You are on page 1of 1267

‫تهذيب الثار للمام الطبري‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تهذيب الثار‬
‫المام محمد بن جرير الطبري‬
‫نسخ وتنسق مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المؤلف‪:‬‬
‫أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الطبري )‪310 - 224‬هـ(‪.‬‬
‫اسم الكتاب الذي طبع به‪ ،‬ووصف أشهر طبعاته‪:‬‬
‫طبع باسم‪:‬‬
‫تهذيب الثار‬
‫وتفصيل الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخبار‬
‫بتحقيق العلمة محمود محمد شاكر‪ ،‬وصدر عن مكتبة الخانجي ‪ -‬القاهرة‪.‬‬
‫توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه‪:‬‬
‫ثبتت صحة نسبة هذا الكتاب إلى ابن جرير رحمه الله ‪ ،‬وذلك من خلل عدة أمور ؛ من‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬نسبه إليه عدد ممن ترجمه؛ منهم‪ :‬ابن النديم في الفهرست)‪ ، (16‬والخطيب البغدادي‬
‫في تاريخ بغداد)‪ ، (263‬ابن طاهر في تذكرة الحفاظ)‪ ، (2711‬والذهبي في سير أعلم‬
‫النبلء)‪ ، (1470‬والحاج خليفة في كشف الظنون)‪ ، (1‬وغيرهم من أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -2‬نقل عن الكتاب واستفاد منه كثير من أهل العلم‪ ،‬واستخدموا نصوصه في كتبهم ‪ ،‬مع‬
‫التصريح باسم الكتاب ونسبته إلى ابن جرير‪ ،‬منهم ‪ :‬الزيلعي في نصب الراية)‪ ، (2‬وابن‬
‫حجر في كثير من كتبه مثل ‪ :‬لسان الميزان)‪ ، (4) ، (3‬وتهذيب التهذيب)‪، (5) ، (270‬‬
‫والتلخيص الحبير)‪ ، (193‬وفتح الباري)‪ ، (11) ، (99) ، (594‬والسيوطي في الجامع‬
‫الصغير)‪ ، (17‬وأسباب ورود الحديث)‪.(1‬‬
‫‪ -3‬ذكره ابن حجر ضمن مسموعاته في المعجم المفهرس)‪.(625‬‬
‫وصف الكتاب ومنهجه‪:‬‬
‫أما عن وصف الكتاب ومنهجه؛ فإن المطالع للكتاب يلمح ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ذكر المصنف في هذا الكتاب ما صح لديه مما أسنده الصحابة عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فبدأ بمسند العشرة‪ ،‬وأهل البيت‪ ،‬والموالي‪ ،‬وبعض مسند ابن عباس‪ ،‬ومات‬
‫قبل إكماله‪ .‬وينبغي أن يعلم أن القدر الموجود بين أيدينا من الكتاب هو مسند عمر بن‬
‫الخطاب‪ ،‬ومسند علي بن أبي طالب‪ ،‬ومسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين‪،‬‬
‫أما بقية المسانيد التي ذكرها ابن جرير في كتابه فلم تصل إلينا‪.‬‬
‫فا‪ ،‬مبيًنا لطرق الحاديث‬
‫حا وتضعي ً‬‫حا وتعديًل ‪ ،‬وتصحي ً‬
‫‪ -2‬تكلم المصنف على الحاديث جر ً‬
‫وعللها‪.‬‬
‫‪ -3‬تكلم كذلك على فقه الحاديث‪ ،‬واختلف العلماء وحججهم‪.‬‬
‫سًرا ذلك بكلم العرب وأشعارها‪.‬‬ ‫‪ -4‬تكلم كذلك على المعاني والغريب‪ ،‬مف ّ‬

‫سِعيدٍ ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫خد ْرِيّ ‪،‬‬ ‫ث أِبي َ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫سن َد ُهُ ِ‬
‫عن ْد ََنا َ‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر ما صح عندنا سنده من حديث أبي سعيد الخدري ‪ ،‬عن عمر‬
‫بن الخطاب ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لم نذكره‬
‫فيما مضى‬

‫سِعيدٍ ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫خد ْرِيّ ‪# ،‬‬ ‫ث أِبي َ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫سن َد ُهُ ِ‬
‫عن ْد ََنا َ‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬
‫ذا َ‬
‫ك‬ ‫ما ي َُقو ُ‬
‫ل َ‬ ‫" ول َكن فَُلنا ما هُو ك َذ َل ِ َ َ‬
‫ك ‪ -‬أو ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ ِ ّ‬

‫‪ 1‬حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري رضي الله عنه‬
‫قال ‪ :‬حدثني القاسم بن بشر بن معروف ‪ ،‬حدثنا السود بن‬
‫عامر ‪ ،‬أنبأنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن‬
‫أبي سعيد الخدري ‪ ،‬عن عمر أنه قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬لقد سمعت‬
‫فلنا وفلنا يذكران خيرا ‪ ،‬يزعمان أنك أعطيتهما دينارين ‪ ،‬فقال‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ولكن فلنا ما هو كذلك ‪ -‬أو ما‬
‫يقول ذاك ‪ -‬لقد أعطيته من عشرة إلى مائة فما يقول ذاك ‪ ،‬وإن‬
‫أحدهم يخرج بمسألته من عندي متأبطها " يعني نارا ‪ ،‬فقال عمر ‪:‬‬
‫يا رسول الله ‪ ،‬فلم تعطيهم ؟ قال ‪ " :‬يأبون إل ذاك ‪ ،‬ويأبى الله‬
‫لي البخل " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ما ب َي ْ َ‬ ‫ن فَُلًنا أعْط َي ْت ُ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَل َك ِ ّ‬ ‫ت أعْط َي ْت ُ ُ‬
‫ه ِديَناَري ْ ِ‬ ‫" إ ِّني ك ُن ْ ُ‬

‫‪ 2‬حدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬حدثنا يحيى الحماني ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن‬
‫عياش ‪ ،‬حدثنا العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪،‬‬
‫عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فقلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إني رأيت فلنا يحسن الثناء ‪ ،‬قال ‪ " :‬إني‬
‫كنت أعطيته دينارين ‪ ،‬ولكن فلنا أعطيته ما بين الدينارين إلى‬
‫الثمانية ‪ ،‬فما أثنى ول قال خيرا " ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬بأبي وأمي ‪ ،‬فلم‬
‫تعطيهم ؟ قال ‪ " :‬يسألوني ‪ ،‬يريدون لي البخل ‪ ،‬ويأبى الله لي إل‬
‫السخاء " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ذِك ُْر ِ‬

‫ذكر علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬ل سبب يضعفه ‪،‬‬
‫ول علة توهنه ؛ لعدالة من بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم من نقلته ‪ ،‬وقد يجب أن يكون سقيما غير صحيح ؛ لعلل ‪:‬‬
‫إحداها ‪ :‬أن هذا الحديث قد حدث به جماعة من الثقات من‬
‫أصحاب أبي بكر بن عياش ‪ ،‬عن أبي بكر ‪ ،‬فجعلوا هذا الخبر عن‬
‫أبي سعيد ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولم يدخلوا بينه‬
‫وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر ‪ ،‬وأخرى ‪ :‬أنه حدث به‬
‫عن العمش غير أبي بكر ‪ ،‬فجعل الخبر عنه عن غير أبي صالح ‪،‬‬
‫والثالثة ‪ :‬أنه حدث به جماعة من التابعين عن أبي سعيد ‪ ،‬فجعلوا‬
‫الخبر عنه ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولم يدخلوا بينه‬
‫وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا ‪ ،‬والرابعة ‪ :‬أنه خبر ل‬
‫يعرف له مخرج عن أبي سعيد ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬إل من هذا الوجه الذي ذكرناه‬

‫ذا ال ْحديث عَ َ‬
‫ش فَل َ ْ‬
‫م‬ ‫ن أِبي ب َك ْرِ ب ْ ِ‬
‫ن عَّيا ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث عن أبي بكر بن عياش فلم يدخل بين‬
‫أبي سعيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم عمر‬
‫ذا ال ْحديث عَ َ‬
‫ش فَل َ ْ‬
‫م‪#‬‬ ‫ن أِبي ب َك ْرِ ب ْ ِ‬
‫ن عَّيا ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ه إ ِّل‬ ‫َ‬ ‫أ َحدك ُم ل َيخرج بم َ‬


‫ي لَ ُ‬ ‫مت َأب ّط ََها ‪ ،‬وَ َ‬
‫ما هِ َ‬ ‫دي ُ‬
‫عن ْ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫سأل َت ِهِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫َ َ ْ َ ْ ُ ُ ِ َ ْ‬

‫‪ 3‬حدثني عيسى بن يوسف بن الطباع ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪،‬‬


‫حدثنا سليمان العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬والله إن أحدكم‬
‫ليخرج بمسألته من عندي متأبطها ‪ ،‬وما هي له إل نار " ‪ ،‬فقال‬
‫عمر ‪ :‬فلم تعطيهم يا رسول الله وهي نار ؟ قال ‪ " :‬ما أصنع ؟‬
‫يسألوني وأنا كاره فأعطيهم ‪ ،‬يأبى الله لي البخل " ‪ ،‬حدثنا أحمد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بن منصور ‪ ،‬حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ‪ ،‬حدثنا أبو بكر ‪ ،‬عن‬
‫العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عمر ‪ :‬يا‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬سمعت فلنا يثني خيرا ‪ ،‬ثم‬
‫ذكر نحوه *‬

‫َ‬
‫ن غَي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَ ْ‬ ‫ش ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن اْلعْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ث عَ ِ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث عن العمش ‪ ،‬فجعله عن غير أبي‬


‫صالح‬
‫َ‬
‫ن غَي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَ ْ‬ ‫ش ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن اْلعْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ث عَ ِ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫‪#‬‬
‫َ‬
‫مائ َةٍ فَل َ ْ‬
‫م ي ُث ْ ِ‬
‫ن‬ ‫شَرةٍ إ َِلى ِ‬
‫ن عَ َ‬
‫ما ب َي ْ َ‬ ‫ن فَُلًنا أعْط َي ْت ُ ُ‬
‫ه َ‬ ‫" وَل َك ِ ّ‬

‫‪ 4‬حدثنا تميم بن المنتصر ‪ ،‬أنبأنا إسحاق بن يوسف الزرق ‪ ،‬أنبأنا‬


‫شريك ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن عطية ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أتى رجلن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهما دينارين ‪،‬‬
‫فخرجا من عنده فلقيا عمر ‪ ،‬فأثنيا على رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فدخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره‬
‫بما قال ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ولكن فلنا‬
‫أعطيته ما بين عشرة إلى مائة فلم يثن بذلك " قال ‪ :‬يعني أبا‬
‫سفيان قال ‪ :‬ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أما إن‬
‫أحدكم يخرج من عندي متأبطا مسألته وهي نار " ‪ ،‬فقال عمر ‪:‬‬
‫فلم تعطيناها يا رسول الله وهي نار ؟ قال ‪ " :‬إنكم تسألوني ‪ ،‬وإن‬
‫الله يأبى لي البخل " *‬

‫ذا ال ْحديث عَ َ‬
‫ن ذ َك َْر ُ‬
‫ت‬ ‫سِعيدٍ غَي ُْر َ‬
‫م ْ‬ ‫ن أِبي َ‬
‫ْ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر من حدث بهذا الحديث عن أبي سعيد غير من ذكرت ‪ ،‬فلم‬
‫يدخل بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا‬
‫ذا ال ْحديث عَ َ‬
‫ن ذ َك َْر ُ‬
‫ت‪#‬‬ ‫سِعيدٍ غَي ُْر َ‬
‫م ْ‬ ‫ن أِبي َ‬
‫ْ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫طيهِ ‪ ،‬ي َُقول َُها‬ ‫ُ‬ ‫ل ل َيأ ْتيني فَيسأ َل ُني فَأ ُعطيه ‪ ،‬ث ُم ي َ‬
‫سأل ُِني ‪ ،‬فَأعْ ِ‬
‫ّ َ ْ‬ ‫ْ ِ ِ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫ج َ َ ِ ِ‬ ‫الّر ُ‬

‫‪ 5‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬حدثنا فضيل بن سليمان‬


‫النميري ‪ ،‬حدثنا محمد بن أبي يحيى السلمي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي‬
‫سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم‬
‫ذهبا ‪ ،‬إذ جاءه رجل فقال ‪ :‬يا رسول الله أعطني ‪ ،‬فأعطاه ‪ ،‬ثم‬
‫قال ‪ :‬زدني ‪ .‬فزاده مرارا ‪ .‬قال ‪ :‬ثم ولى مدبرا ‪ ،‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الرجل ليأتيني فيسألني فأعطيه ‪ ،‬ثم‬
‫يسألني ‪ ،‬فأعطيه ‪ ،‬يقولها ثلث مرات ‪ ،‬ثم يولي مدبرا وقد أخذ‬
‫بيده نارا ‪ ،‬ووضع في ثوبه نارا ‪ ،‬وانقلب إلى أهله بنار " *‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن أ َد ّ ِ‬
‫خَرهُ عَن ْك ُ ْ‬ ‫خي ْرٍ فَل َ ْ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫دي ِ‬
‫عن ْ ِ‬ ‫ما ي َك ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫" َ‬

‫‪ 6‬حدثني أبو عميرة عبد العزيز بن أحمد بن سويد الرملي ‪ ،‬حدثنا‬


‫أيوب بن سويد ‪ ،‬عن مالك ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عطاء بن يسار ‪،‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من النصار سألوا رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فأعطاهم ‪ ،‬ثم سألوه فأعطاهم ‪ ،‬ثم سألوه‬
‫فأعطاهم ‪ ،‬حتى إذا نفد ما عنده قال ‪ " :‬ما يكن عندي من خير‬
‫فلن أدخره عنكم ‪ ،‬ومن يستعفف يعفه الله ‪ ،‬ومن يستغن يغنه الله‬
‫‪ ،‬ومن يتصبر يصبره الله ‪ ،‬وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع‬
‫من الصبر " *‬

‫ه الل ّ ُ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ف ي ُعِّف ُ‬
‫ست َعِْف ْ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫صب ّْرهُ الل ّ ُ‬
‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫صب ّْر ي ُ َ‬
‫ن ي َت َ َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 7‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني هشام بن سعد ‪ ،‬عن‬
‫زيد بن أسلم ‪ ،‬عن عطاء بن يسار ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أرسلني أهلي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله لهم‬
‫طعاما ‪ ،‬قال ‪ :‬فجئت والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس ‪،‬‬
‫فسمعته يقول في خطبته ‪ " :‬من يتصبر يصبره الله ‪ ،‬ومن‬
‫يستعفف يعفه الله ‪ ،‬ومن يستغن يغنه الله ‪ ،‬وما رزق العبد رزقا‬
‫أوسع من الصبر " وقد وافق عمر في روايته عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ما روي عنه من كراهته مسألة الناس أموالهم‬
‫جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬نذكر ما‬
‫صح منها عندنا سنده ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان عنه إن شاء الله عز‬
‫وجل *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬
‫" من استغْنى أ َغْناه الل ّه ‪ ،‬ومن استعَف َ َ‬
‫ه الل ّ ُ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ف أعَّف ُ‬ ‫ُ َ َ ِ ْ َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ِ ْ َ َ‬

‫‪ 8‬حدثني أحمد بن المقدام العجلي ‪ ،‬حدثنا المعتمر بن سليمان‬


‫التيمي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبي يحدث ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن هلل أخي بني‬
‫مرة بن عباد ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو سعيد‬
‫الخدري ‪ :‬أعوزنا إعوازا شديدا ‪ ،‬فأمرني أهلي أن آتي النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم فأسأله شيئا فأقبلت ‪ ،‬فكان أول ما سمعت النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من استغنى أغناه الله ‪ ،‬ومن‬
‫استعفف أعفه الله ‪ ،‬ومن سألنا لم ندخر عنه شيئا وجدنا " ‪ ،‬أو كما‬
‫قال ‪ .‬قال ‪ :‬فقلت في نفسي ‪ :‬لستغنين فيغنيني الله ‪ ،‬ولتعففن‬
‫فيعفني الله ‪ ،‬فلم أسأل نبي الله صلى الله عليه وسلم شيئا *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ي ُغْن ِهِ الل ّ ُ‬


‫ه‪،‬‬ ‫ست َغْ ِ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ف ي ُعِّف ُ‬
‫ست َعِْف ْ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 9‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن هشام‬


‫الدستوائي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن هلل بن حصن أحد بني مرة ‪ ،‬عن‬
‫أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬أعوزنا مرة ‪ ،‬فقال لي رجل ‪ :‬لو أتيت‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم فسألته ‪ ،‬فأتيته فإذا هو يقول ‪ " :‬من‬
‫يستعفف يعفه الله ‪ ،‬ومن يستغن يغنه الله ‪ ،‬ومن سألنا ل نبخل‬
‫عليه بما نجد ‪ ،‬أو ل نبخل عليه شيئا نجده " ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت في‬
‫نفسي ‪ :‬أل أستعفف فيعفني الله أو ل أستغني فيغنيني الله قال ‪:‬‬
‫فرجعت إلى أهلي ‪ ،‬فسالت علينا الدنيا ‪ ،‬وغرقنا إل ما عصم الله "‬
‫*‬

‫ن ي ُغْن ِهِ الل ّ ُ‬


‫ه‪،‬‬ ‫ست َغْ ِ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ف ي ُعِّف ُ‬
‫ست َعِ ّ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 10‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت أبا جمرة يحدث عن هلل بن حصن ‪ ،‬قال ‪ :‬نزلت‬
‫دار أبي سعيد الخدري ‪ ،‬فضمني وإياه المجلس ‪ ،‬قال ‪ :‬فحدث أنه‬
‫أصبح ذات يوم وقد عصب على بطنه حجرا من الجوع ‪ ،‬فقالت له‬
‫امرأته أو أمه ‪ :‬إيت النبي صلى الله عليه وسلم فسله ؛ فقد أتاه‬
‫فلن فسأله فأعطاه ‪ ،‬وأتاه فلن فسأله فأعطاه ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪:‬‬
‫حتى ألتمس شيئا ‪ ،‬قال ‪ :‬فالتمست شيئا ‪ ،‬فأتيته وهو يخطب ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فأدركت من قوله وهو يقول ‪ " :‬من يستعف يعفه الله ‪ ،‬ومن‬
‫يستغن يغنه الله ‪ ،‬ومن سألنا إما أن نبذل له أو نواسيه ‪ -‬أبو جمرة‬
‫الشاك ‪ -‬ومن يستعف عنا أو يستغن أحب إلينا ممن يسألنا " ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬فرجعت فما سألته شيئا ‪ ،‬فما زال الله يرزقنا حتى ما أعلم أحدا‬
‫في النصار أهل بيت أكثر أموال منا *‬

‫َ‬ ‫" من استع ّ َ‬


‫ست َغَْنى أغَْناهُ الل ّ ُ‬
‫ه‪،‬‬ ‫نا ْ‬
‫م ِ‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ف أعَّف ُ‬ ‫َ ِ ْ ََ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 11‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن أبي‬
‫بشر ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من استعف أعفه الله ‪ ،‬ومن استغنى أغناه‬
‫الله ‪ ،‬ومن سألنا شيئا فوجدنا أعطيناه " *‬

‫ست َد ّ َفاقَت ُ ُ‬
‫ه‪،‬‬ ‫س لَ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫نا‬
‫ّ‬ ‫بال‬
‫ِ‬ ‫ها‬
‫َ‬ ‫ة فَأ َن َْزل َ‬ ‫ن ن ََزل َ ْ‬
‫ت ب ِهِ َفاقَ ٌ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬
‫ِ‬

‫‪ 12‬حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي ‪ ،‬حدثنا محمد بن‬


‫بشر ‪ ،‬حدثنا بشير بن سلمان ‪ ،‬عن سيار أبي الحكم ‪ ،‬عن طارق‬
‫بن شهاب ‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تستد فاقته ‪،‬‬
‫ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى ‪ ،‬إما غنى عاجل ‪ ،‬وإما أجل‬
‫عاجل " ‪ ،‬حدثني سليمان بن عبيد الله الغيلني ‪ ،‬حدثنا أبو قتيبة ‪،‬‬
‫وأبو أحمد الكوفي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشير بن سلمان ‪ ،‬حدثنا سيار ‪،‬‬
‫عن طارق ‪ ،‬عن عبد الله ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه‬
‫حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬حدثنا بشير‬
‫بن سلمان أبو إسماعيل ‪ ،‬عن سيار ‪ ،‬عن طارق بن شهاب ‪ ،‬عن‬
‫عبد الله بن مسعود ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه‬
‫*‬

‫ل ال ْمسأ َل َ َ‬
‫جهِهِ‬ ‫ه وَل َي ْ َ‬
‫س ِفي وَ ْ‬ ‫حّتى ي َل َْقى الل ّ َ‬ ‫حدِك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ة ب ِأ َ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫" َل ت ََزا ُ‬

‫‪ 13‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا عبد العلى بن عبد العلى ‪ ،‬عن معمر ‪،‬‬
‫عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري ‪ ،‬عن حمزة بن عبد الله بن‬
‫عمر ‪ ،‬عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تزال‬
‫المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم " *‬

‫ل ال ْم َ‬
‫جهِهِ‬ ‫ه وَل َي ْ َ‬
‫س ِفي وَ ْ‬ ‫حّتى ي َل َْقى الل ّ َ‬
‫ة ِبال ْعَب ْدِ َ‬
‫سأل َ ُ‬
‫َ ْ‬ ‫" َل ت ََزا ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 14‬حدثني محمد بن معمر البحراني ‪ ،‬حدثنا يعقوب بن إسحاق‬


‫الحضرمي ‪ ،‬وحدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ‪ ،‬حدثنا أبو هشام‬
‫المخزومي ‪ ،‬قال جميعا ‪ :‬أنبأنا وهيب ‪ ،‬حدثنا النعمان بن راشد ‪،‬‬
‫عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري قال ‪ :‬حدثني حمزة بن عبد‬
‫الله بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬أقبلنا من الشام ‪ ،‬فقال عبد الله بن عمر ‪:‬‬
‫أتيتم الشام تسألوني ‪ ،‬أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬ل تزال المسألة بالعبد حتى يلقى الله وليس في‬
‫وجهه مزعة لحم " *‬

‫سل ْ َ‬
‫طاًنا‬ ‫سأ َ َ‬
‫ل ُ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫َ‬
‫ه إ ِّل أ ْ‬
‫جه َ ُ‬
‫ل وَ ْ‬ ‫ل ك َد ّ ي َك ُد ّ ب َِها الّر ُ‬
‫ج ُ‬ ‫سائ ِ َ‬ ‫هَذِهِ ال ْ َ‬
‫م َ‬

‫‪ 15‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬وابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن عبد‬
‫الملك بن عمير ‪ ،‬عن زيد بن عقبة ‪ ،‬عن سمرة بن جندب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن هذه المسائل كد يكد بها‬
‫الرجل وجهه إل أن يسأل سلطانا ‪ ،‬أو في أمر ل بد منه " *‬

‫شاَء أ َب َْقى‬
‫ن َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫جه َ ُ‬
‫ل وَ ْ‬ ‫ل كد ّ ي َك ُد ّ ب َِها الّر ُ‬
‫ج ُ‬ ‫سائ ِ ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫م َ‬

‫‪ 16‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬وابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد‬


‫الرحمن بن مهدي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن عبد الملك بن عمير ‪ ،‬عن‬
‫زيد بن عقبة ‪ ،‬عن سمرة بن جندب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬المسائل كد يكد بها الرجل وجهه ‪ ،‬فمن شاء‬
‫أبقى على وجهه ‪ ،‬ومن شاء ترك ‪ ،‬إل أن يسأل رجل ذا سلطان ‪،‬‬
‫أو يسأل في شيء ل يجد منه بدا " *‬

‫سأ َ َ‬
‫ل‬ ‫ن يَ ْ‬
‫َ‬
‫ه ‪ ،‬إ ِّل أ ْ‬
‫جه َ ُ‬
‫ل وَ ْ‬ ‫ل ك َد ّ ي َك ُد ّ ب َِها الّر ُ‬
‫ج ُ‬ ‫سائ ِ َ‬ ‫هَذِهِ ال ْ َ‬
‫م َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 17‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن عبد‬
‫الملك بن عمير ‪ ،‬عن زيد بن عقبة ‪ ،‬عن سمرة بن جندب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن هذه المسائل كد يكد‬
‫بها الرجل وجهه ‪ ،‬إل أن يسأل ذا سلطان ‪ ،‬أو في أمر ل بد منه " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬مسألة الرجل‬
‫شين يوم القيامة في وجهه خدوش ‪ ،‬أو كدوح " *‬

‫شاَء ك َد َ َ‬
‫ح‪،‬‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ه‪َ ،‬‬
‫جه َ ُ‬
‫ل وَ ْ‬ ‫ل ك َد ّ ي َك ُد ّ ب َِها الّر ُ‬
‫ج ُ‬ ‫سائ ِ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م َ‬

‫‪ 18‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا محمد بن بشر ‪ ،‬عن زائدة ‪ ،‬عن عبد‬
‫الملك بن عمير ‪ ،‬عن زيد بن عقبة ‪ ،‬عن سمرة بن جندب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن المسائل كد يكد بها‬
‫الرجل وجهه ‪ ،‬من شاء كدح ‪ ،‬ومن شاء ترك ‪ ،‬إل أن يسأل رجل ذا‬
‫سلطان في شيء ل يجد منه بدا " فحدثت به الحجاج فقال ‪ :‬إني‬
‫ذو سلطان فسلني *‬

‫ن َ‬
‫شاَء‬ ‫ش ‪ ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫دو ٌ‬
‫خ ُ‬
‫ه وَ ُ‬
‫جه َ ُ‬
‫ل وَ ْ‬ ‫ل ك َد ّ ي َك ُد ّ ب َِها الّر ُ‬
‫ج ُ‬ ‫سائ ِ ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫م َ‬

‫‪ 19‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن زائدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عبد الملك بن عمير ‪ ،‬قال ‪ :‬قال زيد بن عقبة ‪ :‬قلت للحجاج ‪ :‬أل‬
‫أحدثك بشيء حدثنيه سمرة بن جندب ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ؟ قال ‪ :‬هلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬المسائل كد يكد بها الرجل‬
‫وجهه وخدوش ‪ ،‬فمن شاء أبقى على وجهه ‪ ،‬ومن شاء ترك ‪ ،‬إل‬
‫أن يسأل الرجل ذا سلطان ‪ ،‬أو ينزل به أمر ل يجد منه بدا فيسأل‬
‫فيه " فقال الحجاج ‪ :‬سلني ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ولد لي غلم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فألحقه في العطاء *‬

‫ت ب ِهِ ‪ ،‬أ َْو‬


‫س ِفي غَي ْرِ َفاقَةٍ ن ََزل َ ْ‬ ‫سأ َ َ‬
‫ل الّنا َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 20‬حدثني محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬والعباس بن أبي طالب ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬حدثنا ثابت بن محمد ‪ ،‬حدثنا الحارث بن النعمان ‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫جبير ‪ ،‬عن عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫" من سأل الناس في غير فاقة نزلت به ‪ ،‬أو عيال ل يطيقهم جاء‬
‫يوم القيامة بوجه ليس عليه لحم " *‬

‫" من فَتح عَلى نْفسه باب م َ‬


‫ن غَي ْرِ َفاقَةٍ ن ََزل َ ْ‬
‫ت‬ ‫سأل َةٍ ِ‬
‫م ْ‬ ‫َ ِ ِ َ َ َ ْ‬ ‫َ ْ ْ َ َ‬

‫‪ 21‬حدثنا محمد بن عمارة ‪ ،‬حدثنا ثابت بن محمد ‪ ،‬حدثنا الحارث‬


‫بن النعمان ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من فتح على نفسه باب مسألة من غير‬
‫فاقة نزلت به ‪ ،‬أو عيال ل يطيقهم فتح الله عليه باب فاقة من‬
‫حيث ل يحتسب " *‬

‫س إ ِّل‬ ‫سأ َ ُ‬
‫ل الّنا َ‬
‫ل عَلى نْفسه باب م َ‬
‫سأل َةٍ ي َ ْ‬
‫َ ِ ِ َ َ َ ْ‬ ‫ج ٌ َ‬ ‫ما فَت َ َ‬
‫ح َر ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 22‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا عمرو بن مجمع ‪ ،‬حدثنا يونس بن‬


‫خباب ‪ ،‬عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما فتح رجل على نفسه‬
‫باب مسألة يسأل الناس إل فتح الله عليه باب فقر ؛ لن العفة خير‬
‫"*‬

‫" َل يْفتح عبد باب م َ‬


‫ه عَل َي ْهِ َبا َ‬
‫ب‬ ‫ح الل ّ ُ‬
‫سأل َةٍ إ ِّل فَت َ َ‬
‫َ َ ُ َْ ٌ َ َ َ ْ‬

‫‪ 23‬حدثنا سوار بن عبد الله العنبري ‪ ،‬حدثنا يحيى بن حماد ‪ ،‬حدثنا‬


‫أبو عوانة ‪ ،‬عن عمر بن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني قاص ‪،‬‬
‫فلسطين ‪ ،‬أو ‪ :‬قاضي فلسطين ‪ -‬شك أبو عبد الله سوار ‪ -‬قال ‪:‬‬
‫سمعت عبد الرحمن بن عوف ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ل يفتح عبد باب مسألة إل فتح الله عليه باب فقر "‬
‫*‬

‫" َل يْفتح أ َحد عَلى نْفسه باب م َ‬


‫سأل َةٍ ‪ ،‬إ ِّل فَت َ َ‬
‫ح‬ ‫َ ِ ِ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ ُ َ ٌ َ‬

‫‪ 24‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪،‬‬
‫عن العلء بن عبد الرحمن بن يعقوب ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يفتح أحد على‬
‫نفسه باب مسألة ‪ ،‬إل فتح الله عليه باب فقر ‪ ،‬لن يأخذ أحدكم‬
‫أحبله ‪ ،‬فيأتي الجبل فيحتطب على ظهره فيبيعه ‪ ،‬فيأكله خير له‬
‫من أن يسأل الناس معطى أو ممنوعا " *‬

‫" من فَتح باب م َ‬


‫ب فَْقرٍ ِفي‬ ‫ه لَ ُ‬
‫ه َبا َ‬ ‫ح الل ّ ُ‬
‫سأل َةٍ فَت َ َ‬
‫َ ْ َ َ َ َ َ ْ‬

‫‪ 25‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا الحسن بن الربيع ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن‬


‫ابن عجلن ‪ ،‬عن سعيد ‪ ،‬عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من فتح باب مسألة فتح الله له باب فقر‬
‫في الدنيا والخرة ‪ ،‬ومن فتح باب عطية ابتغاء وجه الله أعطاه الله‬
‫خير الدنيا والخرة " *‬

‫ك"*‬
‫وا ِ‬
‫س َ‬
‫ص ال ّ‬ ‫س وَل َوْ ب ِ ُ‬
‫شو ِ‬ ‫ن الّنا ِ‬
‫ست َغُْنوا عَ ِ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 26‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبيد الهللي ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن‬


‫بن المبارك ‪ ،‬حدثنا عبد العزيز بن مسلم ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك " *‬

‫حاًفا‬ ‫سأ َ َ‬
‫ل إ ِل ْ َ‬ ‫ك إ ِّل َ‬ ‫ة أ َوْ عَد ْ ُ‬
‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫ه ُأوقِي ّ ٌ‬ ‫سأ َ ُ‬
‫ل عَب ْد ٌ وَل َ ُ‬ ‫َل ي َ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 27‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬حدثنا مؤمل بن إسماعيل ‪،‬‬


‫حدثنا سفيان ‪ ،‬عن زيد بن أسلم ‪ ،‬عن عطاء بن يسار ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله ‪،‬‬
‫فلم يكن عنده ما يعطيه ‪ ،‬قال ‪ :‬فتغيظ عليه وقال ‪ " :‬والذي‬
‫نفسي بيده ل يسأل عبد وله أوقية أو عدل ذلك إل سأل إلحافا " *‬

‫حاًفا‬ ‫سأ َ َ‬
‫ل إ ِل ْ َ‬
‫ل ول َه ُأوقي ٌ َ‬
‫ة أوْ عَد ْل َُها إ ِّل َ‬ ‫ِّ‬ ‫ج ٌ َ ُ‬ ‫سأ َ ُ‬
‫ل َر ُ‬ ‫" َل ي َ ْ‬

‫‪ 28‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن زيد‬
‫بن أسلم ‪ ،‬عن عطاء بن يسار ‪ ،‬عن رجل من بني أسد ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يسأل رجل وله أوقية أو عدلها إل سأل‬
‫إلحافا " *‬

‫ه‬
‫جه ِ ِ‬
‫ش ِفي وَ ْ‬
‫مو ٌ‬
‫خ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫مال َ َ‬
‫ه فَإ ِن ّ ُ‬ ‫س ل ِي ُث ْرِيَ ب ِهِ َ‬ ‫سأ َ َ‬
‫ل الّنا َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 29‬حدثني علي بن سعيد الكندي ‪ ،‬حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ح‬


‫وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا ابن نمير جميعا عن مجالد ‪ ،‬عن الشعبي ‪،‬‬
‫عن حبشي بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬من سأل الناس ليثري به ماله فإنه خموش في وجهه ‪،‬‬
‫ورضف من جهنم يأكله يوم القيامة " *‬

‫مَر " *‬
‫ج ْ‬ ‫ما ي َأ ْك ُ ُ‬
‫ل ال ْ َ‬ ‫ما ي ُغِْنيهِ فَإ ِن ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫سأ َ َ‬
‫ل وَل َ ُ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 30‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير ‪،‬‬
‫حدثنا إسرائيل بن يونس ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬حدثنا حبشي بن جنادة‬
‫السلولي ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من‬
‫سأل وله ما يغنيه فإنما يأكل الجمر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حا ‪،‬‬ ‫خمو ً َ‬


‫شا أوْ ك ُ ُ‬
‫دو ً‬ ‫جاَء ُ ُ‬
‫ما ي ُغِْنيهِ َ‬
‫ه َ‬ ‫سأ َ َ‬
‫ل وَل َ ُ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 31‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا يحيى بن آدم ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫حكيم بن جبير ‪ ،‬عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن‬
‫ابن مسعود ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من‬
‫سأل وله ما يغنيه جاء خموشا أو كدوحا ‪ ،‬أو شينا في وجهه " ‪ ،‬قال‬
‫رجل ‪ :‬يا رسول الله ‪ :‬وما يغنيه ؟ قال ‪ " :‬خمسون درهما ‪ ،‬أو‬
‫حسابهم من الذهب " قال سفيان ‪ :‬سمعت زبيدا يحدث عن محمد‬
‫بن عبد الرحمن بن يزيد نحوه *‬

‫جهِهِ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مةِ وَِفي وَ ْ‬ ‫جاَء ي َوْ َ‬
‫ما ي ُغِْنيهِ َ‬
‫ه َ‬ ‫سأ َ َ‬
‫ل وَل َ ُ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 32‬حدثني إسماعيل بن موسى الفزاري ‪ ،‬حدثنا شريك بن عبد‬


‫الله ‪ ،‬عن حكيم بن جبير ‪ ،‬عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬من سأل وله ما يغنيه جاء يوم القيامة وفي‬
‫وجهه خدوش ‪ ،‬أو كدوح ‪ ،‬أو خموش " قيل ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬وما‬
‫يغنيه ؟ قال ‪ " :‬خمسون درهما أو قيمتها من الذهب " *‬

‫" من ي َ‬
‫ر‬
‫م ِ‬
‫ج ْ‬
‫ن َ‬ ‫ست َك ْث ُِر ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن ظ َهْرِ ِغًنى فَإ ِن ّ َ‬
‫ما ي َ ْ‬ ‫س عَ ْ‬
‫ل الّنا َ‬
‫سأ ِ‬
‫َ ْ َ ْ‬

‫‪ 33‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬والربيع بن سليمان قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أيوب بن سويد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني ربيعة بن يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬قدم أبو كبشة السلولي دمشق‬
‫‪ ،‬فقال له عبد الله بن عامر ‪ :‬ما أقدمك ؟ لعلك أردت أن تسأل‬
‫أمير المؤمنين شيئا ؟ قال ‪ :‬وأنا أسأل أحدا شيئا بعد الذي حدثني‬
‫سهل بن الحنظلية أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬من يسأل الناس عن ظهر غنى فإنما يستكثر من جمر‬
‫جهنم " ‪ ،‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ :‬ما ظهر الغنى ؟ قال ‪ " :‬أن يعلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أن عند أهله ما يغديهم أو يعشيهم " ‪ .‬قال أبو كبشة ‪ :‬ل أسأل بعد‬
‫هذا أحدا *‬

‫"م َ‬
‫ش‬
‫مو ٌ‬ ‫مةِ ‪ ،‬أ َوْ ُ‬
‫خ ُ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫جهِهِ ي َوْ َ‬
‫ن ِفي وَ ْ‬
‫شي ْ ٌ‬ ‫ة ال ْغَن ِ ّ‬
‫ي َ‬ ‫سأل َ ُ‬
‫َ ْ‬

‫‪ 34‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن أبي الشهب ‪ ،‬عن الحسن ‪،‬‬
‫عن عمران بن حصين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬مسألة الغني شين في وجهه يوم القيامة ‪ ،‬أو خموش "‬
‫*‬

‫من ْ َ‬
‫ك ؟ َقا َ‬
‫ل‬ ‫سْفَلى " ‪ ،‬قُل ْ ُ‬
‫ت ‪ :‬وَ ِ‬ ‫ل ال ّ‬
‫سائ ِ ِ‬
‫" ي َد ُ ال ّ‬

‫‪ 35‬حدثنا ابن حميد الرازي ‪ ،‬حدثنا حكام بن سلم ‪ ،‬عن عنبسة ‪،‬‬
‫عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬عن حكيم بن حزام أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬يد السائل السفلى " ‪ ،‬قلت ‪:‬‬
‫ومنك ؟ قال ‪ " :‬ومني " ‪ ،‬فقلت ‪ :‬والذي أكرمك ‪ ،‬ل تكون يدي‬
‫تحت يد رجل من العرب بعدك أبدا ‪ " ،‬ومن يستغن يغنه الله ‪،‬‬
‫ومن يستعفف يعفه الله " فلم يأخذ حكيم من أبي بكر وعمر شيئا‬
‫*‬

‫ْ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫م بِ َ‬ ‫سْفَلى ‪ ،‬وَل ْي َب ْد َأ أ َ‬
‫حد ُك ُ ْ‬ ‫ن ال ْي َدِ ال ّ‬
‫م َ‬ ‫" ال ْي َد ُ ال ْعُل َْيا َ‬
‫خي ٌْر ِ‬

‫‪ 36‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني ابن وهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرني عن ابن عبد الله بن سالم ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬عن حكيم بن حزام أنه سمع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬اليد العليا خير من اليد السفلى ‪ ،‬وليبدأ أحدكم‬
‫بمن يعول ‪ ،‬وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ‪ ،‬ومن يستعفف‬
‫يعفه الله ومن يستغن يغنه الله " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ضَرةٌ‬
‫خ ِ‬
‫ل َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ما ُ‬ ‫ما هَ َ‬
‫م ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬
‫كي ُ‬
‫ح ِ‬ ‫سأ َل َت َ َ‬
‫ك َيا َ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫ما أن ْك ََر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 37‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ ،‬حدثني‬


‫ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن مسلم بن جندب ‪ ،‬عن حكيم بن حزام أنه قال ‪:‬‬
‫سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم من المال ‪ ،‬فألحفت‬
‫عليه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما أنكر مسألتك يا حكيم ‪ ،‬إنما هذا المال خضرة‬
‫حلوة ‪ ،‬وإنما هو مع ذلك أوساخ أيدي الناس ‪ ،‬وإن يد الله فوق يد‬
‫المعطي ‪ ،‬ويد المعطي فوق يد المعطى ‪ ،‬ويد المعطى أسفل‬
‫اليدي " *‬

‫َ‬
‫ت‬ ‫صل َ َ‬
‫وا ِ‬ ‫شي ًْئا ‪َ ،‬وال ّ‬
‫كوا ب ِهِ َ‬ ‫ه َل ت ُ ْ‬
‫شرِ ُ‬ ‫دوا الل ّ َ‬ ‫" عََلى أ ْ‬
‫ن ت َعْب ُ ُ‬

‫‪ 38‬حدثنا الغلبي أبو عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا أبو مسهر ‪ ،‬حدثنا سعيد‬
‫بن عبد العزيز ‪ ،‬عن ربيعة بن يزيد ‪ ،‬عن أبي إدريس عن أبي‬
‫مسلم الخولني ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني الحبيب المين أما هو إلي فحبيب ‪،‬‬
‫وأما هو عندي فأمين عوف بن مالك الشجعي أنهم كانوا عند‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أو ثمانية أو تسعة ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫أل تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فمددنا أيدينا ‪،‬‬
‫فبايعناه ‪ ،‬قلنا ‪ :‬قد بايعناك يا رسول الله ‪ ،‬وعلى ما بايعناك ؟‬
‫قال ‪ " :‬على أن تعبدوا الله ل تشركوا به شيئا ‪ ،‬والصلوات الخمس‬
‫" ‪ ،‬وذكر كلمة خفية ‪ " :‬ل تسألوا الناس شيئا " ‪ .‬قال ‪ :‬فلقد رأيت‬
‫بعض أولئك النفر يسقط سوطه فما يسأل أحدا يناوله إياه *‬

‫ة " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫حد َةٍ أ َت ََقب ّ ْ‬
‫ل لَ ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن ي َت ََقب ّ ْ‬
‫ل ِلي ب ِ َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 39‬حدثني سليمان بن عبيد الله الغيلني ‪ ،‬حدثنا أبو قتيبة ‪ ،‬حدثنا‬


‫ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن محمد بن قيس ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن يزيد بن‬
‫معاوية ‪ ،‬عن ثوبان ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" من يتقبل لي بواحدة أتقبل له الجنة " ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ثوبان ‪ :‬أنا ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال ‪ " :‬ل تسأل الناس شيئا " ‪ .‬قال ‪ :‬فإن كان سوطه يقع ‪ ،‬فما‬
‫يقول لحد ناولنيه ‪ ،‬حتى ينزل فيأخذه ‪ ،‬حدثني علي بن شعيب‬
‫السمسار ‪ ،‬حدثنا معن بن عيسى القزاز ‪ ،‬حدثنا ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن‬
‫محمد بن قيس ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية ‪ ،‬عن ثوبان‬
‫مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬من تكفل لي بواحدة تكفلت له بالجنة " ‪ ،‬ثم‬
‫ذكر نحوه حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني ابن أبي ذئب ‪،‬‬
‫عن محمد بن قيس ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية ‪ ،‬عن‬
‫ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من يتقبل لي بواحدة ‪ ،‬وأتقبل له بالجنة‬
‫" ؟ ثم ذكر نحوه *‬

‫َ‬
‫ة"؟‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫م ُ‬
‫ض َ‬ ‫خل ّ ً‬
‫ة ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ن ِلي َ‬
‫م ُ‬
‫ض َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 40‬حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري ‪ ،‬حدثنا المحاربي ح وحدثنا‬


‫تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬أنبأنا يزيد جميعا عن محمد بن‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن العباس بن عبد الرحمن بن ميناء ‪ ،‬عن عبد الرحمن‬
‫بن يزيد بن معاوية ‪ ،‬عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من يضمن‬
‫لي خلة ‪ ،‬وأضمن له الجنة " ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬أنا يا رسول الله ‪ ،‬قال‬
‫‪ " :‬ل تسأل الناس شيئا " ‪ .‬قال ‪ :‬فإن كان سوط ثوبان ليسقط‬
‫من يده وهو على بعيره ‪ ،‬فيذهب الرجل يناوله ‪ ،‬فيأبى أن يأخذه‬
‫حتى ينيخ بعيره ‪ ،‬ثم ينزل فيأخذه *‬

‫شي ًْئا ‪ ،‬وَأ َت َك َّف ُ‬


‫ل‬ ‫س َ‬ ‫سأ َ َ‬
‫ل الّنا َ‬ ‫ن َل ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫ن ي َت َك َّف ُ‬
‫ل ِلي أ ْ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 41‬حدثني محمد بن عبد الملك ‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق ‪ ،‬أنبأنا معمر ‪،‬‬
‫عن أيوب ‪ ،‬عن أبي العالية ‪ ،‬عن ثوبان أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬من يتكفل لي أن ل يسأل الناس شيئا ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وأتكفل له بالجنة " ؟ قال ثوبان ‪ :‬أنا ‪ ،‬قال ‪ :‬فكان ثوبان ل يسأل‬
‫أحدا شيئا ‪ ،‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن معاذ ‪ ،‬حدثني‬
‫أبي ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عاصم الحول ‪ ،‬عن أبي العالية ‪ ،‬عن ثوبان‬
‫‪ ،‬قال ‪ ،‬وقال ‪ :‬كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من يتكفل لي " ‪،‬‬
‫ثم ذكر نحوه *‬

‫حد ٌ إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫" ل َو تعل َمون ما في ال ْم َ‬


‫م َ‬
‫شى أ َ‬ ‫سأل َةِ ‪َ ،‬‬
‫ما َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َْ ُ َ َ ِ‬

‫‪ 42‬حدثني محمد بن عثمان بن صفوان الثقفي ‪ ،‬حدثنا أمية بن‬


‫خالد ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن بسطام بن مسلم ‪ ،‬عن عبد الله بن خليفة‬
‫الغبري ‪ ،‬عن عائذ بن عمرو أن رجل أتى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم يسأله فأعطاه فلما وضع رجله على أسكفة الباب ‪ ،‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لو تعلمون ما في المسألة ‪،‬‬
‫ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئا " *‬

‫سأ َ ْ‬
‫ل‬ ‫م ‪ ،‬لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬
‫َ‬
‫ما أعْل َ ُ‬
‫" ل َو تعل َمون ما في ال ْم َ‬
‫سأل َةِ َ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ َْ ُ َ َ ِ‬

‫‪ 43‬حدثنا محمد بن منصور الطوسي ‪ ،‬حدثنا روح بن عبادة ‪ ،‬حدثنا‬


‫بسطام بن مسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت خليفة بن عبد الله الغبري ‪،‬‬
‫يحدث عن عائذ بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا عند النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فجاء أعرابي فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أطعمني شيئا فإني‬
‫جائع ‪ .‬فألح عليه ‪ ،‬فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فلما‬
‫أراد أن يدخل أخذ بعضادتي الباب ‪ ،‬ثم أقبل علينا فقال ‪ " :‬لو‬
‫تعلمون ما في المسألة ما أعلم ‪ ،‬لم يسأل رجل وعنده ما يبيته‬
‫ليلة " ‪ ،‬ثم أمر له بطعام *‬

‫مٌر ‪،‬‬
‫ج ْ‬
‫ما هُوَ َ‬ ‫وال َهُ ْ‬
‫م ت َك َث ًّرا ‪ ،‬فَإ ِن ّ َ‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫سأ ْ‬ ‫سأ َ َ‬
‫ل الّنا َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 44‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا ابن فضيل ‪ ،‬عن عمارة بن القعقاع ‪،‬‬
‫عن أبي زرعة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬من سأل الناس أموالهم تكثرا ‪ ،‬فإنما هو جمر ‪،‬‬
‫فليستقل منه أو ليستكثر " *‬

‫س‬ ‫سأ َ ُ‬
‫ل الّنا َ‬
‫َ‬
‫م َل أ ْ‬
‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫صاِني َر ُ‬
‫َ‬
‫" أو ْ َ‬

‫‪ 45‬حدثني محمد بن خلف ‪ ،‬حدثنا كثير بن هشام ‪ ،‬عن النضر بن‬


‫معبد ‪ ،‬قال ابن خلف ‪ :‬وحدثنا عبيد الله بن محمد ‪ ،‬حدثنا سلم أبو‬
‫المنذر ‪ ،‬كلهما عن محمد بن واسع ‪ ،‬عن ابن الصامت ‪ ،‬عن أبي‬
‫ذر ‪ ،‬قال ‪ " :‬أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ل أسأل‬
‫الناس شيئا " *‬

‫ك الل ّه فََل ت َ‬
‫ما أ َغَْنا َ‬
‫ن ال ْي َد َ‬
‫شي ًْئا ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫س َ‬
‫ل الّنا َ‬
‫سأ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 46‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬حدثنا بشر‬


‫بن بكر التنيسي ‪ ،‬عن ابن جابر ‪ ،‬عن عروة بن محمد بن عطية ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني أبي أن أباه أخبره قال ‪ :‬قدمت على رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم في أناس من بني سعد بن بكر ‪ ،‬وكنت‬
‫أصغر القوم ‪ ،‬فخلفوني في رحالهم ‪ ،‬ثم أتوا رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم فقضى حوائجهم ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬هل بقي منكم أحد " ؟‬
‫قالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬غلم منا خلفناه في رحالنا ‪ ،‬فأمرهم أن‬
‫يبعثوني إليه ‪ ،‬فأتوني ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أجب رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فأتيته ‪ ،‬فلما رآني قال ‪ " :‬ما أغناك الله فل تسأل الناس‬
‫شيئا ‪ ،‬فإن اليد العليا المنطية ‪ ،‬وإن اليد السفلى هي المنطاة ‪،‬‬
‫وإن مال الله لمسئول ومنطى " ‪ ،‬قال ‪ :‬يكلمني رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بلغتنا " *‬

‫ل قَدم معك ُ َ‬
‫م " ؟ َقاُلوا ‪ :‬ن َعَ ْ‬
‫م‬ ‫حد ٌ غَي ُْرك ُ ْ‬
‫مأ َ‬‫" هَ ْ ِ َ َ َ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 47‬حدثنا يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬حدثني عاصم بن‬
‫عبد الله بن نعيم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عروة بن محمد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن‬
‫جده ‪ :‬أنه قدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد‬
‫ثقيف ‪ ،‬فلما دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم كان فيما‬
‫ذكروا له أن سألوه ‪ ،‬فقال لهم ‪ " :‬هل قدم معكم أحد غيركم " ؟‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬معنا فتى منا خلفناه في رحالنا ‪ ،‬فأرسلوا إلي ‪ ،‬فلما‬
‫دخلت عليه وهم عنده استقبلني فقال ‪ " :‬إن اليد المنطية هي‬
‫العليا ‪ ،‬وإن السائلة هي السفلى ‪ ،‬فما استغنيت فل تسأل ‪ ،‬فإن‬
‫مال الله لمسئول ومعطى " *‬

‫ن‬
‫ة ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫صد َقَةِ ‪َ ،‬يا قَِبي َ‬
‫ص ُ‬ ‫ن ن َعَم ِ ال ّ‬
‫م ْ‬
‫جَها ِ‬
‫خرِ ُ‬ ‫" ن ُؤَ ّ‬
‫ديَها وَن ُ ْ‬

‫‪ 48‬حدثني أحمد بن حماد الدولبي ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن هارون بن‬


‫رئاب ‪ ،‬عن كنانة بن نعيم ‪ ،‬عن قبيصة بن المخارق أنه تحمل‬
‫بحمالة ‪ ،‬فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله ‪ ،‬فقال ‪ " :‬نؤديها‬
‫ونخرجها من نعم الصدقة ‪ ،‬يا قبيصة ‪ ،‬إن المسألة حرمت إل على‬
‫ثلث ‪ :‬رجل تحمل بحمالة ؛ فحلت له المسألة حتى يؤديها ‪ ،‬ثم‬
‫يمسك ‪ ،‬ورجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله ؛ فحلت له المسألة‬
‫حتى يصيب قواما ‪ -‬أو سدادا ‪ -‬من عيش ‪ ،‬ثم يمسك ‪ ،‬ورجل‬
‫أصابته حاجة حتى تكلم ثلثة من ذوي الحجا من قومه أن قد حلت‬
‫له المسألة ؛ حتى يصيب قواما ‪ -‬أو سدادا ‪ -‬من عيش ‪ ،‬ثم‬
‫يمسك ‪ ،‬وما سوى ذلك من المسألة فهو سحت " ‪ ،‬حدثنا ابن وكيع‬
‫‪ ،‬حدثنا ابن عيينة ‪ ،‬عن هارون بن رئاب ‪ ،‬عن كنانة بن نعيم ‪ ،‬عن‬
‫قبيصة بن المخارق الهللي ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم فقلت ‪ :‬إني تحملت بحمالة فسألته ‪ ،‬فقال ‪ " :‬نؤديها‬
‫ونخرجها من إبل الصدقة " ‪ .‬ثم ذكر نحوه ‪ ،‬غير أنه قال في حديثه‬
‫‪ " :‬ورجل أصابته حاجة أو فاقة حتى يتكلم ثلثة من ذوي الحجا من‬
‫قومه ‪ ،‬يشهدون أنه قد حلت له المسألة " ‪ .‬وقال أيضا ‪ " :‬فما‬
‫سوى ذلك سحت " ‪ .‬وسائر الحديث نحوه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مل ََها عَن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬


‫ك‪،‬‬ ‫ح ّ‬
‫ن ن َت َ َ‬ ‫ة ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫ما أ ْ‬ ‫صد َقَ ُ‬
‫حّتى ت َأت ِي ََنا ال ّ‬
‫م َ‬
‫" أقِ ْ‬

‫‪ 49‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن أيوب ‪ ،‬عن‬


‫هارون بن رئاب ‪ ،‬عن كنانة بن نعيم ‪ ،‬عن قبيصة بن المخارق‬
‫الهللي ‪ ،‬قال ‪ :‬حملت حمالة ‪ ،‬فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أسأله فيها ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أقم حتى تأتينا الصدقة ‪ ،‬فإما أن نتحملها‬
‫عنك ‪ ،‬وإما أن نعينك فيها " ‪ ،‬وقال ‪ " :‬إن المسألة ل تحل إل لثلثة‬
‫‪ :‬رجل تحمل حمالة بين قوم ؛ فيسأل فيها حتى يؤديها ثم يمسك ‪،‬‬
‫ورجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله ؛ فيسأل فيها حتى يصيب قواما‬
‫من عيش ‪ ،‬أو ‪ :‬سدادا من عيش ‪ ،‬ثم يمسك ‪ ،‬ورجل أصابته فاقة‬
‫حتى شهد له ثلثة من ذوي الحجا من قومه أن قد أصابته فاقة ‪،‬‬
‫وأن قد حلت له المسألة ؛ فيسأل حتى يصيب قواما من عيش ‪ -‬أو‬
‫سدادا من عيش ‪ -‬ثم يمسك ‪ ،‬وما سوى ذلك من المسائل سحت‬
‫يا قبيصة ‪ ،‬يأكله صاحبه سحتا " ‪ ،‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد‬
‫الوهاب بن عبد المجيد ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن هارون بن رئاب ‪ ،‬عن‬
‫كنانة بن نعيم ‪ ،‬عن قبيصة بن المخارق ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم أستعينه في حمالة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أقم عندنا ‪ ،‬فإما أن‬
‫نتحملها عنك ‪ ،‬وإما أن نعينك فيها ‪ ،‬واعلم أن المسألة ل تحل إل‬
‫لثلثة " ‪ .‬ثم ذكر نحوه *‬

‫ْ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ست َغْن ِ َ‬ ‫ب عََلى ظ َهْرِهِ فَي َِبيعَ ُ‬
‫ه ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫حط َ ٍ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م فَي َأت ِ َ‬
‫ي بِ َ‬ ‫" َل َ ْ‬
‫ن ي َغْت َدِيَ أ َ‬

‫‪ 50‬حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي ‪ ،‬حدثنا أبو الحوص ‪ ،‬عن بيان‬


‫‪ ،‬عن قيس بن أبي حازم ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لن يغتدي أحدكم فيأتي بحطب على‬
‫ظهره فيبيعه ‪ ،‬فيستغني به عن الناس ويتعفف ‪ ،‬خير له من أن‬
‫يأتي رجل يسأله ‪ ،‬أعطاه أو منعه ‪ ،‬واليد العليا خير من اليد‬
‫السفلى ‪ ،‬وابدأ بمن تعول " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ه ‪ ،‬أ َْو‬
‫من ْ ُ‬
‫ي ِ‬
‫ست َغْن ِ َ‬ ‫ب عََلى ظ َهْرِهِ فَي َِبيعَ ُ‬
‫ه فَي َ ْ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م فَي َ ْ‬
‫حت َط ِ َ‬
‫َ‬
‫َل َ ْ‬
‫ن ي َغْد ُوَ أ َ‬

‫‪ 51‬حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري ‪ ،‬أنبأنا محمد بن يزيد‬


‫الواسطي ‪ ،‬عن إسماعيل ‪ ،‬عن قيس ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬والله لن يغدو أحدكم‬
‫فيحتطب على ظهره فيبيعه فيستغني منه ‪ ،‬أو يتصدق به ‪ ،‬خير له‬
‫من أن يأتي رجل فيسأله فيمنعه ذلك ‪ ،‬إن اليد العليا خير من اليد‬
‫السفلى ‪ ،‬وابدأ بمن تعول " ‪ ،‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا ابن نمير ‪،‬‬
‫حدثنا إسماعيل ‪ ،‬عن قيس ‪ ،‬عن أبي هريرة عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬إل أنه قال ‪ " :‬فيمنعه أو يؤتيه ذلك ‪ ،‬إن اليد‬
‫العليا " ‪ .‬وسائر الحديث مثل حديث عبد الحميد ‪ ،‬حدثنا أبو كريب ‪،‬‬
‫حدثنا وكيع ‪ ،‬عن إسماعيل ‪ ،‬عن قيس ‪ ،‬عن أبي هريرة عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم مثله حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ‪،‬‬
‫أنبأنا يزيد ‪ ،‬أنبأنا إسماعيل ‪ ،‬عن قيس ‪ ،‬عن أبي هريرة عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم مثله ولم يقل فيه ‪ " :‬وابدأ بمن تعول " *‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫خي ٌْر ل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ه فَي َأ ْك ُ َ‬
‫ل َ‬ ‫ل عََلى ظ َهْرِهِ فَي َِبيعَ ُ‬
‫ج ُ‬
‫ب الّر ُ‬
‫حت َط ِ َ‬ ‫" َل َ ْ‬
‫ن يَ ْ‬

‫‪ 52‬حدثني محمد بن حاتم المؤدب ‪ ،‬حدثنا عبيدة بن حميد ‪ ،‬حدثني‬


‫سليمان العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لن يحتطب الرجل على‬
‫ظهره فيبيعه فيأكل خير له من أن يسأل " *‬

‫مل ََها عََلى ظ َهْرِهِ فَي َِبيعََها‬ ‫" َل َن يحتز َ‬


‫ح ِ‬ ‫حط َ ٍ‬
‫ب فَي َ ْ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫م ً‬
‫حْز َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫مأ َ‬‫ْ َ ْ َ ِ َ‬

‫‪ 53‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني عمرو‬


‫بن الحارث ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن‬
‫عوف أنه سمع أبا هريرة ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬لن يحتزم أحدكم حزمة من حطب فيحملها على ظهره‬
‫فيبيعها خير له من أن يسأل رجل فيعطيه أو يمنعه " حدثني أحمد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬حدثني عمي عبد الله بن وهب ‪،‬‬
‫أخبرني الليث بن سعد ‪ ،‬عن عقيل بن خالد ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن‬
‫أبي عبيد أنه سمع أبا هريرة ‪ ،‬يقول ‪ " :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬لن يحتزم أحدكم حزمة حطب " ‪ ،‬ثم ذكر نحوه *‬

‫ْ‬
‫ن ت َُعو ُ‬
‫ل‬ ‫سْفَلى ‪َ ،‬واب ْد َأ ب ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ال ْي َدِ ال ّ‬
‫م َ‬ ‫" ال ْي َد ُ ال ْعُل َْيا َ‬
‫خي ٌْر ِ‬

‫‪ 54‬حدثني سلم بن جنادة السوائي ‪ ،‬حدثنا حفص بن غياث ‪ ،‬عن‬


‫العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬اليد العليا خير من اليد السفلى ‪ ،‬وابدأ‬
‫بمن تعول " ‪ ،‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن‬
‫أبي صالح ‪ ،‬عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بمثله حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا يونس بن بكير ‪ ،‬حدثني محمد بن‬
‫إسحاق ‪ ،‬حدثني موسى بن يسار ‪ ،‬عن أبي هريرة عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم بمثله حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا ابن فضيل ‪ ،‬عن‬
‫عاصم بن كليب ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم مثله ‪ .‬حدثنا الحسن بن الجنيد ‪ ،‬حدثنا سعيد بن‬
‫مسلمة ‪ ،‬حدثنا عاصم بن كليب ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫سْفَلى " *‬
‫ن ال ْي َدِ ال ّ‬
‫م َ‬ ‫" ال ْي َد ُ ال ْعُل َْيا َ‬
‫خي ٌْر ِ‬

‫‪ 55‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا أبو نعيم ‪ ،‬حدثنا معقل بن عبيد‬


‫الله ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬رفعه معقل إلى النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم مرة ‪ ،‬وقصر به أخرى ‪ ،‬قال ‪ " :‬اليد العليا خير من‬
‫اليد السفلى " *‬

‫ْ‬
‫ن ت َُعو ُ‬
‫ل‬ ‫سْفَلى ‪َ ،‬واب ْد َأ ب ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ال ْي َدِ ال ّ‬
‫م َ‬ ‫" ال ْي َد ُ ال ْعُل َْيا َ‬
‫خي ٌْر ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 56‬حدثنا عمران بن بكار الكلعي ‪ ،‬حدثنا الربيع بن روح ‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫هاشم المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي ‪ ،‬حدثنا محمد بن عجلن‬
‫‪ ،‬عن زيد بن أسلم ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬اليد العليا خير من اليد‬
‫السفلى ‪ ،‬وابدأ بمن تعول " *‬

‫" اْل َيدي ث ََل ُ َ‬


‫طي‬ ‫ث أي ْدٍ ‪ :‬ي َد ُ الل ّهِ ال ْعُل َْيا ‪ ،‬وَي َد ُ ال ْ ُ‬
‫مع ْ ِ‬ ‫ْ ِ‬

‫‪ 57‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم الهجري ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا الحوص يحدث عن عبد الله ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬اليدي ثلث أيد ‪ :‬يد‬
‫الله العليا ‪ ،‬ويد المعطي التي تليها ‪ ،‬ويد السائل السفلى إلى يوم‬
‫القيامة ‪ ،‬فاستعفف عن السؤال ما استطعت " *‬

‫ة‬ ‫سْفَلى ‪َ ،‬وال ْي َد ُ ال ْعُل َْيا ال ْ ُ‬


‫مت َعَّفَف ُ‬ ‫ن ال ْي َدِ ال ّ‬
‫م َ‬ ‫" ال ْي َد ُ ال ْعُل َْيا َ‬
‫خي ٌْر ِ‬

‫‪ 58‬حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع ‪ ،‬حدثنا الفضيل بن سليمان‬


‫النميري ‪ ،‬حدثنا موسى بن عقبة ‪ ،‬أخبرني نافع ‪ ،‬عن ابن عمر أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬اليد العليا خير من اليد‬
‫السفلى ‪ ،‬واليد العليا المتعففة ‪ ،‬واليد السفلى السائلة " ‪ ،‬حدثنا‬
‫ابن البرقي ‪ ،‬حدثنا عمرو بن أبي سلمة ‪ ،‬حدثنا صدقة ‪ ،‬عن موسى‬
‫بن عقبة ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم مثله *‬

‫س َ‬
‫طى‬ ‫طي ال ْوُ ْ‬ ‫ث ‪ :‬ي َد ُ الل ّهِ ال ْعُل َْيا ‪ ،‬وَي َد ُ ال ْ ُ‬
‫مع ْ ِ‬ ‫" اْل َي ْ ِ‬
‫دي ث ََل ٌ‬

‫‪ 59‬حدثنا إسماعيل بن حفص اليلي ‪ ،‬حدثنا الوليد بن مسلم ‪ ،‬عن‬


‫محمد بن عجلن ‪ ،‬عن القعقاع بن حكيم ‪ ،‬قال ‪ :‬كتب ابن عمر إلى‬
‫عبد العزيز بن مروان ‪ :‬إني سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬اليدي ثلث ‪ :‬يد الله العليا ‪ ،‬ويد المعطي الوسطى‬
‫‪ ،‬ويد المعطى السفلى " ‪ ،‬وإني أرى أنها صارت السفلى لمسألتها‬
‫"*‬

‫ْ‬
‫ن ت َُعو ُ‬
‫ل‬ ‫سْفَلى ‪َ ،‬واب ْد َأ ب ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ال ْي َدِ ال ّ‬
‫م َ‬ ‫" ال ْي َد ُ ال ْعُل َْيا َ‬
‫خي ٌْر ِ‬

‫‪ 60‬حدثني يعقوب بن إبراهيم بن جبير الواسطي ‪ ،‬حدثنا صفوان‬


‫بن عيسى ‪ ،‬عن ابن عجلن ‪ ،‬عن القعقاع بن حكيم ‪ ،‬قال ‪ :‬كتب‬
‫ابن عمر إلى عبد العزيز بن مروان ‪ :‬إني سمعت رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬اليد العليا خير من اليد السفلى ‪ ،‬وابدأ‬
‫بمن تعول " *‬

‫ة"*‬ ‫ي ال ْ ُ‬
‫مت َعَّفَف ُ‬ ‫ن ال ْي َد َ ال ْعُل َْيا هِ َ‬ ‫" ك ُّنا ن َُقو ُ‬
‫ل ‪ :‬إِ ّ‬

‫‪ 61‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫دينار ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ " :‬كنا نقول ‪ :‬إن اليد العليا هي‬
‫المتعففة " *‬

‫" ك ُنا نتحد ُ َ‬


‫ف"*‬ ‫ن ال ْي َد َ ال ْعُل َْيا ي َد ُ ال ْ ُ‬
‫مت َعَّف ِ‬ ‫ثأ ّ‬ ‫ّ ََ َ ّ‬

‫‪ 62‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن عبد‬
‫الله بن دينار ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت ابن عمر ‪ ،‬يقول ‪ " :‬كنا نتحدث أن‬
‫اليد العليا يد المتعفف " *‬

‫شّر ل َ َ‬
‫ك‬ ‫سك ْ ُ‬
‫ه َ‬ ‫م ِ‬
‫ن تُ ْ‬ ‫خي ٌْر ل َ َ‬
‫ك ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ال َْف ْ‬
‫ض َ‬ ‫ن ت َب ْذ ُ ِ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫ك إِ ْ‬

‫‪ 63‬حدثني الفضل بن داود الواسطي ‪ ،‬حدثنا عمر بن يونس ‪ ،‬قال‬


‫عكرمة بن عمار ‪ :‬حدثنا شداد أبو عمار ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا أمامة ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬يا ابن آدم إنك إن‬
‫تبذل الفضل خير لك ‪ ،‬وإن تمسكه شر لك ‪ ،‬ول تلم على كفاف ‪،‬‬
‫وابدأ بمن تعول ‪ ،‬واليد العليا خير من اليد السفلى " *‬

‫ن‬
‫م َ‬ ‫ن ظ َهْرِ ِغًنى ‪َ ،‬وال ْي َد ُ ال ْعُل َْيا َ‬
‫خي ٌْر ِ‬ ‫صد َقَةِ عَ ْ‬
‫خي ُْر ال ّ‬
‫" َ‬

‫‪ 64‬حدثني محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن موسى ‪،‬‬


‫أنبأنا عمرو بن عثمان ‪ ،‬عن موسى بن طلحة ‪ ،‬عن حكيم بن‬
‫حزام ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬خير‬
‫الصدقة عن ظهر غنى ‪ ،‬واليد العليا خير من اليد السفلى ‪ ،‬وابدأ‬
‫بمن تعول " *‬

‫ْ‬
‫ن ت َُعو ُ‬
‫ل‬ ‫سْفَلى ‪َ ،‬واب ْد َأ ب ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ال ْي َدِ ال ّ‬
‫م َ‬ ‫" ال ْي َد ُ ال ْعُل َْيا َ‬
‫خي ٌْر ِ‬

‫‪ 65‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا بكر بن عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا‬


‫عيسى بن المختار ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬عن أبي الزبير ‪ ،‬عن جابر ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬اليد العليا خير من‬
‫اليد السفلى ‪ ،‬وابدأ بمن تعول ‪ ،‬وخير الصدقة عن ظهر غنى " *‬

‫حد ّث ََنا أ َُبو‬


‫سْفَلى " ‪َ ،‬‬
‫ن ال ْي َدِ ال ّ‬
‫م َ‬ ‫" ال ْي َد ُ ال ْعُل َْيا َ‬
‫خي ٌْر ِ‬

‫‪ 66‬حدثنا بشر بن آدم ‪ ،‬حدثنا قبيصة بن عقبة ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫أشعث بن سليم ‪ ،‬عن السود بن هلل ‪ ،‬عن ثعلبة بن زهدم‬
‫اليربوعي ‪ ،‬قال ‪ :‬انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو‬
‫يحدث ‪ ،‬فقال ‪ " :‬اليد العليا خير من اليد السفلى " ‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫كريب ‪ ،‬حدثنا عبد الله بن نمير ‪ ،‬ويونس بن بكير ‪ ،‬بنحوه ‪ ،‬عن‬
‫يزيد بن زياد الشجعي ‪ ،‬عن أبي صخرة جامع بن شداد ‪ ،‬عن‬
‫طارق ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلنا المدينة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫على المنبر وهو يقول ‪ " :‬يد المعطي العليا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫" َل أ َقْدُِر عََلى َ‬


‫ل ‪ :‬فَأَتاهُ‬ ‫طيك َ ُ‬
‫ه " ‪َ .‬قا َ‬ ‫يءٍ أعْ ِ‬
‫ش ْ‬

‫‪ 67‬حدثني عمران بن بكار ‪ ،‬حدثنا جنادة بن مروان ‪ ،‬حدثنا الحارث‬


‫بن النعمان ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أنس بن مالك يحدث عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم أن رجل سأله أن يعطيه شيئا ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل أقدر‬
‫على شيء أعطيكه " ‪ .‬قال ‪ :‬فأتاه رجل فوضع في يده شيئا ‪،‬‬
‫فقال محمد رسول الله ‪ " :‬وعزة ربي ‪ ،‬إنها لثلث أيد بعضها فوق‬
‫بعض ‪ :‬المعطي يضعها في يد الله ‪ ،‬ويد الله العليا ‪ ،‬ويد الخذ‬
‫أسفل ذلك ‪ .‬قال ربي ‪ :‬بعزتي ‪ ،‬عبدي ‪ ،‬لنفسنك بما رحمت عبدي‬
‫‪ ،‬وبعزتي ‪ ،‬عبدي ‪ ،‬لجزينك بما رحمت عبدي ‪ ،‬وبعزتي ‪ ،‬عبدي ‪،‬‬
‫لخلفن بها عليك رحمة من عندي " *‬

‫سْفَلى " *‬
‫ن ال ْي َدِ ال ّ‬
‫م َ‬ ‫" ال ْي َد ُ ال ْعُل َْيا َ‬
‫خي ٌْر ِ‬

‫‪ 68‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني يونس ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال ابن شهاب ‪ :‬حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬اليد العليا خير من اليد‬
‫السفلى " *‬

‫ن ال ِْفْق ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬

‫ذكر ما في هذه الخبار من الفقه فمما في ذلك منه ‪ :‬تحريم النبي‬


‫صلى الله عليه وسلم المسألة ‪ ،‬ثم اختلف أهل العلم في المسألة‬
‫التي حرمها صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وفي صفة السائل الذي حرم‬
‫ذلك عليه ‪ .‬فقال بعضهم ‪ :‬المسألة التي حرمها صلى الله عليه‬
‫وسلم على من حرمها عليه ‪ ،‬هي المسألة التي يسألها السائل عن‬
‫غنى منه عنها ‪ ،‬بوجوده ما فيه له الكفاية لما ل بد له منه ‪ ،‬من‬
‫غذاء من مطعم ومشرب ‪ ،‬وملبس ومسكن ‪ ،‬منميا بذلك ماله ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫طالبا به تكثيره ‪ ،‬ثم حد في مبلغ قدر ذلك مقدارا بوزن وكيل‬
‫وقيمة ‪ .‬وأنكر آخرون منهم تحديد ذلك بمقدار من الكيل والوزن‬
‫والقيمة ‪ ،‬إل بالبيان عنه في تحديده بالكفاية والغنى ‪ ،‬والمعروف‬
‫معناه عند عوام الناس ‪ .‬وأنكر آخرون منهم تحديد ذلك ‪ ،‬إل بوجود‬
‫المرء قوت يومه لغدائه وعشائه ‪ .‬وأنكره آخرون إل بوجود قوت‬
‫ساعته ‪ .‬وأنكر آخرون ذلك إل عند الضرورة الحالة به ‪ ،‬وأحلوا ذلك‬
‫محل الميتة للمضطر ‪ .‬وأنكر آخرون المسألة بكل حال ‪ ،‬وقالوا ‪:‬‬
‫الخبار التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم بتحريمها عام‬
‫في المسائل كلها‬

‫ل بتحريم النبي صّلى الل ّه عل َيه وسل ّم ال ْم َ‬


‫سأل َ َ‬
‫ة‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ ْ ِ َ َ َ‬ ‫ن َقا َ ِ َ ْ ِ ِ ّ ِ ّ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال بتحريم النبي صلى الله عليه وسلم المسألة في‬
‫حديث عمر ‪ ،‬وقوله ‪ " :‬إن أحدهم ليخرج بمسألته من عندي‬
‫متأبطا بها نارا " ‪ ،‬إنما هي المسألة التي يسألها السائل من‬
‫يسأل ؛ تكثيرا بها ماله ‪ ،‬وهو عنها غني ‪ ،‬ولم يحد في الغنى حدا‬
‫غير الغنى المعروف في العوام‬
‫ل بتحريم النبي صّلى الل ّه عل َيه وسل ّم ال ْم َ‬
‫سأل َ َ‬
‫ة‪#‬‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ ْ ِ َ َ َ‬ ‫ن َقا َ ِ َ ْ ِ ِ ّ ِ ّ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ه‪،‬‬ ‫م ي َت َل َّق ُ‬
‫م ُ‬ ‫جهَن ّ َ‬
‫ف َ‬
‫ض ُ‬ ‫س ل ِي ُث ْرِيَ ب ِهِ فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه َر ْ‬ ‫سأ َ َ‬
‫ل الّنا َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 69‬حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ‪ ،‬حدثنا يزيد بن‬


‫زريع ‪ ،‬حدثنا داود ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عمر ‪ " :‬من سأل‬
‫الناس ليثري به فإنه رضف جهنم يتلقمه ‪ ،‬فمن شاء استقل ‪ ،‬ومن‬
‫شاء استكثر " ‪ ،‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬ومحمد بن عبد الله بن‬
‫بزيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن المفضل ‪ ،‬حدثنا داود ‪ ،‬عن عامر ‪ ،‬عن‬
‫عمر نحوه ‪ ،‬إل أن ابن بزيع ‪ ،‬قال في حديثه ‪ :‬ليثري ماله *‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ف ِ‬
‫ض ٍ‬ ‫مال َ ُ‬
‫ه ‪ ،‬فَهُوَ ِفي َر ْ‬ ‫س ل ِي ُث ْرِيَ َ‬ ‫سأ َ َ‬
‫ل الّنا َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 70‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬حدثنا داود ‪ ،‬عن عامر ‪،‬‬
‫عن عمر ‪ ،‬قال ‪ " :‬من سأل الناس ليثري ماله ‪ ،‬فهو في رضف‬
‫من جهنم يتلقمه ‪ ،‬فمن شاء فليقل ‪ ،‬ومن شاء فليكثر " ‪ ،‬حدثنا‬
‫ابن المثنى ‪ ،‬حدثني ابن أبي عدي ‪ ،‬عن داود ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬أن‬
‫عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬فذكر نحوه *‬

‫" وما أ َحف ُ َ‬


‫ه*‬
‫جه َ ُ‬
‫ش وَ ْ‬
‫م ُ‬
‫خ ِ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مة ِ ي َ ْ‬ ‫جيءَ ي َوْ َ‬
‫ن يَ ِ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ َ ْ ِ‬

‫‪ 71‬حدثنا تميم بن المنتصر ‪ ،‬أنبأنا إسحاق بن يوسف ‪ ،‬عن شريك ‪،‬‬


‫عن إبراهيم بن مهاجر ‪ ،‬عن رجل من أهل الربذة يقال له عبد‬
‫الرحمن ‪ -‬أو أبو عبد الرحمن ‪ -‬قال ‪ :‬أتى رجل أبا ذر يسأله ‪،‬‬
‫فأعطاه شيئا ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬إنه غني ‪ .‬قال ‪ " :‬وما أحفل أن يجيء‬
‫يوم القيامة يخمش وجهه *‬

‫"م َ‬
‫م‬
‫وا ّ‬ ‫ذا ال َْقوْ ِ‬
‫ل عَ َ‬ ‫جهِهِ " وَعََلى هَ َ‬
‫ح ِفي وَ ْ‬ ‫ة ال ْغَن ِ ّ‬
‫ي ك َد ْ ٌ‬ ‫سأل َ ُ‬
‫َ ْ‬

‫‪ 72‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت أبا إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت مسروقا ‪ ،‬قال ‪ " :‬مسألة الغني‬
‫كدح في وجهه " وعلى هذا القول عوام علماء أهل الحجاز ‪.‬‬
‫واعتلوا لنكارهم تحديد قدر الغنى بحد من الوزن والكيل بأن‬
‫قالوا ‪ :‬أحوال الناس في الغنى والفقر متفاوتة ‪ ،‬وأسبابهم فيه‬
‫مختلفة ‪ ،‬فمنهم ذو العيال والمؤن الكثيرة الذي ل يغنيه إل العظيم‬
‫من المال ؛ لستغراق نفقته التي ل بد منها في كل يوم اليسير من‬
‫المال في اليسير من المدة ‪ ،‬ومنهم ذو المؤونة الخفيفة ‪ ،‬والخلي‬
‫من العيال الذي يغنيه اليسير من المال ‪ ،‬ويخرجه القليل منه من‬
‫الفاقة والفقر ‪ ،‬إلى الغنى وحسن الحال ‪ .‬قالوا ‪ :‬فغير جائز لحد‬
‫تحديد المقدار الذي يخرج المرء من حال الفاقة والفقر إلى الغنى‬
‫واليسر بحد من الكيل والوزن ‪ ،‬مع السباب التي ذكرنا ؛ فيكون‬
‫بتحديده ذلك قد حرم على الفقير ما أباحه الله له من الصدقة إن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كان قدر الذي حد ل يخرجه من فقره ‪ ،‬وأجاز للغني إن كان ما‬
‫دون ذلك يخرجه من الفاقة والفقر وهو لقدر ذلك مالك أخذ ما قد‬
‫حرم الله عليه أخذه من الصدقة ‪ ،‬وأباح له من مسألة الناس ما قد‬
‫حظر الله عليه مسألتهم إياه على لسان رسوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ .‬قالوا ‪ :‬ول بيان في ذلك أبين مما بينه الله عز وجل لعباده‬
‫في تنزيله بقوله تعالى ‪ :‬إنما الصدقات للفقراء والمساكين الية ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬فالمسألة حلل للفقير والمسكين ما دام الفقير فقيرا الفقر‬
‫المتعارف في الناس ‪ ،‬والمسكين مسكينا المسكنة المعلومة‬
‫فيهم ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإنما لم يحد تعالى ذكره الغنى بحد في تنزيله من‬
‫الكيل والوزن ؛ لعلمه بالسبب الذي ذكرنا من تفاوت أحوال خلقه‬
‫في ذلك ‪ .‬قالوا ‪ :‬وترك تحديده ذلك للسبب الذي وصفنا نظير‬
‫تركه تحديد متعة المطلقة ‪ ،‬إذ قال ‪ :‬ومتعوهن على الموسع قدره‬
‫وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف ‪ ،‬بحد ل يتجاوزه ول يقصر عنه‬
‫؛ لعلمه بتفاوت أحوال خلقه في ذلك ‪ ،‬ونظير تركه تحديد نفقات‬
‫النساء بحد إذ قال ‪ :‬وإن كن أولت حمل فأنفقوا عليهن حتى‬
‫يضعن حملهن ‪ ،‬إذ كان ما يكفيهن من ذلك مختلفة أمورهن فيه ‪،‬‬
‫وأشباه ذلك من المور التي يمل إحصاؤها ‪ ،‬ويتعب تعدادها ‪ .‬ذكر‬
‫من قال مثل قول هؤلء في صفة المسألة التي حظرها النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ونهى عنها ‪ ،‬غير أنهم فارقوهم في تحديد‬
‫قدر المال الذي إذا كان عند السائل حرمت عليه المسألة ‪ .‬فحد‬
‫بعضهم ذلك بخمسين درهما من الدراهم التي أوزانها سبعة ‪،‬‬
‫وبقدر قيمة ذلك من سائر الشياء غيرها *‬

‫ما ‪ ،‬أ َوْ ِ‬


‫عد ْل َُها‬ ‫ن دِْرهَ ً‬
‫سو َ‬
‫م ُ‬
‫خ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫م ْ‬ ‫صد َقَ ُ‬
‫ة لِ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫" َل ت َ ِ‬
‫ح ّ‬

‫‪ 73‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن حجاج ‪ ،‬عن الحكم ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال عبد الله ‪ " :‬ل تحل الصدقة لمن له خمسون درهما ‪ ،‬أو‬
‫عدلها من الذهب " *‬

‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مةِ وَِفي‬ ‫جاءَ ي َوْ َ‬
‫ما ي ُغِْنيهِ َ‬ ‫س وَل َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫سأ َ َ‬
‫ل الّنا َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 74‬حدثنا أبو هشام الرفاعي ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬ل‬
‫يأخذ من الزكاة من له خمسون درهما ‪ .‬واعتل أهل هذه المقالة‬
‫لتصحيح قولهم هذا بالخبر الذي ذكرناه قبل عن عبد الله بن‬
‫مسعود ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬من‬
‫سأل الناس وله ما يغنيه جاء يوم القيامة وفي وجهه خدوش أو‬
‫كدوح ‪ ،‬قيل ‪ :‬وما يغنيه يا رسول الله ؟ قال ‪ :‬خمسون درهما ‪ ،‬أو‬
‫قيمتها من الذهب " وقالوا ‪ :‬ليس لما ورد به الخبر عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم إل التسليم له ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وإنما يجوز إدخال‬
‫النظر والبحث على ما لم يرد به الخبر عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فأما ما ورد به الخبر فليس لحد العتراض فيه ‪ .‬وحد‬
‫آخرون منهم قدر مبلغ ذلك ‪ ،‬ما يجب فيه الزكاة إذا حال عليه عند‬
‫مالكه حول كمائتي درهم وزن سبعة ‪ ،‬أو عشرين دينارا مثاقيل‬
‫وقالوا ‪ :‬من كان ذلك عنده في وقت من الوقات فحرام عليه‬
‫مسألة الناس الصدقة ما دام ذلك عنده ‪ ،‬وغير جائز له أخذها ممن‬
‫أعطاهم كائنا من كان ذلك من الناس ‪ ،‬وهذا قول عظم متفقهة‬
‫أهل الكوفة من المتأخرين ‪ .‬واعتلوا لقولهم هذا بأن قالوا ‪ :‬إن الله‬
‫تعالى ذكره أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ الصدقة من‬
‫أغنياء المؤمنين فيردها في فقرائهم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ومن كان عنده مائتا‬
‫درهم قد حال عليهم حول كامل ‪ ،‬فل شك في وجوب الصدقة عليه‬
‫فيها ‪ .‬قالوا ‪ :‬ففي ذلك بيان واضح أنه بها غني ؛ لن الصدقة إنما‬
‫أوجبها الله عز وجل في أموال الغنياء للفقراء والمساكين ‪ ،‬ل في‬
‫أموال الفقراء والمساكين لهم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فعلمنا بذلك أن من كان‬
‫عنده قدر ما ذكرنا حرام عليه المسألة والصدقة ‪ ،‬ومباح ذلك لمن‬
‫لم يكن ذلك عنده *‬

‫ذك ْر من أ َنك َر ال ْم َ‬
‫ل‬
‫حا ٍ‬
‫ل َ‬ ‫سأل َ َ‬
‫ة ب ِك ُ ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ ُ َ ْ ْ َ‬

‫ذكر من أنكر المسألة بكل حال‬


‫‪ <<#‬ذك ْر من أ َنك َر ال ْم َ‬
‫ل‪#‬‬
‫حا ٍ‬
‫ل َ‬ ‫سأل َ َ‬
‫ة ب ِك ُ ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ ُ َ ْ ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬ ‫ب‬‫ا‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫د‬‫ح‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫آ‬ ‫ها‬ ‫ن‬ ‫إ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫إياك ُم وال ْمسأ َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ْ َ َ ْ‬

‫‪ 75‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬ومحمد بن عبد الله بن صفوان الثقفي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت مطرفا ‪ ،‬يحدث عن حكيم بن قيس بن عاصم ‪ ،‬أن‬
‫أباه ‪ ،‬حين حضرته الوفاة قال لبنيه ‪ " :‬يا بني إياكم والمسألة ‪،‬‬
‫فإنها آخر كسب المرء " ‪ ،‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪،‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن مطرف ‪ ،‬عن حكيم بن قيس ‪ ،‬عن‬
‫أبيه بمثله *‬

‫خر ك َسب ال ْمرءِ ‪ ،‬وإ َ‬ ‫إياك ُم وال ْم َ‬


‫دا ل َ ْ‬
‫ن‬ ‫ح ً‬
‫نأ َ‬‫َِ ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫سأل َ َ‬
‫ة ‪ ،‬فَإ ِن َّها آ ِ ُ‬ ‫ِّ ْ َ َ ْ‬

‫‪ 76‬حدثني عبد الرحمن بن أبي البختري الطائي ‪ ،‬حدثنا عبد‬


‫الرحمن بن محمد المحاربي ‪ ،‬عن حماد بن شعيب ‪ ،‬عن يزيد بن‬
‫زياد ‪ ،‬أو ابن أبي زياد ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬أن قيس بن عاصم ‪ ،‬قال‬
‫لبنيه ‪ " :‬يا بني إياكم والمسألة ‪ ،‬فإنها آخر كسب المرء ‪ ،‬وإن أحدا‬
‫لن يسأل إل ترك كسبه " *‬

‫إياك ُم وال ْم َ‬
‫ل"*‬
‫ج ِ‬
‫ب الّر ُ‬ ‫خُر ك َ ْ‬
‫س ِ‬ ‫سأل َ َ‬
‫ة ‪ ،‬فَإ ِن َّها آ ِ‬ ‫ِّ ْ َ َ ْ‬

‫‪ 77‬حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬حدثنا المبارك بن سعيد ‪ ،‬عن عمر بن‬


‫محمد ‪ ،‬عن عبيد ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬عن قيس بن عاصم المنقري أنه‬
‫قال لبنيه لما حضرته الوفاة ‪ " :‬يا بني إياكم والمسألة ‪ ،‬فإنها آخر‬
‫كسب الرجل " *‬

‫ة‪،‬‬
‫مان َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن ت ُْرفَعُ ِفيهِ اْل َ‬
‫ما ٌ‬
‫س َز َ‬ ‫ن ي َأ ْت ِ َ َ‬ ‫" يوش ُ َ‬
‫ي عَلى الّنا ِ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ُ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 78‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني عاصم بن حكيم ‪ ،‬عن‬
‫يحيى بن أبي عمرو السيباني ‪ ،‬عن عبد الله بن الديلمي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قلت لبي بشر ‪ :‬هل تسأل الناس شيئا ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قلت ‪ :‬لم ؟‬
‫قال ‪ :‬سمعت كعبا يقول ‪ " :‬يوشك أن يأتي على الناس زمان ترفع‬
‫فيه المانة ‪ ،‬وتنزع فيه الرحمة ‪ ،‬وترسل المسألة ‪ ،‬فمن سأل في‬
‫ذلك الزمان لم يبارك له فيه " وذهب هؤلء فيما أنكروا من ذلك‬
‫إلى الخبر الذي ذكرناه عن ثوبان وغيره ‪ ،‬عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم من قوله ‪ " :‬من يضمن لي واحدة أضمن له الجنة‬
‫" ‪ ،‬وقوله لبي ذر ‪ " :‬ل تسأل الناس شيئا " ‪ ،‬وما أشبه ذلك من‬
‫الخبار ‪ .‬وقالوا ‪ :‬نهي النبي صلى الله عليه وسلم نهي عام عن كل‬
‫مسألة ‪ ،‬فل ينبغي لحد أن يسأل أحدا شيئا ‪ ،‬وأما الذين حرموا‬
‫المسألة على كل من كان عنده قوت يومه ‪ ،‬فإنهم ذهبوا إلى الخبر‬
‫الذي ذكرناه عن سهل بن الحنظلية وقالوا ‪ :‬غنى الرجل في كل‬
‫حال من أحوال دهره ‪ ،‬وجوده الكفاية ‪ ،‬فمن وجد كفايته في يوم‬
‫فهو غني بذلك عن غيره غير جائز له مسألة الناس ‪ ،‬وهذا قول من‬
‫بعض أقوال الصوفية الذين زعموا أنه ليس لحد ادخار شيء لغد ‪،‬‬
‫وقد مضى البيان عما يلزمهم في ذلك ‪ ،‬وأما الذين حرموا المسألة‬
‫على من كان عنده عشاء ليلته فإنهم ذهبوا إلى حديث *‬

‫لم َ‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫ض ِ‬
‫ن َر ْ‬
‫م ْ‬ ‫ن ظ َهْرِ ِغًنى ا ْ‬
‫ست َك ْث ََر ب َِها ِ‬ ‫سأل َ ً‬
‫ة عَ ْ‬ ‫سأ َ َ ْ‬‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 79‬حدثني به علي بن مسلم الطوسي ‪ ،‬حدثنا عبد الصمد بن عبد‬


‫الوارث ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬حدثنا الحسن بن ذكوان ‪ ،‬عن حبيب بن أبي‬
‫ثابت ‪ ،‬عن عاصم بن ضمرة ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من سأل مسألة عن ظهر غنى استكثر‬
‫بها من رضف جهنم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وما ظهر غنى ؟ قال ‪ :‬عشاء ليلة "‬
‫والصواب من القول في ذلك عندنا ‪ :‬أن المسألة مكروهة لكل أحد‬
‫إل المضطر يخاف على نفسه التلف بتركها ‪ ،‬فإن من كان قد بلغ‬
‫حد الخوف على نفسه من الجوع ول سبيل له إلى ما يقيم به رمقه‬
‫‪ ،‬ويرد عن نفسه الضرورة الحالة به إل بالمسألة ‪ ،‬فإن عليه‬
‫المسألة فرضا واجبا ؛ لنه ل يحل له إتلف نفسه ‪ ،‬وهو يجد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫السبيل إلى إحيائها بما أباح الله له بها إحياءها به ‪ ،‬والمسألة مباحة‬
‫لمن كان ذا فاقة وفقر ‪ ،‬وإن كرهناها له ‪ ،‬وقد وجد عنها مندوحة‬
‫بما يقيم به رمقه من عيش وإن ضاق ‪ ،‬وإنما كرهناها على السبيل‬
‫التي وصفنا ‪ ،‬لمن كرهنا له ؛ لتتابع الخبار عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بما ذكرنا قبل من قوله ‪ " :‬يد السائل السفلى " ‪،‬‬
‫وقوله ‪ " :‬ما فتح أحد على نفسه باب مسألة إل فتح الله عليه باب‬
‫فقر " ‪ ،‬وقوله ‪ " :‬من يتكفل لي بواحدة وأتكفل له الجنة ؟ " ‪،‬‬
‫فلما قال له ثوبان ‪ :‬أنا ‪ ,‬قال ‪ " :‬ل تسأل أحدا شيئا " ‪ ،‬وقوله ‪" :‬‬
‫من يستغن يغنه الله ‪ ،‬ومن يستعفف يعفه الله " ‪ ،‬وما أشبه ذلك‬
‫من الخبار التي ذكرناها الواردة بكراهة النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم المسألة كراهة عامة من غير خصوص ذلك في حال من‬
‫دون حال ‪ ،‬وقلنا ‪ :‬هي مع ذلك مباحة لمن كان ذا فاقة وفقر ؛‬
‫لتظاهر الخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخبار التي‬
‫وردت عنه بالوعيد عليها أو بتحريمها موصولة بالشروط التي‬
‫ذكرناها ‪ ،‬وذلك قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من سأل وله ما‬
‫يغنيه " ‪ ،‬وقوله ‪ " :‬من سأل الناس عن ظهر غنى " فإن ظن ظان‬
‫أن الخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهي عن‬
‫ذلك أو بتحريمه غير موصولة بما ذكرنا من الشروط ‪ ،‬لما قلنا في‬
‫ذلك مخالف ‪ ،‬فقد ظن غير الصواب ‪ ،‬وذلك أن الخبار التي ل‬
‫فضل فيها لتحريم المسألة بما ذكرنا من الشروط أخبار مجملة‬
‫تبين معانيها الخبار المفسرة الموصولة بالشروط التي ذكرنا ‪ .‬وقد‬
‫بينا في كتبنا أن المفسر من الخبار غير دافع لمجمل منها ‪ ،‬ول‬
‫المجمل منها دافع حكم المفسر ‪ ،‬بما أغنى عن إعادته في هذا‬
‫الموضع ‪ ،‬والمسألة تكره جميعها لمن وجد عنها مندوحة ‪ ،‬ول‬
‫نحرمها فنلزم السائل المأثم بها ‪ ،‬إل سائل سأل عن غنى مكثرا بها‬
‫ماله ‪ ،‬فأما في غرم لحقه فلم يكن في ماله وفاء به ‪ ،‬أو في‬
‫حمالة تحملها لم يكن في ماله لها سعة ‪ ،‬أو في فاقة نزلت به‬
‫وحاجة ل يقدر على سدها إل بالمسألة ؛ فإن المسألة له جائزة‬
‫حلل ‪ ،‬وإن اخترنا له الستعفاف والتجمل والصبر ‪ ،‬والفزع إلى ربه‬
‫عز وجل في كشف النازل به من ذلك ‪ ،‬فإنه الجواد الذي ل يخاف‬
‫بسعة الفضال الفقر ‪ ،‬ول تنقص خزائنه كثرة البذل ‪ .‬وبنحو الذي‬
‫قلنا في ذلك تظاهرت الخبار عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم ‪ ،‬وذلك الخبر الذي ذكرنا عن قبيصة بن المخارق وغيره ‪،‬‬
‫وبه قالت جماعة العلماء من السلف والخلف *‬

‫مْفظ ٍِع ‪،‬‬ ‫َ‬


‫جٍع ‪ ،‬أوْ غُْرم ٍ ُ‬
‫مو ِ‬ ‫سأ َ ُ‬
‫ل ِفي د َم ٍ ُ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬
‫ت تَ ْ‬ ‫إِ ْ‬

‫‪ 80‬حدثنا ابن حميد الرازي ‪ ،‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬حدثنا يونس‬


‫بن عمرو ‪ ،‬عن حبال بن رفيدة ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت الحسن بن علي رضي‬
‫الله عنهما فقال ‪ :‬ما حاجتك ؟ فقلت ‪ :‬سائل ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن كنت‬
‫تسأل في دم موجع ‪ ،‬أو غرم مفظع ‪ ،‬أو فقر مدقع ‪ ،‬فقد وجب‬
‫حقك ‪ ،‬وإل فل حق لك ‪ ،‬فقلت ‪ :‬إني سائل في إحداهن ‪ ،‬فأمر لي‬
‫بخمسمائة ‪ ،‬ثم أتيت الحسين بن علي رضي الله عنه فاستقبلني‬
‫بمثل ما استقبلني ‪ ،‬ثم أمر لي بمثل ذلك ‪ .‬ثم أتيت عائشة رضي‬
‫الله عنها فاستقبلتني بمثل ما استقبلني به ‪ ،‬ثم أعطتني دون ما‬
‫أعطياني " *‬

‫ف أَ ُ‬ ‫" إ ِّني أ َ َ‬
‫ن‬ ‫ل ‪ :‬قَد ْ َ‬
‫كا َ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مةِ فَي َُقا ُ‬ ‫ب ي َوْ َ‬
‫س َ‬
‫حا َ‬
‫نأ َ‬‫خا ُ ْ‬

‫‪ 81‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا عثام بن علي ‪ ،‬عن العمش ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬عصى إبراهيم ‪ ،‬فخرج غرم ألف درهم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إني أخاف‬
‫أن أحاسب يوم القيامة فيقال ‪ :‬قد كان لك وجه في الناس ‪ ،‬أفل‬
‫سألت فأديتها ؟ فأرسل إلى الحكم وناس معه ‪ ،‬فسألوها ‪ ،‬فأدوها‬
‫" وأما صفة الغنى التي تحرم معه المسألة على الغني ‪ ،‬والمعنى‬
‫الذي يستحق به الرجل اسم " غني " ‪ ،‬فقد بينا في كتابنا " كتاب‬
‫الزكاة " من " لطيف القول في شرائع السلم " ما فيه الكفاية‬
‫لمن وفق لفهمه ‪ ،‬وفي هذا الخبر ‪ -‬أعني خبر عمر الذي رواه أبو‬
‫سعيد الخدري عنه ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أيضا‬
‫الدللة الواضحة على أن من المور أمورا للرجل من المسلمين‬
‫بذل بعض ماله فيما هو حرام على المبذول له الخذ ‪ ،‬فيأثم الخذ‬
‫بالخذ ‪ ،‬ول يحرج بإعطائه ذلك المعطي ‪ ،‬وذلك كالرجل يصانع عن‬
‫نفسه أو ماله في حال الخوف عليه من ظلم ظالم ل يطيق دفعه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عنه بنفسه ‪ ،‬ول بأعوان يعينونه عليه ‪ ،‬فيبذل له بعض ماله ليكف‬
‫عادية شره ‪ ،‬وكالرجل يضطر إلى بعض المور التي ل بد له منها ‪،‬‬
‫وذلك كالرجل ذي الضياع والمزارع ‪ ،‬ل يجد لزرعه وغرسه ريا من‬
‫الماء إل بثمن ‪ ،‬فيبذل من ماله لمن له فضل ماء بعضه ؛ ليعطيه‬
‫من مائه ما يعيش به زرعه وغرسه ‪ ،‬وكالرجل ذي الماشية بحيث‬
‫ل ماء لريها إل من فضل بئر احتفرها محتفر هنالك ‪ ،‬فحال بينه‬
‫وبين فضلها إل بثمن ‪ ،‬وكالمحتجر بقعة من بقاع السواق من ذي‬
‫سلطان ‪ ،‬أو أرضا من أرض السلم ‪ ،‬مما للمسلمين فيه منافع ‪،‬‬
‫وقد احتازها لنفسه لغير نفع لهم ول نظر ‪ ،‬فيبذل له بعض‬
‫المسلمين من ماله ما يكون سببا لوصوله إلى حاجته منه ‪ ،‬فإن‬
‫ذلك كله وما أشبهه ‪ -‬وإن كان حراما على المعطى أخذه ‪ -‬فحلل‬
‫للمعطي إعطاؤه إياه ؛ وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫لعمر ‪ -‬لما قال له ‪ " :‬إن أحدهم ليخرج بمسألته متأبطها ‪ ،‬وما هي‬
‫إل نار " ‪ .‬فقال له عمر ‪ :‬فلم تعطيهم يا رسول الله وهي نار ؟ ‪: -‬‬
‫" إنهم يسألوني يريدون بي البخل ‪ ،‬ويأبى الله لي إل السخاء " ‪،‬‬
‫فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم سائله ما سأل ‪ ،‬وهو يعلم أن‬
‫ذلك عليه حرام ؛ كراهة أن يتخلق بغير شيمته التي فطره الله‬
‫عليها ‪ ،‬وأن يضاف إليه ما ليس من سجيته من البخل ‪ ،‬فلم يمنعه‬
‫صلى الله عليه وسلم علمه بمكروه ذلك على من أعطاه في‬
‫مسألته إياه ‪ ،‬وما عليه من المأثم في أخذه ما أخذ منه من إعطائه‬
‫إياه ما سأل ‪ ،‬فكذلك كل أمر اضطر إليه مضطر مما يحل له ‪ ،‬فلم‬
‫يصل إليه إل ببذل ما على الخذ فيه المكروه والثم ‪ ،‬فل حرج على‬
‫الباذل والمعطي فيما بذل في ذلك وأعطى ‪ ،‬إذا لم يكن له السبيل‬
‫إليه إل ببذل ما بذل وإعطائه ‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال‬
‫جماعة من أهل العلم من سلف المة وخلفهم *‬

‫م‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬


‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض من حضرنا ذكره منهم‬

‫م‪#‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬


‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ْ‬ ‫" ل َوَل أ َنه يمص ل َ َ‬


‫ل لَ ُ‬
‫ه‬ ‫سا ‪ ،‬فَِقي َ‬ ‫م أَر ب ِك َ ْ‬
‫سب ِهِ ب َأ ً‬ ‫ّ ُ َ َ ّ ْ‬ ‫ْ‬

‫‪ 82‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬حدثنا المعتمر بن‬


‫سليمان التيمي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬بلغني أن أبا قلبة قال في‬
‫الحجام ‪ " :‬لول أنه يمص لم أر بكسبه بأسا ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬أليس قد‬
‫احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجره ؟ فقال ‪ :‬رب‬
‫شيء يكره للخذ ول يكره للمعطي ‪ ،‬فذكر الشاعر ‪ -‬مخافة‬
‫الشاعر على والديه أن يشتمهما فيعطيه ‪ -‬أن ذلك عطية ل تصلح‬
‫للشاعر ‪ ،‬ورشوة العامل الظالم يعرض لك فيحبسك ‪ ،‬فتفتدي منه‬
‫فيصلح لك إن شاء الله ول يصلح له ‪ ،‬قال ‪ :‬وعسب الفحل ‪ ،‬الناس‬
‫ل يطرقون اليوم إل بأجر ‪ ،‬ليس يجد بدا من أن يعطيهم " وفيه‬
‫أيضا الدللة على أن من كتم معروفا أسدي إليه ‪ ،‬ولم يشكر‬
‫مسديه ‪ ،‬فيظهر شكره عليه ويذيعه في الناس ‪ ،‬فقد بخسه حقا له‬
‫عليه لزما ‪ ،‬وأتى من الفعل مذموما إذا لم يثبه من معروفه إليه ‪،‬‬
‫ولم يكافئه عليه من إحسانه إليه من ماله ‪ ،‬وأن من أظهر ذلك‬
‫وأذاعه ‪ ،‬وأثنى عليه بما أوله من الحسان ‪ -‬إذا لم يثبه من ماله‬
‫لعدم وفقر ‪ -‬فقد فعل جميل ‪ ،‬وأتى أمرا حميدا ‪ ،‬وقضى حقا‬
‫لموليه ذلك لزما ؛ وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر‬
‫لما أخبره عن اللذين أثنيا على النبي صلى الله عليه وسلم بما كان‬
‫أولهما من المعروف بإعطائه إياهما الدينارين ‪ " :‬ولكن فلنا ما‬
‫يقول ذلك ‪ ،‬وقد أعطيته من عشرة إلى مائة " ‪ ،‬ذاما بذلك من‬
‫قيله ‪ ،‬تاركا شكر ما أوله بإعطائه إياه ما أعطى ‪ ،‬وحامدا له فعل‬
‫المثني الشاكر على ما كان منه إليه من العطاء ‪ .‬وبنحو الذي دل‬
‫عليه ذلك تتابعت الخبار به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫منصوصا ‪ ،‬وقالته علماء المة مبينا *‬

‫ن‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ‪ ،‬وَعَ ْ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي الل ّهِ َ‬ ‫ذِك ُْر الّرَواي َةِ عَ ْ‬
‫ن ن َب ِ ّ‬

‫ذكر الرواية عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وعن بعض من‬
‫حضرنا ذكره من السلف في ذلك‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‪#‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ‪ ،‬وَعَ ْ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي الل ّهِ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر الّرَواي َةِ عَ ْ‬
‫ن ن َب ِ ّ‬
‫"م ُ‬
‫جد ْ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ئ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫جد َ فَل ْي ُ َ‬
‫كافِ ْ‬ ‫ف فَوَ َ‬
‫معُْرو ٌ‬ ‫ي لَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ن أت ِ َ‬
‫َ ْ‬

‫‪ 83‬حدثنا عبدة بن عبد الله الصفار ‪ ،‬أنبأنا يحيى بن إسحاق ‪ ،‬عن‬


‫يحيى بن أيوب ‪ ،‬عن عمارة بن غزية ‪ ،‬عن شرحبيل النصاري ‪ ،‬عن‬
‫جابر بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫من أتي له معروف فوجد فليكافئ ‪ ،‬ومن لم يجد فليثن به ‪ ،‬فإن‬
‫من أثنى به فقد شكره ‪ ،‬ومن كتمه فقد كفره " *‬

‫ْ‬ ‫"م ُ‬
‫جد ْ فَلي ُث ْ ِ‬
‫ن‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شي ًْئا فَل ْي َ ْ‬
‫جزِ ب ِهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ي َ‬
‫ن أعْط ِ َ‬
‫َ ْ‬

‫‪ 84‬حدثنا محمد بن سهل البخاري ‪ ،‬حدثنا عمرو بن الربيع بن‬


‫طارق ‪ ،‬حدثنا يحيى بن أيوب ‪ ،‬عن عمارة بن غزية ‪ ،‬عن شرحبيل‬
‫بن سعد ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬من أعطي شيئا فليجز به ‪ ،‬ومن لم يجد فليثن به ‪،‬‬
‫ومن كتمه فقد كفره " *‬

‫جد ْ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ِ‬ ‫ف فَل ْي َ ْ‬
‫جزِ ب ِهِ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫صن ِعَ إ ِل َي ْهِ َ‬
‫معُْرو ٌ‬ ‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 85‬حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪،‬‬


‫حدثنا سعيد بن عفير ‪ ،‬حدثنا يحيى بن أيوب ‪ ،‬عن عمارة بن غزية ‪،‬‬
‫عن شرحبيل مولى النصار ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من صنع إليه معروف فليجز به ‪،‬‬
‫فإن لم يجد ما يجزي به فليثن عليه ‪ ،‬فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره‬
‫‪ ،‬وإن كتمه فقد كفره " *‬

‫م ِبالل ّهِ فَأ َعْ ُ‬


‫طوهُ ‪،‬‬ ‫َ‬
‫سأل َك ُ ْ‬‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫عي ُ‬
‫ذوهُ ‪ ،‬وَ َ‬
‫َ‬
‫ست ََعاذ َ ِبالل ّهِ فَأ ِ‬
‫نا ْ‬
‫م ِ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 86‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا أبو عوانة ‪،‬‬
‫عن العمش ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من استعاذ بالله فأعيذوه ‪ ،‬ومن سألكم‬
‫بالله فأعطوه ‪ ،‬ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه ‪ ،‬فإن لم تجدوا‬
‫فأثنوا عليه حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه " ‪ ،‬حدثني سليمان بن‬
‫عبد الجبار ‪ ،‬حدثنا ثابت بن محمد ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬عن‬
‫العمش ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عمر رفع الحديث ‪ ،‬ثم ذكر نحوه‬
‫غير أنه قال ‪ " :‬فإن لم يكن عندكم ما تكافئونه به ‪ ،‬فادعوا الله عز‬
‫وجل حتى تروا أنكم قد كافأتموه " *‬

‫ذوه ‪ ،‬وم َ‬ ‫َ‬


‫دى إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫م فَ َ‬
‫كافُِئوهُ ‪،‬‬ ‫ست ََعاذ َ ِبالل ّهِ فَأ ِ‬
‫عي ُ ُ َ َ ْ‬
‫ن أه ْ َ‬ ‫نا ْ‬
‫م ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 87‬حدثني تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬أنبأنا إسحاق الزرق ‪ ،‬عن‬


‫العمش ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬من استعاذ بالله فأعيذوه ‪ ،‬ومن أهدى إليكم‬
‫فكافئوه ‪ ،‬فإن لم تجدوا ما تكافئونه به ‪ ،‬فادعوا الله حتى تروا‬
‫أنكم قد كافأتموه " ‪ ،‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬وابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫جرير ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عمر عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم مثله *‬

‫حّتى‬ ‫عوا الل ّ َ‬


‫ه َ‬ ‫دوا َفاد ْ ُ‬
‫ج ُ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م تَ ِ‬ ‫م فَ َ‬
‫كافُِئوهُ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ن أ َعْ َ‬
‫طاك ُ ْ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 88‬حدثنا علي بن مسلم الطوسي ‪ ،‬حدثنا محمد بن أبي عبيدة‬


‫المسعودي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن إبراهيم التيمي ‪ ،‬عن‬
‫مجاهد ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من أعطاكم فكافئوه ‪ ،‬فإن لم تجدوا فادعوا الله حتى‬
‫تروا أنكم قد كافأتموه " ‪ ،‬حدثني يحيى بن إبراهيم بن محمد بن‬
‫أبي عبيدة المسعودي ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬عن‬
‫العمش ‪ ،‬عن إبراهيم التيمي ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من أتى إليكم معروفا‬
‫فكافئوه " ‪ ،‬ثم ذكر مثله *‬

‫طوه ‪ ،‬وم َ‬ ‫َ‬ ‫سأ َ َ‬


‫معُْروًفا فَ َ‬
‫كافُِئوهُ‬ ‫ن أَتى إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ل ِبالل ّهِ فَأعْ ُ ُ َ َ ْ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 89‬حدثنا علي بن سهل ‪ ،‬حدثنا أحمد بن محمد النسائي ‪ ،‬حدثنا أبو‬


‫سلمة المغيرة بن مسلم ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من سأل‬
‫بالله فأعطوه ‪ ،‬ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه ‪ ،‬فمن لم يستطع‬
‫أن يكافئه فليدع الله حتى يعلم أنه قد كافأه " *‬

‫معُْروًفا فَ َ‬
‫كافُِئوهُ‬ ‫صن َعَ إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫م ِبالل ّهِ فَأ َعْ ُ‬
‫طوهُ ‪ ،‬وَ َ‬
‫َ‬
‫سأل َك ُ ْ‬‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 90‬حدثني سليمان بن عبد الجبار ‪ ،‬حدثنا ثابت بن محمد ‪ ،‬حدثنا‬


‫أبو بكر بن عياش ‪ ،‬عن ثابت ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من سألكم بالله فأعطوه‬
‫‪ ،‬ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه " *‬

‫م ‪ ،‬فََل " *‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫م ل َهُ ْ‬
‫عوت ُ ْ‬ ‫م عَل َي ْهِ ْ‬
‫م وَد َ َ‬ ‫ما أث ْن َي ْت ُ ْ‬
‫ما َ‬
‫"أ ّ‬

‫‪ 91‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن حميد ‪ ،‬عن أنس بن‬
‫مالك أن المهاجرين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ‪ ،‬ما رأينا قوما قط أبذل من كثير ‪ ،‬ول أحسن مواساة‬
‫من قليل من النصار ‪ ،‬لقد قدمنا المدينة فكفونا المئونة وأشركونا‬
‫في المهنى ‪ ،‬لقد خفنا أن يذهبوا بالجر كله ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أما ما أثنيتم‬
‫عليهم ودعوتم لهم ‪ ،‬فل " *‬

‫ن َل ي َ ْ‬
‫شك ُُر الّنا َ‬
‫س"*‬ ‫م ْ‬ ‫شك ُُر الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 92‬حدثنا سوار بن عبد الله العنبري ‪ ،‬حدثنا أبو داود الطيالسي ‪،‬‬
‫أنبأنا الربيع بن مسلم القرشي ‪ ،‬حدثنا محمد بن زياد ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يشكر‬
‫الله من ل يشكر الناس " *‬

‫حد ّث ََنا‬ ‫شك ُرِ الل ّ َ‬


‫ه"‪َ ،‬‬ ‫س لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫شك ُرِ الّنا َ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 93‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬حدثنا بشر بن‬


‫المفضل ‪ ،‬حدثنا الربيع يعني ابن مسلم ‪ ،‬عن محمد بن زياد ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من‬
‫لم يشكر الناس لم يشكر الله " ‪ ،‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثني‬
‫أبو الوليد ‪ ،‬حدثنا الربيع ‪ ،‬عن محمد بن زياد ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه *‬

‫م ل ِل ّهِ " *‬ ‫س أَ ْ‬
‫شك َُرك ُ ْ‬ ‫" أَ ْ‬
‫شك َُرك ُ ْ‬
‫م ِللّنا ِ‬

‫‪ 94‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا يحيى بن إسحاق ‪ ،‬عن الربيع بن مسلم‬


‫القرشي ‪ ،‬عن محمد بن زياد ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أشكركم للناس أشكركم لله " *‬

‫حد ّث ََنا‬ ‫شك ُُر الل ّ َ‬


‫ه"‪َ ،‬‬ ‫س َل ي َ ْ‬ ‫ن َل ي َ ْ‬
‫شك ُرِ الّنا َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 95‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثني عبيد الله ‪ ،‬أنبأنا ابن أبي ليلى ‪،‬‬
‫عن عطية العوفي ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من ل يشكر الناس ل يشكر الله " ‪،‬‬
‫حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬حدثنا المطلب بن زياد ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى‬
‫‪ ،‬عن عطية ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فذكر مثله *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫س"*‬
‫م ِللّنا ِ‬ ‫س ل ِل ّهِ أ َ ْ‬
‫شك َُرهُ ْ‬ ‫" أَ ْ‬
‫شك َُر الّنا ِ‬

‫‪ 96‬حدثني محمد بن معمر البحراني ‪ ،‬حدثنا أبو عامر العقدي ‪،‬‬


‫حدثنا محمد بن طلحة ‪ ،‬عن عبد الله بن شريك العامري ‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن عدي الكندي ‪ ،‬عن الشعث بن قيس الكندي عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أشكر الناس لله أشكرهم للناس " *‬

‫س"*‬
‫م ِللّنا ِ‬ ‫س ل ِل ّهِ أ َ ْ‬
‫شك َُرهُ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫شك َرِ الّنا ِ‬ ‫م ْ‬
‫" ِ‬

‫‪ 97‬حدثنا سوار بن عبد الله ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا محمد بن‬
‫طلحة ‪ ،‬عن عبد الله بن شريك العامري ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫عدي الكندي ‪ ،‬عن الشعث بن قيس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬من أشكر الناس لله أشكرهم للناس " *‬

‫َ‬ ‫ال ْمسل ِمون يرو َ‬


‫ث ب َِها " *‬
‫حد ّ َ‬ ‫شك ْرِ الن ّعَم ِ أ ْ‬
‫ن يُ َ‬ ‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫نأ ّ‬‫ُ ْ ُ َ ََ ْ َ‬

‫‪ 98‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬حدثنا سعيد بن‬


‫إياس الجريري ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان المسلمون يرون أن‬
‫من شكر النعم أن يحدث بها " *‬

‫م عََلى‬ ‫َ‬
‫ضه ِ ْ‬
‫ل ب َعْ ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وََرأى فَ ْ‬
‫ض َ‬ ‫ض عََلى آد َ َ‬
‫م ذ ُّري ّت ُ ُ‬ ‫" لَ ّ‬
‫ما عُرِ َ‬

‫‪ 99‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا عمران القطان ‪ ،‬عن‬
‫قتادة ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬قال ‪ " :‬لما عرض على آدم ذريته ‪ ،‬ورأى‬
‫فضل بعضهم على بعض قال ‪ :‬يا رب ‪ ،‬أل سويت بينهم ؟ قال ‪:‬‬
‫أردت أن أشكر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل‬ ‫صيَر َوالط ّ ِ‬


‫وي َ‬ ‫م ال َْق ِ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬
‫جع َ َ‬
‫ل ي ََرى ِفيهِ ُ‬ ‫ض عََلى آد َ َ‬
‫م ذ ُّري ّت ُ ُ‬ ‫" عُرِ َ‬

‫‪ 100‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن عوف ‪ ،‬عن‬
‫الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫عرض على آدم ذريته ‪ ،‬فجعل يرى فيهم القصير والطويل وبين‬
‫ذلك ‪ ،‬والسود والحمر وبين ذلك ‪ ،‬والجميل والدميم وبين ذلك ‪،‬‬
‫فقال آدم ‪ :‬رب ‪ ،‬لو كنت سويت بين عبيدك ؟ فقال له ربه ‪ :‬يا آدم‬
‫‪ ،‬أردت أن أشكر " *‬

‫َ‬
‫ن‪،‬‬
‫خا ُ‬
‫ة تُ َ‬ ‫خُر ‪ :‬اْل َ‬
‫مان َ ُ‬ ‫ه وََل ت ُؤَ ّ‬ ‫ج ُ‬
‫ل عُُقوب َت ُ ُ‬ ‫ما ت ُعَ ّ‬
‫م ّ‬ ‫ي َُقا ُ‬
‫ل‪ِ :‬‬

‫‪ 101‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا عوف ‪ ،‬عن‬


‫خالد الثقفي ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان يقال ‪ :‬مما تعجل عقوبته ول تؤخر ‪:‬‬
‫المانة تخان ‪ ،‬والحسان يكفر ‪ ،‬والبغي على الناس " *‬

‫ة عََلى‬ ‫َ‬ ‫ك ال ْم َ َ‬
‫ة ال ْب َي ّن َ ُ‬
‫ضا الد َّلل َ ُ‬ ‫ن الت ّط ِْفي ِ‬
‫ف " وَِفيهِ أي ْ ً‬ ‫كافَأةِ ِ‬
‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫" ت َْر ُ‬

‫‪ 102‬حدثني محمد بن سهل البخاري ‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق ‪ ،‬أنبأنا‬


‫بكار بن عبد الله ‪ ،‬أنه سمع وهب بن منبه ‪ ،‬يقول ‪ " :‬ترك المكافأة‬
‫من التطفيف " وفيه أيضا الدللة البينة على أن المدحة التي نهى‬
‫عنها النبي صلى الله عليه وسلم أمته وقال ‪ " :‬إياكم والتمادح ‪،‬‬
‫فإنه الذبح " ‪ ،‬غير مدحة الرجل الرجل بما فيه من خلئقه الجميلة‬
‫وأفعاله الحميدة التي هو بها معروف ‪ ،‬وعند الناس بها مشهور ‪،‬‬
‫وأن ذلك إنما هو مدحته ‪ :‬إما بما هو غير معروف ‪ ،‬وما هو بغيره‬
‫مشهور ‪ ،‬وإما مدحته بباطل ‪ ،‬وبما المادح فيه كاذب ‪ ،‬أو مدحه في‬
‫وجهه ‪ ،‬أو بحيث يسمعه ‪ ،‬بغير الذي هو به معروف ‪ .‬وذلك أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر ثناء المثني عليه بما كان أوله‬
‫من جميل الفعل ‪ ،‬إذ أخبره عمر عن جميل مقاله وحسن ثنائه‬
‫عليه ؛ للذي كان منه إليه من عطائه ما أعطاه ‪ ،‬بل استحسن ذلك‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫من المثني ‪ ،‬واستقبح ما كان من فعل المخفي ما كان أسدى إليه‬
‫من المعروف ‪ ،‬من تركه إظهار صنيعه إليه عند الناس وشكره‬
‫عليه فقال ‪ " :‬ولكن فلنا أعطيته من كذا إلى كذا فلم يقل ذلك " ‪،‬‬
‫ولو كان غير جائز مدح من يستحق المدح بجميل أفعاله وكريم‬
‫أخلقه ‪ ،‬لكان صلى الله عليه وسلم قد استنكر فعل المثني عليه‬
‫على إعطائه ‪ ،‬واستحسن فعل كاتم إحسانه إليه وفي استحسانه‬
‫صلى الله عليه وسلم ثناء المثني ‪ ،‬وتركه النهي عنه ‪ ،‬واستقباحه‬
‫كتمان الكاتم ‪ ،‬وإنكاره عليه ذلك من فعله ‪ ،‬البيان البين أن‬
‫الصحيح من القول هو ما قلنا من جواز ما أجزنا ‪ ،‬وكراهة ما كرهنا‬
‫في ذلك ‪ ،‬فإن قال قائل ‪ :‬فما أنت قائل فيما *‬

‫حث ُوَ ِفي‬ ‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬


‫سو ُ‬ ‫َ‬
‫ن نَ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫مَرَنا َر ُ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 103‬حدثكم به ابن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن حبيب ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن أبي معمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قام رجل‬
‫فأثنى على أمير من المراء ‪ ،‬فجعل المقداد يحثو في وجهه التراب‬
‫‪ ،‬وقال ‪ " :‬أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثو في‬
‫وجوه المداحين التراب *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ب"*‬
‫ن الت َّرا َ‬
‫حي َ‬
‫دا ِ‬ ‫جوهِ ال ْ َ‬
‫م ّ‬ ‫حث ُوَ ِفي وُ ُ‬
‫ن نَ ْ‬
‫مَرَنا أ ْ‬
‫أ َ‬

‫‪ 104‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن همام بن الحارث ‪ ،‬قال ‪ :‬جعل رجل‬
‫يثني على عثمان بن عفان ‪ ،‬قال ‪ :‬فقام إليه المقداد بن السود ‪،‬‬
‫فجعل يحثي في وجهه الحصباء ‪ ،‬وقال ‪ " :‬إن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم أمرنا أن نحثو في وجوه المداحين التراب " *‬

‫"إ َ َ‬
‫ب"*‬
‫م الت َّرا َ‬
‫جوهِهِ ُ‬ ‫ن َفا ْ‬
‫حُثوا ِفي و ُ‬ ‫حي َ‬
‫دا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫م ّ‬ ‫ذا َرأي ْت ُ ُ‬‫ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 105‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬
‫عن منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن همام بن الحارث أن رجل ‪ ،‬جعل‬
‫يمدح عثمان ‪ ،‬فعمد إليه المقداد فجثا على ركبتيه ‪ -‬وكان رجل‬
‫ضخما ‪ -‬فجعل يحثو في وجهه الحصباء ‪ ،‬فقال له عثمان ‪ :‬ما‬
‫شأنك ؟ قال ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا‬
‫رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب " *‬

‫"إ َ َ‬
‫ب"*‬
‫م الت َّرا َ‬
‫جوهِهِ ُ‬ ‫ن َفا ْ‬
‫حُثوا ِفي و ُ‬ ‫حي َ‬
‫دا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫م ّ‬ ‫ذا َرأي ْت ُ ُ‬‫ِ‬

‫‪ 106‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫عن الحكم ‪ ،‬عن ميمون بن أبي شبيب ‪ ،‬قال ‪ :‬جعل رجل يمدح‬
‫عامل لعثمان ‪ ،‬فعمد المقداد فجعل يحثو التراب في وجهه ‪ ،‬فقال‬
‫له عثمان ‪ :‬ما هذا ؟ فقال ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب " *‬

‫َ‬
‫ب"*‬
‫م الت َّرا َ‬
‫جوهِهِ ُ‬ ‫ن َفا ْ‬
‫حُثوا ِفي وُ ُ‬ ‫حي َ‬
‫دا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫م ّ‬ ‫َرأي ْت ُ ُ‬

‫‪ 107‬حدثنا علي بن سهل الرملي ‪ ،‬حدثنا الحسن بن بلل ‪ ،‬حدثنا‬


‫حماد ‪ ،‬أنبأنا علي بن الحكم ‪ ،‬عن عطاء بن أبي رباح ‪ :‬أن رجل‬
‫مدح رجل ‪ ،‬فجعل ابن عمر يدفع التراب بأصابعه نحوه ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا رأيتم المداحين‬
‫فاحثوا في وجوههم التراب " *‬

‫َ‬
‫ب"*‬
‫م الت َّرا َ‬
‫جوهِهِ ُ‬ ‫ن ‪َ ،‬فا ْ‬
‫حُثوا ِفي و ُ‬ ‫حي َ‬
‫دا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫م ّ‬ ‫َرأي ْت ُ ُ‬

‫‪ 108‬حدثني موسى بن سهل ‪ ،‬حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي‬


‫أبو الجماهر ‪ ،‬حدثنا عبد الله بن زيد بن أسلم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت ابن عمر ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬إذا رأيتم المداحين ‪ ،‬فاحثوا في وجوههم التراب "‬
‫*‬

‫م ‪ -‬ظ َهَْر هَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ل"‬
‫ج ِ‬
‫ذا الّر ُ‬ ‫م ‪ -‬أوْ قَط َعْت ُ ْ‬
‫" ل ََقد ْ أهْل َك ْت ُ ْ‬

‫‪ 109‬حدثني علي بن عيسى البزاز ‪ ،‬حدثنا محمد بن الصباح ‪ ،‬حدثنا‬


‫إسماعيل بن زكريا ‪ ،‬حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة ‪ ،‬عن أبي‬
‫بردة ‪ ،‬عن أبي موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬سمع النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫رجل يثني على رجل ويطريه في المدحة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لقد أهلكتم ‪-‬‬
‫أو قطعتم ‪ -‬ظهر هذا الرجل " *‬

‫ك ‪ ،‬إنك ُم أ ُم ٌ ُ‬
‫م ال ْي ُ ْ‬
‫سَر "‬ ‫ة أِريد َ ب ِك ُ ُ‬ ‫ه فَي َهْل ِ َ ِ ّ ْ ّ‬
‫مع ْ ُ‬ ‫" َل ت ُ ْ‬
‫س ِ‬

‫‪ 110‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫كهمس ‪ ،‬عن ابن بريدة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬سمع رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم رجل يصلي ‪ ،‬يقرأ ‪ ،‬فقال لبريدة ‪ " :‬أتعرف هذا ؟‬
‫" قال ‪ :‬قلت ‪ :‬نعم يا رسول الله ‪ ،‬هذا أكثر أهل المدينة صلة ‪.‬‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل تسمعه فيهلك ‪ ،‬إنكم‬
‫أمة أريد بكم اليسر " *‬

‫ح"*‬ ‫ح فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه الذ ّب ْ ُ‬ ‫ماد ُ َ‬ ‫" إ ِّياك ُ ْ‬
‫م َوالت ّ َ‬

‫‪ 111‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫عن سعد بن إبراهيم ‪ ،‬عن معبد الجهني ‪ ،‬قال ‪ :‬كان معاوية قل ما‬
‫يدع يوم الجمعة أن يقول ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬إياكم والتمادح فإنه الذبح " *‬

‫ح ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه الذ ّب ْ ُ‬
‫ح"*‬ ‫م َوال ْ َ‬
‫مد ْ َ‬ ‫" إ ِّياك ُ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 112‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا ابن نمير ‪ ،‬عن زكريا بن أبي‬


‫زائدة ‪ ،‬عن سعد بن إبراهيم ‪ ،‬عن معبد الجهني ‪ ،‬عن معاوية قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إياكم والمدح ‪ ،‬فإنه‬
‫الذبح " *‬

‫ه فَت ُهْل ِك َ ُ‬
‫ه"*‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫" َل ت ُ ْ‬
‫س ِ‬

‫‪ 113‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن أبي‬
‫بشر ‪ ،‬عن عبد الله بن شقيق ‪ ،‬عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال محجن ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا‬
‫بيدي ‪ ،‬فأتينا المسجد ‪ ،‬فرأى رجل يصلي ‪ ،‬فقال ‪ " :‬من هذا " ؟‬
‫قلت ‪ :‬هذا فلن كذا وكذا ‪ ،‬فأثنيت عليه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل تسمعه‬
‫فتهلكه " *‬

‫م‬ ‫حب ِ َ‬
‫ك " ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫صا ِ‬ ‫ك قَط َعْ َ‬
‫ت عُن ُقَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫حب ِ َ‬
‫ك ‪ ،‬وَي ْ َ‬ ‫صا ِ‬ ‫قَط َعْ َ‬
‫ت عُن ُقَ َ‬

‫‪ 114‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ‪ ،‬عن‬


‫شعبة ‪ ،‬عن خالد الحذاء ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ‪ ،‬عن أبيه‬
‫أن رجل مدح رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‪" :‬‬
‫ويحك ‪ ،‬قطعت عنق صاحبك ‪ ،‬ويحك قطعت عنق صاحبك " ‪ ،‬ثم‬
‫قال ‪ " :‬إن كان مادحا أحدكم أخاه ل محالة فليقل ‪ :‬أحسب فلنا ‪،‬‬
‫ول أزكي على الله أحدا ‪ ،‬وحسيبه الله إن كان يرى أنه كذلك " ‪،‬‬
‫حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا يحيى بن أبي بكير العبدي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن‬
‫خالد الحذاء ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم نحوه ‪ ،‬إل أنه قال ‪ " :‬إن كان أحدكم ل بد‬
‫مادحا أخاه " ‪ ،‬وسائر الحديث مثله " *‬

‫ت َل‬ ‫َ‬
‫ن ‪ ،‬أوْ ث ََلًثا ‪ -‬إ ِ ْ‬
‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫مّرت َي ْ ِ‬
‫ه‪َ -‬‬ ‫قَط َعْ َ‬
‫ت عُن َُق ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 115‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬ومحمد بن صخر‬


‫العتبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المعتمر بن سليمان التيمي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت‬
‫خالدا الحذاء ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة ‪ ،‬عن أبيه ‪:‬‬
‫أن رجل جاء إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬فلن هو هو ‪ ،‬فأخذ يثني عليه ‪ ،‬فقال له النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ويلك قطعت عنقه ‪ -‬مرتين ‪ ،‬أو ثلثا ‪ -‬إن كنت ل بد فاعل‬
‫فقل ‪ :‬أحسب فلنا ‪ ،‬والله حسيبه ‪ ،‬ول أزكي على الله أحدا ‪،‬‬
‫أحسب فلنا كذا وكذا ‪ ،‬إن كنت تعلم ذلك منه " قيل ‪ :‬إن معاني‬
‫هذه الخبار هو ما قلنا ‪ ،‬ولم يخرج شيء منها عما وصفنا ‪ ،‬وذلك‬
‫أنه غير جائز أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم أقوال متضادة ‪،‬‬
‫وإنما يكون في أخباره الخصوص والعموم ‪ ،‬والمجمل والمفسر ‪،‬‬
‫والناسخ والمنسوخ ‪ ،‬على ما قد بينا في سائر كتبنا ‪ .‬وإذ كان ذلك‬
‫كذلك ‪ ،‬وكان صحيحا عنه صلى الله عليه وسلم الخبر بالنهي عن‬
‫المدح ‪ ،‬وثابتا عنه الندب إليه والمر به علم أن مما أمر به من ذلك‬
‫أو ندب إليه ‪ ،‬غير الذي نهى منه ‪ ،‬وحظره ‪ ،‬أو كرهه وأنكره ‪ .‬وإذا‬
‫كان ذلك كذلك ‪ ،‬صح الذي قلنا فيما ورد عنه من الخبار التي‬
‫ذكرناها ‪ ،‬وقد *‬

‫ْ‬
‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ست َن ْك ِْر َ‬ ‫ل " فَل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫حةِ الل ّهِ عَّز وَ َ‬
‫ج ّ‬ ‫مد ْ َ‬
‫َواب ْد َأ ب ِ َ‬

‫‪ 116‬حدثنا أبو كريب محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا يحيى بن آدم ‪ ،‬حدثنا‬


‫حماد بن زيد ‪ ،‬حدثني علي بن زيد بن جدعان ‪ ،‬عن عبد الرحمن‬
‫بن أبي بكرة ‪ ،‬عن السود بن سريع ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لرسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إني مدحت الله مدحة ومدحتك ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫هات وابدأ بمدحة الله عز وجل " فلم يستنكر صلى الله عليه‬
‫وسلم من السود بن سريع مدحه إياه ‪ ،‬إذ كان في مدحه إياه بما‬
‫مدحه به محقا ‪ ،‬وفيما وصفه به صادقا معروفا ‪ ،‬فكذلك كل ما كان‬
‫من أمره معروف به الممدوح ‪ ،‬فمدحه به مادح بمحضر منه أو‬
‫بظهر الغيب ‪ ،‬فل حرج فيه على المادح ‪ ،‬ول مكروه فيه على‬
‫الممدوح ‪ ،‬وما كان من أمر هو به غير معروف ‪ ،‬أو كان المادح به‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فيه كاذبا ‪ ،‬فهو المدح المحظور ‪ ،‬والمادح به مذموم ‪ .‬وفي هذا‬
‫الخبر أيضا ‪ -‬أعني خبر عمر الذي ذكرناه قبل ‪ -‬الدللة الواضحة‬
‫على أن أحب الخليقتين إلى الله تعالى ذكره ‪ ،‬وأشرف السجيتين‬
‫والخلتين عنده ‪ ،‬من خلتي البخل والسخاء ‪ ،‬الخليقة التي اختارها‬
‫الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وفضله بها وشرفه ‪،‬‬
‫وذلك السخاء والبذل ‪ ،‬دون البخل والمنع ‪ ،‬إذا كان ذلك البذل على‬
‫ما أدب الله به نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى ‪ :‬ول تجعل‬
‫يدك مغلولة إلى عنقك ول تبسطها كل البسط فتقعد ملوما‬
‫محسورا ‪ ،‬وعلى ما صحت به الخبار عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم في تأديبه أمته بقوله ‪ " :‬خير الصدقة ما أبقت غنى ‪،‬‬
‫ول تلم على كفاف " ‪ ،‬فتأدب امرؤ بأدب ربه عز وجل ‪ ،‬ولم‬
‫يكتسب إل الطيب من الكسب ‪ ،‬ولم ينفق إل القصد ‪ ،‬ولم يسرف‬
‫ولم يقتر ‪ ،‬وجعل ما أفضله القصد من نفقته عدة له يوم فقره‬
‫وفاقته ‪ .‬وبالذي قلنا من تفضيل البذل والسخاء على السبيل التي‬
‫وصفنا ‪ -‬على البخل والمنع ‪ -‬تتابعت الخبار عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬وقال به السلف الصالحون من الصحابة والتابعين‬
‫‪ ،‬نذكر ما صح عندنا سنده من ذلك ‪ ،‬ونبدأ منه بذكر من وافق أبا‬
‫سعيد الخدري في روايته عن عمر ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ما روى منه ‪ ،‬ثم نتبع ذلك من وافق عمر في روايته عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ما روي عنه في ذلك من‬
‫الصحابة ‪ ،‬إذ كنا لم نذكره فيما مضى قبل ‪ ،‬تحريا وضعه في‬
‫موضعه الذي هو به أولى ‪ ،‬وطلبا منا إلحاقه بأشكاله *‬

‫" إنهم يخيروني بين أ َن ي َ‬


‫ل‪،‬‬ ‫ن أ َب ْ َ‬
‫خ َ‬ ‫َ‬
‫ش ‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫سأُلوِني ِبال ُْف ْ‬
‫ح ِ‬ ‫ِّ ُ ْ ُ َ ُّ ِ َْ َ ْ َ ْ‬

‫‪ 117‬حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬


‫عن جده ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن شقيق ‪ ،‬عن سلمان بن ربيعة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال عمر بن الخطاب ‪ :‬قسم رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قسما فقلت ‪ :‬والله ‪ ،‬لغير هؤلء كان أحق منهم ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫إنهم يخيروني بين أن يسألوني بالفحش ‪ ،‬وأن أبخل ‪ ،‬ولست بباخل‬
‫"*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حّتى ي َأ ْت ِي ََنا‬ ‫ض عَل َ ّ‬


‫ي َ‬ ‫ست َْقرِ ْ‬
‫نا ْ‬ ‫َ‬ ‫طي َ‬
‫ك ‪ ،‬وَلك ِ ِ‬
‫ُ‬
‫يءٌ أعْ ِ‬ ‫دي َ‬
‫ش ْ‬ ‫عن ْ ِ‬
‫ما ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 118‬حدثني محمد بن إبراهيم النماطي ‪ ،‬حدثنا علي بن المديني ‪،‬‬


‫حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنيني ‪ ،‬عن هشام بن سعد ‪ ،‬عن زيد‬
‫بن أسلم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء رجل إلى‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم يسأله ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما عندي شيء‬
‫أعطيك ‪ ،‬ولكن استقرض علي حتى يأتينا شيء فنعطيك ‪ .‬فقال‬
‫عمر بن الخطاب ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬بأبي أنت وأمي ‪ ،‬ما كلفك الله‬
‫هذا ‪ ،‬هذا أعطيت ما عندك ‪ ،‬فإذا لم يكن عندك فل تكلف ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قول عمر ‪ -‬وكان إذا غضب‬
‫عرف ذلك في وجهه ‪ -‬فقام رجل من النصار فقال ‪ :‬بأبي أنت‬
‫وأمي ‪ ،‬أعط ول تخف من ذي العرش إقلل ‪ ،‬قال ‪ :‬فتبسم رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وقال ‪ " :‬بهذا أمرت " *‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫مَر ِفي رَِواي َةِ ذ َل ِ َ‬
‫ك عَ ْ‬ ‫ن َوافَقَ عُ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافق عمر في رواية ذلك عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم من الصحابة‬

‫صّلى ‪#‬‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫مَر ِفي رَِواي َةِ ذ َل ِ َ‬
‫ك عَ ْ‬ ‫ن َوافَقَ عُ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ش إ ِقَْتاًرا‬ ‫ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،‬وََل ت َ َ‬


‫سو َ‬ ‫َ‬
‫ن ِذي العَْر ِ‬
‫م ْ‬
‫ف ِ‬
‫خ ْ‬ ‫أن ِْفقْ َيا َر ُ‬

‫‪ 119‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬حدثنا أبي‬


‫‪ ،‬وشعيب بن الليث ‪ ،‬عن الليث بن سعد ‪ ،‬عن خالد بن يزيد ‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي هلل ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ :‬أن جابر بن عبد الله ‪ ،‬أخبرهم أن‬
‫رجل أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه ‪،‬‬
‫ثم أتاه آخر فسأله فأعطاه ‪ ،‬ثم سأله آخر فأعطاه ‪ ،‬ثم أتاه آخر‬
‫فسأله فوعده ‪ ،‬ثم أتاه آخر فسأله فوعده ‪ ،‬فقام عمر بن الخطاب‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬سئلت فأعطيت ‪ ،‬ثم سئلت فأعطيت ‪ ،‬ثم‬
‫سئلت فأعطيت ‪ ،‬ثم سئلت فوعدت ‪ ،‬ثم سئلت فوعدت ‪ .‬فكأن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهها ‪ ،‬فقام عبد الله بن حذافة‬
‫السهمي ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنفق يا رسول الله ‪ ،‬ول تخف من ذي العرش‬
‫إقتارا ‪ ،‬فقال ‪ " :‬بذلك أمرت " *‬

‫كا َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫ذا ل َِقي َ ُ‬
‫ه‬ ‫ن إِ َ‬ ‫ما ي َ ُ‬
‫كو ُ‬ ‫جوَد َ َ‬
‫نأ ْ‬‫حهِم ِ ‪ ،‬وَ َ َ‬
‫م ِ‬
‫س َ‬
‫س وأ ْ‬
‫جوَدِ الّنا ِ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ‬

‫‪ 120‬حدثني حاتم بن بكر الضبي ‪ ،‬حدثنا عثمان بن عمر بن‬


‫فارس ‪ ،‬حدثنا يونس بن يزيد اليلي ح وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫المبارك ‪ ،‬عن يونس بن يزيد ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عبيد‬
‫الله بن عبد الله ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم من أجود الناس وأسمحهم ‪ ،‬وكان أجود ما يكون‬
‫إذا لقيه جبريل ‪ ،‬وكان جبريل صلى الله عليه وسلم يلقاه في كل‬
‫رمضان يدارسه القرآن ‪ ،‬فإذا لقيه جبريل يكون أسمح من الريح‬
‫المرسلة " ‪ ،‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا ابن مبارك ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن‬
‫الزهري ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬بمثله حدثنا‬
‫أبو كريب ‪ ،‬حدثنا رشدين بن سعد ‪ ،‬عن يونس ‪ ،‬وعقيل ‪ ،‬وقرة ‪،‬‬
‫عن ابن شهاب ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله ‪ ،‬عن ابن عباس نحوه *‬

‫ل الل ّهِ‬
‫سو ُ‬
‫ح َر ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي ُ ْ‬
‫صب ِ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ن عََلى ِ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫ضا َ‬
‫م َ‬
‫ل َر َ‬ ‫ض ال ْك َِتا َ‬
‫ب ِفي ك ُ ّ‬ ‫ي َعْرِ ُ‬

‫‪ 121‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا عبدة ‪ ،‬ويونس بن بكير ‪ ،‬وحدثنا ابن‬


‫وكيع ‪ ،‬حدثنا يعلى بن عبيد ‪ ،‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا سلمة بن‬
‫الفضل ‪ ،‬جميعا عن محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عبيد بن‬
‫عبد الله ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يعرض الكتاب في كل رمضان على جبريل ‪ ،‬فيصبح رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم من التي يعرض فيها ما يعرض وهو أجود‬
‫من الريح المرسلة ‪ ،‬ل يسأل شيئا إل أعطاه " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫س"*‬
‫جِع الّنا ِ‬ ‫س ‪ ،‬وَأ َ ْ‬
‫ش َ‬ ‫ح الّنا ِ‬
‫م ِ‬
‫س َ‬
‫َ‬
‫س ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫س ِ‬
‫ح َ‬
‫م َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ‬

‫‪ 122‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا حماد بن واقد ‪ ،‬عن ثابت ‪ ،‬عن أنس‬
‫‪ ،‬قال ‪ " :‬كان نبي الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس ‪،‬‬
‫وأسمح الناس ‪ ،‬وأشجع الناس " *‬

‫س"*‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْ‬


‫جوَد َ الّنا ِ‬
‫س ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫س َ‬
‫ح َ‬
‫س ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫جعَ الّنا ِ‬
‫ش َ‬

‫‪ 123‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬حدثنا حماد‬


‫بن زيد ‪ ،‬عن ثابت ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أشجع الناس ‪ ،‬وأحسن الناس ‪ ،‬وأجود الناس " *‬

‫م‬ ‫ن ِلي عَد َد ُ هَذِهِ ال ْعِ َ‬


‫ضاهِ ن َعَ ٌ‬ ‫داِئي ‪ ،‬فَل َوْ َ‬
‫كا َ‬ ‫" أ َعْ ُ‬
‫طوِني رِ َ‬

‫‪ 124‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬حدثنا عبد الله بن‬


‫وهب ‪ ،‬حدثني الليث ‪ ،‬عن عقيل بن خالد ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرني عمر بن محمد بن جبير ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جده أنه قال ‪ :‬بينما‬
‫هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مقبلة‬
‫من حنين علقت رسول الله صلى الله عليه وسلم العراب‬
‫يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه ‪ ،‬قال ‪ :‬فوقف‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‪ " :‬أعطوني ردائي ‪ ،‬فلو‬
‫كان لي عدد هذه العضاه نعم لقسمته بينكم ‪ ،‬ثم ل تجدونني بخيل‬
‫ول كذابا ‪ ،‬ول جبانا " ‪ ،‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن‬
‫وهب ‪ ،‬أخبرني يونس بن يزيد ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن عمر بن‬
‫محمد بن جبير بن مطعم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جده عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم نحوه ‪ .‬أخبرني عبد الله بن أبي زياد‬
‫القطواني ‪ ،‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ‪ ،‬حدثنا ابن أخي ابن‬
‫شهاب ‪ ،‬عن عمه ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عمر بن محمد بن جبير بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مطعم أن محمد بن جبير ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني جبير بن مطعم ‪ ،‬عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫َ‬ ‫" أ َعْ ُ‬


‫ل‪:‬‬ ‫داِئي " ‪ .‬فَأعْط َي َْناهُ إ ِّياهُ ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م َقا َ‬ ‫طوِني رِ َ‬

‫‪ 125‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا فردوس بن الشعري ‪ ،‬حدثنا مسعود‬


‫بن سليمان ‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن نافع بن جبير بن مطعم‬
‫‪ ،‬عن أبيه جبير ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪،‬‬
‫وهو عند ثنية الراكة وهو يعطي حين فرغ من حنين ‪ ،‬فاضطره‬
‫الناس إلى سلمة فانتزع غصن من السلمة رداءه ‪ ،‬فالتفت إلينا‬
‫بوجهه مثل شقة القمر فقال ‪ " :‬أعطوني ردائي " ‪ .‬فأعطيناه‬
‫إياه ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬تخافون علي البخل ‪ ،‬فوالذي نفسي بيده لو كان‬
‫عندي مثل صوحي هذا الجبل لعطيتكموه " قال ‪ :‬وصوحا الجبل ‪:‬‬
‫جانباه ‪ ،‬مقادمه ومواخره ‪ .‬قال أبو جعفر ‪ :‬إنما هو ضوجا الجبل ‪،‬‬
‫ولكن الشيخ كذا قال *‬

‫ن ِلي‬ ‫خِلي ‪ ،‬ل َوْ َ‬


‫كا َ‬ ‫خاُفو َ‬
‫ن بُ ْ‬ ‫دوا عَل َ ّ‬
‫ي ث َوِْبي ‪ ،‬ت َ َ‬ ‫" ُر ّ‬

‫‪ 126‬حدثنا سليمان بن عبد الجبار ‪ ،‬حدثنا ثابت بن محمد ‪ ،‬حدثنا‬


‫أبو بكر بن عياش ‪ ،‬عن أبي إسحاق الشيباني ‪ ،‬عن حبيب ‪ ،‬عن‬
‫نافع بن جبير بن مطعم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قسم رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يوما قسما ‪ ،‬قال ‪ :‬فقد من الناس ‪ ،‬قال ‪ :‬فتبعه‬
‫الناس ‪ ،‬فأخذ ثوبه شجرة ‪ ،‬فقام ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ردوا علي ثوبي ‪،‬‬
‫تخافون بخلي ‪ ،‬لو كان لي ما بينهما مال لقسمته " *‬

‫َ‬
‫يٌء‬
‫ش ْ‬ ‫حّتى ل َ ْ‬
‫م ي َب ْقَ َ‬ ‫ن ال ْغَن َم ِ َوال ْب ََقرِ َواْل ِب ِ ِ‬
‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫" قَد ْ أعْط َي ْت ُك ُ ْ‬
‫م ِ‬

‫‪ 127‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني ابن‬


‫لهيعة ‪ ،‬والليث بن سعد ‪ ،‬عن يزيد بن أبي حبيب ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم عام حنين سأله‬
‫الناس فأعطاهم من البقر والغنم والبل حتى لم يبق من ذلك‬
‫شيء ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬قد أعطيتكم‬
‫من الغنم والبقر والبل حتى لم يبق شيء من ذلك ‪ ،‬فماذا تريدون‬
‫؟ أتريدون أن تبخلوني ‪ ،‬فوالله ما أنا ببخيل ‪ ،‬ول جبان ‪ ،‬ول كذوب‬
‫" ‪ ،‬فجذبوا ثوبه ‪ ،‬حتى بدا منكبه ‪ ،‬فكأنما أنظر حين بدا منكبه إلى‬
‫شقة القمر من بياضه *‬

‫شي ًْئا قَ ّ‬
‫ط‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫سئ ِ َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ما ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 128‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا الشجعي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن‬


‫محمد بن المنكدر ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت جابر بن عبد الله ‪ ،‬يقول ‪ " :‬ما‬
‫سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال ‪ :‬ل " *‬

‫ي‬ ‫" أ ََل ترون إَلى هَذه ؟ ما أ َحسنها " فََقا َ َ‬


‫ل أعَْراب ِ ّ‬ ‫َ ْ َ ََ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ََ ْ َ ِ‬

‫‪ 129‬حدثني محمد بن فراس الضبعي المعروف بأبي هريرة ‪،‬‬


‫حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا زمعة ‪ ،‬عن أبي حازم ‪ ،‬عن سهل بن سعد‬
‫الساعدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حيكت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة‬
‫أنمار صوف سوداء ‪ ،‬فجعل حاشيتها بيضاء ‪ -‬أو قال ‪ :‬بياضا ‪-‬‬
‫فخرج فيها إلى أصحابه ‪ ،‬فضرب بيده على فخذه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أل‬
‫ترون إلى هذه ؟ ما أحسنها " فقال أعرابي ‪ :‬بأبي أنت وأمي يا‬
‫رسول الله ‪ ،‬هبها لي ‪ -‬وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ل‬
‫يسأل شيئا أبدا فيقول ل ‪ -‬فقال ‪ " :‬نعم " ‪ ،‬فأعطاه الجبة ‪ ،‬ودعا‬
‫بمعوزين له فلبسهما ‪ ،‬وأمر بمثلها ‪ ،‬فحيكت له ‪ ،‬فتوفي رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وهي في المحاكة ‪ ،‬حدثني محمد بن‬
‫معمر البحراني ‪ ،‬حدثنا أبو عامر العقدي ‪ ،‬حدثنا زمعة ‪ ،‬عن أبي‬
‫حازم ‪ ،‬عن سهل بن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬حيكت لرسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم حلة من أنمار صوف أسود ‪ ،‬فجعل لها حواشي من‬
‫صوف أبيض ‪ ،‬فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫إلى المجلس ‪ ،‬فضرب على فخذه ‪ ،‬ثم ذكر نحو حديث أبي هريرة‬
‫*‬

‫َ‬
‫جا إ ِل َي َْها ‪ ،‬فَل َب ِ َ‬
‫سَها‬ ‫حَتا ً‬
‫م ْ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ُ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫فَأ َ‬
‫خذ َ َ‬
‫ها َر ُ‬

‫‪ 130‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬حدثنا ابن أبي مريم ‪ ،‬حدثنا‬
‫أبو غسان ‪ ،‬حدثني أبو حازم ‪ ،‬عن سهل بن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬جاءت‬
‫امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببردة ‪ ،‬فقال سهل‬
‫للقوم ‪ :‬تدرون ما البردة ؟ قال القوم ‪ :‬هي شملة ‪ ،‬فقال سهل ‪:‬‬
‫هي شملة منسوجة فيها حاشيتها ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬جئتك‬
‫أكسوك هذه ‪ ،‬فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجا‬
‫إليها ‪ ،‬فلبسها ‪ ،‬فرآها عليه رجل من أصحابه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬ما أحسن هذه اكسنيها ‪ ،‬فقال ‪ " :‬نعم " ‪ .‬فلما مال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم لمه أصحابه ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ما أحسنت حين‬
‫رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجا إليها ‪ ،‬ثم‬
‫سألته إياها ‪ ،‬وقد عرفت أنه ل يسأل شيئا فيمنعه ‪ ،‬قال ‪ :‬والله ما‬
‫حملني على ذلك إل رجوت بركتها حين لبسها رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬لعلي أكفن فيها *‬

‫س لَ ُ‬
‫ه"*‬ ‫ما ل َي ْ َ‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫ه وَ َ‬ ‫" أَ َ‬
‫خذ َ هَ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 131‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم القرشي ‪ ،‬حدثنا أبو‬


‫زرعة وهب الله بن راشد ‪ ،‬أنبأنا حيوة بن شريح ‪ ،‬حدثنا الوليد بن‬
‫أبي الوليد ‪ ،‬عن عبد الله بن دينار ‪ ،‬مولى عبد الله بن عمر أخبره‬
‫أن رجل أتى عبد الله بن عمر فسأله رداءه ‪ ،‬فأعطاه إياه ‪ ،‬ثم‬
‫سأله قميصه ‪ ،‬فأعطاه إياه ‪ ،‬ثم سأله عمامته فأعطاه إياها ‪ ،‬ثم‬
‫نظر إليه ابن عمر ‪ ،‬فقال للرجل ‪ :‬ماذا أردت بهذا ؟ أردت أن‬
‫تبخلني ؟ فقال الرجل ‪ :‬إنه ذكر لي منك شيء ‪ ،‬فأردت أن‬
‫أجربك ‪ ،‬فرد الرجل إلى ابن عمر ثيابه ‪ ،‬فقال عبد الله بن عمر ‪:‬‬
‫جاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه ‪ ،‬ثم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سأله فأعطاه ‪ ،‬ثم سأله فأعطاه ‪ ،‬ثم ذهب الرجل ‪ ،‬فلما أدبر قال‬
‫نبي الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أخذ هذا ما له وما ليس له " *‬

‫ه‬ ‫ما أ َعْ َ‬


‫طاِني ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫أ َعْ َ‬
‫طاِني َر ُ‬

‫‪ 132‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني يونس‬


‫‪ ،‬قال ‪ :‬قال ابن شهاب ‪ :‬حدثني سعيد بن المسيب ‪ :‬أن صفوانا ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما‬
‫أعطاني ‪ ،‬وإنه لبغض الناس إلي ‪ ،‬فما برح يعطيني حتى إنه لحب‬
‫الناس إلي ‪ ،‬وأعطى حكيم بن حزام يومئذ ‪ ،‬وحكيم يسأله مائة من‬
‫النعم ‪ ،‬ثم مائة ‪ ،‬ثم مائة *‬

‫ب‬ ‫س ‪ ،‬قَ ِ‬
‫ري ٌ‬ ‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫ب ِ‬ ‫ن الل ّهِ ‪ ،‬قَ ِ‬
‫ري ٌ‬ ‫م َ‬
‫ب ِ‬ ‫ي قَ ِ‬
‫ري ٌ‬ ‫خ ّ‬
‫س ِ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 133‬حدثني الفضل بن إسحاق ‪ ،‬حدثنا سعيد بن محمد الوراق ‪،‬‬


‫عن يحيى بن سعيد ‪ ،‬عن عبد الرحمن العرج ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬السخي قريب من‬
‫الله ‪ ،‬قريب من الناس ‪ ،‬قريب من الجنة ‪ ،‬بعيد من النار ‪ ،‬والبخيل‬
‫بعيد من الله ‪ ،‬بعيد من الناس ‪ ،‬بعيد من الجنة ‪ ،‬قريب من النار ‪.‬‬
‫ولجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل ‪ ،‬وأكبر الداء البخل "‬
‫*‬

‫م َيا ب َِني عُب َي ْدٍ ؟ " َقاُلوا ‪ :‬ال ْ َ‬


‫جد ّ‬ ‫سي ّد ُك ُ ْ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 134‬حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ‪ ،‬حدثنا سعيد بن محمد‬


‫الوراق ‪ ،‬عن محمد بن عمرو ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من سيدكم يا بني‬
‫عبيد ؟ " قالوا ‪ :‬الجد بن قيس ‪ ،‬على أن فيه بخل ‪ ،‬قال ‪ " :‬وأي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫داء أدوأ من البخل ‪ ،‬بل سيدكم وابن سيدكم ‪ ،‬وابن سيدكم ‪ ،‬بشر‬
‫بن البراء بن معرور " *‬

‫ق"‬ ‫سوءُ ال ْ ُ ُ‬ ‫ن ‪ :‬ال ْب ُ ْ‬


‫خ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َل ت َ ْ‬
‫صل ََتا ِ‬
‫خل ِ‬ ‫ل وَ ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن ِفي ُ‬
‫مَعا ِ‬
‫جت َ ِ‬ ‫خ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 135‬حدثني إسحاق بن وهب الواسطي ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا‬


‫صدقة بن موسى ‪ ،‬حدثنا مالك بن دينار ‪ ،‬عن عبد الله بن غالب‬
‫الحداني ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬خصلتان ل تجتمعان في مؤمن ‪ :‬البخل وسوء‬
‫الخلق " *‬

‫َ‬
‫دا " *‬ ‫ن ِفي قَل ْ ِ‬
‫ب عَب ْدٍ أب َ ً‬ ‫ما ُ‬ ‫ح َوا ْ ِ‬
‫لي َ‬ ‫معُ ال ّ‬
‫ش ّ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫جت َ ِ‬

‫‪ 136‬حدثنا إسحاق بن شاهين الواسطي ‪ ،‬حدثنا خالد بن عبد الله‬


‫الطحان ‪ ،‬عن سهيل بن أبي صالح ‪ ،‬عن صفوان بن يزيد ‪ ،‬عن‬
‫القعقاع بن اللجلج ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يجتمع الشح واليمان في قلب عبد أبدا " *‬

‫َ‬
‫دا " *‬ ‫ن ِفي قَل ْ ِ‬
‫ب عَب ْدٍ أب َ ً‬ ‫ما ٌ‬
‫ح وَِإي َ‬ ‫مع ُ ُ‬
‫ش ّ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫جت َ ِ‬

‫‪ 137‬حدثني يونس بن عبد العلى الصدفي ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪،‬‬


‫أخبرني سليمان بن بلل ‪ ،‬عن سهيل بن أبي صالح ‪ ،‬عن صفوان‬
‫بن أبي يزيد ‪ ،‬عن القعقاع بن اللجلج ‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يجتمع شح وإيمان في قلب‬
‫عبد أبدا " *‬

‫سل ِم ٍ " *‬
‫م ْ‬
‫ل ُ‬
‫ج ٍ‬
‫ف َر ُ‬
‫جو ْ ِ‬
‫ن ِفي َ‬
‫ما ُ‬ ‫ح َوا ْ ِ‬
‫لي َ‬ ‫معُ ال ّ‬
‫ش ّ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫جت َ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 138‬حدثنا محمد بن العلء الهمداني ‪ ،‬حدثنا المحاربي ‪ ،‬وعبدة بن‬
‫سليمان ‪ ،‬عن محمد بن عمرو المديني ‪ ،‬عن صفوان بن أبي يزيد ‪،‬‬
‫عن الحصين بن اللجلج ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يجتمع الشح واليمان في جوف رجل‬
‫مسلم " *‬

‫ن‬ ‫َ‬ ‫ل‪ُ :‬‬ ‫" َ‬


‫جب ُ ٌ‬
‫هال ِعٌ ‪ ،‬أوْ َ‬
‫ح َ‬
‫ش ّ‬ ‫ج ِ‬
‫ما ِفي الّر ُ‬
‫شّر َ‬

‫‪ 139‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬حدثنا‬


‫موسى بن علي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عبد العزيز بن مروان ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬شر ما في الرجل ‪:‬‬
‫شح هالع ‪ ،‬أو جبن خالع " *‬

‫خال ِعٌ "‬


‫ن َ‬
‫جب ْ ٌ‬
‫هال ِعٌ ‪ ،‬وَ ُ‬
‫ح َ‬ ‫ل ُ‬
‫ش ّ‬ ‫ج ِ‬
‫ما ِفي الّر ُ‬ ‫" َ‬
‫شّر َ‬

‫‪ 140‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬حدثنا موسى بن‬


‫علي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عبد العزيز بن مروان ‪ ،‬عن أبي هريرة عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬شر ما في الرجل شح هالع ‪،‬‬
‫وجبن خالع " *‬

‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬
‫م؛‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح أ َهْل َ َ‬
‫ك َ‬ ‫ش ّ‬ ‫ح ؛ فَإ ِ ّ‬
‫ن ال ّ‬ ‫" ات ُّقوا ال ّ‬
‫ش ّ‬

‫‪ 141‬حدثني عبد الله بن أبي زياد القطواني ‪ ،‬حدثنا أبو نباتة ‪،‬‬
‫حدثنا داود بن قيس ‪ ،‬عن عبيد الله بن مقسم ‪ ،‬عن جابر أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬اتقوا الشح ؛ فإن الشح‬
‫أهلك من كان قبلكم ؛ حملهم على أن سفكوا دماءهم ‪ ،‬واستحلوا‬
‫محارمهم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مم ِ‬
‫ُ‬
‫ن اْل َ‬
‫م َ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫ك َ‬‫ه أ َهْل َ َ‬
‫ح ؛ فَإ ِن ّ ُ‬ ‫" إ ِّياك ُ ْ‬
‫م َوال ّ‬
‫ش ّ‬

‫‪ 142‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو خالد الحمر ‪ ،‬عن ابن عجلن ‪،‬‬
‫عن سعيد ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إياكم والشح ؛ فإنه أهلك من كان قبلكم من المم ؛‬
‫دعاهم فسفكوا دماءهم ‪ ،‬ودعاهم فقتلوا أولدهم " *‬

‫م‪،‬‬ ‫من َُعوا َز َ‬


‫كات َهُ ْ‬ ‫ما فَ َ‬
‫عا قَوْ ً‬ ‫ن ال ْب ُ ْ‬
‫خ َ‬
‫ل دَ َ‬ ‫ل ؛ فَإ ِ ّ‬ ‫م َوال ْب ُ ْ‬
‫خ َ‬ ‫" إ ِّياك ُ ْ‬

‫‪ 143‬حدثني موسى بن سهل الرملي ‪ ،‬حدثنا عمران بن هارون ‪،‬‬


‫حدثنا سليمان بن حيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني محمد بن عجلن ‪ ،‬عن‬
‫المقبري ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إياكم والبخل ؛ فإن البخل دعا قوما فمنعوا زكاتهم ‪،‬‬
‫ودعاهم فقطعوا أرحامهم ‪ ،‬ودعاهم فسفكوا دماءهم " *‬

‫ّْ‬ ‫َ‬ ‫ه أ َهْل َ َ‬


‫م ِبالظلم ِ‬
‫مَرهُ ْ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬
‫م؛أ َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫ك َ‬ ‫ل فَإ ِن ّ ُ‬ ‫م َوال ْب ُ ْ‬
‫خ َ‬ ‫" إ ِّياك ُ ْ‬

‫‪ 144‬حدثنا أبو كريب محمد بن العلء ‪ ،‬ومحمد بن يزيد الرفاعي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا حسين بن علي ‪ ،‬عن فضيل بن عياض ‪ ،‬عن العمش ‪،‬‬
‫عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث ‪ ،‬عن زهير بن‬
‫القمر ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬إياكم والبخل فإنه أهلك من كان قبلكم ؛ أمرهم‬
‫بالظلم فظلموا ‪ ،‬وأمرهم بالفجور ففجروا ‪ ،‬وأمرهم بالقطيعة‬
‫فقطعوا " *‬

‫َ‬ ‫ه أ َهْل َ َ‬
‫م‬
‫مَرهُ ْ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬
‫م؛أ َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫ك َ‬ ‫ح ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫ش ّ‬ ‫" إ ِّياك ُ ْ‬
‫م َوال ّ‬

‫‪ 145‬حدثني محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬وأبو الوليد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬أنبأني عمرو بن مرة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عبد الله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بن الحارث ‪ ،‬يحدث عن أبي كثير الزبيدي ‪ ،‬سمع عبد الله بن عمرو‬
‫بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إياكم‬
‫والشح ‪ ،‬فإنه أهلك من كان قبلكم ؛ أمرهم بالقطيعة فقطعوا ‪،‬‬
‫وأمرهم بالفجور ففجروا ‪ ،‬وأمرهم بالبخل فبخلوا " ‪ ،‬حدثنا محمد‬
‫بن العلء ‪ ،‬ومحمد بن يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن المسعودي ‪،‬‬
‫عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث ‪ ،‬عن أبي كثير‬
‫الزبيدي ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم مثله *‬

‫ح؛‬
‫ش ّ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما أ َهْل َ َ‬
‫ك َ‬ ‫ح ‪ ،‬فَإ ِن ّ َ‬ ‫" إ ِّياك ُ ْ‬
‫م َوال ّ‬
‫ش ّ‬

‫‪ 146‬حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬حدثنا عمر بن عبد الرحمن البار أبو‬


‫حفص ‪ ،‬عن محمد بن جحادة الودي ‪ ،‬عن بكر بن عبد الله المزني‬
‫‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫إياكم والشح ‪ ،‬فإنما أهلك من كان قبلكم الشح ؛ أمرهم بالكذب‬
‫فكذبوا ‪ ،‬وأمرهم بالظلم فظلموا ‪ ،‬وأمرهم بالقطيعة فقطعوا " *‬

‫ما َل ي َعِْنيهِ ‪،‬‬ ‫ه قَد ْ ت َك َل ّ َ‬


‫م ِفي َ‬ ‫م ؟ ل َعَل ّ ُ‬ ‫عل ْ ُ‬
‫مك ُ ْ‬ ‫ما ِ‬
‫" وَ َ‬

‫‪ 147‬حدثني أحمد بن يحيى بن زكريا الصوفي الودي ‪ ،‬حدثنا عمر‬


‫بن حفص بن غياث ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬حدثنا العمش ‪ ،‬عن أنس بن‬
‫مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬قبض رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فقالوا ‪ :‬هنيئا لك الجنة ‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬وما‬
‫علمكم ؟ لعله قد تكلم فيما ل يعنيه ‪ ،‬أو منع مال ينقصه " *‬

‫دين َةِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬


‫م ِ‬ ‫عَيال ِهِ ْ‬
‫م ِ‬ ‫مُلوا ِفي ال ْغَْزوِ ‪ ،‬أ َوْ قَ ّ‬
‫ل ط ََعا ُ‬
‫شعريين إ َ َ‬
‫ذا أْر َ‬
‫َ‬
‫اْل ْ َ ِ ّ َ ِ‬

‫‪ 148‬حدثني موسى بن عبد الرحمن الكندي ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثني بريد بن عبد الله بن أبي بردة ‪ ،‬عن جده أبي بردة ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عن أبي موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫إن الشعريين إذا أرملوا في الغزو ‪ ،‬أو قل طعام عيالهم بالمدينة‬
‫جمعوا ما كان عندهم في ثوب ‪ ،‬ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد‬
‫بالسوية ‪ ،‬هم مني وأنا منهم " *‬

‫َ‬
‫ب ال ْب ََق ِ‬
‫ر‬ ‫ديَنارِ َوالد ّْرهَم ِ ‪ ،‬وَت ََباي َُعوا ِبال ِْعين َةِ ‪َ ،‬وات ّب َُعوا أذ َْنا َ‬
‫س ِبال ّ‬
‫ن الّنا ُ‬
‫ض ّ‬
‫َ‬

‫‪ 149‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن‬


‫عبد الملك ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬لقد أتى علينا زمان ‪،‬‬
‫وما نرى أن أحدا منا أحق بالدينار والدرهم من أخيه المسلم ‪ ،‬حتى‬
‫كان ها هنا بأخرة ‪ ،‬فأصبح الدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه‬
‫المسلم ‪ ،‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬إذا‬
‫ضن الناس بالدينار والدرهم ‪ ،‬وتبايعوا بالعينة ‪ ،‬واتبعوا أذناب‬
‫البقر ‪ ،‬وتركوا الجهاد بعث الله عليهم ذل ل ينزعه منهم حتى‬
‫يراجعوا دينهم " ‪ ،‬حدثنا يونس بن عبد العلى ‪ ،‬حدثنا ابن وهب ‪،‬‬
‫أخبرني جرير بن حازم ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عبد‬
‫الله بن عمر ‪ :‬لقد أتى علينا زمان وما يرى أحدنا أحق بديناره‬
‫ودرهمه من أخيه المسلم ‪ .‬ثم ذكر نحوه إل أنه قال ‪ " :‬أدخل الله‬
‫عليهم ذل ‪ ،‬ل ينزعه منهم حتى يراجعوا أمر دينهم " حدثني يونس ‪،‬‬
‫أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أنبأنا حيوة شريح ‪ ،‬ويحيى بن أيوب ‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد الرحمن الخراساني ‪ ،‬عن عطاء الخراساني ‪ ،‬عن نافع ‪،‬‬
‫عن ابن عمر بذلك ‪ ،‬إل أنه قال ‪ " :‬وأخذتم بأذناب البقر ‪ ،‬ورضيتم‬
‫بالزرع ‪ ،‬وتركتم الجهاد " ‪ ،‬وزاد في الحديث عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬وإن الرجل ليتعلق بجاره يوم القيامة فيقول ‪ :‬إن‬
‫هذا أغلق بابه ‪ ،‬وضن عني بماله " *‬

‫ل موَله فَي َ‬ ‫ْ‬


‫عن ْد َهُ ‪،‬‬
‫مال ِهِ ِ‬
‫ل َ‬ ‫ن فَ ْ‬
‫ض ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سأل ُ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ج ٌ َ ْ ُ َ ْ‬‫" َل ي َأِتي َر ُ‬

‫‪ 150‬حدثني زياد بن عبيد الله المزني ‪ ،‬حدثنا مروان بن معاوية‬


‫الفزاري ‪ ،‬وحدثني عبد الله بن عبد الله بن أسيد الكلبي ‪ ،‬حدثنا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عبد الله بن بكر السهمي ‪ ،‬وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا عبد‬
‫الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد ‪ -‬واللفظ ليعقوب ‪ -‬جميعا عن‬
‫بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل يأتي رجل موله‬
‫فيسأله من فضل ماله عنده ‪ ،‬فيمنعه إياه ‪ ،‬إل دعي له يوم القيامة‬
‫شجاعا يتلمظ فضله الذي منع " *‬

‫مل ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫حّتى ت ُِقيد َِني "‬
‫ك َ‬ ‫ه ‪َ ،‬ل أ ْ‬
‫ح ِ‬ ‫ست َغِْفُر الل ّ َ‬
‫" َل ‪ ،‬وَأ ْ‬

‫‪ 151‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬حدثنا محمد بن‬


‫هلل ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا نقعد مع رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم بالغدوات في المسجد ‪ ،‬فإذا قام إلى بيته لم‬
‫نزل قياما حتى يدخل بيته ‪ ،‬فقام يوما ‪ ،‬فلما بلغ وسط المسجد ‪،‬‬
‫أدركه أعرابي فقال ‪ :‬يا محمد ‪ ،‬احملني على بعيرين ‪ ،‬فإنك ل‬
‫تحملني من مالك ول من مال أبيك وجبذ بردائه حين أدركه ‪،‬‬
‫فاحمرت رقبته ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل ‪،‬‬
‫وأستغفر الله ‪ ،‬ل أحملك حتى تقيدني " قالها ثلث مرات ‪ ،‬ثم دعا‬
‫رجل فقال له ‪ " :‬احمله على بعيرين ‪ :‬على بعير شعير ‪ ،‬وعلى بعير‬
‫تمر " *‬

‫جد َ ‪،‬‬
‫س ِ‬ ‫ما ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ي َوْ ً‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫خ َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫" دَ َ‬

‫‪ 152‬حدثني مروان بن الحكم الحراني ‪ ،‬حدثنا البابلتي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا الوزاعي ‪ ،‬حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت أنس بن مالك ‪ ،‬يقول ‪ " :‬دخل رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يوما المسجد ‪ ،‬وعليه برد نجراني غليظ الصنفة ‪ ،‬قال ‪ :‬فأتاه‬
‫أعرابي من خلفه ‪ ،‬فأخذ بجانب ردائه حتى أثرت الصنفة في‬
‫صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا محمد ‪،‬‬
‫أعطنا من مال الله الذي عندك ‪ ،‬فالتفت رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم فتبسم ‪ ،‬وقال ‪ " :‬مروا له " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ُ‬


‫موُرك ُ ْ‬
‫م‬ ‫تأ ُ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫حاَءك ُ ْ‬
‫م َ‬
‫س َ‬ ‫ن أغْن َِياؤُك ُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ َ‬
‫خَياَرك ُ ْ‬‫م ِ‬ ‫مَراؤُك ُ ْ‬
‫أ َ‬
‫م‬‫شوَرى ب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫ُ‬

‫‪ 153‬حدثني عبد الله بن أبي زياد القطواني ‪ ،‬حدثنا سيار بن‬


‫حاتم ‪ ،‬حدثنا صالح المري ‪ ،‬عن الجريري ‪ ،‬عن أبي عثمان النهدي ‪،‬‬
‫عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا كانت‬
‫أمراؤكم خياركم ‪ ،‬وكان أغنياؤكم سمحاءكم ‪ ،‬وكانت أموركم‬
‫شورى بينكم ‪ ،‬فظهر الرض خير لكم من بطنها ‪ ،‬وإذا كانت‬
‫أمراؤكم شراركم ‪ ،‬وكان أغنياؤكم بخلءكم ‪ ،‬وكانت أموركم إلى‬
‫نسائكم ‪ ،‬فبطن الرض خير لكم من ظهرها " *‬

‫حاب َةِ‬
‫ص َ‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫سل َ ِ‬
‫ف ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك عَ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬
‫ن‪#‬‬ ‫َوالّتاب ِِعي َ‬

‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫ت أ ََنا وَأ َِبي عََلى أ َِبي ب َك ْرٍ ‪ ،‬وَإ ِ َ‬
‫ذا هُوَ َر ُ‬ ‫خل ْ ُ‬
‫" دَ َ‬

‫‪ 154‬حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي ‪ ،‬حدثنا أبو‬


‫أسامة ‪ ،‬عن إسماعيل ‪ ،‬أنبأنا قيس ‪ ،‬قال ‪ " :‬دخلت أنا وأبي على‬
‫أبي بكر ‪ ،‬وإذا هو رجل أبيض ‪ ،‬خفيف الجسم ‪ ،‬عنده أسماء ابنة‬
‫عميس تذب عنه ‪ ،‬وهي موشومة اليدين ‪ -‬كانوا وشموها في‬
‫الجاهلية نحو وشم البربر ‪ -‬فعرض عليه فرسان فرضيهما ‪،‬‬
‫فحملني على أحدهما ‪ ،‬وحمل أبي على الخر " *‬

‫" أ َردت أ َ َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫خائ ًِنا ؟ " فَل َ ّ‬
‫ما َ‬ ‫مل ِ ً‬
‫كا َ‬ ‫ن أل َْقى الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫َ ْ َ ْ‬

‫‪ 155‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬أنبأنا حماد‬


‫بن زيد ‪ ،‬عن هشام بن حسان ‪ ،‬عن محمد بن سيرين ‪ :‬أن صهرا‬
‫لعمر بن الخطاب قدم على عمر ‪ ،‬فعرض له أن يعطيه من بيت‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫المال ‪ ،‬فانتهره عمر وقال ‪ " :‬أردت أن ألقى الله ملكا خائنا ؟ "‬
‫فلما كان بعد ذلك أعطاه عمر من صلب ماله عشرة آلف *‬

‫َ‬ ‫سَها أ َن ْدِي َ ً‬


‫ة ‪ ،‬وَأك َل َ ْ‬
‫ت‬ ‫جال ِ ُ‬
‫م َ‬
‫ت َ‬ ‫ما َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫ل ال ْعََر ُ‬
‫ب عََرًبا َ‬ ‫" لَ ْ‬
‫ن ت ََزا َ‬

‫‪ 156‬حدثني محمد بن عثمان بن مخلد الواسطي ‪ ،‬حدثنا أبو بلل‬


‫بن محمد بن الحارث الشعري ‪ ،‬حدثنا القاسم بن محمد ‪ ،‬عن‬
‫معروف بن خربوذ ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عمر بن الخطاب ‪ " :‬لن تزال‬
‫العرب عربا ما كانت مجالسها أندية ‪ ،‬وأكلت طعامها بالفنية ‪ .‬فإذا‬
‫كانت مجالسها أخبية ‪ ،‬وأكلت طعامها في بيوتها ‪ ،‬أنكرتم من‬
‫أمركم ما تعرفون " *‬

‫حّتى ت َن ْظ َُر‬ ‫ة ِفي ال ْب َي ْ ِ‬


‫ت َ‬ ‫ساعَ ً‬ ‫ب ب َِها إ ِل َي ْهِ ‪ ،‬وَت َل َب ّ ْ‬
‫ث َ‬ ‫" اذ ْهَ ْ‬

‫‪ 157‬حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع البصري ‪ ،‬حدثنا الفضيل بن‬


‫سليمان النميري ‪ ،‬حدثنا محمد بن مطرف الغفاري ‪ ،‬عن أبي حازم‬
‫‪ ،‬عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي ‪ ،‬عن مالك الدار‬
‫مولى عمر بن الخطاب قال ‪ :‬بعثني عمر بن الخطاب إلى أبي‬
‫عبيدة بن الجراح ‪ ،‬ودفع إلي أربع مائة دينار في صرة ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫اذهب بها إليه ‪ ،‬وتلبث ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع بها " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فأتيته فقلت له ‪ :‬يقول لك أمير المؤمنين ‪ :‬استعن بهذه في‬
‫حاجتك ‪ ،‬قال ‪ :‬وصله الله ورحمه ‪ .‬ثم قال ‪ :‬تعالى يا جارية ‪ ،‬خذي‬
‫هذه السبعة ‪ ،‬وخذي هذه الخمسة ‪ ،‬حتى أنفدها ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم رجعت‬
‫إليه فأخبرته وقد أعد مثلها لمعاذ بن جبل ‪ ،‬قال ‪ :‬فأتيته بها فقلت‬
‫له ‪ :‬يقول لك أمير المؤمنين ‪ :‬انتفع بهذه في حاجتك فقال ‪ :‬وصله‬
‫الله ورحمه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬تعالى يا جارية ‪ ،‬قال ‪ :‬فبذرها ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فاطلعت امرأته فقالت ‪ :‬ونحن والله مساكين ؛ فأعطنا ‪ -‬ولم يبق‬
‫في الخرقة غير دينارين ‪ -‬فدخل عليها بها ‪ .‬قال ‪ :‬فرجعت إلى عمر‬
‫فأخبرته ‪ ،‬فقال ‪ :‬القوم أخذ بعضهم من بعض *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ك وَت ََعاَلى ِل َ َ‬


‫حدِ الغَن ِي ّي ْ ِ‬ ‫ل ت ََباَر َ‬
‫ن ‪ ،‬فََقا َ‬ ‫ي غَن ِّيا ِ‬
‫ن وَفَِقيَرا ِ‬ ‫" ت ُوُفّ َ‬

‫‪ 158‬حدثني عبد الرحمن بن أبي البختري الطائي ‪ ،‬حدثنا عبد‬


‫الرحمن بن محمد المحاربي ‪ ،‬عن معاوية بن سلمة النصري ‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن قيس ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عاصم بن ضمرة ‪ ،‬عن‬
‫علي ‪ ،‬قال ‪ " :‬توفي غنيان وفقيران ‪ ،‬فقال تبارك وتعالى لحد‬
‫الغنيين ‪ :‬ما قدمت لنفسك ‪ ،‬وما تركت لعيالك ؟ قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬يا‬
‫رب ‪ ،‬خلقتني وإياهم سواء ‪ ،‬وتكفلت برزق كل دابة ‪ ،‬وقلت ‪ :‬من‬
‫ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له ‪ ،‬فقدمت لهذا ‪،‬‬
‫وعلمت أنك ترزق عيالي من بعدي ‪ ،‬قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬اذهب ‪ ،‬فلو‬
‫تعلم ما لك عندي لضحكت كثيرا ‪ ،‬ولبكيت قليل ‪ .‬قال ‪ :‬ثم يقال‬
‫للغني الخر ‪ :‬ما قدمت لنفسك ‪ ،‬وما تركت لعيالك ؟ فيقول ‪ :‬يا‬
‫رب ‪ ،‬كان لي عيال تخوفت عليهم العيلة ‪ ،‬قال ‪ :‬فيقول تبارك‬
‫وتعالى ‪ :‬ألم أخلقك وإياهم سواء ‪ ،‬وتكفلت برزق كل دابة ؟‬
‫فقال ‪ :‬بلى ‪ ،‬ولكن تخوفت عليهم العيلة ‪ ،‬قال ‪ :‬فقد أصابهم ما‬
‫حذرت عليهم ‪ ،‬فاذهب ‪ ،‬فلو تعلم ما لك عندي لضحكت قليل‬
‫ولبكيت كثيرا ‪ .‬وقال لحد الفقيرين ‪ :‬ما قدمت لنفسك ‪ ،‬وما تركت‬
‫لعيالك ؟ قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬يا رب خلقتني صحيحا فصيحا ‪ ،‬وعلمتني‬
‫أسماءك ودعاءك ‪ ،‬ولو كنت أكثرت لي لخشيت أن يشغلني عن‬
‫طاعتك ‪ ،‬فقد رضيت عنك يا رب ‪ ،‬قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬وأنا راض عنك ‪،‬‬
‫فاذهب ‪ ،‬فلو تعلم ما لك عندي لضحكت كثيرا ولبكيت قليل ‪ ،‬وقال‬
‫للفقير الخر ‪ :‬ما قدمت لنفسك ‪ ،‬وما تركت لعيالك ؟ قال ‪ :‬فيقول‬
‫‪ :‬يا رب ‪ ،‬أعطيتني شيئا تسألني عنه ؟ قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬ألم أخلقك‬
‫صحيحا فصيحا ‪ ،‬وجعلتك سميعا بصيرا ‪ ،‬وقلت ‪ :‬ادعوني أستجب‬
‫لكم ‪ ،‬قال ‪ :‬بلى يا رب ‪ ،‬ولكني نسيت ‪ ،‬قال ‪ :‬وأنا أنساك اليوم ‪،‬‬
‫فاذهب ‪ ،‬فلو تعلم ما لك عندي لضحكت قليل ‪ ،‬ولبكيت كثيرا " *‬

‫ْ‬
‫سُر عََلى َ‬
‫ما‬ ‫ض ال ْ ُ‬
‫مو ِ‬ ‫ض ‪ ،‬ي َعَ ّ‬
‫ضو ٌ‬
‫ن عَ ُ‬
‫ما ٌ‬
‫س َز َ‬ ‫َ‬
‫" ي َأِتي عَلى الّنا ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 159‬حدثنا يعقوب بن ماهان ‪ ،‬حدثنا هشيم ‪ ،‬عن أبي عامر المزني‬
‫‪ ،‬حدثنا شيخ من بني تميم ‪ ،‬قال ‪ :‬خطبنا علي ‪ -‬أو قال ‪ :‬قال علي‬
‫‪ " : -‬يأتي على الناس زمان عضوض ‪ ،‬يعض الموسر على ما في‬
‫يديه ‪ ،‬ولم يؤمر بذلك ‪ ،‬قال الله تعالى ‪ :‬ول تنسوا الفضل بينكم "‬
‫*‬

‫ل‬ ‫سب ْعَةِ آَل ٍ‬


‫ف ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ب ِذ َهَ ٍ‬
‫ب بِ َ‬ ‫جي ْ ِ‬
‫سو َ‬
‫من ْ ُ‬
‫ن َ‬
‫سي ْ ِ‬
‫ي ب ُْرن ُ َ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫م ْ‬
‫ت ِ‬ ‫"ا ْ‬
‫شت ََري ْ ُ‬

‫‪ 160‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا إسحاق بن منصور ‪ ،‬أنبأنا هريم ‪ ،‬عن‬


‫الشيباني ‪ ،‬عن جعفر بن عمرو بن حريث ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫اشتريت من علي برنسين منسوجين بذهب بسبعة آلف ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فبعت أحدهما من أهل كذا بسبعة آلف ‪ ،‬فما سألني عن ثمنها ‪ ،‬ول‬
‫أعطيته " *‬

‫ن ‪ -‬أ َوْ ‪ :‬ث ََل ٌ‬


‫ث‬ ‫ما َ‬ ‫لاِْ‬
‫لي َ‬ ‫ست َك ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ن ِفيهِ ا ْ‬ ‫م ْ‬ ‫" ث ََل ٌ‬
‫ث َ‬

‫‪ 161‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن صلة بن زفر ‪ ،‬عن عمار بن ياسر ‪ ،‬أنه قال ‪" :‬‬
‫ثلث من كن فيه استكمل اليمان ‪ -‬أو ‪ :‬ثلث من كمال اليمان ‪-‬‬
‫النفاق من القتار ‪ ،‬والنصاف من نفسك ‪ ،‬وبذل السلم للعالم " *‬

‫ن‬ ‫ن ‪ :‬اْل ِن َْفاقُ ِ‬


‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫لاِْ‬
‫لي َ‬ ‫ست َك ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ن ِفيهِ فََقدِ ا ْ‬ ‫م ْ‬ ‫" ث ََل ٌ‬
‫ث َ‬

‫‪ 162‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬حدثنا أبو إسحاق ‪،‬‬
‫عن صلة بن زفر ‪ ،‬عن عمار ‪ ،‬قال ‪ " :‬ثلث من كن فيه فقد‬
‫استكمل اليمان ‪ :‬النفاق من القتار ‪ :‬أن ينفق وهو يحسن بالله‬
‫الظن ‪ ،‬والنصاف من نفسك ‪ :‬أن ل تذهب بالرجل إلى السلطان‬
‫حتى تنصفه ‪ ،‬وبذل السلم للعالم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن اْل ِقَْتاِر‬ ‫ن ‪ :‬اْل ِن َْفاقُ ِ‬
‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫لاِْ‬
‫لي َ‬ ‫ست َك ْ َ‬
‫م َ‬ ‫مل َهُ ّ‬
‫ن فََقدِ ا ْ‬ ‫ست َعْ َ‬
‫نا ْ‬
‫م ِ‬ ‫" ث ََل ٌ‬
‫ث َ‬

‫‪ 163‬حدثنا محمد بن حميد ‪ ،‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬حدثنا فطر بن‬


‫خليفة ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن صلة بن زفر ‪ ،‬عن عمار بن ياسر ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬ثلث من استعملهن فقد استكمل اليمان ‪ :‬النفاق من‬
‫القتار ‪ ،‬وإنصاف الناس من نفسك ‪ ،‬وإفشاء السلم للعالم " *‬

‫ل ‪ ،‬وَب ِئ ْ َ‬
‫س‬ ‫ك ال ْب ُ ْ‬
‫خ ُ‬ ‫ك ظ ُل ْ ً‬
‫ما ‪ ،‬ذ َل ِ َ‬ ‫ل أَ ِ‬
‫خي َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ت َأ ْك ُ َ‬
‫ل َ‬
‫ش َ‬
‫حأ ْ‬‫ال ّ ّ‬

‫‪ 164‬حدثنا محمد بن حميد ‪ ،‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬حدثنا‬


‫المسعودي ‪ ،‬عن أشعث بن أبي الشعثاء ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬أتى‬
‫رجل ابن مسعود ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني أخاف أن أكون قد هلكت قال ‪" :‬‬
‫وما ذاك ؟ " قال ‪ :‬أسمع الله يقول ‪ :‬ومن يوق شح نفسه ‪ ،‬وأنا‬
‫رجل شحيح ‪ ،‬ل يكاد يخرج من يدي شيء ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ليس ذلك‬
‫بالشح الذي ذكر الله في القرآن ‪ ،‬الشح أن تأكل مال أخيك ظلما ‪،‬‬
‫ذلك البخل ‪ ،‬وبئس الشيء البخل " *‬

‫ك‬ ‫ل أَ ِ‬
‫خي َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ت َأ ْك ُ َ‬
‫ل َ‬
‫ش َ‬
‫حأ ْ‬‫ما ال ّ ّ‬
‫ح ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬ ‫ك ِبال ّ‬
‫ش ّ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ذ َل ِ َ‬

‫‪ 341‬حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬


‫عن جده ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن جامع بن شداد ‪ ،‬عن السود بن هلل‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أبا عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬إني أخشى أن ل تكون أصابتني هذه الية ‪ :‬ومن يوق‬
‫شح نفسه فأولئك هم المفلحون ‪ ،‬والله ما أعطي شيئا أستطيع‬
‫منعه ‪ .‬قال ‪ " :‬ليس ذلك بالشح ‪ ،‬إنما الشح أن تأكل مال أخيك‬
‫بغير حقه ‪ ،‬ولكن ذلك البخل ‪ ،‬وبئس الشيء البخل " *‬

‫ها " ‪،‬‬ ‫ت أ َّني أ ُ ِ‬


‫عّز َ‬ ‫م َ‬
‫ن عَل ِ ْ‬
‫ل ِفيَها ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬
‫م ٍ‬
‫ج َ‬
‫خي ْرِ َ‬
‫اي ْت ِِني ب ِ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 342‬حدثنا عمران بن موسى البصري ‪ ،‬حدثنا عبد الوارث بن‬
‫سعيد ‪ ،‬حدثنا ليث ‪ ،‬عن ميمون بن مهران ‪ :‬أن رجل ‪ ،‬من جهينة‬
‫كان يرعى على أبي ذر ذودا له ‪ ،‬وكان أبو ذر يعلمه القرآن ‪ ،‬وكان‬
‫أهل الماء قد أصابهم خمص ‪ ،‬فقال أبو ذر ‪ " :‬يا فلن ‪ ،‬ايتني بخير‬
‫جمل فيها ‪ ،‬وإن علمت أني أعزها " ‪ ،‬قال ‪ :‬فخطم ناقة ‪ ،‬فجاء‬
‫بها ‪ ،‬ولم يكن في البل خير منها ‪ ،‬إل جمل واحدا كان فحل البل ‪،‬‬
‫وكانوا يتبقلون عليه ‪ .‬قال ‪ " :‬هل من رجلين يحتسبان عمل‬
‫أيديهما ؟ " فقام رجلن فقال ‪ :‬نحن نحتسب عمل أيدينا ‪ .‬قال ‪" :‬‬
‫انحراه ‪ ،‬ثم اقسما ول تفضل حرا على عبد ‪ ،‬واجعل آل أبي ذر بيتا‬
‫من بيوتكم ‪ .‬ثم قال ‪ :‬يا فلن ‪ ،‬ما حملك على ما صنعت ؟ قال ‪:‬‬
‫كان فحل البل ‪ ،‬وكنتم تتبقلون عليه ‪ ،‬وعرفت حاجتكم إليه ‪ .‬فقال‬
‫‪ :‬أل أنبئك بيوم حاجتي ‪ ،‬يوم أدلى في حفرتي ليس معي مما ترى‬
‫شيء ‪ .‬ثم قال ‪ :‬إن شركاءك في المال ثلثة ‪ ،‬أنت أحدهم ‪،‬‬
‫والقدر شريكك ل يستأمرك ‪ ،‬يجيء فيأخذ أفضلها وأخسها‬
‫وأرذلها ‪ ،‬ووارثك محتب بالطريق ‪ ،‬ينتظر متى تموت ‪ ،‬فيقتسم‬
‫مالك وأنت ذميم *‬

‫ْ‬ ‫" ل ََقد تداول َت سبع ُ َ‬


‫ضا‬
‫م ب َعْ ً‬ ‫شاةٍ ي ُؤْث ُِر ب ِهِ ب َعْ ُ‬
‫ضه ُ ْ‬ ‫س َ‬
‫ت َرأ َ‬
‫ة أب َْيا ٍ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ َْ‬

‫‪ 343‬حدثني نصر بن عبد الرحمن الودي ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن‬


‫محمد المحاربي ‪ ،‬عن عبيد الله بن الوليد ‪ ،‬عن محارب بن دثار ‪،‬‬
‫عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ " :‬لقد تداولت سبعة أبيات رأس شاة يؤثر به‬
‫بعضهم بعضا ‪ ،‬وإن كلهم لمحتاج إليه ‪ ،‬حتى رجع إلى البيت الذي‬
‫خرج منه " *‬

‫" ل َيأ ْ‬
‫جم ِ ‪.‬‬ ‫ب اْل َ َ‬
‫عا ِ‬ ‫م ِفيهِ قُُلو َ‬
‫ن قُُلوب ُهُ ْ‬ ‫ن تَ ُ‬
‫كو ُ‬ ‫ما ٌ‬
‫س َز َ‬
‫ِ‬ ‫نا‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ن عَ َ‬
‫لى‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫ت‬ ‫َ‬

‫‪ 344‬حدثني عبد الله بن أبي زياد القطواني ‪ ،‬حدثنا أبو عبد‬


‫الرحمن المقرئ ‪ ،‬حدثنا سعيد بن أبي أيوب ‪ ،‬حدثني أبو هانئ ‪،‬‬
‫حدثني شفي الصبحي ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ " :‬ليأتين‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫على الناس زمان تكون قلوبهم فيه قلوب العاجم ‪ .‬فقيل له ‪ :‬وما‬
‫قلوب العاجم ؟ قال ‪ :‬حب الدنيا ‪ ،‬وسنتهم سنة العراب ‪ :‬ما‬
‫آتاهم الله من رزق جعلوه في الحيوان ‪ ،‬يرون الجهاد ضرارا ‪،‬‬
‫والصدقة مغرما *‬

‫ن‬ ‫" ل ََقد رأ َيتنا وما يرى أ َحدنا أ َن َ‬


‫م ْ‬
‫مه ِ ِ‬
‫ديَنارِهِ وَب ِدِْرهَ ِ‬
‫حقّ ب ِ ِ‬
‫هأ َ‬‫َ َُ ّ ُ‬ ‫ْ َ َُْ َ َ ََ‬

‫‪ 345‬حدثني الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬حدثنا محمد بن القاسم ‪،‬‬


‫عن يوسف بن ميمون الصباغ ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬قال ‪ :‬قال حذيفة ‪" :‬‬
‫لقد رأيتنا وما يرى أحدنا أنه أحق بديناره وبدرهمه من أخيه‬
‫المسلم ‪ .‬ثم قال ‪ :‬لقد طال بي عمر حتى أدركتكم ‪ ،‬والدرهم‬
‫والدينار أحب إلى أحدكم من أخيه المسلم " *‬

‫" ل ََقد رأ َيتها تصدقُ بسبِعي َ‬


‫عَها‬
‫ب دِْر ِ‬ ‫ن أل ًْفا ‪ ،‬وَإ ِن َّها ل َت َْرقَعُ َ‬
‫جان ِ َ‬ ‫ْ َ َُْ َ َ ّ ِ َ ْ َ‬

‫‪ 346‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن‬


‫تميم بن سلمة ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قال ‪ " :‬لقد رأيتها تصدق‬
‫بسبعين ألفا ‪ ،‬وإنها لترقع جانب درعها " *‬

‫َ‬
‫ب‬ ‫جل ْدِ اْل َ ْ‬
‫جَر ِ‬ ‫خل ْ ٍ‬
‫ف كَ ِ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ش ِفي أك َْنافِهِ ْ‬
‫م وَب َِقي ُ‬ ‫ن ي َُعا ُ‬ ‫ب ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫" ذ َهَ َ‬

‫‪ 347‬حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة ‪ ،‬حدثنا عثمان بن‬


‫سعيد ‪ ،‬عن محمد بن مهاجر ‪ ،‬حدثني الزبيدي ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن‬
‫عروة ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬أنها قالت ‪ :‬يا ويح لبيد حيث يقول ‪ " :‬ذهب‬
‫الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الجرب قالت‬
‫عائشة ‪ :‬فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟ قال عروة ‪ :‬رحم الله‬
‫عائشة ‪ ،‬فكيف لو أدركت زماننا هذا ؟ ثم قال الزهري ‪ :‬رحم الله‬
‫عروة ‪ ،‬فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟ ثم قال الزبيدي ‪ :‬رحم الله‬
‫الزهري ‪ ،‬فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟ قال محمد ‪ :‬وأنا أقول ‪ :‬رحم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله الزبيدي ‪ ،‬فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟ قال أبو حميد ‪ :‬قال‬
‫عثمان ‪ :‬ونحن نقول ‪ :‬رحم الله محمدا ‪ ،‬فكيف لو أدرك زماننا هذا‬
‫؟ قال أبو جعفر ‪ :‬قال لنا أبو حميد ‪ :‬رحم الله عثمان ‪ ،‬فكيف لو‬
‫أدرك زماننا هذا ؟ قال أبو جعفر ‪ :‬رحم الله أحمد بن المغيرة ‪،‬‬
‫فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟ قال الشيخ ‪ :‬رحم الله أبا جعفر ‪،‬‬
‫فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟ ‪ ،‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا جرير بن عبد‬
‫الحميد ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬مثله *‬

‫جًرا ‪ .‬أ َوْ َقا َ‬


‫ل‬ ‫ن َفا ِ‬ ‫ن يَ ُ‬
‫كو َ‬
‫" ك ََفى بال ْمرءِ من ال ّ َ‬
‫شّر أ ْ‬ ‫ِ َ ْ ِ َ‬

‫‪ 348‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬حدثنا الحسين بن‬


‫واقد ‪ ،‬عن عبد الله بن سنان ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫كفى بالمرء من الشر أن يكون فاجرا ‪ .‬أو قال ‪ :‬يكون بخيل " *‬

‫طانها ‪ ،‬وأ َك ْث َرتم حراسها ‪ ،‬فَجاَءها ال ْوبأ ُ‬ ‫" إنك ُ َ‬


‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ ْ ُ ّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫حي َ َ َ‬ ‫م أط َل ْت ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ِّ ْ‬

‫‪ 349‬حدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي ‪ ،‬حدثنا هشام بن‬


‫المفضل الفزاري ‪ ،‬حدثنا محمد بن كثير الصنعاني ‪ ،‬عن الوزاعي ‪،‬‬
‫عن حسان ‪ ،‬فيما يحسب قال ‪ :‬شكا أهل دمشق إلى أبي الدرداء‬
‫قلة الثمار ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنكم أطلتم حيطانها ‪ ،‬وأكثرتم حراسها ‪،‬‬
‫فجاءها الوبأ من فوقها " *‬

‫ن إِ َ‬
‫ذا‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬
‫كا َ‬ ‫دائ ِ ِ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫جُرو َ‬ ‫ن ِفي ال ْب َ ْ‬
‫حرِ ‪ ،‬وَي َت ّ ِ‬ ‫جُرو َ‬
‫جاٌر ي َت ّ ِ‬
‫تُ ّ‬

‫‪ 350‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬


‫يونس يعني ابن عبيد ‪ " :‬كان لعثمان بن أبي العاص تجار يتجرون‬
‫في البحر ‪ ،‬ويتجرون في المدائن ‪ ،‬فكان إذا قدم تجاره قسم في‬
‫جيرانه ‪ ،‬حتى تبلغ قسمته بني السمين قال يعقوب ‪ :‬قال إسماعيل‬
‫‪ :‬حي من بني حنيفة *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫كم َْ‬


‫ه‬ ‫سوًل َ‬
‫مع َ ُ‬ ‫صَرفْ ُ‬
‫ت أت ْب َعَِني َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَل َ ّ‬
‫ما ان ْ َ‬ ‫لى ‪َ .‬قا َ‬ ‫ي َد َيْ َرب ّ َ َ‬

‫‪ 351‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬حدثنا بشر بن المفضل ‪،‬‬


‫حدثنا الجريري ‪ ،‬عن أبي العلء ‪ ،‬عن مطرف ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت عثمان‬
‫بن أبي العاص أستسلفه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا مطرف ‪ ،‬إن يدي ربك‬
‫ملى ‪ .‬قال ‪ :‬فلما انصرفت أتبعني رسول معه صرة فيها أربعمائة ‪،‬‬
‫فلما تيسرت أتيته بها ‪ .‬قال ‪ :‬فقال ‪ :‬إني لم أعطكها وأنا أريد أن‬
‫آخذها منك " *‬

‫َ‬
‫معَ فَأوْ َ‬
‫عى " *‬ ‫ج َ‬
‫ل‪َ :‬‬ ‫ت الل ّ َ‬
‫ه ي َُقو ُ‬ ‫مع ْ ُ‬
‫س ِ‬
‫َ‬

‫‪ 352‬حدثنا محمد بن منصور الطوسي ‪ ،‬حدثنا أبو قطن ‪ ،‬حدثنا‬


‫المسعودي ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عبد الله بن عكيم ل يربط‬
‫كيسه ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت الله يقول ‪ :‬جمع فأوعى " *‬

‫َ‬
‫جعَْفرٍ ‪َ .‬قا َ‬
‫ل‬ ‫صل ْ ٌ‬
‫ح َيا أَبا َ‬ ‫م ؟ قُل ْ ُ‬
‫ت‪ُ :‬‬ ‫سك ُ ْ‬
‫واك ُ ُ‬ ‫ك َي ْ َ‬
‫ف تَ َ‬

‫‪ 353‬حدثني محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬حدثنا سهل بن عامر‬


‫البجلي ‪ ،‬حدثنا أبو خالد الحمر ‪ ،‬عن الحجاج بن أرطاة ‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر ‪ ،‬قال ‪ ،‬قال لي أبو جعفر ‪ :‬يا حجاج ‪ ،‬كيف تواكسكم ؟‬
‫قلت ‪ :‬صلح يا أبا جعفر ‪ .‬قال ‪ :‬يدخل أحدكم يده في كيس أخيه‬
‫فيأخذ حاجته إذا احتاج ؟ قلت ‪ :‬أما هذا فل ‪ .‬قال ‪ :‬أما لو فعلتم ما‬
‫احتجتم *‬

‫ت ت َل َْقى‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬
‫مو ْ ِ‬ ‫ن ي َد َي ْ َ‬
‫ك‪ِ ،‬‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫ما ِفي ي َد َي ْ َ‬
‫ك لِ َ‬ ‫خذ ْ َ‬
‫ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 354‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا ابن يمان ‪ ،‬أنبأنا مبارك ‪ ،‬قال ‪ :‬كان‬
‫الحسن ‪ ،‬يقول ‪ " :‬ابن آدم خذ ما في يديك لما بين يديك ‪ ،‬عند‬
‫الموت تلقى أكثره " *‬

‫ضًل‬ ‫َ‬ ‫حم الل ّه ا ً‬


‫م فَ ْ‬
‫دا ‪ ،‬وَقَد ّ َ‬ ‫ب ط َي ًّبا وَأن َْفقَ قَ ْ‬
‫ص ً‬ ‫مَرأ اك ْت َ َ‬
‫س َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫" َر ِ َ‬

‫‪ 355‬حدثني محمد بن عبيد المحاربي ‪ ،‬حدثنا موسى بن عمير‬


‫العنبري ‪ :‬سمعت الحسن البصري ‪ ،‬يقول ‪ " :‬رحم الله امرأ‬
‫اكتسب طيبا وأنفق قصدا ‪ ،‬وقدم فضل ليوم فقره وفاقته " *‬

‫َ‬
‫دا ‪ ،‬وَقَد ّ َ‬
‫م‬ ‫حَلًل ‪ ،‬وَأن َْفقَ قَ ْ‬
‫ص ً‬ ‫ب َ‬ ‫دا اك ْت َ َ‬
‫س َ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه عَب ْ ً‬ ‫ح َ‬
‫" َر ِ‬

‫‪ 356‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن عوف ‪ ،‬عن‬
‫الحسن ‪ ،‬قال ‪ " :‬رحم الله عبدا اكتسب حلل ‪ ،‬وأنفق قصدا ‪،‬‬
‫وقدم فضل ليوم فقره وفاقته " *‬

‫سًرا‬ ‫دا ‪ ،‬فَأ َك َ َ‬


‫ل كِ َ‬ ‫ح ً‬
‫ما َوا ِ‬ ‫ل ال ْهَ ّ‬
‫م هَ ّ‬ ‫جع َ َ‬
‫دا َ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه عَب ْ ً‬ ‫ح َ‬
‫" َر ِ‬

‫‪ 357‬حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي ‪ ،‬حدثنا مخلد بن‬


‫حسين ‪ ،‬عن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬قال الحسن ‪ " :‬رحم الله عبدا جعل‬
‫الهم هما واحدا ‪ ،‬فأكل كسرا ‪ ،‬ولبس خلقا ‪ ،‬وقدم فضل ليوم فقره‬
‫وفاقته ‪ ،‬وأنفق قصدا " *‬

‫ن ‪ ،‬وَإ ِّنا ل َن ََرى ال ْب َ ِ‬ ‫َ‬


‫ن‬
‫م ْ‬ ‫خي َ‬
‫ل ِفيَنا َ‬ ‫" قَد ْ أَتى عَل َي َْنا َز َ‬
‫ما ٌ‬

‫‪ 358‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا الهيثم بن عبيد ‪ ،‬الذي يقال له‬


‫الصيد ‪ ، -‬حدثنا أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬كان الحسن البصري ‪ ،‬يقول ‪ " :‬قد أتى‬
‫علينا زمان ‪ ،‬وإنا لنرى البخيل فينا من يسلف إلى ميسرة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ف عََلى‬
‫موُْقو ٌ‬
‫ك َ‬ ‫ك وَقَل ْب ِ َ‬
‫ك ؛ فَإ ِن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ب الد ّن َْيا ب ِب َد َن ِ َ‬
‫ك ‪ ،‬وََفارِقَْها ب َهَ ّ‬ ‫ح ِ‬
‫صا ِ‬
‫َ‬

‫‪ 359‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا حكام بن سلم ‪ ،‬عن عمرو بن أبي‬


‫قيس ‪ ،‬عن عبد ربه ‪ :‬أن الحسن ‪ ،‬كان يقول ‪ " :‬ابن آدم صاحب‬
‫الدنيا ببدنك ‪ ،‬وفارقها بهمك وقلبك ؛ فإنك موقوف على عملك ‪،‬‬
‫فخذ مما في يديك لما بين يديك ‪ ،‬وعند الموت يأتيك الخبر " *‬

‫َ‬ ‫ن أَ َ‬
‫ع‬ ‫سعَ عَل َي ْهِ وَ ّ‬
‫س َ‬ ‫سًنا ‪ ،‬فَإ ِ َ‬
‫ذا وَ ّ‬ ‫ن الل ّهِ أد ًَبا َ‬
‫ح َ‬ ‫خذ َ عَ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫م َ‬

‫‪ 360‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا يحيى بن حسان ‪ ،‬عن حماد بن زيد ‪ ،‬عن‬


‫أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت الحسن ‪ ،‬يقول ‪ " :‬إن المؤمن أخذ عن الله‬
‫أدبا حسنا ‪ ،‬فإذا وسع عليه وسع ‪ ،‬وإذا أمسك عنه أمسك " *‬

‫ن‪-‬‬ ‫ْ‬ ‫" ما رأ َيت أ َ‬


‫ري َ‬
‫ِ‬ ‫سي‬
‫ِ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫وا‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ني‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫‪-‬‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫خى‬
‫َ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫َ َ ْ ُ‬

‫‪ 361‬حدثنا علي بن مسلم الطوسي ‪ ،‬حدثنا أبو النعمان ‪ ،‬حدثنا‬


‫حماد بن زيد ‪ ،‬عن أيوب ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما رأيت أسخى منهما ‪ -‬يعني‬
‫الحسن وابن سيرين ‪ -‬إل أن الحسن كان أشدهما إنجاحا ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫وكنت إذا قلت عند الحسن نفض لي الفراش بيده " *‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ة‪،‬‬
‫م آن ِي َ ً‬ ‫م ِفي اْلفْن ِي َةِ ‪ ،‬وَأوْ َ‬
‫سعُك ُ ْ‬ ‫م آك َل ُك ُ ْ‬
‫خَياَرك ُ ْ‬ ‫" أَل إ ِ ّ‬
‫ن ِ‬

‫‪ 362‬حدثني مهنأ بن يحيى ‪ ،‬حدثنا ضمرة بن ربيعة ‪ ،‬عن يحيى بن‬


‫أبي عمرو السيباني ‪ ،‬قال ‪ :‬كان روح بن زنباع يخطبنا ‪ ،‬فكان يقول‬
‫‪ " :‬أل إن خياركم آكلكم في الفنية ‪ ،‬وأوسعكم آنية ‪ ،‬وأحلكم‬
‫أطلية ‪ ،‬وإن شراركم آكلكم في الخبية ‪ ،‬وأصغركم آنية ‪ ،‬وأمركم‬
‫أطلية " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سل َِني‬ ‫َ‬


‫مِع ‪ ،‬فَأْر َ‬ ‫جدِ ال ْ َ‬
‫جا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ك ِفي ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫دوا ل ِذ َل ِ َ‬
‫صرٍ ‪ ،‬فََقعَ ُ‬
‫م ْ‬
‫ماُء ِفي ِ‬
‫الد ّ َ‬

‫‪ 363‬حدثني القاسم بن بشر بن معروف ‪ ،‬حدثنا سليمان بن‬


‫حرب ‪ ،‬حدثنا حماد بن زيد ‪ ،‬عن يزيد بن حازم ‪ ،‬عن الضحاك بن‬
‫مسلم ‪ ،‬عن قتيبة بن مسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كانت الدماء في مصر ‪،‬‬
‫فقعدوا لذلك في المسجد الجامع ‪ ،‬فأرسلني أبي إلى ضرار بن‬
‫القعقاع ‪ :‬إن قومك قد اجتمعوا ‪ ،‬فاحضرهم ‪ .‬قال ‪ :‬فأتيته فأبلغته ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬ادخل ‪ .‬فدعا بخوانه ‪ ،‬فجيء بخوان عليه أربعة أرغفة ‪،‬‬
‫وقصعة فيها مريس ‪ ،‬قال ‪ :‬فكسر ذلك الخبز في تلك القصعة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فدعا بزيت ‪ ,‬فقال ‪ :‬ادن فكل ‪ .‬قلت ‪ :‬ل أريد ‪ .‬فأكل تلك‬
‫الربعة أرغفة ‪ ،‬ورفع القصعة فحسا ما فيها من ذاك المريس ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ودعا بماء فشرب ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬لباب البر ‪ ،‬وجنى النحل ‪،‬‬
‫وزيت الشأم ‪ ،‬وماء الفرات ‪ ،‬هذه ‪ -‬والله ‪ -‬الطيبات ثم قام وذهبت‬
‫معه ‪ ،‬فأتى المسجد الجامع ‪ ،‬وهم في المسجد حلقا ‪ ،‬فنظر‬
‫الشمس ‪ ،‬ثم جعلها في ظهره ‪ ،‬ثم جلس وحده ‪ ،‬فجعلوا يقومون‬
‫إليه ‪ ،‬رجل ورجلن ‪ ،‬حتى تقوضت تلك الحلق فصدروا حوله ‪ ،‬ثم‬
‫جعلوا يتهارشون ‪ .‬قال ‪ :‬وهو ساكت ل يتكلم ‪ ،‬إلى أن جاءت‬
‫الصلة ‪ ،‬فقال له رجل ‪ :‬يا أبا القعقاع ‪ ،‬أل تتكلم ؟ أل ترى ما فيه‬
‫قومك ؟ قال ‪ :‬أو قد اجتمعتم إلي لذلك ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ .‬فقال للذين‬
‫يطلبون بالدماء ‪ :‬حقكم علي ‪ .‬وقال للمطلوبين ‪ :‬أما أنتم ‪ ،‬فبرئتم‬
‫‪ .‬فكأنها كانت نارا صب عليها ماء ‪ ،‬فتفرقوا ‪ ،‬وأرسل إلى إبل له‬
‫في البادية ‪ ،‬فأدى تلك الديات *‬

‫ما ي َك ِْفيهِ ب َِقي ّ َ‬ ‫َ‬


‫ة َ‬
‫شهْرِهِ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ك َ َ‬
‫س َ‬ ‫ما ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شهْرِ أّيا ً‬ ‫م َ‬ ‫م ُ‬
‫ل ِ‬ ‫ي َعْ َ‬

‫‪ 364‬حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ‪ ،‬حدثنا منصور بن سلمة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت شيخا ‪ ،‬من التيم قال ‪ :‬كان مجمع التيمي يعمل من‬
‫الشهر أياما ‪ ،‬فإذا كسب ما يكفيه بقية شهره أمسك عن العمل ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وكان يتحدث إليه ‪ ،‬قال ‪ :‬فقام أصحابه من عنده يوما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فأتبعهم بصره ‪ ،‬قال ‪ :‬فرأى في إزار سفيان بلى أو خرقا أو‬
‫رقاعا ‪ .‬قال ‪ :‬فسأله أن يرجع إليه ‪ ،‬فرجع إليه سفيان ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فضرب بيده إلى بارية كان عليها ‪ .‬قال ‪ :‬فأخرج خمسة دارهم‬
‫كانت تحتها ‪ ،‬ثم أقبل على سفيان ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أبا عبد الله ابتع بهذه‬
‫إزارا ‪ .‬قال ‪ :‬فقال له سفيان ‪ :‬إن هذا عن غير حاجة ‪ .‬قال ‪ :‬فقال‬
‫له مجمع ‪ :‬فإني أسألك ‪ -‬يعني ‪ :‬لما قبلتها ‪ -‬فجعل سفيان يأبى ‪،‬‬
‫وجعل مجمع يسأله قبولها ‪ .‬قال ‪ :‬فجعلنا نعجب من رجل ل يملك‬
‫إل خمسة دراهم من عمل يده بذلها *‬

‫زيد ٌ‬
‫م ِ‬
‫عن ْد َهُ َ‬
‫ن ِ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫دا ال ِْقَيا َ‬
‫م ُ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ‪ :‬غَ ً‬ ‫وَل َوْ ِقي َ‬

‫‪ 365‬حدثنا محمد بن عبيد الدمي ‪ ،‬حدثنا أبو ضمرة أنس بن‬


‫عياض ‪ ،‬قال ‪ " :‬رأيت صفوان بن سليم ولو قيل له ‪ :‬غدا القيامة ‪،‬‬
‫ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة ‪ .‬لقد انصرف يوم‬
‫فطر ‪ ،‬أو أضحى إلى منزله ‪ ،‬ومعه صديق له ‪ ،‬فقرب إليه خبزا‬
‫وزيتا ‪ ،‬فجاء سائل فوقف على الباب ‪ ،‬فقام إليه ‪ ،‬فأعطاه دينارا *‬

‫ج عََلى‬ ‫أَ‬
‫ج ‪ ،‬فَي َ ْ‬
‫خُر ُ‬ ‫ن عَب ْدِ الل ّهِ إ َِلى ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ‬‫ب‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫سا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫خ‬
‫ْ‬

‫‪ 366‬حدثنا الزبير بن بكار الزبيري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الله بن عمر‬


‫بن القاسم العمري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أسقف ‪ ،‬قال ‪ " :‬كنت أخرج مع‬
‫سالم بن عبد الله إلى الحج ‪ ،‬فيخرج على شارف وعليه خنيف‬
‫وبركان ‪ ،‬يلتحف نصف البركان ‪ ،‬ويفترش النصف الخر ‪ ،‬وكان‬
‫يذبح لنا في كل منزل شاة ‪ ،‬فإذا قدم المدينة أمر بالشارف ‪،‬‬
‫فنحرت لصحاب الصفة *‬

‫صد ّقُ ب َِها ‪،‬‬ ‫خ وَأ َ ْ‬


‫شَباهََها فَي َت َ َ‬ ‫م َ‬ ‫صن َعُ ِفي ب َي ْت ِهِ ال ْك َ َ‬
‫وا ِ‬ ‫م يَ ْ‬
‫سال ِ ٌ‬
‫ن َ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 367‬حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي ‪ ،‬حدثنا يحيى بن‬
‫عيسى ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان سالم يصنع في بيته الكوامخ‬
‫وأشباهها فيتصدق بها ‪ ،‬فقال له أهله ‪ :‬تذهب ول تترك لنا شيئا‬
‫فقال ‪ :‬أذهب بخير وأترككم بشر ‪ ،‬أحب إلي من أن أذهب بشر‬
‫وأترككم بخير " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫داقََها‬
‫ص َ‬
‫ه َ‬ ‫ل " فَأعْط َت ْ ُ‬
‫ه اب ْن َت ُ ُ‬ ‫ما ٌ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬
‫س ِلي َ‬ ‫ك أن ّ ُ‬
‫جت ُ ِ‬
‫ما َزوّ ْ‬
‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 368‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن مسروق ‪ ،‬أنه زوج ابنة له السائب بن القرع ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وكان يطعن في حسبه ‪ ،‬فزوجه على عشرة آلف ‪ ،‬وقال ‪" :‬‬
‫إنما زوجتك أنه ليس لي مال " فأعطته ابنته صداقها ‪ ،‬فأعطاه‬
‫قومه ‪ ،‬وتصدق به على المساكين *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي َ‬

‫القول فيما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬من سأل وله ما يغنيه جاء يوم القيامة وفي‬
‫وجهه خدوش أو كدوح أو خموش " ‪ ،‬فالكدوح ‪ :‬آثار الخدوش ‪،‬‬
‫ومنه قول الشاعر ‪ :‬هما الغول والسعلة حلقي منهما مخدش ما‬
‫بين التراقي مكدح يعني بقوله ‪ :‬مكدح ‪ :‬مؤثر ‪ ،‬فيه آثار الخدوش ‪،‬‬
‫ومنه قول نابغة بني ذبيان ‪ :‬أقب كعقد الندري معقرب حزابية قد‬
‫كدحته المساحل يعني بقوله ‪ :‬قد كدحته ‪ :‬قد عضضته ‪ ،‬فأثرت به‬
‫من عضها إياه آثارا ‪ .‬وإنما يصف بذلك عيرا قد كدحته المعيوراء ‪،‬‬
‫فأثرت به آثارا ‪ .‬وأما الخموش ‪ :‬فنحو الخدوش ‪ ،‬ومنه الخبر الخر‬
‫الذي روي عن أبي أمامة ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫أنه لعن يوم حنين الخامشة وجهها ‪ ،‬والشاقة جيبها ‪ ،‬يعني‬
‫بالخامشة وجهها ما وصفت ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬خمشت المرأة وجهها‬
‫تخمش وتخمش خمشا وخموشا ‪ ،‬ومنه قول لبيد بن ربيعة ‪:‬‬
‫خمشن حرا أوجه صحاح في السلب السود وفي المساح وأما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى‬
‫الله ليس على وجهه مزعة لحم " ‪ ،‬فإنه يعني بالمزعة ‪ :‬القطعة‬
‫من اللحم ‪ .‬من ذلك قولهم ‪ :‬غضب فلن على فلن حتى كاد أنفه‬
‫يتمزع ‪ ،‬يراد به ‪ :‬يتقطع قطعا ‪ .‬وأما قول قبيصة بن المخارق ‪:‬‬
‫تحملت بحمالة ‪ ،‬فإنه يعني ‪ :‬تكفلت بكفالة ‪ ،‬يقال للكفيل يتكفل‬
‫بالمال عن القوم ‪ :‬هو كفيل به ‪ ،‬وهو حميل ‪ ،‬وضمين ‪ ،‬وزعيم ‪،‬‬
‫وقبيل ‪ ،‬وصبير ‪ .‬وإنما أراد قبيصة بقوله ذلك أنه تضمن ديات أقوام‬
‫قتلوا ؛ للصلح بين عشائر القاتلين والمقتولين ؛ فأباح النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم المسألة فيها ؛ حتى يؤديها ؛ لما في ذلك من حقن‬
‫دماء الفريقين ‪ ،‬وصلح ذات بين الطائفتين ‪ .‬وأما قوله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ورجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله " ‪ ،‬فإنه يعني‬
‫بالجائحة ‪ :‬المصيبة تنزل بمال الرجل ‪ ،‬والفة تحل به ‪ ،‬فيهلك‬
‫لذلك المال الذي أصابه ذلك ‪ ،‬ومنه الخبر الخر الذي روي عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر بوضع الجوائح ‪ ،‬يعني‬
‫بترك المطالبة بما أهلكته الجوائح من الموال التي كانت أصول‬
‫أشريتها غير صحيحة ‪ ،‬ولم يهلكها مبتاعوها ‪ ،‬ول هلكت في أيديهم‬
‫بعد قبضهموها ‪ ،‬فأباح النبي صلى الله عليه وسلم لمن اجتاحت‬
‫الجوائح ماله المسألة ؛ حتى يصيب سدادا من عيش ‪ ،‬أو قواما منه‬
‫‪ .‬و السداد بكسر السين ‪ :‬هو ما سد الخلة ‪ ،‬وكذلك ما سد خلل‬
‫من شيء فهو سداد بكسر السين ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬هذا الشيء سداد‬
‫من عوز وفقر ‪ ،‬واجعل لقارورتك سدادا ‪ ،‬وهو الصمام ؛ لنه يسد‬
‫رأسها ‪ ،‬ومنه قول الطرماح بن حكيم ‪ :‬يا خال ‪ ،‬أنت سداد ما لو‬
‫لم تكن شقت بوائقه على المصار ومنه ‪ :‬سداد الثغر ‪ ،‬إذا سد‬
‫بالخيل والرجال ‪ ،‬ومنه قول العرجي ‪ :‬أضاعوني ‪ ،‬وأي فتى أضاعوا‬
‫ليوم كريهة وسداد ثغر وأما السداد بفتح السين ‪ :‬فهو القصد‬
‫والصابة ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬إنه لرجل مسدد ‪ ،‬إذا كان يعمل بالسداد ‪.‬‬
‫وعليك أيها الرجل بالسداد ‪ ،‬يراد به القصد ‪ .‬وكذلك القوام بكسر‬
‫القاف ‪ :‬مصدر أقام أمر الرجل ‪ ،‬من كفاية تقيم عيشه وغير ذلك‬
‫من أموره ‪ .‬والقوام ‪ ،‬بفتح القاف ‪ :‬القصد والعدل من قول الله‬
‫عز وجل ‪ :‬وكان بين ذلك قواما ‪ .‬وأما قوله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" ثلثة من ذوي الحجى من قومه " ‪ ،‬فإنه يعني بذوي الحجى ‪:‬‬
‫ذوي العقل والتمسك بالدين والحق ‪ ،‬يقال منه للرجل إذا أقام‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بالمكان ولزمه ‪ :‬حجا به يحجو حجوا ‪ ،‬ومنه قول العجاج ‪ :‬بربض‬
‫الرطى وحقف أعوجا فهن يعكفن به إذا حجا عكف النبيط يلعبون‬
‫الفنزجا وأما قولهم ‪ :‬فلن يأتينا بالحاجي ‪ ،‬فإنه جائز أن يكون من‬
‫الحجى ‪ ،‬وذلك أن الحاجي ما يعايا به ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬حاجيت فلنا ما‬
‫في يدي ‪ :‬إذا عاييته به ‪ ،‬أي شيء منها ‪ ،‬وذلك من امتحان العقل‬
‫بالمعاياة ‪ .‬وأما قولهم ‪ :‬أحج بذاك ‪ ،‬فإنه من غير هذا المعنى ‪،‬‬
‫ومعناه ‪ :‬أخلق به أن يكون ‪ ،‬وأحر به ‪ .‬وأما قوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬وما سوى ذلك من المسائل سحت يا قبيصة ‪ ،‬يأكله‬
‫صاحبه سحتا " ‪ ،‬فإنه يعني بالسحت ‪ :‬الحرام الذي يهلك آكله‬
‫ويستأصله هلكا ‪ ،‬بأكله إياه وإفساده دينه ‪ .‬وأصل السحت ‪ :‬كلب‬
‫الجوع ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬فلن مسحوت المعدة ‪ ،‬إذا كان أكول ل يلفى‬
‫أبدا إل جائعا ‪ .‬وإنما قيل لكل الحرام ‪ :‬هو يأكل السحت ؛ لشرهه‬
‫إلى أكل ذلك ‪ ،‬وأخذه من أموال الناس ‪ ،‬كشره المسحوت المعدة‬
‫إلى أكل الطعام ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬سحته الله ‪ ،‬وأسحته ‪ ،‬لغتان‬
‫محكيتان ‪ ،‬وقد قرئ بهما في القرآن ‪ ،‬وذلك قوله ) فيسحتكم ( و‬
‫فيسحتكم بعذاب ‪ ،‬ومنه قول الفرزدق بن غالب ‪ :‬وعض زمان يا‬
‫ابن مروان لم يدع من المال إل مسحتا أو مجلف يعني بالمسحت ‪:‬‬
‫الذي قد استؤصل هلكا ؛ بإفساده إياه ‪ ،‬ومحكي عن العرب أنها‬
‫تقول للحالق إذا حلق ‪ :‬اسحت شعره ‪ ،‬تعني به ‪ :‬استأصله ‪ .‬وأما‬
‫قول عمر ‪ :‬من سأل الناس ليثري به ماله ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪:‬‬
‫ليثري به ماله ‪ :‬ليكثره ‪ ،‬وإنما عنى بذلك ‪ :‬من سأل عن غنى من‬
‫غير فاقة ليكثر بمسألته ماله ‪ ،‬ل ليسد به فاقته ‪ .‬والثراء بالمد ‪:‬‬
‫كثرة المال ‪ ،‬ومنه قول علقمة بن عبدة ‪ :‬يردن ثراء المال حيث‬
‫علمنه وشرخ الشباب عندهن عجيب وأما الثرى بالقصر ‪ :‬فإنه‬
‫التراب المبتل ‪ ،‬ومنه قول الله عز وجل ‪ :‬وما تحت الثرى ‪،‬‬
‫ويقال ‪ :‬بدا ثرى الماء من أعطاف الخيل ‪ ،‬إذا عرقت ‪ ،‬ومنه قول‬
‫الشاعر ‪ :‬يذدن ذياد الخامسات وقد بدا ثرى الماء من أعطافها‬
‫المتحلب يقال من المقصور من ذلك ‪ :‬ثرى فلن التراب ‪ ،‬فهو‬
‫يثريه تثرية ‪ ،‬وذلك إذا بله ‪ ،‬ومن الممدود ‪ :‬أثرى فلن فهو يثري‬
‫إثراء ‪ .‬ويقال ‪ :‬ثرى بنو فلن بني فلن ‪ ،‬إذا كثروهم ‪ ،‬وكانوا أكثر‬
‫منهم ‪ .‬ويقال ‪ :‬هو في ثروة من قومه وثراء ‪ ،‬يراد بالثروة ‪ :‬العدد ‪.‬‬
‫وأما قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من أعطي شيئا فليجز به " ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فإنه يعني بقوله ‪ " :‬فليجز به " ‪ :‬فليكاف به ‪ ،‬ومنه قول الناس ‪:‬‬
‫جزى الله فلنا عن فلن خيرا ‪ ،‬يعنى به ‪ :‬أثابه الله وكافاه عنه ‪،‬‬
‫على فعله الذي كان منه إليه ‪ .‬وأما قوله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫شر ما في الرجل شح هالع ‪ ،‬وجبن خالع " ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪" :‬‬
‫هالع " ‪ :‬جازع ‪ ،‬يجزع صاحبه من النفاق في الحقوق مخافة الفاقة‬
‫والقتار ‪ .‬ووصف بالهلع الشح ‪ -‬وهو من صفة الشحيح ‪ -‬كما قيل ‪:‬‬
‫ليل نائم ‪ ،‬ونهار صائم ‪ ،‬يراد به ‪ :‬ينام في هذا ‪ ،‬ويصام في هذا ‪،‬‬
‫فكذلك معنى قولهم ‪ :‬شح هالع ‪ ،‬أنه يهلع به صاحبه ‪ ،‬ومنه قول‬
‫الله عز وجل ‪ :‬إن النسان خلق هلوعا ‪ ،‬قيل ‪ :‬ضجورا ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫جزوعا ‪ .‬والهلع عند العرب ‪ :‬أشد الجزع وأقبحه ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬هلع‬
‫فلن يهلع هلعا وهلوعا ‪ .‬وأما الجبن الخالع ‪ :‬فهو الجبن الذي يخلع‬
‫فؤاد صاحبه من الخوف والرعب عند لقاء الناس ‪ .‬وإنما وصفهما‬
‫صلى الله عليه وسلم بأنهما شر ما في النسان من خلئقه ؛ لن‬
‫الشح يحمل صاحبه على كل عظيمة ‪ ،‬من منع حقوق الله عز وجل‬
‫التي أوجبها في ماله كالزكاة ‪ ،‬ويحول بينه وبين أداء ما يلزمه‬
‫للناس من الديون ‪ ،‬ولهله من النفقات ‪ ،‬ويدعوه إلى السرق‬
‫وغصب الناس أموالهم ‪ ،‬وخيانتهم فيما اتمنوه عليه ‪ ،‬وأشباه ذلك‬
‫من المور التي يمل تعدادها ‪ ،‬وأن الجبن الخالع يصد عن القيام‬
‫بحق الله من جهاد أعداء الله ‪ ،‬ويدعو إلى ترك المر بالمعروف‬
‫والنهي عن المنكر ‪ ،‬حذرا على نفسه من المأمور أو المنهي ‪ ،‬ونحو‬
‫ذلك ‪ .‬وأما قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يأتي رجل موله‬
‫يسأله من فضل ما عنده فيمنعه إياه ‪ ،‬إل دعي له شجاعا يتلمظ ‪،‬‬
‫فضله الذي منع " ‪ ،‬فإنه يعني بالشجاع ‪ :‬نوعا من الحيات ‪ ،‬وهي‬
‫من عظامها وخباثها ‪ ،‬وإياه عنى الراجز بقوله ‪ :‬قد سالم الحيات‬
‫منه القدما الفعوان والشجاع الشجعما وأما قوله ‪ " :‬يتلمظ " ‪،‬‬
‫فإن التلمظ ‪ :‬التمطق وتكرير العض والقضم ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬ما ذاق‬
‫فلن اليوم لماظا ‪ ،‬ول مضاغا ‪ ،‬ول قضاما ‪ ،‬ول أكال ‪ ،‬إذا لم يذق‬
‫شيئا ‪ .‬وأما قول سهل بن سعد ‪ :‬ثم دعا رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بمعوزين له ‪ ،‬فإنه يعني بالمعوزين ‪ :‬ثوبين خلقين ‪ ،‬والمعاوز‬
‫‪ :‬جمع ذلك ‪ ،‬وهي الخلقان من الثياب ‪ ،‬وهي السمال ‪ ،‬والخلق ‪،‬‬
‫والطمار والهدام ‪ ،‬والشبارق ‪ ،‬والشراذم ‪ ،‬والشماطيط ‪ .‬وأما‬
‫قول جبير بن مطعم ‪ :‬فاضطره الناس ‪ -‬يعني رسول الله صلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬إلى سلمة ‪ ،‬فإنه يعني بالسلمة ‪ :‬شجرة تدعى‬
‫بهذا السم لها شوك ‪ ،‬وإياها عنى الشاعر بقوله ‪ :‬صاح الغراب بمه‬
‫بالبين من سلمة وكذلك السمرة ‪ :‬شجرة تعرف بهذا السم تكون‬
‫بالبوادي ‪ .‬وأما قول قيس بن أبي حازم ‪ :‬دخلت أنا وأبي على أبي‬
‫بكر وعنده أسماء بنت عميس تذب عنه ‪ ،‬وهي موشومة اليدين ‪،‬‬
‫كانوا وشموها في الجاهلية ‪ ،‬فإن وشم اليد ‪ :‬تغريز ظهورها بالبرة‬
‫أو غيرها من الحديد الذي يؤثر فيه نقوشا ‪ ،‬ثم يحشى مواضع‬
‫التغريز نؤورا ليخضرها أو يسودها ‪ ،‬ومنه الخبر الذي روي عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لعن الواشمة والمستوشمة ‪،‬‬
‫فالواشمة ‪ :‬فاعلة الوشم ‪ ،‬والمستوشمة ‪ :‬السائلة الواشمة أن‬
‫تشمها ‪ ،‬ومن الوشم الذي وصفت قول الخطل في صفة ثور‬
‫وحشي ‪ :‬أما السراة فمن ديباجة لهق وبالقوائم مثل الوشم بالقار‬
‫ومنه قول لبيد بن ربيعة ‪ :‬أو رجع واشمة أسف نؤورها كففا تعرض‬
‫فوقهن وشامها وأما قول ميمون بن مهران ‪ :‬فكان أهل الماء قد‬
‫أصابهم خمص ‪ ،‬فإنه يعني بالخمص ‪ :‬الزل والشدة والمجاعة ‪،‬‬
‫والخموصة ‪ :‬ضمور البطن من المجاعة وغيرها ‪ ،‬ولذلك قيل‬
‫للمرأة الضامرة البطن ‪ :‬خمصانة ‪ ،‬ومنه قول ميمون بن قيس ‪:‬‬
‫خمصانة فنق درم مرافقها كأن أخمصها بالشوك منتعل وذلك مما‬
‫يمدح به النساء ‪ ،‬ومن الخمص أيضا قول ميمون الخر ‪ :‬تبيتون في‬
‫المشتى ملء بطونكم وجاراتكم غبر يبتن خمائصا يعني بالخمائص ‪:‬‬
‫المهازيل الضامرات البطون من الجوع ‪ ،‬ومنه قول الله تعالى‬
‫ذكره ‪ :‬فمن اضطر في مخمصة ‪ ،‬يعني بالمخمصة ‪ :‬المجاعة ‪،‬‬
‫وهو المفعلة من الخمص ‪ .‬وأما قول لبيد ‪ :‬وبقيت في خلف ‪ ،‬فإنه‬
‫يقول ‪ :‬وبقيت في قوم شرار أردياء ‪ ،‬خلفوا أهل الفضل الذين‬
‫كانوا قبلهم ‪ ،‬وكذلك تفعل العرب إذا أرادت الخبر عن شرار خلفوا‬
‫خيارا كانوا قبلهم قالوا ‪ :‬خلفهم خلف سوء ‪ ،‬بتسكين اللم من‬
‫الخلف ‪ ،‬وإذا أرادوا الخبر عن خيار خلفوا خيارا قالوا ‪ :‬خلفهم خلف‬
‫صالح ‪ ،‬بفتح اللم من الخلف ‪ .‬ومن الخلف بسكون اللم قول الله‬
‫عز وجل ‪ :‬فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلة ‪ ،‬ومن الخلف‬
‫بفتح اللم قول كعب بن زهير ‪ :‬بان الشباب وأمسى الشيب قد‬
‫أزفا ول أرى لشباب ذاهب خلفا وأما قول قتيبة بن مسلم ‪ :‬فأتي‬
‫بأربعة أرغفة ‪ ،‬وقصعة فيها مريس ‪ ،‬فإن المريس ‪ :‬فعيل من‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫المرس ‪ ،‬أصله مفعول صرف إلى فعيل ‪ ،‬كما قيل للمقتول قتيل ‪،‬‬
‫وللمجروح جريح ‪ ،‬وإنما عنى بالمريس ‪ :‬الشيء الممروس باليد أو‬
‫غيرها من عسل ‪ ،‬أو تمر ‪ ،‬أو سمن ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬قد مرس فلن‬
‫العسل في القصعة ‪ ،‬إذا صفاه فيها من شهده ‪ ،‬ومرس التمر في‬
‫السمن ‪ ،‬ومنه قولهم للرجل الذي قد جرب المور وعالجها ‪ :‬قد‬
‫مارس المور وضارسها ‪ ،‬كما قال الطرماح ‪ :‬وضارست المور‬
‫وضارستني فلم أعجز ‪ ،‬ولم تضعف قناتي ومن المرس أيضا‬
‫قوله ‪ :‬بنو الحرب ما يلفى بنبعة عودهم إذا امترست فيه الكف ‪،‬‬
‫صدوع‬

‫مَر‬ ‫سِعيدٍ ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬


‫ن عُ َ‬
‫خد ْرِيّ ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫خَبارِ أِبي َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار أبي سعيد الخدري ‪ ،‬عن عمر بن الخطاب ‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫مَر ‪#‬‬ ‫سِعيدٍ ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬


‫ن عُ َ‬
‫خد ْرِيّ ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫خَبارِ أِبي َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ت"‪.‬‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫" ذ ُكر ِلي أ َ ُ‬


‫خ ْ‬
‫س َ‬
‫م ِ‬
‫ل ُ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫م ً‬
‫نأ ّ‬‫ّ‬ ‫َِ‬

‫‪ 369‬حدثني ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن داود ‪ ،‬عن أبي‬
‫نضرة ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رجل ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إنا بأرض‬
‫مضبة ‪ ،‬فما تأمرنا ‪ -‬أو ‪ :‬ما تفتينا ؟ قال ‪ " :‬ذكر لي أن أمة من‬
‫بني إسرائيل مسخت " ‪ .‬فلم يأمر ولم ينه ‪ .‬قال أبو سعيد ‪ :‬فلما‬
‫كان بعد ذلك قال عمر ‪ :‬إن الله لينفع به غير واحد ‪ ،‬وإنه لطعام‬
‫عامة الرعاء ‪ ،‬ولو كان عندي لطعمته ‪ ،‬وإنما عافه رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬ل علة فيه‬
‫توهنه ‪ ،‬ول سبب يضعفه ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين‬
‫سقيما غير صحيح ؛ لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬أنه خبر قد حدث به عن أبي‬
‫سعيد غير واحد من الرواة عنه ‪ ،‬فلم يذكروا فيه الكلم الذي ذكره‬
‫أبو نضرة في هذا الحديث عنه ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬أعني قول عمر ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم إنما ترك أكل الضب ؛ لنه عافه ‪ .‬وأخرى ‪ :‬أنه حدث به أيضا‬
‫عن أبي نضرة غير داود ‪ ،‬فلم يذكر ذلك فيه ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أنه حدث‬
‫به عن داود بعض الرواة ‪ ،‬فجعل كلم عمر ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عنه ‪،‬‬
‫ولم يدخل بينه وبينه أبا سعيد ‪ .‬والرابعة ‪ :‬أنه قد حدث به عن‬
‫داود ‪ ،‬عن أبي نضرة جماعة فلم يذكروا فيه ما ذكره ابن أبي عدي‬
‫في حديثه من قول عمر ‪ :‬إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما تركه‬
‫؛ لنه عافه ‪ .‬والخامسة ‪ :‬أن أبا نضرة عندهم غير مرتضى نقله‬

‫ه‬ ‫سَنادِ ‪ ،‬فَل َ ْ‬


‫م ي َذ ْك ُْر ِفي ِ‬ ‫ذا اْل ِ ْ‬
‫ث ب ِهَ َ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث بهذا السناد ‪ ،‬فلم يذكر فيه ما ذكره‬
‫ابن أبي عدي من قول عمر في الضب ‪ :‬إنما عافه رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‬

‫سَنادِ ‪ ،‬فَل َ ْ‬
‫م ي َذ ْك ُْر ِفيهِ ‪#‬‬ ‫ذا اْل ِ ْ‬
‫ث ب ِهَ َ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ت"‪،‬‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫" ذ ُكر ِلي أ َ ُ‬


‫خ ْ‬
‫س َ‬
‫م ِ‬
‫ل ُ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫م ً‬
‫نأ ّ‬‫ّ‬ ‫َِ‬

‫‪ 370‬حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ‪ ،‬حدثنا يزيد بن‬


‫زريع ‪ ،‬حدثنا داود ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رجل ‪ :‬يا نبي الله ‪ ،‬إنا بأرض مضبة ‪ ،‬فكيف ترى في الضباب ؟‬
‫قال ‪ " :‬ذكر لي أن أمة من بني إسرائيل مسخت " ‪ ،‬فلم يأمر به‬
‫ولم ينه عنه ‪ .‬قال عمر ‪ :‬إنه لطعام عامة الرعاء ‪ ،‬وإن الله لينفع‬
‫به غير واحد ‪ ،‬ولو كان عندي لطعمته *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫داوُد َ‬
‫ن َ‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَ ْ‬ ‫مَر ‪ ،‬فَ َ‬
‫ن عُ َ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث عن عمر ‪ ،‬فجعله عن داود ‪ ،‬عن أبي‬


‫نضرة ‪ ،‬عن عمر مرسل ‪ ،‬ولم يدخل بين أبي نضرة وبين عمر أبا‬
‫سعيد‬

‫داوُد َ ‪#‬‬
‫ن َ‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَ ْ‬ ‫مَر ‪ ،‬فَ َ‬
‫ن عُ َ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫دي‬
‫عن ْ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫عاءِ ‪ ،‬وَل َوْ َ‬
‫كا َ‬ ‫مةِ الّر َ‬
‫عا ّ‬ ‫ه ل َط ََعا ُ‬
‫م َ‬ ‫ب ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫ل َي َن َْفعُ ِبال ّ‬
‫ض ّ‬

‫‪ 371‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬أنبأنا داود ‪ ،‬عن أبي‬
‫نضرة ‪ :‬قال ‪ :‬قال عمر ‪ " :‬إن الله لينفع بالضب ‪ ،‬وإنه لطعام‬
‫عامة الرعاء ‪ ،‬ولو كان عندي لطعمت منه " *‬

‫ذا ال ْحديث عَ َ‬
‫سِعيدٍ ‪ ،‬فَل َ ْ‬
‫م ي َذ ْك ُْر‬ ‫ن أِبي َ‬
‫ْ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث عن أبي سعيد ‪ ،‬فلم يذكر فيه الكلم‬
‫الذي ذكره داود ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عنه ‪ ،‬عن عمر‬
‫ذا ال ْحديث عَ َ‬
‫سِعيدٍ ‪ ،‬فَل َ ْ‬
‫م ي َذ ْك ُْر ‪#‬‬ ‫ن أِبي َ‬
‫ْ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب‬
‫ضَبا َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ن تَ ُ‬
‫كو َ‬ ‫بأ ْ‬‫ل ‪ ،‬فَأْرهَ ُ‬
‫سَراِئي َ‬
‫ن ب َِني إ ِ ْ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫م ٌ‬
‫تأ ّ‬‫ضل ّ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 372‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬حدثني‬


‫أبي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ضلت أمة من بني‬
‫إسرائيل ‪ ،‬فأرهب أن تكون الضباب " *‬

‫كون هَذه ‪ ،‬والل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫ه أعْل َ ُ‬
‫م‬ ‫ن تَ ُ َ ِ ِ َ ُ‬ ‫بأ ْ‬‫ت ‪ ،‬فَأْرهَ ُ‬
‫خ ْ‬
‫س َ‬
‫م ِ‬
‫ة ُ‬
‫م ٌ‬
‫"أ ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 373‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬حدثني أبي ‪،‬‬


‫عن قتادة ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم سئل عن الضب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أمة مسخت ‪ ،‬فأرهب‬
‫أن تكون هذه ‪ ،‬والله أعلم " *‬

‫هوا ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫ه عَل َي ْهِ ْ‬
‫م فََتا ُ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ل غَ ِ‬
‫ض َ‬ ‫سَراِئي َ‬
‫ن ب َِني إ ِ ْ‬
‫م ْ‬ ‫سب ْ ٌ‬
‫ط ِ‬ ‫" ِ‬

‫‪ 374‬حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيري ‪ ،‬حدثنا عمر بن حفص ‪،‬‬


‫عن بشر بن حرب أبي عمرو الندبي ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بضب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬اقلبوه " ‪.‬‬
‫فقلب ظهره لبطنه ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫سبط من بني إسرائيل غضب الله عليهم فتاهوا ‪ ،‬فإن يك شيئا‬
‫فهؤلء " *‬

‫وافَقَ ‪ِ -‬في ت َْر ِ‬


‫ك‬ ‫داوُد َ فَ َ‬
‫ن َ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث عن داود فوافق ‪ -‬في ترك الكلم الذي‬
‫ذكره ابن أبي عدي ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬قتادة‬

‫وافَقَ ‪ِ -‬في ت َْر ِ‬


‫ك‪#‬‬ ‫داوُد َ فَ َ‬
‫ن َ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫مْر وَل َ ْ‬
‫م‬ ‫ل " ‪ .‬فَل َ ْ‬
‫م ي َأ ُ‬ ‫سَراِئي َ‬
‫ن ب َِني إ ِ ْ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫م ٌ‬
‫تأ ّ‬‫" فُِقد َ ْ‬

‫‪ 375‬حدثنا عمران بن موسى البصري ‪ ،‬حدثنا عبد الوارث بن‬


‫سعيد ‪ ،‬حدثنا داود ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬صلى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم صلة ‪ ،‬فلما انصرف قال رجل ‪:‬‬
‫يا رسول الله ‪ ،‬إنا بأرض مضبة ‪ .‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬فقدت أمة من بني إسرائيل " ‪ .‬فلم يأمر ولم ينه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب ‪ ،‬فََل‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫" بل َغَِني أ َ ُ‬


‫ت د ََوا ّ‬
‫خ ْ‬
‫س َ‬
‫م ِ‬
‫ل ُ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫م ً‬
‫نأ ّ‬‫ّ‬ ‫َ‬

‫‪ 376‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬حدثنا يزيد ‪ ،‬أنبأنا داود بن أبي هند ‪،‬‬
‫عن أبي نضرة ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء رجل إلى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬إنا بأرض مضبة ‪ ،‬فما تأمرنا ؟ فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬بلغني أن أمة من بني‬
‫إسرائيل مسخت دواب ‪ ،‬فل أدري أي الدواب هي ؟ " فلم يأمر‬
‫ولم ينه وقد وافق الرواية التي رواها أبو نضرة عن أبي سعيد ‪ ،‬عن‬
‫عمر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك ‪ ،‬رواية آخرين عن‬
‫عمر ‪ ،‬لم يسمع بعضهم من عمر شيئا ‪ ،‬وقد سمعه بعضهم بأسانيد‬
‫بعضها صحاح ‪ ،‬وبعضها واه *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬
‫ُ‬
‫ه‬ ‫م ‪ ،‬فَل َ ْ‬
‫م ي َن ْ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ي ب ِهِ الن ّب ِ ّ‬
‫" أت ِ َ‬

‫‪ 377‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سالم بن نوح ‪،‬‬
‫حدثنا عمر بن عامر ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ :‬أن عمر‬
‫بن الخطاب ‪ ،‬سئل عن الضب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أتي به النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فلم ينه عنه ‪ ،‬ولم يأمر به ‪ ،‬وأبى أن يأكله ‪ ،‬وإنما‬
‫تقذره رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولو كان عندنا لكلنا ‪،‬‬
‫وإنه لرعائنا وسفرنا ‪ ،‬وإن الله لينفع به ناسا كثيرا " *‬

‫ة‬
‫م َ‬ ‫ه ل َي َن َْفعُ ب ِهِ َ‬
‫عا ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ب وَل َك ِ ْ‬
‫ن قَذَِرهُ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ض ّ‬
‫حّرم ِ ال ّ‬ ‫لَ ْ‬
‫م يُ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 378‬حدثني أبو عبيد الوصابي محمد بن حفص ‪ ،‬حدثنا ابن حمير ‪،‬‬
‫حدثنا سعيد بن بشير ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن سليمان اليشكري ‪ ،‬عن‬
‫جابر ‪ :‬أن عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم لم يحرم الضب ولكن قذره ‪ ،‬وإن الله لينفع به عامة‬
‫الرعاء وغيرهم ‪ ،‬ولو كان عندي لكلت منه " *‬

‫ه ل َي َن َْفعُ ب ِهِ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫عاءِ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬
‫مةِ هَذِهِ الّر َ‬
‫عا ّ‬ ‫ب ط ََعا ُ‬
‫م َ‬ ‫ضَبا َ‬
‫هَذِهِ ال ّ‬

‫‪ 379‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا سلمة بن الفضل ‪ ،‬عن ابن إسحاق ‪،‬‬
‫عن الحسن بن دينار ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عمر بن الخطاب ‪:‬‬
‫" إن هذه الضباب طعام عامة هذه الرعاء ‪ ،‬وإن الله لينفع به غير‬
‫واحد ‪ ،‬ولو كان عندي لطعمته ‪ ،‬إن النبي صلى الله عليه وسلم لم‬
‫يحرمه ‪ ،‬ولكن قذره " وقد وافق عمر رحمه الله ‪ -‬في روايته عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ما روى عنه في ذلك من أنه إنما‬
‫ترك أكله تقذرا ‪ -‬جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬نذكر ما حضرنا ذكره مما صح سنده منه ‪ ،‬ثم نتبع جميعه‬
‫البيان إن شاء الله عز وجل *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫ن ك ُُلوا " ‪َ .‬قا َ‬


‫ل‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬
‫م آك ُل ْ ُ‬
‫م لَ ْ‬ ‫ذا ل َ ْ‬
‫ح ٌ‬ ‫" هَ َ‬

‫‪ 380‬حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ‪ ،‬حدثنا عبد‬


‫الواحد بن زياد ‪ ،‬حدثنا الشيباني ‪ ،‬حدثني يزيد بن الصم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫دعانا رجل ‪ ،‬فأتانا بثلثة عشر ضبا ‪ .‬قال ‪ :‬فآكل وتارك ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فلما أصبحت غدوت على ابن عباس فسألته عن الضب ‪ ،‬فأكثر فيه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫جلساؤه ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ل آكله ول أحرمه " فقال ابن عباس ‪ :‬ما قلتم ؟ إنما بعث رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم محل ومحرما ‪ ،‬كان النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم في بيت ميمونة وعنده الفضل بن العباس وخالد بن‬
‫الوليد ‪ .‬قال ‪ :‬فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بخوان عليه خبز‬
‫ولحم ضب ‪ .‬قال ‪ :‬فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن‬
‫يأكل قالت له ميمونة ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إنه لحم ضب ‪ .‬فقال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬هذا لحم لم آكله ‪ ،‬ولكن كلوا " ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فأكل الفضل بن العباس ‪ ،‬وخالد بن الوليد والمرأة ‪ ،‬وقالت‬
‫ميمونة ‪ :‬ل آكل من طعام لم يأكل منه رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ .‬فلم تأكل ميمونة حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا أسباط بن‬
‫محمد ‪ ،‬عن الشيباني ‪ ،‬عن يزيد بن الصم ‪ ،‬عن ابن عباس عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫ن‬ ‫ض ُ‬
‫ل بْ ُ‬ ‫ط " ‪ .‬فَأ َك َ َ‬
‫ل ال َْف ْ‬ ‫ه قَ ّ‬
‫م آك ُل ْ ُ‬
‫م لَ ْ‬ ‫ه لَ ْ‬
‫ح ٌ‬ ‫" إ ِن ّ ُ‬

‫‪ 382‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا ابن فضيل ‪ ،‬عن أبي إسحاق الشيباني‬
‫‪ ،‬وحسين ‪ ،‬عن زائدة ‪ ،‬عن الشيباني ‪ ،‬عن يزيد بن الصم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫دعينا لعرس بالمدينة ‪ ،‬فقربت إلينا ثلثة عشر ضبا ‪ ،‬فمن آكل‬
‫وتارك ‪ ،‬فلما أصبحت أتيت ابن عباس ‪ ،‬فقلت ‪ :‬تزوج فلن فقرب‬
‫إلينا ثلثة عشر ضبا ‪ ،‬فمن آكل وتارك ‪ .‬فقال بعض من عنده ‪:‬‬
‫حلل ‪ .‬وقال بعضهم ‪ :‬حرام ‪ .‬وقال بعضهم ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ :‬ل أحله ول أحرمه " ‪ .‬فقال ابن عباس ‪ :‬ما بعث‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم إل محل ومحرما ‪ ،‬قرب للنبي‬
‫صلى الله عليه وسلم طعام ليأكل ‪ ،‬فمد يده ‪ ،‬فقالت ميمونة ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ‪ ،‬إنه لحم ضب ؛ فكف يده ‪ ،‬وقال ‪ " :‬إنه لحم لم آكله‬
‫قط " ‪ .‬فأكل الفضل بن عباس وخالد بن الوليد وامرأة كانت معهم‬
‫‪ ،‬وقالت ميمونة ‪ :‬ل آكل من طعام لم يأكل منه رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا المحاربي ‪ ،‬عن‬
‫الشيباني ‪ ،‬عن يزيد بن الصم ‪ ،‬عن ابن عباس عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم بنحوه ‪ ،‬إل أنه قال في حديثه عن النبي صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم ‪ " :‬هذا طعام ما أكلته قط ‪ ،‬فكلوه أنتم " ‪ .‬فأكل خالد وأكل‬
‫القوم ‪ .‬وسائر الحديث نحوه *‬

‫ن ال ْعََلءِ‬ ‫َ‬
‫مد ُ ب ْ ُ‬
‫ح ّ‬ ‫حد ّث ََنا ُ‬
‫م َ‬ ‫ن ن ََعافُ ُ‬
‫ه"‪َ ،‬‬ ‫ح ُ‬
‫ضَنا ‪ ،‬وَن َ ْ‬ ‫ل َي ْ َ‬
‫س ب ِأْر ِ‬

‫‪ 383‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا إسحاق بن سليمان ‪ ،‬عن جعفر بن‬


‫برقان ‪ ،‬عن يزيد بن الصم ‪ ،‬قال ‪ :‬ذكر الضب عند ابن عباس ‪،‬‬
‫فقال بعض من كان عنده ‪ :‬أتي به النبي صلى الله عليه وسلم فلم‬
‫يحله ولم يحرمه ‪ .‬فقال له ابن عباس ‪ :‬بئس ما قلت إنما بعث‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم محل ومحرما ‪ ،‬جاءت أم حفيد‬
‫ابنت الحارث تزور أختها ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫ومعها طعام وفيه لحم ضب ‪ ،‬فجاء رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بعدما أغسق ‪ -‬يعني ‪ :‬بعدما أظلم ‪ -‬فكرهت ميمونة أن يأكل‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ل يعلم ما هو ‪ ،‬قالت ‪ :‬إنه‬
‫لحم ضب ‪ .‬فأمسك عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وأمسكت ميمونة ‪ .‬قال ابن عباس ‪ :‬فأكله من كان عنده ‪ ،‬ولو كان‬
‫حراما نهاهم عنه ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إنه‬
‫ليس بأرضنا ‪ ،‬ونحن نعافه " ‪ ،‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪،‬‬
‫) ح ( وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن جعفر بن برقان ‪ ،‬عن يزيد‬
‫بن الصم ‪ ،‬قال ‪ :‬ذكر الضب عند ابن عباس ‪ ،‬فقال رجل من‬
‫جلسائه ‪ :‬أتي النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم ذكر نحوه ‪ ،‬غير أن‬
‫أبا كريب قال في حديثه ‪ :‬جاءت أم حفيد ‪ ،‬وقال سفيان ‪ :‬جاءت‬
‫أم حفيز ‪ ،‬بالزاي ابنت الحارث ‪ ،‬وقال جميعا ‪ :‬ومعها طعام فيه‬
‫لحم ضب ‪ ،‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا خالد بن حيان الرقي ‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن برقان ‪ ،‬عن يزيد بن الصم ‪ ،‬قال ‪ :‬ذكر الضب عند ابن‬
‫عباس ‪ ،‬فقال بعضهم ‪ :‬حرام ‪ .‬فقال ابن عباس ‪ :‬بئس ما قلتم ‪،‬‬
‫ثم ذكر نحوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬إل أنه قال‬
‫في حديثه ‪ :‬فأكلته أنا وخالد بن الوليد على مائدة رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فلو كان حراما نهانا عنه رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل َيس بأ َ‬
‫ن ن ََعافُ ُ‬
‫ه"*‬ ‫ُ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫ض‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ َ ِ ْ‬

‫‪ 384‬حدثنا خلد بن أسلم ‪ ،‬حدثنا مروان بن معاوية الفزاري ‪ ،‬عن‬


‫جعفر بن برقان ‪ ،‬حدثنا يزيد بن الصم ‪ ،‬قال ‪ :‬ذكر عند ابن عباس‬
‫الضب ‪ ،‬فقال ابن عباس ‪ :‬إنما بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم‬
‫محل ومحرما ‪ ،‬جاءت أم حفيز تزور أختها ميمونة بنت الحارث ‪،‬‬
‫معها طعام فيها لحم ضب ‪ ،‬فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بعدما أغسق ‪ ،‬فوضع العشاء ‪ ،‬فقالت ميمونة ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إنه‬
‫لحم ضب ؛ فأمسك وأمسكت ميمونة ‪ ،‬وأكله من كان معه على‬
‫الخوان ‪ ،‬فقال ابن عباس ‪ :‬فلو كان حراما لنهاهم عنه ‪ .‬وقال ‪" :‬‬
‫إنه ليس بأرضنا ‪ ،‬ونحن نعافه " *‬

‫َ‬
‫ما أك َل ْت ُ ُ‬
‫ه"*‬ ‫يٌء َ‬ ‫ذا َ‬
‫ش ْ‬ ‫هَ َ‬

‫‪ 385‬حدثني محمد بن عبيد المحاربي ‪ ،‬حدثنا عبيدة بن حميد ‪،‬‬


‫حدثني واقد بن عبد الله الخياط ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم سمن‬
‫وأقط وضب ‪ ،‬فأكل من السمن والقط ‪ ،‬وقال للضب ‪ " :‬إن هذا‬
‫شيء ما أكلته " *‬

‫ن ي َأ ْك ُ َ‬
‫ل‬ ‫ذا فَل َيس بأ َرضنا ‪ ،‬من أ َحب منك ُ َ‬
‫مأ ْ‬‫َ ْ َ ّ ِ ْ ْ‬ ‫ْ َ ِ ْ ِ َ‬ ‫ما هَ َ‬ ‫َ‬
‫"أ ّ‬

‫‪ 386‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا حسين ‪ ،‬عن زائدة ‪ ،‬حدثنا واقد أبو‬
‫عبد الله ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬أهدي‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم أقط وسمن وضب ‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أما هذا فليس بأرضنا ‪ ،‬من‬
‫أحب منكم أن يأكل منه فليأكل " ‪ ،‬فأكل على خوانه ولم يأكل منه‬
‫*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫حَفي ْدٍ إ َِلى َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫خال َِتي أ ّ‬
‫م ُ‬ ‫ت َ‬
‫" أهْد َ ْ‬

‫‪ 387‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫أبي بشر ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬أهدت‬
‫خالتي أم حفيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سمنا وأقطا‬
‫وأضبا ‪ ،‬فأكل من السمن والقط وترك الضب تقذرا ‪ ،‬فأكل على‬
‫مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم *‬

‫" أ ُهْدي ل ِبعض أ َ‬


‫ج‬
‫ضي ٌ‬
‫ب نَ ِ‬
‫ض ّ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ج الن ّب ِ ّ‬
‫ِ‬ ‫وا‬
‫َ‬ ‫ز‬
‫ْ‬ ‫ِ َ َْ ِ‬

‫‪ 388‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا حسين ‪ ،‬عن زائدة ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬أهدي لبعض أزواج النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ضب نضيج ‪ ،‬فبعثت به إلى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فأكل القوم ولم يأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فقال خالد بن الوليد ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أحرام هو ؟ قال ‪ " :‬ل ‪.‬‬
‫ولكني أقذره " ‪ ،‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا عمرو بن حماد ‪،‬‬
‫حدثنا أسباط ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم مثله ‪ ،‬إل أنه قال في حديثه ‪ :‬قال ‪ " :‬ل ‪ ،‬بل‬
‫حلل " ‪ .‬وسائر الحديث مثله *‬

‫َ‬ ‫ول َكنه ل َم يك ُن بأ َ‬


‫ه " ‪َ .‬قا َ‬
‫ل‬ ‫جد ُِني أ َ َ‬
‫عافُ ُ‬ ‫مي ؛ فَأ ِ‬
‫ض قَوْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ ِّ ُ ْ َ ْ ِ‬

‫‪ 389‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬حدثنا عمي عبد الله‬


‫بن وهب ‪ ،‬أخبرني يونس ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬أخبرني أبو أمامة بن‬
‫سهل بن حنيف ‪ :‬أن عبد الله بن عباس ‪ ،‬أخبره أن خالد بن الوليد‬
‫الذي يقال له سيف الله أخبره أنه دخل مع رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم على ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وهي‬
‫خالته وخالة ابن عباس ‪ -‬فوجد عندها ضبا محنوذا قدمت به أختها‬
‫حفيدة بنت الحارث من نجد ‪ ،‬فقدمت الضب لرسول الله صلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬وكان قل ما يقدم يده لطعام حتى يحدث به‬
‫ويسمى له ‪ -‬فأهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى‬
‫الضب ‪ ،‬فقالت امرأة من النسوة الحضور ‪ :‬أخبرن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ما قدمتن له ‪ .‬قلن ‪ :‬هو الضب يا رسول الله‬
‫‪ .‬فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ‪ ،‬فقال خالد ‪ :‬أحرام‬
‫الضب يا رسول الله ؟ قال ‪ " :‬ل ولكنه لم يكن بأرض قومي ؛‬
‫فأجدني أعافه " ‪ .‬قال خالد ‪ :‬فاجتررته فأكلته ‪ ،‬ورسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ينظر ‪ ،‬فلم ينهني *‬

‫َ‬ ‫ول َكنه ل َم يك ُن بأ َ‬


‫ه " َقا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫جد ُِني أ َ َ‬
‫عافُ ُ‬ ‫مي ؛ فَأ ِ‬
‫ض قَوْ ِ‬ ‫ر‬
‫َ ِّ ُ ْ َ ْ ِ ْ ِ‬
‫‪ 390‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني يونس ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬عن‬
‫ابن شهاب ‪ ،‬أخبرهما عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬أن خالد بن الوليد ‪ ،‬دخل مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بيت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فأتي بضب‬
‫محنوذ ‪ ،‬فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ‪ ،‬فقال‬
‫بعض النسوة اللتي في بيت ميمونة ‪ :‬أخبروا رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ما يريد أن يأكل ‪ .‬قالوا ‪ :‬هو ضب ‪ .‬فرفع يده ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فقلت ‪ :‬أحرام هو ؟ قال ‪ " :‬ل ‪ ،‬ولكنه لم يكن بأرض قومي ؛‬
‫فأجدني أعافه " قال ‪ :‬فاجتررته ‪ ،‬ورسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ينظر ‪ ،‬فلم يمنعني *‬

‫ة ن ََعافَُها " ‪،‬‬


‫م َ‬ ‫جدٍ ت َأ ْك ُُلون ََها ‪ ،‬وَإ ِّنا أ َهْ َ‬
‫ل ت َِها َ‬ ‫م أ َهْ َ‬
‫ل نَ ْ‬ ‫فَإ ِن ّك ُ ْ‬

‫‪ 391‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا محمد بن فضيل ‪ ،‬عن يزيد بن أبي‬


‫زياد ‪ ،‬عن يزيد بن الصم ‪ ،‬قال ‪ :‬أهدي لميمونة ابنت الحارث ضب‬
‫‪ -‬أو ‪ :‬ضباب ‪ -‬فأمرت به فصنع طعاما ‪ ،‬فأتاها رجلن من قومها ‪،‬‬
‫فقدمته إليهما تتحفهما به ‪ ،‬فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فرحب بهما ‪ ،‬ثم تناول ليأكل ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما هذا ؟ " ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ضب‬
‫أهدي لنا ‪ .‬فقذفه ‪ ،‬ثم كف يده ؛ فكف الرجلن ‪ ،‬فقال لهما ‪ " :‬كل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فإنكم أهل نجد تأكلونها ‪ ،‬وإنا أهل تهامة نعافها " ‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫كريب ‪ ،‬حدثنا عبد الرحيم بن سليمان الرازي ‪ ،‬عن يزيد بن أبي‬
‫زياد ‪ ،‬عن يزيد بن الصم ‪ ،‬عن ميمونة ‪ ،‬زوج النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ -‬وهي خالته ‪ -‬عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫ل ‪ -‬أ َْو‬
‫حَل ٌ‬ ‫َ‬
‫" ك ُُلوا ‪ -‬أوِ ‪ :‬اط ْعَ ُ‬
‫موا ‪ -‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه َ‬

‫‪ 392‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬وأحمد بن الوليد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد‬


‫بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن توبة العنبري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال الشعبي ‪:‬‬
‫أرأيت حديث الحسن ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬قاعدت ‪-‬‬
‫ابن عمر قريبا من سنتين ‪ ،‬أو سنة ونصفا ‪ ،‬فلم أسمعه روى عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬غير أنه قال ‪ :‬كان ناس من أصحاب‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سعد ‪ ،‬فذهبوا يأكلون من لحم ‪،‬‬
‫فنادتهم امرأة ‪ :‬إنه لحم ضب ‪ .‬فأمسكوا ‪ ،‬فقال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬كلوا ‪ -‬أو ‪ :‬اطعموا ‪ -‬فإنه حلل ‪ -‬أو قال ‪ :‬ل‬
‫بأس به ‪ -‬توبة شك فيه ‪ -‬ولكنه ليس من طعامي " لفظ الحديث ‪،‬‬
‫حديث ابن الوليد *‬

‫ُ‬
‫ه"*‬
‫م ُ‬ ‫ه وََل أ َ‬
‫حّر ُ‬ ‫" َل آك ُل ُ ُ‬

‫‪ 393‬حدثنا هناد بن السري ‪ ،‬حدثنا عبدة بن سليمان ‪ ،‬عن عبيد‬


‫الله ‪ ) ،‬ح ( وحدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬أنبأنا عبد الله بن‬
‫نمير ‪ ،‬أنبأنا عبيد الله بن عمر ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر عن‬
‫الضب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل آكله ول أحرمه " *‬

‫ُ‬
‫ه"*‬
‫م ُ‬ ‫ه وََل أ َ‬
‫حّر ُ‬ ‫" َل آك ُل ُ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 394‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬حدثنا المعتمر بن‬
‫سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن عبد الله ‪ :‬أن‬
‫رجل ‪ ،‬سأل النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال ‪ :‬يا‬
‫نبي الله ‪ ،‬ما تقول في الضب ؟ فقال نبي الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ل آكله ول أحرمه " *‬

‫ُ‬
‫ه"*‬
‫م ُ‬ ‫ه وََل أ َ‬
‫حّر ُ‬ ‫" َل آك ُل ُ ُ‬

‫‪ 395‬حدثنا محمد بن حميد ‪ ،‬حدثنا سلمة بن الفضل ‪ ،‬ح ‪ ،‬وحدثنا‬


‫هناد بن السري ‪ ،‬حدثنا عبدة بن سليمان ‪ ) ،‬ح ( وحدثنا تميم بن‬
‫المنتصر ‪ ،‬أنبأنا يزيد جميعا عن محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن‬
‫ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو‬
‫على المنبر ‪ ،‬وسأله رجل عن الضب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل آكله ول أحرمه "‬
‫*‬

‫َ‬
‫ه وََل أن َْهى عَن ْ ُ‬
‫ه"*‬ ‫" َل آك ُل ُ ُ‬

‫‪ 396‬حدثنا هناد بن السري ‪ ،‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ،‬أنبأنا مالك بن‬
‫مغول ‪ ،‬وابن جريج ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم سئل عن الضب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل آكله ول أنهى عنه " *‬

‫مه ِ " *‬
‫حّر ِ‬ ‫ت ِبآك ِل ِهِ وََل ُ‬
‫م َ‬ ‫" لَ ْ‬
‫س ُ‬

‫‪ 397‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬أنبأنا ابن جريج ‪ ،‬أخبرني‬
‫نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن‬
‫الضب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لست بآكله ول محرمه " *‬

‫مه ِ " *‬
‫حّر ِ‬ ‫ت ِبآك ِل ِهِ وََل ُ‬
‫م َ‬ ‫" لَ ْ‬
‫س ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 398‬حدثنا خلد بن أسلم ‪ ،‬حدثنا النضر بن شميل ‪ ،‬أنبأنا صخر ‪،‬‬


‫عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬أن رجل ‪ ،‬سأل رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم عن الضب ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" لست بآكله ول محرمه " *‬

‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ه"*‬
‫م ُ‬
‫حّر ْ‬ ‫ه وَل َ ْ‬
‫م يُ َ‬ ‫م ي َأك ُل ْ ُ‬
‫ب فَل َ ْ‬
‫ض ّ‬
‫ي بِ َ‬
‫أت ِ َ‬

‫‪ 399‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ‪،‬‬


‫حدثنا أيوب ح وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬حدثنا‬
‫أيوب ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ " :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أتي بضب فلم يأكله ولم يحرمه " *‬

‫ل ‪ :‬فَت ََرك َ ُ‬
‫ه عَب ْد ُ‬ ‫مهِ " ‪َ .‬قا َ‬
‫حّر ِ‬ ‫ت ِبآك ِل ِهِ وََل ُ‬
‫م َ‬ ‫" لَ ْ‬
‫س ُ‬

‫‪ 400‬حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ‪ ،‬وأبو مسعود الجحدري ‪،‬‬


‫أنبأنا الفضيل بن سليمان النميري ‪ ،‬حدثنا موسى بن عقبة ‪،‬‬
‫أخبرني نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله‬
‫رجل عن الضب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لست بآكله ول محرمه " ‪ .‬قال ‪ :‬فتركه‬
‫عبد الله حين سمع ذلك ‪ ،‬وقد كان يأكله *‬

‫مه ِ " *‬
‫حّر ِ‬ ‫ت ِبآك ِل ِهِ وََل ُ‬
‫م َ‬ ‫" لَ ْ‬
‫س ُ‬

‫‪ 401‬حدثني بشر بن معاذ العقدي ‪ ،‬حدثنا ثابت بن زهير ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫سمعت نافعا ‪ ،‬يحدث عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت جالسا عند النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل ‪ ،‬فسأله عن الضب ؟ فقال ‪" :‬‬
‫لست بآكله ول محرمه " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مه ِ " *‬
‫حّر ِ‬ ‫ت ِبآك ِل ِهِ وََل ُ‬
‫م َ‬ ‫" لَ ْ‬
‫س ُ‬

‫‪ 402‬حدثني يونس بن عبد العلى الصدفي ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪،‬‬


‫أخبرني مالك بن أنس ‪ ،‬عن عبد الله بن دينار ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ‪ ،‬كيف ترى في أكل الضب ؟ قال ‪ " :‬لست بآكله ول‬
‫محرمه " *‬

‫مَعاذٍ‬
‫ن ُ‬ ‫حد ّث ََنا ب ِ ْ‬
‫شُر ب ْ ُ‬ ‫مه ِ " ‪َ ،‬‬
‫حّر ِ‬ ‫ت ِبآك ِل ِهِ وََل ُ‬
‫م َ‬ ‫" لَ ْ‬
‫س ُ‬

‫‪ 403‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن عبد‬
‫الله بن دينار ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم عن الضب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لست بآكله ول محرمه " ‪ ،‬حدثنا‬
‫بشر بن معاذ ‪ ،‬حدثنا ثابت بن زهير ‪ ،‬سمعت هشام بن عروة ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬مثل ذلك *‬

‫ُ‬
‫ه " ‪ .‬قُل ْ ُ‬
‫ت ‪ :‬فَإ ِّني آك ُ ُ‬
‫ل‬ ‫م ُ‬ ‫ه وََل أ َ‬
‫حّر ُ‬ ‫" َل آك ُل ُ ُ‬

‫‪ 404‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبو تميلة ‪ ،‬عن محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن‬
‫عبد الكريم بن أبي المخارق ‪ ،‬عن حبان بن جزء ‪ ،‬عن أخيه خزيمة‬
‫بن جزء ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ما تقول في الضب ؟‬
‫فقال ‪ " :‬ل آكله ول أحرمه " ‪ .‬قلت ‪ :‬فإني آكل مما لم تحرمه ‪.‬‬
‫قال ‪ " :‬فقدت أمة من المم ‪ ،‬ورأيت خلقا رابني " فقال بهذا‬
‫الخبر جماعة من متقدمي أهل العلم ومتأخريهم ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬أكل‬
‫الضب حلل *‬

‫م‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬


‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض من حضرنا ذكره منهم‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‪#‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬


‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬
‫َ‬
‫جع َ ْ‬
‫ل‬ ‫ن ‪ ،‬الل ّهُ ّ‬
‫ما ْ‬ ‫ضب ّي ْ ِ‬
‫ب َ‬
‫ض ّ‬ ‫حرِ ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫ج ْ‬
‫ي ُ‬
‫ن فِ َ‬
‫تأ ّ‬‫" وَدِد ْ ُ‬

‫‪ 405‬حدثنا هناد بن السري ‪ ،‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ،‬أنبأنا عبد‬


‫الرحمن بن إسحاق ‪ ،‬عن القاسم بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء‬
‫أعراب إلى عمر بن الخطاب أصابتهم مجاعة ‪ ،‬فجعل يرضخ لهم‬
‫في أيديهم ‪ ،‬فرأى رجل سمينا فسأل عنه ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬سمن من أكل‬
‫الضباب ‪ .‬فقال عمر ‪ " :‬وددت أن في جحر كل ضب ضبين ‪ ،‬اللهم‬
‫اجعل رزقهم في بطون التلع ورءوس الكام " ‪ ،‬حدثنا هناد بن‬
‫السري ‪ ،‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ،‬أنبأنا إسرائيل ‪ ،‬عن الركين بن‬
‫الربيع ‪ ،‬عن أبي ربعي الفزاري ‪ ،‬قال ‪ :‬أتينا عمر بن الخطاب ‪.‬‬
‫فذكر مثل حديث القاسم ‪ ،‬ثم قال لنا ‪ :‬أما تأكلون الهبيد ‪ -‬يعني‬
‫الحنظل ‪ -‬لقد كانت أمنا تصنعه فنأكله *‬

‫َ‬
‫ل رِْزقَهُ ْ‬
‫م‬ ‫جع َ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬الل ّهُ ّ‬
‫ما ْ‬ ‫ضب ّي ْ ِ‬
‫ب َ‬
‫ض ّ‬ ‫حرِ ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫ج ْ‬
‫ن ِفي ُ‬
‫تأ ّ‬‫ل َوَدِد ْ ُ‬

‫‪ 406‬حدثنا هناد ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن إسحاق ‪،‬‬
‫عن القاسم بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬رأى عمر‬
‫أعرابيا سمينا في عام مجاعة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬من أي شيء سمن هذا ؟‬
‫" ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬من أكل الضباب ‪ .‬فقال ‪ " :‬والله لوددت أن في جحر‬
‫كل ضب ضبين ‪ ،‬اللهم اجعل رزقهم في بطون الكام ورءوس‬
‫التلع " *‬

‫َ‬ ‫ما أ ُ ِ‬
‫سود ُ ال ْ َ‬
‫حد َقَةِ ‪،‬‬ ‫ة َناقَةٍ ‪ ،‬ك ُل َّها ُ‬
‫مائ َ َ‬
‫ن ِلي ِ‬
‫بأ ّ‬‫ح ّ‬ ‫َ‬

‫‪ 407‬حدثني العباس بن محمد ‪ ،‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬حدثنا‬


‫إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ‪ ،‬عن داود بن الحصين ‪ ،‬عن‬
‫يزيد بن رومان ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬عن عائشة قالت ‪ :‬قال عمر ‪ :‬ما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أحب أن لي مائة ناقة ‪ ،‬كلها سود الحدقة ‪ ،‬بحظ العرب من‬
‫الضباب " *‬

‫ة"*‬
‫ج ً‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ما أ ُ ِ‬
‫جا َ‬
‫ب دَ َ‬
‫ض ّ‬
‫ل َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن ِلي َ‬
‫بأ ّ‬‫ح ّ‬ ‫" َ‬

‫‪ 408‬حدثنا محمد بن سنان ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫عن قتادة ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" ما أحب أن لي مكان كل ضب دجاجة " *‬

‫َ‬
‫جة ٍ " *‬
‫جا َ‬
‫ن دَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬
‫ي ِ‬ ‫ح ّ‬
‫بأ َ‬ ‫" لَ َ‬
‫ض ّ‬

‫‪ 409‬حدثنا أبو كريب محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عمر ‪ " :‬لضب أحب‬
‫إلي من دجاجة " *‬

‫مُر الن ّعَم ِ " *‬


‫ح ْ‬
‫ب ُ‬
‫ضَبا ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ح ّ‬
‫ظي ِ‬ ‫سّرِني ب ِ َ‬
‫ما ي َ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 410‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثني ابن أبي عدي ‪ ،‬عن سعيد ‪ ،‬عن‬
‫قتادة ‪ ،‬عن الحسن ‪ :‬أن رجل ‪ ،‬شكا إلى عمر الجوع ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ألست بأرض مضبة ؟ قال ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪ " :‬ما يسرني بحظي من‬
‫الضباب حمر النعم " *‬

‫َ‬
‫ن"*‬
‫ضب ّي ْ ِ‬
‫ب َ‬
‫ض ّ‬ ‫حرِ ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫ج ْ‬
‫ي ُ‬
‫ن فِ َ‬
‫تأ ّ‬‫" ل َوَدِد ْ ُ‬

‫‪ 411‬حدثنا هناد ‪ ،‬حدثنا يعلى ‪ ،‬عن المسعودي ‪ ،‬عن زياد بن‬


‫علقة ‪ ،‬قال ‪ :‬رأى عمر رجل سمينا في عام سنة فقال ‪ :‬ما أسمنك‬
‫؟ فقال ‪ :‬الضباب ‪ .‬فقال عمر ‪ " :‬لوددت أن في جحر كل ضب‬
‫ضبين " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة"*‬
‫ج ً‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫جا َ‬
‫ب دَ َ‬
‫ض ّ‬
‫ل َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن ِلي َ‬
‫سّرِني أ ّ‬
‫ما ي َ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 412‬حدثني عبدة بن عبد الله الصفار ‪ ،‬حدثنا عباد بن ليث ‪ ،‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عمر ‪ " :‬ما‬
‫يسرني أن لي مكان كل ضب دجاجة " *‬

‫ن"*‬ ‫حرِ ك ُ ّ‬ ‫َ‬


‫ضب ّي ْ ِ‬
‫ب َ‬
‫ض ّ‬
‫ل َ‬ ‫ج ْ‬
‫ي ُ‬
‫ن فِ َ‬
‫تأ ّ‬‫" وَدِد ْ ُ‬

‫‪ 413‬حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ‪ ،‬حدثنا قراد أبو نوح ‪ ،‬قال‬
‫المسعودي ‪ :‬أنبأنا عن زياد بن علقة ‪ ،‬عن عمه قطبة بن مالك ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬رأى عمر رجل راعيا سمينا في عام سنة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما‬
‫أسمنك ؟ " فقال ‪ :‬الضباب ‪ .‬فقال عمر ‪ " :‬وددت أن في جحر كل‬
‫ضب ضبين " *‬

‫ن"*‬ ‫حرِ ك ُ ّ‬ ‫َ‬


‫ضب ّي ْ ِ‬
‫ب َ‬
‫ض ّ‬
‫ل َ‬ ‫ج ْ‬
‫ن ِفي ُ‬
‫تأ ّ‬‫" وَدِد ْ ُ‬

‫‪ 414‬حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ‪ ،‬حدثنا أبو كامل مظفر بن‬
‫مدرك ‪ ،‬حدثنا شريك ‪ ،‬عن زياد بن علقة ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬من قومه ‪-‬‬
‫يقال له معبد بن سويد أو غيره ‪ -‬أن عمر ‪ ،‬رأى رجل سمينا في‬
‫عام الرمادة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما أسمنك ؟ " قال ‪ :‬الضباب ‪ .‬فقال عمر ‪:‬‬
‫" وددت أن في جحر كل ضب ضبين " *‬

‫ن"*‬ ‫حرِ ك ُ ّ‬ ‫َ‬


‫ضب ّي ْ ِ‬
‫ب َ‬
‫ض ّ‬
‫ل َ‬ ‫ج ْ‬
‫ن ِفي ُ‬
‫تأ ّ‬‫" وَدِد ْ ُ‬

‫‪ 415‬حدثنا محمد بن العلء الهمداني ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن سفيان ‪،‬‬


‫عن زياد بن علقة ‪ ،‬عن سعد بن معبد ‪ :‬أن عمر رأى رجل من‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫محارب ‪ ،‬سمينا في عام سنة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما طعامك ؟ " ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫الضباب ‪ .‬قال ‪ " :‬وددت أن في جحر كل ضب ضبين " *‬

‫ن كُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫حد ّث ََنا اب ْ ُ‬
‫ن‬ ‫ن"‪َ ،‬‬
‫ضب ّي ْ ِ‬
‫ب َ‬
‫ض ّ‬
‫ل َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬
‫تأ ّ‬‫" وَدِد ْ ُ‬

‫‪ 416‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن زياد بن علقة ‪ ،‬عن رجل من قومه ‪ :‬أن عمر رأى رجل‬
‫سمينا فقال ‪ " :‬ما هذا ؟ " قال ‪ :‬الضباب ‪ .‬قال ‪ " :‬وددت أن مكان‬
‫كل ضب ضبين " ‪ ،‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثني وهب بن جرير ‪،‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن زياد بن علقة ‪ ،‬عن رجل من قومه أن عمر رأى‬
‫رجل دحداحا فقال ‪ :‬ما الذي أسمنك ؟ فذكر نحوه *‬

‫ل ال ْ َ‬
‫حَرام ِ " *‬ ‫ح ّ‬
‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫حَل ِ‬
‫ل كَ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫حّر َ‬
‫م َ‬
‫ُ‬

‫‪ 417‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن إسرائيل ‪،‬‬


‫والمسعودي ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن عبد الله بن‬
‫مسعود ‪ ،‬قال ‪ :‬سأله رجل عن القاسم بن عبد الرحمن ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫انطلق إلى الكناسة يلتمس الضباب ‪ .‬قال ‪ :‬فقال رجل في ذلك ‪،‬‬
‫فقال عبد الرحمن ‪ :‬سمعت ابن مسعود ‪ ،‬يقول ‪ " :‬إن محرم‬
‫الحلل كمستحل الحرام " *‬

‫ل ال ْ َ‬
‫حَرام ِ " *‬ ‫ح ّ‬
‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫حَل ِ‬
‫ل كَ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫حّر َ‬
‫م َ‬
‫ُ‬

‫‪ 418‬حدثنا هناد بن السري ‪ ،‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ،‬أنبأنا أبي ‪ ،‬عن‬
‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت ابن‬
‫مسعود وذكر الضباب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن محرم الحلل كمستحل‬
‫الحرام " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ة ‪ ،‬أ َحب إل َيه م َ‬ ‫َ‬
‫دى‬
‫ن ت ُهْ َ‬
‫نأ ْ‬‫َ ّ ِ ْ ِ ِ ْ‬ ‫كون َ ُ‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫م ُ‬ ‫ضب ّ ُ‬ ‫دى ل َ ُ‬
‫ه ال ّ‬ ‫حد َُنا ل َي ُهْ َ‬
‫أ َ‬

‫‪ 419‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن أبي هارون ‪،‬‬
‫عن أبي سعيد ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن كان أحدنا ليهدى له الضبة المكونة ‪،‬‬
‫أحب إليه من أن تهدى له الدجاجة السمينة " *‬

‫َ‬
‫ك فَك ُل ْ ُ‬
‫ه"*‬ ‫جب َ َ‬
‫أعْ َ‬

‫‪ 420‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن إسرائيل ‪ ،‬عن عبد‬


‫العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت ابن الحنفية عن الضب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن أعجبك‬
‫فكله " *‬

‫م ل َِقي َِني فََقا َ‬ ‫َ‬


‫ل‪:‬‬ ‫ب ‪ ،‬ثُ ّ‬
‫ض ّ‬
‫م َ‬ ‫شِقيقٌ ل َ ْ‬
‫ح َ‬ ‫دى ِلي َ‬
‫" أه ْ َ‬

‫‪ 421‬حدثنا هناد ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬وعبدة ‪ ،‬عن الزبرقان ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" أهدى لي شقيق لحم ضب ‪ ،‬ثم لقيني فقال ‪ :‬كيف رأيت الذي‬
‫بعثت إليك ؟ قلت ‪ :‬طيبا *‬

‫ه‬
‫م بِ ِ‬
‫َ‬
‫ل ‪َ :‬ل أعْل َ ُ‬
‫ب ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ض ّ‬
‫ن ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫دا‬
‫ً‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫سأ َل ْ‬
‫" َ‬
‫ِ‬

‫‪ 422‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن ابن عون ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬سألت محمدا عن الضب ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل أعلم به بأسا " *‬

‫ْ‬ ‫َ‬
‫سا " *‬
‫ب ب َأ ً‬
‫ض ّ‬ ‫" َل ي ََرى ب ِأك ْ ِ‬
‫ل ال ّ‬

‫‪ 423‬حدثنا هناد بن السري ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن ابن عون ‪ ،‬عن‬
‫محمد ‪ ،‬أنه كان ‪ " :‬ل يرى بأكل الضب بأسا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب"*‬ ‫ْ‬ ‫" َل بأ ْس بأ َ‬


‫ض ّ‬
‫ل ال ّ‬ ‫ك‬
‫َ َ ِ ِ‬

‫‪ 424‬حدثنا العباس بن الوليد البيروتي ‪ ،‬أخبرني ‪ ،‬عن الوزاعي ‪،‬‬


‫أنه قال ‪ " :‬ل بأس بأكل الضب " *‬

‫" َل بأ ْس بأ َ‬
‫مَقال َةِ ل َِقوْل ِهِ ْ‬
‫م‬ ‫ل َقائ ُِلو هَذِهِ ال ْ َ‬
‫ب " َواعْت َ ّ‬
‫ض ّ‬
‫ل ال ّ‬‫ْ‬ ‫ك‬
‫َ َ ِ ِ‬

‫‪ 425‬حدثنا يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬عن مالك ‪ ،‬أنه‬
‫قال ‪ " :‬ل بأس بأكل الضب " واعتل قائلو هذه المقالة لقولهم هذا‬
‫بأن الضباب أكلت على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وبمحضر منه ‪ .‬وقالوا ‪ :‬لو كان ذلك حراما ؛ ما ترك النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم آكله يأكله ؛ إذ كان غير جائز أن يرى النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم منكرا ول يغيره ‪ ،‬ول منكر أنكر من أكل ما حرم‬
‫الله أكله ‪ .‬وقالوا ‪ :‬سواء أضيف إليه تركه آكل الحرام وأكله ‪،‬‬
‫وتركه شارب الحرام وشربه ‪ .‬قالوا ‪ :‬ولو كان ذلك جائزة إضافته‬
‫إليه ؛ جازت إضافة إقرار شارب الخمر على شربه إليه ‪ ،‬وذلك‬
‫بعيد من صفته صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬بل صفته أنه كان ل يقر‬
‫أحدا على انتهاك شيء من محارم الله عز وجل قالوا ‪ :‬وفي‬
‫إقراره آكلي الضباب على مائدته على أكلها ‪ ،‬وصفته ما ذكرنا ‪،‬‬
‫أدل الدليل على صحة ما قلنا من أنها حلل غير حرام ‪ ،‬وأن تركه‬
‫صلى الله عليه وسلم أكلها ‪ ،‬إنما كان كما قال عمر رحمة الله‬
‫عليه أنه عافها ؛ لنها لم تكن من طعام قومه ‪ .‬وقال الخرون ‪ :‬بل‬
‫كان تركه صلى الله عليه وسلم أكلها تكرها ‪ ،‬ل تحريما ‪ .‬قالوا ‪:‬‬
‫وكان تركه من ترك يأكلها على مائدته ؛ لنه لم يكن أتاه من الله‬
‫عز وجل أمر بتحريمها ‪ .‬قالوا ‪ :‬ولو كان أتاه من الله بتحليلها أو‬
‫تحريمها أمر ؛ لم يقل صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل آمر بها ول أنهى‬
‫عنها " ؛ لنه إنما بعث صلى الله عليه وسلم مبينا للعباد أمر‬
‫دينهم ‪ ،‬وما يحل لهم ويحرم عليهم قالوا ‪ :‬وقد تظاهرت الخبار‬
‫عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬ل آمر بها ول أنهى عنها " ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬فنقول كما قال عليه السلم ‪ ،‬ونكره أكلها كما كره ‪ ،‬ول‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫نقول لمن أكلها ‪ :‬أكل حراما ‪ ،‬ول ننهاه عن أكلها ‪ ،‬ول يحرم ذلك‬
‫عليه ‪ ،‬ولكنا نكرهه ‪ .‬ذكر ال خبار الواردة عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬ل آمر بأكل الضب ول أنهى عنه " ‪ ،‬وأنه‬
‫قال ‪ " :‬أمة مسخت ‪ ،‬فأرهب أن تكونه " *‬

‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬


‫مْر ب ِهِ ‪،‬‬ ‫ض " ‪ .‬فَل َ ْ‬
‫م ي َأ ُ‬ ‫ب ِفي الْر ِ‬
‫ت د ََوا ّ‬
‫خ ْ‬
‫س َ‬
‫م ِ‬
‫ة ُ‬
‫م ً‬
‫أ ّ‬

‫‪ 426‬حدثني أحمد بن منصور المروزي ‪ ،‬حدثنا النضر بن شميل‬


‫المازني ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬حدثنا حصين بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت زيد بن وهب ‪ ،‬عن حذيفة ‪ ،‬قال ‪ :‬أتي النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم بضب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن أمة مسخت دواب في الرض " ‪ .‬فلم‬
‫يأمر به ‪ ،‬ولم ينه عنه *‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫خت ِفي اْل َ‬ ‫أُ‬


‫ض ‪ ،‬فََل أد ِْري أ ّ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ئي‬
‫ِ‬ ‫را‬
‫َ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ني‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫م‬
‫ّ‬

‫‪ 427‬حدثنا هناد بن السري ‪ ،‬حدثنا أبو الحوص ‪ ،‬عن حصين ‪ ،‬عن‬


‫زيد بن وهب ‪ ،‬عن ثابت بن يزيد ح ‪ ،‬وحدثنا هناد ‪ ،‬حدثنا أبو زبيد‬
‫عبثر ‪ ،‬عن حصين ‪ ،‬عن زيد بن وهب ‪ ،‬عن ثابت بن زيد أو يزيد‬
‫النصاري قال ‪ :‬أصبنا ضبابا ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فاشتواها الناس واشتويت منها ‪ ،‬فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فأخذ عودا ‪ ،‬فعد أصابعه ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬إن أمة من بني إسرائيل‬
‫مسخت في الرض ‪ ،‬فل أدري أي الدواب هي " ‪ .‬فقلت ‪ :‬إن‬
‫الناس قد اشتووها ‪ ،‬فلم ينه عنها ولم يأكل " *‬

‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫ي‬ ‫ب ‪ ،‬فََل أد ِْري أيّ أ ّ‬
‫مة ٍ ه ِ َ‬ ‫ت د ََوا ّ‬
‫خ ْ‬
‫س َ‬
‫م ِ‬ ‫ن اْل َ‬
‫مم ِ ُ‬ ‫م َ‬
‫ة ِ‬
‫م ً‬
‫أ ّ‬

‫‪ 428‬حدثني مروان بن الحكم الحراني ‪ ،‬حدثنا البابلتي ‪ ،‬حدثنا أبو‬


‫جعفر الرازي ‪ ،‬عن حصين بن عبد الرحمن السلمي ‪ ،‬عن زيد بن‬
‫وهب الجهني ‪ ،‬عن ثابت بن زيد ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع رسول الله صلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله عليه وسلم في غزوة خيبر فأصبنا ضبابا ‪ ،‬فاشتوى ‪ -‬أو ‪:‬‬
‫اشتوى الناس منها ‪ -‬واشتويت ‪ ،‬ثم أتيت بها النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم فوضعته بين يديه ‪ ،‬فأخذ عودا ‪ ،‬فجعل يعد أصابعه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫" إن أمة من المم مسخت دواب ‪ ،‬فل أدري أي أمة هي " ‪ .‬فلم‬
‫يأكل منها ‪ .‬فقلت له ‪ :‬إن الناس قد أكلوا منها ‪ ،‬فلم يأمرهم ولم‬
‫ينههم *‬

