You are on page 1of 162

‫تابع تفسير سورة الحزاب‬

‫‪31‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ُمم فَا ْرجِعُواْ‬
‫َامم َلك ْ‬
‫ِبم لَ مُق َ‬
‫ُمم َيأَهْلَ َي ْثر َ‬
‫القول فممي تأويممل قوله تعالممى‪{ :‬وَِإذْ قَالَت طّآئِفَ ٌة ّم ْنه ْ‬
‫ل فِرَارا }‪.‬‬
‫ن ُبيُو َتنَا عَ ْورَةٌ َومَا ِهيَ ِبعَ ْورَ ٍة إِن ُيرِيدُونَ ِإ ّ‬
‫ن إِ ّ‬
‫س َت ْأذِنُ َفرِيقٌ ّم ْن ُهمُ ال ّن ِبيّ يَقُولُو َ‬
‫َو َي ْ‬
‫جرَ ها‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬و من ي طع ال ور سوله منك نّ‪ ,‬وتع مل ب مما أ مر ال به نُؤْت ها أ ْ‬
‫ن يقول‪ :‬يعطهما ال ثواب عملهما‪ ,‬مثلممي ثواب عممل غيرهنّم ممن سمائر نسماء الناس‬
‫َمرّتَمميْ ِ‬
‫ع َتدْنا َلهَا رِزْقا َكرِيمما يقول‪ :‬وأعتدنا لها فمي الَخرة عيشا هنميئا فمي المجنة‪ .‬وبنمحو‬
‫وأ ْ‬
‫الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21700‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫ت ِم ْنكُ نّ لِّل هِ َورَ سُوِلهِ‪ ...‬الَية‪ ,‬يعنمي‪( :‬تطع ال‬
‫ن يَ ْقنُ ْ‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله‪َ :‬ومَ ْ‬
‫ورسوله‪َ .‬و َت ْعمَلْ صَالِمحا تصوم وتصلمي)‪.‬‬
‫‪21701‬م حدثنمي سلمم بن جنادة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن إدريس‪ ,‬عن ابن عون‪ ,‬قال‪ :‬سألت عامرا‬
‫عن القنوت‪ ,‬قال‪ :‬و ما هو؟ قال‪ :‬قلت َوقُومُوا لِلّ ِه قا ِنتِ مينَ قال‪ :‬مطيع ين قال‪ :‬قلت َومَ نْ َي ْقنُ تْ‬
‫ِم ْنكُنّ لِّلهِ َو َرسُول ِه قال‪ :‬يطعن‪.‬‬
‫ن لِلّ هِ‬
‫ت ِمنْكه ّ‬
‫ن يَ ْقنُ ْ‬
‫‪ 21702‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو َم ْ‬
‫ع َت ْدنَا َلهَا ِرزْقا َكرِيمما وهي المجنة‪.‬‬
‫ن ل ورسوله وَأ ْ‬
‫َو َرسَول ِه أي من يطع منك ّ‬
‫ل صمَالِمحا فقرأ عاممة قرّاء الممحجاز والبصمرة‪:‬‬
‫واختلفمت القرّاء فممي قراءة قوله‪َ :‬و َت ْعمَ ْ‬
‫َو َت ْعمَلْ بمالتاء ردّا علمى تأويمل مَن إذ جاء بعد قوله ِم ْنكُ نّ‪ .‬وحكى بعضهم عن العرب أنها‬
‫تقول‪ :‬كم بميعَ لك جارية؟ وأنهم إن قدّموا المجارية قالوا‪ :‬كم جارية بميعت لك؟ فأنّثوا الفعل‬
‫بعد المجارية‪ ,‬والفعل فمي الوجهين لكم ل للمجارية‪ .‬وذكر الفراء أن بعض العرب أنشده‪:‬‬
‫ت‬
‫حشَرَا ِ‬
‫ع ِديّ ي ْأكُلِ الم َ‬
‫عمْر ٍو مَن يكُنْ عُ ْقرُ دارِ ِهجِوَاءَ َ‬
‫أيا أمّ َ‬
‫ن ذَوِي َب َكرَاتِ‬
‫سمُومِ جبمي ُنهُ َو َي ْعرُو إنْ كا َ‬
‫ن لَ ْفحِ ال ّ‬
‫َو َيسْ َودّ م ْ‬
‫فقال‪ :‬وإن كانوا‪ ,‬ولمم يقل‪ :‬وإن كان‪ ,‬وهو لممن‪ ,‬فردّه علمى الممعنى‪ .‬وأما أهل الكوفة‪,‬‬
‫فقرأت ذلك عا مة قرّائ ها‪َ « :‬و َي ْعمَلْ» ب مالمياء عطف ما عل مى يق نت‪ ,‬إذ كان ال مجميع عل مى‬
‫قراءة المياء‪.‬‬
‫والصمواب ممن القول فممي ذلك أنهمما قراءتان مشهورتان‪ ,‬ولغتان معروفتان فممي كلم‬
‫العرب‪ ,‬فبأيته ما قرأ القارىء فم صيب وذلك أن العرب تردّ خبر « من» أحيا نا عل مى لفظ ها‪,‬‬
‫ن إلَم ْيكَ أفَأنْ تَ‬
‫ستَم ِمعُو َ‬
‫ل ثناؤه‪َ :‬و ِم ْنهُ مْ مَ نْ يَ ْ‬
‫فتوحد وتذكر‪ ,‬وأحيانا علمى معناها كما قال ج ّ‬
‫ظرُ إلَ م ْيكَ فج مع مرّة لل ممعنى‪ ,‬وو حد أخرى‬
‫سمِعُ ال صّمّ وَلَ ْو كانُوا ل َيعْقِلو نَ َو ِم ْنهُ مْ مَ نْ َي ْن ُ‬
‫تُ ْ‬
‫للفظ‪.‬‬

‫‪33- 32‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ضعْ نَ‬
‫ن فَلَ َتخْ َ‬
‫حدٍ مّ نَ النّ سَآءِ إِ نِ اتّ َق ْيُت ّ‬
‫ستُنّ َكَأ َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬ينِ سَآ َء ال ّنبِ يّ لَ ْ‬
‫ن َت َبرّ جَ‬
‫ن فِي ُبيُو ِتكُ نّ َولَ َت َب ّرجْ َ‬
‫طمَ عَ اّلذِي فِي قَ ْلبِ ِه َمرَ ضٌ َوقُلْ نَ قَ ْولً ّم ْعرُوفا * َو َقرْ َ‬
‫ل َفيَ ْ‬
‫بِالْقَوْ ِ‬
‫طعْن َم اللّه َم َورَسمُولَ ُه ِإنّمَا ُيرِي ُد اللّهُم ِل ُيذْهِب َم‬
‫ا ْلجَاهِِليّةِ الُوَلىَ وََأ ِقمْنَم الصّملَةَ وَآتِين َم الزّكَمماةَ وََأ ِ‬
‫طهِيممرا }‪.‬‬
‫ط ّهرَ ُكمْ َت ْ‬
‫عَنكُممُ ال ّرجْسَ أَهْلَ ا ْل َبيْتِ َو ُي َ‬
‫حدٍ مِنَ‬
‫ن كأ َ‬
‫ستُ ّ‬
‫يقول تعالمى ذكره لزواج رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا نِساءَ ال ّنبِميّ لَ ْ‬
‫ن ال فأطعتنه فميمما أمركنّ ونهاكنّ‪ ,‬كما‪:‬‬
‫النّساءِ من نساء هذه المة إنِ اّتقَميْتُ ّ‬
‫‪ 21703‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬يا نِ سا َء ال ّنبِ ميّ‬
‫ن النّساءِ يعنمي من نساء هذه المة‪.‬‬
‫حدٍ مِ َ‬
‫ستُنّ كأ َ‬
‫َل ْ‬
‫ن بمالقول للرجال فميمما يبتغيه أهل الفماحشة‬
‫ضعْنَ بمال َقوْلِ يقول‪ :‬فل تل ّ‬
‫وقوله‪ :‬فَل تَمخْ َ‬
‫منكنّ‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21704‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫ن فَل‬
‫ن اتّقَ م ْيتُ ّ‬
‫ن النّ ساءِ إ ِ‬
‫ن كَأحَدٍ ِم َ‬
‫ستُ ّ‬
‫ي لَ ْ‬
‫عن أب ميه‪ ,‬عن ا بن عب ماس‪ ,‬قوله‪ :‬يا نِ ساءَ ال ّنبِ م ّ‬
‫ضعْنَ بمالقَ ْولِ يقول‪ :‬ل ترخصن بمالقول‪ ,‬ول تمخضعن بمالكلم‪.‬‬
‫تَمخْ َ‬
‫‪21705‬مم حدثنممي يونمس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنما ابمن وهمب قال‪ :‬قال ابمن زيمد‪ ,‬فممي قوله‪ :‬فَل‬
‫ن ب مالقَ ْولِ قال‪ :‬خ ضع القول ما يكره من قول الن ساء للرجال م مما يدخ مل ف مي‬
‫خضَعْ َ‬
‫تَ م ْ‬
‫قلوب الرجال‪.‬‬
‫طمَعَ اّلذِي فِمي قَ ْلبِ ِه َمرَ ضٌ يقول‪ :‬فميطمع الذي فمي قلبه ضعف فهو لضعف‬
‫وقوله‪ :‬فَم َي ْ‬
‫إي ممانه ف مي قل به‪ ,‬إ ما شا كّ ف مي ال سلم منا فق‪ ,‬ف هو لذلك من أمره ي ستمخفّ بحدود ال‪,‬‬
‫وإما متهاون بإتميان الفواحش‪.‬‬
‫و قد اختلف أ هل التأوي مل ف مي تأوي مل ذلك‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬إن مما و صفه بأن ف مي قل به‬
‫مرضا‪ ,‬لنه منافق‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21706‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة فَم َيطْمَعَ اّلذِي فِمي قَ ْلبِه‬
‫َمرَضٌ قال‪ :‬نفماق‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل وصفه بذلك لنهم يشتهون إتميان الفواحش‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫طمَعَ اّلذِي فِمي قَ ْلبِ هِ‬
‫‪ 21707‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد عن قتادة فَم َي ْ‬
‫َمرَضٌ قال‪ :‬قال عكرمة‪ :‬شهوة الزنا‪.‬‬
‫ل قد أذن ال لكم به وأبماحه‪ .‬كما‪:‬‬
‫ن قَ ْولً َم ْعرُوفما يقول‪ :‬وقلن قو ً‬
‫وقوله‪َ :‬وقُلْ َ‬
‫‪ 21708‬م حدث نا يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪َ :‬وقُلْ نَ قَ ْولً‬
‫ل جميلً حسنا معروفما فمي المخير‪.‬‬
‫َمعْرُوفما قال‪ :‬قو ً‬
‫ن فِمي بُميُو ِتكُنّ فقرأته عامة قرّاء الممدينة وبعض‬
‫واختلفت القرّاء فمي قراءة قوله‪َ :‬و َقرْ َ‬
‫الكوفميمين‪َ :‬و َقرْ نَ بفتمح القاف‪ ,‬بممعنى‪ :‬واقررن فمي بميوتكنّ‪ ,‬وكأن من قرأ ذلك كذلك‬
‫حذف الراء الول مى من اقررن‪ ,‬و هي مفتو حة‪ ,‬ثم نقل ها إل مى القاف‪ ,‬ك ما ق ميمل‪َ :‬فظَلْتُ ممْ‬
‫تَ َف ّكهُو نَ و هو ير يد فظللت مم‪ ,‬فأ سقطت اللم الول مى و هي مك سورة‪ ,‬ثم نُقلت ك سرتها إل مى‬
‫ن أهل وقار‬
‫الظاء‪ .‬وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة‪َ « :‬و ِقرْ نَ» بكسر القاف‪ ,‬بممعنى‪ :‬ك ّ‬
‫وسكينة فِمي بُميُو ِتكُنّ‪.‬‬
‫وهذه القراءة وهي الكسر فمي القاف أَولمى عندنا بمالصواب‪ ,‬لن ذلك إن كان من الوقار‬
‫علمى ما اخترنا‪ ,‬فل ش كّ أن القراءة بكسر القاف‪ ,‬لنه يقال‪ :‬وقر فلن فمي منزله فهو يقر‬
‫وقورا‪ ,‬فتكسر القاف فمي تفعل فإذا أمر منه قميمل‪ :‬قرّ‪ ,‬كما يقال من وزن‪ :‬يزن زن‪ ,‬ومن‬
‫وَعد‪ :‬يعِد عِد‪ .‬وإن كان من القرار‪ ,‬فإن الوجه أن يقال‪ :‬اقررن‪ ,‬لن من قال من العرب‪ :‬ظلت‬
‫أف عل كذا‪ ,‬وأح ست بكذا‪ ,‬فأ سقط ع ين الف عل‪ ,‬وحوّل حركت ها إل مى ف مائه ف مي ف عل وفعل نا‬
‫وفعلتمم‪ ,‬لمم يفعل ذلك فمي المر والنهِي‪ ,‬فل يقول‪ :‬ظلّ قائما‪ ,‬ول تظلّ قائما‪ ,‬فلميس الذي‬
‫ل به من اعتلّ ل صحة القراءة بفت مح القاف ف مي ذلك يقول العرب ف مي ظللت وأح سست‬
‫اعت ّ‬
‫ظلت‪ ,‬وأحسمت بعلة تو جب صحته ل مما وصمفت من العلة‪ .‬وقمد حكمى بعض هم عن بعمض‬
‫العراب سماعا م نه‪ :‬ين محطن من ال مجبل‪ ,‬و هو ير يد‪ :‬ين محططن‪ .‬فإن ي كن ذلك صحيحا‪,‬‬
‫فهو أقرب إلمى أن يكون حجة لهل هذه القراءة من المحجة الخرى‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَل َتبَ ّرجْ نَ تُبرّجَ ال مجاهِلِميّةِ الُول مى ق ميمل‪ :‬إن ال تبرّج ف مي هذا ال مموضع‬
‫ختُر والتكسّر‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫التب ْ‬
‫‪21709‬مم حدثنما بشمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما يزيمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما سمعيد‪ ,‬عمن قتادة وَل تَب ّرجْنَ تَبرّجَ‬
‫ال مجاهِلِميّ ِة الُول مى‪ :‬أي إذا خرج تن من ب ميوتكنّ قال‪ :‬كا نت ل هن مش ية وتك سّر وتغنّ مج‪,‬‬
‫يعنمي بذلك المجاهلمية الولمى فنهاهنّ ال عن ذلك‪.‬‬
‫‪21710‬م حدثنمي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علمية‪ ,‬قال‪ :‬سمعت ابن أبمي نمجيح‪ ,‬يقول فمي‬
‫قوله‪ :‬وَل َت َب ّرجْ نَ تَبرّجَ ال مجاهِلِميّ ِة الُول مى قال‪ :‬التبخ تر‪ .‬وق ميمل‪ :‬إن ال تبرّج هو إظهار‬
‫الزينة‪ ,‬وإبراز الممرأة ممحاسنها للرجال‪.‬‬
‫وأمما قوله‪ :‬ت َبرّجَ الممجاهِلِميّةِ الُولممى فإن أهمل التأويممل اختلفوا فممي الممجاهلمية‬
‫الولمى‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬ذلك ما بمين عيسى وممحمد علميهما السلم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪21711‬مم حدثنما ا بن وكيمع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما أبممي‪ ,‬عن زكريما‪ ,‬عن عا مر وَل تَب ّرجْنَ تَبرّجَ‬
‫المجاهِلِميّ ِة الُولمى قال‪ :‬المجاهلمية الولمى‪ :‬ما بمين عيسى وممحمد علميهما السلم‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬ذلك ما بمين آدم ونوح‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن تَبرّجَ‬
‫‪ 21712‬م حدثنا ابن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن عيمينة‪ ,‬عن أبميه‪ ,‬عن المحكم وَل تَب ّرجْ َ‬
‫ال مجاهِلِميّ ِة الُول مى قال‪ :‬وكان ب مين آدم ونوح ثمان مائة سنة‪ ,‬فكان ن ساؤهم من أق بح ما‬
‫يكون من النساء‪ ,‬ورجالهم حسان‪ ,‬فكانت الممرأة تريد الرجل علمى نفسه‪ ,‬فأنزلت هذه الَية‪:‬‬
‫ج المجاهِلِميّ ِة الُولمى‪.‬‬
‫ن تَبرّ َ‬
‫وَل تَب ّرجْ َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل ذلك بمين نوح وإدريس‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪21713‬م حدثنمي ابن زهير‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا موسى بن إسماعيمل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا داود‪ ,‬يعنمي ابن‬
‫أب مي الفرات‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا علب ماء بن أح مر‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن عب ماس‪ ,‬قال‪ :‬تل هذه‬
‫ن تَبرّجَ المجاهِلِميّ ِة الُولمى قال‪ :‬كان فميمما بمين نوح وإدريس‪ ,‬وكانت‬
‫الَية‪ :‬وَل تَب ّرجْ َ‬
‫ألف سنة وإن بطن مين من ولد آدم كان أحده ما ي سكن ال سهل‪ ,‬والَ خر ي سكن ال مجبل‪ ,‬وكان‬
‫رجال ال مجبل صبماحا‪ ,‬وف مي الن ساء دما مة‪ ,‬وكان ن ساء ال سهل صبماحا‪ ,‬وف مي الرجال‬
‫دما مة‪ ,‬وإن إبل ميس أت مى رجلً من أ هل ال سهل ف مي صورة غلم‪ ,‬فأ جر نف سه م نه‪ ,‬وكان‬
‫يخد مه‪ ,‬واتممخذ إبل ميس شيئا م ثل ذلك الذي يز مر ف ميه الرّعاء‪ ,‬فجاء ف ميه ب صوت ل مم‬
‫يسمع مثله‪ ,‬فبلغ ذلك من حولهم‪ ,‬فمانتابوهم يسمعون إلميه‪ ,‬واتمخذوا عيدا يجتممعون إلميه‬
‫فمي السنة‪ ,‬فتتبرّج الرجال للن ساء‪ .‬قال‪ :‬ويتز ين النساء للرجال‪ ,‬وإن رجلً من أ هل المجبل‬
‫هجم علميهم وهم فمي عيدهم ذلك‪ ,‬فرأى النساء‪ ,‬فأتمى أصحابه فأخبرهم بذلك‪ ,‬فتمحوّلوا‬
‫ج المجاهِلِميّةِ‬
‫ن تَبرّ َ‬
‫إلميهنّ‪ ,‬فنزلوا معهنّ‪ ,‬فظهرت الفماحشة فميهنّ‪ ,‬فهو قول ال‪ :‬وَل تَب ّرجْ َ‬
‫الُولمى‪.‬‬
‫وأَولممى القوال فممي ذلك عندي بممالصواب أن يقال‪ :‬إن ال تعالممى ذكره نهمى نسماء‬
‫النب ميّ أن ي تبرّجن تبرّج ال مجاهلمية الول مى‪ ,‬وجائز أن يكون ذلك ما ب مين آدم وعي سى‪,‬‬
‫فميكون معنى ذلك‪ :‬ول تبرّجن تبرّج المجاهلمية الولمى التمي قبل السلم‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪َ :‬أوَ فممي السملم جاهلممية حتممى يقال‪ :‬عنمى بقوله الممجاهِلِميّةِ الولممى‬
‫التمي قبل السلم؟ قميمل‪ :‬فميه أخلقٌ من أخلق المجاهلمية‪ .‬كما‪:‬‬
‫‪ 21714‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وَل تَب ّرجْنَ‬
‫ج الممجاهِلِميّ ِة الُولممى قال‪ :‬يقول‪ :‬التممي كانمت قبمل السملم‪ ,‬قال‪ :‬وفممي السملم‬
‫ت َبرّ َ‬
‫جاهل مية؟ قال‪ :‬قال النب ميّ صلى ال عل يه و سلم لب مي الدرداء‪ ,‬وقاللر جل و هو يناز عه‪ :‬يا‬
‫ابْن فل نة‪ ,‬لُ مّ كان يعيره ب ها ف مي ال مجاهلمية‪ ,‬فقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ « :‬يا‬
‫ن فِ ميكَ جاهِلِ ميّةً»‪ ,‬قال‪ :‬أجاهل مية ك فر أو إ سلم؟ قال‪ « :‬بل جاهِلِ ميّ ُة كُ ْفرٍ»‪,‬‬
‫أب ما الدّ ْردَا ِء إ ّ‬
‫قال‪ :‬فت ممنميت أن لو ك نت ابتدأت إ سلمي يومئذ‪ .‬قال‪ :‬وقال النب ميّ صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫والسمتِممْطارُ‬
‫ْ‬ ‫ْنم بممالنْساب‪,‬‬
‫طع ُ‬‫ُنم النّاسمُ‪ :‬ال ّ‬
‫عه ّ‬‫ل الممجاهِلِميّ ِة ل َيدَ ُ‬
‫عمَلِ أهْ ِ‬
‫ِنم َ‬
‫َلثم م ْ‬
‫«ث ٌ‬
‫بمالكَوَاكِبِ‪ ,‬والنّمياحَةُ»‪.‬‬
‫‪21715‬مم حدثنممي يونمس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنما ابمن وهمب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابمن زيمد‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنممي‬
‫سلميممان بن بلل‪ ,‬عن ثور‪ ,‬عن ع بد ال بن عب ماس‪ ,‬أن ع مر بن ال مخطاب‪ ,‬قال له‪:‬‬
‫أرأيت قول ال لزواج النبميّ صلى ال عليه وسلم‪ :‬وَل تَب ّرجْنَ تَبرّجَ المجاهِلِميّةِ الُولمى‬
‫هل كانت إل واحدة‪ ,‬فقال ابن عبماس‪ :‬وهل كانت من أُولمى إل ولها آخرة؟ فقال عمر‪ :‬ل‬
‫درك يا بن عب ماس‪ ,‬ك يف قلت؟ فقال‪ :‬يا أم ير ال ممؤمنمين‪ ,‬هل كا نت من أُول مى إل ول ها‬
‫آخرة؟ قال‪ :‬فأت بتصديق ما تقول من كتاب ال‪ ,‬قال‪ :‬نعم وَجا ِهدُوا فِمي اللّ هِ حَ قّ جِهادِ ِه كمَا‬
‫ل مَرّةٍ‪ .‬قال ع مر‪ :‬ف من أُ مر ب مالمجهاد؟ قال‪ :‬قب ميملتان من قر يش‪ :‬مخزوم‪,‬‬
‫جا َهدْتُ ممْ أوّ َ‬
‫وبنو عبد شمس‪ ,‬فقال عمر‪ :‬صدقت‪.‬‬
‫وجائز أن يكون ذلك مما بممين آدم ونوح‪ .‬وجائز أن يكون مما بممين إدريمس ونوح‪ ,‬فتكون‬
‫المجاهلمية الَخرة‪ ,‬ما بمين عيسى وممحمد‪ ,‬وإذا كان ذلك ممما يحتممله ظاهر التنزيمل‪.‬‬
‫فمالصواب أن يقال فمي ذلك‪ ,‬كما قال ال‪ :‬إنه نهى عن تبرّج المجاهلمية الولمى‪.‬‬
‫ن الزّكا َة يقول‪ :‬وأقممن الصملة المممفروضة‪ ,‬وآتممين الزكاة‬
‫وقوله‪ :‬وأ ِقمْن َم الصمّلةَ وآتِممي َ‬
‫ن ونهياك نّ إنّممَا يُريدُ اللّ هُ‬
‫طعْ نَ الّل هَ َورَ سُول ُه فميمما أمراك ّ‬
‫ن فمي أموالك نّ وَأ ِ‬
‫الواجبة علميك ّ‬
‫س أهْلَ البَميْتِ يقول‪ :‬إنمما يريد ال لميذهب عنكم السوء والفحشاء يا‬
‫ع ْنكُ مُ ال ّرجْ َ‬
‫لِم ُيذْهِبَ َ‬
‫أهل بميت ممحمد‪ ,‬ويطهركم من الدنس الذي يكون فمي أهل معاصي ال تطهيرا‪ .‬وبنمحو‬
‫الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21716‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إنّ ممَا َيرِيدُ اللّ هُ‬
‫طهّركُ مْ َتطْهيرا فهم أهل بميت طهرهم ال من السوء‪,‬‬
‫ل البَميْتِ َو ُي َ‬
‫ع ْنكُ مُ ال ّرجْ سَ أهْ َ‬
‫لميُذْهبَ َ‬
‫وخصهم برحمة منه‪.‬‬
‫‪ 21717‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬إنّممَا ُيرِيدُ‬
‫طهّ َركُمْ َتطْهيرا قال‪ :‬الرجس ههنا‪ :‬الشيطان‪ ,‬وسوى‬
‫ل البَميْتِ َو ُي َ‬
‫ع ْن ُكمُ ال ّرجْسَ أهْ َ‬
‫اللّهُ لم ُيذْهِبَ َ‬
‫ذلك من الرجس‪ :‬الشرك‪.‬‬
‫اختلف أهل التأويمل فمي الذين عنوا بقوله أهْلَ البَميْتِ فقال بعضهم‪ :‬عنى به رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وعلميّ وفماطمة والمحسن والمحسين رضوان ال علميهم‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21718‬م حدثنمي ممحمد بن الممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا بكر بن يحيى بن زبمان العنزي‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حدثنا مندل‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن عطية‪ ,‬عن أبمي سعيد المخدريّ‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫عنْ هُ‪َ ,‬وحَ سَنٍ‬
‫خمْ سَةٍ‪ :‬فِميّ‪ ,‬وفِمي علميّ َرضِ يَ الّل هُ َ‬
‫ل َيةُ فِمي َ‬
‫ت َهذِ هِ ا َ‬
‫ال عليه وسلم‪َ « :‬نزَلَ ْ‬
‫عنْها» إنّممَا ُيرِيدُ اللّ ُه لِميُذْهِبَ‬
‫عنْهُ‪ ,‬وَفماطِمَ َة َرضِيَ الّلهُ َ‬
‫ضيَ اللّهُ َ‬
‫سيْنٍ َر ِ‬
‫حَ‬‫عنْهُ‪َ ,‬و ُ‬
‫ضيَ الّلهُ َ‬
‫رَ ِ‬
‫طهِيرا‪.‬‬
‫ط ّهرَ ُكمْ َت ْ‬
‫ل البَميْتِ َو ُي َ‬
‫ع ْن ُكمُ ال ّرجْسَ أهْ َ‬
‫َ‬
‫‪21719‬م حدثنا ابن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ممحمد بن بشر‪ ,‬عن زكريا‪ ,‬عن مصعب بن شيبة‪ ,‬عن‬
‫صفمية بنت شيبة قالت‪ :‬قالت عائشة‪ :‬خرج النبميّ صلى ال عليه وسلم ذات غداة‪ ,‬وعلميه‬
‫ِمرْ طٌ ُم َرجّلٌ من شعر أسود‪ ,‬فجاء المحسن‪ ,‬فأدخمله معه‪ ,‬ثم قال‪ :‬إنّممَا يُريدُ الّل ُه لِم ُيذْهِبَ‬
‫طهِيرا‪.‬‬
‫ط ّهرَ ُكمْ َت ْ‬
‫ل البَميْتِ َو ُي َ‬
‫ع ْن ُكمُ ال ّرجْسَ أهْ َ‬
‫َ‬
‫‪ 21720‬م حدثنا ابن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ممحمد بن بكر‪ ,‬عن حماد بن سلممة‪ ,‬عن علميّ بن‬
‫زيد‪ ,‬عن أنس أن النبميّ صلى ال عليه وسلم كان يممرّ ببميت فماطمة ستة أشهر‪ ,‬كلمما‬
‫ع ْنكُ مُ ال ّرجْ سَ‬
‫ل البَميْتِ» إنّممَا ُيرِيدُ الّل هُ لِم ُيذْهِبَ َ‬
‫خرج إلمى الصلة فميقول‪« :‬ال صّل َة أهْ َ‬
‫طهّ َر ُكمْ َتطْهيرَا‪.‬‬
‫أهْلَ البَميْتِ َو ُي َ‬
‫‪ 21721‬م حدثنمي موسى بن عبد الرحمن الممسروقمي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن إبراهيمم بن‬
‫سويد الن مخعي‪ ,‬عن هلل‪ ,‬يعن مي ا بن مقلص‪ ,‬عن زب ميد‪ ,‬عن ش هر بن حو شب‪ ,‬عن أ مّ‬
‫ي وفمماطمة والممحسن‬
‫سملممة‪ ,‬قالت‪ :‬كان النبمميّ صملى ال عليمه وسملم عندي‪ ,‬وعلمم ّ‬
‫والممحسين‪ ,‬فجعلت لهمم خزيرة‪ ,‬فأكلوا وناموا‪ ,‬وغطمى علمميهم عبمماءة أو قطيفمة‪ ,‬ثمم قال‪:‬‬
‫ط ّهرْ ُهمْ َتطْهِيرا»‪.‬‬
‫ع ْن ُهمُ ال ّرجْسَ َو َ‬
‫ل بَم ْيتِمي‪ ,‬أذْهِبْ َ‬
‫«الّل ُهمّ َهؤُلءِ أهْ ُ‬
‫‪ 21722‬م حدثنا ابن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو نعيمم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يونس بن أبمي إسحاق‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أخبرن مي أ بو داود‪ ,‬عن أب مي ال محمراء‪ ,‬قال‪ :‬راب طت ال ممدينة سبعة أش هر عل مى ع هد‬
‫النب ميّ صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬قال‪ :‬رأ يت النب ميّ صلى ال عل يه و سلم إذا طلع الف جر‪ ,‬جاء‬
‫ع ْنكُمُ ال ّرجْسَ‬
‫إلمى بماب علميّ وفماطمة فقال‪« :‬الصّلةَ الصّلةَ» إنّممَا ُيرِيدُ اللّ ُه لِميُذْهِبَ َ‬
‫طهِيرا‪.‬‬
‫طهّ َر ُكمْ َت ْ‬
‫أهْلَ البَميْتِ َو ُي َ‬
‫حدثنمي عبد العلمى بن واصل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الفضل بن دكين‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يونس بن أبمي‬
‫إسحاق‪ ,‬بإسناده عن النبميّ صلى ال عليه وسلم‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫‪ 21723‬م حدثن مي ع بد العل مى بن وا صل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا الف ضل بن دك ين‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد‬
‫السلم بن حرب‪ ,‬عن كلثوم المممحاربمي‪ ,‬عن أبمي عمار‪ ,‬قال‪ :‬إنمي لمجالس عند واثلة‬
‫بن السقع إذ ذكروا علميا رضي ال عنه‪ ,‬فشتمموه فلمما قاموا‪ ,‬قال‪ :‬اجلس حتمى أخبرك‬
‫عن هذا الذي شتمموا‪ ,‬إنمي عند رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬إذ جاءه علميّ وفماطمة‬
‫ل بَ م ْيتِمي‪ ,‬الّلهُ مّ أذْهِ بْ‬
‫وح سن وح سين‪ ,‬فألق مى عل ميهم ك ساء له‪ ,‬ثم قال‪« :‬الّلهُ مّ َهؤُلءِ أهْ ُ‬
‫ع ْن ُهمُ ال ّرجْسَ َوطَ ّهرْ ُهمْ َتطْهيرا»‪ .‬قلت‪ :‬يا رسول ال وأنا؟ قال‪« :‬وأنْتَ» قال‪ :‬فوال إنها لوثق‬
‫َ‬
‫عملمي عندي‪.‬‬
‫حدثن مي ع بد الكري مم بن أب مي عم ير‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا الول ميد بن م سلمم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو‬
‫عمرو‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي شدّاد أبو عمار قال‪ :‬سمعت واثلة بن السقع يحدّث‪ ,‬قال‪ :‬سألت عن علميّ‬
‫بن أبمي طالب فمي منزله‪ ,‬فقالت فماطمة‪ :‬قد ذهب يأتمي برسول ال صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫إذ جاء‪ ,‬فدخ مل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ودخ ملت‪ ,‬فجلس ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم عل مى الفراش وأجلس فماطمة عن ي ممينه‪ ,‬وعلميا عن ي ساره وحسنا وحسينا ب مين‬
‫طهّ َركُمْ‬
‫ل البَميْتِ َو ُي َ‬
‫ع ْنكُ ُم الرّجْسَ أهْ َ‬
‫يديه‪ ,‬فلفع علميهم بثوبه وقال‪« :‬إنّممَا ُيرِيدُ اللّهُ لِميُذْهِبَ َ‬
‫َتطْهِيرا الّلهُ ّم هَؤل ِء أهْل مي‪ ,‬الّلهُ مّ أهْل مي أحَ قّ»‪ .‬قال واثلة‪ :‬فقلت من ناح ية الب ميت‪ :‬وأنا يا‬
‫رسول ال من أهلك؟ قال‪« :‬وأنت من أهلمي»‪ ,‬قال واثلة‪ :‬إنها لممن َأ ْرجَى ما أرتمجي‪.‬‬
‫حدثنمي أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن عبد المحميد بن بهرام‪ ,‬عن شهر بن حوشب‪,‬‬
‫عن فضيمل بن مرزوق‪ ,‬عن عطية‪ ,‬عن أبمي سعيد المخدري‪ ,‬عن أ ّم سلممة‪ ,‬قالت‪ :‬لمما‬
‫ط ّهرَكُ مْ َتطْهِيرا د عا‬
‫س أهْلَ البَ ميْتِ َو ُي َ‬
‫ع ْنكُ مُ ال ّرجْ َ‬
‫نزلت هذه الَ ية‪ :‬إنّ ممَا يُرِيدُ الّل ُه لِ م ُيذْهِبَ َ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم علميا وفماطمة وحسنا وحسينا‪ ,‬فجلل علميهم كساء خَيبريا‪,‬‬
‫أمم‬
‫طهِيرا» قالت ّ‬
‫ُمم َت ْ‬
‫ط ّهرْه ْ‬
‫ْسم َو َ‬
‫ُمم ال ّرج َ‬
‫ع ْنه ُ‬
‫ِبم َ‬
‫ُمم أذْه ْ‬
‫ل بَممْيتِمي‪ ,‬الّله ّ‬
‫ُمم َهؤُلءِ أهْ ُ‬
‫فقال‪« :‬الّله ّ‬
‫خ ْيرٍ‪.‬‬
‫ت منهم؟ قال‪ :‬أنت إلمى َ‬
‫سلممة‪ :‬ألس ُ‬
‫‪ 21724‬م حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مصعب بن الممقدام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد بن زربمي‪,‬‬
‫عن ممحمد بن سيرين‪ ,‬عن أبمي هريرة‪ ,‬عن أمّ سلممة‪ ,‬قالت‪ :‬جاءت فماطمة إلمى رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ُب ْبرَمة لها قد صنعت فميها عصيدة تمحلها علمى طبق‪ ,‬فوضعته‬
‫ب مين يد يه‪ ,‬فقال‪« :‬أ ين ا بن ع مك وابناك؟» فقالت‪ :‬ف مي الب ميت‪ ,‬فقال‪« :‬ادعي هم»‪ ,‬فجاءت‬
‫إلمى علميّ‪ ,‬فقالت‪ :‬أجب النبميّ صلى ال عليه وسلم أنت وابناك‪ .‬قالت أ مّ سلممة‪ :‬فلمما‬
‫رآهم مقبلمين مدّ يده إلمى كساء كان علمى الممنامة فمدّه وبسطه وأجلسهم علميه‪ ,‬ثم أخذ‬
‫بأطراف الك ساء الرب عة بشماله‪ ,‬فض مه فوق رؤو سهم وأو مأ ب ميده ال ميممنى إل مى ر به‪,‬‬
‫طهِيرا»‪.‬‬
‫ط ّهرْهُمْ َت ْ‬
‫ع ْن ُهمُ ال ّرجْسَ َو َ‬
‫فقال‪« :‬هَؤُل ِء أهْلُ البَميْتِ‪ ,‬فأذْهِبْ َ‬
‫‪21725‬م حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حسن بن عطية‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا فضيمل بن مرزوق‪ ,‬عن‬
‫عطية‪ ,‬عن أبمي سعيد عن أ مّ سلممة زوج النبميّ صلى ال عليه وسلم أن هذه الَية نزلت‬
‫طهِيرا قالت‪ :‬وأنا‬
‫ط ّه َركُ مْ َت ْ‬
‫ل البَميْتِ َويُ َ‬
‫ع ْنكُ مُ ال ّرجْ سَ أهْ َ‬
‫فمي بميتها إنّممَا ُيرِيدُ اللّ ُه لِم ُيذْهِبَ َ‬
‫ك إلمى‬
‫جالسة علمى بماب البميت‪ ,‬فقلت‪ :‬أنا يا رسول ال ألست من أهل البميت؟ قال‪« :‬إنّ ِ‬
‫ج ال ّنبِ ميّ صلمى اللّ هُ عل ميهِ و سلّممَ» قالت‪ :‬وف مي الب ميت ر سول ال‬
‫ن أزْوَا ِ‬
‫خيْرٍ‪ ,‬أنْ تِ مِ ْ‬
‫َ‬
‫صلى ال عليه وسلم وعلميّ وفماطمة والمحسن والمحسين رضي ال عنهم‪.‬‬
‫‪ 21726‬م حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا خالد بن مخملد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا موسى بن يعقوب‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ثن مي ها شم بن ها شم بن عت بة بن أب مي وقاص‪ ,‬عن ع بد ال بن و هب بن زم عة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أخبرتنممي أمّم سملممة أن رسمول ال صملى ال عليمه وسملم جممع علمميا والممحَسنمين‪ ,‬ثمم‬
‫أدخملهم تمحت ثوبه‪ ,‬ثم جأر إلمى ال‪ ,‬ثم قال‪« :‬هؤلء أهل بميتمي»‪ ,‬فقالت أمّ سلممة‪ :‬يا‬
‫ن أهْلِمي»‪.‬‬
‫رسول ال أدخملنمي معهم‪ ,‬قال‪« :‬إ ّنكِ مِ ْ‬
‫‪ 21727‬م حدثن مي أح مد بن م محمد الطو سي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من بن صالمح‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حدث نا م محمد بن سلميممان ال صبهانمي‪ ,‬عن يح يى بن عب ميد ال ممكي‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن‬
‫عمر بن أبمي سلممة‪ ,‬قال‪ :‬نزلت هذه الَية علمى النبميّ صلى ال عليه وسلم وهو فمي‬
‫طهِيرا فدعا‬
‫طهّ َركُ مْ َت ْ‬
‫ل البَميْتِ َو ُي َ‬
‫ع ْنكُ ُم الرّجْ سَ أهْ َ‬
‫بميت أ مّ سلممة إنّممَا ُيرِيدُ اللّ هُ لِميُذْهِبَ َ‬
‫حسنا وحُسينا وفماطمة‪ ,‬فأجلسهم بمين يديه‪ ,‬ودعا علميا فأجلسه خملفه‪ ,‬فتمجلّل هو وهم‬
‫طهِيرا» قالت أم‬
‫ع ْنهُم ُم ال ّرجْس َم َوطَ ّهرْهُم ْم َت ْ‬
‫ل بَمميْتِمي‪ ,‬فَأذْهِب ْم َ‬
‫بممالكساء ثمم قال‪« :‬هَؤُلءِ أهْ ُ‬
‫خ ْيرٍ‪.‬‬
‫سلممة‪ :‬أنا معهم مكانك وأنْتِ علمى َ‬
‫‪21728‬م حدثنمي ممحمد بن عمارة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إسماعيمل بن أبمان‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الصبماح‬
‫بن يحيى المم ّريّ‪ ,‬عن السديّ‪ ,‬عن أبمي الديملمم‪ ,‬قال‪ :‬قال علميّ بن المحسين لرجل من‬
‫ل البَ ميْتِ‬
‫ع ْنكُ مُ ال ّرجْ سَ أهْ َ‬
‫أ هل الشأم‪ :‬أ ما قرأت ف مي الحزاب‪ :‬إنّ ممَا ُيرِيدُ اللّ ُه لِ ميُذْهِبَ َ‬
‫طهِيرا قال‪ :‬ولنتمم هم؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫ط ّهرَ ُكمْ َت ْ‬
‫َو ُي َ‬
‫‪ 21729‬م حدثنا ابن الممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو بكر المحنفمي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا بكير بن مسمار‪,‬‬
‫قال‪ :‬سمعت عا مر بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬قال سعد‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ح ين نزل‬
‫علميه الوحي‪ ,‬فأخذ علميا وابنميه وفماطمة‪ ,‬وأدخملهم تمحت ثوبه‪ ,‬ثم قال‪َ « :‬ر بّ َهؤُلءِ‬
‫ل بَميْتِمي»‪.‬‬
‫أهْلِمي وأهْ ُ‬
‫‪ 21730‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن عبد القدوس‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن حكيمم بن‬
‫سعد‪ ,‬قال‪ :‬ذكر نا عل ميّ بن أب مي طالب ر ضي ال ع نه ع ند أ ّم سلممة قالت‪ :‬ف ميه نزلت‪:‬‬
‫ع ْنكُ مُ ال ّرجْ سَ أ ْهلَ البَ ميْتِ َو ُيطَ ّه َركُ مْ َتطْهِيرا قالت أ مّ سلممة‪ :‬جاء‬
‫إنّ ممَا ُيرِيدُ الّل هُ لِ م ُيذْهِبَ َ‬
‫حدٍ»‪ ,‬فجاءت فماطمة‪ ,‬فلمم‬
‫لَ‬‫النبميّ صلى ال عليه وسلم إلمى بميتمي‪ ,‬فقال‪« :‬ل َت ْأ َذنِمي َ‬
‫أستطع أن أحجبها عن أبميها‪ ,‬ثم جاء المحسن‪ ,‬فلمم أستطع أن أمنعه أن يدخمل علمى جدّه‬
‫وأ مه‪ ,‬وجاء ال محسين‪ ,‬فل مم أ ستطع أن أحج به‪ ,‬ف ماجتممعوا حول النب ميّ صلى ال عل يه‬
‫ل بَم ْيتِمي‪ ,‬فَأذْهِبْ‬
‫وسلم علمى بساط‪ ,‬فجللهم نبميّ ال بكساء كان علميه‪ ,‬ثم قال‪« :‬هَؤُل ِء أهْ ُ‬
‫طهِيرا»‪ ,‬فنزلت هذه الَية حين اجتممعوا علمى البساط قالت‪ :‬فقلت‪:‬‬
‫ع ْنهُ مُ ال ّرجْ سَ َوطَ ّهرْهُ مْ َت ْ‬
‫َ‬
‫خ ْيرٍ»‪.‬‬
‫يا رسول ال‪ :‬وأنا‪ ,‬قالت‪ :‬فوال ما أنعم وقال‪« :‬إ ّنكِ إلمى َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل عنى بذلك أزواج رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21731‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الصبغ‪ ,‬عن علقمة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ع ْنكُمُ ال ّرجْسَ أ ْهلَ البَميْتِ َو ُيطَ ّه َركُمْ‬
‫كان عكرمة ينادي فمي السوق‪ :‬إنّممَا ُيرِيدُ الّلهُ لِم ُيذْهِبَ َ‬
‫َتطْهِيرا قال‪ :‬نزلت فمي نساء النبميّ صلى ال عليه وسلم خاصة‪.‬‬

‫‪34‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ّهم‬
‫َاتم الل ِ‬
‫ِنم آي ِ‬
‫ن م َا ُيتْممَلىَ ف ِي ُبيُو ِتكُممنّ م ْ‬
‫القول فممي تأويممل قوله تعالممى‪{ :‬وَا ْذكُممرْ َ‬
‫خبِيرا }‪.‬‬
‫ن َلطِيفا َ‬
‫حكْمممَةِ ِإنّ الّلهَ كَا َ‬
‫وَا ْل ِ‬
‫ن نعمة ال علميكنّ‪,‬‬
‫يقول تعالمى ذكره لزواج نبميه ممحمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬واذكرْ َ‬
‫جعلكنم فممي بمميوت تُتلممى فمميها آيات ال والممحكمة‪ ,‬فمماشكرن ال علممى ذلك‪,‬‬
‫ّ‬ ‫بأن‬
‫ن آياتِ الّلهِ واذكرن ما يقرأ‬
‫ن مِ ْ‬
‫واحمدنه علميه وعنى بقوله‪ :‬وَا ْذ ُكرْ نَ ما ُيتْلَمى فِمي بُميُو ِتكُ ّ‬
‫ن من آيات كتاب ال والمحكمة ويعنمي بمالمحكمة‪ :‬ما أُوحي إلمى رسول ال‬
‫فمي بميوتك ّ‬
‫صلى ال عليه وسلم من أحكام دين ال‪ ,‬ولمم ينزل به قرآن‪ ,‬وذلك السنة‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21732‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وَا ْذكُرْ نَ ما‬
‫ح ْكمَةِ‪ :‬أي السنة‪ ,‬قال‪ :‬يممتنّ علميهم بذلك‪.‬‬
‫ت اللّهِ والْم ِ‬
‫ن آيا ِ‬
‫ُيتْلَمى فِمي بَميو ِتكُنّ مِ ْ‬
‫خبِميرا يقول تعالمى ذكره‪ :‬إن ال كان ذا لطف بكنّ‪ ,‬إذ جعلكنّ‬
‫ن َلطِيفما َ‬
‫وقوله‪ :‬إنّ الّل َه كا َ‬
‫فممي البمميوت التممي تتُلممى فمميها آياتمه والممحكمة‪ ,‬خبمميرا بكُن ّم إذ اختاركمن لرسموله‬
‫أزواجا‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن ا ْلمُ سِْلمِينَ وَا ْلمُ سِْلمَاتِ وَا ْلمُ ْؤ ِمنِي نَ وَا ْلمُ ْؤ ِمنَا تِ وَالْقَا ِنتِي نَ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪ِ{ :‬إ ّ‬
‫صدّقِينَ‬
‫شعَا تِ وَا ْل ُمتَ َ‬
‫وَالْقَا ِنتَا تِ وَال صّادِقِينَ وَال صّادِقَاتِ وَال صّا ِبرِينَ وَال صّا ِبرَاتِ وَا ْلخَاشِعِي نَ وَا ْلخَا ِ‬
‫جهُ مْ وَا ْلحَافِمظَاتِ وَالذّاكِمرِينَ الّل َه َكثِيرا‬
‫ن فُرُو َ‬
‫ص ّدقَاتِ وال صّا ِئمِينَ وال صّا ِئمَاتِ وَا ْلحَا ِفظِي َ‬
‫وَا ْل ُمتَ َ‬
‫عظِيما }‪ .‬يقول تعالممى ذكره‪ :‬إن المممتذلّلمين ل‬
‫ّهم لَه ُم ّمغْ ِفرَةً وََأجْرا َ‬
‫عدّ الل ُ‬
‫َاتم َأ َ‬
‫وَالذّا ِكر ِ‬
‫بممالطاعة والمممتذلّلت‪ ,‬والمممصدّقمين والمممصدّقات رسمول ال صملى ال عليمه وسملم‬
‫فمميمما أتاهمم بمه ممن عنمد ال‪ ,‬والقانتممين والقانتات ل‪ ,‬والمممطيعين ل والمممطيعات له‬
‫فمميمما أمرهمم ونهاهمم‪ ,‬والصمادقمين ل فمميمما عاهدوه علمميه والصمادقات فمميه‪,‬‬
‫والصابرين ل فمي البأساء والضرّاء علمى الثبمات علمى دينه‪ ,‬وحين البأس والصابرات‪,‬‬
‫وال مخاشعة قلوب هم ل وجَلً م نه و من عقا به وال مخاشعات‪ ,‬وال ممتصدّقمين وال ممتصدقات‪,‬‬
‫وهم الممؤدّون حقوق ال من أموالهم والممؤدّيات‪ ,‬والصائمين شهر رمضان الذي فرض ال‬
‫صومه علميهم والصائمات‪ ,‬المحافظين فروجهم إل علمى أزواجهم أو ما ملكت أيممانهم‪,‬‬
‫ن إماء‪ ,‬والذاكر ين‬
‫ن إن ك ّ‬
‫ن ملكه ّ‬
‫ن حرائر‪ ,‬أو مَ ْ‬
‫وال محافظات ذلك إل عل مى أزواجه نّ إن ك ّ‬
‫ال بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم والذاكرات‪ ,‬كذلك أعدّ ال لهم مغفرة لذنوبهم‪ ,‬وأجرا عظيمما‪:‬‬
‫يعنمي ثوابما فمي الَخرة علمى ذلك من أعمالهم عظيمما‪ ,‬وذلك المجنة‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21733‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬دخمل نساء علمى‬
‫ن ال فمي القرآن‪ ,‬ولمم نُذكر بشيء‪ ,‬أما‬
‫نساء النبميّ صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقلن‪ :‬قد ذكرك ّ‬
‫فمينا ما ُي ْذكَر؟‬

‫‪36‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن ِلمُ ْؤمِ نٍ َولَ مُ ْؤ ِم َنةٍ ِإذَا قَضَى الّل هُ َورَ سُولُ ُه َأمْرا أَن‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬ومَا كَا َ‬
‫للً ّمبِينا }‪.‬‬
‫ص اللّهَ َو َرسُولَ ُه فَ َقدْ ضَلّ ضَ َ‬
‫خ َيرَةُ ِمنْ َأ ْمرِ ِهمْ َومَن َيعْ ِ‬
‫ن َل ُهمُ ا ْل ِ‬
‫َيكُو َ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬ل مم ي كن ل ممؤمن ب مال ور سوله‪ ,‬ول مؤم نة إذا ق ضى ال ور سوله‬
‫فمي أنفسهم قضاء أن يتمخيروا من أمرهم غير الذي قضى فميهم‪ ,‬ويخالفوا أمر ال وأمر‬
‫رسوله وقضاءهما فميعصوهما‪ ,‬ومن يعص ال ورسوله فميمما َأمَرا أو َنهَيا فَ َقدْ ضَلّ ضَللً‬
‫ُمبِمينا يقول‪ :‬فقد جار عن قصد السبميمل‪ ,‬وسلك غير سبميمل الهدى والرشاد‪.‬‬
‫وذُ كر أن هذه الَ ية نزلت ف مي زي نب ب نت ج حش ح ين خطب ها ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم علمى فتاه زيد بن حارثة‪ ,‬فمامتنعت من إنكاحه نفسها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21740‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫عن أبمميه‪ ,‬عن ا بن عب ماس‪ ,‬قوله‪ :‬وَمما كا نَ لِ ممُ ْؤمِنٍ وَل مُ ْؤ ِمنَ ٍة إذَا قَضَى اللّ هُ َورَسمُوُلهُ‬
‫أمْرا‪ ....‬إلمى آخر الَية‪ ,‬وذلك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم انطلق يخطب علمى فتاه‬
‫زيد بن حارثة‪ ,‬فدخمل علمى زينب بنت جحش السدية فخطبها‪ ,‬فقالت‪ :‬لست بناكحته‪ ,‬فقال‬
‫رسمول ال صملى ال عليمه وسملم‪« :‬فممانكحيه»‪ ,‬فقلت‪ :‬يما رسمول ال أؤام َر فممي نفسمي‬
‫ن لِ ممُ ْؤمِنٍ وَل مُ ْؤ ِمنَةٍ‪...‬‬
‫فب مينمما ه ما يت محدّثان أنزل ال هذه الَ ية عل مى ر سوله‪ :‬وَ ما كا َ‬
‫إلمى قوله‪ :‬ضَللً ُمبِمينا قالت‪ :‬قد رضيته لمي يا رسول ال َم ْنكَحا؟ قال‪« :‬نَعم»‪ ,‬قالت‪ :‬إذن‬
‫ل أعصى رسول ال‪ ,‬قد أنكحته نفسي‪.‬‬
‫‪ 21741‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ن أ ْمرِهِ مْ قال‪ :‬زينب بنت جحش وكراهتها نكاح زيد‬
‫ن َلهُ مُ المخِيرَ ُة مِ ْ‬
‫ن َتكُو َ‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬أ ْ‬
‫بن حارثة حين أمرها به رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫ن لِممُ ْؤمِنٍ‬
‫‪ 21742‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة قوله‪ :‬وَما كا َ‬
‫ن أ ْمرِهِ مْ قال‪ :‬نزلت هذه الَية‬
‫ن َيكُو نَ َلهُ مُ المخِيرَةُ ِم ْ‬
‫وَل مُ ْؤ ِمنَ ٍة إذَا َقضَى اللّ هُ َورَ سُوُلهُ أمْرا أ ْ‬
‫فمي زينب بنت جحش‪ ,‬وكانت بنت عمة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فخطبها رسول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم فرض يت‪ ,‬ورأت أ نه يخطب ها عل مى نف سه فل مما عل ممت أ نه يخطب ها‬
‫ن لِ ممُ ْؤ ِمنٍ وَل مُ ْؤ ِم َنةٍ إذَا قَضَى الّل هُ‬
‫عل مى ز يد بن حار ثة أ بت وأنكرت‪ ,‬فأنزل ال‪ :‬وَ ما كا َ‬
‫ن َيكُونَ َل ُهمُ المخِيرَةُ ِمنْ أ ْمرِ ِهمْ قال‪ :‬فتابعته بعد ذلك ورضيت‪.‬‬
‫َو َرسُولُ ُه أمْرا أ ْ‬
‫‪ 21743‬م حدثن مي أ بو عب ميد الو صافمي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا م محمد بن حم ير‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن‬
‫لهيعة‪ ,‬عن ابن أبمي عمرة‪ ,‬عن عكرمة عن ابن عبماس‪ ,‬قال‪ :‬خطب رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة‪ ,‬فماستنكفت منه وقالت‪ :‬أنا خير منه حَ سَبما‪,‬‬
‫ّهم َورَسمُوُلهُ‬
‫كانم لِمممُ ْؤمِنٍ وَل مُ ْؤ ِمنَ ٍة إذَا قَضَى الل ُ‬
‫َ‬ ‫وكانمت امرأة فمميها حدّة‪ ,‬فأنزل ال‪ :‬وَمما‬
‫أمْرا‪ ...‬الَية كلها‪.‬‬
‫وقميمل‪ :‬نزلت فمي أ مّ كلثوم بنت عُقْبة بن أبمي ُمعَيط‪ ,‬وذلك أنها وهبت نفسها لرسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فزوّجها زيد بن حارثة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21744‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬وَ ما كا نَ‬
‫ن وَل مُ ْؤ ِمنَ ٍة إذَا قَضَى الّل هُ َورَ سُوُل ُه أمْرا‪ ....‬إل مى آ خر الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬نزلت ف مي أ مّ‬
‫لِ ممُ ْؤمِ ٍ‬
‫كلثوم بنت عقبة بن أبمي ُمعَيط‪ ,‬وكانت من أوّل من هاجر من النساء‪ ,‬فوهبت نفسها للنبميّ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فزوّجها زيد بن حارثة‪ ,‬فسخِطت هي وأخوها‪ ,‬وقال‪ :‬إنمما أردنا رسول‬
‫ال صملى ال عليمه وسملم فزوّجنما عبده قال‪ :‬فنزل القرآن‪ :‬وَمما كان َم لِمممُ ْؤ ِمنٍ وَل مُ ْؤ ِم َنةٍ إذَا‬
‫ن َلهُ مُ المخِيرَةُ مِ نْ أ ْمرِهِ مْ‪ ...‬إلمى آخر الَية قال‪ :‬وجاء أمر‬
‫قَضَى الّل ُه َورَ سُولُ ُه أمْرا أ نْ َيكُو َ‬
‫ن أنْ ُفسِهمْ قال‪ :‬فذاك خاصّ‪ ,‬وهذا إجماع‪.‬‬
‫نمْ‬
‫أجمع من هذا‪ :‬ال ّنبِميّ أوْلَمى بمالممُ ْؤ ِمنِمي َ‬

‫‪37‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫سكْ عََليْ كَ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬وَِإذْ تَقُولُ لِّلذِ يَ أَنعَ مَ الّل هُ عََليْ هِ وََأ ْن َعمْ تَ عََل ْي ِه َأمْ ِ‬
‫خشَا ُه فََلمّا َقضَىَ‬
‫خشَى النّاسَ وَالّل ُه َأحَقّ أَن َت ْ‬
‫سكَ مَا اللّ ُه ُمبْدِيهِ َو َت ْ‬
‫ق اللّهَ َو ُتخْفِي فِي نِفْ ِ‬
‫زَ ْوجَكَ وَاتّ ِ‬
‫عيَآ ِئهِ مْ ِإذَا قَضَوْاْ‬
‫ج فِ يَ َأزْوَا جِ َأدْ ِ‬
‫حرَ ٌ‬
‫ن َ‬
‫جنَاكَهَا ِلكَ يْ لَ َيكُو نَ عَلَى ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫َزيْدٌ ّمنْهَا َوطَرا زَ ّو ْ‬
‫ن َأ ْمرُ اللّ ِه مَ ْفعُولً }‪.‬‬
‫ِم ْنهُنّ َوطَرا َوكَا َ‬
‫يقول تعال مى ذكره لنب ميه صلى ال عل يه و سلم عتاب ما من ال له َو اذ كر يا م محمد إذْ‬
‫ل لِّلذِي أ ْنعَ مَ الّل هُ عَلَميْهِ بمالهِداية وأ ْن َعمْتَ عَلَميْ ِه بمالعِتق‪ ,‬يعنمي زيد بن حارثة مولمى‬
‫تَقُو ُ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أمْ سِكْ عَلَم ْيكَ زَ ْوجَ كَ وَاتّ قِ اللّ هِ‪ ,‬وذلك أن زينب بنت جحش‬
‫فميمما ذُكر رآها رسول ال صلى ال عليه وسلم فأعجبته‪ ,‬وهي فمي حبمال موله‪ ,‬فألِقمي‬
‫ف مي ن فس ز يد كراهت ها ل مما عل مم ال م مما و قع ف مي ن فس نب ميه ما و قع‪ ,‬فأراد فراق ها‪,‬‬
‫فذ كر ذلك لر سول ال صلى ال عل يه و سلم ز يد‪ ,‬فقال له ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪:‬‬
‫سكْ عَلَم ْيكَ زَ ْوجَكَ وهو صلى ال عليه وسلم يحبّ أن تكون قد بمانت منه لمينكحها‪ ,‬وَاتّقِ‬
‫أمْ ِ‬
‫سكَ ما اللّ ُه ُم ْبدِي هِ‬
‫اللّ هَ وخَ فِ ال ف مي الوا جب له عل ميك ف مي زوج تك وتُ مخْفِمي فِ مي نَفْ ِ‬
‫يقول‪ :‬وت مخفمي ف مي نف سك م محبة فرا قه إيا ها لتتزوّج ها إن هو ف مارقها‪ ,‬وال م بد ما‬
‫خشَى النّا سَ والّل هُ أحَ قّ أ نْ تَ مخْشاهُ يقول تعال مى ذكره‪:‬‬
‫ت مخفمي ف مي نف سك من ذلك وتَ م ْ‬
‫وتمخاف أن يقول الناس‪ :‬أمر رجلً بطلق امرأته ونكحها حين طلّقها‪ ,‬وال أح قّ أن تمخشاه‬
‫من الناس‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ل لّلذِي أ ْنعَ مَ اللّ هُ‬
‫‪ 21745‬م حدثنا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَإ ْذ تَقُو ُ‬
‫عَلَميْهِ وهو زيد أنعم ال علميه بمالسلم‪ ,‬وأنعمت علميه أعتقه رسول ال صلى ال عليه‬
‫سكَ ما الّل ُه ُم ْبدِي ِه قال‪ :‬وكان يخفمي‬
‫جكَ وَاتّقِ الّل َه وتُمخْفِمي فِمي نَ ْف ِ‬
‫سكْ عَلَم ْيكَ زَ ْو َ‬
‫وسلم‪ :‬أمْ ِ‬
‫ف مي نف سه و ّد أ نه طلق ها‪ .‬قال ال محسن‪ :‬ما أنزلت عل ميه آ ية كا نت أشدّ عل ميه من ها قوله‪:‬‬
‫وتُمخْفِمي فمي نفسك ما اللّ ُه ُم ْبدِي هِ ولو كان نبميّ ال صلى ال عليه وسلم كاتمما شيئا من‬
‫ن تَمخْشاهُ قال‪ :‬خشِي نبميّ ال صلى ال عليه‬
‫الوحي لكتممها وتَمخْشَى النّا سَ وَالّل ُه أحَ قّ أ ْ‬
‫وسلم مقالة الناس‪.‬‬
‫‪ 21746‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ :‬كان النبميّ صلى ال‬
‫عليه وسلم قد زوّج زيد بن حارثة زينب بنت جحش‪ ,‬ابنة عمته‪ ,‬فخرج رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يوما يريده وعلمى البماب ستر من شعر‪ ,‬فرفعت الريح الستر فمانكشف‪ ,‬وهي‬
‫فمي حجرتها حاسرة‪ ,‬فوقع إعجابها فمي قلب النبميّ صلى ال عليه وسلم فلمما وقع ذلك‬
‫كرّهت إلمى الَخر‪ ,‬فجاء فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إنمي أريد أن أفمارق صاحبتمي‪ ,‬قال‪« :‬ما‬
‫شيْءٌ؟» قال‪ :‬ل‪ ,‬وال ما رابنمي منها شيء يا رسول ال‪ ,‬ول رأيت إل خيرا‪,‬‬
‫لَكَ‪ ,‬أرَابَكَ ِمنْها َ‬
‫ك زَ ْوجَ كَ وَاتّ قِ الّل هَ»‪ ,‬فذلك قول ال‬
‫سكْ عَلَ ميْ َ‬
‫فقال له ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أمْ ِ‬
‫ك زَ ْوجَ كَ وَاتّ قِ الّل هَ‬
‫سكْ عَلَ ميْ َ‬
‫ل لّلذِي أ ْنعَ مَ الّل هُ عَلَ ميْهِ وأ ْن َعمْ تَ عَلَ ميْهِ أمْ ِ‬
‫تعال مى‪ :‬وَإ ْذ تَقُو ُ‬
‫سكَ ما اللّ ُه ُم ْبدِي ِه تمخفمي فمي نفسك إن فمارقها تزوّجتها‪.‬‬
‫وتُمخْفِمي فِمي نَ ْف ِ‬
‫‪ 21747‬م حدثنمي ممحمد بن موسى المجرشي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حماد بن زيد‪ ,‬عن ثابت‪ ,‬عن‬
‫سكَ ما الّل ُه ُم ْبدِ يه ف مي زي نب ب نت‬
‫أب مي حمزة‪ ,‬قال‪ :‬نزلت هذه الَ ية‪ :‬وتُ مخْفِمي فِ مي نَفْ ِ‬
‫جحش‪.‬‬
‫‪ 21748‬م حدث نا خلد بن أ سلمم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفميان بن عي مينة‪ ,‬عن عل ميّ بن ز يد بن‬
‫جدعان‪ ,‬عن علميّ بن ح سين‪ ,‬قال‪ :‬كان ال تب مارك وتعالمى أعلمم نب ميه صلى ال عل يه‬
‫سكْ عَلَ م ْيكَ‬
‫و سلم أن زي نب ستكون من أزوا جه‪ ,‬فل مما أتاه ز يد يشكو ها قال‪ :‬اتّ قِ الّل هَ وأمْ ِ‬
‫سكَ ما اللّ ُه ُمبْديهِ‪.‬‬
‫جكَ‪ ,‬قال ال‪ :‬وتُمخْفِمي فمي نَ ْف ِ‬
‫زَ ْو َ‬
‫‪ 21749‬م حدثن مي إ سحاق بن شاه ين‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا داود‪ ,‬عن عا مر‪ ,‬عن عائ شة‪ ,‬قالت‪ :‬لو‬
‫كتمم رسول ال صلى ال عليه وسلم شيئا ممما أوحي إلميه من كتاب ال لكتمم‪ :‬وتُمخْفِمي‬
‫ن تَمخْشاهُ‪.‬‬
‫خشَى النّاسَ وَالّل ُه أحَقّ أ ْ‬
‫سكَ ما اللّ ُه ُم ْبدِي ِه وتَم ْ‬
‫فِمي نَ ْف ِ‬
‫وقوله‪ :‬فَلَ ممّا قَضَى َز ْيدٌ ِمنْ ها َوطَرا زَ ّوجْناكَ ها يقول تعال مى ذكره‪ :‬فل مما ق ضى ز يد بن‬
‫حارثة من زينب حاجته‪ ,‬وهي الوطر ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫شبَمابِنا َوطَرَا‬
‫عهُلَممّا َقضَى منْ َ‬
‫عنِميِ َقبْلَ أن أُ َودّ َ‬
‫َودّ َ‬
‫ُونم علممى‬
‫زَ ّوجْناكَهما يقول‪ :‬زوّجناك زينمب بعمد مما طلقهما زيمد وبممانت منمه ل َكيْل َيك َ‬
‫حرَ جٌ فِمي أ ْزوَا جِ أدْعِيائهِمْ يعنمي‪ :‬فمي نكاح نساء من َت َبنّوا ولميسوا ببنميهم‬
‫ن َ‬
‫الممُ ْؤ ِمنِمي َ‬
‫ن من هم إذَا قَضَوْا ِم ْنهُ نّ َوطَرا يقول‪ :‬إذا قضوا‬
‫ول أولد هم عل مى صحة إذا هم طلقوه نّ وب ّ‬
‫ل من هم ل هم عنه نّ‬
‫ن حاجات هم‪ ,‬وآراب هم وف مارقوهنّ وحَلَلْن لغير هم‪ ,‬ول مم ي كن ذلك نزو ً‬
‫منه ّ‬
‫ن أ ْمرُ اللّ ِه مَ ْفعُولً يقول‪ :‬وكان ما ق ضى ال من قضاء مفعولً‪ :‬أي كائ نا كان ل م محالة‪.‬‬
‫وكا َ‬
‫وإن مما يعن مي بذلك أن قضاء ال ف مي زي نب أن يتزوّج ها ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫ل كائنا‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫كان ماضيا مفعو ً‬
‫‪ 21750‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ِ :‬ل َكيْل َيكُو نَ عَلمى‬
‫ُنم َوطَرا يقول‪ :‬إذا طلّقوهنمّ‪ ,‬وكان‬
‫ِمم إذَا َقضَوْا ِم ْنه ّ‬
‫َاجم أدْعِيائه ْ‬
‫َجم فِممي أ ْزو ِ‬
‫حر ٌ‬‫ن َ‬
‫المممُ ْؤ ِمنِمي َ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم َتبَنىّ زيد بن حارثة‪.‬‬
‫‪21751‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬فَلَممّا قَضَى‬
‫َزيْدٌ ِمنْهما َوطَرا‪ ...‬إلممى قوله‪ :‬وكان َم أ ْمرُ اللّهِم مَ ْفعُولً إذا كان ذلك منمه غيمر نازل لك‪ ,‬فذلك‬
‫ن أصْل ِب ُكمْ‪.‬‬
‫ن مِ ْ‬
‫قول ال‪َ :‬وحَلئِلُ أبْنائِ ُكمُ اّلذِي َ‬
‫‪ 21752‬م حدثنمي ممحمد بن عثمان الواسطي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن عون‪ ,‬عن الممعلمى‬
‫بن عرفمان‪ ,‬عن ممحمد بن عبد ال بن جحش‪ ,‬قال‪ :‬تفماخرت عائشة وزينب‪ ,‬قال‪ :‬فقالت‬
‫زينب‪ :‬أنا الذي نزل تزويجي‪.‬‬
‫‪ 21753‬م حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا جر ير‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن الشعب مي قال‪ :‬كا نت زي نب‬
‫زوج النب ميّ صلى ال عل يه و سلم تقول للنب ميّ صلى ال عل يه و سلم‪ :‬إن مي لدلّ عل ميك‬
‫بثلث ما من نسائك امرأة تدل به نّ‪ .‬إن جدّي وجدّك واحد‪ ,‬وإنمي أنكحنميك ال من السماء‪,‬‬
‫وإن السفمير لمجبرائيملُ علميه السلم‪.‬‬

‫‪38‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫سنّةَ الّلهِ فِي‬
‫ض اللّ ُه لَ ُه ُ‬
‫حرَجٍ فِيمَا فَرَ َ‬
‫ن َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬مّا كَانَ عَلَى ال ّن ِبيّ مِ ْ‬
‫اّلذِينَ خََلوْاْ مِن َقبْلُ َوكَانَ َأ ْمرُ الّلهِ َقدَرا مّ ْقدُورا }‪.‬‬
‫ل ال له من نكاح‬
‫ي من حرج من إثم فميمما أح ّ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬ما كان علمى النبم ّ‬
‫امرأة من َت َبنّاه بعد فراقه إياها‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪21754‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة ما كانَ علمى ال ّنبِميّ ِمنْ‬
‫ل ال له‪.‬‬
‫ض للّ ُه لَهُ‪ :‬أي أح ّ‬
‫حرَجٍ فِميمما فَرَ َ‬
‫َ‬
‫وقوله‪ :‬سُمنّةَ اللّهِم فِممي اّلذِينَم خَمملَوْا مِن ْم َقبْلِ يقول‪ :‬لممم يكمن ال تعالممى لُممي ْؤثِم نبمميه‬
‫ل له مثالَ فعله بممن قبله من الرسل الذين مضوا قبله فمي أنه لمم يؤثمهم بمما‬
‫فميمما أح ّ‬
‫سنّةَ‬
‫أحلّ ل هم‪ ,‬ل مم ي كن لنب ميه أن يخ شى الناس ف ميمما أمره به أو أحله له‪ .‬ون صب قوله‪ُ :‬‬
‫سنّةً منا‪.‬‬
‫اللّ ِه علمى معنى‪ :‬حقا من ال‪ ,‬كأنه قال‪ :‬فعلنا ذلك َ‬
‫وقوله‪ :‬وكا نَ أ ْمرُ الّل ِه َقدَرا َم ْقدُورا يقول‪ :‬وكان أ مر ال قضاء مقض يا‪ .‬وكان ا بن ز يد يقول‬
‫فمي ذلك ما‪:‬‬
‫‪ 21755‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وكا نَ أ ْمرُ‬
‫اللّهِ َقدَرا مَ ْقدُورا إن ال كان علممه معه قبل أن يخملق الشياء كلها‪ ,‬فأتممه فمي علممه أن‬
‫يخملق خملقا‪ ,‬ويأمرهم وينهاهم‪ ,‬ويجعل ثوابما لهل طاعته‪ ,‬وعقابما لهل معصيته فلمما‬
‫ائت ممر ذلك ال مر قدّره‪ ,‬فل مما قدّره ك تب وغاب عل ميه‪ ,‬ف سماه الغ يب وأ مّ الكتاب‪ ,‬وخ ملق‬
‫المخملق علمى ذلك الكتاب أرزاقهم وآجالهم وأعمالهم‪ ,‬وما يصيبهم من الشياء من الرخاء‬
‫والشدّة من الكتاب الذي كتبه أنه يصيبهم وقرأ‪ :‬أُوَلئِكَ يَناَلهُ مْ نَصِي ُب ُهمْ مِ نَ ا ْلكِتابِ حتّمى إذَا نَ ِفدَ‬
‫ذَل كَ جَا َء ْتهُ مْ رُ سُلَنا َيتَ َوفّ ْو َنهُ مْ‪ ,‬وأ مر ال الذي ائت ممر قدره ح ين قدره مقدرا‪ ,‬فل يكون إل ما‬
‫فمي ذلك‪ ,‬وما فمي ذلك الكتاب‪ ,‬وفمي ذلك التقدير‪ ,‬ائتممر أمرا ثم قدره‪ ,‬ثم خملق علميه‪,‬‬
‫فقال‪ :‬كان أ مر ال الذي م ضى وفرغ م نه‪ ,‬وخ ملق عل ميه ال مخملق َقدَرا مَ ْقدُورا شاء أمرا‬
‫ل ميممضي به أمره وقدره‪ ,‬وشاء أمرا يرضاه من عب ماده ف مي طاع ته فل مما أن كان الذي‬
‫شاء ممن طاعتمه لعبمماده رضيمه لهمم‪ ,‬ولممما أن كان الذي شاء أراد أن ينفمذ فمميه أمره‬
‫ن المجِنّ وَالنْسِ فشاء أن يكون هؤلء‬
‫ج َهنّممَ َكثِميرا مِ َ‬
‫وتدبميره وقدره‪ ,‬وقرأ‪ :‬وَلَ َق ْد ذَرأْنا لِم َ‬
‫عمََلهُم ْم‬
‫ل ُأمّةٍ َ‬
‫ممن أهمل النار‪ ,‬وشاء أن تكون أعمالهمم أعمال أهمل النار‪ ,‬فقال‪ :‬وكَذلكَم زَيّنما ِلكُ ّ‬
‫شرَكاؤُهُ مْ لِ م ُيرْدُو ُهمْ وَلِ ميَم ْلبِسُوا‬
‫ش ِركِينَ َقتْلَ أوْلدِهِ مْ ُ‬
‫ن ال ممُ ْ‬
‫وقال‪ :‬وكذل كَ َزيّ نَ ِل َكثِ ميرٍ مِ َ‬
‫عدُوّا‬
‫ل َنبِميّ َ‬
‫جعَلْنا ِلكُ ّ‬
‫ل أهْلُ النّار وَلَ ْو شاءَ الّلهُ ما فَعَلُو هُ‪ ,‬قال‪ :‬وكَذلكَ َ‬
‫عَلَم ْي ِهمْ دِينَهُمْ َهذِ هِ أعما ُ‬
‫ج ْهدَ أيمما ِنهِمْ‪ ...‬إلمى‬
‫سمُوا بماللّ ِه َ‬
‫شَياطِي نَ‪ ...‬إلمى قوله‪ :‬وََلوْ شا َء َربّ كَ ما َفعَلُو هُ وقرأ‪ :‬وأقْ َ‬
‫شيْءٍ ُقبُلً مَا كَانُوا لِمميُ ْؤ ِمنُوا إلّ أن ْم يَشاءَ اللّهُم أن يؤمنوا بذلك‪ ,‬قال‪ :‬فأخرجوه ممن اسممه‬
‫كُلّ َ‬
‫الذي تسمّى به‪ ,‬قال‪ :‬هو الفعّال لمما يريد‪ ,‬فزعموا أنه ما أراد‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ن َأحَدا ِإلّ‬
‫خشَوْ َ‬
‫خشَ ْو َن هُ َولَ َي ْ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬اّلذِي نَ ُيبَّلغُو نَ رِ سَالَتِ اللّ هِ َو َي ْ‬
‫حسِيبا }‪.‬‬
‫ى بِاللّهِ َ‬
‫اللّهَ َوكَ َف َ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬سنة ال فمي الذين خملوا من قبل ممحمد من الرسل‪ ,‬الذي يبلغون‬
‫رسالت ال إلمى من أُرسلوا إلميه‪ ,‬ويخافون ال فمي تركهم تبلميغ ذلك إياهم‪ ,‬ول يخافون‬
‫أحدا إل ال‪ ,‬فإنهمم إياه يرهبون إن همم قصمروا عمن تبلمميغهم رسمالة ال إلممى ممن أُرسملوا‬
‫إل ميه‪ .‬يقول لنب ميه م محمد‪ :‬ف من أولئك الر سل الذ ين هذه صفتهم‪ ,‬ف كن ول ت مخش أحدا إل‬
‫ال‪ ,‬فإن ال يممنعك من جميع خملقه‪ ,‬ول يممنعك أحد من خملقه منه‪ ,‬إن أراد بك سوءا‪.‬‬
‫ن ُيبَلّغو نَ رِسالَتِ الّل ِه خفض ردّا علمى «الذين» التمي فمي قوله‪:‬‬
‫«والذين» من قوله‪ :‬اّلذِي َ‬
‫سنّ َة اللّ هِ فِمي اّلذِي نَ خَملَوْا‪ .‬وقوله‪ :‬وكَفَمى بماللّ ِه حَ سِيبما يقول تعالمى ذكره‪ :‬وكفماك يا‬
‫َ‬
‫ممحمد بمال حافظا لعمال خملقه‪ ,‬وممحاسبما لهم علميها‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫حدٍ مّن ّرجَاِلكُمْ وَلَـكِن ّرسُولَ الّلهِ َوخَا َتمَ‬
‫ح ّمدٌ َأبَآ َأ َ‬
‫ن ُم َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬مّا كَا َ‬
‫ل شَيْءٍ عَلِيما }‪.‬‬
‫ال ّن ِبيّينَ َوكَانَ الّلهُ ِبكُ ّ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬ما كان أي ها الناس م محمد أب ما ز يد بن حار ثة‪ ,‬ول أب ما أ حد من‬
‫رجالكم‪ ,‬الذين لمم يملده ممحمد‪ ,‬فميحرم علميه نكاح زوجته بعد فراقه إياها‪ ,‬ولكنه رسول‬
‫ال وخات مم النب ميمين‪ ,‬الذي خت مم النبوّة فط بع عل ميها‪ ,‬فل تفت مح ل حد بعده إل مى ق ميام‬
‫الساعة‪ ,‬وكان ال بكل شيء من أعمالكم ومقالكم وغير ذلك ذا علمم ل يخفمى علميه شيء‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ح ّمدٌ‬
‫‪ 21756‬م حدث تا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬ما كا نَ م م َ‬
‫ن رجاِلكُ مْ قال‪ :‬نزلت فمي زيد‪ ,‬إنه لمم يكن بمابنه ولعمري ولقد وُلد له ذكور‪,‬‬
‫حدٍ ِم ْ‬
‫أبما أ َ‬
‫ل ال وَخاتَمممَ ال ّنبِمميّمينَ‪ :‬أي‬
‫إنمه لبمو القاسمم وإبراهيممم والطيمب والمممطهر وََلكِن ْم رَسمُو َ‬
‫شيْءٍ عَلِميمما‪.‬‬
‫ن اللّ ُه بكُلّ َ‬
‫آخرهم وكا َ‬
‫‪ 21757‬م حدثنمي ممحمد بن عمارة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا علميّ بن قادم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬عن‬
‫ِنم‬
‫حدٍ م ْ‬
‫ح ّمدٌ أبمما أ َ‬
‫كانم مُمم َ‬
‫َ‬ ‫نسمير بمن ذعلوق‪ ,‬عمن علمميّ بمن الممحسين فممي قوله‪ :‬مما‬
‫رِجاِل ُكمْقال‪ :‬نزلت فمي زيد بن حارثة‪.‬‬
‫والن صب ف مي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب ممعنى تكر ير كان ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬والرفع بممعنى الستئناف‪ ,‬ولكن هو رسول ال‪ ,‬والقراءة النصب عندنا‪.‬‬
‫ن فقرأ ذلك قرّاء المصمار سموى‬
‫واختلفمت القرّاء فممي قراءة قوله‪ :‬وَخاتَمممَ ال ّنبِمميّمي َ‬
‫المحسن وعاصم بكسر التاء من خاتمم النبميمين‪ ,‬بممعنى أنه ختمم النبميمين‪ .‬ذُكر أن‬
‫ذلك فمي قراءة عبد ال‪ :‬وََلكِن َنبِميّا خَتممَ ال ّنبِميّمينَ فذلك دلميمل علمى صحة قراءة من‬
‫قرأه بكسر التاء‪ ,‬بممعنى أنه الذي ختمم النبمياء صلى ال عليه وسلم وعلميهم وقرأ ذلك‬
‫فميمما يذكر المحسن وعاصم‪ :‬خاتَممَ ال ّنبِميّمينَ بفتمح التاء‪ ,‬بممعنى أنه آخر النبميمين‪,‬‬
‫سكٌ» بممعنى‪ :‬آخره مسك من قرأ ذلك كذلك‪.‬‬
‫ختُومٌ خَاتممَهُ ِم ْ‬
‫كما قرأ‪َ « :‬م ْ‬

‫‪44- 41‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫س ّبحُو ُه ُبكْرَةً‬
‫ن آ َمنُو ْا ا ْذ ُكرُواْ الّل هَ ِذكْرا َكثِيرا * وَ َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬يَأيّهَا اّلذِي َ‬
‫جكُ مْ مّ نَ الظُّلمَا تِ إِلَى النّورِ َوكَا نَ بِا ْلمُ ْؤ ِمنِي نَ‬
‫خ ِر َ‬
‫ل ِئكَتُ هُ ِل ُي ْ‬
‫ل * ُهوَ اّلذِي يُ صَلّي عََل ْيكُ مْ َومَ َ‬
‫وَأَ صِي ً‬
‫عدّ َل ُهمْ َأجْرا َكرِيما }‪.‬‬
‫لمٌ وَأَ َ‬
‫ح ّيتُ ُهمْ َي ْومَ يَلْقَ ْو َنهُ سَ َ‬
‫َرحِيما * َت ِ‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬يما أيهما الذيمن صمدّقوا ال ورسموله اذكروا ال بقلوبكمم وألسمنتكم‬
‫وجوارح كم ذكرا كث ميرا‪ ,‬فل ت مخملو أبدان كم من ذكره ف مي حال من أحوال طاقت كم ذلك‬
‫س ّبحُوهُ ُب ْكرَةً وأ صَيلً يقول‪ :‬صلوا له غدوة صلة الصبح‪ ,‬وعشيا صلة العصر‪ .‬وقوله‪ :‬هُوَ‬
‫وَ َ‬
‫ُصملّمي عَلَممْي ُكمْ َومَل ِئ َكتُه ُم يقول تعالممى ذكره‪ :‬ربكمم الذي تذكرونمه الذكمر الكثممير‪,‬‬
‫اّلذِي ي َ‬
‫وت سبحونه بُكرة وأ صيلً‪ ,‬إذا أنت مم فعلت مم ذلك‪ ,‬الذي يرحم كم‪ ,‬ويثن مي عل ميكم هو‪ ,‬ويد عو‬
‫ُهم يشيمع عنكمم الذكمر‬
‫ُصملّمي عَلَممْي ُكمْ َومَلئِ َكت ُ‬
‫لكمم ملئكتمه‪ .‬وقمميمل‪ :‬إن معنمى قوله‪ :‬ي َ‬
‫ت إلممى النّورِ يقول‪ :‬تدعمو‬
‫ِنم الظّلُممما ِ‬
‫خ ِرجَ ُكمْ م َ‬
‫الممجميمل فممي عبمماد ال‪ .‬وقوله‪ :‬لِممُي ْ‬
‫ملئكة ال لكم‪ ,‬فميخرجكم ال من الضللة إلمى الهُدى‪ ,‬ومن الكفر إلمى السلم‪ .‬وبنمحو‬
‫الذي قلنا فمي تأويمل ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21758‬م حدث نا عل ميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي معاو ية‪ ,‬عن عل مي‪ ,‬عن ا بن‬
‫عب ماس‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬ا ْذ ُكرُوا الّل َه ِذكْرا َكثِ ميرا يقول‪ :‬ل يفِرض عل مى عب ماده فري ضة إل‬
‫ج عل ل ها حدّا معلو ما‪ ,‬ثم عذر أهل ها ف مي حال عذر‪ ,‬غ ير الذ كر‪ ,‬فإن ال ل مم يج عل له حدّا‬
‫ينت هي إل ميه ول مم يعذر أحدا ف مي تر كه إل مغلوب ما عل مى عقله‪ ,‬قال‪ :‬ا ْذكُرُوا اللّ َه قِ مياما‬
‫جنُوبكمم بمماللميمل والنهار فممي البرّ والبحمر‪ ,‬وفممي السمفر والممحضر‪,‬‬
‫و ُقعُودا وعلممى ُ‬
‫والغنمى والفقمر‪ ,‬والسمقم والصمحة‪ ,‬والسمرّ والعلنممية‪ ,‬وعلممى كلّ حال‪ ,‬وقال‪ :‬سَمّبحُوهُ ُب ْكرَةً‬
‫وأ صِيلً فإذا فعلت مم ذلك صلمى عل ميكم هو وملئك ته قال ال عزّ وجلّ ُهوَ اّلذِي يُ صَلّمي‬
‫عَلَم ْي ُكمْ َومَل ِئ َكتُهُ‪.‬‬
‫س ّبحُو ُه ُب ْكرَةً‬
‫‪ 21759‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَ َ‬
‫وأصِيلً صلة الغداة‪ ,‬وصلة العصر‪.‬‬
‫ج ُكمْ مِنَ الظّلَمماتِ إلمى النّورِ‪ :‬أي من الضللت إلمى الهدى‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬لِم ُيخْ ِر َ‬
‫‪ 21760‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬هُ َو اّلذِي‬
‫ج ُكمْ مِ نَ الظّلُ مماتِ إل مى النّو ِر قال‪ :‬من الضللة إل مى‬
‫يُ صَلّمي عَلَ ميْكمْ َومَل ِئ َكتُ ُه لِ م ُيخْ ِر َ‬
‫الهُدى‪ ,‬قال‪ :‬والضللة‪ :‬الظلممات‪ ,‬والنور‪ :‬الهدى‪.‬‬
‫م بممالممُ ْؤ ِمنِمينَ َرحِيممما يقول تعالممى ذكره‪ :‬وكان بممالممؤمنمين بمه‬
‫وقوله‪ :‬وكان َ‬
‫ح ّي ُت ُهمْ يَوْ مَ يَ ملْ َق ْونَهُ سَلمٌ‬
‫ور سوله ذا رح مة أن يعذّب هم و هم له مطيعون‪ ,‬ولمره متبعون تَ م ِ‬
‫يقول جلّ ثناؤه‪ :‬ت محية هؤلء ال ممؤمنمين يوم الق ميامة ف مي ال مجنة سلم‪ ,‬يقول بعض هم‬
‫لبعض‪ :‬أمنة لنا ولكم بدخولنا هذا الممدخمل من ال أن يعذّبنا بمالنار أبدا‪ ,‬كما‪:‬‬
‫ح ّي ُتهُمْ َيوْ مَ‬
‫‪ 21761‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬تَ م ِ‬
‫يَملْقَ ْونَ ُه سَلمٌ قال‪ :‬تمحية أهل المجنة السلم‪.‬‬
‫عدّ َلهُ مْ أجْرا َكرِيمما يقول‪ :‬وأعدّ لهؤلء الممؤمنمين ثوابما لهم علمى طاعتهم‬
‫وقوله‪ :‬وأ َ‬
‫إياه فمي الدنميا كريمما‪ ,‬وذلك هو المجنة‪ ,‬كما‪:‬‬
‫ع ّد َلهُ مْ أجْرا َكرِيمما‪:‬‬
‫‪ 21762‬م حدثتا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وأ َ‬
‫أي المجنة‪.‬‬

‫‪48- 45‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪َ { :‬يَأيّهَا ال ّنبِ يّ إِنّآ َأرْ سَ ْلنَاكَ شَاهِدا َو ُم َبشّرا َو َنذِيرا * َودَاعِيا‬
‫ن اللّ هِ َفضْلً ِكبِيرا * َولَ ُتطِ عِ‬
‫ن َلهُ مْ ّم َ‬
‫ن ِبأَ ّ‬
‫سرَاجا ّمنِيرا * َو َبشّرِ ا ْل ُم ْؤ ِمنِي َ‬
‫إِلَى اللّ ِه ِبإِ ْذنِ هِ وَ ِ‬
‫ع َأذَاهُمْ َوتَ َوكّملْ عَلَى الّلهِ َوكَ َفىَ بِاللّهِ َوكِميلً }‪.‬‬
‫ا ْلكَا ِفرِينَ وَا ْل ُمنَافِقِينَ َو َد ْ‬
‫يقول تعال مى ذكره لنب ميه م محمد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬يا م محمد إنّا أرْ سَ ْلنَاكَ شَاهِدا‬
‫عل مى أم تك بإبل غك إيا هم ما أر سلناك به من الر سالة‪ ,‬ومبشر هم ب مالمجنة إن صدّقوك‬
‫وعملوا ب مما جئت هم به من ع ند ر بك‪َ ,‬و َنذِيرا من النار أن يدخ ملوها‪ ,‬ف ميعذّبوا ب ها إن هم‬
‫كذّبوك‪ ,‬وخالفوا ما جئتهم به من عند ال‪ .‬وبمالذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪21763‬م حدثتا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة يا أيّها ال ّنبِميّ إنّا أرْسَلْناكَ‬
‫شاهِدا علمى أمتك بمالبلغ‪ ,‬ومبشرا بمالمجنة‪َ ,‬و َنذِيرا بمالنار‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬ودَاعِيا إلمى اللّهِ يقول‪ :‬وداعيا إلمى توحيد ال‪ ,‬وإفراد اللوهة له‪ ,‬وإخلص الطاعة‬
‫لوجهه دون كلّ من سواه من الَلهة والوثان‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 21764‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َودَاعِيا إلمى اللّ هِ إلمى‬
‫شهادة أن ل إله إل ال‪.‬‬
‫َسمرَاجا ُمنِمميرا يقول‪ :‬وضياء لممخملقه يسمتضيء‬
‫ِهم يقول‪ :‬بأمره إياك بذلك و ِ‬
‫وقوله‪ :‬بأ ْذن ِ‬
‫ب مالنور الذي أت ميتهم به من ع ند ال عب ماده ُمنِ ميرا يقول‪ :‬ضياء ين مير ل ممن ا ستضاء‬
‫بضوئه‪ ,‬وع مل ب مما أمره‪ .‬وإن مما يعن مي بذلك‪ ,‬أ نه يهدي به من اتب عه من أم ته‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫ن اللّ هِ َفضْلً َكبِميرا يقول تعالمى ذكره‪ :‬وبشّر أهل اليممان‬
‫ن َلهُ مْ ِم َ‬
‫ن بأ ّ‬
‫شرِ الممُ ْؤ ِمنِمي َ‬
‫َو َب ّ‬
‫ل كب ميرا يقول‪ :‬بأن ل هم من ثواب ال عل مى طاعت هم‬
‫ب مال يا م محمد بأن ل هم من ال فض ً‬
‫ِينم‬
‫ِعم الكافِر َ‬
‫إياه تضعيفمما كثمميرا‪ ,‬وذلك همو الفضمل الكبممير ممن ال لهمم‪ .‬وقوله‪ :‬وَل تُط ِ‬
‫وَال ممُنافِقِمينَ يقول‪ :‬ول ت طع لقول كا فر ول منا فق‪ ,‬فت سمع م نه دعاءه إياك إل مى التق صير‬
‫فمي تبلميغ رسالت ال إلمى من أرسلك بها إلميه من خملقه َودَ عْ أذَاهُ مْ يقول‪ :‬وأعرض‬
‫عن أذاهم لك‪ ,‬واصبر علميه‪ ,‬ول يممنعك ذلك عن القميام بأمر ال فمي عبماده‪ ,‬والنفوذ‬
‫لمما كلّفك‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21765‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪َ :‬و َدعْ أذَا ُهمْ قال‪ :‬أعرض عنهم‪.‬‬
‫‪ 21766‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة َودَ عْ أذَاهُ مْ‪ :‬أي ا صبر‬
‫علمى أذاهم‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬و َت َوكّلْ علمى الّل هِ يقول‪ :‬وفوّض إلمى ال أمورك‪ ,‬وثق به‪ ,‬فإنه كافميك جميع من‬
‫دونمه‪ ,‬حتممى يأتمميك بأمره وقضاؤه و َكفَممى بِمماللّهِ َوكِيلً يقول‪ :‬وحسمبك بممال قمميمما‬
‫بأمورك‪ ,‬وحافظا لك وكالئا‪.‬‬

‫‪49‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫حتُمُ ا ْلمُ ْؤ ِمنَاتِ ثُمّ طَلّ ْق ُتمُو ُهنّ مِن َقبْلِ‬
‫ن آ َمنُوَ ْا ِإذَا َن َك ْ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬يَأيّهَا اّلذِي َ‬
‫جمِيلً }‪.‬‬
‫سرَاحا َ‬
‫ن َ‬
‫س ّرحُوهُ ّ‬
‫عدّ ٍة َت ْعتَدّو َنهَا َف َم ّتعُوهُنّ َو َ‬
‫ن فَمَا َل ُكمْ عََل ْيهِنّ ِمنْ ِ‬
‫أَن َت َمسّوهُ ّ‬
‫ُمم‬
‫حتُمممُ المممُ ْؤمِناتِ ث ّ‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬يما أيهما الذيمن صمدقوا ال ورسموله إذَا َن َك ْ‬
‫عدّةٍ‬
‫ن مِ نْ ِ‬
‫ن يعنمي من قبل أن تمجامعوهنّ َفمَا َلكُ مْ عَلَميْهِ ّ‬
‫طَلّ ْقتُممُو ُهنّ ِم نْ َقبْلِ أ نْ تَم َمسّوهُ ّ‬
‫َت ْعتَدّوَنها يعنمي‪ :‬من إحصاء أقراء‪ ,‬ول أشهر تمحصونها علميهنّ‪ ,‬فمتعوهنّ يقول‪ :‬أعطوهنّ‬
‫جمِيلً يقول‪ :‬وخ ملوا‬
‫سرَاحا َ‬
‫ن َ‬
‫س ّرحُوهُ ّ‬
‫ما ي ستممتعن به من عرض أو ع ين مال‪ .‬وقوله‪ :‬وَ َ‬
‫سبميملهنّ ت مخملمية ب مالممعروف‪ ,‬و هو الت سريح ال مجميمل‪ .‬وبن محو الذي قل نا ف مي‬
‫ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪21767‬مم حدثنما علمميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما عبمد ال‪ ,‬قال‪ :‬ثنممي معاويمة‪ ,‬عمن علمميّ‪ ,‬عمن ابمن‬
‫أنم‬
‫ِنم قَب ْل ْ‬
‫نم ْ‬‫ُمم طَلّ ْقتُمممُوهُ ّ‬
‫ِينم آ َمنُوا إذَا َن َكحْتُمممُ المممُ ْؤمِناتِ ث ّ‬
‫عبمماس‪ ,‬قوله‪ :‬يما أيّهما اّلذ َ‬
‫عدّ ٍة َت ْع َتدّوَنها فهذا فمي الرجل يتزوّج الممرأة‪ ,‬ثم يطلقها من‬
‫ن مِ نْ ِ‬
‫تَممَسّو ُهنّ َفمَا َلكُمْ عَلَم ْيهِ ّ‬
‫ق بل أن ي ممسها‪ ,‬فإذا طلق ها واحدة ب مانت م نه‪ ,‬ول عدّة عل ميها تتزوّج من شاءت‪ ,‬ثم قرأ‪:‬‬
‫جمِيلً يقول‪ :‬إن كان سمى ل ها صداقا‪ ,‬فل ميس ل ها إل الن صف‪,‬‬
‫سرَاحا َ‬
‫َفمَ ّتعُو ُه نّ وَ سَ ّرحُو ُهنّ َ‬
‫فإن لمم يكن سمى لها صداقا‪ ,‬متّعها علمى قدر عسره ويُسره‪ ,‬وهو السراح المجميمل‪.‬‬
‫ضتُممْ‪ .‬ذكر من‬
‫صفُ ما َفرَ ْ‬
‫وقال بعضهم‪ :‬الممتعة فمي هذا المموضع منسوخة بقوله‪َ :‬فنِ ْ‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21768‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬يا أيّها اّلذِي نَ آ َمنُوا‬
‫جمِيلً قال‪ :‬قال سعيد بن ال ممسيب‪ :‬ثم ن سخ‬
‫سرَاحا َ‬
‫حتُ ممُ ال ممُ ْؤمِنات‪ ...‬إل مى قوله‪َ :‬‬
‫إذَا َن َك ْ‬
‫ن فَريضَةً‬
‫ضتُ ممْ َلهُ ّ‬
‫ن َوقَدْ َفرَ ْ‬
‫ن تَ م َمسّوهُ ّ‬
‫ن قَبْل أ َ‬
‫ن مِ ْ‬
‫ن طَلّ ْقتُ ممُوهُ ّ‬
‫هذا ال محرف ال ممتعة وَإ ْ‬
‫ضتُممْ‪.‬‬
‫صفُ ما َفرَ ْ‬
‫فنِ ْ‬
‫حدثنا ابن بشار وابن الممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ممحمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫حتُ ممُ‬
‫ن آ َمنُوا إذَا َن َك ْ‬
‫قتادة يحدّث عن سعيد بن ال ممسيب‪ ,‬قال‪ :‬ن سخت هذه الَ ية يا أيّ ها اّلذِي َ‬
‫عدّ ٍة َت ْعتَدّوَنها فَ َم ّتعُوهُنّ‬
‫ن مِنْ ِ‬
‫ن َفمَا َلكُمْ عَلَم ْيهِ ّ‬
‫ن تَم َمسّوهُ ّ‬
‫ن قَبْل أ ْ‬
‫ن مِ ْ‬
‫الممُ ْؤمِناتِ ثُمّ طَلّ ْقتُممُوهُ ّ‬
‫قال‪ :‬نسخت هذه الَية التمي فمي البقرة‪.‬‬

