب ،
إخواننا الكرام ...أخطر نقاط في ّ
السرقة ،وظاهرة السباب والشتائم ،وظاهرة الميوعة واالنحالل .فهذه هي وظاهرة ِ
ِ
وبالصغار . األمراض األربعة الفتَّاكة بالشباب
نبدأ أوالً بظاهرة الكذب وبحديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلَّم :
ال َأربع م ْن ُك َّن ِف ِ صلَّى اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َ َّ َأن َّ
يه سل َم قَ َ ْ َ ٌ َ الن ِب َّي َ " َ ......ع ْن عبد اهلل ْب ِن َع ْم ٍرو َّ
ق َحتَّى َي َد َع َها ِإ َذا صلَ ٌة ِم َن ِّ
النفَا ِ ِ ِ ِ
صلَ ٌة م ْن ُه َّن َكا َن ْت فيه َخ ْ
ِ ِ
صا َو َم ْن َكا َن ْت فيه َخ ْ
ِ َك َ ِ
ان ُم َنافقًا َخال ً
اص َم فَ َج َر* ".... اه َد َغ َد َر َوِإ َذا َخ َ
َّث َك َذ َب َوِإ َذا َع َ
ان َوِإ َذا َحد َ
أؤتمن َخ َ
(رواه البخاري Wومسلم)
َّث ك َذب ..لي قريب ربَّى ابنه على الصدق بجهود جبَّارة
يعنينا من هذا الحديث :إذا حد َ
،ويسكن في بلد غير بلد والدته ،فلما جاء ليزور 0والدته ومعه أوالده ،فال ِجدة قالت للصغير :
تحرك
اسكت مساء سنخرج سوياً ،فسكت ..وفي 0المساء انتظر وقد لبس ثيابه فلم يجد أي ُّ
أن من أخطر المضاعفات الناشئة في نفس الجدة فقال لها ِ :
أنت كاذبة .واهلل أنا أرى َّ من َّ
ألنك إذا أخلفت وعدك فالبد من أن تنجز وعدك َّ ، َّ وعدته
وعدته وأخلفت ،إذا ْ الطفل إذا ْ
كذاب عملياً ..درس عملي في الكذب ال ينسى قد لقّنته له ،بالطبع لن يقول لك َّ علَّمته الكذب ّ
ُ ّ
ولكن المهم الحقيقة . ّ بل سيسكت ،عرفك ّأنك كاذب ،فال يهم الكالم
سلَّ َم ثَالثَ ٌة ال ُي َكلِّ ُم ُه ُم اللَّ ُه ِ ِ
صلَّى اللَّ ُه َعلَ ْيه َو َ
سو ُل اللَّه َ
" َ .....ع ِن َأِبي ُهَر ْي َرةَ قَا َل :قَا َل َر ُ
ستَ ْك ِبٌر ِئ ش ْي ٌخ َز ٍ ِ َّ يوم ا ْل ِقيام ِة وال ي ْنظُر ِإلَ ْي ِهم وال يَز ِّكي ِهم ولَهم ع َذ ِ
اب َو َعا ٌل ُم ْ ان َو َمل ٌك َكذ ٌ يم َاب َأل ٌ
ْ َ ُْ َ ٌ ْ َ ُ َْ َ َ َ َ َ ُ
"
( صحيح مسلم )
أن هذا اإلنسان إن رأينا حالة صحيفته نجد مكتوباً 0فيها :ك ّذاب ،له صحيفة
أي ّ
عز َّ
وجل مكتوب فيها ك ّذاب . ( إضبارة) عند اهلل َّ
أيُّها اإلخوة الكرام ...الكذب خيانة ،يقو ُل عليه الصالة والسالم: 0
" َك ُبرت خيان ًة أن تُحدِّث أخاك بحديث هو لك به مصدِّق وأنت له به كاذب " .