‫م"*‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ذا ِ‬ ‫ت ‪ ،‬فََل أ َد ِْري ‪ ،‬ل َعَ ّ‬
‫ل هَ َ‬ ‫خ ْ‬
‫س َ‬
‫م ِ‬
‫ة ُ‬
‫م ً‬ ‫ُ‬
‫أ ّ‬

‫‪ 429‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫عدي بن ثابت ‪ ،‬قال ‪ :‬شهدت زيد بن وهب يحدث ‪ ،‬عن ثابت بن‬
‫وديعة ‪ " :‬أن رجل ‪ ،‬من بني فزارة أتى النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫بضباب قد احترشها ‪ -‬أو ‪ :‬اخترشها ‪ -‬شك ابن مهدي ‪ -‬فقال ‪ " :‬إن‬
‫أمة مسخت ‪ ،‬فل أدري ‪ ،‬لعل هذا منهم " *‬

‫ن تَ ُ‬ ‫خا ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫ن هَذِهِ "‬
‫كو َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فَأ َ‬
‫ل فُِقد َ ْ‬
‫سَراِئي َ‬
‫ن ب َِني إ ِ ْ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫م ً‬
‫أ ّ‬

‫‪ 430‬حدثنا هناد ‪ ،‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ،‬أنبأنا العمش ‪ ،‬عن زيد بن‬
‫وهب ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن حسنة ‪ ،‬قال ‪ :‬غزونا فأصابتنا مجاعة ‪،‬‬
‫فنزلنا أرضا كثيرة الضباب ‪ ،‬فأخذنا منها فطبخنا ‪ ،‬فسألنا النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم فقال ‪ " :‬إن أمة من بني إسرائيل فقدت ‪،‬‬
‫فأخاف أن تكون هذه " ‪ .‬فأكفانا القدور ‪ ،‬حدثنا هناد ‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫معاوية ‪ ،‬ويعلى ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن زيد بن وهب ‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن حسنة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه *‬

‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫مْر‬ ‫مم ِ ‪ ،‬فََل أد ِْري ل َعَل َّها " ‪ .‬فَل َ ْ‬
‫م ي َأ ُ‬ ‫ن اْل َ‬
‫م َ‬
‫ة ِ‬
‫م ً‬
‫أ ّ‬

‫‪ 431‬حدثنا محمد بن حميد ‪ ،‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬حدثنا الحسين‬


‫بن واقد ‪ ،‬عن أبي الزبير ‪ ،‬أنه سمع جابر بن عبد الله ‪ ،‬يقول ‪ :‬إن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الضب أتي به النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فلم يأكله ‪ .‬فقال‬
‫عمر ‪ :‬إن فيه منفعة للرعاء ‪ .‬فقال ‪ " :‬إن أمة من المم ‪ ،‬فل أدري‬
‫لعلها " ‪ .‬فلم يأمر به ‪ ،‬ولم ينه عنه ‪ ،‬ولم يأكله *‬

‫ْ‬ ‫" بل َغَِني أ َ ُ‬


‫مْر ب ِهِ ‪،‬‬ ‫ت " ‪ .‬فَل َ ْ‬
‫م ي َأ ُ‬ ‫خ ْ‬
‫س َ‬
‫م ِ‬
‫ة ُ‬
‫م ً‬
‫نأ ّ‬‫ّ‬ ‫َ‬

‫‪ 432‬حدثنا هناد ‪ ،‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ،‬حدثنا داود ‪ ،‬عن أبي نضرة‬
‫‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬نادى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم رجل من أهل الصفة حين انصرف من الصلة ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ‪ ،‬إن أرضنا مضبة ‪ ،‬فما ترى في الضباب ؟ فقال ‪" :‬‬
‫بلغني أن أمة مسخت " ‪ .‬فلم يأمر به ‪ ،‬ولم ينه عنه *‬

‫ه " ‪ ،‬أ َوْ َقا َ‬


‫ل‬ ‫َ‬
‫مُر ب ِهِ وََل أن َْهى عَن ْ ُ‬
‫" َل آ ُ‬

‫‪ 433‬حدثني علي بن سهل ‪ ،‬حدثنا مؤمل بن إسماعيل ‪ ،‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن عبد الله بن دينار ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت ابن عمر ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫أتي النبي صلى الله عليه وسلم بضب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل آمر به ول أنهى‬
‫عنه " ‪ ،‬أو قال ‪ " :‬ل أحله ول أحرمه " *‬

‫َ‬ ‫خت ‪ ،‬والل ّ َ‬ ‫ُ‬


‫ب‬ ‫ه أعْل َ ُ‬
‫م ‪ ،‬أيّ الد َّوا ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫س َ ْ‬
‫م ِ‬ ‫سَراِئي َ‬
‫ل ُ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫م ً‬
‫أ ّ‬

‫‪ 434‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا معلى بن منصور ‪ ،‬عن أبي‬


‫عوانة ‪ ،‬عن عبد الملك بن عمير ‪ ،‬عن حصين ‪ ،‬عن سمرة بن‬
‫جندب ‪ :‬أن رجل ‪ ،‬سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو‬
‫يخطب عن الضب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن أمة من بني إسرائيل مسخت ‪،‬‬
‫والله أعلم ‪ ،‬أي الدواب مسخت " *‬

‫ب‬ ‫ل ‪ ،‬الل ّه أ َعْل َ َ‬


‫سَراِئي َ‬ ‫ُ‬
‫م أيّ الد َّوا ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫م ٌ‬
‫تأ ّ‬‫خ ْ‬
‫س َ‬
‫م ِ‬
‫" ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 435‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا زكريا بن عدي ‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن‬
‫عمرو ‪ ،‬عن عبد الملك بن عمير ‪ ،‬عن الحصين بن قبيصة ‪ ،‬عن‬
‫سمرة ‪ ،‬قال ‪ :‬نادى أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم وهو‬
‫يخطب ‪ ،‬فقطع عليه خطبته ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ما تقول في‬
‫الضباب ؟ فقال ‪ " :‬مسخت أمة من بني إسرائيل ‪ ،‬الله أعلم أي‬
‫الدواب مسخت ؟ " *‬

‫ل ال ْعِل ْ‬ ‫خبر من متَقدمي أ َ‬


‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ذا ال ْ َ َ ِ ِ ْ ُ َ ّ ِ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ب ِهَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال بهذا الخبر من متقدمي أهل العلم‬

‫ل ال ْعِل ْم ِ ‪#‬‬ ‫َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬


‫مي أهْ ِ‬
‫مت ََقد ّ ِ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ب ِهَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫كا َ‬
‫ة‪،‬‬
‫حِنيَف َ‬ ‫ه " وَ َ َ‬
‫ن أُبو َ‬ ‫ت ِبآك ِل ِهِ وََل ب َِزا ِ‬
‫جرٍ عَن ْ ُ‬ ‫" لَ ْ‬
‫س ُ‬

‫‪ 436‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع بن الجراح ‪ ،‬عن أبي‬


‫المنهال ‪ ،‬عن عمه عبد الله بن زيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أبا هريرة عن‬
‫الضب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لست بآكله ول بزاجر عنه " وكان أبو حنيفة ‪،‬‬
‫وأبو يوسف ‪ ،‬ومحمد يقولون ‪ :‬نكره أكل الضب ‪ .‬وقال آخرون ‪:‬‬
‫أكل لحم الضب حرام ‪ .‬واعتلوا في تحريمهم ذلك بأخبار رويت عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬منها الخبر الذي *‬

‫ن تَ ُ‬ ‫خا ُ َ‬
‫ت ‪ ،‬وَإ ِّني أ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ن هَذِهِ‬
‫كو َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ل فُِقد َ ْ‬
‫سَراِئي َ‬
‫ن ب َِني إ ِ ْ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫م ً‬
‫أ ّ‬

‫‪ 437‬حدثناه هناد بن السري ‪ ،‬وسلم بن جنادة السوائي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬وحدثنا هناد ‪ ،‬حدثنا يعلى ‪ ،‬جميعا عن العمش ‪،‬‬
‫عن زيد بن وهب ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن حسنة ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فنزلنا أرضا كثيرة الضباب ‪ ،‬فأصبنا ‪،‬‬
‫فذبحنا منها ‪ ،‬فبينا القدور تغلي بها ‪ ،‬إذ خرج علينا رسول الله صلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله عليه وسلم فقال ‪ " :‬إن أمة من بني إسرائيل فقدت ‪ ،‬وإني‬
‫أخاف أن تكون هذه ؛ فاكفئوها " ‪ .‬فكفأناها *‬

‫ن تَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَإ ِّني أ َ ْ‬


‫خ َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ُ‬
‫ن هَذِهِ‬
‫كو َ‬ ‫شى أ ْ‬ ‫خ ْ‬
‫س َ‬
‫م ِ‬
‫ل ُ‬ ‫ن ب َِني إ ِ ْ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫م ً‬
‫أ ّ‬

‫‪ 438‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن زيد‬


‫بن وهب ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن حسنة ‪ ،‬قال ‪ :‬غزونا مع رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فنزلنا أرضا كثيرة الضباب ‪ ،‬ونحن مرملون‬
‫‪ ،‬فأصبناها ‪ ،‬فكانت القدور تغلي بها ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ما هذه ؟ " فقلنا ‪ :‬ضباب أصبناها ‪ .‬فقال ‪ " :‬إن‬
‫أمة من بني إسرائيل مسخت ‪ ،‬وإني أخشى أن تكون هذه " ‪.‬‬
‫فأمرنا فأكفأناها ‪ ،‬وإنا لجياع *‬

‫ْ‬
‫ما َل ت َأك ُُلو َ‬
‫ن"*‬ ‫م ّ‬
‫م ِ‬ ‫" َل ت ُط ْعِ ُ‬
‫موهُ ْ‬

‫‪ 439‬حدثنا محمد بن خلف العسقلني أبو نصر ‪ ،‬حدثنا آدم بن أبي‬


‫إياس ‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬حدثنا حماد بن أبي سليمان ‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم ‪ ،‬عن السود بن يزيد ‪ ،‬عن عائشة أم المؤمنين ‪ ،‬قالت ‪:‬‬
‫أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضب فلم يأكله ‪ ،‬فقلت ‪:‬‬
‫يا رسول الله ‪ ،‬أل نطعمه المساكين ؟ فقال ‪ " :‬ل تطعموهم مما ل‬
‫تأكلون " *‬

‫ْ‬
‫ما َل ت َأك ُُلو َ‬
‫ن"*‬ ‫م ّ‬
‫م ِ‬ ‫" َل ت ُط ْعِ ُ‬
‫موهُ ْ‬

‫‪ 440‬حدثني محمد بن معمر البحراني ‪ ،‬حدثنا موسى بن داود ‪،‬‬


‫حدثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن السود ‪ ،‬عن‬
‫عائشة ‪ ،‬قال ‪ :‬أهدي لي ضب مشوي ‪ ،‬فقربته إلى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فلم يأكله ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أل نطعمه السؤال ؟‬
‫فقال ‪ " :‬ل تطعموهم مما ل تأكلون " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه"*‬
‫من ْ ُ‬ ‫ما َل ن َأ ْك ُ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫م ّ‬
‫م ِ‬ ‫" َل ت ُط ْعِ ِ‬
‫ميهِ ْ‬

‫‪ 441‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫بعث إليه بضب ‪ ،‬فأبى أن يأكله ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أل أطعمه السؤال ؟‬
‫فقال ‪ " :‬ل تطعميهم مما ل نأكل منه " *‬

‫ْ‬
‫ما َل ت َأك ُُلو َ‬
‫ن"*‬ ‫م ّ‬
‫م ِ‬ ‫" َل ت ُط ْعِ ُ‬
‫موهُ ْ‬

‫‪ 442‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ :‬إن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أتي بضب فكرهه ‪ ،‬أو نهى عنه ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أل نطعمه‬
‫الخدم ؟ فقال ‪ " :‬ل تطعموهم مما ل تأكلون " *‬

‫مما َل ن َأ ْك ُل ُه " َقاُلوا ‪َ :‬فاْل َ‬


‫ن‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه ِ ّ‬ ‫" َل ن ُط ْعِ ُ‬
‫م ُ‬

‫‪ 443‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع بن الجراح ‪ ،‬عن سفيان ‪،‬‬


‫ومسعر ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم أتي بضب فكرهه ‪ ،‬فجاء سائل فقلنا ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬أل نطعمه ؟ فقال ‪ " :‬ل نطعمه مما ل نأكله " قالوا ‪ :‬فالخبار‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهي عن أكل لحومها‬
‫صحيحة ‪ ،‬والرواية عنه بذلك ثابتة ‪ ،‬وليس لحد أن يتقدم على‬
‫تحليل ما حرم ‪ ،‬ول على إباحة ما حظر صلى الله عليه وسلم *‬

‫ذك ْر من نهى عَ َ‬
‫سل َ ِ‬
‫ف‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن أك ْل ِهِ ِ‬
‫م َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ُ َ ْ ََ‬

‫ذكر من نهى عن أكله من السلف‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ <<#‬ذك ْر من نهى عَ َ‬
‫سل َ ِ‬
‫ف‪#‬‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن أك ْل ِهِ ِ‬
‫م َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ُ َ ْ ََ‬

‫ب"*‬
‫ض ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫ي عَ ِ‬
‫" ن ََهى عَل ِ ّ‬

‫‪ 444‬حدثنا هناد بن السري ‪ ،‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ،‬أنبأنا عبد الجبار‬
‫بن عباس ‪ ،‬عن عريب ‪ ،‬عن عبد الرحمن اليامي ‪ ،‬عن الحارث ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬نهى علي عن الضب " *‬

‫ح‬
‫ص ّ‬
‫ما َ‬
‫عن ْد ََنا َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن ال َْقوْ ِ‬
‫ل ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫م َ‬
‫ب ِ‬
‫وا ُ‬
‫ص َ‬
‫ب " َوال ّ‬ ‫ك َرِهَ ال ّ‬
‫ضَبا َ‬

‫‪ 445‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن عبد الجبار بن عباس‬


‫الشبامي ‪ ،‬عمن ذكره ‪ ،‬عن الحارث ‪ ،‬عن علي ‪ " :‬أنه كره‬
‫الضباب " والصواب من القول في ذلك عندنا ما صح به الخبر عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لحم الضب غير حرام على‬
‫آكله أكله ؛ إذ لم ينه عن أكله آكله ‪ ،‬على ما بينه صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ولم يأتنا بتحريمه إياه عنه خبر يصح سنده ‪ .‬ونكره له أكله‬
‫تقذرا ‪ ،‬وننهاه عنه تنزها ‪ ،‬كما كرهه صلى الله عليه وسلم لنفسه‬
‫تقذرا وعافه ‪ ،‬فنهى عنه تنزها من غير تحريم منه له ‪ .‬فإن قال لنا‬
‫قائل ‪ :‬أوليس قد أخبر عبد الرحمن بن حسنة عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم أنه أمرهم وقد غلت القدور بلحومها بكفئها ؟ وقد‬
‫علمت أن في كفئها ‪ -‬إن كان ما كان فيها من لحوم الضباب كان‬
‫حلل ‪ -‬إفساد طعام حلل أكله ‪ ،‬وفي إفساد ذلك ‪ -‬وهو حلل ‪-‬‬
‫تضييع مال ‪ ،‬وفي تضييع المرء مال من ماله ‪ -‬ول سيما الطعام‬
‫الذي هو غذاء البدان وأقوات الجساد ‪ -‬الدخول في معاني أهل‬
‫السفه الذين يستحقون الحجر ‪ ،‬والتقدم على ما قد نهى عنه صلى‬
‫الله عليه وسلم من إضاعة المال ‪ .‬قيل ‪ :‬إن ذلك ‪ -‬وإن كان طعاما‬
‫بالمعنى الذي وصفت من كراهة النفس له وتقذرها إياه ‪ ،‬وإن كان‬
‫غير حرام على آكله أكله ‪ -‬لم يستحق الرامي به ‪ -‬إذا رمى به ‪ -‬ول‬
‫مهريق قدره ‪ -‬إذا أهراقها ‪ -‬اسم مضيع مال ‪ ،‬ومفسد طعام ‪ ،‬كما‬
‫غير مستحق عند أهل العلم مهريق قدر طبيخ قد أراح ونمس ‪-‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حتى صار من تغير طعمه ورائحته إلى حال تكرهه النفس ‪ ،‬وتعاف‬
‫أن تطعمه ‪ -‬اسم مضيع مال ‪ ،‬ول مفسد طعام ؛ بإراقته إياه ‪ ،‬وإن‬
‫كان حلل أكله ‪ ،‬غير حرام على طاعم يطعمه ‪ .‬فكذلك إراقة مريق‬
‫القدر الغالية بلحوم الضباب ‪ -‬إذا أراقها ‪ -‬غير مستحق اسم مضيع‬
‫مال ‪ ،‬ول مفسد طعام ؛ إذا كانت إراقته ذلك تقذرا وتنزها عما‬
‫تنزه عنه صلى الله عليه وسلم وتقذره ‪ ،‬وإن كان أراق ما هو غير‬
‫حرام على طاعم أن يطعمه ومن أنكر ما قلنا في لحوم الضباب‬
‫على السبيل التي وصفنا ‪ ،‬سئل عن الطعمة النمسة ‪ ،‬والقدور‬
‫المريحة ‪ ،‬والطبخة التي قد ماتت فيها الخنافس والجعلن وبنات‬
‫وردان ‪ ،‬وما أشبه ذلك من الدواب التي ل نفس لها سائلة ‪،‬‬
‫فتغيرت روائحها بموت ما مات فيها من ذلك ‪ ،‬حتى تقذرت‬
‫النفوس النظر إليها وعافته ‪ ،‬فضل عن أكلها ‪ ،‬أيأثم مريقها بإراقتها‬
‫‪ ،‬ويستحق طارحها بطرحها اسم مضيع مال ‪ ،‬ومفسد طعام ؟ فإن‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬خرج من معقول أهل العقل ‪ ،‬وخالف ما عليه جميع‬
‫المة ‪ ،‬من إجازتهم إلقاء ذلك وطرحه وترك أكله ‪ .‬وإن قال ‪ :‬بل‬
‫غير حرج الرامي به ‪ ،‬ول آثم ملقيه ومريقه ‪ .‬قيل له ‪ :‬فما الفرق‬
‫بين ذلك ‪ ،‬وبين مريق قدر طبيخ لحوم الضباب التي أراقها من‬
‫أراقها تقذرا وتنزها ‪ ،‬وكلهما غير حرام أكله ‪ ،‬ول حرج طاعمه ؟‬
‫فإن زعم أن ذلك مختلف ‪ ،‬بأن مريق ما وصفنا ‪ -‬من القدور التي‬
‫قد ماتت فيها الدواب التي ذكرنا ‪ -‬أراق ما علته إراقته فرضا ؛‬
‫لتنجسه بموت ما مات فيه من ذلك ‪ ،‬وأن مريق القدر المطبوخ‬
‫فيها لحوم الضباب ‪ ،‬أراق ما هو حلل أكله عندكم غير حرام ‪،‬‬
‫خالف في ذلك ما عليه الحجة مجمعة وكلف تثبيت ما مات فيه من‬
‫الدواب مما ل نفس له سائلة ‪ ،‬من الوجه الذي يجب التسليم له ‪،‬‬
‫ول سبيل إلى ذلك ‪ .‬وفي عزة ذلك عليه ‪ ،‬صحة القول بأن من‬
‫المأكول والمطعوم ما لصاحبه إلقاؤه وطرحه ‪ ،‬وترك أكله تقذرا‬
‫وتنزها ‪ ،‬وهو بأكله ‪ -‬لو أكله ‪ -‬غير آثم ‪ ،‬ول طاعم حراما ‪ .‬وإذا صح‬
‫ذلك ؛ صح أن من ذلك لحوم الضباب التي وصفنا ‪ ،‬وثبتت صحة ما‬
‫قلنا من أن آكلها إن أكل ‪ ،‬لم يأكل بأكلها حراما ‪ ،‬وإن ألقاها ونبذها‬
‫‪ ،‬لم يكن بفعله ما فعل من ذلك مضيعا مال ‪ ،‬ل مفسدا طعاما ‪ ،‬ول‬
‫لزمه بذلك لوم ول إثم فيه ‪ .‬وفي صحة ذلك كذلك ؛ صحة معنى‬
‫الخبار المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحوم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الضباب كلها ‪ ،‬وذلك أن في أمره من أمر بأكل ذلك ‪ ،‬إعلما منه‬
‫أمته أنه حلل غير حرام ‪ .‬وفي تركه أكله ونهيه من نهى عن أكله ‪،‬‬
‫إعلمهم كراهته أكله من غير تحريم ‪ ،‬وكذلك في قوله عليه السلم‬
‫‪ " :‬ل آمر به ‪ ،‬ول أنهى عنه " إخبار منه أنه ل يندب إلى استعمالهم‬
‫إياه في مطاعمهم استعمال الطيب من بهائم النعام من الثمانية‬
‫الزواج التي نص الله تعالى تحليلها في كتابه ‪ ،‬وسائر الغذية التي‬
‫طيبها في تنزيله ‪ ،‬وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫ول يحرمه عليهم تحريم الخبائث التي أبان تحريمها في ذلك ‪،‬‬
‫ولكنه غير حرج طاعمه ول آثم ‪ ،‬وإن كان متقدما بأكله على أكل‬
‫ما يكره له أكله ‪ ،‬كما المتقدم على أكل ما قد نمس من القدور‬
‫وأنتن من موت الخنافس وبنات الوردان والقمل والبراغيث فيه ‪،‬‬
‫متقدم على ما يكره له أكله ‪ ،‬ويختار له تركه فإن قال لنا قائل ‪:‬‬
‫فما أنتم قائلون فيما *‬

‫نهى عَ َ‬
‫خب ٌَر َل ي َث ْب ُ ُ‬
‫ت‬ ‫ذا َ‬ ‫ب " ِقي َ‬
‫ل ‪ :‬هَ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ن أك َ ِ‬
‫ل ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬

‫‪ 446‬حدثكم به إبراهيم بن سعيد الجوهري ‪ ،‬حدثنا أبو اليمان ‪،‬‬


‫حدثنا إسماعيل بن عياش ‪ ،‬عن ضمضم بن زرعة ‪ ،‬عن شريح بن‬
‫عبيد ‪ ،‬عن الحبراني ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن شبل ‪ " :‬أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم نهى عن أكل الضب " قيل ‪ :‬هذا خبر ل يثبت بمثله‬
‫في الدين حجة ‪ ،‬ولو كان مما يثبت بمثله في الدين حجة ‪ ،‬لم يكن‬
‫لما قلنا خلفا ؛ إذا كان محتمل نهيه عن ذلك أن يكون نهي تكره‬
‫وتقذر ‪ ،‬ل نهي تحريم ‪ .‬وإذا كان محتمل ذلك ‪ ،‬ثم وردت الخبار‬
‫الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم ببيان مراده من ذلك ؛ كان على‬
‫ما انتهى ذلك إليه الدينونة بأن معناه في نهيه عن ذلك على ما بينه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ .‬وقد وردت الخبار الصحاح بنقل العدول‬
‫الثبات عنه ‪ ،‬بإذنه في أكل ذلك وإباحته ‪ ،‬وأن كراهته إياه من أجل‬
‫أنه ليس من طعام قومه ‪ ،‬ل من أجل أنه حرام ‪ .‬وفي بعض ذلك‬
‫البيان الواضح عن أن نهيه عن أكله ‪ -‬لو صح ذلك عنه ‪ -‬بمعنى‬
‫التكره والتقذر ‪ ،‬ل بمعنى التحريم ‪ ،‬ولعل قائل يقول ‪ :‬وما معنى‬
‫قول النبي صلى الله عليه وسلم إذ سئل عن الضب ‪ " :‬إن أمة‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مسخت فأرهب أن تكونه " ‪ ،‬وقوله ‪ " :‬فلعل هذا منهم " ‪ ،‬وقد‬
‫علمت ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسوخ‬
‫من الخبر الذي *‬

‫َ‬ ‫" ل ََقد سأ َل ْت ِلجال مضروبة ‪ ،‬وأ َ‬


‫ة‬ ‫معُْلو َ‬
‫م ٍ‬ ‫مةٍ ‪ ،‬وَأّيام ٍ َ‬
‫سو َ‬
‫مْق ُ‬
‫ق َ‬
‫ٍ‬ ‫زا‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ ٍ َ ْ ُ َ ٍ َ‬ ‫ْ َ ِ‬

‫‪ 447‬حدثك به ‪ ،‬محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا مؤمل بن إسماعيل ‪ ،‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن علقمة بن مرثد ‪ ،‬عن المغيرة بن عبد الله اليشكري ‪،‬‬
‫عن المعرور بن سويد ‪ ،‬عن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬قالت أم حبيبة ابنت‬
‫أبي سفيان ‪ :‬اللهم متعني بزوجي رسول الله ‪ ،‬وبأبي أبي سفيان ‪،‬‬
‫وبأخي معاوية ‪ .‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لقد‬
‫سألت لجال مضروبة ‪ ،‬وأرزاق مقسومة ‪ ،‬وأيام معلومة ‪ ،‬ل يعجل‬
‫منها شيء قبل حلها ‪ ،‬ول يؤخر بعد حلها ‪ ،‬ولو سألت الله أن‬
‫يجيرك ‪ -‬أو يعيذك ‪ -‬من عذاب القبر وعذاب في النار ‪ ،‬كان خيرا‬
‫لك " ‪ .‬قالت أم حبيبة ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬القردة والخنازير ‪ ،‬من‬
‫القردة والخنازير الذين مسخوا ؟ قال ‪ " :‬إن الله ل يهلك أمة‬
‫فيبقي لها نسل أو عاقبة " فهذا الخبر عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم عن المسوخ بأن الله ل يبقي لها نسل ول عاقبة ‪،‬‬
‫وكيف يجوز أن يقول صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الله ل يبقي‬
‫للمسوخ نسل ول عاقبة " ‪ ،‬ثم يقول في الضباب ‪ " :‬أرهب أن‬
‫تكون من المسوخ التي مسخت " ؟ فإن قال ‪ :‬إنه ليس في قوله‬
‫صلى الله عليه وسلم في الضب ‪ " :‬إن أمة مسخت فأرهب أن‬
‫تكونه " ‪ .‬ول في قوله ‪ " :‬فأخشى أن يكون هذا منهم " ‪ ،‬خلف‬
‫لقوله ‪ " :‬إن الله ل يهلك أمة فيبقي لها نسل ول عاقبة " ؛ إذ جائز‬
‫أن تكون المة التي مسخت يومئذ هي الضباب الن بأعيانها ‪ ،‬ل‬
‫أنها نسلها ‪ ،‬وجائز أن تكون تلك المسوخ التي مسخت بعض هذه‬
‫الضباب ‪ ،‬بقيت إلى الن لم تعقب ‪ ،‬وتكون التي تعقب منها غير‬
‫المة التي مسخت فحولت في صورها ‪ .‬قيل لك ‪ :‬فهذا خلف‬
‫القول الذي *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫م ي َأ ْك ُ ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ط فَوْقَ ث ََلث َةِ أّيام ٍ ‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫خ قَ ّ‬
‫س ٌ‬
‫م ْ‬
‫ش َ‬ ‫" لَ ْ‬
‫م ي َعِ ْ‬

‫‪ 448‬حدثنا به محمد بن العلء الهمداني ‪ ،‬حدثنا عثمان بن سعيد‬


‫المري ‪ ،‬حدثنا بشر بن عمارة ‪ ،‬عن أبي روق ‪ ،‬عن الضحاك ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬لم يعش مسخ قط فوق ثلثة أيام ‪ ،‬ولم‬
‫يأكل ‪ ،‬ولم يشرب ‪ ،‬ولم ينسل " وقد خلق الله القردة والخنازير‬
‫وسائر الخلق في الستة اليام التي ذكر الله عز وجل في كتابه ‪،‬‬
‫فمسخ هؤلء القوم ‪ -‬يعني الذين مسخهم قردة في صورة القردة ‪-‬‬
‫وكذلك يفعل بمن شاء كيف شاء ‪ ،‬ويحوله كيف يشاء ‪ .‬فما وجه‬
‫قول ابن عباس هذا إذا ‪ ،‬إن كان الذين مسخوا من بني إسرائيل‬
‫جائزا عندك أن يكونوا هم هذه الضباب اليوم ‪ ،‬أو أن يكونوا كانوا‬
‫موجودين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وقد مر‬
‫عليهم من الزمان ما مر ‪ ،‬وأتى عليهم من الدهور ما أتى ‪ ،‬وهذا‬
‫الخبر عن ابن عباس بإنكاره للمسخ عيشا أكثر من ثلث ؟ وإن‬
‫أنت قلت بتصحيح القول الذي روي عن ابن عباس ‪ ،‬قيل لك ‪ :‬فما‬
‫وجه الخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في‬
‫الضباب إذا ‪ ،‬إذ سئل عنها فقال ‪ " :‬إن أمة مسخت فأرهب أن‬
‫تكونه " ‪ ،‬والمسوخ قد هلكت وبادت قبل مبعث النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ .‬والذي قدم إليه فامتنع من أكله منها ‪ ،‬والذي سئل‬
‫عنه منها ‪ ،‬ل هو المسخ ‪ ،‬ول هو من نسلها ‪ ،‬فما وجوه كراهته أكل‬
‫ذلك حذارا أن يكون من المة التي مسخت ‪ ،‬وهو صلى الله عليه‬
‫وسلم يخبر أن المسخ ل يعقب ‪ ،‬وابن عباس يذكر أنه ل يعيش‬
‫أكثر من ثلث ؟ قيل له ‪ :‬أما الخبر عن ابن عباس الذي روي بما‬
‫ذكرت من أن المسخ ل يعيش أكثر من ثلث ‪ ،‬فخبر في سنده نظر‬
‫؛ لعلتين ‪ :‬إحداهما ‪ :‬أن الضحاك لم يسمعه من ابن عباس ‪.‬‬
‫والثانية ‪ :‬أن بشر بن عمارة ليس ممن يعتمد على روايته ‪ .‬ولو‬
‫كان ذلك عن ابن عباس صحيحا ؛ لم يكن فيه لما روي عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم خلف ‪ ،‬وكذلك أنه ليس في الخبر الذي‬
‫روي عنه صلى الله عليه وسلم في الضب الذي قدم إليه أو سئل‬
‫عنه أنه قال ‪ :‬هو من المة التي مسخت بأعيانها ‪ ،‬وإنما روي عنه‬
‫أنه قال ‪ " :‬لعل هذا منهم ‪ ،‬وأرهب أن تكونه " ‪ .‬وجائز أن يكون‬
‫عنى بقوله ‪ " :‬لعل هذا منهم " ‪ :‬منهم في الصورة والخلقة ‪ ،‬ولعل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫هذا من نوعهم في المثال ‪ " .‬وأرهب أن تكونه " ‪ :‬بمعنى أن تكون‬
‫نظيره في المثال والشبه ‪ ،‬ل أنها هي بأعيانها ‪ .‬وإذا احتمل ذلك ما‬
‫قلنا ‪ ،‬كانت كراهته صلى الله عليه وسلم أكلها لمشابهتها في‬
‫الخلقة والصورة خلقا غضب الله عليه فغيره عن هيئته وصورته‬
‫إلى صورتها ‪ ،‬وكذلك هي عندنا ‪ .‬وإذا صح أن ذلك كذلك ؛ صحت‬
‫مخارج معاني ما ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من‬
‫أن المسخ ل يعقب ‪ ،‬وقوله إذ سئل عن الضب ‪ " :‬إن أمة من بني‬
‫إسرائيل مسخت فلعل هذا منهم " ‪ ،‬ومخرج معنى قول ابن عباس‬
‫‪ :‬إن المسخ ل يعيش أكثر من ثلث ‪ ،‬وذلك أن تكون المة‬
‫الممسوخة هلكت بعد ثلث ولم تعقب ولم تنسل ‪ ،‬وتكون كراهة‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أكل الضباب إذ كرهه ؛ حذارا أن تكون‬
‫من نوع ما مسخ الله من المة التي مسخ من بني إسرائيل ‪ ،‬إذ‬
‫كان لم يمسخ تعالى ذكره خلقا من خلقه على صورة دابة من‬
‫الدواب ‪ ،‬إل كره إلى أمة نبينا صلى الله عليه وسلم أكل لحم تلك‬
‫الدابة التي مسخ ذلك الخلق على صورته أو حرمه عليهم ‪ .‬وذلك‬
‫كتحريمه عليهم لحوم الخنازير التي مسخت على صورتها أمة من‬
‫اليهود ‪ ،‬وكتحريمه لحوم القردة التي مسخت على صورتها منهم‬
‫أمة أخرى ‪ ،‬وتكريهه ذلك إليهم ‪ .‬فإن قال ‪ :‬أفكانت عنده الضباب‬
‫من المسوخ ‪ ،‬وسبيلها سبيلها ؟ قيل ‪ :‬إن في قوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إن أمة مسخت فأرهب أن تكونه " ‪ ،‬وفي قوله عليه‬
‫السلم ‪ " :‬فلعل هذا منهم " ‪ ،‬بيانا واضحا أنه لم يكن تبين له أنها‬
‫من نوع المة التي مسخت ‪ -‬ولذلك لم تحرم ‪ -‬وأنه لو تبين له منها‬
‫ما تبين من القردة والخنازير لحرم أكلها على آكلها ‪ ،‬ولكنه عليه‬
‫السلم رأى خلقا مشكل ‪ ،‬يشبه خلق المسوخ ؛ فكره أكلها لذلك ‪،‬‬
‫ولم يحرمه ؛ إذ لم يكن أتاه الوحي من الله عز وجل بأن ذلك‬
‫كذلك ‪ .‬وفي صحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بالذي ذكرنا من كراهته أكل لحوم الضباب ‪ ،‬مع إذنه لكليها في‬
‫أكلها ‪ ،‬الدليل الواضح على أن من أمور الدين أمورا ‪ ،‬الورع في‬
‫الحجام عن التقدم عليها ‪ ،‬والفضل في الكف والمساك عنها ‪،‬‬
‫وإن كان غير محرم التقدم عليها ؛ وذلك إذا التبست على المرء‬
‫أسبابها ‪ ،‬ولم يتضح له وجه صحتها وضوحا بينا ‪ ،‬كالذي فعل صلى‬
‫الله عليه وسلم في أكل لحم الضب ‪ ،‬فلم يتقدم عليه ؛ أخذا منه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بالحتياط لنفسه ‪ ،‬واستبراء منه لدينه ؛ إذ خاف أن يكون من نوع‬
‫المسوخ التي حرم الله نظائرها عليه ‪ ،‬ولم ينه آكله عن أكله ؛ إذ‬
‫لم تكن وضحت له صحة أمره أنه من نوع المسوخ ‪ .‬وكذلك يفعل‬
‫المتمسك من أمته بمنهاجه فيما أشكل عليه أمره ؛ يحجم عن‬
‫التقدم عليه ؛ أخذا منه بالحتياط لنفسه ‪ ،‬واستبراء لدينه ‪ ،‬ول يذم‬
‫المتقدم عليه ذم مؤثم ‪ ،‬ول يلومه لوم معنف *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ذِك ُْر ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬

‫ذكر البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول عمر‬
‫رحمه الله في لحم الضب ‪ :‬إنما عافه رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ .‬يعني بقوله ‪ :‬عافه ‪ :‬كرهه ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬عاف فلن هذا‬
‫الشيء فهو يعافه عيفا ‪ ،‬وعيوفا ‪ ،‬ومنه قول أعشى بني ثعلبة ‪:‬‬
‫لكالثور يوم الورد يضرب ظهره وما ذنبه أن عافت الماء مشربا‬
‫وما ذنبه أن عافت الماء باقر وما إن تعاف الماء إل ليضربا ومنه‬
‫قول نابغة بني ذبيان ‪ :‬دعته نية عنا قذوف وعاف البشر فانتجع‬
‫الملحا والعيافة غير هذا المعنى ‪ ،‬وهي شبيهة الكهانة وزجر الطير‬
‫والسوانح والبوارح ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬عاف العائف ‪ ،‬فهو يعيف عيافة ‪،‬‬
‫ومنه أيضا قول أعشى بني ثعلبة ‪ :‬ما تعيف اليوم في الطير الروح‬
‫من غراب البين أو تيس برح وأما قول ابن عباس ‪ :‬فجاء رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم بعدما أغسق ‪ ،‬فإنه كما قال ‪ .‬معناه ‪:‬‬
‫إذا أظلم ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬غسق الليل يغسق غسوقا ‪ ،‬ومنه قول عمر‬
‫بن الخطاب ‪ :‬أخروا السحور ‪ ،‬وعجلوا الفطار ‪ ،‬ول تفطروا حتى‬
‫تروا الليل يغسق على الظراب ‪ .‬ومنه أيضا قول الله عز وجل ‪:‬‬
‫ومن شر غاسق إذا وقب ‪ ،‬يعني بذلك ‪ :‬من شر مظلم إذا هجم‬
‫بظلمه ‪ .‬وأما قول خالد بن الوليد ‪ :‬فوجد عندهم ضبا محنوذا ‪،‬‬
‫فإنه يعني بالمحنوذ ‪ :‬المشوي ‪ ،‬الذي قد أنضج شيا ‪ .‬وقد اختلف‬
‫أهل المعرفة بكلم العرب في معنى ذلك ‪ ،‬فقال بعضهم ‪ :‬معنى‬
‫المحنوذ ‪ :‬المشوي ‪ ،‬وقال ‪ :‬يقال منه ‪ :‬حنذت فرسي ‪ :‬بمعنى‬
‫سخنته وعرقته ‪ ،‬واستشهد لقوله ذلك ببيت العجاج ‪ :‬وفرغا من‬
‫رعي ما تلزجا ورهبا من حنذه أن يهرجا وقال الخرون منهم ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الحنذ ‪ :‬التعريق ‪ .‬وقال آخرون منهم ‪ :‬كل شيء شوي في الرض‬
‫إذا خدت له فيها فدفن فيها وغمم فهو المحنوذ ‪ ،‬وقال ‪ :‬تحنيذ‬
‫الخيل ‪ :‬إلقاء الجلل بعضها على بعض عليها لتعرق ‪ ،‬وذكر عن‬
‫العرب أنها تقول ‪ :‬إذا سقيته فأحنذ ‪ :‬يعني اخفس ‪ ،‬يراد به ‪ :‬أقل‬
‫الماء وأكثر النبيذ ‪ .‬وهذه أقوال ‪ -‬وإن اختلفت ألفاظ قائليها ‪-‬‬
‫متقاربات المعاني ‪ ،‬والحنذ ‪ :‬هو ما وصفت في هذا الموضع ‪ ،‬أعني‬
‫في قول خالد بن الوليد ‪ :‬فوجد عندها ضبا محنوذا ‪ ،‬ومنه قول الله‬
‫تعالى ذكره ‪ :‬فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ‪ ،‬يعنى به ‪ :‬بعجل نضيج ‪،‬‬
‫قد أنضج شيا ‪ .‬وأما قول عمر ‪ :‬اللهم اجعل رزقهم في بطون‬
‫التلع ورءوس الكام ‪ ،‬فإن التلع ‪ :‬جمع تلعة ‪ ،‬وهي مجاري المياه‬
‫من الماكن المرتفعة إلى بطون الودية مما انخفض منها ‪ ،‬وإياها‬
‫عنى ذو الرمة بقوله ‪ :‬دهاس سقاها الدلو حتى تنطقت بنور‬
‫الخزامى في التلع الجوائف وكذلك أبو النجم بقوله ‪ :‬كأن ريح‬
‫المسك والقرنفل نباته بين التلع السيل وأما الكام ‪ :‬فإنها جمع‬
‫أكمة ‪ ،‬يقال لواحدتها أكمة ‪ ،‬ثم تجمع ‪ :‬أكم ‪ ،‬وأكم ‪ ،‬وأكم ‪ ،‬وآكام ‪،‬‬
‫وهو المكان المرتفع على ما حوله من الرض ‪ ،‬ل يبلغ أن يكون‬
‫جبل ‪ .‬ومن الكم قول رؤبة بن العجاج ‪ :‬بل بلد ملء الفجاج قتمه ‪,‬‬
‫ل يشترى كتانه وجهرمه ‪ ,‬يجتاب ضحضاح السراب أكمه ومن الكم‬
‫بسكون الكاف قول أبي النجم ‪ :‬كأن فوق الكم من غثائه قطائف‬
‫الشأم على عبائه وأما قول عمر للعراب الذين أتوه ‪ :‬أما تأكلون‬
‫الهبيد ‪ ،‬فإن الهبيد هو الحنظل ‪ ،‬يؤخذ فينقع أياما سبعة ‪ ،‬ثم يقشر‬
‫من قشره العلى ‪ ،‬ثم يطحن فيخرج منه دسم ‪ ،‬وتتخذ منه عصيدة‬
‫‪ .‬وقد حدثت عن أبي عمرو الشيباني أنه قال ‪ :‬إن الهبيد إذا قشر‬
‫صار كهيئة النشا ‪ ،‬وزعم أنه قد أكل منه ‪ ،‬وإياه عنى الطرماح‬
‫بقوله ‪ :‬يمسي بعقوتها الهجف كأنه حبشي حازقة غدا يتهبد يعني‬
‫بقوله يتهبد ‪ :‬يطلب الحنظل ليعمل به ما وصفت ‪ .‬وأما قول أبي‬
‫سعيد الخدري ‪ :‬لن يهدى إلى أحدنا الضبة المكونة أحب إليه من‬
‫أن تهدى له الدجاجة السمينة ‪ ،‬فإنه يعني بالضبة المكونة ‪ :‬التي قد‬
‫جمعت البيض في بطنها ‪ ،‬يقال من ذلك ‪ :‬قد مكنت الضبة ‪،‬‬
‫وأمكنت ‪ ،‬وهي ضبة مكون ‪ .‬وأما الخبر الذي روي عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬أقروا الطير في مكناتها " ‪،‬‬
‫وروى بعضهم ‪ :‬مكناتها ‪ ،‬فإن بعضهم كان يوجهه إلى هذا المعنى ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وإلى أن ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإقرار الطير‬
‫على بيضها حتى تفرخ ‪ ،‬ويزعم أن المكنات جمع مكنة ‪ ،‬وأنها بيض‬
‫الطائر ‪ ،‬ويزعم أن ذلك قيل على وجه الستعارة ‪ ،‬وإن كان‬
‫المكنات ل تعرف إل للضباب ‪ ،‬كما قيل ‪ :‬مشافر الحبش ‪ ،‬وإنما‬
‫المشافر للبل ‪ ،‬كما قال الشاعر في صفة السد ‪ :‬له لبد أظفاره‬
‫لم تقلم ول أظفار للسد ‪ ،‬وإنما له مخالب ‪ .‬وقد أنكر ذلك من‬
‫قوله آخرون ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬بل معنى ذلك ‪ :‬أقروا الطير على أمكنتها ‪،‬‬
‫وامضوا لموركم ‪ ،‬فإن المر بيد الله تعالى ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإنما قال ذلك‬
‫لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬لنهم كانوا في الجاهلية إذا‬
‫أراد أحدهم سفرا أو غزوا أو أمرا من المور ‪ ،‬أثار الطير من‬
‫أوكارها ؛ لينظر أي وجه تسلك ‪ ،‬وإلى أي ناحية تطير ‪ ،‬فإن طارت‬
‫ذات اليمين خرج لسفره ومضى لمره ‪ ،‬وإن أخذت ذات الشمال ؛‬
‫رجع ولم يمض ؛ فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن‬
‫يقروها في أماكنها ‪ ،‬وأبطل ذلك من فعلهم ‪ ،‬كما أبطل الستقسام‬
‫بالزلم ‪ .‬وقال الخرون ‪ :‬بل هذا تصحيف من الرواة ‪ ،‬وخطأ‬
‫منهم ‪ ،‬ول نعرف المكنات إل اسما لبيض الضباب دون غيرها ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬ونرى أن راوي ذلك سمع أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬أقروا الطير في وكناتها " ‪ ،‬بالواو ‪ .‬وقالوا ‪ :‬ووكنات‬
‫الطير ‪ :‬مواضع عشها ‪ ،‬وحيث تسقط عليه من الشجر وتأوي إليه ‪.‬‬
‫واستشهدوا لقولهم ذلك ببيت امرئ القيس بن حجر ‪ :‬وقد أغتدي‬
‫والطير في أكناتها بمنجرد قيد الوابد هيكل والصواب من القول‬
‫عندي في ذلك غير ما قال هؤلء ‪ .‬وذلك أنا إن وجهنا ذلك إلى ما‬
‫قاله من زعم أن معنى مكناتها أمكنتها ؛ خرجنا عن المعروف من‬
‫كلم العرب ؛ وذلك أنا ل نعلم في كلمهم أنه يقال للمكنة ‪ :‬مكنة ‪.‬‬
‫وإن وجهناه إلى ما قاله من زعم أنه عنى بالمكنات بيضها ؛ دخلنا‬
‫أيضا في نحو الذي أنكرنا من الخروج عن المعروف من كلم‬
‫العرب ‪ ،‬وذلك أنه ل تعرف المكنات إل للضباب في كلم العرب ‪،‬‬
‫فأما الطير فلم يسمع بالمكنات ‪ .‬وإن قلنا ما قاله الذين نسبوا‬
‫رواة الخبر إلى الخطأ فيما نقلوه ؛ كنا قد تقدمنا على ما ل يقين‬
‫عندنا به ‪ .‬ولكن القول في ذلك عندي أن الرواية ينبغي أن تكون ‪:‬‬
‫" أقروا الطير على مكناتها " بفتح الميم والكاف ‪ ،‬فتكون المكنات‬
‫حينئذ جمع مكنة ‪ ،‬والمكنة ‪ :‬اسم من التمكن ‪ ،‬فعلة منه ‪ ،‬من قول‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫القائل ‪ :‬مكن فلن بموضع كذا ‪ :‬بمعنى تمكن فيه ‪ ،‬فهو يمكن فيه‬
‫مكنا ‪ ،‬ومكنة ‪ ،‬ثم تجمع المكنة مكنات ‪ ،‬كما يقال ‪ :‬قعد فلن قعدة‬
‫وقعدات ‪ ،‬وجلس جلسة وجلسات ‪ ،‬ويكون معنى الكلم حينئذ ‪:‬‬
‫أقروا الطير التي تزجرونها في مواضعها المتمكنة فيها ‪ ،‬التي هي‬
‫بها مستقرة ‪ ،‬وامضوا لموركم ‪ ،‬فإن زجركم إياها غير مجد عليكم‬
‫نفعا ‪ ،‬ول دافع عنكم ضرا ‪ .‬وأما قول ثابت بن وديعة ‪ :‬أن رجل من‬
‫بني فزارة أتى النبي صلى الله عليه وسلم بضباب قد احترشها ‪ ،‬أو‬
‫اخترشها ‪ ،‬فإنه إنما هو ‪ :‬قد احترشها ‪ ،‬ول معنى للشك في ذلك ‪،‬‬
‫ولكن ابن مهدي لعله أن ل يكون عرف معنى احتراش الضباب ‪،‬‬
‫فجعل الخبر بالشك على ما وصفت ‪ .‬ومعنى احتراش الضباب ‪:‬‬
‫تحريك طالب اصطيادها في جحرها الذي تأوي إليه عودا ‪ ،‬أو وتدا‬
‫أو غير ذلك ؛ ليخرج الضب ذنبه ؛ ظنا منه أن الحركة التي أحسها‬
‫في جحره حركة حية أو أفعى ؛ وذلك أن الحية أو الفعى ربما‬
‫دخلت عليه جحره ‪ ،‬فإذا سمع الضب حس دخوله ‪ ،‬أخرج ذنبه‬
‫فضربها به ‪ ،‬فقطعها ثنتين ‪ ،‬فإذا حرك طالب اصطياده ومحترشه‬
‫في جحره ما وصفت ‪ ،‬واحترش بذلك الضب ؛ أخرج ذنبه وهو‬
‫يحسبه حية أو أفعى ؛ ليضربها به ‪ ،‬فإذا أخرج ذنبه قبض عليه‬
‫المحترش فأخرجه من جحره ‪ .‬وهذا المعنى أم جرير بن عطية في‬
‫قوله ‪ :‬فيا عجبا ‪ ،‬أتوعدني نمير براعي البل يحترش الضبابا وأما‬
‫قول عبد الرحمن بن حسنة ‪ :‬فنزلنا أرضا كثيرة الضباب ونحن‬
‫مرملون ‪ ،‬فإنه عنى بقوله ‪ :‬ونحن مرملون ‪ :‬ونحن مقوون ‪ ،‬قد‬
‫نفدت أزوادنا فل زاد معنا ‪ .‬يقال ‪ :‬قد أرمل القوم وأقووا وأنفضوا ‪:‬‬
‫إذا نفدت أزوادهم ‪ .‬ومنه قول كعب بن زهير بن أبي سلمى ‪ :‬إذا‬
‫حضراني قلت لو تعلمانه ألم تعلما أني من الزاد مرمل وأما قوله ‪:‬‬
‫فأمرنا فأكفأناها ‪ ،‬فقد بينت فيما مضى قبل أن الصواب فيه ‪:‬‬
‫فكفأناها ‪ ،‬وذلك المعروف من كلم العرب الفصيح ‪ ،‬منه ‪ :‬كفأت‬
‫الناء ‪ :‬وذلك إذا قلبته وأرقت ما فيه ‪ .‬ولكنا نؤدي الخبر على ما‬
‫سمعناه من ألفاظ الرواة في أكثر رواياتنا ‪ ،‬ما لم يحل المعنى ‪.‬‬

‫ن‬ ‫ذك ْر ما ل َم يمض من حديث يعَلى ب ُ‬


‫ة ‪ ،‬عَ ْ‬
‫مي ّ َ‬
‫نأ َ‬‫ْ ِ‬ ‫ْ َ ْ ِ ِ ْ َ ِ ِ َْ‬ ‫ِ ُ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر ما لم يمض من حديث يعلى بن أمية ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم‬

‫ن‪#‬‬ ‫‪ <<#‬ذك ْر ما ل َم يمض من حديث يعَلى ب ُ‬


‫ة ‪ ،‬عَ ْ‬
‫مي ّ َ‬
‫نأ َ‬‫ْ ِ‬ ‫ْ َ ْ ِ ِ ْ َ ِ ِ َْ‬ ‫ِ ُ َ‬

‫ه"*‬ ‫م ‪َ ،‬فاقْب َُلوا َ‬


‫صد َقَت َ ُ‬ ‫ه ب َِها عَل َي ْك ُ ْ‬
‫صد ّقَ الل ّ ُ‬ ‫صد َقَ ٌ‬
‫ة تَ َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 449‬حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري ‪ ،‬ومحمد بن العلء‬


‫الهمذاني ‪ ،‬وسفيان بن وكيع بن الجراح ‪ ،‬قالوا ‪ :‬حدثنا عبد الله بن‬
‫إدريس ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬عن ابن أبي عمار ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫بابيه ‪ ،‬عن يعلى بن أمية ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لعمر بن الخطاب ‪ :‬ليس‬
‫عليكم جناح أن تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين‬
‫كفروا ‪ ،‬وقد أمن الناس ‪ ،‬فقال ‪ :‬عجبت ما عجبت ‪ ،‬حتى سألت‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ‪ ،‬فقال ‪ " :‬صدقة تصدق الله‬
‫بها عليكم ‪ ،‬فاقبلوا صدقته " *‬

‫ه"‪،‬‬ ‫م ‪َ ،‬فاقْب َُلوا َ‬


‫صد َقَت َ ُ‬ ‫ه ب َِها عَل َي ْك ُ ْ‬
‫صد ّقَ الل ّ ُ‬ ‫صد َقَ ٌ‬
‫ة تَ َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 450‬حدثنا سعيد بن يحيى الموي ‪ ،‬حدثنا محمد بن أبي عدي ‪ ،‬عن‬


‫ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار ‪،‬‬
‫يحدث عن عبد الله بن بابيه ‪ ،‬يحدث عن يعلى بن أمية ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قلت لعمر بن الخطاب ‪ :‬أعجب من قصر الناس الصلة وقد أمنوا ‪،‬‬
‫وقد قال الله عز وجل ‪ :‬أن تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم‬
‫الذين كفروا ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬عجبت مما عجبت منه ؛ فذكرت ذلك‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬صدقة تصدق الله بها‬
‫عليكم ‪ ،‬فاقبلوا صدقته " ‪ ،‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا يحيى القطان ‪،‬‬
‫عن ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن أبي عمار ‪ ،‬عن عبد‬
‫الله بن بابيه ‪ ،‬عن يعلى بن أمية ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لعمر ‪ .‬فذكر نحوه‬
‫حدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق ‪ ،‬أنبأنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت عبد الله بن أبي عمار ‪ ،‬يحدث عن عبد الله بن بابيه ‪ ،‬عن‬
‫يعلى بن أمية ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لعمر بن الخطاب ‪ :‬إنما قال الله ‪ :‬أن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ‪ ،‬فقد أمن‬
‫الناس ‪ .‬ثم ذكر مثله ‪ .‬قال ابن منصور ‪ :‬كان عبد الرزاق حدثنا بهذا‬
‫الحديث فقال ‪ :‬أنبأنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عبد الله بن أبي‬
‫عمار ‪ ،‬ثم رجع فقال ‪ :‬ابن أبي عامر ‪ .‬والصواب في ذلك عندنا ما‬
‫قال ابن أبي عدي ‪ ،‬عن ابن جريج وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن‬
‫أبي عمار ‪ ،‬وهو رجل من قريش من أهل مكة ‪ ،‬معروف فيهم ‪،‬‬
‫روى عنه ابن جريج ‪ ،‬وعبد الله بن عبيد بن عمير ‪ ،‬وغيرهما *‬

‫ث‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الحديث وهذا الحديث عندنا صحيح سنده ‪ ،‬ل‬
‫علة فيه توهنه ‪ ،‬ول سبب يضعفه ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب‬
‫الخرين سقيما غير صحيح ؛ لنه خبر ل يعرف له مخرج عن عمر ‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إل من هذا الوجه‬
‫‪ ،‬والخبر إذا انفرد بنقله عندهم منفرد وجب التثبت فيه ‪ .‬وقد روي‬
‫عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصر‬
‫الصلة في السفر بلفظ خلف هذا اللفظ الذي حدث به عنه يعلى‬
‫بن أمية ‪ ،‬وذلك ما ‪:‬‬

‫ث‪#‬‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬
‫َ‬ ‫ما أ َفْعَ ُ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬ ‫ل كَ َ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 451‬حدثنا به خلد بن أسلم ‪ ،‬أنبأنا النضر بن شميل ‪ ،‬أنبأنا شعبة ‪،‬‬


‫عن يزيد بن خمير ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت حبيب بن عبيد ‪ ،‬عن جبير بن‬
‫نفير ‪ ،‬عن ابن السمط ‪ ،‬أنه أتى قرية من حمص على رأس ثلثة‬
‫عشر ميل ‪ ،‬فصلى ركعتين ‪ .‬قلت له ‪ :‬أتصلي ركعتين ؟ قال ‪ :‬رأيت‬
‫عمر بن الخطاب بذي الحليفة يصلي ركعتين ‪ ،‬قلت له ‪ :‬أتصلي‬
‫ركعتين ؟ قال ‪ " :‬إنما أفعل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فعل " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬ ‫صن َعُ ك َ َ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫ما أ ْ‬
‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 452‬حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ‪ ،‬حدثنا الحسين بن محمد ‪،‬‬


‫وعاصم بن علي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن يزيد بن خمير ‪ ،‬عن حبيب بن‬
‫عبيد ‪ ،‬عن جبير بن نفير ‪ ،‬عن ابن السمط ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجت مع عمر‬
‫إلى ذي الحليفة ‪ ،‬فصلى ركعتين ‪ ،‬فسألته عن ذلك ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنما‬
‫أصنع كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع " وقد‬
‫وافق عمر ‪ -‬في إباحة النبي صلى الله عليه وسلم لمته القصر في‬
‫السفر وهم آمنون ‪ -‬من أصحابه عليه السلم جماعة ‪ ،‬وإن خالفوه‬
‫في لفظ الخبر ‪ ،‬نذكر ما صحت به الرواية عن من صح ذلك عنه ‪،‬‬
‫ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله عز وجل *‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ذكر ما حضرنا ذكره من ذلك‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫مك ّ َ‬
‫ة‬ ‫ن َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ب َي ْ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫معَ َر ُ‬
‫سْرَنا َ‬
‫" ِ‬

‫‪ 453‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬حدثنا بشر بن المفضل ‪،‬‬


‫حدثنا عبد الله بن عون ‪ ،‬وحدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬حدثنا يزيد ‪،‬‬
‫أنبأنا عبد الله بن عون ‪ ،‬وحدثني أبو زيد النميري ‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫عاصم ‪ ،‬عن ابن عون ‪ ،‬عن محمد بن سيرين ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة‬
‫والمدينة ‪ ،‬ل نخاف إل الله ‪ ،‬نصلي ركعتين ركعتين " *‬

‫ف إ ِّل الل ّ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ة ‪َ ،‬ل ي َ َ‬
‫خا ُ‬ ‫ة إ َِلى َ‬
‫مك ّ َ‬ ‫دين َ َ‬
‫م ِ‬
‫ن َ‬ ‫سافَُر ِ‬
‫م ْ‬ ‫يُ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 454‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ‪ ،‬عن أيوب‬
‫‪ ،‬عن محمد ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ " :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫كان يسافر من مدينة إلى مكة ‪ ،‬ل يخاف إل الله ‪ ،‬يصلي ركعتين "‬
‫*‬

‫ف إ ِّل الل ّ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ة ‪َ ،‬ل ي َ َ‬
‫خا ُ‬ ‫دين َةِ إ َِلى َ‬
‫مك ّ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫م َ‬
‫ج ِ‬
‫خَر َ‬
‫َ‬

‫‪ 455‬حدثني محمد بن حاتم ‪ ،‬أنبأنا هشيم ‪ ،‬أنبأنا منصور ‪ ،‬عن ابن‬


‫سيرين ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ " :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫خرج من المدينة إلى مكة ‪ ،‬ل يخاف إل الله ‪ ،‬فصلى ركعتين حتى‬
‫رجع " *‬

‫دين َةِ‬ ‫ة َوال ْ َ‬


‫م ِ‬ ‫مك ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ب َي ْ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سافََر َر ُ‬
‫سو ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 456‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ) ،‬ح ( وحدثنا ابن وكيع ‪،‬‬
‫حدثنا أبي ‪ ،‬عن قرة ‪ ،‬ويزيد بن إبراهيم ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة‬
‫والمدينة ل يخاف إل الله ‪ ،‬يصلي ركعتين " ‪ ،‬حدثني أبو زيد‬
‫النميري ‪ ،‬حدثنا وهب بن جرير ‪ ،‬حدثنا قرة بن خالد ‪ ،‬عن محمد ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫فذكر مثله *‬

‫ه ‪ ،‬وَي ُ َ ّ‬
‫ف إ ِّل الل ّ َ‬ ‫دين َةِ َل ي َ َ‬ ‫ة َوال ْ َ‬
‫صلي َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن‬ ‫خا ُ‬ ‫م ِ‬ ‫مك ّ َ‬
‫ن َ‬
‫سافُِر ب َي ْ َ‬
‫يُ َ‬

‫‪ 457‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ‪ ،‬عن‬


‫هشام ‪ ،‬وأشعث ‪ ،‬عن محمد بن سيرين ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافر بين مكة والمدينة ل‬
‫يخاف إل الله ‪ ،‬ويصلي ركعتين " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫دين َةِ‬ ‫ة َوال ْ َ‬


‫م ِ‬ ‫مك ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ب َي ْ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫صّلى َر ُ‬
‫سو ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 458‬حدثني أحمد بن منصور ‪ ،‬حدثنا يزيد بن أبي حكيم ‪ ،‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن هشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة ركعتين ‪،‬‬
‫ل يخاف إل الله " ‪ ،‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا حسين الجعفي ‪ ،‬عن‬
‫زائدة ‪ ،‬عن هشام ‪ ،‬عن محمد ‪ ،‬عن ابن عباس عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫مك ّ َ‬
‫ة‬ ‫ن َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن ب َي ْ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫صّلى َر ُ‬
‫سو ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 459‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أسباط ‪ ،‬عن أشعث ‪ ،‬عن ابن سيرين‬
‫‪ ،‬عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين بين مكة والمدينة‬
‫ل يخاف إل الله " ‪ ،‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا عبيد الله ‪ ،‬أنبأنا‬
‫إسماعيل بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬عن ابن عباس عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫َ‬ ‫سافًِرا َ ّ‬
‫ن‬ ‫حد ّث ََنا أُبو ك َُري ْ ٍ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫صلى َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن"‪َ ،‬‬ ‫م َ‬
‫ج ُ‬
‫خَر َ‬
‫َ‬

‫‪ 460‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا يحيى بن آدم ‪ ،‬حدثنا إسرائيل ‪ ،‬عن‬


‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن سعيد بن شفي ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت عند ابن عباس‬
‫بمكة ‪ ،‬فأتاه قوم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إنا قدمنا هذا البلد وإنا آمنون خافضون‬
‫مكفيون ‪ ،‬فما ترى في الصلة ؟ قال ‪ " :‬ركعتين " فأعادوا عليه ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسافرا‬
‫صلى ركعتين " ‪ ،‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬عن إسرائيل ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪،‬‬
‫عن سعيد بن شفي ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت عند ابن عباس ‪ .‬فذكر مثله سواء‬
‫‪ ،‬وزاد فيه ‪ :‬قال ‪ :‬فأعادوا عليه ثلثا ‪ ،‬فقال بعض من عنده ‪ :‬أما‬
‫تفقهون ما يقال لكم *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن أ َهْل ِهِ ي ُ َ ّ‬
‫جع َ " *‬
‫حّتى ي َْر ِ‬ ‫صلي َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ج ِ‬
‫خَر َ‬
‫َ‬

‫‪ 461‬حدثنا محمد بن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬عن عنبسة‬


‫‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن سعيد بن شفي ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت ابن عباس‬
‫عن الصلة في السفر فقال ‪ " :‬كان النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫إذا خرج من أهله يصلي ركعتين حتى يرجع " *‬

‫َ‬ ‫دين َةِ ل َ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬


‫جع َ " *‬
‫حّتى ي َْر ِ‬ ‫م ي َزِد ْ عَلى َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ِ‬ ‫م َ‬
‫ج ِ‬
‫خَر َ‬
‫َ‬

‫‪ 462‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن أبي السفر ‪ ،‬عن سعيد بن شفي ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من المدينة‬
‫لم يزد على ركعتين حتى يرجع " *‬

‫جعَ إ َِلى أ َهْل ِهِ "‬


‫حّتى ي َْر ِ‬
‫ن َ‬ ‫سافًِرا َ ّ‬
‫صلى َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫م َ‬
‫خرج م َ‬
‫ن أهْل ِهِ ُ‬
‫َ َ َ ِ ْ‬

‫‪ 463‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬حدثنا عمي عبد الله‬


‫بن وهب ‪ ،‬أخبرني عمرو بن الحارث ‪ ،‬عن عبد ربه بن سعيد‬
‫النصاري ‪ ،‬عن عبد الغفار بن القاسم ‪ ،‬عن سعيد بن شفي‬
‫الهمداني ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت ابن عباس عن صلة السفر ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من أهله مسافرا‬
‫صلى ركعتين حتى يرجع إلى أهله " *‬

‫" رك ْعتين سن َ َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م"‪،‬‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ة أِبي ال َْقا ِ‬
‫سم ِ َ‬ ‫َ َ َْ ِ ُ ّ‬

‫‪ 464‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪،‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت قتادة ‪ ،‬يحدث عن موسى بن سلمة ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال ‪ :‬سألت ابن عباس ‪ ،‬قلت ‪ :‬كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم‬
‫أصل مع المام ؟ قال ‪ " :‬ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه‬
‫وسلم " ‪ ،‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬عن‬
‫قتادة ‪ ،‬عن موسى بن سلمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬مثله حدثنا ابن‬
‫بشار ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام ‪ ،‬عن‬
‫قتادة ‪ ،‬عن موسى بن سلمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬مثله *‬

‫ك سن ُ َ‬
‫م‬
‫مت ُ ْ‬
‫ن َرِغ ْ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م وَإ ِ ْ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ة أِبي ال َْقا ِ‬
‫سم ِ َ‬ ‫" ت ِل ْ َ ُ ّ‬

‫‪ 465‬حدثني أحمد بن المقدام العجلي ‪ ،‬حدثنا محمد بن عبد‬


‫الرحمن الطفاوي ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن موسى بن‬
‫سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع ابن عباس بمكة ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬إنا نصلي معكم‬
‫أربعا ‪ ،‬فإذا رجعنا إلى رحالنا صلينا ركعتين ‪ .‬قال ‪ " :‬تلك سنة أبي‬
‫القاسم صلى الله عليه وسلم وإن رغمتم " *‬

‫َ‬
‫مًنى أك ْث ََر َ‬
‫ما‬ ‫سل ّ َ‬
‫م بِ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 466‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا مؤمل بن إسماعيل ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪،‬‬


‫عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن حارثة بن وهب الخزاعي ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت مع‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم بمنى أكثر ما كان الناس وآمنه ركعتين‬
‫"*‬

‫ما ك ُّنا‬ ‫" صّلى بنا النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫م أك ْث ََر َ‬
‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ ّ َ‬ ‫َِ‬ ‫َ‬

‫‪ 467‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ) ،‬ح (‬


‫وحدثني سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬حدثنا خالد بن‬
‫عبد الرحمن الخراساني ‪ ،‬قال جميعا ‪ :‬أنبأنا شعبة ‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت حارثة ‪ - ،‬رجل من خزاعة ‪ -‬قال ‪ " :‬صلى‬
‫بنا النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ما كنا وآمنه ركعتين " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما‬
‫ن َ‬
‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫مآ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫صّلى َ‬
‫معَ َر ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 468‬حدثني محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن‬


‫موسى ‪ ،‬أنبأنا إسرائيل ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن حارثة بن وهب‬
‫الخزاعي ‪ ،‬أنه ‪ " :‬صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن‬
‫ما كان الناس وأكثره بمنى ركعتين " *‬

‫" صل ّيت مع رسول الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬


‫م أك ْث ََر َ‬
‫ما‬ ‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ َ ُ ِ‬

‫‪ 469‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬حدثنا أبو‬


‫إسحاق ‪ ،‬عن حارثة بن وهب ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت مع رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم أكثر ما كان الناس وآمنه بمنى ركعتين " *‬

‫مل َْنا ب ِهِ "‬


‫مًل عَ ِ‬ ‫م ُ‬
‫ل عَ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ي َعْ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫جد َْنا ن َب ِي َّنا َ‬
‫وَ َ‬

‫‪ 470‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم القرشي ‪ ،‬حدثنا ابن‬


‫أبي فديك ‪ ،‬حدثني ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن أمية بن‬
‫عبد الله بن خالد بن أسيد ‪ ،‬أنه قال لعبد الله بن عمر ‪ :‬إنا نجد في‬
‫كتاب الله عز وجل قصر صلة الخوف ‪ ،‬ول نجد قصر صلة‬
‫السفر ؟ فقال عبد الله ‪ " :‬إنا وجدنا نبينا صلى الله عليه وسلم‬
‫يعمل عمل عملنا به " واختلف السلف من أهل العلم في حكم هذه‬
‫الخبار التي ذكرناها ‪ ،‬فقال بتصحيحها منهم جماعة ‪ ،‬وأنكر صحتها‬
‫منهم جماعة ‪ .‬وكان من علة مصححيها أن قالوا ‪ :‬تظاهرت الخبار‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه قصر الصلة في سفره‬
‫إلى مكة في حجة الوداع ‪ ،‬وهو ومن معه من المسلمين آمنون ‪ ،‬ل‬
‫عدو في طريقه يخافه ‪ ،‬ول أحد يخشى غائلته على نفسه ‪ ،‬وعلى‬
‫من معه من المؤمنين ‪ .‬ورووا بذلك روايات نذكر ما صح عندنا منها‬
‫سنده ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله عز وجل *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ذكر ما حضرنا ذكره من ذلك‬

‫ة‬
‫دين َ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫معَ َر ُ‬
‫جَنا َ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 471‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬ونصر بن علي الجهضمي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا يزيد بن زريع ‪ ،‬حدثني يحيى بن أبي إسحاق ‪ ،‬عن أنس بن‬
‫مالك ‪ ،‬قال ‪ " :‬خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من‬
‫المدينة إلى مكة يصلي بنا ركعتين حتى رجعنا " قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وهل‬
‫أقام بمكة ؟ قال ‪ " :‬نعم ‪ ،‬أقمنا بها عشرا " *‬

‫دين َةِ إ َِلى‬ ‫ن ال ْ َ‬


‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬
‫جَنا َ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 472‬حدثني موسى بن عبد الرحمن الكندي ‪ ،‬حدثنا حسين بن‬


‫علي الجعفي ‪ ،‬عن زائدة ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن يحيى بن أبي‬
‫إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أنس بن مالك ‪ ،‬يقول ‪ " :‬خرجنا مع النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة يصلي ركعتين ركعتين‬
‫حتى رجع ‪ ،‬وأقمنا بمكة عشرا نقصر حتى رجع " *‬

‫دين َةِ إ َِلى‬ ‫ن ال ْ َ‬


‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫سافَْرَنا َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫" َ‬

‫‪ 473‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن يحيى بن‬


‫أبي إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أنس بن مالك عن قصر الصلة ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫" سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة‬
‫فصلى بنا ركعتين حتى رجعنا " فسألته ‪ :‬هل أقام ؟ فقال ‪ " :‬نعم ‪،‬‬
‫أقام بمكة عشرا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫دين َةِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬


‫م ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫ت الظ ّهَْر َ‬
‫معَ َر ُ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 474‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا ابن المبارك ‪ ،‬عن أسامة ‪ ،‬عن محمد‬
‫بن المنكدر ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت الظهر مع رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بالمدينة أربعا ‪ ،‬ثم صليت معه العصر بذي الحليفة‬
‫ركعتين " *‬

‫صّلى‬ ‫َ‬
‫ج إ َِلى َ‬
‫سَفرٍ فَ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫دين َةِ أْرب ًَعا ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م َ‬ ‫م الظ ّهَْر ِبال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫صّلى ب ِهِ ُ‬
‫َ‬

‫‪ 475‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا عمي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني‬


‫عمرو ‪ ،‬وابن جريج ‪ ،‬وأسامة بن زيد ‪ :‬أن محمد بن المنكدر ‪،‬‬
‫حدثهم عن أنس بن مالك ‪ " :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫صلى بهم الظهر بالمدينة أربعا ‪ ،‬ثم خرج إلى سفر فصلى العصر‬
‫ركعتين بالشجرة " ‪ ،‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬حدثنا ابن وهب ‪،‬‬
‫أخبرني أسامة بن زيد ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬عن أنس بن مالك‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫ن"‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ة‬ ‫ف‬


‫َ‬ ‫ي‬‫حل َ‬ ‫ذي ال ْ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫ع‬‫صّلى ال ْ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫عا‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫صّلى بال ْمدينة الظ ّهر أ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ َ ِ َ ِ‬ ‫َ‬

‫‪ 476‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬وإبراهيم بن ميسرة ‪ ،‬عن أنس‬
‫بن مالك ‪ " :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالمدينة الظهر‬
‫أربعا ‪ ،‬وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين " *‬

‫دين َةِ أ َْرب ًَعا ‪،‬‬ ‫م ِبال ْ َ‬


‫م ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫صل ّي َْنا َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 477‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬حدثنا مؤمل ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪،‬‬
‫عن ابن المنكدر ‪ ،‬سمع أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ " :‬صلينا مع النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعا ‪ ،‬وصلينا معه بذي الحليفة‬
‫ركعتين " ‪ ،‬حدثني محمد بن عمارة ‪ ،‬حدثنا علي بن قادم ‪ ،‬حدثنا‬
‫سفيان ‪ ،‬عن إبراهيم بن ميسرة ‪ ،‬ومحمد بن المنكدر ‪ ،‬عن أنس‬
‫بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫ما ب َل َغَ‬ ‫َ‬


‫ج ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫خُر ُ‬ ‫دين َةِ أْرب ًَعا ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م يَ ْ‬ ‫صّلى الظ ّهَْر ِبال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫سافََر َ‬
‫َ‬

‫‪ 478‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬حدثنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني أسامة بن‬


‫زيد ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬حدثه أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم كان ‪ " :‬إذا سافر صلى الظهر بالمدينة‬
‫أربعا ‪ ،‬ثم يخرج ‪ ،‬فلما بلغ ذا الحليفة ‪ -‬وذلك ستة أميال ‪ -‬صلى‬
‫العصر ركعتين " *‬

‫مًنى َرك ْعَت َي ْ ِ‬


‫ن‬ ‫سل ّ َ‬
‫م بِ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫معَ َر ُ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 479‬حدثني بحر بن نصر الخولني ‪ ،‬قال ‪ :‬قرئ على شعيب بن‬


‫الليث ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن بكير ‪ ،‬عن محمد بن عبد الله بن أبي سليم ‪،‬‬
‫عن أنس بن مالك ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬صليت مع رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم بمنى ركعتين ‪ ،‬ومع عمر بن الخطاب ركعتين ‪ ،‬ومع‬
‫عثمان بن عفان ركعتين ‪ ،‬صدرا من إمارته " *‬

‫مًنى َرك ْعَت َي ْ ِ‬


‫ن‬ ‫سل ّ َ‬
‫م بِ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫صّلى ل ََنا َر ُ‬
‫سو ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 480‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬حدثنا عمي ‪ ،‬حدثني‬


‫عمرو ‪ ،‬عن بكير بن عبد الله ‪ ،‬عن محمد بن عبد الله ‪ ،‬عن أنس‬
‫بن مالك ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بمنى ركعتين ‪ ،‬وصلى لنا أبو بكر الصديق رحمة الله عليه بمنى‬
‫ركعتين ‪ ،‬وصلى لنا عمر بن الخطاب بمنى ركعتين ‪ ،‬وصلى لنا‬
‫عثمان ركعتين صدرا من خلفته ‪ ،‬فلما كان آخر خلفته أتم الصلة‬
‫بمنى أربعا " *‬

‫ر‬
‫سَف ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي ال ّ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫معَ َر ُ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 481‬حدثنا محمد بن حميد الرازي ‪ ،‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬حدثنا‬


‫أبو حمزة ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن علقمة ‪ ،‬عن عبد الله ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر‬
‫ركعتين ‪ ،‬ومع أبي بكر ركعتين ‪ ،‬ومع عمر ركعتين ‪ ،‬ثم تفرقت بكم‬
‫السبل ‪ ،‬فوالله لوددت أن حظي من أربع ركعات ‪ ،‬ركعتان‬
‫متقبلتان " ‪ ،‬حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت أبي يقول ‪ :‬أنبأنا أبو حمزة ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم ‪ ،‬عن علقمة ‪ ،‬عن عبد الله ‪ ،‬مثله *‬

‫مًنى َرك ْعَت َي ْ ِ‬


‫ن‬ ‫سل ّ َ‬
‫م بِ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫معَ َر ُ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 482‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬حدثنا مؤمل بن إسماعيل ‪،‬‬


‫حدثنا سفيان الثوري ‪ ،‬حدثنا العمش ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬وعمارة ‪ ،‬عن‬
‫عبد الرحمن بن يزيد ‪ ،‬عن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت مع رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين ‪ ،‬ومع أبي بكر ركعتين ‪،‬‬
‫ومع عمر ركعتين ‪ ،‬ثم تفرقت الطرق بكم ‪ ،‬فلوددت أن حظي من‬
‫أربع ركعتان متقبلتان " ‪ ،‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪،‬‬
‫حدثنا سفيان ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫يزيد ‪ ،‬عن عبد الله ‪ ،‬مثله ‪ ،‬إل أنه قال ‪ :‬فليت حظي من أربع‬
‫ركعتان متقبلتان *‬

‫مًنى َرك ْعَت َي ْ ِ‬


‫ن‬ ‫سل ّ َ‬
‫م بِ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫معَ َر ُ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 483‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن‬
‫سليمان ‪ ،‬عن عمارة بن عمير ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن يزيد ‪ ،‬عن‬
‫عبد الله ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بمنى ركعتين ‪ ،‬ومع أبي بكر ركعتين ‪ ،‬ومع عمر ركعتين ‪ ،‬فليت‬
‫حظي من أربع ركعتان متقبلتان " *‬

‫ع‬
‫م َ‬
‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 484‬حدثني سلم بن جنادة السوائي ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن‬


‫العمش ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬صلى‬
‫عثمان بمنى أربعا ‪ ،‬فقال عبد الله ‪ " :‬صليت مع النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ركعتين ‪ ،‬ومع أبي بكر ركعتين ‪ ،‬ومع عمر ركعتين ‪ ،‬ثم‬
‫تفرقت بكم الطرق ‪ ،‬فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين‬
‫متقبلتين " *‬

‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫ما إ ِّني قَد ْ َ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 485‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا حكام بن سلم ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن قرة أبي معاوية ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء ابن مسعود في زمن‬
‫عثمان فقال ‪ :‬كم صلى عثمان بمنى ؟ فقالوا ‪ :‬أربعا ‪ .‬فقال عبد‬
‫الله كلمة ‪ ،‬ثم تقدم فصلى أربعا ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬عبت عليه ‪ ،‬ثم صليت‬
‫كما صلى ؟ فقال ‪ " :‬أما إني قد صليت مع النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم وأبي بكر وعمر ركعتين ‪ ،‬ولكن الخلف شر " *‬

‫ّ َ‬
‫صلى أُبو ب َك ْرٍ َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫مًنى َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫سافِرِ ب ِ ِ‬ ‫صَلةَ ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫صّلى َ‬
‫َ‬

‫‪ 486‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬حدثنا‬


‫أيوب بن سويد ‪ ،‬حدثنا الوزاعي ‪ ،‬حدثني ابن شهاب ‪ ،‬عن سالم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بن عبد الله ‪ ،‬عن أبيه ‪ " :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫صلى صلة المسافر بمنى ركعتين ‪ ،‬ثم صلى أبو بكر ركعتين ‪ ،‬ثم‬
‫صلها عمر ركعتين ‪ ،‬ثم صلها عثمان ركعتين صدرا من خلفته ‪،‬‬
‫ثم أتمها عثمان بعد ذلك " ‪ ،‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن‬
‫وهب ‪ ،‬حدثنا عبد الله بن وهب ‪ ،‬حدثني عمرو بن الحارث ‪ ،‬عن‬
‫الزهري ‪ ،‬عن سالم بن عبد الله ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬بمثله *‬

‫مًنى َرك ْعَت َي ْ ِ‬


‫ن‪،‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫م بِ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫صّلى َر ُ‬
‫سو ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 487‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬حدثنا عمي ‪ ،‬أخبرني‬


‫يونس بن يزيد ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬أخبرني عبيد بن عبد الله بن عمر ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى‬
‫ركعتين ‪ ،‬وصلها أبو بكر ركعتين ‪ ،‬وعمر ركعتين ‪ ،‬وعثمان صدرا‬
‫في خلفته " *‬

‫مًنى ي ُ َ ّ‬ ‫َ‬
‫صلي َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن‪،‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫م بِ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ت الن ّب ِ ّ‬
‫" َرأي ْ ُ‬

‫‪ 488‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا عبدة ‪ ،‬عن عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن‬
‫ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ " :‬رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بمنى يصلي‬
‫ركعتين ‪ ،‬وأبا بكر ‪ ،‬وعمر ‪ ،‬وعثمان صدرا من خلفته ‪ ،‬ثم إن‬
‫عثمان أتم بعد ذلك " *‬

‫مًنى َرك ْعَت َي ْ ِ‬


‫ن‪،‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫م بِ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 489‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا يحيى القطان ‪ ،‬عن عبيد الله ‪ ،‬عن‬
‫نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت مع النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم بمنى ركعتين ‪ ،‬ومع أبي بكر ركعتين ‪ ،‬ومع عمر ركعتين ‪،‬‬
‫ومع عثمان صدرا من إمارته ‪ ،‬ثم أتم بعد " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مًنى َرك ْعَت َي ْ ِ‬


‫ن‪،‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫م بِ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 490‬حدثني محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن‬


‫موسى ‪ ،‬أنبأنا عقبة الصم ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ :‬أن رجل ‪،‬‬
‫جاءه فقال ‪ :‬إن ركعتي السفر ليستا في القرآن ‪ .‬فقال ‪ " :‬صليت‬
‫مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين ‪ ،‬ومع أبي بكر‬
‫وعمر ‪ ،‬وصليت مع عثمان طائفة من خلفته بمنى ركعتين ‪ ،‬إنما‬
‫صاحب الركعتين صاحب الزاد والمزاد " *‬

‫ت أ َوْ د َعْ " *‬


‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬ ‫ص ّ‬
‫ل إِ ْ‬ ‫ج َ ّ‬
‫صلى َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫خَر َ‬
‫َ‬

‫‪ 491‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬حدثنا سعيد يعني ابن‬
‫السائب الطائفي ‪ ،‬عن داود بن أبي عاصم ‪ ،‬أنه لقي ابن عمر‬
‫بمنى ‪ ،‬فسأله عن الصلة في السفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ركعتين " ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫كيف ترى ونحن هاهنا ؟ فأخذته عند ذلك ضجرة فقال ‪ :‬ويحك هل‬
‫سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫وآمنت به ‪ .‬قال ‪ " :‬فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا‬
‫خرج صلى ركعتين ‪ ،‬فصل إن شئت أو دع " *‬

‫ع‬
‫م َ‬
‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 492‬حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬حدثنا إسحاق الزرق ‪،‬‬


‫عن شريك ‪ ،‬عن يزيد بن أبي زياد ‪ ،‬عن داود بن أبي عاصم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫دخلت على عبد الله بن عمر وهو بمنى ‪ ،‬فسألته عن الصلة ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ‪ ،‬ومع أبي‬
‫بكر ركعتين ‪ ،‬ومع عثمان ست سنين ركعتين ‪ .‬قال ‪ :‬قلت له ‪:‬‬
‫فكيف تصنع ؟ قال ‪ :‬أما إذا صليت وحدي فأصلي ركعتين ‪ ،‬وإذا‬
‫صليت معهم فكما يصلون " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫كا َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫سافََر َ‬
‫معَ َر ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 493‬حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬حدثنا شبابة ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬ح ‪،‬‬


‫وحدثني ابن المثنى ‪ ،‬حدثني عبد الصمد ‪ ،‬أخبرني شعبة ‪ ،‬عن‬
‫خبيب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت حفص بن عاصم ‪ ،‬يحدث عن ابن عمر ‪،‬‬
‫أنه ‪ " :‬سافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فكان يصلي‬
‫صلة السفر ‪ ،‬ومع أبي بكر صلة السفر ‪ ،‬ومع عمر صلة السفر ‪،‬‬
‫ومع عثمان ثماني سنين صلة السفر ‪ ،‬ثم صلها بعد أربعا " *‬

‫َ‬
‫ري‬
‫ج ِ‬
‫مَها َ‬ ‫مك ّ َ‬
‫ة ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫دي ب ِ َ‬
‫موْل ِ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وَل ِل ْ ُ‬
‫مِقيم ِ أْرب َعٌ ‪َ ،‬‬ ‫ن َرك ْعََتا ِ‬
‫ع ِ‬
‫" ِلل ّ‬
‫ظا ِ‬

‫‪ 494‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا حكام ‪ ،‬وهارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن‬


‫عثمان الطويل ‪ ،‬عن رفيع أبي العالية ‪ ،‬قال ‪ :‬خطبنا أبو بكر‬
‫الصديق رضي الله عنه فقال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬للظاعن ركعتان ‪ ،‬وللمقيم أربع ‪ ،‬مولدي بمكة ‪،‬‬
‫ومهاجري بالمدينة ‪ ،‬فإذا خرجت من المدينة مصعدا من ذي‬
‫الحليفة ‪ ،‬صليت ركعتين حتى أرجع " *‬

‫َ‬
‫م ‪َ .‬قا َ‬
‫ل‬ ‫صائ ِ ٌ‬ ‫داءَ ؟ " قُل ْ ُ‬
‫ت ‪ :‬إ ِّني َ‬ ‫أَل ت َن ْت َظ ُِر ال ْغَ َ‬

‫‪ 495‬حدثني إسماعيل بن المتوكل الشجعي ‪ - ،‬من أهل حمص ‪-‬‬


‫حدثنا محمد بن كثير ‪ ،‬عن الوزاعي ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن‬
‫أبي سلمة ‪ ،‬عن عمرو بن أمية الضمري ‪ ،‬قال ‪ :‬قدمت على‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‪ " :‬يا أمية أل تنتظر‬
‫الغداء ؟ " قلت ‪ :‬إني صائم ‪ .‬قال ‪ " :‬هلم أخبرك عن المسافر ‪،‬‬
‫إن الله وضع عنه الصوم ونصف الصلة " *‬

‫ح ِفي قُب ّ ٍ‬
‫ة‬ ‫سل ّ َ ْ َ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ت إ َِلى الن ّب ِ ّ‬
‫" د َفَعْ ُ‬
‫م ِبالب ْط ِ‬ ‫ي َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 496‬حدثني موسى بن عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا حسين الجعفي ‪ ،‬عن‬


‫زائدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مالك بن مغول ‪ ،‬عن عون بن أبي جحيفة ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬دفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالبطح في‬
‫قبة ‪ ،‬قال ‪ :‬فخرج فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫الظهر ركعتين ‪ ،‬والعصر ركعتين " ‪ ،‬حدثنا القاسم بن بشر بن‬
‫معروف ‪ ،‬حدثنا عثمان بن عمر ‪ ،‬أنبأنا مالك بن مغول ‪ ،‬عن عون‬
‫بن أبي جحيفة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬دفعت إلى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ .‬فذكر مثله *‬

‫ر‬ ‫صَلةَ ال ْعَ ْ‬


‫ص ِ‬ ‫ح َ‬ ‫سل ّ َ ْ َ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫م ِبالب ْط ِ‬ ‫ي َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 497‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن إسرائيل ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪،‬‬
‫عن أبي جحيفة ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫بالبطح صلة العصر ركعتين " *‬

‫سافََر َ ّ‬
‫جع َ " *‬
‫حّتى ي َْر ِ‬ ‫صلى َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫َ‬

‫‪ 498‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬حدثنا أبو إسحاق ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر‬
‫صلى ركعتين حتى يرجع " *‬

‫ح‬ ‫َْ َ‬ ‫م ال ْعَ ْ‬


‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي الل ّهِ َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫صَر ِبالب ْط ِ‬ ‫معَ ن َب ِ ّ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 499‬حدثني تميم بن المنتصر ‪ ،‬أنبأنا إسحاق ‪ ،‬عن شريك ‪ ،‬عن‬


‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن وهب السوائي أبي جحيفة ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت مع‬
‫نبي الله صلى الله عليه وسلم العصر بالبطح ركعتين ‪ ،‬وكانت معه‬
‫عنزة يركزها بين يديه حين يصلي ‪ ،‬قال ‪ :‬قلنا ‪ :‬مثل من كنت‬
‫يومئذ ؟ قال ‪ :‬كنت أبري وأريش " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن الظ ّهَْر‬
‫مًنى َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م بِ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 500‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬عن عون بن‬
‫أبي جحيفة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت مع النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم بمنى ركعتين الظهر ‪ ،‬ثم لم يزل يصلي ركعتين حتى رجع‬
‫إلى المدينة " *‬

‫ن"*‬
‫جد َت َي ْ ِ‬
‫س ْ‬
‫ة َ‬ ‫صّلى ب ِ َ‬
‫مك ّ َ‬ ‫َ‬

‫‪ 501‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬عن عمرو بن‬


‫أبي قيس ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عون بن أبي جحيفة ‪ ،‬عن أبيه ‪ " :‬أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمكة سجدتين " *‬

‫صَلةَ الظ ّهْ ِ‬


‫ر‬ ‫مك ّ َ‬
‫ة َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م بِ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫صّلى َر ُ‬
‫سو ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 502‬حدثني موسى بن عبد الرحمن الكندي ‪ ،‬حدثنا حسين الجعفي‬


‫‪ ،‬عن زائدة ‪ ،‬حدثنا سماك بن حرب البكري ‪ ،‬عن عون بن أبي‬
‫جحيفة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بمكة صلة الظهر ركعتين ‪ ،‬صلة المسافر " *‬

‫جَرةِ إ َِلى ال ْب َط ْ َ‬
‫حاِء‬ ‫م ِبال َْها ِ‬
‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 503‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫الحكم ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا جحيفة ‪ ،‬قال ‪ " :‬خرج رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ ‪ ،‬فصلى الظهر‬
‫ركعتين ‪ ،‬والعصر ركعتين " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ضت ِهِ‬ ‫خذ َ ب َِف ِ‬
‫ري َ‬ ‫ن ي ُؤْ َ‬
‫بأ ْ‬‫ح ّ‬ ‫صه ِ ‪ ،‬ك َ َ‬
‫ما ي ُ ِ‬ ‫خذ َ ب ُِر َ‬
‫خ ِ‬ ‫ن ي ُؤْ َ‬
‫بأ ْ‬‫ح ّ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه يُ ِ‬

‫‪ 504‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا العكلي ‪ ،‬حدثنا عمر بن عبد الله بن‬
‫أبي خثعم اليمامي ‪ ،‬حدثنا يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة ‪ :‬أن رجل ‪ ،‬قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫أقصر الصلة في سفري ؟ قال ‪ " :‬نعم ؛ إن الله يحب أن يؤخذ‬
‫برخصه ‪ ،‬كما يحب أن يؤخذ بفريضته " *‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ن " َقاُلوا ‪ :‬فَهَذِهِ أ َ ْ‬
‫خَباٌر عَ ْ‬ ‫" َرك ْعَت َي ْ ِ‬

‫‪ 505‬حدثني عبد الله بن أبي زياد القطواني ‪ ،‬حدثنا زيد بن حباب ‪،‬‬
‫حدثنا عمر بن عبد الله اليمامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يحيى بن أبي كثير ‪،‬‬
‫عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ :‬أن رجل ‪ ،‬سأل النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم عن الصلة في السفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ركعتين " قالوا ‪:‬‬
‫فهذه أخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثقات نقلتها ‪،‬‬
‫صحيح سندها ‪ ،‬عدول رواتها ‪ ،‬تقوم الحجة ‪ -‬فيما ل يدرك علمه إل‬
‫من جهة الخبر ‪ -‬بدونها من الخبار ‪ ،‬وباستفاضة هي دون‬
‫استفاضتها ‪ .‬قالوا ‪ :‬فإن قال لنا قائل ‪ :‬فما وجه قصر النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم إذا الصلة ‪ ،‬إن كان المر على ما وصفتم من أنه‬
‫كان يقصرها في أسفاره آمنا غير خائف ‪ ،‬وإنما أذن الله تعالى‬
‫ذكره في كتابه بقصرها في حال الخوف دون حال المن ‪ ،‬وذلك‬
‫أنه قال جل ثناؤه ‪ :‬وإذا ضربتم في الرض فليس عليكم جناح أن‬
‫تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ‪ ،‬أتقولون ذلك‬
‫من فعله لما في التنزيل نسخ ‪ ،‬فقد علمتم إنكار من ينكر نسخ‬
‫السنة القرآن ‪ ،‬وإن كان لهم في ذلك مخالفون ؟ أم تقولون ‪ :‬ذلك‬
‫زيادة حكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحكام صلة‬
‫المسافر ؟ فما برهانكم على ذلك ‪ ،‬وقد علمتم خلف من يخالفكم‬
‫فيه من الئمة ؟ أم ما وجه ذلك ؟ قلنا لهم ‪ :‬قد اختلف الئمة قبلنا‬
‫في ذلك ‪ .‬فقالت منهم طائفة ‪ -‬وهم الذين قالوا ‪ :‬فرض الصلة‬
‫في السفر ركعتان ‪ : -‬لم يزل حكم الله جل ثناؤه في الواجب عن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عدد الصلة على المسافر ‪ -‬من لدن فرضها على خلقه ‪ -‬ركعتين ‪،‬‬
‫إل ما كان من صلة المغرب ‪ ،‬فإنها ثلث ‪ .‬فأما قوله تعالى ‪:‬‬
‫فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم‬
‫الذين كفروا ‪ ،‬فإنه إذن من الله تعالى بالقصر عن حدودها التي‬
‫أوجبها على المن في حال الطمأنينة ‪ ،‬ل إذن في القصر عن‬
‫عددها ‪ .‬وقد مضى ذكرنا قائلي هذه المقالة في كتابنا هذا قبل ‪،‬‬
‫فكرهنا تطويل الكتاب بإعادة ذكرهم في هذا الموضع ‪ ،‬وقالت‬
‫منهم طائفة أخرى ‪ :‬بل قصر الصلة في السفر من أربع إلى اثنتين‬
‫‪ ،‬رخصة من الله جل ذكره لعباده ‪ ،‬وصدقة منه تصدق بها عليهم ؛‬
‫تخفيفا منه عنهم ‪ ،‬كما قال عمر رحمة الله عليه عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وحكم من حكم قول الله عز وجل ‪ :‬فليس‬
‫عليكم جناح أن تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين‬
‫كفروا ‪ ،‬بمعزل ‪ .‬وذلك أن الذن من الله جل ثناؤه بقصر الصلة‬
‫في حال الخوف ‪ ،‬إنما هو إذن منه بقصرها من اثنتين إلى واحدة ‪،‬‬
‫وأما الركعتان في غير حال الخوف ‪ ،‬فتمام غير قصر *‬

‫سل َ ِ‬
‫ف‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن ال َْقائ ِِلي َ‬
‫ن ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م َ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض من حضرنا ذكره من القائلين بذلك من السلف‬

‫سل َ ِ‬
‫ف‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن ال َْقائ ِِلي َ‬
‫ن ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م َ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬
‫‪#‬‬

‫خافَةِ "‬ ‫صَلةُ ال ْ َ‬


‫م َ‬ ‫ما ال َْق ْ‬
‫صُر َ‬ ‫م غَي ُْر قَ ْ‬
‫صرٍ ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬ ‫ما ٌ‬ ‫" َرك ْعََتا ِ‬
‫ن تَ َ‬

‫‪ 506‬حدثني أحمد بن الوليد القرشي ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪،‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن سماك الحنفي ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت ابن عمر عن صلة‬
‫السفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ركعتان تمام غير قصر ‪ ،‬إنما القصر صلة‬
‫المخافة " فقلت ‪ :‬وما صلة المخافة ؟ قال ‪ " :‬يصلي المام‬
‫بطائفة ركعة ‪ ،‬ثم يجيء هؤلء إلى مكان هؤلء ‪ ،‬ويجيء هؤلء إلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مكان هؤلء ‪ ،‬فيصلي بهم ركعة ‪ ،‬فتكون للمام ركعتين ‪ ،‬ولكل‬
‫طائفة ركعة ركعة " *‬

‫ف َرك ْعَ ٌ‬
‫ة"*‬ ‫صَلةُ ال ْ َ‬
‫خو ْ ِ‬ ‫" َ‬

‫‪ 507‬حدثني سعيد بن عمرو السكوني ‪ ،‬من أهل حمص ‪ ،‬حدثنا‬


‫بقية بن الوليد ‪ ،‬حدثنا المسعودي ‪ ،‬حدثني يزيد الفقير ‪ ،‬عن جابر‬
‫بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ " :‬صلة الخوف ركعة " *‬

‫ن"*‬
‫جد ََتا ِ‬
‫س ْ‬
‫ة وَ َ‬ ‫ل َ‬
‫طائ َِفةٍ َرك ْعَ ٌ‬ ‫ف ل ِك ُ ّ‬ ‫صَلةَ ال ْ َ‬
‫خو ْ ِ‬ ‫َ‬

‫‪ 508‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬حدثنا عمي عبد الله‬


‫بن وهب ‪ ،‬أخبرني عمرو بن الحارث ‪ ،‬حدثني بكر بن سوادة ‪ ،‬أن‬
‫زياد بن نافع ‪ ،‬حدثه عن كعب ‪ - ،‬وكان من أصحاب رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قطعت يده يوم اليمامة ‪ " :‬أن صلة‬
‫الخوف لكل طائفة ركعة وسجدتان " *‬

‫ي‬
‫ما هِ َ‬
‫ن ؟ إ ِن ّ َ‬ ‫صّلو َ‬
‫ن َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ن قَ ْ‬
‫صًرا ‪ ،‬وَهُ ْ‬ ‫ف تَ ُ‬
‫كو ُ‬ ‫" ك َي ْ َ‬

‫‪ 509‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا يحيى ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن سالم‬


‫الفطس ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬قال ‪ " :‬كيف تكون قصرا ‪ ،‬وهم‬
‫يصلون ركعتين ؟ إنما هي ركعة " وقالت طائفة أخرى ‪ :‬بل هذه‬
‫الية هي الية التي دلت على ترخيص الله تعالى ذكره للمسافر‬
‫في قصر الصلة ‪ ،‬غير أن دللتها على ذلك متناهية عند قوله‬
‫تعالى ‪ :‬أن تقصروا من الصلة قالوا ‪ :‬والكلم ‪ :‬وإذا ضربتم في‬
‫الرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فهذا هو‬
‫الذن للمسافر في القصر ‪ .‬قالوا ‪ :‬وقوله جل ذكره ‪ :‬إن خفتم أن‬
‫يفتنكم الذين كفروا كلم مبتدأ ‪ ،‬معناه ‪ :‬إن خفتم أيها الناس أن‬
‫يفتنكم الذين كفروا في صلتكم عن صلتكم ‪ ،‬وكنت فيهم يا محمد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ ،‬فأقمت لهم الصلة ‪ ،‬فلتقم طائفة منهم معك ‪ .‬قالوا ‪ :‬فقوله‬
‫تعالى ‪ :‬إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ‪ ،‬كلم منقطع عن قوله‬
‫عز وجل ‪ :‬فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة ‪ ،‬غير مواصل‬
‫له ‪ ،‬ول متصل به *‬

‫سل َ ِ‬
‫ف‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ن َقائ ِِلي ذ َل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض من حضرنا ذكره من قائلي ذلك من السلف‬

‫سل َ ِ‬
‫ف‪#‬‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ن َقائ ِِلي ذ َل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬
‫ذا ضربتم في اْل َرض فَل َيس عَل َيك ُم جنا َ‬
‫ن‬
‫م َ‬
‫صُروا ِ‬
‫ن ت َْق ُ‬
‫حأ ْ‬‫ْ ْ ُ َ ٌ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫" وَإ ِ َ َ َ ْ ُ ْ ِ‬

‫‪ 510‬حدثنا المثنى بن إبراهيم الملي ‪ ،‬حدثنا إسحاق بن الحجاج ‪،‬‬


‫حدثنا عبد الله بن هاشم ‪ ،‬أنبأنا سيف ‪ ،‬عن أبي روق ‪ ،‬عن أبي‬
‫أيوب ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬سأل قوم من التجار رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إنا نضرب في الرض فكيف‬
‫نصلي ؟ فأنزل الله عز وجل ‪ " :‬وإذا ضربتم في الرض فليس‬
‫عليكم جناح أن تقصروا من الصلة ‪ ،‬ثم انقطع الوحي " فلما كان‬
‫بعد ذلك بحول ‪ ،‬غزا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر ‪،‬‬
‫فقال المشركون ‪ :‬لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم ‪ ،‬هل‬
‫شددتم عليهم ؟ فقال قائل منهم ‪ :‬إن لهم أخرى مثلها في إثرها ‪،‬‬
‫فأنزل الله تعالى ذكره بين الصلتين ‪ :‬إن خفتم أن يفتنكم الذين‬
‫كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا ‪ .‬وإذا كنت فيهم فأقمت‬
‫لهم الصلة ‪ ،‬فلتقم طائفة منهم معك إلى قوله ‪ :‬إن الله أعد‬
‫للكافرين عذابا مهينا ‪ ،‬فنزلت صلة الخوف ‪ .‬قالوا ‪ :‬فالرخصة‬
‫للمسافر بقصر صلته عن مبلغ عدد صلة المقيم ‪ ،‬ثابتة حجتها‬
‫بترخيص الله تعالى له في ذلك على لسان رسوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ .‬وليس في ترخيص الله تعالى له ذلك دفع شيء من معنى‬
‫قوله ‪ :‬وإذا ضربتم في الرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من‬
‫الصلة ‪ ،‬إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ‪ ،‬ول في قوله تعالى ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وإذا ضربتم في الرض فليس عليكم دفع شيء من رخصة الله‬
‫للمسافر فيما رخص له فيه ‪ ،‬من قصر صلته عن أربع إلى اثنتين ‪،‬‬
‫إذ كان كل واحد من الصلتين مفارق معناها معنى صاحبتها ‪ ،‬ولكل‬
‫واحدة منها سنة وحكم غير سنة الخرى وحكمها *‬

‫سل َ ِ‬
‫ف‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫مَقال َ َ‬
‫ة ِ‬ ‫ل هَذِهِ ال ْ َ‬
‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال هذه المقالة من السلف‬

‫سل َ ِ‬
‫ف‪#‬‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫مَقال َ َ‬
‫ة ِ‬ ‫ل هَذِهِ ال ْ َ‬
‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫صّلي‬ ‫َ‬
‫سعْد ٌ ي ُ َ‬ ‫ن قَُرى ال ّ‬
‫شام ِ أْرب ًَعا ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ْ‬
‫سعْدٍ ب َِقْري َةٍ ِ‬
‫مع َ َ‬ ‫صّلو َ‬
‫ن َ‬ ‫يُ َ‬

‫‪ 511‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫عبد الرحمن بن القاسم ‪ ،‬حدثنا شيخنا يعني ابن أبي مليكة ‪ ،‬عن‬
‫المسور بن مخرمة ‪ " :‬أنهم كانوا يصلون مع سعد بقرية من قرى‬
‫الشام أربعا ‪ ،‬وسعد يصلي ركعتين " *‬

‫ن أ َْو‬ ‫ل ل ََها عَ ّ‬
‫ما ُ‬ ‫ن قَُرى ال ّ‬
‫شام ِ ي َُقا ُ‬ ‫م ْ‬
‫سعْدٍ ب َِقْري َةٍ ِ‬ ‫ك ُّنا َ‬
‫مع َ َ‬

‫‪ 512‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا وهب بن جرير ‪ ،‬حدثنا وهب ‪ ،‬عن‬


‫حبيب ‪ ،‬عن المسور ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع سعد بقرية من قرى الشام‬
‫يقال لها عمان أو عوام ‪ .‬قال ‪ :‬وكان هو يصلي ركعتين ‪ ،‬ويصلون‬
‫أربعا ‪ ،‬فقلنا له في ذلك ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنا نحن أعلم " *‬

‫ك لَ ُ‬
‫ه‪،‬‬ ‫م ‪ ،‬فَذ َك َْرَنا ذ َل ِ َ‬
‫ن ن ُت ِ ّ‬ ‫صَلةَ وَن َ ْ‬
‫ح ُ‬ ‫صُر ال ّ‬
‫سعْد ٌ ي َْق ُ‬
‫ن َ‬ ‫وَ َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 513‬حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي ‪ ،‬حدثنا حسين ‪ ،‬عن‬


‫زائدة ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مسور ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع سعد بن مالك بالشام شهرين ‪ ،‬وكان سعد‬
‫يقصر الصلة ونحن نتم ‪ ،‬فذكرنا ذلك له ‪ ،‬فقال ‪ " :‬نحن أعلم " *‬

‫ل َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن"*‬ ‫سافًِرا فَ َ‬
‫ص ّ‬ ‫م َ‬
‫ت ُ‬
‫ج َ‬
‫خَر ْ‬
‫َ‬

‫‪ 514‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن‬


‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن الحارث ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا خرجت مسافرا‬
‫فصل ركعتين " *‬

‫ن ال ْوَُزَراءُ *‬ ‫عي َ َ‬ ‫َ‬


‫ح ُ‬
‫ة ‪ ،‬وَن َ ْ‬ ‫ل اْلئ ِ ّ‬
‫م ُ‬ ‫ما ِ‬
‫س َ‬
‫م ب َُنو إ ِ ْ‬
‫أن ْت ُ ْ‬

‫‪ 515‬حدثنا موسى بن عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا حسين ‪ ،‬عن زائدة ‪،‬‬


‫حدثنا سعيد بن عبيد الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني علي بن ربيعة السدي‬
‫‪ ،‬أن ربيع بن نضلة السدي ‪ ،‬أخبره أنه خرج في اثني عشر راكبا ‪،‬‬
‫كلهم قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم غيره ‪ ،‬وهم سفر ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فحضرت الصلة ‪ ،‬فتدافع القوم أيهم يصلي ‪ ،‬فقدموا رجل‬
‫منهم فصلى بهم أربعا ‪ ،‬فلما انصرف قال سلمان ‪ :‬ما هذا ؟ ‪-‬‬
‫مرتين أو ثلثا ‪ -‬نصف المربوعة ‪ ،‬نحن إلى التخفيف أفقر ‪-‬‬
‫مرتين ‪ .‬قال ‪ :‬فقال القوم لسلمان ‪ :‬يا أبا عبد الله ‪ ،‬تقدمنا فصل‬
‫لنا ‪ ،‬فأنت أحقنا بذلك ‪ .‬فقال سلمان ‪ :‬ل ‪ ،‬أنتم بنو إسماعيل الئمة‬
‫‪ ،‬ونحن الوزراء *‬

‫ن‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫صّلي إ ِ ّ‬


‫ل‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ك‬‫م‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ه‬‫ت عَب ْد َ الل ّ‬ ‫ي‬‫رأ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫‪ 516‬حدثنا هناد بن السري الحنظلي ‪ ،‬حدثنا أبو الحوص ‪ ،‬عن‬


‫حصين بن عبد الرحمن السلمي ‪ ،‬قال ‪ :‬كان الشعبي معنا بواسط‬
‫فحضرت الصلة ‪ ،‬فدخلت منزلي ‪ ،‬ثم خرجت ‪ ،‬فقال ‪ :‬كم‬
‫صليت ؟ فقلت ‪ :‬أربعا ‪ .‬فقال ‪ :‬لكني ما صليت غير ركعتين ‪ ،‬رأيت‬
‫عبد الله بن عمر بمكة ما يصلي إل ركعتين ‪ ،‬حتى خرج منها " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ال ْ ُ‬
‫مث َّنى ‪،‬‬ ‫حد ّث ََنا اب ْ ُ‬ ‫ل َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن"‪َ ،‬‬ ‫ن الل ّهِ َ‬
‫ص ّ‬ ‫حا َ‬
‫سب ْ َ‬
‫" ُ‬

‫‪ 698‬حدثني زيد بن أخزم الطائي ‪ ،‬حدثني عبد الصمد ‪ ،‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن يحيى بن أبي إسحاق ‪ ،‬عن القاسم بن مخيمرة ‪ ،‬عن‬
‫أبي صالح أو ابن صالح ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت عبد الله بن عمرو وقلت ‪:‬‬
‫أكون في زرعي وغنمي ستة أشهر ‪ ،‬كيف أصلي ؟ فقال ‪:‬‬
‫ركعتين ‪ .‬وسألت ابن الزبير ‪ ،‬فقال مثل ذلك ‪ .‬وسألت ابن عمر ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬مثل ذلك ‪ ،‬فقلت ‪ :‬سبحان الله ‪ ،‬أكون في زرعي وغنمي‬
‫فقال ‪ " :‬سبحان الله صل ركعتين " ‪ ،‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبد‬
‫الصمد ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬حدثنا يحيى بن أبي إسحاق ‪ ،‬عن القاسم بن‬
‫مخيمرة ‪ ،‬عن صالح ‪ -‬أو عن ابن صالح ‪ -‬قال ‪ :‬سألت عبد الله بن‬
‫عمرو فذكر مثله *‬

‫ُ‬
‫ة"*‬
‫سن َ ٌ‬
‫ح َ‬ ‫ل الل ّهِ أ ْ‬
‫سوَةٌ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬
‫م ِفي َر ُ‬ ‫" ل ََقد ْ َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 699‬حدثني عمران بن بكار الكلعي ‪ ،‬حدثنا يحيى بن صالح ‪،‬‬


‫حدثنا ابن عياش ‪ ،‬عن مجاهد بن فرقد الصنعاني ‪ ،‬عن أبي منيب‬
‫الجرشي ‪ ،‬قال ‪ :‬قيل لبن عمر ‪ :‬قول الله عز وجل ‪ :‬وإذا ضربتم‬
‫في الرض فليس عليكم جناح الية ‪ ،‬فنحن آمنون ل نخاف ‪،‬‬
‫أفنقصر الصلة ؟ فقال ‪ " :‬لقد كان لكم في رسول الله أسوة‬
‫حسنة " *‬

‫صَلةَ " *‬ ‫" ل َو صل ّي ْت قَب ْل َها أ َو ب َعْد َ َ َ‬


‫ت ال ّ‬
‫م ُ‬ ‫ها َلت ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ ُ‬

‫‪ 700‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت عبد الواحد المالكي يحدث عن سالم بن عبد الله بن‬
‫عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬كان ابن عمر إذا أجمع المقام أتم الصلة ‪ ،‬ولقد أقام‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بمكة شهرا يصلي ركعتين ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬لو صليت قبلها أو بعدها ؟‬
‫قال ‪ " :‬لو صليت قبلها أو بعدها لتممت الصلة " *‬

‫" أ ُصّلي صَلةَ السَفر ‪ ،‬مال َ ُ‬


‫مك َث ْ ُ‬
‫ت‬ ‫ن َ‬
‫ة ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫مِع اْل َِقا َ‬
‫م َ‬ ‫ج ِ‬
‫مأ ْ‬‫ّ ِ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪ 701‬حدثنا يونس ‪ ،‬أنبأنا سفيان ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن سالم ‪ ،‬عن‬


‫أبيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬أصلي صلة السفر ‪ ،‬مالم أجمع القامة ‪ ،‬وإن مكثت‬
‫اثنتي عشرة ليلة " *‬

‫صَلةَ ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫ل ‪ :‬نحن ماكُثو َ‬ ‫َ‬


‫ذا َقا َ‬
‫ل‬ ‫م ال ّ‬ ‫صد ََر الظ ّهَْر وََقا َ َ ْ ُ َ ِ َ‬
‫ن أت َ ّ‬ ‫أ ْ‬

‫‪ 702‬حدثنا يونس ‪ ،‬أنبأنا سفيان ‪ ،‬عن ابن أبي نجيح ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت‬
‫سالما أسأله وهو عند باب المسجد ‪ ،‬فقلت ‪ :‬كيف كان أبوك‬
‫يصنع ؟ قال ‪ " :‬كان إذا أصدر الظهر وقال ‪ :‬نحن ماكثون أتم‬
‫الصلة ‪ ،‬وإذا قال ‪ :‬اليوم وغدا قصر ‪ ،‬وإن مكث عشرين ليلة " *‬

‫صَلةَ َ‬ ‫ة فَل َم يدر أ َيظ ْع َ‬


‫مك ّ َ‬
‫س عَ ْ‬
‫شَرةَ‬ ‫م َ‬
‫خ ْ‬ ‫م قَ َ‬
‫صَر ال ّ‬ ‫م ي ُِقي ُ‬
‫نأ ْ‬‫ْ َ ْ ِ َ َ ُ‬ ‫قَدِ َ‬
‫م َ‬

‫‪ 703‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا سلمة بن الفضل ‪ ،‬عن ابن إسحاق ‪،‬‬
‫عن أبان بن صالح ‪ ،‬عن سالم بن عبد الله ‪ " :‬أن ابن عمر ‪ ،‬كان‬
‫إذا قدم مكة فلم يدر أيظعن أم يقيم قصر الصلة خمس عشرة‬
‫ليلة ‪ ،‬فإذا عرف أنه يقيم أتم الصلة " *‬

‫ة*‬ ‫مِع اْل َِقا َ‬


‫م َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يُ ْ‬ ‫صَلةَ َ‬
‫صُر ال ّ‬
‫ن ي َْق ُ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 704‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا يحيى القطان ‪ ،‬عن عبيد الله ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أخبرني نافع أن ابن عمر كان يقصر الصلة ما لم يجمع‬
‫القامة *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫سافِرِ ‪،‬‬ ‫صَلةَ ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫صّلى َ‬ ‫سب ًْعا أوْ ث َ َ‬
‫مان ًِيا َ‬ ‫ة فَل َب ِ َ‬
‫ث ب َِها َ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫قَدِ َ‬
‫م َ‬

‫‪ 705‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا مسلمة بن الصلت الشيباني ‪ ،‬حدثنا‬


‫علي بن المبارك ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر‬
‫" أنه كان إذا قدم مكة فلبث بها سبعا أو ثمانيا صلى صلة‬
‫المسافر ‪ ،‬إل أن يصلي مع المام " *‬

‫ب‬ ‫شي ًْئا إ ِّل ِفي ال ْ َ‬


‫مغْرِ ِ‬ ‫سَفرِ َ‬
‫ن ِفي ال ّ‬ ‫َ‬
‫زيد ُ عَلى الّرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن يَ ِ‬ ‫لَ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬

‫‪ 706‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا مسلمة بن الصلت ‪ ،‬حدثنا علي بن‬


‫المبارك ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن عبد الله ‪ " :‬أنه‬
‫لم يكن يزيد على الركعتين في السفر شيئا إل في المغرب ‪ ،‬فإنه‬
‫كان يصليها ثلثا " *‬

‫َ‬ ‫ة أَ‬ ‫أ ََقام بأ َ‬


‫ج‬
‫خُر َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫ست َط ِعْ أ ْ‬ ‫صَلةَ ‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ص‬
‫ُ ُ‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ُ ٍ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬‫س‬‫ِ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫جا‬
‫َ‬ ‫بي‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ذ‬
‫َ ِ َ‬

‫‪ 707‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬عن داود بن‬


‫قيس ‪ ،‬عن نافع ‪ :‬أن ابن عمر ‪ ،‬أقام بأذربيجان ستة أشهر يقصر‬
‫الصلة ‪ ،‬ولم يستطع أن يخرج من البرد ‪ ،‬ولم يرد القامة " *‬

‫شَرةَ أ َ ْ‬
‫شهُرٍ ‪َ -‬ل‬ ‫شهُرٍ ‪ -‬أ َوْ عَ َ‬
‫ة أَ ْ‬
‫ست ّ َ‬
‫دين َةِ ِ‬ ‫ت ِبال ْ َ‬
‫م ِ‬
‫َ‬
‫" أقَ ْ‬
‫م ُ‬

‫‪ 708‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬أنبأنا ليث ‪ ،‬عن‬


‫الشعبي ‪ ،‬قال ‪ " :‬أقمت بالمدينة ستة أشهر ‪ -‬أو عشرة أشهر ‪ -‬ل‬
‫يأمرني ابن عمر إل بركعتين ‪ ،‬إل أن أصلي مع قوم فأصلي‬
‫بصلتهم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شهُرٍ ‪ -‬أ َوْ عَ َ‬


‫شَرةَ‬ ‫ة أَ ْ‬ ‫دين َةِ ث َ َ‬
‫مان ِي َ َ‬ ‫مَر ِبال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ن عُ َ‬
‫معَ اب ْ ِ‬
‫ت َ‬
‫م ُ‬
‫َ‬
‫" أقَ ْ‬

‫‪ 709‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬أنبأنا ليث ‪ ،‬عن‬


‫الشعبي ‪ ،‬قال ‪ " :‬أقمت مع ابن عمر بالمدينة ثمانية أشهر ‪ -‬أو‬
‫عشرة أشهر ‪ -‬فما أمرني إل بركعتين ‪ ،‬إل أن أصلي في جماعة ‪،‬‬
‫ولو أردت أكثر من ذلك ما زادني " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫سَفرِ عَلى َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن‬ ‫ن َل ي َ ِ‬
‫زيد ُ ِفي ال ّ‬ ‫مَر ‪ ،‬فَ َ‬
‫كا َ‬ ‫ن عُ َ‬
‫ب اب ْ َ‬
‫ح ُ‬
‫ص َ‬
‫أ ْ‬

‫‪ 710‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا الحكم بن بشير بن سلمان ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا عمر بن ذر ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت أصحب ابن عمر ‪،‬‬
‫فكان ل يزيد في السفر على ركعتين المكتوبة ‪ ،‬ويحيي الليل صلة‬
‫على ظهر بعيره أينما كان وجهه ‪ ،‬وينزل قبل الفجر فيوتر بالرض ‪،‬‬
‫وإذا قام في منزل ليلة أحيى الليل " *‬

‫ماءً " *‬
‫ئ ِإي َ‬
‫م ُ‬
‫ض ُيو ِ‬
‫ري ٌ‬
‫م ِ‬ ‫ة َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن وَهُوَ َ‬ ‫صّلى ب ِ َ‬
‫مك ّ َ‬ ‫َ‬

‫‪ 711‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثني عبد الصمد ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫عمرو بن دينار ‪ ،‬عن عطاء أن ابن عمر صلى بمكة ركعتين وهو‬
‫مريض يومئ إيماء " *‬

‫ّ‬ ‫صَلةِ ِفي ال ّ‬


‫سَفرِ إ ِل َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن"*‬ ‫ن ال ّ‬
‫" ي َن َْهى عَ ِ‬

‫‪ 712‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬حدثنا الحسين يعني‬


‫ابن واقد ‪ ،‬عن أبي الزبير ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت ابن عمر ‪ " :‬ينهى عن‬
‫الصلة في السفر إل ركعتين " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫موا فَأت ِ ّ‬
‫موا‬ ‫ل ‪ُ :‬قو ُ‬
‫م َقا َ‬
‫ن ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫صّلى ب ِهِ ْ‬
‫م َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫مك ّ َ‬
‫ة فَ َ‬ ‫قَدِ َ‬
‫م َ‬

‫‪ 713‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا مؤمل بن إسماعيل ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪،‬‬


‫عن أسلم المنقري ‪ ،‬عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى ‪ ،‬عن‬
‫أبيه " أن عمر بن الخطاب قدم مكة فصلى بهم ركعتين ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫قوموا فأتموا ‪ ،‬فإنا قوم سفر " ‪ ،‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا مؤمل ح ‪،‬‬
‫وحدثني علي بن سهل ‪ ،‬حدثنا زيد بن أبي الزرقاء ‪ ،‬قال جميعا ‪:‬‬
‫أنبأنا سفيان ‪ ،‬عن زيد بن أسلم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عمر مثله *‬

‫َ‬
‫ن‬ ‫سل ْ ُ‬
‫م بْ ُ‬ ‫حد ّث ََنا َ‬
‫سْفٌر " ‪َ ،‬‬
‫م َ‬ ‫صَلت َك ُ ْ‬
‫م ‪ ،‬فَإ ِّنا قَوْ ٌ‬ ‫موا َ‬
‫أت ِ ّ‬

‫‪ 714‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫العمش ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن همام بن الحارث أن عمر بن الخطاب‬
‫صلى بمكة ركعتين ‪ ،‬وقال ‪ " :‬يا أهل مكة أتموا صلتكم ‪ ،‬فإنا قوم‬
‫سفر " ‪ ،‬حدثنا سلم بن جنادة السوائي ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن‬
‫العمش ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن همام ‪ ،‬عن عمر مثله *‬

‫َ‬
‫سْفٌر " *‬
‫م َ‬ ‫صَلت َك ُ ْ‬
‫م ‪ ،‬فَإ ِّنا قَوْ ٌ‬ ‫موا َ‬
‫أت ِ ّ‬

‫‪ 715‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫الحكم ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن السود ‪ :‬أن عمر ‪ ،‬صلى بمكة ركعتين ‪،‬‬
‫ثم قال ‪ " :‬يا أهل مكة أتموا صلتكم ‪ ،‬فإنا قوم سفر " *‬

‫َ‬
‫صَلت َك ُ ْ‬
‫م"*‬ ‫سْفٌر ‪ ،‬فَأت ِ ّ‬
‫موا َ‬ ‫إ ِّنا قَوْ ٌ‬
‫م َ‬

‫‪ 716‬حدثني جابر بن الكردي الواسطي ‪ ،‬حدثنا شبابة بن سوار ‪،‬‬


‫حدثنا يونس بن أبي إسحاق ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫ميمون الودي ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت عمر حين دخل مكة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا أهل‬
‫مكة ‪ ،‬إنا قوم سفر ‪ ،‬فأتموا صلتكم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫سْفٌر " *‬
‫م َ‬ ‫صَلت َك ُ ْ‬
‫م ‪ ،‬فَإ ِّنا قَوْ ٌ‬ ‫موا َ‬
‫" أت ِ ّ‬

‫‪ 717‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬عن عبيد الله ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬أخبرني نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ :‬أن عمر صلى بأهل مكة ركعتين ‪،‬‬
‫ثم قال ‪ " :‬أتموا صلتكم ‪ ،‬فإنا قوم سفر " *‬

‫َ‬
‫سْفٌر " *‬
‫م َ‬ ‫صَلت َك ُ ْ‬
‫م ‪ ،‬فَإ ِّنا قَوْ ٌ‬ ‫موا َ‬
‫" أت ِ ّ‬

‫‪ 718‬حدثني يونس بن عبد العلى الصدفي ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪،‬‬


‫أخبرني عمرو بن الحارث ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن سالم ‪ ،‬عن أبيه‬
‫أن عمر بن الخطاب كان إذا قدم مكة صلى ركعتين ‪ ،‬ثم قال لهل‬
‫مكة ‪ " :‬أتموا صلتكم ‪ ،‬فإنا قوم سفر " *‬

‫ل َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن"*‬ ‫ت فَ َ‬
‫ص ّ‬ ‫جع ْ َ‬
‫ذا َر َ‬ ‫ل َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫سافًِرا فَ َ‬
‫ص ّ‬ ‫م َ‬
‫ت ُ‬
‫ج َ‬
‫خَر ْ‬
‫َ‬

‫‪ 719‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن‬


‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن الحارث ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا خرجت مسافرا‬
‫فصل ركعتين ‪ ،‬وإذا رجعت فصل ركعتين " *‬

‫ذا قَدمت أ َرضا َل تدري متى تخرج ‪ ،‬فَأ َ‬


‫صَلةَ‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫َ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫ِ ْ َ ْ ً‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 720‬حدثنا عمران بن موسى القزاز ‪ ،‬حدثنا عبد الوارث بن‬


‫سعيد ‪ ،‬حدثنا ليث ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا‬
‫قدمت أرضا ل تدري متى تخرج ‪ ،‬فأتم الصلة ‪ ،‬وإذا قلت ‪ :‬أخرج‬
‫اليوم ‪ ،‬أخرج غدا ‪ ،‬فقصر ما بينك وبين عشر ‪ ،‬ثم أتم الصلة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ك أ َن تصل ّي الصب َ‬
‫ح أْرب ًَعا ؟ " قُل ْ ُ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ّ ْ َ‬ ‫س َ ْ ُ َ َ‬‫ب ن َْف ُ‬
‫طي ُ‬
‫" تَ ِ‬

‫‪ 721‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫عن أبي جمرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لبن عباس ‪ :‬ما تطيب نفسي أن‬
‫أصلي بمكة ركعتين ‪ .‬فقال ‪ " :‬تطيب نفسك أن تصلي الصبح أربعا‬
‫؟ " قلت ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ " :‬إنها ليست بقصر ‪ ،‬صل ركعتين ‪ ،‬وصل‬
‫بعدها ركعتين " *‬

‫حد ّث ََنا‬
‫ي‪َ ،‬‬
‫م ّ‬
‫سا ِ‬
‫سعَد َةَ ال ّ‬
‫م ْ‬
‫ن َ‬
‫مي ْد ُ ب ْ ُ‬ ‫حد ّث ََنا ُ‬
‫ح َ‬ ‫" َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن"‪َ ،‬‬

‫‪ 722‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثني وهب بن جرير ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫أبي التياح ‪ ،‬عن أبي المنهال ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لبن عباس ‪ :‬إني أقيم‬
‫بالمدينة حول ل أشد علي سيرا ‪ ،‬فكيف أصلي ؟ قال ‪ " :‬ركعتين‬
‫" ‪ ،‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬حدثنا يزيد بن زريع ‪ ،‬حدثنا‬
‫شعبة ‪ ،‬عن أبي التياح ‪ ،‬عن أبي المنهال العنزي ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لبن‬
‫عباس فذكر نحوه *‬

‫ن َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن"*‬ ‫" َرك ْعَت َي ْ ِ‬

‫‪ 723‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫زائدة بن عمير ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت ابن عباس ‪ :‬كيف أصلي بمكة ؟ قال‬
‫‪ " :‬ركعتين ركعتين " *‬

‫ة أَ ْ‬
‫شهُرٍ " *‬ ‫س َ‬
‫م َ‬
‫خ ْ‬
‫ض َ‬
‫ٍ‬ ‫ر‬
‫ْ‬
‫" قَصر وإن ك ُنت في أ َ‬
‫ّ ْ َ ْ ْ َ ِ‬

‫‪ 724‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا جرير بن عبد الحميد ‪ ،‬عن مغيرة ‪،‬‬
‫عن سماك بن سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل ابن عباس عن قصر الصلة ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬قصر وإن كنت في أرض خمسة أشهر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ‪ ،‬وََل‬ ‫م يُ َ ّ‬
‫صلي َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫سل ّ ُ‬
‫م ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ن يُ َ ّ‬
‫صلي َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن ثُ ّ‬
‫م يُ َ‬ ‫فَ َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 725‬حدثنا عمران بن موسى ‪ ،‬حدثنا عبد الوارث ‪ ،‬حدثنا يونس ‪،‬‬


‫عن الحسن أن أنس بن مالك ‪ ،‬كان بنيسابور على جبايتها ‪ ،‬فكان‬
‫يصلي ركعتين ثم يسلم ‪ ،‬ثم يصلي ركعتين ‪ ،‬ول يجمع ‪ ،‬وكان‬
‫الحسن معه شتوتين " *‬

‫سن َت َي ْن ي ُ َ ّ‬ ‫أ َن أ َنس بن مال ِك أ ََقام بنيسابور سن ً َ‬


‫صلي َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ة أو ْ َ‬ ‫َ َِْ َ َ َ َ َ‬ ‫ّ َ َ ْ َ َ ٍ‬

‫‪ 726‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬قال ‪ :‬أنبأنا‬


‫يونس ‪ ،‬عن الحسن ‪ :‬أن أنس بن مالك أقام بنيسابور سنة أو‬
‫سنتين يصلي ركعتين ‪ ،‬ثم يسلم ‪ ،‬ثم يقوم فيصلي ركعتين ‪ ،‬ثم‬
‫يسلم " *‬

‫صَلةَ " *‬ ‫َ‬


‫صُر ال ّ‬
‫ن ي َْق ُ‬
‫سن َت َي ْ ِ‬
‫س َ‬ ‫أَقا َ‬
‫م ب َِفارِ َ‬

‫‪ 727‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا سالم بن نوح ‪ ،‬عن عمر بن عامر ‪،‬‬
‫عن قتادة أن أنسا أقام بفارس سنتين يقصر الصلة " *‬

‫َ‬
‫م‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ‪ :‬لِ َ‬ ‫صَلةَ ‪ ،‬فَِقي َ‬
‫صُر ال ّ‬
‫ن ي َْق ُ‬ ‫سل َةِ َ‬
‫سن َت َي ْ ِ‬ ‫سل ْ ِ‬
‫سُروقٌ ِبال ّ‬
‫م ْ‬ ‫أَقا َ‬
‫م َ‬

‫‪ 728‬حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ‪ ،‬حدثنا فضيل بن عياض ‪،‬‬


‫عن منصور ‪ ،‬عن شقيق بن سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬أقام مسروق بالسلسلة‬
‫سنتين يقصر الصلة ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬لم تفعل هذا ؟ قال ‪ " :‬تلك السنة‬
‫"*‬

‫سن ّةِ " *‬


‫ن ال ّ‬ ‫" َ ُ‬
‫ما آلو عَ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 729‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫منصور ‪ ،‬عن أبي وائل ‪ ،‬قال ‪ :‬صحبت مسروقا إلى السلسلة ذاهبا‬
‫وجائيا ‪ ،‬فجعل يصلي ركعتين ركعتين ‪ .‬قال أبو وائل ‪ :‬فسألته فقال‬
‫‪ " :‬ما آلو عن السنة " *‬

‫َ‬ ‫سل َةِ فَ َ ّ‬


‫ن‬
‫سن َت َي ْ ِ‬ ‫صلى َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن ‪ ،‬وَأَقا َ‬
‫م َ‬ ‫سل ْ ِ‬
‫ق إ َِلى ال ّ‬
‫سُرو ٍ‬
‫م ْ‬
‫مع َ َ‬
‫ت َ‬
‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫َ‬
‫صّلي‬
‫يُ َ‬

‫‪ 730‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫منصور ‪ ،‬عن أبي وائل ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجت مع مسروق إلى السلسلة‬
‫فصلى ركعتين ‪ ،‬وأقام سنتين يصلي ركعتين ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أبا‬
‫عائشة ‪ ،‬ما يحملك على هذا ؟ قال ‪ " :‬السنة " *‬

‫س‬ ‫ن ؛ ي َل ْت َ ِ‬
‫م ُ‬ ‫سن َت َي ْن ‪ ،‬ي ُ َ ّ‬
‫صلي َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سل َةِ َ‬
‫سل ْ ِ‬
‫ق ِبال ّ‬
‫سُرو ٍ‬
‫م ْ‬
‫مع َ َ‬ ‫" ك ُن ْ ُ‬
‫ت َ‬

‫‪ 731‬حدثني أبو السائب ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن‬


‫شقيق ‪ ،‬قال ‪ " :‬كنت مع مسروق بالسلسلة سنتين ‪ ،‬يصلي‬
‫ركعتين ؛ يلتمس بذلك السنة " *‬

‫َ ُْ‬ ‫سن َت َي ْن ي ُ َ ّ‬
‫سل َةِ َ‬
‫سل ْ ِ‬
‫ن‬ ‫صلي َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن ‪ ،‬ل ي َألو عَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سُروقٌ ِبال ّ‬
‫م ْ‬
‫ن َ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 732‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن‬
‫سليمان ‪ ،‬عن أبي وائل ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان مسروق بالسلسلة سنتين‬
‫يصلي ركعتين ‪ ،‬ل يألو عن السنة " *‬

‫ن ‪َ ،‬ل ي َأ ُْلو‬ ‫ن يُ َ ّ‬
‫صلي َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫سل َةِ فَ َ‬
‫كا َ‬ ‫سل ْ ِ‬
‫ق ِبال ّ‬
‫سُرو ٍ‬
‫م ْ‬
‫مع َ َ‬ ‫" ك ُن ْ ُ‬
‫ت َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 733‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا هشيم ‪ ،‬أنبأنا خالد بن أبي طلحة‬
‫مولى ابن أسد ‪ ،‬عن أبي وائل ‪ ،‬قال ‪ " :‬كنت مع مسروق‬
‫بالسلسلة فكان يصلي ركعتين ‪ ،‬ل يألو عن السنة " *‬

‫ن " َقاُلوا‬ ‫سل ّ َ‬


‫م َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫صّلى َر ُ‬
‫سو ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 734‬أخبرنا ابن بشار ‪ ،‬أنبأنا هشام بن عبد الملك ‪ ،‬أنبأنا أبو‬


‫عوانة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أبي العالية ‪ ،‬قال ‪ :‬سافرت إلى مكة ‪،‬‬
‫فكنت أصلي ركعتين ‪ ،‬فلقيني قراء من أهل هذه الناحية ‪ ،‬فقالوا ‪:‬‬
‫كيف تصلي ؟ قلت ‪ :‬ركعتين ‪ ،‬قالوا ‪ :‬سنة أو قرآن ؟ قلت ‪ :‬كل‬
‫ذلك ‪ ،‬سنة وقرآن ‪ .‬قلت ‪ " :‬صلى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ركعتين " قالوا ‪ :‬إنه كان في حرب ‪ ،‬قلت ‪ :‬قال الله عز‬
‫وجل ‪ " :‬لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد‬
‫الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين ل تخافون ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬وإذا ضربتم في الرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من‬
‫الصلة ‪ ،‬فقرأ حتى بلغ ‪ :‬فإذا اطمأننتم " *‬

‫صّلى أ َْرب ًَعا ‪ .‬ي َعِْني‬ ‫ذا اط ْ َ‬ ‫سافُِر ي ُ َ ّ‬


‫ن َ‬
‫مأ ّ‬
‫َ‬ ‫صلي َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫" ال ْ ُ‬
‫م َ‬

‫‪ 735‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثني عبد العلى ‪ ،‬حدثنا داود ‪ ،‬عن أبي‬
‫العالية أنه قال ‪ " :‬المسافر يصلي ركعتين ‪ ،‬فإذا اطمأن صلى أربعا‬
‫‪ .‬يعني إذا نزل " *‬

‫جعَ إ َِلى أ َهْل ِهِ " *‬


‫حّتى ي َْر ِ‬ ‫سافُِر ي ُ َ ّ‬
‫صلي َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫" ال ْ ُ‬
‫م َ‬

‫‪ 736‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن يونس ‪ :‬أن‬


‫الحسن كان يقول ‪ " :‬المسافر يصلي ركعتين حتى يرجع إلى أهله‬
‫"*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫صَلةَ وَأفْط ََر ِفي ال ّ‬
‫سَفرِ " *‬ ‫ن قَ َ‬
‫صَر ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫خَياُرك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫" ِ‬

‫‪ 737‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك‬


‫المديني ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن حرملة ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب أن‬
‫رجل سأله ‪ :‬أتم الصلة وأصوم في السفر ؟ فقال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬إني‬
‫أقوى على ذلك ‪ .‬قال ‪ :‬رسول الله صلى الله عليه وسلم كان‬
‫أقوى منك ‪ ،‬كان يفطر ويقصر الصلة ‪ ،‬وقال ‪ " :‬خياركم من قصر‬
‫الصلة وأفطر في السفر " *‬

‫سَفرِ وَأ َفْط ََر " *‬


‫صَلةَ ِفي ال ّ‬ ‫ن قَ َ‬
‫صَر ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫خي َْرك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫َ‬

‫‪ 738‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫عبد الرحمن بن حرملة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت سعيد بن المسيب ‪ ،‬وقال‬
‫له رجل ‪ :‬أنا أقوى أن أصوم في السفر ‪ ،‬فقال سعيد ‪ :‬رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم أقوى منك وخير منك ‪ ،‬كان ل يصوم في‬
‫السفر ‪ ،‬وكان يقصر الصلة ‪ ،‬وقال سعيد ‪ :‬إنه قال ‪ " :‬إن خيركم‬
‫من قصر الصلة في السفر وأفطر " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ميِع هَذِ ِ‬
‫ج ِ‬
‫ة َ‬
‫ح َ‬ ‫ت فَأْرب ًَعا " وَأن ْك ََر ِ‬
‫ص ّ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬ ‫ت فَث ِن ْت َي ْ ِ‬
‫ن ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ِ‬

‫‪ 739‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن حبيب بن‬


‫الشهيد ‪ ،‬عن ميمون بن مهران ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت سعيد بن المسيب‬
‫عن الصلة في السفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن شئت فثنتين ‪ ،‬وإن شئت‬
‫فأربعا " وأنكر صحة جميع هذه الخبار التي ذكرناها آخرون ‪ ،‬وقالوا‬
‫‪ :‬كان قصر النبي صلى الله عليه وسلم الصلة من أربع إلى‬
‫اثنتين ‪ ،‬فيما قصرها فيه من الصلوات الخمس في سفر كان فيه‬
‫خائفا من عدو ‪ ،‬غير آمن فيه ‪ ،‬على ما أذن الله عز وجل له‬
‫بقوله ‪ :‬وإذا ضربتم في الرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من‬
‫الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ‪ .‬قالوا ‪ :‬ومن أضاف إليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫القصر في غير حال الخوف ‪ ،‬وترك التمام في حال المن ‪ ،‬فقد‬
‫أضاف إليه ما ليس من صفته ‪ .‬وذلك أن الله تعالى ذكره إنما بعثه‬
‫رسول ليبين لهم ما أنزل إليهم ‪ ،‬ل ليشرع لهم خلف ما أنزل إليهم‬
‫‪ .‬قالوا ‪ :‬ومن أضاف إليه أنه قصر الصلة في حال المن ‪ ،‬فقد‬
‫وصفه بأنه شرع للناس غير ما نزل إليهم ‪ .‬وقالوا ‪ :‬قد قال بنحو‬
‫الذي قلنا من ذلك جماعة من السلف *‬

‫م ي ََرهُ إ ِّل‬ ‫َ‬ ‫ذك ْر م َ‬


‫ن ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫ل اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫ن أن ْك ََر ال َْق ْ‬
‫صَر ِفي َ‬ ‫ِ ُ َ ْ‬

‫ذكر من أنكر القصر في حال المن ‪ ،‬ولم يره إل في حال خوف‬


‫فتنة العدو‬

‫م ي ََرهُ إ ِّل ‪#‬‬ ‫َ‬ ‫‪ <<#‬ذك ْر م َ‬


‫ن ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫ل اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫ن أن ْك ََر ال َْق ْ‬
‫صَر ِفي َ‬ ‫ِ ُ َ ْ‬

‫م؟‬ ‫خاُفو َ‬ ‫ف ‪ ،‬هَ ْ‬ ‫ب ‪ ،‬وَ َ‬ ‫َ‬


‫ن أن ْت ُ ْ‬
‫َ‬ ‫ل تَ َ‬ ‫خا ُ‬
‫ن يَ َ‬
‫كا َ‬ ‫حْر ٍ‬
‫ن ِفي َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 740‬حدثني أبو عاصم عمران بن محمد النصاري ‪ ،‬حدثنا عبد‬


‫الكبير بن عبد المجيد ‪ ،‬حدثنا عمر بن عبد الله بن محمد بن عبد‬
‫الرحمن بن أبي بكر الصديق ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبي يقول ‪ :‬سمعت‬
‫عائشة تقول في السفر ‪ " :‬أتموا صلتكم " فقالوا ‪ :‬إن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم كان يصلي في السفر ركعتين ‪ .‬فقالت ‪" :‬‬
‫إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حرب ‪ ،‬وكان يخاف ‪،‬‬
‫هل تخافون أنتم ؟ والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال ‪:‬‬
‫إن قصر الصلة في السفر ‪ -‬غير مبلغ عدد صلة المقيم ‪ -‬رخصة‬
‫من الله عز وجل للمسافر وتخفيف منه عنه على لسان رسوله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬كما قال ابن عباس لسائله عن ذلك ‪ :‬سنة‬
‫أبي القاسم ‪ ،‬وإن رغمتم ‪ .‬وقال ابن عمر إذ سئل عن ذلك ‪ :‬إنا‬
‫وجدنا نبينا صلى الله عليه وسلم يعمل عمل عملنا به ‪ .‬وذلك من‬
‫حكم قول الله عز وجل ‪ :‬وإذا ضربتم في الرض فليس عليكم‬
‫جناح أن تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا‬
‫بمعزل ؛ وذلك أن هذه الية نزلت فيما ذكر على رسول الله صلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله عليه وسلم ؛ تعليما من الله عز وجل له صلة الخوف عند‬
‫معاينته العدو المخوفة غائلته ‪ ،‬المحذور بائقته ‪ ،‬إذا هو صلى صلة‬
‫المن المطمئن ‪ .‬وبالذي قلنا في ذلك تواترت الخبار عن أصحاب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وتتابعت عليه أقوال أهل‬
‫التأويل ‪ .‬وقد استقصينا ذكر أقوالهم ‪ ،‬واختلف المختلفين في ذلك‬
‫في كتابنا المسمى ) جامع البيان عن تأويل آي القرآن ( ‪ ،‬غير أنا‬
‫نذكر في هذا الموضع بعض ذلك ؛ ليعلم قارئ كتابنا هذا صحة ما‬
‫قلنا في ذلك *‬

‫ف‪،‬‬
‫سي ْ َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬
‫س ّ‬ ‫من ْ َ‬
‫ك " ‪َ .‬قا َ‬ ‫من َعُِني ِ‬ ‫" الل ّ ُ‬
‫ه يَ ْ‬

‫‪ 741‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن قتادة‬
‫‪ ،‬عن سليمان اليشكري ‪ ،‬أنه سأل جابر بن عبد الله عن إقصار‬
‫الصلة ‪ :‬أي يوم أنزل ‪ ،‬أو أي يوم هو ؟ فقال جابر ‪ :‬انطلقنا نتلقى‬
‫عير قريش آتية من الشأم ‪ ،‬حتى إذا كنا بنخل جاء رجل من القوم‬
‫إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬يا محمد ‪ .‬قال ‪" :‬‬
‫نعم " ‪ .‬قال ‪ :‬تخافني ؟ قال ‪ " :‬ل " ‪ .‬قال ‪ :‬فمن يمنعك مني ؟‬
‫قال ‪ " :‬الله يمنعني منك " ‪ .‬قال ‪ :‬فسل السيف ‪ ،‬ثم تهدده‬
‫وأوعده ‪ ،‬ثم نادى بالرحيل وأخذ السلح ‪ ،‬ثم نودي بالصلة ‪ ،‬فصلى‬
‫نبي الله صلى الله عليه وسلم بطائفة من القوم ‪ ،‬وطائفة أخرى‬
‫تحرسهم ‪ ،‬فصلى بالذين يلونه ركعتين ‪ ،‬ثم تأخر الذين يلونه على‬
‫أعقابهم ‪ ،‬فقاموا في مصاف أصحابهم ‪ ،‬ثم جاء الخرون فصلى‬
‫بهم ركعتين ‪ ،‬والخرون يحرسونهم ‪ ،‬ثم سلم ‪ ،‬فكانت للنبي صلى‬
‫الله عليه وسلم أربع ركعات ‪ ،‬وللقوم ركعتين ركعتين ‪ ،‬فيومئذ‬
‫أنزل الله تعالى عز وجل في إقصار الصلة ‪ ،‬وأمر المؤمنين بأخذ‬
‫السلح *‬

‫ن‪،‬‬
‫سَفا َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ب ِعُ ْ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫" ك ُّنا َ‬
‫معَ َر ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 742‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن‬
‫أبي عياش الزرقي ‪ ،‬قال ‪ " :‬كنا مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بعسفان ‪ ،‬وعلى المشركين خالد بن الوليد ‪ .‬قال ‪ :‬فصلينا‬
‫الظهر ‪ ،‬فقال المشركون ‪ :‬لقد كانوا على حال ‪ ،‬لو أردنا لصبنا‬
‫غفلة ‪ .‬فأنزلت آية القصر بين الظهر والعصر ؛ فأخذ الناس‬
‫السلح ‪ ،‬وصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبلي‬
‫القبلة ‪ ،‬والمشركون مستقبلوهم ‪ ،‬فكبر رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم وكبروا جميعا ‪ ،‬ثم ركع وركعوا جميعا ‪ ،‬ثم رفع رأسه ‪،‬‬
‫فرفعوا جميعا ‪ ،‬ثم سجد وسجد الصف الذي يليه ‪ ،‬وقام الخرون‬
‫يحرسونهم ‪ ،‬فلما فرغ هؤلء من سجودهم سجد هؤلء ‪ ،‬ثم نكص‬
‫الصف الذي يليه وتقدم الخرون ‪ ،‬فقاموا في مقامهم ‪ ،‬وركع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فركعوا جميعا ‪ ،‬ثم رفع رأسه‬
‫ورفعوا جميعا ‪ ،‬ثم سجد وسجد الصف الذي يليه وقام الخرون‬
‫يحرسونهم ‪ ،‬فلما فرغ هؤلء من سجودهم ‪ ،‬سجد هؤلء الخرون ‪،‬‬
‫ثم استووا معه فقعدوا جميعا ‪ ،‬ثم سلم عليهم جميعا ‪ ،‬فصلى‬
‫بعسفان ‪ ،‬وصلها يوم بني سليم ‪ ،‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا عبيد الله‬
‫بن موسى ‪ ،‬عن شيبان النحوي ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن‬
‫أبي عياش الزرقي ‪ ،‬وعن إسرائيل ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن‬
‫أبي عياش ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بعسفان ‪ .‬ثم ذكر نحوه فقد بينت هذه الخبار عن صحة ما قلنا من‬
‫أن قوله تعالى ‪ :‬وإذا ضربتم في الرض فليس عليكم جناح أن‬
‫تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ‪ ،‬بيان من الله‬
‫تعالى عن صفة فرضه على الخائف من عدوه في سفره ‪ ،‬في‬
‫حال دخوله في صلته ‪ ،‬ل دللة على ترخيصه للمسافر في قصر‬
‫الصلة في حال ضربه في الرض بكل حال ‪ ،‬وبعد فإن في قوله‬
‫عز وجل ‪ :‬فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلة بيانا واضحا عن صحة ما‬
‫قلنا من أن قوله عز وجل ‪ :‬وإذا ضربتم في الرض فليس عليكم‬
‫جناح أن تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا معني‬
‫به القصر عن حدودها الواجب على المن المطمئن إقامتها عليه ؛‬
‫لن ذلك لو كان إذنا بالقصر على مبلغ عددها لقيل ‪ :‬فإذا اطمأننتم‬
‫فأتموا الصلة ‪ ،‬وإذا كان المر على ما وصفنا في قوله تعالى ‪ :‬وإذا‬
‫ضربتم في الرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة إن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ‪ ،‬وبالذي عليه استشهدنا ‪ ،‬فمعلوم أن‬
‫الذن للمسافر المن في سفره من عدو يفتنه ‪ ،‬المطمئن فيه من‬
‫كافر يغتاله من الله له بغير هذه الية ‪ ،‬إذ كانت هذه الية إنما تدل‬
‫على ما وصفنا من صفة صلة الخائف من عدوه ‪ ،‬دون المن منه ‪،‬‬
‫وأن ذلك الذن إذ لم يكن موجودا في كتاب الله عز وجل موجودا‬
‫بنص يتلى ‪ ،‬فإنما ثبت بوحي كان من الله عز وجل إلى نبيه صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فبينه صلى الله عليه وسلم لمته قول وعمل ‪،‬‬
‫كما قال من ذكرنا ذلك عنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ .‬فقصر الصلة في السفر إذا رخصة من الله تعالى ذكره ‪،‬‬
‫لمن سافر من عباده المؤمنين به في حال ضربه في الرض ‪،‬‬
‫بترخيصه ذلك له على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في حال‬
‫المن والطمأنينة ‪ ،‬ليس له قصر شيء من حدودها ما كان آمنا‬
‫مطمئنا ‪ .‬فإذا كان خوف فله قصرها من حدودها على ما ذكرنا عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم من حراسة بعض بعضا فيها ‪،‬‬
‫وتقدم وتأخر في بعض الحوال ‪ ،‬وفي بعض الحوال بالجتزاء فيها‬
‫بالتكبير والقراءة واليماء بالركوع والسجود ‪ ،‬دون التمكن فيها من‬
‫الركوع والسجود تمكن المن المطمئن فيها *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫الذي سأل ابن عباس فقال له ‪ :‬إنا قدمنا البلد ونحن آمنون‬
‫خافضون ‪ .‬يعني بقوله ‪ :‬خافضون ‪ :‬ساكنون وادعون ل نحارب‬
‫أحدا ‪ .‬وأصله من خفض الصوت ‪ ،‬وهو سكونه ‪ ،‬وترك رفعه ‪ .‬يقال‬
‫للرجل ‪ :‬اخفض من صوتك ‪ :‬يراد به أخفه وسكنه ‪ ،‬واترك‬
‫الضجاج ‪ .‬ومنه قول الطرماح بن حكيم ‪ :‬فاذهبوا ما إليكم خفض‬
‫الحلم عناني وعريت أنقاضي يعني بقوله ‪ :‬خفض الحلم عناني ‪:‬‬
‫سكن الحلم جهلي وأخفاه ‪ ،‬فذهب به ‪ ،‬وغلب الحلم علي ‪ .‬ومنه‬
‫قول جرير ‪ :‬الظاعنون على العمى لجميعهم والخافضون بغير دار‬
‫مقام يعني بقوله ‪ :‬والخافضون بغير دار مقام ‪ :‬والمستقرون بغير‬
‫دار قرار ‪ ،‬والساكنون بها ‪ .‬وأما قول أبي جحيفة ‪ -‬إذ قيل له ‪ :‬مثل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫من كنت يومئذ ؟ كنت أبري وأريش ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ :‬أبري ‪:‬‬
‫كنت أنحت القداح ‪ .‬يقال منه ‪ :‬بريت السهم والقلم ‪ ،‬فأنا أبريه‬
‫بريا ‪ :‬وذلك إذا نحته ‪ ،‬ويقال لما تساقط من العود بالنحت ‪ :‬البراية‬
‫‪ .‬ومنه قول نابغة بني ذبيان ‪ :‬يريش قوما ويبري الخرين به لله‬
‫من رائش عمرو ومن بار ويقال للرجل إذا أنضى بعيره بطول‬
‫السير عليه حتى صار حسيرا ‪ :‬قد برى فلن مطيه فهو يبريه بريا ‪:‬‬
‫وذلك إذا ذهب لحمه وشحمه ‪ ،‬يشبه ببري القلم والقدح إذا نحتا ‪،‬‬
‫ويقال للبعير إذا كان باقيا على السير ‪ :‬إنه لذو براية ‪ .‬ومنه قول‬
‫عمرو الكلب في صفة حمار وحش ‪ :‬على حت البراية زمخري‬
‫السواعد ظل في شري طوال وأما قولهم ‪ :‬برى فلن لفلن ‪ :‬فهو‬
‫من غير هذا المعنى ‪ ،‬وإنما هو من معنى المعانة والمعارضة ‪ ،‬يقال‬
‫منه ‪ :‬برى فلن لفلن ‪ ،‬فهو يبري له بريا ‪ :‬وذلك إذا عارضه يصنع‬
‫مثل صنيعه ‪ ،‬وانبرى له ‪ .‬ومنه قول الشاعر ‪ :‬برت لك حماء‬
‫العلط سجوع وداع دعا من خلتيك نزيع ويقال ‪ :‬فلن وفلن‬
‫يتباريان ‪ :‬إذا كان كل واحد منهما يعارض صاحبه فيصنع مثل صنيعه‬
‫‪ .‬ومنه قولهم ‪ :‬فلن يباري الريح سماحة وجودا ‪ ،‬فهو يباريها مباراة‬
‫‪ :‬وذلك إذا أطعم وحمل وكسا كلما هبت ‪ ،‬فعارض هبوبها بنائل‬
‫وإفضال ‪ .‬وأما البرء ‪ :‬فهو من غير هذه المعاني ‪ ،‬وهو مصدر من‬
‫قول القائل ‪ :‬برأ الله الخلق فهو يبرؤهم برءا ‪ ،‬من قول الله جل‬
‫ثناؤه ‪ :‬ما أصاب من مصيبة في الرض ول في أنفسكم إل في‬
‫كتاب من قبل أن نبرأها ‪ ،‬يعني ‪ :‬من قبل أن نخلقها ‪ .‬وكذلك ‪ :‬ذرأ‬
‫الله الخلق فهو يذرؤهم ذرءا ‪ ،‬من قول الله عز وجل ‪ :‬يذرؤكم فيه‬
‫‪ ،‬والله ذارئ الخلق ‪ ،‬ويذرأهم ‪ ،‬بتسكين الهمزة ‪ .‬وأما البرء ‪ ،‬بضم‬
‫الباء ‪ ،‬فإنه في لغة تميم وأهل نجد مصدر من قولك ‪ :‬برئت من‬
‫المرض ‪ ،‬فأنا أبرأ منه برءا ‪ ،‬وفي لغة أهل الحجاز من قولك ‪" :‬‬
‫برأت من المرض فأنا أبرأ منه برءا ‪ .‬وأما البراء بالمد ‪ ،‬فإنه مصدر‬
‫من قول القائل ‪ :‬برئت من كذا وكذا ‪ ،‬فأنا أبرأ منه براء ؛ ولذلك ل‬
‫يثنى ول يجمع ‪ ،‬فيقال ‪ :‬هو براء من هذا المر ‪ ،‬وللثنين ‪ :‬هما براء‬
‫منه ‪ ،‬وللجميع ‪ :‬هم براء منه ‪ ،‬الواحد والثنان والجمع بلفظ واحد ‪،‬‬
‫كما يقال ‪ :‬هو عدل ‪ ،‬وهما عدل ‪ ،‬وهم عدل ‪ ،‬ومنه قول الله عز‬
‫وجل ‪ :‬إنني براء مما تعبدون ‪ ،‬فأما من قال ‪ :‬أنا بريء منك ‪ ،‬فإنه‬
‫يثني في التثنية ‪ ،‬ويجمع في الجمع ‪ ،‬فيقول ‪ :‬هما بريئان منك ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وهم براء منك ‪ ،‬وبريئون ‪ ،‬وأبرياء ‪ ،‬وبرآء ‪ .‬وأما البراء ‪ ،‬فإنه من‬
‫غير هذه المعاني كلها ‪ ،‬وهو مصدر ‪ ،‬إما من قول القائل ‪ :‬أبريت‬
‫الناقة ‪ ،‬فأنا أبريها إبراء ‪ ،‬وهي ناقة مبراة ‪ :‬وذلك إذا جعلت لها برة‬
‫‪ .‬والبرة ‪ :‬الحلقة تجعل في أنف البعير ‪ ،‬وإما من قول القائل ‪:‬‬
‫أبرأه الله من المرض إبراء ‪ .‬وأما البرأة ‪ :‬فقترة الصائد ‪ ،‬وهي‬
‫الحفرة التي يكمن فيها للصيد ‪ .‬وأما قوله ‪ :‬وأريش ‪ :‬فإنه يعني أنه‬
‫كان يجعل للسهم ريشا ‪ .‬وأصل الريش الكسوة ‪ ،‬وما يلبس ‪ .‬يقال‬
‫‪ :‬أعطى فلن فلنا رحل بريشه ‪ :‬يراد بكسوته وجهازه ‪ ،‬ويقال ‪ :‬إنه‬
‫لحسن ريش الثياب ‪ .‬وإنما قيل لريش الطائر ريش ؛ لنه له كهيئة‬
‫الكسوة واللباس لبني آدم ‪ .‬يقال منه ‪ :‬راش فلن فلنا ‪ :‬إذا أعطاه‬
‫أثاثا وكسوة ‪ ،‬فهو يريشه ريشا وريشا ورياشا ‪ ،‬كما يقال ‪ :‬لبسه‬
‫فهو يلبسه لباسا ولبسا ‪ .‬وقد أنشد في اللبس بكسر اللم ‪ :‬فلما‬
‫كشفن اللبس عنه مسحنه بأطراف طفل زان غيل موشما ومنه‬
‫الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أنه لعن الراشي‬
‫والمرتشي والرائش الذي يريش بينهما ‪ .‬يعني بذلك صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ :‬الذي يسفر بين الراشي والمرتشي ليحسن لكل‬
‫واحد منهما فعله الذي يفعله من العطاء والخذ ‪ ،‬كالذي يحسن‬
‫رائش السهم السهم بما يريشه من الريش ‪ .‬وأما قول نافع ‪ :‬كان‬
‫ابن عمر يقصر الصلة في السفر ما لم يجمع إقامة ‪ :‬فإنه يعني‬
‫بقوله ‪ :‬ما لم يجمع إقامة ‪ :‬ما لم يعزم على إقامة ‪ .‬يقال منه ‪ :‬قد‬
‫أجمع فلن على القامة بموضع كذا ‪ ،‬وأزمع عليه ‪ :‬يراد به عزم‬
‫على ذلك ‪ .‬ومنه قول الله عز وجل ‪ :‬فأجمعوا أمركم وشركاءكم ‪،‬‬
‫يعني بذلك ‪ :‬أحكموا أمركم ‪ ،‬وأعدوا واعزموا على ما أنتم عليه‬
‫عازمون ‪ .‬ومنه قول الراجز ‪ :‬يا ليت شعري والمنى ل تنفع هل‬
‫أغدون يوما وأمري مجمع وأما قول عمر رحمه الله لهل مكة ‪:‬‬
‫أتموا صلتكم ‪ ،‬فإنا قوم سفر ‪ :‬فإنه يعني بقوله ‪ :‬قوم سفر ‪ :‬قوم‬
‫مسافرون ‪ ،‬وهو مصدر ؛ ولذلك لم يجمع ‪ ،‬وهو مثل قولهم ‪ :‬قوم‬
‫زور ‪ ،‬وقوم صوم ‪ ،‬وفطر ‪ ،‬وجنب ‪ ،‬وعدل ‪ ،‬وما أشبه ذلك من‬
‫المصادر ‪ ،‬لفظ الواحد والثنين والجميع ‪ ،‬والمذكر والمؤنث ‪ ،‬فيه‬
‫واحد ‪ .‬ذكر ما لم يمض ذكره من حديث جابر بن عبد الله ‪ ،‬عن‬
‫عمر بن الخطاب ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ب‪#‬‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫شت َل َنهي َ‬
‫ساًرا " *‬ ‫مى َنافًِعا وَب ََرك َ ً‬
‫ة وَي َ َ‬ ‫س ّ‬
‫ن يُ َ‬
‫نأ ْ‬‫ع ْ ُ ََْ ّ‬ ‫" ل َئ ِ ْ‬
‫ن ِ‬

‫‪ 743‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا أبو أحمد الزبيري ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬
‫أبي الزبير ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬لئن عشت لنهين أن يسمى نافعا وبركة ويسارا "‬
‫*‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬ل علة فيه‬
‫توهنه ‪ ،‬ول سبب يضعفه ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين‬
‫سقيما غير صحيح ؛ لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬أن المعروف من رواة هذا‬
‫الحديث القصور به على جابر ‪ ،‬من غير إدخال عمر بينه وبين‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬والثانية ‪ :‬أنه قد حدث به عن‬
‫أبي الزبير غير سفيان ‪ ،‬فوافق ‪ -‬في تركه إدخال عمر بين جابر‬
‫وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ -‬رواية الذين رووه عن‬
‫سفيان ‪ ،‬فلم يدخلوا في حديثهم عنه بين جابر وبين رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم أحدا ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أن أبا الزبير عندهم ممن ل‬
‫يعتمد على روايته ؛ لسباب قد تقدم ذكرناها ‪ .‬والرابعة ‪ :‬أنه خبر ل‬
‫يعرف له مخرج عن عمر ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫إل من هذا الوجه‬

‫ن أ َِبي‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬
‫سْفَيا َ‬
‫ن ُ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث عن سفيان ‪ ،‬فجعله عن أبي الزبير ‪،‬‬


‫عن جابر ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولم يدخل بين‬
‫جابر وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن أ َِبي ‪#‬‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬
‫سْفَيا َ‬
‫ن ُ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ك‬ ‫ساًرا " وَأ َ ُ‬


‫ش ّ‬ ‫مى َنافًِعا وَب ََرك َ ً‬
‫ة وَي َ َ‬ ‫س ّ‬
‫ن يُ َ‬
‫شت َل َنهي َ‬
‫نأ ْ‬‫ع ْ ُ ََْ ّ‬ ‫" ل َئ ِ ْ‬
‫ن ِ‬

‫‪ 744‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا مؤمل ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن أبي الزبير‬
‫‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬لئن عشت لنهين أن يسمى نافعا وبركة ويسارا " وأشك‬
‫في نافع ‪ ،‬ل أدري قال أم ل ؟ *‬

‫ذا ال ْحديث عَ َ‬
‫جع َ ْ‬
‫ل‬ ‫ن أِبي الّزب َي ْرِ ‪ ،‬فَل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث عن أبي الزبير ‪ ،‬فلم يجعل فيه بين‬
‫جابر وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من غير حديث‬
‫الثوري‬
‫ذا ال ْحديث عَ َ‬
‫جع َ ْ‬
‫ل‪#‬‬ ‫ن أِبي الّزب َي ْرِ ‪ ،‬فَل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫مى‬ ‫َ‬ ‫" أ َراد النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫س ّ‬
‫ن يُ َ‬
‫ن ي َن َْهى أ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ِّ ّ َ‬

‫‪ 745‬حدثنا محمد بن معمر ‪ ،‬حدثنا روح ‪ ،‬حدثنا ابن جريج ‪ ،‬أخبرني‬


‫أبو الزبير ‪ :‬أنه سمع جابر بن عبد الله ‪ ،‬يقول ‪ " :‬أراد النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم أن ينهى أن يسمى بيعلى ‪ ،‬وبركة ‪ ،‬وبأفلح ‪،‬‬
‫وبيسار ‪ ،‬وبنافع ‪ ،‬وبنحو ذلك ‪ ،‬ثم رأيته سكت بعد عنها فلم يقل‬
‫شيئا ‪ ،‬ثم قبض ولم ينه عنها ‪ ،‬ثم أراد عمر أن ينهى عنه ‪ ،‬ثم تركه‬
‫*‬

‫مى‬ ‫َ‬ ‫" هَم النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫س ّ‬
‫ن يُ َ‬
‫ن ي َن َْهى أ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ِّ ّ َ‬

‫‪ 746‬حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪،‬‬


‫حدثنا سعيد بن عيسى بن تليد ‪ ،‬حدثنا المفضل بن فضالة ‪ ،‬عن ابن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫جريج ‪ ،‬عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول ‪ " :‬هم‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى أن يسمى ميمونا ‪ ،‬وبركة ‪،‬‬
‫وأفلح ‪ ،‬وهذا النحو ‪ ،‬ثم تركه " *‬

‫ن ال ْ َ‬
‫معَْنى‬ ‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذا الخبر من المعنى إن قال لنا قائل ‪:‬‬
‫ما معنى هذا الخبر ‪ ،‬وما وجهه ؟ أصحيح هو أم سقيم ؟ فإن كان‬
‫صحيحا فقد بطل معنى الخبر الذي رواه سمرة بن جندب ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم الذي‬

‫ن ال ْ َ‬
‫معَْنى ‪#‬‬ ‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬

‫ي َرِقيَقَنا‬ ‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬


‫سو ُ‬
‫م َ‬
‫س ّ‬
‫ن نُ َ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫" ن ََهاَنا َر ُ‬

‫‪ 747‬حدثكموه أبو كريب ‪ ،‬ونصر بن علي الجهضمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫معتمر بن سليمان ‪ ،‬عن الركين بن الربيع ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن سمرة ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسمي رقيقنا‬
‫أربعة أسماء ‪ :‬رباحا ‪ ،‬وأفلح ‪ ،‬ونافعا ‪ ،‬ويسارا " *‬

‫َ‬
‫ح ‪ ،‬وََل أفْل َ َ‬
‫ح‬ ‫َ‬
‫سارٍ ‪ ،‬وَل َرَبا ٍ‬ ‫م غَُل َ‬
‫م َ‬
‫ك ب ِي َ َ‬ ‫" َل ت ُ َ‬
‫س ّ‬

‫‪ 748‬حدثنا سفيان ‪ ،‬وابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير بن عبد‬


‫الحميد ‪ ،‬عن الركين بن الربيع الفزاري ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن سمرة بن‬
‫جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تسم غلمك‬
‫بيسار ‪ ،‬ول رباح ‪ ،‬ول أفلح ‪ ،‬ول نجيح ‪ ،‬ول نافع " *‬

‫" َل تسم غَُلم َ َ‬


‫حا ‪ ،‬وََل َرَبا ً‬
‫حا‬ ‫ح ‪ ،‬وََل ن َ ِ‬
‫جي ً‬ ‫ك أفْل َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 749‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬وسفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪،‬‬
‫عن هلل بن يساف ‪ ،‬عن ربيع بن عميلة ‪ ،‬عن سمرة بن جندب ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل تسم غلمك أفلح ‪ ،‬ول‬
‫نجيحا ‪ ،‬ول رباحا ‪ ،‬ول يسارا " *‬

‫" َل تسم غَُلم َ َ‬


‫حا ‪ ،‬وََل ي َ َ‬
‫ساًرا‬ ‫ح ‪ ،‬وََل ن َ ِ‬
‫جي ً‬ ‫ك أفْل َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ّ‬

‫‪ 750‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫منصور ‪ ،‬عن هلل بن يساف ‪ ،‬عن ربيع بن عميلة ‪ ،‬عن سمرة بن‬
‫جندب ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تسم غلمك‬
‫أفلح ‪ ،‬ول نجيحا ‪ ،‬ول يسارا ‪ ،‬ول رباحا " وقال منصور ‪ ،‬عن هلل‬
‫بن يساف ‪ ،‬عن الربيع بن عميلة ‪ ،‬عن سمرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم بمثله *‬

‫َ‬
‫ساًرا ‪ ،‬وََل أفْل َ َ‬
‫ح‬ ‫حا ‪ ،‬وََل ي َ َ‬ ‫وا َرِقيَقك ُ ْ‬
‫م َرَبا ً‬ ‫م ْ‬ ‫" َل ت ُ َ‬
‫س ّ‬

‫‪ 751‬حدثني زيد بن أخزم الطائي ‪ ،‬حدثنا عبد الصمد بن عبد‬


‫الوارث ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬عن محمد بن جحادة ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬
‫عمارة بن عمير ‪ ،‬عن الربيع بن عميلة ‪ ،‬عن سمرة بن جندب عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تسموا رقيقكم رباحا ‪ ،‬ول‬
‫يسارا ‪ ،‬ول أفلح ‪ ،‬ول نجيحا ‪ ،‬إن شاء الله " *‬

‫" َل تسمين غَُلم َ َ‬


‫حا‬ ‫حا ‪ ،‬وََل ن َ ِ‬
‫جي ً‬ ‫ح ‪ ،‬وََل َرَبا ً‬
‫ك أفْل َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ّ َ ّ‬

‫‪ 752‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫سلمة بن كهيل ‪ ،‬عن هلل بن يساف ‪ ،‬عن سمرة بن جندب أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تسمين غلمك أفلح ‪ ،‬ول‬
‫رباحا ‪ ،‬ول نجيحا ‪ ،‬ول يسارا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حا ‪ ،‬وََل‬ ‫" َل تس َ‬


‫ساًرا وََل ن َ ِ‬
‫جي ً‬ ‫ح ‪ ،‬وََل ي َ َ‬
‫م أفْل َ َ‬
‫ُ َ ّ‬

‫‪ 753‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن سلمة بن‬
‫كهيل ‪ ،‬عن هلل بن يساف ‪ ،‬عن سمرة بن جندب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل تسم أفلح ‪ ،‬ول يسارا ول‬
‫نجيحا ‪ ،‬ول رباحا " ‪ ،‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا محمد بن بشر‬
‫العبدي ‪ ،‬حدثنا يزيد بن زياد الشجعي ‪ ،‬عن سلمة بن كهيل ‪ ،‬عن‬
‫هلل بن يساف ‪ ،‬عن سمرة بن جندب عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم مثله *‬

‫حا‬ ‫ساًرا ‪ ،‬وََل ن َ ِ‬


‫جي ً‬ ‫حا ‪ ،‬وََل ي َ َ‬ ‫م غَُل َ‬
‫م َ‬
‫ك َرَبا ً‬ ‫" َل ت ُ َ‬
‫س ّ‬

‫‪ 754‬حدثني موسى بن سهل الرملي ‪ ،‬حدثنا موسى بن داود ‪،‬‬


‫حدثنا زهير بن معاوية ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬وحصين بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن‬
‫هلل بن يساف ‪ ،‬عن الربيع بن عميلة ‪ ،‬عن سمرة بن جندب ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل تسم غلمك رباحا ‪،‬‬
‫ول يسارا ‪ ،‬ول نجيحا ‪ ،‬ول أفلح ‪ ،‬فإنك تقول ‪ :‬أثم فلن ؟ فل‬
‫يكون ‪ .‬ويقول ‪ :‬إنما هن أربع فل تزيدن " وإن كان سقيما ‪ ،‬فما‬
‫وجه سقمه ‪ ،‬وقد قضيت عليه بالصحة بشهادتك لنقلته بالعدالة ؟‬
‫أم تقول ‪ :‬إنهما جميعا صحيحان ؟ فبأيهما تقول يلزمنا العمل ؟‬
‫بالذي روي عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من نهيه‬
‫عن تسمية الرقاء ‪ :‬أفلح ‪ ،‬ونافعا ‪ ،‬ورباحا ‪ ،‬ويسارا ‪ ،‬ول يجوز‬
‫تسمية مملوك لنا ببعض هذه السماء ‪ ،‬فما وجه الخبر الذي *‬

‫َ‬
‫ي‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫جاب ِرٍ عَ ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ِبال ّ ِ‬
‫ذي عَ ْ‬ ‫حا " أ ْ‬
‫مى َرَبا ً‬
‫س ّ‬ ‫ه غَُل ٌ‬
‫م يُ َ‬ ‫لَ ُ‬

‫‪ 755‬حدثكموه أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن عكرمة بن عمار ‪ ،‬عن‬


‫إياس بن سلمة ‪ ،‬عن أبيه ‪ " :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫كان له غلم يسمى رباحا " أم بالذي عن جابر عن النبي صلى الله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عليه وسلم أنه كان أراد النهي عن تسمية المماليك بهذه السماء ‪،‬‬
‫ثم قبض قبل نهيه عن ذلك ؟ فما معنى الخبر الذي روي عن‬
‫سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن ذلك ؟ قيل ‪ :‬كل‬
‫الخبرين صحيح ‪ ،‬وليس أحدهما دافعا صاحبه ول محيل معناه ‪ .‬فأما‬
‫الخبر الذي روي عن عمر وجابر عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫من قوله ‪ " :‬لئن عشت لنهين أن يسمى نافعا ‪ ،‬وبركة ‪ ،‬ويسارا‬
‫" ‪ ،‬وما أشبه ذلك فإنه جائز أن يكون صلى الله عليه وسلم قال‬
‫ذلك ‪ ،‬ثم عاش بعد حتى نهى عن التسمية بهذه السماء ‪ ،‬على ما‬
‫روى عنه سمرة ‪ ،‬فسمع سمرة النهي عنها ‪ ،‬ورواه عنه على ما‬
‫سمع منه ‪ ،‬ولم يسمع ذلك جابر ‪ ،‬فأدى ما سمع منه من قيله ‪" :‬‬
‫لئن عشت لنهين عنه " ‪ ،‬وأخبر عنه أنه قبض صلى الله عليه‬
‫وسلم قبل أن ينهى عنه ؛ إذ لم يعلم نهيه عنه حتى قبض ومضى‬
‫لسبيله ‪ .‬وذلك الواجب كان عليه أن يقول أو يفعل ؛ لن كل من‬
‫علم علما ‪ ،‬ثم لم يعلم تغير ذلك عن حاله التي علمه عليها ‪ ،‬فله‬
‫القيام بالشهادة عليه على ما علمه به ‪ ،‬وإن كان جائزا تغيره عما‬
‫كان عليه في حال علمه به ‪ .‬وذلك كالرجل يعلم وراثة رجل عن‬
‫ميت له دارا أو أرضا أو غير ذلك من الملك ‪ ،‬فيأتيه مدع بعد حين‬
‫يدعي ذلك ‪ ،‬ويزعم أنه له دون الذي هو في يده ‪ ،‬فل خلف بين‬
‫الجميع أن للذي علم وراثة ذلك الوارث عن ميته ما ادعاه‬
‫المدعي ‪ ،‬أن يشهد له بأن ذلك الذي ادعاه للذي علم وراثته عن‬
‫ميته ‪ ،‬مع جواز خروج ذلك عن ملكه ‪ ،‬إما ببيع أو هبة ‪ ،‬وغير ذلك‬
‫من السباب التي تزول بها الملك ‪ .‬وكذلك الشهادات على‬
‫الشياء الممكن تغير أحوالها على السبيل التي وصفنا ‪ .‬فقد تبين‬
‫بالذي ذكرنا أن قول جابر ما قال خبرا عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬غير دافع ما روى سمرة عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم في ذلك ‪ ،‬ول رواية سمرة ما روى عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم من ذلك ‪ ،‬محيل ما قال جابر وروى عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ إذ كل الخبرين صحيح معناهما ‪،‬‬
‫ممكن استعمالهما على الصحة ‪ .‬وإذ كان كذلك فخبر سلمة بن‬
‫الكوع وقوله ‪ :‬كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلم يقال‬
‫له رباح ‪ ،‬إن كان صلى الله عليه وسلم سمى غلمه ذلك هذا‬
‫السم قبل نهيه عن التسمية ‪ ،‬فل حجة فيه لمحتج به ‪ .‬وإن تسمية‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫المسمي مملوكه في معنى تسميته إياه بوثاب وسوار وغيرهما ‪،‬‬
‫فيه أن كل واحد منهما لم يأت ما يرغب له عنه ‪ ،‬إذ كان في‬
‫إطلقه صلى الله عليه وسلم ما أطلق وحظره ما حظر ‪ ،‬ناسخ‬
‫ومنسوخ ‪ ،‬على النحو الذي قد بيناه في كتابنا المسمى ) كتاب‬
‫البيان عن أصول الحكام ( ‪ .‬وكان جائزا أن تكون التسمية بهذه‬
‫السماء التي ذكرنا أنه نهى عنها ‪ ،‬كانت سبيل التسمية بغيرها من‬
‫السماء ‪ ،‬ثم نهى عنها بعد ‪ .‬وإن كان صلى الله عليه وسلم سمى‬
‫غلمه بذلك بعد نهيه عن التسمية به ‪ ،‬فذلك منه إبانة عن أن نهيه‬
‫عن التسمية بذلك ‪ ،‬وبما روي عنه أنه نهى عن التسمية به ‪ ،‬إنما‬
‫هو نهي تكره ‪ ،‬ل نهي تحريم ‪ ،‬على ما قد تقدم وصفناه قبل من‬
‫نهيه عن أكل لحوم الضباب ‪ ،‬وإطلقه لكليها أكلها على مائدته ‪.‬‬
‫وأي ذلك كان فإن في إجماع الحجة على تسمية الرجل مماليكه‬
‫بهذه السماء ‪ -‬التي ذكر سمرة أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم نهى عن التسمية بها ‪ -‬غير موجبة له إثما ‪ ،‬ول مستوجب بها‬
‫مسميه من ربه عقابا ‪ ،‬ما ينبئ عن صحة ما قلنا من أن نهيه صلى‬
‫الله عليه وسلم عن ذلك ‪ ،‬كان على ما ذكرنا من الكراهة ل على‬
‫التحريم ‪ .‬وبعد ‪ ،‬ففي تسمية عبد الله بن عمر مملوكه نافعا بنافع ‪،‬‬
‫وتسمية أبي أيوب النصاري غلمه أفلح بأفلح ‪ ،‬بين المهاجرين‬
‫والنصار ‪ ،‬من غير إنكار منكر ذلك عليهما ‪ ،‬ما يوضح عن صحة ما‬
‫قلنا في ذلك ؛ لن نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ‪ ،‬لو‬
‫كان نهي تحريم ؛ لم يقر المهاجرون والنصار من ذكرنا ‪ ،‬على‬
‫التقدم على ما ثبت عندهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫تحريمه ‪ ،‬بل لم يكونوا هم يتقدمون على ما قد حرمه رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬مما قد صح عندهم تحريمه إياه ‪ .‬ولكن‬
‫ذلك كان عندهم ‪ -‬إن شاء الله عز وجل ‪ -‬من رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم على التكره ‪ ،‬تقدم عليه قوم وتأخر عنه آخرون ‪،‬‬
‫كالذي كان منهم في نهيه عن أكل لحوم الضباب ‪ ،‬على ما قد بيناه‬
‫قبل ‪ .‬وقد كره جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم وغيرهم أن يسموا مماليكهم بأسماء أخر غير التي ذكرنا عن‬
‫سمرة أنه روى النهي عن التسمية بها عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ؛ لعلل شبيهة بالعلل فيما روي عن رسول الله صلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله عليه وسلم أنه نهى عن تسميتهم به من أجلها ‪ .‬ذكر بعض ذلك‬
‫*‬

‫ه وََل ي َعْرِفُِني‬ ‫ُ‬


‫ة ‪َ ،‬ل أك َل ّ ُ‬
‫م ُ‬ ‫سن َ ً‬
‫س َ‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫عن ْد َ اب ْ ِ‬ ‫" ك ُن ْ ُ‬
‫ت ِ‬

‫‪ 756‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا جرير بن عبد الحميد ‪ ،‬عن معاوية ‪،‬‬
‫عن أبي الخير بن تميم الضبي ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬قال ‪ " :‬كنت‬
‫عند ابن عباس سنة ‪ ،‬ل أكلمه ول يعرفني ‪ ،‬حتى أتاه ذات يوم‬
‫كتاب من امرأة من أهل العراق ‪ ،‬فدعا غلمانه ‪ ،‬فجعل يكني عن‬
‫عبيد الله ‪ ،‬وعبد الله ‪ ،‬وأشباهه ‪ ،‬وجعل يدعو ‪ :‬يا مخراق ‪ ،‬يا وثاب‬
‫‪ ،‬نحوا من هذه السماء " *‬

‫ما ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫مى غَُل ً‬
‫س ّ‬ ‫ب ك َي ْ َ‬
‫ف َ‬ ‫جا ٍ‬
‫من ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫سهْم ِ ب ْ ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ب ِ‬ ‫" إ ِّني َل َعْ َ‬
‫ج ُ‬

‫‪ 757‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن شباك ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت إبراهيم يقول ‪ " :‬إني لعجب من سهم بن منجاب كيف‬
‫سمى غلما له عبد الملك " *‬

‫خافَ َ َ‬ ‫هو َ‬
‫ن‬
‫ةأ ْ‬ ‫ه عَب ْد َ الل ّهِ َ‬
‫م َ‬ ‫ل غَُل َ‬
‫م ُ‬ ‫ج ُ‬
‫ي الّر ُ‬
‫م َ‬
‫س ّ‬
‫ن يُ َ‬
‫نأ ْ‬‫كاُنوا ي َك َْر ُ َ‬
‫" َ‬

‫‪ 758‬حدثني أبو السائب ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كانوا يكرهون أن يسمي الرجل غلمه عبد الله‬
‫مخافة أن يكون ذلك يعتقه " *‬

‫َ‬
‫ه عَب ْد َ الل ّهِ ‪ ،‬وَعُب َي ْد َ الل ّهِ ‪ ،‬وَعَب ْد َ‬
‫مُلوك َ ُ‬
‫م ْ‬
‫ي َ‬
‫م َ‬
‫س ّ‬ ‫ك َرِهَ أ ْ‬
‫ن يُ َ‬

‫‪ 759‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن أبي معشر ‪،‬‬
‫عن إبراهيم ‪ " :‬أنه كره أن يسمي مملوكه عبد الله ‪ ،‬وعبيد الله ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وعبد الملك ‪ ،‬وعبد الرحمن ‪ ،‬وأشباهه ؛ مخافة العتق " فهذا الذي‬
‫ذكرنا عن ابن عباس ‪ ،‬ومن ذكرنا عنه كراهة تسمية عبد الله وعبد‬
‫الرحمن نظير الذي روي عن سمرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أنه كره من تسمية الرجل مملوكه برباح ‪ ،‬ونافع ‪ ،‬وأفلح ؛‬
‫لن كراهيته صلى الله عليه وسلم ذلك كانت حذارا من أن يقال ‪:‬‬
‫هاهنا نافع ؟ فيقال ‪ :‬ل ‪ ،‬أو ‪ :‬هاهنا أفلح ‪ ،‬أو بركة ؟ فيجاب بل ‪.‬‬
‫ومعلوم أن السائل عن إنسان اسمه أفلح ‪ ،‬أو نافع ‪ ،‬أو رباح هل‬
‫هو في مكان كذا ؟ إنما مسألته تلك مسألة عن شخص من‬
‫أشخاص بني آدم ‪ ،‬سمي باسم جعل عليه دليل يعرف به إذا ذكر ؛‬
‫إذ كانت السماء العواري المفرقة بين الشخاص المتشابهة إنما‬
‫هي أدلة على المسمى بها ‪ ،‬ل مسألة عن شخص صفته النفع‬
‫والفلح والبركة ‪ .‬وذلك من كراهته صلى الله عليه وسلم ذلك ‪،‬‬
‫نظير كراهته تسمية امرأة كانت تسمى برة ببرة ‪ ،‬حتى حول‬
‫اسمها عن ذلك فسماها جويرية ‪ ،‬وكتحويله اسم أخرى من عاصية‬
‫إلى جميلة ‪ ،‬وكتغييره اسم أرض طابت تدعى عفرة خضرة ‪ ،‬ونحو‬
‫ذلك مما يكثر عدده ‪ ،‬سنذكر جميعه إن شاء الله في موضعه ‪.‬‬
‫ومعلوم أن تحويله صلى الله عليه وسلم ما حول من هذه السماء‬
‫عما كانت عليه ‪ ،‬لم يكن لن التسمية بما كان المسمى به منها‬
‫مسمى قبل تحويله ذلك كان حراما التسمية به ؛ ولكن ذلك كان‬
‫منه صلى الله عليه وسلم على وجه الستحباب ‪ ،‬واختيار الحسن‬
‫على الذي هو دونه في الحسن ‪ ،‬إذ كان ل شيء في القبيح من‬
‫السماء إل وفي الجميل الحسن منها مثله من الدللة على‬
‫المسمى به ‪ ،‬مع بينونة الحسن بفضل الحسن والجمال ‪ ،‬من غير‬
‫مؤونة تلزم صاحبه بسبب التسمي به ‪ .‬وكذلك كراهة من كره‬
‫تسمية مملوكه عبد الله ‪ ،‬وعبد الرحمن ‪ ،‬إنما كانت كراهته ذلك ؛‬
‫حذارا أن يوجب ذلك له العتق بانفراده بهذا السم ‪ ،‬ول شك أن‬
‫جميع بني آدم لله عبيد أحرارهم وعبيدهم ‪ ،‬وصفهم بذلك واصف أو‬
‫لم يصفهم ‪ ،‬ولكن كارهي التسمية بذلك صرفوا هذه السماء عن‬
‫رقيقهم ؛ لئل يقع اللبس على السامع لذلك من أسمائهم ؛ فيظن‬
‫أنهم أحرار ؛ إذ كان استعمال أكثر الناس التسمية بهذه السماء‬
‫في الحرار ‪ ،‬فتجنبوا إلى ما يزيل اللبس عنهم من أسماء المماليك‬
‫‪ .‬وإذا كان المر في ذلك على ما وصفنا ‪ ،‬والذي به استشهدنا ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فالختيار لكل من له مملوك أن يتجنب تسمية مملوكه بهذه‬
‫السماء التي روينا عن سمرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫نهى عن تسميته بها ‪ ،‬وعن نظائرها ‪ ،‬وذلك كتسميته بنجاح ‪ ،‬فإنه‬
‫نظير رباح ‪ ،‬وكتسميته سماحا ‪ ،‬وخيرا ‪ ،‬ونصرا ‪ ،‬وسعدا ‪ ،‬وكثيرا ‪،‬‬
‫فإنه كما أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كره تسميته برباح ‪،‬‬
‫ونافع ‪ -‬وإن كان خسارا وضارا ‪ ،‬ل رباحا ول نافعا ‪ -‬حذارا من أن‬
‫يقال ‪ :‬هل هناك رباح ‪ ،‬أو نافع ؟ فيقال ‪ :‬ل ‪ ،‬فكذلك ينبغي أن‬
‫يتقى أن يقال ‪ :‬هناك نجاح ‪ ،‬أو سماح ‪ ،‬أو خير ‪ ،‬أو سعد ؟ فيقال ‪:‬‬
‫ل ‪ .‬وكذلك ينبغي أن يتجنب من تسميته من السماء بما كان نظيرا‬
‫لما ذكرنا ‪ ،‬وله شبيها ؛ للعلة التي وصفنا من كراهة رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم تسميته بالسماء التي ذكرنا ‪ ،‬في الخبر الذي‬
‫روينا عنه ‪ ،‬من غير أن يكون مسميه ببعض ذلك ‪ -‬إن سماه به ‪-‬‬
‫حرجا ‪ ،‬أو مكتسبا بتسميته به إثما ‪ ،‬أو متقدما به لله على معصية ‪،‬‬
‫ولكنه متقدم بتسميته إياه به على خلف ما اختاره له رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم من تسميته مملوكه به من السماء *‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫مَر ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار عمر ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬مما روى عنه أبو قتادة النصاري‬

‫صّلى ‪#‬‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫مَر ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫م وَ َ‬
‫صا َ‬ ‫م وََل أفْط ََر " أوْ " َ‬
‫ما َ‬ ‫" َل َ‬
‫صا َ‬

‫‪ 760‬حدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬حدثنا الحسن بن موسى الشيب ‪،‬‬


‫حدثنا أبو هلل ‪ ،‬حدثنا غيلن بن جرير المعولي ‪ ،‬حدثنا عبد الله بن‬
‫معبد الزماني ‪ ،‬عن أبي قتادة ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فمررنا برجل ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬هذا‬
‫لم يفطر منذ كذا وكذا ؟ فقال ‪ " :‬ل صام ول أفطر " أو " ما صام‬
‫وما أفطر " ‪ .‬فلما رأى عمر غضب رسول الله صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم جعل يسكنه ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬صوم يومين وإفطار يوم ؟‬
‫فقال ‪ " :‬أيطيق ذلك أحد " ؟ قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬صوم يوم‬
‫وإفطار يومين ؟ قال ‪ " :‬وددت أني طوقت لذاك " ‪ .‬قال ‪ :‬يا نبي‬
‫الله ‪ ،‬فصوم يوم وإفطار يوم ؟ فقال ‪ " :‬ذلك صوم أخي داود " ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬يا نبي الله ‪ ،‬فصوم يوم الثنين ؟ قال ‪ " :‬ذلك يوم ولدت فيه‬
‫‪ ،‬ويوم أنزلت علي فيه النبوة " ‪ .‬قال ‪ :‬يا نبي الله ‪ ،‬فصوم يوم‬
‫عرفة وعاشوراء ؟ كذا علمت قال ‪ .‬قال ‪ " :‬أحدهما يعدل السنة ‪،‬‬
‫والخر يكفره الباقي " ‪ ،‬أو قال ‪ " :‬أحدهما يكفر ما قبله وما بعده‬
‫"*‬

‫ث‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الحديث وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬ل علة‬
‫فيه توهنه ‪ ،‬ول سبب يضعفه ؛ لعدالة من بيننا وبين رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم من نقلته ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب‬
‫الخرين سقيما غير صحيح ‪ .‬وذلك أنه خبر قد حدث به عن غيلن‬
‫بن جرير جماعة ‪ ،‬فجعلوه عن أبي قتادة ‪ ،‬عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ .‬والثانية ‪ :‬أنه قد حدث به أيضا عن أبي قتادة غير‬
‫عبد الله بن معبد ‪ ،‬فوافق فيه رواية من جعله عن أبي قتادة ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولم يدخل بينه وبين النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم عمر ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أنه خبر ل يعرف له عن عمر ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬مخرج إل من هذا الوجه‬

‫ن عَب ْدِ‬
‫ريرٍ ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ج ِ‬
‫ن َ‬ ‫ن غَي َْل َ‬
‫ن بْ ِ‬ ‫ث ب ِهِ عَ ْ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث به عن غيلن بن جرير ‪ ،‬عن عبد الله بن معبد ‪ ،‬عن‬


‫أبي قتادة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولم يدخل بين أبي‬
‫قتادة وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحدا‬

‫ن عَب ْدِ ‪#‬‬


‫ريرٍ ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ج ِ‬
‫ن َ‬ ‫ن غَي َْل َ‬
‫ن بْ ِ‬ ‫ث ب ِهِ عَ ْ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫م وََل أفْط ََر " ‪ ،‬أوْ ‪َ " :‬‬
‫ما‬ ‫" َل َ‬
‫صا َ‬

‫‪ 761‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد العلى السامي ‪ ،‬عن سعيد‬


‫‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن غيلن بن جرير ‪ ،‬عن عبد الله بن معبد الزماني ‪،‬‬
‫عن أبي قتادة النصاري ‪ ،‬قال ‪ :‬بينما نحن عند رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم إذ جاءه أعرابي ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬كيف‬
‫صومك ؟ أو كيف تصوم ؟ قال ‪ :‬فغضب رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم حتى رئي الغضب في وجهه ‪ .‬وردد قوله ‪ :‬كيف صومك‬
‫؟ فلما سكت عنه الغضب ‪ ،‬أقبل عليه عمر فقال ‪ :‬أرأيت رجل‬
‫يصوم الدهر ؟ قال ‪ " :‬ل صام ول أفطر " ‪ ،‬أو ‪ " :‬ما صام وما‬
‫أفطر " ‪ .‬قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬صوم ثلثة أيام من الشهر ؟ قال ‪:‬‬
‫" ذلك صوم الدهر كله " ‪ .‬قال ‪ :‬يا نبي الله ‪ ،‬صوم يومين ‪ ،‬وإفطار‬
‫يوم ؟ قال ‪ " :‬من يطيق ذلك " ؟ قال ‪ :‬فصوم يوم وإفطار‬
‫يومين ؟ قال ‪ " :‬وددت أني أطيق ذلك " ‪ .‬قال ‪ :‬يا نبي الله ‪،‬‬
‫فصوم يوم وإفطار يوم ؟ قال ‪ " :‬ذلك صوم أخي داود صلى الله‬
‫عليه " ‪ .‬قال ‪ :‬يا نبي الله ‪ ،‬فصوم يوم عاشوراء ؟ قال ‪ " :‬يكفر‬
‫السنة " ‪ .‬قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬فصوم يوم عرفة ؟ قال ‪ " :‬يكفر‬
‫السنة وما قبلها " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫صا َ‬ ‫م وََل أفْط ََر " أوْ ‪َ " :‬‬
‫ما َ‬ ‫" َل َ‬
‫صا َ‬

‫‪ 762‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫غيلن بن جرير ‪ ،‬سمع عبد الله بن معبد الزماني ‪ ،‬عن أبي قتادة‬
‫النصاري ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه‬
‫قال ‪ :‬فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال عمر ‪:‬‬
‫رضينا بالله ربا ‪ ،‬وبالسلم دينا ‪ ،‬وبمحمد رسول ‪ ،‬وببيعتنا بيعة ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فسئل عن صيام الدهر ؟ فقال ‪ " :‬ل صام ول أفطر " أو ‪" :‬‬
‫ما صام وما أفطر " ‪ .‬قال ‪ :‬وسئل عن صوم يومين وإفطار يوم ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬ومن يطيق ذلك " ‪ .‬قال ‪ :‬وسئل عن صوم يوم وإفطار‬
‫يوم ‪ .‬قال ‪ " :‬ذلك صوم أخي داود " ‪ .‬قال ‪ :‬وسئل عن صوم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الثنين ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ذاك يوم ولدت فيه ‪ ،‬ويوم بعثت ‪ -‬أو أنزل علي ‪-‬‬
‫فيه " ‪ .‬قال ‪ :‬وقال ‪ " :‬صوم ثلثة أيام من كل شهر ‪ ،‬ورمضان إلى‬
‫رمضان ‪ ،‬صوم الدهر " ‪ .‬قال ‪ :‬وسئل عن صوم يوم عرفة ؟‬
‫فقال ‪ " :‬يكفر السنة الماضية والباقية " ‪ .‬قال ‪ :‬وسئل عن صوم‬
‫يوم عاشوراء ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يكفر السنة الماضية " ‪ ،‬حدثني القاسم‬
‫بن بشر بن معروف ‪ ،‬حدثنا شبابة بن سوار ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬
‫غيلن بن جرير المعولي ‪ ،‬عن عبد الله بن معبد الزماني ‪ ،‬عن أبي‬
‫قتادة النصاري ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫فذكر نحوه ‪ ،‬إل أنه زاد فيه ‪ :‬قال ‪ :‬ثم سئل عن صوم يوم وإفطار‬
‫يومين ؟ فقال ‪ " :‬ليت أن الله قوانا لذلك " ‪ .‬وقال أيضا ‪ :‬وسئل‬
‫عن صوم يوم عرفة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يكفر السنة الماضية ‪ ،‬والسنة‬
‫المستقبلة " ‪ .‬قال ‪ :‬وسئل عن صوم يوم عاشوراء ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫يكفر السنة المستقبلة " *‬

‫َ‬
‫ب عََلى الل ّهِ ب ِك َّفاَرةِ َ‬
‫سن َةٍ " ‪ .‬فََقا َ‬
‫ل ‪َ :‬يا‬ ‫س ُ‬
‫حت َ ِ‬
‫"أ ْ‬

‫‪ 763‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬ح وحدثنا سفيان بن وكيع ‪،‬‬
‫حدثنا أبي ‪ ،‬عن مهدي بن ميمون ‪ ،‬عن غيلن بن جرير ‪ ،‬عن عبد‬
‫الله بن معبد الزماني ‪ ،‬عن أبي قتادة أن رجل سأل النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم عن صوم يوم عاشوراء ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أحتسب على‬
‫الله بكفارة سنة " ‪ .‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬فصوم يوم عرفة ‪.‬‬
‫فقال ‪ " :‬أحتسب على الله كفارة سنتين ‪ ،‬سنة ماضية ومستقبلة "‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أرأيت رجل يصوم الدهر كله ؟ قال ‪ " :‬ل‬
‫صام ول أفطر " أو ‪ " :‬ما صام وما أفطر " ‪ .‬قال ‪ :‬يا رسول الله ‪،‬‬
‫أرأيت رجل يصوم يوما ويفطر يوما ؟ قال ‪ " :‬ذاك صوم أخي داود‬
‫" ‪ .‬قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أرأيت رجل يصوم يوما ويفطر يومين ؟‬
‫قال ‪ " :‬وددت أني طوقت ذلك " ‪ .‬قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أرأيت‬
‫رجل يصوم يومين ويفطر يوما ؟ قال ‪ " :‬ومن يطيق ذلك ؟ " *‬

‫ذا ال ْحديث عَ َ‬
‫وافَ َ‬
‫ق‬ ‫ن أِبي قََتاد َةَ ‪ ،‬فَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ض هَ َ‬
‫ث ب ِب َعْ ِ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر من حدث ببعض هذا الحديث عن أبي قتادة ‪ ،‬فوافق في‬


‫روايته إياه الذين لم يدخلوا بين أبي قتادة وبين رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم أحدا‬
‫ذا ال ْحديث عَ َ‬
‫وافَقَ ‪#‬‬
‫ن أِبي قََتاد َةَ ‪ ،‬فَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ض هَ َ‬
‫ث ب ِب َعْ ِ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ة ي ُك َّفُر‬
‫م ي َوْم ِ عََرفَ َ‬
‫صو ْ ُ‬
‫ة ‪ ،‬وَ َ‬ ‫شوَراءَ ي ُك َّفُر َ‬
‫سن َ ً‬ ‫عا ُ‬
‫م ي َوْم ِ َ‬
‫صو ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 764‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا يحيى ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن منصور ‪،‬‬
‫عن مجاهد ‪ ،‬عن إياس بن حرملة ‪ ،‬عن أبي قتادة عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬صوم يوم عاشوراء يكفر سنة ‪ ،‬وصوم يوم‬
‫عرفة يكفر سنة ماضية ‪ ،‬وسنة مستقبلة " *‬

‫شوَراءَ ي َعْدِ ُ‬
‫ل‬ ‫عا ُ‬
‫م َ‬ ‫ة َوال ِّتي ت َِليَها ‪ ،‬وَ َ‬
‫صو ْ ُ‬ ‫سن َ َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫م عََرفَ َ‬
‫ة ي َعْدِ ُ‬ ‫صو ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 765‬حدثنا نصر بن علي الجهضمي ‪ ،‬وأحمد بن المقدام العجلي ‪،‬‬


‫وسليمان بن ثابت الخزاز الواسطي ‪ ،‬جميعا عن سفيان بن عيينة ‪،‬‬
‫عن داود بن شابور ‪ ،‬عن أبي قزعة ‪ ،‬عن أبي الخليل ‪ ،‬عن أبي‬
‫حرملة ‪ ،‬عن أبي قتادة ‪ ،‬يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫صوم عرفة يعدل السنة والتي تليها ‪ ،‬وصوم عاشوراء يعدل كفارة‬
‫سنة " *‬

‫م‬ ‫ست َْقب َل َةٍ ‪ ،‬وَ َ‬


‫صو ْ ُ‬ ‫م ْ‬
‫ضي َةٍ وَ ُ‬
‫ما ِ‬
‫ن‪َ :‬‬ ‫ة ك َّفاَرةُ َ‬
‫سن َت َي ْ ِ‬ ‫م ي َوْم ِ عََرفَ َ‬
‫صو ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 766‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬ح وحدثنا ابن وكيع ‪،‬‬
‫حدثنا أبي ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن أبي الخليل ‪ ،‬عن‬
‫أبي قتادة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬صوم يوم‬
‫عرفة كفارة سنتين ‪ :‬ماضية ومستقبلة ‪ ،‬وصوم يوم عاشوراء‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كفارة سنة " وقد وافق عمر رحمة الله عليه فيما روى عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم مما ذكر عنه في هذا الخبر ‪ ،‬جماعة من‬
‫أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وإن كان سياقهم ذلك‬
‫مخالفا سياق عمر ؛ بتفريقهم كل معنى من ذلك منفردا ‪ ،‬والرواية‬
‫دون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬جميع ذلك في‬
‫موطن واحد ‪ ،‬كالذي ذكرناه عن عمر ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم في الخبر الذي رويناه قبل ‪ ،‬ونحن ذاكرو موافقيه في‬
‫روايتهم ‪ ،‬كل ذلك على ما انتهى إلينا ونقل عنه إن شاء الله ‪،‬‬
‫وموضحو البيان عن جميعه بعد فراغنا منه ‪ .‬ذكر موافقي عمر في‬
‫روايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عن صيام الدهر‬
‫*‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫م وََل أفْط ََر " ‪ ،‬أوْ ‪َ " :‬‬
‫ما‬ ‫" َل َ‬
‫صا َ‬

‫‪ 767‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬حدثنا يزيد ‪ ،‬أنبأنا سعيد بن أبي‬


‫عروبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن مطرف بن عبد الله ‪ ،‬عن أبيه عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن صيام الدهر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل صام‬
‫ول أفطر " ‪ ،‬أو ‪ " :‬ما صام وما أفطر " *‬

‫ما أ َفْط ََر " ‪ ،‬أ َْو‬


‫م وَ َ‬
‫صا َ‬
‫ما َ‬
‫م الد ّهَْر َ‬
‫صا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 768‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن مطرف بن عبد الله ‪ ،‬عن أبيه عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من صام الدهر ما صام وما‬
‫أفطر " ‪ ،‬أو ‪ " :‬ل صام ول أفطر " ‪ ،‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد‬
‫العلى ‪ ،‬حدثنا سعيد ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن مطرف بن عبد الله ‪ ،‬عن‬
‫أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا‬
‫أبو داود ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن مطرف بن عبد الله ‪ ،‬عن‬
‫أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثني‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عبد الصمد بن عبد الوارث ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن‬
‫مطرف ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫م وََل أ َفْط ََر " *‬ ‫" َل َ‬


‫صا َ‬

‫‪ 769‬حدثني العباس بن الوليد العذري ‪ ،‬أخبرني أبي ‪ ،‬سمعت‬


‫الوزاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني قتادة بن دعامة ‪ ،‬حدثني مطرف بن عبد‬
‫الله بن الشخير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يقول لرجل ذكر عنده أنه يصوم الدهر ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫ل صام ول أفطر " *‬

‫م وََل أ َفْط ََر " *‬ ‫" َل َ‬


‫صا َ‬

‫‪ 770‬حدثني عصام بن رواد بن الجراح العسقلني ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬


‫حدثنا الوزاعي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬بينما أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فتذاكروا العمال ‪ ،‬فذكروا رجل يصوم الدهر ‪ .‬فقال النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬ل صام ول أفطر " *‬

‫َ‬
‫م"*‬ ‫" َل أفْط ََر وََل َ‬
‫صا َ‬

‫‪ 771‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬أنبأنا الجريري ‪،‬‬


‫عن أبي العلء بن الشخير ‪ ،‬عن مطرف ‪ ،‬عن عمران بن الحصين ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إن فلنا ل يفطر‬
‫نهار الدهر ‪ .‬قال ‪ " :‬ل أفطر ول صام " *‬

‫َ‬
‫م"*‬ ‫م اْلب َد َ فََل َ‬
‫صا َ‬ ‫صا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 772‬حدثني عصام بن رواد ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬حدثنا الوزاعي ‪ ،‬عن‬
‫عطاء ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫من صام البد فل صام " *‬

‫َ‬
‫م"*‬ ‫م اْلب َد َ فََل َ‬
‫صا َ‬ ‫صا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 773‬حدثني محمد بن إبراهيم النماطي ‪ ،‬حدثنا سويد بن سعيد ‪،‬‬


‫حدثنا الوليد بن مسلم ‪ ،‬عن الوزاعي ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن ابن عمر ‪،‬‬
‫أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من صام البد فل صام " *‬

‫ن ال ْوَِليدِ‬ ‫َ‬
‫حد ّث َِني ال ْعَّبا ُ‬
‫س بْ ُ‬ ‫م" َ‬ ‫م اْلب َد َ فََل َ‬
‫صا َ‬ ‫صا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 774‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا بشر بن بكر ‪ ،‬عن الوزاعي ‪ ،‬حدثني‬


‫عطاء بن أبي رباح ‪ ،‬حدثني من ‪ ،‬سمع ابن عمر ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من صام البد فل صام "‬
‫حدثني العباس بن الوليد البيروتي ‪ ،‬أخبرني أبي ‪ ،‬سمعت الوزاعي‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عطاء بن أبي رباح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني من سمع ابن‬
‫عمر ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬فذكر مثله *‬

‫َ‬
‫م"*‬ ‫م اْلب َد َ فََل َ‬
‫صا َ‬ ‫صا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 775‬حدثني الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬حدثنا محمد بن مصعب ‪،‬‬


‫عن الوزاعي ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال أبو‬
‫جعفر ‪ :‬هكذا حدثنا به الحسين ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬من صام البد فل صام " *‬

‫م اْل َب َد َ " *‬
‫صا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫" َل َ‬
‫صا َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 776‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬حدثنا أسد بن موسى ‪ ،‬حدثنا يحيى‬
‫بن عيسى ‪ ،‬عن عبيدة ‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن ابن عباس‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل صام من صام البد " *‬

‫ن‬
‫مد ُ ب ْ ُ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬ ‫م اْل َب َد َ " ‪َ ،‬‬
‫حد ّث َِني ُ‬ ‫صا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫" َل َ‬
‫صا َ‬

‫‪ 777‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن مسعر ‪ ،‬وسفيان ‪ ،‬عن‬


‫حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن أبي العباس ‪ ،‬قال أبو جعفر ‪ :‬أبو العباس‬
‫السائب بن فروخ الشاعر الذي قال ‪ :‬إني وجدت الشعر في فعل‬
‫أصم فلم أزل أضربه حتى انفصم مولى بني أمية عن عبد الله بن‬
‫عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل صام من‬
‫صام البد " ‪ ،‬حدثني محمد بن عبد الله المخرمي ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪،‬‬
‫عن سفيان ‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن أبي العباس ‪ ،‬عن عبد‬
‫الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫م اْل َب َد َ " *‬
‫صا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫" َل َ‬
‫صا َ‬

‫‪ 778‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن‬
‫حبيب ‪ ،‬عن أبي العباس ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل صام من صام البد " *‬

‫م اْل َب َد َ " *‬
‫صا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫" َل َ‬
‫صا َ‬

‫‪ 779‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أسباط ‪ ،‬عن مطرف ‪ ،‬عن حبيب بن‬
‫أبي ثابت ‪ ،‬عن أبي العباس ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل صام من صام البد " *‬

‫ل ‪َ " :‬ل‬
‫م الد ّهَْر ؟ َقا َ‬ ‫َ َ‬ ‫رج ٌ َ‬
‫م ‪ ،‬أفَأ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫صو ْ َ‬
‫سُرد ُ ال ّ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 780‬حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ‪ ،‬حدثنا حماد بن يحيى البح ‪،‬‬


‫عن سعيد بن ميناء ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا نبي الله ‪ ،‬إني رجل أسرد‬
‫الصوم ‪ ،‬أفأصوم الدهر ؟ قال ‪ " :‬ل " *‬

‫م الد ّهَْر ؟ فَن ََهاهُ " *‬ ‫َ‬


‫صو ُ‬
‫أ ُ‬

‫‪ 781‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬حدثنا الحسين بن‬


‫واقد ‪ ،‬عن أبي عمرو الندبي ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ " :‬أن رجل‬
‫أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬أصوم الدهر ؟ فنهاه " *‬

‫ق هَذِهِ " ‪،‬‬ ‫م كَ ِ‬


‫ضي ِ‬ ‫ضيقُ عَل َي ْهِ َ‬
‫جهَن ّ ُ‬ ‫م الد ّهَْر ت َ ِ‬
‫صو ُ‬ ‫" ال ّ ِ‬
‫ذي ي َ ُ‬

‫‪ 782‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬وابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن‬


‫أبي عدي ‪ ،‬عن سعيد ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أبي تميمة ‪ ،‬عن أبي‬
‫موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬الذي يصوم‬
‫الدهر تضيق عليه جهنم كضيق هذه " ‪ ،‬وعقد تسعين ‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫بشار ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬
‫قتادة ‪ ،‬عن أبي تميمة ‪ ،‬عن الشعري بنحوه *‬

‫ن‬
‫سِعي َ‬ ‫م هَك َ َ‬
‫ذا " وَعََقد َ ت ِ ْ‬ ‫ت عَل َي ْهِ َ‬
‫جهَن ّ ُ‬ ‫ضي َّق ْ‬
‫م الد ّهَْر ُ‬
‫صا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 783‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬عن‬


‫قتادة ‪ ،‬عن أبي تميمة طريف الهجيمي أن الشعري ‪ ،‬قال ‪ " :‬من‬
‫صام الدهر ضيقت عليه جهنم هكذا " وعقد تسعين *‬

‫ن‬
‫سِعي َ‬ ‫م هَك َ َ‬
‫ذا " وَعََقد َ ت ِ ْ‬ ‫ت عَل َي ْهِ َ‬
‫جهَن ّ ُ‬ ‫م اْل َب َد َ ُ‬
‫ضي َّق ْ‬ ‫صا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 784‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت أبا تميمة الهجيمي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا موسى يخطب‬
‫على منبر البصرة وهو يقول ‪ " :‬من صام البد ضيقت عليه جهنم‬
‫هكذا " وعقد تسعين ‪ ،‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد العلى ‪ ،‬حدثنا‬
‫هشام ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أبي تميمة ‪ ،‬عن الشعري ‪ ،‬بنحوه غير‬
‫مرفوع *‬

‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬
‫ي الن ّب ِ ّ‬
‫ها ب ِن َهْ ِ‬ ‫مَعاِني اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ِّتي ذ َك َْرَنا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ْ‬

‫ذكر البيان عن معاني الخبار التي ذكرناها بنهي النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم عن صوم الدهر وذكر اختلف السلف في ذلك اختلف‬
‫العلماء من السلف في صوم الدهر ‪ ،‬فقال بعضهم بتصحيح الخبار‬
‫التي ذكرناها ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬غير جائز لحد صوم الدهر ‪ ،‬وإن أفطر‬
‫اليام المحرم صومهن ‪ .‬وقالوا ‪ :‬من صام الدهر فقد تقدم على‬
‫نهي النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وأثم بربه ؛ لتجشيمه نفسه ما‬
‫يضر بها ‪ ،‬وتكليفه إياها من العمل الذي قد نهاه الله عز وجل عنه‬
‫على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ما ل طاقة لها به‬

‫ل ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال بذلك‬

‫ل ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫شهر ث ََلث َة ؛ وذ َل َ َ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ك ب ِأ ّ‬‫ً َ ِ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ ْ ٍ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫" إ ِّني َل ُ‬
‫صو ُ‬

‫‪ 785‬حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬أنبأنا إسحاق الزرق ‪ ،‬عن‬


‫شريك ‪ ،‬عن عاصم بن كليب الجرمي ‪ ،‬عن نباتة أو ابن نباتة‬
‫الحارثي ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت على أبي ذر بالربذة ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬إن رجل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أمرني أن أسألك ‪ ،‬فإنه يصوم الدهر ‪ .‬قال ‪ :‬فغضب وقال ‪ " :‬ل‬
‫صام ول أفطر ‪ -‬أو ‪ :‬لم يصم ولم يفطر " ‪ ،‬فقال له رجل ‪ :‬كيف‬
‫صومك أنت يا أبا ذر ؟ قال ‪ " :‬إني لرجو أن أكون أصوم الدهر " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يرحمك الله ‪ ،‬فذلك الذي يفعل صاحبي ‪ .‬قال ‪ " :‬إني‬
‫لصوم من كل شهر ثلثة ؛ وذلك بأن الله تعالى يقول ‪ :‬الحسنة‬
‫بعشر أمثالها " *‬

‫" أ َط ْمع من ربي أ َ َ‬


‫م الد ّهَْر ك ُل ّ ُ‬
‫ه " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‬ ‫صو َ‬
‫نأ ُ‬‫ْ‬ ‫َ ُ ِ ْ َ ّ‬

‫‪ 786‬حدثنا محمد بن خلف ‪ ،‬حدثنا سعيد بن سليمان ‪ ،‬حدثنا صالح‬


‫بن عمر ‪ ،‬عن عاصم بن كليب ‪ ،‬عن سلمة بن نباتة الحارثي ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬خرجنا عمارا أو حجاجا ‪ ،‬فمررنا بالربذة ‪ ،‬فلقينا أبا ذر ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فسأله رجل عن رجل يصوم الدهر إل الفطر والضحى ‪ .‬قال‬
‫‪ " :‬لم يصم ولم يفطر " فعاوده ‪ ،‬فقال مثل ذلك ‪ ،‬فسأله بعض‬
‫القوم ‪ :‬كيف تصوم ؟ قال ‪ " :‬أطمع من ربي أن أصوم الدهر كله "‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬فهذا الذي عبت على صاحبي ‪ .‬قال ‪ " :‬كل ‪ ،‬أصوم من كل‬
‫شهر ثلثة أيام ‪ ،‬وأطمع من ربي أن يجعل لي مكان كل يوم‬
‫عشرة أيام ‪ ،‬وذلك صوم الدهر كله " *‬

‫ضي ِْف َ‬
‫ك‬ ‫ن لِ َ‬
‫حّقا ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬
‫ك َ‬ ‫ن ِل َهْل ِ َ‬
‫ك عَل َي ْ َ‬ ‫حّقا ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ك عَل َي ْ َ‬
‫ك َ‬ ‫س َ‬
‫ل ِن َْف ِ‬

‫‪ 787‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫شبيب ‪ ،‬عن سلمة بن هرثمة ‪ ،‬عن مسروح بن الحكم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫صحبت سلمان فصمت يوما ‪ ،‬فقال ‪ " :‬حسن " ‪ .‬ثم صمت يوما‬
‫آخر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬حسن " ‪ .‬ثم صمت يوما آخر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬حسن " ‪.‬‬
‫ثم صمت يوما آخر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن لنفسك عليك حقا ‪ ،‬وإن لهلك‬
‫عليك حقا ‪ ،‬وإن لضيفك عليك حقا ‪ ،‬وإن صوم ثلثة أيام من كل‬
‫شهر صوم الدهر كله " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫ن ال ّ‬
‫شهْرِ " *‬ ‫م ث ََلث َةِ أّيام ٍ ِ‬
‫م َ‬ ‫صَيا ُ‬
‫" ِ‬

‫‪ 788‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا هشام بن عبد الملك ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬
‫أخبرني يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبي‬
‫يقول ‪ :‬سئل ابن مسعود عن صوم الدهر ‪ ،‬فكرهه ‪ ،‬وسئل عما‬
‫دون ذلك ‪ ،‬فقال ‪ " :‬صيام ثلثة أيام من الشهر " *‬

‫" كُ ْ‬
‫ل َيا د َهُْر " *‬

‫‪ 789‬حدثنا عبد الحميد بن بيان القناد ‪ ،‬أنبأنا محمد بن يزيد‬


‫الواسطي ‪ ،‬عن إسماعيل بن أبي خالد ‪ ،‬عن أبي عمرو الشيباني ‪،‬‬
‫عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ :‬بلغه أن رجل يصوم الدهر ‪ ،‬فبعث‬
‫إليه ‪ ،‬فجعل يضربه بالمخفقة ويقول ‪ " :‬كل يا دهر " *‬

‫ل َيا د َهُْر ‪ ،‬ك ُ ْ‬


‫ل َيا د َهُْر " *‬ ‫" كُ ْ‬

‫‪ 790‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬أنبأنا هشيم ‪ ،‬عن إسماعيل بن‬


‫أبي خالد ‪ ،‬عن أبي عمرو الشيباني ‪ ،‬قال ‪ :‬بلغ عمر بن الخطاب‬
‫أن رجل يصوم الدهر ‪ ،‬قال ‪ :‬فجعل يضربه بالدرة ويقول ‪ " :‬كل يا‬
‫دهر ‪ ،‬كل يا دهر " *‬

‫ك"و َ‬
‫سُروًقا‬
‫م ْ‬ ‫سأل ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫َ َ‬ ‫م وََل ت ََر َ‬ ‫م الد ّهَْر فََل َ‬
‫صا َ‬ ‫صا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 791‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬حدثنا أبو إسحاق ‪،‬‬
‫عن عبد الله بن شداد ‪ ،‬قال ‪ " :‬من صام الدهر فل صام ول ترك "‬
‫وسألت مسروقا وعبد الرحمن بن أبي ليلى ‪ ،‬فكرهوه كلهم *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ك هَ َ َ‬
‫" ل َوْ أ َد َْر َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ب َر ُ‬
‫حا َ‬
‫ص َ‬
‫ذا أ ْ‬

‫‪ 792‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق ‪ :‬أن ابن أبي نعم كان يصوم الدهر ‪ -‬أو قال ‪ :‬كان رجل‬
‫يصوم الدهر ‪ -‬فقال عمرو بن ميمون ‪ " :‬لو أدرك هذا أصحاب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم رجموه " واعتل قائلو هذه‬
‫المقالة لقولهم هذا بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن‬
‫صوم الدهر ؛ لما في ذلك من الضرار بالنفس والحمل عليها ‪ ،‬في‬
‫منعها شهوتها من الطعام والشراب ‪ ،‬وحاجتها من القوت والغذاء‬
‫الذي به قوامها وقوتها على ما هو أفضل من الصوم ‪ ،‬كالصلة‬
‫النافلة ‪ ،‬وقراءة القرآن ‪ ،‬والجهاد في سبيل الله عز وجل ‪ ،‬وقضاء‬
‫حق الزور والضيف ‪ .‬قالوا ‪ :‬وذلك بين في أخبار كثيرة مروية عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسانيد صحاح ‪ ،‬وأن نهيه عن‬
‫صوم الدهر إنما كان لما ذكرنا من العلة ‪ .‬قالوا ‪ :‬ولو كان المفطر‬
‫اليام المنهي عن صومهن ‪ ،‬غير داخل بصومه أيام السنة كلها‬
‫سواهن في صائمي الدهر ؛ لم يكن لقول النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم لعبد الله بن عمرو ‪ -‬إذ نهاه عن صوم الدهر ‪ " :‬إنك إذا‬
‫فعلت ذلك هجمت له العين ‪ ،‬ونفهت له النفس " ‪ ،‬وقوله ‪ " :‬ل‬
‫تفعل ‪ ،‬فإن لجسدك عليك حقا ‪ ،‬وإن لعينيك عليك حقا ‪ ،‬وإن‬
‫لزوجك عليك حقا ‪ ،‬وإن لزورك عليك حقا " ‪ -‬معنى معقول ؛ لنه‬
‫ليس في صوم يومين أو ستة أيام ما يوجب له هذه المعاني ‪ ،‬وإن‬
‫كان صوم سائر أيام السنة غير موجبها له ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإذ كان معلوما‬
‫أن السبب الذي من أجله نهى صلى الله عليه وسلم عن صوم‬
‫الدهر هو ما ذكرنا ؛ صح بذلك ما قلنا من أن نهيه صلى الله عليه‬
‫وسلم عن صوم الدهر مقصود به سرد الصوم من اليام الكثيرة‬
‫تباعا ‪ ،‬ل إفطار بينهن ‪ ،‬كالشهر والشهر ‪ ،‬وإن أفطرت اليام‬
‫المنهي عن صومهن ‪ .‬ذكر قول من خالف قولنا في ذلك ‪ ،‬ذكر‬
‫الخبار التي اعتل بها قائلو هذه المقالة لقولهم هذا *‬

‫َ‬
‫ه ‪ .‬فَل َ ّ‬
‫ما‬ ‫حّق ُ‬
‫حقّ َ‬ ‫ط كُ ّ‬
‫ل ِذي َ‬ ‫حّقا ‪ ،‬فَأعْ ِ‬ ‫سدِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل َِرب ّ َ‬
‫ك وَل ِ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 793‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا جعفر بن عون ‪ ،‬عن أبي العميس ‪،‬‬
‫عن عون بن أبي جحيفة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬آخى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بين سلمان وبين أبي الدرداء ‪ ،‬فجاء سلمان يزور‬
‫أبا الدرداء ‪ ،‬فرأى أم الدرداء متبذلة ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما لك ؟ قالت ‪ :‬إن‬
‫أخاك ليست له حاجة في النساء ول الدنيا ‪ ،‬يصوم النهار ويقوم‬
‫الليل ‪ .‬قال ‪ :‬وجاء أبو الدرداء ‪ ،‬فرحب به سلمان ‪ ،‬ثم دعا له‬
‫بطعام ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما أنا بطاعم اليوم حتى تطعم ‪ .‬قال ‪ :‬وأكل وبات‬
‫عنده ‪ ،‬فلما كان من الليل قام أبو الدرداء فحبسه سلمان وقال ‪" :‬‬
‫إن لربك ولجسدك حقا ‪ ،‬فأعط كل ذي حق حقه ‪ .‬فلما كان السحر‬
‫‪ ،‬قال له ‪ :‬قم الن ‪ .‬فقاما فركعا ‪ ،‬ثم خرجا إلى الصلة " فذكر‬
‫ذلك أبو الدرداء للنبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال له مثل ما قال‬
‫سلمان *‬

‫م الل ّي ْ َ‬
‫ل؟"‪.‬‬ ‫م الن َّهاَر وَت َُقو ُ‬
‫صو ُ‬ ‫خب َْر أ َن ّ َ‬
‫ك تَ ُ‬ ‫م أُ ْ‬ ‫َ‬
‫" أل َ ْ‬

‫‪ 794‬حدثني العباس بن الوليد البيروتي ‪ ،‬أخبرني أبي ‪ ،‬سمعت‬


‫الوزاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو‬
‫سلمة بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ألم أخبر أنك‬
‫تصوم النهار وتقوم الليل ؟ " ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬بلى يا رسول الله ‪.‬‬
‫قال ‪ " :‬فل تفعل ‪ ،‬نم وقم ‪ ،‬وصم وأفطر ‪ ،‬فإن لجسدك عليك حقا‬
‫‪ ،‬وإن لعينك عليك حقا ‪ ،‬وإن لزوجك عليك حقا ‪ ،‬وإن لزورك عليك‬
‫حقا ‪ ،‬وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلثة أيام ‪ ،‬وإن كل‬
‫حسنة بعشر أمثالها ‪ ،‬وإذا ذاك صيام الدهر كله " ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فشددت ؛ فشدد علي ‪ ،‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إني أجد قوة ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫" فصم من كل جمعة ثلثة أيام " ‪ .‬قال ‪ :‬فشددت ؛ فشدد علي ‪،‬‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ :‬إني أجد قوة ‪ .‬قال ‪ " :‬فصم صيام نبي الله‬
‫داود ‪ ،‬ل تزد على ذلك " ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وما كان صيام نبي الله‬
‫داود ؟ قال ‪ " :‬نصف الدهر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل ‪ :‬قُل ْ ُ‬
‫ت‬ ‫م الن َّهاَر ‪َ .‬قا َ‬
‫صو ُ‬ ‫م الل ّي ْ َ‬
‫ل وَت َ ُ‬ ‫" ب َل َغَِني أ َن ّ َ‬
‫ك ت َُقو ُ‬

‫‪ 795‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أسباط ‪ ،‬عن مطرف ‪ ،‬عن حبيب بن‬
‫أبي ثابت ‪ ،‬عن أبي العباس ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬بلغني أنك تقوم الليل‬
‫وتصوم النهار ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ما أريد بذلك إل‬
‫الخير ‪ .‬قال ‪ " :‬فل تفعل ‪ ،‬فإنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ‪،‬‬
‫ونفهت له النفس ‪ ،‬ول صام من صام البد ‪ .‬أل أدلك على صوم‬
‫الدهر ؟ ثلثة أيام من كل شهر " ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬فإني أطيق أفضل‬
‫من ذلك ‪ .‬قال ‪ " :‬فصم خمسا " ‪ .‬قلت ‪ :‬فإني أطيق أفضل من‬
‫ذلك ‪ .‬قال ‪ " :‬فصم صوم داود ‪ ،‬كان يصوم يوما ويفطر يوما " *‬

‫م الن َّهاَر " ؟ قُل ْ ُ‬


‫ت‬ ‫صو ُ‬ ‫م الل ّي ْ َ‬
‫ل وَت َ ُ‬ ‫م أ ُن َب ّأ ْ أ َن ّ َ‬
‫ك ت َُقو ُ‬
‫َ‬
‫" أل َ ْ‬

‫‪ 796‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا محمد بن بشر ‪ ،‬عن مسعر ‪ ،‬عن‬


‫حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن أبي العباس ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ألم أنبأ أنك تقوم‬
‫الليل وتصوم النهار " ؟ قلت ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ " :‬إنك إذا فعلت ذلك‬
‫هجمت له العين ‪ ،‬ونفهت له النفس ‪ ،‬فصم من كل شهر ثلثة‬
‫أيام ‪ ،‬فذلك صوم الدهر ‪ -‬أو كصوم الدهر " ‪ .‬قلت ‪ :‬إني أجد بي‬
‫قوة ‪ .‬قال ‪ " :‬صم صوم داود ‪ ،‬كان يصوم يوما ويفطر يوما ‪ ،‬ول‬
‫يفر إذا لقى " *‬

‫ت‬
‫م ِ‬
‫ج َ‬
‫ك هَ َ‬ ‫ذا فَعَل ْ َ‬
‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫م الل ّي ْ َ‬
‫ل ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬
‫ك إِ َ‬ ‫م الد ّهَْر وَت َُقو ُ‬
‫صو ُ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫ك تَ ُ‬

‫‪ 797‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن‬
‫حبيب ‪ ،‬عن أبي العباس ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬قال لي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬يا عبد الله بن عمرو إنك‬
‫تصوم الدهر وتقوم الليل ‪ ،‬وإنك إذا فعلت ذلك هجمت العينان ‪،‬‬
‫ونهمت له النفس ‪ ،‬ل صام من صام البد ‪ ،‬صوم ثلثة أيام من كل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫شهر صوم الدهر كله " ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إني أطيق‬
‫أكثر من ذلك ‪ .‬قال ‪ " :‬صم صوم داود ‪ ،‬كان يصوم يوما ويفطر‬
‫يوما ‪ ،‬ول يفر إذا لقى " وقال آخرون بمثل قول هؤلء في تصحيح‬
‫الخبار المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهي عن‬
‫صوم البد ‪ ،‬غير أنهم خالفوهم في معانيها ‪ .‬فقالوا ‪ :‬معنى نهي‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم البد ‪ ،‬أن يصام الدهر كله ‪،‬‬
‫فل يفطر اليام التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن‬
‫صومهن ‪ .‬قالوا ‪ :‬فأما إذا أفطر اليام التي نهى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم عن صومهن ‪ ،‬فغير داخل في معنى قوله ‪ " :‬ل‬
‫صام من صام البد " ‪ ،‬ول هو بفعله ذلك متقدم على نهي رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬بل هو لله عز وجل مطيع ‪ ،‬وبثوابه‬
‫على صومه له مستحق ‪ .‬واعتلوا أيضا بأن جماعة من أصحاب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صام بعضهم الدهر كله بعلم‬
‫منه عليه السلم ‪ ،‬وبعضهم بغير علمه ‪ ،‬فلم يفطروا إل اليام‬
‫المنهي عن صومهن ‪ ،‬فلم ينكر صلى الله عليه وسلم على من‬
‫علم ذلك من فعله *‬

‫ك وََقال َ ُ‬
‫ه‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ن فَعَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من فعل ذلك وقاله‬

‫ك وََقال َ ُ‬
‫ه‪#‬‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ن فَعَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫م الد ّهَْر " *‬


‫صو ُ‬
‫ة تَ ُ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ش ُ‬ ‫ت َ‬ ‫" َ‬
‫كان َ ْ‬

‫‪ 798‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬حدثنا بشر بن المفضل ‪،‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن القاسم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كانت عائشة‬
‫تصوم الدهر " *‬

‫ل‪:‬‬ ‫ل ‪ :‬قُل ْ ُ‬
‫ت ‪ :‬الد ّهَْر ؟ َقا َ‬ ‫م الد ّهَْر ‪َ .‬قا َ‬
‫صو ُ‬
‫تَ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 799‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬حدثنا شعبة‬


‫‪ ،‬عن عبد الرحمن بن القاسم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ " :‬كانت‬
‫تصوم الدهر ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬الدهر ؟ قال ‪ :‬كانت تسرد " *‬

‫م الد ّهَْر‬
‫صو ُ‬ ‫ل ‪ :‬قُل ْ ُ‬
‫ت ‪ :‬تَ ُ‬ ‫م الد ّهَْر ‪َ .‬قا َ‬
‫صو ُ‬
‫ة تَ ُ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ش ُ‬ ‫ت َ‬ ‫َ‬
‫كان َ ْ‬

‫‪ 800‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬أخبرني سعد‬
‫بن إبراهيم ‪ :‬أن عائشة كانت تصوم الدهر ‪ .‬قال ‪ :‬فذكرت ذلك‬
‫لعبد الرحمن بن القاسم ‪ ،‬فقال ‪ :‬سمعت القاسم ‪ ،‬يقول ‪ :‬كانت‬
‫عائشة تصوم الدهر ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬تصوم الدهر ؟ قال ‪ :‬كانت‬
‫تسرد " *‬

‫سُرد ُ " *‬
‫م الد ّهَْر ‪ ،‬ت َ ْ‬
‫صو ُ‬
‫تَ ُ‬

‫‪ 801‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن القاسم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ " :‬أنها كانت تصوم‬
‫الدهر ‪ ،‬تسرد " *‬

‫صَيام ِ‬
‫ن ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ي َن َْهى عَ ْ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬
‫مع ْ ُ‬ ‫قَد ْ َ‬
‫س ِ‬

‫‪ 802‬حدثنا محمد بن معمر البحراني ‪ ،‬حدثنا أبو عامر العقدي ‪،‬‬


‫حدثنا زمعة بن صالح ‪ ،‬عن حبيبة ابنت عمرو ‪ ،‬عن أم كلثوم ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قيل لعائشة ‪ :‬تصومين الدهر ‪ ،‬وقد نهى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم عن صيام الدهر ؟ قالت ‪ " :‬نعم قد سمعت رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن صيام الدهر ‪ ،‬ولكن من أفطر‬
‫يوم الفطر ويوم النحر ‪ ،‬فلم يصم الدهر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن"*‬
‫سن َت َي ْ ِ‬
‫موْت ِهِ َ‬ ‫م قَب ْ َ‬
‫ل َ‬ ‫صو ْ َ‬
‫سُرد ُ ال ّ‬
‫يَ ْ‬

‫‪ 803‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا أبو الوليد ‪ ،‬حدثنا حماد يعني‬


‫ابن سلمة ‪ ،‬عن عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ :‬أن عمر كان‬
‫يسرد الصوم قبل موته سنتين " *‬

‫سل ّ َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫م عََلى عَهْدِ َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫صو ْ َ‬ ‫ي ُِق ّ‬
‫ل ال ّ‬

‫‪ 804‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫كان أبو طلحة يقل الصوم على عهد رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فلما مات ‪ ،‬كان ل يفطر إل في سفر أو مرض " *‬

‫ن‬
‫حّتى إ ِ ْ‬
‫ضرِ ‪َ ،‬‬ ‫سَفرِ وَِفي ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫م ِفي ال ّ‬ ‫م الد ّهَْر ‪ ،‬فَي َ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫صو ُ‬
‫يَ ُ‬

‫‪ 805‬حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم القرشي ‪ ،‬حدثنا أبو‬


‫زرعة وهب الله بن راشد ‪ ،‬أنبأنا حيوة بن شريح ‪ ،‬أنبأنا أبو السود‬
‫أنه سمع عروة بن الزبير ‪ ،‬يحدث عن أبي مراوح ‪ ،‬قال ‪ :‬كان‬
‫حمزة بن عمرو السلمي يصوم الدهر ‪ ،‬فيصوم في السفر وفي‬
‫الحضر ‪ ،‬وكان عروة بن الزبير يصوم الدهر ‪ ،‬فيصوم في السفر‬
‫وفي الحضر ‪ ،‬حتى إن كان ليمرض فما يفطر ‪ ،‬وكان أبو مراوح‬
‫يصوم الدهر ‪ ،‬فيصوم في السفر وفي الحضر " *‬

‫م الد ّهَْر " *‬


‫صو ُ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 806‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ " :‬أنه كان يصوم الدهر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خ ْ‬
‫ل ِفي‬ ‫ق ‪ ،‬لَ ْ‬
‫م ي َد ْ ُ‬ ‫ري ِ‬ ‫م الت ّ ْ‬
‫ش ِ‬ ‫حرِ وَأّيا َ‬ ‫م ال ِْفط ْرِ وَي َوْ َ‬
‫م الن ّ ْ‬ ‫أفْط ََر ي َوْ َ‬

‫‪ 807‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا سعيد ‪ ،‬عن قتادة ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬إذا أفطر يوم الفطر ويوم النحر وأيام التشريق ‪ ،‬لم يدخل‬
‫في صوم الدهر " واعتل قائلو هذه المقالة لقولهم هذا بأن قالوا ‪:‬‬
‫إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم البد وصوم‬
‫الدهر ‪ .‬قالوا ‪ :‬ومن أفطر من السنة بعضها ‪ ،‬لم يستحق أن‬
‫يوصف بأنه صام البد ‪ ،‬إذ كان ل خلف بين الجميع في أن حالفا لو‬
‫حلف ل يكلم رجل سماه ‪ ،‬أبدا أو الدهر ‪ ،‬فكلمه ساعة من دهر أنه‬
‫حانث ‪ .‬فمعلوم بذلك أن الدهر والبد إنما هو أيام حياة المرء إلى‬
‫حين وفاته ‪ ،‬فمن أفطر في بعضه كان غير صائم البد ‪ .‬قالوا ‪:‬‬
‫وأخرى ‪ ،‬أن اليام التي حظر صومها على صائم البد ‪ ،‬غير اليام‬
‫المنهي عن صومها ممن حظر ذلك عليه ‪ ،‬ول يخلو من أن يكون‬
‫جائزا لغيره من المسلمين صومها ‪ ،‬أو يكون ذلك محظورا على‬
‫جميع المسلمين ‪ .‬فإن يكن جائزا صومها لغيره من المسلمين ‪،‬‬
‫فسبيله سبيل غيره فيما يجوز له من ذلك ‪ ،‬إذ كان ما تقدم ذلك‬
‫من صومه أو تأخر ‪ ،‬ل يحرم عليه صومه ما أطاق وإن كان ذلك‬
‫محظورا على جميعهم ‪ ،‬فحكمه في ذلك حكمهم ‪ .‬قالوا ‪ :‬وفي‬
‫إجماع الجميع من أهل العلم أن لغيره أن يصوم تلك اليام ‪ ،‬أوضح‬
‫الدللة على أن له من ذلك مثل الذي لهم منه ‪ .‬قالوا ‪ :‬وقد كان‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله فيصله‬
‫برمضان ‪ ،‬من غير إفطار بينهما ‪ .‬قالوا ‪ :‬فلو كان غير جائز للمرء‬
‫صوم أيام السنة كلها ‪ -‬إذا هو أفطر اليام المنهي عن صومهن ‪-‬‬
‫لدخوله في معنى من صام البد ؛ لكان صلى الله عليه وسلم ل‬
‫يوالي بين صوم شهرين من غير إفطار بينهما ‪ ،‬إذ كان أخذ ذلك‬
‫من بدن الصائم وقواه ‪ ،‬نظير أخذ صوم السنة وأكثر ‪ .‬قالوا ‪ :‬وفي‬
‫جواز موالة الموالي بين صوم الشهرين ‪ ،‬عند منكري صوم البد ‪،‬‬
‫إذا أفطر اليام المنهي عن صومهن ‪ ،‬أوضح الدليل على أن أولى‬
‫القولين في ذلك بالصواب ‪ ،‬قول من أطلق صوم اليام كلها ‪ ،‬إذا‬
‫أفطر اليام التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن‬
‫صومهن ‪ .‬قالوا ‪ :‬وقد قيل ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫إنما قال إذ سئل عن صوم الدهر ‪ " :‬ل صام ول أفطر " ‪ ،‬لمن‬
‫صام حتى هلك من صومه ‪ ،‬ورووا بذلك خبرا *‬

‫َ‬
‫حّتى‬
‫م َ‬
‫صا َ‬
‫ن َ‬ ‫ت " َقاُلوا ‪ :‬وَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ت وََل أفْط ََر ْ‬
‫م ْ‬ ‫" َل َ‬
‫صا َ‬

‫‪ 808‬حدثنيه يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن خالد ‪ ،‬عن‬


‫أبي قلبة ‪ " :‬أن امرأة صامت حتى ماتت ‪ ،‬فقال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬ل صامت ول أفطرت " قالوا ‪ :‬ومن صام حتى‬
‫بلغ به الصوم هذا الحد ؛ فل شك أنه بصوم ذلك آثم ‪ .‬والصواب من‬
‫القول في ذلك عندنا أن يقال ‪ :‬إن صوم البد غير جائز ‪ ،‬وإن من‬
‫صامه فقد دخل فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫وتحمل بفعله ذلك من الثم عظيما ‪ .‬وذلك إذا صام الدهر كله ‪،‬‬
‫فلم يفطر اليام المنهي عن صومهن ‪ .‬وإن أطاق المرء صوم‬
‫الدهر ‪ ،‬ولم تكن له زوجة ‪ ،‬ولم ينهك صومه ذلك بدنه ‪ ،‬ول أضر به‬
‫‪ ،‬ولم يضعفه عن شيء من فرائض الله عز وجل ‪ ،‬ل عن النوافل‬
‫المؤكدة ‪ ،‬فصام ذلك ‪ ،‬وأفطر اليام المنهي عن صومهن ‪ ،‬فقد‬
‫دخل في ما كره له رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله ؛ وذلك‬
‫لصحة الخبار عنه بقوله عليه السلم ‪ " :‬أحب العمال إلى الله ما‬
‫ديم عليه وإن قل " ‪ ،‬وقوله عليه السلم لمته ‪ " :‬اكلفوا من‬
‫العمال ما تطيقون ‪ ،‬فإن الله ل يمل حتى تملوا " ‪ ،‬وأنه صلى الله‬
‫عليه وسلم كان إذا عمل عمل داوم عليه ‪ ،‬وقوله لرجل من‬
‫أصحابه ‪ " :‬يا فلن ‪ ،‬ل تكن كفلن ‪ ،‬كان يقوم الليل فترك قيام‬
‫الليل " ‪ ،‬وقوله لعبد الله ‪ ،‬إذ أذن له في صوم يوم وإفطار آخر ‪،‬‬
‫فقال له ‪ :‬إني أجدني أقوى ‪ " :‬إنك لعلك أن يطول بك العمر‬
‫فتضعف " ‪ .‬فإذا كان غير مأمون على المرء أن يبلغ من السن ما‬
‫يضعف عن المداومة على ما ألزم نفسه من صوم البد معها ‪ ،‬وإن‬
‫أفطر اليام المنهي عن صومهن ‪ ،‬فالصواب له أن يكلف منه ما إن‬
‫ضعف بدنه أطاق عمله ‪ .‬ولست ‪ -‬وإن كرهت له ذلك ؛ لكراهة‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه له ‪ -‬بمؤثمه في فعله ‪،‬‬
‫وملحقه في ركوبه ما ركب من ذلك ‪ ،‬بحكم الذي صام الدهر كله ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فلم يفطر اليام المنهي عن صومهن ؛ لصحة الخبر عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم الذي *‬

‫ن‬
‫س ٌ‬ ‫ن قَب ِل ََها فَ َ‬
‫ح َ‬ ‫ن الل ّهِ ل ِل ْعَِبادِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ة ِ‬
‫ص ٌ‬
‫خ َ‬
‫ي ُر ْ‬
‫ما هِ َ‬
‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 809‬حدثني به محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،‬حدثنا أبو زرعة‬


‫وهب الله بن راشد ‪ ،‬أنبأنا حيوة بن شريح ‪ ،‬أنبأنا أبو السود ‪ ،‬أنه‬
‫سمع عروة بن الزبير يحدث عن أبي مراوح ‪ ،‬عن حمزة السلمي ‪،‬‬
‫صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ :‬يا رسول الله ‪،‬‬
‫إني أسرد الصيام ‪ ،‬أفأصوم في السفر ؟ فقال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬إنما هي رخصة من الله للعباد ‪ ،‬فمن قبلها‬
‫فحسن جميل ‪ ،‬ومن تركها فل جناح عليه " ‪ ،‬فكان حمزة يصوم‬
‫الدهر ‪ ،‬فيصوم في السفر وفي الحضر *‬

‫َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫ت فَأفْط ِْر " فل َ ْ‬
‫م ي َن ْ َ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫م ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ت فَ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ِ‬

‫‪ 810‬حدثنا سعيد بن يحيى الموي ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬حدثنا محمد بن‬


‫إسحاق ‪ ،‬عن عمران بن أبي أنس ‪ ،‬عن حنظلة بن علي ‪ ،‬وسليمان‬
‫بن يسار ‪ ،‬وعن أبي مراوح ‪ ،‬عنهم جميعا ‪ ،‬عن حمزة بن عمرو‬
‫السلمي ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت امرأ أسرد الصوم على عهد رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فسألته ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إني أصوم‬
‫فل أفطر ‪ ،‬أفأصوم في السفر ؟ قال ‪ " :‬إن شئت فصم ‪ ،‬وإن‬
‫شئت فأفطر " فلم ينه صلى الله عليه وسلم حمزة بن عمرو عن‬
‫سرد الصوم ‪ ،‬إذ أخبره أنه يسرده ‪ ،‬وأنه سرده وصام الدهر هو‬
‫وجماعة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ‪ ،‬على ما قد ذكرت‬
‫الرواية عنهم ‪ .‬فإن كان صومه الدهر ‪ -‬على إفطاره اليام المنهي‬
‫عن صومهن ‪ -‬مضرا ببدنه ‪ ،‬أو حائل بينه وبين أداء شيء من‬
‫فرائض الله عز وجل ‪ ،‬كالجهاد عند وجوبه عليه ‪ ،‬وحضوره حرب‬
‫المسلمين أهل الكفر بالله تعالى ‪ ،‬وعند التقائهم للقتال ‪ ،‬أو‬
‫كالصلة المكتوبة ‪ ،‬أو غير ذلك من حقوق الله التي تلزمه ‪ ،‬فلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يفطر وصام ‪ ،‬وأثر صومه ذلك على الفرائض التي لزمته حتى‬
‫أعجزه ذلك عنها ‪ ،‬كان حكمه فيما يلحقه من المأثم عندي ‪ ،‬حكم‬
‫الذي صام الدهر ‪ ،‬فلم يفطر اليام المنهي عن صومهن ‪ ،‬أو أعظم‬
‫منه إثما ؛ لتضييعه ما أوجبه الله تعالى عليه من فرائضه ‪ .‬وإن كان‬
‫صومه الدهر مع إفطاره اليام المنهي عن صومهن ل يورث بدنه‬
‫عن أداء شيء من فرائض الله ضعفا ‪ ،‬ولكنه يورثه ضعفا عما هو‬
‫أفضل منه من نوافل العمال ؛ كرهت له صومه ذلك ‪ ،‬وأحببت له‬
‫الفطار وإيثار الفضل من نوافل العمال عليه ؛ لصحة الخبر عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي *‬

‫ما وَي ُْفط ُِر‬


‫م ي َوْ ً‬
‫صو ُ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫داوُد َ ‪َ ،‬‬
‫كا َ‬ ‫م أَ ِ‬
‫خي َ‬ ‫صو ْ ُ‬
‫صوْم ِ َ‬
‫ل ال ّ‬
‫َ‬
‫" أفْ َ‬
‫ض ُ‬

‫‪ 811‬حدثنا به أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن مسعر ‪ ،‬وسفيان ‪ ،‬عن‬


‫حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن أبي العباس ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أفضل الصوم‬
‫صوم أخي داود ‪ ،‬كان يصوم يوما ويفطر يوما ‪ ،‬ول يفر إذا لقى "‬
‫*‬

‫ما ‪،‬‬
‫ما وَي ُْفط ُِر ي َوْ ً‬
‫م ي َوْ ً‬
‫صو ُ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫داوُد َ ‪َ ،‬‬
‫كا َ‬ ‫م َ‬
‫صو ْ َ‬
‫م َ‬
‫ص ْ‬
‫" ُ‬

‫‪ 812‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا محمد بن بشر ‪ ،‬عن مسعر ‪ ،‬عن‬


‫حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن أبي العباس ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬صم صوم داود‬
‫‪ ،‬كان يصوم يوما ويفطر يوما ‪ ،‬ول يفر إذا لقى " ‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫المثنى ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن حبيب ‪ ،‬عن أبي‬
‫العباس ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم مثله ‪ .‬فأخبر صلى الله عليه وسلم أن فضل صوم داود نبي‬
‫الله صلى الله عليه وسلم على غيره إنما كان من أجل أنه كان مع‬
‫صومه ذلك ل يضعف عن القيام من العمال التي هي أفضل من‬
‫الصوم ‪ ،‬وذلك ثبوته لحرب أعداء الله عند التقاء الزحوف ‪ ،‬وتركه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الفرار منهم هنالك والهرب ‪ .‬فإذ كان صلى الله عليه وسلم إنما‬
‫قضى لصوم داود بالفضل على غيره من معاني الصوم النفل ؛ لما‬
‫ذكرنا من السبب ‪ ،‬فكل من كان صومه ل يورثه ضعفا عن أداء‬
‫فرائض الله تعالى ‪ ،‬وعما هو أفضل من صومه ذلك من نفل‬
‫العمال في حال من أحوال عمره وهو صحيح ‪ ،‬فغير مكروه له‬
‫صومه ذلك ‪ .‬وكل من أضعفه صومه النفل عن أداء شيء من‬
‫فرائض الله عز وجل ؛ فغير جائز له أن يصوم صومه ذلك ‪ ،‬بل هو‬
‫محظور عليه ‪ ،‬وهو بصومه ذلك حرج ‪ ،‬فإن لم يكن يضعفه صومه‬
‫ذلك عن أداء شيء من فرائض الله ‪ ،‬وكان يضعفه عما هو أفضل‬
‫منه من نفل العمال ‪ ،‬فإن صومه ذلك له مكروه ؛ غير محبوب ‪،‬‬
‫وإن لم يؤثمه ؛ للذي وصفنا من تركه ما اختار رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم لمته من ذلك على غيره *‬

‫ك َقا َ َ‬
‫سل َ ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫ة ِ‬
‫ماعَ ٌ‬
‫ج َ‬
‫ضا َ‬
‫ل أي ْ ً‬ ‫ذي قُل َْنا ِفي ذ َل ِ َ‬
‫حو ِ ا ل ّ ِ‬
‫وَب ِن َ ْ‬

‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أيضا جماعة من السلف ‪ ،‬ذكر بعض‬
‫من حضرنا ذكره منهم‬
‫ك َقا َ َ‬
‫سل َ ِ‬
‫ف‪#،‬‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫ة ِ‬
‫ماعَ ٌ‬
‫ج َ‬
‫ضا َ‬
‫ل أي ْ ً‬ ‫ذي قُل َْنا ِفي ذ َل ِ َ‬
‫حو ِ ا ل ّ ِ‬
‫‪ <<#‬وَب ِن َ ْ‬
‫َ‬
‫ب إ ِل َ ّ‬
‫ي‬ ‫صَلةُ أ َ‬
‫ح ّ‬ ‫صَلةِ ‪َ ،‬وال ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫ت عَ ِ‬
‫ضعُْف ُ‬
‫ت َ‬
‫م ُ‬
‫ص ْ‬ ‫" إ ِّني إ ِ َ‬
‫ذا ُ‬

‫‪ 813‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬
‫وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬جميعا ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن‬
‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن يزيد أن عبد الله كان يقل‬
‫الصوم ‪ ،‬فقيل له ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إني إذا صمت ضعفت عن الصلة ‪،‬‬
‫والصلة أحب إلي من الصوم " *‬

‫َ‬
‫صَيام ِ "‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬
‫ي ِ‬ ‫صَلةُ أ َ‬
‫ح ّ‬ ‫صَلةِ ‪َ ،‬وال ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫ت عَ ِ‬
‫ضعُْف ُ‬
‫ت َ‬
‫م ُ‬
‫ص ْ‬
‫ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 814‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬
‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن يزيد ‪ ،‬عن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا‬
‫صمت ضعفت عن الصلة ‪ ،‬والصلة أحب إلي من الصيام " فكان‬
‫ل يكاد يصوم ‪ ،‬وإن صام صام ثلثة أيام *‬

‫ن ‪ ،‬وَقَِراَءةُ ال ُْقْرآ ِ‬
‫ن‬ ‫ن قَِراَءةِ ال ُْقْرآ ِ‬
‫ت عَ ْ‬
‫ضعُْف ُ‬
‫ت َ‬
‫م ُ‬
‫ص ْ‬ ‫" إ ِّني إ ِ َ‬
‫ذا ُ‬

‫‪ 815‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ح وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬
‫عن سفيان ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن أبي وائل ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عبد الله‬
‫يقل الصوم ‪ ،‬فقيل له ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إني إذا صمت ضعفت عن قراءة‬
‫القرآن ‪ ،‬وقراءة القرآن أحب إلي من الصوم " *‬

‫َ‬
‫ن ‪َ .‬قا َ‬
‫ل‬ ‫سن َةِ إ ِّل ي َوْ َ‬
‫مي ْ ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫م ِ‬
‫صا َ‬
‫سُعودٍ َ‬
‫م ْ‬
‫ن َ‬
‫ت اب ْ َ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬
‫َ‬

‫‪ 816‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬ح وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا‬
‫أبي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن عبد الكريم الجزري ‪ ،‬عن أبي عبيدة بن‬
‫عبد الله ‪ ،‬عن أمه ‪ ،‬قالت ‪ :‬ما رأيت ابن مسعود صام من السنة‬
‫إل يومين ‪ .‬قال أبو عبيدة ‪ " :‬ما أدري أي يومين هما ؟ " *‬

‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫م عََلى عَهْدِ َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫صو ُ‬ ‫َل ي َ َ‬
‫كاد ُ ي َ ُ‬

‫‪ 817‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬حدثنا أبو النضر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬ثابت أخبرنا قال ‪ :‬سمعت أنسا ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان أبو طلحة ل يكاد‬
‫يصوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل الغزو ‪،‬‬
‫فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيته مفطرا إل‬
‫يوم فطر أو أضحى " ‪ ،‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬حدثنا هاشم بن‬
‫القاسم ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن حميد ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬عن أبي طلحة ‪،‬‬
‫بمثله *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫الصوم أ َقَ ّ َ‬


‫واِع ال ْب ِّر أ ْ‬
‫جًرا " *‬ ‫ل أن ْ َ‬ ‫ّ ْ ُ‬

‫‪ 818‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬ح وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا‬
‫أبي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن إبراهيم بن مهاجر ‪ ،‬قال ‪ :‬كان أبي يكثر‬
‫الصوم ‪ ،‬فسألت إبراهيم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬كانوا يقولون ‪ :‬الصوم أقل‬
‫أنواع البر أجرا " *‬

‫ل ‪ :‬فَهَ ْ‬
‫ل َقائ ِ ٌ‬
‫ن َقا َ‬ ‫من أ َقَ ّ َ‬
‫حد ّ‬
‫ل تَ ُ‬ ‫م " فَإ ِ ْ‬
‫صو ْ ُ‬
‫م ال ّ‬
‫مال ِهِ ُ‬
‫ل أعْ َ‬ ‫ِ ْ‬

‫‪ 819‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬
‫عن سفيان ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان من أقل‬
‫أعمالهم الصوم " فإن قال قائل ‪ :‬فهل تحد ‪ -‬لمن أحب إلزام‬
‫نفسه من الصوم النفل ما ألزم نفسه من نفل الصلة وقتا من‬
‫بعض الليل ‪ -‬حدا ل يكون بإلزامه نفسه ذلك داخل في الذي تكره‬
‫له منه ؟ قيل ‪ :‬قد بينا فيما مضى أن الذي ينبغي لكل امرئ من‬
‫أهل السلم أن يلزم نفسه من نفل أعمال الخير ‪ ،‬ما كان الغلب‬
‫عنده أن نفسه له مطيقة ‪ ،‬وهي على الدمان عليه قادرة ‪ ،‬وما‬
‫يخف عليها احتماله ‪ ،‬ول يثقل عليها تكلفه ‪ ،‬كما قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬اكلفوا من العمال ما تطيقون ‪ ،‬فإن الله‬
‫ل يمل حتى تملوا " ‪ ،‬وكما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫قال ‪ " :‬أحب العمال إلى الله ما داوم عليه المرء وإن قل " ‪ .‬فإن‬
‫كانت نفس العبد مطيقة أداء فرائض الله عز وجل ‪ ،‬غير ضعيفة‬
‫عن شيء منها ‪ ،‬نشيطة لنوافل العمال التي هي أفضل من‬
‫الصوم ‪ ،‬ولم يكن الصوم يضعفها ول يعجزها عن شيء من ذلك ‪،‬‬
‫فإن أحسن ما تكلف من نفل الصوم صوم ثلثة أيام من كل شهر ‪،‬‬
‫بعد أداء فرض الله عز وجل الذي أوجبه عليه من صوم شهر‬
‫رمضان ‪ ،‬فإن ذلك أربى للجسم القوي أن يطيق الدوام عليه وإن‬
‫طالت حياته ‪ ،‬وأقرب للضعيف إلى السلمة مما يخاف عليه ‪،‬‬
‫بتكلفه أكثر منه ‪ ،‬من تضييع فرض ‪ ،‬أو تفريط فيما هو أفضل منه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫من نفل ‪ ،‬ورجونا له مع ذلك أن يكون له في اليام التي أفطرها‬
‫من الشهر بعد ذلك من الثواب والجر ‪ ،‬مثل الذي كان له منه في‬
‫اليام التي صامها ؛ لنه تعالى ذكره قد أخبر عباده المؤمنين أن‬
‫من جاء منهم بالحسنة فله عشر أمثالها ‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك‬
‫تظاهرت الخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وعمل به‬
‫السلف ‪ ،‬واختاره على سائر الصوم غيره ‪ .‬ذكر الخبار المروية عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك *‬

‫َ‬
‫م وَقُ ْ‬
‫م‬ ‫م ‪ ،‬وَن َ ْ‬ ‫طيعُ ذ َل ِ َ‬
‫ك ‪ ،‬فَأفْط ِْر وَ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫ك َل ت َ ْ‬
‫ست َ ِ‬ ‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 820‬حدثني أحمد بن عثمان بن عبد النور المعروف بأبي الجوزاء ‪،‬‬


‫حدثنا وهب بن جرير ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت النعمان بن راشد‬
‫يحدث عن الزهري ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬وأبي سلمة ‪ :‬أن عبد‬
‫الله بن عمرو بن العاص ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبر النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أني أقول ‪ :‬لصومن النهار ولقومن الليل ‪ .‬قال ‪ " :‬أنت الذي قلت‬
‫كذا وكذا " ؟ قلت ‪ :‬نعم ‪ .‬فقال ‪ " :‬إنك ل تستطيع ذلك ‪ ،‬فأفطر‬
‫وصم ‪ ،‬ونم وقم ‪ ،‬صم من الشهر ثلثة أيام ‪ ،‬إن الحسنة بعشر‬
‫أمثالها ‪ ،‬فذلك صوم الدهر " ‪ ،‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد‬
‫الحكم المصري ‪ ،‬حدثنا أبي وشعيب بن الليث ‪ ،‬عن خالد بن يزيد ‪،‬‬
‫عن ابن أبي هلل ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن ابن المسيب ‪ ،‬وأبي‬
‫سلمة بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبر رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أني أقول ‪ :‬لصومن الدهر ‪ ،‬ولقومن‬
‫الليل ما عشت ‪ .‬ثم ذكر نحوه *‬

‫صّلي الل ّي ْ َ‬
‫ل‬ ‫م الن َّهاَر َل ت ُْفط ُِر ‪ ،‬وَت ُ َ‬
‫صو ُ‬ ‫خب َْر أ َن ّ َ‬
‫ك تَ ُ‬ ‫م أُ ْ‬ ‫َ‬
‫" أل َ ْ‬

‫‪ 821‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،‬حدثنا شعيب بن‬


‫الليث ‪ ،‬حدثنا الليث ‪ ،‬عن يزيد بن الهاد ‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم ‪،‬‬
‫عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ألم أخبر أنك تصوم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫النهار ل تفطر ‪ ،‬وتصلي الليل ل تنام " ؟ قلت ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪" :‬‬
‫بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلثة أيام ‪ ،‬فيكون ذلك كصيام‬
‫الدهر " *‬

‫م الن َّهاَر " ؟ قُل ْ ُ‬


‫ت‬ ‫صو ُ‬ ‫م الل ّي ْ َ‬
‫ل وَت َ ُ‬ ‫خب َْر أ َن ّ َ‬
‫ك ت َُقو ُ‬ ‫م أُ ْ‬ ‫َ‬
‫" أل َ ْ‬

‫‪ 822‬حدثنا يحيى بن درست السري ‪ ،‬حدثنا أبو إسماعيل القناد ‪،‬‬


‫حدثنا يحيى بن أبي كثير أن أبا سلمة حدثه عن عبد الله بن عمرو ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم حجرتي فقال ‪:‬‬
‫" ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار " ؟ قلت ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪" :‬‬
‫ل تفعل ‪ ،‬إن حسبك أن تصوم من كل شهر ثلثة أيام ‪ ،‬فذلك صيام‬
‫الدهر كله ‪ ،‬بالحسنة عشر أمثالها " ‪ ،‬حدثنا حميد بن مسعدة‬
‫السامي ‪ ،‬حدثنا يزيد بن زريع ‪ ،‬حدثني حسين المعلم ‪ ،‬حدثنا يحيى‬
‫بن أبي كثير ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم نحوه ‪ .‬حدثني العباس بن الوليد‬
‫العذري ‪ ،‬أخبرني أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت الوزاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬
‫يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص ‪ ،‬عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم مثله *‬

‫ر‬
‫م الد ّهْ ِ‬
‫صو ْ ُ‬ ‫ة أ َّيام ٍ ‪ ،‬فَذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫شهْرٍ ث ََلث َ َ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫ص ْ‬
‫" ُ‬

‫‪ 823‬حدثني أبو كريب ‪ ،‬حدثنا محمد بن بشر ‪ ،‬ومسعر ‪ ،‬عن حبيب‬


‫بن أبي ثابت ‪ ،‬عن أبي العباس ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬صم من كل شهر‬
‫ثلثة أيام ‪ ،‬فذلك صوم الدهر أو كصوم الدهر " ‪ ،‬حدثنا أبو كريب ‪،‬‬
‫حدثنا أسباط ‪ ،‬عن مطرف ‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن أبي‬
‫العباس ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم نحوه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م الد ّهْرِ ك ُل ّهِ "‬ ‫َ‬


‫صو ْ ُ‬
‫شهْرٍ َ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ث ََلث َةِ أّيام ٍ ِ‬
‫م ْ‬ ‫صو ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 824‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن‬
‫حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن أبي العباس ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬صوم ثلثة أيام من‬
‫كل شهر صوم الدهر كله " *‬

‫شهر يوما ‪ ،‬ول َ َ َ‬


‫ي"‬
‫ما ب َِق َ‬
‫جُر َ‬
‫كأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّ ْ ِ َ ْ ً‬
‫م َ‬
‫م ِ‬
‫ص ْ‬
‫" ُ‬

‫‪ 825‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا موسى بن داود ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫زياد بن فياض ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا عياض ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عبد الله‬
‫بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬صم‬
‫من الشهر يوما ‪ ،‬ولك أجر ما بقي " *‬

‫َ‬
‫ر‬
‫شه ْ ٍ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ث ََلث َةِ أّيام ٍ ِ‬
‫م ْ‬ ‫صو ْ ُ‬
‫صب ْرِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م َ‬
‫شهْرِ ال ّ‬ ‫صو ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 826‬حدثنا محمد بن خلف العسقلني ‪ ،‬حدثنا آدم بن أبي إياس‬


‫العسقلني ‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬حدثنا ثابت البناني ‪ ،‬عن أبي‬
‫عثمان النهدي ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬صوم شهر الصبر ‪ ،‬وصوم ثلثة أيام من‬
‫كل شهر ‪ ،‬صوم الدهر " *‬

‫سن َةِ ك ُل َّها "‬ ‫َ‬


‫شهْرٍ ك َ ِ‬
‫صَيام ِ ال ّ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ث ََلث َةِ أّيام ٍ ِ‬
‫م ْ‬ ‫صَيا ُ‬
‫" ِ‬

‫‪ 827‬حدثني محمد بن معمر البحراني ‪ ،‬حدثنا أبو هشام ‪ ،‬حدثنا‬


‫عبد الواحد ‪ ،‬حدثنا عاصم ‪ ،‬عن أبي عثمان ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬صيام ثلثة أيام من كل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫شهر كصيام السنة كلها " ‪ .‬قال ‪ :‬فصدق الله رسوله في كتابه‬
‫فقال ‪ :‬من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫م الد ّهْرِ ‪ ،‬أّيام ِ‬
‫صَيا ُ‬
‫شهْرٍ ِ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ث ََلث َةِ أّيام ٍ ِ‬
‫م ْ‬ ‫صَيا ُ‬
‫" ِ‬

‫‪ 828‬حدثني مخلد بن الحسن ‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي ‪،‬‬


‫عن زيد بن أبي أنيسة ‪ ،‬عن أبي إسحاق السبيعي ‪ ،‬عن جرير بن‬
‫عبد الله البجلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬صيام‬
‫ثلثة أيام من كل شهر صيام الدهر ‪ ،‬أيام البيض صبيحة ثلث‬
‫عشرة ‪ ،‬وأربع عشرة ‪ ،‬وخمس عشرة " *‬

‫َ‬
‫ة‬
‫ح َ‬
‫صِبي َ‬
‫م الد ّهْرِ ‪َ ،‬‬
‫صو ْ ُ‬
‫شهْرٍ َ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ث ََلث َةِ أّيام ٍ ِ‬
‫م ْ‬ ‫صو ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 829‬حدثني محمد بن إسحاق ‪ ،‬حدثنا زكريا بن عدي ‪ ،‬حدثنا عبيد‬


‫الله بن عمرو ‪ ،‬عن زيد يعني ابن أبي أنيسة ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪،‬‬
‫عن جرير بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ " :‬صوم ثلثة أيام من كل شهر صوم‬
‫الدهر ‪ ،‬صبيحة ثلث عشرة ‪ ،‬وأربع عشرة ‪ ،‬وخمس عشرة " ذكره‬
‫جرير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم *‬

‫م الد ّهْرِ وَإ ِفْ َ‬ ‫َ‬


‫طاُرهُ "‬ ‫صَيا ُ‬
‫شهْرٍ ِ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ث ََلث َةِ أّيام ٍ ِ‬
‫م ْ‬ ‫صَيا ُ‬
‫" ِ‬

‫‪ 830‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا‬


‫أبي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن معاوية بن قرة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬صيام ثلثة أيام من كل شهر صيام‬
‫الدهر وإفطاره " *‬

‫م الد ّهْرِ وَإ ِفْ َ‬ ‫َ‬


‫طاُرهُ " *‬ ‫صو ْ ُ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شهْرِ َ‬ ‫م ث ََلث َةِ أّيام ٍ ِ‬
‫م َ‬ ‫صو ْ ُ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 831‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫عن معاوية بن قرة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبي يقول ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬صوم ثلثة أيام من الشهر صوم الدهر‬
‫وإفطاره " *‬

‫ر‬ ‫شهْرِ ‪ ،‬فَذ َل ِ َ‬


‫ن ال ّ‬ ‫" من صام ث ََلث َ َ َ‬
‫م الد ّهْ ِ‬
‫صوْ ُ‬
‫ك َ‬ ‫م َ‬
‫ة أّيام ٍ ِ‬ ‫َ ْ َ َ‬

‫‪ 832‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫معاوية بن قرة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫من صام ثلثة أيام من الشهر ‪ ،‬فذلك صوم الدهر وإفطاره " *‬

‫َ‬
‫ما‬ ‫ما أَرى " ؟ قُل ْ ُ‬
‫ت‪َ :‬‬ ‫ما ب َل َغَ ب ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 833‬حدثني العباس بن أبي طالب ‪ ،‬حدثنا موسى بن إسماعيل ‪،‬‬


‫عن حماد بن يزيد ‪ ،‬حدثنا معاوية بن قرة ‪ ،‬عن كهمس الهللي ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أسلمت ‪ ،‬فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته‬
‫بإسلمي ‪ ،‬ثم غبت عنه حول ‪ ،‬ثم رجعت إليه وقد ضمر بطني‬
‫ونحل جسمي ‪ ،‬فخفض في الطرف ثم رفعه ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وما‬
‫تعرفني ؟ قال ‪ " :‬ومن أنت " ؟ قلت ‪ :‬أنا كهمس الهللي الذي‬
‫أتيتك عام أول ‪ .‬قال ‪ " :‬ما بلغ بك ما أرى " ؟ قلت ‪ :‬ما أفطرت‬
‫بعدك نهارا ‪ ،‬ول نمت ليل ‪ .‬قال ‪ " :‬ومن أمرك أن تعذب نفسك ؟‬
‫صم شهر الصبر ‪ ،‬ومن كل شهر يوما " ‪ .‬قلت ‪ :‬زدني ‪ .‬قال ‪" :‬‬
‫صم شهر الصبر ‪ ،‬ومن كل شهر يومين " ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬زدني‬
‫فإني أجد قوة ‪ .‬قال ‪ " :‬صم شهر الصبر ‪ ،‬ومن كل شهر ثلثة أيام‬
‫"*‬

‫سو َ‬
‫ل‬ ‫شهْرِ " ‪ .‬قُل ْ ُ‬
‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫ما ِ‬
‫م ي َوْ ً‬
‫ص ْ‬
‫" ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 834‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ح وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬
‫عن السود بن شيبان ‪ ،‬عن أبي نوفل بن أبي عقرب ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫صم يوما من الشهر " ‪ .‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إني أقوى ‪ .‬فقال‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إني أقوى ‪ ،‬إني أقوى صم يومين‬
‫من الشهر " ‪ .‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬زدني ‪ .‬فقال النبي عليه‬
‫السلم ‪ " :‬زدني ‪ ،‬زدني صم ثلثة أيام من كل شهر " *‬

‫م الد ّهْرِ " *‬


‫صوْ ُ‬
‫" هُوَ َ‬

‫‪ 835‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫أنس بن سيرين ‪ ،‬عن عبد الملك بن المنهال ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيام البيض ‪ ،‬وقال ‪ " :‬هو‬
‫صوم الدهر " *‬

‫ه*‬
‫م ُ‬ ‫" هُوَ ك َهَي ْئ َةِ الد ّهْرِ " ي َعِْني َ‬
‫صو ْ َ‬

‫‪ 836‬حدثني عبد الله بن الحجاج بن المنهال النماطي ‪ ،‬حدثنا‬


‫أبي ‪ ،‬حدثنا همام بن يحيى ‪ ،‬حدثنا أنس بن سيرين ‪ ،‬حدثنا عبد‬
‫الملك بن قتادة بن ملحان القيسي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يصوم ليالي البيض ‪ :‬ثلث عشرة ‪ ،‬وأربع‬
‫عشرة ‪ ،‬وخمس عشرة ‪ ،‬وقال ‪ " :‬هو كهيئة الدهر " يعني صومه *‬

‫ف وَفَعَل َ ُ‬
‫ه‬ ‫سل َ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك من السلف وفعله‬

‫ف وَفَعَل َ ُ‬
‫ه‪#‬‬ ‫سل َ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ل‬ ‫ن الد ّهَْر ك ُل ّ ُ‬
‫ه ‪ِ .‬قي َ‬ ‫م ّ‬
‫ض ُ‬ ‫ه ‪ ،‬أ َوْ ل َت َ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫ن الد ّهَْر ك ُل ّ ُ‬
‫م ّ‬ ‫" ل َت َ ُ‬
‫صو ُ‬

‫‪ 837‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا عمران القطان ‪ ،‬عن‬
‫قتادة ‪ ،‬عن الحسن بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن كثير بن مرة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا معاذ بن جبل ‪ ،‬قال ‪ " :‬لتصومن الدهر كله ‪ ،‬أو لتخضمن‬
‫الدهر كله ‪ .‬قيل له ‪ :‬وما ذاك ؟ قال ‪ :‬صوم ثلثة أيام من كل شهر‬
‫"*‬

‫م الد ّهْرِ ك ُل ّهِ "‬


‫صو ْ ُ‬ ‫ة أ َّيام ٍ ‪ ،‬فَذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ت ث ََلث َ َ‬
‫م ُ‬
‫ص ْ‬
‫" إ ِّني ُ‬

‫‪ 838‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا عمران ‪ ،‬عن قتادة ‪،‬‬
‫عن الحسن بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن كثير بن مرة ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا عند‬
‫معاذ بن جبل ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إني صائم " ‪ .‬قال ‪ :‬فأتي بطعام فأكل ‪،‬‬
‫فقلنا ‪ :‬يا أبا عبد الرحمن ‪ ،‬ألم تقل إني صائم ؟ فقال ‪ " :‬إني‬
‫صمت ثلثة أيام ‪ ،‬فذلك صوم الدهر كله " *‬

‫َ‬
‫ن‬
‫م الد ّهْرِ ‪ ،‬وَهُ ّ‬
‫صو ْ ُ‬
‫شهْرٍ َ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ث ََلث َةِ أّيام ٍ ِ‬
‫م ْ‬ ‫صو ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 839‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬حدثنا أبو إسحاق ‪،‬‬
‫عن الحارث ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ " :‬صوم ثلثة أيام من كل شهر‬
‫صوم الدهر ‪ ،‬وهن يذهبن وحر الصدر " *‬

‫َ‬
‫ر‬
‫شه ْ ٍ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ث ََلث َةِ أّيام ٍ ِ‬
‫م ْ‬ ‫صو ْ ُ‬
‫صب ْرِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م َ‬
‫شهْرِ ال ّ‬ ‫صو ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 840‬حدثنا أبو السائب ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن عمارة بن عبد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال علي ‪ " :‬صوم شهر الصبر‬
‫‪ ،‬وصوم ثلثة أيام من كل شهر صوم الدهر ‪ ،‬وهن يذهبن بلبل‬
‫الصدر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫إني صمت ث ََلث َ َ َ‬


‫جُرهُ‬
‫ب ِلي أ ْ‬ ‫شهْرِ ؛ فَوَ َ‬
‫ج َ‬ ‫ذا ال ّ‬
‫ن هَ َ‬
‫م ْ‬
‫ة أّيام ٍ ِ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ِّ‬

‫‪ 841‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬أنبأنا الجريري ‪،‬‬


‫عن أبي السليل ‪ ،‬عن نعيم بن قعنب الرياحي ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت أبا ذر ‪،‬‬
‫فدعا المرأة لي بطعام ‪ ،‬فجاءت بثريدة كأنها قطاة ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫كل ‪ ،‬ل أهولنك ‪ ،‬فإني صائم " ثم قام يصلي ‪ ،‬فجعل يهذب الركوع‬
‫ويخفه ‪ .‬قال ‪ :‬ورأيته تحرى أن أشبع أو أقارب ‪ ،‬ثم جاء فوضع يده‬
‫معي ‪ ،‬فقلت ‪ :‬إنا لله وإنا إليه راجعون ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما شأنك ؟ " ‪،‬‬
‫فقلت ‪ :‬من كنت أخشى أن يكذبني من الناس ‪ ،‬فما كنت أخشى‬
‫أن تكذبني ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لله أبوك ‪ ،‬إن كذبتك كذبة منذ لقيتني "‬
‫فقلت ‪ :‬ألم تخبرني أنك صائم ؟ فقال ‪ " :‬بلى إني صمت ثلثة أيام‬
‫من هذا الشهر ؛ فوجب لي أجره ‪ ،‬وحل لي الكل معك " *‬

‫" إني صمت ث ََلث َ َ َ‬


‫ح ّ‬
‫ل‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬
‫م ُ‬
‫صو ْ ُ‬
‫ب ِلي َ‬ ‫ة أّيام ٍ ‪ ،‬فَوَ َ‬
‫ج َ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ِّ‬

‫‪ 842‬حدثنا موسى بن سهل الرملي ‪ ،‬حدثنا القعنبي إسماعيل بن‬


‫مسلمة بن قعنب ‪ ،‬حدثني حرب بن الخليل ‪ ،‬عن عطاء العطار ‪،‬‬
‫عن نعيم بن قعنب ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت أبا ذر ومعه امرأته ‪ ،‬فعاج برأسه‬
‫إلى امرأته ‪ ،‬فجاءته بثريدة كأنها قطاة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬كل ول أهولنك ‪،‬‬
‫فإني صائم " ‪ ،‬قال ‪ :‬فجعلت آكل ‪ ،‬ورأيته يتحين شبعي ‪ ،‬حتى إذا‬
‫شبعت ‪ ،‬أو قاربت شبعي ‪ ،‬وضع يده فجعل يأكل معي ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فقلت ‪ :‬سبحان الله يا أبا ذر ‪ ،‬من كنت أرى من الناس يكذبني ‪،‬‬
‫لم أكن أراك تكذبني ‪ ،‬قال ‪ " :‬وما ذاك ‪ ،‬لله أبوك ؟ ما كذبتك‬
‫كذبة منذ رأيتني " قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ألم تخبرني آنفا أنك صائم ‪ ،‬وأنت‬
‫هذا تأكل ؟ قال ‪ " :‬إني صمت ثلثة أيام ‪ ،‬فوجب لي صومه ‪ ،‬وحل‬
‫لي الطعام معك " *‬

‫م‬ ‫شهْرٍ ‪ ،‬فَذ َل ِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬


‫ل َ‬ ‫" إني أ َصوم ث ََلث َ َ َ‬
‫صو ْ ُ‬
‫ك َ‬ ‫م ْ‬
‫ة أّيام ٍ ِ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 843‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬
‫عن العمش ‪ ،‬عن جعفر بن إياس ‪ ،‬عن عبد الله بن شقيق ‪ ،‬عن‬
‫أبي ذر أنه دعي إلى طعام ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إني صائم " ‪ .‬ثم رئي بعد‬
‫ذلك يأكل ‪ ،‬فقيل له ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إني أصوم ثلثة أيام من كل شهر ‪،‬‬
‫فذلك صوم الدهر " *‬

‫ن ال ّ‬
‫شهْرِ " *‬ ‫" إني صمت ث ََلث َ َ َ‬
‫م َ‬
‫ة أّيام ٍ ِ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ِّ‬

‫‪ 844‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا ابن يمان ‪ ،‬عن إسرائيل ‪ ،‬عن‬


‫مغيرة ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ :‬أن أبا هريرة دعي إلى طعام ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إني‬
‫صائم " ‪ .‬ثم أكل ‪ ،‬فقيل له ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إني صمت ثلثة أيام من‬
‫الشهر " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫م الد ّهْرِ " وَأ ّ‬
‫صَيا ُ‬
‫شهْرٍ ِ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ث ََلث َةِ أّيام ٍ ِ‬
‫م ْ‬ ‫صو ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 845‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا ابن يمان ‪ ،‬عن أبي يونس القوي ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت سعيد بن جبير ‪ ،‬يقول ‪ " :‬صوم ثلثة أيام من كل‬
‫شهر صيام الدهر " وأما ما روي عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر الذي ذكرناه من حديث‬
‫أبي قتادة عنه في صوم يوم عرفة ‪ ،‬ويوم عاشوراء ‪ ،‬فل أعرف‬
‫أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم روي عنه‬
‫الوفاق له في رواية ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من‬
‫وجه يصح سنده ‪ ،‬ولكن ذلك قد روي عن بعضهم بأسانيد فيها نظر‬
‫عندنا ‪ .‬فمما روي في ذلك في صوم يوم عرفة ما *‬

‫م ن َعْدِل ُ ُ‬
‫ه‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫معَ َر ُ‬
‫ن َ‬ ‫" ك ُّنا وَن َ ْ‬
‫ح ُ‬

‫‪ 846‬حدثنا به محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬حدثنا المعتمر بن‬


‫سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬قرأت على فضيل ‪ ،‬عن أبي حريز ‪ ،‬أنه سمع‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سعيد بن جبير ‪ ،‬يقول ‪ :‬سأل رجل عبد الله بن عمر عن صوم يوم‬
‫عرفة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬كنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫نعدله بصوم سنة " *‬

‫ن " فَهَ َ‬
‫ذا‬ ‫مت ََتاب ِعَت َي ْ ِ‬
‫ن َ‬
‫سن َت َي ْ ِ‬ ‫ة غُِفَر ل َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫م عََرفَ َ‬
‫م ي َوْ َ‬
‫صا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 847‬وحدثني محمد بن إبراهيم النماطي ‪ ،‬حدثنا عبد الله بن أبي‬


‫شيبة ‪ ،‬حدثنا معاوية بن هشام ‪ ،‬عن أبي حفص الطائفي ‪ ،‬عن أبي‬
‫حازم ‪ ،‬عن سهل بن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من صام يوم عرفة غفر له سنتين متتابعتين " فهذا ما‬
‫في صوم يوم عرفة ‪ ،‬من رواية موافقي عمر في روايته ما روي‬
‫فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬على ما في إحداهما‬
‫من الخلف لمعنى حديثه الذي حدث به عنه أبو قتادة ‪ ،‬وذلك أن‬
‫أبا قتادة يروي عنه ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‬
‫‪ " :‬صوم يوم عرفة كفارة سنتين " ‪ ،‬وفي حديث ابن عمر الذي‬
‫ذكرناه أنهم كانوا يعدلون صومه بصوم سنة ‪ .‬ولكن مثل الذي روي‬
‫عن أبي قتادة ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم في‬
‫ذلك ‪ ،‬قد روي عن بعض التابعين *‬

‫م‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬


‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حضرنا ذكره منهم‬

‫م‪#‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬


‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ة ب َعْد َهُ " *‬


‫سن َ ً‬ ‫ة قَب ْل َ ُ‬
‫ه وَ َ‬ ‫سن َ ً‬
‫ل َ‬ ‫م عََرفَ َ‬
‫ة ي َعْدِ ُ‬ ‫صَيا ُ‬
‫" ِ‬

‫‪ 848‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬حدثنا عيسى بن‬


‫عبيد ‪ ،‬عن إبراهيم الصائغ ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬صيام‬
‫عرفة يعدل سنة قبله وسنة بعده " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫ما‬
‫ة ب َعْد َهُ " وَأ ّ‬
‫سن ّ ً‬ ‫ة قَب ْل َ ُ‬
‫ه ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫سن َ ً‬
‫ل َ‬ ‫م عََرفَ َ‬
‫ة ي َعْدِ ُ‬ ‫صَيا ُ‬
‫" ِ‬

‫‪ 849‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا الحكم بن بشير بن سلمان ‪ ،‬حدثنا‬


‫عمر بن ذر ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ " :‬صيام عرفة يعدل سنة قبله ‪،‬‬
‫وسنة بعده " وأما صوم يوم عاشوراء فل نعلم راويا روى خبرا عن‬
‫أحد من أصحاب رسول الله بمثل المعنى الذي روي عن أبي قتادة‬
‫‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ‪ ،‬ولكن ذاك‬
‫مروي عن بعض السلف ‪ ،‬وذلك ما *‬

‫شوَراءَ ك َّفاَرةُ َ‬
‫سن َةٍ " *‬ ‫عا ُ‬
‫م َ‬
‫صو ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 850‬حدثنا به ابن حميد ‪ ،‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬حدثنا عيسى بن‬


‫عبيد ‪ ،‬عن إبراهيم الصائغ ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬صوم‬
‫عاشوراء كفارة سنة " *‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫وارِد َةِ عَ ْ‬ ‫ن اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ْ َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ِ‬ ‫ذِك ُْر ال َْقوْ ِ‬

‫ذكر القول في البيان عن الخبار الواردة عن رسول الله صلى الله‬


‫عليه وسلم في صوم يوم عرفة إن قال لنا قائل ‪ :‬إنك قد ذكرت‬
‫لنا أن الخبر الذي روي عن عمر ‪ -‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم في صوم يوم عرفة أنه كفارة سنتين ‪ -‬خبر صحيح ‪ ،‬فإن‬
‫كان المر في ذلك كما قلت ‪ :‬فما أنت قائل فيما‬

‫ل الل ّهِ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫وارِد َةِ عَ ْ‬ ‫ن اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ْ َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ال َْقوْ ِ‬
‫صّلى ‪#‬‬
‫َ‬

‫ل‬ ‫َ‬ ‫م الت ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫م عََرفَ َ‬


‫عيد ٌ ِلهْ ِ‬
‫ق ِ‬
‫ري ِ‬
‫ش ِ‬ ‫حرِ ‪ ،‬وَأّيا ُ‬
‫م الن ّ ْ‬
‫ة ‪ ،‬وَي َوْ ُ‬ ‫" ي َوْ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 851‬حدثكم به محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وبكر بن يونس‬
‫العكلي ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي جميعا ‪ ،‬عن موسى بن علي‬
‫بن رباح ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عقبة بن عامر الجهني ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬يوم عرفة ‪ ،‬ويوم النحر ‪،‬‬
‫وأيام التشريق عيد لهل السلم ‪ ،‬وهن أيام أكل وشرب " *‬

‫سلم ِ‬ ‫عيد َُنا أ َهْ َ‬


‫ل اْل ِ ْ َ‬ ‫ق ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م الت ّ ْ‬
‫ش ِ‬
‫َ‬
‫حرِ ‪ ،‬وَأّيا َ‬
‫م الن ّ ْ‬ ‫م عََرفَ َ‬
‫ة ‪ ،‬وَي َوْ َ‬ ‫ي َوْ َ‬

‫‪ 852‬حدثني يحيى بن نصر الخولني ‪ ،‬قال ‪ :‬قرئ على شعيب بن‬


‫الليث ‪ ،‬فقيل ‪ :‬أخبرك موسى بن علي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عقبة بن‬
‫عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن يوم عرفة ‪،‬‬
‫ويوم النحر ‪ ،‬وأيام التشريق عيدنا أهل السلم ‪ ،‬هن أيام أكل‬
‫وشرب " *‬

‫ث‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ب ُعِ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫م ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫" َل ت َ ُ‬
‫ص ْ‬

‫‪ 853‬حدثني سعيد بن يحيى الموي ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬حدثنا ابن‬


‫جريج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬قال ‪ :‬دعا عبد الله بن عباس الفضل بن عباس‬
‫يوم عرفة إلى الطعام ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني صائم ‪ .‬فقال عبد الله ‪ " :‬ل‬
‫تصم ‪ ،‬فإن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليه يوم عرفة حلب‬
‫لبن فشرب منه ‪ ،‬فل تصم ؛ فإن الناس يستنون بكم " *‬

‫َ‬ ‫م أ َهْ ُ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫م ‪ ،‬ل ََقد ْ َرأي ْ ُ‬
‫ت َر ُ‬ ‫دى ب ِك ُ ْ‬
‫ت ي ُْقت َ َ‬
‫ل ب َي ْ ٍ‬ ‫" إ ِن ّك ُ ْ‬

‫‪ 854‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬حدثنا‬
‫عطاء ‪ ،‬قال ‪ :‬دعا الفضل بن عباس عبد الله بن عباس يوم عرفة‬
‫إلى طعام يأكل ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني صائم ‪ .‬فقال ابن عباس ‪ " :‬إنكم أهل‬
‫بيت يقتدى بكم ‪ ،‬لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في‬
‫هذا اليوم وضع على يده محلبا من لبن فشربه " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫م عََرفَ َ‬
‫ة‬ ‫ب ي َوْ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬
‫شرِ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬
‫" َرأي ْ ُ‬

‫‪ 855‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬وسفيان بن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حفص بن‬


‫غياث ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬حدثنا عطاء ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن الفضل‬
‫بن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب‬
‫يوم عرفة " *‬

‫دى ب ِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ي ُْقت َ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫م أ َهْ ُ‬
‫ل ب َي ْ ِ‬
‫َ‬
‫" أن ْت ُ ْ‬

‫‪ 856‬حدثنا سفيان ‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬حدثنا‬


‫عطاء ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أنه دعا أخاه عبيد الله بن عباس إلى‬
‫طعام يوم عرفة ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني صائم ‪ .‬فقال ‪ " :‬أنتم أهل بيت النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم يقتدى بكم ‪ ،‬لقد رأيت النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم في هذا اليوم وأتي بحلب فشربه " *‬

‫ة ‪ ،‬فََقال َ ْ‬
‫ت‬ ‫م عََرفَ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫صَيام ِ الن ّب ِ ّ‬
‫ِفي ِ‬

‫‪ 857‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا ابن عيينة ‪ ،‬عن سالم أبي النضر ‪ ،‬عن‬
‫عمير مولى أم الفضل ‪ ،‬عن أم الفضل ‪ ،‬قالت ‪ :‬شك الناس في‬
‫صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ‪ ،‬فقالت أم الفضل ‪:‬‬
‫أنا أعلم لكم ‪ .‬فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلبن‬
‫فشرب " *‬

‫م عََرفَ َ‬
‫ة‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫صوْم ِ َر ُ‬
‫ماَرْوا ِفي َ‬
‫تَ َ‬

‫‪ 858‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫سالم أبي النضر ‪ ،‬عن عمير مولى أم الفضل ‪ ،‬عن أم الفضل ‪" :‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أنهم تماروا في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ‪،‬‬
‫فبعثت إليه بقدح من لبن ‪ ،‬فشرب " *‬

‫م عََرفَ َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫صوْم ِ الن ّب ِ ّ‬
‫ماَرْوا ِفي َ‬
‫تَ َ‬

‫‪ 859‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬
‫عن سفيان ‪ ،‬عن سالم أبي النضر ‪ ،‬عن عمير مولى أم الفضل ‪" :‬‬
‫أنهم تماروا في صوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ‪،‬‬
‫فقالت أم الفضل ‪ :‬أنا أعلم لكم ذلك فأرسلت إلى النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم بلبن ‪ ،‬فشرب " *‬

‫سل ّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬


‫ن‬
‫م ب ِلب َ ٍ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل إ َِلى الن ّب ِ ّ‬
‫ي َ‬ ‫م ال َْف ْ‬
‫ض ِ‬ ‫سل َت ِْني أ ّ‬
‫" أْر َ‬

‫‪ 860‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا معاوية بن هشام ‪ ،‬وقبيصة ‪،‬‬


‫وعبيد الله ‪ ،‬عن أبي ذئب ‪ ،‬عن صالح مولى التوأمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬أرسلتني أم الفضل إلى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم بلبن وهو يخطب الناس يوم عرفة ‪ ،‬فشربه " *‬

‫م عََرفَ َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫صوْم ِ الن ّب ِ ّ‬
‫ماَرْوا ِفي َ‬
‫تَ َ‬

‫‪ 861‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬
‫عن ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن صالح مولى التوأمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪" :‬‬
‫أنهم تماروا في صوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ‪،‬‬
‫فأرسلت إليه أم الفضل بلبن ‪ ،‬فشرب " قيل ‪ :‬القول في ذلك‬
‫عندنا أن جميع هذه الخبار صحاح ‪ ،‬ومعانيها متفقة غير مختلفة ‪،‬‬
‫وبعض ذلك يؤيد بعضا ‪ ،‬وبعضه يصحح بعضا ‪ .‬فأما الخبر الذي روي‬
‫عن عمر ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن صوم يوم‬
‫عرفة كفارة سنتين ‪ ،‬فإنه معني به صومه في غير عرفة ‪ .‬وكذلك‬
‫كل ما روي في ذلك عنه صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فإنه مراد به‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صومه بغير عرفة ‪ .‬وليس في قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬يوم‬
‫عرفة ‪ ،‬ويوم النحر ‪ ،‬وأيام التشريق عيدنا أهل السلم ‪ ،‬هن أيام‬
‫أكل وشرب " دللة على نهيه عن صوم شيء من ذلك ‪ ،‬وإن كان‬
‫صوم يوم النحر غير جائز عندنا ؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫عن صومه نصا ‪ ،‬ولجماع المة نقل عن نبيها صلى الله عليه وسلم‬
‫أنه ل يجوز صومه ‪ .‬وإنما قلنا ‪ :‬ل دللة له في ذلك من قوله على‬
‫نهيه عليه السلم عن صوم شيء من ذلك ؛ لصحة الخبر عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بإطلقه لمته صوم يوم الجمعة ‪،‬‬
‫إذا صاموا يوما قبله أو يوما بعده ‪ ،‬وهو لهم عيد ‪ ،‬فلم يحرم صومه‬
‫عليهم من أجل أنه عيد لهم ‪ ،‬بل وعدهم ‪ -‬من الله على صومه‬
‫على ما أطلقه لهم ‪ -‬الجزيل من الثواب ‪ ،‬فكذلك يوم عرفة ل يمنع‬
‫كونه عيدا من أن يصومه بغير عرفة من أراد صومه ‪ ،‬بل له على‬
‫ذلك الثواب الجزيل والجر العظيم ‪ .‬وكذلك قوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬هن أيام أكل وشرب " ‪ ،‬إنما عنى به أنهن أيام أكل‬
‫وشرب لمن أراد ذلك ‪ ،‬فأما من لم يرد الكل والشرب فيهن ‪،‬‬
‫فغير حرج بترك الكل والشرب فيهن ‪ ،‬إذا لم يكن تركه ذلك على‬
‫وجه صوم اليام التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن‬
‫صيامهن ‪ ،‬على ما قد بينا قبل ‪ .‬وأما الخبار التي رويت عن ابن‬
‫عباس التي ذكرناها قبل ‪ ،‬من أن أم الفضل أرسلت إلى رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم بحلب لبن يوم عرفة فشربه ‪ ،‬فإن ذلك‬
‫كان ورسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة ‪ ،‬ول شك أن الختيار‬
‫‪ -‬في ذلك اليوم ‪ ،‬في ذلك الموضع ‪ -‬للحاج الفطار دون الصوم ‪ ،‬؛‬
‫كي ل يضعف عن الدعاء ‪ ،‬وقضاء ما فرضه الله تعالى من مناسك‬
‫الحج ‪ .‬وبالذي قلنا ‪ -‬من أن إرسال أم الفضل إلى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ماأرسلت به من حلب اللبن يوم عرفة ‪،‬‬
‫إنما كان بعرفة ‪ -‬تتابعت الخبار عن ابن عباس ‪ ،‬وباختيار الفطر‬
‫على الصوم هنالك وردت الثار عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ .‬ذكر ما حضرنا ذكره مما صح من ذلك سنده *‬

‫س‬ ‫خط ُ ُ‬
‫ب الّنا َ‬ ‫ن وَهُوَ ي َ ْ‬ ‫سل ّ َ َ‬
‫م ب ِلب َ ٍ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ت إ َِلى الن ّب ِ ّ‬
‫ي َ‬ ‫ب َعَث َ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 862‬حدثنا سفيان ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬حدثنا ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن صالح‬
‫مولى التوأمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ " :‬أن أم الفضل ‪ ،‬بعثت إلى النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم بلبن وهو يخطب الناس بعرفة ‪ ،‬فشربه " *‬

‫ك ناس م َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ب َر ُ‬
‫حا ِ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬‫ش ّ َ ٌ ِ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 863‬حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬حدثنا عمي عبد الله‬


‫بن وهب ‪ ،‬أخبرني عمرو بن الحارث ‪ :‬أن أبا النضر ‪ ،‬حدثه أن‬
‫عميرا مولى ابن عباس حدثه أنه سمع أم الفضل ‪ ،‬تقول ‪ " :‬شك‬
‫ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيام يوم‬
‫عرفة ‪ ،‬ونحن بمنى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فأرسلت إليه أم الفضل بقعب فيه لبن وهو بعرفة فشربه " *‬

‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م ب ِعََرفَ َ‬
‫ة ‪ ،‬وَب َعَث َ ْ‬
‫ت‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫" أفْط ََر َر ُ‬
‫سو ُ‬

‫‪ 864‬حدثني يعقوب ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬أنبأنا أيوب ‪ ،‬عن عكرمة ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بعرفة ‪ ،‬وبعثت إليه أم الفضل بلبن فشربه " *‬

‫ل رمانا ‪ ،‬فَحد َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬


‫ن‬
‫ثأ ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫ة وَهُوَ ي َأك ُ ُ ُ ّ ً‬
‫س ب ِعََرفَ َ‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫ت اب ْ َ‬
‫" أت َي ْ ُ‬

‫‪ 865‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب الثقفي ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪،‬‬
‫عن سعيد بن جبير ‪ ،‬قال أيوب ‪ :‬ل أدري أسمعت أنا منه أو حدثت‬
‫عنه ‪ ،‬قال ‪ " :‬أتيت ابن عباس بعرفة وهو يأكل رمانا ‪ ،‬فحدث أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعرفة ‪ ،‬فبعثت إليه أم‬
‫الفضل بلبن فشربه " *‬

‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م ب ِعََرفَ َ‬
‫ة ‪ ،‬وَب َعَث َ ْ‬
‫ت‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫" أفْط ََر َر ُ‬
‫سو ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 866‬حدثني يعقوب ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬ل أدري‬
‫أسمعته من سعيد بن جبير أو نبيته عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت على ابن‬
‫عباس وهو يأكل رمانا بعرفة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أفطر رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بعرفة ‪ ،‬وبعثت إليه أم الفضل بلبن فشربه " *‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ن َر ُ‬
‫م ‪ ،‬إِ ّ‬
‫صائ ِ ٌ‬ ‫م ‪ ،‬ل َعَل ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫ن َفاط ْعَ ْ‬
‫" اد ْ ُ‬

‫‪ 867‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا حسين الجعفي ‪ ،‬عن ابن عيينة ‪ ،‬عن‬
‫أيوب ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت ابن عباس بعرفة ‪ ،‬فإذا هو‬
‫يأكل الرمان ‪ ،‬قال ‪ " :‬ادن فاطعم ‪ ،‬لعلك صائم ‪ ،‬إن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم لم يصم هذا اليوم " *‬

‫م‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫صَيام ِ َر ُ‬ ‫ش ّ‬
‫كوا ِفي ِ‬ ‫س َ‬
‫الّنا َ‬

‫‪ 868‬حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬حدثنا عمي ‪ ،‬حدثني‬


‫عمرو بن الحارث ‪ ،‬عن بكير بن عبد الله الشج ‪ ،‬عن كريب مولى‬
‫ابن عباس ‪ ،‬عن ميمونة بنت الحارث ‪ ،‬زوج النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أنها قالت ‪ " :‬إن الناس شكوا في صيام رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يوم عرفة ‪ ،‬فأرسلت إليه ميمونة بحلب وهو‬
‫واقف في الموقف فشرب منه ‪ ،‬والناس ينظرون " *‬

‫ه‬
‫م ُ‬
‫ص ْ‬ ‫م فَل َ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫معَ َر ُ‬
‫ت َ‬
‫ج ُ‬
‫ج ْ‬
‫ح َ‬
‫" َ‬

‫‪ 869‬حدثنا محمد بن هارون القطان الرازي ‪ ،‬حدثنا سفيان بن‬


‫عيينة ‪ ،‬عن ابن أبي نجيح ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أن رجل سأل ابن عمر عن‬
‫صوم عرفة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬حججت مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فلم يصمه ‪ ،‬ومع أبي بكر فلم يصمه ‪ ،‬ومع عمر فلم يصمه ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ومع عثمان فلم يصمه ‪ ،‬وأنا ل أصومه ‪ ،‬ول آمرك ول أنهاك عنه "‬
‫*‬

‫ه ثُ ّ‬
‫م‬ ‫م ُ‬
‫ص ْ‬ ‫م ‪ ،‬فَل َ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬
‫ت َ‬
‫ج ُ‬
‫ج ْ‬
‫ح َ‬
‫َ‬

‫‪ 870‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬أنبأنا ابن أبي‬


‫نجيح ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فلم يصمه ثم ذكر‬
‫نحوه *‬

‫م ‪ ،‬وََل‬
‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ه َر ُ‬
‫م ُ‬
‫ص ْ‬ ‫" لَ ْ‬
‫م يَ ُ‬

‫‪ 871‬حدثني نصر بن مرزوق المصري ‪ ،‬حدثنا خالد بن نزار ‪ ،‬حدثنا‬


‫إبراهيم بن طهمان ‪ ،‬حدثني عبد الله بن أبي نجيح ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن‬
‫عبد الله بن عمر أنه قال في صوم يوم عرفة ‪ " :‬لم يصمه رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ول أبو بكر ‪ ،‬ول عمر ‪ ،‬ول عثمان ‪ ،‬ول‬
‫أصومه أنا ‪ ،‬ول آمر به ‪ ،‬ول أنهى عنه " *‬

‫ل‬
‫سو ِ‬
‫معَ َر ُ‬
‫جَنا َ‬
‫خَر ْ‬ ‫ة ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل‪َ ":‬‬ ‫صوْم ِ ي َوْم ِ عََرفَ َ‬
‫ن َ‬
‫عَ ْ‬

‫‪ 872‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت عبد الله بن أبي نجيح ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬سأل‬
‫ابن عمر ‪ ،‬أو سمع ابن عمر ‪ ،‬وسئل عن صوم يوم عرفة ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫" خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نصمه ‪ ،‬ومع أبي‬
‫بكر فلم يصمه ‪ ،‬ومع عمر فلم يصمه ‪ ،‬ومع عثمان فلم يصمه ‪،‬‬
‫وأنا ل أصومه ‪ ،‬ول آمرك ول أنهاك ‪ ،‬فإن شئت فصم ‪ ،‬وإن شئت‬
‫فأفطر " وبالذي روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من‬
‫اختياره الفطر على الصوم بعرفة يوم عرفة ‪ ،‬قال كثير من السلف‬
‫الصالحين ‪ ،‬على اختلف بينهم في ذلك *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خَتاَر ال ِْفط َْر ِفي ِ‬


‫ه‬ ‫نا ْ‬
‫م ِ‬
‫ك ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن أ َفْط ََر ذ َل ِ َ‬
‫ك ال ْي َوْ َ‬
‫م هَُنال ِ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من أفطر ذلك اليوم هنالك ‪ ،‬ومن اختار الفطر فيه على‬
‫الصوم من الصحابة والتابعين‬

‫خَتاَر ال ِْفط َْر ِفيهِ ‪#‬‬


‫نا ْ‬
‫م ِ‬ ‫م هَُنال ِ َ‬
‫ك ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن أ َفْط ََر ذ َل ِ َ‬
‫ك ال ْي َوْ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حاب َ َ‬
‫ك"*‬ ‫ص َ‬
‫تأ ْ‬‫سَقي ْ َ‬
‫ت وَ َ‬
‫شرِب ْ َ‬ ‫ك لَ ّ‬
‫ما َ‬ ‫ت عَل َي ْ َ‬
‫م ُ‬ ‫" أقْ َ‬
‫س ْ‬

‫‪ 873‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا حرمي بن عمارة ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫حدثني عمارة يعني ابن أبي حفصة ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عمر‬
‫واقفا بعرفات وعن يمينه سيد أهل اليمن ‪ ،‬فأتي بشراب فشرب ‪،‬‬
‫ثم ناول سيد أهل اليمن ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني صائم ‪ .‬فقال ‪ " :‬أقسمت‬
‫عليك لما شربت وسقيت أصحابك " *‬

‫ح ّ َ‬
‫ج اْلك ْب َ ِ‬
‫ر‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ن هَ َ‬
‫ذا ي َوْ ُ‬ ‫ذا ال ْي َوْ َ‬
‫م ؛ فَإ ِ ّ‬ ‫موا هَ َ‬ ‫" َل ت َ ُ‬
‫صو ُ‬

‫‪ 874‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا‬


‫أبي ‪ ،‬عن عمر بن الوليد الشني ‪ ،‬عن شهاب بن عباد العصري ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬وقف علينا عمر بعرفة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لمن هذه الخبية‬
‫" فقالوا ‪ :‬لعبد القيس ‪ .‬فدعا لهم واستغفر لهم ‪ ،‬وقال ‪ " :‬ل‬
‫تصوموا هذا اليوم ؛ فإن هذا يوم الحج الكبر " *‬

‫َ‬
‫مَر ‪،‬‬
‫ل عُ َ‬
‫نآ ِ‬
‫م ْ‬ ‫مُر ‪ ،‬وََل أ َ‬
‫حد ٌ ِ‬ ‫ه عُ َ‬
‫م ُ‬
‫ص ْ‬ ‫" لَ ْ‬
‫م يَ ُ‬

‫‪ 875‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬
‫عن عمارة بن زاذان ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت سالم بن عبد الله عن صوم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يوم عرفة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لم يصمه عمر ‪ ،‬ول أحد من آل عمر ‪ ،‬يا بني‬
‫"*‬

‫ه ‪ ،‬وََقا َ‬
‫ل‬ ‫م ُ‬
‫ص ْ‬ ‫مَر فَل َ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ّ‬
‫معَ عَب ْدِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫" وَقَْف ُ‬
‫ت َ‬

‫‪ 876‬حدثنا محمد بن موسى الحرشي ‪ ،‬حدثنا قحذم بن النضر‬


‫الجرمي ‪ ،‬قال ‪ :‬وقفت مع سالم بن عبد الله بعرفات ‪ ،‬فتناول‬
‫إداوة من ماء فشرب ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أما تصوم هذا اليوم ؟ قال ‪ :‬ما‬
‫أصومه ‪ ،‬وما أنا بصائم ‪ .‬ثم قال لي محمد بن موسى ‪ :‬قال‬
‫قحذم ‪ :‬حدثني بعض من كان معي أنه قال ‪ " :‬وقفت مع عبد الله‬
‫بن عمر فلم يصمه ‪ ،‬وقال ‪ :‬وقفت مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فلم يصمه ‪ ،‬ووقفت مع أبي بكر فلم يصمه ‪ ،‬ووقفت مع‬
‫عمر فلم يصمه ‪ ،‬ووقفت مع عثمان فلم يصمه " *‬

‫ه فَن ََهاِني " *‬ ‫ْ‬ ‫سأ َ‬


‫مَر عَن ْ ُ‬
‫ن عُ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫ا‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫َ‬

‫‪ 877‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا هشيم ‪ ،‬عن الفضل بن‬


‫عطية ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت عند عطاء بن أبي رباح ‪ ،‬فسأله رجل عن صوم‬
‫يوم عرفة بعرفات ‪ ،‬فقال له شيخ عنده من قريش ‪ ،‬يقال له‬
‫محمد بن عبد الرحمن ‪ :‬سألت ابن عمر عنه فنهاني " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ي ُْفط ََر ِفي ِ‬
‫ه‬ ‫بأ ْ‬‫ح ّ‬
‫ن يُ َ‬ ‫م َ‬
‫كا َ‬ ‫ذا ي َوْ ٌ‬ ‫" أفْط َِرا ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫ن هَ َ‬

‫‪ 1042‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب الثقفي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫سمعت يحيى بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني بلج القشيري ‪ ،‬قال ‪ :‬لما‬
‫كان يوم عرفة وأنا بعرفة ‪ :‬أتيت أبا بكر بن محمد ‪ ،‬وهو في‬
‫فسطاط ‪ ،‬وإذا هو بين يديه طعام ‪ ،‬فقال ‪ :‬اقترب ‪ .‬قلت ‪ :‬إني‬
‫صائم ‪ .‬فقال أبو بكر ‪ " :‬هذا يوم يحب أن يفطر فيه " ثم أتاه‬
‫رجلن من أهل العراق ‪ ،‬فقال أبو بكر ‪ " :‬اقتربا من الطعام " ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فقال ‪ :‬إنا صائمان ‪ .‬فقال أبو بكر ‪ " :‬أفطرا ‪ ،‬فإن هذا يوم كان‬
‫يحب أن يفطر فيه " فأبيا أن يفطرا ‪ ،‬فقال أبو بكر ‪ " :‬انظروا إلى‬
‫أهل الشام ‪ ،‬ما أيسر مؤونتهم " *‬

‫عاءٍ " *‬
‫جت َِهادٍ وَد ُ َ‬
‫عَباد َةٍ َوا ْ‬
‫م ِ‬
‫" هُوَ ي َوْ ُ‬

‫‪ 1043‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا هشيم ‪ ،‬عن الفضل بن‬


‫عطية ‪ ،‬عن عبد الله بن عبيد بن عمير ‪ ،‬عن أبيه ‪ :‬أنه كان ل يصوم‬
‫يوم عرفة بعرفات ‪ .‬قال ‪ :‬وكان يقول ‪ " :‬هو يوم عبادة واجتهاد‬
‫ودعاء " *‬

‫مَر‬
‫ن عُ َ‬
‫ن اب ْ ُ‬ ‫ل‪َ ":‬‬
‫كا َ‬ ‫ة ‪ ،‬فََقا َ‬
‫صوْم ِ ي َوْم ِ عََرفَ َ‬
‫ن َ‬
‫عَ ْ‬

‫‪ 1044‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن يحيى بن‬


‫أبي إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت سعيد بن المسيب عن صوم يوم‬
‫عرفة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬كان ابن عمر ل يصومه ‪ .‬فقلت ‪ :‬هل ترفع ذلك‬
‫إلى غيره ؟ فقال ‪ " :‬حسبك به شيخا " *‬

‫ع‬
‫م َ‬ ‫صّلي الظ ّهَْر َوال ْعَ ْ‬
‫صَر َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ة ‪ ،‬وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫م عََرفَ َ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫َل ي ََرى ال ّ‬
‫صو ْ َ‬

‫‪ 1045‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي‬
‫قال ‪ :‬كان سفيان الثوري ل يرى الصوم يوم عرفة ‪ ،‬وكان يصلي‬
‫الظهر والعصر مع المام بعرفة ‪ ،‬ثم يرجع إلى رحله فيتعشى ‪ ،‬ثم‬
‫يقف " قال أبو جعفر ‪ :‬قد بينت هذه الخبار التي ذكرناها عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إفطاره ‪ -‬ل شك ‪ -‬أفضل لمن‬
‫خاف أن يضعف بالصوم عما هو أفضل من الصوم من العمال ‪،‬‬
‫وذلك الجتهاد في الدعاء ‪ ،‬وذكر الله عز وجل ‪ ،‬والتضرع إليه ‪،‬‬
‫فإن ذلك أفضل من الصوم النفل هنالك ‪ .‬فإن قال لنا قائل ‪ :‬فإن‬
‫الذي ذكرت من الخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أصحابه ‪ -‬من إفطارهم بعرفة يوم عرفة ‪ ،‬وكراهتهم الصوم‬
‫هنالك ‪ ،‬وإن كان كما ذكرت ‪ -‬فليس بموجب أن يكون صلى الله‬
‫عليه وسلم والذين كرهوا الصوم هنالك من أصحابه ‪ ،‬لم يكونوا من‬
‫كراهتهم ذلك في غير ذلك الموضع ‪ ،‬على مثل الذي كانوا عليه من‬
‫كراهتهم في ذلك الموضع ‪ .‬فما برهانك على أن كراهة من كره‬
‫الصوم ذلك اليوم ‪ ،‬مخصوص به ذلك الموضع ‪ ،‬دون سائر بقاع‬
‫الرض ‪ ،‬ودون سائر الناس من الحاج وغير الحاج ؟ وقد صح عندك‬
‫الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه جعله في أيام‬
‫العيد التي آثر الكل فيها والشرب على الصوم ‪ ،‬وثبت عندك عن‬
‫جماعة من السلف كراهتهم صوم ذلك اليوم لكل أحد ‪ ،‬في كل‬
‫موضع وكل بقعة من بقاع الرض ‪ ،‬وإنكار بعضهم الخبر الذي روي‬
‫عن أبي قتادة ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل‬
‫صومه *‬

‫حدٍ ب ِك ُ ّ‬ ‫ة ل ِك ُ ّ َ‬
‫ضٍع وَذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫مو ْ ِ‬
‫ل َ‬ ‫لأ َ‬ ‫م ي َوْم ِ عََرفَ َ‬ ‫ن ك َرِهَ َ‬
‫صو ْ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من كره صوم يوم عرفة لكل أحد بكل موضع وذلك ما‬

‫حدٍ ب ِك ُ ّ‬ ‫ة ل ِك ُ ّ َ‬
‫ضٍع وَذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫مو ْ ِ‬
‫ل َ‬ ‫لأ َ‬ ‫م ي َوْم ِ عََرفَ َ‬ ‫ن ك َرِهَ َ‬
‫صو ْ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫صوْم ِ ي َوْم ِ عََرفَ َ‬


‫ة"*‬ ‫ن َ‬
‫ن ََهى عَ ْ‬

‫‪ 1046‬حدثنا خلد بن أسلم ‪ ،‬أنبأنا النضر بن شميل ‪ ،‬أنبأنا شعبة ‪،‬‬


‫عن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عطاء ‪ ،‬عن عبيد بن عمير ‪ :‬أن عمر‬
‫نهى عن صوم يوم عرفة " *‬

‫صوْم ِ ي َوْم ِ عََرفَ َ‬


‫ة"*‬ ‫ن َ‬
‫ن ََهى عَ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1047‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬وشعبة‬
‫‪ ،‬عن عمرو بن دينار ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن عبيد بن عمير ‪ :‬أن عمر‬
‫نهى عن صوم يوم عرفة " *‬

‫ة فَن ََهاهُ " *‬


‫صوْم ِ ي َوْم ِ عََرفَ َ‬
‫ن َ‬
‫عَ ْ‬

‫‪ 1048‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا هشام بن عبد الملك ‪ ،‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن عمرو بن دينار ‪ ،‬عن أبي السوار ‪ :‬أنه سأل ابن عمر‬
‫عن صوم يوم عرفة فنهاه " *‬

‫م عََرفَ َ‬
‫ة"*‬ ‫ن ي َوْ َ‬
‫ما ِ‬ ‫كاَنا َل ي َ ُ‬
‫صو َ‬ ‫َ‬

‫‪ 1049‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا‬


‫أبي ‪ ،‬عن العمري ‪ ،‬حدثنا نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬وعمر ‪ " :‬أنهما كانا‬
‫ل يصومان يوم عرفة " *‬

‫سل ّ َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫م عََرفَ َ‬
‫ة الن ّب ِ ّ‬ ‫م ي َوْ َ‬
‫ص ْ‬ ‫" لَ ْ‬
‫م يَ ُ‬

‫‪ 1050‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬
‫عن سفيان ‪ ،‬عن إسماعيل بن أمية ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬عن ابن عمر ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬لم يصم يوم عرفة النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ول أبو‬
‫بكر ‪ ،‬ول عمر ‪ ،‬ول عثمان " *‬

‫و‬ ‫م عََرفَ َ‬
‫ة وَهُ َ‬ ‫سَل ُ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫ي عَل َي ْهِ ال ّ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫ن بْ ِ‬
‫سي ْ ِ‬ ‫ت عََلى ال ْ ُ‬
‫ح َ‬ ‫خل ْ ُ‬
‫" دَ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1051‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬
‫عن شريك ‪ ،‬عن السدي ‪ ،‬عن بشر القرشي ‪ ،‬قال ‪ " :‬دخلت على‬
‫الحسين بن علي عليه السلم يوم عرفة وهو يأكل " *‬

‫وى ب ِهِ عََلى الد ّ َ‬ ‫"م َ‬


‫عاءِ ‪ ،‬ك َت َ َ‬
‫ب‬ ‫ة ل ِي َت ََق ّ‬ ‫ن أفْط ََر ي َوْ َ‬
‫م عََرفَ َ‬ ‫َ ْ‬

‫‪ 1052‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا مؤمل ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن عروة‬


‫يعني ابن عبد الله بن قشير ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عطاء ‪ ،‬يقول ‪ " :‬من‬
‫أفطر يوم عرفة ليتقوى به على الدعاء ‪ ،‬كتب الله له مثل أجر‬
‫الصائم " *‬

‫َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬


‫ما‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك ؟ ي َعِْني أن ّهُ َ‬ ‫ن أُبو ب َك ْرٍ وَعُ َ‬
‫مُر عَ ْ‬ ‫ن َ َ‬
‫" فَأي ْ َ‬

‫‪ 1053‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا‬


‫أبي ‪ ،‬عن محمد بن شريك أبي عثمان المكي ‪ ،‬عن سليمان الحول‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬ذكرنا لطاوس صوم يوم عرفة ‪ ،‬وأنه كان يقال ‪ :‬كفارة‬
‫سنتين ‪ ،‬فقال طاوس ‪ " :‬فأين كان أبو بكر وعمر عن ذلك ؟ يعني‬
‫أنهما كانا ل يصومانه " قيل ‪ :‬أما الخبر المروي عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم بأنه يوم من أيام عيدنا ‪ ،‬فقد بينا معناه ‪ ،‬وأن‬
‫كونه من أيام العيد غير مانع صائمه صومه ؛ للعلة التي وصفنا‬
‫قبل ‪ .‬وأما كراهة من كره صومه من أصحاب رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم والتابعين في غير عرفة ‪ ،‬ولغير الحاج ‪ ،‬فإن‬
‫كراهته ذلك له ؛ لما قد تقدم بياننا قبل من إيثارهم الفضل من‬
‫نفل العمال على ما هو دونه ‪ .‬ولعل من كره ذلك منهم إنما كرهه‬
‫إذ كان الصوم يضعف المجتهد عن الجتهاد في الدعاء ‪ ،‬فآثر الفطر‬
‫ليتقوى به على الدعاء ‪ ،‬كالذي ذكرنا عن عطاء ‪ ،‬وسعيد بن جبير ‪.‬‬
‫وبعد ‪ ،‬فإن كراهة الصوم ذلك اليوم لمن صامه غير مجمع عليه ‪،‬‬
‫بل ذلك مختلف فيه ‪ .‬وقد اختار صومه على إفطاره جماعة من‬
‫الصحابة والتابعين ‪ ،‬حتى لقد صامه جماعة منهم بعرفة ‪ ،‬ففي ذلك‬
‫الدليل الواضح على صحة قولنا من أن إفطار من أفطر منهم ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وكراهة من كره صومه منهم ‪ ،‬إنما كان إيثارا منه غيره من نفل‬
‫العمال عليه ‪ ،‬وإبقاء منه على نفسه ليتقوى بالفطار على‬
‫الدعاء ‪ ،‬والجتهاد في العبادة *‬

‫ة عََلى اْل ِفْ َ‬


‫طارِ ِفيهِ ‪،‬‬ ‫م ي َوْم ِ عََرفَ َ‬ ‫ن ي ُؤْث ُِر َ‬
‫صو ْ َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من كان يؤثر صوم يوم عرفة على الفطار فيه ‪ ،‬ومن كان‬
‫يأمر بذلك من الصحابة والتابعين‬

‫ة عََلى اْل ِفْ َ‬


‫طارِ ِفيهِ ‪# ،‬‬ ‫م ي َوْم ِ عََرفَ َ‬ ‫ن ي ُؤْث ُِر َ‬
‫صو ْ َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ما من السنة يوم أ َحب إل َي من أ َ َ‬
‫ن ي َوْم ِ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫صو َ‬
‫نأ ُ‬‫ّ َ ِ َ ْ ٌ َ ّ ِ ّ ِ ْ ْ‬ ‫َ ِ َ‬

‫‪ 1054‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬حدثنا بشر بن المفضل ‪،‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن أبي قيس ‪ ،‬عن هزيل بن شرحبيل ‪ ،‬عن مسروق‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬قالت عائشة ‪ :‬ما من السنة يوم أحب إلي من أن أصوم‬
‫من يوم عرفة " ‪ ،‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬ح‬
‫وحدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬حدثنا شبابة بن سوار ‪ ،‬قال جميعا ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن أبي قيس ‪ ،‬عن هزيل ‪ ،‬عن مسروق ‪ ،‬عن‬
‫عائشة مثله *‬

‫َ‬
‫م‬
‫ما ‪ ،‬وَهُ ْ‬
‫صائ ِ ً‬ ‫ديدِ ال ْ َ‬
‫حّر َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ن ب ِعََرَفا ٍ‬
‫ت ِفي ي َوْم ٍ َ‬ ‫ت عُث ْ َ‬
‫ما َ‬ ‫" َرأي ْ ُ‬

‫‪ 1055‬حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي ‪ ،‬حدثنا‬


‫النضر بن شميل ‪ ،‬أنبأنا أشعث بن عبد الملك ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬أنه‬
‫كان يعجبه صوم يوم عرفة ويأمر به حتى الحاج يأمرهم به ‪،‬‬
‫وقال ‪ " :‬رأيت عثمان بعرفات في يوم شديد الحر صائما ‪ ،‬وهم‬
‫يروحون عنه " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ْ‬ ‫" رأ َيت عُث ْمان ب َ‬
‫ما قَد ْ‬
‫صائ ِ ً‬ ‫ص ‪ ،‬وَهُوَ ب ِعََرَفا ٍ‬
‫ت َ‬ ‫ن أِبي الَعا ِ‬
‫َ َ ْ َ‬ ‫َ ْ ُ‬

‫‪ 1056‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا هشيم ‪ ،‬عن حميد الطويل‬


‫‪ ،‬حدثنا الحسن ‪ ،‬قال ‪ " :‬رأيت عثمان بن أبي العاص ‪ ،‬وهو‬
‫بعرفات صائما قد جهده الصوم ‪ .‬قال ‪ :‬وهو يرش عليه الماء ‪،‬‬
‫ويروح عنه " *‬

‫م"*‬ ‫ط إ ِّل وَهُوَ َ‬


‫صائ ِ ٌ‬ ‫شهِد َ أ َِبي عََرفَ َ‬
‫ة قَ ّ‬ ‫ما َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1057‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪،‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬وحدثنا عثام بن علي ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه‬
‫‪ ،‬قال ‪ " :‬ما شهد أبي عرفة قط إل وهو صائم " *‬

‫م عََرفَ َ‬
‫ة"*‬ ‫م ي َوْ َ‬
‫صو ُ‬
‫تَ ُ‬

‫‪ 1058‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن يحيى بن‬
‫سعيد ‪ ،‬عن القاسم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كانت عائشة تصوم يوم عرفة " *‬

‫َ‬
‫حّتى‬ ‫م ‪ ،‬فَت َِق ُ‬
‫ف ب َعْد ُ َ‬ ‫ة ي َد ْفَعُ اْل ِ َ‬
‫ما ُ‬ ‫ة عََرفَ َ‬
‫شي ّ َ‬
‫ة عَ ِ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ش َ‬ ‫ت َ‬
‫" َرأي ْ ُ‬

‫‪ 1059‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت يحيى‬


‫بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت القاسم بن محمد ‪ ،‬قال ‪ " :‬رأيت عائشة‬
‫عشية عرفة يدفع المام ‪ ،‬فتقف بعد حتى يقصى ما بينها وبين‬
‫الناس من الرض ‪ ،‬ثم تدعو بالشراب فتفطر " *‬

‫م عََرفَ َ‬
‫ة"*‬ ‫م ي َوْ َ‬
‫صو ُ‬
‫تَ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1060‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا‬
‫أبي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن أبي قيس الودي عبد الرحمن بن ثروان ‪،‬‬
‫عن الهزيل بن شرحبيل ‪ ،‬عن مسروق ‪ ،‬عن عائشة ‪ " :‬أنها كانت‬
‫تصوم يوم عرفة " *‬

‫صوْم ِ ي َوْم ِ عََرفَ َ‬


‫ة"*‬ ‫حُروا ل ِ َ‬
‫س ّ‬ ‫مك ُ ْ‬
‫م ي َت َ َ‬ ‫خد َ َ‬ ‫" أ َي ِْق ُ‬
‫ظوا َ‬

‫‪ 1061‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬حدثنا المعتمر بن‬


‫سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬قرأت على فضيل بن ميسرة ‪ ،‬عن أبي حريز أن‬
‫سعيد بن جبير كان يقول ‪ " :‬أيقظوا خدمكم يتسحروا لصوم يوم‬
‫عرفة " *‬

‫م عََرفَ َ‬
‫ة"*‬ ‫م ي َوْ َ‬
‫صو ُ‬
‫يَ ُ‬

‫‪ 1062‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬
‫عن شعبة ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ‪ ،‬عن أبيه ‪" :‬‬
‫أنه كان يصوم يوم عرفة " *‬

‫ن إِ َ‬
‫ذا‬ ‫ل ‪ " :‬فَ َ‬
‫ب ‪َ .‬قا َ‬ ‫ماءٍ " فَ َ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ه بِ َ‬
‫سب ُ ُ‬
‫ح ِ‬
‫"أ ْ‬

‫‪ 1063‬حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ‪ ،‬حدثنا أبو عوانة ‪ ،‬عن مغيرة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أتي إبراهيم يوم عرفة ‪ ،‬قال ‪ " :‬أحسبه بماء " فشرب ‪ .‬قال‬
‫‪ " :‬فكان إذا قيل ‪ :‬تكره صوم هذا اليوم ؛ لنه يوم عيد ؟ قال ‪ :‬ل ‪.‬‬
‫قيل ‪ :‬فيصام ؟ قال ‪ :‬من شاء صام وإذ كان مختلفا في صومه‬
‫الختلف الذي ذكرنا ‪ ،‬ولم يكن بالنهي عن صومه بغير عرفة خبر‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت ل يحتمل تأويل ‪ ،‬وكان‬
‫الله عز وجل قد وصف الصائمين في كتابه بما وصفهم به فيه‬
‫بقوله تعالى ‪ :‬إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات‬
‫إلى قوله تعالى ‪ :‬والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة‬
‫وأجرا عظيما ‪ ،‬حاثا لهم بذلك على الصوم ؛ كان الواجب علينا أن‬
‫نقضي لكل صائم متقرب بصومه إلى الله عز وجل ‪ -‬إذ كان‬
‫بالصفة التي وصفه الله عز وجل بها ‪ -‬أن له من الله تعالى مغفرة‬
‫وأجرا عظيما ‪ ،‬إل صائما صوما متقربا بصومه إلى الله تعالى ‪،‬‬
‫أخرجه من أن يكون ممن أعد له المغفرة والجر العظيم ربنا‬
‫تبارك وتعالى ‪ ،‬إما في كتابه ‪ ،‬أو على لسان رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وأما صوم يوم عاشوراء ‪ .‬فإن الخبار فيه عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم متتابعة بأنه كان يصومه ويحث على‬
‫صومه قبل أن يفرض شهر رمضان ‪ .‬ثم اختلف أهل العلم في‬
‫حكم صومه اليوم ‪ ،‬هل هو في فضله وعظم ثوابه على مثل الذي‬
‫كان عليه قبل أن يفرض رمضان ‪ ،‬أم ذلك اليوم بخلفه يومئذ ؟‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬كان ذلك يوما يصومه أهل الجاهلية في الجاهلية ‪،‬‬
‫فلما جاء السلم صامه المسلمون قبل أن يفرض صوم شهر‬
‫رمضان ‪ ،‬فلما فرض صوم رمضان ترك صومه ‪ ،‬فكان من شاء‬
‫صامه ‪ ،‬ومن شاء لم يصمه ‪ .‬وقال آخرون ‪ :‬بل كان ذلك يوما‬
‫تصومه اليهود ؛ شكرا لله تعالى على أن نجى الله موسى وبني‬
‫إسرائيل من فرعون وقومه ‪ ،‬وقطع به وبهم البحر ‪ ،‬وأغرق‬
‫فرعون وقومه ‪ ،‬فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك‬
‫اليوم قبل أن يفرض عليه صوم شهر رمضان ‪ ،‬وأمر بصومه ‪ ،‬فلما‬
‫نزل فرض صومه لم يأمر بصومه ولم ينه عنه ‪ ،‬فكان من شاء‬
‫صامه ‪ ،‬ومن شاء أفطره ‪ .‬وقال آخرون ‪ :‬بل لم يزل رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يصومه ‪ ،‬ويحث على صومه أمته حتى مضى‬
‫لسبيله ‪ .‬ونحن مبينو الصواب لدينا من القول في ذلك ‪ ،‬بعد ذكرنا‬
‫الخبار المروية عن قائلي القوال التي وصفنا ‪ ،‬وبعد بياننا ما‬
‫يحتمله كل قول من العلة المؤيدته *‬

‫جاهِل ِي ّةِ ‪،‬‬ ‫ه أ َهْ ُ‬


‫ل ال ْ َ‬ ‫م ُ‬
‫صو ُ‬
‫ما ي َ ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك ي َوْ ً‬ ‫ل‪َ :‬‬
‫كا َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬كان ذلك يوما يصومه أهل الجاهلية ‪ ،‬فلما نزل‬
‫فرض شهر رمضان ترك صومه ‪ ،‬فمن شاء صامه ومن شاء أفطره‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جاهِل ِي ّةِ ‪# ،‬‬ ‫ه أ َهْ ُ‬


‫ل ال ْ َ‬ ‫م ُ‬
‫صو ُ‬
‫ما ي َ ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك ي َوْ ً‬ ‫ل‪َ :‬‬
‫كا َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ن ي َن ْزِ َ‬
‫ل‬ ‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّم قَب َ َ‬
‫سو ُ‬
‫لأ ْ‬ ‫ْ ِ َ َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫ه َر ُ‬
‫م ُ‬
‫صو ُ‬
‫ما ي َ ُ‬
‫ي َوْ ً‬

‫‪ 1064‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن العمش ‪،‬‬


‫عن عمارة بن عمير ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬دخل‬
‫الشعث بن قيس على عبد الله يوم عاشوراء وهو يتغدى ‪ ،‬فقال‬
‫له عبد الله ‪ " :‬ادن يا أبا محمد ‪ ،‬فاطعم " ‪ ،‬قال ‪ :‬إني صائم ‪ .‬قال‬
‫‪ " :‬ولم ؟ " قال ‪ :‬اليوم عاشوراء ‪ .‬قال عبد الله ‪ " :‬وهل تدرون ما‬
‫كان عاشوراء ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬وما كان ؟ قال ‪ " :‬كان يوما يصومه‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل رمضان ‪ ،‬ثم تركه "‬
‫*‬

‫ذا يوم ك ُنا نصومه قَب َ َ‬


‫ن ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما‬ ‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫ن ي َن ْزِ َ‬
‫ل َر َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫" هَ َ َ ْ ٌ ّ َ ُ ُ ُ ْ‬

‫‪ 1065‬حدثنا محمد بن إبراهيم السليمي المعروف بابن صدران ‪،‬‬


‫حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬حدثنا محمد بن طلحة ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن سعد‬
‫بن عبيدة ‪ ،‬عن قيس بن سكن ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا عند عبد الله بن مسعود‬
‫في يوم عاشوراء ‪ ،‬وبين يديه قصعة من ثريد ‪ ،‬فدخل الشعث بن‬
‫قيس ‪ ،‬فقال ‪ :‬أل تدنو إلى الغداء يا أبا محمد ؟ قال ‪ :‬أوما صمتم‬
‫هذا اليوم ؟ قال ‪ " :‬هذا يوم كنا نصومه قبل أن ينزل رمضان ‪،‬‬
‫فلما نزل رمضان صمناه ‪ ،‬وتركنا ما سواه " *‬

‫ن ت ََرك َْناهُ "‬


‫ضا ُ‬
‫م َ‬
‫ض َر َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما فُرِ َ‬ ‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫ه قَب ْ َ‬
‫ل َر َ‬ ‫م ُ‬
‫صو ُ‬
‫ما ن َ ُ‬ ‫هَ َ‬
‫ذا ي َوْ ً‬

‫‪ 1066‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني زبيد ‪ ،‬عن عمارة بن عمير ‪ ،‬عن قيس بن‬
‫سكن أن الشعث بن قيس دخل على ابن مسعود وهو يتغدى يوم‬
‫عاشوراء ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أبا محمد ‪ ،‬ادن فاطعم ‪ .‬قال ‪ " :‬إني صائم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫" ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان هذا يوما نصومه قبل رمضان ‪ ،‬فلما فرض رمضان‬
‫تركناه " *‬

‫ذا ال ْيوم قَب َ َ‬


‫ن"‬
‫ضا ُ‬
‫م َ‬ ‫ن ي َن ْزِ َ‬
‫ل َر َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َ ْ َ ْ‬ ‫م هَ َ‬ ‫" إ ِّنا ك ُّنا ن َ ُ‬
‫صو ُ‬

‫‪ 1067‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬
‫عن سفيان ‪ ،‬عن زبيد بن الحارث ‪ ،‬عن عمارة بن عمير ‪ ،‬عن‬
‫قيس بن سكن ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا عند عبد الله بن مسعود يوم عاشوراء ‪،‬‬
‫فأتينا بطعام ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنا كنا نصوم هذا اليوم قبل أن ينزل‬
‫رمضان " *‬

‫كان يصام قَب َ َ‬


‫ل‬ ‫ن ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما ن ََز َ‬ ‫ضا ُ‬
‫م َ‬ ‫ن ي َن ْزِ َ‬
‫ل َر َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫" قَد ْ َ َ ُ َ ُ ْ‬

‫‪ 1068‬حدثنا محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن‬


‫موسى ‪ ،‬أنبأنا إسرائيل ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن علقمة ‪،‬‬
‫عن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬دخل الشعث بن قيس يوم عاشوراء على‬
‫عبد الله ‪ ،‬وهو يطعم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أبا عبد الرحمن ‪ ،‬اليوم يوم‬
‫عاشوراء ‪ .‬فقال ‪ " :‬قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان ‪ ،‬فلما نزل‬
‫رمضان ترك ‪ ،‬فإما أنت مفطر ‪ ،‬فادن فاطعم " *‬

‫" هُو يوم م َ‬


‫ه‪،‬‬
‫م ُ‬
‫صا َ‬ ‫ن َ‬
‫شاَء َ‬ ‫ن أّيام ِ الل ّهِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫َ َ ْ ٌ ِ ْ‬

‫‪ 1069‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬عن عبيد الله ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أخبرني نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬كان يوم عاشوراء يوما‬
‫يصومه أهل الجاهلية ‪ ،‬فلما فرض صوم رمضان ‪ ،‬سئل عنه النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬هو يوم من أيام الله ‪ ،‬فمن شاء‬
‫صامه ‪ ،‬ومن شاء تركه " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫شوراَء يوم م َ‬
‫ن َ‬
‫شاَء‬ ‫م ْ‬
‫ه وَ َ‬
‫م ُ‬
‫صا َ‬ ‫ن َ‬
‫شاَء َ‬ ‫ن أّيام ِ الل ّهِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫َ ْ ٌ ِ ْ‬ ‫عا ُ َ‬
‫َ‬

‫‪ 1070‬حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬أنبأنا عبد الله بن نمير ‪،‬‬


‫أنبأنا عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ابن عمر أن أهل الجاهلية‬
‫كانوا يصومون يوم عاشوراء ‪ ،‬وأن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم صامه والمسلمون قبل أن يفترض رمضان ‪ .‬فلما افترض‬
‫رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن عاشوراء يوم‬
‫من أيام الله ‪ ،‬فمن شاء صامه ومن شاء تركه " *‬

‫َ‬
‫مه ِ ‪،‬‬
‫صو ْ ِ‬
‫مَر ب ِ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م وَأ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ه َر ُ‬
‫م ُ‬
‫صا َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1071‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬أنبأنا أيوب ‪،‬‬


‫عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬أنه قال في عاشوراء ‪ " :‬صامه رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصومه ‪ ،‬فلما فرض رمضان ترك ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فكان عبد الله ل يصومه إل أن يأتي على صومه *‬

‫ن‬
‫ضا َ‬
‫م َ‬
‫م َر َ‬
‫صو ْ ُ‬ ‫ذا فُرِ َ‬
‫ض َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫عا ُ‬
‫شوَراءَ ‪َ ،‬‬ ‫م َ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫" ك ُّنا ن َ ُ‬
‫صو ُ‬

‫‪ 1072‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬حدثنا مؤمل بن إسماعيل ‪،‬‬


‫حدثنا عبد العزيز ‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ابن‬
‫عمر ‪ " :‬كنا نصوم يوم عاشوراء ‪ ،‬حتى إذا فرض صوم رمضان ‪،‬‬
‫كانوا ل يصومون عاشوراء إل أن يوافق يوما كانوا يصومونه " *‬

‫من ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن َ‬
‫شاَء ِ‬ ‫جاهِل ِي ّةِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ه أ َهْ ُ‬
‫ل ال ْ َ‬ ‫م ُ‬
‫صو ُ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫م َ‬
‫كا َ‬ ‫" هُوَ ي َوْ ٌ‬

‫‪ 1073‬حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ‪ ،‬حدثنا الفضيل بن‬


‫سليمان النميري ‪ ،‬حدثنا موسى بن عقبة ‪ ،‬أخبرني نافع ‪ ،‬عن ابن‬
‫عمر أنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫" هو يوم كان يصومه أهل الجاهلية ‪ ،‬فمن شاء منكم فليصم ‪ ،‬ومن‬
‫كره منكم فليتركه " *‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ه وَ َ‬
‫م ُ‬
‫صا َ‬ ‫ن َ‬
‫شاَء َ‬ ‫جاهِل ِي ّةِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ه أ َهْ ُ‬
‫ل ال ْ َ‬ ‫م ُ‬
‫صو ُ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫م َ‬
‫كا َ‬ ‫" ي َوْ ٌ‬

‫‪ 1074‬حدثني محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬حدثنا مالك بن‬


‫إسماعيل ‪ ،‬حدثنا جويرية بن أسماء ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬أنه‬
‫ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يوم‬
‫كان يصومه أهل الجاهلية ‪ ،‬فمن شاء صامه ومن شاء فليدع " *‬

‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل ال ْجاهل ِية ‪ ،‬فَم َ‬


‫ه أ َهْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫هَ َ‬
‫م ُ‬
‫صو َ‬
‫ن يَ ُ‬
‫بأ ْ‬‫ح ّ‬
‫نأ َ‬‫َ ْ‬ ‫َ ِ ّ ِ‬ ‫م ُ‬
‫صو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫كا َ‬ ‫ذا ي َوْ ٌ‬

‫‪ 1075‬حدثني موسى بن عبد الرحمن الكندي ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة‬


‫حماد بن أسامة القرشي ‪ ،‬عن الوليد بن كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني نافع ‪:‬‬
‫أن عبد الله بن عمر حدثهم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول في يوم عاشوراء ‪ " :‬إن هذا يوم كان يصومه أهل‬
‫الجاهلية ‪ ،‬فمن أحب أن يصومه فليصمه ‪ ،‬ومن أحب أن يتركه‬
‫فليتركه " فكان عبد الله ل يصومه إل أن يوافق صيامه *‬

‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل ال ْجاهل ِية ‪ ،‬فَم َ‬


‫ه أ َهْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫هَ َ‬
‫م ُ‬
‫صو َ‬
‫ن يَ ُ‬
‫بأ ْ‬‫ح ّ‬
‫نأ َ‬‫َ ْ‬ ‫َ ِ ّ ِ‬ ‫م ُ‬
‫صو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫كا َ‬ ‫ذا ي َوْ ٌ‬

‫‪ 1076‬حدثنا عبيد الله بن سعيد الزهري ‪ ،‬حدثنا عمي ‪ ،‬حدثني أبي‬


‫‪ ،‬عن محمد بن إسحاق ‪ ،‬حدثني نافع ‪ ،‬عن عبد الله بن عمر أنه‬
‫حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في يوم‬
‫عاشوراء ‪ " :‬إن هذا يوم كان يصومه أهل الجاهلية ‪ ،‬فمن أحب أن‬
‫يصومه فليصمه ‪ ،‬ومن أحب أن يترك فليترك " ‪ .‬قال ‪ :‬فكان عبد‬
‫الله ل يصومه إل أن يوافق صيامه " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫" من أ َحب منك ُ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ه ‪ ،‬وَ َ‬
‫م ُ‬ ‫شوَراَء فَل ْي َ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫عا ُ‬
‫م َ‬
‫م ي َوْ َ‬
‫صو َ‬
‫ن يَ ُ‬
‫مأ ْ‬‫َ ْ َ ّ ِ ْ ْ‬

‫‪ 1077‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬حدثني عبد‬


‫الله بن عمر ‪ ،‬والليث بن سعد ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن عبد الله بن عمر ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من أحب منكم أن‬
‫يصوم يوم عاشوراء فليصمه ‪ ،‬ومن لم يحب فليدعه " *‬

‫ن ي َن ْزِ َ‬ ‫شوراءَ يوما يصام في ال ْجاهل ِية قَب َ َ‬


‫ن‪،‬‬
‫ضا ُ‬
‫م َ‬
‫ل َر َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َ ِ ّ ِ ْ‬ ‫َ ْ ً ُ َ ُ ِ‬ ‫عا ُ َ‬
‫م َ‬
‫ي َوْ ُ‬

‫‪ 1078‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬ويونس بن عبد العلى ‪ ،‬وأحمد بن حماد ‪،‬‬


‫قالوا ‪ :‬حدثنا ابن عيينة ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬عن عائشة ‪،‬‬
‫أنها قالت ‪ " :‬كان يوم عاشوراء يوما يصام في الجاهلية قبل أن‬
‫ينزل رمضان ‪ ،‬فلما نزل رمضان كان من شاء صامه ‪ ،‬ومن شاء‬
‫أفطر " *‬

‫شوراءَ ‪ -‬قَب َ َ‬ ‫ْ‬


‫ن‬
‫ضا ُ‬
‫م َ‬
‫ض َر َ‬
‫ن ي ُْفَر َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫عا ُ َ‬
‫م َ‬
‫ريد ُ ي َوْ َ‬
‫مه ِ ‪ -‬ت ُ ِ‬
‫صَيا ِ‬
‫مُر ب ِ ِ‬
‫ي َأ ُ‬

‫‪ 1079‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬حدثنا عمي عبد‬


‫الله بن وهب ‪ ،‬حدثني يونس ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬عن‬
‫عائشة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر‬
‫بصيامه ‪ -‬تريد يوم عاشوراء ‪ -‬قبل أن يفرض رمضان ‪ ،‬فلما فرض‬
‫رمضان كان من شاء صام يوم عاشوراء ‪ ،‬ومن شاء أفطر " قال‬
‫يونس ‪ :‬وكان الزهري ل يدعه *‬

‫صّلى‬
‫ي َ‬
‫م الن ّب ِ ّ‬ ‫جاهِل ِي ّةِ ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما قَدِ َ‬ ‫ش ِفي ال ْ َ‬
‫ه قَُري ْ ٌ‬
‫م ُ‬
‫صو ُ‬ ‫عا ُ‬
‫شوَراءَ ت َ ُ‬ ‫م َ‬
‫ي َوْ ُ‬

‫‪ 1080‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا عبدة بن سليمان ‪ ،‬عن هشام بن‬


‫عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬كان يوم عاشوراء تصومه‬
‫قريش في الجاهلية ‪ ،‬فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صامه ‪ ،‬وأمر بصيامه ‪ ،‬فلما فرض رمضان ‪ ،‬كان رمضان هو‬
‫الفريضة ‪ ،‬وترك عاشوراء ‪ ،‬فمن شاء صامه ‪ ،‬ومن شاء تركه " ‪،‬‬
‫حدثنا علي بن مسلم الطوسي ‪ ،‬حدثنا عباد بن عباد ‪ ،‬عن هشام‬
‫بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة بنحوه *‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ن َر ُ‬
‫كا َ‬ ‫ش ِفي ال ْ َ‬
‫جاهِل ِي ّةِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه قَُري ْ ٌ‬
‫م ُ‬
‫صو ُ‬
‫ما ت َ ُ‬ ‫عا ُ‬
‫شوَراءُ ي َوْ ً‬ ‫َ‬

‫‪ 1081‬حدثني يعقوب ‪ ،‬حدثنا عيسى بن يونس ‪ ،‬عن هشام بن‬


‫عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬كان عاشوراء يوما تصومه‬
‫قريش في الجاهلية ‪ ،‬وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يصومه ‪ ،‬فلما قدم المدينة صامه ‪ ،‬وأمر بصيامه حتى فرض‬
‫رمضان ‪ ،‬فكان رمضان هو الفريضة ‪ ،‬فمن شاء صامه ومن شاء‬
‫تركه " *‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ه ‪ ،‬وَ َ‬
‫م ُ‬
‫صا َ‬ ‫ن َ‬
‫شاَء َ‬ ‫ما ‪ ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ي َوْ ً‬
‫مو َ‬
‫صو ُ‬ ‫جاهِل ِي ّةِ َ‬
‫كاُنوا ي َ ُ‬ ‫أ َهْ َ‬
‫ل ال ْ َ‬

‫‪ 1082‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن‬


‫هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬إن أهل الجاهلية‬
‫كانوا يصومون يوما ‪ ،‬فمن شاء صامه ‪ ،‬ومن شاء أفطر " تعني‬
‫عاشوراء ‪ ،‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬حدثنا يحيى بن محمد ‪،‬‬
‫حدثنا هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ :‬كان يوم‬
‫عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية ‪ .‬ثم ذكر نحو حديث‬
‫يعقوب ‪ ،‬عن عيسى ‪ ،‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪،‬‬
‫حدثنا عمي عبد الله بن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عمرو بن الحارث ‪،‬‬
‫يحدث عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬أنها قالت ‪:‬‬
‫كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية ‪ .‬ثم ذكر نحوه‬
‫*‬

‫شاَء فَل ْي ُْفط ِْرهُ " *‬


‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ه ‪ ،‬وَ َ‬
‫م ُ‬ ‫شاَء فَل ْي َ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1083‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬حدثنا‬


‫أبي ‪ ،‬وشعيب ‪ ،‬عن الليث ‪ ،‬عن يزيد بن أبي حبيب ‪ :‬أن عراكا ‪،‬‬
‫أخبره أن عروة أخبره ‪ :‬أن عائشة أخبرته ‪ :‬أن قريشا كانت تصوم‬
‫يوم عاشوراء في الجاهلية ‪ ،‬ثم أمر رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بصيامه حتى فرض رمضان ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬من شاء فليصمه ‪ ،‬ومن شاء فليفطره " *‬

‫شوراءَ قَب َ َ‬ ‫ُ‬


‫ل‬ ‫ن ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما ن ََز َ‬ ‫ضا ُ‬
‫م َ‬ ‫ن ي َن ْزِ َ‬
‫ل َر َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫عا ُ َ‬
‫صَيام ِ َ‬
‫مْرَنا ب ِ ِ‬
‫"أ ِ‬

‫‪ 1084‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثني مسلمة بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا همام‬


‫بن يحيى ‪ ،‬حدثنا قتادة ‪ ،‬عن أبي حسان ‪ :‬أن عمار بن ياسر ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬أمرنا بصيام عاشوراء قبل أن ينزل رمضان ‪ ،‬فلما نزل‬
‫رمضان لم نؤمر به " *‬

‫ْ‬
‫ض‬ ‫عن ْد َهُ ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما افْت ُرِ َ‬ ‫حث َّنا عَل َي ْهِ وَي َت ََعاهَد َُنا ِ‬ ‫عا ُ‬
‫شوَراءَ ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫صوْم ِ َ‬
‫مُرَنا ب ِ َ‬
‫ي َأ ُ‬

‫‪ 1085‬حدثني عبد الله بن أبي زياد القطواني ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪،‬‬
‫وحدثني محمد بن خلف العسقلني ‪ ،‬حدثنا آدم ‪ ،‬قال جميعا ‪ :‬حدثنا‬
‫شيبان ‪ ،‬عن أشعث بن أبي الشعثاء ‪ ،‬عن جعفر بن أبي ثور ‪ ،‬عن‬
‫جابر بن سمرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يأمرنا بصوم عاشوراء ‪ ،‬ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده ‪ ،‬فلما افترض‬
‫رمضان لم يأمرنا به ‪ ،‬ولم يحثنا عليه " زاد ابن خلف في حديثه ‪:‬‬
‫ولم ينهنا عنه ‪ ،‬ولم يتعاهدنا عنده ‪ -‬ولم يقل ذلك ابن أبي زياد في‬
‫حديثه ‪ -‬وكنا نفعله *‬

‫عا ُ‬
‫شوَراَء‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫سو ُ‬ ‫َ‬
‫صو َ‬
‫ن نَ ُ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫مَرَنا َر ُ‬
‫"أ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1086‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬
‫عن سفيان ‪ ،‬عن سلمة بن كهيل ‪ ،‬عن القاسم بن مخيمرة ‪ ،‬عن‬
‫أبي عمار الهمداني ‪ ،‬عن قيس بن سعد ‪ ،‬قال ‪ " :‬أمرنا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم أن نصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان ‪،‬‬
‫فلما نزل رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا ‪ ،‬ونحن نفعله " *‬

‫شوراءَ قَب َ َ‬
‫ل‬ ‫ن ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما ن ََز َ‬ ‫ضا ُ‬
‫م َ‬ ‫ن ي َن ْزِ َ‬
‫ل َر َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫عا ُ َ‬
‫م َ‬ ‫" ك ُّنا ن َ ُ‬
‫صو ُ‬

‫‪ 1087‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن‬
‫القاسم بن مخيمرة ‪ ،‬عن عمرو بن شرحبيل ‪ ،‬عن قيس بن سعد ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬كنا نصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان ‪ ،‬فلما نزل‬
‫رمضان لم نؤمر به ‪ ،‬ولم ننه عنه ‪ ،‬ونحن نفعله " *‬

‫ل عَل َي َْنا‬ ‫كاةَ ال ْفط ْر قَب َ َ‬


‫طي َز َ‬
‫ن ي َن ْزِ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ِ ِ ْ‬ ‫عا ُ‬
‫شوَراءَ وَن ُعْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫" ك ُّنا ن َ ُ‬
‫صو ُ‬

‫‪ 1088‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫الحكم ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت القاسم بن مخيمرة ‪ ،‬يحدث عن عمرو بن‬
‫شرحبيل ‪ ،‬عن قيس بن سعد بن عبادة ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬كنا نصوم‬
‫عاشوراء ونعطي زكاة الفطر قبل أن ينزل علينا صوم رمضان‬
‫والزكاة ‪ ،‬فلما نزل لم نؤمر به ‪ ،‬ولم ننه عنه ‪ ،‬ونحن نفعله " ‪،‬‬
‫حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬حدثني حجاج بن محمد ‪ ،‬حدثني‬
‫شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت القاسم بن مخيمرة ‪ ،‬يحدث عن‬
‫عمرو بن شرحبيل ‪ ،‬عن قيس بن سعد ‪ ،‬مثله *‬

‫ه ال ْي َُهود ُ ‪،‬‬
‫م ُ‬
‫صو ُ‬
‫ما ي َ ُ‬ ‫عا ُ‬
‫شوَراءَ ي َوْ ً‬ ‫م َ‬
‫ن ي َوْ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬
‫كا َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬كان يوم عاشوراء يوما يصومه اليهود ‪ ،‬فصامه النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ه ال ْي َُهود ُ ‪# ،‬‬
‫م ُ‬
‫صو ُ‬
‫ما ي َ ُ‬ ‫عا ُ‬
‫شوَراءَ ي َوْ ً‬ ‫م َ‬
‫ن ي َوْ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬
‫كا َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫" أ َنت َ‬
‫موا " *‬ ‫م ‪ ،‬فَ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫سى ِ‬ ‫م أوَْلى ب ِ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ُْ ْ‬

‫‪ 1089‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫أبي بشر ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قدم رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم المدينة ‪ ،‬وإذا اليهود يصومون يوم‬
‫عاشوراء ‪ .‬قال ‪ :‬فسألهم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬هذا اليوم الذي ظهر فيه‬
‫موسى على فرعون ‪ .‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أنتم‬
‫أولى بموسى منهم ‪ ،‬فصوموا " *‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ه‬
‫حاب َ ُ‬
‫ص َ‬
‫مَر أ ْ‬
‫ه ‪ ،‬وَأ َ‬
‫م ُ‬
‫صا َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م " ‪ .‬فَ َ‬ ‫سى ِ‬ ‫" أَنا أوَْلى ب ِ ُ‬
‫مو َ‬

‫‪ 1090‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا سفيان بن عيينة ‪ ،‬عن أيوب ‪ ،‬عن‬


‫سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قدم النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم المدينة واليهود يصومون يوم عاشوراء ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما هذا‬
‫" ؟ قالوا ‪ :‬هذا يوم نجى الله فيه موسى وأغرق فرعون ‪ .‬فقال‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أنا أولى بموسى منكم " ‪ .‬فصامه ‪،‬‬
‫وأمر أصحابه أن يصوموه *‬

‫صّلى‬ ‫" نح َ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ه َر ُ‬
‫م ُ‬
‫صا َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م " ‪ .‬فَ َ‬ ‫سى ِ‬
‫مو َ‬
‫حقّ ب ِ ُ‬
‫نأ َ‬‫َ ْ ُ‬

‫‪ 1091‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن عبد‬
‫الله بن سعيد ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة‬
‫واليهود تصوم يوما ‪ ،‬فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" ما هذا اليوم " ؟ قالوا ‪ :‬هذا يوم صالح نجى الله فيه موسى ‪،‬‬
‫وأهلك عدوهم ‪ ،‬وأقطعهم البحر ‪ ،‬فصامه موسى ‪ ،‬فنحن نصومه ‪.‬‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬نحن أحق بموسى‬
‫منكم " ‪ .‬فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وأمر بصومه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن " ؟ فََقاُلوا ‪ :‬هَ َ‬


‫ذا‬ ‫مو َ‬
‫صو ُ‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ذي ت َ ُ‬ ‫ذا ال ْي َوْ ُ‬
‫ما هَ َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1092‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪،‬‬


‫عن سعيد بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم‬
‫المدينة واليهود تصوم يوما ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما هذا اليوم الذي تصومون‬
‫" ؟ فقالوا ‪ :‬هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى صلوات الله عليه‬
‫على فرعون ‪ ،‬وهذا اليوم الذي نجى الله فيه بني إسرائيل من‬
‫البحر ‪ .‬فأحسبه قال ‪ " :‬نحن أولى بموسى منهم " ‪ .‬فأمرهم‬
‫بصومه يعني عاشوراء *‬

‫سع َ " ‪.‬‬ ‫مَنا ال ْي َوْ َ‬


‫م الّتا ِ‬ ‫ص ْ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬
‫ه‪ُ ،‬‬ ‫ن َ‬
‫ل إِ ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مْقب ِ ُ‬ ‫ال َْعا ُ‬

‫‪ 1093‬حدثنا ابن البرقي ‪ ،‬حدثنا ابن أبي مريم ‪ ،‬أنبأنا يحيى بن‬
‫أيوب ‪ ،‬حدثني إسماعيل بن أمية أنه سمع أبا غطفان بن طريف‬
‫المري يقول ‪ :‬سمعت عبد الله بن عباس ‪ ،‬يقول ‪ :‬حين صام‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى ‪ .‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬فإذا كان العام المقبل إن‬
‫شاء الله ‪ ،‬صمنا اليوم التاسع " ‪ .‬قال ‪ :‬فلم يأت المقبل حتى توفي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم *‬

‫ه عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫ل ‪ :‬لَ ْ‬
‫م ي ََز ْ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم‬
‫عاشوراء ‪ ،‬ويحث على صومه حتى مضى لسبيله‬

‫ه عَل َي ْهِ ‪#‬‬


‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫ل ‪ :‬لَ ْ‬
‫م ي ََز ْ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫م‬
‫صا َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ن َر ُ‬
‫تأ ّ‬‫م ُ‬
‫ما عَل ِ ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1094‬حدثنا سفيان بن وكيع ‪ ،‬حدثنا سفيان بن عيينة ‪ ،‬عن عبيد‬


‫الله بن أبي يزيد ‪ ،‬سمع ابن عباس ‪ ،‬يقول ‪ " :‬ما علمت أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يتحرى فضله ‪ ،‬إل يوم‬
‫عاشوراء ‪ ،‬أو شهر رمضان " *‬

‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ن َر ُ‬
‫تأ ّ‬‫م ُ‬
‫ما عَل ِ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1095‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا محمد بن ميسر الخراساني ‪ ،‬عن‬


‫ابن جريج ‪ ،‬عن عبيد الله بن أبي يزيد ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما‬
‫علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام‬
‫يوم ‪ ،‬يبتغي فضله على ما سواه إل هذين اليومين ‪ :‬يوم عاشوراء ‪،‬‬
‫وشهر رمضان " *‬

‫ما ي َط ْل ُ ُ‬
‫ب‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ي َوْ ً‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫م َر ُ‬
‫صا َ‬
‫ما َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1096‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا معاوية بن هشام ‪ ،‬ومالك بن‬


‫إسماعيل ‪ ،‬عن ورقاء بن عمر ‪ ،‬عن عبيد الله بن أبي يزيد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت ابن عباس ‪ ،‬يقول ‪ " :‬ما صام رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يوما يطلب فضله سوى رمضان ‪ ،‬إل يوم عاشوراء " ‪ ،‬حدثنا‬
‫أبو كريب ‪ ،‬حدثنا مالك بن إسماعيل ‪ ،‬حدثنا ابن عيينة ‪ ،‬عن عبيد‬
‫الله بن أبي يزيد ‪ ،‬عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بنحوه *‬

‫ن‬
‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫صَيام ِ إ ِّل َ‬
‫شهَْر َر َ‬ ‫ل عََلى ي َوْم ٍ ِفي ال ّ‬
‫ض ٌ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ل ِي َوْم ٍ فَ ْ‬

‫‪ 1097‬حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪،‬‬


‫حدثنا أحمد بن محمد الزرقي ‪ ،‬حدثنا عبادة بن الورد ‪ ،‬وكان ثقة‬
‫حافظا قال ‪ :‬سمعت ابن أبي مليكة يحدث عن عبيد الله بن أبي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يزيد ‪ ،‬عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫قال ‪ " :‬ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إل شهر رمضان‬
‫ويوم عاشوراء " *‬

‫ن‬
‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫صَيام ِ إ ِّل َ‬
‫شهَْر َر َ‬ ‫ل عََلى ي َوْم ٍ ِفي ال ّ‬
‫ض ٌ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ل ِي َوْم ٍ فَ ْ‬

‫‪ 1098‬حدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬حدثنا عون بن سلم ‪ ،‬حدثنا عبد‬


‫الجبار وهو ابن الورد ‪ ،‬عن ابن أبي مليكة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عبيد الله بن‬
‫أبي يزيد ‪ :‬قال ابن عباس ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إل شهر رمضان ‪،‬‬
‫ويوم عاشوراء " *‬

‫ما‬
‫ما ‪ ،‬وَب َعْد َهُ ي َوْ ً‬ ‫موا قَب ْل َ ُ‬
‫ه ي َوْ ً‬ ‫صو ُ‬ ‫عا ُ‬
‫شوَراءَ ‪ُ ،‬‬ ‫م َ‬
‫موا ي َوْ َ‬
‫صو ُ‬
‫" ُ‬

‫‪ 1099‬حدثني سليمان بن عبد الملك ‪ ،‬حدثنا محمد بن الصلت ‪،‬‬


‫حدثنا أبو شهاب ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬عن داود بن علي ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫صوموا يوم عاشوراء ‪ ،‬صوموا قبله يوما ‪ ،‬وبعده يوما ‪ ،‬وخالفوا‬
‫يهود " *‬

‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬ ‫موهُ ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫ن َر ُ‬ ‫شوَراءَ فَ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫عا ُ‬
‫م َ‬ ‫" هَ َ‬
‫ذا ي َوْ ُ‬

‫‪ 1100‬حدثنا علي بن سهل الرملي ‪ ،‬حدثنا مؤمل ‪ ،‬حدثنا‬


‫إسرائيل ‪ ،‬حدثنا ثوير ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عبد الله بن الزبير على‬
‫المنبر وهو يقول ‪ " :‬هذا يوم عاشوراء فصوموه ‪ ،‬فإن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم كان يأمر بصومه " قال أبو جعفر ‪ :‬واختلف‬
‫السلف من الصحابة والتابعين في صوم يوم عاشوراء ‪ ،‬فكان‬
‫بعضهم يصومه ‪ ،‬ويرى له فضل في الصوم على سائر اليام غيره‬
‫سوى شهر رمضان ‪ ،‬وكان بعضهم يكره صومه ‪ ،‬ول يصومه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كان يصومه ‪ ،‬ويأ ْ‬


‫م‬
‫من ْهُ ْ‬
‫مه ِ ِ‬
‫صو ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ن َ َ َ ُ ُ ُ ََ ُ‬
‫ر‬‫م‬‫ُ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من كان يصومه ‪ ،‬ويأمر بصومه منهم‬


‫ْ‬ ‫ن َ‬
‫م‪#‬‬
‫من ْهُ ْ‬
‫مه ِ ِ‬
‫صو ْ ِ‬
‫مُر ب ِ َ‬
‫ه ‪ ،‬وَي َأ ُ‬
‫م ُ‬
‫صو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫كا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ن أ َك َ َ‬
‫ل‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬ ‫م ْ‬
‫مه ِ ‪ ،‬و َ َ‬
‫ة ي َوْ ِ‬
‫م ب َِقي ّ َ‬ ‫م فَل ْي َ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن أ َك َ َ‬
‫ل ِ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬

‫‪ 1101‬حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ‪ ،‬حدثنا عبد‬


‫الواحد بن زياد ‪ ،‬حدثنا سليمان الشيباني ‪ ،‬حدثنا أبو ماوية ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت عليا رحمة الله عليه يقول يوم عاشوراء ‪ " :‬يا أيها الناس‬
‫من أكل منكم فليصم بقية يومه ‪ ،‬ومن لم يكن أكل فليتم صومه "‬
‫*‬

‫" ما أ َدرك ْت أ َحدا م َ‬


‫ه عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ب َر ُ‬
‫حا ِ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬‫َ َْ ُ َ ً ِ ْ‬

‫‪ 1102‬حدثنا أحمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا محمد‬


‫بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن السود أنه قال ‪" :‬‬
‫ما أدركت أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان‬
‫آمر بصوم عاشوراء من علي ‪ ،‬وأبي موسى " *‬

‫ي وَأ َِبي‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫م ْ‬ ‫عا ُ‬
‫شوَراءَ ِ‬ ‫صوْم ِ َ‬
‫مَر ب ِ َ‬
‫نآ َ‬ ‫دا َ‬
‫كا َ‬ ‫ح ً‬
‫َ‬
‫تأ َ‬
‫َ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 1103‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن مسعر ‪ ،‬وعلي بن‬


‫صالح ‪ ،‬وإسرائيل ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن السود بن يزيد ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫ما رأيت أحدا كان آمر بصوم عاشوراء من علي وأبي موسى " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫سن ّةِ " *‬
‫ي ِبال ّ‬
‫ن ب َِق َ‬
‫م ْ‬ ‫" هُوَ أعْل َ ُ‬
‫م َ‬

‫‪ 1104‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪،‬‬


‫عن فليت ‪ ،‬عن جسرة بنت دجاجة ‪ ،‬قالت ‪ :‬قيل لعائشة ‪ :‬إن عليا‬
‫أمر بصيام يوم عاشوراء ‪ .‬قالت ‪ " :‬هو أعلم من بقي بالسنة " *‬

‫َ‬
‫م‬
‫م عَل ِ َ‬ ‫حّتى اْرت ََفعَ الن َّهاُر وََل ي َعْل َ ُ‬
‫م ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫عا ُ‬
‫شوَراءَ َ‬ ‫م َ‬
‫حى ي َوْ َ‬
‫ض َ‬
‫أ ْ‬

‫‪ 1105‬حدثني بحر بن نصر الخولني ‪ ،‬حدثنا عبد الله بن وهب ‪،‬‬


‫أخبرني ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن‬
‫بن عوف ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جده عبد الرحمن بن عوف ‪ " :‬أنه أضحى‬
‫يوم عاشوراء حتى ارتفع النهار ول يعلم ‪ ،‬ثم علم بعد ‪ ،‬ففزع لذلك‬
‫‪ ،‬ثم صام ‪ ،‬وأمرنا بالصيام بعد أن أضحى " *‬

‫شوراءَ فَصم ‪ ،‬وأ ْمر أ َهْل َ َ َ‬


‫موا " *‬
‫صو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫كأ ْ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫عا ُ َ‬
‫م َ‬ ‫غَ ً‬
‫دا ي َوْ ُ‬

‫‪ 1106‬حدثني بحر بن نصر ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال مالك ‪:‬‬
‫وبلغني أن عمر رضوان الله عليه أرسل إلى الحارث بن هشام ‪" :‬‬
‫إن غدا يوم عاشوراء فصم ‪ ،‬وأمر أهلك أن يصوموا " *‬

‫َ‬
‫ما‬
‫ن‪َ ،‬‬
‫ضا َ‬ ‫ن إ َِلى َر َ‬
‫م َ‬ ‫ضا َ‬
‫م َ‬
‫ن َر َ‬
‫ما ب َي ْ َ‬
‫سُعودٍ ِفي َ‬
‫م ْ‬
‫ن َ‬
‫ت اب ْ َ‬
‫" أت َي ْ ُ‬

‫‪ 1107‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن منصور‬


‫يعني ابن عبد الرحمن ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬عن علقمة ‪ ،‬قال ‪ " :‬أتيت‬
‫ابن مسعود فيما بين رمضان إلى رمضان ‪ ،‬ما مر يوم إل آتيه فيه ‪،‬‬
‫وما رأيته في يوم صائما إل يوم عاشوراء " *‬

‫ما " *‬
‫ما وَب َعْد َهُ ي َوْ ً‬ ‫م قَب ْل َ ُ‬
‫ه ي َوْ ً‬ ‫صو ُ‬
‫يَ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1108‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪،‬‬
‫عن ابن جريج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ " :‬أنه كان يصوم قبله‬
‫يوما وبعده يوما " *‬

‫َ‬
‫ن فََرًقا أ ْ‬
‫ن‬ ‫ن ال ْي َوْ َ‬
‫مي ْ ِ‬ ‫واِلي ب َي ْ َ‬ ‫عا ُ‬
‫شوَراءَ ‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫م َ‬
‫سَفرِ ي َوْ َ‬
‫م ِفي ال ّ‬
‫صو ُ‬
‫يَ ُ‬

‫‪ 1109‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬حدثنا ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن‬
‫شعبة مولى ابن عباس ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ " :‬أنه كان يصوم في‬
‫السفر يوم عاشوراء ‪ ،‬ويوالي بين اليومين فرقا أن يفوته " قال أبو‬
‫جعفر ‪ :‬قال لي يونس ‪ :‬قال لنا ابن وهب ‪ :‬اليوم التاسع والعاشر "‬
‫حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن شعبة مولى ابن عباس ‪ ،‬عن ابن عباس مثله ‪،‬‬
‫إل أنه قال ‪ :‬مخافة أن يفوته *‬

‫خال ُِفوا ال ْي َُهود َ " *‬ ‫سعَ َوال َْعا ِ‬


‫شَر ‪ ،‬وَ َ‬ ‫موا الّتا ِ‬
‫صو ُ‬
‫" ُ‬

‫‪ 1110‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا ابن عيينة ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬سمع عطاء‬
‫يقول ‪ :‬سمعت ابن عباس يقول ‪ " :‬صوموا التاسع والعاشر ‪،‬‬
‫وخالفوا اليهود " *‬

‫م ال َْعا ِ‬
‫شَر " *‬ ‫سعَ َوال ْي َوْ َ‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬
‫م الّتا ِ‬ ‫صو ُ‬
‫يَ ُ‬

‫‪ 1111‬حدثني سلم بن جنادة السوائي ‪ ،‬حدثنا حفص بن غياث ‪،‬‬


‫عن ابن جريج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ " :‬أنه كان يصوم اليوم‬
‫التاسع واليوم العاشر " *‬

‫ن َل‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫تأ ْ‬‫ست َط َعْ َ‬
‫نا ْ‬ ‫ب عَل َي ْهِ ْ‬
‫م ‪ ،‬فَإ ِ ِ‬ ‫ما أذ ْن َُبوا فََتاُبوا ِفيهِ فَِتي َ‬
‫قَوْ ً‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1112‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن علي بن صالح ‪،‬‬


‫وإسرائيل ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن السود بن يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت‬
‫عبيد بن عمير عن صوم عاشوراء ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن قوما أذنبوا فتابوا‬
‫فيه فتيب عليهم ‪ ،‬فإن استطعت أن ل يمر بك إل وأنت صائم‬
‫فافعل " *‬

‫عا ُ‬
‫شوَراءَ " *‬ ‫صوْم ِ َ‬ ‫َ‬
‫مُروا ب ِ َ‬
‫أ َ‬

‫‪ 1113‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا سلم بن قتيبة ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫عن سعد بن إبراهيم ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ " :‬أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬وأبا بكر ‪ ،‬وعمر أمروا بصوم عاشوراء " *‬

‫عا ُ‬
‫شوَراءَ " *‬ ‫م َ‬
‫ه ‪ .‬ي َعِْني ي َوْ َ‬
‫م ُ‬ ‫َل ي َد َعُ َ‬
‫صو ْ َ‬

‫‪ 1114‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬حدثني عمي ‪،‬‬


‫حدثنا يونس ‪ ،‬عن الزهري ‪ " :‬أنه كان ل يدع صومه ‪ .‬يعني يوم‬
‫عاشوراء " *‬

‫سعَ َوال َْعا ِ‬


‫شَر " *‬ ‫م الّتا ِ‬
‫صو ُ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫سع ُ ‪ ،‬ف َ َ‬
‫كا َ‬ ‫" هُوَ الّتا ِ‬

‫‪ 1115‬حدثنا خلد بن سلم ‪ ،‬أنبأنا النضر بن شميل ‪ ،‬أنبأنا ابن عون‬


‫‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ :‬أنه كان يصوم العاشور اليوم العاشر ‪ ،‬فأكثروا‬
‫فقالوا ‪ :‬إن ابن عباس قال ‪ " :‬هو التاسع ‪ ،‬فكان يصوم التاسع‬
‫والعاشر " *‬

‫ه‬
‫م ُ‬ ‫ه وََل ي َ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ي َك َْرهُ َ‬
‫صو ْ َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر من كان يكره صومه ول يصومه‬

‫ه‪#‬‬
‫م ُ‬ ‫ه وََل ي َ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ي َك َْرهُ َ‬
‫صو ْ َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫ن غَي ْرِ ظ َ َ‬
‫مأ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫عا ُ‬
‫شوَراءَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫عو ِبال ْ َ‬
‫ماءِ ي َوْ َ‬ ‫مَر ي َد ْ ُ‬
‫ن عُ َ‬
‫ت اب ْ َ‬
‫" َرأي ْ ُ‬

‫‪ 1116‬حدثني الحسن بن محمد الذارع ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن‬


‫مهدي ‪ ،‬عن معاذ بن العلء ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬قال ‪ " :‬رأيت ابن عمر‬
‫يدعو بالماء يوم عاشوراء من غير ظمأ " *‬

‫ْ‬ ‫َ‬
‫مه ِ " *‬ ‫ي عََلى َ‬
‫صوْ ِ‬ ‫شوَراءَ إ ِّل أ ْ‬
‫ن ي َأت ِ َ‬ ‫عا ُ‬
‫م َ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫َل ي َ ُ‬
‫صو ُ‬

‫‪ 1117‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب الثقفي ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪،‬‬
‫عن نافع ‪ :‬أن ابن عمر كان ل يصوم يوم عاشوراء إل أن يأتي على‬
‫صومه " *‬

‫ه"*‬
‫م ُ‬
‫صو ُ‬
‫م يَ ُ‬ ‫ن ال َْقا ِ‬
‫س ُ‬ ‫شوَراءَ ‪ ،‬وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫عا ُ‬
‫م َ‬ ‫َل ي َ ُ‬
‫صو ُ‬

‫‪ 1118‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫عبد الرحمن بن القاسم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان ابن عمر ل يصوم عاشوراء ‪،‬‬
‫وكان القاسم يصومه " *‬

‫َ‬
‫حد ّث َِني عُب َي ْد ُ‬
‫ه"‪َ ،‬‬
‫م ُ‬
‫صَيا َ‬
‫وافِقَ ِ‬ ‫شوَراءَ إ ِّل أ ْ‬
‫ن يُ َ‬ ‫عا ُ‬
‫م َ‬ ‫َل ي َ ُ‬
‫صو ُ‬

‫‪ 1119‬حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪،‬‬


‫عن الوليد بن كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني نافع ‪ :‬أن عبد الله كان ل يصوم‬
‫عاشوراء إل أن يوافق صيامه " ‪ ،‬حدثني عبيد الله بن سعد الزهري‬
‫‪ ،‬حدثنا عمي ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن محمد بن إسحاق ‪ ،‬حدثني نافع ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عن عبد الله بن عمر مثله حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫علية ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر مثله *‬

‫صائ ِم ٍ " *‬ ‫َ‬


‫ما أَنا ب ِ َ‬
‫َ‬

‫‪ 1120‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬حدثنا شعيب بن الليث بن سعد ‪،‬‬


‫حدثني الليث ‪ ،‬عن جعفر بن ربيعة ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن هرمز ‪،‬‬
‫عن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل ‪ :‬أنه سأل عبد الله بن عمر‬
‫عن يوم عاشوراء ‪ -‬وهو يوم عاشوراء ‪ -‬فقال ‪ " :‬والله ما أنا‬
‫بصائم " *‬

‫" يوش ُ َ‬
‫ن‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫ن ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬
‫ضا َ‬ ‫من ْزِل َةِ َر َ‬
‫م َ‬ ‫ذا ال ْي َوْ َ‬
‫م بِ َ‬ ‫ذوا هَ َ‬
‫خ ُ‬
‫ن ت َت ّ ِ‬
‫كأ ْ‬ ‫ُ ِ‬

‫‪ 1121‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬حدثني الحشرج بن عبد الله‬


‫بن الحشرج المزني ‪ ،‬حدثنا عبد العزيز بن أبي سعد المزني ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أتينا عائذ بن عمرو المزني يوم عاشوراء في داره التي في‬
‫الجبان في بني مازن ‪ ،‬فقال للغلم ‪ " :‬يا غلم ‪ ،‬احلب الناقة "‬
‫فحلب وجاء بالعس ‪ ،‬فقال لرجل ‪ " :‬اشرب " ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني صائم ‪.‬‬
‫ثم قال للذي يليه ‪ " :‬اشرب " ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني صائم ‪ .‬قال ‪ " :‬تقبل‬
‫الله منا ومنكم " ثم قال للذي يليه ‪ " :‬اشرب " ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني صائم‬
‫‪ .‬قال ‪ " :‬يوشك أن تتخذوا هذا اليوم بمنزلة رمضان ‪ ،‬إنما كان هذا‬
‫اليوم واجبا قبل أن يفترض رمضان ‪ ،‬فلما نزل صوم رمضان نسخ‬
‫هذا اليوم ‪ ،‬فصار صومه تطوعا ‪ ،‬فمن شاء صام ‪ ،‬ومن شاء‬
‫أفطر ‪ ،‬ول بأس " والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال ‪ :‬إن‬
‫صوم يوم عاشوراء كان مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أمته قبل نزول فرض شهر رمضان ‪ ،‬كالذي تتابعت به الخبار التي‬
‫ذكرناها قبل عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬كان‬
‫يأمرهم بذلك قبل وجوب صوم شهر رمضان ‪ ،‬فلما فرض الله عز‬
‫وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به صوم شهر‬
‫رمضان ‪ ،‬لم ينههم عن صومه ‪ ،‬ولم يأمرهم بصومه المر الذي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كان يأمرهم به قبل وجوب صوم شهر رمضان ‪ ،‬ولكنه كان يندبهم‬
‫إلى صومه ‪ ،‬بتعريفه إياهم ما لهم فيه من الجر والثواب ‪ ،‬فمن‬
‫صامه طالبا به الجر من الله عز وجل ‪ ،‬متحريا بصومه إدراك ما‬
‫وعد الله تعالى صائميه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم‬
‫من الثواب ‪ ،‬رجونا له إدراك ما أمل ورجا به من الله تعالى ‪ ،‬ومن‬
‫ترك صومه ‪ ،‬وآثر الفطار فيه على صومه ؛ إيثارا منه ما هو أفضل‬
‫منه من العمال عليه ‪ ،‬رجونا له أيضا بذلك أن يدرك ما أمل‬
‫بإفطاره وإيثار غيره من العمل الذي هو أفضل عليه ‪ ،‬ومن أفطره‬
‫لقولي ذلك ‪ ،‬فإنما هو تارك فضل ‪ ،‬ل لوم عليه في تركه ‪ .‬فإن‬
‫قال لنا قائل ‪ :‬فما وجه كراهة من كره صومه من أصحاب رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم ؟ قيل ‪ :‬وجه كراهتهم ذلك‬
‫نظير كراهة من كره صوم رجب ؛ إذ كان شهرا كانت الجاهلية‬
‫تعظمه ‪ ،‬فكره من كره صومه أن يعظمه في السلم بصومه‬
‫تعظيم أهل الجاهلية إياه في الشرك ‪ ،‬فأراد بإفطاره وضع منار‬
‫الكفر ‪ ،‬وهدم أعلم الشرك ‪ .‬وكذلك عاشوراء ‪ ،‬كان ‪ -‬كما قد‬
‫ذكرنا الخبر قبل عمن ذكرنا ذلك عنه ‪ -‬يوما يصومه أهل الشرك‬
‫في الجاهلية ‪ ،‬فأراد بإفطاره والنهي عن صومه ‪ -‬من أفطره وكره‬
‫صومه ‪ -‬إبطال ما أبطله الله تعالى بما شرع لعباده من فرض‬
‫صوم شهر رمضان ‪ ،‬من سنة أهل الجاهلية في صومه ‪ ،‬ومن غير‬
‫تحريم منه صومه على من صامه ‪ ،‬ول موئسه من الثواب الذي‬
‫وعد الله تعالى صائميه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫إذا صامه مبتغيا بصومه إياه استنجاز وعده ذلك ‪ ،‬ل مريدا به إحياء‬
‫سنة أهل الشرك ‪ ،‬وكذلك ذلك في صوم رجب *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ‪ " :‬فإنك إذا‬
‫فعلت ذلك هجمت له العين ‪ ،‬ونفهت له النفس " ‪ ،‬يعني بقوله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬هجمت له العين " ‪ :‬غارت في الحجاج ‪،‬‬
‫ودخلت في عظمه ‪ .‬ومنه قيل ‪ :‬هجم فلن على فلن منزله ‪ :‬إذا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ولج عليه فيه بغير إذن ‪ .‬ويقال أيضا ‪ :‬هجم على القوم منزلهم ‪:‬‬
‫إذا سقط عليهم وأما قوله عليه السلم ‪ " :‬ونفهت له النفس " ‪،‬‬
‫فإنه يعني ‪ :‬وكلت له النفس ورزحت ‪ ،‬كالناقة النافهة من السير ‪.‬‬
‫ومنه قول رؤبة بن العجاج ‪ :‬به تمطت غول كل ميله بنا حراجيج‬
‫المهاري النفه والنفه ‪ :‬جمع نافه ‪ ،‬وهو الذي قد كل من السير‬
‫وأعيا ‪ .‬وأما قوله في الخبر الخر ‪ " :‬فإنك إذا فعلت ذلك هجمت‬
‫العينان ونهمت النفس " ‪ ،‬فإني أخشى أن يكون غير محفوظ ؛‬
‫وذلك أن النهم ‪ :‬إفراط الشهوة في الطعام ‪ ،‬وأن ل يشبع الكل‬
‫ول تمتلئ عينه ‪ ،‬وليس ذلك من فعل الصوم بصاحبه ‪ ،‬بل هو إلى‬
‫الفطم عن الشهوات إذا توبع أقرب منه إلى أن يورث ذلك‬
‫صاحبه ‪ .‬والنهم ‪ -‬بسكون الهاء ‪ -‬معنى غير هذا ‪ ،‬وهو زجر البل ‪.‬‬
‫وليس لذلك في هذا الموضع أيضا وجه ‪ .‬ومن ذلك أيضا قوله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬وإن لزورك عليك حقا " ‪ ،‬والزور ‪ :‬الضيف ‪،‬‬
‫والرجل يأتيه زائرا ‪ ،‬الواحد والثنان والثلثة ‪ ،‬والمذكر والمؤنث ‪،‬‬
‫في ذلك بلفظ واحد ‪ .‬يقال ‪ :‬هذا رجل زور ‪ ،‬وهذان رجلن زور ‪،‬‬
‫وهم قوم زور ‪ ،‬فيوحد في كل حالة ؛ لنه مصدر وضع مواضع‬
‫السماء ‪ ،‬ومثل ذلك ‪ :‬هم قوم صوم ‪ ،‬وفطر ‪ ،‬وعدل ‪ ،‬الواحد‬
‫والجماعة والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ‪ .‬والزور في غير هذا ‪:‬‬
‫أعلى الصدر ‪ ،‬وإياه عنى ابن ميادة بقوله ‪ :‬كأن قرادي زوره‬
‫طبعتهما بطين من الجولن كتاب أعجم وأما الزور بضم الزاي ‪:‬‬
‫فالباطل والكذب ‪ ،‬والعرب تسمي كل ما عبد من دون الله تعالى‬
‫زورا ‪ ،‬وزونا ‪ .‬ومن الزور قول الراجز ‪ :‬جاءوا بزوريهم وجئنا‬
‫بالصم شيخ لنا قد كان من عهد إرم شيخ لنا معاود ضرب البهم‬
‫ومن الزون ‪ -‬بالنون في ذلك ‪ -‬قول رؤبة بن العجاج ‪ :‬وهنانة‬
‫كالزون يجلى صنمه تضحك عن أشنب عذب ملثمه وللزور معنى‬
‫آخر ‪ ،‬وهو أن يقال للرجل الذي ل رأي له ‪ :‬رجل ليس له زور ‪.‬‬
‫وأما الزير بكسر الزاي ‪ ،‬فإنه غير ذلك كله ‪ ،‬وهو الرجل الذي يعتاد‬
‫النساء ‪ ،‬ويميل إلى محادثتهن وملعبتهن ‪ .‬ومنه قول رؤبة بن‬
‫العجاج ‪ :‬قلت لزير لم تصله مريمه ضليل أهواء الصبا يندمه وقول‬
‫مهلهل ‪ :‬فلو نبش المقابر عن كليب فيعلم بالذنائب أي زير والزير‬
‫أيضا ‪ :‬أحد أوتار العود ‪ .‬وأما قول المنهال ‪ :‬أمرني رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم بأيام البيض ‪ .‬فإن أيام البيض من كل شهر‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ثلثة أيام ‪ :‬وهو الثالث العشر ‪ ،‬والرابع العشر ‪ ،‬والخامس العشر ‪.‬‬
‫وإنما قيل لهن البيض ؛ لتصال البياض فيهن من أول الليل إلى‬
‫آخره ‪ ،‬بطلوع القمر فيهن ‪ ،‬مع مغيب الشمس ‪ ،‬إلى أن يبدو وضح‬
‫النهار من صبيحة كل ليلة منهن ‪ .‬ولهن أسماء غير ذلك ‪ ،‬فاسم‬
‫ليلة ثلث عشرة من ذلك عند العرب ‪ :‬ليلة السواء ‪ ،‬وإنما قيل لها‬
‫ليلة السواء ؛ لنه يستوي فيها القمر ‪ ،‬وهي ليلة التمام ‪ ،‬يقال هذه‬
‫ليلة تمام القمر ‪ ،‬وذلك وفاء ثلث عشرة ‪ ،‬واسم ليلة أربع عشرة ‪:‬‬
‫ليلة البدر ‪ ،‬وإنما قيل لها ذلك ؛ لن القمر يبادر الشمس بالغداة ‪،‬‬
‫ويطلع بالعشي قبل غروبها ‪ ،‬وأما ليلة خمس عشرة ‪ ،‬فإنها يقال‬
‫لها ‪ :‬ليلة النصف ‪ .‬وأما قول نعيم بن قعنب ‪ :‬فجعل ‪ -‬يعني أبا ذر ‪-‬‬
‫يهذب الركوع ويخفه ‪ .‬فإنه يعني بقوله ‪ :‬يهذب ‪ :‬يسرع ويعجل‬
‫فيه ‪ ،‬والعرب تقول للخيل إذا أسرعت الركض ‪ :‬مرت تهذب ‪،‬‬
‫ومرت تلهب ‪ ،‬ومرت تحصب ‪ .‬وأما قول معاذ ‪ :‬لتخضمن الدهر ‪،‬‬
‫ولتصومن الدهر ‪ .‬فإنه يعني بقوله ‪ :‬لتخضمن الدهر ‪ :‬لتأكلن الدهر‬
‫أكل بسعة ‪ .‬والخضم ‪ :‬الكل بجميع الفم ‪ ،‬والقضم دون ذلك ‪ ،‬يقال‬
‫في مثل ‪ :‬قد يبلغ الخضم بالقضم ‪ ،‬يقال ‪ :‬خضمت الشيء فأنا‬
‫أخضمه خضما ‪ .‬وحدثت عن الصمعي ‪ ،‬عن ابن أبي طرفة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قدم أعرابي على ابن عم له مكة وقال ‪ :‬إن هذه بلد مقضم ‪،‬‬
‫وليست بلد مخضم ‪ .‬وإنما أراد معاذ بقوله ‪ :‬لتخضمن الدهر ‪،‬‬
‫ولتصومن الدهر ‪ :‬أنا إذا صمنا ثلثا من كل شهر ‪ ،‬وأفطرنا سائره ‪،‬‬
‫فقد صمنا الدهر كله ‪ ،‬وأكلنا بسعة الدهر كله ؛ لن صيام ثلثة أيام‬
‫من كل شهر صيام الدهر كله‬

‫َ‬
‫ك‪،‬‬
‫مال ِ ٍ‬
‫ن َ‬
‫س بْ ِ‬
‫ث أن َ ِ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬ ‫ض ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬

‫ذكر ما لم يمض ذكره من حديث أنس بن مالك ‪ ،‬عن عمر بن‬


‫الخطاب ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫َ‬
‫ك‪#،‬‬
‫مال ِ ٍ‬
‫ن َ‬
‫س بْ ِ‬
‫ث أن َ ِ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬ ‫ض ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬

‫ن‬
‫ت عَ ْ‬
‫جب ْ َ‬ ‫ت ‪ :‬ل َوْ َ‬
‫ح َ‬ ‫صّلى ‪ ،‬وَقُل ْ ُ‬
‫م َ‬
‫م ُ‬
‫هي َ‬
‫مَقام ِ إ ِب َْرا ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوا ِ‬ ‫َوات ّ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1122‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن حميد ‪ ،‬عن‬
‫أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عمر بن الخطاب ‪ " :‬وافقت ربي في‬
‫ثلث ‪ -‬أو وافقني ربي في ثلث ‪ -‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬لو اتخذت‬
‫المقام مصلى ؟ فأنزل الله عز وجل ‪ :‬واتخذوا من مقام إبراهيم‬
‫مصلى ‪ ،‬وقلت ‪ :‬لو حجبت عن أمهات المؤمنين ؛ فإنه يدخل عليك‬
‫البر والفاجر ‪ ،‬فنزلت آية الحجاب ‪ .‬قال ‪ :‬وبلغني عن أم المؤمنين‬
‫شيء ‪ ،‬فاستقريتهن أقول لهن ‪ :‬لتكفن عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن ‪ ،‬حتى أتيت على‬
‫إحدى أمهات المؤمنين ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا عمر ‪ ،‬أما في رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت ؟ فكففت ‪،‬‬
‫فأنزل الله هذه الية ‪ :‬عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا‬
‫منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات " الية ‪،‬‬
‫حدثنا أبو كريب ‪ ،‬ويعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرنا حميد ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عمر بن الخطاب ‪ :‬وافقت‬
‫ربي في ثلث ‪ .‬ثم ذكر نحوه ‪ ،‬إل أنه قال ‪ :‬فقلت لهن ‪ :‬عسى ربه‬
‫إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ‪ ،‬فنزلت كذلك *‬

‫ل عَل َي ْ َ‬
‫ك‬ ‫خ ُ‬
‫ه ي َد ْ ُ‬ ‫صّلى ‪ ،‬وَقُل ْ ُ‬
‫ت ‪ :‬إ ِن ّ ُ‬ ‫م َ‬
‫م ُ‬
‫هي َ‬
‫مَقام ِ إ ِب َْرا ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوا ِ‬ ‫َوات ّ ِ‬

‫‪ 1123‬حدثني يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن حميد ‪ ،‬عن‬


‫أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عمر ‪ " :‬وافقت ربي في ثلث ‪ -‬أو وافقني ربي‬
‫في ثلث ‪ -‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬لو اتخذنا المقام قبلة ‪ ،‬فأنزل‬
‫الله ‪ :‬واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ‪ ،‬وقلت ‪ :‬إنه يدخل عليك‬
‫البر والفاجر ‪ ،‬فلو حجبت أمهات المؤمنين ‪ ،‬فأنزل الله آية الحجاب‬
‫‪ ،‬وبلغني عن بعض أمهات المؤمنين شدة على النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وأذاهن إياه ‪ ،‬فاستقريتهن امرأة امرأة ‪ ،‬أعظها‬
‫وأنهاها عن أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وأقول ‪ :‬إن‬
‫أبيتن أبدله الله خيرا منكن ‪ ،‬حتى أتيت ‪ -‬حسبت أنه قال ‪ :‬أتيت‬
‫على زينب ‪ -‬فقالت ‪ :‬يا ابن الخطاب ‪ ،‬أما في رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت ؟ فأمسكت ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فأنزل الله ‪ :‬عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن "‬
‫حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن زريع ‪ ،‬عن‬
‫حميد ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬عن عمر مثله حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫سهل بن يوسف ‪ ،‬عن حميد ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬وافقت‬
‫ربي في ثلث ‪ -‬أو وافقني ربي في ثلث ‪ .‬ثم ذكر نحوه *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬ل علة فيه‬
‫توهنه ‪ ،‬ول سبب يضعفه ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين‬
‫سقيما غير صحيح ؛ وذلك أنه خبر ل يعرف له مخرج عن عمر إل‬
‫من هذا الوجه ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه‬

‫ْ ْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬


‫ن َفائ ِد َةِ العِلم ِ‬
‫م ْ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬

‫ذكر ما في هذا الخبر من فائدة العلم والذي في هذا الخبر من‬


‫فائدة العلم الدللة على أن أصح القراءتين في قوله ‪ :‬واتخذوا من‬
‫مقام إبراهيم مصلى كسر الخاء من قوله ‪ :‬واتخذوا على وجه المر‬
‫؛ لخبار عمر عن تنزيل الله إياه على رسوله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ ،‬أمرا منه له باتخاذه من ذلك مصلى ‪ .‬وفيه أيضا الدللة الواضحة‬
‫على أن سبيل النساء ‪ -‬فيمن كان يلزمهم أن يحتجبن منه من‬
‫الرجال برهة من الزمان ‪ ،‬بعد إرسال الله رسوله محمدا صلى الله‬
‫عليه وسلم إلى خلقه ‪ ،‬وفيمن كان لهن أن يظهرن له ‪ -‬كانت‬
‫سبيل الرجال ‪ ،‬حتى فرق الله بين أحكامهن وأحكامهم في ذلك ‪،‬‬
‫مما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من آية الحجاب ‪،‬‬
‫وذلك لقول عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬لو حجبت‬
‫أمهات المؤمنين ‪ .‬وفيه أيضا الدللة على أن الذي هو أفضل للمرء‬
‫وأحسن به ‪ ،‬الصبر على أذى أهله والغضاء عنهم ‪ ،‬والصفح عما‬
‫يناله منهم من مكروه في ذات نفسه ‪ ،‬دون ما كان في ذات الله ؛‬
‫وذلك للذي ذكر عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صبره على ما كان يكون إليه منهن بقوله ‪ :‬بلغني عن بعض أمهات‬
‫المؤمنين شدة على رسول الله وأذاهن إياه ‪ .‬ولم يذكر عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أنه عاقبهن على ذلك ‪ ،‬بل ذكر أنه هو‬
‫الذي وعظهن عليه دون رسول الله ‪ ،‬حتى أنزل الله فيهن ما‬
‫أنزل ‪ .‬وبنحو الذي ذكر عمر عنه من خلقه معهن ‪ ،‬تتابعت الخبار‬
‫عنه ‪ ،‬وإلى مثل الذي كان يستعمل معهن من الخلق ندب أمته‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ .‬ذكر ما صح سنده من الخبار الواردة علينا‬
‫عنه بذلك‬

‫ن َفائ ِد َةِ ال ْعِل ْم ِ ‪#‬‬


‫م ْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما ِفي هَ َ‬

‫م ِل َهْل ِهِ " *‬


‫خي ُْرك ُ ْ‬ ‫خي ُْرك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1124‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد‬


‫بن عبد الرحمن الطفاوي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن عائشة ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬خيركم‬
‫خيركم لهله " *‬

‫م ِل َهِْلي " *‬ ‫م ِل َهْل ِهِ ‪ ،‬وَأ ََنا َ‬


‫خي ُْرك ُ ْ‬ ‫خي ُْرك ُ ْ‬ ‫خي ُْرك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1125‬حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الفريابي ‪ ،‬عن‬


‫سفيان ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬خيركم خيركم لهله ‪ ،‬وأنا‬
‫خيركم لهلي " *‬

‫سائ ِهِ " *‬ ‫خَياُرك ُ ْ‬


‫م ل ِن ِ َ‬ ‫خَياُرك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫" ِ‬

‫‪ 1126‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حفص بن غياث ‪ ،‬عن محمد‬


‫بن عمرو ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬خياركم خياركم لنسائه " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫" عََلم يعمد أ َحدك ُم فَيجل ِد ا َ‬


‫جعَُها‬
‫ضا ِ‬ ‫جل ْد َ ال ْعَب ْدِ ‪ ،‬وَل َعَل ّ ُ‬
‫ه يُ َ‬ ‫ه َ‬
‫مَرأت َ ُ‬
‫َ َْ ِ ُ َ ُ ْ َ ْ ُ ْ‬

‫‪ 1127‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الطفاوي ‪ ،‬عن‬


‫هشام ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عبد الله بن زمعة ‪ ،‬قال ‪ :‬خطب رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم فذكر النساء ‪ ،‬فقال ‪ " :‬علم يعمد أحدكم‬
‫فيجلد امرأته جلد العبد ‪ ،‬ولعله يضاجعها من يومه " *‬

‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ل ‪ :‬قُل ْ ُ‬
‫ت ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫" فَط َل ّْقَها إ ِ ً‬
‫ذا " ‪َ .‬قا َ‬

‫‪ 1128‬حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحكم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن‬


‫سليم الطائفي ‪ ،‬عن إسماعيل بن كثير ‪ ،‬عن عاصم بن لقيط بن‬
‫صبرة ‪ ،‬عن أبيه لقيط ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إن لي امرأة ‪،‬‬
‫وإن في لسانها شيئا ‪ -‬يعني البذاء ‪ .‬قال ‪ " :‬فطلقها إذا " ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إن لها صحبة ‪ ،‬ولي منها ولد ‪ .‬قال ‪" :‬‬
‫فمرها ‪ -‬يقول ‪ :‬عظها ‪ -‬فإن كان فيها خير فستقبل ‪ ،‬ول تضرب‬
‫ظعينتك كضربك أميتك " فإن قال لنا قائل ‪ :‬فإن كان الفضل في‬
‫الصفح عنهن ‪ ،‬والصبر على أذاهن ‪ ،‬واحتمال مكروههن ‪ ،‬فما وجه‬
‫الخبر الذي *‬

‫م"*‬ ‫ث ي ََراهُ ال ْ َ‬
‫خادِ ُ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫سوْط َ َ‬
‫ك َ‬ ‫" عَل ّقْ َ‬

‫‪ 1129‬حدثكموه ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حميد بن عبد الرحمن‬


‫الرؤاسي ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬عن داود بن علي بن عبد الله بن‬
‫عباس ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬علق سوطك حيث يراه الخادم " *‬

‫م‬ ‫صا َ‬
‫ك عَن ْهُ ْ‬ ‫ك عََلى أ َهْل ِ َ‬
‫ك ‪ ،‬وََل ت َْرفَعْ عَ َ‬ ‫ن ط َوْل ِ َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫" أن ِْفقْ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1130‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن‬


‫راشد أبي محمد ‪ ،‬عن شهر بن حوشب ‪ ،‬عن أم الدرداء ‪ ،‬عن أبي‬
‫الدرداء ‪ ،‬قال ‪ :‬أوصاني خليلي أبو القاسم ‪ ،‬وقال ‪ " :‬أنفق من‬
‫طولك على أهلك ‪ ،‬ول ترفع عصاك عنهم ‪ ،‬أخفهم لله " *‬

‫صا َ‬
‫ك"*‬ ‫م عَ َ‬ ‫ف أ َهْل َ َ‬
‫ك ‪ ،‬وََل ت َْرفَعْ عَن ْهُ ْ‬ ‫" أَ ِ‬
‫خ ْ‬

‫‪ 1131‬حدثنا ابن خلف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا كثير بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫النضر بن معبد ‪ ،‬عن محمد بن واسع ‪ ،‬عن عبد الله بن الصامت ‪،‬‬
‫عن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬قام رجل فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أوصني ‪ .‬فقال‬
‫‪ " :‬أخف أهلك ‪ ،‬ول ترفع عنهم عصاك " *‬

‫َ‬ ‫ن أ َهْل ِ َ‬
‫س َ‬
‫ك"‬ ‫ن ن َْف ِ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫صْفهُ ْ‬
‫ك ‪ ،‬وَأن ْ ِ‬ ‫صا َ‬
‫ك عَ ْ‬ ‫" َل ت َ َ‬
‫ضع ْ ع َ َ‬

‫‪ 1132‬حدثني ابن البرقي ‪ ،‬وابن عسكر البخاري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن‬


‫أبي مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا نافع بن يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني سيار بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬عن يزيد بن قوذر عن سلمة بن شريح ‪ ،‬عن عبادة بن‬
‫الصامت ‪ ،‬قال ‪ :‬أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫" ل تضع عصاك عن أهلك ‪ ،‬وأنصفهم من نفسك " وما أشبه ذلك‬
‫من الخبار المروية عن رسول الله في ذلك ؟ قيل ‪ :‬قد اختلف‬
‫أهل العلم في ذلك ‪ .‬فقال بعضهم ‪ :‬هذه أخبار غير جائز الحتجاج‬
‫بها في الدين لوهاء أسانيدها ‪ ،‬وضعف بعض من في نقلتها‬
‫ورواتها ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإذ كان المر في ذلك كذلك ‪ ،‬فأفضل الخلق‬
‫التي يتخلق بها الرجل في أهله ‪ ،‬الصبر عليهم ‪ ،‬والصفح عنهم ‪،‬‬
‫على ما تتابعت به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبار‬
‫الصحاح السانيد ‪ .‬وقال آخرون بتصحيح هذه الخبار ‪ ،‬ثم اختلف‬
‫مصححو ذلك بينهم في معناه ‪ .‬فقال بعضهم ‪ :‬معنى ذلك ‪ :‬أن‬
‫يضرب الرجل امرأته إذا رأى منها ما يكره ‪ ،‬فيما يجب عليها في‬
‫طاعته ‪ ،‬واعتلوا بأن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم والتابعين كانوا يفعلون ذلك ؛ اتباعا منهم أمر رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم فيه *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن ي َْفعَ ُ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫ض َ‬
‫ن ب َعْ ِ‬ ‫ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ عَ ْ‬

‫ذكر الخبار عن بعض من كان يفعل ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن ي َْفعَ ُ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫ض َ‬
‫ن ب َعْ ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ عَ ْ‬

‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫ي ب ْن أ َِبي َ‬


‫ت عَب ْدِ اللهِ ب ْ ِ‬
‫ح َ‬
‫ه تَ ْ‬ ‫م ُ‬
‫ح َ‬
‫ب َر ِ‬
‫طال ِ ٍ‬ ‫ة عَل ِ ّ ِ‬
‫اب ْن َ ُ‬

‫‪ 1133‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير بن عبد الحميد ‪ ،‬عن‬


‫مغيرة ‪ ،‬عن أم موسى ‪ ،‬قالت ‪ " :‬كانت ابنة علي بن أبي طالب‬
‫رحمه الله تحت عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد‬
‫المطلب ‪ ،‬فربما ضربها ‪ ،‬فتجيء إلى الحسن بن علي فتشتكي ‪،‬‬
‫وقد لزق درع من حديد بجسدها من الضرب ‪ ،‬فيقسم عليها‬
‫لترجعن إلى بيت زوجها " *‬

‫َ‬
‫داَنا‬ ‫ب عََلى إ ِ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ن إِ َ‬
‫ذا عَت َ َ‬ ‫ت الّزب َي ْرِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫كا َ‬ ‫ح َ‬
‫سوَةٍ ت َ ْ‬
‫َراب ِعَ أْرب َِع ن ِ ْ‬

‫‪ 1134‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن هشام بن‬
‫عروة ‪ ،‬عن فاطمة بنت المنذر ‪ ،‬عن أسماء بنت أبي بكر قالت ‪" :‬‬
‫كنت رابع أربع نسوة تحت الزبير ‪ ،‬فكان إذا عتب على إحدانا ‪ ،‬فك‬
‫عودا من عيدان المشجب ‪ ،‬فضربها به حتى يكسره عليها " *‬

‫جل َزٍ ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫َ‬


‫ن‬ ‫ذا هُوَ قَد ْ وَقَعَ ب َي ْن َ ُ‬
‫ه وَب َي ْ َ‬ ‫ت عََلى أِبي ِ‬
‫م ْ‬ ‫خل ْ ُ‬
‫دَ َ‬

‫‪ 1135‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني حرمي بن عمارة ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عمارة ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على أبي مجلز ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وإذا هو قد وقع بينه وبين امرأته كلم ‪ ،‬فرفع العصا فشجها مثل‬
‫هذا ‪ -‬وأشار حرمي قدر نصف أنملة إصبعه ‪ .‬قال أبو موسى ‪ :‬قال‬
‫حرمي ‪ :‬فحدثت به سفيان بن عيينة ‪ ،‬فأعجبه *‬

‫ن‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬
‫كا َ‬ ‫ن أ َهْل ِ َ‬
‫ك " ‪َ .‬قا َ‬ ‫ك عَ ْ‬ ‫" َل ت َْرفَعْ عَ َ‬
‫صا َ‬

‫‪ 1136‬حدثني ابن عبد الرحيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي مريم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا سلم بن عيسى بن أبي سليمان ‪ ،‬عن محمد بن عجلن ‪ ،‬أنه‬
‫كان يحدث بهذا الحديث ‪ " :‬ل ترفع عصاك عن أهلك " ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فكان يشتري سوطا فيعلقه في قبته ‪ ،‬لتنظر إليه امرأته وأهله‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل ذلك أمر من النبي صلى الله عليه وسلم أمته‬
‫بأدب أهليهم ووعظهم ‪ ،‬وأن ل يخلوهم من تفقدهم بما يكون لهم‬
‫مانعا من الفساد عليهم ‪ ،‬والخلف لمرهم ‪ .‬قالوا ‪ :‬وذلك من قول‬
‫العرب ‪ :‬شق فلن عصا المسلمين ‪ :‬إذا خالف ألفتهم ‪ ،‬وفرق‬
‫جماعتهم ‪ ،‬كما قال جرير بن عطية ‪ :‬إذا بكرت سلمى فجد بكورها‬
‫وشق العصا بعد اجتماع أميرها ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وإنما عنى جرير بقوله ‪:‬‬
‫وشق العصا بعد اجتماع أميرها ‪ :‬أنه فرق جماعتهم بعد اللفة ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬ومن ذلك قيل للرجل إذا أقام بالمكان واستقر به واجتمع‬
‫إليه أمره ‪ :‬قد ألقى فلن عصاه ‪ ،‬وضرب فيه أرواقه ‪ ،‬وألقى‬
‫بوانيه كما قال الشاعر ‪ :‬فألقت عصاها واستقرت بها النوى كما قر‬
‫عينا بالياب المسافر ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وإنما قيل للرجل الرفيق السياسة ‪،‬‬
‫الحسن الثر فيما قام به ‪ :‬إنه للين العصا ؛ لتأليفه بين الشتات ‪،‬‬
‫وجمعه بين المختلفات ‪ ،‬واستعطافه قلوب رعيته ‪ ،‬كما قال معن‬
‫بن أوس المزني ‪ :‬عليه شريب وادع لين العصا يساجلها جماته‬
‫وتساجله ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فأما ضربها لغير الهجر في المضجع ‪ ،‬فغير جائز‬
‫له ذلك ‪ ،‬بل ذلك محرم عليه ‪ .‬قالوا ‪ :‬وبذلك جاءت الثار عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وعن السلف الصالحين ‪ .‬ومما‬
‫احتجوا به في ذلك من الثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ما *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مُر‬
‫جاءَ عُ َ‬ ‫ماءَ الل ّهِ " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫" َل ت َ ْ‬
‫ضرُِبوا إ ِ َ‬

‫‪ 1137‬حدثنا به أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن آدم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫ابن عيينة ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عبيد الله بن عمر أنه سمع إياس بن‬
‫عبد الله بن أبي ذباب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ل تضربوا إماء الله " ‪ ،‬قال ‪ :‬فجاء عمر فقال ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬إن النساء قد ذئرن على أزواجهن ‪ ،‬فأذن في ضربهن ‪.‬‬
‫فأطاف بآل محمد صلى الله عليه وسلم سبعون امرأة يشكون‬
‫أزواجهن ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لقد أطاف‬
‫بآل محمد صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشتكين أزواجهن ‪ ،‬ول‬
‫تجدون أولئك خياركم " *‬

‫ل ‪ :‬إني َل َبغَض الرج َ َ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ب ِ ِ‬


‫ن‬
‫لأ ْ‬ ‫ُ ّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ص ‪ ،‬فََقا َ ِ ّ‬
‫م َ‬
‫ح ْ‬ ‫" ن ََزل ْ ُ‬

‫‪ 1138‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن‬


‫الجريري ‪ ،‬عن لقيط بن المشاء الباهلي ‪ ،‬عن أبي أمامة الباهلي ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬نزلت عليه بحمص ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني لبغض الرجل أن يكون‬
‫ضيفا على أهل بيته ‪ .‬قال ‪ :‬فقيل ‪ :‬وما الضيف على أهل البيت ؟‬
‫قال ‪ :‬الرجل الشديد الخلق ‪ -‬أو السيئ الخلق ‪ -‬في أهله ‪ ،‬إذا دخل‬
‫هابته المرأة والشاة والخادم والهر ‪ ،‬كلهم يخاف أن يصيبهم بشر‬
‫قبل أن يخرج ‪ ،‬فذلك كأنه ضيف على أهله " قالوا ‪ :‬وقد حرم الله‬
‫تعالى ذكره أذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ‪ ،‬فقال جل‬
‫ثناؤه ‪ :‬والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد‬
‫احتملوا بهتانا وإثما مبينا ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإذ كان الله تعالى ذكره قد حرم‬
‫أذاهن بغير ما استحققن به الذى ‪ ،‬فضربهن بغير ما اكتسبن أحرم‬
‫وأبعد من الجواز ‪ ،‬والصواب من القول في ذلك عندنا أنه غير جائز‬
‫لحد ضرب أحد من الناس ‪ ،‬ول أذاه إل بالحق ؛ لقول الله تعالى ‪:‬‬
‫والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا‬
‫بهتانا وإثما مبينا ‪ ،‬سواء كان المضروب امرأة وضاربها زوجها ‪ ،‬أو‬
‫كان مملوكا أو مملوكة وضاربه موله ‪ ،‬أو كان صغيرا وضاربه‬
‫والده ‪ ،‬أو وصي والده وصاه عليه ‪ .‬غير أن الله تعالى ذكره أباح‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫لهؤلء الذين سمينا ‪ -‬من ضرب من ذكرنا بالمعروف فيما فيه‬
‫صلحهم على وجه الدب ‪ -‬ما حظر على غيرهم ‪ ،‬إل لذي سلطان‬
‫وقيم للمسلمين ‪ ،‬أو من أقامه مقام نفسه في ذلك ‪ ،‬نص بعض‬
‫ذلك في تنزيله ‪ ،‬وأبان بعضه على لسان رسوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ .‬فمما نص في تنزيله ‪ :‬إطلقه لزوج المرأة ‪ -‬عند نشوزها‬
‫عليه ‪ ،‬وامتناعها من أداء حقه الذي فرض جل ثناؤه عليها له ‪-‬‬
‫ضربها بالمعروف ‪ ،‬إذ كان قيما عليها ‪ ،‬فقال ‪ :‬واللتي تخافون‬
‫نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن‬
‫أطعنكم فل تبغوا عليهن سبيل ‪ .‬فإذ كان الله جل ثناؤه قد أطلق‬
‫في تنزيله للرجل من ضرب زوجته دون سلطانه في الحال التي‬
‫ذكرنا ‪ ،‬فبين أن كل ما كان من الحوال التي هي نظيرة حال‬
‫نشوزها عليه ‪ ،‬في ركوبها من معصية ما حرم الله عليها عصيانه‬
‫فيه ‪ ،‬فحكمها فيه نظير حالها عند نشوزها عليه ‪ ،‬فيما له من أدبها‬
‫وضربها بالمعروف دون السلطان ‪ ،‬وذلك كخروجها من منزله بغير‬
‫إذنه ورضاه من غير ضرورة ألجأتها إلى الخروج منه ‪ ،‬في غير ما‬
‫أباح الله لها الخروج فيه ‪ ،‬وكإذنها في منزله لمن ليس لها إذنه فيه‬
‫بغير إذنه ‪ ،‬ونحو ذلك ‪ .‬ومن نظائر ذلك كان يضربهن من كان‬
‫يضربهن من السلف الذين ذكرناهم ‪ ،‬وبنحو ذلك صح الخبر عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم *‬

‫َ‬
‫مان َةِ الل ّهِ ‪،‬‬
‫ن ب ِأ َ‬ ‫م أَ َ‬
‫خذ ْت ُ ُ‬
‫موهُ ّ‬ ‫ساءِ ‪ ،‬فَإ ِن ّك ُ ْ‬ ‫" ات ُّقوا الل ّ َ‬
‫ه ِفي الن ّ َ‬

‫‪ 1139‬حدثني يوسف بن سلمان البصري ‪ ،‬حدثنا حاتم بن‬


‫إسماعيل ‪ ،‬حدثنا جعفر بن محمد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬اتقوا الله في النساء ‪ ،‬فإنكم‬
‫أخذتموهن بأمانة الله ‪ ،‬واستحللتم فروجهن بكلمة الله ‪ ،‬إن لكم‬
‫عليهن أل يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ‪ ،‬فإن فعلن ذلك ‪،‬‬
‫فاضربوهن ضربا غير مبرح ‪ ،‬ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن‬
‫بالمعروف " وكذلك ضرب الرجل ولده ويتيمه ومملوكه ‪ -‬فيما له‬
‫من ذلك ‪ ،‬وفيما ليس له منه ‪ -‬شبيه القول فيما للرجل من ضرب‬
‫زوجته بالمعروف ‪ ،‬وفيما ليس له منه فله ضرب جميعهم على‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫تأديبهم ‪ ،‬على النظر لهم والصلح وبنحو الذي قلنا في ذلك قال‬
‫جماعة السلف من الصحابة والتابعين *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬

‫س َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫" أَ َ‬


‫ط"*‬ ‫حّتى ي َن ْب َ ِ‬
‫م َ‬
‫حد َهُ ْ‬
‫بأ َ‬ ‫ما أَنا فَأ ْ‬
‫ضرِ ُ‬ ‫ّ‬

‫‪ 1140‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة‬


‫‪ ،‬عن شميسة ‪ ،‬أنها قالت ‪ :‬ذكرت اليتيم عند عائشة ‪ ،‬فقالت ‪" :‬‬
‫أما أنا فأضرب أحدهم حتى ينبسط " *‬

‫س ْ‬
‫ط"*‬ ‫َ‬
‫حّتى ي َن ْب َ ِ‬
‫ه َ‬
‫م ُ‬
‫ب ي َِتي َ‬
‫ضرِ ُ‬
‫م يَ ْ‬
‫حد ُهُ ْ‬
‫أ َ‬

‫‪ 1141‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن‬


‫شميسة ‪ ،‬قالت ‪ :‬سألت عائشة عن أدب اليتيم ‪ ،‬فقالت ‪ " :‬إن‬
‫كان أحدهم يضرب يتيمه حتى ينبسط " *‬

‫مال ِهِ " ‪َ .‬قا َ‬


‫ل‬ ‫مال َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫غَير متأ َ‬
‫ك بِ َ‬ ‫ق َ‬ ‫وا‬
‫َ َ ٍ‬‫ل‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ث‬
‫َْ ُ َ ٍ‬

‫‪ 1142‬حدثنا يونس بن عبد العلى ‪ ،‬حدثنا ابن عيينة ‪ ،‬عن عمرو‬


‫بن دينار ‪ ،‬عن الحسن العرني ‪ :‬أن رجل جاء إلى النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فقال إن في حجري يتيما ‪ ،‬أفآكل من ماله بالمعروف‬
‫؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬نعم غير متأثل مال ‪ ،‬ول‬
‫واق مالك بماله " ‪ .‬قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أفأضربه ؟ قال ‪ " :‬مما‬
‫كنت ضاربا منه ولدك " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل ‪ :‬أ ََفآك ُ ُ‬
‫ل‬ ‫ضارًِبا اب ْن َ َ‬
‫ك " ‪َ .‬قا َ‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬
‫ت َ‬ ‫م ّ‬
‫ه ِ‬
‫ضرِب ْ ُ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 1143‬حدثني علي بن عبد الله الدهان ‪ ،‬حدثنا المفضل بن صالح‬


‫أبو جميلة ‪ ،‬عن عمرو بن دينار ‪ ،‬عن الحسن العرني ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫لنا عمرو وهو رجل من أهل العراق ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رجل ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬إن عندي يتيما ‪ ،‬أفأضربه ؟ قال ‪ " :‬اضربه مما كنت ضاربا‬
‫ابنك " ‪ .‬قال ‪ :‬أفآكل من ماله ؟ قال ‪ " :‬غير متق مالك بماله " *‬

‫ه وَل َد َ َ‬
‫ك " ‪َ .‬قا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫من ْ ُ‬
‫ضارًِبا ِ‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬
‫ت َ‬ ‫م ّ‬
‫ه ِ‬
‫ضرِب ْ ُ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 1144‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن‬


‫عمرو بن دينار ‪ ،‬عن الحسن العرني رجل من أهل الكوفة ‪ :‬أن‬
‫رجل قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬يتيمي أضربه ؟ قال ‪ " :‬اضربه مما كنت‬
‫ضاربا منه ولدك " ‪ .‬قال ‪ :‬فما آكل من ماله ؟ قال ‪ " :‬بالمعروف ‪،‬‬
‫غير متأثل ول واق مالك بماله " ‪ ،‬حدثنا ابن عبد العلى ‪ ،‬حدثنا‬
‫معتمر بن سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬قال يونس ‪ :‬حدثنا أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رجل ‪ :‬يا نبي الله ‪ ،‬مما أضرب منه يتيمي ؟ ثم ذكر نحوه *‬

‫ب وَل َد َهُ " *‬ ‫َ‬


‫ما أد ّ َ‬
‫ح ِفي َ‬
‫جَنا ٌ‬ ‫س عََلى ال ْ َ‬
‫وال ِدِ ُ‬ ‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1145‬حدثنا خلد بن أسلم ‪ ،‬أنبأنا النضر بن شميل ‪ ،‬أنبأنا عمران ‪،‬‬


‫عن حسان بن بلل ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبي بن كعب ‪ " :‬ليس على الوالد‬
‫جناح فيما أدب ولده " *‬

‫مادِ َوالّزْرِع " *‬


‫س َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫وال ِدِ وَل َد َهُ ِ‬
‫مث ْ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫ضْر ُ‬
‫َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1146‬حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني ‪ ،‬حدثنا زيد بن الحباب‬
‫‪ ،‬حدثنا عبد الله بن بكر المزني ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال لقمان‬
‫لبنه ‪ " :‬يا بني ضرب الوالد ولده مثل السماد والزرع " *‬

‫صّلى‬ ‫َ‬
‫ي َ‬ ‫ما قَوْ ُ‬
‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫من ْزِل َةِ وَل َدِهِ ‪َ ،‬‬
‫ضْرًبا َرِفيًقا " وَأ ّ‬ ‫هُوَ ب ِ َ‬

‫‪ 1147‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬حدثنا ابن وهب ‪ ،‬أنبأنا سليمان بن‬


‫بلل ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل يحيى بن سعيد عن الرجل يكون في حجره‬
‫اليتيم ‪ ،‬فهل يضربه على ما ينفعه ؟ فقال ‪ " :‬نعم هو بمنزلة‬
‫ولده ‪ ،‬ضربا رفيقا " وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل‬
‫الذي قال له ‪ :‬أوصني ‪ " :‬ل تضع عصاك عن أهلك ‪ ،‬وأخفهم في‬
‫الله " ‪ ،‬فإن معناه عندي بخلف ما ذهب إليه من ذكرت قوله ‪،‬‬
‫ممن وجه معناه إلى أنه أمر من النبي صلى الله عليه وسلم له‬
‫بوعظ أهله ‪ ،‬بل ذلك عندي الخبر الذي ذكرنا عن ابن عباس ‪ ،‬عنه‬
‫عليه السلم ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬علق السوط حيث يراه الخادم " ‪ ،‬حضا‬
‫منه صلى الله عليه وسلم إياه على تأديب أهله ‪ ،‬ومن في منزله‬
‫من خدمه وولده في ذات الله عز وجل ؛ لئل يركبوا موبقة ‪ ،‬أو‬
‫يكسبوه سبة باقيا عليه عارها ‪ ،‬أو يجروا جريرة يلحقه مكروهها ‪،‬‬
‫إما في عاجل وإما في آجل ‪ ،‬إذ كان الله تعالى ذكره قد جعله قيما‬
‫عليهم ‪ ،‬وجعله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫راعيا ‪ ،‬فقال عليه السلم ‪ " :‬الرجل راع على أهله وولده " ‪ ،‬كما‬
‫جعل المير راعيا على رعيته ‪ ،‬وعلى الراعي سياسة رعيته بما فيه‬
‫صلحها دينا ودنيا ‪ .‬ومن الدليل على معنى قول النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم لمن قال له ‪ " :‬ل تضع عصاك عن أهلك " ‪ ،‬هو ما‬
‫قلنا ‪ ،‬دون ما قاله من حكينا قوله ‪ ،‬وصفه لفاطمة بنت قيس أبا‬
‫جهم ‪ ،‬إذ أخبرته أنه خطبها ومعاوية ‪ ،‬إذ وصفه بالغلظة والشدة‬
‫على أهله بقوله ‪ " :‬أما أبو جهم فل يضع عصاه عن أهله " ‪،‬‬
‫فأعلمها صلى الله عليه وسلم بذلك غلظته على أهله وشدته‬
‫عليهم ‪ ،‬وأمرها أن تنكح غيره ‪ .‬فلو كان معنى قوله صلى الله عليه‬
‫وسلم للذي قال له ذلك ‪ " :‬ل تضع عصاك عن أهلك " ‪ :‬ل تخلهم‬
‫من تأديبك إياهم بالوعظ والتذكير ‪ ،‬دون الذي ذكرناه من أمره إياه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بالترهيب بالضرب أحيانا عند ركوبها مال يحل لها ركوبه من‬
‫المعاصي التي قد ذكرت قبل ‪ ،‬لم يكن لتزهيده فاطمة بنت قيس‬
‫في أبي جهم ‪ -‬بوصفه إياه لها بما وصفه به لها ‪ ،‬من تركه وضع‬
‫عصاه عن أهله ‪ -‬معنى ؛ إذ كان الوعظ والتذكير ل يوجبان‬
‫لصاحبهما ذما ‪ .‬وقد بين حقيقة ما قلنا في معنى قول النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم لفاطمة ‪ " :‬أما أبو جهم فإنه ل يضع عصاه عن‬
‫أهله " ما *‬

‫م‬‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ج‬


‫َ‬ ‫ما أ َُبو ال ْ‬
‫ّ‬
‫ل ل َه ‪ ،‬وأ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫ل َ‬
‫ل‬ ‫ٌ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫عا‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ما‬
‫ّ‬
‫" أَ‬
‫ِ‬

‫‪ 1148‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا وهب بن جرير ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫أبي بكر بن أبي الجهم ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت أنا وأبو سلمة بن عبد‬
‫الرحمن على فاطمة بنت قيس ‪ ،‬فحدثت أن زوجها طلقها طلقا‬
‫بائنا ‪ ،‬قالت ‪ :‬فلما انقضت عدتي ‪ ،‬خطبني معاوية وأبو الجهم ‪،‬‬
‫فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أما‬
‫معاوية فرجل ل مال له ‪ ،‬وأما أبو الجهم فرجل شديد على النساء‬
‫" ‪ .‬قالت ‪ :‬فخطبني أسامة بن زيد فتزوجته ‪ ،‬فبارك الله لي في‬
‫أسامة *‬

‫ب‬ ‫خ ّ‬
‫طا ٌ‬ ‫خط َب َِني ُ‬
‫عد ِّتي ‪َ ،‬‬
‫ت ِ‬
‫ض ْ‬ ‫ك َفآذِِنيِني " ‪ .‬فَل َ ّ‬
‫ما ان َْق َ‬ ‫عد ّت ُ ِ‬
‫ت ِ‬
‫ض ْ‬
‫ان َْق َ‬

‫‪ 1149‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫أبي بكر بن أبي الجهم ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت فاطمة بنت قيس ‪ ،‬تقول ‪:‬‬
‫أرسل إلي زوجي أبو عمرو بن حفص بن المغيرة مع عياش بن أبي‬
‫ربيعة بطلقي ‪ ،‬فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا‬
‫انقضت عدتك فآذنيني " ‪ .‬فلما انقضت عدتي ‪ ،‬خطبني خطاب‬
‫فيهم معاوية وأبو الجهم ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" أما معاوية فرثيث الحال ‪ ،‬وأبو الجهم يضرب النساء ‪ -‬أو فيه‬
‫شدة على النساء ‪ -‬ولكن عليك بأسامة بن زيد " ‪ ،‬أو قال ‪" :‬‬
‫انكحي أسامة بن زيد " فقد بين هذا الخبر أن معنى قول النبي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل تضع عصاك عن أهلك " إنما هو ما‬
‫ذكرنا من الشدة عليهم في ذات الله عز وجل ‪ ،‬بما يكون كافا لهم‬
‫عن اقتحام ما حرم الله عليهم ‪ ،‬رهبة منه ‪ ،‬وخوفا من عقابه لهم ‪.‬‬
‫وذلك أنه روى عن فاطمة بنت قيس ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬جماعة أنه قال لها ‪ " :‬إن أبا جهم ل يضع عصاه عن‬
‫أهله " ‪ ،‬وروت ذلك جماعة أخرى أنه قال لها ‪ " :‬إن فيه شدة على‬
‫النساء وغلظة " ‪ ،‬فعلم بذلك أن ذلك إنما هو معنى واحد ‪ ،‬اختلفت‬
‫به ألفاظ الرواة ؛ لتفاق معاني جميعها ؛ ولذلك استجازت الرواة‬
‫تغيير اللفاظ به ‪ .‬فإن قال قائل ‪ :‬وكيف يجوز أن يكون معناه‬
‫صلى الله عليه وسلم في قوله للذي قال له ‪ " :‬ل تضع عصاك عن‬
‫أهلك " ما وصفت ‪ ،‬ثم يقول لفاطمة بنت قيس في تكريهه إليها‬
‫نكاح أبي جهم أنه ل يضع عصاه عن أهله ‪ ،‬فيكره إليها نكاح من‬
‫عمل بما أدبه من الخلق ‪ ،‬وفعل ما ندبه إليه من الفعال ؛ لعلمه‬
‫بفعله ذلك وعمله به ؟ إن هذا من أخلق نبي الله صلى الله عليه‬
‫وسلم لبعيد ‪ ،‬إل أن يكون أحد هذين القولين منه ناسخا القول‬
‫الخر ‪ ،‬فإن كان كذلك ‪ ،‬فأيهما الناسخ منهما صاحبه وأيهما‬
‫المنسوخ ؟ قيل له ‪ :‬ليس في هذين القولين اللذين رويا عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسخ ول منسوخ ‪ ،‬بل كلهما‬
‫صحيح معناه ‪ ،‬مفهوم وجهه ومصدره ‪ .‬فأما قوله عليه السلم ‪" :‬‬
‫ل تضع عصاك عن أهلك " للذي قال ذلك له ‪ ،‬فإن معناه ما وصفنا‬
‫قبل من أمره صلى الله عليه وسلم إياه بإخافة أهله في ذات الله‬
‫عز وجل بما يكون رادعا لهم عن اقتحام حدود الله ‪ ،‬واجترام‬
‫معاصيه في حقوق الله تعالى التي ألزمهموها له أو لنفسه ‪ ،‬من‬
‫الترهيب والتخويف على النحو الذي قد وصفت قبل ذلك أنه راع‬
‫عليهم ‪ ،‬وهو مسئول عن سيرته التي سارها فيهم ‪ ،‬كما جاءت به‬
‫الثار عنه صلى الله عليه وسلم ‪ .‬وأما قوله لفاطمة ‪ " :‬أما أبو‬
‫جهم ‪ ،‬فإنه ل يضع عصاه عن أهله " ‪ ،‬فإنه معني به أنه ل يضع‬
‫عصاه عن أهله في الحق والباطل ؛ فلذلك كره صلى الله عليه‬
‫وسلم إليها نكاحه ‪ .‬يبين أن الذي قلنا من ذلك كالذي قلنا ما *‬

‫ه ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‪":‬‬ ‫حل َل ْ ُ‬
‫ت آذ َن ْت ُ ُ‬ ‫ت َفآذِِنيِني " ‪ .‬فَل َ ّ‬
‫ما َ‬ ‫حل َل ْ ِ‬
‫َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1150‬حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ‪ ،‬حدثنا أسد بن موسى ‪،‬‬


‫حدثنا ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن الحارث بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أبي‬
‫سلمة ‪ ،‬ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ‪ ،‬عن فاطمة بنت قيس ‪،‬‬
‫أنها قالت ‪ :‬قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا حللت‬
‫فآذنيني " ‪ .‬فلما حللت آذنته ‪ ،‬قال ‪ " :‬من خطبك " ؟ قالت ‪:‬‬
‫معاوية ‪ ،‬ورجل آخر من قريش ‪ .‬فقال ‪ " :‬أما معاوية فإنه فتى من‬
‫فتيان قريش ‪ ،‬ل شيء له ‪ ،‬وأما الخر فإنه صاحب شر ل خير‬
‫فيه ‪ ،‬فانكحي أسامة " ‪ .‬فكرهته ‪ ،‬فقال ‪ " :‬انكحيه " ‪ .‬فنكحته‬
‫ومن كان كذلك ‪ ،‬فل شك أنه غير متبع بفعله ذلك قوله صلى الله‬
‫عليه وسلم للذي أوصاه ‪ " :‬ل تضع عصاك عن أهلك " ؛ لنه صلى‬
‫الله عليه وسلم ل يأمر أحدا بضرب أحد في غير حق ‪ ،‬زوجة كانت‬
‫المضروبة أو أجنبية غريبة ‪ ،‬بل ذلك مما نهى عنه صلى الله عليه‬
‫وسلم بقوله لمته ‪ " :‬اتقوا الله في النساء ؛ فإنهن عندكم عوان‬
‫" ‪ .‬وبعد ‪ ،‬ففيما *‬

‫م‬ ‫عَقاب ُ َ‬
‫ك إ ِّياهُ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬وَك َذ َُبو َ‬
‫ك ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫صو ْ َ‬ ‫خاُنو َ‬
‫ك ‪ ،‬وَعَ َ‬ ‫ما َ‬
‫ب َ‬
‫س ُ‬
‫ح َ‬
‫" يُ ْ‬

‫‪ 1151‬حدثنا عباس ‪ ،‬عن قراد أبي نوح ‪ ،‬حدثنا الليث بن سعد‬


‫المصري ‪ ،‬عن مالك بن أنس ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬عن‬
‫عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجل من أصحاب النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم جلس بين يديه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله إن لي‬
‫مملوكين يكذبونني ‪ ،‬ويخونونني ‪ ،‬ويعصونني ‪ ،‬وأضربهم وأشتمهم ‪،‬‬
‫فكيف أنا منهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫يحسب ما خانوك ‪ ،‬وعصوك ‪ ،‬وكذبوك ‪ ،‬وعقابك إياهم ‪ ،‬فإن كان‬
‫عقابك إياهم بقدر ذنوبهم ‪ ،‬كان كفافا ‪ ،‬ل لك ول عليك ‪ ،‬وإن كان‬
‫عقابك إياهم فوق ذنوبهم ‪ ،‬اقتص لهم منك الفضل الذي بقي " ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ويهتف ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما له ؟‬
‫أما يقرأ كتاب الله عز وجل ‪ :‬ونضع الموازين القسط ليوم القيامة‬
‫فل تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بنا حاسبين ‪ ،‬فقال الرجل ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ما أجد شيئا أخير إلي‬
‫من فراق هؤلء ‪ ،‬إني أشهدك أنهم أحرار كلهم ما بين حقيقة ما‬
‫قلنا من أن الرجل بتجاوزه ما أباحه الله تعالى وأطلقه له من‬
‫القدر في أدب أهله بالضرب عند استحقاقهم ذلك منه متبع ‪ ،‬وبه‬
‫في الخرة مطالب ‪ ،‬وعنه مسؤول ؛ لن الذي أطلق لكل أحد في‬
‫أهله عند استيجابهم إياه من ذلك ‪ ،‬ما قد بينته قبل *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي َ‬

‫القول فيما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك في خبر إياس‬


‫بن عبد الله بن أبي ذباب أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬ذئر النساء على أزواجهن ‪ :‬يعني بذلك أنهن اجترأن عليهم‬
‫وتنكرن لهم عما كن عليه لهم من ‪ ،‬الطاعة إلى الخلف عليهم ‪،‬‬
‫يقال منه ‪ :‬هي امرأة ذائر ‪ -‬بغير هاء ‪ -‬ومنه قول عبيد بن البرص ‪:‬‬
‫ولقد أتانا عن تميم أنهم ذئروا لقتلى عامر وتغضبوا يعني بقوله ‪:‬‬
‫ذئروا ‪ :‬نفروا وأنكروا ‪ ،‬ويقال ‪ :‬أنفوا ‪ .‬ومنه أيضا قول النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم في حديث لقيط بن صبرة ‪ " :‬ل تضرب ظعينتك‬
‫كضربك أميتك " ‪ ،‬فالظعينة في كلم العرب ‪ :‬المرأة في الهودج ‪،‬‬
‫وتجمع ظعائن ‪ ،‬وظعنا ‪ ،‬وظعنا ‪ ،‬بتسكين العين وتحريكها ‪ ،‬وأظعانا‬
‫‪ .‬ومن الظعن قول لبيد بن ربيعة ‪ :‬شاقتك ظعن الحي حين تحملوا‬
‫فتكنسوا قطنا تصر خيامها ومن الظعان قول أعشى بني ثعلبة ‪:‬‬
‫وشاقتك أظعان لزينب غدوة تحملن حتى كادت الشمس تغرب ثم‬
‫كثر استعمال العرب ذلك حتى قالوا لزوجة الرجل وإن لم تكن‬
‫سائرة في هودج ‪ :‬ظعينته ‪ ،‬وقد تسميها العرب أيضا بأسماء أخر ‪،‬‬
‫تقول ‪ :‬هي زوجته ‪ ،‬وزوجه ‪ ،‬ومرته ‪ ،‬وطلته ‪ ،‬وحنته ‪ ،‬وقعيدته ‪،‬‬
‫وعرسه ‪ ،‬وجارته ‪ -‬ومن الجارة قول العشى ‪ :‬بانت لتحزننا عفاره‬
‫يا جارتي ما كنت جاره وحليلته ‪ ،‬وحاله ‪ -‬ومن الحال قول الخر ‪ :‬يا‬
‫رب حال حوقل وقاع تركتها مدنية القناع ‪ -‬وربضه ‪ ،‬وربضه ‪ .‬وأما‬
‫المية ‪ :‬فإنها تصغير أمة ‪ ،‬يقال ‪ :‬هذه أمة فلن ‪ ،‬ثم تصغر فيقال ‪:‬‬
‫هذه أميته ‪ .‬وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة ‪ " :‬إذا‬
‫انقضت عدتك فآذنيني " ‪ ،‬فلما انقضت آذنته ‪ .‬فإن معنى قول‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬فآذنيني " ‪ :‬فأعلميني انقضاء عدتك‬
‫‪ .‬يقال ‪ :‬قد آذن فلن فلنا بكذا ‪ :‬إذا أعلمه به ‪ ،‬فهو يؤذنه به‬
‫إيذانا ‪ ،‬ومنه قول الطرماح بن حكيم ‪ :‬آذن الناوي ببينونة ظلت‬
‫منها كصريع المدام وأما الذن ‪ ،‬بفتح اللف والذال ‪ ،‬فهو غير هذا ‪،‬‬
‫وذلك الستماع ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬أذن فلن لكلم فلن ‪ ،‬فهو يأذن له‬
‫أذنا ‪ :‬إذا استمع له ‪ .‬ومنه قول الله عز وجل ‪ :‬وأذنت لربها‬
‫وحقت ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت له وأطاعت ‪ .‬ومنه قول عدي بن زيد‬
‫العبادي ‪ :‬أيها القلب تعلل بددن إن همي في سماع وأذن وقول‬
‫الخر ‪ :‬في سماع يأذن الشيخ له وحديث مثل ماذي مشار ومنه‬
‫الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬ما أذن الله‬
‫لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن " ‪ .‬وأما الذن ‪،‬‬
‫بكسر اللف وسكون الذال ‪ ،‬فغير هذين المعنيين ‪ ،‬وهو التخلية‬
‫والطلق ‪ .‬يقال منه ‪ :‬قد أذن فلن لفلن في هذا المر ‪ ،‬فهو يأذن‬
‫له إذنا ‪ :‬أطلقه له ‪ ،‬وخلى بينه وبينه ‪ .‬ومنه قول الله عز وجل ‪:‬‬
‫وما هم بضارين به من أحد إل بإذن الله ‪ ،‬يعني به ‪ :‬إل بتخلية الله‬
‫لهم ‪ ،‬وضرهم من ضروه بذلك ‪ .‬وفي قول النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم الذي ذكره لقيط بن صبرة عنه أنه قال ‪ " :‬ل تضرب‬
‫ظعينتك كضربك أميتك " الدللة الواضحة على أن للرجل ضرب‬
‫أمته فيما تستحق الضرب عليه ‪ ،‬وفيه أيضا البيان عن أن قول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم الذي‬

‫ب‪#‬‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي َ‬
‫َ‬ ‫" َل يُقول َ َ‬
‫مِتي ‪ .‬ك ُل ّك ُ ْ‬
‫م عَِبيد ُ‬ ‫دي ‪ ،‬أ َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م ‪ :‬عَب ْ ِ‬ ‫نأ َ‬‫ّ‬ ‫َ‬

‫‪ 1152‬حدثني به زيد بن خالد بن خداش الواسطي ‪ ،‬حدثنا خالد بن‬


‫عبد الله الواسطي ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن إسحاق ‪ ،‬عن العلء بن‬
‫عبد الرحمن ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يقولن أحدكم ‪ :‬عبدي ‪ ،‬أمتي ‪ .‬كلكم‬
‫عبيد الله ‪ ،‬وكل نسائكم إماء الله ‪ ،‬لكن ليقل أحدكم ‪ :‬فتاي أو‬
‫فتاتي أو جاريتي " ‪ ،‬حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع البصري ‪،‬‬
‫حدثنا بشر بن المفضل ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ‪ ،‬عن العلء‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم بنحوه *‬

‫َ َ‬ ‫" َل يُق ْ َ‬
‫عَباد ُ‬ ‫مِتي ‪ ،‬ك ُل ّك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫دي أوْ أ َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م ‪ :‬عَب ْ ِ‬ ‫لأ َ‬ ‫َ‬

‫‪ 1153‬حدثنا يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬حدثني حفص‬


‫بن ميسرة ‪ ،‬عن العلء بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يقل أحدكم ‪ :‬عبدي‬
‫أو أمتي ‪ ،‬كلكم عباد الله ‪ ،‬وكل نسائكم إماء الله ‪ ،‬ولكن ليقل ‪:‬‬
‫غلمي ‪ ،‬وجاريتي ‪ ،‬وفتاي ‪ ،‬وفتاتي " *‬

‫مِتي ‪ ،‬وَل ْي َُق ْ‬ ‫َ‬ ‫" َل يُق ْ َ‬


‫ل‪:‬‬ ‫دي ‪ ،‬أ َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م ‪ :‬عَب ْ ِ‬ ‫لأ َ‬ ‫َ‬

‫‪ 1154‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أنبأنا عمرو بن الحارث أن‬


‫أبا يونس حدثه عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل يقل أحدكم ‪ :‬عبدي ‪،‬‬
‫أمتي ‪ ،‬وليقل ‪ :‬فتاي وغلمي ‪ ،‬كلكم مملوك ‪ ،‬والرب الله " *‬

‫مِتي ‪ ،‬وَل ْي َُق ْ‬ ‫َ‬ ‫" َل يُق ْ َ‬


‫ل‪:‬‬ ‫دي ‪ ،‬أ َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م ‪ :‬عَب ْ ِ‬ ‫لأ َ‬ ‫َ‬

‫‪ 1155‬حدثني بحر بن نصر الخولني ‪ ،‬حدثنا بشر بن بكر التنيسي ‪،‬‬


‫حدثنا الوزاعي ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬ل‬
‫يقل أحدكم ‪ :‬عبدي ‪ ،‬أمتي ‪ ،‬وليقل ‪ :‬فتاي ‪ ،‬وفتاتي " ليس بنهي‬
‫تحريم ‪ ،‬ولكن نهي تكره ‪ ،‬وذلك أنه لو كان نهي تحريم لكان أحد‬
‫الخبرين ‪ -‬أعني خبر لقيط عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ‪:‬‬
‫" ل تضرب ظعينتك كضربك أميتك " ‪ ،‬وخبر أبي هريرة عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم بقوله ‪ " :‬ل يقل أحدكم أمتي ‪ ،‬عبدي " ‪ -‬إما‬
‫باطل غير صحيح ‪ ،‬وإما ناسخا صاحبه والخر منسوخا ‪ .‬وفي صحة‬
‫سندهما جميعا ما يوجب القول بتصحيحهما ‪ ،‬وفي عدم الدليل على‬
‫القول بأن أحدهما ناسخ للخر ‪ ،‬ما يحقق القول بهما ‪ ،‬ويوجب‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫تثبيتهما على ما يجوز ويصح ‪ .‬وإذ كان ذلك كذلك ‪ ،‬وكان ل وجه‬
‫لتصحيحهما وتصحيح معناهما إل على الوجه الذي قلنا من أن الخبر‬
‫بالنهي معني به نهي تكره ل نهي تحريم ‪ ،‬وأن قوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ل تضرب ظعينتك كضربك أميتك " ‪ ،‬إعلم بأن تسميته‬
‫المملوكة ‪ :‬أمة غير محرمة تحريم الشياء التي من تقدم عليها كان‬
‫لربه عاصيا ‪ ،‬وبتقدمه آثما ‪ ،‬صح ما قلنا في ذلك ‪ ،‬وكان ذلك نظير‬
‫نهيه عليه السلم ‪ ،‬عن أكل لحم الضب وتركه آكليه إذ أكلوه‬
‫بمحضر منه على مائدته ‪ ،‬على ما قد تقدم بياننا قبل *‬

‫مَر‬ ‫َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬


‫ن عُ َ‬
‫ك ‪ ،‬عَ ْ‬
‫مال ِ ٍ‬
‫ن َ‬
‫س بْ ِ‬
‫ث أن َ ِ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من حديث أنس بن مالك ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم‬

‫مَر ‪#‬‬ ‫َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬


‫ن عُ َ‬
‫ك ‪ ،‬عَ ْ‬
‫مال ِ ٍ‬
‫ن َ‬
‫س بْ ِ‬
‫ث أن َ ِ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صَرعُ‬
‫م ْ‬
‫ذا َ‬ ‫س وَهُوَ ي َُقو ُ‬
‫ل ‪ " :‬هَ َ‬ ‫ل ب َد ْرٍ ِباْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫صارِعَ أهْ ِ‬
‫م َ‬
‫أَراَنا َ‬

‫‪ 165‬حدثنا علي بن عيسى البزار ‪ ،‬حدثنا سعيد بن سليمان ‪ ،‬عن‬


‫سليمان بن المغيرة ‪ ،‬عن ثابت ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع عمر بن‬
‫الخطاب بين المدينة ومكة فتراءينا الهلل ‪ ،‬وكنت رجل حديد البصر‬
‫فرأيته ‪ ،‬ليس أحد منا يزعم أنه رآه غيري ‪ ،‬فجعلت أقول لعمر ‪:‬‬
‫أما تراه ؟ فجعل ينظر فل يراه ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬سأراه وأنا مستلق‬
‫على فراشي ‪ ،‬ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم أرانا مصارع أهل بدر بالمس وهو يقول ‪" :‬‬
‫هذا مصرع فلن إن شاء الله غدا ‪ ،‬وهذا مصرع فلن إن شاء الله‬
‫غدا " قال عمر ‪ :‬فوالذي بعثه بالحق ما أخطئوا تلك الحدود ‪،‬‬
‫فجعلوا يصرعون عليها ‪ ،‬ثم جعلوا في بئر بعضهم على بعض ‪،‬‬
‫فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬حتى انتهى إليهم فقال‬
‫‪ " :‬يا فلن بن فلن ‪ ،‬ويا فلن بن فلن ‪ ،‬أوجدتم ما وعدكم الله‬
‫ورسوله حقا ‪ ،‬فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا ؟ " فقال عمر ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يا رسول الله كيف تكلم أجسادا ل أرواح فيها ؟ فقال ‪ " :‬ما أنتم‬
‫بأسمع منهم ‪ ،‬غير أنهم ل يستطيعون أن يردوا " *‬

‫ث‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الحديث وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬ل علة‬
‫فيه توهنه ‪ ،‬ول سبب يضعفه لعدالة من بيننا وبين رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم من نقلته ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب‬
‫الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬وذلك أنه خبر ل يعرف له عن عمر ‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخرج إل من هذا الوجه ‪،‬‬
‫وإن كان قد روى ذلك جماعة غيره ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬والخبر إذا انفرد عندهم منفرد بنقله وجب التثبت‬
‫فيه ‪ ،‬وأخرى ‪ :‬أن حميدا حدث بهذا الحديث عن أنس ‪ ،‬فلم يدخل‬
‫بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحدا‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬

‫ما أ َُقو ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ن‬
‫طيُعو َ‬ ‫م َل ي َ ْ‬
‫ست َ ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَل َك ِن ّهُ ْ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫مع َ ل ِ َ‬
‫س َ‬
‫م ب ِأ ْ‬
‫ما أن ْت ُ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 166‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬ويزيد بن هارون ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا حميد ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ‪ :‬سمع المسلمون رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وهو ببدر وهو ينادي على قليب بدر ‪" :‬‬
‫يا أبا جهل بن هشام ‪ ،‬ويا عتبة بن ربيعة ‪ ،‬ويا شيبة بن ربيعة ‪ ،‬يا‬
‫أمية بن خلف ‪ ،‬هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ " قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ‪ ،‬تنادي أقواما قد جيفوا ؟ قال ‪ " :‬ما أنتم بأسمع لما‬
‫أقول منهم ‪ ،‬ولكنهم ل يستطيعون أن يجيبوا " وقد وافق في رواية‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫هذا الخبر ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر جماعة من‬
‫أصحابه ‪ ،‬نذكر ما صح عندنا منه سنده ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان إن‬
‫شاء الله تعالى *‬

‫ل‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ عَ ْ‬ ‫ن َوافَقَ عُ َ‬
‫مَر ِفي رَِواي َةِ هَ َ‬ ‫ذِك ُْر الّرَواي َةِ عَ ّ‬
‫م ْ‬

‫ذكر الرواية عمن وافق عمر في رواية هذا الخبر عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‬

‫ل‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ عَ ْ‬ ‫ن َوافَقَ عُ َ‬
‫مَر ِفي رَِواي َةِ هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر الّرَواي َةِ عَ ّ‬
‫م ْ‬
‫‪#‬‬

‫ة‪،‬‬
‫ن َرِبيعَ َ‬
‫ة بْ َ‬ ‫ة ‪ ،‬وََيا َ‬
‫شي ْب َ َ‬ ‫ن َرِبيعَ َ‬
‫ة بْ َ‬
‫" َيا عُت ْب َ َ‬

‫‪ 167‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬ومحمد بن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬


‫عبد الله النصاري ‪ ،‬حدثنا محمد بن عمرو ‪ ،‬عن يحيى بن عبد‬
‫الرحمن بن حاطب ‪ ،‬عن عبد الله بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬وقف رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم على القليب يوم بدر فقال ‪ " :‬يا عتبة‬
‫بن ربيعة ‪ ،‬ويا شيبة بن ربيعة ‪ ،‬ويا أبا جهل بن هشام ‪ ،‬يا فلن ‪ ،‬يا‬
‫فلن ‪ ،‬والذي نفس محمد بيده ‪ ،‬إنهم يسمعون كلمي الن "‬
‫حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني عمر بن‬
‫طلحة ‪ ،‬عن عمه محمد بن عمرو بن علقمة ‪ ،‬عن يحيى بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عبد الله بن عمر بن الخطاب ‪ :‬وقف رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم على القليب فقال ‪ " :‬يا عتبة بن ربيعة "‬
‫ثم ذكر مثله غير أنه قال في حديثه ‪ " :‬والله إنهم ليسمعون قولي‬
‫الن " *‬

‫ما‬
‫م َ‬
‫جد ْت ُ ْ‬ ‫حّقا ‪ ،‬فَهَ ْ‬
‫ل وَ َ‬ ‫ما وَعَد ََنا َرب َّنا َ‬ ‫" قَد ْ وَ َ‬
‫جد َْنا َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 168‬حدثني عبد الله بن أحمد المروزي ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫أبي أويس ‪ ،‬حدثني أخي ‪ ،‬عن سليمان بن بلل ‪ ،‬عن عبد الرحمن‬
‫بن عبد الله بن أبي عتيق ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬أنه أخبره أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم وقف على أصحاب قليب بدر من‬
‫المشركين فقال ‪ " :‬قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ‪ ،‬فهل وجدتم ما‬
‫وعدكم ربكم حقا ؟ " قالوا ‪ :‬أليسوا أمواتا ؟ قال ‪ " :‬إنهم‬
‫ليسمعون كما تسمعون " *‬

‫حّقا‬ ‫م َرب ّك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ما وَعَد َك ُ ْ‬
‫م َ‬
‫جد ْت ُ ْ‬ ‫ب ‪ ،‬هَ ْ‬
‫ل وَ َ‬ ‫" َيا أ َهْ َ‬
‫ل ال َْقِلي ِ‬

‫‪ 169‬حدثني أحمد بن محمد الطوسي ‪ ،‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم‬


‫بن سعد ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن صالح بن كيسان ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬أن ابن‬
‫عمر أخبره قال ‪ :‬اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل‬
‫القليب ببدر ‪ ،‬ثم ناداهم فقال ‪ " :‬يا أهل القليب ‪ ،‬هل وجدتم ما‬
‫وعدكم ربكم حقا ؟ " قال ناس ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬تنادي ناسا‬
‫أمواتا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما أنتم بأسمع‬
‫لما أقول منهم " *‬

‫حّقا‬ ‫م َرب ّك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ما وَعَد َك ُ ْ‬
‫م َ‬
‫جد ْت ُ ْ‬ ‫ب ‪ ،‬هَ ْ‬
‫ل وَ َ‬ ‫" َيا أ َهْ َ‬
‫ل ال َْقِلي ِ‬

‫‪ 170‬حدثنا نصر بن علي ‪ ،‬حدثنا وهب بن جرير ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬عن‬


‫محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن يزيد بن رومان ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬عن عائشة ‪،‬‬
‫قالت ‪ :‬أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلى بدر أن يسحبوا‬
‫إلى القليب ‪ ،‬فطرحوا فيه ‪ ،‬ثم وقف فقال ‪ " :‬يا أهل القليب ‪ ،‬هل‬
‫وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا‬
‫" فقالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬تكلم قوما موتى ؟ قال ‪ " :‬لقد علموا أن‬
‫ما وعدهم ربهم حق " فلما رأى أبو حذيفة بن عتبة أباه يسحب‬
‫على القليب ‪ ،‬عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية‬
‫في وجهه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا أبا حذيفة ‪ ،‬كأنك كاره لما رأيت ؟ " فقال ‪:‬‬
‫يا رسول الله ‪ ،‬إن أبي كان رجل سيدا ‪ ،‬فرجوت أن يهديه رأيه إلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫السلم ‪ ،‬فلما وقع الموقع الذي وقع أحزنني ذلك قال ‪ :‬فدعا‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم لبي حذيفة بخير *‬

‫مَعاِني هَذِهِ اْل َ ْ‬


‫خَباِر‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي َ‬

‫القول في معاني هذه الخبار اختلف السلف من علماء المة في‬


‫معاني هذه الخبار ‪ ،‬فقال جماعة يكثر عددها بتصحيحها ‪ ،‬وتصحيح‬
‫القول بظاهرها وعمومها ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬الميت بعد موته يسمع كلم‬
‫الحياء ‪ ،‬ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لهل القليب بعدما‬
‫ألقوا فيه ما قال ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وفي قوله لصحابه ‪ ،‬إذ قالوا ‪ :‬أتكلم‬
‫أقواما قد ماتوا وصاروا أجسادا ل أرواح فيها ؟ فقال ‪ " :‬ما أنتم‬
‫بأسمع لما أقول منهم " أوضح البيان عن صحة ما قلناه ‪ ،‬من أن‬
‫الموتى يسمعون كلم الحياء ‪ ،‬واعتلوا في ذلك بأخبار رويت عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو الخبر الذي روينا عن عمر‬

‫سن َد ُهُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫م ْ‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬
‫ما َ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ‪ِ ،‬‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض ما حضرنا ذكره ‪ ،‬مما صح من ذلك سنده عن رسول‬


‫الله صلى الله عليه وسلم‬

‫سن َد ُهُ ‪#‬‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬


‫ك َ‬ ‫م ْ‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬
‫ما َ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ‪ِ ،‬‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ب ال َْقب ْرِ " ‪َ ،‬قال ََها‬ ‫ن عَ َ‬


‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 171‬حدثنا ابن حميد الرازي ‪ ،‬وابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير بن‬
‫عبد الحميد الضبي ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن المنهال بن عمرو ‪ ،‬عن‬
‫زاذان ‪ ،‬عن البراء بن عازب ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجنا في جنازة رجل من‬
‫النصار مع النبي صلى الله عليه وسلم فانتهينا إلى القبر ‪ ،‬ولما‬
‫يلحد له بعد ‪ ،‬فجلس النبي صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة ‪،‬‬
‫وجلسنا معه كأن على رءوسنا الطير ‪ ،‬فنكت رسول الله صلى الله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عليه وسلم ما شاء ‪ ،‬ثم رفع رأسه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك‬
‫من عذاب القبر " ‪ ،‬قالها ثلث مرات ‪ ،‬ثم أنشأ يحدثنا فقال ‪ " :‬إن‬
‫المؤمن إذا كان في قبل من الخرة وانقطاع من الدنيا ‪ ،‬نزلت إليه‬
‫ملئكة كأن وجوههم الشمس ‪ ،‬مع كل ملك منهم كفن وحنوط ‪،‬‬
‫فجلسوا منه مد بصره ‪ ،‬فإذا خرجت نفسه صلى عليه كل ملك بين‬
‫السماء والرض ‪ ،‬وكل ملك في السماء ‪ ،‬وفتحت له أبواب السماء‬
‫كلها ‪ ،‬فليس منها باب إل وهو يعجبه أن يدخل به منه ‪ .‬فإذا انتهى‬
‫به الملك إلى السماء قال ‪ :‬رب ‪ ،‬عبدك فلن قد قبضنا نفسه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬ارجعوه إلى الرض ‪ ،‬فإني وعدته أني منها خلقتهم‬
‫وفيها أعيدهم ‪ ،‬ومنها أخرجهم تارة أخرى ‪ .‬قال ‪ :‬وإنه ليسمع خفق‬
‫نعالهم ‪ ،‬إذا ولوا مدبرين ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬يا هذا ‪ ،‬من ربك ؟ وما‬
‫دينك ؟ ومن نبيك ؟ قال ‪ :‬يقول ‪ :‬ربي الله ‪ ،‬وديني السلم ‪ ،‬ونبيي‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم ينادي مناد من السماء ‪ ،‬وذكر‬
‫كلما ‪ ،‬وذلك قوله تعالى ‪ :‬يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في‬
‫الحياة الدنيا وفي الخرة ‪ .‬ثم يأتيه آت حسن الوجه طيب الريح‬
‫حسن الثياب قال ‪ :‬فيقول له ‪ :‬يا هذا ‪ :‬أبشر برضوان الله وجنات‬
‫فيها نعيم مقيم ‪ .‬قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬وأنت فبشرك الله بخير ‪ ،‬فمن‬
‫أنت ؟ لوجهك الوجه يبشر بالخير ‪ .‬قال ‪ :‬يقول ‪ :‬أنا عملك‬
‫الصالح ‪ .‬فوالله ما علمت إن كنت لسريعا في طاعة الله ‪ ،‬بطيئا‬
‫عن معصية الله ‪ ،‬فجزاك الله خيرا قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬وأنت فجزاك‬
‫الله خيرا ‪ .‬ثم ينادي مناد من السماء أن افتحوا له بابا إلى الجنة‬
‫وافرشوا له من فرش الجنة قال ‪ :‬فيفتح له باب إلى الجنة ‪،‬‬
‫ويفرش له من فرش الجنة ‪ .‬قال ‪ :‬يقول ‪ :‬رب ‪ ،‬عجل قيام‬
‫الساعة قال ‪ :‬فيقولها ثلثا ‪ ،‬حتى أرجع إلى أهلي ومالي ‪ .‬وإن‬
‫الكافر إذا كان في قبل من الخرة وانقطاع من الدنيا ‪ ،‬نزلت إليه‬
‫ملئكة سود الوجوه ‪ ،‬معهم سرابيل من قطران وثياب من نار ‪،‬‬
‫فأجلسوه وانتزعوا نفسه معها العصب والعروق ‪ ،‬فإذا خرجت‬
‫نفسه لعنه كل ملك بين السماء والرض ‪ ،‬وكل ملك في السماء ‪،‬‬
‫وغلقت أبواب السماء دونه ‪ ،‬فليس منها باب إل وهو يكره أن‬
‫يدخل منه ‪ ،‬فإذا انتهى به الملك إلى السماء رمى به ‪ ،‬فيقول ‪ :‬أي‬
‫رب ‪ ،‬عبدك فلن قبضنا نفسه ‪ ،‬فلم تقبله الرض ول السماء قال ‪:‬‬
‫فيقول الله ‪ :‬ارجعه إلى الرض ‪ ،‬فإني وعدته أني منها خلقتهم ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وفيها أعيدهم ‪ ،‬ومنها أخرجهم تارة أخرى ‪ ،‬وإنه ليسمع خفق‬
‫نعالهم إذا ولوا مدبرين ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬يا هذا ‪ ،‬من ربك ؟ وما دينك ؟‬
‫ومن نبيك ؟ قال ‪ :‬يقول ‪ :‬ل أدري ‪ .‬ثم ينتهره انتهارة شديدة ‪،‬‬
‫فيقول ‪ :‬يا هذا ‪ ،‬من ربك ؟ وما دينك ؟ قال ‪ :‬يقول ‪ :‬ل أدري قال ‪:‬‬
‫فينادي مناد من السماء ‪ :‬ل دريت ‪ ،‬ثم يأتيه آت قبيح الوجه ‪ ،‬منتن‬
‫الريح ‪ ،‬قبيح الثياب ‪ ،‬فيقول ‪ :‬يا هذا ‪ ،‬أبشر بسخط الله وعذاب‬
‫مقيم قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬وأنت بشرك الله بالشر ‪ ،‬فمن أنت ؟ لوجهك‬
‫الوجه يبشر بالشر قال ‪ :‬أنا عملك السيئ ‪ ،‬والله ما علمتك إن‬
‫كنت لسريعا في معصية الله ‪ ،‬بطيئا عن طاعة الله ‪ ،‬فجزاك الله‬
‫شرا قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬وأنت فجزاك الله شرا ثم يقيض له أعمى أبكم‬
‫معه مرزبة من حديد ‪ ،‬لو ضرب بها جبل لصار نارا ‪ ،‬فيضربه ضربة‬
‫يسمعها ما بين المشرق والمغرب إل الثقلين ‪ ،‬فيصير ترابا ‪ ،‬ثم‬
‫تعاد فيه الروح قال ‪ :‬قلنا للبراء ‪ :‬أملك هو أم شيطان ؟ قال ‪:‬‬
‫فغضب غضبا شديدا ثم قال ‪ :‬نحن كنا أشد هيبة لرسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم من أن نسأله أملك هو أم شيطان قال ‪ :‬ثم ينادي‬
‫مناد من السماء أن افرشوا له لوحين من نار ‪ ،‬وافتحوا له بابا من‬
‫النار قال ‪ :‬فيفرش له لوحان من النار ‪ ،‬ويفتح له باب إلى النار ‪،‬‬
‫فيقول ‪ :‬رب ل تقم الساعة ‪ ،‬ل تقم الساعة " حدثنا ابن وكيع ‪،‬‬
‫حدثنا ابن نمير ‪ ،‬حدثنا العمش ‪ ،‬حدثنا المنهال بن عمرو ‪ ،‬عن‬
‫زاذان أبي عمر ‪ ،‬عن البراء ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو‬
‫ذلك ‪ ،‬غير أنه يخالفه في بعض ألفاظه ‪ ،‬فيزيد فيه ‪ ،‬وينقص منه ‪،‬‬
‫غير أنه قال في حديثه ‪ :‬فيوضع في سجين ‪ ،‬وسجين ‪ :‬الرض‬
‫السفلى *‬

‫ن أ َوْ ث ََلًثا‬ ‫ب ال َْقب ْرِ " ‪َ ،‬‬


‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫" أَ ُ‬
‫عوذ ُ ِبالل ّهِ ِ‬

‫‪ 172‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬عن العمش ‪،‬‬
‫عن المنهال ‪ ،‬عن زاذان ‪ ،‬عن البراء بن عازب ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجنا مع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من النصار ‪،‬‬
‫فانتهينا إلى القبر ولما يلحد ‪ ،‬فجلس رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم وجلسنا حوله ‪ ،‬كأن على رءوسنا الطير ‪ ،‬وفي يده عود‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ينكت به في الرض طويل ‪ ،‬فرفع رأسه فقال ‪ " :‬أعوذ بالله من‬
‫عذاب القبر " ‪ ،‬مرتين أو ثلثا ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬إن العبد المؤمن إذا‬
‫كان في انقطاع من الدنيا ‪ ،‬وإقبال من الخرة ‪ ،‬بعث الله إليه‬
‫ملئكة من السماء بيض الوجوه ‪ ،‬كأن وجوههم الشمس ‪ ،‬حتى‬
‫يقعدوا منه مد البصر ‪ ،‬ومعهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من‬
‫حنوط الجنة ويجيء ملك الموت حتى يقعد عند رأسه فيقول ‪ :‬أيتها‬
‫النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل‬
‫كما تسيل القطرة في السقاء ‪ ،‬فيأخذها ‪ ،‬فإذا أخذها لم يدعوها‬
‫في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيحولوها في ذلك الحنوط ‪ ،‬ثم‬
‫يصعدون بها ‪ ،‬ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على‬
‫الرض ‪ ،‬فيصعدون بها إلى السماء الدنيا ‪ ،‬فيستفتح فيفتح لها ‪ ،‬فل‬
‫يمرون بأهل سماء إل قالوا ‪ :‬ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولون ‪:‬‬
‫فلن بن فلن بأحسن أسمائه الذي كان يسمى بها في الدنيا ‪ ،‬حتى‬
‫ينتهى بها إلى السماء الدنيا ‪ ،‬فيستفتحون له فيفتح له ‪ ،‬فيشيعه‬
‫من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها ‪ ،‬حتى ينتهى بها إلى‬
‫السماء السابعة ‪ ،‬فيقول الله تعالى ذكره ‪ :‬اكتبوا كتابه في عليين ‪،‬‬
‫وأعيدوه إلى الرض ‪ ،‬فإني منها خلقتهم ‪ ،‬وفيها أعيدهم ‪ ،‬ومنها‬
‫أخرجهم تارة أخرى ‪ .‬فتعاد روحه في جسده ‪ ،‬ويأتيه ملكان‬
‫فيجلسانه ‪ ،‬فيقولن ‪ :‬من ربك ؟ فيقول ‪ :‬ربي الله ‪ ،‬فيقولن ‪ :‬ما‬
‫دينك ؟ فيقول ‪ :‬ديني السلم ‪ ،‬فيقولن ‪ :‬ما هذا الرجل الذي بعث‬
‫فيكم ؟ فيقول ‪ :‬هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فيقولن له‬
‫‪ ،‬وما يدريك ؟ فيقول ‪ :‬قرأت في كتاب الله ‪ ،‬فآمنت به وصدقت ‪،‬‬
‫فينادي مناد من السماء ‪ :‬أن صدق عبدي ‪ ،‬قال ‪ :‬فذلك قوله ‪:‬‬
‫يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة‬
‫الية ‪ .‬فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من‬
‫الجنة ‪ ،‬وألبسوه منها ‪ ،‬وافتحوا له بابا إلى الجنة ‪ ،‬فيأتيه من روحها‬
‫وطيبها ‪ ،‬ويفسح له في قبره مد بصره ‪ ،‬ويأتيه رجل حسن الوجه ‪،‬‬
‫حسن الثياب ‪ ،‬طيب الريح ‪ ،‬فيقول ‪ :‬أبشر بالذي يسرك ‪ ،‬فهذا‬
‫يومك الذي كنت توعد ‪ .‬فيقول ‪ :‬من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء‬
‫بالخير فيقول ‪ :‬أنا عملك الصالح ‪ ،‬فيقول ‪ :‬رب أقم الساعة ‪ ،‬رب‬
‫أقم الساعة ‪ ،‬حتى أرجع إلى أهلي ومالي وإن العبد الفاجر أو‬
‫الخر ‪ ،‬إذا كان في انقطاع من الدنيا ‪ ،‬وإقبال من الخرة ‪ ،‬نزل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عليه من السماء ملئكة سود الوجوه ‪ ،‬معهم أكفان المسوح ‪ ،‬حتى‬
‫يجلسوا منه مد البصر ‪ ،‬ويجيء ملك الموت فيجلس عند رأسه ‪،‬‬
‫فيقول ‪ :‬أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب ‪.‬‬
‫فتفرق في جسده ‪ ،‬تنقطع معها العروق والعصب ‪ ،‬كما ينزع‬
‫السفود من الصوف المبلول ‪ ،‬فيأخذها ‪ ،‬فإذا وقعت في يده لم‬
‫يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيضعوها في تلك‬
‫المسوح ‪ ،‬ثم يصعدوا بها ‪ ،‬ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على‬
‫وجه الرض ‪ ،‬فيصعدون ‪ ،‬فل يمرون على مل من الملئكة إل‬
‫قالوا ‪ :‬ما هذا الروح الخبيث ؟ قال ‪ :‬فيقولون ‪ :‬فلن ‪ ،‬بأقبح‬
‫أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ‪ ،‬حتى ينتهوا بها إلى السماء‬
‫الدنيا ‪ ،‬فيستفتحون له فل يفتح له ‪ ،‬ثم قرأ رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ :‬ل تفتح لهم أبواب السماء ول يدخلون الجنة حتى يلج‬
‫الجمل في سم الخياط ‪ ،‬فيقول الله تعالى ذكره ‪ :‬اكتبوا كتابه في‬
‫أسفل الرض ‪ ،‬في سجين ‪ ،‬في الرض السفلى ‪ ،‬وأعيدوه إلى‬
‫الرض ‪ ،‬فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ‪ ،‬ومنها أخرجهم تارة‬
‫أخرى قال ‪ :‬فتطرح روحه فتهوي تتخطفه الطير ‪ ،‬أو تهوي به‬
‫الريح في مكان سحيق ‪ ،‬فتعاد روحه في جسده ‪ ،‬ويأتيه ملكان‬
‫فيجلسانه ‪ ،‬فيقولن له ‪ :‬من ربك ؟ فيقول ‪ :‬ل أدري ‪ ،‬سمعت‬
‫الناس يقولون ‪ ،‬فيقولن ‪ :‬ما دينك ؟ فيقول ‪ :‬ل أدري ‪ .‬فيقال له ‪:‬‬
‫ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول ‪ :‬ل أدري ‪ ،‬فينادي مناد من‬
‫السماء ‪ :‬أن صدق ‪ ،‬فأفرشوه من النار ‪ ،‬وألبسوه من النار ‪،‬‬
‫وافتحوا له بابا من النار ‪ ،‬فيأتيه من حرها وسمومها ‪ ،‬ويضيق عليه‬
‫قبره حتى تختلف فيه أضلعه ‪ ،‬ويأتيه رجل قبيح الوجه ‪ ،‬قبيح‬
‫الثياب ‪ ،‬منتن الريح ‪ ،‬فيقول ‪ :‬أبشر بالذي يسرك ‪ ،‬هذا يومك الذي‬
‫كنت توعد ‪ .‬فيقول ‪ :‬من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر ‪،‬‬
‫فيقول ‪ :‬أنا عملك الخبيث ‪ ،‬فيقول ‪ :‬رب ‪ ،‬ل تقم الساعة ‪ ،‬ل تقم‬
‫الساعة " حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬حدثنا العمش‬
‫‪ ،‬عن المنهال ‪ ،‬عن زاذان ‪ ،‬عن البراء ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجنا مع رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم ذكر نحوه *‬

‫ل‬ ‫ب ال َْقب ْرِ " ث ََلًثا ‪ ،‬ث ُ ّ‬


‫م َقا َ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫" أَ ُ‬
‫عوذ ُ ِبالل ّهِ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 173‬حدثنا محمد بن حميد الرازي ‪ ،‬حدثنا الحكم بن بشير ‪ ،‬حدثنا‬


‫عمرو بن قيس الملئي ‪ ،‬عن يونس بن خباب ‪ ،‬عن المنهال بن‬
‫عمرو ‪ ،‬عن زاذان ‪ ،‬عن البراء بن عازب ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم في جنازة رجل من النصار ‪ ،‬فجلس تجاه القبلة ‪،‬‬
‫فجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير ‪ ،‬فنكس ساعة ‪ ،‬ثم رفع‬
‫رأسه فقال ‪ " :‬أعوذ بالله من عذاب القبر " ثلثا ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬إن‬
‫المؤمن إذا كان في قبل من الخرة ‪ ،‬وانقطاع من الدنيا ‪ ،‬نزلت‬
‫ملئكة كأن وجوههم الشمس ‪ ،‬مع كل ملك كفن وحنوط ‪ ،‬فجلسوا‬
‫عنده سماطين مد البصر ‪ ،‬فإذا خرجت نفسه يقولون ‪ :‬اخرجي‬
‫إلى رضوان الله ورحمته ‪ ،‬فيصعدون به إلى السماء الدنيا ‪،‬‬
‫فيقولون ‪ :‬رب ‪ ،‬هذا عبدك فلن ‪ ،‬فيقول الرب تبارك وتعالى ‪:‬‬
‫ردوه إلى التراب ‪ ،‬فإني وعدتهم أني منها خلقناكم ‪ ،‬وفيها نعيدكم ‪،‬‬
‫ومنها نخرجكم تارة أخرى ‪ ،‬فإذا أدخل القبر فإنه ليسمع خفق‬
‫نعالهم إذا ولوا قال ‪ :‬فيأتيه آت فيقول ‪ :‬من ربك ؟ وما دينك ؟‬
‫ومن نبيك ؟ فيقول ‪ :‬ربي الله ‪ ،‬وديني السلم ‪ ،‬ونبيي محمد صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فيسأله الثانية وينتهره ‪ ،‬وهي آخر فتنة تعرض‬
‫على المؤمن ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ربي الله ‪ ،‬وديني السلم ‪ ،‬ونبيي محمد‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فينادي مناد من السماء ‪ :‬أن صدق ‪ .‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يثبت الله الذين آمنوا بالقول‬
‫الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة ‪ ،‬فيأتيه آت طيب الريح ‪،‬‬
‫حسن الوجه ‪ ،‬جيد الثياب ‪ ،‬فيقول ‪ :‬أبشر برضوان الله ‪ ،‬وجنات‬
‫لهم فيها نعيم مقيم ‪ .‬فيقول ‪ :‬وأنت فبشرك الله بخير ‪ ،‬لوجهك‬
‫الوجه يبشر بالخير ‪ ،‬ومن أنت ؟ فيقول ‪ :‬أنا عملك الصالح ‪ ،‬إن‬
‫كنت لسريعا في طاعة الله ‪ ،‬بطيئا عن معصية الله ‪ ،‬فجزاك الله‬
‫خيرا قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬افرشوا له من الجنة ‪ ،‬وألبسوه من الجنة ‪،‬‬
‫وافتحوا له بابا إلى الجنة ‪ ،‬حتى يرجع إلي ‪ ،‬وما عندي خير له‬
‫قال ‪ :‬فيقول المؤمن ‪ :‬رب عجل قيام الساعة حتى أرجع إلى أهلي‬
‫ومالي وإن الكافر إذا كان في قبل من الخرة ‪ ،‬وانقطاع من‬
‫الدنيا ‪ ،‬نزلت إليه ملئكة معهم سرابيل من قطران ‪ ،‬وثياب من نار‬
‫‪ ،‬فاحتوشوه ‪ ،‬فينتزعون نفسه كما ينتزع الصوف المبتل من‬
‫السفود كثير الشعب ‪ .‬قال ‪ :‬ويخرج معها العصب والعروق ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ويقولون ‪ :‬اخرجي إلى سخط الله وغضبه ‪ ،‬فيصعدون بها إلى‬
‫السماء ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬رب ‪ ،‬هذا عبدك فلن ‪ ،‬فيقول الرب تبارك‬
‫وتعالى ‪ :‬ردوه إلى التراب ‪ ،‬فإني وعدته أني منها خلقناكم ‪ ،‬وفيها‬
‫نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ‪ ،‬فإذا أدخل قبره فإنه ليسمع‬
‫خفق نعالهم ‪ ،‬إذا ولوا عنه مدبرين ‪ .‬قال ‪ :‬فيأتيه آت ‪ ،‬فيقول ‪ :‬من‬
‫ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول ‪ :‬ربي الله ‪ ،‬وديني السلم ‪،‬‬
‫ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬فتعاد عليه الثانية ‪،‬‬
‫وينتهره ‪ ،‬ويقول ‪ :‬من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول ‪ :‬ل‬
‫أدري ‪ ،‬ل أدري ‪ ،‬ل أدري ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ل دريت ‪ ،‬ل دريت ‪ ،‬ل دريت ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ويرفع أعمى أصم أبكم ‪ ،‬معه مرزبة لو اجتمع عليها الثقلن ‪،‬‬
‫ما أقلوها ‪ ،‬ولو ضرب بها جبل لصار ترابا أو رميما ‪ ،‬فيضربه ضربة‬
‫فيصير ترابا ‪ ،‬ثم تعاد فيه الروح ‪ ،‬فيضربه ضربة ‪ ،‬فيصيح صيحة‬
‫يسمعها خلق الله كلهم إل الثقلين ‪ ،‬فيأتيه آت قبيح الوجه ‪ ،‬منتن‬
‫الريح ‪ ،‬خبيث الثياب ‪ ،‬فيقول ‪ :‬أبشر بسخط الله ‪ ،‬وعذاب مقيم ‪،‬‬
‫فيقول ‪ :‬وأنت ‪ ،‬فبشرك الله بشر لوجهك الوجه يبشر بالشر ‪ ،‬من‬
‫أنت ؟ فيقول ‪ :‬أنا عملك السيئ ‪ ،‬إن كنت لسريعا في معصية‬
‫الله ‪ ،‬بطيئا في طاعة الله ‪ ،‬فجزاك الله شرا ‪ ،‬فيقول ‪ :‬وأنت‬
‫فجزاك الله شرا ‪ ،‬فيقول ‪ :‬افرشوا له لوحين من النار ‪ ،‬وألبسوه‬
‫لوحين من النار ‪ ،‬وافتحوا له بابا من النار حتى يرجع إلي ‪ ،‬وما‬
‫عندي شر له " *‬

‫ن الد ّن َْيا ‪،‬‬


‫م َ‬ ‫ن اْل ِ‬
‫خَرةِ وَد ُب ُرٍ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفي قُب ُ ٍ‬
‫ل ِ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫ن إِ َ‬
‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬

‫‪ 174‬حدثني محمد بن إسحاق ‪ ،‬حدثني أبو النضر هاشم بن‬


‫قاسم ‪ ،‬حدثني عيسى بن المسيب ‪ ،‬حدثني عدي بن ثابت ‪ ،‬عن‬
‫البراء بن عازب ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم في جنازة رجل من النصار ‪ ،‬فانتهينا إلى القبر ولما يلحدوا ‪،‬‬
‫فجلس وجلسنا حوله كأن على أكتافنا فلق الصخر ‪ ،‬وعلى رءوسنا‬
‫الطير قال ‪ :‬فأرم قليل قال ‪ - :‬والرمام السكوت ‪ ،‬فلما رفع رأسه‬
‫قال " إن المؤمن إذا كان في قبل من الخرة ودبر من الدنيا ‪،‬‬
‫وحضر الموت ‪ ،‬نزلت عليه ملئكة من السماء معهم كفن من‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الجنة ‪ ،‬وحنوط من الجنة ‪ ،‬فجلسوا منه مد بصره ‪ ،‬وجاء ملك‬
‫الموت فجلس عند رأسه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬اخرجي أيتها النفس المطمئنة‬
‫‪ ،‬اخرجي إلى رحمة الله ورضوانه ‪ .‬فتسيل نفسه كما تقطر‬
‫القطرة من السقاء ‪ ،‬فإذا خرجت نفسه صلى عليه كل شيء بين‬
‫السماء والرض إل الثقلين ‪ ،‬ثم يصعد به إلى السماء ‪ ،‬فيفتح له ‪،‬‬
‫ويستغفر له مقربوها إلى السماء الثانية ‪ ،‬والثالثة ‪ ،‬والرابعة ‪،‬‬
‫والخامسة ‪ ،‬والسادسة ‪ ،‬وإلى العرش مقربو كل سماء ‪ .‬فإذا‬
‫انتهى إلى العرش ‪ ،‬كتب كتابه في عليين ‪ ،‬فيقول الرب عز وجل ‪:‬‬
‫ردوا عبدي إلى مضجعه ‪ ،‬فإني وعدته أني منها خلقتهم وفيها‬
‫أعيدهم ‪ ،‬ومنها أخرجهم تارة أخرى ‪ ،‬فيرد إلى مضجعه ‪ ،‬فيأتيه‬
‫منكر ‪ ،‬ونكير يثيران الرض بأنيابهما ‪ ،‬ويلحفان الرض بأشعارهما ‪،‬‬
‫فيجلسانه ثم يقال له ‪ :‬يا هذا ؟ من ربك ؟ فيقول ‪ :‬ربي الله قال ‪:‬‬
‫يقولن ‪ :‬صدقت ‪ ،‬ثم يقال له ‪ :‬ما دينك ؟ فيقول السلم ‪ ،‬فيقولن‬
‫‪ :‬صدقت ‪ ،‬ثم يقال له ‪ :‬من نبيك ؟ فيقول ‪ :‬محمد رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬يقولن ‪ :‬صدقت ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم يفسح له‬
‫في قبره مد بصره ‪ ،‬ويأتيه حسن الوجه ‪ ،‬طيب الريح ‪ ،‬حسن‬
‫الثياب ‪ ،‬فيقول له ‪ :‬جزاك الله خيرا ‪ ،‬فوالله ما علمت إن كنت‬
‫لسريعا في طاعة الله ‪ ،‬بطيئا عن معصية الله ‪ ،‬فيقول ‪ :‬وأنت‬
‫فجزاك الله خيرا ‪ .‬وإن الكافر إذا كان في دبر من الدنيا ‪ ،‬وقبل‬
‫من الخرة ‪ ،‬وحضره الموت ‪ ،‬نزلت عليه ملئكة من السماء معهم‬
‫كفن من نار ‪ ،‬فجلسوا منه مد بصره ‪ ،‬وجاء ملك الموت فجلس‬
‫عند رأسه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬اخرجي أيتها النفس الخبيثة ‪ ،‬اخرجي إلى‬
‫غضب الله وسخطه ‪ ،‬فتتفرق روحه في جسده كراهية أن تخرج ‪،‬‬
‫لما ترى وتعاين ‪ ،‬فيستخرجها كما يستخرج السفود من الصوف‬
‫المبلول ‪ ،‬فإذا خرجت نفسه لعنه كل شيء بين السماء والرض إل‬
‫الثقلين ‪ ،‬ثم يصعد به إلى السماء الدنيا ‪ .‬قال ‪ :‬فتغلق دونه ‪،‬‬
‫فيقول الرب تبارك وتعالى ‪ :‬ردوا عبدي إلى مضجعه ‪ ،‬فإني‬
‫وعدتهم أني منها خلقتهم ‪ ،‬وفيها أعيدهم ‪ ،‬ومنها أخرجهم تارة‬
‫أخرى قال ‪ :‬فيرد إلى مضجعه ‪ ،‬فيأتيه منكر ‪ ،‬ونكير يثيران الرض‬
‫بأنيابهما ‪ ،‬ويلحفان الرض بأشعارهما ‪ ،‬وأصواتهما كالرعد‬
‫القاصف ‪ ،‬وأبصارهما كالبرق الخاطف ‪ ،‬فيجلسانه ثم يقولن ‪ :‬يا‬
‫هذا ‪ ،‬من ربك ؟ فيقول ‪ :‬ل أدري ‪ ،‬فينادي من جانب القبر مناد ‪ :‬ل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫دريت فيضربانه بمرزبة من حديد ‪ ،‬لو اجتمع عليها ما بين الخافقين‬
‫لم يقلوها ‪ ،‬يشتعل منها قبره نارا ‪ ،‬ويضيق قبره حتى تختلف‬
‫أضلعه ‪ ،‬ويأتيه قبيح الوجه ‪ ،‬منتن الريح ‪ ،‬قبيح الثياب ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫جزاك الله شرا ‪ ،‬فوالله ما علمت إن كنت لبطيئا عن طاعة الله ‪،‬‬
‫سريعا في معصية الله ‪ ،‬فيقول ‪ :‬وأنت ‪ ،‬فجزاك الله شرا ‪ ،‬من‬
‫أنت ؟ قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬أنا عملك الخبيث ‪ ،‬ثم يفتح له باب من النار‬
‫فينظر إلى مقعده منها حتى تقوم الساعة " *‬

‫ن ‪ ،‬وَد ّ أ َن َّها‬
‫ما ي َُعاي ِ ُ‬
‫ن َ‬
‫ت وَي َُعاي ِ ُ‬ ‫ل ب ِهِ ال ْ َ‬
‫مو ْ ُ‬ ‫ن ي َن ْزِ ُ‬
‫حي َ‬
‫ن ِ‬
‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬

‫‪ 175‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬والحسن بن علي الصدائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫الوليد بن القاسم ‪ ،‬عن يزيد بن كيسان ‪ ،‬عن أبي حازم ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن‬
‫المؤمن حين ينزل به الموت ويعاين ما يعاين ‪ ،‬ود أنها قد خرجت ‪،‬‬
‫والله يحب لقاءه ‪ ،‬وإن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء ‪ ،‬فتأتيه‬
‫أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الرض ‪ ،‬فإذا‬
‫قال ‪ :‬تركت فلنا في الدنيا أعجبهم ذلك ‪ ،‬وإذا قال لهم إن فلنا قد‬
‫فارق الدنيا ‪ .‬قالوا ‪ :‬ما جيء بروح ذاك إلينا ‪ ،‬وقد ذهب بروحه إلى‬
‫أرواح أهل النار ‪ ،‬وإن المؤمن يجلس في قبره ويسأل ‪ :‬من ربك ؟‬
‫فيقول ‪ :‬ربي الله ‪ ،‬ويقال ‪ :‬من نبيك ؟ فيقول ‪ :‬نبيي محمد صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فيقال ‪ :‬ما دينك ؟ فيقول ‪ :‬ديني السلم ‪ ،‬فيفتح‬
‫له باب في قبره ‪ ،‬فيقال ‪ :‬انظر إلى مجلسك ‪ ،‬نم قرير العين ‪،‬‬
‫فيبعثه الله يوم القيامة كأنما كانت رقدة ‪ .‬وإذا كان عدو الله ونزل‬
‫به الموت ‪ ،‬ويعاين ما يعاين ‪ ،‬ود أنها ل تخرج أبدا ‪ ،‬والله يبغض‬
‫لقاءه ‪ ،‬وإذا أجلس في قبره يقال ‪ :‬من ربك ؟ قال ‪ :‬ل أدري قال ‪:‬‬
‫ل دريت ‪ ,‬يقال ‪ :‬من نبيك ؟ فيقول ‪ :‬ل أدري ‪ ،‬يقال ‪ :‬ما دينك ؟‬
‫قال ‪ :‬ل أدري قال ‪ :‬ل دريت ويفتح له باب في قبره ‪ ،‬باب من‬
‫أبواب جهنم ‪ ،‬ثم يضرب ضربة يسمعها خلق الله إل الثقلين ‪ ،‬ثم‬
‫يقال ‪ :‬نم كما ينام المنهوش " قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا أبا هريرة ‪ ،‬وما‬
‫المنهوش ؟ قال ‪ :‬نهشته الدواب ‪ ،‬والحيات ‪ ،‬ثم يضيق عليه قبره ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حتى رأيت أبا هريرة نصب يده ‪ ،‬ثم كفأها ‪ ،‬ثم شبك ‪ ،‬حتى تختلف‬
‫أضلعه *‬

‫جي‬ ‫حا َقاُلوا ‪ :‬ا ْ‬


‫خُر ِ‬ ‫صال ِ ً‬ ‫ج ُ‬
‫ل َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬
‫ة ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ضُرهُ ال ْ َ‬
‫ح ُ‬
‫ت تَ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مي ّ َ‬

‫‪ 176‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا عثمان بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫ذئب ‪ ،‬عن محمد بن عمرو بن عطاء ‪ ،‬عن سعيد بن يسار ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن‬
‫الميت تحضره الملئكة ‪ ،‬فإذا كان الرجل صالحا قالوا ‪ :‬اخرجي‬
‫أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ‪ ،‬اخرجي حميدة‬
‫وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان ‪ .‬قال ‪ :‬فيقولون ذلك حتى‬
‫يعرج به إلى السماء فيستفتح لها ‪ ،‬فيقال ‪ :‬من هذا ؟ فيقولون‬
‫فلن ‪ ،‬فيقال ‪ :‬مرحبا بالنفس الطيبة التي كانت في الجسد الطيب‬
‫‪ ،‬ادخلي حميدة ‪ ،‬وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان ‪ ،‬فيقال‬
‫لها ذلك حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الله تعالى ذكره ‪ ،‬وإذا‬
‫كان الرجل السوء قال ‪ :‬اخرجي أيتها النفس الخبيثة ‪ ،‬كانت في‬
‫الجسد الخبيث ‪ ،‬اخرجي ذميمة ‪ ،‬وأبشري بحميم وغساق ‪ ،‬وآخر‬
‫من شكله أزواج ‪ ،‬فيقولون ذلك حتى تخرج ‪ ،‬ثم يعرج بها إلى‬
‫السماء فيستفتح لها ‪ ،‬فيقال ‪ :‬من هذا ؟ فيقولون ‪ :‬فلن ‪،‬‬
‫فيقولون ‪ :‬ل مرحبا بالنفس الخبيثة ‪ ،‬كانت في الجسد الخبيث ‪،‬‬
‫ارجعي ذميمة ‪ ،‬فإنه لن يفتح لك أبواب السماء ‪ ،‬فترسل بين‬
‫السماء والرض ‪ ،‬فتصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح في قبره‬
‫غير فزع ‪ ،‬فيقال ‪ :‬فيم كنت ؟ فيقول ‪ :‬في السلم ‪ ,‬فيقال ‪ :‬ما‬
‫هذا الرجل ؟ فيقول ‪ :‬محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫جاءنا بالبينات من قبل الله ‪ ،‬فآمنا وصدقنا ‪ ،‬فيقال ‪ :‬هل رأيت الله‬
‫؟ فيقول ‪ :‬ما ينبغي لحد يراه ‪ ،‬فتفرج له فرجة قبل النار ‪ ،‬فينظر‬
‫إليها يحطم بعضها بعضا ‪ ،‬فيقال ‪ :‬انظر ما وقاك الله ‪ ،‬ثم تفرج له‬
‫فرجة قبل الجنة ‪ ،‬فينظر إلى زهرتها وما فيها ‪ ،‬فيقال ‪ :‬هذا‬
‫مقعدك ‪ ،‬ثم يقال ‪ :‬على اليقين كنت ‪ ،‬وعليه مت ‪ ،‬وعليه تبعث إن‬
‫شاء الله ‪ .‬ويجلس الرجل السوء في قبره ‪ ،‬ثم يقال ‪ :‬فيم كنت ؟‬
‫فيقول ل أدري ‪ ،‬فيقال ‪ :‬من هذا الرجل ؟ فيقول ‪ :‬سمعت الناس‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يقولون ‪ .‬فتفرج له فرجة قبل الجنة ‪ ،‬فينظر إلى زهرتها وما فيها ‪،‬‬
‫فيقال ‪ :‬انظر ما صرف الله عنك ‪ .‬ثم تفرج له فرجة قبل النار ‪،‬‬
‫فينظر إليها يحطم بعضها بعضا ‪ ،‬فيقال ‪ :‬هذا مقعدك ‪ ،‬ثم يقال ‪:‬‬
‫على شك كنت ‪ ،‬وعليه مت ‪ ،‬وعليه تبعث إن شاء الله ‪ ،‬ثم يعذب‬
‫" حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم القرشي ‪ ،‬حدثنا ابن أبي‬
‫فديك ‪ ،‬عن ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن محمد بن عمرو بن عطاء ‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن يسار ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إن الميت تحضره الملئكة " ‪ ،‬ثم ذكر نحوه *‬

‫ة‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا وَِفي اْل ِ‬


‫خَر ِ‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫مُنوا ِبال َْقوْ ِ‬
‫ل الّثاب ِ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت الل ّ ُ‬
‫ي ُث َب ّ ُ‬

‫‪ 177‬حدثني محمد بن خلف العسقلني ‪ ،‬حدثنا آدم ‪ ،‬حدثنا حماد‬


‫بن سلمة ‪ ،‬عن محمد بن عمرو ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يثبت الله الذين‬
‫آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة قال ‪ " :‬ذاك إذا‬
‫قيل له في القبر ‪ :‬من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول ‪:‬‬
‫ربي الله ‪ ،‬وديني السلم ‪ ،‬ونبيي محمد ‪ ،‬جاءنا بالبينات من عند‬
‫الله فآمنت به وصدقت ‪ .‬فيقال له ‪ :‬صدقت ‪ ،‬على هذا عشت ‪،‬‬
‫وعليه مت ‪ ،‬وعليه تبعث *‬

‫ن‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَإ ِ َ‬
‫ري َ‬
‫مد ْب ِ ِ‬
‫ه ُ‬ ‫ن ي ُوَّلو َ‬
‫ن عَن ْ ُ‬ ‫حي َ‬
‫م ِ‬
‫خْفقَ ن َِعال ِهِ ْ‬
‫مع ُ َ‬ ‫ت ل َي َ ْ‬
‫س َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مي ّ َ‬

‫‪ 178‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬أنبأنا محمد‬


‫بن عمرو ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن الميت‬
‫ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه مدبرين ‪ ،‬فإذا كان مؤمنا كانت‬
‫الصلة عند رأسه ‪ ،‬والزكاة عن يمينه ‪ ،‬وكان الصيام عن يساره ‪،‬‬
‫وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والحسان إلى‬
‫الناس عند رجليه ‪ ،‬فيؤتى من عند رأسه ‪ ،‬فتقول الصلة ‪ :‬ما قبلي‬
‫مدخل ‪ ،‬فيؤتى من عند يمينه ‪ ،‬فتقول الزكاة ‪ :‬ما قبلي مدخل ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فيؤتى عن يساره ‪ ،‬فيقول الصيام ‪ :‬ما قبلي مدخل ‪ ،‬فيؤتى من‬
‫عند رجليه ‪ ،‬فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف‬
‫والحسان إلى الناس ‪ :‬ما قبلي مدخل ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬اجلس ‪،‬‬
‫فيجلس قد مثلت له الشمس قد دنت للغروب ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬أخبرنا‬
‫عما نسألك ‪ ،‬فيقول ‪ :‬دعوني حتى أصلي ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬إنك‬
‫ستفعل ‪ ،‬فأخبرنا عما نسألك عنه ‪ ،‬فيقول ‪ :‬وعم تسألوني ‪ ،‬فيقال‬
‫‪ :‬أرأيت هذا الرجل الذي كان فيكم ؟ ماذا تقول فيه ؟ وما تشهد به‬
‫عليه ؟ فيقول ‪ :‬أمحمد ؟ فيقال له ‪ :‬نعم ‪ ،‬فيقول ‪ :‬أشهد أنه‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وأنه جاء بالبينات من عند الله‬
‫فصدقناه ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬على ذلك حييت ‪ ،‬وعلى ذلك مت ‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك تبعث إن شاء الله ‪ ،‬ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور‬
‫له فيه ‪ ،‬ثم يفتح له باب إلى الجنة ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬انظر إلى ما أعد‬
‫الله لك فيها ‪ ،‬فيزداد غبطة وسرورا ‪ ،‬ثم يفتح له باب إلى النار ‪،‬‬
‫فيقال له ‪ :‬انظر ما صرف الله عنك لو عصيته ‪ ،‬فيزداد غبطة‬
‫وسرورا ‪ ،‬ثم يجعل نسمة في النسم الطيب ‪ ،‬وهي طير خضر‬
‫تعلق شجر الجنة ‪ ،‬ويعاد الجسد إلى ما بدئ منه من التراب ‪،‬‬
‫وذلك قول الله عز وجل ‪ :‬يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في‬
‫الحياة الدنيا وفي الخرة ‪ ،‬قال محمد بن عمرو ‪ :‬عن أبي سلمة ‪،‬‬
‫عن الحكم بن ثوبان ‪ ،‬ثم يقال له ‪ :‬نم ‪ ،‬فينام نومة العروس ل‬
‫يوقظه إل أحب أهله إليه ‪ .‬قال أبو هريرة ‪ :‬وإن كافرا ‪ ،‬فيؤتى من‬
‫قبل رأسه فل يوجد شيء ‪ ،‬ثم يؤتى عن يمينه فل يوجد شيء ‪ ،‬ثم‬
‫يؤتى عن شماله فل يوجد شيء ثم يؤتى من قبل رجليه فل يوجد‬
‫شيء ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬اجلس ‪ ،‬فيجلس فزعا مرعوبا ‪ ،‬فيقال له ‪:‬‬
‫أخبرنا عما نسألك عنه ‪ ،‬فيقول ‪ :‬وعم تسألون ؟ قالوا ‪ :‬إنا نسألك‬
‫عن هذا الرجل الذي كان فيكم ‪ ،‬ماذا تقول فيه ؟ وماذا تشهد به‬
‫عليه ؟ فيقول ‪ :‬أي رجل ؟ فيقال ‪ :‬هذا الرجل الذي كان فيكم فل‬
‫يهتدي لسمه ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫ل أدري ‪ ،‬سمعت الناس يقولون قول ‪ ،‬فقلت كما قالوا ‪ ،‬فيقال‬
‫له ‪ :‬على ذلك حييت ‪ ،‬وعلى ذلك مت ‪ ،‬وعلى ذلك تبعث إن شاء‬
‫الله ‪ ،‬ثم يفتح له باب إلى الجنة ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬ذلك مقعدك منها ‪،‬‬
‫وما أعد الله لك فيها لو أطعته ‪ ،‬فيزداد حسرة وثبورا ‪ ،‬ثم يضيق‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عليه قبره ‪ ،‬حتى تختلف فيه أضلعه ‪ ،‬وهي المعيشة الضنك قال‬
‫الله تعالى ذكره ‪ :‬معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " *‬

‫ْ‬
‫ب َقا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫س ل ِغُُرو ٍ‬
‫م ُ‬
‫ش ْ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ال ّ‬ ‫ه ِفي قَب ْرِهِ ‪ ،‬وَت َ َ‬
‫مث ّ ُ‬ ‫" ي َأت ِي َ ُ‬

‫‪ 179‬حدثنا محمد بن العلء أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪،‬‬
‫عن محمد بن عمرو ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال ‪ " :‬يأتيه في قبره ‪ ،‬وتمثل له الشمس لغروب قال ‪ :‬فيقال‬
‫له ‪ :‬من ربك ؟ ومن نبيك ؟ ما تقول في هذا الرجل ؟ فيخبرهم ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فيقال له ‪ :‬صدقت ‪ ،‬قال ‪ :‬ويمد له قدامه سبعون ذراعا في‬
‫قبره ‪ ،‬فيقول ‪ :‬دعوني أخبر أهلي ‪ ،‬فيقال ‪ :‬اسكن ‪ ،‬إنك لن تقدر‬
‫على ذلك ‪ ،‬فإذا دفن وولى عنه القوم ‪ ،‬سمع خفق نعالهم راجعين‬
‫"*‬

‫ن"*‬
‫ري َ‬
‫مد ْب ِ ِ‬ ‫ذا وَل ّ ْ‬
‫وا ُ‬ ‫م إِ َ‬
‫خْفقَ ن َِعال ِهِ ْ‬
‫مع ُ َ‬ ‫ت ل َي َ ْ‬
‫س َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مي ّ َ‬

‫‪ 180‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع بن الجراح ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن‬


‫السدي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال سفيان يرفعه قال ‪ " :‬إن‬
‫الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين " *‬

‫ن‬ ‫ب ال َْقب ْرِ " ‪ .‬فَعُذ َْنا ِبالل ّهِ ِ‬


‫م ْ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫" أَ ُ‬
‫عوذ ُ ِبالل ّهِ ِ‬

‫‪ 181‬حدثني محمد بن عوف بن سفيان الطائي ‪ ،‬حدثنا محمد بن‬


‫عمران بن محمد بن أبي ليلى ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬حدثني ابن أبي ليلى ‪،‬‬
‫عن عطاء ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬قال ‪ :‬انتهى النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫إلى قبر ‪ ،‬ولما يفرغ منه ‪ ،‬فاطلع في القبر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أعوذ بالله‬
‫من عذاب القبر " ‪ .‬فعذنا بالله من عذاب القبر ‪ ،‬ثم اطلع ثانية ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬أعوذ بالله من عذاب القبر " ‪ .‬فعذنا بالله من عذاب القبر‬
‫‪ ،‬ثم اطلع ثالثة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أعوذ بالله من عذاب القبر " ‪ .‬فعذنا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بالله من عذاب القبر ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬إن المؤمن إذا كان في إقبال‬
‫من الخرة ‪ ،‬وإدبار من الدنيا ‪ ،‬نزلت إليه ملئكة فجلسوا منه‬
‫قريبا ‪ ،‬فإذا هو مات تلقوه بحنوطهم وكفنهم ‪ ،‬وصلى عليه كل ملك‬
‫بين السماء والرض ‪ ،‬ثم يعرج بروحه إلى السماء ‪ ،‬فيستفتح له‬
‫فيفتح له ‪ ،‬فيقول تبارك وتعالى ‪ :‬ارجع عبدي ‪ ،‬منها خلقتهم وفيها‬
‫أعيدهم ‪ ،‬ومنها أخرجهم ‪ ،‬فيسمع خفق نعالهم حين يولون‬
‫مدبرين ‪ ،‬ثم يأتيه آت ‪ ،‬فيقول ‪ :‬من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟‬
‫فيقول ‪ :‬ربي الله ‪ ،‬ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وديني‬
‫السلم ‪ ،‬فيردها عليه ‪ ،‬فيقولها ‪ ،‬فيردها عليه ‪ ،‬فيقولها ‪ ،‬ثم يأتيه‬
‫أحسن الناس وجها ‪ ،‬وأنقاه ثوبا ‪ ،‬وأطيبه ريحا ‪ ،‬فيقول ‪ :‬أبشر‬
‫برضوان الله وجنته ‪ ،‬لك فيها نعيم مقيم ‪ ،‬فيقول ‪ :‬وجهك الوجه‬
‫جاءنا بالخير ‪ ،‬ومثلك يبشر بالخير ‪ ،‬فمن أنت بارك الله فيك ؟‬
‫فيقول ‪ :‬أنا عملك الطيب ‪ ،‬خرجت من جسدك الطيب ‪ ،‬والله إن‬
‫كنت ما علمت لسريعا في طاعة الله ‪ ،‬بطيئا عن معصية الله ‪،‬‬
‫فجزاك الله من صاحب خيرا ‪ ،‬ثم يخرق له خرق إلى الجنة ‪ ،‬فيأتيه‬
‫ريحها وروحها إلى يوم القيامة ‪ .‬فإذا كان الكافر في إدبار من الدنيا‬
‫‪ ،‬وإقبال من الخرة ‪ ،‬نزلت إليه ملئكة فجلسوا منه قريبا ‪ ،‬فإذا هو‬
‫مات خرجت نفسه كالسفود من الصوف المبلول ‪ ،‬ولعنوه ‪ ،‬ولعنه‬
‫كل ملك بين السماء والرض ‪ ،‬ثم عرجوا بروحه إلى السماء ‪،‬‬
‫فاستفتحها فلم يفتح له ‪ ،‬فيقول تبارك وتعالى ‪ :‬ردوا عبدي ‪ ،‬منها‬
‫خلقتهم ‪ ،‬وفيها أعيدهم ‪ ،‬ومنها أخرجهم ‪ .‬ثم يأتيه آت ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول ‪ :‬ل أدري ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ل‬
‫دريت ‪ ،‬ثم يردها عليه ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ل أدري ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ل دريت ‪ ،‬ثم‬
‫يأتيه أقبح الناس وجها ‪ ،‬وأنتنه ريحا ‪ ،‬وأوخشه ثوبا ‪ ،‬فيقول ‪ :‬أبشر‬
‫بسخط الله ‪ ،‬ونار لك فيها عذاب مقيم ‪ ،‬فيقول ‪ :‬مثلك بشر بالشر‬
‫‪ ،‬وجهك الوجه جاء بالشر ‪ ،‬فمن أنت ؟ ل بارك الله فيك ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫أنا عملك الخبيث ‪ ،‬خرجت من جسدك الخبيث ‪ ،‬والله إن كنت ما‬
‫علمت لسريعا في معصية الله ‪ ،‬بطيئا عن طاعة الله ‪ ،‬فجزاك الله‬
‫من صاحب شرا ‪ ،‬ثم يأتيه آت معه مقمعة من حديد فيضربه بها ‪،‬‬
‫ثم يخرق له ثقب ما بين قرنه إلى إبهام قدمه ‪ ،‬ثم يخرق له إلى‬
‫النار ‪ ،‬فيأتيه وهجها وغمها إلى يوم القيامة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ف ‪ ،‬وََقاُلوا ‪:‬‬
‫سل َ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ح هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫حي ِ‬
‫ص ِ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ب ِت َ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال بتصحيح هذه الخبار من السلف ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬إن الموتى‬


‫يسمعون كلم الحياء ‪ ،‬ويتكلمون ويعلمون‬

‫ف ‪ ،‬وََقاُلوا ‪# :‬‬
‫سل َ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ح هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫حي ِ‬
‫ص ِ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ب ِت َ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫حوا‬ ‫ن َرأ َْوا َ‬


‫خي ًْرا فَرِ ُ‬ ‫موَْتاك ُ ْ‬
‫م ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫َ‬
‫ض عََلى أقْرَِبائ ِك ُ ْ‬ ‫مال َك ُ ْ‬
‫م ت ُعَْر ُ‬
‫َ‬
‫أعْ َ‬

‫‪ 182‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن عثمان ‪ ،‬حدثنا‬


‫عوف ‪ ،‬عن خلس بن عمرو ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن‬
‫أعمالكم تعرض على أقربائكم من موتاكم ‪ ،‬فإن رأوا خيرا فرحوا‬
‫به ‪ ،‬وإن رأوا شرا كرهوه ‪ ،‬وإنهم يستخبرون الميت إذا أتاهم ‪ ،‬من‬
‫مات بعدهم ‪ ،‬حتى إن الرجل يسأل عن امرأته أتزوجت أم ل ؟‬
‫وحتى إن الرجل يسأل عن الرجل ‪ ،‬فإذا قيل ‪ :‬قد مات قال ‪:‬‬
‫هيهات ‪ ،‬ذهب ذاك ‪ ،‬فإن لم يحسوه عندهم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬إنا لله وإنا‬
‫إليه راجعون ‪ ،‬ذهب به إلى أمه الهاوية ‪ ،‬فبئس المربية " *‬

‫ه‬
‫ح ُ‬
‫ضوا ُرو َ‬ ‫مَلئ ِك َ ً‬
‫ة فََقب َ ُ‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ َ‬
‫ث الل ّ ُ‬
‫م ب َعَ َ‬
‫سل ِ ُ‬ ‫ي ال ْعَب ْد ُ ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ذا ت ُوُفّ َ‬
‫" إِ َ‬

‫‪ 183‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬حدثنا عاصم ‪ ،‬عن‬
‫زر ‪ ،‬عن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا توفي العبد المسلم بعث الله إليه‬
‫ملئكة فقبضوا روحه في أكفانه ‪ .‬قال ‪ :‬فإذا وضع في قبره بعث‬
‫الله إليه ملكين فينتهرانه فيقولن له ‪ :‬من ربك ؟ قال ‪ :‬ربي الله‬
‫قال ‪ :‬ما دينك ؟ قال ‪ :‬ديني السلم قال ‪ :‬فمن نبيك ؟ قال ‪ :‬محمد‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ .‬قال ‪ :‬صدقت ‪ ،‬كذلك كنت ‪ ،‬أفرشوه في‬
‫الجنة ‪ ،‬وألبسوه منها ‪ ،‬وأروه مقعده ‪ ،‬وتنزل عليه كسوة من الجنة‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬وأما الخر ؛ فيدخل به قبره ‪ ،‬فيقال ‪ :‬من ربك ؟ قال ‪ :‬ما‬
‫أدري ‪ ،‬سمعت الناس ‪ .‬فيقال ‪ :‬ما دينك ؟ قال ‪ :‬ما أدري ‪ .‬قال ‪ :‬ل‬
‫دريت ‪ ،‬ل دريت ‪ ،‬ل دريت ‪ ،‬كذلك كنت ‪ ،‬أفرشوه من النار‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وألبسوه منها ‪ ،‬وأروه مقعده فيها ‪ ،‬ويضرب ضربة يلتهب قبره نارا‬
‫منها ‪ ،‬ويضيق قبره ‪ ،‬حتى تختلف أضلعه أو تماس ‪ ،‬وتبعث عليه‬
‫حيات من جوانب القبر كأعناق البل تنهشه ‪ ،‬فإذا جزع قمع بمقمع‬
‫من نار أو حديد " *‬

‫َ‬ ‫مي ًّتا ‪ ،‬أ َ ْ‬ ‫َ‬


‫ن َل إ ِل َ َ‬
‫ه‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫" أَنا عَب ْد ُ الل ّهِ َ‬
‫حّيا وَ َ‬

‫‪ 184‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا سويد بن عمرو الكلبي ‪ ،‬عن‬


‫حماد بن سلمة ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن زر ‪ ،‬عن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬إن‬
‫أحدكم ليجلس في قبره إجلسا ‪ ،‬فيقال ‪ :‬من أنت ؟ فإن كان‬
‫مؤمنا قال ‪ " :‬أنا عبد الله حيا وميتا ‪ ،‬أشهد أن ل إله إل الله ‪،‬‬
‫وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال ‪ :‬فيفسح له في قبره ما شاء‬
‫الله ‪ ،‬ويرى مكانه من الجنة ‪ ،‬وتنزل له كسوة من السماء فيلبسها‬
‫وأما الكافر فيقال له ‪ :‬من أنت ؟ فيقول ‪ :‬ل أدري ‪ .‬فيقال ‪ :‬ل‬
‫دريت ‪ ،‬ل دريت ‪ ،‬ل دريت ‪ ،‬فيضيق عليه قبره ‪ ،‬حتى تختلف‬
‫أضلعه أو تماس ‪ ،‬وترسل عليه حيات من جانب قبره فتنهشه‬
‫وتأكله ‪ .‬فإذا فزع منها قمع بمقامع من نار " *‬

‫مل َ َ‬ ‫َ‬
‫ن ي َن ْت َهَِران ِهِ ‪ ،‬فَي َُقو ُ‬
‫م‪،‬‬ ‫كا ِ‬ ‫ت قَب َْرهُ أَتاهُ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫مي ّ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا د َ َ‬

‫‪ 185‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬عن العمش ‪،‬‬
‫عن أبي شقيق ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا دخل الميت قبره أتاه‬
‫ملكان ينتهرانه ‪ ،‬فيقوم ‪ ،‬يهب كما يهب النائم ‪ ،‬أو نحوه قال ‪:‬‬
‫فيسألنه ‪ :‬من ربك ؟ فيقول ‪ :‬الله وما دينك ؟ فيجيبهم قال ‪:‬‬
‫فيقولن ‪ :‬صدقت ‪ ،‬كذلك كنت ‪ ،‬قال ‪ :‬فيقال ‪ :‬اكسوه كسوة من‬
‫الجنة ‪ ،‬وألبسوه منها قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬دعوني أخبر أهلي ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فيقال له ‪ :‬اسكن " *‬

‫ن‬ ‫جم ِ ‪ ،‬فَل َ ّ‬


‫ما د ُفِ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ج َ‬ ‫عا َ‬
‫ف َ‬ ‫ن طَ ِ‬
‫ري ٍ‬ ‫مي ُْر ب ْ ُ‬ ‫ي أَ ِ‬
‫خي عُ َ‬ ‫" ت ُوُفّ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 186‬حدثنا عبد الحميد بن بيان القناد ‪ ،‬أنبأنا محمد بن يزيد‬


‫الواسطي ‪ ،‬عن إسماعيل بن أبي خالد ‪ ،‬حدثني يزيد بن طريف‬
‫البجلي ‪ ،‬قال ‪ " :‬توفي أخي عمير بن طريف عام الجماجم ‪ ،‬فلما‬
‫دفن وضعت رأسي على قبره ‪ ،‬فإن أذني اليسرى على القبر ‪ ،‬إذ‬
‫سمعت صوت أخي ‪ ،‬أعرف صوتا ضعيفا ‪ ،‬سمعته يقول ‪ :‬الله ‪.‬‬
‫فقال له الخر ‪ :‬فما دينك ؟ قال ‪ :‬السلم " *‬

‫َ‬ ‫ت اْل َ‬ ‫ج إ ِل َ‬ ‫س َ‬ ‫فَسمعت أ ُ‬


‫ه كَ َ‬
‫ما‬ ‫ض ‪ ،‬أعْرِفُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫َ ِ َ ْ‬

‫‪ 187‬حدثنا يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬حدثني عطاف‬


‫بن خالد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثتني خالة لي يقال لها تهلل بنت العطاف ‪،‬‬
‫وكانت من العوابد ‪ ،‬وكانت كثيرا ما تركب إلى الشهداء ‪ ،‬قالت ‪" :‬‬
‫ركبت إليهم يوما فصليت عند قبر حمزة بن عبد المطلب ما شاء‬
‫الله أن أصلي ‪ ،‬حتى إذا فرغت فقمت ‪ ،‬فقلت هكذا بيدي ‪ ،‬السلم‬
‫عليكم ‪ ،‬قالت ‪ :‬فسمعت أذناي السلم يخرج إلي من تحت‬
‫الرض ‪ ،‬أعرفه كما أعرف أن الله خلقني ‪ ،‬وكما أعرف الليل من‬
‫النهار ‪ ،‬وما في الوادي داع ‪ ،‬ول مجيب يتحرك إل غلمي نائما أخذ‬
‫برأس دابتي ‪ ،‬فاقشعرت كل شعرة مني ‪ ،‬فدعوت الغلم ‪ :‬يا بني‬
‫هلم دابتي ‪ ،‬فأدنى دابتي فركبت " *‬

‫معَْنا قَِراَءةَ ال ُْقْرآ ِ‬


‫ن"*‬ ‫س ِ‬ ‫ت قَب ْرِ َثاب ِ ٍ‬
‫ت َ‬ ‫جن ََبا ِ‬
‫مَرْرَنا ب ِ َ‬ ‫إِ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 188‬حدثني محمد بن صالح العدوي ‪ ،‬حدثني محمد بن عبد الله‬


‫النصاري ‪ ،‬حدثني إبراهيم بن الصمة المهلبي ‪ ،‬حدثني الذين كانوا‬
‫يمرون بالجص بالسحار قال ‪ " :‬كنا إذا مررنا بجنبات قبر ثابت‬
‫سمعنا قراءة القرآن " *‬

‫َ‬
‫مك ُ ْ‬
‫م‬ ‫دا ُ‬ ‫ل ُزل ْزِل َ ْ‬
‫ت أقْ َ‬ ‫حّقا ‪ ،‬هَ ْ‬ ‫م َرب ّك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ما وَعَد َك ُ ْ‬
‫م َ‬
‫جد ْت ُ ْ‬ ‫" هَ ْ‬
‫ل وَ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 189‬حدثني عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة ‪ ،‬حدثنا محمد بن‬
‫عائذ الدمشقي ‪ ،‬حدثنا يحيى بن حمزة ‪ ،‬عن الوزاعي ‪ ،‬عن‬
‫المخزومي ‪ ،‬قال أبو زرعة ‪ :‬أظنه المطلب بن عبد الله أن عادا لما‬
‫أهلكها الله بما أهلكها قام فيهم نبيهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬عاد ‪ " ،‬هل وجدتم‬
‫ما وعدكم ربكم حقا ‪ ،‬هل زلزلت أقدامكم ؟ ورجفت قلوبكم ؟‬
‫وشقت الحقاف عليكم ؟ والذي نفسي بيده ‪ ،‬إنهم ليسمعون‬
‫مقالتي " *‬

‫َ‬
‫سَل َ‬
‫م"‬ ‫مّني ال ّ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫" أقْرِئْ َر ُ‬
‫سو َ‬

‫‪ 190‬حدثني علي بن مسلم الطوسي ‪ ،‬حدثنا يوسف بن‬


‫الماجشون ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر أنه دخل على جابر بن عبد الله‬
‫السلمي وهو يموت قال ‪ :‬قلت له ‪ " :‬أقرئ رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم مني السلم " *‬

‫َ‬
‫دوا عَل َي ْك ُ ْ‬
‫م"*‬ ‫داءِ فَي َُر ّ‬ ‫ن عََلى ال ّ‬
‫شه َ َ‬ ‫سل ّ ُ‬
‫مو َ‬ ‫" أَل ت ُ َ‬

‫‪ 191‬حدثنا العباس بن محمد ‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن موسى ‪ ،‬أنبأنا‬


‫ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن قرين ‪ ،‬عن عامر بن سعد أن سعدا كان إذا‬
‫خرج إلى ضيعته مر بقبور الشهداء ‪ ،‬فيقول لصحابه ‪ " :‬أل‬
‫تسلمون على الشهداء فيردوا عليكم " *‬

‫ن‪:‬‬
‫خُرو َ‬ ‫ه " وََقا َ‬
‫لآ َ‬ ‫ذا وَل ّي ْت ُ ْ‬
‫م عَن ْ ُ‬ ‫معُ ن َِعال َك ُ ْ‬
‫م إِ َ‬ ‫س َ‬
‫ت يَ ْ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫مي ّ ُ‬

‫‪ 192‬حدثنا محمد بن جرير ‪ ،‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬حدثنا‬


‫إسماعيل ‪ ،‬أخبرني محمد بن هلل ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة عليه‬
‫السلم قال ‪ " :‬الميت يسمع نعالكم إذا وليتم عنه " وقال آخرون ‪:‬‬
‫هذه أخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحاح ‪ ،‬ولكن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫معنى قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما أنتم بأسمع لما أقول منهم‬
‫‪ ،‬ما أنتم بأعلم بما أقول أنه حق منهم " ‪ ،‬ورووا عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬ما أنتم بأعلم بما أقول منهم " *‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫م ْ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ن َذ ْك ُْر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من لم نذكر من ذلك‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫م ْ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ن َذ ْك ُْر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ه وَهِ َ‬
‫ل ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫ن إ ِن ّ ُ‬
‫م ِ‬ ‫ه ِل َِبي عَب ْدِ الّر ْ‬
‫ح َ‬ ‫" غََفَر الل ّ ُ‬

‫‪ 193‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬ومحمد بن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد‬


‫بن عبد الله النصاري ‪ ،‬حدثنا محمد بن عمرو ‪ ،‬عن يحيى بن عبد‬
‫الرحمن بن حاطب ‪ ،‬عن عبد الله بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬وقف رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم على القليب ببدر ‪ ،‬فذكر الحديث ‪ ،‬ثم‬
‫قال ‪ :‬قالت عائشة ‪ " :‬غفر الله لبي عبد الرحمن إنه وهل ‪ ،‬إن‬
‫الله تعالى يقول ‪ :‬إنك ل تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في‬
‫القبور " *‬

‫ن ِفي ال ُْقُبورِ ‪،‬‬ ‫َ‬


‫م ْ‬
‫مٍع َ‬
‫س ِ‬
‫م ْ‬
‫ت بِ ُ‬
‫ما أن ْ َ‬ ‫مع ُ ا ل ْ َ‬
‫موَْتى وَ َ‬ ‫ك َل ت ُ ْ‬
‫س ِ‬ ‫إ ِن ّ َ‬

‫‪ 194‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني عمر‬


‫بن طلحة ‪ ،‬عن عمه محمد بن عمرو بن علقمة ‪ ،‬عن يحيى بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬قالت عائشة ‪ :‬يغفر الله لبي عبد الرحمن ‪ ،‬إنه‬
‫وهل ‪ ،‬إن الله يقول ‪ :‬إنك ل تسمع الموتى وما أنت بمسمع من‬
‫في القبور ‪ ،‬إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬يا‬
‫فلن ‪ ،‬يا فلن ‪ ،‬والله إنهم ليعلمون الن أن الذي كنت أقول لهم‬
‫حق " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كان أ َسوأ َ‬
‫ما َ َ ْ َ‬ ‫ن قَوْم ِ ن َب ِ ّ‬
‫ي‪َ ،‬‬ ‫م ْ‬
‫شّرا ِ‬ ‫جَزى الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 195‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا هشيم ‪ ،‬أنبأنا مغيرة ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ :‬لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫بأولئك الرهط ‪ ،‬عتبة بن ربيعة وأصحابه ‪ ،‬فألقوا في الطوى قال‬
‫لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬جزى الله شرا من قوم‬
‫نبي ‪ ،‬ما كان أسوأ الطرد ‪ ،‬وأشد التكذيب " قال ‪ :‬فقيل ‪ :‬يا‬
‫رسول الله كيف تكلم قوما قد جيفوا ؟ قال ‪ " :‬ما أنتم بأفهم‬
‫لقولي منهم " ‪ ،‬أو ‪ " :‬لهم أفهم لقولي منكم " قالوا ‪ :‬فخبر عائشة‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي روته عنه أنه قال‬
‫لصحابه ‪ ،‬إذ قالوا له حين قال ما قال لهل القليب ‪ " :‬أتكلم‬
‫أجسادا ل أرواح فيها ما أنتم بأعلم بما أقول منهم ‪ ،‬وما أنتم بأفهم‬
‫له منهم " يبين حقيقة ما قلنا من التأويل في معنى قوله عليه‬
‫السلم ‪ :‬ما أنتم بأسمع لما أقول منهم من أنه مراد به ‪ :‬ما أنتم‬
‫بأعلم ‪ ،‬ل أنه خبر عن أنهم يسمعون أصوات بني آدم وكلمهم ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬ولو كانوا يسمعون كلم الناس وهم موتى ‪ ،‬لم يكن لقول‬
‫الله تعالى ‪ ،‬ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إنك ل تسمع‬
‫الموتى ‪ ،‬ول لقوله تعالى ‪ :‬إن الله يسمع من يشاء وما أنت‬
‫بمسمع من في القبور معنى قالوا ‪ :‬وفي فساد القول بأن ذلك ل‬
‫معنى له ‪ ،‬صحة القول بأن الموات بعد مماتهم ل يسمعون من‬
‫كلم الناس شيئا ‪ .‬والصواب من القول في ذلك أن كلتا الروايتين‬
‫اللتين ذكرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك‬
‫صحيحة ‪ ,‬عدول نقلتها ‪ ،‬فالواجب على ما انتهت إليه ‪ ،‬وقامت عليه‬
‫حجة خبر الواحد العدل اليمان بها والقرار بأن الله يسمع من شاء‬
‫من خلقه من بعد مماته ما شاء من كلم خلقه من بني آدم‬
‫وغيرهم على ما شاء ‪ ،‬ويفهم من شاء منهم ما شاء ‪ ،‬وينعم من‬
‫أحب منهم بما أحب ‪ ،‬ويعذب في قبره الكافر ‪ ،‬ومن استحق منهم‬
‫العذاب كيف أراد ‪ ،‬على ما جاءت به عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم الثار وصحت به الخبار ‪ .‬وليس في قول الله عز وجل‬
‫لنبيه صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إنك ل تسمع الموتى ول تسمع الصم‬
‫الدعاء إذا ولوا مدبرين ‪ ،‬ول في قوله ‪ :‬إن الله يسمع من يشاء وما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أنت بمسمع من في القبور حجة لمن احتج به في دفع ما صحت به‬
‫الرواية ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله لصحابه‬
‫إذ قالوا له في خطابه أهل القليب بما خاطبهم به ‪ " :‬ما أنتم‬
‫بأسمع لما أقول منهم " ‪ ،‬ول في إنكار ما ثبت عنه صلى الله عليه‬
‫وسلم من قوله لصحابه مخبرهم عن الميت في قبره ‪ " :‬إنه‬
‫ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين " ‪ ،‬إذ كان قوله ‪ :‬وما أنت‬
‫بمسمع من في القبور ‪ ،‬وقوله ‪ :‬إنك ل تسمع الموتى ‪ ،‬محتمل من‬
‫التأويل أوجها سوى التأويل الذي تأوله الموجه تأويله إلى أنه ل‬
‫ميت يسمع من كلم الحياء شيئا ‪ .‬فمن ذلك أن يكون معناه ‪:‬‬
‫فإنك ل تسمع الموتى بطاقتك وقدرتك ‪ ،‬إذ كان خالق السمع غيرك‬
‫‪ ،‬ولكن الله تعالى ذكره هو الذي يسمعهم إذا شاء ‪ ،‬إذ كان هو‬
‫القادر على ذلك دون من سواه من جميع النبياء ‪ ،‬وذلك نظير قوله‬
‫‪ :‬وما أنت بهادي العمي عن ضللتهم ‪ .‬وذلك أن الهداية من الكفر‬
‫إلى اليمان والتوفيق للرشاد بيد الله دون من سواه ‪ ،‬فنفى جل‬
‫ثناؤه عن محمد صلى الله عليه وسلم أن يكون قادرا أن يسمع‬
‫الموتى إل بمشيئته ‪ ،‬كما نفى أن يكون قادرا على هداية الضلل‬
‫إلى سبيل الرشاد إل بمشيئته وذلك يبين أنه كذلك في قوله ‪ :‬إن‬
‫الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور ‪ ،‬أنه جل ثناؤه‬
‫أثبت لنفسه من القدرة على إسماع من شاء من خلقه ‪ ،‬بقوله ‪:‬‬
‫إن الله يسمع من يشاء ‪ ،‬ثم نفى عن محمد صلى الله عليه وسلم‬
‫القدرة على ما أثبته وأوجبه لنفسه من ذلك ‪ ،‬فقال له ‪ :‬وما أنت‬
‫بمسمع من في القبور ‪ ،‬ولكن الله هو المسمعهم دونك ‪ ،‬وبيده‬
‫الفهام والرشاد والتوفيق ‪ ،‬وإنما أنت نذير ‪ ،‬فبلغ ما أرسلت به ‪.‬‬
‫فهذا أحد أوجهه ‪ ,‬والثاني ‪ :‬أن يكون معناه ‪ :‬فإنك ل تسمع الموتى‬
‫إسماعا ينتفعون به ؛ لنهم قد انقطعت عنهم العمال ‪ ،‬وخرجوا‬
‫من دار العمال إلى دار الجزاء ‪ ،‬فل ينفعهم دعاؤك إياهم إلى‬
‫اليمان بالله والعمل بطاعته ‪ ،‬فكذلك هؤلء الذين كتب ربك عليهم‬
‫أنهم ل يؤمنون ‪ ،‬ل يسمعهم دعاؤك إلى الحق إسماعا ينتفعون به ؛‬
‫لن الله تعالى ذكره قد ختم عليهم أن ل يؤمنوا ‪ ،‬كما ختم على‬
‫أهل القبور من أهل الكفر أنهم ل ينفعهم بعد خروجهم من دار‬
‫الدنيا إلى مساكنهم من القبور إيمان ول عمل ؛ لن الخرة ليست‬
‫بدار امتحان ‪ ،‬وإنما هي دار مجازاة ‪ ،‬وكذلك تأويل قوله تعالى ‪ :‬إن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور ‪ ،‬وغير ذلك‬
‫من وجوه المعاني ‪ .‬فإذ كان ذلك محتمل من المعاني ما وصفنا ‪،‬‬
‫فليس لموجهه إلى أنه معني به أنه ل يسمع ميت شيئا بحال حجة ‪،‬‬
‫إذ كان ل خبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصححه ‪،‬‬
‫ول في الفعل شاهد بحقيقته ‪ ،‬بل تأويل مخالفيه في ذلك على ما‬
‫ذكرنا أولى بالصحة لما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫من الخبار الواردة عنه أنهم يسمعون كلم الحياء ‪ ،‬على ما وردت‬
‫به عنه الثار ‪ .‬فإن ظن ظان أن قول الله تعالى ذكره لنبيه صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ :‬وما أنت بمسمع من في القبور ‪ ،‬وقوله له ‪ :‬إنك‬
‫ل تسمع الموتى ‪ ،‬لما كان عاما ظاهره في كل من في القبور ‪،‬‬
‫وفي جميع الموتى ‪ ،‬من غير خصوص بعض منهم ‪ ،‬وجب أن يكون‬
‫قول القائل ‪ :‬ل يجوز أن يسمعوا في حال ما هم في البرزخ شيئا‬
‫من كلم الحياء أولى بالصحة من قول القائلين بإجازة ذلك في‬
‫بعض الحوال ‪ ،‬فقد ظن غير الصواب ‪ .‬وذلك أن الله جل ثناؤه‬
‫جعل بيان ما نزل إلينا من كتابه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫وقد بين لنا عليه السلم بقوله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬إذ ذكر حال‬
‫المؤمن والكافر في قبورهما حين يسألن عن دينهما ‪ :‬أنهما‬
‫يسمعان خفق نعال متبعي جنائزهما إذا ولوا عنهما مدبرين ‪ ،‬فكان‬
‫معلوما بذلك أن قوله تعالى ‪ :‬وما أنت بمسمع من في القبور ‪،‬‬
‫وقوله ‪ :‬إنك ل تسمع الموتى ‪ ،‬معني به إسماع بعض الشياء دون‬
‫جميعها ‪ ،‬ودليل على أن قول من قال ‪ :‬قد يسمعون بعض الشياء‬
‫في بعض الحوال أولى بالصحة من قول من خالف ذلك ‪ .‬فإن قال‬
‫لنا قائل ‪ :‬وما تنكر أن يكون معنى قول النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه مدبرين " ‪ ،‬إنه ليعلم‬
‫ذلك ‪ ،‬إذ كان معروفا من كلم العرب أن يقول القائل منهم‬
‫لصاحبه ‪ :‬قد سمعت منك ما قلت ‪ ،‬بمعنى ‪ :‬فهمت عنك ما قلت ‪،‬‬
‫واسمع مني ما أقول ‪ ،‬بمعنى ‪ :‬افهم عني ما أقول ؟ قيل له ‪ :‬إن‬
‫ذلك لو وجهناه إلى المعنى الذي قلته لم يكن لمن خالف قولنا في‬
‫أنهم يسمعون السماع المفهوم حجة ‪ ،‬وذلك أنا إن قلنا ‪ :‬معنى‬
‫ذلك أنهم يعلمون خفق نعالهم ‪ ،‬لم يخل علمهم بذلك من أن يكون‬
‫حدث لهم عن سماع منهم خفق نعالهم ‪ ،‬أو عن خبر أخبروا به في‬
‫قبورهم ‪ ،‬وأي ذلك كان فإنه محقق قولنا في أن الله تعالى ذكره‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يسمع من شاء من الموات ما شاء من كلم الحياء ‪ ،‬ويعرف من‬
‫شاء ما شاء من أخبارهم ‪ ،‬وينعم من شاء منهم في قبره بما شاء ‪،‬‬
‫ويعذب من شاء منهم كيف شاء ‪ ،‬له الخلق والمر وهو على كل‬
‫شيء قدير ‪ ،‬وفي هذا الخبر أيضا ‪ ،‬أعني خبر عمر الذي ذكرناه‬
‫قبل الدللة على أن من الحق مواراة جيفة كل ميت من بني آدم‬
‫عن أعين بني آدم ‪ ،‬ما وجد إلى ذلك السبيل ‪ ،‬مؤمنا كان ذلك‬
‫الميت أو كافرا ‪ ،‬وذلك لمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلى‬
‫مشركي بدر أن يجعلوا في قليب ‪ ،‬ولم يتركهم بالعراء مطرحين ‪،‬‬
‫بل أمر بجيفهم أن توارى في القليب ‪ .‬فإذ كان ذلك من فعله صلى‬
‫الله عليه وسلم بهم ‪ ،‬فالحق على المسلمين أن يستنوا به صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فيفعلوا في من أصابوا من المشركين في‬
‫معركة الحرب بالقتل ‪ ،‬وفي غير معركة الحرب مثل الذي فعل‬
‫صلى الله عليه وسلم في قتلى مشركي بدر فيواروا جيفته ‪ ،‬إذا لم‬
‫يكن لهم مانع من ذلك ‪ ،‬ول شيء يشغلهم عنه من خوف كرة عدو‬
‫أو غير ذلك ‪ .‬وإذ كان ذلك سنته في مشركي أهل الحرب ‪،‬‬
‫فالمشركون من أهل العهد والذمة إذا مات منهم ميت بحيث ل‬
‫أحد من أوليائه وأهل ملته بحضرته يلي أمره ‪ ،‬وحضره أهل‬
‫السلم ‪ ،‬أحق وأولى بأن تكون السنة فيهم سنته صلى الله عليه‬
‫وسلم في مشركي بدر في أن يواروا جيفته ويدفنوه ول يتركوه‬
‫مطروحا بالعراء من الرض ‪ ،‬وبذلك أمر النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم عليا في عمه أبي طالب إذ مات ‪ ،‬فقال له ‪ " :‬اذهب فواره‬
‫" وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم حين أذن بمثل فعله‬
‫بمشركي بدر من دفنه إياهم ‪ ،‬في مواطن أخر ‪ ،‬وإن كان في‬
‫إسناده بعض النظر ‪ ،‬وذلك ما *‬

‫ل ‪ :‬أ ََنا ‪،‬‬


‫ج ٌ‬ ‫ل هَذِهِ ؟ " فََقا َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ن قَت َ َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 196‬حدثنا به محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬وحدثني محمد‬


‫بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،‬حدثنا أيوب بن سويد ‪ ،‬قالوا جميعا ‪:‬‬
‫أنبأنا سفيان ‪ ،‬عن أبي فزارة ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي عمرة أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة مقتولة فقال ‪ " :‬من قتل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫هذه ؟ " فقال رجل ‪ :‬أنا ‪ ،‬أردفتها خلفي فأرادت أن تقتلني‬
‫فقتلتها ‪ ،‬فأمر صلى الله عليه وسلم بدفنها " فإن لم يفعلوا ذلك‬
‫لشاغل شغلهم ‪ ،‬أو أمر منعهم منه ‪ ،‬لم أرهم حرجين بتركهم‬
‫ذلك ؛ لن أكثر مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان‬
‫فيها القتال ‪ ،‬لم يذكر عنه من ذلك ما ذكر عنه منه ببدر وفيه أيضا‬
‫البيان أن الموت إذا كثر في موضع بطاعون أو غيره ‪ ،‬أو كثر القتل‬
‫في معركة حرب والتقاء زحوف حتى تعظم مؤونة حفر قبر لكل‬
‫رجل ولكل إنسان منهم ‪ ،‬أن لمن حضرهم دفن الجماعة الكثيرة‬
‫منهم والقليلة منهم في حفيرة واحدة ‪ ،‬كالذي فعل صلى الله عليه‬
‫وسلم بقتلى مشركي بدر من جمعه جميعهم ‪ ،‬في قليب واحد ‪،‬‬
‫وهم سبعون رجل ‪ ،‬وكذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم‬
‫أحد بقتلى المسلمين ‪ ،‬إذ فشا القتل فيهم وكثر ‪ ،‬دفن الثلثة منهم‬
‫والثنين في القبر الواحد *‬

‫وارِد َةِ ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ْ َ‬

‫ذكر الخبار الواردة بذلك‬

‫وارِد َةِ ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ْ َ‬
‫َ‬
‫موا أك ْث ََرهُ ْ‬
‫م قُْرآًنا‬ ‫حدِ ‪ ،‬وَقَد ّ ُ‬ ‫ة ِفي ال َْقب ْرِ ال ْ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ن َوالث َّلث َ َ‬ ‫" اد ْفُِنوا الّر ُ َ‬
‫جلي ْ ِ‬

‫‪ 197‬حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ‪ ،‬حدثنا أبو بكر الحنفي ‪،‬‬
‫حدثنا أسامة بن زيد ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن أنس ‪ :‬أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال يوم أحد ‪ " :‬ادفنوا الرجلين والثلثة في القبر‬
‫الواحد ‪ ،‬وقدموا أكثرهم قرآنا " *‬

‫مُقوا ‪َ ،‬واد ْفُِنوا‬ ‫َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ل ‪ :‬وَأعْ ِ‬ ‫سب ُ ُ‬
‫ح ِ‬
‫سُعوا ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫حُفُروا ‪ ،‬وَأوْ ِ‬
‫"ا ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 198‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬وزياد بن أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وهب‬
‫بن جرير ‪ ،‬حدثنا أبي قال ‪ :‬سمعت حميد بن هلل ‪ ،‬يحدث عن‬
‫سعد بن هشام ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬لما كان يوم أحد أصابت الناس‬
‫جراحات ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬احفروا ‪،‬‬
‫وأوسعوا ‪ ،‬وأحسبه قال ‪ :‬وأعمقوا ‪ ،‬وادفنوا الثنين والثلثة في قبر‬
‫‪ ،‬وقدموا أكثرهم قرآنا " *‬

‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫سُنوا ‪َ ،‬واد ْفُِنوا ِفي الَقب ْرِ اِلث ْن َي ْ ِ‬
‫ن‬ ‫ح ِ‬
‫سُعوا ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫حُفُروا ‪ ،‬وَأوْ ِ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 199‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن أيوب ‪ ،‬عن‬


‫حميد بن هلل ‪ ،‬عن هشام بن عامر النصاري ‪ ،‬قال ‪ :‬شكوا إلى‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم القرح يوم أحد ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬كيف تأمرنا‬
‫بقتلنا ؟ فقال ‪ " :‬احفروا ‪ ،‬وأوسعوا ‪ ،‬وأحسنوا ‪ ،‬وادفنوا في القبر‬
‫الثنين والثلثة ‪ ،‬وقدموا أكثرهم قرآنا " قال هشام ‪ :‬فقدم أبي بين‬
‫يدي اثنين *‬

‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫سُنوا ‪َ ،‬واد ْفُِنوا ِفي الَقب ْرِ اِلث ْن َي ْ ِ‬
‫ن‬ ‫ح ِ‬
‫سُعوا ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫حُفُروا ‪ ،‬وَأوْ ِ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 200‬حدثني ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن حميد‬
‫بن هلل ‪ ،‬عمن يحدثه ‪ ،‬عن هشام بن عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬شكونا إلى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم القرح يوم أحد ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬كيف‬
‫تأمرنا بقتلنا ؟ قال ‪ " :‬احفروا ‪ ،‬وأوسعوا ‪ ،‬وأحسنوا ‪ ،‬وادفنوا في‬
‫القبر الثنين والثلثة ‪ ،‬وقدموا أكثرهم قرآنا " *‬

‫ن َوالث َّلث َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ة ِفي‬ ‫سُنوا ‪َ ،‬واد ْفُِنوا اِلث ْن َي ْ ِ‬
‫ح ِ‬
‫مُقوا ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫حُفُروا ‪ ،‬وَأعْ ِ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 201‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا إسحاق بن يوسف ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪،‬‬


‫عن أيوب ‪ ،‬عن حميد بن هلل ‪ ،‬عن هشام بن عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬شكونا‬
‫إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد القرح ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬يا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رسول الله ‪ ،‬الحفر علينا لكل إنسان شديد ؟ فقال ‪ " :‬احفروا ‪،‬‬
‫وأعمقوا ‪ ،‬وأحسنوا ‪ ،‬وادفنوا الثنين والثلثة في قبر واحد " ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬فمن نقدم ؟ قال ‪ " :‬قدموا أكثرهم قرآنا " قال ‪ :‬فكان أبي‬
‫ثالث ثلثة في قبر واحد حدثني عبد العلى بن واصل السدي ‪،‬‬
‫حدثنا ثابت بن محمد الكناني ‪ ،‬حدثنا سفيان الثوري ‪ ،‬عن أيوب ‪،‬‬
‫عن حميد بن هلل ‪ ،‬عن هشام بن عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬شكا أصحاب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فذكر نحوه *‬

‫ن‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ث‬‫ل‬‫ِ‬ ‫ا‬ ‫نوا‬ ‫ف‬ ‫د‬‫وا‬ ‫‪،‬‬ ‫نوا‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫" احُفروا ‪ ،‬وأ َعْمُقوا ‪ ،‬وأ َوسعوا ‪ ،‬وأ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ِ ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ ُ‬

‫‪ 202‬حدثني العباس بن أبي طالب ‪ ،‬أنبأنا هاشم بن عبد الواحد ‪،‬‬


‫حدثنا يزيد بن عبد العزيز بن سياه ‪ ،‬عن هشام بن حسان ‪ ،‬عن‬
‫أبي نضرة ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يوم أحد ‪ " :‬احفروا ‪ ،‬وأعمقوا ‪ ،‬وأوسعوا ‪،‬‬
‫وأحسنوا ‪ ،‬وادفنوا الثنين والثلثة في قبر واحد ‪ ،‬وقدموا أكثرهم‬
‫قرآنا " *‬

‫ن ِفي‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ث‬‫ا‬ ‫ّ‬


‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫نوا‬ ‫ف‬ ‫د‬‫وا‬ ‫‪،‬‬ ‫نوا‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫" احُفروا ‪ ،‬وأ َعْمُقوا ‪ ،‬وأ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ ُ‬

‫‪ 203‬حدثني عقبة بن سنان الزهراني ‪ ،‬حدثنا غسان بن مضر ‪ ،‬عن‬


‫سعيد بن يزيد ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬لما‬
‫انصرف المشركون يوم أحد ‪ ،‬أتانا رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فقال ‪ " :‬احفروا ‪ ،‬وأعمقوا ‪ ،‬وأحسنوا ‪ ،‬وادفنوا كل اثنين‬
‫في قبر ‪ ،‬وقدموا أكثرهم قرآنا " قال ‪ :‬فدفنت أبي وأخي في قبر‬
‫*‬

‫ل يو ُ‬ ‫َ‬
‫سي‬
‫ب ن َْف ِ‬ ‫حدٍ ‪ ،‬فَل َ ْ‬
‫م ت َط ِ ْ‬ ‫مأ ُ‬‫ج ٌ َ ْ َ‬
‫معَ أِبي َر ُ‬
‫ن َ‬
‫" د ُفِ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 204‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثني سعيد بن عامر ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬
‫عن ابن أبي نجيح ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬قال ‪ " :‬دفن مع أبي‬
‫رجل يوم أحد ‪ ،‬فلم تطب نفسي حتى أخرجته فدفنته على حدة "‬
‫*‬

‫حاب ِهِ ِفي ال َْقب ْرِ "‬ ‫" انظ ُروا أ َك ْث َرهُم جمعا ل ِل ُْقرآن َفاجعُلوه أ َما َ‬
‫ص َ‬
‫مأ ْ‬‫ْ َ ُ َ َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ ْ َ ْ ً‬ ‫ْ ُ‬

‫‪ 205‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا سلمة ‪ ،‬عن ابن إسحاق ‪ ،‬عن الزهري‬
‫‪ ،‬عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري حليف بني زهرة ‪ :‬أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم لما أشرف على القتلى يوم أحد قال ‪:‬‬
‫" انظروا أكثرهم جمعا للقرآن فاجعلوه أمام أصحابه في القبر "‬
‫وكانوا يدفنون الثنين والثلثة في قبر واحد وفي حديث البراء معان‬
‫أخر ليست في خبر عمر ‪ ،‬نحن مثبتوها ‪ .‬فمن ذلك قول البراء ‪:‬‬
‫خرجنا في جنازة رجل من النصار مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وفي ذلك دليل واضح أنه صلى الله عليه وسلم كان يحضر‬
‫جنائز أصحابه بنفسه ‪ ،‬وفي صحة ذلك عنه عليه السلم البيان‬
‫البين أن لئمة المسلمين وولتهم وحكامهم شهود جنائز رعيتهم‬
‫وعيادة مرضاهم وقضاء حقوقهم ‪ ،‬وأن وليتهم ما ولوا من أمورهم‬
‫والنظر بينهم وسياستهم غير موجبة لهم المتناع من قضاء‬
‫حقوقهم التي أوجبها الله تعالى لبعض المسلمين على بعض ‪،‬‬
‫وأنهم إذا فعلوا ذلك على النحو الذي كان رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يفعله ‪ ،‬فل ينبغي لرعيتهم أن يتهموهم بحيف وجور ‪،‬‬
‫وإن كان المقضي حقه منهم ممن بينه وبين بعض رعيتهم مدارأة‬
‫وخصومة قد اختصما فيها إليهم بعد أن ل يكون ذلك من الوالي أو‬
‫الحاكم في خاص منهم ؛ لن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم‬
‫يكن يمتنع من قضاء حقوق أصحابه على النحو الذي ذكرت ‪ ،‬مع‬
‫كونه الناظر بينهم في خصوماتهم وما تنازعوا فيه من حقوقهم‬
‫بينهم ‪ .‬ومنه أيضا قولهم ‪ :‬فانتهينا إلى القبر ولما يلحد ‪ ،‬ففي ذلك‬
‫دليل واضح على أنهم كانوا يلحدون لموتاهم ‪ ،‬ويجعلون قبورهم‬
‫لحودا ل شقوقا ‪ .‬وبنحو ذلك رويت أخبار عن جماعة من أصحابه‬
‫وغيرهم *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن ْد ََنا‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬
‫ما َ‬
‫م ّ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‪ِ ،‬‬ ‫ضَرَنا ذ َك َُرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض ما حضرنا ذكره من ذلك ‪ ،‬مما صح عندنا سنده‬

‫عن ْد ََنا ‪#‬‬


‫ح ِ‬
‫ص ّ‬
‫ما َ‬
‫م ّ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‪ِ ،‬‬ ‫ضَرَنا ذ َك َُرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫حد ُ ل ََنا ‪َ ،‬وال ّ‬


‫شقّ ل ِغَي ْرَِنا " *‬ ‫" الل ّ ْ‬

‫‪ 206‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن‬


‫عثمان بن عمير ‪ ،‬عن زاذان ‪ ،‬عن جرير بن عبد الله ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬اللحد لنا ‪ ،‬والشق لغيرنا " *‬

‫حد ُ ل ََنا ‪َ ،‬وال ّ‬


‫شقّ ل ِغَي ْرَِنا " *‬ ‫" الل ّ ْ‬

‫‪ 207‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا مؤمل ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن عثمان أبي‬
‫اليقظان ‪ ،‬عن زاذان ‪ ،‬عن جرير ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬اللحد لنا ‪ ،‬والشق لغيرنا " *‬

‫حد ُ ل ََنا ‪َ ،‬وال ّ‬


‫شقّ ل ِغَي ْرَِنا " *‬ ‫" الل ّ ْ‬

‫‪ 208‬حدثنا الرفاعي محمد بن يزيد ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪،‬‬


‫حدثنا أبو حمزة الثمالي ‪ ،‬عن زاذان ‪ ،‬عن جرير ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬اللحد لنا ‪ ،‬والشق لغيرنا " *‬

‫مي ْدٍ ‪،‬‬


‫ح َ‬ ‫حد ّث ََنا اب ْ ُ‬
‫ن ُ‬ ‫حد ُ ل ََنا ‪َ ،‬وال ّ‬
‫شقّ ل ِغَي ْرَِنا " َ‬ ‫" الل ّ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 209‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬وأبو كريب ونصر بن عبد الرحمن الودي ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬حدثنا حكام بن سلم ‪ ،‬عن علي بن عبد العلى ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬اللحد لنا ‪ ،‬والشق لغيرنا " حدثنا ابن حميد ‪،‬‬
‫حدثنا هارون ‪ ،‬ومهران ‪ ،‬عن علي بن عبد العلى ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫مثله *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ‪ -‬فَ َ‬
‫جاَء‬ ‫ن ‪َ ،‬فان ْت َظ َُروا ‪ -‬أَرى أ َ‬
‫حد َهُ َ‬ ‫حّفاَرا ِ‬
‫دين َةِ َ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 210‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬عن حماد بن سلمة ‪،‬‬
‫عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬كان‬
‫بالمدينة حفاران ‪ ،‬فانتظروا ‪ -‬أرى أحدهما ‪ -‬فجاء الذي يلحد ‪ ،‬فلحد‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم " *‬

‫سل ّ َ‬
‫م"*‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫" لُ ِ‬
‫حد َ ِللن ّب ِ ّ‬

‫‪ 211‬حدثني العباس بن أبي طالب ‪ ،‬حدثنا هشام بن عبد الملك ‪،‬‬


‫عن حماد بن سلمة ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬لحد للنبي صلى الله عليه وسلم " *‬

‫سل ّ َ‬
‫م"*‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫" فَل ُ ِ‬
‫حد َ ل َِر ُ‬

‫‪ 212‬حدثني العباس بن أبي طالب ‪ ،‬حدثنا محمد بن عبد الله ‪،‬‬


‫حدثنا مبارك ‪ ،‬عن حميد الطويل ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬كان بالمدينة‬
‫قباران ‪ ،‬أحدهما يلحد ‪ ،‬والخر يضرح ‪ " ،‬فلحد لرسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م فَل َ َ‬
‫حد َْنا‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫حَفَر قَب َْر الن ّب ِ ّ‬
‫ي َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫" ك ُن ْ ُ‬
‫ت ِفي َ‬

‫‪ 213‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬حدثنا مجالد ‪ ،‬عن عامر ‪،‬‬
‫عن المغيرة بن شعبة ‪ ،‬قال ‪ " :‬كنت فيمن حفر قبر النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم فلحدنا له لحدا " *‬

‫ل الل ّهِ‬
‫سو ِ‬ ‫ما فُعِ َ‬
‫ل ب َِر ُ‬ ‫صُبوا عَل َ ّ‬
‫ي كَ َ‬ ‫دا ‪َ ،‬وان ْ ِ‬ ‫دوا ِلي ل َ ْ‬
‫ح ً‬ ‫" ال ْ َ‬
‫ح ُ‬

‫‪ 214‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا عبد‬


‫الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرني إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬عن عامر ‪،‬‬
‫عن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال سعد ‪ " :‬الحدوا لي لحدا ‪ ،‬وانصبوا علي كما‬
‫فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم " حدثنا عمرو بن علي ‪،‬‬
‫وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬حدثنا عبد الله‬
‫بن جعفر ‪ ،‬عن إسماعيل بن محمد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عامر بن سعد ‪،‬‬
‫عن أبيه مثله حدثنا عمرو بن علي ‪ ،‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬أنبأنا عبد الله‬
‫بن جعفر ‪ ،‬عن إسماعيل بن محمد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عامر بن سعد ‪،‬‬
‫عن أبيه مثله حدثني محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬حدثنا خالد بن‬
‫مخلد ‪ ،‬حدثنا عبد الله بن جعفر ‪ ،‬عن إسماعيل بن محمد بن‬
‫سعد ‪ ،‬عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬قال ‪ :‬قال سعد بن أبي‬
‫وقاص ‪ ،‬فذكر مثله *‬

‫صًبا ‪ ،‬ك َ َ‬
‫ما‬ ‫ي الل ّب ِ َ‬
‫ن نَ ْ‬ ‫صُبوا عَل َ ّ‬
‫دا ‪َ ،‬وان ْ ُ‬ ‫دوا ِلي ل َ ْ‬
‫ح ً‬ ‫" ال ْ َ‬
‫ح ُ‬

‫‪ 215‬حدثنا موسى بن سهل الرملي ‪ ،‬حدثنا عبد العزيز بن عبد الله‬


‫الويسي ‪ ،‬حدثنا عبد الله بن جعفر بن المسور ‪ ،‬عن إسماعيل بن‬
‫محمد بن سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬عن عامر بن سعد ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬الحدوا لي لحدا ‪ ،‬وانصبوا علي اللبن نصبا ‪ ،‬كما فعل‬
‫برسول الله صلى الله عليه وسلم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حد ّث ََنا عُب َي ْد ُ ب ْ ُ‬


‫ن‬ ‫ن ال ّ‬
‫شقّ " َ‬ ‫هو َ‬ ‫ن الل ّ ْ‬
‫حد َ ‪ ،‬وَي َك َْر ُ‬ ‫حّبو َ‬
‫ست َ ِ‬ ‫" َ‬
‫كاُنوا ي َ ْ‬

‫‪ 216‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫المغيرة ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كانوا يستحبون اللحد ‪ ،‬ويكرهون‬
‫الشق " حدثنا عبيد بن إسماعيل الهباري ‪ ،‬حدثنا المحاربي ‪ ،‬عن‬
‫سفيان ‪ ،‬عن المغيرة ‪ ،‬عن إبراهيم مثله *‬

‫دا " *‬ ‫دوا ِلي ل َ ْ‬


‫ح ً‬ ‫" ال ْ َ‬
‫ح ُ‬

‫‪ 217‬حدثني يعقوب ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن ابن عون ‪ ،‬قال ‪ :‬انتهينا‬
‫إلى منزل إبراهيم وقد دفن ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬هل أوصى قالوا " نعم أوصى‬
‫" قال ‪ " :‬الحدوا لي لحدا " *‬

‫" ال ْحدوا ِلي ل َحدا " ومن َ‬


‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫جل َ َ‬
‫س َر ُ‬ ‫ضا قَوْل ُ ُ‬
‫ه ‪ :‬فَ َ‬ ‫ه أي ْ ً‬
‫َ ِ ْ ُ‬ ‫ْ ً‬ ‫َ ُ‬

‫‪ 218‬حدثنا عبيد الله بن محمد الفريابي ‪ ،‬حدثنا ضمرة بن ربيعة ‪،‬‬


‫عن العلء بن هارون ‪ ،‬قال ‪ :‬أوصى إبراهيم قال ‪ " :‬الحدوا لي‬
‫لحدا " ومنه أيضا قوله ‪ :‬فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫مستقبل القبلة وجلسنا حوله ‪ .‬وفي قوله ‪ :‬فجلس رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة الدللة الواضحة على اختياره‬
‫صلى الله عليه وسلم من المجالس ما واجه القبلة وقابلها ‪ ،‬وبذلك‬
‫جاء غير الذي ذكرنا من الثر عنه في بعض الحوال ‪ ،‬وعلى العمل‬
‫به حث الصحابة وأمته *‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض ما حضرنا ذكره من ذلك‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ل ال ِْقب ْل َ َ‬
‫ة"‬ ‫ست َْقب َ َ‬
‫ما ا ْ‬
‫س َ‬
‫جال ِ ِ‬ ‫ف ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫شَر َ‬ ‫شَرًفا ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬
‫س َ‬
‫جل ِ ٍ‬
‫م ْ‬ ‫ل ِك ُ ّ‬
‫ل َ‬

‫‪ 219‬حدثني الحسين بن يزيد الطحان ‪ ،‬حدثنا عائذ بن حبيب ‪ ،‬عن‬


‫صالح بن حسان ‪ ،‬عن محمد بن كعب ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن لكل مجلس شرفا ‪ ،‬وإن‬
‫أشرف المجالس ما استقبل القبلة " *‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫ل ب ِهِ ال ِْقب ْل َ َ‬
‫ة " فَإ ِ َ‬ ‫ست ُْقب ِ َ‬
‫ما ا ْ‬
‫س َ‬
‫جال ِ ِ‬ ‫خي ُْر ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 220‬حدثنا الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬حدثنا علي بن كرام‬


‫القشيري ‪ ،‬حدثنا هشام بن زياد أبو المقدام ‪ ،‬عن محمد بن كعب‬
‫القرظي ‪ ،‬حدثني ابن عباس ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬خير المجالس ما استقبل به القبلة " فإذا كان ذلك عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحا ‪ ،‬فأحب المجالس إلينا‬
‫أن يجلسه المرء ما كان مقابل القبلة في بعض الحوال ‪ ،‬وذلك إذا‬
‫كان منفردا في مجلسه ‪ ،‬ولم يكن شيء يدعوه إلى استدبارها ‪,‬‬
‫ولست وإن اخترت ذلك أكره الجلوس مستدبر القبلة لمن جلسه‬
‫في الحال التي به الحاجة إلى الجلوس كذلك لسبب يدعوه إليه ‪.‬‬
‫أما الجلوس بين يدي عالم أو ذي سلطان أو حاكم ‪ ،‬أو بين يدي‬
‫من به الحاجة إلى الجلوس بين يديه ‪ ،‬كذلك عند انصرافه من‬
‫صلته في حال يكون فيها إمام قوم ‪ ، . . . . . .‬وإنما اخترت‬
‫الجلوس بين يدي العالم أو ذي سلطان أو بين يدي من دعا المرء‬
‫إلى الجلوس بين يديه كذلك ؛ للذي ذكر البراء في حديثه أنهم‬
‫جلسوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬إذ جلس رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة ‪ ،‬فمعلوم أنهم إذ جلسوا‬
‫حوله وهو جالس مستقبل القبلة أن من كان منهم بين يديه‬
‫جالسا ‪ ،‬كان ل شك جلوسه مستدبر القبلة ‪ ،‬لنهم لم يكونوا يولون‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهورهم إذا جلسوا بين يديه ‪،‬‬
‫بل كانوا يستقبلونه بوجوههم ‪ ،‬وفي استقبالهم إياه بوجوههم في‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حال ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة‬
‫بوجهه استدبارهم القبلة بأدبارهم في مجالسهم ‪ .‬وفي ذلك دليل‬
‫على صحة ما قلنا من أن استقبال القبلة بالوجه ‪ ،‬إنما هو اختيار‬
‫لمن كان ل يدعوه سبب من السباب التي ذكرنا وما أشبهه إلى‬
‫استدبارها وأما اختياري للمام الذي يصلي بقوم أن يستقبلهم‬
‫بوجهه بعد فراغه من صلته أن ينحرف عن القبلة بوجهه ‪ ،‬فللذي *‬

‫ش ّ َ‬
‫جهِهِ ‪ ،‬وََل َ‬ ‫داةَ أ َقْب َ َ‬
‫ه‬
‫ك أن ّ ُ‬ ‫ل عَل َي َْنا ب ِوَ ْ‬ ‫صّلى ال ْغَ َ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 221‬حدثنا به مجاهد بن موسى ‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬أنبأنا‬


‫جرير بن حازم ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا رجاء العطاردي يحدث عن‬
‫سمرة بن جندب ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم "‬
‫إذا صلى الغداة أقبل علينا بوجهه ‪ ،‬ول شك أنه كان في إقباله‬
‫عليهم بوجهه بعد فراغهم من صلتهم استدبارا منه القبلة " *‬

‫ف"*‬
‫حّر َ‬ ‫صَلت َ ُ‬
‫ه تَ َ‬ ‫ضى َ‬ ‫" فَل َ ّ‬
‫ما قَ َ‬

‫‪ 222‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا هشيم ‪ ،‬أنبأنا يعلى بن‬


‫عطاء ‪ ،‬حدثنا جابر بن يزيد بن السود العامري ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجته قال ‪ :‬فصليت‬
‫معه صلة الفجر في مسجد الخيف ‪ - ،‬يعني مسجد منى ‪ -‬قال ‪" :‬‬
‫فلما قضى صلته تحرف " *‬

‫م ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫صل ّي َْنا َ‬
‫معَ َر ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 223‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا المحاربي ‪ ،‬عن سفيان الثوري ‪ ،‬عن‬


‫يعلى بن عطاء ‪ ،‬عن جابر بن يزيد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬صلينا مع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فلما انصرف انحرف " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬ ‫كال ّ ِ‬
‫ذي ُروِيَ عَ ْ‬ ‫ف " وَ َ‬
‫حَر َ‬ ‫مًنى ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م ان ْ َ‬ ‫صّلى ال َْف ْ‬
‫جَر ب ِ ِ‬ ‫" َ‬

‫‪ 224‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن يعلى بن عطاء‬
‫‪ ،‬عن جابر بن يزيد بن السود ‪ ،‬عن أبيه ‪ :‬أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم " صلى الفجر بمنى ‪ ،‬ثم انحرف " وكالذي روي عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم من ذلك كان يفعله جماعة من السلف *‬

‫م‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬


‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض ما حضرنا ذكره منهم‬

‫م‪#‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬


‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ن‬ ‫سل ّ َ‬
‫م عَ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ض َ‬
‫ي َر ِ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عَل ِ ّ‬ ‫صل ّي َْنا ال َْف ْ‬
‫جَر َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 225‬حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ‪ ،‬حدثنا مسهر بن عبد‬


‫الملك ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن عبد خير ‪ ،‬قال ‪ " :‬صلينا الفجر خلف علي‬
‫رضي الله عنه ‪ ،‬فسلم عن يمينه وعن يساره قال ‪ :‬ثم انحرف‬
‫على يمينه ‪ ،‬فجلس إلى طلوع الشمس " *‬

‫خير ل َه م َ‬
‫س‬
‫جل ِ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫نأ ْ‬ ‫ل عََلى َر ْ‬
‫ضَفةٍ َ ْ ٌ ُ ِ ْ‬ ‫ج ُ‬
‫س الّر ُ‬
‫جل ِ َ‬ ‫" َل َ ْ‬
‫ن يَ ْ‬

‫‪ 226‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا يعقوب القمي ‪ ،‬عن هارون بن‬


‫عنترة ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬قال ‪ " :‬لن يجلس الرجل على‬
‫رضفة خير له من أن يجلس مستقبل القبلة حين يسلم وهو إمام ‪،‬‬
‫ل ينحرف " *‬

‫ن‬
‫كا َ‬ ‫م ال َْفِقي َ‬
‫ه ‪ ، -‬فَ َ‬ ‫هي َ‬
‫م ‪ -‬ي َعِْني إ ِب َْرا ِ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف فَِقيهِك ُ ْ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 227‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا الحكم بن بشير ‪ ،‬حدثنا ميكائيل ‪ ،‬عن‬


‫ليث ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت خلف فقيهكم ‪ -‬يعني إبراهيم‬
‫الفقيه ‪ ، -‬فكان إذا سلم استقبل القوم بوجهه " *‬

‫س"*‬
‫جال ِ ٌ‬
‫ف وَهُوَ َ‬
‫حَر َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ان ْ َ‬ ‫صّلي ِبال َْقوْم ِ ‪ ،‬فَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫" يُ َ‬

‫‪ 228‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا عثام بن علي ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫كان إبراهيم " يصلي بالقوم ‪ ،‬فإذا سلم انحرف وهو جالس " *‬

‫جهِهِ " *‬ ‫ل ال َْقوْ َ‬


‫م ب ِوَ ْ‬ ‫ست َْقب َ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ما ْ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 229‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا الحكم بن بشير ‪ ،‬حدثنا شعيب بن‬


‫خالد ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬قال ‪ :‬كان إبراهيم " إذا سلم استقبل القوم‬
‫بوجهه " *‬

‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫ل ال ِْقب ْل َ َ‬
‫ة " وَ ِ‬ ‫ست َْقب َ َ‬
‫سا ْ‬
‫ف الّنا ُ‬
‫صَر َ‬ ‫ف ‪ ،‬فَإ ِ َ‬
‫ذا ان ْ َ‬ ‫حرِ ُ‬
‫ن ي َن ْ َ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 230‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت أذهب‬
‫إلى أبي حصين في الفجر ‪ ،‬فأجده في مكانه الذي صلى فيه الفجر‬
‫مستقبل القبلة قال ‪ " :‬كان ينحرف ‪ ،‬فإذا انصرف الناس استقبل‬
‫القبلة " ومنه أيضا قوله ‪ :‬وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير ‪-‬‬
‫يعني بذلك البراء ‪ -‬أنهم جلسوا حوله سكوتا ل يتكلمون ول‬
‫يضطربون ؛ إعظاما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وإجلل‬
‫له ‪ ،‬وهيبة منه ‪ .‬وفي ذلك الدليل الواضح على أن حق كل إمام‬
‫عادل وعالم ومؤم أن يفعل ذلك به ‪ ،‬وبذلك جاء الثر ‪ ،‬عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وعمل به السلف الصالحون *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ذكر ما حضرنا ذكره من ذلك‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫صِغيَرَنا ‪،‬‬
‫م َ‬ ‫ل ك َِبيَرَنا ‪ ،‬وَي َْر َ‬
‫ح ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يُ ِ‬ ‫م ْ‬
‫مّنا َ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ِ‬

‫‪ 231‬حدثنا يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني مالك‬


‫بن الخير الزيادي ‪ ،‬عن أبي قبيل ‪ ،‬عن عبادة بن الصامت أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ليس منا من لم يجل‬
‫كبيرنا ‪ ،‬ويرحم صغيرنا ‪ ،‬ويعرف لعالمنا " *‬

‫ف عََلى أ ُمِتي إّل ث ََلث َ ً َ‬ ‫" َل أ َ َ‬


‫ن ي ُك َث َّر ل َهُ ْ‬
‫م‬ ‫ة‪:‬أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫خا ُ‬

‫‪ 232‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬حدثنا محمد بن إسماعيل بن‬


‫عياش ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬حدثني ضمضم بن زرعة ‪ ،‬عن شريح بن عبيد‬
‫‪ ،‬عن أبي مالك الشعري ‪ ،‬أنه سمع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬ل أخاف على أمتي إل ثلثة ‪ :‬أن يكثر لهم من‬
‫المال فيتحاسدوا فيقتتلوا ‪ ،‬أو أن تفتح لهم الكتب فيأخذ المؤمن‬
‫يبتغي تأويله وما يعلم تأويله إل الله ‪ ،‬والراسخون في العلم‬
‫يقولون آمنا به كل من عند ربنا ‪ ،‬وما يذكر إل أولو اللباب ‪ ،‬وأن‬
‫يروا عالما فيضعوه ‪ ،‬ول يتألفوا عليه " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ج‬
‫خُر َ‬
‫حّتى ي َ ْ‬
‫س َ‬ ‫ث َفآِتيهِ فَأ ْ‬
‫جل ِ ُ‬ ‫دي ُ‬ ‫عن ْد َهُ ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ل ِ‬
‫ج ِ‬
‫معُ ِبالّر ُ‬
‫س َ‬
‫تأ ْ‬ ‫" ك ُن ْ ُ‬
‫فَأ َ َ‬
‫سأل ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ْ‬

‫‪ 233‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا بكر بن عياش ‪ ،‬قيل له ‪،‬‬
‫حديث محمد بن عمرو ‪ ،‬فقال ‪ :‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال ‪ " :‬كنت أسمع بالرجل عنده الحديث فآتيه فأجلس حتى يخرج‬
‫فأسأله ‪ ،‬ولو شئت أن أستخرجه لفعلت " *‬

‫ميٌر " *‬ ‫َ‬ ‫" كُ ّ‬


‫ئ ِفي ب َي ْت ِهِ أ ِ‬
‫مرِ ٍ‬
‫لا ْ‬

‫‪ 234‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن غالب‬


‫القطان ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا جلوسا بباب الحسن ‪ ،‬فجاء رجل من بني‬
‫نمير ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما يدخل على هذا إل كما يدخل على المراء ‪ .‬قلنا ‪:‬‬
‫" كل امرئ في بيته أمير " *‬

‫ن اْل َ ِ‬
‫ميرِ " *‬ ‫م َ‬
‫ب ِ‬ ‫م كَ َ‬
‫ما ن ََها ُ‬ ‫هي َ‬
‫ن إ ِب َْرا ِ‬
‫م ْ‬ ‫" ك ُّنا ن ََها ُ‬
‫ب ِ‬

‫‪ 235‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو نعيم ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن مغيرة ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬كنا نهاب من إبراهيم كما نهاب من المير " *‬

‫ل ال ْب ََراِء‬
‫س " وَِفي قَوْ ِ‬
‫ه الّنا ُ‬ ‫ل فَِقيًها َ‬
‫هاب َ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫ن الّر ُ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 236‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا ابن يمان ‪ ،‬عن هارون بن أبي إبراهيم‬
‫البربري ‪ ،‬عن عبد الله بن عبيد بن عمير ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا كان الرجل‬
‫فقيها هابه الناس " وفي قول البراء ‪ :‬فانتهينا إلى القبر ولما يلحد ‪،‬‬
‫فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله الدليل‬
‫الواضح على صحة قول القائلين ‪ :‬إن لمن تبع جنازة إلى القبر‬
‫الجلوس قبل وضعها في اللحد ‪ .‬فإن قال قائل ‪ :‬فإن كان المر‬
‫في ذلك كما ذكرت ‪ ،‬أفتقول إن لمن تبع جنازة الجلوس قبل‬
‫وضعها في اللحد ؟ قيل ‪ :‬قد اختلف أهل العلم في ذلك ‪ ،‬فنبدأ‬
‫بذكر أقوالهم فيه ‪ ،‬وما اعتل كل فريق منهم لقوله في ذلك ‪ ،‬ثم‬
‫نتبع جميعه البيان عن الصحيح لدينا من أقوالهم *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صّلى‬ ‫َ‬
‫ن يُ َ‬
‫ن ت َب ِعََها ب َعْد َ أ ْ‬
‫م ْ‬
‫س َ‬ ‫ن ‪َ :‬ل ي َ ْ‬
‫جل ِ ُ‬ ‫ل ال َْقائ ِِلي َ‬
‫ذِك ُْر قَوْ ِ‬

‫ذكر قول القائلين ‪ :‬ل يجلس من تبعها بعد أن يصلى عليها حتى‬
‫يوضع صاحبها في القبر‬

‫صّلى ‪#‬‬ ‫َ‬


‫ن يُ َ‬
‫ن ت َب ِعََها ب َعْد َ أ ْ‬
‫م ْ‬
‫س َ‬ ‫ن ‪َ :‬ل ي َ ْ‬
‫جل ِ ُ‬ ‫ل ال َْقائ ِِلي َ‬
‫‪ <<#‬ذِك ُْر قَوْ ِ‬
‫َ‬
‫جَناَزةُ ِفي ال َْقب ْرِ " َ‬
‫حد ّث ََنا‬ ‫ضعَ ال ْ َ‬
‫حّتى ُتو َ‬
‫س َ‬
‫جل ِ َ‬ ‫" ي َك َْرهُ أ ْ‬
‫ن يَ ْ‬

‫‪ 237‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬عن‬


‫قتادة ‪ ،‬عن محمد بن سيرين ‪ ،‬أن ابن عمر كان " يكره أن يجلس‬
‫حتى توضع الجنازة في القبر " حدثنا نصر بن علي الجهضمي ‪،‬‬
‫حدثنا عبد العلى ‪ ،‬حدثنا عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬كان ابن عمر‬
‫إذا رآها لم يجلس حتى توضع *‬

‫ع‬
‫ض َ‬
‫حّتى ُتو َ‬
‫س َ‬ ‫جَناَزةَ ‪ -‬فََل ي َ ْ‬
‫جل ِ ْ‬ ‫ن ت َب ِعََها ‪ -‬ي َعِْني ال ْ َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 238‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬حدثنا سفيان بن حبيب الجرمي ‪،‬‬


‫عن محمد بن عمرو ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫من تبعها ‪ -‬يعني الجنازة ‪ -‬فل يجلس حتى توضع " *‬

‫جَناَزةُ ِفي الل ّ ْ‬


‫حدِ " *‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جع َ َ‬
‫حّتى ت ُ ْ‬
‫س َ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫جل ِ ُ‬

‫‪ 239‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا ابن يمان ‪ ،‬عن الحارث بن ثقف ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬كان ابن سيرين " ل يجلس حتى تجعل الجنازة في اللحد " *‬

‫َ‬
‫ه"*‬
‫مت ُ ُ‬
‫ت قَِيا َ‬ ‫ذا فََقد ْ َقا َ‬
‫م ْ‬ ‫ما هَ َ‬
‫"أ ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 240‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن أبي‬
‫قيس ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت علقمة في جنازة ‪ ،‬فلم يزل قائما حتى دفن ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬أما هذا فقد قامت قيامته " *‬

‫ضع َ " *‬
‫حّتى ُيو َ‬ ‫ذا ك َب ُّروا عَل َي ْهِ ل َ ْ‬
‫م ي ُْقعَد ْ َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 241‬حدثني حميد بن مسعدة ‪ ،‬حدثنا بشر بن المفضل ‪ ،‬حدثنا ابن‬


‫عون ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت مجاهدا عن القيام على الجنازة ‪ ،‬فلم يعرفه‬
‫قال ‪ :‬وكانوا يقولون ‪ " :‬إذا كبروا عليه لم يقعد حتى يوضع " *‬

‫ضع َ " *‬
‫حّتى ُتو َ‬
‫س َ‬
‫جل ِ ْ‬ ‫صّلى عَل َي َْها ‪ ،‬ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫إِ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 242‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن ابن عون ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ذكرت لمجاهد هذا القيام في اللحد ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنما تحدثنا أنه‬
‫إذا صلى عليها ‪ ،‬لم يجلس حتى توضع " *‬

‫ع‬
‫ض َ‬
‫حّتى ُتو َ‬ ‫صّلى عَل َي َْها ‪ ،‬ل َ ْ‬
‫م ي َْقعُد ْ َ‬ ‫جَناَزةً فَ َ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا ت َب ِعَ َ‬

‫‪ 243‬حدثني محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬حدثنا المعتمر بن‬


‫سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عمران يعني ابن حدير قال ‪ :‬كان أبو‬
‫مجلز " إذا تبع جنازة فصلى عليها ‪ ،‬لم يقعد حتى توضع في لحدها‬
‫" واعتل قائلو هذه المقالة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بذلك أمر أمته *‬

‫ل هَؤَُلءِ‬ ‫ذِك ُْر اْل َ ْ‬


‫خَبارِ ال ِّتي ب َِها اعْت َ ّ‬

‫ذكر الخبار التي بها اعتل هؤلء‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ل هَؤَُلِء ‪#‬‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ِّتي ب َِها اعْت َ ّ‬
‫"إ َ َ‬
‫حّتى‬
‫س َ‬ ‫ن ت َب ِعََها فََل ي َ ْ‬
‫جل ِ ْ‬ ‫موا ‪ ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫جَناَزةَ فَُقو ُ‬ ‫ذا َرأي ْت ُ ُ‬‫ِ‬

‫‪ 244‬حدثني العباس بن الوليد العذري ‪ ،‬أخبرني أبي ‪ ،‬حدثنا‬


‫الوزاعي ‪ ،‬حدثني يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬حدثني أبو سلمة بن عبد‬
‫الرحمن بن عوف ‪ ،‬حدثني أبو سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا رأيتم الجنازة فقوموا ‪ ،‬فمن تبعها‬
‫فل يجلس حتى توضع " حدثني محمد بن محمد بن مصعب‬
‫الصوري ‪ ،‬حدثنا محمد بن المبارك الصوري ‪ ،‬حدثنا معاوية بن‬
‫سلم ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن‬
‫أن أبا سعيد الخدري ‪ ،‬أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ ،‬ثم ذكر نحوه *‬

‫ع‬
‫ض َ‬
‫حّتى ُتو َ‬
‫س َ‬ ‫جَناَزةَ ‪ -‬فََل ي َ ْ‬
‫جل ِ ْ‬ ‫ن ت َب ِعََها ‪ -‬ي َعِْني ال ْ َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 245‬حدثني يحيى بن درست ‪ ،‬حدثنا أبو إسماعيل القناد ‪ ،‬حدثنا‬


‫يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬أن أبا سلمة حدثه عن أبي سعيد الخدري أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من تبعها ‪ -‬يعني الجنازة‬
‫‪ -‬فل يجلس حتى توضع " حدثني يعقوب ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬حدثنا‬
‫هشام ‪ ،‬وحدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬وابن أبي‬
‫عدي ‪ ،‬عن هشام ‪ ،‬عن يحيى ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا معاذ‬
‫بن هشام ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬حدثنا يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬حدثنا أبو سلمة‬
‫بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬بنحوه *‬

‫إ َ َ‬
‫ن ي َُقو ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫مّر ب َِها ‪ ،‬وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬
‫م َ‬ ‫ذا َرأى ال ْ ِ‬
‫جَناَزةَ َقا َ‬ ‫ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 246‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني العلء بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫شهدت جنازة صلى عليها مروان بن الحكم ‪ ،‬وكان أبو هريرة مع‬
‫مروان ‪ ،‬فلما بلغا المقبرة جلسا ‪ ،‬فجاء أبو سعيد ‪ ،‬فقال لمروان ‪:‬‬
‫أرني يدك ‪ ،‬فأعطاه ‪ ،‬فقال ‪ :‬قم ‪ .‬فقام ‪ ،‬فقال ‪ :‬لم أقمتني ؟ قال‬
‫‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الجنازة قام حتى‬
‫يمر بها ‪ ،‬وكان يقول ‪ " :‬إن للموت فزعا " ‪ ،‬وأبو هريرة يعلم ذلك‬
‫فقال مروان لبي هريرة ‪ :‬أكذلك قال ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فما‬
‫منعك أن تخبرني ؟ قال ‪ :‬كنت إماما فاقتديت بك ‪ .‬قال ‪ :‬فإذا‬
‫رأيت شيئا فآذني *‬

‫م ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ضعَ ‪ ،‬قَد ْ عَل ِ َ‬
‫حّتى ُتو َ‬
‫س َ‬
‫جل ِ ْ‬ ‫جَناَزةً ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ذا َ‬
‫شهِد َ ِ‬ ‫إِ َ‬

‫‪ 247‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،‬حدثنا أبي وشعيب‬


‫بن الليث ‪ ،‬عن الليث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني خالد بن يزيد ‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫هلل ‪ ،‬عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أن أبا هريرة‬
‫قال ‪ :‬شهدنا جنازة مع مروان بن الحكم ‪ ،‬فلما جئت البقيع جلس‬
‫قبل أن توضع ‪ ،‬فجاءه أبو سعيد الخدري ‪ ،‬فقال ‪ :‬قم ‪ ،‬فإن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم كان إذا شهد جنازة لم يجلس حتى‬
‫توضع ‪ ،‬قد علم ذلك أبو هريرة ‪ ،‬فما منعه أن يخبرك ؟ قال ‪:‬‬
‫فقلت ‪ :‬كان ذا سلطان له على طاعة ‪ ،‬فجلس ‪ ،‬فجلست *‬

‫َ‬
‫ضعَ ِفي‬
‫حّتى ُتو َ‬
‫س َ‬ ‫جَناَزةً ‪ ،‬فََل ي َ ْ‬
‫جل ِ ْ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا ت َب ِعَ أ َ‬

‫‪ 248‬حدثني إسحاق بن شاهين الواسطي ‪ ،‬حدثنا خالد بن عبد الله‬


‫الطحان ‪ ،‬عن سهيل بن أبي صالح ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي سعيد‬
‫الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا تبع‬
‫أحدكم جنازة ‪ ،‬فل يجلس حتى توضع في اللحد " ‪ ،‬أو قال ‪ " :‬حتى‬
‫تدفن " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كان يرى ال ْجُلوس قَب َ َ‬


‫ضع َ ا ل ْ َ‬
‫جَناَزةُ‬ ‫ن ُتو َ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن َ َ ََ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من كان يرى الجلوس قبل أن توضع الجنازة‬


‫كان يرى ال ْجُلوس قَب َ َ‬
‫ضعَ ال ْ َ‬
‫جَناَزةُ ‪#‬‬ ‫ن ُتو َ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن َ َ ََ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ْ‬ ‫شو َ‬
‫م " ‪ ،‬فَُقل ْ ُ‬
‫ت‬ ‫حّتى ت َأت ِي َهُ ْ‬
‫ن َ‬
‫سو َ‬
‫جل ِ ُ‬
‫م يَ ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫جَناَزةِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ما َ‬
‫نأ َ‬‫م ُ َ‬
‫يَ ْ‬

‫‪ 249‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن‬


‫جابر ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان ابن عمر ‪ ،‬وعتبة بن عمير ‪ ،‬وابن‬
‫أبي عقرب يمشون أمام الجنازة ‪ ،‬ثم يجلسون حتى تأتيهم " ‪،‬‬
‫فقلت لعطاء ‪ :‬أنت رأيتهم ؟ قال ‪ " :‬حدثني من رآهم " *‬

‫َ‬
‫مال َِها‬
‫ش َ‬
‫ن ِ‬
‫مين َِها ‪ ،‬وَعَ ْ‬
‫ن يَ ِ‬
‫مَها ‪ ،‬وَعَ ْ‬
‫ما َ‬ ‫ف ال ْ َ‬
‫جَناَزةِ وَأ َ‬ ‫خل ْ َ‬
‫شي َ‬
‫م ِ‬
‫" يَ ْ‬

‫‪ 250‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫ليلى ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬أنه كان " يمشي خلف الجنازة‬
‫وأمامها ‪ ،‬وعن يمينها ‪ ،‬وعن شمالها طال ما رأيته ‪ ،‬فإذا شيعها قعد‬
‫بالبقيع حتى تأتيه " *‬

‫حّتى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫" يأ ْ‬


‫ن َ‬
‫ِ‬ ‫دا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ث‬ ‫‪،‬‬ ‫ها‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫قا‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫س‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ة‬‫ز‬‫َ‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ري‬
‫ِ ِ‬ ‫ط‬ ‫وى‬
‫َ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫قا‬
‫ً‬ ‫ري‬
‫ِ‬ ‫ط‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ذا‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪ 251‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن‬
‫الحكم ‪ :‬أن زيد بن أرقم ‪ ،‬وشريحا كانا " يأخذان طريقا سوى‬
‫طريق الجنازة فيسبقانها ‪ ،‬ثم يقعدان حتى تأتيهما " *‬

‫َ‬
‫مَها عََلى َ‬
‫داب ّت ِهِ‬ ‫جَناَزةً فَت ََقد ّ َ‬
‫ص ِ‬ ‫ْ‬
‫ن الَعا ِ‬
‫رو ب ْ ِ‬
‫م ِ‬ ‫َرأى عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬
‫ن عَ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 252‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني عمرو بن الحارث ‪،‬‬
‫عن دراج أبي السمح أنه رأى عبد الله بن عمرو بن العاص جنازة‬
‫فتقدمها على دابته ‪ ،‬ثم نزل حين دنا من المقبرة ‪ ،‬فجلس قبل‬
‫يؤتى بها ‪ ،‬وقبل توضع *‬

‫ضع َ " *‬ ‫س قَب ْ َ‬


‫ل ُتو َ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫جَناَزةِ ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫ن ي َد َ ِ‬
‫شي ب َي ْ َ‬
‫م ِ‬
‫" يَ ْ‬

‫‪ 253‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني عمرو بن الحارث أن‬


‫عبد الرحمن بن القاسم حدثه ‪ :‬أن القاسم كان " يمشي بين يدي‬
‫الجنازة ‪ ،‬ويجلس قبل توضع " *‬

‫ه‬
‫مع َ ُ‬
‫س َ‬
‫سارٍ وََنا ٌ‬
‫ن يَ َ‬
‫ن بْ ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬
‫ما ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وََقا َ‬
‫م ُ‬ ‫قَعَد َ عُْروَةُ وَقَعَد َْنا َ‬
‫مع َ ُ‬

‫‪ 254‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني حيوة بن شريح ‪ ،‬عن‬


‫محمد بن عبد الرحمن ‪ ،‬أن عروة بن الزبير ‪ ،‬خرج مع جنازة وأنا‬
‫معه فلما دنونا من القبر ‪ ،‬فمشينا قدر رمية بحجر ‪ ،‬قعد عروة‬
‫وقعدنا معه ‪ ،‬وقام سليمان بن يسار وناس معه ينتظرون أن توضع‬
‫الجنازة ‪ ،‬فلما وضعت أقبل قال عروة لسليمان ‪ " :‬ما حملك على‬
‫ما ترى ؟ أما والله إنك لتعلم أنها لبدعة " قال سليمان ‪ :‬أجل ‪،‬‬
‫ولكني رأيت هؤلء *‬

‫ن فَعَل َ ُ‬
‫ه"‬ ‫ضعَ عََلى َ‬
‫م ْ‬ ‫حّتى ُتو َ‬ ‫عن ْد َ ال ْ ِ‬
‫جَناَزةِ َ‬ ‫ب ال ِْقَيا َ‬
‫م ِ‬ ‫" ي َِعي ُ‬

‫‪ 255‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني سعيد بن عبد‬


‫الرحمن ‪ ،‬عن هشام ‪ ،‬عن عروة ‪ :‬أن عروة ‪ ،‬كان " يعيب القيام‬
‫عند الجنازة حتى توضع على من فعله " *‬

‫ضع َ " *‬
‫حّتى ُتو َ‬ ‫عن ْد َ ال ْ ِ‬
‫جَناَزةِ َ‬ ‫ب ال ِْقَيا َ‬
‫م ِ‬ ‫" ي َِعي ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 256‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن هشام ‪ ،‬عن‬
‫عروة أنه كان " يعيب القيام عند الجنازة حتى توضع " *‬

‫َ‬
‫ل ‪ :‬ال ّ ِ‬
‫ذي‬ ‫سارِ ؟ " َقا َ‬ ‫م َ‬
‫ك َيا أَبا ي َ َ‬ ‫ما ي ُِقي ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 257‬حدثنا يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني ابن لهيعة ‪ ،‬عن محمد‬
‫بن عبد الرحمن أنه سمع عروة ‪ ،‬يقول لسليمان بن يسار ‪ ،‬ورآه‬
‫قائما ينتظر أن توضع الجنازة ‪ " :‬ما يقيمك يا أبا يسار ؟ " قال ‪:‬‬
‫الذي يحدث أبو سعيد الخدري فيها ‪ ،‬فقال له عروة ‪ " :‬أما والله‬
‫إنك لتعلم أنها لمن المحدثات " *‬

‫حّتى ان ْت َهَي َْنا إ َِلى ال ْب َِقيِع َوال ْ َ‬


‫جَناَزةُ‬ ‫ق ال ْ َ‬
‫جَناَزةِ ‪َ ،‬‬ ‫خذ َْنا غَي َْر ط َ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫وَأ َ َ‬
‫ة‬
‫ضوعَ ٌ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫َ‬

‫‪ 258‬حدثني يعقوب ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن يحيى بن أبي إسحاق ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬خرجت مع سالم بن عبد الله في جنازة عبد الله بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬وأخذنا غير طريق الجنازة ‪ ،‬حتى انتهينا إلى البقيع‬
‫والجنازة موضوعة ‪ ،‬فقعد سالم قبل أن توضع الجنازة في القبر "‬
‫*‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫سِعيد ٌ‬ ‫س ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل َ‬ ‫ن َل أ ْ‬
‫جل ِ َ‬ ‫تأ ْ‬‫ما ان ْت َهَي َْنا إ َِلى ال َْقب ْرِ أَرد ْ ُ‬
‫فَل َ ّ‬

‫‪ 259‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬عن‬


‫قتادة ‪ ،‬قال ‪ :‬اتبعنا جنازة أم عمرو بنت الزبير ‪ ،‬ومعنا سعيد بن‬
‫المسيب ‪ ،‬فلما انتهينا إلى القبر أردت أن ل أجلس ‪ ،‬فقال سعيد ‪:‬‬
‫" اجلس " وجلس ‪ ،‬قلت ‪ :‬إن ابن عمر كان يكره ذلك ‪ .‬قال ‪ " :‬ل‬
‫بأس به " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫حّتى ت ُد ْفَ َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫س َ‬
‫جل ِ َ‬ ‫ن ي َك َْرهُ أ ْ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫مَر َ‬
‫كا َ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ب َل َغََنا أ ّ‬
‫ن اب ْ َ‬

‫‪ 260‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن سعيد ‪ ،‬عن‬
‫قتادة ‪ ،‬قال ‪ :‬صلينا على أم عمرو ‪ ،‬وهي ابنت الزبير قال ‪ :‬فلما‬
‫صلى سعيد بن المسيب ووقفت ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما شأنك ؟ " قلت ‪:‬‬
‫بلغنا أن ابن عمر كان يكره أن يجلس حتى تدفن ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫اجلس ‪ ،‬فإنه ل بأس بذلك " *‬

‫ن‬ ‫" ما رأ َيت فَقيها من فَُقهائ ِنا إّل وهُو يجل ِس قَب َ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َ ِ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ ْ ُ ِ ً ِ ْ‬

‫‪ 261‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني عمرو‬


‫بن الحارث ‪ ،‬أن بكيرا حدثه قال ‪ " :‬ما رأيت فقيها من فقهائنا إل‬
‫وهو يجلس قبل أن توضع الجنازة " *‬

‫ذا انتهى إَلى ال َْقبر قَب َ َ‬


‫ضع َ ا ل ْ ِ‬
‫جَناَزةُ "‬ ‫ن ُتو َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ْ ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫س إِ َ ْ َ َ‬
‫جل ِ ُ‬
‫" يَ ْ‬

‫‪ 262‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬حدثنا عمرو يعني‬


‫ابن أبي قيس ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان الحسن " يجلس إذا انتهى‬
‫إلى القبر قبل أن توضع الجنازة " *‬

‫ن‬ ‫" صّلى عََلى جنازة فَجل َس ‪ ،‬وجل َس الناس معه قَب َ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ ّ ُ َ َ ُ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِ َ َ ٍ َ‬ ‫َ‬

‫‪ 263‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬حدثنا يزيد بن زريع ‪ ،‬حدثنا سعيد ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬رأيت الحسن " صلى على جنازة فجلس ‪ ،‬وجلس الناس‬
‫معه قبل أن توضع في قبرها " *‬

‫ل َقائ ُِلو‬ ‫حّتى ت َأ ْت ِي َ َ‬


‫ك ال ْ ِ‬
‫جَناَزةُ " َواعْت َ ّ‬ ‫ن ت َْقعُد َ َ‬
‫َ‬
‫سأ ْ‬
‫ْ‬
‫" َل ب َأ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 264‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن‬
‫عطاء ‪ ،‬والشعبي ‪ ،‬أنهما قال ‪ " :‬ل بأس أن تقعد حتى تأتيك‬
‫الجنازة " واعتل قائلو هذه المقالة من الخبر بما *‬

‫َ‬
‫ة‬ ‫م ِبال ِْقَيام ِ ِفي ال ْ ِ‬
‫جَناَز ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫مَرَنا َر ُ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 265‬حدثني به محمد بن عبد الله بن بزيع ‪ ،‬حدثنا بشر بن‬


‫المفضل ‪ ،‬حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة الليثي ‪ ،‬عن واقد بن‬
‫عمرو بن سعد بن معاذ ‪ ،‬قال ‪ :‬شهدت جنازة في بني سلمة‬
‫فقمت ‪ ،‬فقال نافع بن جبير ‪ :‬اجلس ‪ ،‬إني سأحدثكه في هذا‬
‫بثبت ‪ ،‬أخبرني مسعود بن الحكم الزرقي ‪ ،‬أنه سمع علي بن أبي‬
‫طالب يقول ‪ " :‬أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقيام في‬
‫الجنازة ‪ ،‬ثم جلس بعد ذلك وأمرنا بالجلوس " *‬