‫‪50‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ت ُأجُورَهُنّ َومَا‬
‫لتِيَ آ َتيْ َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬يَأيّهَا ال ّنبِيّ ِإنّآ َأحْلَ ْلنَا لَكَ َأزْوَاجَكَ ال ّ‬
‫لتِي‬
‫لتِ كَ ال ّ‬
‫عمّاتِ كَ َو َبنَا تِ خَالِ كَ َو َبنَا تِ خَا َ‬
‫عمّ كَ َو َبنَا تِ َ‬
‫مََلكَ تْ َيمِينُ كَ ِممّآ َأفَآءَ الّل هُ عََليْ كَ َو َبنَا تِ َ‬
‫ك مِن‬
‫حهَا خَالِ صَةً لّ َ‬
‫ستَن ِك َ‬
‫سهَا لِل ّنبِ يّ ِإ نْ َأرَادَ ال ّنبِ يّ أَن يَ ْ‬
‫ن َمعَ كَ وَامْرَأَ ًة مّ ْؤ ِم َنةً إِن وَ َهبَ تْ نَفْ َ‬
‫هَاجَرْ َ‬
‫جهِممْ َومَا مََلكَ تْ َأ ْيمَا ُنهُ ْم ِل َكيْلَ َيكُو نَ عََليْ كَ‬
‫ضنَا عََل ْيهِ ْم فِ يَ َأزْوَا ِ‬
‫ن َقدْ عَِل ْمنَا مَا َفرَ ْ‬
‫ن ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫دُو ِ‬
‫ن الّلهُ غَفُورا ّرحِيما }‪.‬‬
‫حرَجٌ َوكَا َ‬
‫َ‬
‫يقول تعال مى ذكره لنب ميه م محمد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬يا أيّ ها ال ّنبِ ميّ إنّا أحْلَلْ نا لَ كَ‬
‫ن بصداق مسمى‪ ,‬كما‪:‬‬
‫ن يعنمي‪ :‬اللتمي تزوّجته ّ‬
‫جكَ اللّتمي آتَميْتَ ُأجُورَهُ ّ‬
‫أزْوَا َ‬
‫‪ 21769‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ن قال‪ :‬صدقاتهنّ‪.‬‬
‫جكَ اللّتمي آتَميْتَ ُأجُورَهُ ّ‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬أزْوَا َ‬
‫‪ 21770‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬يا أيّهَا‬
‫ال ّنبِ ميّ إنّا أحْلَلْ نا لَ كَ أزْوَاجَ كَ اللّت مي آتَ ميْتَ ُأجُورَهُ نّ قال‪ :‬كان كل امرأة آتا ها مهرا‪ ,‬ف قد‬
‫أحلها ال له‪.‬‬
‫‪ 21771‬م حُد ثت عن ال محسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أب ما معاذ يقول‪ :‬أخبر نا عب ميد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫الضحاك يقول فمي قوله‪ :‬يا أيّها ال ّنبِميّ إنّا أحْلَلْنا لَ كَ أزَوَاجَ كَ اللّتمي آتَميْتَ ُأجُورَهُ نّ‪...‬‬
‫ن ف ما كان من هذه الت سمية ما شاء كث ميرا أو‬
‫ن دُون ال ممُ ْؤ ِمنِمي َ‬
‫ك مِ ْ‬
‫إل مى قوله‪ :‬خِال صَةً لَ َ‬
‫قلميلً‪.‬‬
‫ّهم عَلَممْيكَ يقول‪ :‬وأحللنما لك إماءك اللواتممي‬
‫وقوله‪ :‬وَمما مََلكَت ْم يَمممِي ُنكَ ممممّا أفمماءَ الل ُ‬
‫عمّكَ َوبَناتِ‬
‫سبميتهنّ‪ ,‬فملكتهنّ بمالسبماء‪ ,‬وصرن لك بفتمح ال علميك من الفميء َوبَناتِ َ‬
‫جرْنَ َمعَكَ فأحلّ ال له صلى ال عليه وسلم من‬
‫ت خالتِكَ اللّتمي ها َ‬
‫عمّاتِكَ َوبَناتِ خالِكَ وبَنا ِ‬
‫َ‬
‫ن م عه‪,‬‬
‫بنات ع مه وعما ته وخاله وخال ته‪ ,‬ال ممهاجرات م عه منه نّ دون من ل مم يها جر منه ّ‬
‫كما‪:‬‬
‫‪ 21772‬م حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن موسى‪ ,‬عن إسرائيمل‪ ,‬عن السدي‪ ,‬عن‬
‫أب مي صالمح‪ ,‬عن أ مّ هانىء‪ ,‬قالت‪ :‬خطبن مي النب ميّ صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ف ماعتذرت له‬
‫ك أزْوَاجَ كَ اللّت مي آتَ ميْتَ ُأجُورَهُ نّ‪ ...‬إل مى قوله‬
‫بعذري‪ ,‬ثم أنزل ال عل ميه‪ :‬إنّا أحْلَلْ نا لَ َ‬
‫ن َم َعكَ قالت‪ :‬فلمم أحلّ له‪ ,‬لمم أهاجر معه‪ ,‬كنت من الطلقاء‪.‬‬
‫جرْ َ‬
‫لتِمي ها َ‬
‫ال ّ‬
‫ن َمعَ كَ» بواو‬
‫جرْ َ‬
‫لتِ مي ها َ‬
‫و قد ذُ كر أن ذلك ف مي قراءة ا بن م سعود‪َ « :‬وبَنا تِ خالتِ كَ وَال ّ‬
‫وذلك وإن كان كذلك فمي قراء ته ممحتممل أن يكون بممعنى قراءتنا بغير الواو‪ ,‬وذلك أن‬
‫العرب تدخمل الواو فمي نعت من قد تقدم ذكره أحيانا‪ ,‬كما قال الشاعر‪:‬‬
‫ص َدرَا‬
‫ل ْمرُ مَ ْ‬
‫ص ُدرَ ا َ‬
‫ن رُشيدا وَابنَ َمرْوَانَ لَممْ َي ُكنْلِميَ ْفعَلَ حتمى يَ ْ‬
‫فإِ ّ‬
‫ن نوع غ ير‬
‫ورش يد هو ا بن مروان‪ .‬وكان الضحاك بن مزا حم يتأوّل قراءة ع بد ال هذه أنه ّ‬
‫ن كل مهاجرة هاجرت مع النبميّ صلى ال عليه وسلم‪ .‬ذكر المخبر عنه‬
‫بنات خالته‪ ,‬وأنه ّ‬
‫بذلك‪:‬‬
‫‪ 21773‬م حُد ثت عن ال محسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أب ما معاذ يقول‪ :‬أخبر نا عب ميد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ن َمعَ كَ» يعن مي بذلك‪ :‬كلّ ش يء‬
‫جرْ َ‬
‫لتِ مي ها َ‬
‫الضحاك يقول ف مي حرف ا بن م سعود‪« :‬وَال ّ‬
‫هاجر معه لميس من بنات الع ّم والعمة‪ ,‬ول من بنات المخال والمخالة‪.‬‬
‫ت نَفْ سَها لل ّنبِميّ يقول‪ :‬وأحللنا له امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها‬
‫وقوله‪ :‬وَامْرأَ ًة مُ ْؤ ِمنَ ًة إ نْ وَ َهبَ ْ‬
‫للنبمي بغير صداق‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 21774‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ت نَفْ سَها لل ّنبِ ميّ بغ ير صداق‪ ,‬فل مم ي كن يف عل ذلك‪,‬‬
‫م مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬وَامْرأ ًة مُ ْؤ ِمنَ ًة إِ نْ وَ َهبَ ْ‬
‫ل له خاصة من دون الممؤمنمين‪.‬‬
‫وأح ّ‬
‫ت نَفْ سَها لل ّنبِ ميّ» بغ ير إن‪ ,‬ومعنى‬
‫وذُكر أن ذلك فمي قراءة عبد ال‪« :‬وَامْرأةً ُم ْؤ ِمنَةً وَ َهبَ ْ‬
‫ذلك ومعنى قراءتنا وفميها «إن» واحد‪ ,‬وذلك كقول القائل فمي الكلم‪ :‬ل بأس أن يطأ جارية‬
‫ممملوكة إن ملكها‪ ,‬وجارية ممملوكة ملكها‪.‬‬
‫َسمَتنْ ِكحَها يقول‪ :‬إن أراد أن ينكحهما‪ ,‬فحلل له أن ينكحهما إذا‬
‫أنم ي ْ‬
‫إنم أرَادَ ال ّنبِمميّ ْ‬
‫وقوله ْ‬
‫وه بت نف سها له بغ ير م هر خالِ صَةً لَ كَ يقول‪ :‬ل يحلّ ل حد من أمّ تك أن يقرب امرأة وه بت‬
‫نفسها له‪ ,‬وإنمما ذلك لك يا ممحمد خالصة أخملصت لك من دون سائر أمتك‪ ,‬كما‪:‬‬
‫ك مِ نْ دُو نِ‬
‫‪ 21775‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة خالِ صَةً لَ َ‬
‫الممُ ْؤ ِمنِمينَ يقول‪ :‬لميس لمرأة أن تهب نفسها لرجل بغير أمر ولميّ ول مهر‪ ,‬إل للنبميّ‪,‬‬
‫كا نت له خال صة من دون الناس‪ .‬ويزعمون أن ها نزلت ف مي مي ممونة ب نت ال محارث أن ها‬
‫التمي وهبت نفسها للنبميّ‪.‬‬
‫‪21776‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد فمي قوله‪ :‬يا أيّها ال ّنبِميّ‬
‫ن قال‪ :‬كان كل امرأة‬
‫ن ال ممُ ْؤ ِمنِمي َ‬
‫إنّا أحْلَلْ نا لَ كَ أ ْزوَاجَ كَ‪ ...‬إل مى قوله خالِ صَ ًة لَ كَ ِم نْ دُو ِ‬
‫آتاهما مهرا فقمد أحلهما ال له إلممى أن وهمب هؤلء أنفسمهنّ له‪ ,‬فأحللن له دون المممؤمنمين‬
‫بغير مهر خالصة لك من دون الممؤمنمين إل امرأة لها زوج‪.‬‬
‫‪ 21777‬م حدثن مي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عل مية‪ ,‬عن صالمح بن م سلمم‪ ,‬قال‪ :‬سألت‬
‫الشعب مي عن امرأة وه بت نف سها لر جل‪ ,‬قال‪ :‬ل يكون‪ ,‬ل ت محلّ له‪ ,‬إن مما كا نت للنب ميّ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫ت نَفْ سَها فقرأ ذلك عامة قرّاء المصار‪ :‬إ نْ وَ َهبَ تْ‬
‫واختلفت القرّاء فمي قراءة قوله‪ :‬إ نْ وَ َهبَ ْ‬
‫بكسر اللف علمى وجه المجزاء‪ ,‬بممعنى‪ :‬إن تهب‪ .‬وذُكر عن المحسن البصري أنه قرأ‪:‬‬
‫ن وَ َهبَتْ» بفتمح اللف‪ ,‬بممعنى‪ :‬وأحللنا له امرأة مؤمنة أن ينكحها‪ ,‬لهبتها له نفسها‪.‬‬
‫«أ ْ‬
‫والقراءة التمي ل أستمجيز خلفها فمي كسر اللف لجماع المحجة من القرّاء علميه‪.‬‬
‫ن لميس ذلك للممؤمنمين‪ .‬وذُكر أن لرسول ال‬
‫ن الممُ ْؤ ِمنِمي َ‬
‫ن دُو ِ‬
‫ك مِ ْ‬
‫وأما قوله‪ :‬خالِصَةً لَ َ‬
‫صلى ال عل يه و سلم ق بل أن تنزل عل ميه هذه الَ ية أن يتزوّج أ يّ الن ساء شاء‪ ,‬فق صره ال‬
‫عل مى هؤلء‪ ,‬فل مم يعدُ هن‪ ,‬وق صر سائر أم ته عل مى مث نى وثلث ورُب ماع‪ .‬ذ كر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 21778‬م حدثنا ابن عبد العلمى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الممعتممر بن سلميممان‪ ,‬قال‪ :‬سمعت داود‬
‫بن أبمي هند‪ ,‬عن ممحمد بن أبمي موسى‪ ,‬عن زياد رجل من النصار‪ ,‬عن أبميّ بن كعب‪,‬‬
‫أن الت مي أحلّ ال للنب ميّ من الن ساء هؤلء اللت مي ذ كر ال يا أيّ ها ال ّنبِ ميّ إنّا أحْلَلْ نا لَ كَ‬
‫جهِمْ وإنمما أحلّ ال للممؤمنمين‬
‫أزْوَاجَكَ اللّتمي آتَميْتَ ُأجُورَهُنّ‪ ...‬إلمى قوله‪ :‬فِمي أزْوَا ِ‬
‫مثنى وثُلث ورُبماع‪.‬‬
‫‪21779‬م وحدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫ك أزْوَاجَ كَ‪ ...‬إلمى آخر الَية‪,‬‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس قوله‪ :‬يا أيّها ال ّنبِميّ إنّا أحْلَلْنا لَ َ‬
‫قال‪ :‬حرّم ال علميه ما سوى ذلك من النساء وكان قبل ذلك ينكح فمي أ يّ النساء شاء‪ ,‬لمم‬
‫ب فلمما‬
‫يحرّم ذلك علميه‪ ,‬فكان نساؤه يجدن من ذلك وجدا شديدا أن ينكح فمي أيّ الناس أح ّ‬
‫أنزل ال‪ :‬إنمي قد حرّمت علميك من الناس سوى ما قصصت علميك‪ ,‬أعجب ذلك نساءه‪.‬‬
‫واختلف أهمل العلممم فممي التممي وهبمت نفسمها لرسمول ال صملى ال عليمه وسملم ممن‬
‫الممؤمنات‪ ,‬وهل كانت عند رسول ال صلى ال عليه وسلم امرأة كذلك؟ فقال بعضهم‪ :‬لمم‬
‫ي كن ع ند ر سول ال صلى ال عل يه و سلم امرأة إل بع قد نكاح أو ملك ي ممين‪ ,‬فأ ما ب مالهبة‬
‫فلمم يكن عنده منهنّ أحد‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21780‬م حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يونس بن بكير‪ ,‬عن عنبسة بن الزهر‪ ,‬عن سماك‪,‬‬
‫عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قال‪ :‬لمم يكن عند رسول ال صلى ال عليه وسلم امرأة وهبت‬
‫نفسها‪.‬‬
‫‪ 21781‬م حدثنا ابن الممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ممحمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن المحكم‪,‬‬
‫ت نَ ْفسَها لل ّنبِميّ قال‪ :‬أن تهب‪.‬‬
‫عن ممجاهد‪ ,‬أنه قال فمي هذه الَية‪ :‬وَامْرأ ًة مُ ْؤ ِمنَةً إنْ وَ َهبَ ْ‬
‫وأما الذين قالوا‪ :‬قد كان عنده منهن‪ ,‬فإن بعضهم قال‪ :‬كانت ميممونة بنت المحارث‪ .‬وقال‬
‫بعضهم‪ :‬هي أمّ شريك‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬زينب بنت خزيممة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21782‬م حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد العل مى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن ا بن‬
‫ت نَ ْفسَها لل ّنبِميّ قال‪ :‬هي ميممونة بنت المحارث‪.‬‬
‫عبماس‪ ,‬قال‪ :‬وَامْرأةً ُم ْؤ ِمنَةً إنْ وَ َهبَ ْ‬
‫وقال بعضهم‪ :‬زينب بنت خزيممة أمّ الممساكين امرأة من النصار‪.‬‬
‫‪ 21783‬م حدث نا ا بن ال ممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا م محمد بن جع فر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا شع بة‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي‬
‫ال محكم‪ ,‬قال‪ :‬ك تب ع بد ال مملك إل مى أ هل ال ممدينة ي سألهم‪ ,‬قال‪ :‬فك تب إل ميه عل ميّ‪ ,‬قال‬
‫شعبة‪ :‬وهو ظنمي علميّ بن حسين‪ ,‬قال‪ :‬وقد أخبرنمي به أبمان بن تغلب‪ ,‬عن المحكم‪ ,‬أنه‬
‫ي بن ال محسين‪ ,‬الذي ك تب إل ميه‪ ,‬قال‪ :‬هي امرأة من ال سد يقال ل ها أ ّم شر يك‪ ,‬وه بت‬
‫عل م ّ‬
‫نفسها للنبميّ‪.‬‬
‫‪ 21784‬م قال‪ :‬ثنا شعبة‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عبد ال بن أبمي السفر‪ ,‬عن الشعبمي‪ ,‬أنها امرأة من‬
‫النصار‪ ,‬وهبت نفسها للنبميّ‪ ,‬وهي مممن أرجأ‪.‬‬
‫‪21785‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي سعيد‪ ,‬عن هشام بن عروة‪ ,‬عن‬
‫أب ميه‪ ,‬عن خولة ب نت حكي مم بن الو قص من بن مي سلميمم‪ ,‬كا نت من اللت مي وه بن‬
‫أنفسهنّ لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫‪21786‬مم قال‪ :‬ثنممي سمعيد بمن أبممي الزناد‪ ,‬عمن هشام بمن عروة‪ ,‬عمن أبمميه‪ ,‬قال‪ :‬كنما‬
‫أمم شريمك كانمت وهبمت نفسمها للنبمميّ صملى ال عليمه وسملم‪ ,‬وكانمت امرأة‬
‫نتممحدّث أن ّ‬
‫صالمحة‪.‬‬
‫جهِ مْ يقول تعال مى ذكره‪ :‬قد عل ممنا ما‬
‫وقوله‪َ :‬قدْ عَلِ ممْنا ما َفرَضْ نا عَلَ م ْي ِهمْ فِ مي أزْوَا ِ‬
‫فرضنا علمى الممؤمنمين فمي أزواجهم إذا أرادوا نكاحهنّ ممما لمم نفرضه علميك‪ ,‬وما‬
‫ل لهم عقد نكاح‬
‫خصصناهم به من المحكم فمي ذلك دونك‪ ,‬وهو أنا فرضنا علميهم أنه ل يح ّ‬
‫ل ل هم منه نّ أك ثر من أر بع‪.‬‬
‫عل مى حرّة م سلممة إل بول ميّ عَ صَبة وشهود عدول‪ ,‬ول يح ّ‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21787‬م حدثن مي ع بد ال بن أح مد بن شبوّيَه‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مط هر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عل ميّ بن‬
‫الممحسين‪ ,‬قال‪ :‬ثنممي أبممي‪ ,‬عمن مطمر‪ ,‬عمن قتادة‪ ,‬فممي قول ال‪ :‬قَدْ عَلِمممْنا مما فَ َرضْنما‬
‫ج ِهمْ قال‪ :‬إن ممما فرض ال علميهم أن ل نكاح إل بولميّ وشاهدين‪.‬‬
‫عَلَم ْي ِهمْ فِمي أزْوَا ِ‬

‫‪ 21788‬م حدثنا ممحمد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أحمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬عن لميث‪ ,‬عن‬
‫ج ِهمْ قال‪ :‬فمي الربع‪.‬‬
‫ممجاهد َقدْ عَلِممْنا ما َف َرضْنا عَلَم ْيهِمْ فِمي أزْوَا ِ‬
‫‪21789‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله قَدْ عَلِممْنا ما فَ َرضْنا‬
‫ِمم قال‪ :‬كان مممما فرض ال علمميهم أن ل تزوّج امرأة إل بولمميّ‬
‫جه ْ‬‫عَلَممْي ِهمْ فِممي أزْوَا ِ‬
‫ل لهم من النساء إل أربع‪ ,‬وما ملكت أيممانهم‪.‬‬
‫وصداق عند شاهدي عدل‪ ,‬ول يح ّ‬
‫وقوله‪ :‬وَما مََلكَ تْ أيمما ُن ُهمْ يقول تعالمى ذكره‪ :‬قد علممنا ما فرضنا علمى الممؤمنمين‬
‫ل لهم منه نّ أكثر من أربع‪ ,‬وما ملكت أيممانهم‪ ,‬فإن جميعهن إذا‬
‫فمي أزواجهم‪ ,‬لنه ل يح ّ‬
‫ن مؤمنات أو كتاب ميات‪ ,‬ل هم حلل ب مالسبماء والت سرّي وغ ير ذلك من أ سبماب ال مملك‪.‬‬
‫ك ّ‬
‫ن اللّ هُ غَفُورا َرحِيمما يقول تعالمى ذكره‪ :‬إنا أحللنا لك‬
‫حرَ جٌ وكا َ‬
‫وقوله‪ِ :‬ل َكيْل َيكُو نَ عَلَم ْيكَ َ‬
‫يا ممحمد أزواجك اللواتمي ذكرنا فمي هذه الَية‪ ,‬وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبميّ‪ ,‬إن‬
‫أراد النب ميّ أن ي ستنكحها‪ ,‬لكيل يكون عل ميك إ ثم وض يق ف مي نكاح من نك حت من هؤلء‬
‫نكاحهنم ممن المممسميّات فممي هذه الَيمة‪ ,‬وكان ال غفورا لك‬
‫ّ‬ ‫الصمناف التممي أبحمت لك‬
‫ولهل اليممان بك‪ ,‬رحيمما بك وبهم أن يعاقبهم علمى سالف ذنب منهم سلف بعد توبتهم‬
‫منه‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ن ا ْب َت َغيْ تَ‬
‫ي إَِليْ كَ مَن َتشَآءُ َو َم ِ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪ُ { :‬ت ْرجِي مَن َتشَآ ُء ِم ْنهُ نّ َوتُ ْؤوِ َ‬
‫ن بِمَآ آ َت ْي َتهُ نّ كُّلهُ نّ‬
‫ضيْ َ‬
‫حزَ نّ َو َيرْ َ‬
‫ع ُي ُنهُ نّ َولَ َي ْ‬
‫جنَا حَ عََليْ كَ ذَلِ كَ َأ ْد َنىَ أَن تَ َقرّ َأ ْ‬
‫عزَلْ تَ فَلَ ُ‬
‫ِممّ نْ َ‬
‫وَالّلهُ َيعَْلمُ مَا فِي قلُو ِب ُكمْ َوكَانَ الّلهُ عَلِيما حَلِيما }‪.‬‬
‫ن تَشاءُ ِم ْنهُ نّ َوُتؤْوي إلَ م ْيكَ مَ نْ تَشاءُ‬
‫اختلف أ هل التأوي مل ف مي تأوي مل قوله‪ُ :‬ترْجِي َم ْ‬
‫فقال بعضهم‪ :‬عنى بقوله‪ :‬ترجي‪ :‬تؤخّر‪ ,‬وبقوله‪ :‬تؤْوي‪ :‬تضمّ‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21790‬م حدثنمي علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن علميّ‪ ,‬عن ابن‬
‫ن تَشاءُ ِم ْنهُنّ يقول‪ :‬تؤخر‪.‬‬
‫عبماس‪ ,‬قوله‪ُ :‬ت ْرجِي مَ ْ‬
‫‪ 21791‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ن قال‪ :‬تعزل بغ ير طلق من أزوا جك من تشاء َوتُ ْؤوِي‬
‫ن تَشاءُ ِم ْنهُ ّ‬
‫م مجاهد‪ ,‬قوله‪ُ :‬ترْ جي مَ ْ‬
‫إلَم ْيكَ مَنْ تَشا ُء قال‪ :‬تردّها إلميك‪.‬‬
‫ن تَشاءُ‬
‫‪ 21792‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ُ :‬ترْجِي مَ ْ‬
‫ل ممن ذلك أن يدع ممن يشاء منهنمّ‪,‬‬
‫َنم تَشاءُ قال‪ :‬فجعله ال فممي ح ّ‬
‫ُنم َوُتؤْوِي إلَممْيكَ م ْ‬
‫ِم ْنه ّ‬
‫ويأتمي من يشاء منهنّ بغير قسم‪ ,‬وكان نبميّ ال يقسم‪.‬‬
‫‪21793‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حكام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عمرو‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن أبمي رزين‬
‫ن تَشاءُ قال‪ :‬لمما أشفقن أن يطلقهنّ‪ ,‬قلن‪ :‬يا نبميّ ال‪,‬‬
‫ن تَشاءُ ِم ْنهُنّ َوُتؤْوِي إلَم ْيكَ مَ ْ‬
‫ُترْجِي مَ ْ‬
‫اج عل ل نا من مالك ونف سك ما شئت فكان م ممن أر جأ منه نّ سودة ب نت زم عة‪ ,‬وجُوَير ية‪,‬‬
‫و صفمية‪ ,‬وأ مّ حب ميبة‪ ,‬ومي ممونة وكان م ممن آوى إل ميه‪ :‬عائ شة‪ ,‬وأ مّ سلممة‪ ,‬وحف صة‪,‬‬
‫وزينب‪.‬‬
‫‪ 21794‬م حُد ثت عن ال محسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أب ما معاذ يقول‪ :‬أخبر نا عب ميد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ن تَشاءُ فما شاء صنع فمي‬
‫الضحاك يقول‪ ,‬فمي قوله‪ُ :‬ت ْرجِي مَنْ تَشاءُ ِم ْنهُنّ َوتُ ْؤوِي إلَم ْيكَ َم ْ‬
‫القسمة بمين النساء‪ ,‬أحل ال له ذلك‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير عن منصور‪ ,‬عن أبمي رزين‪ ,‬فمي قوله‪ُ :‬ت ْرجِي مَ نْ‬
‫َنم تَشاءُ وكان ممممن آوى علمميه الصملة والسملم‪ :‬عائشمة‪,‬‬
‫ُنم َوتُ ْؤوِي إلَممْيكَ م ْ‬
‫تَشاءُ ِم ْنه ّ‬
‫ي ق سمه وكان م ممن أر جى‪:‬‬
‫وحف صة‪ ,‬وزي نب‪ ,‬وأ مّ سلممة‪ ,‬فكان ق سمه من نف سه له نّ سو ّ‬
‫ن ما شاء‪ ,‬وكان أراد أن‬
‫جوَير ية‪ ,‬و صفمية‪ ,‬وأ مّ حب ميبة‪ ,‬ومي ممونة‪ ,‬فكان يق سم له ّ‬
‫سودة‪ ,‬و ُ‬
‫يفمارقهنّ‪ ,‬فقلن‪ :‬اقسم لنا من نفسك ما شئت‪ ,‬ودعنا نكون علمى حالنا‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬معنى ذلك‪ :‬تطلق وتمخملمي سبميمل من شئت من نسائك‪ ,‬وتممسك من‬
‫شئت منهنّ فل تطلق‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21795‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫ن أمها الممؤمنمين َوُتؤْوي إلَم ْيكَ مَنْ‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس قوله‪ُ :‬ت ْرجِي مَنْ تَشا ُء ِم ْنهُ ّ‬
‫تَشا ُء يعنممي‪ :‬نسماء النبمميّ صملى ال عليمه وسملم‪ ,‬ويعنممي بممالرجاء‪ :‬يقول‪ :‬ممن شئت‬
‫خملميت سبميمله منهنّ‪ ,‬ويعنمي بماليواء‪ :‬يقول‪ :‬من أحببت‪ :‬أمسكت منهنّ‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل مع نى ذلك‪ :‬تترك نكاح من شئت‪ ,‬وتن كح من شئت من ن ساء أم تك‪ .‬ذ كر‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21796‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬قال المحسن فمي‬
‫ن تَشاءُ قال‪ :‬كان نبميّ ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قوله‪ُ :‬ت ْرجِي مَ نْ تَشا ُء ِم ْنهُ نّ َوتُ ْؤوِي إلَم ْيكَ مَ ْ‬
‫إذا خطب امرأة لمم يكن لرجل أن يخطبها حتمى يتزوّجها أو يتركها‪.‬‬
‫وقميمل‪ :‬إن ذلك إنمما جعل ال لنبميه حين غار بعضه نّ علمى النبميّ صلى ال عليه‬
‫ن ب مين‬
‫ن من النف قة زيادة عل مى الذي كان يعطي ها‪ ,‬فأمره ال أن يخيره ّ‬
‫و سلم‪ ,‬وطلب بعضه ّ‬
‫الدار الدنميا والَخرة‪ ,‬وأن يخملمي سبميمل من اختار المحياة الدنميا وزينتها‪ ,‬ويممسك‬
‫من اختار ال ور سوله فلممما اخترن ال ور سوله ق ميمل له نّ‪ :‬اقررن الَن علممى الر ضا‬
‫ن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬أو ل مم يق سم‪ ,‬أو ق سم لبعضك نّ‪,‬‬
‫ب مال وبر سوله‪ ,‬قَ سَم لك ّ‬
‫ولمم يقسم لبعضكنّ‪ ,‬وفضل بعضكنّ علمى بعض فمي النفقة‪ ,‬أو لمم يفضل‪ ,‬سوّى بمينكنّ‪,‬‬
‫أو لمم يسوّ‪ ,‬فإن المر فمي ذلك إلمى رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬لميس لكم من ذلك‬
‫شيء‪ .‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم فميمما ذُكر مع ما جعل ال له من ذلك‪ ,‬يسوّي‬
‫ن أراد طلقها‪ ,‬فرضيت بترك القسم لها‪ .‬وبنمحو الذي قلنا‬
‫بمينهنّ فمي القَسم‪ ,‬إل امرأة منه ّ‬
‫فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21797‬م حدثنا ممحمد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أحمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سيفميان‪ ,‬عن منصور‪,‬‬
‫عمن أبممي رزيمن‪ ,‬قال‪ :‬لممما أراد النبمميّ صملى ال عليمه وسملم أن يطلق أزواجمه‪ ,‬قلن له‪:‬‬
‫افرض لنا من نفسك ومالك ما شئت‪ ,‬فأمره ال فآوى أربعا‪ ,‬وأرجى خمسا‪.‬‬
‫‪ 21798‬م حدثنا سفميان بن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبميدة بن سلميممان‪ ,‬عن هشام بن عروة‪,‬‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن عائشة أنها قالت‪ :‬أما تستمحيمي الممرأة أن تهب نفسها للرجل حتمى أنزل‬
‫ن تَشاءُ فقلت‪ :‬إن ربك لميسارع فمي هواك‪.‬‬
‫ن تَشاءُ ِم ْنهُنّ َوتُ ْؤوِي إلَم ْيكَ مَ ْ‬
‫ال‪ُ .‬ت ْرجِي مَ ْ‬

‫حدث نا ا بن وك يع‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا م محمد بن ب شر‪ ,‬يعن مي العبدي‪ ,‬عن هشام بن عروة‪ ,‬عن‬
‫أبميه‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬أنها كانت تعير النساء اللتمي وهبن أنفسهنّ لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسملم وقالت‪ :‬أمما تسمتمحيمي امرأة أن تعرض نفسمها بغيمر صمداق‪ ,‬فنزلت‪ ,‬أو فأنزل ال‪:‬‬
‫ت فقلت‪ :‬إنمي لرى‬
‫عزَلْ َ‬
‫ت مِممّنْ َ‬
‫ن ا ْب َتغَيْ َ‬
‫ن تَشاءُ َومَ ْ‬
‫ن تَشاءُ ِم ْنهُ نّ َوُتؤْوِي إلَم ْيكَ مَ ْ‬
‫ُترْجِي مَ ْ‬
‫ربك يُسارع لك فمي هواك‪.‬‬
‫‪ 21799‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قول ال‪ُ :‬ت ْرجِي‬
‫ن تَشاءُ‪ ...‬الَية‪ .‬قال‪ :‬كان أزواجه قد تغايرن علمى النبميّ‬
‫ن تَشا ُء ِم ْنهُ نّ َوتُ ْؤوِي إلَم ْيكَ مَ ْ‬
‫مَ ْ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فهجرهن شهرا‪ ,‬ثم نزل التمخيمير من ال له فميهنّ‪ ,‬فقرأ حتمى بلغ‪:‬‬
‫ج ال مجاهِلِميّةِ الُول مى فخيره نّ ب مين أن يخترن أن يخ ملمي سبميملهنّ‬
‫وَل تَب ّرجْنَ تَبرّ َ‬
‫ن أمهات الممؤمنمين‪ ,‬ل ينكحن‬
‫ن وبمين أن يقمن إن أردن ال ورسوله علمى أنه ّ‬
‫ويسرّحه ّ‬
‫أبدا‪ ,‬وعل مى أ نه يؤوي إل ميه من يشاء منه نّ م ممن وه بت نف سها له حت مى يكون هو ير فع‬
‫رأسه إلميها‪ ,‬ويرجي من يشاء‪ ,‬حتمى يكون هو يرفع رأسه إلميها‪ ,‬ومن ابتغى مممن هي‬
‫ن ول يحز نّ‪ ,‬ويرض ين إذا عل ممن أ نه‬
‫عنده وعزل فل جناح عل ميه‪ ,‬ذلك أد نى أن تقرّ أعينه ّ‬
‫ن يرض ين‪ ,‬قال‪َ :‬و َم نِ ا ْب َت َغيْ تَ‬
‫من قضائي عل ميهنّ إيثار بعضه نّ عل مى ب عض ذل كَ أدْنَى أ ْ‬
‫ن بمين أن يرضين بهذا‪ ,‬أو‬
‫مممن عزلت‪ :‬من ابتغى أصابه‪ ,‬ومن عزل لمم يصبه‪ ,‬فخيره ّ‬
‫يفمارقهنّ‪ ,‬فماخترن ال ورسوله‪ ,‬إل امرأة واحدة بدوية ذهبت‪ .‬وكان علمى ذلك صلوات ال‬
‫علميه‪ ,‬وقد شرط ال له هذا الشرط‪ ,‬ما زال يعدل بمينهنّ حتمى لقمي ال‪.‬‬
‫وأولمى القوال فمي ذلك عندي بمالصواب أن يقال‪ :‬إن ال تعالمى ذكره جعل لنبميه أن‬
‫ن من يشاء‪ ,‬وذلك أنه لمم‬
‫يرجي من النساء اللواتمي أحله نّ له من يشاء‪ ,‬ويُؤوي إلميه منه ّ‬
‫ن فمي حبماله‪ ,‬عندما نزلت‬
‫يحصر معنى الرجاء واليواء علمى الممنكوحات اللواتمي ك ّ‬
‫غيرهنم ممممن يسمتمحدث إيواؤهما أو إرجاؤهما منهنمّ‪ .‬وإذا كان ذلك كذلك‪,‬‬
‫ّ‬ ‫هذه الَيمة دون‬
‫فمعنمى الكلم‪ :‬تؤخمر ممن تشاء ممممن وهبمت نفسمها لك‪ ,‬وأحللت لك نكاحهما‪ ,‬فل تقبلهما ول‬
‫تنكحها‪ ,‬أو مممن ه نّ فمي حبمالك‪ ,‬فل تقربها‪ ,‬وتض مّ إلميك من تشاء مممن وهبت نفسها‬
‫لك‪ ,‬أو أردت ممن النسماء التممي أحللت لك نكاحهنمّ‪ ,‬فتقبلهما أو تنكحهما‪ ,‬وممممن همي فممي‬
‫حبمالك فتمجامعها إذا شئت‪ ,‬وتتركها إذا شئت بغير قَسْم‪.‬‬
‫عزَلْ تَ فَل جُنا حَ عَلَ م ْيكَ اختلف أ هل التأوي مل ف مي تأوي مل‬
‫ن ا ْب َتغَيْ تَ م ممّنْ َ‬
‫وقوله‪َ :‬و َم ِ‬
‫ذلك‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬معنى ذلك‪ :‬ومن نكحت من نسائك فجامعت مممن لمم تنكح‪ ,‬فعزلته عن‬
‫المجماع‪ ,‬فل جناح علميك‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن ا ْب َتغَيْ تَ‬
‫‪ 21800‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬فمي قوله‪َ :‬ومَ ِ‬
‫ت فَل جُناحَ عَلَم ْيكَ قال‪ :‬جميعا هذه فمي نسائه‪ ,‬إن شاء أتمى من شاء منهنّ‪ ,‬ول‬
‫عزَلْ َ‬
‫مممّنْ َ‬
‫جناح علميه‪.‬‬
‫ن ا ْب َت َغيْتَ‬
‫‪21801‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪َ :‬ومَ ِ‬
‫ت قال‪ :‬ومن ابتغى أصابه‪ ,‬ومن عزل لمم يصبه‪.‬‬
‫عزَلْ َ‬
‫مممّنْ َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬معنى ذلك‪ :‬ومن استبدلت مممن أرجيت‪ ,‬فخملميت سبميمله من نسائك‪ ,‬أو‬
‫ن مممن أحللت لك فل جناح علميك‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫مممن مات منه ّ‬
‫‪ 21802‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫ت فَل جُنا حَ عَلَم ْيكَ ذَلكَ أ ْدنَى أ نْ‬
‫عزَلْ َ‬
‫ن ا ْب َت َغيْتَ مممّنْ َ‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله‪َ :‬ومَ ِ‬
‫ل ال له‬
‫ن يعنمي بذلك‪ :‬النساء اللتمي أح ّ‬
‫ضيْنَ بمما آتَم ْي َتهُنّ كُّلهُ ّ‬
‫حزَنّ َويَ ْر َ‬
‫ع ُي ُنهُنّ وَل َي ْ‬
‫تَ َقرّ أ ْ‬
‫لتِ مي هاجَرْ نَ َمعَ كَ يقول‪ :‬إن مات من ن سائك‬
‫من بنات الع مّ والع مة وال مخال وال مخالة وال ّ‬
‫اللتمي عندك أحد‪ ,‬أو خملميت سبميمله‪ ,‬فقد أحللت لك أن تستبدل من اللتمي أحللت لك‬
‫ن عندك‪ ,‬أو خملميت سبميمله منه نّ‪ ,‬ول يصلمح لك‬
‫مكان من مات من نسائك اللتمي ه ّ‬
‫أن تزداد علمى عدّة نسائك اللتمي عندك شيئا‪.‬‬
‫وأول مى التأوي ملمين ب مالصواب ف مي ذلك‪ ,‬تأوي مل من قال‪ :‬مع نى ذلك‪ :‬و من ابتغ يت‬
‫ن فَل جُنا حَ عَلَميْكَ لدللة قوله‪ :‬ذَل كَ أ ْدنَى أ نْ‬
‫ت عن ذلك منه ّ‬
‫عزَلْ َ‬
‫إصابته من نسائك مممّنْ َ‬
‫ن إذا هو صلى ال عل يه و سلم‬
‫ع ُي ُنهُ نّ عل مى صحة ذلك‪ ,‬ل نه ل مع نى لن تقرّ أعينه ّ‬
‫تَ َقرّ أ ْ‬
‫استبدل بمالمميتة أو الممطلقة منهنّ‪ ,‬إل أن يعنمي بذلك‪ :‬ذلك أدنى أن تقرّ أعين الممنكوحة‬
‫منهنّ‪ ,‬وذلك ممما يدلّ علميه ظاهر التنزيمل بعيد‪.‬‬
‫حزَ نّ يقول‪ :‬هذا الذي جعلت لك يا ممحمد من إذنمي‬
‫ع ُي ُنهُ نّ وَل َي ْ‬
‫ن تَ َقرّ أ ْ‬
‫وقوله‪ :‬ذَلكَ أ ْدنَى أ ْ‬
‫لك أن ترجمي ممن تشاء ممن النسماء اللواتممي جعلت لك إرجاءهنمّ‪ ,‬وتؤوي ممن تشاء منهنمّ‪,‬‬
‫ووضعي عنك المحرج فمي ابتغائك إصابة من ابتغيت إصابته من نسائك‪ ,‬وعزلك عن ذلك‬
‫ن كله نّ‬
‫حزَ نّ ويرض ين ب مما آت ميته ّ‬
‫من عزلت منه نّ‪ ,‬أقرب لن سائك أن تقرّ أعينه نّ به ول َي ْ‬
‫من تفضيمل من فضلت من قسم‪ ,‬أو نفقة وإيثار من آثرت منهم بذلك علمى غيره من نسائك‪,‬‬
‫هنم علمممن أنمه ممن رضاي منمك بذلك‪ ,‬وإذنممي لك بمه‪ ,‬وإطلق منممي ل ممن ِقبَلك‪.‬‬
‫إذا ّ‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ع ُي ُنهُ نّ‬
‫ن تَ َقرّ أ ْ‬
‫‪ 21803‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة ذَل كَ أ ْدنَى أ ْ‬
‫ن إذا علممن أن هذا جاء من ال لرخصة‪ ,‬كان أطيب‬
‫ضيْ نَ بِممَا آتَم ْي َتهُنّ كُّلهُ ّ‬
‫وَل َيحْزَ نّ َو َي ْر َ‬
‫لنفسهنّ‪ ,‬وأقلّ لمحزنهنّ‪.‬‬
‫‪21804‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله ذلك‪ ,‬نمحوه‪.‬‬
‫ن الرفع غير جائز غيره عندنا‪ ,‬وذلك‬
‫والصواب من القراءة فمي قوله‪ :‬بِممَا آتَم ْي َتهُنّ كُّلهُ ّ‬
‫أن كله نّ لميس بنعت للهاء فمي قوله آتَم ْيتَهُنّ‪ ,‬وإنمما معنى الكلم‪ :‬ويرضين كله نّ‪ ,‬فإنمما‬
‫هو توكيد لمما فمي يرضين من ذكر النساء وإذا جعل توكيدا للهاء التمي فمي آتميتهنّ لمم‬
‫يكن له معنى‪ ,‬والقراءة بنصبه غير جائزة لذلك‪ ,‬ولجماع المحجة من القرّاء علمى تمخطئة‬
‫قارئه كذلك‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَالّل هُ َيعْلَ ممُ ما فِ مي قُلُو ِبكُ مْ يقول‪ :‬وال يعل مم ما ف مي قلوب الرجال من مي ملها‬
‫إل مى ب عض من عنده من الن ساء دون ب عض ب مالهوى وال مممحبة يقول‪ :‬فلذلك و ضع ع نك‬
‫المحرج يا ممحمد فميمما وُضع عنك من ابتغاء من ابتغيت منهنّ‪ ,‬مممن عزلت تفضلً منه‬
‫عل ميك بذلك وتكر مة وكا نَ الّل هُ عَلِ ميمما يقول‪ :‬وكان ال ذا عل مم بأعمال عب ماده‪ ,‬وغ ير‬
‫ذلك من الشياء كل ها حَلِ ميمما يقول‪ :‬ذا حل مم عل مى عب ماده‪ ,‬أن يعا جل أ هل الذنوب من هم‬
‫ب مالعقوبة‪ ,‬ولكنه ذو حلمم وأناة عنهم‪ ,‬لميتوب من تاب منهم‪ ,‬وينميب من ذنوبه من أناب‬
‫منهم‪.‬‬

‫‪52‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل أَن َت َبدّلَ ِبهِنّ ِمنْ َأزْوَاجٍ وَلَوْ‬
‫ك النّسَآءُ مِن َب ْعدُ َو َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬لّ َيحِلّ لَ َ‬
‫ل شَيْ ٍء رّقِيبا }‪.‬‬
‫ل مَا مََلكَتْ َيمِي ُنكَ َوكَانَ الّلهُ عََلىَ كُ ّ‬
‫س ُنهُنّ ِإ ّ‬
‫حْ‬‫ج َبكَ ُ‬
‫عَ‬‫أَ ْ‬
‫ن َب ْعدُ فقال بعضهم‪:‬‬
‫اختلف أهل التأويمل فمي تأويمل قوله تعالمى‪ :‬ل َيحِلّ لَ كَ النّسا ُء مِ ْ‬
‫معنى ذلك‪ :‬ل يحلّ لك النساء من بعد نسائك اللتمي خيرته نّ‪ ,‬فماخترن ال ورسوله والدار‬
‫الَخرة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21805‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫ن َب ْعدُ‪ ...‬الَ ية إل مى رَق ميبما قال‪:‬‬
‫ك النّ ساءُ ِم ْ‬
‫ل لَ َ‬
‫عن أب ميه‪ ,‬عن ا بن عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬ل َيحِ ّ‬
‫نُهيَ رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يتزوّج بعد نسائه الُوَل شيئا‪.‬‬
‫ل لَ كَ النّ ساءُ‬
‫‪ 21806‬م حدثنا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله ل َيحِ ّ‬
‫ن َب ْعدُ‪ ...‬إلمى قوله‪ :‬إلّ ما مََلكَتْ يَممِي ُنكَ قال‪ :‬لمما خيره نّ‪ ,‬فماخترن ال ورسوله والدار‬
‫مِ ْ‬
‫ج وه نّ‬
‫ن أزْوَا ٍ‬
‫ل أ نْ َت َبدّلَ ِبهِ نّ ِم ْ‬
‫ن َب ْعدُ َو َ‬
‫ك النّ ساءُ ِم ْ‬
‫ل لَ َ‬
‫الَخرة ق صره عل ميهنّ‪ ,‬فقال‪ :‬ل َيحِ ّ‬
‫التسع التمي اخترن ال ورسوله‪.‬‬
‫ل لك النساء بعد التمي أحللنا لك بقولنا يا أيهَا النبّميّ‬
‫وقال آخرون‪ :‬إنمما معنى ذلك‪ :‬ل يح ّ‬
‫ت نَفْ سَها‬
‫ن َمعَ كَ وَامْرأ ًة مُ ْؤ ِمنَ ًة إ نْ وَ َهبَ ْ‬
‫جرْ َ‬
‫لتِ مي ها َ‬
‫إنّا أحْلَلْ نا لَ كَ أ ْزوَاجَ كَ‪ ...‬إل مى قوله ال ّ‬
‫ل لك من الن ساء إل‬
‫ن قائل مي هذه ال ممقالة وجهوا الكلم إل مى أن معناه‪ :‬ل يح ّ‬
‫لل ّنبِ ميّ‪ .‬وكأ ّ‬
‫التمي أحللناها لك‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21807‬م حدثنا ممحمد بن الممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الوهاب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا داود‪ ,‬عن ممحمد‬
‫بن أب مي مو سى‪ ,‬عن زياد‪ ,‬قال لب ميّ بن ك عب‪ :‬هل كان للنب ميّ صلى ال عل يه و سلم لو‬
‫مات أزواجمه أن يتزوّج؟ قال‪ :‬مما كان يحرم علمميه ذلك فقرأت علمميه هذه الَيمة‪ :‬يما أيّهما‬
‫ال ّنبِميّ إنّا أحْلَلْنا لَ كَ أزْوَاجَ كَ قال‪ :‬فقال‪ :‬أحلّ له ضربما من النساء‪ ,‬وحرّم علميه ما سواهنّ‬
‫أحلّ له كل امرأة آتمى أجرها‪ ,‬وما ملكت يممينه ممما أفماء ال علميه‪ ,‬وبنات عمه وبنات‬
‫عماته‪ ,‬وبنات خاله وبنات خالته‪ ,‬وكل امرأة وهبت نفسها له إن أراد أن يستنكحها خالصة له‬
‫من دون الممؤمنمين‪.‬‬
‫حدث نا ا بن ال ممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد العل مى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا داود‪ ,‬عن م محمد بن أب مي‬
‫موسى‪ ,‬عن زياد النصاريّ قال‪ :‬قلت لُبميّ بن كعب‪ :‬أرأيت لو مات نساء النبميّ صلى ال‬
‫ل لَ كَ‬
‫عل يه و سلم‪ ,‬أكان يحلّ له أن يتزوّج؟ قال‪ :‬و ما يحرّم ذلك عل ميه‪ ,‬قال‪ :‬قلت قوله‪ :‬ل َيحِ ّ‬
‫ن َب ْعدُ قال‪ :‬إنمما أحلّ ال له ضربما من النساء‪.‬‬
‫النّساءُ مِ ْ‬
‫حدثنمي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علمية‪ ,‬عن داود بن أبمي هند‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي ممحمد بن‬
‫أبمي موسى‪ ,‬عن زياد‪ ,‬رجل من النصار‪ ,‬قال‪ :‬قلت لبميّ بن كعب‪ :‬أرأيت لو أن أزواج‬
‫النبمميّ صلى ال عل يه و سلم توفّ مينَ‪ ,‬أ ما كان له أن يتزوّج؟ فقال‪ :‬و ما ي ممنعه من ذلك؟‬
‫ل لَ كَ النّساءُ ِم نْ َب ْعدُ فقال‪ :‬إنمما‬
‫وربمما قال داود‪ :‬وما يحرّم علميه ذلك؟ قلت‪ :‬قوله‪ :‬ل َيحِ ّ‬
‫ك أزْوَاجَ كَ‪ ...‬إلمى قوله‪ :‬إ نْ‬
‫أحلّ ال له ضربما من النساء‪ ,‬فقال‪ :‬يا أيها النّبمي إنّا أحْلَلْنا لَ َ‬
‫ت نَ ْفسَها للنّبميّ ثم قميمل له‪ :‬ل َيحِلّ َلكَ النّسا ُء مِنْ َب ْعدُ‪.‬‬
‫وَ َهبَ ْ‬
‫‪ 21808‬م حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا حكام بن سلمم‪ ,‬عن عنب سة‪ ,‬ع من ذكره‪ ,‬عن أب مي‬
‫ن َب ْعدُ قال‪ :‬أمر أن ل يتزوّج أعرابمية ول غريبة‪ ,‬ويتزوّج بعد‬
‫ك النّساءُ مِ ْ‬
‫صالمح ل َيحِلّ لَ َ‬
‫من نساء تهامة‪ ,‬ومن شاء من بنات العمّ والعمة‪ ,‬والمخال والمخالة إن شاء ثلث مئة‪.‬‬
‫‪ 21809‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن عكرمة ل َيحِلّ لَ كَ‬
‫ع ّمكَ‪ ...‬الَية‪.‬‬
‫ن َب ْعدُ هؤلء التمي سمى ال إل بَنات َ‬
‫النّساءُ مِ ْ‬
‫‪ 21810‬م حُد ثت عن ال محسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أب ما معاذ يقول‪ :‬أخبر نا عب ميد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ن َبعْ ُد يعنمي‪ :‬من بعد التسمية‪ ,‬يقول‪ :‬ل يحلّ‬
‫ك النّسا ُء مِ ْ‬
‫الضحاك يقول فمي قوله‪ :‬ل َيحِلّ لَ َ‬
‫لك امرأة إل اب نة ع مّ أو اب نة ع مة‪ ,‬أو اب نة خال أو اب نة خالة‪ ,‬أو امرأة وه بت نف سها لك‪ ,‬من‬
‫ن ها جر مع نب ميّ ال صلى ال عل يه و سلم‪ .‬وف مي حرف ا بن م سعود‪« :‬وَاللّت مي‬
‫كان منه ّ‬
‫ن َمعَ كَ» يعنمي بذلك‪ :‬كل شيء هاجر معه لميس من بنات العم والعمة‪ ,‬ول من بنات‬
‫هاجَرْ َ‬
‫المخال والمخالة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل مع نى ذلك‪ :‬ل يحلّ لك الن ساء من غ ير ال ممسلممات فأ ما ال ميهوديات‬
‫والنصرانميات والممشركات فحرام علميك‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21811‬م حدثن مي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدثن مي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ن َب ْعدُ ل يهودية‪ ,‬ول نصرانمية‪ ,‬ول كافرة‪.‬‬
‫ك النّساءُ مِ ْ‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬ل َيحِلّ َل َ‬
‫وأول مى القوال عندي ب مالصحة قول من قال‪ :‬مع نى ذلك‪ :‬ل يحلّ لك الن ساء من ب عد ب عد‬
‫ت ُأجُورَهُنّ‪ ....‬إلمى قوله‪:‬‬
‫جكَ اللّتمي آتَميْ َ‬
‫اللواتمي أحللتهن لك بقولمي‪ :‬إنّا أحْلَلْنا َلكَ أ ْزوَا َ‬
‫ت نَ ْفسَها للنّبميّ‪.‬‬
‫وَامْرأ ًة مُؤْمنَةً إنْ وَ َهبَ ْ‬
‫وإنمما قلت ذلك أولمى بتأويمل الَية‪ ,‬لن قوله‪ :‬ل َيحِلّ لَكَ النّساءُ عَقميب قوله‪ :‬إنّا أحْلَلْنا‬
‫م وغيمر جائز أن يقول‪ :‬قمد أحللت لك هؤلء‪ ,‬ول يحللن لك إل بنسمخ أحدهمما‬
‫م أزْوَاجَك َ‬
‫لَك َ‬
‫صماحبه‪ ,‬وعلممى أن يكون وقمت فرض إحدى الَيتممين‪َ ,‬فعَلَ الخرى منهمما‪ .‬فإذ كان ذلك‬
‫كذلك ول برهان ول دللة عل مى ن سخ ح كم إحدى الَيت مين ح كم الخرى‪ ,‬ول تقدّم تنزي مل‬
‫إحداهما قبل صاحبتها‪ ,‬وكان غير مستمحيمل مخرجهما علمى الصحة‪ ,‬لمم يجز أن يقال‪:‬‬
‫إحداهما ناسخة الخرى‪ .‬وإذا كان ذلك كذلك‪ ,‬ولمم يكن لقول من قال‪ :‬معنى ذلك‪ :‬ل يحلّ من‬
‫بعد الممسلممات يهودية ول نصرانمية ول كافرة‪ ,‬معنى مفهوم‪ ,‬إذ كان قوله مِ نْ َب ْعدُ إنمما‬
‫معناه‪ :‬من بعد الممسميات الممتقدم ذكره نّ فمي الَية قبل هذه الَية‪ ,‬ولمم يكن فمي الَية‬
‫المممتقدم فمميها ذكمر المممسميات بممالتمحلميمل لرسمول ال صملى ال عليمه وسملم ذكمر‬
‫إبمماحة المممسلممات كلهنمّ‪ ,‬بمل كان فمميها ذكمر أزواجمه وملك يمممينه الذي يفمميء ال‬
‫عل ميه‪ ,‬وبنات ع مه وبنات عما ته‪ ,‬وبنات خاله وبنات خال ته‪ ,‬اللت مي هاجرن م عه‪ ,‬وامرأة‬
‫مؤمنة إن وهبت نفسها للنبميّ‪ ,‬فتكون الكوافر مخصوصات بمالتمحريمم‪ ,‬صحّ ما قلنا فمي‬
‫ذلك‪ ,‬دون قول من خالف قولنا فميه‪.‬‬
‫ك النّ ساءُ فقرأ ذلك عا مة قرّاء ال ممدينة والكو فة‬
‫واختل فت القراء ف مي قراءة قوله ل َيحِلّ لَ َ‬
‫يحِلّ بمالمياء‪ ,‬بممعنى‪ :‬ل يحلّ لك شيء من النساء بعد‪ .‬وقرأ ذلك بعض قرّاء أهل البصرة‪:‬‬
‫ك النّ ساءُ» ب مالتاء‪ ,‬توجي ها م نه إل مى أ نه ف عل للن ساء‪ ,‬والن ساء ج مع للكث مير‬
‫«ل تَ محِلّ لَ َ‬
‫منهن‪.‬‬
‫وأولمى القراءتمين بمالصواب فمي ذلك قراءة من قرأه بمالمياء للعلة التمي ذكرت لهم‪,‬‬
‫ولجماع المحجة من القرّاء علمى القراءة بها‪ ,‬وشذوذ من خالفهم فمي ذلك‪.‬‬
‫س ُنهُنّ اختلف أهل التأويمل فمي تأويمل‬
‫جبَ كَ حُ ْ‬
‫عَ‬‫ن أزْوَا جٍ وَلَوْ أ ْ‬
‫وقوله‪ :‬وَل أ نْ َت َبدّلَ ِبهِ نّ ِم ْ‬
‫ل لك النسماء ممن بعمد المممسلممات‪ ,‬ل يهوديمة ول‬
‫ذلك‪ ,‬فقال بعضهمم‪ :‬معنمى ذلك‪ :‬ل يح ّ‬
‫نصرانمية ول كافرة‪ ,‬ول أن تبدّل بمالممسلممات غيرهنّ من الكوافر‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21812‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ن من الن صارى‬
‫ن أزْوَا جٍ ول أن تبدّل ب مالممسلممات غيره ّ‬
‫ن مِ ْ‬
‫م مجاهد وَل أ نْ َت َبدّلَ ِبهِ ّ‬
‫ت يَممي ُنكَ‪.‬‬
‫ن إلّ ما مََلكَ ْ‬
‫س ُنهُ ّ‬
‫حْ‬‫ج َبكَ ُ‬
‫عَ‬‫والميهود والممشركين وَلَوْ أ ْ‬
‫‪ 21813‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن أبمي رزين‪ ,‬فمي قوله‪ :‬ل‬
‫ت يَممِينُكَ‬
‫ن إلّ ما مََلكَ ْ‬
‫س ُنهُ ّ‬
‫جبَ كَ حُ ْ‬
‫عَ‬‫ن أزْوَا جٍ وَلَوْ أ ْ‬
‫ن مِ ْ‬
‫ن َب ْعدُ وَل أ نْ َت َبدّلَ ِب ِه ّ‬
‫َيحِلّ لَ كَ النّسا ُء مِ ْ‬
‫ل لك أن تتزوّج من الممشركات إل من سبميت فملكته يممينك منهنّ‪.‬‬
‫قال‪ :‬ل يح ّ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل مع نى ذلك‪ :‬ول أن تبدّل بأزوا جك اللوات مي ه نّ ف مي حب مالك أزوا جا‬
‫غيرهنّ‪ ,‬بأن تطلقهنّ‪ ,‬وتنكح غيرهنّ‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21814‬م حُد ثت عن ال محسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أب ما معاذ يقول‪ :‬حدث نا عب ميد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫س ُنهُنّ يقول‪ :‬ل يصلمح‬
‫جبَ كَ حُ ْ‬
‫عَ‬‫ن أزْوَا جٍ وَلَوْ أ ْ‬
‫ن مِ ْ‬
‫الضحاك يقول فمي قوله‪ :‬وَل أ نْ َت َبدّلَ ِبهِ ّ‬
‫لك أن تطلق شيئا من أزواجك لميس يعجبك‪ ,‬فلمم يكن يصلمح ذلك له‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬ول أن تبمادل من أزواجك غيرك‪ ,‬بأن تعطيه زوجتك وتأخذ‬
‫زوجته‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن َت َبدّلَ‬
‫‪21815‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وَل أ ْ‬
‫ن قال‪ :‬كانت العرب فمي المجاهلمية يتبمادلون بأزواجهم‪.‬‬
‫حسْ ُنهُ ّ‬
‫جبَكَ ُ‬
‫عَ‬‫ن مِنْ أزْوَاجٍ وََلوْ أ ْ‬
‫ِبهِ ّ‬
‫ن مِ نْ‬
‫ل ِبهِ ّ‬
‫ن َتبَدّ َ‬
‫يع طي هذا امرأ ته هذا ويأ خذ امرأ ته‪ ,‬فقال‪ :‬ل َيحِلّ لَ كَ النّ سا ُء مِ نْ َب ْعدُ وَل أ ْ‬
‫ن إلّ مما مََلكَت ْم يَمممِينكَ ل بأس أن تبممادل بجاريتمك مما شئت أن‬
‫جبَكَم حُس ْمُنهُ ّ‬
‫عَ‬‫أزْوَاجٍم وََلوْ أ ْ‬
‫تبمادل‪ ,‬فأما المحرائر فل قال‪ :‬وكان ذلك من أعمالهم فمي المجاهلمية‪.‬‬
‫وأولممى القوال فممي ذلك بممالصواب‪ ,‬قول ممن قال‪ :‬معنمى ذلك‪ :‬ول أن تطلق أزواجمك‬
‫فتستبدل بهنّ غيرهنّ أزواجا‪.‬‬
‫وأنمما قلنا ذلك أولمى بمالصواب‪ ,‬لمما قد بميننا قبل من أن قول الذي قال معنى قوله‪:‬‬
‫ل لك الميهودية أو النصرانمية والكافرة‪ ,‬قول ل وجه له‪.‬‬
‫ن َب ْعدُ ل يح ّ‬
‫ك النّساءُ مِ ْ‬
‫ل َيحِلّ َل َ‬
‫م كافرة ل معنممى له‪ ,‬إذ كان مممن‬
‫م َت َبدّلَ ِبهِنم ّ‬
‫فإذ كان ذلك كذلك فكذلك قوله‪ :‬وَل أنم ْ‬
‫ل لَ كَ النّساءُ ِم نْ َب ْعدُ الذي دللنا علميه قبل‪ .‬وأما‬
‫الممسلممات من قد حرم علميه بقوله ل َيحِ ّ‬
‫الذي قاله ابن زيد فمي ذلك أيضا‪ ,‬فقول ل معنى له‪ ,‬لنه لو كان بممعنى الممبمادلة‪ ,‬لكانت‬
‫القراءة والتنزيممل‪ :‬ول أن تبممادل بهن ّم ممن أزواج‪ ,‬أو‪ :‬ول أن تُبدّل بهنّم بضم ّم التاء ولكمن‬
‫القراءة المممجمع علميها‪ .‬ول أن تبدّل به نّ‪ ,‬بفتمح التاء‪ ,‬بممعنى‪ :‬ول أن تستبدل به نّ‪ ,‬مع‬
‫ن الذي ذكر ابن زيد من فعل المجاهلمية غير معروف فمي أمة نعلممه من الممم‪ :‬أن‬
‫أّ‬
‫يُبمادل الرجل آخر بمامرأته المحرّة‪ ,‬فميقال‪ :‬كان ذلك من فعلهم‪ ,‬فنهى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عن فعل مثله‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬أفل مم ي كن لر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن يتزوّج امرأة عل مى ن سائه‬
‫ن أزْوَا جٍ إل مى ما‬
‫ن مِ ْ‬
‫ن عنده‪ ,‬ف ميكون موج ها تأوي مل قوله‪ :‬وَل أ نْ َت َبدّلَ ِبهِ ّ‬
‫اللوات مي ك ّ‬
‫ن عنده ف مي هذا ال مموضع‪ ,‬فتكون الهاء من‬
‫تأوّلت‪ ,‬أو قال‪ :‬وأ ين ذ كر أزوا جه اللوات مي ك ّ‬
‫ن من ذكرهن وتوهم أن الهاء فمي ذلك عائدة علمى النساء‪ ,‬فمي قوله‪:‬‬
‫ن َت َبدّلَ ِبهِ ّ‬
‫قوله‪ :‬وَل أ ْ‬
‫ن َب ْعدُ؟ ق ميمل‪ :‬قد كان لر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن يتزوّج من‬
‫ك النّ ساءُ مِ ْ‬
‫ل َيحِلّ لَ َ‬
‫شاء ممن النسماء اللواتممي كان ال أحلهنّم له علممى نسمائه اللتممي كن عنده يوم نزلت هذه‬
‫الَ ية‪ ,‬وإن مما نُ هي صلى ال عل يه و سلم بهذه الَ ية أن يف مارق من كان عنده بطلق أراد به‬
‫جعلهنم أمّهات‬
‫ّ‬ ‫اسمتبدال غيرهما بهما‪ ,‬لعجاب حسمن المممستبدلة له بهما إياه إذ كان ال قمد‬
‫المممؤمنمين وخيرهمن بممين الممحياة الدنمميا والدار الَخرة‪ ,‬والرضما بممال ورسموله‪,‬‬
‫فماخترن ال ورسوله والدار الَخرة‪ ,‬فحرمن علمى غيره بذلك‪ ,‬ومنع من فراقهنّ بطلق فأما‬
‫ل ال له ذلك علمى ما بمين فمي كتابه‪ .‬وقد رُوي عن‬
‫ن فلمم يممنع منه‪ ,‬بل أح ّ‬
‫نكاح غيره ّ‬
‫ل ال له نساء أهل الرض‪.‬‬
‫عائشة أن النبميّ صلى ال عليه وسلم لمم يقبض حتمى أح ّ‬
‫‪21816‬م حدثنمي ممحمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬عن ابن جُرَيج‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن‬
‫ل له النسماء تعنممي أهمل‬
‫عائشمة قالت‪ :‬مما مات رسمول ال صملى ال عليمه وسملم حتممى أح ّ‬
‫الرض‪.‬‬
‫حدثنمي عبميد بن إسماعيمل الهبماري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬عن عمرو‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن‬
‫عائشة‪ ,‬قالت‪ :‬ما مات رسول ال صلى ال عليه وسلم حتمى أحلّ له النساء‪.‬‬
‫حدثنا العبماس بن أبمي طالب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا معلمى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وهيب‪ ,‬عن ابن جريج‪ ,‬عن‬
‫عطاء‪ ,‬عن عبميد بن عمير اللميثمي‪ ,‬عن عائشة قالت‪ :‬ما توفمي رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم حتمى أحلّ له أن يتزوّج من النساء ما شاء‪.‬‬
‫جرَ يج‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حدثن مي أ بو ز يد ع مر بن ش بة‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬عن ا بن ُ‬
‫أحسب عبميد بن عمير‪ ,‬حدثنمي‪ ,‬قال أبو زيد‪ ,‬وقال أبو عاصم مرّة‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬قالت‪ :‬ما‬
‫ل ال له النسماء‪ .‬قال‪ :‬وقال أبمو الزبممير‪:‬‬
‫مات رسمول ال صملى ال عليمه وسملم حتممى أح ّ‬
‫شهدت رجلً يحدّثه عطاء‪.‬‬
‫جرَيج‪,‬‬
‫حدثنا أحمد بن منصور‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا موسى بن إسماعيمل قال‪ :‬حدثنا همام‪ ,‬عن ابن ُ‬
‫عن عطاء عن عبميد بن عمير‪ ,‬عن عائشة‪ ,‬قالت‪ :‬ما مات رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫حتمى أحلّ له النساء‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬فإن كان ال مر عل مى ما و صفت من أن ال حرّم عل مى نب ميه بهذه الَ ية‬
‫طلق نسائه اللواتمي خيرهنّ فماخترنه‪ ,‬فما وجه المخبر الذي رُوي عنه أنه طلق حفصة ثم‬
‫راجع ها‪ ,‬وأ نه أراد طلق سودة حت مى صالمحته عل مى ترك طل قه إيا ها‪ ,‬ووه بت يوم ها‬
‫لعائشة؟ قميمل‪ :‬كان ذلك قبل نزول هذه الَية‪.‬‬
‫والدلميمل علمى صحة ما قلنا‪ ,‬من أن ذلك كان قبل تمحريمم ال علمى نبميه طلقهن‪,‬‬
‫الرواية الواردة أن عمر دخمل علمى حفصة معاقبَها حين اعتزل رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم ن ساءه‪ ,‬كان من ق ميمله ل ها‪ :‬قد كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم طل قك‪ ,‬فكل ممته‬
‫فراجعمك‪ ,‬فوال لئن طلّقمك‪ ,‬أو لو كان طلّقمك ل كلّمممته فمميك وذلك ل شمك قبمل نزول آيمة‬
‫التمخيمير‪ ,‬لن آية التمخيمير إنمما نزلت حين انقضى وقت يممين رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم علمى اعتزالهنّ‪.‬‬
‫وأ ما أ مر الدللة عل مى أن أ مر سَوْدة كان ق بل نزول هذه الَ ية‪ ,‬أن ال إن مما أ مر نب ميه‬
‫بتمخيمير نسائه بمين فراقه والممُقام معه علمى الرضا بأن ل قَ سْم لهن‪ ,‬وأنه ُي ْرجِي من‬
‫منهنم علممى ممن شاء‪ ,‬ولذلك قال له‬
‫ّ‬ ‫منهنم ممن يشاء‪ ,‬ويُؤْثمر ممن شاء‬
‫ّ‬ ‫يشاء منهنمّ‪ ,‬ويُؤْوي‬
‫ع ُي ُنهُ نّ وَل‬
‫ن تَ َقرّ أ ْ‬
‫ت فَل جُنا حَ عَلَ م ْيكَ ذل كَ أدْنَى أ ْ‬
‫عزَلْ َ‬
‫ت مِ ممّنْ َ‬
‫ن ا ْب َت َغيْ َ‬
‫تعال مى ذكره‪َ :‬ومَ ِ‬
‫ضيْ نَ بِ ممَا آتَ م ْي َتهُنّ كُّلهُ نّ‪ ,‬و من ال مممحال أن يكون ال صلمح ب مينها وب مين‬
‫َيحْزَ نّ َو َيرْ َ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم جرى علمى تركها يومها لعائشة فمي حالِ ل يومَ لها منه‪.‬‬
‫ل كان لها منه يو مٌ ه َو لها ح قّ كان واجبما‬
‫وغير جائز أن يكون كان ذلك منها إل فمي حا ِ‬
‫ن بعد التمخيمير لمما‬
‫علمى رسول ال صلى ال عليه وسلم أداؤه إلميها‪ ,‬ولمم يكن ذلك له ّ‬
‫قد وصفت قبل فميمما مضى من كتابنا هذا‪.‬‬
‫ن لك فمي الَية قبلُ‪,‬‬
‫ل لك يا ممحمد النساء من بعد اللواتمي أحللته ّ‬
‫فتأويمل الكلم‪ :‬ل يح ّ‬
‫ول أن ُتطَلق ن ساءك اللوات مي اخترن ال ور سوله والدار الَخرة‪ ,‬فتبدّل به نّ من أزواج ولو‬
‫ن َت َبدّلَ ِبهِ نّ‬
‫أعجبك حسن من أردت أن تبدّل به منه نّ‪ ,‬إل ما ملكت يممينك‪ .‬وأن فمي قوله أ ْ‬
‫رفع‪ ,‬لن معناها‪ :‬ل يحلّ لك النساء من بعد‪ ,‬ول الستبدال بأزواجك‪ ,‬وإل فمي قوله‪ :‬إلّ ما‬
‫ك استثناء من النساء‪ .‬ومعنى ذلك‪ :‬ل يحلّ لك النساء من بعد اللواتمي أحللته نّ‬
‫مََلكَ تْ يَممِينُ َ‬
‫لك‪ ,‬إل ما ملكت يممينك من الماء‪ ,‬فإن لك أن تَممْلك من أيّ أجناس الناس شئت من الماء‪.‬‬
‫ل لك‪,‬‬
‫شيْءٍ َرقِ ميبما يقول‪ :‬وكان ال عل مى كل ش يء ما أح ّ‬
‫ل َ‬
‫وقوله‪ :‬وكان اللّ هُ عل مى كُ ّ‬
‫وحرّم علميك‪ ,‬وغير ذلك من الشياء كلها‪ ,‬حفميظا ل يعزُب عنه علمم شيء من ذلك‪ ,‬ول‬
‫يؤوده حفظ ذلك كله‪.‬‬
‫ل شَيْءٍ‬
‫ن اللّهُ علمى كُ ّ‬
‫‪21817‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وكا َ‬
‫رَقِميبما‪ :‬أي حفميظا‪ ,‬فمي قول المحسن وقَتادة‪.‬‬

‫‪53‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل أَن يُ ْؤذَ نَ َلكُ مْ‬
‫ت ال ّنبِ يّ ِإ ّ‬
‫ل َت ْدخُلُواْ ُبيُو َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪َ { :‬يَأيّهَا اّلذِي نَ آ َمنُواْ َ‬
‫ُسمَتأْ ِنسِينَ‬
‫ُمم فَا ْن َتشِرُو ْا َولَ م ْ‬
‫ط ِع ْمت ْ‬
‫ُمم فَا ْدخُلُو ْا َفإِذَا َ‬
‫َاهم وَلَممكِنْ ِإذَا دُعِيت ْ‬
‫ِينم ِإن ُ‬
‫غ ْيرَ نَاظِر َ‬
‫َامم َ‬
‫طع ٍ‬ ‫إَِلىَ َ‬
‫سأَ ْل ُتمُوهُنّ‬
‫حيِي مِ نَ ا ْلحَ قّ وَِإذَا َ‬
‫حيِي مِنكُ مْ وَالّل ُه لَ يَ سْ َت ْ‬
‫س َت ْ‬
‫ن ذَِلكُ مْ كَا نَ ُي ْؤذِي ال ّنبِ يّ َفيَ ْ‬
‫حدِي ثٍ ِإ ّ‬
‫ِل َ‬
‫ط َهرُ لِقُلُو ِبكُ مْ َوقُلُو ِبهِ نّ وَمَا كَا نَ َلكُ مْ أَن ت ْؤذُو ْا رَ سُولَ‬
‫حجَا بٍ ذَِلكُ مْ َأ ْ‬
‫ن مِن َورَآءِ ِ‬
‫سأَلُوهُ ّ‬
‫َمتَاعا فَا ْ‬
‫عظِيما }‪.‬‬
‫ن ذَِلكُمْ كَانَ عِندَ اللّهِ َ‬
‫جهُ مِن َب ْعدِهِ َأبَدا إِ ّ‬
‫ل أَن تَن ِكحُوَاْ َأزْوَا َ‬
‫اللّهِ َو َ‬
‫يقول تعال مى ذكره ل صحاب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ :‬يا أي ها الذ ين أمنوا ب مال‬
‫ور سوله‪ ,‬ل تدخ ملوا ب ميوت نب ميّ ال إل أن ُتدْعَوا إل مى طعام تطعمو نه غَيرَ ناظِرِي نَ إنا هُ‬
‫يعنمي‪ :‬غير منتظرين إدراكه وبلوغه وهو مصدر من قولهم‪ :‬قد أنى هذا الشيء يَأنِمي إنىً‬
‫حطَيئة‪:‬‬
‫وأنْميا وإنَا ًء قال الم ُ‬
‫ل بميَ الَناءُ‬
‫ش ْعرَى فَطا َ‬
‫س َهيْملٍأ ِو ال ّ‬
‫وآنَميْتُ العَشاءَ إلمى ُ‬
‫وف ميه ل غة أخرى‪ ,‬يقال‪ :‬قد إن لك‪ :‬أي تب مين لك إينا‪ ,‬ونال لك‪ ,‬وأنال لك وم نه قول رُؤ بة‬
‫بن العَجاج‪:‬‬
‫سجّعا‬
‫هاجَتْ َو ِمثْلِمي نَوْلُه أنْ َي ْربَعاحَمامَ ٌة ناخَتْ حَماما ُ‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21818‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ضجَه‪.‬‬
‫حيّنمين ُن ْ‬
‫ممجاهد‪ ,‬فمي قول ال‪ :‬إلمى طَعامٍ غيرَ ناظِرِينَ إناهُ قال‪ُ :‬متَم َ‬
‫‪ 21819‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫صنَع‪.‬‬
‫ظرِينَ إنا ُه يقول‪ :‬غير ناظرين الطعامَ أن ُي ْ‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬غي َر نا ِ‬
‫‪21820‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة غيرَ ناظِرِينَ إناهُ قال‪ :‬غير‬
‫متمحينمين طعامه‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلمى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫ونصب غيرَ فمي قوله‪ :‬غَيرَ ناظِرِي نَ إنا هُ علمى المحال من الكاف والمميمم فمي قوله‪:‬‬
‫إلّ أ نْ يُ ْؤ َذ نَ َلكُ مْ لن الكاف والمميمم معرفة وغير نكرة‪ ,‬وهي من صفة الكاف والمميمم‪.‬‬
‫وكان ب عض ن محويّمي الب صرة يقول‪ :‬ل يجوز ف مي «غ ير» ال مجرّ عل مى الطعام‪ ,‬إل أن‬
‫تقول‪ :‬أنت مم‪ ,‬ويقول‪ :‬أل ترى أ نك لو قلت‪ :‬أبدى لع بد ال عل ميّ امرأة مبغ ضا ل ها‪ ,‬ل مم ي كن‬
‫فميه إل النصب‪ ,‬إل أن تقول‪ :‬مبغض لها هو‪ ,‬لنك إذا أجريت صفته علميها‪ ,‬ولمم تظهر‬
‫الضمير الذي يدلّ علمى أن الصفة له لمم يكن كلما‪ ,‬لو قلت‪ :‬هذا رجل مع امرأةٍ مُل ِزمِها‪,‬‬
‫كان لمحنا‪ ,‬حتمى ترفع‪ ,‬فتقول ملزمُها‪ ,‬أو تقول مُلز ِمهَا هُو‪ ,‬فتمجرّ‪.‬‬
‫وكان بعض نمحويمي الكوفة يقول‪ :‬لو جعلت «غير» فمي قوله‪ :‬غَيرَ ناظِرِي نَ إنا هُ خفضا‬
‫كان صوابما‪ ,‬لن قبل ها الطعام و هو نكرة‪ ,‬ف ميجعل فعل هم تاب عا للطعام‪ ,‬لرجوع ذ كر الطعام‬
‫فمي إناه‪ ,‬كما تقول العرب‪ :‬رأيت زيدا مع امرأ ٍة ممحسنا إلميها وممحسنٍ إلميها‪ ,‬فمن قال‬
‫م محسنا جعله من صفة ز يد‪ ,‬و من خف ضه فكأ نه قال‪ :‬رأي ته مع الت مي يح سن إل ميها فإذا‬
‫صارت الصلة للنكرة أتبعتها وإن كانت فعلً لغير النكرة‪ ,‬كما قال العشى‪:‬‬
‫ت لَ ُه َهذِ ِه هاتِهاإلَميْنا ِبَأدْما َء مُقْتادِها‬
‫فَقُلْ ُ‬
‫فجعل الممقتاد تابعا لعراب بأدماء‪ ,‬لنه بممنزلة قولك‪ :‬بأدماء تقتادها‪ ,‬فخفضه‪ ,‬لنه صلة‬
‫لهما‪ ,‬قال‪ :‬و ُينْشَد‪« :‬بأدماءِ مقتادِهما» بخفمض الدماء لضافتهما إلممى المممقتاد‪ ,‬قال‪ :‬ومعناه‪:‬‬
‫هاتها علمى يدي من اقتادها‪ .‬وأنشد أيضا‪:‬‬
‫ن ا ْمرَأً أ ْهدَى إلَم ْيكِ ودُو َن ُهمِن الرْضِ َموْماةٌ َوبَميْدا ُء فَم ْي َهقُ‬
‫وَإ ّ‬
‫ن مُ َو ّفقُ‬
‫ن الممُعا َ‬
‫ن َتسْتَمجِيبمي ِلصَ ْو ِتهِوأنْ تعْلَممي أ ّ‬
‫لَممَمحْقُوقَةٌ أ ْ‬
‫سمَاعا ُينْشِد‪:‬‬
‫حكِي عن بعض العرب َ‬
‫وُ‬
‫عنْدي إنْ َأبَميْتِ إبما ُء‬
‫ط ْي ُتكِ ال ُو ّد كُلّهولممْ َيكُ ِ‬
‫عَ‬‫أرأيْتِ إذْ أ ْ‬
‫س الممُسْلِمماتِ بَقا ُء‬
‫ل للنّفُو ِ‬
‫ت أنْتِ َف َم ّيتٌوَهَ ْ‬
‫أ ُمسْلِم َمتِمي للْممَوْ ِ‬
‫ولمم يقل‪ :‬فميت أنا‪ ,‬وقال الكسائي‪ :‬سمعت العرب تقول‪ :‬يدك بماسطها‪ ,‬يريدون أنت‪ ,‬وهو‬
‫كثمير فمي الكلم‪ ,‬قال‪ :‬فعلمى هذا يجوز خفض «غير»‪.‬‬
‫والصواب من القول فمي ذلك عندنا‪ ,‬القول بأجازة جرّ «غير» فمي «غير ناظرين» فمي‬
‫الكلم‪ ,‬ل فمي القراءة‪ ,‬لمما ذكرنا من البميات التمي حكيناها فأما فمي القراءة فغير جائز‬
‫فمي «غير» غير النصب‪ ,‬لجماع المحجة من القرّاء علمى نصبها‪.‬‬
‫ن إذا دُعِيتُممْ فما ْدخُملُوا يقول‪ :‬ولكن إذا دعاكم رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وقوله‪ :‬وََل ِك ْ‬
‫شرُوا يقول‪ :‬فإذا أكلت مم الطعام‬
‫ط ِع ْمتُ ممْ ف ما ْن َت ِ‬
‫ف مادخملوا الب ميت الذي أذن ل كم بدخوله فإذَا َ‬
‫حدِيثٍ‬
‫ن لِ م َ‬
‫الذي دعيت مم لكله ف مانتشروا‪ ,‬يعن مي فتفرّقوا واخرجوا من منزله‪ .‬وَل مُ سْت ْأنِسِي َ‬
‫ث فمي موضع خفض عطفما به علمى ناظرين‪ ,‬كما يقال فمي‬
‫فقوله‪ :‬وَل مُ سْت ْأنِسينَ لِمحَدي ٍ‬
‫الكلم‪ :‬أ نت غير ساكت ول نا طق‪ .‬وقد يحتممل أن يقال‪« :‬م ستأنسين» ف مي مو ضع نصب‬
‫عطفمما علممى معنمى ناظريمن‪ ,‬لن معناه‪ :‬إل أن يؤذن لكمم إلممى طعام ل ناظريمن إناه‪,‬‬
‫ن نصمبما حينئذ‪ ,‬والعرب تفعمل ذلك إذا حالت بممين الوّل‬
‫فمميكون قوله‪ :‬وَل مُسمْت ْأ ِنسِي َ‬
‫والثانمي‪ ,‬فتردّ أحيانا علمى لفظ الوّل‪ ,‬وأحيانا علمى معناه‪ ,‬وقد ذكر الفراء أن أبما القمقام‬
‫أنشده‪:‬‬
‫جنِميبُ‬
‫ت َ‬
‫ل إلّ وأنْ َ‬
‫ت الدّ ْهرَ رَائيَ رَامَ ٍةوَل عاقِ ٍ‬
‫جدّك َلسْ َ‬
‫أِ‬
‫شطِيبِ‬
‫عشْتُ َهضْبَ َ‬
‫ن لَممِ ْن ِعجٍوَل هابِطا ما ِ‬
‫ص ِعدٍ فِمي الم ُمصْ ِعدِي َ‬
‫وَل ُم ْ‬
‫فردّ «مصمعد» علممى أن «رائي» فمميه بمماء خافضمة‪ ,‬إذ حال بممينه وبممين المممصعد‬
‫ممما حال بمينهما من الكلم‪.‬‬
‫حدِيثٍ‪ :‬ول مت محدّثمين ب عد فراغ كم من أ كل الطعام إينا سا‬
‫ن لِ م َ‬
‫ومع نى قوله‪ :‬وَل مُ سْت ْأ ِنسِي َ‬
‫من بعضكم لبعض به‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 21821‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ن لِمحَدِيثٍ بعد أن تأكلوا‪.‬‬
‫ممجاهد وَل ُمسْت ْأنِسِي َ‬
‫واختلف أهل العلمم فمي السبب الذي نزلت هذه الَية فميه‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬نزلت بسبب قوم‬
‫طعموا ع ند ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف مي ول ميممة زي نب ب نت ج حش‪ ,‬ثم جل سوا‬
‫يت محدّثون ف مي منزل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وبر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫إلمى أهله حاجة‪ ,‬فمنعه المحياء من أمرهم بمالمخروج من منزله‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21822‬م حدثنمي عمران بن موسى القزاز‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الوارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد العزيز‬
‫بن صُهَيب‪ ,‬عن أنس بن مالك‪ ,‬قال‪ :‬بنى رسول ال صلى ال عليه وسلم بزينب بنت جحش‪,‬‬
‫فبع ثت داع يا إل مى العطام‪ ,‬فدعوت‪ ,‬ف ميجيء القوم يأكلون ويخرجون ثم يج يء القوم يأكلون‬
‫ويخرجون‪ ,‬فقلت‪ :‬يا نبميّ ال قد دعوت حتمى ما أجد أحدا أدعوه‪ ,‬قال‪« :‬ارفعوا طعامكم»‪,‬‬
‫وإن زينمب لممجالسة فممي ناحيمة البمميت‪ ,‬وكانمت قمد أعطيمت جمالً‪ ,‬وبقممي ثلثمة نفمر‬
‫يتمحدّثون فمي البميت‪ ,‬وخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم منطلقا نمحو حجرة عائشة‪,‬‬
‫فقال‪« :‬السّلمُ عَلَم ْيكُمْ أ ْهلَ البَميْتِ» فقالوا‪ :‬وعلميك السلم يا رسول ال‪ ,‬كيف وجدت أهلك؟‬
‫قال‪ :‬فأتمى حجر نسائه‪ ,‬فقالوا مثل ما قالت عائشة‪ ,‬فرجع النبميّ صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فإذا‬
‫الثل ثة يت محدّثون ف مي الب ميت‪ ,‬وكان النب ميّ صلى ال عل يه و سلم شد يد ال محياء‪ ,‬فخرج‬
‫النبميّ صلى ال عليه وسلم منطلقا نمحو حجرة عائشة‪ ,‬فل أدري أَخب َرتْه‪ ,‬أو أُخبر أن الرهط‬
‫قمد خرجوا‪ ,‬فرجمع حتممى وضمع رجله فممي أُسمكفّة داخممل البمميت‪ ,‬والخرى خارجمه‪ ,‬إذ‬
‫أرخى الستر بمينمي وبمينه‪ ,‬وأُنزلت آية المحجاب‪.‬‬
‫حدثنمي أبو معاوية بشر بن دحية‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬عن الزهر يّ‪ ,‬عن أنس بن مالك‪,‬‬
‫قال‪ :‬سألنمي أب ميّ بن ك عب عن ال محجاب‪ ,‬فقلت‪ :‬أ نا أعل مم الناس به‪ ,‬نزلت ف مي شأن‬
‫ن آ َمنُوا‬
‫زينب أولمم النبميّ صلى ال عليه وسلم علميها بتممر وسويق‪ ,‬فنزلت‪ :‬يا أيّها اّلذِي َ‬
‫ط َهرُ لِقُلُو ِبكُمْ َوقُلُو ِبهِنّ‪.‬‬
‫ن َل ُكمْ إلمى قوله‪ :‬ذَِل ُكمْ أ ْ‬
‫ن يُ ْؤذَ َ‬
‫ت ال ّنبِميّ إلّ أ ْ‬
‫ل َت ْدخُملُوا بُميُو َ‬
‫حدثن مي أح مد بن ع بد الرح من بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي ع مي‪ ,‬قال‪ :‬أخبرن مي يو نس‪ ,‬عن‬
‫الزهر يّ‪ ,‬قال‪ :‬أخبرن مي أ نس بن مالك أ نه كان ا بن ع شر سنمين مقدم ر سول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم إل مى ال ممدينة‪ ,‬فك نت أعل مم الناس بشأن ال محجاب ح ين أنزل ف مي مبتن مي‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بزينب بنت جحش أصبح رسول ال صلى ال عليه وسلم بها‬
‫عرو سا‪ ,‬فد عا القوم فأ صابوا من الطعام حت مى خرجوا‪ ,‬وبق مي من هم ر هط ع ند ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فأطالوا الممكث‪ ,‬فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم وخرج‪ ,‬وخرجت‬
‫م عه ل كي يخرجوا‪ ,‬فم شى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ومش يت م عه‪ ,‬حت مى جاء عت بة‬
‫ن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنهم‬
‫حجرة عائشة زوج النبميّ صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ثم ظ ّ‬
‫قد خرجوا‪ ,‬فر جع ورج عت م عه‪ ,‬حت مى دخ مل عل مى زي نب‪ ,‬فإذا هم جلوس ل مم يقوموا‪,‬‬
‫فر جع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ورج عت م عه‪ ,‬فإذا هم قد خرجوا‪ ,‬فضرب ب مينمي‬
‫وبمينه سترا‪ ,‬وأنزل المحجاب‪.‬‬
‫حدث نا م محمد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن أب مي عد يّ‪ ,‬عن حم يد‪ ,‬عن أ نس‪ ,‬قال‪ :‬دعوت‬
‫ال ممسلممين إل مى ول ميممة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬صبميحة ب نى بزي نب ب نت‬
‫جحش‪ ,‬فأوسعهم خبزا ولمحما‪ ,‬ثم رجع كما كان يصنع‪ ,‬فأتمى حجر نسائه فسلمم علميهنّ‪,‬‬
‫فدعون له‪ ,‬ورجع إلمى بميته وأنا معه فلمما انتهينا إلمى البماب إذا رجلن قد جرى بهما‬
‫ال محديث ف مي ناح ية الب ميت‪ ,‬فل مما أب صرهما ول مى راج عا فل مما رأ يا النب ميّ صلى ال‬
‫سرِعين‪ ,‬فل أدري أ نا أ خبرته‪ ,‬أو أُ خبر فر جع إل مى‬
‫عل يه و سلم ولّ مى عن ب ميته‪ ,‬ولّ ميا مُ ْ‬
‫بميته‪ ,‬فأرخى الستر بمينمي وبمينه‪ ,‬ونزلت آية المحجاب‪.‬‬
‫‪ 21823‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن أبمي عد يّ‪ ,‬عن حميد‪ ,‬عن أنس بن مالك‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قال عممر بمن الممخطاب‪ :‬قلت لرسمول ال صملى ال عليمه وسملم‪ :‬لو حجبمت عمن أمهات‬
‫الممؤمنمين‪ ,‬فإنه يدخمل علميك البرّ والفماجر‪ ,‬فنزلت آية المحجاب‪.‬‬
‫حدثنمي القاسم بن بشر بن معروف‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلميممان بن حرب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حماد بن‬
‫ز يد‪ ,‬عن أيوب‪ ,‬عن أب مي قل بة‪ ,‬عن أ نس بن مالك‪ ,‬قال‪ :‬أ نا أعل مم الناس بهذه الَ ية‪ ,‬آ ية‬
‫المحجاب لمما أُهديت زينب إلمى رسول ال صلى ال عليه وسلم صنع طعاما‪ ,‬ودعا القوم‪,‬‬
‫فجاؤوا فدخملوا وزينب مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فمي البميت‪ ,‬وجعلوا يتمحدّثون‪,‬‬
‫وجعل رسول ال صلى ال عليه وسلم يخرج ثم يدخمل وهم قعود‪ ,‬قال‪ :‬فنزلت هذه الَية‪ :‬يا‬
‫أيّها اّلذِينَ آ َمنُوا ل َت ْدخُملُوا بُميُوتَ ال ّنبِميّ‪ ....‬إلمى‪ :‬فماسأَلُو ُهنّ مِنْ َورَاءِ حِجابٍ قال‪ :‬فقام‬
‫القوم وضرب المحجاب‪.‬‬
‫حدثنمي عمر بن إسماعيمل بن ممجالد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبمي‪ ,‬عن بميان‪ ,‬عن أنس بن مالك‪,‬‬
‫قال‪ :‬بنى رسول ال صلى ال عليه وسلم بمامرأة من نسائه‪ ,‬فأرسلنمي‪ ,‬فدعوت قوما إلمى‬
‫الطعام فل مما أكلوا وخرجوا‪ ,‬قام ر سول ال صلى ال عل يه و سلم منطل قا ِقبَلَ ب ميت عائ شة‪,‬‬
‫فرأى رجلمين جالسين‪ ,‬فمانصرف راجعا‪ ,‬فأنزل ال‪ :‬يا أيّها اّلذِي نَ آ َمنُوا ل َت ْدخُملُوا بُميُوتَ‬
‫ن َل ُكمْ‪.‬‬
‫ن يُ ْؤذَ َ‬
‫ال ّنبِميّ إلّ أ ْ‬
‫‪ 21824‬م حدثنا عمرو بن علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو داود‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الممسعودي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫ي صلى ال عل يه و سلم‬
‫ا بن نه شل‪ ,‬عن أب مي وائل‪ ,‬عن ع بد ال‪ ,‬قال‪ :‬أ مر ع مر ن ساء النب م ّ‬
‫بمالمحجاب‪ ,‬فقالت زينب‪ :‬يا بن المخطاب‪ ,‬إنك لتغار علمينا‪ ,‬والوحي ينزل فمي بميوتنا‪,‬‬
‫ن مَتاعا فماسأَلُو ُهنّ ِمنْ َورَاءِ حِجابٍ‪.‬‬
‫فأنزل ال‪ :‬وَإذَا سألْتُممُوهُ ّ‬
‫حدثن مي مممحمد بن مرزوق‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أش هل بن حات مم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عون‪ ,‬عن‬
‫عمرو بن سعد‪ ,‬عن أنس‪ ,‬قال‪ :‬وك نت مع النب ميّ صلى ال عل يه وسلم‪ ,‬وكان يممرّ عل مى‬
‫ن سائه‪ ,‬قال‪ :‬فأت مى ب مامرأة عروس‪ ,‬ثم جاء وعند ها قوم‪ ,‬ف مانطلق فق ضى حاج ته‪ ,‬واحت بس‬
‫وعاد و قد خرجوا قال‪ :‬فدخ مل فأر خى ب مينمي وب مينه سترا‪ ,‬قال‪ :‬فحد ثت أب ما طل محة‪,‬‬
‫ن فمي هذا شيء‪ ,‬قال‪ :‬ونزلت آية المحجاب‪.‬‬
‫فقال‪ :‬إن كان كما تقول‪ :‬لمينزل ّ‬
‫وقال آخرون‪ :‬كان ذلك فمي بميت أمّ سلممة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫عيُت ممْ‬
‫ن إذَا دُ ِ‬
‫‪ 21825‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة قوله‪ :‬وََل ِك ْ‬
‫شرُوا وَل مُ سْ َت ْأنِسينَ لِ محَدِيثٍ قال‪ :‬كان هذا ف مي ب ميت أ مّ‬
‫ط ِع ْمتُ ممْ ف مانْ َت ِ‬
‫ف ما ْدخُملُوا فإذَا َ‬
‫ي صلى ال عل يه وسلم يدخمل ويخرج‬
‫سلممة‪ ,‬قال‪ :‬أكلوا‪ ,‬ثم أطالوا المحديث‪ ,‬فجعل النبم ّ‬
‫ويستمحي منهم‪ ,‬وال ل يستمحي من المحق‪.‬‬
‫ن مِنْ َورَاءِ حِجابٍ قال‪:‬‬
‫‪21826‬م قال‪ :‬ثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ :‬وَإذَا سأ ْلتُممُو ُهنّ مَتاعا فماسأَلُوهُ ّ‬
‫بلغنا أنهنّ أُمرن بمالمحجاب عند ذلك‪.‬‬
‫ن يُ ْؤذِي ال ّنبِميّ‪ .‬يقول‪ :‬إن دخولكم بميوت النبميّ من غير أن يؤذن لكم‪,‬‬
‫وقوله‪ :‬إنّ ذَِلكُمْ كا َ‬
‫وجلوسكم فميها مستأنسين للمحديث بعد فراغكم من أكل الطعام الذي دعيتمم له‪ ,‬كان يؤذي‬
‫النبمميّ‪ ,‬فمميستمحي منكمم أن يخرجكمم منهما إذا قعدتممم فمميها للممحديث بعمد الفراغ ممن‬
‫ّهم ل‬
‫الطعام‪ ,‬أو يمممنعكم ممن الدخول إذا دخمملتمم بغيمر إذن ممع كراهيتمه لذلك منكمم وَالل ُ‬
‫ن المحَقّ أن يتبمين لكم‪ ,‬وإن استمحيا نبميكم فلمم يبمين لكم كراهية ذلك حياء‬
‫حيِ مِ َ‬
‫يَ سْتم ْ‬
‫ن مِ نْ َورَاءِ حِجا بٍ يقول‪ :‬وإذا سألتمم أزواج ر سول‬
‫ن مَتا عا ف ماسأَلُوهُ ّ‬
‫من كم وَإذَا سأ ْلتَممُوهُ ّ‬
‫ن مِ نْ‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ونساء الممؤمنمين اللواتمي لسن لكم بأزواج متاعا فماسأَلُوهُ ّ‬
‫َورَا ِء حِجاب يقول‪ :‬من وراء ستر ب مينكم وب مينهنّ‪ ,‬ول تدخ ملوا عل ميهنّ ب ميوتهنّ ذَِلكُ مْ‬
‫ن ذلك من‬
‫طهَرُ ِلقُلُو ِبكُ مْ َوقُلُو ِب ِه نّ يقول تعال مى ذكره‪ :‬سؤالكم إياه نّ ال ممتاع إذا سألتمموه ّ‬
‫أ ْ‬
‫ن من عوارض الع ين ف ميها الت مي تعرض ف مي صدور‬
‫وراء حجاب أط هر لقلوب كم وقلوبه ّ‬
‫الرجال ممن أممر النسماء‪ ,‬وفممي صمدور النسماء ممن أممر الرجال‪ ,‬وأحرى ممن أن ل يكون‬
‫ن سبميمل‪.‬‬
‫للشيطان علميكم وعلميه ّ‬
‫وقد قميمل‪ :‬إن سبب أمر ال النساء بمالمحجاب‪ ,‬إنمما كان من أجل أن رجلً كان يأكل‬
‫مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وعائشة معهما‪ ,‬فأصابت يدها يد الرجل‪ ,‬فكره ذلك رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪21827‬م حدثنمي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هشيمم‪ ,‬عن لميث‪ ,‬عن ممجاهد أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم كان يطعم ومعه بعض أصحابه‪ ,‬فأصابت يد رجل منهم يد عائشة‪ ,‬فكره ذلك‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فنزلت آية المحجاب‪.‬‬
‫وقميمل‪ :‬نزلت من أجل مسألة عمر رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21828‬م حدث نا أ بو ُكرَ يب ويعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا هشي مم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا حم يد الطوي مل‪ ,‬عن‬
‫ن البرّ‬
‫أنمس‪ ,‬قال‪ :‬قال عممر بمن الممخطاب‪ :‬قلت‪ :‬يما رسمول ال‪ ,‬إن نسماءك يدخممل علمميه ّ‬
‫والفماجر‪ ,‬فلو أمرتهن أن يحتمجبن؟ قال‪ :‬فنزلت آية المحجاب‪.‬‬
‫حدثنمي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علمية‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حميد‪ ,‬عن أنس‪ ,‬عن النبميّ صلى ال‬
‫عليه وسلم بنمحوه‪.‬‬
‫‪21829‬م حدثنمي أحمد بن عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمرو بن عبد ال بن وهب‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي‬
‫يونس‪ ,‬عن الزهر يّ‪ ,‬عن عروة‪ ,‬عن عائشة قالت‪ :‬إن أزواج النبميّ صلى ال عليه وسلم ك نّ‬
‫يخرجن بماللميمل إذا تبرّزن إلمى «الممناصع» وهو صعيد أفميح‪ ,‬وكان عمر يقول‪ :‬يا‬
‫ر سول ال‪ ,‬اح جب ن ساءك‪ ,‬فل مم ي كن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يف عل‪ ,‬فخر جت سودة‬
‫ب نت زم عة‪ ,‬زوج النب ميّ صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وكا نت امرأة طوي ملة‪ ,‬فنادا ها ع مر ب صوته‬
‫العلمى‪ :‬قد عرفناك يا سودة‪ ,‬حرصا أن ينزل المحجاب‪ ,‬قال‪ :‬فأنزل ال المحجاب‪.‬‬
‫‪ 21830‬م حدث نا ا بن وك يع‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ن ممير‪ ,‬عن هشام بن عروة‪ ,‬عن أب ميه‪ ,‬عن‬
‫عائ شة‪ ,‬قالت‪ :‬خرجت سودة لمحاجتها بعد ما ضرب عل مينا ال محجاب‪ ,‬وكا نت امرأة تفرع‬
‫النساء طولً‪ ,‬فأبصرها عمر‪ ,‬فناداها‪ :‬يا سودة‪ ,‬إنك وال ما تمخفمين علمينا‪ ,‬فمانظري كيف‬
‫تمخرجين‪ ,‬أو كيف تصنعين؟ فمانكفأت فرجعت إلمى رسول ال صلى ال عليه وسلم وإنه‬
‫لميتعشى‪ ,‬فأخبرته بمما كان‪ ,‬وما قال لها‪ ,‬وإن فمي يده ل َعرْقا‪ ,‬فأوحي إلميه‪ ,‬ثم رفع عنه‪,‬‬
‫ن أن تمخرجن لمحاجتكنّ»‪.‬‬
‫وإن ال َعرْق لفمي يده‪ ,‬فقال‪« :‬لقد أُذن لك ّ‬
‫حدثن مي أح مد بن م محمدالطوسي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد ال صمد بن ع بد الوارث‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا‬
‫همام‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عطاء بن ال سائب‪ ,‬عن أب مي وائل‪ ,‬عن ا بن م سعود‪ ,‬قال‪ :‬أ مر ع مر ن ساء‬
‫النبميّ صلى ال عليه وسلم بمالمحجاب فقالت زينب‪ :‬يا ابن المخطاب‪ ,‬إنك لتغار علمينا‬
‫ن مِنْ َورَاءِ حِجابٍ‪.‬‬
‫والوحي ينزل فمي بميوتنا؟ فأنزل ال‪ :‬وَإذَا سأ ْلتُممُو ُهنّ مَتاعا فماسأَلُوهُ ّ‬
‫حدثنمي أبو أيوب النهرانمي سلميممان بن عبد المحميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد بن عبد ربه‪,‬‬
‫قال‪ :‬ثنمي ابن حرب‪ ,‬عن الزبميدي‪ ,‬عن الزهري‪ ,‬عن عروة‪ ,‬عن عائشة أن أزواج النبميّ‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ك نّ يخر جن ب ماللميمل إذا تبرّزن إل مى «ال ممناصع» و هو صعيد‬
‫أفميح وكان عمر بن المخطاب يقول لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬احجب نساءك‪ ,‬فلمم‬
‫يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم يفعل‪ ,‬فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبميّ صلى ال‬
‫عليمه وسملم لمميملة ممن اللمميالمي عشاء‪ ,‬وكانمت امرأة طويمملة‪ ,‬فناداهما عممر بصموته‬
‫العل مى‪ :‬قد عرفناك يا سودة‪ ,‬حر صا عل مى أن ينزل ال محجاب‪ ,‬قالت عائ شة‪ :‬فأنزل ال‬
‫المحجاب‪ ,‬قال ال‪ :‬يا أيّها اّلذِينَ آ َمنُوا ل َتدْخُملُوا‪ ...‬الَية‪.‬‬
‫ل اللّ ِه يقول تعال مى ذكره‪ :‬و ما ينبغمي ل كم أن تؤذوا‬
‫وقوله‪ :‬وَ ما كا نَ َلكُ مْ أ نْ ُت ْؤذُوا رَ سُو َ‬
‫ن َب ْعدِهِ أبَدا يقول‪ :‬وما ينبغي لكم أن‬
‫رسول ال‪ ,‬وما يصلمح ذلك لكم وَل أنْ َت ْن ِكحُوا أزْوَاجَ ُه مِ ْ‬
‫ل للرجل أن يتزوّج أمه‪.‬‬
‫تنكحوا أزواجه من بعده أبدا لنهنّ أمهاتكم‪ ,‬ول يح ّ‬
‫وذُكر أن ذلك نزل فمي رجل كان يدخمل قبل المحجاب‪ ,‬قال‪ :‬لئن مات ممحمد لتزوج نّ‬
‫امرأة من نسائه سماها‪ ,‬فأنزل ال تبمارك وتعالمى فمي ذلك‪ :‬وَما كا نَ َلكُ مْ أن ُت ْؤذُوا رَ سُولَ‬
‫ن َب ْعدِهِ أبَدا‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫جهُ مِ ْ‬
‫ن َت ْن ِكحُوا أزْوَا َ‬
‫اللّهِ وَل أ ْ‬
‫‪ 21831‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد فمي قوله‪ :‬وَما كا نَ َلكُ مْ‬
‫عظِيمما قال‪:‬‬
‫ع ْندَ الّل هِ َ‬
‫ن َبعْدِ ِه أبَدا إ نّ ذَِلكُ ْم كا نَ ِ‬
‫أ نْ ُت ْؤذُوا رَ سُولَ الّل هِ وَل أ نْ َت ْن ِكحُوا أزْوَاجَ هُ مِ ْ‬
‫ربمما بلغ النبميّ صلى ال عليه وسلم أن الرجل يقول‪ :‬لو أن النبميّ صلى ال عليه وسلم‬
‫توفممي تزوّجمت فلنمة ممن بعده‪ ,‬قال‪ :‬فكان ذلك يؤذي النبمميّ صملى ال عليمه وسملم‪ ,‬فنزل‬
‫ن تُ ْؤذُوا رَسُولَ الّلهِ‪ ....‬الَية‪.‬‬
‫القرآن‪ :‬وَما كانَ َل ُكمْ أ ْ‬
‫‪21832‬م حدثنا ممحمد بن الممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الوهاب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا داود‪ ,‬عن عامر أن‬
‫النبميّ صلى ال عليه وسلم مات‪ ,‬وقد ملك قميملة بنت الشعث‪ ,‬فتزوّجها عكرمة بن أبمي‬
‫جهل بعد ذلك‪ ,‬فشقّ علمى أبمي بكر مشقة شديدة‪ ,‬فقال له عمر‪ :‬يا خملميفة رسول ال إنها‬
‫لميست من نسائه إنها لمم يخيرّها رسول ال صلى ال عليه وسلم ولمم يحجبها‪ ,‬وقد برأها‬
‫ن أبو بكر وسكن‪.‬‬
‫منه بمالردّة التمي ارتدّت مع قومها‪ ,‬فماطمأ ّ‬
‫حدثنا ا بن الممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد العل مى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا داود‪ ,‬عن عامر‪ ,‬أن ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم توفمي وقد ملك بنت الشعث بن قميس‪ ,‬ولمم يجامعها‪ ,‬ذكر نمحوه‪.‬‬
‫عظِيممما يقول‪ :‬إن أذاكمم رسمول ال صملى ال عليمه وسملم‬
‫ع ْندَ اللّهِم َ‬
‫وقوله‪ :‬إنّم ذَِلكُم ْم كانَم ِ‬
‫ونكاحكم أزواجه من بعده عند ال عظيمم من الثم‪.‬‬