( الجامع الصغير :عن سفيان بن أسيد )
الكاذب يشعر ََّأنهُ يخون ،قال لك :انصحني .وعندك قطعة قماش فاسدة لونها سيئ
َّ
مصدق 0ألنه طلب منك أن تنصحه فقلت له :هذه أحسن شيء .والمشتريَّ 0
صدقك ،هو لك
الصدق أمانة والكذب خيانة. ُ سمى الكذب خيانة وقال : فالنبي َّّ وأنت له به كاذب ،فقد ُخنتَه ..
اآلن عليه الصالة والسالم من وسائله في تربيَّة األطفال على الصدق :
صلَّى اللَّ ُه َعلَ ْي ِه ِ
سو ُل اللَّه َ ام ٍر ََّأن ُه قَا َل َد َعتْ ِني ِّ
ُأمي َي ْو ًما َوَر ُ
" .....ع ْن ع ْب ِد اللَّ ِه ْب ِن ع ِ
َ َ َ
سلَّ َم َو َما ِ ِ ُأع ِط َ اع ٌد ِفي َب ْي ِت َنا فَقَالَ ْت َها تَ َعا َل ْوسلَّم قَ ِ
صلَّى اللَّ ُه َعلَ ْيه َو َ سو ُل اللَّه َ يك فَقَا َل لَ َها َر ُ َ ََ
َأما ِإ َّن ِك لَ ْو لَ ْم صلَّى اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َ َّ
سل َم َ
ِ
سو ُل اللَّه َ ال لَ َها َر ُ
يه تَ ْم ًرا فَقَ َُأع ِط ِ
يه قَالَ ْت ْ َأن تُع ِط ِ ِ
ََأر ْدت ْ ْ
ش ْيًئا ُك ِت َب ْت َعلَ ْي ِك ِكذ َْب ٌة " *
تُ ْع ِط ِه َ
( سنن أبي داود )
البصرة ليتلقَّى
ّ المنورة إلى
جاء من المدينة َّ
رضي اهلل عن علماء الحديث هذا الذي َ لذلك
َ
حديثاً عن أحد الرواة ،هذا الراوي ك َذب على فرسه ال على ٍ
طفل صغير ، 0فقد رفع ثوبه ّ
تو ِه .. أن به شعيراً 0كي تُقبِ َل عليه َّ ،
فتقدم فإذا بالثوب ال شعير فيه ،فرجع من ِّ موهماً فرسه َّ
وحي المهاجرين ،جاء من المدينة المنورة إلى البصرة ليتلقى حديثاً
ّ ليس ما بين ساحة المرجة
فلما رآه يكذب على فرسه اتهمه بالكذب ولم يسألهعن أحد الرواة ،لم يكن الطيران موجوداً َّ ،
ُأعطك .
َ لما رأى هذه المرأة تقول لغالمها الصغير :تعال فالنبي عليه الصالة والسالم ّ
ّ شيئاً ،
أرد ِت أن تعطيه ؟ قالت ُ :أعطيه تمراً .فقال عليه الصالة والسالم :أما َّإنك لو لم
قال :ماذا ّ
تعطه شيئاً ُكتبت ِ
عليك كذبة .
قصةٌ بعضكم يعرفها َّ ..
أن العالم الربَّاني 0الشيخ عبد القادر الجيالني رحمه اهلل يروي
ُّ
نشأت على الصدق ،وذلك َّأني حين ما
بنيت أمري من ُ الصدق قال ُ : قصةً طريفةً عن ِّ
َّ
أستعين بها على النفقة ، ُأمي َأربعين ديناراً خرجت من َّ
ُ العلم ،أعطتنيّ 0
ب ُ مكةَ إلى بغداد أطلُ ُ
خرج علينا جماعةٌ من اللصوص - َ ِ
أرض همدان فلما وصلنا إلى وعاهدتني على الصدق ّ ،
قلت :أربعون ديناراً .واحد منهم وقال لي :ما معك ؟ ُ
ٌ فمر قطّاع الطريق ، -فَأخذواِ 0
القافلة َّ
َأربعون ديناراً . فقلت له
رج ٌل آخر قال :ما معك ؟ ُ ِ َّ
َ فتركني ،فرآني ُ
فظن أني َأهزُأ به َ
ك
قال :يا غالم ما حملَ َفصاح ..فسألني 0فَأخبرته َ .