‫َ‬ ‫في َ ْ‬
‫سل ّ َ‬
‫م"‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫جَناَزةِ أ ّ‬ ‫شأ ِ‬ ‫ِ‬

‫‪ 266‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬ومحمد بن يحيى الزدي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا يزيد ‪ ،‬أنبأنا يحيى بن سعيد النصاري أن واقد بن عمرو بن‬
‫سعد بن معاذ أخبره أنه خرج في جنازة قال ‪ :‬فقمت أنتظر أن‬
‫توضع ‪ ،‬ونافع بن جبير بن مطعم قريب مني ‪ ،‬فلما وضعت‬
‫جلست ‪ ،‬فقال لي نافع ‪ :‬كأنك انتظرت هذه الجنازة أن توضع‬
‫فتجلس ؟ فقلت ‪ :‬أجل ؛ لحديث بلغني عن أبي سعيد الخدري قال‬
‫نافع ‪ :‬سمعت مسعود بن الحكم يذكر ‪ ،‬أنه سمع عليا يقول في‬
‫شأن الجنازة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قام وقعد " *‬

‫َ‬ ‫في َ ْ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫جَنائ ِزِ ‪ :‬أ ّ‬ ‫شأ ِ‬ ‫ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 267‬حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬سمعت يحيى بن سعيد ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أخبرني واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ أن نافع بن جبير‬
‫أخبره أنه سمع علي بن أبي طالب ‪ ،‬يقول في شأن الجنائز ‪ :‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم " قام ثم قعد " وإنما حدث بذلك‬
‫لن واقد بن عمرو قام حتى وضعت الجنازة *‬

‫س ب َعْد َ ال ِْقَيام ِ " *‬ ‫مَرَنا ِبال ْ ُ ُ‬ ‫َ‬


‫جلو ِ‬ ‫"أ َ‬

‫‪ 268‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬حدثنا ابن أبي مريم ‪ ،‬أنبأنا‬
‫محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثني موسى بن عقبة ‪ ،‬عن إسماعيل بن‬
‫مسعود بن الحكم الزرقي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أنه شهد جنازة بالعراق‬
‫قال ‪ :‬فرأيت رجال قياما ينتظرون أن توضع ‪ ،‬فرأيت علي بن أبي‬
‫طالب يشير إليهم بالدرة ‪ :‬أن اجلسوا ‪ ،‬فإن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قد " أمرنا بالجلوس بعد القيام " *‬

‫َ‬
‫م"*‬
‫ن ي َُقو ُ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫جل َ َ‬
‫س ب َعْد َ أ ْ‬ ‫" َ‬

‫‪ 269‬حدثنا محمد بن معمر البحراني ‪ ،‬حدثنا أبو عامر العقدي ‪،‬‬


‫حدثنا أبو مصعب ‪ ،‬عن موسى بن عقبة ‪ ،‬عن يوسف بن مسعود‬
‫بن الحكم ‪ :‬أنه شهد جنازة بالكوفة مع علي بن أبي طالب ‪ ،‬فمر‬
‫علي بالناس وهم قيام ‪ ،‬فأشار أن اجلسوا أيها الناس ‪ ،‬فإن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم " جلس بعد أن كان يقوم " *‬

‫َ‬
‫م فَُق ْ‬
‫مَنا ‪،‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َقا َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫" َرأي َْنا َر ُ‬

‫‪ 270‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثني وهب بن جرير ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫محمد بن المنكدر ‪ ،‬عن مسعود بن الحكم ‪ ،‬عن علي رحمة الله‬
‫عليه قال ‪ " :‬رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فقمنا ‪،‬‬
‫ورأيناه قعد فقعدنا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م قَعَد َ " *‬ ‫م ِفي ال ْ ِ‬


‫جَناَزةِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫" َقا َ‬

‫‪ 271‬حدثني عبد الله بن أبي زياد القطواني ‪ ،‬حدثني يزيد ‪ ،‬أنبأنا‬


‫شعبة بن الحجاج ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت مسعود‬
‫بن الحكم يحدث عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "‬
‫قام في الجنازة ‪ ،‬ثم قعد " *‬

‫ضعَ ِفي الل ّ ْ‬


‫حدِ ‪،‬‬ ‫حّتى ُتو َ‬
‫س َ‬
‫جل ِ ْ‬ ‫جَناَزةً ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا ت َب ِعَ ِ‬

‫‪ 272‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا صفوان بن عيسى الزهري ‪ ،‬حدثنا‬


‫بشر بن رافع ‪ ،‬عن عبد الله بن سليمان بن جنادة بن أبي أمية ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬عن عبادة بن الصامت ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم " إذا تبع جنازة لم يجلس حتى توضع‬
‫في اللحد ‪ ،‬فعرض له حبر من اليهود ‪ ،‬فقال ‪ :‬هكذا نفعل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ‪ :‬خالفوهم قالوا ‪:‬‬
‫وهذه الخبار تنبئ عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قعد‬
‫بعد أن صلى على الميت قبل أن يوضع الميت في اللحد ‪ ،‬وأمر‬
‫بذلك أصحابه ‪ ،‬من بعد ما كان يقوم حتى توضع في اللحد قالوا ‪:‬‬
‫والمعمول به من أفعاله وسنته الخر الناسخ دون الول المنسوخ ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬فالصواب من فعل كل من تبع جنازة إلى قبرها الجلوس إذا‬
‫بلغ موضع القبر أو المقبرة التي يدفن فيها دون انتظارها لتوضع‬
‫في اللحد ‪ .‬قالوا ‪ :‬وأخرى أن السنة في الموتى نظيرة السنة في‬
‫الحياء ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر‬
‫بالنهي عن القيام للحياء ‪ ،‬وذلك ما *‬

‫ضا "‬
‫م ب َعْ ً‬
‫ضه ُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬ي ُعَظ ّ ُ‬
‫م ب َعْ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫م اْل َ َ‬
‫عا ِ‬ ‫ما ت َُقو ُ‬ ‫" َل ت َُقو ُ‬
‫موا ك َ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 273‬حدثنا به أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن نمير ‪ ،‬عن‬
‫مسعر ‪ ،‬عن أبي العنبس ‪ ،‬عن أبي العدبس ‪ ،‬عن أبي مرزوق ‪،‬‬
‫عن أبي غالب ‪ ،‬عن أبي أمامة ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج علينا رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم متوكئا على عصاه ‪ ،‬فقمنا له ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل تقوموا‬
‫كما تقوم العاجم ‪ ،‬يعظم بعضهم بعضا " *‬

‫َ‬
‫ل‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ ْ‬
‫م ُرؤْي َ ً‬ ‫ح ّ‬
‫صأ َ‬‫خ ٌ‬ ‫ن ِفي الد ّن َْيا َ‬
‫ش ْ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 274‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬حدثنا أسد بن موسى ‪ ،‬حدثنا حماد‬


‫بن سلمة ‪ ،‬عن حميد ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما كان في الدنيا شخص‬
‫أحب إليهم رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬كانوا إذا‬
‫رأوه لم يقوموا إليه ؛ لما رأوا من كراهيته لذلك " قالوا ‪ :‬فكذلك‬
‫السنة في الموتى ‪ ،‬أن ل يقام لها كما ل ينبغي أن يقام للحي ‪.‬‬
‫والصواب من القول في ذلك عندنا أن القيام للجنازة حتى توضع‬
‫في اللحد والقعود قبل ذلك أمران قد فعلهما رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وصحت عنه بفعله ذلك الخبار ‪ ،‬وعمل بها السلف‬
‫الصالحون على ما قد بينا قبل ‪ .‬ولم يصح عنه صلى الله عليه‬
‫وسلم خبر بالنهي عن القيام ول عن القعود ‪ ،‬فمتبع الجنازة إلى‬
‫قبرها إذ كان المر كذلك بالجنازة إذا تبعها فبلغ القبر ‪ ،‬في القعود‬
‫قبل وضع الميت في اللحد والقيام إلى أن توضع ‪ ،‬أي ذلك شاء‬
‫فعل ‪ ،‬للذي ذكرنا من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كل‬
‫الفعلين ‪ ،‬وليس في فعله صلى الله عليه وسلم أحد هذين الفعلين‬
‫بعد الخر دليل على أن الخر الذي كان قبله غير جائز ‪ ،‬إذا لم يكن‬
‫أحدهما مأمورا به والخر منهيا عنه أو ذلك من فعله صلى الله عليه‬
‫وسلم نظير غيره من نوافل العمال التي كان يفعلها إذا نشط‬
‫لها ‪ ،‬ويترك عملها إذا لم ينشط لها ‪ ،‬فكذلك قيامه للجنازة حتى‬
‫توضع في اللحد ‪ ،‬كان يكون منه إذا نشط لذلك ‪ ،‬والجلوس قبل‬
‫وضعها إذا لم ينشط ‪ ،‬فأي ذلك فعل الفاعل ‪ ،‬إذا لم يكن معتقدا‬
‫تخطئة ما خالف فعله الذي فعله فيه فمصيب ‪ .‬وأما اعتلل المعتل‬
‫بأن سنة الموات في ذلك سنة الحياء فيه ‪ ،‬وأنه لما لم يكن جائزا‬
‫القيام للحياء كان كذلك غير جائز القيام للموات ‪ ،‬فعلة واهية ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وذلك أن الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن القيام‬
‫للحياء خبر فيه نظر ‪ ،‬وذلك أن خبر أبي أمامة خبر ل يجوز‬
‫الحتجاج به في الدين لوهاء سنده وضعف نقلته ‪ ،‬وذلك أن أبا‬
‫العدبس وأبا مرزوق غير معروفين في نقلة الثار ‪ ،‬ول ثابتي‬
‫العدالة في رواة الخبار ‪ ،‬هذا مع اضطراب من ناقليه في سنده ‪،‬‬
‫فمن قائل فيه ‪ :‬عن أبي العدبس ‪ ،‬عن أبي أمامة ‪ ،‬وقائل ‪ :‬عن‬
‫أبي العدبس ‪ ،‬عن أبي مرزوق ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬عن أبي أمامة ‪،‬‬
‫وقائل ‪ :‬عن أبي مرزوق ‪ ،‬عن أبي العدبس ‪ ،‬عن أبي أمامة *‬

‫خت َِل ِ‬
‫ف الّرَواةِ ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ذِك ُْر ا ْ‬

‫ذكر اختلف الرواة في ذلك‬

‫خت َِل ِ‬
‫ف الّرَواةِ ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ا ْ‬

‫ضا "‬
‫م ب َعْ ً‬
‫ضه ُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬ي ُعَظ ّ ُ‬
‫م ب َعْ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫م اْل َ َ‬
‫عا ِ‬ ‫ما ت َُقو ُ‬ ‫" َل ت َُقو ُ‬
‫موا ك َ َ‬

‫‪ 275‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع بن الجراح ‪ ،‬عن مسعر بن كدام‬


‫‪ ،‬عن أبي مرزوق ‪ ،‬عن أبي العدبس ‪ ،‬عن أبي أمامة ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصاه ‪ ،‬فقمنا له ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬ل تقوموا كما تقوم العاجم ‪ ،‬يعظم بعضهم بعضا " حدثنا‬
‫أبو كريب ‪ ،‬حدثنا محمد بن بشر ‪ ،‬عن مسعر ‪ ،‬عن أبي العدبس ‪،‬‬
‫عن أبي مرزوق ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬عن أبي أمامة ‪ ،‬عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم مثله وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم خبر ‪ ،‬وإن كان مما ل يعتمد على مثله لما في إسناده من‬
‫الوهاء ‪ ،‬فإنه أصح فحوى في خبر أبي أمامة ‪ ،‬بأنهم كانوا يقومون‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فلم يذكر عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم في ذلك نهي *‬

‫سل ّ َ‬
‫م ِفي‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫" ك ُّنا ن َْقعُد ُ َ‬
‫معَ َر ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 276‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬حدثنا محمد بن‬


‫هلل ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬كنا نقعد مع رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم في المسجد بالغدوات ‪ ،‬فإذا قام إلى بيته لم‬
‫نزل قياما حتى يدخل بيته " فإذا لم يكن واحد من الخبرين اللذين‬
‫ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك صحيحا ثابتا ‪،‬‬
‫فللمرء القيام لخيه إعظاما له وإكراما ‪ ،‬إن شاء ذلك القائم وأحب‬
‫‪ ،‬وترك القيام إن كره ذلك ‪ .‬فإن ظن ظان أن فيما *‬

‫َ‬ ‫"م َ‬
‫ت لَ ُ‬
‫ه الّناُر‬ ‫جب َ ْ‬
‫ما وَ َ‬ ‫جا ُ‬
‫ل قَِيا ً‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه الّر َ‬ ‫مث ُ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫بأ ْ‬‫ح ّ‬
‫نأ َ‬‫َ ْ‬

‫‪ 277‬حدثنا به محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا يحيى بن كثير العنبري ‪ ،‬عن‬


‫المغيرة أبي سلمة الخراساني ‪ ،‬عن عبد الله بن بريدة أن أباه‬
‫دخل على معاوية ‪ ،‬فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال " من أحب أن يمثل له الرجال قياما وجبت له النار " *‬

‫خ َ‬
‫ل الّناَر "‬ ‫ما د َ َ‬ ‫َ‬
‫م قَِيا ً‬
‫م ب َُنو آد َ َ‬
‫خ ّ‬
‫ست َ ِ‬
‫ن يُ ْ‬
‫سّرهُ أ ْ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 278‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬ومغيرة بن مسلم‬


‫الفزاري ‪ ،‬عن عبد الله بن بريدة ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج معاوية ذات يوم‬
‫فوثبوا في وجهه قياما ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬اجلسوا ‪ ،‬اجلسوا ‪ ،‬فإني‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من سره أن‬
‫يستخم بنو آدم قياما دخل النار " قال أبو كريب ‪ :‬قال أبو معاوية ‪:‬‬
‫الستخمام ‪ ،‬الوثوب *‬

‫ما فَل ْي َت َب َوّأ ْ ب َي ًْتا ِفي‬ ‫جا ُ‬


‫ل قَِيا ً‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه الّر َ‬ ‫مث ُ َ‬
‫ن يَ َ‬
‫َ‬
‫سّرهُ أ ْ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 279‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ابن علية ‪ ،‬وأبو‬
‫أسامة ‪ ،‬وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن عيينة ‪ ،‬جميعا ‪ ،‬عن‬
‫حبيب بن الشهيد ‪ ،‬عن أبي مجلز أن معاوية دخل بيتا فيه ابن عامر‬
‫وابن الزبير ‪ ،‬فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير ‪ ،‬فقال معاوية ‪:‬‬
‫اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪" :‬‬
‫من سره أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ بيتا في النار " *‬

‫َ‬
‫ن‬ ‫ما َقا َ‬
‫ل اب ْ ُ‬ ‫م قَِيا ً‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ب َُنو آد َ َ‬ ‫مث ُ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫سّرهُ أ ْ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 280‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون‬
‫بن المغيرة ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن حبيب بن الشهيد ‪ ،‬عن أبي مجلز‬
‫لحق بن حميد ‪ ،‬عن معاوية ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬من سره أن يمثل له بنو آدم قياما قال ابن حميد ‪:‬‬
‫يعني يقومون إذا رأوه ‪ ،‬فليتبوأ مقعده في النار " *‬

‫ما فَل ْي َت َب َوّأ ْ ب َي ًْتا‬


‫عَباد ُ الل ّهِ قَِيا ً‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫مث ُ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫َ‬
‫سّرهُ أ ْ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 281‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬حدثنا أسد بن موسى ‪ ،‬حدثنا شعبة‬


‫‪ ،‬عن حبيب بن الشهيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا مجلز يحدث ‪ :‬أن معاوية‬
‫‪ ،‬خرج وعبد الله بن عامر وابن الزبير قعود ‪ ،‬فقام عبد الله بن‬
‫عامر ‪ ،‬وقعد ابن الزبير ‪ ،‬وكان أوزنهما ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من سره أن يمثل له عباد الله قياما‬
‫فليتبوأ بيتا في النار " حجة لمن أنكر القيام للحي أو للميت ‪ ،‬فقد‬
‫ظن غير الصواب ‪ ،‬وذلك أن هذا الخبر إنما ينبئ عن نهي رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم الذي يقام له بالسرور بما يفعل من ذلك‬
‫‪ ،‬ل عن نهيه القائم عن القيام ‪ .‬فإن قال ‪ :‬فإن معاوية قد كره‬
‫القيام الذي قام له ‪ .‬قيل له ‪ :‬نظير كراهية من كره القيام للميت‬
‫حتى يوضع في لحده ‪ ،‬وقد بينا وجه كراهتهم ذلك ‪ .‬ومما يبين أن‬
‫ذلك كذلك ما ‪* :‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل ‪ :‬فَهَ ْ‬
‫ل‬ ‫ن َقا َ‬
‫ت " فَإ ِ ْ‬ ‫ي وََل ل َ َ‬
‫مي ّ ٍ‬ ‫ح ّ‬ ‫" َل ت َُقو ُ‬
‫موا ل ِ َ‬

‫‪ 282‬حدثني به عبد الله بن أبي زياد القطواني ‪ ،‬حدثنا يزيد ‪ ،‬أنبأنا‬


‫عبد الله بن عون ‪ ،‬عن رجاء بن حيوة ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا‬
‫جلوسا بباب معاوية ‪ ،‬فخرج علينا معاوية فقمنا ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل‬
‫تقوموا لحي ول لميت " فإن قال ‪ :‬فهل تعلم أحدا من السلف كان‬
‫يفعل ذلك ؟ قيل ‪* :‬‬

‫ب ال َْقب ْرِ ث ََلًثا " وَِفي‬ ‫ن عَ َ‬


‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 283‬حدثني محمد بن خالد بن خداش الزدي ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬عن‬


‫حماد بن زيد ‪ ،‬عن ابن عون ‪ ،‬قال ‪ :‬كان المهلب بن أبي صفرة‬
‫يمر بنا ‪ ،‬ونحن غلمان في الكتاب ‪ ،‬فنقوم ويقوم الناس سماطين ‪،‬‬
‫فيمر رجل جميل ‪ ،‬ويمر بنوه من بعده ومنه خبر عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من عذاب‬
‫القبر ثلثا " وفي ذلك البيان البين عن تصحيح القول بأن الله عز‬
‫وجل يعذب في القبور قبل قيام الساعة أهل عداوته والكافرين به‬
‫كانوا في الدنيا ‪ ،‬وتكذيب مقالة من أنكر ذلك ‪ ،‬وبنحو الذي روى‬
‫البراء بن عازب في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫تظاهرت الخبار عنه *‬

‫سن َد ُهُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫م ْ‬
‫عن ْد ََنا ِ‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ذكر ما صح عندنا من ذلك سنده‬

‫سن َد ُهُ ‪#‬‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬


‫ك َ‬ ‫م ْ‬
‫عن ْد ََنا ِ‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ن‬
‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫ل ‪ ،‬وَأ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫ن ال ْب ُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫م أ َّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 284‬حدثني محمد بن حاتم المؤدب ‪ ،‬حدثنا عبيدة بن حميد ‪،‬‬
‫حدثني عبد الملك بن عمير ‪ ،‬عن مصعب بن سعد ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا هذه الكلمات‬
‫كما يعلمنا الكتابة ‪ " :‬اللهم أني أعوذ بك من البخل ‪ ،‬وأعوذ بك من‬
‫الجبن ‪ ،‬وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة‬
‫الدنيا ‪ ،‬وعذاب القبر " *‬

‫ن‪،‬‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫ل ‪ ،‬وَأ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫ن ال ْب ُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫" أَ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬

‫‪ 285‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫عبد الملك ‪ ،‬عن مصعب بن سعد ‪ ،‬عن سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬أنه‬
‫كان يأمر بهؤلء الخمس ‪ ،‬ويحدثهن عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬أعوذ بك من البخل ‪ ،‬وأعوذ بك من الجبن ‪ ،‬وأعوذ بك أن‬
‫أرد إلى أرذل العمر ‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة الدنيا ‪ ،‬وأعوذ بك من‬
‫عذاب القبر " *‬

‫ن‬
‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫ل ‪ ،‬وَأ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫ن ال ْب ُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 286‬حدثني ابن إسحاق ‪ ،‬حدثنا يحيى بن أبي بكير ‪ ،‬حدثنا شيبان‬


‫بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن عبد الملك بن عمير ‪ ،‬عن مصعب بن سعد ‪،‬‬
‫وعمرو بن ميمون ‪ ،‬قال ‪ :‬كان سعد يعلم بنيه هؤلء الكلمات ‪ ،‬كما‬
‫يعلم المكتب الغلمان الكتابة ‪ ،‬ويقول ‪ :‬إن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم كان يتعوذ منهن دبر الصلة ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من‬
‫البخل ‪ ،‬وأعوذ بك من الجبن ‪ ،‬وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل‬
‫العمر ‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة الدنيا ‪ ،‬وأعوذ بك من عذاب القبر " *‬

‫ل‪،‬‬ ‫ن ‪َ ،‬وال ْب ُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫م َ‬
‫س‪ِ ":‬‬
‫م ٍ‬
‫خ ْ‬
‫ن َ‬ ‫" ي َت َعَوّذ ُ ِ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 287‬حدثني محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن‬
‫موسى ‪ ،‬حدثنا إسرائيل ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عمرو بن ميمون‬
‫الودي ‪ ،‬عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان " يتعوذ من‬
‫خمس ‪ " :‬من الجبن ‪ ،‬والبخل ‪ ،‬وسوء العمر ‪ ،‬وفتنة الصدر ‪،‬‬
‫وعذاب القبر " *‬

‫ن ‪ ،‬وَأ َ ُ‬
‫عوذ ُ‬ ‫ل ‪َ ،‬وال ْ ُ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫ن ال ْب ُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 288‬حدثني جابر بن الكردي الواسطي ‪ ،‬حدثنا شبابة بن سوار ‪،‬‬


‫حدثنا يونس ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عمرو بن ميمون الودي ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬حججت مع عمر بن الخطاب ‪ ،‬فسمعته يقول ‪ :‬أل إن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من خمس ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك‬
‫من البخل ‪ ،‬والجبن ‪ ،‬وأعوذ بك من سوء العمر ‪ ،‬وأعوذ بك من‬
‫فتنة الصدر ‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة القبر " حدثنا خلد بن أسلم ‪ ،‬أنبأنا‬
‫النضر بن شميل ‪ ،‬أنبأنا يونس ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫ميمون ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يتعوذ من خمس ‪ ،‬ثم ذكر مثله ‪ ،‬إل أنه قال ‪:‬‬
‫" وعذاب القبر " *‬

‫سوِء‬
‫ل ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ن ‪َ ،‬وال ْب ُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 289‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن عمرو بن ميمون أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫كان يدعوا بهذا الدعاء ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من الجبن ‪ ،‬والبخل ‪،‬‬
‫وسوء العمر ‪ ،‬وفتنة الصدر وعذاب القبر " *‬

‫ة‬
‫ن ‪ ،‬وَفِت ْن َ ِ‬ ‫ل ‪َ ،‬وال ْ ُ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫س ‪ " :‬ال ْب ُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫م ٍ‬
‫خ ْ‬
‫ن َ‬ ‫ن ي َت َعَوّذ ُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 290‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬وشعبة ‪،‬‬
‫عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عمرو بن ميمون أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم كان يتعوذ من خمس ‪ " :‬البخل ‪ ،‬والجبن ‪ ،‬وفتنة الصدر ‪،‬‬
‫وسوء العمر ‪ ،‬وعذاب القبر " *‬

‫ن‬ ‫ل ‪َ ،‬وال ْ ُ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫جزِ ‪َ ،‬وال ْك َ َ‬
‫س ِ‬ ‫ن ال ْعَ ْ‬
‫م َ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫" الل ّهَ ّ‬

‫‪ 291‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬حدثنا بشر بن المفضل ‪ ،‬حدثنا‬


‫التيمي ‪ ،‬عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ‪" :‬‬
‫اللهم إني أعوذ بك من العجز ‪ ،‬والكسل ‪ ،‬والجبن ‪ ،‬والهرم ‪،‬‬
‫والبخل ‪ ،‬وعذاب القبر ‪ ،‬وفتنة المحيا والممات " حدثنا محمد بن‬
‫عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬حدثنا المعتمر بن سليمان ‪ ،‬عن أبيه‬
‫سليمان ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْك ُْفرِ ‪َ ،‬وال َْفْقرِ ‪ ،‬وَعَ َ‬


‫ذا ِ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 292‬حدثنا عمرو بن علي ‪ ،‬حدثنا أزهر بن سعد ‪ ،‬حدثنا حميد ‪ ،‬عن‬


‫أنس ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ‪ " :‬اللهم‬
‫إني أعوذ بك من الكفر ‪ ،‬والفقر ‪ ،‬وعذاب القبر " *‬

‫ل‬ ‫ن ‪َ ،‬وال ْب ُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫ل ‪َ ،‬وال ْ ُ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫ن ال ْك َ َ‬
‫س ِ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 293‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن حميد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سئل أنس عن عذاب القبر فقال ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يتعوذ يقول ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من الكسل ‪ ،‬والجبن ‪،‬‬
‫والبخل ‪ ،‬وفتنة الدجال ‪ ،‬وعذاب القبر " حدثني زريق بن السخت ‪،‬‬
‫حدثنا أبو النضر ‪ ،‬حدثنا أبو جعفر الرازي ‪ ،‬عن حميد ‪ ،‬عن أنس ‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ْ‬
‫ل ‪َ ،‬والهََرم ِ‬ ‫جزِ ‪َ ،‬وال ْك َ َ‬
‫س ِ‬ ‫ن ال ْعَ ْ‬
‫م َ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 294‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪،‬‬
‫حدثني أبي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬أن نبي الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من العجز ‪ ،‬والكسل ‪،‬‬
‫والهرم والبخل ‪ ،‬والجبن ‪ ،‬وعذاب القبر ‪ ،‬وفتنة المحيا والممات "‬
‫*‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫" أَ ْ‬


‫ن‬
‫حقّ ‪ ،‬وَأ ّ‬
‫ن ل َِقاَءهُ َ‬
‫حقّ ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫شهَد ُ أ ّ‬

‫‪ 295‬حدثني يعقوب ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن محمد ‪،‬‬
‫عن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ‪ -‬يعني النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أشهد‬
‫أن الله حق ‪ ،‬وأن لقاءه حق ‪ ،‬وأن الساعة حق ‪ ،‬وأن الجنة حق ‪،‬‬
‫وأن النار حق ‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من فتنة الدجال ‪ ،‬ومن فتنة‬
‫المحيا والممات ‪ ،‬ومن عذاب القبر ‪ ،‬وعذاب جهنم " *‬

‫ب ال َْقب ْ ِ‬
‫ر‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬
‫ت ‪ ،‬وَ ِ‬
‫ما ِ‬ ‫حَيا َوال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫شّر ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫" ن َُعوذ ُ ِبالل ّهِ ِ‬
‫م ْ‬

‫‪ 296‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا مصعب بن المقدام ‪ ،‬عن حماد بن‬


‫سلمة ‪ ،‬عن محمد بن زياد ‪ ،‬عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬نعوذ بالله من شر المحيا والممات ‪ ،‬ومن‬
‫عذاب القبر ‪ ،‬ومن شر المسيح الدجال " *‬

‫ب ال َْقب ْ ِ‬
‫ر‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ذوا ِبالل ّهِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ست َِعي ُ‬
‫م‪،‬ا ْ‬
‫جهَن ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذوا ِبالل ّهِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ست َِعي ُ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 297‬حدثني سلم بن جنادة السوائي ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن‬


‫العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬استعيذوا بالله من جهنم ‪ ،‬استعيذوا بالله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫من عذاب القبر ‪ ،‬استعيذوا بالله من فتنة المسيح الدجال ‪،‬‬
‫استعيذوا بالله من فتنة المحيا والممات " *‬

‫حَيا‬ ‫ب ال َْقب ْرِ ‪ ،‬وَفِت ْن َةِ ال ْ َ‬


‫م ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَعَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫جهَن ّ َ‬
‫ب َ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫" ي َت َعَوّذ ُ ِ‬
‫م ْ‬

‫‪ 298‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا زيد بن حباب العكلي ‪ ،‬وحدثني‬


‫موسى بن سهل الرملي ‪ ،‬حدثنا علي بن عياش ‪ ،‬قال زيد ‪ :‬حدثني‬
‫‪ ،‬وقال علي ‪ :‬عن عبد الرحمن بن ثوبان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الله‬
‫بن الفضل الهاشمي ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن هرمز العرج ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان " يتعوذ من‬
‫عذاب جهنم ‪ ،‬وعذاب القبر ‪ ،‬وفتنة المحيا ‪ ،‬وفتنة الممات ‪ ،‬وفتنة‬
‫الدجال " *‬

‫ك‬ ‫ب ال َْقب ْرِ ‪ ،‬وَأ َ ُ‬


‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 299‬حدثنا سفيان بن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن البراء بن عبد الله ‪،‬‬
‫عن أبي نضرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ابن عباس على منبر البصرة ‪ :‬إن نبي‬
‫الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ في دبر الصلة يقول ‪" :‬‬
‫اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ‪ ،‬وأعوذ بك من عذاب النار ‪،‬‬
‫وأعوذ بك من الفتن باطنها وظاهرها ‪ ،‬وأعوذ بك من العور‬
‫الكذاب " *‬

‫ب‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال َْقب ْرِ ‪ ،‬وَأ َ ُ‬
‫عوذ ُ ِبالل ّهِ ِ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫" أَ ُ‬
‫عوذ ُ ِبالل ّهِ ِ‬

‫‪ 300‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو نعيم ‪ ،‬حدثنا البراء بن عبد الله ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني أبو نضرة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬كان على منبر‬
‫البصرة يوم الجمعة ‪ ،‬فقال في خطبته ‪ :‬إن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم كان يتعوذ في دبر صلته من أربع يقول ‪ " :‬أعوذ بالله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫من عذاب القبر ‪ ،‬وأعوذ بالله من عذاب النار ‪ ،‬وأعوذ بالله من‬
‫الفتن ما ظهر منها وما بطن ‪ ،‬وأعوذ بالله من العور الكذاب " *‬

‫ن‬ ‫ل ‪َ ،‬وال ْهَِرم ِ ‪ ،‬وَ ِ‬


‫م ْ‬ ‫ن ال ْك َ َ‬
‫س ِ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 301‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا سنان بن مظاهر العنزي ‪ ،‬عن أبي‬


‫كدينة ‪ ،‬عن قابوس بن أبي ظبيان ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك‬
‫من الكسل ‪ ،‬والهرم ‪ ،‬ومن عذاب القبر ‪ ،‬ومن فتنة الصدر " *‬

‫ك‬ ‫ب ال َْقب ْرِ ‪ ،‬وَأ َ ُ‬


‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 302‬حدثني يحيى بن درست ‪ ،‬حدثنا أبو إسماعيل القناد ‪ ،‬حدثنا‬


‫يحيى بن أبي كثير أن أبا سلمة حدثه عن أبي هريرة عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من‬
‫عذاب القبر ‪ ،‬وأعوذ بك من عذاب النار ‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة المحيا‬
‫‪ ،‬وأعوذ بك من شر المسيح الدجال " *‬

‫ة‬
‫ب الّنارِ وَفِت ْن َ ِ‬ ‫ب ال َْقب ْرِ وَعَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 303‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن هشام ‪ ،‬عن‬
‫يحيى ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬أنه سمع أبا هريرة يقول ‪ :‬قال نبي الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر‬
‫وعذاب النار وفتنة المحيا والممات وشر الدجال " *‬

‫ب ال َْقب ْرِ " *‬ ‫ن عَ َ‬


‫ذا ِ‬ ‫ست َِعيذ ُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 304‬حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا عمي عبد الله بن وهب ‪،‬‬
‫أخبرني يونس ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن حميد بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يستعيذ من عذاب القبر " *‬

‫َ‬
‫ن‬ ‫ب ال َْقب ْرِ وَ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫شهّدِ فَل ْي َت َعَوّذ ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن الت ّ َ‬
‫م َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ذا فََرغَ أ َ‬
‫" إِ َ‬

‫‪ 305‬حدثني عصام بن رواد بن الجراح ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬حدثنا‬


‫الوزاعي ‪ ،‬عن حسان بن عطية ‪ ،‬عن محمد بن أبي عائشة ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا فرغ‬
‫أحدكم من التشهد فليتعوذ من عذاب القبر ومن عذاب النار " *‬

‫ل‬ ‫ل ‪َ ،‬وال ْب ُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫جزِ ‪َ ،‬وال ْك َ َ‬
‫س ِ‬ ‫ن ال ْعَ ْ‬
‫م َ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 306‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن عاصم‬


‫الحول ‪ ،‬عن أبي عثمان ‪ ،‬وعن عبد الله بن الحارث ‪ ،‬عن زيد بن‬
‫أرقم ‪ ،‬قال ‪ :‬ل أقول لكم إل ما كان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول لنا ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من العجز ‪ ،‬والكسل ‪،‬‬
‫والبخل ‪ ،‬والجبن والهرم ‪ ،‬وعذاب القبر ‪ ،‬اللهم آت أنفسنا تقواها ‪،‬‬
‫أنت خير من زكاها ‪ ،‬أنت وليها ومولها ‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من‬
‫علم ل ينفع ‪ ،‬ومن نفس ل تشبع ‪ ،‬ومن قلب ل يخشع ‪ ،‬ومن دعوة‬
‫ل يستجاب لها " حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا المحاربي ‪ ،‬عن عاصم‬
‫الحول ‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث ‪ ،‬عن زيد بن أرقم ‪ ،‬قال لصحابه‬
‫‪ :‬ل آمركم إل بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا ‪،‬‬
‫فذكر نحوه ‪ ،‬إل أنه قال ‪ " :‬والجبن ‪ ،‬ووسوسة الصدر ‪ ،‬وعذاب‬
‫القبر ‪ ،‬ولم يقل ‪ :‬والهرم ‪ ،‬وقال أيضا ‪ " :‬آت نفسي تقواها " حدثنا‬
‫أبو كريب ‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن موسى ‪ ،‬عن حسن بن صالح ‪ ،‬عن‬
‫عاصم ‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث ‪ ،‬عن زيد بن أرقم ‪ ،‬عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬نحوه ‪ ،‬إل أنه لم يقل ‪ :‬ووسوسة‬
‫الصدر ‪ ،‬ول ‪ :‬من دعاء ل يسمع *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل‪،‬‬ ‫ن َوال ْب ُ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫ل َوال ْ ُ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫جزِ َوال ْك َ َ‬
‫س ِ‬ ‫ن ال ْعَ ْ‬
‫م َ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 307‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن المثنى بن سعيد أبي‬
‫غفار الطائي ‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث ‪ ،‬قال ‪ :‬قلنا لزيد بن أرقم ‪:‬‬
‫حدثنا بشيء ‪ ،‬سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬يقول ‪ " :‬اللهم إني أعوذ‬
‫بك من العجز والكسل والجبن والبخل ‪ ،‬والهم وعذاب القبر ‪،‬‬
‫وفتنة الدجال ‪ ،‬اللهم آت نفسي تقواها ‪ ،‬أنت خير من زكاها ‪ ،‬أنت‬
‫وليها ومولها ‪ ،‬أعوذ بك من قلب ل يخشع ‪ ،‬وعلم ل ينفع ‪ ،‬ودعاء ل‬
‫يسمع ‪ ،‬أو قال ‪ :‬دعوة ل يستجاب لها " *‬

‫ب ال َْقب ْ ِ‬
‫ر‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْك ُْفرِ َوال َْفْقرِ وَ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 308‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ‪ ،‬حدثنا قريش‬


‫بن أنس ‪ ،‬عن عثمان الشحام ‪ ،‬عن مسلم بن أبي بكرة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعني أبي ‪ ،‬وأنا أقول ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر‬
‫ومن عذاب القبر " فقال أبي ‪ :‬بني ما هذا ؟ قلت ‪ :‬سمعتك تقوله‬
‫فقلته قال ‪ :‬فقله ‪ ،‬فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يقوله *‬

‫ب ال َْقب ْرِ "‬ ‫ل وَعَ َ‬


‫ذا ِ‬ ‫م َوال ْك َ َ‬
‫س ِ‬ ‫ن ال ْهَ ّ‬
‫م َ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 309‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثني أبو عاصم ‪ ،‬أنبأنا عثمان الشحام ‪،‬‬
‫حدثني مسلم بن أبي بكرة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعني أبي ‪ ،‬وأنا أقول ‪" :‬‬
‫اللهم إني أعوذ بك من الهم والكسل وعذاب القبر " ‪ .‬فقال ‪ :‬يا‬
‫بني ‪ ،‬ممن سمعت هذا ؟ قلت ‪ :‬سمعتك تقولهن ‪ .‬قال ‪ :‬الزمهن ‪،‬‬
‫فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولهن *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب ال َْقب ْرِ "‬ ‫ن ال ْك ُْفرِ َوال َْفْقرِ وَعَ َ‬


‫ذا ِ‬ ‫م َ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 310‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬أنبأنا عثمان بن‬
‫الشحام ‪ ،‬حدثنا مسلم بن أبي بكرة ‪ ،‬أنه كان يسمع والده يقول‬
‫في دبر الصلة ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب‬
‫القبر " ‪ .‬قال ‪ :‬فجعلت أدعو بهن قال ‪ :‬فمر والدي وأنا أدعو بهن‬
‫قال ‪ :‬يا بني ‪ ،‬أنى علمت هؤلء الكلمات ؟ قلت ‪ :‬يا أبه ‪ ،‬سمعتك‬
‫تدعو بهن في دبر الصلة ‪ ،‬فأخذتهن عنك ‪ .‬قال ‪ :‬فالزمهن يا بني ‪،‬‬
‫فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن في دبر الصلة *‬

‫ب ال َْقب ْرِ "‬ ‫ن ال ْك ُْفرِ َوال َْفْقرِ وَعَ َ‬


‫ذا ِ‬ ‫م َ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 311‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع بن الجراح ‪ ،‬حدثنا عثمان‬


‫الشحام أبو سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت مسلم بن أبي بكرة ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في دبر الصلة‬
‫يقول ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر " *‬

‫ك‬ ‫ب ال َْقب ْرِ ‪ ،‬وَأ َ ُ‬


‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 312‬حدثنا أحمد بن عثمان المعروف بأبي الجوزاء ‪ ،‬حدثنا وهب‬


‫بن جرير ‪ ،‬حدثنا أبي قال ‪ :‬سمعت النعمان يحدث عن الزهري ‪،‬‬
‫عن عروة ‪ ،‬عن عائشة قالت ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يدعو في صلته يقول ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من عذاب‬
‫القبر ‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة الدجال ‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة المحيا‬
‫والممات ‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم " ‪ .‬فقال له‬
‫قائل ‪ :‬ما أكثر ما تعوذ من المغرم فقال ‪ :‬إن الرجل إذا غرم حدث‬
‫فكذب ‪ ،‬ووعد فأخلف *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ث ل ََيال ِ َ‬
‫ي‬ ‫ة ‪ :‬فَل َب ِ َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ش ُ‬ ‫ن ال ْي َُهود ُ " ‪َ .‬قال َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫ما ت ُْفت َ ُ‬
‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 313‬حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا عمي ‪ ،‬حدثنا يونس ‪ ،‬عن‬


‫الزهري ‪ ،‬حدثني عروة أن عائشة حدثته قالت ‪ :‬دخل علي رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة من اليهود ‪ ،‬وهي تقول ‪:‬‬
‫شعرت أنكم تفتنون في القبور ؟ قالت ‪ :‬فارتاع لذلك ‪ ،‬وقال ‪" :‬‬
‫إنما تفتن اليهود " ‪ .‬قالت عائشة ‪ :‬فلبث ليالي ‪ ،‬ثم قال النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬هل شعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون‬
‫في القبور ؟ قالت عائشة ‪ :‬فسمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يستعيذ من عذاب القبر *‬

‫ب الّناِر‬ ‫ن فِت ْن َةِ الّنارِ ‪ ،‬وَعَ َ‬


‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 314‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو‬
‫بهؤلء الدعوات ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار ‪ ،‬وعذاب النار‬
‫‪ ،‬وفتنة القبر ‪ ،‬وعذاب القبر ‪ ،‬وشر فتنة الغنى ‪ ،‬وشر فتنة الفقر ‪،‬‬
‫وشر فتنة المسيح الدجال ‪ ،‬اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج‬
‫والبرد ‪ ،‬ونق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب البيض من‬
‫الدنس ‪ ،‬وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق‬
‫والمغرب ‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من الكسل ‪ ،‬والهرم ‪ ،‬والمأثم ‪،‬‬
‫والمغرم " *‬

‫ن فِت ْن َةِ‬ ‫ن فِت ْن َةِ ال ْغَِنى ‪ ،‬وَ ِ‬


‫م ْ‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 315‬حدثني محمد بن عثمان الواسطي ‪ ،‬حدثنا يزيد ‪ ،‬أنبأنا‬


‫عيسى ‪ ،‬حدثنا القاسم ‪ ،‬عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫كان يتعوذ من هؤلء الكلمات كثيرا ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من فتنة‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الغنى ‪ ،‬ومن فتنة الفقر ‪ ،‬ومن فتنة النار ‪ ،‬ومن فتنة القبر ‪ ،‬وأعوذ‬
‫بك من فتنة المسيح الدجال " *‬

‫َ‬
‫ت‬ ‫ل " ‪َ .‬قال َ ْ‬
‫ت ‪ :‬فَك ُن ْ ُ‬ ‫ن ِفي ال ُْقُبورِ ك َِفت ْن َةِ الد ّ ّ‬
‫جا ِ‬ ‫َرأي ْت ُك ُ ْ‬
‫م ت ُْفت َُنو َ‬

‫‪ 316‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬وابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت يحيى بن سعيد ‪ ،‬يقول ‪ :‬أخبرتني عمرة أن يهودية أتت‬
‫عائشة تستطعم قال ابن وكيع في حديثه ‪ :‬فأطعمتها ‪ ،‬فقالت ‪:‬‬
‫أعاذك الله من عذاب القبر ‪ .‬قالت عائشة ‪ :‬فأتى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬قالت ‪ :‬فقلنا له ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أيعذب الناس‬
‫في القبور ؟ قالت ‪ :‬فقال ‪ " :‬عائذا بالله " ‪ .‬قالت ‪ :‬ثم ركب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة مركبا ‪ ،‬فخسفت‬
‫الشمس ‪ ،‬فخرجت في نسوة بين ظهري الحجر في المسجد ‪،‬‬
‫فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مركبه ‪ ،‬فنفذ إلى‬
‫مصله الذي كان يصلي فيه ‪ ،‬فصلى بالناس ‪ ،‬ثم قام فقال ‪ " :‬إني‬
‫رأيتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال " ‪ .‬قالت ‪ :‬فكنت أسمع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ في صلته من عذاب النار ‪،‬‬
‫ومن عذاب القبر *‬

‫ة‪:‬‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ش ُ‬ ‫ل " ‪َ .‬قال َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫م ك َِفت ْن َةِ الد ّ ّ‬
‫جا ِ‬ ‫ن ِفي قُُبورِهِ ْ‬
‫س ي ُْفت َُنو َ‬
‫الّنا َ‬

‫‪ 317‬حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا عمي عبد الله بن وهب ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني عمرو بن الحارث ‪ ،‬عن يحيى بن سعيد ‪ ،‬أن عمرة‬
‫بنت عبد الرحمن حدثته أن عائشة حدثتها أن يهودية أتتها فقالت ‪:‬‬
‫أجارك الله من عذاب القبر ‪ .‬فقالت عائشة ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إن‬
‫الناس ليعذبون في القبور ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬عائذا بالله " ‪ ،‬قالت عائشة ‪ :‬ثم إن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم خرج حين خسف بالشمس فصلى ‪ ،‬فلما انصرف‬
‫قعد على المنبر ‪ ،‬فقال فيما يقول ‪ " :‬إن الناس يفتنون في‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قبورهم كفتنة الدجال " ‪ .‬قالت عائشة ‪ :‬فكنا نسمعه بعد ذلك‬
‫يتعوذ من فتنة القبر ‪ ،‬وعذاب القبر " *‬

‫صّلى‬ ‫ة ‪ :‬فَ َ‬
‫ما َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ش ُ‬ ‫حقّ " ‪َ ،‬قال َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫ب ال َْقب ْرِ َ‬ ‫" عَ َ‬
‫ذا ُ‬

‫‪ 318‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬حدثنا أسد ‪ ،‬حدثنا أبو الحوص ‪،‬‬


‫عن أشعث بن أبي الشعثاء ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن مسروق ‪ ،‬عن عائشة‬
‫أنها دخلت عليها يهودية ‪ ،‬فقالت لها ‪ :‬هل سمعته يذكر شيئا في‬
‫عذاب القبر ؟ قالت لها ‪ :‬وما عذاب القبر ؟ قالت ‪ :‬فسليه ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬فلما أتاها النبي صلى الله عليه وسلم سألته عن عذاب‬
‫القبر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬عذاب القبر حق " ‪ ،‬قالت عائشة ‪ :‬فما صلى‬
‫صلة بليل بعد إل سمعته يتعوذ فيها من عذاب القبر ‪ ،‬فما أدري‬
‫أشيء أوهمته منه ‪ ،‬فما أبه له ‪ ،‬أم شيء ذكرته ؟ *‬

‫ل وَفِت ْن َةِ ال َْقب ْرِ *‬


‫جا ِ‬
‫ن فِت ْن َةِ الد ّ ّ‬ ‫ست َِعيذ ُ ِبالل ّهِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫يَ ْ‬

‫‪ 319‬حدثنا محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬حدثنا آدم بن أبي إياس ‪،‬‬


‫حدثنا ابن أبي ذئب ‪ ،‬حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء ‪ ،‬عن ذكوان ‪،‬‬
‫عن عائشة أنها قالت ‪ :‬استطعمت يهودية ‪ ،‬فقالت ‪ :‬أطعموني ‪،‬‬
‫أعاذكم الله من فتنة الدجال ‪ ،‬ومن فتنة عذاب القبر ‪ ،‬قالت ‪:‬‬
‫فقلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ما تقول هذه اليهودية ؟ فقال ‪ " :‬وما قالت‬
‫؟ " فقلت ‪ :‬إنها قالت ‪ :‬أعاذكم الله من فتنة الدجال ‪ ،‬ومن فتنة‬
‫عذاب القبر ‪ .‬قالت ‪ :‬فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع‬
‫يديه مدا يستعيذ بالله من فتنة الدجال وفتنة القبر *‬

‫َ‬
‫حد ّث َِني عَب ْد ُ‬
‫ل" َ‬
‫جا ِ‬
‫ن فِت ْن َةِ الد ّ ّ‬
‫م ْ‬
‫ريًبا ِ‬ ‫ن ِفي قُُبورِك ُ ْ‬
‫م قَ ِ‬ ‫أن ّك ُ ْ‬
‫م ت ُْفت َُنو َ‬

‫‪ 320‬حدثني العباس بن الوليد ‪ ،‬أخبرني أبي قال ‪ :‬سمعت‬


‫الوزاعي ‪ ،‬حدثني يونس بن يزيد اليلي ‪ ،‬حدثني الزهري ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حدثني عروة بن الزبير أنه سمع أسماء بنت أبي بكر الصديق تقول‬
‫‪ :‬قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبنا ‪ ،‬فذكر الفتنة التي‬
‫يفتن فيها المرء في قبره ‪ ،‬فلما ذكر ذلك ضج الناس ضجة حالت‬
‫بيني وبين أن أفهم آخر كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فلما سكنت ضجتهم ‪ ،‬قلت لرجل قريب مني ‪ :‬أي بارك الله فيك ‪،‬‬
‫ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر قوله ؟ قال ‪" :‬‬
‫قد أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم قريبا من فتنة الدجال "‬
‫حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،‬حدثنا أبو زرعة ‪،‬‬
‫أخبرني يونس ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن عروة بن الزبير ‪ ،‬عن أسماء‬
‫بنت أبي بكر ‪ ،‬قالت ‪ :‬قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا‬
‫‪ ،‬فذكر نحوه *‬

‫ريًبا ‪َ -‬ل أ َد ِْري‬ ‫أ َنك ُم تْفتنون في ال ُْقبور مث ْ َ َ‬


‫ل ‪ -‬أو ْ ق َ ِ‬ ‫ُ ِ ِ‬ ‫ّ ْ ُ َُ َ ِ‬

‫‪ 321‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬وابن نمير ‪ ،‬عن‬


‫هشام ‪ ،‬عن فاطمة ‪ ،‬عن أسماء ‪ ،‬قالت ‪ :‬أتيت عائشة فإذا الناس‬
‫قيام ‪ ،‬وإذا هي تصلي ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما شأن الناس ؟ فأشارت بيدها‬
‫نحو السماء ‪ ،‬وقالت ‪ :‬سبحان الله ‪ ،‬فقلت ‪ :‬آية ؟ فأشارت برأسها‬
‫‪ ،‬أي نعم ‪ .‬قالت ‪ :‬فأطال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قالت‬
‫‪ :‬فقمت حتى تجلني الغشي ‪ ،‬وجعلت أصب على رأسي الماء ‪،‬‬
‫قالت ‪ :‬فحمد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه‬
‫كما هو أهله ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ما من شيء لم أكن رأيته ‪ ،‬إل قد رأيته في‬
‫مقامي هذا ‪ ،‬حتى الجنة والنار ‪ ،‬وقد أوحى الله إلي أنكم تفتنون‬
‫في القبور مثل ‪ -‬أو قريبا ‪ -‬ل أدري أي ذلك قالت أسماء ‪ :‬من فتنة‬
‫المسيح الدجال ‪ ،‬يؤتى أحدكم ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬ما علمك بهذا الرجل ؟‬
‫قال ‪ :‬فأما المؤمن ‪ ،‬فيقول ‪ :‬هو رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫محمد جاءنا بالهدى والبينات ‪ ،‬فأجبناه واتبعناه ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬نم‬
‫صالحا ‪ ،‬قد علمنا أنك كنت تؤمن بالله ‪ .‬قال ‪ :‬وأما المنافق ‪ ،‬أو‬
‫المرتاب ‪ ،‬ل يدري أي ذلك ‪ ،‬قالت أسماء ‪ :‬فيقول ‪ :‬ل أدري ‪.‬‬
‫سمعت الناس قالوا شيئا فقلته *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫ي ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫داةِ َوال ْعَ ِ‬
‫ش ّ‬ ‫مْقعَد ُهُ ِبال ْغَ َ‬
‫ض عَل َي ْهِ َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م عُرِ َ‬ ‫تأ َ‬‫ما َ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 322‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬عن عبيد الله ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬أخبرني نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ‪ ،‬فإن‬
‫كان من أهل الجنة ‪ ،‬فمن الجنة ‪ ،‬وإن كان من أهل النار ‪ ،‬فمن‬
‫النار " ‪ ،‬يقال ‪ " :‬هذا مقعدك حتى تبعث " حدثنا تميم بن‬
‫المنتصر ‪ ،‬أنبأنا عبد الله يعني ‪ :‬ابن نمير ‪ ،‬أنبأنا عبيد الله ‪ ،‬عن‬
‫نافع ‪ ،‬عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪،‬‬
‫فذكر نحوه *‬

‫إ َ‬
‫ي ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫داةِ َوال ْعَ ِ‬
‫ش ّ‬ ‫مْقعَد ُهُ ِبال ْغَ َ‬
‫ض عَل َي ْهِ َ‬
‫ت ي ُعَْر ُ‬
‫ما َ‬
‫ذا َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م إِ َ‬ ‫نأ َ‬‫ِ ّ‬

‫‪ 323‬حدثني أحمد بن محمد بن حبيب ‪ ،‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم ‪،‬‬


‫حدثنا أبي ‪ ،‬عن صالح بن كيسان ‪ ،‬عن نافع أن ابن عمر أخبره أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬أل إن أحدكم إذا مات‬
‫يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي ‪ ،‬فإن كان من أهل الجنة ‪،‬‬
‫فمن أهل الجنة ‪ ،‬وإن كان من أهل النار ‪ ،‬فمن أهل النار ‪ ،‬حتى‬
‫يبعثه الله إلى مقعده يوم القيامة " *‬

‫"إ َ‬
‫ي‪،‬‬ ‫داةِ َوال ْعَ ِ‬
‫ش ّ‬ ‫مْقعَد ُهُ ِبال ْغَ َ‬
‫ض عَل َي ْهِ َ‬
‫ت عُرِ َ‬
‫ما َ‬
‫ذا َ‬ ‫حد َك ُ ْ‬
‫م إِ َ‬ ‫نأ َ‬‫ِ ّ‬

‫‪ 324‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا سلمة بن الفضل ‪ ،‬عن ابن إسحاق ‪،‬‬
‫عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن‬
‫أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ‪ ،‬إن كان من‬
‫أهل الجنة ‪ ،‬فمن أهل الجنة ‪ ،‬وإن كان من أهل النار ‪ ،‬فمن أهل‬
‫النار ‪ ،‬حتى يدخله الله يوم القيامة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫ل غُد ْوَةٍ وَعَ ِ‬
‫شي ّةٍ ‪،‬‬ ‫ض عَل َي ْهِ َ‬
‫مْقعَد ُهُ ك ُ ّ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م عُرِ َ‬ ‫تأ َ‬‫ما َ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 325‬حدثني يعقوب ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن‬
‫ابن عمر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا مات أحدكم‬
‫عرض عليه مقعده كل غدوة وعشية ‪ ،‬إن كان من أهل الجنة ‪،‬‬
‫فمن الجنة ‪ ،‬وإن كان من أهل النار ‪ ،‬فمن النار " ‪ ،‬يقال ‪ " :‬هذا‬
‫مقعدك حتى تبعث إليه يوم القيامة " *‬

‫"إ َ‬
‫ن‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ض عَل َي ْهِ َ‬
‫مْقعَد ُهُ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ت عُرِ َ‬
‫ما َ‬
‫ذا َ‬ ‫حد َك ُ ْ‬
‫م إِ َ‬ ‫نأ َ‬‫ِ ّ‬

‫‪ 326‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬حدثنا‬


‫إسحاق بن الفرات ‪ ،‬حدثنا يحيى بن أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال يحيى يعني‬
‫ابن سعيد النصاري ‪ ,‬أنبأنا نافع ‪ ،‬أن عبد الله بن عمر قال ‪:‬‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن أحدكم إذا‬
‫مات عرض عليه مقعده ‪ ،‬فإن كان من أهل الجنة ‪ ،‬فمن الجنة ‪،‬‬
‫وإن كان من أهل النار ‪ ،‬فمن النار ‪ ،‬حتى يبعثه الله يوم القيامة ‪،‬‬
‫ثم يقول هذا مقعدك " *‬

‫ن‬
‫كا َ‬ ‫شد ّد َ عَل َي ْهِ ِفي قَب ْرِهِ ‪َ ،‬‬
‫حّتى َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ذا ال ْعَب ْد ُ ال ّ‬
‫صال ِ ُ‬ ‫" هَ َ‬

‫‪ 327‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬حدثنا شعيب بن الليث ‪ ،‬حدثنا‬


‫أبي ‪ ،‬عن ابن الهاد ‪ ،‬عن معاذ بن رفاعة ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله‬
‫النصاري ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء جبريل صلى الله عليه إلى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم فقال ‪ :‬من هذا العبد الصالح الذي فتحت له أبواب‬
‫السماء ‪ ،‬وتحرك له العرش ؟ قال ‪ :‬فخرج رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم فإذا سعد بن معاذ ‪ ،‬فجلس رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم على قبره ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬هذا‬
‫العبد الصالح شدد عليه في قبره ‪ ،‬حتى كان هذا حين فرج له " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫ن‬
‫سعْد ُ ب ْ ُ‬
‫من َْها َ‬ ‫حد ٌ ل َن َ َ‬
‫جا ِ‬ ‫من َْها أ َ‬ ‫ة ل َوْ ن َ َ‬
‫جا ِ‬ ‫ضغْط َ ٌ‬
‫" ل ِل َْقب ْرِ َ‬

‫‪ 328‬حدثني محمد بن عوف ‪ ،‬حدثنا آدم ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن سعد‬


‫بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا نافع ‪ ،‬عن صفية امرأة ابن عمر ‪ ،‬عن عائشة ‪،‬‬
‫قالت ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬للقبر ضغطة لو‬
‫نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ " *‬

‫ما‬ ‫" إنهما ل َيعذ ّبان ‪ ،‬وما يعذ ّبان في ك َبير ‪ ،‬أ َ َ‬
‫حد ُهُ َ‬
‫ما أ َ‬
‫ّ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َ َ َُ َ ِ ِ‬ ‫ِّ ُ َ ُ َ َ ِ‬

‫‪ 329‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن‬


‫مجاهد ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬مر رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بقبرين ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنهما ليعذبان ‪ ،‬وما يعذبان في‬
‫كبير ‪ ،‬أما أحدهما فكان ل يستبرئ من البول ‪ ،‬وأما الخر فكان‬
‫يمشي بالنميمة " ‪ ،‬ثم أخذ جريدة رطبة فشقها بنصفين ‪ ،‬ثم غرس‬
‫في كل قبر واحدة ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬لم صنعت ؟ قال ‪" :‬‬
‫لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا " حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن‬
‫العمش ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت مجاهدا يحدث عن طاوس ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه *‬

‫مةٍ َوال ْب َوْ ِ‬


‫ل‬ ‫ن ِفي غَي ْرِ ك َِبيرٍ ‪ ،‬وَب ََلى ‪ِ ،‬في ن َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ن ي ُعَذ َّبا ِ‬
‫هَذ َي ْ ِ‬

‫‪ 330‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن‬
‫سليمان ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬مر رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بقبرين ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن هذين يعذبان في غير كبير ‪،‬‬
‫وبلى ‪ ،‬في نميمة والبول ‪ ،‬ثم دعا بجريدة فكسرها ‪ ،‬فوضعها‬
‫عليهما ‪ ،‬وقال ‪ " :‬عسى أن يخفف عنهما ما لم تيبس " *‬

‫ل‬ ‫ن ِفي ك َِبيرٍ " ‪ ،‬ث ُ ّ‬


‫م َقا َ‬ ‫ما ي ُعَذ َّبا ِ‬ ‫" ي ُعَذ َّبا ِ‬
‫ن ‪ ،‬وَ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 331‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬وابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن‬
‫منصور ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬مر النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم بحائط من حيطان مكة أو المدينة ‪ ،‬فسمع صوت‬
‫إنسانين يعذبان في قبورهما ‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" يعذبان ‪ ،‬وما يعذبان في كبير " ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬بلى ‪ ،‬كان أحدهما ل‬
‫يستتر من بوله ‪ ،‬وكان الخر يمشي بالنميمة " ‪ .‬ثم دعا بجريدة‬
‫فكسرها كسرتين ‪ ،‬فوضع على كل قبر كسرة ‪ ،‬فقيل ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬لم فعلت هذا ؟ قال ‪ " :‬لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا "‬
‫*‬

‫َ‬
‫ذا‬ ‫ن ِفي ك َِبيرٍ ‪ ،‬أ ّ‬
‫ما هَ َ‬ ‫ما ي ُعَذ َّبا ِ‬ ‫ما ل َي ُعَذ َّبا ِ‬
‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫" إ ِن ّهُ َ‬

‫‪ 332‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬عن أيوب ‪ ،‬عن عمرو‬
‫بن دينار ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أعلمهم بذلك عبد الله بن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫" إنهما ليعذبان ‪ ،‬وما يعذبان في كبير ‪ ،‬أما هذا فكان ل يستتر من‬
‫بوله ‪ ،‬وأما هذا فكان يمشي بالنميمة " ‪ ،‬ثم دعا بعسيب رطب‬
‫فشقه باثنتين ‪ ،‬ثم غرس على هذا واحدا ‪ ،‬وعلى هذا واحدا ‪ ،‬ثم‬
‫قال ‪ " :‬لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا " *‬

‫م ِفيَها ن ُد ُوّةٌ " *‬


‫دا َ‬
‫ما َ‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذاب ِهِ َ‬ ‫ف عَ ْ‬
‫خّف ُ‬
‫" يُ َ‬

‫‪ 333‬حدثني الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬حدثنا الوليد بن القاسم ‪،‬‬


‫عن يزيد بن كيسان ‪ ،‬عن أبي حازم ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬مر‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر فوقف ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫إيتوني بجريدتين " ‪ ،‬فأتوه بهما ‪ ،‬فجعل إحداهما عند رجليه‬
‫والخرى عند رأسه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن هذا كان يعذب في قبره " ‪.‬‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬ما ينفعه هذا يا نبي الله ؟ قال ‪ " :‬يخفف عن عذابه‬
‫ما دام فيها ندوة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫" ل َوَل أ َن َل تدافَنوا ل َدعَوت الل ّ َ‬


‫ب‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫معَك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫س ِ‬
‫ن يُ ْ‬
‫هأ ْ‬‫َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬

‫‪ 334‬حدثني عبد الله بن محمد الزهري ‪ ،‬وحوثرة بن محمد بن‬


‫المنقري ‪ ،‬وسليمان بن ثابت الخزاز ‪ ،‬قالوا ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬
‫قاسم الرحال ‪ ،‬سمع أنسا دخل النبي صلى الله عليه وسلم خربة‬
‫لبني النجار ‪ ،‬كأنه يقضي فيها حاجة ‪ ،‬فخرج إلينا وهو كأنه مذعور ‪،‬‬
‫وهو يقول ‪ " :‬لول أن ل تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب‬
‫أهل القبور ما أسمعني " *‬

‫ن الد ّن َْيا‬
‫م َ‬ ‫خَرةِ َوان ِْق َ‬
‫طاٍع ِ‬ ‫ن اْل ِ‬
‫م َ‬ ‫ن ِفي قُب ُ ٍ‬
‫ل ِ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫ن إِ َ‬
‫م ُ‬ ‫" ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬

‫‪ 335‬ومنه خبره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪" :‬‬
‫المؤمن إذا كان في قبل من الخرة وانقطاع من الدنيا ‪ ،‬نزلت إليه‬
‫ملئكة كأن وجوههم الشمس ‪ ،‬مع كل ملك منهم كفن وحنوط ‪،‬‬
‫فجلسوا منه مد بصره ‪ ،‬وإن الكافر إذا كان في قبل من الخرة ‪،‬‬
‫وانقطاع من الدنيا ‪ ،‬نزلت إليه ملئكة سود الوجوه معهم سرابيل‬
‫من قطران ‪ ،‬وثياب من نار ‪ ،‬فأجلسوه فانتزعوا نفسه " وفي ذلك‬
‫الدليل الواضح على أنه ل أحد يفارق الدنيا من بني آدم ‪ ،‬ممن قد‬
‫بلغ حد التكليف ‪ ،‬من مؤمن أو كافر ‪ ،‬إل عن علم منه بما هو صائر‬
‫إليه في آخرته ‪ ،‬من جنة أو نار ‪ ،‬وذلك أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أخبر أن أهل اليمان تأتيهم الملئكة في حال نزول الموت‬
‫بهم في صورة مخالفة الصور التي تأتي بها أهل الكفر بالله وأهل‬
‫النفاق ‪ ،‬وبحال خلف الحالة التي تأتي بها الكفار ‪ ،‬وفي ذلك ل‬
‫شك للمؤمن المعرفة بحاله ومنزلته عند ربه ‪ ،‬وللكافر اليقين‬
‫بحاله عنده ‪ .‬وقد كان جماعة من أهل التأويل يتأولون قول الله‬
‫تعالى ذكره ‪ :‬لهم البشرى في الحياة الدنيا أنها هذه البشارة التي‬
‫ذكرناها ‪ ،‬وهي ظهور الملئكة لهم عند نزول الموت بهم حتى‬
‫يعاينوهم بالصفة التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫في الخبر الذي رويناه ‪ ،‬عن البراء بن عازب ‪ ،‬عنه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن ْد َ‬ ‫ي ال ْب ِ َ‬
‫شاَرةُ ِ‬ ‫شَرى ِفي ال ْ َ‬
‫حَياةِ الد ّن َْيا َقا َ‬
‫ل ‪ " :‬هِ َ‬ ‫م ال ْب ُ ْ‬
‫ل َهُ ُ‬

‫‪ 336‬ذكر من قال ذلك ‪ ،‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪،‬‬


‫حدثنا محمد بن ثور ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬وقتادة ‪ :‬لهم‬
‫البشرى في الحياة الدنيا قال ‪ " :‬هي البشارة عند الموت في‬
‫الحياة الدنيا " *‬

‫شرى في ال ْحياة الدنيا يعل َم أ َين هُو قَب َ َ‬


‫ت‬
‫مو َ‬
‫ن يَ ُ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ َ ِ َّْ َْ ُ ْ َ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫م ال ْب ُ ْ َ‬
‫ل َهُ ُ‬

‫‪ 337‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا يعلى بن عبيد ‪ ،‬عن أبي بسطام ‪ ،‬عن‬
‫الضحاك ‪ :‬لهم البشرى في الحياة الدنيا يعلم أين هو قبل أن يموت‬
‫وفيه أيضا البيان عن المعنى الذي قصد رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بقوله ‪ " :‬من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ‪ ،‬ومن كره لقاء‬
‫الله كره الله لقاءه " ‪ ،‬في الموت قبل لقاء الله ‪ ،‬وذلك أن‬
‫المؤمن إذا عاين ملئكة الله قد أتته بالصفة التي وصفها بها رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم تبشره لنفسه ‪ " :‬أيتها النفس الطيبة ‪،‬‬
‫اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان " علم منزلته عند ربه وحالته‬
‫في آخرته ‪ ،‬فأحب لقاء الله وحق له ‪ ،‬لعلمه بما هو إليه صائر من‬
‫الراحة والسرور ‪ ،‬وما هو عنه منتقل من العناء والتعب والهموم‬
‫والحزن ‪ ،‬والله للقائه أشد حبا ‪ ،‬وأن الكافر إذا أتته ملئكة الله‬
‫فعاينها بالصفة التي وصفها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫تبشره بالبلء وتقول لنفسه ‪ " :‬أيتها النفس الخبيثة ‪ ،‬اخرجي إلى‬
‫سخط من الله وغضب " ‪ ،‬انقطع منه الرجاء ‪ ،‬فأيقن بالعذاب‬
‫والبلء ‪ ،‬وأنه صائر إلى الخلود في العذاب المهين ‪ ،‬فكره لقاء‬
‫الله ‪ ،‬والله للقائه أكره ‪ .‬وقد تأول هذا الخبر ‪ ،‬أعنى الخبر عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬من أحب لقاء الله‬
‫أحب الله لقاءه ‪ ،‬ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " نحو تأويلنا‬
‫بعض السلف *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬ ‫"م َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬
‫ه ل َِقاءَهُ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ب ل َِقاَء الل ّهِ ‪ ،‬أ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ح ّ‬
‫نأ َ‬‫َ ْ‬

‫‪ 338‬ذكر الرواية الواردة عنه بذلك حدثني يونس بن عبد العلى ‪،‬‬
‫حدثنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه عن بسر‬
‫بن سعيد ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬من أحب لقاء الله ‪ ،‬أحب‬
‫الله لقاءه ‪ ،‬ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " قال بسر بن‬
‫سعيد ‪ :‬وأرى هذا عند حضرة الموت وحين نزول العذاب أو‬
‫البشرى ‪ ،‬فأما اليوم ‪ ،‬فإنا نكره الموت وقد بين ذلك النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم في الخبر الذي ذكرناه عن أبي حازم ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة عنه ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬إن المؤمن حين ينزل به الموت ويعاين ما‬
‫يعاين ‪ ،‬ود أنها قد خرجت والله يحب لقاءه ‪ ،‬وإذا كان عدو الله‬
‫ونزل به الموت ‪ ،‬وعاين ما يعاين ‪ ،‬ود أنها ل تخرج أبدا ‪ ،‬والله‬
‫يبغض لقاءه " ‪ ،‬وهذه الطلعة هي الهول الذي قال عمر بن‬
‫الخطاب ‪ :‬لو أن لي ما على الرض من صفراء وبيضاء لفتديت من‬
‫هول المطلع ‪ ،‬والذي قال عمرو بن شرحبيل ‪ " :‬إني اليوم أسير‬
‫الموت ‪ ،‬ما أدع علي دينارا ‪ ،‬ول أدع مال ‪ ،‬ول أدع عيال أخاف‬
‫عليهم الضيعة ‪ ،‬لول هول المطلع " ‪ ،‬وذلك لطلعه على منزلته‬
‫عند ربه ‪ ،‬من رضاه عنه أو سخطه عليه ‪ ،‬لظهور ملئكته له عند‬
‫المعاينة ونزول الموت به ‪ ،‬إما بالصورة التي تظهر لمن ربه عنه‬
‫راض ‪ ،‬وإما بالصورة التي تظهر لمن ربه عليه ساخط ‪ .‬فطوبى‬
‫لمن ظهرت له ملئكة الله عند نزول منيته به بالصورة الحسنة‬
‫المحبوبة ‪ ،‬وويل لمن ظهرت له منيته بالصورة القبيحة المكروهة ‪.‬‬
‫*‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬
‫ها ِ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ِّتي ذ َك َْرَنا َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار التي ذكرناها من الغريب‬


‫فمن ذلك قول البراء بن عازب ‪ :‬فانتهينا إلى القبر ولما يلحد ‪،‬‬
‫واللحد ‪ :‬هو القبر يحفر للموت معترضا في جانب ‪ ،‬وفيه لغتان ‪:‬‬
‫لحد ‪ ،‬بفتح اللم ‪ :‬هي لغة تميم ‪ ،‬ولحد بضمها ‪ :‬وهي لغة أهل‬
‫العالية ‪ ،‬وكل مائل إلى جانب فهو لحد إليه وملحد ‪ .‬يقال منه ‪ :‬قد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫لحد فلن إلى كذا وكذا ‪ ،‬فهو يلحد إليه لحدا ‪ ،‬إذا مال إليه وألحد‬
‫إليه ‪ ،‬فهو يلحد إلحادا ‪ ،‬ومنه قول الله تعالى ذكره ‪ :‬ومن يرد فيه‬
‫بإلحاد بظلم يعني بقوله ‪ :‬بإلحاد ‪ ،‬يميل إلى الظلم ‪ ،‬ومنه قول‬
‫الراجز قدني من نصر الخبيبين قدي ليس أميري بالشحيح الملحد‬
‫يعني بالملحد ‪ :‬المائل إلى الظلم ‪ ،‬ومنه قيل للمائل إلى غير الحق‬
‫في الدين ملحد ‪ ،‬ومن اللحد قول الخطل ‪ :‬أما يزيد فإني لست‬
‫ناسيه حتى يغيبني في الرمس ملحود يعني بالملحود ‪ :‬قبرا محفورا‬
‫على ما وصفت ‪ .‬ومن اللحاد قول الخر ‪ :‬يا ويح أنصار النبي‬
‫ورهطه بعد المغيب في سواء الملحد يعني بالملحد ‪ :‬القبر‬
‫المحفور ‪ .‬ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬معهم سرابيل‬
‫من قطران " ‪ ،‬والسرابيل " جمع سربال ‪ ،‬وهو القميص وما يلبس‬
‫من شيء ‪ ،‬ومنه قول الشاعر ‪ :‬لعمرك ما تبلى سرابيل عامر من‬
‫اللؤم ما دامت عليها جلودها ومنه قول امرئ القيس ‪ :‬ومثلك‬
‫بيضاء العوارض طفلة لعوب تنسيني إذا قمت سربالي وأما‬
‫القطران ‪ :‬فهو الذي تهنأ به البل ‪ ،‬وفيه لغات ثلث ‪ :‬قطران ‪،‬‬
‫وقطران ‪ ،‬بفتح القاف وتسكين الطاء ‪ ،‬وقطران ‪ ،‬بكسر القاف‬
‫وتسكين الطاء ‪ ،‬ومن القطران بكسر القاف وتسكين الطاء قول‬
‫أبي النجم العجلي ‪ :‬جون كأن العرق المنتوحا ألبسه القطران‬
‫والمسوحا وأما القطران ‪ ،‬بفتح القاف وكسر الطاء ‪ ،‬فمن قول‬
‫الله تعالى ذكره ‪ :‬سرابيلهم من قطران ‪ ،‬وقد كانت جماعة من‬
‫السلف تقول في القطران الذي ذكره الله عز وجل في هذه‬
‫الية ‪ :‬إنه النحاس المذاب ‪ ،‬وممن قال بذلك مجاهد وقتادة ‪ ،‬وأما‬
‫المعروف عند العرب من القطران فهو ما ذكرت ‪ .‬ومنه قوله ‪" :‬‬
‫فتخرج منه كأطيب نفحة مسك " ‪ ،‬يعني بالنفخة ‪ :‬ما خص به‬
‫المسك من طيب الريح ‪ ،‬وكذلك كل ذي حظ من شيء وقسم‬
‫ونصيب ‪ ،‬فهو ذو نفحة منه ‪ ،‬ومنه قول الله تعالى ذكره ‪ :‬ولئن‬
‫مستهم نفحة من عذاب ربك يعني به نصيبا منه وقسما ‪ .‬وأما قوله‬
‫‪ " :‬يلحفان الرض بشعورهما " ‪ ،‬فإنه يعني ‪ :‬يغطيانها بها ‪ ،‬ومن‬
‫ذلك قيل للحاف ‪ ,‬لحاف ‪ ،‬لتغطيته ما تحته ‪ ،‬ومنه قيل للملحفة ‪،‬‬
‫ملحفة ‪ .‬ومنه قوله ‪ " :‬أصواتهما كالرعد القاصف " ‪ ،‬وهو الرعد‬
‫الشديد الصوت التي تقصف صواعقه ما أصابته وتدقه وتحطمه ‪،‬‬
‫ومنه قولهم ‪ :‬قصف فلن ظهر فلن ‪ ،‬يقصفه ‪ ،‬وذلك إذا كسره‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ودقه ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬سمعت قصيف الرعد ووئيده ووأده ورزمته‬
‫وهزمته ‪ ،‬كل ذلك شدة صوته ‪ ،‬ومن القاصف قول الله عز ذكره ‪:‬‬
‫فيرسل عليهم قاصفا من الريح ‪ .‬وأما قوله ‪ " :‬أبصارهما كالبرق‬
‫الخاطف " ‪ ،‬فإنه يعني به البرق الذي يكاد من شدة ضياء لمعانه‬
‫يلتمع البصار ويستلبها ‪ .‬وأصل الخطف السلب ‪ ،‬يقال ‪ :‬خطف‬
‫فلن فلنا كذا ‪ ،‬إذا استلبه إياه ‪ ،‬ومنه الخبر عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬أنه نهى عن الخطفة " هي استلب الناس بعضهم‬
‫من بعض يوم الغارة ما أفاء الله تبارك وتعالى عليهم من غنائمهم‬
‫من أموال المشركين ‪ ،‬وهي شبيهة بالنهبة ‪ .‬ومن الخطف قيل‬
‫للخطاف الذي يستخرج به الدلو من البئر خطاف لنه يستلب ما‬
‫علق به ‪ ،‬ومنه قول نابغة بني ذبيان ‪ :‬خطاطيف حجن في حبال‬
‫متينة تمد بها أيد إليك نوازع ومنه قول الله عز وجل ‪ :‬إل من‬
‫خطف الخطفة ‪ ،‬يقول ‪ :‬إل من استرق من الشياطين السمع‬
‫فاستلب منه شيئا ‪ ،‬فأتبعه شهاب ثاقب ‪ .‬وأما قول عائشة ‪ :‬فألقوا‬
‫في الطوى ‪ ،‬فإن الطوى ‪ :‬هي البئر المطوية ‪ ،‬وهي في الصل‬
‫مفعولة ‪ ،‬مطووية ‪ ،‬صرفت إلى فعيل ‪ ،‬كما قيل ‪ :‬كف خضيب‬
‫ولحية دهين ‪ ،‬يراد بها ‪ :‬مخضوبة ‪ ،‬ومدهونة ‪ ،‬ثم صرفت إلى‬
‫خضيب ودهين ‪ ،‬ومنه قول الشاعر ‪ :‬ماذا بالطوي طوي بدر من‬
‫القينات والشرب الكرام وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫من سره أن يمثل له الرجال قياما " ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ " :‬يمثل له‬
‫" ينتصب له قائما ‪ ،‬يقال ‪ :‬منه مثل فلن لفلن قائما حين رآه‬
‫مثل ‪ ،‬ومثول ‪ ،‬ومنه قول الخطل ‪ :‬فما به غير موشي أكارعه إذا‬
‫أحس بشخص نابئ مثل يعني بقوله ‪ :‬مثل ‪ :‬انتصب ‪ .‬وأما قوله ‪" :‬‬
‫فليتبوأ مقعده من النار " ‪ ،‬فإنه يقول ‪ :‬فليتخذ منزل وبيتا يقعد فيه‬
‫من النار بفعله ذلك ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬تبوأ فلن منزل من بني فلن ‪ ،‬إذا‬
‫اتخذه ‪ ،‬وبوأته أنا منزل ‪ .‬وكان أبو زيد النصاري يحكي عن‬
‫العرب ‪ :‬أبأت القوم منزل ‪ ،‬ومنه قول الله تعالى ذكره ‪ :‬ولقد بوأنا‬
‫بني إسرائيل مبوأ صدق ‪ .‬ومنه ‪ :‬مباءة البل ‪ :‬وهو مراحها الذي‬
‫تأوي إليه وتبيت فيه ‪ ،‬ومنه قول الطرماح بن حكيم ‪ :‬طرف‬
‫التنائف ما يبن مباءة حولين طيب بنة البعار ويقال ‪ :‬فلن ببيئة‬
‫سوء ‪ ،‬يعني به ‪ :‬بحال سوء ‪ .‬وبأوت على القوم ‪ ،‬إذا فخرت عليهم‬
‫‪ ،‬والبأو ‪ :‬الكبر ‪ ،‬ومنه قول نابغة بني ذبيان ‪ :‬فلما أن دنون له تأيى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ولول بأوه لنجا طماحا وأما الباءة في النكاح ومنه قول النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬عليكم بالباءة ‪ ،‬فإنه أغض للبصر ‪ ،‬وأحصن‬
‫للفرج " ‪ ،‬يعني بالباءة ‪ :‬النكاح ‪ .‬وأما قولهم ‪ :‬باء فلن بالثم ‪ ،‬فإنه‬
‫يعني ‪ :‬أقر به وتحمله وانصرف به ‪ ،‬من قول الله جل ثناؤه ‪:‬‬
‫فباءوا بغضب على غضب أي انصرفوا معترفين به ‪ .‬وأما قولهم ‪:‬‬
‫القتلى بواء ‪ ،‬فإنه يعني به ‪ :‬أكفاء ‪ .‬يقال منه ‪ :‬باء فلن بفلن ‪ ،‬إذا‬
‫كان كفأ له في القتل إذا قتل ‪ .‬وأما قول النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬فيعرج بها الملك " ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ " :‬فيعرج بها " ‪،‬‬
‫فيصعد بها ويرتفع ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬عرج الملك إلى السماء يعرج‬
‫عروجا ‪ ،‬ومنه قول الله تعالى ذكره ‪ :‬يدبر المر من السماء إلى‬
‫الرض ثم يعرج إليه ‪ .‬ويقال أيضا ‪ :‬عرج فلن يعرج عرجا ‪ ،‬إذا‬
‫مشى مشية العرجان ‪ ،‬فأما إذا صار ذلك خلقة في النسان ‪ ،‬فإنه‬
‫يقال ‪ :‬عرج فهو يعرج عرجا ‪ .‬وأما التعريج ‪ ،‬فإنه معنى غير ذلك ‪،‬‬
‫وهو الميل إلى الشيء والقامة عليه ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬مضى فلن وما‬
‫عرج على أصحابه ‪ ،‬وذلك إذا لم يقم عليهم ‪ ،‬ويقال ‪ :‬مالي عليه‬
‫عرجة ‪ ،‬ول عرجة ‪ ،‬ول تعرج ‪ ،‬وذلك إذا لم يقم عليه ومضى ‪ .‬وأما‬
‫العرج من البل ‪ ،‬فغير ما ذكرنا كله ‪ ،‬وهو من البل نحو من ثمانين‬
‫‪ .‬وكان أبو عبيدة معمر بن المثنى يقول ‪ :‬هو مائة وخمسون وفوق‬
‫ذلك قليل ‪ ،‬يجمع أعراجا ‪ .‬وكان الصمعي يقول ‪ :‬هو من خمسمائة‬
‫إلى ألف ‪ .‬والعرج أيضا غيبوبة الشمس ‪ ،‬كذلك كان أبو عمرو‬
‫الشيباني فيما بلغنا يقول ‪ ،‬وكان ينشد في ذلك ‪ :‬حتى إذا ما‬
‫الشمس همت بعرج‬

‫ث‪،‬‬
‫حَري ْ ٍ‬
‫ن ُ‬
‫رو ب ْ ِ‬
‫م ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫سن َد ُهُ ِ‬
‫عن ْد ََنا َ‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ذكر ما صح عندنا سنده من حديث عمرو بن حريث ‪ ،‬عن عمر بن‬


‫الخطاب ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ث‪#،‬‬
‫حَري ْ ٍ‬
‫ن ُ‬
‫رو ب ْ ِ‬
‫م ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫سن َد ُهُ ِ‬
‫عن ْد ََنا َ‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬
‫خير ل َه م َ‬ ‫" َل َن يمتل ِئ جو ُ َ‬
‫ئ‬
‫مت َل ِ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫نأ ْ‬‫حا َ ْ ٌ ُ ِ ْ‬ ‫حدِك ُ ْ‬
‫م قَي ْ ً‬ ‫فأ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 339‬حدثني أحمد بن إبراهيم ‪ ،‬وابن أبي مسرة المكي ‪ ،‬قال ابن‬


‫الدورقي ‪ :‬حدثني خلد بن يحيى السلمي ‪ ،‬وقال ابن أبي مسرة ‪:‬‬
‫حدثنا خلد بن يحيى ‪ ،‬عن سفيان الثوري ‪ ،‬عن إسماعيل بن أبي‬
‫خالد ‪ ،‬عن عمرو بن حريث ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من‬
‫أن يمتلئ شعرا " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬ل علة فيه‬
‫توهنه ‪ ،‬ول سبب يضعفه ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين‬
‫سقيما غير صحيح لعلتين ‪ :‬إحداهما ‪ :‬أنه قد حدث به عن إسماعيل‬
‫بن أبي خالد جماعة ‪ ،‬ولم يرفعوه إلى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬بل وقفوه على عمر ‪ ،‬وجعلوا هذا الكلم من قيله ‪,‬‬
‫والخرى ‪ :‬أنه خبر ل يعرف له مخرج عن عمرو بن حريث ‪ ،‬عن‬
‫عمر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم إل من هذا الوجه ‪ ،‬والخبر‬
‫إذا انفرد به منفرد وجب فيه التثبت عندهم‬

‫ن‬
‫رو ب ْ ِ‬
‫م ِ‬
‫ن عَ ْ‬ ‫عي َ‬
‫ل ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ما ِ‬
‫س َ‬
‫ن إِ ْ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث عن إسماعيل ‪ ،‬عن عمرو بن حريث ‪،‬‬


‫عن عمر ‪ ،‬فجعله من كلم عمر ‪ ،‬ولم يرفعه إلى النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم‬

‫ن‪#‬‬
‫رو ب ْ ِ‬
‫م ِ‬
‫ن عَ ْ‬ ‫عي َ‬
‫ل ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ما ِ‬
‫س َ‬
‫ن إِ ْ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫خير ل َه م َ‬ ‫" َل َن يمتل ِئ جو ُ َ‬
‫ئ‬
‫مت َل ِ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫نأ ْ‬‫حا َ ْ ٌ ُ ِ ْ‬ ‫حدِك ُ ْ‬
‫م قَي ْ ً‬ ‫فأ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 340‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬أنبأنا‬
‫إسماعيل بن أبي خالد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عمرو بن حريث يحدث‬
‫قال ‪ :‬إن شاعرا كان في عهد عمر يروي شعرا كثيرا ‪ ،‬فقال عمر ‪:‬‬
‫" لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " وقد‬
‫وافق عمر في روايته هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم جماعة من أصحابه ‪ ،‬نذكر ما صح عندنا من ذلك سنده ‪ ،‬ثم‬
‫نتبع إن شاء الله جميعه البيان *‬

‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ عَ ْ‬ ‫ن َوافَقَ عُ َ‬
‫مَر ِفي رَِواي َةِ هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافق عمر في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم من أصحابه‬

‫ل الل ّهِ ‪#‬‬


‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ عَ ْ‬ ‫ن َوافَقَ عُ َ‬
‫مَر ِفي رَِواي َةِ هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫" َل َن يمتل ِئ جو ُ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫خي ٌْر ل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ه َ‬
‫حّتى ي َرِي َ ُ‬
‫حا َ‬ ‫حدِك ُ ْ‬
‫م قَي ْ ً‬ ‫فأ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ ْ‬

‫‪ 517‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪،‬‬
‫ومحمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن يونس بن‬
‫جبير ‪ ،‬عن محمد بن سعد ‪ ،‬عن سعد ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من‬
‫أن يمتلئ شعرا " حدثني يعقوب بن إبراهيم يعني ابن جبير‬
‫الواسطي ومحمد بن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ ،‬عن يونس بن جبير ‪ ،‬عن محمد بن سعد ‪ ،‬عن سعد ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫خير ل َه م َ‬
‫ن‬
‫نأ ْ‬ ‫مُلوًءا قَي ْ ً‬
‫حا َ ْ ٌ ُ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ال ْ َ‬
‫مْرءِ َ‬ ‫جو ْ ُ‬
‫ن َ‬
‫كو َ‬ ‫" َل َ ْ‬
‫ن يَ ُ‬

‫‪ 518‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬حدثنا‬


‫حنظلة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت سالم بن عبد الله ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت أبي عبد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله بن عمر ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬لن يكون جوف المرء مملوءا قيحا خير له من أن يكون‬
‫مملوءا شعرا " *‬

‫خير ل َه م َ‬
‫ئ‬
‫مت َل ِ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫نأ ْ‬ ‫ل قَي ْ ً‬
‫حا َ ْ ٌ ُ ِ ْ‬ ‫ج ِ‬
‫ف الّر ُ‬
‫جو ْ ُ‬
‫ئ َ‬
‫مت َل ِ َ‬ ‫" َل َ ْ‬
‫ن يَ ْ‬

‫‪ 519‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا عبيد الله بن موسى ‪ ،‬عن حنظلة ‪،‬‬
‫عن سالم ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" لن يمتلئ جوف الرجل قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " *‬

‫خير ل َه م َ‬
‫ن‬
‫نأ ْ‬‫ريهِ َ ْ ٌ ُ ِ ْ‬ ‫ل قَي ْ ً‬
‫حا ي َ ِ‬ ‫ج ِ‬
‫ف الّر ُ‬
‫جو ْ ُ‬
‫ئ َ‬
‫مت َل ِ َ‬ ‫" َل َ ْ‬
‫ن يَ ْ‬

‫‪ 520‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا حفص ‪ ،‬وأبو معاوية ‪ ،‬عن العمش ‪،‬‬
‫عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬لن يمتلئ جوف الرجل قيحا يريه خير له من أن‬
‫يمتلئ شعرا " *‬

‫خير ل َه م َ‬ ‫" َل َن يمتل ِئ جو ُ َ‬


‫ئ‬
‫مت َل ِ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫نأ ْ‬‫حا َ ْ ٌ ُ ِ ْ‬ ‫حدِك ُ ْ‬
‫م قَي ْ ً‬ ‫فأ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ ْ‬

‫‪ 521‬حدثني عبد الملك بن محمد الرقاشي ‪ ،‬حدثنا أبو زيد صاحب‬


‫الهروي ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬لن يمتلئ‬
‫جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " *‬

‫خير ل َه م َ‬
‫شعًْرا‬
‫ئ ِ‬
‫مت َل ِ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫نأ ْ‬ ‫ل قَي ْ ً‬
‫حا َ ْ ٌ ُ ِ ْ‬ ‫ج ٍ‬
‫ف َر ُ‬
‫جو ْ ُ‬
‫ئ َ‬
‫مت َل ِ َ‬ ‫َل َ ْ‬
‫ن يَ ْ‬

‫‪ 522‬حدثني محمد بن عبد الله عبد الحكم المصري ‪ ،‬حدثنا أبي‬


‫وشعيب بن الليث ‪ ،‬عن الليث ‪ ،‬عن يزيد بن الهاد ‪ ،‬عن يحنس‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مولى المصعب بن الزبير ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬بينما‬
‫نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في العرج ‪ ،‬إذ عرض له‬
‫شاعر ينشد ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬خذوا‬
‫الشيطان ‪ ،‬أو أمسكوا الشيطان ‪ ،‬لن يمتلئ جوف رجل قيحا خير‬
‫له من أن يمتلئ شعرا " *‬

‫خير ل َه م َ‬ ‫" َل َن يمتل ِئ جو ُ َ‬


‫ئ‬
‫مت َل ِ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫نأ ْ‬‫حا َ ْ ٌ ُ ِ ْ‬ ‫حدِك ُ ْ‬
‫م قَي ْ ً‬ ‫فأ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ ْ‬

‫‪ 523‬حدثنا سليمان بن ثابت الخزاز الواسطي ‪ ،‬أنبأنا سلم بن‬


‫سلم ‪ ،‬حدثنا الليث ‪ ،‬عن يزيد بن عبد الله بن أسامة ‪ ،‬عن يحنس ‪،‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬أقبل رجل وهو ينشد الشعر ‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬خذوا الشيطان ‪ ،‬أو ‪ :‬أمسكوا‬
‫الشيطان " ‪ ،‬وقال ‪ " :‬لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن‬
‫يمتلئ شعرا القول في معنى هذا الخبر اختلف في معنى هذا الخبر‬
‫‪ ،‬فقال بعضهم ‪ :‬عنى به المتلء من الشعر الذي هجا المشركون‬
‫به رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ورووا بذلك خبرا عن‬
‫الشعبي ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬مرسل *‬

‫خير ل َه م َ‬ ‫" َل َن يمتل ِئ جو ُ َ‬


‫ئ‬
‫مت َل ِ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫نأ ْ‬‫حا َ ْ ٌ ُ ِ ْ‬ ‫حدِك ُ ْ‬
‫م قَي ْ ً‬ ‫فأ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ ْ‬

‫‪ 524‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬حدثنا يزيد ‪ ،‬أنبأنا شريك ‪ ،‬حدثنا‬


‫مجالد بن سعيد ‪ ،‬وغيره ‪ ،‬عن الشعبي ‪ :‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن‬
‫يمتلئ شعرا هجيت به " ‪ ،‬أو قال ‪ " :‬من شعر هجاني " وقالوا ‪:‬‬
‫غير جائز أن يكون معناه غير ما قلنا ؛ لن معناه لو كان على‬
‫المتلء من جميع أنواع الشعر ‪ ،‬لما كان لقوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إن من الشعر حكمة " معنى معقول ‪ ،‬لن ذلك لو كان‬
‫على كل أنواع الشعر ‪ ،‬ل على الخاص منه الذي رواه الشعبي ‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهيه عنه ‪ ،‬لكان من كان‬
‫جوفه ممتلئا من الشعر الذي هو حكمة داخل في ما قال صلى الله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ‬
‫شعرا " ‪ .‬قالوا ‪ :‬وذلك غير جائزة إضافته إلى رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬لن في ذلك إضافة ذم امتلء القلب من الحكمة‬
‫إليه ‪ .‬وقد كان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫جماعة ل شك أن الغالب كان عليهم الشعر وقيله ‪ ،‬وذلك بعلم من‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فلم يكن لذلك من أمرهم‬
‫ذاما ‪ ،‬بل كان لهم حامدا ‪ ،‬ولهم بقيله آمرا ‪ ،‬منهم حسان بن‬
‫ثابت ‪ ،‬وكعب بن مالك ‪ ،‬وعبد الله بن رواحة ‪ ،‬وغيرهم ممن يكثر‬
‫عددهم ‪ .‬قالوا ‪ :‬فلو كان المر في ذلك على ما تأوله من خالف‬
‫قولنا فيه ‪ ،‬لكان صلى الله عليه وسلم قد تقدم إلى من ذكرنا ‪،‬‬
‫وإلى أمثالهم من الشعراء الذين كانوا على عهده مسلمين ‪ ،‬بترك‬
‫قيل الشعر وروايته ‪ .‬وفي أمره إياهم بقيله إذ هاجاهم المشركون‬
‫وإذنه لهم برواية ما كان منه حكمة أدل الدليل على صحة ما قلنا ‪،‬‬
‫وفساد قول من خالف قوله قولنا ‪ .‬وقال آخرون في ذلك ‪ :‬بل‬
‫معناه ‪ :‬أن يغلب الشعر على قلب المرء حتى يشغله عن القرآن ‪،‬‬
‫وعن ذكر الله عز وجل ‪ ،‬فيكون هو الغالب عليه دون غيره من‬
‫القرآن وذكر الله عز وجل ‪ ،‬من أي الشعر كان ذلك قالوا ‪ :‬فأما إذا‬
‫كان الغالب عليه القرآن وذكر الله والعلم دون الشعر ‪ ،‬فليس ذلك‬
‫بممتلئ شعرا وإن كان يروي من الشعر شعرا كثيرا ويقوله ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬ولو كان معنى ذلك امتلءه من الشعر الذي هجى به رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬لكان مرخصا في القليل منه ؛ لن‬
‫الذم من النبي صلى الله عليه وسلم إنما ورد في هذه الخبار من‬
‫المتلء من ذلك ‪ ،‬ل من جميعه ‪ ،‬القليل منه والكثير ‪ .‬قالوا ‪ :‬وفي‬
‫القليل من هجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج من‬
‫السلم ‪ .‬ففي ذلك الدليل الواضح على أن معناه المتلء من جميع‬
‫أنواع الشعر على ما وصفنا ‪ .‬وقال آخرون ‪ :‬قد وردت هذه الخبار‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وعارضتها أخبار أخر‬
‫غيرها ‪ ،‬وهي الخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بأمر المؤمنين به من شعراء أصحابه بقيل الشعر ‪ ،‬وهجاء‬
‫المشركين إذ هجاهم المشركون ‪ ،‬وتركه على رواة ذلك في‬
‫عصره النكار عليهم في روايتهم إياه ‪ ،‬واستنشاده بعضهم كثيرا‬
‫منه ‪ ،‬واستماعه إلى منشديه كثيرا ‪ ،‬من غير كراهة منه لذلك *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬ ‫مَقال َةِ أ َن َّها ل ِْل َ ْ‬


‫خَبارِ ال ِّتي ت ََقد ّ َ‬ ‫عى َقائ ُِلو هَذِهِ ال ْ َ‬ ‫ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ِّتي اد ّ َ‬

‫ذكر الخبار التي ادعى قائلو هذه المقالة أنها للخبار التي تقدم‬
‫ذكرنا لها معارضة‬

‫مَقال َةِ أ َن َّها ل ِْل َ ْ‬


‫خَبارِ ال ِّتي‬ ‫عى َقائ ُِلو هَذِهِ ال ْ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ِّتي اد ّ َ‬
‫م‪#‬‬ ‫ت ََقد ّ َ‬

‫ماَءَنا‬
‫ه إِ َ‬ ‫ن ك ُّنا ل َن ُعَل ّ ُ‬
‫م ُ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬
‫م ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ما ي َُقوُلو َ‬ ‫" ُقوُلوا ل َهُ ْ‬
‫م كَ َ‬

‫‪ 525‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬حدثنا محمد بن عبد الله بن‬


‫الزبير ‪ ،‬حدثنا شريك ‪ ،‬عن محمد بن عبد الله المرادي ‪ ،‬عن عمرو‬
‫بن مرة ‪ ،‬عن عبد الله بن سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع عمار بن ياسر‬
‫بصفين ‪ ،‬وشاعر أهل الشام وشاعر أهل العراق يتهاجيان ‪ ،‬وعمار‬
‫يقول ‪ :‬الزق بالعجوزين ‪ ،‬فقال له رجل ‪ :‬تقول هذا وأنت صاحب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال ‪ :‬إما أن تجلس فتسمع ‪،‬‬
‫وإما أن تذهب إنه لما هجانا المشركون شكونا ذلك إلى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫قولوا لهم كما يقولون لكم ‪ ،‬فإن كنا لنعلمه إماءنا بالمدينة " *‬

‫ن ل َك ُ ْ‬
‫م"*‬ ‫ما ي َُقوُلو َ‬ ‫" ُقوُلوا ل َهُ ْ‬
‫م كَ َ‬

‫‪ 526‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا يحيى بن آدم ‪ ،‬حدثنا شريك ‪ ،‬عن‬


‫محمد بن عبد الله المرادي ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫سلمة ‪ ،‬عن عمار ‪ ،‬قال ‪ :‬لما هجانا المشركون شكونا ذلك إلى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬قولوا لهم كما يقولون لكم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مع َ َ‬
‫ك"*‬ ‫ري َ‬
‫ل َ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫ن ِ‬ ‫كي َ‬
‫شرِ ِ‬ ‫ج ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫" اه ْ ُ‬

‫‪ 527‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو معاوية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫الشيباني ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬والمحاربي ‪ ،‬عن‬
‫الشيباني ‪ ،‬عن عدي بن ثابت ‪ ،‬عن البراء بن عازب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت ‪ " :‬اهج المشركين ‪،‬‬
‫فإن جبريل معك " *‬

‫مع َ َ‬
‫ك"*‬ ‫ري ُ‬
‫ل َ‬ ‫جب ْ ِ‬
‫م وَ ِ‬
‫جه ُ ْ‬
‫" اه ْ ُ‬

‫‪ 528‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬حدثنا سفيان بن حبيب ‪،‬‬


‫عن شعبة ‪ ،‬عن عدي بن ثابت ‪ ،‬أنه سمع البراء بن عازب ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان بن ثابت ‪ " :‬اهجهم‬
‫وجبريل معك " *‬

‫مع َ َ‬
‫ك"*‬ ‫ري ُ‬
‫ل َ‬ ‫جب ْ ِ‬
‫م ‪ ،‬وَ ِ‬
‫جه ِ ْ‬ ‫م أ َوْ َ‬
‫ها ِ‬ ‫جه ُ ْ‬
‫" اه ْ ُ‬

‫‪ 529‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني وهب بن جرير ‪ ،‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن عدي ‪ ،‬عن البراء بن عازب ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال لحسان ‪ " :‬اهجهم أو هاجهم ‪ ،‬وجبريل معك " *‬

‫ل مع َ َ‬
‫ن‬
‫ك ‪ ،‬أوْ ‪ :‬إ ِ ّ‬‫ري َ َ َ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫ن ِ‬ ‫كي َ‬
‫شرِ ِ‬ ‫ج ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫" اه ْ ُ‬

‫‪ 530‬حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني ‪ ،‬حدثنا مصعب بن المقدام‬


‫‪ ،‬حدثنا إسرائيل ‪ ،‬حدثنا أبو إسحاق ‪ ،‬عن البراء ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت ‪ " :‬اهج المشركين ‪ ،‬فإن‬
‫جبريل معك ‪ ،‬أو ‪ :‬إن روح القدس معك " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مع َ َ‬
‫ك"*‬ ‫س َ‬ ‫ن َروْ َ ْ‬
‫ن ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫ج ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫ح الُقد ُ ِ‬ ‫كي َ‬
‫شرِ ِ‬ ‫" اه ْ ُ‬

‫‪ 531‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا يحيى بن آدم ‪ ،‬عن إسرائيل ‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن البراء ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫لحسان ‪ " :‬اهج المشركين ‪ ،‬فإن روح القدس معك " *‬

‫م*‬ ‫س " ؟ فََقا َ‬


‫ل ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫ْ‬
‫ح الُقد ُ ِ‬
‫ه ب ُِرو ِ‬ ‫أ َي ّد َ َ‬
‫ك الل ّ ُ‬

‫‪ 532‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا ابن عيينة ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن سعيد‬
‫بن المسيب ‪ ،‬قال ‪ :‬مر عمر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬تنشد الشعر في المسجد ؟ فقال ‪ :‬كنت أنشد فيه مع من‬
‫هو خير منك ‪ .‬ثم التفت إلى أبي هريرة ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنشدك بالله ‪،‬‬
‫هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬أجب عني ‪ ،‬أيدك‬
‫الله بروح القدس " ؟ فقال ‪ :‬نعم *‬

‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما‬
‫ح ‪ ،‬أو ْ ‪ :‬ب ِ َ‬
‫ما ي َُنافِ ُ‬
‫س بِ َ‬
‫ح الُقد ُ ِ‬
‫ن ب ُِرو ِ‬
‫سا َ‬
‫ح ّ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه ي ُؤَي ّد ُ َ‬

‫‪ 533‬حدثني إسماعيل بن موسى الفزاري ‪ ،‬أنبأنا ابن أبي الزناد ‪،‬‬


‫عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ :‬كان رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبرا في المسجد يقوم‬
‫عليه قائما يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬أو قالت ‪:‬‬
‫ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ويقول رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الله يؤيد حسان بروح القدس بما‬
‫ينافح ‪ ،‬أو ‪ :‬بما يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "‬
‫حدثني إسماعيل بن موسى ‪ ،‬أنبأنا هشيم ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬مثله ‪.‬‬
‫حدثني بحر بن نصر الخولني ‪ ،‬حدثنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني ابن أبي‬
‫الزناد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬وهشام بن عروة ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬عن عائشة ‪،‬‬
‫قالت ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ثابت ‪ ،‬ثم ذكر نحوه ‪ ،‬إل أنه قال ‪ :‬ينافح عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ولم يشكك *‬

‫ل"‬
‫ق الن ّب ْ ِ‬ ‫ن َر ْ‬
‫ش ِ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫ه أَ َ‬
‫شد ّ عَل َي ْهِ ْ‬ ‫شا ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫جوا قَُري ْ ً‬
‫" اه ْ ُ‬

‫‪ 534‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أبي وشعيب بن الليث ‪ ،‬عن الليث ‪ ،‬عن خالد بن يزيد ‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي هلل ‪ ،‬عن عمارة بن غزية ‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم ‪ ،‬عن أبي‬
‫سلمة بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن عائشة ‪ :‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬اهجوا قريشا ‪ ،‬فإنه أشد عليهم من رشق النبل‬
‫" ‪ .‬فأرسل إلى ابن رواحة فقال ‪ " :‬اهجهم " ‪ ،‬فهجاهم ‪ ،‬فلم يرض‬
‫‪ ،‬فأرسل إلى كعب بن مالك ‪ ،‬ثم أرسل إلى حسان بن ثابت ‪ ،‬فلما‬
‫دخل عليه حسان قال ‪ :‬قد أنى أن ترسلوا إلى هذا السد الضارب‬
‫بذنبه ‪ .‬قال ‪ :‬ثم أدلع لسانه فجعل يخرجه ‪ ،‬فقال ‪ :‬والذي بعثك‬
‫بالحق لفرينهم بلساني فري الديم ‪ .‬فقال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ل تعجل ‪ ،‬فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها ‪ ،‬وإن‬
‫لي فيهم نسبا حتى تخلص نسبي " ‪ .‬فأتاه حسان ‪ ،‬ثم رجع ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬قد خلصت نسبك ‪ ،‬والذي بعثك بالحق‬
‫لسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين ‪ .‬قالت عائشة ‪:‬‬
‫فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان ‪ " :‬إن‬
‫روح القدس ل يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ .‬وقالت ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬هجاهم فأشفى واشتفى " *‬

‫ن ال ُْفَري ْعَةِ ‪،‬‬ ‫َ‬


‫شعْرِ اب ْ ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫مُعو َ‬
‫س َ‬
‫ما ت َ ْ‬
‫ن لِ َ‬ ‫ماِلي أَراك ُ ْ‬
‫م غَي َْر آذِِني َ‬ ‫َ‬

‫‪ 535‬حدثنا الزبير بن بكار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو غزية محمد بن‬


‫موسى قال ‪ :‬حدثني عبد الله بن مصعب ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪،‬‬
‫عن فاطمة بنت المنذر ‪ ،‬عن جدتها ‪ ،‬أسماء بنت أبي بكر الصديق ‪:‬‬
‫أن الزبير بن العوام مر بمجلس من أصحاب النبي صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم وحسان بن ثابت ينشدهم من شعره ‪ ،‬وهم غير نشاط لما‬
‫يسمعون منه ‪ ،‬فجلس الزبير معهم ‪ ،‬ثم قال لهم ‪ :‬مالي أراكم غير‬
‫آذنين لما تسمعون من شعر ابن الفريعة ‪ ،‬فلقد كان يعرض به‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيعجبه ‪ ،‬ويحسن استماعه ‪،‬‬
‫ويجزل عليه ثوابه ‪ ،‬ول يشغل عنه بشيء *‬

‫ب ‪ :‬أ ََنا‬
‫ل ك َعْ ٌ‬
‫ن ؟ " َقا َ‬
‫مِني َ‬ ‫ض ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫َ‬
‫مي أعَْرا َ‬
‫ح ِ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 536‬حدثني أحمد بن محمد الطوسي ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن‬


‫صالح ‪ ،‬حدثنا محمد بن فضيل ‪ ،‬عن مجالد ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬عن‬
‫جابر ‪ ،‬قال ‪ :‬لما كان يوم الحزاب ‪ ،‬وردهم الله بغيظهم لم ينالوا‬
‫خيرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من يحمي أعراض‬
‫المؤمنين ؟ " قال كعب ‪ :‬أنا يا رسول الله ‪ ،‬وقال ابن رواحة ‪ :‬أنا‬
‫يا رسول الله ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنك تحسن الشعر " ‪ ،‬فقال حسان بن‬
‫ثابت ‪ :‬أنا يا رسول الله ‪ .‬قال ‪ " :‬نعم ‪ ،‬اهجهم أنت ‪ ،‬فسيعينك‬
‫عليهم روح القدس " *‬

‫َ‬
‫سي ب ِي َدِهِ ‪ ،‬ل َك َأن ّ َ‬
‫ما‬ ‫سان ِهِ ‪َ ،‬وال ّ ِ‬
‫ذي ن َْف ِ‬ ‫سي ِْفهِ وَل ِ َ‬
‫جاهِد ُ ب ِ َ‬
‫ن يُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫م‬
‫حون َهُ ْ‬‫ض ُ‬‫ت َن ْ َ‬

‫‪ 537‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني يونس‬


‫بن يزيد ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ماذا ترى في الشعر ؟ فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن المؤمن يجاهد بسيفه‬
‫ولسانه ‪ ،‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬لكأنما تنضحونهم بالنبل " *‬

‫ذاك َرو َ‬ ‫ن اْل َ ْ‬ ‫كا َ‬


‫ما‬ ‫مَر ال ْ َ‬
‫جاهِل ِي ّةِ ‪ ،‬فَُرب ّ َ‬ ‫نأ ْ‬‫شَعاَر ‪ ،‬وَي َت َ َ ُ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ه ي َت ََنا َ‬
‫ش ُ‬ ‫حاب ُ ُ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬‫فَ َ َ‬
‫م‬
‫س َ‬‫ت َب َ ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 538‬حدثنا إسماعيل بن موسى ‪ ،‬أنبأنا شريك ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن‬
‫جابر بن سمرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬جالست رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أكثر من مئة مرة ‪ ،‬فكان أصحابه يتناشدون الشعار ‪،‬‬
‫ويتذاكرون أمر الجاهلية ‪ ،‬فربما تبسم " *‬

‫حةِ الل ّهِ " *‬ ‫ْ‬


‫مد ْ َ‬
‫َواب ْد َأ ب ِ َ‬

‫‪ 539‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا يحيى بن آدم ‪ ،‬حدثنا حماد بن زيد ‪،‬‬
‫حدثني علي بن زيد بن جدعان ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ‪،‬‬
‫عن السود بن سريع ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لرسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إني مدحت الله مدحة ومدحتك أخرى ‪ ،‬فقال ‪ " :‬هات‬
‫وابدأ بمدحة الله " *‬

‫ر‬
‫شعْ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫ة َقافِي َةٍ ِ‬
‫م ْ‬ ‫مئ َ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫ست َن ْ َ‬
‫شد َِني َر ُ‬ ‫ا ْ‬

‫‪ 540‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا عبد الله بن عبد‬
‫الرحمن الثقفي ‪ ،‬عن عمرو الشريد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬استنشدني‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم مئة قافية من شعر أمية بن أبي‬
‫الصلت ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لقد كاد أن يسلم في شعره " *‬

‫م"*‬ ‫كاد َ ل َي ُ ْ‬
‫سل ِ ُ‬ ‫ن َ‬
‫" إِ ْ‬

‫‪ 541‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن عبد الله بن عبد الرحمن بن‬
‫يعلى الطائفي ‪ ،‬عن عمرو بن الشريد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬أردفني‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم خلفه ‪ ،‬ثم أنشدته من شعر أمية بن‬
‫أبي الصلت مائة بيت ‪ ،‬كلما فرغت عن قافية بيت قال ‪ " :‬هيه " ‪،‬‬
‫ثم قال ‪ " :‬إن كاد ليسلم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ه‬ ‫هيهِ ‪ :‬فَأ َن ْ َ‬
‫شد ْت ُ ُ‬ ‫ل‪ِ ":‬‬‫م َقا َ‬
‫ه ب َي ًْتا " ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫فَأ َن ْ َ‬
‫شد ْت ُ ُ‬

‫‪ 542‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا ابن عيينة ‪ ،‬عن إبراهيم بن ميسرة ‪،‬‬
‫عن عمرو بن الشريد ‪ ،‬أو يعقوب بن عاصم ‪ ،‬عن الشريد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أردفني النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬هل معك من شعر‬
‫أمية بن أبي الصلت شيء ؟ " قلت ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ " :‬هيه فأنشدته‬
‫بيتا " ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬هيه ‪ :‬فأنشدته بيتا " ‪ ،‬حتى أتممت مائة بيت *‬

‫ض اْل َ ْ‬
‫خَباَر‬ ‫ك " َقاُلوا ‪ :‬فَهَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَباُر ت َُعارِ ُ‬ ‫مع َ َ‬ ‫ري ُ‬
‫ل َ‬ ‫جب ْ ِ‬
‫م وَ ِ‬
‫جه ُ ْ‬
‫" اه ْ ُ‬

‫‪ 543‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬حدثنا سفيان بن حبيب ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬


‫عن عدي بن ثابت أنه سمع البراء بن عازب يقول ‪ :‬إن نبي الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال لحسان بن ثابت ‪ " :‬اهجهم وجبريل‬
‫معك " قالوا ‪ :‬فهذه الخبار تعارض الخبار التي رويت ‪ ،‬عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا‬
‫خير له من أن يمتلئ شعرا " لنه معلوم أن حسان بن ثابت وكعب‬
‫بن مالك ‪ ،‬ومن ذكرنا من الشعراء الذين كانوا على عهد رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه ‪ ،‬كان الشعر أغلب عليهم‬
‫من غيره ‪ ،‬فلم ينههم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ‪ ،‬ولم‬
‫ير أنهم بذلك من الله عز وجل مستحقي العقاب ‪ ،‬بل جاءت‬
‫الخبار عنه أنه ندبهم إلى قيله ‪ ،‬وحثهم عليه ‪ ،‬ووعدهم من الله‬
‫تعالى الثواب الجزيل على هجائهم المشركين ‪ ،‬وذبهم عن أعراض‬
‫المسلمين ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإذ كانت الروايتان عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم صحيحتين ‪ ،‬وكان غير جائز أن يكون ذلك كان منه في‬
‫وقت واحد ومقام واحد ‪ ،‬إذ كان أحدهما دليل على تحريم المتلء‬
‫من الشعر ‪ ،‬والخر على إباحته وإطلقه ‪ ،‬علم أن ذلك كان منه‬
‫في وقتين ‪ ،‬وإذ كان ذلك كان في وقتين مختلفين ‪ ،‬ولم يكن‬
‫معلوما أيهم المتقدم صاحبه وجب طرحهما ‪ ،‬والمصير أن يعرف‬
‫الواجب في ذلك من القول من جهة الستنباط ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإذ كان‬
‫ذلك كذلك ‪ ،‬وكان الشعر كلما كسائر الكلم غيره ‪ ،‬غير أن له‬
‫فضل على غيره من الكلم المنثور بأنه موزون ‪ ،‬تستحليه اللسن ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وتستعذبه المسامع ‪ .‬ولم يكن الممتلئ جوفه خطبا ورسائل‬
‫مستحقا أن يكون مذموما ‪ ،‬كان كذلك الممتلئ جوفه شعرا غير‬
‫مستحق أن يكون مذموما ‪ ،‬كما غير مذموم الممتلئ جوفه خطبا‬
‫ورسائل ‪ ،‬وهي كلها كلم ‪ ،‬كما الشعر كلم مثلها ‪ .‬قالوا ‪ :‬ول معنى‬
‫لقول القائل ‪ :‬إنما عنى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ‪ " :‬لن‬
‫يمتلئ جوف أحدكم قيحا ‪ ،‬خير له من أن يمتلئ شعرا " ‪ ،‬أن‬
‫يمتلئ قلبه من الشعر حتى ل يكون فيه شيء سواه من القرآن‬
‫وعلم الدين ‪ ،‬لن ذلك لو كان معناه لوجب أن يكون قلبه لو امتل‬
‫من الخطب والرسائل وأساجيع الكهان ‪ ،‬حتى ل يكون فيه شيء‬
‫من القرآن وعلم الدين أن يكون غير مذموم ‪ ،‬إذ كان الذم من‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم إنما ورد علينا لمن امتل قلبه من‬
‫الشعر خاصة ‪ .‬قالوا ‪ :‬وفي إجماع المسلمين على ذم من امتل‬
‫قلبه مما ذكرنا من الشياء التي عددنا ‪ ،‬حتى ل يكون فيه شيء من‬
‫القرآن وعلم الدين الدليل الواضح على أن معنى قول النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن‬
‫يمتلئ شعرا " غير الذي قاله قائل هذه المقالة ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإذ كان‬
‫ذلك كذلك ‪ ،‬فالصحيح ما قلنا ‪ :‬من أن ذلك كان من النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم في وقتين مختلفين ‪ ،‬وقد سقطت حجتهما جميعا ‪،‬‬
‫إذ كان ل علم عندنا بالناسخ منهما والمنسوخ ‪ ،‬وصار المر فيه إلى‬
‫الستنباط ‪ ،‬وكانت الدلة تدل على ما بينا ‪ .‬قالوا ‪ :‬وبعد ‪ ،‬فإنه لم‬
‫يكن كبير أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫والتابعين لهم بإحسان من العرب ‪ ،‬إل وهو للشعر قائل ‪ ،‬أو هو له‬
‫راو الرواية الغزيرة الكثيرة ‪ ،‬ورووا بتصديق ما قالوا أخبارا ‪ ،‬نذكر‬
‫بعض ما صح سنده مما حضرنا من ذلك ذكره *‬

‫ة الل ّهِ عَل َي ْهِ ي َُقو ُ‬ ‫كا َ‬


‫مُر ي َُقو ُ‬
‫ل‬ ‫ل ال ّ‬
‫شعَْر ‪ ،‬وَعُ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن أُبو ب َك ْرٍ َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫َ َ‬

‫‪ 544‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال عمر بن أبي‬


‫زائدة ‪ ،‬أنبأنا عن الشعبي ‪ ،‬قال ‪ :‬كان أبو بكر رحمة الله عليه يقول‬
‫الشعر ‪ ،‬وعمر يقول الشعر ‪ ،‬وكان علي أشعر الثلثة ‪ ،‬رحمة الله‬
‫عليهم *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن أَ ْ‬
‫شعَرِ الث َّلث َةِ‬ ‫م ْ‬
‫ي ِ‬
‫ن عَل ِ ّ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫عَري ْ ِ‬ ‫مُر َ‬
‫شا ِ‬ ‫كا َ‬
‫ن أُبو ب َك ْرٍ وَعُ َ‬
‫َ َ‬

‫‪ 545‬حدثني عبيد بن أسباط بن محمد القرشي ‪ ،‬حدثنا ابن إدريس‬


‫‪ ،‬عن ابن أبي زائدة ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬قال ‪ :‬كان أبو بكر وعمر‬
‫شاعرين ‪ ،‬وكان علي من أشعر الثلثة ‪ ،‬رحمة الله عليهم *‬

‫ن قَ ِ‬
‫صيد َةً *‬ ‫سِعي َ‬
‫ك تِ ْ‬
‫مال ِ ٍ‬
‫ن َ‬ ‫شعْرِ ك َعْ ِ‬
‫ب بْ ِ‬ ‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫َرَوى ِ‬

‫‪ 546‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني عمرو‬


‫بن الحارث ‪ ،‬عن سعيد بن أبي هلل ‪ ،‬عن مروان بن عثمان ‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت ‪ :‬أن زيد بن ثابت روى من شعر‬
‫كعب بن مالك تسعين قصيدة *‬

‫ب ‪ ،‬عَل َي ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫عل ْم ِ ال ْعََر ِ‬ ‫ب ‪ ،‬هُوَ أ َوّ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫ن ال ْعََر ِ‬
‫وا ُ‬ ‫" ال ّ‬
‫شعُْر ِدي َ‬

‫‪ 547‬حدثني أبو غسان اليحمدي مالك بن الخليل ‪ ،‬حدثنا يعقوب‬


‫الحضرمي ‪ ،‬حدثنا زياد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أنه قال ‪" :‬‬
‫الشعر ديوان العرب ‪ ،‬هو أول علم العرب ‪ ،‬عليكم شعر الجاهلية‬
‫وشعر الحجاز " *‬

‫ن ال ْ ُ‬
‫مث َّنى‬ ‫حد ّث ََنا اب ْ ُ‬ ‫ن ال ْك َذِ ِ‬
‫ب" َ‬ ‫ة عَ ِ‬
‫ح ً‬
‫دو َ‬
‫من ْ ُ‬
‫ض َ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬
‫مَعاِري ِ‬ ‫" إِ ّ‬

‫‪ 548‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪،‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت قتادة يحدث عن مطرف بن عبد الله‬
‫بن الشخير ‪ ،‬قال ‪ :‬صحبت عمران بن حصين من الكوفة إلى‬
‫البصرة ‪ ،‬فما أتى علينا يوم إل أنشدنا فيه شعرا ‪ ،‬وقال ‪ " :‬إن في‬
‫المعاريض مندوحة عن الكذب " حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت مطرفا ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت‬
‫عمران بن حصين ‪ ،‬فذكر مثله *‬

‫مّيا " *‬
‫ج ِ‬ ‫س ً‬
‫كا عَ َ‬ ‫س ُ‬
‫كوا ن ُ ُ‬ ‫" نَ َ‬

‫‪ 549‬حدثنا نصر بن علي الجهضمي ‪ ،‬حدثنا الصمعي ‪ ،‬عن ابن أبي‬


‫الزناد ‪ ،‬قال ‪ :‬قيل لسعيد بن المسيب ‪ :‬إن أناسا يكرهون الشعر ‪.‬‬
‫قال ‪ " :‬نسكوا نسكا عجميا " *‬

‫ضي ب ِهِ أ ََبا َ‬


‫ك‬ ‫ما ت ُْر ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شعْرِ َ‬ ‫خذ ْ ِ‬
‫م َ‬ ‫" ت َعَل ّم ِ ال ُْقْرآ َ‬
‫ن ‪ ،‬وَ ُ‬

‫‪ 550‬حدثني مشرف بن أبان الحطاب ‪ ،‬حدثنا إسحاق بن عيسى‬


‫بن ثابت ابن ابنت داود بن أبي هند ‪ ،‬حدثنا عباد بن راشد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫جاء رجل إلى الحسن ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني أتعلم القرآن ‪ ،‬وإن أبي يأمرني‬
‫أن أتعلم الشعر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬تعلم القرآن ‪ ،‬وخذ من الشعر ما ترضي‬
‫به أباك " وقال آخرون ‪ :‬معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " النهي‬
‫عن قيل الشعر كله وروايته ‪ ،‬قليله وكثيره ‪ .‬قالوا ‪ :‬وذلك أن‬
‫القليل من القيح في الجوف مضرة ‪ ،‬وكل أحد من الناس لقليل‬
‫ذلك وكثيره كاره أن يكون في جوفه ‪ .‬قالوا ‪ :‬فإذ كان المتلء من‬
‫الشعر نظير المتلء من القيح ‪ ،‬فدون المتلء من الشعر نظير ما‬
‫هو دون المتلء من القيح ‪ ،‬وكل ذلك مكروه في الجوف ‪ ،‬وكذلك‬
‫الشعر كله مكروه أن يكون في الجوف منه شيء ‪ .‬واعتلوا‬
‫لتصحيح ما قالوا من ذلك من الخبار بما *‬

‫شربت ت ِرياًقا أ َو عَل َّقت تميم ً َ‬ ‫إ َ َ‬


‫ن‬
‫م ْ‬
‫شعًْرا ِ‬ ‫ة أوْ قُل ْ ُ‬
‫ت ِ‬ ‫ْ َ ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ذا أَنا َ ِ ْ ُ ْ َ‬‫ِ‬

‫‪ 551‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬حدثنا أبو‬


‫زرعة وهب الله بن راشد ‪ ،‬أنبأنا حيوة بن شريح ‪ ،‬أنبأنا شراحيل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بن يزيد المعافري ‪ ،‬أنه سمع عبد الرحمن بن رافع التنوخي ‪ ،‬يقول‬
‫‪ :‬إنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص ‪ ،‬يقول ‪ :‬إنه سمع رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬ما أبالي ما أتيت " أو " ما‬
‫أبالي ما ركبت ‪ ،‬إذا أنا شربت ترياقا أو علقت تميمة أو قلت شعرا‬
‫من قبل نفسي " المعافري هو الذي يقول ‪ :‬ما أدري أيتهما قال أبو‬
‫رافع ‪ :‬ما أبالي ما ركبت ‪ ،‬أو ‪ :‬ما أبالي ما أتيت *‬

‫خه ِ "‬
‫مزِهِ وَن َْفث ِهِ وَن َْف ِ‬
‫ن وَهَ ْ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 552‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬أنبأنا حصين ‪ ،‬عن‬


‫عمرو بن مرة ‪ ،‬عن عباد بن عاصم ‪ ،‬عن نافع بن جبير بن مطعم ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وافته‬
‫الصلة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬الله أكبر كبيرا ‪ ،‬ثلث مرات ‪ ،‬والحمد لله كثيرا ‪،‬‬
‫ثلثا ‪ ،‬وسبحان الله بكرة وأصيل ‪ ،‬ثلثا " ‪ ،‬وقال ‪ " :‬اللهم إني أعوذ‬
‫بك من الشيطان وهمزه ونفثه ونفخه " قال ‪ :‬فكان يقول ‪" :‬‬
‫همزه الموتة التي تأخذ صاحب المس ‪ ،‬ونفثه الشعر ‪ ،‬ونفخه الكبر‬
‫" حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬
‫عمرو يعني ابن مرة ‪ ،‬عن عاصم العنزي ‪ ،‬عن ابن جبير بن‬
‫مطعم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬بنحوه ‪،‬‬
‫غير أنه قال في حديثه ‪ :‬قال عمرو ‪ :‬همزه الموتة ‪ ،‬ونفخه الكبر ‪،‬‬
‫ونفثه الشعر حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا زيد بن حباب ‪ ،‬عن شعبة بن‬
‫الحجاج ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن رجل من عنزة ‪ ،‬عن نافع بن‬
‫جبير بن مطعم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فذكر نحوه ‪ ،‬إل أنه قال ‪ :‬قال عمرو ‪ :‬نفخه الكبر ‪ ،‬وهمزه‬
‫الجنون ‪ ،‬ونفثه الشعر *‬

‫ه‬
‫مزِ ِ‬
‫خهِ وَهَ ْ‬
‫ن ن َْف ِ‬
‫م ْ‬
‫جيم ِ ‪ِ ،‬‬
‫ن الّر ِ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫الل ّهُ ّ‬

‫‪ 553‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع بن الجراح ‪ ،‬عن مسعر ‪ ،‬عن‬


‫عمرو بن مرة ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬من عنزة ‪ ،‬عن نافع بن جبير ‪ ،‬عن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أبيه ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ‪ " :‬الله أكبر‬
‫كبيرا ‪ ،‬والحمد لله كثيرا ‪ ،‬وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيل ‪،‬‬
‫اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم ‪ ،‬من نفخه وهمزه ونفثه‬
‫" ‪ .‬قلت ‪ :‬وما همزه ؟ قال ‪ :‬فذكر كهيئة الموتة ‪ ،‬قلت ‪ :‬فما‬
‫نفخه ؟ قال ‪ :‬الكبر ‪ ،‬قلت ‪ :‬فما نفثه ؟ قال ‪ :‬الشعر حدثنا أبو‬
‫كريب ‪ ،‬حدثنا محمد بن بشر ‪ ،‬عن مسعر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو بن‬
‫مرة ‪ ،‬عن رجل من عنزة ‪ ،‬عن نافع بن جبير ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه ‪ ،‬إل أنه قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ‪ ،‬ما همزه ؟ فذكر كهيئة الموتة ‪ .‬فقلت ‪ :‬ما نفثه ؟‬
‫قال ‪ :‬الشعر ‪ .‬قلت ‪ :‬وما نفخه ؟ قال ‪ :‬الكبر *‬

‫ن إب ِْليس ل َما ن ََز َ َ‬


‫ب‪،‬‬
‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫ل اْلْر َ‬
‫ض َقا َ‬ ‫َ ّ‬ ‫" إِ ّ ِ‬

‫‪ 554‬حدثنا المثنى بن إبراهيم الملي ‪ ،‬ومحمد بن عبد الملك ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا ابن أبي مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني‬
‫ابن زحر ‪ ،‬عن علي بن يزيد ‪ ،‬عن القاسم ‪ ،‬عن أبي أمامة‬
‫الباهلي ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬إن‬
‫إبليس لما نزل الرض قال ‪ :‬يا رب ‪ ،‬أنزلتني الرض وجعلتني‬
‫رجيما ‪ ،‬أو كما ذكر ‪ ،‬فاجعل لي بيتا ‪ .‬قال ‪ :‬الحمام ‪ .‬قال ‪ :‬فاجعل‬
‫لي مجلسا ‪ .‬قال ‪ :‬السواق ومجامع الطرق ‪ .‬قال ‪ :‬اجعل لي‬
‫طعاما ‪ .‬قال ‪ :‬ما لم يذكر اسم الله عليه ‪ .‬قال ‪ :‬اجعل لي شرابا ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬كل مسكر ‪ .‬قال ‪ :‬اجعل لي مؤذنا ‪ .‬قال ‪ :‬المزامير ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫اجعل لي قرآنا ‪ .‬قال ‪ :‬الشعر ‪ .‬قال ‪ :‬اجعل لي كتابا ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫الوشم ‪ .‬قال ‪ :‬اجعل لي حديثا ‪ .‬قال ‪ :‬الكذب ‪ .‬قال ‪ :‬اجعل لي‬
‫رسل ‪ .‬قال ‪ :‬الكهان ‪ .‬قال ‪ :‬اجعل لي مصايد ‪ .‬قال ‪ :‬النساء " *‬

‫ه‬
‫مزِ ِ‬
‫ن هَ ْ‬
‫م ْ‬
‫جيم ِ ‪ِ ،‬‬
‫ن الّر ِ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 555‬حدثني هلل بن العلء ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬حدثنا عبيد الله ‪ ،‬عن‬


‫زيد ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن نافع بن جبير بن مطعم ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال ‪ :‬صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلة جهر فيها‬
‫بالقراءة ‪ ،‬فلما صف الناس كبر نبي الله ‪ ،‬وقال ‪ " :‬الله أكبر‬
‫كبيرا ‪ ،‬ثلثا ‪ ،‬وله الحمد ‪ ،‬ثلثا ‪ ،‬وسبحان الله وبحمده بكرة‬
‫وأصيل ‪ ،‬ثلثا " ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من الشيطان‬
‫الرجيم ‪ ،‬من همزه ونفخه ونفثه " *‬

‫خهِ وَن َْفث ِهِ ‪ " .‬فَن َْفث ُ ُ‬


‫ه‬ ‫مزِهِ وَن َْف ِ‬
‫ن وَهَ ْ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫" أَ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬

‫‪ 556‬حدثنا علي بن حرب ‪ ،‬حدثنا ابن فضيل ‪ ،‬عن عطاء بن‬


‫السائب ‪ ،‬عن أبي عبد الرحمن ‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود ‪ ،‬أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ‪ " :‬أعوذ بك من الشيطان‬
‫وهمزه ونفخه ونفثه ‪ " .‬فنفثه الشعر ‪ ،‬وهمزه الموتة ‪ ،‬ونفخه‬
‫الكبر " قالوا ‪ :‬وبنحو الذي قلنا من النهي عن قيل الشعر وروايته‬
‫قال جماعة من السلف وكثير من الخلف *‬

‫ل ث ََلث َ َ َ‬
‫سهِ ل َ ْ‬
‫م‬ ‫ن ت ِل َْقاِء ن َْف ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شعْرِ ِ‬ ‫م َ‬
‫ت ِ‬
‫ة أب َْيا ٍ‬ ‫ن َقا َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 557‬ذكر بعض ذلك حدثني يحيى بن عثمان بن صالح السهمي ‪،‬‬


‫حدثنا أبي ‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة ‪ ،‬حدثني أبو قبيل ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عبد‬
‫الله بن عمرو يقول " من قال ثلثة أبيات من الشعر من تلقاء‬
‫نفسه لم يدخل الفردوس " *‬

‫شعًْرا " *‬ ‫ف أَ َ‬ ‫" أَ َ‬


‫حيَفِتي ِ‬
‫ص ِ‬
‫جد َ ِفي َ‬
‫نأ ِ‬‫خا ُ ْ‬

‫‪ 558‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا عثام بن علي ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن‬


‫مسلم ‪ ،‬عن مسروق ‪ :‬أنه تمثل أول بيت شعر ‪ ،‬ثم سكت ‪ ،‬قيل‬
‫له ‪ :‬لم سكت ؟ قال ‪ " :‬أخاف أن أجد في صحيفتي شعرا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن عََلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ميَر ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫ل ‪َ :‬ل أقْدُِر َيا أ ِ‬
‫شعََر ‪َ .‬قا َ‬ ‫إ ِّيا َ‬
‫ك َوال ّ‬

‫‪ 559‬حدثنا الزبير بن بكار ‪ ،‬حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان ‪،‬‬


‫عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬لما أرسل عمر بن الخطاب الحطيئة من الحبس‬
‫في هجائه الزبرقان بن بدر قال له ‪ :‬إياك والشعر ‪ .‬قال ‪ :‬ل أقدر يا‬
‫أمير المؤمنين على تركه ‪ ،‬مأكلة عيالي ‪ ،‬ونملة على لساني ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فشبب بأهلك ‪ ،‬وإياك وكل مدحة مجحفة ‪ .‬قال ‪ :‬فما المدحة‬
‫المجحفة ؟ قال ‪ :‬تقول ‪ :‬بنو فلن خير من بني فلن ‪ ،‬امدح ول‬
‫تفضل ‪ .‬قال ‪ :‬أنت ‪ ،‬يا أمير المؤمنين أشعر مني *‬

‫" َل َن يمتل ِئ جو ُ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫خي ٌْر ل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫حّتى ي َن َْقط ِعَ َ‬
‫ضًفا َ‬ ‫حدِك ُ ْ‬
‫م َر ْ‬ ‫فأ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ ْ‬

‫‪ 560‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬حدثنا سفيان بن حبيب‬


‫الجرمي ‪ ،‬عن ثور ‪ ،‬عن خالد بن معدان ‪ ،‬عن أبي الدرداء ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" لن يمتلئ جوف أحدكم رضفا حتى ينقطع خير له من أن يمتلئ‬
‫شعرا " *‬

‫خير ل َه م َ‬ ‫" َل َن يمتل ِئ جو ُ َ‬


‫ئ‬
‫مت َل ِ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫نأ ْ‬‫حا َ ْ ٌ ُ ِ ْ‬ ‫حدِك ُ ْ‬
‫م قَي ْ ً‬ ‫فأ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ ْ‬

‫‪ 561‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان سلمة ‪،‬‬
‫عن أبي الزعراء ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عبد الله ‪ " :‬لن يمتلئ جوف أحدكم‬
‫قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " *‬

‫حد ّث ََنا عَب ْد ُ‬


‫شارٍ ‪َ ،‬‬ ‫حد ّث ََنا اب ْ ُ‬
‫ن بَ ّ‬ ‫ن" َ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ِ‬ ‫ميُر ال ّ‬
‫مَزا ِ‬ ‫" ال ّ‬
‫شعُْر َ‬

‫‪ 562‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬وقرأه علي من كتابه‬


‫قال ‪ :‬سمعت سفيان بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن‬
‫عابس ‪ ،‬عن ناس ‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود ‪ ،‬أنه قال في خطبته ‪:‬‬
‫" الشعر مزامير الشيطان " حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حدثنا سفيان ‪ ،‬حدثني عبد الرحمن بن عابس ‪ ،‬حدثني ناس ‪ ،‬عن‬
‫عبد الله بن مسعود مثله *‬

‫" َل َن يمتل ِئ جو ُ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫خي ٌْر ل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ه َ‬
‫حّتى ي ُرِي َ ُ‬
‫حا َ‬ ‫حدِك ُ ْ‬
‫م قَي ْ ً‬ ‫فأ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ ْ‬

‫‪ 563‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫سعد بن إبراهيم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عثمان ‪ :‬أنه قال ‪ " :‬لن يمتلئ‬
‫جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا " *‬

‫خير ل َه م َ‬
‫ن‬
‫نأ ْ‬ ‫ل قَي ْ ً‬
‫حا ‪ْ ِ ُ ٌ ْ َ ،‬‬ ‫ج ِ‬
‫ف الّر ُ‬
‫جو ْ ُ‬
‫ئ َ‬
‫مت َل ِ َ‬ ‫" َل َ ْ‬
‫ن يَ ْ‬

‫‪ 564‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا يعقوب القمي ‪ ،‬عن جعفر ‪ ،‬عن سعيد‬
‫‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬لن يمتلئ جوف الرجل قيحا ‪ ،‬خير له‬
‫من أن يمتلئ شعرا " *‬

‫خير ل َه م َ‬ ‫" َل َن يمتل ِئ جو ُ َ‬


‫ئ‬
‫مت َل ِ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫نأ ْ‬‫حا َ ْ ٌ ُ ِ ْ‬ ‫حدِك ُ ْ‬
‫م قَي ْ ً‬ ‫فأ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ ْ‬

‫‪ 565‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬حدثنا سفيان بن حبيب ‪ ،‬عن عبد‬


‫الرحمن بن خضير ‪ ،‬عن أبي نجيح ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا هريرة ‪ ،‬يقول‬
‫‪ " :‬لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " *‬

‫" َل َن يمتل ِئ جو ُ َ‬
‫خي ٌْر ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ه‪َ ،‬‬
‫حّتى ي َرِي َ ُ‬
‫حا َ‬ ‫حدِك ُ ْ‬
‫م قَي ْ ً‬ ‫فأ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ ْ‬

‫‪ 566‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن‬


‫الحسن ‪ ،‬قال ‪ " :‬لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه ‪ ،‬خير له‬
‫من أن يمتلئ شعرا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫مهِ ‪ ،‬وََرآهُ‬
‫ما ِ‬ ‫جع ِ َ‬
‫ل ِفي إ ِ َ‬ ‫يٍء إ ِّل ك ُت ِ َ‬
‫ب وَ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫حد ٌ ي َل ِْف ُ‬
‫ظ بِ َ‬ ‫سأ َ‬‫ل َي ْ َ‬

‫‪ 567‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قيل للربيع بن خثيم ‪ :‬ما يمنعك أن تجيء بالبيت من الشعر ‪ ،‬فإن‬
‫أصحابك كانوا يجيئون بالبيت وبالبيتين ؟ قال ‪ " :‬إنه ليس أحد‬
‫يلفظ بشيء إل كتب وجعل في إمامه ‪ ،‬ورآه يوم القيامة ‪ ،‬وليس‬
‫أحد يوم القيامة إل يعرض عليه إمامه ‪ ،‬وإني أكره أن أقرأ في‬
‫كتابي يوم القيامة بيت شعر " والصواب من القول عندنا في معنى‬
‫قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا‬
‫حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا ‪ ،‬هو ما رواه عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم في معنى ذلك الشعبي ‪ ،‬عن قوله ‪ " :‬لن‬
‫يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا هجيت به " ‪،‬‬
‫ول معنى لتوهم المنكر صحة معنى هذا الخبر أنه يلزمه إن قال‬
‫بتصحيحه إباحة ما دون امتلء الجوف من هجاء رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬إذ كان الظاهر منه عنده أنه يدل على النهي عن‬
‫المتلء منه دون الدللة على النهي عما هو دون المتلء ‪ ،‬وأن‬
‫باطنه عنده يدل على إباحة ما دون المتلء منه ‪ ،‬إل لغفلة ‪ ،‬بل في‬
‫ذلك الدليل الواضح ‪ ،‬لمن تأمله بفكر صحيح ‪ ،‬أنه من النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم نهي عن قليل ما هجي به من الشعر وكثيره ‪،‬‬
‫وذلك أنه ل شك أن المتلء من ذلك إذا كان نظير المتلء من‬
‫القيح الذي يورث الوري ‪ ،‬فإن ما دون المتلء منه نظير ما دون‬
‫المتلء من القيح الذي من حكمه أن يورث المتلء منه الوري ‪،‬‬
‫وذلك ل شك كله داء مكروه ‪ ،‬وضر على البدان محذور ‪ ،‬يتقيه كل‬
‫ذي فطرة صحيحة ‪ ،‬ويهرب منه كل ذي بنية سليمة ‪ .‬فإن كان‬
‫نظير الشعر الذي هجي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وله‬
‫شبيها لتمثيل رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه به ‪ ،‬فل شك‬
‫أنه قد دل بتشبيهه إياه به عليه السلم أولي اللباب من أمته ‪،‬‬
‫على أن الواجب عليهم من اتقاء قليل ذلك وكثيره والحذر منه ‪،‬‬
‫نظير ما في فطرتهم وبنيتهم من اتقاء قليل ما أفسد أجوافهم‬
‫وكثيره ‪ ،‬وأورثها الداء ‪ ،‬من القيح الذي يورثها الوري كثيره ‪ .‬وفي‬
‫كون ذلك كذلك صحة ما قلنا ‪ ،‬وفساد ما خالفنا ‪ .‬فإن قال قائل ‪:‬‬
‫إن الخبر الذي ذكرت عن الشعبي ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم في ذلك خبر مرسل ‪ ،‬وراويه بعد مجالد ‪ ،‬وواجب في خبر‬
‫مجالد عن كثير من أهل النقل ‪ ،‬التثبت فيما كان منه عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم متصل ‪ ،‬فكيف بما يكون منه مرسل‬
‫منقطعا ؟ قيل له ‪ :‬ما قد بينا في غير هذا الموضع من أن مراسيل‬
‫العدول الذين شأنهم التحفظ من الرواية عمن ل يجوز الرواية عنه‬
‫من الخبار ‪ ،‬لله تعالى دين لزم من بلغته قبولها والدينونة بها ‪ ،‬مع‬
‫بيان السباب الموجبة عليه قبول خبر مجالد ونظرائه إن شاء الله‬
‫تعالى ‪ .‬وبعد ‪ ،‬فإننا لم نجعل علتنا في تصحيح المعنى الذي تأولناه‬
‫وقلنا في قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لن يمتلئ جوف‬
‫أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " ‪ ،‬الخبر الذي ذكرناه عن‬
‫الشعبي وحده ‪ ،‬دون غيره من المعاني التي نتفق نحن ومخالفونا‬
‫عليها الدللة على صحة ما قلنا في ذلك ‪ .‬وذلك أنا نقول للزاعم أن‬
‫معنى ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬النهي عن المتلء من‬
‫الشعر حتى ل يكون في قلب صاحبه شيء غيره من القرآن والعلم‬
‫‪ :‬أخبرنا عن النهي الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن‬
‫المتلء من الشعر ‪ ،‬إن كان المر على ما وصفت ‪ ،‬أمخصوص له‬
‫الشعر خاصة ‪ ،‬أم ذلك عام في كل ما امتل الجوف منه حتى ل‬
‫يكون فيه غيره ؟ فإن زعم أن ذلك مخصوص به الشعر خاصة ‪،‬‬
‫دون سائر الشياء غيره ‪ ،‬قيل له ‪ :‬الجائز إذا أن يمتلئ قلب‬
‫المؤمن رواية أساجيع الكهان وخطب الخطباء ‪ ،‬حتى ل يكون فيه‬
‫من كتاب الله عز وجل ول من علوم الدين شيء ؟ فإن قال ‪ :‬ذلك‬
‫كذلك ‪ ،‬خرج من قول جميع المة ‪ ،‬لباحته الجهل من أمور الدين‬
‫بما لم يبح الله الجهل به ‪ ،‬ومن ترك حفظ القرآن وما ل يسع ترك‬
‫حفظه لحد وإن قال ‪ :‬ذلك غير جائز ‪ .‬قيل ‪ :‬فقد بطل إذا أن‬
‫يكون قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه معنيا به الشعر‬
‫خاصة ‪ .‬وذلك ترك منه لقوله ‪ .‬وإن قال ‪ :‬بل ذلك معني به كل ما‬
‫امتل منه جوف المرء كائنا ما كان ذلك الذي امتل منه ‪ ،‬شعرا أو‬
‫غيره ‪ ،‬ترك القول بالخبر ‪ ،‬وقيل له ‪ :‬فقد يجب إذا ‪ ،‬إن كان المر‬
‫كذلك ‪ ،‬أن يكون من امتل قلبه من القرآن والحكمة ‪ ،‬أن يكون‬
‫ممتلئا قلبه من القيح الذي يريه خير له من امتلئه من ذلك ‪ .‬وذلك‬
‫قول إن قاله ل يخفى فساده على ذي فطرة صحيحة ‪ .‬وإن قال ‪:‬‬
‫بل ذلك معني به المتلء من بعض المعاني دون بعض ‪ .‬قيل له ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فما ذلك المعنى الذي عني بالنهي عنه ؟ فإن سمى شيئا بعينه من‬
‫صنوف العلوم عورض في ذلك بخلفه ‪ ،‬فلن يقول في أحدهما قول‬
‫إل ألزم في الخر مثله ‪ .‬وفي فساد القول بجواز امتلء القلب من‬
‫بعض العلوم التي هي من غير علوم الدين ‪ ،‬حتى ل يكون في‬
‫القلب غيره ‪ ،‬ول شيء يخالطه من كتاب الله وغيره من علوم‬
‫الدين أبين الدليل على صحة ما قلنا في أن معنى قول النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا يريه خير له من‬
‫أن يمتلئ شعرا " ‪ ،‬بخلف القول الذي ذكرنا أنه تأوله بمعنى‬
‫المتلء من الشعر حتى ل يكون فيه شيء غيره ‪ .‬وأخرى ‪ :‬أن‬
‫الشعر كلم كسائر الكلم غيره ‪ ،‬حسنه حسن ‪ ،‬وقبيحه قبيح ‪ ،‬كما‬
‫حسن غيره من الكلم حسن ‪ ،‬وقبيح غيره من الكلم قبيح ‪ ،‬غير‬
‫أن له بأنه مؤتلف النظام ‪ ،‬متسق الوزان الفضل على غيره من‬
‫منثور الكلم ‪ ،‬ول يخرجه ذلك عن معنى غيره من الكلم ‪ ،‬في أن‬
‫يكون سبيله سبيله ‪ ،‬في أن ما حسن قيله وروايته من غيره حسن‬
‫منه ‪ ،‬وما قبح قيله وروايته من غيره قبح ‪ .‬فأما المتلء من معنى‬
‫منه حتى ل يخالط القلب غيره من علم القرآن وأمور الدين ‪ ،‬فإن‬
‫ذلك محرم ‪ ،‬من أي المعاني كان ذلك ‪ ،‬فل وجه لن يخص بذلك‬
‫الشعر دون غيره ‪ .‬وفي كون ذلك كذلك البيان الواضح أن القول‬
‫في معنى ذلك ما قلناه دون ما خالفه ‪ .‬وأما الذين أنكروا رواية‬
‫جميع أصناف الشعر ‪ ،‬وقيل جميع أنواعه اعتلل منهم بما ذكرنا من‬
‫الخبار المروية في ذلك ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فإن الخبار بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واهية‬
‫السانيد ‪ ،‬غير جائز الحتجاج بمثلها في الدين ‪ .‬والصحيح من‬
‫الخبار عنه صلى الله عليه وسلم في ذلك ‪ ،‬ما قدمنا ذكره من أمر‬
‫حسان وغيره من شعراء الصحابة بهجاء المشركين ‪ ،‬وإعلمه إياهم‬
‫أن لهم على ذلك الثواب الجزيل ‪ ،‬واستنشاده إياهم ‪ ،‬وتمثله أحيانا‬
‫من ذلك بالبيت بعد البيت ‪ .‬والشيء بعد الشيء ‪ ،‬وإخباره أصحابه‬
‫أن هجاء من هجا من شعراء أصحابه المشركين أشد على‬
‫المشركين من نضحهم إياهم بالنبل ‪ .‬ولقد ذكر أن قبيلة من قبائل‬
‫العرب أسلموا بوعيد كعب بن مالك إياهم في شعره ‪ ،‬ول شك أن‬
‫ما كانت نكايته في العدو النكاية التي تدعو أمة منهم إلى الذعان‬
‫بالطاعة ‪ ،‬والدخول في الدين ‪ ،‬والمسالمة ‪ ،‬أبلغ في المكيدة من‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫نضح النبل والضراب بالسيف ‪ ،‬وأن ما كان مبلغه في نكاية العدو‬
‫هذا المبلغ ل ينبغي أن يغفل عن استعماله ‪ .‬وإذا كان ل ينبغي أن‬
‫يغفل عن استعماله لم يجز أن يقال ‪ :‬ل يحل قيله وروايته ‪ ،‬بل هو‬
‫إلى وجوب قيله وروايته في بعض الحوال أقرب منه إلى لزوم‬
‫تركه وترك روايته ‪ .‬ويقال لجميع من أنكر قيل الشعر وروايته ‪:‬‬
‫أرأيت قول الله جل ثناؤه ‪ :‬والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم‬
‫في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما ل يفعلون إل الذين آمنوا‬
‫وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا‬
‫مختلف فيه حكم المستثنى والمستثنى منهم أم متفق ؟ فإن‬
‫زعموا أنه متفق خالفوا في ذلك نص حكم الله تعالى في كتابه ؛‬
‫لن الله جل ثناؤه خالف بين أحكامهم ‪ ،‬فأخرج المستثنى من حكم‬
‫الذين قبلهم ‪ .‬وإن قالوا ‪ :‬بل هو مختلف قيل لهم ‪ :‬فقد وضح إذن‬
‫أن المذموم من الشعراء غير الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا‬
‫الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا ‪ ،‬وأنهم هم الذين صفتهم‬
‫خلف هذه الصفة ‪ ،‬فأما من آمن منهم وعمل الصالحات وذكر الله‬
‫كثيرا فغير مذمومين ‪ ،‬بل هم محمودون *‬

‫ما قُل َْنا قَب ْ ُ‬


‫ل‬ ‫معَْنى َ‬
‫وارِد َةِ ب ِ َ‬ ‫ض اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ْ َ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬

‫ذكر بعض الخبار الواردة بمعنى ما قلنا قبل‬

‫ما قُل َْنا قَب ْ ُ‬


‫ل‪#‬‬ ‫معَْنى َ‬
‫وارِد َةِ ب ِ َ‬ ‫ض اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ْ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫َ‬
‫ة ل َِبيدٍ‬ ‫عُر ‪ ،‬ك َل ِ َ‬
‫م ُ‬ ‫ة َقال ََها ال ّ‬
‫شا ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫مةٍ َقال َت َْها ال ْعََر ُ‬
‫ب ك َل ِ َ‬ ‫صد َقُ ك َل ِ َ‬
‫"أ ْ‬

‫‪ 568‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن زائدة بن قدامة‬


‫‪ ،‬عن عبد الملك بن عمير ‪ ،‬عن موسى بن طلحة ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬أصدق كلمة قالتها‬
‫العرب كلمة قالها الشاعر ‪ ،‬كلمة لبيد " ‪ ،‬ثم تمثل أوله وترك آخره‬
‫فقال ‪ " :‬أل كل شيء ما خل الله باطل وإن كاد أمية بن أبي‬
‫الصلت أن يسلم *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يٍء‬ ‫ة ل َِبيدٍ ‪ :‬أ ََل ك ُ ّ‬


‫ل َ‬
‫ش ْ‬ ‫عٌر ك َل ِ َ‬
‫م ُ‬ ‫مةٍ َقال ََها َ‬
‫شا ِ‬ ‫صد َقُ ك َل ِ َ‬
‫َ‬
‫"أ ْ‬

‫‪ 569‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬وابن بشار قال ‪ :‬حدثنا عبد‬


‫الرحمن بن مهدي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن عبد الملك بن عمير ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا أبو سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد ‪ :‬أل كل شيء ما‬
‫خل الله باطل وكاد ابن أبي الصلت أن يسلم " *‬

‫يٍء‬
‫ش ْ‬ ‫عُر ‪ :‬أ ََل ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫شا ِ‬ ‫ت َقال َ ُ‬
‫ه ال ّ‬ ‫صد َقَ ك َل ِ َ‬
‫مةٍ ب َي ْ ٌ‬
‫"إ َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ّ‬

‫‪ 570‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫عن عبد الملك ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬إن أصدق كلمة بيت قاله الشاعر ‪:‬‬
‫أل كل شيء ما خل الله باطل *‬

‫ة ‪ :‬أ ََل‬
‫ن َرِبيعَ َ‬ ‫م ُ َ‬
‫ة لِبيدِ ب ْ ِ‬ ‫مةٍ َقال َت َْها ال ْعََر ُ‬
‫ب ك َل ِ َ‬ ‫صد َقُ ك َل ِ َ‬
‫َ‬
‫"أ ْ‬

‫‪ 571‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن شريك ‪ ،‬عن عبد الملك بن‬
‫عمير ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم على المنبر ‪ " :‬أصدق كلمة قالتها العرب‬
‫كلمة لبيد بن ربيعة ‪ :‬أل كل شيء ما خل الله باطل *‬

‫ل ل َِبيدٍ ‪ :‬أ ََل ك ُ ّ‬


‫ل‬ ‫عُر قَوْ ُ‬ ‫مةٍ َقال ََها ال ّ‬
‫شا ِ‬ ‫صد َقَ ك َل ِ َ‬
‫"إ َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ّ‬

‫‪ 572‬حدثني أبو معاوية القرشي ‪ ،‬حدثنا قزعة بن سويد ‪ ،‬حدثنا‬


‫عبد الملك بن عمير ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن أصدق كلمة قالها الشاعر‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قول لبيد ‪ :‬أل كل شيء ما خل الله باطل وكل نعيم ل محالة زائل‬
‫*‬

‫ن لَ ْ‬
‫م ت َُزوّدِ *‬ ‫م ْ‬
‫خَبارِ َ‬ ‫وَي َأ ِْتي َ‬
‫ك ِباْل َ ْ‬

‫‪ 573‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن مسعر ‪ ،‬عن المقدام‬
‫بن شريح ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ :‬كان النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم يتمثل من الشعر ‪ :‬ويأتيك بالخبار من لم تزود *‬

‫ن لَ ْ‬
‫م ت َُزوّدِ *‬ ‫م ْ‬
‫خَبارِ َ‬ ‫وَي َأ ِْتي َ‬
‫ك ِباْل َ ْ‬

‫‪ 574‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬حدثنا زائدة ‪ ،‬عن سماك ‪،‬‬
‫عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يتمثل من الشعار ‪ :‬ويأتيك بالخبار من لم تزود *‬

‫ك " ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل‪":‬‬ ‫مال ِ ٍ‬
‫ن َ‬ ‫عوا ِلي ك َعْ َ‬
‫ب بْ َ‬ ‫" اد ْ ُ‬

‫‪ 575‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬حدثنا يزيد ‪ ،‬أنبأنا جرير بن حازم ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت محمد بن سيرين ‪ ،‬يقول ‪ :‬بينا رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم في مسير له ‪ ،‬فشنق راحلته حتى وضعت رأسها على‬
‫مقدمة رحله ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬ادعوا لي كعب بن مالك " ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫أنشد " فقال ‪ :‬قضينا من تهامة كل ريب وخيبر ‪ ،‬ثم أجممنا‬
‫السيوفا نخيرها ‪ ،‬ولو نطقت لقالت قواطعهن ‪ :‬دوسا أو ثقيفا قال‬
‫محمد ‪ :‬فنبئت أن دوسا أسلمت بكلمة كعب هذه *‬

‫ن‬ ‫َ‬ ‫ذا ال َْقوم نصروا النبي بأ َيديهم وأ َسل ِحت ِهم ‪ ،‬فَبأ َل ْسنت ِه َ‬
‫" إِ َ‬
‫حقّ أ ْ‬
‫مأ َ‬‫ِ ِ َ ِ ْ‬ ‫ِّ ّ ِ ْ ِ ِ ْ َ ْ َ ِ ْ‬ ‫ْ ُ َ َ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 576‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني جرير بن حازم ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬سمعت محمد بن سيرين ‪ ،‬يقول ‪ :‬هجا رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم والمسلمين ثلثة رهط من المشركين ‪ :‬عمرو بن‬
‫العاص ‪ ،‬وعبد الله بن الزبعرى ‪ ،‬وأبو سفيان بن الحارث بن عبد‬
‫المطلب ‪ ،‬فقال المهاجرون ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أل تأمر عليا أن يهجو‬
‫عنا هؤلء القوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ليس‬
‫علي هنالك " ‪ .‬ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا‬
‫القوم نصروا النبي بأيديهم وأسلحتهم ‪ ،‬فبألسنتهم أحق أن ينصروه‬
‫" ‪ ،‬فقالت النصار ‪ :‬أرادنا ‪ ،‬فأتوا حسان بن ثابت ‪ ،‬فذكروا ذلك‬
‫له ‪ ،‬فأقبل يمشي حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬والذي بعثك بالحق ‪ ،‬ما أحب أن لي‬
‫بمقولي ما بين صنعاء وبصرى ‪ .‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬أنت لها " ‪ ،‬فقال حسان ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إنه ل علم لي‬
‫بقريش ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبي بكر ‪" :‬‬
‫أخبره عنهم ‪ ،‬ونقب له في مثالبهم " ‪ ،‬فهجاهم حسان وعبد الله‬
‫بن رواحة ‪ ،‬وكعب بن مالك ‪ ,‬قال ابن سيرين ‪ :‬أنبئت أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم بين هو يسير على ناقته وشنقها بزمامها‬
‫حتى وضعت رأسها عند قادمة الرحل ‪ ،‬فقال ‪ :‬أين كعب ؟ فقال‬
‫كعب ‪ :‬هأنذا يا رسول الله ‪ .‬قال ‪ :‬خذ ‪ .‬قال كعب ‪ :‬قضينا من‬
‫تهامة كل ريب وخيبر ‪ ،‬ثم أجممنا السيوفا نخيرها ‪ ،‬ولو نطقت‬
‫لقالت قواطعهن دوسا أو ثقيفا قال ‪ :‬فأنشد الكلمة كلها ‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬والذي نفس محمد بيده ‪،‬‬
‫لهي أشد عليهم من رشق النبل " *‬

‫َ‬
‫ب ‪ ،‬فَُقل ْ ُ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ج ُ‬ ‫شعَْر ؟ " ك َأن ّ ُ‬
‫ه ي َت َعَ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫" ك َي ْ َ‬
‫ف ت َُقو ُ‬

‫‪ 577‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬حدثنا يزيد ‪ ،‬أنبأنا عمر بن أبي زائدة‬


‫‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت مدرك بن عمارة ‪ ،‬يحدث الشعبي أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم كان جالسا في المسجد ‪ ،‬فمر عبد الله بن‬
‫رواحة ‪ ،‬فإذا الناس قد أخبوا ‪ :‬أي عبد الله بن رواحة ‪ ،‬أي عبد الله‬
‫بن رواحة ‪ .‬قال ‪ :‬فعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫دعاني ‪ ،‬فجئت ‪ ،‬فقال لي ‪ " :‬اجلس هاهنا " ‪ ،‬فجلست بين يديه ‪،‬‬
‫فقال لي ‪ " :‬كيف تقول الشعر ؟ " كأنه يتعجب ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أنظر ثم‬
‫أقول ‪ .‬قال ‪ " :‬فعليك بالمشركين " ‪ .‬ولم أكن هيأت شيئا ‪،‬‬
‫فأنشدته هذه الكلمة ‪ :‬فأخبروني ‪ ،‬أثمان العباء ‪ ,‬متى كنتم بطاريق‬
‫أو دانت لكم مضر فعرفت الكراهية في وجه رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم فقلت ‪ :‬يا هاشم الخير ‪ ،‬إن الله فضلكم على البرية‬
‫فضل ماله غير إني تفرست فيك الخير أعرفه فراسة خالفتهم في‬
‫الذي نظروا ولو سألت أو استنصرت بعضهم في جل أمرك ما آووا‬
‫ول نصروا فثبت الله ما آتاك من حسن تثبيت موسى ‪ ،‬ونصرا‬
‫كالذي نصروا فأقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم متبسما‬
‫‪ ،‬وقال ‪ :‬وأنت فثبتك الله *‬

‫مَنا ‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬
‫ن قُ ْ‬
‫ل‪:‬‬ ‫جذ ْ ِ‬ ‫ل ‪ :‬ت َُقات ِل َُنا عَ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫" َل ت َُق ْ‬

‫‪ 578‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني عمرو‬


‫بن الحارث ‪ ،‬عن يحيى بن سعيد ‪ ،‬أن عبد الله بن أنيس حدثه عن‬
‫أمه وهي ابنة كعب بن مالك ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫خرج على كعب بن مالك في مجلس في مسجد رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم وهو ينشد ‪ ،‬فلما رأى مكانه تقبض ‪ ،‬فقال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما كنتم عليه ؟ " فقال كعب ‪ :‬كنت‬
‫أنشد ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬فأنشد " ‪،‬‬
‫فأنشد حتى مر بقوله ‪ :‬تقاتلنا عن جذمنا كل فخمة ‪ ،‬فقال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل تقل ‪ :‬تقاتلنا عن جذمنا ‪ ،‬ولكن قل‬
‫‪ :‬تقاتلنا عن ديننا " *‬

‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬ ‫ن " ‪ ،‬فَد َ َ‬
‫خ َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫سا ُ‬
‫ح ّ‬ ‫ث َقا َ‬
‫ل َ‬ ‫حي ْ ُ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫خُلو َ‬
‫ها ِ‬ ‫" اد ْ ُ‬

‫‪ 579‬حدثني عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن محمد بن بكر بن‬


‫عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن المنذر‬
‫الحزامي ‪ ،‬حدثنا معن بن عيسى ‪ ،‬حدثني عبد الله بن عمر بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حفص ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬لما دخل رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم مكة جعل النساء يلطمن وجوه الخيل بالخمر ‪،‬‬
‫فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫فكيف قال حسان ؟ فأنشده ‪ :‬عدمت بنيتي إن لم تروها تثير النقع‬
‫من كنفي كداء ينازعن العنة مصعدات يلطمهن بالخمر النساء‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ادخلوها من حيث قال‬
‫حسان " ‪ ،‬فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من كداء *‬

‫ن َرَوى ‪ ،‬أ َوْ َقا َ‬


‫ل ال ّ‬
‫شعَْر‬ ‫م ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض ما حضرنا ذكره ممن روى ‪ ،‬أو قال الشعر من الصحابة‬
‫والتابعين والسلف الصالحين ‪ ،‬ومن كان منهم يسمعه ويأمر بروايته‬
‫أو قيله‬

‫ن َرَوى ‪ ،‬أ َوْ َقا َ‬


‫ل ال ّ‬
‫شعَْر ‪#‬‬ ‫م ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ب*‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫مذ ْهَ ِ‬ ‫ب إ َِلى هَ َ‬
‫ن ذ َهَ َ‬
‫حي َ‬ ‫شعََرائ ِك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ذا أ َ ْ‬
‫شعَُر ُ‬ ‫هَ َ‬

‫‪ 580‬حدثنا أحمد بن عبد الصمد النصاري ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬أنبأنا‬


‫مجالد ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬أنبأنا ربعي ‪ ،‬قال ‪ :‬لما أتينا عمر بن الخطاب‬
‫في نفر من غطفان قال ‪ :‬من أشعر شعرائكم ؟ قلنا ‪ :‬أنت أعلم يا‬
‫أمير المؤمنين ‪ .‬قال ‪ :‬من الذي يقول ‪ :‬أتيتك عاريا خلقا ثيابي على‬
‫خوف تظن بي الظنون فألفيت المانة لم تخنها كذلك كان نوح ل‬
‫يخون قلنا ‪ :‬النابغة ‪ .‬قال ‪ :‬فمن الذي يقول ‪ :‬كن كسليمان إذ قال‬
‫الله له قم في البرية فاحجزها عن الفند قلنا ‪ :‬النابغة قال ‪ :‬فمن‬
‫الذي يقول ‪ :‬حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء‬
‫مذهب قلنا ‪ :‬النابغة ‪ .‬قال ‪ :‬هذا أشعر شعرائكم حين ذهب إلى هذا‬
‫المذهب *‬

‫م*‬
‫شعََرائ ِهِ ْ‬ ‫ك أَ ْ‬
‫شعَُر ُ‬ ‫ذا َ‬
‫َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 581‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت سفيان يحدث‬


‫عن مجالد ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬عن ربعي بن حراش ‪ ،‬قال ‪ :‬وفدنا على‬
‫عمر بن الخطاب ‪ ،‬فقال ‪ :‬من الذي يقول ‪ :‬كن كسليمان إذ قال‬
‫الله له قم في البرية فازجرها عن الفند قالوا ‪ :‬النابغة قال ‪ :‬فمن‬
‫الذي يقول ‪ :‬فألفيت المانة لم تخنها كذلك كان نوح ل يخون‬
‫قالوا ‪ :‬النابغة قال ‪ :‬فمن الذي يقول ‪ :‬حلفت فلم أترك لنفسك‬
‫ريبة وليس وراء الله للمرء مذهب قالوا ‪ :‬النابغة ‪ .‬قال ‪ :‬ذاك أشعر‬
‫شعرائهم *‬

‫ب أَ ْ‬
‫شعَُر ؟ َقاُلوا ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫شعراءُ ‪ ،‬فَأ َ‬
‫ر‬
‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ن ِفيك ُ ْ‬
‫م ُ َ َ‬ ‫قَد ْ َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 582‬حدثنا محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬حدثنا الفيض بن الفضل‬


‫البجلي ‪ ،‬حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت‬
‫عامرا الشعبي ‪ ،‬يقول ‪ :‬وفد وفد من غطفان على عمر ‪ ،‬فقال لهم‬
‫عمر ‪ " :‬إنه قد كان فيكم شعراء ‪ ،‬فأي العرب أشعر ؟ قالوا ‪ :‬أنت‬
‫أعلم بأيامها وأشعارها ‪ .‬قال عمر ‪ :‬فإني أزعم أن من أشعر‬
‫العرب الذي يقول ‪ :‬أتيتك عاريا خلقا ثيابي على خوف تظن بي‬
‫الظنون فألفيت المانة لم تخنها كذلك كان نوح ل يخون قالوا ‪ :‬هذا‬
‫قول صاحبنا النابغة قال عمر ‪ :‬فمن أشعر العرب بعد هذا ؟ قالوا ‪:‬‬
‫أنت أعلمنا بأيامها وأشعارها ‪ ،‬قال عمر ‪ :‬فإني أزعم أن أشعر‬
‫العرب الذي يقول ‪ :‬إل سليمان إذ قال الله له قم في البرية‬
‫فاحددها عن الفند وخيس الجن إني قد أذنت لهم يبنون تدمر‬
‫بالصفاح والعمد فمن أطاع فأعقبه بطاعته كما أطاعك وادلله على‬
‫الرشد ومن عصاك فأعقبه معاقبة تنهى الظلوم ول تقعد على‬
‫ضمد قالوا ‪ :‬هذا قول صاحبنا النابغة ‪ ،‬قال لهم عمر ‪ :‬فمن أشعر‬
‫العرب من بعد هذين ؟ قالوا ‪ :‬أنت أعلمنا بأيامها وأشعارها ‪ .‬قال‬
‫عمر ‪ :‬فإني أزعم أن من أشعر العرب الذي يقول ‪ :‬حلفت فلم‬
‫أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء مذهب قالوا ‪ :‬هذا قول‬
‫صاحبنا النابغة ‪ .‬قال عمر ‪ :‬هذا من أشعر العرب *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذا َل َعْط َي ْت ُ َ‬
‫ك عَل َي ْهِ " *‬ ‫ه ك ُل ّ ُ‬
‫ه هَك َ َ‬ ‫" ل َوْ قُل ْت َ ُ‬

‫‪ 583‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬حدثنا بشر بن المفضل ‪،‬‬


‫عن ابن عون ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عمر لعبد بني الحسحاس حين أنشده ‪:‬‬
‫كفى الشيب والسلم للمرء ناهيا ‪ " :‬لو قلته كله هكذا لعطيتك‬
‫عليه " *‬

‫ت فَأ ْت ِِني أ َزِد ْ َ‬


‫ك ‪ ،‬وََل‬ ‫ذا فَن ِي َ ْ‬ ‫عَيال ُ َ‬
‫ك ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ب فَك ُل َْها أن ْ َ‬
‫ت وَ ِ‬ ‫اذ ْهَ ْ‬

‫‪ 584‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫عبد الحكم بن أعين ‪ ،‬قال ‪ :‬كان الحطيئة هجا الزبرقان التميمي ‪،‬‬
‫فاستأدى عليه عمر بن الخطاب ‪ ،‬فأرسل إليه ‪ ،‬فطرحه في‬
‫السجن ‪ ،‬فلما طال حبسه قال أبياتا ‪ ،‬ثم بعث بها إلى عمر بن‬
‫الخطاب ‪ :‬ماذا تقول لفراخ بذي مرخ زغب الحواصل ل ماء ول‬
‫شجر أدخلت كاسبهم في قعر مظلمة فاغفر عليك سلم الله يا‬
‫عمر أنت المام الذي من بعد صاحبه ألقت إليك مقاليد النهى‬
‫البشر لم يؤثروك بها إذ قدموك لها لكن لنفسهم كانت بك الثر‬
‫قال ‪ :‬فكأنه رق له ‪ ،‬فأخرجه ‪ ،‬وبعث إلى حسان بن ثابت النصاري‬
‫‪ ،‬وإلى لبيد بن ربيعة القيسي ‪ ،‬فقال ‪ :‬استعرضا ما قال هذا لهؤلء‬
‫القوم ‪ ،‬فإن كان وجب عليه حد حددناه لهم ‪ ،‬فاستعرضاه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ل ‪ ،‬يا أمير المؤمنين ‪ ،‬ما رأينا حدا ‪ ،‬ولكنه قد سلح عليهم ‪ ،‬فتركهم‬
‫ل يطيرون أبدا مع الناس ‪ .‬فأمر له عمر بأوساق من طعام ‪ ،‬ثم‬
‫قال له ‪ :‬اذهب فكلها أنت وعيالك ‪ ،‬فإذا فنيت فأتني أزدك ‪ ،‬ول‬
‫تهجون أحدا فأقطع لسانك ‪ .‬فاحتملها ‪ ،‬فلم يأكلها حتى مات *‬

‫ماءِ ‪.‬‬
‫س َ‬
‫جوم ِ ال ّ‬
‫ت نُ ُ‬
‫ح َ‬
‫عى ت َ ْ‬
‫صْر َ‬ ‫ن أ ََرى قَُري ْ ً‬
‫شا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ََقد ْ ك ُن ْ ُ‬
‫ت أك َْرهُ أ ْ‬

‫‪ 585‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬حدثنا مطهر ‪ ،‬عن‬


‫رجل من أهل مصر قال ‪ :‬مر علي بن أبي طالب بقبر طلحة بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عبيد الله رحمهما الله ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما والله لقد كنت أكره أن أرى‬
‫قريشا صرعى تحت نجوم السماء ‪ .‬ثم قال ‪ :‬هذا كما قال أخو‬
‫جعفي ‪ :‬فتى كان يدنيه الغنى من رفيقه ويبعده منه إذا مسه الفقر‬
‫*‬

‫ة َقا َ‬
‫ل‬ ‫ح َ‬
‫ن َرَوا َ‬ ‫ث ‪ ،‬ي َعِْني ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك اب ْ َ‬ ‫م َل ي َُقو ُ‬
‫ل الّرفَ َ‬ ‫أَ ً‬
‫خا ل َك ُ ْ‬

‫‪ 586‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني يونس ‪ ،‬عن ابن‬


‫شهاب ‪ :‬أن الهيثم بن أبي سنان الحدلي أخبره أنه سمع أبا هريرة‬
‫وهو يقول في قصصه ‪ " :‬إن أخا لكم ل يقول الرفث ‪ ،‬يعني بذلك‬
‫ابن رواحة قال ‪ :‬فينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروف من‬
‫الصبح ساطع أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال‬
‫واقع يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالكافرين‬
‫المضاجع *‬

‫م‪،‬‬
‫كي ٌ‬ ‫ك " ‪ .‬فََباعََها َ‬
‫ح ِ‬ ‫م ْ‬
‫شرِ ٍ‬ ‫ة ُ‬ ‫" إ ِّنا َل ن َْقب َ ُ‬
‫ل هَدِي ّ َ‬

‫‪ 587‬حدثني عبد الرحمن بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬حدثنا عبد‬


‫الملك بن مسلمة ‪ ،‬حدثنا عبد الله بن لهيعة ‪ ،‬عن أبي السود ‪ ،‬عن‬
‫عروة ‪ :‬أن حكيم بن حزام خرج إلى اليمن فاشترى حلة ذي يزن ‪،‬‬
‫فقدم بها المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فأهداها‬
‫له ‪ ،‬فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ‪ " :‬إنا ل نقبل‬
‫هدية مشرك " ‪ .‬فباعها حكيم ‪ ،‬فأمر بها رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فاشتريت له ‪ ،‬فلبسها ‪ ،‬ثم دخل فيها المسجد ‪ ،‬فقال‬
‫حكيم ‪ :‬فما رأيت أحدا قط أحسن منه فيها ‪ ،‬لكأنه القمر ليلة البدر‬
‫‪ ،‬فما ملكت نفسي حين رأيته كذلك أن قلت ‪ :‬ما ينظر الحكام‬
‫بالحكم بعدما بدا واضح ذو غرة وحجول إذا واضخوه المجد أربى‬
‫عليهم بمستفرغ ماء الذناب سجيل فضحك رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫شد ّ‬ ‫ص ُ‬
‫ل ال ّ‬ ‫مْروِيّ الث ّب َ ْ‬
‫ج يَ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫مْفرِعَ ال ْ َ‬
‫حارِ ِ‬ ‫ت ل ََها ُ‬
‫ب فَأعْد َد ْ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫حْر ُ‬ ‫شب ّ ِ‬‫َ‬
‫بِ َ‬
‫شد ّ‬

‫‪ 588‬حدثني عمر بن عثمان بن عبد الرحمن الزهري ‪ ،‬حدثنا‬


‫إسماعيل بن أبي أويس ‪ ،‬حدثنا عبد الملك بن قدامة الجمحي ‪ :‬أنه‬
‫سمع من عمرو بن شعيب ‪ ،‬ثم حفظه عن أبيه بعد ذلك ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫وكنت سمعته منه أنا وأبي جميعا قال ‪ :‬حدثني عمرو بن شعيب ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬عن أبي جده عبد الله بن عمرو بن العاص ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬لما تكشفت الحرب بصفين أنشأ عمرو بن العاص يقول ‪:‬‬
‫شبت الحرب فأعددت لها مفرع الحارك مروي الثبج يصل الشد‬
‫بشد ‪ ،‬فإذا ونت الخيل من الشد معج جرشع أعظمه جفرته فإذا‬
‫ابتل من الماء خرج وأنشأ عبد الله بن عمرو يقول ‪ :‬لو شهدت‬
‫جمل مقامي ومشهدي بصفين يوما شاب منها الذوائب عشية جا‬
‫أهل العراق كأنهم سحاب ربيع رفعته الجنائب وجئناهم نردي كأن‬
‫صفوفنا من البحر مد موجه متراكب إذا قلت قد ولوا سراعا غدت‬
‫لنا كتائب منهم وارجحنت كتائب فدارت رحانا واستدارت رحاهم‬
‫سراة النهار ما تولى المناكب فقالوا لنا إنا نرى أن تبايعوا عليا‬
‫فقلنا بل نرى أن نضارب *‬

‫َ‬ ‫ك عَل َي َ َ‬ ‫َ‬


‫عن ْد ََنا ‪،‬‬ ‫سائ ِل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن وَ َ‬
‫شعَْر أهْوَ ُ‬ ‫ك أَبا ل َي َْلى ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫س ْ‬
‫م ِ‬
‫أ ْ‬

‫‪ 589‬حدثنا الزبير بن بكار الزبيري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني هارون بن أبي‬


‫بكر ‪ ،‬حدثني يحيى بن إبراهيم البهزي ‪ ،‬عن سليمان بن محمد بن‬
‫يحيى بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عمي عبد الله بن عروة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أقحمت السنة نابغة بني جعدة ‪ ،‬فجاء إلى ابن الزبير في‬
‫المسجد الحرام ‪ ،‬فأنشده ‪ :‬حكيت لنا الصديق لما وليتنا وعثمان‬
‫والفاروق ‪ ،‬فارتاح معدم وسويت بين الناس في الحق واستووا‬
‫فعاد صباحا حالك اللون مظلم أتاك أبو ليلى يجوب به الدجى دجى‬
‫الليل جواب الفلة عثمثم لتجبر منه جانبا ذعذعت به صروف‬
‫الليالي والزمان المصمم فقال له ابن الزبير ‪ :‬أمسك عليك أبا ليلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ ،‬فإن الشعر أهون وسائلك عندنا ‪ ،‬أما عفوة أموالنا فإن بني أسد‬
‫تشغلها عنك وتيما ‪ ،‬وأما صفوته فلل الزبير ‪ ،‬ولكن لك في مال‬
‫الله حقان ‪ :‬حق برؤيتك رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وحق‬
‫لشركتك أهل السلم في فيئهم ‪ .‬ثم قام فدخل به دار النعم ‪،‬‬
‫فأعطاه قلئص سبعا وجمل رحيل ‪ ،‬وأوقر له الركاب برا وتمرا ‪،‬‬
‫فجعل النابغة يستعجل فيأكل الحب صرفا ‪ ،‬فقال ابن الزبير ‪ :‬ويح‬
‫أبي ليلى ‪ ،‬قد بلغ به الجهد *‬

‫حاوَُر‬
‫ت تَ َ‬
‫معْ ُ‬
‫س ِ‬ ‫والل ّهِ َ‬
‫ما َ‬ ‫حب َ َ‬
‫ك ؟ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫صا ِ‬
‫ب َ‬
‫ج ْ‬ ‫ك لَ ْ‬
‫م تُ ِ‬ ‫ما ل َ َ‬
‫َ‬

‫‪ 590‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني يونس‬


‫بن يزيد ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬اجتمع مروان وابن الزبير يوما‬
‫عند عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فجلسا في حجرتها ‪،‬‬
‫وعائشة في بيتها ‪ ،‬وبينها وبينهم الحجاب ‪ ،‬فساءل عائشة‬
‫وحدثتهم ‪ ،‬ثم قال مروان ‪ :‬من يشإ الرحمن يحفظ بقدرة وليس‬
‫لمن لم يرفع الله رافع فقال ابن الزبير ‪ :‬فوض إلى الله المور إذا‬
‫اعترت وبالله ل بالقربين ندافع فقال مروان ‪ :‬داو ضمير القلب‬
‫بالبر والتقى ل يستوي قلبان قاس وخاشع فقال ابن الزبير ‪ :‬ل‬
‫يستوي عبدان عبد مكلم وعبد لرحام القارب قاطع فقال مروان ‪:‬‬
‫وعبد يجافي جنبه عن فراشه يبيت يناجي ربه وهو راكع فقال ابن‬
‫الزبير ‪ :‬فللخير أهل يعرفون بهديهم إذا اجتمعت عند الخطوب‬
‫المجامع فقال مروان ‪ :‬وللشر أهل يعرفون بشكلهم تشير إليهم‬
‫بالفجور الصابع قال ‪ :‬فسكت ابن الزبير فلم يجب مروان ‪ ،‬فقالت‬
‫عائشة ‪ :‬يا أبا عبد الله ‪ ،‬ما لك لم تجب صاحبك ؟ ‪ ،‬فوالله ما‬
‫سمعت تحاور رجلين تحاورا في نحو ما تحاورتما فيه أعجب إلي‬
‫محاورة منكما ‪ .‬فقال ابن الزبير ‪ :‬إني خفت عوار القول فكففت ‪،‬‬
‫فقالت عائشة ‪ :‬إن لمروان في الشعر إرثا ليس لك *‬

‫ب ب ْن مال ِ ٍ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ك اْلن ْ َ‬
‫صارِيّ ‪ ،‬فََقا َ‬ ‫ن َرَثاهُ ك َعْ ُ ُ َ‬
‫ما ُ‬ ‫لَ ّ‬
‫ما قُت ِ َ‬
‫ل عُث ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 591‬حدثني الفضل بن أبي طالب ‪ ،‬حدثنا داود بن المحبر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني أبي المحبر بن قحذم ‪ ،‬عن مجالد ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬قال ‪ :‬لما‬
‫قتل عثمان رثاه كعب بن مالك النصاري ‪ ،‬فقال ‪ :‬عجبت لقوم‬
‫أسلموا بعد عزهم إمامهم للمنكرات وللغدر ولو أنهم سيموا من‬
‫الضيم خطة لجاد لهم عثمان باليد والنصر فما كان في دين الله‬
‫بخائن ول كان في القسام بالضيق الصدر ول كان نكاثا لعهد محمد‬
‫ول تاركا للحق في النهي والمر فإن أبكه أعذر لفقدي عدله وما‬
‫بي عنه من عزاء ول صبر وهل لمرئ يبكي لعظم مصيبة أصيب‬
‫بها بعد ابن عفان من عذر فلم أر يوما كان أعظم فتنة وأهتك منه‬
‫للمحارم والستر غداة أصيب المسلمون بخيرهم ومولهم في البر‬
‫والعسر واليسر *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ن هُوَ أك ْب َُر ِ‬
‫مّني‬ ‫م ْ‬
‫ت َ‬
‫ما َ‬
‫مّني ‪ ،‬وَ َ‬
‫صغَُر ِ‬
‫ن هُوَ أ ْ‬
‫م ْ‬
‫ت َ‬
‫ما َ‬
‫َ‬

‫‪ 592‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أحمد بن الغمر ‪،‬‬


‫عن عثمان بن زيد ‪ ،‬قال ‪ :‬لما جاء معاوية نعي سعيد بن العاص‬
‫وجم ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬الحمد لله ‪ ،‬مات من هو أصغر مني ‪ ،‬ومات من‬
‫هو أكبر مني ‪ ،‬ومات من هو مثلي ‪ :‬إذا سار من خلف امرئ‬
‫وأمامه وأوحش من جيرانه فهو سائر *‬

‫رأ َيت اب َ‬
‫ن الل ّهِ‬
‫حا َ‬
‫سب ْ َ‬ ‫ه ي َُقو ُ‬
‫ل‪ُ :‬‬ ‫شعَْر وَغَُل ُ‬
‫م ُ‬ ‫شد ُ ال ّ‬ ‫مل َي ْك َ َ‬
‫ة ي ُن ْ ِ‬ ‫ن أِبي ُ‬
‫َ ْ ُ ْ َ‬

‫‪ 593‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬حدثنا أبو العريان ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬رأيت ابن أبي مليكة ينشد الشعر وغلمه يقول ‪ :‬سبحان الله‬
‫‪ ،‬والحمد لله ‪ ،‬ول إله إل الله ‪ ،‬والله أكبر ‪ ،‬فيقول ابن أبي مليكة‬
‫مثل ذلك ‪ ،‬ثم يعود إلى الشعر *‬

‫ن ي َْرِوي‬
‫كا َ‬ ‫ن ال ُْقْرآ ِ‬
‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ج اْلَيا ِ‬
‫ت ِ‬ ‫خرِ ُ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ن ي َْرِوي ال ّ‬
‫شعَْر ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 594‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬حدثنا عبيد الله‬
‫العتكي ‪ ،‬عن عكرمة " أنه كان يروي الشعر ‪ ،‬ويستخرج اليات من‬
‫القرآن ‪ ،‬وكان يروي شعرا حسنا فيه هجاء " *‬

‫ن‬
‫ن عَوْ ٍ‬ ‫ل ‪ :‬أ َن ْ َ‬
‫شد َِني اب ْ ُ‬ ‫ق ؟ َقا َ‬ ‫ما ت ََرى ِفي ال ّ‬
‫شعْرِ الّرِقي ِ‬ ‫َ‬

‫‪ 595‬حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ‪ ،‬حدثنا حجاج بن محمد ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سألت شعبة ‪ ،‬قلت ‪ :‬ما ترى في الشعر الرقيق ؟ قال ‪:‬‬
‫أنشدني ابن عون شعرا رقيقا *‬

‫ذا هُوَ ي ُك ْت ِ ُ‬
‫ب‬ ‫ن ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫خ َ َ‬
‫ج ِ‬
‫س ْ‬
‫ن وَهُوَ ِفي ال ّ‬
‫ري َ‬
‫سي ِ‬
‫ن ِ‬
‫ل عَلى اب ْ ِ‬ ‫دَ َ‬

‫‪ 596‬قال ‪ :‬وأخبرني قتادة ‪ :‬أنه دخل على ابن سيرين وهو في‬
‫السجن ‪ ،‬فإذا هو يكتب رجل شعرا رقيقا ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬ما هذا ؟‬
‫تكتب شعرا رقيقا ؟ فقال ‪ :‬ل أكتب أحدا بعدها شعرا رقيقا ‪ ،‬لكن‬
‫هذا أخبرني أنه أحب امرأة فتزوجها ولم يدخل بها ‪ ،‬وأخبرني أنه‬
‫يحبها *‬

‫م"*‬
‫ن ي ُِقي ُ‬ ‫شعَْر َوال ْ ُ‬
‫مؤَذ ّ ُ‬ ‫شد ُ ال ّ‬
‫ن ي ُن ْ ِ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 597‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا أبو أحمد الزبيري ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬
‫فزارة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ‪ " :‬أنه كان‬
‫ينشد الشعر والمؤذن يقيم " *‬

‫صَلةِ‬ ‫جدِ قَب ْ َ‬


‫ل َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫ما َقا ِ‬
‫ع َ‬ ‫عن ْد َ اْل َِقا َ‬
‫مةِ ‪ ،‬وَهُ َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شعَْر ِ‬ ‫دا ِ‬
‫ش َ‬
‫ي ُن ْ ِ‬

‫‪ 598‬حدثني علي بن مسلم الطوسي ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت أرى عبد الملك بن عمير ومعبد بن خالد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ينشدان الشعر عند القامة ‪ ،‬وهما قاعدان في المسجد قبل صلة‬
‫الصبح *‬

‫ت لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ل ‪ :‬فَُقل ْ ُ‬
‫شعًْرا َقا َ‬ ‫ن أ َن ْ َ‬
‫شد َ َ‬
‫شاّبا ِ‬ ‫ري َ‬
‫سي ِ‬
‫ن ِ‬
‫مد َ ب ْ َ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫ت ُ‬
‫َ‬
‫َرأي ْ ُ‬

‫‪ 599‬حدثني بشر بن آدم ‪ ،‬حدثنا محمد بن عباد ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫قتادة ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت محمد بن سيرين أنشد شابا شعرا قال ‪ :‬فقلت‬
‫له ‪ :‬تنشده ؟ قال ‪ :‬إنه عروس *‬

‫شد ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ث*‬
‫دي ٍ‬ ‫حد ّث ُِني ب ِ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ك ب َي ًْتا ‪ ،‬وَت ُ َ‬ ‫أن ْ ِ‬

‫‪ 600‬حدثنا نصر بن علي الجهضمي ‪ ،‬أخبرني أبي قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬كان قتادة يستنشدني الشعر ‪ ،‬فأقول له أنشدك‬
‫بيتا ‪ ،‬وتحدثني بحديث *‬

‫ه‬
‫ح ُ‬
‫مد َ َ‬
‫ة َ‬
‫ج ٌ‬
‫حا َ‬
‫ل َ‬
‫م ٍ‬ ‫ه إ َِلى َ‬
‫عا ِ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫ب إِ َ‬
‫حْر ٍ‬
‫ن َ‬ ‫ما ُ‬
‫ك بْ ُ‬ ‫س َ‬
‫ن ِ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 601‬حدثني محمد بن عمر بن علي المقدمي ‪ ،‬حدثنا أبو زيد‬


‫النصاري ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬كان سماك بن حرب إذا كان له‬
‫إلى عامل حاجة مدحه ببيتين ‪ ،‬فقضى حاجته *‬

‫ق‬
‫دي ِ‬
‫ص ّ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ة عَل ُِقوا ال ِْفَرى وَب ََرْوا ِ‬
‫م َ‬ ‫صب َ ً‬ ‫ب ‪َ ،‬ل أ ََبال َ َ‬
‫ك عُ ْ‬
‫َ‬
‫أّنى ت َُعات ِ ُ‬

‫‪ 602‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا هاشم بن القاسم ‪ ،‬عن‬


‫الشجعي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬قال مسلم البطين ‪ :‬أنى‬
‫تعاتب ‪ ،‬ل أبالك عصبة علقوا الفرى وبروا من الصديق سفها تبروا‬
‫من وزير نبيهم تبا لمن يبرا من الفاروق إني على رغم العداة لقائل‬
‫دانا بدين الصادق المصدوق قال عبثر ‪ :‬زاد سفيان عن مسلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫البطين ‪ :‬قول يصدقني به أهل التقى والعلم من ذي العرش‬
‫والتوفيق والهما في الدين كل مهاجر صحب النبي وفاز بالتصديق‬
‫قال عبثر ‪ :‬وسمعت هذا البيت يلحق في هذا الشعر ‪ :‬وولية‬
‫النصار قد نالتهما والتابعين بحسن قصد طريق *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى‬
‫يريه " ‪ ،‬يعني بقوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬حتى يريه " ‪ ،‬حتى‬
‫يدوى جوفه ويأكله القيح ‪ ،‬يقال فيه ‪ :‬ورى القيح جوف فلن ‪ ،‬فهو‬
‫يريه وريا ‪ ،‬والجوف موري ‪ ،‬ومنه قول عبد بني الحسحاس ‪ :‬أل ناد‬
‫في آثارهن الغوانيا سقين سماما ‪ ،‬ما لهن وماليا وراهن ربي مثل‬
‫ما قد ورينني وأحمى على أكبادهن المكاويا ومنه أيضا قول‬
‫الراجز ‪ :‬قالت له وريا إذا تنحنح يا ليته يسقى على الذرحرح ومنه‬
‫قول العجاج ‪ :‬عن قلب ضجم توري من سبر وأما قول رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الله يؤيد حسان بروح القدس " ‪ ،‬فإنه‬
‫يعني صلى الله عليه وسلم بقوله " يؤيد " يعين ويقوي ‪ ،‬ومنه قول‬
‫الله تعالى ذكره ‪ :‬وأيدناه بروح القدس ‪ ،‬وقوله ‪ :‬واذكر عبدنا داود‬
‫ذا اليد ‪ .‬وأما قوله عليه السلم ‪ " :‬بما ينافح عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم " ‪ ،‬فإنه يعني ‪ :‬بما يذب عنه ويدافع بهجائه‬
‫المشركين ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬نافح فلن عن فلن ‪ ،‬إذا دافع عنه من‬
‫تعرض له بالذى ‪ ،‬إما بتكذيبه إياه ‪ ،‬أو بهجائه من هجاه ‪ ،‬في غير‬
‫ذلك من أسباب المدافعة والذب ‪ .‬وأما قولهم ‪ :‬نفح فلن فلنا‬
‫بالعطاء ‪ ،‬فمعنى غير هذا ‪ ،‬ومعناه ‪ :‬يعطيه ويصله وينيله معروفه ‪،‬‬
‫يقال منه ‪ :‬نفح له سجل من العطاء ‪ ،‬ومنه قول الله تعالى ذكره ‪:‬‬
‫ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ‪ ،‬يعني به ‪ :‬نالهم منه نصيب‬
‫وحظ ‪ .‬وأما قولهم ‪ :‬نفح العرق بالدم ‪ ،‬فإن معناه ‪ :‬هتن في‬
‫سيلنه ‪ ،‬ومثله ‪ :‬نعر ‪ ،‬وضرا ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬هو عرق بالدم نفاح ونعار‬
‫‪ ،‬وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬فإنه أشد عليهم من‬
‫رشق النبل " ‪ ،‬فإنه يعني صلى الله عليه وسلم بالرشق ‪ :‬الرمي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫نفسه ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬رشقت القوم بالسهام رشقا ‪ ،‬بفتح الراء ‪ ،‬فإذا‬
‫كسرت الراء من الرشق ‪ ،‬فإنه الوجه من الرمي ‪ ،‬يقال منه ‪:‬‬
‫رشقت القوم رشقا من النبل ‪ ،‬إذا رميتهم وجها بجميع السهام‬
‫التي معك ‪ .‬ومن الرشق ‪ ،‬بكسر الراء قول أبي زبيد الطائي ‪ :‬كل‬
‫يوم ترميه منها برشق فمصيب أو صاف غير بعيد وأما قول النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من يحمي أعراض المؤمنين " فإنه يعني‬
‫بقوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من يحمي " من يمنع من أراد‬
‫أعراضهم بسوء ‪ ،‬من قول قبيح أو هجاء يهجى به من حاول ذلك‬
‫منهم ‪ .‬وأصل الحمى المنع ‪ ،‬ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ " :‬ل حمى إل لله ولرسوله " ‪ ،‬يعني بذلك ‪ :‬أنه ليس لحد أن‬
‫يتحجر من المباحات شيئا ول يمنعه أحدا إل الله ورسوله ‪ ،‬فإن‬
‫ذلك لله دون خلقه ‪ ،‬لن الدنيا كلها له ملك يفعل فيها ما شاء ‪،‬‬
‫ولرسوله بإذن الله تعالى له بذلك ‪ ،‬ومنه أيضا قولهم " حمى فلن‬
‫جيشه في الحرب " ‪ ،‬وذلك إذا منع عدوهم من الوصول إليهم ‪،‬‬
‫ومنه قول الشاعر ‪ :‬غيوث الحيا في كل محل ولزبة أسود الشرى‬
‫يحمين كل عرين يعني بقوله ‪ " :‬يحمين " ‪ ،‬يمنعن ‪ .‬يقال منه ‪:‬‬
‫حمى القوم فلن من عدوهم ‪ ،‬فهو يحميهم حماية ‪ ،‬ومن ‪ :‬حمى‬
‫الرض حمى ‪ ،‬مقصور ‪ ،‬ورجل ذو حمية منكرة ‪ ،‬إذا كان ذا غضب‬
‫وأنفة ‪ ،‬ومنه قولهم ‪ :‬حميت المريض الطعام ‪ ،‬إذا منعته إياه ‪ .‬وأما‬
‫الحماء ‪ ،‬فإنه أن يجعل الشيء بحال ل يمكن ‪ ،‬لمتناعه بما حصل‬
‫له من الصفة أن يقرب ‪ ،‬وذلك كالحديدة تدخل النار ‪ ،‬وتحمى حتى‬
‫تصير ل يمكن من أرادها أن يمسها ‪ ،‬أو البقعة يجعل فيها ما ل‬
‫يمكن الوصول إليها بسبب ما جعل فيها ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬أحميت‬
‫الحديدة في النار ‪ ،‬فأنا أحميها إحماء ‪ .‬وأما حميا الكأس ‪ ،‬فإنه‬
‫سورتها يقال منه ‪ :‬سارت فيه حميا الكأس ‪ ،‬إذا سارت فيه سورتها‬
‫‪ .‬وأما قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬عن أعراض المؤمنين " ‪،‬‬
‫فإنه يعني بالعراض في هذا الموضع ‪ ،‬الحساب ومواضع المدح‬
‫منهم ‪ ،‬واحدها عرض ‪ ،‬بكسر العين ‪ ،‬يقال ‪ :‬فلن نقي العرض ‪،‬‬
‫يعني به أنه برئ من أن يشتم ‪ ،‬أو يعاب ‪ ،‬ومنه قول كثير عزة ‪:‬‬
‫هنيئا مريئا ‪ ،‬غير داء مخامر لعزة من أعراضنا ما استحلت وأما‬
‫قولهم ‪ :‬فلن طيب العرض ‪ ،‬ومنتن العرض ‪ ،‬بكسر العين وسكون‬
‫الراء ‪ ،‬فإنه يعني به أنه طيب الريح أو منتنها ‪ .‬والعراض في غير‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫هذا الجيش الكثير العدد ‪ ،‬واحدها عرض ‪ ،‬بفتح العين وسكون الراء‬
‫‪ ،‬يقال ‪ :‬ما هم إل عرض من العراض ‪ ،‬ومنه قول رؤبة بن‬
‫العجاج ‪ :‬إنا إذا قدنا لقوم عرضا لم نبق من بغي العادي عضا‬
‫والعرض أيضا ‪ ،‬بفتح العين وسكون الراء ‪ ،‬العرض الذي هو خلف‬
‫الطول ‪ .‬والعرض أيضا ‪ ،‬مصدر قول القائل ‪ :‬عرضت العود على‬
‫الناء عرضا ‪ ،‬وعرضت السيف على الفخذ عرضا ‪ ،‬وعرضت الناقة‬
‫على الحوض عرضا ‪ ،‬إذا سمتها أن تشرب ‪ .‬والعرض أيضا ‪ ،‬ما لم‬
‫يكن نقدا ‪ ،‬يقول الرجل لخر ‪ :‬اقبل منى عرضا ‪ ،‬فيعطيه متاعا أو‬
‫دابة مكان حقه ‪ .‬وأما العرض ‪ ،‬بفتح العين والراء ‪ ،‬فهو ما يعرض‬
‫للنسان من بلء أو مصيبة ‪ ،‬كالمرض أو الكسر ‪ .‬والعرض أيضا ‪،‬‬
‫بفتح العين والراء ‪ ،‬حطام الدنيا وما فيها ‪ ،‬يقال ‪ :‬إن الدنيا عرض‬
‫حاضر ‪ ،‬يأكل منه البر والفاجر ‪ .‬وأما العرض بضم العين وسكون‬
‫الراء ‪ ،‬فناحية الشيء يقال ‪ :‬اضرب بهذا عرض الحائط ‪ ،‬يعني به‬
‫ناحية الحائط ‪ .‬وأما قول الشريد ‪ :‬استنشدني النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم مئة قافية ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ :‬مائة قافية ‪ ،‬مائة بيت شعر‬
‫من أوله إلى آخره ‪ ،‬وقافية البيت مؤخره ومنقطعه ‪ ،‬ولذلك قيل‬
‫لقفا النسان ‪ :‬قفا ؛ لنه منقطع مؤخر رأسه ‪ ،‬ومنه قول كعب بن‬
‫زهير ‪ :‬فمن للقوافي شانها من يحوكها إذا ما ثوى كعب وفوز‬
‫جرول ومنه قولهم ‪ :‬قفوت فلنا ‪ ،‬إذا اتبع أثره ‪ ،‬لنه إنما يتبع أثره‬
‫ليكون وراءه ل أمامه ‪ .‬وأما قول عمران بن الحصين ‪ :‬في‬
‫المعاريض مندوحة عن الكذب ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ :‬مندوحة متسعا ‪،‬‬
‫يقال منه ‪ :‬انتدح فلن كذا ينتدح به انتداحا إذا اتسع به ‪ ،‬ومنه قول‬
‫الشاعر ‪ :‬أل إن جيراني العشية رائح دعتهم دواع من هوى ومنادح‬
‫وأما قول حسان بن ثابت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫والذي بعثك بالحق ‪ ،‬ما أحب أن لي بمقولي ما بين صنعاء‬
‫وبصرى ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ :‬بمقولي بلساني ‪ .‬ومن أسمائه ‪:‬‬
‫اللقلق ‪ ،‬والمسحل ‪ ،‬والمذود ‪ ،‬ومن المقول قول العجاج ‪ :‬ما كنت‬
‫من تلك الرجال الخذل ذي رأيهم والعاجز المخسل عن هيج‬
‫إبراهيم يوم المرحل وجعل نفسي معه ومقولي ومن المذود قول‬
‫عنترة ‪ :‬سيأتيكم مني وإن كنت نائيا دخان العلندى دون بيتي مذود‬
‫ومن المسحل قول الخر ‪ :‬فإن عندي إن ركبت مسحلي سم‬
‫ذراريح رطاب وخشي ومن اللقلق قولهم ‪ :‬من وقي شر لقلقه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وقبقبه وذبذبه فقد وقي ‪ ،‬يعني باللقلق ‪ :‬اللسان ‪ .‬وأما قول ابن‬
‫سيرين ‪ :‬وأنبئت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا هو يسير‬
‫على ناقة قد شنقها بزمامها ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ :‬قد شنقها‬
‫بزمامها ‪ ،‬قد مدها إلى ما يلي الرحل ‪ ،‬كما تكبح الدابة باللجام ‪.‬‬
‫وفيه لغتان ‪ :‬شنقتها أشنقها شنقا ‪ ،‬وأشنقتها أشنقها إشناقا ‪،‬‬
‫والشناق نفسه ‪ :‬هو الخيط الذي يشد به فم القربة ‪ ،‬وكان بعضهم‬
‫يقول ‪ :‬هو السير الذي تعلق به القربة على الوتد ‪ ،‬ومنه الخبر‬
‫الذي روي عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫قال ‪ " :‬بت عند خالتي ميمونة ‪ ،‬فقام النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫من الليل فحل شناق القربة " وأما قوله في قصة الحطيئة ‪:‬‬
‫فاستأدى عليه عمر ‪ ،‬فإنه يعني استعداه عليه ‪ ،‬يقال ‪ :‬استعدى‬
‫فلن على فلن المير ‪ ،‬واستأداه عليه ‪ ،‬إذا استعانه عليه ‪ .‬وأما‬
‫قول الحطيئة ‪ :‬هو مأكلة عيالي ‪ ،‬ونملة على لساني فإنه يعني‬
‫بالنملة ‪ :‬الداء ‪ ،‬وأصلها ‪ :‬قروح تخرج في جنب الرجل ‪ ،‬يقال منه ‪:‬‬
‫بفلن نملة ‪ ،‬إذا كان ذلك به ‪ ،‬ومنه الخبر عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬أنه قال للشفاء ‪ " :‬علمي حفصة رقية النملة " ‪ ،‬يعني‬
‫رقية هذه القروح ‪ .‬وأما النملة ‪ ،‬بضم النون وسكون الميم ‪ ،‬فإنها‬
‫النميمة ‪ ،‬يقال من ذلك ‪ :‬رجل نمل إذا كان نماما ‪ ،‬ومثله القتات ‪.‬‬
‫وأما قول ابن الزبير للنابغة ‪ :‬أما عفوة مالنا ‪ ،‬فإن بني أسد تشغلها‬
‫عنك وتيما ‪ ،‬فإنه يعني بعفوة المال ‪ :‬الفاضل عن النصاب والزائد‬
‫منه ‪ ،‬ومنه قول الله عز وجل ‪ :‬يسألونك ماذا ينفقون قل العفو ‪،‬‬
‫يقال منه ‪ :‬عفا مال فلن ‪ ،‬إذا كثر ‪ ،‬وعفا شعره ‪ ،‬إذا وفر ‪ ،‬ومنه‬
‫قوله جل ثناؤه ‪ :‬حتى عفوا ‪ ،‬يعني ‪ :‬كثروا‬

‫ن‬ ‫خ ّ‬
‫ن ال ْ َ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ِ‬
‫طا ِ‬ ‫مَر ب ْ ِ‬
‫ن عُ َ‬
‫شيرٍ ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ن بَ ِ‬
‫ن بْ ِ‬
‫ما ِ‬
‫ث الن ّعْ َ‬
‫دي ُ‬
‫ح ِ‬
‫َ‬

‫حديث النعمان بن بشير ‪ ،‬عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬عن النبي صلى‬


‫الله عليه وسلم‬

‫ن‪#‬‬ ‫خ ّ‬
‫ن ال ْ َ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ِ‬
‫طا ِ‬ ‫مَر ب ْ ِ‬
‫ن عُ َ‬
‫شيرٍ ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ن بَ ِ‬
‫ن بْ ِ‬
‫ما ِ‬
‫ث الن ّعْ َ‬
‫دي ُ‬
‫ح ِ‬
‫‪َ <<#‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫م ي َل ْت َ ِ‬
‫وي َ‬ ‫ل ال ْي َوْ َ‬
‫م ي َظ َ ّ‬
‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬
‫َرأي ْ ُ‬

‫‪ 603‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫عن سماك بن حرب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت النعمان بن بشير يخطب‬
‫قال ‪ :‬ذكر عمر بن الخطاب ما أصاب الناس من الدنيا ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما‬
‫يجد دقل يمل بطنه " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬ل علة فيه‬
‫توهنه ‪ ،‬ول سبب يضعفه ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين‬
‫سقيما غير صحيح لعلتين ‪ :‬إحداهما ‪ :‬أنه ل يعرف له عن النعمان‬
‫بن عمر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم مخرج إل من هذا‬
‫الوجه ‪ .‬والخرى ‪ :‬أنه خبر قد رواه غير شعبة ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن‬
‫النعمان ‪ ،‬فلم يدخل بين النعمان وبين رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أحدا‬

‫ن‬
‫ما ِ‬
‫ن الن ّعْ َ‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَ ِ‬ ‫ك ‪ ،‬فَ َ‬
‫ما ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى هذا الحديث عن سماك ‪ ،‬فجعله عن النعمان ‪ ،‬عن‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولم يدخل بينه وبين رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم أحدا‬

‫ن‬
‫ما ِ‬
‫ن الن ّعْ َ‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَ ِ‬ ‫ك ‪ ،‬فَ َ‬
‫ما ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫‪#‬‬
‫َ‬
‫ع‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫شب َ ُ‬ ‫م ي َت َل َ ّ‬
‫وى ‪َ ،‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬
‫َرأي ْ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 604‬حدثني محمد بن الحارث القنطري ‪ ،‬حدثنا يحيى بن أبي‬
‫بكير ‪ ،‬حدثنا زهير بن معاوية ‪ ،‬عن سماك بن حرب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت‬
‫النعمان بن بشير يقول على المنبر ‪ :‬احمدوا ربكم ‪ ،‬فربما رأيت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوى ‪ ،‬ما يشبع من الدقل ‪،‬‬
‫وأنتم ل ترضون دون ألوان التمر والزبد وقد وافق عمر في معنى‬
‫ما ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الخبر جماعة‬
‫من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬نذكر بعض ما‬
‫حضرنا ذكره مما صح عندنا سنده منه ‪ ،‬ثم نتبع جميعه إن شاء الله‬
‫البيان *‬

‫ز‬
‫خب ْ ِ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫ما َ‬
‫شب ِعَ َر ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 605‬حدثنا سفيان بن وكيع ‪ ،‬وأبو هشام الرفاعي قال ‪ :‬حدثنا أبو‬


‫معاوية ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن السود ‪ ،‬عن عائشة ‪،‬‬
‫قالت ‪ " :‬ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز بر‬
‫ثلثة أيام تباعا حتى مضى لسبيله " *‬

‫ن ط ََعام ٍ ث ََل َ‬
‫ث‬ ‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫دين َ َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫مذ ْ قَدِ َ‬
‫مدٍ ُ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬ ‫شب ِعَ آ ُ‬
‫ل ُ‬ ‫ما َ‬
‫" َ‬

‫‪ 606‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬وسفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪،‬‬
‫عن إبراهيم ‪ ،‬عن السود ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬ما شبع آل محمد‬
‫مذ قدم المدينة من طعام ثلث ليال تباعا حتى قبض " *‬

‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫مذ ْ قَدِ َ‬
‫م َر ُ‬ ‫خب ْزِ ب ُّر ُ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫مدٍ ِ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬ ‫شب ِعَ آ ُ‬
‫ل ُ‬ ‫ما َ‬
‫" َ‬

‫‪ 607‬حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا فضيل بن‬


‫عياض ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن السود ‪ ،‬عن عائشة ‪،‬‬
‫قالت ‪ " :‬ما شبع آل محمد من خبز بر مذ قدم رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم المدينة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ضى‬
‫م َ‬
‫حّتى َ‬
‫شاٍء َ‬ ‫ن غَ َ‬
‫داٍء وَعَ َ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫مي ْ ِ‬
‫مدٍ ي َوْ َ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬ ‫شب ِعَ آ ُ‬
‫ل ُ‬ ‫ما َ‬
‫" َ‬

‫‪ 608‬حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬حدثنا إسحاق الزرق ‪،‬‬


‫عن شريك ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن السود ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬عن عائشة أنها قالت ‪ " :‬ما شبع آل محمد يومين من غداء‬
‫وعشاء حتى مضى لسبيله " *‬

‫حّتى‬
‫ن َ‬
‫مت ََتاب ِعَي ْ ِ‬
‫ن ُ‬
‫مي ْ ِ‬ ‫خب ْزِ ال ّ‬
‫شِعيرِ ي َوْ َ‬ ‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫مدٍ ِ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬ ‫شب ِعَ آ ُ‬
‫ل ُ‬ ‫ما َ‬
‫" َ‬

‫‪ 609‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫عن أبي إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عبد الرحمن بن يزيد يحدث عن‬
‫السود ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬أنها قالت ‪ " :‬ما شبع آل محمد من خبز‬
‫الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم " *‬

‫م ط ََعا َ‬
‫م ب ُّر ِفي‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫معَ َر ُ‬
‫ج َ‬
‫ما َ‬
‫َ‬

‫‪ 610‬حدثنا محمد بن عمار ‪ ،‬حدثنا أبي عمار ‪ ،‬حدثنا سهل بن عامر‬


‫البجلي ‪ ،‬حدثنا إسرائيل ‪ ،‬عن مجالد بن سعيد ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬عن‬
‫مسروق ‪ ،‬قال ‪ :‬بكت عائشة وبيني وبينها حجاب ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أم‬
‫المؤمنين ‪ ،‬ما يبكيك ؟ قالت ‪ :‬يا بني ما ملت بطني من طعام‬
‫فشئت أن أبكي إل بكيت ‪ ،‬أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وما كان فيه من الجهد ‪ ،‬ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫طعام بر في يوم مرتين حتى لحق بربه *‬

‫ن‬
‫م َ‬ ‫ما َ‬
‫شب ِعَ ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م وَ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫" قُب ِ َ‬
‫ض َر ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 611‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا الشجعي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن منصور‬
‫ابن صفية ‪ ،‬عن أمه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬قبض رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم وما شبع من السودين ‪ ،‬التمر والماء " *‬

‫ن هُوَ إ ِّل‬
‫ست َوْقِد ُ َناًرا ‪ ،‬إ ِ ْ‬
‫ما ن َ ْ‬ ‫مدٍ َ‬
‫شهًْرا َ‬ ‫ح ّ‬
‫م َ‬ ‫مك َث َْنا آ ُ‬
‫ل ُ‬ ‫َ‬

‫‪ 612‬حدثنا سفيان ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬لقد مكثنا آل محمد شهرا ما نستوقد نارا ‪،‬‬
‫إن هو إل التمر والماء ‪ ،‬ل يأتينا شيء ‪ ،‬وكان أهل دور من النصار‬
‫من حولنا لهم شاء ‪ ،‬فكانوا يبعثون إلى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فكان له من ذلك لبن " *‬

‫مدٍ ب َِنارٍ َ‬
‫شهًْرا *‬ ‫ح ّ‬
‫م َ‬ ‫ضاءَ آ ُ‬
‫ل ُ‬ ‫ست َ َ‬
‫ما ا ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 613‬حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ‪ ،‬حدثنا يحيى بن يمان ‪ ،‬عن‬


‫هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬ما استضاء آل‬
‫محمد بنار شهرا *‬

‫ز‬
‫خب ْ ٍ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬ ‫ما َ‬
‫شب ِعَ ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م وَ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ت َر ُ‬
‫ما َ‬
‫َ‬

‫‪ 614‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫أبو صخر ‪ ،‬عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ‪ ،‬عن عروة بن الزبير ‪،‬‬
‫عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين " *‬

‫ك ُنا ل َنمك ُ ُ َ‬
‫ل الل ّهِ‬
‫سو ِ‬ ‫حا ‪َ ،‬ل ُنوقِد ُ ِفي ب َي ْ ِ‬
‫ت َر ُ‬ ‫صَبا ً‬
‫ن َ‬
‫ث أْرب َِعي َ‬ ‫ّ َ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 615‬حدثنا عبيد الله بن محمد الفريابي ‪ ،‬حدثنا عبد الله بن ميمون‬
‫‪ ،‬حدثنا محمد بن أبي حميد ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫لي عروة ‪ .‬قالت عائشة أم المؤمنين ‪ " :‬إن كنا لنمكث أربعين‬
‫صباحا ‪ ،‬ل نوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مصباحا‬
‫ول غيره ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أم المؤمنين ‪ ،‬بأي شيء كنتم تعيشون ؟‬
‫قالت ‪ :‬بالسودين التمر والماء ‪ ،‬إذا وجدنا " *‬

‫صّلى‬ ‫ك ُنا ل َنمك ُ ُ َ‬


‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫ما ُيوقَد ُ ِفي ب َي ْ ِ‬
‫ت َر ُ‬ ‫ن ل َي ْل َ ً‬
‫ة َ‬ ‫ث أْرب َِعي َ‬ ‫ّ َ ْ‬

‫‪ 616‬حدثنا يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني محمد بن أبي حميد ‪،‬‬
‫عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على أمي‬
‫فقالت ‪ :‬أي بني ‪ .‬فقلت ‪ :‬لبيك ‪ .‬قالت ‪ " :‬والله إن كنا لنمكث‬
‫أربعين ليلة ما يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار‬
‫مصباح ول غيره ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أمه ‪ ،‬فبما كنتم تعيشون ؟ قالت ‪:‬‬
‫بالسودين الماء والتمر حدثنا محمد بن معمر البحراني ‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫عامر ‪ ،‬حدثنا محمد بن أبي حميد ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني عروة بن الزبير ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على عائشة ‪ ،‬فقالت ‪ " :‬يا‬
‫بني ‪ ،‬والله إن كنا لنمكث أربعين ليلة ‪ ،‬ثم ذكر مثله ‪ ،‬إل أنه زاد‬
‫في حديثه ‪ :‬قلت ‪ :‬وما السودان ؟ قالت ‪ :‬التمر والماء حدثني أبو‬
‫علقمة الفروي عبد الله بن محمد بن عيسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد‬
‫الله بن نافع ‪ ،‬عن المنكدر بن محمد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عروة بن‬
‫الزبير ‪ ،‬عن عائشة مثله *‬

‫ل‬
‫سو ِ‬
‫ت َر ُ‬
‫ما ن ََرى ِفي ب َي ْ ِ‬ ‫مّر عََلى َ‬
‫داب ّةٍ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫شهُْر ل َي َ ُ‬
‫ن ال ّ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 617‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬حدثنا ابن أبي مريم ‪ ،‬حدثنا‬
‫يحيى بن أيوب ‪ ،‬حدثني ابن غزية ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا النضر ‪ ،‬يحدث‬
‫عن عروة بن الزبير ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬زوج النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أنها قالت ‪ " :‬إن كان الشهر ليمر على دابة ‪ ،‬وما نرى في‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيص نار من سراج ول‬
‫غيره " *‬

‫ُ‬
‫سل ّ َ‬
‫م َناٌر‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ت َر ُ‬
‫ما أوقِد َ ِفي ب َي ْ ِ‬
‫وَ َ‬

‫‪ 618‬حدثنا سفيان ‪ ،‬حدثنا الفضل بن دكين ‪ ،‬عن هشام بن سعد ‪،‬‬


‫عن يزيد بن رومان ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬قال ‪ :‬قالت عائشة ‪ " :‬إن كنا‬
‫لننظر إلى الهلل ثم الهلل في شهرين ‪ ،‬وما أوقد في بيت رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم نار ‪ .‬قلت ‪ :‬يا خالة ‪ ،‬وما كان يعيشكم ؟‬
‫قالت ‪ :‬كان لنا جيران من النصار نعم الجيران ‪ ،‬كانوا كانت لهم‬
‫منائح من غنم ‪ ،‬فكانوا يرسلون من ألبانها إلى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم " *‬

‫م ْ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫شب ِعَ آ ُ‬
‫ما َ‬
‫ن طَعام ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫مدٍ َ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫ل ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 619‬حدثنا سفيان ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫عابس ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬ما شبع آل محمد صلى‬
‫الله عليه وسلم من طعام فوق ثلث " *‬

‫ت ‪ :‬فَإ ِّني َل َقْط َعَُها‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫شاةٍ َقال َ ْ‬ ‫دى ل ََنا أُبو ب َك ْرٍ رِ ْ‬
‫ج َ‬
‫ل َ‬ ‫" أه ْ َ‬

‫‪ 620‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫مرة ‪ ،‬عن أبي نصر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثتنا عائشة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬أهدى لنا أبو‬
‫بكر رجل شاة قالت ‪ :‬فإني لقطعها أنا ورسول الله ‪ ،‬صلى الله‬
‫عليه وسلم في ظلمة البيت ‪ .‬فقيل لها ‪ :‬فهل أسرجتم ؟ قالت ‪ :‬لو‬
‫كان لنا ما نسرج به أكلناه " *‬

‫ت"*‬
‫ما َ‬
‫حّتى َ‬
‫ن ِفي ي َوْم ٍ َ‬ ‫شب َعْ َ‬
‫شعْب َت َي ْ ِ‬ ‫لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 621‬حدثني محمد بن إبراهيم النماطي ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن أبي فديك ‪ ،‬حدثني موسى بن يعقوب يعني‬
‫الزمعي ‪ ،‬عن أبي حازم أن القاسم بن محمد أخبره أن عائشة‬
‫أخبرته ‪ " :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشبع شعبتين في‬
‫يوم حتى مات " *‬

‫َ‬
‫حّتى‬
‫مُر ‪َ ،‬‬ ‫ما ال ْ َ‬
‫ماءُ َوالت ّ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَهُ َ‬ ‫ن اْل ْ‬
‫سوَد َي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬
‫شب ِعَْنا ِ‬ ‫" َ‬

‫‪ 622‬حدثني أحمد بن منصور الرمادي ‪ ،‬حدثني إبراهيم بن الحكم‬


‫بن أبان ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬قال ‪ :‬قالت عائشة ‪ " :‬ما‬
‫شبعنا من السودين ‪ ،‬وهما الماء والتمر ‪ ،‬حتى أجلى الله النضير‬
‫وأهلك قريظة " *‬

‫مرِ " *‬
‫ن الت ّ ْ‬
‫م َ‬
‫شب َعُ ِ‬ ‫اْل َ‬
‫ن نَ ْ‬

‫‪ 623‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حرمي بن عمارة ‪ ،‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬أخبرني عمارة ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬أنها قالت ‪" :‬‬
‫لما فتحت خيبر قلنا ‪ :‬الن نشبع من التمر " *‬

‫و‬ ‫م وَل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬
‫شب َعْ هُ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫" هَل َ َ‬
‫ك َر ُ‬

‫‪ 624‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،‬حدثنا ابن أبي‬


‫فديك ‪ ،‬حدثني ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن مسلم بن جندب ‪ ،‬عن نوفل بن‬
‫إياس الهذلي ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬كان عبد الرحمن بن عوف لنا جليسا ‪،‬‬
‫وكان نعم الجليس ‪ ،‬وأنه انقلب بنا ذات يوم ‪ ،‬حتى إذا دخلنا بيته‬
‫دخل فاغتسل ‪ ،‬ثم خرج ‪ ،‬فجلس معنا ‪ ،‬فأتانا بصحفة فيها خبز‬
‫ولحم ‪ ،‬فلما وضعت بكى عبد الرحمن ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أبا محمد ‪ ,‬ما‬
‫يبكيك ؟ فقال ‪ " :‬هلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫هو وأهل بيته من خبز الشعير ‪ ،‬فل أرانا أخرنا لهذا ‪ ،‬لما هو خير لنا‬
‫"*‬

‫ه ث ََلًثا ت َِبا ً‬ ‫شبع النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬ ‫َ‬
‫عا‬ ‫م أهْل َ ُ‬
‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ما أ ْ َ َ ّ ِ ّ َ‬
‫" َ‬

‫‪ 625‬حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري ‪ ،‬حدثنا المحاربي ‪ ،‬عن يزيد‬


‫بن كيسان ‪ ،‬عن أبي حازم ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما أشبع‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أهله ثلثا تباعا من خبز البر حتى فارق‬
‫الدنيا " حدثني الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬حدثنا الوليد بن القاسم‬
‫‪ ،‬عن يزيد بن كيسان ‪ ،‬عن أبي حازم ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫مئ ِذٍ ‪ ،‬فَأ َك َُلوا فََقا َ‬


‫ل‬ ‫ح ل َهُ ْ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫حُلو َ‬
‫ب " ‪ .‬فَذ َب َ َ‬ ‫ك َوال ْ َ‬
‫" إ ِّيا َ‬

‫‪ 626‬حدثني الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬حدثنا الوليد بن القاسم ‪،‬‬


‫عن يزيد بن كيسان ‪ ،‬عن أبي حازم ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬بينما‬
‫أبو بكر وعمر جالسان إذ جاءهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال‬
‫‪ " :‬ما أجلسكما هاهنا ؟ " قال ‪ :‬والذي بعثك بالحق ‪ ،‬ما أخرجنا من‬
‫بيوتنا إل الجوع ‪ .‬قال ‪ " :‬والذي بعثني بالحق ‪ ،‬ما أخرجني غيره " ‪.‬‬
‫فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من النصار ‪ ،‬فاستقبلتهم المرأة فقال‬
‫لها ‪ " :‬أين فلن ؟ " قالت ‪ :‬ذهب يستعذب لنا ماء ‪ ،‬فجاء صاحبهم‬
‫حامل قربته فقال ‪ :‬مرحبا ‪ ،‬ما زار العباد شيء أفضل من نبي‬
‫زارني اليوم ‪ ،‬فعلق قربته بكرب نخلة وانطلق ‪ ،‬فجاءهم بعذق‬
‫فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أل كنت اجتنيت ؟ قال ‪:‬‬
‫أحببت أن تكونوا الذين تختارون على أعينكم " ‪ .‬ثم أخذ الشفرة‬
‫فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إياك والحلوب " ‪ .‬فذبح لهم‬
‫يومئذ ‪ ،‬فأكلوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لتسألن عن‬
‫هذا يوم القيامة ‪ ،‬أخرجكم من بيوتكم الجوع ‪ ،‬فلم ترجعوا حتى‬
‫أصبتم هذا ‪ ،‬فهذا من النعيم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذا الظ ّ ّ‬ ‫من النعيم ال ّذي أ َنتم ت َ‬


‫ل‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مة ِ ‪ ،‬ه َ َ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫سأُلو َ‬
‫ن عَن ْ ُ‬ ‫ُْ ْ ُ ْ‬ ‫ِ َ ِّ ِ ِ‬

‫‪ 627‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا يحيى بن أبي بكير ‪ ،‬حدثنا شيبان بن‬
‫عبد الرحمن ‪ ،‬عن عبد الملك بن عمير ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساعة ل‬
‫يخرج فيها ول يلقاه فيها أحد ‪ ،‬فأتاه أبو بكر قال ‪ " :‬ما أخرجك يا‬
‫أبا بكر ؟ " قال ‪ :‬خرجت للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وأنظر في وجهه والتسليم عليه ‪ .‬فلم يلبث أن جاء عمر فقال ‪" :‬‬
‫ما أخرجك يا عمر ؟ " قال ‪ :‬الجوع قال ‪ " :‬وأنا وجدت بعض الذي‬
‫تجد " ‪ .‬فانطلقوا بنا إلى أبي الهيثم بن التيهان النصاري ‪ ،‬وكان‬
‫رجل كثير النخل والشاء ‪ ،‬لم يكن له خادم ‪ ،‬فأتوه ‪ ،‬فلم يجدوه‬
‫ووجدوا امرأته ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أين صاحبك ؟ قالت ‪ :‬انطلق غدوة‬
‫يستعذب ‪ -‬أو يستعتب ‪ ،‬كذا قال شيبان ‪ -‬من الماء من قناة بني‬
‫فلن ‪ .‬فلم يلبث أن جاء بقربة يرعبها ‪ ،‬فوضعها ‪ ،‬ثم أتى رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يلتزمه ويفديه بأبيه وأمه ‪ ،‬فانطلق بهم‬
‫إلى ظل حديقته ‪ ،‬فبسط لهم بساطا ‪ ،‬ثم انطلق إلى نخلة ‪ ،‬فجاء‬
‫بعذق بقنو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬فهل تنقيت‬
‫من رطبه ؟ " فقال ‪ :‬أردت أن تخير من رطبه وبسره ‪ ،‬فأكلوا‬
‫وشربوا من ذلك الماء ‪ ،‬فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬هذا ‪ ،‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬من النعيم الذي أنتم‬
‫تسألون عنه يوم القيامة ‪ ،‬هذا الظل البارد ‪ ،‬والرطب البارد ‪ ،‬عليه‬
‫الماء البارد " *‬

‫َ‬
‫مَنا إ ِّل ال ْب َ ِ‬
‫ريُر‬ ‫ما ط ََعا ُ‬
‫ما وَ َ‬ ‫ة عَ َ‬
‫شَر ي َوْ ً‬ ‫ضع َ َ‬
‫حِبي ب َ ْ‬
‫صا ِ‬
‫ت أَنا وَ َ‬ ‫ل ََقد ْ َ‬
‫مك َث ْ ُ‬

‫‪ 628‬حدثنا عبيد بن إسماعيل الهباري ‪ ،‬حدثنا المحاربي ‪ ،‬عن داود‬


‫بن أبي هند ‪ ،‬عن أبي حرب بن أبي السود ‪ ،‬عن طلحة بن عمرو‬
‫النصري ‪ ،‬قال ‪ :‬كان أحدنا إذا قدم المدينة ‪ ،‬فإن كان له عريف‬
‫نزل على عريفه بغير المعرفة ‪ ،‬وإن لم يكن له عريف نزل‬
‫الصفة ‪ ،‬فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بين الرجلين‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ ،‬ويرزقهما مدا كل يوم من تمر بينهما ‪ ،‬فصلى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ذات يوم بعض الصلوات ‪ ،‬فلما انصرف نادى مناد‬
‫من أهل الصفة ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أحرق التمر بطوننا قال ‪ :‬فصعد‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فحمد الله وأثنى عليه ‪ ،‬وذكر‬
‫ما لقي من قومه من الشدة والذى قال ‪ " :‬حتى لقد مكثت أنا‬
‫وصاحبي بضعة عشر يوما وما طعامنا إل البرير ‪ ،‬حتى قدمنا‬
‫المدينة على إخواننا من النصار ‪ ،‬فواسونا في طعامهم ‪ ،‬وعظم‬
‫طعامهم هذا التمر ‪ ،‬والله لو وجدت اللحم والخبز لطعمتكم ‪،‬‬
‫ولكن لعلكم أن تدركوا ‪ -‬أو من أدركه منكم ‪ -‬زمانا تلبسون فيه‬
‫مثل أستار الكعبة ‪ ،‬ويغدى عليكم ويراح الجفان قال ‪ :‬وزاد فيه‬
‫الحسن ‪ :‬أنتم اليوم خير منكم يومئذ ‪ ،‬أنتم اليوم إخوان ‪ ،‬وأنتم‬
‫يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض *‬

‫كو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ن ت ُد ْرِ ُ‬
‫كوا‬ ‫نأ ْ‬‫ش ُ َ‬ ‫ما إ ِن ّك ُ ْ‬
‫م ُتو ِ‬ ‫موهُ ‪ ،‬أ َ‬ ‫ما َلط ْعَ ْ‬
‫مت ُك ُ ُ‬ ‫خب ًْزا وَل َ ْ‬
‫ح ً‬ ‫ت ُ‬ ‫ل َوْ وَ َ‬
‫جد ْ ُ‬

‫‪ 629‬حدثني ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت أبي يحدث عن داود بن أبي هند ‪ ،‬عن أبي حرب بن أبي‬
‫السود ‪ ،‬أن طلحة حدثه ‪ ،‬وكان من أصحاب رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ :‬أتيت المدينة وليس لي بها معرفة ‪ ،‬فنزلت في‬
‫الصفة مع رجل ‪ ،‬فكان بيني وبينه كل يوم مد من تمر ‪ ،‬فصلى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم صلة ‪ ،‬فلما انصرف‬
‫قال رجل من أصحاب الصفة ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أحرق بطوننا التمر ‪،‬‬
‫وتخرقت عنا الخنف ‪ ,‬قال ‪ :‬فصعد رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فخطب فقال ‪ " :‬والله لو وجدت خبزا ولحما لطعمتكموه ‪،‬‬
‫أما إنكم توشكون أن تدركوا ذاك ‪ ،‬أو من أدرك ذاك منكم ‪ ،‬أن‬
‫يراح عليه بالجفان وتلبسون مثل أستار الكعبة " ‪ .‬قال ‪ :‬وذكر‬
‫قومه وما لقي منهم قال ‪ :‬فمكثت أنا وصاحبي ثمانية عشر يوما‬
‫وليلة ما لنا طعام إل البرير ‪ ،‬حتى جئنا إلى إخواننا من النصار‬
‫فواسونا ‪ ،‬وكان خير ما أصبنا هذا التمر *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫معََنا‬
‫ما َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫ك ُّنا ن َغُْزو َ‬
‫معَ َر ُ‬

‫‪ 630‬حدثنا عبد الحميد بن بيان الواسطي ‪ ،‬أنبأنا محمد بن يزيد‬


‫الواسطي ‪ ،‬عن إسماعيل بن أبي خالد ‪ ،‬عن قيس بن أبي حازم ‪،‬‬
‫عن سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬قال ‪ " :‬لقد كنا نغزو مع رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ما معنا طعام نأكله إل ورق الحبلة ‪ ،‬وهذا‬
‫السمر ‪ ،‬وإن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ‪ ،‬ماله خلط " حدثنا تميم‬
‫بن المنتصر ‪ ،‬أنبأنا يزيد ‪ ،‬أنبأنا إسماعيل ‪ ،‬عن قيس ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬يقول ‪ :‬والله إني لول رجل من‬
‫العرب رمى بسهم في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم‬
‫ذكر نحوه قال تميم ‪ :‬قيل ليزيد ‪ :‬وما ورق الحبلة ؟ قال ‪ :‬ورق‬
‫الشجر *‬

‫ك إَلى ضيف َ َ‬
‫ك إ ِل َي ْهِ‬
‫صِنيعِ َ‬ ‫ح َ‬
‫ك بِ َ‬ ‫ض ِ‬
‫ك ‪ ،‬أوْ َ‬ ‫َ ِْ‬ ‫صِنيعِ َ ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ج َ‬
‫عَ ِ‬

‫‪ 631‬حدثنا الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬حدثنا الوليد بن القاسم ‪،‬‬


‫عن يزيد بن كيسان ‪ ،‬عن أبي حازم ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬نزل‬
‫نبي الله صلى الله عليه وسلم ليلة ‪ ،‬فأرسل إلى نسائه فقال ‪" :‬‬
‫هل عندكن من شيء ‪ ،‬فقد نزل بي ضيف ؟ " قال ‪ :‬فقلن ‪ :‬ل‬
‫والذي بعثك بالحق إل الماء إذ دخل عليه رجل من النصار فقال ‪" :‬‬
‫يا فلن ‪ ،‬هل عندك الليلة من شيء ‪ ،‬تذهب بضيفي هذه الليلة ؟ "‬
‫قال ‪ :‬نعم يا نبي الله ‪ .‬فذهب به إلى أهله فقال للمرأة ‪ :‬هل‬
‫عندك من شيء ؟ قالت ‪ :‬نعم خبزة لنا ‪ .‬قال ‪ :‬قربيها ‪ ،‬وكأنك‬
‫تصلحين المصباح فأطفئيه ‪ .‬ففعلت ‪ ،‬فجعل يضرب بيده كأنه يأكل‬
‫مع ضيفه ‪ ،‬فخلى بينه وبين الخبزة حتى أكل وبات عنده ‪ ،‬فلما‬
‫أصبح غدا ضيفه لحاجته ‪ ،‬وغدا النصاري إلى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم فقال له ‪ " :‬كيف صنعت الليلة بضيفك ؟ " فظن أنه شكاه ‪،‬‬
‫فحدثه بالذي صنع فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لقد‬
‫أخبرني جبريل ‪ ،‬لقد عجب الله من صنيعك إلى ضيفك ‪ ،‬أو ضحك‬
‫بصنيعك إليه " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مَعاِني هَذِهِ اْل َ ْ‬


‫خَباِر‬ ‫ن َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ْ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عن معاني هذه الخبار إن قال لنا قائل ‪ :‬وما وجه‬
‫هذه الخبار ومعانيها ‪ ،‬وقد علمت صحة الخبار عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬أنه كان يرفع ما أفاء الله عليه من النضير‬
‫وفدك قوته وقوت عياله لسنة ‪ ،‬ثم يسلف ما فضل عن ذلك في‬
‫الكراع والسلح عدة في سبيل الله ‪ ،‬وأنه قسم بين أنفس‬
‫معدودين زهاء ألف بعير من خاصة حقه مما أفاء الله من أموال‬
‫هوازن في اليوم الواحد ‪ ،‬وأنه ساق في حجة الوداع مئة بدنة‬
‫فنحرها وأطعمها من حضر مكة من أهل المسكنة وغيرهم ‪ ،‬وأنه‬
‫كان يأمر للعرابي يقدم عليه من البادية فيسلم بقطيع من الغنم ‪،‬‬
‫هذا مع ما يكثر تعداده من عطاياه وفواضله التي ل يذكر مثلها عن‬
‫من قبله من ملوك المم السالفة ‪ ،‬مع كونه بين أرباب الموال‬
‫العظام ‪ ،‬والملك الجسام ‪ ،‬كأبي بكر الصديق وعمر وعثمان‬
‫رحمة الله عليهم وأمثالهم في كثرة الموال وبذلهم له مهجهم‬
‫وأولدهم وأموالهم ‪ ،‬وخروج أحدهم من جميع ملكه إليه تقربا إلى‬
‫الله تعالى ذكره بفعله ذلك ‪ ،‬ثم مع إشراك النصار في أموالهم‬
‫من قدم عليهم من المهاجرين وبذلهم نفائسها في النفقة في ذات‬
‫الله عز وجل ‪ ،‬فكيف بإنفاقها على رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وبه إليها الحاجة العظمى ‪ ،‬ليرد بذلك جسيم ما نزل به من‬
‫المجاعة ‪ ،‬وحل به من عظيم الخموصة ‪ ،‬إن هذا لمن أعجب‬
‫العجب وأنكر النكر ‪ ،‬لحالة بعضه معنى بعض ‪ ،‬ودفع بعضه صحة‬
‫ما دل عليه البعض ‪ ،‬إذ كان غير جائز اجتماع قشف المعيشة‬
‫وشطفها والرخاء والسعة فيها في حال واحدة ‪ ،‬فهل عندك لذلك‬
‫مخرج في الصحة فيصدق بجميعها ‪ ،‬أم ل حقيقة لشيء من ذلك‬
‫فندفعها ؟ أم بعضها صحيح معناه ‪ ،‬وبعضه مستحيل في الصحة‬
‫مخرجه ‪ ،‬فتدلنا على صحيح ذلك من سقيمه ‪ ،‬لتحق الحق وتبطل‬
‫الباطل ؟ قيل له ‪ :‬ل خبر فيما ذكرت أو لم أذكر يصح سنده بنقل‬
‫الثقات العدول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إل وهو عندنا‬
‫حق ‪ ،‬والدينونة به للمة لزمة ‪ ،‬ول شيء من ذلك يدفع شيئا منه ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ول ينقض شيء منه معنى شيء غيره ‪ ،‬ونحن ذاكرو بيان ذلك‬
‫بعلله وحججه ‪ ،‬إن شاء الله ذلك ‪ ،‬بعونه وتوفيقه ‪ .‬فأما الخبر الذي‬
‫روينا عن عمر ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان‬
‫يظل اليوم يلتوي من الجوع ‪ ،‬ل يجد ما يمل به بطنه من الدقل ‪،‬‬
‫وما أشبه ذلك من الخبار ‪ ،‬فإن ذلك كان يكون في الحين بعد‬
‫الحين ‪ ،‬من أجل أن من كان منهم يومئذ ذا مال ‪ ،‬كانت تستغرق‬
‫نوائب الحقوق من النفقة على المهاجرين وأهل الحاجة والضعف‬
‫من المسلمين ‪ ،‬وعلى الضيفان ومن اعتراهم وقدم عليهم من‬
‫وفود العرب ‪ ،‬وفي الجهاد في سبيل الله عز وجل كثرة ماله ‪،‬‬
‫وحتى يقل كثيره أو يذهب جميعه ‪ .‬وكيف ل يكون ذلك كذلك وقد‬
‫روينا عن عمر بن الخطاب ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫أمر بالصدقة ‪ ،‬فجاء أبو بكر بجميع ماله فقال ‪ :‬هذا صدقة لله ‪،‬‬
‫فكيف يستنكر لمن كان هذا فعله ‪ ،‬أن يملق صاحبه ‪ ،‬ثم ل يكون‬
‫له السبيل إلى سد عوزه ول إرفاقه لما يغنيه عن غيره ؟ وعلى‬
‫هذه الخليقة كانت خلئق تباعه وأصحابه رضوان الله عليهم ‪ .‬وذلك‬
‫كالذي ذكر عن عثمان أنه جهز جيشا من ماله حتى لم يفقدوا حبل‬
‫ول قتبا ‪ ،‬وكالذي ذكر عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم حث على الصدقة ‪ ،‬فجاء بأربعة آلف دينار‬
‫صدقة منه تصدق بها ‪ ،‬فأنزل الله عز وجل فيه وفي صاحبه‬
‫النصاري الذي تصدق بصاع من تمر قد كسبه بجر الجرير على‬
‫ظهره ل يملك غيره ‪ ،‬إذ تكلم في أمرهما المنافقون ‪ ،‬فقالوا لهذا ‪:‬‬
‫إنما أراد به الربا وقالوا في الخر ‪ :‬كان الله غنيا من صاعه ‪ :‬الذين‬
‫يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين ل يجدون إل‬
‫جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم ‪ .‬فمعلوم‬
‫أن من كانت هذه أفعاله وخلئقه أنه ل يخطئه أن تأتي عليه التارة‬
‫من الزمان والحين من اليام مملقا ل شيء له ‪ ،‬قد أسرع في ماله‬
‫نوافل عطاياه وفواضل نداه ‪ ،‬إن احتاج له أخ أو خليل إلى بعض ما‬
‫يحتاج إليه الدميون ‪ ،‬لم يكن له سبيل إلى مؤاساته لقلة ذات‬
‫يده ‪ ،‬إلى أن يثوب له مال ‪ ،‬أو يتعين له مال ‪ .‬فقد ثبت إذا بما‬
‫ذكرت ووصفت خطأ قول القائل ‪ :‬كيف يجوز أن يرهن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم درعه عند يهودي على أوسق من شعير ‪،‬‬
‫وفي أصحابه من أهل الغنى والسعة من ل يجهل موضعه ؟ أم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كيف يجوز أن يوصف بأنه كان يطوي اليام ذوات العدد خميصا‬
‫وأصحابه يمتهنون له أموالهم ‪ ،‬ويبذلونها لمن هو دونه من‬
‫أصحابه ؟ فكيف له ؟ إذ كان صلى الله عليه وسلم معلوما جوده‬
‫وكرمه وإيثاره ضيفانه والقادمين عليه من وفود العرب بما عنده‬
‫من القوات والموال على نفسه وأهله ‪ ،‬واحتماله المشقة والصبر‬
‫على الخموصة والمجاعة في ذات الله ‪ ،‬وامتثال أصحابه وتباعه‬
‫في ذلك أخلقه ‪ ،‬ومن كان كذلك وأتباعه فمعلوم أنه غير مستنكر‬
‫له ولتباعه حال ضيق يحتاج هو وهم معها إلى الستسلف‬
‫والستقراض ‪ ،‬وإلى طي اليام على المجاعة والشدة ‪ .‬فكان ما‬
‫يكون من ضيق يصيبه صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو من يصيبه‬
‫ذاك منهم ومعيشته لهذه السباب التي وصفنا ‪ ،‬وهذه والحوال من‬
‫أحواله وأحوال أصحابه عنيت بالخبار التي رويت عنه من شده‬
‫الحجر على بطنه هو وأصحابه ‪ ،‬وعدمهم القوت وما يشبعهم اليام‬
‫المتتابعة ‪ .‬وتقول عائشة رحمة الله عليها ‪ :‬لقد أتى علينا شهران‬
‫ما يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مصباح ‪ ،‬وما‬
‫أشبه ذلك من الخبار ‪ .‬فأما الرواية التي رويت عنه صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬أنه لم يشبع ثلثا تباعا من خبز حتى لقي الله عز وجل ‪،‬‬
‫فإن البر كان بنواحي مدينته قليل ‪ ،‬وإنما كان الغالب عليهم على‬
‫عهده التمر والشعير ‪ ،‬فغير مستنكر أن يكون صلى الله عليه‬
‫وسلم كان يؤثر قوت أهل بلده ‪ ،‬ويكره أن يختص نفسه بما ل‬
‫سبيل للمسلمين إليه من الغذاء ‪ ،‬وهذا هو الشبه بأخلقه ‪ .‬وأما‬
‫الخبار التي رويت عنه صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أنه لم يشبع‬
‫شبعتين في يوم حتى لحق بالله تعالى ‪ ،‬وأنه لم يشبع هو وأهله‬
‫من خبز الشعير حتى قبضه الله ‪ ،‬وما أشبه ذلك من الخبار ‪ ،‬فإن‬
‫ذلك لم يكن منه صلى الله عليه وسلم في كل أحواله لعوز ول‬
‫لضيق ‪ ،‬وكيف يكون ذلك كذلك ‪ ،‬وقد كان الله تعالى ذكره أفاء‬
‫عليه من قبل وفاته بلد العرب كلها ‪ ،‬ونقل إليه الخرج من بعض‬
‫بلد العجم كأيلة والبحرين وهجر ؟ ولكن ذلك كان بعضه لما‬
‫وصفت من إيثاره نصيب حقوق الله تعالى بماله ‪ ،‬وبعضه كراهة‬
‫منه الشبع وكثرة الكل ‪ ،‬فإنه كان يكره ذلك ‪ ،‬وبترك ذلك كان‬
‫يؤدب أصحابه ‪ ،‬وبذلك جاءت الثار عنه ‪ ،‬وإن كان في إسناد بعضه‬
‫بعض ما فيه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ذكر ما حضرنا ذكره من ذلك‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫عا ِفي اْل ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫خَرةِ "‬ ‫جو ً‬ ‫شب ًَعا ِفي الد ّن َْيا أط ْوَل ُهُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫" أك ْث َُر الّنا ِ‬
‫س ِ‬

‫‪ 632‬حدثني علي بن عيسى البزار ‪ ،‬حدثنا محمد بن الصباح ‪ ،‬حدثنا‬


‫سعيد بن محمد الثقفي ‪ ،‬عن موسى الجهني ‪ ،‬عن زيد بن وهب ‪،‬‬
‫عن عطية بن عامر الجهني ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت سلمان ‪ ،‬وأكره على‬
‫طعام يأكله فقال ‪ :‬حسبي ‪ ،‬فإني سمعت رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا في‬
‫الخرة " *‬

‫ة‪،‬إ َ‬ ‫َ‬
‫شب ًَعا ال ْي َوْ َ‬
‫م‬ ‫ن أك ْث ََرك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫حي َْف َ ِ ّ‬
‫ج َ‬ ‫شاءَ َ‬
‫ك َيا أَبا ُ‬ ‫ج َ‬
‫س ُ‬
‫حب ِ ْ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 633‬حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني علي بن ثابت‬


‫الجزري ‪ ،‬عن الوليد بن عمرو ‪ ،‬عن عون بن أبي جحيفة ‪ ،‬عن أبي‬
‫جحيفة ‪ ،‬قال ‪ :‬أكلت ثريدا ولحما سمينا ‪ ،‬ثم أتيت النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم أتجشأ فقال ‪ " :‬احبس جشاءك يا أبا جحيفة ‪ ،‬إن‬
‫أكثركم شبعا اليوم أطولكم جوعا يوم القيامة " ‪ ،‬قال ‪ :‬فما أكل‬
‫أبو جحيفة ملء بطنه حتى لحق بالله تعالى ‪ ،‬أو حتى قبضه الله‬
‫إليه *‬

‫ب‬
‫س ُ‬
‫ح ْ‬
‫ن‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫عاءً َ‬
‫ن ب َط ٍ‬
‫م ْ‬
‫شّرا ِ‬ ‫م وِ َ‬
‫ن آد َ َ‬
‫عى اب ْ ُ‬
‫ما وَ َ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 634‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني معاوية بن صالح ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت يحيى بن جابر يحدث عن المقدام بن معدي كرب ‪:‬‬
‫أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ما وعى ابن آدم وعاء شرا‬
‫من بطن ‪ ،‬حسب المسلم أكلت يقمن صلبه ‪ ،‬فإن كان ل محالة‬
‫فثلث لطعامه ‪ ،‬وثلث لشرابه ‪ ،‬وثلث لنفسه " *‬

‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫سب ُ َ‬
‫ك اب ْ َ‬ ‫ح ْ‬
‫ن‪َ ،‬‬
‫ن ب َط ٍ‬
‫م ْ‬ ‫عاءً َ‬
‫شّرا ِ‬ ‫ي وِ َ‬ ‫مَل آد َ َ‬
‫م ّ‬ ‫ما َ‬
‫" َ‬

‫‪ 635‬حدثني أحمد بن الفرج الحمصي ‪ ،‬حدثنا بقية بن الوليد ‪ ،‬عن‬


‫أبي سلمة سليمان بن سليم ‪ ،‬عن يحيى بن جابر ‪ ،‬عن المقدام بن‬
‫معدي كرب ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ما مل‬
‫آدمي وعاء شرا من بطن ‪ ،‬حسبك ابن آدم لقيمات يقمن صلبك ‪،‬‬
‫فإن كان لبد ‪ ،‬فثلث للطعام ‪ ،‬وثلث للشراب ‪ ،‬وثلث للنفس "‬
‫وعلى مثل الذي ذكرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من‬
‫إيثاره الجوع وقلة الشبع ‪ ،‬مع وجود السبيل إلى الشبع مرة ‪،‬‬
‫وعدمه ذلك مرة أخرى مضى الخيار من أصحابه والتابعون لهم‬
‫بإحسان *‬

‫ل‬
‫سو ِ‬ ‫سِبي َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ك َ‬ ‫سل َ َ‬
‫ك ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض من حضرنا ذكره ممن سلك في ذلك سبيل رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‬

‫سِبي َ‬
‫ل‬ ‫سل َ َ‬
‫ك ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬
‫ل‪#‬‬ ‫سو ِ‬
‫َر ُ‬

‫ن أ َوْ ث ََلًثا‬ ‫شي ًْئا إ ِّل وَقَعَ ِفيهِ ‪َ ،‬‬


‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫َ‬ ‫َل ي َ ْ‬
‫شت َِهي أ َ‬

‫‪ 636‬حدثنا يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬حدثني عبد الله‬
‫بن عمر ‪ ،‬عن وهب بن كيسان ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫لقيني عمر بن الخطاب ومعي لحم اشتريته بدرهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما هذا‬
‫؟ فقلت ‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ ،‬اشتريته للصبيان والنساء فقال عمر ‪:‬‬
‫ل يشتهي أحدكم شيئا إل وقع فيه ‪ ،‬مرتين أو ثلثا ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬لول‬
‫يطوي أحدكم بطنه لجاره وابن عمه ؟ ثم قال ‪ :‬أين تذهب عنكم‬
‫هذه الية ‪ :‬أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ؟ *‬

‫ن لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ك أ َّل أ َ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ذا َ‬
‫ما َ‬ ‫ة أَ ْ‬
‫شهُرٍ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه أ َْرب َعَ َ‬
‫من ْ ُ‬
‫ت ِ‬ ‫ما َ‬
‫شب ِعْ ُ‬ ‫َ‬

‫‪ 637‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا هشيم ‪ ،‬أنبأنا منصور ‪ ،‬عن ابن‬


‫سيرين ‪ :‬أن رجل قال لبن عمر ‪ :‬أجعل لك جوارشنا ؟ قال ‪ :‬وما‬
‫الجوارشن ؟ قال ‪ :‬شيء إذا كظك طعام فأصبت منه سهل عليك ‪.‬‬
‫فقال ابن عمر ‪ :‬ما شبعت منه أربعة أشهر ‪ ،‬وما ذاك أل أكون له‬
‫واجدا ‪ ،‬ولكني عهدت قوما يشبعون مرة ويجوعون مرة *‬

‫ذا وَك َ َ‬
‫ذا *‬ ‫ن ط ََعام ٍ ُ‬
‫من ْذ ُ ك َ َ‬ ‫م ْ‬
‫ت ِ‬ ‫ما َ‬
‫شب ِعْ ُ‬ ‫َ‬

‫‪ 638‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫عن سعد بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت حفص بن عاصم يحدث عن‬
‫ابن عمر أنه ذكر أم ولد له فقال ‪ :‬يرحمها الله ‪ ،‬كانت تقوتني بكذا‬
‫وكذا من الطعام ‪ ،‬شيء قليل ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬وما ذاك ؟ قال ‪ :‬وما‬
‫أعجبك ؟ ما شبعت من طعام منذ كذا وكذا *‬

‫ْ‬
‫ماٍر‬
‫ح َ‬ ‫ري إ ِّل ظ ِ ْ‬
‫مءُ ِ‬ ‫م ِ‬
‫ن عُ ْ‬
‫م ْ‬ ‫شب َِع ‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫م ي َب ْقَ ِ‬ ‫مُرِني ِبال ّ‬ ‫اْل َ‬
‫ن ت َأ ُ‬

‫‪ 639‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن أيوب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬نبئت عن الزهري ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬إن عبد الله بن مطيع قال‬
‫لصفية ‪ :‬لو ألطفت هذا الشيخ ؟ قالت ‪ :‬قد أعياني ‪ ،‬ل يأكل إل‬
‫ومعه آكل ‪ ،‬فلو كلمته ؟ قال ‪ :‬فكلمه فقال ‪ :‬الن تأمرني بالشبع ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ولم يبق من عمري إل ظمء حمار ‪ ،‬فما شبعت منذ ثماني سنين ‪،‬‬
‫يعني ابن عمر *‬

‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫مدٍ َ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬ ‫ه فَل َي ْ َ‬
‫س ِ‬ ‫ضي َْف ُ‬
‫م َ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ي ُك ْرِ ْ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬

‫‪ 640‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا ابن المبارك ‪ ،‬عن إبراهيم بن شيبان ‪،‬‬
‫عن رجل ‪ ،‬قال ‪ :‬دخل رجلن على عبد الله بن الحارث بن جزء‬
‫الزبيدي ‪ ،‬فنزع وسادة كان متكئا عليها ‪ ،‬فألقاها إليهما ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل‬
‫نريد هذا ‪ ،‬إنما جئنا لنسمع شيئا ننتفع به فقال ‪ :‬إنه من لم يكرم‬
‫ضيفه فليس من محمد صلى الله عليه وسلم ول من إبراهيم ‪،‬‬
‫طوبى لعبد متعلق برسن فرسه في سبيل الله ‪ ،‬أفطر على كسرة‬
‫وماء بارد ‪ ،‬وويل للواثين الذين يلوثون مثل البقر ‪ ،‬ارفع يا غلم ‪،‬‬
‫وضع يا غلم ‪ ،‬وفي ذلك ل يذكرون الله *‬

‫مَعاؤُهُ ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ل سبع َ َ‬ ‫َ‬


‫ذا‬ ‫سأ ْ‬‫حّتى ت َي ْب َ َ‬
‫ة أّيام ٍ َ‬ ‫ص ُ َ َْ‬
‫وا ِ‬
‫ن الّزب َي ْرِ ي ُ َ‬
‫ن اب ْ ُ‬
‫كا َ‬

‫‪ 641‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن قطن بن عبد‬
‫الله ‪ ،‬قال ‪ :‬كان ابن الزبير يواصل سبعة أيام حتى تيبس أمعاؤه ‪،‬‬
‫فإذا كان اليوم السابع أتى بسمن وصبر فتحساه حتى تفتق المعاء‬
‫قال ‪ :‬وهو اليوم السابع أصفى صوتا *‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ب ِ‬
‫عو ب َِقعْ ٍ‬
‫م ي َد ْ ُ‬ ‫ه ‪ :‬ال ْغِ ْ‬
‫مُر ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ح ي َُقا ُ‬
‫عو ب َِقد َ ٍ‬
‫ي َد ْ ُ‬

‫‪ 642‬حدثني يعقوب ‪ ،‬حدثنا هشيم ‪ ،‬أنبأنا مغيرة ‪ ،‬عن قطن بن‬


‫عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت عبد الله بن الزبير وهو يواصل من الجمعة‬
‫إلى الجمعة ‪ ،‬فإذا كان عند إفطاره من الليلة المقبلة من ليالي‬
‫الجمعة قال ‪ :‬يدعو بقدح يقال له ‪ :‬الغمر ‪ ،‬ثم يدعو بقعب من‬
‫سمن قال ‪ :‬ثم يأمر بلبن فيحلب عليه قال ‪ :‬ثم يدعو بشيء من‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صبر فيذره عليه ‪ ،‬ثم يشربه قال ‪ :‬فأما اللبن فيعصمه ‪ ،‬وأما‬
‫السمن فيقطع عنه العطش ‪ ،‬وأما الصبر فيفتق أمعاءه *‬

‫ل سبع َ َ‬
‫ة أّيام ٍ ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما ك َب َِر‬ ‫ص ُ َ َْ‬
‫وا ِ‬ ‫ن عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬
‫ن الّزب َي ْرِ ي ُ َ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 643‬حدثني أبو السائب السوائي ‪ ،‬حدثنا حفص بن غياث ‪ ،‬عن‬


‫هشام بن عروة ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عبد الله بن الزبير يواصل سبعة أيام ‪،‬‬
‫فلما كبر جعلها خمسا ‪ ،‬فلما كبر جدا جعلها ثلثا *‬

‫يٍء‬ ‫سيٌر ‪ ،‬أ َيّ َ‬


‫ش ْ‬ ‫ه ل َي َ ِ‬ ‫ة ‪َ .‬قا َ‬
‫ل ‪ :‬إ ِن ّ ُ‬ ‫م ُ‬
‫ؤون َ ً‬ ‫ن ِل ِفْ َ‬
‫طاِري َ‬ ‫إِ ّ‬

‫‪ 644‬حدثني أبو السائب ‪ ،‬حدثنا حفص ‪ ،‬عن عبد الملك ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫كان ابن أبي نعم يفطر في كل شهر مرة ‪ .‬قال ‪ :‬فقال له رجل ‪:‬‬
‫إني أحب أن تفطر عندي ‪ .‬قال ‪ :‬إن لفطاري مؤونة ‪ .‬قال ‪ :‬إنه‬
‫ليسير ‪ ،‬أي شيء أهيئ لك ؟ قال ‪ :‬هيئ لي كذا وكذا رطل من لبن‬
‫وحليب ‪ ،‬وكذا وكذا من السمن قال ‪ :‬ثم جاء فجعل يشرب‬
‫وأمعاؤه تقعقع *‬

‫ن*‬ ‫ن ك ُل ّهِ إ ِّل َ‬


‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫ضا َ‬ ‫َل ي ُْفط ُِر ِفي َر َ‬
‫م َ‬

‫‪ 645‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عبد‬
‫الرحمن بن أبي نعم ل يفطر في رمضان كله إل مرتين *‬

‫ة"‬ ‫ح َ‬
‫شَف ً‬ ‫ت َ‬
‫ساوَي ْ ُ‬
‫ما َ‬ ‫ما أ َ ْ‬
‫شت َِهي َ‬ ‫ل كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫" ل َوْ ك ُن ْ ُ‬
‫ت آك ُ ُ‬

‫‪ 646‬حدثني العباس بن أبي طالب ‪ ،‬حدثنا محمد بن الصلت ‪،‬‬


‫حدثنا أبو كدينة ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬قال ‪ :‬قال مجاهد ‪ " :‬لو كنت آكل كل‬
‫ما أشتهي ما ساويت حشفة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صوْم ٍ إ ِّل‬ ‫َ‬


‫ن غَي ْرِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ما أط ْعَ ُ‬
‫م ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ت ث ََلِثي َ‬
‫ن ي َوْ ً‬ ‫ما ل َب ِث ْ ُ‬
‫" ُرب ّ َ‬

‫‪ 647‬حدثنا أبو كريب محمد بن العلء ‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪،‬‬
‫حدثنا العمش ‪ ،‬حدثني إبراهيم التيمي ‪ ،‬قال ‪ " :‬ربما لبثت ثلثين‬
‫يوما ما أطعم من غير صوم إل الحبة ‪ .‬فقيل له فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬وما‬
‫يمنعني من حوائجي " *‬

‫ب أ َك َْر ُ‬
‫هوِني‬ ‫عن َ ٍ‬
‫ة ِ‬ ‫شي ًْئا إ ِّل َ‬
‫حب ّ َ‬ ‫ت ِفيهِ َ‬ ‫َ‬
‫ما أك َل ْ ُ‬ ‫ي َ‬
‫شهٌْر َ‬
‫َ‬
‫أَتى عَل َ ّ‬

‫‪ 648‬حدثني عبد الله بن عبد الله بن أسيد الكلبي ‪ ،‬حدثنا أبو بكر‬
‫بن عياش ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت العمش ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت إبراهيم‬
‫التيمي ‪ ،‬يقول ‪ " :‬لقد أتى علي شهر ما أكلت فيه شيئا إل حبة‬
‫عنب أكرهوني عليها ‪ ،‬وما أنا بصائم ‪ ،‬وما أمتنع من حوائجي " *‬

‫سي ال َْقل ْ َ‬
‫ب"*‬ ‫ال ّ‬
‫شب َعَ ي َُق ّ‬

‫‪ 649‬حدثني علي بن مسلم الطوسي ‪ ،‬حدثنا سيار بن حاتم ‪ ،‬حدثنا‬


‫جعفر بن سليمان ‪ ،‬سمعت عبد الله الرازي ‪ ،‬يقول ‪ " :‬لقد كان‬
‫أهل العلم بالله والقبول عنه يقولون ‪ :‬إن الشبع يقسي القلب " *‬

‫ل َوال ْك ََلم ِ " *‬ ‫َ‬


‫ب ‪ :‬ك َث َْرةُ اْلك ْ ِ‬
‫ن ال َْقل ْ َ‬
‫سَيا ِ‬ ‫صل ََتا ِ‬
‫ن ت َُق ّ‬ ‫خ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 650‬حدثني علي بن مسلم الطوسي ‪ ،‬قال ‪ :‬وجدت في كتاب‬


‫علي بن الزهر أعطانيه ‪ ،‬عن الفضيل بن عياض ‪ ،‬فيه عن‬
‫الفضيل ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬خصلتان تقسيان القلب ‪ :‬كثرة الكل والكلم‬
‫"*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت إ ِل َي ْهِ قَدِ ا ْ‬ ‫َ‬


‫ن‬
‫م َ‬
‫ضّر ِ‬
‫خ َ‬ ‫ل ‪ :‬فَن َظ َْر ُ‬
‫ه ث ََلًثا َقا َ‬
‫وى هُوَ وَأهْل ُ ُ‬
‫طَ َ‬

‫‪ 651‬حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق ‪ ،‬حدثنا عبد‬


‫الله بن عيسى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني جار لبن طاوس بن فضا‬
‫قال ‪ :‬أصبح ابن طاوس يوما متصبحا وأنا معه ‪ ،‬قال ‪ :‬وقد تحدثنا‬
‫أنه طوى هو وأهله ثلثا قال ‪ :‬فنظرت إليه قد اخضر من الجوع *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫أبي هريرة في الخبر الذي ذكره عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم عند مصيره إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان ‪ " :‬فجاء بقربته‬
‫يرعبها " ‪ ،‬يعني بقوله ‪ :‬يرعبها ‪ ،‬يملؤها ماء ‪ .‬يقال منه ‪ :‬رعب‬
‫فلن الحوض فهو يرعبه رعبا ‪ ،‬وحوض مرعوب ‪ ،‬يراد به مملوء ‪.‬‬
‫ومثل الرعب التراع والفعام ‪ ،‬يقال من ذلك ‪ :‬أترعت السقاء‬
‫وأفعمته وأكربته وزنرته وجزمته ومن الجزم قول اللعين ‪ :‬ألست‬
‫ابن سوداء المحاجر فخة لها علبة لخوى ووطب مجزم وأما قول‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طلحة ‪ " :‬ولقد مكثت‬
‫أنا وصاحبي بضعة عشر يوما ما لنا طعام إل البرير " ‪ ،‬فإنه يعني‬
‫بالبرير ثمر الراك ‪ ،‬وهو اسم لما رطب منه ولما ييبس ‪ ،‬فأما‬
‫الكباث ‪ ،‬فإنه اسم للغض منه خاصة ‪ ،‬ومنه قول أعشى بني‬
‫ثعلبة ‪ :‬ظبية من ظباء وجرة أدما ء تسف الكباث تحت الهدال‬
‫والهدال ‪ ،‬والكباث ‪ ،‬اسم الجماع منه ‪ ،‬والواحدة منه كباثة ‪ ،‬مثل‬
‫تمر وتمرة ‪ ،‬وبر وبرة ‪ .‬وأما المرد ‪ ،‬فإنه اسم للمدرك منه ‪ ،‬ومنه‬
‫قول العشى أيضا في صفة ظبية ‪ :‬تنفض المرد والكباث بحملج‬
‫لطيف في جانبيه انفراق‬

‫ن‬ ‫ذك ْر ما ل َم يمض ذك ْره من حديث مال ِك ب َ‬


‫س بْ ِ‬
‫ن أو ْ ِ‬
‫ْ َ ْ ِ ِ ُ ُ ِ ْ َ ِ ِ َ ِ ْ ِ‬ ‫ِ ُ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر ما لم يمض ذكره من حديث مالك بن أوس بن الحدثان‬
‫النصري ‪ ،‬عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‬

‫ن‪#‬‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫و‬‫‪ <<#‬ذك ْر ما ل َم يمض ذك ْره من حديث مال ِك بن أ َ‬


‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ْ ِ ِ ُ ُ ِ ْ َ ِ ِ َ ِ ْ ِ‬ ‫ِ ُ َ‬

‫مرِ رًِبا‬
‫مُر ِبالت ّ ْ‬
‫هاءَ ‪َ ،‬والت ّ ْ‬ ‫ب رًِبا إ ِّل َ‬
‫هاَء وَ َ‬ ‫ب ِبالذ ّهَ ِ‬
‫" الذ ّهَ ُ‬

‫‪ 652‬حدثني أحمد حماد الدولبي ‪ ،‬ويونس بن عبد العلى الصدفي‬


‫‪ ،‬وسفيان بن وكيع بن الجراح ‪ ،‬قالوا ‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمع الزهري ‪ ،‬مالك بن أوس بن الحدثان النصري يقول ‪:‬‬
‫سمعت عمر بن الخطاب ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ " :‬الذهب بالذهب ربا إل هاء وهاء ‪ ،‬والتمر بالتمر ربا إل هاء وهاء ‪،‬‬
‫والشعير بالشعير ربا إل هاء وهاء " *‬

‫هاءَ " *‬ ‫ضةِ رًِبا إ ِّل َ‬


‫هاَء وَ َ‬ ‫ب ِبال ِْف ّ‬
‫" الذ ّهَ ُ‬

‫‪ 653‬حدثني علي بن مسلم الطوسي ‪ ،‬حدثنا عباد بن العوام ‪،‬‬


‫حدثنا سفيان بن حسين ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن مالك بن أوس بن‬
‫الحدثان ‪ ،‬عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬الذهب بالفضة ربا إل هاء وهاء " *‬

‫حن ْط َةِ رًِبا‬


‫ة ِبال ْ ِ‬
‫حن ْط َ ُ‬
‫ت ‪َ ،‬وال ْ ِ‬
‫ها ِ‬ ‫ق رًِبا إ ِّل َ‬
‫هاَء وَ َ‬ ‫ب ِبال ْوَرِ ِ‬
‫" الذ ّهَ ُ‬

‫‪ 654‬حدثني العباس بن الوليد البيروتي ‪ ،‬أخبرني أبي ‪ ،‬حدثنا‬


‫الوزاعي ‪ ،‬حدثني الزهري ‪ ،‬حدثني مالك بن أوس بن الحدثان ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أقبلت بمئة دينار أصرفها ‪ ،‬فوجدت عمر بن الخطاب عند دار‬
‫ابن العجماء فقال لي طلحة بن عبيد الله ‪ :‬يا مالك ‪ ،‬ما هذه ؟‬
‫قلت ‪ :‬مئة دينار أصرفها ‪ .‬قال ‪ :‬قد أخذتها ‪ ،‬يأتيني خازني من‬
‫الغابة ‪ .‬قال ‪ :‬فقال عمر ‪ :‬ل والله ‪ ،‬ل تفارقه حتى تعطيه صرفها ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬الذهب‬
‫بالورق ربا إل هاء وهات ‪ ،‬والحنطة بالحنطة ربا إل هاء وهات ‪،‬‬
‫والتمر بالتمر ربا إل هاء وهات ‪ ،‬والشعير بالشعير ربا إل هاء وهات‬
‫"*‬

‫هاءَ ‪،‬‬
‫هاَء وَ َ‬
‫م ِبالد ّْرهَم ِ َ‬
‫هاءَ ‪َ ،‬والد ّْرهَ ُ‬
‫هاَء وَ َ‬
‫ديَنارِ َ‬
‫ديَناُر ِبال ّ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 655‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا سلمة ‪ ،‬عن ابن إسحاق ‪ ،‬عن الزهري‬
‫‪ ،‬عن مالك بن أوس بن الحدثان ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجت بورق لي ابتعتها‬
‫بالسوق ‪ ،‬فبايعت بها طلحة بن عبيد الله ‪ ،‬وعمر بن الخطاب منا‬
‫قريب ‪ ،‬فلما استوفى ورقي مني قال ‪ :‬يأتي غلمي فأرسل إليك‬
‫بذهبك ‪ .‬فسمعها عمر فقال ‪ :‬إن استنظرك إلى أن يدخل بيته فل‬
‫تنظره ‪ .‬فقال له طلحة ‪ :‬وماذا تخاف علينا يا أمير المؤمنين ؟‬
‫فقال ‪ :‬أخاف عليكم الربا ‪ ،‬إني سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬الدينار بالدينار هاء وهاء ‪ ،‬والدرهم بالدرهم هاء‬
‫وهاء ‪ ،‬والقمح بالقمح هاء وهاء ‪ ،‬والتمر بالتمر هاء وهاء ‪ ،‬والشعير‬
‫بالشعير هاء وهاء ‪ ،‬ل فصل بينهما " *‬

‫هاءَ ‪َ ،‬وال ْب ُّر ِبال ْب ُّر رًِبا‬ ‫ق رًِبا إ ِّل َ‬


‫هاَء وَ َ‬ ‫ب ِبال ْوَرِ ِ‬
‫" الذ ّهَ ُ‬

‫‪ 656‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني‬


‫مالك ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن مالك بن أوس بن الحدثان ‪ ،‬أنه أخبره‬
‫‪ :‬أنه التمس صرفا بمئة دينار قال ‪ :‬فدعاني طلحة بن عبيد الله‬
‫إليه ‪ ،‬فتراوضنا حتى اصطرف مني وأخذ الذهب ‪ ،‬فقلبها في يده ‪،‬‬
‫ثم قال ‪ :‬حتى يأتي خازني من الغابة وعمر بن الخطاب يسمع‬
‫فقال عمر ‪ :‬والله ل تفارقه حتى تأخذ ثمنه ‪ .‬ثم قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الذهب بالورق ربا إل هاء وهاء ‪،‬‬
‫والبر بالبر ربا إل هاء وهاء ‪ ،‬والتمر بالتمر ربا إل هاء وهاء ‪،‬‬
‫والشعير بالشعير ربا إل هاء وهاء " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هاءَ ‪َ ،‬وال ْب ُّر ِبال ّ‬


‫شِعيرِ رًِبا‬ ‫ق رًِبا إ ِّل َ‬
‫هاَء وَ َ‬ ‫ب ِبال ْوَرِ ِ‬
‫" الذ ّهَ ُ‬

‫‪ 657‬حدثنا الحسين بن يحيى ‪ ،‬وأحمد بن منصور ‪ ،‬قال الحسين ‪:‬‬


‫أنبأنا ‪ ,‬وقال ‪ ،‬أحمد ‪ :‬حدثنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪ :‬أنبأنا معمر ‪ ،‬عن‬
‫الزهري ‪ ،‬عن مالك بن أوس بن الحدثان ‪ ،‬قال ‪ :‬صارفت طلحة بن‬
‫عبيد الله ورقا بذهب قال ‪ :‬أنظرني حتى يأتينا خازننا من الغابة ‪.‬‬
‫فسمعهما عمر فقال ‪ :‬ل والله ل تفارقه حتى تستوفي منه صرفه ‪،‬‬
‫فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬الذهب‬
‫بالورق ربا إل هاء وهاء ‪ ،‬والبر بالشعير ربا إل هاء وهاء ‪ ،‬والتمر‬
‫بالزبيب ربا إل هاء وهاء " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ل علة فيه‬
‫توهنه ‪ ،‬ول سبب يضعفه ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين‬
‫سقيما غير صحيح لعلتين ‪ :‬إحداهما ‪ :‬أنه خبر قد حدث بهذا الحديث‬
‫عن عمر من غير حديث مالك بن أوس بن الحدثان ‪ ،‬فجعل هذا‬
‫الكلم موقوفا على عمر ‪ ،‬غير مرفوع إلى رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ,‬والخرى ‪ :‬أنه ل يعرف عن عمر ‪ ،‬عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم هذا الكلم مرفوعا من غير حديث مالك بن‬
‫أوس ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬عنه‬

‫ه‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَل َ ْ‬


‫م ي َْرفَعْ ُ‬ ‫مَر فَوَقََف ُ‬
‫ن عُ َ‬ ‫ذا ال ْك ََل َ‬
‫م عَ ْ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى هذا الكلم عن عمر فوقفه عليه ولم يرفعه‬

‫ه‪#‬‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَل َ ْ‬


‫م ي َْرفَعْ ُ‬ ‫مَر فَوَقََف ُ‬
‫ن عُ َ‬ ‫ذا ال ْك ََل َ‬
‫م عَ ْ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫حل ْ َ‬
‫ب َناقَةٍ " *‬ ‫ق فََل ي ُن ْظ َِرن ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ف ذ َهًَبا ب ِوَرِ ٍ‬
‫صَر َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 658‬حدثني محمد بن موسى الحرشي ‪ ،‬حدثنا حماد بن زيد ‪ ،‬عن‬


‫عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت ابن عمر يحدث قال ‪ :‬قال عمر ‪ " :‬من‬
‫صرف ذهبا بورق فل ينظرنه حلب ناقة " *‬

‫ل ‪ ،‬وََل ال ْوَرِ ُ‬
‫ق‬ ‫مث ًْل ب ِ ِ‬
‫مث ْ ٍ‬ ‫ب إ ِّل ِ‬
‫ب ِبالذ ّهَ ِ‬ ‫" َل ي َُباعَ ّ‬
‫ن الذ ّهَ ُ‬

‫‪ 659‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬حدثنا المعتمر بن‬


‫سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬عن‬
‫عمر أنه قال ‪ " :‬ل يباعن الذهب بالذهب إل مثل بمثل ‪ ،‬ول الورق‬
‫بالورق إل مثل بمثل ‪ ،‬ول تبيعوا منها شيئا غائبا بناجز ‪ ،‬إني أخاف‬
‫عليكم الرماء ‪ ،‬والرماء ‪ :‬الربا ‪ ،‬وإن استنظركم أحد إلى أن يدخل‬
‫بيته فل تنظروه " حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا يحيى ‪ ،‬عن عبيد الله ‪،‬‬
‫عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬عن عمر بنحوه *‬

‫جزٍ *‬
‫ساًء ب َِنا ِ‬ ‫ب ِبال ْوَرِ ِ‬
‫ق نَ َ‬ ‫ن الذ ّهَ ِ‬
‫مُر عَ ِ‬
‫ن ََهى عُ َ‬

‫‪ 660‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن أبي البختري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ابن عمر ‪ :‬نهى‬
‫عمر عن الذهب بالورق نساء بناجز *‬

‫َ‬
‫حد ّث ََنا‬
‫صرِ ‪َ ،‬‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫من ْت َ ِ‬ ‫م بْ ُ‬ ‫حد ّث ََنا ت َ ِ‬
‫مي ُ‬ ‫ج ال ْب َي ْ َ‬
‫ت َ‬ ‫ج ال ْب َي ْ َ َ‬
‫ت فَل ي َل ِ ِ‬ ‫أل ِ ُ‬

‫‪ 661‬حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع ‪ ،‬حدثنا بشر بن المفضل ‪،‬‬


‫حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ‪ ،‬عن صالح بن كيسان ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت‬
‫ابن عمر في مسجد الكوفة قال ‪ :‬فسأله رجل فقال ‪ :‬يا أبا عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬ما تقول في الصرف ؟ فقال عبد الله ‪ :‬قال عمر ‪ :‬إن‬
‫قال ‪ :‬ألج البيت فل يلج البيت حدثنا تميم بن المنتصر ‪ ،‬حدثنا عبد‬
‫الله بن نمير ‪ ،‬عن عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر مثله *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حب َ‬ ‫َ‬
‫ن ي َذ ْهَ َ‬
‫ب‬ ‫هأ ْ‬‫صا ِ َ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ق فََل ي ُن ْ ِ‬
‫سئ َ ّ‬ ‫ب ِبال ْوَرِ ِ‬ ‫حد ُك ُ ُ‬
‫م الذ ّهَ َ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا َباي َعَ أ َ‬

‫‪ 662‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬حدثنا هشام ‪ ،‬عن يحيى ‪،‬‬
‫عن أبي سلمة ‪ ،‬أن ابن عمر حدثه ‪ :‬أن عمر قال ‪ " :‬إذا بايع‬
‫أحدكم الذهب بالورق فل ينسئن صاحبه أن يذهب وراء جدار " *‬

‫مث ًْل‬
‫ق إ ِّل ِ‬
‫ب ‪ ،‬وََل ال ْوَرِقَ ِبال ْوَرِ ِ‬ ‫" َل ت َِبيُعوا الذ ّهَ َ‬
‫ب ِبالذ ّهَ ِ‬

‫‪ 663‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪،‬‬


‫عن نافع ‪ ،‬قال قال عمر ‪ " :‬ل تبيعوا الذهب بالذهب ‪ ،‬ول الورق‬
‫بالورق إل مثل بمثل ‪ ،‬ول تشفوا بعضها على بعض ‪ ،‬ول تبيعوا شيئا‬
‫غائبا بناجز ‪ ،‬إني أخاف عليكم الرماء ‪ ،‬والرماء ‪ :‬الربا ‪ ،‬فحدث‬
‫رجل ابن عمر بمثل هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬فحدثه‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فما فالته حتى دخل به‬
‫على أبي سعيد وأنا معه فقال ‪ :‬إن هذا حدثني عنك حديثا يزعم‬
‫أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬أفسمعته ؟‬
‫فقال ‪ :‬بصر عيني وسمع أذني ‪ ،‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬ل تبيعوا الذهب بالذهب ‪ ،‬ول الورق بالورق إل مثل‬
‫بمثل ‪ ،‬ول تشفوا بعضها على بعض ‪ ،‬ول تبيعوا شيئا غائبا منها‬
‫بناجز " *‬

‫َ‬ ‫خ ّ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أَ‬
‫ن‬
‫بأ ْ‬‫طا ِ‬ ‫ق ‪ ،‬فَن ََهاهُ عُ َ‬
‫مُر ب ْ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫و‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ني‬
‫ِ‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ط‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ط‬ ‫ن‬
‫ّ‬

‫‪ 664‬حدثنا ابن سيار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن أبي‬
‫قلبة ‪ :‬أن طلحة اصطرف دنانير بورق ‪ ،‬فنهاه عمر بن الخطاب أن‬
‫يفارقه حتى يستوفي منه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل ‪ ،‬وََل ت ُ ِ‬
‫شّفوا‬ ‫مث ًْل ب ِ ِ‬
‫مث ْ ٍ‬ ‫ب إ ِّل ِ‬ ‫" َل ت َِبيُعوا الذ ّهَ َ‬
‫ب ِبالذ ّهَ ِ‬

‫‪ 665‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬حدثني مالك ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن‬
‫ابن عمر أن عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل تبيعوا الذهب بالذهب إل‬
‫مثل بمثل ‪ ،‬ول تشفوا بعضها على بعض ‪ ،‬ول تبيعوا الورق بالذهب ‪،‬‬
‫أحدهما غائب والخر ناجز ‪ ،‬وإن استنظرك أن يلج بيته فل تنظره ‪،‬‬
‫إني أخاف عليكم الرماء ‪ ،‬والرماء ‪ :‬الربا " حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا‬
‫ابن وهب ‪ ،‬حدثني مالك ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن عبد الله بن عمر أن عمر‬
‫بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فذكر نحوه *‬

‫صاِع ‪ ،‬وََل‬
‫صاعُ ِبال ّ‬
‫م ِبالد ّْرهَم ِ ‪َ ،‬وال ّ‬
‫ديَنارِ ‪َ ،‬والد ّْرهَ ُ‬
‫ديَناُر ِبال ّ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 666‬حدثنا يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬حدثني مالك ‪ :‬أنه بلغه عن‬
‫القاسم بن محمد ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬قال عمر بن الخطاب ‪ " :‬الدينار‬
‫بالدينار ‪ ،‬والدرهم بالدرهم ‪ ،‬والصاع بالصاع ‪ ،‬ول يباع كالئ بناجز "‬
‫وقد وافق عمر في روايته ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫هذا الخبر الذي ذكرناه جماعة من أصحابه صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫نذكر بعض ما حضرنا ذكره منهم ممن صح السند بيننا وبينه *‬

‫ما ‪،‬‬
‫ل ب َي ْن َهُ َ‬ ‫م ِبالد ّْرهَم ِ ‪َ ،‬ل فَ ْ‬
‫ض َ‬ ‫ديَنارِ ‪َ ،‬والد ّْرهَ ُ‬
‫ديَناُر ِبال ّ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 667‬حدثنا أحمد بن الوليد الرملي ‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن محمد بن‬


‫العباس ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن عمر بن محمد بن علي بن أبي طالب‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن جده علي قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬الدينار بالدينار ‪ ،‬والدرهم بالدرهم ‪ ،‬ل فضل بينهما ‪ ،‬ومن‬
‫كانت له حاجة بورق فليصطرفها بذهب ‪ ،‬ومن كانت له حاجة‬
‫بذهب فليصطرفها بورق ‪ ،‬والصرف هاء وهاء " *‬

‫ن ب َي ِْع ال ْوَرِ ِ‬
‫ق ِبالذ ّهَ ِ‬
‫ب‬ ‫سل ّ َ‬
‫م عَ ْ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ن ََهى َر ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 668‬حدثني محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬
‫عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن أبي المنهال ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء رجل إلى‬
‫زيد بن أرقم والبراء بن عازب ‪ ،‬فسألهما عن بيع ‪ ،‬الورق ‪ ،‬بالذهب‬
‫فقال كل واحد منهما ‪ :‬سل هذا ‪ ،‬فإنه خير مني وأعلم مني ‪ .‬فقال‬
‫أحدهما ‪ :‬نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الورق‬
‫بالذهب دينا ‪ .‬وقال الخر ‪ ،‬نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫عن بيع الذهب بالورق نساء *‬

‫ل ‪ ،‬وََل ت ُ ِ‬
‫شّفوا‬ ‫مث ًْل ب ِ ِ‬
‫مث ْ ٍ‬ ‫ب إ ِّل ِ‬ ‫" َل ت َِبيُعوا الذ ّهَ َ‬
‫ب ِبالذ ّهَ ِ‬

‫‪ 669‬حدثنا الحسن بن الجنيد ‪ ،‬حدثنا سعيد بن مسلمة ‪ ،‬حدثنا‬


‫إسماعيل بن أمية ‪ ،‬عن نافع ‪ :‬أن رجل جاء إلى عبد الله بن عمر ‪،‬‬
‫فأخبره أنه سمع أبا سعيد الخدري يحدث عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬ل تبيعوا الذهب بالذهب إل مثل بمثل ‪ ،‬ول تشفوا‬
‫بعضهما على بعض ‪ ،‬ول تبيعوا الورق بالورق إل مثل بمثل ‪ ،‬ول‬
‫تشفوا بعضهما على بعض ‪ ،‬ول تبيعوا غائبا بناجز ‪ ،‬إني أخاف‬
‫عليكم الرماء قال نافع ‪ :‬فانطلقت أنا وابن عمر والرجل الذي‬
‫أخبره عن أبي سعيد حتى دخلنا على أبي سعيد ‪ ،‬فسأله ابن عمر‬
‫عن ذلك فذكر على نحو ما ذكره الرجل ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬بصر عيني‬
‫وسمع أذني رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك *‬

‫واءٍ ‪،‬‬
‫س َ‬
‫واءً ب ِ َ‬
‫س َ‬
‫ل َ‬ ‫مث ًْل ب ِ ِ‬
‫مث ْ ٍ‬ ‫ق إ ِّل ِ‬
‫ب ‪َ ،‬وال ْوَرِقَ ِبال ْوَرِ ِ‬
‫ب ِبالذ ّهَ ِ‬
‫الذ ّهَ َ‬

‫‪ 670‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬حدثنا يزيد بن زريع ‪ ،‬حدثنا‬


‫ابن عون ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رجل يحدث عن أبي سعيد‬
‫الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬قدم أبو سعيد فنزل هذه الدار ‪ ،‬فأخذ عبد الله بن‬
‫عمر بيده ويدي ‪ ،‬فانطلقنا حتى قمنا عليه فقال ‪ :‬ما يحدث هذا‬
‫عنك ؟ قال ‪ :‬فما نسيت قوله بإصبعه ‪ :‬بصر عيني وسمع أذني من‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فذكر الذهب بالذهب ‪ ،‬والورق‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بالورق إل مثل بمثل سواء بسواء ‪ ،‬ول تبيعوا غائبا بناجز ‪ ،‬ول‬
‫تشفوا إحداهما على الخرى *‬

‫ق إ ِّل‬
‫ل ‪َ ،‬وال ْوَرِ ِ‬ ‫مث ًْل ب ِ ِ‬
‫مث ْ ٍ‬ ‫ب إ ِّل ِ‬
‫ب ِبالذ ّهَ ِ‬
‫ن الذ ّهَ ِ‬
‫" ي َن َْهى عَ ِ‬

‫‪ 671‬حدثني محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬حدثنا المعتمر بن‬


‫سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪ :‬أن عبد الله بن‬
‫عمر ‪ ،‬قيل له ‪ :‬إن أبا سعيد يحدث هذا الحديث عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فلقيه عبد الله بن عمر وأنا معه فقال ‪ :‬يا‬
‫أبا سعيد هل حديث بلغني أنك حدثته عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم في شأن الذهب بالذهب والورق بالورق ؟ فقال أبو‬
‫سعيد ‪ :‬سمعت أذناي وأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم " ينهى عن الذهب بالذهب إل مثل بمثل ‪ ،‬والورق إل مثل‬
‫بمثل ‪ ،‬ول تبيعوا منها شيئا غائبا بناجز " حدثني تميم بن المنتصر‬
‫الواسطي ‪ ،‬أنبأنا عبد الله بن نمير ‪ ،‬أنبأنا عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت أبا سعيد الخدري ‪ ،‬يحدث عبد الله بن عمر يقول ‪:‬‬
‫أبصرت عيناي وسمعت أذناي ‪ ،‬من رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ثم ذكر نحوه *‬

‫ما فَ ْ‬
‫ض ٌ‬
‫ل‪،‬‬ ‫م ِبالد ّْرهَم ِ ‪ ،‬ل َي ْ َ‬
‫س ب َي ْن َهُ َ‬ ‫ديَنارِ ‪َ ،‬والد ّْرهَ ُ‬
‫ديَناُر ِبال ّ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 672‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت يحيى بن‬
‫سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت نافعا يحدث أن عمرو بن ثابت العتواري ‪،‬‬
‫أخبر عبد الله بن عمر أنه سمع أبا سعيد الخدري يحدث عن‬
‫الصرف حديثا ‪ ،‬فانطلق عبد الله بن عمر إلى أبي سعيد الخدري ‪،‬‬
‫ومعه نافع وعمرو بن ثابت ‪ ،‬فدخلوا على أبي سعيد فقال عبد الله‬
‫لبي سعيد ‪ :‬ما حديث حدثنيه هذا ؟ قال أبو سعيد ‪ :‬بصر عيني‬
‫وسمع أذني رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬الدينار‬
‫بالدينار ‪ ،‬والدرهم بالدرهم ‪ ،‬ليس بينهما فضل ‪ ،‬ول يباع عاجل‬
‫بآجل " حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬أنبأنا يحيى أن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫نافعا أخبره ‪ :‬أن عمرو بن ثابت العتواري حدث ابن عمر أنه سمع‬
‫أبا سعيد الخدري ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" الدينار بالدينار ‪ ،‬والدرهم بالدرهم " ‪ ،‬ثم ذكر نحوه *‬

‫ل ‪ ،‬أ َوْ وَْزًنا‬ ‫مث ًْل ب ِ ِ‬


‫مث ْ ٍ‬ ‫ب إ ِّل ِ‬ ‫" َل ت َِبيُعوا الذ ّهَ َ‬
‫ب ِبالذ ّهَ ِ‬

‫‪ 673‬حدثني واصل بن عبد العلى السدي ‪ ،‬حدثنا ابن فضيل ‪ ،‬عن‬


‫ليث ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل تبيعوا الذهب بالذهب إل مثل‬
‫بمثل ‪ ،‬أو وزنا بوزن ‪ ،‬ول الفضة بالفضة إل مثل بمثل ‪ ،‬أو وزنا‬
‫بوزن ‪ ،‬ول تبيعوا غائبا بشاهد ول شاهدا بغائب ‪ ،‬إل ناجزا بناجز ‪،‬‬
‫إني أخاف عليكم الرماء *‬

‫ل ‪ ،‬وََل ت َِبيُعوا‬ ‫مث ًْل ب ِ ِ‬


‫مث ْ ٍ‬ ‫ب إ ِّل ِ‬ ‫" َل ت َِبيُعوا الذ ّهَ َ‬
‫ب ِبالذ ّهَ ِ‬

‫‪ 674‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬حدثنا أبو‬


‫زرعة وهب الله بن راشد ‪ ،‬أنبأنا حيوة بن شريح ‪ ،‬أنبأنا محمد بن‬
‫العجلن ‪ :‬أن نافعا مولى ابن عمر أخبره ‪ :‬أنه ‪ ،‬سمع أبا سعيد‬
‫الخدري ‪ ،‬يقول ‪ :‬رأي عيني وسمع أذني رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬ل تبيعوا الذهب بالذهب إل مثل بمثل ‪ ،‬ول تبيعوا‬
‫الفضة بالفضة إل مثل بمثل ‪ ،‬ل تشفوا بعضها على بعض ‪ ،‬ول تبيعوا‬
‫غائبا بناجز " *‬

‫ن ب َي ِْع‬ ‫مث ًْل ب ِ ِ‬


‫مث ْ ٍ‬
‫ل ‪ ،‬وَعَ ْ‬ ‫ق إ ِّل ِ‬
‫ق ِبال ْوَرِ ِ‬
‫ن ب َي ِْع ال ْوَرِ ِ‬
‫ن ََهى عَ ْ‬

‫‪ 675‬حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ‪ ،‬حدثنا أسد ‪ ،‬حدثنا الليث‬


‫بن سعد ‪ ،‬أخبرني نافع ‪ :‬أن عبد الله بن عمر قال له رجل من بني‬
‫ليث ‪ :‬إن أبا سعيد الخدري يذكر هذا عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ,‬قال نافع ‪ :‬فذهب عبد الله بن عمر وأنا معه والليثي ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حتى دخل على أبي سعيد الخدري فقال ‪ :‬إن هذا أخبرني أنك تخبر‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الورق بالورق إل‬
‫مثل بمثل ‪ ،‬وعن بيع الذهب بالذهب إل مثل بمثل ‪ .‬فأشار أبو سعيد‬
‫بإصبعه إلى عينيه وأذنيه فقال ‪ :‬أبصرت عيناي وسمعت أذناي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ ،‬ثم ذكر نحوه *‬

‫ة‬ ‫ل َل زَِياد َةَ وََل ن َظ َِرةَ ‪َ ،‬وال ِْف ّ‬


‫ض ُ‬ ‫مث ًْل ب ِ ِ‬
‫مث ْ ٍ‬ ‫ب ِبالذ ّهَ ِ‬
‫ب ِ‬ ‫" الذ ّهَ ُ‬

‫‪ 676‬حدثنا ابن البرقي ‪ ،‬حدثنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي ‪ ،‬حدثنا‬


‫أبو معيد ‪ ،‬عن سليمان بن موسى ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عمر ‪ :‬أنه أتى أبا سعيد الخدري فقال ‪ :‬يا أبا سعيد ‪ ،‬قد بلغنا أنك‬
‫تروي حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الربا فبينه‬
‫لنا ‪ .‬قال أبو سعيد ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫الذهب بالذهب مثل بمثل ل زيادة ول نظرة ‪ ،‬والفضة بالفضة ل‬
‫زيادة ول نظرة ‪ ،‬ول تبيعوا ناجزا بآخر غائب ‪ ،‬أبصرته عيناي‬
‫وسمعته أذناي ‪* .‬‬

‫ل ‪َ ،‬ل ت ُ ِ‬
‫شّفوا‬ ‫مث ًْل ب ِ ِ‬
‫مث ْ ٍ‬ ‫ب إ ِّل ِ‬ ‫" َل ت َِبيُعوا الذ ّهَ َ‬
‫ب ِبالذ ّهَ ِ‬

‫‪ 677‬حدثني العباس بن الوليد البيروتي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي ‪ ،‬حدثنا‬


‫الوزاعي ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني نافع مولى عبد‬
‫الله بن عمر قال ‪ :‬حدثنا أبو سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل تبيعوا الذهب بالذهب إل مثل‬
‫بمثل ‪ ،‬ل تشفوا بعضها على بعض ‪ ،‬ول تبيعوا الورق بالورق إل مثل‬
‫بمثل ‪ ،‬ل يشف بعضها على بعض ‪ ،‬ول تبيعوا غائبا بناجز " حدثنا‬
‫يونس بن عبد العلى ‪ ،‬حدثنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني مالك ‪ ،‬عن‬
‫نافع ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم مثله *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذا اعْت َد ََل فَ ُ‬
‫خذ ْ‬ ‫ذا ِفي ك ِّفةٍ ‪ ،‬فَإ ِ َ‬
‫ذا ِفي ك ِّفةٍ وَ َ‬
‫ضع ْ َ‬
‫َ‬

‫‪ 678‬حدثنا صالح بن مسمار المروزي ‪ ،‬حدثنا سفيان بن عيينة ‪،‬‬


‫عن صدقة ‪ :‬سأل ابن عمر عن الذهب ‪ ،‬بالذهب ‪ ,‬والفضة بالفضة‬
‫فقال ‪ :‬ضع ذا في كفة وذا في كفة ‪ ،‬فإذا اعتدل فخذ وأعطه *‬

‫ما ‪،‬‬
‫ل ب َي ْن َهُ َ‬ ‫م ِبالد ّْرهَم ِ ‪َ ،‬ل فَ ْ‬
‫ض َ‬ ‫ديَنارِ ‪َ ،‬والد ّْرهَ ُ‬
‫ديَناُر ِبال ّ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 679‬حدثنا أحمد بن الوليد الرملي ‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن محمد بن‬


‫العباس ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن عمر بن محمد بن علي بن أبي طالب ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن جده علي قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬الدينار بالدينار ‪ ،‬والدرهم بالدرهم ‪ ،‬ل فضل بينهما ‪ ،‬فمن‬
‫كانت له حاجة بورق فليصرفها بذهب ‪ ،‬ومن كانت له حاجة بذهب‬
‫فليصرفها بورق ‪ ،‬الصرف هاء وهاء " *‬