‫‪54‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫شيْءٍ عَلِيما }‪.‬‬
‫ن ِبكُلّ َ‬
‫ن اللّ َه كَا َ‬
‫شيْئا أَ ْو ُتخْفُوهُ َفإِ ّ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬إِن ُت ْبدُواْ َ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬إن تظهروا بأل سنتكم شيئا أي ها الناس من مراق بة الن ساء‪ ,‬أو غ ير ذلك‬
‫ممما نهاكم عنه أو أذى لرسول ال صلى ال عليه وسلم بقول‪ :‬لتزوج نّ زوجته بعد وفماته‪,‬‬
‫أو ت مخفوه يقول‪ :‬أو ت مخفوا ذلك فمي أنفسكم‪ ,‬فإن ال كان ب كل ش يء علميمما‪ ,‬يقول‪ :‬فإن‬
‫ال بكمل ذلك وبغيره ممن أموركمم وأمور غيركمم‪ ,‬علمميمم ل يخفممى علمميه شيمء‪ ,‬وهمو‬
‫يجازيكم علمى جميع ذلك‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ل ِإخْوَا ِنهِ نّ َولَ‬
‫ل َأ ْبنَآ ِئهِ نّ َو َ‬
‫جنَا حَ عََل ْيهِ نّ فِ يَ آبَآ ِئهِ نّ َو َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬لّ ُ‬
‫ن اللّ َه كَانَ عََلىَ‬
‫ن اللّهَ ِإ ّ‬
‫ل مَا مََلكَتْ َأ ْيمَا ُنهُنّ وَاّتقِي َ‬
‫َأ ْبنَآءِ ِإخْوَا ِنهِنّ َولَ َأ ْبنَآ ِء َأخَوَا ِتهِنّ َولَ ِنسَآ ِئهِنّ َو َ‬
‫شهِيدا }‪.‬‬
‫شيْءٍ َ‬
‫كُلّ َ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬ل حرج علمى أزواج رسول ال صلى ال عليه وسلم فمي آبمائهنّ‬
‫ول إثم‪.‬‬
‫عنهنم الممجناح فممي هؤلء‪ ,‬فقال‬
‫ّ‬ ‫ثمم اختلف أهمل التأويممل فممي المممعنى الذي وضمع‬
‫ن المجناح فمي وضع جلبميبهنّ عندهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫بعضهم‪ :‬وضع عنه ّ‬
‫‪ 21833‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حكام‪ ,‬عن عنبسة‪ ,‬عن ابن أبمي لميملمى‪ ,‬عن عبد‬
‫الكري مم‪ ,‬عن م مجاهد‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬ل جُنا حَ عَلَ م ْيهِنّ فِ مي آب مائهنّ‪ ...‬الَ ية كل ها‪ ,‬قال‪ :‬أن‬
‫تضع المجلبماب‪.‬‬
‫‪ 21834‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ممجاهد‪ ,‬فمي قول ال‪ :‬ل جُناحَ عَلَم ْيهِنّ فمي آبمائهن ومن ذكر معه أن يروهنّ‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬وضع عنهنّ المجناح فميهنّ فمي ترك الحتمجاب‪.‬‬
‫‪21835‬مم حدثنما بشمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما يزيمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما سمعيد عمن قتادة‪ ,‬فممي قوله ل جُناحَم‬
‫شهِيدا‪ :‬فرخص لهؤلء أن ل يحتمجبن منهم‪.‬‬
‫عَلَميْهنّ‪ ...‬إلمى َ‬
‫وأول مى القول مين ف مي ذلك ب مالصواب قول من قال‪ :‬ذلك و ضع ال مجناح عنه نّ ف مي‬
‫هؤلء ال ممسلممين أن ل يحت مجبن من هم‪ ,‬وذلك أن هذه الَ ية عق ميب آ ية ال محجاب‪ ,‬وب عد‬
‫م‬
‫ِجابم فل يكون قوله‪ :‬ل جُناح َ‬
‫ٍ‬ ‫م َورَاءِ ح‬
‫ن مِن ْ‬
‫قول ال‪ :‬وَإذَا سمأ ْلتُممُو ُهنّ مَتاعما فمماسأَلُوهُ ّ‬
‫ن الممتاع من وراء المحجاب‬
‫ن استثناء من جملة الذين أمروا ب سؤاله ّ‬
‫ن فِمي آبمائهِ ّ‬
‫عَلَميْهِ ّ‬
‫ن ذلك أولمى وأشبه من أن يكون خبر مبتدإ عن غير ذلك الممعنى‪.‬‬
‫إذا سألوه ّ‬
‫فتأويمل الكلم إذن‪ :‬ل إثم علمى نساء النبميّ صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وأمّهات الممؤمنمين‬
‫م ول لخوانهنمّ‪ ,‬ول لبناء‬
‫م لَبممائهنّ‪ ,‬وترك الممحجاب منهنمّ‪ ,‬ول لبنائهن ّ‬
‫فممي إذنهن ّ‬
‫ن وأبناء إخوته نّ‪ .‬وخرج مع هم ج مع ذلك‬
‫ن وأبناء إخوانه نّ إخوته ّ‬
‫إخوانه نّ‪ .‬وعُن مي بإخوانه ّ‬
‫مخرج جمع فتمى إذا جمع فتميان‪ ,‬فكذلك جمع أخ إذا جمع إخوان‪ .‬وأما إذا جمع إخوة‪ ,‬فذلك‬
‫نظير جمع فتمى إذا جمع فتمية‪ ,‬ول أبناء إخوانهنّ‪ ,‬ولمم يذكر فمي ذلك العمّ علمى ما قال‬
‫الشعبمي حذرا من أن يصفهنّ لبنائه‪.‬‬
‫‪ 21836‬م حدثنا ممحمد بن الممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حجاج بن الممنهال‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حماد‪ ,‬عن‬
‫داود‪ ,‬عن الشعب مي وعكرِ مة ف مي قوله‪ :‬ل جُنا حَ عَلَ م ْيهِنّ فِ مي آب مائهِنّ وَل أبْنائهِ نّ وَل‬
‫ت أي ممَا ُنهُنّ قلت‪ :‬ما‬
‫خوَا ِتهِ نّ وَل نِ سائهِنّ وَل ما مََلكَ ْ‬
‫خوَا ِنهِ نّ وَل أبْناءِ أ َ‬
‫إخْوَا ِنهِ نّ وَل أبْناءِ إ ْ‬
‫شأن ال عم وال مخال ل مم يذكرا؟ قال‪ :‬لنه ما ينعتان ها لبنائه ما‪ ,‬وكر ها أن ت ضع خمار ها ع ند‬
‫خالها وعمها‪.‬‬
‫حدثنما ابمن المممثنى‪ ,,‬قال‪ :‬حدثنما أبمو الولمميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما حماد‪ ,‬عمن داود‪ ,‬عمن عكرممة‬
‫والشعبميّ نمحوه‪ ,‬غير أنه لمم يذكر ينعتانها‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَل نسمائهِنّ يقول‪ :‬ول جناح علمميهنّ أيضما فممي أن ل يحتممجبن ممن نسماء‬
‫الممؤمنمين‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪21837‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وَل نِسائهِنّ‪.‬‬
‫ن جناح أن يرين تلك الزينة‪ ,‬قال‪ :‬وإنمما هذا‬
‫قال‪ :‬نساء الممؤمنات المحرائر لميس علميه ّ‬
‫كله فمي الزي نة‪ ,‬قال‪ :‬ول يجوز للممرأة أن تنظر إل مى شيء من عورة الممرأة‪ ,‬قال‪ :‬ولو‬
‫ن فلميس ينبغي لها‬
‫ت أيممَا ُنهُ ّ‬
‫نظر الرجل إلمى فخذ الرجل لمم أر به بأسا‪ ,‬قال‪ :‬وَل ما مََلكَ ْ‬
‫أن تكشف قرطها للرجل‪ ,‬قال‪ :‬وأما الكحل والمخاتمم والمخضاب‪ ,‬فل بأس به‪ ,‬قال‪ :‬والزوج‬
‫له ف ضل‪ ,‬والَب ماء من وراء الر جل ل هم ف ضل‪ .‬قال‪ :‬والَخرون يتف ماضلون‪ ,‬قال‪ :‬وهذا كله‬
‫يجم عه ما ظ هر من الزي نة‪ ,‬قال‪ :‬وكان أزواج النب ميّ صلى ال عل يه و سلم ل يحت مجبن من‬
‫الممممالميك‪.‬‬
‫َتم أيمممَا ُنهُنّ ممن الرجال والنسماء‪ .‬وقال آخرون‪ :‬ممن النسماء‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫وقوله‪ :‬وَل مما مََلك ْ‬
‫ن ما‬
‫ن اللّ ِه يقول‪ :‬وخَ فن ال أي ها الن ساء أن تتعدّ ين ما حدّ ال ل كن‪ ,‬فتبد ين من زينتك ّ‬
‫وَاتّقِ مي َ‬
‫ن أن تبدي نه‪ ,‬أو تتر كن ال محجاب الذي أمرك نّ ال بلزو مه‪ ,‬إل ف ميمما أب ماح ل كن‬
‫ل ميس لك ّ‬
‫شهِيدا يقول تعالمى ذكره‪ :‬إن ال شاهد علمى‬
‫ل شَيْ ٍء َ‬
‫ن اللّ هَ عَلمى كُ ّ‬
‫ن طاعته إ ّ‬
‫تركه‪ ,‬والزمْ َ‬
‫ن المحجاب لممن أبحت لكن ترك ذلك له‪ ,‬وغير ذلك من‬
‫ما تفعلنه من احتمجابكنّ‪ ,‬وتركك ّ‬
‫ن ل تلق مين ال‪ ,‬و هو شا هد عل ميكم ب ممعصيته‪,‬‬
‫أمورك نّ يقول‪ :‬ف ماتقمين ال ف مي أنف سك ّ‬
‫ل شيء‪.‬‬
‫وخلف أمره ونهيه‪ ,‬فتهلكن‪ ,‬فإنه شاهد علمى ك ّ‬

‫‪56‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن آ َمنُواْ‬
‫ل ِئكَ متَهُ يُ صَلّونَ عَلَى ال ّنبِ يّ َيَأيّهَا اّلذِي َ‬
‫ن اللّ هَ َومَ َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪ِ{ :‬إ ّ‬
‫صَلّواْ عََليْهِ َوسَّلمُو ْا َتسْلِيما }‪.‬‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬إن ال وملئكته يبرّكون علمى النبميّ ممحمد صلى ال عليه وسلم‪,‬‬
‫كما‪:‬‬
‫‪ 21838‬م حدثنمي علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن علميّ‪ ,‬عن ابن‬
‫ن آ َمنُوا صَلّوا عَلَميْهِ يقول‪:‬‬
‫عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬إنّ الّلهَ َومَل ِئ َكتَهُ يُصَلّونَ علمى ال ّنبِميّ يا أيّها اّلذِي َ‬
‫يبماركون علمى النبميّ‪.‬‬
‫وقد يحتممل أن يقال‪ :‬إن معنى ذلك‪ :‬أن ال يرحم النبميّ‪ ,‬وتدعو له ملئكته ويستغفرون‪,‬‬
‫وذلك أن الصملة فممي كلم العرب ممن غيمر ال إنممما همو دعاء‪ .‬وقمد بمميّنا ذلك فمميمما‬
‫مضى من كتابنا هذا بشواهده‪ ,‬فأغنى ذلك عن إعادته‪.‬‬
‫ن آ َمنُوا صَلّوا عَلَ ميْهِ يقول تعال مى ذكره‪ :‬يا أي ها الذ ين آمنوا ادعوا لنب ميّ ال‬
‫يا أيّ ها اّلذِي َ‬
‫َسملِميمما يقول‪ :‬وحيوه تممحية السملم‪.‬‬
‫َسملّممُوا عَلَمميْ ِه ت ْ‬
‫مممحمد صملى ال عليمه وسملم و َ‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك جاءت الَثار عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬ذكر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪21839‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هارون‪ ,‬عن عنبسة‪ ,‬عن عثمان بن موهب‪ ,‬عن موسى‬
‫بن طلمحة‪ ,‬عن أبميه‪ ,‬قال‪ :‬أتمى رجل النبميّ صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقال‪ :‬سمعت ال يقول‪:‬‬
‫إ نّ الّل هَ َومَل ِئ َكتَ هُ يُ صَلّونَ عَل مى ال ّنبِ ميّ‪ ...‬الَ ية‪ ,‬فك يف ال صلة عل ميك؟ فقال‪« :‬قُلِ‪ :‬الّلهُ مّ‬
‫حمِيدٌ مَمجِيدٌ‪,‬‬
‫حمّدٍ‪ ,‬كمَا صَلّميْتَ عَل مى إبْراَهِيممَ إنّ كَ َ‬
‫صَلّ عل مى مُمحَ ّمدٍ وَعَل مى آلِ مُم َ‬
‫حمِيدٌ‬
‫ّكم َ‬
‫ح ّمدٍ‪ ,‬كمَا بممارَكْتَ عَلممى إبْراهِيمممَ إن َ‬
‫ل مُمم َ‬
‫ح ّمدٍ َوعَلممى آ ِ‬
‫وَبمما ِركْ عَلممى مُمم َ‬
‫مَمجِيدٌ»‪.‬‬
‫‪21840‬م حدثنمي جعفر بن ممحمد الكوفمي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يعلمى بن الجلمح‪ ,‬عن المحكم‬
‫بن عُتميبة‪ ,‬عن عبد الرحمن بن أبمي لَميملمى‪ ,‬عن كعب بن عُجرة‪ ,‬قال‪ :‬لمما نزلت‪ :‬إ نّ‬
‫اللّ هَ َومَل ِئ َكتَ ُه يُ صَلّونَ عَل مى ال ّنبِ ميّ يا أي ها اّلذِي نَ آ َمنُوا صَلّوا عَلَ ميْهِ وَ سَلّممُوا تَ سْلِميمما‬
‫قمت إلميه‪ ,‬فقلت‪ :‬السلم علميك قد عرفناه‪ ,‬فكيف الصلة علميك يا رسول ال؟ قال‪« :‬قُلِ‬
‫ل إبْراهِيممَ‪,‬‬
‫ح ّمدٍ‪ ,‬كمَا صَلّميْتَ عَلمى إبْراهِيممَ وآ ِ‬
‫ل مُم َ‬
‫ح ّمدٍ َوعَلمى آ ِ‬
‫الّلهُ مّ صَلّ علمى مُم َ‬
‫ح ّمدٍ‪ ,‬كمَا بممارَكْتَ عَلممى‬
‫ل مُمم َ‬
‫ح ّمدٍ َوعَلممى آ ِ‬
‫حمِيدٌ مَممجِيدٌ‪ ,‬وَبمما ِركْ عَلممى مُمم َ‬
‫ّكم َ‬
‫إن َ‬
‫حمِيدٌ مَمجِيدٌ»‪.‬‬
‫ك َ‬
‫إبْراهِيممَ وآلِ إبْراهِيممَ إ ّن َ‬
‫‪ 21841‬م حدثنا أبو كُرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مالك بن إسماعيمل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو إسرائيمل‪ ,‬عن‬
‫يونس بن خبماب‪ ,‬قال‪ :‬خطبنا بفمارس فقال‪ :‬إ نّ الّل هَ َومَل ِئ َكتَ هُ‪ ...‬الَية‪ ,‬فقال‪ :‬أنبأنمي من‬
‫سمع ا بن عب ماس يقول‪ :‬هكذا أنزل‪ ,‬فقل نا‪ :‬أو قالوا يا ر سول ال قد عل ممنا ال سلم عل ميك‪,‬‬
‫ح ّمدٍ‪ ,‬كمَا صَلّميْتَ‬
‫ل مُم َ‬
‫حمّدٍ وَعَلمى آ ِ‬
‫فكيف ال صلة علميك؟ فقال‪« :‬الّلهُ مّ صَلّ عَلمى مُم َ‬
‫ح ّمدٍ َوعَلممى آلِ‬
‫حمِيدٌ مَممجِيدٌ‪ ,‬وَبمما ِركْ عَلممى مُمم َ‬
‫ل إبْراهِيمممَ‪ ,‬إنّك َم َ‬
‫عَلممى إبْرَاهِيمممَ وآ ِ‬
‫حمِيدٌ مَمجِيدٌ»‪.‬‬
‫ك َ‬
‫مُمحَ ّمدٍ‪ ,‬كمَا بما َركْتَ عَلمى إبْراهِيممَ إ ّن َ‬
‫‪ 21842‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن زياد‪ ,‬عن إبراهيمم فمي قوله‬
‫ن اللّ هَ َومَل ِئ َكتَ هُ‪ ...‬الَ ية‪ ,‬قالوا‪ :‬يا رسول ال هذا السلم قد عرفناه‪ ,‬فكيف ال صلة علميك؟‬
‫إ ّ‬
‫ع ْبدِدَ كَ َورَ سُوِلكَ وأ ْهلِ بَ م ْيتِ ِه كمَا صَلّميْتَ عَل مى‬
‫ح ّمدٍ َ‬
‫فقال‪ :‬قولوا‪« :‬الّلهُ مّ صَلّ عَل مى مَ م َ‬
‫حمِيدٌ مَمجِيدٌ»‪.‬‬
‫إبْراهِيممَ إ ّنكَ َ‬
‫‪ 21843‬م حدثنمي يعقوب الدورقمي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علمية‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أيوب‪ ,‬عن ممحمد‬
‫بمن سميرين‪ ,‬عن عبمد الرحممن بمن بشمر بمن مسمعود النصماري‪ ,‬قال‪ :‬لممما نزلت‪ :‬إنّم اللّهَم‬
‫ن آ َمنُوا صَلّوا عَلَميْهِ وَسَلّممُوا تَسْلِميمما قالوا‪ :‬يا‬
‫َومَل ِئ َكتَ ُه يُصَلّونَ عَلمى ال ّنبِميّ يا أيّها اّلذِي َ‬
‫رسول ال هذا السلم قد عرفناه‪ ,‬فكيف الصلة‪ ,‬وقد غفر ال لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟‬
‫ل إبْراهِيمممَ‪ ,‬الّلهُمّم بممارِكْ‬
‫مّميْتَ عَلممى آ ِ‬
‫ح ّمدٍ كمَا صَل‬
‫قال‪« :‬قولوا‪ :‬الّلهُمّم صَملّ عَلممى مُمم َ‬
‫حمّ ٍد كمَا بما َركْتَ علمى آلِ إبْراهِيممَ»‪.‬‬
‫عَلمى مُم َ‬
‫ن اللّ هَ َومَل ِئ َكتَ هُ‬
‫‪ 21844‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إ ّ‬
‫يُ صَلّونَ عَلمى ال ّنبِميّ يا أيّها اّلذِي نَ آ َمنُوا صَلّوا عَلَميْهِ وَ سَلّممُوا تَ سْلِميمما قال‪ :‬لمما نزلت‬
‫هذه الَية قالوا‪ :‬يا رسول ال قد علممنا السلم علميك‪ ,‬فكيف الصلة علميك؟ قال‪« :‬قولوا‪:‬‬
‫ح ّمدٍ‪ ,‬كمَا صَلّميْتَ عَل مى إ ْبرَاهِي ممَ‪ ,‬وَب مارِكْ عَل مى مُ محَ ّمدٍ كمَا‬
‫الّلهُ مّ صَلّ عل مى مُ م َ‬
‫«اللهمم اجعمل صملواتك وبركاتمك علممى آل‬
‫ّ‬ ‫بممارَكْتَ عَلممى إبْرَاهِيمممَ» وقال الممحسن‪:‬‬
‫ممحمد‪ ,‬كما جعلتها علمى إبراهيمم إنك حميد ممجيد»‪.‬‬

‫‪58- 57‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫خرَةِ‬
‫لِ‬‫ن اللّ هَ َورَ سُوَلهُ َل َع َنهُ مُ اللّ ُه فِي ال ّد ْنيَا وَا َ‬
‫ن اّلذِي نَ ُي ْؤذُو َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬إِ ّ‬
‫ح َتمَلُو ْا ُب ْهتَانا‬
‫ن ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ وَا ْلمُ ْؤ ِمنَاتِ ِب َغيْ ِر مَا ا ْكتَسَبُو ْا فَ َقدِ ا ْ‬
‫ن يُ ْؤذُو َ‬
‫عذَابا ّمهِينا * وَاّلذِي َ‬
‫عدّ َلهُمْ َ‬
‫وََأ َ‬
‫وَِإثْما ّمبِينا }‪.‬‬
‫ن اّلذِي نَ يُ ْؤذُو نَ الّل َه إ نّ الذين يؤذون ربهم بممعصيتهم إياه‪,‬‬
‫يعنمي بقوله تعالمى ذكره‪ :‬إ ّ‬
‫وركوبهمم مما حرّم علمميهم‪ .‬وقمد قمميمل‪ :‬إنمه عنمى بذلك أصمحاب التصماوير‪ ,‬وذلك أنهمم‬
‫يرومون تكوين خملق مثل خملق ال‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21845‬م حدثن مي م محمد بن سعد القر شي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يح يى بن سعيد‪ ,‬عن سلممة بن‬
‫المحجاج‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬قال‪ :‬الذين يؤذون ال ورسوله هم أصحاب التصاوير‪.‬‬
‫ن اّلذِي نَ‬
‫‪ 21846‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬إ ّ‬
‫عذَابما ُمهِينا قال‪ :‬يا سبحان‬
‫ع ّد َلهُ مْ َ‬
‫خرَةِ وأ َ‬
‫لِ‬‫يُ ْؤذُو نَ الّل هَ َورَ سُولَ ُه َل َع َنهُ مُ الّل ُه فِمي ال ّدنْميا وا َ‬
‫ال ما زال أناس من جهلة بنمي آدم حتمى تعاطوا أذى ربهم وأما أذاهم رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فهو طعنهم علميه فمي نكاحه صفمية بنت حيميّ فميمما ذكر‪.‬‬
‫‪ 21847‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫ن اللّهَ َورَسُولَ ُه َل َع َنهُمُ الّل ُه فِمي ال ّدنْميا‬
‫ن يُ ْؤذُو َ‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬فمي قوله‪ :‬إنّ اّلذِي َ‬
‫عذَابما ُمهِينا قال‪ :‬نزلت فمي الذين طعنوا علمى النبميّ صلى ال عليه‬
‫ع ّد َلهُ مْ َ‬
‫خرَةِ وأ َ‬
‫لِ‬‫وا َ‬
‫وسلم حين اتمخذ صفمية بنت حيميّ بن أخطب‪.‬‬
‫لخِرَ ِة يقول تعال مى ذكره‪ :‬أبعد هم ال من رحم ته ف مي‬
‫وقوله‪ :‬وََل َع َنهُ مُ الّل هُ ف مي ال ّدنْ ميا وا َ‬
‫الدنميا والَخرة وأعدّ لهم فمي الَخرة عذابما يهينهم فميه بمالمخملود فميه‪.‬‬
‫ن إل مى يق مفون‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَاّلذِي نَ ُي ْؤذُو نَ ال ممُ ْؤ ِمنِمينَ كان م مجاهد يو جه مع نى قوله يُ ْؤذُو َ‬
‫ذكر الرواية بذلك عنه‪:‬‬
‫‪ 21848‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ن قال‪ :‬يقمفون‪.‬‬
‫ممجاهد وَاّلذِينَ ُي ْؤذُو َ‬
‫فمعنى الكلم علمى ما قال ممجاهد‪ :‬والذين يقمفون الممؤمنمين والممؤمنات‪ ,‬ويعيبونهم‬
‫سبُوا يقول‪ :‬بغير ما عملوا‪ ,‬كما‪:‬‬
‫طلبما لشينهم ب َغيْرِ ما ا ْكتَ َ‬
‫‪ 21849‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫سبُوا قال عملوا‪.‬‬
‫ممجاهد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬ب َغ ْيرِ ما ا ْك َت َ‬
‫‪ 21850‬م حدثنا نصر بن علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عثام بن علميّ‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن ممجاهد‪,‬‬
‫حتَ ممَلُوا‬
‫ن ال ممُ ْؤ ِمنِمينَ وَال ممُ ْؤمِناتِ ِب َغيْ ِر ما ا ْكتَ سَبُوا فَ َقدِ ا ْ‬
‫ن يُ ْؤذُو َ‬
‫قال‪ :‬قرأ ا بن ع مر‪ :‬وَاّلذِي َ‬
‫ُبهْتانا وإثْما ُمبِمينا قال‪ :‬فكيف إذا أوذي بمالممعروف‪ ,‬فذلك يضاعف له العذاب‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عثام بن علميّ‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن ثور‪ ,‬عن ابن عمر وَاّلذِي نَ‬
‫َسمبُوا قال‪ :‬كيمف بممالذي يأتممي إلمميهم‬
‫يُؤْذون المممُ ْؤ ِمنِمينَ وَالمممُ ْؤمِناتِ ِب َغ ْيرِ مما ا ْكت َ‬
‫الممعروف‪.‬‬
‫ْذونم‬
‫ِينم يُؤ َ‬
‫‪21851‬مم حدثنما بشمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما يزيمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما سمعيد‪ ,‬عمن قتادة وَاّلذ َ‬
‫حتَمممَلُوا ُبهْتانما وإثْمما مُبمميِنا فإياكمم وأذى‬
‫ت ِب َغيْرِ مما ا ْكتَسَمبُوا فَ َقدِ ا ْ‬
‫المممُ ْؤ ِمنِمينَ وَالمممُ ْؤمِنا ِ‬
‫الممؤمن‪ ,‬فإن ال يحوطه‪ ,‬ويغضب له‪.‬‬
‫حتَممَلُوا ُبهْتانا وإثْما ُمبِمينا يقول‪ :‬فقد احتمملوا زورا وكذبما وفرية شنميعة‬
‫وقوله‪ :‬فَ َقدِ ا ْ‬
‫وبهتان‪ :‬أفحش الكذب وإثْما ُمبِمينا يقول‪ :‬وإثما يبمينُ لسامعه أنه إثم وزور‪.‬‬

‫‪59‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪َ { :‬يَأيّهَا ال ّنبِ يّ قُل لزْوَاجِ كَ َو َبنَاتِ كَ َونِ سَآ ِء ا ْلمُ ْؤ ِمنِي نَ ُي ْدنِي نَ‬
‫ن اللّهُ غَفُورا ّرحِيما }‪.‬‬
‫ن ذَِلكَ َأ ْد َنىَ أَن ُيعْ َرفْنَ فَلَ ُي ْؤ َذيْنَ َوكَا َ‬
‫لبِي ِبهِ ّ‬
‫ن مِن جَ َ‬
‫عََل ْيهِ ّ‬
‫يقول تعال مى ذكره لنب ميه م محمد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬يا أي ها النب ميّ قل لزوا جك‬
‫وبناتك ونساء الممؤمنمين‪ ,‬ل يتشبهن بمالماء فمي لبماسهنّ إذا هن خرجن من بميوتهنّ‬
‫لممحاجتهنّ‪ ,‬فكشفمن شعورهن ّم ووجوههنمّ‪ ,‬ولكمن لمميدنمين علمميهنّ ممن جلبمميبهنّ‪ ,‬لئل‬
‫ن حرائر بأذى من قول‪.‬‬
‫ن فماسق‪ ,‬إذا علمم أنه ّ‬
‫يعرض له ّ‬
‫ن ال به‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬هو أن يغطين‬
‫ثم اختلف أهل التأويمل فمي صفة الدناء الذي أمره ّ‬
‫ن إل عينا واحدة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وجوههنّ ورؤوسهنّ‪ ,‬فل يبدين منه ّ‬
‫‪ 21852‬م حدثنمي علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن علميّ‪ ,‬عن ابن‬
‫ن ُي ْدنِمينَ عَلَم ْيهِنّ ِم نْ‬
‫ل لَزْوَاجِ كَ َوبَناتِ كَ َونِساءِ الممُ ْؤ ِمنِمي َ‬
‫عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬يا أيّها ال ّنبِميّ قُ ْ‬
‫ن فممي حاجمة أن يغطيمن‬
‫ن أممر ال نسماء المممؤمنمين إذا خرجمن ممن بمميوته ّ‬
‫جَلبِمميبِهِ ّ‬
‫وجوههنّ من فوق رؤوسهنّ بمالمجلبميب‪ ,‬ويبدين عينا واحدة‪.‬‬
‫‪ 21853‬م حدثنمي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علمية‪ ,‬عن ابن عون‪ ,‬عن ممحمد‪ ,‬عن عُبميدة‬
‫ن مِ نْ‬
‫ن ُي ْدنِ مينَ عَلَ م ْيهِ ّ‬
‫لزْوَاجِ كَ َوبَناتِ كَ َونِ سا ِء ال ممُ ْؤ ِمنِمي َ‬
‫ل َ‬
‫ف مي قوله‪ :‬يا أيّ ها ال ّنبِ ميّ قُ ْ‬
‫ن فلب سها عند نا ا بن عون‪ ,‬قال‪ :‬ولب سها عند نا م محمد‪ ,‬قال م محمد‪ :‬ولب سها عندي‬
‫جَلبِ ميبِهِ ّ‬
‫عبميدة قال ابن عون بردائه‪ ,‬فتقنّع به‪ ,‬فغطى أنفه وعينه الميسرى‪ ,‬وأخرج عينه الميممنى‪,‬‬
‫وأدنى رداءه من فوق حتمى جعله قريبما من حاجبه أو علمى المحاجب‪.‬‬
‫‪ 21854‬م حدثن مي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا هشي مم‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا هشام‪ ,‬عن ا بن سيرين‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ن ُي ْدنِممينَ عَلَممْيهِنّ مِن ْم‬
‫ل لَزْوَاجِكَم َوبَناتِك َم َونِسما ِء المممُ ْؤ ِمنِمي َ‬
‫سمألت عبمميدة‪ ,‬عمن قوله‪ :‬قُ ْ‬
‫جَلبِمي ِبهِنّ قال‪ :‬فقال بثوبه‪ ,‬فغطى رأسه ووجهه‪ ,‬وأبرز ثوبه عن إحدى عينميه‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل أمرن أن يشددن جلبميبهنّ علمى جبماههنّ‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21855‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫لزْوَاجِ كَ َوبَناتِ كَ َونِ ساءِ الممُ ْؤ ِمنِمينَ‬
‫ل َ‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬يا أيّها ال ّنبِميّ قُ ْ‬
‫ّهم غَفُورا َرحِيممما قال‪ :‬كانمت‬
‫وكانم الل ُ‬
‫َ‬ ‫ِنم جَلبِمميبِهِنّ‪ ....‬إلممى قوله‪:‬‬
‫ُي ْدنِممينَ عَلَممْيهِنّ م ْ‬
‫ن من جلبميبهنّ‬
‫المحرّة تلبس لبماس المة‪ ,‬فأمر ال نساء الممؤمنمين أن يدنمين علميه ّ‬
‫وإدناء المجلبماب‪ :‬أن تقنع وتشدّ علمى جبمينها‪.‬‬
‫‪ 21856‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬يا أيّها ال ّنبِميّ قُلْ‬
‫ن أخذ ال علميهنّ إذا خرجن أن يقنعن علمى المحواجب‬
‫لزْوَاجِكَ َوبَناتِكَ َونِساءِ الممُ ْؤ ِمنِمي َ‬
‫َ‬
‫ن ُيعْ َرفْ نَ فَل ُي ْؤ َذيْ نَ وقد كانت المممملوكة إذا مرّت تناولوها بماليذاء‪ ,‬فنهى ال‬
‫ذل كَ أ ْدنَى أ ْ‬
‫المحرائر أن يتشبهن بمالماء‪.‬‬
‫‪ 21857‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ن مِ نْ جَلبِمي ِبهِنّ يتمجلببن فميُعلمم أنه نّ حوائر فل يعرض‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪ُ :‬ي ْدنِمينَ عَلَم ْيهِ ّ‬
‫ن فماسق بأذى من قول ول ريبة‪.‬‬
‫له ّ‬
‫‪21858‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حكام‪ ,‬عن عنبسة‪ ,‬عمن حدثه‪ ,‬عن أبمي صالمح‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قدم النب ميّ صلى ال عل يه و سلم ال ممدينة عل مى غ ير منزل‪ ,‬فكان ن ساء النب ميّ صلى ال‬
‫ن إذا كان اللميمل خرجن يقضين حوائجه نّ‪ ,‬وكان رجال يجلسون علمى‬
‫عليه وسلم وغيره ّ‬
‫لزْوَاجِ كَ َوبَناتِ كَ َونِ ساءِ ال ممُ ْؤ ِمنِمينَ ُي ْدنِ مينَ‬
‫الطر يق للغزل‪ ,‬فأنزل ال‪ :‬يا أيّ ها ال ّنبِ ميّ قُلْ َ‬
‫عَلَم ْيهِنّ ِمنْ جَلبِمي ِبهِنّ يقنعن بمالمجلبماب حتمى تعرف المة من المحرّة‪.‬‬
‫ن جلبميبهنّ إذا أدنمينها‬
‫ن فَل يُ ْؤ َذيْ نَ يقول تعالمى ذكره‪ :‬إدناؤه ّ‬
‫ن ُي ْعرَفْ َ‬
‫وقوله‪ :‬ذل كَ أ ْدنَى أ ْ‬
‫ن ل سن ب ماماء‪ ,‬ف ميتنكّبوا‬
‫ن أقرب وأحرى أن يعر فن م ممن مررن به‪ ,‬ويعل مموا أنه ّ‬
‫عل ميه ّ‬
‫غفُورا لممما سملف منهنّم ممن تركهنّم‬
‫عمن أذاهنّم بقول مكروه‪ ,‬أو تعرّض بريبمة وكانَم اللّهُم َ‬
‫ن ب مادناء ال مجلبميب‬
‫ن َرحِي مما به نّ أن يعاقبه نّ ب عد توبته ّ‬
‫إدناءه نّ ال مجلبميب عل ميه ّ‬
‫علميهنّ‪.‬‬

‫‪61- 60‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن فِي قُلُو ِبهِ مْ ّمرَ ضٌ وَا ْلمُ ْرجِفُو نَ‬
‫ن وَاّلذِي َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪ّ{ :‬لئِن لّ ْم يَنتَ ِه ا ْل ُمنَافِقُو َ‬
‫خذُواْ َوقُتّلُواْ‬
‫ن َأ ْينَمَا ثُقِ ُفوَاْ ُأ ِ‬
‫ل قَلِيلً * مّ ْلعُونِي َ‬
‫ل ُيجَا ِورُونَ كَ فِيهَآ ِإ ّ‬
‫فِي ا ْل َمدِينَةِ َل ُن ْغ ِر َينّ كَ ِبهِ ْم ثُ مّ َ‬
‫تَ ْقتِيلً }‪.‬‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬لئن لمم ينته أهل النفماق‪ ,‬الذين يستسرّون الكفر‪ ,‬ويظهرون اليممان‬
‫وَاّلذِي نَ فِ مي قُلُو ِبهِ مْ َمرَ ضٌ يعن مي‪ :‬ري بة من شهوة الز نا وح بّ الفجور‪ .‬وبن محو الذي قل نا‬
‫فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪21859‬م حدثنمي ممحمد بن عمرو بن علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عبد الصمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مالك‬
‫ن فِمي قُلُو ِبهِ مْ َمرَ ضٌ قال‪:‬‬
‫ن لَممْ َينْت هِ الممُنافِقُونَ وَاّلذِي َ‬
‫بن دينار‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬فمي قوله‪َ :‬لئِ ْ‬
‫هم الزناة‪.‬‬
‫‪21860‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد العلمى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَاّلذِينَ فِمي‬
‫قُلُو ِب ِهمْ َمرَضٌ قال‪ :‬شهوة الزنا‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا عبد الرحمن بن مهدي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح التممار‪ ,‬قال‪ :‬سمعت عكرِمة فمي‬
‫ض قال‪ :‬شهوة الزنا‪.‬‬
‫قوله‪ :‬فِمي قُلُو ِبهِمْ َمرَ ٌ‬
‫‪ 21861‬م حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا حكام‪ ,‬عن عنب سة ع من حد ثه‪ ,‬عن أب مي صالمح‬
‫ن فِمي قُلُو ِب ِهمْ َمرَضٌ قال‪ :‬الزناة‪.‬‬
‫وَاّلذِي َ‬
‫ن لَممْ َي ْنتَهِ‬
‫‪21862‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪َ :‬لئِ ْ‬
‫الممُنافِقُونَ وَاّلذِي نَ فِمي قُلُو ِبهِ ْم مَرَ ضٌ‪ ....‬الَية‪ ,‬قال‪ :‬هؤلء صنف من الممنافقمين وَاّلذِي نَ‬
‫ض أ صحاب الز نا‪ ,‬قال‪ :‬أ هل الز نا من أ هل النف ماق الذ ين يطلبون الن ساء‬
‫فِ مي قُلُو ِبهِ مْ َمرَ ٌ‬
‫َضم قال‪:‬‬
‫ِهم َمر ٌ‬
‫طمَعَ اّلذِي فِممي قَ ْلب ِ‬
‫ل فَمميَ ْ‬
‫ن بممالقَوْ ِ‬
‫ضعْ َ‬
‫فمميبتغون الزنما‪ .‬وقرأ‪ :‬فَل تَممخْ َ‬
‫والممنافقون أصناف عشرة فمي براءة‪ ,‬قال‪ :‬فمالذين فمي قلوبهم مرض صنف منهم مرض‬
‫من أمر النساء‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَالمممُ ْرجِفُونَ فِممي المم َمدِينَ ِة يقول‪ :‬وأهمل الرجاف فممي المممدينة بممالكذب‬
‫والبماطل‪.‬‬
‫وكان إرجافهم فميمما ذُكر كالذي‪:‬‬
‫ن لَ ممْ َي ْنتَ هِ‬
‫‪ 21863‬م حدثن مي ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬لئِ ْ‬
‫ن فِ مي ال م َمدِينَةِ‪ ....‬الَ ية‪ ,‬الرجاف‪:‬‬
‫ال ممُنافِقُونَ وَاّلذِي نَ فِ مي قُلُو ِبهِ ْم مَرَ ضٌ وَال م ُم ْرجِفُو َ‬
‫ما أن‬
‫مر لنم‬
‫مم عدد وعدّة‪ .‬وذكم‬
‫ماق‪ ,‬وكانوا يقولون‪ :‬أتاكم‬
‫مل النفمم‬
‫مه أهم‬
‫الكذب الذي كان نافقم‬
‫ال ممنافقمين أرادوا أن يظهروا ما ف مي قلوب هم من النف ماق‪ ,‬فأوعد هم ال بهذه الَ ية‪ ,‬قوله‪:‬‬
‫ن فِ مي قُلُو ِبهِ مْ َمرَ ضٌ‪ ....‬الَ ية فل مما أوعد هم ال بهذه الَ ية‬
‫ن لَ ممْ َي ْنتَ ِه ال ممُنافِقُونَ وَاّلذِي َ‬
‫َلئِ ْ‬
‫كتمموا ذلك وأسرّوه‪.‬‬
‫‪21864‬مم حدثنممي يونمس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنما ابمن وهمب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابمن زيمد‪ ,‬فممي قوله‬
‫ن فِمي الم َمدِينَةِ هم أهل النفماق أيضا الذين يرجفون برسول ال صلى ال عليه‬
‫وَالم ُم ْرجِفُو َ‬
‫وسلم وبمالممؤمنمين‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬ل ُن ْغرِ َينّ كَ ِبهِ مْ يقول‪ :‬لنسلطنك علميهم ولنمحرّشنك بهم‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك‬
‫قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21865‬م حدثنمي علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن علميّ‪ ,‬عن ابن‬
‫عبماس‪ ,‬قوله‪َ :‬ل ُن ْغ ِر َي ّنكَ ِب ِهمْ يقول‪ :‬لنسلطنك علميهم‪.‬‬
‫ّكم ِبهِممْ‪ :‬أي‬
‫‪21866‬مم حدثنما بشمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما يزيمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما سمعيد‪ ,‬عمن قتادة َل ُن ْغ ِريَن َ‬
‫لنمحملنك علميهم لنمحرشنك بهم‪.‬‬
‫قوله‪ :‬ثُ مّ ل يُجاوِرون كَ فِ ميها إلّ قَلِ ميلً يقول‪ :‬ثم لننف مينهم عن مدين تك فل ي سكنون م عك‬
‫فميها إل قلميلً من الممدة والجل‪ ,‬حتمى تنفميهم عنها‪ ,‬فنمخرجهم منها‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪21867‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة ثُ ّم ل يُجاوِرونَكَ فِميها إلّ‬
‫قَلِميلً أي بمالممدينة‪.‬‬
‫ن إ ْينَممما ثُقِممفُوا أخذوا َوقُتّلُوا تَ ْقتِمميلً يقول تعالممى ذكره‪ :‬مطروديمن‬
‫وقوله‪ :‬مَ ْلعُونِممي َ‬
‫منف ميمين أين مما ثق مفوا يقول‪ :‬حيث ما لقوا من الرض أخذوا وقتلوا لكفر هم ب مال تقت ميلً‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪21868‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة مَ ْلعُونِمينَ علمى كلّ حال‬
‫أ ْينَمما ثُقِمفُوا أخذوا َوقُتّلُوا تَ ْقتِميلً إذا هم أظهروا النفماق‪.‬‬
‫ونصمب قوله‪ :‬مَ ْلعُونِممينَ علممى الشتممم‪ ,‬وقمد يجوز أن يكون القلمميمل ممن صمفة‬
‫الممملعونمين‪ ,‬فمميكون قوله ملعونممين مردودا علممى القلمميمل‪ ,‬فمميكون معناه‪ :‬ثمم ل‬
‫يجاورونك فميها إل أقلء ملعونمين يقتلون حيث أصيبوا‪.‬‬

‫‪62‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ّهم‬
‫ِسمنّ ِة الل ِ‬
‫جدَ ل ُ‬
‫ِينم خَلَوْ ْا مِن َقبْلُ وَلَن َت ِ‬
‫ّهم فِي اّلذ َ‬
‫{سمنّةَ الل ِ‬
‫القول فممي تأويممل قوله تعالممى‪ُ :‬‬
‫َت ْبدِيلً }‪.‬‬
‫ن خَ ملَوْا مِ نْ َقبْلُ هؤلء ال ممنافقمين الذ ين ف مي‬
‫سنّةَ الّل ِه فِ مي اّلذِي َ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ُ :‬‬
‫ضرَبمماء هؤلء المممنافقمين‪ ,‬إذا همم أظهروا‬
‫مدينمة رسمول ال صملى ال عليمه وسملم معمه ُ‬
‫نف ماقهم أن يُ َقتَّلهُ مْ تَقْت ميلً‪ ,‬وي ملعنهم لع نا كث ميرا‪ .‬وبن محو الذي قول نا ف مي ذلك قال أ هل‬
‫التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫سنّ َة اللّ ِه فِمي اّلذِينَ‬
‫‪21869‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ُ :‬‬
‫خَملَوْا ِمنْ َقبْلُ‪ ...‬الَية‪ ,‬يقول‪ :‬هكذا سنة ال فميهم إذا أظهروا النفماق‪.‬‬
‫سنّ ِة الّل ِه َت ْبدِيلً يقول تعالمى ذكره لنبميه ممحمد صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫جدَ لِ ُ‬
‫ن تَم ِ‬
‫وقوله‪ :‬وََل ْ‬
‫ولن تمجد يا ممحمد لسنة ال التمي سنها فمي خملقه تغيميرا‪ ,‬فأيقن أنه غير مغير فمي‬
‫هؤلء الممنافقمين سنته‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن ال سّاعَ ِة قُلْ ِإنّمَا عِ ْلمُهَا عِندَ الّل هِ وَمَا‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬يَ سْأَُلكَ النّا سُ عَ ِ‬
‫ن قَرِيبا }‪.‬‬
‫ل السّاعَ َة َتكُو ُ‬
‫ُيدْرِيكَ َلعَ ّ‬
‫ن ال سّاعَ ِة متمى هي قائمة؟ قلْ لهم‪ :‬إنمما‬
‫س يا ممحمد عَ ِ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬يَ سْألُكَ النّا ُ‬
‫ل ال سّاعَ َة َتكُو نُ َقرِيب ما‬
‫عل مم ال ساعة ع ْن َد اللّ ِه ل يعل مم و قت ق ميامها غيره وَ ما ُي ْدرِي كَ َلعَ ّ‬
‫يقول‪ :‬و ما أشعرك يا م محمد لعلّ ق ميام ال ساعة يكون م نك قريب ما‪ ,‬قد قرب و قت ق ميامها‪,‬‬
‫ودنا حين ممجيئها‪.‬‬
‫‪65- 64‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ن فِيهَآ َأبَدا‬
‫سعِيرا * خَاِلدِي َ‬
‫عدّ َلهُ مْ َ‬
‫ن ا ْلكَا ِفرِي نَ وََأ َ‬
‫ن اللّ هَ َلعَ َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪ِ{ :‬إ ّ‬
‫ل َنصِيرا }‪.‬‬
‫ن وَِليّا َو َ‬
‫جدُو َ‬
‫لّ َي ِ‬
‫سعِيرا‬
‫عدّ َلهُ مْ َ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬إن ال أبعد الكافرين به من كل خير‪ ,‬وأقصاهم عنه وأ َ‬
‫ِينم فِمميها أبَدا يقول‪:‬‬
‫يقول‪ :‬وأع ّد لَهمم فممي الَخرة نارا تتقمد وتتسمعر لمميصلميهموها خاِلد َ‬
‫جدُونَ وَلِميّا يتولهم‪ ,‬فميستنقذهم من السعير‬
‫ماكثمين فمي السعير أبدا‪ ,‬إلمى غير نهاية ل َي ِ‬
‫التمي أصلهموها ال وَل َنصِيرا ينصرهم‪ ,‬فمينمجيهم من عقاب ال إياهم‪.‬‬

‫‪66‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫طعْنَا‬
‫ط ْعنَا الّلهَ وََأ َ‬
‫ن يََل ْيتَنَآ َأ َ‬
‫ب ُوجُو ُههُمْ فِي النّا ِر يَقُولُو َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬يَوْمَ تُقَلّ ُ‬
‫الرّسُولَ }‪.‬‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬ل يجمد هؤلء الكافرون ولمميا ول نصميرا فممي يوم تقلب وجوههمم‬
‫طعْنَا الّل َه ف مي الدن ميا‬
‫ن وتلك حال هم ف مي النار‪ :‬يَا لَ م ْي َتنَا أ َ‬
‫ل ب عد حال يَقُولُو َ‬
‫ف مي النار حا ً‬
‫وأطعنا رسوله‪ ,‬فميمما جاءنا به عنه من أمره ونهيه‪ ,‬فكنا مع أهل المجنة فمي المجنة‪ ,‬يا‬
‫لها حسرة وندامةً‪ ,‬ما أعظمها وأجلها‪.‬‬

‫‪68- 67‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫سبِيلْ *‬
‫طعْنَا سَا َد َتنَا َو ُك َبرَآءَنَا َفأَضَلّونَا ال ّ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪َ { :‬وقَالُو ْا رَبّنَآ إِنّآ َأ َ‬
‫ن ا ْل َعذَابِ وَا ْل َع ْنهُمْ َلعْنا َكبِيرا }‪.‬‬
‫ن مِ َ‬
‫ضعْ َفيْ ِ‬
‫َربّنَآ آ ِت ِهمْ ِ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬وقال الكافرون يوم القميامة فمي جهنمم‪ :‬ربنا إنا أطعنا أئمتنا فمي‬
‫السمبِميملَ يقول‪ :‬فأزالونما عمن مممحجة الممحقّ‪,‬‬
‫الضللة وكبراءنما فممي الشرك فََأضَلّونما ّ‬
‫وطر يق الهدى‪ ,‬والي ممان بك‪ ,‬والقرار بوحدان ميتك‪ ,‬وإخلص طاع تك ف مي الدن ميا َربّ نا‬
‫ن ال َعذَا بِ يقول‪ :‬عذّب هم من العذاب ِمثْلَ مى عذاب نا الذي تعذّب نا وَا ْل َع ْنهُ مْ َلعْ نا‬
‫ن مِ َ‬
‫ضعْفَ ميْ ِ‬
‫آ ِتهِ مْ ِ‬
‫كَب ميرا يقول‪ :‬واخز هم خز يا كب ميرا‪ .‬وبن محو الذي قل نا ف مي ذلك قال أ هل التأوي مل‪ .‬ذ كر‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫طعْ نا‬
‫‪ 21870‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬ربّ نا إنّا أ َ‬
‫سا َدتَنا و ُكبَراءنَا أي رؤوسنا فمي الشرّ والشرك‪.‬‬
‫طعْ نا‬
‫‪ 21871‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬إنّا أ َ‬
‫سا َدتَنا و ُك َبرَاءَنا قال‪ :‬هم رؤوس الممم الذين أضلوهم‪ ,‬قال‪ :‬سادتنا وكبراءنا واحد‪.‬‬
‫وقرأت عاممة قرّاء المصمار‪ :‬سمادَتَنا‪ .‬ورُوي عمن الممحسن البصمري‪« :‬سمادَاتِنا» علممى‬
‫المجماع‪ ,‬والتوحيد فمي ذلك هي القراءة عندنا‪ ,‬لجماع المحجة من القرّاء علميه‪.‬‬
‫واختلفوا فمي قراءة قوله‪َ :‬لعْنا َكبِميرا فقرأت ذلك عامة قرّاء المصار بمالثاء‪َ « :‬كثِميرا»‬
‫من الكثرة‪ ,‬سوى عاصم‪ ,‬فإنه قرأه َلعْنا َكبِميرا من الكبر‪ .‬والقراءة فمي ذلك عندنا بمالثاء‬
‫لجماع المحجة من القراء علميها‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫سىَ فَبرّأَ ُه اللّ هُ‬
‫ن آذَوْ ْا مُو َ‬
‫ل َتكُونُو ْا كَاّلذِي َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪َ { :‬يَأيّهَا اّلذِي نَ آ َمنُواْ َ‬
‫ِممّا قَالُواْ َوكَانَ عِندَ اللّ ِه َوجِيها }‪.‬‬
‫يقول تعال مى ذكره ل صحاب نب ميّ ال صلى ال عل يه و سلم‪ :‬يا أي ها الذ ين آمنوا ب مال‬
‫ورسوله ل تؤذوا رسول ال بقول يكرهه منكم‪ ,‬ول بفعل ل يحبه منكم‪ ,‬ول تكونوا أمثال الذين‬
‫ي ال‪ ,‬فرموه بع يب كذب ما وب ماطلً فَبرّأ ُه الّل هُ مِ ممّا قالُوا ف ميه من الكذب‬
‫آذوا مو سى نب م ّ‬
‫ع ْندَ الّل هِ َوجِيها يقول‪ :‬وكان موسى عند‬
‫والزور بمما أظهر من البرهان علمى كذبهم وكا نَ ِ‬
‫ال مشفعا فميمما يسأل‪ ,‬ذا وجه ومنزلة عنده بطاعته إياه‪.‬‬
‫ثمم اختلف أهمل التأويممل فممي الذى الذي أوذي بمه موسمى الذي ذكره ال فممي هذا‬
‫ال مموضع‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬رموه بأ نه آدَر‪ .‬ورَوَي بذلك عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫خبرا‪ .‬ذكر الرواية التمي رويت عنه‪ ,‬ومن قال ذلك‪:‬‬
‫‪21872‬م حدثنمي أبو السائب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن الممنهال‪ ,‬عن سعيد‬
‫ل َتكُونُوا كاّلذِينَم آذَوْا‬
‫بمن جبممير‪ ,‬وعبمد ال بن الممحارث‪ ,‬عمن ابمن عبمماس‪ ,‬فممي قوله‪َ :‬‬
‫مُوسمَى قال‪ :‬قال له قوممه‪ :‬إنمك آدر‪ ,‬قال‪ :‬فخرج ذات يوم يغتسمل‪ ,‬فوضمع ثمميابه علممى‬
‫صمخرة‪ ,‬فخرجمت الصمخرة تشت ّد بثمميابه‪ ,‬وخرج يتبعهما عريانما حتممى انتهمت بمه إلممى‬
‫ممجالس بنمي إسرائيمل‪ ,‬قال‪ :‬فرأوه لميس بآدر‪ ,‬قال‪ :‬فذلك قوله‪ :‬فَبرّأهُ الّلهُ مِممّا قالُوا‪.‬‬
‫‪ 21873‬م حدثن مي يح يى بن داود الوا سطي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا إ سحاق بن يو سف الزرق‪ ,‬عن‬
‫سفميان‪ ,‬عن جابر‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن أب مي هريرة‪ ,‬عن النب ميّ صلى ال عل يه و سلم‪« :‬لَ‬
‫ِينم آذَوْا مُوسمَى قال‪ :‬قالُوا‪ُ :‬هوَ آ َدرُ‪ ,‬قال‪ :‬فذهمب موسمى يغتسمل‪ ,‬فوضمع ثمميابه‬
‫َتكُونُوا كاّلذ َ‬
‫علممى حجمر‪ ,‬فمرّ الممحجر بثمميابه‪ ,‬فتبمع موسمى قممفماه‪ ,‬فقال‪ :‬ثمميابمي حجمر‪ ,‬فمرّ‬
‫ع ْندَ الّلهِ َوجِيها‪.‬‬
‫بمممجلس بنمي إسرائيمل‪ ,‬فرأوه‪ ,‬فبرأه ال ممما قالوا» وكانَ ِ‬
‫‪ 21874‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫ن آذَوْا مُو سَى‪ ...‬إلمى َوجِيها‬
‫ن آ َمنُوا لَ َتكُونُوا كاّلذِي َ‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬يا أيّها اّلذِي َ‬
‫قال‪ :‬كان أذا هم مو سى أن هم قالوا‪ :‬وال ما ي ممنع مو سى أن ي ضع ث ميابه عند نا إل أ نه آدر‪,‬‬
‫فآذى ذلك مو سى فب مينمما هو ذات يوم يغت سل وثو به عل مى صخرة فل مما ق ضى مو سى‬
‫غسله وذهب إلمى ثوبه لميأخذه‪ ,‬انطلقت الصخرة تسعى بثوبه‪ ,‬وانطلق يسعى فمي أثر ها‬
‫حتمى مرّت علمى ممجلس بنمي إسرائيمل وهو يطلبها فلمما رأوا موسى صلى ال عليه‬
‫وسلم متمجرّدا ل ثوب علميه قالوا‪ :‬ول ما نرى بمموسى بأسا‪ ,‬وإنه لبريء ممما كنا نقول‬
‫ع ْندَ اللّهِ َوجِيها‪.‬‬
‫له‪ ,‬فقال ال‪ :‬فَبرّأ ُه اللّ ُه مِممّا قالُوا وكانَ ِ‬
‫‪21875‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬يا أيّها اّلذِي نَ‬
‫ل شديد المممحافظة علمى‬
‫آ َمنُوا لَ َتكُونُوا كاّلذِي نَ آ َذوْا مُو سَى‪ ...‬الَية‪ ,‬قال‪ :‬كان موسى رج ً‬
‫فرجه وثميابه‪ ,‬قال‪ :‬فكانوا يقولون‪ :‬ما يحمله علمى ذلك إل عيب فمي فرجه يكره أن ُيرَى‬
‫فقام يوما يغتسل فمي الصحراء‪ ,‬فوضع ثميابه علمى صخرة‪ ,‬فماشتدّت بثميابه‪ ,‬قال‪ :‬وجاء‬
‫يطلب ها عريا نا‪ ,‬حت مى اطلع عل ميهم عريا نا‪ ,‬فرأوه بريئا م مما قالوا‪ ,‬وكان ع ند ال وجي ها‪.‬‬
‫قال‪ :‬والوجيه فمي كلم العرب‪ :‬المممحبّ الممقبول‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل وصفوه بأنه أبرص‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪21876‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬عن جعفر‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬قال‪ :‬قال بنو إسرائيمل‪:‬‬
‫إن موسى آدر وقالت طائفة‪ :‬هو أبرص من شدّة تستّره‪ ,‬وكان يأتمي كلّ يوم عينا‪ ,‬فميغتسل‬
‫وي ضع ث ميابه عل مى صخرة عند ها‪ ,‬فعدت ال صخرة بث ميابه حت مى انت هت إل مى م مجلس‬
‫بن مي إ سرائيمل‪ ,‬وجاء مو سى يطلب ها فل مما رأوه عريا نا ل ميس به ش يء م مما قالوا‪ ,‬ل بس‬
‫ثميابه ثم أقبل علمى الصخرة يضربها بعصاه‪ ,‬فأثرت العصا فمي الصخرة‪.‬‬
‫حدثنا ب حر بن حب ميب بن عرب مي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا روح بن عبمادة‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عوف‪ ,‬عن‬
‫ل َتكُونُوا كاّلذِينَم آ َذوْا مُوسمَى فَبرّأهُ اللّهُم مِمممّا‬
‫مممحمد‪ ,‬عمن أبممي هريرة فممي هذه الَيمة َ‬
‫ستّميرا‪ ,‬ل‬
‫حيِميّا ِ‬
‫ن َرجُلً َ‬
‫قالُوا‪ ...‬الَية‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إ نّ مُو سَى كا َ‬
‫سّترَ‬
‫ن بَنمي إ سْرَائِيملَ‪ ,‬وَقالُوا‪ :‬ما تَ َ‬
‫ستِمحْياءً ِم ْن هُ‪ ,‬فآذَا هُ َم نْ آذَا هُ مِ ْ‬
‫شيْءٌ ا ْ‬
‫ن جِلْد ِه َ‬
‫يَكا ُد يُرَى مِ ْ‬
‫ن ُيبَ ّرئَ هُ‬
‫ن اللّ َه أرَا َد أ ْ‬
‫ب فِمي جِ ْلدِ هِ‪ ,‬إمّا بر صٌ‪ ,‬وإمّا ُأ ْدرَةٌ‪ ,‬وإمّا آفَةٌ‪ ,‬وَإ ّ‬
‫عيْ ٍ‬
‫ستّ َر إلّ مِ نْ َ‬
‫َهذَا التّ َ‬
‫غتَ سَلَ فَلَممّا َفرَ غَ‬
‫جرٍ‪ ,‬ثُ مّ ا ْ‬
‫حَ‬‫حدَ هُ‪ ,‬فَ َوضَ عَ ثِميابَهُ عَلمى َ‬
‫مِممّا قالُوا‪ ,‬وَإ نّ مُو سَى خَل يَوْما َو ْ‬
‫خذَ مُو سَى عَ صا َوطَلَ بَ‬
‫عدَا بثَ ْو ِب هِ‪ ,‬فأ َ‬
‫حجَرَ َ‬
‫ن ال م َ‬
‫خذَهُ‪ ,‬وَإ ّ‬
‫مِ نْ غُ سْلِ ِه أ ْقبَلَ عَل مى ثَوْب هِ لِ مي ْأ ُ‬
‫ن بَن مي إ سْرائِيملَ‪ ,‬فَرأَ ْو هُ‬
‫حجَرُ‪ ,‬حت مى ا ْنتَهَى إل مى مِلٍ مِ ْ‬
‫جعَلَ يَقُولُ‪ :‬ثَ ْوبِ مي َ‬
‫حجَرَ‪َ ,‬و َ‬
‫ال م َ‬
‫جرَ قامَ‪ ,‬فأخَ َذ ثَ ْوبَهُ وََلبِسَهُ‪ ,‬فَطَ ِفقَ‬
‫حَ‬‫ن الم َ‬
‫س خَملْقا‪َ ,‬و َبرّأ ُه اللّهُ مِممّا قالُوا‪ ,‬وَإ ّ‬
‫ن النّا ِ‬
‫عرْيانا كأحْسَ ِ‬
‫ُ‬
‫ن أ َثرِ ضَ ْوبِ ِه ثَل ثا أ ْو أ ْربَ عا أوْ‬
‫حجَ ِر َل َندْب ما مِ ْ‬
‫ن فِ مي ال م َ‬
‫حجَ ِر ضَرْب ما بذل كَ‪ ,‬فوَاللّ ِه إ ّ‬
‫ب مالم َ‬
‫خمْسا»‪.‬‬
‫َ‬
‫‪21877‬مم حدثنما ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ا بن أبممي عد يّ‪ ,‬عن عوف‪ ,‬عن الممحسن‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حيِميّا سِتميرا» ثم ذكر‬
‫ن مُو سَى َرجُلً َ‬
‫بلغنمي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬كا َ‬
‫نمحوا منه‪.‬‬
‫‪21878‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬حدّث المحسن‪ ,‬عن‬
‫ل كانُوا َي ْغتَ سِلُونَ‬
‫سرَائِيم َ‬
‫ن َبنِ مي إ ْ‬
‫أب مي هريرة أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬إ ّ‬
‫طعَنُوا فِمي ِه بعَ ْورَةٍ‪ ,‬قال‪:‬‬
‫غتَ سَلَ‪َ ,‬ف َ‬
‫سّترُ إذَا ا ْ‬
‫ن َيتَ َ‬
‫حيِميّا‪ ,‬فكا َ‬
‫ن َنبِميّ اللّ هُ مُو سَى َ‬
‫عرَاةٌ‪ ,‬وكا َ‬
‫وَهُ مْ ُ‬
‫خرَةُ وَا ّت َبعَ ها‬
‫صْ‬‫ت ال ّ‬
‫صخْرَةٍ‪ ,‬ف مانْطَلَقَ ِ‬
‫َفبَ ميْنا َنبِ ميّ الّل ِه َي ْغتَ سلُ َيوْ ما‪ ,‬إذْ َوضَ عَ ثِ ميابَهُ عل مى َ‬
‫جرُ‪ ,‬حت مى ا ْن َتهَ تْ إل مى ملٍ مِ نْ‬
‫حَ‬‫جرُ‪ ,‬ثَ ْوبِ مي يا َ‬
‫حَ‬‫ضرْب ما ِبعَ صَاهُ‪ :‬ثَ ْوبِ مي يا َ‬
‫َنبِ ميّ الّل هِ َ‬
‫خذَ َنبِ ميّ الّل ُه ثِ ميابَهُ‪َ ,‬ف َنظَرُوا إل مى أحْ سَنِ النّا سِ‬
‫َبنِ مي إ سْرائِيملَ‪ ,‬أ ْو تَوَ سّط ُهمْ‪ ,‬فَقامَ تْ‪ ,‬فأ َ‬
‫عدَلِ ِه ُمرُوءَةً‪ ,‬فقالَ الممَلُ‪ :‬قاتَلَ الّل هُ أفّماكي َبنِمي إ سْرائِيملَ‪ ,‬فَكانَ تْ بَرا َءتَ ُه التمي‬
‫خَملْقا‪ ,‬وأ ْ‬
‫َبرّأَهُ الّلهُ ِمنْها»‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل كان أذاهم إياه ادّعاءهم علميه قتل هارون أخيه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21879‬م حدثنمي علميّ بن مسلمم الطوسي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبماد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان بن‬
‫حبميب‪ ,‬عن المحكم‪ ,‬عن سعيد بن جُبمير‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬عن علميّ بن أبمي طالب‪,‬‬
‫ِينم آ َذوْا مُوسمَى‪ ...‬الَيمة‪ ,‬قال‪ :‬صمعد موسمى‬
‫رضمي ال عنمه‪ ,‬فممي قول ال‪ :‬لَ َتكُونُوا كاّلذ َ‬
‫وهارون ال مجبل‪ ,‬فمات هارون‪ ,‬فقالت ب نو إ سرائيمل‪ :‬أ نت قتل ته‪ ,‬وكان أشدّ حب ما ل نا م نك‪,‬‬
‫وألممين لنما منمك‪ ,‬فآذوه بذلك‪ ,‬فأممر ال الممملئكة فحملتمه حتممى مرّوا بمه علممى بنممي‬
‫إسرائيمل‪ ,‬وتكلّممت المملئكة بمموته‪ ,‬حتمى عرف بنو إسرائيمل أنه قد مات‪ ,‬فبرأه ال‬
‫من ذلك فمانطلقوا به فدفنوه‪ ,‬فلمم يطلع علمى قبره أحد من خملق ال إل الرخم‪ ,‬فجعله ال‬
‫أصمّ أبكم‪.‬‬
‫وأولمى القوال فمي ذلك بمالصواب أن يقال‪ :‬إن بنمي إسرائيمل آذوا نبميّ ال ببعض‬
‫مما كان يكره أن يؤذي بمه‪ ,‬فمبرأه ال مممما آذوه بمه‪ .‬وجائز أن يكون ذلك كان قمميملهم إنمه‬
‫أبرص‪ ,‬وجائز أن يكون كان ادّعاءهم علميه قتل أخيه هارون‪ .‬وجائز أن يكون كلّ ذلك‪ ,‬لنه‬
‫ل ذلك أنهم قد آذوه به‪ ,‬ول قول فمي ذلك أولمى بمالمحقّ ممما قال ال إنهم آذوا‬
‫قد ذكر ك ّ‬
‫موسى‪ ,‬فبرأه ال ممما قالوا‪.‬‬

‫‪71- 70‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ح َلكُمْ‬
‫سدِيدا * يُصْلِ ْ‬
‫ن آ َمنُو ْا اتّقُو ْا الّلهَ َوقُولُو ْا قَ ْولً َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬يَأيّهَا اّلذِي َ‬
‫عظِيما }‪.‬‬
‫عمَاَل ُكمْ َو َيغْ ِفرْ َل ُك ْم ُذنُو َبكُمْ َومَن ُيطِعِ اللّهَ َو َرسُوَلهُ فَ َقدْ فَازَ فَوْزا َ‬
‫أَ ْ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬يا أي ها الذ ين صدّقوا ال ور سوله‪ ,‬اتقوا ال أن تع صوه‪ ,‬فت ستمحقوا‬
‫بذلك عقوبته‪.‬‬
‫سمدِيدا يقول‪ :‬قولوا فممي رسمول ال والمممؤمنمين قولً قاصمدا غيمر‬
‫ل َ‬‫وقوله‪ :‬وَقولوا قَ ْو ً‬
‫جائز‪ ,‬حقا غير بماطل‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪21880‬م حدثنمي المحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬عن ابن أبمي نمجيح‪,‬‬
‫سدِيدا يقول‪ :‬سدادا‪.‬‬
‫ل َ‬
‫عن ممجاهد َوقُولُوا قَ ْو ً‬
‫سدِيدا قال‪ :‬صدقا‪.‬‬
‫‪21881‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عنبسة‪ ,‬عن الكلبمي َوقُولُوا قَ ْولً َ‬
‫‪ 21882‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬اتّقُوا اللّ هَ َوقُولُوا‬
‫سدِيدا أي عدلً‪ ,‬قال قتادة‪ :‬يعنمي به فمي منطقه وفمي عمله كله‪ ,‬والسديد‪ :‬الصدق‪.‬‬
‫قَ ْولً َ‬
‫‪21883‬م حدثنمي سعد بن عبد ال بن عبد المحكم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حفص بن عمر‪ ,‬عن المحكم‬
‫سدِيدا قولوا‪ :‬ل إله إل ال‪.‬‬
‫ل َ‬
‫بن أبمان‪ ,‬عن عكرمة فمي قول ال‪َ :‬وقُولُوا قَ ْو ً‬
‫ح َلكُ مْ أعماَلكُ مْ يقول تعال مى ذكره لل ممؤمنمين‪ :‬اتقوا ال وقولوا ال سداد من‬
‫وقوله‪ :‬يُ صْلِم ْ‬
‫القول يوفق كم ل صالمح العمال‪ ,‬ف ميصلمح أعمال كم َو َيغْ ِفرْ َلكُ مْ ُذنُو َبكُ مْ يقول‪ :‬وي عف ل كم عن‬
‫ذنوبكم‪ ,‬فل يعاقبكم علميها َومَن ُيطِ عِ الّل هَ َورَ سُوَل ُه فميعمل بمما أمره به‪ ,‬وينتهي عما نهاه‪,‬‬
‫عظِيمما يقول‪ :‬فقد ظفر بمالكرامة العظمى من ال‪.‬‬
‫ويقل السديد فَ َقدْ فمازَ فَوْزا َ‬

‫‪72‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جبَالِ فَأ َبيْ نَ‬
‫سمَاوَاتِ وَالرْ ضِ وَا ْل ِ‬
‫ضنَا المَانَةَ عَلَى ال ّ‬
‫ع َر ْ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪ِ{ :‬إنّا َ‬
‫جهُولً }‪.‬‬
‫ن ظَلُوما َ‬
‫ل ْنسَانُ ِإّنهُ كَا َ‬
‫حمََلهَا ا ِ‬
‫ن ِم ْنهَا َو َ‬
‫حمِ ْلنَهَا وََأشْفَقْ َ‬
‫أَن َي ْ‬
‫اختلف أهل التأويمل فمي معنى ذلك‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬معناه‪ :‬إن ال عرض طاعته وفرائضه‬
‫علمى السموات والرض والمجبمال علمى أنها إن أحسنت أثميبت وجوزيت‪ ,‬وإن ضيعت‬
‫ن ظَلُو ما‬
‫عوق بت‪ ,‬فأ بت حمل ها شف قا من ها أن ل تقوم ب مالواجب عل ميها‪ ,‬وحمل ها آدم إّن ُه كا َ‬
‫جهُولً بممالذي فمميه الممحظّ له‪ .‬ذكمر ممن قال ذلك‪21884 :‬مم حدثنممي يعقوب بمن‬
‫لنفسمه َ‬
‫عرَضْنا‬
‫جبَمير‪ ,‬فمي قوله‪ :‬إنّا َ‬
‫إبراهيمم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هشيمم‪ ,‬عن أبمي بشر‪ ,‬عن سعيد بن ُ‬
‫ن ِمنْها قال‪ :‬المانة‪:‬‬
‫حمِلْنَها وأشْفَقْ َ‬
‫ن َي ْ‬
‫نأ ْ‬
‫سمَوَاتِ والرْ ضِ والمجِبمالِ َفَأبَميْ َ‬
‫المانَةَ علمى ال ّ‬
‫الفرائض التمي افترضها ال علمى العبماد‪.‬‬
‫‪21885‬م قال‪ :‬ثنا هشيمم‪ ,‬عن العوّام‪ ,‬عن الضحاك بن مزاحم‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬فمي قوله‪:‬‬
‫حمِلْنَ ها قال‪ :‬الما نة‪:‬‬
‫ن َي ْ‬
‫سمَوَاتِ والرْ ضِ وال مجِبمالِ َفَأبَ ميْنَ أ ْ‬
‫عرَضْ نا المانَةَ عل مى ال ّ‬
‫إنّا َ‬
‫الفرائض التمي افترضها ال علمى عبماده‪.‬‬
‫‪21886‬م قال‪ :‬ثنا هشيمم‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا العوّام بن حوشب وجويبر‪ ,‬كلهما عن الضحاك‪ ,‬عن‬
‫جهُولً قال‪ :‬المانة‪ :‬الفرائض‪ .‬قال‬
‫ع َرضْنا المانَةَ‪ ...‬إلمى قوله َ‬
‫ابن عبماس‪ ,‬فمي قوله إنّا َ‬
‫جويبر فمي حديثه‪ :‬فلمما عرضت علمى آدم‪ ,‬قال‪ :‬أي ر بّ وما المانة؟ قال‪ :‬قميمل‪ :‬إن‬
‫أدّيت ها جز يت‪ ,‬وإن ضيعت ها عوق بت‪ ,‬قال‪ :‬أي ر بّ حملت ها ب مما ف ميها‪ ,‬قال‪ :‬ف ما م كث ف مي‬
‫ال مجنة إل قدر ما ب مين الع صر إل مى غروب الش مس حت مى ع مل ب مالممعصية‪ ,‬فأُخرج‬
‫منها‪.‬‬
‫حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا م محمد بن جع فر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا شع بة‪ ,‬عن أب مي ب شر‪ ,‬عن‬
‫عرَضْنا الَمانَ َة قال‪ :‬عرضت علمى آدم‪,‬‬
‫سعيد‪ ,‬عن ابن عبماس أنه قال فمي هذه الَية إنّا َ‬
‫فقال‪ :‬خذ ها ب مما ف ميها‪ ,‬فإن أط عت غفرت لك‪ ,‬وإن ع صيت عذّب تك‪ ,‬قال‪ :‬قد قبلت‪ ,‬ف ما كان‬
‫إل قدر ما بمين العصر إلمى اللميمل من ذلك الميوم حتمى أصاب المخطيئة‪.‬‬
‫حدثنممي علمميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما أبمو صمالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنممي معاويمة‪ ,‬عمن علمميّ‪ ,‬عمن ابمن‬
‫ت والرْ ضِ والمجِبمالِ إن أدّوها أثابهم‪ ,‬وإن‬
‫سمَوَا ِ‬
‫عرَضْنا المانَةَ علمى ال ّ‬
‫عبماس‪ ,‬قوله إنّا َ‬
‫ضيّعوها عذّبهم‪ ,‬فكرهوا ذلك‪ ,‬وأشفقوا من غير معصية‪ ,‬ولكن تعظيمما لدين ال أن ل يقوموا‬
‫ن إنّ ُه كا نَ ظَلُو ما‬
‫حمَلَ ها النْ سا ُ‬
‫ب ها‪ ,‬ثم عرض ها عل مى آدم‪ ,‬فقبل ها ب مما ف ميها‪ ,‬و هو قوله‪َ :‬و َ‬
‫جهُولً غرّا بأمر ال‪.‬‬
‫َ‬
‫حدثن مي م محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي أب مي‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي أب مي‪ ,‬عن‬
‫عرَضْنا المانَةَ‪ :‬الطاعة عرضها علميها قبل أن يعرضها‬
‫أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬إنّا َ‬
‫علمى آدم‪ ,‬فلمم تطقها‪ ,‬فقال لَدم‪ :‬يا آدم إنمي قد عرضت المانة علمى السموات والرض‬
‫وال مجبمال‪ ,‬فل مم تطق ها‪ ,‬ف هل أ نت آخذ ها ب مما ف ميها؟ فقال‪ :‬يا ر بّ‪ :‬و ما ف ميها؟ قال‪ :‬إن‬
‫ن إنّ ُه كانَ‬
‫حمَلَها النْسا ُ‬
‫جزِيت‪ ,‬وإن أسأت عُوقبت‪ ,‬فأخذها آدم فتمحملها‪ ,‬فذلك قوله‪َ :‬و َ‬
‫أحسنت ُ‬
‫جهُولً‪.‬‬
‫ظَلُوما َ‬
‫‪ 21887‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أحمد الزبميري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬عن رجل‪,‬‬
‫ض والمجِبمالِ‬
‫سمَوَاتِ والرْ ِ‬
‫ع َرضْنا المانَةَ علمى ال ّ‬
‫عن الضحاك بن مزاحم‪ ,‬فمي قوله‪ :‬إنّا َ‬
‫ل قال آدم‪ :‬قميمل له‪:‬‬
‫جهُو ً‬
‫ن إنّ ُه كا نَ ظَلُوما َ‬
‫حمَلَها النْسا ُ‬
‫ن ِمنْها َو َ‬
‫حمِ ْلنَها وأشْفَ ْق َ‬
‫ن أ نْ َي ْ‬
‫َفأَبَميْ َ‬
‫خذ ها بحق ها‪ ,‬قال‪ :‬و ما حق ها؟ ق ميمل‪ :‬إن أح سنت جُز يت‪ ,‬وإن أ سأت عُوق بت‪ ,‬ف ما ل بث ما‬
‫بمين الظهر والعصر حتمى أخرج منها‪.‬‬
‫‪ 21888‬م حُد ثت عن ال محسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أب ما معاذ يقول‪ :‬أخبر نا عب ميد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ت والرْضِم والممجِبمالِ فلممم‬
‫عرَضْنما المانَ َة علممى السّممَوَا ِ‬
‫الضحاك يقول فممي قوله إنّا َ‬
‫يطقن حمَلها‪ ,‬فهل أنت يا آدم آخذها بمما فميها قال آدم‪ :‬وما فميها يا ر بّ؟ قال‪ :‬إن أحسنت‬
‫جزِيت‪ ,‬وإن أسأت عوقبت‪ ,‬فقال‪ :‬تمحمّلتُها‪ ,‬فقال ال تبمارك وتعالمى‪ :‬قد حملتكها فما مكث‬
‫ُ‬
‫آدم إل مقدار ما ب مين الول مى إل مى الع صر حت مى أخر جه إبل ميس لع نه ال من ال مجنة‬
‫والمانة‪ :‬الطاعة‪.‬‬
‫‪ 21889‬م حدثن مي سعيد بن عمرو ال سكونمي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا بق مية‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي عي سى بن‬
‫إبراهيمم‪ ,‬عن موسى بن أبمي حبميب‪ ,‬عن المحكم بن عمرو‪ ,‬وكان من أصحاب النبميّ‬
‫ن المانَةَ والوَفماءَ َنزَل علمى‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬قال النبميّ صلى ال عليه وسلم‪« :‬إ ّ‬
‫ل الّل هِ‪ ,‬و ِم ْنهُ مْ َنبِميّ‪َ ,‬و ِم ْنهُ مْ َنبِميّ رَ سُولٌ‪ .‬نزل‬
‫ن آدَ مَ مَ َع ال ْنبِمياءِ‪ ,‬فأُرْ سِلُوا بِ هِ‪َ ,‬ف ِم ْنهُ مْ رَ سُو ُ‬
‫ابْ ِ‬
‫القرآن وهو كلم ال‪ ,‬ونزلت العرب مية والعجمية‪ ,‬فعل مموا أمر القرآن‪ ,‬وعل مموا أمر ال سنن‬
‫بأل سنتهم‪ ,‬ول مم يدع ال شيئا من أمره م مما يأتون وم مما يجتنبون‪ ,‬و هي ال محجج عل ميهم‪,‬‬
‫إل بَم ّينَةُ لهم‪ ,‬فلميس أهل لسان إل وهم يعرفون المحسن من القبميح‪ .‬ثم المانة أوّل شيء‬
‫ُيرْ فع‪ ,‬ويبق مى أثر ها ف مي جذور قلوب الناس‪ ,‬ثم ُيرْ فع الوف ماء والع هد والذم مم‪ ,‬وتبق مى‬
‫الك تب‪ ,‬فعال مم يع مل‪ ,‬وجا هل يعرف ها وينكر ها حت مى و صل إل ميّ وإل مى أمت مي‪ ,‬فل َيهْلِك‬
‫عل مى ال إل هالك‪ ,‬ول ُيغْفِله إل تارك‪ ,‬وال محذرَ أي ها الناس‪ ,‬وإيا كم والو سواس ال مخناس‪,‬‬
‫وإنمما يبلوكم أيكم أحسن عمل»‪.‬‬
‫‪ 21890‬م حدثن مي م محمد بن خ ملف العَ سْقلنمي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عب ميد بن ع بد ال مممجيد‬
‫الممحنفميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما العوّام العطار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما قتادة‪ ,‬وأبممان بمن أبممي عياش‪ ,‬عمن‬
‫خمْ سٌ مَ نْ‬
‫خَملِميد العَ صْري‪ ,‬عن أبمي الدرداء‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪َ « :‬‬
‫خمْسِ‪,‬‬
‫جنّةَ‪ :‬مَن حافَ ظَ عل مى ال صّلَوَاتِ ال م َ‬
‫ن َدخَ ملَ ال م َ‬
‫ن يَوْ مَ القِ ميامَ ِة مَ عَ إي مما ٍ‬
‫جاءَ ِبهِ ّ‬
‫طيّ بَ الّنفْ سِ‬
‫ن مالِ هِ َ‬
‫سجُودِ ِهنّ َومَوَاقِ مي ِتهِنّ‪ ,‬وأعْطَى الزّكا َة مِ ْ‬
‫عهِ نّ وَ ُ‬
‫عل مى ُوضُوئهِ نّ َو ُركُو ِ‬
‫ت إ نِ‬
‫ل ذل كَ إلّ مُ ْؤ ِم نٌ‪ ,‬وَ صَامَ َر َمضَا نَ‪َ ,‬وحَ جّ البَ ميْ َ‬
‫بِ ها» وكا نَ يَقُولُ‪« :‬وَايْمممُ الّل ِه ل ي ْفعَ ُ‬
‫سبِميلً‪ ,‬وأدّى المانَةَ» قالوا‪ :‬يا أبما الدرداء‪ :‬وما المانة؟ قال‪ :‬الغسل من‬
‫ع إلمى ذِلك َ‬
‫ستَطا َ‬
‫اْ‬
‫المجنابة‪ ,‬فإن ال لمم يأمن ابن آدم علمى شيء من دينه غيره‪.‬‬
‫‪ 21891‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن‬
‫أب مي الض حى‪ ,‬عن م سروق‪ ,‬عن أُب ميّ بن ك عب‪ ,‬قال‪ :‬من الما نة أن ال ممرأة اؤت ممنت‬
‫علمى فرجها‪.‬‬
‫ع َرضْنا‬
‫‪21892‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قول ال‪ :‬إنّا َ‬
‫ن ِمنْ ها قال‪ :‬إن ال‬
‫حمِلْنَ ها وأشْفَ ْق َ‬
‫ن َي ْ‬
‫سمَوَاتِ والرْ ضِ وال مجِبمالِ َفَأبَ ميْنَ أ ْ‬
‫المانَةَ عل مى ال ّ‬
‫ن ثوابما وعقابما‪ ,‬ويستأمنهنّ‬
‫ن المانة أن يفترض علميهنّ الدين‪ ,‬ويجعل له ّ‬
‫عرض علميه ّ‬
‫عل مى الد ين‪ ,‬فقلن‪ :‬ل‪ ,‬ن محن م سخرات لمرك‪ ,‬ل نر يد ثواب ما ول عقاب ما‪ ,‬قال ر سول ال‬
‫ع َرضَها الّلهُ علمى آدَمَ‪ ,‬فقالَ‪ :‬بمين ُأ ُذنِمي وَعاتِقمي» قال ابن زيد‪,‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬وَ َ‬
‫فقال ال له‪ :‬أما إذ تمحملت هذا فسأعينك‪ ,‬أجعل لبصرك حجابما‪ ,‬فإذا خشيت أن تنظر إلمى‬
‫ل لك‪ ,‬فأرْخ علميه حجابه‪ ,‬وأجعل للسانك بمابما وغلقا‪ ,‬فإذا خشيت فأغلق‪ ,‬وأجعل‬
‫ما ل يح ّ‬
‫لفرجك لبماسا‪ ,‬فل تكشفه إل علمى ما أحللت لك‪.‬‬
‫ع َرضْ نا المانَةَ‬
‫‪ 21893‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة قوله إنّا َ‬
‫ل يعن مي به‪ :‬الد ين والفرائض وال محدود َفَأبَ ميْنَ أ نْ‬
‫ت والرْ ضِ وال مجِبما ِ‬
‫سمَوَا ِ‬
‫عل مى ال ّ‬
‫حمَلَها النْسانُ‬
‫ن ِمنْها قميمل له نّ‪ :‬احملنها ت َؤدّين حقها‪ ,‬فقلن‪ :‬ل نطيق ذلك َو َ‬
‫حمِ ْلنَها وأشْفَقْ َ‬
‫َي ْ‬
‫ل قميمل له‪ :‬أتمحملها؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قميمل‪ :‬أتؤدّي حقها؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قال‬
‫جهُو ً‬
‫إنّ هُ كا نَ ظَلُوما َ‬
‫ال‪ :‬إنه كان ظلوما جهولً عن حقها‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل عنى بمالمانة فمي هذا المموضع‪ :‬أمانات الناس‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21894‬م حدثنا تمميمم بن الممنتصر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إسحاق‪ ,‬عن شريك‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن‬
‫عبد ال بن السائب‪ ,‬عن زاذان‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬عن النبميّ صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫ل المانَ َة يُ ْؤتَ مى‬
‫شيْءٍ إ ّ‬
‫ل َ‬
‫ب كُلّ ها أو قال‪ُ :‬يكَ ّفرُ كُ ّ‬
‫سبِميملِ اللّ ِه ُيكَ ّفرُ ال ّذنُو َ‬
‫قال‪« :‬ال َقتْلُ فِ مي َ‬
‫ت ال ّدنْ ميا‪ ,‬ثَل ثا فَ ميُقالُ‪:‬‬
‫ل لَ هُ‪ :‬أدّ أما َنتَ كَ‪ ,‬فَ ميَقُولُ‪ :‬أي ر بّ َو َقدْ ذَ َهبَ ِ‬
‫ب صَاحِبِ المانَةِ‪ ,‬فَ ميُقا ُ‬
‫اذْ َهبُوا بِهِم إلممى الهَا ِو َيةِ فَممُيذْهَبُ بِهِم إلَمميْها‪ ,‬فَممَيهْوِي فِمميها حتممى َي ْنتَهِي إلممى َق ْعرِهما‪,‬‬
‫ص َعدُ بِهما إلممى شَفِمميرِ‬
‫ضعَها علممى عاتِقِهمِ‪ ,‬فَمميَ ْ‬
‫جدُها هُناكَم َك ِه ْيئَتِهما‪ ,‬فَممَيحْملُها‪ ,‬فَمميَ َ‬
‫فَممَي ِ‬
‫ل ِبدِي نَ»‪ .‬قالوا‪ :‬والما نة‬
‫خرَ جَ زَلّ تْ‪ ,‬فَهَوَى فِ مي أ َثرِ ها أ َبدَ ا َ‬
‫ج َهنّ ممَ‪ ,‬حت مى إذَا رأى أنّ هُ َقدْ َ‬
‫َ‬
‫فممي الصملة‪ ,‬والمانمة فممي الصموم‪ ,‬والمانمة فممي الممحديث وأشدّ ذلك الودائع‪ ,‬فلقمميت‬
‫البراء فقلت‪ :‬أل تسمع إلمى ما يقول أخوك عبد ال؟ فقال‪ :‬صدق‪.‬‬
‫قال‪ :‬شريك‪ ,‬وثنمي عياش العامري عن زاذان‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬عن النبميّ صلى‬
‫ال عليه وسلم بنمحوه‪ ,‬ولمم يذكر المانة فمي الصلة‪ ,‬وفمي كلّ شيء‪.‬‬
‫‪ 21895‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ :‬أخبرن مي عمرو بن‬
‫ال محارث‪ ,‬عن ا بن أب مي هلل‪ ,‬عن أب مي حازم‪ ,‬قال‪ :‬إن ال عرض الما نة عل مى سماء‬
‫الدن ميا‪ ,‬فأ بت ثم الت مي تل ميها‪ ,‬حت مى فرغ من ها‪ ,‬ثم الرض ين ثم ال مجبمال‪ ,‬ثم عرض ها‬
‫علممى آدم‪ ,‬فقال‪ :‬نعمم‪ ,‬بممين أذنممي وعاتقممي‪ .‬فثلث آمرك بهنمّ‪ ,‬فإنهنّم لك عون‪ :‬إنممي‬
‫ل شيء نهيتك عنه وجعلت لك فرجا وواريته‪,‬‬
‫جعلت لك لسانا بمين لمحسيمين‪ ,‬فكفه عن ك ّ‬
‫فل تكشفه إلمى ما حرّمت علميك‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل ذلك إنمما عنى به ائتممان آدم ابنه قابميمل علمى أهله وولده‪ ,‬وخيانة‬
‫قابميمل أبماه فمي قتله أخاه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21896‬م حدثنمي موسى بن هارون‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عمرو بن حماد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أسبماط‪ ,‬عن‬
‫ال سديّ ف مي خبر ذكره عن أب مي مالك‪ ,‬و عن أب مي صالمح‪ ,‬عن ا بن عب ماس‪ ,‬و عن ُمرّة‬
‫الهمدانمي‪ ,‬عن ابن مسعود‪ ,‬وعن ناس من أصحاب النبميّ صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬كان ل‬
‫يولد لَدم مولود إل وُلد معمه جاريمة‪ ,‬فكان يزوّج غلم َم هذا البطمن جاريمة هذا البطمن الَخمر‪,‬‬
‫ويزوّج جار ية هذا الب طن غلم هذا الب طن الَ خر‪ ,‬حت مى وُلد له اثنان‪ ,‬يقال له ما قاب ميمل‪,‬‬
‫وهابمميمل وكان قابمميمل صماحب زرع‪ ,‬وكان هابمميمل صماحب ضرع‪ ,‬وكان قابمميمل‬
‫أكبرهمما‪ ,‬وكان له أخمت أحسمن ممن أخمت هابمميمل‪ ,‬وإن هابمميمل طلب أن َينْكِح أخمت‬
‫ت م عي‪ ,‬و هي أح سن من أخ تك‪ ,‬وأ نا أح قّ أن‬
‫قاب ميمل‪ ,‬فأ بى عل ميه وقال‪ :‬هي أخت مي وُلد ْ‬
‫أتزوّجها‪ ,‬فأمره أبوه أن يزوّجها هابميمل فأبى‪ ,‬وإنهما قرّبما قربمانا إلمى ال أيهما أح قّ‬
‫ب مالمجارية‪ ,‬وكان آدم يومئذ قد غاب عنه ما‪ ,‬أي ب ممكة ين ظر إل ميها‪ ,‬قال ال لَدم‪ :‬يا آدم‬
‫هل تعلمم أن لمي بميتا فمي الرض؟ قال‪ :‬الله مّ ل‪ ,‬قال‪ :‬إن لمي بميتا بممكة فأته‪ ,‬فقال‬
‫آدم لل سماء‪ :‬احف ظي ولدي ب مالمانة‪ ,‬فأ بت وقال للرض‪ ,‬فأ بت فقال لل مجبمال‪ ,‬فأ بت فقال‬
‫لقابمميمل‪ ,‬فقال‪ :‬نعمم‪ ,‬تذهمب وترجمع وتممجد أهلك كمما يسمرّك فلممما انطلق آدم وقرّبمما‬
‫قربمانا‪ ,‬وكان قابميمل يفخر علميه فميقول‪ :‬أنا أحقّ بها منك‪ ,‬هي أختمي‪ ,‬وأنا أكبر منك‪,‬‬
‫سنْبل‪,‬‬
‫حزْمة ُ‬
‫جذَعة سمينة‪ ,‬وقرّب هابميمل ُ‬
‫ي والدي فلمما قرّبما‪ ,‬قرّب هابميمل َ‬
‫وأنا وص ّ‬
‫فو جد ف ميها سنبلة عظي ممة‪ ,‬ففرك ها فأكل ها‪ ,‬فنزلت النار فأكلت قُرب مان هاب ميمل‪ ,‬وتر كت‬
‫قُربمان قابميمل‪ ,‬فغضب وقال‪ :‬لقتلنك حتمى ل تنكح أختمي‪ ,‬فقال هابميمل إنّممَا َيتَ َقبّلُ‬
‫ل ْقتُلَ كَ إنّمي‬
‫ن بَ سَطْتَ إلميّ َيدَ كَ ِلتَ ْقتَُلنِمي ما أنا بِبماسِطٍ َيدِ يَ إلَم ْيكَ َ‬
‫ن َلئِ ْ‬
‫ن الممُتّقِمي َ‬
‫اللّ ُه مِ َ‬
‫ت َل هُ نَفْ سُ ُه َقتْلَ أخِي ِه فطل به ل ميقتله‪ ,‬فراغ‬
‫ف اللّ َه رَ بّ العالَ ممِينَ‪ ...‬إل مى قوله‪َ :‬فطَوّعَ ْ‬
‫أخا ُ‬
‫الغلم منه فمي رؤوس المجبمال وأتاه يوما من اليام‪ ,‬وهو يرْعَى غنممه فمي جبل‪ ,‬وهو‬
‫نائم‪ ,‬فرفع صخرة‪ ,‬فشدخ بها رأسه‪ ,‬فمات‪ ,‬وتركه بمالعَراء‪ ,‬ول يعلمم كيف ُي ْدفَن‪ ,‬فبعث ال‬
‫غراب مين أخو ين ف ماقتتل‪ ,‬فقتل أحده ما صاحبه‪ ,‬فح فر له‪ ,‬ثم ح ثا عل ميه فل مما رآه قال‪ :‬يا‬
‫ن ِمثْلَ َهذَا الغُرَابِ َفأُوَارِيَ سَوَْأةَ أخي‪ ,‬فهو قول ال تبمارك وتعالمى‪:‬‬
‫ن أكو َ‬
‫تأْ‬
‫جزْ َ‬
‫عَ‬‫َويُملَتا أ َ‬
‫ض لِميُ ِريَ ُه َكيْفَ ُيوَارِي سَوأَ َة أخِي ِه فرجع آدم فوجد ابنه قد‬
‫غرَابما َي ْبحَثُ فِمي الرْ ِ‬
‫ث اللّهُ ُ‬
‫َفبَعَ َ‬
‫ت والرْضِ والمجِبمالِ‪ ...‬إلمى‬
‫سمَوَا ِ‬
‫ع َرضْنا المانَةَ علمى ال ّ‬
‫قَتل أخاه‪ ,‬فذلك حين يقول‪ :‬إنّا َ‬
‫آخر الَية‪.‬‬
‫عنِ مي ب مالمانة ف مي هذا‬
‫وأول مى القوال ف مي ذلك ب مالصواب ما قاله الذ ين قالوا‪ :‬إ نه ُ‬
‫يخصم‬
‫ّ‬ ‫الممموضع‪ :‬جميمع معانممي المانات فممي الديمن‪ ,‬وأمانات الناس‪ ,‬وذلك أن ال لممم‬
‫عرَضنا المانَ َة بعضَ معانمي المانات لمما وصفنا‪.‬‬
‫بقوله‪َ :‬‬
‫جهُولً‪ .‬ذكر من قال‬
‫ن ظَلُوما َ‬
‫وبنمحو قولنا قال أهل التأويمل فمي معنى قول ال‪ :‬إّن ُه كا َ‬
‫ذلك‪:‬‬
‫ن ظَلُوما‬
‫‪21897‬م حدثنمي موسى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أسبماط‪ ,‬عن السديّ إنّ ُه كا َ‬
‫جهُولً يعنمي قابميمل حين حمل أمانة آدم لمم يحفظ له أهله‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ 21898‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أحمد الزبميريّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬عن رجل‪,‬‬
‫ل قال‪ :‬ظلو ما لنف سه‪,‬‬
‫جهُو ً‬
‫ن ظَلُو ما َ‬
‫عن الضحاك‪ ,‬ف مي قوله‪َ :‬وحَملَ ها الن سان قال آدم إّن هُ كا َ‬
‫جهولً فميمما احتممل فميمما بمينه وبمين ربه‪.‬‬
‫‪ 21899‬م حدث نا عل ميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي معاو ية‪ ,‬عن عل ميّ‪ ,‬عن ا بن‬
‫غرّ بأمر ال‪.‬‬
‫جهُولً َ‬
‫ن ظَلُوما َ‬
‫عبماس إنّ ُه كا َ‬
‫جهُولً قال‪:‬‬
‫ن ظَلُوما َ‬
‫‪21900‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة إنّهُ كا َ‬
‫ظلوما لها‪ ,‬يعنمي للمانة‪ ,‬جهولً عن حقها‪.‬‬