َ فَأخذني إلى كبيرهم ـ كبير اللصوص ـ
الخشيةَ رئيس
َ فَأخاف أن أخون عهدها ،فأخذت
ُ ُأمي على الصدق ت ّعاهد ُ
ّ لت
على الصدق ؟ ُق ُ
َأخون
َ َأخاف أن
َ ُأمك وأنا ال
عهد ِّ
تخون َ
َ تخاف أن
ُ اللصوص ،فصاح َّ
ومزق 0ثيابه وقال :أنت
ك يا ُغالم .هذاتائب هلل على ِيد َ ِ
القافلة كلِّها وقال :أنا ٌ أمر ِّ
برد ما أخذوه من ثم َ
عهد اهلل َّ ،
فقال من مع كبير اللصوص : العارف باهلل الجليل عبد القادر الجيالني َ ،
َ الشيخ
َ الغالم أصبح
كبيرنا في التَ ْوَبة ،فتابوا 0جميعاً على يدي رئيسهم0
وأنت اليوم ُ
َ قطع الطريق0
كبيرنا في ِ
أنت َُ
قاطع الطريق.
أحياناً بموقف 0أخالقي ال يعلم إال اهلل ما نتائجه ..عصابة من اللصوص وقطّاع طريق
أما اآلن فقد اختلف الوضع ،
ب من طفل صادق الحديث ّ ، تعج ُ
تسلُب أموال المسافرين َ ،
فتابوا جميعاً ببركة الصدق ،مما ينفع في هذه المناسبة َّأنه إذا الحظ األب َّ
أن ابنه يكذب يجب
الظن ويتساهل ،فقد حضر للبيت وهو متعب أن يتابع األمر وال يتساهل ،أحياناً األب يحسن َّ
قصةً كاذبة ويتركه ،لكن حينما يحمل األب ابنه على الصدق ويتعبوسمع ابنه يرويَّ 0
ف ثماراً يانعة . بالتحقيق والتدقيق والنصيحة والمتابعة لعلَّه بعد حين ِ
يقط ُ
يقدر بثمن ،فشيء عظيم أن تكون صادقاً ،فالصدق 0مع الناس اإلنسان الصادق ال َّ
الصدق مع اهلل ،يوجد 0صدق مع اهلل ،وأحياناً
ُ ثم ِ
تنتق ُل إلى ينقلُك إلى الصدق مع نفسك َّ ،
ُ
يكون اإلنسان صادقاً مع نفسه فال يحاول أن يوهم نفسه أوهاماً غير صحيحة ،يبدُأ صدقُه مع
ثم مع اهلل .
ثم مع نفسه َّ ،
الناس َّ ،
إن شاء اهلل في درس قادم 0نتابع ظاهرة السرقة ،وظاهرة الميوعة والسباب والشتائم ،
هذه مما يعانيه المجتمع المسلم ،فيكفي أن تمشي في طريق وتسمع السباب المنحطَّ ،
والشتائم ،والميوعة ،والخالعة ،والتشبُّه بالفتيات ،وإ ن وجد طريق فيه من الجنسين اسمع
لطرف آخر ..هؤالء أوالد مسلمون كلُّهم ،فبالدنا إسالميَّة والحمد هلل ،هذه
ٍ طرف
ٌ ماذا يقول
تربية ؟ لذلك المؤمن يتميَّز بتربية أوالده ..انتبه ،حاسب ،دقِّق ،اجلس معهم وإ ال كما قلت
فالمتزوج 0الذي ُرزق بأوالد يبدُأ
ِّ ويسعد بانضباطهم ،
ُ0 لكم دائماً :اإلنسان يشقى بشقاء أوالده
أنجب أوالداً فسوف 0يربيهم 0هكذا ،واهلل سبحانه
َ فليصمم على أنه إذا
ُ0 يتزوج
من اآلن ،ومن لم َّ
وتعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .
رب العالمين ُّ
والحمد هلل ِّ
* * *