‫ح‬ ‫ل ل ََنا َ‬
‫صال ِ ٌ‬ ‫ك عَهِد َْنا إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫م ‪َ ،‬قا َ‬ ‫حب َِنا إ ِل َي َْنا وَك َذ َل ِ َ‬
‫صا ِ‬ ‫هَ َ‬
‫ذا عَهْد ُ َ‬

‫‪ 680‬حدثنا صالح بن مسمار ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن وردان الرومي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬قال لنا ابن عمر ‪ :‬هذا عهد صاحبنا إلينا وكذلك عهدنا إليكم ‪،‬‬
‫قال لنا صالح ‪ :‬يعني في الصرف *‬

‫ة ‪ ،‬وَأ َن ْب َأ ََنا ‪ ،‬أ َوْ َقا َ‬


‫ل‬ ‫سيئ َ ً‬ ‫ب ِبال ْوَرِ ِ‬
‫ق نَ ِ‬ ‫ن ن َِبيعَ الذ ّهَ َ‬
‫َ‬
‫ن ََهاَنا أ ْ‬

‫‪ 681‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬أنبأنا أيوب ‪ ،‬عن‬


‫أبي قلبة ‪ ،‬قال ‪ :‬كان الناس يشترون الذهب بالورق قال ابن‬
‫علية ‪ :‬أحسبه قال إلى العطاء ‪ :‬فأتى عليهم هشام بن عامر ‪،‬‬
‫فنهاهم ‪ ،‬وقال ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن نبيع‬
‫الذهب بالورق نسيئة ‪ ،‬وأنبأنا ‪ ،‬أو قال ‪ :‬أخبرنا ‪ ،‬أن ذاك هو الربا *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ َ َ‬
‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‪:‬‬ ‫ساًء ‪ ،‬وَأن ْب َأَنا أ ّ‬ ‫ب ِبال ْوَرِ ِ‬
‫ق نَ َ‬ ‫ن ب َي ِْع الذ ّهَ ِ‬
‫ن ََهى عَ ْ‬

‫‪ 682‬حدثني سعيد بن عمرو السكوني ‪ ،‬حدثنا بقية بن الوليد ‪ ،‬عن‬


‫شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أيوب بن أبي تميمة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا قلبة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬كان الناس بالبصرة في زمان زياد يأخذون الدراهم بالدنانير‬
‫نسيئة ‪ ،‬فقام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال‬
‫له ‪ :‬هشام بن عامر النصاري فقال ‪ :‬إن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قد نهى عن بيع الذهب بالورق نساء ‪ ،‬وأنبأنا أن ذلك ‪:‬‬
‫هو الربا *‬

‫مَعاني هَذِهِ اْل َ ْ‬


‫خَباِر‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي َ‬

‫القول في معاني هذه الخبار اختلف أهل العلم في معنى قول‬


‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الذهب بالذهب ربا إل هاء وهاء ‪،‬‬
‫والفضة بالفضة ربا إل هاء وهاء " ‪ ،‬وفي معنى قول أبي سعيد‬
‫الخدري ‪ " :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل‬
‫تبيعوا الذهب بالذهب إل مثل بمثل ‪ ،‬ول الفضة بالفضة إل مثل بمثل‬
‫‪ ،‬ول تبيعوا غائبا بناجز " ‪ ،‬وفي معنى قول هشام بن عامر ‪ :‬نهى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الذهب بالورق نساء ‪.‬‬
‫فقالت جماعة ‪ ،‬وهم الكثرون عددا ‪ :‬معنى قول رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬الذهب بالذهب ربا إل هاء وهاء " ‪ ،‬النهي عن‬
‫بيع الذهب بالذهب وسائر ما ذكرنا من الشياء التي ل يجوز بيع‬
‫بعضها ببعض نساء ‪ ،‬وأنه غير جائز أن يفترق متبايعا ذلك إل عن‬
‫تقابض " ‪ .‬قالوا ‪ :‬وليس معناه في ذلك النهي عن بيع شيء من‬
‫ذلك بشيء إل والسلعتان كلتاهما حاضرتان في حال عقد البيع‬
‫عليهما ‪ .‬قالوا ‪ :‬ولو كان ذلك معنى الخبر ‪ ،‬لقد كان عمر نهى‬
‫مالك بن أوس حين صارف طلحة بن عبيد الله ورقه بذهبه إذ‬
‫رآهما يتصارفان ‪ ،‬ومال أحدهما حاضر والخر غائب ولكنه لما لم‬
‫يكن عنده عقد البيع على ذهب بورق أحدهما حاضر والخر غائب ‪،‬‬
‫أو هما جميعا غائبان باطل ‪ ،‬إذا تعاقد المتبايعان البيع بينهما في‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذلك على موصوف معلوم إذ لم يفترقا إل عن تقابض ‪ ،‬لم يستنكر‬
‫ما فعل مالك بن أوس وطلحة من ذلك ‪ ،‬ولكنه لما استنظر طلحة‬
‫مالكا إلى انصراف خازنه من الغابة أعلمهما أن ذلك غير جائز ‪،‬‬
‫وأخبرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرم ذلك ‪ ،‬لن‬
‫الفتراق عن غير تقابض منهما لما تبايعا من ذلك كان هو الدخول‬
‫عنده في مكروه ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ‪ ،‬ل‬
‫عقد البيع عليه من غير حضوره ‪ .‬قالوا ‪ :‬فبين بذلك أن عقد البيع‬
‫على كل ما ل يجوز بيعه نساء ول يجوز شراه وبيعه إل يدا بيد جائز‬
‫‪ ،‬إذا لم يفترق المتبايعان عن مجلسهما ذلك حتى يتقابضا ما تعاقد‬
‫عليه البيع من ذلك ‪ .‬قالوا ‪ :‬وبعد ‪ ،‬فإن هذا قول علماء المصار في‬
‫جميع الوقات ‪ ،‬الذين يثبت بنقلهم الحجة ‪ ،‬ويقطع ما جاءوا به‬
‫مجمعين عليه عذر من بلغه‬

‫ل ‪َ :‬ل ي َ ُ‬
‫جوُز ب َي ْعُ‬ ‫ذا ال َْقوْ َ‬
‫ل ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال هذا القول ‪ ،‬وقال ‪ :‬ل يجوز بيع الذهب بالذهب ‪ ،‬ول‬
‫الورق بالورق ‪ ،‬وما أشبه ذلك نساء ‪ ،‬ول يجوز افتراق متبايعي‬
‫شيء من ذلك إل عن تقابض‬

‫ل ‪َ :‬ل ي َ ُ‬
‫جوُز ب َي ْعُ ‪#‬‬ ‫ذا ال َْقوْ َ‬
‫ل ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫داٌر *‬
‫ج َ‬
‫ما ِ‬ ‫حول َ ّ‬
‫ن ب َي ْن َهُ َ‬ ‫َل ي َ ُ‬

‫‪ 683‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬حدثنا عبد‬


‫المؤمن أنه سمع ابن عمرو ‪ ،‬سأله رجل فقال ‪ :‬الذهب بالذهب ؟‬
‫فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬ل يحولن بينهما جدار *‬

‫وان َةِ ‪ ،‬فََل *‬ ‫ُ‬


‫صط ُ َ‬
‫إ َِلى وََراءِ هَذِهِ اْل ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 684‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا الحكم بن بشير ‪ ،‬حدثنا كليب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سألني ابن عمر ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أشتري الذهب ؟ فقال ‪ :‬من يدك إلى‬
‫يده ‪ ،‬وصفق بإحدى يديه على الخرى ‪ ،‬وإن قال لك ‪ :‬إلى وراء‬
‫هذه الصطوانة ‪ ،‬فل *‬

‫َ‬
‫ة‬ ‫ن ال ِْف ّ‬
‫ض َ‬ ‫ل ت ِب ْرِهِ وَعَي ْن ِهِ ‪ ،‬أَل وَإ ِ ّ‬ ‫مث ًْل ب ِ ِ‬
‫مث ْ ٍ‬ ‫ب ِبالذ ّهَ ِ‬
‫ب ِ‬ ‫ن الذ ّهَ َ‬
‫وَإ ِ ّ‬

‫‪ 685‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬أنبأنا سعيد ‪،‬‬


‫عن قتادة ‪ ،‬عن مسلم بن يسار ‪ ،‬عن أبي الشعث الصنعاني ‪ :‬أن‬
‫عبادة بن الصامت ‪ ،‬قام خطيبا فقال ‪ " :‬أيها الناس ‪ ،‬إنكم قد‬
‫أحدثتم بيوعا ل ندري ما هي ؟ أل وإن الذهب بالذهب مثل بمثل‬
‫تبره وعينه ‪ ،‬أل وإن الفضة بالفضة مثل بمثل تبرها وعينها ‪ ،‬فل‬
‫بأس ببيع الذهب بالفضة والفضة أكثرهما يدا بيد ‪ ،‬ول يصلح‬
‫نسيئة ‪ ،‬أل وإن البر بالبر يدا بيد مدا بمد ‪ ،‬أل وإن الشعير بالشعير‬
‫مدا بمد ‪ ،‬يدا بيد ‪ ،‬ول بأس ببيع الشعير بالحنطة ‪ ،‬والشعير أكثرهما‬
‫يدا بيد ‪ ،‬ول يصلح نسيئة ‪ ،‬أل وإن التمر مديا بمدي ‪ ،‬يدا بيد ‪ ،‬حتى‬
‫كر الملح مثل بمثل " *‬

‫خذ ْهُ *‬ ‫ي لَ ْ‬
‫مآ ُ‬ ‫ما ب َِق َ‬ ‫فَت ََرك ْ ُ‬
‫ت َ‬

‫‪ 686‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،‬حدثنا أبو زرعة‬


‫وهب الله بن راشد ‪ ،‬حدثنا حيوة بن شريح ‪ ،‬أنبأنا شرحبيل بن‬
‫شريك المعافري ‪ ،‬أن عامر بن يحيى المعافري من بني سريع ‪،‬‬
‫أخبره أنه ‪ ،‬صرف ثلث دينار فلوسا ‪ ،‬فأخذ بدرهمين فقال له‬
‫الصراف ‪ :‬ارجع لي بعد ساعة أعطك إياها ‪ ،‬فإنه ليس عندي الن‬
‫تمام الثلث فقال عامر بن يحيى ‪ :‬فذهبت إلى المسجد فذكرت‬
‫ذلك عند رجل فقال علي بن رباح اللخمي وحنش الصنعاني ‪ :‬ل‬
‫يصلح هذا ‪ ،‬ما أخذت فلك ‪ ،‬وما بقي عند الصراف فل تأخذ منه‬
‫شيئا قال ‪ :‬فتركت ما بقي لم آخذه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َل ب َي ْعَ ب َي ِْني وَب َي ْن َ َ‬


‫ك*‬

‫‪ 687‬حدثني يونس ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني طلحة بن أبي‬


‫سعيد ‪ ،‬والليث بن سعد ‪ :‬أن صخر بن أبي غليظ حدثهما أنه كان‬
‫مع أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ‪ ،‬فابتاع أبو سلمة ثوبا‬
‫بدينار إل درهما قال الليث ‪ :‬أو قيراطا ‪ ،‬فأعطاه أبو سلمة الدينار ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬هلم الدرهم قال ‪ :‬ليس عندي درهم الن حتى ترجع إلي ‪،‬‬
‫فألقى إليه أبو سلمة الثوب وقبض الدينار منه ‪ .‬وقال ‪ :‬ل بيع بيني‬
‫وبينك *‬

‫ن‬ ‫ك َ‬
‫كا َ‬ ‫ي " وَك َذ َل ِ َ‬
‫ست َوْفِ َ‬
‫حّتى ي َ ْ‬ ‫ف ‪َ ،‬ل ي َُفارِقُ ُ‬
‫ه َ‬ ‫صْر ٌ‬
‫" هُوَ َ‬

‫‪ 688‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬حدثنا زيد بن أبي الزرقاء ‪،‬‬


‫عن جعفر بن برقان ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت للزهري ‪ :‬الرجل يصرف الدراهم‬
‫بالفلوس ‪ .‬قال ‪ " :‬هو صرف ‪ ،‬ل يفارقه حتى يستوفي " وكذلك‬
‫كان مالك بن أنس والوزاعي والثوري وأبو حنيفة وزفر وأبو‬
‫يوسف ومحمد والشافعي يقولون ‪ ،‬ويرون أن المتصارفين إذا لم‬
‫يفترقا إل عن تقابض أن صرفهما ماض جائز ‪ ،‬وإن لم يكن ما‬
‫اصطرفا عليه من الذهب والورق حاضرا عند عقد البيع عليه‬
‫بربانه ‪ .‬وقال آخرون ‪ :‬إذا لم يكن ما اصطرفا عليه من الذهب‬
‫والورق حاضرا في حال عقد البيع على ما تصارفا عليه من ذلك‬
‫بربانه فالصرف باطل ‪ .‬وإن أحضرا ذلك قبل افتراقهما ‪ ،‬فلم‬
‫يفترقا بأبدانهما عن مجلسهما الذي تعاقدا فيه الصرف إل عن‬
‫تقابض ‪ .‬وقالوا ‪ :‬سواء كان الغائب من ذلك أحدهما أو كلهما ‪ ،‬في‬
‫أن الصرف باطل ‪ ،‬إل أن يكون الذهب والفضة حاضرين ‪ ،‬فيتعاقدا‬
‫الصرف عليهما وهما يريانهما ‪ .‬واعتل قائلو هذه المقالة بأن قالوا ‪:‬‬
‫قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الذهب بالذهب ربا إل هاء وهاء‬
‫" ‪ .‬قالوا ‪ :‬فإذا كان الذهبان أو الذهب والفضة أو إحداهما غايته في‬
‫حال عقد الصرف لم يكن في ذلك هاء وهاء ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإذ لم يكن‬
‫ذلك فيهما ‪ ،‬كان المتصارفان داخلين في معنى ما نهى عنه النبي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صلى الله عليه وسلم من الربا ‪ ،‬مردود في قول جميع أهل العلم ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬وأخرى ‪ ،‬أن الجميع من أهل العلم مجمعون على أن بيع‬
‫الذهب بالذهب أو بالورق نساء غير جائز ‪ .‬قالوا ‪ :‬وسواء إذ كان‬
‫ذلك إجماعا منهم ‪ ،‬قصير الجل أو طويله ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإذ كان ذلك‬
‫كذلك ‪ ،‬فل شك أن المتصارفين إذا تصارفا ذهبا بذهب أو ذهبا‬
‫بفضة ‪ ،‬وهما غير حاضرين معا أو إحداهما ‪ ،‬أن ذلك صرف قد‬
‫دخله تأخير ونساء إلى وقت إحضارهما ما تصارفا عليه ‪ ،‬وإن لم‬
‫يفترقا إل عن تقابض ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإذ كان المر كذلك ‪ ،‬وجب أن يكون‬
‫الصرف منتقضا متى تعاقده المصطرفان ‪ ،‬والذهبان ‪ ،‬أو الذهب‬
‫والفضة اللتان وقع عليهما الصرف غير حاضرتيهما في حال عقد‬
‫الصرف عليهما *‬

‫ن ال َْقوْ ِ‬
‫ل ِفي‬ ‫م َ‬
‫ب ِ‬
‫وا ُ‬
‫ص َ‬
‫ه َوال ّ‬ ‫سل ْعَت ُ َ‬
‫ك فََباي ِعْ ُ‬ ‫ت ِ‬
‫ضَر ْ‬
‫ح َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫ان ْط َل ِقْ َ‬
‫مع َ ُ‬

‫‪ 689‬ذكر من قال ذلك حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن‬


‫علية ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬أنبأني عبيد بن بابي ‪ :‬أنه باع من‬
‫رجل ورقا بذهب أو ذهبا بورق ‪ ،‬فقبض سلعته ‪ .‬قال ‪ :‬فانطلقت‬
‫معه أريد منزله ‪ ،‬فلقينا أبو هريرة في بعض طرق المدينة فقال ‪:‬‬
‫أين تريدان ‪ ،‬أو أين تريد ؟ فقلت ‪ :‬بعت من هذا ورقا بذهب أو‬
‫ذهبا بورق ‪ .‬قال ‪ :‬فأين سلعتك ؟ قلت ‪ :‬معه ‪ .‬قال ‪ :‬اجلسا ‪ .‬فأخذ‬
‫سلعته فردها إليه وقال قول ‪ :‬ليس بيننا بيع ‪ ،‬ليس بيننا بيع ‪.‬‬
‫فقاما ‪ ،‬فقال ‪ :‬ليس بيننا بيع ‪ ،‬ليس بيننا بيع ‪ .‬فقال ‪ :‬انطلق معه ‪،‬‬
‫فإذا حضرت سلعتك فبايعه والصواب من القول في ذلك عندنا‬
‫قول من قال ‪ :‬إذا لم يفترق المتصارفان عن مجلسهما الذي‬
‫تصارفا فيه إل عن تقابض فالصرف جائز ماض ‪ ،‬وإن لم يكن ما‬
‫تصارفا عليه حاضرا في حال عقد البيع ‪ .‬وإنما قلنا ذلك هو‬
‫الصواب من القول ‪ ،‬لن كل متبايعين بيعا فإنهما على ما كانا عليه‬
‫ما لم يفترقا عن مجلسهما الذي تعاقدا فيه عقدة البيع بأبدانهما ‪،‬‬
‫لم يملك المشتري شيئا على البائع ‪ ،‬ول زال ملك البائع عما كان‬
‫يملكه قبل ذلك بعقد البيع حتى يفترقا بأبدانهما ‪ .‬فإذا كان ذلك‬
‫كذلك ‪ ،‬فبين أن المتصارفين لم يملك أحدهما على صاحبه شيئا لم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يكن مالكه قبل ذلك ما داما في مجلسهما الذي تصارفا فيه ‪،‬‬
‫فسواء حضرهما ما تصارفا عليه أو لم يحضرهما ‪ ،‬إذا كان قد‬
‫تواصفاه في حال عقد الصرف إذا لم يفترقا عن مجلسهما الذي‬
‫تصارفا فيه إل عن تقابض ‪ .‬فإن افترقا قبل التقابض انتقض حينئذ‬
‫الصرف الذي كان تعاقدا بينهما ‪ ،‬الذي كان تمامه يكون بالتقابض‬
‫قبل الفتراق ‪ .‬ومن أنكر ما قلنا في ذلك قيل له ‪ :‬ما قلت في‬
‫رجلين تعاقدا عقد السلم بينهما بمال معلوم على بعض ما يجوز‬
‫السلم فيه من غير حضور المال ‪ ،‬وتواصفا المال والمسلم فيه ‪،‬‬
‫ثم لم يفترقا حتى أحضر المشتري المال الذي أسلمه إلى صاحبه‬
‫في السلعة التي أسلم فيها ؟ فإن قال ‪ :‬السلم باطل إل أن يكون‬
‫المال حاضرا في حال عقد المسلم بربانه ‪ ،‬ويعقدان السلم عليه ‪،‬‬
‫فارق قوله ‪ ،‬وخرج من قول جميع المة ‪ ،‬لنه ل اختلف بين‬
‫الجميع في جواز عقد السلم ‪ ،‬وإن كان المال الذي هو ثمن‬
‫المسلم فيه غير حاضر في حال عقده ‪ ،‬فإذا لم يفترق المتبايعان‬
‫عن مجلسهما ذلك إل عن قبض المسلم إليه من المسلم ثمن ما‬
‫أسلم فيه ‪ .‬وإن قال ‪ :‬السلم ماض جائز إذا لم يفترقا عن‬
‫مجلسهما إل عن قبض المسلم إليه ثمن المسلم فيه من المسلم ‪.‬‬
‫قيل له ‪ :‬فما الفرق بين ذلك وبين المتصارفين ‪ ،‬وكلهما غير جائز‬
‫افتراقهما عن غير قبض ‪ ،‬وهل بينك وبين من قال في الصرف ما‬
‫قلت في السلم ‪ ،‬وقال في السلم ما قلت في الصرف فرق ؟‬
‫فلن يقول في شيء من ذلك قول إل ألزم في الخر مثله ‪ .‬وبعد ‪،‬‬
‫فإن الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو الذي قلت‬
‫مفسرا ‪ ،‬ثبت عنه ‪* .‬‬

‫ه ل َب ْ ٌ‬
‫س " فََقد ْ‬ ‫ك وَب َي ْن َ ُ‬ ‫ك فََل ت َُفارِقْ ُ‬
‫ه وَب َي ْن َ َ‬ ‫حب َ َ‬
‫صا ِ‬
‫ت َ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا َباي َعْ َ‬

‫‪ 690‬حدثنا هناد بن السري ‪ ،‬حدثنا أبو الحوص ‪ ،‬عن سماك بن‬


‫حرب ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن عبد الله بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت أبيع‬
‫الفضة بالذهب ‪ ،‬أو الذهب بالفضة ‪ ،‬فأتيت النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فسألته فقال ‪ " :‬إذا بايعت صاحبك فل تفارقه وبينك وبينه‬
‫لبس " فقد بين هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫المتصارفين إذا لم يفترقا وبينهما لبس ‪ ،‬أنه لن يضرهما ما كان‬
‫من لبس في صرفهما قبل الفتراق ‪ .‬وفي إجماع الحجة على‬
‫حقيقة ما قلنا في ذلك وصحة ما أخبرنا فيه ‪ ،‬مكتفى عن‬
‫الستشهاد عليه *‬

‫ن‬
‫مَر ‪ ،‬عَ ِ‬
‫ن عُ َ‬ ‫خب َُر ال ّ ِ‬
‫ذي ذ َك َْرَناهُ عَ ْ‬ ‫ل عَل َي ْهِ ال ْ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما د َ ّ‬

‫ذكر ما دل عليه الخبر الذي ذكرناه عن عمر ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم في الصرف من الحكام فإذ كان صحيحا ما قلنا من أنه‬
‫غير جائز للمتصارفين أن يفترقا بأبدانهما عن المجلس الذي‬
‫تصارفا فيه إل عن تقابض منهما ما تصارفاه ‪ ،‬إذ كان غير جائز بيع‬
‫أحدهما بالخر نساء ‪ ،‬فبين أن كل ما كان من الشياء غير جائز بيع‬
‫أحدهما بالخر نساء ‪ ،‬كمثل الذهب بالورق ‪ ،‬والذهب بالذهب ‪،‬‬
‫والورق بالورق ‪ ،‬في أنه ل يجوز افتراق متبايعهما إل عن تقابض ‪،‬‬
‫وذلك كالشعير بالشعير ‪ ،‬والشعير بالبر ‪ ،‬والبر بالبر ‪ ،‬والبر بالتمر ‪،‬‬
‫والتمر بالتمر ‪ ،‬والتمر بالزبيب ‪ ،‬والزبيب بالرز ‪ ،‬والرز بالرز ‪،‬‬
‫وسائر ما ل يجوز بيع أحدهما بصاحبه نساء ‪ ،‬ل يجوز لمتبايعيهما إذا‬
‫تبايعا أحدهما بصاحبه أن يفترقا بأبدانهما عن مجلسهما إل عن‬
‫تقابض ‪ .‬فإن افترقا عن مجلسهما الذي تبايعا ذلك فيه بأبدانهما‬
‫قبل أن يتقابضا ‪ ،‬بطل البيع الذي كانا تعاقدا في ذلك ‪ .‬وكذلك إن‬
‫وكل المشتري وكيل يقبض ما اشترى من ذلك بإعطاء ما باع ‪،‬‬
‫وافترقا عن مجلسهما بأبدانهما قبل تقابضهما أو تقابض وكيلهما‬
‫انتقض البيع في ذلك ‪ ،‬لنه يصير ذلك مبيعا نساء وخلف ما أذن‬
‫ببيعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من هاء هاء ‪ ،‬وافترقا عن‬
‫مجلسهما وبينهما اللبس الذي نهاهما رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أن يكون بينهما بعد الفتراق ‪ .‬وكذلك إن أحال أحدهما على‬
‫صاحبه بما اشترى منه من ذلك آخر ‪ ،‬كان له عليه مثله ‪ ،‬ثم افترقا‬
‫قبل التقابض ‪ ،‬وكذلك إن أشرك فيه أحدهما شريكا ثم فارق‬
‫صاحبه قبل التقابض ‪ ،‬فقبض ذلك المشترك فيه بعد مفارقة‬
‫المشترك صاحبه ‪ .‬وبين أيضا إذا كانت العلة الموجبة في انتقاض‬
‫الصرف بين المصطرفين افتراقهما عن المجلس الذي تصارفا فيه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قبل تقابضهما ما تصارفاه بينهما ‪ ،‬أنهما إذا تقابضا بعضا وأخرا‬
‫بعضا ‪ ،‬ثم افترقا عن مجلسهما بأبدانهما قبل تقابضهما ما أخرا من‬
‫ذلك من أن البيع فيما تقابضاه ماض جائز وفيما لم يتقابضا حتى‬
‫افترقا بأبدانهما عن مجلسهما منتقض ‪ ،‬غير أن لمن لم يقبض‬
‫منهما جميع ما كان صارف عليه صاحبه حتى فارقه ببدنه الخيار‬
‫فيما قبض منه ‪ ،‬بين أن يمسكه بحصته من ثمنه راضيا بملكه ‪،‬‬
‫وبين أن يرده على صاحبه ويرجع عليه بجميع ما أعطاه من سلعته‬
‫ثمنا لما ابتاعه منه ؛ لنه لم يسلم له جميع ما ابتاعه منه ‪ .‬وفي‬
‫ذلك عليه نقض ‪ ،‬فكان بمنزلة السلعة يشتريها على السلمة فيجد‬
‫بها عيبا ‪ ،‬ثم لم يتبرأ إليه منه صاحبه ‪ ،‬فيكون له الرد إن شاء من‬
‫أجل ذلك ‪ ،‬لنه نقص دخل عليه ‪ ،‬والرضا بالمساك إن شاء ‪.‬‬
‫وكذلك القول في ذلك إذا تقابضا ثم افترقا عن مجلسهما الذي‬
‫تصارفا فيه بأبدانهما ‪ ،‬ثم وجد مشتري الدراهم بعضها زائفا فرده‬
‫على بائعها منه مريدا البدل منه ‪ ،‬فليس ذلك له على وجه‬
‫الستبدال منه بالصرف الول ‪ ،‬لنه إذا فعل ذلك كان المستبدل‬
‫منه مقبوضا بعد الفتراق ‪ .‬وذلك ما حرمه الله عز وجل على لسان‬
‫رسوله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولكنه إذا رده انتقض الصرف في‬
‫قدر المردود من الدراهم ‪ ،‬فكان له الخيار في الباقي على ما قد‬
‫وصفت ‪ .‬فإن رضي بإمضاء البيع في الجياد من الدراهم بحصتها‬
‫من ديناره ‪ ،‬كان البيع جائزا ماضيا في قدر الجياد منها ‪ ،‬والصرف‬
‫فيها نافذا ‪ ،‬وكان لرب الدراهم التي باعه إياها شريكا في ديناره‬
‫بقدر حصته ما رد عليه من دراهمه العيب الزائف ‪ ،‬فإن شاء‬
‫صارف صاحبه ذلك الفضل الذي انتقض فيه البيع بينهما برد‬
‫المعيب من الدراهم ‪ ،‬وإن شاء كان على شركته فيما بقى له في‬
‫الدينار ‪ .‬فإن كان الذي وجد مشتري الدراهم في الدراهم من‬
‫المردود نحاسا أو رصاصا ‪ ،‬فإن البيع في حصة ذلك الذي وجده‬
‫كذلك منتقض بينه وبين صاحبه من الدينار ‪ ،‬وهو بقدر ذلك شريك‬
‫لرب الدراهم وديناره ‪ ،‬وله من الخيار في نقض البيع في باقي‬
‫الدراهم وإمضائه على ما وصفت قبل ‪ .‬وكذلك له ‪ ،‬إن أمضى البيع‬
‫في الجياد مصارفة صاحبه فيما بقي على ملكه من ديناره إن‬
‫شاء ‪ ،‬والثبات على شركته فيه على ما قد بينا قبل ‪ .‬ول معنى‬
‫لقول من قال ‪ :‬ينتقض بوجوده بعضها نحاسا أو رصاصا ‪ ،‬وبرده‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بعين الصرف في الجميع ‪ ،‬ول لقول من قال ‪ :‬إن كان المعيب‬
‫المردود من ذلك ثلثا أو نصفا انتقض الصرف في الجميع ‪ ،‬وإن كان‬
‫أقل من ذلك كان لمشتري الدراهم الستبدال ‪ ،‬لما وصفنا من أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم إنما جعل سبب انتقاض الصرف بين‬
‫المتصارفين افتراقهما بأبدانهما من غير تقابض ‪ .‬فمعلوم أن حكم‬
‫ما قبض من صرفها خلف حكم ما لم يقبض منه ‪ ،‬وأن ما تقابضاه‬
‫من ذلك قبل الفتراق فماض فيه الصرف ‪ ،‬وأن ما لم يتقابضا من‬
‫ذلك فهو المنتقض ‪ ،‬لنه الذي دخله التأخير المنهي عنه ‪ .‬ويقال‬
‫لمن أبطل الصرف فيما تقابض المصطرفان من أجل ما لم‬
‫يتقابضا منه ‪ ،‬أو أبطل الصرف في الجياد بوجود مشتري الدراهم‬
‫في الدراهم ردودا إذا ردها ‪ ،‬أرأيت إن خالفك في ذلك مخالف ‪،‬‬
‫فأجاز فيما لم يتقابضا ‪ ،‬أو فيما رد مشتري الدراهم من الزيوف‬
‫الصرف لجوازه فيما كان تقابضا منه ‪ ،‬وفيما كان من الدراهم جياد‬
‫خلفا لفعلك في ذلك ‪ ،‬إذا أبطلت ما أجازه النبي منه صلى الله‬
‫عليه وسلم فيما كان ناجزا بناجز ‪ ،‬من أجل ما كان منه ناجزا‬
‫بغائب ‪ ،‬هل بينك وبينه فرق من أصل أو نظير ‪ ،‬وكلكما قد خالف‬
‫ظاهر ما دل عليه خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فلن‬
‫يقول في ذلك قول إل عورض في الخر بمثله ‪ .‬وكالقول في‬
‫صرف الدراهم بالدنانير ‪ ،‬القول في كل ما ل يجوز بيع أحدهما‬
‫بالخر نساء ‪ ،‬ولم يكن جائزا إل يدا بيد‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ذِك ُْر ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬

‫ذكر البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل تبيعوا الذهب بالذهب إل مثل بمثل ‪ ،‬ول‬
‫تشفوا بعضها على بعض " ‪ ،‬يعني صلى الله عليه وسلم بقوله ‪" :‬‬
‫ل تشفوا بعضها على بعض " ‪ ،‬ل تفضلوا أن تبيعوا إحداهما زائدة‬
‫على الخرى بها ‪ ،‬ولكن بيعوا كل واحدة منهما بصاحبتها متساويتين‬
‫‪ .‬يقال ‪ :‬إذا باع البائع إحدى الذهبين بالخرى زائدة عليها في الوزن‬
‫‪ :‬قد أشف فلن ذهبه على ذهب فلن ‪ ،‬وذلك إذا أخذ بذهبه أكثر‬
‫من وزنها من ذهب مبايعه ‪ .‬وكذلك تقول العرب ‪ :‬قد أشف فلن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بعض بنيه على بعض ‪ ،‬إذا فضل بعضهم على بعض ‪ .‬ويقال ‪ :‬ما‬
‫أقرب شف بينهما ‪ ،‬أي فضل بينهما ‪ ،‬يقال ‪ :‬فلن حريص على‬
‫الشف ‪ ،‬يعني به ‪ :‬على الربح ‪ .‬وأما الشف ‪ :‬بفتح الشين ‪ ،‬فالستر‬
‫الرقيق ‪ ،‬وكل ثوب رقيق يستشف ما خلفه ‪ ،‬فهو شف ‪ ،‬يقال‬
‫منه ‪ :‬شف الثوب على المرأة فهو يشف شفوفا ‪ ،‬وذلك إذا بدا ما‬
‫وراءها من خلفها ‪ .‬ومنه الخبر الذي روي عن عمر رضي الله عنه ‪،‬‬
‫أنه قال ‪ :‬ل تكسوا نساءكم القباطي ‪ ،‬فإنه إل يشف فإنه يصف ‪،‬‬
‫يعني بذلك إن لم ير ما خلفه ‪ ،‬فإنه يصفها لرقته ‪ ،‬ومنه قول عدي‬
‫بن زيد العبادي ‪ :‬زانهن الشفوف ينضح بالمسك وعيش مفانق‬
‫وحرير يعني بالشفوف جمع شف ‪ .‬وأما الشفيف فإنه البرد ‪ ،‬يقال‬
‫منه ‪ :‬إن فلنا ليجد في أسنانه شفيفا ‪ ،‬أي ‪ :‬بردا شديدا ‪ .‬وإن في‬
‫ليلتنا هذه لشفا شديدا ‪ ،‬أي ‪ :‬بردا شديدا ‪ .‬وأما قولهم ‪ :‬استشف‬
‫فلن ما في الناء من الماء أو غيره ‪ ،‬فإنه يعني به أنه شربه كله ‪،‬‬
‫ومنه المثل السائر ‪ :‬ليس الري عن التشاف يقول ‪ :‬ليس الري بأن‬
‫تشرب جميع ما في الناء حتى ل تبقي فيه شيئا ‪ .‬ومنه الخبر الذي‬
‫روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر إحدى عشر‬
‫امرأة وصفن أزواجهن ‪ ،‬أخبر أن إحداهن قالت ‪ :‬زوجي إن أكل‬
‫لف ‪ ،‬وإن شرب اشتف ‪ ،‬تعني بقولها ‪ :‬اشتف ‪ ،‬شرب جميع ما في‬
‫الناء فلم يسئر فيه شيئا ‪ .‬وأما قولهم ‪ :‬قد اشتاف فلن لكذا ‪،‬‬
‫فإنه يعني به أنه تطاول له ونظر ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬اشتاف فلن بفلن‬
‫فهو يشتاف له اشتيافا ‪ ،‬ومنه قولهم ‪ :‬رأيت فلنا يتشوف لك ‪،‬‬
‫يعني أنه يتطاول وينظر ‪ .‬ويقال ‪ :‬شيفت الجارية لزوجها ‪ ،‬إذا زينت‬
‫له وهيئت ‪ ،‬فهي تشاف شوفا ‪ .‬وأما الخبر الذي روي عن زيد بن‬
‫أرقم ‪ ،‬والبراء بن عازب ‪ ،‬أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع‬
‫الذهب بالورق نساء ‪ ،‬فإنه يعني بالنساء ‪ :‬التأخير ‪ ،‬يقول ‪ :‬نهى أن‬
‫يباع أحدهما بالخر بتأخير ‪ .‬يقال منه ‪ :‬باع فلن متاعه من فلن‬
‫بنسيئة ‪ ،‬وبأخرة ‪ ،‬وبنظرة ‪ ،‬ودين ‪ ،‬كل ذلك بمعنى واحد ‪ .‬يقال ‪:‬‬
‫نسأت فلنا ما عليه من الدين ‪ ،‬إذا أخرته ‪ .‬ومنه قولهم ‪ :‬عرفتني ‪،‬‬
‫نسأها الله ‪ ،‬أي ‪ :‬أخرها الله ‪ ،‬ومنه قول الله جل ثناؤه ‪ :‬إنما‬
‫النسيء زيادة في الكفر ‪ ،‬يعني بذلك تأخير الشهر الحرم الذي‬
‫كانت العرب في الجاهلية تفعله في جاهليتها ‪ ،‬من تأخير المحرم‬
‫إلى صفر ‪ ،‬ومنه قولهم ‪ :‬انتسأ فلن عن فلن إذا تباعد عنه ‪ ،‬يقال‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫منه ‪ :‬انتسئ عنا قليل ‪ ،‬يراد به ‪ :‬تباعد ‪ .‬ويقال ‪ :‬ما أجد منتسئا ‪،‬‬
‫أي ‪ :‬متباعدا ‪ ،‬ومنه قول الشاعر ‪ :‬إذا انتسئوا فور الرماح أتتهم‬
‫عوائر نبل كالجراد نطيرها وأما قولهم ‪ :‬نسأت اللبن ‪ ،‬فهو معنى‬
‫غير هذا ‪ ،‬وهو أن تمذقه حليبا ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬نسأ فلن لبنه فهو‬
‫ينسأه نسأ ‪ .‬ويقال أيضا ‪ :‬نسأ فلن الماشية ‪ ،‬إذا أخرها ‪ .‬ونسئت‬
‫المرأة فهي تنسأ نسأ ‪ ،‬وذلك في أمر بعلها ‪ ،‬يقال ‪ :‬امرأة نسوء ‪.‬‬
‫وأما قول رؤبة بن العجاج ‪ :‬طير عنها النسء حولي العقق فإنه‬
‫يعني بالنسء بدء السمن ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬قد جرى النسء في‬
‫الدواب ‪ ،‬إذا بدأ فيها السمن ‪ .‬وأما قوله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ل تبيعوا ناجزا بغائب " ‪ ،‬فإنه يعني بالناجز الحاضر يقول ‪ :‬ل تبيعوا‬
‫حاضر الذهب بغائب الورق ‪ .‬يقال منه ‪ :‬نجز المال ‪ ،‬إذا حضر ‪،‬‬
‫ومنه قيل ‪ :‬أنجز فلن لفلن ما وعد ‪ ،‬وذلك إذا أوفى له به‬
‫فأحضره إياه ‪ .‬وأما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫فإني أخاف عليكم الرماء " ‪ ،‬فإنه يعني بالرماء الربا ‪ ،‬وأصل‬
‫الرماء ‪ :‬زيادة الشيء على الشيء ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬أرمى فلن على‬
‫فلن في القول إذا زاد عليه في القول ‪ ،‬وأربى عليه كذلك ‪ ،‬فهو‬
‫يرمي ‪ ،‬ويربي إرباء ‪ ،‬وإرماء ‪ ،‬ومن الرماء قول الشاعر ‪ :‬وأسمر‬
‫خطي كأن كعوبه نوى القسب قد أرمى ذراعا على عشر‬

‫ن عَب ْدٍ‬
‫ن بْ ِ‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫ث عَب ْدِ الّر ْ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫سن َد ُهُ ِ‬
‫عن ْد ََنا َ‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ذكر ما صح عندنا سنده من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري ‪،‬‬


‫عن عمر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ن عَب ْدٍ ‪#‬‬


‫ن بْ ِ‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫ث عَب ْدِ الّر ْ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫سن َد ُهُ ِ‬
‫عن ْد ََنا َ‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ه‪،‬‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫من ْ ُ‬
‫يءٍ ِ‬
‫ش ْ‬ ‫حْزب ِهِ ‪ ،‬أوْ عَ ْ‬
‫ن ِ‬
‫م عَ ْ‬
‫ن َنا َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 691‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬أخبرني يونس‬


‫بن يزيد ‪ ،‬عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد ‪ ،‬وعبيد الله بن عبد‬
‫الله أخبراه أن عبد الرحمن بن عبد القاري قال ‪ :‬سمعت عمر بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الخطاب ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من‬
‫نام عن حزبه ‪ ،‬أو عن شيء منه ‪ ،‬فقرأه فيما بين صلة الفجر‬
‫وصلة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل " حدثنا أحمد بن منصور‬
‫‪ ،‬حدثنا عبد الله بن صالح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الليث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬
‫يونس ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬أخبرني السائب بن يزيد ‪ ،‬وعبيد الله بن‬
‫عبد الله بن عتبة ‪ :‬أن عبد الرحمن بن عبد القاري ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت‬
‫عمر يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من نام عن‬
‫حزبه " ‪ ،‬فذكر مثله *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬ل علة فيه‬
‫توهنه ‪ ،‬ول سبب يضعفه ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين‬
‫سقيما غير صحيح لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬أنه خبر غير محفوظ عن عمر ‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إل من هذا الوجه ‪ ،‬والخبر إذا‬
‫انفرد به منفرد وجب التثبت فيه عندهم ‪ .‬والخرى ‪ :‬أنه خبر قد‬
‫رواه عن عبد الرحمن بن عبد القاري ‪ ،‬عن عمر غير من ذكرنا ‪،‬‬
‫فوقف بالكلم على عمر ‪ ،‬ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وحكاه بلفظ غير اللفظ الذي رواه يونس عن الزهري ‪،‬‬
‫وحدث به عن عمر من غير رواية عبد الرحمن بن عبد القاري‬
‫محدث ‪ ،‬فجعل من حدث به الكلم موقوفا به على عمر ‪ .‬والثالثة ‪:‬‬
‫أنه خبر غير محفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلم‬
‫على هذا الوجه الذي روي عن عبد الرحمن ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وإنما المحفوظ عنه من وجه يصح عليه‬
‫السلم الذي رواه عنه أصحابه ‪ ،‬الحث على الصلة قبل الظهر بعد‬
‫أن تزول الشمس‬

‫ن عَب ْدٍ ال َْقارِ ّ‬


‫ي‬ ‫ن بْ ِ‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫ن عَب ْدِ الّر ْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر من روى هذا الخبر عن عبد الرحمن بن عبد القاري ‪ ،‬عن عمر‬
‫‪ ،‬فجعله من كلم عمر ‪ ،‬وخالف بلفظه ألفاظه‬

‫ن عَب ْدٍ ال َْقارِيّ ‪#‬‬


‫ن بْ ِ‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫ن عَب ْدِ الّر ْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫صَلةِ الل ّي ْ ِ‬
‫ل‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ح ‪ :‬هَ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫صال ِ ٌ‬
‫ل َ‬ ‫صَلةُ الل ّي ْ ِ‬
‫ل ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫إ ِن َّها َ‬

‫‪ 692‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬وصالح بن مسمار المروزي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪،‬‬
‫حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن‬
‫عبد ‪ :‬أنه دخل على عمر بن الخطاب فوجده يصلي قبل الظهر‬
‫فقال ‪ :‬ما هذه الصلة يا أمير المؤمنين ؟ قال ابن المثنى في‬
‫حديثه قال ‪ :‬إنها صلة الليل ‪ ،‬وقال صالح ‪ :‬هذا من صلة الليل‬
‫حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬وأبو عامر ‪ ،‬عن هشام ‪،‬‬
‫عن يحيى ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن عبد ح‬
‫وحدثني ابن المثنى قال ‪ :‬وحدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا هشام ‪ ،‬عن يحيى‬
‫‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن عبد ‪ :‬أنه دخل على عمر ‪،‬‬
‫فذكر مثله *‬

‫صَلةِ الل ّي ْ ِ‬
‫ل*‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫إ ِن َّها ت ُعَد ّ ِ‬

‫‪ 693‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن هشام‬


‫الدستوائي ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن أبي سلمة بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن عبد أنه دخل على عمر بن الخطاب‬
‫وهو يصلي قبل الظهر فقال ‪ :‬ما هذه الصلة ؟ قال ‪ :‬إنها تعد من‬
‫صلة الليل *‬

‫ث عَب ْدِ‬
‫دي ِ‬ ‫ن غَي ْرِ َ‬
‫ح ِ‬ ‫م ْ‬
‫مَر ِ‬
‫ن عُ َ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر من حدث بهذا الحديث عن عمر من غير حديث عبد الرحمن ‪،‬‬
‫فوقف به أيضا على عمر ولم يرفعه‬

‫ث عَب ْدِ ‪#‬‬


‫دي ِ‬ ‫ن غَي ْرِ َ‬
‫ح ِ‬ ‫م ْ‬
‫مَر ِ‬
‫ن عُ َ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ل الظ ّهْرِ ي َُقو ُ‬


‫ل‬ ‫صَلةٍ قَب ْ َ‬ ‫ه وِْرد ُهُ فَل ْي َُق ْ‬
‫م ب ِهِ ِفي َ‬ ‫ن َفات َ ُ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 694‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬


‫وحدثني يعقوب ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن سعد بن إبراهيم‬
‫‪ ،‬عن حميد بن عبد الرحمن ‪ :‬أن عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ " :‬من‬
‫فاته ورده فليقم به في صلة قبل الظهر يقول ‪ :‬صلة الليل " *‬

‫ة‬ ‫ها ِبال َْها ِ‬


‫جَر ِ‬ ‫صّل َ‬ ‫ن الل ّي ْ ِ‬
‫ل ‪ ،‬وَ َ‬ ‫صل ّي ََها ِ‬
‫م َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫صَلةٌ َ‬
‫كا َ‬ ‫ن َفات َت ْ ُ‬
‫ه َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 695‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت يحيى بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬بلغنا أن عمر بن الخطاب ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬من فاتته صلة كان يصليها من الليل ‪ ،‬وصلها بالهاجرة ‪،‬‬
‫فكأنما صلها بالليل " *‬

‫ن ال ِْفْق ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما ِفي هَ َ‬

‫ذكر ما في هذا الخبر من الفقه وفي هذا الخبر من الفقه أن النبي‬


‫صلى الله عليه وسلم ندب من كان له حظ من صلة كان يصليها‬
‫من الليل فنام عنها ‪ ،‬أو شغل ‪ ،‬أو نابته نائبة ‪ ،‬فلم يصلها من أجل‬
‫ذلك ‪ ،‬أن الذي ينبغي له أن يقضيها ‪ ،‬وذلك أن في إعلم النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أمته الوقت الذي يعد قضاؤه ذلك فيه من‬
‫النهار ‪ ،‬قيامه به في وقته الذي كان يقوم به من الليل الدليل‬
‫الواضح على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يوسع لهم في ترك‬
‫قضائه ‪ .‬ولو كان موسعا ذلك لهم ‪ ،‬لم يكن لرشادهم إلى الوقت‬
‫الذي يعدل قضاء ذلك فيه بعد الفوت من وقته التيان به في وقته‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كما ينبغي وبنحو الذي دل عليه هذا الخبر مما وصفنا تتابعت الخبار‬
‫عنه صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬أنه كان إذا عمل من أعمال الخير عمل‬
‫لزمه وحافظ عليه ‪ ،‬وكان يقول النبي صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫أحب العمال إلى الله أدومه وإن قل " ‪ ،‬ويكره للمرء أن يكلف‬
‫من العمل ما ل يطيق المحافظة عليه ‪ ،‬وما لعله يعجز عن القيام‬
‫به على مر اليام عليه والليالي ‪ .‬وقال لبعض أصحابه ‪ " :‬ل تكن‬
‫كفلن ‪ ،‬كان يقوم الليل فترك قيام الليل " ‪ .‬وفيه أيضا البيان عن‬
‫صحة قول من كان يقول من أصحابه ‪ " :‬إن الصلة بعد زوال‬
‫الشمس قبل الظهر تعدل مثلها من صلة الليل " ‪ ،‬وتحقيق الخبار‬
‫الواردة عنه صلى الله عليه وسلم بذكر فضل هذه الساعة من‬
‫النهار ‪ ،‬واستحبابه للصلة فيها‬

‫ن غَي ْرِ عُ َ‬
‫مَر ‪ ،‬وَقَد ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مت ََقد ّ ِ‬ ‫م َ‬
‫ه ِ‬ ‫ن َرَوى ذ َل ِ َ‬
‫ك عَن ْ ُ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى ذلك عنه من المتقدمين غير عمر ‪ ،‬وقد ذكرنا ما روي‬
‫عن عمر فيه‬

‫ن غَي ْرِ عُ َ‬
‫مَر ‪ ،‬وَقَد ْ ‪#‬‬ ‫مي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مت ََقد ّ ِ‬ ‫م َ‬
‫ه ِ‬ ‫ن َرَوى ذ َل ِ َ‬
‫ك عَن ْ ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ل ‪ ،‬إ ِّل‬
‫صَلةَ الل ّي ْ ِ‬ ‫ن ت َط َوِّع الن َّهارِ ي َعْدِ ُ‬
‫ل َ‬ ‫م ْ‬
‫يءٌ ِ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س َ‬
‫ش ْ‬

‫‪ 696‬حدثني معاذ بن شعبة ‪ ،‬أنبأنا شريك بن عبد الله ‪ ،‬عن أبي‬


‫إسحاق ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن علقمة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عبد الله ‪ " :‬ليس‬
‫شيء من تطوع النهار يعدل صلة الليل ‪ ،‬إل هؤلء الربع قبل‬
‫الظهر ‪ ،‬فإنهن يجزين عن مثلهن من صلة الليل " *‬

‫َ‬
‫ل ‪ :‬فَأ ْ‬
‫خب َُروهُ‬ ‫صَلةِ الل ّي ْ ِ‬
‫ل ‪َ .‬قا َ‬ ‫صَلةُ ب ِ َ‬
‫س ِفيَها ال ّ‬
‫ة ت َُقا ُ‬
‫ساعَ ٌ‬
‫هَذِهِ َ‬

‫‪ 697‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا المحاربي ‪ ،‬وهارون بن عنترة ‪ ،‬عن‬


‫عبد الرحمن بن السود ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬أخذت صحيفة أنا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وعلقمة ‪ ،‬فانطلقنا إلى عبد الله ‪ ،‬فجلسنا بالباب ‪ ،‬وقد زالت‬
‫الشمس ‪ ،‬أو كادت تزول ‪ ،‬فلم نستأذن عليه ‪ ،‬وقلنا ‪ :‬ننبهه من‬
‫رقدته ‪ ،‬فجلسنا على الباب ‪ ،‬فسمعت الجارية ‪ ،‬فرجعت ‪ ،‬فقالت ‪:‬‬
‫علقمة والسود ‪ .‬فأذن لنا فدخلنا عليه فقال ‪ :‬أنتم جلوس ولم‬
‫تستأذنوا ؟ قال ‪ :‬قلنا ‪ :‬ظننا أنك راقد ‪ ،‬وكرهنا أن توقظ من‬
‫رقدتك ‪ .‬قال ‪ :‬فقال ‪ :‬بئس ما ظننتم ‪ ،‬هذه ساعة تقاس فيها‬
‫الصلة بصلة الليل ‪ .‬قال ‪ :‬فأخبروه بالصحيفة فقال ‪ :‬يا جارية ‪،‬‬
‫اسكبي ماء ‪ .‬فغسلها وما نظر فيها *‬

‫ل إ ِّل‬
‫صَلةَ الل ّي ْ ِ‬
‫صَلةِ الن َّهارِ َ‬
‫ن َ‬ ‫شي ًْئا ِ‬
‫م ْ‬ ‫كاُنوا ي َعْدُِلو َ‬
‫ن َ‬ ‫ما َ‬
‫" َ‬

‫‪ 878‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا ابن صلت ‪ ,‬عن شريك ‪ ,‬عن أبي‬
‫إسحاق ‪ ,‬عن علقمة بن قيس ‪ ,‬ومسروق ‪ ,‬عن عبد الله ‪ ,‬قال ‪" :‬‬
‫ما كانوا يعدلون شيئا من صلة النهار صلة الليل إل أربعا قبل‬
‫الظهر ‪ ,‬فإنهم كانوا يرون أنهن بمنزلتهن من الليل " *‬

‫خَل ؟ " ‪َ ,‬قاَل ‪ :‬ظ َن َّنا َ‬


‫ك‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م ت َد ْ ُ‬ ‫ما ل َك ُ َ‬
‫" َ‬

‫‪ 879‬حدثنا أبو هشام الرفاعي ‪ ,‬حدثنا محمد بن فضيل ‪ ,‬حدثنا‬


‫محمد بن إسحاق ‪ ,‬عن عبد الرحمن بن السود ‪ ,‬قال ‪ :‬أطال‬
‫علقمة ‪ ,‬والسود الجلوس على باب عبد الله حتى انتصف النهار ‪,‬‬
‫فخرجت الجارية ‪ ,‬فاستأذنت لهما ‪ ,‬فأذن لهما فقال ‪ " :‬ما لكما لم‬
‫تدخل ؟ " ‪ ,‬قال ‪ :‬ظنناك نائما ‪ ,‬فقال ‪ " :‬ما كنت أحب أن تظنا بي‬
‫هذا ‪ ,‬إنا كنا نعد صلة هذه الساعة بصلة الليل " *‬

‫صَلةَ الل ّي ْ ِ‬
‫ل"*‬ ‫ل الظ ّهْرِ ت َعْدِ ُ‬
‫ل َ‬ ‫صَلةٌ قَب ْ َ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 880‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ,‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ,‬حدثنا شعبة ‪,‬‬
‫عن أبي إسحاق ‪ ,‬قال ‪ :‬كان يقال ‪ " :‬صلة قبل الظهر تعدل صلة‬
‫الليل " *‬

‫ل الظ ّهْرِ " *‬


‫صَلةَ قَب ْ َ‬ ‫طي ُ‬
‫ل ال ّ‬ ‫يُ ِ‬

‫‪ 881‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ,‬حدثنا شعبة ‪ ,‬عن‬


‫سعد بن إبراهيم ‪ ,‬عن أبيه " أن عبد الرحمن بن عوف كان يطيل‬
‫الصلة قبل الظهر " *‬

‫سل ّ َ‬
‫م ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما ُروِيَ عَ ِ‬

‫ذكر ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك‬

‫سل ّ َ‬
‫م ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما ُروِيَ عَ ِ‬

‫صّلى‬ ‫َ‬
‫حّتى ت ُ َ‬ ‫س ‪ ,‬فََل ت ُْرت َ ُ‬
‫ج َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫عن ْد َ َزَوا ِ‬
‫ح ِ‬
‫ماءِ ت ُْفت َ ُ‬
‫س َ‬
‫ب ال ّ‬
‫وا َ‬
‫أب ْ َ‬

‫‪ 882‬حدثني محمد بن حاتم ‪ ,‬حدثنا هشيم ‪ ,‬أنبأنا عبيدة بن معتب‬


‫الضبي ‪ ,‬عن إبراهيم ‪ ,‬عن سهم بن منجاب ‪ ,‬عن قزعة ‪ ,‬عن قرثع‬
‫الضبي ‪ ,‬عن أبي أيوب النصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫كان يدمن أربعا عند زوال الشمس ‪ ,‬فقلت له ‪ :‬يا رسول الله ‪,‬‬
‫إنك تدمن هذه الربع ركعات عند زوال الشمس ‪ .‬فقال ‪ " :‬إن‬
‫أبواب السماء تفتح عند زوال الشمس ‪ ,‬فل ترتج حتى تصلى‬
‫الظهر ‪ ,‬فأحب أن يصعد لي في تلك الساعة خير " ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪:‬‬
‫أفي كلهن قراءة ؟ قال ‪ " :‬نعم " ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬فيهن تسليم‬
‫فاصل ؟ قال ‪ " :‬ل " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن ي ُْرفَ َ‬
‫ع‬ ‫بأ ْ‬ ‫ماِء ‪ ,‬فَأ ِ‬
‫ح ّ‬ ‫س َ‬
‫ب ال ّ‬
‫وا ُ‬
‫ح ِفيَها أب ْ َ‬
‫ة ت ُْفت َ ُ‬
‫ساعَ ٌ‬
‫" إ ِن َّها َ‬

‫‪ 883‬حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري ‪ ,‬حدثنا عمي ‪ ,‬حدثنا شريك ‪,‬‬
‫عن العمش ‪ ,‬عن المسيب بن رافع ‪ ,‬عن علي بن أبي الصلت ‪,‬‬
‫عن أبي أيوب النصاري ‪ :‬أنه رآه يصلي أربع ركعات قبل الظهر ‪,‬‬
‫فقلت له ‪ :‬إنك لتكثر أن تصليهن ؟ قال ‪ :‬رأيت نبي الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يصليهن حين تزول الشمس ‪ .‬فقلت ‪ :‬يا نبي الله ‪,‬‬
‫أراك تديم هذه الصلة فقال ‪ " :‬إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء‬
‫‪ ,‬فأحب أن يرفع لي فيها عمل صالح " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫بأ ْ‬ ‫ساعَةِ ‪ ,‬فَأَنا أ ُ ِ‬
‫ح ّ‬ ‫ماِء ِفي هَذِهِ ال ّ‬
‫س َ‬
‫ب ال ّ‬
‫وا ُ‬
‫" تْفت َ‬
‫ح أب ْ َ‬
‫ُ َ ُ‬

‫‪ 884‬حدثنا ابن حميد ‪ ,‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ,‬عن عنبسة ‪ ,‬عن‬


‫ابن أبي ليلى ‪ ,‬عن عبد الكريم ‪ ,‬عن مجاهد ‪ ,‬عن عبد الله بن‬
‫السائب ‪ ,‬أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي حين تزول‬
‫الشمس أربع ركعات قبل صلة الظهر ‪ ,‬وقال ‪ " :‬تفتح أبواب‬
‫السماء في هذه الساعة ‪ ,‬فأنا أحب أن يصعد لي فيها عمل صالح "‬
‫وفيه أيضا ‪ :‬أنهم كانوا يحزبون القرآن فيجعلون لنفسهم منه في‬
‫كل ليلة حزبا يقرأونه ‪ .‬وكان كل من جعل منهم لنفسه حزبا أوجبه‬
‫وحافظ عليه ولزمه ‪ ,‬كما كان يواظب على الصلة التي كان يلزمها‬
‫نفسه من الليل ‪ ,‬ول يفرط في القيام بقراءة ما ألزم نفسه قراءته‬
‫من حزبه في صلته من الليل ‪ ,‬كما ل يفرط في حظه من صلته‬
‫بالليل على قدر ما ألزم نفسه من ذلك ‪ .‬وبالذي قلنا من ذلك جاء‬
‫الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬وإن كان في إسناده‬
‫بعض ما فيه *‬

‫َ‬
‫حّتى‬
‫ج َ‬ ‫ن َل أ َ ْ‬
‫خُر َ‬
‫َ‬
‫تأ ْ‬‫حب َب ْ ُ‬ ‫ن ال ُْقْرآ ِ‬
‫ن فَأ ْ‬ ‫م َ‬
‫ب ِ‬
‫حْز ٌ‬
‫ي ِ‬ ‫َ‬
‫" ط ََرأ عَل َ ّ‬

‫‪ 885‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا أبو عامر العقدي ‪ ,‬حدثنا عبد الله بن‬
‫عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الطائفي ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني عثمان بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عبد الله بن أوس ‪ ,‬عن جده أوس بن حذيفة ‪ ,‬قال ‪ :‬قدمنا على‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد ثقيف ‪ ,‬فأنزل المالكيين في‬
‫قبته ‪ ,‬وأنزل الحلفيين على المغيرة بن شعبة قال ‪ :‬فكان ينصرف‬
‫إليهم بعد العشاء الخرة فيحدثهم قائما على رجليه ‪ ,‬يراوح بين‬
‫قدميه مما قد مل القيام ‪ ,‬وكان أكثر ما يحدثهم عن اشتكاء أهل‬
‫مكة قال ‪ :‬حتى إذا خرجنا إلى المدينة انتصفنا منهم فقاتلناهم ‪,‬‬
‫فكانت علينا سجال الحرب ولنا ‪ .‬فمكث عنا ليلة ‪ ,‬فقلنا ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ,‬ما حبسك فقد كنت تأتينا قبل هذه الساعة ؟ قال ‪ " :‬طرأ‬
‫علي حزب من القرآن فأحببت أن ل أخرج حتى أقضيه " ‪ ,‬فلما‬
‫أصبحنا سألنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬كيف تحزبون‬
‫القرآن ؟ قالوا ‪ :‬ثلثا ‪ ,‬وخمسا ‪ ,‬وسبعا ‪ ,‬وإحدى عشرة ‪ ,‬وثلث‬
‫عشرة قال ‪ :‬وحزب المفصل السابع حدثنا محمد بن معمر ‪ ,‬حدثنا‬
‫أبو عامر ‪ ,‬حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني عمي‬
‫عثمان بن عبد الله بن أوس ‪ ,‬عن جده أوس بن حذيفة ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬فذكر مثل حديث‬
‫ابن بشار ‪ ,‬غير أنه قال ‪ :‬فكان أكثر ما يحدثهم باشتكاء أهل مكة *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من نام عن حزبه " ‪ ,‬يعني بحزبه ‪:‬‬
‫جماعة السور التي كان يقرؤها في صلته التي كان يصليها من‬
‫الليل ‪ ,‬وكل جماعة اجتمعت مؤتلفة أو مفترقة على شيء فهو‬
‫حزب ‪ ,‬ومن ذلك قيل للحزاب الذين تحزبوا على رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم من المشركين ‪ :‬أحزاب ؛ لنها كانت جماعات من‬
‫قبائل شتى اجتمعت على حربه وقتاله ‪ ,‬واحدهم حزب ‪ ,‬ومنه قول‬
‫الله تعالى ذكره ‪ :‬جند ما هنالك مهزوم من الحزاب ‪ ,‬يقال منه ‪:‬‬
‫تحزب القوم علي ‪ ,‬إذا اجتمعوا عليه ‪ .‬وأما قوله صلى الله عليه‬
‫وسلم في الخبر الذي روي عن أبي أيوب عنه ‪ " :‬أن أبواب السماء‬
‫تفتح عند زوال الشمس فل ترتج حتى تصلى الظهر " ‪ ,‬فإنه يعني‬
‫بقوله ‪ " :‬فل ترتج " ‪ ,‬فل تغلق ‪ ,‬والرتاج نفسه الباب ‪ ,‬ومنه قول‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫العذري ‪ :‬ولم يجعل الله المور إذا اعتلت عليك رتاجا ل يرام مضببا‬
‫ومنه قولهم للرجل إذا تعذر عليه الكلم يريده من خطبة أو غيرها ‪:‬‬
‫قد أرتج عليه ‪ ,‬يعني به ‪ :‬قد انغلق عليه كما يرتج الباب فيغلق ‪.‬‬
‫وأما قولهم ‪ :‬قد ارتجت الرض ‪ ,‬فإنه معنى غير هذا ‪ ,‬وإنما معناه ‪:‬‬
‫قد اضطربت وتحركت ‪ ,‬ومنه قول الله جل ذكره ‪ :‬إذا رجت‬
‫الرض رجا ‪ ,‬يعني بذلك ‪ :‬إذا زلزلت وحركت تحريكا شديدا ‪ .‬وأما‬
‫قول عمر ‪ :‬من فاتته صلة كان يصليها بالليل فصلها بالهاجرة‬
‫فكأنما صلها بالليل وعنى بقوله ‪ " :‬من صلها بالهاجرة " فصلها‬
‫قبل الظهر بقليل ‪ ,‬والعرب تقول ‪ :‬أتيتك بالهاجرة ‪ ,‬وعند الهاجرة ‪,‬‬
‫وبالهجير وبالهجر ‪ ,‬وذلك إذا أتاه في الظهيرة في القيظ ‪ ,‬وقد‬
‫هجر القوم وتهجروا ‪ ,‬إذا ارتحلوا بالهاجرة ‪ ,‬ومنه قول لبيد بن‬
‫ربيعة ‪ :‬حتى تهجر في الرواح وهاجه طلب المعقب حقه المظلوم‬
‫فإن أتاه في آخر الهاجرة قيل ‪ :‬أتاه بالهجير العلى ‪ ,‬والهاجرة‬
‫العليا ‪ ,‬فإن أتاه قبيل العصر ‪ ,‬قيل ‪ :‬أتاه الهويجرة ‪ .‬وأما قوله ‪" :‬‬
‫من فاته ورده من الليل فليقم به في صلة قبل الظهر " ‪ ,‬فإنه‬
‫ينعني بالورد ‪ ,‬ما كان يرد عليه وينويه من حظه من قراءة القرآن‬
‫في صلته بالليل ‪ ,‬وأصله من ورود الشيء عليك ‪ ,‬وهو هجومه ‪,‬‬
‫ومنه قيل ‪ :‬تورد علينا الليل موضع كذا ‪ ,‬إذا هجم ‪ ,‬ومنه قيل‬
‫للمنهل المورد ‪ ,‬لنه ترده الشاربة والسابلة ‪ ,‬ومنه قول الطرماح‬
‫بن حكيم ‪ :‬سباريت أخلق الموارد يابس بها القوم من‬
‫مستوضحات العواثن ومنه قيل للمحموم ‪ :‬مورود ‪ ,‬وذلك لورود‬
‫الحمى عليه يوم ورده ‪ .‬وأما الورد بفتح الواو ‪ ,‬فإنه غير هذا‬
‫المعنى ‪ ,‬وهو الحمر من اللوان ‪ ,‬ومنه قول الله تعالى ذكره ‪:‬‬
‫فكانت وردة كالدهان ‪ ,‬ومنه قول نابغة بني جعدة ‪ :‬وننكر يوم‬
‫الروع ألوان خيلنا من الطعن حتى تحسب الورد أشقرا ومنه قول‬
‫أعشى بني ثعلبة ‪ :‬علون بأنماط عتاق وعقمة طوائفها لونان ورد‬
‫ومشرب وأحسب أن الورد من الرياحين إنما قيل له ورد لغلبة‬
‫الحمرة على أكثره ‪ .‬وأما الوريد الذي قال الله جل ثناؤه ‪ :‬ونحن‬
‫أقرب إليه من حبل الوريد ‪ ,‬فإنه حبل العنق ‪ ,‬وهما وريدان يليهما‬
‫الوداج التي تقطع من الذبيحة عند التذكية‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن عَب ْدٍ ال َْقارِيّ ‪,‬‬


‫ن بْ ِ‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫ث عَب ْدِ الّر ْ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري ‪ ,‬عن عمر ‪,‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫ن عَب ْدٍ ال َْقارِيّ ‪# ,‬‬


‫ن بْ ِ‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫ث عَب ْدِ الّر ْ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫شام " ‪ .‬فََقرأ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫مُر ‪ ,‬اقَْرأ َيا هِ َ ُ‬ ‫سل ْ ُ‬
‫ه َيا عُ َ‬ ‫" أْر ِ‬

‫‪ 886‬حدثني يونس بن عبد العلى الصدفي ‪ ,‬أنبأنا ابن وهب ‪,‬‬


‫أخبرني يونس ‪ ,‬عن ابن شهاب ‪ ,‬أخبرني عروة بن الزبير ‪ :‬أن‬
‫المسور بن مخرمة ‪ ,‬وعبد الرحمن بن عبد القاري أخبراه أنهما‬
‫سمعا عمر بن الخطاب ‪ ,‬يقول ‪ :‬سمعت هشام بن حكيم ‪ ,‬يقرأ‬
‫سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫فاستمعت لقراءته ‪ ,‬فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك ‪ ,‬فكدت أساوره في‬
‫الصلة ‪ ,‬فتصبرت حتى سلم ‪ ,‬فلما سلم لببته بردائه ‪ ,‬فقلت ‪ :‬من‬
‫أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرؤها آنفا ؟ فقال ‪ :‬أقرأنيها‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬كذبت ‪ ,‬فوالله‬
‫إن رسول الله هو أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرأها ‪.‬‬
‫فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬فقلت ‪:‬‬
‫يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم‬
‫تقرئنيها ‪ ,‬وأنت أقرأتني سورة الفرقان ‪ .‬قال ‪ :‬فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أرسله يا عمر ‪ ,‬اقرأ يا هشام " ‪ .‬فقرأ‬
‫عليه القراءة التي سمعته يقرؤها فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬هكذا أنزلت " ‪ .‬ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ " :‬اقرأ يا عمر " ‪ ,‬فقرأت القراءة التي أقرأني رسول الله فقال‬
‫رسول الله ‪ " :‬هكذا أنزلت " ‪ .‬ثم قال رسول الله ‪ " :‬إن هذا‬
‫القرآن نزل على سبعة أحرف ‪ ،‬فاقرؤوا ما تيسر منه " ‪ ,‬حدثنا ابن‬
‫وكيع ‪ ,‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ,‬عن مالك بن أنس ‪ ,‬عن‬
‫الزهري ‪ ,‬عن عروة بن الزبير ‪ ,‬عن عبد الرحمن بن عبد القاري ‪,‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عن عمر ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت هشام بن حكيم يقرأ فذكر عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم نحو حديث يونس حدثنا ابن وكيع ‪ ,‬حدثنا‬
‫عبد العلى بن عبد العلى ‪ ,‬عن معمر ‪ ,‬عن الزهري ‪ ,‬عن عروة ‪,‬‬
‫عن المسور بن مخرمة ‪ ,‬عن عمر ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت هشام بن حكيم‬
‫يقرأ فذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه وهذا خبر قد‬
‫بينا معناه وذكرنا طرقه عن عمر وموافقيه ‪ ,‬في روايته عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬وبينا اختلف المختلفين في معناه ‪,‬‬
‫والعلل المفسدة قول من خالف قولنا فيه ‪ ,‬باستقصاء ذلك في‬
‫كتابنا المسمى " جامع البيان عن تأويل آي القرآن " ‪ ،‬فكرهنا‬
‫تطويل الكتاب بإعادته في هذا الموضع ‪ ,‬فمن أراد معرفة معانيه‬
‫وما فيه فليلتمسه هناك يجده إن شاء الله مشروحا *‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫مَر ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار عمر ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‬

‫صّلى ‪#‬‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫مَر ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫َ‬
‫ن"*‬
‫ري َ‬
‫خ ِ‬
‫ضعُ ب ِهِ آ َ‬
‫ما ‪ ,‬وَي َ َ‬
‫وا ً‬ ‫ذا ال ْك َِتا ِ‬
‫ب أقْ َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه ي َْرفَعُ ب ِهَ َ‬

‫‪ 887‬حدثني أبو الجماهر الحمصي محمد بن عبد الرحمن‬


‫الحضرمي ‪ ,‬حدثنا أبو اليمان ‪ ,‬حدثنا شعيب بن أبي حمزة ‪ ,‬عن‬
‫الزهري ‪ ,‬حدثني عامر بن واثلة الليثي ‪ :‬أن نافع بن عبد الحارث‬
‫الخزاعي لقي عمر بن الخطاب بعسفان ‪ ,‬وكان عمر استعمله‬
‫على أهل مكة ‪ ,‬فسلم على عمر فقال له عمر ‪ :‬من استخلفت‬
‫على أهل الوادي ؟ قال ‪ :‬استخلفت عليهم ابن أبزى ‪ .‬قال عمر ‪:‬‬
‫وما ابن أبزى ؟ قال نافع ‪ :‬من موالينا ‪ .‬قال عمر ‪ :‬فاستخلفت‬
‫عليهم مولى قال ‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ ,‬إنه قارئ لكتاب الله ‪ ,‬عالم‬
‫بالفرائض ‪ .‬قال عمر ‪ :‬أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ‪ ,‬ويضع به آخرين " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ,‬ل علة فيه‬
‫توهنه ‪ ,‬ول سبب يضعفه ‪ .‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين‬
‫سقيما غير صحيح لعلتين ‪ :‬إحداهما ‪ :‬أنه قد حدث بهذا الحديث عن‬
‫عمر غير واحد من الرواة ‪ ,‬فجعل هذا الكلم الذي روي عنه ‪ ,‬عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ‪ ,‬من كلم غير‬
‫مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬والخرى ‪ :‬أنه حدث‬
‫به عن الزهري معمر فقال ‪ :‬عن عمرو بن واثلة ‪ ,‬فإن يكن ذلك‬
‫صحيحا كما روى معمر ‪ ,‬فهو عن مجهول ل يحتج بحديثه ‪ ,‬لن أهل‬
‫العلم بالثار ل يعرفون راويا روى عن عمر اسمه عمرو بن واثلة‬

‫ه‬ ‫ن الّزهْرِيّ فََقا َ‬


‫ل ِفيهِ ‪ :‬عَن ْ ُ‬ ‫ث عَ ِ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث عن الزهري فقال فيه ‪ :‬عنه عن عمرو‬


‫بن واثلة‬

‫ه‪#‬‬ ‫ن الّزهْرِيّ فََقا َ‬


‫ل ِفيهِ ‪ :‬عَن ْ ُ‬ ‫ث عَ ِ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ذا ال ُْقرآ َ‬
‫ن"*‬
‫ري َ‬
‫خ ِ‬
‫ضعُ ب ِهِ آ َ‬
‫ما وَي َ َ‬ ‫ن أقْ َ‬
‫وا ً‬ ‫ْ ِ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه ي َْرفَعُ ب ِهَ َ‬

‫‪ 888‬حدثنا أحمد بن منصور ‪ ,‬حدثنا عبد الرزاق بن همام ‪ ,‬أنبأنا‬


‫معمر ‪ ,‬عن الزهري ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني عمرو بن واثلة ‪ ,‬قال ابن‬
‫منصور ‪ :‬هكذا قال معمر أن نافع بن عبد الحارث تلقى عمر بن‬
‫الخطاب إلى عسفان ‪ ,‬وكان عامل له على مكة فقال له عمر ‪:‬‬
‫من استخلفت على أهل الوادي ‪ ,‬يعني أهل مكة ؟ قال ‪ :‬ابن‬
‫أبزى ‪ .‬قال ‪ :‬ومن ابن أبزى ؟ قال ‪ :‬رجل من الموالي ‪ ,‬أو قال ‪:‬‬
‫مولى ‪ ،‬قال ‪ :‬استخلفت عليهم مولى قال ‪ :‬إنه قارئ لكتاب الله ‪.‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال ‪ :‬أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن الله يرفع بهذا‬
‫القرآن أقواما ويضع به آخرين " *‬

‫ل‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ذي ِفيهِ عَ ْ‬ ‫ل ال ْك ََل َ‬ ‫ث فَ َ‬
‫جع َ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث فجعل الكلم الذي فيه عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم من كلم عمر‬

‫ن‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ذي ِفيهِ عَ ْ‬ ‫ل ال ْك ََل َ‬ ‫ث فَ َ‬
‫جع َ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ل‪#‬‬ ‫سو ِ‬
‫َر ُ‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ن ب َِها ِ‬ ‫ه عََلى َ‬
‫م ْ‬ ‫خل َْفت َ ُ‬ ‫واِلي َفا ْ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫م َ‬
‫ل ِ‬ ‫ت إ َِلى َر ُ‬
‫ج ٍ‬ ‫مد ْ َ‬
‫" عَ َ‬

‫‪ 889‬حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت‬


‫أبي ‪ ,‬يقول ‪ :‬أنبأنا الحسين بن واقد ‪ ,‬حدثنا العمش ‪ ,‬عن حبيب‬
‫بن أبي ثابت أن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثه قال ‪ :‬خرج عمر‬
‫بن الخطاب إلى مكة فاستقبله أمير مكة نافع بن علقمة ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫من استخلفت عليها ؟ قال ‪ :‬استخلفت عليها عبد الرحمن بن أبزى‬
‫‪ .‬فقال عمر ‪ " :‬عمدت إلى رجل من الموالي فاستخلفته على من‬
‫بها من قريش وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟‬
‫فقال ‪ :‬نعم ‪ ,‬وجدته أقرأهم لكتاب الله ‪ ,‬ومكة أرض تحتضر ‪,‬‬
‫فأحببت أن يسمع كتاب الله من رجل حسن القراءة فقال ‪ :‬نعم ما‬
‫رأيت ‪ ,‬إن الله يرفع بالقرآن أقواما ‪ ,‬ويضع بالقرآن أقواما ‪ ,‬وإن‬
‫عبد الرحمن بن أبزى ممن رفعه الله بالقرآن *‬

‫ن ال ِْفْق ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬
‫ث ِ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما ِفي هَ َ‬

‫ذكر ما في هذا الحديث من الفقه ومما في هذا الحديث من‬


‫الفقه ‪ :‬أن عمر لم يستنكر تلقي نافع بن عبد الحارث إياه إلى‬
‫عسفان من مكة ‪ ,‬وفي ذلك الدليل أن للرجل تلقي القادم من‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سفر ‪ ,‬واستقبال من قدم من بلدته إلى بلدة أخرى تكرمة وتعظيما‬
‫‪ ,‬كالذي فعل من ذلك نافع بعمر ‪ .‬وفيه أيضا أن القوم إذا حضرتهم‬
‫الصلة فأحقهم بالمامة أقرأهم لكتاب الله وأعلمهم به ‪ ,‬وإن كان‬
‫دونهم في النسب والفضل ‪ ,‬لن عمر لما أخبره نافع أنه إنما‬
‫استخلف ابن أبزى على من بمكة من قريش وأصحاب رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم وهو مولى من التابعين ‪ ,‬لنه وجده أقرأهم‬
‫لكتاب الله لم يستنكر ذلك من فعله ‪ ,‬بل صوبه ‪ ,‬وقد أنكر‬
‫استخلفه إياه عليهم قبل إعلمه إياه أنه أقرأهم لكتاب الله ‪ ,‬وذلك‬
‫نظير ما قد ذكرنا من الخبار قبل عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أنه قال ‪ " :‬ليؤمكم أقرأكم لكتاب الله ‪ ,‬فإن كانوا في‬
‫القراءة سواء فأقدمهم هجرة "‬

‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫مَر عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‪#‬‬ ‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫مَر عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫وى ‪ ,‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ما ن َ َ‬
‫ئ َ‬
‫مرِ ٍ‬
‫ما ِل ْ‬
‫ل ِبالن ّي ّةِ ‪ ,‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫ما اْلعْ َ‬
‫ما ُ‬ ‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 890‬حدثني محمد بن عبيد المحاربي ‪ ,‬حدثنا علي بن هاشم ‪ ,‬عن‬


‫يحيى بن سعيد ‪ ,‬عن محمد بن إبراهيم أنه سمع علقمة بن وقاص‬
‫يقول ‪ :‬سمعت عمر بن الخطاب ‪ ,‬يقول ‪ :‬سمعت النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬إنما العمال بالنية ‪ ,‬وإنما لمرئ ما نوى ‪,‬‬
‫فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ‪ ،‬فهجرته إلى الله ورسوله ‪،‬‬
‫ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها ‪ ,‬فهجرته إلى ما‬
‫هاجر إليه " ‪ ,‬حدثنا ابن وكيع ‪ ,‬حدثنا عبد الوهاب الثقفي ‪ ,‬وأبو‬
‫خالد الحمر ‪ ,‬عن يحيى بن سعيد ‪ ,‬عن محمد بن إبراهيم ‪ ,‬أنه‬
‫سمع علقمة بن وقاص ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت عمر وهو يخطب يقول ‪:‬‬
‫سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬فذكر مثله " حدثنا ابن وكيع ‪,‬‬
‫حدثنا أبي ‪ ,‬عن سفيان ‪ ,‬عن يحيى بن سعيد ‪ ,‬عن محمد بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫إبراهيم التيمي ‪ ,‬عن علقمة بن وقاص ‪ ,‬عن عمر عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ,‬مثله ‪ .‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪,‬‬
‫حدثنا عمي عبد الله بن وهب ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني عمرو بن الحارث ‪,‬‬
‫عن يحيى بن سعيد ‪ :‬أن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ‪,‬‬
‫حدثه أن علقمة بن وقاص الليثي حدثه أنه سمع عمر بن الخطاب ‪,‬‬
‫على المنبر يقول ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‬
‫‪ ,‬فذكر مثله حدثني عبد العلى بن واصل السدي ‪ ,‬حدثنا جعفر بن‬
‫عون ‪ ,‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت محمد بن إبراهيم ‪,‬‬
‫يقول ‪ :‬سمعت علقمة بن وقاص الليثي ‪ ,‬يقول ‪ :‬سمعت عمر بن‬
‫الخطاب ‪ ,‬يقول ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪,‬‬
‫فذكر مثله *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ,‬ل علة فيه‬
‫توهنه ‪ ,‬ول سبب يضعفه لعدالة من بيننا وبين رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم من نقلته ‪ ,‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين‬
‫سقيما غير صحيح لعلتين ‪ :‬إحداهما ‪ :‬أنه خبر ل يعرف له أصل من‬
‫وجه يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إل من هذا الوجه ‪,‬‬
‫والثانية ‪ :‬أنه حديث لم نجد يسنده عن محمد بن إبراهيم أحد غير‬
‫يحيى بن سعيد ‪ ,‬والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه‬

‫خب َرِ ِفي ال ِْفْق ِ‬


‫ه‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي َ‬

‫القول فيما في هذا الخبر في الفقه والذي في هذا الخبر من الفقه‬


‫تصحيح قول من قال ‪ :‬كل عامل عمل عمل فهو وإن كان في رأي‬
‫العين عند من يراه على وجه فإنه فيما بين العامل وبين ربه على‬
‫ما صرفه إليه بنيته ونواه بقلبه ‪ ,‬ل على ما يبدو لعين من يراه ‪.‬‬
‫فإن كان ذلك كذلك فبين فساد قول من قال ‪ :‬إذا غسل غاسل‬
‫أعضاء الوضوء وهو ينوي بغسله إياها تعليم جاهل ‪ ,‬أو تبردا من حر‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أصابه ‪ ,‬أو يطهرها من نجاسة أصابته ‪ ,‬ل يقصد بغسلها أداء فرض‬
‫الله الذي أوجب عليه بغسله إياها ‪ ,‬أنه مؤد بغسله ذلك كذلك‬
‫الفرض الذي ألزمه الله من غسلها ‪ ,‬وأن من صام شهر رمضان‬
‫بنية قضاء من واجب عليه من نذر أو غيره ‪ ,‬أو بنية التطوع ‪ ,‬أنه‬
‫يجزئ عنه من فرضه الواجب عليه من صوم شهر رمضان ‪ ,‬ومن‬
‫حج أو اعتمر ‪ ,‬ممن لم يحج أو يعتمر ‪ ,‬ينوي بحجه أو عمرته الحج‬
‫والعمرة عن غيره ‪ ,‬أنه يجزئه من فرضه الواجب من الحج أو‬
‫العمرة ‪ ,‬إذ كان صلى الله عليه وسلم قد جعل عمل كل عامل‬
‫عمل عمل مصروفا إلى ما صرفه إليه العامل بنيته فأراده بقلبه‬
‫دون غيره ‪ ,‬مما يبدو لرأي العين فيما بينه وبين ربه ‪ .‬وذلك أن‬
‫الغلب من الهجرة من دار الشرك إلى دار السلم مفارقا دين‬
‫المشركين ودارهم في الظاهر ‪ ,‬إنما يكون من فاعله رغبة في‬
‫السلم وبراءة من الكفر ‪ ,‬فقد جعله صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬وإن‬
‫كان ذلك الغلب على الناس ‪ ,‬مصروفا أمر فاعل ذلك إلى ما نواه‬
‫بقلبه وأراده في نفسه ‪ ,‬فإن كانت هجرته رغبة في السلم وبراءة‬
‫من الكفر ‪ ,‬فهجرته هنالك هجرة إلى الله ورسوله ‪ ,‬وإن كانت‬
‫هجرته تطلب دنيا أملها أو امرأة أراد نكاحها والوصول إليها ‪,‬‬
‫فهجرته لما هاجر له ‪ ,‬وليست بالهجرة التي أمر الله بها عباده‬
‫ووعدهم عليها الجزيل من الثواب ‪ .‬فكذلك الصائم شهر رمضان‬
‫بنية التطوع وقضاء النذر ‪ ,‬والغاسل أعضاء الوضوء ‪ ,‬والمتجرد من‬
‫ثيابه المحرم بحج أو عمرة ينوي بذلك الحج أو العمرة عن غيره ‪,‬‬
‫وإن كان قد فعل هذا في شهر رمضان ما يفعله الصائم الصوم‬
‫الذي أمره الله به في الظاهر ‪ ,‬وغسل هذا من العضاء ما أمر الله‬
‫المتطهر بغسله منها ‪ ,‬وفعل هذا في إحرامه ‪ ,‬ما يفعله الحاج الذي‬
‫أمره الله جل ثناؤه أن يفعله في حجه الفرض ‪ ,‬فإنه غير قاض ما‬
‫عليه من فرض الله ؛ لن عمله الذي عمله لما نواه وأراده دون ما‬
‫لم ينوه ولم يرده ‪ .‬ولو كان جائزا صرف عمله الذي عمله بغير نية‬
‫أداء فرض الله الذي ألزمه إياه ‪ ,‬لموافقته في الظاهر عمل من‬
‫عمل ذلك مريدا به أداء فرض الله الواجب عليه ‪ ,‬جاز صرف عمل‬
‫من عمل ذلك وغيره من العمال التي ألزم الله عباده فرضها بنية‬
‫أداء فرض الله عليه من ذلك ‪ ,‬إلى غير الذي نواه وأراده ‪ ,‬حتى‬
‫يكون وإن أصاب في عمله ذلك جميع شرائطه التي ألزمها الله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫إياه غير قاض ما عليه من فرض ذلك ول مؤد ما لزمه منه ‪ .‬وفي‬
‫إجماع الجميع على فساد القول بذلك الدليل الواضح على فساد‬
‫قول من قال ‪ :‬إن من عمل عمل من فرائض الله التي ألزم عباده‬
‫عملها بأبدانهم ناويا بعمله غير أداء فرضه ‪ ,‬أنه مجزئ عنه من‬
‫فرضه ‪ ,‬عن ابتدائه نوى ذلك كذلك أو في وسطه أو في آخره ‪.‬‬
‫وفيه أيضا الدليل الواضح على أن من عمل عمل من العمال التي‬
‫يتقرب بمثلها إلى الله تعالى ذكره ‪ ,‬من صلة أو صدقة أو قراءة‬
‫قرآن أو أمر في الظاهر بمعروف ‪ ,‬أو نهي عن منكر ‪ ,‬وما أشبه‬
‫ذلك من العمال التي إذا قصد بها العبد طلب رضا الله استحق بها‬
‫منه ما وعد أهلها عليها مريدا من ذلك من الناس الحمد عليها ‪ ,‬أو‬
‫اختداع ضعيف أو قوي بها من أهل السلم أو غيرهم عن ماله‬
‫ليظن به خيرا فيودعه إياه ويتمنه عليه ‪ ,‬أو يوصي به إليه من بعد‬
‫وفاته ‪ ,‬أو ليضم إليه شيئا من أسبابه ‪ ,‬والتعرض به لذي سلطان‬
‫ليستكفيه بعض أعماله ‪ ,‬ويوليه بعض ما هو بسبيله ‪ ,‬أو يغر بذلك‬
‫امرأة فتركن إليه وما أشبه ذلك ‪ ,‬فإن عمله ذلك لما عمله له ‪,‬‬
‫والله تعالى ذكره ورسوله منه بريئان ‪ ,‬كما قال صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ‪ ,‬أو امرأة يتزوجها ‪,‬‬
‫فهجرته إلى ما هاجر إليه " ‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك تتابعت‬
‫الخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين‬
‫لهم بإحسان‬

‫سن َد ُهُ‬
‫ح َ‬
‫ص ّ‬
‫ما َ‬
‫م ّ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض ما حضرنا ذكره من ذلك مما صح سنده‬

‫سن َد ُهُ ‪#‬‬


‫ح َ‬
‫ص ّ‬
‫ما َ‬
‫م ّ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫شَر َ‬
‫كاءِ ‪ ,‬فَ َ‬ ‫ه ت ََعاَلى ذِك ُْرهُ ‪ :‬أ ََنا َ‬
‫خي ُْر ال ّ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫" َقا َ‬

‫‪ 891‬حدثنا سوار بن عبد الله العنبري ‪ ,‬حدثنا بشر بن المفضل ‪,‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ,‬عن العلء بن عبد الرحمن بن يعقوب ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أبي هريرة ‪ :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬قال الله تعالى‬
‫ذكره ‪ :‬أنا خير الشركاء ‪ ,‬فمن عمل عمل أشرك فيه غيري ‪ ,‬فهو‬
‫للذي أشرك وأنا بريء منه " *‬

‫ك اسمه ‪ :‬أ َنا أ َ‬


‫ك‬ ‫ن ال ّ‬
‫شْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ء‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫نى‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫غ‬ ‫َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جّباُر ت ََباَر َ ْ ُ ُ‬ ‫" ي َُقو ُ‬

‫‪ 892‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ,‬حدثني محمد بن‬


‫جعفر ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني العلء بن عبد الرحمن ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ,‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬يقول‬
‫الجبار تبارك اسمه ‪ :‬أنا أغنى الشركاء عن الشرك ‪ ,‬فمن عمل لي‬
‫عمل ‪ ,‬وأشرك معي غيري فأنا منه بريء ‪ ,‬وهو للذي أشرك " *‬

‫ك‬ ‫ن ال ّ‬
‫شْر ِ‬ ‫كاِء عَ ِ‬ ‫ل ‪ :‬أ ََنا أ َغَْنى ال ّ‬
‫شَر َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه عَّز وَ َ‬ ‫" َقا َ‬

‫‪ 893‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ,‬حدثنا ابن علية ‪ ,‬عن روح بن‬


‫القاسم ‪ ,‬عن العلء بن عبد الرحمن بن يعقوب ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ,‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬قال الله‬
‫عز وجل ‪ :‬أنا أغنى الشركاء عن الشرك ‪ ,‬من عمل عمل أشرك‬
‫فيه معي غيري تركته وشريكي " *‬

‫ن‬ ‫ك ‪ ,‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شْر ِ‬ ‫كاِء عَ ِ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِّني أ َغَْنى ال ّ‬
‫شَر َ‬ ‫ه ت ََعاَلى َقا َ‬
‫الل ّ َ‬

‫‪ 894‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ,‬حدثنا أبي‬


‫‪ ,‬وشعيب بن الليث ‪ ,‬عن الليث ‪ ,‬عن ابن الهاد ‪ ,‬عن عمرو ‪ ,‬عن‬
‫سعيد بن أبي سعيد المقبري ‪ ,‬عن أبي هريرة ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن الله تعالى قال ‪:‬‬
‫إني أغنى الشركاء عن الشرك ‪ ,‬فمن عمل عمل أشرك فيه‬
‫غيري ‪ ،‬فأنا منه بريء ‪ ،‬وهو للذي عمله " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه‬
‫ك ِفي ِ‬ ‫مًل فَأ َ ْ‬
‫شَر َ‬ ‫م َ‬
‫ل عَ َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫ك ‪ ,‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شْر ِ‬ ‫كاِء عَ ِ‬ ‫أ ََنا أ َغَْنى ال ّ‬
‫شَر َ‬

‫‪ 895‬حدثني سعيد بن عبد الحكم ‪ ,‬حدثنا أبو زرعة ‪ ,‬حدثنا حيوة ‪,‬‬
‫حدثنا ابن الهاد ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني عمرو بن أبي عمرو ‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫أبي سعيد المقبري ‪ ,‬عن أبي هريرة ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬إن الله يقول ‪ :‬أنا أغنى الشركاء عن الشرك ‪,‬‬
‫فمن عمل عمل فأشرك فيه غيري ‪ ،‬فأنا منه بريء ‪ ،‬وهو للذي‬
‫عمله " *‬

‫ست ُ ْ‬
‫شهِد َ‬ ‫ج ٌ‬
‫لا ْ‬ ‫مةِ ث ََلث َ ٌ‬
‫ة ‪َ :‬ر ُ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫ضى ِفيهِ ي َوْ َ‬
‫س ي ُْق َ‬ ‫" أ َوّ ُ‬
‫ل الّنا ِ‬

‫‪ 896‬حدثنا سوار بن عبد الله ‪ ,‬حدثنا معاذ بن معاذ ‪ ,‬حدثنا ابن‬


‫جريج ‪ ,‬عن يونس بن يوسف ‪ ,‬عن سليمان بن يسار ‪ ,‬قال ‪ :‬تفرق‬
‫الناس عن أبي هريرة ‪ ,‬فقال ناتل أخوأهل الشام ‪ :‬أيها الرجل ‪,‬‬
‫حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‬
‫أبو هريرة ‪ :‬نعم ‪ ,‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلثة ‪ :‬رجل استشهد فأمر به‬
‫فعرفه نعمه فعرفها ‪ .‬قال ‪ :‬فما عملت فيها ؟ قال ‪ :‬قاتلت فيك‬
‫حتى استشهدت ‪ .‬قال ‪ :‬كذبت ‪ ,‬ولكن قاتلت ليقال ‪ :‬جريء ‪ ,‬وقد‬
‫قيل ‪ .‬ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ‪ ,‬ورجل‬
‫تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن ‪ ,‬فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ‪,‬‬
‫فقال ‪ :‬ماذا عملت فيها ؟ قال ‪ :‬تعلمت فيك العلم وعلمته ‪,‬‬
‫وقرأت فيك القرآن ‪ .‬قال ‪ :‬كذبت ‪ ,‬ولكنك تعلمت العلم ليقال إنك‬
‫عالم ‪ ,‬وقد قيل ‪ .‬وقرأت القرآن ليقال ‪ :‬هو قارئ ‪ ,‬فقد قيل ‪ .‬ثم‬
‫أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ‪ ,‬ورجل أوسع الله‬
‫عليه وأعطاه من أنواع المال كله ‪ ,‬فعرفه نعمه ‪ ,‬فعرفها ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫فما عملت فيها ؟ قال ‪ :‬ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إل‬
‫أنفقت فيها لك ‪ .‬قال ‪ :‬كذبت ‪ ,‬فعلت ليقال ‪ :‬جواد ‪ ,‬فقد قيل ‪ .‬ثم‬
‫أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار " حدثنا خلد بن‬
‫أسلم ‪ ,‬أنبأنا النضر بن شميل ‪ ,‬أنبأنا ابن جريج ‪ ,‬عن يونس بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يوسف ‪ ,‬عن سليمان بن يسار ‪ ,‬عن أبي هريرة عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم مثله *‬

‫ل"*‬ ‫م َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫شْر ُ‬
‫" ال ّ‬
‫ج ِ‬
‫ن الّر ُ‬
‫كا ِ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫ن ي َعْ َ‬
‫يأ ْ‬‫خِف ّ‬

‫‪ 897‬حدثني أحمد بن منيع ‪ ,‬حدثنا أبو أحمد ‪ ,‬حدثنا كثير بن زيد ‪,‬‬
‫عن ربيح بن عبد الرحمن ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن جده ‪ ,‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الشرك الخفي أن يعمل الرجل‬
‫لمكان الرجل " *‬

‫داوُد َ ‪,‬‬
‫ن َ‬ ‫حد ّث َِني عَل ِ ّ‬
‫ي بْ ُ‬ ‫شْر ٌ‬
‫ك"‪َ ,‬‬ ‫ن الّرَياءِ ِ‬
‫م َ‬
‫سيًرا ِ‬
‫يَ ِ‬

‫‪ 898‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ,‬حدثنا ابن أبي مريم ‪ ,‬حدثنا‬
‫نافع بن يزيد ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني عياش بن عباس ‪ ,‬عن عيسى بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ,‬عن زيد بن أسلم ‪ ,‬عن أبيه ‪ :‬أن عمر بن الخطاب خرج‬
‫إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬فإذا هو بمعاذ بن‬
‫جبل يبكي عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬ما‬
‫يبكيك يا معاذ ؟ قال ‪ :‬يبكيني شيء سمعته من صاحب هذا القبر ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وما هو ؟ قال ‪ :‬سمعته يقول ‪ " :‬إن يسيرا من الرياء شرك‬
‫" ‪ ,‬حدثني علي بن داود ‪ ,‬حدثنا عبد الله بن صالح ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني‬
‫الليث ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني عياش بن عباس ‪ ,‬عن زيد بن أسلم ‪ ,‬عن‬
‫أبيه أن عمر بن الخطاب خرج إلى المسجد يوما ‪ ,‬ثم ذكر عن معاذ‬
‫‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫" ك ُّنا ن َعُد ّ عََلى عَهْدِ َر ُ‬
‫سو ِ‬

‫‪ 899‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ,‬وسليمان بن داود‬


‫القومسي ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي مريم ‪ ,‬أنبأنا يحيى بن أيوب ‪ ,‬حدثنا‬
‫عمارة بن غزية ‪ ,‬عن يعلى بن شداد بن أوس ‪ ,‬أنه حدثه عن أبيه ‪,‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أنه قال ‪ " :‬كنا نعد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫الشرك الصغر الرياء " *‬

‫ة"*‬ ‫شهْوَةُ ال ْ َ‬
‫خِفي ّ ُ‬ ‫ف عَل َي ْك ُ ُ‬
‫م الّرَياُء ‪َ ,‬وال ّ‬ ‫ما أ َ َ‬
‫خا ُ‬ ‫ف َ‬ ‫أَ ْ‬
‫خو َ َ‬

‫‪ 900‬حدثنا الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي ‪ ,‬حدثنا أبي ‪,‬‬


‫حدثنا عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ‪ ,‬عن الزهري ‪ ,‬عن عباد‬
‫بن تميم ‪ ,‬عن عمه ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬يا نعايا العرب ‪ -‬ثلثا ‪ -‬إن أخوف ما أخاف عليكم‬
‫الرياء ‪ ,‬والشهوة الخفية " *‬

‫ن‬
‫حاب َةِ َوالّتاب ِِعي َ‬
‫ص َ‬
‫ن ال ّ‬
‫ك عَ ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما ُروِيَ ِفي ذ َل ِ َ‬

‫ذكر ما روي في ذلك عن الصحابة والتابعين‬

‫ن‪#‬‬
‫حاب َةِ َوالّتاب ِِعي َ‬
‫ص َ‬
‫ن ال ّ‬
‫ك عَ ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما ُروِيَ ِفي ذ َل ِ َ‬

‫ة"‪,‬‬ ‫شهْوَةَ ال ْ َ‬
‫خِفي ّ َ‬ ‫ة ‪ ,‬الّرَياءَ َوال ّ‬
‫م َ‬ ‫ُ‬
‫م هَذِهِ اْل ّ‬
‫ف عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫إ ِّني أ َ َ‬
‫خا ُ‬

‫‪ 901‬حدثنا الفضل بن الصباح ‪ ,‬حدثنا سفيان بن عيينة ‪ ,‬عن‬


‫الزهري أنه استجلس الناس وهو يقول ‪ :‬ارتفعوا ‪ .‬ثم قال ‪ :‬استووا‬
‫حتى أحدثكم حديثا ‪ ،‬فقال ‪ :‬حدثني محمد بن الربيع ‪ ,‬سمع شداد‬
‫بن أوس لما حضرته الوفاة ‪ ,‬يقول ‪ " :‬يا نعايا العرب ‪ ,‬يا نعايا‬
‫العرب إني أخاف عليكم هذه المة ‪ ,‬الرياء والشهوة الخفية " ‪,‬‬
‫قال الفضل ‪ :‬قال سفيان ‪ :‬ولم أسمع الزهري استجلس الناس‬
‫غير هذه المرة ‪ ,‬حدثني أحمد بن حماد الدولبي ‪ ,‬حدثنا سفيان ‪,‬‬
‫عن الزهري ‪ ,‬عن محمود ‪ :‬لما حضر شداد بن أوس الوفاة قال ‪:‬‬
‫يا نعايا العرب ‪ ,‬ثم ذكر مثله حدثني يونس ‪ ,‬أنبأنا سفيان ‪ ,‬عن‬
‫الزهري ‪ ,‬قال ‪ :‬أراه عن محمود بن الربيع ‪ ,‬قال ‪ :‬لما حضرت‬
‫شداد بن أوس الوفاة ‪ ,‬ثم ذكر مثله *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ف عَل َي ْهِ ُ‬
‫م‬ ‫ت ‪ :‬أ َت َ َ‬
‫خا ُ‬ ‫ة " قُل ْ ُ‬
‫خِفي ّ ً‬ ‫شْر َ‬
‫ك وَ َ‬
‫شهْوَةً َ‬ ‫ت عَل َي ْهِ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫خوّفْ ُ‬
‫" تَ َ‬

‫‪ 902‬حدثني يونس ‪ ,‬أنبأنا ابن وهب ‪ ,‬أخبرني الليث ‪ ,‬عن خالد بن‬
‫يزيد ‪ ,‬عن سعيد بن أبي هلل ‪ ,‬عن رجاء بن حيوة ‪ :‬أن محمود بن‬
‫الربيع أخبره عن شداد بن أوس ‪ ,‬قال ‪ :‬طفت معه يوما في‬
‫السوق ‪ ,‬ثم دخل بيته فاستلقى على فراشه ‪ ,‬ثم تسجى بثوبه‬
‫على وجهه ‪ ,‬ثم بكى حتى سمعت له نشيجا ‪ ,‬ثم قال ‪ " :‬آبك‬
‫العريب ‪ ,‬ل يبعد الله السلم من أهله " ‪ ,‬قلت ‪ :‬يا أبا فلن ‪ ,‬فماذا‬
‫تخوفت عليهم ؟ قال ‪ " :‬تخوفت عليهم الشرك وشهوة خفية "‬
‫قلت ‪ :‬أتخاف عليهم الشرك وقد عرفوا الله ودخلوا في السلم ؟‬
‫فدفع بكفه في صدري ‪ ,‬وقال ‪ " :‬ثكلتك أمك محمود ‪ ,‬وما ترى‬
‫الشرك إل أن يجعل مع الله إلها آخر ؟ ‪ ,‬وما يعني بذلك إل أهل‬
‫القدر " *‬

‫ل‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ي َُقو ُ‬ ‫يٌء ‪ ,‬إ ِ ّ‬
‫ش ْ‬ ‫مل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ن عَ َ‬
‫م ْ‬ ‫س لَ َ‬
‫ك ِ‬ ‫" َل ل َي ْ َ‬

‫‪ 903‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا ابن إدريس ‪ ,‬حدثنا أبو معاوية ‪ ,‬حدثنا‬
‫العمش ‪ ,‬عن حمزة أبي عمارة ‪ ,‬عن شهر بن حوشب ‪ ,‬عن عبادة‬
‫بن الصامت ‪ ,‬وفلن بن الربيع ‪ :‬أنه أتاهما رجل فقال ‪ :‬أل تريان يا‬
‫هذان أني أصلي حين أصلي أحب أن أصلي وأحمد ‪ ,‬وأحب أن أذكر‬
‫وأصوم وأتصدق ‪ ,‬حتى ذكر أشياء من العمل ‪ ,‬كل ذلك تقول ‪:‬‬
‫وأحمد ‪ ,‬فقال ‪ " :‬ل ليس لك من عملك شيء ‪ ,‬إن الله يقول ‪ :‬أنا‬
‫خير شريك فمن كان له مني شرك فهو له كله ‪ ,‬ل حاجة لي فيه "‬
‫*‬

‫خُلو ‪,‬‬ ‫َ‬ ‫صَلةَ ِ‬ ‫َ‬


‫ن يَ ْ‬
‫حي َ‬
‫ها ِ‬
‫ساَء َ‬
‫س ‪ ,‬وَأ َ‬
‫ن ي ََراهُ الّنا ُ‬
‫حي َ‬ ‫ن ال ْعَب ْد ُ ال ّ‬
‫س َ‬
‫ح َ‬
‫أ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 904‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا المحاربي ‪ ,‬عن الهجري ‪ ,‬عن أبي‬
‫الحوص ‪ ,‬عن أبي مسعود ‪ ,‬قال ‪ " :‬إذا أحسن العبد الصلة حين‬
‫يراه الناس ‪ ,‬وأساءها حين يخلو ‪ ,‬فتلك استهانة يستهين بها العبد‬
‫ربه " *‬

‫ن ِفيَها عََلى غَي ْ ِ‬


‫ر‬ ‫كا َ‬ ‫صَلت ِهِ ‪ ,‬فََزي ّ َ‬
‫ن ِفيَها وَ َ‬ ‫ج ُ‬
‫ل ِفي َ‬ ‫قَد ّ َ‬
‫م الّر ُ‬

‫‪ 905‬حدثني العباس بن الوليد العذري ‪ ,‬أخبرني عقبة بن علقمة‬


‫البيروتي ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني إبراهيم بن أبي عبلة ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني رجاء‬
‫بن حيوة ‪ ,‬قال ‪ " :‬إذا قدم الرجل في صلته ‪ ,‬فزين فيها وكان فيها‬
‫على غير حاله إذا خل قال الله ‪ :‬انظروا إلى عبدي يستهزئ بي *‬

‫كي " *‬
‫ري ِ‬ ‫كي فَهُوَ ل ِ َ‬
‫ش ِ‬ ‫ري ِ‬
‫ش ِ‬ ‫م َ‬
‫ل ِلي وَ َ‬ ‫ن عَ ِ‬
‫م ْ‬
‫ك َ‬
‫ري ٍ‬
‫ش ِ‬ ‫أ ََنا َ‬
‫خي ُْر َ‬

‫‪ 906‬حدثنا العباس بن الوليد ‪ ,‬أخبرني أبي ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت‬


‫الوزاعي ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت القاسم بن مخيمرة ‪ ,‬يقول ‪ " :‬إن الله‬
‫يقول يوم القيامة ‪ :‬أنا خير شريك من عمل لي وشريكي فهو‬
‫لشريكي " *‬

‫َ‬
‫ها‬
‫وا َ‬
‫س َ‬
‫ما ِ‬ ‫ض الل ّهِ قَد ْ أ َ‬
‫ضاعَ َ‬ ‫ن فََرائ ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫حد َةَ ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ل ال َْف ِ‬
‫ري َ‬ ‫ال ْعَب ْد َ ل َي َعْ َ‬
‫م ُ‬

‫‪ 907‬حدثني العباس بن الوليد ‪ ,‬أخبرني أبي ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت بلل بن‬
‫سعد ‪ ,‬يقول ‪ " :‬عباد الرحمن ‪ ,‬إن العبد ليعمل الفريضة الواحدة‬
‫من فرائض الله قد أضاع ما سواها ‪ ,‬فما يزال الشيطان يمنيه فيها‬
‫ويزين له حتى ما يرى شيئا دون الجنة ‪ ,‬فقبل أن تعملوا أعمالكم‬
‫فانظروا ماذا تريدون بها ‪ ,‬فإن كانت خالصة لله فأمضوها ‪ ,‬وإن‬
‫كانت لغير الله فل تشقوا أنفسكم ‪ ,‬فإن الله ل يقبل من أحد إل ما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كان خالصا ‪ ,‬فإنه قال عز وجل ‪ :‬إليه يصعد الكلم الطيب والعمل‬
‫الصالح يرفعه " *‬

‫َ‬ ‫ه ل ِل ّهِ ‪ ,‬وََل ت ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ت ل ِل ّهِ َ‬


‫ن‬
‫م َ‬
‫دا ِ‬
‫ح ً‬ ‫شرِك َ ّ‬
‫ن ب ِهِ أ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫شي ًْئا فَأ ْ‬
‫خل ِ ْ‬ ‫فَعَل ْ َ‬

‫‪ 908‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ,‬حدثنا ابن علية ‪ ,‬عن الجريري ‪,‬‬


‫عن أبي السليل ‪ ,‬قال ‪ :‬قلت لسعيد بن المسيب ‪ :‬الرجل منا يفعل‬
‫المعروف يريد به الله وما عنده ‪ ,‬وهو على ذلك يحب أن يذكر‬
‫معروفه ذلك ؟ فقال ‪ " :‬أتحب أن تمقت ؟ " ‪ ,‬قلت ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪" :‬‬
‫فإذا فعلت لله شيئا فأخلصه لله ‪ ,‬ول تشركن به أحدا من الناس "‬
‫*‬

‫َ‬
‫ل‬ ‫ل ال ْ ِ‬
‫جَبا ِ‬ ‫مَثا ُ‬
‫حيَفت ِهِ أ ْ‬
‫ص ِ‬
‫ب ‪ ,‬وَِفي َ‬
‫سا ِ‬ ‫مةِ ل ِل ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫ل ي َوْ َ‬ ‫" ي ُؤَْتى ِبالّر ُ‬
‫ج ِ‬

‫‪ 909‬حدثنا ابن حميد ‪ ,‬حدثنا يعقوب القمي ‪ ,‬عن حفص بن حميد ‪,‬‬
‫عن شمر بن عطية ‪ ,‬قال ‪ " :‬يؤتى بالرجل يوم القيامة للحساب ‪,‬‬
‫وفي صحيفته أمثال الجبال من الحسنات ‪ ,‬فيقول الله تبارك‬
‫وتعالى ‪ :‬صليت يوم كذا وكذا ليقال ‪ :‬صلى فلن ‪ ,‬أنا الله ل إله إل‬
‫أنا ‪ ,‬لي الدين الخالص ‪ ,‬صمت يوم كذا وكذا ليقال ‪ :‬صام فلن ‪,‬‬
‫أنا الله ل إله إل أنا ‪ ,‬لي الدين الخالص ‪ ,‬تصدقت يوم كذا وكذا ‪,‬‬
‫ليقال تصدق فلن ‪ ,‬أنا الله ل إله إل أنا ‪ ,‬لي الدين الخالص ‪ ,‬فما‬
‫يزال يمحى شيء بعد شيء حتى تبقى صحيفته ما فيها شيء ‪,‬‬
‫فيقول ملكاه ‪ :‬يا فلن ‪ ,‬ألغير الله كنت تعمل ؟ *‬

‫معْ ب ِهِ " وَقَد ْ ي َد ْ ُ‬


‫خ ُ‬
‫ل ِفي‬ ‫َ‬
‫س ّ‬
‫مع ْ ي ُ َ‬
‫س ّ‬
‫ن يُ َ‬
‫م ْ‬
‫ه َ‬
‫معٌ ؟ إ ِن ّ ُ‬
‫س ّ‬
‫م َ‬
‫أ ُ‬

‫‪ 910‬حدثنا ابن حميد ‪ ,‬حدثنا حكام ‪ ,‬عن إسماعيل ‪ ,‬عن قيس ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬بعث عمر بن الخطاب جرير بن عبد الله على جيش ‪ ,‬فجعل‬
‫يطلب العدو ‪ ,‬فأصاب رجل رجل من القوم فذهبت ‪ ,‬فبلغ ذلك‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عمر ‪ ,‬فقال لجرير ‪ " :‬ما شأن رجل فلن ؟ " ‪ ,‬فقال ‪ :‬كان العدو‬
‫بين يدي قريبا وكنت أتبعهم ‪ ,‬فأصابه فقال عمر ‪ :‬أمسمع ؟ إنه من‬
‫يسمع يسمع به " وقد يدخل في معنى هذا الخبر الذي رويناه عن‬
‫عمر ‪ ,‬عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬إنما العمال‬
‫بالنية ‪ ,‬وإنما لمرئ ما نوى ‪ ,‬فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله‬
‫فهجرته إلى الله ورسوله ‪ ,‬ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ‪ ,‬أو‬
‫امرأة يتزوجها فهجرته لما هاجر له " ‪ ,‬قول النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من طلب العلم يباهي به العلماء ‪ ,‬أو ليماري به السفهاء‬
‫‪ ,‬أو ليصرف وجوه الناس إليه ‪ ,‬فالنار أولى به " ‪ .‬وذلك أن من‬
‫طلب العلم لبعض هذه الوجوه ‪ ,‬فلم يطلبه لما أمر الله بالطلب له‬
‫‪ ,‬وذلك أن الله تعالى ذكره ‪ ,‬إنما أمر بطلب العلم للعمل به ‪,‬‬
‫والقيام بالواجب عليه فيما علمه منه ‪ ,‬ووهب له من معرفته ‪ ,‬أو‬
‫لتعليم جاهل وإرشاد ضال ‪ ,‬ل لمباهاة العلماء ‪ ,‬أو مماراة‬
‫السفهاء ‪ ,‬وصرف وجوه الناس به إليه ‪ .‬وذلك أن هذه وجوه ليس‬
‫في شيء منها له رضى ‪ ,‬ول هو مما أقر به ول ندب إليه ‪ ,‬بل زجر‬
‫عنه ونهى ‪ ,‬فحظ طالبه منه التقدم على معصية الله ‪ ,‬والمتقدم‬
‫على معصية الله النار أولى به ‪ ,‬إن لم يعف الله جل ثناؤه عنه‬
‫بفضله ‪ .‬ويدخل في معناه جميع أعمال العباد المطلقة والمأمور بها‬
‫‪ ,‬من المطاعم ‪ ،‬والمشارب ‪ ،‬والملبس ‪ ،‬والمراكب ‪ ،‬والمناكح ‪،‬‬
‫والمنطق ‪ ،‬والصمت ‪ ،‬والمشي ‪ ،‬والجلوس ‪ ،‬والقيام ‪،‬‬
‫والضطباع ‪ ,‬وغير ذلك من سائر العمال المباح للعباد عملها ‪,‬‬
‫والمأمور به منها حتى يكون العبد مثابا عليها من حال عمله إياها ‪,‬‬
‫مريدا بها العمل على الوجه الذي يكون لله تعالى في العمل بها‬
‫على ذلك الوجه رضى ‪ ,‬أو يكون مستحقا منه بها العقوبة على‬
‫عمله إياها مريدا بها عملها على الوجه الذي له فيه السخط‬
‫والكراهة ‪ ,‬وذلك كالطاعم من الطعام الزيادة على ما أقام رمقه ‪,‬‬
‫وأمن معه على نفسه العطب ‪ ,‬فإن زيادته ما زاد على ذلك ‪ ,‬إن‬
‫قصد بها طلب القوة على قراءة القرآن ‪ ,‬أو على القيام للنوافل‬
‫والفرائض من الصلة ‪ ,‬أو لجهاد أعداء الله من المشركين ‪ ,‬وما‬
‫أشبه ذلك من العمال فإن ذلك من فعله ذلك يستحق به من ثواب‬
‫الله الجزيل ‪ ,‬ومن كرامته الجسيم ‪ ,‬وإن كان أي زيادة ما ازداد‬
‫على ذلك طلبا للقوة على حمل مال لمسلم قد سرقه إياه ‪ ,‬أو‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫على قتل رجل ممن حرم الله قتله أو على سلبه ‪ ,‬أو تسوره‬
‫حائطا على امرأة عليه حرام الفجور بها ‪ ,‬وما أشبه ذلك من‬
‫العمال التي يسخطها الله ول يرضاها ‪ ,‬فإن ذلك من فعله كذلك‬
‫مستحق به من عذاب الله العظيم ‪ ,‬ومن عذابه الليم ‪ ,‬إل أن يعفو‬
‫جل ثناؤه تفضل منه عليه ‪ ,‬وكذلك سائر العمال التي ذكرنا ‪,‬‬
‫والعلة التي بينا ‪ .‬قال مسروق بن الجدع ‪ :‬ما خطا عبد خطوة إل‬
‫كتبت له حسنة أو سيئة *‬

‫اْل َمر ك َما وصْفت م َ‬


‫ما‬ ‫مل ُ ُ‬
‫ه ذ َل ِ َ‬
‫ك ِفي َ‬ ‫مًل فَعَ َ‬
‫ل عَ َ‬
‫م ٍ‬
‫عا ِ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫نأ ّ‬‫ْ ُ َ َ َ َ ِ ْ‬

‫‪ 911‬حدثني بذلك سلم بن جنادة السوائي ‪ ,‬حدثنا أبو معاوية ‪ ,‬عن‬


‫العمش ‪ ,‬عن مسلم ‪ ,‬وحدثنا محمد بن بشار ‪ ,‬حدثنا عبد‬
‫الرحمن ‪ ,‬حدثنا سفيان ‪ ,‬عن العمش ‪ ,‬عن أبي الضحى ‪ ,‬عن‬
‫مسروق فإن قال لنا قائل ‪ " :‬فإن كان المر كما وصفت من أن‬
‫كل عامل عمل فعمله ذلك فيما بينه وبين ربه مصروف إلى ما‬
‫صرفه إليه بنيته ‪ ,‬وموجه إلى ما وجهه إليه بإرادته وضميره ‪ ,‬على‬
‫ما قد بينت ‪ ,‬فإن كان قصد به الله تعالى ذكره ‪ ,‬وإياه أراد به ‪,‬‬
‫فالله ولي جزائه وثوابه ‪ ,‬وإن كان قصد به ما سواه ‪ ,‬فهو لما قصد‬
‫له ‪ ,‬والله من وراء عقابه والعفو عنه ‪ ,‬فما أنت قائل فيما *‬

‫جُر ال ْعََلن ِي َةِ " ‪,‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫" لَ َ َ‬


‫سّر ‪ ,‬وَأ ْ‬
‫جُر ال ّ‬
‫ن‪:‬أ ْ‬
‫جَرا ِ‬
‫كأ ْ‬

‫‪ 912‬حدثك به إبراهيم بن المستمر ‪ ,‬حدثنا محمد بن بكار ‪ ,‬حدثنا‬


‫سعيد بن بشير ‪ ,‬عن العمش ‪ ,‬عن ذكوان ‪ ,‬عن أبي هريرة ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬قال رجل ‪ :‬يا رسول الله ‪ ,‬دخل علي رجل وأنا أصلي‬
‫فأعجبني الحال التي رآني عليها ‪ .‬قال ‪ " :‬لك أجران ‪ :‬أجر السر ‪,‬‬
‫وأجر العلنية " ‪ ,‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا عثمان بن سعيد ‪ ,‬عن أبي‬
‫وكيع ‪ ,‬عن العمش ‪ ,‬عن أبي صالح ‪ ,‬عن أبي هريرة ‪ ,‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم مثله *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جُر ال ْعََلن ِي َةِ " ‪,‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫" لَ َ‬


‫سّر ‪ ,‬وَأ ْ‬
‫جُر ال ّ‬
‫ن‪:‬أ ْ‬
‫جَرا ِ‬
‫هأ ْ‬‫ُ‬

‫‪ 913‬حدثنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة المسعودي ‪,‬‬


‫حدثنا أبي ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن جده ‪ ,‬عن العمش ‪ ,‬عن حبيب ‪ ,‬عن‬
‫أبي صالح ‪ ,‬قال ‪ :‬أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فسأله عن‬
‫رجل يعمل العمل من الخير يسره ‪ ,‬فإذا ظهر أعجبه ذلك قال ‪" :‬‬
‫له أجران ‪ :‬أجر السر ‪ ,‬وأجر العلنية " ‪ ,‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا أبو‬
‫بكر بن عياش ‪ ,‬عن العمش ‪ ,‬عن حبيب ‪ ,‬عن أبي صالح ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فذكر مثله *‬

‫جُر ال ْعََلن ِي َةِ " *‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫" لَ َ َ‬


‫سّر وَأ ْ‬
‫جُر ال ّ‬
‫ن‪:‬أ ْ‬
‫جَرا ِ‬
‫كأ ْ‬

‫‪ 914‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ,‬حدثنا سفيان ‪ ,‬عن‬


‫حبيب ‪ ,‬عن أبي صالح ‪ :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‬
‫رجل ‪ :‬إني أعمل العمل فيطلع عليه ‪ ,‬فيعجبني ذلك ‪ .‬قال ‪ " :‬لك‬
‫أجران ‪ :‬أجر السر وأجر العلنية " *‬

‫جُر ال ْعََلن ِي َةِ " *‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫" ل َك ُ َ‬


‫سّر ‪ ,‬وَأ ْ‬
‫جُر ال ّ‬
‫ن‪:‬أ ْ‬
‫جَرا ِ‬
‫مأ ْ‬‫ْ‬

‫‪ 915‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ,‬حدثنا هشيم ‪ ,‬أنبأنا إسماعيل بن‬


‫سالم ‪ ,‬عن حبيب بن أبي ثابت ‪ :‬أن ناسا من أصحاب رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ,‬إنا نعمل أعمال في‬
‫السر ‪ ,‬فنسمع الناس يذكرونها ‪ ,‬فيعجبنا أن نذكر بخير ‪ .‬فقال ‪" :‬‬
‫لكم أجران ‪ :‬أجر السر ‪ ,‬وأجر العلنية " *‬

‫جُر ال ْعََلن ِي َةِ " ِقي َ‬


‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫" لَ َ َ‬
‫سّر ‪ ,‬وَأ ْ‬
‫جُر ال ّ‬
‫ن‪:‬أ ْ‬
‫جَرا ِ‬
‫كأ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 916‬حدثني جعفر بن محمد ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود الطيالسي ‪,‬‬
‫حدثني أبو سنان سعيد بن سنان ‪ ,‬عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ,‬عن‬
‫أبي صالح ‪ ,‬عن أبي هريرة ‪ :‬أن رجل قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ,‬الرجل‬
‫يعمل العمل يسره فإذا اطلع عليه أعجبه ‪ .‬فقال له النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬لك أجران ‪ :‬أجر السر ‪ ,‬وأجر العلنية " قيل ‪:‬‬
‫هذا خبر يدفع صحته كثير من رواة الثار ونقلة الخبار ‪ ,‬لما في‬
‫سنده من الضطراب الذي بينت ‪ ,‬وإن كنا ندين بتصحيحه ‪ ,‬ول‬
‫شيء فيه إذا نحن قلنا بتصحيحه ‪ ,‬يوجب دفع شيء من معنى خبر‬
‫عمر الذي ذكرنا قبل ‪ ,‬ول إبطال شيء مما بينا ‪ .‬وذلك أن خبر‬
‫عمر إنما هو بيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعمال‬
‫العباد التي يستوجبون بها من ربهم الثواب ‪ ,‬والتي يستوجبون بها‬
‫منه العقاب ‪ ,‬وما منها لله تعالى ذكره وما منها لغيره ‪ .‬وذلك إنما‬
‫يفترق عند ابتداء العبد فيه ‪ ,‬وفي أول حال دخوله فيه ‪ .‬فإذا كان‬
‫ابتداؤه فيه لله لم يضرره بعد ذلك ما عرض في نفسه وخطر‬
‫بقلبه من حديث النفس ووسواس الشيطان ‪ ,‬ول يزيله عن حكمه‬
‫إعجاب المرء باطلع العباد عليه بعد تقضيه ومضيه على ما ندبه‬
‫الله إليه خاليا مما نهاه عنه وكرهه له ‪ ,‬ول سروره بذلك ‪ .‬وإنما‬
‫المكروه من ذلك أن يبتدئه بالنية المكروه ابتداؤه بها ‪ ,‬أو يعمله‬
‫وهو في حال شغله به غير مخلص لله ‪ ,‬فذلك الذي يستحق عامله‬
‫عليه من ربه العقاب ‪ ,‬ويبطل أن يكون له عليه من الثواب ‪ ,‬وبنحو‬
‫الذي قلنا في ذلك قال المتقدمون من أهل العلم والسلف من أهل‬
‫الفضل *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬
‫م ْ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض من قال ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬
‫م ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ك ت ُط َوّ َ‬
‫ل ت َُراِئي ‪ ,‬فَزِد ْ َ‬
‫ها‬ ‫ل ‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫ن فََقا َ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ُ‬ ‫صّلي فَأ ََتا َ‬
‫ك ال ّ‬ ‫ك ُن ْ َ‬
‫ت تُ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 917‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا أبو بكر عياش ‪ ,‬عن العمش ‪ ,‬عن‬
‫خيثمة ‪ ,‬عن الحارث بن قيس ‪ ,‬قال ‪ " :‬إذا كنت تصلي فأتاك‬
‫الشيطان فقال ‪ :‬إنك تطول ترائي ‪ ,‬فزدها طول " *‬

‫شيءٍ م َ‬
‫ذا ك ُن ْ َ‬
‫ت ِفي‬ ‫مرِ الد ّن َْيا فَت َوَ ّ‬
‫خ ‪ ,‬وَإ ِ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ك ُن ْ َ‬
‫ت ِفي َ ْ ِ ْ‬

‫‪ 918‬حدثنا أبو السائب ‪ ,‬حدثنا أبو معاوية ‪ ,‬عن العمش ‪ ,‬عن‬


‫خيثمة ‪ ,‬عن الحارث بن قيس ‪ ,‬قال ‪ " :‬إذا كنت في شيء من أمر‬
‫الدنيا فتوخ ‪ ,‬وإذا كنت في شيء من أمر الخرة فامكث ما‬
‫استطعت ‪ ,‬وإذا جاءك الشيطان وأنت تصلي فقال ‪ :‬إنك ترائي ‪,‬‬
‫فزد وأطل " ‪ ,‬حدثني الحسن بن الزبرقان النخعي ‪ ,‬حدثنا الحسين‬
‫بن علي الجعفي ‪ ,‬عن من ‪ ,‬ذكره ‪ ,‬عن الحسن ‪ : ,‬كان رجل‬
‫حسن الصوت بالقرآن يأتيه قال ‪ :‬وكان الحسن ربما قال له ‪:‬‬
‫اقرأ ‪ .‬فقال للحسن ‪ :‬يا أبا سعيد ‪ ,‬إني أقوم في الليل فيأتيني‬
‫الشيطان إذا رفعت صوتي فيقول ‪ :‬إنما تريد الناس ‪ .‬قال ‪ :‬فقال‬
‫الحسن ‪ :‬لك نيتك إذا قمت من فراشك *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫شداد بن أوس ‪ :‬يا نعايا العرب ‪ ,‬هكذا رواية المحدثين من رواة‬
‫الخبار ‪ ,‬إن أخوف ما أخاف على هذه المة الرياء والشهوة الخفية‬
‫‪ .‬وأما أهل المعرفة بكلم العرب ورواة الشعر منهم ‪ ,‬فإنهم‬
‫ينكرون ذلك ويقولون ‪ :‬إن الصواب فيه ‪ ,‬يا نعائي العرب ‪ ,‬بمعنى‬
‫المر بنعيهم ‪ ,‬وكأنه أراد بذلك ‪ :‬انعوهم فقد هلكوا ‪ .‬واستشهدوا‬
‫لتصحيح ما قالوا ‪ ,‬من ذلك قول الشاعر ‪ :‬نعاء ابن ليلى للفعال‬
‫وللندى وركبان ليل مقفعل النامل ويقول الخر ‪ :‬نعاء جذاما غير‬
‫موت ول قتل ولكن فراقا للدعائم والصل والقول في ذلك ما قالوا‬
‫‪ ,‬وذلك أن العرب إذا أغرت بمصدر قضيت ودعوت وما أشبههما‬
‫من ذوات الياء والواو ‪ ,‬قالوا ‪ :‬دعا دعاء ‪ ,‬وقضى قضاء ‪ ,‬ونعا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫نعاء ‪ ,‬كما يقولون ‪ ,‬إذا أغروا بالسالم من الفعل ‪ :‬دراك دراك ‪,‬‬
‫ونظار نظار ‪ ,‬بمعنى أدرك أدرك ‪ ,‬انظر انظر ‪ ,‬فيفتحون أوله‬
‫ويكسرون آخره كما قال الراجز ‪ :‬دراكها من إبل دراكها قد برك‬
‫الموت على أوراكها يريد بقوله ‪ :‬دراكها ‪ ,‬أدركوها ‪ ,‬وقد روي ذلك ‪:‬‬
‫تراكها من إبل تراكها قد برك الموت على أوراكها ومنه قول زهير‬
‫بن أبي سلمى ‪ :‬ولنت أشجع من أسامة إذ دعيت نزال ولج في‬
‫الذعر وكان الفراء يزعم أن فعال إنما خص بالمر ‪ ,‬لنه أريد فعال‬
‫مصدر فاعلت ‪ ,‬فكان أوله مكسورا فغيروه عن وجهة المصدر بفتح‬
‫أوله وكسر آخره ‪ ,‬كما صرفت ثلث ورباع ‪ ,‬عن ثلثة وأربعة ‪,‬‬
‫وعربتا بالرفع لنهما في مذهب اسم ‪ ,‬وعرب فعال الذي يراد به‬
‫المر بالخفض ‪ ,‬لنهم أرادوا أثرا من الجزم ‪ .‬وقد ذكر عن بعضهم‬
‫أنه كان يروي ذلك ‪ :‬يا نعيان العرب ‪ ,‬على المصدر من نعاه ينعاه‬
‫نعيا ونعيانا ‪ ,‬كالبهتان والخلصان ‪ .‬وأما الرياء فإنه مصدر من قول‬
‫القائل ‪ :‬رايا فلن فلنا بعمله مراياة ورياء ‪ .‬وأما الشهوة الخفية ‪:‬‬
‫فإن أهل العلم اختلفوا في معناها ‪ ,‬وكان سفيان يقول فيها ما‬

‫ب‪#‬‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬

‫مد َ عََلى ال ْب ِّر ‪.‬‬ ‫َ‬


‫ح َ‬
‫ن يُ ْ‬
‫بأ ْ‬‫ح ّ‬ ‫ة ‪ ,‬ال ّ ِ‬
‫ذي ي ُ ِ‬ ‫شهْوَةُ ال ْ َ‬
‫خِفي ّ ُ‬ ‫" ال ّ‬

‫‪ 919‬حدثنا يونس بن عبد العلى ‪ ,‬قال ‪ :‬قال لي خالد بن نزار ‪:‬‬


‫عن سفيان ‪ " :‬الشهوة الخفية ‪ ,‬الذي يحب أن يحمد على البر ‪.‬‬
‫وقال آخرون ‪ :‬هو شهوة النفس لما قد حرمه الله عليها من شرب‬
‫خمر أو ركوب فاحشة من امرأة ل تحل له ‪ ,‬وما أشبه ذلك من‬
‫الشياء المحرمة ‪ .‬وحكي عن ابن عيينة ‪ ,‬أنه كان يقول ‪ :‬هو‬
‫الرجل يصبح صائما صوما تطوعا ‪ ,‬ثم يصيب طعاما يشتهيه فيفطر‬
‫من أجله ‪ .‬وقال آخرون ‪ :‬هو كل شيء من المعاصي يضمره‬
‫صاحبه ويصر عليه ‪ ,‬فإنما هو الصرار ‪ ,‬وإن لم يعمله ‪ .‬والصواب‬
‫من القول عندنا أنه شهوة النفس الباطنة لما حل وحرم ‪ ,‬وإنما‬
‫قال شداد ‪ :‬إن شاء الله ‪ ,‬ما قال من ذلك ‪ ,‬لن في الرياء ما قد‬
‫بينت قبل ‪ ,‬وأن الشهوة الخفية إذا أفرطت حملت صاحبها على‬
‫ركوب ما ل يحل له ركوبه من الزنا ‪ ,‬وشرب الخمر ‪ ,‬والسكر ‪,‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫والسرق ‪ ,‬وغير ذلك من المحارم ‪ .‬وإنما خاف شداد من الشهوة‬
‫الخفية ‪ ,‬ما يحدث عن الشهوة من ركوب المور التي حرمها الله‬
‫على عباده ‪ ,‬وذلك أن من الشهوة ما إذا لم يركب صاحبها ما دعته‬
‫إليه نفسه من المحارم ‪ ,‬ولم تتعد إلى ما حظر عليها من المآثم ‪,‬‬
‫فغير ضائرة ‪ ,‬بل إلى أن تكون لصاحبها إذا ترك التقدم على ما‬
‫دعته إليه من المحارم حذار العقاب عليها ‪ ,‬إلى رضى الله مقربة‬
‫أقرب منها إلى أن تكون له من الله مبعدة ‪ ,‬لن إماتتها بتحذير‬
‫النفس عقاب الله ‪ ,‬وخوف وعيده حتى يقمعها أو يردها عن باعث‬
‫هواها ‪ ,‬وما اهتاج فيها إلى تقويمها على أمر الله تعالى ذكره الذي‬
‫أمرها به ‪ ,‬هو الجهاد الكبر الذي ل جهاد أعظم منه ‪ ,‬وقد كان‬
‫الحسن يقول ‪ :‬ليس عدوك الذي إن قتلته استرحت منه ‪ ,‬ولكن‬
‫عدوك نفسك التي بين جنبيك ‪ ,‬فقد بين الحسن بقوله هذا أن رد‬
‫النفس عن بواعث شهواتها وقمعها عن هياج طلباتها المحرم عليها‬
‫ركوبها إلى ما يحل لها ويزيل ذلك عنها هو جهاد أعدى العداء‬
‫للمرء ‪ ,‬وذلك ل شك أعظم أجرا عند الله من جهاد أهل الشرك‬
‫الذين إلى قتلهم السبيل " *‬

‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫مَر ‪ ,‬عَ ِ‬
‫ث عُ َ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من حديث عمر ‪ ,‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‪#‬‬ ‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫مَر ‪ ,‬عَ ِ‬
‫ث عُ َ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫ْ‬ ‫ةم ُ‬
‫ي‬
‫حّتى ي َأت ِ َ‬
‫صوَرةً َ‬
‫من ْ ُ‬ ‫مِتي عََلى ال ْ َ‬
‫حق ّ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ل َ‬
‫طائ َِف ٌ ِ ْ‬ ‫" َل ت ََزا ُ‬

‫‪ 920‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ,‬وقتادة بن سعد بن قتادة السدوسي ‪,‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ,‬حدثني أبي ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬عن أبي‬
‫السود الديلي ‪ ,‬قال ‪ :‬انطلقت أنا وزرعة بن ضمرة مع الشعري‬
‫إلى عمر بن الخطاب ‪ ,‬فلقينا عبد الله بن عمرو ‪ ,‬فجلست عن‬
‫يمينه وجلس زرعة عن يساره ‪ ,‬فقال عبد الله بن عمرو ‪ :‬يوشك‬
‫أل يبقى في أرض العجم من العرب إل قتيل ‪ ,‬أو أسير يحكم في‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫دمه ‪ .‬فقال له زرعة بن ضمرة ‪ :‬أيظهر المشركون على أهل‬
‫السلم ؟ قال ‪ :‬ممن أنت ؟ قال ‪ :‬أنا من بني عامر بن صعصعة ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ل تقوم الساعة حتى تتدافع مناكب نساء بني عامر بن‬
‫صعصعة على ذي الخلصة ‪ -‬وثن كان يسمى في الجاهلية ‪ -‬فذكرنا‬
‫لعمر بن الخطاب قول عبد الله بن عمرو فقال عمر بن الخطاب‬
‫ثلث مرار ‪ :‬عبد الله أعلم بما يقول ‪ .‬قال ‪ :‬فخطب عمر بن‬
‫الخطاب يوم جمعة قال ‪ :‬فقال ‪ " :‬إن نبي الله صلى الله عليه‬
‫وسلم كان يقول ‪ " :‬ل تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة‬
‫حتى يأتي أمر الله " ‪ ,‬قال ‪ :‬فذكرنا لعبد الله بن عمرو قول عمر‬
‫فقال ‪ :‬صدق نبي الله ‪ ,‬إذا جاء ذاك كان الذي قلت *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ,‬ل علة فيه‬
‫توهنه ‪ ,‬ول سبب يضعفه ؛ لعدالة من بيننا وبين رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم من نقلته ورواته ‪ ,‬وقد يجب أن يكون على مذهب‬
‫الخرين سقيما غير صحيح لعلتين ‪ :‬إحداهما ‪ :‬اضطراب نقلته في‬
‫سنده ‪ ,‬فمن راويه فقائل فيه في روايته ‪ :‬عن قتادة عن ابن بريدة‬
‫‪ ,‬عن سليمان بن الربيع ‪ ,‬عن عمر ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ومن راويه فقائل في روايته ‪ :‬عن قتادة ‪ ,‬عن عبد الله‬
‫بن أبي السود ‪ ,‬عن عمر ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫والخرى ‪ :‬أن قتادة عندهم من أهل التدليس ‪ ,‬معروف عندهم‬
‫بذلك ‪ ,‬وغير جائز عندهم أن يحتج من راوية المدلس ‪ ,‬وإن كان‬
‫عدل ‪ ,‬إل بما قال فيه حدثنا ‪ ,‬أو سمعت ‪ ,‬وما أشبه ذلك ‪ ,‬مما يدل‬
‫على سماعه‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫خت َِل ِ‬
‫ف الّرَواةِ ِفي رَِواي َةِ هَ َ‬ ‫ذِك ُْر ا ْ‬

‫ذكر اختلف الرواة في رواية هذا الخبر‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ‪#‬‬ ‫خت َِل ِ‬
‫ف الّرَواةِ ِفي رَِواي َةِ هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ا ْ‬
‫ةم ُ‬
‫م‬
‫حّتى ت َُقو َ‬ ‫ن عََلى ال ْ َ‬
‫حقّ َ‬ ‫ري َ‬ ‫مِتي َ‬
‫ظاهِ ِ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ل َ‬
‫طائ َِف ٌ ِ ْ‬ ‫" َل ت ََزا ُ‬

‫‪ 921‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ,‬حدثنا أبو داود ‪ ,‬عن همام ‪ ,‬عن‬


‫قتادة ‪ ,‬عن ابن بريدة ‪ ,‬عن سليمان بن الربيع ‪ ,‬عن عمر بن‬
‫الخطاب ‪ ,‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تزال طائفة‬
‫من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " *‬

‫حقّ ‪َ ,‬ل‬ ‫ةم ُ‬


‫صوَرةً عََلى ال ْ َ‬
‫من ْ ُ‬
‫مِتي َ‬
‫نأ ّ‬ ‫ل َ‬
‫طائ َِف ٌ ِ ْ‬ ‫" َل ت ََزا ُ‬

‫‪ 922‬حدثني أبو شرحبيل الحمصي عيسى بن خالد بن أخي أبي‬


‫اليمان ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا أبو اليمان ‪ ,‬حدثنا إسماعيل بن عياش ‪ ,‬عن‬
‫سعيد بن أبي عروبة ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن أبي‬
‫السود ‪ ,‬قال ‪ :‬انطلقنا أنا وزرعة بن ضمرة ‪ ,‬وعبد الله بن قيس‬
‫حاجين ‪ ,‬فجلسنا إلى ابن عمر ‪ ,‬فقال ‪ :‬ل تقوم الساعة حتى ل‬
‫يبقى في أرض العجم من العرب إل أسير أو قتيل يحكمون في‬
‫دمه ‪ ,‬حتى تلحق العرب بمنابت الشيح ‪ .‬قلنا ‪ :‬أويظهر أهل الباطل‬
‫على أهل الحق ؟ قال ‪ :‬فمن أنتم ؟ فقلنا ‪ :‬من بني عامر بن‬
‫صعصعة ‪ .‬فقال ‪ :‬ل تقوم الساعة حتى تدافع مناكب نساء بني‬
‫عامر بن صعصعة حول ذي الخلصة ‪ -‬وثن كانوا يعبدونه في‬
‫الجاهلية ‪ -‬فأتينا عمر بن الخطاب ‪ ,‬فقلنا ‪ :‬حدثنا ابنك عبد الله بكذا‬
‫‪ .‬فقال ‪ :‬هو أعلم بما يقول ‪ .‬ثم نادى ‪ :‬إن الصلة جامعة ‪ ,‬فخطب‬
‫الناس فقال ‪ :‬إني لم أدعكم لرهبة ول لرغبة ‪ ,‬إل حديث سمعته‬
‫من رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬سمعت رسول الله يقول ‪:‬‬
‫" ل تزال طائفة من أمتي منصورة على الحق ‪ ,‬ل يضرها من خذلها‬
‫حتى يأتيها أمر الله " ‪ .‬قلنا ‪ :‬هذا والله خلف حديث عبد الله بن‬
‫عمر ‪ ,‬فأتينا ابن عمر ‪ ,‬فقلنا ‪ :‬حدثنا عمر بن الخطاب ‪ ,‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم بخلف لما ذكرت ‪ .‬قال ‪ " :‬صدق ‪ ,‬إذا أتى‬
‫أمر الله كان الذي حدثتكم " ‪ .‬فقال زرعة ‪ :‬ما أراك إل صادقا ‪,‬‬
‫حدثنا أحمد بن منصور ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان بن عبد الرحمن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الدمشقي ‪ ,‬حدثنا إسماعيل بن عياش ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني نافع بن عامر‬
‫‪ ,‬وسعيد بن بشير ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬قال ‪ :‬أنبأنا عبد الله بن أبي السود‬
‫‪ ,‬عن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله ‪ .‬وقد وافق‬
‫عمر في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫جماعة من أصحابه ‪ ,‬نذكر ما صح عندنا ذكره مما صح عندنا‬
‫سنده ‪ ,‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله عز وجل *‬

‫ل الل ّهِ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫ن َوافَقَ عُ َ‬
‫مَر ِفي رَِواي َت ِهِ هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافق عمر في روايته هذا الخبر عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم من الصحابة‬

‫ل الل ّهِ ‪#‬‬


‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫ن َوافَقَ عُ َ‬
‫مَر ِفي رَِواي َت ِهِ هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ن عََلى‬
‫ري َ‬ ‫حق ّ َ‬
‫ظاهِ ِ‬ ‫ن عََلى ال ْ َ‬
‫ن ي َُقات ُِلو َ‬
‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ة ِ‬
‫صاب َ ٌ‬
‫ع َ‬ ‫" َل ت ََزا ُ‬
‫ل ِ‬

‫‪ 923‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ,‬حدثنا زيد بن أبي الزرقاء ‪,‬‬


‫عن جعفر بن برقان ‪ ,‬عن يزيد بن الصم ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت معاوية‬
‫بن أبي سفيان ‪ ,‬يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ل تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من‬
‫ناوأهم إلى يوم القيامة " *‬

‫مرِ الل ّهِ ‪َ ,‬ل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫ة عََلى أ ْ‬ ‫ة َقائ ِ َ‬
‫م ً‬ ‫ل هَذِهِ اْل ّ‬
‫م ُ‬ ‫" لَ ْ‬
‫ن ت ََزا َ‬

‫‪ 924‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا عمي‬


‫عبد الله بن وهب ‪ ,‬قال ‪ :‬أخبرني يونس ‪ ,‬عن الزهري ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫حدثني حميد بن عبد الرحمن ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت معاوية بن أبي‬
‫سفيان ‪ ,‬يقول ‪ :‬إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬لن تزال هذه المة قائمة على أمر الله ‪ ,‬ل يضرهم من‬
‫خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ةم ُ‬
‫ن‬ ‫ن عََلى َ‬
‫م ْ‬ ‫ري َ‬ ‫حق ّ َ‬
‫ظاهِ ِ‬ ‫مِتي عََلى ال ْ َ‬
‫نأ ّ‬ ‫ل َ‬
‫طائ َِف ٌ ِ ْ‬ ‫" َل ت ََزا ُ‬

‫‪ 925‬حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي ‪ ,‬حدثنا علي بن‬


‫الحسن بن شقيق ‪ ,‬حدثنا ابن المبارك ‪ ,‬عن يونس ‪ ,‬عن الزهري ‪,‬‬
‫عن حميد بن عبد الرحمن ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت معاوية بن أبي سفيان ‪,‬‬
‫على المنبر يقول ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‬
‫‪ " :‬ل تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من خالفهم‬
‫حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " *‬

‫حقّ ‪َ ,‬ل‬ ‫ةم ُ‬ ‫" َل تزا ُ ُ‬


‫ة عََلى ال ْ َ‬ ‫مِتي َقائ ِ َ‬
‫م ً‬ ‫نأ ّ‬‫م ٌ ِ ْ‬
‫لأ ّ‬ ‫ََ‬

‫‪ 926‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ,‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪,‬‬


‫حدثنا معاوية بن صالح ‪ ,‬عن ربيعة بن يزيد ‪ ,‬عن عبد الله بن عامر‬
‫اليحصبي ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت معاوية يخطب على منبر دمشق يقول ‪:‬‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل تزال أمة من‬
‫أمتي قائمة على الحق ‪ ,‬ل يضرهم من خالفهم ول من خذلهم ‪,‬‬
‫حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس " *‬

‫مرِ الل ّهِ ‪َ ,‬ل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لم ُ‬


‫ة ب ِأ ْ‬ ‫ة َقائ ِ َ‬
‫م ً‬ ‫م ٌ‬
‫مِتي أ ّ‬
‫نأ ّ‬‫" َل ت ََزا ُ ِ ْ‬

‫‪ 927‬حدثنا علي بن سهل الرملي ‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم ‪ ,‬حدثني‬


‫ابن جابر ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني عمير بن هانئ ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت معاوية بن‬
‫أبي سفيان ‪ ,‬يقول على المنبر ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ‪ ,‬ل‬
‫يضرهم من خذلهم ول من خالفهم ‪ ,‬حتى يأتي أمر الله وهم على‬
‫ذلك " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ه‬ ‫ما َناوَأ َهُ وَ َ‬
‫خال ََف ُ‬ ‫ظاهًِرا عََلى ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫ن َ‬
‫دي ُ‬ ‫" َل ي ََزا ُ‬
‫ل هَ َ‬
‫ذا ال ّ‬

‫‪ 928‬حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني ‪,‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ,‬عن بيان ‪ ,‬عن قيس ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت معاوية بن‬
‫أبي سفيان ‪ ,‬يقول ‪ :‬سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‪" :‬‬
‫ل يزال هذا الدين ظاهرا على كل ما ناوأه وخالفه ‪ ,‬ل يضره شيء‬
‫أبدا " *‬

‫حقّ ‪َ ,‬ل‬
‫ة عََلى ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫صاب َ ٌ‬
‫ع َ‬ ‫ذا اْل ْ‬
‫مرِ ِ‬ ‫ل عََلى هَ َ‬
‫" َل ت ََزا ُ‬

‫‪ 929‬حدثني الربيع بن سليمان ‪ ,‬حدثنا شعيب بن الليث ‪ ,‬حدثنا أبي‬


‫‪ ,‬عن ابن عجلن ‪ ,‬عن القعقاع ‪ ,‬عن أبي صالح ‪ ,‬عن أبي هريرة‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬ل تزال على هذا‬
‫المر عصابة على الحق ‪ ,‬ل يضرهم خلف من خالفهم حتى يأتيهم‬
‫أمر الله وهم على ذلك " *‬

‫ْ‬ ‫م ي َظ ْهَُرو َ َ‬ ‫لم ُ‬


‫م‬
‫حّتى ي َأت ِي َهُ ْ‬
‫س َ‬
‫ن عَلى الّنا ِ‬ ‫مِتي قَوْ ٌ‬
‫نأ ّ‬‫" َل ي ََزا ُ ِ ْ‬

‫‪ 930‬حدثني عبد الحميد بن بيان القناد ‪ ,‬حدثنا محمد بن يزيد‬


‫الواسطي ‪ ,‬عن إسماعيل ‪ ,‬عن قيس بن أبي حازم ‪ ,‬عن المغيرة‬
‫بن شعبة ‪ ,‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يزال‬
‫من أمتي قوم يظهرون على الناس حتى يأتيهم أمر الله وهم‬
‫ظاهرون " ‪ ,‬حدثنا تميم بن المنتصر ‪ ,‬أنبأنا يزيد ‪ ,‬أنبأنا إسماعيل ‪,‬‬
‫عن قيس ‪ ,‬عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬ل يزال أناس من أمتي " ‪ ,‬ثم ذكر مثله ‪ ,‬حدثني‬
‫محمد بن عمارة السدي ‪ ,‬حدثنا عبيد الله بن موسى ‪ ,‬أنبأنا‬
‫إسماعيل بن أبي خالد ‪ ,‬عن قيس بن أبي حازم ‪ ,‬عن المغيرة ‪,‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صوَرةً ‪َ ,‬ل‬ ‫ةم ُ‬
‫من ْ ُ‬ ‫مِتي عََلى ال ْ َ‬
‫حقّ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ل َ‬
‫طائ َِف ٌ ِ ْ‬ ‫" لَ ْ‬
‫ن ت ََزا َ‬

‫‪ 931‬حدثنا العباس بن الوليد ‪ ,‬قال ‪ :‬أخبرني أبي ‪ ,‬حدثنا سعيد بن‬


‫بشير ‪ ,‬أن قتادة ‪ ,‬حدثه عن أبي قلبة الجرمي عبد الله بن زيد ‪,‬‬
‫عن أبي أسماء الرحبي ‪ ,‬عن ثوبان ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬لن تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ‪ ,‬ل‬
‫يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله " *‬

‫ةم ُ‬
‫ن‬ ‫م َقاهِ ِ‬
‫ري َ‬ ‫ن عََلى ال ْ َ‬
‫حقّ ل ِعَد ُوّهِ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫مِتي َ‬
‫ظاهِ ِ‬ ‫نأ ّ‬ ‫ل َ‬
‫طائ َِف ٌ ِ ْ‬ ‫" َل ت ََزا ُ‬

‫‪ 932‬حدثني أحمد بن الفرج الحمصي ‪ ,‬حدثنا ضمرة بن ربيعة ‪,‬‬


‫حدثنا السيباني ‪ ,‬قال أبو جعفر وهو يحيى بن أبي عمرو ‪ ,‬عن‬
‫عمرو بن عبد الله ‪ ,‬عن أبي أمامة الباهلي ‪ :‬أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تزال طائفة من أمتي ظاهرين على‬
‫الحق لعدوهم قاهرين ‪ ,‬ل يضرهم من خالفهم ‪ ,‬إل ما أصابهم من‬
‫لواء ‪ ,‬فهم كالناء بين الكلة ‪ ,‬حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك " ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ,‬وأين هم ؟ قال ‪ " :‬ببيت المقدس ‪ ,‬وأكناف‬
‫بيت المقدس " *‬

‫ن عََلى‬ ‫حق ّ َ‬ ‫ةم ُ‬


‫ري َ‬
‫ظاهِ ِ‬ ‫ن عََلى ال ْ َ‬
‫مِتي ي َُقات ُِلو َ‬
‫نأ ّ‬ ‫ل َ‬
‫طائ َِف ٌ ِ ْ‬ ‫" َل ت ََزا ُ‬

‫‪ 933‬حدثنا عمرو بن علي ‪ ,‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ,‬حدثنا‬


‫حماد بن سلمة ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬عن مطرف ‪ ,‬عن عمران بن حصين ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل تزال طائفة من‬
‫أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل‬
‫آخرهم المسيح الدجال ‪ ,‬وكان مطرف يقول ‪ :‬هم أهل الشام ‪,‬‬
‫حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا قبيصة بن عقبة ‪ ,‬حدثنا حماد بن سلمة ‪,‬‬
‫عن قتادة ‪ ,‬عن مطرف بن الشخير ‪ ,‬عن عمران بن حصين عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله ‪ ,‬إل أنه قال في حديثه ‪" :‬‬
‫فكانوا يرون أنهم من أهل الشام " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اعْل َ َ‬
‫ن ‪َ ,‬واعْل َ ْ‬
‫م‬ ‫دو َ‬
‫ما ُ‬ ‫م ة ِ ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫خَياَر ‪ ,‬عَّبادِ الل ّهِ ي َوْ َ‬
‫ن ِ‬
‫مأ ّ‬‫ْ‬

‫‪ 934‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ,‬حدثنا ابن علية ‪ ,‬وحدثنا حميد ابن‬


‫مسعدة السامي ‪ ,‬حدثنا بشر بن المفضل ‪ ,‬جميعا ‪ ,‬عن الجريري ‪,‬‬
‫عن أبي العلء ‪ ,‬عن مطرف ‪ ,‬قال ‪ :‬قال لي عمران بن حصين ‪:‬‬
‫اعلم أن خيار ‪ ,‬عباد الله يوم القيامة الحمادون ‪ ,‬واعلم أنه ل تزال‬
‫طائفة من أهل السلم يقاتلون عن الحق ظاهرين على من ناوأهم‬
‫حتى يقاتلوا الدجال " ‪ ,‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا أبو سلمة ‪ ,‬عن‬
‫الجريري ‪ ,‬عن أبي العلء ‪ ,‬عن أخيه ‪ ,‬مطرف قال ‪ :‬قال لي‬
‫عمران بن حصين ‪ :‬إنه ل تزال عصابة ‪ ,‬أو طائفة من أهل‬
‫السلم ‪ ,‬ثم ذكر مثله *‬

‫ةم ُ‬ ‫ل َ‬
‫ل ‪َ ,‬ل ت ََزا ُ‬
‫مِتي‬
‫نأ ّ‬‫طائ َِف ٌ ِ ْ‬ ‫ه ِبال ِْقَتا ِ‬
‫جاءَ الل ّ ُ‬ ‫" اْل َ‬
‫ن َ‬

‫‪ 935‬حدثنا أبو شرحبيل الحمصي ‪ ,‬حدثنا أبو اليمان ‪ ,‬حدثنا‬


‫إسماعيل بن عياش ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني إبراهيم بن سليمان الفطس ‪,‬‬
‫عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي ‪ ,‬عن جبير بن نفير ‪ :‬أن سلمة‬
‫بن نفيل الحضرمي ‪ ,‬أخبرهم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فقال ‪ :‬إني سيمت الخيل وألقيت السلح ‪ ,‬وقلت ‪ :‬ل قتال ‪ .‬فقال‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الن جاء الله بالقتال ‪ ,‬ل تزال‬
‫طائفة من أمتي ظاهرين على الناس ‪ ,‬يزيغ الله بهم قلوب أقوام‬
‫فيقتلونهم ‪ ,‬ويرزقهم الله منهم ‪ ,‬حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك‬
‫"*‬

‫َ‬ ‫ةم ُ‬
‫ن عََلى ال ْ َ‬
‫حقّ إ ِلى ي َوْم ِ‬ ‫مِتي ي َُقات ُِلو َ‬
‫نأ ّ‬ ‫ل َ‬
‫طائ َِف ٌ ِ ْ‬ ‫" َل ت ََزا ُ‬

‫‪ 936‬حدثنا محمد بن معمر البحراني ‪ ,‬حدثنا روح ‪ ,‬حدثنا ابن جريج‬


‫‪ ,‬قال ‪ :‬أخبرني أبو الزبير ‪ ,‬أنه سمع جابر بن عبد الله ‪ ,‬يقول ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل تزال طائفة‬
‫من أمتي يقاتلون على الحق إلى يوم القيامة ‪ .‬قال ‪ :‬فينزل عيسى‬
‫ابن مريم بين الذانين ‪ ,‬فيقول أميرهم ‪ :‬صل لنا ‪ .‬فيقول ‪ :‬ل ‪ ,‬إن‬
‫بعضكم على بعض أمير ‪ ,‬لتكرمة الله هذه المة " *‬

‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬


‫خَباِر‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار إن سألنا سائل فقال ‪ :‬ما‬


‫معنى هذه الخبار ‪ ,‬وما وجهها ؟ وما الصحيح منها ‪ ،‬التي وردت عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم بأن طائفة من هذه المة لن تزال على‬
‫الحق ظاهرة على من ناوأها إلى أن تقوم الساعة ‪ ,‬أم التي وردت‬
‫بأنه صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تزال طائفة من هذه المة‬
‫على الحق منصورة على عدوها ‪ ,‬إلى أن يأتيها أمر الله وهم كذلك‬
‫" ؟ أم كل ذلك باطل غير صحيح شيء منه ؟ أم كل ذلك صحيح‬
‫غير فاسد شيء منه ؟ فإن زعمت أن الصحيح هو الوارد من‬
‫الخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قال ‪ " :‬لن تزال طائفة‬
‫من هذه المة على الحق ظاهرة على من ناوأها إلى أن تقوم‬
‫الساعة ‪ ,‬فما أنت قائل فيما‬

‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬


‫خَبارِ ‪#‬‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي اْل َ‬
‫ض ‪ :‬الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫حّتى َل ي َُقا َ‬
‫ة َ‬
‫ساعَ ُ‬ ‫" َل ت َُقو ُ‬
‫م ال ّ‬

‫‪ 937‬حدثكم ابن بشار ‪ ,‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ,‬عن حميد ‪ ,‬عن أنس‬
‫‪ ,‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل تقوم الساعة‬
‫حتى ل يقال في الرض ‪ :‬الله ‪ ,‬الله " *‬

‫ة حتى َل يُقو َ َ‬
‫حد ٌ ‪ :‬الل ّ َ‬
‫ه‪,‬‬ ‫لأ َ‬ ‫َ‬ ‫ساعَ ُ َ ّ‬ ‫" َل ت َُقو ُ‬
‫م ال ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 938‬حدثني عبيد الله بن سعد الزهري ‪ ,‬حدثنا عمى ‪ ,‬حدثنا أبي ‪,‬‬
‫حدثنا ابن إسحاق ‪ ,‬عن حميد ‪ ,‬عن أنس عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬ل تقوم الساعة حتى ل يقول أحد ‪ :‬الله ‪ ,‬الله " *‬

‫َ‬
‫ه ‪ ,‬الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ل ‪ :‬الل ّ َ‬ ‫ة عََلى أ َ‬
‫حدٍ ي َُقو ُ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫" َل ت َُقو ُ‬
‫م ال ّ‬

‫‪ 939‬حدثني محمد بن عبد الملك ‪ ,‬ومحمد بن سهل بن عسكر ‪,‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا عبد الرزاق ‪ ,‬أنبأنا معمر ‪ ,‬عن ثابت ‪ ,‬عن أنس ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل تقوم الساعة على أحد يقول‬
‫‪ :‬الله ‪ ,‬الله " *‬

‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل ‪َ :‬ل إ ِل َ َ‬
‫ل ي َُقو ُ‬ ‫ة عََلى َر ُ‬
‫ج ٍ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫َل ت َُقو ُ‬
‫م ال ّ‬

‫‪ 940‬حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ,‬حدثنا عمي ‪ ,‬أنبأنا‬


‫عمرو ‪ ,‬وابن لهيعة ‪ ,‬عن يزيد بن أبي حبيب ‪ ,‬عن سنان بن سعد ‪,‬‬
‫عن أنس ‪ ,‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬والذي‬
‫نفسي بيده ل تقوم الساعة على رجل يقول ‪ :‬ل إله إل الله ‪ ,‬ويأمر‬
‫بالمعروف وينهى عن المنكر " *‬

‫َْ‬
‫ض قَب ْ َ‬
‫ل‬ ‫حّتى َل ي ُعْب َد َ الل ّ ُ‬
‫ه ِفي الْر ِ‬ ‫ة َ‬
‫ساعَ ُ‬ ‫" َل ت َُقو ُ‬
‫م ال ّ‬

‫‪ 941‬حدثنا الحسين بن حريث المروزي ‪ ,‬حدثنا الفضل بن موسى‬


‫السيناني ‪ ,‬عن عبد المؤمن بن خالد أبي خالد الحنفي ‪ ,‬عن ابن‬
‫بريدة ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تقوم‬
‫الساعة حتى ل يعبد الله في الرض قبل ذلك بمائة سنة " *‬

‫ل َفاْل َوّ َ‬
‫ن اْل َوّ َ‬ ‫" يْقبض الصال ِحو َ‬
‫حّتى‬
‫ل‪َ ,‬‬ ‫حو َ‬ ‫سَلًفا ‪ ,‬وَي َْفَنى ال ّ‬
‫صال ِ ُ‬ ‫نأ ْ‬‫ّ ُ َ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 942‬حدثنا عبد الحميد بن بيان الواسطي ‪ ,‬أنبأنا خالد بن عبد‬
‫الله ‪ ,‬عن بيان ‪ ,‬عن قيس ‪ ,‬عن مرداس السلمي ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬يقبض الصالحون أسلفا ‪,‬‬
‫ويفنى الصالحون الول فالول ‪ ,‬حتى ل يبقى إل مثل حثالة التمر‬
‫والشعير ‪ ,‬ل يبالي الله بهم " *‬

‫شِعيرِ أ َِو‬
‫حَثال َةِ ال ّ‬ ‫حَثال َ ٌ‬
‫ة كَ ُ‬ ‫ل َفاْل َوّ َ‬
‫ل ‪ ,‬وَي َب َْقى ُ‬ ‫ن اْل َوّ َ‬
‫حو َ‬
‫صال ِ ُ‬
‫ض ال ّ‬
‫" ي ُْقب َ ُ‬

‫‪ 943‬حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي ‪ ,‬حدثنا ابن فضيل ‪ ,‬حدثنا‬


‫بيان ‪ ,‬عن قيس ‪ ,‬عن مرداس السلمي رجل من أصحاب النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬قال ‪ " :‬يقبض الصالحون الول فالول ‪,‬‬
‫ويبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر ‪ ,‬ل يبالي الله بها " *‬

‫ر‬ ‫حَثال َةِ الت ّ ْ‬


‫م ِ‬ ‫حَثال َ ٌ‬
‫ة كَ ُ‬ ‫حّتى ت َب َْقى ُ‬ ‫ل َفاْل َوّ َ‬
‫ل‪َ ,‬‬ ‫ن اْل َوّ َ‬
‫حو َ‬
‫صال ِ ُ‬
‫ض ال ّ‬
‫" ي ُْقب َ ُ‬

‫‪ 944‬حدثني موسى بن عبد الرحمن الكندي ‪ ,‬حدثنا أبو أسامة ‪,‬‬


‫عن إسماعيل ‪ ,‬عن قيس ‪ ,‬عن مرداس السلمي ‪ ,‬قال ‪ " :‬يقبض‬
‫الصالحون الول فالول ‪ ,‬حتى تبقى حثالة كحثالة التمر أو الشعير ‪,‬‬
‫ل يبالي الله بها شيئا " *‬

‫س"*‬
‫ن الّنا ِ‬ ‫حَثال َةٍ ِ‬
‫م َ‬ ‫ة إ ِّل عََلى ُ‬
‫ساعَ ُ‬ ‫" َل ت َُقو ُ‬
‫م ال ّ‬

‫‪ 945‬حدثني محمد بن حاتم المؤدب ‪ ,‬حدثنا علي بن ثابت ‪ ,‬حدثنا‬


‫عبد الحميد بن جعفر ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن علباء السلمي ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل تقوم الساعة‬
‫إل على حثالة من الناس " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ة أَ َ‬
‫خذ َ ْ‬
‫ت‬ ‫حا ط َي ّب َ ً‬ ‫ث الل ّ ُ‬
‫ه ِري ً‬ ‫س ك َذ َل ِ َ‬
‫ك ‪ ,‬إ ِذ ْ ب َعَ َ‬ ‫" فَب َي َْنا الّنا ُ‬

‫‪ 946‬حدثني العباس بن الوليد العذري ‪ ,‬قال ‪ :‬أخبرني أبي ‪ ,‬قال ‪:‬‬


‫سمعت ابن جابر ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني يحيى بن جابر الطائي ‪ ,‬ثم‬
‫الحمصي ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني أبي أنه سمع النواس بن سمعان الكلبي ‪ ,‬يقول ‪:‬‬
‫ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ويأجوج ومأجوج‬
‫وهلكهم ‪ ,‬ثم قال ‪ " :‬فبينا الناس كذلك ‪ ,‬إذ بعث الله ريحا طيبة‬
‫أخذت تحت آباطهم ‪ ,‬فتقبض روح كل مسلم ‪ ,‬ويبقى سائر الناس‬
‫يتهارجون كما يتهارج الحمير ‪ ,‬فعليهم تقوم الساعة " *‬

‫ئ‬ ‫س ‪ ,‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه ي ُن ْب ِ ُ‬ ‫ة إ ِّل عََلى ِ‬
‫شَرارِ الّنا ِ‬ ‫ساعَ ُ‬ ‫" َل ت َُقو ُ‬
‫م ال ّ‬

‫‪ 947‬حدثني أيوب بن إسحاق بن إبراهيم ‪ ,‬حدثنا مسلم بن إبراهيم‬


‫‪ ,‬حدثنا شعبة ‪ ,‬عن علي بن القمر ‪ ,‬عن أبي الحوص ‪ ,‬عن عبد‬
‫الله ‪ ,‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل تقوم‬
‫الساعة إل على شرار الناس ‪ ,‬فإنه ينبئ أن الساعة ل تقوم على‬
‫رجل موحد " كما روي عن ابن عباس في الخبر الذي *‬

‫ةم ُ‬
‫ن‬ ‫ظاهَِرةً عََلى َ‬
‫م ْ‬ ‫حقّ َ‬
‫مِتي عََلى ال ْ َ‬
‫نأ ّ‬ ‫ل َ‬
‫طائ َِف ٌ ِ ْ‬ ‫" لَ ْ‬
‫ن ت ََزا َ‬

‫‪ 948‬حدثكموه ابن حميد ‪ ,‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ,‬حدثنا يحيى بن‬


‫يعقوب ‪ ,‬عن حماد ‪ ,‬عن سعيد بن جبير ‪ ,‬عن ابن عباس ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫الدنيا جمعة من جمع الخرة ‪ ,‬سبعة آلف سنة ‪ ,‬فقد مضى ستة‬
‫آلف سنة ومائة سنة ‪ ,‬وليأتين عليها مائة سنة ليس عليها موحد ‪.‬‬
‫فهذا خلف الخبر الذي ذكرت عنه ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أنه قال ‪ " :‬لن تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرة‬
‫على من ناوأها حتى تقوم الساعة ‪ ,‬لن من كان على الحق فهو‬
‫لله موحد ولمره متبع " وعما نهاه عنه منزجر ‪ ,‬وهو من خيار‬
‫الناس ‪ ,‬ل من شرارهم ‪ .‬ومن المحال أن يقول صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم ‪ " :‬ل تقوم الساعة إل على شرار الناس " " ول تقوم على‬
‫أحد ‪ ,‬يقول ‪ :‬الله ‪ ,‬الله ‪ ,‬ثم يقول ‪ :‬تقوم على طائفة من أمتي‬
‫على الحق ظاهرة على من عاداها ل في موطن ول في مواطن‬
‫مختلفة ‪ ,‬لن لذلك خبر ‪ ,‬والخبر ل ينسخ ‪ ,‬فيجوز أن يكون أحدهما‬
‫ناسخا صاحبه إذا اختلفت الوقات والحوال ؟ وإن قلت ‪ :‬كل ذلك‬
‫باطل ل يصح شيء منه دخلت فيما أنت عائبه من قول مبطلي‬
‫أخبار الحاد العدول ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪,‬‬
‫وليس ذلك من مذهبك ‪ .‬فإن أنت قلت بتصحيح جميع ذلك ‪ ,‬قلنا‬
‫لك ‪ :‬وما وجه صحته وبعضه يبطل معنى بعض ‪ ,‬وبعضه يحيل صحة‬
‫بعض ‪ ,‬لتدافع معانيه وتناقض مخارجه ؟ قيل له ‪ ,‬وبالله التوفيق ‪:‬‬
‫قولنا في ذلك كله بتصحيح جميعه على ما يصح من معانيه ‪ ,‬وأنه ل‬
‫خبر من ذلك يدفع صحة غيره من الخبار ‪ ,‬بل يحقق بعضه معنى‬
‫بعض ‪ ،‬ويدل بعضه على صحة بعض ‪ ،‬ولكن بعضه خرج على‬
‫العموم والمراد منه الخصوص ‪ .‬فأما الذي خرج من ذلك مخرج‬
‫العموم والمراد منه الخصوص ‪ ,‬فقوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل‬
‫تقوم الساعة إل على شرار الناس " ‪ ,‬وقوله ‪ " :‬ل تقوم الساعة إل‬
‫على حثالة من الناس " ‪ ,‬وقوله ‪ " :‬ل تقوم الساعة على أحد ‪,‬‬
‫يقول ‪ :‬الله ‪ ,‬الله " ‪ ,‬وقوله ‪ " :‬ل تقوم الساعة حتى ل يعبد الله‬
‫في الرض قبل ذلك بمئة سنة " ‪ ,‬فإن معنى كل ذلك الخصوص ‪,‬‬
‫والمراد منه ‪ :‬ل تقوم الساعة إل على شرار الناس بموضع كذا‬
‫دون موضع كذا ‪ ,‬وإل على حثالة من الناس في كل موضع خل‬
‫موضع كذا ‪ ,‬فإن به طائفة من أمتي على الحق ظاهرة على من‬
‫ناوأهم ‪ ,‬ول تقوم الساعة حتى ل يعبد الله في الرض قبل ذلك‬
‫بمئة سنة ‪ ,‬إل في مكان كذا ‪ ,‬ول تقوم الساعة على أحد ‪ ,‬يقول ‪:‬‬
‫الله ‪ ,‬الله إل بمكان كذا ‪ ,‬فإن فيه طائفة من أمتي على الحق ‪.‬‬
‫فإن قال ‪ :‬فما البرهان على أن ذلك معناه ؟ قيل له ‪ :‬ما قد بينا‬
‫قبل من أنه غير جائز أن يكون في الخبر ناسخ ومنسوخ ‪ ,‬وأن‬
‫الناسخ والمنسوخ إنما يكون في المر والنهي ‪ ,‬وفي الحظر‬
‫والطلق ‪ ,‬وإنه غير جائز على النبي صلى الله عليه وسلم أن‬
‫يقول ‪ " :‬يكون في زمان كذا كيت وكيت ‪ ,‬ثم يقول بعد ‪ " :‬ل يكون‬
‫الذي قلت إنه يكون في زمان كذا " ‪ .‬وإذ كان ذلك غير جائز على‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬وكان قد ورد عنه القولن اللذان‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكرنا قبل ‪ :‬من " أن من أمته طائفة على الحق ظاهرة على من‬
‫ناوأها حتى تقوم الساعة " ‪ ,‬و " أن الساعة ل تقوم إل على شرار‬
‫الناس " ‪ ,‬بالسانيد الصحاح ‪ ,‬وكان غير جائز أن توصف الطائفة‬
‫التي هي على الحق بأنها شرار الناس ‪ ,‬وأنها ل تعبد الله ول توحده‬
‫‪ ,‬علم أن الموصوفين بأنهم شرار الناس الذين تقوم عليهم الساعة‬
‫غير الموصوفين بأنهم على الحق مقيمون عند قيام الساعة ‪ ,‬إذ‬
‫كانت صفاتهم مختلفة اختلفا ل يشكل ‪ .‬وإذ كان ذلك كذلك ‪,‬‬
‫فمعلوم أن الطائفة التي وصفها صلى الله عليه وسلم بأنها على‬
‫الحق مقيمة عند قيام الساعة غير داخلة في الشرار الذي أخبر‬
‫صلى الله عليه وسلم أن الساعة ل تقوم إل عليهم ‪ .‬وقد بين ذلك‬
‫أبو أمامة في خبره عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه‬
‫قبل أنه قال ‪ " :‬ل تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ‪,‬‬
‫لعدوهم قاهرين ‪ ,‬ل يضرهم من خالفهم ‪ ,‬إل ما أصابهم من لواء ‪,‬‬
‫وهم كالناء بين الكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ‪ ,‬وأين هم ؟ قال ‪ " :‬ببيت المقدس وأكناف بيت‬
‫المقدس " ‪ ,‬فبين صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر خصوصية‬
‫سائر الخبار التي وصفنا أنها خرجت مخرج العموم ‪ ,‬بوصفه‬
‫الطائفة التي أخبر عنها أنها على الحق مقيمة إلى قيام الساعة ‪,‬‬
‫أنها ببيت المقدس وأكنافه ‪ ,‬دون سائر البقاع غيرها على ما بينا‬
‫قبل ‪ .‬فقد اتضح إذا ما وصفنا وجه صحة الخبرين ‪ ,‬وأن ليس‬
‫أحدهما دافعا صاحبه *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يضرهم من خالفهم إل ما أصابهم‬
‫من لواء " يعني النبي صلى الله عليه وسلم بالواء الشدة ‪ ,‬إما‬
‫في المعيشة من جدب وقحط أو حصار ‪ ,‬وإما في البدان من‬
‫المراض والعلل أو الجراح ‪ .‬يقال من ذلك ‪ :‬أصابت القوم لواء ‪،‬‬
‫ولولء ‪ ،‬وشصاصاء ‪ ,‬وذلك إذا أصابهم الجدب ‪ .‬وكذلك يقال أيضا ‪:‬‬
‫أصابتهم لزبة ‪ ,‬وأزمة ‪ ,‬وحطمة ‪ ,‬وسنة ‪ ,‬كل ذلك بمعنى واحد ‪,‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وذلك إذا أصابتهم شدة وجدب ‪ ,‬يقال منه ‪ :‬أسنت القوم ‪,‬‬
‫وأجدبوا ‪ ,‬وأمحلوا ‪ .‬ومن اللواء الخبر الخر الذي روي عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لبي بكر حين قال له لما‬
‫نزلت ‪ :‬من يعمل سوءا يجز به ‪ :‬أنحن مجازون بكل ما نعمل ؟ "‬
‫ألست تمرض ؟ ألست تنصب ؟ ألست تصيبك اللواء ؟ " ‪ .‬وأما‬
‫قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬يذهب الصالحون أسلفا الول‬
‫فالول ‪ ,‬حتى تبقى حثالة كحثالة الشعير " ‪ ,‬فإنه يعني بالحثالة ‪:‬‬
‫السفلة من الناس ‪ .‬وأصل الحثالة ‪ ,‬ما تفتت وتساقط من قشور‬
‫التمر والشعير وغيرهما ‪ ,‬وهو حفالته ‪ ,‬وحشافته ‪ .‬ومن الحشافة‬
‫قول أسلم مولى عمر ‪ :‬كنت أحشف لعمر صاعا من تمر فيأكله‬
‫بحشفه ‪ ,‬يعني بقوله أحشف له ‪ :‬كنت أخرج له من رذاله ورديئه‬
‫فأنفيه منه ‪ .‬ومن الحثالة قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد‬
‫الله بن عمرو ‪ " :‬كيف بك يا أبا عبد الله إذا بقيت في حثالة من‬
‫الناس ‪ ,‬وقد مرجت عهودهم وأماناتهم " يعني بالحثالة ‪ ,‬ما وصفت‬
‫من سفلة الناس ‪ .‬ويقال أيضا ‪ :‬هو من خشارتهم ‪ ,‬يعني به من‬
‫رذالهم ‪ ,‬وأصل الخشارة ما سقط على الخوان من فتات الخبز ‪.‬‬
‫وهو من جمائهم ‪ ,‬وزعانفهم ‪ ,‬وقمزهم ‪ ,‬ونقزهم وغمزهم ‪ .‬ومن‬
‫الغمز ‪ ,‬والنقز قول الراجز ‪ :‬أخذت بكرا نقزا من النقز وناب سوء‬
‫قمزا من القمز هذا وهذا غمز من الغمز وأما قول سلمة بن نفيل‬
‫للنبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إني سيمت الخيل " ‪ ,‬فإنه يعني به‬
‫أنه أرسلها في مراعيها للرعي ‪ ,‬ومنه قيل للبل الراعية ‪:‬‬
‫السائمة ‪ ,‬ومنه قول النبي عليه السلم ‪ " :‬في كل خمس من‬
‫البل سائمة حقة " ‪ ,‬ومنه قول الله تعالى ذكره ‪ :‬فيه تسيمون ‪,‬‬
‫يعني به ‪ :‬فيه ترعون مواشيكم ‪ ,‬يقال منه ‪ :‬أسام فلن خيله‬
‫وماشيته ‪ ,‬وسيمها ‪ ,‬وسومها ‪ ,‬ومن السامة قول الخطل ‪ :‬مثل‬
‫ابن بزعة أو كآخر مثله أولى لك ابن مسيمة الجمال وسامت‬
‫الماشية ‪ ,‬إذا رعت ‪ ,‬فهي سائمة ‪ .‬وأما قولهم ‪ :‬سام فلن فلنا‬
‫ضيما ‪ ,‬فإنه من غير هذا المعنى ‪ ,‬وإنما معناه ‪ :‬أنه ألزمه وأوصله‬
‫إليه ‪ ,‬ومنه قول الراجز ‪ :‬إن سيم خسفا وجهه تربدا ومنه قول‬
‫الشاعر ‪ :‬وطعنهم العداء شزرا وإنما يسام ويقنى الخسف من لم‬
‫يطاعن ومنه قول الله عز وجل ‪ :‬يسومونكم سوء العذاب ‪ .‬وأما‬
‫السوم في البيع ‪ ,‬فغير هذين المعنيين ‪ ,‬وهو المراوضة في السلعة‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫التي تعرض على البيع على الثمن ‪ ,‬يقال منه ‪ :‬ساوم فلن فلنا‬
‫بسلعته ‪ ,‬فاستام عليه كذا وكذا‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫مَر ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار عمر ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‬

‫صّلى ‪#‬‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫مَر ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫ل ‪ :‬ث ََلث َ َ َ‬
‫ة أّيام ٍ‬ ‫شهْرِ ؟ " فََقا َ‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫م ِ‬
‫صو ُ‬ ‫" وَك َ ْ‬
‫م تَ ُ‬

‫‪ 949‬حدثنا ابن حميد ‪ ,‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ,‬حدثنا محمد بن‬


‫إسحاق ‪ ,‬عن عبد الملك بن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن‬
‫أبي وقاص ‪ ,‬عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة ‪ ,‬عن‬
‫موسى بن طلحة ‪ ,‬عن ابن الحوتكية ‪ ,‬قال ‪ :‬قدمت على عمر بن‬
‫الخطاب وهو في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ‪,‬‬
‫فسألته عن الصيام فقال ‪ :‬من كان منكم معنا إذ كنا مع النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم بالقاحة ؟ ‪ .‬فقالوا ‪ :‬نحن كنا إذ أهدى له‬
‫العرابي أرنبا وهو معلقها فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬هذه‬
‫هدية ‪ .‬وكان النبي صلى الله عليه وسلم ل يأكل هدية حتى يأكل‬
‫منها صاحبها ‪ ,‬فأبى أن يأكل منها شيئا ‪ ,‬للشاة المسمومة التي‬
‫أهديت له بخيبر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬كل منها "‬
‫‪ .‬فقال ‪ :‬إني صائم قال ‪ " :‬وكم تصوم من الشهر ؟ " فقال ‪ :‬ثلثة‬
‫أيام ‪ .‬قال ‪ " :‬أحسنت ‪ ,‬اجعلهن الغر البيض ‪ ,‬ثلث عشرة ‪ ,‬وأربع‬
‫عشرة ‪ ,‬وخمس عشرة " ‪ .‬قال ‪ :‬فأهوى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم إلى الرنب ليأخذ منها فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫أما إني رأيتها تدمى ؟ فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم يده *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ,‬ل علة فيه‬
‫توهنه ‪ ,‬ول سبب يضعفه لعدالة من بيننا وبين رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم من نقلته ‪ ,‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين‬
‫سقيما غير صحيح ‪ ,‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬اضطراب نقلته في روايته عن‬
‫عمر ‪ .‬فمن قائل فيه ‪ :‬عن موسى بن طلحة ‪ ,‬عن ابن الحوتكية ‪,‬‬
‫عن عمر ‪ ,‬ومن قائل فيه ‪ :‬عن موسى بن طلحة ‪ ,‬عن عمر ‪ ,‬من‬
‫غير أن يجعل بين موسى وبين عمر أحدا ‪ .‬والثانية ‪ :‬أنه خبر حدثت‬
‫به جماعة من الرواة ‪ ,‬فجعلوا الكلم الذي في هذا الحديث عن‬
‫عمر ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬عن غير عمر ‪ .‬فمن‬
‫راو ذلك عن عمار بن ياسر ‪ ,‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪,‬‬
‫ومن راويه ‪ ,‬عن أبي بن كعب ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬ومن راويه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫والثالثة ‪ :‬أنه خبر قد حدث به جماعة أخر ‪ ,‬فجعله بعضهم عن‬
‫موسى بن طلحة ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسل ‪,‬‬
‫وجعله بعضهم عن موسى بن طلحة ‪ ,‬عن عمر موقوفا به عليه ‪.‬‬
‫والرابعة ‪ :‬أن بعض الذين حدثوا به يخالف في معنى ما فيه بعضا ‪,‬‬
‫وبعضهم ينقص عما زاد فيه بعض ‪ .‬والخامسة ‪ :‬أنهم غير مرتضين‬
‫محمد بن إسحاق ‪ ,‬وأن بعضهم غير مرتض محمد بن عبد الرحمن‬
‫مولى آل طلحة‬

‫ن‬
‫سى ب ْ ِ‬
‫مو َ‬
‫ن ُ‬ ‫ث فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ ‪ :‬عَ ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث فقال فيه ‪ :‬عن موسى بن طلحة ‪ ,‬عن‬
‫عمر ‪ ,‬ولم يدخل بين موسى وبين عمر ابن الحوتكية‬

‫ن‪#‬‬
‫سى ب ْ ِ‬
‫مو َ‬
‫ن ُ‬ ‫ث فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ ‪ :‬عَ ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫" ك ُُلوا " ‪ .‬فََقا َ َ‬
‫ما‬
‫ت ب َِها د َ ً‬ ‫ل اْلعَْراب ِ ّ‬
‫ي ‪ :‬قَد ْ َرأي ْ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 950‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ,‬أنبأنا ابن وهب ‪ ,‬أخبرني ابن‬
‫جريج ‪ ,‬عن سعيد بن محمد ‪ ,‬عن موسى بن طلحة ‪ ,‬عن عمر بن‬
‫الخطاب ‪ :‬أن رجل من أهل البادية أتى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بأرنب مشوية ‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم لصحابه ‪:‬‬
‫" كلوا " ‪ .‬فقال العرابي ‪ :‬قد رأيت بها دما ‪ .‬فقال ‪ " :‬كلوا " *‬

‫ن ال ْ َ‬
‫حوْت َك ِي ّةِ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَ ِ‬ ‫ث فَ َ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث فجعله عن ابن الحوتكية‬

‫ن ال ْ َ‬
‫حوْت َك ِي ّةِ ‪#‬‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَ ِ‬ ‫ث فَ َ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ن ي َأ ْك ُ َ‬
‫ل*‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل " وَأَبى هُوَ أ ْ‬ ‫" َل عَل َي ْ َ‬
‫ك كُ ْ‬

‫‪ 951‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا محمد بن فضيل ‪ :‬عن ابن أبي ليلى ‪,‬‬
‫عن الحكم ‪ ,‬عن موسى بن طلحة ‪ ,‬عن ابن الحوتكية ‪ ,‬قال ‪ :‬جاء‬
‫أعرابي إلى عمر فقال ‪ :‬ادن فكل ‪ .‬فقال ‪ :‬إني صائم فقال عمر ‪:‬‬
‫أي صوم ؟ فقال ‪ :‬ثلثة أيام من الشهر فقال ‪ :‬من أول الشهر ‪ ,‬أو‬
‫من وسطه ‪ ,‬أو من آخره ؟ فقال ‪ :‬من وسطه ‪ .‬قال عمر ‪ :‬أما إني‬
‫لو أشاء أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬ولكن ادعوا لي أبيا ‪ .‬فدعوه فقال عمر ‪ :‬أما تحفظ حديث‬
‫العرابي الذي جاء بالرنب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟‬
‫فقال ‪ :‬أما تحفظ أنت يا أمير المؤمنين ؟ قال ‪ :‬بلى ‪ ,‬ولكن هاته‬
‫أنت ‪ .‬قال ‪ :‬أتاه بأرنب مشوية معها خبز ‪ ,‬فوضعها بين يديه فقال ‪:‬‬
‫إني أصبت هذه وبها شيء من دم ‪ .‬فقال ‪ " :‬ل عليك كل " وأبى‬
‫هو أن يأكل *‬

‫ن‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫حوْت َك ِي ّةِ ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَ ِ‬ ‫ث فَ َ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث فجعله عن ابن الحوتكية ‪ ,‬عن عمار‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫حوْت َك ِي ّةِ ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَ ِ‬ ‫ث فَ َ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫‪#‬‬
‫ْ‬
‫" َل ب َأ َ‬
‫س ب َِها " *‬

‫‪ 952‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا وكيع ‪ ,‬عن أبي حنيفة طلحة بن‬
‫يحيى ‪ ,‬عن موسى بن طلحة ‪ ,‬عن ابن الحوتكية ‪ ,‬عن عمار ‪,‬‬
‫وحدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا وكيع ‪ ,‬عن طلحة بن يحيى ‪ ,‬عن موسى‬
‫بن طلحة وقفه ‪ :‬أن رجل ‪ ,‬سأل عمر بن الخطاب عن الرنب ‪,‬‬
‫فقال عمر ‪ :‬لول أني أكره أن أزيد في الحديث أو أنقص ‪ ,‬ولكن‬
‫سأرسل إلى رجل يحدثك شهد ذلك ‪ .‬فأرسل إلى عمار ‪ ,‬فسأله‬
‫فقال ‪ :‬نعم ‪ ,‬كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬فنزل‬
‫موضع كذا وكذا ‪ ,‬فأهدى أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أرنبا فأكلناها فقال العرابي ‪ :‬يا رسول الله ‪ ,‬إني رأيتها تدمى ‪.‬‬
‫قال ‪ " :‬ل بأس بها " *‬

‫ن ال ْ َ‬
‫حوْت َك ِي ّةِ ‪,‬‬ ‫ن اب ْ ِ‬
‫ث ‪ :‬عَ ِ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ِفي هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال في هذا الحديث ‪ :‬عن ابن الحوتكية ‪ ,‬عن أبي ذر‬

‫ن ال ْ َ‬
‫حوْت َك ِي ّةِ ‪# ,‬‬ ‫ن اب ْ ِ‬
‫ث ‪ :‬عَ ِ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ِفي هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫ض ‪ :‬ث ََل َ‬ ‫ْ‬ ‫جعَل ْت ََها أ َّيا َ ْ‬ ‫َ‬
‫ع‬ ‫ث عَ ْ‬
‫شَرةَ ‪ ,‬وَأْرب َ َ‬ ‫م الغُّر الِبي ِ‬ ‫" أَل َ‬

‫‪ 953‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا وكيع ‪ ,‬حدثنا ابن وكيع ‪ ,‬حدثنا أبي ‪,‬‬
‫عن طلحة بن يحيى ‪ ,‬عن موسى بن طلحة ‪ :‬أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم دعا أعرابيا إلى طعام فقال ‪ :‬إني صائم ‪ .‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أل جعلتها أيام الغر البيض ‪:‬‬
‫ثلث عشرة ‪ ,‬وأربع عشرة ‪ ,‬وخمس عشرة " ‪ ,‬حدثنا أبو كريب ‪,‬‬
‫وحدثنا ابن وكيع ‪ ,‬حدثنا أبي ‪ ,‬حدثنا أبو حنيفة ‪ :‬أنه سمع موسى بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫طلحة ‪ ,‬عن ابن الحوتكية ‪ ,‬عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬مثله *‬

‫س عَ ْ‬
‫شَرةَ "‬ ‫م َ‬
‫خ ْ‬ ‫شَرةَ ‪ ,‬وَأ َْرب َعَ عَ ْ‬
‫شَرةَ ‪ ,‬وَ َ‬ ‫صَيام ِ ث ََل َ‬
‫ث عَ ْ‬ ‫مَر ب ِ ِ‬
‫َ‬
‫أ َ‬

‫‪ 954‬حدثنا يونس ‪ ,‬حدثنا سفيان ‪ ,‬عن محمد بن عبد الرحمن ‪,‬‬


‫وحكيم بن جبير ‪ ,‬عن موسى بن طلحة ‪ ,‬عن ابن الحوتكية ‪ ,‬عن‬
‫أبي ذر ‪ " :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيام ثلث عشرة ‪,‬‬
‫وأربع عشرة ‪ ,‬وخمس عشرة " *‬

‫ة‪,‬‬ ‫ن ط َل ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫سى ب ْ ِ‬
‫مو َ‬
‫ن ُ‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَ ْ‬ ‫ث فَ َ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث بهذا الحديث فجعله عن موسى بن طلحة ‪ ,‬عن أبي‬


‫ذر موقوفا عليه ‪ ,‬غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ة‪,‬‬ ‫ن ط َل ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫سى ب ْ ِ‬
‫مو َ‬
‫ن ُ‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَ ْ‬ ‫ث فَ َ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث ب ِهَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫‪#‬‬

‫ض ‪ :‬ث ََل َ‬ ‫َ‬


‫ث عَ ْ‬
‫شَرةَ‬ ‫شهْرٍ ال ِْبي َ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ث ََلث َةِ أّيام ٍ ِ‬
‫م ْ‬ ‫صَيا ُ‬
‫" ِ‬

‫‪ 955‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا وكيع ‪ ,‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ,‬حدثنا أبي ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا فطر ‪ ,‬عن يحيى بن سام ‪ ,‬عن موسى بن طلحة ‪ ,‬عن‬
‫أبي ذر ‪ ,‬قال ‪ " :‬صيام ثلثة أيام من كل شهر البيض ‪ :‬ثلث عشرة‬
‫‪ ,‬وأربع عشرة ‪ ,‬وخمس عشرة " وقد وافق عمر في رواية هذا‬
‫الخبر ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه ‪,‬‬
‫نذكر ما صح عندنا سنده ‪ ,‬ثم نتبع جميعه ‪ ,‬إن شاء الله البيان *‬

‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ن َوافَقَ عُ َ‬
‫مَر ِفي رَِواي َت ِهِ عَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر من وافق عمر في روايته عن رسول الله صلى الله عليه‬


‫وسلم ما روى في الرنب‬

‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‪#‬‬ ‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ن َوافَقَ عُ َ‬
‫مَر ِفي رَِواي َت ِهِ عَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫وا ‪ :‬فَل َغَُبوا ‪،‬‬ ‫َ‬


‫سع َ ْ‬ ‫مّر الظ ّهَْرا ِ‬
‫ن ‪ ,‬فَ َ‬ ‫جَنا أْرن ًَبا ب ِ َ‬ ‫مَرْرَنا َفا ْ‬
‫ست َن َْف ْ‬ ‫" َ‬

‫‪ 956‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ,‬حدثنا شعبة ‪ ,‬عن‬


‫هشام بن زيد ‪ ,‬عن أنس بن مالك ‪ ,‬قال ‪ " :‬مررنا فاستنفجنا أرنبا‬
‫بمر الظهران ‪ ,‬فسعوا ‪ :‬فلغبوا ‪ ،‬قال ‪ :‬فسعيت حتى أدركتها ‪,‬‬
‫فأتيت بها أبا طلحة ‪ ,‬فذبحها ‪ ,‬فبعث بوركها وفخذها إلى رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬فأتيت به رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فقبله " *‬

‫م فَل َغَُبوا َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ل‬ ‫سَعى ال َْقوْ ُ‬ ‫مّر الظ ّهَْرا ِ‬
‫ن ‪ ,‬فَ َ‬ ‫ن بِ َ‬
‫ح ُ‬
‫جَنا أْرن ًَبا وَن َ ْ‬
‫" أن َْف ْ‬

‫‪ 957‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ,‬حدثنا بهز بن أسد ‪ ,‬حدثنا شعبة ‪,‬‬


‫قال ‪ :‬حدثني هشام بن زيد بن أنس ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت أنس بن‬
‫مالك ‪ ,‬قال ‪ " :‬أنفجنا أرنبا ونحن بمر الظهران ‪ ,‬فسعى القوم‬
‫فلغبوا قال ‪ :‬فأخذتها فأتيت بها أبا طلحة فذبحها قال ‪ :‬وبعثني‬
‫بوركها ‪ ،‬قال شعبة ‪ :‬ولكن ظني أنه قال ‪ :‬وبفخذيها إلى رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬فقبلها قال شعبة ‪ :‬أكلها ؟ قال ‪:‬‬
‫أكلها ‪ ,‬ثم قال ‪ :‬قبلها قبلها *‬

‫َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫جيَء ب َِها إ َِلى َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ما إ ِن َّها قَد ْ ِ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 958‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا أبو نعيم ‪ ,‬حدثني محمد بن خالد‬


‫المخزومي ‪ ,‬حدثني أبي أنه كان مع فاطمة بنت أبي سعيد‬
‫المخزومية بالصفاح ومعهم عبد الله بن عمرو ‪ ,‬فأتاه رجل من آل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فاطمة بأرنب ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا فاطمة هل لك في هذا الرنب ؟ فنظرت‬
‫إلى عبد الله بن عمرو ‪ ,‬فقالت ‪ :‬ما تقول يا عبد الله بن عمرو ؟‬
‫فقال ‪ " :‬أما إنها قد جيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ ،‬وأنا قاعد عنده ‪ ,‬فلم يأمر بأكلها ولم ينه ‪ ,‬وزعم أنها تحيض " *‬

‫ُ‬
‫ه " ‪ .‬قُل ْ ُ‬
‫ت ‪ :‬فَإ ِّني آك ُ ُ‬
‫ل‬ ‫م ُ‬ ‫ه وََل أ َ‬
‫حّر ُ‬ ‫" َل آك ُل ُ ُ‬

‫‪ 959‬حدثنا ابن حميد ‪ ,‬وابن وكيع ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا أبو تميلة وهو يحيى‬
‫بن واضح ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن إسحاق ‪ ,‬عن عبد الكريم بن أبي‬
‫المخارق أبي أمية ‪ ,‬عن حبان بن جزء ‪ ,‬عن أخيه خزيمة بن جزء ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا نبي الله ‪ ,‬أسألك عن أحناش الرض ‪ ,‬ما تقول في‬
‫الرنب ؟ فقال ‪ " :‬ل آكله ول أحرمه " ‪ .‬قلت ‪ :‬فإني آكل مما لم‬
‫تحرمه ‪ .‬فقال ‪ " :‬إني أنبئت أنها تدمى " *‬

‫مَرهُ ب ِأ َك ْل َِها " *‬ ‫َ‬


‫فَأ َ‬

‫‪ 960‬حدثني محمد بن معمر البحراني ‪ ,‬حدثنا روح ‪ ,‬حدثنا سعيد ‪,‬‬


‫عن قتادة ‪ ,‬عن الشعبي ‪ ,‬عن جابر بن عبد الله ‪ " :‬أن غلما من‬
‫قومه صاد أرنبا ‪ ,‬فذبحها بمروة فتعلقها ‪ ,‬فسأل رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم عن أكلها فأمره بأكلها " *‬

‫َ‬
‫ما ‪,‬‬ ‫ن قَد ْ َ‬
‫صاد َهُ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ب ِأْرن َب َي ْ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫مّر عََلى الن ّب ِ ّ‬
‫ي َ‬ ‫َ‬

‫‪ 961‬حدثني إسحاق بن شاهين الواسطي ‪ ,‬حدثنا خالد بن عبد الله‬


‫الطحان ‪ ,‬عن داود ‪ ,‬عن عامر ‪ ,‬عن ابن صفوان ‪ " :‬أنه مر على‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم بأرنبين قد صادهما ‪ ,‬فذكاهما بمروة‬
‫فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأكلهما " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حد ّث ََنا عَب ْد ُ اْل َعَْلى‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مث َّنى ‪َ ,‬‬ ‫حد ّث ََنا اب ْ ُ‬ ‫" كُ ْ‬
‫ل"‪َ ,‬‬

‫‪ 962‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ,‬حدثنا داود ‪ ,‬عن‬


‫عامر ‪ :‬أن فلن بن صفوان ‪ ,‬مر على النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫بأرنبين فقال ‪ :‬إني أبيت على غنم أهلي ‪ ,‬فاصطدت هاتين الرنبين‬
‫‪ ,‬فلم أجد حديدة أذكيهما ‪ ,‬فذكيتهما بمروة ‪ ,‬أفآكل ؟ قال ‪ " :‬كل "‬
‫‪ ,‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا عبد العلى ‪ ,‬حدثنا داود ‪ ,‬عن عامر ‪,‬‬
‫عن ابن صفوان النصاري ‪ :‬أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫بأرنبين متعلقهما ‪ ,‬فذكر نحوه ‪ .‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا يزيد بن‬
‫هارون ‪ ,‬أنبأنا داود ‪ ,‬عن عامر ‪ ,‬عن محمد بن صفوان ‪ ,‬أنه صاد‬
‫أرنبين فلم يجد حديدة فيذكيهما بها ‪ ,‬فذكاهما بمروة ‪ ,‬فأتى النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم ذكر نحوه ‪ .‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا ابن‬
‫أبي عدي ‪ ,‬عن داود ‪ ,‬عن عامر ‪ ,‬أن ابن صفوان ‪ ,‬أتى النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم بأرنبين ‪ ,‬فذكر نحوه ‪ ,‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا‬
‫يزيد بن هارون ‪ ,‬أنبأنا عاصم الحول ‪ ,‬عن عامر ‪ ,‬عن محمد بن‬
‫صفوان ‪ ,‬أو صفوان عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه حدثنا‬
‫هناد بن السري ‪ ,‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ,‬أنبأنا داود بن أبي هند ‪ ,‬عن‬
‫عامر ‪ ,‬قال ‪ :‬جاء عبد الله ‪ ,‬أو محمد بن صفوان ‪ ,‬ومعه أرنبان‬
‫متعلقهما ‪ ,‬فمر بهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬فذكر‬
‫نحوه ‪ ,‬حدثنا هناد بن السري ‪ ,‬حدثنا عبدة بن سليمان ‪ ,‬عن عاصم‬
‫الحول ‪ ,‬عن الشعبي ‪ ,‬أن محمد بن صفوان ‪ ,‬أتى النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم بأرنبين ‪ ,‬ثم ذكر نحوه *‬

‫ف أ َهْ ِ ْ ْ‬
‫خت َِل ِ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ وَذِك ُْر ا ْ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل العِلم ِ‬ ‫ن عَ ّ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار وذكر اختلف أهل العلم في‬
‫أكل لحم الرنب اختلف أهل العلم في أكل لحم الرنب ‪ ,‬فكره‬
‫أكله جماعة منهم ‪ ,‬وأكله منهم جماعة ‪ ,‬ولم يروا به بأسا‬

‫َ‬
‫م‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ن ك َرِهَ أك ْل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر من كره أكله منهم‬


‫َ‬
‫م‪#‬‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ن ك َرِهَ أك ْل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫م اْلْرن َ ِ‬
‫ب"*‬ ‫ك َرِهَ ل َ ْ‬
‫ح َ‬

‫‪ 963‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ,‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫أبي ‪ ,‬عن قتادة ‪ " :‬أن عبد الله بن عمرو كره لحم الرنب " *‬

‫رو " *‬
‫م ٍ‬ ‫" ك َرِهََها عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬
‫ن عَ ْ‬

‫‪ 964‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬وابن المثنى ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪,‬‬
‫وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ,‬حدثنا ابن علية جميعا ‪ ,‬عن سعيد ‪,‬‬
‫عن قتادة ‪ ,‬عن سعيد في الرنب ‪ " :‬كرهها عبد الله بن عمرو " *‬

‫ك َرِهَ اْل َْرن َ َ‬


‫ب"*‬

‫‪ 965‬حدثنا هناد بن السري ‪ ,‬ومحمد بن العلء ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪,‬‬


‫عن شعبة ‪ ,‬عن الحكم ‪ ,‬عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ‪ " :‬أنه كره‬
‫الرنب " *‬

‫َ‬
‫م اْلْرن َ ِ‬
‫ب"*‬ ‫ي َك َْرهُ ل َ ْ‬
‫ح َ‬

‫‪ 966‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ,‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ,‬حدثنا شعبة ‪,‬‬


‫عن الحكم ‪ ,‬عن ابن أبي ليلى ‪ " :‬أنه كان يكره لحم الرنب " *‬

‫ْ‬ ‫َ‬
‫سا‬ ‫مهِ وَل َ ْ‬
‫م ي ََر ب ِهِ ب َأ ً‬ ‫ل لَ ْ‬
‫ح ِ‬ ‫ص ِفي أك ْ ِ‬
‫خ َ‬
‫ن َر ّ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر من رخص في أكل لحمه ولم ير به بأسا‬


‫ْ‬ ‫َ‬
‫سا ‪#‬‬ ‫مهِ وَل َ ْ‬
‫م ي ََر ب ِهِ ب َأ ً‬ ‫ل لَ ْ‬
‫ح ِ‬ ‫ص ِفي أك ْ ِ‬
‫خ َ‬
‫ن َر ّ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫سعْد ٌ " *‬
‫ه َ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ما أ َك َ َ‬
‫ل ِ‬ ‫ت آك ًِل ِ‬
‫م ّ‬ ‫" ك ُن ْ ُ‬

‫‪ 967‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪,‬‬
‫عن قتادة ‪ ,‬قال ‪ :‬أكل منها يعني من الرنب سعد ‪ ،‬قال قتادة‬
‫فسألت سعيد بن المسيب ‪ ,‬فقال ‪ " :‬كنت آكل مما أكل منه سعد‬
‫"*‬

‫سعْد ٌ " *‬
‫ه َ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ما أ َك َ َ‬
‫ل ِ‬ ‫آك ًِل ِ‬
‫م ّ‬

‫‪ 968‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬وابن المثنى ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪,‬‬
‫وحدثني يعقوب ‪ ,‬حدثنا ابن علية ‪ ,‬جميعا ‪ ,‬عن سعيد ‪ ,‬عن قتادة ‪,‬‬
‫عن سعيد ‪ ,‬في الرنب أكلها سعد قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وكنت آكل منها ؟‬
‫قال ‪ " :‬كنت آكل مما أكل منه سعد " *‬

‫" ك ُل َْها " *‬

‫‪ 969‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ,‬حدثنا شعبة ‪,‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت رجل من باهلة قال ‪ :‬أصبت أرنبا بعصا وقتلتها ‪,‬‬
‫فسألت أبا أمامة ‪ ,‬فقال ‪ " :‬كلها " *‬

‫َ‬
‫ما " *‬ ‫هاهَُنا ‪ ,‬فَأك َل َْنا ِ‬
‫من ْهُ َ‬ ‫سُفودٍ َ‬ ‫" ل َي ْت َهُ َ‬
‫ما ِفي ُ‬

‫‪ 970‬حدثنا ابن حميد ‪ ,‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ,‬حدثنا الحسين يعني‬


‫ابن واقد ‪ ,‬عن أبي عمرو بشر بن حرب ‪ ,‬قال ‪ :‬سألت أبا سعيد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عن الرنب والجراد ‪ ,‬فقال ‪ " :‬ليتهما في سفود هاهنا ‪ ,‬فأكلنا‬
‫منهما " *‬

‫ها ‪ ,‬وَإ ِّل فَإ ِن ّ َ‬


‫ما‬ ‫مَتى ط ُهُْر َ‬ ‫مث َُها ‪ ,‬ي َعْل َ ُ‬
‫م َ‬ ‫مَتى ط َ ْ‬ ‫ذي ي َعْل َ ُ‬
‫م َ‬ ‫ال ّ ِ‬

‫‪ 971‬حدثنا هناد ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ,‬أنبأنا هارون بن أبي‬
‫إبراهيم ‪ ,‬عن عبد الله بن عبيد بن عمير ‪ ,‬قال ‪ :‬سأل رجل عبيد‬
‫بن عمير عن الرنب أيحل أكلها ؟ قال ‪ :‬وما الذي يحرمها ؟ قال ‪:‬‬
‫" زعموا أنها تطمث كما تطمث المرأة " ‪ ,‬فقال ‪ :‬فهل يعلم متى‬
‫تطهر ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ,‬قال ‪ " :‬فإن الذي يعلم متى طمثها ‪ ,‬يعلم متى‬
‫طهرها ‪ ,‬وإل فإنما هي حاملة من الحوامل " *‬

‫مْرأ َةُ ‪َ ،‬قا َ‬


‫ل ‪ :‬فَ َ‬
‫مَتى‬ ‫ث ال ْ َ‬ ‫ما ت َط ْ َ‬
‫م ُ‬ ‫ث كَ َ‬
‫م ُ‬ ‫َ‬
‫موا أن َّها ت َط ْ َ‬
‫" َزعَ ُ‬

‫‪ 972‬حدثنا هناد ‪ ,‬حدثنا يعلى ‪ ,‬عن هارون البربري ‪ ,‬عن عبد الله‬
‫بن عبيد بن عمير ‪ ,‬قال ‪ :‬جاء رجل إلى أبي فقال ‪ :‬أل تخبرني عن‬
‫الرنب أيحل أكلها ؟ قال ‪ :‬وما الذي يحرمها ؟ قال ‪ " :‬زعموا أنها‬
‫تطمث كما تطمث المرأة ‪ ،‬قال ‪ :‬فمتى تطهر ؟ فإن الذي يعلم‬
‫متى تطمث يعلم متى تطهر ‪ ,‬وإل فإنما هي حاملة من الحوامل ‪,‬‬
‫إن الله تعالى ذكره لم يذر شيئا ‪ 000‬نسيانا ‪ ,‬فما قال الله فهو‬
‫كما قال ‪ ،‬وما قال رسوله فهو كما قال ‪ ،‬وما لم يقله الله ولم يقله‬
‫رسوله ‪ ,‬فعفو من الله فذروه " *‬

‫مَتى ت َط ْهُُر ؟‬ ‫" يزعُمو َ‬


‫ل ‪ :‬فَ َ‬
‫ث " ‪َ ,‬قا َ‬ ‫ن أن َّها ت َط ْ ُ‬
‫م ُ‬ ‫َْ ُ َ‬

‫‪ 973‬حدثنا الحسين بن يحيى ‪ ,‬أنبأنا عبد الرزاق ‪ ,‬عن الثوري ‪ ,‬عن‬


‫هارون ‪ ,‬عن عبد الله بن عبيد بن عمير ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬قال ‪ :‬جاءه‬
‫رجل فسأله عن لحم الرنب ‪ ,‬فقال ‪ :‬وما يحرمه ؟ قال ‪" :‬‬
‫يزعمون أنها تطمث " ‪ ,‬قال ‪ :‬فمتى تطهر ؟ قال ‪ " :‬ل أدري " ‪,‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال ‪ " :‬فالذي يعلم متى تطمث يعلم متى تطهر ‪ ,‬لن الله تعالى‬
‫ذكره لم يدع شيئا أن يبينه لكم أن يكون نسيه ‪ ,‬فما قال الله كما‬
‫قال الله ‪ ,‬وما قال رسول الله كما قال رسول الله ‪ ,‬وما لم يقل‬
‫الله ول رسوله فبعفو الله ورحمته فدعوا ‪ ,‬ول تبحثوا عنه ‪ ,‬فإنما‬
‫هي حاملة من هذه الحوامل " *‬

‫ْ‬ ‫َ‬
‫سا " *‬ ‫حم ِ اْلْرن َ ِ‬
‫ب ب َأ ً‬ ‫َل ي ََرى ب ِل َ ْ‬

‫‪ 974‬حدثنا هناد بن السري ‪ ,‬حدثنا أبو أسامة ‪ ,‬عن هشام ‪ ,‬عن‬


‫الحسن ‪ " :‬أنه كان ل يرى بلحم الرنب بأسا " *‬

‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫سا " *‬ ‫ل اْلْرن َ ِ‬
‫ب ب َأ ً‬ ‫َل ي ََرى ب ِأك ْ ِ‬

‫‪ 975‬حدثنا هناد بن السري ‪ ,‬حدثنا أبو أسامة ‪ ,‬عن ابن عون ‪ ,‬عن‬
‫محمد ‪ " :‬أنه كان ل يرى بأكل الرنب بأسا " *‬

‫ك عََلى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬


‫ن ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ل ال َْف ِ‬
‫ريَقي ْ ِ‬ ‫عل َ ُ‬
‫سا " وَ ِ‬ ‫" َل أعْل َ ُ‬
‫م ب ِهِ ب َأ ً‬

‫‪ 976‬حدثني يعقوب ‪ ,‬حدثنا ابن علية ‪ ,‬عن ابن عون ‪ ,‬قال ‪ :‬سألت‬
‫محمدا عن الرنب ‪ ,‬فقال ‪ " :‬ل أعلم به بأسا " وعلل الفريقين في‬
‫ذلك على اختلفهم فيه نظيرة عللنا للقائلين بإباحة أكل لحم الضب‬
‫والكارهين أكله ‪ ,‬وقولنا في أكل لحمه كقولنا في أكل الضب ‪ ,‬وقد‬
‫مضى ذلك قبل مستقصى ببيانه وعلله ‪ ,‬فكرهنا إعادته في هذا‬
‫الموضع استغناء بذكره هناك ‪ .‬وأما البيان عن صوم الثلثة اليام‬
‫من كل شهر فقد مضى قبل ‪ .‬وأما إخبار النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم العرابي أن يجعل الثلثة التي ذكر أنه يصومهن من الشهر‬
‫اليام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ‪ ,‬فإن أهل‬
‫العلم مختلفون في ذلك ‪ ,‬فكان بعضهم يختاره كما روى من روى‬
‫ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بعضهم يختار‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الثنين والخميس ‪ ,‬وكان بعضهم يختار السبت والحد والثنين ‪,‬‬
‫ومن الشهر الذي يليه الثلثاء والربعاء والخميس وكان بعضهم‬
‫يختار صوم ذلك من أول الشهر ‪ ,‬وبعضهم من آخر الشهر ‪ .‬ونذكر‬
‫الرواية الواردة عمن ذكرنا أفعاله ‪ ,‬ثم نتبع البيان عن أولى الفعال‬
‫في ذلك بالصواب *‬

‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ن َ‬


‫ن‬
‫مه ِ ّ‬
‫صو ْ ِ‬
‫مُر ب ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شهْرِ وَي َأ ُ‬ ‫م َ‬
‫ض ِ‬
‫م الّيام ِ الِبي ِ‬
‫صو ْ َ‬
‫خَتاُر َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫كا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من كان يختار صوم اليام البيض من الشهر ويأمر بصومهن‬


‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ن َ‬
‫مُر‬ ‫ن ال ّ‬
‫شهْرِ وَي َأ ُ‬ ‫م َ‬
‫ض ِ‬
‫م الّيام ِ الِبي ِ‬
‫صوْ َ‬
‫خَتاُر َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫كا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ن‪#‬‬ ‫مه ِ ّ‬
‫صو ْ ِ‬
‫بِ َ‬

‫ن‬ ‫ل‪َ ":‬‬


‫ض ‪ ,‬فََقا َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫مه ُ ّ‬
‫صو ُ‬
‫مُر ي َ ُ‬
‫ن عُ َ‬
‫كا َ‬ ‫صوْم ِ الّيام ِ الِبي ِ‬
‫ن َ‬
‫عَ ْ‬

‫‪ 977‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬وابن المثنى ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪,‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬عن موسى بن سلمة الهذلي ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫سألت ابن عباس عن صوم اليام البيض ‪ ,‬فقال ‪ " :‬كان عمر‬
‫يصومهن " ‪ ,‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني‬
‫أبي ‪ ,‬وحدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ,‬وأبو داود ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا هشام ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬عن موسى بن سلمة ‪ ,‬عن ابن عباس ‪,‬‬
‫عن عمر مثله ‪ ,‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪,‬‬
‫عن شعبة ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬عن موسى بن سلمة ‪ ,‬عن ابن عباس ‪,‬‬
‫عن عمر مثله *‬

‫َ‬
‫م ال ِْبي َ‬
‫ض"*‬ ‫م اْلّيا َ‬
‫صو ُ‬
‫يَ ُ‬

‫‪ 978‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ,‬عن شعبة ‪ ,‬عن‬


‫عاصم ‪ ,‬عن زر ‪ ,‬قال ‪ " :‬كان عبد الله يصوم اليام البيض " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شهر ث ََلث َ َ َ‬
‫ة ال ِْبي َ‬
‫ض‬ ‫صم ِ الث َّلث َ َ‬
‫ة أّيام ٍ فَل ْي َ ُ‬ ‫ن ال ّ ْ ِ‬
‫م َ‬
‫ما ِ‬
‫صائ ِ ً‬
‫ن َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 979‬حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي ‪ ,‬حدثنا أبي ‪ ,‬عن أبيه ‪,‬‬


‫عن جده ‪ ,‬عن العمش ‪ ,‬عن يحيى بن سام ‪ ,‬عن موسى بن‬
‫طلحة ‪ ,‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬من كان صائما من الشهر ثلثة أيام‬
‫فليصم الثلثة البيض " *‬

‫َ‬
‫م ال ِْبي َ‬
‫ض"*‬ ‫م اْلّيا َ‬
‫صو ُ‬
‫يَ ُ‬

‫‪ 980‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ,‬وعبد العلى ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا سعيد ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬عن الحسن ‪ " :‬أن عمر بن الخطاب كان‬
‫يصوم اليام البيض " *‬

‫َ‬
‫م ال ِْبي َ‬
‫ض"*‬ ‫م اْلّيا َ‬
‫صو ُ‬
‫يَ ُ‬

‫‪ 981‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا عبد العلى ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد ‪ ,‬عن‬
‫قتادة ‪ ,‬عن الحسن ‪ " :‬أنه كان يصوم اليام البيض " *‬

‫س عَ ْ‬
‫شَرةَ "‬ ‫م َ‬
‫خ ْ‬ ‫شَرةَ ‪ ,‬وَأ َْرب َعَ عَ ْ‬
‫شَرةَ ‪ ,‬وَ َ‬ ‫م ث ََل َ‬
‫ث عَ ْ‬ ‫ص ْ‬
‫" ُ‬

‫‪ 982‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ,‬عن سفيان ‪ ,‬عن واصل‬
‫‪ ,‬قال ‪ :‬قال لي إبراهيم ‪ " :‬صم ثلث عشرة ‪ ,‬وأربع عشرة ‪,‬‬
‫وخمس عشرة " *‬

‫ن كُ ّ‬
‫ل‬ ‫م اْل َّيام ِ الث َّلث َةِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫صوْ َ‬ ‫جع َ ُ‬
‫ل َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذِك ُْر الّرَواي َةِ عَ ْ‬
‫ن َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر الرواية عن من كان يجعل صوم اليام الثلثة من كل شهر‬
‫الثنين والخميس والخميس‬

‫ن كُ ّ‬
‫ل‪#‬‬ ‫م اْل َّيام ِ الث َّلث َةِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫صو ْ َ‬ ‫جع َ ُ‬
‫ل َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر الّرَواي َةِ عَ ْ‬
‫ن َ‬

‫شهْرٍ ‪ ,‬أ َوّل َُها ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬


‫ن كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫صَيام ِ ث ََلث َةِ أّيام ٍ ِ‬
‫م ْ‬ ‫مُرِني ب ِ ِ‬
‫" ي َأ ُ‬

‫‪ 983‬حدثنا محمد بن العلء ‪ ,‬وإبراهيم بن سعيد الجوهري ‪ ,‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا ابن فضيل ‪ ,‬عن الحسن بن عبيد الله ‪ ,‬عن هنيدة الخزاعي ‪,‬‬
‫عن أمه ‪ ,‬قالت ‪ :‬دخلت على أم سلمة ‪ ,‬فسألتها عن الصيام ‪,‬‬
‫فقالت ‪ " :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " يأمرني بصيام‬
‫ثلثة أيام من كل شهر ‪ ,‬أولها ‪ :‬الثنين والخميس والخميس " *‬

‫ن ‪ ،‬ثُ ّ‬
‫م ِفي‬ ‫ْ‬ ‫ت َواْل َ َ‬
‫حد َ َوال ِث ْن َي ْ ِ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك ال ّ‬ ‫جع َ ُ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من كان يجعل ذلك السبت والحد والثنين ‪ ،‬ثم في الشهر‬


‫الذي بعده الثلثاء والربعاء والخميس‬

‫ن ‪ ،‬ثُ ّ‬
‫م ِفي ‪#‬‬ ‫ْ‬ ‫ت َواْل َ َ‬
‫حد َ َوال ِث ْن َي ْ ِ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك ال ّ‬ ‫جع َ ُ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫شهْرِ اْل َ‬
‫خرِ ‪:‬‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫ن ‪ ,‬وَ ِ‬ ‫ت َواْل َ َ‬
‫حد َ َواِلث ْن َي ْ ِ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شهْرِ ال ّ‬ ‫م َ‬
‫م ِ‬
‫صو ُ‬
‫تَ ُ‬

‫‪ 984‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ,‬حدثنا سفيان ‪ ,‬عن‬


‫منصور ‪ ,‬عن خيثمة ‪ ,‬قال ‪ " :‬كانت عائشة تصوم من الشهر‬
‫السبت والحد والثنين ‪ ,‬ومن الشهر الخر ‪ :‬الثلثاء والربعاء‬
‫والخميس " *‬

‫ْ‬ ‫كم َ‬ ‫ن َ‬
‫مُر ب ِهِ‬ ‫ل ال ّ‬
‫شهْرِ وَي َأ ُ‬ ‫م ذ َل ِ َ ِ ْ‬
‫ن أو ّ ِ‬ ‫صو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫كا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من كان يصوم ذلك من أول الشهر ويأمر به‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ْ‬ ‫كم َ‬ ‫ن َ‬
‫مُر ب ِهِ ‪#‬‬ ‫ل ال ّ‬
‫شهْرِ وَي َأ ُ‬ ‫م ذ َل ِ َ ِ ْ‬
‫ن أو ّ ِ‬ ‫صو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫كا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ن أ َوّل ِهِ " *‬


‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫ص ْ‬
‫" ُ‬

‫‪ 985‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ,‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫منصور ‪ ،‬عن زاذان ‪ ،‬عن الحسن ‪ :‬أنه قال في صيام ثلثة أيام من‬
‫كل شهر قال ‪ " :‬صم من أوله " *‬

‫ر‬ ‫خرِ ال ّ‬
‫شه ْ ِ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك ِفي آ ِ‬ ‫جع َ ُ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من كان يجعل ذلك في آخر الشهر‬

‫خرِ ال ّ‬
‫شهْرِ ‪#‬‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك ِفي آ ِ‬ ‫جع َ ُ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫كون ك َّفارةً ل ِما مضى " ذك ْر السبب ال ّذي م َ‬
‫جل ِهِ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ َ ِ‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫" تَ ُ ُ‬

‫‪ 986‬حدثنا ابن حميد ‪ ,‬حدثنا جرير ‪ ,‬عن مغيرة ‪ ,‬عن زياد ‪ ,‬عن‬
‫إبراهيم ‪ :‬أنه كان يصوم الثلثة اليام من الشهر آخر الشهر ‪,‬‬
‫ويقول ‪ " :‬تكون كفارة لما مضى " ذكر السبب الذي من أجله كان‬
‫يختار كل من ذكرنا اختياره صوم اليام الثلثة التي ذكرنا ‪ ,‬أنه كان‬
‫يختار صومها على سائر أيام الشهر فأما الذين اختاروا صوم الثلثة‬
‫البيض ‪ ,‬فللذي ذكرنا من الخبار عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أنه كان يختار ذلك ويأمر به ‪ ،‬وأما الذين اختاروا صوم الثنين‬
‫والخميس والخميس ‪ ,‬فللذي ذكرت من حديث أم سلمة ‪ ,‬ولخبار‬
‫أخر قد تقدم ‪ ،‬ذكرناها فيما مضى قبل من كتابنا هذا ‪ :‬أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم كان يصوم ذلك ويقول ‪ :‬إنه اليوم الذي‬
‫تعرض فيه أعمال العباد على الله ‪ ,‬فأحب أن يعرض عملي وأنا‬
‫صائم وأما الذين اختاروا السبت والحد والثنين ‪ ,‬ومن الشهر الذي‬
‫بعده الثلثاء والربعاء والخميس ‪ ,‬فإنما كان اختيارهم الصوم كذلك‬
‫‪ ,‬لئل يكون من أيام السنة يوم إل قد صامه إذ كان ل يوم في‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫السنة يخرج عن أيام الجمعة ‪ ,‬وإنما يستأنف عدد أيامها كلما‬
‫انقضت جمعة بهذه السماء ‪ ,‬وهي أسماء أيام الجمعة السبعة ‪.‬‬
‫وأما الذين اختاروا صوم ذلك من أول الشهر فلما *‬

‫ة أ َّيام ٍ " *‬
‫شهْرٍ ث ََلث َ َ‬ ‫ن غُّرةِ ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫صو ُ‬
‫يَ ُ‬

‫‪ 987‬حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني ‪ ,‬وعمرو بن علي‬


‫الباهلي ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ,‬حدثنا شيبان بن عبد الرحمن ‪ ,‬عن‬
‫عاصم بن بهدلة ‪ ,‬عن زر بن حبيش ‪ ,‬عن عبد الله بن مسعود ‪,‬‬
‫قال ‪ " :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من غرة كل‬
‫شهر ثلثة أيام " *‬

‫ل هَلل ث ََلث َ َ َ‬
‫م‬ ‫حد ّث ََنا إ ِب َْرا ِ‬
‫هي ُ‬ ‫ة أّيام ٍ " ‪َ ,‬‬ ‫ن غُّرةِ ك ُ ّ ِ ٍ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫صو ُ‬
‫يَ ُ‬

‫‪ 988‬حدثني محمد بن خلف العسقلني ‪ ,‬حدثنا آدم ‪ ,‬حدثنا شيبان ‪,‬‬


‫عن عاصم ‪ ,‬عن زر ‪ ,‬عن عبد الله ‪ " :‬أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم كان يصوم من غرة كل هلل ثلثة أيام " ‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن‬
‫يعقوب الجوزجاني ‪ ,‬حدثنا الحسن بن موسى الشيب ‪ ,‬حدثنا‬
‫شيبان ‪ ,‬عن عاصم ‪ ,‬عن زر ‪ ,‬عن عبد الله عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم مثله وأما الذين اختاروا صوم ذلك من آخر الشهر‬
‫فإنهم قالوا ‪ :‬إنما جعلنا ذلك في آخر الشهر ‪ ,‬ليكون كفارة لما‬
‫مضى من ذنوبنا فيما قبل ذلك من أيام الشهر ‪ ,‬والصواب من‬
‫القول في ذلك عندنا ‪ :‬أن جميع الخبار التي ذكرناها عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬صحاح ‪ ,‬وإن ذلك إذ كان كذلك ‪ ,‬وكان‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم صحيحا عنه أنه اختار لمن أراد صوم‬
‫الثلثة اليام من الشهر اليام البيض ‪ ,‬فالصواب لمن أراد صوم‬
‫ثلثة أيام من الشهر أن يجعلهن اليام التي اختارهن صلى الله‬
‫عليه وسلم لمن ذكرنا اختياره له ‪ ,‬وإن كان غير محظور عليه أن‬
‫يجعل ذلك صوم ما شاء من أيام الشهر ‪ ,‬إذ كان ذلك نفل ‪ ,‬ل‬
‫فرضا فإن قال قائل ‪ :‬أوليس قد رويت لنا أن النبي صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم كان يصوم الثنين والخميس والخميس ‪ ,‬وأنه كان يصوم‬
‫الثلث من غرة الشهر ؟ قيل له ‪ :‬إن فعل النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ما فعل من ذلك غير دال على أن الذي اختار للعرابي من‬
‫تصيير صوم الثلثة اليام من الشهر الغر البيض ليس كما اختار ‪,‬‬
‫وإنما ذلك من فعله دليل على أن أمره للعرابي بما أمره من ذلك‬
‫ليس بالمر الواجب ‪ ,‬وأن ذلك إنما هو ندب وإرشاد ‪ ,‬وأن لمن‬
‫كان من أمته مريدا صوم ثلثة أيام من كل شهر تخير ما أحب من‬
‫الشهر ‪ ,‬فيجعل صومه فيما اختار من ذلك ‪ ,‬كما كان صلى الله‬
‫عليه وسلم يفعله ‪ ,‬فيصوم مرة اليام البيض ‪ ,‬ومرة من غرة‬
‫الهلل ‪ ,‬ومرة الثنين والخميس والخميس ‪ ,‬إذ كان لمته الستنان‬
‫به فيما لم يعلمهم أنه له خاصة دونهم فالختيار لمن أراد صوم‬
‫ثلثة أيام من كل شهر تصيير ذلك في اليام التي اختارهن صلى‬
‫الله عليه وسلم للعرابي وندبه إلى صومهن ‪ ,‬وذلك صوم اليام‬
‫البيض ‪ ,‬وله إن شاء ‪ ,‬وإن كان ذلك الختيار له ‪ ,‬أن يجعلهن من‬
‫غرة الهلل ‪ ,‬وإن شاء أن يجعلهن الثنين والخميس والخميس ‪,‬‬
‫وإن شاء أن يجعلهن من آخر الشهر ‪ ,‬فذلك كله موسع عليه فيه ‪,‬‬
‫غير محظور عليه شيء منه ‪ ,‬كالذي كان رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يفعله من ذلك على ما وصفنا القول في البيان عما في‬
‫الخبار التي ذكرناها من الغريب فمن ذلك قول النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم للعرابي ‪ " :‬اجعلهن الزهر البيض " وعنى النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم بقوله ‪ :‬الزهر ‪ ,‬إما جمع زهراء أو أزهر ‪ ,‬والزهراء‬
‫البيضاء النقية البياض في حسن يقال منه ‪ :‬هذه امرأة زهراء ‪,‬‬
‫وهذا رجل أزهر ‪ ,‬وذلك إذا كان الغالب على ألوانهما البياض في‬
‫حسن وبهاء ‪ ,‬ومنه الخبر عن أنس ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم كان أزهر اللون ‪ ,‬وعن علي بن أبي طالب في صفة النبي ‪:‬‬
‫أنه كان أزهر اللون ‪ ,‬ومنه قول أبي دهبل الجمحي في صفة جارية‬
‫‪ :‬وهي زهراء مثل لؤلؤة الغواص ميزت من جوهر مكنون ومنه‬
‫قول العشى في صفة إبريق ‪ :‬إذا انكب أزهر بين السقاة تراموا‬
‫به غزبا أو نضارا ومنه قيل للسراج إذا كان يضيء ‪ :‬هو يزهر ‪,‬‬
‫وأرى أن النجم الذي يسمى الزهرة سمي زهرة لضاءته وصفاء‬
‫نوره ‪ ,‬وأما قوله ‪ :‬الغر فإنه عنى بالغر إما جمع غراء أو أغر ‪,‬‬
‫والغر البيض الحسن ‪ ,‬ومن ذلك قيل للثنايا إذا كانت بيضا حسانا ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫هن غر ‪ :‬ومنه قول جرير بن عطية في صفة أسنان امرأة ‪ :‬تجري‬
‫السواك على أغر كأنه برد تحدر من متون غمام ومن ذلك قيل‬
‫للفرس إذا كان في أرساغه أو في وجهه بياض يخالف لون سائر‬
‫جلده ‪ :‬أغر ‪ ,‬ومنه قول الشاعر ‪ :‬وما ينظر الحكام بالفصل بعدما‬
‫بدا واضح ذو غرة وحجول ومنه قول الخر ‪ :‬كذبتم ‪ ,‬وبيت الله ‪ ,‬ل‬
‫تقتلونه ولما يكن يوم أغر محجل ومنه الخبر الذي روي عن أبي‬
‫موسى الشعري ‪ :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بإبل غر‬
‫الذرى ‪ ,‬يعني بذلك بيض السنمة ‪ .‬وسمى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم هذه اليام الثلثة ‪ ,‬أعنى الثالث عشر والرابع عشر‬
‫والخامس عشر بيضا ‪ ,‬وإنما الموصوف بذلك ليالي هذه اليام‬
‫الثلثة ‪ ,‬إذ كانت اليام إذا جمعت دخل النهار مع الليل في العدد ‪,‬‬
‫فيقال ‪ :‬كنا بمكان كذا عشرة أيام ‪ ,‬يعني بذلك ‪ :‬الليالي واليام‬
‫فلذلك قيل ‪ :‬اليام البيض ‪ ,‬وإن كانت العرب إنما تصف بذلك ليالي‬
‫هذه اليام ‪ ,‬وإنما قيل لهذه الليالي الثلث ‪ :‬بيض لبياضهن بطلوع‬
‫القمر فيهن من حين تغيب الشمس إلى أن يضيء الفجر ‪ ,‬فيغلب‬
‫ضوءه على ضوء القمر ‪ ,‬ولكل ليلة من هذه الليالي عند العرب‬
‫اسم ‪ ,‬فليلة الثلث عشرة تسميها ليلة السواء ‪ ,‬لنه يستوي فيها‬
‫القمر ويعتدل ويتناهى تمامه ‪ ,‬وهي ليلة التمام ‪ ,‬يقال ‪ :‬هذه ليلة‬
‫تمام القمر ‪ ,‬وذلك وفاء ثلث عشرة ‪ ,‬وأما ليلة الربع عشرة ‪,‬‬
‫فإنها تسمى ليلة البدر ‪ ,‬لن القمر يبادر الشمس بالغداة ويطلع‬
‫بالعشي قبل غروبها ‪ ,‬وأما ليلة الخمس عشرة فليلة النصف ‪ .‬وأما‬
‫قول أنس بن مالك ‪ :‬فسعى عليه القوم فلغبوا ‪ ,‬فإنه يعني بقوله ‪:‬‬
‫لغبوا ‪ ,‬نصبوا وتعبوا ‪ ,‬يقال منه ‪ :‬قد لغب فلن فهو يلغب لغبا‬
‫ولغوبا ‪ ,‬إذا أعيى ونصب ومن اللغوب قوله جل ثناؤه ‪ :‬وما مسنا‬
‫من لغوب يعني ‪ :‬من عناء ونصب ‪ ,‬وأما قول خزيمة بن جزء ‪,‬‬
‫قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬جئت أسألك عن أحناش‬
‫الرض ‪ ,‬فإنه يعني بالحناش هاهنا دواب الرض التي تدب عليها ‪,‬‬
‫ويقال لجنس من الحيات معروف بأعيانها ‪ :‬أحناش واحدها حنش ‪,‬‬
‫وذلك لها اسم ‪ ,‬وأما قول جابر بن عبد الله ‪ :‬فذكاهما بمروة فإنه‬
‫يعني بالمروة حجرا صغيرا ‪ ,‬وجمعها مرو ‪ ,‬والمرو عند العرب هي‬
‫الحصا الصغار ‪ ,‬يدل على ذلك قول العشى في صفة ناقة ‪ :‬وتولي‬
‫الرض خفا ذابل فإذا ما صادف المرو رضح يعني بالمرو جمع مروة‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ ,‬ومن المروة قول أبي ذؤيب الهذلي ‪ :‬حتى كأني للحوادث مروة‬
‫بصفا المشرق كل يوم تقرع وأما قول القائل لعبيد بن عمير في‬
‫الرنب ‪ :‬زعموا أنها تطمث ‪ ,‬فإن بين أهل العلم بكلم العرب فيه‬
‫اختلفا فيقول بعضهم ‪ :‬الطمث هو الجماع الذي يكون معه تدمية‬
‫المجامعة ‪ ,‬ويقول ‪ :‬ذلك الدم الذي يظهر من فرج النثى مع‬
‫الجماع هو الطمث ويقول آخرون ‪ :‬بل الطمث هو المسيس‬
‫والمباشرة ‪ ,‬وحكى قائل ذلك عن العرب سماعا أنها تقول ‪ :‬ما‬
‫طمث هذا البعير حبل قط ‪ ,‬بمعنى ما مسه حبل قط ‪ ,‬وقال‬
‫آخرون ‪ :‬الطمث هو الحيض بعينه ‪ ,‬والذي خاطب عبيد بن عمير‬
‫بالذي ذكرناه ل نراه أراد إل الحيض ‪ ,‬وأما الذي ذكره الله جل‬
‫ثناؤه في كتابه فقال ‪ :‬لم يطمثهن إنس قبلهم ول جان ‪ ,‬فإنه‬
‫محتمل هذه الوجه كلها وقد بينا في كتابنا جامع البيان عن تأويل‬
‫آي القرآن الصواب من القول فيه *‬

‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫مَر عَ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ه عَل َي ْهِ ‪#‬‬ ‫خر من أ َ‬


‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬
‫ُ‬ ‫ما أ َل ْب َت ّ َ‬
‫ما أن ْزِل َ ْ‬
‫ت‬ ‫مُر ‪ :‬ل َ ّ‬ ‫ة " فََقا َ‬
‫ل عُ َ‬ ‫موهُ َ‬ ‫ة َفاْر ُ‬
‫ج ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫خ َوال ّ‬
‫شي ْ َ‬ ‫شي ْ ُ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 989‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬وابن المثنى ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪,‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬عن يونس بن جبير ‪ ,‬عن كثير بن‬
‫الصلت ‪ ,‬قال ‪ :‬كان ابن العاص ‪ ,‬وزيد بن ثابت يكتبان المصاحف ‪,‬‬
‫فمرا على هذه الية فقال زيد ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة " فقال عمر ‪ :‬لما‬
‫أنزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ‪ :‬أكتبنيها ‪ ,‬فكأنه‬
‫كره ذلك ‪ ,‬قال ‪ :‬فقال عمر ‪ :‬أل ترى أن الشيخ إذا زنى وقد أحصن‬
‫جلد ورجم ‪ ,‬وإذا لم يحصن جلد ‪ ,‬وإن الشاب إذا زنى وقد أحصن‬
‫رجم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ,‬ل علة فيه‬
‫توهنه ‪ ,‬ول سبب يضعفه ‪ ,‬لعدالة من بيننا وبين رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم من نقلته ‪ ,‬وقد يجب أن يكون على مذهب‬
‫الخرين سقيما غير صحيح ‪ ,‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬أن هذا الحديث ل‬
‫يعرف له مخرج عن عمر ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بهذا اللفظ ‪ ,‬إل من هذا الوجه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أن قتادة من أهل‬
‫التدليس ‪ ,‬ول يحتج عندهم من حديث المدلس في الدين إل بما‬
‫قال فيه ‪ :‬سمعت أو حدثنا وما أشبه ذلك ‪ ,‬وليس ذلك كذلك في‬
‫هذا الخبر ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أن فيه أنه مما أنزل من القرآن الذي كان‬
‫يقرأ به ‪ ,‬ولو كان ذلك كذلك ‪ ,‬لكان موجودا في مصاحف‬
‫المسلمين ‪ ,‬وفي عدم ذلك في مصاحفهم الدليل الواضح على‬
‫وهائه ‪ .‬وقد وافق عمر في الذي قال وروى من ذلك عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه ‪ ,‬نذكر ما صح عندنا‬
‫منه سنده ‪ ,‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‪,‬‬ ‫م ْ‬
‫ل وََرَوى ِ‬ ‫مَر ِفي ال ّ ِ‬
‫ذي َقا َ‬ ‫ن َوافَقَ عُ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافق عمر في الذي قال وروى من ذلك ‪ ,‬عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#,‬‬ ‫م ْ‬
‫ل وََرَوى ِ‬ ‫مَر ِفي ال ّ ِ‬
‫ذي َقا َ‬ ‫ن َوافَقَ عُ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ة ؟ " ‪ ,‬قُل َْنا ‪:‬‬


‫ب آي َ ً‬ ‫سوَرةَ اْل َ ْ‬
‫حَزا ِ‬ ‫ن ُ‬
‫دو َ‬ ‫" كَ ْ‬
‫م ت َعُ ّ‬

‫‪ 990‬حدثني إسماعيل بن موسى الفزاري ‪ ,‬قال ‪ :‬أخبرنا شريك ‪,‬‬


‫عن عاصم ‪ ,‬عن زر ‪ ,‬عن أبي بن كعب ‪ ,‬قال ‪ " :‬كم تعدون سورة‬
‫الحزاب آية ؟ " ‪ ,‬قلنا ‪ :‬ثلثة وسبعون آية قال ‪ " :‬إن كنا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫لنعارضها ‪ ,‬أو لنوازي بها سورة البقرة ‪ ,‬إن في آخرها آية الرجم ‪:‬‬
‫) الشيخ والشيخة فارجموهما ( " *‬

‫ما أ َل ْب َت ّ َ‬
‫ة‬ ‫موهُ َ‬ ‫ة َفاْر ُ‬
‫ج ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫خ َوال ّ‬
‫شي ْ َ‬ ‫شي ْ ُ‬
‫ب ‪ ) :‬ال ّ‬ ‫سوَرةِ اْل َ ْ‬
‫حَزا ِ‬ ‫ت ِفي ُ‬
‫ْ‬
‫" قََرأ ُ‬

‫‪ 991‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ,‬عن شيبان ‪ ,‬عن عاصم ‪,‬‬
‫عن زر ‪ ,‬عن أبي بن كعب ‪ ,‬قال ‪ " :‬قرأت في سورة الحزاب ‪:‬‬
‫) الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة ( " *‬

‫سوَرةَ ال ْب ََقَرةَ ‪ ,‬وَقَد ْ ك ُّنا ن َْقَرأ ُ ِفيَها‬


‫واِزي ُ‬
‫ت تُ َ‬ ‫" قَد ْ َ‬
‫كان َ ْ‬

‫‪ 992‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن أبان العجلي ‪ ,‬عن‬
‫سفيان ‪ ,‬عن عاصم ‪ ,‬عن زر ‪ ,‬قال لي أبي ‪ :‬كائن تعدون‬
‫الحزاب ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ثلثا وسبعين قال ‪ " :‬قد كانت توازي‬
‫سورة البقرة ‪ ,‬وقد كنا نقرأ فيها الرجم ‪ ) :‬الشيخ والشيخة إذا زنيا‬
‫فارجموهما ألبتة نكال من الله والله عزيز حكيم ( " *‬

‫جم ِ ‪) :‬‬
‫ة الّر ْ‬
‫ن ِفيَها آي َ ُ‬
‫كا َ‬ ‫سوَرةَ ال ْب ََقَرةِ ‪ ,‬وَإ ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫ل َت ُ َ‬
‫ضارِعُ ُ‬

‫‪ 993‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا هشام بن عبد الملك ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ,‬عن عاصم بن بهدلة ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت زرا ‪ ,‬قال ‪ :‬قال‬
‫أبي ‪ :‬كم تعدون سورة الحزاب ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ثلثا وسبعين آية ‪,‬‬
‫قال ‪ " :‬إن كانت لتضارع سورة البقرة ‪ ,‬وإن كان فيها آية الرجم ‪:‬‬
‫) إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة ( " *‬

‫ما أ َل ْب َت ّ َ‬
‫ة"*‬ ‫موهُ َ‬ ‫ة َفاْر ُ‬
‫ج ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫خ َوال ّ‬
‫شي ْ َ‬ ‫شي ْ ُ‬
‫ال ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 994‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله ‪ ,‬عن إسرائيل ‪ ,‬عن‬
‫عاصم ‪ ,‬عن زر ‪ ,‬عن أبي بن كعب ‪ ,‬أنه سأل عن سورة الحزاب ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬فقال ‪ :‬نعدها ثلثا وسبعين آية ‪ ,‬فقال أبي ‪ :‬فوالذي أنزل‬
‫الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬إن كانت لتوازي سورة‬
‫البقرة ‪ ,‬أو هي أطول من سورة البقرة ‪ ,‬وإن فيها لية الرجم ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬قلت وما آية الرجم يا أبا المنذر ؟ قال ‪ :‬الشيخ والشيخة‬
‫فارجموهما ألبتة " *‬

‫ل ‪ :‬قُل ْ ُ‬
‫ت‬ ‫ب ؟ " ‪َ ,‬قا َ‬ ‫سوَرةَ اْل َ ْ‬
‫حَزا ِ‬ ‫ن ُ‬
‫دو َ‬ ‫" كَ ْ‬
‫م ت َعُ ّ‬

‫‪ 995‬حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا عمر بن عبد الرحمن‬


‫أبو حفص البار ‪ ,‬عن منصور بن المعتمر ‪ ,‬عن عاصم ‪ ,‬عن زر بن‬
‫حبيش ‪ ,‬قال ‪ :‬قال لي أبي بن كعب ‪ " :‬كم تعدون سورة‬
‫الحزاب ؟ " ‪ ,‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ثلثا وسبعين قال ‪ " :‬فوالذي يحلف به‬
‫أبي إن كانت لتعدل سورة البقرة ‪ ,‬أو أطول ‪ ,‬لقد قرأنا فيها آية‬
‫الرجم ‪ ) :‬الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكال من الله‬
‫والله عزيز حكيم ( " *‬

‫ن‬
‫مو َ‬ ‫ن وََل ت َْر ُ‬
‫ج ُ‬ ‫دو َ‬
‫جل ِ ُ‬
‫ن ‪ ,‬وَت َ ْ‬
‫دو َ‬ ‫ن وََل ت َ ْ‬
‫جل ِ ُ‬ ‫مو ِ‬
‫ج ُ‬
‫ن ‪ ,‬وَت َْر ُ‬
‫مو َ‬
‫ج ُ‬
‫ن وَت َْر ُ‬
‫دو َ‬
‫جل ِ ُ‬
‫" تَ ْ‬

‫‪ 996‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬وابن المثنى ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬عن عزرة ‪ ,‬عن الحسن العرني ‪,‬‬
‫عن عبيد بن نضلة ‪ ,‬عن مسروق ‪ ,‬عن أبي بن كعب ‪ ,‬قال ‪" :‬‬
‫تجلدون وترجمون ‪ ,‬وترجمون ول تجلدون ‪ ,‬وتجلدون ول ترجمون "‬
‫قال شعبة ‪ :‬فسره قتادة فقال ‪ :‬الشيخ المحصن يجلد ويرجم إذا‬
‫زنى ‪ ,‬والشاب المحصن يرجم إذا زنى ‪ ,‬والشاب إذا لم يحصن جلد‬
‫*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ما أ َل ْب َت ّ َ‬
‫ة"*‬ ‫موهُ َ‬ ‫ة َفاْر ُ‬
‫ج ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫خ َوال ّ‬
‫شي ْ َ‬ ‫شي ْ ُ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 997‬حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي‬
‫‪ ,‬عن سعيد ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬عن يونس بن جبير ‪ ,‬عن كثير بن‬
‫الصلت ‪ ,‬قال ‪ :‬كنا نكتب المصحف فقال زيد ‪ :‬سمعت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة "‬
‫*‬

‫م‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫من اْل َ‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيان عَما ِفي هَذِهِ اْل َ‬
‫ال َْقوْ ُ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الحكام إن قال لنا‬


‫قائل ‪ :‬ما وجه هذا الخبر الذي ذكرت عن زيد بن ثابت ‪ ,‬عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ ) :‬الشيخ والشيخة إذا زنيا‬
‫فارجموهما ألبتة ( ‪ ,‬وما معنى قول عمر ‪ " :‬لما نزلت أتيت النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم فقلت أكتبنيها ‪ ,‬فكأنه كره ذلك " وقوله ‪" :‬‬
‫أل ترى أن الشيخ إذا زنى وقد أحصن جلد ورجم ‪ ,‬وأن الشاب إذا‬
‫زنى وقد أحصن رجم ولم يجلد " ‪ ,‬أمرجوم الشيخ إذا زنى بكل‬
‫حال محصنا كان أو غير محصن ؟ ‪ ,‬ما المعنى الذي فرق بين‬
‫حكمه وحكم الشاب إذا زنى ‪ ,‬كل واحد منهما وقد أحصن ؟ قيل ‪:‬‬
‫أما خبر زيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في‬
‫أمره برجم الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة إذا زنيا ‪ ,‬فإن معناه ‪:‬‬
‫فارجموهما ألبتة إذا كانا قد أحصنا ‪ ,‬فإن قالوا ‪ :‬وما البرهان على‬
‫أن ذلك كذلك وليس ذلك موجودا في الخبر ؟ قيل ‪ :‬البرهان على‬
‫أن ذلك كذلك إجماع الجميع من أهل العلم قديمهم وحديثهم على‬
‫أن حكم الشيخ والشيخة إذا زنيا قبل الحصان الجلد دون الرجم ‪,‬‬
‫وفي إجماع جميعهم على ذلك أوضح البيان على أن معنى ما ذكرنا‬
‫عن زيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشيخ‬
‫هو ما قلنا دون غيره فإن قال ‪ :‬فإن كان المر على ما وصفت ‪,‬‬
‫فما وجه خصوصه الشيخ والشيخة بما خصا به دون الشابين ‪ ,‬أم‬
‫تنكر أن يكون ذلك حكما كان من الله تعالى ذكره في خلقه في‬
‫حال فنسخه وحكم فيه بالحكم الذي ذكرت ؟ قيل ‪ :‬أنكرنا ذلك من‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أجل أنا لم نعلم أحدا ممن تقدم أو تأخر ادعى أنه كان من حكم‬
‫الله في بعض الزناة بالرجم ‪ ,‬ثم نسخ ذلك الحكم بحكم له آخر ‪,‬‬
‫بل قد وجدنا أنه قد كان من أمر الله في الزواني من النساء قبل‬
‫إيجابه الجلد على غير المحصنة منهن ‪ ,‬والرجم على المحصنة‬
‫منهن ‪ ,‬أن يحبسن في البيوت حتى يتوفاهن الموت ‪ ,‬كما قال جل‬
‫ثناؤه في كتابه ‪ :‬واللتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا‬
‫عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى‬
‫يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيل ‪ ,‬ثم جعل الله لهن من‬
‫ذلك سبيل ‪ ,‬بأن جعل مخرجها مما أتت من ذلك ‪ -‬إن كانت حرة‬
‫بكرا ‪ -‬أن تجلد مئة وتنفى عاما ‪ ,‬وإن كانت محصنة أن ترجم فأما‬
‫نسخ رجم كان واجبا في وقت ‪ ,‬فذلك ما ل نعلم قائل له قاله ول‬
‫ادعاه ‪ ,‬فصح بذلك ما قلنا في معنى الخبر الذي ذكرنا عن عمر‬
‫وزر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬من أمره برجم الشيخ‬
‫والشيخة إذا زنيا ألبتة ‪ ,‬وأما قول عمر ‪ :‬لما نزلت أتيت النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ,‬فقلت أكتبنيها ‪ ,‬وكأنه كره ذلك ‪ ,‬ففيه بيان واضح‬
‫أن ذلك لم يكن من كتاب الله المنزل كسائر آي القرآن ‪ ,‬لنه لو‬
‫كان من القرآن لم يمتنع صلى الله عليه وسلم من إكتابه عمر ذلك‬
‫‪ ,‬كما لم يمتنع من إكتاب من أراد تعلم شيء من القرآن ما أراد‬
‫تعلمه منه ‪ ,‬وفي إخبار عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫أنه كره كتابة ما سأله إل كتابه إياه من ذلك الدليل البين على أن‬
‫حكم الرجم ‪ -‬وإن كان من عند الله تعالى ذكره ‪ -‬فإنه من غير‬
‫القرآن الذي يتلى ويسطر في المصاحف ‪ ,‬وأما قول عمر ‪ :‬أل ترى‬
‫أن الشيخ إذا زنى وقد أحصن جلد ورجم ‪ ,‬وإذا لم يحصن جلد ‪,‬‬
‫ففيه أيضا الدليل على صحة ما قلنا من أن تأويل خبر زيد عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬الشيخ والشيخة‬
‫فارجموهما ألبتة " ‪ ,‬إنما هو إذا كانا قد أحصنا ‪ ,‬لن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم لو كان أمر برجم الشيخين محصنين كانا أو‬
‫غير محصنين ‪ ,‬لم يكن عمر مع سماعه ذلك من رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بالذي يقول ‪ :‬وإذا لم يحصنا جلدا ‪ ,‬فيبطل عنهما‬
‫الرجم ‪ ,‬مع علمه بحكم الله فيهما بالرجم فإن قال قائل ‪ :‬فما وجه‬
‫قول عمر ‪ :‬أل ترى أن الشيخ إذا زنى وقد أحصن جلد ورجم ؟ قيل‬
‫‪ :‬ذلك قول قد ذكرناه عن أبي أنه كان يوافقه عليه ‪ ,‬وذكرنا فيما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مضى من كتابنا هذا أن عليا رحمة الله عليه كان يرى جلد الزاني‬
‫المحصن ثم رجمه ‪ -‬شابا كان أو شيخا ‪ -‬وقد خالف ذلك من قوله‬
‫جماعة من السلف وعامة من الخلف ‪ ,‬وقالوا ‪ :‬لم نجد رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم فعل ذلك بأحد ممن رجمه في عهده ‪ ,‬بل‬
‫كان يرجم المحصن إذا زنى شيخا كان أو شابا ‪ ,‬ويجلد البكر شابا‬
‫كان أو شيخا قالوا ‪ :‬ولو كانت أحكام الشيوخ في ذلك مخالفة‬
‫أحكام الشباب ‪ ,‬أو كان الواجب على المحصن الزاني الجلد‬
‫والرجم لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يدع جلد‬
‫من رجم من الزناة في عهده ‪ ,‬فقد رجم جماعة ‪ ,‬منهم ‪ :‬ماعز بن‬
‫مالك السلمي ‪ ,‬والجهنية والغامدية وغيرهم ‪ ,‬فلم يذكر أنه جلد‬
‫أحدا منهم وقد‬

‫ن اْل َ ْ‬
‫ح َ‬
‫كام ِ ‪#‬‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬

‫جل ْ ً‬
‫دا " *‬ ‫عًزا ‪ ,‬وَل َ ْ‬
‫م ي َذ ْك ُْر َ‬ ‫ما ِ‬
‫م َ‬
‫ج َ‬
‫َر َ‬

‫‪ 998‬حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن‬


‫مهدي ‪ ,‬عن حماد بن سلمة ‪ ,‬عن سماك بن حرب ‪ ,‬عن جابر بن‬
‫سمرة ‪ " :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم ماعزا ‪ ,‬ولم‬
‫يذكر جلدا " *‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫جل ِد ْهُ َر ُ‬ ‫عًزا ‪ ,‬فَل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ما ِ‬
‫م َ‬
‫ج َ‬
‫ن َر َ‬
‫م ْ‬ ‫" ك ُن ْ ُ‬
‫ت ِفي َ‬

‫‪ 999‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا أبو اليمان ‪ ,‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا ابن عياش ‪ ,‬عن محمد بن إسحاق ‪ ,‬عن عاصم بن عمر بن‬
‫قتادة ‪ ,‬عن الحسن بن محمد ‪ ,‬عن جابر ‪ ,‬قال ‪ " :‬كنت فيمن رجم‬
‫ماعزا ‪ ,‬فلم يجلده رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال أبو‬
‫جعفر ‪ ,‬وممن فعل ذلك كذلك عمر في عهده *‬

‫شام ِ " َقاُلوا ‪ :‬وَعََلى ذ َل ِ َ‬ ‫رجم ا َ‬


‫ت‬
‫ض ِ‬
‫م َ‬
‫ك َ‬ ‫ها ِبال ّ‬
‫جل ِد ْ َ‬ ‫مَرأةً وَل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫َ َ َ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1000‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ,‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪,‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني عبد الله بن عمر ‪ ,‬عن نافع ‪ " :‬أن عمر بن الخطاب‬
‫رجم امرأة ولم يجلدها بالشام " قالوا ‪ :‬وعلى ذلك مضت الئمة ‪,‬‬
‫ففي ذلك دليل على أن حد المحصن إذا زنى الرجم ‪ ,‬وأن حد البكر‬
‫إذا زنى الجلد ‪ ,‬ول معنى لجمع الجلد ‪ ,‬والرجم على شخص واحد‬
‫في حال واحدة ‪ ,‬قالوا ‪ :‬فإن قال لنا قائل ‪ :‬فما أنتم قائلون فيما *‬

‫َ‬
‫جل ِد َ ال ْ َ‬
‫حد ّ ‪,‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫م فَ ُ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫فَأ َ‬
‫مَر ب ِهِ َر ُ‬

‫‪ 1001‬حدثكم به يونس بن عبد العلى ‪ ,‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪,‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت ابن جريج ‪ ,‬عن أبي الزبير ‪ ,‬عن جابر ‪ " :‬أن رجل‬
‫زنى ‪ ,‬فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلد الحد ‪ ,‬ثم‬
‫أخبر أنه كان قد أحصن فأمر به فرجم ؟ " قلنا له ‪ :‬ذلك صحيح ‪,‬‬
‫وذلك من الدليل على وجوب الجلد مع الرجم على شخص واحد‬
‫في حد واحد بعيد ‪ ,‬من أجل أن النبي صلى الله عليه وسلم جلد‬
‫هذا إذ هو عنده ممن حده الجلد ‪ ,‬إذ لم يعلمه محصنا يجب عليه‬
‫الرجم ‪ ,‬فلما صح عنده أنه ممن حده الرجم ل الجلد لحصانه قبل‬
‫ركوب ما ركب من الفاحشة أقام عليه الحد الذي جعله الله لمثله‬
‫حدا ‪ ,‬وذلك الرجم دون الجلد ‪ ,‬ولم يكن جلده إياه على ما علم‬
‫منه بأنه محصن ‪ ,‬مريدا بذلك جمع الجلد والرجم عليه له لركوبه ما‬
‫ركب وهو محصن ‪ ,‬فيكون حجة لمن احتج به في إلزامه الزاني إذا‬
‫كان محصنا مع الرجم الجلد *‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫مَر ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار عمر ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‬

‫صّلى ‪#‬‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫مَر ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫س عََلى ث َِبيرٍ ‪,‬‬


‫م ُ‬ ‫شرِقَ ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫حّتى ت ُ ْ‬
‫مٍع َ‬
‫ج ْ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ن َل ي ُِفي ُ‬
‫ضو َ‬ ‫شرِ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬

‫‪ 1002‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ,‬عن أبي إسحاق ‪ ,‬عن عمرو بن ميمون ‪ ,‬عن عمر بن‬
‫الخطاب ‪ ,‬قال ‪ " :‬كان المشركون ل يفيضون من جمع حتى تشرق‬
‫الشمس على ثبير ‪ ,‬فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬فأفاض‬
‫قبل أن تطلع الشمس " ‪ ,‬حدثنا إبراهيم بن سعيد ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عبيد الله ‪ ,‬عن سفيان ‪ ,‬عن أبي إسحاق ‪ ,‬عن عمرو بن ميمون ‪,‬‬
‫عن عمر ‪ ,‬قال ‪ :‬كان المشركون ل يفيضون من جمع حتى يروا‬
‫الشمس على ثبير ‪ ,‬ثم ذكر مثله *‬

‫ن ‪ :‬أَ ْ‬
‫شرِقْ‬ ‫س ‪ ,‬وَي َُقوُلو َ‬
‫م ُ‬ ‫حّتى ت َط ْل ُعَ ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كاُنوا َل ي ُِفي ُ‬
‫ضو َ‬ ‫ن َ‬
‫كي َ‬
‫شرِ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬

‫‪ 1003‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ,‬حدثنا شعبة ‪,‬‬


‫وحدثنا خلد بن أسلم ‪ ,‬أنبأنا النضر بن شميل ‪ ,‬حدثنا شعبة ‪ ,‬عن‬
‫أبي إسحاق ‪ ,‬عن عمرو بن ميمون ‪ ,‬أنه قال ‪ :‬صلى عمر الصبح‬
‫وهو بجمع فقال ‪ " :‬إن المشركين كانوا ل يفيضون حتى تطلع‬
‫الشمس ‪ ,‬ويقولون ‪ :‬أشرق ثبير ‪ ,‬وإن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم خالفهم فأفاض قبل طلوع الشمس " *‬

‫س‪,‬‬
‫م ُ‬ ‫حّتى ت َط ْل ُعَ ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ‪ :‬أَ ْ‬
‫شرِقْ ث َِبيُر وََل ي َن ِْفُرو َ‬ ‫ن ي َُقوُلو َ‬ ‫شرِ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬

‫‪ 1004‬حدثنا عبد الحميد بن بيان القناد ‪ ,‬أنبأنا إسحاق ‪ ,‬وحدثنا‬


‫إبراهيم بن سعيد ‪ ,‬حدثنا إسحاق الزرق ‪ ,‬عن زكريا ‪ ,‬عن أبي‬
‫إسحاق ‪ ,‬عن عمرو بن ميمون ‪ ,‬قال ‪ :‬قال عمر بن الخطاب ‪" :‬‬
‫كان المشركون يقولون ‪ :‬أشرق ثبير ول ينفرون حتى تطلع‬
‫الشمس ‪ ,‬وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره ذلك ‪ ,‬فنفر‬
‫قبل طلوع الشمس " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫س‪,‬‬
‫م ُ‬ ‫حّتى ت َط ْل ُعَ ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫مٍع َ‬
‫ج ْ‬
‫ن َ‬
‫ن عَ ْ‬ ‫كاُنوا َل ي ُِفي ُ‬
‫ضو َ‬ ‫أ َهْ َ‬
‫ل ال ْ َ‬
‫جاهِل ِي ّةِ َ‬

‫‪ 1005‬حدثنا ابن وكيع ‪ ,‬حدثنا أبي ‪ ,‬عن إسرائيل ‪ ,‬عن أبي إسحاق‬
‫‪ ,‬عن عمرو بن ميمون ‪ ,‬عن عمر ‪ ,‬قال ‪ " :‬إن أهل الجاهلية كانوا‬
‫ل يفيضون عن جمع حتى تطلع الشمس ‪ ,‬يقولون ‪ :‬أشرق ثبير ‪,‬‬
‫لعلنا نغير ‪ ,‬وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفهم ‪ ,‬فدفع‬
‫لقدر صلة القوم المسفرين بصلة الغداة " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ,‬ل علة فيه‬
‫توهنه ‪ ,‬ول سبب يضعفه ‪ ,‬لعدالة من بيننا وبين رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم من نقلته ‪ ,‬وقد يجب أن يكون على مذهب‬
‫الخرين سقيما غير صحيح ‪ ,‬لنه خبر ل يعرف له مخرج عن عمر ‪,‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم إل من هذا الوجه ‪ ,‬والخبر إذا‬
‫انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه وقد وافق عمر في رواية‬
‫ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه ‪,‬‬
‫نذكر ما صح عندنا من ذلك سنده ‪ ,‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء‬
‫الله‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫مَر ِفي رَِواي َت ِهِ ذ َل ِ َ‬
‫ك عَ ْ‬ ‫ن َوافَقَ عُ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافق عمر في روايته ذلك عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‬

‫صّلى ‪#‬‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫مَر ِفي رَِواي َت ِهِ ذ َل ِ َ‬
‫ك عَ ْ‬ ‫ن َوافَقَ عُ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ف ‪ ,‬حتى إ َ َ‬
‫سَفَر‬
‫ذا أ ْ‬‫َ ّ ِ‬ ‫موْقِ ٌ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫مْزد َل َِفةِ َ‬ ‫ف ‪ ,‬وَك ُ ّ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫موْقِ ُ‬ ‫" هَ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1006‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا عبيد الله بن موسى ‪ ,‬عن إبراهيم‬
‫بن إسماعيل بن مجمع ‪ ,‬عن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي ‪,‬‬
‫عن زيد بن علي ‪ ,‬عن عبيد الله بن أبي رافع ‪ ,‬عن أبي رافع ‪ ,‬عن‬
‫علي ‪ ,‬قال ‪ :‬لما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة‬
‫غدا فوقف على قزح ‪ ,‬وأردف الفضل ‪ ,‬ثم قال ‪ " :‬هذا الموقف ‪,‬‬
‫وكل المزدلفة موقف ‪ ,‬حتى إذا أسفر دفع " ‪ ,‬حدثنا أبو كريب ‪,‬‬
‫حدثنا يونس بن بكير ‪ ,‬أنبأنا إبراهيم بن إسماعيل ‪ ,‬عن عبد‬
‫الرحمن بن الحارث ‪ ,‬عن زيد بن علي بن حسين ‪ ,‬عن عبيد الله‬
‫بن أبي رافع ‪ ,‬عن أبي رافع ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬بنحوه *‬

‫ل ط ُُلوِع ال ّ‬ ‫َ‬
‫س"*‬
‫م ِ‬
‫ش ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مْزد َل َِفةِ قَب ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫أَفا َ‬
‫ض ِ‬

‫‪ 1007‬حدثنا ابن وكيع ‪ ,‬والرفاعي محمد بن يزيد ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬


‫خالد الحمر ‪ ,‬عن العمش ‪ ,‬عن الحكم ‪ ,‬عن مقسم ‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس ‪ " :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاض من المزدلفة قبل‬
‫طلوع الشمس " *‬

‫س ‪َ ,‬قا َ‬
‫ل‬ ‫م ِ‬
‫ش ْ‬ ‫حّتى ي َُرى قَْر ُ‬
‫ن ال ّ‬ ‫مٍع َ‬
‫ج ْ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ن َل ي ُِفي ُ‬
‫ضو َ‬ ‫شرِ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬

‫‪ 1008‬حدثني أحمد بن محمد الطوسي ‪ ,‬حدثنا أبو توبة ‪ ,‬حدثنا أبو‬


‫إسحاق الفزاري ‪ ,‬عن سفيان ‪ ,‬عن حسين بن عبد الله ‪ ,‬عن‬
‫عكرمة ‪ ,‬عن ابن عباس ‪ ,‬قال ‪ " :‬كان المشركون ل يفيضون من‬
‫جمع حتى يرى قرن الشمس ‪ ,‬قال ‪ :‬فخالفهم النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم فدفع من جمع قبل طلوع الشمس " *‬

‫ت‬ ‫س فَ َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫م ُ‬
‫ش ْ‬ ‫ذا ط َل َعَ ِ‬
‫ت ال ّ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ن ِبال ْ ُ‬
‫مْزد َل َِفةِ ‪َ ,‬‬ ‫قُفو َ‬
‫جاهِل ِي ّةِ ي َ ِ‬ ‫أ َهْ ُ‬
‫ل ال ْ َ‬
‫عََلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1009‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا زمعة‬
‫‪ ,‬عن سلمة ‪ ,‬عن عكرمة ‪ ,‬عن ابن عباس ‪ ,‬قال ‪ " :‬كان أهل‬
‫الجاهلية يقفون بالمزدلفة ‪ ,‬حتى إذا طلعت الشمس فكانت على‬
‫رءوس الجبال كأنها العمائم على رءوس الرجال دفعوا ‪ ,‬فدفع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسفر كل شيء قبل أن‬
‫تطلع الشمس " *‬

‫َ‬ ‫ف بغَل َس ‪ ,‬حتى إ َ َ‬


‫م‬
‫وافَِر د ََواب ّهِ ْ‬
‫ح َ‬
‫م وَ َ‬
‫مه ِ ْ‬ ‫ضعَ أقْ َ‬
‫دا ِ‬ ‫وا ِ‬
‫م َ‬
‫س َ‬
‫صَر الّنا ُ‬
‫ذا أب ْ َ‬‫َ ّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وَقَ َ ِ‬

‫‪ 1010‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا محمود بن ميمون أبو‬


‫الحسن ‪ ,‬عن أبي بكر بن عياش ‪ ,‬عن ابن عطاء ‪ ,‬عن عطاء عن‬
‫ابن عباس ‪ " :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بغلس ‪ ,‬حتى‬
‫إذا أبصر الناس مواضع أقدامهم وحوافر دوابهم وأخفاف البل ‪,‬‬
‫وجعل الرجل يبصر موضع قدميه ‪ ,‬دفع إلى منى " *‬

‫َ‬
‫شعََر‬ ‫حّتى أَتى ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫واءَ َ‬ ‫ب ال َْق ْ‬
‫ص َ‬ ‫ح ِبال ْ ُ‬
‫مْزد َل َِفةِ ‪َ ,‬رك ِ َ‬ ‫صّلى ال ّ‬
‫صب ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫لَ ّ‬
‫م‬ ‫ال ْ َ‬
‫حَرا َ‬

‫‪ 1011‬حدثني يوسف بن سليمان البصري ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا حاتم بن‬


‫إسماعيل ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن جابر ‪" :‬‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صلى الصبح بالمزدلفة ‪,‬‬
‫ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام ‪ ,‬فرقي عليه ‪ ,‬ثم استقبل‬
‫القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر‬
‫جدا ‪ ,‬ثم دفع قبل أن تطلع الشمس " *‬

‫َ‬
‫صّلي ب ِهِ‬
‫مٍع ي ُ َ‬
‫ج ْ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م بِ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫م َ‬
‫هي َ‬ ‫ري ُ‬
‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫جب ْ ِ‬
‫" أَتى ِ‬

‫‪ 1012‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬وابن المثنى ‪ ,‬قال أبو كريب ‪ :‬حدثنا عبيد‬
‫الله بن موسى ‪ ,‬وقال ابن المثنى ‪ :‬حدثني عبيد الله بن موسى ‪,‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال ‪ :‬أخبرنا ابن أبي ليلى ‪ ,‬عن ابن أبي مليكة ‪ ,‬عن عبد الله بن‬
‫عمرو ‪ ,‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬أتى جبريل‬
‫إبراهيم صلى الله عليه وسلم بجمع يصلي به كأعجل ما يصلي أحد‬
‫من الناس الفجر ‪ ,‬ثم وقف ‪ ,‬حتى إذا كان كأبطأ ما يصلي أحد من‬
‫الناس الفجر ‪ ,‬أفاض به إلى منى ‪ ,‬فأوحى الله تعالى ذكره إلى‬
‫محمد ‪ :‬أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫ل َ‬ ‫ح ك َأعْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫صّلى ال ّ‬
‫صب ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِبال ْ ُ‬
‫مْزد َل َِفةِ فََبا َ‬
‫ت ‪ ,‬ثُ ّ‬ ‫هي َ‬ ‫ري ُ‬
‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫جب ْ ِ‬
‫أَتى ِ‬

‫‪ 1013‬حدثنا علي بن سهل الرملي ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا مؤمل بن‬


‫إسماعيل ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ,‬عن ابن أبي ليلى ‪ ,‬عن ابن أبي‬
‫مليكة ‪ ,‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ,‬قال ‪ :‬أتى جبريل إبراهيم‬
‫بالمزدلفة فبات ‪ ,‬ثم صلى الصبح كأعجل ما يصلي أحد من‬
‫المسلمين ‪ ,‬ثم وقف به كأبطأ ما يصلي أحد من المسلمين ‪ ,‬ثم‬
‫دفع به إلى منى فرمى ‪ ,‬ثم ذبح ‪ ,‬وأوحى إلى نبيكم ‪ :‬أن اتبع ملة‬
‫إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين " ‪ ,‬حدثنا ابن حميد ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ,‬عن عنبسة ‪ ,‬وعمرو ‪ ,‬عن ابن أبي‬
‫ليلى ‪ ,‬عن ابن أبي مليكة ‪ ,‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ,‬قال ‪ :‬بات‬
‫جبريل بإبراهيم صلى الله عليهما بجمع ‪ ,‬ثم ذكر نحوه *‬

‫ن ال ِْفْق ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي َ‬

‫القول فيما في هذا الخبر من الفقه والذي في هذا الخبر من الفقه‬


‫بيان وقت الوقوف الذي أوجبه الله تعالى ذكره على حجاج بيته‬
‫الحرام لذكره عند المشعر الحرام بقوله ‪ :‬فإذا أفضتم من عرفات‬
‫فاذكروا الله عند المشعر ‪ ,‬فمن وقف بالمشعر الحرام ذاكرا لله‬
‫في الوقت الذي وقف به رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ,‬أو في‬
‫بعض ذلك منه ‪ ,‬أدركه وأدى ما ألزمه الله تعالى ذكره به ‪ ,‬وذلك‬
‫من حين يصلي صلة الفجر بعد طلوع الفجر الثاني إلى أن يدفع‬
‫المام منه قبل طلوع الشمس يوم النحر ‪ ,‬ومن لم يدرك ذلك حتى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫تطلع الشمس ‪ ,‬فقد فاته الوقوف به بإجماع جميع أهل العلم ‪ ,‬ل‬
‫خلف بينهم في ذلك ‪.‬‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ذِك ُْر ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬

‫ذكر البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول عمر ‪:‬‬
‫كان المشركون ل يفيضون من جمع حتى تطلع الشمس ‪ ,‬يعني‬
‫بقوله ‪ :‬ل يفيضون ل يرجعون من المشعر إلى حيث يبدأ المصير‬
‫إليه من منى حتى تطلع الشمس ولذلك تقول العرب لكل راجع‬
‫من موضع كان صار إليه من موضع آخر غيره إلى الموضع الذي بدأ‬
‫منه المصير إليه ‪ :‬أفاض فلن من موضع كذا ‪ ,‬ولذلك قيل لضارب‬
‫القداح بين اليسار ‪ :‬مفيض ‪ ,‬لجمعه القداح ‪ ,‬ثم إفاضته إياها بين‬
‫المياسرين ‪ ,‬ومنه قول بشر بن أبي خازم السدي ‪ :‬فقلت لها ‪:‬‬
‫ردي إليه حياته فردت كما رد المنيح مفيض وكان الصمعي ‪,‬‬
‫يقول ‪ :‬الفاضة الدفعة ‪ ,‬ويقول ‪ " :‬كل دفعة إفاضة " ‪ ,‬ومنه قيل ‪:‬‬
‫أفاض القوم في الحديث ‪ ,‬إذا دفعوا فيه ‪ ,‬وأفاض القوم بالقداح ‪,‬‬
‫إذا دفعوا بها ‪ ,‬وللبعير إذا دفع جرته ‪ :‬أفاض يفيض إفاضة ‪ ,‬وأفاض‬
‫دمعه فهو يفيضه ‪ ,‬فأما إذا سالت دموع العين ‪ ,‬فإنه يقال ‪ :‬فاضت‬
‫عين فلن بالدموع ‪ ,‬وفاضت دموع عينه ‪ ,‬كما قال جرير بن‬
‫عطية ‪ :‬وإذا أتيت على المنازل باللوى فاضت دموعك غير ذات‬
‫نظام ومن ذلك قيل للناء إذا امتل حتى سال ما فيه ‪ " :‬فاض الناء‬
‫" ‪ ,‬ومنه فيض البصرة وأما قوله ‪ :‬ويقولون ‪ :‬أشرق ثبير ‪ ،‬فإنهم‬
‫كانوا يعنون بقولهم ‪ :‬أشرق ‪ ,‬أضئ يقال للشمس إذا أضاءت وصفا‬
‫ضوءها ‪ " :‬أشرقت الشمس فهي تشرق إشراقا ‪ ,‬فأما إذا طلعت‬
‫فإنه يقال ‪ :‬شرقت تشرق شروقا ‪ ,‬وذلك قبل أن يصفو ضوءها‬
‫وأما قولهم ‪ :‬شرقت ‪ ,‬بكسر الراء ‪ ,‬فإنه من غير هذين المعنيين ‪,‬‬
‫وذلك اختلط الكدورة بها ‪ ,‬وهو من قول الشاعر ‪ :‬وتشرق بالقول‬
‫الذي قد أذعته كما شرقت صدر القناة من الدم يعني بقوله ‪:‬‬
‫شرقت صدر القناة ‪ ,‬اختلط ونشب ‪ ,‬من قولهم ‪ :‬شرق فلن‬
‫بريقه ‪ ,‬كما قال الخر ‪ :‬لو بغير الماء حلقى شرق كنت كالغصان‬
‫بالماء اعتصاري يقال منه ‪ :‬شرق فلن بكذا ‪ ,‬يشرق شرقا ‪ ,‬فهو‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫به شرق ‪ ,‬وذلك إذا نشب في حلقه شيء ‪ ,‬إما طعام وإما غيره ‪,‬‬
‫ومنه قول الخر ‪ :‬والزعفران على ترائبها شرقا به اللبات والنحر‬
‫يعني بقوله ‪ :‬شرقا به ‪ ,‬أنها قد نشبت واختلطت به وأما قولهم ‪:‬‬
‫شرق فلن أذن شاته فإنه من غير ذلك كله ‪ ,‬وهو شقها باثنتين ‪,‬‬
‫يقال للشاة إذا فعل ذلك بها ‪ :‬شاة شرقاء ‪ ,‬ومنه الخبر الذي روي‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أنه نهى عن أن يضحى‬
‫بشرقاء ‪ ,‬يعني المشقوقة الذنين ‪ .‬وأما ثبير ‪ ,‬فإنه جبل وهذا الذي‬
‫ذكر عمر أن المشركين كانوا يقولونه بجمع ‪ ،‬عنى الكميت بن زيد‬
‫السدي بقوله ‪ :‬وجمعا حيث كان يقال ‪ :‬أشرق ثبير ‪ ,‬أنى لدفعة‬
‫واقفينا وموقفهم لول دفعتيهم علينا فيه غير مخالفينا وقوفا‬
‫ينظرون به إلينا لقائلنا الموفق منصتينا وأما قولهم ‪ :‬لعلنا نغير ‪,‬‬
‫فإنهم كانوا يعنون بذلك ‪ :‬لعلنا ندفع ‪ ,‬وهو من قولهم ‪ :‬أغار‬
‫الفرس إغارة الثعلب ‪ ,‬وذلك إذا دفع وأسرع في عدوه ‪ ,‬ومن ذلك‬
‫قول بشر بن أبي خازم السدي ‪ :‬فعد طلبها وتعد عنها بحرف قد‬
‫تغير إذا تبوع وللغارة وجه غير هذا ‪ ,‬وهو إغارة الحبل ‪ ,‬يقال منه ‪:‬‬
‫أغرت الحبل فأنا أغيره إغارة ‪ ,‬وذلك إذا فتلته ‪ ,‬فهو مغار ‪ .‬وأما‬
‫قول جابر ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح بالمزدلفة‬
‫يركب القصواء ‪ ,‬فإن القصواء من النوق ‪ ,‬التي في أذنها حذف ‪,‬‬
‫يقال منه ‪ :‬ناقة قصواء ‪ ,‬وبعير مقصى ‪ ,‬ول يقال ‪ :‬بعير أقصى ‪,‬‬
‫وقد ذكر الصمعي الناقة أنه يقال فيها مقصوة‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫مَر ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار عمر ‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‬

‫صّلى ‪#‬‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫مَر ‪ ,‬عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬ ‫ما أفْعَل َُها ك َ َ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫" إ ِن ّ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1014‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ,‬حدثنا شعبة ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت يزيد بن خمير يحدث عن حبيب بن عبيد ‪ ,‬عن جبير‬
‫بن نفير ‪ ,‬عن ابن السمط ‪ :‬أنه أتى أرضا يقال لها ‪ :‬دومين ‪ ,‬من‬
‫حمص على رأس ثمانية عشر ميل ‪ ,‬فصلى ركعتين ‪ ,‬فقلت له ‪:‬‬
‫تصلي ركعتين ؟ فقال ‪ :‬رأيت عمر بن الخطاب بذي الحليفة يصلي‬
‫ركعتين فسألته فقال ‪ " :‬إنما أفعلها كما رأيت رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ,‬أو قال فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم "‬
‫*‬

‫َ‬ ‫ما أ َفْعَ ُ‬


‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬ ‫ل كَ َ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 1015‬حدثنا خلد بن أسلم ‪ ,‬أنبأنا النضر بن شميل ‪ ,‬حدثنا شعبة ‪,‬‬


‫عن يزيد بن خمير ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت حبيب بن عبيد ‪ ,‬عن جبير بن‬
‫نفير ‪ ,‬عن ابن السمط ‪ :‬أنه أتى قرية من حمص على رأس ثلثة‬
‫عشر ميل ‪ ,‬فصلى ركعتين قال قلت له ‪ :‬أتصلي ركعتين ؟ فقال ‪:‬‬
‫رأيت عمر بن الخطاب بذي الحليفة يصلي ركعتين قلت له ‪:‬‬
‫أتصلي ركعتين ؟ فقال ‪ " :‬إنما أفعل كما رأيت رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم فعل " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬ ‫صن َعُ ك َ َ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫ما أ ْ‬
‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 1016‬حدثنا إبراهيم بن سعيد ‪ ,‬حدثنا حسين بن محمد ‪ ,‬وعاصم‬


‫بن علي ‪ ,‬عن شعبة ‪ ,‬عن يزيد بن خمير ‪ ,‬عن حبيب بن عبيد ‪ ,‬عن‬
‫جبير بن نفير ‪ ,‬عن ابن السمط ‪ ,‬قال ‪ :‬خرجت مع عمر إلى ذي‬
‫الحليفة ‪ ,‬فصلى ركعتين ‪ ,‬فسألته عن ذلك فقال ‪ " :‬إنما أصنع كما‬
‫رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع " ‪ ,‬حدثني سعيد بن‬
‫عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ,‬حدثنا خالد بن عبد الرحمن ‪,‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ,‬عن يزيد بن خمير ‪ ,‬عن حبيب بن عبيد ‪ ,‬يحدث عن‬
‫جبير بن نفير ‪ ,‬يحدث عن ابن السمط ‪ :‬أنه خرج مع عمر بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الخطاب إلى ذي الحليفة ‪ ,‬ثم ذكر مثله عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا الخبر عندنا صحيح سنده ‪ ,‬ل علة‬
‫فيه توهنه ‪ ,‬ول سبب يضعفه ‪ ,‬لعدالة من بيننا وبين رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم من نقلته ‪ ,‬وقد يجب أن يكون على مذهب‬
‫الخرين سقيما غير صحيح لنه خبر ل يعرف له مخرج عن عمر إل‬
‫من هذا الوجه ‪ ,‬والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد يجب التثبت‬
‫فيه ‪ ,‬وإن كان راويه من أهل العدالة والمانة متثبتا فيما روى وأدى‬
‫‪ ,‬فكيف بمن كان بخلف ذلك ‪ ,‬ويزيد بن خمير عندهم ‪ ,‬وإن كان‬
‫معروفا ليست له منازل المقدمين في الحفظ والتقان لما رووا‬
‫وأدوا من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫معَْنى هَ َ‬
‫ن َ‬ ‫ال ْب ََيا ُ‬
‫ن عَ ْ‬

‫البيان عن معنى هذا الخبر إن قال لنا قائل ‪ :‬إنك قد ذكرت أن هذا‬
‫خبر صحيح ‪ ,‬فإن كان صحيحا ‪ ,‬أفترى العمل به جائزا ؟ قيل ‪:‬‬
‫نعم ‪ ,‬على الصحيح من وجوهه فإن قال ‪ :‬وما الصحيح من‬
‫وجوهه ؟ قيل ‪ :‬أن يكون معنى قول ابن السمط ‪ :‬رأيت عمر‬
‫يصلي بذي الحليفة ركعتين ‪ ,‬أنه رآه يصلي هنالك ركعتين ‪ ,‬وقد‬
‫ابتدأ حين خرج من المدينة سيرا إلى ما تقصر فيه الصلة من‬
‫المسافة ‪ ،‬لنه كان ابتدأ من المدينة خروجا إلى ذي الحليفة وهو‬
‫عازم أل يجاوزه إذا بلغه ‪ .‬فإن قال ‪ :‬وما الدليل على أن ذلك هو‬
‫الصحيح من معناه ‪ ,‬وقد رويت عنه أنه قال ‪ :‬خرجت مع عمر إلى‬
‫ذي الحليفة فصلى ركعتين ‪ ,‬ولم يذكر أن عمر خرج يريد سفرا‬
‫يكون مقدار مسافته ما تقول أنت ‪ ,‬ل تقصر الصلة في أقل منه ؟‬
‫قيل ‪ :‬الدليل على أن ذلك هو الصحيح من معناه ‪ ,‬نقل الحجة من‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين ‪ ,‬أنه ل يكون قصر‬
‫الصلة في قدر ما بين مدينة رسول الله عليه السلم وذي الحليفة‬

‫م ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ض َ‬ ‫ذِك ُْر الّرَواي َةِ عَ ْ‬
‫ن ب َعْ ِ‬

‫ذكر الرواية عن بعض من حضرنا ذكره منهم في ذلك‬

‫م ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ض َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر الّرَواي َةِ عَ ْ‬
‫ن ب َعْ ِ‬
‫َ‬
‫شارِك ُ ْ‬
‫م‪,‬‬ ‫م ‪ ,‬وََل ِفي أ ْ‬
‫ج َ‬ ‫واِديك ُ ْ‬ ‫صل َ َ‬
‫وات ِك ُ ْ‬
‫م ِفي ب َ َ‬ ‫" َل ت َْق ُ‬
‫صُروا َ‬

‫‪ 1017‬حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ‪ ,‬حدثنا عبد‬


‫الواحد بن زياد ‪ ,‬حدثنا خصيف ‪ ,‬حدثنا أبو عبيدة بن عبد الله ‪ ,‬وزياد‬
‫بن أبي مريم ‪ ,‬قال ‪ :‬قال عبد الله بن مسعود ‪ " :‬ل تقصروا‬
‫صلواتكم في بواديكم ‪ ,‬ول في أجشاركم ‪ ,‬تسيرون في السواد في‬
‫حوائجكم ‪ ,‬ثم تقولون ‪ :‬إنا سفر ‪ ,‬إنما المسافر من الفق إلى‬
‫الفق " ‪ ,‬حدثنا أبو السائب ‪ ,‬حدثنا ابن فضيل ‪ ,‬عن خصيف ‪ ,‬حدثنا‬
‫أبو عبيدة ‪ ,‬وزياد بن أبي مريم ‪ ,‬قال ‪ :‬قال عبد الله ‪ ,‬فذكر نحوه *‬

‫كان مع الرج َ‬
‫مال ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ل أهْل ُ ُ‬
‫ه وَ َ‬ ‫ذا َ َ َ َ ّ ُ ِ‬ ‫وادِك ُ ْ‬
‫م ‪ ,‬إِ َ‬ ‫" َل ت َغْت َّروا ب َ َ‬
‫س َ‬

‫‪ 1018‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ,‬عن شعبة ‪ ,‬عن‬


‫سيار ‪ ,‬عن أبي وائل ‪ ,‬قال ‪ :‬قال عبد الله ‪ " :‬ل تغتروا بسوادكم ‪,‬‬
‫إذا كان مع الرجل أهله وماله أتم الصلة " *‬

‫يٌء‬ ‫ل وَأ َهْل ِهِ َ‬


‫ش ْ‬ ‫ج ِ‬
‫ة الّر ُ‬
‫ضي ْعَ َ‬
‫ن َ‬ ‫وادِك ُ ْ‬
‫م هَذِهِ ‪ ,‬فَإ ِ ّ‬ ‫" َل ت َغْت َّروا ب ِ َ‬
‫س َ‬

‫‪ 1019‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ,‬حدثنا أبو معاوية ‪ ,‬عن العمش ‪,‬‬


‫عن مسلم ‪ ,‬عن مسروق ‪ ,‬قال ‪ :‬قال عبد الله ‪ " :‬ل تغتروا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بسوادكم هذه ‪ ,‬فإن ضيعة الرجل وأهله شيء واحد ‪ ,‬إل أن يكون‬
‫مجتازا " *‬

‫سيَرةِ ي َوْم ٍ وَل َي ْل َةٍ ‪ ,‬فَل َ ْ‬


‫م‬ ‫معَ عَب ْدِ الل ّهِ إ َِلى َ‬
‫م ِ‬ ‫سافَْر ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1020‬حدثنا ابن أبي الشوارب ‪ ,‬حدثنا عبد الواحد ‪ ,‬حدثنا خصيف ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني نافع ‪ ,‬قال ‪ " :‬سافرت مع عبد الله إلى مسيرة يوم‬
‫وليلة ‪ ,‬فلم يقصر الصلة ‪ ,‬وسافرت معه إلى مسيرة ثلث فقصر‬
‫الصلة " *‬

‫ن"*‬ ‫َ َ‬ ‫صَلةَ ِفي َ‬


‫سيَرةِ لي ْلت َي ْ ِ‬
‫م ِ‬ ‫صُر ال ّ‬
‫ي َْق ُ‬

‫‪ 1021‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ,‬حدثنا المعتمر بن‬


‫سليمان ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت عبيد الله ‪ ,‬عن نافع ‪ ,‬عن سالم ‪ " :‬أن‬
‫عبد الله كان يقصر الصلة في مسيرة ليلتين " *‬

‫صَلةَ وََل ي ُْفط ُِر " *‬ ‫ج إ َِلى ال َْغاب َةِ فََل ي َْق ُ‬
‫صُر ال ّ‬ ‫خُر ُ‬
‫يَ ْ‬

‫‪ 1022‬حدثنا ابن عبد العلى ‪ ,‬حدثنا المعتمر ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت عبيد‬


‫الله ‪ ,‬عن نافع ‪ ,‬عن عبد الله ‪ " :‬أنه كان يخرج إلى الغابة فل‬
‫يقصر الصلة ول يفطر " *‬

‫صَلةَ ِفي‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ه قَ َ‬
‫صَر ال ّ‬ ‫مَر أن ّ ُ‬
‫ن عُ َ‬
‫ن اب ْ ِ‬
‫م َ‬ ‫حِفظ ْ ُ‬
‫ت ِ‬ ‫" أوَْفى َ‬
‫ما َ‬

‫‪ 1023‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ,‬عن عبيد الله ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬أخبرني نافع ‪ ,‬عن سالم ‪ ,‬قال ‪ " :‬أوفى ما حفظت من ابن‬
‫عمر أنه قصر الصلة في أربعة برد " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬


‫خي ْب ََر فَي َْق ُ‬
‫صُر "‬ ‫ه بِ َ‬
‫ض ُ‬
‫صُر ‪ ,‬وَي َأِتي أْر َ‬ ‫ف فَ َ‬
‫ما ي َْق ُ‬ ‫ه ِبال ْ ُ‬
‫جْر ِ‬ ‫ض ُ‬
‫ي َأِتي أْر َ‬

‫‪ 1024‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ,‬حدثنا ابن علية ‪ ,‬حدثنا أيوب ‪,‬‬


‫عن نافع ‪ " :‬أن ابن عمر كان يأتي أرضه بالجرف فما يقصر ‪,‬‬
‫ويأتي أرضه بخيبر فيقصر " ‪ ,‬قال أيوب ‪ :‬وهي ليلتان للراكب ‪,‬‬
‫وثلث للثقل *‬

‫خي ْب ََر "‬


‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫صَر ِفي أ َقَ ّ‬
‫ل ِ‬ ‫مَر قَ َ‬
‫ن عُ َ‬
‫ت اب ْ َ‬
‫م ُ‬
‫ما عَل ِ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1025‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ,‬عن حميد ‪ ,‬عن‬
‫نافع ‪ ,‬قال ‪ " :‬ما علمت ابن عمر قصر في أقل من خيبر " قلت‬
‫لنافع ‪ :‬وأين خيبر ؟ قال ‪ :‬بمنزلة الهواز منكم *‬

‫َ‬
‫دين َةِ عََلى أْرب َعَ ِ‬
‫ة‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫م َ‬
‫ب ‪ ,‬وَهُوَ ِ‬
‫ص ِ‬
‫ت الن ّ ُ‬ ‫صَلةَ إ َِلى َ‬
‫ذا ِ‬ ‫قَ َ‬
‫صَر ال ّ‬

‫‪ 1026‬حدثني يونس ‪ ,‬حدثنا ابن وهب ‪ ,‬أخبرني عمر بن محمد ‪:‬‬


‫أن سالم بن عبد الله ‪ ,‬حدثه ‪ ,‬عن أبيه عبد الله بن عمر ‪ " :‬أنه‬
‫قصر الصلة إلى ذات النصب ‪ ,‬وهو من المدينة على أربعة برد " *‬

‫ث ل ََيا ٍ‬
‫ل"*‬ ‫سيَرةِ ث ََل ِ‬ ‫صَلةُ ِفي َ‬
‫م ِ‬ ‫صُر ال ّ‬
‫" ت ُْق َ‬

‫‪ 1027‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا ابن إدريس ‪ ,‬عن الشيباني ‪ ,‬عن‬


‫محمد بن زيد ‪ ,‬قال ‪ :‬قال عمر ‪ " :‬تقصر الصلة في مسيرة ثلث‬
‫ليال " *‬

‫صا‬
‫خ ً‬ ‫ن َ‬
‫شا ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫صَلةَ إ ِّل َ‬
‫م ْ‬ ‫ه َل ي َْق ُ‬
‫صُر ال ّ‬ ‫صَلةَ ‪ ,‬وَإ ِن ّ ُ‬
‫ن ال ّ‬
‫صُرو َ‬
‫ي َْق ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1028‬حدثنا ابن عبد العلى ‪ ,‬حدثنا المعتمر بن سليمان ‪ ,‬قال ‪:‬‬


‫سمعت أيوب ‪ ,‬عن أبي قلبة ‪ ,‬عن من قرأ كتاب عثمان بن عفان ‪,‬‬
‫أو سمعه يقرأ إلى عبد الله بن عامر ‪ " :‬إني أنبئت أن رجال منكم‬
‫يخرجون إلى سوادهم في تجارة ‪ ,‬أو في جباية ‪ ,‬أو جشر ‪,‬‬
‫يقصرون الصلة ‪ ,‬وإنه ل يقصر الصلة إل من كان شاخصا أو‬
‫بحضرة العدو " ‪ ,‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ,‬حدثنا‬
‫أيوب ‪ ,‬عن أبي قلبة ‪ ,‬قال ‪ :‬أخبرني من ‪ ,‬قرأ كتاب عثمان إلى‬
‫عبد الله بن عامر ‪ ,‬أو من شهده وهو يقرأ ‪ :‬أما بعد ‪ ,‬فإنه بلغني‬
‫أن ناسا يخرجون إلى سوادهم ‪ ,‬ثم ذكر نحوه *‬

‫صَلةَ " *‬ ‫َ‬


‫ن َل ت ُْفط َِر وََل ت َْق ُ‬
‫صَر ال ّ‬ ‫طأ ْ‬ ‫" عََلى َ‬
‫شْر ِ‬

‫‪ 1029‬حدثنا ابن أبي الشوارب ‪ ,‬حدثنا عبد الواحد بن زياد ‪ ,‬حدثنا‬


‫سليمان الشيباني ‪ ,‬عن جواب ‪ ,‬عن يزيد بن شريك ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫استأذنت حذيفة في رمضان في المدائن إلى الكوفة فقال لي ‪" :‬‬
‫على شرط أن ل تفطر ول تقصر الصلة " *‬

‫" عَزمت عَل َي َ َ‬


‫صَر وََل ت ُْفط َِر " ‪ ,‬فَُقل ْ ُ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ك أَل ت َْق ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ‬

‫‪ 1030‬حدثنا ابن حميد ‪ ,‬حدثنا جرير ‪ ,‬عن مغيرة ‪ ,‬عن إبراهيم بن‬
‫يزيد بن شريك ‪ ,‬عن أبيه ‪ :‬أنه خرج من المدائن إلى الكوفة في‬
‫رمضان ‪ ,‬فقال له حذيفة ‪ " :‬عزمت عليك أل تقصر ول تفطر " ‪,‬‬
‫فقلت ‪ :‬وأنا أعزم على نفسي أل أقصر ول أفطر *‬

‫ك إّل أ َن تعز َ‬
‫صَلةَ َ‬
‫حّتى‬ ‫م أّل ت َْق ُ‬
‫صَر ال ّ‬ ‫ْ َْ ِ َ‬ ‫ن لَ َ ِ‬
‫" َل آذ َ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1031‬حدثني أبو السائب ‪ ,‬حدثنا أبو معاوية ‪ ,‬حدثنا العمش ‪ ,‬عن‬
‫إبراهيم التيمي ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬قال ‪ :‬سألت حذيفة ‪ ,‬وكنت معه‬
‫بالمدائن ‪ ,‬في الرجوع إلى أهلي فقال ‪ " :‬ل آذن لك إل أن تعزم أل‬
‫تقصر الصلة حتى تأتي أهلك " ‪ ,‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬أنا أعزم على‬
‫نفسي أل أقصر ول أفطر حتى آتي أهلي *‬

‫َ‬ ‫ن لَ َ‬
‫م " ِفي‬
‫صو َ‬
‫ن تَ ُ‬ ‫جع َ َ‬
‫ل ِلي أ ْ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬
‫ك َ‬ ‫" َل آذ َ ُ‬