‫‪73‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫شرِكَا تِ‬
‫ش ِركِي نَ وَا ْل ُم ْ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪ّ{ :‬ل ُي َعذّ بَ اللّ هُ ا ْل ُمنَافِقِي نَ وَا ْل ُمنَافِقَا تِ وَا ْل ُم ْ‬
‫غفُورا ّرحِيما }‪.‬‬
‫ن اللّهُ َ‬
‫َو َيتُوبَ الّلهُ عَلَى ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ وَا ْل ُم ْؤ ِمنَاتِ َوكَا َ‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬وحممل النسمان المانمة كيممما يعذّب ال المممنافقمين فمميها الذيمن‬
‫يظهرون أنهمم يؤدّون فرائض ال‪ ,‬مؤمنممين بهما‪ ,‬وهمم مسمتسرّون الكفمر بهما‪ ,‬والمممنافقات‬
‫ب اللّ هُ عل مى‬
‫شرِكاتِ َو َيتُو َ‬
‫وال ممشركين ب مال ف مي عب مادتهم إياه الَل هة والوثان‪ ,‬وال ممُ ْ‬
‫ت يرجع بهم إلمى طاعته‪ ,‬وأداء المانات التمي ألزمهم إياها حتمى‬
‫الممُ ْؤ ِمنِمينَ وَالممُ ْؤمِنا ِ‬
‫ن اللّ هُ غَفُورا لذنوب ال ممؤمنمين وال ممؤمنات‪ ,‬ب ستره عل ميها‪ ,‬وتر كه عقاب هم‬
‫يؤدّو ها وكا َ‬
‫عل ميها َرحِي مما أن يعذّب هم عل ميها ب عد توبت هم من ها‪ .‬وبن محو الذي قل نا ف مي ذلك قال أ هل‬
‫التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21901‬م حدثنا سوار بن عبد ال العتبري‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو الشهب‪ ,‬عن‬
‫ت والرْ ضِ وال مجِبمالِ‬
‫سمَوَا ِ‬
‫ع َرضْ نا المانَةَ عل مى ال ّ‬
‫ال محسن أ نه كان يقرأ هذه الَ ية‪ :‬إنّا َ‬
‫شرِكاتِ ف ميقول‪:‬‬
‫ش ِركِينَ وال ممُ ْ‬
‫ب اللّ ُه ال ممُنافِقمينَ وال ممُنافِقاتِ وال ممُ ْ‬
‫حت مى ينت هي لِ م ُيعَذّ َ‬
‫اللذان خاناها‪ ,‬اللذان ظلمماها‪ :‬الممنافق والممشرك‪.‬‬
‫‪21902‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة لِم ُي َعذّبَ اللّ هُ الممُنافِقِمينَ‬
‫شرِكاتِ هذان اللذان خاناها‪ ,‬ويتوب ال علمى الممؤمنمين‬
‫وَالممُنافِقاتِ والم ُمشْ ِركِينَ والممُ ْ‬
‫غفُورا َرحِيمما‪.‬‬
‫ن اللّهُ َ‬
‫والممؤمنات‪ ,‬هذان اللذان أدّياها وكا َ‬
‫آخر سورة الحزاب‪ ,‬ول المحمد والممنة‬

‫سورة سبأ‬
‫سورة سبإ مكية‬
‫وآياتها أربع وخمسون‬
‫بسم ال الرحمَن الرحيـم‬

‫‪1‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫سمَاوَاتِ َومَا فِي الرْ ضِ وََل هُ‬
‫ح ْمدُ لّل ِه اّلذِي لَ هُ مَا فِي ال ّ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬ا ْل َ‬
‫خبِيرُ }‪.‬‬
‫حكِيمُ ا ْل َ‬
‫خرَةِ وَ ُهوَ ا ْل َ‬
‫لِ‬‫ح ْمدُ فِي ا َ‬
‫ا ْل َ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬الش كر الكا مل‪ ,‬وال محمد التا مّ كله‪ ,‬لل ممعبود الذي هو مالك جم يع ما‬
‫فمي السموات السبع‪ ,‬وما فمي الرَضين السبع دون كل ما يعبدونه‪ ,‬ودون كل شيء سواه‪ ,‬ل‬
‫خرَةِ يقول‪:‬‬
‫لِ‬‫حمْدُ فِمي ا َ‬
‫مالك لشيء من ذلك غيره فمالممعنى‪ :‬الذي هو مالك جميعه وَل ُه الم َ‬
‫وله الش كر الكا مل ف مي الَخرة‪ ,‬كالذي هو له ذلك ف مي الدن ميا العاجلة‪ ,‬لن م نه الن عم كل ها‬
‫علممى كمل ممن فممي السمموات والرض فممي الدنمميا‪ ,‬ومنمه يكون ذلك فممي الَخرة‪,‬‬
‫فمالمحمد ل خالصا دون ما سواه فمي عاجل الدنميا‪ ,‬وآجل الَخرة‪ ,‬لن النعم كلها من قِبله‬
‫ل يُشر كه ف ميها أ حد من دو نه‪ ,‬و هو ال محكيمم ف مي تدب ميره خ ملقه و صرفه إيا هم ف مي‬
‫تقديره‪ ,‬خب مير ب هم وب مما ي صلمحهم‪ ,‬وب مما عملوا‪ ,‬و ما هم عاملون‪ ,‬م محيط بجم يع ذلك‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫خبِميرُ‬
‫حكِيممُ الم َ‬
‫‪21903‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَه َو الم َ‬
‫حكيمم فمي أمره‪ ,‬خبمير بخملقه‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ج ِم ْنهَا َومَا يَنزِلُ مِ نَ‬
‫خرُ ُ‬
‫ج فِي الرْ ضِ َومَا َي ْ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬يعْلَ مُ مَا يَ ْل ُ‬
‫ج فِيهَا وَهُ َو ال ّرحِيمُ ا ْلغَفُورُ }‪.‬‬
‫سمَآءِ َومَا َيعْرُ ُ‬
‫ال ّ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬يعل مم ما يدخ مل الرض و ما يغ يب ف ميها من ش يء من قول هم‪:‬‬
‫ولمجت فمي كذا‪ :‬إذا دخملت فميه‪ ,‬كما قال الشاعر‪:‬‬
‫عنْها أنْ تَوَلّمجَها ال َبرْ‬
‫ن مَوَالِمجاتَضَا َيقُ َ‬
‫رأيْتُ القَوَافِمي َيتّلِمجْ َ‬
‫خرُجُ ِمنْها يقول‪ :‬وما يخرج من‬
‫يعنمي بقوله‪« :‬يتّلمجن موالمجا»‪ :‬يدخملن مداخمل وَما ي ْ‬
‫الرض وَما َي ْنزِلِ مِنَ السّماءِ وَما َي ْعرُجُ فِميها يعنمي‪ :‬وما يصعد فمي السماء وذلك خبر من‬
‫ال أنه العالمم الذي ل يخفمى علميه شيء فمي السموات والرض‪ ,‬ممما ظهر فميها وما‬
‫ب طن‪ ,‬و هو الرحي مم الغفور و هو الرحي مم بأ هل التو بة من عب ماده أن يعذّب هم ب عد توبت هم‪,‬‬
‫الغفور لذنوبهم إذا تابوا منها‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ن كَ َفرُو ْا لَ َت ْأتِينَا ال سّاعَ ُة قُلْ بََلىَ َو َربّي َل َت ْأ ِت َي ّنكُ مْ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬وقَالَ اّلذِي َ‬
‫ص َغرُ مِن ذَلِ كَ َولَ‬
‫سمَاوَاتِ َولَ فِي الرْ ضِ َولَ أَ ْ‬
‫ل َذرّةٍ فِي ال ّ‬
‫ع ْن هُ ِمثْقَا ُ‬
‫ب لَ َي ْعزُ بَ َ‬
‫عَالِ مِ ا ْل َغيْ ِ‬
‫َأ ْكبَ ُر ِإلّ فِي ِكتَابٍ ّمبِينٍ }‪.‬‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬ويستعجلك يا ممحمد الذين جحدوا قُدرة ال علمى إعادة خملقه بعد‬
‫فنائهم بهيئتهم التمي كانوا بها من قبل فنائهم من قومك بقميام الساعة‪ ,‬استهزاء بوعدك إياهم‪,‬‬
‫وتكذيبما لمخبرك‪ ,‬قل ل هم‪ :‬بلمى تأتميكم ورب مي‪ ,‬ق سما به لتأتمينكم ال ساعة‪ ,‬ثم عاد جلّ‬
‫جلله بعد ذكره الساعة علمى نفسه‪ ,‬وتمممجيدها‪ ,‬فقال‪ :‬عالِممِ ال َغيْبِ‪.‬‬
‫واختلفت القرّاء فمي قراءة ذلك‪ ,‬فقرأته عامة قرّاء الممدينة‪« :‬عالِممُ ال َغيْ بِ» علمى مثال‬
‫ف ماعل‪ ,‬ب مالرفع عل مى السمتئناف‪ ,‬إذ دخ مل بممين قوله‪َ :‬و َربّممي‪ ,‬وبممين قوله‪ :‬عالِ ممَ‬
‫ال َغيْ بِ كلم حائل ب مينه وب مينه‪ .‬وقرأ ذلك ب عض قرّاء الكو فة والب صرة‪ ,‬عال مم عل مى مثال‬
‫ف ماعل‪ ,‬غ ير أن هم خفضوا عال مم ردّا من هم له عل مى قوله َو َربّ مي إذ كان من صفته‪ .‬وقرأ‬
‫ذلك بق مية عا مة قرّاء الكو فة‪« :‬عَلّ مِ ال َغيْ بِ» عل مى مثال فعّال‪ ,‬وب مالمخفض ردّا لعرا به‬
‫علمى إعراب قوله َو َربّمي إذ كان من نعته‪.‬‬
‫والصواب من القول فمي ذلك عندنا‪ ,‬أن كلّ هذه القراءات الثلث‪ ,‬قراءات مشهورات فمي‬
‫ن قرأ القارىء فمصيب غير أن أعجب القراءات‬
‫قرّاء المصار متقاربمات الممعانمي‪ ,‬فبأيته ّ‬
‫ف مي ذلك إل ميّ أقرأ ب ها‪« :‬عَلّ مِ ال َغيْ بِ» عل مى القراءة الت مي ذكرت ها عن عا مة قرّاء أ هل‬
‫الكو فة فأ ما اخت ميار علم عل مى عال مم‪ ,‬فلن ها أبلغ ف مي ال ممدح‪ .‬وأ ما ال مخفض ف ميها‬
‫فلنها من نعت الر بّ‪ ,‬وهو فمي موضع المجرّ‪ .‬وعنى بقوله‪« :‬عَلّم ال َغيْ بِ» علم ما يغيب‬
‫عن أب صار ال مخملق‪ ,‬فل يراه أ حد‪ ,‬إ ما ما ل مم يكوّ نه م مما سيكوّنه‪ ,‬أو ما قد كوّ نه فل مم‬
‫ل ثناؤه ف مي هذا ال مموضع نف سه بعل ممه الغ يب‪,‬‬
‫يُطلع عل ميه أحدا غيره‪ .‬وإن مما و صف ج ّ‬
‫إعلما منه خملقه أن الساعة ل يعلمم وقت ممجيئها أحد سواه‪ ,‬وإن كانت جائية‪ ,‬فقال لنبميه‬
‫ممحمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬قل للذين كفروا بربهم‪ :‬بلمى وربكم لتأتمينكم الساعة‪ ,‬ولكنه ل‬
‫يعلمم وقت ممجيئها أحد سوى علم الغيوب‪ ,‬الذي ل يعزب عنه مثقال ذرّة‪.‬‬
‫ع ْن ُه ل يغ يب ع نه‪ ,‬ولك نه ظا هر له‪ .‬وبن محو الذي قل نا‬
‫يعن مي جلّ ثناؤه بقوله‪ :‬وَل َي ْعزُ بُ َ‬
‫فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21904‬م حدث نا عل ميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي معاو ية‪ ,‬عن عل مي‪ ,‬عن ا بن‬
‫عنْهُ يقول‪ :‬ل يغيب عنه‪.‬‬
‫عبماس فمي قوله‪ :‬ل َي ْعزُبُ َ‬
‫‪ 21905‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫عنْ ُه قال‪ :‬ل يغيب‪.‬‬
‫ممجاهد‪ ,‬فمي قول ال‪ :‬ل َي ْعزُبُ َ‬
‫عنْ ُه ِمثْقالُ َذرّةٍ‪:‬‬
‫‪ 21906‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة ل َي ْعزُ بُ َ‬
‫أي ل يغيب عنه‪.‬‬
‫وقد بميّنا ذلك بشواهده فميمما مضى بمما أغنى عن إعادته فمي هذا المموضع‪.‬‬
‫وقوله‪ِ :‬مثْقالُ َذرّ ٍة يعنمي‪ :‬زنة ذرّة فمي السموات ول فمي الرض يقول تعالمى ذكره‪ :‬ل‬
‫يغيب عنه شيء من زنة ذرّة فما فوقها فما دونها‪ ,‬أين كان فمي السموات ول فمي الرض‬
‫ل فِمي كِتا بٍ‬
‫ن ذل كَ يقول‪ :‬ول يعزب عنه أصغر من مثقال ذرّة وَل أ ْك َبرُ منه إ ّ‬
‫ص َغرُ مِ ْ‬
‫وَل أ ْ‬
‫ُمبِمينٍ يقول‪ :‬هو مثبت فمي كتاب يبمين للناظر فميه أن ال تعالمى ذكره قد أثبته وأحصاه‬
‫وعلممه‪ ,‬فلمم يعزب عن علممه‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ُمم‬
‫عمِلُو ْا الصمّاِلحَاتِ ُأوْلَـمِئكَ َله ْ‬
‫ِينم آ َمنُواْ َو َ‬
‫ِيم اّلذ َ‬
‫جز َ‬‫القول فممي تأويممل قوله تعالممى‪ّ{ :‬ل َي ْ‬
‫ّمغْ ِفرَةٌ َورِ ْزقٌ َكرِيمٌ }‪.‬‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬أثبمت ذلك فممي الكتاب المممبمين‪ ,‬كمي يثمميب الذيمن آمنوا بممال‬
‫ور سوله‪ ,‬وعملوا ب مما أمر هم ال ور سوله به‪ ,‬وانتهوا ع ما نها هم ع نه عل مى طاعت هم رب هم‬
‫ل ثناؤه‪ :‬لهؤلء الذيمن آمنوا وعملوا الصمالمحات‪ ,‬مغفرة مِن رَبهمم‬
‫أُوَلئِكَم َلهُم ْم َمغْ ِفرَةٌ يقول ج ّ‬
‫ق كَرِيممٌ يقول‪ :‬وعيش هنميء يوم القميامة فمي المجنة‪ ,‬كما‪:‬‬
‫لذنوبهم َو ِرزْ ٌ‬
‫‪ 21907‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة أُوَلئِ كَ َلهُ مْ َمغْ ِفرَ ٌة لذنوبهم‬
‫ق كَرِيممٌ فمي المجنة‪.‬‬
‫َو ِرزْ ٌ‬

‫‪5‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫عذَا بٌ مّن‬
‫ن أُوْلَـ ِئكَ َلهُ مْ َ‬
‫جزِي َ‬
‫سعَوْا فِ يَ آيَا ِتنَا ُمعَا ِ‬
‫ن َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬وَاّلذِي َ‬
‫ّرجْزٍ أَلِيمٌ }‪.‬‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬أثبت ذلك فمي الكتاب‪ ,‬لميجزي الممؤمنمين ما وصف‪ ,‬ولميجزي‬
‫الذين سعوا فمي آياتنا معاجزين يقول‪ :‬وكي يثميب الذين عملوا فمي إبطال أدلتنا وحججنا‬
‫عذَابٌ يقول‪ :‬هؤلء لهم‬
‫معاونمين‪ ,‬يحسبون أنهم يسبقوننا بأنفسهم فل نقدر علميهم أُوَلئِكَ َلهُمْ َ‬
‫عذاب من شد يد العذاب الل ميمم ويعن مي ب ماللميمم‪ :‬ال مموجع‪ .‬وبن محو الذي قل نا ف مي‬
‫ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫سعَوْا فمي آياتِنا‬
‫‪ 21908‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَ َ‬
‫جزٍ ألِمميممٌ قال‪ :‬الرجمز‪ :‬سموء العذاب‪,‬‬
‫ِنم ِر ْ‬
‫َابم م ْ‬
‫عذ ٌ‬ ‫ُمم َ‬
‫ِكم َله ْ‬
‫ُمعَاجِزِينمَ‪ :‬أي ل يعجزون أُوَلئ َ‬
‫اللميمم‪ :‬المموجع‪.‬‬
‫‪ 21909‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قول ال‪ :‬وَاّلذِي نَ‬
‫جزِي نَ قال‪ :‬جاهد ين ل ميهبطوها أو يبطلو ها‪ ,‬قال‪ :‬و هم المممشركون‪,‬‬
‫سَمعَوْا فِ مي آياتِنما مُعا ِ‬
‫ن وَا ْلغَوْا فِمي ِه َلعَّلكُمْ َتغِْلبُونَ‪.‬‬
‫وقرأ‪ :‬ل َتسْ َمعُوا ِلهَذا القُرآ ِ‬
‫‪6‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ن أُوتُو ْا ا ْلعِلْ مَ اّلذِ يَ أُنزِلَ إَِليْ كَ مِن ّربّ كَ ُهوَ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪َ { :‬و َيرَى اّلذِي َ‬
‫حمِيدِ }‪.‬‬
‫صرَاطِ ا ْل َعزِيزِ ا ْل َ‬
‫حقّ َو َي ْه ِديَ إَِلىَ ِ‬
‫ا ْل َ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬أثبت ذلك فمي كتاب مبمين‪ ,‬لميجزي الذين آمنوا‪ ,‬والذين سعوا فمي‬
‫آيات نا ما قد بمين لهم‪ ,‬ولميرى الذ ين أوتوا العلمم فميرى ف مي موضع ن صب عطف ما به‬
‫ن آ َمنُوا‪ .‬وعنى بمالذين أوتوا العلمم‪ :‬مسلممة‬
‫علمى قوله‪ :‬يَجزي‪ ,‬فمي قوله‪ :‬لِم َيجْ ِزيَ اّلذِي َ‬
‫أ هل الكتاب كع بد ال بن سلم‪ ,‬ونظرائه الذ ين قد قرؤوا ك تب ال الت مي أُنزلت ق بل الفرقان‪,‬‬
‫فقال تعالممى ذكره‪ :‬ولمميرى هؤلء الذيمن أوتوا العلممم بكتاب ال الذي همو التوراة‪ ,‬الكتاب‬
‫الذي أُنزل إلميك يا ممحمد من ربك هو المحقّ‪.‬‬
‫وقميمل‪ :‬عنمي بمالذين أوتوا العلمم‪ :‬أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫ن أُوتُوا العِلْممَ‬
‫‪ 21910‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو َيرَى اّلذِي َ‬
‫حقّ قال‪ :‬أصحاب ممحمد‪.‬‬
‫ن رّ ّبكَ ُهوَ الم َ‬
‫اّلذِي ُأ ْنزِلَ إلَم ْيكَ مِ ْ‬
‫حمِيدِ يقول‪ :‬وير شد من اتب عه‪ ,‬وع مل ب مما ف ميه‬
‫وقوله‪ :‬وَي ْهدِي إل مى صِراطِ ال َعزِي ِز ال م َ‬
‫إل مى سبميمل ال العز يز ف مي انتقا مه من أعدائه‪ ,‬ال محميد ع ند خ ملقه‪ ,‬فأياد يه عند هم‪,‬‬
‫ونعمه لديهم‪ .‬وإنمما يعنمي أن الكتاب الذي أُنزل علمى ممحمد يهدي إلمى السلم‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ى َرجُلٍ ُي َن ّبئُكُ مْ ِإذَا ُم ّز ْقتُ مْ‬
‫ن كَ َفرُو ْا هَلْ َندُّلكُ مْ عََل َ‬
‫القول ف مي تأويمل قوله تعال مى‪َ { :‬وقَالَ اّلذِي َ‬
‫جدِيدٍ }‪.‬‬
‫كُلّ ُم َم ّزقٍ ِإ ّنكُ ْم لَفِي خَ ْلقٍ َ‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬وقال الذيمن كفروا بممال وبرسموله مممحمد صملى ال عليمه وسملم‪,‬‬
‫ل َندُّلكُ مْ أيها الناس علمى‬
‫متعجبمين من وعده إياهم البعث بعد الممممات بعضهم لبعض‪ :‬هَ ْ‬
‫جدِيدٍ يقول‪ :‬يخبركم أنكم بعد تقطعكم‬
‫ق َ‬
‫ل مُممَ ّزقٍ إ ّنكُ مْ لَفِمي خَملْ ٍ‬
‫َرجُلٍ ُي َن ّبئُكُ مْ إذَا مُ ّز ْقتُممْ كُ ّ‬
‫فممي الرض بلء وبعمد مصميركم فممي التراب رفمماتا‪ ,‬عائدون كهيئتكمم قبمل المممممات‬
‫خ ملقا جديدا‪ ,‬ك ما‪ 21911 :‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَقالَ‬
‫ن كَ َفرُوا هَلْ َندُّلكُ مْ عل مى َرجُلٍ ُي َن ّب ُئكُ مْ إذَا مُ ّز ْقتُ ممْ كُلّ مُ ممَ ّزقٍ قال‪ :‬ذلك مشر كو قُر يش‬
‫اّلذِي َ‬
‫ُمم إذَا ُمزّ ْقتُمممْ كُلّ مُمممَ ّزقٍ‪ :‬إذا أكلتكمم الرض‪ ,‬وصمرتمم‬
‫والمممشركون ممن الناس‪ُ ,‬ي َن ّب ُئك ْ‬
‫جدِيدٍ ستمحيون وتبعثون‪.‬‬
‫رفماتا وعظاما‪ ,‬وقطّعتكم السبماع والطير إ ّن ُكمْ لَفِمي خَم ْلقٍ َ‬
‫‪ 21912‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬هَلْ َندُّلكُ مْ‬
‫جدِيدٍ قال‪ :‬يقول‪ :‬إذَا مُ ّز ْقتُمممْ‪ :‬وإذا بلمميتمم وكنتممم عظامما‬
‫ق َ‬
‫عَلممى رَجُلٍ‪ ....‬إلممى خَمملْ ٍ‬
‫جدِيدٍ قال‪ :‬ينبئكم إنكم‪ ,‬فكسر إن ولمم‬
‫ل مُممَ ّزقٍ إ ّنكُ ْم لَفِمي خَملْقٍ َ‬
‫وترابما ورفماتا‪ ,‬ذلك كُ ّ‬
‫يع مل ينبئ كم ف ميها‪ ,‬ول كن ابتدأ ب ها ابتداء‪ ,‬لن الن بأ خبر وقول‪ ,‬ف مالكسر ف مي إن ل ممعنى‬
‫المحكاية فمي قوله‪ُ :‬ي َنبّ ُئ ُكمْ دون لفظه‪ ,‬كأنه قميمل‪ :‬يقول لكم‪ :‬إ ّن ُكمْ لَفِمي خَم ْلقٍ جدِيدٍ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ُونم‬
‫ِينم لَ يُ ْؤ ِمن َ‬
‫جنّ ٌة بَلِ اّلذ َ‬
‫ِهم ِ‬
‫ّهم َكذِبا أَم ب ِ‬
‫القول فممي تأويممل قوله تعالممى‪َ{ :‬أ ْف َترَىَ عَلَى الل ِ‬
‫لخِرَ ِة فِي ا ْل َعذَابِ وَالضّلَلِ ا ْل َبعِيدِ }‪.‬‬
‫بِا َ‬
‫يقول تعالممى ذكره مخمبرا عمن قمميمل هؤلء الذيمن كفروا بمه‪ ,‬وأنكروا البعمث بعمد‬
‫الممممات بعض هم لب عض‪ ,‬معجب مين من ر سول ال صلى ال عل يه وسلم فمي وعده إيا هم‬
‫ذلك‪ :‬أفترى هذا الذي يعدنما أنما بعمد أن نمممزّق كلّ ممممزّق فممي خمملق جديمد علممى ال‬
‫جنّةٌ‬
‫كذب ما‪ ,‬فت مخملق عل ميه بذلك ب ماطلً من القول‪ ,‬وت مخرص عل ميه قول الزور أ مْ به ِ‬
‫يقول‪ :‬أم هو م مجنون ف ميتكلمم ب مما ل مع نى له‪ .‬وبن محو الذي قل نا ف مي ذلك قال أ هل‬
‫التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪21913‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة قال‪ :‬قالوا تكذيبما‪ :‬أ ْف َترَى علمى اللّ ِه َكذِبما‬
‫قال‪ :‬قالوا‪ :‬إمما أن يكون يكذب علممى ال‪ ,‬أم بمه جنمة‪ ,‬وإمما أن يكون مممجنونا بَلِ اّلذِين َم ل‬
‫يُ ْؤ ِمنُونَ‪ ...‬الَية‪.‬‬
‫‪ 21914‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد ثم قال بعضهم لبعض‪:‬‬
‫جّنةٌ الر جل م مجنون ف ميتكلمم ب مما ل يع قل‪ ,‬فقال ال‪ :‬بَلِ‬
‫أ ْفتَرَى عَل مى اللّ هِ َكذِب ما أ مْ بِ هِ ِ‬
‫ب والضّللِ ال َبعِيدِ‪.‬‬
‫لخِرَ ِة فِمي ال َعذَا ِ‬
‫اّلذِينَ ل يُ ْؤ ِمنُونَ بما َ‬
‫ب والضّللِ ال َبعِيدِ يقول تعالمى ذكره‪ :‬ما‬
‫لخِرَ ِة فِمي ال َعذَا ِ‬
‫ن بما َ‬
‫وقوله‪ :‬بَلِ اّلذِي نَ ل يُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫المر كما قال هؤلء الممشركون فمي ممحمد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وظنوا به من أنه أفترى‬
‫ن الذين ل يؤمنون بمالَخرة من هؤلء الممشركين فمي‬
‫علمى ال كذبما‪ ,‬أو أن به جنة‪ ,‬لك ّ‬
‫عذاب ال فمي الَخرة‪ ,‬وفمي الذهاب البعيد عن طريق المحقّ‪ ,‬وقصد السبميمل‪ ,‬فهم من‬
‫أجل ذلك يقولون فميه ما يقولون‪.‬‬
‫‪21915‬م حدثنمي يونس بن عبد العلمى‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد قال ال‪:‬‬
‫خرَةِ فِ مي ال َعذَا بِ والضّللِ ال َبعِي ِد وأمره أن يحلف ل هم ل ميعتبروا‪,‬‬
‫لِ‬‫ن ب ما َ‬
‫ن ل ُي ْؤ ِمنُو َ‬
‫بَلِ اّلذِي َ‬
‫ل بَلمى وَربّمي‬
‫عمِ ْلتُممْ‪ ...‬الَية كلها‪ ,‬وقرأ‪ :‬قُ ْ‬
‫وقرأ‪ :‬قُلْ بَلمى َو َربّمي َل ُت ْب َعثُنّ ثُمّ َل ُت َنبّ ُؤنّ بِمما َ‬
‫َل َت ْأتِم َي ّن ُكمْ‪.‬‬
‫ّهم فممي القطمع والوصمل‪ ,‬ففتُممحت لنهما ألف‬
‫وقطعمت اللف ممن قوله‪ :‬أ ْف َترَى علممى الل ِ‬
‫استفهام‪ .‬فأما اللف التمي بعدها‪ ,‬التمي هي ألف أفتعل‪ ,‬فإنها ذهبت لنها خفميفة زائدة تسقط‬
‫س َت ْكبَرْتَ وأَ صْطَفَمى‬
‫س َتغْ َفرْتَ َلهُ مْ وبِ م َي َديّ أ ْ‬
‫ف مي ات صال الكلم‪ ,‬ونظير ها‪ :‬سَوَاءٌ عَلَ م ْي ِهمْ أَ ْ‬
‫ا ْل َبنَا تِ وما أشبه ذلك‪ .‬وأما ألف «آلَ نَ» «وآل ّذ َك َريْ نِ» فطوّلت هذه‪ ,‬ولمم تطوّل تلك‪ ,‬لن آلَن‬
‫وآلذكريمن كانمت مفتوحمة‪ ,‬فلو أسمقطت لممم يكمن بممين السمتفهام والممخبر فرق‪ ,‬فجعمل‬
‫التطوي مل ف ميها فر قا ب مين ال ستفهام وال مخبر‪ ,‬وألف ال ستفهام مفتو حة‪ ,‬فكان تا مفترقت مين‬
‫بذلك‪ ,‬فأغنى ذلك دللة علمى الفرق من التطويمل‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫القول فممي تأويممل قوله تعالممى‪َ{ :‬أفَلَم ْم يَرَوْ ْا إَِلىَ مَا َبيْنَم َأ ْيدِيهِم ْم وَمَا خَ ْل َفهُم ْم مّنَم السّممَآءِ‬
‫ل َيةً ّلكُلّ‬
‫ن فِي ذَلِ كَ َ‬
‫سمَآ ِء إِ ّ‬
‫سفْ ِبهِ مُ الرْ ضَ َأوْ نُ سْ ِقطْ عََل ْيهِ مْ كِ سَفا مّ نَ ال ّ‬
‫شأْ َنخْ ِ‬
‫وَالرْ ضِ إِن ّن َ‬
‫ع ْبدٍ ّمنِيبٍ }‪.‬‬
‫َ‬

‫يقول تدعال مى ذكره‪ :‬أفل مم ين ظر هؤلء ال ممكذّبون ب مالممعاد‪ ,‬ال مجاحدون الب عث ب عد‬
‫ال ممممات‪ ,‬القائلون لر سولنا م محمد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬أ ْف َترَى عل مى الّل ِه َكذِب ما أ ْم بِ هِ‬
‫جنّةٌ إلمى ما بمين أيديهم وما خملفهم من السماء والرض‪ ,‬فميعلمموا أنهم حيث كانوا‪ ,‬فإن‬
‫ِ‬
‫أرضي وسمائي ممحيطة بهم من بمين أيديهم ومن خملفهم‪ ,‬وعن أيممانهم‪ ,‬وعن شمائلهم‪,‬‬
‫فميرتدعوا عن جهلهم‪ ,‬ويتزجروا عن تكذيبهم بآياتنا حذرا أن نأمر الرض فتمخسف بهم‪ ,‬أو‬
‫السماء فتسقط علميهم قطعا‪ ,‬فإنّا إن نشأ نفعل ذلك بهم فعلنا‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال‬
‫أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪21916‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬أفَلَممْ َيرَوْا إلمى ما‬
‫بَمينَ أ ْيدِيهِ مْ وَما خَملْ َف ُهمْ قال‪ :‬ينظرون عن أيممانهم‪ ,‬وعن شمائلهم‪ ,‬كيف السماء قد أحاطت‬
‫خسِفْ ِبهِ مُ الرْ ضَ كما خ سفنا ب ممن كان قبل هم أ ْو نُ سْ ِقطْ عَلَ م ْي ِهمْ كِ سَفما مّ نَ‬
‫ن نَش ْأ نَ م ْ‬
‫ب هم إ ْ‬
‫السّماءِ‪ :‬أي قِطعا من السماء‪.‬‬
‫ع ْبدٍ ُمنِمميبٍ يقول تعالممى ذكره‪ :‬إن فممي إحاطمة السمماء‬
‫ليَ ًة ِلكُلّ َ‬
‫وقوله‪ :‬إنّم فِممي ذلك َم َ‬
‫ل عبمد منمميب يقول‪ :‬لكمل عبمد أناب إلممى ربمه‬
‫والرض بعبمماد ال لَيمة يقول‪ :‬لدللة لك ّ‬
‫بمالتوبة‪ ,‬ورجع إلمى معرفة توحيده‪ ,‬والقرار بربوبميته‪ ,‬والعتراف بوحدانميته‪ ,‬والذعان‬
‫لطاعته‪ ,‬علمى أن فماعل ذلك ل يممتنع علميه فعل شيء أراد فعله‪ ,‬ول يتعذّر علميه فعل‬
‫شيء شاءه‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ع ْبدٍ ُمنِمميبٍ‬
‫ليَ ًة ِلكُلّ َ‬
‫ذلكم َ‬
‫َ‬ ‫إنم فِممي‬
‫‪21917‬مم حدثنما بشمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما سمعيد‪ ,‬عمن قتادة ّ‬
‫والممنميب‪ :‬الممقبل التائب‪.‬‬
‫‪11- 10‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫طيْرَ وَأََلنّا‬
‫جبَالُ َأ ّوبِي َمعَ هُ وَال ّ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬وَلَ َقدْ آ َت ْينَا دَاوُودَ ِمنّا فَضْلً َي ِ‬
‫ن بَصِيرٌ }‪.‬‬
‫عمَلُو ْا صَالِحا ِإنّي ِبمَا َت ْعمَلُو َ‬
‫س ْردِ وَا ْ‬
‫عمَلْ سَا ِبغَاتٍ َو َق ّدرْ فِي ال ّ‬
‫حدِي َد * َأنِ ا ْ‬
‫لَ ُه ا ْل َ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬ولقد أعطينا داود منا فضلً‪ ,‬وقلنا للمجبمال‪ :‬أ ّوبِمي َمعَهُ‪ :‬سبحي معه‬
‫إذا سبح‪.‬‬
‫والتأويب عند العرب‪ :‬الرجوع‪ ,‬ومبميت الرجل فمي منزله وأهله ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ب‬
‫عدَاءِ تَأوِي ِ‬
‫سيْرٍ إلمى ال ْ‬
‫َيوْمانِ َي ْومُ مَقاماتٍ وأ ْن ِديَةٍ َويَ ْو ُم َ‬
‫أي رجوع‪ .‬وقد كان بعضهم يقرؤه‪« :‬أُ ْوبِمي َمعَهُ» من آب يؤوب‪ ,‬بممعنى‪ :‬تصرّفمي معه‬
‫وتلك قراءة ل أ ستمجيز القراءة ب ها ل مخلفها قراءة ال محجة‪ .‬وبن محو الذي قل نا ف مي ذلك‬
‫قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪21918‬م حدثنمي سلميممان بن عبد المجبمار‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي ممحمد بن الصلت‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫أ بو كدي نة‪ .‬وحدث نا م محمد بن سنان القزاز‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ال محسن بن ال محسن الش قر‪ ,‬قال‪:‬‬
‫سبّحي‬
‫جبَمير‪ ,‬عن ابن عبماس أ ّوبِمي َمعَ ُه قال‪َ :‬‬
‫حدثنا أبو كدينة‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن سعيد بن ُ‬
‫معه‪.‬‬
‫حدثن مي م محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي أب مي‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي أب مي‪ ,‬عن‬
‫س ّبحِي معه‪.‬‬
‫أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله يا جِبمالُ أ ّوبِمي َمعَ ُه يقول‪َ :‬‬
‫‪ 21919‬م حدثنا أبو عبد الرحمن العلئي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مِ سْعر‪ ,‬عن أبمي حُصين‪ ,‬عن أبمي‬
‫سبّحي‪.‬‬
‫عبد الرحمنيا جِبمالُ أ ّوبِمي َمعَهُ يقول‪َ :‬‬
‫‪21920‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حكام‪ ,‬عن عنبسة‪ ,‬عن أبمي إسحاق‪ ,‬عن أبمي ميسرة‬
‫سبّحي‪ ,‬بلسان المحبشة‪.‬‬
‫يا جبمالُ أَ ّوبِمي َمعَ ُه قال‪َ :‬‬
‫‪ 21921‬م حدثن مي يح يى بن طل محة ال ميربوعي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا فضي مل‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن‬
‫ممجاهد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬يا جبمالُ أ ّوبِمي َم َعهُ قال‪ :‬سبحي معه‪.‬‬
‫حدثنمي ممحمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثنمي المحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا المحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبمي نمجيح‪ ,‬عن ممجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬يا‬
‫سبّحي‪.‬‬
‫جبمالُ أ ّوبِمي َمعَ ُه قال‪َ :‬‬
‫ل أَ ّوبِمي َمعَهُ‪ :‬أي‬
‫‪21922‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة يا جِبما ُ‬
‫سبّحي معه إذا سبّح‪.‬‬
‫‪ 21923‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬يا جِبمالُ‬
‫أَ ّوبِمي َمعَ ُه قال‪ :‬سبّحي معه قال‪ :‬والطيرُ أيضا‪.‬‬
‫‪ 21924‬م حُد ثت عن ال محسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أب ما معاذ يقول‪ :‬أخبر نا عب ميد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫الضحاك يقول‪ ,‬فمي قوله‪ :‬يا جِبمالُ َأ ّوبِمي َمعَهُ قال‪ :‬سبّحي‪.‬‬
‫حدث نا عمرو بن ع بد ال محميد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مروان بن معاو ية‪ ,‬عن جُوَ يبر‪ ,‬عن الضحاك‪,‬‬
‫قوله‪ :‬يا جِبمالُ َأ ّوبِمي َم َعهُ سبّحي معه‪.‬‬
‫ط ْيرَ وف مي ن صب الط ير وجهان‪ :‬أحده ما عل مى ما قاله ا بن ز يد من أن الط ير‬
‫وقوله‪ :‬وال ّ‬
‫نُوديت كما نوديت المجبمال‪ ,‬فتكون منصوبة من أجل أنها معطوفة علمى مرفوع‪ ,‬بمما ل‬
‫يح سن إعادة راف عه عل ميه‪ ,‬ف ميكون كال ممصدر عن جه ته‪ .‬والَ خر‪ :‬ف عل ضم ير متروك‬
‫استغنمي بدللة الكلم علميه‪ ,‬فميكون معنى الكلم‪ :‬فقلنا‪ :‬يا جبمال أوّبمي معه‪ ,‬وسخرنا له‬
‫الطير‪ .‬وإن رفع ردّا علمى ما فمي قوله «سبحي» من ذكر المجبمال كان جائزا‪ .‬وقد يجوز‬
‫رفمع الطيمر وهمو معطوف علممى الممجبمال‪ ,‬وإن لممم يحسمن نداؤهما بممالذي نُوديمت بمه‬
‫المجبمال‪ ,‬فميكون ذلك كما قال الشاعر‪:‬‬
‫طرِيقِ‬
‫خمَرَ ال ّ‬
‫ع ْمرُو والضّحاكَ سِيرَافَ َقدْ جا َو ْزتُممَا َ‬
‫أل يا َ‬
‫وقوله‪ :‬وأَلنّا لَ ُه المحَدِيدَ ذكر أن المحديد كان فمي يده كالطين الممبلول يصرّفه فمي يده‬
‫كيف يشاء بغير إدخال نار‪ ,‬ول ضرب بحديد‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫حدِيدَ سخّر ال‬
‫‪21925‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وأَلنّا لَ ُه الم َ‬
‫له المحديد بغير نار‪.‬‬
‫‪ 21926‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن عثمة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد بن بشير‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬فمي‬
‫حدِيدَ كان يسوّيها بميده‪ ,‬ول يدخملها نارا‪ ,‬ول يضربها بحديدة‪.‬‬
‫قوله‪ :‬وأَلنّا لَ ُه الم َ‬
‫ل سابِغاتٍ يقول‪ :‬وعهد نا إل ميه أن اع مل سابغات‪ ,‬و هي التوا مّ الكوا مل من‬
‫عمَ ْ‬
‫وقوله‪ :‬أ نِ ا ْ‬
‫الدروع‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك‪ ,‬قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ل سابِغاتٍ دروع‪,‬‬
‫عمَ ْ‬
‫‪ 21927‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة أ نِ ا ْ‬
‫وكان أوّل من صنعها داود‪ ,‬إنمما كان قبل ذلك صفمائح‪.‬‬
‫عمَلْ‬
‫‪ 21928‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬أ نِ ا ْ‬
‫سابِغاتٍ قال‪ :‬السابغات‪ :‬دروع المحديد‪.‬‬
‫السم ْردِ اختلف أهمل التأويممل فممي السمرد‪ ,‬فقال بعضهمم‪ :‬السمرد‪ :‬همو‬
‫وقوله‪َ :‬و َق ّدرْ فِممي ّ‬
‫مسمار حلق الدرع‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫سرْدِ قال‪:‬‬
‫‪ 21929‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو َقدّرْ فِ مي ال ّ‬
‫كان يجعلهما بغيمر نار‪ ,‬ول يقرعهما بحديمد‪ ,‬ثمم يسمردها‪ .‬والسمرد‪ :‬المممسامير التممي فممي‬
‫المحَلَق‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هو المحلق بعينها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21930‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪َ :‬و َقدّرْ فِمي‬
‫السّ ْردِ قال‪ :‬السرد‪ :‬حلقه أي قدّر تلك المحلق‪ .‬قال‪ :‬وقال الشاعر‪:‬‬
‫س ْردَها وأذَاَلهَا‬
‫سدّي َ‬
‫الم ُم َ‬
‫قال‪ :‬يقول‪ :‬وسعها‪ ,‬وأجاد حلقها()‪.‬‬
‫‪21931‬م حدثنا ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬عن‬
‫س ْردِ يعنمي بمالسرد‪ :‬ثقب الدروع فميسد قتميرها‪.‬‬
‫أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس َو َق ّدرْ فِمي ال ّ‬
‫وقال بعمض أهمل العلممم بكلم العرب‪ :‬يقال درع مسمرودة‪ :‬إذا كانمت مسممورة الممحلق‬
‫واستشهد لقميمله ذلك بقول الشاعر‪:‬‬
‫صنَعُ السّوَابِغَ ُتبّ ُع‬
‫ن قَضَاهُمادَا ُودُ أ ْو َ‬
‫وَعَلَم ْيهِما َمسْرُودَتا ِ‬
‫س ْردِ لن ها كا نت قبلُ صفمائح‪ .‬ذ كر من قال‬
‫وق ميمل‪ :‬إن مما قال ال لداود‪َ :‬وقَ ّدرْ فِ مي ال ّ‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 21932‬م حدث نا ن صر بن عل ميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أب مي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا خالد بن ق ميس‪ ,‬عن قتادة‬
‫س ْردِ قال‪ :‬كانت صفمائح‪ ,‬فأمر أن يسردها حلقا‪.‬‬
‫َو َق ّدرْ فِمي ال ّ‬
‫س ْردِ‪ :‬وقدّر الممسامير ف مي حلق الدروع حت مى يكون ب ممقدار‬
‫وع نى بقوله َوقَ ّدرْ فِ مي ال ّ‬
‫ل تغلظ الممسمار‪ ,‬وتضيق المحلقة‪ ,‬فتفصم المحلقة‪ ,‬ول توسع المحلقة‪ ,‬وتصغر الممسامير‬
‫وتدقها‪ ,‬فتسلس فمي المحلقة‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 21933‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫س ْردِ قال‪ :‬قدّر ال ممسامير وال محلق‪ ,‬ل تد قّ ال ممسامير‬
‫م مجاهد‪ ,‬ف مي قوله‪َ :‬وقَ ّدرْ فِ مي ال ّ‬
‫فتسلس‪ ,‬ول تمجلها‪ .‬قال ممحمد بن عمرو‪ ,‬وقال المحارث‪ :‬فتفصم‪.‬‬
‫جرَ يج‪ ,‬عن م مجاهد‪ ,‬ف مي قوله‪:‬‬
‫حدثن مي عل ميّ بن سهل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا حجاج‪ ,‬عن ا بن ُ‬
‫س ْردِ قال‪ :‬ل ت صغر ال ممسمار‪ ,‬وتع ظم ال محلقة فت سلس‪ ,‬ول تع ظم ال ممسمار‬
‫َو َق ّدرْ فِ مي ال ّ‬
‫وتصغر المحلقة فميفصم الممسمار‪.‬‬
‫‪ 21934‬م حدثن مي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عي مينة‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أب مي‪ ,‬عن ال محكم‪ ,‬ف مي‬
‫س ْردِ قال‪ :‬ل تغلظ الممسمار فميفصم المحلقة‪ ,‬ول تدقه فميقلق‪.‬‬
‫قوله‪َ :‬وقَ ّدرْ فِمي ال ّ‬
‫عمَلُوا صَالِمحا يقول تعال مى ذكره‪ :‬واع مل يا داود أ نت وآلك بطا عة ال إنّ مي‬
‫وقوله‪ :‬وا ْ‬
‫ب ممَا َت ْعمَلُو نَ بَ صِيرٌ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬إن مي ب مما تع مل أ نت وأتب ماعك ذو ب صر ل يخف مى‬
‫علميّ منه شيء‪ ,‬وأنا ممجازيك وإياهم علمى جميع ذلك‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ش ْهرٌ وَأَ سَ ْلنَا َل هُ‬
‫ش ْهرٌ َورَوَاحُهَا َ‬
‫غ ُدوّهَا َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬وَلِ سَُل ْيمَانَ الرّي حَ ُ‬
‫عذَا بِ‬
‫ن َأمْ ِرنَا ُنذِقْ هُ ِم نْ َ‬
‫ن مَن َي ْعمَلُ َبيْ نَ َي َديْ هِ ِبِإذْ نِ َربّ هِ َومَن َيزِ غْ ِم ْنهُ مْ عَ ْ‬
‫جّ‬‫عيْ نَ ا ْل ِقطْرِ َومِ نَ ا ْل ِ‬
‫َ‬
‫سعِيرِ }‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫م فقرأتمه عاممة قرّاء المصمار‬
‫ملَميْممانَ الرّيح َ‬
‫اختلفمت القرّاء فممي قراءة قوله‪ :‬وَلِس ُ‬
‫ن الرّي حَ بنصب الريح‪ ,‬بممعنى‪ :‬ولقد آتمينا داود منا فضلً‪ ,‬وسخرنا لسلميممان‬
‫وَلِ سُلَميْمما َ‬
‫الريحَ‪ .‬وقرأ ذلك عاصم‪« :‬وَِلسُلَميْممانَ الرّيحُ» رفعا بحرف الصفة‪ ,‬إذ لمم يظهر الناصب‪.‬‬
‫والصواب من القراءة فمي ذلك عندنا النصب لجماع المحجة من القرّاء علميه‪.‬‬
‫ش ْهرٌ يقول تعالمى ذكره‪ :‬وسخرنا لسلميممان الريح‪ ,‬غدوّها إلمى انتصاف‬
‫غدُوّها َ‬
‫وقوله‪ُ :‬‬
‫النهار مسيرة شهر‪ ,‬ورواحها من انتصاف النهار إلمى اللميمل مسيرة شهر‪ .‬وبنمحو الذي‬
‫قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪21935‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَلِسُلَميْممانَ الرّيحَ‬
‫ش ْهرٌ قال‪ :‬تغدو مسيرة شهر‪ ,‬وتروح مسيرة شهر‪ ,‬قال‪ :‬مسيرة شهرين‬
‫حهَا َ‬
‫شهْرٌ َورَوَا ُ‬
‫غدُوّها َ‬
‫ُ‬
‫فمي يوم‪.‬‬
‫‪ 21936‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلممة‪ ,‬عن ابن إسحاق‪ ,‬عن بعض أهل العلمم‪ ,‬عن‬
‫ش ْهرٌ قال‪ :‬ذكمر لممي أن منزلً‬
‫ش ْهرٌ َورَوَاحُهما َ‬
‫غدُوّهما َ‬
‫ن الرّيحَم ُ‬
‫مَميْمما َ‬
‫وهمب بمن منبمه‪ :‬وَلِسُل‬
‫بناح ية دجلة مكتوب ف ميه كتاب كت به ب عض صحابة سلميممان‪ ,‬إ ما من ال مجنّ‪ ,‬وإ ما من‬
‫النس‪ :‬نمحن نزلناه وما بنميناه‪ ,‬ومبنميا وجدناه‪ ,‬غدونا من إصطخر فقِلناه‪ ,‬ونمحن رائحون‬
‫منه إن شاء ال فبمائتون بمالشام‪.‬‬
‫‪ 21937‬م حدثنا يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وَلِ سُلَميْممانَ‬
‫شهْرٌ قال‪ :‬كان له مركب من خشب‪ ,‬وكان فميه ألف ركن‪ ,‬فمي‬
‫ش ْهرٌ َورَوَاحُها َ‬
‫غدُوّها َ‬
‫الرّي حَ ُ‬
‫كل ركن ألف بميت تركب فميه المجنّ والنس‪ ,‬تمحت كل ركن ألف شيطان‪ ,‬يرفعون ذلك‬
‫الممركب هم والعصار فإذا ارتفع أتت الريح ُرخَاء‪ ,‬فسارت به‪ ,‬وساروا معه‪ ,‬يقميمل عند‬
‫قوم ب مينه وب مينهم ش هر‪ ,‬وي ممسي ع ند قوم ب مينه وب مينهم ش هر‪ ,‬ول يدري القوم إل و قد‬
‫أظلهم معه المجيوش والمجنود‪.‬‬
‫‪ 21938‬م حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عامر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا قرة‪ ,‬عن المحسن‪ ,‬ف مي قوله‬
‫ش ْهرٌ قال‪ :‬كان يغدو فمميقميمل فممي إصمطخر‪ ,‬ثمم يروح منهما‪,‬‬
‫شهْرٌ َورَوَاحُهما َ‬
‫غدُوّهما َ‬
‫ُ‬
‫فميكون رواحها بكابل‪.‬‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حماد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا قرة‪ ,‬عن المحسن بممثله‪.‬‬
‫طرِ يقول‪ :‬وأذب نا له ع ين الن محاس‪ ,‬وأجرينا ها له‪ .‬وبن محو الذي‬
‫ن ال ِق ْ‬
‫عيْ َ‬
‫وقوله‪ :‬وأ سَلْنا لَ هُ َ‬
‫قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫طرِ عين‬
‫ع ْينَ ال ِق ْ‬
‫‪21939‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وأسَلْنا لَ هُ َ‬
‫النمحاس‪ ,‬كانت بأرض الميممن‪ ,‬وإنمما ينتفع الميوم بمما أخرج ال لسلميممان‪.‬‬
‫‪ 21940‬م حدثن مي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وأ سَلْنا لَ هُ‬
‫طرِ قال‪ :‬الصمّفر سمال كمما يسميمل الممماء‪ ,‬يعممل به كمما كان يعممل العجيمن فممي‬
‫عيْنَم ال ِق ْ‬
‫َ‬
‫اللمين‪.‬‬
‫‪ 21941‬م حدثنمي علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن علميّ‪ ,‬عن ابن‬
‫طرِ يقول‪ :‬النمحاس‪.‬‬
‫ع ْينَ ال ِق ْ‬
‫عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬وأسَلْنا لَهُ َ‬
‫حدثن مي م محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي أب مي‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي أب مي‪ ,‬عن‬
‫ن ال ِقطْ ِر يعنمي‪ :‬عين النمحاس أسيملت‪.‬‬
‫عيْ َ‬
‫أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله وأسَلْنا َلهُ َ‬
‫ن َربّ ِه يقول تعال مى ذكره‪ :‬و من ال مجنّ من‬
‫ن َي َديْ ِه بإذْ ِ‬
‫ن َي ْعمَلُ بَ مي َ‬
‫ن مَ ْ‬
‫ن ال مجِ ّ‬
‫وقوله‪َ :‬و ِم َ‬
‫يطيعه‪ ,‬ويأتممر بأمره‪ ,‬وينتهي لنهيه‪ ,‬فميعمل بمين يديه ما يأمره طاعة له بإذن ربه يقول‪:‬‬
‫ن َيزِ غْ ِم ْنهُ مْ عَ نْ أ ْمرِنا يقول‪ :‬ومن يزُل ويعدل من المجنّ‬
‫بأمر ال بذلك‪ ,‬وتسخيره إياه له َو َم ْ‬
‫سعِيرِ فِمي الَخرة‪ ,‬وذلك عذاب‬
‫عذَابِ ال ّ‬
‫عن أمرنا الذي أمرناه من طاعة سلميممان ُن ِذقْهُ ِمنْ َ‬
‫نار جهنمم المموقدة‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن َيزِغْ ِم ْنهُمْ عَنْ‬
‫‪21942‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬و َم ْ‬
‫سعِيرِ‪.‬‬
‫عذَابِ ال ّ‬
‫أ ْمرِنا أي يعدل منهم عن أمرنا عما أمره به سلميممان ُن ِذقْهُ ِمنْ َ‬

‫‪13‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫َانم‬
‫ِيبم َو َتمَاثِيلَ َوجِف ٍ‬
‫َهم م َا َيشَآءُ م ِن ّمحَار َ‬
‫ُونم ل ُ‬
‫القول فممي تأويممل قوله تعالممى‪َ { :‬ي ْعمَل َ‬
‫شكُورُ }‪.‬‬
‫عبَا ِديَ ال ّ‬
‫شكْرا َوقَلِيلٌ مّنْ ِ‬
‫ل دَاوُو َد ُ‬
‫عمَلُوَاْ آ َ‬
‫كَا ْلجَوَابِ َو ُقدُورٍ رّاسِيَاتٍ ا ْ‬
‫ن لسملميممان مما يشاء ممن مممحاريب‪ ,‬وهمي جممع‬
‫يعنممي تعالممى ذكره‪ :‬يعممل الممج ّ‬
‫ممحراب‪ ,‬والمممحراب‪ :‬مقدّم كل مسجد وبميت ومصلّمى ومنه قول عديّ بن زيد‪:‬‬
‫س َتنِميرُ‬
‫ض زَ ْهرُهُ ُم ْ‬
‫ض فمي الرّوْ ِ‬
‫َك ُدمَى العاجِ فِمي الممَمحارِيبِ أ ْو كا ْلبَمي ِ‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21943‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ن مَمحَارِيبَ قال‪ :‬بنميان دون القصور‪.‬‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬ما يَشاءُ مِ ْ‬
‫‪ 21944‬م حدثنا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َي ْعمَلُو نَ َل ُه ما يَشاءُ مِ نْ‬
‫مَمحَارِيبَ وقصور ومساجد‪.‬‬
‫ن لَهُ ما‬
‫‪21945‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪َ :‬ي ْعمَلُو َ‬
‫ن مَمحَارِيبَ قال‪ :‬المممحاريب‪ :‬الممساكن‪ .‬وقرأ قول ال‪ :‬فَنا َدتْهُ الممَلئكَةُ وَهُ َو قائمٌ‬
‫يَشاءُ مِ ْ‬
‫ُيصَلّمي فِمي المممحْرابِ‪.‬‬
‫‪ 21946‬م حدثن مي عمرو بن ع بد ال محميد الَمل مي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مروان بن معاو ية‪ ,‬عن‬
‫ن مَمحَارِيبَ قال‪ :‬المممحاريب‪ :‬الممساجد‪.‬‬
‫جُوَيبر‪ ,‬عن الضحاك‪َ :‬ي ْعمَلُونَ َلهُ ما يَشا ُء مِ ْ‬
‫وقوله‪ :‬وتَمماثِميملَ يعنمي أنهم يعملون له تمماثميمل من نمحاس وزجاج‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 21947‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ل قال‪ :‬من نمحاس‪.‬‬
‫ممجاهد وتَمماثِميم َ‬
‫‪ 21948‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة وتَ مماثِميملَ قال‪ :‬من‬
‫شبَه‪.‬‬
‫زجاج و َ‬
‫‪ 21949‬م حدثنا عمرو بن عبد المحميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مروان‪ ,‬عن جُوَيبر‪ ,‬عن الضحاك فمي‬
‫قول ال وتَمماثِميملَ قال‪ :‬الصور‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬وجِفمانٍ كالمجَوَابِ يقول‪ :‬وينمحتون له ما يشاء من جفمان كالمجواب وهي جمع‬
‫جبَ مي ف ميه ال مماء‪ ,‬ك ما قال الع شى مي ممون بن‬
‫جاب مية‪ ,‬وال مجابمية‪ :‬ال محوض الذي ُي ْ‬
‫قَميس‪:‬‬
‫خ ال ِعرَاقِميّ تَ ْف َهقُ‬
‫شيْ ِ‬
‫ح علمى نادِي الممُمحَّلقِ جَ ْف َن ٌةكَجابِميَةِ ال ّ‬
‫َترُو ُ‬
‫وكما قال الَخر‪:‬‬
‫ت جابِميَ ًة صُهارِجاكأنّها جِ ْلدُ السّماءِ خارِجا‬
‫صبّحْ ُ‬
‫َف َ‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21950‬م حدثنمي علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن علميّ‪ ,‬عن ابن‬
‫ب يقول‪ :‬كالمجوبة من الرض‪.‬‬
‫ن كالمجَوَا ِ‬
‫عبماس‪ ,‬قوله‪َ :‬وجِفما ٍ‬
‫حدثن مي م محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي أب مي‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي أب مي‪ ,‬عن‬
‫ن كالمجَوَابِ يعنمي بمالمجواب‪ :‬المحياض‪.‬‬
‫أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله َوجِفما ٍ‬
‫‪ 21951‬م وحدثنمي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علمية‪ ,‬عن أبمي رجاء‪ ,‬عن المحسن َوجِفمانٍ‬
‫كالمجَوَابِ قال‪ :‬كالمحياض‪.‬‬
‫‪ 21952‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ن كالمجَوَابِ قال‪ :‬حياض البل‪.‬‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪َ :‬وجِفما ٍ‬
‫ب قال‪:‬‬
‫ن كالمجَوَا ِ‬
‫‪ 21953‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َوجِفما ٍ‬
‫جفمان كجوبة الرض من العظم‪ ,‬والمجوبة من الرض‪ :‬يستنقع فميها المماء‪.‬‬
‫‪ 21954‬م حُدثت عن المحسين بن الفرج‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبما معاذ‪ ,‬يقول‪ :‬أخبرنا عبميد‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ب كالمحياض‪.‬‬
‫ن كالمجَوَا ِ‬
‫سمعت الضحاك يقول فمي قوله‪َ :‬وجِفما ٍ‬
‫حدث نا عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مروان بن معاو ية‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا جو يبر‪ ,‬عن الضحاك‪َ :‬وجِف مانٍ‬
‫كالمجَوَابِ قال‪ :‬كحياض البل من العظم‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬و ُقدُورٍ رَاسِياتٍ يقول‪ :‬وقدور ثابتات ل يحركن عن أماكنهنّ‪ ,‬ول تمحوّل لعظمهنّ‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21955‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ت قال‪ :‬عظام‪.‬‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪َ :‬و ُقدُورٍ رَاسِيا ٍ‬
‫‪21956‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو ُقدُورٍ رَاسِياتٍ قال‪ :‬عِظام‬
‫ثابتات الرض ل يزُلن عن أمكنتهن‪.‬‬
‫‪ 21957‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪َ :‬و ُقدُورٍ‬
‫رَا سِياتٍ قال‪ :‬مثال المجبمال من عِظمها‪ ,‬يعمل فميها الطعام من الكبر والعظم‪ ,‬ل تمحرّك‪,‬‬
‫ول تنقل‪ ,‬كما قال للمجبمال‪ :‬راسيات‪.‬‬
‫شكْرا يقول تعالممى ذكره‪ :‬وقلنما لهمم اعملوا بطاعمة ال يما آل داود‬
‫ل دَا ُو َد ُ‬
‫عمَلُوا آ َ‬
‫وقوله‪ :‬ا ْ‬
‫شكرا له علمى ما أنعم علميكم من النعم التمي خَ صّكم بها عن سائر خملقه مع الشكر له‬
‫عل مى سائر نع مه الت مي عم كم ب ها مع سائر خ ملقه و ُترِك ذ كر‪ :‬وقل نا ل هم‪ ,‬اكتف ماء بدللة‬
‫ل دَا ُودَ لن معنى قوله‬
‫عمَلُوا آ َ‬
‫شكْرا مصدرا من قوله ا ْ‬
‫الكلم علمى ما ترك منه‪ ,‬وأخرج قوله ُ‬
‫عمَلُوا اشكروا ربكم بطاعتكم إياه‪ ,‬وأن العمل بمالذي رضي ال‪ ,‬ل شكر‪ .‬وبنمحو الذي قلنا‬
‫اْ‬
‫فمي ذلك‪ ,‬قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21958‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا موسى بن عبمادة‪ ,‬عن‬
‫شكْرا قال‪ :‬الشكر‪ :‬تقوى ال‪ ,‬والعمل بطاعته‪.‬‬
‫ل دَا ُو َد ُ‬
‫عمَلُوا آ َ‬
‫ممحمد بن كعب‪ ,‬قوله‪ :‬ا ْ‬
‫حيْوَة‪ ,‬عن‬
‫‪ 21959‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ :‬أخبرن مي َ‬
‫شكْرا وأف ضل‬
‫عمَلُوا آلَ دَا ُودَ ُ‬
‫زُهْرة بن مع بد‪ ,‬أ نه سمع أب ما ع بد الرح من ال محبلمي يقول‪ :‬ا ْ‬
‫الشكر‪ :‬المحمد‪.‬‬
‫شكْرا قال‪:‬‬
‫ل دَا ُو َد ُ‬
‫عمَلُوا آ َ‬
‫‪ 21960‬م قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله ا ْ‬
‫أعطاكم وعلممكم وسخر لكم ما لمم يسخر لغيركم‪ ,‬وعلّممكم منطق الطير‪ ,‬اشكروا له يا آل‬
‫داود‪ ,‬قال‪ :‬المحمد طرف من الشكر‪.‬‬
‫شكُورُ يقول تعالممى ذكره‪ :‬وقلمميمل ممن عبممادي‬
‫م عِبمما ِديَ ال ّ‬
‫ل مِن ْ‬
‫وقوله‪َ :‬وقَلِمميم ٌ‬
‫الممخملصو توحيدي‪ ,‬والممفردو طاعتمي وشكري علمى نعمتمي علميهم‪ .‬وبنمحو الذي‬
‫قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21961‬م حدثنمي علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن علميّ‪ ,‬عن ابن‬
‫شكُورُ يقول‪ :‬قلمميمل ممن عبممادي الممموحّدون‬
‫عبمماس‪ ,‬قوله‪َ :‬وقَلِمميملٌ مِن ْم عِبمما ِديَ ال ّ‬
‫توحيدهم‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ت مَا دَّلهُ مْ عََلىَ‬
‫ضيْنَا عََليْ ِه ا ْلمَوْ َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬فَلَمّا قَ َ‬
‫ن ا ْل َغيْبَ مَا َل ِبثُواْ فِي‬
‫جنّ أَن ّلوْ كَانُو ْا َيعَْلمُو َ‬
‫خرّ َت َب ّينَتِ ا ْل ِ‬
‫سَأتَ ُه فَلَمّا َ‬
‫مَ ْوتِ ِه ِإلّ دَابّ ُة الرْضِ َت ْأكُلُ مِن َ‬
‫ا ْل َعذَابِ ا ْل ُمهِينِ }‪.‬‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬فل مما أمضي نا قضاء نا عل مى سلميممان ب مالمموت فمات ما دَّلهُ مْ‬
‫ل دَابّ ُة الرْ ضِ وهي الَرَضَة‬
‫عَلمى مَ ْو ِت هِ يقول‪ :‬لمم يدلّ ال مجنّ علمى موت سلميممان إ ّ‬
‫ل ِمنْ سَأتَهُ‪.‬‬
‫وق عت ف مي ع صاه‪ ,‬الت مي كان متكئا عل ميها فأكلت ها‪ ,‬فذلك قول ال عزّ وجلّ َت ْأكُ ُ‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21962‬م حدثنمي ابن الممثنى وعلميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن‬
‫ل َرضَة تأكل عصاه‪.‬‬
‫ل ِمنْسَأتَهُ يقول‪ :‬ا َ‬
‫علميّ‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬إلّ دَاّبةُ الرْضِ َت ْأكُ ُ‬
‫حدثن مي م محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي أب مي‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي أب مي‪ ,‬عن‬
‫أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله َت ْأكُلُ ِمنْسأَتَ ُه قال‪ :‬عصاه‪.‬‬
‫‪ 21963‬م حدثنمي ممحمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ل َرضَة َت ْأكُلُ ِمنْسَأتَ ُه قال‪ :‬عصاه‪.‬‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬إلّ دَابّ ُة الرْضِ قال‪ :‬ا َ‬
‫حدثن مي م محمد بن عمارة‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد ال بن مو سى‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا إ سرائيمل‪ ,‬عن‬
‫أبمي يحيى‪ ,‬عن ممجاهد ت ْأكُلُ ِمنْسَأتَهُ قال‪ :‬عصاه‪.‬‬
‫‪ 21964‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن عثمة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد بن بشير‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬فمي‬
‫قوله‪َ :‬ت ْأكُلُ ِمنْسَأتَهُ أكلت عصاه حتمى خرّ‪.‬‬
‫‪ 21965‬م حدث نا مو سى بن هارون‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ سبماط‪ ,‬عن ال سديّ‪:‬‬
‫الممنسأة‪ :‬العصا بلسان المحبشة‪.‬‬
‫‪21966‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ :‬الممنسأة‪ :‬العصا‪.‬‬
‫واختل فت القرّاء ف مي قراءة قوله‪ِ :‬منْ سأتَ ُه فقرأ ذلك عا مة قرّاء أ هل ال ممدينة وب عض أ هل‬
‫ل لقارىء ذلك كذلك ممن أهمل البصمرة أن‬
‫البصمرة‪ِ « :‬منْسماتَهُ» غيمر مهموزة وزعمم ممن اعت ّ‬
‫الممنِساة‪ :‬العصا‪ ,‬وأن أصلها من نسأت بها الغنمم‪ ,‬قال‪ :‬وهي من الهمز الذي تركته العرب‪,‬‬
‫كمما تركوا هممز النبمميّ والبريمة والممخابمية‪ ,‬وأنشمد لترك الهممز فممي ذلك بمميتا لبعمض‬
‫الشعراء‪:‬‬
‫ك الّلهْوُ وال َغزَلُ‬
‫ع ْن َ‬
‫عدَ َ‬
‫ن َه َرمٍفَ َقدْ تَبما َ‬
‫إذَا َدبَبتَ عَلمى الممِنسا ِة مِ ْ‬
‫سيّ‪ ,‬أ نه سأل عن ها أب ما عمرو‪ ,‬فقال‪ِ « :‬منْ ساتَهُ» بغ ير‬
‫وذ كر الفراء عن أب مي جع فر الرّوَا ِ‬
‫همز‪.‬‬
‫وقرأ ذلك عا مة قرّاء الكو فة‪ِ :‬منْ سأتَهُ بممالهمز‪ ,‬وكأنهمم وجهوا ذلك إلممى أن ها مِ ْفعَلة‪ ,‬من‬
‫ن سأت البع ير‪ :‬إذا زجر ته ل ميزداد سيره‪ ,‬ك ما يقال‪ :‬ن سأت الل بن‪ :‬إذا صببت عل ميه ال مماء‪,‬‬
‫وهو النّسيء‪ .‬وكما يقال‪ :‬نسأ ال فمي أجلك أي أدام ال فمي أيام حياتك‪.‬‬
‫ل واحدة منه ما عل مماء من القرّاء ب ممعنى وا حد‪,‬‬
‫قال أ بو جع فر‪ :‬وه ما قراءتان قد قرأ بك ّ‬
‫فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب‪ ,‬وأن كنت أختار الهمز فميها لنه الصل‪.‬‬
‫خرّ َتبَ م ّينَتِ ال مجِنّ يقول عزّ وجلّ‪ :‬فل مما خرّ سلميممان ساقطا ب مانكسار‬
‫وقوله‪ :‬فَلَ ممّا َ‬
‫ب الذي يدّعون علممه ما َل ِبثُوا فِمي ال َعذَابِ‬
‫ن لو كانوا يعلممون ال َغيْ َ‬
‫منسأته تبميّنت المجنّ أ ْ‬
‫ل بعمد موت سملميممان‪ ,‬وهمم يحسمبون أن سملميممان حيمّ‪.‬‬
‫ل كام ً‬
‫المم ُمهِينِ المممذلّ حو ً‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21967‬م حدث نا أح مد بن من صور‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مو سى بن م سعود أ بو حذي فة‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا‬
‫جبَ مير‪ ,‬عن ا بن عب ماس‪ ,‬عن‬
‫إبراهي مم بن طهمان‪ ,‬عن عطاء بن ال سائب‪ ,‬عن سعيد بن ُ‬
‫جرَةً نا ِبتَةً‬
‫شَ‬‫ي اللّ ِه إذَا صَلّمى رأَى َ‬
‫ن َنبِ م ّ‬
‫النب ميّ صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬كا نَ سُلَميْمما ُ‬
‫شيْءٍ أنْ تِ؟ فإ نْ كانَ تْ ُت ْغرَ سُ‬
‫ل لَهَا‪ :‬ما اس ُمكِ؟ َفتَقُولُ‪َ :‬كذَا‪ ,‬فَميَقُولُ‪ :‬لَ يّ َ‬
‫ب مينَ َي َديْ هِ‪ ,‬فَميَقُو ُ‬
‫ن َي َديْ هِ‪,‬‬
‫جرَ ًة بمي َ‬
‫شَ‬‫ت يَوْ مٍ‪ ,‬إ ْذ رأى َ‬
‫ن كانَ تْ ِلدَوَا ٍء ُك ِتبَ تْ‪َ ,‬فبَميْنَمما هُ َو يُ صَلّمي ذَا َ‬
‫غرِ سَتْ‪ ,‬وَإ ْ‬
‫ُ‬
‫ب َهذَا البَميْتِ‪ ,‬فَقالَ‬
‫شيْءٍ أنْتِ؟ قالَتْ‪ :‬لمخَرَا ِ‬
‫ليّ َ‬
‫فَقالَ َلهَا‪ :‬ما اس ُمكِ؟ قالَتْ‪ :‬المخَرّوب‪ ,‬قالَ‪َ :‬‬
‫ن ل َيعْلَ ممُونَ‬
‫ن ال مجِ ّ‬
‫ن مَ ْوتِ مي حت مى َيعْلَ ممَ النْ سُ أ ّ‬
‫سُلَميْممانُ‪ :‬الّلهُ مّ عَ مّ عل مى ال مجِ ّ‬
‫َسمَقطَ‪,‬‬
‫ن َت ْعمَلُ‪ ,‬فأكَلَتْهما ال َرضَةُ‪ ,‬ف َ‬
‫ل َميّتما‪ ,‬والممجِ ّ‬
‫حتَها عَصما َفتَ َو ّكأَعَلَمميْها حَ ْو ً‬
‫ال َغيْبمَ‪َ ,‬فنَمم َ‬
‫ح ْولً فِ مي ال َعذَا بِ ال م ُمهِينِ»‬
‫ن ال َغيْ بَ ما َل ِبثُوا َ‬
‫ن لَ ْو كانُوا َيعْلَ ممُو َ‬
‫َفتَبَ م ّينَتِ النْ سُ أ نّ ال مجِ ّ‬
‫قال‪ :‬وكان ابمن عبمماس يقرؤهما كذلك‪ ,‬قال‪ :‬فشكرت الممجنّ للرضمة‪ ,‬فكانمت تأتمميها‬
‫بمالمماء‪.‬‬
‫‪ 21968‬م حدثنا موسى بن هارون‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أسبماط‪ ,‬عن السديّ‪ ,‬فمي‬
‫خبر ذكره عن أبمي مالك‪ ,‬وعن أبمي صالمح‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬وعن ُمرّة الهمْدانميّ‪ ,‬عن‬
‫ا بن م سعود‪ ,‬و عن أناس من أ صحاب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪ :‬كان سلميممان‬
‫ل من ذلك وأك ثر‪,‬‬
‫يت مجرّد ف مي ب ميت ال ممقدس ال سنة وال سنتمين‪ ,‬والش هر والشهر ين‪ ,‬وأق ّ‬
‫َيدْخ مل طعا مه وشرا به‪ ,‬فدخ مله ف مي ال ممرّة الت مي مات ف ميها‪ ,‬وذلك أ نه ل مم ي كن يوم‬
‫يُصمبح فمميه‪ ,‬إل تنبمت فمميه شجرة‪ ,‬فمميسألها مما اسممك‪ ,‬فتقول الشجرة‪ :‬اسممي كذا وكذا‪,‬‬
‫ف ميقول ل ها‪ :‬ل يّ ش يء نب تّ؟ فتقول‪ :‬نب تّ لكذا وكذا‪ ,‬ف ميأمر ب ها فتق طع‪ ,‬فإن كا نت نب تت‬
‫لغرس غرسمها‪ ,‬وإن كانمت نبتمت لدواء‪ ,‬قالت‪ :‬نبتّم دواء لكذا وكذا‪ ,‬فمميجعلها كذلك‪ ,‬حتممى‬
‫نبتت شجرة يقال لها المخرّوبة‪ ,‬فسألها‪ :‬ما اسمك؟ فقالت له‪ :‬أنا المخرّوبة‪ ,‬فقال‪ :‬ل يّ شيء‬
‫نبتمّ؟ قالت‪ :‬ل مخراب هذا المممسجد قال سملميممان‪ :‬مما كان ال لمميخربه وأنما ح يّ‪ ,‬أنمت‬
‫الت مي عل مى وج هك هل كي وخراب ب ميت ال ممقدس‪ ,‬فنزع ها وغر سها ف مي حائط له‪ ,‬ثم‬
‫دخ مل ال مممحراب‪ ,‬فقام ي صلمي متكئا عل مى ع صاه‪ ,‬فمات ول تعل مم به الشياط ين ف مي‬
‫مجتممع حول‬
‫من تمم‬
‫مت الشياطيم‬
‫ميعاقبهم وكانم‬
‫مم يعملون له يخافون أن يخرج فمم‬
‫ذلك‪ ,‬وهم‬
‫ال مممحراب‪ ,‬وكان ال مممحراب له كُوًى ب مين يد يه وخ ملفه‪ ,‬وكان الشيطان الذي ير يد أن‬
‫يخملع يقول‪ :‬ألست جَلدا إن دخملتُ‪ ,‬فخرج تُ من المجانب الَخر فدخمل شيطان من أولئك‬
‫فمرّ‪ ,‬ول مم ي كن شيطان ين ظر إل مى سلميممان ف مي ال مممحراب إل احترق‪ ,‬فمرّ ول مم‬
‫يسمع صوت سلميممان علميه السلم‪ ,‬ثم رجع فلمم يسمع‪ ,‬ثم رجع فوقع فمي البميت فلمم‬
‫يحترق‪ ,‬ونظر إلمى سلميممان قد سقط فخرج فأخبر الناس أن سلميممان قد مات‪ ,‬ففتمحوا‬
‫عنه فأخرجوه ووجدوا منسأته‪ ,‬وهي العصا بلسان المحبشة‪ ,‬قد أكلتها الرضة‪ ,‬ولمم يعلمموا‬
‫م نذ كم مات‪ ,‬فوضعوا الر ضة عل مى الع صا‪ ,‬فأكلت من ها يو ما ول ميملة‪ ,‬ثم ح سبوا عل مى‬
‫ذلك النمحو‪ ,‬فوجدوه قد مات منذ سنة‪ .‬وهي فمي قراءة ابن مسعود‪« :‬فمكثوا يدأبون له من‬
‫ن كانوا يكذِبونهمم‪ ,‬ولو أنهمم علممموا‬
‫ل كاملً» فأيقمن الناس عنمد ذلك أن الممج ّ‬
‫بعمد موتمه حو ً‬
‫الغ يب لعل مموا ب مموت سلميممان‪ ,‬ول مم ي ملبثوا ف مي العذاب سنة يعملون له‪ ,‬وذلك قول‬
‫ن أ نْ َلوْ كانُوا‬
‫ال‪ :‬ما دَّلهُ مْ عَلمى َم ْوتِ ِه إلّ دَاّبةُ الرْ ضِ َت ْأكُلُ ِمنْسَأتَ ُه فَلَممّا خَ ّر َتبَم ّينَتِ المجِ ّ‬
‫َذابم المممُهِينِ يقول‪ :‬تبممين أمرهمم للناس أنهمم كانوا‬
‫ْبم مما َل ِبثُوا فِممي الع ِ‬
‫ن ال َغي َ‬
‫َيعْلَمممُو َ‬
‫يكذِبونهم‪ ,‬ثم إن الشياطين قالوا للرضة‪ :‬لو كنت تأكلمين الطعام أتميناك بأطيب الطعام‪ ,‬ولو‬
‫كنت تشربمين الشراب سقميناك أطيب الشراب‪ ,‬ولكنا سننقل إلميك المماء والطين‪ ,‬فمالذي‬
‫يكون فمي جوف المخشب‪ ,‬فهو ما تأتميها به الشياطين شكرا لها‪.‬‬
‫‪21969‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬كانت المجنّ تمخبر‬
‫النس أنهم كانوا يعلممون من الغيب أشياء‪ ,‬وأنهم يعلممون ما فمي غد‪ ,‬فمابتلوا بمموت‬
‫سلميممان‪ ,‬فمات‪ ,‬فل بث سنة عل مى ع صاه و هم ل يشعرون ب مموته‪ ,‬و هم م سخرون تلك‬
‫السمنة يعملون دائبممين فَلَمممّا َتبَممّينَتِ الْممجِنّ أن ْم لَ ْو كانُوا َيعْلَمممُونَ ال َغيْبَم مما َل ِبثُوا فِممي‬
‫ال َعذَابِ الم ُمهِينِ ولقد لبثوا يدأبون‪ ,‬ويعملون له حولً‪.‬‬
‫‪ 21970‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬ما دَّلهُ مْ‬
‫ْضم َت ْأكُلُ ِمنْسمَأتَ ُه قال‪ :‬قال سملميممان لممملك الممموت‪ :‬يما ملك‬
‫ل دَابّةُ الر ِ‬
‫ِهم إ ّ‬
‫عَلممى مَ ْوت ِ‬
‫المموت‪ ,‬إذا ُأ ِمرْتَ بمي فأعلممنمي قال‪ :‬فأتاه فقال‪ :‬يا سلميممان‪ ,‬قد أُمرت بك‪ ,‬قد بقميت‬
‫لك سُويعة‪ ,‬فد عا الشياط ين فبنوا عل ميه صرحا من قوار ير‪ ,‬ل ميس له ب ماب‪ ,‬فقام ي صلمي‪,‬‬
‫وات كأ عل مى عصماه قال‪ :‬فدخممل علمميه ملك الممموت فق بض رو حه و هو متكىء علممى‬
‫ع صاه ول مم ي صنع ذلك فرارا من ملك ال مموت‪ ,‬قال‪ :‬وال مجنّ تع مل ب مين يد يه‪ ,‬وينظرون‬
‫إلميه‪ ,‬يحسبون أنه ح يّ‪ ,‬قال‪ :‬فبعث ال دابة الرض‪ ,‬قال‪ :‬دابة تأكل العِيدان يقال لها القادح‪,‬‬
‫فدخملت فميها فأكلتها‪ ,‬حتمى إذا أكلت جوف العصا‪ ,‬ضعفت وثقل علميها‪ ,‬فخرّ ميتا‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ِهم إلّ دَاّبةُ‬
‫ُمم عَلممى َم ْوت ِ‬
‫ن ذلك‪ ,‬انفضوا وذهبوا‪ ,‬قال‪ :‬فذلك قوله‪ :‬مما دَّله ْ‬
‫فلممما رأت الممج ّ‬
‫الرْضِ َت ْأكُلُ ِمنْسَأتَهُ قال‪ :‬والممنسأة‪ :‬العصا‪.‬‬
‫‪ 21971‬م حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا جر ير‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬قال‪ :‬كان سلميممان بن داود‬
‫يصملمي‪ ,‬فمات وهمو قائم يصملمي والممجنّ يعملون ل يعلمممون بممموته‪ ,‬حتممى أكلت‬
‫الر ضة ع صاه‪ ,‬فخرّ‪ ,‬و«أن» ف مي قوله‪ :‬أن َلوْ كانُوا ف مي مو ضع ر فع بتب مين‪ ,‬لن مع نى‬
‫ن يعلممون الغيب‪ ,‬ما لبثوا فمي العذاب‬
‫الكلم‪ :‬فلمما خرّ تبمين وانكشف‪ ,‬أن لو كان المج ّ‬
‫الممهين‪.‬‬
‫وأ ما عل مى التأوي مل الذي تأوّله ا بن عب ماس من أن معناه‪ :‬تب مينت ال نس ال مجنّ‪ ,‬فإ نه‬
‫ينبغي أن يكون فمي موضع نصب بتكريرها علمى المجنّ‪ ,‬وكذلك يجب علمى هذه القراءة‬
‫ن منصموبة‪ ,‬غيمر أنممي ل أعلممم أحدا ممن قرّاء المصمار يقرأ ذلك بنصمب‬
‫أن تكون الممج ّ‬
‫المجنّ‪ ,‬ولو نصب كان فمي قوله َتبَم ّينَت ضمير من ذكر النس‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫شمَالٍ‬
‫ج ّنتَا نِ عَن َيمِي نٍ َو ِ‬
‫س َك ِنهِمْ آ َي ٌة َ‬
‫سبَإٍ فِي مَ ْ‬
‫ن لِ َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪َ{ :‬ل َقدْ كَا َ‬
‫غفُورٌ }‪.‬‬
‫طيّبَ ٌة َورَبّ َ‬
‫شكُرُو ْا لَ ُه بَ ْلدَ ٌة َ‬
‫كُلُو ْا مِن ّر ْزقِ َر ّبكُمْ وَا ْ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬لقد كان لولد سبإ فمي مسكنهم علمة بمينة‪ ,‬وحجة واضحة‪ ,‬علمى‬
‫أنه ل رب لهم إل الذي أنعم علميهم النعم التمي كانوا فميها‪ .‬وسبأ عن رسول ال اسم أبمي‬
‫الميممن‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪21972‬م حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن أبمي حيان الكلبمي‪ ,‬عن يحيى بن هانىء‪,‬‬
‫عمن عروة المممراديّ‪ ,‬عمن رجمل منهمم يقال له‪ :‬فروة بمن مسميك‪ ,‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يما رسمول ال‬
‫ل مِن‬
‫ن َرجُ ً‬
‫س َبإٍ ما كان؟ رجلً كان أو امرأة‪ ,‬أو جبلً‪ ,‬أو دوا بّ؟ فقال‪« :‬ل‪ ,‬كا َ‬
‫أخبرنمي عن َ‬
‫ستّةٌ‪َ ,‬وتَشاءَمَ أ ْر َبعَةٌ‪ ,‬فأمّا اّلذِينَ تَميَم ّمنُوا ِم ْنهُمْ ِف ِكنْدَةُ‪,‬‬
‫شرَةُ أوْلدٍ‪َ ,‬فتَميَممّنَ ِم ْنهُمْ ِ‬
‫عَ‬‫ال َعرَبِ وََلهُ َ‬
‫ِينم‬
‫جيْمملَةٌ‪ .‬وأمّا اّلذ َ‬
‫َمم َو ُب َ‬
‫خ ْثع ٌ‬
‫ِينم ِمنْهما َ‬
‫ح ْم َيرُ‪ ,‬وال ْزدُ‪ ,‬والشْ َع ِريّونمَ‪َ ,‬و َم ْذحِجمُ‪ ,‬وأنْمممَارُ اّلذ َ‬
‫وِ‬
‫غسّان»‪.‬‬
‫خمُ‪ ,‬وَ َ‬
‫جذَامُ‪ ,‬وَلم ْ‬
‫تَشا َءمُوا‪ :‬فَعامِلَةُ‪َ ,‬و ُ‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أُسامة‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي المحسن بن المحكَم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫س َبإٍ‬
‫ل ال أخبرنمي عن َ‬
‫سيْك ال ُقطَي ِعيّ‪ ,‬قال‪ :‬قال رجل‪ :‬يا رسو َ‬
‫سبْرة النمخَعيّ‪ ,‬عن فروة بن ُم َ‬
‫َ‬
‫ِنم الوَلَد‪,‬‬
‫شرَةً م َ‬
‫عَ‬‫ّهم َرجُلٌ وََلدَ َ‬
‫ْضم وَل امْرأةٍ‪ ,‬وََل ِكن ُ‬
‫مما همو؟ أرض أو امرأة؟ قال‪« :‬لَمميْسَ بأر ٍ‬
‫جذَا مُ‪ ,‬وَعامِلَةُ‪َ ,‬وغَ سّانُ وأمّا اّلذِي نَ‬
‫خمٌ‪َ ,‬و ُ‬
‫ستّةٌ‪َ ,‬وتَشاءَ مَ أ ْر َبعَةٌ‪ ,‬فأمّا اّلذِين تَشا َءمُوا‪ :‬فَلَم ْ‬
‫َفتَميامَنَ ِ‬
‫حمْيَر‪ ,‬وأنْ ممَارُ» فقال ر جل‪ :‬ما أن ممار؟‬
‫شعَ ِريّو نَ‪ ,‬وال ْزدُ‪َ ,‬و َمذْح جُ‪ ,‬و ِ‬
‫تَ ميا َمنُوا‪َ :‬ف ِك ْندَةُ‪ ,‬وال ْ‬
‫جيْملَةُ»‪.‬‬
‫خ ْثعَمُ وَب ِ‬
‫ن ِم ْن ُهمْ َ‬
‫قال‪« :‬اّلذِي َ‬
‫حدث نا أ بو ُكرَ يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ال َعنْقَز يّ‪ ,‬قال‪ :‬أخبرن مي أ سبماط بن ن صر‪ ,‬عن يح يى بن‬
‫هانىء ال ممراديّ‪ ,‬عن أب ميه‪ ,‬أو عن ع مه «أ سبماطٌ ش كّ» قال‪ :‬قدم فَرْوة بن مُ سَيك عل مى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬أخبرنمي عن سبإٍ‪ ,‬أجبلً كان أو أرضا؟‬
‫شرَةَ قَب مائِلَ»‪ ,‬ثم ذ كر‬
‫عَ‬‫ن ال َعرَ بِ وََلدَ َ‬
‫جبَلً وَل أرْ ضا‪ ,‬وَل ِكنّ ُه كان َرجُلً مِ َ‬
‫فقال‪« :‬ل مم يكُ نْ َ‬
‫نمحوه‪ ,‬إل أنه قال‪« :‬وأنممار الذين يقولون منهم بجيملة وخثعم»‪.‬‬
‫سمبَأ رجمل‪ ,‬كان‬
‫فإن كان الممر كمما رُوي عمن رسمول ال صملى ال عليمه وسملم‪ ,‬ممن أن َ‬
‫الجراء فميه وغير الجراء معتدلمين‪ .‬أما الجراء فعلمى أنه اسم رجل معروف‪ ,‬وأما ترك‬
‫الجراء فعلمى أنه اسم قبميملة أو أرض‪ .‬وقد قرأ بكل واحدة منهما علمماء من القرّاء‪.‬‬
‫واختل فت القرّاء ف مي قراءة قوله‪« :‬فِ مي مَ سا ِك ِن ِهمْ» فقرأ ته عا مة قرّاء ال ممدينة والب صرة‬
‫وب عض الكوف ميمين‪« :‬ف مي م ساكنهم» عل مى ال مجماع ب ممعنى منازل آل سبأ‪ .‬وقرأ ذلك‬
‫َسمِك ِن ِهمْ» علممى التوحيمد وبكسمر الكاف‪ ,‬وهمي لغمة لهمل‬
‫عاممة قرّاء الكوفمميمين «فِممي م ْ‬
‫س َك ِن ِهمْ علمى التوحيد وفتمح الكاف‪.‬‬
‫الميممن فميمما ذُكر لمي‪ .‬وقرأ حمزة‪َ :‬م ْ‬
‫ي ذلك‬
‫وال صواب من القول ف مي ذلك عند نا‪ :‬أن كلّ ذلك قراءات متقارب مات ال ممعنى‪ ,‬فبأ ّ‬
‫قرأ القارىء فمصيب‪.‬‬
‫جنّتا نِ عَن يَممِينٍ َوشِمالٍ فإنه يعنمي‪ :‬بستانان‬
‫وقوله‪ :‬آيَ ٌة قد بميّنا معناها قبل‪ .‬وأما قوله‪َ :‬‬
‫كانا بمين جبلمين‪ ,‬عن يممين من أتاهما وشماله‪ .‬وكان من صنفهما فميمما ذكر لنا ما‪:‬‬
‫‪ 21973‬م حدثنا ممحمد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلميممان‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو هلل‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ع نْ يَممِينٍ وشِمالٍ قال‪ :‬كانت جنتان‬
‫جنّتا نِ َ‬
‫س َك ِنهِمْ آ َيةٌ َ‬
‫ن لِ سَبإٍ فِمي مَ ْ‬
‫قتادة‪ ,‬فمي قوله‪ :‬لَ َقدْ كا َ‬
‫خرْجُ‪ِ ,‬م ْكتَلُهما علممى رأسمها‪ ,‬فتمممشي بممين جبل مين‪,‬‬
‫بممين جبل مين‪ ,‬فكانمت ال ممرأة تُمم َ‬
‫جرَذ»‪,‬‬
‫طغَوا بعث ال علميهم دابة‪ ,‬يقال لها « ُ‬
‫فميممتلمىء ِمكَتلُها‪ ,‬وما مست بميدها‪ ,‬فلمما َ‬
‫س ْد ٍر قلميمل‪.‬‬
‫فنقَبت علميهم‪ ,‬فغرقتهم‪ ,‬فما بقمي لهم إل َأثْل‪ ,‬وشيء من ِ‬
‫ن لِ سَبإٍ‬
‫‪ 21974‬م حدثنا يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬لَ َق ْد كا َ‬
‫سيْملَ‬
‫ع َرضُوا فَأرْ سَلْنا عَلَم ْي ِهمْ َ‬
‫جنّتا نِ عَ نْ يَممِينٍ َوشِمالٍ‪ ...‬إلمى قوله‪َ :‬فأَ ْ‬
‫س َك ِنهِمْ آ َيةٌ َ‬
‫فِمي مَ ْ‬
‫ال َعرِ مِ قال‪ :‬ول مم ي كن يرى ف مي قريت هم بعو ضة قط‪ ,‬ول ذُب ماب‪ ,‬ول ُبرْغوث‪ ,‬ول عَقْرب‪,‬‬
‫ن كان الركبُ لميأتون وفمي ثميابهم ال ُقمّل والدّوابّ‪ ,‬فما هم إل أن ينظروا إلمى‬
‫ول حَية‪ ,‬وإ ْ‬
‫بميوتهم‪ ,‬فتمموتَ الدوا بّ‪ ,‬قال‪ :‬وإن كان النسان لميدخمل المجنتمين‪ ,‬فميممسك القُمفّة‬
‫علمى رأسه‪ ,‬فميخرج حين يخرج وقد امتلت تلك القمفة من أنواع الفماكهة ولمم يتناول‬
‫سدّ يسقميها‪.‬‬
‫منها شيئا بميده قال‪ :‬وال ّ‬
‫ن وشِمالٍ ترجمة عن الَية‪ ,‬لن معنى الكلم‪:‬‬
‫جنّتانِ عنْ يَممِي ٍ‬
‫ورُفعت المجنتان فمي قوله‪َ :‬‬
‫لقد كان لسبأ فمي مسكنهم آية هي جنتان عن أيممانهم وشمائلهم‪.‬‬
‫ن ِرزْ قِ َر ّبكُ مْ الذي يرزقكم من هاتمين المجنتمين من زروعهما وأثمارهما‪,‬‬
‫وقوله‪ :‬كُلُوا مِ ْ‬
‫ش ُكرُوا َل هُ عل مى ما أن عم به عل ميكم من رز قه ذلك وإل مى هذا منت هى ال مخبر‪ ,‬ثم ابتدأ‬
‫وَا ْ‬
‫المخبر عن البلدة‪ ,‬فقميمل‪ :‬هذه بلدة طيبة‪ :‬أي لميست بسبخة‪ ,‬ولكنها كما ذكرنا من صفتها‬
‫عن عبد الرحمن بن زيد أن كانت كما وصفها به ابن زيد‪ ,‬من أنه لمم يكن فميها شيء مؤذ‪,‬‬
‫وربم غفور لذنوبكمم إن أنتممم أطعتممموه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َبم غَفُورٌ يقول‪:‬‬
‫والهوامم َور ّ‬
‫ّ‬ ‫الهمممج والدبمميب‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21975‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬بَ ْلدَ ٌة طَ ّيبَةٌ َورَ بّ‬
‫غَفُورٌ وربكم غفور لذنوبكم‪ ,‬قوم أعطاهم ال نعمة‪ ,‬وأمرهم بطاعته‪ ,‬ونهاهم عن معصيته‪.‬‬

‫‪17- 16‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جنّا ِتهِ مْ‬
‫سيْلَ ا ْل َعرِ مِ َو َبدّ ْلنَاهُ مْ ِب َ‬
‫ع َرضُواْ َفَأرْ سَ ْلنَا عََل ْيهِ مْ َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪َ { :‬فأَ ْ‬
‫ل ُنجْزِيَ ِإلّ‬
‫ك جَ َز ْينَاهُ مْ ِبمَا كَ َفرُواْ وَهَ ْ‬
‫سدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِ َ‬
‫شيْءٍ مّن ِ‬
‫خمْ طٍ وََأثْلٍ َو َ‬
‫ل َ‬
‫ن ذَوَاتَ يْ ُأكُ ٍ‬
‫ج ّن َتيْ ِ‬
‫َ‬
‫ا ْلكَفُورَ }‪.‬‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬فأعر ضت سبأ عن طا عة رب ها و صدّت عن اتب ماع ما دعت ها إل ميه‬
‫رسلها من أنه خالقها‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 21976‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلممة‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي ممحمد بن إسحاق‪ ,‬عن وهب بن‬
‫منبه الميممانمي‪ ,‬قال‪ :‬لقد بعث ال إلمى سبإ‪ ,‬ثلثة عشر نبميا‪ ,‬فكذّبوهم فأرْ سَلْنا عَلَم ْيهِمْ‬
‫ل العَرِ مِ يقول تعالمى ذكره‪ :‬فثقبنا علميهم حين أعرضوا عن تصديق رسلنا سدّهم الذي‬
‫سيْم َ‬
‫َ‬
‫كان يحبس عنهم السيول‪.‬‬
‫والعرم‪ :‬الممسناة التمي تمحبس المماء‪ ,‬واحدها‪ :‬عرمة‪ ,‬وإياه عنى العشى بقوله‪:‬‬
‫عفّمى عَلَميْ ِه ال َعرِمْ‬
‫فَفِمي ذَاكَ للْممُ ْؤ َتسِي ُأسْ َوةٌوَم ْأرِبُ َ‬
‫ح ْم َيرٌإذَا جاءَ ماؤُ ُهمُ لَممْ َيرِمْ‬
‫رِجامٌ َب َنتْهُ لَهم ِ‬
‫وكان العرم فميمما ذُكر ممما بنته بلقميس‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪21977‬م حدثنا أحمد بن إبراهيمم الدورقمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي وهب بن جرير‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبمي‪,‬‬
‫قال‪ :‬سمعت الممغيرة بن حكيمم‪ ,‬قال‪ :‬لمما ملكت بلقميس‪ ,‬جعل قومها يقتتلون علمى ماء‬
‫وادي هم قال‪ :‬فجعلت تنها هم فل يطيعون ها فتر كت مُلك ها‪ ,‬وانطل قت إل مى ق صر ل ها‪ ,‬وتركت هم‬
‫فل مما ك ثر الشرّ ب مينهم‪ ,‬وندموا أتو ها‪ ,‬فأرادو ها عل مى أن تر جع إل مى مُلك ها‪ ,‬فأ بت فقالوا‪:‬‬
‫لترجع نّ أو لنقتل نك‪ ,‬فقالت‪ :‬إن كم ل تطيعونن مي‪ ,‬ول ميست ل كم عقول‪ ,‬ول تطيعون مي‪ ,‬قالوا‪:‬‬
‫فإ نا نطي عك‪ ,‬وإ نا ل مم ن مجد ف مينا خيرا بعدك‪ ,‬فجاءت فأمرت بوادي هم‪ ,‬ف سدّ ب مالعرم‪ .‬قال‬
‫حمْ ير‬
‫أح مد‪ ,‬قال و هب‪ ,‬قال أب مي‪ :‬ف سألت ال ممغيرة بن حكي مم عن العرم‪ ,‬فقال‪ :‬هو بكلم ِ‬
‫ال ممُسنّاة ف سدّت ما ب مين ال مجبلمين‪ ,‬فحب ست ال مماء من وراء ال سدّ‪ ,‬وجعلت له أبواب ما‬
‫بعضها فوق بعض‪ ,‬وبنت من دونه بركة ضخمة‪ ,‬فجعلت فميها اثنمي عشر مخرجا علمى‬
‫عدّة أنهارهم فلمما جاء الممطر احتبس السيمل من وراء السدّ‪ ,‬فأمرت بمالبماب العلمى‬
‫ففُت مح‪ ,‬فجرى ماؤه ف مي البر كة‪ ,‬وأمرت ب مالبعر فألق مي ف ميها‪ ,‬فج عل ب عض الب عر يخرج‬
‫أ سرع من ب عض‪ ,‬فل مم تزل تض يق تلك النهار‪ ,‬وتر سل الب عر ف مي ال مماء‪ ,‬حت مى خرج‬
‫جميعا معا‪ ,‬فكانت تقسمه بمينهم علمى ذلك‪ ,‬حتمى كان من شأنها وشأن سلميممان ما كان‪.‬‬
‫‪ 21978‬م حدث نا أح مد بن ع مر الب صري‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالمح بن زر يق‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا‬
‫سيْملَ ال َعرِ مِ قال‪:‬‬
‫شريك‪ ,‬عن أب مي إ سحاق‪ ,‬عن أب مي مي سرة‪ ,‬ف مي قوله فَأرْ سَلْنا عَلَم ْيهِمْ َ‬
‫الممسناة بلمحن الميممن‪.‬‬
‫‪ 21979‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫سيْملَ ال َعرِمِ قال‪ :‬شديد‪.‬‬
‫ممجاهد‪ ,‬فمي قول ال‪َ :‬‬
‫وقميمل‪ :‬إن العرم‪ :‬اسم واد كان لهؤلء القوم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21980‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫سيْملَ ال َعرِ مِ قال‪ :‬واد كان بمالميممن‪,‬‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬فأَرْ سَلْنا عَلَم ْي ِهمْ َ‬
‫كان يسيمل إلمى مكة‪ ,‬وكانوا يسقون وينتهي سيملهم إلميه‪.‬‬
‫سيْملَ‬
‫‪ 21981‬م حدثنا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قَتادة فأَرْ سَلْنا عَلَ م ْي ِهمْ َ‬
‫ال َعرِ مِ ذُكر لنا أن سيمل العرم واد كانت تمجتممع إلميه مسايمل من أودية شتمى‪ ,‬فعمدوا‬
‫فسدّوا ما بمين المجبلمين بمالقمير والمحجارة‪ ,‬وجعلوا علميه أبوابما‪ ,‬وكانوا يأخذون من‬
‫مائه ما احتاجوا إلميه‪ ,‬ويسدّون عنهم ما لمم يعنوا به من مائه شيئا‪.‬‬
‫‪ 21982‬م حُد ثت عن ال محسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أب ما معاذ يقول‪ :‬أخبر نا عب ميد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫الضحاك يقول‪ ,‬فممي قوله‪ :‬فَأرْس َملْنا عَلَمميْ ِهمْ س َميْملَ ال َعرِم ِم وَاد يُدعمى ال َعرِم‪ ,‬وكان إذا مُطِر‬
‫سالت أودية الميممن إلمى العرم‪ ,‬واجتممع إلميه المماء‪ ,‬فَع َمدَت سَبأُ إلمى العرم‪ ,‬فسدّوا‬
‫ما بمين المجبلمين‪ ,‬فحجزوه بمالصخر والقار‪ ,‬فمانسدّ زمانا من الدهر‪ ,‬ل يَرْجون المماء‪,‬‬
‫يقول‪ :‬ل يخافون‪.‬‬
‫سنّاة الت مي كا نت ل هم ول ميس ب ماسم ل ها‪ .‬ذ كر من قال‬
‫وقال آخرون‪ :‬ال َعرِم‪ :‬صفة لل ممُ َ‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 21983‬م حدثنمي علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن علميّ‪ ,‬عن ابن‬
‫سيْملَ ال َعرِ مِ يقول‪ :‬الشد يد‪ ,‬وكان السبب الذي سبب ال لر سال ذلك السيمل‬
‫عب ماس‪ ,‬قوله‪َ :‬‬
‫علميهم فميمما ذُكر لمي جُرذا ابتعثه ال علمى سدّهم‪ ,‬فثقب فميه ثقبما‪.‬‬
‫ثم اختلف أهل العلمم فمي صفة ما حدث عن ذلك الثقب ممما كان فميه خَراب جَنتميهم‪.‬‬
‫فقال بعضهم‪ :‬كان صفة ذلك أن السيمل لمما وجد عملً فمي السدّ عمِل فميه‪ ,‬ثم فماض‬
‫المماء علمى جناتهم‪ ,‬فغرّقها وخرّب أرضهم وديارهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21984‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلممة‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي ممحمد بن إسحاق‪ ,‬عن وهب بن‬
‫ُمنَبه الميممانمي‪ ,‬قال‪ :‬كان لهم‪ ,‬يعنمي لسبأ سدّ‪ ,‬قد كانوا بنوْه بنميانا أبدا‪ ,‬وهو الذي كان‬
‫َيرُدّ عنهمم السميمل إذا جاء أن يغشمى أموالهمم‪ .‬وكان فمميمما يزعمون فممي علمممهم ممن‬
‫كَهانت هم‪ ,‬أ نه إن مما يخرّب عل ميهم سدّهم ذلك فأرة‪ ,‬فل مم يتركوا ُفرْ جة ب مين حجر ين‪ ,‬إل‬
‫ربطوا عند ها هرّة فل مما جاء زما نه‪ ,‬و ما أراد ال ب هم من التغر يق‪ ,‬أقبلت ف ميمما يذكرون‬
‫فأرة حمراء إلمى هرّة من تلك الهِرر‪ ,‬فساورتها‪ ,‬حتمى استأخرت عنها أي الهرة‪ ,‬فدخملت‬
‫فمي الفُرجة التمي كانت عندها‪ ,‬فغلغلت فمي السدّ‪ ,‬فحفرت فميه حتمى وَهّنته للسيمل وهم‬
‫ل يدرون فل مما جاء ال سيمل و جد خَ ملَلً‪ ,‬فدخ مل ف ميه حت مى قلع ال سدّ‪ ,‬وف ماض عل مى‬
‫الموال‪ ,‬فماحتمملها فلمم ُيبْق منها إل ما ذكره ال فلمما تفرّقوا نزلوا علمى كَهانة عمران‬
‫بن عامر‪.‬‬
‫‪21985‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬لمما ترك القوم أمر‬
‫جرَذا يسمى المخُملْد‪ ,‬فثَقبه من أسفله حتمى غرّق به جناتُهم‪ ,‬وخَرب‬
‫ال‪ ,‬بعث ال علميهم ُ‬
‫به أرضهم عقوبة بأعمالهم‪.‬‬
‫‪ 21986‬م حُدثت عن المحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبما معاذ يقول‪ :‬أخبرنا عبميد بن سلميممان‪,‬‬
‫جرَذا‪ ,‬فخَرَق‬
‫سبَأ‪ ,‬ب عث ال عل ميهم ُ‬
‫قال‪ :‬سمعت الضحاك يقول‪ :‬ل مما طغَوْا و َبغَوْا‪ ,‬يعن مي َ‬
‫سدّ‪ ,‬فأغرقهم ال‪.‬‬
‫علميهم ال ّ‬
‫جرَذا‪,‬‬
‫‪ 21987‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ :‬بعث ال علميه ُ‬
‫وسملّطه علممى الذي كان يحبمس الممماء الذي يَسمقميها‪ ,‬فأخرب فممي أفواه تلك الممحجارة‪,‬‬
‫ل شيء منها من رَصاص وغيره‪ ,‬حتمى تركها حِجارة‪ ,‬ثم بعث ال سيمل العرم‪ ,‬فماقتلع‬
‫وك ّ‬
‫سيْملَ‬
‫سدّ‪ ,‬وما كان يحبس‪ ,‬واقتلع تلك المجنتمين‪ ,‬فذهب بهما وقرأ‪ :‬فَأرْ سَلْنا عَلَم ْي ِهمْ َ‬
‫ذلك ال ّ‬
‫ج ّنتَميْنَ قال‪ :‬ذهب بتلك القُرى والمجنتمين‪.‬‬
‫ج ّنتَم ْيهِمْ َ‬
‫ال َعرِمِ َو َبدّلْناهُمْ ِب َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬كانت صفة ذلك أن المماء الذي كانوا يعمُرُون به جَناتهم سال إلمى موضع‬
‫غير المموضع الذي كانوا ينتفعون به‪ ,‬فبذلك خربت جناتهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21988‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قال‪ :‬بعث ال علميهم‪ ,‬يعنمي علمى العرم‪ ,‬دابة من الرض‪,‬‬
‫فثَقَ بت ف ميه ثَقب ما‪ ,‬ف سال ذلك ال مماء إل مى مو ضع غ ير ال مموضع الذي كانوا ينتفعون به‪,‬‬
‫عصَوا‪ ,‬و َبطِروا الممعيشة‪.‬‬
‫خمْط‪ ,‬وذلك حين َ‬
‫وأبدلهم ال مكان جنتميهم جنتمين ذواتمي ُأكُلٍ َ‬
‫والقول الوّل أش به ب مما دلّ عل ميه ظا هر التنزي مل‪ ,‬وذلك أن ال تعال مى ذكره أ خبر أ نه‬
‫أر سل عل ميهم سيمل العرم‪ ,‬ول يكون إر سال ذلك عل ميهم إل بإ سالته عل ميهم‪ ,‬أو عل مى‬
‫جناتهم وأرضهم‪ ,‬ل بصرفه عنهم‪.‬‬
‫ط يقول تعالمى ذكره‪ :‬وجعلنا لهم مكان‬
‫خمْ ٍ‬
‫ج ّنتَميْنِ ذَوَاتميْ ُأكُلٍ َ‬
‫ج ّنتَم ْي ِهمْ َ‬
‫وقوله‪َ :‬و َبدّلْناهُ مْ ِب َ‬
‫خمْط‪.‬‬
‫بسماتمينهم ممن الفواكمه والثمار‪ ,‬بسماتمين ممن جَنمى ثممر الراك‪ ,‬والراك‪ :‬همو المم َ‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21989‬م حدثنمي علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن علميّ‪ ,‬عن ابن‬
‫خمْط‪ ,‬والمخمْط‪ :‬الَراك‪.‬‬
‫عبماس‪ ,‬قال‪ :‬أبدلهم ال مكان جنّتميهم جنتمين ذواتمي ُأكُلٍ َ‬
‫‪ 21990‬م حدثنمي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن عُلَمية‪ ,‬عن أبمي رجاء‪ ,‬قال‪ :‬سمعت المحسن‪,‬‬
‫خمْط‪ :‬الراك‪.‬‬
‫خ ْمطٍ قال‪ :‬أراه قال‪ :‬الم َ‬
‫يقول فمي قوله‪ :‬ذَوَاتميْ ُأكُلٍ َ‬
‫‪21991‬م حدثنمي ممحمد بن عمارة‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عبد ال بن موسى‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا إسرائيمل‪,‬‬
‫خ ْمطٍ قال‪ :‬المخمْط‪ :‬الراك‪.‬‬
‫عن أبمي يحيى‪ ,‬عن ممجاهد ُأكُلٍ َ‬
‫حدثنمي ممحمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثنمي المحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا المحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبمي نمجيح‪ ,‬عن ممجاهد ذَوَاتميْ‬
‫خ ْمطٍ قال‪ :‬الراك‪.‬‬
‫ُأكُلٍ َ‬
‫خمْط ٍم‬
‫ل َ‬
‫‪21992‬مم حدثنما بشمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما يزيمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما سمعيد‪ ,‬عمن قتادة َذوَاتمميْ ُأكُ ٍ‬
‫والمخمط‪ :‬الراك‪ ,‬وُأكُلُه‪ :‬بريره‪.‬‬
‫‪ 21993‬م حُد ثت عن ال محسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أب ما معاذ يقول‪ :‬أخبر نا عب ميد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ْطم قال‪ :‬بدّلهمم ال‬
‫خم ٍ‬‫ج ّنتَمميْنِ َذوَاتمميْ ُأكُلٍ َ‬
‫ج ّنتَممْي ِهمْ َ‬
‫ُمم ِب َ‬
‫الضحاك يقول‪ ,‬فممي قوله‪َ :‬و َبدّلْناه ْ‬
‫خمْطا‪ ,‬وهو الراك‪.‬‬
‫بجنان الفواكه والعناب‪ ,‬إذ أصبحت جناتهم َ‬
‫‪ 21994‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪َ :‬و َبدّلْناهُ مْ‬
‫ن قال‪ :‬أذ هب تلك القرى وال مجنتمين‪ ,‬وأبدل هم الذي أ خبرك ذوات مي أ كل‬
‫ج ّنتَ ميْ ِ‬
‫ج ّنتَ ميْ ِهمْ َ‬
‫ِب َ‬
‫خمْط‪ :‬الراك‪ ,‬قال‪ :‬جعل مكان العنب أراكا‪ ,‬والفماكهة َأثْلً‪ ,‬وشيء من سدر‬
‫خمْط قال‪ :‬فمالم َ‬
‫َ‬
‫قلميمل‪.‬‬
‫ل غيرَ أبمي عمرو‪,‬‬
‫واختلفت القرّاء فمي قراءة ذلك‪ ,‬فقرأته عامة قرّاء المصار بتنوين ُأكُ ٍ‬
‫خمْ طٍ‪ .‬وأما الذين لمم يضيفوا ذلك إلمى‬
‫فإنه يضيفها إلمى المخمط‪ ,‬بممعنى‪ :‬ذواتمي ثمرِ َ‬
‫لكُل‪ ,‬فردّوه علميه فمي إعرابه‪ .‬وبضم‬
‫لكُل‪ ,‬فإنهم جعلوا المخمط هو ا ُ‬
‫خمْط‪ ,‬وينوّنون ا ُ‬
‫الم َ‬
‫لكُل قرأت قرّاء المصار‪ ,‬غير نافع‪ ,‬فإنه كان يخفف منها‪.‬‬
‫اللف والكاف من ا ُ‬
‫والصمواب ممن القراءة فممي ذلك عندي قراءة ممن قرأه‪ :‬ذَوَاتَمميْ ُأكُ ٍل بضمم اللف والكاف‬
‫لجماع الممحجة ممن القرّاء علمميه‪ ,‬وبتنويمن ُأكُلٍ لسمتفماضة القراءة بذلك فممي ُقرّاء‬
‫المصمار‪ ,‬ممن غيمر أن أرى خطمأ قراءة ممن قرأ ذلك بإضافتمه إلممى الممخمط وذلك فممي‬
‫إضافته وترك إضافته‪ ,‬نظيرُ قول العرب‪ :‬فمي بُستان فلن أعنابُ َكرْمٍ وأعنابٌ َكرْمٌ‪ ,‬فتضيف‬
‫أحيانما العناب إلممى الكرم‪ ,‬لنهما منمه‪ ,‬وتنوّن أحيانما‪ ,‬ثمم تترجمم بممالكرم عنهما‪ ,‬إذ كانمت‬
‫طرْفماء‪,‬‬
‫طرْفماء وقميمل‪ :‬شجر شبميه بمال ّ‬
‫لثْل فإنه يقال له ال ّ‬
‫ب ثمرَ ال َكرْم‪ .‬وأما ا َ‬
‫العنا ُ‬
‫سمُر‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫غير أنه أعظم منها‪ .‬وقميمل‪ :‬إنها ال ّ‬
‫‪ 21995‬م حدثنمي علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن علميّ‪ ,‬عن ابن‬
‫عبماس وَأثْلٍ‪ ,‬قال‪ :‬الثل‪ :‬الطرفماء‪.‬‬
‫خ ْمطٍ وَأثْلٍ وشي ٍء من سدر قلميمل‪.‬‬
‫س ْدرٍ قَلِميملٍ يقول‪ :‬ذواتمي ُأكُل َ‬
‫شيْءٍ ِمنْ ِ‬
‫وقوله‪َ :‬و َ‬
‫وكان قتادة يقول فمي ذلك ما‪:‬‬
‫خمْ طٍ وَأثْلٍ‬
‫‪ 21996‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي سعيد‪ ,‬عن قتادة َذوَاتَمي ُأكُلٍ َ‬
‫س ْدرٍ قَلِميملٍ قال‪ :‬بمينمما شجر القوم خير الشجر‪ ,‬إذ صيره ال من شرّ الشجر‬
‫شيْءٍ ِم نْ ِ‬
‫َو َ‬
‫بأعمالهم‪.‬‬
‫ج َزيْناهُ مْ بِ ممَا كَ َفرُوا يقول تعال مى ذكره‪ :‬هذا الذي فعل نا بهؤلء القوم من سبأ‬
‫وقوله‪ :‬ذل كَ َ‬
‫خرِ بت جنات هم‪ ,‬جزاء منّا عل مى‬
‫من إر سالنا عل ميهم سيمل العرم‪ ,‬حت مى هل كت أموال هم‪ ,‬و َ‬
‫ُمم فممي موضمع نصمب بوقوع‬
‫جزَيْناه ْ‬
‫ذلكم َ‬
‫َ‬ ‫كفرهمم بنما‪ ,‬وتكذيبهمم رسملنا «وذلك» ممن قوله‪:‬‬
‫جزيناهم علميه ومعنى الكلم‪ :‬جزيناهم ذلك بمما كفروا‪.‬‬
‫ل نُ مجازِي إلّ الكَفُورَ اختل فت القرّاء ف مي قراء ته‪ ,‬فقرأ ته عا مة قرّاء ال ممدينة‬
‫وقوله‪ :‬وَهَ ْ‬
‫ل يُجازَي» بمالمياء وبفتمح الزاي علمى وجه ما لمم‬
‫والبصرة‪ ,‬وبع ضُ أهل الكوفة‪« :‬وَهَ ْ‬
‫ل نُمجازِي بمالنون وبكسر‬
‫ل الكَفُورُ» رفعا‪ .‬وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة‪ :‬وَهَ ْ‬
‫سمّ فماعله «إ ّ‬
‫يُ َ‬
‫الزاي إلّ الكَفُورَ بمالنصب‪.‬‬
‫والصمواب ممن القول فممي ذلك أنهمما قراءتان مشهورتان فممي قرّاء المصمار‪ ,‬متقاربتما‬
‫ال ممعنى‪ ,‬فبأيته ما قرأ القارىء فم صيب‪ .‬ومع نى الكلم‪ :‬كذلك كافأنا هم عل مى كفر هم ب مال‪,‬‬
‫وهل يُجازَي إل الكفور لنعمة ال؟‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬أو ما يجزي ال أهل اليممان به علمى أعمالهم الصالمحة‪ ,‬فميخصّ أهل‬
‫الكفمر بممالمجزاء؟ فمميقال وهمل يجازي إل الكفور؟ قمميمل‪ :‬إن الممممجازاة فممي هذا‬
‫المموضع‪ :‬الممكافأة‪ ,‬وال تعالمى ذكره وعد أهل اليممان به التفضل علميهم‪ ,‬وأن يجعل‬
‫لهم بمالواحدة من أعمالهم الصالمحة عشرَ أمثالها إلمى ما ل نهاية له من التضعيف‪ ,‬ووعد‬
‫المممسيء ممن عبمماده أن يجعمل بممالواحدة ممن سميئاته‪ ,‬مثلَهما مكافأة له علممى جُرممه‪,‬‬
‫والممكافأة لهل الكبمائر والكفر والمجزاء لهل اليممان مع التفضل‪ ,‬فلذلك قال جلّ ثناؤه‬
‫فممي هذا الممموضع‪« :‬وَهَلْ يُجازَي إلّ الكَفُورُ»؟ كأنمه قال جلّ ثناؤه‪ :‬ل يجازَي‪ :‬ل يكافمأ‬
‫عل مى عمله إل الكفور‪ ,‬إذا كا نت ال ممكافأة م ثل ال ممكافَأ عل ميه‪ ,‬وال ل يغ فر له من ذنو به‬
‫شيئا‪ ,‬ول يُممَمحّصُ شيء منها فمي الدنميا‪ .‬وأما الممؤمن فإنه يتفضل علميه علمى ما‬
‫وصفتُ‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21997‬م حدث نا م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدثن مي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ممجاهد وَهَلْ نُمجازِي‪ :‬نعاقِب‪.‬‬
‫ج َزيْناهُ مْ بِ ممَا كَ َفرُوا وَهَلْ‬
‫حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة ذل كَ َ‬
‫نُ مجازِي إلّ الكَفُورَ إن ال تعال مى إذا أراد بعبده كرا مة تقبّل ح سناته‪ ,‬وإذا أراد بعبده هوا نا‬
‫ل ب مينمما هو‬
‫أم سك عل ميه ذنو به حت مى ُيوَاف ميَ به يوم الق ميامة‪ .‬قال‪ :‬وذُ كر ل نا أن رج ً‬
‫ف مي طريمق من طرق المممدينة‪ ,‬إذا مرّت به امرأة‪ ,‬فأتبعهما بصمره‪ ,‬حتممى أتممى علممى‬
‫حائط‪ ,‬فش جّ وج هه‪ ,‬فأت مى نب ميّ ال ووج هه ي سيمل د ما‪ ,‬فقال‪ :‬يا نب ميّ ال فعلت كذا وكذا‪,‬‬
‫ل لَ هُ عُقُو َبةَ َذ ْنبِ هِ فِمي الدنميا‪ ,‬وإذَا أرَادَ‬
‫عجّ َ‬
‫ن اللّ هَ إذَا أرَادَ ِب َع ْبدٍ َكرَامَةً‪َ ,‬‬
‫فقال له نبميّ ال‪« :‬إ ّ‬
‫سكَ عَلَميْهِ َذ ْنبَ ُه حتمى ُيوَافِميَ بِ ِه يَ ْو َم القِميامَةِ‪ ,‬كأنّهُ عَيرٌ أ ْبتَر»‪.‬‬
‫اللّ ُه ِب َع ْبدٍ هَوَانا أ ْم َ‬

‫‪18‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن الْ ُقرَى اّلتِي بَا َركْنَا فِيهَا ُقرًى ظَا ِهرَةً‬
‫جعَ ْلنَا َب ْي َنهُ مْ َو َبيْ َ‬
‫القول ف مي تأويمل قوله تعال مى‪َ { :‬و َ‬
‫سيْ َر سِيرُو ْا فِيهَا َليَاِليَ وََأيّاما آ ِمنِينَ }‪.‬‬
‫َو َق ّدرْنَا فِيهَا ال ّ‬
‫يقول تعالمى ذكره مخبرا عن نعمته التمي كان أنعمها علمى هؤلء القوم الذين ظلمموا‬
‫أنف سهم‪ .‬وجعل نا ب مين بلد هم وب مين القُرى الت مي ب ماركنا ف ميها و هي الشأم‪ ,‬قُرًى ظاهرة‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 21998‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ممجاهد قوله‪ :‬ال ُقرَى التمي بما َركْنا فِميها قال‪ :‬الشأم‪.‬‬
‫جعَلْ نا بَ م ْينَ ُهمْ َوبَ مينَ‬
‫‪ 21999‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو َ‬
‫ال ُقرَى اّلتِمي بما َركْنا فِميها يعنمي الشأم‪.‬‬
‫جرَ يج‪ ,‬عن م مجاهد ال ُقرَى الت مي‬
‫حدثن مي عل ميّ بن سهل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا حجاج‪ ,‬عن ا بن ُ‬
‫بما َركْنا فِميها قال‪ :‬الشأم‪.‬‬
‫عنِمي بمالقرى التمي بُورِك فميَها بميت الممقدس‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وقميمل‪ُ :‬‬
‫‪ 22000‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫ن ال ُقرَى التمي بما َركْنا فِميها ُقرًى ظا ِهرَةً‬
‫جعَلْنا بَم ْي َنهُمْ َوبَمي َ‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس َو َ‬
‫قال‪ :‬الرض التمي بماركنا فميها‪ :‬هي الرض الممقدسة‪.‬‬
‫ع َربِميّةٌ‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك‬
‫وقوله‪ :‬قُرًى ظا ِهرَةً يعنمي‪ُ :‬قرًى متصلة‪ ,‬وهي ُقرًى َ‬
‫قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22001‬م حدثنمي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علمية‪ ,‬عن أبمي رجاء‪ ,‬قال‪ :‬سمعت المحسن‪,‬‬
‫جعَلْنما بَممْينَ ُهمْ َوبَممينَ ال ُقرَى التممي بمما َركْنا فِمميها ُقرًى ظا ِهرَ ًة قال‪ :‬قُرًى‬
‫فممي قوله‪َ :‬و َ‬
‫متواصلة‪ ,‬قال‪ :‬كان أحدهم يغدو فَميَقِميمل فمي قر ية و َيرُوح‪ ,‬فميأوِي إلمى قرية أخرى‪.‬‬
‫قال‪ :‬وكانت الممرأة تضع ِزنْبميملها علمى رأسها‪ ,‬ثم تممتهن بممغزلها‪ ,‬فل تأتمي بميتها‬
‫حتمى يممتلمىء من ك ّل الثمار‪.‬‬
‫‪22002‬مم حدثنما بشمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما يزيمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما سمعيد‪ ,‬عمن قتادة ُقرًى ظاهِرَةً‪ :‬أي‬
‫متواصلة‪.‬‬
‫‪ 22003‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫ع َربِمميّةً‪ ,‬بممين المممدينة‬
‫عمن أبمميه‪ ,‬عمن ابمن عبمماس‪ ,‬قوله‪ :‬قُرًى ظاهِرَ ًة يعنممي‪ :‬قُرَى َ‬
‫والشام‪.‬‬
‫‪ 22004‬م حدثنمي ممحمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثنمي‬
‫المحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المحسن‪ ,‬قال‪ :‬ثناء ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبمي نمجيح‪ ,‬عن ممجاهد‪,‬‬
‫سرَوَات‪.‬‬
‫قوله‪ُ :‬قرًى ظا ِهرَ ًة قال‪ :‬ال ّ‬
‫‪ 22005‬م حُد ثت عن ال محسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أب ما معاذ يقول‪ :‬أخبر نا عب ميد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ع َربِميّةً‪ ,‬وهي بمين الممدينة والشأم‪.‬‬
‫الضحاك يقول فمي قوله‪ُ :‬قرًى ظاهِرَ ًة يعنمي‪ :‬قُرَى َ‬
‫جعَلْ نا‬
‫‪ 22006‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪َ :‬و َ‬
‫ن ال ُقرَى التمي بما َركْنا فِميها قُرًى ظا ِهرَةً قال‪ :‬كان بمين قريتهم وبمين الشأم‬
‫بَميْ َن ُهمْ َوبَمي َ‬
‫ج معها ِمغْزلها و ِمكْتلُها علمى رأسها‪ ,‬تروح من‬
‫قُرًى ظاهرة‪ ,‬قال‪ :‬إن كانت الممرأة لتَمخر ُ‬
‫قري ٍة وتغدوها‪ ,‬وتبميت فمي قرية ل تمحمل زادا ول ماء لمما بمينها وبمين الشأم‪.‬‬
‫سيْرَ يقول تعالمى ذكره‪ :‬وجعلنا بمين قُراهم والقرى التمي بماركنا‬
‫وقوله‪َ :‬و َق ّدرْنا فِميها ال ّ‬
‫ف ميها سيرا مقدّرا من منزل إل مى منزل‪ ,‬وقر ية إل مى قر ية‪ ,‬ل ينزلون إل ف مي قر ية‪ ,‬ول‬
‫يغدون إل من قرية‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬سِيرُوا فِ ميها لَ ميالِميَ وأيّا ما آمِن مينَ يقول‪ :‬وقل نا ل هم سيروا ف مي هذه القرى ما‬
‫بمين قراكم‪ ,‬والقرى التمي بماركنا فميها لميالميَ وأياما‪ ,‬آمنمين ل تمخافون جوعا ول‬
‫عط شا‪ ,‬ول من أ حد ظل مما‪ .‬وبن محو الذي قل نا ف مي ذلك قال أ هل التأوي مل‪ .‬ذ كر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 22007‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة سِيرُوا فِ ميها لَ ميالِميَ‬
‫وأيّامما آ ِمنِممينَ‪ :‬ل يخافون ظلممما ول جوعما‪ ,‬وإنممما يغدون فَمميقِميملون‪ ,‬ويروحون‬
‫ف ميبميتون ف مي قري ٍة أهلِ ج نة ون هر‪ ,‬حت مى ل قد ذُ كر ل نا أن ال ممرأة كا نت ت ضع مِكتل ها‬
‫علمى رأسها‪ ,‬وتممتهن بميدها‪ ,‬فميممتلمىء مكتلها من الثمر قبل أن ترجع إلمى أهلها من‬
‫غير أن تمخترف شيئا‪ ,‬وكان الرجل يسافر ل يحمل معه زادا ول سِقاء ممما ُبسِط للقوم‪.‬‬
‫‪ 22008‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬وأيّا ما‬
‫آ ِمنِمينَ قال‪ :‬لميس فميها خوف‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جعَ ْلنَاهُ مْ‬
‫س ُهمْ َف َ‬
‫ن أَ سْفَا ِرنَا َوظََلمُوَ ْا أَنفُ َ‬
‫ع ْد َبيْ َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬فَقَالُو ْا َربّنَا بَا ِ‬
‫شكُورٍ }‪.‬‬
‫ل صَبّارٍ َ‬
‫ليَاتٍ ّلكُ ّ‬
‫ن فِي ذَِلكَ َ‬
‫ل ُممَ ّزقٍ إِ ّ‬
‫َأحَادِيثَ َو َم ّزقْنَا ُهمْ كُ ّ‬
‫عدْ ب مينَ أ سْفمارِنا فقرأ ته عا مة قرّاء ال ممدينة‬
‫اختلق القرّاء ف مي قراءة قوله‪َ :‬ربّ نا ب ما ِ‬
‫ن أسْفمارِنا علمى وجه الدعاء والممسألة بماللف وقرأ ذلك بعض‬
‫ع ْد بمي َ‬
‫والكُوفة‪َ :‬ربّنا بما ِ‬
‫أهل مكة والبصرة‪َ « :‬ب ّعدْ» بتشديد العين علمى الدعاء أيضا‪ .‬وذُكر عن الممتقدمين أنه كان‬
‫ن أ سْفمارِنا» عل مى و جه ال مخبر من ال أن ال ف عل ذلك ب هم‪.‬‬
‫عدَ بَ مي َ‬
‫يقرؤه‪َ « :‬ربّ نا ب ما َ‬
‫ن الربّ منادي‪.‬‬
‫وحكي عن آخر أنه قرأه‪« :‬ربنا َبعّد» علمى وجه المخبر أيضا غير أ ّ‬
‫عدْ و« َب ّعدْ» لنهما القراءتان الممعروفتان‬
‫وال صواب من القراءة فمي ذلك عند نا‪َ :‬ربّنا ب ما ِ‬
‫فمي قرأة المصار وما عداهما فغير معروف فميهم علمى أن التأويمل من أهل التأويمل‬
‫أي ضا يحقّق قراءة من قرأه عل مى و جه الدعاء وال ممسألة‪ ,‬وذلك أي ضا م مما يز يد القراءة‬
‫الخرى بُعدا من الصواب‪.‬‬
‫عدْ ب مين أ سفمارنا‪,‬‬
‫فإذا كان هو ال صواب من القراءة‪ ,‬فتأوي مل الكلم‪ :‬فقالوا‪ :‬يا رب نا ب ما ِ‬
‫ف ماجعل ب ميننا وب مين الشأم فَلَوات ومَف ماوِز‪ ,‬لنر كب ف ميها الروا حل‪ ,‬ونتزوّد مع نا ف ميها‬
‫الزواد وهذا من الدللة علمى بطر القوم نعمة ال علميهم وإحسانه إلميهم‪ ,‬وجهلهم بممقدار‬
‫ع ْندِ كَ‬
‫حقّ مِ نْ َ‬
‫ن َهذَا ُهوَ الم َ‬
‫العافمية ولقد عجل لهم ربهم الجابة‪ ,‬كما عجل للقائلمين‪ :‬إ نْ كا َ‬
‫ن السّماءِ أ ِو ا ْئتِنا ِب َعذَابٍ ألِميم ٍم أعطاهم ما رغبوا إلميه فميه وطلبوا‬
‫طرْ عَلَميْنا حِجارَ ًة مِ َ‬
‫َفأَ ْم ِ‬
‫من الممسألة‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫عبْثَر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا‬
‫‪ 22009‬م حدثن مي أ بو خُ صَين ع بد ال بن أح مد بن يو نس‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا َ‬
‫عدْ ب مينَ أ سْفمارِنا قال‪ :‬كا نت ل هم‬
‫حُ صَين‪ ,‬عن أب مي مالك ف مي هذه الَ ية‪ :‬فَقالُوا َربّ نا ب ما ِ‬
‫قُرًى مت صلة ب مالميممن‪ ,‬كان بعض ها ين ظر إل مى ب عض‪ ,‬فبطروا ذلك‪ ,‬وقالوا‪ :‬رب نا ب ماعدْ‬
‫خمْطا وشيئا من‬
‫سيْمل ال َعرِم‪ ,‬وجعل طعامهم َأثْلً و َ‬
‫بمين أسفمارنا‪ ,‬قال‪ :‬فأرسل ال علميهم َ‬
‫سدر قلميمل‪.‬‬
‫‪ 22010‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫س ُهمْ قال‪:‬‬
‫عدْ بَميْنَ أَ سْفَما ِرنَا وظَلَممُوا أنْفُ َ‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬فَقَالُوا َربّنا بما ِ‬
‫جنَى جناتنا أبعد ممما هي كان أجدر أن نشتهيه‪ ,‬فمُزّقوا‬
‫فإنهم بطِروا عيشهم‪ ,‬وقالوا‪ :‬لو كان َ‬
‫بممين الشأم وسمبأ‪ ,‬وبدّلوا بجنتمميهم جنتممين ذواتممي أكمل خممط وأثمل‪ ,‬وشيمء ممن سمدر‬
‫قلميمل‪.‬‬
‫عدْ بمينَ‬
‫‪ 22011‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة فَقالُوا َربّنا بما ِ‬
‫جعَلْناهُمْ أحادِيثَ‪.‬‬
‫سهُمْ َف َ‬
‫غمَطوا كرامة ال‪ ,‬قال ال َوظَلَممُوا أنُ ُف َ‬
‫أسْفمارِنا بطر القوم نعمة ال‪ ,‬و َ‬
‫‪ 22012‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬فَقالُوا َربّنا‬
‫س ُهمْ‪.‬‬
‫عدْ بَمينَ أسْفمارِنا حتمى نبميت فمي الفَلَوات والصحاري َفظَلَممُوا أنْ ُف َ‬
‫بما ِ‬
‫عمَلَ هم ب مما ي سخط ال عل ميهم من معا صيه‪,‬‬
‫س ُهمْ وكان ظل ممهم إيا ها َ‬
‫وقوله َفظَلَ ممُوا أنْفُ َ‬
‫جعَلْناهُ مْ أحادِي ثَ يقول‪ :‬صيرناهم أحاد يث للناس يضربون ب هم‬
‫م مما يو جب ل هم عقاب ال ف َ‬
‫سبَما‪ ,‬وأيدي سبما‪ ,‬إذا تفرّقوا وتقطّعوا‪.‬‬
‫الممثل فمي السبّ‪ ,‬فميقال‪ :‬تفرّق القوم أيادِي َ‬
‫وقوله َو َمزّقْنا ُهمْ كُلّ مُم َمزّقٍ يقول‪ :‬وقطعناهم فِمي البلد كلّ مقطع‪ ,‬كما‪:‬‬
‫جعَلْناهُمْ‬
‫سهُمْ ف َ‬
‫‪22013‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َوظَلَممُوا أنْفُ َ‬
‫ش ْعبِمي‪ :‬أما غَسّان فقد لَمحِقوا بمالشأم‪,‬‬
‫ل مُممّ ّزقٍ قال قتادة‪ :‬قال عامر ال ّ‬
‫أحادِيثَ َو َمزّقْناهُمْ كُ ّ‬
‫خزَاعة فلمحقوا بتهامة‪ ,‬وأما الزد فلمحقوا بعُمان‪.‬‬
‫وأما النصار فلمحقوا بَميثرِب‪ ,‬وأما َ‬
‫‪ 22014‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلممة‪ ,‬عن ابن إسحاق‪ ,‬قال‪ :‬يزعمون أن عمِران بن‬
‫عدُون‪ ,‬فقال‬
‫عا مر‪ ,‬و هو ع مّ القوم كان كاه نا‪ ,‬فرأى ف مي كَهان ته أن قو مه سيممزّقون ويتب ما َ‬
‫ستُممزّقون‪ ,‬فمن كان منكم ذا همّ بعيد‪ ,‬وجمل شديد‪ ,‬ومزاد جديد‪,‬‬
‫لهم‪ :‬إنمي قد علممت أنكم َ‬
‫فلميملمحق بكأس أو كرود‪ ,‬قال‪ :‬فكانت وادعة بن عمرو ومن كان منكم ذا هم مد نٍ‪ ,‬وأمرد‬
‫ع نٍ‪ ,‬فلميملْمحَق بأرض شَ نّ‪ ,‬فكانت عوف بن عمرو‪ ,‬وهم الذين يقال لهم بمارق ومن كان‬
‫َ‬
‫من كم ير يد عي شا آي نا‪ ,‬وحرَ ما آم نا‪ ,‬فل ميملمحق ب مالرزين‪ ,‬فكا نت خزا عة و من كان ير يد‬
‫طعِمات فمي الممَمحْل‪ ,‬فلميملمحق بميثرب ذات النمخمل‪,‬‬
‫الراسيات فمي الوحْل‪ ,‬المم ْ‬
‫فكا نت الوس وال مخزرج فه ما هذان ال محيان من الن صار و من كان ير يد خمرا وخميرا‪,‬‬
‫صرَى‪ ,‬فكا نت غ سان ب نو جف نة ملوك‬
‫وذهب ما وحريرا‪ ,‬ومل كا وتأميرا فل ميملمحق بكُوثىَ وبُ ْ‬
‫الشأم و من كان من هم بمالعراق‪ .‬قال ا بن إسحاق‪ :‬قد سمعت ب عض أ هل العل مم يقول‪ :‬إن مما‬
‫قالت هذه ال ممقالة طري فة امرأة عمران بن عا مر‪ ,‬وكا نت كاه نة‪ ,‬فرأت ف مي كهانت ها ذلك‪,‬‬
‫وال أعلمم أيّ ذلك كان قال‪ :‬فلمما تفرّقوا‪ ,‬نزلوا علمى كهانة عمران بن عامر‪.‬‬
‫شكُورٍ يقول تعال مى ذكره‪ :‬إن ف مي ت ممزيقناهم‬
‫صبّمارٍ َ‬
‫ت ِلكُلّ َ‬
‫ن فِ مي ذل كَ لَيا ٍ‬
‫وقوله‪ :‬إ ّ‬
‫عبْرة ودللة عل مى وا جب حق ال عل مى عبده من الش كر‬
‫كلّ م ممزّق لَيات يقول‪ :‬لع ظة و ِ‬
‫ل صبمار‬
‫علمى نعمه إذا أنعم علميه‪ ,‬وحقه من الصبر علمى ممحنته إذا امتمحنه ببلء لك ّ‬
‫شكور علمى نعمه‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ك لَيا تٍ ِلكُلّ‬
‫ن فِمي ذل َ‬
‫‪ 22015‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة إ ّ‬
‫شكُورٍ كان مطرّف يقول‪ :‬نعمم العبمد الصمّبمار الشكور‪ ,‬الذي إذا أعطمي شكمر‪ ,‬وإذا‬
‫ص َمبّمارٍ َ‬
‫ابتلمي صبر‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ّنم‬
‫ُوهم ِإلّ َفرِيقا م َ‬
‫ّهم فَا ّت َبع ُ‬
‫ظن ُ‬‫ِيسم َ‬
‫ِمم ِإبْل ُ‬
‫صمدّقَ عََل ْيه ْ‬
‫القول فممي تأويممل قوله تعالممى‪{ :‬وََل َقدْ َ‬
‫ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ }‪.‬‬
‫ظنّهُم فقرأ ذلك عاممة قرّاء‬
‫اختلفمت القرّاء فممي قراءة قوله‪ :‬وَلَ َقدْ ص َمدّقَ عَلَممْيهِ ْم إبْلِمميسُ َ‬
‫صدّق‪ ,‬بممعنى أنه قال ظنا منه‪ :‬وَل تَمجِد َأكَثرَهُمْ‬
‫صدّقَ بتشديد الدال من َ‬
‫الكوفميمين‪ :‬وََل َقدْ َ‬
‫ن ثم صدّق ظنه ذلك‬
‫لغَ ْو َي ّنهُ مْ أجَمعِي نَ إلّ عِبمادَكَ ِم ْنهُ مُ الم ُمخْملَصِي َ‬
‫شاكِرِي نَ وقال‪َ :‬ف ِب ِعزّتِ كَ ُ‬
‫فمميهم‪ ,‬فحقّق ذلك بهمم‪ ,‬وبمماتبماعهم إياه‪ .‬وقرأ ذلك عاممة قرّاء المممدينة والشأم والبصمرة‬
‫صدَقَ» بتمخفميف الدال‪ ,‬بممعنى‪ :‬ولقد صدق علميهم ظنه‪.‬‬
‫«وَلَ َقدْ َ‬
‫وال صواب من القول ف مي ذلك عندي أنه ما قراءتان معروفتان متقارب تا ال ممعنى وذلك أن‬
‫إبلميس قد صدَق علمى كفرة بنمي آدم فمي ظنه‪ ,‬وصدق علميهم ظنّه الذي ظنّ حين قال‪:‬‬
‫ن شَمائِلهِ مْ وَل تَ مجِدُ أ ْك َثرَهُ مْ‬
‫ن أي مما ِن ِهمْ َوعَ ْ‬
‫ن خَ ملْ ِف ِهمْ َوعَ ْ‬
‫ن ب مينِ أ ْيدِيهِ مْ َومِ ْ‬
‫لتِ م َي ّن ُهمْ مِ ْ‬
‫ثُ مّ َ‬
‫ل َمنّم َينّ ُهمْ‪ ...‬الَية‪ ,‬قال ذلك عد ّو ال‪ ,‬ظنا منه أنه يفعل ذلك‬
‫لضِّل ّنهُ مْ َو ُ‬
‫شاكِرِي نَ‪ ,‬وحين قال‪َ :‬و ُ‬
‫ل علمما‪ ,‬فصار ذلك حقا بماتبماعهم إياه‪ ,‬فبأ يّ القراءتمين قرأ القارىء فمصيب‪ .‬فإذا كان‬
‫ن إبلميس بهؤلء الذين‬
‫ذلك كذلك‪ ,‬فتأويمل الكلم علمى قراءة من قرأ بتشديد الدال‪ :‬ولقد ظ ّ‬
‫بدّلنا هم بجنّت ميهم جنت مين ذوات مي أ كل خ مط‪ ,‬عقو بة م نا ل هم‪ ,‬ظ نا غ ير يق مين‪ ,‬عل مم أن هم‬
‫يتبعونمه ويطيعو نه فممي معصمية ال‪ ,‬فصمدق ظنمه عل ميهم‪ ,‬بإغوائه إياهمم‪ ,‬حتممى أطاعوه‪,‬‬
‫وعصموا ربهمم‪ ,‬إل فريقما ممن المممؤمنمين بممال‪ ,‬فإنهمم ثبتوا علممى طاعمة ال ومعصمية‬
‫إبلميس‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22016‬م حدثنمي أحمد بن يوسف‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا القاسم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حجاج‪ ,‬عن هارون‪ ,‬قال‪:‬‬
‫صمّدقَ‬
‫أخبرنممي عمرو بمن مالك‪ ,‬عمن أبممي الممجوزاء‪ ,‬عمن ابمن عبمماس أنمه قرأ‪ :‬وَلَ َقدْ َ‬
‫ن ظنا‪ ,‬فصدّق ظنه‪.‬‬
‫ظنّهُ مشددة‪ ,‬وقال‪ :‬ظ ّ‬
‫عَلَم ْي ِهمْ إبْلِميسُ َ‬
‫‪ 22017‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى‪ ,‬عن سفميان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن ممجاهد وَلَ َقدْ‬
‫ظنّ ُه قال‪ :‬ظنّ ظنا فماتبعوا ظنه‪.‬‬
‫صَ ّدقَ عَلَميْ ِهمْ إبْلِميسُ َ‬
‫ص ّدقَ‬
‫‪ 22018‬م قال‪ :‬ث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَلَ َقدْ َ‬
‫ظنّهُ قال أل‪ :‬ما كان إل ظنا ظنه‪ ,‬وال ل يصدّق كاذبما‪ ,‬ول يكذّب صادقا‪.‬‬
‫عَلَم ْي ِهمْ إبْلِميسُ َ‬
‫‪ 22019‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وَلَ َق ْد صَ ّدقَ‬
‫ظنّ ُه قال‪ :‬أرأيت هؤلء الذين كرّمتهم علميّ‪ ,‬وفضّلتهم وشرّفتهم‪ ,‬ل تمجد‬
‫عَلَميْ ِهمْ إبْلِميسُ َ‬
‫م‬
‫أكثرهمم شاكريمن‪ ,‬وكان ذلك ظنما منمه بغيمر علممم‪ ,‬فقال ال‪ :‬فمما ّت َبعُو ُه إلّ َفرِيقما من َ‬
‫الممُ ْؤ ِمنِمينَ‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫لخِرَةِ‬
‫ن بِا َ‬
‫ن ِإلّ ِل َنعْلَمَ مَن يُ ْؤمِ ُ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬ومَا كَانَ َلهُ عََل ْيهِمْ مّن سُ ْلطَا ٍ‬
‫شيْءٍ حَفُيظٌ }‪.‬‬
‫ل َ‬
‫شكّ َو َربّكَ عَلَى كُ ّ‬
‫ِممّنْ ُهوَ ِم ْنهَا فِي َ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬وما كان لبلميس علمى هؤلء القوم الذين وصف صفتهم من حُجة‬
‫خرَةِ يقول‪ :‬من‬
‫لِ‬‫يضلهم بها‪ ,‬إل بتسلميطناه علميهم‪ ,‬لُميعلمم حزبُنا وأولمياؤنا مَنْ ُي ْؤمِنُ بما َ‬
‫يصدّق بمالبعث والثواب والعقاب مِممّنْ ُهوَ ِمنْها فِمي شَ كَ فل يُوقِن بمالممعاد‪ ,‬ول يصدّق‬
‫بثواب ول عقاب‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن لَهُ عَلَم ْي ِهمْ‬
‫‪22020‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَما كا َ‬
‫سموْط‪ ,‬إل أمانمميّ‬
‫ن قال‪ :‬قال الممحسن‪ :‬وال مما ضربهمم بعصما ول سمَيف ول َ‬
‫سملْطا ٍ‬
‫ِنم ُ‬
‫م ْ‬
‫وغرورا دعاهم إلميها‪.‬‬
‫ن هُ َو ِمنْها فِمي‬
‫خرَ ِة مِممّ ْ‬
‫ن بمالَ ِ‬
‫ن يُ ْؤمِ ُ‬
‫‪22021‬م قال‪ :‬ثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة قوله‪ :‬إلّ ِل َنعْلَممَ مَ ْ‬
‫شكّ قال‪ :‬وإنمما كان بل ًء لميَعلمم ال الكافر من الممؤمن‪.‬‬
‫لخِرَ ِة إل لنعلممم ذلك موجودا ظاهرا‬
‫ِنم بمما َ‬
‫َنم يُ ْؤم ُ‬
‫ل ِل َنعْلَمممَ م ْ‬
‫عنِممي بقوله‪ :‬إ ّ‬
‫وقمميمل‪ُ :‬‬
‫لميستمحقّ به الثواب أو العقاب‪.‬‬
‫شيْءٍ حَفِميظٌ يقول تعالمى ذكره‪ :‬وربك يا ممحمد علمى أعمال‬
‫ل َ‬
‫وقوله‪َ :‬و َربّ كَ علمى كُ ّ‬
‫هؤلء الكفرة به‪ ,‬وغ ير ذلك من الشياء كل ها حَفِ ميظٌ ل يعزب ع نه عل مم ش يء م نه‪ ,‬و هو‬
‫مُمجازٍ جميعَهم يوم القميامة‪ ,‬بممِا كسبوا فمي الدنميا من خير وشرّ‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن ِمثُقَالَ‬
‫ع ْمتُ مْ مّن دُو نِ الّل ِه لَ َيمِْلكُو َ‬
‫ن زَ َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬قُلِ ا ْدعُو ْا اّلذِي َ‬
‫ش ْركٍ َومَا لَ ُه ِم ْن ُهمْ مّن ظَهِيرٍ }‪.‬‬
‫سمَاوَاتِ َولَ فِي الرْضِ َومَا َل ُهمْ فِي ِهمَا مِن ِ‬
‫َذرّةٍ فِي ال ّ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬فهذا فعلُنا بولمينا ومن أطاعنا‪ ,‬داود وسلميممان الذي فعلنا بهما من‬
‫سبَإ الذ ين فعل نا ب هم‪ ,‬إذ‬
‫إنعام نا عل ميهما الن عم الت مي ل كف ماءَ ل ها إذ شكرا نا‪ ,‬وذاك فعل نا ب َ‬
‫َبطِروا نعمت نا‪ ,‬وكذّبوا ر سلنا‪ ,‬وكفروا أيادَي نا‪ ,‬ف قل يا م محمد لهؤلء ال ممشركين برب هم من‬
‫قو مك‪ ,‬ال مجاحدين نعم نا عند هم‪ :‬ادعوا أي ها القوم الذ ين زعمت مم أن هم ل شر يك من دو نه‪,‬‬
‫فسلوهم أن يفعلوا بكم بعض أفعالنا‪ ,‬بمالذين وصفنا أمرهم من إنعام أو إياس‪ ,‬فإن لمم يقدروا‬
‫علمى ذلك فماعلمموا أنكم مبطلون‪ ,‬لن الشركة فمي الربوبمية ل تصلمح ول تمجوز‪ ,‬ثم‬
‫وصف الذين يدعون من دون ال‪ ,‬فقال‪ :‬إنهم ل يمملكون مثقال ذرّة فمي السموات ول فمي‬
‫الرض من خ ير ول شرّ ول ضرّ ول ن فع‪ ,‬فك يف يكون إل ها من كان كذلك‪ .‬وقوله‪ :‬وَ ما َلهُ مْ‬
‫ْكم يقول تعالممى ذكره‪ :‬ول همم إذ لممم يكونوا يممملكون مثقال ذرّة فممي‬
‫ِنم شِر ٍ‬
‫فِمميهِما م ْ‬
‫شرِكة‪ ,‬لن‬
‫السموات ول فمي الرض‪ ,‬منفردين بمملكه من دون ال‪ ,‬يمملكونه علمى وجه ال ّ‬
‫الملك ف مي ال مممملوكات‪ ,‬ل تكون ل ممالكها إل عل مى أ حد وجه ين‪ :‬إ ما مق سوما‪ ,‬وإ ما‬
‫ُمشَا عا يقول‪ :‬وآلهت هم الت مي يدعون من دون ال‪ ,‬ل ي مملكون وزن َذرّة ف مي ال سموات ول‬
‫ف مي الرض‪ ,‬ل مُشا عا ول مق سوما‪ ,‬فك يف يكون من كان هكذا شري كا ل ممن له ملك جم يع‬
‫ن ظَهِيرٍ يقول‪ :‬و ما ل من الَل هة الت مي يدعون من دو نه ُمعِ ين‬
‫ذلك‪ .‬وقوله‪ :‬وَ ما َل ُه ِم ْنهُ مْ مِ ْ‬
‫عل مى خ ملق ش يء من ذلك‪ ,‬ول عل مى حف ظه‪ ,‬إذ ل مم ي كن ل ها ملك ش يء م نه مُشا عا ول‬
‫مقسوما‪ ,‬فميقال‪ :‬هو لك شريك من أجل أنه أعان وإن لمم يكن له ملك شيء منه‪ .‬وبنمحو‬
‫الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ل ادْعُوا اّلذِي نَ‬
‫‪ 22022‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬قُ ِ‬
‫ت وَل فِ مي الرْ ضِ وَ ما َلهُ مْ‬
‫سمَوَا ِ‬
‫ن ِمثْقالَ َذرّ ٍة فِ مي ال ّ‬
‫ل ي ممِْلكُو َ‬
‫ن اللّ هِ َ‬
‫ع ْمتُ ممْ مِ نْ دُو ِ‬
‫زَ َ‬
‫ن شِ ْركٍ يقول‪ :‬ما ل من شريك فمي السماء ول فمي الرض وما لَ ُه ِمنْه ْم من الذين‬
‫فِميهِما مِ ْ‬
‫يدعون من دون ال مِن ظهيرٍ من عون بشيء‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ى ِإذَا فُزّ عَ عَن‬
‫حتّ َ‬
‫ن لَ ُه َ‬
‫ن َأذِ َ‬
‫عةُ عِندَ ُه ِإلّ ِلمَ ْ‬
‫ل تَنفَ عُ الشّفَا َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬و َ‬
‫حقّ وَ ُه َو ا ْلعَِليّ ا ْل َكبِيرُ }‪.‬‬
‫قُلُو ِب ِهمْ قَالُو ْا مَاذَا قَالَ َر ّبكُ ْم قَالُو ْا ا ْل َ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬ول تن فع شف ماعة شا فع كائ نا من كان الشا فع ل ممن شَفَع له‪ ,‬إل أن‬
‫يش فع ل ممن أذن ال ف مي الشف ماعة‪ .‬يقول تعال مى‪ :‬فإذا كا نت الشف ماعات ل تن فع ع ند ال‬
‫أحدا إل ل ممن أذِن ال ف مي الشف ماعة له‪ ,‬وال ل يأذن ل حد من أول ميائه ف مي الشف ماعة‬
‫لحد من الكفرة به‪ ,‬وأنتمم أهل كفر به أيها الممشركون‪ ,‬فكيف تعبدون من تعبدونه من دون‬
‫ال زعما منكم أنكم تعبدونه‪ ,‬لميقرّبكم إلمى ال زُلْفَمى‪ ,‬ولميشفع لكم عند ربكم «فمن» إذ‬
‫ن َأذِنَ َلهُ‪ :‬الممشفوع له‪.‬‬
‫كان هذا معنى الكلم التمي فمي قوله إلّ لِممَ ْ‬
‫ن لَ ُه فقرأ ذلك عا مة القرّاء ب ضم اللف مِن «َأ ِذ نَ َل هُ»‬
‫واختل فت القرّاء ف مي قراءة قوله‪َ :‬أذِ َ‬
‫ن لَهُ علمى اختلف أيضا عنه‬
‫علمى وجه ما لمم يسمّ فماعله‪ .‬وقرأه بعض الكوفميمين‪َ :‬أذِ َ‬
‫فميه‪ ,‬بممعنى أذن ال له‪.‬‬
‫ن قُلُو ِبهِ مْ يقول‪ :‬حتمى إذا جُلِميَ عن قلوبهم‪ ,‬وكشف عنها الفزع‬
‫وقوله‪ :‬حتمى إذَا فُزّ عَ عَ ْ‬
‫وذهب‪.‬‬
‫وبنممحو الذي قلنما فممي ذلك قال أهمل التأويممل‪ .‬ذكمر ممن قال ذلك‪22023 :‬مم حدثنممي‬
‫عل ميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي معاو ية‪ ,‬عن عل ميّ‪ ,‬عن ا بن عب ماس‪ ,‬قوله‪:‬‬
‫ن قُلُو ِبهِمْ يعنمي‪ :‬جُلِميَ‪.‬‬
‫حتمى إذَا فُ ّزعَ عَ ْ‬
‫‪ 22024‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ن قُلُو ِب ِهمْ قال‪ :‬كشف عنها الغطاء يوم القميامة‪.‬‬
‫ممجاهد حتمى إذَا ُف ّزعَ عَ ْ‬
‫‪ 22025‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬إذا جل مي عن‬
‫قلوبهم‪.‬‬
‫ن هُم؟ وما السبب الذي من أجله‬
‫واختلف أهل التأويمل فمي المموصوفمين بهذه الصفة َم ْ‬
‫فُزّع عمن قلوبهمم؟ فقال بعضهمم‪ :‬الذي ُفزّع عمن قلوبهمم الممملئكة‪ ,‬قالوا‪ :‬وإنممما يفزّع عمن‬
‫قلوبهم من غشية تصيبهم عند سماعهم ال بمالوحي‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22026‬م حدثن مي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عُلَ مية‪ ,‬عن داود‪ ,‬عن الشّعب ميّ‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن‬
‫ن قُلُو ِبهِ مْ قال‪ :‬إذا حدث أمر عند ذي العرش سَمع‬
‫مسعود فمي هذه الَية‪ :‬حتمى إذَا ُفزّ عَ عَ ْ‬
‫مَن دو نه من ال مملئكة صوتا كجرّ ال سلسلة عل مى ال صفما‪ ,‬ف م ُيغْشى عل ميهم‪ ,‬فإذا ذ هب‬
‫الفزع عن قلوب هم تنادَوا‪ :‬ماذَا قالَ َر ّبكُ مْ قال‪ :‬ف ميقول من شاء‪ ,‬قال‪ :‬ال محقّ‪ ,‬و هو العل ميّ‬
‫الكبمير‪.‬‬
‫‪22027‬م حدثنا ابن عبد العلمى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الممعتممر‪ ,‬قال‪ :‬سمعت داود‪ ,‬عن عامر‪ ,‬عن‬
‫م سروق قال‪ :‬إذا حدث ع ند ذي العرش أ مر سمعت ال مملئكة صوتا‪ ,‬كجرّ ال سلسلة عل مى‬
‫الصفما‪ ,‬قال‪ :‬فم ُي ْغشَى علميهم‪ ,‬فإذا فُزّع عن قلوبهم‪ ,‬قالوا‪ :‬ماذا قال ربكم؟ قال‪ :‬فميقول من‬
‫شاء ال‪ :‬المحَقّ‪ ,‬وهو العلميّ الكبمير‪.‬‬
‫حدثنا ابن الممثنى‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عبد العلمى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا داود‪ ,‬عن عامر‪ ,‬عن ابن مسعود‪,‬‬
‫أنه قال‪ :‬إذا حدث أمر عند ذي العرش‪ ,‬ثم ذكر نمحو معناه إلّ أنه قال‪ :‬فم ُي ْغشَى علميهم من‬
‫الفزع‪ ,‬حتمى إذا ذهب ذلك عنهم تنادوا‪ :‬ماذا قال ربكم؟‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن إبراهيمم‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪,‬‬
‫فمي قوله‪ :‬حتمى إذَا ُفزّ عَ عَ نْ قُلُو ِبهِ مْ قال‪ :‬إن الوحي إذا أُلقمي سمع أهل السموات صلصلة‬
‫كصملصلة السملسلة علممى الصمفوان‪ ,‬قال‪ :‬فمميتنادون فممي السمموات‪ .‬ماذا قال ربكمم؟ قال‪:‬‬
‫فميتنادون‪ :‬المحَقّ‪ ,‬وهو العلميّ الكبمير‪.‬‬
‫ضحَى‪ ,‬عن مسروق‪ ,‬عن عبد ال‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫وبه عن منصور‪ ,‬عن أبمي ال ّ‬
‫‪22028‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬عن جعفر‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬قال‪ُ :‬ي َنزّلُ المرُ من عند‬
‫ربّ العزّة إلمى السماء الدنميا‪ ,‬فميفُزَع أهل السماء الدنميا‪ ,‬حتمى يستبمين لهم المر الذي‬
‫ُنزّل ف ميه‪ ,‬ف ميقول بعض هم لب عض‪ :‬ماذا قال رب كم؟ ف ميقولون‪ :‬قال ال محقّ‪ ,‬و هو العل ميّ‬
‫ن قُلُو ِب ِهمْ‪ ...‬الَية‪.‬‬
‫الكبمير‪ ,‬فذلك قوله‪ :‬حتمى إذَا ُفزّعَ عَ ْ‬
‫عبْدة الضّب ميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفميان بن عي مينة‪ ,‬عن عمرو بن‬
‫‪ 22029‬م حدث نا أح مد بن َ‬
‫ن اللّ هَ إذَا‬
‫دينار‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو هريرة‪ ,‬عن النبميّ صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬إ ّ‬
‫جمِيعا‪ ,‬ولقوله صوت كصوت السلسلة‬
‫حتِها َ‬
‫جنِم َ‬
‫ضرَبَ تِ الممَل ِئكَ ُة بأ ْ‬
‫قَضَى أمْرا فِمي ال سّماءِ َ‬
‫عل مى ال صفما ال صّفْوان‪ ,‬فذلك قوله»‪ :‬حت مى إذَا ُفزّ عَ عَ نْ قُلُو ِبهِ مْ قالُوا ماذَا قالَ َر ّبكُ مْ قالُوا‬
‫المحقّ وَهُو العَلِميّ ال َكبِميرُ‪.‬‬
‫‪ 22030‬م حدثن مي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عُلَ مية‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أيوب‪ ,‬عن هشام بن عروة‪,‬‬
‫قال‪ :‬قال ال محارث بن هشام لر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ :‬ك يف يأت ميك الو حي؟ قال‪:‬‬
‫ع ْيتُهمُ‪,‬‬
‫ْصممُ َو َقدْ َو َ‬
‫ِينم يَف ِ‬
‫عنّممي ح َ‬
‫صمُ َ‬
‫جرَسِ فَمميَ ْف ِ‬
‫َصمْلصَلَةِ المم َ‬
‫صمَلصَلَةٍ ك َ‬
‫« َي ْأتِممينِمي فِممي َ‬
‫و َي ْأتِمي أحْيانا فِمي ِمثْلِ صُورَ ِة ال ّرجُلِ‪ ,‬فَم ُيكَلّم ُمنِمي بِ ِه كَلما‪ ,‬وَ ُهوَ أ ْهوَنُ عَلميّ»‪.‬‬
‫‪ 22031‬م حدثنمي زكريا بن أَبمان الممصريّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا نعيمم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الولميد بن‬
‫ح ْيوَة‪ ,‬عن‬
‫مسلمم‪ ,‬عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر‪ ,‬عن ابن أبمي زكريا‪ ,‬عن جابر بن َ‬
‫ن يُوحِيَ بمالَ ْمرِ‬
‫النوّاس بن سمعان‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إذَا أرَادَ الّل ُه أ ْ‬
‫سمِعَ‬
‫شدِيدَ ٌة خَوْ فَ أ ْمرِ الّل هِ‪ ,‬فإذا َ‬
‫عدَ ٌة َ‬
‫سمَوَاتِ ِمنْ ُه َرجْفَةٌ أ ْو قالَ رِ ْ‬
‫ت ال ّ‬
‫خذَ ِ‬
‫حيِ‪ ,‬أ َ‬
‫َتكَلّ ممَ ب مال َو ْ‬
‫جبْرائِيمملُ‪,‬‬
‫رأسمهُ َ‬
‫َعم َ‬‫َنم يَ ْرف ُ‬
‫ن أوّلَ م ْ‬
‫سمجّدا‪ ,‬فَممَيكُو ُ‬
‫ّهم ُ‬
‫خرّوا لِل ِ‬
‫صمعِقُوا َو َ‬
‫السممَوَاتِ َ‬
‫ل ّ‬ ‫بذلكم أهْ ُ‬
‫َ‬
‫جبْرائِيملُ علمى الممَل ِئكَةِ كُلّمما َمرّ بِ سَماءٍ‬
‫حيِ هِ بِممَا أرَادَ‪ ,‬ثُ مّ يَممُ ّر َ‬
‫ن َو ْ‬
‫فَم ُيكَلّممُهُ الّل هُ مِ ْ‬
‫حقّ وَهُ َو العِلمميّ‬
‫ج ْبرَائِي ملُ‪ .‬قالَ ال م َ‬
‫ل َ‬
‫جبْرائِي ملُ؟ فَ ميَقُو ُ‬
‫سأَلَهُ مَل ِئ َكتُ ها‪ .‬ماذَا قال َربّ نا يا َ‬
‫حيِ حَي ثُ‬
‫جبْرائِي ملُ ب مال َو ْ‬
‫جبْرائِي ملُ‪ ,‬فَ م َي ْنتَهي َ‬
‫ن كُّلهُ ْم ِمثْلَ ما قالَ َ‬
‫ال َكبِ ميرُ‪ ,‬قالَ‪ :‬فَ ميَقُولُو َ‬
‫أ َمرَهُ الّلهُ»‪.‬‬
‫‪ 22032‬م حُد ثت عن ال محسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أب ما معاذ‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا عب ميد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ع نْ قُلُو ِبهِ مْ‪ ...‬الَية‪ .‬قال‪ :‬كان ابن عبماس يقول‪:‬‬
‫الضحاك يقول فمي قوله‪ :‬حتمى إذَا ُفزّ عَ َ‬
‫إن ال ل مما أراد أن يو حي إل مى م محمد‪ ,‬د عا جبري مل‪ ,‬فل مما تكل مم رب نا ب مالوحي‪ ,‬كان‬
‫صوته ك صوت ال محديد عل مى ال صفما فل مما سمع أ هل ال سموات صوت ال محديد خرّوا‬
‫سجّدا فلمما أَتميَ علميهم جبرائيمل بمالرسالة رفعوا رُؤوسهم‪ ,‬فقالوا‪ :‬ماذَا قالَ َر ّبكُ مْ قالُوا‬
‫ُ‬
‫المحَقّ وَهُ َو العَلِميّ ال َكبِميرُ وهذا قول المملئكة‪.‬‬
‫‪ 22033‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫ن قُلُو ِبهِ مْ‪ ...‬إلمى وَ ُهوَ العَلِميّ ال َكبِمير‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله حتمى إذَا ُفزّ عَ عَ ْ‬
‫ل ممن‬
‫قال‪ :‬لممما أوحَي ال تعالممى ذكره إلممى مممحمد صملى ال عليمه وسملم دعما الرسمو َ‬
‫ال مملئكة‪ ,‬فب عث ب مالوحْي‪ ,‬سمعت ال مملئكة صوت ال مجَبمار يتكل مم ب مالوحي فل مما‬
‫كُشِف عن قلوب هم سألوا ع ما قال ال‪ ,‬فقالوا‪ :‬ال محقّ‪ ,‬وعل مموا أن ال ل يقول إل حَ قا‪ ,‬وأ نه‬
‫مُن مجز ما وعد‪ .‬قال ا بن عب ماس‪ :‬وصوت الوحي كصوت المحديد عل مى الصفما فلمما‬
‫حقّ وَ ُهوَ العَلِمميّ‬
‫ُمم قالُوا المم َ‬
‫سممعوه خرّوا سمجّدا فلممما رفعوا رؤوسمهم قالُوا ماذَا قالَ َر ّبك ْ‬
‫سمَوَاتِ‪ ...‬إلمى قوله‪ :‬فِمي‬
‫ن َيرْ ُز ُقكُ مْ مِ نَ ال ّ‬
‫ل مَ ْ‬
‫ال َكبِمي ُر ثم أمر ال نبميه أن يسأل الناس قُ ْ‬
‫ضَللٍ ُمبِمينٍ‪.‬‬
‫‪22034‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ُقرّة‪ ,‬عن عبد ال بن القاسم‪ ,‬فمي‬
‫ن قُلُو ِبهِ مْ‪ ...‬الَية‪ ,‬قال‪ :‬الوحي ينزل من السماء‪ ,‬فإذا قضاه قالُوا ماذَا‬
‫قوله‪ :‬حتمى إذَا ُفزّ عَ عَ ْ‬
‫قالَ َربّ ُكمْ قالُوا المحَقّ وَهُ َو العَلِميّ ال َكبِميرُ‪.‬‬
‫‪ 22035‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن إبراهيمم‪ ,‬عن عبد ال‪ ,‬فمي‬
‫ن قُلُو ِبهِ مْ قال‪ :‬إن الوحي إذا َقضَى فمي زوايا السماء‪ ,‬قال‪ :‬مثل وقع‬
‫قوله‪ :‬حتمى إذَا ُفزّ عَ عَ ْ‬
‫الفُولذ علممى الصمخرة‪ ,‬قال‪ :‬فممُيشْفِقون‪ ,‬ل يدرون مما حدث‪ ,‬فمميفزعون‪ ,‬فإذا مرّت بهمم‬
‫حقّ وَ ُهوَ العَلميّ ال َكبِميرُ‪.‬‬
‫الرسل قالُوا ماذا قالَ َر ّبكُ ْم قالُوا الم َ‬
‫عهُم من‬
‫وقال آخرون مممن قال‪ :‬المموصوفون بذلك المملئكة‪ :‬إنمما يُ َفزّع عن قلوبهم فَز ُ‬
‫قضاء ال الذي يقضيه حذرا أن يكون ذلك قميام الساعة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫عنْ‬
‫‪22036‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬حتمى إذَا فُزّعَ َ‬
‫قُلُو ِبهِ مْ قالُوا ماذَا قالَ َر ّبكُ مْ‪ ...‬الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬يو حي ال إل مى جبرائي مل‪ ,‬فَتَفرّق ال مملئكة‪ ,‬أو‬
‫تفزع مخافة أن يكون شيء من أمر الساعة‪ ,‬فإذا جُلِميَ عن قلوبهم‪ ,‬وعلمموا أنه لميس ذلك‬
‫من أمر الساعة قالُوا ماذَا قالَ َر ّبكُمْ قالُوا المحَقّ وَ ُهوَ العَلِميّ ال َكبِميرُ‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل ذلك من ف عل ملئ كة ال سموات إذا مرّت ب ها ال ممعقّبمات فزَ عا أن يكون‬
‫حدث أمر الساعة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22037‬م حُد ثت عن ال محسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أب ما معاذ يقول‪ :‬أخبر نا عب ميد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫عنْ قُلُو ِبهِمْ‪ ...‬الَية‪ ,‬زعم ابن مسعود أن المملئكة‬
‫الضحاك يقول فمي قوله‪ :‬حتمى إذَا ُفزّعَ َ‬
‫ال م ُمعَقبمات الذ ين يختلفون إل مى الرض يكتبون أعمال هم‪ ,‬إذا أر سلهم الر بّ ف مانمحدروا‬
‫سمع ل هم صوت شد يد‪ ,‬ف ميحسب الذ ين هم أ سفل من هم من ال مملئكة أ نه من أ مر ال ساعة‪,‬‬
‫سجّدا‪ ,‬وهكذا كلمما مرُوا علميهم يفعلون ذلك من خوف ربهم‪.‬‬
‫فخرّوا ُ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل المموصوفون بذلك الممشركون‪ ,‬قالوا‪ :‬وإنمما يُفزّع الشيطان عن قلوبهم‬
‫قال‪ :‬وإنمما يقولون‪ :‬ماذا قال ربكم عند نزول الممنمية بهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22038‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬حتمى إذَا‬
‫ن قُلُو ِبهِ مْ قال‪َ :‬فزّع الشيطان عن قلوب هم وف مارقهم وأمان ميهم‪ ,‬و ما كان يضل هم قالُوا‬
‫ع ْ‬
‫فُزّ عَ َ‬
‫ُمم قالُوا الممحَقّ وَهُ َو العَلِمميّ ال َكبِمميرُ قال‪ :‬وهذا فممي بنممي آدم‪ ,‬وهذا عنمد‬
‫ماذَا قالَ َربّك ْ‬
‫المموت أقرّوا به حين لمم ينفعهم القرار‪.‬‬
‫شعْبميّ‪ ,‬عن ابن مسعود لصحة‬
‫وأولمى القوال فمي ذلك بمالصواب‪ ,‬القول الذي ذكره ال ّ‬
‫المخبر الذي ذكرناه عن ابن عبماس‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بتأيميده‪ .‬وإذ كان‬
‫ذلك كذلك‪ ,‬فمعنى الكلم‪ :‬ل تنفع الشفماعة عنده‪ ,‬إل لممن أذن له أن يشفَع عنده‪ ,‬فإذا أذن ال‬
‫ل ممن أذن له أن يش فع فزع ل سماعه إذ نه‪ ,‬حتمى إذا ُفزّع عن قلوبهم‪ ,‬فجُلّ ميَ عنها‪ ,‬وكشَف‬
‫الفزع عن هم‪ ,‬قالوا‪ :‬ماذا قال رب كم؟ قالت ال مملئكة‪ :‬ال محقّ‪ ,‬و هو العل ميّ عل مى كل ش يء‬
‫الكب مير الذي ل ش يء دو نه‪ .‬والعرب ت ستعمل ُفزّع ف مي معن ميمين‪ ,‬فتقول للشجاع الذي به‬
‫تنزل المور الت مي يفزَع من ها‪ :‬و هو مُ َفزّع وتقول لل مجبمان الذي يَ ْفزَع من كلّ ش يء‪ :‬إ نه‬
‫ل ممُ َفزّع‪ ,‬وكذلك تقول للر جل الذي يق ضي له الناس ف مي المور ب مالغلبة عل مى من نازله‬
‫فميها‪ :‬هو ُمغَلّب وإذا أريد به هذا الممعنى كان غالبما وتقول للرجل أيضا الذي هو مغلوب‬
‫أبدا‪ُ :‬مغَلّب‪.‬‬
‫و قد اختل فت القرّاء ف مي قراءة ذلك‪ ,‬فقرأ ته عا مة قرّاء الم صار أجمعون‪ُ :‬فزّ عَ ب مالزاي‬
‫والع ين عل مى التأوي مل الذي ذكرناه عن ا بن م سعود و من قال بقوله ف مي ذلك‪ .‬ورُوي عن‬
‫ع نْ قُلُو ِبهِ مْ» ب مالراء والغ ين عل مى التأوي مل الذي‬
‫ال محسن أ نه قرأ ذلك‪« :‬حت مى إذَا ُفزِ عَ َ‬
‫ذكرناه عن ابن زيد‪ .‬وقد يحتممل توجيه معنى قراءة المحسن ذلك كذلك‪ ,‬إلمى «حتمى إذَا‬
‫ن قُلُو ِبهِ مْ» فصارت فمارغة من الفزع الذي كان حلّ بها‪ .‬ذُكر عن ممجاهد أنه قرأ‬
‫ع ْ‬
‫فُزِ غَ َ‬
‫ذلك‪ُ « :‬ف ِزعَ» بممعنى‪َ :‬كشَف ال الفزع عنها‪.‬‬
‫والصواب من القراءة فمي ذلك القراءة بمالزاي والعين لجماع المحجة من القراء وأ هل‬
‫التأويممل علمميها‪ ,‬ولصمحة الممخبر الذي ذكرناه عمن رسمول ال صملى ال عليمه وسملم‬
‫بتأيميدها‪ ,‬والدللة علمى صحتها‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ض قُلِ اللّ هُ وَِإنّآ أَوْ‬
‫سمَاوَاتِ وَالرْ ِ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬قُلْ مَن َيرْ ُز ُقكُ مْ ّم نَ ال ّ‬
‫ى ُهدًى أَ ْو فِي ضَلَلٍ ّمبِينٍ }‪.‬‬
‫ِإيّاكُمْ َلعََل َ‬
‫يقول تعالمى ذكره لنبميه ممحمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬قل يا ممحمد لهؤلء الممشركين‬
‫بربهم الوثان والصنام‪ :‬من يرزقكم من السموات والرض بإنزاله الغيث علميكم منها حياة‬
‫لممحروثكم‪ ,‬وصملحا لمممعايشكم‪ ,‬وتسمخيره الشممس والقممر والنممجوم لمممنافعكم‪ ,‬ومنافمع‬
‫أقواتكمم‪ ,‬والرض بإخراجمه منهما أقواتكمم وأقوات أنعامكمم؟ وترك الممخبر عمن جواب القوم‬
‫استغناء بدللة الكلم علميه‪ ,‬ثم ذكره‪ ,‬وهو‪ :‬فإن قالوا‪ :‬ل ندري‪ ,‬ف قل‪ :‬الذي يرزق كم ذلك ال‪,‬‬
‫وإنا أو إياكم أيها القوم لعلمي ُهدًى أو فمي ضلل مبمين يقول‪ :‬قل لهم‪ :‬إنا لعلمى هدى أو‬
‫فمي ضلل‪ ,‬أو إنكم علمى ضلل أو ُهدًى‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ت وَالرْ ضِ قُلِ‬
‫سمَوَا ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫‪ 22039‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة قُلْ مَ نْ َي ْرزُ ُقكُ مْ ِم َ‬
‫ن قال‪ :‬قمد قال ذلك أصمحاب مممحمد‬
‫ُمم لعَلممى ُهدًى أوْ فِممي ضَللٍ ُمبِممي ٍ‬
‫ّهم وإنّا أ ْو إيّاك ْ‬
‫الل ُ‬
‫ن أحد الفريقمين لممهتد‪.‬‬
‫للممشركين‪ ,‬وال ما أنا وأنتمم علمى أمر واحد‪ ,‬إ ّ‬
‫وقد قال قوم‪ :‬معنى ذلك‪ :‬وإنا لعلمى هدى‪ ,‬وإنكم لفمي ضلل مبمين‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22040‬م حدثنمي إسحاق بن إبراهيمم الشهيد يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عتاب بن بشير‪ ,‬عن خصيف‬
‫ن قال‪ :‬إ نا‬
‫عن عكر مة وزياد‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬وَإنّا أ ْو إيّاكُ مْ َلعَل مى َهدًى أوْ فِ مي ضَللٍ ُمبِ مي ٍ‬
‫لعلمى هدى وإنكم لفمي ضلل مبمين‪.‬‬
‫واختلف أهل العربمية فمي وجه دخول «أو» فمي هذا المموضع‪ ,‬فقال بعض نمحويميّ‬
‫الب صرة‪ :‬ل ميس ذلك ل نه شك‪ ,‬ول كن هذا ف مي كلم العرب عل مى أ نه هو ال ممهتدِي‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وقمد يقول الرجمل لعبده‪ :‬أحدنما ضارب صماحبه‪ ,‬ول يكون فمميه إشكال علممى السمامع أن‬
‫الممولمى هو الضارب‪.‬‬
‫وقال آخر منهم‪ :‬معنى ذلك‪ :‬إنا لعلمى هدى‪ ,‬وإنكم إياكم فمي ضلل مبمين‪ ,‬لن العرب‬
‫تضع «أو» فمي موضع واو المموالة‪ ,‬قال جرير‪:‬‬
‫طهَيّ َة والمخِشابما‬
‫ت ِب ِهمْ ُ‬
‫عدَلْ َ‬
‫أ َثعَْلبَ َة ال َفوَارِسِ أ ْو رِياحا َ‬
‫قال‪ :‬يعنمي ثعلبة ورياحا‪ ,‬قال‪ :‬وقد تكلمم بهذا من ل يش كّ فمي دي نه‪ ,‬وقد علمموا أنهم‬
‫علمى هدى‪ ,‬وأولئك فمي ضلل‪ ,‬فميقال‪ :‬هذا وإن كان كلما واحدا علمى جهة الستهزاء‪,‬‬
‫فقال‪ :‬هذا لهم‪ ,‬وقال‪:‬‬
‫غيّا‬
‫ن كانَ َ‬
‫ص ْبهُوَلسْتُ بِم ُمخْطىءٍ إ ْ‬
‫ح ّب ُهمْ رُشْدا ُأ ِ‬
‫ن َيكُ ُ‬
‫فإ ْ‬
‫وقال بعمض نممحويمي الكوفمة‪ :‬معنمى «أو» ومعنمى الواو فممي هذا الممموضع فممي‬
‫ال ممعنى‪ ,‬غ ير أن القري نة عل مى غ ير ذلك ل تكون «أو» ب ممنزلة الواو‪ ,‬ولكن ها تكون ف مي‬
‫ال مر ال ممفوّض‪ ,‬ك ما تقول‪ :‬إن شئت ف خذ دره ما أو اثن مين‪ ,‬فله أن يأ خذ اثن مين أو واحدا‪,‬‬
‫ولميس له أن يأخذ ثلثة‪ .‬قال‪ :‬وهو فمي قول من ل يبصر العربمية‪ ,‬ويجعل «أو» بممنزلة‬
‫الواو‪ ,‬ويجوز له أن يأ خذ ثل ثة‪ ,‬ل نه ف مي قول هم ب ممنزلة قولك‪ :‬خذ دره ما أو اثن مين قال‪:‬‬
‫وال ممعنى ف مي إنّا أو إياكُ مْ إ نا لضالون أو مهتدون‪ ,‬وإن كم أي ضا لضالون‪ ,‬و هو يعل مم أن‬
‫ر سوله ال ممهتدي‪ ,‬وأن غيره الضالّ‪ .‬قال‪ :‬وأ نت تقول ف مي الكلم للر جل يكذّ بك‪ .‬والّل هِ إن‬
‫أحد نا لكاذب‪ ,‬وأ نت تعن ميه‪ ,‬وكذّب ته تكذيب ما غ ير مكشوف‪ ,‬و هو ف مي القرآن وكلم العرب‬
‫كث مير‪ ,‬أن يوجّه الكلم إلمى أح سن مذاه به‪ ,‬إذا عرف‪ ,‬كقول القائل لممن قال‪ :‬وال ل قد قدم‬
‫فلن‪ ,‬و هو كاذب ف ميقول‪ :‬قل‪ :‬إن شاء ال‪ ,‬أو قل‪ :‬ف ميمما أظ نّ‪ ,‬ف ميكذّبه بأح سن ت صريح‬
‫التكذ يب‪ .‬قال‪ :‬و من كلم العرب أن يقولوا‪ :‬قاتله ال‪ ,‬ثم ي ستقبح ف ميقولون‪ :‬قاتله ال‪ ,‬وكات عه‬
‫ال‪ .‬قال‪ :‬ومن ذلك‪ :‬ويحَك‪ ,‬وويسَك‪ ,‬إنمما هي فمي معنى‪ :‬ويْملَك‪ ,‬إل أنها دونها‪.‬‬
‫وال صواب من القول ف مي ذلك عندي أن ذلك أ مر من ال لنب ميه بتكذ يب من أمره بخطا به‬
‫بهذا القول بأجمل التكذيب‪ ,‬كما يقول الرجل لصاحب له يخاطبه‪ ,‬وهو يريد تكذيبه فمي خبر‬
‫له‪ :‬أحدنا كاذب‪ ,‬وقائل ذلك يعنمي صاحبه‪ ,‬ل نفسه فلهذا الممعنى صير الكلم بأو‪.‬‬

‫‪26- 25‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن * قُلْ‬
‫عمّا َت ْعمَلُو َ‬
‫سأَلُ َ‬
‫ل نُ ْ‬
‫ج َرمْنَا َو َ‬
‫عمّآ َأ ْ‬
‫سأَلُونَ َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬قُل لّ تُ ْ‬
‫ح ا ْلعَلِيمُ }‪.‬‬
‫حقّ وَ ُهوَ الْ َفتّا ُ‬
‫جمَعُ َب ْي َننَا رَ ّبنَا ُثمّ يَ ْف َتحُ َب ْي َننَا بِا ْل َ‬
‫َي ْ‬
‫يقول تعالممى ذكره لنبمميه مممحمد صملى ال عليمه وسملم‪ :‬قمل لهؤلء المممشركين‪ :‬أحمد‬
‫فريق مينا عل مى هدى والَ خر عل مى ضلل‪ ,‬ل تُ سْألون أنت مم ع ما أجرم نا ن محن من جرم‪,‬‬
‫ل نمحن عما تعملون أنتمم من عمل‪ ,‬قل لهم‪ :‬يجمع بميننا ربنا يوم‬
‫وركبنا من إثم‪ ,‬ول نُسأَ ُ‬
‫القميامة عنده‪ ,‬ثم يفتمح بميننا بمالمحقّ‪ .‬يقول‪ :‬ثم يقضي بميننا بمالعدل‪ ,‬فميتبمين عند‬
‫ذلك الممهتدي منا من الضالّ وَهُ َو ال َفتّا حُ العَلِميممُ يقول‪ :‬وال القاضي العلميمم بمالقضاء‬
‫ب مين خ ملقه‪ ,‬ل نه ل ت مخفمى ع نه خاف مية‪ ,‬ول يحتاج إل مى شهود تعرّ فه ال ممُمحقّ من‬
‫الممبطل‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫جمَ عُ بَ م ْينَنا‬
‫ل َي ْ‬
‫‪ 22041‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬قُ ْ‬
‫َربّنا يوم القميامة ُث ّم يَ ْفتَمحُ بَم ْينَنا‪ :‬أي يقضي بميننا‪.‬‬
‫‪ 22042‬م حدثنمي علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن علميّ‪ ,‬عن ابن‬
‫ح العَلِميممُ يقول‪ :‬القاضي‪.‬‬
‫عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬وَهُ َو ال َفتّا ُ‬

‫‪27‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫شرَكَآ َء كَلّ بَلْ ُهوَ الّل ُه ا ْلعَزِيزُ‬
‫ن أَ ْلحَ ْقتُ مْ بِ ِه ُ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬قُلْ َأرُونِ يَ الّذيِ َ‬
‫حكِيمُ }‪.‬‬
‫ا ْل ْ‬
‫يقول تعالمى ذكره لنبميه ممحمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬قل يا ممحمد لهؤلء الممشركين‬
‫بممال الَلهمة والصمنام‪َ :‬أرُونممي أيّهما القوم الّذيمن ألممحقتمموهم بممال فصميّرتمموهم له‬
‫شركاء فممي عبممادتكم إياهمم‪ :‬ماذا خمملقوا ممن الرض‪ ,‬أم لهمم شرك فممي السمموات‪ ,‬كلّ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬كذبوا‪ ,‬لميس المر كما وصفوا‪ ,‬ول كما جعلوا وقالوا من أن ل شريكا‪,‬‬
‫بل هو الممعبود الذي ل شريك له‪ ,‬ول يصلمح أن يكون له شريك فمي ملكه‪ ,‬العزيز فمي‬
‫انتقامه مممن أشرك به من خملقه‪ ,‬المحكيمم فمي تدبميره خملقه‪.‬‬

‫‪28‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬وَمَآ َأرْ سَ ْلنَاكَ ِإلّ كَآفّ ًة لّلنّا سِ َبشِيرا َو َنذِيرا وَلَ ـكِنّ َأ ْك َثرَ‬
‫النّاسِ لَ َيعَْلمُونَ }‪.‬‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬و ما أر سلناك يا م محمد إل مى هؤلء ال ممشركين ب مال من قو مك‬
‫خاصة‪ ,‬ولكنا أرسلناك كافة للناس أجمعين‪ ,‬العرب منهم والعجم‪ ,‬والحمر والسود‪ ,‬بشيرا من‬
‫ن أ ْك َثرَ النّا سِ ل َيعْلَ ممُونَ أن ال أر سلك كذلك إل مى جم يع‬
‫أطا عك‪ ,‬ونذيرا من كذّ بك‪ ,‬وََلكِ ّ‬
‫البشر‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22043‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَ ما أرْ سَلْناكَ إلّ‬
‫كافّ ًة للنّاس قال‪ :‬أرسل ال ممحمدا إلمى العرب والعجم‪ ,‬فأكر ُمهُم علمى ال أطوعهم له‪.‬‬
‫ب سا ِبقُ الرّو مِ‪,‬‬
‫صهَيْ ُ‬
‫ذُ كر ل نا أن نب ميّ ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬أ نا سا ِبقُ ال َعرَ بِ‪ ,‬وَ ُ‬
‫ن سابِقُ فمارِسَ»‪.‬‬
‫ح َبشَةِ‪َ ,‬وسَلْمما ُ‬
‫ل سا ِبقُ الم َ‬
‫َوبِل ُ‬
‫‪30- 29‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ن * قُل ّلكُم‬
‫ع ُد إِن كُنتُ مْ صَادِقِي َ‬
‫القول ف مي تأويمل قوله تعال مى‪َ { :‬ويَقُولُو نَ َم َتىَ هَـذَا ا ْلوَ ْ‬
‫ستَ ْقدِمُونَ }‪.‬‬
‫ل َت ْ‬
‫عنْ ُه سَاعَةً َو َ‬
‫س َت ْأخِرُونَ َ‬
‫مّيعَادُ َي ْومٍ لّ َت ْ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬ويقول هؤلء الممشركون بمال إذا سمعوا وعيد ال الكفمار وما هو‬
‫عدُ جائيا‪ ,‬وفمي أ يّ وقت‬
‫فماعل بهم فمي معادهم ممما أنزل ال فمي كتابه‪ :‬مَتمى َهذَا ال َو ْ‬
‫ن أ نه كائن‪ ,‬قال ال لنب ميه‪ :‬قُلْ ل هم يا‬
‫هو كائن إ نْ ُك ْنتُ ممْ ف ميمما َت ِعدُون نا من ذلك صَا ِدقِمي َ‬
‫عنْ هُ إذا جاء كم ساعَ ًة فتنظروا‬
‫خرُونَ َ‬
‫م محمد‪َ :‬لكُ مْ أي ها القوم مِيعادُ يَوْ مٍ هو آت ميكم ل تَ سْت ْأ ِ‬
‫ستَقدِمونَ قبله بمالعذاب‪ ,‬لن ال جعل لكم ذلك أجلً‪.‬‬
‫للتوبة والنابة وَل ت ْ‬

‫‪31‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل بِاّلذِي َبيْ نَ‬
‫ن كَ َفرُو ْا لَن نّ ْؤمِ نَ ِبهَـذَا ا ْل ُقرْآ نِ َو َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬وقَالَ اّلذِي َ‬
‫ض الْ َقوْلَ يَقُولُ اّلذِي نَ‬
‫ضهُ مْ إَِلىَ َبعْ ٍ‬
‫ن مَ ْوقُوفُو نَ عِندَ َر ّبهِ مْ َي ْرجِ عُ َبعْ ُ‬
‫َي َديْ هِ وَلَ ْو َترَىَ ِإ ِذ الظّاِلمُو َ‬
‫س َت ْك َبرُواْ َل ْولَ أَن ُتمْ َل ُكنّا ُم ْؤ ِمنِينَ }‪.‬‬
‫ضعِفُو ْا لِّلذِينَ ا ْ‬
‫ستُ ْ‬
‫اْ‬
‫ُرآنم الذي‬
‫ِنم ِب َهذَا الق ِ‬
‫َنم نُ ْؤم َ‬
‫ِينم كَفَروا ممن مشركمي العرب‪ :‬ل ْ‬
‫يقول تعالممى ذكره‪َ :‬وقَالَ اّلذ َ‬
‫جاءنا به ممحمد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ول بمالكتاب الذي جاء به غيره من بمين يديه‪ ,‬كما‪:‬‬
‫ن ِبهَذَا‬
‫‪ 22044‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬ل نْ ُن ْؤمِ َ‬
‫القُرآنِ وَل بماّلذِي بمينَ َي َديْ ِه قال‪ :‬قال الممشركون‪ :‬لن نؤمن بهذا القرآن‪ ,‬وَل بماّلذِي بمينَ‬
‫َي َديْهِ من الكتب والنبمياء‪.‬‬
‫ع ْندَ َربّهِ مْ يتلومون‪ ,‬يحاور بعض هم بع ضا‪ ,‬يقول‬
‫وقوله‪ :‬وََلوْ َترَى إذِ الظّالِ ممُونَ َم ْوقُوفُو نَ ِ‬
‫ال ممستضعفون كانوا ف مي الدنمميا للذ ين كانوا عل ميهم ف ميها ي ستكبرون‪ :‬لول أنت مم أي ها‬
‫الرؤساء والكبراء فمي الدْنميا لكنا مؤمنمين بمال وآياته‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ع نِ‬
‫صدَدنَا ُكمْ َ‬
‫ن َ‬
‫حُ‬‫ضعِفُوَاْ َأ َن ْ‬
‫سُت ْ‬
‫نا ْ‬
‫س َت ْكبَرُو ْا لِّلذِي َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬قَالَ اّلذِي نَ ا ْ‬
‫ج ِرمِينَ }‪.‬‬
‫ى َبعْ َد ِإذْ جَآ َء ُكمْ بَلْ كُن ُتمْ ّم ْ‬
‫ا ْل ُهدَ َ‬
‫س َتكْ َبرُوا فمي الدنميا‪ ,‬فرأسوا فمي الضللة والكفر بمال‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬قالَ اّلذِي نَ ا ْ‬
‫ضعِفُوا فمميها فكانوا أتبمماعا لهمل الضللة منهمم‪ ,‬إذ قالوا لهمم َلوْل أ ْنتُمممْ َلكُنّا‬
‫اسمُت ْ‬
‫ِينم ْ‬
‫لِّلذ َ‬
‫ن ال ُهدَى ومنعناكم من اتبماع المحقّ َب ْعدَ إ ْذ جا َءكُمْ من عند ال‪,‬‬
‫ن صَ َددْناكُمْ عَ ِ‬
‫مُ ْؤ ِمنِمينَ أَنمحْ ُ‬
‫يب مين ل كم بَلْ ُك ْنتُ ممْ مُ مجْ ِرمِينَ فمنع كم إيثار كم الك فر ب مال عل مى الي ممان من اتب ماع‬
‫الهدى‪ ,‬واليممان بمال ورسوله‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ل َم ْكرُ الّْليْلِ‬
‫اسمتَ ْك َبرُواْ بَ ْ‬
‫ِينم ْ‬
‫ضعِفُو ْا لِّلذ َ‬
‫اسمتُ ْ‬
‫ِينم ْ‬
‫القول فممي تأويممل قوله تعالممى‪َ { :‬وقَالَ اّلذ َ‬
‫جعَلْنَا‬
‫َابم َو َ‬
‫َسمرّواْ ال ّندَامَ َة لَمّا رَأَوُ ْا اَْل َعذ َ‬
‫َهم أَندَادا وَأ َ‬
‫جعَلَ ل ُ‬
‫ّهم َو َن ْ‬
‫وَال ّنهَارِ ِإذْ َت ْأ ُمرُونَنَآ أَن ّنكْ ُفرَ بِالل ِ‬
‫ل مَا كَانُو ْا َي ْعمَلُونَ }‪.‬‬
‫ل ُيجْزَ ْونَ ِإ ّ‬
‫ق اّلذِينَ كَ َفرُو ْا هَ ْ‬
‫عنَا ِ‬
‫ل فِيَ َأ ْ‬
‫الغْلَ َ‬
‫ضعِفُوا من الكفرة ب مال فمي الدنميا‪ ,‬فكانوا أتب ماعا‬
‫ستُ ْ‬
‫نا ْ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬وَقالَ اّلذِي َ‬
‫ل َم ْكرُ كم لنا ب اللّميْملِ‬
‫س َتكْ َبرُوا فميها‪ ,‬فكانوا لهم رؤساء بَ ْ‬
‫نا ْ‬
‫لرؤسائهم فمي الضللة لِّلذِي َ‬
‫َهم أمثالً وأشبمماها فممي‬
‫جعَلَ ل ُ‬
‫أنم َنكْ ُفرَ بمماللّهِ وَنمم ْ‬
‫والنّهارِ صمدّنا عمن الهدى إذْ َت ْأ ُمرُونَنما ْ‬
‫العب مادة واللو هة فأض يف ال ممكر إل مى الل ميمل والنهار‪ .‬وال ممعنى ما ذكر نا من م كر‬
‫الممستكبرين بمالممستضعفمين فمي اللميمل والنهار‪ ,‬علمى اتساع العرب فمي الذي قد‬
‫عرِف معنا ها ف ميه من منطِق ها‪ ,‬من ن قل صفة الش يء إل مى غيره‪ ,‬فتقول للر جل‪ :‬يا فلن‬
‫ُ‬
‫نهارك صائم ولميملك قائم‪ ,‬وكما قال الشاعر‪:‬‬
‫ي بِنائمِ )‬
‫(ونِممْتِ وَما لَميْملُ الم َمطِ ّ‬
‫وما أشبه ذلك ممما قد مضى بمياننا له فمي غير هذا المموضع من كتابنا هذا‪ .‬وبنمحو‬
‫الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ل َمكْرُ‬
‫‪ 22045‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬بَ ْ‬
‫جعَلَ لَ ُه أ ْندَادا يقول‪ :‬بل مكرُكُم ب نا ف مي‬
‫ن َنكْ ُفرَ ب مال وَن م ْ‬
‫اللّ ميْملِ والنّهارِ إذ َت ْأ ُمرُونَ نا أ ْ‬
‫اللميمل والنهار أيها العظماء الرؤساء حتمى أزلتممونا عن عبمادة ال‪.‬‬
‫وقد ذُكر فمي تأويمله عن سعيد بن جبمير ما‪:‬‬
‫‪ 22046‬م حدث نا أ بو كُر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ي ممان‪ ,‬عن أش عث‪ ,‬عن جع فر‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫ل َمكْرُ اللّميْملِ والنّهارِ قال‪َ :‬مرّ اللميمل والنهار‪.‬‬
‫جبَمير بَ ْ‬
‫ُ‬
‫ن َنكْ ُفرَ بماللّهِ يقول‪ :‬حين تأمروننا أن نكفر بمال‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬إذْ َت ْأ ُمرُونَنا أ ْ‬
‫وقوله‪ :‬ونمجعَلَ َلهُ أ ْندَادا يقول‪ :‬شركاء‪ ,‬كما‪:‬‬
‫جعَلَ َل هُ أ ْندَادا‬
‫‪ 22047‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬ونَم ْ‬
‫شركاء‪.‬‬
‫سرّوا النّدامَ َة لَممّا رأَوُا ال َعذَا بَ يقول‪ :‬وندموا علمى ما فرّطوا من طاعة ال فمي‬
‫قوله‪ :‬وأَ َ‬
‫الدنميا حين عاينوا عذاب ال الذي أعدّه لهم‪ ,‬كما‪:‬‬
‫سرّوا ال ّندَامَ َة بمينهم لَممّا رأَوُا ال َعذَابَ‪.‬‬
‫‪22048‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَأ َ‬
‫ن كَ َفرُوا وغُلّت أيدي الكافر ين ب مال ف مي جهن مم‬
‫ل فِ مي أعْنا قِ اّلذِي َ‬
‫جعَلْ نا الَغْل َ‬
‫قوله‪َ :‬و َ‬
‫إل مى أعناق هم ف مي جوا مع من نار جهن مم‪ ,‬جزاء ب مما كانوا ب مال ف مي الدن ميا يكفرون‪,‬‬
‫ل ثوابمما لعمالهمم الممخبميثة التممي كانوا فممي‬
‫يقول جلّ ثناؤه‪ :‬مما يفعمل ال ذلك بهمم إ ّ‬
‫الدنميا يعملونها‪ ,‬ومكافأة لهم علميها‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬وَمَآ َأرْ سَ ْلنَا فِي قَ ْريَ ٍة مّن ّنذِيرٍ ِإلّ قَالَ ُم ْترَفُوهَآ إِنّا بِمَآ‬
‫ُأرْسِ ْل ُتمْ بِ ِه كَافِرُونَ }‪.‬‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬و ما بعث نا إل مى أ هل قر ية نذيرا يُنذر هم بأ سَنا أن ينزل ب هم عل مى‬
‫معصيتهم إيانا‪ ,‬إلّ قال كُبراؤها ورؤساؤها فمي الضللة كما قال قوم فرعون من الممشركين‬
‫له‪ :‬إنا بمما أُرسلتمم به من النّذارة‪ ,‬وبُعثتمم به من توحيد ال‪ ,‬والبراءة من الَلهة والنداد‬
‫كافرون‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22049‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَما أرْ سَلْنا فِمي‬
‫ن قال‪ :‬هم رؤوسهم وقادتهم فمي‬
‫ن َنذِيرٍ إلّ قالَ ُم ْترَفُوها إنّا بِممَا ُأرْ سِ ْلتُممْ بِ هِ كافِرُو َ‬
‫قَ ْريَ ٍة مِ ْ‬
‫الشرّ‪.‬‬
‫‪36- 35‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪َ { :‬وقَالُو ْا َنحْ نُ َأ ْكثَ مرُ َأمْوَالً وََأ ْولَدا وَمَا َنحْ نُ ِب ُم َع ّذبِي نَ *‬
‫ل َيعَْلمُو نَ }‪ .‬يقول تعال مى‬
‫ن َأ ْك َثرَ النّا سِ َ‬
‫ط الرّزْ قَ لِمَن َيشَآءُ َويَ ْق ِدرُ وَلَ ـكِ ّ‬
‫قُلْ إِ نّ رَبّي َيبْ سُ ُ‬
‫ذكره‪ :‬وقال أ هل ال ستكبمار عل مى ال من كل قر ية أر سلنا ف ميها نذيرا لنب ميائنا ور سلنا‪:‬‬
‫ن محن أ ْكثَرُ أ ْموَالً وأوْلدا وَ ما نَ محْنُ فِ مي الَخرَ ِة بِ م ُم َعذّبمينَ لن ال لو ل مم ي كن راض يا‬
‫ما ن محن عل ميه من ال مملة والع مل ل مم يخوّل نا الموال والولد‪ ,‬ول مم يب سط ل نا ف مي‬
‫الرزق‪ ,‬وإن مما أعطا نا ما أعطا نا من ذلك لرضاه أعمال نا‪ ,‬وآثر نا ب مما آثر نا عل مى غير نا‬
‫لفضلنا‪ ,‬وزلفة لنا عنده يقول ال لنبميه ممحمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬قل لهم يا ممحمد‪ :‬إن‬
‫ربممي يبسمط الرزق ممن المممعاش والرياش فممي الدنمميا لمممن يشاء ممن خمملقه و َي ْقدِر‬
‫ف ميضيق عل مى من يشاء ل ل مممحبة ف ميممن يب سط له ذلك ول خ ير ف ميه ول زُلْ فة له‪,‬‬
‫استمحقّ بها منه‪ ,‬ول لبُغض منه لممن قدر علميه ذلك‪ ,‬ول مَقْت‪ ,‬ولكنه يفعل ذلك مِمحْنة‬
‫لعبماده وابتلء‪ ,‬وأكثر الناس ل يعلممون أن ال يفعل ذلك اختبمارا لعبماده‪ ,‬ولكنهم يظنون‬
‫سطَ له و َمقْت لممن َقدَر علميه‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال‬
‫أن ذلك منه ممحبة لممن بَ َ‬
‫أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22050‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وَما أمْوَاُلكُ مْ‬
‫ع ْندَ نا زُلْفَ مى‪ ...‬الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬قالوا‪ :‬ن محن أك ثر أموالً وأولدا‪,‬‬
‫وَل أوْلدُك مْ ب مالتمي تُ َق ّر ُبكُ مْ ِ‬
‫فأ خبرهم ال أ نه ل ميست أموال كم ول أولد كم ب مالتمي تقرّب كم عند نا زُلْف مى‪ ,‬إلّ َم نْ آ َم نَ‬
‫عمِلَ صَالمحا‪ ,‬قال‪ :‬وهذا قول الممشركين لرسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه‪ ,‬قالوا‪:‬‬
‫وَ‬
‫لو لمم يكن ال عنا راضيا لمم يعطنا هذا‪ ,‬كما قال قارون‪ :‬لول أن ال َرضِيَ بمي وبحالمي‬
‫ن َقبْلِهِ ِمنَ ال ُقرُونِ‪ ...‬إلمى آخر الَية‪.‬‬
‫ن اللّ َه َقدْ أهَْلكَ مِ ْ‬
‫ما أعطانمي هذا‪ ,‬قال‪ :‬أوَ لَممْ َيعْلَممْ أ ّ‬