‫‪ 1032‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ,‬عن شعبة ‪ ,‬عن‬
‫الحكم ‪ ,‬وسليمان ‪ ,‬عن إبراهيم التيمي ‪ ,‬عن أبيه ‪ :‬أنه استأذن‬
‫حذيفة في رمضان ‪ ,‬وكان معه بالمدائن ‪ ,‬أن يأتي الكوفة فقال ‪" :‬‬
‫ل آذن لك حتى تجعل لي أن تصوم " في قول أحدهما ‪ ,‬وقال الخر‬
‫‪ :‬حتى تجعل لي أن تتم الصلة قال شعبة ‪ :‬فذكرته للعوام بن‬
‫حوشب ‪ ,‬فذكر عن إبراهيم التيمي عن أبيه ‪ ,‬قال حتى تجعل لي‬
‫أن تتم الصلة وتصوم *‬

‫صَلةَ‬ ‫َ‬ ‫ن لَ َ‬
‫م ال ّ‬
‫م وَت ُت ِ ّ‬
‫صو َ‬
‫ن تَ ُ‬ ‫جع َ َ‬
‫ل ِلي أ ْ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬
‫ك َ‬ ‫" َل آذ َ ُ‬

‫‪ 1033‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ,‬حدثنا سفيان ‪ ,‬عن‬


‫العمش ‪ ,‬عن إبراهيم التيمي ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬قال ‪ :‬استأذنت حذيفة‬
‫إلى المدائن فقال ‪ " :‬ل آذن لك حتى تجعل لي أن تصوم وتتم‬
‫الصلة " ‪ ,‬قلت ‪ :‬فإني أعزم لتمن الصلة ولصومن *‬

‫صَر وََل ت ُْفط َِر " ‪َ ,‬قا َ‬ ‫" أ َعْزم عَل َي َ َ‬


‫ل‪:‬‬ ‫ك أّل ت َْق ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ُ‬

‫‪ 1034‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ,‬حدثنا سفيان ‪ ,‬عن‬


‫العمش ‪ ,‬وأبيه ‪ ,‬وعمران بن مسلم ‪ ,‬عن إبراهيم التيمي ‪ ,‬عن‬
‫أبيه ‪ :‬أنه استأذن حذيفة ‪ ,‬أن يأتي المدائن ‪ ,‬فقال ‪ " :‬أعزم عليك‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أل تقصر ول تفطر " ‪ ,‬قال ‪ :‬وأنا أعزم على نفسي أل أفطر ول‬
‫أقصر حتى أرجع " *‬

‫ن ال ْي َوْم ِ الّتا ّ‬
‫م‬ ‫م َ‬ ‫صَلةُ ِفي أ َقَ ّ‬
‫ل ِ‬ ‫صَر ال ّ‬
‫ن ت ُْق َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫" َل أَرى أ ْ‬

‫‪ 1035‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ,‬حدثنا سفيان بن حبيب ‪ ,‬عن ابن‬


‫جريج ‪ ,‬عن عطاء ‪ ,‬قال ‪ :‬قال ابن عباس ‪ " :‬ل أرى أن تقصر‬
‫الصلة في أقل من اليوم التام " *‬

‫ف"‬ ‫ن َوال ّ‬
‫طائ ِ ِ‬ ‫سَفا َ‬
‫جد ّةَ ‪ ,‬وَعُ ْ‬
‫ن ُ‬ ‫ما ب َي ْن َ َ‬
‫ك وَب َي ْ َ‬ ‫" َل قَ ْ‬
‫صَر َ‬

‫‪ 1036‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬وأبو السائب ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت ابن جريج ‪ ,‬عن عطاء ‪ ,‬عن ابن عباس ‪ ,‬قال ‪ " :‬ل‬
‫قصر ما بينك وبين جدة ‪ ,‬وعسفان والطائف " ‪ ,‬حدثنا أبو كريب ‪,‬‬
‫وأبو السائب ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ,‬قال ‪ :‬أنبأنا عثمان بن‬
‫السود ‪ ,‬عن عطاء ‪ ,‬عن ابن عباس ‪ ,‬مثل ذلك *‬

‫صَلةَ " *‬ ‫ذا أ َتيت ماشيت َ َ‬


‫ك فَأت ِ ّ‬
‫م ال ّ‬ ‫" فَإ ِ َ َ ْ َ َ ِ َ َ‬

‫‪ 1037‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ,‬حدثنا ابن علية ‪ ,‬عن أيوب ‪,‬‬


‫وحدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ,‬حدثنا أيوب ‪ ,‬عن عمرو بن‬
‫دينار ‪ ,‬عن عطاء ‪ :‬أن رجل ‪ ,‬سأل ابن عباس ‪ ,‬فقال ‪ :‬أقصر‬
‫الصلة إلى مكان قد سماه قال ‪ " :‬ل " ‪ ,‬قال ‪ :‬إلى عرفة ؟ قال ‪:‬‬
‫" ل " ‪ ,‬قال إلى بطن مر ‪ ,‬أو مر ‪ ,‬قال ‪ :‬ل ‪ ,‬قال ‪ :‬إلى جدة ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪ :‬فإلى الطائف ؟ قال ‪ :‬نعم قال ‪ " :‬فإذا أتيت‬
‫ماشيتك فأتم الصلة " *‬

‫ن"*‬
‫مي ْ ِ‬
‫سيَرةَ ي َوْ َ‬
‫م ِ‬
‫ة َ‬ ‫ف إ َِلى َ‬
‫مك ّ َ‬ ‫" َوال ّ‬
‫طائ ِ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1038‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪,‬‬
‫عن قتادة ‪ ,‬عن عطاء ‪ ,‬قال ‪ :‬قلت لبن عباس ‪ :‬كم أصلي إلى‬
‫عرفات ؟ قال ‪ " :‬أربعا " ‪ ,‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬كم أصلي ببطن مر ؟ قال‬
‫‪ " :‬أربعا " ‪ ,‬قلت ‪ :‬كم أصلي بالطائف قال ‪ " :‬ركعتين " ‪ ,‬قال ‪" :‬‬
‫والطائف إلى مكة مسيرة يومين " *‬

‫َ‬
‫ل ‪َ " :‬ل " ‪ ,‬قُل ْ ُ‬
‫ت‬ ‫صُر إ َِلى عََرَفا ٍ‬
‫ت ؟ َقا َ‬ ‫أقْ ُ‬

‫‪ 1039‬حدثنا ابن المثنى ‪ ,‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ,‬عن شعبة ‪ ,‬عن‬
‫عمرو ‪ ,‬عن عطاء ‪ ,‬قال ‪ :‬سألت ابن عباس ‪ :‬أقصر إلى عرفات ؟‬
‫قال ‪ " :‬ل " ‪ ,‬قلت إلى الطائف ؟ قال ‪ " :‬نعم " *‬

‫سيَرةِ ي َوْم ٍ وَل َي ْل َةٍ " *‬ ‫صَلةُ ِفي َ‬


‫م ِ‬ ‫صُر ال ّ‬
‫" ت ُْق َ‬

‫‪ 1040‬حدثنا أبو كريب ‪ ,‬حدثنا ابن إدريس ‪ ,‬عن الشيباني ‪ ,‬عن‬


‫عكرمة ‪ ,‬أراه عن ابن عباس ‪ ,‬قال ‪ " :‬تقصر الصلة في مسيرة‬
‫يوم وليلة " *‬

‫ل‪:‬‬ ‫سيَرةِ ي َوْم ٍ وَل َي ْل َةٍ ‪ ,‬وَل َ ْ‬


‫م ي َُق ْ‬ ‫صَلةُ ِفي َ‬
‫م ِ‬ ‫صُر ال ّ‬
‫" ت ُْق َ‬

‫‪ 1041‬حدثنا أبو كريب مرة أخرى فقال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫سمعت أبا إسحاق ‪ ,‬عن عكرمة ‪ ,‬قال ‪ " :‬تقصر الصلة في‬
‫مسيرة يوم وليلة ‪ ,‬ولم يقل ‪ :‬أراه عن ابن عباس " *‬

‫ل ‪َ :‬ل‬
‫م َقا َ‬ ‫ك ؟ قُل ْ ُ‬
‫ت ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫م َ‬
‫ن ي َوْ ِ‬
‫م ْ‬
‫جع ُ ِ‬ ‫ت َذ ْهَ ُ‬
‫ب وَت َْر ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1156‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثني عبد الصمد ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬
‫شبيل الضبعي ‪ ،‬عن أبي حبرة ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت ابن عباس ‪ ،‬فقلت ‪:‬‬
‫" أقصر الصلة إلى البلة ؟ قال ‪ :‬تذهب وترجع من يومك ؟ قلت ‪:‬‬
‫نعم قال ‪ :‬ل ‪ ،‬إل يوما تاما إلى الليل " *‬

‫َ َ‬
‫سيَرةَُ لي ْلت َي ْ ِ‬
‫ن"*‬ ‫م ِ‬
‫سَفُر َ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 1157‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬حدثنا سفيان بن حبيب ‪ ،‬عن‬


‫يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال الحسن ‪ " :‬السفر مسيرة ليلتين " *‬

‫َ‬
‫ن‪،‬‬
‫مي ْ ِ‬
‫سيَرةِ ي َوْ َ‬ ‫صَلةُ ِفي َ‬
‫م ِ‬ ‫صَر ال ّ‬ ‫ن َل ي ََرى أ ْ‬
‫ن ت ُْق َ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 1158‬حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ‪ ،‬حدثنا بشر بن‬


‫المفضل ‪ ،‬عن الشعث ‪ ،‬عن الحسن ‪ :‬أنه " كان ل يرى أن تقصر‬
‫الصلة في مسيرة يومين ‪ ،‬وليلتين إذا كان مسافرا " *‬

‫ن"*‬ ‫َ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫" َل ي َْق ُ‬


‫سيَرةِ لي ْلت َي ْ ِ‬
‫م ِ‬
‫ن َ‬
‫دو َ‬
‫ل ُ‬ ‫صُر الّر ُ‬

‫‪ 1159‬حدثنا ابن عبد العلى ‪ ،‬حدثنا المعتمر بن سليمان ‪ ،‬عن أبيه‬


‫‪ ،‬أن الحسن ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل يقصر الرجل دون مسيرة ليلتين " *‬

‫ل ‪َ :‬ل "‬ ‫َ‬


‫ن ؟ َقا َ‬
‫دا َ‬ ‫صَلةَ إ َِلى ِ‬
‫مث ْ ِ‬
‫ل ُرو َ‬ ‫" أقْ ُ‬
‫صُر ال ّ‬

‫‪ 1160‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن حميد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قلت للحسن ‪ " :‬أقصر الصلة إلى مثل رودان ؟ قال ‪ :‬ل " *‬

‫ت فَإ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫ذا قَدِ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَإ ِ َ‬
‫دائ ِ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ك وَب َي ْ َ‬ ‫صَلةُ ِفي َ‬
‫ما ب َي ْن َ َ‬ ‫صُر ال ّ‬
‫" ت َْق َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1161‬حدثني يعقوب ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن هشام الدستوائي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال إبراهيم ‪ " :‬تقصر الصلة فيما بينك‬
‫وبين المدائن ‪ ،‬فإذا قدمت فإن شئت صليت ركعتين ‪ ،‬وإن شئت‬
‫صليت أربعا ‪ ،‬قال ‪ :‬فكان أعجب إليه أن يصلي أربعا ‪ ،‬قال ‪ :‬وقال‬
‫سعيد بن جبير ‪ :‬تقصر فيما بينك وبين الصراة ‪ ،‬وذلك سبعة عشر‬
‫فرسخا " *‬

‫ع‬
‫س ُ‬ ‫سيَرةِ ث ََلث َةِ أ َّيام ٍ ‪ ،‬ك ُ ّ‬
‫ل ي َوْم ٍ ت ِ ْ‬ ‫صَلةُ ِفي َ‬
‫م ِ‬ ‫صُر ال ّ‬
‫" ت ُْق َ‬

‫‪ 1162‬حدثنا علي بن سهل الرملي ‪ ،‬حدثنا زيد بن أبي الزرقاء ‪،‬‬


‫عن سفيان ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬تقصر الصلة في‬
‫مسيرة ثلثة أيام ‪ ،‬كل يوم تسع فراسخ " *‬

‫ن"*‬
‫مي ْ ِ‬
‫سيَرةِ ي َوْ َ‬ ‫صَلةُ إ ِّل ِفي َ‬
‫م ِ‬ ‫" َل ت ُْق َ‬
‫صُر ال ّ‬

‫‪ 1163‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا علي بن معبد ‪ ،‬عن‬


‫عبيد الله بن عمرو ‪ ،‬عن عبد الكريم ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل‬
‫تقصر الصلة إل في مسيرة يومين " *‬

‫شئ ْ َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ل ‪ :‬أ َيّ ذ َل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ط ؟ َقا َ‬ ‫صُر إ َِلى َوا ِ‬
‫س ٍ‬
‫َ‬
‫" أقْ ُ‬

‫‪ 1164‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سألت الحكم وأنا بالكوفة ‪ ،‬فقلت ‪ " :‬أقصر إلى واسط ؟‬
‫قال ‪ :‬أي ذلك شئت ‪ ،‬وأحب أن تتم ‪ ،‬وسألت أبا إسحاق فقال ‪:‬‬
‫أي ذلك شئت ‪ ،‬وأحب إلي أن تتم " ثم ذلك بعد قول علماء المة‬
‫في جميع الفاق فإن كان ذلك كالذي وصفنا ‪ ،‬كان معلوما بذلك أن‬
‫قصر عمر الصلة بذي الحليفة ‪ ،‬وقد ابتدأ الخروج من المدينة ‪ ،‬لم‬
‫يكن لنه خرج منها يريد ذا الحليفة ‪ ،‬وأل يجاوزها ‪ ،‬لنه لم يكن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بالذي يخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حكمه ‪ ،‬ول‬
‫سيما في أمر علمه عند جميع المة ‪ ،‬وقد بينا أن ما نقلته علماء‬
‫المة مجمعا عليه ‪ ،‬فعن تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ذلك إياهم ‪ ،‬وبيانه لهم ‪ ،‬في غير موضع من كتبنا ‪ ،‬فأغنى ذلك عن‬
‫إعادته في هذا الموضع ‪ ،‬فإن قال ‪ :‬وما تنكر أن يكون ذلك كان‬
‫من عمر تأويل ظاهر قول الله تعالى ذكره ‪ :‬وإذا ضربتم في‬
‫الرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة إذ كان الشخوص‬
‫من المدينة إلى ذي الحليفة ضربا في الرض ‪ ،‬كما للخارج من‬
‫مدينته إلى قدر مسافة ما بين المدينة وذي الحليفة من الرض ‪ ،‬أو‬
‫أقل من ذلك التيمم إن أعوزه الماء عند حضور الصلة ؟ قيل ‪:‬‬
‫أنكرنا ذلك لما قد بينا من أن عمر لم يكن بالذي يخالف رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فيما علم أمته من شرائع دينهم ‪ ،‬وقد‬
‫بينا أن ما جاء به علماء المة من أمر الدين مستفيضا علمه بينهم ‪،‬‬
‫فعن الله وعن رسوله وقد كان علماء المة تنقل أن قصر الصلة‬
‫في قدر مسافة ما بين المدينة وذي الحليفة غير جائز ‪ ،‬ويجيزون‬
‫أن على من فعل ذلك إعادتها ‪ ،‬فصح بذلك عندنا أن عمر كان على‬
‫مثل الذي هم عليه في ذلك ‪ ،‬وأن القول في ذلك مخالف للقول‬
‫في المسافة التي يجوز لمن قصدها وسارها التيمم ‪ ،‬إذ كانت المة‬
‫قد نقلت إباحة التيمم لمن خرج من مدينته ضاربا في الرض إلى‬
‫أدنى مسافة إذا أعوزه الماء ‪ ،‬ونقلت حظر قصر الصلة في مثل‬
‫ذلك من المسافة ‪ ،‬فكان بينا بذلك اختلف سبيلهما فإن قال‬
‫قائل ‪ :‬قد رويت أن *‬

‫ن‬ ‫" فَصّلى الظ ّهر رك ْعتين وال ْعصر رك ْعتين " ورويت عَ َ‬
‫س بْ ِ‬
‫ن أن َ ِ‬
‫ْ‬ ‫ََ ِ َ‬ ‫ْ َ َ َ َْ ِ َ َ ْ َ َ َ َْ ِ‬ ‫َ‬

‫‪ 1165‬ابن المثنى حدثكم ‪ ،‬عن محمد بن جعفر ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت ميسر بن عمران بن عمير ‪ ،‬يحدث عن أبيه ‪ ،‬عن‬
‫جده ‪ :‬أنه خرج مع عبد الله ‪ ،‬وهو رديفه على بغلة له مسيرة أربعة‬
‫فراسخ ‪ " ،‬فصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين " ورويت عن‬
‫أنس بن مالك وابن محيريز ‪ ،‬وهانئ بن كلثوم وغيرهم أنهم قصروا‬
‫فيما بين الرملة وبيت المقدس ‪ ،‬فكيف تدعي من علماء المة‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫إجماعا على أن قصر الصلة غير جائز في قدر مسافة ما بين‬
‫المدينة وذي الحليفة ؟ قيل ‪ :‬مسافة ما بين المدينة وذي الحليفة‬
‫أقل من أربعة فراسخ ‪ ،‬وأقل من مسافة ما بين الرملة وبيت‬
‫المقدس ‪ ،‬ول أحد ممن روي عنه قصر الصلة في قدر ما ذكرت‬
‫يرى جواز قصرها فيما بين المدينة وذي الحليفة ‪ ،‬أو في قدر ذلك‬
‫من المسافة ‪ ،‬فصح ما قلناه في تأولنا قول ابن السمط الذي‬
‫ذكرناه عنه ‪ ،‬فعل عمر الذي روى عنه على ما بينا وتأولنا ‪ ،‬وليس‬
‫هذا الموضع من موضع البانة عن قدر المسافة التي يجوز قصر‬
‫الصلة لمن سارها ‪ ،‬فنشتغل بالبيان عن صحة ما نقول ‪ :‬فيه‬
‫وفساد ما خالفه ‪ ،‬وإنما اكتفينا بقدر ما بينا من ذلك في هذا‬
‫الموضع ‪ ،‬لن قصدنا فيه كان البانة عن معنى الخبر الذي روينا‬
‫عن ابن السمط ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫وأنه بخلف المعنى الذي يسبق إلى وهم أهل الغباوة ‪ ،‬فإذ كان‬
‫معنى الخبر الذي روينا عن ابن السمط ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ما ذكرنا ‪ ،‬فبين بذلك أن لمن خرج مسافرا‬
‫إلى غاية يجوز له قصر الصلة إليها ‪ ،‬أن له القصر حين يخرج من‬
‫البلدة التي ابتدأ منها سفره فيخلفها وراءه حتى ل يكون شيء منها‬
‫أمامه ‪ ،‬وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قصر بذي الحليفة‬
‫صلته ‪ ،‬وقد خرج من مدينته يريد سفرا تقصر في مثله الصلة ‪،‬‬
‫كان معلوما بذلك أن ما كان خارجا عن مدينته ‪ ،‬مما ليس هو منها‬
‫في معنى ذي الحليفة ‪ ،‬في أن له قصر الصلة عنده ‪ ،‬إذا كان قد‬
‫ابتدأ سفرا إلى غاية تقصر إليها الصلة وبذلك جاءت الخبار عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وأجمعت على القول به علماء‬
‫المة *‬

‫سل ّ َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ْ َ‬
‫وارِد َةِ عَ ْ‬

‫ذكر الخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وعن‬
‫ورود ذلك عنه من الصحابة والتابعين‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سل ّ َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ْ َ‬
‫وارِد َةِ عَ ْ‬
‫‪#‬‬

‫دين َةِ الظ ّهَْر أ َْرب ًَعا‬ ‫م ِبال ْ َ‬


‫م ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1166‬حدثنا صالح بن مسمار المروزي ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن ابن‬


‫المنكدر ‪ ،‬سمع أنس بن مالك ‪ ،‬يقول ‪ " :‬صليت مع النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم بالمدينة الظهر أربعا ‪ ،‬وبذي الحليفة العصر ركعتين‬
‫" حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا ابن المبارك ‪ ،‬عن أسامة بن زيد ‪ ،‬عن‬
‫محمد بن المنكدر ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬بنحوه *‬

‫ذي ال ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫حلي َْفةِ َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن‬ ‫صّلى ال ْعَ ْ‬
‫صَر ب ِ ِ‬ ‫دين َةِ أْرب ًَعا ‪ ،‬وَ َ‬ ‫صّلى الظ ّهَْر ِبال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1167‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪،‬‬


‫عن أبي قلبة ‪ ،‬عن أنس ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "‬
‫صلى الظهر بالمدينة أربعا ‪ ،‬وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين " *‬

‫ن‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ة‬ ‫ف‬


‫َ‬ ‫ي‬‫حل َ‬ ‫ذي ال ْ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫ع‬‫صّلى ال ْ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫عا‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫" صّلى الظ ّهر بال ْمدينة أ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ِ َ ِ َ ِ‬ ‫َ‬

‫‪ 1168‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬وأبو العالية العبدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد‬


‫الوهاب ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬نبئت عن أنس بن مالك ‪ ،‬أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم " صلى الظهر بالمدينة أربعا ‪ ،‬وصلى العصر‬
‫بذي الحليفة ركعتين " حدثنا به ابن بشار ‪ ،‬مرة أخرى فقال ‪ :‬حدثنا‬
‫عبد الوهاب ‪ ،‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن أبي قلبة ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فذكر مثله *‬

‫ن"*‬
‫جد َت َي ْ ِ‬
‫س ْ‬
‫جَرةِ َ‬ ‫صّلى الظ ّهَْر ِبال ّ‬
‫ش َ‬ ‫َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1169‬حدثنا محمد بن معمر ‪ ،‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬حدثنا فليح ‪ ،‬عن‬
‫عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬أنه‬
‫أخبره " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى مكة‬
‫صلى الظهر بالشجرة سجدتين " *‬

‫طاب سْفرى فَنسير ث ََلث َ َ َ‬


‫ل‪،‬‬
‫مَيا ٍ‬
‫ةأ ْ‬ ‫َ ِ ُ‬ ‫خ ّ ِ َ َ‬‫ن ال ْ َ‬
‫مَر ب ْ ِ‬
‫مع َ ع ُ َ‬
‫ج َ‬
‫خُر ُ‬
‫" نَ ْ‬

‫‪ 1170‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬حدثنا بشر بن المفضل ‪ ،‬حدثنا‬


‫الجريري ‪ ،‬عن أبي الورد ‪ ،‬عن اللجلج ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا " نخرج مع عمر‬
‫بن الخطاب سفرى فنسير ثلثة أميال ‪ ،‬ثم نجوز في الصلة ونفطر‬
‫" حدثني يعقوب ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬حدثنا سعيد الجريري ‪ ،‬عن أبي‬
‫الورد بن ثمامة ‪ ،‬عن اللجلج ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا نخرج مع عمر ‪ ،‬فذكر‬
‫مثله *‬

‫َ‬ ‫خص ل َ َ‬
‫ل َوَْل ال ْ ُ ّ ْ‬
‫م أزِد ْ عَلى َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن"*‬

‫‪ 1171‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬حدثنا بشر بن المفضل ‪ ،‬حدثنا‬


‫داود ‪ ،‬عن أبي حرب ‪ ،‬عن أبي السود ‪ ،‬قال ‪ " :‬خرج علي إلى‬
‫الكوفة فحضرت الصلة فرأى خصا من أخصاص أهل البصرة بين‬
‫أيديهم ‪ ،‬فصلى أربعا وقال ‪ :‬لول الخص لم أزد على ركعتين " *‬

‫ص قَ َ‬
‫صْرَنا " *‬ ‫ذا ال ْ ُ‬
‫خ ّ‬ ‫ل َوْ ك ُّنا َ‬
‫جاوَْزَنا هَ َ‬

‫‪ 1172‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬حدثنا داود ‪ ،‬عن أبي‬
‫حرب ‪ :‬أن عليا ‪ " ،‬خرج من البصرة ‪ ،‬فحضرت الصلة ‪ ،‬فرأى‬
‫خصا أمامه فقال ‪ :‬لو كنا جاوزنا هذا الخص قصرنا " *‬

‫م ن َزِد ْ عََلى‬ ‫َ‬


‫ص ‪ ،‬لَ ْ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬
‫خ ّ‬ ‫ما إ ِّنا ل َوْ َ‬
‫جاوَْزَنا هَ َ‬ ‫"أ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1173‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬وعبد العلى ‪ ،‬عن‬
‫داود ‪ ،‬عن أبي حرب بن أبي السود ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج علي فرأى خصا ‪،‬‬
‫وفي حديث عبد العلى ‪ :‬فرأى خصا بين يديه ‪ ،‬فصلى أربعا وقال ‪:‬‬
‫" أما إنا لو جاوزنا هذا الخص ‪ ،‬لم نزد على ركعتين " *‬

‫ن ال ْ ُ‬
‫مث َّنى‬ ‫سرِ ‪َ ،‬وال َْقن ْط ََرةِ " َ‬
‫حد ّث ََنا اب ْ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ج ْ‬ ‫" فَ َ ّ‬
‫صلى َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن ب َي ْ َ‬

‫‪ 1174‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن زيد الفائشي ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجنا مع علي‬
‫بن أبي طالب إلى صفين " فصلى ركعتين بين الجسر ‪ ،‬والقنطرة‬
‫" حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت أبا إسحاق ‪ ،‬يحدث عن عبد الرحمن بن زيد ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجنا‬
‫مع علي فذكر نحوه *‬

‫َ‬ ‫خص ل َ َ‬
‫ن"‬ ‫ذا ال ْ ُ ّ ْ‬
‫م أزِد ْ عَلى َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫ت هَ َ‬
‫جاوَْز ُ‬ ‫" ل َوْ ك ُن ْ ُ‬
‫ت َ‬

‫‪ 1175‬حدثنا يعقوب ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬حدثنا داود بن أبي هند ‪ ،‬عن‬
‫أبي حرب بن أبي السود ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج علي من البصرة يريد‬
‫الكوفة فحضرت الصلة ‪ ،‬فنزل فرأى خصا بين يديه ‪ ،‬فصلى أربعا‬
‫وقال ‪ " :‬لو كنت جاوزت هذا الخص لم أزد على ركعتين " *‬

‫من ْط َل ِقٌ إ َِلى‬


‫سرِ َوال َْقن ْط ََرةِ ‪ ،‬وَهُوَ ُ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫ج ْ‬ ‫صَلةَ ب َي ْ َ‬
‫ي ال ّ‬ ‫" قَ َ‬
‫صَر عَل ِ ّ‬

‫‪ 1176‬حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي ‪ ،‬حدثنا حسين‬


‫الجعفي ‪ ،‬عن زائدة ‪ ،‬عن زهير بن معاوية الجعفي ‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن زيد ‪ ،‬قال ‪ " :‬قصر علي الصلة بين‬
‫الجسر والقنطرة ‪ ،‬وهو منطلق إلى صفين " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كوفَةِ ‪ّ َ ،‬‬
‫جاوََز قَن ْط ََرةَ ال ْ ُ‬
‫صلى َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن"*‬ ‫ج فَ َ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1177‬حدثني يعقوب ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن خالد ‪ ،‬عن أبي‬


‫إسحاق ‪ ،‬أن عليا ‪ ،‬لما " خرج فجاوز قنطرة الكوفة ‪ ،‬صلى ركعتين‬
‫"*‬

‫ن ب َِقن ْط ََرةِ ال ْ ِ‬
‫حيَرةِ " *‬ ‫" فَ َ ّ‬
‫صلى َرك ْعَت َي ْ ِ‬

‫‪ 1178‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن الحجاج ‪ ،‬عن‬


‫عمران بن عمير ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجت مع عبد الله " فصلى‬
‫ركعتين بقنطرة الحيرة " *‬

‫ن هَذِهِ‬
‫م ْ‬
‫ج ِ‬
‫خُر ْ‬ ‫سافِرِ ؟ فََقا َ‬
‫ل‪":‬ا ْ‬ ‫صَلةِ ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫سئ ِ َ‬
‫ل عَ ْ‬ ‫ُ‬

‫‪ 1179‬حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يحيى بن عبد الملك‬


‫بن أبي غنية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬عن جبلة بن سحيم ‪ ،‬عن ابن‬
‫عمر ‪ ،‬قال سئل عن صلة المسافر ؟ فقال ‪ " :‬اخرج من هذه‬
‫الحرة ‪ ،‬ثم اقصر الصلة " *‬

‫صُر ِبال َْقادِ ِ‬ ‫كا َ َ‬


‫سي ّةِ‬ ‫ن اْل ْ‬
‫سوَد ُ ي َْق ُ‬ ‫ف ‪ ،‬وَ َ‬ ‫صَلةَ ِبالن ّ َ‬
‫ج ِ‬ ‫صُر ال ّ‬
‫ة ي َْق ُ‬ ‫ن عَل َْق َ‬
‫م ُ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 1180‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫حصين ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان علقمة يقصر الصلة بالنجف ‪،‬‬
‫وكان السود يقصر بالقادسية " *‬

‫ن‬ ‫من َْها ‪ ،‬وَ َ‬


‫كا َ‬ ‫صُر ِ‬
‫ف ‪ ،‬وَي َْق ُ‬
‫ج ِ‬
‫ن الن ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ة ي ُهِ ّ‬
‫ل ِ‬ ‫ن عَل َْق َ‬
‫م ُ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1181‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬وسلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن‬
‫إدريس ‪ ،‬عن حصين ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان علقمة يهل من‬
‫النجف ‪ ،‬ويقصر منها ‪ ،‬وكان السود يهل من القادسية ويقصر منها‬
‫"*‬

‫" أَ َ‬
‫سَر قَ َ‬
‫صَر‬ ‫جاوََز ال ْ ِ‬
‫ج ْ‬ ‫ج ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما َ‬ ‫خَر َ‬
‫سَرةَ ‪َ ،‬‬
‫مي ْ َ‬
‫ن أَبا َ‬
‫ّ‬

‫‪ 1182‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫أبي إسحاق ‪ " :‬أن أبا ميسرة ‪ ،‬خرج ‪ ،‬فلما جاوز الجسر قصر " *‬

‫صل ّ ْ‬
‫وا َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫ن"*‬ ‫صَلةُ ‪ ،‬فَ َ‬
‫ت ال ّ‬
‫ضَر ِ‬
‫ح َ‬
‫َ‬

‫‪ 1183‬حدثني أبو السائب ‪ ،‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن‬


‫خيثمة ‪ ،‬عن الحارث بن قيس ‪ ،‬قال ‪ " :‬خرجت مع ناس من‬
‫أصحاب عبد الله نريد مكة ‪ ،‬فلما خرجنا من البيوت حضرت الصلة‬
‫‪ ،‬فصلوا ركعتين " *‬

‫ن؟‬ ‫صل ّي ْ َ‬
‫ت َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه‪َ :‬‬ ‫ن فَِقي َ‬ ‫صّلى ب ِظ َهْرِ ال ْ ُ‬
‫كوفَةِ َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫ج فَ َ‬
‫خَر َ‬
‫َ‬

‫‪ 1184‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫العمش ‪ ،‬عن خيثمة ‪ ،‬عن الحارث بن قيس ‪ :‬أنه خرج فصلى‬
‫بظهر الكوفة ركعتين فقيل له ‪ :‬صليت ركعتين ؟ قال ‪ " :‬فأصلي‬
‫اليوم أربعا ‪ ،‬وغدا ركعتين " *‬

‫مك ّ َ‬
‫ة"‬ ‫ريد ُ َ‬ ‫صَر ‪ ،‬وَهُوَ ب ِظ َهْرِ ال ْ ُ‬
‫كوفَةِ ‪ ،‬وَهُوَ ي ُ ِ‬ ‫" قَ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1185‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬عن عنبسة ‪،‬‬
‫عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬عن عيسى بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن عبد الرحمن‬
‫بن أبي ليلى ‪ ،‬أنه " قصر ‪ ،‬وهو بظهر الكوفة ‪ ،‬وهو يريد مكة " *‬

‫صَر " *‬ ‫جاوََز ال ْب ُُيو َ‬


‫ت قَ َ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 1186‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬حدثنا سفيان بن حبيب ‪ ،‬عن‬


‫الشعث ‪ ،‬قال ‪ :‬قال الحسن ‪ " :‬إذا جاوز البيوت قصر " *‬

‫ع‬
‫م َ‬ ‫ن قَد ْ َ‬
‫ج َ‬ ‫م إ ِّل َ‬
‫م ْ‬ ‫م ‪ ،‬وََل ي َت ََقد ّ ْ‬
‫من ْك ُ ْ‬ ‫ج ٌ‬
‫ل ِ‬ ‫م َر ُ‬
‫" ل ِي َت ََقد ّ َ‬

‫‪ 1187‬حدثنا خلد بن أسلم ‪ ،‬أنبأنا النضر بن شميل ‪ ،‬أنبأنا ابن عون‬


‫‪ ،‬قال ‪ :‬لما خرج ابن سيرين إلى ابن هبيرة ‪ ،‬خرج معه عبد الله بن‬
‫يوسف أو يوسف بن عبد الله ‪ ،‬فلما جاوز الحسر الكبر بقليل ‪،‬‬
‫أذن محمد وأقام ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬ليتقدم رجل منكم ‪ ،‬ول يتقدم إل من‬
‫قد جمع القرآن فقال لي ‪ :‬يا أبا الوليد تقدم ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما أنا بفاعل‬
‫حتى تخبرني كم أصلي قال ‪ :‬صل ركعتين ‪ ،‬ثم ليصل بعد كل‬
‫إنسان ما بدا له ‪ ،‬وأظنها كانت صلة الظهر " قال ‪ :‬وحدثني بهذا‬
‫الحديث عبد الله بن يوسف ‪ ،‬أو يوسف بن عبد الله *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫عثمان ‪ :‬بلغني أن قوما يخرجون إلى سوادهم في تجارة أو جباية‬
‫أو جشر ‪ ،‬يعني بقوله ‪ :‬أو جشر ‪ :‬القوم يخرجون بإبلهم ودوابهم‬
‫خارج القرية للرعي ‪ ،‬يقال من ذلك ‪ :‬أصبح بنو فلن جشرا ‪ ،‬إذا‬
‫كانوا يأوون في البل ل يرجعون إلى منازلهم ‪ ،‬يقال ‪ :‬جشرنا دوابنا‬
‫‪ ،‬يعني به ‪ ،‬أخرجناها من القرية للرعي فيما قرب منها ‪ ،‬ويقال ‪:‬‬
‫هو مال جشر ‪ ،‬إذا كان يأوي إلى أهله ‪ ،‬ومنه قول الخطل ‪ :‬يسأله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الصبر من غسان إذ حضروا والحزن ‪ :‬كيف قراه الغلمة الجشر‬
‫يعرفونك رأس ابن الحباب وقد أمسى وللسيف في خيشومه أثر‬
‫ومن الجشر أيضا حديث عبد الله بن عمرو ‪ :‬كنا مع رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم في سفر إذ نزل منزل ‪ ،‬فمنا من يضرب‬
‫خباءه ‪ ،‬ومنا من ينتضل ‪ ،‬ومنا من هو في جشره ‪ ،‬يعني في رعي‬
‫دوابه خارج المنزل قريبا منه ‪ ،‬والجشر أيضا حجارة تنبت بسواحل‬
‫البحار ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬جشر الساحل يجشر جشرا ‪ .‬والجشرة ‪ ،‬سعال‬
‫يأخذ البعير في صدره ‪ ،‬يقال منه أيضا ‪ :‬جشر البعير يجشر جشرا ‪،‬‬
‫ومنه قول الشاعر ‪ :‬فهذه جشرة في حلق أولكم فكلكم يا بني‬
‫حمان مزكوم ويقال ‪ :‬جشر الصبح ‪ ،‬إذا طلع يجشر جشورا ‪ ،‬ومنه‬
‫قولهم ‪ :‬اصطبح فلن الجاشرية ‪ ،‬وذلك إذا شرب مع الصبح‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫مَر ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ث عُ َ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من حديث عمر ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‬

‫صّلى ‪#‬‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫مَر ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ث عُ َ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫َ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ي َر ُ‬ ‫ست ّةِ ال ّ ِ‬
‫ذي ت ُوُفّ َ‬ ‫شوَرى ِفي هَؤَُلِء ال ّ‬
‫مٌر َفال ّ‬ ‫ج َ‬
‫ل ِبي أ ْ‬ ‫" عَ ِ‬

‫‪ 1188‬حدثنا إبراهيم بن سعيد ‪ ،‬حدثنا أبو أحمد الزبيري ‪ ،‬عن‬


‫إسرائيل ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عمرو بن ميمون ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬أنه‬
‫قال ‪ :‬إن " عجل بي أمر فالشورى في هؤلء الستة الذي توفي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض " يعني عثمان‬
‫وعليا والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي‬
‫وقاص ‪ .‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو بكر ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن ميمون ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عمر بن الخطاب عند الوصية ‪ :‬ادعوا‬
‫لي هؤلء النفر الذين قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم‬
‫راض قال ‪ :‬وعمرو شاهده ‪ ,‬قال أبو كريب ‪ :‬قال أبو بكر ‪ :‬ثم أتيت‬
‫حصينا فاستحرجته ‪ ،‬فحدثني عن عمرو بن ميمون ‪ ،‬عن عمر بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الخطاب ‪ ،‬مثله القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح‬
‫سنده ‪ ،‬ل علة فيه توهنه ‪ ،‬ول سبب يضعفه وقد وافق عمرو بن‬
‫ميمون في روايته عن عمر غير واحد ذكر من وافق عمرو بن‬
‫ميمون في روايته ذلك عن عمر *‬

‫كون ‪ ،‬موتي فَ َ‬ ‫َ‬


‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫جأةً ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ ِْ‬ ‫ن يَ ُ َ‬ ‫" أَ ْ‬
‫خ َ‬
‫شى أ ْ‬

‫‪ 1189‬حدثني محمد بن إبراهيم النماطي ‪ ،‬حدثنا شجاع بن‬


‫أشرس ‪ ،‬حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ‪ ،‬عن زيد بن‬
‫أسلم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬خطب عمر بن الخطاب الناس فقال ‪" :‬‬
‫أخشى أن يكون ‪ ،‬موتي فجأة ‪ ،‬فإن كان ذلك ‪ ،‬فإني أشهدكم أن‬
‫المر إلى هؤلء النفر الستة الذين توفي رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم وهو عنهم راض ‪ :‬عثمان وعلي وعبد الرحمن والزبير‬
‫وطلحة وسعد " *‬

‫َ‬ ‫م َل ‪َ ،‬والل ّهِ َل أ َد ْ ُ‬


‫مًتا‬ ‫دا ‪ ،‬فَهَب ِْني َ‬
‫ص ْ‬ ‫خ ُ‬
‫ل ِفيهِ أب َ ً‬ ‫الل ّهُ ّ‬

‫‪ 1190‬حدثنا سلم بن جنادة ‪ ،‬حدثنا سليمان بن عبد العزيز بن أبي‬


‫ثابت ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن عبد الله بن جعفر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن المسور‬
‫بن مخرمة ‪ ،‬وكانت ‪ ،‬أمه عاتكة بنت عوف ‪ :‬أن عمر ‪ ،‬دعا عبد‬
‫الرحمن بن عوف فقال ‪ " :‬إني أريد أن أعهد ‪ ،‬إليك فقال ‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين ‪ :‬نعم ‪ ،‬إن أشرت على قبلت ‪ ،‬قال ‪ :‬وما تريد ؟ قال ‪:‬‬
‫أنشدك بالله أتشير علي بذلك ؟ قال ‪ :‬اللهم ل ‪ ،‬والله ل أدخل فيه‬
‫أبدا ‪ ،‬فهبني صمتا حتى أعهد إلى النفر الذين توفي رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ‪ ،‬ادع لي عليا وعثمان‬
‫والزبير وسعدا ‪ ،‬قال ‪ :‬وانتظروا طلحة أخاكم ‪ ،‬فإن جاء وإل‬
‫فاقضوا أمركم " القول في ما في هذا الخبر من الفقه والذي في‬
‫هذا الخبر من الفقه ‪ ،‬الدللة على أن عمر كان من مذهبه أن أحق‬
‫الناس بالمامة وأولهم بعقد الخلفة أفضلهم دينا ‪ ،‬وأنه ل حق‬
‫للمفضول فيها مع الفاضل ‪ ،‬ولذلك جعلها غير خارجة ‪ ،‬من بعد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مضيه لسبيله في النفر الستة الذين سماهم ‪ ،‬الذين توفي رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ‪ ،‬إذ لم يكن فيمن‬
‫ينسب إلى السلم يومئذ بعده أحد له منزلتهم من الدين ‪ ،‬في‬
‫الهجرة والسابقة والفضل والعلم والمعرفة بسياسة المة ‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك من المنهاج مضى من كان قبله ‪ ،‬وخلفه الراشدون من الئمة‬
‫بعده ‪ .‬ذكر الرواية عن بعض من حضرنا ذكره ممن نقلت عنه‬
‫الموافقة لعمر في ذلك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم وعليهم أجمعين ‪* .‬‬

‫َ‬ ‫ل ل ِط َل ْح َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ة ‪ :‬أِبالل ّهِ ت َُفّرقُِني ‪ ,‬أ ْ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫جل َ ُ‬
‫سوهُ فََقا َ‬ ‫سوِني فَأ ْ‬
‫جل ِ ُ‬
‫""أ ْ‬

‫‪ 1191‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا سلمة ‪ ،‬عن ابن إسحاق ‪ ،‬عن‬


‫الزهري ‪ ،‬عن القاسم بن محمد ‪ ،‬عن أسماء بنت عميس ‪ ،‬قالت ‪:‬‬
‫دخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر فقال ‪ :‬استخلفت على‬
‫الناس عمر ‪ ،‬وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه ‪ ،‬فكيف به‬
‫إذا خل بهم ؟ وأنت لق ربك فسائلك عن رعيتك ‪ ،‬فقال أبو بكر ‪،‬‬
‫وكان مضطجعا ‪ " " :‬أجلسوني فأجلسوه فقال لطلحة ‪ :‬أبالله‬
‫تفرقني ‪ ,‬أم بالله تخوفني ‪ ،‬إذا لقيت الله ربي فساءلني ‪ ،‬قلت ‪:‬‬
‫استخلفت على أهلك خير أهلك " " حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا سلمة ‪،‬‬
‫عن ابن إسحاق ‪ ،‬عن محمد بن عبد الرحمن بن الحصين ‪ ،‬مثل‬
‫ذلك *‬

‫ل ‪ :‬فََقا َ َ‬ ‫م أ َُباي ِعْ َ‬


‫ما‬
‫ل أُبو عُب َي ْد َةَ ‪َ :‬‬ ‫ك ‪َ ،‬قا َ‬ ‫" هَل ُ ّ‬

‫‪ 1192‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬ويعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا العوام ‪ ،‬عن إبراهيم التيمي ‪ :‬أن عمر بن الخطاب ‪ ،‬أخذ بيد‬
‫أبي عبيدة بن الجراح فقال ‪ " :‬هلم أبايعك ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال أبو‬
‫عبيدة ‪ :‬ما رأيت منك هفوة في السلم قبلها ‪ ،‬أتبايعني ‪ -‬قال أبو‬
‫كريب ‪ - :‬وفيكم ثاني اثنين ؟ وقال يعقوب ‪ :‬وفيكم الصديق ثاني‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫اثنين ‪ :‬قال أبو كريب ‪ :‬هفوة ‪ ،‬وقال يعقوب ‪ :‬ما رأيت منك فهة‬
‫في السلم " *‬

‫مَر ؟ َقاُلوا‬ ‫" أ َيسرك ُم أ َن فيك ُ َ‬


‫ن عُ َ‬
‫م ْ‬
‫خي ٌْر ِ‬ ‫ن ك ُل ّهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫م أْرب َِعي َ‬
‫َ ُ ّ ْ ّ ِ ْ‬

‫‪ 1193‬حدثنا عمران بن موسى البصري ‪ ،‬حدثنا عبد الوارث بن‬


‫سعيد ‪ ،‬حدثنا يونس ‪ ،‬عن الحسن ‪ :‬أن بريدا ‪ ،‬قدم على حذيفة بن‬
‫اليمان من عند عمر ‪ ،‬ولما قضى حوائجه قال حذيفة ‪ " :‬أيسركم‬
‫أن فيكم أربعين كلهم خير من عمر ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬وما يمنعنا ؟‬
‫قال ‪ :‬فثلثون ‪ ،‬فعشرون فعشرة قال ‪ :‬حتى بلغ واحدا قال ‪ :‬لو‬
‫أن فيكم خيرا من عمر لذهبتم سفال ‪ ،‬وإن الناس ل يزالون ينمون‬
‫صعدا ما كان عليهم خيارهم " *‬

‫ق فََباي َعَْناهُ " *‬ ‫ُ‬


‫فو‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ها‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ع‬‫" ما أ َل َونا عَن أ َ‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬

‫‪ 1194‬حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني ‪ ،‬حدثنا مصعب بن‬


‫المقدام ‪ ،‬حدثنا إسرائيل ‪ ،‬حدثنا أبو إسحاق ‪ ،‬عن حارثة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت عبد الله بن مسعود ‪ ،‬وقدم علينا ببيعة عثمان ‪ ،‬فحمد الله‬
‫وأثنى عليه ثم قال ‪ " :‬ما ألونا عن أعلها ذا فوق فبايعناه " *‬

‫ذا ُفو ٍ‬
‫ق"*‬ ‫ن أ َعَْل َ‬
‫ها َ‬ ‫َ‬
‫ما أل َوَْنا عَ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1195‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة‬


‫‪ ،‬عن المغيرة ‪ ،‬عن القعقاع ‪ :‬أنه سمع إسماعيل بن عتاب ‪ ،‬أنه‬
‫سمع عبد الله ‪ ،‬حين قدم من المدينة ‪ ،‬فجاء بقتل عمر وبيعة‬
‫عثمان فقال ‪ " :‬ما ألونا عن أعلها ذا فوق " *‬

‫م ن َأ ْ ُ‬
‫ل‬ ‫خل َْفَنا ‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ت وََقا َ‬
‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬
‫ما ْ‬ ‫مّرا ٍ‬ ‫كى ث ََل َ‬
‫ث َ‬ ‫" فَب َ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1196‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬حدثنا أبو‬


‫عوانة ‪ ،‬عن المغيرة ‪ ،‬عن القعقاع ‪ ،‬عن قدامة بن عتاب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قدم علينا ابن مسعود بقتل عمر وبيعة عثمان قال ‪ " :‬فبكى ثلث‬
‫مرات وقال ‪ :‬ثم استخلفنا ‪ ،‬ولم نأل عن أعلها ذا فوق " *‬

‫ل ‪ :‬ما أ َل َونا عَ َ‬
‫ذا‬ ‫ن أعَْلهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ن فََقا َ‬
‫ما َ‬ ‫" وَقَدِ َ‬
‫م ب ِب َي ْعَةِ عُث ْ َ‬

‫‪ 1197‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن المغيرة ‪ ،‬قال أبو‬


‫جعفر ‪ :‬أحسبه أنا عن القعقاع ‪ ،‬عن قدامة بن عتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬قدم‬
‫علينا عبد الله بن مسعود بنعي عمر ‪ ،‬فذكر موته ‪ ،‬فجعل يبكي‬
‫كلما ذكره قال ‪ " :‬وقدم ببيعة عثمان فقال ‪ :‬ما ألونا عن أعلهم ذا‬
‫فوق " *‬

‫م ن َأ ْ ُ‬
‫ل‬ ‫ي ‪ ،‬لَ ْ‬
‫ن ب َِق َ‬
‫م ْ‬
‫خي َْر َ‬
‫مْرَنا َ‬ ‫َ‬
‫ن"أ ّ‬ ‫ف عُث ْ َ‬
‫ما ُ‬ ‫خل ِ َ‬
‫ست ُ ْ‬ ‫لَ ّ‬
‫ما ا ْ‬

‫‪ 1198‬حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ‪ ،‬حدثنا محمد بن بشر ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت إسماعيل بن أبي خالد ‪ ،‬عن حكيم بن جابر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال عبد الله ‪ :‬لما استخلف عثمان " أمرنا خير من بقي ‪ ،‬لم نأل "‬
‫*‬

‫حب ِك ُ ْ‬
‫م ؟ َقا َ‬
‫ل‬ ‫صا ِ‬ ‫س عَل َي ْهِ ؟ اب ْ ُ‬
‫ن َ‬ ‫معَ الّنا ُ‬
‫جت َ َ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬
‫ذي ا ْ‬ ‫ن هَ َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬

‫‪ 1199‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت‬


‫يحيى بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت القاسم بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬توفي‬
‫رسول الله وعمرو بن العاص بعمان أو بالبحرين ‪ ،‬فبلغتهم وفاة‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتماع الناس على أبي بكر ‪،‬‬
‫فقال له أهل الرض ‪ :‬من هذا الذي اجتمع الناس عليه ؟ ابن‬
‫صاحبكم ؟ قال ‪ " :‬ل ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فأخوه ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ,‬قالوا ‪ :‬فأقرب‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الناس إليه ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ,‬قالوا ‪ :‬فما شأنه ؟ قلت ‪ :‬اختاروا خيرهم‬
‫فأمروه ‪ ,‬فقالوا ‪ :‬لن يزالوا بخير ما فعلوا هذا *‬

‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ُ‬


‫ت‬
‫كان َ ْ‬ ‫حاَءك ُ ْ‬
‫م َ‬
‫س َ‬ ‫ن أغْن َِياؤُك ُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ َ‬
‫خَياَرك ُ ْ‬ ‫مَراؤُك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫تأ َ‬ ‫" َ‬
‫كان َ ْ‬
‫ُ‬
‫موُرك ُ ْ‬
‫م‬ ‫أ ُ‬

‫‪ 1200‬حدثني عبد الله بن أبي زياد ‪ ،‬حدثنا سيار ‪ ،‬حدثنا صالح‬


‫المري ‪ ،‬عن الجريري ‪ ،‬عن أبي عثمان النهدي ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬إذا " كانت أمراؤكم‬
‫خياركم ‪ ،‬وكان أغنياؤكم سمحاءكم ‪ ،‬وكانت أموركم شورى بينكم ‪،‬‬
‫فظهر الرض خير لكم من بطنها ‪ ،‬وإذا كان أمراؤكم شراركم ‪،‬‬
‫وكان أغنياؤكم بخلءكم ‪ ،‬وكانت أموركم إلى نسائكم ‪ ،‬فبطن‬
‫الرض خير لكم من ظهرها " *‬

‫ك ل ِتبل ّغَهم عَنى وتبل ّغَِني عَنهم ‪ ،‬فَأ َنبئ ْه َ‬


‫ن عَل َ َ‬
‫م‬ ‫مأ ّ‬‫ِْ ُ ْ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫ََُ‬ ‫ما ب َعَث ْت ُ َ ُ َ ُ ْ َ‬
‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 1201‬حدثنا عمران بن موسى القزاز ‪ ،‬حدثنا عبد الوارث بن‬


‫سعيد ‪ ،‬حدثنا يونس ‪ ،‬عن الحسن ‪ :‬أن بني إسرائيل ‪ ،‬سألوا‬
‫موسى فقالوا ‪ :‬لست كل ساعة معنا ‪ ،‬تحدث أشياء ول نقدر‬
‫نسألك ‪ ،‬وإنها تكون أمور وأشياء ‪ ،‬فسل لنا ربك يبين لنا علم‬
‫رضاه عنا ‪ ،‬وعلم سخطه علينا فقال ‪ :‬اتقوا الله ‪ ،‬يا بني إسرائيل ‪،‬‬
‫فأوحى الله عز وجل إليه ‪ :‬يا موسى ‪ ،‬عما سألك بنو إسرائيل ؟‬
‫قال ‪ :‬يا رب ‪ ،‬سألوا عما سمعت ‪ ،‬قال عمران ‪ :‬قال أبو عبيدة ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬ل أدري في هذا الحديث أو في غيره قال ‪ " :‬إنما بعثتك‬
‫لتبلغهم عنى وتبلغني عنهم ‪ ،‬فأنبئهم أن علم رضاي عنهم أن‬
‫أستعمل عليهم خيارهم ‪ ،‬وأن علم سخطي عليهم أن أستعمل‬
‫عليهم شرارهم " *‬

‫ضب ِهِ عَل َي َْنا وَِبآي َةِ رِ َ‬


‫ضاهُ عَّنا ‪,‬‬ ‫ك فَل ْي ُ ْ‬
‫خب ِْرَنا ِبآي َةِ غَ َ‬ ‫ل ل ََنا َرب ّ َ‬
‫س ْ‬
‫َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1202‬حدثنا ابن عبد العلى ‪ ،‬حدثنا المعتمر بن سليمان ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫سمعت عبيد الله يعني ابن عمر ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬عن عطاء بن يسار ‪،‬‬
‫أنه حدثه ‪ :‬أن قوم موسى قالوا ‪ :‬يا موسى ‪ ،‬سل لنا ربك فليخبرنا‬
‫بآية غضبه علينا وبآية رضاه عنا ‪ ,‬وأنه سأل الله عز وجل عن ذلك‬
‫فقال ‪ :‬يا موسى ‪ ،‬أخبرهم أن آية رضاي عنهم ‪ ،‬إذا رأوني‬
‫استعملت عليهم خيارهم ‪ ،‬وأنزلت عليهم المطر في إبانه وفي‬
‫زمانه ‪ ،‬وأن آية غضبي عليهم ‪ ،‬إذا رأوني استعملت عليهم شرارهم‬
‫‪ ،‬وأنزلت عليهم المطر في غير إبانه وفي غير زمانه " فإن قال‬
‫قائل ‪ :‬وكيف يكون في الخبر الذي ذكرت عن عمر دللة على ما‬
‫وصفت ‪ ،‬من أن مذهبه كان أن أحق الناس بالمامة وأولهم بعقد‬
‫الخلفة أفضلهم ‪ ،‬وأن ل حق للمفضول فيها على الفاضل ‪ ،‬وقد‬
‫جعل المر شورى بين ستة ‪ ،‬ول شك أنه لم يكن هو ول غيره‬
‫يشكون أن ممن في الستة الذين جعلهم في الشورى من هو‬
‫أفضل من غيره منهم ‪ ،‬وقد أدخل المفضول فيهم ‪ ،‬وفي إدخاله‬
‫إياه معهم الدللة الواضحة على أنه قد كان من مذهبه أن‬
‫المفضول قد يصلح للخلفة ‪ ،‬ويجوز له عقد المامة ‪ .‬قيل ‪ :‬إن‬
‫المر في ذلك بخلف ما إليه ذهبت ‪ ،‬وغير الذي توهمت ‪ ،‬وإنما‬
‫أدخل رحمة الله عليه الذين ذكرت في الشورى للمشاورة‬
‫والجتهاد في النظر للمة ‪ ،‬إذ كان واثقا عند نفسه منهم بأنهم ل‬
‫يألون للمسلمين نصحا فيما اجتمعوا عليه ‪ ،‬وأن المفضول منهم ل‬
‫يترك والتقدم على الفاضل ‪ ،‬ول يسلم له طلب منزلة غيره أحق‬
‫بها منه ‪ ،‬وكان مع ذلك عالما برضي المة بمن رضي به النفر‬
‫الستة الذين جعل إليهم المر ‪ ،‬وبقناعتها بمن اختاروه لمرها‬
‫وقلدوه سياستها ‪ ،‬إذ كان الناس لهم تبعا ‪ ،‬وكانوا للناس أئمة‬
‫وقادة ‪ ،‬ل أنه كان يرى أن للمفضول منهم مع الفاضل حقا في‬
‫المامة ‪ ،‬وأنه كان ل يعرف الفاضل منهم والمفضول ‪ ،‬والمستحق‬
‫منهم المر بعده وفيه أيضا الدللة على بطول ما قاله أهل المامة‬
‫من أنها في أعيان وأشخاص قد بينت ‪ ،‬ووقف عليها رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم أمته ‪ ،‬فل حاجة بهم إلى التشاور فيمن تقلده‬
‫أمرها وتوليه سياستها ‪ ،‬لبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫لهم أهلها المستحقين لها في كل وقت وزمان بأعيانها ‪ ,‬وذلك أن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عمر جعلها شورى بين النفر الستة الذين ذكرنا ‪ ،‬ليجتهدوا في‬
‫أولهم بها فيقلدوه القيام بها ‪ ،‬فلم ينكر ما فعل من ذلك من أهل‬
‫السلم يومئذ أحد ‪ ،‬ل من النفر الستة الذين هم أهل الشورى ‪ ،‬ول‬
‫من غيرهم من المهاجرين والنصار ولو كان فيهم من قد كان‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أوقف عليه بعينه ونصه لمته ‪،‬‬
‫وجعل له المر من بعده ‪ ،‬كان حريا أن يقول منهم قائل ‪ :‬وما وجه‬
‫التشاور في أمر قد كفيناه ببيان الله لنا على لسان رسوله صلى‬
‫الله عليه وسلم ؟ وفي تسليم جميعهم له ما فعل ‪ ،‬ورضاهم بما‬
‫صنع وتركهم النكير عليه ‪ ،‬أبين البيان وأوضح البرهان على أن‬
‫القوم لم يكن عندهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في‬
‫شخص بعينه عهد في ذلك الوقت ‪ ،‬وأن الذي كان عندهم في ذلك‬
‫من العهد منه إليهم كان وقفا على موصوف بصفات احتاجوا إلى‬
‫إدراكها بالستنباط والجتهاد ‪ ،‬فرضوا وسلموا له ما فعل من رده‬
‫المر في ذلك إلى النفر الذين رده إليهم ‪ ،‬إذ كانوا يومئذ هم أهل‬
‫المانة على الدين وأهله ‪ ،‬ومن ل يشك في نصحه للسلم وأسبابه‬
‫‪ ،‬وأن ما جعل إليهم من المر إنما هو أمر يدرك بالجتهاد‬
‫والستنباط ‪ ،‬غير موقوف عليه إل بصفته ‪ ،‬ل باسم شخص بعينه‬
‫ونسبه وفيه أيضا الدللة على أن الجماعة الموثوق بأديانهم‬
‫ونصيحتهم السلم وأهله ‪ ،‬إذا عقدوا عقد الخلفة لبعض من هو‬
‫أهلها عن تشاور منهم واجتهاد ونظر لهل السلم ‪ ،‬فليس لغيرهم‬
‫من المسلمين حل ذلك العقد ‪ ،‬ممن لم يحضر عقدهم وتشاورهم ‪،‬‬
‫إذ كان العاقدون قد أصابوا الحق فيه ‪ ,‬وذلك أن عمر أفرد بالنظر‬
‫في المر النفر الستة ‪ ،‬ولم يجعل لغيرهم فيما فعلوا وعقدوا من‬
‫عقد العتراض ‪ ،‬وسلم ذلك من فعله جميعهم ‪ ،‬فلم ينكره منهم‬
‫منكر ‪ ،‬ولو كان العقد في ذلك ل يصح إل باجتماع المة عليه ‪ ،‬لكان‬
‫خليقا أن يقول له منهم قائل ‪ :‬إن الحق الواجب بالعقد الذي‬
‫خصصت بالقيام به هؤلء النفر الستة ‪ ،‬لم يخص به هؤلء دون‬
‫سائر المة ؟ بل الجميع منهم في ذلك شركاء ‪ ،‬إذ كان ذلك إلزامه‬
‫جميعهم له حقا ‪ ،‬وإلزامه لجميعهم مثله ولكن القوم لما كان المر‬
‫في ذلك عندهم على ما وصفت ‪ ،‬سلموا وانقادوا ‪ ،‬فلم يعترض‬
‫منهم فيه متعرض ‪ ،‬ولم ينكره منهم منكر وفيه أيضا الدللة على‬
‫أنه كان من مذهبه أن ما كان من أمور الدين بالجتهاد مستنبطا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وبالنظر مدركا فمرده إلى أهل العلم بأصوله ‪ ،‬ومصدور في اللزم‬
‫فيه عما قالوا ‪ ،‬أو حكموا فيه ‪ ،‬وذلك أنه جعل للمراء في اختيار‬
‫أولى الستة بأمر المة إليهم ‪ ،‬وأفردهم بذلك دون سائر المة‬
‫غيرهم ‪ ،‬وألزم عقدهم من عقدوا له من سواهم من الرعية ‪ ،‬إذ‬
‫كانوا يومئذ أعلم المة بما جعل إليهم من ذلك وأنصحهم لهم ‪،‬‬
‫وأعرفهم بالمعاني التي بها يستحق أن يعقد عقد الخلفة لمن تعقد‬
‫له ‪ ,‬فكذلك الواجب في كل ما كان من أمر الدين بالجتهاد مدركا‬
‫وبالنظر مستنبطا ‪ ،‬أن يكون إلى أهل العلم به مردودا ‪ ،‬وعما قالوا‬
‫فيه وحكموا مصدورا ‪ ،‬دون غيرهم من سائر المة ‪ ،‬وأن ل يكون‬
‫لغيرهم ‪ ،‬من أهل الغباء ‪ ،‬ول لمن ل علم له به ول معرفة رأي ‪ ،‬بل‬
‫الواجب عليهم التسليم لما رأوا وقالوا ‪ ،‬والنقياد لما حكموا وقضوا‬
‫‪ ،‬كما ألزم عمر عقد أهل الشورى لمن عقدوا سائر المة ‪ ،‬ولم‬
‫يجعل لغيرهم معهم في ما ألزموا وقضوا في ذلك مقال ول نظرا‬
‫أو رأيا ‪ ،‬بل الواجب التسليم لهم والنقياد لحكمهم *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫عمر لعبد الرحمن ‪ :‬فهبني صمتا حتى أعهد إلى النفر الذين توفي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ‪ ،‬يعني بقوله ‪:‬‬
‫هبني ‪ ،‬هب لي ‪ ،‬كما يقال ‪ :‬صادني صيدا ‪ ،‬بمعنى ‪ :‬صاد لي كما‬
‫قال نابغة بنى ذبيان ‪ :‬فتصيدنا العير المدل بحضره قبل الونى ‪،‬‬
‫والشعب النباحا وهذه كلمة ل أذكر أنى سمعتها إل في هذا‬
‫الحديث ‪ ،‬فإن كانت محفوظة ‪ ،‬فجائز في الكلم أن يقال ‪ :‬وهبت‬
‫له درهما ووهبته درهما ‪ ،‬كما يقال ‪ :‬صدته صيدا ‪ ،‬وصدت له‬
‫صيدا ‪ ،‬وشكرته صنيعه ‪ ،‬وشكرت له صنيعه ‪ ،‬كما قال أبو نخيلة‬
‫السعدي ‪ :‬شكرتك ‪ ،‬إن الشكر حبل من التقى وما كل من أوليته‬
‫نعمة يقضي فقال ‪ :‬شكرتك ‪ ،‬وهو في كتاب الله عز وجل ‪:‬‬
‫واشكروا له ‪ ،‬وأما قول أبي عبيدة بن الجراح لعمر ‪ :‬ما رأيت منك‬
‫فهة ‪ ،‬يعني بقوله ‪ :‬فهة ‪ ،‬زلة وسقطة ‪ ،‬يقال فه فلن فهو يفه فها‬
‫وفهاهة ‪ ،‬والفهة الفعلة منه ‪ ،‬وقد فههت يا فلن ‪ ،‬وأنت رجل فه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وفهيه ‪ ،‬ومنه قول الشاعر ‪ :‬فلم تلفني فها ‪ ،‬ولم تلف حجتي‬
‫ملجلجة أبغي لها من يقيمها وأما قول عبد الله ‪ :‬ما ألونا عن أعلها‬
‫ذا فوق ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ :‬ما ألونا ‪ ،‬ما قصرنا ‪ ,‬وما تركنا الجهد ‪،‬‬
‫وفيه لغتان ‪ :‬ما ألونا بالتخفيف ‪ ،‬ما ألونا ‪ ،‬بالتشديد ويقال منه ‪ :‬أل‬
‫فلن في هذا المر ‪ ،‬وأل ‪ ،‬إذا قصر وترك جهده ‪ ،‬ومن التشديد في‬
‫ذلك قول العجاج ‪ :‬وعظة إن نفس حر بلت أو أدركت بالجهد ما قد‬
‫ألت يعني بقوله ‪ :‬ما قد ألت ‪ ،‬ما قد تركت الجهد ‪ ,‬وأما هذيل ‪،‬‬
‫فإن في لغتها إذا قالت ‪ :‬ما آلوه ما أستطيعه ‪ ،‬ومن ذلك قول‬
‫شاعرهم ‪ :‬جهراء ل تألو إذا هي أظهرت بصرا ول من عيلة تغنيني‬
‫يعني بقوله ‪ :‬ل تألوا بصرا ‪ ،‬ل تستطيع ‪ .‬وقد تستعمل العرب ذلك‬
‫إذا شددوا اللم منه في غير هذا المعنى ‪ ،‬فتقول ‪ :‬قد أل فلن فهو‬
‫يئل أل ‪ ،‬بتشديد اللم ‪ ،‬وذلك إذا مر مرا سريعا فويق العنق ‪ .‬وأما‬
‫قولهم ‪ :‬آل ‪ ،‬بمد اللف وتخفيف اللم ‪ ،‬فإنه من غير هذا كله ‪ ،‬وله‬
‫معنيان ‪ :‬أحدهما ‪ :‬الرجوع ‪ ،‬يقال في ذلك ‪ :‬آل فلن يئول أول ‪،‬‬
‫وذلك إذا رجع ‪ ،‬وآل القطران إذا خثر ‪ .‬والثاني قولهم ‪ :‬آل فلن‬
‫ماله ‪ ،‬فهو يئوله ‪ ،‬وذلك إذا أصلحه وأحسن سياسته ‪ ،‬ومنه قول‬
‫لبيد بن ربيعة العامري ‪ :‬بصبوح غانية وجذب كرينة بموتر تأتاله‬
‫إبهامها يعني بقوله ‪ :‬تأتاله تصلحه ‪ ،‬وهو يفتعله من آل كما يقال ‪:‬‬
‫هو يقتاله من قلت ‪ ،‬ويكتاله ‪ ،‬من كلت ‪ .‬وأما قولهم ‪ :‬قد وأل فلن‬
‫فهو من غير ذلك كله ‪ ،‬وإنما يقال ذلك للرجل إذا نجا بنفسه من‬
‫مخافة ‪ ،‬فصار في حرز ‪ ،‬والحرز هو الموئل ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬وأل فلن‬
‫فهو يئل وأل ووءول ‪ ،‬ومنه قول أعشى بنى ثعلبة ‪ :‬وقد أخالس رب‬
‫البيت غفلته وقد يحاذر مني ثم ما يئل يعني بقوله ‪ :‬ثم ما يئل ثم‬
‫ما ينجو ول يتحرز ‪ ،‬وأما قوله ‪ :‬عن أعلها ذا فوق ‪ ،‬فإنه يعني‬
‫بقوله ‪ " :‬عن أعلها " عن أعلى المة ‪ ،‬والهاء في أعلها كناية عن‬
‫المة ‪ ،‬ويريد بقوله ‪ :‬عن أعلها ‪ ،‬عن أرفعها وأفضلها ‪ .‬وأما قوله ‪:‬‬
‫" ذا فوق " فإنه يعني سهما قد أصلح فوقه ‪ ،‬وفوق السهم مجرى‬
‫الوتر فيه ‪ ،‬والفوق جمع واحده فوقة ‪ ،‬يدل على ذلك قول‬
‫الفرزدق ‪ :‬ولكن وجدت السهم أهون فوقة عليك ‪ ،‬وقد أودى دم‬
‫أنت طالبه وقد يجمع الفوقة فوق وأفواق ‪ ،‬ومن الفوق قول رؤبة‬
‫بن العجاج ‪ :‬كسر من عينيه تقويم الفوق وما بعينيه عواوير البخق‬
‫وفي الفوق لغة أخرى ‪ ،‬وهو الفقا مقلوب ‪ ،‬يقال ‪ :‬هذه فوقها‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وفقاها ‪ ،‬ومن الفقا قول الشاعر ‪ :‬ونبلي وفقاها كعراقيب قطا‬
‫طحل وهذا الجمع على أن واحده فقوة ‪ .‬وقد ذكر بعضهم عن‬
‫المفضل الضبي أنه كان ينشد بيت الفرزدق الذي ذكرناه قبل ‪" :‬‬
‫أهون فقوة عليك " ‪ ،‬وكأن من قال ‪ " :‬فقوة " قلب الحرف ‪،‬‬
‫فنقل اللم إلى موضع العين من السم ‪ ،‬كما يقال ‪ :‬جذبه فلن‬
‫وجبذه ‪ .‬وإنما أراد عبد الله فيما نرى بقوله هذا ‪ ،‬والله أعلم ‪ :‬ما‬
‫قصرنا ول تركنا الجهد عن الختيار للمة أفضلها وأرفعها سهما‬
‫ونصيبا وحظا في السلم والخير والسابقة والفضل ‪ .‬وأما قول‬
‫عطاء بن يسار ‪ :‬إن بني إسرائيل قالوا لموسى ‪ :‬سل لنا ربك‬
‫فليخبرنا بآية غضبه علينا وآية رضاه عنا ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ :‬بآية‬
‫غضبه ‪ ،‬بعلمة غضبه ‪ ،‬والية هي العلمة ‪ ،‬من ذلك قول كعب بن‬
‫زهير بن أبي سلمى ‪ .‬أل أبلغا هذا المعرض آية أيقظان قال القول‬
‫إذ قال ‪ :‬أم حكم يعني بقوله ‪ :‬آية ‪ ،‬علمة ‪ ،‬ومن ذلك قول الرجل‬
‫لصاحبه ‪ :‬آية ما بيني وبينك كذا وكذا ‪ ،‬يعني علمة ما بيني وبينك‬

‫ن‬
‫ه ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ض َ‬
‫مَر َر ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار عمر رضي الله عنه ‪ ،‬عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‬

‫ن‪#‬‬
‫ه ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ض َ‬
‫مَر َر ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عُ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ة*‬ ‫ن ب َِها ب َعْد َ َ‬


‫ك َرات ِب َ ً‬ ‫خ ُ‬
‫ذو َ‬ ‫ة ي ُؤْ َ‬
‫جْزي َ ً‬
‫ن ِ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬ ‫" إِ ْ‬

‫‪ 1203‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن حارثة بن مضرب ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء ناس من أهل‬
‫الشام إلى عمر بن الخطاب ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إنا قد أصبنا أموال خيل‬
‫ورقيقا ‪ ،‬نحب أن يكون لنا فيه زكاة وطهور ‪ .‬قال ‪ :‬ما فعله‬
‫صاحباي قبلي فأفعله ‪ .‬فاستشار أصحاب محمد عليه السلم ‪،‬‬
‫وفيهم علي فقال علي ‪ :‬هو حسن " إن لم يكن جزية يؤخذون بها‬
‫بعدك راتبة *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬ل علة فيه‬
‫توهنه ‪ ،‬ول سبب يضعفه ‪ ،‬لعدالة من بيننا وبين رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم من نقلته ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب‬
‫الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬أن المعروف من هذا‬
‫الخبر من عمر أنه لم يخبر فيه عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ول عن أبي بكر شيئا ‪ ،‬كالذي ذكر في هذه الرواية ‪ ،‬من‬
‫إخباره ما أخبر فيها عنهما ‪ ،‬إل في خبر واهي السند ‪ ،‬رواه بعض‬
‫أهل الشام ‪ ،‬وفي انفراد ناقل ذلك الزيادة التي زادها فيه دليل‬
‫عندهم على وهائه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أنه خبر قد رواه بعض الرواة عن‬
‫عمر ‪ ،‬فذكر أنه هو الذي أمر هؤلء القوم الذين كانوا أرباب خيل‬
‫بأداء الصدقة من خيلهم ‪ .‬وقال لهم ‪ :‬ل خير في مال ل صدقة‬
‫فيه ‪ .‬قالوا ‪ :‬ففي ذلك دليل واضح على وهاء هذا الخبر ‪ ،‬لنه محال‬
‫أن يمتنع من أخذ الصدقة من مال ‪ ،‬يأمر أهله بإخراج الصدقة منه‬
‫في حال واحدة‬

‫ف ِبال ْك ََلم ِ عَل َي ْهِ ‪،‬‬


‫مَر فَوَقَ َ‬
‫ن عُ َ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث هذا الحديث عن عمر فوقف بالكلم عليه ‪ ،‬ولم يذكر‬
‫فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ول عن أبي بكر شيئا‬

‫ف ِبال ْك ََلم ِ عَل َي ْهِ ‪،‬‬


‫مَر فَوَقَ َ‬
‫ن عُ َ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫‪#‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شَرةَ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل فََر ٍ‬
‫س عَ ْ‬ ‫واًل فَط َهّْرَنا ‪ .‬فَأ َ‬
‫خذ َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫إ ِّنا قَد ْ أ َ‬
‫صب َْنا أ ْ‬

‫‪ 1204‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬ومحمد بن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أنس ‪ :‬أن أهل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫اليرموك ‪ ،‬قالوا لعمر بن الخطاب ‪ :‬إنا قد أصبنا أموال فطهرنا ‪.‬‬
‫فأخذ من كل فرس عشرة دراهم ‪ ،‬ومن كل رأس دينارا ‪ ،‬ورزقهم‬
‫أفضل من ذلك قال قتادة ‪ :‬فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب‬
‫فقال ‪ " :‬عمر أخذ ذلك منهم ورزقهم أفضل من ذلك ‪ ،‬وإن هؤلء‬
‫يريدون أن يأخذوا حقهم ويمنعونا حقنا " *‬

‫ت ِفي ال ْ َ‬ ‫"إ َ‬
‫صد َقَ َ‬
‫ة‬ ‫من َْها ال ّ‬ ‫ل ‪ ،‬فَ ُ‬
‫خذ ْ ِ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫وال ََنا قَد ْ َ‬
‫صاَر ْ‬ ‫م َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ّ‬

‫‪ 1205‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬حدثنا عمران ‪ ،‬عن قتادة‬
‫‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ :‬أن أهل الجزيرة ‪ ،‬قالوا لعمر ‪ " :‬إن‬
‫أموالنا قد صارت في الخيل ‪ ،‬فخذ منها الصدقة ‪ .‬قال ‪ :‬فجعل‬
‫على كل فرس عشرة ‪ ،‬وكان يرزقهم جريبين ‪ ،‬فكان ما يعطيهم‬
‫أكثر مما يأخذ منهم ‪ ،‬قال سعيد ‪ :‬فأما إذ لم يعطوكم فل تعطوهم‬
‫" ذكر من حدث بهذا الحديث عن عمر ‪ ،‬فذكر عنه ‪ :‬أنه هو الذي‬
‫بدأ القوم بالمر بإخراج الصدقة من الخيل والرقيق *‬

‫ل َل ي َُز ّ‬
‫كى‬ ‫ما ٍ‬ ‫دين َةِ ‪َ ،‬ل َ‬
‫خي َْر ِفي َ‬ ‫م ِ‬ ‫" َيا أ َهْ َ‬
‫ل ال ْ َ‬

‫‪ 1206‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا المصعب بن المقدام ‪ ،‬عن إسرائيل‬


‫‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬يا‬
‫أهل المدينة ‪ ،‬ل خير في مال ل يزكى ‪ ،‬وإن عامة مالكم في‬
‫الرقيق والخيل ‪ ،‬فجعل فيما بلغ الذرع عبدا كان أو أمة دينارا ‪ ،‬أو‬
‫عشرة دراهم ‪ ،‬والذرع ثلث أذرع ‪ ،‬وفي الخيل عشرة دراهم ‪،‬‬
‫وفي البراذين ثمانية ‪ ،‬ورزقهم " *‬

‫ْ‬ ‫خذ ُ م َ‬‫ْ‬


‫ل‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫شاةً ‪ ،‬وََل ت َأ ُ‬
‫خذ ُ ِ‬ ‫شاةٍ َ‬
‫ن َ‬
‫ن أْرب َِعي َ‬
‫" ت َأ ُ ِ ْ‬

‫‪ 1207‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬أنبأنا عبد الرزاق ‪ ،‬أنبأنا ابن جريج ‪،‬‬
‫أخبرني عمرد ‪ ،‬أو عمر ‪ ،‬أن حيي بن يعلى ‪ ،‬أخبره أنه ‪ ،‬سمع يعلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بن أمية ‪ ،‬يقول ‪ :‬ابتاع عبد الرحمن بن أمية ‪ ،‬أو يعلى بن أمية من‬
‫رجل من أهل اليمن فرسا أنثى بمئة قلوص ‪ ،‬فندم البائع ‪ ،‬فلحق‬
‫بعمر فقال ‪ :‬غصبني يعلى وأخوه فرسا لي فكتب إلى يعلى ‪ :‬أن‬
‫الحق بي فأتاه فأخبره الخبر فقال عمر ‪ :‬إن الخيل لنتاج هذا‬
‫عندكم فقال ‪ :‬ما علمت فرسا بلغت هذا قبل هذه قال عمر ‪" :‬‬
‫تأخذ من أربعين شاة شاة ‪ ،‬ول تأخذ من الخيل شيئا ‪ ،‬خذ من كل‬
‫فرس دينارا قال ‪ :‬فضرب على الخيل دينارا دينارا " وقد وافق‬
‫عمر في رواية هذا المعنى الذي ذكره عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم جماعة من أصحابه ‪ ،‬نذكر ما حضرنا ذكره مما صح‬
‫عندنا سنده ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله عز وجل " ذكر من‬
‫وافق عمر في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬أنه‬
‫لم يأخذ من الخيل والرقيق صدقة *‬

‫ق"*‬
‫ل َوالّرِقي ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫صد َقَ َ‬ ‫جوّْزَنا عَن ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫" قَد ْ ت َ َ‬

‫‪ 1208‬حدثني محمد بن عبيد المحاربي ‪ ،‬حدثنا سفيان بن عيينة ‪،‬‬


‫عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن الحارث ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬يبلغ به النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬قد تجوزنا عنكم صدقة الخيل والرقيق " *‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ما اْلن َْعا ُ‬
‫م‬ ‫ل ‪َ ،‬والّرِقيقُ فََقد ْ عََفوَْنا عَن ْ ُ‬
‫ه ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ما ال ْ َ‬
‫خي ْ ُ‬ ‫"أ ّ‬

‫‪ 1209‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬عن عنبسة ‪،‬‬


‫عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن الحارث ‪ ،‬عن علي ‪ :‬أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬أما الخيل ‪ ،‬والرقيق فقد عفونا عنه ‪ ،‬وأما‬
‫النعام والماشية والرقة فهاتوا صدقاتها من كل أربعين درهما‬
‫درهما " *‬

‫ق"*‬
‫ل َوالّرِقي ِ‬ ‫صد َقَةِ ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫" قَد ْ عََفوَْنا ل َك ُ ْ‬
‫م عَ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1210‬حدثني علي بن سعيد الكندي ‪ ،‬حدثنا المعلى بن هلل ‪ ،‬عن‬
‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن عاصم بن ضمرة ‪ ،‬عن علي بن أبي طالب ‪ :‬أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬قد عفونا لكم عن صدقة‬
‫الخيل والرقيق " *‬

‫صد َقَ َ‬
‫ة‬ ‫هاُتوا َ‬ ‫ق ‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫ل َوالّرِقي ِ‬ ‫صد َقَةِ ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫" قَد ْ عََفوْ ُ‬
‫ت عَ ْ‬

‫‪ 1211‬حدثني محمد بن عمرو بن تمام الكلبي ‪ ،‬حدثنا ابن أبي‬


‫مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا موسى بن عقبة ‪ ،‬عن‬
‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن عاصم بن ضمرة ‪ ،‬عن علي بن أبي طالب ‪ ،‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬قد عفوت عن صدقة‬
‫الخيل والرقيق ‪ ،‬ولكن هاتوا صدقة الموال ربع العشر " *‬

‫ق"*‬
‫ل ‪َ ،‬والّرِقي ِ‬ ‫صد َقَةِ ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ل َك ُ ْ‬
‫م عَ ْ‬ ‫" قَد ْ عََفوْ ُ‬

‫‪ 1212‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬أنبأنا عبد الرزاق ‪ ،‬أنبأنا معمر ‪،‬‬


‫عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عاصم بن ضمرة ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬قد‬
‫عفوت لكم عن صدقة الخيل ‪ ،‬والرقيق " *‬

‫صد َقَ ٌ‬
‫ة"‬ ‫سل ِم ِ ِفي عَب ْدِهِ ‪ ،‬وََل فََر ِ‬
‫سه ِ َ‬ ‫س عََلى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1213‬حدثنا خلد بن أسلم ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن عبد الله بن دينار ‪،‬‬
‫عن سليمان بن يسار ‪ ،‬عن عراك بن مالك ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫وأيوب ‪ ،‬عن مكحول ‪ ،‬عن سليمان بن يسار ‪ ،‬عن عراك بن مالك ‪،‬‬
‫عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ليس‬
‫على المسلم في عبده ‪ ،‬ول فرسه صدقة " *‬

‫سل ِم ِ ِفي عَب ْدِهِ ‪ ،‬وََل ِفي فََر ِ‬


‫سهِ َز َ‬
‫كاةٌ‬ ‫س عََلى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1214‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬وعلي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫مؤمل ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن عبد الله بن دينار ‪ ،‬عن سليمان بن‬
‫يسار ‪ ،‬عن عراك بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ليس على المسلم في عبده ‪ ،‬ول في فرسه زكاة " *‬

‫صد َقَ ٌ‬
‫ة"‬ ‫سل ِم ِ ِفي عَب ْدِهِ ‪ ،‬وََل فََر ِ‬
‫سه ِ َ‬ ‫س عََلى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1215‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬وشعبة ‪ , ،‬عن‬


‫عبد الله بن دينار ‪ ،‬عن سليمان بن يسار ‪ ،‬عن عراك بن مالك ‪،‬‬
‫عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ليس على المسلم في عبده ‪ ،‬ول فرسه صدقة " *‬

‫ة ِفي عَب ْدِهِ ‪ ،‬وََل فََر ِ‬


‫سه ِ "‬ ‫صد َقَ ٌ‬
‫سل ِم ِ َ‬ ‫س عََلى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1216‬حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ‪ ،‬حدثنا بشر بن‬


‫المفضل ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ‪ ،‬عن عبد الله بن دينار ‪،‬‬
‫عن سليمان بن يسار ‪ ،‬عن عراك بن مالك ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ليس على المسلم‬
‫صدقة في عبده ‪ ،‬ول فرسه " *‬

‫مهِ ‪ ،‬وََل‬ ‫سل ِم ِ ِفي عَب ْدِهِ ‪ ،‬وََل َ‬


‫خادِ ِ‬ ‫س عََلى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1217‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن أسامة بن زيد ‪ ،‬عن‬


‫مكحول ‪ ،‬عن عراك بن مالك ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ليس على المسلم في عبده ‪ ،‬ول‬
‫خادمه ‪ ،‬ول فرسه صدقة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ق َز َ‬
‫كاةٌ " *‬ ‫خي ْ ِ َ‬
‫س ِفي ال ْ َ‬
‫" ل َي ْ َ‬
‫ل وَل ِفي الّرِقي ِ‬

‫‪ 1218‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا عبدة بن سليمان ‪ ،‬عن عبيد الله بن‬
‫عمر ‪ ،‬عن أسامة بن زيد ‪ ،‬عن عراك بن مالك ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ليس في الخيل‬
‫ول في الرقيق زكاة " *‬

‫َ‬
‫ق‬
‫ي الّرِقي ِ‬ ‫كاةٌ ‪ ،‬إ ِّل أ ّ‬
‫ن فِ َ‬ ‫ق َز َ‬
‫ل َوالّرِقي ِ‬ ‫س ِفي ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1219‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا يحيى بن أبي زائدة ‪ ،‬عن عبيد الله‬
‫بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أسامة بن زيد ‪ ،‬عن عراك بن مالك ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ليس في‬
‫الخيل والرقيق زكاة ‪ ،‬إل أن في الرقيق زكاة الفطر " *‬

‫سهِ ‪ ،‬وََل ِفي‬


‫ة ِفي فََر ِ‬
‫صد َقَ ٌ‬
‫سل ِم ِ َ‬ ‫مْرءِ ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫س عََلى ال ْ َ‬
‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1220‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن أسامة بن زيد ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬أخبرني مكحول ‪ ،‬عن عراك بن مالك الغفاري ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أسامة ‪ :‬وحدثنا سعيد بن أبي‬
‫سعيد المقبري ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬ليس على المرء المسلم صدقة في فرسه ‪ ،‬ول في‬
‫عبده ‪ ،‬ول في وليدته " *‬

‫سل ِم ِ ِفي عَب ْدِهِ وََل فََر ِ‬


‫سهِ "‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫كاةَ عََلى الّر ُ‬
‫ج ِ‬ ‫" َل َز َ‬

‫‪ 1221‬حدثنا الحسين بن الجنيد ‪ ،‬حدثنا سعيد بن مسلمة ‪ ،‬حدثنا‬


‫إسماعيل بن أمية ‪ ،‬عن مكحول ‪ ،‬عن عراك بن مالك ‪ ،‬عن أبي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل زكاة‬
‫على الرجل المسلم في عبده ول فرسه " *‬

‫سهِ ‪ ،‬وََل ِفي عَب ْدِهِ‬


‫ل ِفي فََر ِ‬ ‫ة عََلى الّر ُ‬
‫ج ِ‬ ‫" َل َ‬
‫صد َقَ َ‬

‫‪ 1222‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬حدثنا ابن أبي مريم ‪ ،‬حدثنا‬
‫نافع بن يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني جعفر بن ربيعة ‪ ،‬عن عراك بن مالك ‪،‬‬
‫عن أبي هريرة ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪" :‬‬
‫ل صدقة على الرجل في فرسه ‪ ،‬ول في عبده ‪ ،‬إل زكاة الفطر "‬
‫*‬

‫ة ِفي عَب ْدِهِ وََل فََر ِ‬


‫سه ِ " *‬ ‫صد َقَ ٌ‬
‫سل ِم ِ َ‬ ‫س عََلى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1223‬حدثني محمد بن موسى الحرشي ‪ ،‬حدثنا حماد بن زيد ‪،‬‬


‫عن خثيم بن عراك ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ليس على المسلم صدقة في عبده‬
‫ول فرسه " *‬

‫سل ِم ِ ِفي عَب ْدِهِ وََل فََر ِ‬


‫سه ِ "‬ ‫مْرءِ ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ة عََلى ال ْ َ‬ ‫" َل َ‬
‫صد َقَ َ‬

‫‪ 1224‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا حاتم بن إسماعيل ‪ ،‬عن خثيم بن‬


‫عراك بن مالك ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل صدقة على المرء المسلم‬
‫في عبده ول فرسه " *‬

‫صد َقَ ٌ‬
‫ة"‬ ‫سل ِم ِ ِفي عَب ْدِهِ وََل فََر ِ‬
‫سه ِ َ‬ ‫مْرءِ ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫س عََلى ال ْ َ‬
‫" ل َي ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1225‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا حفص بن غياث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خثيم‬
‫بن عراك بن مالك ‪ ،‬عن عراك بن مالك ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ليس على المرء المسلم‬
‫في عبده ول فرسه صدقة " *‬

‫ن ال ِْفْق ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ذِك ُْر ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬

‫ذكر البيان عما في هذه الخبار من الفقه وذكر اختلف العلماء فيه‬
‫اختلف أهل العلم في الخيل والرقيق ‪ ،‬هل فيهما صدقة إذا لم‬
‫يكونا للتجارة ‪ ،‬أم ل صدقة فيهما فقال بعضهم ‪ -‬وهم الكثرون‬
‫عددا ‪ : -‬ل صدقة فيهما إذا لم يكونا للتجارة‬

‫ن ال ِْفْقهِ ‪#‬‬
‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬
‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬
‫م ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض من حضرنا ذكره ممن قال ذلك‬

‫صد َقَ ٌ‬
‫ة"*‬ ‫سل ِم ِ َ‬ ‫س عََلى غَُلم ِ ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1226‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن أبي الحويرثة ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬سمع أبا هريرة ‪ ،‬يقول ‪" :‬‬
‫ليس على غلم المسلم صدقة " *‬

‫صد َقَ ٌ‬
‫ة"*‬ ‫سل ِم ِ َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫س عََلى ‪ -‬ي َعِْني ‪ -‬غَُل َ‬
‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1227‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الصمد ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪،‬‬
‫حدثنا أبو الحويرثة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت مولى ‪ ،‬لعمار سمع أبا هريرة ‪،‬‬
‫يقول ‪ " :‬ليس على ‪ -‬يعني ‪ -‬غلم المسلم صدقة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صد َقَ ٌ‬
‫ة؟"*‬ ‫ل َ‬ ‫أ َوَ ِفي ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬

‫‪ 1228‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت يحيى ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أخبرني عبد الله بن دنيار ‪ ،‬أنه " سأل سعيد بن المسيب عن‬
‫صدقة الخيل فقال ‪ :‬أو في الخيل صدقة ؟ " *‬

‫َ‬
‫حد ّث ََنا أُبو ك َُري ْ ٍ‬
‫ب‬ ‫صد َقَ ٌ‬
‫ة" َ‬ ‫ل َوال ْب ََراِذي َ‬
‫ن َ‬ ‫جا ِ‬
‫ل َوالّر َ‬ ‫س ِفي ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1229‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ،‬عن مبارك ‪ ،‬عن‬
‫الحسن ‪ ،‬قال ‪ " :‬ليس في الخيل والرجال والبراذين صدقة " حدثنا‬
‫أبو كريب ‪ ،‬حدثنا يحيى ‪ ،‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫‪ ،‬مثله *‬

‫صد َقَ ٌ‬
‫ة"*‬ ‫ميرِ َ‬ ‫ل ‪ ،‬وََل ِفي ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫س ِفي ال ْب َِغا ِ‬
‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1230‬حدثني يعقوب ‪ ،‬حدثنا هشيم ‪ ،‬أنبأنا مغيرة ‪ ،‬عن إبراهيم ‪،‬‬


‫ويونس ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬أنهما قال ‪ " :‬ليس في البغال ‪ ،‬ول في‬
‫الحمير صدقة " *‬

‫ما‬
‫م ‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫هي ُ‬ ‫ة ‪ ،‬وََقا َ‬
‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫صد َقَ ٌ‬
‫مةِ َ‬
‫سائ ِ َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫س ِفي ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1231‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬عن أبي جعفر ‪،‬‬
‫عن مغيرة ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ليس في الخيل السائمة‬
‫صدقة ‪ ،‬وقال إبراهيم ‪ :‬إنما الصدقة في البل والبقر والغنم " *‬

‫مةِ َز َ‬
‫كاةٌ " *‬ ‫سائ ِ َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫س عََلى ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1232‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ،‬عن مالك بن‬
‫مغول ‪ ،‬عن عطاء ‪ :‬أنه سئل عن الرماك التي ‪ ،‬تتخذ قال ‪ " :‬ليس‬
‫على الخيل السائمة زكاة " *‬

‫صد َقَ ً‬
‫ة‬ ‫ب َ‬
‫ن الد َّوا ّ‬
‫م َ‬
‫يءٍ ِ‬ ‫ل أ َوْ ِفي َ‬
‫ش ْ‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫ن فِ َ‬
‫" أ َبل َغَ َ َ‬
‫كأ ّ‬ ‫َ‬

‫‪ 1233‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬أنبأنا عبد الرزاق ‪ ،‬أنبأنا ابن جريج ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قلت لعطاء ‪ " :‬أبلغك أن في الخيل أو في شيء من الدواب‬
‫صدقة ؟ قال ‪ :‬ل أعلمه " *‬

‫ض ل َهُ ْ‬
‫م"*‬ ‫ل فََل ت َعَّر ْ‬
‫ح ِ‬
‫ق ‪َ ،‬والن ّ ْ‬ ‫ل بِ َ َ‬
‫من ْزِلةِ الّرِقي ِ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫خي ْ َ‬

‫‪ 1234‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا ابن عثمة ‪ ،‬حدثنا سعيد بن بشير ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ ،‬عن يعلى بن أبي عائشة ‪ :‬أنه كتب إلى عمر بن عبد‬
‫العزيز ‪ :‬إني وجدت عامة أموال الجزيرة الخيل ‪ ،‬فكتب إليه عمر ‪:‬‬
‫إن " الخيل بمنزلة الرقيق ‪ ،‬والنحل فل تعرض لهم " *‬

‫صد َقَ ٌ‬
‫ة"*‬ ‫ل َ‬ ‫س ِفي ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1235‬حدثنا يحيى بن داود الواسطي ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن‬


‫أسامة بن زيد ‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز ‪ ،‬قال ‪ " :‬ليس في الخيل‬
‫صدقة " *‬

‫ة ِفي عَب ْدِهِ ‪ ،‬وََل فََر ِ‬


‫سه ِ "‬ ‫صد َقَ ٌ‬
‫سل ِم ِ َ‬ ‫س عََلى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1236‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن أسامة بن زيد ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬أخبرني نافع ‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز ‪ ،‬كان يقول ‪ " :‬ليس على‬
‫المسلم صدقة في عبده ‪ ،‬ول فرسه " *‬

‫ْ‬
‫صد َقَ ً‬
‫ة"*‬ ‫ل َ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬
‫س ِ‬ ‫ل وََل ِ‬
‫م َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫" َل ت َأ ُ‬
‫خذ َ ِ‬

‫‪ 1237‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬أنبأنا ابن وهب ‪ ،‬عن مالك ‪،‬‬
‫عن عبد الله بن أبي بكر ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء كتاب عمر بن عبد العزيز إلى‬
‫أبي وهو بمنى أن " ل تأخذ من الخيل ول من العسل صدقة " *‬

‫ن َل ي ََرى‬ ‫" سأ َ‬
‫مرِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫كا َ‬ ‫مةِ َوال ْ ُ‬
‫ح ُ‬ ‫سائ ِ َ‬
‫ل ال ّ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫خ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫هي‬
‫ِ‬ ‫را‬ ‫ْ‬
‫ِ َ‬ ‫ب‬‫إ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫َ‬

‫‪ 1238‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫منصور ‪ ،‬قال ‪ " :‬سألت إبراهيم عن الخيل السائمة والحمر ‪ ،‬فكان‬
‫ل يرى فيها شيئا ‪ ،‬إل في أثمانها إذا بيعت " *‬

‫َ‬
‫ن‬
‫كو َ‬ ‫ة ‪ ،‬إ ِّل أ ْ‬
‫ن تَ ُ‬ ‫صد َقَ ٌ‬
‫ب َ‬
‫ن الد َّوا ّ‬
‫م َ‬
‫يءٍ ِ‬
‫ش ْ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ِفي َ‬

‫‪ 1239‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬أنبأنا عبد الرزاق ‪ ،‬أنبأنا الثوري ‪،‬‬


‫عن محمد بن سالم ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬قال ‪ " :‬ليس في شيء من‬
‫الدواب صدقة ‪ ،‬إل أن تكون لتجارة ‪ ،‬إل البل والبقر والغنم " *‬

‫صد َقَ ُ‬
‫ة‬ ‫ما ال ّ‬
‫ن ‪ِ :‬فيهِ َ‬
‫خُرو َ‬ ‫ة " وََقا َ‬
‫لآ َ‬ ‫صد َقَ ٌ‬
‫ل َ‬ ‫س ِفي ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1240‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬قال الحكم ‪ " :‬ليس في الخيل صدقة " وقال آخرون ‪ :‬فيهما‬
‫الصدقة ‪ ،‬في كل فرس عشرة دراهم ‪ ،‬أو دينار وكذلك الرقيق ‪،‬‬
‫في كل عبد عشرة دراهم أو دينار ‪ ،‬إذا لم يكن ذلك للتجارة *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك قد ذكرنا عن عمر بعض ما روي عنه في ذلك ‪،‬‬
‫ونذكر بعد ما لم يمض ذكره عنه في ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫" فَأ َمرهُ َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫شَرةَ د ََراهِ َ‬ ‫ل فََر ٍ‬
‫س عَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوا ِ‬ ‫ن ي َأ ُ‬
‫مأ ْ‬‫َ َ ْ‬

‫‪ 1241‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن يزيد بن‬
‫الوليد ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أهل الشام حين كثرت‬
‫أموالهم لعمالهم ‪ :‬اكتبوا إلى عمر حتى يزكي خيلنا ‪ ،‬فكتبوا إلى‬
‫عمر بذلك ‪ " ،‬فأمرهم أن يأخذوا من كل فرس عشرة دراهم ‪،‬‬
‫وكان يرزق خيلهم " *‬

‫م َقا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ديَنا ‪ ،‬فَل َوْ أ َ َ‬
‫خذ ْ َ‬
‫ت ِ‬
‫َ‬
‫قَد ْ ك َث َُر الّرِقيقُ ِفي أي ْ ِ‬

‫‪ 1242‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬أنبأنا ابن‬


‫عون ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬قال ‪ :‬لما كثر الرقيق في أيدي الناس كلموا‬
‫عمر ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬قد كثر الرقيق في أيدينا ‪ ،‬فلو أخذت منهم قال ‪" :‬‬
‫فلم يزالوا به حتى أخذ من كل رأس عشرة دراهم ‪ ،‬ورزقهم مثلها‬
‫قال ابن عون ‪ :‬وأظنه قد ذكر الخيل " *‬

‫َ‬
‫ن‬ ‫خ ُ‬
‫ذو َ‬ ‫ة ي ُؤْ َ‬
‫جْزي َ ً‬
‫ن ِ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬إِ ْ‬
‫س ٌ‬ ‫م فَ َ‬
‫ح َ‬ ‫سه ُ ْ‬
‫ت أن ُْف ُ‬ ‫ذا َ‬
‫طاب َ ْ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 1243‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬أنبأنا عبد الرزاق ‪ ،‬أنبأنا معمر ‪،‬‬


‫عن أبي إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬أتى أهل الشام عمر ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إنما أموالنا‬
‫الخيل والرقيق ‪ ،‬فخذ منها صدقة ‪ ،‬قال ‪ :‬ما أريد أن آخذ شيئا لم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يكن قبل ثم استشار الناس فقال علي ‪ :‬أما " إذا طابت أنفسهم‬
‫فحسن ‪ ،‬إن لم تكن جزية يؤخذون بها بعدك ‪ ،‬قال ‪ :‬فأخذ عمر من‬
‫الخيل عشرة دراهم عشرة دراهم في كل سنة ‪ ،‬ومن الرقيق‬
‫عشرة عشرة في كل سنة ‪ ،‬ورزق الخيل لكل فرس عشرة أجربة‬
‫‪ ،‬عشرة في كل شهر ‪ ،‬ورزق الرقيق كل رأس جريبين جريبين في‬
‫كل شهر ‪ ،‬قال معمر ‪ :‬وسمعت غير أبي إسحاق يقول ‪ :‬فلما كان‬
‫معاوية حسب ذلك ‪ ،‬فإذا الذي يعطيهم أكثر مما يأخذه منهم ‪،‬‬
‫فتركهم لم يأخذ منهم ولم يعطهم *‬

‫ق‪،‬‬ ‫زا‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫نا‬ ‫‪ 1244‬حدث َنا ال ْحسن بن يحيى ‪ ،‬أ َنبأ َ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ َ ْ َ‬ ‫َ ّ َ‬

‫‪ 1244‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬أنبأنا عبد الرزاق ‪ ،‬أنبأنا ابن جريج ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أخبرني ابن أبي حسين ‪ ،‬أن ابن شهاب ‪ ،‬أخبره ‪ :‬أن عثمان‬
‫كان يصدق الخيل ‪ ،‬وأن السائب بن يزيد أخبره ‪ ،‬كان يأتي عمر بن‬
‫الخطاب بصدقة الخيل ‪ ،‬قال ابن أبي حسين ‪ ،‬وقال ابن شهاب ‪" :‬‬
‫لم أعلم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سن صدقة الخيل " *‬

‫دي " َواعْت َ ّ‬


‫ل‬ ‫مك ُْتوًبا ِ‬
‫عن ْ ِ‬ ‫ه َ‬
‫جد ْت ُ ُ‬
‫ة ‪ :‬وَ َ‬
‫شعْب َ ُ‬ ‫ة َقا َ‬
‫ل ُ‬ ‫صد َقَ ٌ‬
‫ل َ‬ ‫ِفي ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬

‫‪ 1245‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫حماد ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬في الخيل صدقة قال شعبة ‪ :‬وجدته مكتوبا عندي‬
‫" واعتل القائلون ‪ :‬ل صدقة في الخيل والرقيق بالخبار التي‬
‫ذكرناها قبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬ل‬
‫صدقة في الخيل والرقيق " ‪ ،‬وبقوله ‪ " :‬قد عفونا لكم عن الخيل‬
‫والرقيق " قالوا ‪ :‬وغير جائز أن يقول رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم في شيء من الشياء ل صدقة فيه ‪ ،‬فيقول قائل ‪ :‬فيه‬
‫صدقة ‪ ،‬لنه لو جاز ذلك ‪ ،‬جاز لخر أن يقول فيما أوجب وفرض‬
‫فيه الصدقة ‪ :‬ل صدقة فيه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وذلك مما قد حظره الله تعالى‬
‫ذكره على خلقه لقوله تعالى ‪ :‬وما كان لمؤمن ‪ ،‬ول مؤمنة إذا‬
‫قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم قالوا ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وفي حظر الله ذلك على خلقه وجوب فرض ما أمر ‪ ،‬ونهى‬
‫عليهم ‪ ،‬ولزوم ما ألزمهم ‪ ،‬وسقوط ما وضع عنهم ‪ ،‬والتسليم في‬
‫كل ذلك لمره ‪ ،‬والتباع لحكمه قالوا ‪ :‬وقد صح عنه صلى الله‬
‫عليه وسلم قوله ‪ " :‬ليس على المسلم في عبده ‪ ،‬ول فرسه‬
‫صدقة " قالوا ‪ :‬فل صدقة في شيء من ذلك ‪ ،‬إذا كان لغير‬
‫تجارة ‪ ،‬كثر ثمنه أو قل ‪ ،‬كما ل صدقة في دار يشتريها للسكنى ‪،‬‬
‫أو للجارة ما كان ثمنها ‪ ،‬قليل كان أو كثيرا قالوا ‪ :‬فإن قال لنا‬
‫قائل ‪ :‬فإن عمر وعثمان رضي الله عنهما قد أخذا الصدقة من ذلك‬
‫قلنا له ‪ :‬إنهما أخذا ما أخذا من ذلك على غير سبيل الصدقة ‪ ،‬بل‬
‫على أن أهلها أحبوا أن يخرجوا من أموالهم بعضها لهل الحاجة‬
‫والمسكنة ‪ ،‬وفي السبل التي سبيل الله فيها الصدقات‬
‫المفروضات ‪ ،‬فسألوا إمامهم قبض ذلك منهم ‪ ،‬وصرفه في السبل‬
‫التي جعلوه فيها ‪ ،‬إذ كان أقوم بذلك وأعرف بوجهه منهم ‪ ،‬ففعل‬
‫ذلك قالوا ‪ :‬وذلك بين في الخبار التي ذكرناها ‪ ،‬وأنه على ما‬
‫وصفنا قبض ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وبعد ‪ ،‬ففي النقل المستفيض وتتابع أئمة‬
‫المسلمين على تركهم توجيه السعاة والعمال على قبض صدقة‬
‫الخيل والرقيق من أهلها ‪ ،‬مع تركهم التواني في توجيه العمال‬
‫والسعاة على قبض صدقة البل والبقر والغنم السائمة أوضح‬
‫البيان أن سبيل الخيل ‪ ،‬والرقيق بخلف سبيل المواشي التي فيها‬
‫الصدقة ‪ ،‬وأن حكمها حكم سائر العروض التي ل صدقة فيها إذا لم‬
‫تكن للتجارة واعتل موجبو الصدقة في ذلك بأن قالوا ‪ :‬قد أجمع‬
‫المسلمون نقل عن نبيهم صلى الله عليه وسلم على أن في البل‬
‫والبقر والغنم السائمة صدقة ‪ ،‬وكل ذلك أموال يتخذها أهلها‬
‫لمنافعهم ‪ ،‬إما للنسل والنماء ‪ ،‬وإما للرسل والمتاع ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فل‬
‫معنى في شيء من ذلك إل وفي الخيل والرقيق مثله ‪ ،‬من أنها قد‬
‫تتخذ للنسل والنماء والرسل والمتاع ‪ ،‬فتشرب ألبان الخيل ‪،‬‬
‫وتركب ظهورها ‪ ،‬ويطلب نتاجها ‪ ،‬ويستخدم الرقيق ويطلب نسله‬
‫قالوا ‪ :‬فذلك كله متفق الحكام باتفاق معانيه ‪ ،‬في أن ما وجب‬
‫في بعضه وجب في جميعه ‪ ،‬وما بطل عن بعضه بطل عن جميعه ‪،‬‬
‫إذا كانت الحكام على المعاني ‪ . . .‬لزمان قالوا ‪ :‬وإن أحق الناس‬
‫بأن يقول ما قلنا في الخيل والرقيق ‪ ،‬ويوجب فيهما ما أوجبنا من‬
‫الصدقة ‪ ،‬من أوجب الصدقة في الدخن والذرة والرز ‪ ،‬لموافقة‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذلك التمر والزبيب والبر والشعير ‪ ،‬في أنه مأكول مكيل يدخر‬
‫يابسا ويقتات غذاء ‪ ،‬كالذي يفعل من ذلك في البر والشعير ‪،‬‬
‫فوجب عنده التسوية بين أحكام جميع ذلك لتفاق معانيه في ما‬
‫وصفنا قالوا ‪ :‬فالخيل ليست بأبعد شبها من البل والبقر من الدخن‬
‫والذرة والرز من البر والشعير قالوا ‪ :‬فمن أنكر ما قلنا في الخيل‬
‫والرقيق ‪ ،‬وأنكر تسويتنا بينهما وبين البل والبقر في الصدقة ‪ ،‬من‬
‫أوجب الصدقة في الدخن والذرة والرز فليأتنا بفرق يفرق بينه‬
‫وبين من سوى بين الخيل والرقيق والبل والبقر في الصدقة ‪،‬‬
‫وأنكر التسوية بين الذرة والدخن والبر والشعير قالوا ‪ :‬وبعد ‪ ،‬فإن‬
‫الخيل والرقيق قد أخذ الصدقة منهما إماما هدى بين المهاجرين‬
‫والنصار الذين هم الحجة على من سواهم ‪ ،‬فلم ينكر ذلك منهم‬
‫منكر ‪ ،‬ولم يعترض بالنكير منهم معترض ‪ ،‬ولو كان ذلك خلفا‬
‫لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم ما رضوا بذلك ‪ ،‬ول‬
‫أقروه عليه ‪ ،‬ولنكروه أشد النكار ‪ .‬قالوا ‪ :‬ولكن ذلك كان هو‬
‫الحق ‪ ،‬فلم ينكره منهم منكر ‪ ،‬بل رضوا به وسلموا له ‪ .‬والصواب‬
‫من القول في ذلك عندنا ما تظاهرت به الخبار عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وقضى به فعل الئمة الراشدين ‪ ،‬وهو أن‬
‫ل صدقة في خيل لغير تجارة ول رقيق كذلك ‪ ،‬وأنها في معنى‬
‫الحمر ‪ ،‬والبغال التي قد أجمع الجميع وارثة عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم على أن ل صدقة فيها ‪ .‬ومن أبى ما قلنا في ذلك ‪،‬‬
‫وأبى إل القول بوجوب الصدقة فيه ‪ ،‬سئل الفرق بينه وبين متحكم‬
‫تحكم تحكمه ‪ ،‬فأوجب الصدقة في الحمر والبغال ‪ ،‬وأنكر إيجابها‬
‫في الخيل والرقيق ‪ ,‬فإن زعم أن الفرق بينه وبين اتفاق الجميع‬
‫على إنكار الصدقة في الحمر والبغال ‪ ،‬واختلفهم في الخيل‬
‫والرقيق ‪ ،‬قيل له ‪ :‬فرد المختلف فيه من ذلك على المجمع عليه‬
‫منه ‪ ،‬إذ كان كل ذلك متفقة معانيه ‪ ،‬وإل فأتنا بفرق يوجب‬
‫المخالفة بين أحكام ذلك من الوجه الذي يجب التسليم له ؟ فلن‬
‫يقول في شيء من ذلك قول إل ألزم في الخر مثله ‪ ,‬وقد بينا وجه‬
‫أخذ عمر ما أخذ من أرباب الخيل والرقيق في ذلك ‪ ،‬وإعلمه إياهم‬
‫أن صاحبيه مضيا قبله على ترك الخذ منهم من ذلك شيئا بما أغنى‬
‫عن تكريره وإعادته ‪ ،‬فإذ كان صحيحا ما قلنا وبينا من القول في‬
‫الصدقة في الخيل والرقيق بالذي به استشهدنا ‪ ،‬وكان ذلك عرضا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫من العروض ‪ ،‬فبين أن مثله كل عرض لغير تجارة في أن ل صدقة‬
‫فيه بالغا ثمنه وقيمته ما بلغ ‪ ،‬سوى ما نص عليه رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بعينه ‪ ،‬ففرض فيه الصدقة ‪ ،‬وسوى ما كان نظيرا‬
‫لذلك ومثل ‪* .‬‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب منه قول النبي‬


‫صلى الله عليه وسلم ‪ :‬قد عفونا لكم عن الخيل والرقيق ‪ ،‬يعني‬
‫صلى الله عليه وسلم بقوله ‪ :‬قد عفونا لكم ‪ ،‬قد تركنا لكم ‪ ،‬أن‬
‫نأخذ الصدقة ‪ ،‬مما كان لنا أخذها منه لو أخذناها ‪ ،‬فتجاوزنا لكم‬
‫عنه ‪ ،‬على أنها كانت لزمة فتركها وأسقطها عنهم ‪ .‬وأصل العفو‬
‫ترك العافي لمن عفا عنه في شيء امتنع من أخذه كان له أخذه‬
‫منه ‪ ،‬ومنه قيل ‪ :‬عفا فلن عن فلن القصاص في الجراح ‪ ،‬ومنه‬
‫قول الله تعالى ذكره ‪ :‬فاعف عنهم واستغفر لهم‬

‫ب‪#‬‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬

‫صَلةَ َ‬
‫سك َْرا ُ‬
‫ن"*‬ ‫" َل ي َْقَرب َ ّ‬
‫ن ال ّ‬

‫‪ 1246‬حدثنا عبد الله بن محمد الرازي ‪ ،‬حدثنا إسحاق بن منصور‬


‫السلولي ‪ ،‬حدثنا إسرائيل ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫شرحبيل ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت مناد النبي ‪ ،‬صلى الله عليه‬
‫وسلم ينادي ‪ " :‬ل يقربن الصلة سكران " *‬

‫ب‬ ‫ي ب ْن أ َِبي َ‬
‫طال ِ ٍ‬ ‫سن َد ُ عَل ِ ّ ِ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬

‫مسند علي بن أبي طالب‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ي‬
‫مان ِ ّ‬ ‫زيد َ ال ْ ِ‬
‫ح ّ‬ ‫ن يَ ِ‬
‫ة بْ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ ث َعْل َب َ َ‬ ‫ض ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬

‫ذكر ما لم يمض ذكره من أخبار ثعلبة بن يزيد الحماني ‪ ،‬عن علي‬


‫رضوان الله عليه ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ي‪#‬‬ ‫زيد َ ال ْ ِ‬ ‫خَبارِ ث َعْل َ‬ ‫‪ <<#‬ذك ْر ما ل َم يمض ذك ْره من أ َ‬


‫مان ِ ّ‬
‫ح ّ‬ ‫ن يَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ْ ِ ِ ُ ُ ِ ْ‬ ‫ِ ُ َ‬

‫حا‬
‫حي ً‬
‫ص ِ‬
‫م َ‬
‫سِقي ٌ‬ ‫ة ‪ ،‬وََل ي ُعْ ِ‬
‫دي َ‬ ‫م َ‬ ‫صَفَر ‪ ،‬وََل َ‬
‫ها َ‬ ‫" َل َ‬

‫‪ 1247‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا سفيان ‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن ثعلبة بن يزيد الحماني‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عليا ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ل صفر ‪ ،‬ول هامة ‪ ،‬ول يعدي سقيم صحيحا " قلت ‪:‬‬
‫أأنت سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال ‪ " :‬نعم "‬
‫وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن الجهم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عمرو بن أبي قيس ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن حبيب ‪ ،‬عن ثعلبة ‪ ،‬عن‬
‫علي ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬مثله *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬وذلك أنه خبر ل‬
‫يعرف له مخرج عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إل من‬
‫هذا الوجه ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه ‪،‬‬
‫وقد حدث هذا الحديث عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن ثعلبة غير‬
‫سفيان ‪ ،‬غير أن في أسانيد بعضها بعض من في نقله نظر ذكر‬
‫بعض ذلك‬

‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ‪#‬‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫حا‬
‫حي ً‬
‫ص ِ‬
‫م َ‬
‫سِقي ٌ‬ ‫صَفَر ‪ ،‬وََل ي ُعْ ِ‬
‫دي َ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1248‬حدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن‬


‫يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن أبي هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الوليد بن‬
‫عقبة الشيباني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حمزة بن حبيب ‪ ،‬عن حبيب بن أبي‬
‫ثابت ‪ ،‬عن ثعلبة بن يزيد السعدي ‪ ،‬عن علي بن أبي طالب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول صفر ‪ ،‬ول‬
‫يعدي سقيم صحيحا " ‪ ،‬قلت ‪ :‬أأنت سمعته ؟ قال ‪ " :‬سمع أذني ‪،‬‬
‫وبصر عيني " *‬

‫حا‬
‫حي ً‬
‫ص ِ‬
‫م َ‬
‫سِقي ٌ‬ ‫ة ‪ ،‬وََل ي ُعْ ِ‬
‫دي َ‬ ‫م َ‬ ‫صَفَر ‪ ،‬وََل َ‬
‫ها َ‬ ‫" َل َ‬

‫‪ 1249‬حدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العلى بن حماد ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا حماد بن شعيب ‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن ثعلبة‬
‫بن يزيد السعدي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت علي بن أبي طالب ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل صفر ‪ ،‬ول هامة ‪ ،‬ول يعدي‬
‫سقيم صحيحا " ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬أأنت سمعته ؟ قال ‪ " :‬نعم‬
‫سمعت أذناي ‪ ،‬وأبصرت عيناي " وقد وافق عليا رحمة الله عليه‬
‫في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة‬
‫من أصحابه ‪ ،‬نذكر ما صح عندنا سنده ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان إن‬
‫شاء الله *‬

‫صَفَر ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ ‪ ،‬وََل‬


‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل َ‬

‫‪ 1250‬ذكر ذلك ‪ ,‬حدثني يونس بن عبد العلى الصدفي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ابن شهاب ‪:‬‬
‫حدثني أبو سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول صفر ‪ ،‬ول طيرة ‪ ،‬ول هامة " ‪،‬‬
‫فقال العرابي ‪ :‬يا رسول الله " فما بال البل تكون في الرمل‬
‫كأنها الظباء ‪ ،‬فيجيء البعير الجرب فيدخل فيها ‪ ،‬فتجرب كلها ؟ "‬
‫قال ‪ " :‬فمن أعدى الول ؟ " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫" َل عَدوى " ويحد ُ َ‬


‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ن َر ُ‬
‫ثأ ّ‬ ‫َُ َ ّ‬ ‫ْ َ‬

‫‪ 1251‬حدثني يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني‬


‫يونس ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬أن أبا سلمة حدثه أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل عدوى " ويحدث أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يورد ممرض على مصح " فقال أبو‬
‫سلمة ‪ :‬كان أبو هريرة يحدثهما كليهما عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ثم صمت بعد ذلك عن قول ‪ " :‬ل عدوى " ‪ ،‬وأقام‬
‫على قوله ‪ " :‬ل يورد ممرض على مصح " ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال الحارث‬
‫بن عبد الرحمن بن أبي ذباب وهو ابن عم أبي هريرة ‪ :‬قد كنت يا‬
‫أبا هريرة أسمعك تحدثنا مع هذا الحديث حديثا آخر قد كنت تقول ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى " فأبى أبو‬
‫هريرة ذلك ‪ ،‬وقال ‪ " :‬ل يورد ممرض على مصح " فماراه الحارث‬
‫في ذلك حتى غضب أبو هريرة ‪ ،‬فرطن بالحبشية ‪ ،‬فقال للحارث ‪:‬‬
‫" أتدري ما قلت ؟ " قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال أبو هريرة ‪ :‬قلت ‪ " :‬أبيت "‬
‫قال أبو سلمة ‪ :‬ولعمري لقد كان أبو هريرة يحدثنا أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل عدوى " ‪ ،‬فل أدري أنسي أبو‬
‫هريرة ‪ ،‬أم نسخ أحد القولين الخر ؟ *‬

‫ة"‪،‬‬
‫م َ‬ ‫صَفَر ‪ ،‬وََل َ‬
‫ها َ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل َ‬

‫‪ 1252‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العلى ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن‬
‫الزهري ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول صفر ‪ ،‬ول هامة " ‪ ،‬فقال أعرابي‬
‫‪ :‬يا رسول الله " البل تكون في الرمال ‪ ،‬فيخالطها البعير‬
‫الجرب ‪ ،‬فتجرب كلها " فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من‬
‫أعدى الول ؟ " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ج ٌ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه َر ُ‬ ‫ح " فََقا َ‬
‫ص ّ‬ ‫ض عََلى ُ‬
‫م ِ‬ ‫مرِ ٌ‬ ‫" َل ُيورِد ُ ُ‬
‫م ْ‬

‫‪ 1253‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العلى ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن‬
‫الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو سلمة ‪ :‬سمعت أبا هريرة ‪ ،‬بعد ذلك‬
‫يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يورد ممرض‬
‫على مصح " فقال له رجل ‪ :‬إنما حدثتنا عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬ل عدوى ؟ " فقال ‪ :‬ل ‪ ،‬فقال أبو سلمة ‪" :‬‬
‫فما سمعته نسي حديثا قط قبله ‪ ،‬وأشهد بالله لقد سمعته منه " *‬

‫ة"‪،‬‬
‫م َ‬ ‫صَفَر ‪ ،‬وََل َ‬
‫ها َ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل َ‬

‫‪ 1254‬حدثنا أبو كريب محمد بن العلء قال ‪ :‬حدثنا عثمان بن عبد‬


‫الرحمن ‪ ،‬عن جعفر بن برقان ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني سنان‬
‫بن أبي سنان الدولي ‪ ،‬أن أبا هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول صفر ‪ ،‬ول هامة " ‪ ،‬فقام رجل‬
‫من العراب فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أرأيت البل تكون في الرمل‬
‫مثل الظباء ‪ ،‬يأتيها البعير الجرب فتجرب جميعا ؟ فقال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬فمن أعدى الول ؟ " *‬

‫دى اْل َوّ َ‬


‫ل ؟ َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل َ‬ ‫َ‬
‫ة‪،‬‬
‫م َ‬
‫ها َ‬ ‫" فَ َ‬
‫ما أعْ َ‬

‫‪ 1255‬حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شجاع ‪،‬‬


‫عن عبد الله بن شبرمة ‪ ،‬عن أبي زرعة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪،‬‬
‫النقبة تكون بمشفر البعير ‪ ،‬أو بعجبه ‪ ،‬فتشتمل البل كلها جربا ؟‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬فما أعدى الول ؟ ل‬
‫عدوى ‪ ،‬ول هامة ‪ ،‬ول صفر ‪ ،‬خلق الله كل نفس ‪ ،‬فكتب حياتها ‪،‬‬
‫ومصيباتها ‪ ،‬ورزقها " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ة ‪ ،‬وََل‬
‫م َ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ ‪ ،‬وََل َ‬
‫ها َ‬

‫‪ 1256‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله ‪ ،‬عن إسرائيل ‪ ،‬عن‬
‫أبي حصين ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول طيرة ‪ ،‬ول هامة ‪ ،‬ول‬
‫صفر " *‬

‫ل ‪ ،‬وََل َ‬
‫صَفَر‬ ‫ة وََل ُ‬
‫غو َ‬ ‫م َ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل َ‬
‫ها َ‬

‫‪ 1257‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي‬


‫مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يحيى بن أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ابن عجلن ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني القعقاع بن حكيم ‪ ،‬وعبيد الله بن مقسم ‪ ،‬وزيد بن‬
‫أسلم ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول هامة ول غول ‪ ،‬ول صفر " قال‬
‫أبو صالح ‪ " :‬فسافرت إلى الكوفة ‪ ،‬ثم رجعت ‪ ،‬فإذا هو ينتقص‬
‫الرابعة ل يذكرها " فقلت له ‪ " :‬ل عدوى " قال ‪ :‬أبيت ‪ ،‬قلت ‪ " :‬ل‬
‫عدوى " قال ‪ " :‬أبيت " *‬

‫َ‬
‫ة‪،‬‬
‫ح ُ‬
‫س ‪ :‬الن َّيا َ‬ ‫جاهِل ِي ّةِ ‪ ،‬ل َ ْ‬
‫ن ي َد َعََها الّنا ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م َ‬
‫" أْرب َعٌ ِ‬

‫‪ 1258‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان‬
‫‪ ،‬عن سليمان ‪ ،‬عن ذكوان ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬أربع من الجاهلية ‪ ،‬لن يدعها الناس ‪ :‬النياحة ‪،‬‬
‫والتغاير أو التعاير " ‪ ،‬شك أبو عامر ‪ " ،‬في الحساب ‪ ،‬ومطرنا‬
‫بنوء كذا وكذا ‪ ،‬والعدوى ‪ ،‬جرب بعير في مائة ‪ ،‬فمن أعدى الول ؟‬
‫"*‬

‫م"*‬ ‫م ‪َ ،‬ل َ‬
‫ها َ‬ ‫" َل َ‬
‫ها َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1259‬وحدثني بحر بن نصر الخولني ‪ ،‬وأحمد بن عبد الرحمن بن‬
‫وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن وهب ‪ ،‬عن عمرو بن الحارث ‪ ،‬أن جعفر بن‬
‫ربيعة ‪ ،‬حدثه أن عبد الرحمن العرج ‪ ،‬حدثه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل هام ‪ ،‬ل هام " *‬

‫" َل عَد َْوى وََل َ‬


‫طائ َِر " *‬

‫‪ 1260‬وحدثني أحمد بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عمي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرني معروف بن سويد ‪ ،‬أنه سمع علي بن رباح ‪ ،‬عن أبي هريرة‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى ول‬
‫طائر " *‬

‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط َي َْر " *‬

‫‪ 1261‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثني معروف بن سويد الجذامي ‪ ،‬عن علي بن رباح‬
‫اللخمي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا هريرة ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول طير " *‬

‫خي ُْر الط ّي ْرِ ال َْفأ ْ ُ‬


‫ل‪،‬‬ ‫ة ‪ ،‬وَ َ‬
‫م َ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل َ‬
‫ها َ‬

‫‪ 1262‬وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن‬


‫الجريري ‪ ،‬عن مضارب بن حزن ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول هامة ‪ ،‬وخير‬
‫الطير الفأل ‪ ،‬والعين حق " *‬

‫ة ‪َ ،‬وال ْعَي ْ ُ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ ‪ ،‬وََل َ‬
‫ها َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1263‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن سعيد‬
‫الجريري ‪ ،‬عن مضارب بن حزن التميمي ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول طيرة ‪ ،‬ول‬
‫هامة ‪ ،‬والعين حق " *‬

‫" أ َربع في أ ُمِتي م َ‬


‫ها ‪:‬‬
‫عو َ‬ ‫جاهِل ِي ّةِ ‪ ،‬ل َ ْ‬
‫ن ي َد َ ُ‬ ‫مرِ ال ْ َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ ٌ ِ‬

‫‪ 1264‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام بن عبد الملك ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني علقمة بن مرثد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا‬
‫الربيع ‪ ،‬أنه سمع أبا هريرة ‪ ،‬يحدث عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬أربع في أمتي من أمر الجاهلية ‪ ،‬لن يدعوها ‪:‬‬
‫الطعن في النساب ‪ ،‬والنياحة ‪ ،‬ومطرنا بنوء كذا ‪ ،‬والعدوى ‪،‬‬
‫اشتريت بعيرا فجرب ‪ ،‬أو ‪ :‬جربا ‪ ،‬فجعلته في مائة من البل ‪،‬‬
‫فجربت ‪ ،‬من أعدى الول ؟ " *‬

‫ن الط ّي ََرةِ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫سأ َل ْت سعد ب َ‬


‫ل‪":‬‬ ‫ن أِبي وَّقا ٍ‬
‫ص عَ ِ‬ ‫َ ُ َ ْ َ ْ َ‬

‫‪ 1265‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثني أبي ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الحضرمي ‪ ،‬أن‬
‫سعيد بن المسيب ‪ ،‬حدثه قال ‪ :‬سألت سعد بن أبي وقاص عن‬
‫الطيرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬فانتهرني " وقال ‪ :‬من حدثك ؟ فكرهت أن أحدثه‬
‫من حدثني ‪ ،‬فقال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول طيرة ‪ ،‬ول هامة " وحدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن هشام ‪ ،‬وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام ‪ ،‬عن يحيى ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني الحضرمي بن لحق ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت‬
‫سعد بن أبي وقاص عن الطيرة فذكر مثله *‬

‫م ‪ ،‬وََل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ " *‬ ‫" َل َ‬


‫ها َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1266‬وحدثني العباس بن الوليد العذري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي‬


‫قال ‪ :‬حدثني الوزاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني حضرمي بن لحق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني سعيد بن المسيب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ل هام ‪ ،‬ول عدوى ‪ ،‬ول طيرة " *‬

‫ة وََل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ِ‬


‫طيَرةَ " *‬ ‫م َ‬ ‫" َل َ‬
‫ها َ‬

‫‪ 1267‬وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الطفاوي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا حجاج الصواف ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن الحضرمي ‪،‬‬
‫عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬عن سعد بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل هامة ول عدوى ‪ ،‬ول طيرة " *‬

‫ة"*‬
‫م َ‬ ‫صَفَر ‪ ،‬وََل َ‬
‫ها َ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل َ‬

‫‪ 1268‬وحدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو اليمان ‪،‬‬


‫عن شعيب ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن السائب بن يزيد ‪ ،‬أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول صفر ‪ ،‬ول هامة " *‬

‫ة"*‬
‫م َ‬ ‫صَفَر ‪ ،‬وََل َ‬
‫ها َ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل َ‬

‫‪ 1269‬وحدثني محمد بن خالد بن خلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن‬


‫شعيب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ , ،‬عن الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني السائب‬
‫بن يزيد ابن أخت نمر ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫" ل عدوى ‪ ،‬ول صفر ‪ ،‬ول هامة " *‬

‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ " *‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1270‬وحدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬وبحر بن نصر الخولني ‪،‬‬


‫قال يونس ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬وقال بحر ‪ :‬حدثنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرني يونس بن يزيد ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن حمزة ‪ ،‬وسالم ابني‬
‫عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن عبد الله بن عمر ‪ :‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول طيرة " *‬

‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ " *‬

‫‪ 1271‬وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثمان بن عمر ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا يونس ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن سالم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول طيرة " *‬

‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ضاءِ َر ُ‬
‫ضيَنا ب َِق َ‬
‫" د َعَْها ‪َ ،‬ر ِ‬

‫‪ 1272‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حامد ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا سفيان ‪ ،‬عن عمرو بن دينار ‪ ،‬قال ‪ :‬اشترى ابن عمر إبل‬
‫هيما من شريك للنواس ‪ ،‬ولم يعرفه الرجل ‪ ،‬فلما جاء النواس‬
‫قال له ‪ " :‬ممن بعت إبلي ؟ " قال ‪ :‬من رجل ‪ ،‬ووصفه له ‪ ،‬فقال‬
‫له النواس ‪ " :‬ويحك ‪ ،‬ذاك عبد الله بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬فجاء النواس‬
‫فقال ‪ :‬يا أبا عبد الرحمن ‪ ،‬إن شريكا لي باعك إبل هيما ‪ ،‬ولم‬
‫يعرفك ‪ ،‬فقال له ابن عمر ‪ :‬خذها إذا ‪ ،‬اقتدها ‪ ،‬فلما ذهب يقتادها ‪،‬‬
‫قال له ابن عمر ‪ " :‬دعها ‪ ،‬رضينا بقضاء رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى " *‬

‫دى اْل َوّ َ‬


‫ل؟‬ ‫" َل عَدوى ‪ ،‬وَل طيرةَ ‪ ،‬فَم َ‬
‫ن أعْ َ‬
‫َ ْ‬ ‫ََِ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬

‫‪ 1273‬وحدثنا أبو كريب محمد بن العلء قال ‪ :‬حدثنا أبو أسامة ‪،‬‬
‫عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا القاسم ‪ ،‬عن أبي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أمامة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪،‬‬
‫ول طيرة ‪ ،‬فمن أعدى الول ؟ " *‬

‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ ‪ ،‬وََل ُ‬


‫غو َ‬
‫ل"*‬

‫‪ 1274‬وحدثنا محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هيثم بن جميل‬


‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زهير ‪ ،‬عن أبي الزبير ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول طيرة ‪ ،‬ول غول " *‬

‫صَفَر ‪ ،‬وََل ُ‬
‫غو َ‬
‫ل"*‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل َ‬

‫‪ 1275‬حدثني محمد بن مرزوق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الضحاك بن مخلد ‪،‬‬


‫عن ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبو الزبير ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت جابر بن‬
‫عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" ل عدوى ‪ ،‬ول صفر ‪ ،‬ول غول " *‬

‫ن عَب ْدِ‬
‫ن بْ ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬
‫ما ُ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ " وَ َ‬
‫حد ّث َِني ُ‬

‫‪ 1276‬وحدثني العباس بن أبي طالب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أحمد بن‬


‫يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو شهاب ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬عن العوفي ‪،‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول طيرة " وحدثني سليمان بن عبد الجبار ‪،‬‬
‫قال ‪ ،‬حدثنا محمد بن الصلت ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو شهاب ‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي ليلى ‪ ،‬عن عطية ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ :‬فذكر مثله *‬

‫ة ‪ ،‬وََل عَد َْوى ‪ ،‬وََل‬


‫م َ‬ ‫" َل ط ِي ََرةَ ‪ ،‬وََل َ‬
‫ها َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1277‬وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو بن حماد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫أسباط ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬ل طيرة ‪ ،‬ول هامة ‪ ،‬ول عدوى ‪،‬‬
‫ول صفر " فقال رجل من القوم ‪ " :‬أليس البعير يكون به الجرب ‪،‬‬
‫فيكون في البل ‪ ،‬فيعديها ؟ " قال ‪ " :‬أفرأيت الول ؟ من أعداه ؟‬
‫"*‬

‫ة ‪ ،‬وََل‬
‫م َ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ ‪ ،‬وََل َ‬
‫ها َ‬

‫‪ 1278‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬وابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن‬
‫موسى ‪ ،‬عن إسرائيل ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول‬
‫طيرة ‪ ،‬ول هامة ‪ ،‬ول صفر " قال رجل ‪ :‬يا رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬إن " الرجل ليأخذ الشاة الجرباء فيطرحها في مائة‬
‫شاة ‪ ،‬فتجربها " قال ‪ " :‬فمن أجرب الول ؟ " *‬

‫" َل عَدوى " ‪ ،‬فََقا َ َ‬


‫ل الل ّهِ‬
‫سو َ‬
‫ي ‪َ :‬يا َر ُ‬
‫ل أعَْراب ِ ّ‬ ‫ْ َ‬

‫‪ 1279‬وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حسين بن عيسى الحنفي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا الحكم بن أبان ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ‪ " :‬ل عدوى " ‪،‬‬
‫فقال أعرابي ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إن الناقة الجرباء لتدخل في‬
‫الينق ‪ ،‬فيجربن جميعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫فمن أعدى الول " ؟ *‬

‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ ‪ ،‬وََل َ‬


‫صَفَر " ‪،‬‬

‫‪ 1280‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن يزيد بن أبي‬


‫زياد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول طيرة ‪ ،‬ول صفر " ‪ ،‬قال ‪ :‬قيل ‪:‬‬
‫يا رسول الله ‪ ،‬إن الرجل ليأخذ الشاة الجرباء فيطرحها في مائة‬
‫شاة ‪ ،‬فتجربها كلها قال ‪ " :‬فمن أجرب الول ؟ " *‬

‫ب ال َْفأ ْ َ‬
‫ل " َقاُلوا ‪:‬‬ ‫" َل عَد َْوى وََل ط ِي ََرةَ ‪ ،‬وَأ ُ ِ‬
‫ح ّ‬

‫‪ 1281‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن هشام ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫" ل عدوى ول طيرة ‪ ،‬وأحب الفأل " قالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬وما‬
‫الفأل ؟ قال ‪ " :‬الكلمة الطيبة " *‬

‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ " *‬

‫‪ 1282‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت قتادة ‪ ،‬يحدث عن أنس بن مالك ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول طيرة " *‬

‫مَناهُ َ‬ ‫ل إنسا َ‬
‫طائ َِرهُ ِفي‬ ‫ن أل َْز ْ‬
‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ وَك ُ ّ ِ ْ َ ٍ‬

‫‪ 1283‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثني أبي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول طيرة وكل إنسان ألزمناه طائره‬
‫في عنقه *‬

‫ن ال ِْفْق ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه والذي فيه من ذلك ‪:‬‬
‫البانة من النبي صلى الله عليه وسلم عن إبطال ما كان أهل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الجاهلية يتواصون به بينهم ‪ ،‬ويستعملونه في جاهليتهم من‬
‫التطير ‪ ،‬واتقاء مخالطة ذي الداء حذارا من أن يعديهم داؤه في‬
‫المؤاكلة ‪ ،‬والمشاربة ‪ ،‬والمجالسة ‪ ،‬وغير ذلك من المخالطة ‪،‬‬
‫وإعلم من النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن أحدا من خلق الله‬
‫لن يصيبه إل ما سبق له في أم الكتاب من خير أو شر وبمثل الذي‬
‫ورد الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ‪ ،‬نطق‬
‫محكم كتاب ربنا تعالى ذكره ‪ ،‬وذلك قوله ‪ " :‬وكل إنسان ألزمناه‬
‫طائره في عنقه ‪ ،‬ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا " ‪،‬‬
‫وقوله " قل لن يصيبنا إل ما كتب الله لنا هو مولنا وعلى الله‬
‫فليتوكل المؤمنون " ‪ ،‬وقوله مخبرا عن قيل رسله الذين أرسلهم‬
‫تعالى ذكره إلى أهل القرية الذين أمر نبينا صلى الله عليه وسلم‬
‫أن يضرب لقومه بهم مثل ‪ ،‬إذ قال لهم من أرسلوا إليه ‪ " :‬إنا‬
‫تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم ‪ ،‬وليمسنكم منا عذاب أليم " ‪،‬‬
‫" طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون " في آي ذوات‬
‫عدد فإن قال لنا قائل ‪ :‬فإن كان المر في هذه الخبار التي رويت‬
‫لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كالذي ذكرت من دللتها‬
‫على إبطاله صلى الله عليه وسلم ما وصفت ‪ ،‬فما وجه الخبار‬
‫الواردة عنه صلى الله عليه وسلم التي منها ما‬

‫ن ال ِْفْقهِ ‪#‬‬
‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬

‫ح"*‬
‫ص ّ‬ ‫ض عََلى ُ‬
‫م ِ‬ ‫مرِ ٌ‬ ‫" َل ُيورِد ُ ُ‬
‫م ْ‬

‫‪ 1284‬حدثكموه أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبدة بن سليمان ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا محمد بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ل يورد ممرض على‬
‫مصح " *‬

‫ْ‬ ‫" الط ّيرةُ في ال ْ َ‬


‫دا‬
‫دي ً‬
‫ش ِ‬ ‫ت غَ َ‬
‫ضًبا َ‬ ‫دارِ ‪ ،‬فَغَ ِ‬
‫ضب َ ْ‬ ‫س َوال ّ‬
‫مْرأةِ ‪َ ،‬والَفَر ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1285‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا همام ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ ،‬عن أبي حسان ‪ ،‬أن رجلين ‪ ،‬دخل على عائشة ‪،‬‬
‫فحدثاها أن أبا هريرة قال ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬الطيرة في المرأة ‪ ،‬والفرس والدار ‪ ،‬فغضبت غضبا شديدا‬
‫‪ ،‬وطارت شقة في الرض ‪ ،‬وشقة في السماء " وقالت ‪ :‬ما قاله ‪،‬‬
‫إنما قال ‪ " :‬كان أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك " *‬

‫َ‬
‫ن اْل َ‬
‫سدِ " *‬ ‫م َ‬ ‫ذوم ِ ك َِفَرارِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫" فِّر ِ‬

‫‪ 1286‬حدثنا أبو كريب قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن نهاس بن قهم ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬سمعت شيخا ‪ ،‬من أهل مكة قال ‪ :‬سمعت أبا هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬فر من المجذوم كفرارك من‬
‫السد " *‬

‫ذوم ِ ك َِفَرارِ َ‬
‫ك‬ ‫ج ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ ‪ ،‬وَفِّر ِ‬
‫م َ‬

‫‪ 1287‬وحدثنا عبد الرحمن بن الوليد الجرجاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬


‫عاصم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا النهاس ‪ ،‬رجل من بني قيس بن عكابة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني رجل ‪ ،‬من أهل مكة قال ‪ :‬أشرف أبو هريرة من ذا‬
‫الباب الذي تخرج منه إلى الصفا ‪ ،‬وهو منحرف عن الركن قليل ‪،‬‬
‫فسمعته يقول ‪ :‬سخت درست ‪ ،‬والله لو أن الدين معلق بالثريا‬
‫لتناوله رجال من أبناء فارس ‪ ،‬وسمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول طيرة ‪ ،‬وفر من المجذوم كفرارك‬
‫من السد " قال ‪ " :‬فأنكر عليه ذلك القوم " فقال ‪ :‬سمعته من‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬وإل فصمتا *‬

‫قَد ْ َباي َعَْنا َ‬


‫ك َفاْر ِ‬
‫جع ْ " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1288‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن آدم ‪ ،‬عن شريك ‪،‬‬
‫عن يعلى بن عطاء ‪ ،‬عن عمرو بن الشريد ‪ ،‬يراه عن أبيه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫كان في وفد ثقيف رجل مجذوم ‪ ،‬فأرسل إليه النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم وهو على الباب ‪ " :‬إنا قد بايعناك فارجع " *‬

‫صّلى‬ ‫َ‬ ‫ذوم ‪ ،‬فَأ َ‬


‫ي َ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫ّ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ج ُ ٌ‬
‫م ْ‬ ‫ج ٌ‬
‫ل َ‬ ‫" ِفي وَفْدِ ث َِقي ٍ‬
‫ف َر ُ‬

‫‪ 1289‬حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫يعلى بن عطاء ‪ ،‬عن رجل من آل الشريد يقال له عمرو ‪ ،‬عن أبيه‬
‫قال ‪ :‬كان " في وفد ثقيف رجل مجذوم ‪ ،‬فأرسل إليه النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم أن ارجع ‪ ،‬فقد بايعناك " قال ‪ :‬أبو جعفر ‪ ،‬قال لي‬
‫يعقوب ‪ ،‬وقال مرة أخرى يعني هشيما ‪ ،‬أخبرنا يعلى ‪ ،‬عن عمرو‬
‫بن الشريد ‪ ،‬عن أبيه *‬

‫َ‬
‫ن اْل َ‬
‫سدِ‬ ‫م َ‬ ‫ذوم ِ ك َ َ‬
‫ما ت َِفّر ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وَفِّر ِ‬
‫م َ‬

‫‪ 1290‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المعتمر‬


‫بن سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت خالدا ‪ ،‬عن أبي قلبة ‪ ،‬أن نبي الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬وفر من المجذوم كما تفر‬
‫من السد " *‬

‫موا الن ّظ ََر إ ِل َي ْهِ ْ‬


‫م"*‬ ‫" َل ت ُ ِ‬
‫دي ُ‬

‫‪ 1291‬وحدثني أبو معاوية البصري بشر بن دحية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫عيسى بن يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي هند ‪،‬‬
‫عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ‪ ،‬عن أمه فاطمة ابنة‬
‫حسين ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‬
‫للمجذمين ‪ " :‬ل تديموا النظر إليهم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫موا الن ّظ ََر إ ِل َي ْهِ ْ‬


‫م"*‬ ‫" َل ت ُ ِ‬
‫دي ُ‬

‫‪ 1292‬حدثني محمد بن إسماعيل الضراري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أبو‬


‫مصعب مطرف بن عبد الله الصم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن‬
‫أبي الزناد ‪ ،‬عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ‪ ،‬عن أمه‬
‫فاطمة ابنة حسين ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬نهانا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم أن نديم النظر إلى المجذمين ‪ ،‬وقال ‪ " :‬ل‬
‫تديموا النظر إليهم " *‬

‫َ‬
‫ن " ‪َ ،‬زاد َ أُبو ك َُري ْ ٍ‬
‫ب‬ ‫جذ ّ ِ‬
‫مي َ‬ ‫موا الن ّظ ََر إ َِلى ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫" َل ت ُ ِ‬
‫دي ُ‬

‫‪ 1293‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند ‪ ،‬عن محمد‬
‫بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ‪ ،‬عن أمه فاطمة ابنة حسين ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل‬
‫تديموا النظر إلى المجذمين " ‪ ،‬زاد أبو كريب في حديثه ‪ " :‬ومن‬
‫كلمه منكم فليكلمه وبينه وبينه قيد رمح " *‬

‫موا الن ّظ ََر إ َِلى‬ ‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫سو ُ‬
‫دي ُ‬
‫ن تُ ِ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫ن ََهى َر ُ‬

‫‪ 1294‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عبد الرحمن بن أبي الزناد ‪ ،‬عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن‬
‫عثمان ‪ ،‬عن أمه فاطمة ابنة حسين بن علي ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تديموا النظر إلى‬
‫المجذمين " *‬

‫م‬ ‫م فَل ْي َك ُ ْ‬
‫ن ب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫موهُ ْ‬ ‫ذا ك َل ّ ْ‬
‫مت ُ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬إِ َ‬ ‫جذ ّ ِ‬
‫مي َ‬ ‫موا الن ّظ ََر إ َِلى ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫" َل ت ُ ِ‬
‫دي ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1295‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد بن سعيد بن أبان ‪ ،‬عن‬
‫أبي فضالة ‪ ،‬عن عبد الله بن عامر ‪ ،‬عن محمد بن عبد الله بن‬
‫عمرو بن عثمان ‪ ،‬عن أمه فاطمة ابنة حسين ‪ ،‬عن أبيها حسين بن‬
‫علي ‪ ،‬عن أمه فاطمة قالت فيما أرى ‪ ،‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ل تديموا النظر إلى المجذمين ‪ ،‬إذا كلمتموهم‬
‫فليكن بينكم وبينهم قيد رمح " *‬

‫ْ‬ ‫شيٍء ‪ ،‬فَهو في ال ْ َ‬


‫س‬
‫مْرأةِ َوالَفَر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ِ‬ ‫ن الط ّي َُر ِفي َ ْ‬
‫ن ي َك ُ ِ‬
‫" إِ ْ‬

‫‪ 1296‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثني أبي ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الحضرمي ‪ ،‬أن‬
‫سعيدا ‪ ،‬حدثه ‪ ،‬عن سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن يكن الطير في شيء ‪ ،‬فهو في‬
‫المرأة والفرس والدار " حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫ابن علية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام ‪ ،‬وحدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن‬
‫أبي عدي ‪ ،‬عن هشام ‪ ،‬عن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الحضرمي بن‬
‫لحق ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬عن سعد ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم بنحوه *‬

‫شيًئا ‪ ،‬فَفي ال ْ َ‬
‫دارِ "‬
‫داب ّةِ َوال ّ‬
‫مْرأةِ َوال ّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ت الط ّي ََرةُ َ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كان َ ِ‬ ‫" إِ ْ‬

‫‪ 1297‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الطفاوي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا الحجاج الصواف ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن الحضرمي ‪،‬‬
‫عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬عن سعد بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم " إن كانت الطيرة شيئا ‪ ،‬ففي المرأة‬
‫والدابة والدار " *‬

‫شيٍء ‪ ،‬فَهو في ال َْفرس وال ْ َ‬


‫ة‬
‫مْرأ ِ‬
‫َ ِ َ َ‬ ‫ُ َ ِ‬ ‫ن الت ّط َي ُّر ِفي َ ْ‬
‫ن ي َك ُ ِ‬
‫" إِ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1298‬حدثني العباس بن الوليد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫الوزاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬
‫حضرمي بن لحق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني سعيد بن المسيب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬إن يكن التطير في شيء ‪ ،‬فهو في الفرس والمرأة‬
‫والدار " *‬

‫ن ت َط َي َّر ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬
‫ن تَ ُ‬
‫ك‬ ‫" َل ط ِي ََرةَ ‪َ ،‬والط ّي ََرةُ عََلى َ‬
‫م ْ‬

‫‪ 1299‬حدثني العباس بن أبي طالب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مالك بن‬


‫إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زهير ‪ ،‬عن عتبة بن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬
‫عبيد الله بن أبي بكر ‪ ،‬أنه سمع أنس بن مالك ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل طيرة ‪ ،‬والطيرة على من‬
‫تطير ‪ ،‬وإن تك في شيء ‪ ،‬ففي الدار والمرأة والفرس " *‬

‫س"*‬ ‫ْ‬ ‫" الط ّيرةُ في ال ْمسك َن ‪ ،‬وال ْ َ‬


‫مْرأةِ َوالَفَر ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫ََ ِ‬

‫‪ 1300‬حدثني علي بن داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي مريم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عتبة ‪ ،‬عن حمزة بن عبد‬
‫الله بن عمر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫قال ‪ " :‬الطيرة في المسكن ‪ ،‬والمرأة والفرس " *‬

‫شيٍء ‪ ،‬فَفي ال َْفرس وال ْمسك َن وال ْ َ‬ ‫ن َ‬


‫ة‬
‫مْرأ ِ‬
‫َ ِ َ َ ْ ِ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫م ِفي َ ْ‬
‫شؤ ْ ُ‬
‫ن ال ّ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ ْ‬

‫‪ 1301‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي‬


‫مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا سليمان بن بلل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عتبة بن مسلم‬
‫‪ ،‬عن حمزة بن عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن كان الشؤم في شيء ‪ ،‬ففي الفرس‬
‫والمسكن والمرأة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ْ‬ ‫شؤْم في ث ََلث َة ‪ :‬ال ْ َ‬


‫دارِ " *‬
‫س َوال ّ‬
‫مْرأةِ َوالَفَر ِ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ما ال ّ ُ ِ‬
‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 1302‬وحدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬وبحر بن نصر ‪ ،‬قال يونس ‪،‬‬


‫أخبرنا ‪ ،‬وقال بحر ‪ :‬حدثنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني يونس بن‬
‫يزيد ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن حمزة ‪ ،‬وسالم ابني عبد الله بن عمر ‪،‬‬
‫عن عبد الله بن عمر ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫" إنما الشؤم في ثلثة ‪ :‬المرأة والفرس والدار " *‬

‫م ِفي ث ََل ٍ‬
‫ث‪،‬‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ ‪َ ،‬وال ّ‬
‫شؤ ْ ُ‬

‫‪ 1303‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عثمان بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يونس ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن سالم بن‬
‫عبد الله ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل‬
‫عدوى ‪ ،‬ول طيرة ‪ ،‬والشؤم في ثلث ‪ ،‬في المرأة والدار والفرس‬
‫"*‬

‫شؤْم في ث ََلث َة ‪ ،‬في ال َْفرس وال ْ َ‬


‫دارِ " *‬
‫مْرأةِ َوال ّ‬
‫َ ِ َ َ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫" ال ّ ُ ِ‬

‫‪ 1304‬وحدثنا سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن مهدي ‪ ،‬عن مالك ‪ ،‬عن‬


‫الزهري ‪ ،‬عن حمزة بن عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الشؤم في ثلثة ‪ ،‬في الفرس‬
‫والمرأة والدار " *‬

‫شؤْم في ث ََلث َة ‪ :‬في ال َْفرس وال ْ َ‬


‫دارِ " *‬
‫مْرأةِ َوال ّ‬
‫َ ِ َ َ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫" ال ّ ُ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1305‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن عيينة ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪،‬‬
‫عن سالم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫الشؤم في ثلثة ‪ :‬في الفرس والمرأة والدار " *‬

‫س"*‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫مْرأ َةِ َوال ْ‬
‫دارِ َوال ْ َ‬ ‫م ِفي ث ََل ٍ‬
‫ث ‪ ،‬ال ّ‬ ‫شؤ ْ ُ‬
‫" ال ّ‬
‫ِ‬

‫‪ 1306‬حدثني عبد الله بن أحمد المروزي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي قال ‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد العزيز ‪ ،‬عن عبيد الله ‪،‬‬
‫عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫الشؤم في ثلث ‪ ،‬الدار والمرأة والفرس " *‬

‫يٍء‬ ‫ن ِفي َ‬
‫ش ْ‬ ‫كا َ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬
‫ن َ‬

‫‪ 1307‬وحدثني العباس بن أبي طالب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أحمد بن‬


‫يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو شهاب ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬عن العوفي ‪،‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول طيرة ‪ ،‬وإن كان في شيء ففي الفرس‬
‫والدار والمرأة " *‬

‫يٍء‬ ‫ن ِفي َ‬
‫ش ْ‬ ‫كا َ‬ ‫" َل عَد َْوى ‪ ،‬وََل ط ِي ََرةَ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬
‫ن َ‬

‫‪ 1308‬حدثني سليمان بن عبد الجبار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬


‫الصلت ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو شهاب ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬عن عطية ‪،‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول طيرة ‪ ،‬فإن كان في شيء ‪ ،‬ففي الدار‬
‫والمرأة والفرس " *‬

‫شيءٍ فَفي الربع ‪ ،‬وال َْفرس ‪ ،‬وال ْ َ‬ ‫ن َ‬


‫ة‬
‫مْرأ ِ‬
‫َ ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ن ِفي َ ْ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1309‬حدثني محمد بن مرزوق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الضحاك بن مخلد ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبو الزبير ‪ ،‬أنه سمع جابر‬
‫بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬إن كان في شيء ففي الربع ‪ ،‬والفرس ‪ ،‬والمرأة ‪ ،‬يعني‬
‫الشؤم " *‬

‫ْ‬ ‫كان فَفي الربع ‪ ،‬وال ْ َ‬


‫شؤ ْ َ‬
‫م‬ ‫س ي َعِْني ال ّ‬
‫مْرأةِ ‪َ ،‬والَفَر ِ‬
‫َ َ‬ ‫ّ ِْ‬ ‫ن َ َ ِ‬ ‫" إِ ْ‬

‫‪ 1310‬وحدثني علي بن مسلم الطوسي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو الزبير ‪ ،‬سمع جابر بن عبد‬
‫الله ‪ ،‬سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن كان‬
‫ففي الربع ‪ ،‬والمرأة ‪ ،‬والفرس يعني الشؤم " حدثني زكريا بن‬
‫يحيى بن أبان المصري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يعقوب بن كعب الحلبي ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬حدثنا مخلد بن يزيد ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬عن أبي الزبير ‪ ،‬عن جابر ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫شيٍء ‪ ،‬فَفي ال ْ َ‬
‫سك َ ِ‬
‫ن‪،‬‬ ‫مْرأةِ ‪َ ،‬وال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ِفي َ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ ْ‬

‫‪ 1311‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو حازم ‪ ،‬عن سهل بن سعد ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬ذكر الشؤم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‪ " :‬إن‬
‫كان في شيء ‪ ،‬ففي المرأة ‪ ،‬والمسكن ‪ ،‬والفرس " *‬

‫شيٍء ‪ ،‬فَفي ال ْ َ‬ ‫ن يَ ُ‬
‫داب ّةِ‬
‫مْرأةِ ‪َ ،‬وال ّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫م ِفي َ ْ‬
‫شؤ ْ ُ‬
‫ك ال ّ‬ ‫" إِ ْ‬

‫‪ 1312‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حكام بن سلم ‪ ،‬عن أبي معاذ‬
‫‪ ،‬عن أبي حازم ‪ ،‬عن سهل بن سعد ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إن يك الشؤم في شيء ‪ ،‬ففي المرأة ‪ ،‬والدابة ‪،‬‬
‫والمسكن " *‬

‫ْ‬ ‫شيٌء ‪ ،‬فَفي ال ْ َ‬


‫س"*‬ ‫سك َ ِ‬
‫ن َوالَفَر ِ‬ ‫مْرأةِ َوال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ن َ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ ْ‬

‫‪ 1313‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي حازم ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثني أبي قال ‪ :‬ذكر الشؤم عند سهل بن سعد الساعدي‬
‫فقال ‪ :‬كنا نقول ‪ " :‬إن كان شيء ‪ ،‬ففي المرأة والمسكن‬
‫والفرس " *‬

‫ْ‬ ‫شيٍء ‪ ،‬فَفي ال ْ َ‬


‫س"‬ ‫سك َ ِ‬
‫ن َوالَفَر ِ‬ ‫مْرأةِ َوال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ِفي َ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ ْ‬

‫‪ 1314‬وحدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي مريم‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو حازم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت سهل بن سعد ‪ ،‬يقول ‪ :‬ذكر عند رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم الشؤم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن كان في شيء ‪ ،‬ففي المرأة‬
‫والمسكن والفرس " *‬

‫ة"*‬
‫م ٌ‬ ‫ي ذَ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ها ‪ ،‬أ َوْ ذ َُرو َ‬
‫ها وَهِ َ‬ ‫عو َ‬
‫" دَ ُ‬

‫‪ 1315‬حدثني محمد بن مرزوق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن عمر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا عكرمة بن عمار ‪ ،‬عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ‪،‬‬
‫عن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رجل ‪ :‬يا نبي الله ‪ ،‬إنا كنا في دار‬
‫كثر فيها عددنا ‪ ،‬وكثر فيها أموالنا ‪ ،‬فتحولنا إلى دار أخرى ‪ ،‬فقل‬
‫فيها عددنا ‪ ،‬وقلت فيها أموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬دعوها ‪ ،‬أو ذروها وهي ذميمة " *‬

‫ة " ِقي َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫م ٌ‬ ‫ي ذَ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ها ‪ ،‬أ َوْ ذ َُرو َ‬
‫ها ‪ ،‬وَهِ َ‬ ‫" ِبيُعو َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1316‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا صالح ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن سالم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أن امرأة ‪،‬‬
‫جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ‪ :‬يا رسول الله ‪،‬‬
‫سكنا دارنا ونحن ذوو وفر ‪ ،‬فاحتجنا ‪ ،‬وساءت ذات بيننا ‪ ،‬واختلفنا ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬بيعوها ‪ ،‬أو ذروها ‪ ،‬وهي ذميمة " قيل ‪ :‬قد اختلف السلف‬
‫قبلنا في ذلك ‪ ،‬فنذكر ما قالوا فيه ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء‬
‫الله ‪ ،‬فأنكر بعضهم صحة هذه الخبار ‪ ،‬وأن يكون رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال شيئا مما فيها ‪ ،‬أو أن يكون أمر بالبعد من ذي‬
‫عاهة ‪ ،‬جذاما كانت عاهته أو برصا ‪ ،‬أو غير ذلك وقالوا ‪ :‬قد أكل‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم مع مجذوم ‪ ،‬وأقعده معه *‬

‫معَ ِذي‬ ‫ه أ َك َ َ‬
‫ل َ‬
‫ك أ َو روي عَن َ‬
‫ل ذ َل ِ َ ْ ُ ِ َ ْ ُ‬
‫ه أن ّ ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك أو روي عنه أنه أكل مع ذي العاهة خوفا أن يكون‬
‫في تركه الكل معه دخول منه في معنى ما أبطله النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم من العدوى ‪ ،‬ونهى عنه من التطير‬

‫معَ ِذي ‪#‬‬ ‫ه أ َك َ َ‬


‫ل َ‬
‫ك أ َو روي عَن َ‬
‫ل ذ َل ِ َ ْ ُ ِ َ ْ ُ‬
‫ه أن ّ ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫يءٌ فََفارِقَْها ‪ :‬ب ِعَْها أ َْو‬ ‫من َْها َ‬


‫ش ْ‬ ‫س َ‬
‫ك ِ‬ ‫ذا وَقَعَ ِفي ن َْف ِ‬
‫" إِ َ‬

‫‪ 1317‬حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حجاج ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت ابن جريج ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت ابن أبي مليكة ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫قلت لبن عباس ‪ :‬كيف ترى في جارية لي في نفسي منها شيء ؟‬
‫فإني سمعتهم يقولون ‪ :‬قال نبي الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن‬
‫كان شيء ‪ ،‬ففي الربع والفرس والمرأة " ‪ ،‬قال ‪ :‬فأنكر أن يكون‬
‫سمع ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أشد النكرة ‪ ،‬وقال ‪" :‬‬
‫إذا وقع في نفسك منها شيء ففارقها ‪ :‬بعها أو أعتقها " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يءٌ فَب ِعَْها ‪ ،‬أ َْو‬ ‫من َْها َ‬
‫ش ْ‬ ‫س َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن وَقَعَ ِفي ن َْف ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ ْ‬

‫‪ 1318‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حميد بن خوار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫ابن جريج ‪ ،‬عن ابن أبي مليكة ‪ ،‬قال ‪ :‬جئت ابن عباس ذات يوم ‪،‬‬
‫فقلت ‪ :‬إن جاريتي قد وقع في نفسي منها شيء ‪ ،‬وقد زعموا أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن يك في شيء ففي‬
‫الرباع ‪ ،‬والمرأة والفرس " فأنكر ابن عباس أن يكون رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قاله ‪ ،‬أو أن يكون الشؤم في شيء ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫" إن كان وقع في نفسك منها شيء فبعها ‪ ،‬أو أعتقها " *‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك"*‬ ‫م ْ‬ ‫جاهِل ِي ّةِ ي َت َط َي ُّرو َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن أ َهْ ُ‬
‫ل ال ْ َ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 1319‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا همام ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ ،‬عن أبي حسان ‪ ،‬قال ‪ :‬قيل لعائشة ‪ :‬إن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬الطيرة في المرأة والفرس والدار "‬
‫؟ فقالت ‪ :‬ما قاله ‪ ،‬إنما قال ‪ " :‬كان أهل الجاهلية يتطيرون من‬
‫ذلك " *‬

‫م"*‬ ‫ج ُ‬
‫ذو ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ما ي َأ ْك ُ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ي َأ ْك ُ ُ‬
‫ل ِ‬

‫‪ 1320‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن القاسم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أن وفد ثقيف أتوا‬
‫أبا بكر ‪ ،‬فأتى بطعام فدعاهم ‪ ،‬فتنحى رجل ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما لك ؟‬
‫قال ‪ :‬مجذوم ‪ " .‬فدعاه ‪ ،‬فأكل معه ‪ ،‬فجعل أبو بكر يأكل مما‬
‫يأكل منه المجذوم " *‬

‫ط َوادًِيا َفاهْب ِ ُ‬
‫طوا غَي َْرهُ‬ ‫ذا هَب َ َ‬
‫سب ُعُ ‪ ،‬إ ِ َ‬ ‫" ات ُّقوهُ ك َ َ‬
‫ما ي ُت َّقى ال ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1321‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن‬
‫محمد بن إسحاق قال ‪ :‬حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ‪ ،‬عن‬
‫محمود بن لبيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أمرني يحيى بن الحكم على جرش ‪،‬‬
‫فقدمتها ‪ ،‬فحدثوني أن عبد الله بن جعفر ‪ ،‬حدثهم أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال لصاحب هذا الوجع الجذام ‪ " :‬اتقوه كما‬
‫يتقى السبع ‪ ،‬إذا هبط واديا فاهبطوا غيره " فقلت ‪ " :‬والله لئن‬
‫كان عبد الله حدثكم هذا ما كذبكم ‪ ،‬فلما عزلني عن جرش قدمت‬
‫المدينة ‪ ،‬فلقيت عبد الله بن جعفر ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أبا جعفر ‪ ،‬ما‬
‫حديث حدثني به أهل جرش عنك ؟ قال ‪ :‬ثم ذكرته ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫كذبوا ‪ ،‬والله ما حدثتهم هذا ‪ ،‬ولقد رأيت عمر بن الخطاب يدعو‬
‫بالناء فيه الماء ‪ ،‬فيعطيه معيقيبا ‪ ،‬وكان رجل قد أسرع فيه ذلك‬
‫الوجع ‪ ،‬فيشرب منه ‪ ،‬ثم يتناوله منه ‪ ،‬فيضع فاه موضع فمه حتى‬
‫يشرب منه ‪ ،‬يعرف أنه إنما يصنع ذلك فرارا أن يدخله شيء من‬
‫العدوى *‬

‫" أ َت َت ِّقيهِ ؟ " َقا َ‬


‫ل ‪َ :‬ل ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‪":‬‬

‫‪ 1322‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن سماك بن حرب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت شييم بن ذييم‬
‫البكري أبا مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت مع علي ‪ ،‬وعمر ‪ ،‬وعبد الرحمن وهم‬
‫يأكلون ‪ ،‬فجاء رجل من خلف عمر به برص ‪ ،‬فتناول منه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فقال له عمر ‪ :‬أخر ‪ ،‬وقال بيده ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال علي ‪ :‬قال أبو جعفر‬
‫‪ :‬فيما أظن فحشت على طعامك ‪ ،‬وآذيت جليسك فجعل عمر‬
‫ينظر إلى عبد الرحمن ‪ ،‬فقال عبد الرحمن ‪ :‬صدق ‪ ،‬فحمد الله‬
‫عمر ‪ ،‬فقال رجل لعمر ‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ ،‬إن أمر هذا كذا وكذا ‪،‬‬
‫يتنقصه ‪ ،‬فقال عمر ‪ " :‬أتتقيه ؟ " قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ " :‬فحمله على‬
‫ناقة ‪ ،‬وكساه حلة حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا مريم شييم بن ذييم‬
‫قال ‪ :‬شهدت عمر بن الخطاب وهو يطعم ‪ ،‬فجاء رجل به شيء‬
‫من برص ‪ ،‬فوضع يده في الطعام " فذكر نحوه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م"*‬
‫معَهُ ْ‬ ‫ن فَي َأ ْك ُ ُ‬
‫ل َ‬ ‫جذ ّ ِ‬
‫مي َ‬ ‫عو ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫صن َعُ الط َّعا َ‬
‫م ‪ ،‬فَي َد ْ ُ‬ ‫" يَ ْ‬

‫‪ 1323‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان بن‬


‫حبيب ‪ ،‬عن حبيب بن الشهيد ‪ ،‬عن عبد الله بن بريدة ‪ ،‬إن شاء‬
‫الله حميد استثنى ‪ ،‬أن سلمان كان " يصنع الطعام ‪ ،‬فيدعو‬
‫المجذمين فيأكل معهم " *‬

‫من ْ َ‬
‫ك"*‬ ‫مّني وَ ِ‬
‫خي ٌْر ِ‬ ‫" ل َعَل ّ ُ‬
‫ه َ‬

‫‪ 1324‬حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا يحيى بن اليمان ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن مرزوق أبي بكير ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬أنه تنحى عن مجذوم ‪ ،‬فقال له ابن عباس ‪ " :‬يا ماص ‪" ،‬‬
‫لعله خير مني ومنك " *‬

‫من ْ َ‬
‫ك"*‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫ك ‪ ،‬ل َعَل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ما ي ُد ِْري َ‬
‫" وَ َ‬

‫‪ 1325‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن أبي بكير ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬أن ابن عباس ‪ ،‬أتاه رجل به‬
‫جذام ‪ ،‬قال ‪ :‬فدفعته ‪ ،‬أو كلمة تشبهها ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا ماص ‪ " ،‬وما‬
‫يدريك ‪ ،‬لعله خير منك " *‬

‫مل ِ ً‬
‫كا " *‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مة ِ َ‬ ‫صيُر ي َوْ َ‬
‫يَ ِ‬

‫‪ 1326‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت ختنا لكثير بن سيار قال ‪ :‬سمعت‬
‫سليطا ‪ ،‬رجل من أهل مكة قال ‪ :‬كان ابن عمر ينزل على خالد بن‬
‫سعد ‪ ،‬فكان يأكل المجذمون معه ‪ ،‬فكان خالد أو بعض أهله ل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يأكل معه ‪ ،‬فقال ابن عمر ‪ " :‬تقذر هؤلء ‪ ،‬ولعل بعضهم يكون ‪ ،‬أو‬
‫قال ‪ :‬يصير يوم القيامة ملكا " *‬

‫ج ُ‬
‫ذوم ِ‬ ‫ضِع ي َدِ ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫مو ْ ِ‬
‫ضعُ ي َد َهُ ِفي َ‬
‫ل يَ َ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬
‫جع َ َ‬ ‫ج ُ‬
‫ذو ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ه َ‬
‫مع َ ُ‬ ‫ي َأ ْك ُ ُ‬
‫ل وَ َ‬

‫‪ 1327‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا خالد الحذاء ‪ ،‬عن أبي معشر ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت ابن‬
‫عمر يأكل ومعه مجذوم ‪ ،‬فجعل يضع يده في موضع يد المجذوم‬
‫من الثريد " *‬

‫ن‬ ‫دى اْل َوّ َ‬


‫ل ؟ " وَقَد ْ َ‬ ‫" َل عَدوى ‪ ،‬فَم َ‬
‫كا َ‬ ‫ن أعْ َ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ َ‬

‫‪ 1328‬حدثنا مروان بن الحكم الحراني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الخضر بن‬


‫محمد الحراني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المعافى بن عمران ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا نافع‬
‫بن القاسم ‪ ،‬عن جدته فطيمة قالت ‪ :‬دخلت على عائشة فسألتها ‪:‬‬
‫أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في المجذومين ‪" :‬‬
‫فروا منهم كفراركم من السد " ؟ فقالت أم المؤمنين ‪ :‬كل ولكنه‬
‫قال ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬فمن أعدى الول ؟ " وقد كان مولى لي يأكل‬
‫في صحافي ‪ ،‬ويشرب في أقداحي ‪ ،‬وينام على فراشي ‪ ،‬أصابه‬
‫ذلك الداء ‪ ،‬فلو أقام معي عايشته ما عاش ‪ ،‬ولكنه سألني أن‬
‫أجهزه إلى الغزو ‪ ،‬فجهزته ‪ ،‬وغزا *‬

‫موَْلهُ فََرد ّ َ‬ ‫شربت ‪ ،‬ث ُ َ‬ ‫عا ل ََها ب ِ َ‬


‫ها "‬ ‫مَر َ‬
‫مأ َ‬‫ّ‬ ‫ب فَ َ ِ َ ْ‬
‫شَرا ٍ‬ ‫" فَد َ َ‬

‫‪ 1329‬حدثنا علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ضمرة بن ربيعة ‪،‬‬


‫عن ابن شوذب عن علي بن زيد بن جدعان ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على‬
‫سالم بن عبد الله منزله ‪ ،‬وكان ل يأكل إل ومعه مسكين ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فأرسل مولى له ‪ ،‬فأتاه بعجوز عمياء جذماء ‪ ،‬أو حدباء فأجلسها‬
‫معه ‪ ،‬قال ‪ :‬فجعلت تأكل معه ‪ ،‬قال ‪ :‬وأنا ناحية ل يدعوني ‪ ،‬ولو‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫دعاني ما أجبته قال ‪ :‬فقال لها ‪ :‬أي شيء تحبين أسقيك ؟ قالت ‪:‬‬
‫ما شئت ‪ ،‬قال ‪ " :‬فدعا لها بشراب فشربت ‪ ،‬ثم أمر موله فردها‬
‫" وكانت علة قائلي هذه المقالة إبطال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم العدوى قالوا ‪ :‬ومن العدوى توقي مؤاكلة ذي العاهة حذارا‬
‫من عاهته ‪ ،‬وأن تصيبه بمؤاكلته إياه ‪ ،‬أو مشاربته ‪ ،‬أو ما أشبه‬
‫ذلك ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وقد روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫أكل مع مجذوم ‪ ،‬خلفا على أهل الجاهلية فيما كانوا يفعلونه من‬
‫ترك مؤاكلته ‪ ،‬ومشاربته ‪ ،‬خوفا من أن يعديهم داؤه *‬

‫خب َرِ ال ْ َ‬
‫وارِد َ ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ذِك ُْر ال ْ َ‬

‫ذكر الخبر الوارد بذلك‬

‫خب َرِ ال ْ َ‬
‫وارِد َ ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ال ْ َ‬

‫ة ِبالل ّهِ وَت َوَك ًّل عَل َي ْهِ " *‬ ‫" كُ ْ‬


‫ل ث َِق ً‬

‫‪ 1330‬حدثني العباس بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يونس بن محمد ‪،‬‬


‫عن مفضل بن فضالة ‪ ،‬عن حبيب بن الشهيد ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫المنكدر ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أخذ بيد مجذوم فأقعده معه ‪ ،‬قال ‪ " :‬كل ثقة بالله وتوكل عليه " *‬

‫َ‬
‫ل‬ ‫ه عََلى فَ ِ‬
‫خذ َي ْهِ " فََقا َ‬ ‫جل َ َ‬
‫س ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ل " ‪ ،‬فَد َ َ‬
‫خ َ‬ ‫خ ْ‬
‫" اد ْ ُ‬

‫‪ 1331‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيت‬
‫في أناس من أصحابه وهم يطعمون ‪ ,‬فقام سائل على الباب به‬
‫زمانة يتكره منها ‪ ،‬فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ادخل "‬
‫‪ ،‬فدخل ‪ ،‬فأجلسه على فخذيه " فقال له ‪ " :‬أطعم " ‪ ،‬وكرهه‬
‫رجل من قريش واشمأز منه ‪ ،‬قال ‪ " :‬فما مات ذلك الرجل حتى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كانت به زمانة يتكره منها " وقال آخرون ‪ :‬أمر النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم بالفرار من المجذوم ‪ ،‬واتقاء مؤاكلته ومشاربته ‪ ،‬ونهيه‬
‫أن يورد ممرض على مصح ‪ ،‬صحيح قالوا ‪ :‬فغير جائز لمن علم أن‬
‫أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالفرار من المجذوم ‪ ،‬إل الفرار‬
‫منه ‪ ،‬ولمن صح عنده نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن‬
‫إدامة النظر إلى المجذمين ‪ ،‬إدامة النظر إليهم ‪ ،‬ولمن ثبت عنده‬
‫خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهي عن إيراد المرضى‬
‫من ماشيته على صحاح المصح ‪ ،‬إيرادها عليها *‬

‫ض ذِك ُْرهُ‬
‫م ِ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫م ْ‬
‫م ّ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك ممن لم يمض ذكره‬

‫ض ذِك ُْرهُ ‪#‬‬


‫م ِ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫م ْ‬
‫م ّ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ن‬ ‫ل ‪ " :‬وَ َ‬


‫كا َ‬ ‫ح " ‪َ ،‬قا َ‬
‫م ٍ‬
‫مّني ِقيد َ ُر ْ‬
‫س ِ‬
‫جل ِ ْ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 1332‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪،‬‬


‫عن معمر ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬أن عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال للمعيقيب ‪" :‬‬
‫اجلس مني قيد رمح " ‪ ،‬قال ‪ " :‬وكان به ذاك الداء ‪ ،‬وكان بدريا "‬
‫*‬

‫ن ل َوْ غَي ُْر َ‬ ‫َ‬


‫ك‬ ‫م الل ّهِ ‪ ،‬أ ْ‬ ‫ما ي َِلي َ‬
‫ك ‪َ ،‬فاي ْ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫" كُ ْ‬
‫ل ِ‬

‫‪ 1333‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫ابن أبي الزناد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن خارجة بن زيد بن ثابت ‪ ،‬قال ‪ :‬كان‬
‫عمر بن الخطاب إذا أتي بالطعام وعنده معيقيب بن أبي فاطمة‬
‫الدوسي ‪ ،‬وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫وكان مجذوما ‪ ،‬قال له ‪ :‬يا معيقيب " كل مما يليك ‪ ،‬فايم الله ‪ ،‬أن‬
‫لو غيرك به ما بك ‪ ،‬ما جلس مني على أدنى من قيس رمح " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن ْد ََنا‬ ‫ن ال َْقوْ ِ‬


‫ل ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫م َ‬
‫ب ِ‬
‫وا ُ‬
‫ص َ‬
‫م " َوال ّ‬ ‫ج ُ‬
‫ذو َ‬ ‫ن ي َت ِّقي ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 1334‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن سواء ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت خالدا الحذاء ‪ ،‬يحدث عن أبي قلبة ‪ ،‬أنه " كان يتقي‬
‫المجذوم " والصواب من القول في ذلك عندنا ما صح به الخبر عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه قال ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول‬
‫طيرة ‪ ،‬ول صفر " ‪ ،‬وأنه ل يصيب نفسا إل ما كتب الله لها ‪،‬‬
‫وقضى عليها في أم الكتاب ‪ .‬فأما دنو عليل من صحيح ‪ ،‬أو قرب‬
‫سقيم من بريء ‪ ،‬فإنه غير موجب للصحيح علة وسقما ‪ ،‬وليس دنو‬
‫سقيم من ذي الصحة بأولى بأن يوجب له سقما ‪ ،‬من الصحيح بأن‬
‫يوجب بدنوه من ذي السقم للسقيم صحة ‪ ،‬غير أن المر ‪ ،‬وإن‬
‫كان كذلك ‪ ،‬فإنه غير جائز لممرض أن يورد على مصح ‪ ،‬ول ينبغي‬
‫لذي صحة الدنو من ذي الجذام ‪ ،‬والعاهة التي هي نظيرة الجذام‬
‫التي يتكرهها الناس ‪ ،‬ل لن ذلك حرام ‪ ،‬ولكن حذارا من أن يظن‬
‫الصحيح إن نزل به ذلك يوما أو أصابه أنه إنما أصابه ذلك لما كان‬
‫من دنوه منه وقربه ‪ ،‬أو من مؤاكلته إياه ومشاربته ‪ ،‬فيوجب له‬
‫ذلك الدخول فيما قد كان نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫وأبطله من أمر الجاهلية في العدوى والطيرة وليس في أمر النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم بالفرار من المجذوم ‪ ،‬كما يفر من السد‬
‫خلف لكله صلى الله عليه وسلم معه ‪ ،‬ول في إرساله إليه وقد‬
‫جاء يريد مبايعته بأن ارجع ‪ ،‬فقد بايعناك ‪ ،‬وتركه إدخاله عليه للبيعة‬
‫‪ ،‬خلف لدخال آخر منهم إليه ‪ ،‬وإقعاده إياه معه على طعامه ‪،‬‬
‫ومؤاكلته إياه ‪ ،‬ول في قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى "‬
‫خلف لقوله ‪ " :‬ل يورد ممرض على مصح " ول في قوله " ل‬
‫طيرة " ‪ ،‬خلف لقوله ‪ " :‬إن يكن الشؤم في شيء ففي ثلث ‪:‬‬
‫المرأة والدار والفرس " ‪ ،‬وذلك أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قد كان يأمرنا المر على وجه الندب أحيانا ‪ ،‬وعلى وجه‬
‫العلم والباحة أخرى ‪ ،‬وعلى غير ذلك من الوجوه ‪ ،‬ثم يترك فعله‬
‫‪ ،‬لنعلم بذلك أن أمره به لم يكن على وجه اللزام ‪ ،‬وكان ينهى‬
‫صلى الله عليه وسلم عن الشيء على وجه التكره ‪ ،‬والتنزه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أحيانا ‪ ،‬وعلى وجه التأديب أخرى ‪ ،‬وغير ذلك من الوجوه ‪ ،‬على ما‬
‫قد بينا في كتاب الرسالة ‪ ،‬ثم يفعله ‪ ،‬لنعلم أن نهيه عنه لم يكن‬
‫على وجه التحريم فقوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى ‪ ،‬ول‬
‫صفر ‪ ،‬ول طيرة " ‪ ،‬إعلم منه صلى الله عليه وسلم أمته أن يكون‬
‫لذلك حقيقة ‪ ،‬ونفي منه أن يكون له صحة ‪ ،‬ل نهي ‪ .‬وقوله صلى‬
‫الله عليه وسلم " ل يورد ممرض على مصح " ‪ ،‬نهى منه الممرض‬
‫أن يورد ماشيته المرضى على ماشية أخيه الصحاح ‪ ،‬لئل يتوهم‬
‫المصح ‪ ،‬إن مرضت ماشيته الصحيحة أن مرضها حدث من أجل‬
‫ورود المرضى عليها ‪ ،‬فيكون داخل بتوهمه ذلك في تصحيح ما قد‬
‫أبطله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وكذلك أمره بالفرار من المجذوم ‪،‬‬
‫مع إبطاله العدوى والصفر ‪ ،‬على ذلك من المعنى ‪ ،‬وهو لئل يظن‬
‫الصحيح الذي قرب من المجذوم ‪ ،‬وطعم معه وشرب ‪ ،‬إن أصابه‬
‫يوما من الدهر جذام ‪ ،‬أن الذي أصابه من ذلك إنما أصابه من‬
‫المجذوم لما كان منه من قربه من المجذوم ومؤاكلته إياه ‪،‬‬
‫ومشاربته وأما قوله صلى الله عليه وسلم " إن كان الشؤم في‬
‫شيء ففي الدار والمرأة والفرس " فإنه لم يثبت بذلك صحة‬
‫الطيرة ‪ ،‬بل إنما أخبر صلى الله عليه وسلم أن ذلك إن كان في‬
‫شيء ففي هذه الثلث ‪ ،‬وذلك إلى النفي أقرب منه إلى اليجاب ‪،‬‬
‫لن قول القائل ‪ :‬إن كان في هذه الدار أحد فزيد ‪ ،‬غير إثبات منه‬
‫أن فيها زيدا ‪ ،‬بل ذلك من النفي أن يكون فيها زيد ‪ ،‬أقرب منه إلى‬
‫الثبات أن فيها زيدا *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل عدوى " يعني بقوله ل عدوى ل‬
‫يعدو داء ذي الداء إلى غيره بدنوه منه وقربه ‪ ،‬وذلك أن أهل‬
‫الجاهلية كانوا يتحامون مجالسة أهل الدواء ‪ ،‬ومؤاكلتهم ‪،‬‬
‫ومشاربتهم ‪ ،‬ويزعمون أن دنو الصحيح منهم يتعدى إليه ما بهم من‬
‫الداء ‪ ،‬كما قال لبيد بن ربيعة للنعمان بن المنذر في الربيع بن زياد‬
‫العبسي ‪ ،‬وكان النعمان ينادم الربيع بن زياد العبسي ‪ ،‬فرماه لبيد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بأن به برصا ‪ ،‬لتخبث نفس النعمان عليه ‪ ،‬ويترك منادمته ‪ :‬مهل‬
‫أبيت اللعن ‪ ،‬ل تأكل معه إن استه من برص ملمعه وإنه يولج فيها‬
‫إصبعه فتحامى النعمان منادمته ‪ ،‬فقال الربيع ‪ " :‬أبيت اللعن ‪ ،‬إن‬
‫لبيدا كاذب فيما قد قال ‪ :‬فقال له النعمان ‪ :‬قد قيل ذلك إن حقا ‪،‬‬
‫وإن كذبا فما اعتذارك من شيء إذا قيل ؟ وكما قال زهير بن أبي‬
‫سلمى ‪ :‬جانيك من يجني عليك وقد يعدي الصحاح مبارك الجرب‬
‫وقد أكثر شعراء الجاهلية في ذلك لكثرة استعمالهم إياه ‪،‬‬
‫وتصديقهم به ‪ ،‬وقد استعمل ذلك كثير منهم في السلم ‪ ،‬وإياه‬
‫قصد الفرزدق في السلم بقوله ‪ :‬أل ليتنا كنا بعيرين ل نرد على‬
‫حاضر إل نشل ونقذف كلنا به عر يخاف قرافه على الناس ‪،‬‬
‫مطلي المساعر أخشف يقال منه ‪ :‬عدا عليه كذا ‪ ،‬فهو يعدو‬
‫عدوا ‪ ،‬وعدا الرجل والفرس ‪ ،‬إذا أحضرا ‪ ،‬يعدوا عدوا وعدوا ‪،‬‬
‫وأعدى فلن فرسه ‪ ،‬فهو يعديه إعداء ‪ ،‬وأعدى فلن فلنا جربه ‪،‬‬
‫وللعدو أيضا معنى غير ذلك ‪ ،‬وهو الجور والظلم ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬عدا‬
‫فلن ‪ ،‬فهو يعدو عدوا وعدوانا وعدوا ‪ ،‬وذلك إذا جار وظلم ‪ ،‬ويقال‬
‫‪ :‬عداني عن لقائك كذا وكذا ‪ ،‬فهو يعدوني عنه عدوا ‪ ،‬وذلك إذا‬
‫شغله عنه ‪ ،‬ومنه قوله عروة بن الورد العبسي ‪ :‬هجرت غضوب ‪،‬‬
‫وحب من يتجنب وعدت عواد دون وليك تشعب وقول أعشى بني‬
‫ثعلبة ‪ :‬وأنى عداني عنك لو تعلمينه مصائب لم ينزل سواي جليلها‬
‫وأما قولهم ‪ :‬أعداني فلن على كذا ‪ ،‬فإنه معنى غير ذلك ‪ ،‬وإنما‬
‫معناه ‪ :‬أعانني عليه ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬أعدني يا فلن على فلن ‪،‬‬
‫وآدني ‪ ،‬يعني به ‪ :‬قوني عليه وأعني ‪ ،‬ومنه قول الشاعر ‪ :‬تعلمت‬
‫ترقيق المعيشة بعدما كبرت ‪ ،‬وأعداني على اللؤم خالد يعني بقوله‬
‫‪ " :‬أعداني ‪ ،‬أعانني " يقال منه ‪ " :‬أعداه عليه ‪ ،‬فهو يعديه إعداء ‪،‬‬
‫وأما العداء بالمد فهو مصدر ‪ ،‬من قول القائل ‪ :‬عادى فلن بين كذا‬
‫وكذا من الرجال ‪ ،‬إذا والى بين قتلهم ‪ ،‬عداء ‪ ،‬وكذلك إذا والى بين‬
‫جماعة من الصيد قيل ‪ :‬عادى بينها ‪ ،‬ومنه قوله امرئ القيس بن‬
‫حجر ‪ :‬فعادى عداء بين ثور ونعجة دراكا ‪ ،‬ولم ينضح بماء فيغسل ‪،‬‬
‫وأما العدوة والعدوة ‪ ،‬فإنها الساحة والفناء ‪ ،‬ومنه قول الله تعالى‬
‫ذكره ‪ " :‬إذ أنتم بالعدوة الدنيا ‪ ،‬وهم بالعدوة القصوى " ‪ ،‬وأما‬
‫أعداء الطريق ‪ ،‬فإنها أرجاؤه ونواحيه ‪ ،‬ومنه قول ذي الرمة ‪:‬‬
‫تستن أعداء قريان تسنمها غر الغمام ‪ ،‬ومرتجاته السود وأما قوله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صلى الله عليه وسلم " ول صفر " ‪ ،‬فإنه فيما حدثت عن أبي‬
‫عبيدة معمر بن المثنى قال ‪ :‬سمعت يونس يعني الجرمي ‪ :‬سئل‬
‫رؤبة بن العجاج عن الصفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬هي حية تكون في البطن ‪،‬‬
‫تصيب الماشية والناس " قال ‪ :‬وهي أعدى من الجرب عند العرب‬
‫قال أبو عبيدة ‪ :‬ويقال ‪ :‬إن قوله ‪ " :‬ول صفر " ‪ ،‬إبطال من النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ما كان أهل الجاهلية ‪ ،‬يفعلونه من تأخيرهم‬
‫المحرم إلى صفر في التحريم والصواب عندي من القول في ذلك‬
‫ما قاله رؤبة بن العجاج ‪ ،‬ومن الشاهد على تصحيح قوله في ذلك‬
‫قول أعشى باهلة في صفة رجل ‪ :‬ل يشتكي الساق من أين ول‬
‫وصم ول يعض على شرسوفه الصفر وأما قوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ول هامة " ‪ ،‬فإن الهامة طائر ‪ ،‬قيل ‪ :‬إن العرب كانت‬
‫تسميه الصدى ‪ ،‬وقيل ‪ " :‬إنه ذكر البوم ‪ ،‬وقيل غير ذلك " وأشبه‬
‫ذلك عندي بالصواب قول من قال ‪ " :‬هو ذكر البوم ‪ ،‬ومنه قول‬
‫الطرماح بن حكيم ‪ " :‬وفلة يستفز الحشا ‪ ،‬من صواها ضبح بوم‬
‫وهام وإنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ‪ " :‬ول هامة "‬
‫إبطال ما كان أهل الجاهلية يقولونه في ذلك وذلك أنهم كانوا‬
‫يقولون ‪ " :‬إذا قتل الرجل فلم يطلب وليه بدمه ولم يثأر به ‪ ،‬خرج‬
‫من هامته طائر يسمى الهامة ‪ ،‬فل يزال يزقو عند قبره حتى يثأر‬
‫به ‪ ،‬ومن ذلك قول الشاعر ‪ :‬يا عمرو ‪ ،‬إل تدع شتمي ‪ ،‬ومنقصتي ‪،‬‬
‫أضربك حيث تقول الهامة اسقوني ومنه قول أبي داود اليادي ‪:‬‬
‫سلط الموت ‪ ،‬والمنون عليهم فلهم في صدى المقابر هام وقد‬
‫أكثر الشعراء في ذلك وأما قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ول غول‬
‫" ‪ ،‬فإن الصمعي فيما حدثت عنه كان يزعم أنها همرجة الجن ‪،‬‬
‫ويستشهد لقيله ذلك بقول كعب بن زهير ‪ :‬لكنها خلة قد سيط من‬
‫دمها فجع وولع وإعراض وتبديل فما تدوم على حال تكون بها كما‬
‫تلون في أثوابها غول ونحو ذلك من شعر الشعراء وكان الشيباني‬
‫أبو عمرو يقول ‪ " :‬هو كل ما غالك فذهب بك " وأما أبو البلد‬
‫الطهوي فإنه زعم في شعره أنه لقيه فقتله ‪ ،‬ووصفه في شعره‬
‫فقال ‪ :‬لهان على جهيمة ما ألقي من الروعات عند رحى بطان‬
‫لقيت الغول تسري في ظلم بسهب كالعباءة صحصحان فقلت‬
‫لها ‪ :‬كلنا نقض أرض أخو سفر فصدي عن مكاني فصدت ‪،‬‬
‫فانتحيت لها بعضب حسام غير مؤتشب ‪ ،‬يمان قددت سراتها‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫والبرك منها فخرت لليدين وللجران فقالت ‪ :‬زد فقلت ‪ :‬رويد إني‬
‫على أمثالها ثبت الجنان شددت عقالها وحللت عنها لنظر غدوة‬
‫ماذا أتاني إذا عينان في وجه قبيح كوجه الهر مسترق اللسان‬
‫ورجل مخدج وسراة كلب وثوب من فراء أو شنان والذي أبطل‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم عندي بقوله " ل غول " ‪ ،‬ما كان أهل‬
‫الجاهلية يقولون في الغول من أنها تضر وتنفع ‪ ،‬أو تقدر لبني آدم‬
‫على ذلك ‪ ،‬إل ما قد سبق من قضاء الله جل ثناؤه لمن سبق له‬
‫بضرها إياه ‪ ،‬فأما بغير ذلك ‪ ،‬فإنها غير قادرة على ذلك ‪ ،‬ولذلك‬
‫صلى الله عليه وسلم ذكرها ‪ ،‬مع سائر ما ذكر مما كانت العرب‬
‫تؤمن به وتصدق بضره ونفعه ‪ ،‬من العدوى والصفر والطيرة ‪ ،‬وأما‬
‫" الطيرة " فقد مضى ذكري بيانها فيما قد مضى من كتابي هذا ‪،‬‬
‫فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع وأما قول العرابي لرسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا رسول الله " أرأيت النقبة تكون‬
‫بمشفر البعير أو بعجبه ‪ ،‬فيشمل البل كلها جربا ‪ ،‬فإنه يعني‬
‫بالنقبة القطعة من الجرب ‪ ،‬تجمع نقبا ‪ ،‬ومنه قول دريد بن‬
‫الصمة ‪ :‬ما إن رأيت ول سمعت به كاليوم طالي أينق جرب متبذل‬
‫تبدو محاسنه يضع الهناء مواضع النقب ‪ ،‬وأما النقب بفتح النون‬
‫والقاف ‪ ،‬فإنه ما يحدث عن الحفا بأخفاف البل ‪ ،‬يقال ‪ :‬جاء القوم‬
‫محفين منقبين ‪ ،‬إذا جاءوا قد نقبت إبلهم وحفيت ‪ ،‬ومنه قول‬
‫الراجز ‪ :‬أقسم بالله أبو حفص عمر ما إن بها من نقب ول دبر‬
‫يقال منه ‪ :‬قد نقب البعير فهو ينقب نقبا ‪ ،‬وأما النقب ‪ ،‬بفتح النون‬
‫‪ ،‬وسكون القاف ‪ ،‬فمصدر من قول القائل ‪ " :‬نقبت الحائط ‪ ،‬وما‬
‫أشبهه ‪ ،‬والنقب أيضا بفتح النون ‪ ،‬وسكون القاف ‪ ،‬والمنقبة ‪:‬‬
‫الطريق في الجبل ‪ ،‬والغلظ ‪ ،‬ومنه قول الغنوي ‪ :‬إن توعدونا‬
‫بالقتال فإننا نقاتل من بين القرى والمناقب يعني بالمناقب جمع‬
‫المنقبة وأما قوله " أو بعجبه " فإن العجب عظيم في منقطع فقار‬
‫الظهر مما يلي العجز ‪ ،‬وهو أصل الذنب ‪ ،‬ومنه قول النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬يبلى من ابن آدم كل شيء إل عجب الذنب ‪،‬‬
‫ومنه يركب الخلق " وأما العجب ‪ ،‬بفتح العين والجيم ‪ ،‬فمصدر‬
‫قول القائل ‪ " :‬عجبت من كذا ‪ ،‬أعجب منه عجبا " وأما قول‬
‫العرابي للنبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬فيشمل البل كلها ‪ ،‬فإنه‬
‫يعني به ‪ :‬فيعمها جربا ‪ ،‬يقال منه ‪ " :‬شمل القوم هذا المر ‪ ،‬إذا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عمهم ‪ ،‬فهو يشملهم شمل وشمول " فأما قولهم ‪ " :‬شملت‬
‫الريح ‪ ،‬فإنها بفتح الميم ‪ ،‬فهي تشمل شمل وشمول " ويقال ‪" :‬‬
‫أشملنا " بمعنى ‪ :‬دخلنا في الشمال ‪ ،‬وأما قولهم ‪ " :‬شملت الناقة‬
‫‪ ،‬وذلك إذا علقت عليها شمال ‪ ،‬وهو كالكيس يجعل فيه ضرع‬
‫الشاة ‪ ،‬فإنه تفتح ميمه ‪ ،‬فأنا أشملها شمل ‪ ،‬وأما قولهم ‪ :‬قد‬
‫شملت ناقتي لقاحا من فحل فلن ‪ ،‬فإنه بكسر الميم ‪ ،‬فهي‬
‫تشمل شمل ‪ ،‬وذلك إذا لقحت " وأما قول أبي هريرة ‪ " :‬سخت‬
‫درست " ‪ ،‬فإنهما كلمتان بالفارسية ‪ ،‬فأما قوله ‪ " :‬سخت " ‪ ،‬فإن‬
‫معناه صلب شديد ‪ ،‬وأما قوله ‪ " :‬درست " فإن معناه ‪ :‬صحيح‬
‫وأما قول المرأة التي قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫سكنا دارنا ونحن ذوو وفر ‪ ،‬فإن الوفر هو ‪ " :‬المال الكثير ‪ ،‬يقال‬
‫منه ‪ :‬إنه لذو وفر وفرو ‪ ،‬إذا كان ذا مال كثير "‬

‫ن‬
‫ي بْ ِ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫زيد َ عَ ْ‬
‫ن يَ ِ‬
‫ة بْ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ ث َعْل َب َ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار ثعلبة بن يزيد عن علي بن أبي طالب عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ن‪#‬‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫د‬‫زي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ث‬ ‫ر‬ ‫با‬ ‫خ‬ ‫خر من أ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬

‫صا‬
‫خ ً‬ ‫م أ َّل أ َد َعَ قَب ًْرا َ‬
‫شا ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫مَرِني َر ُ‬
‫َ‬
‫أ َ‬

‫‪ 1335‬حدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن سليمان ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا عباد بن العوام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبان بن تغلب ‪ ،‬عن‬
‫الحكم ‪ ،‬عن ثعلبة بن يزيد أو يزيد بن ثعلبة ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أل أدع قبرا شاخصا‬
‫بالمدينة إل سويته ‪ ،‬ول تمثال إل لطخته ‪ ،‬ففعلت ‪ ،‬ثم أتيته ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬فعلت ؟ " قلت ‪ :‬نعم قال ‪ :‬يا علي " ل تكن جابيا ‪ ،‬ول‬
‫تاجرا إل تاجر خير ‪ ،‬فإن أولئك المسبوقون في العمل " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬وذلك ‪ :‬أنه خبر‬
‫ل يعرف لبعض ما فيه مخرج عن علي ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم يصح إل من هذا الوجه ‪ ،‬وأخرى ‪ :‬أن في إسناده شكا فيمن‬
‫حدث عن علي رحمة الله عليه ‪ ،‬أثعلبة بن يزيد هو أم يزيد بن‬
‫ثعلبة ‪ ،‬والثالثة ‪ :‬أن الذي فيه من ذكر التاجر إنما روي عن علي‬
‫موقوفا عليه من كلمه غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ ،‬وبخلف اللفظ الذي فيه‬

‫ي‬
‫ن عَل ِ ّ‬ ‫ن َرَوى ذ َل ِ َ‬
‫ك عَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى ذلك عن علي‬

‫ي‪#‬‬
‫ن عَل ِ ّ‬ ‫ن َرَوى ذ َل ِ َ‬
‫ك عَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫حقّ وَأ َعْ َ‬
‫طاهُ " *‬ ‫ن أَ َ‬
‫خذ َ ال ْ َ‬ ‫جٌر ‪ ،‬إ ِّل َ‬
‫م ْ‬ ‫جُر َفا ِ‬
‫" الّتا ِ‬

‫‪ 1336‬حدثني الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يعلى بن‬


‫عبيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيدة بن معتب الضبي ‪ ،‬عن أبي سعيد‬
‫الثوري ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عليا ‪ ،‬يقول ‪ " :‬التاجر فاجر ‪ ،‬إل من أخذ‬
‫الحق وأعطاه " *‬

‫َ‬
‫ف"*‬ ‫ه ِبال ْ َ‬
‫حل ِ ِ‬ ‫سل ْعَت َ ُ‬
‫ه ي ُن ِْفقُ ِ‬ ‫جٌر ‪ ،‬وَفُ ُ‬
‫جوُرهُ أن ّ ُ‬ ‫جُر َفا ِ‬
‫" الّتا ِ‬

‫‪ 1337‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬عن‬


‫سفيان ‪ ،‬عن محمد بن جحادة ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال علي‬
‫بن أبي طالب ‪ " :‬التاجر فاجر ‪ ،‬وفجوره أنه ينفق سلعته بالحلف "‬
‫*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ف‬ ‫ه ِفي ال ْ َ‬
‫حل ِ ِ‬ ‫ق ‪ ،‬ات ُّقوا الل ّ َ‬
‫سو ِ‬ ‫م َيا أ َهْ َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫م عَل َي ْك ُ ْ‬
‫سَل ُ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 1338‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حسن بن عطية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫خالد بن طهمان أبو العلء الخفاف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو إسحاق‬
‫السبيعي ‪ ،‬قال ‪ :‬كان علي يجيء إلى السوق ‪ ،‬فيقوم مقاما له ‪،‬‬
‫فيقول ‪ " :‬السلم عليكم يا أهل السوق ‪ ،‬اتقوا الله في الحلف ‪،‬‬
‫فإن الحلف يزجي السلعة ‪ ،‬ويمحق البركة ‪ ،‬التاجر فاجر إل من‬
‫أخذ الحق ‪ ،‬وأعطاه " وقد وافق عليا رحمة الله عليه في روايته‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذم التجارة جماعة من‬
‫أصحابه ‪ ،‬نذكر ما صح عندنا من ذلك سنده ‪ ،‬فأما من وافقه في‬
‫المر بتسوية القبور ‪ ،‬وطمس التمثال ‪ ،‬فقد مضى ذكرناه قبل ‪،‬‬
‫فأغنى ذلك عن إعادته *‬

‫حد ّث ََنا‬
‫صد َقَ " َ‬
‫ن ات َّقى وَب َّر وَ َ‬ ‫جاُر ‪ ،‬إ ِّل َ‬
‫م ِ‬ ‫م ال ُْف ّ‬
‫جاَر هُ ُ‬
‫الت ّ ّ‬

‫‪ 1339‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سليم الطائفي ‪ ،‬عن‬


‫عبد الله بن عثمان بن خثيم ‪ ،‬عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى‬
‫البقيع ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا معشر التجار أل إن التجار هم الفجار ‪ ،‬إل من‬
‫اتقى وبر وصدق " حدثنا سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ , ،‬عن سفيان ‪،‬‬
‫عن ابن خثيم ‪ ،‬عن إسماعيل بن عبيد الله بن رفاعة بن رافع ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثله *‬

‫صد َقَ "‬


‫ه وَ َ‬
‫ن ات َّقى َرب ّ ُ‬ ‫جارِ ‪ ،‬إ ِّل َ‬
‫م ِ‬ ‫معَ ال ُْف ّ‬
‫ن َ‬ ‫ح َ‬
‫شُرو َ‬ ‫" تُ ْ‬

‫‪ 1340‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مهران ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن‬


‫عبد الله بن عثمان بن خثيم ‪ ،‬عن إسماعيل بن عبيد الله بن رفاعة‬
‫‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يقول ‪ :‬يا معشر التجار " تحشرون مع الفجار ‪ ،‬إل من اتقى ربه‬
‫وصدق " *‬

‫َ‬
‫ن‬ ‫جاًرا ‪ ،‬إ ِّل َ‬
‫م ِ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مة ِ ف ُ ّ‬ ‫جاَر ي ُب ْعَُثو َ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫" أَل إ ِ ّ‬
‫ن الت ّ ّ‬

‫‪ 1341‬وحدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الله بن‬


‫وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني مسلم بن خالد ‪ ،‬وداود بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن‬
‫ابن خثيم ‪ ،‬عن إسماعيل بن عبيد الله ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جده رفاعة‬
‫بن رافع قال ‪ :‬خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى‬
‫المصلى بالمدينة بكرة ‪ ،‬وبه ناس من التجار ‪ ،‬وكانوا يسمون‬
‫السماسرة ‪ ،‬فإذا هم يتبايعون فناداهم ‪ :‬يا معشر التجار فلما رفعوا‬
‫إليه أبصارهم ومدوا إليه أعناقهم ‪ ,‬واشرأبوا ‪ ,‬ولهوا عما في أيديهم‬
‫‪ ،‬قال ‪ " :‬أل إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا ‪ ،‬إل من اتقى وبر‬
‫وصدق " *‬

‫صد َقَ‬
‫ن َ‬ ‫جاًرا ‪ ،‬إ ِّل َ‬
‫م ْ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مة ِ ف ُ ّ‬ ‫عث ُك ُ ْ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ِبا ِ‬ ‫"إ ّ‬

‫‪ 1342‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن‬


‫عبد الجبار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحارث بن عبيدة ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عثمان بن خثيم ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أتى جماعة من التجار فقال ‪ :‬يا معشر‬
‫التجار فاستجابوا له ومدوا أعناقهم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن الله باعثكم يوم‬
‫القيامة فجارا ‪ ،‬إل من صدق ‪ ،‬ووصل ‪ ،‬وأدى المانة " *‬

‫ج ٌ‬
‫ل ‪َ :‬يا‬ ‫ل َر ُ‬ ‫م ال ُْف ّ‬
‫جاُر " ‪ ،‬فََقا َ‬ ‫جاَر هُ ُ‬
‫ن الت ّ ّ‬
‫" إِ ّ‬

‫‪ 1343‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثني أبي ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو راشد‬
‫الحبراني ‪ ،‬أنه سمع عبد الرحمن بن شبل ‪ ،‬يقول ‪ :‬أنا سمعت‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن التجار هم الفجار " ‪،‬‬
‫فقال رجل ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أليس قد أحل الله البيع ؟ قال ‪ " :‬بلى‬
‫‪ ،‬ولكنهم يحدثون فيكذبون ‪ ،‬ويحلفون فيأثمون " حدثني يعقوب بن‬
‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام ‪ ،‬وحدثنا ابن‬
‫المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن هشام ‪ ،‬عن يحيى ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني أبو راشد الحبراني ‪ , ،‬أنه سمع عبد الرحمن بن شبل ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ ،‬فذكر نحوه‬
‫حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معمر ‪،‬‬
‫عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن زيد بن سلم ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫شبل ‪ ،‬رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام‬
‫خطيبا فقال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‬
‫فذكر نحوه حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫علي ‪ ،‬عن يحيى ‪ ،‬عن زيد بن سلم ‪ ،‬عن أبي سلم ‪ ،‬عن أبي‬
‫راشد الحبراني ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن شبل ‪ ،‬رجل من النصار‬
‫قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكر نحوه *‬

‫ن ال ْ َ‬
‫مَعاِني‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من المعاني إن قال لنا‬


‫قائل ‪ :‬ما معنى هذه الخبار ‪ ،‬وما وجهها ؟ قيل ‪ :‬ذلك هو ما دل‬
‫عليه ظاهره ‪ ،‬وذلك قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬التاجر فاجر ‪،‬‬
‫إل من اتقى ربه ‪ ،‬وبر وصدق " ‪ ،‬فمن كذب في ثمن ما اشترى‬
‫عند البيع ‪ ،‬ومدحه بغير الذي هو فيه ‪ ،‬وذم عند شرى ما يشترى ‪،‬‬
‫مخادعا بذلك من فعله للبائع منه ما يبيعه منه ‪ ،‬والمشتري منه ما‬
‫يشترى منه ‪ ،‬وفجر في يمين إن حلف بها على ما يشترى ‪ ،‬أو على‬
‫ما يبيع ‪ ،‬ولم يتق الله فيما يأخذ ‪ ،‬وفيما يعطي ‪ ،‬فبخس من أعطاه‬
‫ثمن ما يشترى منه ‪ ،‬وظلم من اتزن منه ما وجب له ‪ ،‬فأخذ منه‬
‫ما ل يجب له فذلك ‪ ،‬ل شك ‪ ،‬من الفجار الفساق الذين يستحقون‬
‫عقاب الله على أفعالهم التي وصفت في تجارتهم ‪ ،‬إل أن يتفضل‬
‫الله عليهم بعفوه ‪ ،‬وأما الذي يصدق في ثمن ما يبيع إذا هو باع‬
‫مرابحة ‪ ،‬ولم يمدح سلعته بغير ما هي به ‪ ،‬ولم يذم ما يبتاع بخلف‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صفته التي هي بها ‪ ،‬ولم يخدع مسترسل ‪ ،‬ولم يحلف كاذبا منفقا‬
‫بيمينه الكاذبة سلعته ‪ ،‬وأعطى الحق في تجارته ‪ ،‬وأخذه ‪ ،‬فإنا‬
‫نرجو له أن يكون كما‬

‫ن ال ْ َ‬
‫مَعاِني ‪#‬‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬

‫داءِ "‬ ‫ن ‪َ ،‬وال ّ‬


‫شه َ َ‬ ‫ديِقي َ‬
‫ص ّ‬
‫ن ‪َ ،‬وال ّ‬
‫معَ الن ّب ِّيي َ‬
‫ن َ‬ ‫دوقُ اْل َ ِ‬
‫مي ُ‬ ‫ص ُ‬
‫جُر ال ّ‬
‫" الّتا ِ‬

‫‪ 1344‬حدثني به الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يعلى ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن أبي حمزة ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬عن أبي‬
‫سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬التاجر‬
‫الصدوق المين مع النبيين ‪ ،‬والصديقين ‪ ،‬والشهداء " *‬

‫َ‬
‫ش"‬ ‫ن ِفي ظ ِ ّ ْ‬
‫ل العَْر ِ‬ ‫سب ْعَةِ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫معَ ال ّ‬
‫ن َ‬ ‫جَر اْل َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ن الّتا ِ‬
‫"أ ّ‬

‫‪ 1345‬حدثنا الحسين بن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود الطيالسي ‪،‬‬


‫عن أبي حرة ‪ ،‬عن أبي نصر ‪ ،‬قال ‪ :‬بلغني " أن التاجر المين مع‬
‫السبعة الذين في ظل العرش " وللسبب الذي قلت إنه يستحق‬
‫اسم الفجور قال جماعة السلف من الصحابة والتابعين ‪ :‬إنه‬
‫يستحق ذلك *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ن َل َوالل ّهِ ‪ ،‬وب ََلى‬


‫م ْ‬
‫جرِ ِ‬ ‫صان ِِع ‪ ،‬وَوَي ْ ٌ‬
‫ل ِللّتا ِ‬ ‫" وَي ْ ٌ‬
‫ل ِلل ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1346‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن صبيح ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا مبارك بن حسان ‪ ،‬عن أبي عبد الله الشقري ‪ ،‬عن إبراهيم ‪،‬‬
‫عن علقمة ‪ ،‬عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ :‬بينما نحن مع ابن‬
‫الخطاب في أحفل ما يكون المجلس ‪ ،‬إذ نهض وبيده الدرة ‪ ،‬فمر‬
‫بأبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وهو صانع‬
‫يضرب بمطرقته ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬يا أبا رافع أقول ثلث مرار ؟ فقال‬
‫أبو رافع ‪ :‬يا أمير المؤمنين قل ثلث مرار ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ويل للصانع ‪،‬‬
‫وويل للتاجر من ل والله ‪ ،‬وبلى والله ‪ ،‬يا معشر التجار ‪ ،‬إن‬
‫التجارة يحضرها اليمان ‪ ،‬فشوبوها بالصدقة ‪ ،‬أل إن كل يمين‬
‫فاجرة تذهب بالبركة ‪ ،‬وتثبت الذنب ‪ ،‬فاتقوا ل والله ‪ ،‬وبلى والله ؛‬
‫فإنهن يمين سخطة " *‬

‫ري‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫شت َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ي َذ ُ ّ‬ ‫جاَرةِ إ ِّل ل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫" َل َ‬
‫خي َْر ِفي الت ّ َ‬

‫‪ 1347‬حدثني الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪،‬‬


‫عن عمر بن راشد ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ , ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل خير في التجارة إل لمن لم يذم ما يشتري ‪،‬‬
‫ويمدح ما يبيع ‪ ،‬وأعطى في الحق ‪ ،‬وعزل في كل ذلك الحلف " *‬

‫ما‬
‫ح َ‬
‫مد َ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫جاَرةِ ‪ ،‬إ ِّل ل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫" َل َ‬
‫خي َْر ِفي الت ّ َ‬

‫‪ 1348‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عمر‬
‫بن رشيد الحنفي ‪ -‬قال أبو موسى ‪ :‬هكذا قال أبو داود وإنما هو‬
‫عمر بن راشد ‪ -‬قال ‪ :‬سمعت يحيى ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل خير في التجارة ‪ ،‬إل لمن لم يمدح ما يبيع ‪ ،‬ولم‬
‫يذم ما يشتري ‪ ،‬وأعطى في الحق ‪ ،‬وعزل في كل ذلك الحلف "‬
‫حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مسلم بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫سويد اليمامي ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬بنحوه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫" فَإنا ك ُنا نتحد ُ َ‬


‫ن‬
‫ن ي َُزي ّ َ‬ ‫جٌر ‪ ،‬وَفُ ُ‬
‫جوُرهُ أ ْ‬ ‫جَر َفا ِ‬
‫ن الّتا ِ‬
‫ثأ ّ‬ ‫ِّ ّ ََ َ ّ‬

‫‪ 1349‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫منصور بن أبي السود ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن عبد الملك بن ميسرة ‪،‬‬
‫عن أبي شعبة ‪ ،‬عن ابن فارس البلق ‪ ،‬قال ‪ :‬لقيت أبا ذر ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ممن أنت ؟ قلت ‪ :‬من بني غفار ‪ ،‬قال ‪ :‬رجل من قومي مثلك ل‬
‫أعرفه قال ‪ :‬قلت ‪ :‬إنني شغلني عنك التجارة ‪ ،‬قال ‪ :‬لك عنها غنى‬
‫؟ قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فدعها " فإنا كنا نتحدث أن التاجر فاجر ‪،‬‬
‫وفجوره أن يزين سلعته بما ليس فيها " *‬

‫حّلي‬ ‫َ‬ ‫" فَإنا ك ُنا نتحد ُ َ‬


‫ه يُ َ‬ ‫جٌر ‪ ،‬وَفُ ُ‬
‫جوُرهُ أن ّ ُ‬ ‫جَر َفا ِ‬
‫ن الّتا ِ‬
‫ثأ ّ‬ ‫ِّ ّ ََ َ ّ‬

‫‪ 1350‬حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن‬


‫أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن عبد الملك بن ميسرة ‪ ،‬عن‬
‫أبي شعبة ‪ ،‬عن ابن فارس البلق ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على أبي ذر ‪,‬‬
‫فقال ‪ :‬من أنت ؟ قلت ‪ :‬من غفار ‪ .‬فقال ‪ :‬من أيهم ؟ قلت ‪ :‬ابن‬
‫فارس البلق ‪ ,‬قال ‪ :‬رجل مثلك من قومي ل أعرفه ؟ قال ‪ :‬فقلت‬
‫‪ :‬شغلتني التجارة ‪ ،‬قال ‪ :‬هل لك عنها غنى ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فدعها " فإنا كنا نتحدث أن التاجر فاجر ‪ ،‬وفجوره أنه يحلي‬
‫السلعة بما ليس فيها " *‬

‫َ‬ ‫ما أ ُ ِ‬ ‫َ‬


‫ن‬
‫بأ ّ‬‫ح ّ‬ ‫جٌر ‪َ ،‬والل ّهِ َ‬
‫جُر َفا ِ‬
‫ة ‪َ ،‬والّتا ِ‬ ‫" ال ْوََرعُ أ َ‬
‫مان َ ٌ‬

‫‪ 1351‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫دخل علينا رجل بواسط ‪ ،‬فذكرته بعد ونعته ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬هذا الحسن‬
‫البصري ‪ ،‬فسمعته يقول ‪ :‬قال أبو الدرداء ‪ " :‬الورع أمانة ‪ ،‬والتاجر‬
‫فاجر ‪ ،‬والله ما أحب أن لي غلما صواغا خائنا بدرهمين ‪ ،‬ول أمة‬
‫بغيا بدرهمين ‪ ،‬ول خياطا خائنا بدرهمين " وبنحو الذي قال من‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكرت ‪ ،‬وقلنا في السبب الذي قلنا ‪ " :‬إن التاجر يستحق به اسم‬
‫الفجور " وردت الخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم *‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫م ْ‬
‫سن َد ُهُ ِ‬
‫ح َ‬
‫ص ّ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ذكر ما صح سنده من ذلك‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫م ْ‬
‫سن َد ُهُ ِ‬
‫ح َ‬
‫ص ّ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫خَتا ُ‬
‫ل"*‬ ‫ن ‪َ ،‬وال َْفِقيُر ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫مّنا ُ‬ ‫ف ‪َ ،‬وال ْب َ ِ‬
‫خي ُ‬ ‫حّل ُ‬
‫" ال ْب َّياعُ ال ْ َ‬

‫‪ 1352‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن سعيد‬


‫الجريري ‪ ،‬عن أبي العلء بن الشخير ‪ ،‬عن ابن الحمس ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫لقيت أبا ذر فقلت ‪ :‬بلغني أنك تحدث عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم حديثا ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما إني ل إخالني أكذب على رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم بعدما سمعت منه ‪ ،‬قلت ‪ :‬بلغني أنك ‪ ،‬تقول‬
‫‪ " :‬ثلثة يحبهم الله ‪ ،‬وثلثة يشنأهم الله " قال ‪ :‬قلته وسمعته ‪،‬‬
‫قلت ‪ :‬فمن هؤلء الذين يشنأهم ؟ قال ‪ " :‬التاجر الحلف " أو قال‬
‫‪ " :‬البياع الحلف ‪ ،‬والبخيل المنان ‪ ،‬والفقير المختال " *‬

‫ف ‪َ ،‬وال ْب َ ِ‬
‫خي ُ‬
‫ل‬ ‫حّل ُ‬ ‫ف ‪ ،‬أ َوْ َقا َ‬
‫ل ‪ :‬ال ْب َي ّعُ ال ْ َ‬ ‫حّل ُ‬
‫جُر ال ْ َ‬
‫" الّتا ِ‬

‫‪ 1353‬حدثني عمرو بن يحيى بن عمر بن عفرة البجلي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا عبد الوارث بن سعيد ‪ ،‬عن سعيد الجريري ‪ ،‬عن أبي العلء ‪،‬‬
‫عن ابن الحمسي ‪ ،‬قال ‪ :‬لقيت أبا ذر فقلت له ‪ :‬بلغني أنك تحدث‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ثلثة يشنأهم الله ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫نعم قد سمعته ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ " :‬فمن الثلثة الذين يشنأهم الله ؟ "‬
‫قال ‪ " :‬التاجر الحلف ‪ ،‬أو قال ‪ :‬البيع الحلف ‪ ،‬والبخيل المنان ‪،‬‬
‫والفقير المختال " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شي ًْئا‬ ‫ذي َل ي ُعْ ِ‬


‫طي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ه ‪ :‬ال ْ َ‬
‫مّنا ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ة َل ي ُك َل ّ ُ‬
‫مه ُ ُ‬ ‫" ث ََلث َ ٌ‬

‫‪ 1354‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن سليمان بن مسهر ‪ ،‬عن خرشة بن‬
‫الحر ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ثلثة‬
‫ل يكلمهم الله ‪ :‬المنان الذي ل يعطي شيئا إل منه ‪ ،‬والمسبل إزاره‬
‫‪ ،‬والمنفق سلعته بالحلف الفاجرة " وحدثنا محمد بن عمارة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا شيبان ‪ ،‬عن‬
‫العمش ‪ ،‬عن سليمان بن مسهر ‪ ،‬عن خرشة بن الحر ‪ ،‬عن أبي‬
‫ذر ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه *‬

‫م ‪ ،‬وََل‬
‫ه ‪ ،‬وََل ي َن ْظ ُُر إ ِل َي ْهِ ْ‬
‫م الل ّ ُ‬ ‫ة َل ي ُك َل ّ ُ‬
‫مه ُ ُ‬ ‫" ث ََلث َ ٌ‬

‫‪ 1355‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن‬


‫سليمان بن مسهر ‪ ،‬عن خرشة بن الحر ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫ثلثة ل يكلمهم الله ‪ ،‬ول ينظر إليهم ‪ ،‬ول يزكيهم يوم القيامة ‪،‬‬
‫ولهم عذاب أليم ‪ :‬المنان الذي ل يعطي شيئا إل منه ‪ ،‬والمسبل‬
‫الذي يسبل إزاره ‪ ،‬والمنفق سلعته بحلف فاجر " *‬

‫مةِ ‪ ،‬وََل ي َن ْظ ُُر إ ِل َي ْهِ ْ‬


‫م‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ي َوْ َ‬ ‫ة َل ي ُك َل ّ ُ‬
‫مه ُ ُ‬ ‫" ث ََلث َ ٌ‬

‫‪ 1356‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن علي بن مدرك ‪ ،‬عن أبي زرعة ‪ ،‬عن خرشة بن‬
‫الحر ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪" :‬‬
‫ثلثة ل يكلمهم الله يوم القيامة ‪ ،‬ول ينظر إليهم ‪ ،‬ول يزكيهم ‪،‬‬
‫ولهم عذاب أليم " ‪ ،‬قال ‪ :‬فقالها رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ثلث مرات ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال أبو ذر ‪ " :‬خابوا وخسروا ‪ ،‬خابوا وخسروا‬
‫‪ ،‬خابوا وخسروا ‪ ،‬من هم يا رسول الله ؟ " قال ‪ " :‬المسبل‬
‫إزاره ‪ ،‬والمنان ‪ ،‬والمنفق سلعته بالحلف الكاذب " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب‬ ‫م وَل َهُ ْ‬


‫م عَ َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫م ‪ ،‬وََل ي َُز ّ‬
‫كيهِ ْ‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ ْ‬
‫ة َل ي َن ْظ ُُر الل ّ ُ‬
‫" ث ََلث َ ٌ‬

‫‪ 1357‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬ووكيع ‪ ،‬بنحوه‬


‫عن العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ثلثة ل ينظر الله إليهم ‪ ،‬ول يزكيهم‬
‫ولهم عذاب أليم ‪ :‬رجل بايع إماما لدنيا ‪ ،‬إن أعطاه وفى ‪ ،‬وإن‬
‫منعه نكث ‪ ،‬ورجل كان له فضل ماء على الطريق ‪ ،‬فمنعه ابن‬
‫السبيل ‪ ،‬ورجل أقام سلعته بالبقيع بعد العصر ‪ ،‬فحلف ‪ :‬لقد‬
‫أعطي كذا وكذا ‪ ،‬فسمعه رجل فاشتراها يعني حلف كاذبا " حدثنا‬
‫ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن سليمان ‪،‬‬
‫عن ذكوان أبي صالح ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬ثلثة ل ينظر الله‬
‫إليهم " ثم ذكر مثله *‬

‫مةِ ‪ ،‬وََل ي َن ْظ ُُر إ ِل َي ْهِ ْ‬


‫م‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ي َوْ َ‬ ‫ة َل ي ُك َل ّ ُ‬
‫مه ُ ُ‬ ‫" ث ََلث َ ٌ‬

‫‪ 1358‬حدثني سعيد بن الربيع الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫عمرو ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬يرفعه ‪ " :‬ثلثة ل يكلمهم الله يوم‬
‫القيامة ‪ ،‬ول ينظر إليهم ‪ :‬رجل حلف على يمين بعد العصر ‪،‬‬
‫فاقتطع بها مال مسلم ‪ ،‬ورجل حلف أنه أعطي بسلعته أكثر مما‬
‫أعطي وهو كاذب ‪ ،‬ورجل منع فضل ماء ‪ ،‬فإن الله تبارك وتعالى‬
‫يقول ‪ :‬اليوم أمنعك فضلي ‪ ،‬كما منعت فضل ماء لم تعمله يداك "‬
‫*‬

‫جًرا‬ ‫مةٍ ‪ ،‬وَل َ ْ‬


‫م ي َب ْعَث ِْني َتا ِ‬ ‫مل ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫مة ٍ و َ َ‬
‫ح َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ب َعَث َِني ن َب ِّيا ب َِر ْ‬ ‫" إِ ّ‬

‫‪ 1359‬حدثنا عمرو بن عبد الحميد الملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مروان بن‬


‫معاوية ‪ ،‬عن مغيرة بن مسلم ‪ ،‬عن أبي السود نصير القصاب ‪،‬‬
‫عن الضحاك بن مزاحم ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم ‪ " :‬إن الله بعثني نبيا برحمة وملحمة ‪ ،‬ولم يبعثني تاجرا ول‬
‫زراعا ‪ ،‬وإن شرار هذه المة التجار والزراعون ‪ ،‬إل من شح على‬
‫دينه " قال ‪ " :‬ويعني بالملحمة القتال " *‬

‫ق‬
‫ح ُ‬
‫م َ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ف ِفي ال ْب َي ِْع ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه ي ُن َّفقُ ث ُ ّ‬ ‫م وَك َث َْرةَ ال ْ َ‬
‫حل ِ ِ‬ ‫" إ ِّياك ُ ْ‬

‫‪ 1360‬حدثنا يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرني عبد الرحمن بن سلمان ‪ ،‬عن عقيل بن خالد ‪ ،‬عن معبد بن‬
‫كعب بن مالك ‪ ،‬أنه سمع أبا قتادة ‪ ،‬يحدث أنه سمع رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬إياكم وكثرة الحلف في البيع ‪ ،‬فإنه‬
‫ينفق ثم يمحق " *‬

‫ق‬
‫ح ُ‬
‫م َ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ف ِفي ال ْب َي ِْع ؛ فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه ي ُن َّفقُ ث ُ ّ‬ ‫م وَك َث َْرةَ ال ْ َ‬
‫حل ِ ِ‬ ‫" إ ِّياك ُ ْ‬

‫‪ 1361‬حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يزيد ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا محمد ‪ ،‬عن معبد بن كعب بن مالك ‪ ،‬عن أبي قتادة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬إياكم‬
‫وكثرة الحلف في البيع ؛ فإنه ينفق ثم يمحق " *‬

‫ب"*‬ ‫ة ل ِل ْك َ ْ‬
‫س ِ‬ ‫حَق ٌ‬
‫م َ‬ ‫سل ْعَةِ ‪َ ،‬‬
‫م ْ‬ ‫ة ِلل ّ‬
‫من َْفَق ٌ‬
‫ة َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫كاذِب َ ُ‬ ‫" ال ْي َ ِ‬
‫مي ُ‬

‫‪ 1362‬حدثنا يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني حفص بن ميسرة ‪ ،‬عن العلء بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫" اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ‪ ،‬ممحقة للكسب " *‬

‫حد ّث ََنا أ َُبو‬


‫ب" َ‬ ‫ة ل ِل ْك َ ْ‬
‫س ِ‬ ‫حَق ٌ‬
‫م َ‬ ‫سل ْعَةِ ‪َ ،‬‬
‫م ْ‬ ‫ة ِلل ّ‬
‫من َْفَق ٌ‬
‫ة َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫كاذِب َ ُ‬ ‫" ال ْي َ ِ‬
‫مي ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1363‬حدثني حوثرة بن محمد المنقري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫العلء بن عبد الرحمن بن يعقوب ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬يبلغ‬
‫به النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬اليمين الكاذبة منفقة‬
‫للسلعة ‪ ،‬ممحقة للكسب " حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن‬
‫مخلد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬عن العلء بن عبد الرحمن ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫ة ل ِل ْب ََرك َةِ " *‬


‫حَق ٌ‬
‫م َ‬ ‫سل ْعَةِ ‪َ ،‬‬
‫م ْ‬ ‫ة ِلل ّ‬
‫من َْفَق ٌ‬
‫ة َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫كاذِب َ ُ‬ ‫" ال ْي َ ِ‬
‫مي ُ‬

‫‪ 1364‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت العلء ‪ ،‬يحدث ‪ ,‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬اليمين الكاذبة‬
‫منفقة للسلعة ‪ ،‬ممحقة للبركة " *‬

‫ح"*‬
‫ة ِللّرب ْ ِ‬
‫حَق ٌ‬
‫م َ‬ ‫سل ْعَةِ ‪َ ،‬‬
‫م ْ‬ ‫ة ِلل ّ‬
‫من َْفَق ٌ‬
‫ة ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫كاذِب َ ُ‬ ‫" ال ْي َ ِ‬
‫مي ُ‬

‫‪ 1365‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثمان بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫فليح ‪ ،‬عن هلل ‪ ،‬عن عطاء بن يسار ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ‪،‬‬
‫ممحقة للربح " *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫رفاعة ‪ " :‬فمدوا أعناقهم واشرأبوا ‪ ،‬يعني بقوله ‪ :‬واشرأبوا ‪:‬‬
‫تشوفوا ‪ ،‬وتطلعوا ‪ ،‬وتأهبوا للستماع والنظر ‪ ،‬ومنه قول النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬يؤتى بالموت يوم القيامة ‪ ،‬فيوقف بين‬
‫الجنة والنار ‪ ،‬فينادى ‪ :‬يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون " وأما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قول ابن الحمسي لبي ذر ‪ :‬بلغني أنك قلت ‪ " :‬ثلثة يحبهم الله ‪،‬‬
‫وثلثة يشنأهم الله ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ :‬يشنأهم الله ‪ :‬يبغضهم "‬
‫يقال منه ‪ " :‬شنئ فلن فلنا ‪ ،‬فهو يشنأه شنأ وشناءة ‪ ،‬وشنآنا ‪،‬‬
‫وهو له شانيء ‪ ،‬كما قال العشى ‪ :‬ومن شانيء كاسف باله إذا ما‬
‫انتسبت له أنكرن ومثله ‪ :‬شنفت له ‪ ،‬فأنا أشنف له شنفا‬

‫ن الل ّهِ‬
‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫ب رِ ْ‬ ‫ي ب ْن أ َِبي َ‬
‫طال ِ ٍ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ن الل ّهِ ‪#‬‬


‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫ب رِ ْ‬ ‫ي ب ْن أ َِبي َ‬
‫طال ِ ٍ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫مِعي‬
‫ن َ‬ ‫داِتي ‪ ،‬وَي َ ُ‬
‫كو ُ‬ ‫ع َ‬
‫ضي ِ‬
‫ن عَّني د َي ِْني ‪ ،‬وَي َْق ِ‬
‫م ُ‬
‫ض َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1366‬حدثنا أبو هشام الرفاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن آدم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قلت لشريك ‪ :‬ما تقول في الرجل يقول لورثته ‪ :‬من يضمن عني‬
‫ديني ؟ ضمنه بعضهم ‪ ،‬ول يسمي ‪ ،‬فقال ‪ :‬من أجازه فهو أحسن‬
‫قول ممن لم يجزه ‪ ،‬حدثنا العمش ‪ ،‬عن المنهال بن عمرو ‪ ،‬عن‬
‫عباد ‪ ،‬عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من يضمن‬
‫عني ديني ‪ ،‬ويقضي عداتي ‪ ،‬ويكون معي في الجنة ؟ " _ أو نحو‬
‫ذا _ قلت ‪ :‬أنا وحدثنا أبو هشام الرفاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪،‬‬
‫عن عبد الله بن الحارث ‪ ،‬عن زهير بن القمر ‪ ،‬إن شاء الله ‪ ،‬شك‬
‫يحيى ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫مِعي ِفي ال ْ َ‬
‫جن ّةِ‬ ‫دي ‪ ،‬وَهُوَ َ‬
‫عي ِ‬
‫وا ِ‬
‫م َ‬
‫مِتي وَ َ‬
‫ن عَّني ذِ ّ‬
‫م ُ‬
‫ض َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1367‬وحدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا السود بن عامر ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا شريك ‪ ،‬عن العمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عبد الله السدي عن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬لما نزلت هذه الية ‪ " :‬وأنذر‬
‫عشيرتك القربين " قال ‪ :‬جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫عليه أهل بيته ‪ ،‬فاجتمعوا ثلثين رجل ‪ ،‬فأكلوا وشربوا ‪ ،‬وقال لهم ‪:‬‬
‫" من يضمن عني ذمتي ومواعيدي ‪ ،‬وهو معي في الجنة ‪ ،‬ويكون‬
‫خليفتي في أهلي " ؟ قال ‪ :‬فعرض ذاك عليهم ‪ ،‬فقال رجل ‪ :‬أنت‬
‫يا رسول الله كنت بحرا ‪ ،‬من يطيق هذا ؟ حتى عرض على واحد‬
‫واحد ‪ ،‬فقال علي ‪ " :‬أنا " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪:‬‬
‫ما ذكرنا من اضطراب الرواة فيه على العمش ‪ ،‬فيرويه شريك‬
‫عنه ‪ ،‬عن المنهال ‪ ،‬عن عباد ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬ويرويه أبو بكر بن عياش‬
‫عنه ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث ‪ ،‬عن زهير بن‬
‫القمر ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬والثانية ‪ :‬أن‬
‫العمش عندهم مدلس ‪ ،‬ول يجوز عندهم من قبول خبر المدلس‬
‫إل ما قال فيه ‪ :‬حدثنا أو ‪ :‬سمعت ‪ ،‬وما أشبه ذلك ‪ ،‬والثالثة ‪" :‬‬
‫أنهم ل يرون الحجة تثبت بنقل المنهال بن عمرو " والرابعة ‪ " :‬أن‬
‫شريكا عندهم غير معتمد على روايته " ‪ ،‬والخامسة ‪ " :‬أن هذا‬
‫الحديث حديث قد حدث به عن المنهال بن عمرو غير العمش ‪،‬‬
‫فقال فيه ‪ :‬عن المنهال بن عمرو ‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث ‪ ،‬عن‬
‫عبد الله بن عباس ‪ ،‬عن علي بن أبي طالب ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬والسادسة ‪ " :‬أن الصحاح من الخبار وردت في ديون‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ومواعيده بعده ‪ ،‬بأن الذي تولى‬
‫قضاءها وإنجازها عنه أبو بكر الصديق رحمة الله عليه " قالوا ‪" :‬‬
‫ولو كان المتضمن ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم علي‬
‫بن أبي طالب ‪ ,‬لم يتول قضاءها أبو بكر ‪ ،‬بل كان الذي يتولى ذلك‬
‫بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ‪ ،‬لو كان وصي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك قالوا ‪ " :‬فإن ظن أن‬
‫من قضى عن ميت دينه فقد برئ منه الميت ‪ ،‬قلنا له ‪ :‬ذلك‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كذلك ‪ ،‬إذا قضاه من مال نفسه ‪ ،‬فأما إذا قضاه من فيء‬
‫المسلمين ‪ ،‬فذلك مخالف حكمه حكم ما قضي من دين رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ومواعيده قالوا ‪ :‬فإن قال لنا قائل ‪" :‬‬
‫وكيف جاز أن يقضى دينه ومواعيده من فيء المسلمين بعد مضيه‬
‫لسبيله ‪ ،‬وذلك حق للمسلمين ؟ " قلنا له ‪ :‬إن قضاء أبي بكر‬
‫رحمة الله عليه ذلك كان من سهم رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم الذي كان الله تبارك وتعالى جعله له بقوله ‪ " :‬ما أفاء الله‬
‫على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى " الية‬

‫رو‬
‫م ٍ‬
‫ن عَ ْ‬
‫ل بْ ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫من َْها ِ‬ ‫ث عَ ِ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى هذا الحديث عن المنهال بن عمرو فقال فيه ‪ :‬عنه ‪،‬‬
‫عن عبد الله بن الحارث ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وخالف فيه العمش‬

‫رو ‪#‬‬
‫م ٍ‬
‫ن عَ ْ‬
‫ل بْ ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫من َْها ِ‬ ‫ث عَ ِ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫مُعوا ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫س َ‬ ‫خِليَفِتي ِفيك ُ ْ‬
‫م ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫صّيي ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ذا أ َ ِ‬
‫خي ‪ ،‬وَوَ ِ‬ ‫" هَ َ‬

‫‪ 1368‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلمة بن الفضل ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثني محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن عبد الغفار بن القاسم ‪ ،‬عن المنهال‬
‫بن عمرو ‪ ،‬عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد‬
‫المطلب ‪ ،‬عن عبد الله بن عباس ‪ ،‬عن علي بن أبي طالب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا بني عبد المطلب ‪ ،‬إني‬
‫قد جئتكم بخير الدنيا والخرة ‪ ،‬وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ‪،‬‬
‫فأيكم يؤازرني على هذا المر على أن يكون أخي ‪ ،‬ووصيي ‪،‬‬
‫وخليفتي فيكم ؟ قال ‪ " :‬فأحجم القوم عنها جميعا " وقلت ‪ :‬أنا يا‬
‫نبي الله ‪ ،‬أكون وزيرك عليه ‪ ،‬فأخذ برقبتي ‪ ،‬وقال ‪ " :‬هذا أخي ‪،‬‬
‫ووصيي ‪ ،‬وخليفتي فيكم ‪ ،‬فاسمعوا له وأطيعوا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ما قَ َ‬
‫ضى د ُُيو َ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫ذِك ُْر الّرَواي َةِ عَ ّ‬
‫م ْ‬

‫ذكر الرواية عمن قال ‪ :‬إنما قضى ديون رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بعد وفاته ومواعيده أبو بكر رحمة الله عليه‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ما قَ َ‬
‫ضى د ُُيو َ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬إ ِن ّ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر الّرَواي َةِ عَ ّ‬
‫م ْ‬
‫‪#‬‬

‫ذا وَهَك َ َ‬
‫ذا "‬ ‫ذا وَهَك َ َ‬ ‫ن أ َعْط َي ْت ُ َ‬
‫ك هَك َ َ‬ ‫ل ال ْب َ ْ‬
‫حَري ْ ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫َ‬
‫" ل َوْ قَد ْ أَتاَنا َ‬

‫‪ 1369‬حدثني سعيد بن الربيع الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان بن‬


‫عيينة ‪ ،‬عن ابن المنكدر ‪ ،‬سمع جابر بن عبد الله ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال لي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لو قد أتانا مال البحرين‬
‫أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا " ‪ ،‬فلم يأت مال البحرين حتى قبض‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فلما جاء بعد رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال أبو بكر الصديق أو أمر مناديا ينادي من كان له عند‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم دين أو عدة فليأتنا ‪ ،‬قال جابر ‪:‬‬
‫فأتيته فقلت له ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي ‪:‬‬
‫كذا وكذا ‪ ،‬قال لي أبو بكر ‪ :‬احث ثلث حثيات ‪ ،‬ثم أتيت أبا بكر‬
‫بعد ذلك أسأله ‪ ،‬فلم يعطني ‪ ،‬ثم أتيته أسأله ‪ ،‬فلم يعطني ‪ ،‬فقلت‬
‫له في الثالثة ‪ :‬سألتك فلم تعطني ‪ ،‬ثم سألتك فلم تعطني ‪ ،‬فإما‬
‫أن تعطيني ‪ ،‬وإما أن تبخل علي ؟ قال ‪ " :‬وأي الداء أدوى من‬
‫البخل ؟ ما منعتك من مرة إل وأنا أريد أن أعطيك " *‬

‫مائ َةٍ " فََقا َ‬


‫ل‪":‬‬ ‫س ِ‬
‫م َ‬
‫خ ْ‬ ‫ها ‪ ،‬فَعَد َد ْت َُها ‪ ،‬فَوَ َ‬
‫جد ْت َُها َ‬ ‫" عُد ّ َ‬

‫‪ 1370‬حدثني سعيد بن الربيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن عمرو بن‬


‫دينار ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني محمد بن علي ‪ ،‬أنه سمع جابر بن عبد الله ‪،‬‬
‫يقول ‪ :‬حثيت حثية ‪ ،‬فقال لي ‪ " :‬عدها ‪ ،‬فعددتها ‪ ،‬فوجدتها‬
‫خمسمائة " فقال ‪ " :‬خذ مثلها مرتين " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذا وَهَك َ َ‬
‫ذا ‪،‬‬ ‫ذا وَهَك َ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م هَك َ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫وَعَد َِني َر ُ‬

‫‪ 1371‬حدثني محمد بن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬عن‬


‫ابن جريج ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أتي أبو بكر بمال بعث به‬
‫العلء بن الحضرمي من البحرين ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال أبو بكر ‪ :‬من كان‬
‫له قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم دين أو عدة فليأتنا ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فأتيته ‪ ،‬فقلت ‪ :‬وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫هكذا وهكذا وهكذا ‪ ،‬وقال بكفيه يحثوهما ‪ ،‬يحكي أبو عاصم ذلك ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬فأعطاني خمسمائة ‪ ،‬وخمسمائة ‪ ،‬وخمسمائة " *‬

‫ن ال ِْفْق ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي َ‬

‫القول فيما في هذا الخبر من الفقه وفي معنى بعض ما فيه إن‬
‫قال لنا قائل ‪ :‬قد قلت ‪ :‬إن الخبر الذي رويته عن علي ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬من يضمن عني ديني ‪ ،‬ويقضي‬
‫عداتي ‪ ،‬ويكون معي في الجنة " ‪ ،‬صحيح ‪ ،‬فإن كان صحيحا ‪ ،‬فما‬
‫بالك تركت القول به ؟ وقلت ‪ " :‬ل يصح ضمان ضامن لخر مال‬
‫غير مضمون له عنه ‪ ،‬إل أن يكون محدود المبلغ ‪ ،‬معلوم القدر ‪،‬‬
‫وأنكرت القول به على قائليه ‪ ،‬وهذا خبر رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم منبئ أنه عليه السلم عرض على من عرض عليه‬
‫ضمان دينه أن يضمنه بغير تحديد المقدار ‪ ،‬ول تعريف المبلغ ؟ قيل‬
‫‪ " :‬إن العلماء في ذلك قبلنا مختلفون ‪ ،‬نذكر اختلفهم فيه ‪ ،‬ثم‬
‫نتبع ذلك البيان إن شاء الله "‬

‫ن‬
‫ما َ‬
‫ض َ‬ ‫حوَ قَوْل َِنا ِفيهِ ‪ ،‬فَأ َب ْط َ َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫ل ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال في ذلك نحو قولنا فيه ‪ ،‬فأبطل الضمان إذا لم يكن‬
‫المضمون من المال معلوم المقدار‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‪#‬‬
‫ما َ‬
‫ض َ‬ ‫حوَ قَوْل َِنا ِفيهِ ‪ ،‬فَأ َب ْط َ َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫ل ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ن ت َط َي ّ َ‬
‫ب ب ِهِ " *‬ ‫م ْ‬
‫م ّ‬ ‫عط ْرِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫خذ ْ ث َ َ‬
‫م َ‬ ‫" ُ‬

‫‪ 1372‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرني عمر بن أبي زائدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني رجل ‪ ،‬من العطارين قال‬
‫‪ :‬قال لي رجل ‪ :‬إئت امرأتي فبايعها بما أرادت من الطيب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فأتيت امرأته فبايعتها ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم تقاضيتها الثمن بعد ذلك ‪ ،‬فقالت ‪:‬‬
‫عليك بزوجي ‪ ،‬فتقاضيته ‪ ،‬فقال ‪ :‬عليك بها ‪ ،‬هي التي اشترت منك‬
‫‪ ،‬ما اشترت ‪ ،‬قال ‪ :‬فخاصمتهم إلى شريح ‪ ،‬فقصصت عليه القصة‬
‫‪ ،‬فقال شريح ‪ " :‬خذ ثمن عطرك ممن تطيب به " *‬

‫ن ‪َ :‬ل‬
‫س ي َُقوُلو َ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫ة ِ‬ ‫ف‪َ ،‬‬
‫طائ َِف ٌ‬ ‫خت َل َ ُ‬
‫ما ي ُ ْ‬ ‫" هَ َ‬
‫ذا ِفي َ‬

‫‪ 1373‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عبيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل الضحاك عن رجل ‪ ،‬يكفل على آخر اشترى غنما‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬أنا قبيل عليه بما بعت ‪ ،‬فتبايعا الغنم ‪ ،‬فندم الكفيل ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬لست من هذه القبالة في شيء ؟ فقال ‪ " :‬هذا فيما‬
‫يختلف ‪ ،‬طائفة من الناس يقولون ‪ :‬ل تصلح قبالة في بيع إلى أجل‬
‫"*‬

‫حقّ فَهُوَ عَل َ ّ‬


‫ي‬ ‫ن َ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫خ ّ‬
‫ل عَن ْ ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1374‬وحدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زيد بن أبي‬


‫الزرقاء ‪ ،‬قال ‪ :‬قال سفيان في رجل لقي رجل وقد لزم رجل ‪،‬‬
‫فقال له ‪ " :‬خل عنه ‪ ،‬وما كان عليه من حق فهو علي " قال ‪" :‬‬
‫ليس بشيء حتى يسمي ما عليه " وعلة قائلي هذه المقالة ‪ " :‬أن‬
‫ضمان الضامن مال مجهول المبلغ نظير ضمان الضامن مال‬
‫لمضمون له ‪ ،‬مجهول الشخص والعين ‪ ،‬وقالوا ‪ " :‬ول خلف بين‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الجميع في أن الضمان لمجهول الشخص غير جائز " قالوا ‪ :‬فكذلك‬
‫ضمان مال مجهول المبلغ مثله ‪ ،‬في أنه غير جائز *‬

‫مب ْل َِغ‬
‫ل ال ْ َ‬
‫جُهو َ‬ ‫ماًل َ‬
‫م ْ‬ ‫ن َ‬
‫م ِ‬
‫ضا ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ما ُ‬
‫ض َ‬
‫جائ ٌِز َ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل‪َ ":‬‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ " :‬جائز ضمان الضامن مال مجهول المبلغ " قال أبو‬
‫حنيفة ‪ ،‬وأبو يوسف ‪ ،‬ومحمد ‪ :‬إذا قال الرجل لرجل ‪ " :‬بايع فلنا ‪،‬‬
‫فما بعته به من شيء فهو علي فهو جائز ‪ ،‬وإن لم يوقت لذلك‬
‫وقتا " قالوا ‪ :‬وإن باعه بألف درهم أو أكثر أو أقل فهو جائز ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬وكذلك لو باعه بالدنانير ‪ ،‬أو بتبر ذهب ‪ ،‬أو فضة ‪ ،‬أو شيء‬
‫مما يكال ‪ ،‬أو يوزن ‪ ،‬فهو جائز ‪ ،‬والكفيل ضامن لذلك والصواب‬
‫من القول عندنا في ذلك قول من قال ‪ :‬غير لزم الضامن مال‬
‫مجهول المبلغ لخر بضمانه ذلك له شيء ‪ ،‬لجماع الجميع على أن‬
‫ضمانه لغير شخص معلوم باطل ‪ ،‬فكذلك ضمانه مال غير معلوم‬
‫القدر باطل ‪ ،‬ومعنى الخبر الذي روينا عن علي ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم بعرضه ضمان دينه على من عرض ذلك عليه غير‬
‫جائز أن يكون كان من النبي صلى الله عليه وسلم على وجه‬
‫إلزامه ضمان من ضمن ذلك عنه ‪ ،‬إل بعد بيانه مبلغ دينه لمن‬
‫ضمنه عنه ‪ ،‬وبعد إبانته له شخص من له الدين المضمون ‪ .‬فإن‬
‫ظن ظان أن ذلك ‪ ،‬إذ لم يكن في ظاهر الخبر الذي رويناه موجودا‬
‫فغير جائز لنا أن نقضي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه‬
‫لم يلزم الضامن ذلك من دينه إل بعد إبانته له مبلغه ‪ ،‬وإلزام‬
‫الضامن ذلك نفسه ‪ ،‬بعد علمه بمبلغه للمضمون له ‪ ،‬فقد ظن‬
‫خطأ ‪ ،‬وذلك أن ذلك لو كان غير جائز لنا أن نقضي به على الخبر‬
‫الذي ذكرنا ‪ ،‬ما كان جائزا لنا أن نقضي عليه بأنه ضمن ذلك‬
‫لشخاص من غرامه بأعيانهم ‪ ،‬إذ لم يكن ذلك في ظاهر الخبر‬
‫الذي رويناه عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ضمنه‬
‫ذلك لشخاص بأعيانهم ‪ ،‬وفي إجماع الجميع على أن قول القائل‬
‫لخر ‪ " :‬كل حق عليك لكل أحد من الناس فهو علي ‪ ،‬وأنا له‬
‫ضامن " غير لزمه به لحد من غرمائه ‪ ،‬إذا لم يكن سمى منهم‬
‫أحدا ‪ ،‬فضمن له ما له عليه من حق ‪ ،‬ضمان أدل الدليل على‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صحة ما قلنا من أن ضمان علي رحمة الله عليه ما ضمن من دين‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬إنما كان على أحد وجهين ‪ :‬إما‬
‫أن يكون كان دينا واجبا فسمى له مبلغه ‪ ،‬وعرف من هو له ‪،‬‬
‫فضمنه عنه صلى الله عليه وسلم بعد علمه بمبلغه ‪ ،‬وبمن هو له‬
‫وإما أن يكون كان ذلك عدة من علي رضوان الله عليه رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم أنه يضمن عنه إن وجب عليه دين لغريم له ‪،‬‬
‫ولم يكن في الوقت الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" من يضمن عني ديني ‪ ،‬ويقضي عداتي ؟ " على رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم دين لحد ‪ ،‬وإنما عرض عليهم أن يضمنوا ذلك عنه‬
‫إن لزمه يوما من اليام في حياته ‪ ،‬ويقضوا عنه عدة إن وعد ذلك‬
‫إنسانا ول يكون ‪ ،‬إن كان المر كذلك ‪ ،‬في هذا الخبر حجة لحد‬
‫في إجازته ضمان مال غير محدود المبلغ ‪ ،‬فيحتج به محتج ‪ ،‬ويسأل‬
‫من أجاز ضمان الضامن لرجل عن آخر مال مجهول المبلغ ‪ ،‬فيقال‬
‫له ‪ " :‬ما قلت فيمن ضمن مال معلوم القدر لغير شخص معلوم "‬
‫فقال لرجل عليه ألف درهم دينا لغرماء له ‪ " :‬ما عليك من دين ‪،‬‬
‫وهو ألف درهم ‪ ،‬لغرمائك ‪ ،‬فهو علي لهم " ‪ ،‬فجاء غرماؤه‬
‫فطالبوه باللف الذي لهم ‪ ،‬هل عليه لهم ذلك اللف ؟ وهل يقضى‬
‫لهم عليه به ‪ ،‬ولم يضمن لحد منهم بعينه عنه شيئا من اللف ؟‬
‫فإن قال ‪ :‬يحكم بذلك عليه ‪ ،‬خرج من قول الجميع ‪ ،‬وإن قال ‪" :‬‬
‫غير لزمه بهذا القول ضمان لحد منهم ‪ ،‬قيل له ‪ :‬فما الفرق بينك‬
‫وبين من أجاز ما أبيت إجازته من الضمان لمجهول الشخص ‪ ،‬وأبى‬
‫إجازة ما أجزت من ضمان المال المجهول المبلغ من أصل أو نظير‬
‫؟ فلن يقول في شيء من ذلك قول إل ألزم في الخر مثله ‪ ،‬فإن‬
‫اعتل في بطول الضمان لمجهول الشخص بإجماع الجميع على‬
‫بطوله ‪ ،‬قيل له ‪ :‬فرد ضمان المال المجهول المبلغ عليه في‬
‫البطول ‪ ،‬إذ كان له نظيرا "‬

‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫ن‬
‫كيم ِ ب ْ ِ‬
‫ح ِ‬
‫حَيى َ‬
‫خَبارِ أِبي ي َ ْ‬ ‫ض ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر ما لم يمض ذكره من أخبار أبي يحيى حكيم بن سعد ‪ ،‬عن‬
‫علي رضوان الله عليه ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬مما صح‬
‫عندنا سنده عنه ذكر خبر من ذلك‬

‫ن‪#‬‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫كي‬ ‫ح‬ ‫يى‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫بي‬ ‫خبار أ َ‬‫ْ‬ ‫‪ <<#‬ذك ْر ما ل َم يمض ذك ْره من أ َ‬
‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ ِ ِ ُ ُ ِ ْ‬ ‫ِ ُ َ‬

‫" اقْت ُُلوهُ ‪ ،‬وَ َ‬


‫حّرُقوهُ " *‬

‫‪ 1375‬حدثني أحمد بن محمد بن حبيب الطوسي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫يحيى بن إسحاق البجلي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا شريك ‪ ،‬عن عمران بن‬
‫ظبيان ‪ ،‬عن أبي يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬لما أتي علي بابن ملجم قال ‪:‬‬
‫اصنعوا به كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل جعل‬
‫له أن يقتله ‪ ،‬فقال ‪ " :‬اقتلوه ‪ ،‬وحرقوه " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪:‬‬
‫أنه خبر ل يعرف له مخرج عن علي ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم يصح إل من هذا الوجه ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد‬
‫وجب التثبت فيه ‪ .‬والثانية ‪ " :‬أن عمران بن ظبيان عندهم ليس‬
‫ممن يثبت بمثله في الدين حجة " والثالثة ‪ " :‬أن شريكا عندهم‬
‫كان كثير الغلط ‪ ،‬ومن كان كذلك من أهل النقل وجب التوقف في‬
‫نقله " والرابعة ‪ " :‬أن الصحيح عندهم في أمر الذي كان جعل له‬
‫جعل لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسلم وحسن‬
‫إسلمه ‪ ،‬وكان له بلء في ذات الله ‪ ،‬وقد قال بعضهم ‪ :‬إن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم " أمر بصلبه ‪ ،‬ولم يأمر بإحراقه " والخامسة‬
‫‪ " :‬أن أهل السير ل تدافع بينهم أن عليا رضوان الله عليه إنما أمر‬
‫بقتل قاتله قصاصا ‪ ،‬ونهى عن أن يمثل به "‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ه‬ ‫ذك ْر الرواية ال ْواردة عَن رسول الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫م أن ّ ُ‬
‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ َ ُ ِ‬ ‫ِ ُ ّ َ َ ِ َ ِ َ ِ‬

‫ذكر الرواية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر‬
‫بصلب الذي أعطي جعل على الفتك به‬

‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر الّرَواي َةِ ال ْ َ‬
‫وارِد َةِ عَ ْ‬
‫ه‪#‬‬ ‫َ‬
‫أن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ل لَ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫ق عََلى أ ْ‬
‫ن ي َْقت ُ َ‬ ‫جع ِ َ ُ‬
‫ه أَوا ٍ‬ ‫" ُ‬

‫‪ 1376‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن عطاء بن‬


‫السائب ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬في الذي " جعل له أواق على أن يقتل‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فأطلع الله نبيه عليه ‪ ،‬فأخذه‬
‫فصلبه ‪ ،‬فكان أول من صلب في السلم " *‬

‫َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫مَر ب ِهِ َر ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1377‬حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا النضر بن شميل ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا جرير بن حازم ‪ ،‬عن الحسن‬
‫‪ ،‬أن رهطا من قريش جلسوا في الحجر بعد بدر فقالوا ‪ :‬قبح الله‬
‫العيش بعد موت آبائنا ببدر ‪ ،‬ليتنا أصبنا رجل يقتل محمدا ‪ ،‬وجعلنا‬
‫له ‪ ،‬فقال رجل ‪ :‬أنا والله جريء الصدر ‪ ،‬جواد الشد ‪ ،‬جيد الحديد‬
‫أقتله ‪ ،‬قال ‪ :‬فجعل له أربعة رهط ‪ ،‬كل رجل منهم أوقية من ذهب‬
‫‪ ،‬فخرج حتى قدم المدينة ‪ ،‬فنزل على رجل من قومه مسلم ‪،‬‬
‫فقال له ‪ :‬ما جاء بك ؟ قال ‪ :‬أسلمت فجئت ‪ .‬قال ‪ :‬فأطلع الله‬
‫نبيه صلى الله عليه وسلم على ما في نفسه ‪ ،‬فبعث إلى الرجل‬
‫الذي نزل عليه ينظر ضيفه ‪ ,‬فيشده وثاقا ‪ ،‬ثم ابعث به إلي ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فجعل الرجل ينادي حين خرجوا به ‪ :‬هكذا تفعلون بمن‬
‫تبعكم هكذا تفعلون بمن اختار دينكم ؟ فقال النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬اصدقني " ‪ ،‬حتى ظن الناس أنه لو صدقه خلى عنه ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬ما جئت إل لسلم ‪ ,‬فقال ‪ " :‬كذبت " ‪ ،‬ثم قص رسول الله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صلى الله عليه وسلم قصته في قصة القوم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما كان‬
‫ذلك ‪ ،‬فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فصلب على‬
‫ذباب ‪ ،‬فإنه لول مصلوب *‬

‫ل عََلى قَت ْ ِ‬
‫ل‬ ‫ه ال ْ ُ‬
‫جع ْ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫جع ِ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي ُ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬إن الذي جعل له الجعل على قتل رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم أسلم ‪ ،‬ولم يقتل ولم يصلب‬

‫ل عََلى قَت ْ ِ‬
‫ل‪#‬‬ ‫ه ال ْ ُ‬
‫جع ْ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫جع ِ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي ُ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫حي مع صْفوان ب ُ‬
‫ب‬
‫صا ِ‬
‫م َ‬
‫ة ب َعْد َ ُ‬
‫مي ّ َ‬
‫نأ َ‬‫م ِ ّ َ َ َ َ َ ْ ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫ج َ‬ ‫ن وَهْ ٍ‬
‫مي ُْر ب ْ ُ‬ ‫جل َ َ‬
‫س عُ َ‬ ‫َ‬

‫‪ 1378‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلمة بن الفضل ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬


‫محمد بن إسحاق ‪ :‬حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ‪ ،‬عن عروة‬
‫بن الزبير ‪ ،‬قال ‪ :‬جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن‬
‫أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش وهو في الحجر بيسير ‪ ،‬وكان‬
‫عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش ‪ ،‬وكان ممن يؤذي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وأصحابه ‪ ،‬ويلقون منه عناء‬
‫وهم بمكة ‪ ،‬وكان ابنه وهيب بن عمير في أسارى بدر ‪ ،‬فذكر‬
‫أصحاب القليب ومصابهم ‪ ،‬فقال صفوان ‪ " :‬والله إن في العيش‬
‫خير بعدهم " فقال له عمير ‪ " :‬صدقت والله ‪ ،‬أما والله لول دين‬
‫علي ليس له عندي قضاء ‪ ،‬وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي ‪،‬‬
‫لركبت إلى محمد حتى أقتله ‪ ،‬فإن لي قبله علة ‪ ،‬ابني أسير في‬
‫أيديهم ‪ ،‬فاغتنمها صفوان منه ‪ ،‬فقال ‪ :‬فعلي دينك ‪ ،‬أنا أقضيه عنك‬
‫‪ ،‬وعيالك مع عيالي أسوتهم ما بقوا ‪ ،‬ل يسعهم شيء ‪ ،‬ويعجز‬
‫عنهم ‪ ،‬قال عمير ‪ " :‬فاكتم علي شأني وشأنك " قال ‪ :‬أفعل ‪ ،‬قال‬
‫‪ " :‬ثم إن عميرا أمر بسيفه فشحذ له وسم ‪ ،‬ثم انطلق حتى قدم‬
‫المدينة " فبينا عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين في‬
‫المسجد يتحدثون عن يوم بدر ‪ ،‬ويذكرون ما أكرمهم الله به وما‬
‫أراهم من عدوهم ‪ ،‬إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب حين أناخ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بعيره على باب المسجد متوشحا السيف ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا الكلب عدو‬
‫الله قد جاء متوشحا سيفه فدخل عمر على رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم فأخبره خبره ‪ ،‬قال ‪ " :‬فأدخله علي " ‪ ،‬قال ‪ :‬فأقبل‬
‫عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه ‪ ،‬فلببه بها ‪ ،‬وقال لرجال‬
‫ممن كان معه من النصار ‪ :‬ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فاجلسوا عنده ‪ ،‬واحذروا هذا الخبيث عليه ‪ ،‬فإنه غير مأمون‬
‫‪ ،‬ثم دخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فلما رآه‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر آخذ بحمالة سيفه في‬
‫عنقه قال ‪ " :‬أرسله يا عمر ‪ ،‬ادن يا عمير " ‪ ،‬فدنا ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫انعموا صباحا ‪ ،‬وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم ‪ ،‬فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا‬
‫عمير ‪ ،‬بالسلم ‪ ،‬تحية أهل الجنة " ‪ ،‬قال ‪ :‬أما والله إن كنت يا‬
‫محمد لحديث عهد بها ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما جاء بك يا عمير " ؟ قال ‪ :‬جئت‬
‫لهذا السير الذي في أيديكم ‪ ،‬فأحسنوا فيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬فما بال‬
‫السيف في عنقك ؟ " قال ‪ :‬قبحها الله من سيوف ‪ ،‬وهل أغنت‬
‫شيئا ؟ قال ‪ " :‬اصدقني ‪ ،‬ما الذي جئت له ؟ " قال ‪ :‬ما جئت إل‬
‫لذلك ‪ ،‬فقال ‪ " :‬بلى ‪ ،‬قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر ‪،‬‬
‫فذكرتما أصحاب القليب من قريش ‪ ،‬ثم قلت ‪ :‬لول دين علي ‪،‬‬
‫وعيالي لخرجت حتى أقتل محمدا ‪ ،‬فتحمل لك صفوان بدينك‬
‫وعيالك على أن تقتلني له ‪ ،‬والله حائل بيني وبينك " ‪ ،‬فقال‬
‫عمير ‪ " :‬أشهد أنك رسول الله ‪ ،‬قد كنا يا رسول الله نكذبك بما‬
‫كنت تأتينا به من خبر السماء ‪ ،‬وما ينزل عليك من الوحي ‪ ،‬وهذا‬
‫أمر لم يحضره إل أنا ‪ ،‬وصفوان ‪ ،‬فوالله إني لعلم ما أتاك به إل‬
‫الله ‪ ،‬فالحمد لله الذي هداني للسلم ‪ ،‬وساقني هذا المساق ‪ ،‬ثم‬
‫شهد شهادة الحق ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫فقهوا أخاكم في دينه ‪ ،‬وأقرئوه ‪ ،‬وعلموه القرآن ‪ ،‬وأطلقوا له‬
‫أسيره " ‪ ،‬قال ‪ :‬ففعلوا ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إني كنت جاهدا‬
‫في إطفاء نور الله ‪ ،‬شديد الذى لمن كان على دين الله ‪ ،‬وإني‬
‫أحب أن تأذن لي فأقدم مكة ‪ ،‬فأدعوهم إلى الله ‪ ،‬وإلى السلم ‪،‬‬
‫لعل الله أن يهديهم ‪ ،‬وإل آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك‬
‫في دينهم ‪ ،‬قال ‪ :‬فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فلحق بمكة ‪ ،‬وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب يقول لقريش‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ :‬أبشروا بوقعة تأتيكم الن في أيام ‪ ,‬تنسيكم وقعة بدر ‪ ،‬وكان‬
‫صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فأخبره بإسلمه ‪،‬‬
‫فحلف أل يكلمه أبدا ‪ ،‬ول ينفعه بنفع أبدا ‪ ،‬فلما قدم عمير مكة‬
‫أقام بها يدعو إلى السلم ‪ ،‬ويؤذي من خالفه أذى شديدا ‪ ،‬فأسلم‬
‫على يديه أناس كثير *‬

‫َ‬
‫ل َقات ِل ِهِ وَل َ ْ‬
‫م‬ ‫مَر ب َِقت ْ ِ‬
‫ما أ َ‬
‫ن عَل ِّيا إ ِن ّ َ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬إن عليا إنما أمر بقتل قاتله ولم يأمر بإحراقه ‪،‬‬
‫ونهى عن المثلة به ‪ ،‬وأن الذي أحرق قاتله قوم من العامة‬
‫َ‬
‫ل َقات ِل ِهِ وَل َ ْ‬
‫م‪#‬‬ ‫مَر ب َِقت ْ ِ‬
‫ما أ َ‬
‫ن عَل ِّيا إ ِن ّ َ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫جدِ اْل َعْظ َم ِ ‪،‬‬


‫س ِ‬ ‫ي ِفيَها ِفي ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ب عَل ِ ّ‬ ‫ة ال ِّتي ُ‬
‫ضرِ َ‬ ‫صّلي الل ّي ْل َ َ‬ ‫ُ‬
‫إ ِّني َل َ‬

‫‪ 1379‬حدثني موسى بن عبد الرحمن الكندي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثمان‬


‫بن عبد الرحمن الحراني ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا إسماعيل بن راشد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ذكروا أن ابن الحنفية ‪ ،‬قال ‪ :‬والله إني لصلي الليلة التي ضرب‬
‫علي فيها في المسجد العظم ‪ ،‬في رجال كثير من أهل المصر‬
‫يصلون قريبا من السدة ‪ ،‬ما هم إل قيام وركوع وسجود ‪ ،‬وما‬
‫يسأمون من أول الليل إلى آخره ‪ ،‬إذ خرج علي لصلة الغداة ‪،‬‬
‫فجعل ينادي ‪ :‬أيها الناس ‪ ،‬الصلة ‪ ،‬الصلة ‪ ،‬فما أدري ‪ :‬أخرج من‬
‫السدة فتكلم بهذه الكلمات ‪ ،‬أو نظرت إلى بريق السيف ‪،‬‬
‫وسمعت قائل يقول ‪ " :‬الحكم لله ل لك يا علي ‪ ،‬ول لصحابك "‬
‫فرأيت سيفا ‪ ،‬ثم رأيت ناسا ‪ ،‬وسمعت عليا يقول ‪ " :‬ل يفوتنكم‬
‫الرجل ‪ ،‬وشد الناس عليه من كل جانب ‪ ،‬فلم أبرح حتى أخذ ابن‬
‫ملجم ‪ ،‬وأدخل على علي ‪ ،‬فدخلت فيمن دخل من الناس ‪،‬‬
‫فسمعت عليا يقول ‪ " :‬النفس بالنفس ‪ ،‬إن هلكت فاقتلوه كما‬
‫قتلني ‪ ،‬وإن بقيت رأيت فيه رأيي " قال ‪ :‬وقد كان علي نهى‬
‫الحسن عن المثلة ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا بني عبد المطلب ‪ ،‬ل ألفينكم‬
‫تخوضون دماء المسلمين ‪ ،‬تقولون ‪ " :‬قتل أمير المؤمنين ‪ ،‬أل ل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يقتلن بي إل قاتلي ‪ ،‬انظر يا حسن ‪ ،‬إن أنا مت من ضربته هذه‬
‫فاضربه ضربة ‪ ،‬ول تمثل بالرجل " فلما قبض علي رضوان الله‬
‫عليه ‪ ،‬بعث الحسن إلى ابن ملجم ‪ ،‬فقال للحسن ‪ " :‬هل لك في‬
‫خصلة ؟ إني والله ما أعطيت عهدا إل وفيت به ‪ ،‬إني كنت أعطيت‬
‫الله عهدا عند الحطيم أن أقتل عليا ومعاوية ‪ ،‬أو أموت دونهما ‪،‬‬
‫فإن شئت خليت بيني وبينه ‪ ،‬ولك والله علي إن لم أقتله أو قتلته‬
‫ثم بقيت ‪ ،‬أن آتيك حتى أضع يدي في يدك ‪ ،‬فقال له الحسن ‪" :‬‬
‫أما والله حتى تعاين النار فل ‪ ،‬ثم قدمه فقتله ‪ ،‬ثم أخذه الناس‬
‫فأدرجوه في بوار ‪ ،‬ثم أحرقوه بالنار " *‬

‫ن الل ّهِ‬
‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬ ‫خب َرِ ‪ ،‬أ َعَْنى َ‬
‫خب ََر عَل ِ ّ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما ِفي هَ َ‬

‫ذكر ما في هذا الخبر ‪ ،‬أعنى خبر علي رضوان الله عليه عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه قبل ‪ ،‬من الفقه والذي فيه من‬
‫ذلك ‪ ،‬البانة عن صحة قول القائلين بإطلق إحراق جيفة‬
‫المشركين ‪ ،‬ومن كان سبيله سبيلهم ‪ ،‬ممن قتل بحق وهو مقيم‬
‫على الكفر ‪ ،‬أو الردة عن السلم ‪ ،‬مصر عليها غير تائب منها ‪،‬‬
‫وفساد قول من أنكر إحراق جيفة من قتل كذلك إن قال لنا قائل ‪:‬‬
‫ما أنت قائل فيما‬

‫ن الل ّهِ ‪#‬‬


‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬ ‫خب َرِ ‪ ،‬أ َعَْنى َ‬
‫خب ََر عَل ِ ّ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما ِفي هَ َ‬

‫ما ‪،‬‬
‫موهُ َ‬ ‫ن أَ َ‬
‫خذ ْت ُ ُ‬ ‫ن إِ ْ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫جل َ‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ري‬
‫ِ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ت‬‫ر‬‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬
‫" إني قَد ك ُنت أ َ‬
‫ْ ْ ُ‬ ‫ِّ‬

‫‪ 1380‬حدثكم به ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلمة بن الفضل ‪ ،‬عن‬


‫محمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يزيد بن أبي حبيب ‪ ،‬عن بكير بن‬
‫عبد الله بن الشج ‪ ،‬عن سليمان بن يسار ‪ ،‬عن أبي إسحاق‬
‫الدوسي ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬بعث رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم سرية أنا فيهم ‪ ،‬فقال لنا ‪ :‬إن ظفرتم بهبار بن السود ‪ ،‬أو‬
‫بنافع بن عبد القيس فحرقوهما بالنار ‪ ،‬فلما كان الغد بعث إلينا‬
‫فقال ‪ " :‬إني قد كنت أمرتكم بتحريق هذين الرجلين إن أخذتموهما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ ،‬ثم رأيت أنه ل ينبغي لحد أن يعذب بالنار إل الله ‪ ،‬فإن ظفرتم‬
‫بهما فاقتلوهما " وما أشبه ذلك من الخبار الواردة عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم بالنهي عن تحريق ذوات الرواح ؟ قيل ‪ :‬هذا‬
‫خبر صحيح غير مدافع ‪ ،‬معناه معنى ما روى علي عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم في أمره بإحراق جيفة المشرك الذي جعل له‬
‫على قتله بعد قتله ‪ ،‬وذلك أنه ل تعذيب على مقتول أو ميت في‬
‫إحراق جيفته ‪ ،‬وإنما التعذيب له في إحراقه حيا ‪ ،‬وهو الحراق‬
‫الذي روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عنه ‪،‬‬
‫فغير جائز لحد إحراق حي بالنار ‪ ،‬لنهي النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أمته أن يعذب أحد منهم أحدا بالنار ‪ ،‬مشركا كان أو‬
‫مسلما ‪ ،‬فأما إحراق جيفته فإنه غير محظور ‪ ،‬إذا كان المحرقة‬
‫جيفته مات أو قتل على الشرك ‪ ،‬أو على كبيرة مصر عليها ‪ ،‬ول‬
‫سيما إن كان القتل قتل على الردة ‪ ،‬فقد فعل ذلك الصديق بين‬
‫ظهراني المهاجرين بكثير من أهل الردة ‪ ،‬فأحرق جيفهم بعد القتل‬
‫‪ ،‬وفعله أيضا من بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقوم‬
‫ارتدوا عن السلم *‬

‫وارِد َةِ ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ْ َ‬

‫ذكر الخبار الواردة بذلك‬

‫وارِد َةِ ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫شهيد وجع َ َ‬
‫ديَنارِ أوِ الد ّْرهَم ِ ي ُل ِْقيهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫م ي َأِتي ِبال ّ‬
‫حد ُهُ ْ‬
‫لأ َ‬ ‫" َ ِ ٌ َ َ َ‬

‫‪ 1381‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معتمر‬


‫بن سليمان ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا عمرو الشيباني ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫بعث عتبة بن فرقد إلى علي برجل تنصر ‪ ،‬ارتد عن السلم قال ‪:‬‬
‫فقدم عليه رجل على حمار ‪ ،‬أشعر عليه صوف ‪ ،‬فاستتابه علي‬
‫طويل وهو ساكت ‪ ،‬ثم قال كلمة فيها هلكته ‪ ،‬قال ‪ :‬ما أدري ما‬
‫تقول ‪ ،‬غير أن عيسى كذا كذا ‪ ،‬فذكر بعض الشرك ‪ ،‬فوطئه علي ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ووطئه الناس ‪ ،‬فقال ‪ :‬كفوا ‪ ،‬أو أمسكوا ‪ ،‬فما كفوا عنه حتى‬
‫قتلوه ‪ ،‬فأمر به فأحرق بالنار ‪ ،‬فجعلت النصارى تقول ‪ " :‬شهيدا ‪،‬‬
‫شهيدا " يقولون ‪ " :‬شهيد وجعل أحدهم يأتي بالدينار أو الدرهم‬
‫يلقيه ‪ ،‬ثم يجيء كأنه يطلبه ‪ ،‬يعتل به ليصيبه من رماده أو دمه " *‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫شهيدا ‪ ،‬فَجعُلوا يأ ْ‬


‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬
‫َ ْ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ظا‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫دوا‬
‫ُ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ذو‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫" َ ِ ً‬

‫‪ 1382‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن‬


‫سليمان التيمي ‪ ،‬عن أبي عمرو الشيباني ‪ ،‬أن رجل ‪ ،‬من بني عجل‬
‫كان طويل الجهاد ‪ ،‬فتنصر ‪ ،‬فكتب فيه عتبة بن فرقد إلى علي‬
‫قال ‪ " :‬فكتب إليه أن يسرح به إليه " قال ‪ :‬فجيء به رجل مكبل‬
‫في الحديد ‪ ،‬فوضع بين يدي علي ‪ ،‬فجعل علي يكلمه ويديره ‪،‬‬
‫حتى تكلم بكلمة كانت فيها هلكته ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما أدري ما تقول ‪ ،‬غير‬
‫أنه شهد أن عيسى ابن الله ‪ ،‬قال ‪ " :‬فوثب عليه فوطئه ‪ ،‬ووطئه‬
‫الناس " فقال ‪ :‬أمسكوا ‪ ،‬فأمسكوا ‪ ،‬فإذا هو قد مات ‪ ،‬فأمر به‬
‫فحرق ‪ ،‬فجعلت النصارى تقول ‪ " :‬شهيدا ‪ ،‬فجعلوا يأخذون ما‬
‫وجدوا من عظامه ‪ ،‬ومن دمه " *‬

‫ت ‪َ :‬ل ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‬ ‫ه ؟ " قُل ْ ُ‬
‫سول ُ ُ‬ ‫صد َقَ الل ّ ُ‬
‫ه وََر ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1383‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معتمر‬


‫بن سليمان ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني نعيم بن أبي هند ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني سويد بن غفلة ‪ ،‬قال ‪ :‬ارتد ناس من السودان عن السلم‬
‫قال ‪ :‬فأمر بهم علي أن يحرقوا ‪ ،‬قال ‪ :‬فجعل ينظر إلى السماء ‪،‬‬
‫وينظر إلى الرض ‪ ،‬ويقول ‪ :‬الله أكبر ‪ ،‬صدق الله ‪ ,‬وبلغ الرسول‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬احفروا ها هنا ‪ ,‬ففعل ذلك مرة أو مرتين ‪,‬‬
‫أو أكثر من ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم انطلق فدخل ‪ ،‬قال ‪ :‬فانطلقت حتى‬
‫ضربت عليه الباب ‪ ,‬قال ‪ :‬فقيل ‪ :‬من هذا ؟ قلت ‪ :‬سويد بن‬
‫غفلة ‪ ،‬قال ‪ :‬فذهب ليجلس فأخذت بيده ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين ‪ ،‬إن هذه الشيعة قد شمتت بنا ‪ ،‬فأخبرني ‪ :‬أرأيت نظرك‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫إلى السماء ‪ ,‬ونظرك إلى الرض ‪ ,‬وقولك ‪ :‬الله أكبر ‪ ،‬صدق الله ‪,‬‬
‫وبلغ الرسول ؟ عهد إليك نبي الله صلى الله عليه وسلم هذا ؟ قال‬
‫‪ :‬فقال ‪ :‬لن أقع من السماء أحب إلي من أن أقول ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولم يقل ‪ " ،‬هل علي بأس أن أنظر‬
‫إلى السماء ؟ هل علي بأس أن أنظر إلى الرض ؟ " قلت ‪ :‬ل ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فهل علي بأس أن أقول ‪ " :‬صدق الله ورسوله ؟ " قلت ‪ :‬ل‬
‫‪ ،‬قال ‪ " :‬فإني رجل مكايد " *‬

‫ق‬ ‫ر‬ ‫ف‬


‫َ‬ ‫م‬ ‫مى‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫س‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ش‬ ‫ي‬‫ج‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ني‬
‫ِ‬ ‫حا‬ ‫ب‬‫ص‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫أَ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬

‫‪ 1384‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬ومحمد بن‬
‫جعفر ‪ ،‬عن عوف ‪ ،‬وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن‬
‫علية ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عوف بن أبي جميلة ‪ ،‬عن أبي رجاء ‪ ،‬أن ناسا‬
‫من أهل اليمن ارتدوا عن السلم زمن علي بن أبي طالب ‪ ،‬فبعث‬
‫علي جارية بن قدامة ‪ ،‬وبعث معه جيشا ‪ ،‬وكنت في ذلك الجيش ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فسار حتى إذا بلغ حفر عدي وتيم ‪ ،‬أراد أن يسرع السير ‪،‬‬
‫فأرذى رجال ‪ ،‬وأرذاني فيهم ‪ ،‬ثم أسرع السير ‪ ،‬حتى إذا بلغ البلد‬
‫جمع أولئك الذين ارتدوا عن السلم ‪ ،‬فضرب أعناقهم ‪ ،‬وحرق‬
‫أجسادهم بالنار ‪ ،‬وبذلك أمره علي ‪ ،‬فقال القائل من أهل اليمن ‪:‬‬
‫أل صبحاني قبل جيش محرق ومن قبل بين من سليمى مفرق *‬

‫ة نَفر في سرب ‪ ،‬ومعه َ‬


‫م " َقا َ‬
‫ل‬ ‫صَنا ٌ‬
‫مأ ْ‬‫َ َ َ ُ ْ‬ ‫َ َ ٍ‬ ‫دوا ث ََلث َ َ َ ٍ ِ‬
‫ج ُ‬
‫" وَ َ‬

‫‪ 1385‬حدثني الحسين بن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أسامة حماد بن‬


‫أسامة ‪ ،‬حدثنا نوح بن ربيع النصاري أبو مكين ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬
‫شريح أبو أمية ‪ ،‬قال وكان خال أبي ‪ :‬أنهم " وجدوا ثلثة نفر في‬
‫سرب ‪ ،‬ومعهم أصنام " قال ‪ :‬فرفعوا إلى علي بن أبي طالب ‪،‬‬
‫فأمر بهم علي ‪ ،‬فأدرجوا في بوار ‪ ،‬ثم أحرقهم *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬ ‫ن الّز ّ‬ ‫ُ‬
‫حَرقَهُ ْ‬
‫م"*‬ ‫ن ‪ ،‬وَث ًَنا فَأ ْ‬
‫دو َ‬
‫ط ي َعْب ُ ُ‬ ‫م َ‬
‫س ِ‬
‫ي ب َِنا ٍ‬
‫" أت ِ َ‬

‫‪ 1386‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الصمد بن‬
‫عبد الوارث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام بن أبي عبد الله ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن‬
‫أنس بن مالك ‪ ،‬أن علي بن أبي طالب ‪ " ،‬أتي بناس من الزط‬
‫يعبدون ‪ ،‬وثنا فأحرقهم " *‬

‫َ‬
‫م‬
‫هي َ‬
‫ن إ ِب َْرا ِ‬
‫ب بْ ُ‬ ‫سَلم ِ " َ‬
‫حد ّث َِني ي َعُْقو ُ‬ ‫ن اْل ِ ْ‬
‫دوا عَ ِ‬
‫سا اْرت َ ّ‬
‫حَرقَ َنا ً‬
‫"أ ْ‬

‫‪ 1387‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أيوب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬أن عليا ‪ " ،‬أحرق ناسا ارتدوا عن السلم "‬
‫حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬وأبو كريب محمد بن العلء ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن أيوب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬مثله *‬

‫ن‬ ‫م ت َْرم ِ ِبي ِفي ال ْ ُ‬


‫حْفَرت َي ْ ِ‬ ‫ذا ل َ ْ‬
‫ت إِ َ‬ ‫ث َ‬
‫شاَء ْ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫مَناَيا َ‬ ‫ل ِت َْرم ِ ب ِ َ‬

‫‪ 1388‬حدثنا محمد بن خلف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خلف بن عمر ‪ ،‬عن‬


‫علي بن هاشم ‪ ،‬عن معروف بن خربوذ ‪ ،‬عن أبي الطفيل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أتي علي بقوم زنادقة ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أنت هو ‪ ،‬قال ‪ :‬من أنا ؟ قالوا ‪:‬‬
‫أنت هو ‪ ،‬قال ‪ :‬ويلكم من أنا ؟ قالوا ‪ :‬أنت ربهم ‪ ،‬فقال علي ‪ :‬إن‬
‫قوم إبراهيم غضبوا للهتهم فأرادوا أن يحرقوا إبراهيم بالنار ‪،‬‬
‫فنحن أحق أن نغضب لربنا ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا قنبر ‪ ،‬دونكهم ‪ ،‬فضرب‬
‫أعناقهم ‪ ،‬ثم حفر لهم حفر النار ‪ ،‬وألقاهم فيها ‪ ،‬فأنشأ النجاشي‬
‫الحارثي يقول ‪ :‬لترم بي المنايا حيث شاءت إذا لم ترم بي في‬
‫الحفرتين إذا ما قربوا حطبا ‪ ،‬ونارا فذاك الهلك نقدا غير دين *‬

‫َ‬
‫جُعوا ‪ ،‬فَأ َ‬
‫مَر‬ ‫م ‪ ،‬فَل َ ْ‬
‫م ي َْر ِ‬ ‫ما ت َُقوُلو َ‬
‫ن ؟ َفا ْ‬
‫ست ََتاب َهُ ْ‬ ‫" وَي ْل َك ُ ْ‬
‫م َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1389‬حدثني ابن خلف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شبابة بن سوار ‪ ،‬عن سلم‬
‫بن أبي القاسم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬وحدثني ابن خلف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا نصر‬
‫بن مزاحم ‪ ،‬عن معروف بن خربوذ ‪ ،‬عن أبي الطفيل ‪ ،‬قال ‪ :‬أتي‬
‫علي بناس من الزنادقة ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أنت ربنا ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ويلكم ما‬
‫تقولون ؟ فاستتابهم ‪ ،‬فلم يرجعوا ‪ ،‬فأمر قنبرا فضرب أعناقهم ‪،‬‬
‫ثم حفر لهم حفر النيران ‪ ،‬فأضرمها ‪ ،‬ثم ألقاهم فيها " *‬

‫َ‬
‫ه ‪ ،‬وَن َك ّل ْ َ‬
‫ت ب ِهِ‬ ‫ن إ ِّل قَت َل ْت َ ُ‬
‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫حدٍ قَت َ َ‬ ‫" َل ت َظ َْفَر ّ‬
‫ن ب ِأ َ‬

‫‪ 1390‬كتب إلي السري بن يحيى الحنظلي يقول ‪ :‬حدثنا شعيب ‪،‬‬


‫عن سيف ‪ ،‬عمن حدثه ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬كتب أبو بكر إلى خالد‬
‫بن الوليد في قتاله أهل الردة ‪ " :‬ل تظفرن بأحد قتل المسلمين‬
‫إل قتلته ‪ ،‬ونكلت به عبرة ‪ ،‬ومن أحببت ممن حاد الله أو صاده‬
‫ممن ترى أن في ذلك صلحا فاقتله ‪ ،‬فأقام على بزاخة شهرا‬
‫يصعد عنها ويصوب ‪ ،‬ويرجع إليها في طلب أولئك وقتلهم ‪ ،‬فمنهم‬
‫من أحرق ‪ ،‬ومنهم من قمطه ورضخه بالحجارة ‪ ،‬ومنهم من رمى‬
‫به من رءوس الجبال " *‬

‫ي‪،‬‬ ‫ل قِت ْل َةٍ ‪ِ :‬بالّنيَرا ِ‬


‫ن ‪َ ،‬والّرد ْ ِ‬ ‫م ‪َ ،‬والل ّهِ ك ُ ّ‬
‫" قَت َل َهُ ْ‬

‫‪ 1391‬وكتب إلي السري يقول ‪ :‬حدثنا شعيب ‪ ،‬عن سيف ‪ ،‬عن‬


‫هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬قتلهم ‪ ،‬والله كل قتلة ‪:‬‬
‫بالنيران ‪ ،‬والردي ‪ ،‬والرضخ ‪ ،‬والحرق على غير قصاص " فإن قال‬
‫قائل ‪ :‬فهل من خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذن‬
‫بإحراق جيفة من قتل من المشركين أو من أهل الكبائر ‪ ،‬بعد‬
‫قتله ‪ ،‬غير الذي رويت لنا عن علي ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ؟ فقد علمت منازعة من ينازعك في صحة خبر علي ‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل ‪ :‬إن فيما ذكرت من‬
‫فعل الصديق ‪ ،‬وأمير المؤمنين من ذلك بين ظهراني المهاجرين‬
‫والنصار ‪ ،‬من غير نكيرهم ذلك ‪ ،‬أوضح البرهان على أن ذلك سنة‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ماضية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬لول ذلك لم يتقدم‬
‫الصديق ‪ ،‬وأمير المؤمنين على فعل ذلك بينهم ‪ ،‬ولو كان فعلهما ما‬
‫فعل من ذلك غير سنة ماضية ‪ ،‬لكان من بحضرتهم من‬
‫المهاجرين ‪ ،‬والنصار قد أنكروا ذلك ‪ ،‬مع أن عندنا عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم خبرا غير الذي روينا عن علي ‪ ،‬عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم بذلك ‪ ،‬نذكر ما صح عندنا منه سنده *‬

‫ة‪،‬‬
‫ن عَُري ْن َ َ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫سل َي ْم ٍ ‪ ،‬وَ ِ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ن ب َِني ُ‬
‫م ْ‬
‫س ِ‬
‫م َنا ٌ‬
‫" هُ ْ‬

‫‪ 1392‬حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫سمعت أبي يقول ‪ :‬أخبرنا أبو حمزة ‪ ،‬عن عبد الكريم ‪ ،‬وسئل عن‬
‫أبوال البل فقال ‪ :‬حدثني سعيد بن جبير ‪ ،‬عن المحاربين قال ‪:‬‬
‫كان ناس أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ‪ :‬نبايعك‬
‫على السلم ‪ ،‬فبايعوه وهم كذبة ‪ ،‬وليس السلم يريدون ‪ ،‬ثم‬
‫قالوا ‪ :‬إنا نجتوي المدينة ‪ :‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫هذه اللقاح تغدو عليكم وتروح ‪ ،‬فاشربوا من أبوالها وألبانها " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فبينا هم كذلك إذ جاء الصريخ يصرخ إلى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم فقال ‪ :‬قتلوا الراعي ‪ ،‬وساقوا النعم فأمر نبي الله‬
‫صلى الله عليه وسلم فنودي في الناس ‪ :‬أن " يا خيل الله اركبي "‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬فركبوا ل ينتظر فارس فارسا ‪ ،‬قال ‪ :‬وركب رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم على أثرهم ‪ ،‬فلم يزالوا يطلبونهم حتى‬
‫أدخلوهم مأمنهم ‪ ،‬فرجع صحابة رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وقد أسروا منهم ‪ ،‬فأتوا بهم النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فأنزل الله ‪ " :‬إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله " الية قال ‪:‬‬
‫فكان نفيهم أن نفوهم حتى أدخلوهم مأمنهم وأرضهم ‪ ،‬ونفوهم‬
‫من أرض المسلمين ‪ ،‬وقتل نبي الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫وصلب ‪ ،‬وقطع ‪ ،‬وسمر العين ‪ ،‬قال ‪ :‬فما مثل نبي الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قبل ‪ ،‬ول بعد ‪ ،‬قال ‪ :‬ونهى عن المثلة ‪ ،‬وقال ‪ " :‬ل‬
‫تمثلوا بشيء " ‪ ،‬قال ‪ :‬وكان أنس بن مالك يقول نحو ذلك ‪ ،‬غير‬
‫أنه قال ‪ " :‬أحرقهم بالنار بعد ما قتلهم " قال ‪ :‬وبعضهم يقول ‪" :‬‬
‫هم ناس من بني سليم ‪ ،‬ومنهم من عرينة ‪ ،‬وناس من بجيلة ‪ ،‬فإذ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كان صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكرنا من‬
‫إحراق جيفة المشرك مرة ‪ ،‬وقذفه بها أخرى في قليب ‪ ،‬وتركه‬
‫إياها ثالثة بالعراء ‪ ،‬وكان الله تعالى ذكره قد جعل لمته التأسي به‬
‫في أفعاله ‪ ،‬فللمسلمين من الفعل بمن قتلوا من أعدائهم من‬
‫المشركين ‪ ،‬ولمامهم من الفعل بمن قتله على ردة أو موبقة‬
‫عظيمة ‪ ،‬مثل الذي فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن‬
‫ذكرنا من أهل الشرك والردة " *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫عمير بن وهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ‪ :‬انعموا‬
‫صباحا ‪ ،‬يعني بذلك ‪ :‬نعمتم عند الصباح ‪ ،‬وهي تحية كان أهل‬
‫الجاهلية يحيون بها ملوكهم ‪ ،‬وفيها لغتان ‪ :‬إحداهما انعم صباحا ‪،‬‬
‫والخر ‪ :‬عم صباحا ‪ ،‬ومن اللغة الولى قول امرئ القيس بن‬
‫حجر ‪ :‬أل انعم صباحا أيها الطلل البالي وهل ينعمن من كان في‬
‫العصر الخالي ؟ ومن اللغة الخرى قول عنترة بن شداد العبسي ‪:‬‬
‫يا دار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحا دار عبلة واسلمي وأما‬
‫قول شريح ‪ :‬أنهم وجدوا ثلثة نفر في سرب ‪ ،‬فإن السرب ها هنا ‪،‬‬
‫بفتح السين والراء ‪ ،‬حفيرة تكون في الرض ‪ ،‬يقال منه ‪" :‬‬
‫انسرب الوحشي في سربه " ‪ ،‬إذا دخل في جحره ‪ ،‬والسرب أيضا‬
‫‪ ،‬بفتح السين والراء الماء يصب في القربة الجديدة أو المزادة ‪،‬‬
‫حتى ينتفخ السير ‪ ،‬وتستد مواضع الخرز ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬سرب الماء‬
‫يسرب سربا إذا سال ‪ ،‬ومنه قول ذي الرمة ‪ :‬ما بال عينك منها‬
‫الماء ينسكب ؟ كأنه من كلى مفرية سرب ومنها أيضا قول جرير‬
‫بن عطية ‪ :‬بلى فارفض دمعك غير نزر كما عينت بالسرب الطبابا‬
‫يعني بقوله سرب سائل وأما السرب بفتح السين وسكون الراء ‪،‬‬
‫فمعنى غير ذلك ‪ ،‬وهو المال الراعي ‪ ،‬كالبل ونحوها ‪ ،‬يقال منه ‪:‬‬
‫أغير على سرب القوم ‪ ،‬إذا ذهب بإبلهم ‪ ،‬وجاء سرب بني فلن ‪،‬‬
‫إذا جاءت إبلهم ‪ ،‬ومنه قولهم ‪ " :‬اذهبي ‪ ،‬فل أنده سربك " يراد‬
‫به ‪ :‬ل أرد إبلك ‪ ،‬كانت الجاهلية تقول ذلك للمرأة إذا أرادوا فراقها‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وطلقها ‪ ،‬يعنون بذلك ‪ :‬اذهبي فل حاجة لي فيك ‪ ،‬والسرب أيضا ‪،‬‬
‫بفتح السين وسكون الراء ‪ ،‬الطريق ‪ ،‬يقال ‪ " :‬خل له سربه ‪،‬‬
‫يعني به طريقه " ومنه قول ذي الرمة ‪ :‬خلى لها سرب أولها ‪،‬‬
‫ونجنجها مخافة الصيد حتى كلها هيم وأما الخبر الذي روي عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬من أصبح آمنا في‬
‫سربه معافى في بدنه ‪ ،‬عنده قوت يومه ‪ ،‬فكأنما حيزت له الدنيا "‬
‫فإنه يعنى بقوله ‪ " :‬في سربه ‪ :‬في نفسه ‪ ،‬وهو مكسور السين‬
‫مسكن الراء ‪ ،‬ويقال ‪ :‬فلن واسع السرب ‪ ،‬يعنى به ‪ :‬أنه رخي‬
‫البال ‪ ،‬وأما قولهم ‪ " :‬مر بي سرب من قطا ‪ ،‬وظباء ‪ ،‬ونساء ‪،‬‬
‫فإنه بكسر السين وسكون الراء ‪ ،‬وهو القطيع من ذلك يجمع‬
‫سروبا ‪ ،‬ومنه قول أبي داود اليادي ‪ :‬أوحشت من سروب قومي‬
‫تعار فأروم ‪ ،‬فشابة فالستار بعدما كان سرب قومي حينا لهم‬
‫النخل كلها والبحار يقال منه ‪ " :‬سرب على البل " ‪ ،‬يعنى به ‪:‬‬
‫أرسلها قطعة قطعة ‪ ،‬ومرت بي سربة من خيل وحمر وظباء ‪،‬‬
‫بضم السين وسكون الراء ‪ ،‬ومنه قول ذي الرمة ‪ " :‬سوى ما‬
‫أصاب الذئب منه وسربة ‪ ،‬أطافت به من أمهات الجوازل " وأما‬
‫قولهم ‪ :‬فلن بعيد السربة ‪ ،‬فإنه يعنى به ‪ :‬بعيد المذهب ‪ ،‬وأما‬
‫قول أبي رجاء ‪ :‬حتى إذ بلغ حفر عدي وتيم ‪ ،‬أراد أن يسرع‬
‫السير ‪ ،‬فأرذى رجال ‪ ،‬وأرذاني فيهم ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ :‬فأرذى‬
‫رجال خلفهم وترك الشخوص بهم معه ‪ ،‬لضعفهم ‪ ، ,‬وعجزهم عن‬
‫السير معه ‪ ،‬وأصله من قولهم للناقة التي قد ضعفت عن السير‬
‫من الهزال ‪ ،‬والجهد الذي بها ‪ ،‬إذا تركت فلم تستتبع ‪ " :‬رذية ‪،‬‬
‫تجمع ‪ :‬رذايا ‪ ،‬ومنه قول أبي داود اليادي ‪ :‬وعنس قد براها لذة‬
‫الموكب ‪ ،‬والشرب رذايا كالبليا ‪ ،‬أو كعيدان من القضب ‪ ،‬وأما‬
‫قول سعيد بن جبير ‪ :‬ثم قالوا ‪ " :‬إنا نجتوي المدينة ‪ ،‬فإنهم عنوا‬
‫بقولهم ‪ " :‬نجتوي المدينة ‪ ،‬نستوبئها ‪ ،‬وإنما هو نفتعل من الجوى ‪،‬‬
‫والجوى ‪ :‬فساد الجوف من داء يكون به " يقال منه جوي فلن فهو‬
‫يجوى جوى ‪ ,‬مقصور ‪ ,‬ومنه قول الطرماح بن حكيم ‪ :‬أيا صاحبي‬
‫هل من سبيل إلى هند وريح الخزامى غضة بالثرى الجعد وهل‬
‫لليالينا بذي الرمث رجعة فتشفي جوى الحشاء من لعج الوجد‬
‫وأما قول سعيد بن جبير ‪ :‬فجاء الصريخ يصرخ إلى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فإنه يعني بالصريخ ‪ :‬المستغيث ‪ ،‬يقال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫جاء صريخ القوم ‪ ،‬فأصرخهم بنو فلن ‪ ،‬يراد بذلك ‪ :‬جاء مستغيثهم‬
‫فأغاثهم الخرون ‪ ،‬ومنه قول الله تعالى ذكره ‪ " :‬ما أنا‬
‫بمصرخكم ‪ ،‬وما أنتم بمصرخي " يعني به ‪ " :‬ما أنا بمغيثكم ‪ ،‬وما‬
‫أنتم بمغيثي "‬

‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬


‫ي بْ ِ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫حَيى ‪ ،‬عَ ْ‬
‫خَبارِ أِبي ي َ ْ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار أبي يحيى ‪ ،‬عن علي بن أبي طالب رضوان‬
‫الله عليه ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ن‪#‬‬ ‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬


‫ي بْ ِ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫حَيى ‪ ،‬عَ ْ‬
‫خَبارِ أِبي ي َ ْ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫سيُر "‬ ‫ل ‪ ،‬وب َ َ‬


‫ح ّ‬ ‫ل ‪ ،‬وب َ َ‬
‫صو ُ‬ ‫" الل ّهم ب َ ُ‬
‫كأ ِ‬ ‫َِ‬ ‫كأ ُ‬ ‫َِ‬ ‫كأ ُ‬ ‫ُ ّ ِ‬

‫‪ 1393‬حدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الصمد بن‬


‫النعمان ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الملك وهو أبو سلم ‪ ،‬عن عمران بن‬
‫ظبيان ‪ ،‬عن حكيم بن سعد ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬كان النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم إذا أراد أن يسير قال ‪ " :‬اللهم بك أصول ‪ ،‬وبك أحل ‪،‬‬
‫وبك أسير " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح لعلتين إحداهما ‪:‬‬
‫أنه خبر ل يعرف له مخرج من وجه يصح عن علي عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬إل من هذا الوجه ‪ ،‬والثانية ‪ " :‬أن المعروف عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض هذا القول أنه إنما كان‬
‫يقوله إذا كان في حرب ‪ ،‬فأما الذي كان يقول إذا أراد السفر ‪،‬‬
‫فغير ذلك "‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سل ّ َ‬
‫م‪:‬‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ذِك ُْر الّرَواي َةِ ال ْ َ‬
‫وارِد َةِ عَ ْ‬

‫ذكر الرواية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أنه‬
‫كان يقول بعض ما في خبر علي هذا ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬إذا كان في حرب‬

‫سل ّ َ‬
‫م‪:‬‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر الّرَواي َةِ ال ْ َ‬
‫وارِد َةِ عَ ْ‬
‫‪#‬‬

‫ك أ َُقات ِ ُ‬
‫ل"‬ ‫ل ‪ ،‬وَب ِ َ‬
‫صو ُ‬ ‫ل ‪ ،‬وب َ َ‬
‫كأ ُ‬ ‫َِ‬ ‫حو ُ‬ ‫" الل ّهم ب َ َ‬
‫كأ ُ‬ ‫ُ ّ ِ‬

‫‪ 1394‬حدثنا علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحسن بن بلل ‪،‬‬


‫عن حماد بن سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ثابت ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي‬
‫ليلى ‪ ،‬عن صهيب ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أيام‬
‫حنين يحرك شفتيه بعد صلة الفجر ‪ ،‬فقيل ‪ :‬يا رسول الله ‪ :‬إنك‬
‫تحرك شفتيك بشيء ما كنت تفعله ‪ ،‬فما هذا الذي تقول ؟ قال ‪:‬‬
‫أقول ‪ " :‬اللهم بك أحول ‪ ،‬وبك أصول ‪ ،‬وبك أقاتل " *‬

‫ك أ َُقات ِ ُ‬
‫ل"‬ ‫ل ‪ ،‬وَب ِ َ‬
‫صاوِ ُ‬ ‫ل ‪ ،‬وب َ ُ‬
‫كأ َ‬ ‫َِ‬ ‫حاوِ ُ‬ ‫" الل ّهم ب َ ُ‬
‫كأ َ‬ ‫ُ ّ ِ‬

‫‪ 1395‬حدثنا القاسم بن بشر بن معروف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان بن‬


‫حرب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬عن ثابت ‪ ،‬عن عبد الرحمن‬
‫بن أبي ليلى ‪ ،‬عن صهيب ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم كان‬
‫أيام حنين إذا سلم من صلة الصبح حرك شفتيه ‪ ،‬فقيل ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬إنك لتفعل شيئا ما كنت تفعله ‪ ،‬فما هو ؟ قال ‪ :‬أقول ‪" :‬‬
‫اللهم بك أحاول ‪ ،‬وبك أصاول ‪ ،‬وبك أقاتل " *‬

‫حو ُ‬
‫ل‪،‬‬ ‫" الل ّهم أ َنت عَضدي ‪ ،‬وأ َنت نصيري ‪ ،‬وب َ َ‬
‫كأ ُ‬ ‫َِ‬ ‫َ ْ َ َ ِ ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ُ ّ ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1396‬وحدثنا سوار بن عبد الله العنبري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المعتمر بن‬
‫سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عمران ‪ ،‬عن أبي مجلز ‪ ،‬أن نبي الله‬
‫صلى الله عليه وسلم كان إذا حضر العدو قال ‪ " :‬اللهم أنت‬
‫عضدي ‪ ،‬وأنت نصيري ‪ ،‬وبك أحول ‪ ،‬وبك أصول ‪ ،‬ولك أقاتل " *‬

‫ما‬ ‫سل ّ َ‬
‫م بِ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ْ َ‬
‫وارِد َةِ عَ ْ‬

‫ذكر الخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان‬
‫يقوله إذا أراد السفر وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم في ذلك أشياء نذكر ما حضرنا من ذلك ذكره ‪ ،‬فمن ذلك ما‬

‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ْ َ‬
‫وارِد َةِ عَ ْ‬
‫ما ‪#‬‬
‫بِ َ‬
‫َ‬
‫" ت َوًْبا ت َوًْبا ‪ ،‬ل َِرب َّنا أوًْبا ‪َ ،‬ل ي َُغادُِر عَل َي َْنا ُ‬
‫حوًبا‬

‫‪ 1397‬حدثنا هناد بن السري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو الحوص ‪ ،‬عن‬


‫سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج في السفر قال ‪ " :‬اللهم أنت‬
‫الصاحب في السفر ‪ ,‬والخليفة في الهل ‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من‬
‫الضيعة في السفر ‪ ،‬والكآبة في المنقلب ‪ ،‬اللهم اقبض لنا الرض ‪،‬‬
‫وهون علينا السفر " ‪ ،‬فإذا أراد الرجوع قال ‪ " :‬آيبون تائبون ‪ ،‬لربنا‬
‫حامدون " ‪ ،‬فإذا دخل بيته ‪ ،‬قال ‪ " :‬توبا توبا ‪ ،‬لربنا أوبا ‪ ،‬ل يغادر‬
‫علينا حوبا " *‬

‫خ ُ‬
‫ل‬ ‫م ي َد ْ ُ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫ن ‪ ,‬فَإ ِ َ‬
‫دو َ‬
‫عاب ِ ُ‬
‫ن ل َِرب َّنا َ‬
‫دو َ‬
‫م ُ‬
‫حا ِ‬
‫ن َ‬
‫ن آي ُِبو َ‬
‫" َتائ ُِبو َ‬

‫‪ 1398‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن أبان ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا الوليد بن أبي ثور ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس‬
‫‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر يقول ‪" :‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫اللهم إني أعوذ بك من الضيعة في السفر ‪ ،‬والكآبة في المنقلب ‪،‬‬
‫اللهم اقبض لنا الرض ‪ ،‬وهون علينا السفر ‪ ،‬اللهم أنت الصاحب‬
‫في السفر ‪ ،‬والخليفة في الهل " ‪ ،‬فإذا جاء مقبل قال ‪ " :‬تائبون‬
‫آيبون حامدون لربنا عابدون ‪ ,‬فإذا كان يوم يدخل المدينة قال ‪:‬‬
‫توبا إلى ربنا توبا ‪ ،‬ل يغادر عليه منا حوبا " *‬

‫من َْقل َ ِ‬
‫ب‬ ‫كآب َةِ ال ْ ُ‬
‫سَفرِ ‪ ،‬وَ َ‬
‫ن وَعَْثاِء ال ّ‬
‫م ْ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 1399‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن عبد‬
‫الله بن سرجس ‪ ،‬قال ‪ :‬كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر‬
‫قال ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ‪ ،‬وكآبة المنقلب ‪،‬‬
‫والحور بعد الكون ‪ ،‬ودعوة المظلوم ‪ ،‬وسوء المنظر في الهل‬
‫والمال " *‬

‫من َْقل َ ِ‬
‫ب‬ ‫كآب َةِ ال ْ ُ‬
‫سَفرِ ‪ ،‬وَ َ‬
‫ن وَعَْثاِء ال ّ‬
‫م ْ‬ ‫م إ ِّني أ َ ُ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 1400‬حدثنا أبو هشام الرفاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا عاصم ‪ ،‬عن عبد الله بن سرجس ‪ ،‬قال ‪ :‬كان النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم إذا أراد سفرا قال ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من‬
‫وعثاء السفر ‪ ،‬وكآبة المنقلب ‪ ،‬والحور بعد الكون ‪ ،‬ودعوة‬
‫المظلوم ‪ ،‬والمنظر في الهل والمال " ‪ ،‬وإذا رجع قال مثل ذلك ‪،‬‬
‫إل أنه يقول ‪ " :‬وسوء المنظر من الهل والمال " *‬

‫َ‬ ‫" الل ّه َ‬


‫ة ِفي اْلهْ ِ‬
‫ل‪،‬‬ ‫سَفرِ ‪َ ،‬وال ْ َ‬
‫خِليَف ُ‬ ‫ب ِفي ال ّ‬
‫ح ُ‬
‫صا ِ‬
‫ت ال ّ‬
‫م أن ْ َ‬
‫ُ ّ‬

‫‪ 1401‬وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المحاربي ‪ ،‬عن عاصم‬


‫الحول ‪ ،‬عن عبد الله بن سرجس ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم كان يقول ‪ " :‬اللهم أنت الصاحب في السفر ‪ ،‬والخليفة في‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الهل ‪ ،‬أعوذ بك من وعثاء السفر ‪ ،‬وكآبة المنقلب ‪ ،‬والحور بعد‬
‫الكون ‪ ،‬ودعوة المظلوم ‪ ،‬وسوء المنظر في الهل والمال " *‬

‫َ‬ ‫" الل ّه َ‬


‫ة ِفي اْلهْ ِ‬
‫ل‪،‬‬ ‫سَفرِ ‪َ ،‬وال ْ َ‬
‫خِليَف ُ‬ ‫ب ِفي ال ّ‬
‫ح ُ‬
‫صا ِ‬
‫ت ال ّ‬
‫م أن ْ َ‬
‫ُ ّ‬

‫‪ 1402‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا سعيد ‪ ،‬عن عبد الله بن بشر الخثعمي ‪ ،‬عن أبي زرعة‬
‫‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا‬
‫أراد سفرا قال ‪ " :‬اللهم أنت الصاحب في السفر ‪ ،‬والخليفة في‬
‫الهل ‪ ،‬اللهم أصحبنا بنصح ‪ ،‬وأقلبنا بذمة ‪ ،‬اللهم ازو لنا الرض ‪،‬‬
‫وهون علينا السفر ‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ‪ ،‬وكآبة‬
‫المنقلب " *‬

‫َ‬ ‫" الل ّه َ‬


‫ة ِفي اْلهْ ِ‬
‫ل‪،‬‬ ‫سَفرِ ‪َ ،‬وال ْ َ‬
‫خِليَف ُ‬ ‫ب ِفي ال ّ‬
‫ح ُ‬
‫صا ِ‬
‫ت ال ّ‬
‫م أن ْ َ‬
‫ُ ّ‬

‫‪ 1403‬وحدثنا سوار بن عبد الله العنبري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن‬


‫سعيد ‪ ،‬عن ابن عجلن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني سعيد بن أبي سعيد ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد‬
‫السفر قال ‪ " :‬اللهم أنت الصاحب في السفر ‪ ،‬والخليفة في الهل‬
‫‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ‪ ،‬وكآبة المنقلب ‪ ،‬وسوء‬
‫المنظر في الهل والمال ‪ ،‬اللهم اطو لنا الرض ‪ ،‬وهون علينا‬
‫السفر " *‬

‫واًنا ‪ ،‬ب ِي َدِ َ‬


‫ك‬ ‫ض َ‬ ‫من ْ َ‬
‫ك وَرِ ْ‬ ‫مغِْفَرةً ِ‬ ‫غا ي ُب َل ّغُ َ‬
‫خي ًْرا ‪َ ،‬‬ ‫م ب ََل ً‬
‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 1404‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن فطر ‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن البراء ‪ ،‬قال ‪ :‬كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا‬
‫خرج في سفر قال ‪ " :‬اللهم بلغا يبلغ خيرا ‪ ،‬مغفرة منك‬
‫ورضوانا ‪ ،‬بيدك الخير ‪ ،‬إنك على كل شيء قدير ‪ ،‬اللهم أنت‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الصاحب في السفر ‪ ،‬والخليفة في الهل ‪ ،‬اللهم هون علينا السفر‬
‫‪ ،‬واطو لنا الرض ‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ‪ ،‬وكآبة‬
‫المنقلب " *‬

‫ن‬
‫مْقرِِني َ‬ ‫ما ك ُّنا ل َ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫خَر ل ََنا هَ َ‬
‫ذا ‪ ،‬وَ َ‬ ‫س ّ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫حا َ‬
‫سب ْ َ‬
‫" ُ‬

‫‪ 1405‬حدثنا سعيد بن يحيى الموي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي قال ‪ :‬حدثنا‬


‫ابن جريج ‪ ،‬عن أبي الزبير ‪ ،‬عن علي الزدي ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا‬
‫إلى سفر ‪ ،‬كبر ثلثا ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬سبحان الذي سخر لنا هذا ‪ ،‬وما‬
‫كنا له مقرنين ‪ ،‬وإنا إلى ربنا لمنقلبون ‪ ،‬اللهم إنا نسألك في سفرنا‬
‫هذا البر والتقوى ‪ ،‬والعمل بما ترضى ‪ ،‬اللهم هون علينا السفر ‪،‬‬
‫واطو عنا بعده ‪ ،‬اللهم أنت الصاحب في السفر ‪ ،‬والخليفة في‬
‫الهل ‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ‪ ،‬وكآبة المنقلب ‪،‬‬
‫وسوء المنظر في الهل والمال " ‪ ،‬وإذا رجع قالها ‪ ،‬وزاد فيها ‪" :‬‬
‫آيبون ‪ ،‬تائبون ‪ ,‬لربنا حامدون " وحدثني يونس بن عبد العلى‬
‫الصدفي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني ابن جريج ‪ ،‬أن أبا‬
‫الزبير ‪ ،‬أخبره أن عليا الزدي أخبره ‪ ،‬أن عبد الله بن عمر علمه‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ‪ ،‬فذكر نحوه ‪ ،‬إل‬
‫أنه قال ‪ " :‬ومن العمل ما ترضى " *‬

‫ن‬
‫مْقرِِني َ‬ ‫ما ك ُّنا ل َ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫خَر ل ََنا هَ َ‬
‫ذا ‪ ,‬وَ َ‬ ‫س ّ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫حا َ‬
‫سب ْ َ‬
‫" ُ‬

‫‪ 1406‬وحدثني هلل بن العلء الرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن عبد‬


‫الملك الحراني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن سلمة ‪ ،‬عن أبي عبد الرحيم‬
‫‪ ،‬عن زيد ‪ ،‬عن أبي الزبير ‪ ،‬عن علي بن عبد الله عن عبد الله بن‬
‫عمر ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوت به‬
‫دابته كبر ثلثا ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬سبحان الذي سخر لنا هذا ‪ ,‬وما كنا له‬
‫مقرنين ‪ ،‬اللهم إنا نسألك البر والتقوى ‪ ،‬ومن العمل ما ترضى ‪،‬‬
‫اللهم أنت الصاحب في السفر ‪ ،‬والخليفة في الهل ‪ ،‬اللهم هون‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫علينا سفرنا هذا ‪ ،‬واطو لنا عنا بعده ‪ ،‬اللهم أعوذ بك من وعثاء‬
‫السفر ‪ ،‬وكآبة المنقلب ‪ ،‬وسوء المنظر في الهل والمال " وكان‬
‫إذا دخلها قالها أيضا ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬آيبون تائبون ‪ ،‬لربنا حامدون "‬
‫ومن ذلك أيضا مما رواه آخرون ‪ ،‬ما *‬

‫ت‪،‬‬
‫م ُ‬
‫ص ْ‬ ‫ت ‪ ،‬وَب ِ َ‬
‫ك اعْت َ َ‬ ‫جه ْ ُ‬ ‫ت ‪ ،‬وَإ ِل َي ْ َ‬
‫ك ت َوَ ّ‬ ‫شْر ُ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫م بِ َ‬
‫ك ان ْت َ َ‬

‫‪ 1407‬حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري ‪ ،‬وأبو هشام الرفاعي قال‬


‫‪ :‬حدثنا المحاربي ‪ ،‬عن عمر بن مساور العجلي ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬عن‬
‫أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬لم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫سفرا قط إل قال حين ينهض من جلوسه ‪ " :‬اللهم بك انتشرت ‪،‬‬
‫وإليك توجهت ‪ ،‬وبك اعتصمت ‪ ،‬اللهم أنت ثقتي ‪ ،‬وأنت رجائي ‪،‬‬
‫اللهم اكفني ما همني ‪ ،‬وما ل أهتم به ‪ ،‬وما أنت أعلم به ‪ ،‬اللهم‬
‫زودني التقوى ‪ ،‬واغفر لي ذنبي ‪ ،‬ووجهني للخير أينما توجهت "‬
‫قال ‪ :‬ثم يخرج ومن ذلك ما رواه آخرون ‪ ،‬وهو ما *‬

‫سم ِ الل ّهِ ‪،‬‬


‫ج ‪ :‬بِ ْ‬
‫خُر ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫حي َ‬ ‫جا فََقا َ‬
‫ل ِ‬ ‫خَر ً‬
‫م ْ‬
‫ج َ‬
‫خَر َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1408‬حدثني به محمد بن سنان القزاز قال ‪ :‬حدثنا إسحاق بن‬


‫إدريس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو إسحاق السلمي ‪ ،‬عن عبد العزيز بن‬
‫عمر ‪ ،‬عن ريان بن عبد العزيز ‪ ،‬عن أبي بكر بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن‬
‫أبان بن عثمان ‪ ،‬عن عثمان بن عفان ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬من خرج مخرجا فقال حين يخرج ‪ :‬بسم الله ‪،‬‬
‫وآمنت بالله ‪ ،‬واعتصمت بالله ‪ ،‬وتوكلت على الله ‪ ،‬عصمه الله من‬
‫شر مخرجه " واختلف فيما كان السلف يقولون في ذلك ‪ :‬نحو‬
‫اختلف الرواة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ‪ .‬نذكر ما‬
‫حضرنا من ذلك ذكره *‬

‫يٍء‬ ‫ك عََلى ك ُ ّ‬
‫ل َ‬
‫ش ْ‬ ‫ة ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬ ‫ك َوال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫وان ُ َ‬
‫ض َ‬
‫ه رِ ْ‬ ‫م ب ََل ً‬
‫غا ي ُب ْل ِغُ ُ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1409‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن أبي الحوص ‪ ،‬عن عبد الله ‪،‬‬
‫أنه كان إذا سافر دعا بهذا الدعاء ‪ " :‬اللهم بلغا يبلغه رضوانك‬
‫والجنة ‪ ،‬إنك على كل شيء قدير " قال ‪ :‬فكان أبو إسحاق يزيد‬
‫فيه ‪ :‬عن عبد الله بن عمر حديث أبي الحوص ‪ :‬اللهم أنت‬
‫الصاحب في السفر ‪ ،‬والخليفة في الهل ‪ ،‬والعون على الظهر ‪،‬‬
‫والمستعان على المر *‬

‫م ب ََل ً‬ ‫إ َ َ‬
‫غ‬
‫غا ي ُب ْل ِ ُ‬ ‫ل ‪ " :‬الل ّهُ ّ‬
‫سَفَر فَل ْي َُق ْ‬ ‫من ْك ُ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫ج ُ‬
‫ل ِ‬ ‫ذا أَراد َ الّر ُ‬‫ِ‬

‫‪ 1410‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المحاربي ‪ ،‬عن العلء بن‬


‫المسيب ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود ‪ ،‬أنه كان يقول ‪ :‬إذا‬
‫أراد الرجل منكم السفر فليقل ‪ " :‬اللهم بلغا يبلغ خيرا ‪ ،‬مغفرة‬
‫منك ورضوانا ‪ ،‬بيدك الخير ‪ ،‬أنت على كل شيء قدير ‪ ،‬اللهم أنت‬
‫الصاحب في السفر ‪ ،‬والخليفة في الهل ‪ .‬اللهم إنا نعوذ بك من‬
‫وعثاء السفر ‪ ،‬وكآبة المنقلب ‪ ،‬اللهم اطو لنا الرض ‪ ،‬وهون علينا‬
‫السفر " *‬

‫ك ال ْ َ‬
‫خي ُْر‬ ‫واًنا ‪ ،‬ب ِي َدِ َ‬
‫ض َ‬ ‫من ْ َ‬
‫ك وَرِ ْ‬ ‫غا ي ُب َل ّغُ َ‬
‫مغِْفَرةً ِ‬ ‫م ب َل ّغْ ب ََل ً‬
‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 1411‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان أحدهم إذا سافر قال ‪ " :‬اللهم بلغ بلغا يبلغ‬
‫مغفرة منك ورضوانا ‪ ،‬بيدك الخير ‪ ،‬إنك على كل شيء قدير ‪،‬‬
‫اللهم أنت الصاحب في السفر ‪ ،‬وأنت الخليفة في الهل ‪ ،‬هون‬
‫علينا السفر ‪ ،‬واطو لنا الرض ‪ ،‬اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر‬
‫‪ ،‬وكآبة المنقلب " *‬

‫واًنا ‪ ،‬ب ِي َدِ َ‬


‫ك‬ ‫ض َ‬ ‫من ْ َ‬
‫ك وَرِ ْ‬ ‫مغِْفَرةً ِ‬ ‫غا ي ُب َل ّغُ َ‬
‫خي ًْرا ‪َ ،‬‬ ‫م ب ََل ً‬
‫" الل ّهُ ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1412‬وحدثني سلم بن جنادة السوائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪،‬‬


‫عن العمش ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان أصحاب عبد الله إذا‬
‫أرادوا سفرا قالوا ‪ " :‬اللهم بلغا يبلغ خيرا ‪ ،‬مغفرة منك ورضوانا ‪،‬‬
‫بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ‪ ،‬اللهم أنت الصاحب في‬
‫السفر ‪ ،‬والخليفة في الهل ‪ ,‬اللهم اطو لنا الرض ‪ ،‬وهون علينا‬
‫السفر ‪ ،‬اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر ‪ ،‬وكآبة المنقلب " *‬

‫َ‬
‫شئ ْ َ‬
‫ت‬ ‫يءَ إ ِّل َ‬
‫ما ِ‬ ‫ت ‪ ،‬وََل َ‬
‫ش ْ‬ ‫يَء إ ِّل أن ْ َ‬ ‫م َل َ‬
‫ش ْ‬ ‫الل ّهُ ّ‬

‫‪ 1413‬وكان آخرون يقولون في ذلك ما حدثنا به أبو كريب ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا المحاربي ‪ ،‬عن الصبغ بن زيد الواسطي ‪ ،‬عن رجلين ‪،‬‬
‫سماهما ‪ ،‬عن مكحول ‪ ،‬قال ‪ :‬ما أراد عبد سفرا فقال هؤلء‬
‫الكلمات إل كله الله وكفاه ووقاه ‪ :‬اللهم ل شيء إل أنت ‪ ،‬ول‬
‫شيء إل ما شئت ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بك ‪ ،‬لن يصيبنا إل ما كتب‬
‫الله لنا ‪ ،‬هو مولنا ‪ ،‬وعلى الله فليتوكل المؤمنون ‪ ،‬حسبي الله ل‬
‫إله إل هو ‪ ،‬اللهم فاطر السموات والرض ‪ ،‬أنت وليي في الدنيا‬
‫والخرة ‪ ،‬توفني مسلما ‪ ،‬وألحقني بالصالحين " فإذا كان صحيحا‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما روينا عنه مما كان يقوله‬
‫إذا أراد سفرا ‪ ،‬وعن أصحابه ما قد ذكرنا من قيلهم ‪ ،‬فأحب لمن‬
‫أراد سفرا لحج ‪ ،‬أو عمرة ‪ ،‬أو غزو جهاد في سبيل الله ‪ ،‬أو‬
‫تجارة ‪ ،‬أو فيما أراد ‪ ،‬مما لم يكن سفره في معصية لله ‪ ،‬أن يقول‬
‫ما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما قد بينا ‪،‬‬
‫وأي الذي روي عنه من القيل الذي ذكرنا عنه أنه كان يقوله قاله‬
‫قائل ‪ ،‬فقد أحسن ‪ ،‬وإن هو تعدى ذلك فقال بعض الذي ذكرنا أن‬
‫ابن مسعود كان يقوله ‪ ،‬أو غيره ‪ ،‬فقد أجزأه وأحب القوال إلي‬
‫أن يقوله ‪ ،‬إذا أراد ذلك مريد ‪ ،‬ما جمع جميع ذلك ‪ ،‬وهو أن يقول ‪:‬‬
‫بسم الله ‪ ,‬آمنت بالله واعتصمت به ‪ ،‬وتوكلت عليه ‪ ،‬اللهم إني بك‬
‫أنتشر وأسير وأحل ‪ ،‬وإليك أتوجه ‪ ،‬وبك أعتصم ‪ ،‬فإنك ثقتي‬
‫ورجائي ‪ ،‬اللهم اكفني أموري كلها ‪ ،‬ما همني منها ‪ ،‬وما ل أهتم‬
‫به ‪ ،‬وما أنت أعلم به ‪ ،‬اللهم زودني التقوى ‪ ،‬واغفر لي ذنوبي ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ووجهني للخير أينما توجهت ‪ ،‬اللهم إني أسألك في سفري هذا البر‬
‫والتقوى ‪ ،‬والعمل بما ترضى ‪ ،‬اللهم بلغني بلغا يبلغ خيرا ‪ ،‬مغفرة‬
‫منك ورضوانا ‪ ،‬بيدك الخير ‪ ،‬إنك على كل شيء قدير ‪ ،‬اللهم أنت‬
‫الصاحب في السفر ‪ ،‬والخليفة في الهل ‪ ،‬اللهم هون علي‬
‫السفر ‪ ،‬واطو لي الرض ‪ ،‬واصحبني منك بنصح ‪ ،‬وأقلبني بذمة ‪،‬‬
‫اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ‪ ،‬وكآبة المنقلب ‪ ،‬وسوء‬
‫المنظر في الهل والمال ‪ ،‬اللهم ل شيء إل ما شئت ‪ ،‬ول حول ول‬
‫قوة إل بك ‪ ،‬لن يصيبني إل ما كتبت لي ‪ ،‬أنت مولي ‪ ،‬عليك أتوكل‬
‫‪ ،‬وبك أستعين في أموري كلها ‪ ،‬حسبي الله ل إله إل هو ‪ ،‬اللهم‬
‫فاطر السموات والرض ‪ ،‬أنت وليي في الدنيا والخرة ‪ ,‬توفني‬
‫مسلما ‪ ،‬وألحقني بالصالحين ‪ .‬فإنه إذا قال ذلك جمع جميع ما دعا‬
‫به رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نهوضه لسفره ‪ ،‬وما كان‬
‫السلف يدعون به ‪ ،‬وإن لم يقل من ذلك شيئا لم يحرج إن شاء‬
‫الله ‪ ،‬لن ذلك غير فرض قيله على أحد بإجماع الجميع ‪ ،‬في حال‬
‫عزمه على السفر *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬اللهم إني بك أصول " ‪ ،‬يعني صلى‬
‫الله عليه وسلم بقوله ‪ " :‬بك أصول " ‪ ،‬بك أسطو على أعدائك ‪،‬‬
‫يقال للفحل من البل إذا عدا على آخر ‪ ،‬واثبا عليه بالعض ‪ :‬صال‬
‫عليه ‪ ،‬ومنه قول عمرو بن كلثوم التغلبي ‪ :‬فصالوا صولهم فيمن‬
‫يليهم وصلنا صولنا فيمن يلينا فآبوا بالنهاب وبالسبايا وأبنا بالملوك‬
‫مصفدينا يعني بقوله ‪ :‬آبوا ‪ :‬رجعوا ‪ .‬يقال منه ‪ :‬آب فلن من‬
‫سفره فهو يؤوب أوبا وإيابا ‪ ،‬ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ " :‬توبا لربنا أوبا " ‪ ،‬يعني بالوب ‪ :‬الرجوع ‪ .‬وأما قوله " ل يغادر‬
‫حوبا " ‪ ،‬فإنه يعني به ‪ :‬ل يدع ذنبا ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬غادر فلن فلنا‬
‫بموضع كذا ‪ :‬إذا تركه ‪ ،‬ومنه قول النابغة الذبياني ‪ :‬فغادرهن‬
‫منعفرا زهيقا وآخر مثبتا يشكو الجراحا والحوب ‪ :‬مصدر من قول‬
‫القائل ‪ " :‬حاب فلن فهو يحوب حوبا وحوبا " ‪ ،‬ومنه قول أمية بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫السكر ‪ :‬وإن مهاجرين تكنفاه عباد الله ‪ ،‬قد خطئا وحابا وأما قوله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر "‬
‫فإنه يعني بالوعثاء الشدة والمشقة ‪ ،‬ومنه قول أعشى بني ثعلبة ‪:‬‬
‫إذا كان هادي الفتى في البلد صدر القناة أطاع الميرا وخاف‬
‫العثار إذا ما مشى وخال السهولة وعثا وعورا ومنه أيضا قول‬
‫الكميت بن زيد ‪ :‬وأين ابنها منا ومنكم ‪ ،‬وبعلها خزيمة ‪ ،‬والرحام‬
‫وعثاء حوبها وإنما الوعثاء من الوعث ‪ ،‬وهو الدهس يشتد فيه‬
‫المشي ‪ ،‬فيضرب مثل في كل شديدة شاقة على عاملها ‪ .‬وأما‬
‫الكآبة ‪ ،‬والحور بعد الكون ‪ ،‬وقوله ‪ :‬اللهم ازو لنا الرض ‪ ,‬فقد‬
‫بينت معاني ذلك كله قبل ‪ ،‬فيما مضى من كتابنا هذا‬

‫ي‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫وا ُ ّ‬
‫ن اللهِ عَلي ْهِ عَ ِ‬ ‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي رضوان الله عليه عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم وعلى آله‬

‫ي‪#‬‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫وا ُ ّ‬
‫ن اللهِ عَلي ْهِ عَ ِ‬ ‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫َ‬
‫عل َ ِ‬
‫ل‬ ‫ي َباب َُها " ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬ ‫مةِ ‪ ،‬وَعَل ِ ّ‬ ‫داُر ال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬ ‫" أَنا َ‬

‫‪ 1414‬حدثني إسماعيل بن موسى السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا محمد بن‬


‫عمر الرومي ‪ ،‬عن شريك ‪ ،‬عن سلمة بن كهيل ‪ ،‬عن سويد بن‬
‫غفلة ‪ ،‬عن الصنابحي ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬أنا دار الحكمة ‪ ،‬وعلي بابها " القول في علل هذا الخبر‬
‫وهذا خبر صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين‬
‫سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلتين ‪ :‬إحداهما ‪ :‬أنه خبر ل يعرف له مخرج‬
‫عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إل من هذا الوجه ‪.‬‬
‫والخرى ‪ :‬أن سلمة بن كهيل عندهم ممن ل يثبت بنقله حجة ‪ .‬وقد‬
‫وافق عليا في رواية هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫غيره *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة ال ْعِل ْم ‪ ،‬وعَل ِي بابها ‪ ،‬فَم َ‬ ‫َ‬


‫ة‬
‫دين َ َ‬ ‫ن أَراد َ ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ َ َُ‬ ‫ِ َ‬ ‫دين َ ُ‬
‫م ِ‬
‫" أَنا َ‬

‫‪ 1415‬ذكر ذلك ‪ ,‬حدثني محمد بن إسماعيل الضراري ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا عبد السلم بن صالح الهروي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن‬
‫العمش ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أنا مدينة العلم ‪ ،‬وعلي بابها ‪ ،‬فمن أراد‬
‫المدينة فليأتها من بابها " حدثني إبراهيم بن موسى الرازي ‪-‬‬
‫وليس بالفراء ‪ -‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬بإسناده ‪ ،‬مثله قال أبو‬
‫جعفر ‪ :‬هذا الشيخ ل أعرفه ‪ ،‬ول سمعت منه غير هذا الحديث *‬

‫ي‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫وا ُ ّ‬
‫ن اللهِ عَلي ْهِ عَ ِ‬ ‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي رضوان الله عليه عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم وعلى آله‬

‫جًل قَ ّ‬
‫ط‬ ‫دي َر ُ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ي َُف ّ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬
‫مع ْ ُ‬
‫س ِ‬
‫ما َ‬
‫َ‬

‫‪ 1416‬حدثنا علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مؤمل بن‬


‫إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن سعد يعني ابن إبراهيم أنه‬
‫سمع عبد الله بن شداد ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت عليا ‪ ،‬يقول ‪ :‬ما سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي رجل قط غير سعد بن أبي‬
‫وقاص ‪ ،‬سمعته يقول يوم أحد ‪ " :‬ارم ‪ ،‬فداك أبي وأمي " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫معَ أب َوَي ْهِ ِل َ َ‬
‫حدٍ ‪،‬‬ ‫ج َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ت الن ّب ِ ّ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬
‫َ‬

‫‪ 1417‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬عن سفيان ‪،‬‬
‫عن سعد بن إبراهيم ‪ ،‬عن عبد الله بن شداد ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬ما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لحد ‪ ،‬إل لسعد ‪ ،‬فإنه‬
‫قال ‪ " :‬ارم فداك أبي وأمي " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫معَ أب َوَي ْهِ ِل َ َ‬
‫حدٍ‬ ‫ج َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬
‫َ‬

‫‪ 1418‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن سعد بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عبد الله بن‬
‫شداد ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال علي ‪ :‬ما رأيت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم جمع أبويه لحد غير سعد بن مالك ‪ ،‬فإنه جعل يقول يوم‬
‫أحد ‪ " :‬ارم ‪ ،‬فداك أبي وأمي " *‬

‫َ‬
‫معَ أب َوَي ْهِ ِل َ َ‬
‫حدٍ‬ ‫ج َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ت الن ّب ِ ّ‬
‫مع ْ ُ‬
‫س ِ‬
‫ما َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1419‬حدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو نعيم الفضل بن‬


‫دكين ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مسعر ‪ ،‬عن سعد بن إبراهيم ‪ ،‬عن ابن شداد ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت عليا ‪ ،‬يقول ‪ " :‬ما سمعت النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم جمع أبويه لحد غير سعد " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد وافق‬
‫عبد الله بن شداد في رواية هذا الخبر عن علي ‪ ،‬عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم غيره ‪ ،‬نذكر ما صح من ذلك عندنا سنده ‪،‬‬
‫ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله‬

‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ‪#‬‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫" ارم ‪ :‬فدا َ َ‬
‫م ال ْ َ‬
‫حَزوُّر "‬ ‫مي ‪ ،‬أي َّها ال ْغَُل ُ‬
‫ك أِبي وَأ ّ‬ ‫ْ ِ ِ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1420‬حدثنا الحسن بن الصباح البزار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان بن‬
‫عيينة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬وعلي بن زيد ‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫المسيب ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬ما جمع النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أبويه إل لسعد قال ‪ " :‬ارم ‪ :‬فداك أبي وأمي ‪ ،‬أيها الغلم الحزور "‬
‫وقد وافق عليا في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم غيره من أصحابه ‪ .‬ذكر ذلك *‬

‫مي " *‬ ‫ُ‬ ‫" أ َنبُلوا سعدا ‪ ،‬فدى ل َ َ‬


‫ه أِبي وَأ ّ‬
‫ُ‬ ‫ِ ً‬ ‫َ ْ ً‬ ‫ِْ‬

‫‪ 1421‬حدثني أبو علقمة الفروي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسحاق ‪ ،‬يعني‬


‫الفروي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثتني عبيدة بنت نابل ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬عن سعد‬
‫بن أبي وقاص ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬أنبلوا‬
‫سعدا ‪ ،‬فدى له أبي وأمي " *‬

‫ه لَ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫مى الل ّ ُ‬
‫سعْد ُ ‪َ ,‬ر َ‬
‫دا ‪ ،‬اْرم ِ َيا َ‬ ‫" أن ْب ُِلوا َ‬
‫سعْ ً‬

‫‪ 1422‬حدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى الحماني ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا إبراهيم بن سعد ‪ ،‬عن عبد الله بن جعفر المخرمي ‪ ،‬عن‬
‫إسماعيل بن محمد ‪ ،‬عن عامر بن سعد ‪ ،‬عن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد للمسلمين ‪ " :‬أنبلوا‬
‫سعدا ‪ ،‬ارم يا سعد ‪ ,‬رمى الله لك ‪ ،‬ارم ‪ ،‬فداك أبي وأمي " القول‬
‫في البيان عن هذا الخبر ‪ ،‬وعما فيه من الفقه إن قال لنا قائل ‪:‬‬
‫أرأيت قول علي ‪ :‬ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يفدي رجل قط غير سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬أصحيح أم سقيم ؟ فإن‬
‫كان سقيما ‪ ،‬فما السبب الذي أسقمه ؟ وإن كان صحيحا فما أنت‬
‫قائل فيما *‬

‫ُ‬ ‫ل فدا َ َ‬
‫مي " *‬
‫ك أِبي ‪ ,‬وَأ ّ‬ ‫م ْ ِ َ‬
‫ح ِ‬
‫"ا ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1423‬حدثكم به بحر بن نصر الخولني قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن‬
‫حسان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬أن عبد الله بن الزبير ‪ ،‬قال يوم الخندق ‪ :‬للزبير ‪ :‬يا أبه ‪،‬‬
‫لقد رأيتك وأنت تحمل على فرسك الشقر ‪ .‬قال ‪ :‬هل رأيتني أي‬
‫بني ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يجمع حينئذ لبيك أبويه ‪ ،‬يقول ‪ " :‬احمل فداك أبي ‪ ,‬وأمي " *‬

‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّم ال ْيو َ‬


‫م أب َوَي ْهِ‬
‫ْ ِ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫سو ُ‬
‫معَ ِلي َر ُ‬ ‫قَد ْ َ‬
‫ج َ‬

‫‪ 1424‬حدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب‬


‫الواشحي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد بن زيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام بن‬
‫عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عبد الله بن الزبير ‪ ،‬قال ‪ " :‬كنت وعمر بن‬
‫أبي سلمة في الطم يوم الخندق ‪ ،‬فكان يطأطئ فأنظر إلى‬
‫القتال ‪ ،‬وأطأطئ له فينظر إلى القتال ‪ ،‬فرأيت أبي يجول في‬
‫السبخة ‪ ،‬يكر على هؤلء مرة وعلى هؤلء مرة فقلت له ‪ :‬يا أبه ‪،‬‬
‫قد رأيتك تكر في السبخة على هؤلء مرة ‪ ،‬وعلى هؤلء مرة فقال‬
‫‪ :‬قد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم أبويه "‬
‫وقال ‪ :‬هذا الزبير بن العوام يذكر أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قد جمع له أبويه ؟ قيل له ‪ :‬إن قول الزبير هذا غير دافع‬
‫صحة ما قال علي ‪ ،‬ول قول علي دافع صحة ما قال الزبير ‪ ،‬لن‬
‫عليا إنما أخبر عن نفسه أنه لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫جمع أبويه لحد ‪ .‬وجائز أن يكون جمع للزبير أبويه ولم يسمعه‬
‫علي ‪ ،‬وسمعه الزبير ‪ ،‬فأخبر كل واحد منهما بما سمع ‪ .‬وليس في‬
‫قول قائل ‪ :‬لم أسمع فلنا يقول كذا وكذا نفي منه أن يكون سمع‬
‫ذلك منه غيره ‪ ،‬ول في قول قائل ‪ :‬سمعت فلنا يقول كذا وكذا ‪،‬‬
‫إيجاب منه أن يكون ل أحد إل وقد سمع من فلن الخبر الذي أخبر‬
‫عنه أنه سمعه منه ‪ ،‬فكذلك خبرا علي والزبير رحمة الله عليهما‬
‫اللذان ذكرنا عنهما ‪ .‬القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه‬
‫والذي فيه من ذلك ‪ :‬الدللة على صحة قول القائلين بإجازة تفدية‬
‫الرجل بأبويه ونفسه ‪ ،‬وفساد قول منكري ذلك ‪ .‬فإن ظن ظان أن‬
‫تفدية النبي لله من فداه بأبويه ‪ ،‬إنما جاز لن أبويه كانا مشركين ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فأما المسلم فإنه غير جائز له أن يفدي مسلما ول كافرا بنفسه ‪,‬‬
‫ول بأحد سواه من أهل السلم ‪ ،‬اعتلل منه بما *‬

‫ن‪:‬‬
‫س ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ت أ َعَْراب ِي ّت َ َ‬
‫ك ب َعْد ُ ؟ " ‪َ .‬قا َ‬ ‫ما ت ََرك ْ َ‬
‫َ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 1425‬حدثني به يحيى بن داود الواسطي قال ‪ :‬حدثنا أبو أسامة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني مبارك ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬قال ‪ " :‬دخل الزبير على النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم وهو شاك ‪ ،‬فقال ‪ :‬كيف تجدك ‪ ،‬جعلني الله‬
‫فداك ؟ فقال له ‪ " :‬أما تركت أعرابيتك بعد ؟ " ‪ .‬قال الحسن ‪ :‬ل‬
‫ينبغي أن يفدي أحد أحدا " *‬

‫ت أ َعَْراب ِي ّت َ َ‬
‫ك ب َعْد ُ ‪َ ،‬يا ُزب َي ُْر " ؟ *‬ ‫ما ت ََرك ْ َ‬
‫َ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 1426‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬عن‬


‫إسماعيل ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬قال الزبير بن العوام ‪ :‬كيف‬
‫أصبحت يا نبي الله ‪ ،‬جعلني الله فداك ؟ قال ‪ :‬فقال النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬أما تركت أعرابيتك بعد ‪ ،‬يا زبير " ؟ *‬

‫َ‬ ‫ت أ َعَْراب ِي ّت َ َ‬ ‫َ‬


‫ك ب َعْد ُ ؟ " ‪ .‬أوْ ك َ َ‬
‫ما َقا َ‬
‫ل‬ ‫ما ت ََرك ْ َ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 1427‬وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن‬


‫سوار بن عبد الله ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬أن الزبير ‪ ،‬دخل على النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم وهو يشتكي ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما أكثر ما نعهدك جعلني الله‬
‫فداك فقال له ‪ " :‬أما تركت أعرابيتك بعد ؟ " ‪ .‬أو كما قال ‪* :‬‬

‫ت أ َعَْراب ِي ّت َ َ‬
‫ك"*‬ ‫ما ت ََرك ْ َ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1428‬حدثني سلم بن جنادة السوائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حفص بن‬
‫غياث ‪ ،‬عن منكدر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬دخل الزبير على رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬كيف أصبحت ‪ ،‬جعلني الله فداك ؟‬
‫فقال ‪ " :‬ما تركت أعرابيتك " *‬

‫خَبار واهِي َ ُ َ‬‫َ‬


‫ة اْل َ‬
‫ساِنيدِ‬ ‫ك الل ّ ُ‬
‫ه " ِقي َ‬
‫ل ‪ :‬هَذِهِ أ ْ ٌ َ‬ ‫ن ي ُِهين ُ َ‬
‫" إ ِذ َ ْ‬

‫‪ 1429‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أبو حمزة ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رجل لعمر بن الخطاب ‪ :‬جعلني‬
‫الله فداك ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذن يهينك الله " قيل ‪ :‬هذه أخبار واهية‬
‫السانيد ‪ ،‬ل تثبت بمثلها في الدين حجة ‪ ،‬وذلك أن مراسيل‬
‫الحسن أكثرها صحف غير سماع ‪ ،‬وأنه إذا وصلت الخبار فأكثر‬
‫روايته عن مجاهيل ل يعرفون ‪ .‬ومن كان كذلك فيما يروي من‬
‫الخبار ‪ ،‬فإن الواجب عندنا أن نتثبت في مراسيله ‪ ،‬وأن المنكدر‬
‫بن محمد عند أهل النقل ممن ل يعتمد على نقله ‪ .‬وبعد ‪ ،‬فلو‬
‫كانت هذه الخبار التي ذكرناها عن المنكدر بن محمد عن الحسن ‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحاحا ‪ ،‬لم يكن فيها لمحتج‬
‫بها حجة في إبطال ما روينا عن علي ‪ ,‬والزبير رحمة الله عليهما ‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬من الخبرين اللذين‬
‫ذكرناهما عنه أنه فدى من فدى بأبويه ‪ ،‬ول كان في ذلك دللة على‬
‫أن قيل ذلك غير جائز ‪ ،‬إذ ل بيان فيه أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم نهى الزبير عن قيل ذلك له ‪ ,‬بل إنما فيه أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال له ‪ " :‬أما تركت أعرابيتك بعد " ‪,‬‬
‫والمعروف من قيل القائل إذا قال ‪ :‬إن فلنا لم يترك أعرابيته‬
‫بعد ‪ ،‬أنه إنما نسبه إلى الجفاء ل إلى فعل ما ل يجوز فعله ‪ .‬فلو‬
‫صح خبر الحسن الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم في‬
‫قيله ما قال للزبير ‪ ،‬لم يعد أن يكون ذلك كان من النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم نسبة لقول الزبير الذي قال له إلى الجفاء ‪ ،‬وإعلما‬
‫منه له أن غيره من القول والتحية ألطف وأرق منه ‪ ،‬هذا هذا ‪.‬‬
‫وقد روينا عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بأسانيد ل تشبه أسانيد خبر الحسن في الصحة ‪ ،‬أنهم قالوا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬جعلنا الله فداك ‪ ،‬فلم ينكر‬
‫ذلك عليهم ‪ ،‬ولم يغير ‪ ،‬نذكر من ذلك ما حضرنا ذكره *‬

‫جعَل َِني‬ ‫ك " قُل ْ ُ‬


‫ت‪َ :‬‬ ‫س قَوْ ُ‬
‫م ِ‬ ‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬ ‫ن ي َهْل ِ ُ‬
‫ك ِ‬ ‫م ْ‬ ‫" أ َوّ ُ‬
‫ل َ‬

‫‪ 1430‬ذكر ذلك ‪ :‬حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫موسى بن داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن المؤمل ‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫مليكة ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ " :‬أول من يهلك من الناس قومك " قلت ‪ :‬جعلني الله فداك ‪،‬‬
‫أبنو تيم ؟ قال ‪ " :‬ل ‪ ،‬ولكن هذا الحي من قريش " *‬

‫ل الل ّهِ " *‬


‫سو َ‬ ‫دا َ‬
‫ك َيا َر ُ‬ ‫جعَل َِني الل ّ ُ‬
‫ه فِ َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1431‬وحدثني عمران بن موسى القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوارث‬


‫بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن أبي إسحاق ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪،‬‬
‫أن أبا طلحة ‪ ،‬قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬جعلني‬
‫الله فداك يا رسول الله " *‬

‫ُ‬ ‫َ‬
‫دا َ‬
‫ك"‬ ‫جعَل َِني الل ّ ُ‬
‫ه فِ َ‬ ‫خل َْف َ‬
‫ك‪َ ،‬‬ ‫صّلي َ‬ ‫مْرِني ب ِل َي ْل َةٍ أ ِ‬
‫جيءُ فَأ َ‬ ‫" ُ‬

‫‪ 1432‬حدثنا محمد بن موسى الحرشي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد بن‬


‫عيسى الجهني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن يوسف الصنعاني ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين وكان من أصحابه قال‬
‫‪ :‬جاء الجهني وهو عبد الله بن أنيس إلى رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم فقال ‪ " :‬مرني بليلة أجيء فأصلي خلفك ‪ ،‬جعلني الله‬
‫فداك " *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب " فمن ذلك قول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم لسعد " ارم ‪ ،‬فداك أبي وأمي ‪ ،‬أيها‬
‫الغلم الحزور " ‪ .‬والحزور من الغلمان هو الذي قد قوي واشتد‬
‫وخدم ‪ ،‬يجمع ‪ :‬حزاورة ‪ ،‬وحزورين ‪ ،‬ومنه قول أبي النجم‬
‫العجلي ‪ :‬لم يبعثوا شيخا ول حزورا بالفأس إل الرقب المصدرا‬
‫وقد تقول العرب للرجل الذي قد بلغ أشده ‪ :‬حزور ‪ ،‬ومنه قول‬
‫نابغة بني ذبيان ‪ :‬وإذا نزعت نزعت من مستحصف نزع الحزور‬
‫بالرشاء المحصد وأما قول سعد ‪ ،‬مخبرا عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أنه قال للمسلمين يوم أحد ‪ " :‬أنبلوا سعدا " فإنه يعني‬
‫بقوله ‪ " :‬أنبلوا سعدا " ‪ ،‬أعطوه النبل ‪ .‬يقال منه ‪ :‬استنبلني‬
‫فلن ‪ ،‬فأنبلته ‪ ،‬يراد به ‪ :‬سألني نبل فأعطيته ‪ .‬فأما الرجل يكون‬
‫معه النبل فإنه يقال ‪ :‬هو رجل نابل ونبال ‪ ،‬كما يقال للرجل الذي‬
‫يكون معه سيف ‪ :‬هو رجل سائف ‪ ،‬وسياف ‪ ،‬وأما قولهم ‪ " :‬ما‬
‫انتبلت نبله " ‪ ،‬فإنه معنى غير هذا ‪ ،‬وإنما يقال ذلك للرجل يأتيك‬
‫فل تكترث له ‪ ،‬ول تعلم به ‪ ،‬وفيه لغات أربع ‪ ،‬يقال ‪ :‬ما انتبلت نبله‬
‫‪ ،‬ونبله ‪ ،‬ونباله ‪ ،‬ونبالته ‪ ،‬ومثله ‪ :‬ما مأنت مأنه ‪ ،‬ول شأنت شأنه ‪،‬‬
‫ول ربأت ربأه ‪ ،‬كل ذلك بمعنى واحد ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما اكترثت له ‪ ،‬ول‬
‫علمت به ‪ .‬وأما قول العرب للرجل ‪ :‬نبلني عرقا ‪ ،‬ونبلني أحجارا ‪،‬‬
‫فإن معناه ‪ :‬أعطني ‪ .‬وأما النبل في الخبر الذي روي عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬اتقوا الملعن ‪ ،‬وأعدوا النبل‬
‫" ‪ ،‬فإنها الحجارة التي تعد للستنجاء بها ‪ ,‬يقال ذلك لها كذلك‬
‫لصغرها ‪ ،‬والعرب تسمي كل شيء صغير نبلة ‪ ،‬كما تسمي بها كل‬
‫شيء كبير ‪ .‬وهو من الضداد ‪ ،‬يجمع نبل ‪ ،‬ومنه قول بيهس ‪ ،‬الذي‬
‫كان يلقب نعامة ‪ :‬إن كنت أزننتني بها كذبا جزء ‪ ،‬فلقيت مثلها‬
‫عجل أفرح أن أرزأ الكرام ‪ ،‬وأن أورث ذودا شصائصا نبل ‪ ،‬وحكي‬
‫عن الصمعي أنه كان يقول ‪ :‬إنما هو ‪ :‬النبل ‪ ،‬بضم النون ‪ ،‬وفتح‬
‫الباء ‪ ،‬فأما المحدثون فإنهم يروون ذلك بفتح النون والباء ‪،‬‬
‫والصواب في ذلك عندي ما رواه المحدثون ‪ ،‬لن الرواة يروون‬
‫عن بيهس الذي ذكرت بفتح النون والباء ل يختلفون في ذلك ‪،‬‬
‫وذلك وجه صحيح ‪ ,‬وفيه الدللة على صحة رواية المحدثين إياه‬
‫بفتح النون والباء "‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬ ‫َ‬ ‫وا ُ ّ‬


‫ن اللهِ عَلي ْهِ ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي رضوان الله عليه ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم وعلى آله‬

‫ن‪#‬‬ ‫َ‬ ‫وا ُ ّ‬


‫ن اللهِ عَلي ْهِ ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ة عََلى ل ِ َ‬
‫سا ِ‬ ‫خد ْعَ ً‬
‫ب ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫حْر َ‬ ‫مى الل ّ ُ‬
‫س ّ‬
‫" َ‬

‫‪ 1433‬حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا شريك ‪،‬‬


‫عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن سعيد بن ذي حدان ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫سمى الله الحرب خدعة على لسان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬أو على لسان محمد صلى الله عليه وسلم " القول في‬
‫علل هذا الخبر وهذا الخبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب أن يكون‬
‫على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬أنه خبر ل‬
‫يعرف له مخرج عن علي ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم يصح‬
‫إل من هذا الوجه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أن المعروف من رواية ثقات أصحاب‬
‫علي هذا الخبر عن علي الوقوف به عليه غير مرفوع إلى رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أن سعيد بن ذي حدان‬
‫عندهم مجهول ‪ ،‬ول تثبت بمجهول في الدين حجة ‪ .‬والرابعة ‪ :‬أن‬
‫الثقات من أصحاب أبي إسحاق الموصوفين بالحفظ إنما رووه عنه‬
‫‪ ،‬عن سعيد ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬عن علي ‪ .‬والخامسة ‪ :‬أن أبا إسحاق‬
‫عندهم من أهل التدليس ‪ ،‬وغير جائز الحتجاج من خبر المدلس‬
‫عندهم مما لم يقل فيه ‪ :‬حدثنا ‪ ،‬أو سمعت ‪ ،‬وما أشبه ذلك *‬

‫ه عَل َي ْهِ ‪,‬‬


‫ي ‪ ،‬فَوَقََف ُ‬
‫ن عَل ِ ّ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى هذا الخبر عن علي ‪ ،‬فوقفه عليه ‪ ,‬ولم يرفعه إلى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه عَل َي ْهِ ‪# ,‬‬


‫ي ‪ ،‬فَوَقََف ُ‬
‫ن عَل ِ ّ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫خر من السماءِ أ َحب إل َي من أ َ َ‬ ‫فََل َ َ‬
‫ل‬ ‫ب عََلى َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ن أك ْذِ َ‬
‫َ ّ ِ ّ ِ ْ ْ‬ ‫ّ َ‬ ‫نأ ِ ّ ِ َ‬‫ْ‬

‫‪ 1434‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا أبو حصين ‪ ،‬عن سويد بن غفلة ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬إذا‬
‫حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فلن أخر من‬
‫السماء أحب إلي من أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وإذا حدثتكم عن الحرب ‪ ،‬فإنما الحرب خدعة *‬

‫ة*‬
‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫حْر َ‬ ‫ما ب َي ِْني وَب َي ْن َك ُ ْ‬
‫م ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫حد ّث ْت ُك ُ ْ‬
‫م ِفي َ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 1435‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن‬


‫خيثمة ‪ ،‬عن سويد بن غفلة ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا حدثتكم فيما‬
‫بيني وبينكم ‪ ،‬فإن الحرب خدعة *‬

‫َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ميَر ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَُقل َْنا ‪َ :‬يا أ ِ‬
‫سول ُ ُ‬ ‫صد َقَ الل ّ ُ‬
‫ه وََر ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1436‬حدثني عيسى بن عثمان الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن‬


‫عيسى ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن خيثمة ‪ ،‬عن سويد بن غفلة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫كان علي يمر بالنهر أو بالساقية فيقول ‪ " :‬صدق الله ورسوله ‪،‬‬
‫فقلنا ‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ ،‬ما تزال تقول هذا ‪ ،‬قال ‪ :‬إذا حدثتكم‬
‫فيما بيني وبينكم ‪ ،‬فإنما الحرب خدعة " *‬

‫ديًثا‬
‫ح ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫حد ّث ْت ُك ُ ْ‬
‫م عَ ْ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 1437‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عون بن أبي جحيفة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫" إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ‪ ،‬فاعلموا‬
‫أنى لن أقع من السماء إلى الرض ‪ ،‬أحب إلي من أن أقول على‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ‪ ،‬ولكن الحرب خدعة‬
‫"*‬

‫خبر عَ َ‬
‫ق‬
‫حا َ‬
‫س َ‬
‫ن أِبي إ ِ ْ‬
‫ْ‬ ‫ذا ال ْ َ َ َ‬
‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى هذا الخبر عن أبي إسحاق فقال فيه ‪ :‬عنه ‪ ،‬عن‬
‫سعيد ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬ولم يقل ‪ :‬عن سعيد بن ذي حدان ‪،‬‬
‫عن علي‬
‫خبر عَ َ‬
‫حاقَ ‪#‬‬
‫س َ‬
‫ن أِبي إ ِ ْ‬
‫ْ‬ ‫ذا ال ْ َ َ َ‬
‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ة"‬
‫خد ْعَ ً‬
‫ب ُ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫حْر َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫مى َر ُ‬
‫س ّ‬
‫" َ‬

‫‪ 1438‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن سعيد بن ذي حدان ‪ ،‬عمن سمع‬
‫عليا ‪ ،‬يقول ‪ " :‬سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب‬
‫خدعة " وقد وافق عليا رحمة الله عليه في رواية هذا الخبر عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه ‪ ،‬نذكر من‬
‫ذلك ما حضرنا ذكره ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله *‬

‫ة"*‬
‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫حْر ُ‬

‫‪ 1439‬حدثنا الحسن بن الصباح البزار ‪ ،‬والحسن بن عرفة ‪،‬‬


‫وعمرو بن مالك البصري قالوا ‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة ‪ ،‬عن عمرو‬
‫بن دينار ‪ ،‬سمع جابر بن عبد الله ‪ ،‬يقول قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬الحرب خدعة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ة"*‬ ‫ة " أ َوْ " َ‬
‫خد ْعَ ٌ‬ ‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫حْر ُ‬

‫‪ 1440‬حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم‬


‫‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬عن أبي الزبير ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت جابرا ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الحرب خدعة " أو "‬
‫خدعة " *‬

‫ة"*‬
‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫حْر ُ‬

‫‪ 1441‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫الحسين ‪ ،‬عن أبي الزبير ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬أنه سمع النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬الحرب خدعة " *‬

‫ة"*‬
‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫حْر ُ‬

‫‪ 1442‬وحدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا علي بن‬


‫الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحسين بن واقد ‪ ،‬عن أبي الزبير ‪ ،‬عن‬
‫جابر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الحرب‬
‫خدعة " *‬

‫ة"*‬
‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫حْر ُ‬

‫‪ 1443‬وحدثني محمد بن عبد الله بن سعيد ‪ ،‬وجابر بن الكردي‬


‫الواسطيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يعقوب بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله‬
‫بن الحارث بن فضيل ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الحرب خدعة " *‬

‫ب‬ ‫م ‪ " :‬ال ْ َ‬


‫حْر ُ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫ل َقا َ‬
‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫" هَ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1444‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫عبد الكريم الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني إبراهيم بن عقيل ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت جابرا ‪ " :‬هل قال النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬الحرب خدعة " ؟ قال ‪ :‬نعم " *‬

‫ة"*‬
‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫حْر ُ‬

‫‪ 1445‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يونس بن بكير ‪ ،‬عن ابن‬


‫إسحاق ‪ ،‬عن يزيد بن رومان ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪:‬‬
‫قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الحرب خدعة " *‬

‫ة"*‬
‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫حْر ُ‬

‫‪ 1446‬وحدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أيوب‬


‫الدمشقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن بشير ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو ليلى عبد الله بن سهل ‪ ،‬عن عائشة ‪،‬‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬الحرب خدعة " *‬

‫ل يرضي ا َ‬
‫ه‬
‫مَرأت َ ُ‬
‫ْ‬ ‫ج ُ ُْ ِ‬ ‫ب إ ِّل ِفي ث ََل ٍ‬
‫ث ‪ :‬الّر ُ‬ ‫ح ال ْك َذِ ُ‬
‫صل ُ ُ‬
‫" َل ي َ ْ‬

‫‪ 1447‬حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن‬


‫خليف بن عقبة ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن طلحة بن يحيى بن طلحة ‪ ،‬عن‬
‫عائشة بنت طلحة ‪ ،‬عن عائشة أم المؤمنين ‪ ،‬قالت ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يصلح الكذب إل في ثلث ‪ :‬الرجل‬
‫يرضي امرأته ‪ ،‬وفي الحرب ‪ ،‬وفي صلح بين الناس " *‬

‫ة"*‬
‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫حْر ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1448‬حدثني محمد بن سهل بن عسكر البخاري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬


‫ثوابة فضالة بن مفضل بن فضالة قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عجلن ‪ ،‬عن أبي الزناد ‪ ،‬عن خارجة بن زيد بن ثابت ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الحرب خدعة " *‬

‫ة"*‬
‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫حْر ُ‬

‫‪ 1449‬حدثني محمد بن سهل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا معمر ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن ابن كعب بن مالك ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة ورى بغيرها‬
‫وقال ‪ " :‬الحرب خدعة " *‬

‫ريد ُ " *‬
‫ما ت ُ ِ‬ ‫ة ‪َ ،‬فا ْ‬
‫صن َعْ َ‬ ‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫ما ال ْ َ‬
‫حْر ُ‬ ‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 1450‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يونس بن بكير ‪ ،‬عن مطر بن‬
‫ميمون المحاربي ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬بعث‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أصحابه إلى رجل من‬
‫اليهود ‪ ،‬فأمره بقتله ‪ ،‬فقال له ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إني ل أستطيع‬
‫ذلك ‪ ،‬إل أن تأذن لي ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫إنما الحرب خدعة ‪ ،‬فاصنع ما تريد " *‬

‫ل ك َذ َ َ‬
‫ب‬ ‫ج ٌ‬ ‫دى ث ََل ٍ‬
‫ث ‪َ :‬ر ُ‬ ‫ب إ ِّل ِفي إ ِ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ح ال ْك َذِ ُ‬
‫صل ُ ُ‬
‫" َل ي َ ْ‬

‫‪ 1451‬وحدثني إسماعيل بن المتوكل الشجعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫محمد بن كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن واقد ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عثمان بن خثيم ‪ ،‬عن أبي الطفيل ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ :‬إنه " ل يصلح الكذب إل في إحدى ثلث ‪ :‬رجل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كذب امرأته ليستصلح خلقها ‪ ،‬ورجل كذب ليصلح بين امرأين‬
‫مسلمين ‪ ،‬ورجل كذب في خديعة حرب ‪ ،‬فإن الحرب خدعة " *‬

‫َ‬
‫ت ال َْفَرا ُ‬
‫ش ِفي الّناِر‬ ‫ما ي َت ََهافَ ُ‬ ‫ن ِفي ال ْك َذِ ِ‬
‫ب كَ َ‬ ‫ماِلي أَراك ُ ْ‬
‫م ت َت ََهافَُتو َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1452‬وحدثني عمرو بن مالك النكري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مسلمة بن‬


‫علقمة المازني ‪ ،‬عن داود بن أبي هند ‪ ،‬عن شهر بن حوشب ‪ ،‬عن‬
‫الزبرقان ‪ ،‬عن النواس بن سمعان الكلبي ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬مالي أراكم تتهافتون في الكذب كما‬
‫يتهافت الفراش في النار أل إن كل كذب مكتوب على ابن آدم إل‬
‫في ثلث ‪ :‬كذب الرجل امرأته ليرضيها ‪ ،‬وكذب الرجل في‬
‫الحرب ‪ ،‬فإن الحرب خدعة ‪ ،‬وكذب الرجل في الصلح بين‬
‫الرجلين ‪ ،‬فإن الله يقول ‪ :‬ل خير في كثير من نجواهم إل من أمر‬
‫بصدقة ‪ ،‬أو معروف أو إصلح بين الناس " *‬

‫َ‬ ‫حاب ِ َ‬ ‫" إن يك ُن في أ َحد م َ‬


‫ن‬ ‫خي ٌْر ‪ ،‬فَعَ َ‬
‫سى أ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ص َ‬
‫نأ ْ‬‫َ ٍ ِ ْ‬ ‫ِ ْ َ ْ ِ‬

‫‪ 1453‬وحدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معتمر‬


‫بن سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت داود ‪ ،‬عن شهر ‪ ،‬أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بعث سرية ‪ ،‬فنزلوا على رجل ‪ ،‬فأتاهم بعتود ‪ ،‬أو‬
‫شاة ليذبحوها ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬مهزولة فأبوا أن يذبحوها ‪ ،‬وله ظلة فيها‬
‫غنم له ‪ ،‬قال ‪ :‬فقالوا ‪ :‬أخرج الغنم حتى نكون في الظل ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫أخشى على غنمي ‪ ،‬أرض فيها السموم ‪ ،‬أن تخدج ‪ ،‬فقالوا ‪:‬‬
‫أنفسنا أحب إلينا من غنمك فأخرجوا الغنم ‪ ،‬وكانوا في الظلة ‪،‬‬
‫فأخدجت غنمه ‪ ،‬قال ‪ :‬فانطلق فأخبر بصنيعهم النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فلما جاءوا ذكر لهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي‬
‫قال له الرجل ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬كذب وأثم ‪ ،‬ما كان مما يقول شيء ‪،‬‬
‫فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل منهم ‪ " :‬إن يكن في أحد‬
‫من أصحابك خير ‪ ،‬فعسى أن تكون أنت تصدقني " ‪ ،‬فأخبره كما‬
‫أخبره الرجل ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫تتهافتون في الكذب تهافت الفراش في النار " ‪ .‬ثم قال ‪ " :‬إن‬
‫الكذب يكتب كله ‪ ،‬ل محالة كذبا ‪ ،‬إل أن يكذب الرجل في الحرب ‪،‬‬
‫فإن الحرب خدعة أو قال ‪ :‬خدعة وأن يكذب الرجل بين الرجلين‬
‫ليصلح بينهما ‪ ،‬وأن يكذب أهله " يعني امرأته *‬

‫ن كُ ّ‬
‫ل‬ ‫ش ِفي الّنارِ ‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫ب ت ََهافُ َ ْ‬
‫ن ِفي ال ْك َذِ ِ‬
‫" ت َت ََهافَُتو َ‬
‫ت الَفَرا ِ‬

‫‪ 1454‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫داود ‪ ،‬عن شهر بن حوشب ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بعث سرية ‪ ،‬فانطلقوا حتى نزلوا على أعرابي معه غنيمة له ‪،‬‬
‫فقالوا ‪ :‬اذبح لنا ‪ .‬فأتاهم بعتود له ‪ ،‬قال ‪ :‬فقالوا ‪ :‬هذا مهزول‬
‫قال ‪ :‬ثم أتاهم بآخر فقالوا ‪ :‬هذا مهزول ‪ .‬قال ‪ :‬فأخذوا شاة‬
‫سمينة فذبحوها فأكلوا ‪ ،‬قال ‪ :‬فلما انتصف النهار ‪ ،‬واشتد الحر ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وله غنيمة له في ظلة له ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أخرج غنمك حتى‬
‫نستظل في هذا الظل ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن غنمي ولد ‪ ،‬وإني متى ما‬
‫أخرجها فنفستها السموم تخدج ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أنفسنا أحب إلينا من‬
‫غنمك ‪ ,‬قال ‪ :‬فأخرجها فخدجت ‪ .‬قال ‪ :‬وأتى جبريل إلى النبي‬
‫صلى الله عليهما فأخبره بأمرهم ‪ ،‬فانتظر رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم حتى جاءت السرية ‪ ،‬فسألهم ‪ ،‬فجعلوا يحلفون بالله ما‬
‫فعلنا قال ‪ :‬وقال العرابي ‪ :‬والذي بعثك بالحق لقد فعلوا الذي‬
‫أخبرتك ‪ ,‬فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إنسان منهم‬
‫وقال ‪ " :‬إن يك في القوم خير فعند هذا " ‪ ،‬فدعاه فسأله ‪ ،‬فأخبره‬
‫مثل الذي قال العرابي ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" تتهافتون في الكذب تهافت الفراش في النار ‪ ،‬إن كل كذب‬
‫مكتوب كذبا ل محالة ‪ ،‬إل ثلثة ‪ :‬الرجل يكذب في الحرب ‪ ،‬فإن‬
‫الحرب خدعة ‪ ،‬والرجل يكذب بين الرجلين ليصلح بينهما ‪ ،‬والرجل‬
‫يكذب امرأته ليمنيها " *‬

‫ه‬ ‫" َل يصل ُح ال ْك َذب إّل في ث ََلث ‪ :‬ك َذب الرجل ا َ‬


‫مَرأت َ ُ‬
‫ّ ُ ِ ْ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ُ ِ ِ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1455‬حدثنا أبو كريب محمد بن العلء قال ‪ :‬حدثنا سفيان بن‬
‫عقبة السوائي ‪ ،‬عن سفيان الثوري ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن شهر ‪ ،‬عن‬
‫أسماء ‪ ،‬قالت ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪" :‬‬
‫ل يصلح الكذب إل في ثلث ‪ :‬كذب الرجل امرأته لترضى عنه ‪،‬‬
‫وكذب في إصلح بين اثنين ‪ ،‬وكذب في الحرب " قال أبو جعفر ‪:‬‬
‫فيما أظن أنا *‬

‫" أ َيها الناس ‪ ،‬ما يحمل ُك ُ َ‬


‫ما‬ ‫ن ت ََتاي َُعوا ِفي ال ْك َذِ ِ‬
‫ب كَ َ‬ ‫مأ ْ‬‫ْ‬ ‫َ َ ْ ِ‬ ‫ّ ُ‬ ‫َّ‬

‫‪ 1456‬وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحيم بن سليمان‬


‫الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ‪ ،‬عن شهر بن‬
‫حوشب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثتني أسماء ابنة يزيد ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬أيها الناس ‪ ،‬ما يحملكم أن تتايعوا في الكذب كما‬
‫يتتايع الفراش في النار ؟ كل الكذب يكتب على ابن آدم إل ثلث‬
‫خصلت ‪ :‬إل امرؤ كذب امرأته لترضى عنه ‪ .‬أو رجل كذب بين‬
‫امرأين مسلمين ليصلح ذات بينهما ‪ ،‬ورجل كذب في خديعة حرب‬
‫"*‬

‫َ‬
‫ة ‪ ،‬إ ِّل أ ْ‬
‫ن‬ ‫حال َ َ‬ ‫حب ِهِ َل َ‬
‫م َ‬ ‫ب عََلى َ‬
‫صا ِ‬ ‫مك ُْتو ٌ‬ ‫ل ك َذِ ٍ‬
‫ب َ‬ ‫" كُ ّ‬

‫‪ 1457‬حدثني محمد بن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن‬


‫عامر أبو عاصم ‪ ،‬عن داود ‪ ،‬عن شهر ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬كل كذب مكتوب على صاحبه ل‬
‫محالة ‪ ،‬إل أن يكذب الرجل بين الرجلين يصلح بينهما ‪ ،‬ورجل يعد‬
‫امرأته ‪ ،‬ورجل يكذب في الحرب ‪ ،‬والحرب خدعة " *‬

‫ة"*‬
‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫حْر ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1458‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو المغيرة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا صفوان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو بن عثمان بن جابر ‪ ،‬عن‬
‫أنس بن مالك ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬الحرب‬
‫خدعة " *‬

‫ة"*‬
‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫حْر ُ‬

‫‪ 1459‬حدثنا عمرو بن مالك النكري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مبشر بن‬


‫إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا صفوان بن عمرو السكسكي ‪ ،‬عن عثمان‬
‫بن جابر ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" الحرب خدعة " *‬

‫ة"*‬
‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫حْر َ‬ ‫ل عَّنا ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫خذ ّ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1460‬وحدثني محمد بن عبد الله بن سعيد ‪ ،‬وجابر بن الكردي‬


‫الواسطيان قال ‪ :‬حدثنا يعقوب بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العزيز‬
‫بن عمران ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إبراهيم بن صابر الشجعي ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن أمه ‪ :‬ابنة نعيم بن مسعود الشجعي ‪ ،‬عن أبيها قال ‪ :‬قال لي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ‪ " :‬خذل عنا ‪ ،‬فإن‬
‫الحرب خدعة " *‬

‫ة"*‬
‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫حْر ُ‬

‫‪ 1461‬حدثنا عمرو بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن الحارث‬


‫الحارثي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" الحرب خدعة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫س ‪ ،‬ي َُقو ُ‬
‫ل‬ ‫ن الّنا ِ‬
‫ح ب َي ْ َ‬
‫صل ِ ُ‬
‫ل يُ ْ‬ ‫" َل أعُد ّهُ ك َذًِبا ‪ :‬الّر ُ‬
‫ج ُ‬

‫‪ 1462‬وحدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أبو زرعة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حيوة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ابن الهاد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني عبد الوهاب بن أبي بكر ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن حميد بن‬
‫عبد الرحمن ‪ ،‬عن أمه ‪ :‬أم كلثوم ابنة عقبة قال ‪ :‬سمعت رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ل يرخص في شيء من الكذب إل في‬
‫ثلث ‪ ،‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل أعده كذبا‬
‫‪ :‬الرجل يصلح بين الناس ‪ ،‬يقول القول يريد به الصلح ‪ ،‬والرجل‬
‫يقول القول في الحرب ‪ ،‬والرجل يحدث امرأته ‪ ،‬والمرأة تحدث‬
‫زوجها " *‬

‫كاذب م َ‬
‫مى‬
‫خي ًْرا ‪ ،‬وَن َ َ‬ ‫س فََقا َ‬
‫ل َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫صل َ َ‬
‫ح ب َي ْ َ‬ ‫نأ ْ‬‫س ِبال ْ َ ِ ِ َ ْ‬
‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1463‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬ويعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية‬


‫‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن حميد بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أمه أم‬
‫كلثوم ابنة عقبة ‪ ،‬قالت ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا ‪ ،‬ونمى‬
‫خيرا " *‬

‫س ‪ ،‬ي َُقو ُ‬
‫ل‬ ‫ن الّنا ِ‬
‫ح ب َي ْ َ‬
‫صل ِ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫ل يُ ْ‬ ‫" َل أ َعُد ّهُ ك َ ّ‬
‫ذاًبا ‪ :‬الّر ُ‬

‫‪ 1464‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يحيى بن عبد‬


‫الله بن بكير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ليث بن سعد ‪ ،‬عن ابن الهاد ‪ ،‬عن عبد‬
‫الوهاب ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن حميد بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أمه أم‬
‫كلثوم ابنة عقبة ‪ ،‬قالت ‪ :‬ما سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يرخص في شيء من الكذب إل في ثلث كان رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل أعده كذابا ‪ :‬الرجل يصلح بين‬
‫الناس ‪ ،‬يقول القول ل يريد به إل الصلح ‪ ،‬والرجل يقول القول‬
‫في الحرب ‪ ،‬والرجل يحدث المرأة ‪ ،‬والمرأة تحدث زوجها " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خي ًْرا ‪ ،‬أ َْو‬ ‫س وََقا َ‬


‫ل َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫صل َ َ‬
‫ح ب َي ْ َ‬
‫كاذب م َ‬
‫نأ ْ‬‫س ال ْ َ ِ ُ َ ْ‬
‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1465‬حدثني محمد بن عبيد المحاربي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن‬


‫المبارك ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن حميد بن عبد الرحمن ‪،‬‬
‫عن أمه أم كلثوم ابنة عقبة ‪ ،‬قالت ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬ليس الكاذب من أصلح بين الناس وقال‬
‫خيرا ‪ ،‬أو نمى خيرا " *‬

‫ح‬
‫صل ِ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫ل يُ ْ‬ ‫دى ث ََل ٍ‬
‫ث ‪ :‬الّر ُ‬ ‫ب إ ِّل ِفي إ ِ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ح ال ْك َذِ ُ‬
‫صل ُ ُ‬
‫" َل ي َ ْ‬

‫‪ 1466‬حدثني محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر‬


‫بن المفضل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ‪ ،‬عن الزهري ‪،‬‬
‫عن حميد بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أمه أم كلثوم ‪ ،‬قالت ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يصلح الكذب إل في إحدى ثلث ‪:‬‬
‫الرجل يصلح بين الرجلين ‪ ،‬وفي الحرب " قال أبو جعفر ‪ :‬وأظنه‬
‫قال ‪ " :‬والرجل يحدث امرأته " *‬

‫خي ًْرا أ َْو‬ ‫ن ‪ ،‬وََقا َ‬


‫ل َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ث‬‫ا‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫صل َ‬
‫ْ‬
‫كاذب من أ َ‬
‫س ال ْ َ ِ ُ َ ْ‬
‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1467‬حدثني أحمد بن المقدام العجلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الفضيل بن‬


‫سليمان ‪ ،‬قال حدثنا عبد الرحمن بن حميد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثتني أمي أم جندب أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬ليس الكاذب من أصلح بين اثنين ‪ ،‬وقال خيرا أو‬
‫نوى خيرا " *‬

‫مَعاِني هَذِهِ اْل َ ْ‬


‫خَباِر‬ ‫ن َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ْ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫القول في البيان عن معاني هذه الخبار " إن قال لنا قائل ‪ :‬أخبرنا‬
‫عن هذه الخبار التي ذكرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫من قيله ‪ " :‬الحرب خدعة " ‪ ،‬وأن الكذب فيها وفي المعنيين‬
‫الخرين اللذين رويت عنه أنه رخص فيهما الكذب ‪ ،‬أسقيمة أم‬
‫صحيحة ؟ فإن كانت سقيمة ‪ ،‬فما الذي أسقمها ؟ وإن كانت‬
‫صحيحة فما وجهها ؟ وما معناها ؟ وقد علمت ما "‬

‫مَعاِني هَذِهِ اْل َ ْ‬


‫خَبارِ ‪#‬‬ ‫ن َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫َ‬
‫ح ِبال ْ ِ‬
‫جد ّ‬ ‫صل ُ ُ‬
‫ب َل ي َ ْ‬
‫ن ال ْك َذِ َ‬ ‫م وََرَواَيا ال ْك َذِ ِ‬
‫ب ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫" أَل وَإ ِّياك ُ ْ‬

‫‪ 1468‬حدثك به ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي‬


‫مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني موسى بن عقبة‬
‫‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن أبي الحوص ‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود ‪،‬‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬أل وإياكم وروايا‬
‫الكذب ‪ ،‬فإن الكذب ل يصلح بالجد ول بالهزل ‪ ،‬ول يعد الرجل‬
‫صبيه ما ل يفي له به ‪ ،‬أل إن الكذب يهدي إلى الفجور ‪ ،‬والفجور‬
‫يهدي إلى النار ‪ ،‬والصدق يهدي إلى البر ‪ ،‬والبر يهدي إلى الجنة ‪،‬‬
‫وإنه يقال للصادق ‪ :‬صدق وبر ‪ ،‬وللكاذب ‪ :‬كذب وفجر ‪ ،‬أل إن‬
‫العبد يكذب حتى يكتب عند الله كاذبا ‪ ،‬ويصدق حتى يكتب عند الله‬
‫صديقا " *‬

‫حّتى ي ُك ْت َ َ‬
‫ب‬ ‫ديًقا ‪ ،‬وَي َك ْذِ ُ‬
‫ب َ‬ ‫ص ّ‬ ‫حّتى ي ُك ْت َ َ‬
‫ب ِ‬ ‫صد ُقُ َ‬ ‫ج َ‬
‫ل يَ ْ‬ ‫ن الّر ُ‬
‫" إِ ّ‬

‫‪ 1469‬وحدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا إسحاق ‪ ،‬يحدث ‪ ،‬عن أبي‬
‫الحوص ‪ ،‬عن عبد الله ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬إن " شر الروايا روايا الكذب ‪،‬‬
‫إن الكذب ل يصلح في جد ول هزل ‪ ،‬وإن الكذب يهدي إلى الفجور‬
‫‪ ،‬وإن الفجور يهدي إلى النار ‪ ،‬وإن الصدق يهدي إلى البر ‪ ،‬وإن‬
‫البر يهدي إلى الجنة ‪ ،‬ويقال للصادق صدق وبر ويقال للكاذب‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كذب وفجر ‪ ,‬وإن محمدا صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن الرجل‬
‫يصدق حتى يكتب صديقا ‪ ،‬ويكذب حتى يكتب كذابا " *‬

‫ن ال ْعَب ْد َ ي َزِ ّ‬
‫ل‬ ‫ن ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫ن َل ي ُؤْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ال ْك َذِ َ‬
‫ب َ‬ ‫ما ي َْفت َ ِ‬
‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 1470‬وحدثني عمر بن إسماعيل الهمداني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يعلى بن‬


‫الشدق ‪ ،‬عن عبد الله بن جراد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو الدرداء ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬هل يسرق المؤمن ؟ قال ‪ " :‬قد يكون ذلك " ‪ .‬قال ‪ :‬فهل‬
‫يزني المؤمن ؟ قال ‪ " :‬بلى ‪ ،‬وإن كره أبو الدرداء " قال ‪ :‬هل‬
‫يكذب المؤمن ؟ قال ‪ " :‬إنما يفتري الكذب من ل يؤمن ‪ ،‬إن العبد‬
‫يزل الزلة ثم يرجع إلى ربه فيتوب ‪ ،‬فيتوب الله عليه " قيل ‪ :‬قد‬
‫اختلف السلف من علماء المة قبلنا في الكذب الذي أباح صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬وفي معاني هذه الخبار التي رويناها عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬نذكر في ذلك أقوالهم ‪ ،‬ثم نتبع جميع‬
‫ذلك البيان عنه إن شاء الله ‪ .‬فقال بعضهم ‪ :‬الكذب محظور حرام‬
‫على كل أحد ‪ ،‬غير جائز استعماله في شيء ‪ :‬ل في حرب ‪ ،‬ول‬
‫في غيرها ‪ .‬قالوا ‪ :‬والذي أذن النبي صلى الله عليه وسلم فيه من‬
‫ذلك من معاني الكذب المتعارف بين الناس خارج ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإنما‬
‫الذي أذن فيه من ذلك ‪ ،‬كالذي فعله بالحزاب عام الخندق ‪ ،‬إذ‬
‫راسلت يهود قريظة أبا سفيان بن حرب ومن معه من مشركي‬
‫قريش للغدر بمن في الطام من ذراري المسلمين ونسائهم ‪،‬‬
‫كالذي *‬

‫َ‬ ‫ل هَ َ ْ‬
‫ة"‪.‬‬
‫خد ْعَ ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫حْر َ‬ ‫ه ‪ ،‬إِ ّ‬
‫ذا َرأيٌ َرأي ْت ُ ُ‬ ‫" بَ ْ‬

‫‪ 1471‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني يونس ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬أرسلت بنو قريظة‬
‫إلى أبي سفيان ومن معه من الحزاب يوم الخندق ‪ :‬أن اثبتوا ‪،‬‬
‫فإنا سنغير على بيضة المسلمين من ورائهم ‪ .‬فسمع ذلك نعيم بن‬
‫مسعود الشجعي ‪ ،‬وهو موادع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وكان عند عيينة بن حصن حين أرسلت بذلك بنو قريظة إلى‬
‫الحزاب ‪ ،‬فأقبل نعيم إلى رسول الله فأخبره خبر ما أرسلت به‬
‫بنو قريظة إلى الحزاب ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" فلعلنا نحن أمرناهم بذلك " ‪ ،‬فقام نعيم بكلمة رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم تلك من عند رسول الله ليحدث بها غطفان ‪ ،‬وكان‬
‫نعيم رجل ل يملك الحديث فلما ولى نعيم ذاهبا إلى غطفان ‪ ,‬قال‬
‫عمر بن الخطاب ‪ :‬لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬هذا الذي قلت إما هو من عند الله فأمضه ‪ ،‬وإما هو رأي‬
‫رأيته ‪ ،‬فإن شأن بني قريظة هو أيسر من أن يقول شيئا يؤثر عليك‬
‫فيه ‪ .‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬بل هذا رأي‬
‫رأيته ‪ ،‬إن الحرب خدعة " ‪ .‬ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم في إثر نعيم فدعاه ‪ ،‬فقال له رسول الله ‪ " :‬أرأيتك الذي‬
‫سمعتني أذكر آنفا ؟ اسكت عنه فل تذكره لحد " ‪ .‬فانصرف نعيم‬
‫من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء عيينة بن حصن‬
‫ومن معه من غطفان ‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬هل علمتم أن محمدا صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ :‬شيئا قط إل حقا ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فإنه قد قال‬
‫لي فيما أرسلت به إليكم بنو قريظة ‪ " :‬فلعلنا نحن أمرناهم بذلك‬
‫" ‪ ،‬ثم نهاني أن أذكره لكم ‪ ،‬فانطلق عيينة حتى لقي أبا سفيان بن‬
‫حرب ‪ ,‬فأخبره بما أخبره نعيم عن رسول الله ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنما أنتم‬
‫في مكر من بني قريظة ‪ .‬قال أبو سفيان ‪ :‬فنرسل إليهم نسألهم‬
‫الرهن ‪ ،‬فإن دفعوا إلينا رهنا منهم فصدقوا ‪ ،‬وإن أبوا فنحن منهم‬
‫في مكر ‪ .‬فجاءهم رسول أبي سفيان يسألهم الرهن ‪ ,‬فقال ‪ :‬إنكم‬
‫أرسلتم إلينا تأمرون بالمكث ‪ ,‬وتزعمون أنكم ستخالفون محمدا ‪،‬‬
‫ومن معه ‪ ،‬فإن كنتم صادقين فأرهنونا بذلك من أبنائكم ‪،‬‬
‫وصبحوهم غدا ‪ .‬قالت بنو قريظة ‪ :‬قد دخلت علينا ليلة السبت ‪،‬‬
‫ولسنا نقضي في ليلة السبت ول في يومها أمرا ‪ ،‬فأمهلوا حتى‬
‫يذهب السبت ‪ .‬فرجع الرسول إلى أبي سفيان بذلك ‪ ،‬فقال أبو‬
‫سفيان ‪ :‬ورءوس الحزاب معه ‪ :‬هذا مكر من بني قريظة ‪،‬‬
‫فارتحلوا ‪ .‬فبعث الله تبارك وتعالى عليهم الريح حتى ما كاد رجل‬
‫منهم يهدي إلى رحله ‪ ،‬فكانت تلك هزيمتهم " فبذلك يرخص الناس‬
‫الخديعة في الحرب *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صن َُعوا ك َ َ‬
‫ذا " فَذ َهَ َ‬
‫ب‬ ‫ذا ‪ ،‬وَفَعَُلوا ك َ َ‬
‫ذا ‪َ ،‬‬ ‫" َقاُلوا ك َ َ‬

‫‪ 1472‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق ‪ " :‬قالوا كذا ‪ ،‬وفعلوا كذا ‪،‬‬
‫صنعوا كذا " فذهب العين فأخبرهم ‪ ،‬فهزموا ‪ ،‬ولم يكذب ‪ ،‬ولكن‬
‫قال ‪ :‬أفعلوا كذا ‪ ،‬أصنعوا كذا ؟ استفهام ‪ .‬قال ‪ :‬فذكرته لمغيرة‬
‫فأعجبه " قالوا ‪ :‬فالذي رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم من‬
‫الخديعة في الحرب ‪ ،‬نحو الذي روي عنه أنه فعله فيها من القول‬
‫الذي يقول القائل فيها مما يحتمل معاني ‪ ،‬موهما بذلك من سمعه‬
‫ما فيه الوهن على العدو ‪ ،‬كايدهم بذلك من قيله ‪ ،‬كما قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم لنعيم بن مسعود إذ أخبره برسالة اليهود‬
‫إلى أبي سفيان ‪ " :‬فلعلنا نحن أمرناهم بذلك " ‪ ،‬فقال قول محتمل‬
‫ظاهره أن يكون معناه أن اليهود فعلوا ما فعلوا ‪ ،‬من إرسالهم‬
‫الرسل فيه إلى أبي سفيان بما أرسلوا به ‪ ،‬إما عن أمره ‪ ،‬أو عن‬
‫غير أمره ‪ .‬وذلك ‪ ،‬ل شك ‪ ،‬أنه كما قال صلى الله عليه وسلم من‬
‫أن القوم لم يفعلوا إل عن أحد ذينك الوجهين ‪ ،‬إما عن أمره ‪ ،‬وإما‬
‫عن غير أمره ‪ ,‬وذلك هو الصدق الذي ل مرية فيه ‪ .‬وإنما كان‬
‫يكون ذلك كذبا لو قال ‪ " :‬إنما أرسلت اليهود إلى أبي سفيان بما‬
‫أرسلت به إليه ‪ ،‬بأمرنا إياهم بذلك " ‪ ،‬فأما قوله ‪ " :‬فلعلنا نحن‬
‫أمرناهم بذلك " ‪ ،‬فمن الكذب بمعزل قالوا ‪ :‬ومن الخديعة التي‬
‫أذن صلى الله عليه وسلم فيها في الحرب ما روي عن كعب بن‬
‫مالك أنه كان إذا أراد غزو قوم ورى بغيرهم ‪ .‬قالوا ‪ :‬وكالذي روي‬
‫عنه صلى الله عليه وسلم في ذلك ‪ ،‬كان يفعل أهل الدين والفضل‬
‫في مغازيهم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ومن ذلك ما *‬

‫ذا وَك َ َ‬
‫ذا‬ ‫ب كَ َ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬
‫ه ‪ ،‬د َْر َ‬ ‫ن َ‬ ‫ب ِبال ْغَ َ‬
‫داةِ ‪ ،‬إ ِ ْ‬ ‫دارِ ٌ‬
‫إ ِّني َ‬

‫‪ 1473‬حدثني به يونس بن عبد العلى قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا سعيد بن أبي أيوب ‪ ،‬أن تميم بن سحيم ‪ ،‬شيخا من‬
‫أهل مصر حدثهم قال ‪ :‬غزوت مع مالك بن عبد الله الخثعمي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وعقد له على الصائفة مقتل عبد الله بن الزبير فسمعته يقوم في‬
‫الناس كلما أراد أن يرتحل ‪ ،‬فيحمد الله ويثني عليه ‪ ,‬ثم يقول ‪:‬‬
‫إني دارب بالغداة ‪ ،‬إن شاء الله ‪ ،‬درب كذا وكذا ‪ .‬فتفرق عنه‬
‫الجواسيس بذلك ‪ ،‬فإذا أصبح توجه إلى غيره ‪ .‬قال ‪ :‬وكان شيخا‬
‫كبيرا ‪ ،‬فسمته الروم ‪ :‬الثعلب *‬

‫مد ٌ َقاُلوا ‪ :‬وَهَ َ‬ ‫ُ‬


‫ن‬
‫م َ‬
‫ذا الن ّوْعُ ِ‬ ‫ح ّ‬
‫م َ‬ ‫ل ال ْعِل ْم ِ أوت ِ َ‬
‫ي ُ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س كُ ّ‬

‫‪ 1474‬وحدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫عبد الله بن عون ‪ ،‬قال ‪ :‬قيل عند محمد ‪ :‬إنه يصلح الكذب في‬
‫الحرب ‪ ،‬فأنكر ذلك وقال ‪ :‬ما أعلم الكذب إل حراما ‪ .‬قال ابن‬
‫عون ‪ :‬فغزوت ‪ ،‬فخطبنا معاوية بن هشام فقال ‪ :‬اللهم انصرنا‬
‫على عمورية وهو يريد غيرها ‪ ،‬فلما قدمت ذكرت ذلك لمحمد‬
‫فقال ‪ :‬أما هذا فل بأس وقال ‪ " :‬ليس كل العلم أوتي محمد‬
‫قالوا ‪ :‬وهذا النوع من الكلم جائز استعماله في الحرب وغيرها ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬وقد استعمل مثل ذلك في غير الحرب أئمة من سلف المة‬
‫*‬

‫ه‬ ‫ن ُروِيَ ذ َل ِ َ‬
‫ك عَن ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض من روي ذلك عنه‬

‫ه‪#‬‬ ‫ن ُروِيَ ذ َل ِ َ‬
‫ك عَن ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ن ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‬ ‫سِني َ‬ ‫ما قَد ْ أ ََتى عَل َي ْهِ عَ ْ‬
‫شُر ِ‬ ‫ت ال ْي َوْ َ‬
‫م َ‬
‫َ‬
‫قَد ْ أك َل ْ ُ‬

‫‪ 1475‬حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قراد ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا هشام ‪ ،‬عن معبد بن خالد ‪ ،‬قال ‪ :‬لقيني شريح فقال ‪ :‬قد‬
‫أكلت اليوم ما قد أتى عليه عشر سنين ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬إنك ل تزال‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫تجيئنا بالعجائب قال ‪ :‬كانت عندي ناقة منذ عشر سنين ‪ ،‬فنحرتها‬
‫اليوم فأكلتها " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ :‬عََلى أ ّ‬
‫ي‬ ‫ت َقا َ‬ ‫حةِ فَل َ ّ‬
‫ما َقا َ‬
‫م ْ‬ ‫شيُر ِبال ْ ِ‬
‫مْروَ َ‬ ‫دوا أن َّها ل ََها وَي ُ ِ‬ ‫ا ْ‬
‫شه َ ُ‬

‫‪ 1476‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن ليث ‪،‬‬
‫عن طلحة بن مصرف ‪ ،‬قال ‪ :‬عاتبت إبراهيم امرأته في جارية ‪،‬‬
‫وفي يده مروحة ‪ ،‬قال ‪ :‬فجعل إبراهيم يقول ‪ :‬اشهدوا أنها لها‬
‫ويشير بالمروحة فلما قامت قال ‪ :‬على أي شيء أشهدتكم ؟ قالوا‬
‫‪ :‬أشهدتنا على أنها لها ‪ .‬قال ‪ :‬أو لم تروني وأنا أشير بالمروحة ؟ *‬

‫َ َ‬
‫ه ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫شي إ َِلى ال ْب َي ْ ِ‬
‫ت وَهُوَ ي َعِْني ب َي ْت َ ُ‬ ‫م ِ‬
‫" أَنا أ ْ‬

‫‪ 1477‬وحدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬في رجل مر على عشار‬
‫فقال ‪ " :‬أنا أمشي إلى البيت وهو يعني بيته ‪ ،‬قال ‪ :‬ليس عليه‬
‫شيء *‬

‫َ‬
‫حوَهُ "‬ ‫ضعَِني الل ّ ُ‬
‫ه ‪ ،‬أو ْ ن َ ْ‬ ‫من ْذ ُ وَ َ‬
‫جن ِْبي ُ‬ ‫ما َرفَعْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1478‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أبو عوانة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن مطرف ‪ ،‬أنه أبطأ على ابن زياد أو زياد‬
‫فقال ‪ " :‬ما رفعت جنبي منذ وضعني الله ‪ ،‬أو نحوه " *‬

‫دي إ ِّل‬ ‫ُ‬


‫ما اهْت َ ِ‬ ‫صَرِني غَي ْ ِ‬
‫ري ‪ ،‬وَ َ‬ ‫صُر إ ِّل َ‬
‫ما ب َ ّ‬ ‫ما أب ْ ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 1479‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬أنه كان يعلمهم إذا بعث‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫السلطان إلى الرجل قال ‪ " :‬ما أبصر إل ما بصرني غيري ‪ ،‬وما‬
‫اهتدي إل ما سددني غيري ‪ ،‬ونحو هذا " *‬

‫يءٍ ‪،‬‬ ‫ن َ‬
‫ش ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خ ُ‬
‫شوا ِ‬ ‫ن ب ِهِ إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫م ي َت َك َل ّ ُ‬
‫مو َ‬ ‫م ك ََل ٌ‬
‫ن ل َهُ ْ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 1480‬وحدثني ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان لهم كلم يتكلمون به إذا خشوا من شيء ‪،‬‬
‫يكلمون به الناس ‪ ،‬يدرءون عن أنفسهم اتقاء الكذب " *‬

‫ن‬
‫خُرو َ‬ ‫ض " وََقا َ‬
‫لآ َ‬ ‫ن ب ِهِ ِفي ال ْ َ‬
‫مَعاِري ِ‬ ‫م ي َت َك َل ّ ُ‬
‫مو َ‬ ‫م ك ََل ٌ‬
‫ن ل َهُ ْ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 1481‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان لهم كلم يتكلمون‬
‫به في المعاريض " وقال آخرون ‪ :‬بل الكذب الذي رخص رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم في هذه الخلل الثلث ‪ ،‬هو جميع معاني‬
‫الكذب *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ب‪،‬‬ ‫ت ي ُب َْنى عََلى ال ْ ُ‬


‫ح ّ‬ ‫ل ال ْب ُُيو ِ‬ ‫ل ‪ ،‬فَل َي ْ َ‬
‫س كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَل ْت ُ ْ‬
‫ج ِ‬ ‫داك ُ ّ‬
‫ح َ‬ ‫فَل ْت َك ْذِ ْ‬
‫ب إِ ْ‬

‫‪ 1482‬حدثني أحمد بن المقدام العجلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن‬


‫هارون ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان بن حسين ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن ابن‬
‫عزرة ‪ ،‬أنه أخذ بيد ابن الرقم فأدخله على امرأته فقال ‪:‬‬
‫أتبغضينني ؟ قالت ‪ :‬نعم ‪ .‬قال له ابن الرقم ‪ :‬ما حملك على ما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فعلت ؟ قال ‪ :‬كبرت علي مقالة الناس ‪ .‬فأتى ابن الرقم عمر بن‬
‫الخطاب رحمة الله عليه فأخبره ‪ ،‬فأرسل إلى ابن عزرة فقال له ‪:‬‬
‫ما حملك على ما فعلت ؟ قال ‪ :‬كبرت علي مقالة الناس ‪ .‬فأرسل‬
‫إلى امرأته ‪ ،‬فجاءته ومعها عمة لها منكرة ‪ ،‬فقالت ‪ :‬إن سألك‬
‫فقولي ‪ :‬إنه استحلفني ‪ ,‬فكرهت أن أكذب ‪ ,‬فقال لها عمر ما‬
‫حملك على ما قلت ‪ ,‬قالت إنه استحلفني فكرهت أن أكذب ‪,‬‬
‫فقال عمر ‪ :‬بلى ‪ ،‬فلتكذب إحداكن ولتجمل ‪ ،‬فليس كل البيوت‬
‫يبنى على الحب ‪ ،‬ولكن معاشرة على الحساب والسلم " *‬

‫ل ‪ :‬قَد ْ َوالل ّهِ أ ََرا َ‬


‫ك َيا‬ ‫مَر ‪ .‬فََقا َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫ت أ َن ّ َ‬
‫ك تَ ْ‬
‫شَر ُ‬
‫ُ‬
‫أن ْب ِئ ْ ُ‬

‫‪ 1483‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن‬


‫محمد بن الزبير الحنظلي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت الزهري ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لقيس بن مكشوح المرادي ‪:‬‬
‫أنبئت أنك تشرب الخمر ‪ .‬فقال ‪ :‬قد والله أراك يا أمير المؤمنين‬
‫أسأت ‪ ،‬أما والله ما مشيت خلف ملك قط إل حدثت نفسي بقتله ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فهل حدثت نفسك بقتلي ؟ قال ‪ :‬لو هممت لفعلت ‪ .‬فقال‬
‫عمر ‪ :‬لو قلت نعم ‪ ،‬لضربت عنقك ‪ ،‬اخرج ‪ ،‬ل والله ل تبيت الليلة‬
‫معي ‪ .‬فقال له عبد الرحمن بن عوف ‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ ،‬لو قال‬
‫نعم ‪ ،‬لضربت عنقه ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ,‬ولكني استرهبته بذاك *‬

‫خافَ َ َ‬ ‫" إّني ِل َ‬


‫ب ك ُل ّ ُ‬
‫ه"‬ ‫ن ي َذ ْهَ َ‬
‫ةأ ْ‬ ‫م َ‬
‫ض َ‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ني‬
‫ِ‬ ‫دي‬
‫ِ‬ ‫ري‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ش‬‫ْ‬ ‫ِ‬

‫‪ 1484‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن عبد‬
‫الملك بن ميسرة الزراد ‪ ،‬عن النزال بن سبرة الهللي ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا‬
‫في نفر عند عثمان بن عفان وحذيفة عنده ‪ ،‬فقال له عثمان ‪ :‬إنه‬
‫بلغني عنك كذا وكذا ‪ ،‬وقلت كذا وكذا ‪ .‬فقال حذيفة ‪ :‬والله ما قلته‬
‫‪ -‬وقد سمعناه قبل ذلك يقوله ‪ -‬فلما خرج قلنا ‪ :‬أليس قد سمعناك‬
‫تقوله ؟ قال ‪ :‬بلى ‪ .‬قلنا ‪ :‬فلم حلفت ؟ قال ‪ " :‬إني لشتري ديني‬
‫بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫ما ‪ .‬فََقا َ‬ ‫صادًِقا ‪ ،‬وََل َ‬ ‫َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫حازِ ً‬
‫كاذًِبا َ‬ ‫ت ن َب ِّيا َ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬
‫َ‬

‫‪ 1485‬حدثني علي بن مسلم الطوسي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا السري بن يحيى ‪ ،‬والحكم بن عطية ‪ ،‬سمعا محمد بن‬
‫سيرين ‪ ،‬يقول ‪ :‬دخل الحنف مع عمه على مسيلمة ‪ ،‬فلما خرجا‬
‫قال له عمه ‪ :‬يا ابن أخي ‪ ،‬كيف رأيت الرجل ؟ فقال الحنف ‪ :‬ما‬
‫رأيت نبيا صادقا ‪ ،‬ول كاذبا حازما ‪ .‬فقال رجل من أصحاب مسيلمة‬
‫‪ :‬لخبرنه بما قلت ‪ .‬قال ‪ :‬إذا أخبره أنك قلته ‪ ,‬ثم ألعنك *‬

‫م‪,‬‬ ‫أ َنا والل ّه في سعة ‪ .‬فَأ َعْجب من َ‬


‫حُرو ٌ‬
‫م ْ‬
‫ف َ‬
‫خائ ِ ٌ‬
‫ه َ‬
‫ه أن ّ ُ‬
‫َ ُ ِ ْ ُ‬ ‫َ َ ٍ‬ ‫َ َ ِ ِ‬

‫‪ 1486‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن ابن‬


‫عون ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا ندخل على الحسن وهو مستخف ‪ ،‬فتأتيه الهدية‬
‫من عند بعض إخوانه ‪ ،‬فيقول ‪ :‬أنا والله في سعة ‪ .‬فأعجب منه أنه‬
‫خائف محروم ‪ ,‬وهو يقول ‪ " :‬أنا في سعة ؟ *‬

‫َ‬
‫ن‪:‬‬
‫خُرو َ‬ ‫سهِ " وََقا َ‬
‫لآ َ‬ ‫ن ن َْف ِ‬
‫ن د ََرأ عَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ب َ‬
‫ذا ٍ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ب ِك َ ّ‬

‫‪ 1487‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي‬


‫مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا نافع بن يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني جعفر بن ربيعة ‪،‬‬
‫عن ابن شهاب ‪ ،‬قال ‪ " :‬ليس بكذاب من درأ عن نفسه " وقال‬
‫آخرون ‪ :‬الذي رخص في ذلك هو المعاريض دون التصريح *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫ن ال ْك َذِ ِ‬
‫ب"‬ ‫م َ‬
‫ل ِ‬ ‫ما ي َك ِْفي الّر ُ‬
‫ج َ‬ ‫ض َ‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫مَعاِري ِ‬ ‫ن فِ َ‬
‫ما إ ِ ّ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 1488‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫المعتمر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي عثمان ‪ ،‬فيما أرى أنه قال ‪ :‬حسب‬
‫امرئ من الكذب أن يحدث بكل ما سمع ‪ .‬وقال فيما أرى قال‬
‫عمر ‪ " :‬أما إن في المعاريض ما يكفي الرجل من الكذب " *‬

‫ن ال ْك َذِ ِ‬
‫ب"*‬ ‫ة عَ ِ‬
‫ح ً‬
‫دو َ‬ ‫ض لَ َ‬
‫من ْ ُ‬ ‫" ِفي ال ْ َ‬
‫مَعاِري ِ‬

‫‪ 1489‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن‬


‫سليمان التيمي ‪ ،‬قال ‪ :‬أحسب أبا عثمان ذكر عن عمر ‪ ،‬أنه قال ‪:‬‬
‫إن " في المعاريض لمندوحة عن الكذب " *‬

‫ن ال ْك َذِ ِ‬
‫ب*‬ ‫م عَ ِ‬ ‫ض ال ْك ََلم ِ َ‬
‫ما ي ُغِْنيك ُ ْ‬ ‫مَعاِري ِ‬
‫ِفي َ‬

‫‪ 1490‬حدثني مخلد بن الحسين ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن عمرو‬


‫الرقي ‪ ،‬عن عبد الملك بن عقار ‪ ،‬عن محمد بن عبيد الله ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال عمر بن الخطاب ‪ :‬أما في معاريض الكلم ما يغنيكم عن‬
‫الكذب *‬

‫ض ال ْك ََلم ِ ك َ َ‬
‫ذا وَك َ َ‬
‫ذا "‬ ‫َ‬ ‫ما أ ُ ِ‬
‫مَعاِري ِ‬
‫ن ِلي ‪ ،‬ب ِ َ‬
‫بأ ّ‬‫ح ّ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1491‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال ابن عباس ‪ " :‬ما أحب أن لي ‪ ،‬بمعاريض الكلم كذا وكذا " *‬

‫ض ال ْك ََلم ِ ك َ َ‬
‫ذا وَك َ َ‬
‫ذا " *‬ ‫َ‬
‫مَعاِري ِ‬
‫ي بِ َ‬
‫ن لِ َ‬
‫سّرِني أ ّ‬
‫ما ي َ ُ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1492‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫سفيان ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن بعض أصحابه ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما يسرني أن‬
‫لي بمعاريض الكلم كذا وكذا " *‬

‫ماِلي " *‬ ‫بنصيبي من ال ْمعاريض مث ْ َ َ‬


‫ل أهِْلي وَ َ‬ ‫َ َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫َِ ِ ِ‬

‫‪ 1493‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن‬


‫حبيب بن الشهيد ‪ ،‬عن عمرو بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال حميد بن عبد‬
‫الرحمن ‪ :‬ما أحب أن لي ‪ ،‬بنصيبي من المعاريض مثل أهلي ومالي‬
‫"*‬

‫" ما يسرِني بال ْمعاريض مائ َ ُ َ‬


‫ة أل ْ ٍ‬
‫ف"*‬ ‫ِ َ َ ِ ِ ِ‬ ‫َ َ ُ ّ‬

‫‪ 1494‬وحدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الله‬


‫النصاري ‪ ،‬عن ابن عون ‪ ،‬عن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال حميد بن عبد‬
‫الرحمن ‪ " :‬ما يسرني بالمعاريض مائة ألف " *‬

‫" إط ْعامه َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫م عَل َي ْهِ ْ‬
‫م وََقا َ‬ ‫شاَء َقا َ‬
‫ن َ‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬
‫ي ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ح ّ‬
‫مأ َ‬‫ِ َ ُ ُ ْ‬

‫‪ 1495‬حدثنا علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زيد بن أبي‬


‫الزرقاء ‪ ،‬قال ‪ " :‬سئل سفيان عن الرجل ‪ ،‬يزوره إخوانه وهو‬
‫صائم ‪ ،‬فيكره أن يعلموا بصومه ‪ ،‬وهو يحب أن يطعموا عنده ‪،‬‬
‫ففي أي ذلك الفضل ‪ :‬في ترك ذلك ‪ ،‬أو الدعاء لهم بالطعام ؟‬
‫قال ‪ " :‬إطعامهم أحب إلي ‪ ،‬وإن شاء قام عليهم وقال ‪ :‬قد أصبت‬
‫من الطعام ‪ ،‬قيل له ‪ :‬ويقول ‪ :‬قد تغديت ‪ ،‬ينوي أمس أو قبل ذلك‬
‫؟ قال ‪ :‬نعم " وقال آخرون ‪ :‬ل يصلح الكذب في شيء تصريحا ول‬
‫تعريضا في جد ول لعب *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫َ‬
‫جد ّ ‪ ،‬وََل أ ْ‬
‫ن‬ ‫ل وََل ِ‬ ‫ح ال ْك َذِ ُ‬
‫ب ِفي هَْز ٍ‬ ‫صل ُ ُ‬
‫" َل ي َ ْ‬

‫‪ 1496‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن‬


‫مجاهد ‪ ،‬عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫مسعود ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل يصلح الكذب في هزل ول جد ‪ ،‬ول أن يعد‬
‫أحدكم ولده شيئا ‪ ،‬ثم ل ينجزه " *‬

‫ح"*‬ ‫جد ّ وََل َ‬


‫مْز ٍ‬ ‫ح ال ْك َذِ ُ‬
‫ب ِفي ِ‬ ‫صل ُ ُ‬
‫" َل ي َ ْ‬

‫‪ 1497‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عبد الله ‪ " :‬ل يصلح الكذب في جد ول مزح "‬
‫*‬

‫ح ال ْك َذِ ُ‬
‫ب ِفي‬ ‫صل ُ ُ‬
‫ه غَي ُْرهُ ‪َ ،‬ل ي َ ْ‬
‫ذي َل إ ِل َ َ‬
‫" َل َوال ّ ِ‬

‫‪ 1498‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫المسعودي ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن أبي عبيدة ‪ ،‬عن عبد الله ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬ل والذي ل إله غيره ‪ ،‬ل يصلح الكذب في هزل ول جد ‪،‬‬
‫اقرءوا إن شئتم ‪ :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين‬
‫"*‬

‫جد ّ ‪ ،‬وََل هَْز ٌ‬


‫ل ‪ ،‬اقَْرُءوا‬ ‫ه ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ب َل ي َ ِ‬
‫ح ّ‬
‫ل ِ‬ ‫" ال ْك َذِ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1499‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا عبيدة ‪ ،‬يحدث‬
‫عن عبد الله بن مسعود ‪ ،‬قال ‪ " :‬الكذب ل يحل منه جد ‪ ،‬ول هزل‬
‫‪ ،‬اقرءوا إن شئتم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين‬
‫وهي في قراءة عبد الله ) وكونوا من الصادقين ( ‪ ،‬فهل ترون من‬
‫رخصة في الكذب ؟ " *‬

‫جد ّ ‪ ،‬وََل هَْز ٌ‬


‫ل"*‬ ‫ه ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫صل ُ ُ‬
‫ح ِ‬ ‫ب َل ي َ ْ‬
‫" ال ْك َذِ َ‬

‫‪ 1500‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن أبي عبيدة ‪ ،‬عن عبد الله ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫إن " الكذب ل يصلح منه جد ‪ ،‬ول هزل " *‬

‫َ‬
‫جد ّهُ ‪ ،‬وََل أ ْ‬
‫ن ي َعِد َ‬ ‫ه وََل ِ‬
‫ب هَْزل ُ ُ‬
‫ح ال ْك َذِ ُ‬
‫صل ُ ُ‬
‫" َل ي َ ْ‬

‫‪ 1501‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حفص بن غياث ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا العمش ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن أبي معمر ‪ ،‬وعن عمرو بن مرة ‪،‬‬
‫عن أبي عبيدة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عبد الله ‪ " :‬ل يصلح الكذب هزله ول‬
‫جده ‪ ،‬ول أن يعد أحدكم صبيه شيئا ‪ ،‬ثم يخلفه ‪ ،‬ثم قرأ ‪ :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ‪* .‬‬

‫م‬
‫هي ُ‬ ‫س ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫ب ِفي اْل ِ ْ َ‬
‫ص ِفي ال ْك َذِ ِ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫ح ب َي ْ َ‬
‫صل ِ‬ ‫خ َ‬
‫" ُر ّ‬

‫‪ 1502‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أحمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان‬
‫‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬قال ‪ :‬ذكرت لبراهيم حديث أبي الضحى ‪ ،‬عن‬
‫مسروق ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬رخص في الكذب في الصلح بين الناس ‪،‬‬
‫فقال إبراهيم ‪ :‬كانوا ل يرخصون في الكذب في هزل ول جد " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ل ِلي أ َِبي‬
‫ل ‪ :‬فََقا َ‬
‫خي ًْرا ‪َ .‬قا َ‬
‫ن َ‬ ‫ميَر ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬
‫جزى الل ّ َ‬
‫هأ ِ‬‫ُ‬ ‫َ َ‬

‫‪ 1503‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حفص ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫مسعر ‪ ،‬قال أبو السائب ‪ :‬أحسبه عن ابن عون بن عبد الله بن‬
‫عتبة ‪ ،‬قال ‪ " :‬دخلت مع أبي على عمر بن عبد العزيز ‪ ،‬فخرج‬
‫وعليه ثوب قد كان دخل فيه ‪ ،‬فجعل الناس يقولون ‪ :‬هذا كساك‬
‫أمير المؤمنين ؟ فجعل يمسحه ويقول ‪ :‬جزى الله أمير المؤمنين‬
‫خيرا ‪ .‬قال ‪ :‬فقال لي أبي ‪ :‬يابني ‪ ،‬اتق الله ‪ ،‬وإياك والكذب وما‬
‫يشبهه " والصواب من القول في ذلك عندي قول من قال ‪ :‬إن‬
‫الكذب الذي أذن النبي صلى الله عليه وسلم فيه ‪ :‬في الحرب ‪،‬‬
‫وفي الصلح بين الناس ‪ ،‬وعند المرأة تستصلح به هو ما كان من‬
‫تعريض ينحى به نحو الصدق ‪ ،‬غير أنه مما يحتمل المعنى الذي فيه‬
‫الخديعة للعدو ‪ ،‬إن كان ذلك في الحرب ‪ ،‬أو مراد السامع إن كان‬
‫في إصلح بين الناس ‪ ،‬أو مراد المرأة إن كان ذلك في استصلحها‬
‫‪ ،‬وذلك كالذي ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من‬
‫قوله في خديعة الحرب لنعيم بن مسعود ‪ " :‬فلعلنا أمرناهم بذلك‬
‫" ‪ ،‬وكقول مالك بن عبد الله الخثعمي ‪ :‬إنا داربون غدا درب كذا ‪،‬‬
‫ثم يصبح من الغد فيدرب غيره من الدروب وذاك أنه لما لم يقل ‪:‬‬
‫إنا داربون غد يومنا هذا ‪ ،‬فإنه متى أدرب بعد يومه فقد أدرب غدا ‪،‬‬
‫لن كل ما بعد يومه ذلك يسمى غدا ‪ .‬وكذلك قول معاوية بن‬
‫هشام ‪ :‬اللهم انصرنا على عمورية وهو يريد غيرها من الكذب‬
‫بمعزل ‪ .‬فما كان من تعريض على هذا الوجه ‪ ،‬فإنه جائز ل بأس به‬
‫في الحرب ‪ .‬وأما الكذب في استصلح الرجل المرأة ‪ ،‬فمثل قول‬
‫إبراهيم النخعي حين وجدت عليه امرأته بسبب جاريته ‪ :‬اشهدوا‬
‫أنها لها ‪ ,‬وهو يشير إلى المروحة التي هي في يده ‪ ،‬كقوله لها ‪:‬‬
‫هي حرة من غير أن يسمي الجارية باسمها ‪ ،‬وهو يعني بذلك‬
‫امرأته الحرة أو أخته أو غيرهما من نسائه ‪ ،‬وما أشبه ذلك من‬
‫الكلم الذي يظن السامع غير الذي نواه في نفسه ‪ ،‬إذ كان كلما‬
‫يتوجه لوجوه ‪ ،‬ويحتمل معاني ‪ .‬وأما ما روي عن عمر من قوله‬
‫لمرأة ابن عزرة ‪ :‬فلتكذب إحداكن ولتجمل ‪ ،‬فإنه من هذا النوع‬
‫الذي ذكرت أنه ل بأس به من المعاريض التي كان يرخص فيها ‪.‬‬
‫فأما صريح الكذب ‪ ،‬فذلك غير جائز لحد في شيء ‪ ,‬كما قال عبد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله بن مسعود ‪ :‬ل يصلح الكذب في جد ول هزل ‪ ،‬للخبار التي‬
‫ذكرتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما مضى بتحريمه‬
‫الكذب ‪ .‬وأما قول حذيفة إذ قال له عثمان ‪ :‬إنه بلغني عنك كذا‬
‫وكذا وحلفه أنه ما قاله ‪ ،‬وقول الحنف للذي قال له ‪ :‬لخبرن‬
‫مسيلمة بما قلت ‪ :‬لئن أخبرته لخبرنه أنك قلته ثم ألعنك ‪ ,‬وما‬
‫أشبه ذلك ‪ ،‬فإن ذلك من معاني الكذب التي روي عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم أنه أذن فيها خارج " " وإنما ذلك من جنس‬
‫إحياء الرجل نفسه عند الخوف عليها ببعض ما حرم الله عليه في‬
‫غير حال الضرورة ‪ ،‬كالذي يضطر إلى الميتة ‪ ،‬أو الدم المسفوح ‪،‬‬
‫أو لحم الخنزير ‪ ،‬فيأكل ذلك ليحيي به نفسه ‪ .‬فكذلك الخائف على‬
‫نفسه من عدو أو لص ‪ ,‬أو غيرهما ‪ ،‬إذا خافه على نفسه أن يهلكها‬
‫‪ ،‬أو بعض حرمه أن ينتهكه ‪ ،‬أو مال له أن يسلبه ‪ ،‬فقال في ذلك‬
‫قول مما يرجو به النجاة منه ‪ ,‬أو السلمة ‪ ،‬فل حرج عليه في‬
‫ذلك ‪ ،‬وإن كان مبطل في الذي قال من ذلك ‪ .‬وذلك أن الله تعالى‬
‫ذكره قد أباح في حال الضرورة لخلقه ما منع في غيرها ‪ ،‬ووضع‬
‫عنهم الحرج في ذلك ‪ ،‬فغير آثم من كذب في تلك الحال لينقذ‬
‫نفسه من هلكة قد أشفت عليها ‪ ,‬كما غير آثم من خاف عليها‬
‫عطبا لجوع ‪ ،‬أو عطش قد نزل به ‪ ،‬بحيث ل يقدر على دفع غائلة‬
‫ذلك إل ببعض ما حرم الله تعالى ذكره ‪ :‬من أكل ميتة ‪ ،‬أو لحم‬
‫خنزير ‪ ،‬وما أشبه ذلك من المحرمات ‪ .‬وسواء هما ‪ ،‬لمن جعلت له‬
‫دفع المكروه عن نفسه بالكذب في الحال التي جعلت ذلك له‬
‫حلف مع كذبه أو لم يحلف ‪ ،‬في أنه ل حرج عليه ول إثم " *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب " فمن ذلك قول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم في الخبر الذي رواه النواس بن‬
‫سمعان عنه ‪ " :‬ما لكم تتهافتون في الكذب كما يتهافت الفراش‬
‫في النار " ؟ يعني بقوله صلى الله عليه وسلم " تتهافتون " ‪:‬‬
‫تتساقطون ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬تهافت البق علي والذبان ‪ ،‬فهي تتهافت‬
‫تهافتا ‪ .‬وتتهافت ‪ :‬تتفاعل من الهفت ‪ ،‬يقال في السالم من فعله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بغير زيادة ‪ :‬هفت البق علي فهو يهفت هفتا ‪ ،‬كما قال رؤبة بن‬
‫العجاج " ترى بها من كل مرشاش الورق كثمر الحماض من هفت‬
‫العلق وأما الفراش ‪ ،‬فإنها جمع فراشة ‪ ،‬وهي في البرد وأيام‬
‫الشتاء تبدأ ‪ ،‬فيما ذكر ‪ ،‬دودا ‪ ،‬فإذا انحسر البرد وأقبلت أوائل‬
‫الصيف ‪ ،‬والحر صار له أجنحة ‪ ,‬وإياه عنى الطرماح بقوله ‪:‬‬
‫وانساب حيات الكثيب ‪ ،‬وأقبلت ورق الفراش لما يشب الموقد‬
‫وإنما قال صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬كما يتهافت الفراش في النار "‬
‫لنها إذا أوقدت النار رمت بأنفسها فيها وتساقطت ‪ .‬وأما‬
‫الفراش ‪ ،‬في غير هذا ‪ ،‬فإنها العظام الرقاق التي يركب بعضها‬
‫بعضا في أعالي الخياشيم إلى الجمجمة ‪ ،‬وكل رقيق من عظم ‪ ،‬أو‬
‫حديد ‪ ،‬أو غيره فهو فراشة ‪ .‬ومن ذلك قيل لفراشة القفل ‪:‬‬
‫فراشة ‪ ،‬لدقتها ‪ ,‬يقال من ذلك ضرب فلن رأس فلن فأطار‬
‫فراشه ‪ ،‬إذا أطار العظام التي ذكرت ‪ ،‬ومنه قول نابغة بني ذبيان ‪:‬‬
‫يطير فضاضا بينها كل قونس ويتبعها منهم فراش الحواجب‬
‫والفراش أيضا ‪ :‬البقية من الماء تبقى في الغدر ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬ما‬
‫بقي في الغدير إل فراشة ‪ ،‬إذا كان الذي بقي فيه القليل من الماء‬
‫‪ ،‬ومنه قول ذي الرمة ‪ :‬وأبصرن أن القنع صارت نطافه فراشا ‪،‬‬
‫وأن البقل ذاو ويابس وأما قوله صلى الله عليه وسلم في حديث‬
‫أسماء ابنة يزيد ‪ " :‬أيها الناس ‪ ،‬ما يحملكم على أن تتايعوا في‬
‫الكذب كما يتتايع الفراش في النار " ‪ ،‬فإن التتايع شبيه المعنى‬
‫بالتهافت ‪ ،‬ثم تستعمله العرب في التسرع أحيانا ‪ ،‬وفى اللجاج‬
‫أحيانا ‪ ،‬وأحيانا في متابعة الشيء بعضه في إثر بعض ‪ ،‬ولذلك تأول‬
‫الشيباني قول رؤبة ‪ :‬فأيها الغاشي القذاف التيعا إن كنت لله‬
‫التقي الطوعا فليس وجه الحق أن تبدعا أنه عنى بالتيع الذي يتبع‬
‫بعضه بعضا ‪ ،‬وتأول أبو عبيدة معمر بن المثنى قول النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬لول أن يتتايع فيه الغيران والسكران " ‪ ،‬أنه‬
‫بمعنى اللجاج ‪ ،‬وتأوله آخرون أنه بمعنى التسرع ‪ .‬وكل ذلك قريب‬
‫المعنى ‪ ،‬بعضه من بعض ‪ ،‬لن المتسرع إلى المر غير متثبت فيه ‪،‬‬
‫كالذي يلج فيه فل ينزع في حال ينبغي له النزوع عنه فيها ‪ ،‬وإذا لج‬
‫فيه تابع المر الذي هو فيه بعضه إثر بعض ‪ .‬وأما قول شهر بن‬
‫حوشب ‪ :‬فأتاهم بعتود ‪ ،‬فإن العتود الجذع من أولد المعز ‪ ،‬ومنه‬
‫الخبر الذي رواه البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫لما قال لبي بردة بن نيار ‪ " :‬عد لضحية أخرى " ‪ ,‬قال ‪ :‬يا رسول‬
‫الله عندي عتود جذع هي خير منها ‪ ،‬تجمع عتدانا ‪ ،‬وعتدا ‪ ،‬ومن‬
‫جمعه على عتدان قول الخطل واذكر غدانة عتدانا مزنمة من‬
‫الحبلق تبنى حولها الصير ويروى ‪ :‬واذكر غدانة عدانا مزنمة بإدغام‬
‫التاء في الدال ‪ .‬وأما قول إبراهيم النخعي ‪ :‬كان لهم كلم يتكلمون‬
‫به إذا خشوا ‪ ،‬يدرءون به عن أنفسهم ‪ ،‬فإنه عنى بقوله ‪ :‬يدرءون‬
‫عن أنفسهم ‪ ،‬يدفعون به عنها إذا خافوا عليها مكروها ممن ل‬
‫طاقة لهم به ‪ ،‬ومنه قول الله تعالى ذكره ‪ :‬قل فادرءوا عن‬
‫أنفسكم الموت إن كنتم صادقين يعني بقوله جل جلله ‪ :‬فادرءوا ‪،‬‬
‫فادفعوا ‪ .‬ومنه قول الشاعر ‪ :‬أقول إذا درأت لها وضيني أهذا دينه‬
‫أبدا وديني ؟ ويروى ‪ :‬تقول إذا درأت وأما قول عمر ‪ :‬إن في‬
‫المعاريض لمندوحة عن الكذب ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ :‬لمندوحة ‪:‬‬
‫لسعة ‪ ،‬يقال ‪ :‬قد اندح بطن فلن واندحى ‪ ،‬ويعني به ‪ :‬استرخى‬
‫واتسع ‪ ،‬ومنه قول الراجز ‪ :‬أنعتها إني من نعاتها مندوحة البطون‬
‫وادقاتها ويقال ‪ :‬لي عن هذا المر مندوحة ‪ ،‬ومنادح ‪ ،‬يعني به ‪:‬‬
‫سعة ‪ ،‬كما قال الطرماح ‪ :‬ولي في ممضات الهجاء عن الخنا‬
‫منادح في جور من القول ‪ ،‬أو قصد يعني بقوله ‪ :‬منادح ‪ ،‬سعة ‪،‬‬
‫ويقال ‪ :‬قد انتدحت الغنم في مرابضها ‪ ،‬إذا تبددت واتسعت من‬
‫البطنة ‪ .‬ولي عن هذا المر مندوحة ‪ ،‬ومنتدح ‪ ،‬والمنتدح ‪ ،‬المكان‬
‫الواسع ‪ ،‬وهو الندح ‪ ،‬وجمعه أنداح‬

‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ة الل ّهِ عَل َ‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫با‬ ‫خ‬ ‫خر من أ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي رحمة الله عليه ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم‬

‫ن‪#‬‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ة الل ّهِ عَل َ‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫با‬ ‫خ‬ ‫خر من أ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬

‫مط َي ّ ِ‬
‫ب"*‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫حًبا ِبالط ّي ّ ِ‬
‫مْر َ‬ ‫" ائ ْذ َُنوا ل َ ُ‬
‫ه‪َ ،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1504‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫سفيان ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن هانئ بن هانئ ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫جاء عمار يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‪ " :‬ائذنوا‬
‫له ‪ ،‬مرحبا بالطيب المطيب " *‬

‫مط َي ّ ِ‬
‫ب"*‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫حًبا ‪ ،‬ائ ْذ َُنوا ِللط ّي ّ ِ‬
‫مْر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1505‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن يمان ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن‬
‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن هانئ بن هانئ ‪ ،‬أراه عن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬استأذن‬
‫عمار على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‪ " :‬مرحبا ‪ ،‬ائذنوا‬
‫للطيب المطيب " *‬

‫ن لَ ُ‬
‫ه"*‬ ‫مط َي ّ ُ‬
‫ب ائ ْذ َ ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫" الط ّي ّ ُ‬

‫‪ 1506‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن هانئ بن هانئ ‪ ،‬عن‬
‫علي ‪ ،‬أن عمارا ‪ ،‬استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‪:‬‬
‫" الطيب المطيب ائذن له " *‬

‫حًبا‬
‫مْر َ‬ ‫ل َقا َ‬
‫ل‪َ ":‬‬ ‫خ َ‬ ‫ه " ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما د َ َ‬ ‫" ائ ْذ َُنوا ل َ ُ‬

‫‪ 1507‬وحدثنا الحسن بن خلف الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا إسحاق ‪،‬‬


‫عن شريك ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن هانئ بن هانئ ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬استأذن عمار بن ياسر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‪" :‬‬
‫ائذنوا له " ‪ ،‬فلما دخل قال ‪ " :‬مرحبا بالطيب المطيب " " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬أحدها ‪:‬‬
‫أنه خبر ل يعرف له مخرج عن علي ‪ ,‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم إل من هذا الوجه ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب‬
‫التثبت فيه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أنه خبر قد حدث به عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن‬
‫هانئ ‪ ،‬عن علي غير من ذكرنا ‪ ،‬فوقف به على علي ‪ ،‬ولم يرفعه‬
‫إلى النبي صلى الله عليه وسلم ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أنه قد حدث به عن‬
‫سفيان ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ,‬يحيى بن يمان فجعله بالشك ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫عن هانئ بن هانئ ‪ ،‬أراه عن علي ‪ .‬والرابعة ‪ :‬أن أبا إسحاق‬
‫عندهم مدلس ‪ ،‬ول يحتج عندهم من خبر المدلس بما لم يقل فيه ‪:‬‬
‫حدثنا ‪ ،‬وسمعت ‪ ،‬وما أشبه ذلك ‪ .‬والخامسة أن هانئ بن هانئ‬
‫عندهم مجهول ‪ ،‬ول تثبت الحجة في الدين إل بنقل العدول‬
‫المعروفين بالعدالة ‪.‬‬

‫ن ك ََلم ِ عَل ِ ّ‬
‫ي‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ال ْك ََل َ‬
‫م ِ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر فَ َ‬
‫جع َ َ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى هذا الخبر فجعل هذا الكلم من كلم علي ولم يرفعه‬
‫إلى النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ن ك ََلم ِ عَل ِ ّ‬
‫ي‪#‬‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ال ْك ََل َ‬
‫م ِ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر فَ َ‬
‫جع َ َ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫شه ِ " *‬
‫شا ِ‬ ‫ماًنا إ َِلى ُ‬
‫م َ‬ ‫ئ ِإي َ‬
‫مل ِ َ‬
‫ماًرا ُ‬
‫ن عَ ّ‬
‫" إِ ّ‬

‫‪ 1508‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثام ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن هانئ بن هانئ ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا عند علي ‪ ،‬فدخل عليه‬
‫عمار بن ياسر فقال ‪ :‬مرحبا بالطيب المطيب ‪ ،‬سمعت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن عمارا ملئ إيمانا إلى مشاشه "‬
‫*‬

‫ن الل ّهِ عَل َي ْهِ ‪ ،‬عَ ْ‬


‫ن‬ ‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي رضوان الله عليه ‪ ،‬عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‬

‫ن الل ّهِ عَل َي ْهِ ‪ ،‬عَ ْ‬


‫ن‪#‬‬ ‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ِذي‬ ‫ت ال ْغَب َْراءُ ‪ِ ،‬‬
‫م ْ‬ ‫ضَراءُ ‪ ،‬وََل أقَل ّ ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫ما أظ َل ّ ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 1509‬حدثني جعفر ابن ابنة إسحاق بن يوسف الزرق ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا جدي إسحاق بن يوسف قال ‪ :‬حدثنا شريك ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫سليمان بن مهران ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت شقيق بن سلمة ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫سمعت حلما الغفاري ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت علي بن أبي طالب يقول ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما أظلت الخضراء ‪ ،‬ول‬
‫أقلت الغبراء ‪ ،‬من ذي لهجة أصدق من أبي ذر " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر هذا الخبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪:‬‬
‫أنه خبر ل يعرف له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخرج‬
‫يصح إل من هذا الوجه ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب‬
‫التثبت فيه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أن حلما الغفاري عندهم مجهول غير‬
‫معروف في نقلة الثار ‪ ،‬ول يجوز الحتجاج بمجهول في الدين ‪.‬‬
‫والثالثة ‪ :‬أن شريكا عندهم كثير الغلط ‪ ،‬ومن كان كذلك كان‬
‫الواجب التوقف في خبره ‪ .‬وقد وافق عليا رحمة الله عليه في‬
‫رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره من‬
‫أصحابه ‪ ,‬نذكر ما صح عندنا سنده مما حضرنا ذكره من ذلك‬

‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ‪#‬‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫ن ِذي ل َهْ َ‬
‫ج ٍ‬ ‫ت ال ْغَب َْراءُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ضَراءُ ‪ ،‬وََل أقَل ّ ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫ما أظ َل ّ ِ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1510‬حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن‬


‫أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن عثمان أبي اليقظان ‪ ،‬عن أبي‬
‫حرب بن أبي السود الدؤلي ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬ما أظلت‬
‫الخضراء ‪ ،‬ول أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ِذي‬ ‫ت ال ْغَب َْراءُ ‪ِ ،‬‬
‫م ْ‬ ‫ضَراءُ ‪ ،‬وََل أقَل ّ ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫ما أظ َل ّ ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 1511‬وحدثني أبو شرحبيل الحمصي بن أخي أبي اليمان ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد‬
‫الحميد بن بهرام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني شهر بن حوشب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬
‫عبد الرحمن بن غنم ‪ ،‬أنه زار أبا الدرداء بحمص ‪ ،‬فمكث عنده‬
‫ليالي ‪ ،‬فأمر بحماره فأوكف له ‪ ،‬فقال أبو الدرداء ‪ :‬ل أراني إل‬
‫مشيعك ‪ .‬فأمر بحماره فأسرج ‪ ،‬فسارا جميعا على حماريهما ‪،‬‬
‫فلقيا رجل شهد الجمعة بالمس عند معاوية بالجابية ‪ ،‬فعرفهما‬
‫الرجل ولم يعرفاه ‪ ،‬فأخبرهما خبر الناس ‪ .‬ثم إن الرجل قال ‪:‬‬
‫وخبر آخر كرهت أن أخبركماه ‪ ،‬أراكما تكرهانه فقال أبو الدرداء ‪:‬‬
‫فلعل أبا ذر نفي قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪ :‬فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه‬
‫قريبا من عشر مرار ‪ ،‬ثم قال أبو الدرداء ‪ :‬ارتقبهم واصطبر كما‬
‫قيل لصحاب الناقة ‪ ،‬اللهم إن كذبوا أبا ذر فإني ل أكذبه ‪ ،‬اللهم‬
‫وإن اتهموه فإني ل أتهمه ‪ ،‬اللهم وإن استغشوه فإني ل أستغشه ‪،‬‬
‫فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتمنه حين ل يتمن‬
‫أحدا ‪ ،‬ويسر إليه حين ل يسر إلى أحد ‪ ،‬أما والذي نفس أبي‬
‫الدرداء بيده ‪ ،‬لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته ‪ ،‬بعد الذي‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ ,‬سمعت رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬ما أظلت الخضراء ‪ ،‬ول أقلت‬
‫الغبراء ‪ ،‬من ذي لهجة أصدق من أبي ذر " *‬

‫شرٍ ي َُقو ُ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ضَراءُ ل ِب َ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫ل ال ْغَب َْراءُ ‪ ،‬وََل ت ُظ ِ ّ‬
‫م ُ‬
‫ح ِ‬
‫ما ت َ ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1512‬وحدثني أبو شرحبيل الحمصي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو اليمان ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي مريم ‪ ،‬عن حبيب بن عبيد ‪ ،‬عن غضيف‬
‫بن الحارث ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو الدرداء وذكرت له أبا ذر ‪ :‬والله إن كان‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدنيه دوننا إذا حضر ‪ ،‬ويتفقده‬
‫إذا غاب ‪ ،‬ولقد علمت أنه قال ‪ " :‬ما تحمل الغبراء ‪ ،‬ول تظل‬
‫الخضراء لبشر يقول ‪ ،‬أصدق لهجة من أبي ذر " *‬

‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ن الل ّهِ عَل َ‬ ‫وا‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫با‬ ‫خ‬ ‫خر من أ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي رضوان الله عليه ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم وعلى آله‬

‫ن‪#‬‬ ‫َ‬ ‫وا ُ ّ‬


‫ن اللهِ عَلي ْهِ ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ة‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫م ِ‬ ‫ن ي َوْ َ‬
‫ميَزا ِ‬ ‫م ؟ فَل َهُوَ أ َث َْق ُ‬
‫ل ِفي ك ِّفةِ ال ْ ِ‬ ‫حك ُك ُ ْ‬
‫ض ِ‬
‫ما ي ُ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1513‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن أم‬
‫موسى ‪ ،‬قالت ‪ :‬ذكر عبد الله بن مسعود عند علي ‪ ،‬فذكر من‬
‫فضله فقال ‪ :‬إنه ارتقى مرة شجرة أراك يجتني لصحابه قال ‪:‬‬
‫رئيته قال ‪ :‬بريرا ‪ ،‬فضحك أصحابه من دقة ساقه ‪ ،‬فقال النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما يضحككم ؟ فلهو أثقل في كفة‬
‫الميزان يوم القيامة من أحد " *‬

‫م‬
‫ن ي َوْ َ‬
‫ميَزا ِ‬ ‫ل عَب ْدِ الل ّهِ أ َث َْق ُ‬
‫ل ِفي ال ْ ِ‬ ‫ن ؟ ل َرِ ْ‬
‫ج ُ‬ ‫ح ُ‬
‫كو َ‬ ‫ض َ‬
‫ما ت َ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1514‬وحدثني عبيد بن إسماعيل الهباري ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا محمد بن فضيل ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن أم موسى ‪ ،‬قالت ‪:‬‬
‫سمعت عليا ‪ ،‬يقول ‪ :‬أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن‬
‫مسعود أن يصعد شجرة ‪ ،‬وأن يأتيه منها بشيء ‪ ،‬فنظر أصحابه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫إلى ساق عبد الله حين صعد الشجرة ‪ ،‬فضحكوا من حموشة‬
‫ساقيه ‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما تضحكون ؟ لرجل‬
‫عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪:‬‬
‫أنه خبر ل يعرف له مخرج عن علي رحمة الله عليه عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم يصح ‪ ،‬إل من هذا الوجه ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به‬
‫عندهم منفرد وجب التثبت فيه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أن أم موسى ل تعرف‬
‫في نقلة العلم ‪ ،‬ول يعلم راو روى عنها غير مغيرة ‪ ،‬ول يثبت‬
‫بمجهول من الرجال في الدين حجة ‪ ،‬فكيف مجهولة من‬
‫النساء ؟ ‪ .‬وقد وافق عليا رضوان الله عليه في رواية هذا الخبر‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه غيره ‪.‬‬

‫ك ذِك ُْرهُ‬
‫ن ذ َل ِ َ‬
‫م ْ‬
‫ضَرَنا ِ‬
‫ح َ‬
‫ما َ‬
‫م ّ‬
‫سن َد ُهُ ِ‬
‫عن ْد ََنا َ‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ذكر ما صح عندنا سنده مما حضرنا من ذلك ذكره‬

‫ك ذِك ُْرهُ ‪#‬‬


‫ن ذ َل ِ َ‬
‫م ْ‬
‫ضَرَنا ِ‬
‫ح َ‬
‫ما َ‬
‫م ّ‬
‫سن َد ُهُ ِ‬
‫عن ْد ََنا َ‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ة‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫م ِ‬ ‫ن ي َوْ َ‬
‫ميَزا ِ‬ ‫ما أ َث َْق ُ‬
‫ل ِفي ال ْ ِ‬ ‫سي ب ِي َدِهِ ‪ ،‬ل َهُ َ‬ ‫" َوال ّ ِ‬
‫ذي ن َْف ِ‬

‫‪ 1515‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سهل بن حماد أبو عتاب‬


‫الدلل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاوية بن قرة ‪ ،‬عن أبيه‬
‫قال ‪ :‬كان ابن مسعود على شجرة يجتني لهم منها ‪ ،‬فهبت ريح ‪،‬‬
‫فكشفت لهم عن ساقيه ‪ ،‬فضحكوا من دقة ساقيه ‪ ،‬فقال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬لهما أثقل في‬
‫الميزان يوم القيامة من أحد " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب والذي فيها من‬


‫قول علي رحمة الله عليه مخبرا عن عبد الله ‪ :‬أنه ارتقى مرة‬
‫شجرة أراك يجتني لصحابه قال ‪ :‬رئيته قال ‪ :‬بريرا ‪ ،‬يعني‬
‫بالبرير ‪ :‬ثمر الراك ‪ ،‬غضا كان أو مدركا ‪ ،‬فأما الغض منه فإنه‬
‫يدعى كباثا ‪ ،‬وإياه عنى العشى بقوله ‪ :‬ظبية من ظباء وجرة أدماء‬
‫تسف الكباث تحت الهدال واحدتها كباثة ‪ .‬وأما المدرك منه فإنه‬
‫يدعى مردا ‪ ،‬وإياه عنى العشى أيضا بقوله ‪ :‬تنفض المرد والكباث‬
‫بحمل ج لطيف في جانبيه انفراق وأما قوله ‪ :‬فضحكوا من حموشة‬
‫ساقيه ‪ ،‬فإنه عنى بقوله ‪ :‬من حموشة ساقيه ‪ ،‬من دقة ساقيه ‪,‬‬
‫يقال للرجل إذا وصف بذلك ‪ :‬هو حمش الساق ‪ ،‬وساق حمش ‪،‬‬
‫وسيقان حماش ‪ ،‬فأشبه قول الطرماح بن حكيم ‪ :‬إذا صاح لم‬
‫يخذل ‪ ،‬وجاوب صوته حماش الشوى يصدحن من كل مصدح يعني‬
‫بقوله ‪ :‬حماش الشوى ‪ ،‬دقاق السيقان والطراف‬

‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬


‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫سى ‪ ،‬عَ ْ‬
‫مو َ‬
‫م ُ‬
‫خَبارِ أ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار أم موسى ‪ ،‬عن علي رضوان الله عليه ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله‬

‫ن‪#‬‬ ‫ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬


‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫سى ‪ ،‬عَ ْ‬
‫مو َ‬
‫م ُ‬
‫خَبارِ أ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫َ‬
‫مان ُك ُ ْ‬
‫م"‬ ‫مل َك َ ْ‬
‫ت أي ْ َ‬ ‫ما َ‬
‫ما َ‬ ‫صَلةَ ‪ ،‬ات ُّقوا الل ّ َ‬
‫ه ِفي َ‬ ‫صَلةَ ال ّ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 1516‬حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬


‫فضيل ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن أم موسى ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬كان آخر‬
‫كلم النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الصلة الصلة ‪ ،‬اتقوا الله فيما‬
‫ما ملكت أيمانكم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر والقول في ذلك نحو القول في الذي‬


‫قبله ‪ .‬وقد وافق عليا رحمة الله عليه في رواية هذا الخبر عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه ‪ ،‬نذكر ما‬
‫صح عندنا مما حضرنا من ذلك سنده ‪.‬‬

‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ‪#‬‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬
‫َ‬
‫جع َ َ‬
‫ل‬ ‫حّتى َ‬ ‫مان ُك ُ ْ‬
‫م"‪َ ،‬‬ ‫مل َك َ ْ‬
‫ت أي ْ َ‬ ‫صَلةَ ‪ ،‬وَ َ‬
‫ما َ‬ ‫صَلةَ ال ّ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 1517‬ذكر ذلك ‪ ,‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أسد ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا أبو عوانة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن سفينة ‪ ،‬مولى أم سلمة ‪ ،‬عن‬
‫أم سلمة ‪ ،‬قالت ‪ :‬كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬الصلة الصلة ‪ ،‬وما ملكت أيمانكم " ‪ ،‬حتى جعل‬
‫يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه *‬

‫م ‪َ ،‬واك ْ ُ‬
‫سوا‬ ‫طون َهُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬أَ ْ‬
‫شب ُِعوا ب ُ ُ‬ ‫مان ُك ُ ْ‬
‫َ‬
‫مل َك َ ْ‬
‫ت أي ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه الل ّ َ‬
‫ه ِفي َ‬ ‫" الل ّ َ‬

‫‪ 1518‬وحدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي‬


‫مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ابن زحر ‪ ،‬عن‬
‫علي ‪ ،‬عن القاسم ‪ ،‬عن أبي أمامة ‪ ،‬عن كعب بن مالك ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫عهدي بنبيكم صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بخمس ليال ‪،‬‬
‫فسمعته يقول ‪ " :‬الله الله فيما ملكت أيمانكم ‪ ،‬أشبعوا بطونهم ‪،‬‬
‫واكسوا ظهورهم ‪ ،‬وألينوا القول لهم " *‬

‫ُ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫ن الل ّهِ‬
‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫سى عَ ْ‬
‫مو َ‬
‫م ُ‬
‫خَبارِ أ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر خبر آخر من أخبار أم موسى عن علي رضوان الله عليه عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ن الل ّهِ ‪#‬‬ ‫ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬


‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫سى عَ ْ‬
‫مو َ‬
‫م ُ‬
‫خَبارِ أ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ه عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ح الن ّب ِ ّ‬
‫س َ‬ ‫من ْذ ُ َ‬
‫م َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ت وََل ُ‬
‫صد ّعْ ُ‬ ‫مد ْ ُ‬
‫ما َر ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 1519‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن أم‬
‫موسى أم ولد الحسن بن علي ‪ ،‬وكانت أم امرأة المغيرة بن‬
‫مقسم قالت ‪ :‬سمعت عليا ‪ ،‬يقول ‪ " :‬ما رمدت ول صدعت منذ‬
‫مسح النبي صلى الله عليه وسلم وجهي ‪ ،‬وتفل في عيني يوم‬
‫خيبر ‪ ،‬حين أعطاني الراية " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر والقول في علل هذا الخبر نظير القول‬
‫في علل الذي قبله ‪ ،‬وقد مضى قبل ذكر نظائر هذا الخبر ‪ ،‬فكرهنا‬
‫إعادته ‪.‬‬

‫ة‬
‫م ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ح َ‬
‫ي َر ْ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫سى ‪ ،‬عَ ْ‬
‫مو َ‬
‫م ُ‬
‫خَبارِ أ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار أم موسى ‪ ،‬عن علي رحمة الله عليه ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ة‪#‬‬
‫م ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ح َ‬
‫ي َر ْ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫سى ‪ ،‬عَ ْ‬
‫مو َ‬
‫م ُ‬
‫خَبارِ أ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ن ال ْعَ ّ‬
‫وام ِ "‬ ‫وارِيّ الّزب َي ُْر ب ْ ُ‬
‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫وارِيّ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬
‫ح َ‬
‫ي َ‬ ‫" ل ِك ُ ّ‬
‫ل ن َب ِ ّ‬

‫‪ 1520‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن أم‬
‫موسى ‪ ،‬قالت ‪ :‬استأذن قاتل الزبير على علي ‪ ،‬فقال ‪ :‬ليدخل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫النار سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬لكل نبي‬
‫حواري ‪ ،‬وإن حواري الزبير بن العوام " والقول في علل هذا الخبر‬
‫نظير القول في علل الذي قبله ‪ ،‬وقد مضى أيضا ذكر من وافق‬
‫عليا في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫وبياننا ما فيه من الغريب *‬

‫ي‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫م ُ ّ‬
‫ة اللهِ عَلي ْهِ عَ ِ‬ ‫ح َ‬
‫ي َر ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي رحمة الله عليه عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم وعلى آله‬

‫ي‪#‬‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫م ُ ّ‬
‫ة اللهِ عَلي ْهِ عَ ِ‬ ‫ح َ‬
‫ي َر ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ح ل ِغَي ْرِ الل ّهِ ‪ ،‬ل َعَ َ‬
‫ن ذ َب َ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫" ل َعَ َ‬

‫‪ 1521‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي‬


‫مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني العلء بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي ‪ ،‬عن هانئ ‪ ،‬مولى علي بن أبي‬
‫طالب ‪ ،‬عن علي بن أبي طالب ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬لعن الله من ذبح لغير الله ‪ ،‬لعن الله من تولى غير‬
‫مواليه ‪ ،‬لعن الله من غير منار الرض ‪ ،‬لعن الله من عق والديه "‬
‫*‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪:‬‬
‫أنه خبر ل يعرف له مخرج يصح عن علي ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم إل من هذا الوجه ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد‬
‫وجب التثبت فيه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أن هانئا مولى علي غير معروف في‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أهل النقل ‪ ،‬فل يجوز الحتجاج بنقله في الدين ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أن العلء‬
‫بن عبد الرحمن عندهم غير جائز الحتجاج بنقله لتفرده بالرواية‬
‫عن أبيه من الخبار بما ل يشاركه فيه غيره ‪ .‬وقد وافق عليا رحمة‬
‫الله عليه في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم جماعة من أصحابه ‪ ،‬غير أن بعضهم يروي ذلك بنحو اللفظ‬
‫والمعنى الذي رواه ‪ ،‬وأن بعضهم يروي بعض ذلك بخلف اللفظ‬
‫الذي روي عنه ‪ ،‬وإن وافقه في معناه ‪ ،‬نذكر ما حضرنا من ذلك‬
‫ذكره ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله ‪.‬‬

‫ل‬
‫سو ِ‬ ‫ة الل ّهِ عَل َي ْهِ ِفي رَِواي َت ِهِ عَ ْ‬
‫ن َر ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ن َوافَقَ عَل ِّيا َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافق عليا رحمة الله عليه في روايته عن رسول الله‬


‫صلى الله عليه وسلم فيمن غير تخوم الرض ‪ ،‬أو منارها ‪ ،‬أو أخذ‬
‫منها شيئا بغير حق‬

‫ل‪#‬‬
‫سو ِ‬ ‫ة الل ّهِ عَل َي ْهِ ِفي رَِواي َت ِهِ عَ ْ‬
‫ن َر ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ن َوافَقَ عَل ِّيا َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫خوم اْل َ‬
‫ض"*‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ن غَي َّر ت ُ ُ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫" ل َعَ َ‬

‫‪ 1522‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سليمان بن بلل ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عمرو بن أبي عمرو ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬لعن الله من غير تخوم الرض " *‬

‫" َل تزدادن في تخوم اْل َرض ‪ ،‬فَإن َ ْ‬


‫ة‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫م ِ‬ ‫ك ت َأِتي ي َوْ َ‬‫ِّ‬ ‫ُ ُ ِ ْ ِ‬ ‫َْ َ َ ّ ِ‬

‫‪ 1523‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يونس بن بكير ‪ ،‬عن يزيد بن‬
‫سنان أبي فروة الرهاوي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو يحيى الكلعي ‪ ،‬عن‬
‫جبير بن نفير ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على أميمة مولة رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم فقلت ‪ :‬حدثيني بشيء سمعته من رسول الله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ .‬فقالت ‪ :‬سمعته يقول لرجل ‪ " :‬ل تزدادن‬
‫في تخوم الرض ‪ ،‬فإنك تأتي يوم القيامة على عنقك مقدار سبع‬
‫أرضين " *‬

‫من اْل َ‬ ‫" من أ َ‬


‫سب ِْع‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ه ي ُط َوّقُ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ض ظ ُل ْ ً‬
‫ما فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫را‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫ش‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫خ‬‫َ‬ ‫َ ْ‬

‫‪ 1524‬وحدثني محمد بن عبيد المحاربي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا علي بن‬


‫هاشم بن البريد ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫زيد بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من‬
‫أخذ شبرا من الرض ظلما فإنه يطوقه من سبع أرضين " *‬

‫َْ‬
‫ة‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫م ِ‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫ه ي َوْ َ‬ ‫ما ط َوّقَ ُ‬
‫ض ظ ُل ْ ً‬
‫ن الْر ِ‬
‫م َ‬ ‫ن اقْت َط َعَ ِ‬
‫شب ًْرا ِ‬ ‫م ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 1525‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثمان بن عمر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن الحارث بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أبي سلمة‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬كان بين سعيد بن زيد وبين ابنت أروى خصومة ‪ ،‬فقال‬
‫مروان ‪ :‬أصلحوا بين هذين ‪ .‬فقلنا له في ذلك ‪ :‬أنصف هذه‬
‫المرأة ‪ ،‬فقال ‪ :‬أتروني انتقصتها من حقها شيئا ‪ ،‬وقد سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من اقتطع شبرا من‬
‫الرض ظلما طوقه الله يوم القيامة من سبع أرضين " ؟ *‬

‫من اْل َ‬ ‫" من أ َ‬


‫سب ِْع‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫حّقهِ ط ُوّقَ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫شب ًْرا ب ِغَي ْرِ َ‬
‫ض ِ‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫خ‬‫َ‬ ‫َ ْ‬

‫‪ 1526‬وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا أسد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن‬
‫الحارث بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن مروان ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫اذهبوا فأصلحوا بين هذين يعني سعيد بن زيد وأروى فقال سعيد‬
‫بن زيد ‪ :‬أترونني أخذت من حقها شيئا ؟ فأشهد على رسول الله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صلى الله عليه وسلم لسمعته يقول ‪ " :‬من أخذ من الرض شبرا‬
‫بغير حقه طوقه من سبع أرضين " *‬

‫من اْل َ‬ ‫" من أ َ‬


‫ة‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫م ِ‬ ‫حّقهِ ط ُوّقَ ُ‬
‫ه ي َوْ َ‬ ‫ض ب ِغَي ْرِ َ‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫را‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫ش‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫خ‬‫َ‬ ‫َ ْ‬

‫‪ 1527‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬قال عمرو بن الحارث ‪ :‬حدثني بكير بن الشج ‪ ،‬أن أبا‬
‫إسحاق ‪ ،‬مولى بني هاشم حدثه أن علي بن الحسين الكبر وأبا‬
‫سلمة بن عبد الرحمن اختصما عند حجرة عائشة ‪ ،‬فأرسلت‬
‫إليهما ‪ :‬انظرا ما تقولن وما تختصمان فيه ‪ ،‬فإن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من أخذ شبرا من الرض بغير حقه طوقه‬
‫يوم القيامة " حدثني يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرني عمرو بن الحارث ‪ ،‬عن بكير بن الشج ‪ ،‬عن غير واحد ‪،‬‬
‫وأخبرني ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن الحارث بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أبي‬
‫سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬وأخبرني يونس ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن أبي بكر بن‬
‫حزم ‪ ،‬في أروى ابنة أويس مثل ذلك *‬

‫َْ‬
‫سب ِْع‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ه ي ُط َوّقُ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫شب ًْرا ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫ض ِ‬
‫ن الْر ِ‬
‫م َ‬ ‫ن ظ َل َ َ‬
‫م ِ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1528‬حدثني يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني مالك‬


‫‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن طلحة بن عبد الله بن عوف ‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن عمرو بن سهيل ‪ ،‬عن سعيد بن زيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من ظلم من الرض‬
‫شبرا ‪ ،‬فإنه يطوقه من سبع أرضين " *‬

‫َ‬ ‫من اْل َ‬


‫ن‪،‬‬
‫ضي َ‬
‫سب ِْع أَر ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ض ط ُوّقَ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫شي ًْئا ِ َ‬ ‫ن ظ َل َ َ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1529‬وحدثني يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا سفيان ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن‬


‫طلحة بن عبد الله بن عوف ‪ ،‬عن سعيد بن زيد بن عمرو بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫نفيل ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من ظلم شيئا من‬
‫الرض طوقه من سبع أرضين ‪ ،‬ومن قتل دون ماله فهو شهيد " *‬

‫َ‬ ‫من اْل َ‬


‫ن‬
‫ضي َ‬
‫سب ِْع أَر ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ه ي ُط َوّقُ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫شي ًْئا فَإ ِن ّ ُ‬
‫ض َ‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ن ظ َل َ َ‬
‫م ِ َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1530‬حدثني أحمد بن الفرج الحمصي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بقية بن‬


‫الوليد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الزبيدي ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن طلحة بن عبد‬
‫الله بن عوف ‪ ،‬أن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل ‪ ،‬أخبره أن‬
‫سعيد بن زيد قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‬
‫‪ " :‬من ظلم من الرض شيئا فإنه يطوقه من سبع أرضين " *‬

‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ن أَ َ‬
‫ن"‬
‫ضي َ‬
‫سب ِْع أَر ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ض ط ُوّقَ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ن الْر ِ‬
‫م َ‬ ‫خذ َ ِ‬
‫شب ًْرا ِ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1531‬وحدثني ابن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثمان بن عمر ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن الحارث ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال لنا مروان ‪ :‬اذهبوا فأصلحوا بين هذين لسعيد بن زيد ‪ ،‬وأروى‬
‫ابنة أويس فقلنا له ‪ :‬ما تريد إلى هذا ؟ فقال ‪ :‬أتروني أخذت من‬
‫حقها شيئا ‪ ،‬وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" من أخذ شبرا من الرض طوقه من سبع أرضين " *‬

‫َْ‬
‫م‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫ه إ ِّياهُ ي َوْ َ‬ ‫ما ط َوّقَ ُ‬
‫ض ظ ُل ْ ً‬
‫ن الْر ِ‬
‫م َ‬
‫شب ًْرا ِ‬
‫ص ِ‬
‫ن ان ْت ََق َ‬
‫م ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 1532‬وحدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي مريم‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني العلء بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني العباس بن سهل بن سعد ‪ ،‬أنه سمع سعيد‬
‫بن زيد بن عمرو بن نفيل ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬من انتقص شبرا من الرض ظلما طوقه الله‬
‫إياه يوم القيامة من سبع أرضين " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َْ‬
‫ه الل ّ ُ‬
‫ه إ ِّياهُ‬ ‫حّقهِ ط َوّقَ ُ‬
‫ض ب ِغَي ْرِ َ‬
‫ن الْر ِ‬
‫م َ‬ ‫ن اقْت َط َعَ ِ‬
‫شب ًْرا ِ‬ ‫م ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 1533‬حدثني عمران بن بكار الكلعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن‬


‫صالح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان بن بلل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا العلء بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬عن عباس بن سهل بن سعد ‪ ،‬أنه سمع سعيد بن زيد بن‬
‫عمرو بن نفيل ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬من اقتطع شبرا من الرض بغير حقه طوقه الله إياه من‬
‫سبع أرضين " *‬

‫َْ‬
‫سب ِْع‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مة ِ ِ‬ ‫ض ط ُوّقَ ُ‬
‫ه ي َوْ َ‬ ‫ن الْر ِ‬
‫م َ‬
‫شب ًْرا ِ‬ ‫ن ظ َل َ َ‬
‫م ِ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1534‬وحدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬أن‬
‫مروان ‪ ،‬أرسل إلى سعيد بن زيد ناسا يكلمونه في شأن أروى ابنة‬
‫أويس ‪ ،‬وخاصمته في شيء ‪ ،‬فقال ‪ :‬ترونني ظلمتها وقد سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من ظلم شبرا من‬
‫الرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين " اللهم إن كانت كاذبة‬
‫فل تمتها حتى تعمي بصرها ‪ ،‬وتجعل قبرها في بئرها ‪ ،‬فوالله ما‬
‫ماتت حتى ذهب بصرها ‪ ،‬وخرجت تمشي في دارها ‪ ،‬وهي حذرة ‪،‬‬
‫فوقعت في بئرها فماتت ‪ ،‬فكانت قبرها " *‬

‫ن‬ ‫ب‬ ‫د‬‫عي‬


‫ِ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫و‬‫ْ‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ني‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ب‬‫صا‬ ‫ل ‪ :‬أَ‬
‫ُ‬ ‫قو‬
‫ُ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫د‬‫ج‬ ‫س ال ْ‬ ‫م‬ ‫ت‬‫مَياءَ ت َل ْ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ها‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫" فَرأ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫‪ 1535‬وحدثني يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬وحدثني‬


‫عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن سعيد‬
‫بن زيد ‪ ،‬بهذا ‪ ،‬قال في الحديث ‪ " :‬فرأيتها عمياء تلتمس الجدر‬
‫وتقول ‪ :‬أصابتني دعوة سعيد بن زيد " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حقّ ‪ ،‬ط ُوّ َ‬
‫ق‬ ‫ن غَي ْرِ َ‬
‫م ْ‬
‫ض ِ‬ ‫َْ‬
‫ن الْر ِ‬
‫م َ‬
‫شب ًْرا ِ‬ ‫ن أَ َ‬
‫خذ َ ِ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1536‬وحدثني العباس بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬عن‬


‫عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬عن سعيد بن زيد بن‬
‫عمرو بن نفيل العدوي ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‬
‫‪ " :‬من أخذ شبرا من الرض من غير حق ‪ ،‬طوق به من سبع‬
‫أرضين يوم القيامة " *‬

‫من اْل َ‬ ‫" من أ َ‬


‫م‬ ‫حّقهِ ‪ ،‬ط ُوّقَ ُ‬
‫ه ي َوْ َ‬ ‫ض ب ِغَي ْرِ َ‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫را‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫ش‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫خ‬‫َ‬ ‫َ ْ‬

‫‪ 1537‬وحدثني إسحاق بن شاهين الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد‬


‫الطحان ‪ ،‬عن سهيل ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من أخذ شبرا من الرض بغير‬
‫حقه ‪ ،‬طوقه يوم القيامة إلى سبع أرضين " *‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫حّقهِ ‪ ،‬ط ُوّقَ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ض ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫َْ‬
‫ن الْر ِ‬
‫م َ‬
‫شب ًْرا ِ‬ ‫ن أَ َ‬
‫خذ َ ِ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1538‬وحدثني ابن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬عن ابن‬
‫عجلن ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬من أخذ شبرا من الرض بغير حقه ‪ ،‬طوقه من‬
‫سبع أرضين " *‬

‫من اْل َ‬ ‫" من أ َ‬


‫ن‬
‫م ْ‬ ‫حّقهِ ‪ ،‬ط ُوّقَ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ض ب ِغَي ْرِ َ‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫را‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫ش‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫خ‬‫َ‬ ‫َ ْ‬

‫‪ 1539‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي‬


‫مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يحيى بن أيوب ‪ ،‬وبكر بن مضر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫ابن عجلن ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬من أخذ شبرا من الرض بغير حقه ‪ ،‬طوقه من‬
‫سبع أرضين " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل ت َُراب ََها إ َِلى‬


‫م َ‬ ‫خذ َ أ َرضا بغَير حّقها ك ُل ّ َ َ‬
‫ن أَ َ‬
‫ح ِ‬
‫ن يَ ْ‬
‫فأ ْ‬ ‫ْ ً ِ ْ ِ َ َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1540‬حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مروان‬


‫بن معاوية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو يعفور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو ثابت ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني يعلى بن مرة الثقفي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت نبي الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬من أخذ أرضا بغير حقها كلف أن يحمل ترابها‬
‫إلى المحشر " *‬

‫ل ت َُراب ََها إ َِلى‬


‫م َ‬ ‫خذ َ أ َرضا بغَير حّقها ك ُل ّ َ َ‬
‫ن أَ َ‬
‫ح ِ‬
‫ن يَ ْ‬
‫فأ ْ‬ ‫ْ ً ِ ْ ِ َ َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1541‬وحدثني محمد بن معمر البحراني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو هشام‬


‫المخزومي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الواحد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو يعفور ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا أبو ثابت ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت يعلى بن مرة الثقفي ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من أخذ أرضا‬
‫بغير حقها كلف أن يحمل ترابها إلى المحشر " *‬

‫َ‬ ‫من اْل َ‬


‫جاَء‬ ‫ض ‪ ،‬أوْ غَل ّ ُ‬
‫ه‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫شب ًْرا ِ َ‬
‫سَرقَ ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1542‬وحدثني هلل بن العلء الرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عبيد الله ‪ ،‬عن زيد ‪ ،‬عن إسماعيل بن أبي خالد ‪ ،‬عن الشعبي ‪،‬‬
‫عن أبي ثابت أيمن ‪ ،‬عن يعلى الثقفي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من سرق شبرا من الرض ‪ ،‬أو غله‬
‫‪ ،‬جاء يحمله يوم القيامة على عنقه إلى أسفل الرض " قال عبيد‬
‫الله ‪ :‬وقد سمعته من إسماعيل *‬

‫َ‬ ‫من اْل َ‬


‫جاَء‬ ‫ض ‪ ،‬أوْ غَل ّ ُ‬
‫ه‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫شب ًْرا ِ َ‬
‫سَرقَ ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1543‬حدثني سعيد بن عمرو السكوني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بقية بن‬
‫الوليد ‪ ،‬عن أبي وهب السدي ‪ ،‬عن زيد بن أبي أنيسة ‪ ،‬وحدثنا‬
‫إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا العلء بن هلل‬
‫الرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن عمرو ‪ ،‬عن زيد بن أبي أنيسة ‪،‬‬
‫عن إسماعيل ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬عن أبي ثابت أيمن ‪ ،‬عن يعلى‬
‫الثقفي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪" :‬‬
‫من سرق شبرا من الرض ‪ ،‬أو غله ‪ ،‬جاء يحمله يوم القيامة على‬
‫عنقه إلى أسفل الرضين " وحدثني سعيد بن عثمان التنوخي ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬حدثنا علي بن معبد ‪ ،‬عن عبيد الله بن عمرو ‪ ،‬عن زيد بن أبي‬
‫أنيسة ‪ ،‬عن إسماعيل ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬عن أبي ثابت أيمن ‪ ،‬عن‬
‫يعلى بن مرة الثقفي ‪ ،‬سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‪,‬‬
‫فذكر مثله *‬

‫ن‬ ‫" أ َيما رجل ظ َل َم شبرا من اْل َرض ‪ ،‬ك َل َّفه الل ّ َ‬
‫هأ ْ‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ ِ ًْ ِ َ‬ ‫ّ َ َ ُ ٍ‬

‫‪ 1544‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حسين بن علي ‪ ،‬عن زائدة ‪،‬‬
‫عن رجل ‪ ،‬ذكره عن أيمن أبي ثابت ‪ ،‬أو ابن أبي ثابت عن يعلى‬
‫بن مرة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪" :‬‬
‫أيما رجل ظلم شبرا من الرض ‪ ،‬كلفه الله أن يحفره حتى يبلغ‬
‫آخر سبع أرضين ‪ ،‬ثم يطوقه يوم القيامة حتى يقضى بين الناس "‬
‫*‬

‫حّقهِ ‪،‬‬
‫ض ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫َْ‬
‫ن الْر ِ‬
‫م َ‬
‫شب ًْرا ِ‬ ‫حدٍ أ َ َ‬
‫خذ َ ِ‬
‫" ما م َ‬
‫نأ َ‬‫َ ِ ْ‬

‫‪ 1545‬وحدثني موسى بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا نعيم بن‬


‫حماد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حاتم بن إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حمزة بن أبي‬
‫محمد ‪ ،‬عن بجاد بن موسى بن سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬عن عامر بن‬
‫سعد ‪ ،‬عن أبيه سعد قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" ما من أحد أخذ شبرا من الرض بغير حقه ‪ ،‬إل طوقه من سبع‬
‫أرضين ‪ ،‬ل يقبل الله منه صرفا ول عدل " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫َْ‬
‫ن"‬
‫ضي َ‬
‫سب ِْع أَر ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ض ط ُوّقَ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ن الْر ِ‬
‫م َ‬
‫شب ًْرا ِ‬ ‫ن ظ َل َ َ‬
‫م ِ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1546‬حدثني محمد بن خلف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يونس بن محمد ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا أبان ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن أبي سلمة بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬أنه دخل على عائشة وهو يخاصم في أرض ‪ ،‬فقالت‬
‫عائشة ‪ :‬يا أبا سلمة ‪ ،‬اجتنب الرض ؛ فإني سمعت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من ظلم شبرا من الرض طوقه‬
‫من سبع أرضين " *‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫مل ُ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ح ِ‬
‫جاَء ب ِهِ ي َ ْ‬
‫شب ًْرا َ‬
‫ن ِ‬
‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬ ‫ق ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن طَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أَ َ‬
‫خذ َ ِ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1547‬حدثني الحسين بن محمد الذارع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬


‫حمران ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عطية الدعاء ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحكم بن الحارث‬
‫السلمي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" من أخذ من طريق المسلمين شبرا جاء به يحمله من سبع‬
‫أرضين " *‬

‫ن‬ ‫ي‬‫جل َ‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫دو‬ ‫ج‬ ‫ت‬ ‫‪،‬‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫عند الل ّه ذراعُ أ َ‬ ‫ل‬ ‫م ال ْغُ ُ‬
‫لو‬ ‫ن أ َعْظ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫" إِ ّ‬

‫‪ 1548‬حدثني محمد بن معمر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫زهير ‪ ،‬عن عبد الله بن محمد ‪ ،‬عن عطاء بن يسار ‪ ،‬عن أبي مالك‬
‫الشجعي ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن أعظم‬
‫الغلول عند الله ذراع أرض ‪ ،‬تجدون الرجلين جارين في الرض ‪ ،‬أو‬
‫في الدار ‪ ،‬فيقتطع أحدهما من صاحبه ذراعا ‪ ،‬فإذا اقتطعه طوقه‬
‫من سبع أرضين يوم القيامة " حدثني أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا أبو حذيفة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زهير بن محمد ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫محمد بن عقيل ‪ ،‬عن عطاء بن يسار ‪ ،‬عن أبي مالك الشجعي ‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬مثله *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل‬
‫سو ِ‬ ‫ة الل ّهِ عَل َي ْهِ ِفي رَِواي َت ِهِ عَ ْ‬
‫ن َر ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ن َوافَقَ عَل ِّيا َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافق عليا رحمة الله عليه في روايته عن رسول الله‬


‫صلى الله عليه وسلم في ذم العاق والديه‬

‫س ‪ ،‬وَقَوْ ُ‬
‫ل‬ ‫ن ‪ ،‬وَقَت ْ ُ‬
‫ل الن ّْف ِ‬ ‫ك ِبالل ّهِ ‪ ،‬وَعُُقوقُ ال ْ َ‬
‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫شْر ُ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 1549‬حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن‬


‫الحارث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر ‪،‬‬
‫عن أنس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكبائر قال ‪" :‬‬
‫الشرك بالله ‪ ،‬وعقوق الوالدين ‪ ،‬وقتل النفس ‪ ،‬وقول الزور " *‬

‫م ب ِأ َك ْب َرِ ال ْك ََبائ ِرِ ؟ " ‪َ ،‬قاُلوا ‪ :‬ب ََلى‬ ‫َ ُ‬


‫" أَل أ َ‬
‫حد ّث ُك ُ ْ‬

‫‪ 1550‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن المفضل ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا الجريري ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫وحدثنا يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن الجريري ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أل أحدثكم بأكبر الكبائر ؟ " ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ " :‬الشراك بالله ‪ ،‬وعقوق الوالدين " ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫وجلس وكان متكئا ‪ ،‬قال ‪ " :‬وشهادة الزور ‪ ،‬وقول الزور " ‪ ،‬فما‬
‫زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها حتى قلنا ‪ :‬ليته سكت‬
‫"*‬

‫ة َل‬
‫مةِ ‪ ،‬وَث ََلث َ ٌ‬
‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ ْ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫ة َل ي َن ْظ ُُر الل ّ ُ‬
‫" ث ََلث َ ٌ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1551‬حدثنا عمرو بن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن زريع ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا عمر بن محمد ‪ ،‬عن عبد الله بن يسار ‪ ،‬عن سالم بن عبد‬
‫الله ‪ ،‬عن أبيه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ثلثة ل ينظر الله إليهم يوم القيامة ‪ ،‬وثلثة ل يدخلون الجنة ‪ :‬العاق‬
‫بوالديه ‪ ،‬والمرأة المترجلة ‪ ،‬والديوث ‪ .‬وثلثة ل يدخلون الجنة ‪:‬‬
‫العاق بوالديه ‪ ،‬ومدمن الخمر ‪ ،‬والمنان بما أعطى " *‬

‫مةِ ال َْعاقّ َوال ِد َي ْهِ ‪،‬‬


‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ ْ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫ة َل ي َن ْظ ُُر الل ّ ُ‬
‫" ث ََلث َ ٌ‬

‫‪ 1552‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثني عمر بن محمد ‪ ،‬عن عبد الله بن يسار ‪ ،‬أنه سمع‬
‫سالم بن عبد الله ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال عبد الله بن عمر ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ثلثة ل ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق‬
‫والديه ‪ ،‬ومدمن خمر ‪ ،‬والمنان بما أعطى " *‬

‫عاقّ َوال ِد َي ْهِ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬


‫مة ِ ‪َ :‬‬ ‫ه إ ِل َي ْهِ ْ‬
‫م ي َوْ َ‬ ‫ة َل ي َن ْظ ُُر الل ّ ُ‬
‫" ث ََلث َ ٌ‬

‫‪ 1553‬وحدثني عمرو بن محمد العثماني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني إسماعيل‬


‫بن أبي أويس ‪ ،‬عن أخيه ‪ ،‬عن سليمان بن بلل ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫يسار العرج ‪ ،‬أنه سمع سالما ‪ ،‬يحدث ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ثلثة ل ينظر الله إليهم يوم القيامة ‪:‬‬
‫عاق والديه ‪ ،‬ومدمن خمر ‪ ،‬ومنان بما أعطى " *‬

‫ث‪،‬‬ ‫ة ‪ :‬ال َْعاقّ ل ِ َ‬


‫وال ِد َي ْهِ ‪َ ،‬والد ّّيو ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫خُلو َ‬
‫ة َل ي َد ْ ُ‬
‫" ث ََلث َ ٌ‬

‫‪ 1554‬وحدثني عمرو بن محمد العثماني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني إسماعيل‬


‫بن أبي أويس ‪ ،‬عن أخيه أبي بكر بن أبي أويس ‪ ،‬عن سليمان بن‬
‫بلل ‪ ،‬عن عبد الله بن يسار العرج ‪ ،‬أنه سمع سالم بن عبد الله ‪،‬‬
‫يحدث ‪ ،‬عن أبيه عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬أنه كان‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ثلثة ل يدخلون‬
‫الجنة ‪ :‬العاق لوالديه ‪ ،‬والديوث ‪ ،‬ورجلة النساء " قال أبو عثمان ‪:‬‬
‫قال إسماعيل ‪ :‬يعني الفحلة *‬

‫ن‬
‫م ُ‬ ‫عاقّ ‪ ،‬وََل ُ‬
‫مد ْ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وََل َ‬
‫مّنا ٌ‬
‫ة َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫" َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬

‫‪ 1555‬وحدثنا ابن المثنى ‪ ،‬وابن بزيع قال ‪ :‬حدثنا غندر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن سالم بن أبي الجعد ‪ ،‬عن نبيط ‪،‬‬
‫عن جابان ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل يدخل الجنة منان ‪ ،‬ول عاق ‪ ،‬ول مدمن خمر " *‬

‫وال ِد َي ْهِ‬ ‫مرٍ ‪ ،‬وََل َ‬


‫عاقّ ل ِ َ‬ ‫خ ْ‬
‫ن َ‬
‫م ُ‬
‫مد ْ ِ‬ ‫ة أ َْرب َعَ ٌ‬
‫ة ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫" َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬

‫‪ 1556‬وحدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمر بن عبد الرحمن‬


‫‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن عبد الله بن مرة ‪ ،‬عن جابان ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عمرو ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يدخل الجنة‬
‫أربعة مدمن خمر ‪ ،‬ول عاق لوالديه ‪ ،‬ول منان ‪ ،‬ول ولد زنية " *‬

‫وال ِد َي ْهِ ‪،‬‬ ‫مرٍ ‪ ،‬وََل َ‬


‫عاقّ ب ِ َ‬ ‫خ ْ‬
‫ن َ‬
‫م ُ‬
‫مد ْ ِ‬
‫ة ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫" َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬

‫‪ 1557‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬


‫سالم بن أبي الجعد ‪ ،‬عن جابان ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو بن العاص‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يدخل الجنة مدمن‬
‫خمر ‪ ،‬ول عاق بوالديه ‪ ،‬ول ولد زنية " *‬

‫ب‬ ‫ن ‪ ،‬وََل َ‬
‫شارِ ُ‬ ‫عاقّ ‪ ،‬وََل َ‬
‫مّنا ٌ‬ ‫ة َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫" َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1558‬وحدثنا أبو كريب محمد بن العلء قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪،‬‬
‫عن يزيد بن أبي زياد ‪ ،‬عن سالم بن أبي الجعد ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عمرو ‪ ،‬يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يدخل‬
‫الجنة عاق ‪ ،‬ول منان ‪ ،‬ول شارب خمر " *‬

‫ن‬
‫م ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ُ‬
‫مد ْ ِ‬ ‫عاقّ ‪ ،‬وََل َ‬
‫مّنا ٌ‬ ‫ة َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫" َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬

‫‪ 1559‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن سالم بن أبي الجعد ‪ ،‬أن عبد الله‬
‫بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل يدخل الجنة عاق ‪ ،‬ول منان ‪ ،‬ول مدمن‬
‫خمر ‪ ،‬ول ولد زنى " حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪،‬‬
‫عن شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن سالم بن أبي الجعد ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عمرو ‪ ،‬بمثله *‬

‫ه ؟ فََقا َ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫ك ِبالل ّهِ " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫شْر ُ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 1560‬وحدثنا الرفاعي أبو هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن‬


‫موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شيبان ‪ ،‬عن فراس ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬عن عبد‬
‫الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما الكبائر ؟ قال ‪ " :‬الشرك بالله " ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم‬
‫مه ؟ فقال ‪ " :‬وعقوق الوالدين " ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم مه ؟ قال ‪ " :‬اليمين‬
‫الغموس " ‪ .‬قلت للشعبي ‪ :‬ما اليمين الغموس ؟ قال ‪ :‬الذي‬
‫يقتطع مال امرئ مسلم بيمينه ‪ ،‬وهو فيها كاذب " *‬

‫ن‬
‫م ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ُ‬
‫مد ْ ِ‬ ‫عاقّ ‪ ،‬وََل َ‬
‫مّنا ٌ‬ ‫ة َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫" َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬

‫‪ 1561‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مؤمل ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الكريم الجزري ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن‬
‫عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫" ل يدخل الجنة عاق ‪ ،‬ول منان ‪ ،‬ول مدمن خمر ‪ ،‬ول ولد زنى ‪،‬‬
‫ول من أتى ذات محرم ‪ ،‬ول مرتدا أعرابيا بعد هجرة " *‬

‫ن‬
‫م ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ُ‬
‫مد ْ ِ‬ ‫عاقّ ‪ ،‬وََل َ‬
‫مّنا ٌ‬ ‫ة َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫" َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬

‫‪ 1562‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن المبارك ‪ ،‬عن معمر ‪،‬‬
‫عن عبد الكريم ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل يدخل الجنة عاق ‪ ،‬ول‬
‫منان ‪ ،‬ول مدمن خمر ‪ ،‬ول من أتى ذات محرم " *‬

‫ن‬
‫م ٌ‬ ‫عاقّ ‪ ،‬وََل ُ‬
‫مد ْ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وََل َ‬
‫مّنا ٌ‬
‫ة َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫" َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬

‫‪ 1563‬وحدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن يزيد بن أبي زياد ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وقال مرة أخرى ‪ ،‬أحسبه‬
‫عن أبي سعيد قال ‪ " :‬ل يدخل الجنة منان ‪ ،‬ول عاق ‪ ،‬ول مدمن "‬
‫*‬

‫ن‬
‫م ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ُ‬
‫مد ْ ِ‬ ‫عاقّ ‪ ،‬وََل َ‬
‫مّنا ٌ‬ ‫ة َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫" َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬

‫‪ 1564‬وحدثني الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد بن‬


‫إسحاق ‪ ،‬عن مسكين بن دينار التيمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني مجاهد ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني أبو زيد الجرمي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل يدخل الجنة عاق ‪ ،‬ول منان ‪ ،‬ول مدمن‬
‫خمر " *‬

‫وال ِد َي ْهِ ‪ ،‬وََل وَل َد ُ زًِنى ‪،‬‬


‫عاقّ ل ِ َ‬
‫ة َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫" َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1565‬وحدثني العباس بن أبي طالب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أحمد بن عبد‬
‫الله بن يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو إسرائيل ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن أبي‬
‫الحجاج ‪ ،‬عن مولى ‪ ،‬لبي قتادة ‪ ،‬عن أبي قتادة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يدخل الجنة عاق لوالديه ‪،‬‬
‫ول ولد زنى ‪ ،‬ول مدمن خمر " *‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫حَها ل َُتو َ‬
‫جد ُ ِ‬ ‫ن ِري َ‬ ‫ح ال ْ َ‬
‫جن ّةِ ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ن ِري َ‬
‫دو َ‬ ‫ة َل ي َ ِ‬
‫ج ُ‬ ‫" ث ََلث َ ٌ‬

‫‪ 1566‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثني أبي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن صالح أبي الخليل ‪ ،‬عن مجاهد أبي‬
‫الحجاج ‪ ،‬أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ثلثة ل‬
‫يجدون ريح الجنة ‪ ،‬وإن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام ‪:‬‬
‫العاق لوالديه ‪ ،‬ومدمن الخمر ‪ ،‬والبخيل المنان " *‬

‫ْ‬ ‫َ‬
‫جهِهِ‬ ‫ماَء عََلى َرأ ِ‬
‫سهِ وَوَ ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫ص ّ‬ ‫م عََرفَ َ‬
‫ة ‪ ،‬وَهُوَ ي َ ُ‬ ‫ك ي َوْ َ‬
‫" أَرا ٍ‬

‫‪ 1567‬حدثني سليمان بن ثابت الخزاز الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سلم بن سلم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أيوب بن عتبة ‪ ،‬عن طيسلة بن علي‬
‫النهدي ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت ابن عمر وهو في ظل " أراك يوم عرفة ‪ ،‬وهو‬
‫يصب الماء على رأسه ووجهه ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬أخبرني عن الكبائر‬
‫قال ‪ :‬هي تسع ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ما هن ؟ قال ‪ :‬الشراك بالله ‪،‬‬
‫وقذف المحصنة ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬قبل القتل ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬ورغما‬
‫وقتل النفس المؤمنة ‪ ،‬والفرار من الزحف ‪ ،‬والسحر ‪ ،‬وأكل‬
‫الربا ‪ ،‬وأكل مال اليتيم ‪ ،‬وعقوق الوالدين المسلمين ‪ ،‬وإلحاد‬
‫بالبيت الحرام ‪ ،‬قبلتكم أحياء وأمواتا " حدثني سليمان بن ثابت ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا سلم بن سلم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أيوب بن عتبة ‪ ،‬عن يحيى‬
‫‪ ،‬عن عبيد بن عمير ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫بمثله ‪ ،‬إل أنه بدأ بالقتل قبل القذف *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ك َِبيَرةٌ إ ِّل وَِفيَها آي َ ٌ‬
‫ة ِ‬ ‫من ْهُ ّ‬ ‫سب ْعٌ ‪ ،‬ل َي ْ َ‬
‫س ِ‬ ‫" ال ْك ََبائ ُِر َ‬

‫‪ 1568‬حدثني محمد بن عبيد المحاربي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو الحوص ‪،‬‬


‫سلم بن سليم ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عبيد بن عمير ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫الكبائر سبع ‪ ،‬ليس منهن كبيرة إل وفيها آية من كتاب الله ‪:‬‬
‫الشراك بالله منهن ‪ ،‬ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء ‪ ،‬و‬
‫الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا‬
‫وسيصلون سعيرا ‪ ،‬و الذين يأكلون الربا ل يقومون ‪ ،‬إل كما يقوم‬
‫الذي يتخبطه الشيطان من المس ‪ ،‬و الذين يرمون المحصنات‬
‫الغافلت المؤمنات ‪ ،‬والفرار من الزحف ‪ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا‬
‫لقيتم الذين كفروا زحفا فل تولوهم الدبار والتعرب بعد الهجرة ‪:‬‬
‫إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى ‪ ،‬وقتل‬
‫المؤمن " *‬

‫ن‪،‬‬ ‫ك ِبالل ّهِ ‪ ،‬وَعُُقوقَ ال ْ َ‬


‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫ن أ َك ْب َرِ ال ْك ََبائ ِرِ ال ّ‬
‫شْر َ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫" إِ ّ‬

‫‪ 1569‬وحدثني زكريا بن يحيى بن أبان المصري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬


‫صالح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الليث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني هشام ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫زيد بن مهاجر بن قنفذ التيمي ‪ ،‬عن أبي أمامة النصاري ‪ ،‬عن عبد‬
‫الله بن أنيس الجهني ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫قال ‪ " :‬إن من أكبر الكبائر الشرك بالله ‪ ،‬وعقوق الوالدين ‪،‬‬
‫واليمين الغموس " *‬

‫ل‬
‫سو ِ‬ ‫ة الل ّهِ عَل َي ْهِ ِفي رَِواي َت ِهِ عَ ْ‬
‫ن َر ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ن َوافَقَ عَل ِّيا َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافق عليا رحمة الله عليه في روايته عن رسول الله‬


‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ما روى في ذم من تولى غير مواليه ‪ ،‬ومن‬
‫وافق هانئا مولى علي في روايته ما روى في ذلك عن علي ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫مى إ َِلى غَي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫عى إ َِلى غَي ْرِ أِبيهِ ‪ ،‬أوِ ان ْت َ َ‬
‫ن اد ّ َ‬
‫م ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 1570‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا العمش ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬خطبنا علي رحمة‬
‫الله عليه فقال ‪ :‬من زعم أن عندنا كتابا نقرؤه إل كتاب الله وهذه‬
‫الصحيفة ‪ ،‬فقد كذب ‪ .‬فإذا صحيفة معلقة في قراب سيفه ‪ ،‬فيها ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من ادعى إلى غير أبيه ‪،‬‬
‫أو انتمى إلى غير مواليه ‪ ،‬فعليه لعنة الله والملئكة والناس‬
‫أجمعين ‪ ،‬ل يقبل الله منه يوم القيامة عدل ول صرفا " *‬

‫ة الل ّهِ َوال ْ َ َ‬


‫واِليهِ ‪ ،‬فَعَل َي ْهِ ل َعْن َ ُ‬ ‫ن ت َوَّلى غَي َْر َ‬
‫ملئ ِك َةِ َوالّنا ِ‬
‫س‬ ‫م َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1571‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬
‫عن سليمان ‪ ،‬عن إبراهيم التيمي ‪ ،‬عن الحارث بن سويد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قيل لعلي ‪ :‬هل خصكم رسول الله بشيء ؟ قال ‪ :‬لم يخصنا‬
‫رسول الله بشيء لم يعم به الناس كافة ‪ ،‬إل ما في قراب‬
‫سيفي ‪ .‬قال ‪ :‬فأخرج صحيفة فيها ‪ " :‬من تولى غير مواليه ‪ ،‬فعليه‬
‫لعنة الله والملئكة والناس أجمعين " *‬

‫واِليهِ ‪ ،‬فَعَل َي ْهِ ل َعْن َ ُ‬


‫ة‬ ‫م َ‬ ‫موَْلى قَوْم ٍ ب ِغَي ْرِ إ ِذ ْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ن ت َوَّلى َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1572‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن إبراهيم التيمي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن علي ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ما عندنا شيء إل كتاب الله وهذه الصحيفة ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من تولى مولى قوم بغير إذن مواليه ‪،‬‬
‫فعليه لعنة الله والملئكة والناس أجمعين ‪ ،‬ل يقبل منه صرف ول‬
‫عدل " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م ‪ ،‬فَعَل َي ْهِ ل َعْن َ ُ‬
‫موَْلى قَوْم ٍ ب ِغَي ْرِ إ ِذ ْن ِهِ ْ‬
‫ن ت َوَّلى َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1573‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثمان بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن الحارث بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن زيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬من تولى مولى قوم بغير إذنهم ‪ ،‬فعليه لعنة الله‬
‫والملئكة والناس أجمعين " *‬

‫واِليهِ ‪ ،‬فَعَل َي ْهِ ل َعْن َ ُ‬


‫ة‬ ‫م َ‬ ‫موَْلى قَوْم ٍ ب ِغَي ْرِ إ ِذ ْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ن ت َوَّلى َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1574‬حدثني محمد بن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثمان بن‬


‫عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن الحارث ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪،‬‬
‫عن سعيد بن زيد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫من تولى مولى قوم بغير إذن مواليه ‪ ،‬فعليه لعنة الله ‪ ،‬ل يقبل منه‬
‫صرف ول عدل " *‬

‫ة الل ّهِ " *‬


‫موًْلى ب ِغَي ْرِ إ ِذ ْن ِهِ فَعَل َي ْهِ ل َعْن َ ُ‬
‫ن ت َوَّلى َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1575‬حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أسد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن الحارث بن‬
‫عبد الرحمن ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن مروان ‪ ،‬قال ‪ :‬قال سعيد بن‬
‫زيد ‪ :‬أشهد على النبي صلى الله عليه وسلم لسمعته يقول ‪ " :‬من‬
‫تولى مولى بغير إذنه فعليه لعنة الله " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫واِلي ِ‬ ‫عى إ َِلى غَي ْرِ أِبيهِ ‪ ،‬أوْ ت َوَّلى غَي َْر َ‬
‫م َ‬ ‫ن اد ّ َ‬
‫م ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 1576‬حدثني علي بن الحسين بن الحر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا علي بن‬


‫عاصم ‪ ،‬عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني سعيد بن‬
‫جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم ‪ " :‬من ادعى إلى غير أبيه ‪ ،‬أو تولى غير مواليه ‪ ،‬فعليه‬
‫غضب الله والملئكة والناس أجمعين " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫مى إ َِلى غَي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫عى إ َِلى غَي ْرِ أِبيهِ ‪ ،‬أوِ ان ْت َ َ‬
‫ن اد ّ َ‬
‫م ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 1577‬وحدثني محمد بن عبيد المحاربي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل‬


‫بن عياش ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني شرحبيل بن مسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا‬
‫أمامة الباهلي ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬من ادعى إلى غير أبيه ‪ ،‬أو انتمى إلى غير مواليه ‪ ،‬فعليه‬
‫لعنة الله البالغة إلى يوم القيامة " *‬

‫ن‬ ‫سَلم ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ة اْل ِ ْ‬
‫خل َعَ رِب َْق َ‬
‫واِليهِ ‪ ،‬فََقد ْ َ‬ ‫ن ت َوَّلى غَي َْر َ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1578‬حدثني محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن‬


‫مخلد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يعقوب بن محمد بن طحلء ‪ ،‬عن خالد بن أبي‬
‫حيان ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على جابر بن عبد الله فقال ‪ :‬سمعت رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من تولى غير مواليه ‪ ،‬فقد خلع‬
‫ربقة السلم من عنقه " *‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫ما ِ‬ ‫ةاِْ‬
‫لي َ‬ ‫خل َعَ رِب َْق َ‬
‫واِليهِ ‪ ،‬فََقد ْ َ‬ ‫ن ت َوَّلى غَي َْر َ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1579‬وحدثني أبو عاصم النصاري عمران بن محمد قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سلم بن قتيبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن طحلء المدني ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت‬
‫خالد بن أبي حيان ‪ ،‬سمع جابر بن عبد الله ‪ ،‬سمع النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬من تولى غير مواليه ‪ ،‬فقد خلع ربقة اليمان‬
‫من عنقه " *‬

‫ه‬
‫ن عُن ُِق ِ‬ ‫سَلم ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ة اْل ِ ْ‬
‫خل َعَ رِب َْق َ‬
‫موَْلهُ ‪َ ،‬‬
‫ن ت َوَّلى غَي َْر َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1580‬حدثني محمد بن إسماعيل الضراري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي‬


‫أويس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يعقوب بن محمد ‪ ،‬عن خالد بن أبي حيان ‪،‬‬
‫أنه دخل على جابر بن عبد الله وقد ذهب بصره ‪ ،‬فقال جابر ‪ :‬يا‬
‫ابن أخي أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو‬
‫يقول ‪ " :‬من تولى غير موله ‪ ،‬خلع ربقة السلم من عنقه " ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬بيده ثلث مرار خلف أذنه *‬

‫واِليهِ " *‬ ‫ن ت َوَّلى غَي َْر َ‬


‫م َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫" ل َعَ َ‬

‫‪ 1581‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سليمان بن بلل ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عمرو بن أبي عمرو ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬لعن الله من تولى غير مواليه " *‬

‫عى إ َِلى غَي ْرِ أ َِبيهِ ‪ ،‬أ َوِ اد ّ َ‬


‫عى إ َِلى غَي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫ن اد ّ َ‬
‫م ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 1582‬حدثني موسى بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا نعيم بن حماد‬


‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حاتم بن إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حمزة بن أبي محمد‬
‫‪ ،‬عن بجاد بن موسى بن سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬عن عامر بن سعد ‪،‬‬
‫عن أبيه سعد قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من‬
‫ادعى إلى غير أبيه ‪ ،‬أو ادعى إلى غير مواليه ‪ ،‬فقد كفر " *‬

‫" إن أ َ‬
‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫ب غَي َْر َ‬
‫ضارِب ِهِ ‪ ،‬وََر ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫ج ٌ‬
‫ل َ‬ ‫س غُل ُ ّ‬
‫وا َر ُ‬ ‫ِ‬ ‫نا‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫د‬‫ش‬‫َ‬ ‫ِ ّ‬

‫‪ 1583‬حدثني محمد بن خلف العسقلني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله‬


‫بن عبد المجيد الحنفي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن‬
‫موهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني مالك بن محمد بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن عمرة‬
‫ابنة عبد الرحمن ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬أنها قالت ‪ " :‬وجد في قائم سيف‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابان ‪ ،‬في أحدهما ‪ " :‬إن أشد‬
‫الناس غلوا رجل ضرب غير ضاربه ‪ ،‬ورجل قتل غير قاتله ‪ ،‬ورجل‬
‫تولى غير أهل نعمته ‪ ،‬ومن فعل ذلك فقد كفر بالله ورسوله ‪ ،‬ل‬
‫يقبل الله منه صرفا ‪ ،‬ول عدل " *‬

‫واِليهِ فََقد ْ ك ََفَر " *‬ ‫ن ت َوَّلى غَي َْر َ‬


‫م َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1584‬وحدثني محمد بن مرزوق البصري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وهب بن‬


‫جويرية السلمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيس بن ميمون ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬من تولى غير مواليه فقد كفر " *‬

‫ه‪،‬‬ ‫ة الل ّهِ وَغَ َ‬


‫ضب ُ ُ‬ ‫واِليهِ ‪ ،‬فَعَل َي ْهِ ل َعْن َ ُ‬ ‫ن ت َوَّلى غَي َْر َ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1585‬وحدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن‬


‫المفضل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫مسلم أخي الزهري قال ‪ :‬سمعت أنس بن مالك ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من تولى غير مواليه ‪ ،‬فعليه‬
‫لعنة الله وغضبه ‪ ،‬ل يقبل الله منه صرفا ‪ ،‬ول عدل " *‬

‫واِليهِ ‪ ،‬وََل ي َد ِّع إ َِلى‬ ‫َ‬


‫ل غَي َْر َ‬
‫م َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫" أَل َل ي َت َوَل ّي َ ّ‬
‫ن َر ُ‬

‫‪ 1586‬وحدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام بن‬


‫عمار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن شعيب بن شابور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد‬
‫الرحمن بن يزيد بن جابر ‪ ،‬عن سعيد بن أبي سعيد المدني ‪ ،‬أنه‬
‫حدثه عن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬أل ل يتولين رجل غير مواليه ‪ ،‬ول يدع إلى غير أبيه‬
‫‪ ،‬فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله متتابعة إلى يوم القيامة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫ك فَعَل َي ْهِ‬
‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ن فَعَ َ‬ ‫" وََل ي َد ِّع إ َِلى غَي ْرِ أب َوَي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬

‫‪ 1587‬وحدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الوليد بن‬


‫عتبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمر بن عبد الواحد ‪ ،‬عن ابن جابر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني سعيد بن أبي سعيد ‪ ،‬ونحن ببيروت ‪ ،‬عمن حدثه ‪ ،‬عن أنس‬
‫بن مالك ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله ‪ ،‬إل أنه‬
‫قال ‪ " :‬ول يدع إلى غير أبويه ‪ ،‬فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله‬
‫المتتابعة " *‬

‫َ‬
‫حدًِثا‬
‫م ْ‬ ‫موَْلى قَوْم ٍ ب ِغَي ْرِ إ ِذ ْن ِهِ ْ‬
‫م ‪ ،‬أوْ آَوى ُ‬ ‫ن ت َوَّلى َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1588‬وحدثني محمد بن معمر البحراني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪،‬‬


‫عن ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبو الزبير ‪ ،‬سمع جابر بن عبد الله ‪،‬‬
‫يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من تولى مولى‬
‫قوم بغير إذنهم ‪ ،‬أو آوى محدثا ‪ ،‬فعليه غضب الله ‪ ،‬ل يقبل منه‬
‫صرفا ول عدل " قال أبو جعفر ‪ :‬قال لي ابن معمر ‪ :‬وحدثناه أبو‬
‫عاصم مرة أخرى فلم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫واِلي ِ‬ ‫عى إ َِلى غَي ْرِ أِبيهِ ‪ ،‬أوْ ت َوَّلى غَي َْر َ‬
‫م َ‬ ‫ن اد ّ َ‬
‫م ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 1589‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن سعيد ‪،‬‬
‫وهشام ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن شهر بن حوشب ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫غنم ‪ ،‬عن عمرو بن خارجة ‪ ،‬أنه شهد رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يخطب الناس وهو يقول ‪ " :‬من ادعى إلى غير أبيه ‪ ،‬أو‬
‫تولى غير مواليه ‪ ،‬فعليه لعنة الله والملئكة والناس أجمعين "‬
‫وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج بن المنهال ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫حماد بن سلمة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن شهر بن حوشب ‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن غنم ‪ ،‬عن عمرو بن خارجة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬بنحوه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫مى إ َِلى غَي ْ ِ‬
‫ر‬ ‫عى إ َِلى غَي ْرِ أِبيهِ ‪ ،‬أوِ ان ْت َ َ‬
‫ن اد ّ َ‬
‫م ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 1590‬حدثنا عبد الحميد بن بيان القناد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا محمد بن‬


‫يزيد ‪ ،‬عن إسماعيل بن أبي خالد ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫خارجة ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من ادعى‬
‫إلى غير أبيه ‪ ،‬أو انتمى إلى غير مواليه ‪ ،‬فعليه لعنة الله " *‬

‫َ‬
‫ن الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫عى إ َِلى غَي ْرِ أِبيهِ ‪ ،‬ل َعَ َ‬
‫ن اد ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫" ل َعَ َ‬

‫‪ 1591‬وحدثني مخلد بن الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن عمرو‬


‫الرقي ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن شهر بن حوشب ‪ ،‬عن معاذ بن جبل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫إني لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولغام دابته على‬
‫فخذي ‪ ،‬فسمعته يقول ‪ " :‬لعن الله من ادعى إلى غير أبيه ‪ ،‬لعن‬
‫الله من انتمى إلى غير مواليه " *‬

‫واِليهِ ‪ ،‬فَل ْي َت َب َوّأ ْ ب َي ًْتا ِفي الّنارِ "‬ ‫ن ت َوَّلى غَي َْر َ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1592‬وحدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا بشر بن بكر ‪ ،‬عن الوزاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني حصن ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثتني عائشة ‪ ،‬زوج‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله قال ‪ " :‬من تولى غير‬
‫مواليه ‪ ،‬فليتبوأ بيتا في النار " *‬

‫مةِ ‪ ،‬وََل‬
‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ي َوْ َ‬ ‫عَباد ٌ َل ي ُك َل ّ ُ‬
‫مه ُ ُ‬ ‫ن ال ْعَِبادِ ِ‬
‫م َ‬
‫" ِ‬

‫‪ 1593‬حدثني يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني يحيى‬


‫بن أيوب ‪ ،‬عن زبان بن فائد ‪ ،‬عن سهل بن معاذ ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من العباد عباد ل يكلمهم‬
‫الله يوم القيامة ‪ ،‬ول يزكيهم ‪ ،‬ول يطهرهم ‪ ،‬ول ينظر إليهم " ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬من أولئك يا رسول الله ؟ قال ‪ " :‬المتبرئ من والديه رغبة‬
‫عنهما ‪ ،‬والمتبرئ من ولده ‪ ،‬ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم ‪،‬‬
‫وتبرأ منهم " *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب " فمن ذلك قول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم في الخبر الذي ذكرناه عن علي بن‬
‫أبي طالب عنه ‪ " :‬لعن الله من غير منار الرض " يعني صلى الله‬
‫عليه وسلم بالمنار ‪ :‬المعالم ‪ ،‬وهو مفعل ‪ ،‬من قول القائل ‪ :‬قد نار‬
‫لي هذا المر ‪ ،‬إذا استبان واتضح ‪ ،‬فهو ينور لي منارا ‪ ،‬انقلبت‬
‫الواو التي هي عين الفعل ألفا ‪ ،‬إذ نقلت حركتها وهي فتحة إلى‬
‫الحرف الذي قبلها ‪ ،‬كما فعل ذلك بقولهم ‪ :‬جلت مجال ‪ ،‬ودرت‬
‫مدارا ‪ ،‬وجزت مجازا ‪ ،‬ومن ذلك قول جرير بن عطية ‪ :‬خل‬
‫الطريق لمن يبني المنار به وابرز ببرزة حيث اضطرك القدر فإن‬
‫قال قائل ‪ :‬وما معنى هذا الخبر ؟ أو مستحق اللعن من غير علما‬
‫من أعلم الرض ؟ قيل ‪ :‬قد اختلف من قبلنا في معنى ذلك ‪ ،‬نذكر‬
‫ما قالوا فيه ‪ ،‬ثم نتبعه البيان عن الصواب لدينا فيه " فقال بعضهم‬
‫‪ :‬عنى بذلك صلى الله عليه وسلم ‪ :‬من غير حدود حرم الله التي‬
‫حدها إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه ‪ .‬وقال آخرون ‪ :‬بل‬
‫عنى به من غير معالم الرض التي هي مجاورة أرضه ليسرق‬
‫منها ‪ ,‬ويتحيف من حدودها ‪ ،‬كي ل يوقف على الحد الذي هو بين‬
‫أرضه وأرض غيره عند دخوله في أرض غيره ‪ ،‬وأخذه منها ظلما ما‬
‫ليس له ‪ .‬وهذا القول عندنا أولى بالصواب من القول الول ‪ ،‬وذلك‬
‫لدللة الخبار التي ذكرناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫فيمن اقتطع شبرا من الرض ‪ ،‬ولو كان معنى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم في ذلك منار حرم مكة ‪ ،‬لم يكن صلى الله عليه‬
‫وسلم ليدع بيان ذلك لمته ‪ ،‬إما بنص ‪ ،‬أو بدللة ‪ ،‬ول شيء في‬
‫الخبر يدل على أنه عنى بذلك معالم حرم إبراهيم ‪ ،‬بل ذلك منه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عام ‪ ،‬فهو على عمومه في كل أرض غير منارها مغير ظلما ‪ ،‬أدخل‬
‫بتغييره ذلك ضرا على مسلم أو معاهد ‪ ،‬إما بدخوله في حق‬
‫غيره ‪ ،‬واستراقه من أرض غيره ما ليس له ‪ ،‬وإما بتلبيسه عليه ‪،‬‬
‫بتغييره ذلك عليه الحق الذي هو له ‪ .‬وأما التخوم الذي روى ابن‬
‫عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬لعن الله من‬
‫غير تخوم الرض " ‪ ،‬فإن أهل العلم بالعربية يقولون ‪ :‬هي واحدة ‪،‬‬
‫ويفتحون التاء منها ‪ ،‬وينشدون في ذلك قول الشاعر ‪ :‬يا بني ‪،‬‬
‫التخوم ل تظلموها إن ظلم التخوم ذو عقال بفتح التاء من التخوم ‪.‬‬
‫وأما المحدثون فإنهم يروون ذلك بضم التاء ‪ .‬ومن روى ذلك‬
‫كذلك ‪ ،‬فينبغي أن يكون قصد بها إلى أنها جمع ‪ ،‬واحدتها تخم ‪،‬‬
‫وقد زعم بعضهم أن ذلك لغة لهل الشام‬

‫ي‬ ‫ة الل ّهِ عَل َ‬ ‫خر من أ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬


‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي رحمة الله عليه عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم‬

‫ي‪#‬‬ ‫ة الل ّهِ عَل َ‬ ‫خر من أ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬


‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫م فََقب ِ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫سَرى ل َِر ُ‬
‫دى ك ِ ْ‬
‫" أه ْ َ‬

‫‪ 1594‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫إسرائيل بن يونس ‪ ،‬عن ثوير بن أبي فاختة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن علي ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬أهدى كسرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل ‪،‬‬
‫وأهدى قيصر لرسول الله فقبل ‪ ،‬وأهدت الملوك فقبل منهم " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫ل ‪ ،‬وَأهْد َ ْ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م فََقب ِ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫سَرى ِللن ّب ِ ّ‬
‫دى ك ِ ْ‬
‫" أه ْ َ‬

‫‪ 1595‬حدثني عبد العلى بن واصل السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خلد بن‬


‫يزيد المقرئ ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسرائيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ثوير بن أبي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فاختة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ " :‬أهدى كسرى للنبي صلى الله‬
‫عليه وسلم فقبل ‪ ،‬وأهدت له الملوك فقبل " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪:‬‬
‫أنه خبر ل يعرف له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخرج‬
‫يصح ‪ ،‬إل من هذا الوجه ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب‬
‫التثبت فيه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أن ثوير بن أبي فاختة عندهم ممن ل يحتج‬
‫بحديثه ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أن إسرائيل بن يونس عندهم ممن ل يعتمد على‬
‫نقله ‪ ،‬والواجب التثبت في أخباره عندهم‬

‫ن ال ِْفْق ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬
‫ما ِفيهِ ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ وَِفي َ‬ ‫معَْنى هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي َ‬

‫القول في معنى هذا الخبر وفيما فيه من الفقه إن قال لنا قائل ‪:‬‬
‫وما معنى الخبر وما وجهه ‪ ،‬إن كان صحيحا كما قلت ؟ وقد علمت‬
‫ما‬

‫ن ال ِْفْقهِ ‪#‬‬
‫م َ‬
‫ما ِفيهِ ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ وَِفي َ‬ ‫معَْنى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي َ‬

‫مام ِ غُُلو ٌ‬
‫ل"*‬ ‫ة اْل ِ َ‬
‫" هَدِي ّ ُ‬

‫‪ 1596‬حدثك به أحمد بن عبد الرحمن قال ‪ :‬حدثنا عمي عبد الله‬


‫بن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني ابن لهيعة ‪ ،‬وعمر بن مالك ‪ ،‬عن عبيد الله‬
‫بن أبي جعفر ‪ ،‬عن عطاء بن أبي رباح ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬هدية المام غلول " *‬

‫ك"*‬ ‫م ْ‬
‫شرِ ٍ‬ ‫ة ُ‬ ‫" إ ِّنا َل ن َْقب َ ُ‬
‫ل هَدِي ّ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1597‬وما حدثك به عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا عبد الملك بن مسلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن لهيعة ‪ ،‬عن‬
‫أبي السود ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬أن حكيم بن حزام ‪ ،‬خرج إلى اليمن ‪،‬‬
‫فاشترى حلة ذي يزن ‪ ،‬فقدم بها المدينة على رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فأهداها له ‪ ،‬فردها رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم وقال ‪ " :‬إنا ل نقبل هدية مشرك " *‬

‫ن‬ ‫ل ‪ :‬ك َِل ال ْ َ‬


‫خب ََري ْ ِ‬ ‫ن " ِقي َ‬
‫كي َ‬
‫شرِ ِ‬ ‫ن َزب ْدِ ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫" فَإ ِّني ن ُِهي ُ‬
‫ت عَ ْ‬

‫‪ 1598‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ ،‬عن يزيد بن عبد الله أبي العلء ‪ ،‬عن عياض بن حمار ‪،‬‬
‫أنه أهدى إلى النبي هدية أو ناقة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أسلمت " ؟ قال ‪ :‬ل‬
‫قال ‪ " :‬فإني نهيت عن زبد المشركين " قيل ‪ :‬كل الخبرين‬
‫صحيح ‪ ،‬وليس في أحدهما إبطال معنى ما في الخر ‪ ،‬وذلك أن‬
‫قبول النبي صلى الله عليه وسلم ما قبل من هدية من قبل هديته‬
‫من المشركين ‪ ،‬إنما كان نظرا منه بفعله ذلك لصحابه ‪ ،‬وعودا‬
‫منه بنفعه عليهم وعلى المؤمنين به ‪ ،‬ل احتجانا منه لذلك دونهم ‪،‬‬
‫ول إيثارا منه نفسه به عليهم ‪ .‬وللمام فعل ذلك ‪ ،‬وقبول هدية كل‬
‫مهد إليه من ملوك أهل الشرك وغيرهم ‪ ،‬إذا كان قبوله ما يقبل‬
‫منهم من ذلك نفعا للمسلمين ‪ ،‬ونظرا منه لهم ‪ .‬وأما رده صلى‬
‫الله عليه وسلم ما رد من هدية من رد هديته منهم ‪ ،‬فإنما كان ذلك‬
‫منه من أجل أنه كان أهداها له في خاصة نفسه ‪ ،‬فلم ير قبوله‬
‫ذلك منه ‪ ،‬تعريفا منه لئمة أمته من بعده ‪ ،‬أنه ليس لهم قبول‬
‫هدية مهد من رعيته لخاصة نفسه ‪ .‬فإن ظن ظان أن الذي قلنا‬
‫في ذلك بخلف الذي قلنا ‪ ،‬إذ كان قوله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫إنا ل نقبل هدية مشرك " ‪ ،‬وقوله ‪ " :‬هدايا المام غلول " ‪ ،‬قول‬
‫عاما مخرجه ‪ ،‬ل دليل فيه على خصوصه ‪ ،‬فقد ظن خطأ ‪ .‬وذلك‬
‫أنه ل خلف بين الجميع في أن الله تعالى ذكره قد أباح للمؤمنين‬
‫أموال أهل الشرك من أهل الحرب لهم بالقهر والغلبة بقوله ‪:‬‬
‫واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله ‪ ،‬فهو‬
‫بطيب أنفسهم ‪ ،‬ل شك أنه أحل وأطيب ‪ ،‬إذ كان كل مال كان‬
‫حلل لخذه أخذه بالقهر لصاحبه ‪ ،‬والغلبة له عليه ‪ ،‬فأخذه منه‬
‫بطيب نفسه لشك أنه أطيب وأحل ‪ .‬فإن قال ‪ :‬فهل من خبر‬
‫بصحة ما قلت من أن قبوله صلى الله عليه وسلم ما كان يقبل من‬
‫هدايا أهل الشرك ‪ ،‬كان على الوجه الذي ذكرت ‪ ،‬ورده ما كان‬
‫يرده من ذلك كان على ما وصفت ؟ قيل ‪ :‬نعم ‪ .‬فإن قال ‪ :‬فاذكر‬
‫لنا بعض ذلك ‪ ،‬قيل *‬

‫َ‬
‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫دى إ َِلى َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫مل ِ َ‬
‫ك الّروم ِ ‪ ،‬أهْ َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1599‬حدثني عبد الملك بن محمد الرقاشي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو‬


‫بن حكام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن علي بن زيد ‪ ،‬عن أبي المتوكل‬
‫الناجي ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬أن " ملك الروم ‪ ،‬أهدى إلى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم جرة من زنجبيل ‪ ،‬فقسمها‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ‪ ،‬فأعطى كل رجل‬
‫قطعة ‪ ،‬وأعطاني قطعة " *‬

‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫ل إ َِلى َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫م ة ِ ال ْ َ‬
‫جن ْد َ ِ‬ ‫دى أك َي ْدُِر ُ‬
‫دو َ‬ ‫" أه ْ َ‬

‫‪ 1600‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قرة ‪،‬‬
‫عن الحسن ‪ ،‬قال ‪ " :‬أهدى أكيدر دومة الجندل إلى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم جرة فيها المن الذي رأيتم ‪ ،‬وبالنبي صلى‬
‫الله عليه وسلم وأهل بيته يومئذ والله ‪ ،‬إليها حاجة ‪ ،‬فلما قضى‬
‫الصلة أمر طائفا فطاف بها على أصحابه ‪ ،‬فجعل الرجل يدخل يده‬
‫فيستخرج فيأكل ‪ ،‬فأتى على خالد بن الوليد فأدخل يده ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ‪ ،‬أخذ القوم مرة ‪ ،‬وأخذت مرتين فقال ‪ " :‬كل وأطعم‬
‫أهلك " وكالذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من‬
‫فعله في ذلك وأشباهه ‪ ،‬فعل من بعده من الئمة الراشدين *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬


‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض ما حضرنا ذكره منهم‬

‫م‪#‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬


‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫دى إ َِلى َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫جل ُن ْ َ‬
‫ن ُ‬
‫ث اب ْ ُ‬
‫" ب َعَ َ‬

‫‪ 1601‬حدثني عبد الكريم بن أبي عمير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عمر بن‬


‫صالح بن أبي الزاهرية ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا جمرة ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت‬
‫ابن عباس ‪ ،‬يقول ‪ " :‬بعث ابن جلندى إلى رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم بهدية ‪ ،‬وبعثوا بصدقاتهم مع الهدية ‪ ،‬وبعث بوفد عشرة‬
‫‪ ،‬فيهم رجل يقال له أبو صفرة ‪ :‬أبو المهلب ‪ ،‬ورجل من أولد ملك‬
‫يقال له كعب بن سور ‪ ،‬فقدموا إلى المدينة وقد قبض رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬واستخلف أبو بكر رحمة الله عليه ‪،‬‬
‫فدفعت الهدية إلى أبي بكر والصدقة ‪ ،‬فوثب علي بن أبي طالب‬
‫رحمة الله عليه فقال ‪ :‬هذه هدية ابن جلندى إلى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬ليس هذه فدك ‪ ,‬قال ابن عباس ‪ :‬فل يدرى‬
‫أقسمها أم أدخلها بيت المال مع الصدقة ؟ ولو قسمها لعلمنا ذلك‬
‫"*‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫سط َن ْ ِ‬
‫طين ِي ّةِ ‪،‬‬ ‫ن وَهُوَ ِبال ُْق ْ‬ ‫م َ ُ ُ‬
‫ة لؤْلؤَت َي ْ ِ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ك الّروم ِ إ َِلى َ‬
‫م ْ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫دى أل ُْيو ُ‬
‫ن َ‬ ‫أه ْ َ‬
‫شاوََر‬‫فَ َ‬

‫‪ 1602‬حدثنا علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ضمرة بن ربيعة ‪،‬‬


‫عن إبراهيم بن أبي عبلة ‪ ،‬قال ‪ :‬أهدى أليون ملك الروم إلى‬
‫مسلمة لؤلؤتين وهو بالقسطنطينية ‪ ،‬فشاور أهل العلم من ذلك‬
‫الجيش ‪ ،‬فقالوا ‪ " :‬لم يهدهما إليك إل لموقعك من هذا الجيش ‪،‬‬
‫فنرى أن تبيعهما ‪ ،‬وتقسم ثمنهما على هذا الجيش " فقد تبين بما‬
‫ذكرنا من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أهدى إليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫المشركون ‪ ،‬وفيما فعل في ذلك من بعده الصديق ‪ ،‬وقال فيه أهل‬
‫العلم ‪ ،‬أن الذي كان من رد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما‬
‫رد من هدية حكيم بن حزام وهو مشرك ‪ ،‬كان لما وصفت من‬
‫العلة ‪ ،‬إذ من المحال اجتماع الرد والقبول في الشيء الواحد في‬
‫حال واحدة ‪ ،‬وإباحة ذلك وحظره في وقت واحد ‪ ،‬إذ كان أحدهما‬
‫للخر خلفا ‪ .‬وإذ كان ذلك كذلك ‪ ،‬كان معلوما أن سبب قبوله‬
‫صلى الله عليه وسلم ما قبل من ذلك ‪ ،‬غير سبب رده ما رد منه‬
‫فإن ظن ظان أن ذلك وإن كان كذلك ‪ ،‬فإن سبب اختلف ذلك‬
‫كان منه من أجل أن أحد فعليه كان نسخا للخر فقد ظن خطأ ‪.‬‬
‫وذلك أن ذلك لو كان من أجل ذلك ‪ ،‬كان مبينا ذلك في النقل ‪ ،‬أو‬
‫كان على الناسخ دليل مفرق بينه وبين المنسوخ ‪ ،‬إذ كان غير جائز‬
‫أن يكون شيء من حكم الله تعالى ذكره في كتابه أو على لسان‬
‫رسوله صلى الله عليه وسلم غير معلوم الواجب منه على عباده ‪،‬‬
‫إما بنص عليه ‪ ،‬أو دللة منصوبة لهم على اللزم لهم فيه فإذ كان‬
‫صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما روينا من قبوله‬
‫هدايا المشركين في حال ‪ ،‬ورده إياها أخرى ‪ ،‬للسباب التي ذكرت‬
‫‪ ،‬فبين بذلك أن سبيل الئمة والقائمين من بعد رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بأمر المة في ذلك ‪ ،‬سبيله ‪ ,‬في أن لمن أهدى له‬
‫ملك من ملوك أهل الحرب ‪ ،‬أو رئيس من رؤسائهم ‪ ،‬هدية ‪ ،‬فله‬
‫قبولها وصرفها حيث جعل الله ما خول المؤمنين من أموالهم بغير‬
‫إيجاف منهم عليه بخيل ول ركاب وإن كان الذي أهدى من ذلك إليه‬
‫أهداه وهو منيخ مع جيش من المسلمين بعقوة دارهم محاصرا لهم‬
‫‪ ،‬فله قبوله وصرفه فيما جعل الله من أموالهم مصروفا فيه ما‬
‫خول المؤمنين من أموالهم بالغلبة لهم والقهر ‪ ،‬وذلك ما أوجفوا‬
‫عليه بالخيل والركاب ‪ ،‬كالذي فعل رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بأموال بني قريظة ‪ ،‬إذ نزلوا على حكم سعد ‪ ،‬لما نزل‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بهم محاصرين لهم من‬
‫غير حرب ول قتال فأما ما أهدى له مهد منهم من عامتهم لخاصة‬
‫نفسه ‪ ،‬فإني أختار له أن يردها عليه ول يقبلها ‪ ،‬كالذي فعل صلى‬
‫الله عليه وسلم بحكيم بن حزام من رده عليه ما كان أهدى له وهو‬
‫مشرك ؛ لن أحق الناس بأن تظلف نفسه عن مثل ذلك ‪ ،‬من‬
‫كثرت حاجة الناس إليه في أحكامهم وأمور دينهم ‪ ،‬من إمام ‪ ،‬أو‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عامل للمام على الحروب ‪ ،‬أو الحكام أو المظالم ‪ ،‬وغير ذلك من‬
‫أمور المسلمين ‪ ،‬إذ كان ل يؤمن مع قبوله ذلك ممن قبل منه ‪،‬‬
‫اغتماز من السلطان في أمر إن عرض له قبله ‪ .‬وسواء فيما أكره‬
‫له من قبول مثل ذلك كان المهدي مشركا حربيا ‪ ،‬أو معاهدا ذميا ‪،‬‬
‫أو كان مسلما ‪ ،‬لما ذكرت من السبب المخوف عليه منه ‪ ،‬وقد *‬

‫ها عَل َي حتى كدت أ َ َ‬


‫ي لَ ُ‬
‫ه"‬ ‫ن أقْ ِ‬
‫ض َ‬ ‫ِ ْ ُ ْ‬ ‫ّ َ ّ‬ ‫ل ي ُك َّرُر َ‬ ‫والل ّهِ َ‬
‫ما َزا َ‬ ‫فَ َ‬

‫‪ 1603‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثام بن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أبو زياد الفقيمي ‪ ،‬عن أبي حريز ‪ ،‬أن رجل ‪ ،‬كان أهدى لعمر رجل‬
‫جزور ‪ ،‬ثم جاء يخاصم إليه ‪ ،‬فجعل يقول ‪ " :‬يا أمير المؤمنين ‪،‬‬
‫افصل بيننا كما تفصل رجل الجزور ‪ .‬قال ‪ :‬فوالله ما زال يكررها‬
‫علي حتى كدت أن أقضي له " فهذا عمر بن الخطاب رحمة الله‬
‫عليه ‪ ،‬مع منزلته من السلم ‪ ,‬ومكانه من الدين ‪ ،‬قد عرض له من‬
‫السلطان ما عرض في رجل جزور ‪ ،‬مع قلتها وخساستها ‪ ،‬أهديت‬
‫له ‪ ،‬فكيف بمن ل يدانيه في شيء من أشيائه ‪ ،‬ول يقاربه في‬
‫فضله ودينه ‪ ،‬وقد قبل هدية مهد إليه من رعيته أو غير رعيته ‪،‬‬
‫جليل خطرها ‪ ،‬عظيما من قلبه موقعها ‪ ،‬خاصم إليه خصما له في‬
‫ظلمة ظلمه إياها ؟ ما ترى السلطان فاعل به ‪ ،‬وأي مذهب هو‬
‫ذاهب ؟ وقد قال طاوس في ذلك ما *‬

‫خال ََفَنا‬
‫ل غُن ْد ٌَر ‪َ :‬‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مث َّنى ‪َ :‬قا َ‬ ‫ت ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل اب ْ ُ‬ ‫ح ٌ‬
‫س ْ‬
‫" ُ‬

‫‪ 1604‬حدثنا به ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن أبي المعلى ‪ ،‬قال ‪ " :‬سألت طاوسا عن هدايا‬
‫السلطان فقال ‪ " :‬سحت ‪ ،‬قال ابن المثنى ‪ :‬قال غندر ‪ :‬خالفنا‬
‫فيه أصحابنا ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬هو عن أبي معاذ ‪ ،‬عن طاوس " غير أن‬
‫المر وإن كان في ذلك كذلك ‪ ،‬فإني ل أرى حراما على المام ول‬
‫على عامل من عماله ‪ ،‬أهدى له مهد ممن كان يهاديه قبل وليته‬
‫أمور المسلمين ‪ ،‬هدية من رعيته في خاصة نفسه قبولها وإثابته‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عليها ‪ .‬فأما إن لم يكن كان يهاديه قبل ذلك ‪ ،‬فل أرى له قبولها ‪،‬‬
‫لما ذكرت من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهي عن‬
‫ذلك ‪ ،‬ولما أخشى عليه بقبوله إياها من السباب التي وصفت‬
‫قبل ‪ .‬فإن قال ‪ :‬فما أنت قائل فيما *‬

‫ما‬ ‫ت ِفي الل ّهِ وََر ُ‬


‫سول ِهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ما ل َِقي َ‬
‫ت َ‬ ‫" إ ِّني قَد ْ عَل ِ ْ‬
‫م ُ‬

‫‪ 1605‬حدثك به ‪ ،‬إسحاق بن إبراهيم الصواف قال ‪ :‬حدثنا الهيثم‬


‫بن الربيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الصبغ بن زيد ‪ ،‬عن سليمان بن الحكم ‪،‬‬
‫عن محمد بن سعيد ‪ ،‬عن عبادة بن نسي ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫غنم ‪ ،‬عن معاذ بن جبل ‪ ،‬قال ‪ :‬لما بعثني رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم إلى اليمن قال ‪ " :‬إني قد علمت ما لقيت في الله‬
‫ورسوله ‪ ،‬وما ذهب من مالك ‪ ،‬وقد طيبت لك الهدية ‪ ،‬فما أهدي‬
‫لك من شيء فهو لك " قيل ‪ :‬هذا عندنا خبر غير جائز الحتجاج‬
‫بمثله في الدين ‪ ،‬لوهاء سنده ‪ ،‬وضعف كثير من نقلته ‪ .‬غير أن‬
‫ذلك ‪ ،‬وإن كان كذلك ‪ ،‬فإن له عندنا لو كان صحيحا سنده ‪ ،‬عدول‬
‫نقلته مخرجا في الصحة ‪ ،‬وهو أن يكون صلى الله عليه وسلم‬
‫جعل ما أهدي له من هدية في عمله له ‪ ،‬مكان ما كان يستحقه‬
‫من الرزق على عمله ‪ ،‬إذ كان كل مشغول عن التصرف في خاصة‬
‫نفسه وعارض حاجاته من المكاسب وغيرها مما هو لها نظير ‪،‬‬
‫فإنه مستحق من مال الفيء ‪ ،‬ما فيه له ‪ ،‬ولمن تلزمه مؤونته ‪،‬‬
‫الكفاية والغنى عن التصرف للمكسب وطلب المعاش ‪ ،‬وفيما *‬

‫" من استعمل ْناه عََلى عَمل فَرزقْناه رزًقا ‪ ،‬فَأ َ َ َ‬


‫ن‬ ‫خذ َ أك ْث ََر ِ‬
‫م ْ‬ ‫َ ٍ َ َ َ ُ ِْ‬ ‫َ ِ ْ َْ َ َ ُ‬

‫‪ 1606‬حدثني به ابن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬عن‬


‫عبد الوارث التنوري ‪ ،‬عن حسين المعلم ‪ ،‬عن ابن بريدة ‪ ،‬قال أبو‬
‫عاصم ‪ :‬ل أدري هو عن أبيه أم ل ؟ أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا ‪ ،‬فأخذ أكثر‬
‫من رزقه ‪ ،‬فهو غلول " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عام َ‬ ‫َ‬
‫ض لَ ُ‬
‫ه‬ ‫مل ِهِ فَوْقَ رِْزقِهِ ال ّ ِ‬
‫ذي فُرِ َ‬ ‫ب ِفي عَ َ‬
‫صا َ‬
‫لأ َ‬‫ما َ ِ ٍ‬
‫" أي ّ َ‬

‫‪ 1607‬وحدثني العباس بن الوليد العذري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي‬


‫قال ‪ :‬حدثني عبد الله بن شوذب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عامر بن عبد‬
‫الواحد ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت جالسا عند عطاء بن أبي رباح ‪ ،‬فرأى شيخا هو‬
‫أكبر منه ‪ ،‬فأقبل عليه عطاء ‪ ،‬فرحب به ووسع له ‪ ،‬فقال الشيخ ‪:‬‬
‫حدثتني الصديقة ابنة الصديق وأحسب أنها رفعت الحديث قال ‪" :‬‬
‫أيما عامل أصاب في عمله فوق رزقه الذي فرض له ‪ ،‬فإنه غلول‬
‫" ففي هذا دليل واضح على صحة ما قلنا في ذلك ‪ ،‬وقد بينت هذه‬
‫الخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان فيها بعض‬
‫النظر ‪ ،‬وهي أحسن مخارج من خبر محمد بن سعيد المصلوب‬
‫معنى ما روي ‪ ،‬عن معاذ ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫من إباحته له ما أباح من هدايا رعيته ‪ :‬أنها كانت على وجه ما‬
‫ذكرت ؛ لن ذلك لو كان أبيح له وهو للمسلمين عامل برزق‬
‫يرتزقه من فيئهم بعد استيفائه الرزق الذي رزقه على عمله ‪ ،‬لم‬
‫يكن للخبار المتواترة التي قد مضى ذكرناها قبل عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم بأنه خطب أصحابه عند مقدم ابن اللتبية‬
‫عليه من عمله الذي كان وله إياه ‪ ،‬فبعث من يقبض منه ما أتى به‬
‫‪ ،‬فجعل يقول ‪ :‬هذا لكم ‪ ،‬وهذا أهدي إلي ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أما بعد ‪،‬‬
‫فإني أستعمل رجال منكم على أمور مما ولني الله ‪ ،‬فيقول‬
‫أحدهم ‪ :‬هذا الذي لكم ‪ ،‬وهذا هدية أهديت إلي ‪ ،‬أفل جلس في‬
‫بيت أبيه أو في بيت أمه فتأتيه هديته ؟ والذي نفسي بيده ‪ ،‬ل يأخذ‬
‫أحدكم من ذلك شيئا إل جاء يوم القيامة يحمله على عنقه ‪ ،‬فل‬
‫أعرفن ما جاء رجل يحمل بعيرا له رغاء ‪ ،‬أو بقرة لها خوار ‪ ،‬أو‬
‫شاة تيعر " ‪ ،‬ثم رفع يديه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أل هل بلغت " ؟ معنى ‪ .‬فلما‬
‫كانت الخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬بما ذكرنا ‪،‬‬
‫متواترة ‪ ،‬قد جاءت مجيء الحجة ‪ ،‬علم أن أمر معاذ ‪ ،‬فيما أباح له‬
‫صلى الله عليه وسلم من قبول هدية رعيته ‪ ،‬وتطييبه إياها له ‪ ،‬لو‬
‫كان صحيحا ‪ ،‬ولم يصح ذلك عندنا بخبر تثبت به حجة على من بلغه‬
‫‪ ،‬لكان معناه ووجهه ما قلنا ‪ ،‬دون ما يتوهمه أهل الغباء ‪ .‬فإن قال‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قائل ‪ :‬ما بك قد أبحت للمام وعماله قبول هدايا ملوك المشركين‬
‫على النظر منهم للمسلمين ‪ ،‬وصرف ما أهدوا إليهم في منافعهم‬
‫اعتلل منك في ذلك بالمور التي بينت ‪ ،‬ولم تبح لهم قبول هدية‬
‫أحد من رعيتهم ممن لم يكن جرت بينهم وبينه مهاداة قبل‬
‫الولية ‪ ،‬لما وصفت من السباب ؟ فما وجه الخبر الذي *‬

‫َ‬
‫دى ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ‪ ،‬وَأهْ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ َر ُ‬
‫سو ُ‬ ‫فَك َت َ َ‬

‫‪ 1608‬حدثك عمران بن بكار الكلعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن صالح‬


‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان بن بلل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو بن يحيى ‪ ،‬عن‬
‫عباس بن سهل بن سعد ‪ ،‬عن أبي حميد ‪ ،‬قال ‪ " :‬جاء رسول ابن‬
‫العلماء صاحب أيلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب ‪،‬‬
‫وأهدى له بغلة ‪ ،‬فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫وأهدى له بردا " وقال ‪ :‬ول ذكر في هذا الخبر أنه صلى الله عليه‬
‫وسلم باع البغلة التي أهداها له صاحب أيلة فقسم ثمنها بين‬
‫أصحابه ‪ ،‬ول أنه أهدى البردة التي أهداها إليه من فيئهم ‪ ،‬وقد‬
‫علمت أن صاحب أيلة كان من أهل الجزية بالصلح الذي كان جرى‬
‫بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ‪ .‬قيل ‪ :‬إن الذي‬
‫قلت إنه غير مذكور في هذا الخبر ‪ ،‬وإن كان كذلك ‪ ،‬فغير مذكور‬
‫أيضا فيه أنه لم يبع ذلك ويصرف ثمنه في أصحابه ‪ ،‬ول أنه أهدى‬
‫البرد إليه من مال نفسه ‪ ،‬فل حجة لمدعي ما قلت بظاهر هذا‬
‫الخبر ‪ ،‬بل الحجة فيه لمن قال فيه ما قلنا ‪ ،‬للسباب التي تقدم‬
‫ذكرناها ‪ ،‬مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له حقوق‬
‫في فيء المسلمين لقول الله تعالى ذكره ‪ :‬ما أفاء الله على‬
‫رسوله من أهل القرى فلله وللرسول الية ‪ ،‬وغير مستحيل أن‬
‫يكون أخذه ما أخذ من ذلك بالحق الذي جعله الله له فيه ‪ ،‬إن كان‬
‫اختص به نفسه ‪ .‬هذا إن صح أنه أخذه لنفسه ‪ ،‬ول نعلم خبرا ورد‬
‫بتصحيح ذلك ‪ ،‬فيجوز لمدع دعواه وقد مضى البيان عن نظائر ما‬
‫في هذه الخبار من الغريب ‪ ،‬فكرهنا تطويل الكتاب بإعادة ذكره *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫وا ُ ّ‬
‫ن اللهِ عَلي ْهِ ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي رضوان الله عليه ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم وعلى آله‬

‫ن‪#‬‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ن الل ّهِ عَل َ‬ ‫وا‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫با‬ ‫خ‬ ‫خر من أ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ح‬
‫سب ّ ِ‬
‫ب‪َ :‬‬
‫ح ّ‬
‫ن يُ ِ‬
‫كا َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫"أ ّ‬

‫‪ 1609‬حدثنا أحمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أحمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫إسرائيل ‪ ،‬عن ثوير ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن علي ‪ " ،‬أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم كان يحب ‪ :‬سبح اسم ربك العلى " والقول في علل‬
‫هذا الخبر نظير القول في علل الذي قبله *‬

‫خر من أ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‪#‬‬ ‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ي ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫مَقات ِل َ َ‬ ‫َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫ب ‪َ ،‬لقْت ُل َ ّ‬
‫صاَرى ب َِني ت َغْل ِ َ‬
‫ت ل ِن َ َ‬ ‫ع ْ‬
‫ش ُ‬ ‫" َوالل ّهِ ل َئ ِ ْ‬
‫ن ِ‬

‫‪ 1610‬حدثني العباس بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو نعيم عبد الرحمن‬


‫بن هانئ النخعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شريك ‪ ،‬عن إبراهيم بن مهاجر ‪،‬‬
‫عن زياد بن حدير ‪ ،‬قال ‪ :‬قال علي بن أبي طالب ‪ " :‬والله لئن‬
‫عشت لنصارى بني تغلب ‪ ،‬لقتلن المقاتلة ‪ ،‬ولسبين الذرية ‪،‬‬
‫وذاك أنى كتبت الكتاب بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينهم ‪،‬‬
‫على أل ينصروا أبناءهم " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪:‬‬
‫أن إبراهيم بن مهاجر عندهم ل تثبت به في الدين حجة ‪ .‬والخرى ‪:‬‬
‫أن شريكا عندهم كان يكثر غلطه ‪ ،‬فالواجب التوقف في أخباره ‪.‬‬
‫والثالثة ‪ :‬أن أبا نعيم النخعي عندهم غير مرتضى ‪ ،‬فغير جائز‬
‫الحتجاج بنقله ‪ .‬والرابعة ‪ :‬أن صلح بني تغلب عندهم إنما جرى‬
‫بينهم وبين عمر بن الخطاب ‪ .‬قالوا ‪ :‬ومما يدل على ذلك الخبر‬
‫الذي‬

‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ‪#‬‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫ئ ال ُْفَرا ِ‬
‫ت‬ ‫ة عََلى َ‬
‫شاط ِ ِ‬ ‫ن َرِبيعَ َ‬
‫م ْ‬
‫صاَرى ِ‬
‫ن ب ِن َ َ‬
‫دي َ‬ ‫ه ل َي َ ْ‬
‫من َعُ ال ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫" إِ ّ‬

‫‪ 1611‬حدثني به أحمد بن عمرو البصري قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن أبي‬


‫بكير ‪ ،‬قاضى كرمان قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن عمر القرشي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني سعيد بن عمرو بن سعيد ‪ ،‬أنه سمع أباه ‪ ،‬يوم المرج‬
‫يقول ‪ :‬إنه سمع أباه ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت عمر بن الخطاب ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫لول أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن الله‬
‫ليمنع الدين بنصارى من ربيعة على شاطئ الفرات " ما تركت بها‬
‫عربيا إل قتلته أو يسلم قالوا ‪ :‬فالصلح الذي كان بين بني تغلب‬
‫وأهل السلم لو كان جرى عقده بينهم وبين رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬لم يكن بعمر حاجة إلى أن يجعل حجته في ترك‬
‫قتالهم وقتلهم والحكم فيهم بحكم أهل الوثان من العرب ‪ ،‬القول‬
‫الذي رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولكنه كان يقول‬
‫‪ :‬لول أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد لهم ذمة ‪ ،‬وصالحهم‬
‫على عهد جرى بينهم وبينه قالوا ‪ :‬ففي احتجاج عمر بما احتج به‬
‫مما ذكرنا عنه ‪ ،‬دليل واضح على صحة ما قلنا من أن عقد الصلح ‪،‬‬
‫إنما جرى بينهم وبين عمر ‪ ،‬وأن الذي روي عن علي من أنه كتب‬
‫بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم كتاب الصلح ‪ ،‬غير صحيح‬
‫سنده القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه ‪ ،‬وما وجهه ؟‬
‫إن قال لنا قائل ‪ :‬إنك قد قلت بتصحيح هذا الخبر ‪ ،‬فما وجهه ‪ ،‬إن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كان صحيحا عندك ؟ وكيف تركهم المسلمون إلى يومهم هذا‬
‫مقيمين معهم في دار السلم ؟ أم ما وجه قبول الئمة منهم‬
‫الجزية ؟ وهل لنا نكاح نسائهم ‪ ،‬وأكل ذبائحهم وهم كما روي عن‬
‫علي أنهم قد نقضوا العهد الذي كان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم عقد لهم ‪ ،‬بتنصيرهم أولدهم ‪ ،‬وإدخالهم إياهم في صبغة‬
‫النصرانية ‪ ،‬وأنهم لم يتمسكوا من النصرانية بغير شرب الخمر ؟‬
‫قيل ‪ :‬قد اختلف السلف من أهل العلم قبلنا في ذلك ؟ فنذكر ما‬
‫قالوا فيه ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله *‬

‫م‬
‫حه ِ ْ‬ ‫م أ َك ْ َ‬
‫ل ذ ََبائ ِ ِ‬ ‫حّر َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حرم أكل ذبائحهم‬

‫م‪#‬‬
‫حه ِ ْ‬ ‫م أ َك ْ َ‬
‫ل ذ ََبائ ِ ِ‬ ‫حّر َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫م إ ِّل‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫" َل تأ ْ‬


‫ن ِدين ِهِ ْ‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫قوا‬
‫ُ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫با‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫َ‬

‫‪ 1612‬حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن بكر‬


‫السهمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام ‪ ،‬عن محمد بن سيرين ‪ ،‬عن عبيدة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سألت عليا عن ذبائح ‪ ،‬نصارى العرب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل تأكل‬
‫ذبائحهم ‪ ،‬فإنهم لم يتعلقوا من دينهم إل بشرب الخمر " *‬

‫ْ‬
‫س ُ‬
‫كوا‬ ‫م ّ‬ ‫م لَ ْ‬
‫م ي َت َ َ‬ ‫ب ‪ ،‬فَإ ِن ّهُ ْ‬
‫صاَرى ب َِني ت َغْل ِ َ‬ ‫" َل ت َأك ُُلوا ذ ََبائ ِ َ‬
‫ح نَ َ‬

‫‪ 1613‬وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا هشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬عن عبيدة ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل‬
‫تأكلوا ذبائح نصارى بني تغلب ‪ ،‬فإنهم لم يتمسكوا بشيء من‬
‫النصرانية إل بشرب الخمر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫س ُ‬
‫كو َ‬ ‫م ّ‬
‫ما ي َت َ َ‬ ‫ب ‪ ،‬فَإ ِن ّهُ ْ‬
‫م إ ِن ّ َ‬ ‫صاَرى ب َِني ت َغْل ِ َ‬ ‫" َل ت َأك ُُلوا ذ ََبائ ِ َ‬
‫ح نَ َ‬

‫‪ 1614‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن‬


‫أيوب ‪ ،‬عن محمد ‪ ،‬عن عبيدة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال علي ‪ " :‬ل تأكلوا ذبائح‬
‫نصارى بني تغلب ‪ ،‬فإنهم إنما يتمسكون من النصرانية بشرب‬
‫الخمر " *‬

‫صاَرى ال ْعََر ِ‬
‫ب"*‬ ‫ن ذ ََبائ ِ ِ‬
‫ح ‪ ،‬نَ َ‬ ‫ي عَ ْ‬
‫" ن ََهاَنا عَل ِ ّ‬

‫‪ 1615‬وحدثني علي بن سعيد الكندي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا علي بن عابس‬


‫‪ ،‬عن عطاء بن السائب ‪ ،‬عن أبي البختري ‪ ،‬قال ‪ " :‬نهانا علي عن‬
‫ذبائح ‪ ،‬نصارى العرب " *‬

‫ب"*‬
‫صاَرى ب َِني ت َغْل ِ َ‬ ‫ن ي َك َْرهُ ذ ََبائ ِ َ‬
‫ح نَ َ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 1616‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن أبي حمزة القصاب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت محمد بن‬
‫علي ‪ ،‬يحدث ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬أنه " كان يكره ذبائح نصارى بني تغلب "‬
‫*‬

‫صاَرى ال ْعََر ِ‬
‫ب"*‬ ‫" ك َرِهَ ذ ََبائ ِ َ‬
‫ح نَ َ‬

‫‪ 1617‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلمة ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬عن‬


‫مغيرة ‪ ،‬عن أبي معشر ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬أنه " كره ذبائح نصارى‬
‫العرب " *‬

‫َ‬
‫ح ‪ ،‬فَأ ّ‬
‫ما ب َُنو‬ ‫سِلي ٍ‬
‫خ ‪ ،‬وَب َهَْراءَ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫" ك ُُلوا ذ ََبائ ِ َ‬
‫ح ت َُنو َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1618‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو بن أبي‬


‫سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أبو معيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل مكحول عن ذبائح ‪،‬‬
‫نصارى العرب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬كلوا ذبائح تنوخ ‪ ،‬وبهراء ‪ ،‬وسليح ‪ ،‬فأما‬
‫بنو تغلب فل تأكلوا من ذبائحهم " فمن نهى عن أكل ذبائحهم ‪،‬‬
‫فالواجب على مذهبه أن ينهى عن نكاح نسائهم ‪ ،‬لن من حرم أكل‬
‫ذبيحته من أهل الكفر ‪ ،‬بمعنى الكفر الذي هو عليه ‪ ،‬فحرام نكاح‬
‫نسائه بذلك المعنى ‪ .‬فأما أخذ الجزية منه فغير حرام ‪ ،‬إذا كان‬
‫كتابيا ‪ ،‬من العرب كان أو من العجم عندهم ‪ ،‬لما قد بينا في‬
‫موضعه وقال آخرون ‪ :‬حلل أكل ذبائحهم ‪ ،‬ونكاح نسائهم *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ضه ُ ْ‬ ‫ذوا ال ْي َُهود َ َوالن ّ َ‬
‫صاَرى أوْل َِياءَ ب َعْ ُ‬ ‫مُنوا َل ت َت ّ ِ‬
‫خ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫" َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬

‫‪ 1619‬حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عبد الواحد بن زياد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خصيف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عكرمة ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬سئل ابن عباس عن ذبائح نصارى بني تغلب ‪ ،‬فقرأ هذه‬
‫الية ‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم‬
‫أولياء بعض ‪ ،‬ومن يتولهم منكم فإنه منهم " الية *‬

‫ك بأ ْسا ‪ ،‬وقَرأ َ‬
‫من ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫م‬
‫َ‬
‫َ ْ‬ ‫و‬ ‫‪:‬‬ ‫َ َ‬ ‫" َل ي ََرى ب ِذ َل ِ َ َ ً‬

‫‪ 1620‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ,‬عن عاصم الحول ‪ ,‬عن عكرمة ‪ ,‬عن ابن عباس ‪ ،‬أنه‬
‫كان " ل يرى بذلك بأسا ‪ ،‬وقرأ ‪ :‬ومن يتولهم منكم فإنه منهم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َل بأ ْس به ‪ ،‬ث ُم قَرأ َ‬


‫ه‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫م‬
‫َ‬
‫َ ْ‬ ‫و‬ ‫‪:‬‬ ‫ّ َ‬ ‫َ َ ِ ِ‬

‫‪ 1621‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن عيسى ‪ ,‬عن ابن‬


‫أبي ليلى ‪ ,‬عن الحكم ‪ ,‬عن سعيد بن جبير ‪ ,‬عن ابن عباس ‪ ،‬أنه "‬
‫سئل عن ذبائح ‪ ،‬نصارى العرب ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل بأس به ‪ ،‬ثم قرأ ‪ :‬ومن‬
‫يتولهم منكم فإنه منهم " *‬

‫ه‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ن ي َت َوَل ّهُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه ‪ :‬وَ َ‬ ‫صاَرى ال ْعََر ِ‬
‫ب َقا َ‬ ‫" ذ ََبائ ِ ِ‬
‫ح نَ َ‬

‫‪ 1622‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ,‬عن عاصم ‪ ,‬عن‬


‫عكرمة ‪ ,‬عن ابن عباس ‪ ،‬في " ذبائح نصارى العرب قال الله ‪:‬‬
‫ومن يتولهم منكم فإنه منهم " *‬

‫كانا َل يريان بأ ْ‬
‫ج‬ ‫وي‬
‫ِ ِ‬ ‫ز‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫غ‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ني‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫رى‬
‫َ‬ ‫صا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫با‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫سا‬
‫ً‬ ‫ََ َ ِ َ‬ ‫" َ َ‬

‫‪ 1623‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن عثمة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد‬
‫بن بشير ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬عن الحسن ‪ ,‬وعكرمة ‪ ،‬أنهما " كانا ل يريان‬
‫بأسا بذبائح نصارى بني تغلب ‪ ،‬وتزويج نسائهم ‪ ،‬ويتلوان ‪ :‬ومن‬
‫يتولهم منكم فإنه منهم " *‬

‫ْ‬
‫ب"*‬
‫صاَرى ب َِني ت َغْل ِ َ‬ ‫سا ب ِذ َِبي َ‬
‫حة ِ ن َ َ‬ ‫كاَنا َل ي ََرَيا ِ‬
‫ن ب َأ ً‬ ‫" َ‬

‫‪ 1624‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ,‬عن سعيد ‪,‬‬
‫عن قتادة ‪ ،‬عن الحسن ‪ ,‬وسعيد بن المسيب ‪ ،‬أنهما " كانا ل يريان‬
‫بأسا بذبيحة نصارى بني تغلب " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ْ‬
‫ن ي َُقو ُ‬
‫ل‬ ‫ب ‪ ،‬فَ َ‬
‫كا َ‬ ‫صاَرى ب َِني ت َغْل ِ َ‬
‫ح نَ َ‬ ‫" َل ي ََرى ب َأ ً‬
‫سا ب ِذ ََبائ ِِ‬

‫‪ 1625‬وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ,‬عن ابن‬


‫أبي عروبة ‪ ,‬عن قتادة ‪ ،‬أن الحسن ‪ ،‬كان " ل يرى بأسا بذبائح‬
‫نصارى بني تغلب ‪ ،‬فكان يقول ‪ :‬انتحلوا دينا ‪ ،‬فذاك دينهم " *‬

‫كان َل يرى بأ ْسا بذ َبائ ِح نصارى بِني تغْل ِب ‪ ،‬وقَرأ َ‬


‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً ِ َ ِ َ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫" َ َ‬

‫‪ 1626‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ,‬عن أبي حصين ‪ ,‬عن الشعبي ‪ ،‬أنه " كان ل يرى بأسا‬
‫بذبائح نصارى بني تغلب ‪ ،‬وقرأ ‪ :‬وما كان ربك نسيا " *‬

‫ب ‪ ،‬وَي َذ ْك ُُرو َ‬
‫ن‬ ‫ن أ َهْ ُ‬
‫ل ك َِتا ٍ‬ ‫دي ِ‬
‫م ِفي ال ّ‬
‫ل من أ َج َ‬
‫" ت ُؤْك َ ُ ِ ْ ْ ِ‬
‫ل أن ّهُ ْ‬

‫‪ 1627‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ابن شهاب ‪ ,‬عن ذبيحة نصارى‬
‫العرب قال ‪ " :‬تؤكل من أجل أنهم في الدين أهل كتاب ‪ ،‬ويذكرون‬
‫اسم الله " *‬

‫ك ال ْك َِتا ُ‬
‫ب"*‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ما ي َُفّرقُ ب َي ْ َ‬
‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 1628‬حدثنا ابن بشار ‪ ,‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عطاء ‪ " :‬إنما يفرق بين ذلك‬
‫الكتاب " *‬

‫ل ‪ ،‬ث ُم قَرأ َ ‪ :‬ومنه ُ‬


‫ن ال ْك َِتا َ‬
‫ب‬ ‫ن َل ي َعْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫مّيو َ‬
‫مأ ّ‬‫َ ِ ُْ ْ‬ ‫ّ َ‬ ‫" كُ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1629‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ,‬عن منصور ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سألت إبراهيم عن ذبائح نصارى العرب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬كل ‪ ،‬ثم قرأ ‪:‬‬
‫ومنهم أميون ل يعلمون الكتاب ‪ ،‬إل أماني قال ‪ :‬ومن هؤلء أيضا‬
‫من ل يحسن الكتاب " *‬

‫ل ‪ ،‬من أ َجل أ َنهم في دي َ‬


‫ب ي َذ ْك ُُرو َ‬
‫ن‬ ‫ل ك َِتا ٍ‬
‫ن أهْ ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ْ ْ ِ ُّ ْ ِ‬ ‫" ت ُؤْك َ ُ‬

‫‪ 1630‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو ‪ ,‬عن‬


‫سعيد ‪ ,‬عن ذبيحة ‪ ،‬نصارى العرب قال ‪ :‬قال مكحول والزهري ‪" :‬‬
‫تؤكل ‪ ،‬من أجل أنهم في دين أهل كتاب يذكرون اسم الله " *‬

‫َ‬ ‫ْ‬
‫م‬
‫من ْهُ ْ‬
‫م ‪ :‬وَ ِ‬ ‫ل ‪ :‬وَقََرأ ال ْ َ‬
‫حك َ ُ‬ ‫" َل ب َأ َ‬
‫س ب َِها ‪َ .‬قا َ‬

‫‪ 1631‬حدثني يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سألت الحكم وحمادا وقتادة عن ذبائح نصارى بني تغلب‬
‫فقالوا ‪ " :‬ل بأس بها ‪ .‬قال ‪ :‬وقرأ الحكم ‪ :‬ومنهم أميون ل يعلمون‬
‫الكتاب ‪ ،‬إل أماني " فإذ كان الختلف بين السلف في أمر بني‬
‫تغلب موجودا على ما قد ذكرنا ‪ ،‬وكانت تغلب تدين النصرانية ‪ ،‬ول‬
‫تدفع المة أن عمر أخذ منها الجزية بين ظهراني المهاجرين‬
‫والنصار ‪ ،‬عن غير نكير منهم أخذه ما أخذ منهم ‪ ،‬وكان أخذه ذلك‬
‫منهم بمعنى أنهم أهل كتاب ‪ ،‬ل بمعنى أنهم مجوس ‪ ،‬ول بأنهم‬
‫عجم ‪ -‬صح وثبت أنهم أهل كتاب ‪ ،‬وأن ذبائحهم ونساءهم‬
‫للمسلمين حلل ‪ ،‬لقول الله تعالى ذكره ‪ :‬اليوم أحل لكم‬
‫الطيبات ‪ ،‬وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ‪ ،‬وطعامكم حل لهم‬
‫والمحصنات من المؤمنات ‪ ،‬والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب‬
‫من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن فأما ترك الئمة قتل مقاتلتهم ‪،‬‬
‫وسبي ذراريهم ‪ ،‬وقد نصروا أولدهم ‪ ،‬وخالفوا ما ذكر عن علي من‬
‫العهد الذي كانوا عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أل‬
‫ينصروا ‪ ،‬أولدهم ‪ ،‬فإن ذلك ممكن أن يكون كان منهم ‪ ،‬من أجل‬
‫أنهم كانوا يرون أن أهل الجزية ما أقاموا في دارهم على الوفاء‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫للمسلمين بالجزية ‪ ،‬والذعان لهم ‪ ،‬بأن يجري عليهم حكم‬
‫السلم ‪ ،‬فل سبيل عليهم ‪ ،‬وإن خالفوا بعض الشروط التي‬
‫شرطت عليهم في حال عقد الذمة لهم ‪ ،‬ولكنهم يؤخذون بالرجوع‬
‫إلى ما عليهم في ذلك ‪ ،‬من غير أن تستحل به دماؤهم وأموالهم ‪،‬‬
‫فإن ذلك قول أكثر المتفقهة ‪ .‬وممكن أن يكون ذلك كان منهم من‬
‫أجل أن حكم كل مولود حكم أبويه ‪ ،‬ما دام طفل صغيرا ‪ ،‬حتى‬
‫يصير إلى حد الختيار ‪ ،‬ومن يلزمه الحكام ‪ ،‬فلم يكن حكم الطفل‬
‫من بني تغلب خارجا من حكم أبويه النصرانيين إلى بلوغ الحلم ‪،‬‬
‫فإذا بلغ المولود منهم ذلك الحد ‪ ،‬لم يكن لبويه عليه سبيل ‪ ،‬ولم‬
‫يكن للمسلمين إكراهه على السلم ‪ ،‬مع ما قد ثبت له من الحكم‬
‫قبل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬في أنه محكوم له‬
‫بحكم أبويه ‪ ،‬ولم يكن أبواه هما اللذين نصراه ‪ ،‬إذ كان الذي ينصر‬
‫غيره إنما ينصره بإكراهه عليه ‪ ،‬وإجباره له على التنصر ‪ ,‬وولد‬
‫النصراني غير صائر نصرانيا بإجبار أبويه إياه عليه ‪ ,‬وإنما له‬
‫حكمهما ما دام طفل صغيرا ‪ ،‬فإذا بلغ الحلم ‪ ،‬فله الدين الذي‬
‫يختاره حينئذ لنفسه ‪ ،‬دين أبويه اختار ‪ ،‬أو غير دينهما ‪ .‬فلم ير‬
‫الئمة ‪ -‬إذ كان أمر بني تغلب وأمر أولدهم على ما وصفنا ‪ -‬أنهم‬
‫نصروا أولدهم ‪ ،‬فيستحلوا بذلك دماءهم وأموالهم ‪ .‬فإن قال‬
‫قائل ‪ :‬فما وجه قول علي رحمة الله عليه إذن ‪ ،‬إن كان المر كما‬
‫قلت ‪ :‬لئن عشت لنصارى بني تغلب ‪ ،‬لقتلن المقاتلة ‪ ،‬ولسبين‬
‫الذرية ‪ ،‬وذلك أني كتبت الكتاب بينهم وبين رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬على أل ينصروا أولدهم ؟ ‪ .‬قيل ‪ :‬جائز أن يكون ذلك‬
‫كان منه لمر بلغه عنهم استحقوا به ما توعدهم به ‪ ،‬فقال ‪ :‬ذلك‬
‫وعيدا لهم ‪ ،‬أو أخبر عنهم بخلفهم بعض المور التي عقدت عليها‬
‫لهم الذمة ‪ ،‬وإن لم يكن ذلك كان هو المر الذي به استحل‬
‫دماءهم وأموالهم وذراريهم ‪ ،‬ثم راجعوا الوفاء بما لزمهم ‪ ،‬فأقروا‬
‫على العهد الذي عوهدوا ‪ ،‬ووفي لهم بالذمة ? *‬

‫ة الل ّهِ عَل َي ْهِ ‪ ،‬عَ ْ‬


‫ن‬ ‫م ُ‬
‫ح َ‬
‫ي َر ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر خبر آخر من أخبار علي رحمة الله عليه ‪ ،‬عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‬

‫ة الل ّهِ عَل َي ْهِ ‪ ،‬عَ ْ‬


‫ن‪#‬‬ ‫م ُ‬
‫ح َ‬
‫ي َر ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫ُ‬
‫ة ‪ ،‬ت َْرَزؤُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫سَقاي َ ُ‬
‫من َْها ‪ ،‬ال ّ‬ ‫خي ٌْر ل َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ما هُوَ َ‬ ‫طيك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫" أعْ ِ‬

‫‪ 1632‬حدثني أيوب بن إسحاق بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قبيصة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ,‬عن موسى بن أبي عائشة ‪ ,‬عن عبد الله بن‬
‫أبي رزين ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت للعباس ‪ :‬سل لنا‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم الحجابة ‪ .‬فسأله ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أعطيكم‬
‫ما هو خير لكم منها ‪ ،‬السقاية ‪ ،‬ترزؤكم ول ترزءونها " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬وذلك أنه خبر ل‬
‫يعرف له مخرج عن علي ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم يصح ‪،‬‬
‫إل من هذا الوجه ‪ .‬والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت‬
‫فيه ?‬

‫ن‬ ‫َ‬ ‫م ُ ّ‬
‫ة اللهِ عَلي ْهِ ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫ح َ‬
‫ي َر ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي رحمة الله عليه ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم‬

‫ن‪#‬‬ ‫َ‬ ‫م ُ ّ‬
‫ة اللهِ عَلي ْهِ ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫ح َ‬
‫ي َر ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫س " َوال َْقوْ ُ‬


‫ل ِفي‬ ‫نا‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫نو‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬‫سال َ‬ ‫ُ‬ ‫غ‬ ‫ك عَ َ‬
‫لى‬ ‫َ‬ ‫مل َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ت‬‫س‬ ‫" ما ك ُن ْت ِل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1633‬حدثني أيوب بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قبيصة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ,‬عن موسى بن أبي عائشة ‪ ,‬عن عبد الله بن أبي رزين ‪,‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت للعباس ‪ :‬سل النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم يستعملك على الصدقة ‪ .‬قال ‪ :‬فقال ‪ " :‬ما كنت‬
‫لستعملك على غسالة ذنوب الناس " والقول في علة هذا الخبر‬
‫كالقول في الذي قبله *‬

‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫ن‬
‫م ‪ ،‬عَ ْ‬
‫مْري َ َ‬
‫خَبارِ أِبي َ‬ ‫ض ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬

‫ذكر ما لم يمض ذكره من أخبار أبي مريم ‪ ،‬عن علي رحمة الله‬
‫عليه ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫ن‪#‬‬
‫م ‪ ،‬عَ ْ‬
‫مْري َ َ‬
‫خَبارِ أِبي َ‬ ‫ض ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬

‫صَنام ِ ال ِّتي‬ ‫َ‬


‫م إ َِلى اْل ْ‬
‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬ ‫" ان ْط َل َْق ُ‬
‫ت َ‬

‫‪ 1634‬حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله‬


‫بن داود ‪ ,‬عن نعيم بن حكيم ‪ ,‬عن أبي مريم ‪ ,‬عن علي ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصنام التي فوق‬
‫الكعبة لنكسرها ‪ ،‬فلم أقو على حمله ‪ ،‬فحملني ‪ ،‬فتناولتها ‪،‬‬
‫فكسرتها ‪ ،‬ولو شئت ‪ ،‬أو أردت أن أتناول السماء لنلتها " *‬

‫جل َ َ‬
‫س‬ ‫ه ‪ ،‬فَن ََز َ‬
‫ل وَ َ‬ ‫ضت ُ ُ‬ ‫صعِد َ عََلى َ‬
‫من ْك ِِبي ‪ ،‬فَن ََف ْ‬ ‫س " وَ َ‬
‫جل ِ ْ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 1635‬حدثني محمد بن عبيد المحاربي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أسباط بن‬


‫محمد ‪ ,‬عن نعيم بن حكيم ‪ ,‬عن أبي مريم ‪ ,‬عن علي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫انطلقت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتينا الكعبة ‪،‬‬
‫فقال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬اجلس " وصعد على‬
‫منكبي ‪ ،‬فنفضته ‪ ،‬فنزل وجلس لي نبي الله صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬اصعد على منكبي " قال ‪ :‬فنهض بي نبي الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وإنه ليخيل إلي أني لو شئت لنلت أفق‬
‫السماء ‪ ،‬حتى صعدت على البيت ‪ ،‬وعليه تماثيل صفر أو نحاس ‪،‬‬
‫فجعلت أزاوله يمينا وشمال ‪ ،‬ومن بين يديه ومن خلفه ‪ ،‬حتى إذا‬
‫استمكنت منه ‪ ،‬قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫اقذف به " فقذفت به ‪ ،‬فتكسر كما تكسر القوارير ‪ ،‬ثم نزلت ‪،‬‬
‫فانطلقت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نستبق حتى توارينا‬
‫بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس " *‬

‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َ‬
‫صعِد َ َر ُ‬ ‫جل َ ْ‬
‫س ُ‬ ‫س " فَ َ‬
‫جل ِ ْ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 1636‬حدثني محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن‬


‫موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا نعيم ‪ ,‬عن أبي مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني علي بن‬
‫أبي طالب ‪ ،‬قال ‪ " :‬انطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ليل حتى أتينا الكعبة ‪ ،‬فقال لي ‪ " :‬اجلس " فجلست ‪ ،‬فصعد‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكبي ‪ ،‬ثم نهضت به ‪ ،‬فلما‬
‫رأى ضعفي تحته قال لي ‪ " :‬اجلس " فجلست ‪ ،‬فنزل عني ‪ ،‬ثم‬
‫جلس لي ‪ ،‬فقال ‪ " :‬اصعد على منكبي " فصعدت على منكبه ‪ ،‬ثم‬
‫نهض حتى إنه ليخيل إلي أني لو شئت نلت أفق السماء ‪ ،‬فصعدت‬
‫على الكعبة ‪ ،‬فأتيت صنما لقريش ‪ ،‬وهو تمثال رجل من صفر ‪ ،‬أو‬
‫نحاس ‪ ،‬فلم أزل أعالجه يمينا وشمال وبين يديه وخلفه حتى‬
‫استمكنت منه ‪ ،‬ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي ‪" :‬‬
‫هي هي " وأنا أعالجه ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬اقذفه " فقذفته ‪ ،‬فتكسر كما‬
‫تتكسر القوارير ‪ ،‬ثم نزلت ‪ ،‬فانطلقنا نسعى حتى استترنا بالبيوت ‪،‬‬
‫خشية أن يعلم بنا أحد ‪ ،‬فلم يرفع عليها بعد " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أنه خبر ل يعرف له مخرج يصح عن علي ‪ ،‬عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم إل من هذا الوجه ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به ‪ ،‬عندهم‬
‫منفرد ‪ ،‬وجب التثبت فيه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أن راويه عن علي أبو مريم ‪،‬‬
‫وأبو مريم غير معروف في نقلة الثار ‪ ،‬وغير جائز الحتجاج بمثله‬
‫في الدين عندهم ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أنه خبر ل يعلم أحد حدث به عن أبي‬
‫مريم غير نعيم بن حكيم ‪ ،‬وذلك أيضا مما يوجب التوقف فيه‬

‫ن ال ِْفْق ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما ِفي هَ َ‬

‫ذكر ما في هذا الخبر من الفقه والذي فيه من ذلك الدللة على‬


‫صحة قول من قال ‪ :‬ل بأس على الرجل المسلم إذا رأى بعض ما‬
‫يتخذه أهل الكفر وأهل الفسوق والفجور من الشياء التي يعصى‬
‫الله بها ‪ ،‬مما ل يصلح لغير معصية الله به ‪ ،‬وهو بهيئته ‪ ،‬وذلك مثل‬
‫الطنابير والعيدان والمزامير والبرابط والصنوج التي ل معنى فيها ‪،‬‬
‫وهي بهيئتها ‪ ،‬إل التلهي بها عن ذكر الله ‪ ،‬والشغل بها عما يحبه‬
‫الله إلى ما يسخطه ‪ ،‬أن يغيره عن هيئته المكروهة التي يعصى‬
‫الله به وهو بها ‪ ،‬إلى خلفها من الهيئات التي يزول عنه معها‬
‫المعنى المكروه ‪ ،‬والمر الذي يصلح معه لهل معاصي الله‬
‫العصيان به ‪ .‬وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا بكسر‬
‫الصنم الذي كانت قريش وضعته فوق الكعبة ‪ ،‬ومعلوم أن الصنم ل‬
‫معنى فيه ‪ ،‬إذ كان تمثال من صفر ‪ ،‬أو نحاس أو غير ذلك ‪ ،‬إل كفر‬
‫من يكفر بالله بعبادته إياه ‪ ،‬وتعظيمه له ‪ ،‬والسجود له من دون‬
‫الله تعالى ذكره ‪ ،‬من غير أن يكون للصنم في ذلك من فعله إرادة‬
‫‪ ،‬ول دعاء إليه ‪ ،‬ول علم بما يفعل به ‪ ،‬إذ كان جمادا ل يعقل ‪ ،‬ول‬
‫يفقه ول يسمع ول يبصر ‪ ،‬ول شيء فيه إل الهيئة التي هيئت ‪،‬‬
‫والصورة التي صورت لمعصية الله بها ‪ ،‬والكفر بالله من أجلها ‪.‬‬
‫والجوهر الذي ذلك فيه ‪ ،‬ل شك أنه يصلح ‪ ،‬إذا غير عنه ما هو به‬
‫من الهيئة المكروهة ‪ ،‬لكثير من منافع بني آدم الحلل غير الحرام ‪.‬‬
‫فإذا كان أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا بكسره وتغييره عن‬
‫هيئته المكروهة التي يعصى الله به من أجلها ‪ ،‬إنما كان لما وصفت‬
‫‪ ،‬مع السباب التي ذكرت ‪ ،‬فمعلوم أن ما ذكرت من الطنابير‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫والعيدان والمزامير ‪ ،‬وما أشبه ذلك من الشياء التي يعصى الله‬
‫باللهو بها ‪ ،‬أولى وألزم للمرء المسلم تغييرها عن هيئتها المكروهة‬
‫التي يعصى الله بها ‪ ،‬إذ كان فيها السباب التي توجب للهي بها‬
‫سخط الله وغضبه ‪ ،‬من تغيير التماثيل التي هي أصنام ل شيء‬
‫فيها إل ما يحدثه أهل الكفر في أنفسهم من الكفر بالله بسجودهم‬
‫لها ‪ ،‬وتعظيمهم إياها ‪ ،‬عن هيئتها بكسرها ‪ ،‬إذا أمن على نفسه من‬
‫أن تنال بما ل قبل لها به ‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك وردت الثار‬
‫عن السلف الماضين من علماء المة ‪ ،‬وعمل به التابعون لهم‬
‫بإحسان‬

‫ل ذ َل ِ َ َ َ‬
‫مَر‬
‫ك ‪ ،‬أو ْ أ َ‬ ‫ن فَعَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ‪ِ ،‬‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حضرنا ذكره ‪ ،‬ممن فعل ذلك ‪ ،‬أو أمر به منهم‬


‫ل ذ َل ِ َ َ َ‬
‫مَر ‪#‬‬
‫ك ‪ ،‬أوْ أ َ‬ ‫ن فَعَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ‪ِ ،‬‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫كا َ‬
‫ن الد ُّفو ُ‬
‫ف ِفي‬ ‫معَهُ ّ‬
‫وارِيَ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ج َ‬ ‫ست َْقب ُِلو َ‬
‫ب عَب ْدِ الل ّهِ ي َ ْ‬
‫حا ُ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬ ‫" َ َ‬
‫الط ُّر ِ‬
‫ق‬

‫‪ 1637‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ,‬عن سفيان ‪,‬‬
‫عن منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان أصحاب عبد الله يستقبلون‬
‫الجواري معهن الدفوف في الطرق فيخرقونها " *‬

‫خرُِقون ََها "‬ ‫ف ِفي الط ُّر ِ‬


‫ق فَي َ ْ‬ ‫ن الد ُّفو ُ‬
‫معَهُ ّ‬
‫وارِيَ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ج َ‬ ‫ست َْقب َُلو َ‬ ‫" َ‬
‫كاُنوا ي َ ْ‬
‫*‬

‫‪ 1638‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ,‬عن منصور ‪ ,‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كانوا يستقبلون‬
‫الجواري معهن الدفوف في الطرق فيخرقونها " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما غَل َب َِني هَ َ‬


‫ذا " *‬ ‫ن َ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ٌ‬ ‫ما غَل َب َِني َ‬
‫َ‬

‫‪ 1639‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ,‬عن مغيرة ‪ ،‬قال ‪ :‬كان‬
‫عاصم بن هبيرة " إذا أخذ دفا شقه ‪ ،‬فأخذ بعد ما كبر دفا ‪ ،‬فجعل‬
‫ينزو عليه ‪ ،‬ويقول ‪ :‬ما غلبني شيطان ما غلبني هذا " *‬

‫ضي ِفي الط ّن ُْبورِ ب ِ َ‬ ‫َ‬


‫يٍء " *‬
‫ش ْ‬ ‫َل أقْ ِ‬

‫‪ 1640‬وحدثني محمد بن خالد بن خداش الزدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫سلم بن قتيبة ‪ ,‬عن قيس بن الربيع ‪ ,‬عن أبي حصين ‪ " ،‬أن رجل ‪،‬‬
‫كسر طنبورا لرجل ‪ ،‬فاستعدي عليه شريح ‪ ،‬فقال شريح ‪ :‬ل‬
‫أقضي في الطنبور بشيء " *‬

‫يٍء " *‬ ‫ض ِفيهِ ب ِ َ‬


‫ش ْ‬ ‫" فَل َ ْ‬
‫م ي َْق ِ‬

‫‪ 1641‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪ ,‬وعبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا سفيان ‪ ,‬عن أبي حصين أن رجل ‪ ، :‬خاصم إلى شريح في‬
‫رجل كسر طنبورا ‪ " ،‬فلم يقض فيه بشيء " *‬

‫شى ال ِْفت ْن َ َ‬
‫ة"‬ ‫م ي َْقت ُُلوِني ل َغَّرقْت َُها ‪ ،‬وَل َك ِّني أ َ ْ‬
‫خ َ‬ ‫" ل َو أ َعْل َ َ‬
‫م أن ّهُ ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬

‫‪ 1642‬وحدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا سفيان ‪ ,‬عن العمش ‪ ,‬عن أبي وائل ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت مع‬
‫مسروق بالسلسلة ‪ ،‬فمرت عليه سفينة فيها أصنام ذهب وفضة ‪،‬‬
‫بعث بها معاوية إلى الهند تباع ‪ ،‬فقال مسروق ‪ " :‬لو أعلم أنهم‬
‫يقتلوني لغرقتها ‪ ،‬ولكني أخشى الفتنة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ما ب َِها‬ ‫شَهاَرد َهْ ‪ ،‬فَ َ‬
‫ضَرب َهُ َ‬ ‫ه ت َل ْعََبا ِ‬
‫ن ب ِهَذِهِ ال ّ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ل عََلى َ‬
‫جارِي َت َي ْ ِ‬ ‫خ َ‬
‫" دَ َ‬

‫‪ 1643‬حدثني عبد الله بن أبي زياد القطواني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زيد بن‬
‫الحباب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الضحاك بن عثمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني نافع ‪ ،‬أن‬
‫ابن عمر ‪ " ،‬دخل على جاريتين له تلعبان بهذه الشهارده ‪،‬‬
‫فضربهما بها حتى انكسرت " *‬

‫َ‬
‫ن وَل َدِهِ ي َل ْعَ ُ‬
‫ب ِبالن ّْردِ‬ ‫م ْ‬
‫دا ِ‬
‫ح ً‬
‫جد َ أ َ‬ ‫مَر إ ِ َ‬
‫ذا وَ َ‬ ‫ن عُ َ‬
‫ن اب ْ ُ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 1644‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلمة ‪ ,‬عن ابن إسحاق ‪ ,‬عن‬
‫نافع ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان ابن عمر إذا وجد أحدا من ولده يلعب بالنرد‬
‫ضربه ‪ ،‬وأمر بها فكسرت ‪ ،‬ثم أحرقت " *‬

‫ْ‬ ‫ض أ َهْل ِهِ أ َْرب َعَ عَ ْ‬ ‫"رَ‬


‫ه‬ ‫ها عََلى َرأ ِ‬
‫س ِ‬ ‫شَرةَ ‪ ،‬فَك َ َ‬
‫سَر َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫أى‬ ‫َ‬

‫‪ 1645‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪ ,‬عن عبيد الله ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرني نافع ‪ ،‬أن ابن عمر ‪ " ،‬رأى مع بعض أهله أربع عشرة ‪،‬‬
‫فكسرها على رأسه " وفى هذا الخبر أيضا ‪ -‬أعني خبر علي الذي‬
‫ذكرناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ -‬البيان البين ‪ :‬أن‬
‫الذي أطلقنا من تغيير ما ذكرنا أنه ينبغي تغييره للمرء المسلم من‬
‫هيئات الشياء التي يعصى الله بها ‪ ،‬مما ل تصلح ‪ ،‬وهي بتلك‬
‫الهيئات إل لن يعصى الله بها ‪ ،‬إنما ينبغي له فعل ذلك ‪ ،‬مع أمانه‬
‫على نفسه من ظالم يعتدي عليه فينال منه ما ل قبل له به ‪ ،‬وأنه‬
‫في سعة من ترك فعل ذلك ‪ ،‬مع خوفه على نفسه من العتداء‬
‫عليها بما ل قبل لها به ‪ .‬وذلك أن عليا رحمة الله عليه أخبر أنه‬
‫حين رمى بالصنم من فوق الكعبة فتكسر نزل فانطلق هو ورسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬يسعيان حتى استترا بالبيوت ‪ ،‬خشية‬
‫أن يعلم بهما أحد ‪ .‬ول شك أنهما لم يخشيا أن يعلم ما كان منهما‬
‫من الفعل بالصنم أحد من المشركين ‪ ،‬إل كراهة أذاهم على‬
‫أنفسهما ‪ ،‬وأن يلحقهما منهم مكروه لما كان فعل بصنمهم ‪.‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وكذلك القول في كل خائف على نفسه من فرط أذى من ل طاقة‬
‫له به أن يناله به في نفسه ‪ ،‬إذا هو غير هيئة بعض ما وجده معه ‪،‬‬
‫أو مع بعض أشيائه من الشياء التي ل تصلح إل لن يعصى الله به‬
‫وهو بهيئته ‪ ،‬عن هيئته المكروهة في أنه في سعة من ترك تغييره‬
‫عن هيئته حتى يأمن من ذلك على نفسه ‪ ،‬فإذا أمن على نفسه‬
‫كان له تغييره من الهيئة المكروهة إلى غيرها من الهيئات التي‬
‫يصلح لغير معصية الله معها ‪ .‬وفيه أيضا الدللة الواضحة على‬
‫صحة ما نقول من أن المر بالمعروف ‪ ،‬والنهي عن المنكر ‪ ،‬إنما‬
‫يلزم فرضهما المرء المسلم على قدر طاقته ‪ ،‬وعند أمانه على‬
‫نفسه أن ينال منها ما ل قبل لها به ‪ ،‬فأما مع الخوف عليها أن تنال‬
‫بما ل قبل لها به فموضوع عنها فرض ذلك ‪ ،‬إل النكير بالقلب ‪.‬‬
‫وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما تحين لكسر الصنم‬
‫الذي كان فوق الكعبة وقت الخلوة من عبدته ومن يحضره‬
‫لتعظيمه ‪ ،‬كراهة أن ينالوه بمكروه في نفسه لو حاول كسره‬
‫بمحضر منهم ‪ ،‬أو أن يحولوا بينه وبين ما يحاول من ذلك ‪ ،‬ثم لم‬
‫يقف بعد كسره إياه بموضعه ‪ ،‬ولكنه أسرع السعي منه إلى حيث‬
‫يأمن على نفسه أذاهم ‪ ،‬وأن يعلموا أنه الذي ولي كسره ‪ ،‬أو كان‬
‫الذي سبب كسره ? *‬

‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬


‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫م ‪ ،‬عَ ْ‬
‫مْري َ َ‬
‫خَبارِ أِبي َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار أبي مريم ‪ ،‬عن علي رضوان الله عليه ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ن‪#‬‬ ‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬


‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫م ‪ ،‬عَ ْ‬
‫مْري َ َ‬
‫خَبارِ أِبي َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ي ‪َ :‬ل ت َ ْ‬
‫ضرِب ِْني "‬ ‫ل لَ َ‬
‫ك الن ّب ِ ّ‬ ‫" ُقوِلي ل َ ُ‬
‫ه ‪ :‬ي َُقو ُ‬

‫‪ 1646‬حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله‬


‫بن داود ‪ ,‬عن نعيم بن حكيم ‪ ,‬عن أبي مريم ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫أتت امرأة الوليد بن عقبة النبي صلى الله عليه وسلم تشكوه ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فقالت ‪ :‬إنه يضربني ‪ .‬فقال ‪ " :‬قولي له ‪ :‬يقول لك النبي ‪ :‬ل‬
‫تضربني " فجاءت فقالت ‪ :‬إنه قد ضربني فقال ‪ " :‬قولي له ‪:‬‬
‫يقول لك النبي ‪ :‬ل تضربني " ‪ ،‬فجاءت فقالت ‪ :‬إنه قد ضربني‬
‫فأخذ هدبة من ثوبه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬انطلقي بهذه الهدبة إليه " ‪ .‬فضربها‬
‫‪ ،‬فقال ‪ " :‬اللهم عليك الوليد ‪ ،‬اللهم عليك الوليد " *‬

‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م قَد ْ أ َ‬
‫جاَرِني " ‪.‬‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ن َر ُ‬
‫إِ ّ‬

‫‪ 1647‬حدثني محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن‬


‫موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا نعيم ‪ ,‬عن أبي مريم ‪ ،‬عن علي ‪ " ،‬أن امرأة‬
‫الوليد بن عقبة ‪ ،‬جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫تشتكي الوليد ‪ ،‬تزعم أنه يضربها ‪ ،‬فقال لها ‪ " :‬ارجعي فقولي ‪:‬‬
‫إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجارني " ‪ .‬فانطلقت ‪،‬‬
‫فمكثت ساعة ‪ ،‬ثم رجعت ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ما أقلع عني‬
‫قال ‪ :‬فقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم هدبة من ثوبه ‪،‬‬
‫فقال لها ‪ " :‬اذهبي بهذه ‪ ،‬فقولي ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قد أجارني ‪ ،‬وهذه هدبة من ثوبه " ‪ ،‬فانطلقت ‪ ،‬فمكثت‬
‫ساعة ‪ ،‬ثم رجعت ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ما زادني إل ضربا‬
‫فرفع يديه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬اللهم ‪ ،‬عليك الوليد " ‪ ،‬مرتين أو ثلثا والقول‬
‫في علل هذا الخبر نظير القول في علل الذي قبله ? *‬

‫خر من أ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‪#‬‬ ‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ي ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ه"*‬ ‫ضال ّ ٌ‬
‫ة فَت ََرك ْت ُ ُ‬ ‫ك لَ ْ‬
‫م ت َُرد ّ َ‬ ‫ن فَعَل ْ َ‬
‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫ك إِ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1648‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أحمد الزبيري ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا سفيان ‪ ,‬عن أبي إسحاق ‪ ,‬عن أبي الخليل ‪ ,‬عن علي ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬كان للمغيرة بن شعبة رمح ‪ ،‬كنا إذا خرجنا مع رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم تركه ‪ ،‬فيمر الناس فيحملونه ‪ ،‬فقلت ‪ " :‬لئن‬
‫أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لخبرنه ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنك إن فعلت‬
‫ذلك لم ترد ضالة فتركته " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪:‬‬
‫أنه خبر ل يعرف له مخرج يصح عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم إل من هذا الوجه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أنه قد حدث به عن أبي إسحاق‬
‫غير الثوري ‪ ،‬فقال فيه ‪ :‬عنه ‪ ،‬عن رجل من أصحاب علي ‪ ،‬عن‬
‫علي ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم والثالثة ‪ :‬أنه من رواية أبي‬
‫إسحاق ‪ ،‬وأبو إسحاق كان من أهل التدليس ‪ ،‬وخبر المدلس‬
‫عندهم غير جائز الحتجاج به في الدين ‪ ،‬إل بما قال فيه ‪ :‬حدثنا أو‬
‫سمعت ‪ ,‬وما أشبه ذلك من القول الذي يدل على السماع ‪ .‬ذكر‬
‫من روى هذا الحديث فقال فيه ‪ :‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن رجل من‬
‫أصحاب علي ‪ ،‬عن علي رحمة الله عليه‬

‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ‪#‬‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫ه ‪ ،‬فَي َ ُ‬
‫مّر‬ ‫ح ُ‬
‫م َ‬ ‫ل ت ََر َ‬
‫ك ُر ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ة إِ َ‬
‫ذا اْرت َ َ‬ ‫ن ُ‬
‫شعْب َ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مِغيَرةُ ب ْ ُ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 1649‬حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمر بن‬


‫حفص ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي قال ‪ :‬حدثنا العمش ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو‬
‫إسحاق ‪ ,‬عن رجل من أصحاب علي ‪ ،‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان‬
‫المغيرة بن شعبة إذا ارتحل ترك رمحه ‪ ،‬فيمر به المسلمون‬
‫فيحملونه ‪ ،‬فيجيئون به ‪ ،‬فيجيء فيقول ‪ :‬من يعرف الرمح ؟‬
‫فيأخذه ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬تحمل على المسلمين مؤونتك ‪ ،‬أما لخبرن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رسول الله بصنيعك ‪ ،‬قال ‪ :‬ابن أبي طالب ‪ ،‬ل تفعل ‪ ،‬فإني أخاف‬
‫إن قلت له أن يقول في اللقطة شيئا يمضي إلى يوم القيامة ‪ .‬قال‬
‫علي ‪ :‬فعرفت أنه كما قال " *‬

‫ن ال ِْفْق ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي َ‬

‫القول في ما في هذا الخبر من الفقه والذي فيه من ذلك الدللة‬


‫على أن من رمى بشيء في طريق من الطرق متعمدا رميه به ‪،‬‬
‫أو تركه كذلك في منزل نزله ‪ ،‬على غير عزم منه على أل يعود‬
‫لخذه والرجوع في تملكه ‪ ،‬ولكن على العزم منه على العودة‬
‫لخذه واسترجاعه ممن وجده معه قد أخذه فإنه له ‪ ،‬وإن ملكه‬
‫عنه غير زائل برميه به ‪ ،‬أو تركه إياه عامدا على السبيل التي‬
‫وصفت ‪ .‬لن المغيرة بن شعبة كان بتركه رمحه عامدا تركه ‪ ،‬فإذا‬
‫حمله غيره فوجده مع حامله في المنزل الخر ارتجعه ‪ ،‬ولم يكن‬
‫يرى تركه ذلك كذلك ‪ ،‬في الموضع الذي كان يتركه ‪ ،‬مزيل ملكه‬
‫عنه ‪ ،‬ول كان يرى ذلك من كان يعلم تعمده تركه على ما وصفت ‪،‬‬
‫وذلك بمحضر من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ‪ .‬فإن‬
‫قال قائل ‪ :‬فهل كان ملكه يزول عنه ‪ ،‬لو كان تركه إياه في‬
‫المنزل الذي كان يتركه فيه ‪ ،‬على العزم على أل يعود لخذه ‪،‬‬
‫وعلى ترك استرجاعه ممن وجده قد أخذه ؟ قيل ‪ :‬قد اختلف‬
‫السلف قبلنا في ذلك ‪ ،‬فنذكر ما قالوا فيه ثم نبين الصواب من‬
‫القول فيه عندنا ‪ .‬فقال بعضهم ‪ :‬إذا كان ترك التارك ‪ ،‬ورمي‬
‫الرامي بما هو له ‪ ،‬وما هو أولى به من غيره على وجه العزم على‬
‫إباحته لخذيه ‪ ،‬وتركه العود لخذه ‪ ،‬وأل يسترجعه ممن أخذه ‪،‬‬
‫كالنوى الذي يرمي به آكل التمر ‪ ،‬وقشر الجوزة ‪ ،‬واللوزة ‪ ،‬وما‬
‫أشبه ذلك ‪ ،‬والبلح الذي ترمي به الريح من النخل ‪ ،‬والنبق الذي‬
‫تنفضه الريح من الشجر قبل إدراكه ‪ ،‬وبلوغ صلحه ‪ ،‬فأخذه آخذ‬
‫غير رب النخل والشجر ‪ ،‬وغير من كان له الثمر والجوز واللوز فإنه‬
‫لخذه دون ربه ‪ ،‬ولمن سبق إليه فحازه ‪ ،‬دون غيره من سائر‬
‫الناس ‪ .‬وإن كان تركه ذلك في الموضع الذي تركه فيه ‪ ،‬على‬
‫العزم منه للرجوع إليه وأخذه ‪ ،‬وعلى استرجاعه ممن وجده معه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قد أخذه فهو له ‪ ،‬وله أخذه ممن وجده معه قد أخذه ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإن‬
‫لم يعلم على أي وجه كان رميه به وتركه ؟ نظر إلى الغالب من‬
‫أمر أهل الناحية التي ترك ذلك فيها ‪ ,‬ورمى به ‪ ،‬فإن كان الغالب‬
‫على أهلها الشح بمثل ذلك والضن به ‪ ،‬كان القول فيه قول الرامي‬
‫مع يمينه ‪ ،‬وإن كان الغالب عليهم الرمي به ‪ ،‬وترك العتداد به من‬
‫أموالهم ‪ ،‬كان ذلك للخذ له دون الرامي به‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ط النوى ‪ ،‬فَإ َ َ‬
‫ة ن َب َذ َهُ‬ ‫ذا أَتى عََلى َ‬
‫دارٍ ِفيَها عَِليَف ٌ‬ ‫ِ‬ ‫" ي َل ْت َِق ُ ّ َ‬

‫‪ 1650‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫قرة ‪ ,‬عن عبد الرحمن بن عبد الله بن معقل بن يسار ‪ ،‬قال ‪ :‬كان‬
‫عمر بن الخطاب " يلتقط النوى ‪ ،‬فإذا أتى على دار فيها عليفة‬
‫نبذه فيها " *‬

‫داًرا ِفيَها‬
‫جد َ َ‬ ‫وى ‪ ،‬فَإ ِ َ‬
‫ذا وَ َ‬ ‫ريق فَي َل ْت َِق ُ‬
‫ط الن ّ َ‬ ‫ّ‬
‫مّر ِفي الط ِ ِ‬
‫" يَ ُ‬

‫‪ 1651‬حدثني محمد بن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا قرة بن خالد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬كان عمر بن الخطاب " يمر في الطريق فيلتقط النوى ‪،‬‬
‫فإذا وجد دارا فيها عليف ألقاه فيها " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ح ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل‬ ‫ما أل َْق ِ‬
‫ت الّري ُ‬ ‫م ّ‬
‫ن ‪ ،‬هُوَ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫ميَر ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫" َيا أ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1652‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قرة ‪,‬‬
‫عن هارون بن رئاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سنان بن سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬إني‬
‫لغلم زمن عمر بن الخطاب ‪ ،‬وأنا مع أغيلمة نلتقط البلح الذي‬
‫يقال له الخلل ‪ ،‬إذ خرج علينا عمر بن الخطاب ‪ ،‬فشد علينا ‪ ،‬وفر‬
‫الغلمان ‪ ،‬وبقيت أنا ‪ ،‬فقلت ‪ " :‬يا أمير المؤمنين ‪ ،‬هو مما ألقت‬
‫الريح ‪ ،‬فقال ‪ :‬أرني ‪ ،‬فإنه ل يخفى علي ‪ .‬فأريته ‪ ،‬قال ‪ :‬صدقت ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ترى هؤلء الصبيان ؟ لو انطلقت أخذوا ما معي ‪ ،‬فمشى‬
‫معي حتى بلغني أمي " *‬

‫ه ‪ ،‬أ َْو‬ ‫سَل ُ‬


‫ح ُ‬ ‫ه ِ‬
‫َ‬
‫ه فَي َد َعَُها ‪ ،‬أوْ ي ُث ِْقل ُ ُ‬
‫داب ّت ُ ُ‬ ‫ل ‪ ،‬ت َِعي ُ‬
‫ل َ‬ ‫ج ِ‬
‫الّر ُ‬

‫‪ 1653‬وحدثني ابن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاوية بن عمرو ‪ ,‬عن‬