‫‪37‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل ُدكُمْ بِاّلتِي تُ َق ّر ُبكُمْ عِن َدنَا زُلْ َفىَ ِإلّ مَنْ‬
‫ل أَ ْو َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬ومَآ َأمْوَاُلكُمْ َو َ‬
‫عمِلُواْ وَ ُه ْم فِي ا ْل ُغ ُرفَاتِ آ ِمنُونَ }‪.‬‬
‫ضعْفِ ِبمَا َ‬
‫عمِلَ صَالِحا َفأُوْلَـئِكَ َل ُه ْم جَزَآ ُء ال ّ‬
‫آمَنَ َو َ‬
‫يقول جلّ ثناؤه‪ :‬و ما أموال كم الت مي تفت مخرون ب ها أيّ ها القوم عل مى الناس‪ ,‬ول أولد كم‬
‫الذين تتكبرون بهم بمالتمي تقرّبكم منا ُق ْربَةً‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22051‬م حدث نا م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدثن مي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ع ْندَنا زُلْفَمى قال‪ :‬قُربَى‪.‬‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪ِ :‬‬
‫‪ 22052‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَ ما أمْوَاُلكُ مْ وَل‬
‫ع ْندَ نا زُلْفَ مى ل يع تبر الناس بكثرة ال ممال والولد‪ ,‬وإن الكا فر قد‬
‫أوْل ُدكُ مْ ب ماّلتِمي تُ َق ّر ُبكُ مْ ِ‬
‫حبِس عن الممؤمن‪.‬‬
‫ُيعْطَى الممال‪ ,‬وربمما ُ‬
‫ع ْندَنما زُلْفَممى ولممم يقمل‬
‫ُمم ِ‬
‫ُمم بممالتمي تُ َق ّربُك ْ‬
‫ُمم وَل أوْل ُدك ْ‬
‫ل ثناؤه‪ :‬وَمما أمْوَاُلك ْ‬
‫وقال ج ّ‬
‫ب ماللّتمين‪ ,‬و قد ذ كر الموال والولد‪ ,‬وه ما نوعان مختلف مان ل نه ذُ كر من كل نوع منه ما‬
‫ج مع ي صلمح ف ميه الت مي ولو قال قائل‪ :‬أراد بذلك أ حد النوع ين ل مم يب عد قوله‪ ,‬وكان ذلك‬
‫كقول الشاعر‪:‬‬
‫ختَِلفُ‬
‫ض والرأيُ ُم ْ‬
‫ع ْن َدكَ رَا ٍ‬
‫ت بِممَا ِ‬
‫ع ْندَنا‪ ,‬وأنْ َ‬
‫ن بِممَا ِ‬
‫نَمحْ ُ‬
‫ولمم يقل‪ :‬راضيان‪.‬‬
‫عمِلَ صَالِمحا اختلف أ هل التأوي مل ف مي مع نى ذلك فقال بعض هم‪:‬‬
‫نوَ‬
‫ن آمَ َ‬
‫وقوله‪ :‬إلّ مَ ْ‬
‫معنمى ذلك‪ :‬ومما أموالكمم ول أولدكمم بممالتمي تقرّبكمم عندنما زُلفممى‪ ,‬إلّ ممن آممن وعممل‬
‫صالمحا‪ ,‬فإ نه تقرّب هم أموال هم وأولد هم بطاعت هم ال ف مي ذلك وأدائ هم ف ميه ح قه إل مى ال‬
‫زلفمى دون أهل الكفر بمال‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ل مَ نْ‬
‫‪ 22053‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قول ال‪ :‬إ ّ‬
‫ل صَالِمحا قال‪ :‬لمم تضرّهم أموالهم ول أولدهم فمي الدنميا للممؤمنمين‪ ,‬وقرأ‪:‬‬
‫عمِ َ‬
‫آمَ نَ و َ‬
‫سنَى َوزِيادَ ٌة فمالمحُسنى‪ :‬المجنة‪ ,‬والزيادة‪ :‬ما أعطاهم ال فمي الدنميا‬
‫حْ‬‫سنُوا الم ُ‬
‫ن أحْ َ‬
‫لِّلذِي َ‬
‫لمم يحاسبهم به‪ ,‬كما حاسب الَخرين‪ ,‬ف من حملها عل مى هذا التأويمل نصب بوقوع تقرّب‬
‫علميه‪ ,‬وقد يحتممل أن يكون «من» فمي موضع رفع‪ ,‬فميكون كأنه قميمل‪ :‬وما هو إلّ‬
‫من آمن وعمل صالمحا‪.‬‬
‫ْفم يقول‪ :‬فهؤلء لهمم ممن ال علممى أعمالهمم الصمالمحة‬
‫ضع ِ‬‫جزَاءُ ال ّ‬
‫ُمم َ‬
‫ِكم َله ْ‬
‫وقوله‪َ :‬فأُوَلئ َ‬
‫الض عف من الثواب‪ ,‬ب مالواحدة عشر‪ .‬وبن محو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذ كر‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22054‬م حدث نا يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪َ :‬فأُوَلئِ كَ َلهُ مْ‬
‫عمِلُوا قال‪ :‬بأعمال هم الوا حد ع شر‪ ,‬وف مي سبميمل ال ب مالواحد سبعُ‬
‫ضعْ فِ بِ ممَا َ‬
‫جزَاءُ ال ّ‬
‫َ‬
‫مئة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فِمي ال ُغرُفماتِ آ ِمنُونَ يقول‪ :‬وهم فمي غرفمات المجنات آمنون من عذاب ال‪.‬‬

‫‪38‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ك فِي ا ْل َعذَا بِ‬
‫جزِي نَ ُأوْلَ ـئِ َ‬
‫ن فِ يَ آيَاتِنَا ُمعَا ِ‬
‫سعَوْ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬وَاّلذِي َ‬
‫ضرُونَ }‪.‬‬
‫ُمحْ َ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬والذ ين يعملون فمي آياتنا‪ ,‬يعنمي‪ :‬فمي حججنا وآي كتابنا‪ ,‬يبتغون‬
‫إبطاله‪ ,‬ويريدون إطف ماء نوره معاون مين‪ ,‬يح سبون أن هم يفوتون نا بأنف سهم‪ ,‬و ُيعْجزون نا أُولَئ كَ‬
‫ن َربّمي‬
‫حضَرونَ يعنمي فمي عذاب جهنمم ممحضرون يوم القميامة قُلْ إ ّ‬
‫فمي العَذابِ مُم ْ‬
‫ق لِ ممَنْ يَشاءُ مِ نْ عِب مادِ ِه يقول تعال مى ذكره‪ :‬قل يا م محمد إن رب مي يب سط‬
‫َيبْ سُطُ ال ّرزْ َ‬
‫الرزق ل ممن يشاء من خَ ملْقه‪ ,‬ف ميوسعه عل ميه تكر مة له وغ ير تكر مة‪ ,‬ويَ ْقدِر عل مى من‬
‫شيْءٍ‬
‫يشاء منهم فميضيقه ويقتره إهانة له وغير إهانة‪ ,‬بل مِمحنة واختبمارا وَما أنْفَ ْقتُممْ مِنْ َ‬
‫َفهُوَ ُيخْملِ ُفهُ يقول‪ :‬وما أنفقتمم أيها الناس من نفقة فمي طاعة ال‪ ,‬فإن ال يخملفها علميكم‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22055‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬عن الممنهال بن عمرو‪,‬‬
‫شيْءٍ َفهُ َو ُيخْملِفُ ُه قال‪ :‬ما كان فمي غير إسراف ول‬
‫جبَمير وَما أنْ َف ْقتُممْ م نْ َ‬
‫عن سعيد بن ُ‬
‫تقتمير‪.‬‬
‫ن يقول‪ :‬وهو خير من قميمل إنه َي ْرزُق ووُ صِف به‪ ,‬وذلك أنه‬
‫خ ْيرُ الرّازِقِمي َ‬
‫وقوله‪ :‬وَ ُهوَ َ‬
‫قد يوصف بذلك من دونه‪ ,‬فميقال‪ :‬فلن يَرزُق أهله وعياله‪.‬‬

‫‪41- 39‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫عبَادِ هِ َويَ ْق ِدرُ لَ هُ‬
‫سطُ ال ّرزْ قَ ِلمَن َيشَآءُ ِم نْ ِ‬
‫ن َربّي َيبْ ُ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬قُلْ ِإ ّ‬
‫ل ِئكَةِ‬
‫جمِيعا ثُ مّ يَقُولُ لِ ْلمَ َ‬
‫حشُرُهُ مْ َ‬
‫خ ْيرُ الرّا ِزقِي نَ * َو َيوْ مَ َي ْ‬
‫شيْءٍ َفهُوَ ُيخْلِ ُف هُ وَهُ َو َ‬
‫َومَآ أَنفَ ْقتُ مْ مّن َ‬
‫ن ا ْلجِ نّ‬
‫ل كَانُواْ َي ْع ُبدُو َ‬
‫سبْحَا َنكَ أَن تَ وَِليّنَا مِن دُو ِنهِ مْ بَ ْ‬
‫أَهَ ـ ُؤلَ ِء ِإيّاكُ مْ كَانُو ْا َي ْع ُبدُو نَ * قَالُواْ ُ‬
‫َأكْمثَرُهُم ِبهِم مّ ْؤ ِمنُونَ }‪.‬‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬ويوم نممحشر هؤلء الكفممار بممال جميعما‪ ,‬ثمم نقول للممملئكة‪:‬‬
‫س ْبحَا َنكَ ربنا‪ ,‬تنزيها لك وتبرئة‬
‫أهؤلء كانوا يعبدونكم من دوننا؟ فتتبرأ منهم المملئكة قَالُوا ُ‬
‫ن دو ِنهِ مْ ل نتمخذ ولميا دونك‬
‫ممما أضاف إلميك هؤلء من الشركاء والنداد َأنْتَ وَلِم ّينَا مِ ْ‬
‫ن الْمجِنّ‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫بَلْ كَانُوا َي ْع ُبدُو َ‬
‫شرُ ُهمْ‬
‫‪ 22056‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬و َيوْ مَ نَ محْ ُ‬
‫ن استفهام‪ ,‬كقوله لعيسى‪ :‬أ َءنْ تَ قُلْ تَ للنّا سِ‬
‫لئِكة أ َهؤُل ِء إيّاكُ مْ كانُوا َي ْع ُبدُو َ‬
‫ل للْممَ َ‬
‫جمِيعا ثُ ّم نَقُو ُ‬
‫َ‬
‫اتّمخِذُونِمي وُأ ّميَ إَل َهيْنِ ِمنْ دُونِ الّلهِ؟‬
‫ِمم ُم ْؤ ِمنُون َم يقول‪ :‬أكثرهمم بممالمجنّ مصمدّقون‪ ,‬يزعمون أنهمم بنات ال‪,‬‬
‫وقوله‪ :‬أ ْك َثرُهُم ْم ِبه ْ‬
‫تعالمى ال عما يقولون عُلُوّا كبميرا‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل لِّلذِينَ‬
‫ضرّا َونَقُو ُ‬
‫ض نّفْعا َولَ َ‬
‫ضكُمْ ِل َبعْ ٍ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬فَالْيَوْ َم لَ َيمْلِكُ َب ْع ُ‬
‫ب النّارِ اّلتِي كُنتُم ِبهَا ُت َكذّبُونَ }‪.‬‬
‫عذَا َ‬
‫ظََلمُواْ ذُوقُواْ َ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬فمالميوم ل يمملك بعضكم أيها المملئكة للذين كانوا فمي الدنميا‬
‫ل لّلذِي نَ ظَلَ ممُوا يقول‪:‬‬
‫يعبدون كم نف عا ينفعون كم به ول ضرّا ينالون كم به‪ ,‬أو تنالون هم به َونَقُو ُ‬
‫ونقول للذين عبدوا غير ال فوضعوا العبمادة فمي غير موضعها‪ ,‬وجعلوها لغير من تنبغي‬
‫ن فقد وردتمموها‪.‬‬
‫عذَابَ النّارِ التمي ُك ْنتُمم بها فمي الدنميا ُت َكذّبو َ‬
‫أن تكون له‪ :‬ذُوقُوا َ‬

‫‪43‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬وَِإذَا ُتتْلَىَ عََل ْيهِمْ آيَا ُتنَا َب ّينَاتٍ قَالُواْ مَا هَـذَا ِإلّ َرجُلٌ ُيرِيدُ‬
‫ن كَ َفرُو ْا لِ ْلحَ قّ لَمّا‬
‫ن َي ْعبُ ُد آبَآ ُؤكُ مْ َوقَالُواْ مَا هَ ـذَآ ِإلّ ِإفْ كٌ مّ ْف َترًى َوقَالَ اّلذِي َ‬
‫ص ّدكُمْ عَمّا كَا َ‬
‫أَن يَ ُ‬
‫حرٌ ّمبِينٌ }‪.‬‬
‫سْ‬‫ن هَـذَآ ِإلّ ِ‬
‫جَآءَ ُهمْ إِ ْ‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬وإذا تُتلممى علممى هؤلء المممشركين آيات كتابنما بمميّنات يقول‪:‬‬
‫صدّ ُكمْ عَمّا كا نَ َي ْع ُبدُ آب ما ُؤ ُكمْ‬
‫ن يَ ُ‬
‫ن ح قّ من عند نا قالُوا ما َهذَا إلّ َرجُلُ ُيرِيدُ أ ْ‬
‫واضحات أنه ّ‬
‫يقول‪ :‬قالوا عنمد ذلك‪ :‬ل تتبعوا مممحمدا‪ ,‬فمما همو إلّ رجمل يريمد إن يصمدّكم عمما كان يعبمد‬
‫ل إفْ كٌ مُ ْف َترًى يقول تعال مى‬
‫آب ماؤكم من الوثان‪ ,‬ويغ ير دين كم ود ين آب مائكم وَقالُوا ما َهذَا إ ّ‬
‫ذكره‪ :‬وقال هؤلء الممشركون‪ :‬ما هذا الذي تتلو علمينا يا ممحمد‪ ,‬يعنون القرآن‪ ,‬إلّ إفك‪.‬‬
‫ن كَ َفرُوا للْ محَقّ ل مما جَاءه ْم إ نْ‬
‫ل َكذِ بٌ مُفْترى يقول‪ :‬مختلَق‪ .‬مت مخرّص وَقالَ اّلذِي َ‬
‫يقول‪ :‬إ ّ‬
‫حرٌ ُمبِ مينٌ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬وقال الكف مار لل محقّ‪ ,‬يعن مي م محمدا صلى ال عل يه‬
‫سْ‬‫َهذَا إلّ ِ‬
‫و سلم ل مما جاء هم‪ ,‬يعن مي‪ :‬ل مما بع ثه ال نب ميا‪ :‬هذا سحر مب مين يقول‪ :‬ما هذا إلّ سحر‬
‫مبمين‪ ,‬يبمين لممن رآه وتأمله أنه سحر‪.‬‬

‫‪45- 44‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬ومَآ آ َت ْينَاهُمْ مّنْ ُكتُبٍ َي ْدرُسُو َنهَا َومَآ َأرْسَ ْلنَا إَِل ْيهِمْ قَبْلَكَ مّن‬
‫ن َنكِيرِ }‪.‬‬
‫ب اّلذِينَ مِن قَبِلهِمْ َومَا بََلغُو ْا ِم ْعشَارَ مَآ آ َت ْينَاهُمْ َف َك ّذبُواْ ُرسُلِي َف َكيْفَ كَا َ‬
‫ّنذِيرٍ * َو َكذّ َ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬و ما أنزل نا عل مى ال ممشركين القائل مين ل مممحمد صلى ال عل يه‬
‫و سلم ل مما جاء هم بآيات نا‪ :‬هذا سحر مب مين ب مما يقولون من ذلك كتب ما يدر سونها‪ :‬يقول‪:‬‬
‫يقرؤونها‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 22057‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَما ءاتَميْنا ُهمْ مِ نْ‬
‫ُكتُبٍ َي ْدرُسُونَها‪ :‬أي يقرؤونها‪.‬‬
‫وَما أرْ سَلْنا إلَم ْي ِهمْ َقبْلَ كَ ِم نْ َنذِيرٍ يقول‪ :‬وما أرسلنا إلمى هؤلء الممشركين من قومك يا‬
‫م محمد ف ميمما يقولون ويعملون قبلك من نب ميّ ينذر هم بأ سنا عل ميه‪ .‬وبن محو الذي قل نا‬
‫فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22058‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَما أرْ سَلْنا إلَم ْي ِهمْ َقبْلَ كَ‬
‫ن َنذِيرٍ ما أنزل ال عل مى العرب كتاب ما ق بل القرآن‪ ,‬ول ب عث إل ميهم نب ميا ق بل م محمد‬
‫مِ ْ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫ن قَبِْلهِ مْ يقول‪ :‬وكذّب الذين من قبلهم من الممم رسلنا وتنزيملنا وَما‬
‫وقوله‪ :‬و َكذّ بَ اّلذِي نَ مِ ْ‬
‫عشْر ما أعطينا الذين من قبلهم‬
‫بََلغُوا ِمعْشارَ ما آتَميْناهُمْ يقول‪ :‬ولمم يبلغ قومك يا ممحمد ُ‬
‫من الممم من القوّة واليدي والبطْش‪ ,‬وغير ذلك من النعم‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال‬
‫أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22059‬م حدثنمي علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن علميّ‪ ,‬عن ابن‬
‫عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬وَما بََلغُوا ِمعْشارَ ما ءاتَميْنا ُهمْ من القوّة فمي الدنميا‪.‬‬
‫‪ 22060‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله وَما بََلغُوا ِمعْشارَ ما ءاتَميْنا ُهمْ يقول‪ :‬ما جاوزوا معشار ما‬
‫أنعمنا علميهم‪.‬‬
‫ن مِ نْ‬
‫ب اّلذِي َ‬
‫‪ 22061‬م حدثنا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬و َكذّ َ‬
‫عطَى القوم ما لمم ُيعْطكم من القوّة وغير‬
‫َقبْلِهِ مْ وَما بََلغُوا ِمعْشارَ ما ءاتَميْنا ُهمْ يخبركم أنه أَ ْ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ 22062‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وَما بََلغُوا‬
‫ِمعْشارَ ما ءاتَ م ْينَا ُهمْ قال‪ :‬ما بلغ هؤلء أ مة م محمد صلى ال عل يه و سلم معشار ما آت مينا‬
‫الذين من قبلهم‪ ,‬وما أعطيناهم من الدنميا‪ ,‬وبسطنا علميهم َفكَذّبوا رسلمي ف َكيْ فَ كا نَ َنكِيرِ‬
‫يقول‪ :‬فكذّبوا رسملمي فمميمما أتوهمم بمه ممن رسمالتمي‪ ,‬فعاقبناهمم بتغيمميرنا بهمم مما كنما‬
‫آتمميناهم ممن النعمم‪ ,‬فممانظر يما مممحمد كيمف كان نكيمر‪ .‬يقول‪ :‬كيمف كان تغيمميري بهمم‬
‫وعقوبتمي‪.‬‬

‫‪46‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫حدَ ٍة أَن تَقُومُواْ لِّل ِه َم ْثنَىَ َو ُفرَا َدىَ ثُ مّ‬
‫ظكُ مْ بِوَا ِ‬
‫عُ‬‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬قُلْ ِإنّمَآ أَ ِ‬
‫شدِيدٍ }‪.‬‬
‫عذَابٍ َ‬
‫ن َيدَيْ َ‬
‫ن هُ َو ِإلّ َنذِيرٌ ّل ُكمْ َبيْ َ‬
‫جنّ ٍة إِ ْ‬
‫ح ِبكُمْ مّن ِ‬
‫َتتَ َف ّكرُواْ مَا ِبصَا ِ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬قل يا ممحمد لهؤلء الممشركين من قومك‪ :‬إنمما أعظكم أيّها القوم‬
‫بواحدة وهي طاعة ال‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 22063‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫حدَةٍ قال‪ :‬بطاعة ال‪.‬‬
‫ظكُمْ ِبوَا ِ‬
‫عُ‬‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬إنّمما أ ِ‬
‫وقوله‪ :‬أ نْ تَقُومُوا لِلّ هِ َم ْثنَى َو ُفرَادَى يقول‪ :‬وتلك الواحدة التمي أعظكم بها هي أن تقوموا ل‬
‫اثن مين اثنمين‪ ,‬وفُرادَى فُرادَى‪ ,‬فإن فمي موضع خفض ترجمة عن الواحدة‪ .‬وبنمحو الذي‬
‫قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22064‬م حدثنمي ممحمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ممجاهد أنْ تَقُومُوا لِلّ ِه َم ْثنَى َو ُفرَادَى قال‪ :‬واحدا واثنمين‪.‬‬
‫ظكُ مْ‬
‫عُ‬‫ل إنّممَا أ ِ‬
‫‪ 22065‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬قُ ْ‬
‫حدَ ٍة أ نْ تَقُومُوا لِلّ هِ َم ْثنَى َو ُفرَادَى رجلً ورجلمين‪ .‬وقميمل‪ :‬إنمما قميمل‪ :‬إنمما أعظكم‬
‫بِوَا ِ‬
‫بواحدة‪ ,‬وتلك الواحدة أن تقوموا ل بممالنصيحة وترك الهوى‪َ .‬مثْنَى يقول‪ :‬يقوم الرجمل منكمم‬
‫مع آخر فميتصادقان علمى الممناظرة‪ ,‬هل علممتمم بمممحمد صلى ال عليه وسلم جنونا‬
‫ق طّ؟ ثم ينفرد كل واحد منكم‪ ,‬فميتفكر ويعتبر فردا هل كان ذلك به؟ فتعلمموا حينئذٍ أنه نذير‬
‫لكم‪.‬‬
‫ن هُ َو إلّ‬
‫جنّ ٍة يقول‪ :‬ل نه ل ميس ب مممجنون‪ .‬وقوله إ ْ‬
‫وقوله‪ :‬ثُ مّ َتتَ َف ّكرُوا ما بِ صَاحِ ِب ُكمْ مِ نْ ِ‬
‫ل نذ ير ل كم ينذر كم علمى كفر كم ب مال‬
‫شدِيدٍ يقول‪ :‬ما ممحمد إ ّ‬
‫عذَا بٍ َ‬
‫ن َيدَ يْ َ‬
‫َنذِيرٌ َلكُ مْ بَ مي َ‬
‫عقا به أمام عذاب جهن مم ق بل أن تَ صْلَوْها‪ ,‬وقوله‪ « :‬هو» كنا ية ا سم م محمد صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جرِ يَ ِإلّ عَلَى اللّ هِ‬
‫ن َأ ْ‬
‫جرٍ َفهُ َو َلكُ مْ إِ ْ‬
‫سأَ ْل ُتكُم مّن َأ ْ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬قُلْ مَا َ‬
‫شهِيدٍ }‪.‬‬
‫شيْ ٍء َ‬
‫وَ ُهوَ عََلىَ كُلّ َ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬قل يا ممحمد لقومك الممكذّبميك‪ ,‬الرّادّين علميك ما أتميتهم به من‬
‫جعْلٍ علمى إنذاريكم عذاب ال‪ ,‬وت مخويفكم به بأ سه‪ ,‬ونصيحتمي‬
‫عند ر بك‪ :‬ما أسألكم من ُ‬
‫لكم فمي أمري إياكم بماليممان بمال‪ ,‬والعمل بطاعته‪ ,‬فهو لكم ل حاجة لمي به‪ .‬وإنمما‬
‫جعْلً فتتهمون مي‪ ,‬وتظنوا أن مي إن مما‬
‫مع نى الكلم‪ :‬قل ل هم‪ :‬إن مي ل مم أ سألكم عل مى ذلك ُ‬
‫دعوت كم إل مى اتب ماعي ل ممال آخذه من كم‪ .‬وبن محو الذي قل نا ف مي ذلك قال أ هل التأوي مل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ل ما سأ ْلتُ ُكمْ مِ نْ‬
‫‪ 22066‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬قُ ْ‬
‫جعْلً‪.‬‬
‫أجْر‪ :‬أي جُعل فَهُ َو َل ُكمْ يقول‪ :‬لمم أسألكم علمى السلم ُ‬
‫جرِ يَ إلّ عَل مى اللّ هِ يقول‪ :‬ما ثواب مي عل مى دعائ كم إل مى الي ممان ب مال‪,‬‬
‫وقوله‪ :‬إ نْ أ ْ‬
‫شهِيدٌ يقول‪ :‬وال‬
‫شيْءٍ َ‬
‫والعممل بطاعتمه‪ ,‬وتبلمميغكم رسمالته‪ ,‬إلّ علممى ال وَ ُهوَ عَلممى كُلّ َ‬
‫علمى حقميقة ما أقول لكم شهيد يشهد لمي به‪ ,‬وعلمى غير ذلك من الشياء كلها‪.‬‬

‫‪49- 48‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل جَآءَ ا ْلحَ قّ‬
‫ب * قُ ْ‬
‫ن َربّي يَ ْقذِ فُ بِا ْلحَ قّ عَلّ مُ ا ْل ُغيُو ِ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬قُلْ إِ ّ‬
‫َومَا ُي ْبدِىءُ ا ْلبَاطِلُ َومَا ُيعِيدُ }‪.‬‬
‫يقول جلّ ثناؤه لنب ميه م محمد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬قُلْ يا م محمد ل ممشركي قو مك إ نّ‬
‫حقّ و هو الوحي‪ ,‬يقول‪ :‬ينزله من السماء‪ ,‬فميقذفه إلمى نبميه ممحمد‬
‫َربّمي يَ ْقذِ فُ بمالم َ‬
‫ظهَر لها‪ ,‬وما لمم‬
‫ب يقول‪ :‬علم ما يغيب عن البصار‪ ,‬ول َم ْ‬
‫صلى ال عليه وسلم عَلّمُ ال ُغيُو ِ‬
‫يكن ممما هو كائن‪ ,‬وذلك من صفة الر بّ غير أنه رُفع لمممجيئه بعد المخبر‪ ,‬وكذلك تفعل‬
‫العرب إذا وقع النعت بعد المخبر‪ ,‬فمي أن أتبعوا النعت إعراب ما فمي المخبر‪ ,‬فقالوا‪ :‬إن‬
‫أبماك يقوم الكريمم‪ ,‬فرفع الكريمم علمى ما وَصَفت‪ ,‬والنصب فميه جائز‪ ,‬لنه نعت للب‪,‬‬
‫ف ميتبع إعرا به قُلْ جا َء ال محَقّ يقول‪ :‬قل ل هم يا م محمد‪ :‬جاء القرآن وو حي ال وَ ما ُي ْبدِىءُ‬
‫البمماطِلُ يقول‪ :‬ومما ينشىء الب ماطل خمملقا والبمماطل هو فمميمما ف سّره أ هل التأوي مل‪:‬‬
‫إبلمميس وَمما ُيعِيدُ يقول‪ :‬ول يعيده حيما بعمد فنائه‪ .‬وبنممحو الذي قلنما فممي ذلك قال أهمل‬
‫التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن َربّمي يَ ْقذِفُ‬
‫لإّ‬
‫‪22067‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬قُ ْ‬
‫حقّ أي القرآن وَ ما ُي ْبدِىءُ الب ماطِلُ وَ ما‬
‫ب قُلْ جاءَ ال م َ‬
‫حقّ‪ :‬أي ب مالوحي عَلّ مُ ال ُغيُو ِ‬
‫ب مالم َ‬
‫ُيعِيدُ‪ ,‬والبماطل‪ :‬إبلميس‪ :‬أي ما يخملق إبلميس أحدا‪ ,‬ول يبعثه‪.‬‬

‫‪ 22068‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬قُلْ إ نّ‬
‫حقّ عَلّ ُم ال ُغيُو بِ‪ ,‬فقرأ‪ :‬بَلْ نَ ْقذِ فُ ب مالمحَقّ عل مى الب ماطلِ‪ ...‬إل مى‬
‫َربّ مي يَ ْقذِ فُ ب مالم َ‬
‫ن قال‪ُ :‬يزْهِق ال الب ماطل‪ ,‬ويث بت ال ال محقّ الذي د مغ به‬
‫قوله وََلكُ مُ ال َويْ ملُ مِ ممّا تَ صِفُو َ‬
‫البماطل‪ ,‬يدمغ بمالمحقّ علمى البماطل‪ ,‬فميهلك البماطل ويثبت المحقّ‪ ,‬فذلك قوله قُلْ إنّ‬
‫ل ُم ال ُغيُوبِ‪.‬‬
‫حقّ عَ ّ‬
‫َربّمي يَ ْق ِذفُ بمالم َ‬

‫‪50‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬قُلْ إِن ضَلَلْ تُ َفِإنّمَآ َأضِلّ عََلىَ نَفْ سِي وَإِ نِ ا ْه َت َديْ تُ َفبِمَا‬
‫سمِيعٌ قَرِيبٌ }‪.‬‬
‫يُوحِي إَِليّ َربّي ِإنّ ُه َ‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬قمل يما مممحمد لقوممك‪ :‬إن ضَلَلتُم عمن الهدى‪ ,‬فسملكت غيمر طريمق‬
‫المحقّ‪ ,‬فإنمما ضللمي عن الصواب علمى نفسي‪ ,‬يقول‪ :‬فإن ضللمي عن الهدى علمى‬
‫نف سي ضرّه وَإ نِ ا ْه َت َديْ تُ يقول‪ :‬وإن ا ستقمت عل مى ال محقّ فِ ميمما يُوحِي إل ميّ َربّ مي‬
‫يقول‪ :‬فبو حي ال الذي يوحِي إل ميّ‪ ,‬وتوف ميقه لل ستقامة عل مى م محجة ال محق وطر يق‬
‫الهُدى‪.‬‬
‫سمِيعٌ قَرِي بٌ يقول‪ :‬إن ربمي سميع لمما أقول لكم‪ ,‬حافظ له‪ ,‬وهو المممجازِي‬
‫وقوله‪ :‬إنّ ُه َ‬
‫لمي علمى صدقمي فمي ذلك‪ ,‬وذلك منمي غير بعيد‪ ,‬فميتعذّر علميه سماع ما أقول لكم‪,‬‬
‫وما تقولون‪ ,‬وما يقوله غيرنا‪ ,‬ولكنه قريب من كلّ متكلمم يسمع كل ما ينطق به‪ ,‬أقرب إلميه‬
‫من حبل الوريد‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫خذُو ْا مِن ّمكَانٍ َقرِيبٍ }‪.‬‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬وََلوْ َت َرىَ ِإذْ َفزِعُو ْا فَلَ فَوْتَ وَُأ ِ‬
‫يقول تعالمى ذكره لنبميه ممحمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬ولو تَرى يا ممحمد إذ فزعوا‪.‬‬
‫عنِممي بهما هؤلء‬
‫واختلف أهمل التأويممل فممي المممعنميمين بهذه الَيمة‪ ,‬فقال بعضهمم‪ُ :‬‬
‫الممشركون الذين وصفهم تعالمى ذكره بقوله‪ :‬وَإذَا ُتتْلَمى عَلَم ْي ِهمْ آياتُنا بَميّناتٍ قالُوا ما َهذَا‬
‫ْتم‬
‫عنِممي بقوله‪ :‬إ ْذ فَزِعُوا فَل فَو َ‬
‫كانم َي ْع ُبدُ آبمما ُؤ ُكمْ قال‪ :‬و ُ‬
‫َ‬ ‫َصمّد ُكمْ عَمّا‬
‫أنم ي ُ‬
‫إلّ َرجُلٌ ُيرِيدُ ْ‬
‫ن مَكانٍ َقرِيبٍ عند نزول نقمة ال بهم فمي الدنميا‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫خذُوا مِ ْ‬
‫وُأ ِ‬
‫‪ 22069‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫عن أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬وَلَ ْو َترَى إ ْذ فَزِعُوا فَل فَوْتَ‪ ...‬إلمى آخر الَية‪ ,‬قال‪ :‬هذا‬
‫من عذاب الدنميا‪.‬‬
‫‪ 22070‬م حُد ثت عن ال محسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أب ما معاذ يقول‪ :‬أخبر نا عب ميد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ب قال‪ :‬هذا عذاب الدنميا‪.‬‬
‫ن قَرِي ٍ‬
‫خذُوا مِنْ مَكا ٍ‬
‫الضحاك يقول فمي قوله‪ :‬وُأ ِ‬
‫‪ 22071‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وََلوْ َترَى إذْ‬
‫فَزِعُوا فَل فَوْ تَ‪ ...‬إل مى آ خر ال سورة‪ ,‬قال‪ :‬هؤلء قتل مى ال ممشركين من أ هل بدر‪ ,‬نزلت‬
‫فميهم هذه الَية‪ ,‬قال‪ :‬وهم الذين بدّلوا نعمة ال كفرا‪ ,‬وأحلّوا قومهم دارَ البوار جهنمم‪ ,‬أ هل‬
‫بدر من الممشركين‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬عنى بذلك جيش يخسف بهم ببميداء من الرض‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22072‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬عن جعفر‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وَلَ ْو َترَى إذْ‬
‫ت قال‪ :‬هم المجيش الذي ُيخْسَف بهم بمالبميداء‪ ,‬يبقمى منهم رجل يخبر الناس‬
‫فَزِعُوا فَل فَوْ َ‬
‫بمما لقمي أصحابه‪.‬‬
‫‪ 22073‬م حدث نا ع صام بن َروّاد بن ال مجَرّاح‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أب مي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفميان بن‬
‫سعيد‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي من صور بن ال ممعتممر‪ ,‬عن ِر ْبعِ يّ بن حِرَاش‪ ,‬قال‪ :‬سمعت حُذي فة بن‬
‫الميممان يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وذَكر فتنة تكون بمين أهل الممشرق‬
‫وال ممغرب‪ .‬قال‪« :‬فب مينمما هم كذلك‪ ,‬إذ خرج عل ميهم ال سّفْميانميّ من الوادي ال ميابس‬
‫فمي فَورة ذلك‪ ,‬حتمى ينزل دمشق‪ ,‬فميبعث جيشين‪ :‬جيشا إلمى الممشرق‪ ,‬وجيشا إلمى‬
‫المممدينة‪ ,‬حتممى ينزلوا بأرض بممابل فممي المممدينة الممملعونة‪ ,‬والبقعمة الممخبميثة‪,‬‬
‫فميقتلون أكثر من ثلثة آلف‪َ ,‬و َيبْقُرون بها أكثر من مئة امرأة‪ ,‬ويقتلون بها ثلث مئة كبش‬
‫خرّبون ما حولها‪ ,‬ثم يخرجون متوجهين‬
‫من بنمي العبماس‪ ,‬ثم ينمحدرون إلمى الكوفة فمي َ‬
‫إلممى الشأم‪ ,‬فتممخرج رايمة هذا ممن الكوفمة‪ ,‬فتلممحق ذلك الممجيش منهما علممى الفئتممين‬
‫سبْمي والغنائم‪ ,‬ويخملمي‬
‫فميقتلونهم‪ ,‬ل يفلت منهم مخبر‪ ,‬ويستنقذون ما فمي أيديهم من ال ّ‬
‫جي شه التال مي ب مالممدينة‪ ,‬ف مينهبونها ثل ثة أيام ول ميالميها‪ ,‬ثم يخرجون متوجه ين إل مى‬
‫م كة‪ ,‬حت مى إذا كانوا ب مالبميداء‪ ,‬ب عث ال جبري مل‪ ,‬ف ميقول‪ :‬يا جبرائي مل اذ هب فأبد هم‪,‬‬
‫ف ميضربها برجله ضر بة يخ سف ال ب هم‪ ,‬فذلك قوله ف مي سورة سبأ وََلوْ َترَى إذْ َفزِعُوا فَل‬
‫فَوْتَ‪ ...‬الَية‪ ,‬ول ينفلت منهم إلّ رجلن‪ :‬أحدهما بشير‪ ,‬والَخر نذير‪ ,‬وهما من جهينة‪ ,‬فلذلك‬
‫ج َه ْينَ َة المخَبرُ الميَقِمينُ )‬
‫ع ْندَ ُ‬
‫جاء القول‪ (:‬وَ ِ‬
‫‪22074‬م حدثنا ممحمد بن خملَف العسقلنميّ قال‪ :‬سألت روّاد بن المجرّاح‪ ,‬عن المحديث‬
‫الذي حدث به ع نه‪ ,‬عن سفميان الثوري‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن رب عى‪ ,‬عن حذي فة عن النب ميّ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬عن قصة ذكرها فمي الفتن‪ ,‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬أخبرنمي عن هذا المحديث‬
‫سمعته من سفميان الثور يّ؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬قلت‪ :‬فقرأته علميه‪ ,‬قال‪ :‬ل‪ ,‬قلت‪ :‬فقرىء علميه وأنت‬
‫حاضر؟ قال‪ :‬ل‪ ,‬قلت‪ :‬فما قصته‪ ,‬فما خبره؟ قال‪ :‬جاءنمي قوم فقالوا‪ :‬معنا حديث عجيب‪ ,‬أو‬
‫كلم هذا معناه‪ ,‬نقرؤه وت سمعه‪ ,‬قلت ل هم‪ :‬هاتوه‪ ,‬فقرءوه عل ميّ‪ ,‬ثم ذهبوا فحدّثوا به عن مي‪,‬‬
‫أو كلم هذا معناه‪.‬‬
‫قال أبو جعفر‪ :‬وقد‪:‬‬
‫‪ 22075‬م حدثن مي بب عض هذا ال محديث م محمد بن خ ملف‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد العز يز بن‬
‫أبمان‪ ,‬عن سفميان الثوري‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن ربعى‪ ,‬عن حُذيفة‪ ,‬عن النبميّ صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ,‬حد يث طويمل‪ ,‬قال‪ :‬رأيته فمي كتاب المحسين بن علميّ الصدائي‪ ,‬عن شيخ‪ ,‬عن‬
‫روّاد‪ ,‬عن سفميان بطوله‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل عنى بذلك الممشركون إذا فزعوا عند خروجهم من قبورهم‪ .‬ذكر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 22076‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن المحسن‪ ,‬قوله‪ :‬وََلوْ‬
‫َترَى إ ْذ فَزِعوا قال‪ :‬فزعوا يوم القمميامة حيمن خرجوا ممن قبورهمم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬وََل ْو تَرَى إذْ‬
‫ن قَرِيبٍ حين عاينوا عذاب ال‪.‬‬
‫ن مَكا ٍ‬
‫خذُوا مِ ْ‬
‫ت وُأ ِ‬
‫فَزِعُوا فَلَ فَوْ َ‬
‫‪ 22077‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن ابن معقل وََلوْ َترَى إذْ َفزِعُوا‬
‫فَل فَوْتَ قال‪ :‬أفزعهم يوم القميامة فلمم يفوتوا‪.‬‬
‫والذي هو أول مى ب مالصواب ف مي تأوي مل ذلك‪ ,‬وأش به ب مما دلّ عل ميه ظا هر التنزي مل‬
‫قول من قال‪ :‬وعيد ال الممشركين الذين كذّبوا رسول ال صلى ال عليه وسلم من قومه لن‬
‫الَيات قبل هذه الَية جاءت بمالخبمار عنهم وعن أسبمابهم‪ ,‬وبوعيد ال إياهم مغبته‪ ,‬وهذه‬
‫الَية فمي سياق تلك الَيات‪ ,‬فلن يكون ذلك خبرا عن حالهم أشبه منه بأن يكون خبرا لمما‬
‫لممم يجمر له ذكمر‪ .‬وإذا كان ذلك كذلك‪ ,‬فتأويممل الكلم‪ :‬ولو ترى يما مممحمد هؤلء‬
‫ْتم يقول فل‬
‫المممشركين ممن قوممك‪ ,‬فتعاينهمم حيمن فزعوا ممن معاينتهمم عذاب ال فَل فَو َ‬
‫سبميمل حينئذٍ أن يفوتوا بأنفسهم‪ ,‬أو يعجزونا هربما‪ ,‬وينمجوا من عذابنا‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 22078‬م حدث نا عل ميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي معاو ية‪ ,‬عن عل ميّ‪ ,‬عن ا بن‬
‫عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬وَلَ ْو َترَى إذْ َفزِعُوا فَل فَوْتَ يقول‪ :‬فل نمجاة‪.‬‬
‫‪ 22079‬م حدثنا عمرو بن عبد المحميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مروان‪ ,‬عن جويبر‪ ,‬عن الضحاك‪ ,‬فمي‬
‫ت قال‪ :‬ل هرب‪.‬‬
‫قوله‪ :‬وَلَ ْو َترَى إ ْذ فَزِعُوا فَل فَوْ َ‬
‫ن مَكانٍ َقرِيبٍ يقول‪ :‬وأخذهم ال بعذابه من موضع قريب‪ ,‬لنهم حيث كانوا‬
‫خذُوا مِ ْ‬
‫وقوله‪ :‬وُأ ِ‬
‫من ال قريب ل يبعدون عنه‪.‬‬

‫‪52‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن َبعِيدٍ }‪.‬‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ {:‬وقَالُوَ ْا آ َمنّا ِبهِ وََأّنىَ َل ُهمُ ال ّتنَاوُشُ مِن ّمكَا ِ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬وقال هؤلء الممشركون حين عاينوا عذاب ال آمنا به‪ ,‬يعنمي‪ :‬آمنا‬
‫بمال وبكتابه ورسوله‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22080‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬وَقالُوا آ َمنّا بِهِ قالوا‪ :‬آمنا بمال‪.‬‬
‫‪ 22081‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة قالُوا آمَنّا بِ هِ ع ند ذلك‪,‬‬
‫يعنمي‪ :‬حين عاينوا عذاب ال‪.‬‬
‫‪ 22082‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وَقالُوا آ َمنّا‬
‫بِ ِه بعد القتل وقوله وأنّى َل ُهمُ التّناوُشُ يقول‪ :‬ومن أيّ وجه لهم التناوش‪.‬‬
‫ش بغير همز‪ ,‬بممعنى‪:‬‬
‫واختلفت قرّاء المصار فمي ذلك‪ ,‬فقرأته عامة قرّاء الممدينة التّناوُ ُ‬
‫التناول وقرأتمه عاممة قرّاء الكوفمة والبصمرة‪« :‬التّناؤُشمُ» بممالهمز‪ ,‬بمممعنى‪ :‬التنؤّش‪ ,‬وهمو‬
‫البطاء‪ ,‬يقال منه‪ :‬تناءشت الشيء‪ :‬أخذته من بعيد‪ ,‬ونشته‪ :‬أخذته من قريب ومن التنؤّش قول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ح َدثَتْ َب ْعدَ المُورِ أمُورُ‬
‫عنِمي َو َقدْ َ‬
‫تَم َمنّى َنئِيشا أنْ يكُونَ أطا َ‬
‫ومن الّنوْش قول الراجز‪:‬‬
‫ش المحَوْضَ َنوْشا مِنْ عَلنَوْشا ِبهِ تَ ْقطَ ُع أجْوَازَ الفَل‬
‫َف ْهيَ َتنُو ُ‬
‫ويقال للقوم فمي المحرب‪ ,‬إذا دنا بعضهم إلمى بعض بمالرماح ولمم يتلقوا‪ :‬قد تناوش‬
‫القوم‪.‬‬
‫مي قرّاء‬
‫ما قراءتان معروفتان فمم‬
‫مي ذلك عندي أن يقال‪ :‬إنهمم‬
‫من القول فمم‬
‫مواب مم‬
‫والصم‬
‫الم صار‪ ,‬متقارب تا ال ممعنى‪ ,‬وذلك أن مع نى ذلك‪ :‬وقالوا آم نا ب مال‪ ,‬ف مي ح ين ل ينفع هم‬
‫ش أي وأ ين ل هم التو بة والرج عة‪ :‬أي قد بعدت عن هم‪,‬‬
‫ق ميمل ذلك‪ ,‬فقال ال وأنّى َلهُ مُ التّناوُ ُ‬
‫فصاروا منها كموضع بعيد أن يتناولوها وإنمما وصفت ذلك المموضع بمالبعيد‪ ,‬لنهم قالوا‬
‫ذلك ف مي الق ميامة‪ ,‬فقال ال‪ :‬أن مي ل هم ب مالتوبة ال ممقبولة‪ ,‬والتو بة ال ممقبولة إن مما كا نت‬
‫فمي الدنميا‪ ,‬وقد ذهبت الدنميا فصارت بعيدا من الَخرة‪ ,‬فبأية القراءتمين اللتمين ذكرت‬
‫قرأ القارىء فمصيب الصواب فمي ذلك‪.‬‬
‫و قد يجوز أن يكون الذ ين قرؤوا ذلك ب مالهمز همزوا‪ ,‬و هم يريدون مع نى من ل مم يه مز‪,‬‬
‫ت فجعلت الواو من وُقتت‪,‬‬
‫ولكنهم همزوه لنضمام الواو فقلبوها‪ ,‬كما قميمل‪ :‬وَإذَا الرّ سُلُ ُأ ّقتَ ْ‬
‫إذا كانت مضمومة همزوه‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22083‬م حدثنا أبو كُرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن عطية‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إسرائيمل‪ ,‬عن أبمي إسحاق‪,‬‬
‫ش قال‪ :‬ي سألون‬
‫عن الت مميممي‪ ,‬قال‪ :‬قلت ل بن عب ماس‪ :‬أرأ يت قول ال‪ :‬وأنّى َلهُ مُ التّناوُ ُ‬
‫الردّ‪ ,‬ولميس بحين ردّ‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حكام‪ ,‬عن عنبسة‪ ,‬عن أبمي إسحاق‪ ,‬عن التمميممي‪ ,‬عن ابن‬
‫عبماس نمحوه‪.‬‬
‫حدثنممي علمميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما أبمو صمالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنممي معاويمة‪ ,‬عمن علمميّ‪ ,‬عمن ابمن‬
‫عبماس‪ ,‬قوله وأنّى َل ُهمُ التّناوُشُ يقول‪ :‬فكيف لهم بمالردّ‪.‬‬
‫‪ 22084‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ممجاهد وأنّى َل ُهمُ التّناوُشُ قال‪ :‬الردّ‪.‬‬
‫ش قال‪ :‬التناول مِ نْ‬
‫‪ 22085‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد وأنّى َلهُ مُ التّناوُ ُ‬
‫مَكانٍ بَعيد‪.‬‬
‫‪ 22086‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وَقالُوا آ َمنّا‬
‫ن مَكانٍ َبعِيدٍ قال‪ :‬هؤلء قتلمى أهل بدر من قتل منهم‪ ,‬وقرأ‪ :‬وَلَ ْو َترَى‬
‫ش مِ ْ‬
‫بِهِ وأنّى َلهُمُ التّناوُ ُ‬
‫ن قَرِيبٍ وَقالُوا آ َمنّا بِهِ‪ ...‬الَية‪ ,‬قال‪ :‬التناوش‪ :‬التناول‪ ,‬وأنّى‬
‫ن مَكا ٍ‬
‫خذُوا ِم ْ‬
‫إذْ َفزِعُوا فَد فَوْتَ وُأ ِ‬
‫ل هم تناول التو بة من مكان بع يد‪ ,‬و قد تركو ها ف مي الدن ميا‪ ,‬قال‪ :‬وهذا ب عد ال مموت ف مي‬
‫الَخرة‪.‬‬
‫ن مَكا نٍ بَعيدٍ‬
‫ش مِ ْ‬
‫قال‪ :‬وقال ا بن ز يد ف مي قوله وَقالُوا آمَنّا بِ ِه ب عد الق تل وأنّى َلهُ مُ التّناوُ ُ‬
‫ن يَ ممُوتونَ وَهُ ْم كُفّ مارٌ قال‪ :‬ل ميس ل هم تو بة‪ ,‬وقال‪ :‬عرض ال عل ميهم أن‬
‫وقرأ‪ :‬وَل اّلذِي َ‬
‫يتوبوا مرّة واحدة‪ ,‬فمميقبلها ال منهمم‪ ,‬فأبوا‪ ,‬أو يعرضون التوبمة بعمد الممموت‪ ,‬قال‪ :‬فهمم‬
‫يعرضونهما فممي الَخرة خممس عرضات‪ ,‬فمميأبى ال أن يقبلهما منهمم قال‪ :‬والتائب عنمد‬
‫الممموت لمميست له توبمة وَلَ ْو َترَى إذْ ُوقِممفُوا علممى النّارِ فَقالُوا يما لَممْيتَنا ُن َردّ وَل ُن َكذّب َم‬
‫صرْنا وَسمعْنا فما ْرجِعْنا َن ْعمَلْ صَالِمحا إنّا مُو ِقنُونَ‪.‬‬
‫بآياتِ َربّنا‪ ...‬الَية‪ ,‬وقرأ‪َ :‬ربّنا أ ْب َ‬
‫‪ 22087‬م حدثنا عمرو بن عبد المحميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مروان‪ ,‬عن جُويبر‪ ,‬عن الضحاك‪ ,‬فمي‬
‫قوله‪ :‬وأنّى َل ُهمُ التّناوُشُ قال‪ :‬وأنى لهم الرجعة‪.‬‬
‫ن مَكانٍ َبعِيدٍ يقول‪ :‬من آخرتهم إلمى الدنميا‪ ,‬كما‪:‬‬
‫وقوله‪ :‬مِ ْ‬
‫‪ 22088‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ن َبعِيدٍ من الَخرة إلمى الدنميا‪.‬‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬مِنْ مَكا ٍ‬

‫‪53‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن َبعِيدٍ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬و َقدْ كَم َفرُو ْا بِهِ مِن قَمبْلُ َو َي ْقذِفُونَ بِا ْل َغيْبِ مِن ّمكَا ٍ‬
‫}‪.‬‬
‫يقول تعالمى ذكره‪َ :‬وقَ ْد كَ َفرُوا ِب هِ يقول‪ :‬وقد كفروا بمما يسألونه ربهم عند نزول العذاب‬
‫ب هم‪ ,‬ومعاينت هم إياه من القالة له‪ ,‬وذلك الي ممان ب مال‪ ,‬وب مممحمد صلى ال عل يه و سلم‪,‬‬
‫وبمما جاءهم به من عند ال‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪22089‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو َقدْ كَ َفرُوا بِ ِه مِنْ َقبْلُ‪ :‬أي‬
‫بماليممان فمي الدنميا‪.‬‬
‫ن مَكا نٍ َبعِيدٍ يقول‪ :‬و هم ال ميوم يقذفون ب مالغيب م محمدا من‬
‫وقوله‪َ :‬ويَ ْق ِذفُو نَ ب مال َغيْبِ مِ ْ‬
‫مكان بعيمد‪ ,‬يعنممي أنهمم يرجمونمه‪ ,‬ومما أتاهمم ممن كتاب ال بممالظنون والوهام‪ ,‬فمميقول‬
‫بعضهمم‪ :‬همو سماحر‪ ,‬وبعضهمم شاعمر‪ ,‬وغيمر ذلك‪ .‬وبنممحو الذي قلنما فممي ذلك قال أهمل‬
‫التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22090‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ن مَكانٍ َبعِيدٍ قال‪ :‬قولهم ساحر‪ ,‬بل هو كاهن‪ ,‬بل هو‬
‫ممجاهد‪ ,‬فمي قوله‪َ :‬ويَ ْقذِفُونَ بمال َغيْبِ مِ ْ‬
‫شاعر‪.‬‬
‫ن ب مال َغيْبِ مِ نْ‬
‫‪ 22091‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو َي ْقذِفُو َ‬
‫مَكانٍ َبعِيدٍ أي يرجمون بمالظنّ‪ ,‬يقولون‪ :‬ل بعث‪ ,‬ول جنة‪ ,‬ول نار‪.‬‬
‫‪ 22092‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪َ :‬ويَ ْق ِذفُو نَ‬
‫ن َبعِيدٍ قال‪ :‬بمالقرآن‪.‬‬
‫بمال َغيْبِ ِمنْ مَكا ٍ‬
‫‪54‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫عهِم مّن َقبْلُ‬
‫شيَا ِ‬
‫ل َب ْينَهُ مْ َو َبيْ نَ مَا َيشْ َتهُو نَ َكمَا ُفعِلَ ِبَأ ْ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬وحِي َ‬
‫شكّ ّمرِيبِ }‪.‬‬
‫ِإ ّن ُهمْ كَانُواْ فِي َ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬وحي مل ب مين هؤلء ال ممشركين ح ين فزعوا‪ ,‬فل فوت‪ ,‬وأخذوا من‬
‫شتَهُو نَ حينئذ من اليممان بمما كانوا به فمي الدنميا‬
‫ن ما َي ْ‬
‫مكان قريب‪ ,‬فقالوا آمنا به َوبَمي َ‬
‫قبل ذلك يكفرون ول سبميمل لهم إلميه‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪22093‬مم حدثنممي إسمماعيمل بمن حفمص البلممي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما المممعتممر‪ ,‬عمن أبممي‬
‫ش َتهُو نَ قال‪ :‬حي مل ب مينهم‬
‫الش هب‪ ,‬عن ال محسن‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬وَحي ملَ بَ ميْ َنهُم َوبَ مينَ ما َي ْ‬
‫وبمين اليممان بمال‪.‬‬
‫حدث نا ا بن بِشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مؤ مل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفميان‪ ,‬عن ع بد ال صمد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ن قال‪ :‬حيمل بمينهم وبمين‬
‫ش َتهُو َ‬
‫ن ما َي ْ‬
‫ل بَم ْي َنهُم َوبَمي َ‬
‫المحسن‪ ,‬وسئل عن هذه الَية َوحِيم َ‬
‫اليممان‪.‬‬
‫حدثنمي ابن أبمي زياد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو الشهب‪ ,‬عن المحسن َوحِيملَ‬
‫ن قال‪ :‬حيمل بمينهم وبمين اليممان‪.‬‬
‫ش َتهُو َ‬
‫ن ما َي ْ‬
‫بَميْ َنهُم َوبَمي َ‬
‫‪ 22094‬م حدثنا أحمد بن عبد الصمد النصاري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أسامة‪ ,‬عن شبل‪ ,‬عن ابن‬
‫ن قال‪ :‬من الرجوع إلممى‬
‫ش َتهُو َ‬
‫أبممي ن مجيح‪ ,‬عن م مجاهد َوحِي ملَ بَ م ْي َنهُم َوبَ مينَ ما َي ْ‬
‫الدنميا لميتوبوا‪.‬‬
‫‪22095‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َوحِيملَ بَم ْي َنهُم َوبَمينَ ما‬
‫شتَهُونَ كان القوم يشتهون طاعة ال أن يكونوا عملوا بها فمي الدنميا حين عاينوا ما عاينوا‪.‬‬
‫َي ْ‬
‫حدثنا المحسن بن واضح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المحسن بن حبميب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو الشهب‪ ,‬عن‬
‫ُونم قال‪ :‬حيممل بممينهم وبممين‬
‫الممحسن‪ ,‬فممي قوله‪َ :‬وحِيمملَ بَممْي َنهُم َوبَممينَ مما َيشْ َته َ‬
‫اليممان‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬معنى ذلك‪ :‬وحيمل بمينهم وبمين ما يشتهون من مال وولد وزهرة الدنميا‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22096‬م حدثنمي ممحمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى قال‪ :‬ثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫شتَهُونَ قال‪ :‬من مال أو ولد أو زهرة‪.‬‬
‫ن ما َي ْ‬
‫ممجاهد‪ ,‬فمي قول ال‪َ :‬وحِيملَ بَم ْي َنهُم َوبَمي َ‬
‫‪22097‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬قال أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪َ :‬وحِيملَ‬
‫ن قال‪ :‬فمي الدنميا التمي كانوا فميها والمحياة‪.‬‬
‫ش َتهُو َ‬
‫ن ما َي ْ‬
‫بَميْ َنهُم َوبَمي َ‬
‫وإنمما اخترنا القول الذي اخترناه فمي ذلك‪ ,‬لن القوم إنمما تَم َمنّوا حين عاينوا من عذاب‬
‫ال ما عاينوا‪ ,‬ما أخبر ال عنهم أنهم تَم َمنّوه‪ ,‬وقالوا آمنا به‪ ,‬فقال ال‪ :‬وأنى لهم تَناوُش ذلك‬
‫من مكان بع يد‪ ,‬و قد كفروا من ق بل ذلك ف مي الدن ميا‪ .‬فإذا كان ذلك كذلك‪ ,‬فلن يكون قوله‪:‬‬
‫َوحِيملَ بَم ْي َنهُم َوبَمينَ ما َيشْ َتهُونَ خبرا عن أنه ل سبميمل لهم إلمى ما تممنوه أولمى من‬
‫أن يكون خبرا عن غيره‪.‬‬
‫عهِ مْ ِم نْ َقبْلُ يقول فعل نا بهؤلء ال ممشركين‪ ,‬فحل نا ب مينهم وب مين ما‬
‫وقوله‪ :‬كمَا ُفعِلَ بأشْيا ِ‬
‫سخَط ال ب هم‪ ,‬ومعاينت هم بأ سه ك ما فعل نا بأشياع هم‬
‫يشتهون من الي ممان ب مال ع ند نزول َ‬
‫علمى كفرهم بمال من قبلهم من كفمار الممم‪ ,‬فلمم نقبل منهم إيممانهم فمي ذلك الوقت‪,‬‬
‫شيَع‪ :‬جمع شيعة‪,‬‬
‫شيَع‪ ,‬و ِ‬
‫ضرَبمائهم‪ .‬والشياع‪ :‬جمع ِ‬
‫كما لمم نقبل فمي مثل ذلك الوقت من ُ‬
‫فأشياع جمع المجمع‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22098‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫ال محارث‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ال محسن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أب مي ن مجيح كمَا ُفعِلَ‬
‫ن َقبْلُ قال الكفمار من قبلهم‪.‬‬
‫ع ِهمْ مِ ْ‬
‫بأشْيا ِ‬
‫ن َقبْلُ‬
‫عهِ ْم مِ ْ‬
‫ل بأَشْيا ِ‬
‫‪22099‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة كمَا فُعِ َ‬
‫أي فمي الدنميا كانوا إذا عاينوا العذاب لمم يُقبل منهم إيممان‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬إ ّنهُ مْ كانُوا فِ مي شَ كَ ُمرِي بٍ يقول تعال مى ذكره‪ :‬وحي مل ب مين هؤلء ال ممشركين‬
‫ح ين عاينوا بأس ال‪ ,‬وب مين الي ممان‪ :‬إن هم كانوا ق بل ف مي الدن ميا ف مي ش كّ من نزول‬
‫العذاب الذي نزل ب هم وعاينوه‪ ,‬و قد أ خبرهم نب ميهم أن هم إن ل مم ين ميبوا م مما هم عل ميه‬
‫ل ب هم عقوب ته ف مي‬
‫مق ميممون من الك فر ب مال‪ ,‬وعب مادة الوثان أن ال ُمهْلِك هم‪ ,‬ومُ محِ ّ‬
‫عاجل الدنميا‪ ,‬وآجل الَخرة قبل نزوله بهم مريب يقول‪ :‬موجب لصاحبه الذي هو به ما َيرِيبه‬
‫من مكروه‪ ,‬من قولهم‪ :‬قد أراب الرجل‪ :‬إذا أتمى ريبة وركب فماحشة كما قال الراجز‪:‬‬
‫ب‬
‫غيْ ِ‬
‫ُكنْتُ إذا أ َت ْوتُ ُه مِنْ َ‬ ‫يا قَ ْومُ مالمي وأبما ذُ َؤيْبِ؟‬
‫كأنّممَا أ َر ْبتُهُ ِب َريْبِ‬ ‫عطْفِمي َو َيبَ ّز ثَ ْوبِميِ‬
‫شمّ ِ‬
‫َي ُ‬
‫يقول‪ :‬كأنمما أتميت إلميه ريبة‪.‬‬
‫آخر تفسير سورة سبأ‬

‫سورة فاطر‬
‫سورة فماطر مكية‬
‫وآياتها خمسٌ وأربعون‬
‫بسم ال الرحمَن الرحيمم‬
‫‪1‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ل ِئكَ ِة رُسُلً‬
‫ل ا ْلمَ َ‬
‫سمَاوَاتِ وَالرْضِ جَاعِ ِ‬
‫طرِ ال ّ‬
‫ح ْمدُ للّ ِه فَا ِ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬ا ْل َ‬
‫شيْءٍ َقدِيرٌ }‪.‬‬
‫ل َ‬
‫ن اللّهَ عََلىَ كُ ّ‬
‫ج ِنحَ ٍة ّم ْث َنىَ َوثُلَثَ َو ُربَاعَ َيزِي ُد فِي ا ْلخَ ْلقِ مَا َيشَآ ُء إِ ّ‬
‫أُوِْليَ َأ ْ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬الشكر الكامل للممعبود الذي ل تصلمح العبمادة إل له‪ ,‬ول ينبغي أن‬
‫ُسملً إلممى ممن يشاء ممن‬
‫تكون لغيره خالق السمموات السمبع والرض‪ ,‬جاعِلِ المممَلئِكَ ِة ر ُ‬
‫جنِمحَةٍ ّم ْثنَى َوثُل ثَ َورُبماعَ يقول‪ :‬أصحاب‬
‫عبماده‪ ,‬وفميمما شاء من أمره ونهيه أُولمي أ ْ‬
‫أجن محة‪ :‬يعن مي ملئ كة‪ ,‬فمن هم من له اثنان من الجن محة‪ ,‬ومن هم من له ثل ثة أجن محة‪,‬‬
‫ومنهم من له أربعة‪ ,‬كما‪:‬‬
‫جنِ محَ ٍة ّمثْنَى‬
‫‪ 22100‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة أُول مي أ ْ‬
‫ع قال بعضهم‪ :‬له جناحان‪ ,‬وبعضهم‪ :‬ثلثة‪ ,‬وبعضهم أربعة‪.‬‬
‫َوثُلثَ َورُبما َ‬
‫واختلف أهمل العربممية فممي علة ترك إجراء َمثْنَى وثلث وربمماع‪ ,‬وهمي ترجممة عمن‬
‫ن مصروفمات‬
‫أجنمحة‪ ,‬وأجنمحة نكرة‪ ,‬فقال بعض نمحويميّ البصرة‪ .‬تُرك إجراؤه نّ لنه ّ‬
‫عن وجوهه نّ‪ ,‬وذلك أن مثنى مصروف عن اثنمين‪ ,‬وثلث عن ثلثة‪ ,‬ورُبماع عن أربعة‪,‬‬
‫صرِف هذا عن عامر إلمى عمر‪ ,‬وهذا عن زافر إلمى زُفر‪,‬‬
‫فصرف نظيرُ ع َمرَ‪ ,‬و ُز َفرَ‪ ,‬إذ ُ‬
‫وأنشد بعضهم فمي ذلك‪:‬‬
‫ل أمْسِ الم ُم ْدبِرِ‬
‫حدَاوت َركْتُ َمرّةَ ِمثْ َ‬
‫وَلَ َقدْ َقتَ ْل ُت ُكمُ ثُناءَ َو َم ْو َ‬
‫وقال آخر منهم‪ :‬لمم يصرف ذلك لنه يوهم به الثلثة والربعة‪ ,‬قال‪ :‬وهذا ل يستعمل إل‬
‫ن مصروفمات عن الممعارف‪ ,‬لن اللف‬
‫فمي حال العدد‪ .‬وقال بعض نمحويميّ الكوفة‪ :‬ه ّ‬
‫واللم ل تدخمملها‪ ,‬والضافمة ل تدخمملها قال‪ :‬ولو دخمملتها الضافمة واللف واللم لكانمت‬
‫ن تَقُومُوا لِّل هِ َمثْنَى‬
‫نكرة‪ ,‬و هي ترج مة عن النكرة قال‪ :‬وكذلك ما كان ف مي القرآن‪ ,‬م ثل‪ :‬أ ْ‬
‫َو ُفرَادَى‪ ,‬وكذلك وُحاد وأحاد‪ ,‬وما أشبهه من مصروف العدد‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬يزِيدُ فِممي الممخَم ْلقِ مما يَشاءُ وذلك زيادتمه تبممارك وتعالممى فممي خمملق هذا‬
‫المملك من الجنمحة علمى الَخر ما يشاء‪ ,‬ونقصانه عن الَخر ما أح بّ‪ ,‬وكذلك ذلك فمي‬
‫جميع خملقه يزيد ما يشاء فمي خملق ما شاء منه‪ ,‬وينقص ما شاء من خملق ما شاء‪ ,‬له‬
‫شيْءٍ َقدِيرٌ يقول‪ :‬إن ال تعال مى‬
‫ال مخملق وال مر‪ ,‬وله القدرة وال سلطان إ نّ الّل هَ عل مى كُلّ َ‬
‫ذكره قدير علمى زيادة ما شاء من ذلك فميمما شاء‪ ,‬ونقصان ما شاء منه مممن شاء‪ ,‬وغير‬
‫ذلك من الشياء كلها‪ ,‬ل يممتنع علميه فعل شيء أراده سبحانه وتعالمى‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫سكْ‬
‫سكَ َلهَا َومَا ُيمْ ِ‬
‫حمَةٍ فَلَ ُممْ ِ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬مّا يَ ْفتَ حِ الّل ُه لِلنّا سِ مِن ّر ْ‬
‫حكِيمُ }‪.‬‬
‫فَلَ ُمرْسِلَ َل ُه مِن َب ْعدِهِ وَ ُهوَ ا ْل َعزِيزُ ا ْل َ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬مفماتميح المخير ومغالقه كلها بميده فما يفتمح ال للناس من خير‬
‫فل مُغلق له‪ ,‬ول مممسك عنهم‪ ,‬لن ذلك أمره ل يستطيع أمره أحد‪ ,‬وكذلك ما يغلق من خير‬
‫عنهم فل يبسطه علميهم‪ ,‬ول يفتمحه لهم‪ ,‬فل فماتمح له سواه‪ ,‬لن المور كلها إلميه وله‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22101‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة ما يَ ْفتَمحِ الّل هُ للنّاس مِ نْ‬
‫سكْ فَل ُمرْ سِلُ لَ ُه مِ نْ‬
‫سكَ َلهَا فل ي ستطيع أ حد حبسها وَما يُ م ْم ِ‬
‫َرحْمَةٍ‪ :‬أي من خ ير فَل مُممْ ِ‬
‫َبعْدهِ‪.‬‬
‫سكْ فَل‬
‫سكَ َلهَا فأنث ما لذكر الرحمة من بعده‪ ,‬وقال‪ :‬وَما يُم ْم ِ‬
‫وقال تعالمى ذكره‪ :‬فَل مُم ْم ِ‬
‫ُمرْ سِلَ َل ُه مِ نْ َب ْعدِ ِه فذ كر لل فظ « ما» لن لف ظه ل فظ مذ كر‪ ,‬ولو أنّث ف مي مو ضع التذك ير‬
‫ن الفصح من الكلم التأنميث إذا ظهر‬
‫للممعنى‪ ,‬وذكر فمي موضع التأنميث للفظ جاز‪ ,‬ولك ّ‬
‫بعد ما يدلّ علمى تأنميثها والتذكير إذا لمم يظهر ذلك‪.‬‬
‫حكِيممُ يقول‪ :‬وهو العز يز فمي نِقمته مممن انت قم منه من خ ملقه‬
‫وقوله‪ :‬وَ ُهوَ ال َعزِيزُ الم َ‬
‫بح بس رحم ته ع نه وخيرا ته‪ ,‬ال محكيمم ف مي تدب مير خ ملقه‪ ,‬وفت محه ل هم الرح مة إذا كان‬
‫فتمح ذلك صلحا‪ ,‬وإمساكه إياه عنهم إذا كان إمساكه حكمة‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫غ ْيرُ‬
‫ن خَالِ قٍ َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪َ { :‬يَأيّهَا النّا سُ ا ْذ ُكرُو ْا ِن ْعمَةَ الّل هِ عََل ْيكُ ْم هَلْ مِ ْ‬
‫ل هُ َو َفأَ ّنىَ ُت ْؤفَكُونَ }‪.‬‬
‫ل إِلَـهَ ِإ ّ‬
‫سمَآءِ وَالرْضِ َ‬
‫اللّ ِه َيرْ ُز ُقكُمْ ّمنَ ال ّ‬
‫يقول تعالمى ذكره للممشركين به من قوم رسول ال صلى ال عليه وسلم من قُرَيش‪ :‬يَا‬
‫سطِه‬
‫أ ّيهَا النا سُ ا ْذ ُكرُوا ِن ْعمَ َة اللّ هِ التمي أنعمها عَلَم ْيكُم بفتمحه لكم من خيراته ما فتمح وبَ ْ‬
‫لكم من العيش ما بسط وفكّروا فمانظروا هل من خالق سوى فماطر السموات والرض الذي‬
‫ل هُوَ‬
‫لرْ ضِ فتعبدوه دو نه ل إَل هَ إ ّ‬
‫سمَاءِ وَا َ‬
‫ب ميده مف ماتميح أرزاق كم ومغالق ها َي ْرزُقُكُم مِ نَ ال ّ‬
‫يقول‪ :‬ل معبود تنب غي له العب مادة إل الذي ف طر ال سموات والرض‪ ,‬القادر عل مى كلّ ش يء‪,‬‬
‫الذي بمميده مفمماتمح الشياء وخزائنهما‪ ,‬ومغالق ذلك كله‪ ,‬فل تعبدوا أيهما الناس شيئا سمواه‪,‬‬
‫فإ نه ل يقدر عل مى نفع كم وضرّ كم سواه‪ ,‬فله فأخ ملصوا العب مادة‪ ,‬وإياه فأفردوا ب ماللوهة‬
‫فَأنّى تُ ْؤ َفكُونَ يقول‪ :‬فأيّ وجه عن خالقكم ورازقكم الذي بميده نفعكم وضرّكم تصرفون‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 22102‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬فأنّى تُ ْؤ َفكُو نَ يقول‬
‫الرجل‪ :‬إنه لميوفك عنى كذا وكذا‪.‬‬
‫ن ف ميمما م ضى بشواهده ال ممغنمية عن‬
‫و قد ب ميّنت مع نى ال فك‪ ,‬وتأوي مل قوله‪ُ :‬ت ْؤ َفكُو َ‬
‫تكريره‪.‬‬
‫‪5-4‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ل مّن َقبْلِ كَ وَإِلَى اللّ ِه ُت ْرجَ عُ‬
‫ت رُ سُ ٌ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬وَإِن ُي َك ّذبُو كَ فَ َق ْد ُكذّبَ ْ‬
‫حيَا ُة ال ّد ْنيَا َولَ َي ُغ ّر ّن ُكمْ بِاللّهِ ا ْل َغرُورُ }‪.‬‬
‫حقّ فَلَ َت ُغ ّرنّ ُكمُ ا ْل َ‬
‫عدَ اللّ ِه َ‬
‫س إِنّ َو ْ‬
‫لمُورُ * َيَأيّهَا النّا ُ‬
‫اُ‬
‫يقول تعال مى ذكره لنب ميه م محمد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬وإن يكذّ بك يا م محمد هؤلء‬
‫ال ممشركون ب مال من قو مك فل يحزن نك ذاك‪ ,‬ول يع ظم عل ميك‪ ,‬فإن ذلك سنة أمثال هم من‬
‫كفرة الممم ب مال‪ ,‬من قبل هم‪ ,‬وتكذيب هم ر سل ال الت مي أر سلها إلميهم من قبلك‪ ,‬ولن يعدو‬
‫مشركو قومك أن يكونوا مثلهم‪ ,‬فميتبعوا فمي تكذيبك منهاجهم‪ ,‬ويسلكوا سبميملهم وَإلمى‬
‫لمُورُ يقول تعالمى ذكره‪ :‬وإلمى ال مرجع أمرك وأمرهم‪ ,‬فممحلّ بهم العقوبة‪,‬‬
‫اللّ هِ ُت ْرجَ عُ ا ُ‬
‫إن هم لمم ينميبوا إلمى طاعتنا فمي اتبماعك‪ ,‬والقرار بنبوّتك‪ ,‬وقبول ما دعوتهم إل ميه‬
‫من النصيحة‪ ,‬نظير ما أحللنا بنظرائهم من الممم الممكذّبة رسلها قبلك‪ ,‬ومنمجّيك وأتبماعك‬
‫من ذلك‪ ,‬سنتنا ب ممن قبلك ف مي ر سلنا وأول ميائنا‪ .‬وبن محو الذي قل نا ف مي ذلك قال أ هل‬
‫التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ك فَ َقدْ ُك ّذبَ تْ‬
‫ن ُي َكذّبو َ‬
‫‪ 22103‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَإ ْ‬
‫ل مِنْ َقبِْلكَ يعزّي نبميه كما تسمعون‪.‬‬
‫رُسُ ٌ‬
‫ع َد اللّ هِ حَ قّ يقول تعال مى ذكره ل ممشركي قر يش‪ ,‬ال ممكذّبمي‬
‫وقوله‪ :‬يا أي ها النّا سُ إ نّ وَ ْ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا أيها الناس إن وعد ال إياكم بأسه علمى إصراركم علمى‬
‫الكفمر بمه‪ ,‬وتكذيمب رسموله مممحمد صملى ال عليمه وسملم‪ ,‬وتممحذيركم‪ ,‬وتممحذيركم نزول‬
‫سطوته ب كم عل مى ذلك ح قّ‪ ,‬فأيقنوا بذلك‪ ,‬وب مادروا حلول عقوبت كم ب مالتوبة والنا بة إل مى‬
‫طاعة ال واليممان به وبرسوله فَل َتغُ ّر ّنكُمْ المحَيا ُة ال ّدنْميا يقول‪ :‬فل يغرّنكم ما أنتمم فميه‬
‫من الع يش ف مي هذه الدن ميا وريا ستكم الت مي تترأ سون ب ها ف مي ضعف مائكم ف ميها عن‬
‫اتبمماع مممحمد واليمممان وَل َي ُغ ّر ّنكُم ْم بمماللّ ِه ال َغرُورُ يقول‪ :‬ول يخدعنكمم بممال الشيطان‪,‬‬
‫ف ميممنميكم المانمميّ‪ ,‬ويعدكمم من ال العدات الكاذ بة‪ ,‬ويحملكمم عل مى الصمرار علممى‬
‫كفركم بمال‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 22104‬م حدثنمي علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن علميّ‪ ,‬عن ابن‬
‫عبماس‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وَل َي ُغرّ ّن ُكمْ بماللّهِ ال َغرُورُ يقول‪ :‬الشيطان‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ح ْزبَ هُ‬
‫عدُوّا ِإنّمَا َيدْعُو ِ‬
‫عدُ ّو فَا ّتخِذُو هُ َ‬
‫ن َلكُ مْ َ‬
‫شيْطَا َ‬
‫ن ال ّ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬إِ ّ‬
‫سعِيرِ }‪.‬‬
‫ب ال ّ‬
‫ن َأصْحَا ِ‬
‫ِل َيكُونُو ْا مِ ْ‬
‫شيْطا نَ الذي نهيتكم أيها الناس أن تغترّوا بغروره إياكم بمال َلكُ مْ‬
‫ن ال ّ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬إ ّ‬
‫عدُوّا يقول‪ :‬فأنزلوه ممن أنفسمكم منزل العد ّو منكمم‪ ,‬واحذروه بطاعمة ال‬
‫خذُوهُ َ‬
‫عدُ ّو فمماتّم ِ‬
‫َ‬
‫وا ستغشاشكم إياه‪ ,‬خذر كم من عدوّ كم الذي ت مخافون غائل ته عل مى أنف سكم‪ ,‬فل تطيعوه ول‬
‫تتّبعوا خطواته‪ ,‬فإنه إنمما يدعو حزبه‪ ,‬يعنمي شيعته‪ ,‬ومن أطاعه إلمى طاعته والقبول منه‪,‬‬
‫والكفمر بممال لِمميَكُونُوا من ْم أصمحَابِ السّمعِيرِ يقول‪ :‬لمميكونوا ممن المممخملدين فممي نار‬
‫جهنمم التمي تتوقد علمى أهلها‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫ن َلكُ مْ‬
‫شيْطا َ‬
‫‪ 22105‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إ نّ ال ّ‬
‫ل مسلمم عدواته‪ ,‬وعدواته أن يعاديه بطاعة ال‬
‫عدُوّا فإنه لمحقّ علمى ك ّ‬
‫خذُوهُ َ‬
‫عدُ ّو فماتّم ِ‬
‫َ‬
‫سعِيرِ‪ :‬أي لميسوقهم إلمى النار‪,‬‬
‫ن أصحَابِ ال ّ‬
‫إنممَا َيدْعُو حِ ْزبَ ُه وحزبه‪ :‬أولمياؤه لِم َيكُونُوا مِ ْ‬
‫فهذه عداوته‪.‬‬
‫‪ 22106‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬إنّممَا َيدْعُو‬
‫السمعِيرِ وقال‪ :‬هؤلء حزبمه ممن النمس‪ ,‬يقول‪ :‬أولئك حزب‬
‫ب ّ‬ ‫ِنم أصمحَا ِ‬
‫َهم لِمميَكونُوا م ْ‬
‫حزْب ُ‬
‫ِ‬
‫الشيطان‪ ,‬والمحزب‪ :‬ولته الذين يتولهم ويتولونه‪ ,‬وقرأ‪ :‬إ نّ وَلِميّميَ الّل ُه اّلذِي َنزّلَ الكِتا بَ‬
‫وَهوَ َيتَوَلّمى الصّالِمحِينَ‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫عمِلُواْ‬
‫ِينم آ َمنُواْ َو َ‬
‫شدِيدٌ وَاّلذ َ‬
‫َابم َ‬
‫عذ ٌ‬ ‫ُمم َ‬
‫ِينم كَ َفرُواْ َله ْ‬
‫القول فممي تأويممل قوله تعالممى‪{ :‬اّلذ َ‬
‫جرٌ َكبِيرٌ }‪.‬‬
‫الصّالِحَاتِ َلهُم ّمغْ ِفرَةٌ وََأ ْ‬
‫شدِيدٌ‪ ,‬وذلك عذاب‬
‫َابم ممن ال َ‬
‫عذ ٌ‬ ‫ُمم َ‬
‫ِينم كَفَروا بممال ورسموله َله ْ‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬اّلذ َ‬
‫النار‪ .‬وقوله‪ :‬وَاّلذِينَ آ َمنُوا يقول‪ :‬والذين صدّقوا ال ورسوله‪ ,‬وعملوا بمما أمرهم ال‪ ,‬وانتهوا‬
‫جرٌ َكبِميرٌ وذلك المجنة‪ ,‬كما‪:‬‬
‫عما نهاهم عنه َل ُه ْم َمغْ ِفرَةٌ من ال لذنوبهم وأ ْ‬
‫جرٌ َكبِميرٌ‬
‫‪ 22107‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َلهُ ْم َمغْ ِفرَةٌ وأ ْ‬
‫وهي المجنة‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ن اللّ هَ ُيضِلّ مَن‬
‫عمَلِ ِه َفرَآ ُه حَ سَنا َفإِ ّ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ{ :‬أ َفمَن ُزيّ نَ َل ُه سُ َوءَ َ‬
‫ص َنعُونَ }‪.‬‬
‫ن اللّهَ عَلِيمٌ ِبمَا َي ْ‬
‫ت إِ ّ‬
‫حسَرَا ٍ‬
‫سكَ عََل ْي ِهمْ َ‬
‫َيشَآءُ َو َي ْهدِي مَن َيشَآءُ فَلَ َتذْهَبْ نَ ْف ُ‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬أفممن حسمّن له الشيطان أعماله السميئة ممن معاصمي ال والكفمر بمه‪,‬‬
‫وعب مادة ما دو نه من الَل هة والوثان‪ ,‬فرآه ح سنا‪ ,‬فح سب سيىء ذلك ح سنا‪ ,‬وظ نّ أن قُب حه‬
‫جمي مل‪ ,‬لتزي مين الشيطان ذلك له‪ ,‬ذه بت نف سك عل ميهم ح سرات وحذف من الكلم‪ :‬ذه بت‬
‫سرَاتٍ م نه‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫سكَ عَلَ م ْي ِهمْ حَ َ‬
‫ب نَفْ ُ‬
‫نف سك عل ميهم ح سرات‪ ,‬اكتف ماء بدللة قوله‪ :‬فَل َتذْهَ ْ‬
‫َنم يَشاءُ يقول‪ :‬فإن ال يخذل ممن يشاء عمن اليمممان بمه‬
‫َنم يَشاءُ و َي ْهدِي م ْ‬
‫ّهم ُيضِلّ م ْ‬
‫فإنم الل َ‬
‫ّ‬
‫واتب ماعك وت صديقك‪ ,‬ف ميضله عن الرشاد إل مى ال محقّ ف مي ذلك‪ ,‬ويهدي من يشاء يقول‪:‬‬
‫ويوفّق من يشاء للي ممان به واتب ماعك‪ ,‬والقبول م نك‪ ,‬فتهد يه إل مى سبميمل الرشاد فَل‬
‫سكَ عَلَ ميْ ِهمْ حَ سَراتٍ يقول‪ :‬فل تُهلك نف سك حز نا عل مى ضللت هم وكفر هم ب مال‪,‬‬
‫َتذْهَ بْ نَفْ ُ‬
‫وتكذيبهم لك‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫عمَِل هِ‬
‫ن لَ ُه سُوءُ َ‬
‫‪ 22108‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة أفمَ نْ ُزيّ َ‬
‫ن يَشاءُ و َي ْهدِي َمنْ يَشاءُ قال قتادة والمحسن‪ :‬الشيطان زين لهم فَل‬
‫فَرآ ُه حَسَنا فإنّ الّلهِ ُيضِلّ مَ ْ‬
‫سرَاتٍ‪ :‬أي ل يُحزنك ذلك علميهم‪ ,‬فإن ال يضلّ من يشاء‪ ,‬ويهدي من‬
‫سكَ عَلَم ْي ِهمْ حَ َ‬
‫ب نَفْ ُ‬
‫َتذْهَ ْ‬
‫يشاء‪.‬‬
‫‪22109‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قول ال‪ :‬فَل َتذْهَبْ‬
‫سرَتا علمى ما َفرّطْتُ‬
‫سكَ عَلَم ْي ِهمْ حَسَراتٍ قال‪ :‬المحسرات‪ :‬المحزن‪ ,‬وقرأ قول ال‪ :‬يا حَ ْ‬
‫نَفْ ُ‬
‫ب اللّهِ‪.‬‬
‫جنْ ِ‬
‫فِمي َ‬
‫ن يَشا ُء و َي ْهدِي مَ نْ يَشاءُ مو ضع ال مجواب‪ ,‬وإن مما هو من بع‬
‫ن اللّ هَ ُيضِلّ َم ْ‬
‫وو قع قوله‪ :‬فإ ّ‬
‫ال مجواب‪ ,‬لن ال مجواب هو ال ممتروك الذي ذكرت‪ ,‬ف ماكتفمى به من ال مجواب لدلل ته‬
‫علمى المجواب ومعنى الكلم‪.‬‬
‫سكَ عَلَ م ْيهِمْ حَ سَراتٍ فقرأ ته قرّاء الم صار‬
‫واختل فت القرّاء ف مي قراءة قوله‪ :‬فَل َتذْهَ بْ نَفْ ُ‬
‫سكَ بفت مح التاء من تَذهَ بْ‪ ,‬ونف سك برفع ها‪ .‬وقرأ‬
‫ب نَفْ ُ‬
‫سوى أب مي جع فر الممدنمي فَل َتذْهَ ْ‬
‫ذلك أبو جعفر‪« :‬فَل ُتذْهِ بْ» بضم التاء من َتذْهَ بْ‪ ,‬ونفسَك بنصبها‪ ,‬بممعنى‪ :‬ل تذهب أنت يا‬
‫ممحمد نفسك‪.‬‬
‫والصواب من القراءة فمي ذلك عندنا ما علميه قرّاء المصار‪ ,‬لجماع المحجة من القرّاء‬
‫علميه‪.‬‬
‫ن يقول تعال مى ذكره‪ :‬إن ال يا م محمد ذو عل مم‬
‫ص َنعُو َ‬
‫ن اللّ هَ عَلِ ميممٌ بِ ممَا يَ ْ‬
‫وقوله‪ :‬إ ّ‬
‫بممما يصمنع هؤلء الذيمن زي ّن لهمم الشيطان سموء أعمالهمم‪ ,‬وهمو مممحصيه علمميهم‪,‬‬
‫وممجازيهم به جزاءهم‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫سحَابا فَسُ ْقنَا ُه إَِلىَ بََلدٍ ّميّتٍ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬وَاللّهُ اّلذِيَ َأرْسَلَ ال ّريَاحَ َفتُثِيرُ َ‬
‫ح َي ْينَا بِ ِه الرْضَ َب ْعدَ مَ ْو ِتهَا َكذَِلكَ ال ّنشُورُ }‪.‬‬
‫َفأَ ْ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬وال الذي أرسل الرياح فتثمير السحاب للمحَيا والغيث فَسقْناهُ إلمى‬
‫بََلدٍ َميّ تٍ يقول‪ :‬فسقناه إلمى بلد ممجدب الهل‪ ,‬ممحل الرض‪ ,‬داثر ل نبت فميه ول زرع‬
‫ض َب ْعدَ مَ ْوتِها يقول‪ :‬فأخصبنا بغيث ذلك السحاب الرض التمي سقناه إلميها‬
‫حيَميْنا ِبهِ الرْ َ‬
‫فَأ ْ‬
‫بعد جدوبها‪ ,‬وأنبتنا فميها الزرع بعد المممحل كَذل كَ ال ّنشُورُ يقول تعالمى ذكره‪ :‬هكذا ُي ْنشِر‬
‫ال ال مموتمى ب عد بلئ هم ف مي قبور هم‪ ,‬ف ميحيميهم ب عد فنائ هم‪ ,‬ك ما أحي مينا هذه الرض‬
‫ب مالغيث ب عد م مماتها‪ .‬وبن محو الذي قل نا ف مي ذلك قال أ هل التأوي مل‪ .‬ذ كر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪22110‬مم حدثنما ابمن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما عبمد الرحممن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما سمفميان‪ ,‬عمن سملممة بمن‬
‫كهي مل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو الزعراء‪ ,‬عن ع بد ال‪ ,‬قال‪ :‬يكون ب مين النفخت مين ما شاء ال أن‬
‫يكون‪ ,‬فلميس من بنمي آدم إلّ وفمي الرض منه شيء‪ .‬قال‪ :‬فميرسل ال ماء من تمحت‬
‫العرش من ميّا كمن ميّ الر جل‪ ,‬فتن بت أج سادهم ول محمانهم من ذلك‪ ,‬ك ما تن بت الرض من‬
‫سحَابما فَسقْناهُ إلمى بََلدٍ َميّ تْ‪ ...‬إلمى قوله‪:‬‬
‫الثرى‪ ,‬ثم قرأ‪ :‬وَاللّ ُه اّلذِي أرْ سَلَ الرّيا حَ َفتُثميرُ َ‬
‫كَذل كَ ال ُنشُورُ قال‪ :‬ثم يقوم ملَك ب مالصور ب مين ال سماء والرض‪ ,‬ف مينفخ ف ميه‪ ,‬فتنطلق كلّ‬
‫نفس إلمى جسدها‪ ,‬فتدخمل فميه‪.‬‬
‫‪ 22111‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَالّل ُه اّلذِي أرْ سَلَ‬
‫ح َفتُثمي ُر سحَابما قال‪ :‬يرسل الرياح فتسوق السحاب‪ ,‬فأحيا ال به هذه الرض المميتة‬
‫الرّيا َ‬
‫بهذا المماء‪ ,‬فكذلك يبعثه يوم القميامة‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ص َعدُ ا ْلكَلِ مُ‬
‫جمِيعا إَِل ْي ِه يَ ْ‬
‫ن ُيرِيدُ ا ْل ِعزّ َة فَلِلّ ِه ا ْل ِعزّةُ َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬مَن كَا َ‬
‫ِكم ُهوَ‬
‫شدِيدٌ َو َمكْرُ ُأوَْلئ َ‬
‫َابم َ‬
‫عذ ٌ‬ ‫ُمم َ‬
‫السميّئَاتِ َله ْ‬
‫ُونم ّ‬
‫ِينم َي ْم ُكر َ‬
‫ُهم وَاّلذ َ‬
‫ل الصمّالِحُ َيرْ َفع ُ‬
‫ّبم وَا ْل َعمَ ُ‬
‫طي ُ‬‫ال ّ‬
‫َيبُورُ }‪.‬‬
‫جمِيعا فقال بعضهم‪:‬‬
‫ن كا نَ ُيرِيدُ ال ِعزّةَ فَلِلّ ِه ال ِعزّ ُة َ‬
‫اختلف أهل التأويمل فمي معنى قوله‪ :‬مَ ْ‬
‫مع نى ذلك‪ :‬من كان ير يد العزّة بعب مادة الَل هة والوثان‪ ,‬فإن العزة ل جمي عا‪ .‬ذ كر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 22112‬م حدث نا م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدثن مي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫م مجاهد‪ ,‬ف مي قول ال‪ :‬مَ نْ كا نَ ُيرِيدُ ال ِعزّةَ يقول‪ :‬من كان ير يد العزّة بعب مادته الَل هة فإ نّ‬
‫جمِيعا‪.‬‬
‫ال ِعزّةَ لِّلهِ َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬معنى ذلك‪ :‬من كان يريد العزة فلميتعزّز بطاعة ال‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن ُيرِيدُ ال ِعزّةَ‬
‫ن كا َ‬
‫‪ 22113‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬م ْ‬
‫جمِيعا يقول‪ :‬فلميتعزّز بطاعة ال‪.‬‬
‫فَلِلّهِ ال ِعزّ ُة َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬من كان يريد علمم العزّة لممن هي‪ ,‬فإنه ل جميعا كلها‪ :‬أي‬
‫كلّ وجه من العزّة فللّه‪.‬‬
‫والذي همو أولممى القوال بممالصواب عندي قول ممن قال‪ :‬ممن كان يريمد العزّة‪ ,‬فبممال‬
‫ل ما دونه من الَلهة والوثان‪.‬‬
‫فلميتعزّز‪ ,‬فللّه العزّة جميعا‪ ,‬دون ك ّ‬
‫وإن مما قلت‪ :‬ذلك أول مى ب مالصواب‪ ,‬لن الَيات الت مي ق بل هذه الَ ية‪ ,‬جرت بتقر يع ال‬
‫ال ممشركين عل مى عب مادتهم الوثان‪ ,‬وتوب ميخه إيا هم‪ ,‬ووعيده ل هم عل ميها‪ ,‬فأول مى بهذه‬
‫أي ضا أن تكون من ج نس ال محث عل مى فراق ذلك‪ ,‬فكا نت ق صتها شب ميهة بق صتها‪ ,‬وكا نت‬
‫فمي سياقها‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬إلَمميْه يَص ْمَعدُ الكَلِمممُ الطّيّب يقول تعالممى ذكره‪ :‬إلممى ال يصمعد ذكمر العبمد إياه‬
‫ل ال صّالِمحُ َي ْرفَعُ هُ يقول‪ :‬وير فع ذ كر الع بد ر به إل ميه عمله ال صالمح‪,‬‬
‫وثناؤه عل ميه وال َعمَ ُ‬
‫وهو العمل بطاعته‪ ,‬وأداء فرائضه‪ ,‬والنتهاء إلمى ما أمر به‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك‬
‫قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪22114‬م حدثنمي ممحمد بن إسماعيمل الحمسي‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنمي جعفر بن عون‪ ,‬عن عبد‬
‫الرح من بن ع بد ال ال ممسعودي‪ ,‬عن ع بد ال بن ال ممخارق‪ ,‬عن أب ميه ال ممخارق بن‬
‫سلميمم‪ ,‬قال‪ :‬قال ل نا ع بد ال‪ :‬إذا حدّثنا كم بحد يث أت ميناكم بت صديق ذلك من كتاب ال‪ .‬إن‬
‫ل ال‪ ,‬وال أكبر‪ ,‬تبمارك ال‪,‬‬
‫العبد الممسلمم إذا قال‪ :‬سبحان ال وبحمده‪ ,‬المحمد ل ل إله إ ّ‬
‫ن إلمى السماء‪ ,‬فل يممرّ به نّ علمى جمع‬
‫ن تمحت جناحيه‪ ,‬ثم صعد به ّ‬
‫ن ملك‪ ,‬فجعله ّ‬
‫أخذه ّ‬
‫من المملئكة إلّ استغفروا لقائله نّ حتمى يحيمي به نّ وجه الرحمن‪ ,‬ثم قرأ عبد ال‪ :‬إلَميْهِ‬
‫ح َيرْ َفعُهُ‪.‬‬
‫طيّبِ وال َعمَلُ الصّالِم ُ‬
‫َيصْ َعدُ الكَلِممُ ال ّ‬
‫‪22115‬مم حدثنممي يعقوب بمن إبراهيممم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ابمن علممية‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنما سمعيد‬
‫المجريري‪ ,‬عن عبد ال بن شقميق‪ ,‬قال‪ :‬قال كعب‪ :‬إن لسبحان ال‪ ,‬والمحمد ل‪ ,‬ول إله إلّ‬
‫ال‪ ,‬وال أكبر‪ ,‬لدويا حول العرش كدو يّ النمحل‪ ,‬يذكرن بصاحبهنّ‪ ,‬والعمل الصالمح فمي‬
‫المخزائن‪.‬‬
‫‪ 22116‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬عن لميث بن أبمي سلميمم‪ ,‬عن شهر بن‬
‫ُهم قال‪ :‬العممل‬
‫ح َيرْ َفع ُ‬
‫ّبم وَا ْل َعمَلُ الصمّالِم ُ‬
‫طي ُ‬‫َصمَعدُ ا ْلكَلِمممُ ال ّ‬
‫حوشمب الشعري‪ ,‬قوله‪ :‬إِلمميْ ِه ي ْ‬
‫الصالمح يرفع الكلمم الطيب‪.‬‬
‫‪ 22117‬م حدثن مي عل ميّ‪ ,‬حدث نا أ بو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي معاو ية‪ ,‬عن عل ميّ‪ ,‬عن ا بن‬
‫طيّ بُ وال َعمَلُ ال صّالِمحُ َي ْر َفعُ هُ قال‪ :‬الكلم الطيب‪ :‬ذكر‬
‫صعَ ُد الكَلِممُ ال ّ‬
‫عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬إلَميْ ِه يَ ْ‬
‫ال‪ ,‬والع مل ال صالمح‪ :‬أداء فرائ ضه ف من ذَكَر ال سبحانه ف مي أداء فرائ ضه‪ ,‬حُمِل عل ميه‬
‫ذكر ال فصعد به إلمى ال‪ ,‬ومن ذكر ال‪ ,‬ولمم يؤدّ فرائضه‪ُ ,‬ردّ كلمه علمى عمله‪ ,‬فكان‬
‫أولمى به‪.‬‬
‫‪ 22118‬م حدثن مي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدثن مي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫طيّ بُ وَال َعمَلُ ال صّالِمحُ َي ْر َفعُ ُه قال‪ :‬الع مل ال صالمح‬
‫م مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬إلَ ميْهِ يَ صْ َعدُ الكَلِ ممُ ال ّ‬
‫يرفع الكلم الطيب‪.‬‬
‫صعَدُ الكَلِممُ‬
‫‪ 22119‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد قال‪ :‬حدثنا سعيد عن قتادة قوله‪ :‬إلَميْ ِه يَ ْ‬
‫ل إلّ بع مل‪ ,‬من قال‬
‫ح َيرْ َفعُ ُه قال‪ :‬قال ال محسن وقتادة‪ :‬ل يق بل ال قو ً‬
‫ل ال صّالِم ُ‬
‫طيّ بُ وال َعمَ ُ‬
‫ال ّ‬
‫وأحسن العمل قبل ال منه‪.‬‬
‫ت يقول تعال مى ذكره‪ :‬والذ ين يك سبون ال سيئات ل هم عذاب‬
‫سيّئا ِ‬
‫وقوله‪ :‬وَاّلذِي نَ يَ م ْمكُرُونَ ال ّ‬
‫جهنمم‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22120‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَاّلذِي نَ يَم ْم ُكرُونَ‬
‫شدِيدٌ قال‪ :‬هؤلء أهل الشرك‪.‬‬
‫ب َ‬
‫عذَا ٌ‬
‫ت َل ُهمْ َ‬
‫سيّئا ِ‬
‫ال ّ‬
‫وقوله‪َ :‬و َم ْكرُ أُوَلئِ كَ ُهوَ َيبُورُ يقول‪ :‬وعمل هؤلء الممشركين يَبور‪ ,‬فميبطُل فميذهب‪ ,‬لنه‬
‫لمم يكن ل‪ ,‬فلمم ينفع عامله‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫ك هُ َو َيبُورُ‪ :‬أي‬
‫‪22121‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو َم ْكرُ أُوَلئِ َ‬
‫يفسد‪.‬‬
‫‪ 22122‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا سفميان‪ ,‬عن لميث بن أبمي سلميمم‪ ,‬عن شهر بن‬
‫ك هُ َو َيبُورُ قال‪ :‬هم أصحاب الرياء‪.‬‬
‫حوشب َو َم ْكرُ أُوَل ِئ َ‬
‫حدثنمي م محمد بن عمارة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سهل بن أب مي عامر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جع فر الح مر‪,‬‬
‫عن شهر بن حوشب‪ ,‬فمي قوله َو َم ْكرُ أُوَل ِئكَ هُ َو َيبُورُ قال‪ :‬هم أصحاب الرياء‪.‬‬
‫‪22123‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪َ :‬و َمكْرُ أُوَلئِكَ‬
‫هُ َو َيبُورُ قال‪ :‬بمار فلمم ينفعهم‪ ,‬ولمم ينتفعوا به‪ ,‬وضرّهم‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جعََلكُمْ َأزْوَاجا َومَا‬
‫ب ثُمّ مِن ّنطْ َفةٍ ثُمّ َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬وَالّلهُ خَلَ َقكُ ْم مّن ُترَا ٍ‬
‫ع ُمرِ ِه ِإلّ فِي ِكتَا بٍ ِإ نّ‬
‫ص مِ نْ ُ‬
‫ل يُنقَ ُ‬
‫ل ِبعِ ْلمِ هِ َومَا ُي َع ّمرُ مِن ّم َع ّمرٍ َو َ‬
‫حمِلُ مِ نْ ُأ ْن َثىَ َولَ َتضَ عُ ِإ ّ‬
‫َت ْ‬
‫ذَِلكَ عَلَى اللّ ِه َيسِيرٌ }‪.‬‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬وَالّلهُ خَملَ َق ُكمْ أيها الناس ِمنْ تُرابٍ يعنمي بذلك أنه خملق أبماهم آدم‬
‫ن نُطْ َفةٍ يقول‪ :‬ثم خملقكم من نطفة الرجل‬
‫من تراب‪ ,‬فجعل خملق أبميهم منه لهم خملقا ثُمّ مِ ْ‬
‫جعََلكُ مْ أزْوَاجا يعنمي أنه زوّج منهم النثى من الذكر‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي‬
‫والممرأة ثُ مّ َ‬
‫ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪22124‬م حدثنمي بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَالّل ُه خَملَ َقكُمْ ِمنْ تُرابٍ‬
‫جعََلكُمْ أزْوَاجا فزوّج بعضكم بعضا‪.‬‬
‫يعنمي آدم ُثمّ ِمنْ ُنطْفَ ٍة يعنمي ذرّيته ُث ّم َ‬
‫حمِلُ ِمنْ ُأ ْنثَى وَل َتضَعُ إلّ بعِلْممِ ِه يقول تعالمى ذكره‪ :‬وما تمحمل من أنثى‬
‫وقوله‪ :‬وَما تَم ْ‬
‫من كم أي ها الناس من ح مل ول نط فة إلّ و هو عال مم بحمل ها إياه ووضع ها‪ ,‬و ما هو؟ ذ كر أو‬
‫أنثى؟ ل يخفمى علميه شيء من ذلك‪.‬‬
‫ب اختلف أهل التأويمل فمي‬
‫ع ُمرِ ِه إلّ فِمي كِتا ٍ‬
‫ص مِ نْ ُ‬
‫ن ُم َع ّمرٍ وَل ُينْقَ ُ‬
‫وقوله‪ :‬وَما ُي َع ّمرُ مِ ْ‬
‫تأويمل ذلك‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬معناه‪ :‬وما يعمر من معمر فميطول عمره‪ ,‬ول ينقص من عمر‬
‫ل فِمي كِتا بٍ عنده مكتوب قبل أن تمحمل‬
‫آخر غيره عن عمر هذا الذي عمّر عمرا طويلً إ ّ‬
‫به أمه‪ ,‬وقبل أن تضعه‪ ,‬قد أحصى ذلك كله وعلممه قبل أن يخملقه‪ ,‬ل يُزاد فميمما كتب له‬
‫ول ينقص‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22125‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫عن أب ميه‪ ,‬عن ا بن عب ماس‪ ,‬قوله‪ :‬وَ ما ُي َع ّمرُ مِ نْ ُم َع ّمرٍ‪ ...‬إل مى يَ سِيرٌ يقول‪ :‬ل ميس أ حد‬
‫قض يت له طول الع مر وال محياة إلّ و هو ب مالِغ ما قدّرت له من الع مر‪ ,‬و قد قض يت ذلك له‪,‬‬
‫وإنمما ينتهي إلمى الكتاب الذي قدّرت له‪ ,‬ل يزاد علميه ولميس أحد قضيت له أنه قصير‬
‫العمر والمحياة ببمالغ العمر‪ ,‬ولكن ينتهي إلمى الكتاب الذي قدّرت له ل يزاد علميه‪ ,‬فذلك‬
‫ل ذلك فمي كتاب عنده‪.‬‬
‫ن ع ُمرِ ِه إلّ فِمي كِتابٍ يقول‪ :‬ك ّ‬
‫ص مِ ْ‬
‫قوله‪ :‬وَل ُينْقَ ُ‬
‫‪ 22126‬م حُدثت عن المحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبما معاذ يقول‪ :‬من قضيت له أن يعمر حتمى‬
‫ل ذلك فمي كتاب‪.‬‬
‫يُدركه الكبر‪ ,‬أو يعمر أنقص من ذلك‪ ,‬فكلّ بمالغ أجله الذي قد قضى له‪ ,‬ك ّ‬
‫‪ 22127‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ا بن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وَما ُي َع ّمرُ‬
‫ن يعيش مئة سنة‪,‬‬
‫ب قال‪ :‬أل ترى الناس‪ :‬الن سا ُ‬
‫ع ُمرِ ِه إلّ فِمي كِتا ٍ‬
‫ص مِ نْ ُ‬
‫ن ُم َعمّرٍ وَل ُينْقَ ُ‬
‫مِ ْ‬
‫وآخرُ يمموت حين يولد؟ فهذا هذا‪.‬‬
‫ع ُمرِ ِه علمى هذا التأويمل وإن كانت فمي الظاهر‬
‫فمالهاء التمي فمي قوله وَل ُينْقَصُ ِمنْ ُ‬
‫أنها كناية عن اسم الممْ َعمّر الوّل‪ ,‬فهي كناية اسم آخر غيره‪ ,‬وإنمما حسُن ذلك لن صاحبها‬
‫لو أظهر لظهر بلفظ الوّل‪ ,‬وذلك كقولهم‪ :‬عندي ثوب ونصفه‪ ,‬والممعنى‪ :‬ونصف الَخر‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬وما يُعمّر من معمّر ول ينقص من عمره بفناء ما فنمي من‬
‫أيام حيا ته‪ ,‬فذلك هو نق صان عمره‪ .‬والهاء عل مى هذا التأوي مل لل م ُم َعمّر الوّل‪ ,‬لن مع نى‬
‫الكلم‪ :‬ما يطوّل عمر أحد‪ ,‬ول يذهب من عمره شيء‪ ,‬فميُنْقَص إلّ وهو فمي كتاب عبد ال‬
‫مكتوب قد أحصاه وعلممه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22128‬م حدثن مي أ بو ح صين ع بد ال بن أح مد بن يو نس‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عب ثر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا‬
‫ع ُمرِ ِه إلّ فِمي‬
‫ص مِ نْ ُ‬
‫حصين‪ ,‬عن أبمي مالك فمي هذه الَية‪ :‬وَما ُي َع ّمرُ مِ نْ ُم َع ّمرٍ وَل ُينْقَ ُ‬
‫كِتابٍ قال‪ :‬ما يقضي كم أيامه التمي عددت له إلّ فمي كتاب‪.‬‬
‫وأول مى التأوي ملمين ف مي ذلك عندي ال صواب‪ ,‬التأوي مل الوّل وذلك أن ذلك هو أظ هر‬
‫معنميميه‪ ,‬وأشبههما بظاهر التنزيمل‪.‬‬
‫ن ذلكَ علمى الّلهِ يَسيرٌ‪ :‬يقول تعالمى ذكره‪ :‬إن إحصاء أعمار خملقه علميه يسير‬
‫وقوله‪ :‬إ ّ‬
‫سهل‪ ,‬طويملُ ذلك وقصيره‪ ,‬ل يتعذّر علميه شيء منه‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ب فُرَا تٌ سَآئِ ٌغ شَرَابُ هُ‬
‫عذْ ٌ‬
‫ن هَ ـذَا َ‬
‫حرَا ِ‬
‫ستَوِي ا ْل َب ْ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬وَمَا يَ ْ‬
‫ك فِي هِ‬
‫خرِجُونَ حِ ْل َيةً تَ ْلبَ سُو َنهَا َوتَرَى الْفُلْ َ‬
‫س َت ْ‬
‫ط ِريّا َوتَ ْ‬
‫ح ُأجَا جٌ وَمِن كُلّ َت ْأكُلُو نَ َلحْما َ‬
‫وَهَ ـذَا مِلْ ٌ‬
‫شكُرُونَ }‪.‬‬
‫خرَ ِل َت ْب َتغُواْ مِن َفضْلِهِ وََلعَّل ُكمْ َت ْ‬
‫مَوَا ِ‬
‫عذْب فُرات والفرات‪ :‬همو‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬ومما يعتدل البحران فمميستويان‪ ,‬أحدهمما َ‬
‫َاجم يقول‪ :‬والَخمر منهمما ملممح أجاج‪ ,‬وذلك همو ماء البحمر‬
‫ح ُأج ٌ‬
‫أعذب العذب‪ ,‬وهذا مِلْمم ٌ‬
‫الخضر والُجاج‪ :‬الممرّ‪ ,‬وهو أشدّ الممياه مُلوحة‪ ,‬كما‪:‬‬
‫ح أُجا جٌ‬
‫‪ 22129‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَ َهذَا مِلْم ٌ‬
‫والُجاج‪ :‬الممرّ‪.‬‬
‫طرِيّا يقول‪ :‬وممن كلّ البحار تأكلون لممحما طَرِيما‪ ,‬وذلك‬
‫ل َت ْأكُلُون َم لَممحْما َ‬
‫وقوله‪َ :‬ومِن ْم كُ َ‬
‫ن حِلْ ميَ ًة تَ ْلبَ سُونَها يعن مي‪ :‬الدرّ‬
‫خ ِرجُو َ‬
‫ستَم ْ‬
‫ال سمك من عذبه ما الفرات‪ ,‬ومل محهما الجاج وتَ ْ‬
‫خرِجُونَ حِلْميَةً‪,‬‬
‫ستَم ْ‬
‫والممرجان تستمخرجونها من المملمح الجاج‪ .‬وقد بميّنا قبل وجه تَ ْ‬
‫وإن مما ي ستمخرج من ال مملمح ف ميمما م ضى ب مما أغ نى عن إعاد ته َو َترَى الفُلْ كَ فِ ميهِ‬
‫خرَ يقول تعالممى ذكره‪ :‬وترى السمفن فممي كمل تلك البحار مواخمر‪ ,‬تمممخُر الممماء‬
‫مَوَا ِ‬
‫ب صدورها‪ ,‬وذلك خرق ها إياه إذا مرّت واحدت ها ماخرة‪ .‬يقال م نه‪َ :‬مخَرت ت ممخُر‪ ,‬وت ممخَر‬
‫َمخْرا‪ ,‬وذلك إذا اشقّت ال مماء ب صدورها‪ .‬وبن محو الذي قل نا ف مي ذلك قال أ هل التأوي مل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن كُلّ تَأكُلُو نَ‬
‫‪ 22130‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬ومِ ْ‬
‫ن حِلْ ميَ ًة تَ ْلبَ سُونَها هذا اللؤلؤ‪ ,‬وترى الفُلك ف ميه‬
‫خرِجو َ‬
‫ستَم ْ‬
‫طرِيّا‪ :‬أي منهما جمي عا وتَ ْ‬
‫لَ محْما َ‬
‫مواخر‪ :‬فميه السفن مُقبلةً ومدبرة بريح واحدة‪.‬‬
‫‪ 22131‬م حدث نا عل ميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي معاو ية‪ ,‬عن عل ميّ‪ ,‬عن ا بن‬
‫خرَ يقول‪ :‬جَوارِي‪.‬‬
‫عبماس‪ ,‬قوله‪َ :‬و َترَى الفُ ْلكَ فِميه َموَا ِ‬
‫ن َفضْلِ هِ يقول‪ :‬لتطلبوا بركوبكم فمي هذه البحار فمي الفلك من معايشكم‪,‬‬
‫وقوله‪ِ :‬ل َت ْب َتغُوا مِ ْ‬
‫ولتتصرّفوا فميها فمي تمجاراتكم‪ ,‬وتشكروا ال علمى تسخيره ذلك لكم‪ ,‬وما رزقكم منه من‬
‫طيبمات الرزق‪ ,‬وفماخر المحلميّ‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫خرَ‬
‫َسم ّ‬
‫ِجم ال ّنهَا َر فِي الّْليْلِ و َ‬
‫ل فِي ال ّنهَارِ َويُول ُ‬
‫ِجم الّْليْ َ‬
‫القول فممي تأويممل قوله تعالممى‪{ :‬يُول ُ‬
‫ن مِن دُونِ ِه مَا‬
‫سمّى ذَِلكُ مُ الّل هُ َر ّبكُ مْ لَ ُه ا ْلمُلْ كُ وَاّلذِي نَ َتدْعُو َ‬
‫جرِي لجَلٍ مّ َ‬
‫شمْ سَ وَا ْل َقمَ َر كُلّ َي ْ‬
‫ال ّ‬
‫طمِيرٍ }‪.‬‬
‫ن مِن قِ ْ‬
‫َيمِْلكُو َ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬يدخ مل الل ميمل ف مي النهار‪ ,‬وذلك ما ن قص من الل ميمل أدخ مله‬
‫فمي النهار فزاده فميه‪ ,‬ويولمج النهار فمي اللميمل‪ ,‬وذلك ما نقص من أجزاء النهار زاد‬
‫فمي أجزاء اللميمل‪ ,‬فأدخمله فميها‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 22132‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬يُولِ مجُ اللّ ميْملَ‬
‫فِ مي النّهارِ َويُولِ مجُ النّهارَ فِ مي اللّ ميْملِ زيادة هذا ف مي نق صان هذا‪ ,‬ونق صان هذا ف مي‬
‫زيادة هذا‪.‬‬
‫‪ 22133‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫ج النّهارَ فِممي‬
‫ج اللّمميْملَ فِممي النّهارِ َويُولِمم ُ‬
‫عمن أبمميه‪ ,‬عمن ابمن عبمماس‪ ,‬قوله‪ :‬يُولِمم ُ‬
‫اللّميْملِ يقول‪ :‬هو انتقاص أحدهما من الَخر‪.‬‬
‫ُسممّى يقول‪ :‬وَأجْرى لكمم الشممس والقممر‬
‫لجَلٍ م َ‬
‫جرَي َ‬
‫ْسم وال َق َمرَ كُلّ َي ْ‬
‫شم َ‬‫خرَ ال ّ‬
‫وسم ّ‬
‫وقوله‪َ :‬‬
‫نعمة منه علميكم‪ ,‬ورحمة منه بكم‪ ,‬لتعلمموا عدد السنمين والمحساب‪ ,‬وتعرفوا اللميمل من‬
‫النهار‪.‬‬
‫لجَلٍ مُ سَمّى يقول‪ :‬كل ذلك يجري لوقت معلوم‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي‬
‫جرِي َ‬
‫وقوله‪ :‬كُلّ َي ْ‬
‫ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫شمْ سَ‬
‫خرَ ال ّ‬
‫سّ‬‫‪ 22134‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَ َ‬
‫سمّى أجل معلوم‪ ,‬وحدّ ل يُ َقصّر دونه ول يتعدّاه‪.‬‬
‫ل َءجَلٍ ُم َ‬
‫جرِي ِ‬
‫ل َي ْ‬
‫وال َق َمرَ كُ ّ‬
‫وقوله‪ :‬ذَِلكُ مُ اللّ ُه َربّكُ مْ يقول‪ :‬الذي يف عل هذه الفعال معبود كم أي ها الناس الذي ل ت صلمح‬
‫العبمادة إلّ له‪ ,‬وهو ال ربكم‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 22135‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬ذَِلكُ مُ اللّ ُه َر ّبكُ مْ َل هُ‬
‫الممُ ْلكُ‪ :‬أي هو الذي يفعل هذا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬لَ ُه ال ممُ ْلكُ يقول تعال مى ذكره‪ :‬له ال مملك التا مّ الذي ل ش يء إلّ و هو ف مي ملُ كه‬
‫وسلطانه‪.‬‬
‫طمِيرٍ يقول تعالمى ذكره‪ :‬والذين تعبدون‬
‫ن مِ نْ ِق ْ‬
‫ن مِ نْ دُونِ ِه ما يَممِْلكُو َ‬
‫ن َتدْعُو َ‬
‫وقوله وَاّلذِي َ‬
‫أي ها الناس من دون رب كم الذي هذه ال صفة الت مي ذكر ها ف مي هذه الَيات الذي له ال ممُلك‬
‫طمِيرٍ يقول‪ :‬ما يمملكون قِشْر نواة فما‬
‫ن مِ نْ ِق ْ‬
‫الكامل‪ ,‬الذي ل يُشبهه ملك‪ ,‬صفته ما يَممِْلكُو َ‬
‫فوقها‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22136‬م حدثن مي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا هشي مم‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا عوف‪ ,‬ع من حدّ ثه‪ ,‬عن ا بن‬
‫طمِي ٍر قال‪ :‬هو جلد النواة‪.‬‬
‫ن قِ ْ‬
‫ن مِ ْ‬
‫عبماس فمي قوله‪ :‬ما يَممِْلكُو َ‬
‫حدثنممي علمميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما أبمو صمالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنممي معاويمة‪ ,‬عمن علمميّ‪ ,‬عمن ابمن‬
‫ن ِقطْمِيرٍ يقول‪ :‬المجلد الذي يكون علمى ظهر النواة‪.‬‬
‫عبماس‪ ,‬قوله مِ ْ‬
‫حدثن مي م محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي أب مي‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي أب مي‪ ,‬عن‬
‫طمِيرٍ يعنمي‪ :‬قشر النواة‪.‬‬
‫ن قِ ْ‬
‫ن مِ ْ‬
‫أبميه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قوله ما يَممِْلكُو َ‬
‫‪ 22137‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫طمِيرٍ قال‪ :‬لفمافة النواة كسحاة البميضة‪.‬‬
‫ممجاهد‪ ,‬فمي قول ال‪ :‬مِن قِ ْ‬
‫‪ 22138‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬فمي قوله‪ :‬ما يَممِْلكُونَ‬
‫طمِيرٍ والقطمير‪ :‬القشرة التمي علمى رأس النواة‪.‬‬
‫ن قِ ْ‬
‫مِ ْ‬
‫‪ 22139‬م حدث نا عمرو بن ع بد ال محميد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مروان بن معاو ية‪ ,‬عن جُوَ يبر‪ ,‬عن‬
‫طمِيرٍ قال‪ :‬همو القِممع الذي يكون علممى‬
‫ِنم قِ ْ‬
‫نم ْ‬‫بعمض أصمحابه‪ ,‬فممي قوله‪ :‬مما يَمممِْلكُو َ‬
‫التممرة‪.‬‬
‫‪ 22140‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مرّة‪ ,‬عن عطية‪ ,‬قال‪ :‬القطمير‪:‬‬
‫قشر النواة‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫س َتجَابُواْ‬
‫س ِمعُو ْا مَا ا ْ‬
‫س َمعُواْ دُعَآ َءكُ مْ وََلوْ َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬إِن َتدْعُوهُ ْم لَ يَ ْ‬
‫خبِيرٍ }‪.‬‬
‫ن ِبشِ ْركِمكُمْ َولَ ُي َن ّب ُئكَ ِمثْلُ َ‬
‫َل ُكمْ َو َي ْومَ الْ ِقيَامَ ِة َيكْ ُفرُو َ‬
‫ستَمجابُوا َلكُ مْ يقول تعالمى ذكره‪ :‬إن‬
‫س ِمعُوا ما ا ْ‬
‫س َمعُوا دُعا َءكُ مْ وََلوْ َ‬
‫ن َتدْعُوهُ ْم ل يَ ْ‬
‫قوله‪ :‬إ ْ‬
‫تدعوا أيها الناس هؤلء الَلهة التمي تعبدونها من دون ال ل يسمعوا دعاءكم‪ ,‬لنها جماد ل‬
‫ستَمجابُوا َلكُ مْ يقول‪ :‬ولو سمعوا دعاءكم إيا هم‪ ,‬وفهموا‬
‫س ِمعُوا ما ا ْ‬
‫تفهم عنكم ما تقولون وََلوْ َ‬
‫عن كم أن ها قول كم‪ ,‬بأن جُ عل ل هم سمع ي سمعون به‪ ,‬ما ا ستمجابوا ل كم‪ ,‬لن ها ل ميست ناط قة‪,‬‬
‫ولميس كلّ سامع قولً متميسّرا له المجواب عنه‪ .‬يقول تعالمى ذكره للممشركين به الَلهة‬
‫والوثان‪ :‬فكيف تعبدون من دون ال من هذه صفته‪ ,‬وهو ل نفع لكم عنده‪ ,‬ول قُدرة له علمى‬
‫ضرّكمم‪ ,‬و َتدَعون عبممادة الذي بمميده نفعكمم وضرّكمم‪ ,‬وهمو الذي خمملقكم وأنعمم علمميكم‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22141‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إ نْ َتدْعُوهُ مْ ل‬
‫ستَمجابُوا َل ُكمْ أي ما َقبِلوا ذلك عنكم‪ ,‬ول نفعوكم فميه‪.‬‬
‫س ِمعُوا ما ا ْ‬
‫سمَعُوا دُعا َء ُكمْ وَلَ ْو َ‬
‫َي ْ‬
‫ن ِبشِ ْر ِككُ مْ يقول تعال مى ذكره لل ممشركين من عبدة الوثان‪:‬‬
‫وقوله‪َ :‬و َيوْ مَ القِ ميامَةِ َيكْ ُفرُو َ‬
‫ويوم الق ميامة ت تبرأ آلهت كم الت مي تعبدون ها من دون ال من أن تكون كا نت ل شري كا ف مي‬
‫الدنميا‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 22142‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة َويَوْ مَ القِ ميامَ ِة يكْ ُفرُو نَ‬
‫بشِ ْركِكمْ إياهم‪ ,‬ول يرضَوْن‪ ,‬ول يُ ِقرّون به‪.‬‬
‫خبِ ميرٍ يقول تعال مى ذكره‪ :‬ول ي خبرك يا م محمد عن آل هة هؤلء‬
‫وقوله‪ :‬وَل ُي َن ّبئُ كَ ِمثْلُ َ‬
‫ع َبدَت ها يوم الق ميامة‪ ,‬من َت َبرّئ ها من هم‪ ,‬وكفر ها ب هم‪,‬‬
‫ال ممشركين و ما يكون من أمر ها وأ مر َ‬
‫مثل ذي خبرة بأمرها وأمرهم وذلك المخبمير هو ال الذي ل يخف مى عل ميه شيء كان أو‬
‫يكون سبحانه‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22143‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَل ُي َن ّبئُ كَ مثْلُ‬
‫خبِمير وال هو المخبمير أنه سيكون هذا منهم يوم القميامة‪.‬‬
‫َ‬

‫‪15‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ِيم‬
‫ّهم هُ َو ا ْل َغن ّ‬
‫ّهم وَالل ُ‬
‫ُمم الْفُ َقرَآ ُء إِلَى الل ِ‬
‫ّاسم أَنت ُ‬
‫القول فممي تأويممل قوله تعالممى‪َ { :‬يَأيّه َا الن ُ‬
‫حمِيدُ }‪.‬‬
‫ا ْل َ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬يا أيها الناس أنتمم أولو المحاجة والفقر إلمى ربكم‪ ,‬فإياه فماعبدوا‪,‬‬
‫وفممي رضاه فسمارعوا‪ ,‬يغنكمم ممن فقركمم‪ ,‬و ُتنْممجح لديمه حوائجكمم وَاللّهُم هُ َو ال َغنِمميّ عمن‬
‫حمِيدُ يعنمي‪:‬‬
‫عبمادتكم إياه‪ ,‬وعن خدمتكم‪ ,‬وعن غير ذلك من الشياء‪ ,‬منكم ومن غيركم‪ ,‬الم َ‬
‫المممحمود علمى ِنعَمه‪ ,‬فإن كلّ نعمة بكم وبغيركم فمنه‪ ,‬فله المحمد والشكر بكلّ حال‪.‬‬
‫‪18-16‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫جدِيدٍ * َومَا ذَلِكَ عَلَى اللّ هِ‬
‫شأْ ُيذْ ِه ْبكُممْ َو َيأْتِ ِبخَلْقٍ َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬إِن َي َ‬
‫شيْءٌ وََلوْ كَا نَ‬
‫حمَلْ ِمنْ ُه َ‬
‫ل ُي ْ‬
‫حمْلِهَا َ‬
‫خ َرىَ وَإِن َتدْ عُ ُمثْقََلةٌ إَِلىَ ِ‬
‫ِبعَزِيزٍ * َولَ َت ِزرُ وَازِرَةٌ ِو ْزرَ ُأ ْ‬
‫خشَ ْو نَ َر ّبهُ مْ بِا ْل َغيْ بِ وََأقَامُو ْا ال صّلَةَ وَمَن َت َز ّكىَ َفِإنّمَا َي َت َز ّكىَ ِلنَفْ سِهِ‬
‫ذَا ُقرْ َبىَ ِإنّمَا تُن ِذرُ اّلذِي نَ َي ْ‬
‫وَإِلَى الّل ِه ا ْلمَصِيرُ }‪.‬‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬إن ي شأ يُهلك كم أي ها الناس رب كم‪ ,‬لن أنشأ كم من غ ير ما حا جة به‬
‫جدِيدٍ يقول‪ :‬ويأت بخملق سواكم يُطيعونه‪ ,‬ويأتممرون لمره‪ ,‬وينتهون‬
‫إلميكم و َيأْ تِ ِبخَم ْلقٍ َ‬
‫عما نهاهم عنه‪ ,‬كما‪:‬‬
‫ن يَشأْ ُيذْ ِه ْبكُ مْ‬
‫‪ 22144‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إ ْ‬
‫جدِيدٍ‪ :‬أي ويأت بغيركم‪.‬‬
‫ت ِبخَم ْلقٍ َ‬
‫و َيأْ ِ‬
‫وقوله‪ :‬وَما ذَل كَ علمى الّل هِ ِب َعزِيزٍ يقول‪ :‬وما إذهابكم والتميان بخملق سواكم علمى ال‬
‫بشد يد‪ ,‬بل ذلك عل ميه ي سير سهل‪ ,‬يقول‪ :‬ف ماتقوا ال أي ها الناس‪ ,‬وأطيعوه ق بل أن يف عل ب كم‬
‫ذلك‪.‬‬
‫خرَى يقول تعالمى ذكره‪ :‬ول تمحملْ آثمة إثم أخرى غيرها‬
‫وقوله‪ :‬وَل َتزِرُ وَازِرَ ٌة ِوزْرَ ُأ ْ‬
‫ن ذَا ُقرْبَى يقول تعال مى‪ :‬وإن ت سألْ‬
‫شيْءٌ وََلوْ كا َ‬
‫ل ِمنْ هُ َ‬
‫حمَ ْ‬
‫حمْلِ ها ل ُي ْ‬
‫وَإ نْ َتدْ عُ ُمثْقََلةٌ إل مى ِ‬
‫ذاتُ ثِقْل من الذنوب مَنْ يحمل عنها ذنوبها‪ ,‬وتطلب ذلك لمم تمجد من يحمل عنها شيئا منها‪,‬‬
‫ولو كان الذي سألته ذا قرابة من أب أو أخ‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22145‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫حمْلِ ها ل‬
‫ن َتدْ عُ ُمثْقَلَ ٌة إل مى ِ‬
‫خرَى وَإ ْ‬
‫عن أب ميه‪ ,‬عن ا بن عب ماس‪ ,‬قوله‪ :‬وَل َت ِزرُ وَازِرَ ٌة ُأ ْ‬
‫ن ذَا ُق ْربَى يقول‪ :‬يكون علميه وزر ل يجد أحدا يحمل عنه من وزره‬
‫حمَلْ ِمنْ ُه شَيْءٌ وََلوْ كا َ‬
‫ُي ْ‬
‫شيئا‪.‬‬
‫‪ 22146‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫خرَى‪.‬‬
‫شيْءٌ كنمحو‪ :‬ل َت ِزرُ وَا ِزرَةٌ َو ْزرَ ُأ ْ‬
‫حمَلْ ِمنْ ُه َ‬
‫حمْلِها ل ُي ْ‬
‫ن تَدعُ ُمثْقَل ٌة إلمى ِ‬
‫ممجاهد وَإ ْ‬
‫حمْلِها‬
‫ن َتدْع ُمثْقَلَ ٌة إلمى ِ‬
‫‪22147‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَإ ْ‬
‫ن ذَا قُ ْربَى‪ :‬أي قريب القرابة منها‪ ,‬ل يحمل من ذنوبها‬
‫حمَلْ ِم ْن ُه شَيْءٌ وََلوْ كا َ‬
‫إلمى ذنوبها ل ُي ْ‬
‫خرَى ون صب ذا قر بى‬
‫شيئا‪ ,‬ول ت محمل عل مى غير ها من ذنوب ها شيئاوَل َتزِرُ وَا ِزرَةٌ ِوزْرَ ُأ ْ‬
‫علمى تممام «كان» لن معنى الكلم‪ :‬ولو كان الذي تسأله أن يحمل عنها ذنوبها ذا قربى لها‬
‫وأنثمت «مثقلة»‪ ,‬لنمه ذهمب بممالكلم إلممى النفمس‪ ,‬كأنمه قمميمل‪ :‬وإن تدع نفمس مثقلة ممن‬
‫الذنوب إل مى ح مل ذنوب ها‪ .‬وإن مما ق ميمل كذلك لن الن فس تؤدّي عن الذ كر والن ثى‪ ,‬ك ما‬
‫س ذَائِقَةُ الممَ ْوتِ يعنمي بذلك‪ :‬كلّ ذكر وأنثى‪.‬‬
‫ل نَفْ ٍ‬
‫قميمل‪ :‬كُ ّ‬
‫ن رَ ّبهُ مْ ب مال َغيْبِ يقول تعال مى ذكره لنب ميه م محمد صلى‬
‫خشَوْ َ‬
‫ن َي ْ‬
‫وقوله‪ :‬إنّ ممَا ُتنْ ِذرُ اّلذِي َ‬
‫ال عل يه و سلم‪ :‬إن مما تنذر يا م محمد الذ ين يخافون عقاب ال يوم الق ميامة من غ ير معاي نة‬
‫من هم لذلك‪ ,‬ول كن لي ممانهم ب مما أت ميتهم به‪ ,‬وت صديقهم لك ف ميمما أنبأت هم عن ال فهؤلء‬
‫الذ ين ينفع هم إنذارك‪ ,‬ويتعظون ب ممواعظك‪ ,‬ل الذ ين طَبَع ال عل مى قلوب هم ف هم ل يفقهون‪,‬‬
‫كما‪:‬‬
‫‪ 22148‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إنّممَا ُت ْن ِذرُ اّلذِي نَ‬
‫ن رَ ّب ُه ْم بمال َغيْبِ‪ :‬أي يخشون النار‪.‬‬
‫خشَوْ َ‬
‫َي ْ‬
‫وقوله‪ :‬وأقامُوا الصمّلةَ يقول‪ :‬وَأدّوْا الصملة المممفروضة بحدودهما علممى مما فرضهما ال‬
‫علميهم‪ .‬وقوله‪َ :‬ومَ نْ َت َزكّى فإنّممَا ي َتزَكّى ِلنَفْ سِ ِه يقول تعالمى ذكره‪ :‬ومن يتطهّر من دنس‬
‫الكفر والذنوب بمالتوبة إلمى ال‪ ,‬واليممان به‪ ,‬والعمل بطاعته‪ ,‬فإنمما يتطهّر لنفسه‪ ,‬وذلك‬
‫أنه يثميبها به رضا ال‪ ,‬والفوز بجنانه‪ ,‬والنمجاة من عقابه‪ ,‬الذي أعدّه لهل الكفر به‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 22149‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬و َم نْ َت َزكّى فإنّممَا‬
‫َيتَ َزكّى ِلنَ ْفسِهِ‪ :‬أي من يعملْ صالمحا فإنمما يعمله لنفسه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَإل مى الّل هِ ال م َمصِيرُ يقول‪ :‬وإل مى ال م صير كلّ عا مل من كم أي ها الناس‪ ,‬مؤمن كم‬
‫وكافركم‪ ,‬وبرّكم وفماجركم‪ ,‬وهو ممجاز جميعكم بمما قدّم من خير أو شرّ علمى ما أهل‬
‫منه‪.‬‬

‫‪23-19‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ع َمىَ وَا ْلبَ صِيرُ * َولَ الظُّلمَا تُ َولَ النّورُ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬ومَا يَ سْتَوِي ال ْ‬
‫سمِعُ مَن َيشَآءُ َومَآ أَنتَ‬
‫ن اللّهَ ُي ْ‬
‫حيَآءُ َولَ المْوَاتُ ِإ ّ‬
‫ستَوِي ال ْ‬
‫حرُورُ * َومَا َي ْ‬
‫* َولَ الظّلّ َولَ ا ْل َ‬
‫عمَى عن‬
‫ستَوِي ال ْ‬
‫ت ِإلّ َنذِيرٌ }‪ .‬يقول تعالمى ذكره‪ :‬وَما يَ ْ‬
‫ِبمُ سْمِعٍ مّن فِي الْ ُقبُورِ * ِإ نْ أَن َ‬
‫د ين ال الذي ابت عث به نب ميه م محمدا صلى ال عل يه و سلم والبَ صِيرُ الذي قد أب صر ف ميه‬
‫رشده‪ ,‬فماتبع ممحمدا وصدّقه‪ ,‬وقبل عن ال ما ابتعثه به وَل الظّلُمماتُ يقول‪ :‬وما تستوي‬
‫ظلممات الكفر‪ ,‬ونور اليممان وَل الظّلّ قميمل‪ :‬ول المجنة وَل المحَرُورُ قميمل‪ :‬النار‪,‬‬
‫حرُور بمممنزلة السمّموم‪ ,‬وهمي الرياح‬
‫كأن معناه عندهمم‪ :‬ومما تسمتوي الممجنة والنار والمم َ‬
‫الممحارّة‪ .‬وذكمر أبمو عبمميدة َمعْمَر بمن المممثنى‪ ,‬عمن رُؤْبمة بمن ال َعجّاج‪ ,‬أنمه كان يقول‪:‬‬
‫ال محَرور ب ماللميمل‪ ,‬وال سموم ب مالنهار‪ .‬وأ ما أ بو عب ميدة فإ نه قال‪ :‬ال محَرور ف مي هذا‬
‫الممموضع والنهار ممع الشممس‪ .‬وأمما الفراء فإنمه كان يقول‪ :‬الممحَرُور يكون بمماللميمل‬
‫والنهار‪ ,‬والسّموم ل يكون بماللميمل إنمما يكون بمالنهار‪.‬‬
‫والقول فممي ذلك عندي‪ ,‬أن الممحَرور يكون بمماللميمل والنهار‪ ,‬غيمر أنمه فممي هذا‬
‫المموضع بأن يكون كما قال أبو عبميدة‪ :‬أشبه مع الشمس‪ ,‬لن الظلّ إنمما يكون فمي يوم‬
‫ل علمى أنه أريد بمالمحَرور‪ :‬الذي يوجد فمي حال وجود الظلّ‪.‬‬
‫شمس‪ ,‬فذلك يد ّ‬
‫َاتم يقول‪ :‬ومما يسمتوي الحياء القلوب بمماليممان‬
‫َسمتَوِي الحْياءُ وَل المْو ُ‬
‫وقوله‪ :‬وَمما ي ْ‬
‫بمال ورسوله‪ ,‬ومعرفة تنزيمل ال‪ ,‬والموات القلوب لغلبة الكفر علميها‪ ,‬حتمى صارت ل‬
‫ل هذه أمثال ضربها ال للممؤمن‬
‫تعقل عن ال أمره ونهيه‪ ,‬ول تعرف الهدى من الضلل وك ّ‬
‫والي ممان‪ ,‬والكا فر والك فر‪ .‬وبن محو الذي قل نا ف مي ذلك قال أ هل التأوي مل‪ .‬ذ كر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 22150‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫ستَوِي العْمَى والبَ صِيرُ‪ ...‬الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬هو مَثَل‬
‫عن أب ميه‪ ,‬عن ا بن عب ماس‪ ,‬قوله‪ :‬وَ ما يَ ْ‬
‫ضربه ال لهل الطاعة وأهل الممعصية‪ .‬يقول‪ :‬وما يستوي العمى والظلممات والمحرور‪,‬‬
‫ول الموات‪ ,‬فهمو مَثَل أهمل المممعصية‪ .‬ول يسمتوي البصمير ول النور‪ ,‬ول الظلّ والحياء‪,‬‬
‫فهو مثل أهل الطاعة‪.‬‬
‫‪22151‬مم حدثنما بشمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما يزيمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما سمعيد‪ ,‬عمن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَمما يَس ْمتَوِي‬
‫عمَى‪ ...‬الَية خملقا‪ ,‬فضل بعضه علمى بعض فأما الممؤمن فعبد حيّ الثر‪ ,‬حيّ البصر‪,‬‬
‫ال ْ‬
‫حيّ النمية‪ ,‬حيّ العمل‪ .‬وأما الكافر فعبد ميت‪ ,‬ميت البصر‪ ,‬ميت القلب‪ ,‬ميت العمل‪.‬‬
‫ستَوِي‬
‫‪ 22152‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وَما يَ ْ‬
‫ستَوِي الحْياءُ وَل‬
‫حرُورُ وَ ما يَ ْ‬
‫العْمَى والبَ صِيرُ وَل الظّلُ مماتُ وَل النّورُ وَل الظّلّ وَل ال م َ‬
‫ت قال‪ :‬هذا م ثل ضر به ال ف مالممؤمن ب صير ف مي د ين ال‪ ,‬والكا فر أع مى‪ ,‬ك ما ل‬
‫المْوَا ُ‬
‫يسمتوي الظلّ ول الممحَرور‪ ,‬ول الحياء ول الموات‪ ,‬فكذلك ل يسمتوي هذا المممؤمن الذي‬
‫جعَلْ نا لَ هُ نُورا يَ م ْمشِي بِ هِ‬
‫حيَ ميْناهُ َو َ‬
‫ن َميْ تا فَأ ْ‬
‫ن كا َ‬
‫يب صر دي نه‪ ,‬ول هذا الع مى‪ ,‬وقرأ‪ :‬أوَ مَ ْ‬
‫فِممي النّاس ِم قال‪ :‬الهُدى الذي هداه ال بمه ونوّر له‪ .‬هذا مثمل ضربمه ال لهذا المممؤمن الذي‬
‫يبصر دينه‪ ,‬وهذا الكافر العمى‪ ,‬فجعل الممؤمن حيا‪ ,‬وجعل الكافر ميتا‪ ,‬ميت القلب أوَ َم نْ‬
‫حيَ ميْنا ُه قال‪ :‬هديناه إل مى ال سلم ك من مثله ف مي الظل ممات أع مى القلب‪ ,‬و هو‬
‫كا نَ َميْ تا فَأ ْ‬
‫فمي الظلممات‪ ,‬أهذا وهذا سواء؟‬
‫واختلف أهل العربمية فمي وجه دخول «ل» مع حرف العطف فمي قوله‪ :‬وَل الظّلُمماتُ‬
‫مرة‪ :‬قال‪ :‬ول الظلّ ول‬
‫محويّمي البصم‬
‫مض نمم‬
‫وَل النّورُ وَل الظّلّ وَل الم محَرُورُ فقال بعم‬
‫ال محَرور‪ ,‬ف ميشبه أن تكون «ل» زائدة‪ ,‬ل نك لو قلت‪ :‬ل ي ستوي عمرو ول ز يد ف مي هذا‬
‫الممعنى لمم يجز إلّ أن تكون «ل» زائدة وكان غيره يقول‪ :‬إذا لمم تدخمل «ل» مع الواو‪,‬‬
‫فإنمما لمم تدخمل اكتفماء بدخولها فمي أوّل الكلم‪ ,‬فإذا أدخملت فإنه يراد بمالكلم أن كلّ‬
‫واحد منه ما ل ي ساوي صاحبه‪ ,‬فكان مع نى الكلم إذا أعيدت «ل» مع الواو عند صاحب هذا‬
‫القول‪ :‬ل ي ساوي الع مى الب صير ول ي ساوي الب صير الع مى‪ ,‬فكلّ وا حد منه ما ل ي ساوي‬
‫صاحبه‪.‬‬
‫سمِعٍ مَ نْ فِمي ال ُقبُورِ يقول تعالمى ذكره‪ :‬كما‬
‫ن يَشاءُ وَما أنْ تَ بِم ُم ْ‬
‫سمِعُ َم ْ‬
‫وقوله‪ :‬إ نّ الّل َه يُ ْ‬
‫ل يقدر أن ي سمع من ف مي القبور كتاب ال‪ ,‬ف ميهديهم به إل مى سبميمل الرشاد‪ ,‬فكذلك ل‬
‫يقدر أن ينفمع بمممواعظ ال‪ ,‬وبمميان حُججمه‪ ,‬ممن كان ميمت القلب ممن أحياء عبمماده‪ ,‬عمن‬
‫معرفة ال‪ ,‬وفهم كتابه وتنزيمله‪ ,‬وواضح حججه‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪22153‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة إنّ الّل َه يُسْمِعُ َمنْ يَشاءُ وَما‬
‫ن فِمي ال ُقبُورِ كذلك الكافر ل يسمع‪ ,‬ول ينتفع بمما يسمع‪.‬‬
‫سمِعٍ مَ ْ‬
‫أنْتَ بِم ُم ْ‬
‫ل َنذِيرٌ يقول تعالمى ذكره لنبميه ممحمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما أنت إلّ‬
‫وقوله‪ :‬إنْ أنْتَ إ ّ‬
‫نذير تُنذر هؤلء الممشركين بمال‪ ,‬الذين طبع ال علمى قلوبهم‪ ,‬ولمم يُر سِلك ربك إلميهم‬
‫إلّ لتبلغهم رسالته‪ ,‬ولمم يكلفك من المر ما ل سبميمل لك إلميه فأما اهتداؤهم وقبولهم منك‬
‫مما جئتهمم بمه‪ ,‬فإن ذلك بمميد ال ل بمميدك‪ ,‬ول بمميد غيرك ممن الناس‪ ,‬فل تذهمب نفسمُك‬
‫ت إن هم لمم يستمجيبوا لك‪.‬‬
‫حسَرا ٍ‬
‫علميهم َ‬

‫‪26-24‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل خَلَ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬إِنّآ َأرْ سَ ْلنَاكَ بِا ْلحَ قّ َبشِيرا َو َنذِيرا وَإِن مّ نْ ُأ ّمةٍ ِإ ّ‬
‫ب اّلذِي نَ مِن َقبِْلهِ مْ جَآ َء ْتهُ مْ رُ سُُلهُم بِا ْلبَ ّينَا تِ َوبِالزّ ُبرِ َوبِا ْلكِتَا بِ‬
‫فِيهَا َنذِيرٌ * وَإِن ُي َك ّذبُو كَ فَ َقدْ َكذّ َ‬
‫ا ْل ُمنِيرِ }‪.‬‬
‫يقول جلّ ثناؤه لنبميه ممحمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬إنّا أرْسَلْناكَ يا ممحمد بمالمحَقّ وهو‬
‫اليممان بمال وشرائع الدين التمي افترضها علمى عبماده َبشِيرا يقول‪ :‬مُبشّرا بمالمجنة‬
‫من صدّقك وقبل منك ما جئت به من عند ال من النصيحة َو َنذِيرا تُنذر النا سَ مَ نْ كذّبك وردّ‬
‫ل خَل فِميها َنذِيرٌ يقول‪ :‬وما من‬
‫علميك ما جئت به من عند ال من النصيحة‪ .‬وَإ نْ مِ نْ ُأ ّمةٍ إ ّ‬
‫ل خل فميها من قبلك نذير ينذرهم بأسنا علمى كفرهم بمال‪,‬‬
‫أمة من الممم الدائنة بمملة إ ّ‬
‫كما‪:‬‬
‫ن ُأمّ ٍة إلّ خَل فِميها‬
‫‪22154‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَإنْ ِم ْ‬
‫ل أمة كان لها رسول‪.‬‬
‫َنذِيرٌ ك ّ‬
‫وقوله‪ :‬وَإ نْ ُي َك ّذبُو كَ فَ َق ْد َكذّ بَ اّلذِي نَ ِم نْ َقبِْلهِ مْ يقول تعال مى ذكره م سلميا نب ميه صلى ال‬
‫عل يه وسلم فميمما يملقمى من مشركي قومه من التكذ يب‪ :‬وإن يكذّبك يا م محمد مشر كو‬
‫قومك‪ ,‬فقد كذّب الذين من قبلهم من الممم الذين جاءتهم رسلهم بمالبمينات يقول‪ :‬بحجج من‬
‫ال واضحة‪ .‬وبمال ّزبُر يقول‪ :‬وجاءتهم بمالكتب من عند ال‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪22155‬مم حدثنما بشمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما يزيمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما سمعيد‪ ,‬عمن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬بممالبَميّناتِ‬
‫وبِمالزّ ُبرِ أي الكتب‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَب مالكِتابِ ال م ُمنِميرِ يقول‪ :‬وجاء هم من ال الكتاب ال ممنمير ل ممن تأمّله وتدبّره‬
‫أنه المحقّ‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪22156‬مم حدثنما بشمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما يزيمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما سمعيد‪ ,‬عمن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَبممالكِتابِ‬
‫الم ُمنِميرِ يضعف الشيء وهو واحد‪.‬‬
‫ن َنكِيرِ يقول تعال مى ذكره‪ :‬ثم أهلك نا الذ ين جحدوا‬
‫ن كَ َفرُوا فَ َكيْ فَ كا َ‬
‫خذْ تُ اّلذِي َ‬
‫وقوله‪ :‬ثُ مّ أ َ‬
‫ن َنكِيرِ‬
‫رسالة رسلنا‪ ,‬وحقميقة ما دعوهم إلميه من آياتنا‪ ,‬وأصرّوا علمى جحودهم ف َكيْ فَ كا َ‬
‫يقول‪ :‬فمانظر يا ممحمد كيف كان تغيميري بهم‪ ,‬وحلول عقوبتمي بهم‪.‬‬

‫‪28-27‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جنَا بِ هِ َث َمرَا تٍ‬
‫خ َر ْ‬
‫سمَآءِ مَآ ًء َفأَ ْ‬
‫ن ال ّ‬
‫ن الّل هَ أ َنزَلَ مِ َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬أَلَ مْ َترَ أَ ّ‬
‫غرَابِي بُ سُودٌ * َو ِم نَ النّا سِ‬
‫ختَلِ فٌ أَ ْلوَانُهَا َو َ‬
‫ح ْمرٌ ّم ْ‬
‫ج َددٌ بِي ضٌ َو ُ‬
‫جبَالِ ُ‬
‫ن ا ْل ِ‬
‫ختَلِفا أَلْوَانُهَا َومِ َ‬
‫ّم ْ‬
‫عزِيزٌ غَفُورٌ }‪.‬‬
‫عبَادِ ِه ا ْلعَُلمَاءُ ِإنّ الّلهَ َ‬
‫ك ِإ ّنمَا َيخْشَى الّلهَ ِمنْ ِ‬
‫ختَِلفٌ أَ ْلوَانُ ُه َكذَلِ َ‬
‫وَالدّوَآبّ وَال ْنعَامِ ُم ْ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬ألمم تر يا ممحمد أن ال أنزل من السماء غيثا‪ ,‬فأخرجنا به ثمرات‬
‫مختلف ما ألوان ها يقول‪ :‬ف سقميناه أشجارا ف مي الرض‪ ,‬فأخرج نا به من تلك الشجار ثمرات‬
‫ن المجِبمالِ‬
‫مختلفما ألوانها‪ ,‬منها الحمر‪ ,‬ومنها السود والصفر‪ ,‬وغير ذلك من ألوانها َومِ َ‬
‫ح ْمرٌ يقول تعالممى ذكره‪ :‬وممن الممجبمال طرائق‪ ,‬وهمي الممجدد‪ ,‬وهمي‬
‫ج َددٌ بِمميضٌ َو ُ‬
‫ُ‬
‫الممخطط تكون فممي الممجبمال بمميض وحممر وسمود‪ ,‬كالطرق واحدتهما جدّة ومنمه قول‬
‫امرىء القميس فمي صفة حمار‪:‬‬
‫ن دَلِميصُ‬
‫جرِي فَ ْو َقهُ ّ‬
‫ن َي ْ‬
‫جدّةَ َم ْت ِن ِهكَنائِ ُ‬
‫سرَاتَهُ َو ُ‬
‫ن َ‬
‫كأ ّ‬
‫يعنمي بمالمجدّة‪ :‬المخطة السوداء تكون فمي متن المحمار‪.‬‬
‫ب سُودٍ‪ ,‬وذلك من ال ممقدّم‬
‫غرَابِ مي ُ‬
‫ختَلِ فٌ ألْوَانُ ها يعن مي‪ :‬مختلف ألوان ال مجدد وَ َ‬
‫وقوله‪ُ :‬م ْ‬
‫الذي هو بممعنى التأخير وذلك أن العرب تقول‪ :‬هو أسود غربميب‪ ,‬إذا وصفوه بشدّة السواد‪,‬‬
‫ف ألْوَانُ هُ كما‬
‫ختَلِ ٌ‬
‫ب والنْعا مِ ُم ْ‬
‫ن النّا سِ وَال ّدوَا ّ‬
‫وجعل السواد ههنا صفة للغرابميب‪ .‬وقوله‪َ :‬ومِ َ‬
‫من الثمرات والمجبمال مختلف ألوانه بمالمحُمرة والبمياض والسواد والصفرة‪ ,‬وغير ذلك‪.‬‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22157‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬فمي قوله‪ :‬ألَممْ َترَ أ نّ‬
‫ختَلِف ما أ ْلوَانُ ها أح مر وأخ ضر وأ صفر‪َ .‬ومِ نَ‬
‫ن ال سّماءِ ما ًء فَأخْ َرجْ نا ِب ِه َثمَرَا تٍ ُم ْ‬
‫اللّ هَ أ ْنزَلَ ِم َ‬
‫ختَلِ فٌ أ ْلوَانُها أي جبمال حمر وبميض‬
‫حمْ ٌر ُم ْ‬
‫المجِبمالِ جُددٌ بِميضٌ‪ :‬أي طرائق بميض و ُ‬
‫َوغَرابِميبُ سُو ٌد هو السود‪ ,‬يعنمي لونه كما اختلف ألوان هذه اختلف ألوان الناس والدوا بّ‬
‫والنعام كذلك‪.‬‬
‫‪ 22158‬م حُد ثت عن ال محسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أب ما معاذ يقول‪ :‬أخبر نا عب ميد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ج َددٌ بِميضٌ طرائق بميض‪ ,‬وحمر وسود‪ ,‬وكذلك‬
‫ن المجِبمالِ ُ‬
‫الضحاك يقول فمي قوله‪َ :‬و ِم َ‬
‫الناس مختلف ألوانهم‪.‬‬
‫جوَيبر‪ ,‬عن الضحاك قوله‬
‫حدثنا عمرو بن عبد المحميد الَملمي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مروان‪ ,‬عن ُ‬
‫ض قال‪ :‬هي طرائق حمر وسود‪.‬‬
‫جدَدٌ بِمي ٌ‬
‫ل ُ‬
‫ن المجِبما ِ‬
‫َومِ َ‬
‫ّهم‬
‫ِنم عِبممادِ ِه العُلَممما ُء يقول تعالممى ذكره‪ :‬إنممما يخاف الل َ‬
‫ّهم م ْ‬
‫وقوله‪ :‬إنّمممَا َيخْشمى الل َ‬
‫فميتقمي عقابه بطاعته العلمماءُ‪ ,‬بقدرته علمى ما يشاء من شيء‪ ,‬وأنه يفعل ما يريد‪ ,‬لن‬
‫من علمم ذلك أيقن بعقابه علمى معصيته‪ ,‬فخافه ورهبه خشية منه أن يعاقبه‪ .‬وبنمحو الذي‬
‫قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22159‬م حدثن مي عل ميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد ال‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي معاو ية‪ ,‬عن عل ميّ‪ ,‬عن ا بن‬
‫خشَى الّل َه مِ نْ عِبمادِهِ العُلَمما ُء قال‪ :‬الذين يعلممون أن ال علمى كلّ‬
‫عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬إنّممَا َي ْ‬
‫شيء قدير‪.‬‬
‫‪ 22160‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إنّممَا َيخْشَى الّل هَ‬
‫مِنْ عِبمادِهِ العُلَمماءُ قال‪ :‬كان يقال‪ :‬كفمى بمالرهبة عِلمما‪.‬‬
‫غفُورٌ يقول تعالمى ذكره‪ :‬إن ال عزيز فمي انتقامه مممن كفر به‪,‬‬
‫عزِيزٌ َ‬
‫وقوله‪ :‬إ نّ الّل هَ َ‬
‫غفور لذنوب من آمن به وأطاعه‪.‬‬

‫‪30-29‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن ِكتَا بَ اللّ هِ وََأقَامُو ْا ال صّلَةَ وَأَنفَقُو ْا مِمّا‬
‫ن اّلذِي نَ َيتْلُو َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬إِ ّ‬
‫ن ِتجَارَةً لّن َتبُورَ * ِليُ َو ّف َيهُ مْ ُأجُورَهُ مْ َو َيزِيدَهُم مّن فَضْلِ هِ ِإنّ هُ‬
‫ل ِنيَ ًة َيرْجُو َ‬
‫سرّا وَعَ َ‬
‫رَ َز ْقنَاهُ مْ ِ‬
‫شكُورٌ }‪.‬‬
‫غَفُورٌ َ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬إن الذ ين يقرؤون كتاب ال الذي أنزله عل مى م محمد صلى ال عل يه‬
‫وسلم وأقامُوا ال صّلةَ يقول‪ :‬وأدّوا الصلة الممفروضة لممواقميتها بحدود ها‪ .‬وقال‪ :‬وأقاموا‬
‫سرّا وَعَلنِ ميَةً يقول‪:‬‬
‫ال صلة ب ممعنى‪ :‬ويق ميمموا ال صلة‪ .‬وقوله‪ :‬وأنْفَقُوا مِ ممّا َرزَقْناهُ مْ ِ‬
‫وتصدّقوا بمما أعطيناهم من الموال سرّا فمي خفماء‪ ,‬وعلنمية‪ :‬جهارا‪ .‬وإنمما معنى ذلك‬
‫أن هم يؤدّون الزكاة ال ممفروضة‪ ,‬ويتطوّعون أي ضا ب مالصدقة م نه ب عد أداء الفرض الوا جب‬
‫َنم َتبُورَ يقول تعالممى ذكره‪ :‬يرجون بفعلهمم ذلك‬
‫ُونم تِممجارَ ًة ل ْ‬
‫علمميهم فمميه‪ .‬وقوله‪َ :‬ي ْرج َ‬
‫ت مجارة لن تبور‪ :‬لن تك سد ولن تهلك من قول هم‪ :‬ب مارت ال سوق‪ :‬إذا ك سدت وب مار الطعام‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬تِ مجارَةً جواب لوّل الكلم‪ .‬وقوله‪ :‬لِ ميُ َوفّم َي ُهمْ ُأجُورَهُ مْ يقول‪ :‬ويوف ميهم ال عل مى‬
‫ن فَضْلِ ِه يقول‪ :‬وكي يزيدهم‬
‫فعلهم ذلك ثواب أعمالهم التمي عملوها فمي الدنميا َو َيزِيدَهُ مْ مِ ْ‬
‫علمى الوفماء من فضله ما هو له أهل‪ .‬وكان مطرف بن عبد ال يقول‪ :‬هذه آية القراء‪.‬‬
‫‪ 22161‬م حدث نا م محمد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عمرو بن عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا معت ممر‪ ,‬عن‬
‫ب اللّهِ يقول‪ :‬هذه آية‬
‫ن اّلذِينَ َيتْلُونَ كِتا َ‬
‫أبميه‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬كان مطرف إذا مرّ بهذه الَية‪ :‬إ ّ‬
‫القراء‪.‬‬
‫حدثنا ابن الممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ممحمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن يزيد‪ ,‬عن مطرف‬
‫ب اللّ هِ‪ ...‬إلمى آخر الَية‪ ,‬قال‪ :‬هذه‬
‫ن اّلذِي نَ َيتْلُو نَ كِتا َ‬
‫بن عبد ال‪ ,‬أنه قال فمي هذه الَية‪ :‬إ ّ‬
‫آية القراء‪.‬‬
‫حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬كان مطرف بن ع بد ال‬
‫ن فَضْلِهِ‪.‬‬
‫يقول‪ :‬هذه آية القراء لِميُ َوفّم َي ُهمْ ُأجُورَ ُهمْ َو َيزِيدَ ُهمْ مِ ْ‬
‫شكُورٌ يقول‪ :‬إن ال غفور لذنوب هؤلء القوم الذيمن هذه صمفتهم‪ ,‬شكور‬
‫ّهم غَفُو ٌر َ‬
‫وقوله‪ :‬إن ُ‬
‫لمحسناتهم‪ ,‬كما‪:‬‬
‫شكُورٌ‪ :‬إ نه‬
‫غفُورٌ َ‬
‫‪ 22162‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة إنّ هُ َ‬
‫غفور لذنوبهم‪ ,‬شكور لمحسناتهم‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫صدّقا ّلمَا َبيْ نَ‬
‫ح ْينَآ إَِليْ كَ مِ نَ ا ْل ِكتَا بِ ُهوَ ا ْلحَ قّ مُ َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬وَاّلذِ يَ َأ ْو َ‬
‫خبِيرٌ َبصِيرٌ }‪.‬‬
‫َي َديْهِ ِإنّ الّلهَ ِب ِعبَادِهِ َل َ‬
‫ك مِنَم الكِتابِم يما مممحمد‪ ,‬وهمو هذا القرآن الذي‬
‫حيْنما إلَمميْ َ‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬وَاّلذِي أ ْو َ‬
‫أنزله ال عل ميه هُ َو ال محَقّ يقول‪ :‬هو ال محقّ عل ميك وعل مى أم تك أن تع مل به‪ ,‬وتت بع ما‬
‫ن َي َديْ هِ يقول‪ :‬هو‬
‫صدّقا لِ ممَا بَ مي َ‬
‫ف ميه دون غيره من الك تب الت مي أُوح يت إل مى غيرك مُ َ‬
‫يصدّق ما مضى بمين يديه‪ ,‬فصار أمامه من الكتب التمي أنزلتها إلمى من قبلك من الرسل‪,‬‬
‫كما‪:‬‬
‫حيْنا إلَم ْيكَ‬
‫‪22163‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَاّلذِي أ ْو َ‬
‫ن َي َديْهِ للكتب التمي خملت قبله‪.‬‬
‫صدّقا لِممَا بمي َ‬
‫ق مُ َ‬
‫ن الكِتابِ هُ َو المحَ ّ‬
‫مِ َ‬
‫خبِميرٌ بَصمِيرٌ يقول تعالممى ذكره‪ :‬إن ال بعبمماده لذو علممم‬
‫وقوله‪ :‬إنّم اللّهَم ِبعِبممادِ ِه لمم َ‬
‫وخبرة بمما يعملون بصير بمما يصلمحهم من التدبمير‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫عبَا ِدنَا َف ِم ْنهُ مْ ظَالِ مٌ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬ثُ مّ أَ ْو َر ْثنَا ا ْل ِكتَا بَ اّلذِي نَ ا صْطَ َف ْينَا ِم نْ ِ‬
‫ك هُ َو الْ َفضْلُ ا ْل َكبِيرُ }‪.‬‬
‫خ ْيرَاتِ ِبِإذُنِ الّلهِ ذَِل َ‬
‫ّلنَ ْفسِهِ َو ِم ْن ُهمْ مّ ْق َتصِدٌ َو ِم ْن ُهمْ سَابِقٌ بِا ْل َ‬
‫اختلف أ هل التأوي مل ف مي مع نى الكتاب الذي ذ كر ال ف مي هذه الَ ية أ نه أور ثه الذ ين‬
‫اصمطفماهم من عبمماده‪ ,‬و من المممصطفون من عبمماده‪ ,‬والظالممم لنف سه‪ ,‬فقال بعضهمم‪:‬‬
‫الكتاب‪ :‬هو الكتب التمي أنزلها ال من قبل الفُرقان‪ ,‬والممصطفون من عبماده‪ :‬أمة ممحمد‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬والظالمم لنفسه‪ :‬أهل الجرام منهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22164‬م حدث نا عل ميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثن مي معاو ية‪ ,‬عن عل ميّ‪ ,‬عن ا بن‬
‫عب ماس‪ ,‬قوله‪ :‬ثُ ّم أَ ْو َرثْ نا الكِتا بَ‪ ...‬إل مى قوله‪ :‬ال َفضْلُ ال َكبِ ميرُ هم أ مة م محمد صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬ورّثهم ال كل كتاب أنزله‪ ,‬فظالممهم يغفر له‪ ,‬ومقتصدهم يحاسب حسابما يسيرا‪,‬‬
‫وسابقهم يدخمل المجنة بغير حساب‪.‬‬
‫‪ 22165‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المحكم بن بشير‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عمرو بن قميس‪ ,‬عن‬
‫ع بد ال بن عي سى‪ ,‬عن يز يد بن ال محارث‪ ,‬عن شق ميق‪ ,‬عن أب مي وائل‪ ,‬عن ع بد ال بن‬
‫م سعود أ نه قال‪ :‬هذه ال مة ثل ثة أثلث يوم الق ميامة‪ :‬ثلث يدخ ملون ال مجنة بغ ير ح ساب‪,‬‬
‫وثلث يحاسمبون حسمابما يسميرا‪ ,‬وثلث يجيئون بذنوب عظام‪ ,‬حتممى يقول‪ :‬مما هؤلء؟ وهمو‬
‫أعل مم تب مارك وتعال مى‪ ,‬فتقول ال مملئكة‪ :‬هؤلء جاؤوا بذنوب عظام إلّ أن هم ل مم يُشركوا‬
‫بك‪ ,‬فميقول الر بّ‪ :‬أدخملوا هؤلء فمي سعة رحمتمي‪ .‬وتل عبد ال هذه الَية‪ :‬ثُ مّ أَ ْو َرثْنا‬
‫ن اصْطَفَميْنا مِنْ عِبمادِنا‪.‬‬
‫الكِتابَ اّلذِي َ‬
‫‪22166‬م حدثنا حميد بن مسعدة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد بن زريع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عون‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد‬
‫ال بن ال محارث بمن نو فل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ك عب الحبممار أن الظالممم لنف سه من هذه ال مة‪,‬‬
‫والممقتصد‪ ,‬والسابق بمالمخيرات‪ :‬كلهم فمي المجنة ألمم تر أن ال قال‪ :‬ثُمّ أ ْو َرثْنا الكِتا بَ‬
‫ل كَفُورٍ‪.‬‬
‫صطَفَميْنا ِمنْ عِبمادِنا‪ ...‬إلمى قوله‪ :‬كُ ّ‬
‫اّلذِينَ ا ْ‬
‫حدثنمي علميّ بن سعيد الكندي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن الممبمارك‪ ,‬عن عوف‪ ,‬عن عبد‬
‫صدٌ َو ِم ْنهُمْ‬
‫ال بن المحارث بن نوفل‪ ,‬قال‪ :‬سمعت كعبما يقول‪َ :‬ف ِم ْنهُمْ ظالِممٌ ِلنَفْسِهِ َو ِم ْنهُمْ مُ ْقتَ ِ‬
‫ن َي ْدخُملُونَها‪.‬‬
‫عدْ ٍ‬
‫جنّاتُ َ‬
‫ن اللّ ِه قال‪ :‬كلهم فمي المجنة‪ ,‬وتل هذه الَية‪َ :‬‬
‫سابِقٌ بمالمخَ ْيرَاتِ بإذْ ِ‬
‫حدث نا ال محسن بن عر فة‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مروان بن معاو ية الفزاري‪ ,‬عن عوف بن أب مي‬
‫جبلة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن المحارث بن نوفل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا كعب أن الظالمم من هذه المة‪,‬‬
‫والممقتصد‪ ,‬والسابق بمالمخيرات‪ ,‬كلهم فمي المجنة ألمم تر أن ال قال‪ :‬ثُ ّم أَ ْو َرثْنا الكِتا بَ‬
‫صطَفَميْنا ِم نْ عِب مادِنا‪ ...‬إل مى قوله‪ُ :‬لغُو بِ والذ ين كفروا ل هم نار جهن مم‪ ,‬قال‪ :‬قال‬
‫نا ْ‬
‫اّلذِي َ‬
‫كعب‪ :‬فهؤلء أهل النار‪.‬‬
‫حدثن مي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عل مية‪ ,‬عن عوف‪ ,‬قال‪ :‬سمعت ع بد ال بن ال محارث‬
‫يقول‪ :‬قال كعب‪ :‬إن الظالمم لنفسه‪ ,‬والممقتصد‪ ,‬والسابق بمالمخيرات من هذه المة‪ :‬كلهم‬
‫صطَفَميْنا مِنْ عِبمادِنا‪ ...‬حتمى‬
‫فمي المجنة‪ ,‬ألمم تر أن ال يقول‪ :‬ثُمّ أَ ْو َرثْنا الكِتابَ اّلذِينَ ا ْ‬
‫ن َي ْدخُملُونَها‪.‬‬
‫عدْ ٍ‬
‫جنّاتُ َ‬
‫بلغ قوله‪َ :‬‬
‫‪ 22167‬م حدثن مي يعقوب بن إبراهي مم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عل مية‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا حم يد‪ ,‬عن‬
‫إسحاق بن عبد ال بن المحارث عن أبميه‪ ,‬أن ابن عبماس سأل كعبما عن قوله تعالمى‪ :‬ثُمّ‬
‫أَ ْو َرثْنا الكِتا بَ اّلذِي نَ ا صْطَفَميْنا مِ نْ عِبمادِنا‪ ...‬إلمى قوله‪ :‬بإذْ نِ الّل هِ فقال‪ :‬تمماست مناكبهم‬
‫ورب الكعبة‪ ,‬ثم أعطوا الفضل بأعمالهم‪.‬‬
‫‪ 22168‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المحكم بن بشير‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عمرو بن قميس‪ ,‬عن‬
‫صطَفَميْنا قال‪ :‬قال أ بو‬
‫أب مي إ سحاق ال سبميعي‪ ,‬ف مي هذه الَ ية‪ :‬ثُ مّ َأ ْو َرثْ نا الكِتا بَ اّلذِي نَ ا ْ‬
‫إسحاق‪ :‬أما ما سمعت منذ ستمين سنة‪ ,‬فكلهم ناج‪.‬‬
‫‪22169‬م قال‪ :‬ثنا عمرو‪ ,‬عن ممحمد بن المحنفمية‪ ,‬قال‪ :‬إنها أمة مرحومة الظالمم مغفور‬
‫له‪ ,‬والممقتصد فمي المجنات عند ال‪ ,‬والسابق بمالمخيرات فمي الدرجات عند ال‪.‬‬
‫ل ال والمممصطفون‬
‫وقال آخرون‪ :‬الكتاب الذي أورث هؤلء القوم‪ ,‬همو شهادة أن ل إله إ ّ‬
‫هم أ مة م محمد صلى ال عل يه و سلم والظال مم لنف سه من هم هو ال ممنافق‪ ,‬و هو ف مي النار‬
‫والممقتصد‪ ,‬والسابق بمالمخيرات فمي المجنة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪22170‬م حدثنا أبو عمار المحسين بن حريث الممروزي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الفضل بن موسى‪ ,‬عن‬
‫صدٌ َو ِم ْنهُ مْ‬
‫سهِ َو ِم ْنهُ مْ مُ ْقتَ ِ‬
‫حسين بن واقد‪ ,‬عن يزيد‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن عبد ال َفمِنهُ مْ ظالِممٌ ِلنَفْ ِ‬
‫سابِقٌ بمالمخَ ْيرَاتِ قال‪ :‬اثنان فمي المجنة‪ ,‬وواحد فمي النار‪.‬‬
‫‪ 22171‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫صطَفَميْنا ِم نْ عِب مادِنا‪ ...‬إل مى‬
‫نا ْ‬
‫ب اّلذِي َ‬
‫عن أب ميه‪ ,‬عن ا بن عبماس‪ ,‬قوله ثُ مّ أ ْو َرثْ نا الكِتا َ‬
‫ل ما أصحَابُ‬
‫ب الشّما ِ‬
‫آخر الَية‪ ,‬قال‪ :‬جعل أهل اليممان علمى ثلثة منازل‪ ,‬كقوله‪ :‬أصحَا ُ‬
‫ن فهم‬
‫ن أُوَلئِكَ الممُ َق ّربُو َ‬
‫ن السّابِقُو َ‬
‫ن ما أصحَابُ الميَممِينِ والسّابِقُو َ‬
‫الشّمال وأصحَابُ الميَممِي ِ‬
‫علمى هذا الممثال‪.‬‬
‫‪ 22172‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المحسين‪ ,‬عن يزيد‪ ,‬عن‬
‫صدٌ‪ ...‬الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬الثنان ف مي ال مجنة‪ ,‬ووا حد ف مي‬
‫عكر مة َف ِم ْنهُ مْ ظالِ ممٌ لنَفْ سِهِ َو ِم ْنهُ مْ مُ ْقتَ ِ‬
‫النار‪ ,‬وهمي بمممنزلة التممي فممي الواقعمة‪ :‬وأصمحَابُ المميَممِينِ مما أصمحَابُ المميَممِينِ‬
‫ن السّابِقُونَ‪.‬‬
‫وأصحَابُ الشّمالِ ما أصحَابُ الشّمالِ والسّابِقو َ‬
‫‪ 22173‬م حدثنا سهل بن موسى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد المممجيد‪ ,‬عن ابن جريج‪ ,‬عن ممجاهد‪,‬‬
‫ن ا صْطَفَميْنا مِ نْ عِب مادِنا َف ِم ْنهُ ْم ظالِ ممٌ ِلنَفْ سِ ِه قال‪ :‬هم‬
‫ف مي قوله‪ :‬ثُ مّ أَ ْو َرثْ نا الكِتا بَ اّلذِي َ‬
‫خيْراتِ‬
‫ق ب مالم َ‬
‫أ صحاب ال ممشأمة َو ِمنْهُم مُ ْقتَ صِ ٌد قال‪ :‬هم أ صحاب ال مميممنة َو ِم ْنهُ مْ سابِ ٌ‬
‫قال‪ :‬هم السابقون من الناس كلهم‪.‬‬
‫‪22174‬مم حدثنما الممحسن بمن عرفمة قال‪ :‬حدثنما مروان بمن معاويمة‪ ,‬قال‪ :‬قال عوف‪ ,‬قال‬
‫الممحسن‪ :‬أمما الظالممم لنفسمه فإنمه همو المممنافق‪ ,‬سمقط هذا‪ .‬وأمما المممقتصد والسمابق‬
‫بمالمخيرات‪ ,‬فهما صاحبما المجنة‪.‬‬
‫حدثن مي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عل مية‪ ,‬عن عوف‪ ,‬قال‪ :‬قال ال محسن‪ :‬الظال مم لنف سه‪:‬‬
‫الممنافق‪.‬‬
‫‪ 22175‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬ث مّ أ ْو َرثْنا الكِتا بَ‬
‫صطَفَميْنا ِم نْ عِبمادِنا شهادة أن ل إله إلّ ال َف ِم ْنهُ مْ ظالِممٌ ِلنَفْ سِ ِه هذا الممنافق فمي‬
‫اّلذِي نَ ا ْ‬
‫صدٌ قال‪ :‬هذا صاحب ال ميممين َو ِم ْنهُ مْ سابِقٌ ب مالمخَ ْيرَاتِ‬
‫قول قتادة وال محسن َو ِم ْنهُ مْ مُ ْقتَ ِ‬
‫قال‪ :‬هذا المممقرّب‪ .‬قال قتادة‪ :‬كان الناس ثلث منازل فممي الدنمميا‪ ,‬وثلث منازل عنمد‬
‫المموت‪ ,‬وثلث منازل فمي الَخرة‪ .‬أما الدنميا‪ ,‬فكانوا‪ :‬مؤمن‪ ,‬ومنافق‪ ,‬ومشرك‪ .‬وأما عند‬
‫ن كانَ‬
‫جنّةُ َنعِيممٍ وأمّا إ ْ‬
‫ح َورَيْحانٌ َو َ‬
‫ن الممُقَ ّربِمينَ َفرْو ٌ‬
‫ن مِ َ‬
‫ن كا َ‬
‫المموت‪ ,‬فإن ال قال‪ :‬فأمّا إ ْ‬
‫ن ال م ُمكَ ّذبِمينَ‬
‫ن مِ َ‬
‫ن أ صحَابِ ال ميَممينِ وأمّا إ نْ كا َ‬
‫ن أ صحَابِ ال ميَممِينِ فَ سَلمٌ لَ كَ مِ ْ‬
‫مِ ْ‬
‫جحِيمممٍ‪ .‬وأمما فممي الَخرة فكانوا أزواجما ثلثمة‪,‬‬
‫َصملِميَ ُة َ‬
‫حمِيمممٍ َوت ْ‬
‫منم َ‬
‫ن فَ ُنزُلٌ ْ‬
‫الضّالّممي َ‬
‫شَأمَةِ‬
‫وأ صحَابُ ال م َميْم َمنَ ِة ما أ صحَابُ ال م َميْم َمنَةِ وأ صحَابُ ال ممَشأمَةِ ما أ صحَابُ ال م َم ْ‬
‫والسّابِقُونَ السّابِقُونَ أُوَل ِئكَ الممُ َق ّربُونَ‪.‬‬
‫حدثنمي ممحمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثنمي المحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا المحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبمي نمجيح‪ ,‬عن ممجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬ثُ مّ‬
‫أ ْو َرثْنا الكِتا بَ اّلذِي نَ ا صْطَفَميْنا مِ نْ عِبمادِنا َف ِم ْنهُ مْ ظالِممٌ ِلنَفْ سِهِ قال‪ :‬هم أصحاب الممشأمة‬
‫خيْرَاتِ قال‪ :‬ف هم ال سابقون من‬
‫َو ِم ْنهُ مْ مُ ْقتَ صِد قال‪ :‬أ صحاب ال مميممنة‪َ ,‬و ِم ْنهُ مْ سابِقٌ ب مالم َ‬
‫الناس كلهم‪.‬‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثنمي المحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫ال محسن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أب مي ن مجيح‪ ,‬عن م مجاهد‪ :‬ثُ مّ أ ْو َرثْ نا الكِتا بَ‬
‫صدٌ َو ِم ْنهُ مْ سا ِبقٌ‬
‫صطَفَميْنا ِم نْ عِبمادِنا َف ِمنْهُ مْ ظالِم ٌم ِلنَفْ سِ ِه قال‪ :‬سقط هذا َو ِم ْنهُ مْ مُ ْقتَ ِ‬
‫نا ْ‬
‫اّلذِي َ‬
‫ت بإذْنِ الّلهِ قال‪ :‬سبق هذا بمالمخيرات‪ ,‬وهذا مقتصد علمى أثره‪.‬‬
‫خيْرَا ِ‬
‫بمالم َ‬
‫وأولمى القوال فمي ذلك بمالصواب تأويمل من قال‪ :‬عنى بقوله‪ :‬ثُ مّ أ ْو َرثْنا الكِتا بَ اّلذِي نَ‬
‫اصْطَفَميْنا مِنْ عِبمادِنا الكتب التمي أُنزلت من قبل الفرقان‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬وكيف يجوز أن يكون ذلك معناه‪ ,‬وأمة ممحمد صلى ال عليه وسلم ل يتلون‬
‫ل بمما فميه من الحكام والشرائع؟ قميمل‪ :‬إن معنى ذلك علمى‬
‫غير كتابهم‪ ,‬ول يعملون إ ّ‬
‫غير الذي ذهبت إلميه‪ ,‬وإنمما معناه‪ :‬ثم أورثنا اليممان بمالكتاب الذين اصطفمينا‪ ,‬فمنهم‬
‫ل كتاب أنزله ال ممن السمماء قبمل كتابهمم وعاملون بمه‪ ,‬لن كمل كتاب أنزل ممن‬
‫مؤمنون بك ّ‬
‫السماء قبل الفرقان‪ ,‬فإنه يأمر بمالعمل بمالفرقان عند نزوله‪ ,‬وبماتبماع من جاء به‪ ,‬وذلك‬
‫عمل من أقرّ بمممحمد صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وبمما جاء به‪ ,‬وعمل بمما دعاه إلميه بمما‬
‫فمي القرآن‪ ,‬وبمما فمي غيره من الكتب التمي أنزلت قبله‪.‬‬
‫ل ثناؤه قال‬
‫وإن مما ق ميمل‪ :‬ع نى بقوله ثُ مّ أ ْورَثْ نا الكتا بَ الك تب الت مي ذكر نا لن ال ج ّ‬
‫صدّقا لِممَا‬
‫حقّ مُ َ‬
‫ن ا ْل ِكتَا بِ ُهوَ الم َ‬
‫ح ْينَا إلَم ْيكَ مِ َ‬
‫لنبميه ممحمد صلى ال عليه وسلم وَاّلذِي أ ْو َ‬
‫صطَفَميْنا فكان معلو ما‪ ,‬إذ كان مع نى‬
‫ب اّلذِي نَ ا ْ‬
‫بَ ميْنَ َي َديْ ِه ثم أت بع ذلك قوله ثُ مّ َأ ْو َرثْ نا الكِتا َ‬
‫ال مميراث إن مما هو انتقال مع نى من قوم إل مى آخر ين‪ ,‬ول مم ت كن أ مة عل مى ع هد نب مينا‬
‫صلى ال عليه وسلم انتقل إلميهم كتاب من قوم كانوا قبلهم غير أمته‪ ,‬أن ذلك معناه‪ .‬وإذ كان‬
‫ذلك كذلك‪ ,‬فبميّنٌ أن الممصطفمين من عبماده هم مؤمنو أمته وأما الظالمم لنفسه‪ ,‬فإنه لن‬
‫يكون من أ هل الذنوب وال ممعاصي الت مي هي دون النف ماق والشرك عندي أش به ب ممعنى‬
‫جنّا تُ‬
‫الَية من أن يكون الممنافق أو الكافر‪ ,‬وذلك أن ال تعالمى ذكره أتبع هذه الَية قوله‪َ :‬‬
‫ن َي ْدخُملُونَها فعمّ بدخول المجنة جميع الصناف الثلثة‪.‬‬
‫عدْ ٍ‬
‫َ‬
‫فإن قال قائل‪ :‬فإن قوله َي ْدخُمملُونَها إنممما عنمى بمه المممقتصد والسمابق قمميمل له‪ :‬ومما‬
‫برهانك علمى أن ذلك كذلك من خبر أو عقل؟ فإن قال‪ :‬قميام المحجة أن الظالمم من هذه‬
‫المة سيدخمل النار‪ ,‬ولو لمم يدخمل النار من هذه الصناف الثلثة أحد وجب أن ل يكون‬
‫ل هل الي ممان وع يد ق ميمل‪ :‬إ نه ل ميس ف مي الَ ية خبر أن هم ل يدخ ملون النار‪ ,‬وإن مما‬
‫عدْن‪ ,‬وجائز أن يدخملها الظالمم‬
‫فميها إخبمار من ال تعالمى ذكره أنهم يدخملون جنات َ‬
‫لنف سه ب عد عقو بة ال إياه عل مى ذنو به الت مي أ صابها ف مي الدن ميا‪ ,‬وظل ممه نف سه ف ميها‬
‫بمالنار‪ ,‬أو بمما شاء من عقابه‪ ,‬ثم يُدخمله المجنة‪ ,‬فميكون مممن عمه خبر ال جلّ ثناؤه‬
‫ن َي ْدخَملُونَها‪.‬‬
‫عدْ ٍ‬
‫جنّاتُ َ‬
‫بقوله َ‬
‫وقد رُوي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بنمحو الذي قلنا فمي ذلك أخبمارٌ‪ ,‬وإن كان‬
‫فمي أسانميدها نظر‪ ,‬مع دلميمل الكتاب علمى صحته علمى النمحو الذي بميّنت‪ .‬ذكر‬
‫الرواية الواردة بذلك‪:‬‬
‫‪ 22176‬م حدثنا ممحمد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أحمد الزبميري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان عن‬
‫الع مش‪ ,‬قال‪ :‬ذ كر أ بو ثا بت أ نه دخ مل ال ممسجد‪ ,‬فجلس إل مى ج نب أب مي الدرداء‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫غرْبتمي‪ ,‬وي سّر لمي جلميسا صالمحا‪ ,‬فقال أبو الدرداء‪ :‬لئن‬
‫الله مّ آنس وحشتمي‪ ,‬وارحم ُ‬
‫كنت صادقا لنا أسعد به منك سأحدّثك حديثا سمعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم لمم‬
‫صطَفَميْنا مِ نْ عِب مادِنا فَ ِم ْنهُ مْ‬
‫نا ْ‬
‫أحدّث به م نذ سمعته َذ َكرَ هذه الَ ية‪ :‬ثُ مّ أَ ْو َرثْ نا الكِتا بَ اّلذِي َ‬
‫خ ْيرَاتِ فأما السابق بمالمخيرات‪ ,‬فميدخملها‬
‫صدٌ َو ِم ْنهُ مْ سا ِبقٌ بمالم َ‬
‫ظالِم ٌم ِلنَفْ سِهِ َو ِم ْنهُ مْ مُ ْقتَ ِ‬
‫بغير حساب‪ ,‬وأما الممقتصد فميحاسب حسابما يسيرا‪ ,‬وأما الظالمم لنفسه فميصيبه فمي‬
‫عنّا المحَزَنَ‪.‬‬
‫ذلك الممكان من الغمّ والمحزن‪ ,‬فذلك قوله‪ :‬المحَ ْمدُ لِّلهِ اّلذِي أذْهَبَ َ‬
‫‪22177‬م حدثنا ابن الممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ممحمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة عن الولميد بن‬
‫الممغيرة‪ ,‬أنه سمع رجلً من ثقميف حدّث عن رجل من كنانة‪ ,‬عن أبمي سعيد المخدريّ‪,‬‬
‫ن ا صْطَفَميْنا‬
‫عن النبميّ صلى ال عليه وسلم أنه قال فمي هذه الَية‪ :‬ثُ مّ أ ْو َرثْنا الكِتا بَ اّلذِي َ‬
‫خيْرَاتِ بإذْ نِ ال قال‪:‬‬
‫مِن ْم عِب مادِنا َف ِم ْنهُ مْ ظالِمممٌ ِلنَفْسِمهِ َو ِم ْنهُ مْ مُ ْقتَصِمدٌ َو ِم ْنهُ مْ سما ِبقٌ بممالم َ‬
‫«هؤلء كلهم بممنزلة واحدة‪ ,‬وكلهم فمي المجنة»‪.‬‬
‫صطَفَميْنا مِ نْ عِب مادِنا‪ :‬الذ ين اخترنا هم لطاعت نا واجتب ميناهم‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫وع نى بقوله‪ :‬اّلذِي نَ ا ْ‬
‫َفمِ ْنهُ مْ ظالِممٌ ِلنَفْ سِهِ يقول‪ :‬فمن هؤلء الذين اصطفمينا من عبمادنا‪ ,‬من يظلمم نفسه بركوبه‬
‫صدٌ وهو غير الممبمالغ فمي‬
‫الممآثم‪ ,‬واجترامه الممعاصي‪ ,‬واقترافه الفواحش َو ِم ْنهُ مْ مُ ْقتَ ِ‬
‫طا عة ر به‪ ,‬وغ ير ال مممجتهد ف ميمما ألز مه من خد مة ر به‪ ,‬حت مى يكون عمله ف مي ذلك‬
‫خ ْيرَاتِ وهو الممبرز الذي قد تقدّم المممجتهدين فمي خدمة ربه‪,‬‬
‫قصدا َو ِم ْنهُ مْ سا ِبقٌ بمالم َ‬
‫وأداء ما لز مه من فرائ ضه‪ ,‬ف سبقهم ب صالمح العمال‪ ,‬و هي ال مخيرات الت مي قال ال جلّ‬
‫ثناؤه بِإذْنِ الّلهِ يقول‪ :‬بتوفميق ال إياه لذلك‪.‬‬
‫م ُه َو ال َفضْلُ ال َكبِمميرُ يقول تعالممى ذكره‪ :‬سمبوق هذا السمابق ممن سمبقه‬
‫وقوله‪ :‬ذَلك َ‬
‫بمالمخيرات بإذن ال‪ ,‬وهو الفضل الكبمير الذي فضل به من كان مق صّرا عن منزلته فمي‬
‫طاعة ال من الممقتصد والظالمم لنفسه‪.‬‬

‫‪34-33‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن فِيهَا مِ نْ أَ سَا ِورَ مِن ذَهَ بٍ‬
‫ن َي ْدخُلُونَهَا ُيحَلّ ْو َ‬
‫ع ْد ٍ‬
‫جنّا تُ َ‬
‫القول ف مي تأويمل قوله تعال مى‪َ { :‬‬
‫شكُورٌ }‪.‬‬
‫ن َر ّبنَا َلغَفُورٌ َ‬
‫ن إِ ّ‬
‫حزَ َ‬
‫عنّا ا ْل َ‬
‫ح ْمدُ لّلهِ اّل ِذيَ َأذْهَبَ َ‬
‫حرِيرٌ * َوقَالُواْ ا ْل َ‬
‫س ُهمْ فِيهَا َ‬
‫وَُلؤْلُؤا وَِلبَا ُ‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬بسماتمين إقاممة يدخمملونها هؤلء الذيمن أورثناهمم الكتاب‪ ,‬الذيمن‬
‫ن ذَهَبٍ يملبسون فمي جنات‬
‫ن أسا ِورَ مِ ْ‬
‫ن فِميها مِ ْ‬
‫اصطفمينا من عبمادنا يوم القميامة ُيحَّلوْ َ‬
‫حرِيرٌ يقول‪ :‬ولبماسهم فمي المجنة حرير‪.‬‬
‫س ُهمْ فِميها َ‬
‫عدن أسورة من ذهب وَلُؤْلُؤا وَلِبما ُ‬
‫حزَن‬
‫ن اختلف أ هل التأوي مل ف مي ال م َ‬
‫حمْدُ لِّل هِ اّلذِي أذْهَ بَ عَنّا ال محَزَ َ‬
‫وقوله‪ :‬وَقالُوا ال م َ‬
‫الذي ح مد ال عل مى إذها به عن هم هؤلء القوم‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬ذلك ال محزَن الذي كانوا ف ميه‬
‫قبل دخولهم المجنة من خوف النار‪ ,‬إذ كانوا خائفمين أن يدخملوها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22178‬م حدثن مي قتادة بن سعيد بن قتادة ال سدوسيّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا معاذ بن هشام صاحب‬
‫الد ستوائي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أب مي‪ ,‬عن عمرو بن مالك‪ ,‬عن أب مي ال مجوزاء‪ ,‬عن ا بن عب ماس‪,‬‬
‫ن قال‪ :‬حزن النار‪.‬‬
‫حزَ َ‬
‫عنّا الم َ‬
‫فمي قوله‪ :‬المحَ ْمدُ لِّلهِ اّلذِي أذْهَبَ َ‬
‫‪ 22179‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن الممبمارك‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن يحيى بن الممختار‪,‬‬
‫ط َبهُ مُ ال مجاهِلُونَ قالُوا سَلما قال‪ :‬إن ال ممؤمنمين قوم ذُلُل‪ ,‬ذلّت وال‬
‫عن ال محسن وَإذَا خا َ‬
‫السماع والبصار والمجوارح‪ ,‬حتمى يحسبهم المجاهل َمرْضَى‪ ,‬وما بمالقوم مرض‪ ,‬وإنهم‬
‫ل صحة القلوب‪ ,‬ول كن دخ ملهم من ال مخوف ما ل مم يدخ مل غير هم‪ ,‬ومنع هم من الدن ميا‬
‫حزَنَ‪ ,‬والمحَزَن‪ ,‬وال ما حزن هم‬
‫عنّا الم َ‬
‫ح ْمدُ لِّل هِ اّلذِي أذْهَ بَ َ‬
‫علممهم بمالَخرة‪ ,‬فقالوا‪ :‬الم َ‬
‫حزن الدنميا‪ ,‬ول تعاظم فمي أنفسهم ما طلبوا به المجنة أبكاهم المخوف من النار‪ ,‬وإنه من‬
‫ل فمي‬
‫ل يتعزّ بعزاء ال يقطّع نفسه علمى الدنميا حسرات‪ ,‬ومن لمم ير ل علميه نعمة إ ّ‬
‫مطعم أو مشرب‪ ,‬فقد قلّ علممه‪ ,‬وحضر عذابه‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬عُنمي به المموت‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22180‬م حدث نا أ بو ُكرَ يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن إدر يس‪ ,‬عن أب ميه‪ ,‬عن عط ية‪ ,‬ف مي قوله‪:‬‬
‫ن قال‪ :‬المموت‪.‬‬
‫عنّا المحَزَ َ‬
‫حمْدُ لِّلهِ اّلذِي أذْهَبَ َ‬
‫الم َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬عُنمي به حزن المخبز‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22181‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬عن حفص‪ ,‬يعنمي ابن حميد‪ ,‬عن شمر‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ن قال‪ :‬حزن‬
‫عنّا المحَزَ َ‬
‫حمْدُ لِّل ِه اّلذِي أذْهَ بَ َ‬
‫لمما أدخمل ال أهل المجنة المجنة‪ ,‬قالوا الم َ‬
‫المخبز‪.‬‬
‫حزَن من التعب الذي كانوا فميه فمي الدنميا‪ .‬ذكر من قال‬
‫وقال آخرون‪ :‬عُنمي بذلك‪ :‬الم َ‬
‫ذلك‪:‬‬
‫ح ْمدُ لِلّ هِ‬
‫‪ 22182‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَقالُوا الم َ‬
‫ن قال‪ :‬كانوا فممي الدنمميا يعملون وينصمَبون وهمم فممي خوف‪ ,‬أو‬
‫اّلذِي أذْهَب َم عَنّا الممحَزَ َ‬
‫يحزنون‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل عُن مي بذلك ال محزن الذي ينال الظال مم لنف سه ف مي موق مف الق ميامة‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22183‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أحمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬عن العمش‪ ,‬قال‪ :‬ذكر‬
‫أ بو ثا بت أن أب ما الدرداء‪ ,‬قال‪ :‬سمعت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول‪« :‬أمّا الظّالِ ممُ‬
‫حزَنِ‪ ,‬فَذل كَ قَوُْل هُ‪ :‬المحَ ْمدُ لِّل ِه اّلذِي أذْهَ بَ‬
‫ِلنَفْ سِهِ‪ ,‬فَم ُيصِيبُ ُه فِمي ذَل كَ الممَكانِ مِ نَ الغَ مّ والم َ‬
‫حزَنَ»‪.‬‬
‫عنّا الم َ‬
‫َ‬
‫وأولمى القوال فمي ذلك بمالصواب أن يقال‪ :‬إن ال تعالمى ذكره أخبر عن هؤلء القوم‬
‫ح ْمدُ لِّل ِه اّلذِي أذْهَ بَ عَنّا‬
‫الذ ين أكرم هم ب مما أكرم هم به أن هم قالوا ح ين دخ ملوا ال مجنة ال م َ‬
‫حزَنَ وخوف دخول النار من ال محزن‪ ,‬وال مجَزَع من ال مموت من ال محزن‪ ,‬وال مجزع‬
‫ال م َ‬
‫من ال محاجة إل مى ال ممطعم من ال محزن‪ ,‬ول مم يخ صص ال إذ أ خبر عن هم أن هم حمدوه‬
‫علمى إذهابه المحزن عنهم نوعا دون نوع‪ ,‬بل أخبر عنهم أنهم عموا جميع أنوع المحزن‬
‫بقول هم ذلك‪ ,‬وكذلك ذلك‪ ,‬لن من دخ مل ال مجنة فل حزن عل ميه ب عد ذلك‪ ,‬فحمد هم عل مى‬
‫إذهابه عنهم حميع معانمي المحزن‪.‬‬
‫شكُورٌ يقول تعال مى ذكره م خبرا عن ق ميمل هذه ال صناف الذ ين‬
‫ن َربّ نا َل َغفُورٌ َ‬
‫وقوله‪ :‬إ ّ‬
‫أ خبر أ نه ا صطفماهم من عب ماده ع ند دخول هم ال مجنة‪ :‬إن رب نا لغفور لذنوب عب ماده الذ ين‬
‫تابوا من ذنوبهم‪ ,‬فساترها علميهم بعفوه لهم عنهم‪ ,‬شكور لهم علمى طاعتهم إياه‪ ,‬وصالمح‬
‫ما قدّموا فمي الدنميا من العمال‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫ن َربّنا َل َغفُورٌ‬
‫‪22184‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة فمي قوله‪ :‬إ ّ‬
‫شكُورٌ لمحسناتهم‪.‬‬
‫َ‬
‫شكُورٌ‬
‫ن َربّ نا َلغَفُورٌ َ‬
‫‪ 22185‬م حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يعقوب‪ ,‬عن ح فص‪ ,‬عن ش مر إ ّ‬
‫غفر لهم ما كان من ذنب‪ ,‬وشكر لهم ما كان منهم‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫سنَا فِيهَا نَصَبٌ َولَ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬اّل ِذيَ َأحَّلنَا دَارَ ا ْلمُقَا َمةِ مِن َفضْلِ ِه لَ َي َم ّ‬
‫َي َمسّنَا فِيهَا ُلغُوبٌ }‪.‬‬
‫شكُورٌ اّلذِي‬
‫يقول تعالمى ذكره مخبرا عن قميمل الذين أدخملوا المجنة إ نّ َربّنا َلغَفُورٌ َ‬
‫أحَلّنا دَارَ الممُقامَةِ‪ :‬أي ربنا الذي أنزلنا هذه الدار‪ ,‬يعنون المجنة فدار الممُقامة‪ :‬دار القامة‬
‫الت مي ل نقلة مع ها عن ها‪ ,‬ول ت محوّل وال مميمم إذا ض مت من ال ممُقامة‪ ,‬ف هي من القا مة‪,‬‬
‫فإذا فتمحت فهي من المممجلس‪ ,‬والممكان الذي يُقام فميه‪ ,‬قال الشاعر‪:‬‬
‫ب‬
‫عدَاءِ تأْوِي ِ‬
‫سيْرٍ إلمى ال ْ‬
‫َيوْمانِ َي ْومُ مَقاماتٍ وأ ْن ِديَةٍ َويَ ْو ُم َ‬
‫وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22186‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة اّلذِي أحَلّنا دَارَ الممُقامَةِ‬
‫ن فَضْلِ ِه أقاموا فل يتمحوّلون‪.‬‬
‫مِ ْ‬
‫وقوله‪ :‬ل يَ م َمسّنا فِ ميها نَ صَبٌ يقول‪ :‬ل ي صيبنا ف ميها ت عب ول و جع وَل يَ م َمسّنا فِ ميها‬
‫ُلغُو بٌ يعن مي ب ماللغوب‪ :‬العناء والعياء‪ .‬وبن محو الذي قل نا ف مي ذلك قال أ هل التأوي مل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪22187‬م حدثنا ممحمد بن عبميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا موسى بن عمير‪ ,‬عن أبمي صالمح‪ ,‬عن ابن‬
‫عبماس‪ ,‬فمي قوله‪ :‬ل يَم َمسّنا فِميها َنصَبٌ وَل يَممَسّنا فِميها ُلغُوبٌ قال‪ :‬اللغوب‪ :‬العناء‪.‬‬
‫‪ 22188‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬ل يَم َمسّنا فِميها‬
‫َنصَبٌ‪ :‬أي وجع‪.‬‬

‫‪37-36‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل يُ ْقضَىَ عََل ْيهِ مْ َف َيمُوتُواْ َولَ‬
‫ج َهنّ مَ َ‬
‫ن كَ َفرُو ْا َلهُ مْ نَارُ َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬وَاّلذِي َ‬
‫خ ِرجْنَا َن ْعمَلْ‬
‫صطَ ِرخُونَ فِيهَا َربّنَآ َأ ْ‬
‫جزِي كُلّ كَفُورٍ * وَهُ مْ يَ ْ‬
‫عذَابِهَا َكذَلِ كَ َن ْ‬
‫ع ْنهُ مْ مّ نْ َ‬
‫ُيخَفّ فُ َ‬
‫ل أَوَلَ مْ ُن َع ّم ْركُ ْم مّا َي َت َذكّرُ فِي ِه مَن َت َذ ّكرَ َوجَآ َءكُ ُم ال ّنذِيرُ َفذُوقُواْ فَمَا‬
‫غ ْيرَ اّلذِي كُ منّا َن ْعمَ ُ‬
‫صَالِحا َ‬
‫ن مِن نّصِيرٍ }‪.‬‬
‫لِلظّالِمِي َ‬
‫ج َهنّ ممَ يقول‪ :‬ل هم نار جهن مم‬
‫ن كَ َفرُوا ب مال ور سوله َلهُ مْ نارُ َ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬وَاّلذِي َ‬
‫مخملّدين فميها‪ ,‬ل حظّ لهم فمي المجنة ول نعيممها‪ ,‬كما‪:‬‬
‫ل يُ ْقضَى‬
‫ج َهنّممَ َ‬
‫‪ 22189‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َلهُ مْ نَارُ َ‬
‫عَلَم ْي ِهمْ بمالمموت فميمموتوا‪ ,‬لنهم لو ماتوا لستراحوا‪.‬‬
‫ع ْنهُمْ مِنْ عَذابِها يقول‪ :‬ول يخفف عنهم من عذاب نار جهنمم بإماتتهم‪ ,‬فميخفف‬
‫وَل ُيخَفّفُ َ‬
‫ذلك عنهم‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪22190‬م حدثنمي مُطرّف بن عبد ال الضّبّمي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو قُتميبة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو هلل‬
‫الراسمبميّ‪ ,‬عمن قتادة عمن أبممي السموداء‪ ,‬قال‪ :‬مسماكين أهمل النار ل يممموتون‪ ,‬لو ماتوا‬
‫لستراحوا‪.‬‬
‫‪ 22191‬م حدثنمي عقبة عن سنان القزاز‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا غَسان بن مضر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد بن‬
‫يزيد وحدثنمي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن عُلَمية‪ ,‬عن سعيد بن يزيد وحدثنا سَوّار بن عبد ال‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا بشر بن الممفضل‪ ,‬حدثنا أبو سَلَممة‪ ,‬عن أبمي نضرة‪ ,‬عن أبمي سعيد‪ ,‬قال‪ :‬قال‬
‫ن فِ ميها ول‬
‫ن هُ مْ أهْلُها فإ ّنهُ مْ ل يَممُوتُو َ‬
‫رسول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أمّا أهْلُ النّاراّلذِي َ‬
‫لكنم ناسما أو كمما قال تُصمِي ُب ُهمْ النّارُ ِب ُذنُو ِبهِممْ‪ ,‬أو قال‪ِ :‬بخَطاياهُممْ‪ ,‬فَمميُممِي ُت ُهمْ إماتَةً‬
‫ّ‬ ‫حيَوْنمَ‪,‬‬
‫َي ْ‬
‫جنّةِ‪,‬‬
‫ل الم َ‬
‫عةِ‪َ ,‬فجِيءَ ِبهِ ْم ضَبما ِئرَ‪َ ,‬ف ُبثّوا علمى أهْ ِ‬
‫ن فِمي الشّفما َ‬
‫حتمى إذَا صَارُوا فَحْما َأذِ َ‬
‫سيْملِ»‬
‫حمِيملِ ال ّ‬
‫ت المحَبّ ُة فِ مي َ‬
‫جنّ ِة أفِميضُوا عَلَميْ ِهمْ فَم َينْ ُبتَونَ كمَا َت ْنبُ ُ‬
‫فَقالَ‪ :‬يا أهلَ الم َ‬
‫فقال رجل من القوم حينئذٍ‪ :‬كأن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد كان بمالبمادية‪.‬‬
‫ع ْنهُ مْ مِ نْ عَذا ِبهَا وقد قميمل فمي موضع آخر‪:‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬وكيف قميمل‪ :‬ولَ يخَفّ فُ َ‬
‫سعِيرا؟ قميمل‪ :‬معنى ذلك‪ :‬ول يخفف عنهم من هذا النوع من العذاب‪.‬‬
‫ت ِزدْنا ُهمْ َ‬
‫خبَ ْ‬
‫كُلّمما َ‬
‫وقوله‪َ :‬كذَل كَ نَمجْزِي كُلّ َكفُورٍ يقول تعالمى ذكره‪ :‬هكذا يكافمىء كلّ جحود لنعم ربه يوم‬
‫القميامة‪ ,‬بأن يدخملهم نار جهنمم بسيئاتهم التمي قدّموها فمي الدنميا‪.‬‬
‫خ ِرجْنما َن ْعمَلْ صمَالِمحا غي َر اّلذِي كُن ّا نعملُ يقول‬
‫طرِخُونَ فِمميها َربّنما أ ْ‬
‫َصم َ‬
‫ُمم ي ْ‬
‫وقوله‪ :‬وَه ْ‬
‫تعالمى ذكره‪ :‬هؤلء الكفمار يستغيثون‪ ,‬ويضجون فمي النار‪ ,‬يقولون‪ :‬يا ربنا أخرجنا نعمل‬
‫َصمطَرخُونَ‬
‫صمالمحا‪ :‬أي نعممل بطاعتمك غَي َر اّلذِي كُن ّا َن ْعمَلُ قبلُ ممن معاصميك‪ .‬وقوله‪ :‬ي ْ‬
‫ت تاؤها طاء لقرب مخرجها من الصاد لمما ثَقُلت‪.‬‬
‫يفتعلون من الصّراخ‪ ,‬حوّل ْ‬
‫ن َت َذ ّكرَ اختلف أهل التأويمل فمي مبلغ ذلك‪ ,‬فقال‬
‫وقوله‪ :‬أ َو لَممْ ُن َع ّم ْركُ مْ ما َي َتذَ ّكرُ فِمي ِه مَ ْ‬
‫بعضهم‪ :‬ذلك أربعون سنة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22192‬م حدث نا ا بن ع بد العل مى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ب شر بن ال ممفضل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد ال بن‬
‫خثَميمم‪ ,‬عن ممجاهد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت ابن عبماس يقول‪ :‬العمر الذي أعذر ال إلمى‬
‫عثمان بن ُ‬
‫ابن آدم أ َو لَممْ ُن َعمّ ْر ُكمْ ما َي َت َذكّ ُر فِمي ِه مَنْ َت َذ ّكرَ‪ :‬أربعون سنة‪.‬‬
‫‪ 22193‬م حدثنمي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هشيمم‪ ,‬عن ممجالد‪ ,‬عن الشعبمي‪ ,‬عن مسروق أنه‬
‫حذْره من ال‪.‬‬
‫كان يقول‪ :‬إذا بلغ أحدكم أربعين سنة‪ ,‬فلميأخذ ِ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل ذلك ستون سنة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22194‬م حدث نا م محمد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفميان‪ ,‬عن ا بن‬
‫ن َت َذ ّكرَ قال‪ :‬ستون‬
‫خثَميْمم‪ ,‬عن ممجاهد‪ ,‬عن ابن عبماس أو لَممْ ُن َع ّم ْركُمْ ما َي َتذَ ّكرُ فِميهِ مَ ْ‬
‫ُ‬
‫سنة‪.‬‬
‫خثَميْمم‪ ,‬عن‬
‫حدثنا أبو ُكرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن إدريس‪ ,‬قال‪ :‬سمعت عبد ال بن عثمان بن ُ‬
‫ممجاهد‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قال‪ :‬العمر الذي أعذر ال فميه لبن آدم ستون سنة‪.‬‬
‫‪ 22195‬م حدثنا علميّ بن شع يب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ممحمد بن إسماعيمل بن أبمي كديك‪ ,‬عن‬
‫إبراهيممم بن الفضمل‪ ,‬عن أبممي حسمين المممكيّ‪ ,‬عن عطاء بن أبممي رَب ماح‪ ,‬عن ا بن‬
‫ن يَوْ مُ القِ ميامَ ِة نُودِ يَ‪ :‬أ ْي نَ أبْناءُ‬
‫عب ماس‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إذَا كا َ‬
‫ستّمينَ‪ ,‬وَ ُهوَ ال ُع ُمرُ اّلذِي قالَ الّلهُ‪ :‬أ َو لَم ْم ُن َعمّ ْر ُكمْ ما َي َت َذكّرُ فِميهِ َمنْ َت َذ ّكرَ وَجا َء ُكمُ ال ّنذِيرُ»‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫صيّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا بق مية بن الول ميد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا‬
‫‪ 22196‬م حدثن مي أح مد بن الفرج ال محِ ْم ِ‬
‫ُمطَرّف بن مازن الكنانميّ‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معمر بن راشد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت ممحمد بن عبد الرحمن‬
‫عذَرَ‬
‫الغف ماريّ يقول‪ :‬سمعت أب ما هريرة يقول‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬لَ َقدْ َأ ْ‬
‫س ْبعِينَ»‪.‬‬
‫سنَةً وال ّ‬
‫ن َ‬
‫ستّمي َ‬
‫ب ال ّ‬
‫اللّ ُه إلمى صَاحِ ِ‬
‫‪ 22197‬م حدثنا أبو صالمح الفزاري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ممحمد بن سوار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب بن‬
‫ع بد الرح من بن ع بد القار يّ ال سكندريّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو حازم‪ ,‬عن سعيد ال ممقبريّ‪ ,‬عن‬
‫ع َذرَ‬
‫سنَ ًة فَ َقدْ أ ْ‬
‫ستّمينَ َ‬
‫ع ّمرَهُ الّل ُه ِ‬
‫أبمي هريرة‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪َ « :‬منْ َ‬
‫إلَميْهِ فِمي ال ُعمْرِ»‪.‬‬
‫‪ 22198‬م حدث نا م محمد بن سوار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ سد بن حم يد‪ ,‬عن سعيد بن طر يف‪ ,‬عن‬
‫الصبغ بن نبماتة‪ ,‬عن علميّ رضي ال عنه‪ ,‬فمي قوله‪ :‬أ َو لَممْ ُن َع ّمرْكُمْ ما َي َت َذ ّكرُ فِمي ِه مَنْ‬
‫َت َذكّرَ وَجا َء ُكمُ ال ّنذِيرُ قال‪ :‬العمر الذي عمركم ال به ستون سنة‪.‬‬
‫وأش به القول مين بتأوي مل الَ ية إذ كان ال مخبر الذي ذكرناه عن ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم خبرا فمي إسناده بعض من َيجِب التثبت فمي نقله‪ ,‬قول من قال ذلك أربعون سنة‪ ,‬لن‬
‫ف مي الربع ين يتنا هى ع قل الن سان وفه مه‪ ,‬و ما ق بل ذلك و ما بعده منتقَص عن كماله ف مي‬
‫حال الربعين‪.‬‬
‫ُمم النّذيرُ اختلف أهمل التأويممل فممي معنمى النذيمر‪ ,‬فقال بعضهمم‪ :‬عنمى بمه‬
‫وقوله‪ :‬وَجا َءك ُ‬
‫ممحمدا صلى ال عليه وسلم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22199‬م حدثن مي يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬ف مي قوله‪ :‬وَجا َءكُ مُ‬
‫ن ال ّنذُرِ الُولمى‪.‬‬
‫ال ّنذِيرُ قال‪ :‬النذير‪ :‬النبميّ‪ .‬وقرأ‪ :‬هذا َنذِيرٌ مِ َ‬
‫عنَى به الشيب‪ .‬فتأويمل الكلم إذن‪ :‬أو لمم نعمركم يا معشر الممشركين بمال‬
‫وقميمل‪َ :‬‬
‫من ُقرَيش من السنمين‪ ,‬ما يتذكر فميه من تذكر‪ ,‬من ذوي اللبماب والعقول‪ ,‬واتعظ منهم‬
‫من اتعظ‪ ,‬وتاب من تاب‪ ,‬وجاءكم من ال منذر يُنذركم ما أنتمم فميه الميوم من عذاب ال‪,‬‬
‫فلمم تتذكّروا مواعظ ال‪ ,‬ولمم تقبلوا من نذير ال الذي جاءكم ما أتاكم به من عند ربكم‪.‬‬

‫‪38-37‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫غ ْيرَ‬
‫خ ِرجْنَا َن ْعمَلْ صَالِحا َ‬
‫ن فِيهَا َربّنَآ َأ ْ‬
‫ط ِرخُو َ‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬وَهُ ْم يَ صْ َ‬
‫ل أَوَلَ مْ ُن َع ّم ْركُ ْم مّا َي َت َذكّرُ فِي ِه مَن َت َذ ّكرَ َوجَآ َءكُ ُم ال ّنذِيرُ َفذُوقُواْ َفمَا لِلظّاِلمِي نَ مِن‬
‫اّلذِي كُمنّا َن ْعمَ ُ‬
‫صدُورِ }‪.‬‬
‫ض ِإنّهُ عَلِيمٌ ِبذَاتِ ال ّ‬
‫سمَاوَاتِ وَالرْ ِ‬
‫غيْبِ ال ّ‬
‫ن اللّهَ عَاِلمُ َ‬
‫ّنصِيرٍ * إِ ّ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪َ :‬فذُوقُوا نار عذاب جهن مم الذي قد صَلِميتمموه أي ها الكافرون ب مال‬
‫سبُوها غ ضب ال‬
‫ن نَ صِير يقول‪ :‬ف ما للكافر ين الذ ين ظل مموا أنف سهم فأك َ‬
‫فَمَا للظّالِ ممِينَ مِ ْ‬
‫ن اللّ هَ‬
‫بكفرهم بمال فمي الدنميا من نصير ينصرهم من ال لميستنقذهم من عقابه‪ .‬وقوله‪ :‬إ ّ‬
‫ت والرْ ضِ يقول تعال مى ذكره‪ :‬إن ال عال مم ما تُ مخْفون أي ها الناس‬
‫سمَوَا ِ‬
‫ب ال ّ‬
‫غيْ ِ‬
‫عالِ ممُ َ‬
‫فمي أنفسكم و ُتضْمرونه‪ ,‬وما لمم تضمروه ولمم تنوُوه ممما ستنوُونه‪ ,‬وما هو غائب عن‬
‫أبصاركم فمي السموات والرض‪ ,‬فماتقوه أن َيطّلع علميكم‪ ,‬وأنتمم تضمرون فمي أنفسكم‬
‫من الش كّ فمي وحدانمية ال‪ ,‬أو فمي نبوّة ممحمد‪ ,‬غير الذي تبدونه بألسنتكم‪ِ ,‬إنّه عَلِميممٌ‬
‫صدُورِ‪.‬‬
‫ِبذَاتِ ال ّ‬
‫‪39‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫لئِفَ فِي الرْضِ َفمَن كَ َفرَ َفعََليْهِ كُ ْفرُهُ‬
‫جعََلكُمْ خَ َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬هُ َو اّلذِي َ‬
‫خسَارا }‪.‬‬
‫ن كُ ْفرُهُ ْم ِإلّ َ‬
‫ن كُ ْفرُ ُهمْ عِندَ َر ّب ِهمْ ِإلّ مَقْتا َولَ َيزِيدُ ا ْلكَافِرِي َ‬
‫ل َيزِيدُ ا ْلكَافِرِي َ‬
‫َو َ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬ال الذي جعل كم أي ها الناس خلئف ف مي الرض من ب عد عاد وثمود‪,‬‬
‫ومن مضى من قبلكم من الممم فجعلكم تمخملفونهم فمي ديارهم ومساكنهم‪ ,‬كما‪:‬‬
‫جعََلكُ مْ‬
‫‪ 22200‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬هُ َو اّلذِي َ‬
‫خَلئِفَ فمي الرْضِ أمة بعد أُمة‪ ,‬وقرنا بعد قرن‪.‬‬
‫ن كَ َفرَ َفعَلَميْهِ كُ ْفرُ ُه يقول تعالمى ذكره‪ :‬فمن كفر بمال منكم أيها الناس‪ ,‬فعلمى‬
‫وقوله‪َ :‬فمَ ْ‬
‫نفسه ضرّ كفره‪ ,‬ل يضرّ بذلك غير نفسه‪ ,‬لنه الممعاقب علميه دون غيره‪ .‬وقوله‪ :‬وَل َيزِيدُ‬
‫ل بُعدا‬
‫ل مَقْتا يقول تعالمى‪ :‬ول يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إ ّ‬
‫ع ْندَ َر ّبهِ مْ إ ّ‬
‫الكا ِفرِي نَ كُ ْفرُهُ مْ ِ‬
‫ل خَسارا يقول‪ :‬ول يزيد الكافرين كفرهم بمال إلّ‬
‫ن كُ ْفرُهُ مْ إ ّ‬
‫من رحمة ال وَل َيزِيدُ الكا ِفرِي َ‬
‫هلكا‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ش َركَآ َءكُ مُ اّلذِي نَ َتدْعُو نَ مِن دُو نِ الّل ِه َأرُونِي‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬قُلْ َأرََأ ْيتُ مْ ُ‬
‫ل إِن َي ِعدُ‬
‫ت أَ ْم آ َت ْينَاهُمْ ِكتَابا فَهُمْ عََلىَ َب ّينَ ٍة ّمنْهُ بَ ْ‬
‫سمَاوَا ِ‬
‫شرْكٌ فِي ال ّ‬
‫مَاذَا خَلَقُو ْا مِنَ الرْضِ أَ ْم َلهُمْ ِ‬
‫غرُورا }‪.‬‬
‫ضهُم َبعْضا ِإلّ ُ‬
‫الظّالِمُونَ َب ْع ُ‬
‫يقول تعالمى ذكره لنبميه ممحمد صلى ال عل يه وسلم‪ :‬قُلْ يا ممحمد لممشركي قومك‬
‫ن اللّ هِ أرُونِ مي ماذَا خَ ملَقُوا مِ نَ الرْ ضِ‬
‫ن مِ نْ دُو ِ‬
‫ن َتدْعُو َ‬
‫شرَكا َءكُ مُ اّلذِي َ‬
‫أرأيْتُ ممْ أي ها القوم ُ‬
‫سمَوَاتِ يقول‪ :‬أم لشركائكم‬
‫شرْ كٌ فِمي ال ّ‬
‫يقول‪ :‬أرونمي أ يّ شيء خملقوا من الرض أ ْم َلهُ مْ ِ‬
‫شرك مع ال فمي السموات‪ ,‬إن لمم يكونوا خَملَقوا من الرض شيئا أَ مْ آتَميْنا ُهمْ كِتابما َفهُ مْ‬
‫عَل مى بَ م ّينَةٍ ِمنْ هُ يقول‪ :‬أم آت مينا هؤلء ال ممشركين كتاب ما أنزلناه عل ميهم من ال سماء بأن‬
‫يشركوا بمال الوثان والصنام‪ ,‬فهم علمى بميّنة منه‪ ,‬فهم علمى برهان ممما أمرتهم فميه‬
‫من الشراك بمي‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫شرَكا َءكُ ُم اّلذِينَ‬
‫‪22201‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة قُلْ أرأ ْيتُممْ ُ‬
‫ن الرْضِ ل شيء وال خَملَقوا منها أ ْم َل ُهمْ شِ ْركٌ‬
‫ن دُونِ الّلهِ أرُونِمي ماذَا خَملَقُوا مِ َ‬
‫َتدْعُونَ مِ ْ‬
‫ت ل وال ما لهم فميها شرك أ ْم آتَميْنا ُهمْ كِتابما َفهُمْ عَلمى بَم ّينَ ٍة منه‪ ,‬يقول‪ :‬أم‬
‫سمَوَا ِ‬
‫فِمي ال ّ‬
‫آتميناهم كتابما فهو يأمرهم أن يشركوا‪.‬‬
‫غرُورا وذلك قول بعضهمم لبعمض‪ :‬مما‬
‫ُمم َبعْضما إلّ ُ‬
‫ضه ْ‬‫ن َبعْ ُ‬
‫إنم َي ِعدُ الظّالِمممُو َ‬
‫وقوله‪ :‬بَلْ ْ‬
‫ن ْعبُدُهُ مْ إلّ لِ ميُقَ ّربُونا إل مى اللّ ِه زُلْفَ مى خدا عا من بعض هم لب عض وغرورا‪ ,‬وإن مما تزلف هم‬
‫آلهتهم إلمى النار‪ ,‬وتقصيهم من ال ورحمته‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫سمَاوَاتِ وَالرْ ضَ أَن َتزُولَ وََلئِن زَالَتَآ‬
‫سكُ ال ّ‬
‫ن اللّ هَ ُيمْ ِ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪ِ{ :‬إ ّ‬
‫غفُورا }‪.‬‬
‫ن حَلِيما َ‬
‫حدٍ مّن َب ْعدِهِ ِإّنهُ كَا َ‬
‫ن َأ َ‬
‫سكَ ُهمَا مِ ْ‬
‫ن َأ ْم َ‬
‫إِ ْ‬
‫ض لئل تزول من أماكنهما وََلئِ نْ زَالَتا‬
‫سمَوَاتِ وَالرْ َ‬
‫سكُ ال ّ‬
‫ن اللّ هَ يُممْ ِ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬إ ّ‬
‫ن َب ْعدِ هِ يقول‪ :‬ما أمسكهما أحد سواه‪ .‬ووضعت «لئن»‬
‫حدٍ مِ ْ‬
‫نأَ‬
‫سكَهُما مِ ْ‬
‫ن أمْ َ‬
‫يقول‪ :‬ولو زالتا إ ْ‬
‫ن زَالَ تا ف مي مو ضع «لو» لنه ما يجاب مان بجواب وا حد‪ ,‬ف ميتشابهان ف مي‬
‫ف مي قوله وََلئِ ْ‬
‫ن بممعنى‪:‬‬
‫ن َب ْعدِ ِه يكْ ُفرُو َ‬
‫الممعنى ونظير ذلك قوله‪ :‬وََلئِ نْ أرْ سَلْنا رِيحا فَرَأَ ْو ُه مُ صْ َفرّا َلظَلّوا مِ ْ‬
‫ن أُوتُوا الكِتا بَ بممعنى‪ :‬لو أتميت‪ .‬وقد بميّنا‬
‫ولو أرسلنا ريحا‪ ,‬وكما قال‪ :‬ولئن أتَميْتَ اّلذِي َ‬
‫ذلك فميمما مضى بمما أغنى عن إعادته فمي هذا المموضع‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك‬
‫قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫سكُ‬
‫ن اللّ َه يُ ممْ ِ‬
‫‪ 22202‬م حدثَ نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إ ّ‬
‫سمَوَات والرْضَ أنْ َتزُول من مكانهما‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫‪ 22203‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن‬
‫أبممي وائل‪ ,‬قال‪ :‬جاء رجمل إلممى عبمد ال‪ ,‬فقال‪ :‬ممن أيمن جئت؟ قال‪ :‬ممن الشأم‪ ,‬قال‪ :‬مَن‬
‫لق ميتَ؟ قال‪ :‬لق ميتُ كعب ما‪ ,‬فقال‪ :‬ما حدّ ثك ك عب؟ قال‪ :‬حدثن مي أن ال سموات تدور عل مى‬
‫من كب ملك‪ ,‬قال‪ :‬ف صدّقته أو كذّب ته؟ قال‪ :‬ما صدّقته ول كذّب ته‪ ,‬قال‪ :‬لوددت أ نك افتد يت من‬
‫ت والرْ ضَ‬
‫سمَوَا ِ‬
‫سكُ ال ّ‬
‫ن اللّ َه يُممْ ِ‬
‫رحلتك إلميه براحلتك ورحلها‪ ,‬وكذب كعب إن ال يقول‪ :‬إ ّ‬
‫ح ٍد مِنْ َب ْعدِهِ‪.‬‬
‫س َكهُما مِنْ أ َ‬
‫ن َتزُول وََلئِنْ زَالَتا إنْ أ ْم َ‬
‫أْ‬
‫‪ 22204‬م حدث نا جر ير‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن إبراهي مم‪ ,‬قال‪ :‬ذ هب جُندَب ال َبجَل ميّ إل مى ك عب‬
‫الحب مار‪ ,‬فقدم عل ميه ثم ر جع‪ ,‬فقال له ع بد ال‪ :‬حدّث نا ما حدّ ثك‪ ,‬فقال‪ :‬حدثن مي أن ال سماء‬
‫فمي قطب كقطب الرحا‪ ,‬والقطب عمود علمى مَنكِب ملك‪ ,‬قال عبد ال‪ :‬لوددت أنك افتديت‬
‫رحل تك ب ممثل راحل تك ثم قال‪ :‬ما تنت كت ال ميهودية ف مي قلب ع بد فكادت أن تف مارقه‪ ,‬ثم‬
‫ن َتزُول كفمى بها زوالً أن تدور‪.‬‬
‫سمَوَاتِ وَالرْضَ أ ْ‬
‫ك ال ّ‬
‫ن الّلهَ يُم ْمسِ ُ‬
‫قال‪ :‬إ ّ‬
‫كانم حَلِمميمما غَفُورا يقول تعالممى ذكره‪ :‬إن ال كان حلمميمما عممن أشرك‬
‫ّهم َ‬‫وقوله‪ :‬إن ُ‬
‫وكفر به من خملقه فمي تركه تعجيمل عذابه له‪ ,‬غفورا لذنوب من تاب منهم‪ ,‬وأناب إلمى‬
‫اليممان به‪ ,‬والعمل بمما يرضيه‪.‬‬
‫‪43-42‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ج ْهدَ َأ ْيمَا ِنهِ ْم َلئِن جَآءَهُ مْ َنذِيرٌ ّل َيكُونُ نّ أَ ْه َدىَ‬
‫سمُواْ بِالّل ِه َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬وََأقْ َ‬
‫سيّىءِ‬
‫س ِت ْكبَارا فِي الرْ ضِ َو َم ْكرَ ال ّ‬
‫لمَ مِ فَلَمّا جَآءَهُ مْ َنذِيرٌ مّا زَادَهُ مْ ِإلّ نُفُورا * ا ْ‬
‫حدَى ا ُ‬
‫ن ِإ ْ‬
‫مِ ْ‬
‫سنّ ِة اللّ هِ َت ْبدِيلً وَلَن‬
‫جدَ لِ ُ‬
‫ن فَلَن َت ِ‬
‫سنّةَ آلوّلِي َ‬
‫ن ِإلّ ُ‬
‫ل ِبأَهْلِ ِه َفهَلْ يَنظُرُو َ‬
‫سيّىءُ ِإ ّ‬
‫ل َيحِي قُ ا ْل َم ْكرُ ال ّ‬
‫َو َ‬
‫حوِيلً }‪.‬‬
‫سنّةِ الّلهِ َت ْ‬
‫جدَ ِل ُ‬
‫َت ِ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬وأقسم هؤلء الممشركون بمال جهد أيممانهم يقول‪ :‬أشدّ اليممان‪,‬‬
‫لمَ ممِ‬
‫حدَى ا ُ‬
‫نإْ‬
‫ن أ ْهدَى مِ ْ‬
‫فب مالغوا ف ميها‪ ,‬لئن جاء هم من ال مُنذر ينذر هم بأس ال لَ م َيكُونُ ّ‬
‫ل لِ مما يأت ميهم به النذ ير من ع ند ال‪ ,‬من‬
‫يقول‪ :‬ل ميكونُنّ أ سلك لطر يق ال محقّ‪ ,‬وأشدّ قبو ً‬
‫إحدى الممم التمي خملت من قبلهم فَلَممّا جاءَهُمْ َنذِي ٌر يعنمي بمالنذير‪ :‬ممحمدا صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬يقول‪ :‬فلمما جاءهم ممحمد ينذرهم عقاب ال علمى كفرهم‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 22205‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬فَلَممّا جاءَهُ مْ َنذِيرٌ‬
‫وهو ممحمد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ما زَادَهُ مْ إلّ نُفُورا يقول‪ :‬ما زاد هم م مجِيء النذ ير من الي ممان ب مال واتب ماع‬
‫المحقّ‪ ,‬وسلوك هدى الطريق‪ ,‬إلّ نفورا وهربما‪.‬‬
‫خدْ عة سيئة‪ ,‬وذلك‬
‫س ِتكْبمارافِمي الرْ ضِ يقول‪ :‬نفروا ا ستكبمارا ف مي الرض‪ ,‬و ِ‬
‫وقوله‪ :‬ا ْ‬
‫أنهم صدّوا الضعفماء عن اتبماعه مع كفرهم به‪ .‬والممكر هاهنا‪ :‬هو الشرك‪ ,‬كما‪:‬‬
‫سيّىءِ و هو‬
‫‪ 22206‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪َ :‬و َم ْكرَ ال ّ‬
‫الشرك‪.‬‬
‫وأضيف الممكر إلمى السيىء‪ ,‬والسيىء من نعت الممكر‪ ,‬كما قميمل‪ :‬إن هذا لهو ح قّ‬
‫المميقمين‪ .‬وقمميمل‪ :‬إن ذلك فممي قراءة عبمد ال‪َ « :‬و َمكْرا س َميّئا»‪ ,‬وفممي ذلك تممحقميق‬
‫القول الذي قلناه من أن ال سيىء ف مي ال ممعنى من ن عت ال ممكر‪ .‬وقرأ ذلك قرّاء الم صار‬
‫غير العمش وحمزة بهمزة ممحركة بمالمخفض‪ .‬وقرأ ذلك العمش وحمزة بهمزة وتسكين‬
‫ل منهمما بأن الممحركات لممما كثرت فممي ذلك ثقمل‪ ,‬فسمكنا الهمزة‪ ,‬كمما قال‬
‫الهمزة اعتل ً‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ن قُلْتُ صَاحِبْ قَ ّومِ )‬
‫ججْ َ‬
‫(إذا اعْ َو َ‬
‫فسكّن البماء‪ ,‬لكثرة المحركات‪.‬‬
‫والصواب من القراءة ما علميه قرّاء المصار من تمحريك الهمزة فميه إلمى المخفض‪,‬‬
‫وغير جائز فمي القرآن أن يقرأ بكل ما جاز فمي العربمية‪ ,‬لن القراءة إنمما هي ما قرأت‬
‫به الئمة المماضية‪ ,‬وجاء به السلف علمى النمحو الذي أخذوا عمن قبلهم‪.‬‬
‫ِهم يقول‪ :‬ول ينزل المممكر السميىء إلّ بأهله‪,‬‬
‫السميّىءُ إلّ بأهْل ِ‬
‫ِيقم المم َم ْكرُ ّ‬
‫وقوله‪ :‬وَل َيح ُ‬
‫يعن مي ب مالذين ي ممكرونه وإن مما عَنَى أ نه ل ي حل مكروه ذلك ال ممكر الذي مكره هؤلء‬
‫الممشركون إلّ بهم‪.‬‬
‫وقال قتادة فمي ذلك ما‪:‬‬
‫سيّىءُ‬
‫‪ 22207‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَل َيحِيقُ الممَ ْكرُ ال ّ‬
‫إلّ بأهْلِهِ وهو الشرك‪.‬‬
‫ن يقول تعالمى ذكره‪ :‬فهل ينتظر هؤلء الممشركون‬
‫سنّةَ الوّلِمي َ‬
‫ل ُ‬
‫وقوله‪َ :‬فهَلْ َي ْنظُرُو نَ إ ّ‬
‫من قومك يا ممحمد إلّ سنة ال بهم فمي عاجل الدنميا علمى كفرهم به ألميممَ العقاب‪.‬‬
‫ل بهم من نقمتمي علمى شركهم بمي وتكذيبهم رسولمي‬
‫يقول‪ :‬فهل ينتظر هؤلء إلّ أن أُح ّ‬
‫مثل الذي أحللت بممن قبلهم من أشكالهم من الممم‪ ,‬كما‪:‬‬
‫ظرُو نَ إلّ‬
‫‪ 22208‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬فهَلْ َي ْن ُ‬
‫سنّتَ الوّلِمينَ‪ :‬أي عقوبة الوّلمين‪.‬‬
‫ُ‬
‫سنّتِ الّلهِ َت ْبدِيلً يقول‪ :‬فلن تمجد يا ممحمد لسنة ال تغيميرا‪.‬‬
‫جدَ ِل ُ‬
‫فَلَنْ تَم ِ‬
‫سنّتِ الّل هِ تَمحْوِيلً يقول‪ :‬ولن تمجد لسنّة ال فمي خملقه تبديلً يقول‪:‬‬
‫جدَ لِ ُ‬
‫وقوله‪ :‬وََل نْ تَم ِ‬
‫لن يغير ذلك‪ ,‬ول يبدّله‪ ,‬لنه ل مردّ لقضائه‪.‬‬

‫‪44‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ظرُواْ َكيْ فَ كَا نَ عَا ِقبَ ُة اّلذِي نَ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ{ :‬أوَلَ ْم يَ سِيرُو ْا فِي الرْ ضِ َفيَن ُ‬
‫ل فِي الرْ ضِ‬
‫سمَاوَاتِ َو َ‬
‫شيْ ٍء فِي ال ّ‬
‫جزَ ُه مِن َ‬
‫ن اللّ هُ ِل ُي ْع ِ‬
‫شدّ ِم ْنهُ مْ قُ ّوةً َومَا كَا َ‬
‫مِن َقبِْلهِ مْ َوكَانُوَ ْا َأ َ‬
‫ِإنّ ُه كَانَ عَلِيما َقدِيرا }‪.‬‬
‫َسمرْ يما مممحمد هؤلء المممشركون بممال‪ ,‬فممي الرض‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬أو لممم ي ِ‬
‫ظرُوا‬
‫التمي أهلكنا أهلها بكفرهم بنا وتكذيبهم رسلنا‪ ,‬فإنهم تمجار يسلكون طريق الشأم فَميَ ْن ُ‬
‫ف كا نَ عا ِقبَ ُة اّلذِي نَ ِم نْ َقبِْلهِ مْ من الممم التمي كانوا يممرون بها ألمم نهلكهم ونمخربْ‬
‫َكيْ َ‬
‫مساكنهم ونمجعلْهم مثلً لممن بعدهم‪ ,‬فميتعظوا بهم‪ ,‬وينزجروا عما هم علميه من عبمادة‬
‫شدّ ِم ْنهُمْ قُ ّوةً َو َبطْشا لن‬
‫الَلهة بمالشرك بمال‪ ,‬ويعلمموا أن الذي فعل بأولئك ما فعل وكانُوا أ َ‬
‫يتعذّر عل ميه أن يف عل ب هم مثل الذي ف عل بأولئك من تعجي مل النق مة‪ ,‬والعذاب ل هم‪ .‬وبن محو‬
‫شدّ ِم ْن ُهمْ قُ ّوةً قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫الذي قلنا فمي قوله‪ :‬وكانُوا أ َ‬
‫‪ 22209‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة وكانُوا أشَ ّد ِم ْنهُ مْ قُ ّوةً‬
‫يخبركم أنه أعطى القوم ما لمم يعطكم‪.‬‬
‫سمَوَاتِ وَل فِ مي الرْ ضِ يقول تعال مى‬
‫شيْ ٍء فِ مي ال ّ‬
‫جزَهُ مِ نْ َ‬
‫وقوله‪ :‬وَ ما كا نَ الّل ُه لِ م ُي ْع ِ‬
‫ذكره‪ :‬ولن يعجزنا هؤلء الممشركون بمال من عبدة الَلهة‪ ,‬الممكذّبون ممحمدا فميسبقونا‬
‫هربما فمي الرض‪ ,‬إذا نمحن أردنا هلكهم‪ ,‬لن ال لمم يكن لميعجزه شيء يريده فمي‬
‫السمموات ول فممي الرض‪ ,‬ولن يقدر هؤلء المممشركون أن ينفُذوا ممن أقطار السمموات‬
‫والرض‪ .‬وقوله‪ :‬إنّ هُ كا نَ عَلِميمما قَدِيرا يقول تعالمى ذكره‪ :‬إن ال كان علميمما بخملقه‪,‬‬
‫وما هو كائن‪ ,‬ومن هو الممستمحقّ منهم تعجيمل العقوبة‪ ,‬ومَن هو عن ضللته منهم راجع‬
‫إلمى الهدى آئب‪ ,‬قديرا علمى النتقام مممن شاء منهم‪ ,‬وتوفميق من أراد منهم لليممان‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ظهْرِهَا مِن‬
‫سبُواْ مَا َترَكَ عََلىَ َ‬
‫س ِبمَا كَ َ‬
‫خذُ الّل ُه النّا َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬وَلَ ْو يُؤَا ِ‬
‫ن ِب ِعبَادِهِ َبصِيرا }‪.‬‬
‫سمّى َفإِذَا جَآءَ َأجَُل ُهمْ َفإِنّ الّلهَ كَا َ‬
‫خرُهُ ْم إَِلىَ َأجَلٍ ّم َ‬
‫دَآبّةٍ وَلَـكِن يُ َؤ ّ‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬ولو يؤاخمذ ال الناس‪ .‬يقول‪ :‬ولو يعاقمب ال الناس‪ ,‬ويكافئهمم بممما‬
‫عملوا من الذنوب وال ممعاصي‪ ,‬واجترحوا من الَثام‪ ,‬ما َترَك عل مى ظهر ها من دا بة تد بّ‬
‫سمّى يقول‪ :‬ول كن يؤخر عقابهم ومؤاخذتهم ب مما ك سبوا‬
‫ل مُ َ‬
‫علميها وََلكِ نْ ُي َؤخّرُهُ مْ إل مى أجَ ٍ‬
‫إل مى أ جل معلوم عنده‪ ,‬م محدود ل يق صرون دو نه‪ ,‬ول يجاوزو نه إذا بلغوه‪ .‬وبن محو الذي‬
‫قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫خ ُذ اللّهَ النّاسَ بِممَا‬
‫‪22210‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَلَ ْو يُؤَا ِ‬
‫ل ما حمل نوح فمي السفمينة‪.‬‬
‫ن دَابّةٍ إ ّ‬
‫سبُوا ما َت َركَ عَلمى ظَ ْهرِها مِ ْ‬
‫َك َ‬
‫كانم ِبعِبممادِ ِه بَصمِيرا يقول تعالممى ذكره‪ :‬فإذا جاء أجمل‬
‫ّهم َ‬‫فإنم الل َ‬
‫ُمم ّ‬‫وقوله‪ :‬فإذَا جا َء أجَُله ْ‬
‫عقابهم‪ ,‬فإن ال كان بعبماده بصيرا من الذي يستمحقّ أن يعاقب منهم‪ ,‬ومن الذي يستوجب‬
‫الكرامة‪ ,‬ومن الذي كان منهم فمي الدنميا له مطيعا‪ ,‬ومن كان فميها به مشركا‪ ,‬ل يخفمى‬
‫علميه أحد منهم‪ ,‬ول يعزب عنه علمم شيء من أمرهم‪.‬‬
‫آخر تفسير سورة فماطر‬

‫سورة يس‬
‫سورة يس مكية‬
‫وآياتها ثلث وثمانون‬
‫بسم ال الرحمَن الرحيـم‬

‫‪4- 1‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن * عََلىَ‬
‫ن ا ْل ُمرْ سَلِي َ‬
‫حكِي مِ * ِإنّ كَ َلمِ َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬ي سَ * وَا ْل ُقرْآ نِ ا ْل َ‬
‫ستَقِيمٍ }‪.‬‬
‫صِرَاطٍ ّم ْ‬
‫اختلف أهل التأويمل فمي تأويمل قوله‪ :‬يس‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬هو قسم أقسم ال به‪ ,‬وهو من‬
‫أسماء ال‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22211‬م حدثنمي علميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالمح‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي معاوية‪ ,‬عن علميّ‪ ,‬عن ابن‬
‫عبماس‪ ,‬قوله‪ :‬يس قال‪ :‬فإنه قسم أقسمه ال‪ ,‬وهو من أسماء ال‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬معناه‪ :‬يا رجل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪22212‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو تُممَيملة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المحسين بن واقد‪ ,‬عن يزيد‪,‬‬
‫عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬فمي قوله يس قال‪ :‬يا إنسان‪ ,‬بمالمحبشية‪.‬‬
‫‪ 22213‬م حدثنا ابن الممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ممحمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن شرقميّ‪,‬‬
‫قال‪ :‬سمعت عكرمة يقول‪ :‬تفسير يس‪ :‬يا إنسان‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هو مفتاح كلم افتتمح ال به كلمه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪22214‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مؤمل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬عن ابن أبمي نمجيح‪ ,‬عن‬
‫ممجاهد‪ ,‬قال‪ :‬يس مفتاح كلم‪ ,‬افتتمح ال به كلمه‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل هو اسم من أسماء القرآن‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22215‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬يس قال‪ :‬كلّ هجاء‬
‫فمي القرآن اسم من أسماء القرآن‪.‬‬
‫قال أ بو جع فر‪ :‬و قد ب ميّنا القول ف ميمما م ضى ف مي نظائر ذلك من حروف الهجاء ب مما‬
‫أغنى عن إعادته وتكريره فمي هذا المموضع‪.‬‬
‫حكِيممِ يقول‪ :‬والقرآن ال مممحكم بممما فمميه من أحكا مه‪ ,‬وب ميّنات‬
‫وقوله‪ :‬والقُرآنِم المم َ‬
‫ك لَ ممِنَ ال م ُمرْسَلِمينَ يقول تعال مى ذكره مق سما بوح يه وتنزي مله لنب ميه م محمد‬
‫حج جه إنّ َ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬إنك يا ممحمد لممن الممرسلمين بوحي ال إلمى عبماده‪ ,‬كما‪:‬‬
‫حكِيم ِم إنّ كَ‬
‫‪ 22216‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة والقُرآ نِ الم َ‬
‫ستَقِميممٍ‪.‬‬
‫صرَاطٍ ُم ْ‬
‫ن علمى ِ‬
‫لَممِنَ الم ُمرْسَلمينَ قسم كما تسمعون إ ّنكَ لَممِنَ الم ُم ْرسَلِمي َ‬
‫ستَقِميممٍ يقول‪ :‬عل مى طر يق ل اعوجاج ف ميه من الهدى‪ ,‬و هو‬
‫صرَاطٍ مُ ْ‬
‫وقوله‪ :‬عَل مى ِ‬
‫السلم‪ ,‬كما‪:‬‬
‫ستَقِميممٍ‪:‬‬
‫ط مُ ْ‬
‫صرَا ٍ‬
‫‪22217‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة عَلمى ِ‬
‫أي علمى السلم‪.‬‬
‫ُسمتَقِميممٍ وجهان أحدهمما‪ :‬أن يكون معناه‪ :‬إنمك لمممن‬
‫مرَاطٍ م ْ‬
‫وفممي قوله‪ :‬عَلممى ص ِ‬
‫المممرسلمين علممى اسمتقامة ممن الممحقّ‪ ,‬فمميكون حينئذٍ علممى ممن قوله عَلممى صِمرَاطٍ‬
‫ُسمتَقِميممٍ ممن صملة الرسمال‪ .‬والَخمر أن يكون خمبرا مبتدأ‪ ,‬كأنمه قمميمل‪ :‬إنمك لمممن‬
‫م ْ‬
‫الممرسلمين‪ ,‬إنك علمى صراط مستقميمم‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل ا ْلعَزِيزِ ال ّرحِيمِ }‪.‬‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬تَنزِي َ‬
‫ل ال َعزِيزِ ال ّرحِيمممِ فقرأتمه عاممة قرّاء المممدينة‬
‫اختلف القرّاء فممي قراءة قوله‪َ :‬تنْزِيمم َ‬
‫والبصرة‪َ « :‬ت ْنزِيملُ ال َعزِيز» برفع تنزيمل‪ ,‬والرفع فمي ذلك يتمجه من وجهين أحدهما‪ :‬بأن‬
‫يُجعل خبرا‪ ,‬فميكون معنى الكلم‪ :‬إنه تنزيمل العزيز الرحيمم‪ .‬والَخر‪ :‬بمالبتداء‪ ,‬فميكون‬
‫معنى الكلم حينئذٍ‪ :‬إنك لممن الممرسلمين‪ ,‬هذا تنزيمل العزيز الرحيمم‪ .‬وقرأته عامة قرّاء‬
‫ّكم لَمممِنَ‬
‫الكوفمة وبعمض أهمل الشام‪َ :‬ت ْنزِيمملَ نصمبما علممى المممصدر ممن قوله‪ :‬إن َ‬
‫ن الرسال إنمما هو عن التنزيمل‪ ,‬فكأنه قميمل‪ :‬لممنزل تنزيمل العزيز‬
‫الم ُمرْسَلِمينَ ل ّ‬
‫الرحيمم حقا‪.‬‬
‫والصواب من القول فمي ذلك عندي أنهما قراءتان مشهورتان فمي قرّاء المصار‪ ,‬متقاربتا‬
‫الممعنى‪ ,‬فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب الصواب‪ .‬ومعنى الكلم‪ :‬إنك لممن الممرسلمين يا‬
‫ب العز يز ف مي انتقا مه من أ هل الك فر به‪ ,‬الرحي مم ب ممن تاب إل ميه‪,‬‬
‫م محمد إر سال الر ّ‬
‫وأناب من كفره وفسوقه أن يعاقبه علمى سالف جرمه بعد توبته له‪.‬‬

‫‪7- 6‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن * لَ َقدْ حَ قّ الْ َقوْلُ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪ِ{ :‬لتُنذِرَ قَوْما مّآ أُن ِذرَ آبَآؤُهُ مْ َفهُ مْ غَافِلُو َ‬
‫ل يُؤ ِمنُونَ }‪.‬‬
‫عََلىَ َأ ْك َثرِ ِهمْ َفهُمْ َ‬
‫اختلف أهل التأويمل فمي تأويمل قوله‪ِ :‬ل ُت ْن ِذرَ قَوْما ما ُأ ْنذِرَ آبماؤُ ُه ْم فقال بعضهم‪ :‬معناه‪:‬‬
‫لتنذر قوما ما أنذر ال من قبلهم من آبمائهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫شعْ بة‪ ,‬عن‬
‫‪ 22218‬م حدثنا م محمد بن الممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ممحمد بن جع فر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ُ‬
‫سِماك‪ ,‬عن عكرمة فمي هذه الَية‪ِ :‬ل ُت ْنذِ َر قَوْما ما ُأ ْن ِذرَ آبماؤُ ُهمْ قال‪ :‬قد أنذروا‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك لتنذر قوما ما أنذر آبماؤهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪22219‬مم حدثنما بشمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما يزيمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما سمعيد‪ ,‬عمن قتادة ِل ُت ْن ِذرَ قَوْمما مما ُأ ْنذِرَ‬
‫آبماؤُ ُهمْ قال بعضهم‪ :‬لتنذر قوما ما أنذر آبماؤهم من إنذار الناس قبلهم‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬لتنذر‬
‫قوما ما أنذر آبماؤهم‪ :‬أي هذه المة لمم يأتهم نذير‪ ,‬حتمى جاءهم ممحمد صلى ال عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫واختلف أهل العربمية فمي معنى «ما» التمي فمي قوله‪ :‬ما ُأنْذرَ آبماؤُ ُهمْ إذا ُوجّه معنى‬
‫الكلم إلممى أن آبمماءهم قمد كانوا أنذروا‪ ,‬ولممم يُرد بهما الممجحد‪ ,‬فقال بعمض نممحويّمي‬
‫البصرة‪ :‬معنى ذلك‪ :‬إذا أريد به غير المجحد لتنذرهم الذي أُنذر آبماؤهم فَهُ مْ غافِلُو نَ‪ .‬وقال‪:‬‬
‫فدخول الف ماء ف مي هذا ال ممعنى ل يجوز‪ ,‬وال أعل مم‪ .‬قال‪ :‬و هو عل مى ال مجحد أح سن‪,‬‬
‫ف ميكون مع نى الكلم‪ :‬إ نك ل ممن ال ممرسلمين إل مى قوم ل مم ينذر آب ماؤهم‪ ,‬لن هم كانوا‬
‫فمي الفترة‪.‬‬
‫وقال بعض نمحويّمي الكوفة‪ :‬إذا لمم يرد بمما المجحد‪ ,‬فإن معنى الكلم‪ :‬لتنذرهم بمما‬
‫أنذر آبماؤهم‪ ,‬فتلقمى البماء‪ ,‬فتكون «ما» فمي موضع نصب َفهُمْ غافِلُونَ يقول‪ :‬فهم غافلون‬
‫عما ال فماعل‪ :‬بأعدائه الممشركين به‪ ,‬من إحلل نقمته‪ ,‬وسطوته بهم‪.‬‬
‫ن يقول تعال مى ذكره‪ :‬ل قد و جب العقاب‬
‫وقوله‪ :‬لَ َقدْ حَ قّ ال َقوْلُ عل مى أ ْك َثرِهِ مْ فَه مْ ل يُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫علمى أكثرهم‪ ,‬لن ال قد حتمم علميهم فمي أ مّ الكتاب أنهم ل يؤمنون بمال‪ ,‬ول يصدّقون‬
‫رسوله‪.‬‬

‫‪9- 8‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫َانم فَهُم‬
‫للً َف ِهىَ إِلَى ال ْذق ِ‬
‫ِمم َأغْ َ‬
‫ِيم أَعْنا ِقه ْ‬
‫جعَلْنَا ف َ‬
‫القول فممي تأويممل قوله تعالممى‪{ :‬إِنّا َ‬
‫صرُونَ }‪.‬‬
‫ل ُيبْ ِ‬
‫ش ْينَا ُهمْ فَ ُهمْ َ‬
‫غَ‬‫سدّا فَأ ْ‬
‫سدّا و ِمنْ خَلْ ِف ِهمْ َ‬
‫جعَ ْلنَا مِن َبيْنِ َأ ْيدِي ِهمْ َ‬
‫ن * َو َ‬
‫مّ ْق َمحُو َ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬إنا جعلنا أيممان هؤلء الكفمار مغلولة إلمى أعناقِهم بمالغلل‪ ,‬فل‬
‫جعَلْنا فِمي أيممَا ِن ِهمْ‬
‫ُتبْسط بشيء من المخيرات وهي فمي قراءة عبد ال فميمما ذُكر‪« :‬إنّا َ‬
‫لذْقا نِ يعن مي‪ :‬فأَي ممانهم م مجموعة ب مالغلل‬
‫لذْقا نِ»‪ .‬وقوله‪ :‬إل مى ا َ‬
‫أغْللً َفهِ يَ إل مى ا َ‬
‫فمي أعناقهم‪ ,‬فكُنّمي عن اليممان‪ ,‬ولمم يجر لها ذكر لممعرفة السامعين بممعنى الكلم‪,‬‬
‫وأن الغلل إذا كانت فمي العناق لمم تكن إلّ وأيدي الممغلولمين ممجموعة بها إلميها‬
‫فماستغنى بذكر كون الغلل فمي العناق من ذكر اليممان‪ ,‬كما قال الشاعر‪:‬‬
‫خ ْيرَ أ ّيهُما يَملِمينِمي‬
‫وَما َأ ْدرِي إذَا يَممّممْتُ َوجْهاُأرِيدُ الم َ‬
‫شرّ اّلذِي ل َي ْأتَلِمينِمي‬
‫خ ْيرُ اّلذِي أنا أ ْب َتغِيهِأمِ ال ّ‬
‫أألْم َ‬
‫فكنى عن الشرّ‪ ,‬وإنمما ذكر المخير وحده لعلمم سامع ذلك بممعنميّ قائله‪ ,‬إذ كان الشرّ‬
‫مع المخير يُذكر‪ .‬والذقان‪ :‬جمع ذَقَن‪ ,‬وال ّذقَن‪ :‬ممجمع اللّمحْيَمين‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬فهُ مْ مُ ْقمَمحُونَ والممُ ْقمَمح‪ :‬هو الممقنع‪ ,‬وهو أن يحدر الذقن حتمى يصير فمي‬
‫ال صدر‪ ,‬ثم ير فع رأ سه ف مي قول ب عض أ هل العل مم بكلم العرب من أ هل الب صرة‪ .‬وف مي‬
‫ض بصره‪ ,‬بعد رفع رأسه‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال‬
‫قول بعض الكوفميمين‪ :‬هو الغا ّ‬
‫أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22220‬م حدثنمي ممحمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي أبمي‪,‬‬
‫لذْقان َفهُ مْ‬
‫ل فَهِ يَ إل مى ا َ‬
‫لً‬‫جعَلْ نا فِ مي أعْنا ِقهِ مْ أغْ َ‬
‫عن أب ميه‪ ,‬عن ا بن عب ماس‪ ,‬قوله‪ :‬إنّا َ‬
‫ك يعن مي بذلك أن أيدي هم‬
‫عنُقِ َ‬
‫جعَلْ َيدَ كَ َمغْلُولَ ًة إل مى ُ‬
‫مُ ْقمَ محُونَ قال‪ :‬هو كقول ال‪ :‬وَل تَ م ْ‬
‫موثقة إلمى أعناقهم‪ ,‬ل يستطيعون أن يبسُطوها بخير‪.‬‬
‫‪ 22221‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ن قال‪ :‬رافعو رؤوسهم‪ ,‬وأيديهم موضوعة علمى أفواههم‪.‬‬
‫ممجاهد‪ ,‬فمي قوله‪َ :‬ف ُهمْ مُ ْقمَمحُو َ‬
‫جعَلْ نا فِ مي‬
‫‪ 22222‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إنّا َ‬
‫ن فَ ُهمْ مُ ْقمَمحُونَ‪ :‬أي فهم مغلولون عن ك ّل خير‪.‬‬
‫لذْقا ِ‬
‫أعْنا ِقهِمْ أغْللً َف ِهيَ إلمى ا َ‬
‫ن أ ْيدِيهِم ْم سَمدّا يقول تعالممى ذكره‪ :‬وجعلنما ممن بممين أيدي هؤلء‬
‫جعَلْنما مِن ْم بممي ِ‬
‫وقوله‪َ :‬و َ‬
‫الممشركين سدّا‪ ,‬وهو المحاجز بمين الشيئين إذا فتمح كان من فعل بنمي آدم‪ ,‬وإذا كان من‬
‫فعل ال كان بمالضمّ‪ .‬وبمالضمّ قرأ ذلك قرّاء الممدينة والبصرة وبعض الكوفميمين‪ .‬وقرأه‬
‫سدّا فممي الممحرفمين كله ما‬
‫بعمض المممكيمين وعاممة قرّاء الكوفمميمين بفت مح ال سين َ‬
‫والضم أعجب القراءتمين إلميّ فمي ذلك‪ ,‬وإن كانت الخرى جائزة صحيحة‪.‬‬
‫سدّا أنه زيّن لهم سوء أعمالهم‪ ,‬فهم‬
‫سدّا َو ِمنْ خَملْ ِف ِهمْ َ‬
‫جعَلْنا مِن بمينِ أ ْيدِيهِمْ َ‬
‫وعنى بقوله‪َ :‬و َ‬
‫َي ْعمَهون‪ ,‬ول يبصمرون رشدا‪ ,‬ول يتنبهون حقما‪ .‬وبنممحو الذي قلنما فممي ذلك قال أهمل‬
‫التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪22223‬م حدثنمي ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حكام‪ ,‬عن عنبسة‪ ,‬عن ممحمد بن عبد الرحمن‪ ,‬عن‬
‫سدّا قال‪:‬‬
‫ن خَملْ ِفهِمْ َ‬
‫سدّا َومِ ْ‬
‫ن أ ْيدِيهِ مْ َ‬
‫ن بمي ِ‬
‫القاسم بن أبمي َبزّة‪ ,‬عن ممجاهد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬مِ ْ‬
‫عن المحقّ‪.‬‬
‫حدثنمي ممحمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثنمي المحارث‪,‬‬
‫جعَلْنا‬
‫قال‪ :‬حدث نا المحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ا بن أب مي نمجيح‪ ,‬عن م مجاهد َو َ‬
‫ن خَملْفهِ ْم سَدّا عن المحقّ فهم يتردّدون‪.‬‬
‫سدّا َومِ ْ‬
‫ن بمين أيْديهِمْ َ‬
‫مِ ْ‬
‫ن بمينِ أ ْيدِيهِ مْ‬
‫جعَلْنا مِ ْ‬
‫‪ 22224‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو َ‬
‫سدّا قال‪ :‬ضللت‪.‬‬
‫ن خَملْ ِف ِهمْ َ‬
‫سدّا َومِ ْ‬
‫جعَلْنا‬
‫‪ 22225‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قول ال‪َ :‬و َ‬
‫ن قال‪ :‬جعل هذا سدّا بمينهم‬
‫صرُو َ‬
‫شيْناهُمْ َفهُمْ ل ُيبْ ِ‬
‫غَ‬‫ن خَملْ ِفهِ ْم سَدّا فَأَ ْ‬
‫سدّا َومِ ْ‬
‫ن أ ْيدِيهِمْ َ‬
‫ن بَمي ِ‬
‫مِ ْ‬
‫وبمين السلم واليممان‪ ,‬فهم ل يخملصون إلميه‪ ,‬وقرأ‪ :‬وَ سَوَاءٌ عَلَم ْي ِهمْ أأ ْنذَ ْر َتهُ مْ أ مْ لَممْ‬
‫ن حَقّ تْ عَلَم ْي ِهمْ كَلِممَ ُة َربّ كَ ل ُي ْؤ ِمنُو نَ‪ ...‬الَية كلها‪ ,‬وقال‪:‬‬
‫ن اّلذِي َ‬
‫ُت ْنذِرْهُ مْ ل يُ ْؤ ِمنُو نَ‪ ,‬وقرأ‪ :‬إ ّ‬
‫من منعه ال ل يستطيع‪.‬‬
‫شيْناهُ مْ َفهُ ْم ل ُيبْ صِرُونَ يقول‪ :‬فأغشي نا أب صار هؤلء‪ :‬أي جعل نا عل ميها غشاوة‬
‫غَ‬‫وقوله‪َ :‬فأَ ْ‬
‫فهم ل يبصرون هدى ول ينتفعون به‪ ,‬كما‪:‬‬
‫صرُونَ‬
‫شيْناهُمْ فَهُمْ ل ُيبْ ِ‬
‫غَ‬‫‪22226‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َفأَ ْ‬
‫ُهدًى‪ ,‬ول ينتفعون به‪.‬‬
‫وذُكمر أن هذه الَيمة نزلت فممي أبممي جهمل بمن هشام حيمن حلف أن يقتله أو يشدخ رأسمه‬
‫بصخرة‪ .‬ذكر الرواية بذلك‪:‬‬
‫‪22227‬م حدثنمي عمران بن موسى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الوارث بن سعيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عُمارة بن‬
‫ن ولفعلنّ‪ ,‬فأنزلت‪ :‬إنّا‬
‫أبمي حفصة‪ ,‬عن عكرمة قال‪ :‬قال أبو جهل‪ :‬لئن رأيت ممحمدا لفعل ّ‬
‫ن قال‪ :‬فكانوا يقولون‪ :‬هذا م محمد‪,‬‬
‫صرُو َ‬
‫جعَلْ نا فِ مي أعْنا ِقهِ مْ أغْللً‪ ...‬إل مى قوله َفهُ ْم ل ُيبْ ِ‬
‫َ‬
‫فميقول‪ :‬أين هو‪ ,‬أين هو؟ ل يبصره‪.‬‬
‫ْصمرُونَ» بممالعين‬
‫ُمم ل ُيب ِ‬
‫ُمم َفه ْ‬
‫شيْناه ْ‬
‫عَ‬‫وقمد رُوي عمن ابمن عبمماس أنمه كان يقرأ ذلك‪َ « :‬فأَ ْ‬
‫بممعنى أعشيناهم عنه‪ ,‬وذلك أن ال َعشَا هو أن يممشي بماللميمل ول يبصر‪.‬‬

‫‪11- 10‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن * ِإ ّنمَا‬
‫ل يُؤ ِمنُو َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬وَ سَوَآءُ عََل ْيهِ مْ أَأَن َذ ْر َتهُ مْ أَ ْم لَ مْ تُن ِذرْهُ مْ َ‬
‫جرٍ َكرِيمٍ }‪.‬‬
‫تُنذِرُ َمنِ ا ّتبَعَ ال ِذ ْكرَ وَخشِيَ ال ّرحْمـنَ بِا ْل َغيْبِ َف َبشّرْ ُه ِب َمغْ ِفرَةٍ وََأ ْ‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬وسواء يا ممحمد علمى هؤلء الذين ح قّ علميهم القول‪ ,‬أيّ المرين‬
‫كان منمك إلمميهم النذار‪ ,‬أو ترك النذار‪ ,‬فإنهمم ل يؤمنون‪ ,‬لن ال قمد حكمم علمميهم بذلك‪.‬‬
‫ن ا ّتبَ عَ ال ّذ ْكرَ يقول تعالمى ذكره‪ :‬إنمما ينفع إنذارك يا ممحمد من آمن‬
‫وقوله‪ :‬إنّممَا ُت ْن ِذرُ مَ ِ‬
‫ن يقول‪ :‬وخاف ال ح ين يغ يب عن‬
‫حمَ َ‬
‫خشِ يَ ال ّر ْ‬
‫ب مالقران‪ ,‬وات بع ما ف ميه من أحكام ال َو َ‬
‫أبصمار الناظريمن‪ ,‬ل المممنافق الذي يسمتمخفّ بديمن ال إذا خل‪ ,‬ويظهمر اليمممان فممي‬
‫شرْ ُه بِمممغْ ِفرَةٍ يقول‪ :‬فبشمر‬
‫ال ممل‪ ,‬ول ال ممشرك الذي قد ط بع ال عل مى قل به‪ .‬وقوله‪ :‬فَب ّ‬
‫جرٍ َكرِيمم‬
‫ياممحمد هذا الذي اتبع الذكر وخشي الرحمن بمالغيب بممغفرة من ال لذنوبه وأ ْ‬
‫يقول‪ :‬وثواب منه له فمي الَخرة كريمم‪ ,‬وذلك أن يعطيه علمى عمله ذلك المجنة‪ .‬وبنمحو‬
‫الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22228‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة إنّممَا ُت ْنذِرُ َم نِ ا ّتبَ عَ ال ّذ ْكرَ‬
‫واتبماع الذكر‪ :‬اتبماع القرآن‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬إِنّا َنحْ نُ ُنحْيِي ا ْل َم ْو َتىَ َو َن ْكتُ بُ َماَ َق ّدمُواْ وَآثَارَهُ مْ َوكُلّ‬
‫ي ِإمَامٍ ّمبِينٍ }‪.‬‬
‫صيْنَا ُه فِ َ‬
‫ح َ‬
‫شيْءٍ َأ ْ‬
‫ب ما َق ّدمُوا ف مي‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬إنّا نَ محْنُ نُ محْيمي ال ممَوْتمى من خ ملقنا َو َن ْكتُ ُ‬
‫الدنمميا ممن خيمر وشرّ‪ ,‬وصمالمح العمال وسميئها‪ .‬وبنممحو الذي قلنما فممي ذلك قال أهمل‬
‫التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫حيِمي‬
‫ن نُم ْ‬
‫‪22229‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إنّا نَمحْ ُ‬
‫الممَ ْوتَمى َو َن ْكتُبُ ما َق ّدمُوا من عمل‪.‬‬
‫‪ 22230‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪َ :‬و َن ْكتُ بُ ما‬
‫قَ ّدمُوا قال‪ :‬ما عملوا‪.‬‬
‫‪ 22231‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬ما َقدّمُوا قال‪ :‬أعمالهم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وآثارَهُ مْ يعنمي‪ :‬وآثار خُطاهم بأرجلهم‪ ,‬وذكر أن هذه الَية نزلت فمي قوم أرادوا‬
‫أن يقربوا من مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬لميقرب علميهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22232‬م حدثنا نصر بن علميّ المجهضميّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أحمد الزّبميري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫إسرائيمل‪ ,‬عن سماك‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬قال‪ :‬كانت منازل النصار متبماعدة‬
‫ب ما َق ّدمُوا وآثارَهُ مْ فقالوا‪ :‬نثبت‬
‫من الممسجد‪ ,‬فأرادوا أن ينتقلوا إلمى الممسجد فنزلت َو َن ْكتُ ُ‬
‫فمي مكاننا‪.‬‬
‫حدث نا ا بن وك يع‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أب مي‪ ,‬عن إ سرائيمل‪ ,‬عن سماك‪ ,‬عن عكر مة‪ ,‬عن ا بن‬
‫عبمماس‪ ,‬قال‪ :‬كانمت النصمار بعيدة منازلهمم ممن المممسجد‪ ,‬فأرادوا أن ينتقلوا‪ ,‬قال‪ :‬فنزلت‬
‫َو َن ْكتُبُ ما قَ ّدمُوا وآثارَ ُهمْ فثبتوا‪.‬‬
‫‪22233‬مم حدثنما ابمن المممثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما عبمد الصممد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما شعبمة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما‬
‫المجريريّ‪ ,‬عن أبمي نضرة‪ ,‬عن جابر‪ ,‬قال‪ :‬أراد بنو سَلِممة قرب الممسجد‪ ,‬قال‪ :‬فقال لهم‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬يا َبنِمي سَلِممَ َة دِيارَ ُكمْ‪ ,‬إنّها ُت ْكتَبُ آثا ُر ُكمْ»‪.‬‬
‫‪22234‬م حدثنا ابن عبد العلمى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا معتممر‪ ,‬قال‪ :‬سمعت كهمسا يحدّث‪ ,‬عن أبمي‬
‫سملِممة أن يتممحوّلوا إلممى قُرب المممسجد‪ ,‬قال‪ :‬والبقاع‬
‫نضرة‪ ,‬عمن جابر‪ ,‬قال‪ :‬أراد بنمو َ‬
‫خال مية‪ ,‬فبلغ ذلك النب ميّ صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فقال‪ « :‬يا َبنِ مي سَلِممَةَ دِيا َركُ مْ إنّ ها ُت ْكتَ بُ‬
‫آثارُ ُكمْ» قال‪ :‬فأقاموا وقالوا‪ :‬ما يسرّنا أنا كنا تمحوّلنا‪.‬‬
‫‪ 22235‬م حدث نا سلميممان بن ع مر بن خالد الرق مي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ال ممبمارك‪ ,‬عن‬
‫سفميان‪ ,‬عن طريف‪ ,‬عن أبمي نضرة‪ ,‬عن أبمي سعيد المخُدريّ‪ ,‬قال‪ :‬شكت بنو سلِممة‬
‫ن نُ محْيِمي ال ممَ ْوتَمى‬
‫بُ عد منازل هم إل مى النب ميّ صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فنزلت‪ :‬إنّا نَ محْ ُ‬
‫َو َن ْكتُبُ ما قَ ّدمُوا وآثارَ ُهمْ فقال‪« :‬عَلَم ْي ُكمْ مَنازلَ ُكمْ ُت ْكتَبُ آثارُكم»‪.‬‬
‫‪ 22236‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو تُممَيملة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المحسين‪ ,‬عن ثابت‪ ,‬قال‪:‬‬
‫مش يت مع أ نس‪ ,‬فأ سرعت ال ممشي‪ ,‬فأ خذ ب ميدي‪ ,‬فمشي نا رُويدا‪ ,‬فل مما قضي نا ال صلة قال‬
‫أنس‪ :‬مشيت مع زيد بن ثابت‪ ,‬فأسرعت الممشي‪ ,‬فقال‪ :‬يا أنس أما شعرت أن الَثار تكتب؟‬
‫‪22237‬م حدثنمي يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن عُلَمية‪ ,‬عن يونس‪ ,‬عن المحسن أن بنمي سَلِممة‬
‫كا نت دور هم قا صية عن ال ممسجد‪ ,‬فهموا أن يت محوّلوا قرب ال ممسجد‪ ,‬ف ميشهدون ال صلة‬
‫سبُونَ‬
‫حتَ ِ‬
‫مع النب ميّ صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬فقال ل هم النب ميّ صلى ال عل يه و سلم‪« :‬أل تَ م ْ‬
‫آثارَ ُكمْ يا بَنمي سَلِممَةَ؟» فمكثوا فمي ديارهم‪.‬‬
‫‪ 22238‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حكام‪ ,‬عن عنبسة‪ ,‬عن ممحمد بن عبد الرحمن‪ ,‬عن‬
‫خطَاهم بأرجلهم‪.‬‬
‫القاسم ابن أبمي َبزّة‪ ,‬عن ممجاهد‪ ,‬فمي قوله ما َق ّدمُوا وآثارَ ُهمْ قال‪ُ :‬‬
‫حدثنمي ممحمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثنمي المحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا المحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبمي نمجيح‪ ,‬عن ممجاهد وآثارَهُ مْ‬
‫قال‪ :‬خطاهم‪.‬‬
‫ُمم قال‪ :‬قال‬
‫‪22239‬مم حدثنما بشمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما يزيمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما سمعيد‪ ,‬عمن قتادة وآثارَه ْ‬
‫ل شيئا من شأنك يا ابن آدم أغفل ما‬
‫خطَاهم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬لو كان ُمغْفِ ً‬
‫المحسن‪ :‬وآثارهم قال‪ُ :‬‬
‫تعفّمي الرياح من هذه الَثار‪.‬‬
‫صيْنا ُه ف مي إمام ُمبِ مينٍ يقول تعال مى ذكره‪ :‬و كل ش يء كان أو هو‬
‫ل شَيْء أحْ َ‬
‫وقوله‪ :‬وكُ ّ‬
‫كائن أحصيناه‪ ,‬فأثبتناه فمي أ مّ الكتاب‪ ,‬وهو المام الممبمين‪ .‬وقميمل‪ :‬مُبمين‪ ,‬لنه يبمين‬
‫عن حقميقة جميع ما أثبت فميه‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22240‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن‬
‫ن قال‪ :‬فمي أ ّم الكتاب‪.‬‬
‫ممجاهد فمي إما ٍم ُمبِمي ٍ‬
‫ص ْينَاهُ‬
‫شيْ ٍء أحْ َ‬
‫‪22241‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وكُلّ َ‬
‫فِمي إمامٍ ُمبِمينٍ ك ّل شيء ممحصيّ عند ال فمي كتاب‪.‬‬
‫شيْء‬
‫ل َ‬
‫‪ 22242‬م حدثنمي يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪ :‬وكُ ّ‬
‫أمم الكتاب التممي عنمد ال فمميها الشياء كلهما همي المام‬
‫ْصميْنا ُه فِممي إمام ُمبِممينٍ قال‪ّ :‬‬
‫أح َ‬
‫الممبمين‪.‬‬

‫‪14- 13‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫صحَابَ ال َقرْيَ ِة ِإذْ جَآءَهَا ا ْل ُمرْسَلُونَ *‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬وَاضْرِبْ َلهُمْ ّمثَلً أَ ْ‬
‫ث فَقَالُوَاْ ِإنّآ إَِل ْيكُمْ ّم ْرسَلُونَ }‪.‬‬
‫ن َف َكذّبُو ُهمَا فَ َع ّززْنَا ِبثَالِ ٍ‬
‫ِإذْ َأ ْرسَ ْلنَآ إَِل ْيهِمُ ا ْث َنيْ ِ‬
‫ل أصمحابَ القريمة ذُكمر أنهما‬
‫يقول تعالممى ذكره‪ :‬ومثمل يما مممحمد لمممشركي قوممك مث ً‬
‫أنطاكيمة‪ ,‬إذْ جاءَهما الممُم ْرسَلُونَ‪ .‬اختلف أهمل العلممم فممي هؤلء الرسمل‪ ,‬وفمميممن كان‬
‫أر سلهم إل مى أ صحاب القر ية‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬كانوا ر سل عي سى بن مري مم‪ ,‬وعي سى الذي‬
‫أرسلهم إلميهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪22243‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَاضْربْ َلهُمْ َمثَلً أصحَابَ‬
‫ث قال‪ :‬ذُكر لنا أن‬
‫ن َف َكذّبُوهُما فَ َع ّززْنا بِثالِ ٍ‬
‫ال َق ْريَةِ إ ْذ جاءَها الم ُمرْسَلُونَ إ ْذ أرْ سَلْنا إلَم ْي ِهمُ ا ْثنَميْ ِ‬
‫عيسى بن مريمم بعث رجلمين من المحواريمين إلمى أنطاكية مدينة بمالروم فكذّبوهما‪,‬‬
‫فأعزّهما بثالث‪ ,‬فَقالُوا إنّا إلَم ْي ُكمْ ُم ْرسَلُونَ‪.‬‬
‫‪ 22244‬م حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى وعبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي‬
‫ضرِبْ َل ُهمْ َمثَلً أصحَابَ ال َق ْريَ ِة قال‪ :‬أنطاكية‪.‬‬
‫السديّ‪ ,‬عن عكرمة وَا ْ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل كانوا رسلً أرسلهم ال إلميهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪22245‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سَلَممة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن إسحاق‪ ,‬فميمما بلغه‪ ,‬عن ابن‬
‫عبماس‪ ,‬وعن كعب الحبمار‪ ,‬وعن وهب بن ُمنَبه‪ ,‬قال‪ :‬كان بممدينة أنطاكية‪ ,‬فرعون من‬
‫الفراعنة يقال له أبطيحس بن أبطيحس يعبد الصنام‪ ,‬صاحب شرك‪ ,‬فبعث ال الممرسلمين‪,‬‬
‫وهم ثلثة‪ :‬صادق‪ ,‬ومصدوق‪ ,‬وسلوم‪ ,‬فقدم إلميه وإلمى أهل مدينته‪ ,‬منهم اثنان فكذّبوهما‪ ,‬ثم‬
‫عزّز ال بثالث فلمما دعته الرسل ونادته بأمر ال‪ ,‬وصدعت بمالذي أُمرت به‪ ,‬وعابت دينه‪,‬‬
‫عذَا بٌ‬
‫س ّن ُكمْ مِنّا َ‬
‫ج َم ّنكُ مْ وَلَ ميَممَ ّ‬
‫طّيرْ نا ِبكُ مْ َل ِئ نْ لَ ممْ َت ْن َتهُوا لَن ْر ُ‬
‫و ما هم عل ميه‪ ,‬قال ل هم‪ :‬إنّا َت َ‬
‫ألِميممٌ‪.‬‬
‫ن َفكَ ّذبُوهُ ما َفعَ ّززْ نا بِثالِ ثٍ يقول تعال مى ذكره‪ :‬ح ين أر سلنا‬
‫وقوله‪ :‬إذْ أرْ سَلْنا إلَ ميْ ِهمُ ا ْثنَ ميْ ِ‬
‫إلميهم اثنمين يدعوانهم إلمى ال فكذّبوهما فشددناهما بثالث‪ ,‬وقوّيناهما به‪ .‬وبنمحو الذي قلنا‬
‫فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22246‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫ث قال‪ :‬شدّدنا‪.‬‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬فَ َع ّززْنا بِثالِ ٍ‬
‫‪ 22247‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حكام‪ ,‬عن عنبسة‪ ,‬عن ممحمد بن عبد الرحمن‪ ,‬عن‬
‫القاسم بن أبمي َبزّة‪ ,‬عن ممجاهد فمي قوله َف َعزّزْنا بِثالِثٍ قال‪ :‬زدنا‪.‬‬
‫‪ 22248‬م حدثنا يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬فمي قوله‪َ :‬فعَ ّززْنا بِثالِ ثٍ‬
‫قال‪ :‬جعلناهم ثلثة‪ ,‬قال‪ :‬ذلك التعزّز‪ ,‬قال‪ :‬والتعزّز‪ :‬القوّة‪.‬‬
‫ن يقول‪ :‬فقال الممرسلون الثلثة لصحاب القرية‪ :‬إنا إلميكم‬
‫وقوله‪ :‬فَقالُوا إنّا إلَم ْيكُمْ ُمرْسَلُو َ‬
‫أيها القو مُ مرسلون‪ ,‬بأن تُمخْملِصوا العبمادة ل وحده‪ ,‬ل شريك له‪ ,‬وتتبرّءوا ممما تعبدون‬
‫من الَل هة وال صنام‪ .‬وب مالتشديد ف مي قوله‪َ :‬فعَ ّززْ نا قرأت القرّاء سِوى عا صم‪ ,‬فإ نه قرأه‬
‫بمالتمخفميف‪ ,‬والقراءة عندنا بمالتشديد‪ ,‬لجماع المحجة من القرّاء علميه‪ ,‬وأن معناه‪ ,‬إذا‬
‫شدّد‪ :‬فقوّينا‪ ,‬وإذا خُفف‪ :‬فغلبنا‪ ,‬ولميس لغلبنا فمي هذا المموضع كثمير معنى‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪17- 15‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫شيْءٍ‬
‫حمَـنُ مِن َ‬
‫ل َبشَرٌ ّمثُْلنَا َومَآ َأنَزلَ ال ّر ْ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬قَالُواْ مَآ أَنتُ مْ ِإ ّ‬
‫غ ا ْل ُمبِينُ }‪.‬‬
‫لُ‬‫ن * قَالُو ْا َر ّبنَا َيعَْلمُ ِإنّآ إَِل ْيكُ ْم َلمُ ْرسَلُونَ * َومَا عََل ْينَآ ِإلّ ا ْلبَ َ‬
‫ن أَن ُتمْ ِإلّ َت ْك ِذبُو َ‬
‫إِ ْ‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬قال أ صحاب القر ية للثل ثة الذ ين أُر سلوا إل ميهم ح ين أ خبروهم أن هم‬
‫أر سلوا إل ميهم ب مما أر سلوا به‪ :‬ما أنت مم أي ها القوم إلّ أُناس مثل نا‪ ,‬ولو كنت مم ر سلً ك ما‬
‫ن شَيْءٍ يقول‪ :‬قالوا‪ :‬وما أنزل الرحمن إلميكم من‬
‫ن مِ ْ‬
‫حمَ ُ‬
‫ل الرّ ْ‬
‫تقولون‪ ,‬لكنتمم ملئكة وَما أ ْنزَ َ‬
‫ل َت ْكذِبُو نَ ف مي ق ميملكم إن كم إل مينا‬
‫ن أ ْنتُ ممْ إ ّ‬
‫ر سالة ول كتاب ول أمر كم ف مينا بش يء إ ْ‬
‫ن يقول‪ :‬قال الر سل‪ :‬رب نا يعل مم إ نا إل ميكم‬
‫مر سلون قالُوا َربّ نا َيعْلَ ممُ إنّا إلَ م ْيكُمْ لَ ممُ ْرسَلُو َ‬
‫لممرسلون فميمما دعوناكم إلميه‪ ,‬وإنا لصادقون وَما عَلَميْنا إلّ البَلغُ الم ُمبِمينُ يقول‪ :‬وما‬
‫علمينا إلّ أن نبلغكم رسالة ال التمي أرسلنا بها إلميكم بلغا يبمين لكم أنا أبلغناكموها‪ ,‬فإن‬
‫قبلت مموها فح ظّ أنف سكم ت صيبون‪ ,‬وإن ل مم تقبلو ها ف قد أدّي نا ما عل مينا‪ ,‬وال ول ميّ ال محكم‬
‫فميه‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫س ّن ُكمْ ّمنّا‬
‫جمَ ّنكُمْ وََل َيمَ ّ‬
‫طّي ْرنَا ِبكُمْ َلئِن لّ ْم تَنتَهُو ْا َل َن ْر ُ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬قَالُوَاْ ِإنّا َت َ‬
‫ب أَلِيمٌ }‪.‬‬
‫عذَا ٌ‬
‫َ‬
‫طّيرْنا ِبكُمْ يعنون‪ :‬إنا تشاءمنا بكم‪ ,‬فإن‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬قال أصحاب القرية للرسل‪ :‬أنّا َت َ‬
‫أصابنا بَلء فمن أجلكم‪ ,‬كما‪:‬‬
‫طيّرْنا ِبكُ مْ قالوا‪:‬‬
‫‪ 22249‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة قالُوا إنّا َت َ‬
‫إن أصابنا شرّ‪ ,‬فإنمما هو من أجلكم‪.‬‬
‫جمَ ّنكُم ْم يقول‪ :‬لئن لممم تنتهوا عمما ذكرتممم ممن أنكمم أرسملتمم‬
‫وقوله‪َ :‬لئِن ْم لَممْم َت ْنتَهُوا لَن ْر ُ‬
‫ج َمنّكم‬
‫إلمينا بمالبراءة من آلهتنا‪ ,‬والنهي عن عبمادتنا لنرجمنكم‪ ,‬قميمل‪ :‬عُنمي بذلك لنر ُ‬
‫بمالمحجارة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ج َمنّكُ مْ‬
‫ن لَممْ َت ْن َتهُوا لَن ْر ُ‬
‫‪ 22250‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َلئِ ْ‬
‫ب ألِميممٌ يقول‪ :‬ولمينالنكم منا عذاب مُوجِع‪.‬‬
‫عذَا ٌ‬
‫بمالمحجارة وَلَميَم َمسّ ّن ُكمْ ِمنّا َ‬

‫‪21-19‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل أَنتُ ْم قَوْ مٌ مّ سْ ِرفُونَ *‬
‫القول ف مي تأوي مل قوله تعال مى‪{ :‬قَالُواْ طَا ِئرُكُم ّم َعكُ مْ أَإِن ُذ ّكرْتُم بَ ْ‬
‫ل يَ سْأَُل ُكمْ َأجْرا‬
‫س َعىَ قَالَ يَقَوْ ِم ا ّت ِبعُواْ ا ْل ُمرْ سَلِينَ * ا ّت ِبعُواْ مَن ّ‬
‫ن َأقْ صَى ا ْل َمدِينَةِ َرجُلٌ يَ ْ‬
‫َوجَآ َء مِ ْ‬
‫وَ ُهمْ ّم ْه َتدُونَ }‪.‬‬
‫ن ُذكّ ْرتُمممْ يقولون‪:‬‬
‫يقول تعال مى ذكره‪ :‬قالت الر سل لصمحاب القر ية‪ :‬طا ِئ ُركُ مْ َم َعكُم ْم أئِ ْ‬
‫أعمال كم وأرزاق كم وحظّ كم من ال مخير والشرّ مَعكمم‪ ,‬ذلك كله ف مي أعناق كم‪ ,‬و ما ذلك من‬
‫شؤمنا إن أصابكم سوء فميمما كتب علميكم‪ ,‬وسبق لكم من ال‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك‬
‫قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22251‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قالُوا طا ِئ ُركُ مْ َم َعكُ مْ‪ :‬أي‬
‫أعمالكم معكم‪.‬‬
‫‪22252‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلممة‪ ,‬عن ابن إسحاق فميمما بلغه عن ابن عبماس‪,‬‬
‫وعن كعب‪ ,‬وعن وهب بن منبه‪ ,‬قالت لهم الرسل‪ :‬طائِ ُر ُكمْ َم َع ُكمْ‪ :‬أي أعمالكم معكم‪.‬‬
‫ن ُذكّ ْرتُم ْم اختلفت القرّاء فمي قراءة ذلك‪ ,‬فقرأته عامة قرّاء المصار أ ِئنْ ُذ ّك ْرتُممْ‬
‫وقوله‪ :‬أئِ ْ‬
‫بكسر اللف من «إ نْ» وفتمح ألف الستفهام‪ :‬بممعنى إن ذكرناكم فمعكم طائركم‪ ,‬ثم أدخمل‬
‫علممى «إن» التممي همي حرف جزاء ألف َم اسمتفهام فممي قول بعمض نممحويّمي البصمرة‪,‬‬
‫منويم بمه التكريمر‪ ,‬كأنمه قمميمل‪ :‬قالوا طائركمم معكمم إن‬
‫ّ‬ ‫وفممي قول بعمض الكوفمميمين‬
‫ُذكّرتمم فمعكم طائركم‪ ,‬فحذف المجواب اكتفماء بدللة الكلم علميه‪ .‬وإنمما أنكر قائل هذا‬
‫القول القول الوّل‪ ,‬لن ألف السمتفهام قمد حالت بممين الممجزاء وبممين الشرط‪ ,‬فل تكون‬
‫ن ُذكّ ْرتُممْ بممعنى‪:‬‬
‫شرطا لمما قبل حرف الستفهام‪ .‬وذُكر عن أبمي َرزِين أنه قرأ ذلك‪ :‬أ ِئ ْ‬
‫ألِن ُذكّرتُ مم طائر كم مع كم؟‪ .‬وذُ كر عن ب عض قارئ يه أ نه قرأه‪« :‬قالُوا طا ِئ ُركُ مْ َم َعكُ مْ أيْ نَ‬
‫ُذكِ ْرتُممْ» بممعنى‪ :‬حيث ُذكِرتمم بتمخفميف الكاف من ُذكِرْتمم‪.‬‬
‫والقراءة التمي ل نمجيز القراءة بغيرها القراءة التمي علميها قرّاء المصار‪ ,‬وهي دخول‬
‫ألف الستفهام علمى حرف المجزاء‪ ,‬وتشديد الكاف علمى الممعنى الذي ذكرناه عن قارئيه‬
‫كذلك‪ ,‬لجماع ال محجة من القرّاء عل ميه‪ .‬وبن محو الذي قل نا ف مي ذلك قال أ هل التأوي مل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22253‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة أئِ نْ ُذ ّك ْرتُ ممْ‪ :‬أي إن‬
‫ل أ ْنتُم ْم قَ ْومٌ ُمسْ ِرفُونَ‪.‬‬
‫ذكّرناكم اللّ َه تطيرتمم بنا؟ بَ ْ‬
‫طيّر بنا‪ ,‬ولكنكم قو مٌ أهل معاص‬
‫وقوله‪ :‬بَلْ أ ْنتُممْ قَوْ مٌ مُ سْ ِرفُونَ يقول‪ :‬قالوا لهم‪ :‬ما بكم الت َ‬
‫ل وآثام‪ ,‬قد غلبت علميكم الذنوب والَثام‪.‬‬
‫سعَى يقول‪ :‬وجاء من أق صى مدي نة هؤلء القوم‬
‫وقوله‪ :‬وَجا َء مِ نْ أقْ صَى ال م َمدِينَةِ َرجُلٌ يَ ْ‬
‫الذيمن أرسملت إلمميهم هذه الرسمل رجمل يسمعى إلمميهم وذلك أن أهمل المممدينة هذه عزموا‪,‬‬
‫واجتممعت آراؤهم علمى قتل هؤلء الرسل الثلثة فميمما ُذكِر‪ ,‬فبلغ ذلك هذا الرجل‪ ,‬وكان‬
‫منزله أق صَى الممدينة‪ ,‬وكان مؤمنا‪ ,‬وكان اسمه فميمما ذُكر «حبميب بن مري»‪ .‬وبنمحو‬
‫الذي قلنا فمي ذلك جاءت الخبمار‪ .‬ذكر الخبمار الواردة بذلك‪:‬‬
‫‪ 22254‬م حدثنا ممحمد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مؤمل بن إسماعيمل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفميان‪ ,‬عن‬
‫عاصم الحول‪ ,‬عن أبمي مُمجَلّز‪ ,‬قال‪ :‬كان صاحب يس «حبميب بن مري»‪.‬‬
‫‪ 22255‬م حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سلممة‪ ,‬قال‪ :‬كان من حد يث صاحب يس ف ميمما‬
‫حدثنا ممحمد بن إسحاق فميمما بلغه‪ ,‬عن ابن عبماس‪ ,‬وعن كعب الحبمار وعن وهب بن‬
‫منبمه المميممانميّ أنمه كان رجلً ممن أهمل أنطاكيمة‪ ,‬وكان اسممه «حبمميبما»‪ ,‬وكان يعممل‬
‫المجَرير‪ ,‬وكان رجلً سقميمما‪ ,‬قد أسرع فميه المجُذام‪ ,‬وكان منزله عند بماب من أبوب‬
‫ال ممدينة قا صيا‪ ,‬وكان مؤم نا ذا صدقة‪ ,‬يج مع ك سبه إذا أم سى ف ميمما يذكرون‪ ,‬ف ميقسمه‬
‫ن صفمين‪ ,‬ف ميطعم ن صفما عياله‪ ,‬ويت صدّق بن صف‪ ,‬فل مم ُيهِمّه سقمه ول عمله ول ضع فه‪,‬‬
‫عن ع مل ر به‪ ,‬قال‪ :‬فل مما أج مع قو مه عل مى ق تل الر سل‪ ,‬بلغ ذلك حب ميبما و هو عل مى‬
‫بمماب المممدينة القصمى‪ ,‬فجاء يسمعى إلمميهم يذكرهمم بممال‪ ,‬ويدعوهمم إلممى اتبمماع‬
‫الممرسلمين‪ ,‬فقال‪ :‬يا قَ ْومِ ا ّت ِبعُوا الممُ ْرسَلِمينَ‪.‬‬
‫‪ 22256‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلممة‪ ,‬عن ابن إسحاق‪ ,‬عن عبد ال بن عبد الرحمن‬
‫حدّث عن كعب الحبمار قال‪ :‬ذكر له حبميب بن زيد بن‬
‫بن معمر بن عمرو بن حزم أنه ُ‬
‫عاصم أخو بنمي مازن بن النمجار الذي كان مسيملممة الكذّاب قط عه بمالميممامة ح ين‬
‫جعل يسأله عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فجعل يقول‪ :‬أتشهد أن ممحمدا رسول ال؟‬
‫ف ميقول‪ :‬ن عم‪ ,‬ثم يقول‪ :‬أتشهد أن مي ر سول ال؟ ف ميقول له‪ :‬ل أسمع‪ ,‬فميقول م سيملممة‪:‬‬
‫عضْوا عضوا‪ ,‬كلمما سأله لمم يزده‬
‫أتسمع هذا‪ ,‬ول تسمع هذا؟ فميقول‪ :‬نعم‪ ,‬فجعل يقطعه ُ‬
‫علممى ذلك حتممى مات فممي يديمه‪ .‬قال كعمب حيمن قمميمل له اسممه حبمميب‪ :‬وكان وال‬
‫صاحب يس اسمه حبميب‪.‬‬
‫‪ 22257‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلممة‪ ,‬عن ابن إسحاق‪ ,‬عن المحسن بن عمارة‪ ,‬عن‬
‫ال محكم بن عت ميبة‪ ,‬عن مِقْ سم أب مي القا سم مول مى ع بد ال بن ال محارث بن نو فل‪ ,‬عن‬
‫مممجاهد‪ ,‬عمن عبمد ال بمن عبمماس أنمه كان يقول‪ :‬كان اسمم صماحب يمس حبمميبما‪ ,‬وكان‬
‫المجُذام قد أسرع فميه‪.‬‬
‫ن أقْ صَى‬
‫‪ 22258‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَجا َء مِ ْ‬
‫سعَى قال‪ :‬ذُكر لنا أن اسمه حبميب‪ ,‬وكان فمي غار يعبد ربه‪ ,‬فلمما سمع‬
‫الممَدِينَ ِة َرجُلٌ يَ ْ‬
‫بهم أقبل إلميهم‪.‬‬
‫ن يقول تعالمى ذكره‪ :‬قال الرجل الذي جاء من أقصى‬
‫وقوله‪ :‬قالَ يا قَوْ مِ ا ّت ِبعُوا الم ُم ْرسَلِمي َ‬
‫ال ممدينة لقو مه‪ :‬يا قوم اتبعوا ال ممرسلمين الذ ين أر سلهم ال إل ميكم‪ ,‬واقبلوا من هم ما أتو كم‬
‫به‪.‬‬
‫وذُكر أنه لمما أتمى الرسل سألهم‪ :‬هل يطلبون علمى ما جاءوا به أجرا؟ فقالت الر سل‪:‬‬
‫ل‪ ,‬فقال لقومه حينئذٍ‪ :‬اتبعوا من ل يسألكم علمى نصيحتهم لكم أجرا‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22259‬م حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬لمما انتهى إلميهم‪,‬‬
‫يعنمي إلمى الرسل‪ ,‬قال‪ :‬هل تسألون علمى هذا من أجر؟ قالوا‪ :‬ل‪ ,‬فقال عند ذلك‪ :‬يا قَوْ مِ‬
‫ن ل يَسأَُل ُكمْ أجْرا وَ ُه ْم ُم ْهتَدُونَ‪.‬‬
‫ن ا ّتبِعوا مَ ْ‬
‫ا ّت ِبعُوا الم ُم ْرسَلِمي َ‬
‫‪ 22260‬م حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سلممة‪ ,‬عن ا بن إ سحاق ف ميمما بل غه‪ ,‬عن ا بن‬
‫ن ل يَسأُلكُمْ أجْرا وَهُ مْ ُم ْه َتدُو نَ‪:‬‬
‫عبماس‪ ,‬وعن كعب الحبمار‪ ,‬وعن وهب بن منبه ا ّت ِبعُوا مَ ْ‬
‫أي ل يسألونكم أموالكم علمى ما جاؤوكم به من الهدى‪ ,‬وهم لكم ناصحون‪ ,‬فماتبعوهم تهتدوا‬
‫بهداهم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَهُ مْ ُم ْه َتدُو نَ يقول‪ :‬و هم عل مى ا ستقامة من طر يق ال محقّ‪ ,‬ف ماهتدوا أي ها القوم‬
‫بهداهم‪.‬‬

‫‪25-22‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫خذُ مِن‬
‫ن * أََأ ّت ِ‬
‫جعُو َ‬
‫ط َرنِي وَإَِليْ ِه ُت ْر َ‬
‫ع ُبدُ اّلذِي فَ َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪َ { :‬ومَا ِليَ لَ َأ ْ‬
‫ن * ِإنّ يَ إِذا لّفِي‬
‫ل يُن ِقذُو َ‬
‫شيْئا َو َ‬
‫ع ُتهُ مْ َ‬
‫ضرّ لّ ُت ْغ نِ عَنّي شَفَا َ‬
‫ن بِ ُ‬
‫حمَ ـ ُ‬
‫دُونِ هِ آِلهَةً إِن ُي ِردْ نِ ال ّر ْ‬
‫س َمعُونِ }‪.‬‬
‫ت بِ َر ّب ُكمْ فَا ْ‬
‫ضَلَلٍ ّمبِينٍ * ِإّنيَ آمَن ُ‬
‫ع ُب ُد اّلذِي‬
‫يقول تعالممى ذكره مخمبرا عمن قمميمل هذا الرجمل المممؤمن وَمالمميَ ل أ ْ‬
‫جعُو نَ يقول‪ :‬وإلميه‬
‫ط َرنِمي‪ :‬أي وأ يّ شيء لمي ل أعبد الر بّ الذي خملقنمي وَإلَميْهِ ُت ْر َ‬
‫فَ َ‬
‫تصيرون أنتمم أيها القوم وتردّون جميعا‪ ,‬وهذا حين أبدى لقومه إيممانه بمال وتوحيده‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 22261‬م حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سلممة‪ ,‬عن ا بن إ سحاق ف ميمما بل غه‪ ,‬عن ا بن‬
‫عبماس‪ ,‬وعن كعب الحبمار‪ ,‬وعن وهب بن منبه قال‪ :‬ناداهم‪ ,‬يعنمي نادى قومه بخلف ما‬
‫هم علميه من عبمادة الصنام‪ ,‬وأظهر لهم دينه وعبمادة ربه‪ ,‬وأخبرهم أنه ل يمملك نفعه‬
‫خذُ مِنْ دُو ِن ِه آِلهَةً‬
‫جعُونَ أءتّم ِ‬
‫ط َرنِمي وَإلَميْهِ ُت ْر َ‬
‫ع ُبدُ اّلذِي فَ َ‬
‫ول ضرّه غيره‪ ,‬فقال‪ :‬وَمالِميَ ل أ ْ‬
‫شيْئا وَل ُينْ ِقذُونمَ‪.‬‬
‫ع ُت ُهمْ َ‬
‫عنّممي شَفمما َ‬
‫ضرّ وشدّة ل ُتغْنِم َ‬
‫حمَنُم ِب ُ‬
‫ثمم عابهما‪ ,‬فقال‪ :‬إن يُردْنِم ال ّر ْ‬
‫ن يُردْ نِ‬
‫خذُ مِ نْ دُونِ ِه آِل َهةً يقول‪ :‬أأع بد من دون ال آل هة‪ ,‬يعن مي معبودا سواه إ ْ‬
‫وقوله‪ :‬أءتّ م ِ‬
‫شيْئا يقول‪ :‬ل‬
‫ع ُتهُمْ َ‬
‫عنّ مي شَف ما َ‬
‫ن ِبضُرّ يقول‪ :‬إذ م سنمي الرح من بضرّ وشدّة ل ُتغْ نِ َ‬
‫ال ّرحْمَ ُ‬
‫تغن مي عن مي شيئا بكون ها إل ميّ شفعاء‪ ,‬ول تقدر عل مى د فع ذلك الض ّر عن مي وَل ُينْ ِقذُو نِ‬
‫يقول‪ :‬ول يخملصونمي من ذلك الضرّ إذا مسنمي‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬إنّممي إذا لَفممي ضَللٍ ُمبِممينٍ يقول‪ :‬إنممي إن اتممخذت ممن دون ال آلهمة هذه‬
‫ل مبمين لممن تأمله‪ ,‬جوره عن سبميمل المحقّ‪.‬‬
‫صفتها إذن لفمي ضل ٍ‬
‫وقوله‪ :‬إنّ مي آ َمنْ تُ ِب َر ّبكُ مْ ف ماس َمعُونِ ف ماختلف ف مي مع نى ذلك‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬قال هذا‬
‫القول هذا الممؤمنُ لقومه يعلممهم إيممانه بمال‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22262‬م حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سلممة‪ ,‬عن ا بن إ سحاق ف ميمما بل غه‪ ,‬عن ا بن‬
‫عبماس‪ ,‬وعن كعب‪ ,‬وعن وهب بن منبه إنّمي آ َمنْ تُ ِب َر ّبكُ مْ فماسمَعُونِ إنمي آمنت بربكم‬
‫الذي كفرتمم به‪ ,‬فماسمعوا قولمي‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل خا طب بذلك الرسلَ‪ ,‬وقال ل هم‪ :‬اسمعوا قول مي لتشهدوا ل مي ب مما أقول‬
‫ل كم ع ند رب مي‪ ,‬وأن مي قد آم نت ب كم واتبعت كم فذ كر أ نه ل مما قال هذا القول‪ ,‬ون صح لقو مه‬
‫النصيحة التمي ذكرها ال فمي كتابه وثبوا به فقتلوه‪.‬‬
‫ثم اختلف أهل التأويمل فمي صفة قتلهم إياه‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬رَجَموه بمالمحجارة‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫ع ُب ُد الذِي‬
‫‪ 22263‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَ ما ل ميَ ل أ ْ‬
‫جعُو نَ هذا ر جل د عا قو مه إل مى ال‪ ,‬وأبدى ل هم الن صيحة فقتلوه عل مى‬
‫ط َرنِ مي وَإلَ ميْهِ ُت ْر َ‬
‫فَ َ‬
‫ذلك‪ .‬وذُكر لنا أنهم كانوا يرجمونه بمالمحجارة‪ ,‬وهو يقول‪ :‬اللّهم اهدِ قومي‪ ,‬اللهمّ اهدِ قومي‪,‬‬
‫اللهمّ اهدِ قومي‪ ,‬حتمى َأقْعصُوه وهو كذلك‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل وثبوا علميه‪ ,‬فوطئوه بأقدامهم حتمى مات‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 22264‬م حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سلممة‪ ,‬عن ا بن إ سحاق ف ميمما بل غه‪ ,‬عن ا بن‬
‫ع ُبدُ اّلذِي َفطَ َرنِمي‪ ...‬إلمى‬
‫عبماس‪ ,‬وعن كعب‪ ,‬وعن وهب بن منبه قال لهم‪ :‬وَما لميَ ل أ ْ‬
‫ن وثبوا وث بة ر جل وا حد فقتلوه وا ستضعفوه لضع فه و سقمه‪ ,‬ول مم ي كن أ حد‬
‫قوله‪ :‬ف ماس َمعُو ِ‬
‫يدفع عنه‪.‬‬
‫‪ 22265‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلممة‪ ,‬عن ابن إسحاق‪ ,‬عن بعض أصحابه أن عبد‬
‫ال بن مسعود كان يقول‪ :‬وطِئوه بأرجلهم حتمى خرج قُصْبه من ُدبُره‪.‬‬

‫‪27- 26‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جنّةَ قَالَ يََليْ تَ قَ ْومِي َيعَْلمُو نَ * ِبمَا غَ َفرَ لِي‬
‫ل ا ْل َ‬
‫القول فمي تأويمل قوله تعالمى‪{ :‬قِيلَ ا ْدخُ ِ‬
‫جعََلنِي مِنَ ا ْل ُم ْك َرمِينَ }‪.‬‬
‫َربّي َو َ‬
‫جنّةَ فلمما دخملها وعاين‬
‫يقول تعالمى ذكره‪ :‬قال ال له إذ قتلوه كذلك فلقميه‪ :‬ا ْدخُملِ الم َ‬
‫ت قَوْمي َيعْلَممُونَ بِممَا غَ َفرَ لمي َربّمي‬
‫ما أكرمه ال به ليممانه وصبره فميه قالَ يا لَميْ َ‬
‫يقول‪ :‬يا لميتهم يعلممون أن السبب الذي من أجله غفر لمي ربمي ذنوبمي‪ ,‬وجعلنمي من‬
‫الذيمن أكرمهمم ال بإدخاله إياه جنتمه‪ ,‬كان إيمممانمي بممال وصمبري فمميه‪ ,‬حتممى قتلت‪,‬‬
‫فميؤمنوا بمال ويستوجبوا المجنة‪ .‬وبنمحو الذي قلنا فمي ذلك قال أهل التأويمل‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪22266‬م حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلممة‪ ,‬قال‪ :‬ثنمي ابن إسحاق‪ ,‬عن بعض أصحابه أن‬
‫ع بد ال بن م سعود كان يقول‪ :‬قال ال له‪ :‬ادخ مل ال مجنة‪ ,‬فدخ ملها ح يا يُرزق ف ميها‪ ,‬قد‬
‫أذهب ال عنه سقم الدنميا وحزنها ونصبها‪ ,‬فلمما أفضى إلمى رحمة ال وجنته وكرامته قالَ‬
‫ن الممُ ْك َرمِينَ‪.‬‬
‫جعََلنِمي مِ َ‬
‫ن بِممَا غَ َف َر رَبّمي َو َ‬
‫يا لَميْتَ قَوْمي َيعْلَممُو َ‬
‫‪ 22267‬م حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬قِ ميملَ ا ْدخُ ملِ‬
‫جعَلِن مي مِ نَ‬
‫غ َفرَ ل مي َربّ مي َو َ‬
‫ن بِ مما َ‬
‫ل يا لَ ميْتَ قَوْ مي َيعْلَ ممُو َ‬
‫جنّ ِة فل مما دخ ملها قا َ‬
‫ال م َ‬
‫ن قال‪ :‬فل تلقمى الممؤمن إلّ ناصحا‪ ,‬ول تلقاه غاشا‪ ,‬فلمما عاين من كرامة ال‬
‫الم ُم ْكرَمِي َ‬
‫ن الممُ ْك َرمِينَ تممنى علمى‬
‫جعََلنِمي مِ َ‬
‫ن بممَا غَ َفرَ لمي َربّمي َو َ‬
‫قالَ يا لَميْتَ قَوْمي َيعْلَممُو َ‬
‫ال أن يعلمم قومه ما عاين من كرامة ال‪ ,‬وما هجم علميه‪.‬‬
‫‪ 22268‬م حدثنمي م محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عي سى وحدثنمي‬
‫الممحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما الممحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنما ورقاء‪ ,‬جميعما عمن ابمن أبممي نممجيح‪ ,‬عمن‬
‫جنّةَ قال‪ :‬قميمل‪ :‬قد وجبت له المجنة قال ذاك حين رأى‬
‫ممجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬قِميملَ ا ْدخُملِ الم َ‬
‫الثواب‪.‬‬
‫جرَ يج‪ ,‬عن م مجاهد‬
‫حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مؤ مل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفميان‪ ,‬عن ا بن ُ‬
‫جنّةَ قال‪ :‬وجبت لك المجنة‪.‬‬
‫قِميملَ ا ْدخُملِ الم َ‬
‫حكَام‪ ,‬عن عنبسة‪ ,‬عن ممحمد بن عبد الرحمن‪ ,‬عن القاسم بن‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا َ‬
‫جنّ َة قال‪ :‬وجبت له المجنة‪.‬‬
‫أبمي َبزّة‪ ,‬عن ممجاهد قِميملَ ا ْدخُملِ الم َ‬
‫‪ 22269‬م حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يح يى‪ ,‬عن سفميان‪ ,‬عن عا صم الحول‪ ,‬عن أب مي‬
‫ممجلز‪ ,‬فمي قوله‪ :‬بممَا غَ َفرَ لمي رَبّمي قال‪ :‬إيممانمي بربمي‪ ,‬وتصديقمي رسله‪ ,‬وال‬
‫أعلمم‪.‬‬

You might also like