‫أبي إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت الوزاعي عن الرجل ‪ ،‬تعيل دابته‬
‫فيدعها ‪ ،‬أو يثقله سلحه ‪ ،‬أو متاعه فيلقيه ‪ ،‬هل لحد أن يأخذ من‬
‫ذلك شيئا ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬إل أن يأخذه فيرده عليه ‪ ،‬إل أن يعلم أن‬
‫صاحبه ألقاه ليأخذه من شاء ‪ ،‬فإذا كان كذلك ‪ ،‬فهو لمن أخذه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فإن أخذه رجل ثم جاء صاحبه فقال ‪ :‬إنما تركته رجاء أن‬
‫يحمل لي ؟ قال ‪ :‬القول قوله ‪ ،‬وإن قال ‪ :‬تركته ليأخذه من شاء ‪،‬‬
‫فليس له أن يرجع فيه ‪ ،‬فإن كان رجل في الساقة ‪ ،‬فوجد متاعا‬
‫مطروحا ‪ ،‬ل يدرى ألقاه صاحبه ‪ ،‬أو سقط منه ؟ قال ‪ :‬فإن أخذه‬
‫فليعرفه " وعلة قائلي هذه المقالة ‪ :‬أن الحكم بين المسلمين في‬
‫معاملتهم ‪ ،‬وأخذهم ‪ ،‬وإعطائهم ‪ ،‬على المتعارف المستعمل بينهم‬
‫‪ .‬وذلك كالمتبايعين سلعة بمائة درهم ‪ ،‬ثم يختلفان في نقد الدراهم‬
‫‪ ،‬ومبلغ وزنها ‪ ،‬بعدما تواجبا البيع ‪ ،‬وافترقا بأبدانهما ‪ ،‬فيقول‬
‫البائع ‪ :‬بعتها بمائة درهم خسروية ‪ ,‬وزنها وزن مائة مثقال ‪ ،‬ويقول‬
‫المبتاع ‪ :‬ابتعتها بمائة طبرية ‪ ،‬وزن كل درهم منها ثلثا درهم من‬
‫الدراهم التي وزن العشرة منها سبعة مثاقيل ‪ ،‬وهما يتصادقان‬
‫على أنهما لم يسميا في عقد البيع جنسا من الدراهم بعينه أنه‬
‫يحكم للبائع على المشتري بمائة درهم من نقد البلد الذي تبايعا‬
‫فيه ‪ ،‬الغالب على أهله في معاملتهم ‪ ،‬والمتعارف من الوزن‬
‫والنقد بينهم ‪ .‬فكذلك الحكم عندهم فيما ذكرنا ‪ ،‬مما يرمي به‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الناس ول يشحون به ‪ :‬أنه لمن أخذه ‪ ،‬ول يصدق من كان ذلك له‬
‫إن جاء يطلبه من آخذه أنه إنما سقط منه ولم يرم به ‪ ،‬إل أن‬
‫يكون ذلك مما الغالب على أهل الناحية التي وجد ذلك بها الشح به‬
‫‪ ,‬وترك الرمي به ‪ ،‬فيكون القول في ذلك حينئذ قول ربه ‪ ،‬مع‬
‫يمينه أنه سقط منه ولم يرم به ‪ ،‬أو أنه تركه ليعود فيأخذه ‪ ،‬فيرد‬
‫حينئذ عليه وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر في‬
‫إسناده نظر ‪ ،‬بنحو معنى ما قال قائلو هذه المقالة ‪ ،‬وهو ما *‬

‫ها " َقاُلوا‬


‫حَيا َ‬ ‫ة بمهل ِك ‪ ،‬فَهي ل ِم َ‬ ‫ن ت ََر َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ َ َ ْ‬ ‫داب ّ ً ِ َ ْ ٍ‬
‫ك َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1654‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا هشام الدستوائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن حميد‬
‫الحميري ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من ترك دابة بمهلك ‪ ،‬فهي لمن أحياها " قالوا ‪ :‬وهذا إذا‬
‫كان ترك صاحبها لها على إباحته إياها لمن أخذها ‪ ،‬وأل يرتجعها منه‬
‫‪ ،‬إن وجدها معه بعدما أخذها ‪ .‬وقال آخرون ‪ :‬غير جائز لحد أخذ‬
‫شيء من ذلك ‪ .‬قالوا ‪ :‬فإن أخذه آخذ ثم وجده صاحبه معه ‪،‬‬
‫فادعى أنه لم يتركه على العزم على أل يعود لخذه ‪ ،‬ول على أل‬
‫يسترجعه ممن وجده قد أخذه ‪ ،‬فإن القول في ذلك قوله ‪ ،‬وله أن‬
‫يرتجعه ممن وجده معه *‬

‫ل ‪ :‬ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬ذلك‬

‫ل ‪ :‬ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫عل ّ ُ‬
‫ة‬ ‫ن َ‬
‫شاَء " وَ ِ‬ ‫يردونه إَلى أ َهْل ِه ‪ ،‬ول َ َ‬
‫م إِ ْ‬
‫من َعَهُ ْ‬
‫ن يَ ْ‬
‫هأ ْ‬‫ِ َ ُ‬ ‫َُ ّ َ ُ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1655‬حدثني علي بن سهل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زيد بن أبي الزرقاء ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سئل سفيان عن القوم ‪ " ،‬يتبعون حصاد زرع الرجل ‪ ،‬وما‬
‫تناثر منه بغير أمره ‪ ،‬وهم إن تركوه لم يصل إليه منه شيء ‪،‬‬
‫ويتبعون مواضع الكدس قد كنسوها ؟ قال ‪ :‬يردونه إلى أهله ‪ ،‬وله‬
‫أن يمنعهم إن شاء " وعلة قائلي هذه المقالة ‪ :‬أن ما تناثر من زرع‬
‫الرجل من الحب عند الحصاد أو الدياس ‪ ،‬أو التذرية ‪ ،‬فهو لربه ‪،‬‬
‫ولن يملك ذلك أحد إل عنه ‪ ،‬بتمليكه إياه ‪ ،‬كما أنه ل يملك ما رفع‬
‫من أرضه من الحب والثمر فأحرزه أحد ‪ ،‬إل عنه بتمليكه إياه ‪ ،‬أو‬
‫بميراث عنه بعد مهلكه ‪ ،‬لن كل ذلك ملك له ‪ ،‬قل ذلك أو كثر ‪.‬‬
‫وكذلك عندهم نوى التمر ‪ ،‬وقشور الجوز ‪ ،‬واللوز ‪ ،‬والبلح المتناثر ‪،‬‬
‫وغير ذلك مما أشبهه ‪ .‬وقال آخرون في الدابة تعيل على الرجل‬
‫فيتركها ‪ ،‬أو الشيء من السلح يثقل عليه فيلقيه ‪ ،‬مثل قول‬
‫الثوري في حب الزرع الذي ذكرنا ‪ ،‬إل أنهم قالوا في الدابة ‪ :‬إن‬
‫جاء صاحبها بعدما أخذها الخذ وقد صلحت في يده بقيامه عليها‬
‫ونفقته ‪ ،‬فإنه يضمن له نفقته ويأخذها منه *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫ها َر ُ‬ ‫خّلى عَن َْها ‪ ،‬فَأ َ‬
‫خذ َ َ‬ ‫ق ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ه ِفي الط ّ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫داب ّت ُ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َقا َ‬
‫م ْ‬

‫‪ 1656‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ,‬عن‬


‫إسماعيل ‪ ،‬عن الحارث ‪ ,‬وابن شبرمة ‪ :‬فيمن " قامت دابته في‬
‫الطريق ‪ ،‬فخلى عنها ‪ ،‬فأخذها رجل ‪ ،‬فأنفق عليها حتى برأت ‪ ،‬ثم‬
‫جاء صاحبها ‪ ،‬قال ‪ :‬يعطي النفقة ‪ ،‬ويأخذ دابته " والصواب من‬
‫القول في ذلك عندنا ما قال الوزاعي ‪ ،‬من أن صاحب الدابة إن‬
‫أنكر أن يكون تركه إياها كان على وجه التمليك لمن أخذها ‪،‬‬
‫والعزم منه على أل يرتجعها من آخذها ‪ ،‬فإن القول قوله مع‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يمينه ‪ ،‬وحكم له بأخذها ممن كانت في يده ‪ ،‬ولم يلزمه غرم ما‬
‫أنفق عليها الخذ ‪ .‬فأما فيما بينه وبين الله ‪ ،‬فإنه حرام عليه‬
‫ارتجاعها ‪ .‬فأما حكمنا بها له ‪ ،‬وتصييرنا القول في ذلك قوله مع‬
‫يمينه ‪ ،‬بعد أن يثبت أن الدابة له ‪ ،‬وأنه الذي خلها حيث خلها ‪،‬‬
‫فلما بينا قبل ‪ :‬من أن ملك مالك ل يزول عن ملكه إل بإزالته إياه‬
‫عنه ‪ ،‬أو بحكم الله بزواله ‪ ،‬ولم يزله صاحبه بما يزول به الملك ‪،‬‬
‫ول ورد بزوال ملكه عنه إذا كان المر كذاك ‪ ،‬خبر يوجب زواله عنه‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ول قامت به حجة من أصل‬
‫أو نظير ‪ .‬وأما تركنا تغريمه النفقة التي أنفقها عليها الخذ ‪ ،‬فلن‬
‫الخذ أنفق ذلك بغير أمر رب الدابة ‪ ،‬فهو متبرع بها ‪ ،‬وغير جائز له‬
‫الرجوع بما تبرع به من ذلك على رب الدابة *‬

‫خر من أ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‪#‬‬ ‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ي ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫شرب ‪ ،‬فََل يص َ‬ ‫َ‬
‫حد ٌ "‬
‫مأ َ‬‫َ ُ ْ‬ ‫م ط ُعْم ٍ وَ ُ ْ ٍ‬
‫ن هَذِهِ أّيا ُ‬
‫" إِ ّ‬

‫‪ 1657‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أبي ‪ ،‬وشعيب بن الليث ‪ ،‬عن الليث ‪ ,‬عن يزيد بن الهاد ‪ ,‬عن‬
‫عبد الله بن أبي سلمة ‪ ,‬عن عمرو بن سليم الزرقي ‪ ,‬عن أمه ‪،‬‬
‫أنها قالت ‪ :‬بينما نحن بمنى إذا علي بن أبي طالب على جمل يقول‬
‫‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن هذه أيام طعم‬
‫وشرب ‪ ،‬فل يصم أحد " فاتبع الناس وهو على جمله ‪ ،‬يصرخ فيهم‬
‫بذلك *‬

‫شرب ‪ ،‬فََل يص َ‬ ‫َ‬


‫س‬ ‫حد ٌ " َفات ّب َعَ ُ‬
‫ه الّنا ُ‬ ‫مأ َ‬‫َ ُ ْ‬ ‫م ط ُعْم ٍ وَ ُ ْ ٍ‬
‫هَذِهِ أّيا ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1658‬وحدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد قال ‪ :‬حدثنا حيوة بن شريح ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني ابن الهاد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الله بن أبي سلمة ‪ ,‬عن‬
‫عمرو بن سليم الزرقي ‪ ,‬عن أمه ‪ ،‬قالت ‪ :‬بينما نحن بمنى ‪ ،‬إذا‬
‫علي بن أبي طالب على جمل يقول ‪ :‬إن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن هذه أيام طعم وشرب ‪ ،‬فل يصم أحد "‬
‫فاتبعه الناس ‪ ،‬وهو على جمله يصرخ فيهم بذلك *‬

‫ه‬
‫ن هَذِ ِ‬
‫ة ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬
‫م ٌ‬
‫سل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ة إ ِّل ن َْف ٌ‬
‫س ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫" إ ِن َّها َل ت َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬

‫‪ 1659‬وحدثني ابن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عبد الرحمن‬


‫المقرئ ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المسعودي ‪ ,‬عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ,‬عن‬
‫نافع ‪ ,‬عن بشر بن سحيم السلمي ‪ ,‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج منادي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق ينادي ‪ " :‬إنها‬
‫ل تدخل الجنة إل نفس مسلمة ‪ ،‬وإن هذه أيام أكل وشرب " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪:‬‬
‫أنه خبر حدث به جماعة عن علي ‪ ،‬فجعلوا الكلم موقوفا عليه ‪،‬‬
‫ولم يرفعوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬والثانية ‪ :‬أنه‬
‫خبر قد روي عن غير عمرو بن سليم ‪ ،‬عن أمه ‪ ،‬فقيل فيه ‪ :‬إن‬
‫الذي كان ينادي بذلك بديل بن ورقاء ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬بل كان بلل‬
‫مولى أبي بكر رحمة الله عليه ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬بل كان عبد الله‬
‫بن حذافة ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬بل كان بشر بن سحيم ‪ ،‬وقال بعضهم ‪:‬‬
‫بل كان كعب بن مالك ‪ ،‬وأوس بن الحدثان ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬بل‬
‫كان معاذ بن جبل ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬بل كان سعد بن أبي وقاص ‪.‬‬
‫والثالثة ‪ :‬أن خبر بشر بن سحيم يجعله بعضهم ‪ :‬عن بشر بن‬
‫سحيم ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ول يدخل بينه وبين النبي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صلى الله عليه وسلم عليا ‪ .‬ذكر من روى هذا الخبر عن علي ‪،‬‬
‫فوقف بالكلم الذي فيه على علي ‪ ،‬ولم يرفعه إلى النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم‬

‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ‪#‬‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬
‫" إنها أ َيا َ‬
‫ي‬ ‫ج ُ‬
‫ل عَل ِ ّ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ب " َقال َ ْ‬
‫ت ‪ :‬وَإ ِ َ‬ ‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِّ َ ّ ُ‬

‫‪ 1660‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد القطان ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ,‬عن يوسف بن مسعود ‪ ,‬عن جدته ‪،‬‬
‫قالت ‪ " :‬رأيت رجل على جمل أورق بمنى يصيح ‪ " :‬إنها أيام أكل‬
‫وشرب " قالت ‪ :‬وإذا الرجل علي بن أبي طالب *‬

‫صّلى‬ ‫" إنهن أ َيا َ‬


‫ل الل ّهِ َ‬ ‫ب " عََلى عَهْدِ َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬
‫شْر ٍ‬ ‫ِّ ُ ّ ّ ُ‬

‫‪ 1661‬وحدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعيب بن الليث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الليث ‪ ,‬عن يحيى ‪ ,‬عن يوسف بن‬
‫مسعود بن الحكم ‪ ,‬عن جدته ‪ ،‬أنها قالت ‪ :‬بينا نحن بمنى ‪ ،‬إذ أقبل‬
‫راكب فسمعته ينادي ‪ " :‬إنهن أيام أكل وشرب " على عهد رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬قالت ‪ :‬فقلت ‪ :‬من هذا ؟ قالوا ‪ :‬علي‬
‫بن أبي طالب *‬

‫" َل تصوموا هَذه اْل َيام ‪ ،‬فَإنها أ َيا َ‬


‫ب"‬
‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِّ َ ّ ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ُ ُ‬

‫‪ 1662‬وحدثني أحمد بن الوليد القرشي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬


‫جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ,‬عن يحيى بن سعيد ‪ ,‬عن يوسف بن‬
‫الحكم ‪ ,‬عن جدته أسماء ‪ :‬أنها رأت رجل يوضع على بعير له وهو‬
‫يقول ‪ " :‬ل تصوموا هذه اليام ‪ ،‬فإنها أيام أكل وشرب " فإذا هو‬
‫علي بن أبي طالب *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ي‬ ‫ه‬ ‫ما‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬‫يا‬ ‫ص‬ ‫م‬‫يا‬ ‫" أ َيها الناس ‪ ،‬إنها ل َيست بأ َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ُ ِّ َ ْ َ ْ ِ‬ ‫َّ‬

‫‪ 1663‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ,‬عن‬


‫محمد بن إسحاق ‪ ,‬عن حكيم بن حكيم ‪ ,‬عن مسعود بن الحكم‬
‫الزرقي ‪ ,‬عن أمه ‪ ،‬قالت ‪ :‬لكأني أنظر إلى علي على بغلة رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم البيضاء ‪ ،‬حين وقف على شعب النصار‬
‫وهو يقول ‪ " :‬أيها الناس ‪ ،‬إنها ليست بأيام صيام ‪ ،‬إنما هي أيام‬
‫أكل وشرب وذكر " *‬

‫" َل تصومن هَذه اْل َيام ؛ فَإنها أ َيا َ‬


‫ب"‬
‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِّ َ ّ ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ ُ ُ ّ ِ ِ‬

‫‪ 1664‬وحدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمي‬


‫عبد الله بن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عمرو بن الحارث ‪ ,‬عن بكير ‪ ,‬عن‬
‫سليمان بن يسار ‪ ،‬أن مسعود بن الحكم ‪ ،‬حدثه ‪ ،‬عن أمه ‪ ،‬أنها‬
‫قالت ‪ " :‬مر بنا راكب ونحن بمنى مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ينادي في الناس ‪ " :‬ل تصومن هذه اليام ؛ فإنها أيام أكل‬
‫وشرب " فقالت أختي ‪ :‬هذا علي بن أبي طالب ‪ .‬وقلت أنا ‪ :‬بل‬
‫هو فلن *‬

‫" َل يصومن أ َحد هَذه اْل َيام ‪ ،‬فَإنها أ َيا َ‬


‫ب‬
‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِّ َ ّ ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ ُ َ ّ َ ٌ ِ ِ‬

‫‪ 1665‬وحدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي مريم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني بكر بن مضر ‪ ,‬عن عمرو يعني ابن الحارث ‪ ,‬عن بكير يعني‬
‫ابن عبد الله بن الشج ‪ ,‬عن سليمان بن يسار ‪ ،‬حدثه أن مسعود‬
‫بن الحكم حدثه ‪ ،‬عن أمه أنها قالت ‪ :‬مر بنا راكب ونحن بمنى مع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي في الناس ‪ " :‬ل يصومن‬
‫أحد هذه اليام ‪ ،‬فإنها أيام أكل وشرب " فقال أخي ‪ :‬هذا علي بن‬
‫أبي طالب ‪ ،‬فقلت أنا ‪ :‬بل هو فلن *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صّلى‬ ‫" إنهن أ َيا َ‬


‫ل الل ّهِ َ‬ ‫ب " عََلى عَهْدِ َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬
‫شْر ٍ‬ ‫ِّ ُ ّ ّ ُ‬

‫‪ 1666‬وحدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن صالح ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثني الليث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يحيى بن سعيد ‪ ,‬عن يوسف بن‬
‫مسعود بن الحكم ‪ ,‬عن جدته ‪ ،‬أنها قالت ‪ :‬بينا نحن بمنى إذ أقبل‬
‫راكب سمعته ينادي ‪ " :‬إنهن أيام أكل وشرب " على عهد رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬فقلت ‪ :‬من هذا ؟ قالوا ‪ :‬علي بن أبي‬
‫طالب *‬

‫ك ب َِل ٌ‬
‫ل‬ ‫دى ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ل ‪ :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َنا َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬الذي نادى بذلك بلل‬

‫ك ب َِل ٌ‬
‫ل‪#‬‬ ‫دى ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ل ‪ :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َنا َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫" َل تصوموا هَذه اْل َيام ‪ ،‬إنها أ َيا َ‬
‫ب"‬
‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ّ َ ِّ َ ّ ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ُ ُ‬

‫‪ 1667‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العلى ‪ ,‬ومحمد بن جعفر‬


‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي عروبة ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬عن سليمان بن‬
‫يسار ‪ ,‬عن حمزة السلمي ‪ ،‬أنه رأى رجل على جمل آدم وهو يتبع‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ونبي الله صلى الله عليه وسلم‬
‫شاهد ‪ ،‬يقول ‪ " :‬ل تصوموا هذه اليام ‪ ،‬إنها أيام أكل وشرب "‬
‫قال قتادة ‪ :‬وذكر لنا أن الذي كان ينادي بلل ‪ ،‬يعني أيام التشريق‬
‫*‬

‫ن وَْرَقاَء‬ ‫ن ي َُناِدي ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك ب ُد َي ْ ُ‬
‫ل بْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل ‪ :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬الذي كان ينادي بذلك بديل بن ورقاء‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن وَْرَقاءَ ‪#‬‬ ‫ن ي َُناِدي ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك ب ُد َي ْ ُ‬
‫ل بْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل ‪ :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫" أ ََل َل تصوموا هَذه اْل َيام ؛ فَإنها أ َيا َ‬
‫ب‬
‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِّ َ ّ ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ُ ُ‬

‫‪ 1668‬حدثني علي بن عبد الله الدهان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المفضل بن‬


‫صالح السدي أبو جميلة ‪ ,‬عن عمرو بن دينار ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بديل بن ورقاء‬
‫الخزاعي فنادى بمنى ‪ " :‬أل ل تصوموا هذه اليام ؛ فإنها أيام أكل‬
‫وشرب " *‬

‫كان صائ ِما فَل ْيْفطر ‪ ،‬فَإنهن أ َيا َ‬


‫ب"‬
‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِّ ُ ّ ّ ُ‬ ‫ُ ِْ‬ ‫ن َ َ َ ً‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1669‬وحدثني أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن رجاء ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا سعيد وهو ابن سلمة قال ‪ :‬حدثني صالح بن كيسان ‪,‬‬
‫عن عيسى بن مسعود الزرقي ‪ ،‬عن جدته ‪ ،‬حبيبة ابنة شريق ‪ :‬أنها‬
‫كانت مع أمها ابنة العجماء ‪ ،‬في أيام الحج بمنى ‪ .‬قالت ‪ :‬فجاءهم‬
‫بديل بن ورقاء على راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى‬
‫‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من كان صائما‬
‫فليفطر ‪ ،‬فإنهن أيام أكل وشرب " *‬

‫شرب ‪ ،‬فََل يصوم َ‬ ‫هَذه أ َيا َ‬


‫حد ٌ " *‬
‫نأ َ‬‫َ ُ َ ّ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ ْ ٍ‬ ‫ِ ِ ّ ُ‬

‫‪ 1670‬وحدثنا أحمد بن الحسن الترمذي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا إسرائيل ‪ ,‬عن جابر ‪ ,‬عن محمد بن علي ‪ ? ,‬عن بديل‬
‫بن ورقاء ‪ ،‬قال ‪ :‬أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام‬
‫التشريق أن أنادي ‪ " :‬إن هذه أيام أكل وشرب ‪ ،‬فل يصومن أحد "‬
‫*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذافَ َ‬
‫ة‬ ‫ح َ‬ ‫ك عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬
‫ن ُ‬ ‫دى ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ل ‪ :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َنا َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬الذي نادى بذلك عبد الله بن حذافة‬

‫ذافَ َ‬
‫ة‪#‬‬ ‫ح َ‬ ‫ك عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬
‫ن ُ‬ ‫دى ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ل ‪ :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َنا َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫شريق ‪ ،‬فَإنها أ َيا َ‬ ‫َ‬
‫ب"‬
‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِّ َ ّ ُ‬ ‫م الت ّ ْ ِ ِ‬
‫موا أّيا َ‬ ‫" َل ت َ ُ‬
‫صو ُ‬

‫‪ 1671‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ,‬عن عمرو بن‬


‫شعيب ‪ ,‬عن الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬بعث رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم عبد الله بن حذافة ‪ ،‬فأمره أن ينادي في الناس ‪ " :‬ل‬
‫تصوموا أيام التشريق ‪ ،‬فإنها أيام أكل وشرب " *‬

‫هَذه أ َيا َ‬
‫ن عَل َي ْهِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ب وَذِك ْرٍ ل ِل ّهِ ‪ ،‬إ ِّل َ‬
‫م ْ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬
‫شْر ٍ‬ ‫ِ ِ ّ ُ‬

‫‪ 1672‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ,‬عن سفيان‬


‫بن حسين ‪ ,‬عن الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬بعث رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم عبد الله بن حذافة بن قيس ‪ ,‬فنادى في أيام التشريق فقال‬
‫‪ " :‬إن هذه أيام أكل وشرب وذكر لله ‪ ،‬إل من كان عليه صوم من‬
‫هدي " *‬

‫شريق ‪ " :‬إنها أ َيا َ‬ ‫َ‬


‫ب"*‬
‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِّ َ ّ ُ‬ ‫أّيام ِ الت ّ ْ ِ ِ‬

‫‪ 1673‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ,‬عن عبد الله بن أبي بكر ‪ ,‬وسالم أبي النضر ‪ ,‬عن‬
‫سليمان بن يسار ‪ ,‬عن عبد الله بن حذافة ‪ ،‬أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم أمره أن ينادي في أيام التشريق ‪ " :‬إنها أيام أكل‬
‫وشرب " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫" َل تصوموا هَذه اْل َيام ‪ ،‬فَإنها أ َيا َ‬
‫ب وَذِك ْ ٍ‬
‫ر‬ ‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِّ َ ّ ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ُ ُ‬

‫‪ 1674‬حدثنا خلد بن أسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا روح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا صالح ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني ابن شهاب ‪ ,‬عن سعيد بن المسيب ‪ ,‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن‬
‫حذافة يطوف في منى ‪ " :‬ل تصوموا هذه اليام ‪ ،‬فإنها أيام أكل‬
‫وشرب وذكر لله " *‬

‫حي ْم ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ُ‬
‫شَر ب ْ َ‬ ‫دى ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك بِ ْ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َنا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬
‫كا َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬كان الذي نادى بذلك بشر بن سحيم ‪ ،‬ومن روى هذا‬
‫الخبر فجعله عنه ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولم يدخل‬
‫بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عليا‬

‫حي ْم ٍ ‪#‬‬
‫س َ‬
‫ن ُ‬
‫شَر ب ْ َ‬ ‫دى ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك بِ ْ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َنا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬
‫كا َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫أ َيا َ‬
‫ن"‬
‫م ٌ‬ ‫خل َُها إ ِّل ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫ة َل ي َد ْ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫ب ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬
‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ّ ُ‬

‫‪ 1675‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد‬


‫الله العجلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ,‬عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت نافع بن جبير بن مطعم ‪ ,‬عن بشر بن سحيم ‪ ،‬أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أمره أن ينادي أيام التشريق ‪ " :‬إنها أيام‬
‫أكل وشرب ‪ ،‬وإن الجنة ل يدخلها إل مؤمن " *‬

‫ة إّل مؤْمن ‪ ،‬وإنها أ َيا َ‬


‫م أك ْ ٍ‬
‫ل‬ ‫َ ِّ َ ّ ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ ِ ُ ِ ٌ‬ ‫ه َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬ ‫" إ ِن ّ ُ‬

‫‪ 1676‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬
‫عن عمرو بن دينار ‪ ,‬عن نافع بن جبير بن مطعم ‪ ,‬عن رجل ‪ ،‬من‬
‫أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬أمر النبي صلى الله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عليه وسلم بشر بن سحيم النصاري أن ينادي ‪ " :‬إنه ل يدخل‬
‫الجنة إل مؤمن ‪ ،‬وإنها أيام أكل وشرب " ‪ ،‬يعني أيام التشريق ‪* .‬‬

‫ة إّل مؤْمن ‪ ،‬وإن هَذه أ َيا َ‬


‫ب‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬
‫شْر ٍ‬ ‫َِ ّ ِ ِ ّ ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ ِ ُ ِ ٌ‬ ‫َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬

‫‪ 1677‬حدثنا عبد الحميد بن بيان القناد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا إسحاق ‪ ,‬عن‬


‫مسعر بن كدام ‪ ,‬عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ,‬عن نافع بن جبير بن‬
‫مطعم ‪ ,‬عن بشر بن سحيم ‪ ،‬قال ‪ :‬قام رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فقال ‪ " :‬إنه ل يدخل الجنة إل مؤمن ‪ ،‬وإن هذه أيام أكل‬
‫وشرب " ‪ ,‬يعني أيام التشريق *‬

‫َ‬
‫م‬
‫ة ‪ ،‬وَإ ِن َّها أّيا ُ‬
‫م ٌ‬
‫سل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ة إ ِّل ن َْف ٌ‬
‫س ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫ه َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬ ‫" إ ِن ّ ُ‬

‫‪ 1678‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ,‬عن حبيب ‪ ,‬عن نافع بن جبير ‪ ,‬عن بشر بن سحيم ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬خطب النبي صلى الله عليه وسلم في أيام الحج فقال ‪" :‬‬
‫إنه ل يدخل الجنة إل نفس مسلمة ‪ ،‬وإنها أيام أكل وشرب " *‬

‫" هَذه أ َيا َ‬


‫ب"*‬
‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِ ِ ّ ُ‬

‫‪ 1679‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ,‬عن منصور ‪ ,‬عن‬


‫حبيب ‪ ,‬عن رجل ‪ ,‬عن بشر بن سحيم ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم يوم النحر ‪ " :‬هذه أيام أكل وشرب " *‬

‫ب وَذِك ْرِ الل ّهِ " *‬ ‫هَذه اْل َيام أ َيا َ‬


‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ّ َ ّ ُ‬ ‫ِ ِ‬

‫‪ 1680‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ,‬عن عبد‬


‫الملك بن أبي سليمان ‪ ,‬عن عمرو بن دينار ‪ ،‬أن رسول الله صلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله عليه وسلم بعث بشر بن سحيم ينادي في أيام التشريق ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬إن هذه اليام أيام أكل وشرب وذكر الله " *‬

‫ة ‪ ،‬وهَذه أ َيا َ‬
‫ب‬
‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫م ٌ َ ِ ِ ّ ُ‬ ‫سل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ة إ ِّل ن َْف ٌ‬
‫س ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬

‫‪ 1681‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ,‬عن عمرو ‪ ,‬عن‬


‫عمرو بن دينار ‪ ,‬عن نافع بن جبير ‪ ,‬عن بشر بن سحيم ‪ ،‬أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أمره أن يؤذن في الناس ‪ " :‬إنه ل يدخل‬
‫الجنة إل نفس مسلمة ‪ ،‬وهذه أيام أكل وشرب " *‬

‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫ل ‪ :‬ال ّ ِ‬
‫ذي ب َعَث َ ُ‬
‫ه َر ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في‬
‫ذلك ‪ :‬كعب بن مالك ‪ ،‬وأوس بن الحدثان‬

‫ه عَل َي ْهِ ‪#‬‬


‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫ل ‪ :‬ال ّ ِ‬
‫ذي ب َعَث َ ُ‬
‫ه َر ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫شريق أ َيا َ‬ ‫َ‬
‫م أك ْ ٍ‬
‫ل‬ ‫م الت ّ ْ ِ ِ ّ ُ‬
‫ن ‪ ،‬وَأّيا ُ‬ ‫ة إ ِّل ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫" َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬

‫‪ 1682‬حدثني عبيد الله بن أبي زياد القطواني ‪ ,‬وزياد بن أيوب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا محمد بن سابق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إبراهيم بن طهمان ‪ ,‬عن‬
‫أبي الزبير ‪ ,‬عن ابن كعب بن مالك ‪ ,‬عن أبيه ‪ ،‬أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم بعثه ‪ ,‬وأوس بن الحدثان أيام التشريق ‪ ,‬فأذنا ‪ " :‬ل‬
‫يدخل الجنة إل مؤمن ‪ ،‬وأيام التشريق أيام أكل وشرب " *‬

‫ل‬
‫جب َ ٍ‬ ‫مَعاذ َ ب ْ َ‬
‫ن َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك ُ‬ ‫ل َ‬
‫كا َ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬بَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬بل كان ذلك معاذ بن جبل‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ل‪#‬‬
‫جب َ ٍ‬ ‫مَعاذ َ ب ْ َ‬
‫ن َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك ُ‬ ‫ل َ‬
‫كا َ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬بَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫إنها أ َيا َ‬
‫ضاٍع " *‬
‫ب وَب ِ َ‬
‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِّ َ ّ ُ‬

‫‪ 1683‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن عطية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مندل‬
‫بن علي ‪ ,‬عن صفوان بن مسلم الجمحي ‪ ,‬عن حكيم بن سلمة‬
‫الثقفي ‪ ,‬عن جدته ‪ ،‬أنها رأت معاذا في أوسط أيام التشريق على‬
‫بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينادي ‪ " :‬أيها الناس ‪،‬‬
‫إنها أيام أكل وشرب وبضاع " *‬

‫ك سعد ب َ‬ ‫ل‪َ :‬‬


‫ص‬ ‫ن ذ َل ِ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫ن أِبي وَّقا ٍ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬كان ذلك سعد بن أبي وقاص‬


‫ك سعد بن أ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬
‫ص‪#‬‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫قا‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫بي‬
‫ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫كا َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫هَذه أ َيا َ‬
‫م‬
‫م ِفيَها " ‪ ,‬أّيا َ‬ ‫ب ‪َ ,‬ل ي ُ َ‬
‫صا ُ‬ ‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِ ِ ّ ُ‬

‫‪ 1684‬حدثني محمد بن معمر البحراني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا محمد بن أبي حميد ‪ ,‬عن إسماعيل بن محمد بن‬
‫سعد ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن جده ‪ ،‬قال ‪ :‬قال لي رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬يا سعد " ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬لبيك يا رسول الله ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫" قم فصح في الناس ‪ :‬إن هذه أيام أكل وشرب ‪ ,‬ل يصام فيها " ‪,‬‬
‫أيام التشريق *‬

‫دى ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ذي َنا َ‬ ‫س ّ‬ ‫ث ‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫م يُ َ‬ ‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث هذا الحديث ‪ ،‬ولم يسم الذي نادى بذلك في حديثه‬

‫دى ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ذي َنا َ‬ ‫س ّ‬ ‫ث ‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫م يُ َ‬ ‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َل تصوموا هَذه اْل َيام ‪ ،‬فَإنها أ َيا َ‬


‫ل"‬
‫ب وَب َِعا ٍ‬
‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِّ َ ّ ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ُ ُ‬

‫‪ 1685‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي‬


‫حبيبة ‪ ,‬عن داود بن الحصين ‪ ,‬عن عكرمة ‪ ,‬عن ابن عباس ‪ ،‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل أيام منى صائحا يصيح ‪" :‬‬
‫أل ل تصوموا هذه اليام ‪ ،‬فإنها أيام أكل وشرب وبعال " ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫والبعال ‪ :‬وقاع النساء *‬

‫" َل يصومن أ َحد ‪ ،‬فَإنما هي أ َيا َ‬


‫ب"‬
‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِّ َ ِ َ ّ ُ‬ ‫َ ُ َ ّ َ ٌ‬

‫‪ 1686‬حدثني محمد بن عمرو بن تمام الكلبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى‬


‫بن عبد الله بن بكير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ميمون بن يحيى ‪ ,‬عن مخرمة‬
‫بن بكير ‪ ,‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت سليمان بن يسار ‪ ,‬يزعم أنه‬
‫سمع ابن الحكم الزرقي ‪ ،‬يقول ‪ :‬حدثنا أبي أنهم ‪ ،‬كانوا مع رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم بمنى ‪ ،‬فسمعوا راكبا وهو يصرخ يقول ‪:‬‬
‫" ل يصومن أحد ‪ ،‬فإنما هي أيام أكل وشرب " *‬

‫" َل يصم أ َحد ‪ ،‬فَإنهن أ َيا َ‬


‫ب وَذِك ْرٍ ل ِل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫شْر ٍ‬ ‫م أك ْ ٍ‬
‫ل وَ ُ‬ ‫ِّ ُ ّ ّ ُ‬ ‫َ ُ ْ َ ٌ‬

‫‪ 1687‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو بن أبي‬


‫سلمة ‪ ,‬عن سعيد ‪ ،‬يعني ابن عبد العزيز ‪ ,‬عن الصوم في أيام‬
‫التشريق أو يوم عرفة قال ‪ :‬قال مكحول ‪ :‬زعموا أن رجل كان‬
‫يطوف بمنى على بعير ‪ ,‬ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ‪،‬‬
‫يتبع المنازل يقول ‪ " :‬ل يصم أحد ‪ ،‬فإنهن أيام أكل وشرب وذكر‬
‫لله " *‬

‫ذي‬ ‫ف ن ََقل َةِ هَذِهِ اْل َ ْ‬


‫خَبارِ ِفي ال ّ ِ‬ ‫خت َِل ِ‬
‫جه ِ ا ْ‬
‫ن وَ ْ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ْ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫القول في البيان عن وجه اختلف نقلة هذه الخبار في الذي بعثه‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى للنداء بما ذكر فيها إن قال‬
‫لنا قائل ‪ :‬ما أنت قائل في هذه الخبار التي رويتها لنا ؟ فإن قلت ‪:‬‬
‫إنها صحاح ‪ ،‬قلنا لك ‪ :‬فما وجه اختلف رواتها في المنادي الذي‬
‫نادى بالنهي عن صوم أيام التشريق ‪ ،‬عن أمر رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم إياه بذلك ؟ وإن قلت ‪ :‬إنها غير صحاح ‪ ،‬قيل ‪ :‬فما‬
‫وجه ذكرك لها ‪ ،‬وقد شرطت لنا في أول كتابك هذا أنك ل ترسم‬
‫لنا فيه إل ما كان عندك صحيحا ؟ قيل ‪ :‬أما الخبار التي ذكرناها ‪،‬‬
‫فإن منها عندنا صحاحا ‪ ،‬ومنها غير صحاح ‪ ،‬ولم نذكر ما كان منها‬
‫عندنا غير صحيح استشهادا به على دين ‪ ،‬ول على الوجه الذي‬
‫شرطنا في أول كتابنا هذا أنا ل نذكره إذ كان الذي شرطنا في أول‬
‫كتابنا هذا ترك ذكره فيه ‪ ،‬وهو ما ل نراه في الدين حجة ‪ ،‬إل‬
‫الحكاية عمن احتج به في توهين خبر ‪ ،‬أو تأييد مقالة هو بها قائل ‪،‬‬
‫عند ذكرنا مقالته ‪ ،‬وما اعتل به لها ‪ .‬وإنما أحضرنا ذكر ما لم نر‬
‫من هذه الخبار صحيحا في هذا الموضع ‪ ،‬لعتلل من اعتل به في‬
‫توهين خبر يوسف بن مسعود الثقفي ‪ ،‬الذي رواه يحيى بن سعيد‬
‫حكاية عنه ‪ ،‬ل احتجاجا به منا ‪ .‬على أن ذلك كله ‪ -‬لو كان صحيحا ‪-‬‬
‫لم يكن في اختلف الرواة في اسم الذي سمعوه ينادي بما ذكرنا‬
‫يومئذ ما يوهن الخبر ‪ ،‬ول يزيله عن أن يكون حجة على من دان‬
‫بتصحيح القول بخبر الواحد العدل ‪ ,‬وذلك أنه جائز أن يكون رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وجه ذلك اليوم كل رجل ممن ذكر أنه‬
‫سمع ذلك اليوم ينادي بما كان ينادي به في ناحية من نواحي منى ‪،‬‬
‫فسمع أهل كل ناحية منها من وجه إليها ‪ ،‬فأخبروا باسم من‬
‫سمعوه ينادي بذلك ‪ .‬وذلك ‪ ،‬إذا كان كذلك ‪ ،‬لم يكن اختلفا ‪ ،‬بل‬
‫يكون تأييدا وتوكيدا ‪ ،‬وغير جائز حمل ما حملته الثقات من الثار‬
‫على الفاسد من الوجوه ‪ ،‬ولها في الصحة مخرج ‪ .‬وقد مضى قبل‬
‫ذكر الخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهي‬
‫عن صوم اليام المنهي عن صومها ‪ ،‬وذكر أخبار المختلفين من‬
‫السلف في ذلك ‪ ،‬وذكر القول الذي نراه فيه صوابا ‪ ،‬بعلله‬
‫وشواهده ‪ ،‬فكرهنا إعادته ?‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫ي ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‬

‫صّلى ‪#‬‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫ي ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫ط ‪َ ،‬قا َ َ‬
‫ضرِ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ل أُبو ب َك ْ ٍ‬
‫ر‬ ‫ن تَ ْ‬
‫سو َ أ و ْ أ ْ‬
‫ن ت َْف ُ‬
‫ث‪:‬أ ْ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫حد َ ُ‬

‫‪ 1688‬حدثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي قال ‪ :‬حدثنا‬
‫أحمد بن عبد الله بن يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ,‬عن‬
‫ضرار بن مرة ‪ ,‬عن شريح بن هانئ ‪ ,‬عن علي بن أبي طالب ‪ ,‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا توضأ الرجل فهو في صلة‬
‫ما لم يحدث " ‪ .‬قال ‪ :‬وقال لنا علي ‪ :‬ولن أستحيكم مما لم‬
‫يستحي منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬والحدث ‪ :‬أن‬
‫تفسو أو أن تضرط ‪ ،‬قال أبو بكر ‪ :‬وعلي كان من أهل الحياء ‪،‬‬
‫استحيى أن يتكلم حتى اعتذر إليهم منه *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪:‬‬
‫أنه خبر ل يعرف له مخرج يصح عن علي ‪ ،‬عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬إل من هذا الوجه ‪ .‬والخبر إذا انفرد به عندهم‬
‫منفرد ‪ ،‬وجب التثبت فيه ‪ .‬والخرى ‪ :‬أنه خبر إنما هو معروف عن‬
‫علي بن طلق ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ل عن علي‬
‫بن أبي طالب ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أن أبا بكر بن عياش عندهم ‪ ،‬كان قد‬
‫ساء حفظه أخيرا ‪ ،‬وغير جائز الحتجاج من نقله عندهم في الدين ‪,‬‬
‫إل بما حفظ عنه قبل تغير حفظه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن‬ ‫َْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ق ‪ ،‬عَ ِ‬
‫ن طل ٍ‬
‫ي بْ ِ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫م ْ‬

‫ذكر من روى هذا الخبر عن علي بن طلق ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم‬

‫ن‪#‬‬ ‫َْ‬ ‫ذا ال ْ َ‬


‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ق ‪ ،‬عَ ِ‬
‫ن طل ٍ‬
‫ي بْ ِ‬
‫ن عَل ِ ّ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫م ْ‬

‫ضأ ْ " *‬
‫م فَل ْي َت َوَ ّ‬
‫حد ُك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ذا فَ َ‬
‫سا أ َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 1689‬حدثنا هناد بن السري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ,‬عن عاصم‬


‫الحول ‪ ,‬عن عيسى بن حطان ‪ ,‬عن مسلم بن سلم ‪ ,‬عن علي بن‬
‫طلق ‪ ،‬قال ‪ :‬أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ‪ ،‬الرجل منا يكون بأرض الفلة ‪ ،‬فتكون منه الرويحة ‪،‬‬
‫ويكون في الفلة ‪ .‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا‬
‫فسا أحدكم فليتوضأ " *‬

‫ذا فَسا أ َحدك ُم في الصَلة فَل ْينصرف فَل ْيتو ْ‬


‫ضأ ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م ل ِي َعُد ْ‬ ‫ََ َ ّ‬ ‫َْ َ ِ ْ‬ ‫ّ ِ‬ ‫َ ُ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 1690‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ,‬عن عاصم ‪ ,‬عن‬


‫عيسى بن حطان ‪ ,‬عن مسلم بن سلم ‪ ,‬عن علي بن طلق ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا فسا أحدكم‬
‫في الصلة فلينصرف فليتوضأ ‪ ،‬ثم ليعد للصلة " *‬

‫َ‬ ‫ذا فَسا أ َحدك ُم فَل ْيتو ْ‬


‫حازِم ٍ ال ْغَِفارِ ّ‬
‫ي‬ ‫ن َ‬
‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫حد ّث َِني أ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ضأ " َ‬
‫ََ َ ّ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 1691‬وحدثني عمران بن بكار الكلعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أحمد بن‬


‫خالد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو سلم عبد الملك بن مسلم بن سلم ‪ ,‬عن‬
‫عيسى بن حطان ‪ ,‬عن مسلم بن سلم ‪ ,‬عن علي بن طلق ‪ ،‬أن‬
‫أعرابيا ‪ ،‬أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬يا نبي الله ‪ ،‬إنا‬
‫نكون بهذه البادية ‪ ،‬وإنه يكون من أحدنا الرويحة ‪ ،‬وفي الماء‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قلة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا فسا أحدكم‬
‫فليتوضأ " حدثني أحمد بن حازم الغفاري ‪ ,‬وأحمد بن منصور ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو سلم بن‬
‫مسلم الحنفي ‪ ,‬عن عيسى بن حطان ‪ ,‬عن مسلم بن سلم ‪ ,‬عن‬
‫علي ‪ ،‬أن أعرابيا ‪ ،‬أتى النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم ذكر نحوه‬
‫*‬

‫ضأ ْ *‬
‫م فَل ْي َت َوَ ّ‬
‫حد ُك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ذا فَ َ‬
‫سا أ َ‬ ‫إِ َ‬

‫‪ 1692‬حدثنا هناد بن السري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ,‬عن عبد الملك‬


‫بن مسلم ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء أعرابي إلى النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إنا نكون بالبادية ‪ ،‬فيكون‬
‫من أحدنا الرويحة ؟ فقال ‪ " :‬إن الله ل يستحيي من الحق ‪ ،‬إذا‬
‫فسا أحدكم فليتوضأ *‬

‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ي عَ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ه عَل َي ْهِ ‪#‬‬


‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ي عَ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫سل ْ ُ‬
‫ه‬ ‫جَناب َةٍ ل َ ْ‬
‫م ي َغْ ِ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫سدِهِ ِ‬
‫ج َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ضع َ َ‬
‫شعَْرةٍ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ن ت ََر َ‬
‫ك َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1693‬حدثني محمد بن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج بن‬


‫المنهال ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪ ,‬عن عطاء بن السائب ‪ ,‬عن زاذان ‪,‬‬
‫عن علي ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من ترك‬
‫موضع شعرة من جسده من جنابة لم يغسله ‪ ،‬فعل به كذا وكذا‬
‫من النار " ‪ ,‬قال علي ‪ " :‬فمن ثم عاديت شعري ‪ ,‬وكان يجز‬
‫شعره *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م ذ َك ََر‬
‫سدِهِ " ‪ ,‬ث ُ ّ‬
‫ج َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ضع َ َ‬
‫شعَْرةٍ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ن ت ََر َ‬
‫ك َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1694‬حدثنا أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫حماد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عطاء بن السائب ‪ ,‬عن زاذان ‪ ,‬عن علي ‪ ،‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من ترك موضع شعرة‬
‫من جسده " ‪ ,‬ثم ذكر مثله *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪:‬‬
‫أنه خبر ل يعرف له مخرج يصح عن علي ‪ ,‬عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬إل من هذا الوجه ‪ .‬والخبر إذا انفرد به عندهم‬
‫منفرد وجب التثبت فيه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أن راويه عن زاذان ‪ :‬عطاء بن‬
‫السائب ‪ ،‬وعطاء بن السائب عندهم كان قد تغير حفظه أخيرا ‪،‬‬
‫فاضطرب عليه حديثه ‪ .‬فغير جائز الحتجاج عندهم بحديثه ‪.‬‬
‫والثالثة ‪ :‬أن حماد بن سلمة كان قد استنكر حديثه أصحابه أخيرا ‪،‬‬
‫حتى هموا بترك حديثه ‪ .‬والرابعة ‪ :‬أن المعروف عن علي أنه كان‬
‫يقول ‪ :‬إذا اغتسلت من الجنابة ‪ ،‬أجزأك أن تصب على رأسك‬
‫مرتين حدثني بذلك عبد الله بن محمد الحنفي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬
‫عبدان ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا شريك ‪ ,‬عن أبي‬
‫إسحاق ‪ ,‬عن الحارث ‪ ,‬عن علي ‪ . ،‬قالوا ‪ :‬ومعلوم أن ذا الجمة ‪,‬‬
‫واللمة ل يصل الماء بصبه مرتين على رأسه ‪ ,‬وبدنه إلى جميع‬
‫شعره وبشرته‬

‫ن ال ِْفْق ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي َ‬

‫القول فيما في هذا الخبر من الفقه والذي فيه من ذلك البيان عن‬
‫أن المعني بقول الله تعالى ذكره ‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تقربوا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الصلة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ول جنبا إل عابري‬
‫سبيل حتى تغتسلوا غسل جميع الجسد في الجنابة ‪ ،‬وأن المراد‬
‫بقوله ‪ :‬وإن كنتم جنبا فاطهروا ‪ ،‬تطهير جميع البدن الظاهر‬
‫الموصول إلى تطهيره ‪ :‬شعره ‪ ،‬وبشره ‪ ,‬والشهادة لمعاني سائر‬
‫الخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر‬
‫المغتسل من الجنابة ببل الشعر ‪ ,‬وإنقاء البشرة ‪ ،‬وإن كانت واهية‬
‫السانيد ‪ .‬وذلك نحو الخبر الذي‬

‫ن ال ِْفْقهِ ‪#‬‬
‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي َ‬

‫شعَْر ‪ ,‬وَأ َن ُْقوا‬


‫ة ‪ ،‬فَب ُّلوا ال ّ‬
‫جَناب َ ً‬
‫شعَْرةٍ َ‬ ‫ت كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫ح َ‬
‫ن تَ ْ‬
‫" إِ ّ‬

‫‪ 1695‬حدثناه نصر بن علي الجهضمي ‪ ,‬وحميد بن مسعدة‬


‫السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحارث بن وجيه ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مالك بن دينار‬
‫‪ ,‬عن ابن سيرين ‪ ,‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬إن تحت كل شعرة جنابة ‪ ،‬فبلوا الشعر ‪,‬‬
‫وأنقوا البشر " *‬

‫سل ِ َ‬ ‫شَرت َ َ‬ ‫شعر ‪ ،‬وأ َ‬ ‫رو أ ُ‬


‫ك وَقَد ْ‬ ‫مغْت َ َ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫ج ِ‬
‫خُر ْ‬
‫ك ‪ ،‬تَ ْ‬ ‫ق بَ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫صو‬
‫ُ‬ ‫َ ّ‬

‫‪ 1696‬وحدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا العلء أبو محمد الثقفي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أنس بن مالك‬
‫‪ ،‬يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬يا أنس ‪ ،‬يا بني‬
‫‪ ،‬الغسل من الجنابة فبالغ فيه ‪ ،‬فإن تحت كل شعرة جنابة " ‪ ,‬قال‬
‫‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬وكيف أبالغ فيه ؟ قال ‪ :‬رو أصول الشعر ‪،‬‬
‫وأنق بشرتك ‪ ،‬تخرج من مغتسلك وقد غفر لك كل ذنب " *‬

‫ي‬
‫ن عَل ِ ّ‬ ‫حوِ ال ّ ِ‬
‫ذي ُروِيَ عَ ْ‬ ‫ة " وَب ِن َ ْ‬
‫جَناب َ ٌ‬
‫شعَْرةٍ َ‬ ‫ت كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫ح َ‬
‫" تَ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1697‬وحدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫المبارك الصوري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن حمزة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عتبة‬
‫بن أبي حكيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني طلحة بن نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو‬
‫أيوب النصاري ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬تحت كل‬
‫شعرة جنابة " وبنحو الذي روي عن علي ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم من ذلك ‪ ،‬قال جماعة من السلف *‬

‫م‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬


‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حضرنا ذكره منهم‬

‫م‪#‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬


‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ة*‬
‫جَناب َ ٌ‬
‫شعَْرةٍ َ‬ ‫ت كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫ح َ‬
‫تَ ْ‬

‫‪ 1698‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن عثمة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سعيد ‪ ,‬عن قتادة ‪ ,‬عن يونس بن جبير ‪ ,‬عن أبي الدرداء ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫تحت كل شعرة جنابة *‬

‫شعَْر ‪ ،‬وَأ َن ُْقوا ال ْب َ َ‬


‫شَر *‬ ‫ة ‪ ،‬فَب ُّلوا ال ّ‬
‫جَناب َ ٌ‬
‫شعَْرةٍ َ‬ ‫ت كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫ح َ‬
‫تَ ْ‬

‫‪ 1699‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قرة ‪,‬‬
‫عن الحسن ? ? عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬تحت كل شعرة جنابة ‪،‬‬
‫فبلوا الشعر ‪ ،‬وأنقوا البشر *‬

‫ما فَوْقََها ‪،‬‬


‫ة ‪ ،‬فَ َ‬
‫جَناب َ ٌ‬ ‫صيب َُها ال ْ َ‬
‫ماُء َ‬ ‫شعَْرةٍ َل ي ُ ِ‬ ‫ت كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫ح َ‬
‫تَ ْ‬

‫‪ 1700‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ,‬عن عمرو بن مرة ‪ ,‬عن أبي البختري ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حذيفة وقد طم رأسه ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن تحت كل شعرة ل يصيبها الماء‬
‫جنابة ‪ ،‬فما فوقها ‪ ،‬ولذلك عاديت رأسي كما ترون *‬

‫ْ‬
‫ة ال ْب ُْقَيا عَل َي ْ ِ‬
‫ك*‬ ‫خل ِّليهِ َناًرا قَِليل َ َ‬
‫ك ‪َ ،‬ل ت ُ َ‬ ‫صِلي َ‬
‫شعَْر ِ‬ ‫ست َأ ِ‬
‫ا ْ‬

‫‪ 1701‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ,‬عن منصور ‪ ,‬عن‬


‫إبراهيم ‪ ,‬عن همام بن الحارث ‪ ،‬قال ‪ :‬قال حذيفة لمرأته ‪:‬‬
‫استأصلي شعرك ‪ ،‬ل تخلليه نارا قليلة البقيا عليك *‬

‫ة ال ْب ُْقَيا عَل َي ْهِ *‬


‫خل ِّليهِ َناًرا قَِليل َ َ‬
‫ماءِ ‪َ ،‬ل ت ُ َ‬
‫خل ِّليهِ ِبال ْ َ‬
‫َ‬

‫‪ 1702‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ,‬عن مغيرة ‪ ,‬عن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخذ حذيفة بشعر امرأته ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬خلليه بالماء ‪،‬‬
‫ل تخلليه نارا قليلة البقيا عليه *‬

‫ة ال ْب ُْقَيا عَل َي ْهِ ‪،‬‬


‫ه َناٌر قَِليل َ ُ‬
‫خل ّل ْ ُ‬
‫ماِء ‪َ ،‬ل ت َ َ‬
‫ك ِبال ْ َ‬ ‫خل ِّلي َ‬
‫شعَْر ِ‬ ‫َ‬

‫‪ 1703‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن زريع ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا سعيد بن أبي عروبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معشر ‪ ,‬عن النخعي ‪،‬‬
‫أن حذيفة ‪ ،‬قال لمرأته ‪ :‬خللي شعرك بالماء ‪ ،‬ل تخلله نار قليلة‬
‫البقيا عليه ‪ ،‬فقلت لبي معشر ‪ :‬أتنقضه ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬تخلله‬
‫بأصابعها ‪ ،‬ول تنقضه *‬

‫خل ِّليهِ َناًرا قَِليًل ب ُْقَياهُ عَل َي َْها *‬ ‫ْ‬


‫صِليهِ ‪َ ،‬ل ت ُ َ‬
‫ست َأ ِ‬
‫ا ْ‬

‫‪ 1704‬وحدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ,‬عن منصور ‪ ,‬عن إبراهيم ‪ ,‬عن همام بن الحارث ‪,‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عن حذيفة ‪ ،‬أنه قال لمرأته ‪ :‬استأصليه ‪ ،‬ل تخلليه نارا قليل بقياه‬
‫عليها *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫أبي البختري ‪ :‬خرج حذيفة وقد طم رأسه ‪ ،‬يعني بقوله ‪ :‬وقد طم‬
‫رأسه ‪ ،‬جز شعره واستأصله ‪ .‬وأما قول حذيفة لمرأته ‪ :‬استأصلي‬
‫شعرك ‪ ،‬فإنه يعني به ‪ :‬روي أصوله بالماء في الغسل من الجنابة‬
‫والحيض ‪ ،‬وابلغي بالماء أصوله‬

‫ة الل ّهِ عَل َي ْهِ ‪ ،‬عَ ْ‬


‫ن‬ ‫م ُ‬
‫ح َ‬
‫ي َر ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار علي رحمة الله عليه ‪ ،‬عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم‬

‫ة الل ّهِ عَل َي ْهِ ‪ ،‬عَ ْ‬


‫ن‪#‬‬ ‫م ُ‬
‫ح َ‬
‫ي َر ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَل ِ ّ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ما‬ ‫ض َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫حِبيب َ َ‬ ‫َ‬


‫ك ي َوْ ً‬ ‫ن ب َِغي َ‬
‫كو َ‬ ‫سى أ ْ‬
‫ما ‪ ،‬عَ َ‬
‫ك هَوًْنا َ‬ ‫ب َ‬
‫حب ِ ْ‬
‫"أ ْ‬

‫‪ 1705‬حدثني الحسين بن علي الصدائي ‪ ,‬ومحمد بن إسماعيل‬


‫الضراري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مسلم بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحسن بن‬
‫أبي جعفر ‪ ,‬عن أيوب ‪ ,‬عن حميد بن عبد الرحمن ‪ ,‬عن علي ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أحبب حبيبك هونا ما ‪،‬‬
‫عسى أن يكون بغيضك يوما ما ‪ ،‬وأبغض بغيضك هونا ما ‪ ،‬عسى‬
‫أن يكون حبيبك يوما ما " *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫القول في علل هذا الخبر وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب‬
‫أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل إحداها ‪:‬‬
‫أن المعروف من رواية أصحاب علي هذا الخبر عن علي ‪ ،‬الوقف‬
‫به على علي ‪ ،‬وترك رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫والثانية ‪ :‬أن حميد بن عبد الرحمن ‪ ،‬ل يعلم له سماع من علي ‪.‬‬
‫والثالثة ‪ :‬أنه خبر قد رواه حماد بن سلمة عن أيوب ‪ ،‬فجعله عنه ‪،‬‬
‫عن ابن سيرين ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ .‬والرابعة ‪ :‬أن الحسن بن أبي جعفر عندهم ‪ ،‬ممن ل يجوز‬
‫الحتجاج بنقله في الدين ‪ .‬ذكر من روى هذا الخبر عن علي من‬
‫أصحابه ‪ ،‬فوقفه عليه ولم يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‬

‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ‪#‬‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬

‫ما‬ ‫ض َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫حِبيب َ َ‬ ‫َ‬


‫ما َ‬
‫ك ي َوْ ً‬ ‫ن ب َِغي َ‬
‫كو َ‬ ‫سى أ ْ‬
‫ما ‪ ،‬عَ َ‬
‫ك هَوًْنا َ‬ ‫ب َ‬
‫حب ِ ْ‬
‫أ ْ‬

‫‪ 1706‬حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مصعب بن‬


‫المقدام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسرائيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو إسحاق ‪ ,‬عن‬
‫هبيرة عن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬أحبب حبيبك هونا ما ‪ ،‬عسى أن يكون‬
‫بغيضك يوما ما ‪ ،‬وأبغض بغيضك هونا ما ‪ ،‬عسى أن يكون حبيبك‬
‫يوما ما *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ض‬
‫ما ‪ ،‬وَأب ْغِ ْ‬
‫ما َ‬ ‫ض َ‬
‫ك ي َوْ ً‬ ‫ما ‪ ،‬ي َك ُ ْ‬
‫ن ب َِغي َ‬ ‫حِبيب َ َ‬
‫ك هَوًْنا َ‬ ‫ب َ‬
‫حب ِ ْ‬
‫أ ْ‬

‫‪ 1707‬وحدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ,‬عن عقيل بن طلحة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت مولى ‪ ،‬لقرظة‬
‫بن كعب قال ‪ :‬سمعت عليا ‪ ،‬يخطب وهو يقول ‪ :‬أحبب حبيبك هونا‬
‫ما ‪ ،‬يكن بغيضك يوما ما ‪ ،‬وأبغض بغيضك هونا ما ‪ ،‬يكن حبيبك‬
‫يوما ما *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ما‬ ‫ض َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫حِبيب َ َ‬ ‫َ‬
‫ما َ‬
‫ك ي َوْ ً‬ ‫ن ب َِغي َ‬
‫كو َ‬ ‫سى أ ْ‬
‫ما ‪ ،‬عَ َ‬
‫ك هَوًْنا َ‬ ‫ب َ‬
‫حب ِ ْ‬
‫أ ْ‬

‫‪ 1708‬وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا عطاء بن السائب ‪ ,‬عن أبي البختري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال علي بن‬
‫أبي طالب ‪ :‬أحبب حبيبك هونا ما ‪ ،‬عسى أن يكون بغيضك يوما‬
‫ما ‪ ،‬وأبغض بغيضك هونا ما ‪ ،‬عسى أن يكون حبيبك يوما ما *‬

‫ما‬ ‫ض َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫حِبيب َ َ‬ ‫َ‬


‫ما َ‬
‫ك ي َوْ ً‬ ‫ن ب َِغي َ‬
‫كو َ‬ ‫سى أ ْ‬
‫ما ‪ ،‬عَ َ‬
‫ك هَوًْنا َ‬ ‫ب َ‬
‫حب ِ ْ‬
‫أ ْ‬

‫‪ 1709‬حدثني عباد بن يعقوب السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن‬


‫بكير ‪ ,‬وبشر بن عمارة ‪ ,‬عن محمد بن سوقة ‪ ,‬عن العلء بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني شيخ ‪ ،‬أن عليا ‪ ،‬قال لرجل ‪ :‬أحبب حبيبك‬
‫هونا ما ‪ ،‬عسى أن يكون بغيضك يوما ما ‪ ،‬وأبغض بغيضك هونا ما ‪،‬‬
‫عسى أن يكون حبيبك يوما ما *‬

‫ما‬ ‫ض َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫حِبيب َ َ‬ ‫َ‬


‫ما َ‬
‫ك ي َوْ ً‬ ‫ن ب َِغي َ‬
‫كو َ‬ ‫سى أ ْ‬
‫ما ‪ ،‬عَ َ‬
‫ك هَوًْنا َ‬ ‫ب َ‬
‫حب ِ ْ‬
‫أ ْ‬

‫‪ 1710‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ,‬عن مغيرة ‪ ,‬عن أبي‬
‫معشر ‪ ،‬زياد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬قال علي ‪ :‬أحبب حبيبك هونا ما‬
‫‪ ،‬عسى أن يكون بغيضك يوما ما ‪ ،‬وأبغض بغيضك هونا ما ‪ ،‬عسى‬
‫أن يكون حبيبك يوما ما *‬

‫ث عَ َ‬
‫ه‬ ‫ب فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ ‪ :‬عَن ْ ُ‬ ‫ن أّيو َ‬
‫ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى هذا الحديث عن أيوب فقال فيه ‪ :‬عنه ‪ ،‬عن ابن‬
‫سيرين ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫ث عَ َ‬
‫ه‪#‬‬ ‫ب فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ ‪ :‬عَن ْ ُ‬ ‫ن أّيو َ‬
‫ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ما‬ ‫ض َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫حِبيب َ َ‬ ‫َ‬
‫ك ي َوْ ً‬ ‫ن ب َِغي َ‬
‫كو َ‬ ‫سى أ ْ‬
‫ما ‪ ،‬عَ َ‬
‫ك هَوًْنا َ‬ ‫ب َ‬
‫حب ِ ْ‬
‫"أ ْ‬

‫‪ 1711‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سويد بن عمرو الكلبي ‪ ,‬عن‬


‫حماد بن سلمة ‪ ,‬عن أيوب ‪ ,‬عن ابن سيرين ‪ ,‬عن أبي هريرة ‪ ,‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬أحبب حبيبك هونا ما ‪،‬‬
‫عسى أن يكون بغيضك يوما ما ‪ ،‬وأبغض بغيضك هونا ما ‪ ،‬عسى‬
‫أن يكون حبيبك يوما ما " وقد وافق عليا رحمة الله عليه جماعة‬
‫من السلف في معنى هذا الخبر ‪ ،‬نذكر من حضرنا ذكره منهم *‬

‫ح‬
‫صّبا ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ن بْ ُ‬
‫س ُ‬ ‫حد ّث ََنا ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ك ت َل ًَفا وَ َ‬ ‫ك ك َل ًَفا ‪ ،‬وَب ُغْ ُ‬
‫ض َ‬ ‫حب ّ َ‬ ‫َل ي َك ُ ُ‬
‫ن ُ‬

‫‪ 1712‬حدثنا الحسن بن الصباح البزار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسحاق‬


‫الحنيني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام ‪ ,‬عن زيد بن أسلم ‪ ,‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال عمر ‪ :‬ل يكن حبك كلفا ‪ ،‬وبغضك تلفا وحدثنا الحسن بن‬
‫الصباح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أسامة بن زيد ‪ ,‬عن أبيه‬
‫‪ ,‬عن جده ‪ ,‬عن عمر ‪ ,‬مثل ذلك *‬

‫ك ت َل ًَفا "‬
‫ض َ‬ ‫ك ك َل ًَفا ‪ ،‬وََل ي َك ُ ْ‬
‫ن ب ُغْ ُ‬ ‫حب ّ َ‬ ‫" َل ي َك ُ ْ‬
‫ن ُ‬

‫‪ 1713‬وحدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني داود بن قيس ‪ ,‬وحفص بن ميسرة ‪ ,‬عن زيد بن‬
‫أسلم ‪ ,‬عن أبيه ‪ ،‬أن عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل يكن حبك كلفا ‪،‬‬
‫ول يكن بغضك تلفا " *‬

‫حبوا هَونا ‪ ،‬وأ َبغِضوا هَونا ‪ ،‬فََقد أ َفْر َ َ‬ ‫َ‬


‫ب‬
‫ح ّ‬
‫م ِفي ُ‬ ‫ط أقْ َ‬
‫وا ٌ‬ ‫ْ َ‬ ‫ًْ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ًْ‬ ‫أ ِ ّ‬

‫‪ 1714‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن المبارك ‪ ,‬عن معمر ‪ ,‬عن‬
‫يحيى بن المختار ‪ ,‬عن الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬أحبوا هونا ‪ ،‬وأبغضوا هونا ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا ‪ ،‬وأفرط أقوام في بغض‬
‫أقوام فهلكوا ‪ ،‬ل تفرط في حبك ‪ ،‬ل تفرط في بغضك *‬

‫ن ال ِْفْق ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه والذي فيه من ذلك ‪:‬‬
‫البانة عن أن الحق على كل مسلم ‪ :‬القتصاد في كل شيء من‬
‫أمره ‪ ,‬وترك الفراط والغلو فيه ‪ .‬وذلك أن التحاب في الله من‬
‫أفضل أعمال المسلمين ‪ ،‬ومما أمر به رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فقال ‪ " :‬ل تباغضوا ‪ ،‬ول تدابروا ‪ ،‬ول تحاسدوا ‪ ،‬وكونوا عباد‬
‫الله إخوانا ‪ ،‬كما أمركم الله به " ‪ ,‬وقال جل ثناؤه في تنزيله لنبيه‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم ‪ :‬لو أنفقت ما في الرض جميعا ما‬
‫ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ‪ .‬يعرفه تعالى ذكره منه‬
‫عليه بتأليفه بين قلوب أهل اليمان به‬

‫ن ال ِْفْقهِ ‪#‬‬
‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬

‫ن‬ ‫ذا ِ ْ‬
‫ت الب َي ْ ِ‬ ‫صَل ُ‬
‫ح َ‬ ‫صد َقَةِ َوال ّ‬
‫صَيام ِ ؟ َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫خي ْرٍ ل َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫أ ََل أ ُ ْ‬
‫خب ُِرك ُ ْ‬

‫‪ 1715‬وكان أبو الدرداء يقول ‪ :‬أل أخبركم بخير لكم من الصدقة‬


‫والصيام ؟ صلح ذات البين ؛ فإن البغضة هي الحالقة حدثني‬
‫بذلك ‪ ،‬يونس بن عبد العلى قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني‬
‫يونس ‪ ,‬عن ابن شهاب ‪ ،‬أن أبا إدريس ‪ ،‬حدثه أنه سمع أبا‬
‫الدرداء ‪ ،‬يقول ذلك فإذ كان التحاب في الله من الله تعالى ذكره‬
‫بالمكان الذي ذكرت ‪ ،‬وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد‬
‫أمر بالقتصاد فيه ‪ ،‬وترك الفراط والغلو فيه فسائر أعمال‬
‫المؤمنين التي منزلتها في الفضل دونه ‪ ،‬أولى وأحق أن يقتصد فيه‬
‫‪ ،‬ويترك الفراط والغلو فيه ‪ ،‬عبادة الله كان ذلك أو غيرها ‪ .‬وأما‬
‫قول الحسن البصري ‪ :‬فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا ‪،‬‬
‫وأفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا ‪ ،‬فإنه كما قال رحمة الله‬
‫عليه ‪ :‬أفرطت النصارى في حب عيسى ابن مريم حتى قالوا ‪ :‬هو‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ابن الله ‪ ،‬جل الله عما قالوا وعز ‪ ,‬وأفرطت الغالية من الرافضة‬
‫في حب علي رحمة الله عليه حتى قال بعضهم ‪ :‬هو إلههم ‪ ,‬وقال‬
‫بعضهم ‪ :‬هو نبي مبعوث ‪ ،‬وقال آخرون فيه أقوال عجيبة ‪ ,‬وأبغضت‬
‫اليهود عيسى ابن مريم حتى قذفوا أمه بالفرية ‪ ,‬وأبغضت المارقة‬
‫من الخوارج علي بن أبي طالب رضوان الله عليه حتى أكفروه *‬

‫س‬ ‫سن َد ُ عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬


‫ن عَّبا ٍ‬ ‫م ْ‬
‫ُ‬

‫مسند عبد الله بن عباس قال أبو جعفر ‪ :‬وفيه البيان البين أن خلى‬
‫مكة حرام اختلؤه ‪ ،‬واختلف السلف من أهل العلم في الرعي في‬
‫خلها ‪ ،‬وهل ذلك من الختلء الذي دخل في نهي رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬أم ذلك غير داخل فيه ؟ فقال بعضهم ‪ :‬ذلك غير‬
‫داخل في نهيه عن اختلء خلها ‪ ،‬ول بأس بالرعي فيها‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫م ‪َ ،‬قاُلوا ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫" َل بأ ْ‬


‫ي ِفيَها ‪ ،‬غَي َْر أن ّهُ ْ‬‫ْ‬
‫ّ ِ‬‫ع‬‫ر‬‫بال‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪ 1716‬حدثنا ابن حميد قال ‪ :‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬عن عنبسة‬


‫‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬وطاوس ‪ ،‬ومجاهد ‪ ،‬قالوا ‪ " :‬ل بأس‬
‫بالرعي فيها ‪ ،‬غير أنهم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ل يخبط " *‬

‫ْ‬
‫مَقال َةِ‬
‫ل هَذِهِ ال ْ َ‬ ‫عل ّ ُ‬
‫ة َقائ ِ ِ‬ ‫ي ِفي ال ْ َ‬
‫حَرم ِ " وَ ِ‬ ‫" َل ب َأ َ‬
‫س ِبالّرعْ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1717‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي ليلة ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل بأس بالرعي في الحرم " وعلة قائل هذه‬
‫المقالة ‪ :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما " نهى عن اختلء‬
‫خلى " مكة دون الرعي فيها ‪ ،‬والراعي فيها غير مختل فيها ‪ ،‬لن‬
‫المختلي هو الذي يقطع الخلى بنفسه ‪ ،‬فأما إذا رعى ماشيته فيها ‪،‬‬
‫فغير مختل وقال آخرون ‪ :‬غير جائز الرعي في خلها ‪ ،‬فإن الرعي‬
‫فيه أكثر من الختلء *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك قال ‪ :‬أبو حنيفة ‪ ،‬وأبو يوسف ‪ ،‬ومحمد ‪ " :‬ل‬
‫يرعى إنسان في حشيش الحرم ‪ ،‬لنه لو جاز أن يرعى فيه ‪ ،‬جاز‬
‫أن يحتش ‪ ،‬إل الذخر " وعلة قائل هذه المقالة ‪ :‬تظاهر الخبار عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬بالنهي عن احتشاش حشيش‬
‫مكة بقوله ‪ " :‬ول يجذ خلها " ‪ ،‬واختلء الخلى استهلك له وإماتة ‪،‬‬
‫وإرعاء المواشي فيه حتى ترعاه أكثر من احتشاشه في الستهلك‬
‫والماتة والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال ‪ :‬غير جائز‬
‫لحد أن يرسل ماشيته في خلى الحرم لترعاه ‪ ،‬فأما إن أفلتت‬
‫ماشيته فرعت فل حرج عليه ‪ ،‬لن إرعاء الماشية فيه تسبيب‬
‫لستهلكه ‪ ،‬كما قطع ما فيه من الحشيش تسبيب لستهلكه ‪ ,‬وهو‬
‫منهي عن ذلك ‪ ،‬فكذلك إرعاء الماشية فيه وقالوا جميعا ‪ :‬نهى‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم عن اختلء خلها ‪ ،‬هو اختلء ما نبت‬
‫مما أنبته الله ‪ ،‬فلم يكن لدمي فيه صنع ‪ ،‬فأما ما نبته المنبتون فل‬
‫بأس باختلئه ‪ ،‬وقد ذكر ذلك عن جماعة من السلف‬

‫ك‬ ‫م إ ِل َي َْنا قَوْل ُ ُ‬


‫ه ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ن ان ْت ََهى ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م َ‬

‫ذكر من انتهى منهم إلينا قوله في ذلك‬

‫ك‪#‬‬ ‫م إ ِل َي َْنا قَوْل ُ ُ‬


‫ه ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬
‫ن ان ْت ََهى ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ك فَهُوَ ل َ َ‬ ‫ُ‬
‫ح ّ‬
‫ل"*‬ ‫ك ِ‬ ‫ت عََلى َ‬
‫مائ ِ َ‬ ‫ما أن ْب ِ َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1718‬حدثني سعيد بن يحيى الموي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عيسى بن‬


‫يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن جريج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما أنبت على‬
‫مائك فهو لك حل " *‬

‫ل‪،‬‬ ‫ل وَأ َ ْ‬
‫شَباهِهِ فَك ُ ْ‬ ‫ن ال ْب َْق ِ‬
‫م َ‬ ‫ك ِفي ال ْ َ‬
‫حَرم ِ ِ‬ ‫ماؤُ َ‬
‫ت َ‬
‫َ‬
‫ما أن َب ْ َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1719‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مؤمل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪،‬‬
‫عن ابن جريج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما أنبت ماؤك في الحرم من‬
‫البقل وأشباهه فكل ‪ ،‬وما لم ينبته ماؤك من الشجر فل تأكل "‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ ،‬وأبو يوسف ‪ ،‬ومحمد ‪ " :‬كل شيء أنبته الناس‬
‫فل شيء على قاطعه ‪ ،‬وكل شيء مما أنبته الناس فقطعه رجل ‪،‬‬
‫فعليه قيمته " والصواب من القول في ذلك عندنا ما قالوه ‪ :‬وذلك‬
‫أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهى أن يختلى خلها ‪،‬‬
‫والمعقول في متعارف الناس بينهم إذا نسبوا حشيشا إلى موضع‬
‫فقالوا ‪ " :‬هذا حشيش بلدة كذا " ‪ ،‬أنه ‪ -‬يعني به الحشيش ‪ -‬الذي‬
‫ينبته الله جل ثناؤه مما ل صنع فيه لبني آدم ‪ ،‬فأما ما ينبته الناس‬
‫ويزرعونه لمنافعهم ‪ ،‬فإنهم يخصونه بأسماء معروفة لها ‪ ،‬فلذلك‬
‫قلنا ‪ :‬إن الخلى الذي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن‬
‫اختلئه ‪ ،‬هو ما أنبته الله جل ثناؤه ‪ ،‬مما ل صنع فيه للدميين من‬
‫الحشة ‪ ،‬دون ما نبته الدميون ‪ ،‬مع إجماع الجميع على أن ذلك‬
‫كذلك ‪ ،‬فخلى مكة حرام اختلؤه على الحلل والحرام ‪ ،‬خل‬
‫الذخر ‪ ،‬فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم استثناه مما حرم‬
‫اختلءه من خلها فإن قال لنا قائل ‪ :‬فما أنت قائل في اجتناء‬
‫الكمأة منها ؟ قيل ‪ :‬ل بأس فإن قال ‪ :‬أوليس ذلك مما أحدثه الله‬
‫تعالى ذكره مما ل ينبته بنو آدم ‪ ،‬ول صنع لهم فيه ؟ قيل ‪ :‬بلى ‪،‬‬
‫ولكنا لم نشرط فيما أوجبنا تحريم إتلفه مما في الحرم كل ما‬
‫أحدثه الله تعالى ذكره فيه مما ل صنع للدميين فيه ‪ ،‬وإنما حرمنا‬
‫من ذلك ما كان حشيشا أو شجرا مما ينبت أصله في الرض ‪ ،‬فأما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عدا ذلك فغير حرام ‪ .‬ولو وجب أن يكون كل ما أحدثه الله فيه ‪،‬‬
‫مما ل صنع فيه لبني آدم حراما استهلكه ‪ ،‬لوجب أن يكون حراما‬
‫شرب ما في آباره التي أحدثها الله فيه ‪ ،‬وكسر أحجاره ‪ ،‬والنتفاع‬
‫بترابه وفي إجماع الجميع على أن ل بأس بشرب مياه آباره‬
‫الظاهرة ‪ ،‬والنتفاع بترابه ‪ ،‬الدليل الواضح على أن مما أحدث الله‬
‫خلقه في حرمه مما ل صنع لدمي فيه ‪ ،‬ما هو مطلق أخذه‬
‫والنتفاع به واستهلكه ‪ ،‬ومن ذلك الكمأة ‪ ،‬فإنها غير مستحقة اسم‬
‫خلى ول شجر ‪ ،‬وهو كبعض ما خلق فيها من الحجر والمدر والمياه‬
‫وبالذي قلنا في ذلك قال بعض السلف *‬

‫" َل بأ ْس بأ َن تجتنى ال ْك َ َ‬
‫حد ّث ََنا عَب ْد ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫حَرم ِ " َ‬ ‫م َ‬
‫مأةُ ِ‬‫ْ‬ ‫َ َ ِ ْ ُ ْ ََ‬

‫‪ 1720‬حدثني محمد بن عمر بن علي المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬


‫بحر البكراوي ‪ ،‬عن الحجاج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل بأس بأن‬
‫تجتنى الكمأة من الحرم " حدثنا عبد الحميد بن بيان القناد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرنا أبو بحر البكراوي ‪ ،‬عن الحجاج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬مثله وحدثني‬
‫عمرو بن عبد الحميد الملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن عثمان‬
‫البكراوي ‪ ،‬عن الحجاج بن أرطأة ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عطاء ل يرى بأسا‬
‫أن تجتنى الكمأة من الحرم ‪ .‬وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا حجاج ‪ ،‬عن عطاء أنه كان ل يرى بأسا‬
‫أن تجتنى الكمأة من الحرم ‪ ،‬وقد خالف الحجاج ابن جريج في‬
‫روايته عن عطاء هذا الخبر *‬

‫َ َ‬ ‫ك َره أ َن تجتنى ال ْك َ َ‬
‫حَرم ِ " غَي َْر أّنا أل ْ َ‬
‫حْقَنا‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م َ‬
‫مأةُ ‪ِ ،‬‬‫ْ‬ ‫ِ َ ْ ُ ْ ََ‬

‫‪ 1721‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أحمد الزبيري ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن ابن جريج " أنه كره أن تجتنى الكمأة ‪،‬‬
‫من الحرم " غير أنا ألحقنا الكمأة ‪ :‬إذ كان ل أصل لها في الرض‬
‫ثابت بنظيرها مما أجمع المسلمون على أنه جائز استهلكه‬
‫والنتفاع به من المياه وأشباهها وفيه أيضا البيان البين أنه غير جائز‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قطع أغصان شجر مكة وفروعها ‪ ،‬لقول النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ول يعضد شجرها " ‪ ،‬وإذا لم يكن جائزا قطع أغصان‬
‫شجرها التي أنشأ الله ‪ ,‬خلقها فيها مما ل صنع فيه لبني آدم ‪،‬‬
‫فقطع شجرها التي هي كذلك ‪ ،‬أحرى أن يكون النهي فيه أوكد ‪،‬‬
‫والحظر فيه أثبت ‪ ،‬وإذا كان ذلك كذلك ‪ ،‬وكان " الشجر " عند‬
‫العرب ‪ ،‬كل ما قام على ساق فثبت من نبات الرض ‪ ،‬كان صحيحا‬
‫قول القائل ‪ :‬غير جائز لحد قطع شجر الحرم الذي أنبته الله مما‬
‫ل صنع فيه لحد من بني آدم فإن قال قائل ‪ :‬فإذ كان المر كالذي‬
‫وصفت في شجر الحرم الذي لم ينبته بنو آدم ‪ ،‬فما أنت قائل فيما‬
‫‪*:‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما عََفا‬ ‫جرِ ال ْ َ‬
‫حَرم ِ َ‬ ‫ن َ‬
‫ش َ‬ ‫خذ َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن ي ُؤْ َ‬ ‫" َل ي ََرى ب َأ ً‬
‫سا أ ْ‬

‫‪ 1722‬حدثكم به ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن‬


‫ابن أبي نجيح ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عطاء " ل يرى بأسا أن يؤخذ من شجر‬
‫الحرم ما عفا ‪ ،‬للسواك والعود " *‬

‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫حَرم ِ " ِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫جُر ال َْياب ِ ُ‬
‫س ِ‬ ‫ن ي ُْقط َعَ ال ّ‬
‫ش َ‬ ‫سا أ ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫م ي ََر ب َأ ً‬

‫‪ 1723‬حدثني علي بن الحسن بن سالم البي الزدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫المعافى بن عمران الموصلي ‪ ،‬عن الربيع ‪ ،‬عن الحسن ‪ " :‬أنه لم‬
‫ير بأسا أن يقطع الشجر اليابس من الحرم " قيل ‪ :‬قد خالف من‬
‫ذكرت في قولهم هذا من نظرائهم ‪ ،‬من قوله أولى بالصحة من‬
‫قولهم ‪ ،‬وذلك ما ‪* :‬‬

‫حَرم ِ ل ِد ََواءٍ وََل ل ِغَي ْرِهِ "‬ ‫َ‬


‫جرِ ال ْ َ‬ ‫ن َ‬
‫ش َ‬ ‫خذ َ ‪ِ ،‬‬
‫م ْ‬ ‫ك َرِهَ أ ْ‬
‫ن ي ُؤْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1724‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي نجيح ‪ ،‬عن مجاهد " أنه كره أن يؤخذ ‪ ،‬من شجر الحرم لدواء‬
‫ول لغيره " *‬

‫سَق َ‬ ‫ة إ ِّل َ‬
‫مك ّ َ‬ ‫" َل ي ُؤْ َ‬
‫من َْها فَي ْب ِ ٍ‬
‫س‬ ‫ط ِ‬ ‫ما َ‬ ‫جرِ َ‬ ‫ن َ‬
‫ش َ‬ ‫خذ ُ ِ‬
‫م ْ‬

‫‪ 1725‬حدثنا عبد الحميد بن بيان الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا إسحاق‬


‫يعني الزرق ‪ ،‬عن شريك ‪ ،‬عن العلء بن المسيب ‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن السود ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬ل يؤخذ من شجر مكة إل ما‬
‫سقط منها فيبس وذرته الريح " *‬

‫حَرم ِ إ ِّل اْل ِذ ْ ِ‬ ‫ل ل ِل ْحَل َ‬


‫خَر‬ ‫جرِ ال ْ َ‬ ‫ن َ‬
‫ش َ‬ ‫ن ي َْقط َعَ ِ‬
‫م ْ‬ ‫لأ ْ‬‫َ ِ‬ ‫" َل ي َ ِ‬
‫ح ّ‬

‫‪ 1726‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن أبي‬
‫سهل محمد بن سالم ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل يحل للحلل أن‬
‫يقطع من شجر الحرم إل الذخر " وإن قال ‪ :‬هل على من قطع‬
‫من شجر الحرم شيئا شيء ؟ قيل ‪ :‬قد اختلف السلف قبلنا في‬
‫ذلك ‪ ،‬فنذكر ما قالوا فيه ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله فقال‬
‫بعضهم ‪ :‬على من قطع من ذلك شيئا جزاء وقد اختلف قائلو ذلك‬
‫في ذلك الجزاء ‪ ،‬فقال بعضهم ‪ :‬في الدوحة العظيمة من شجر‬
‫الحرم إذا قطعها قاطع ‪ ،‬بقرة أو بدنة ‪ ،‬وفي الصغيرة منها طعام‬
‫يطعمه المساكين *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حةِ ت ُْقط َعُ ِفي ال ْ َ‬


‫حَرم ِ ب ََقَرةٌ " *‬ ‫" ِفي الد ّوْ َ‬

‫‪ 1727‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬
‫ابن جريج ‪ ،‬عن عطاء ‪ " :‬في الدوحة تقطع في الحرم بقرة " *‬

‫ها ‪،‬‬
‫حو َ َ‬
‫ة وَن َ ْ‬
‫ح َ‬ ‫جرِ ال ْ َ‬
‫حَرم ِ ‪ ،‬الد ّوْ َ‬ ‫ن َ‬
‫ش َ‬ ‫م ْ‬
‫جَرةً ِ‬ ‫ن قَط َعَ َ‬
‫ش َ‬ ‫م ْ‬
‫" ِفي َ‬

‫‪ 1728‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا بعض ‪ ،‬أشياخنا ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عطاء ‪ ،‬يقول ‪ " :‬فيمن قطع‬
‫شجرة من شجر الحرم ‪ ،‬الدوحة ونحوها ‪ ،‬قال ‪ :‬عليه بدنة ‪ ،‬وما‬
‫دون ذلك على قدر ذلك " *‬

‫صَغاِر‬
‫جرِ ال ّ‬ ‫م ب ََقَرةٌ ‪ ،‬وَِفي ال ّ‬
‫ش َ‬ ‫حرِ ُ‬ ‫مةِ ي َْقط َعَُها ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫خ َ‬
‫ض ْ‬
‫جَرةِ ال ّ‬ ‫" ِفي ال ّ‬
‫ش َ‬

‫‪ 1729‬حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا إسحاق ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا شريك ‪ ،‬عن العلء بن المسيب ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫في الشجرة الضخمة يقطعها المحرم بقرة ‪ ،‬وفي الشجر الصغار‬
‫طعام يطعمه " *‬

‫ة‪:‬‬
‫ح ُ‬ ‫م ب ََقَرةٌ ‪ ،‬وََقا َ‬
‫ل ‪ :‬الد ّوْ َ‬ ‫حرِ ُ‬ ‫صيب َُها ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫حة ِ ي ُ ِ‬
‫" ِفي الد ّوْ َ‬

‫‪ 1730‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن يمان ‪ ،‬عن ابن جريج ‪،‬‬
‫عن عطاء ‪ ،‬قال ‪ " :‬في الدوحة يصيبها المحرم بقرة ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫الدوحة ‪ :‬الشجرة العظيمة " وعلة قائلي هذه المقالة ‪ :‬القياس‬
‫على إجماع الجميع على أن في أعظم ما أصاب المصيب من‬
‫الصيد في الحرم ‪ ،‬البدنة من البدن ‪ ،‬إذ كان ذلك مما نهى الله‬
‫تعالى ذكره عن إصابته فيه ‪ ،‬فكذلك في أعظم ما أصاب المصيب‬
‫من شجره فيه البدنة ‪ ،‬ثم فيما هو أصغر منه على قدره ‪ ،‬كما ذلك‬
‫كذلك في الصيد يصيبه المصيب فيه على قدر كبر المصاب وصغره‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وقال آخرون منهم ‪ :‬إذا أصاب المصيب شيئا من شجر الحرم ‪،‬‬
‫فإنه يحكم عليه في ذلك ذوا عدل *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫ك ذ َوا عَدل " وَقا َ َ‬


‫ة‬
‫حِنيَف َ‬
‫ل أُبو َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ٍ‬ ‫م عَل َي ْهِ ِفي ذ َل ِ َ َ‬
‫حك ُ ُ‬
‫" يَ ْ‬

‫‪ 1731‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن‬


‫محمد بن سالم أبي سهل ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬في الرجل يقطع من‬
‫شجر الحرم ‪ ،‬قال ‪ " :‬يحكم عليه في ذلك ذوا عدل " وقال أبو‬
‫حنيفة ‪ ،‬وأبو يوسف ‪ ،‬ومحمد ‪ " :‬إذا قطع رجل شجرة من شجر‬
‫الحرم فعليه قيمتها بالغة ما بلغت ‪ ،‬فإن بلغت هديا كان عليه‬
‫هدي ‪ ،‬وإل قوم طعاما فأطعم كل مسكين نصف صاع من حنطة ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬والهدي بمكة ‪ ،‬والصدقة حيث شاء ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬إذا لم يجد‬
‫الهدي أو الطعام فل يجزي فيها صيام ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬إن أصابها القارن ‪،‬‬
‫فقيمة واحدة ‪ ،‬وكذلك إن قطع ذلك رجلن فعليهما قيمة واحدة "‬
‫وعلة قائلي هذه المقالة ‪ :‬القياس على إجماع الجميع فيما ل مثل‬
‫له من الصيد من النعم يصيبه المصيب في الحرم ‪ :‬أن عليه‬
‫قيمته ‪ ،‬يحكم بذلك ذوا عدل ‪ ،‬فكذلك الواجب في الشجرة يصيبها‬
‫المصيب في الحرم ‪ :‬أن يحكم فيها ذوا عدل ‪ ،‬إذ كان ل مثل لها‬
‫من النعم وقال آخرون ‪ :‬ل شيء على من قطع الشجرة من شجر‬
‫الحرم إل الستغفار والتوبة *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يءَ عَل َي ْهِ "‬ ‫ب وََل ي َُعود ُ ‪ ،‬وََل َ‬


‫ش ْ‬ ‫ست َغِْفُر الل ّ َ‬
‫ه وَي َُتو ُ‬ ‫" يَ ْ‬

‫‪ 1732‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬عن حجاج ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سألت عطاء بعد ذلك مرارا ‪ :‬يعني بعد ما قال ‪ :‬فيمن قطع‬
‫شجرة من شجر الحرم ‪ :‬الدوحة ونحوها عليه بدنة ‪ ،‬وما دون ذلك‬
‫على قدر ذلك ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يستغفر الله ويتوب ول يعود ‪ ،‬ول شيء‬
‫عليه " *‬

‫ر‬
‫ج ِ‬ ‫م ِفي قَط ِْع ال ّ‬
‫ش َ‬ ‫عن ْد ََنا ‪ ،‬وََل ن َعْل َ ُ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫" لَ ْ‬
‫م ي َث ْب ُ ْ‬

‫‪ 1733‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬قال ‪ :‬مالك بن أنس ‪ ،‬وذكر الذي ذكر في قطع الشجر في‬
‫الحرم ‪ ،‬وما ذكره أهل مكة ‪ :‬في الدوحة بقرة ‪ ،‬وفي كل غصن‬
‫شاة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لم يثبت ذلك عندنا ‪ ،‬ول نعلم في قطع الشجر‬
‫شيئا معلوما ‪ ،‬غير أنه ل يجوز لمحرم ول حلل أن يعقر شيئا من‬
‫شجر الحرم ‪ ،‬ول يقطع شيئا منه " وقد روي عن عمر بن الخطاب‬
‫رضوان الله عليه في ذلك خبر يدل على أنه لم يكن يوجب فيه‬
‫شيئا ‪ ،‬وذلك ما ‪* :‬‬

‫ضاهَُها ‪ ،‬وََل‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ع َ‬ ‫م َل ي ُعْ َ‬
‫ضد ُ ِ‬ ‫حَرا ٌ‬ ‫مك ّ َ‬
‫ة َ‬ ‫ن َ‬
‫تأ ّ‬‫م َ‬
‫ما عَل ِ ْ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 1734‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا حجاج ‪ ،‬وعبد الملك ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن عبيد بن عمير أن عمر‬
‫بن الخطاب ‪ ،‬رضوان الله عليه رأى رجل يقطع من شجر الحرم ‪،‬‬
‫ويعلفه بعيرا له ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال ‪ " :‬علي بالرجل " فأتي به ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫يا عبد الله ‪ " ،‬أما علمت أن مكة حرام ل يعضد عضاهها ‪ ،‬ول ينفر‬
‫صيدها ‪ ،‬ول تحل لقطتها إل لمعرف ؟ قال ‪ :‬فقال ‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين ‪ ،‬ل والله ما حملني على ذلك إل أن معي نضوا لي ‪،‬‬
‫فخشيت أل يبلغني أهلي ‪ ،‬وما معي من زاد ول نفقة قال ‪ :‬فرق له‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بعد ما هم به ‪ ،‬قال ‪ :‬وأمر له ببعير من إبل الصدقة موقر طحينا ‪،‬‬
‫فأعطاه إياه ‪ ،‬وقال ‪ :‬ل تعودن أن تقطع من شجر الحرم شيئا " ‪،‬‬
‫فهذا الخبر ينبئ عن أن عمر رضي الله عنه إنما تقدم إلى الذي‬
‫رآه يقطع من شجر الحرم ويعلفه بعيرا له ‪ ،‬بالنهي عن العود لمثل‬
‫ما فعل من قطعه ذلك ‪ ،‬ولم يأمره بجزاء ول كفارة لما قطع منه ‪،‬‬
‫والصواب من القول فيما على من قطع من شجر الحرم المنهي‬
‫عن قطعه أن يقال ‪ :‬عليه قيمة ما قطع منه ‪ ،‬وذلك لصحة الخبر‬
‫الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهي عن قطعه ‪،‬‬
‫نظير صحة الخبر عنه بالنهي عن تنفير صيده وقتله ‪ ،‬وقد أجمع‬
‫الجميع من سلف المة وخلفهم على أن على قاتل صيده المنهي‬
‫عنه جزاء ‪ ،‬فكذلك الواجب من الحكم على قاطع شجره المنهي‬
‫عن قطعه ‪ :‬أن يكون عليه جزاؤه ‪ ،‬نظير ما على قاتل صيده‬
‫المنهي عن قتله ‪ ،‬ل فرق بين ذلك ‪ ،‬ومن فرق بين ذلك سئل‬
‫البرهان على الفرق بين ذلك من أصل أو نظير ‪ ،‬فلن يقول ‪ :‬في‬
‫أحدهما شيئا إل ألزم في الخر مثله ‪ ،‬فإن اعتل بالجماع في الصيد‬
‫والختلف في الشجر قيل ‪ :‬فرد حكم ما اختلف فيه من قطع‬
‫الشجر ‪ ،‬على ما أجمع عليه من حكم قتل الصيد فيه ‪ ،‬إذ كلهما‬
‫إتلف ما قد نهي عن إتلفه ‪ ،‬وفعل ما قد حظر فعله ‪ ،‬وإن اختلفا‬
‫في أن أحدهما صيد والخر شجر ‪ ،‬وإذ كان صحيحا ما قلنا ‪ ،‬من‬
‫إيجاب قيمة ما قطع من شجر الحرم على من قطعه بالغا ذلك ما‬
‫بلغ ‪ ،‬فبين أن على من قطع من فروع شجرة من شجر الحرم‬
‫فرعا ‪ ،‬أو من أغصانها غصنا ‪ ،‬قيمة ذلك الغصن ‪ ،‬كما على من‬
‫جرح صيدا من صيد الحرم ولم يتلفه ذلك الجرح ‪ ،‬فعليه قيمة ما‬
‫نقص ذلك الصيد ‪ ،‬إذ كان عليه غرم جزائه إذا أتلف جميعه ‪،‬‬
‫فكذلك ذلك في حكم قاطع بعض فروع شجر الحرم وأغصانها ‪،‬‬
‫عليه قيمة ما أفسد منها بالقطع ‪ ،‬يحكم بذلك ذوا عدل ‪ ،‬كما عليه‬
‫قيمة جميعها إذا قطع جميعها ‪ ،‬وفيه أيضا البيان البين على أن صيد‬
‫الحرم حرام اصطياده ‪ ،‬وذلك أنه صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬إذ كان‬
‫صحيحا عنه النهي عن تنفير صيده ‪ ،‬فاصطياده أوكد في التحريم‬
‫من تنفيره ‪ ،‬فإن قال ‪ :‬لنا قائل ‪ :‬فإنك اعتللت في إيجابك الجزاء‬
‫على من قطع شيئا من شجر الحرم الذي ل ينبته بنو آدم ‪ ،‬بأن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قطعه ‪ ،‬وأنه لما صح النهي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عنه بذلك ‪ ،‬وكان مجمعا على قاتل صيده أن عليه جزاءه ‪ ،‬كان‬
‫نظيرا له قاطع بعض أشجاره ‪ ،‬فيما يجب عليه من جزائه بقطعه ؟‬
‫وقد صححت نهيه عن تنفير صيده ‪ ،‬أفتقول فيما يجب على منفره‬
‫من الجزاء ‪ ،‬مثل ما على قاطع شجره وقاتل صيده ؟ قيل ‪ :‬أوجب‬
‫ذلك إن أداه تنفيره إياه إلى هلكه ‪ ،‬وكان تنفيره ذلك سبب‬
‫عطبه ‪ ،‬كما أوجب عليه في قطعه شجره الجزاء ‪ ،‬إذ كان قطعه‬
‫إياه سببا لموته وهلكه ‪ ،‬فأما إن لم يكن تنفيره إياه سببا لهلكه‬
‫وعطبه ‪ ،‬أو هلكا لشيء منه ‪ ،‬لم يكن بتنفيره شيء غير التوبة‬
‫والندم وقد حكي عن عطاء أنه كان يقول ‪ :‬يطعم شيئا *‬

‫ما ذ َك َْر ُ‬
‫ت‬ ‫ل َفا ِ‬
‫ع ٌ‬
‫ل َ‬ ‫ن فَعَ َ‬
‫ما ن َّفَرهُ " فَإ ِ ْ‬
‫شي ًْئا ل ِ َ‬ ‫" ي ُط ْعِ ُ‬
‫م َ‬

‫‪ 1735‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬عن‬


‫الحجاج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬فيمن أخذ طائرا في الحرم ثم أرسله ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" يطعم شيئا لما نفره " فإن فعل فاعل ما ذكرت ما قاله ‪:‬‬
‫عطاء ‪ ،‬فمحسن مجمل ‪ ،‬غير أن ذلك غير واجب عليه عندنا ‪ ،‬وقد‬
‫روي عن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه نحو القول الذي قلناه‬
‫*‬

‫ه عََلى ن َْف ِ‬
‫سهِ ب ِ َ‬
‫شاةٍ " ‪،‬‬ ‫جه َ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه وَ ْ‬ ‫مُر ك َّر َ‬ ‫حك َ َ‬
‫م عُ َ‬ ‫" فَ َ‬

‫‪ 1736‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن شيخ ‪ ،‬من أهل مكة ‪ :‬أن حماما ‪،‬‬
‫كان على البيت فخري على يد عمر رضي الله عنه فأشار بيده ‪،‬‬
‫فطار ‪ ،‬فوقع على بعض بيوت مكة ‪ ،‬فجاءت حية فأكلته ‪ " ،‬فحكم‬
‫عمر كرم الله وجهه على نفسه بشاة " ‪ ،‬فلم ير عمر رحمه الله‬
‫لما نفر الحمامة الواقعة على البيت بتنفيره إياها عليه شيئا حتى‬
‫تلفت ‪ ،‬فلما تلفت ‪ ،‬وكان عنده أن سبب تلفها كان من تنفيره إياها‬
‫‪ ،‬ألزم نفسه جزاءها فجزاها " وذلك هو الحق ‪ ،‬وإنما استجاز عمر‬
‫رضوان الله عليه تنفيره من الموضع الذي كان واقعا عليه ‪ ،‬مع‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫علمه أن تنفير صيده غير جائز ‪ ،‬لن الطائر الذي نفر ذرق على يده‬
‫فكان له طرده عن الموضع الذي يلحقه أذاه في كونه فيه ‪ ،‬وكذلك‬
‫كان عطاء يقول ‪ :‬في نحو معنى ذلك *‬

‫حك ُ ُ‬
‫م‬ ‫م ‪ ،‬وَي ُ ْ‬
‫ن دِْرهَ ٌ‬ ‫ف دِْرهَم ٍ ‪ ،‬وَِفي ال ْب َي ْ َ‬
‫ضت َي ْ ِ‬ ‫ص ُ‬
‫ضة ٍ ن ِ ْ‬
‫" ِفي ب َي ْ َ‬

‫‪ 1737‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬لعطاء ‪ :‬كم في بيضة من بيض حمام‬
‫الحرم ؟ قال ‪ " :‬في بيضة نصف درهم ‪ ،‬وفي البيضتين درهم ‪،‬‬
‫ويحكم فيه ‪ ,‬قال ‪ :‬وقال إنسان لعطاء ‪ :‬بيضة وجدتها على فراشي‬
‫‪ ،‬أميطها عن فراشي ؟ قال ‪ " :‬نعم " ‪ ،‬قلت ‪ :‬لعطاء ‪ :‬بيضة‬
‫وجدتها في سهوة أو في مكان من البيت ؟ قال ‪ " :‬فل تمطها "‬
‫فرأى عطاء أن المميط عن فراشه بيضة من بيض حمام الحرم‬
‫في الحرم غير حرج ‪ ،‬ول لزمه في إماطته إياها شيء ‪ ،‬لن في‬
‫تركه إياها على فراشه عليه أذى ‪ ،‬ولم ير جائزة إماطتها عن‬
‫الموضع الذي ل أذى عليه في كونها فيه ‪ ،‬فكذلك كان مما كان من‬
‫فعل عمر رضي الله عنه في إطارته الحمامة التي طيرها إذ ذرفت‬
‫على يده من الموضع الذي كانت واقعة عليه ‪ ،‬وأما قوله ‪ " :‬ول‬
‫تلتقط لقطتها إل لمعرف " ‪ ،‬فإنه يقول ‪ :‬القائل فيه ‪ :‬وهل لملتقط‬
‫في غير الحرم التقاط لقطة لغير التعريف ‪ ،‬فيخص الحرم بأن‬
‫لقطتها ل تحل إل لمعرف ؟ فيقال له ‪ :‬إن معنى ذلك بخلف ما‬
‫ظننت ‪ ،‬وإنما معنى ذلك ‪ :‬ول يحل التقاط لقطتها إل للتعريف‬
‫خاصة ‪ ،‬دون النتفاع بها ‪ ،‬وذلك أن اللقطة في غيرها ‪ ،‬لواجدها‬
‫النتفاع بها بعد تعريفها حول ‪ ،‬على أنه ضامنها لصاحبها إذا حضر ‪،‬‬
‫وليس ذلك لملتقطها في الحرم ‪ ،‬إنما له إذا التقطها فيه تعريفها‬
‫أبدا ‪ ،‬من غير أن يكون له النتفاع بها أو بشيء منها في وقت من‬
‫الوقات ‪ ،‬حتى يأتيه صاحبها ‪ ،‬وقد حكي شبيه بهذا المعنى في هذا‬
‫الخبر عن عبد الرحمن بن مهدي *‬

‫معَْناهُ‬
‫ما َ‬ ‫شدٍ ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل ‪ " :‬إ ِن ّ َ‬ ‫ل ل َُقط َت َُها إ ِّل ل ِ ُ‬
‫من ْ ِ‬ ‫َل ت َ ِ‬
‫ح ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1738‬حدثني أحمد بن يوسف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عبيد القاسم بن‬


‫سلم ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت عبد الرحمن بن مهدي عن قوله ‪ :‬ل تحل‬
‫لقطتها إل لمنشد ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنما معناه ل تحل لقطتها ‪ ،‬كأنه يريد‬
‫ألبتة " ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬إل لمنشد ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إل لمنشد " ‪ ،‬وهو يريد‬
‫المعنى الول " ‪ ،‬قال ‪ :‬أحمد ‪ :‬قال ‪ :‬أبو عبيد ‪ :‬ومذهب عبد‬
‫الرحمن في هذا التفسير كالرجل يقول ‪ :‬والله ل فعلت كذا وكذا ‪،‬‬
‫ثم يقول ‪ :‬إن شاء الله ‪ ،‬وهو ل يريد الرجوع عن يمينه ‪ ،‬ولكن لقن‬
‫شيئا فلقنه ‪ ،‬فمعناه أنه ليس يحل للملتقط منها إل إنشادها ‪ ،‬فأما‬
‫النتفاع بها فل وهذا الذي رواه أبو عبيد عن عبد الرحمن في قول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ول تلتقط لقطتها إل لمعرف " ‪،‬‬
‫والتفسير الذي فسره كما حكي عنه في ذلك ‪ ،‬وإن كان قد أصاب‬
‫المعنى المراد من الخبر ‪ ،‬فلم يصب معنى الكلمة ‪ ،‬وذلك أن‬
‫القائل إذا قال ‪ :‬والله ل فعلت كذا وكذا ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬إن شاء الله ‪،‬‬
‫وهو ل يريد الرجوع عن يمينه ‪ ،‬ولكن لقن قوله إن شاء الله ‪،‬‬
‫فلقنه ‪ ،‬فإن استثناءه وقوله ‪ :‬إن شاء الله ‪ ،‬عند من يقول ‪ :‬ل يصح‬
‫الستثناء في اليمين ‪ ،‬إل أن يكون المتكلم به قاصدا الستثناء ‪،‬‬
‫مريدا به الثنيا عن يمينه ‪ ،‬ل معنى له ‪ ،‬وإنما هو عنده بمنزلة‬
‫الكلمة تجري على لسان المتكلم به لعادة جرت بلسانه ‪ ،‬وإذا كان‬
‫ذلك كذلك ‪ ،‬لم يكن له معنى في الكلم ‪ ،‬وكان لغوا ‪ ،‬وليس كذلك‬
‫قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ول تلتقط لقطتها إل لمعرف "‬
‫‪ ،‬بل لستثناء المعرف من ملتقطي لقط الحرم ‪ ،‬بإباحته له‬
‫التقاطه دون غيره ‪ ،‬معنى مفهوم ‪ ،‬وفائدة ليست في قوله ‪ :‬ول‬
‫تلتقط لقطتها " عظيمة أدركت بقوله " إل لمعرف " ‪ ،‬وذلك أنه‬
‫صلى الله عليه وسلم لو كان قال ‪ " :‬ل تلتقط لقطتها " ‪ ،‬ولم يقل‬
‫‪ " :‬إل لمعرف " ‪ ،‬لم يكن لحد من الناس التقاط لقطة مكة ‪ ،‬ل‬
‫للتعريف ول لغيره ‪ ،‬فلما قال ‪ " :‬إل لمعرف " ‪ ،‬أبان بذلك من‬
‫قوله أن لواجدها التقاطها للتعريف ‪ ،‬غير أنه لما كان من سنته‬
‫عليه السلم في اللقطة يلتقطها الملتقط في غير الحرم ‪ ،‬أن‬
‫لملتقطها الستمتاع بها بعد تعريفها حول ‪ ،‬وكان الحرم مخصوصا‬
‫بما خص به بتحريم ما أطلق في غيره من سائر البلد غيره ‪،‬‬
‫كتحريمه عضد شوكه وشجره وعضاهه ‪ ،‬وتنفير صيده ‪ ،‬كان‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الغلب من نهيه عن لقطتها أن يلتقطها إل المعرف ‪ ،‬أنه قد خصه‬
‫من ذلك بما لم يعم سائر البلد غيره ‪ ،‬كما خصه في صيده وشجره‬
‫وشوكه بما لم يعم به غيره من البلد ‪ ،‬فلم يكن له وجه يوجه إليه‬
‫يصح معناه غير الذي قلناه ‪ ،‬من أنه صلى الله عليه وسلم إذ أباح‬
‫للمعرف التقاط لقطته ‪ ،‬ولم يطلق له الستمتاع بها بعد تعريفه‬
‫إياها مدة مؤقتة ‪ ،‬كما أطلق ذلك في لقط سائر البلد غيره ‪ ،‬أنه ل‬
‫شيء له من التقاطها إل التعريف ‪ ،‬وأنه إن أخذها ليسلك بها سبيل‬
‫لقط سائر البلد وغيرها ‪ ،‬في أنه إذا عرفها سنة أو ثلث سنين أو‬
‫أكثر من ذلك ‪ ،‬استمتع بها إن لم يأت صاحبها ‪ ،‬كان آثما متقدما‬
‫على نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وكان لها بأخذه إياها‬
‫كذلك ضامنا ‪ ،‬إن هلكت في يده كان عليه غرمها لصاحبها متى جاء‬
‫‪ ،‬عرفها بعد أخذه إياها كذلك أو لم يعرفها ‪ ،‬لن أخذه إياها مريدا‬
‫بها الستمتاع بعد مدة تأتي من تعريفه إياها ‪ ،‬أخذ منه لها بخلف‬
‫ما أذن له بأخذها ‪ ،‬فحكمه في ذلك حكم أخذ لقطة في غيرها‬
‫للستمتاع بها ‪ ،‬ل لتعريفها المدة التي أمر بتعريفها إليها ‪ ،‬وحكي‬
‫عن آخر غير عبد الرحمن بن مهدي في ذلك أنه قال ‪ :‬يعني صلى‬
‫الله عليه وسلم بقوله ‪ " :‬ل تحل لقطتها إل لمنشد " ‪ ،‬إل للطالب‬
‫الذي يطلبها ‪ ،‬وهو ربها " ‪ ،‬وقال ‪ :‬يقول ‪ :‬فليست تحل إل لربها ‪،‬‬
‫ثم قال ‪ :‬أبو عبيد ‪ :‬وهذا حسن في المعنى ‪ ،‬ولكنه ل يجوز في‬
‫العربية أن يقال للطالب ‪ " :‬منشد " ‪ ،‬إنما المنشد المعرف ‪،‬‬
‫والطالب الناشد ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬نشدت الضالة أنشدها نشدا ‪ ،‬إذا‬
‫طلبتها ‪ ،‬فأنا لها ناشد ‪ ,‬ومن التعريف ‪ " :‬أنشدتها إنشادا فأنا منشد‬
‫" قال ‪ :‬ومما يبين لك أن " الناشد هو الطالب " ‪ ،‬حديث النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أنه سمع رجل ينشد ضالة في المسجد ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬أيها الناشد ‪ ،‬غيرك الواجد " ‪ ،‬قال ‪ :‬ومعناه ‪ :‬ل وجدت‬
‫كأنه دعا عليه ‪ ،‬قال ‪ :‬وأما قول أبي دواد وهو يصف الثور ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ويصيخ أحيانا كما استمع المضل لصوت ناشد فإن الصمعي‬
‫أخبرني عن أبي عمرو بن العلء ‪ :‬أنه كان يعجب من هذا قال ‪:‬‬
‫وأحسبه قال ‪ :‬هو أو غيره ‪ :‬أنه أراد بالناشد أيضا رجل قد ضلت‬
‫دابته فهو ينشدها ‪ ،‬يطلبها ‪ ،‬ليتعزى بذلك ‪ ،‬وهذا الذي استشهد به‬
‫أبو عبيد على فساد قول من وجه قول النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ " :‬إل لمنشد " إل لطالب " ‪ ،‬علة لفساده موضحة ‪ ،‬لو لم يكن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك رواية بغير اللفظ الذي‬
‫رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولكن أكثر الروايات عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬ول يلتقط‬
‫لقطتها إل معرف " ‪ ،‬أو " لمعرف " أو " لمن عرفها " ‪ ،‬ففي ذلك‬
‫مستغنى عن الستشهاد على فساد قول القائل في تأويل قول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إل لمنشد " ‪ " ،‬إل لطالب " ‪ ،‬لن‬
‫الطالب ل يقال له في لغة من اللغات " معرف " وقد أبان قول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إل لمعرف " ‪ ،‬أنه عنى به الملتقط‬
‫المعرف دون الطالب ‪ ،‬وأن ل وجه لقول القائل ‪ :‬عني بقول النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إل لمنشد " ‪ ،‬الطالب ‪ ،‬يعقل وفي حديث‬
‫أبي هريرة رضي الله عنه ‪ :‬الذي روي عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم في معنى حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم الذي ذكرناه قبل زيادة معنى ليس في حديث ابن عباس ‪،‬‬
‫وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ولي قتيل العمد مخيرا‬
‫بين القود من قاتل وليه ‪ ،‬وأخذ الدية منه بقوله ‪ :‬ومن قتل له قتيل‬
‫فهو بخير النظرين ‪ :‬إما أن يودى ‪ ،‬وإما أن يقاد " ‪ ،‬وفي ذلك من‬
‫قوله عليه السلم ‪ ،‬تحقيق قول القائلين بإيجاب الخيار لولي قتيل‬
‫العمد بين القود والدية ‪ ،‬أحب ذلك القاتل أو كرهه ‪ ،‬وبطول قول‬
‫المنكر الخيار له في ذلك إل عن اصطلح من القاتل وولي القتيل‬
‫عليه ‪ ،‬الزاعمين أن ل شيء لولي قتيل العمد غير القود ‪ ،‬إذا لم‬
‫يرض القاتل بإعطائه دية قتيله ‪ ،‬فإن سألنا سائل فقال ‪ :‬إن الخبر‬
‫بتخيير ولي قتيل العمد بين القود وأخذ الدية ‪ ،‬إنما رويته لنا عن‬
‫يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وقد رويت عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وغير عكرمة عنه ‪ ،‬من وجوه‬
‫شتى ‪ ،‬وعن ابن عمر ‪ ،‬وأبي شريح عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم خطبته في اليوم الذي روى يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن أبي‬
‫سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فيه‬
‫‪ ،‬فذكر تخييره فيها ولي القتيل عمدا ‪ ،‬فلم يذكر أحد منهم ذلك‬
‫عنه في خطبته في ذلك اليوم ‪ ،‬وروى أيضا عن أبي سلمة محمد‬
‫بن عمرو ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ذلك‬
‫فلم يذكر في حديثه عنه من ذلك ما ذكر يحيى بن أبي كثير في‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حديثه عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فهل من خبر تأثره لنا عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم غير حديث يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬أو حجة يعتمد عليها سواه ؟‬
‫قيل ‪ :‬إن يحيى بن أبي كثير أمين على ما انفرد به ‪ ،‬من رواية خبر‬
‫ثقة غير متهم على ما نقل من أثر ‪ ،‬وفيه فيما روى من ذلك‬
‫كفاية ‪ ،‬غير أن المر ‪ ،‬وإن كان كذلك ‪ ،‬فإن الذي روى من معنى‬
‫ذلك ‪ ،‬لم ينفرد به دون جماعة من الثقات روت عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم معنى ما روى من ذلك ‪ ،‬فإن قال ‪ :‬فاذكر لنا‬
‫بعض ذلك لنعرفه قيل ‪* :‬‬

‫ل الل ّهِ ‪،‬‬ ‫َ‬


‫سو َ‬
‫ل ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫" أقَت َل ْت َ ُ‬
‫ه ؟ " ‪َ ،‬قا َ‬

‫‪ 1739‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الله ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا أبو يونس القشيري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني سماك بن حرب ‪ ،‬أن‬
‫علقمة ‪ ،‬حدثه ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬بينما أنا عند ‪ ،‬رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم إذ دخل رجل يقوده رجل بنسعة ‪ ،‬حتى أتى رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬هذا قتل أخي ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬أقتلته ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إنه إن لم يعترف أقمت‬
‫عليه البينة ‪ ،‬قال ‪ " :‬أقتلته ؟ " قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كيف قتلته ؟‬
‫" ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا نحطب من شجرة فسبني ‪ ،‬فضربته بالفأس على‬
‫قرنه ‪ ،‬فقتلته ‪ ،‬قال ‪ " :‬عندك مال تديه عن نفسك ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬ل‬
‫والله ما لي شيء إل فأسي وكسائي ‪ ،‬قال ‪ " :‬أترى قومك‬
‫يشترونك ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬أنا أهون على قومي من ذاك ‪ ،‬قال ‪ :‬فرمى‬
‫بنسعته ‪ ،‬وقال ‪ " :‬دونك صاحبك " ‪ ،‬فلما ولى قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن قتله فهو مثله " ‪ ،‬فأتاه آت فقال ‪:‬‬
‫ويلك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن قتله فهو‬
‫مثله " ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ما أخذته إل بأمرك ‪ ،‬قال ‪ " :‬أما‬
‫تريد أن يبوء بإثمك وإثم صاحبك ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬بلى يا رسول الله ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬فإنه كذلك " قال ‪ :‬فرمى بنسعته ‪ ،‬وقال ‪ :‬اذهب حيث‬
‫شئت *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل ‪َ :‬ل ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫" ت َعُْفو ؟ " ‪َ ،‬قا َ‬

‫‪ 1740‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬عن عوف بن‬
‫أبي جميلة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني حمزة أبو عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا علقمة بن‬
‫وائل الحضرمي ‪ ،‬عن وائل الحضرمي ‪ ،‬قال ‪ :‬شهدت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم حين جيء بالقاتل يقوده ولي المقتول في‬
‫نسعته ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولي المقتول ‪" :‬‬
‫تعفو ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ " :‬تأخذ الدية ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫أتقتله ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ " :‬اذهب " ‪ ،‬فلما ذهب فولى من‬
‫عنده دعاه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أتعفو ؟ " قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ " :‬تأخذ الدية ؟ " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ،‬فقال ‪ " :‬تقتله ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ " :‬اذهب به ‪ ،‬فلما‬
‫ذهب فولى من عنده دعاه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أتعفو ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" تأخذ الدية ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ " :‬فتقتله ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ‪ " :‬أما إنك إن عفوت‬
‫عنه يبوء بإثمك وإثم صاحبك " فعفا عنه وتركه ‪ ،‬قال ‪ :‬فأنا رأيته‬
‫يجر نسعته *‬

‫" أ َت َعُْفو ؟ " َقا َ‬


‫ل ‪َ :‬ل ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‪":‬‬

‫‪ 1741‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جامع بن‬
‫مطر الحبطي ‪ ،‬عن علقمة بن وائل ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬قال ابن بشار ‪ ،‬وقال يحيى ‪ :‬وهو أحسن من‬
‫حديث عوف ‪ ،‬وحدثني موسى بن عبد الرحمن الكندي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عوف ‪ ،‬وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن عوف ‪ ،‬عن حمزة أبي عمر ‪ ،‬عن علقمة بن‬
‫وائل الحضرمي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬شهدت رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم حين أتي بالقاتل يقاد في نسعته ‪ ،‬فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم لولي القتيل المقتول ‪ " :‬أتعفو ؟ " قال ‪ :‬ل ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬أفتأخذ الدية ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ " :‬فتقتله ؟ " ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فأعاد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مثل القول الول ‪ ،‬قال ‪ :‬له رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫إنك إن عفوت عنه فإنه يبوء بإثمك وإثمه " ‪ ،‬قال ‪ :‬فخلى عنه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فرأيته يجر نسعته قد خلى عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬عوف ‪ :‬وحدثنا‬
‫الحسن بمثل ذلك ‪ ،‬إل أنه زاد ‪ " :‬إنك إن قتلته كنت مثله " *‬

‫ذا ال َْقِتي َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ة ‪ ،‬قَد ْ قَت َل ْت ُ ْ‬
‫م هَ َ‬ ‫خَزاعَ َ‬ ‫" إ ِن ّك ُ ْ‬
‫م ‪َ ،‬يا ُ‬

‫‪ 1742‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا ابن أبي فديك ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن المقبري ‪،‬‬
‫عن أبي شريح ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إنكم‬
‫‪ ،‬يا خزاعة ‪ ،‬قد قتلتم هذا القتيل ‪ ،‬وأنا ‪ ،‬والله عاقله ‪ ،‬فمن قتل‬
‫قتيل بعده فأهله بين خيرتين ‪ :‬إن أحبوا قتلوا ‪ ،‬وإن أحبوا أخذوا‬
‫العقل " *‬

‫حّبوا قَت َُلوا‬ ‫خيرتين ‪ :‬إ َ‬ ‫ُ‬ ‫ل قَتيًل فَأ َ‬


‫نأ َ‬‫ن ِ َ َْ ِ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ن قَت َ َ ِ‬
‫م ْ‬
‫" ِ‬

‫‪ 1743‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي ‪،‬‬


‫عن ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن سعيد المقبري ‪ ،‬عن أبي شريح ‪ ،‬صاحب‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من قتل قتيل فأهله بين خيرتين ‪ :‬إن أحبوا قتلوا ‪ ،‬وإن‬
‫أحبوا أخذوا العقل " *‬

‫ن‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ذا ‪ ،‬فَهُوَ ب ِ َ‬


‫مي هَ َ‬ ‫ن قُت ِ َ‬
‫خي ْرِ الن ّظَري ْ ِ‬ ‫ل ب َعْد َ ي َوْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1744‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يونس بن بكير ‪ ،‬عن ابن‬


‫إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت أبا شريح الخزاعي ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ :‬يوم فتح مكة ‪ " :‬من قتل بعد يومي هذا ‪ ،‬فهو بخير‬
‫النظرين ‪ :‬إن أحب فدم قاتله ‪ ،‬وإن أحب فعقله " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خيار بي َ‬ ‫ب ب ِد َم ٍ أ َوْ َ‬ ‫"م ُ‬


‫و‬
‫ن ي َعُْف َ‬
‫نأ ْ‬‫ل فَهُوَ ِبال ْ ِ َ ِ َ ْ َ‬
‫خب ْ ٍ‬ ‫صي َ‬
‫نأ ِ‬‫ِ ْ‬

‫‪ 1745‬حدثني الربيع بن سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن حسان ‪،‬‬


‫عن أبي شهاب عبد ربه ‪ ،‬عن محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن الحارث بن‬
‫فضيل ‪ ،‬عن سفيان بن أبي العوجاء ‪ ،‬عن أبي شريح الخزاعي ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من أصيب بدم أو‬
‫خبل فهو بالخيار بين أن يعفو أو يقتص أو يقبل العقل ‪ ،‬فمن قبل‬
‫واحدة منهن ‪ ،‬ثم عدا بعد ذلك ‪ ،‬فله النار خالدا فيها مخلدا " *‬

‫دى ث ََل ٍ‬
‫ث‬ ‫ح َ‬
‫ن إِ ْ‬ ‫ل فَهُوَ ِبال ْ ِ‬
‫خَيارِ ب َي ْ َ‬ ‫ب ب ِد َم ٍ أ َوْ ب ِ َ‬
‫خب ْ ٍ‬ ‫صي َ‬
‫"م ُ‬
‫نأ ِ‬‫ِ ْ‬

‫‪ 1746‬حدثنا عمرو بن عبد الحميد الملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪،‬‬


‫وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الحارث بن الفضيل ‪ ،‬من النصار ‪ ،‬عن‬
‫سفيان بن أبي العوجاء السلمي ‪ ،‬عن أبي شريح الخزاعي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من أصيب بدم‬
‫أو بخبل فهو بالخيار بين إحدى ثلث ‪ ،‬وإن أراد الرابعة فخذوا على‬
‫يديه ‪ :‬أن يقتص ‪ ،‬أو يعفو ‪ ،‬أو يأخذ العقل ‪ ،‬فإن قبل من ذلك شيئا‬
‫ثم عدا بعد ذلك ‪ ،‬فإن له النار خالدا مخلدا فيها " *‬

‫ل‬ ‫ل ‪َ " :‬وال ْ َ‬


‫خب ْ ُ‬ ‫ل " َقا َ‬ ‫ب ب ِد َم ٍ أ َوْ ب ِ َ‬
‫خب ْ ٍ‬ ‫صي َ‬
‫"م ُ‬
‫نأ ِ‬‫ِ ْ‬

‫‪ 1747‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو خالد الحمر ‪ ،‬عن محمد‬
‫بن إسحاق ‪ ،‬عن الحارث ‪ ،‬عن ابن أبي العوجاء ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من أصيب بدم أو بخبل " قال ‪" :‬‬
‫والخبل الجراح فهو بالخيار بين إحدى ثلث ‪ ،‬فإن أراد الرابعة‬
‫فخذوا على يديه ‪ :‬بين أن يقتل ‪ ،‬أو يعفو ‪ ،‬أو يأخذ الدية ‪ ،‬فإن فعل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫شيئا من ذلك ثم عاد ‪ ،‬فإن له نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا "‬
‫حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ‪ ،‬وعبدة بن‬
‫سليمان ‪ ،‬عن ابن إسحاق ‪ ،‬عن الحارث بن فضيل ‪ ،‬عن سفيان بن‬
‫أبي العوجاء السلمي ‪ ،‬عن أبي شريح الخزاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكر نحوه *‬

‫حّبوا قَت َُلوا‬ ‫خيرتين ‪ :‬إ َ‬ ‫َ‬


‫نأ َ‬‫ن ِ َ َْ ِ ِ ْ‬ ‫ل قَِتيًل فَأهْل ُ ُ‬
‫ه ب َي ْ َ‬ ‫ن قَت َ َ‬
‫م ْ‬
‫" ِ‬

‫‪ 1748‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي ‪،‬‬


‫عن ابن أبي ذئب ‪ ،‬عن سعيد المقبري ‪ ،‬عن أبي شريح ‪ ،‬صاحب‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من قتل قتيل فأهله بين خيرتين ‪ :‬إن أحبوا قتلوا ‪ ،‬وإن‬
‫أحبوا أخذوا العقل " *‬

‫َ‬
‫ل ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫دا د ُفِعَ إ َِلى أوْل َِياءِ ال ْ َ‬
‫مْقُتو ِ‬ ‫م ً‬ ‫ل قَِتيًل ُ‬
‫مت َعَ ّ‬ ‫ن قَت َ َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1749‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله عن محمد بن راشد ‪،‬‬
‫عن سليمان بن موسى ‪ ،‬عن عمرو بن شعيب ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جده‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من قتل قتيل متعمدا‬
‫دفع إلى أولياء المقتول ‪ ،‬فإن شاءوا قتلوا ‪ ،‬وإن شاءوا أخذوا الدية‬
‫‪ ،‬وهي ثلثون حقة ‪ ،‬وثلثون جذعة ‪ ،‬وأربعون خلفة ‪ ،‬وذلك عقل‬
‫العمد ‪ ،‬ما صالحوا عليه ‪ ،‬فهو لهم " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫شا قَّتا ٌ‬
‫ل ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫خَرا ً‬
‫ن ِ‬ ‫ديك ُ ْ‬
‫م ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫س اْرفَُعوا أي ْ ِ‬
‫" أي َّها الّنا ُ‬

‫‪ 1750‬حدثنا سوار بن عبد الله العنبري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن‬


‫المفضل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن حرملة ‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫المسيب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يوم الفتح‬
‫‪ " :‬أيها الناس ارفعوا أيديكم ‪ ،‬إن خراشا قتال ‪ ،‬إن خراشا قتال ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫من قتل بعد مقالتي هذه فأهله بخير النظرين " فقتل خراش رجل‬
‫من بني بكر ‪ ،‬ومن هذيل ‪ ،‬فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا رسول الله إن خراشا قتل رجل منا ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫إن شئتم القود أو الدية " ‪ ،‬فاختاروا العقل ‪ ،‬فقال ‪ " :‬قوموا يا بني‬
‫كعب ‪ ،‬فأتوا بمائة ناقة " ‪ ،‬فخرجوا إلى مر فأتوه بها *‬

‫ن ال َْقت ْ ِ‬
‫ل‪،‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫م عَ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫" ن ََهى َر ُ‬

‫‪ 1751‬حدثني القاسم بن بشر بن معروف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا يعقوب الطليقي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن نجيد بن عمران ‪ ،‬عن‬
‫عمران بن حصين ‪ ،‬قال ‪ :‬لما كان يوم الفتح ‪ " ،‬نهى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم عن القتل ‪ ،‬فقتلنا رجل من قريش يقال له‬
‫الحارث ‪ ،‬برجل منا من خزاعة قتل في الجاهلية ‪ ،‬فرفع ذلك إلى‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‪ " :‬أبعد النهي أم قبل ؟ " ‪ ،‬قالوا‬
‫‪ :‬يا رسول الله بعد النهي ‪ ،‬فأمرنا رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فأتيناه ‪ ،‬قال ‪ :‬عمران ‪ :‬فهو أول معقول عقل في السلم‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬قال ذلك من السلف ‪ ،‬فتذكره لنا لنعرفه قيل ‪:‬‬
‫ذلك قول عامة السلف والخلف *‬

‫ة‪،‬‬
‫م الد ّي َ ُ‬
‫ن ِفيهِ ُ‬ ‫ص وَل َ ْ‬
‫م ت َك ُ ْ‬ ‫ل ال ِْق َ‬
‫صا ُ‬ ‫سَراِئي َ‬
‫ن ِفي ب َِني إ ِ ْ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 1752‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن عيينة ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬عن‬
‫مجاهد ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان في بني إسرائيل القصاص‬
‫ولم تكن فيهم الدية ‪ ،‬فقال الله تبارك وتعالى ذكره في هذه الية ‪:‬‬
‫كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والنثى‬
‫بالنثى فمن عفي له من أخيه شيء ‪ ،‬فالعفو أن يقبل الدية في‬
‫العمد ‪ ،‬ذلك تخفيف من ربكم ‪ ،‬خفف عنكم ما كان على من كان‬
‫قبلكم ‪ :‬أن يطلب هذا بمعروف ‪ ،‬ويؤدى هذا بإحسان " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن َ‬
‫شاَء عََفا‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ْ‬ ‫سل ْ َ‬
‫طاًنا ‪َ ،‬قا َ‬ ‫جعَل َْنا ل ِوَل ِي ّهِ ُ‬
‫فََقد ْ َ‬

‫‪ 1753‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان‬
‫‪ ،‬عن جويبر ‪ ،‬عن الضحاك بن مزاحم ‪ ،‬في قوله ‪ :‬فقد جعلنا لوليه‬
‫سلطانا ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن شاء عفا ‪ ،‬وإن شاء أخذ الدية " *‬

‫ف ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫يءٌ َفات َّباعٌ ِبال ْ َ‬
‫معُْرو ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن أَ ِ‬
‫خيهِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي لَ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ن عُِف َ‬ ‫فَ َ‬
‫م ْ‬

‫‪ 1754‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو الوليد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد‬
‫بن سلمة ‪ ،‬عن داود بن أبي هند ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬في قوله ‪ :‬فمن‬
‫عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف ‪ ،‬قال ‪ " :‬هو العمد ‪،‬‬
‫يرضى أهله بالدية " *‬

‫خيار إَلى ول ِي ال ْمْقتول ‪ ،‬فَإ َ‬


‫ن‬ ‫ب قَت َ َ‬
‫ل ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ح ّ‬
‫نأ َ‬‫ِ ْ‬ ‫َ ُ ِ‬ ‫َ ّ‬ ‫" ال ْ ِ َ ُ ِ‬

‫‪ 1755‬وحدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أشهب ‪ ،‬عن‬


‫مالك ‪ ،‬في الرجل يقتل عمدا ‪ ،‬فيقول أولياء المقتول ‪ :‬نحن نعفو ‪،‬‬
‫أو نأخذ الدية ‪ ،‬فقال القاتل ‪ :‬ل أعطيكم شيئا أبدا ‪ ،‬وقال ‪ :‬اقتلوني‬
‫‪ ،‬فل يكون لهم إل القتل ‪ ،‬ول تكون لهم الدية ‪ ،‬قال الله ‪ :‬كتب‬
‫عليكم القصاص ‪ ،‬قال ‪ :‬يونس ‪ :‬قال ‪ :‬لنا أشهب ‪ :‬هذا الذي لم‬
‫أزل أسمعه من مالك ‪ ،‬وبلغني أنه قال ‪ " :‬الخيار إلى ولي المقتول‬
‫‪ ،‬فإن أحب قتل ‪ ،‬وإن أحب استحيا على الدية ‪ ،‬ولزم القاتل ذلك "‬
‫*‬

‫خيار إَلى ول ِي ال ْمْقتول ‪ ،‬فَإ َ‬


‫ن‬ ‫ب قَت َ َ‬
‫ل ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ح ّ‬
‫نأ َ‬‫ِ ْ‬ ‫َ ُ ِ‬ ‫َ ّ‬ ‫" ال ْ ِ َ ُ ِ‬

‫‪ 1756‬وحدثني العباس بن الوليد العذري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي ‪ ،‬عن‬


‫الوزاعي ‪ ،‬في الرجل يقتل عمدا ‪ ،‬قال ‪ " :‬الخيار إلى ولي‬
‫المقتول ‪ ،‬فإن أحب قتل ‪ ،‬وإن أحب أخذ الدية " فإن قال ‪ :‬فهل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫من حجة لقائل هذا القول ‪ ،‬غير الخبار التي رويت ‪ ،‬فتحتج بها‬
‫على من أنكر القول بخبر الواحد ؟ قيل ‪ :‬نعم فإن قال ‪ :‬فاذكر لنا‬
‫بعض ذلك ‪ .‬قيل ‪ :‬قد أجمع الجميع على أنه غير جائز لمن قدر‬
‫على دفع المريد إتلف نفسه بغير حق إمكانه من إتلفها ‪ ،‬فكان‬
‫معلوما بذلك أنه إذا أراد مريد إتلفها بحق ‪ ،‬فقدر على دفعه عما‬
‫يريد من ذلك بحق أنه غير جائز له إمكانه من إتلفها ‪ ،‬كما غير‬
‫جائز له ‪ ،‬إذا أريد ذلك منه بغير حق فقدر على دفعه بحق ‪ ،‬إمكان‬
‫مريد ذلك منه مما يريد منه ‪ ،‬وترك دفعه عنه بحق وهو على دفعه‬
‫عنه قادر ‪ ،‬فالقاتل إذا كان المر كذلك ‪ ،‬إذا رضي منه أولياء‬
‫المقتول بالدية ‪ ،‬قادر على دفع القتل عن نفسه ببذل ما رضوا به‬
‫منه من الدية ‪ ،‬فغير جائز له إتلفها ‪ ،‬وهو على إحيائها بحق قادر ‪،‬‬
‫كما كان غير جائز له إمكان من أراد قتله بغير حق ‪ ،‬إمكانه من‬
‫ذلك وهو على دفعه عنه قادر ‪ ،‬ل فرق بين ذلك ‪ ،‬ومن فرق‬
‫بينهما ‪ ،‬سئل الفرق بينهما من أصل أو قياس ‪ ،‬فلن يقول ‪ :‬في‬
‫أحدهما قول إل ألزم في الخر مثله ‪ .‬فإن زعم منهم زاعم أن‬
‫الفرق بين ذلك ‪ :‬أن المراد إتلف نفسه بغير حق ‪ ،‬إذا دفع مريد‬
‫ذلك منه عنه ‪ ،‬فإنه بدفعه إياه عنه ‪ ،‬مانعه من ركوب معصية يحلو‬
‫له ركوبها ‪ ،‬فغير جائز له تركه وركوب ذلك ‪ ،‬وهو على منعه منه‬
‫قادر ‪ ،‬وليس كذلك المريد إتلف نفسه قودا ‪ . . . . . .‬المقتول ‪ ،‬أنا‬
‫لم نمثل ذلك من جهة ما فرقت بينه ‪ ،‬من أن أحد المعنيين معصية‬
‫‪ ،‬والخر طاعة ‪ ،‬وإنما مثلنا بين ذلك ‪ :‬من أن كل واحد من المراد‬
‫إتلف نفسه ‪ ،‬له السبيل إلى إحيائها ‪ ،‬وجعلنا حكم الجميع على أنه‬
‫غير جائز له إتلفها وهو على إحيائها قادر ‪ ،‬فإن اختلف أحكامهما‬
‫في معاني غير ذلك ‪ ،‬ولو كانت أحوال الشخصين اللذين ذكرت‬
‫أمرهما متفقة في كل المعاني ‪ ،‬ومن كل الوجوه ‪ ،‬لم يكن أحدهما‬
‫قياسا للخر فيما قسناه به ‪ ،‬ول كان ذلك هو الصل المجمع على‬
‫حكمه ‪ ،‬وإنما كان حكما لحدهما بمثل حكم الخر منهما ‪ ،‬لتفاقهما‬
‫فيما وفقنا بينهما فيه ‪ ،‬وإنما اختلفا في غير ذلك من المعاني ‪ .‬فإن‬
‫قال ‪ :‬فهل خالف ما ذكرت من السلف أحد ؟ قيل ‪ :‬نعم فإن قال ‪:‬‬
‫فاذكر لنا بعضهم ‪ .‬قيل ‪* :‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫" الد ّي َ ُ َ‬
‫يءٌ‬ ‫دا َ‬
‫ش ْ‬ ‫م ً‬
‫ل عَ ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫مْقُتو ِ‬ ‫خط َأ ‪ ،‬وَل َي ْ َ‬
‫س ِلهْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫مْقُتو ِ‬ ‫ة ِلهْ ِ‬

‫‪ 1757‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام بن عبد الملك ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫الدية لهل المقتول خطأ ‪ ،‬وليس لهل المقتول عمدا شيء " *‬

‫ن‬ ‫ل عَمدا ‪ ،‬فَرضي أ َول ِياءُ ال ْمْقتو َ‬


‫ج َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ذا قَت َ َ‬
‫" إِ َ‬
‫لأ ْ‬‫َ ُ ِ‬ ‫َ ِ َ ْ َ‬ ‫ْ ً‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫ل الّر ُ‬

‫‪ 1758‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫هشام بن حسان ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا قتل الرجل الرجل‬
‫عمدا ‪ ،‬فرضي أولياء المقتول أن يصالحوه صالحوه على ما‬
‫شاءوا ‪ ،‬وإن شاءوا خمسين ألفا ‪ ،‬وكانت في مال الرجل ‪ ،‬ليس‬
‫على عاقلته شيء " *‬

‫حوا عََلى َ‬ ‫َ‬


‫م‬
‫يءٍ ب َي ْن َهُ ْ‬
‫ش ْ‬ ‫صط َل ِ ُ‬ ‫ص ‪ ،‬إ ِّل أ ْ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫مدِ ال ِْق َ‬
‫صا ِ‬ ‫" ِفي ال ْعَ ْ‬

‫‪ 1759‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا مغيرة ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬في العمد القصاص ‪ ،‬إل‬
‫أن يصطلحوا على شيء بينهم ‪ ،‬فهم على ما اصطلحوا عليه ‪،‬‬
‫والخطأ على العاقلة " *‬

‫مد ُ ِفيهِ ال َْقوَد ُ ‪،‬‬


‫ة ‪َ ،‬وال ْعَ ْ‬
‫خط َأ ِ ‪ِ :‬فيهِ الد ّي َ ُ‬
‫" ِفي ال ْ َ‬

‫‪ 1760‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يونس ‪،‬‬
‫عن الحسن ‪ ،‬ومغيرة ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬أنهما قال ‪ " :‬في الخطأ ‪ :‬فيه‬
‫الدية ‪ ،‬والعمد فيه القود ‪ ،‬إل أن يصطلحوا بينهم على شيء " *‬

‫َ‬ ‫سل ْ َ‬
‫ن َ‬
‫شاَء ‪،‬‬ ‫ن ي َعُْفوَ إ ِ ّ‬
‫ي الد ّم ِ أ ْ‬
‫ن وَل ِ ّ‬
‫طا ٌ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫من َعُ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1761‬حدثنا يحيى بن داود الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أسامة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا محمد بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬كتب عمر بن عبد العزيز‬
‫رحمه الله ‪ ،‬إلى أمراء الجناد ‪ " :‬ل يمنع سلطان ولي الدم أن‬
‫يعفو إن شاء ‪ ،‬ويأخذ العقل إن شاء إذا اصطلحوا عليه ‪ ،‬ول يمنعه‬
‫أن يقتل إن أبى إل أن يقتل في العمد " *‬

‫َ‬
‫ص أوِ ال ْعَْفوُ ‪ ،‬وَل َي ْ َ‬
‫س‬ ‫ي إ ِّل ال ِْق َ‬
‫صا ُ‬ ‫مدِ ل ِل ْوَل ِ ّ‬
‫س ِفي ال ْعَ ْ‬
‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 1762‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زيد بن أبي‬


‫الزرقاء ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ‪ :‬سفيان ‪ " :‬ليس في العمد للولي إل‬
‫القصاص أو العفو ‪ ،‬وليس فيه دية " فإن قال ‪ :‬فهل من علة لقائل‬
‫هذا القول ‪ ،‬يعذر بالقول به ؟ قيل ‪ :‬أما من كان دائنا بالقول بحجة‬
‫خبر الواحد العدل في الدين ‪ ،‬فل عذر له في ذلك ‪ .‬وأما من كان‬
‫للدينونة به منكرا ‪ ،‬فبلى ‪ .‬فإن قال ‪ :‬وما علته التي يجعلها سببا‬
‫لتصحيح القول به ؟ قيل ‪ :‬علته في ذلك أن الله تعالى ذكره ذكر‬
‫في كتابه قتل الخطأ فقال ‪ :‬وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إل‬
‫خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى‬
‫أهله فجعل عز ذكره الدية والكفارة في قتل الخطأ ‪ ،‬وألزم ذلك‬
‫أهله ‪ ،‬وكان غير جائز عندهم أن يجعل ما خص به قتل الخطأ من‬
‫الحكم في العمد الذي هو خلف الخطأ ‪ ،‬كما غير جائز ‪ ،‬عند‬
‫الجميع من سلف علماء المة وخلفهم ‪ ،‬أن يجعل ما خص به قتل‬
‫العمد من الحكم في الخطأ الذي هو خلف العمد ‪ ،‬وجعلوا إجماع‬
‫الجميع على أن حكم الله تعالى ذكره ‪ ،‬الذي حكم به في قتل‬
‫العمد ‪ ،‬من وجوب القصاص لهله على من وجب عليه ذلك في‬
‫قتل العمد ‪ ،‬غير جائز الحكم به في قتل الخطأ دليل لهم على أن‬
‫حكم الله تعالى ذكره ‪ ،‬في قتل الخطأ ‪ ،‬مثله ‪ ،‬في أنه غير جائز‬
‫الحكم بما حكم به في قتل العمد وقالوا ‪ :‬لو جاز أن يحكم بالدية‬
‫التي جعلها الله ‪ ،‬جل ثناؤه ‪ ،‬في قتل الخطأ ‪ ،‬في العمد ‪ ،‬جاز أن‬
‫يحكم بالقصاص ‪ ،‬الذي جعله في قتل العمد ‪ ،‬في قتل الخطأ ‪.‬‬
‫فلما كان ذلك غير جائز في قول الجميع ‪ ،‬كان كذلك غير جائز‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الحكم في قتل العمد الذي جعل الله تعالى ذكره فيه القصاص ‪،‬‬
‫بالدية ‪ ،‬ل فرق بين ذلك قالوا ‪ :‬ومن فرق بين ذلك كلف البرهان‬
‫على قوله من أصل أو نظير ‪ .‬وفي حديث أبي هريرة الذي ذكرنا‬
‫في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم زيادة معنى ليس في‬
‫سائر الخبار غيره ‪ ،‬وذلك قوله ‪ :‬فقام رجل من أهل اليمن يقال له‬
‫أبو شاه فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬اكتبه لي ‪ ،‬فقال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬اكتبوا لبي شاه " ‪ ،‬وذلك خطبة رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم بما خطب ‪ ،‬ففي ذلك من قول‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله أبو شاه أن يكتب له ‪،‬‬
‫البيان البين عن إذن النبي صلى الله عليه وسلم بتقييد كلمه‬
‫وغيره من علوم الدين بالكتاب ‪ ،‬وبطول قول من أنكر كتاب العلم‬
‫وأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬وفي حديث أبي شريح‬
‫الذي ذكرناه في ذلك ‪ ،‬الذي رواه الزهري ‪ ،‬عن مسلم بن يزيد بن‬
‫قيس ‪ ،‬وسعيد المقبري عنه ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫زيادة معنى ليس في غيره من الخبار ‪ ،‬وهو قوله عليه السلم‬
‫لخزاعة ‪ " :‬وإني والله لدين هذا الرجل الذي قتلتموه " ‪ ،‬والمقتول‬
‫كان مشركا قد بين ذلك من أمره أبو شريح في خبره الذي رواه‬
‫عنه سعيد بن أبي سعيد المقبري ‪ ،‬غير أنه كان ممن لحقه المان‬
‫من النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ‪ " :‬من وضع سلحه فهو‬
‫آمن ‪ ,‬ومن دخل المسجد فهو آمن " ‪ ،‬وكان قتل قاتله من خزاعة ‪،‬‬
‫بعد أمر النبي صلى الله عليه وسلم إياها برفع السلح عمن كان‬
‫أذن لها بوضعه فيهم ‪ ،‬فأوجب صلى الله عليه وسلم ديته لهله ‪،‬‬
‫لما كان تقدم له منه من المان ‪ ،‬وفي ذلك من فعله الدليل‬
‫الواضح على أن حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل‬
‫قتيل في بلد السلم من أهل الشرك ‪ ،‬ممن دخلها بأمان أن له‬
‫دية مسلمة إلى أهله ‪ ،‬عمدا كان قتله أو خطأ ‪ ،‬وأن ل قود على‬
‫قاتله إذا كان مسلما ‪ ،‬وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقد‬
‫أولياء الهذلي المقتول ‪ ،‬من الخزاعي الذي قتله ‪ ،‬ولكنه أمر بأداء‬
‫العقل إلى أوليائه ‪ ،‬أو يحمل ذلك لهم عنه ‪ ،‬إذ كان الخزاعي القاتل‬
‫كان مسلما ‪ ،‬والهذلي المقتول ذو أمان ‪ ،‬كافرا غير داخل في‬
‫صبغة السلم ‪ ،‬وفي حديث أبي شريح ‪ ،‬الذي رواه عنه سعيد بن‬
‫أبي سعيد المقبري عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬البيان البين ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫لمن وفق لفهمه ‪ ،‬عن صحة ما نقول به من خبر الواحد العدل في‬
‫الدين ‪ ،‬وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الذين شهدوا‬
‫خطبته ذلك اليوم أن يبلغها الشاهد منهم الغائب ‪ ،‬ومعلوم أن كل‬
‫من شهد ذلك من أمره ‪ ،‬قد لزمه من فرض البلغ عنه على‬
‫النفراد ‪ ،‬ما لزمهم على الجتماع وأنه لم يأمرهم بإبلغ الغائب‬
‫عنهم ذلك ‪ ،‬إل والمبلغ ذلك عنه لزمه من فرض العمل بما أبلغ‬
‫عنه من ذلك ‪ ،‬مثل الذي كان لزم السامع لول ذلك ‪ ،‬لم يكن للمر‬
‫بإبلغه إياه ‪ ،‬إن كان غير لزمه به من فرض العمل ‪ ،‬مثل الذي‬
‫لزم المبلغ بسماعه منه عليه ‪ ،‬وجه معقول ‪ ،‬لن المبلغ ذلك من‬
‫لم يشهده ‪ ،‬إن كان بهيئته قبل أن يبلغه ‪ ،‬في أنه لم يلزمه من‬
‫فرض العمل بما أبلغ ما لزم السامع ‪ ،‬فإنما كلف السامع أن يهذي‬
‫في وجه الغائب الذي لم يشهد سماع ذلك من النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وذلك من قائله ‪ ،‬إن قاله وصف منه لرسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم بما يجل عن أن يوصف به ‪ ،‬بأبي هو وأمي‬
‫صلى الله عليه وسلم *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته بمكة حين ذكر الحرم ‪ " :‬ل‬
‫يعضد شجره " ‪ ،‬يعني بقوله عليه السلم ‪ " :‬ل يعضد شجره " ‪ ،‬ل‬
‫يفسد ول يقطع ‪ ،‬وإنما ذلك مثل ‪ ،‬وأصله من ‪ :‬عضد الرجل الرجل‬
‫‪ ،‬إذا أصاب عضده بسوء ‪ ،‬يقال في ذلك ‪ :‬عضد فلن فلنا فهو‬
‫يعضده عضدا ‪ ،‬وللعضد معنى غير ذلك ‪ ،‬وهو أن يكون الرجل‬
‫للرجل عضدا وعونا ‪ ،‬وهو مصدر من قول القائل ‪ :‬عضدت فلنا‬
‫على أمره فأنا أعضده عضدا ‪ ،‬إذا أعنته ‪ ،‬فأما العضد بتحريك‬
‫الضاد ‪ ،‬فإنه معنى غير ذلك كله ‪ ،‬وهو داء يأخذ البل في أعضادها‬
‫فتبط ‪ ،‬ومنه قول نابغة بني ذبيان ‪ :‬شك الفريصة بالمدرى فأنفذها‬
‫شك المبيطر إذ يشفي من العضد وأما قوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ل يختلى خلها " ‪ ،‬فإنه يعني بذلك ‪ ،‬ول يقطع خلها ‪" ،‬‬
‫والخلى " مقصورا ‪ :‬كل كل رطب ‪ ،‬فإذا يبس كان حشيشا ‪ ،‬ولذلك‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫تقول العرب ‪ :‬ألقت الناقة ولدها حشيشا ‪ ،‬إذا ألقته يابسا ‪ .‬ومنه‬
‫قول المرأة التي سألها عمر رضوان الله عنه ‪ ،‬عن أمر المرأة‬
‫التي جاءت بولد عند زوج تزوجته ‪ :‬إن هذه امرأة كانت حملت من‬
‫رجل ‪ ،‬ثم تركها ‪ ،‬فحش الولد في بطنها ‪ .‬فلما وطئها الن الخر ‪،‬‬
‫تحرك في بطنها ‪ ،‬تعني بقولها ‪ :‬فحش الولد في بطنها ‪ :‬يبس ‪.‬‬
‫ومن الخلى قول أعشى بني ثعلبة ‪ :‬وحولي بكر وأشياعها فلست‬
‫خلة لمن أوعدن يقول ‪ :‬فلست في الضعف والذلة ‪ ،‬كالخلة التي‬
‫يتوطؤها الناس بالرجل ‪ " .‬والخلة " ‪ ،‬واحدة الخلى " ‪ .‬وأما‬
‫قوله ‪ " :‬ول تعضد شجراؤها " ‪ ،‬فإن " الشجراء " في كلم‬
‫العرب ‪ ،‬الرض الكثيرة الشجر ‪ ،‬كالغيضة وما أشبهها ‪ .‬أخرج‬
‫الكلم على الرض ذات الشجر ‪ ،‬والمراد ما فيها من الشجر ‪ .‬ومن‬
‫الدليل على أن " الشجراء " ما قلت ‪ ،‬قول امرئ القيس بن‬
‫حجر ‪ :‬وترى الشجراء من ريقها كرءوس قطعت فيها خمر يعني‬
‫بالشجراء ‪ ،‬الرض ذات الشجر ‪ .‬وقد يحتمل قوله ‪ " :‬ول تعضد‬
‫شجراؤها " ‪ ،‬أن يكون أريد به ‪ :‬ول يقطع ما فيها من الشجر ‪،‬‬
‫وذلك عضد وإصابة بالفساد ‪ ،‬لن قطع ما فيها من الشجر إفساد‬
‫لها ‪ ،‬فنهي المسلمون عن فعل ذلك بها وأما قوله ‪ " :‬ول يعضد‬
‫عضاهها " ‪ ،‬فإن العضاه عند العرب ‪ :‬كل شجرة ذات شوك ‪ ،‬إل‬
‫القتاد والسدر ‪ ،‬وإياها عنى الخطل بقوله ‪ :‬ولقد علمت إذا العشاء‬
‫تروحت هدج الرئال تكبهن شمال ترمي العضاه بحاصب من ثلجها‬
‫حتى يبيت على العضاه جفال وأما قول العباس للنبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬إل الذخر ‪ ،‬فإنه لبيوتنا وقيوننا " ‪ ،‬فإنه يعني‬
‫بالقيون في هذا الموضع ‪ :‬الصاغة والشعابين وأشباههم ‪ .‬والقين‬
‫عند العرب ‪ :‬كل ذي صناعة يعالجها بنفسه ‪ ،‬ومن ذلك قول‬
‫الشاعر ‪ :‬وعهد الغانيات كعهد قين ونت عنه الجعائل مستذاق ومنه‬
‫قول جرير بن عطية للفرزدق ‪ ،‬ورآه راكب فرس ‪ :‬يا عجبا هل‬
‫يركب القين الفرس وعرق القين على الخيل نجس والقين ل يصلح‬
‫إل ما جلس بالكلبتين والعلة والقبس وأما قوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إن أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله ‪ ،‬ومن قتل‬
‫بذحل الجاهلية " ‪ ،‬فإنه يعني صلى الله عليه وسلم بقوله ‪ " :‬بذحل‬
‫الجاهلية " ‪ :‬بوغم كان بين القاتل والمقتول ‪ ،‬وأصل " الذحل " ‪:‬‬
‫إساءة الرجل إلى آخر في المر ‪ ،‬فيؤخذ بها المسيء ‪ ،‬يقال‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫للمساء إليه ‪ " :‬له عند فلن تبل ‪ ،‬وذحل ‪ ،‬ووغم ‪ ،‬وطائلة ‪ ،‬ووتر ‪،‬‬
‫وترة ‪ ،‬ودعث " وذلك كله إذا كانت له قبله طلبة بإساءته إليه ‪،‬‬
‫وأما إذا كان الذي له قبله طلبة بدم ‪ ،‬فإنه يقال ‪ " :‬له قبله ثأر ‪،‬‬
‫وثؤرة " ‪ " ،‬والثؤرة " ‪ :‬المصدر كما قال الشاعر ‪ :‬قتلت به ثأري ‪،‬‬
‫وأدركت ثؤرتي وكنت إلى الوثان أول راجع وأما قول النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم في خطبته ‪ " :‬ومن قتل له قتيل فهو بخير‬
‫النظرين ‪ ،‬بين أن يأخذ العقل أو يقتل " ‪ ،‬فإنه يعني بأخذ العقل ‪،‬‬
‫أخذ الدية ‪ ،‬يقال منه ‪ " :‬عقل عن فلن عشيرته " ‪ ،‬إذا أعطوا عنه‬
‫دية قتيله ‪ ،‬وعقل فلن عن فلن ‪ :‬إذا غرم عنه دية جنايته ‪ .‬ويقال ‪:‬‬
‫" بنو فلن على معاقلهم " ‪ ،‬يعني بذلك على دياتهم التي كانوا‬
‫عليها في الجاهلية ‪ ،‬وواحدة المعاقل معقلة ويقال ‪ " :‬صار دم‬
‫فلن معقلة على قومه " ‪ ،‬أي صاروا يدونه في القتل ‪ ،‬فصاروا‬
‫غرماء ويقال للقوم الذين تقسم عليهم الدية ليؤدوها من أموالهم ‪:‬‬
‫عاقلة ‪ ،‬ومن العقل بهذا المعنى ‪ ،‬أعني بمعنى الدية ‪ ،‬قول نابغة‬
‫بني ذبيان ‪ :‬لما رأى واشق إقعاص صاحبه ول سبيل إلى عقل ول‬
‫قود يعني بالعقل ‪ :‬الدية ‪ .‬والعقل أيضا ‪ ،‬بسكون القاف ‪ :‬ضرب‬
‫من الوشي ‪ ،‬والعقل أيضا بسكون القاف ‪ :‬أن يستمسك بطن‬
‫الرجل ‪ ،‬يقال منه ‪ " :‬عقل الطعام بطنه ‪ ،‬فهو يعقله عقل " ‪،‬‬
‫ويقال ‪ " :‬أعطني عقول أشربه " ‪ ،‬فيعطى دواء يمسك بطنه ‪،‬‬
‫والعقل أيضا ‪ :‬العقل الذي هو خلف الحمق ‪ ،‬والعقل أيضا ‪ :‬أن‬
‫تعقل يد البعير ‪ ،‬وهو أن يشد وظيفه إلى ذراعه ‪ ،‬والعقل بحركة‬
‫العين والقاف ‪ :‬غير ذلك كله ‪ ،‬وهو أن يفرط الروح في الرجلين‬
‫حتى يصطك العرقوبان ‪ ،‬ومنه قول‬
‫الجعدي ‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬مفروشة الرجل فرشا لم‬
‫يكن عقل يقال ‪ :‬ناقة عقلء ‪ ،‬وبعير أعقل بين العقل ‪ ،‬إذا كان‬
‫كذلك ‪ .‬وأما قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من أصيب بدم أو خبل‬
‫فهو بخير النظرين " ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ " :‬بخبل " ‪ :‬بجرح إما قطع‬
‫يد أو رجل ‪ .‬وأصله فساد يكون في أعضاء النسان ‪ ،‬يقال منه ‪:‬‬
‫بنو فلن يطالبون بني فلن بدماء أو خبل ‪ ،‬أي ‪ :‬بقطع أيد وأرجل ‪،‬‬
‫ومن الخبل بسكون الباء قول جرير ‪ :‬وما مارست من ذي ذباب‬
‫شكيمتي فيفلت فوت الموت إل على خبل وأما الخبل بحركة الخاء‬
‫والباء ‪ :‬فإنه الجنون ‪ ،‬ومنه قول أعشى بني ثعلبة ‪ :‬وعلقتني‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أخيرى ما تلئمني فاجتمع الحب حبا كله خبل يعني ‪ :‬جنون وأما‬
‫قول ابن عمر رضي الله عنه ‪ :‬ثم ارتجل قول ‪ ،‬فإنه ‪ -‬يعني به أنه‬
‫ابتدأه ‪ -‬عن غير تروية تقدمت منه فيه ول تدبر ‪ ،‬وكذلك يقال‬
‫للرجل الذي ينفرد برأيه ‪ " :‬فلن مرتجل برأيه " ‪ .‬وأما قول عطاء‬
‫وطاوس ومجاهد ‪ :‬ل بأس بالرعي في الحرم غير أنه ل يخبط ‪،‬‬
‫فإنهم عنوا بقولهم ‪ :‬غير أنه ل يخبط ‪ :‬غير أنه ل يجمع أغصان‬
‫شجرة فيضربها بعصاه حتى ينتثر ما عليها من الورق ‪ ،‬وذلك هو‬
‫الخبط ‪ ،‬وقد يقال للسائل الذي يسأل غيره شيئا من ماله ‪:‬‬
‫اختبطه وخبطه ‪ ،‬تشبيها له في مسألته إياه من غير رحم بينه وبينه‬
‫ول قرابة ‪ ،‬مستخرجا بذلك منه ماله ‪ ،‬بالذي يختبط من الشجرة‬
‫ورقها ‪ ،‬ومن ذلك قول زهير بن أبي سلمى ‪ :‬من يلق يوما على‬
‫علته هرما يلق السماحة منه والندى خلقا وليس مانع ذي قربى ول‬
‫نسب يوما ‪ ،‬ول معدما من خابط ورقا وأما قول النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬أتيت بمفاتيح خزائن الرض فتلت في يدي " ‪ ،‬فإنه‬
‫يعني بقوله ‪ " :‬فتلت في يدي " ‪ :‬رمي بها في يدي ووضعت ‪ ,‬ومنه‬
‫قول الله تعالى ذكره ‪ :‬فلما أسلما وتله للجبين ‪ ،‬يقول ‪ :‬صرعه‬
‫للجبين ‪ .‬يقال منه ‪ " :‬تل فلن فلنا لوجهه ‪ ،‬فهو يتله تل ‪ ،‬وهو تليل‬
‫لوجهه " ‪ - ،‬يعني مرمي به كذلك مصروع ‪ . -‬وأما قول عطاء ‪ :‬في‬
‫الدوحة يصيبها المحرم بقرة ‪ ،‬فإن " الدوحة " ‪ :‬كل شجرة عظيمة‬
‫‪ ،‬تجمع دوحا ‪ ،‬كما قال امرؤ القيس بن حجر ‪ :‬فأضحى يسح الماء‬
‫عن كل فيقة يكب على الذقان دوح الكنهبل ‪ -‬يعني بدوح الكنهبل‬
‫عظامها ‪ ، -‬والكنهبل ‪ :‬العضاه وأما قول العرابي لعمر رضوان‬
‫الله عليه ‪ " :‬ما حملني على ذلك إل أن معي نضوا لي ‪ - ،‬يعني‬
‫بالنضو ‪ :‬بعيرا مسنا هزيل ‪ . -‬وأصل " النضو " ‪ :‬كل شيء يخلق ‪،‬‬
‫فشبه هذا العرابي بعيره في هزاله ومرور الزمنة عليه بالشيء‬
‫الخلق ‪ ،‬يجره معه ‪ ,‬ومن النضو قول ذي الرمة في صفة حية‬
‫يشبهها بحبل القربة الخلق ‪ :‬ومن حنش ذعف اللعاب كأنه على‬
‫الشرك العادي نضو عصام وأما قول مجاهد ‪ " :‬أرى أن يؤخذ برمته‬
‫‪ ،‬ثم يخرج من الحرم " ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ " :‬برمته " بالقطعة من‬
‫الحبل الذي هو به موثق ‪ ،‬ومن ذلك سمي غيلن بن عقبة ‪ :‬ذا‬
‫الرمة ‪ ،‬وذلك أنه فيما ذكر كان خشي عليه وهو صبي المس ‪،‬‬
‫فأتي به بعض الحي ‪ ،‬فكتب له معاذة فعلقت في عنقه أو عضده ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وشدت بخيط ‪ .‬وقيل ‪ :‬بل سمي بذلك لبيت قاله في أرجوزة له‬
‫يصف وتدا ‪ :‬أشعث باقي رمة التقليد نعم فأنت اليوم كالمعمود‬
‫والرمة ‪ :‬هي القطعة من الحبل ‪ ،‬وأما " الرمة " ‪ ،‬بكسر الراء ‪:‬‬
‫فإنه الشيء الخلق البالي ‪ ،‬ومنه قيل للعظم البالي ‪ " :‬رمة " ‪،‬‬
‫ومنه قول الله تعالى ذكره ‪ :‬قال ‪ :‬من يحيي العظام وهي رميم ‪،‬‬
‫يجمع " رماما ‪ ،‬وأرماما " ‪ ،‬كما قال ‪ :‬خداش بن بشر البعيث ‪:‬‬
‫فلقد أنى لك أن تودع خلة رثت ‪ ،‬وعاد حبالها أرماما وأما قول‬
‫عطاء ‪ :‬ل بأس أن يؤخذ من شجر الحرم وما عفا للسواك ‪ ،‬فإنه‬
‫يعني بقوله ‪ :‬ما عفا ‪ :‬ما فضل عنها من أغصانها وفروعها ‪ ،‬من‬
‫قولهم ‪ :‬قد عفا مال فلن ‪ ،‬إذا كثر وصار فاضل عن حاجته ‪ ،‬ومنه‬
‫قول الله جل ثناؤه ‪ :‬ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا يعني‬
‫بقوله ‪ :‬حتى عفوا ‪ :‬حتى كثروا وأما قول وائل بن حجر ‪ " :‬كنت‬
‫عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل رجل يقوده رجل‬
‫بنسعة " ‪ ،‬فإنه يعني بالنسعة السير المضفور من الجلود ‪ .‬وأما‬
‫قول المقود بالنسعة ‪ " :‬فضربته بالفأس على قرنه " ‪ ،‬فإنه يعني‬
‫القرن ‪ :‬قرن الرأس ‪ ،‬وللرأس قرنان ‪ ،‬وهما حرفا الهامة‬
‫المشرفان عن يمين وشمال ‪ ،‬والهامة بينهما ‪ ،‬فهي أعلى الرأس‬
‫بين القرنين‬

‫خال ِدٍ‬
‫ث َ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬ ‫ض ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫م ّ‬
‫عن ْد ََنا ِ‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ذكر ما صح عندنا مما لم يمض ذكره من حديث خالد الحذاء ‪ ،‬عن‬


‫عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى‬
‫آله‬

‫خال ِدٍ ‪#‬‬


‫ث َ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬ ‫ض ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫م ّ‬
‫عن ْد ََنا ِ‬
‫ح ِ‬
‫ص ّ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ن أَ َ‬
‫شاَر إ ِل َي ْهِ "‬ ‫َ‬
‫ف عََلى ب َِعيرٍ ‪ ،‬ك ُل ّ َ‬
‫ما أَتى الّرك ْ َ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1763‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬عن خالد‬
‫الحذاء ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم " طاف على بعير ‪ ،‬كلما أتى الركن أشار إليه " *‬

‫َ‬
‫حّتى‬ ‫ن ت ُغْل َُبوا ل َن ََزل َ ُ‬
‫ت َ‬ ‫ح ‪ ،‬وَل َوَْل أ ْ‬
‫صال ِ ٍ‬
‫ل َ‬ ‫م عََلى عَ َ‬
‫م ٍ‬ ‫" إ ِن ّك ُ ْ‬

‫‪ 1764‬وحدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن‬


‫زريع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني خالد الحذاء ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬قال ‪ :‬أظنه عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على‬
‫راحلته ‪ ،‬كلما أتى على ركن أشار بشيء في يده إليه ‪ ،‬وكبر ثم‬
‫قبله ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم سار حتى أتى زمزم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنكم على عمل‬
‫صالح ‪ ،‬ولول أن تغلبوا لنزلت حتى أضعه على هذه ‪ -‬يعني عاتقه ‪-‬‬
‫" ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم سار حتى أتى السقاية ‪ ،‬فقال " يا عباس اسقني " ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬يا فضل ‪ :‬اذهب إلى أمك فاسقه ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل ‪ ،‬اسقني من‬
‫هذا " ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن اليدي تخوض فيه " ‪ ،‬قال ‪ " :‬اسقني من هذا "‬
‫*‬

‫ت عََلى ب َِعي ٍ‬
‫ر‬ ‫م ِبال ْب َي ْ ِ‬
‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ف َر ُ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1765‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثمان بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫هياج بن بسطام ‪ ،‬عن خالد الحذاء ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت على بعير ‪،‬‬
‫كلما أتى الركن اليماني أشار إليه وكبر " القول في علل هذا الخبر‬
‫وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب‬
‫الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬أنه خبر قد حدث به‬
‫عن خالد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬غير من ذكرت فأرسله ‪ ،‬ولم يجعل بين‬
‫عكرمة والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس ‪ .‬والثانية ‪ :‬أنه من‬
‫رواية عكرمة ‪ ،‬وقد ذكرت قولهم في عكرمة فيما مضى من كتابنا‬
‫هذا ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أن راويه عن عكرمة ‪ ،‬خالد ‪ ،‬وكان شعبة يغمص‬
‫عليه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ذاِء ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫خال ِدٍ ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى هذا الخبر عن خالد الحذاء ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬فأرسله ‪،‬‬
‫ولم يجعل فيه بين عكرمة والنبي صلى الله عليه وسلم أحدا‬

‫ة‪#‬‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ذاِء ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫خال ِدٍ ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫كان إ َ َ‬
‫ر‬
‫ج ِ‬ ‫ذا أَتى عََلى ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ت عََلى ب َِعيرٍ ‪ ،‬فَ َ َ ِ‬
‫ف ِبال ْب َي ْ ِ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1766‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا خالد الحذاء ‪ ،‬عن عكرمة أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم " طاف بالبيت على بعير ‪ ،‬فكان إذا أتى على‬
‫الحجر أشار إليه " وقد حدث هذا الحديث عن عكرمة غير خالد‬
‫الحذاء ‪ ،‬فوافق في روايته ذلك عنه من وصله *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬

‫جت ِهِ عََلى‬


‫ح ّ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ف َر ُ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1767‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن يزيد بن أبي‬
‫زياد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬طاف رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم في حجته على بعير ‪ ،‬وكان يستلم بمحجنه ‪،‬‬
‫لنه كان يشتكي " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كي عََلى ب َِعي ٍ‬


‫ر‬ ‫سل ّ َ‬
‫م وَهُوَ ي َ ْ‬
‫شت َ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ف الن ّب ِ ّ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1768‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬وسفيان بن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪،‬‬


‫عن يزيد بن أبي زياد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬رضي الله‬
‫عنه ‪ ،‬قال ‪ " :‬طاف النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشتكي على‬
‫بعير ‪ ،‬ومعه محجن يستلم الحجر بمحجنه " *‬

‫جَر ك ُل ّ َ‬
‫ما‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ست َل ِ ُ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬
‫كا َ‬ ‫ج ٌ‬
‫ح َ‬
‫م ْ‬
‫ه ِ‬ ‫ف عََلى ب َِعيرٍ وَ َ‬
‫مع َ ُ‬ ‫" فَ َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1769‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬وابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن فضيل ‪ ،‬عن‬
‫يزيد بن أبي زياد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬اشتكى ‪- ،‬‬
‫يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " ، -‬فطاف على بعير‬
‫ومعه محجن ‪ ،‬فكان يستلم الحجر كلما مر به ‪ ،‬فلما فرغ من‬
‫طوافه أناخ ‪ ،‬فصلى ركعتين " ‪ ،‬وقال ابن وكيع في حديثه ‪ :‬جاء‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم وقد اشتكى ‪ ،‬وقد طاف بالبيت ومعه‬
‫محجن ‪ ،‬واجتمعا على سائر الحديث بعده *‬

‫ك‪،‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫م وَهُوَ َ‬
‫شا ٍ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ف َر ُ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1770‬وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ‪،‬‬


‫عن يزيد بن أبي زياد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬طاف‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شاك ‪ ،‬وهو راكب ‪ ،‬معه‬
‫محجن له ‪ ،‬كلما مر بالحجر استلمه بالمحجن ‪ ،‬حتى إذا قضى‬
‫طوافه ‪ ،‬نزل فصلى ركعتين " *‬

‫ه‬
‫مع َ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ج ٍ‬
‫ح َ‬
‫م ْ‬
‫جَر ب ِ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ست َل َ َ‬
‫ت وَهُوَ عََلى ب َِعيرٍ َوا ْ‬
‫ف ِبال ْب َي ْ ِ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1771‬حدثنا خلد بن أسلم ‪ ،‬ويعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫هشيم ‪ ،‬عن يزيد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس أن رسول الله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صلى الله عليه وسلم " طاف بالبيت وهو على بعير واستلم الحجر‬
‫بمحجن كان معه " ‪ ،‬وقد وافق عكرمة في رواية هذا الخبر ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬غير واحد من أصحاب‬
‫ابن عباس *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫ن"‬
‫ج ٍ‬
‫ح َ‬
‫م ْ‬ ‫م الّرك ْ َ‬
‫ن بِ ِ‬ ‫داِع عََلى ب َِعيرٍ ي َ ْ‬
‫ست َل ِ ُ‬ ‫جةِ ال ْوَ َ‬
‫ح ّ‬
‫ف ِفي َ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ , 1772‬حدثني يونس بن عبد العلى الصدفي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن‬


‫وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني يونس ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن عبيد الله بن‬
‫عبد الله بن عتبة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم " طاف في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن " *‬

‫جن ِهِ " *‬


‫ح َ‬
‫م ْ‬
‫جَر ب ِ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ست َل َ َ‬
‫حل َت ِهِ َوا ْ‬
‫ف عََلى َرا ِ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1773‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو خالد ‪ ،‬عن حجاج ‪ ،‬عن‬
‫الحكم ‪ ،‬عن مقسم ‪ ،‬عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم " طاف على راحلته واستلم الحجر بمحجنه " *‬

‫َ‬
‫ة‬
‫سن ّ ٌ‬
‫ك ُ‬ ‫مْروَةَ عََلى ب َِعيرٍ ‪ ،‬وَأ ّ‬
‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫صَفا ‪َ ،‬وال ْ َ‬
‫ن ال ّ‬
‫ف ب َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1774‬حدثني ابن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حجاج ‪ ،‬عن حماد ‪،‬‬
‫عن أبي عاصم الغنوي ‪ ،‬عن أبي الطفيل ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬لبن‬
‫العباس ‪ :‬يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد‬
‫طاف بين الصفا ‪ ،‬والمروة على بعير ‪ ،‬وأن ذلك سنة ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صدقوا وكذبوا " ‪ ،‬قلت ‪ :‬ما صدقوا وكذبوا ؟ قال ‪ " :‬صدقوا ‪ ،‬قد‬
‫طاف على بعير ‪ ،‬وكذبوا ‪ ،‬ليس بسنة ‪ ،‬إن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم كان ل يدفع عنه الناس ول يضربون عنه " ‪ ،‬فطاف‬
‫على بعير ليسمعوا كلمه ‪ ،‬ويروا مكانه ‪ ،‬ل تناله أيديهم وقد وافق‬
‫ابن عباس في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم جماعة من أصحابه ‪ ،‬نذكر ما صح عندنا من ذلك سنده ‪ ،‬ثم‬
‫نتبع جميعه البيان إن شاء الله *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫ت عََلى‬
‫ل ال ْب َي ْ ِ‬
‫حو ْ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ف َر ُ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1775‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا موسى بن‬


‫أيوب ‪ ،‬عن شعيب بن إسحاق ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫حول البيت على بعير يستلم الركن بمحجنه ‪ ،‬كراهية أن يصرف‬
‫عنه الناس " *‬

‫ح ِبال ْب َي ْ ِ‬
‫ت‬ ‫عا َ ْ‬
‫م الَفت ْ ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ف َر ُ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1776‬حدثني أحمد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عبد العزيز بن محمد الدراوردي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنيه هشام بن عروة ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬طاف رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم عام الفتح بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه " *‬

‫س"‬ ‫نا‬ ‫ال‬ ‫ء‬


‫ِ‬ ‫را‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬‫ل‬‫ص َ‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫قي‬ ‫ذا أ ُ‬
‫َ‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ُ‬
‫طو‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ها أ َ‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫" فَأ َ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1777‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يونس بن بكير ‪ ،‬عن هشام‬


‫بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أم سلمة أنها لم تكن طافت بالبيت‬
‫طواف الخروج ‪ ،‬فقالت ‪ :‬ذاك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫" فأمرها أن تطوف إذا أقيمت الصلة من وراء الناس " ‪ ،‬فلما‬
‫أقيمت الصلة طافت من وراء الناس على بعير *‬

‫ت عََلى‬ ‫صَلةُ َ‬ ‫ُ‬


‫طافَ ْ‬ ‫ت ال ّ‬
‫م ِ‬ ‫طوِفي " ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما أِقي َ‬ ‫ت فَ ُ‬
‫صل ّي ْ ِ‬ ‫" فَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 1778‬حدثني أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫هشام بن بلل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني هشام ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قالت ‪ :‬أم‬
‫سلمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد أن يصدر ‪ :‬إني‬
‫لم أطف بالبيت ‪ ،‬قال ‪ " :‬فإذا صليت فطوفي " ‪ ،‬فلما أقيمت‬
‫الصلة طافت على بعير *‬

‫ن تَ ُ‬ ‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬ ‫َ‬


‫ن‬
‫م ْ‬
‫ف ِ‬
‫طو َ‬ ‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫سو ُ‬
‫ها َر ُ‬ ‫" فَأ َ‬
‫مَر َ‬

‫‪ 1779‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معلى بن منصور ‪ ،‬عن مالك‬


‫بن أنس ‪ ،‬عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬عن‬
‫زينب ‪ ،‬عن أم سلمة أنها مرضت ‪ " ،‬فأمرها رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أن تطوف من وراء الناس وهي راكبة " *‬

‫ف عََلى‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬ ‫َ‬


‫طو َ‬ ‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫" فَأ َ‬
‫مَرِني َر ُ‬

‫‪ 1780‬حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أسد ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا ابن لهيعة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو السود ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬عن أم‬
‫سلمة ‪ ،‬قالت ‪ :‬اشتكيت ‪ " ،‬فأمرني رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أن أطوف على جمل وراء الناس وهم يصلون العشاء " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جاَر أ َوْ َقا َ‬


‫ل‪:‬‬ ‫م اْل َ ْ‬
‫ح َ‬ ‫حل َت ِهِ ‪ ،‬ي َ ْ‬
‫ست َل ِ ُ‬ ‫ت عََلى َرا ِ‬
‫ف ِبال ْب َي ْ ِ‬ ‫" يَ ُ‬
‫طو ُ‬

‫‪ 1781‬وحدثني علي بن مسلم الطوسي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪،‬‬


‫عن معروف بن خربوذ ‪ ،‬وكان عالما بمعايب قريش من بني عامر ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني أبو الطفيل ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم " يطوف بالبيت على راحلته ‪ ،‬يستلم الحجار أو قال ‪:‬‬
‫الركان " ‪ ،‬قال ‪ :‬أبو جعفر ‪ :‬أنا أشك ‪ ،‬يقبل طرف محجنه *‬

‫ب وََل ط َْرد َ ‪،‬‬ ‫ت عََلى َناقَةٍ ‪َ ،‬ل َ‬


‫ضْر َ‬ ‫ف ِبال ْب َي ْ ِ‬ ‫" يَ ُ‬
‫طو ُ‬

‫‪ 1782‬حدثني محمد بن إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحسن بن سوار‬


‫أبو العلء ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عكرمة بن عمار ‪ ،‬عن ضمضم بن جوس ‪،‬‬
‫عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم " يطوف بالبيت على ناقة ‪ ،‬ل ضرب ول طرد ‪ ،‬ول إليك‬
‫إليك " *‬

‫م عََلى َناقَةٍ ي َوْ َ‬


‫م فَت ْ ِ‬
‫ح‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ف الن ّب ِ ّ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1783‬حدثني أحمد بن محمد الطوسي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‬


‫بن صالح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ،‬عن موسى بن عبيدة ‪ ،‬عن‬
‫عبد الله بن دينار ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ " :‬طاف النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم على ناقة يوم فتح مكة معتجرا بشقة برد أسود ‪ ،‬في‬
‫يده محجن يستلم به الركان كلها " *‬

‫شرِ َ َ‬
‫حل َت ِهِ ل َي ُ ْ‬
‫ف عََلى َرا ِ‬ ‫ف ‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬
‫س"‬
‫ف عَلى الّنا ِ‬ ‫طا َ‬ ‫" ب َد َأ ِبالط ّ َ‬
‫وا ِ‬

‫‪ 1784‬حدثني محمد بن عوف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو ‪ ،‬عن الوليد ‪،‬‬


‫عن ابن جريج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم " بدأ بالطواف ‪ ،‬فطاف على راحلته ليشرف على الناس "‬
‫*‬

‫داِع عََلى‬
‫جةِ ال ْوَ َ‬
‫ح ّ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ف الن ّب ِ ّ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1785‬حدثني عبد الله بن محمد الحنفي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يحيى بن‬


‫محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن المبارك ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرني أبو الزبير ‪ ،‬أنه سمع جابر بن عبد الله ‪ ،‬يقول ‪ " :‬طاف‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على راحلته بالبيت‬
‫وبالصفا ‪ ،‬والمروة ‪ ،‬ليراه الناس ‪ ،‬وليشرف ‪ ،‬وليسألوه " *‬

‫ل ‪َ :‬ل أ َد ِْري‬ ‫ست َل َ َ‬


‫م " ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ف عََلى َناقَت ِهِ َفا ْ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1786‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عطاء ‪ :‬أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم " طاف على ناقته فاستلم " ‪ ،‬قال ‪ :‬ل أدري فزعم عطاء ‪:‬‬
‫أنه نزل فصلى على سبعه في الثياب ركعتين *‬

‫ه‬
‫مع َ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ج ٍ‬
‫ح َ‬
‫م ْ‬
‫ن بِ ِ‬ ‫م اْل َْر َ‬
‫كا َ‬ ‫ست َل َ َ‬ ‫ف عََلى ب َِعيرِهِ ِبال ْب َي ْ ِ‬
‫ت ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1787‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا حجاج ‪ ،‬وعبد الملك ‪ ،‬عن عطاء ‪ :‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم " طاف على بعيره بالبيت ‪ ،‬واستلم الركان بمحجن‬
‫كان معه " ‪ ،‬قال ‪ :‬وذلك بعد ما أسن وبدن *‬

‫ت عََلى َناقَت ِهِ‬


‫ف ِبال ْب َي ْ ِ‬ ‫م فَ َ‬
‫طا َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ج الن ّب ِ ّ‬
‫ح ّ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1788‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حكام بن سلم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عبد الملك ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬قال ‪ " :‬حج النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فطاف بالبيت على ناقته يمسح الركان ‪ ،‬وطاف بين الصفا‬
‫والمروة " *‬

‫جَر‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫م عََلى َناقَت ِهِ ي َ ْ‬
‫ست َل ِ ُ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ف الن ّب ِ ّ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1789‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬ومعمر ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا هشام بن عروة ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬طاف النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته يستلم‬
‫الحجر بمحجنه " قال ‪ :‬هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬عروة ‪ :‬طاف على ناقته لن‬
‫ل يضرب الناس عنه ‪ ،‬فجاءه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه‬
‫‪ ،‬فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬كيف فعلت يا أبا محمد‬
‫في استلم الحجر ؟ " قال ‪ :‬كل ذلك ‪ ،‬استلمت وتركت ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫أصبت " ‪ ،‬قال ابن جريج ‪ :‬قلت ‪ :‬لهشام ‪ :‬أفي حجة الوداع ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬حسبت *‬

‫ت عََلى‬
‫ف ِبال ْب َي ْ ِ‬ ‫م فَ َ‬
‫طا َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ج َر ُ‬
‫ح ّ‬
‫" َ‬

‫‪ 1790‬حدثني عبد الله بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يحيى بن محمد ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا ابن المبارك ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان‬
‫‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬قال ‪ " :‬حج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف‬
‫بالبيت على ناقته يمسح الركان بالمحجن ‪ ،‬وذلك بعد ما ثقل وكثر‬
‫لحمه " *‬

‫جن ِهِ ‪،‬‬


‫ح َ‬
‫م ْ‬ ‫م الّرك ْ َ‬
‫ن بِ ِ‬ ‫ست َل ِ ُ‬
‫ك ‪ ،‬يَ ْ‬ ‫حل َت ِهِ وَهُوَ َ‬
‫شا ٍ‬ ‫ف عََلى َرا ِ‬ ‫" َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1791‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا معمر ‪ ،‬عن ابن طاوس ‪ ،‬عن أبيه ‪ :‬أن النبي صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم " طاف على راحلته وهو شاك ‪ ،‬يستلم الركن بمحجنه ‪ ،‬ثم‬
‫يقبل طرف المحجن " *‬

‫جن ِهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬


‫م‬ ‫ح َ‬
‫م ْ‬ ‫م الّرك ْ َ‬
‫ن بِ ِ‬ ‫حل َت ِهِ ‪ ،‬ي َ ْ‬
‫ست َل ِ ُ‬ ‫ت عََلى َرا ِ‬
‫ف ِبال ْب َي ْ ِ‬ ‫" فَ َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 1792‬حدثنا الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫الثوري ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬قال ‪ :‬قدم رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم وهو مريض ‪ " ،‬فطاف بالبيت على راحلته ‪،‬‬
‫يستلم الركن بمحجنه ‪ ،‬ثم يقبل طرف المحجن " *‬

‫جن ِهِ‬
‫ح َ‬
‫م ْ‬ ‫م الّرك ْ َ‬
‫ن بِ ِ‬ ‫حل َت ِهِ ي َ ْ‬
‫ست َل ِ ُ‬ ‫ف عََلى َرا ِ‬ ‫ض ‪ ،‬فَ َ‬
‫طا َ‬ ‫ري ٌ‬
‫م ِ‬ ‫" قَدِ َ‬
‫م وَهُوَ َ‬

‫‪ 1793‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني حماد بن أبي سليمان ‪ ،‬عن سعيد بن جبير‬
‫أن النبي صلى الله عليه وسلم " قدم وهو مريض ‪ ،‬فطاف على‬
‫راحلته يستلم الركن بمحجنه ‪ ،‬ويقبل طرفه " *‬

‫خال ِدٍ ‪،‬‬ ‫خب َرِ أ َعِْني َ‬


‫خب ََر َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذا الخبر أعني خبر خالد ‪ ،‬عن عكرمة ‪،‬‬
‫عن ابن عباس من الفقه والذي فيه من ذلك البانة عن صحة قول‬
‫من قال بإجازة الطواف راكبا ‪ ،‬ومحمول على عواتق الرجال‬
‫ورءوسهم ‪ ،‬وأن من طاف كذلك أو طيف به كذلك ‪ ،‬فقد أجزأه‬
‫طوافه وأن ل إعادة عليه ‪ ،‬وبطول قول من قال ‪ :‬ذلك غير مجزئ‬
‫من طوافه ‪ ،‬إل أن يكون مريضا ‪ ،‬أو ذا علة ل يطيق معها الطواف‬
‫راجل ‪ ،‬وأوجب العادة على من طاف راكبا من غير عذر ما كان‬
‫بمكة ‪ ،‬والدم على من كان قد رجع إلى الكوفة أو غيرها من‬
‫البلدان وقول من أوجب عليه العادة بكل حال ‪ ،‬كان بمكة ‪ ،‬أو‬
‫كان قد رجع إلى الكوفة ‪ .‬فإن سألنا سائل ذكر أعيان قائلي هذين‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫القولين ‪ ،‬وما به اعتل كل قائل منهم لقوله ذلك ‪ ،‬وذكر من أجاز‬
‫الطواف راكبا من غير عذر ‪ .‬قيل ‪ :‬نبدأ بذكر قول السلف في ذلك‬
‫‪ ،‬قبل قول من سألت ذكر قوله فيه ‪ ،‬ثم نذكر أقوالهم إن شاء الله‬
‫‪ ،‬وما يحتمل قول كل قائل منهم من العلة‬

‫ص‬ ‫ن غَي ْرِ عُذ ْرٍ ‪ ،‬وََر ّ‬


‫خ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ِبال ْب َي ْ ِ‬
‫ت َراك ًِبا ِ‬ ‫ن ك َرِهَ الط ّ َ‬
‫وا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من كره الطواف بالبيت راكبا من غير عذر ‪ ،‬ورخص فيه في‬
‫حال العذر‬

‫ص‪#‬‬ ‫ن غَي ْرِ عُذ ْرٍ ‪ ،‬وََر ّ‬


‫خ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ِبال ْب َي ْ ِ‬
‫ت َراك ًِبا ِ‬ ‫ن ك َرِهَ الط ّ َ‬
‫وا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫ة ‪َ ،‬وبغْل َت َُها ت َُقاد ُ َ‬
‫معََها ‪،‬‬ ‫شي َ ً‬
‫ما ِ‬
‫ت َ‬
‫سن ّ ْ‬
‫ما أ َ‬
‫ف ب َعْد َ َ‬ ‫" تَ ُ‬
‫طو ُ‬

‫‪ 1794‬حدثني عبد الله بن محمد الحنفي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يحيى بن‬


‫محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الله بن المبارك ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن‬
‫عيينة ‪ ،‬عن ابن أبي نجيح ‪ ،‬قال ‪ :‬كان مجاهد يقول ‪ " :‬ل يركب‬
‫الطائف بالبيت إل من ضرورة " ‪ ،‬فقلت لمجاهد ‪ :‬أخبرني من رأى‬
‫أم سلمة " تطوف بعد ما أسنت ماشية ‪ ،‬وبغلتها تقاد معها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" فاشتهاه " حدثني عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬
‫عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا محمد بن مسلم ‪ ،‬عن ابن أبي نجيح قال ‪:‬‬
‫أخبرني من رأى حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بين الصفا‬
‫‪ ،‬والمروة ودابتها تقاد معها ‪ ،‬وذكر عن عطاء ومجاهد نحو حديث‬
‫ابن عيينة *‬

‫سُروا " *‬ ‫ب هَؤَُلِء وَ َ‬


‫خ ِ‬ ‫خا َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1795‬حدثني عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الله‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه أنه كان يرى أقواما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يطوفون بين الصفا ‪ ،‬والمروة على الدواب ‪ ،‬فيعتلون له بالمرض ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فيقول ‪ " :‬خاب هؤلء وخسروا " *‬

‫ف‬ ‫ل فَ َ‬
‫طا َ‬ ‫جد َ إ َِفاقَ ً‬
‫ة ‪ :‬ن ََز َ‬ ‫ف ب ِهِ فَوَ َ‬
‫طي َ‬ ‫ض إِ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫" ِفي ال ْ َ‬
‫ري ِ‬
‫م ِ‬

‫‪ 1796‬حدثني أحمد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبيد الله بن معاذ ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الشعث بن عبد الملك ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫الحسن " في المريض إذا طيف به فوجد إفاقة ‪ :‬نزل فطاف ما‬
‫بقي من طواف ‪ ،‬واعتد بما طيف به " وقال أبو حنيفة ‪ ،‬وأبو‬
‫يوسف ‪ ،‬ومحمد ‪ :‬إن طاف الرجل راكبا من عذر أجزأه ‪ ،‬وإن‬
‫طاف من غير عذر ‪ ،‬أعاد إن كان بمكة ‪ ،‬وإن كان قد رجع إلى‬
‫الكوفة ‪ ،‬فعليه دم وعلة قائلي هذه المقالة ‪ :‬أن الطواف بالبيت‬
‫صلة ‪ ،‬وقد أجمع الجميع على أن الصلة المكتوبة ل يجزئ من قدر‬
‫على أدائها قائما ‪ ،‬أداؤها قاعدا ‪ ،‬وأنه إن صلها قاعدا لغير عذر‬
‫يعذر به في القعود منها ‪ ،‬فعليه إعادتها ‪ ،‬وكذلك الطواف بالبيت‬
‫عندهم ‪ ،‬إذ كان بمنزلة الصلة المكتوبة ‪ ،‬وقد كان يجب على هؤلء‬
‫‪ ،‬إذ أوجبوا على الطائف راكبا لغير عذر إعادة الطواف ما دام‬
‫بمكة مقيما ‪ ،‬أن يوجبوا عليه العود إليها ‪ ،‬وإن خرج فبعد منها ‪ ،‬لن‬
‫الواجب على المرء ‪ ،‬ل يزيله عنه بعده عن الموضع الذي وجب‬
‫أداء ذلك عليه فيه ‪ .‬فإن كانوا مثلوا ذلك بالتارك رمي الجمرات‬
‫حتى تنقضي أيامه ‪ ،‬في أن الفدية تجزئ منه ‪ ،‬وما أشبه ذلك من‬
‫الشياء التي يفوت وقتها من مناسك الحج ‪ ،‬فتقوم الفدية مقامها ‪،‬‬
‫فإنهم قد أبعدوا التمثيل ‪ ،‬وأغفلوا موضع التشبيه ‪ ،‬وذلك أن لرمي‬
‫الجمرات وقتا محدودا أوله وآخره فيه ترمى الجمرات ‪ ،‬فإذا‬
‫انقضى ذلك الوقت ‪ ،‬لم يكن رميها من مناسك الحج إن رميت ‪.‬‬
‫والطواف الواجب بالبيت غير محدود آخره بحد ل يتجاوز ‪ ،‬ومتى‬
‫طاف به من وجب عليه الطواف به في حجه أجزأه ‪ ،‬فالذي‬
‫يشخص إلى الكوفة قبل الطواف به ‪ ،‬أو قبل العود للطواف من‬
‫لزمه العود للطواف به ‪ ،‬له السبيل إلى العود إلى مكة حتى‬
‫يطوف به ‪ ،‬ويجزيه طوافه ذلك ‪ .‬وإن كان قد تأخر عن أيام الحج ‪،‬‬
‫فذلك مخالف سبيله سبيل تارك رمي الجمرات أيام منى حتى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫انقضت وأما الذي أوجب على الطائف راكبا لغير عذر قضاء طوافه‬
‫‪ ،‬مقيما كان بمكة أو منصرفا عنهما إلى حيث انصرف إليه من‬
‫البلد ‪ ،‬فإنه أم ركوب القياس ‪ ،‬فخالف بقياسه الصل الذي عليه‬
‫تقاس الفروع ‪ .‬وذلك أن القياس عند أهله ‪ :‬إلحاق الفروع‬
‫الحادثة ‪ ،‬بالصول المحكمة ‪ ،‬فأما إبطال الصول بالفروع ‪ ،‬فذلك‬
‫هو الجهل الكبر ول خلف بين الجميع في أن العود لمن طاف‬
‫راكبا بالبيت الطواف الواجب ثم انصرف إلى بلده من الكوفة أو‬
‫البصرة ‪ ،‬غير واجب عليه ‪ ،‬فذلك أصل مجمع عليه ‪ ،‬وفي إيجاب‬
‫من أوجب عليه العود لقضاء ذلك ‪ ،‬خروج منه من قول جميعهم ‪،‬‬
‫وترك منه أصله ‪ ،‬لن من قوله ‪ :‬أنه إذا لم يعلم خلفا في مسألة‬
‫تكلم فيهما أهل العلم ‪ ،‬أن حجتها قد لزمت من انتهت إليه ‪ .‬فيقال‬
‫له ‪ :‬من القائل قولك في ذلك ‪ ،‬فاستجزت فيه خلف من خالفت‬
‫فيه ؟ فإنه ل يقدر على ما يصدق ادعاءه ‪ ،‬على أحد ممن يقتدى به‬
‫من أهل القدوة *‬

‫ذك ْر م َ‬
‫ف ِبال ْب َي ْ ِ‬
‫ت َراك ًِبا ل ِغَي ْرِ عُذ ٍْر‬ ‫جاَز الط ّ َ‬
‫وا َ‬ ‫نأ َ‬‫ِ ُ َ ْ‬

‫ذكر من أجاز الطواف بالبيت راكبا لغير عذر‬


‫‪ <<#‬ذك ْر م َ‬
‫ف ِبال ْب َي ْ ِ‬
‫ت َراك ًِبا ل ِغَي ْرِ عُذ ْرٍ ‪#‬‬ ‫جاَز الط ّ َ‬
‫وا َ‬ ‫نأ َ‬‫ِ ُ َ ْ‬

‫خل ْ َ‬
‫ف‬ ‫ل " أ َوْ َقا َ‬
‫ل‪َ :‬‬ ‫جا ِ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف الّر َ‬ ‫ت عََلى ب َِعيرٍ َ‬ ‫" َ‬
‫طافَ ْ‬

‫‪ 1797‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا حجاج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬أن أم سلمة ‪ ،‬زوج النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم " طافت على بعير خلف الرجال " أو قال ‪ :‬خلف الناس‬
‫حدثني عبد الله بن محمد الحنفي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يحيى بن محمد ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أخبرنا عبد الله بن المبارك ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن عيينة ‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي نجيح ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬قال ‪ :‬يطوف الراكب إن شاء *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ة‪:‬‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ك عََلى هَ َ‬
‫ذا ؟ " ‪ ،‬فََقا َ‬ ‫مل ُ َ‬
‫ح ِ‬
‫ما ي َ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1798‬وحدثني عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد‬


‫الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرت أن سعيد بن جبير لقي‬
‫عكرمة مولى ابن عباس يطاف به على بعير بين الصفا ‪ ،‬والمروة ‪،‬‬
‫فقال سعيد ‪ " :‬ما يحملك على هذا ؟ " ‪ ،‬فقال عكرمة ‪ :‬أما تعلم‬
‫أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف راكبا ؟ قال ‪ :‬سعيد ‪ " :‬ولكنه‬
‫طاف من شكوى كان به " حدثني عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يحيى ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أخبرنا عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني‬
‫عطاء ‪ ،‬قال ‪ " :‬ثم نزل فصلى ركعتين " وعلة قائلي هذه المقالة ‪:‬‬
‫تظاهر الخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه طاف‬
‫بالبيت راكبا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ولم يأتنا عنه خبر أنه قال ‪ :‬إنما طفت لني‬
‫عليل ‪ ،‬أو لعجزي عن الطواف على قدمي ماشيا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وإذ كان‬
‫ذلك كذلك ‪ ،‬فالطواف راكبا بالبيت والصفا ‪ ،‬والمروة جائز من عذر‬
‫وغير عذر قالوا ‪ :‬فإن قال ‪ :‬لنا قائل ‪ :‬فإن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم إنما طاف راكبا لوجع كان به ‪ ،‬أو لمرض كان مرضه ‪ .‬قيل ‪:‬‬
‫لم يجمع على أن ركوبه كان من أجل الوجع ‪ .‬وذلك أن بعضهم قال‬
‫‪ :‬إنما فعل ذلك ليشرف على الناس فيروه ويسألوه ‪ .‬وقال بعضهم‬
‫‪ :‬إنما فعل ذلك ليسمع الناس كلمه ول يدفعوا عنه قالوا ‪ :‬فإذ كان‬
‫السبب الذي من أجله ركب في طوافه بالبيت مختلفا فيه ‪ ،‬وكان‬
‫ركوبه فيه مجمعا عليه من غير بيان منه سبب ذلك ‪ ،‬كان لنا العمل‬
‫بما صح عندنا أنه عمل به بنقل الجميع ‪ ،‬وإلغاء السبب الذي ادعوا‬
‫أنه من أجله ركب في طوافه ‪ ،‬إذ لم يكن عنه صلى الله عليه‬
‫وسلم رواية بإبانته السبب في ذلك وقال آخرون ‪ :‬يكره الطواف‬
‫من غير عذر ‪ ،‬وإن طاف راكبا من عذر ‪ ،‬فإنا نستحب إن قدر على‬
‫قضائه أن يقضيه *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ب‬ ‫م ي ُِفيقُ ‪ " :‬إ ِّني َل ُ ِ‬


‫ح ّ‬ ‫موًل ث ُ ّ‬
‫ح ُ‬
‫م ْ‬
‫ف ب ِهِ َ‬ ‫ريض ي ُ َ‬
‫طا ُ‬ ‫ِفي ال ْ َ‬
‫م ِ ِ‬

‫‪ 1799‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬قال مالك في المريض يطاف به محمول ثم يفيق ‪ " :‬إني‬
‫لحب أن يعيد ذلك الطواف " والصواب من القول في ذلك عندنا‬
‫أن يقال ‪ :‬صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه طاف‬
‫راكبا على بعيره ‪ ،‬ولم ينقل عنه ناقل أنه قال ‪ :‬إذ طاف كذلك ‪:‬‬
‫إنما طفت كذلك لعجزي عن الطواف على قدمي ‪ ،‬ول أنه قال ‪:‬‬
‫إنما طفت راكبا ليسمع كلمي الناس ‪ ،‬ول ليراني الناس ‪ ،‬ول أنه‬
‫ذكر أنه طاف كذلك لسبب أخبر به أمته ‪ ،‬وإنما ذكر سبب طوافه‬
‫راكبا بعض أصحابه من قبل نفسه ‪ ،‬من غير رواية منه ذلك عنه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬على اختلف منهم في السبب الذي من‬
‫أجله ركب ‪ .‬وقد يجوز للمريض في حال مرضه فعل ما كان له‬
‫فعله في حال صحته ‪ ،‬وغير مستنكر ‪ ،‬لو كان صحيحا عن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أنه كان في حال طوافه راكبا شاكيا ‪،‬‬
‫أن يكون ذلك كان من الفعال التي هي للصحيح وللمريض ‪ ،‬ففعله‬
‫في حال المرض ‪ ،‬كما كان فعله في حال الصحة ‪ ،‬كما أنه لو صلى‬
‫وهو مريض قائما ‪ ،‬لم يكن قيامه في صلته في حال المرض دليل‬
‫على أن القيام فيها على الصحيح محظور ‪ .‬فكذلك طوافه راكبا‬
‫في حال المرض ‪ ،‬لو صح أنه كذلك ‪ ،‬كان في حال طوافه راكبا ‪،‬‬
‫غير دليل على أنه غير جائز الطواف راكبا للصحيح ‪ ،‬وأن ذلك إنما‬
‫هو مخصوص به المريض ‪ ،‬إذ لم يكن عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم بالنهي عن الطواف راكبا لطائف صحيح الجسم ‪ ،‬أثر‬
‫وارد من نقل الواحد ‪ ،‬ول نقل الجماعة الممتنع منها السهو والخطأ‬
‫والكذب ‪ ،‬وكان السلف في جوازه مختلفين ‪ .‬فإن قال قائل ‪ :‬إن‬
‫طوافه في حال مرضه راكبا دون غيرها من الحوال ‪ ،‬هو الدليل‬
‫على أنه غير جائز لحد من الناس الطواف كذلك وهو صحيح ‪ .‬قيل‬
‫‪ :‬ذلك لو كان منه صلى الله عليه وسلم تقدم إلى أمته بالنهي عن‬
‫الطواف راكبا في حال الصحة ‪ ،‬أو إخبار منه عن أن من طاف‬
‫راكبا فغير مجزئه طواف ‪ ،‬فأما ول نهي منه عن ذلك ‪ ،‬ول خبر عنه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بأن ذلك عن الصحيح غير مجزئ ‪ ،‬فغير جائز دليل على ما ذكرت ‪.‬‬
‫ويقال لجميع من أنكر الطواف بالبيت للصحيح راكبا ‪ :‬ما برهانكم‬
‫على أنه غير جائز ذلك للصحيح ‪ ،‬وأنه للسقيم خاصة دون‬
‫الصحيح ؟ أخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رويتم ‪،‬‬
‫أم إجماع عن المة عليه عندكم ‪ ،‬أم ذلك قياس على أصل منكم ؟‬
‫فإن ادعوا بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرا ‪ ،‬كلفوا‬
‫تثبيته ‪ ،‬ول خبر ‪ ،‬وإن ادعوا إجماعا ‪ ،‬كلفوا تصحيحه ‪ ،‬ول إجماع‬
‫وإن ادعوا قياسا قيل لهم ‪ :‬وما الصل الذي عليه قستم ؟ فإن‬
‫زعموا أنهم قاسوه على الصلة المفروضة أنها ل يجزئ مطيقا‬
‫أداها قائما ‪ ،‬أداؤها قاعدا ‪ ،‬فكذلك الطواف ل يجزئ مطيقا أداه‬
‫مشيا على قدميه ‪ ،‬أداؤه راكبا ‪ .‬قيل لهم ‪ :‬أبعدتم التشبيه ‪،‬‬
‫وأخطأتم التمثيل ‪ ،‬وذلك أن الصلة مجمع على أن الفرض على كل‬
‫مكلف عملها في حال القدرة على أدائها قائما ‪ ،‬القيام فيها ‪ ،‬إذا لم‬
‫يكن له حال تعذر بالقعود فيها ‪ .‬والطواف مشيا على القدمين لمن‬
‫أطاقه ‪ ،‬غير مجمع على وجوبه عليه ‪ ،‬فيمثل بالقيام في الصلة‬
‫المفروضة والقعود فيها ‪ .‬وإنما كان جائزا قياس الطواف راكبا ‪،‬‬
‫لمن أطاق الطواف مشيا على القدمين ‪ ،‬بالصلة قاعدا لمن أطاق‬
‫القيام فيها ‪ ،‬لو كان مجمعا على أن الفرض على الطائف الطواف‬
‫مشيا على القدمين ‪ ،‬كما الفرض على المصلي فريضة القيام‬
‫فيها ‪ ،‬إذا كان للقيام مطيقا ‪ ،‬فأما وهما مختلفا الحال ‪ ،‬بأن أحدهما‬
‫مجمع على وجوبه بهيئة ‪ ،‬والخر مختلف في وجوبه بهيئة ‪ ،‬وسؤال‬
‫السائل إياكم البرهان على وجوبه بالهيئة التي ادعيتم وجوبه بها ‪،‬‬
‫فإجابتكم إياه ‪ :‬بأن أحدهما لما كان غير مجزئ أداؤه عامله إل‬
‫بالمعنى الذي كلف أداءه به ‪ ،‬وجب أن يكون الخر ‪ ،‬وهو المختلف‬
‫فيه في وجوبه بالمعنى الذي تدعون وجوبه به ‪ ،‬مثله قياسا ‪ ،‬قياس‬
‫وتمثيل منكوس ‪ ،‬وسؤال السائل عليكم واقف ‪ ،‬فما برهانكم على‬
‫ما سألكم من وجوب الطواف على الصحيح مشيا على القدمين ؟‬
‫وما قلتم في رمي الجمار راكبا ‪ ،‬والوقوف بعرفة والمشعر‬
‫كذلك ؟ فإن أنكروا ذلك ‪ ،‬خرجوا من حد المناظرة ‪ ،‬وخالفوا جميع‬
‫المة ‪ .‬وإن قالوا ‪ :‬ذلك جائز ‪ .‬قيل لهم ‪ :‬وما الذي أجاز ذلك‬
‫للراكب الصحيح الجسم ‪ ،‬القادر على الوقوف على قدميه والرمي‬
‫راجل ‪ ،‬وحظر الطواف راكبا على غير السقيم والعليل ؟ أخبر عن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم رويتم بحظر ما حظرتم من ذلك‬
‫على من حظرتموه عليه ‪ ،‬أم إجماع من المة ‪ ،‬أم قياس على‬
‫أصل ؟ وهل بينكم وبين من استجاز مثل ما استجزتم من حظر ما‬
‫حظرتموه على الصحيح الجسم من الركوب في طوافه ‪ ،‬فحظر‬
‫الركوب على الصحيح الجسم في وقوفه بعرفات والمشعر ورمي‬
‫الجمرات ‪ ،‬وأطلق له الركوب في طوافه بالبيت ‪ ،‬فرق من أصل‬
‫أو قياس ‪ ،‬وقد ساواكم في حظره ما حظر بغير برهان من أصل أو‬
‫قياس ؟ فلن يقولوا في أحدهما قول ‪ ،‬إل ألزموا في الخر مثله ‪.‬‬
‫وإذ كان الطواف راكبا في حال العذر وغير العذر جائزا لما وصفنا ‪،‬‬
‫فالطواف محمول على رقاب الرجال مثله في أنه جائز ‪ ،‬لنه في‬
‫تلك الحالتين غير طائف على قدميه ‪ .‬وإذا كان له الطواف على‬
‫حمار أو فرس ‪ ،‬لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بأنه طاف على بعيره ‪ ،‬فكذلك مثله الطواف محمول على عواتق‬
‫الرجال ‪ ،‬في أن له ذلك ‪ ،‬وأنه إذا طاف كذلك فل قضاء عليه ول‬
‫فدية ‪ .‬وفي هذا الخبر ‪ ،‬أعني خبر ابن عباس عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم الذي ذكرناه ‪ ،‬من طوافه بالبيت راكبا على بعيره ‪،‬‬
‫البيان أن من سنته في الطواف به ‪ :‬استلم الحجر السود بيده إذا‬
‫انتهى إليه الطائف في طوافه ‪ ،‬وقول ‪ " :‬ل إله إل الله والله أكبر "‬
‫عند استلمه أو تقبيله إن قدر على ذلك ‪ ،‬وإن لم يقدر عليه ؛‬
‫لعجزه عن الوصول إلى استلمه بيده وتقبيله ‪ ،‬فاستلمه بعصا إن‬
‫كانت معه ‪ ،‬وقيل ما ذكرت من التكبير ‪ ،‬وتقبيل ما استلمه به ‪.‬‬
‫وإن لم يقدر على استلمه بيده وتقبيله ‪ ،‬ولم يكن معه ما يستلمه‬
‫به من عصا أو عود وقضيب ‪ ،‬فالشارة إليه بيده ‪ ،‬أو ما معه مما‬
‫يشير به إليه ‪ ،‬وقيل ما ذكرت ‪ ،‬ثم تقبيل يده التي أشار إليه بها ‪،‬‬
‫أو تقبيل ما أشار إليه به ‪ .‬لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أنه كان إذا أتى عليه وهو راكب ‪ ،‬أشار إليه بما معه‬
‫وكبر ‪ ،‬ثم قبل الذي أشار به إليه ‪ .‬وكان فعله ذلك كذلك ‪ ،‬لنه كان‬
‫راكبا ‪ ،‬ولم يكن له السبيل إلى استلم الحجر بيده وتقبيله وهو‬
‫راكب ‪ ،‬إل بنزوله عن بعيره ‪ ،‬فأشار إليه بمحجنه ‪ ,‬وكبر ‪ ,‬وقبل‬
‫محجنه ‪ ,‬فقام ذلك من فعله مقام استلمه بيده وتقبيله إياه ‪ .‬فكان‬
‫بينا بذلك من فعله ‪ :‬أن سنة كل طائف به لم يكن له السبيل إلى‬
‫استلم الحجر بيده وتقبيله إل بكلفة مؤونة ومشقة عليه ‪ ،‬إما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫لحاجته إلى المزاحمة عليه ‪ ،‬واحتمال مشقة من أجل الوصول إلى‬
‫استلمه بيده وتقبيله ‪ ،‬أو غير ذلك من السباب ‪ ،‬فأشار إليه بيده ‪،‬‬
‫أو استلمه بما معه من قضيب أو عود ‪ ،‬وكبر ‪ ،‬ثم قبل ما استلمه‬
‫به ‪ ،‬أو يده التي أشار بها إليه ‪ ،‬أن ذلك من فعله كذلك ‪ ،‬يقوم‬
‫مقام استلمه بيده وتقبيله إياه ‪ .‬وبنحو القول الذي قلنا في ذلك‬
‫وردت الخبار عن السلف من أصحابه والتابعين ‪ ،‬أنهم كانوا‬
‫يقولون أو يفعلون *‬

‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫م‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ك أوْ ي َْفعَل ُ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ن ي َُقو ُ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حضرنا ذكره ممن كان يقول ذلك أو يفعله منهم‬

‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫م‪#‬‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ك أوْ ي َْفعَل ُ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ن ي َُقو ُ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫كا َ‬
‫ضى‬ ‫صا ‪ ،‬فَ َ‬
‫م َ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ قََرعَ ُ‬
‫ه ب ِعَ ً‬ ‫ص ْ‬ ‫ذا ل َ ْ‬
‫م يَ ِ‬ ‫حد َُنا إ ِ َ‬
‫نأ َ‬‫" َ َ‬

‫‪ 1800‬حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شريك ‪ ،‬عن‬


‫زيد بن جبير ‪ ،‬قال ‪ :‬سأل رجل ابن عمر عن استلم الحجر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" كان أحدنا إذا لم يصل إليه قرعه بعصا ‪ ،‬فمضى " *‬

‫م‬ ‫ه ِبال ْعَ َ‬


‫صا ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ه ‪ ،‬ن َْقَرعُ ُ‬ ‫حي َ‬
‫ل ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َ ُ‬ ‫" ك ُّنا إ ِ َ‬
‫ذا ِ‬

‫‪ 1801‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت زيد بن جبير بن حرمل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت ابن عمر ‪ ،‬وسأله رجل ‪ :‬كيف أصنع إذا حيل بيننا وبين‬
‫الحجر ؟ قال ‪ " :‬كنا إذا حيل بيننا وبينه ‪ ،‬نقرعه بالعصا ‪ ،‬ثم نقبله "‬
‫*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬ ‫ذا ل َ َ‬
‫ل ‪ :‬ك ُّنا‬
‫جَر ؟ فََقا َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ست َل ِ َ‬
‫نا ْ‬
‫ست َط ِعْ أ ِ‬
‫مأ ْ‬‫" إِ َ ْ‬

‫‪ 1802‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن المهدي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن زيد بن جبير ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت ابن عمر ‪،‬‬
‫وسأله رجل فقال ‪ " :‬إذا لم أستطع أن استلم الحجر ؟ فقال ‪ :‬كنا‬
‫إذا لم نستطع أن نستلمه ‪ ،‬قرعناه بعصا " *‬

‫ه ِبال ْعَ َ‬
‫صا " *‬ ‫" ك ُّنا ِ‬
‫عن ْد َ ذ َل ِ َ‬
‫ك ن َْقَرعُ ُ‬

‫‪ 1803‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن زيد‬
‫بن جبير الجشمي ‪ ،‬قال ‪ :‬سأل رجل ابن عمر ‪ ،‬فقال ‪ :‬حيل بيني‬
‫وبين الحجر أن أمسحه ‪ ،‬فقال ابن عمر ‪ " :‬كنا عند ذلك نقرعه‬
‫بالعصا " *‬

‫َ‬
‫ن قَب ُّلوا أي ْدِي َهُ ْ‬
‫م"*‬ ‫ست َل َ ُ‬
‫موا الّرك ْ َ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا ا ْ‬

‫‪ 1804‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثني ابن جريج ‪ ،‬أن عطاء بن أبي رباح ‪ ،‬حدثه ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫رأيت ابن عباس ‪ ،‬وعبد الله بن عمر ‪ ،‬وجابر بن عبد الله ‪ ،‬وأبا‬
‫سعيد الخدري ‪ ،‬وأبا هريرة ‪ " ،‬إذا استلموا الركن قبلوا أيديهم " *‬

‫ه‬ ‫ست َل َ َ‬
‫م ُ‬ ‫ذا َرَأى َ‬
‫خل ْوَةً ا ْ‬ ‫سوَدِ ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫َ‬
‫جرِ اْل ْ‬
‫"إ َ َ‬
‫ذا أَتى عََلى ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ِ‬

‫‪ 1805‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا عمر بن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جده ابن عوف أنه كان "‬
‫إذا أتى على الحجر السود ‪ ،‬فإذا رأى خلوة استلمه ‪ ،‬وإن رأى‬
‫زحاما كبر وهلل ومضى " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن"*‬
‫ج ِ‬
‫ح َ‬ ‫جَر ِبال ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ست َل ِ ُ‬
‫" يَ ْ‬

‫‪ 1806‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن امرأة‬
‫‪ :‬أنها رأت ابن عمر " يستلم الحجر بالمحجن " *‬

‫سوَدِ َرفَعَ ي َد َي ْهِ وَك َب َّر وَهَل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫كان إ َ َ‬


‫ل‬ ‫جرِ اْل ْ‬ ‫ذا أَتى عََلى ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫" َ َ ِ‬

‫‪ 1807‬حدثني يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد‬


‫الملك ‪ ،‬عن سعيد بن جبير أنه " كان إذا أتى على الحجر السود‬
‫رفع يديه وكبر وهلل " ‪ ،‬قال ‪ :‬فذكرت ذلك لعطاء فقال ‪ :‬إن قدر‬
‫عليه فليستلمه ‪ ،‬وإن لم يقدر عليه هلل وكبر وذكر الله ‪ ،‬ول يرفع‬
‫يديه *‬

‫ن هَل ّ ْ‬
‫ل وَك َب ّْر‬ ‫جرِ ‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬ ‫ت ِبال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫حاذ َي ْ َ‬ ‫" َل ت َْرفَعْ ي َد َي ْ َ‬
‫ك إِ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 1808‬وحدثني به يعقوب مرة أخرى ‪ ،‬فقال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا عبد الملك ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل ترفع يديك إذا حاذيت‬
‫بالحجر ‪ ،‬ولكن هلل وكبر وامض " ‪ ،‬قال ‪ :‬وكان سعيد بن جبير إذا‬
‫مر بالحجر فلم يقدر أن يستلمه ‪ ،‬رفع يديه ‪ ،‬وهلل وكبر وذكر‬
‫الله ‪ ،‬ومضى *‬

‫ن اْل َْر َ‬ ‫َ‬


‫ه وَقَب ّ َ‬
‫ل‬ ‫ست َل َ َ‬
‫م ُ‬ ‫ن إ ِّل ا ْ‬
‫كا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مّر ‪ 5594‬أِبي ب ُِرك ْ ٍ‬
‫ن ِ‬ ‫ما َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1809‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثام بن علي ‪ ،‬عن هشام ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬ما مر ‪ 5594‬أبي بركن من الركان إل استلمه وقبل يده ‪،‬‬
‫وكان يستلم الركان كلها " *‬

‫ح اْل َ‬ ‫" استل َما ال ْحجر ‪ ،‬فََقب َ َ‬


‫خُر ي َد َهُ‬ ‫س َ‬
‫م َ‬
‫ما ي َد َهُ ‪ ،‬وَ َ‬
‫حد ُهُ َ‬
‫لأ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1810‬حدثني يحيى بن داود الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أسامة ‪،‬‬


‫عن ابن جريج ‪ ،‬عن محمد بن المرتفع ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت ابن الزبير ‪،‬‬
‫وعمر بن عبد العزيز " استلما الحجر ‪ ،‬فقبل أحدهما يده ‪ ،‬ومسح‬
‫الخر يده على وجهه " *‬

‫ه " ‪ ،‬فَأ ََنا‬


‫ه وَقَب ّل َ ُ‬ ‫ست َل َ َ‬
‫م ُ‬ ‫ط إ ِّل ا ْ‬
‫مّر ب ِهِ قَ ّ‬ ‫" لَ ْ‬
‫م يَ ُ‬

‫‪ 1811‬حدثني أبو معمر الهاشمي صالح بن حرب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫ثمامة بن عبيدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو الزبير ‪ ،‬قال ‪ :‬جئنا ابن عمر وقد‬
‫دخل الطواف ‪ ،‬فدخلنا معه حتى انتهينا إلى الحجر ‪ ،‬فقام بحياله ‪،‬‬
‫والناس يزدحمون على الحجر ‪ ،‬فلم يزل قائما حتى ظننت أنه لو‬
‫قرأ رجل ‪ ،‬قرأ خمسمائة آية ‪ ،‬ثم وجد خلوة من الحجر فاستلمه‬
‫وقبله ومضينا فقلنا لنافع ‪ :‬أفي كل طوافه يفعل هذا ؟ فقال ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬ل يجاوزه حتى يستلمه ‪ ،‬قال ‪ :‬قلنا ‪ :‬ل والله ما نطيق نحن‬
‫هذا ففرغنا من أسبوعنا ‪ ،‬ثم قعدنا بين زمزم والحجر ننتظره حتى‬
‫فرغ من أسبوعه ‪ ،‬فخرج إلينا وقد دمي أنفه ‪ ،‬فقال له نافع ‪ :‬يا‬
‫سيدي ‪ ،‬ألست تعلم أن الفضل ‪ ،‬إذا ازدحم الناس عليه ‪ ،‬أن نكبر‬
‫ونمضي ؟ قال ‪ :‬بلى ‪ ،‬ويسك يا نافع ‪ ،‬غير أني رأيت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم " لم يمر به قط إل استلمه وقبله " ‪ ،‬فأنا‬
‫أريد أن أصنع كما كان يصنع صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬والنفس ل‬
‫يقرها إل ما أقرها *‬

‫َ‬
‫ه ‪ ،‬وَإ ِّل َرفَعَ‬ ‫ست َل َ َ‬
‫م ُ‬ ‫جَر ا ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ست َل ِ َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ست َ َ‬
‫طاعَ أ ْ‬ ‫م َفا ْ‬
‫ذا قَدِ َ‬
‫" إِ َ‬

‫‪ 1812‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن‬


‫الحارث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الشعث ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا قدم‬
‫فاستطاع أن يستلم الحجر استلمه ‪ ،‬وإل رفع يده وكبر ثلث‬
‫تكبيرات ‪ ،‬ثم طاف سبعة أشواط ‪ ،‬حتى إذا فرغ من سبعة أشواط‬
‫استلم الحجر في آخرها إن استطاع ‪ ،‬وإل رفع يده وكبر ثلث‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫تكبيرات ‪ ،‬ثم أتى المقام فصلى ركعتين ‪ ،‬ثم أتى الصفا والمروة "‬
‫وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بأمره من لم يقدر على‬
‫استلم الحجر من الطائفين بالبيت على قدميه ‪ ،‬أن يستقبله بوجهه‬
‫ويكبر ‪ ،‬ثم يمضي خبر في إسناده نظر ‪ ،‬وذلك ما ‪* :‬‬

‫َ‬ ‫ف ‪ ،‬فَإ َ َ‬
‫جَر‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ست َل ِ َ‬
‫ن تَ ْ‬
‫تأ ْ‬‫ذا أَرد ْ َ‬‫ِ‬ ‫ضِعي َ‬ ‫ج ٌ‬
‫ل ت ُؤِْذي ال ّ‬ ‫" إ ِن ّ َ‬
‫ك َر ُ‬

‫‪ 1813‬حدثني محمد بن عبيد المحاربي ‪ ،‬وعلي بن عبد الله الدهان‬


‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المفضل بن صالح أبو جميلة ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫المنكدر ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬رضوان‬
‫الله عليه قال ‪ :‬قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬يا‬
‫عمر ‪ " ،‬إنك رجل تؤذي الضعيف ‪ ،‬فإذا أردت أن تستلم الحجر " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬محمد بن عبيد ‪ :‬فإن قدرت فاستلمه ‪ ،‬وقال علي ‪ :‬فإن خل‬
‫لك فاستلمه ‪ ،‬وإل فاستقبله وكبر *‬

‫ح ُ َ‬
‫ف‬
‫ضِعي َ‬ ‫م عَلى الّرك ْ ِ‬
‫ن فَت ُؤِْذي ال ّ‬ ‫ل قَوِيّ ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬
‫ك ت َُزا ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫" إ ِن ّ َ‬
‫ك َر ُ‬

‫‪ 1814‬حدثني أحمد بن حماد الدولبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثني أبو يعفور العبدي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أميرا كان على مكة ‪،‬‬
‫منصرف الحجاج عنها ‪ ،‬يقول ‪ :‬كان عمر رضوان الله عليه رجل‬
‫قويا ‪ ،‬وكان يزاحم على الركن ‪ ،‬فقال له النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬يا أبا حفص ‪ " ،‬إنك رجل قوي ‪ ،‬وإنك تزاحم على الركن‬
‫فتؤذي الضعيف ‪ ،‬فإذا رأيت منه خلوة فاستلمه ‪ ،‬وإل فكبر وامضه‬
‫"*‬

‫َ‬
‫خال ًِيا‬
‫ه َ‬ ‫جرِ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬
‫ن َرأي ْت َ ُ‬ ‫م عََلى ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ح ُ‬
‫ديد ٌ ت َُزا ِ‬
‫ش ِ‬ ‫ج ٌ‬
‫ل َ‬ ‫" إ ِن ّ َ‬
‫ك َر ُ‬

‫‪ 1815‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني أبو يعفور ‪ ،‬عن شيخ ‪ ،‬عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬رضوان‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله عليه قال ‪ :‬قال ‪ :‬لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إنك‬
‫رجل شديد تزاحم على الحجر ‪ ،‬فإن رأيته خاليا فاستلمه ‪ ،‬وإن‬
‫رأيت عليه زحاما فل تستلمه " *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫ابن عباس رضي الله عنه ‪ :‬طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بالبيت على بعيره يستلم الركن بمحجنه ‪ ،‬يعني بالمحجن ‪ :‬عصا‬
‫في رأسها انعطاف ‪ ،‬وهو الصولجان ‪ ،‬يجمع محاجن ‪ ،‬ومنه قول‬
‫الطرماح بن حكيم ‪ :‬لها تفرات تحتها ‪ ،‬وقصارها على مشرة لم‬
‫تعتلق بالمحاجن ومنه قولهم ‪ " :‬احتجن فلن كذا " ‪ ،‬إذا أخذه‬
‫فختره أو خانه ‪ ،‬وأصله ‪ :‬إمالته إلى نفسه ‪ ،‬كالمحجن قد أميل‬
‫طرفه إلى معظمه وعطف إليه وأما قوله ‪ " :‬يستلم الحجر‬
‫بمحجنه " ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ " :‬يستلم " ‪ ،‬يصيب السلم ‪ ،‬والسلم‬
‫‪ :‬هو الحجر بعينه بمحجنه ‪ ،‬وإنما " يستلم " ‪ :‬يفتعل منه ‪ ،‬فمعنى‬
‫الكلم ‪ :‬طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت على راحلته ‪،‬‬
‫يومئ بالمحجن الذي معه إلى الحجر السود ‪ ،‬حتى يصيبه به ‪،‬‬
‫ويكبر ‪ ،‬ثم يقبل من محجنه الموضع الذي أصاب الحجر منه‬

‫ة‪،‬‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ذاِء ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫خال ِدٍ ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار خالد الحذاء ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ة‪#،‬‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ذاِء ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫خال ِدٍ ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫س‬
‫ن ‪َ ،‬والّنا ُ‬ ‫م إ َِلى ُ‬
‫حن َي ْ ٍ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ج الن ّب ِ ّ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1816‬حدثنا سفيان بن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العلى ‪ ،‬عن خالد ‪،‬‬
‫عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬خرج النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم إلى حنين ‪ ،‬والناس مختلفون ‪ ،‬فصائم ومفطر ‪ ،‬فلما استوى‬
‫على راحلته دعا بإناء من لبن فوضعه على راحلته حتى نظر الناس‬
‫‪ ،‬ثم شربه " ‪ ،‬فقال المفطرون للصوام ‪ :‬انظروا أو ‪ :‬أفطروا يا‬
‫عصاة القول في علل هذا الخبر ‪ :‬و هذا خبر عندنا صحيح سنده ‪،‬‬
‫وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪:‬‬
‫إحداها ‪ :‬أنه من رواية عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬وقد ذكرنا قولهم‬
‫في عكرمة وفيما روى ‪ ،‬فيما مضى قبل فكرهنا إعادته ‪ .‬والثانية ‪:‬‬
‫أنه خبر قد رواه عن عكرمة غير خالد فأرسله ولم يصله ‪ ،‬ولم‬
‫يجعل بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أنه من‬
‫نقل خالد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬وخالد عندهم في نقله نظر *‬

‫َ‬
‫صل ْ ُ‬
‫ه‬ ‫ه وَل َ ْ‬
‫م يَ ِ‬ ‫سل َ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ة فَأْر َ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى هذا الخبر عن عكرمة فأرسله عنه ولم يصله‬


‫َ‬
‫صل ْ ُ‬
‫ه‬ ‫ه وَل َ ْ‬
‫م يَ ِ‬ ‫سل َ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ة فَأْر َ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫‪#‬‬

‫حّتى إ ِ َ‬
‫ذا َرآهُ‬ ‫ماءٍ فََقا َ‬
‫ل ب ِهِ ‪َ ،‬‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫" فَد َ َ‬
‫عا ب ِإ َِناءٍ ِ‬

‫‪ 1817‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬عن‬


‫أيوب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان في‬
‫سفر في رمضان ‪ " ،‬فدعا بإناء من ماء فقال به ‪ ،‬حتى إذا رآه‬
‫الناس شربه " وقد وافق في وصل هذا الخبر عن عكرمة ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس خالدا من روايته عنه غير واحد *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر ذلك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬

‫حّتى ب َل َغَ ال ْك َ ِ‬
‫ديد َ ‪،‬‬ ‫م َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬
‫صا َ‬ ‫ضا َ‬
‫م َ‬
‫ح ِفي َر َ‬ ‫عا َ ْ‬
‫م الَفت ْ ِ‬ ‫ج َ‬
‫خَر َ‬
‫َ‬

‫‪ 1818‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا حيوة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرنا أبو السود ‪ ،‬أن عكرمة ‪ ،‬مولى ابن عباس حدثه ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح في‬
‫رمضان ‪ ،‬فصام حتى بلغ الكديد ‪ ،‬فبلغه أن الناس شق عليهم‬
‫الصيام ‪ ،‬فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم " بقدح فيه لبن‬
‫" ‪ ،‬فأمسكه في يده حتى رآه الناس ‪ ،‬وهو على راحلته يلتفت‬
‫حوله ‪ ،‬ثم شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفطر ‪ ،‬وناوله‬
‫رجل إلى جنبه فشرب ‪ ،‬فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫في السفر وأفطر *‬

‫َ‬
‫م‬ ‫سافًِرا فَأفْط ََر ‪ ،‬وَ َ‬
‫صا َ‬ ‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ُ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫َ‬

‫‪ 1819‬حدثني محمد بن إبراهيم النماطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سهل بن‬


‫بكار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير بن حازم ‪ ،‬عن الزبير بن الخريت ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬أن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم مسافرا فأفطر ‪ ،‬وصام ناس ‪ ،‬فأخذ إناء فشربه وهو على‬
‫راحلته ‪ ،‬وقال ‪ " :‬اشربوا ‪ ،‬يا معشر العصاة " *‬

‫ن‬
‫م َ‬
‫ة ِ‬ ‫م إ َِلى َ‬
‫مك ّ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1820‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن فضيل ‪ ،‬عن أشعث ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬قال ‪ " :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة‬
‫من المدينة ‪ ،‬فصام حتى أتى قديدا ‪ ،‬فأتي بإناء فأفطر وهو على‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫راحلته ‪ ،‬وهو في رمضان ‪ ،‬وأفطروا ‪ ،‬فقال الذين أفطروا للذين‬
‫لم يفطروا ‪ :‬أفطروا ‪ ،‬يا عصاة " *‬

‫م‬
‫صائ ِ ٌ‬
‫ن وَهُوَ َ‬
‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي َر َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫َ‬

‫‪ 1821‬حدثني علي بن الحسن الزدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحيم بن‬


‫سليمان ‪ ،‬عن أشعث بن سوار ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان وهو صائم‬
‫حتى أتى أظنه عسفان ‪ " ،‬فدعا بماء وهو على راحلته فأفطر " ‪،‬‬
‫وأفطر أناس معه ولم يفطر أناس ‪ ،‬فقال الذين أفطروا للذين لم‬
‫يفطروا ‪ :‬أفطروا أيها العصاة ‪ ،‬فإن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قد أفطر ‪ ،‬وقد وافق عكرمة في رواية هذا الخبر عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه جماعة *‬

‫ه ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َوافََق ُ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافقه في ذلك‬

‫ه ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َوافََق ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫حّتى‬
‫م َ‬ ‫ن فَ َ‬
‫صا َ‬ ‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي َر َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سافََر َر ُ‬
‫سو ُ‬ ‫َ‬

‫‪ 1822‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬وابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن‬


‫منصور ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬سافر‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام حتى بلغ‬
‫عسفان ‪ ،‬ثم " دعا بإناء فشرب نهارا ‪ ،‬ثم أمر الناس ‪ ،‬ثم أهل‬
‫حتى دخل مكة ‪ ،‬وافتتح مكة في رمضان " ‪ ،‬قال ابن عباس ‪:‬‬
‫فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر ‪ ،‬فمن‬
‫شاء صام ‪ ،‬ومن شاء أفطر حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا مفضل بن مهلهل ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بنحوه *‬

‫سَفرِ وَأ َفْط ََر‬ ‫سل ّ َ‬


‫م ِفي ال ّ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫م َر ُ‬
‫صا َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1823‬وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫إسرائيل ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر‬
‫"*‬

‫س ‪ ،‬فَأ َفْط ََر‬


‫ه عََلى ي َدِهِ ل ِي ََراهُ الّنا ُ‬
‫ماٍء فََرفَعَ ُ‬
‫عا ب ِ َ‬ ‫" ثُ ّ‬
‫م دَ َ‬

‫‪ 1824‬حدثني محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعد بن‬


‫حفص ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا شيبان ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن‬
‫طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬خرج رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم من المدينة إلى مكة ‪ ،‬فصام حتى بلغ عسفان ‪ " ،‬ثم دعا‬
‫بماء فرفعه على يده ليراه الناس ‪ ،‬فأفطر حتى قدم مكة ‪ ،‬وذلك‬
‫في رمضان " ‪ ،‬قال ‪ :‬فكان ابن عباس يقول ‪ :‬صام رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر ‪ ،‬فمن شاء صام ‪ ،‬ومن‬
‫شاء أفطر *‬

‫ي ب ِهِ فَ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ب"‬
‫شرِ َ‬ ‫ب أوْ أت ِ َ‬ ‫ن َ‬
‫شَرا ٍ‬ ‫م ْ‬
‫س ِ‬
‫عا ب ِعُ ّ‬ ‫" ثُ ّ‬
‫م دَ َ‬

‫‪ 1825‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عباس أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم " خرج من المدينة في رمضان حين فتح‬
‫مكة ‪ ،‬فصام حتى أتى عسفان " ثم دعا بعس من شراب أو أتي به‬
‫فشرب " فكان ابن عباس ‪ ،‬يقول ‪ :‬من شاء صام ‪ ،‬ومن شاء‬
‫فليفطر *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ماٍء فَ َ‬ ‫َ‬
‫ب"‬
‫شرِ َ‬ ‫عا ب ِ َ‬ ‫ن ‪ ،‬ثُ ّ‬
‫م دَ َ‬ ‫سَفا َ‬
‫حّتى أَتى عُ ْ‬
‫م َ‬
‫صا َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1826‬حدثنا عمرو بن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عباس أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم " صام حتى أتى عسفان ‪ ،‬ثم دعا بماء‬
‫فشرب " ‪ .‬وكان ابن عباس يقول ‪ :‬من شاء صام ومن شاء أفطر‬
‫*‬

‫ب " وََقا َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬


‫ل‬ ‫شرِ َ‬ ‫شَرا ٍ‬ ‫ن ‪ ،‬فَأت ِ َ‬
‫ي بِ َ‬ ‫سَفا َ‬
‫حّتى أَتى عُ ْ‬
‫م َ‬
‫صا َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1827‬حدثني عمر بن محمد النصاري أبو عاصم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد‬


‫الملك بن إبراهيم الجدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬
‫مجاهد ‪ ،‬عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم " صام حتى‬
‫أتى عسفان ‪ ،‬فأتي بشراب فشرب " وقال ابن عباس ‪ :‬من شاء‬
‫صام ‪ ،‬ومن شاء فليفطر *‬

‫ن‪،‬‬
‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي َر َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1828‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قبيصة ‪ ،‬عن ورقاء بن عمر ‪،‬‬
‫عن منصور ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ‪ ،‬فلما أتى‬
‫قديدا دعا بشراب فشرب ليرى الناس أنه مفطر ‪ ،‬فمن شاء صام‬
‫ومن شاء أفطر " *‬

‫م‬ ‫ن فَ َ‬
‫صا َ‬ ‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي َر َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1829‬حدثني محمد بن عمر بن الهياج الهمداني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫يحيى بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبيدة بن السود ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا القاسم بن الوليد ‪ ،‬عن سنان بن الحارث بن مصرف ‪ ،‬عن‬
‫طلحة بن مصرف ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬خرج‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام ‪ ،‬حتى بلغ‬
‫قديدا ‪ ،‬ثم أفطر ‪ ،‬قال ‪ " :‬ليصوم الناس في السفر ويفطروا ‪،‬‬
‫فمن صام أجزأ عنه صومه ‪ ،‬ومن أفطر وجب عليه القضاء " *‬

‫ح‪،‬‬ ‫عا َ ْ‬ ‫سل ّ َ‬


‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫م الَفت ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1830‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن‬
‫مجاهد ‪ ،‬قال ‪ " :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام‬
‫الفتح ‪ ،‬فلما انتهى إلى عسفان أفطر ‪ ،‬وإنما كان إفطاره ليتقووا‬
‫به على قتال المشركين " *‬

‫دين َةِ إ َِلى‬ ‫ن ال ْ َ‬


‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1831‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حسين بن علي الجعفي ‪ ،‬عن‬


‫زائدة ‪ ،‬عن محمد بن أبي ليلى ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى‬
‫مكة حين افتتحها في رمضان ‪ ،‬فقيل ‪ :‬إن الناس قد جهدوا ‪ ،‬قد‬
‫أصابهم عطش ‪ ،‬فلما أتى قديدا دعا بماء وهو على بعيره فأفطر ‪،‬‬
‫فلم يعب الصائم على المفطر ‪ ،‬ول المفطر على الصائم " ‪ ،‬قال‬
‫ابن عباس ‪ :‬وكانت رخصة ‪ ،‬من شاء صام ‪ ،‬ومن شاء أفطر *‬

‫دين َةِ إ َِلى‬ ‫ن ال ْ َ‬


‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1832‬حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا إسحاق ‪،‬‬
‫عن شريك ‪ ،‬عن محمد بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة‬
‫إلى مكة حين افتتحها ‪ ،‬وذلك في رمضان ‪ ،‬وهو صائم ‪ ،‬فسار حتى‬
‫أتى قديدا ‪ ،‬فبلغه أن الناس قد أصابهم عطش وجهد وهم صيام ‪،‬‬
‫فدعا بماء فشرب ‪ ،‬فأفطر يومئذ من شاء ‪ ،‬وصام من شاء " *‬

‫ما‬
‫صائ ِ ً‬
‫دين َةِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1833‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن‬


‫الحكم ‪ ،‬عن مقسم ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬خرج رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم من المدينة صائما ‪ ،‬فلما أتى قديدا أفطر ‪،‬‬
‫فلم يزل مفطرا حتى دخل مكة " *‬

‫ديد َ أ َفْط ََر "‬


‫ذا ب َل َغَ ال ْك َ ِ‬
‫حّتى إ ِ َ‬
‫ح‪َ ،‬‬ ‫عا َ ْ‬
‫م الَفت ْ ِ‬ ‫م َ‬
‫صا َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1834‬حدثنا نصر بن علي الجهضمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬


‫الزهري ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله ‪ ،‬عن ابن عباس أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم " صام عام الفتح ‪ ،‬حتى إذا بلغ الكديد أفطر‬
‫"*‬

‫ن‬
‫م َ‬
‫ة ِ‬ ‫م إ َِلى َ‬
‫مك ّ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1835‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة ‪ ،‬عن الزهري‬


‫‪ ،‬عن عبيد الله ‪ ،‬عن ابن عباس قال ‪ " :‬خرج رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم إلى مكة من المدينة ‪ ،‬فصام حتى بلغ الكديد ثم‬
‫أفطر ‪ ،‬وإنما يؤخذ بالخر من فعل رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫ري َ‬
‫ش ِ‬ ‫شرٍ أ َوْ ِ‬
‫ع ْ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ل ِعَ ْ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1836‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبدة بن سليمان ‪ ،‬عن محمد‬


‫بن إسحاق ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشر‬
‫أو عشرين من رمضان عام الفتح من المدينة ‪ ،‬فصام حتى إذا كان‬
‫بالكديد أفطر ‪ ،‬فكانوا يرون الخر من أمر رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم هو الناسخ ‪ ،‬قال محمد ‪ " :‬والكديد " دون عسفان ‪،‬‬
‫بين مكة والمدينة *‬

‫ح‬ ‫عا َ ْ‬ ‫سل ّ َ‬


‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫م الَفت ْ ِ‬ ‫سَفرِهِ َ‬
‫م لِ َ‬ ‫ضى َر ُ‬
‫م َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1837‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يونس بن بكير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫محمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني محمد بن مسلم بن شهاب‬
‫الزهري ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لسفره‬
‫عام الفتح ‪ ،‬واستخلف على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصن بن‬
‫عبيد بن خالد الغفاري ‪ ،‬فخرج لعشر مضين من رمضان ‪ ،‬فصام‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وصام الناس معه ‪ ،‬حتى إذا‬
‫أتى الكديد ‪ ،‬ما بين عسفان وأمج ‪ ،‬أفطر ‪ ،‬ثم مضى حتى أتى مكة‬
‫مفطرا ‪ .‬فكان الناس يرون أن آخر المرين من رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم الفطر ‪ ،‬وأنه نسخ ما كان قبله " *‬

‫دين َةِ إ َِلى‬ ‫ن ال ْ َ‬


‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1838‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يونس ‪ ،‬عن جعفر بن برقان ‪،‬‬
‫عن الزهري ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة في‬
‫رمضان ‪ ،‬فصام حتى انتهى إلى الكديد ‪ ،‬فدعا بإناء فيه لبن فشرب‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ ،‬ثم رفعه ليرى الناس ‪ ،‬ثم لم يزل مفطرا حتى رجع " ‪ ،‬قلت‬
‫للزهري ‪ :‬فأي ذلك أعجب إليك ؟ قال ‪ :‬الفطر ‪ ،‬لنه كان آخر‬
‫المرين *‬

‫حّتى‬
‫ح َ‬ ‫عا َ ْ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫م الَفت ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م َر ُ‬
‫صا َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1839‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن مالك بن‬
‫أنس ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح‬
‫حتى انتهى إلى الكديد فأفطر ‪ ،‬فلم يزل الناس مفطرين " *‬

‫م‬ ‫ح فَ َ‬
‫صا َ‬ ‫عا َ ْ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫م الَفت ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1840‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫مالك ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح‬
‫فصام وصام الناس حتى بلغ الكديد ‪ ،‬ثم أفطر وأفطر الناس ‪،‬‬
‫وكانوا يأخذون بالحدث فالحدث من فعل رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم " *‬

‫ْ‬
‫ب‬
‫شَها ٍ‬
‫ن ِ‬ ‫ن " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل اب ْ ُ‬ ‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫" غََزا غَْزوَةَ الَفت ْ ِ‬
‫ح ِفي َر َ‬

‫‪ 1841‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا رشدين بن سعد ‪ ،‬عن عقيل ‪،‬‬
‫عن ابن شهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‪ ،‬أن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " غزا‬
‫غزوة الفتح في رمضان " ‪ ،‬قال ابن شهاب ‪ :‬فسمعت سعيد بن‬
‫المسيب يقول مثل ذلك ‪ ،‬فل أدري ‪ :‬أخرج في الباقي من هلل‬
‫شعبان فاستقبله رمضان ‪ ،‬أم خرج في رمضان بعد ما دخل ؟ إن‬
‫عبيد الله بن عبد الله أخبرني أن ابن عباس قال ‪ " :‬صام رسول‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا بلغ الكديد الماء الذي بين‬
‫قديد ‪ ،‬وعسفان أفطر ‪ ،‬فلم يزل مفطرا حتى انسلخ الشهر ‪ ،‬ولم‬
‫يبلغني أنه أهل بعمرة *‬

‫ح ِفي‬ ‫عا َ ْ‬ ‫سل ّ َ‬


‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫م الَفت ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1842‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثني يونس ‪ ،‬ومالك بن أنس ‪ ،‬والليث ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪،‬‬
‫عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‪ ،‬عن عبد الله بن عباس ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح في شهر‬
‫رمضان ‪ ،‬فصام حتى بلغ الكديد ‪ ،‬ثم أفطر وأفطر الناس معه "‬
‫وقد وافق ابن عباس في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬جماعة من أصحابه ‪ ،‬نذكر ما صح من ذلك عندنا‬
‫سنده ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬

‫ن‬
‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي َر َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫سافَْرَنا َ‬
‫معَ َر ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1843‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن‬


‫المفضل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ‪ :‬أنس بن مالك ‪" :‬‬
‫سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ‪ ،‬فصام‬
‫قوم ‪ ،‬وأفطر آخرون ‪ ،‬فلم يعب صائم على مفطر ‪ ،‬ول مفطر‬
‫على صائم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن‬
‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي َر َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫سافَْرَنا َ‬
‫معَ َر ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1844‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫حميد ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ " :‬سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم في رمضان ‪ ،‬فمنا الصائم ومنا المفطر ‪ ،‬ل يعيب الصائم‬
‫على المفطر ‪ ،‬ول المفطر على الصائم " *‬

‫ُ‬
‫ه عََلى ي َدِهِ‬ ‫ي ب ِإ َِناءٍ فَوَ َ‬
‫ضع َ ُ‬ ‫ن فَأت ِ َ‬
‫ضا َ‬
‫م َ‬
‫سَفرٍ ِفي َر َ‬
‫ن ِفي َ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 1845‬حدثني محمد بن مرزوق البصري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا روح ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا هشام بن حسان ‪ ،‬عن حميد ‪ ،‬عن أنس بن مالك أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم " كان في سفر في رمضان فأتي بإناء‬
‫فوضعه على يده ‪ ،‬فلما رآه الناس أفطر أفطروا " *‬

‫َ‬
‫م ‪ ،‬فَد َ َ‬
‫عا‬ ‫صو ْ ُ‬ ‫شقّ عَل َي ْهِ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫سَفرٍ ‪ ،‬فَ َ‬
‫حاب ِهِ ِفي َ‬
‫ص َ‬
‫مع َ أ ْ‬
‫ن َ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 1846‬حدثني محمد بن عبد الملك ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن الحكم ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا يحيى بن أيوب ‪ ،‬عن حميد ‪ ،‬أن بكر بن عبد الله‬
‫المزني ‪ ،‬حدثه ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أنس بن مالك ‪ ،‬يقول ‪ " :‬إن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه في سفر ‪ ،‬فشق عليهم‬
‫الصوم ‪ ،‬فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فيه ماء ‪،‬‬
‫فشرب وهو على راحلته ‪ ،‬والناس ينظرون " *‬

‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ ،‬فَأت ِ َ‬
‫ي‬ ‫جُهوِدي َ‬
‫م ْ‬ ‫م ‪ ،‬فََرأى الّنا َ‬
‫س َ‬ ‫ن فَ َ‬
‫صا َ‬ ‫ضا َ‬ ‫سافََر ِفي َر َ‬
‫م َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1847‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫حميد الطويل ‪ ،‬عن بكر بن عبد الله المزني أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم " سافر في رمضان فصام ‪ ،‬فرأى الناس مجهودين‬
‫‪ ،‬فأتي بإناء من لبن فشرب والناس ينظرون ‪ ،‬يريهم أنه مفطر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ِباْل َ ْ‬
‫جرِ " *‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫مْفط ُِرو َ‬ ‫" ذ َهَ َ‬

‫‪ 1848‬حدثني محمد بن مقاتل الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو زهير عبد‬


‫الرحمن بن مغراء الدوسي ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ‪ :‬أنس بن‬
‫مالك ‪ :‬خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ‪- ،‬‬
‫يعني في شهر رمضان ‪ ، -‬فمنا الصائم ومنا المفطر ‪ ،‬وكان الصائم‬
‫أفضل في أنفسنا من المفطر ‪ ،‬وكان المفطرون يتعلمون‬
‫ويشتوون ‪ ،‬قال ‪ :‬فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ذهب المفطرون بالجر‬
‫"*‬

‫خل َ ْ‬
‫ت‬ ‫م ِل َْرب َعَ عَ ْ‬
‫شَرةَ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1849‬حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن دينار ‪،‬‬


‫عن سعد بن أوس ‪ ،‬عن ابن مخراق ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أبي عن الصيام‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬قال ابن عمر ‪ " :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫لربع عشرة خلت من رمضان ‪ ،‬فأناخ راحلته ‪ ،‬ووضع إحدى رجليه‬
‫في الغرز وأخرى في الرض ‪ ،‬ثم دعا بلبن من لبنها فشرب " *‬

‫سَفرِ " *‬
‫م ِفي ال ّ‬ ‫ن ال ْب ِّر ال ّ‬
‫صَيا ُ‬ ‫م َ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ِ‬

‫‪ 1850‬حدثني العباس بن أبي طالب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عيسى بن‬


‫المنذر الحمصي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن حرب البرش ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا عبيد الله بن عمر ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ليس من البر الصيام في السفر " *‬

‫ر‬
‫سَف ٍ‬
‫ن ِفي َ‬
‫ضا ُ‬
‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َر َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫" َوافَقَ َر ُ‬
‫سو َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1851‬حدثني العباس بن الوليد العذري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت الوزاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عمرو بن سعد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني زياد النميري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ " :‬وافق‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان في سفر فصامه ‪،‬‬
‫ووافقه رمضان في سفر فأفطره " *‬

‫َ‬
‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫وا ‪ ،‬فَن ََز َ‬
‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫شَرُبوا " ‪ ،‬فَأب َ ْ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 1852‬حدثني طليق بن محمد بن السكن الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫يزيد ‪ ،‬عن الجريري ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ‪ ،‬فمر بنا على‬
‫نهر فيه ماء من ماء السماء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وهو على بعير والقوم صيام ‪ " :‬اشربوا " ‪ ،‬فأبوا ‪ ،‬فنزل النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم فشرب وشرب الناس *‬

‫م‬ ‫سل ّ َ‬
‫م فَي َ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫" ك ُّنا ن َغُْزو َ‬
‫معَ َر ُ‬

‫‪ 1853‬حدثني طليق ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا الجريري ‪،‬‬


‫عن أبي نضرة ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ " :‬كنا نغزو مع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم بعضنا ويفطر بعضنا ‪ ،‬فل‬
‫يعيب المفطر على الصائم ‪ ،‬ول الصائم على المفطر ‪ ،‬فيرون أن‬
‫من كانت به قوة فل بأس أن يصوم ‪ ،‬ومن كان به ضعف فل بأس‬
‫أن يفطر " *‬

‫ت‬
‫ض ْ‬
‫م َ‬ ‫ي عَ ْ‬
‫شَرةَ َ‬ ‫مان ِ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ل ِث َ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫معَ الن ّب ِ ّ‬
‫جَنا َ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1854‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سالم بن نوح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عمر بن عامر ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ ،‬قال ‪ " :‬خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم لثماني عشرة‬
‫مضت من رمضان ‪ ،‬فمنا الصائم ومنا المفطر ‪ ،‬فلم يعب الصائم‬
‫على المفطر ‪ ،‬ول المفطر على الصائم " حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا أبو الوليد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪،‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه *‬

‫سب ْعَ عَ ْ‬
‫شَرةَ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م لِ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫سافَْرَنا َ‬
‫معَ َر ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1855‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع عشرة أو‬
‫لتسع عشرة مضت من رمضان ‪ ،‬فصام بعضهم وأفطر بعضهم ‪،‬‬
‫فلم يعب الصائم على المفطر ول المفطر على الصائم " *‬

‫سل ّ َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫معَ َر ُ‬ ‫" ك ُّنا ن ُ َ‬
‫سافُِر َ‬

‫‪ 1856‬حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫إسحاق بن الربيع العصفري ‪ ،‬عن عاصم الحول ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪،‬‬
‫عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ " :‬كنا نسافر مع رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فيصوم بعضنا ويفطر بعضنا ‪ ،‬ول يرى بعضنا على‬
‫بعض عيبا " *‬

‫َ‬
‫وى ل َك ُ ْ‬
‫م"‬ ‫م ‪َ ،‬وال ِْفط ُْر أقْ َ‬
‫ن عَد ُوّك ُ ْ‬
‫م ْ‬ ‫" إ ِن ّك ُ ْ‬
‫م قَد ْ د َن َوْت ُ ْ‬
‫م ِ‬

‫‪ 1857‬حدثني بحر بن نصر الخولني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن‬


‫وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني معاوية ‪ ،‬عن ربيعة بن يزيد ‪ ،‬عن قزعة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أتيت أبا سعيد الخدري وهو يفتي الناس ‪ ،‬وهو مكثور عليه ‪،‬‬
‫فانتظرت خلوته حتى خل ‪ ،‬فسألته عن صيام رمضان في السفر ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عام الفتح ‪ ،‬فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم‬
‫ونصوم ‪ ،‬حتى إذا بلغ منزل من المنازل قال ‪ " :‬إنكم قد دنوتم من‬
‫عدوكم ‪ ،‬والفطر أقوى لكم " فأصبحنا منا الصائم ومنا المفطر ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ثم سرنا فنزلنا منزل ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنكم تصبحون عدوكم ‪،‬‬
‫والفطر أقوى لكم ‪ ،‬فأفطروا " فكان عزيمة من رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ :‬أبو سعيد ‪ :‬لقد رأيتني أصوم مع رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وبعد ذلك *‬

‫ح‬ ‫عا َ ْ‬ ‫سل ّ َ‬


‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫" آذ َن ََنا َر ُ‬
‫م الَفت ْ ِ‬ ‫ل َ‬
‫حي ِ‬
‫م ِبالّر ِ‬

‫‪ 1858‬حدثني العباس بن الوليد العذري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي قال ‪:‬‬


‫حدثنا سعيد بن عبد العزيز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عطية بن قيس الكلبي ‪،‬‬
‫عن قزعة ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ " :‬آذننا رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بالرحيل عام الفتح ‪ ،‬في ليلتين خلتا من رمضان ‪،‬‬
‫فخرجنا صواما حتى بلغنا الكديد ‪ ،‬فأمرنا رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم بالفطر ‪ ،‬فأصبح الناس شرجين ‪ ،‬منهم الصائم ومنهم‬
‫المفطر ‪ ،‬حتى إذا بلغنا مر الظهران آذننا بلقاء العدو وأمرنا بالفطر‬
‫‪ ،‬فأفطرنا أجمعون " *‬

‫َ‬
‫ت أفْط َْر َ‬
‫ت"*‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫ت ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬
‫م َ‬
‫ص ْ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ت ُ‬ ‫ن ِ‬
‫" إِ ْ‬

‫‪ 1859‬حدثني عبد الله بن الصباح العطار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو علي‬


‫الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام ‪ ،‬عن قتادة ‪،‬‬
‫عن سليمان بن يسار ‪ ،‬عن حمزة السلمي أنه سأل رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن شئت‬
‫صمت ‪ ،‬وإن شئت أفطرت " *‬

‫ت فَأ َفْط ِْر " *‬


‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫م ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ت فَ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫" إِ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1860‬حدثني سعيد بن يحيى الموي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن عمران بن أبي أنس ‪ ،‬عن حنظلة بن‬
‫علي ‪ ،‬وسليمان بن يسار ‪ ،‬وعن أبي مراوح ‪ ،‬عنهم جميعا ‪ ،‬عن‬
‫حمزة بن عمرو السلمي ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت امرأ أسرد الصوم على عهد‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول الله ‪،‬‬
‫إني أصوم فل أفطر ‪ ،‬أفأصوم في السفر ؟ فقال ‪ " :‬إن شئت‬
‫فصم ‪ ،‬وإن شئت فأفطر " *‬

‫ن‬
‫س ٌ‬ ‫ن قَب ِل ََها فَ َ‬
‫ح َ‬ ‫ن الل ّهِ ل ِل ْعَِبادٍ ‪ ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ة ِ‬
‫ص ٌ‬
‫خ َ‬
‫ي ُر ْ‬
‫ما هِ َ‬
‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 1861‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد قال ‪ :‬أخبرنا حيوة بن شريح ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أخبرنا أبو السود ‪ ،‬أنه سمع عروة بن الزبير ‪ ،‬يحدث ‪ ،‬عن‬
‫أبي مراوح ‪ ،‬عن حمزة السلمي ‪ ،‬صاحب رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أنه ‪ ،‬قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إني أسرد الصيام ‪ ،‬أفأصوم‬
‫في السفر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إنما هي‬
‫رخصة من الله للعباد ‪ ،‬فمن قبلها فحسن جميل ‪ ،‬ومن تركها فل‬
‫جناح عليه " فكان حمزة يصوم الدهر ‪ ،‬فيصوم في السفر والحضر‬
‫‪ ،‬وكان عروة بن الزبير يصوم الدهر ‪ ،‬فيصوم في السفر والحضر ‪،‬‬
‫حتى إن كان ليمرض فما يفطر ‪ ،‬وكان أبو مراوح يصوم الدهر ‪،‬‬
‫فيصوم في السفر وفي الحضر *‬

‫ت فَأ َفْط ِْر " *‬


‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫م ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ت فَ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫" إِ ْ‬

‫‪ 1862‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمي‬


‫عبد الله بن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني ابن لهيعة ‪ ،‬وعمرو بن الحارث ‪،‬‬
‫والليث بن سعد ‪ ،‬عن بكير ‪ ،‬عن سليمان بن يسار ‪ ،‬عن حمزة بن‬
‫عمرو ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إني أجد بي قوة على الصيام في‬
‫السفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن شئت فصم ‪ ،‬وإن شئت فأفطر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫س ٌ‬
‫ح َ‬ ‫ن أَ َ‬
‫خذ َ ب َِها فَ َ‬ ‫ن الل ّهِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ة ِ‬
‫ص ٌ‬
‫خ َ‬
‫ي ُر ْ‬
‫" " هِ َ‬

‫‪ 1863‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني عمرو بن الحارث ‪ ،‬عن أبي السود ‪ ،‬عن عروة بن‬
‫الزبير ‪ ،‬عن أبي مراوح ‪ ،‬عن حمزة بن عمرو السلمي ‪ ،‬أنه قال ‪:‬‬
‫يا رسول الله أجد بي قوة على الصيام في السفر ‪ ،‬فهل علي‬
‫جناح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " " :‬هي رخصة‬
‫من الله ‪ ،‬فمن أخذ بها فحسن ‪ ،‬ومن أحب أن يصوم فل جناح عليه‬
‫" " حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرني ابن لهيعة ‪ ،‬وعمرو بن الحارث ‪ ،‬عن أبي السود ‪ ،‬عن‬
‫عروة بن الزبير ‪ ،‬عن أبي مراوح ‪ ،‬عن حمزة بن عمرو السلمي ‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ت ُْفط َِر‬
‫تأ ْ‬‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫م ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫م فَ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫صو َ‬
‫ن تَ ُ‬
‫تأ ْ‬‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫" إِ ْ‬

‫‪ 1864‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر الحنفي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عبد الحميد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عمران بن أبي أنس ‪ ،‬عن‬
‫سليمان بن يسار ‪ ،‬عن حمزة بن عمرو السلمي ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫إن شئت أن تصوم فصم ‪ ،‬وإن شئت أن تفطر فأفطر " *‬

‫ت فَأ َفْط ََر " *‬


‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫م ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ت فَ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫" إِ ْ‬

‫‪ 1865‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن سعيد ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ ،‬عن سليمان بن يسار ‪ ،‬أن حمزة السلمي ‪ ،‬سأل نبي‬
‫الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن‬
‫شئت فصم ‪ ،‬وإن شئت فأفطر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت فَأ َفْط ِْر " *‬


‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫م ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ت فَ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫" إِ ْ‬

‫‪ 1866‬حدثنا ابن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المعتمر ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت‬


‫الحجاج ‪ ،‬يحدث عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬عن حمزة بن‬
‫عمرو السلمي ‪ ،‬أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أصوم في‬
‫السفر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن شئت فصم ‪،‬‬
‫وإن شئت فأفطر " *‬

‫ت فَأ َفْط ِْر " *‬


‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫م ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ت فَ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫" إِ ْ‬

‫‪ 1867‬حدثنا عمرو بن عبد الحميد الملي ‪ ،‬وابن عرفة ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا عبد الرحمن بن عثمان ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن‬
‫عائشة ‪ ،‬رضي الله عنها ‪ :‬أن حمزة السلمي سأل النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم عن الصوم في السفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن شئت فصم ‪ ،‬وإن‬
‫شئت فأفطر " *‬

‫ت فَأ َفْط ِْر " *‬


‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫م ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ت فَ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫" إِ ْ‬

‫‪ 1868‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو صالح ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا الليث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني محمد بن عجلن ‪ ،‬عن هشام بن‬
‫عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬رضي الله عنهما قالت ‪ :‬سأل‬
‫حمزة السلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصيام في‬
‫السفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن شئت فصم ‪ ،‬وإن شئت فأفطر " *‬

‫ت فَأ َفْط ِْر " *‬


‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫م ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ت فَ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫" إِ ْ‬

‫‪ 1869‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ :‬سأل حمزة بن عمرو السلمي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رجل كثير الصوم فقال ‪ :‬يا‬
‫رسول الله أصوم في السفر ؟ فقال ‪ " :‬إن شئت فصم ‪ ،‬وإن‬
‫شئت فأفطر " *‬

‫ت فَأ َفْط ِْر " *‬


‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫م ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ت فَ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫" إِ ْ‬

‫‪ 1870‬حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري ‪ ،‬وأبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عبد الله بن إدريس ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أن حمزة بن‬
‫عمرو السلمي ‪ ،‬سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصيام في‬
‫السفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن شئت فصم ‪ ،‬وإن شئت فأفطر " *‬

‫ت فَأ َفْط ِْر " *‬


‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫م ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ت فَ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫" إِ ْ‬

‫‪ 1871‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أيوب ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أن حمزة ‪ ،‬رجل من‬
‫أسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬يا رسول الله إني أسرد الصوم فل أفطر ‪ ،‬أفأصوم‬
‫في السفر ؟ فقال ‪ " :‬إن شئت فصم ‪ ،‬وإن شئت فأفطر " *‬

‫حّتى‬
‫ه‪َ ،‬‬
‫مع َ ُ‬
‫س َ‬
‫م الّنا ُ‬
‫صا َ‬
‫م وَ َ‬ ‫ح ‪ ،‬فَ َ‬
‫صا َ‬ ‫عا َ ْ‬
‫م الَفت ْ ِ‬ ‫ج َ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1872‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أسامة بن زيد ‪ ،‬أن محمد بن عمرو بن عطاء ‪ ،‬وعطاء بن‬
‫أبي رباح ‪ ،‬حدثاه ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم " خرج عام الفتح ‪ ،‬فصام وصام الناس معه ‪ ،‬حتى إذا‬
‫كان بالكديد ‪ ،‬أخذ قدحا فيه ماء فشرب والناس ينظرون ‪ ،‬فكان‬
‫ذلك الصيام ‪ ،‬وكان الفطر " *‬

‫صاةُ ‪ُ ،‬أول َئ ِ َ‬
‫ك ال ْعُ َ‬
‫صاةُ " *‬ ‫" ُأول َئ ِ َ‬
‫ك ال ْعُ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1873‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫جعفر بن محمد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة ‪ ،‬فصام حتى بلغ‬
‫كراع الغميم ‪ ،‬وصام الناس ‪ ،‬ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى‬
‫نظر الناس إليه ‪ ،‬ثم شرب ‪ ،‬فقيل له بعد ذلك ‪ :‬إن بعض الناس‬
‫قد صام ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أولئك العصاة ‪ ،‬أولئك العصاة " *‬

‫ح‬ ‫عا َ ْ‬ ‫سل ّ َ‬


‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫" آذ َن ََنا َر ُ‬
‫م الَفت ْ ِ‬ ‫ل َ‬
‫حي ِ‬
‫م ِبالّر ِ‬

‫‪ 1874‬حدثني العباس بن الوليد العذري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن عبد العزيز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عطية بن قيس‬
‫الكلبي ‪ ،‬عن قزعة ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ " :‬آذننا رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل عام الفتح في ليلتين خلتا من‬
‫رمضان ‪ ،‬فخرجنا صواما حتى بلغنا الكديد ‪ ،‬فأمرنا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم بالفطر ‪ ،‬فأصبح الناس شرجين ‪ ،‬منهم‬
‫الصائم ‪ ،‬ومنهم المفطر ‪ ،‬حتى إذا بلغنا مر الظهران ‪ ،‬آذننا بلقاء‬
‫العدو ‪ ،‬وأمرنا بالفطر ‪ ،‬فأفطرنا أجمعون " *‬

‫سَفرِ وَي ُْفط ُِر *‬


‫م ِفي ال ّ‬
‫صو ُ‬
‫يَ ُ‬

‫‪ 1875‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن مغيرة بن زياد ‪ ،‬عن‬
‫عطاء ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬رضي الله عنهما ‪ :‬أن نبي الله صلى الله عليه‬
‫وسلم كان يصوم في السفر ويفطر *‬

‫م وَأ َفْط ََر‬ ‫ن فَ َ‬


‫صا َ‬ ‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي َر َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫سافََر الن ّب ِ ّ‬
‫ي َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1876‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مسلم ‪ ،‬عن مجاهد‬
‫‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ " :‬سافر النبي صلى الله عليه وسلم في‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رمضان فصام وأفطر " القول في البيان عن معاني هذه الخبار ‪،‬‬
‫وما فيها من الفقه إن قال لنا قائل ‪ :‬ما أنت قائل في هذه الخبار ‪،‬‬
‫أصحاح هي أم غير صحاح ؟ فإن قلت ‪ :‬إنها غير صحاح ‪ ،‬فما وجه‬
‫سقمها ؟ ورواتها عندك ثقات ونقلتها عدول ؟ وإن قلت ‪ :‬إنها‬
‫صحاح ‪ ،‬فما أنت قائل فيما *‬

‫ضرِ " *‬ ‫مْفط ِرِهِ ِفي ال ْ َ‬


‫ح َ‬ ‫سَفرِ ‪ ،‬ك َ ُ‬
‫ن ِفي ال ّ‬
‫ضا َ‬
‫م َ‬
‫م َر َ‬
‫صائ ِ ُ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 1877‬حدثتنا به ‪ ،‬عن يحيى بن عثمان بن صالح السهمي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أبي قال ‪ :‬حدثنا ابن لهيعة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يونس بن يزيد ‪،‬‬
‫عن ابن شهاب ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬رضي الله عنها ‪ :‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬الصائم رمضان في‬
‫السفر ‪ ،‬كمفطره في الحضر " *‬

‫ضرِ " *‬ ‫مْفط ِرِ ِفي ال ْ َ‬


‫ح َ‬ ‫كال ْ ُ‬
‫سَفرِ ‪َ ،‬‬
‫م ِفي ال ّ‬
‫صائ ِ ُ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 1878‬حدثني محمد بن عبد الله بن سعيد الواسطي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا يعقوب يعني الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن موسى ‪ ،‬عن‬
‫أسامة بن زيد ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن‬
‫عبد الرحمن بن عوف ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬الصائم في السفر ‪ ،‬كالمفطر في الحضر " *‬

‫ضرِ " *‬ ‫مْفط ِرِ ِفي ال ْ َ‬


‫ح َ‬ ‫كال ْ ُ‬
‫سَفرِ ‪َ ،‬‬
‫م ِفي ال ّ‬
‫صائ ِ ُ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 1879‬حدثني محمد بن عبد الله بن سعيد الواسطي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يزيد بن عياض ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن أبي‬
‫سلمة بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬الصائم في السفر ‪ ،‬كالمفطر في الحضر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سَفرِ " *‬
‫م ِفي ال ّ‬ ‫ن ال ْب ِّر ال ّ‬
‫صَيا ُ‬ ‫م َ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ِ‬

‫‪ 1880‬حدثنا عبيد الله بن محمد الفريابي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن‬
‫ميمون ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جابر بن عبد‬
‫الله ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ليس من‬
‫البر الصيام في السفر " *‬

‫سَفرِ " *‬
‫م ِفي ال ّ‬ ‫ن ال ْب ِّر ال ّ‬
‫صو ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ِ‬

‫‪ 1881‬حدثني أبو سعيد البغدادي ‪ ،‬محمد بن بزيع قال ‪ :‬حدثنا‬


‫إسحاق بن منصور ‪ ،‬عن خالد العبد ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬عن‬
‫جابر بن عبد الله ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ليس‬
‫من البر الصوم في السفر " *‬

‫سَفرِ " *‬
‫م ِفي ال ّ‬ ‫ن ال ْب ِّر ال ّ‬
‫صو ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ِ‬

‫‪ 1882‬حدثني حاتم بن بكر الضبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خلد بن يزيد ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا محمد بن أبي حميد ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬عن جابر‬
‫بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ليس‬
‫من البر الصوم في السفر " *‬

‫سَفرِ " *‬
‫م ِفي ال ّ‬ ‫ن ال ْب ِّر ال ّ‬
‫صَيا ُ‬ ‫م َ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ِ‬

‫‪ 1883‬حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪،‬‬


‫عن الزهري ‪ ،‬عن صفوان بن عبد الله ‪ ،‬عن أم الدرداء ‪ ،‬عن كعب‬
‫بن عاصم ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ليس من‬
‫البر الصيام في السفر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل ‪ :‬قَدِ‬
‫سَفرِ " ِقي َ‬
‫م ِفي ال ّ‬ ‫ن ال ْب ِّر ال ّ‬
‫صَيا ُ‬ ‫م َ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ِ‬

‫‪ 1884‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‬
‫‪ " :‬ليس من البر الصيام في السفر " قيل ‪ :‬قد اختلف السلف‬
‫قبلنا في ذلك ‪ ،‬فقال بعضهم بتصحيح الخبار التي ذكرناها قبل عن‬
‫ابن عباس ومن وافقه في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أنه صام في السفر وأفطر ‪ ،‬وتوهين الخبار الواردة عنه أنه‬
‫قال ‪ " :‬الصائم في السفر كالمفطر في الحضر " ‪ ،‬وأنه قال ‪" :‬‬
‫ليس من البر الصوم في السفر " *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب إ ِل َ ّ‬
‫ي‬ ‫ح ّ‬ ‫ت أفْط َْر َ‬
‫ت ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ن ِ‬
‫ت ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬
‫م َ‬
‫ص ْ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ت ُ‬ ‫ن ِ‬
‫" إِ ْ‬

‫‪ 1885‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني وهب بن جرير ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عاصم الحول ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬أنه قال في‬
‫الصوم في السفر ‪ " :‬إن شئت صمت ‪ ،‬وإن شئت أفطرت ‪ ،‬وأحب‬
‫إلي أن تصوم " *‬

‫ة ‪ ،‬ومن صام َفالصو َ‬ ‫ن أ َفْط ََر فَُر ْ‬


‫ل"*‬ ‫م أفْ َ‬
‫ض ُ‬ ‫ّ ْ ُ‬ ‫ص ٌ َ َ ْ َ َ‬
‫خ َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1886‬حدثني سلم بن جنادة السوائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية‬


‫محمد بن خازم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عاصم الحول ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل أنس بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مالك عن الصوم في السفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬من أفطر فرخصة ‪ ،‬ومن‬
‫صام فالصوم أفضل " *‬

‫ة ‪ ،‬وأ َن تصوم رمضا َ‬


‫ب إ ِل َ ّ‬
‫ي"‬ ‫ح ّ‬
‫نأ َ‬‫ص ٌ َ ْ َ ُ َ َ َ َ َ‬
‫خ َ‬
‫ي ُر ْ‬
‫ما هِ َ‬
‫" إ ِن ّ َ‬

‫‪ 1887‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان يعني‬


‫ابن حبيب ‪ ،‬عن العوام بن حوشب ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لمجاهد في الصوم‬
‫في السفر ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم‬
‫فيه ويفطر ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬فأيهما أحب إليك ؟ قال ‪ " :‬إنما هي‬
‫رخصة ‪ ،‬وأن تصوم رمضان أحب إلي " *‬

‫َ‬
‫م إِ َ‬
‫ذا‬ ‫ل ‪ " :‬ك ُّنا ن َ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫سَفرِ ؟ فََقا َ‬
‫ن ِفي ال ّ‬
‫مو َ‬
‫صو ُ‬ ‫أك ُن ْت ُ ْ‬
‫م تَ ُ‬

‫‪ 1888‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫الحسين ‪ ،‬عن أبي هارون ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أبا سعيد ‪ :‬أكنتم تصومون‬
‫في السفر ؟ فقال ‪ " :‬كنا نصوم إذا شئنا ‪ ،‬ونفطر إذا شئنا ‪ ،‬ل‬
‫يعيب الصائم على المفطر ‪ ،‬ول المفطر على الصائم ‪ ،‬وذلك في‬
‫شهر رمضان " *‬

‫ة‬
‫ص ِ‬ ‫ما أ ََنا َفآ ُ‬
‫خذ ُ ‪ ،‬ب ُِر ْ‬
‫خ َ‬
‫َ‬ ‫ك وََل أ َن َْها َ‬
‫ك ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫" َل آ ُ‬
‫مُر َ‬

‫‪ 1889‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫سليم بن حيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن ميناء ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رجل ‪،‬‬
‫سأل ابن عمر عن الصوم في السفر ‪ ،‬فقال له ابن عمر ‪ " :‬ل‬
‫آمرك ول أنهاك ‪ ،‬وأما أنا فآخذ ‪ ،‬برخصة الله ‪ ،‬إن شئت صمت ‪،‬‬
‫وإن شئت أفطرت " *‬

‫ة النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّم ‪ ،‬فَإ َ‬


‫ه‬ ‫ي قَ َ‬
‫ضي ْت ُ ُ‬ ‫ح َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ‬ ‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ص َ ِّ ّ َ‬‫خ َ‬
‫" ُر ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1890‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان يزيد بن معاوية النخعي من أصحاب عبد الله‬
‫بن مسعود ‪ ،‬وكان في سفر مع أصحاب عبد الله ‪ ،‬فأدركهم‬
‫رمضان في بعض السواد ‪ ،‬فصاموا كلهم غيره ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما أنا‬
‫فأقبل " رخصة النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فإن أحي قضيته ‪،‬‬
‫وإن أمت فأنا في عذر " ‪ .‬فرجع أصحابه كلهم ولم يرجع هو *‬

‫سرِ ‪ ،‬فَد َِع ال ْعُ ْ‬


‫سَر " *‬ ‫سرِ َوال ْعُ ْ‬
‫ن ال ْي ُ ْ‬ ‫ك الل ّ ُ‬
‫ه ب َي ْ َ‬ ‫خي َّر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 1891‬حدثني العباس بن الوليد العذري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثني عبد الله بن شوذب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو جمرة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سألت ابن عباس رضي الله عنه عن الصيام في السفر أو سئل‬
‫عنه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬خيرك الله بين اليسر والعسر ‪ ،‬فدع العسر " *‬

‫َ‬
‫ل‬ ‫ن ل َي ْل َ ً‬
‫ة ‪ ،‬فَد َ َ‬
‫خ َ‬ ‫سي َ‬
‫م ِ‬ ‫سْرغَ َ‬
‫خ ْ‬ ‫شام ِ ‪ ،‬فَأقَ ْ‬
‫مَنا ب ِ َ‬ ‫" فَوَقَعَ ال ْوَ َ‬
‫جعُ ِبال ّ‬

‫‪ 1892‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرني أسامة بن زيد ‪ ،‬أن ابن شهاب ‪ ،‬حدثه عن عبد الرحمن بن‬
‫المسور بن مخرمة ‪ ،‬قال ‪ :‬خرجت مع أبي ‪ ،‬وسعد بن أبي وقاص ‪،‬‬
‫وعبد الرحمن بن السود بن عبد يغوث الزهري عام أذرح ‪ " ،‬فوقع‬
‫الوجع بالشام ‪ ،‬فأقمنا بسرغ خمسين ليلة ‪ ،‬فدخل علينا رمضان ‪،‬‬
‫فصام المسور ‪ ،‬وعبد الرحمن بن السود ‪ ،‬وأفطر سعد بن أبي‬
‫وقاص فأبى أن يصوم ‪ ،‬فقلت لسعد ‪ :‬يا أبا إسحاق ‪ ،‬أنت صاحب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وشهدت بدرا ‪ ،‬والمسور يصوم‬
‫وعبد الرحمن ‪ ،‬وأنت تفطر ؟ فقال سعد ‪ :‬إني أنا أفقه منهما " *‬

‫ن‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫موهُ ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫سًرا فَ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫م غَْفًرا ‪ ،‬إ ِ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1893‬حدثني يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ‪ ،‬عن‬
‫أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني رجل ‪ ،‬قال ‪ :‬ذكروا الصوم في السفر عند‬
‫عمر بن عبد العزيز ‪ ،‬فقال سالم ‪ :‬كان عبد الله ل يصوم ‪ ،‬وقال‬
‫عروة ‪ :‬كانت عائشة تصوم ‪ ،‬قال ‪ :‬سالم ‪ :‬إني إنما أخذت عن عبد‬
‫الله ‪ ،‬وقال عروة ‪ :‬إني إنما أخذت عن عائشة ‪ ،‬فارتفعت أصواتهما‬
‫‪ ،‬فقال عمر ‪ " :‬اللهم غفرا ‪ ،‬إذا كان يسرا فصوموه ‪ ،‬وإذا كان‬
‫عسرا فأفطروه " *‬

‫ن‪،‬‬
‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫ن الل ّهِ عَل َي ْهِ ِفي َ‬
‫شهْرِ َر َ‬ ‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫ي رِ ْ‬
‫معَ عَل ِ ّ‬
‫ت َ‬
‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1894‬حدثنا أبو هشام الرفاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫المسعودي ‪ ،‬عن الحسن بن سعد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬خرجت مع‬
‫علي رضوان الله عليه في شهر رمضان ‪ ،‬من ضيعة له ‪ ،‬وهو على‬
‫حمار ‪ ،‬فمشيت ‪ ،‬فصام ‪ ،‬وأمرني فأفطرت " *‬

‫ة ‪ ،‬والصو َ‬
‫ل"*‬ ‫م أفْ َ‬
‫ض ُ‬ ‫ص ٌ َ ّ ْ ُ‬
‫خ َ‬ ‫" ال ِْفط ُْر ِفي ال ّ‬
‫سَفرِ ُر ْ‬

‫‪ 1895‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن أشعث بن‬
‫عبد الملك ‪ ،‬عن محمد ‪ ،‬عن عثمان بن أبي العاص ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫الفطر في السفر رخصة ‪ ،‬والصوم أفضل " *‬

‫مّنا ال ْ ُ‬
‫مْفط ُِر‬ ‫م وَ ِ‬
‫صائ ِ ُ‬
‫مّنا ال ّ‬
‫ن‪ِ ،‬‬
‫خان ِِقي َ‬
‫ن بِ َ‬
‫ح ُ‬
‫مَر وَن َ ْ‬
‫ب عُ َ‬
‫جاَءَنا ك َِتا ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 1896‬حدثني أبو السائب ‪ ،‬سلم بن جنادة قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪،‬‬
‫عن العمش ‪ ،‬عن شقيق ‪ ،‬قال ‪ " :‬جاءنا كتاب عمر ونحن بخانقين‬
‫‪ ،‬منا الصائم ومنا المفطر ‪ ،‬فلم يكن يعيب بعضنا على بعض " *‬

‫ة ‪ ،‬والصو َ‬
‫ل"*‬ ‫م أفْ َ‬
‫ض ُ‬ ‫ص ٌ َ ّ ْ ُ‬
‫خ َ‬ ‫" ال ِْفط ُْر ِفي ال ّ‬
‫سَفرِ ُر ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1897‬حدثني علي بن الحسن الزدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المعافى بن‬


‫عمران ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫الفطر في السفر رخصة ‪ ،‬والصوم أفضل " *‬

‫َ‬
‫ن َ‬
‫شاَء‬ ‫م ْ‬
‫م ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫شاَء فَل ْي َ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫ن َ‬ ‫سَفرِ وَأفْط ََر ‪ ،‬فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫م ِفي ال ّ‬
‫صا َ‬
‫َ‬

‫‪ 1898‬حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا إسحاق ‪،‬‬


‫عن شريك ‪ ،‬عن عامر بن شقيق السدي ‪ ،‬عن أبي وائل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫غزونا غزوة فأهللنا هلل رمضان بحلوان ‪ ،‬وفينا اثنا عشر أو ثلثة‬
‫عشر رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بدر ‪،‬‬
‫فنادى المنادي ‪ " :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام في‬
‫السفر وأفطر ‪ ،‬فمن شاء فليصم ‪ ،‬ومن شاء فليفطر " *‬

‫كا َ‬
‫ن‬ ‫ت ِفيهِ َ َ‬
‫ن أهْوَ ُ‬ ‫م ُ‬
‫ص ْ‬
‫ن ُ‬
‫ن ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬
‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫سافُِر ِفي ال ّ‬
‫شَتاِء ِفي َر َ‬ ‫نُ َ‬

‫‪ 1899‬حدثني محمد بن عبد الله بن سعيد الواسطي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا صالح بن محمد بن صالح ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قلت للقاسم بن محمد ‪ :‬إنا نسافر في الشتاء في رمضان ‪،‬‬
‫وإن صمت فيه كان أهون علي من أن أقضيه في الحر ؟ قال ‪" :‬‬
‫قال الله تبارك وتعالى ‪ :‬يريد الله بكم اليسر ول يريد بكم العسر‬
‫ما كان أيسر عليك فافعل " *‬

‫مْفط ُِر ‪َ ،‬ل ي َِعي ُ‬


‫ب‬ ‫م وَي ُْفط ُِر ال ْ ُ‬
‫صائ ِ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي َ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫ضا َ‬
‫م َ‬
‫ن ِفي َر َ‬
‫سافُِرو َ‬
‫يُ َ‬

‫‪ 2092‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ابن أبي عدي ‪ ،‬عن داود ‪،‬‬
‫عن سعيد ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يسافرون في رمضان ‪ ،‬فيصوم الصائم ويفطر المفطر ‪ ،‬ل يعيب‬
‫المفطر على الصائم ‪ ،‬ول الصائم على المفطر " حدثنا ابن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا داود ‪ ،‬عن‬
‫الحسن ‪ ،‬وسعيد بن المسيب أن نفرا ‪ ،‬من أصحاب رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم كانوا يسافرون في رمضان ‪ ،‬فذكر نحوه *‬

‫كا َ‬
‫ن‪،‬‬
‫سافُِرو َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م يُ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ب َر ُ‬
‫حا ُ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬‫" َ َ‬

‫‪ 2093‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫داود ‪ ،‬عن عامر قال ‪ " :‬كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يسافرون ‪ ،‬فمنهم الصائم ومنهم المفطر ‪ ،‬فل يعيب الصائم‬
‫على المفطر ‪ ،‬ول المفطر على الصائم " *‬

‫مْفط ُِر ‪ ،‬فََل‬


‫م وَي ُْفط ُِر ال ْ ُ‬
‫صائ ِ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي َ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫ضا َ‬
‫م َ‬
‫ن ِفي َر َ‬
‫سافُِرو َ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا ي ُ َ‬

‫‪ 2094‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫داود ‪ ،‬عن الحسن " أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم كانوا يسافرون في رمضان ‪ ،‬فيصوم الصائم ويفطر المفطر‬
‫‪ ،‬فل يعيب الصائم على المفطر ‪ ،‬ول المفطر على الصائم " *‬

‫" إن صمتم فََقد أ َجزأ َ عَنك ُم ‪ ،‬وإ َ‬


‫ص‬
‫خ َ‬ ‫ن أفْط َْرت ُ ْ‬
‫م فََقد ْ ُر ّ‬ ‫َِ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ِ ْ ُ ْ ُ ْ‬

‫‪ 2095‬حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن‬


‫المفضل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا كهمس ‪ ،‬قال ‪ :‬سألنا سالما عن صوم‬
‫رمضان في السفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن صمتم فقد أجزأ عنكم ‪ ،‬وإن‬
‫أفطرتم فقد رخص لكم " *‬

‫شاَء أ َفْط ََر ‪،‬‬


‫ن َ‬
‫م وَإ ِ ْ‬
‫صا َ‬ ‫ن َ‬
‫شاَء َ‬ ‫سَفرِ إ ِ ْ‬
‫م ِفي ال ّ‬
‫صو ْ ُ‬
‫" ال ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2096‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬وإبراهيم ‪ ،‬ومجاهد‬
‫أنهم قالوا ‪ " :‬الصوم في السفر إن شاء صام وإن شاء أفطر ‪،‬‬
‫والصوم أحب إليهم " *‬

‫ما‬ ‫م َواْل ِفْ َ‬


‫طاُر ‪ ،‬وَ َ‬ ‫صو ْ ُ‬ ‫حَل ٌ‬
‫ل ‪ ،‬ال ّ‬ ‫ما إ ِّل َ‬
‫من ْهُ َ‬ ‫" َوالل ّهِ َ‬
‫ما ِ‬

‫‪ 2097‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬قال لي مجاهد في الصوم في‬
‫السفر ‪ -‬يعني صوم رمضان ‪ " :‬والله ما منهما إل حلل ‪ ،‬الصوم‬
‫والفطار ‪ ،‬وما أراد الله بالفطار إل التيسير بعباده " *‬

‫َ‬
‫مَنا‬ ‫سغَ ‪ -‬فَل َوْ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫سغ ْ َ‬
‫سع َ ‪ -‬أو ْ ت َ َ‬ ‫شهَْر قَد ْ ت َ َ‬
‫سع ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫" إِ ّ‬

‫‪ 2098‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن سالم بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج عمر‬
‫بن الخطاب رضوان الله عليه في بعض أسفاره في ليال بقيت من‬
‫رمضان ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن الشهر قد تسعسع ‪ -‬أو تسغسغ ‪ -‬فلو صمنا ‪،‬‬
‫فصام وصام الناس معه ‪ ،‬ثم أقبل مرة قافل حتى إذا كان بالروحاء‬
‫أهل هلل شهر رمضان ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن الله قد قضى السفر ‪ ،‬فلو‬
‫صمنا ولم نثلم شهرنا ‪ ،‬قال ‪ :‬فصام وصام الناس معه " *‬

‫حّتى‬
‫ما َ‬
‫صائ ِ ً‬
‫ن َ‬
‫ضا َ‬
‫م َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي َر َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ج الن ّب ِ ّ‬
‫خَر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2099‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحكم بن بشير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫بشير بن سلمان ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت الحكم بن عتيبة عن الصوم في‬
‫السفر في رمضان ‪ ،‬فقال ‪ " :‬خرج النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫في رمضان صائما حتى أتى مكان كذا وكذا ‪ ،‬ثم أفطر " ‪ ،‬فقال‬
‫رجل من القوم ‪ :‬ذاك نصف الطريق ‪ ،‬ثم أفطر حتى أتى مكة *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫موا ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫سًرا فَ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫م غَْفًرا ‪ ،‬إ ِ َ‬

‫‪ 2100‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عروة ‪ ،‬وسالم أنهما كانا عند عمر بن عبد‬
‫العزيز رحمه الله إذ هو أمير على المدينة ‪ ،‬فتذاكروا الصوم في‬
‫السفر ‪ ،‬فقال سالم ‪ :‬كان ابن عمر ل يصوم في السفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫عروة ‪ :‬كانت عائشة تصوم ‪ ،‬فقال سالم ‪ :‬إنما أحدث عن ابن عمر‬
‫وقال عروة ‪ :‬إنما أحدث عن عائشة ‪ ،‬حتى ارتفعت أصواتهما ‪،‬‬
‫فقال عمر بن عبد العزيز ‪ " :‬اللهم غفرا ‪ ،‬إذا كان يسرا فصوموا ‪،‬‬
‫وإذا كان عسرا فأفطروا " *‬

‫َ‬
‫ع‬
‫س َ‬ ‫شهَْر قَد ْ ت َ َ‬
‫سع ْ َ‬ ‫شهْرَِنا ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ة َ‬
‫مَنا ب َِقي ّ َ‬ ‫" ل َوْ أّنا ُ‬
‫ص ْ‬

‫‪ 2101‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬عن‬


‫محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن سالم ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج عمر بن‬
‫الخطاب رضوان الله عليه في عقب رمضان ‪ ،‬وقد بقيت منه‬
‫ليال ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لو أنا صمنا بقية شهرنا ‪ ،‬فإن الشهر قد تسعسع‬
‫" ‪ ،‬قال ‪ :‬فصام وصام الناس معه قال ‪ :‬وأقبل في سفر له آخر ‪،‬‬
‫حتى إذا كان بالروحاء أهل رمضان ‪ ،‬فقال ‪ :‬قد قضى الله السفر ‪،‬‬
‫إنما هو يوم وليلة ‪ ،‬فلو أنا صمنا ولم نثلم شهرنا ‪ ،‬قال ‪ :‬فصام‬
‫وصام الناس معه *‬

‫" قَدم قَوم م َ‬


‫ل ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫جب َ ِ‬ ‫ب عَب ْدِ الل ّهِ ِ‬
‫م َ‬ ‫حا ِ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ َ ْ ٌ ِ ْ‬

‫‪ 2102‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬قدم قوم من أصحاب عبد الله من الجبل ‪ ،‬فلما‬
‫قدموا حلوان أدركهم رمضان ‪ ،‬فصام بعضهم وأفطر بعضهم ‪ ،‬فلم‬
‫يعب من أفطر على من صام ‪ ،‬ول من صام على من أفطر " وقال‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ :‬آخرون بتوهين الخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بأنه صام في السفر وأفطر ‪ ،‬وتصحيح الخبار الواردة عنه‬
‫أنه أفطر وأمر بالفطار *‬

‫سَفرِ عََلى‬ ‫خَتاَر اْل ِفْ َ‬


‫طاَر ِفي ال ّ‬ ‫نا ْ‬
‫م ِ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك ‪ ،‬ومن اختار الفطار في السفر على الصوم‬

‫سَفرِ عََلى ‪#‬‬ ‫خَتاَر اْل ِفْ َ‬


‫طاَر ِفي ال ّ‬ ‫نا ْ‬
‫م ِ‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ة"*‬
‫م ٌ‬
‫سَفرِ عَْز َ‬ ‫" اْل ِفْ َ‬
‫طاُر ِفي ال ّ‬

‫‪ 2103‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬وحدثني‬


‫يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن إبراهيم جميعا عن سعيد ‪ ،‬عن‬
‫قتادة ‪ ،‬عن جابر بن زيد ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬الفطار في‬
‫السفر عزمة " *‬

‫ه ب َِها عََلى ِ‬
‫عَبادِهِ‬ ‫صد ّقَ الل ّ ُ‬ ‫صد َقَ ٌ‬
‫ة تَ َ‬ ‫سَفرِ ‪َ ،‬‬ ‫" اْل ِفْ َ‬
‫طاُر ِفي ال ّ‬

‫‪ 2104‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن سعيد ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ " :‬الفطار في السفر ‪ ،‬صدقة‬
‫تصدق الله بها على عباده " *‬

‫ها عَل َي َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ك ‪ ،‬أل َ ْ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫صد َقَةٍ فََرد ّ َ‬
‫ل بِ َ‬ ‫ت عََلى َر ُ‬
‫ج ٍ‬ ‫ت ل َوْ ت َ َ‬
‫صد ّقْ َ‬ ‫" أَرأي ْ َ‬

‫‪ 2105‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وهب بن جرير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن يعلى ‪ ،‬عن يوسف بن الحكم ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت ابن عمر ‪-‬‬
‫أو سئل ‪ -‬عن الصوم في السفر ‪ ،‬قال ‪ " :‬أرأيت لو تصدقت على‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رجل بصدقة فردها عليك ‪ ،‬ألم تغضب ؟ فإنها صدقة من الله‬
‫تصدق بها عليكم " *‬

‫سَفرِ ‪ ،‬وََل ي َ َ‬
‫كاد ُ ي ُْفط ُِر ِفي‬ ‫م ِفي ال ّ‬ ‫ن َل ي َ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 2106‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أيوب ‪ ،‬عن نافع أن ابن عمر " كان ل يصوم في السفر ‪ ،‬ول يكاد‬
‫يفطر في الحضر إل أن يمرض ‪ ،‬أو أيام يقدم " *‬

‫م عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ن ي ُِقي ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬
‫كا َ‬ ‫صو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫كا َ‬ ‫ن الل ّي ْث ِ ّ‬
‫ي وَ َ‬ ‫ه فَُل ٌ‬
‫حب َ ُ‬ ‫" قَد ْ َ‬
‫ص ِ‬

‫‪ 2107‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬لنافع ‪ :‬أكان ابن عمر يصحبه إنسان يصوم في‬
‫السفر ؟ قال ‪ " :‬قد صحبه فلن الليثي وكان يصوم ‪ ،‬فكان يقيم‬
‫عليه حتى يفطر ‪ ،‬وكان يأمر أن أعد له سحوره " *‬

‫ة ‪ ،‬فَك َرهْت أ َ َ‬
‫مك ّ َ‬ ‫" إني أ َردت أ َ ُ‬
‫مْفط ًِرا‬ ‫ن أقْد ُ َ‬
‫مَها ُ‬ ‫ِ ُ ْ‬ ‫ح بِ َ‬
‫صب ِ َ‬
‫نأ ْ‬‫َ ْ ُ ْ‬ ‫ِّ‬

‫‪ 2108‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ ، 0000 :‬حدثنا أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬


‫نافع ‪ :‬ما رأيت ابن عمر صام في السفر إل يوما ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬ما‬
‫لك صمت ؟ فقال ‪ " :‬إني أردت أن أصبح بمكة ‪ ،‬فكرهت أن‬
‫أقدمها مفطرا والناس صيام " *‬

‫ل " َقاُلوا‬
‫م ْ‬
‫ن ت َعْ َ‬ ‫م ‪ ،‬فَإ ِن ّ َ‬
‫ك إِ ْ‬ ‫ت فََل ت َ ُ‬
‫ص ْ‬ ‫سافَْر َ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 2109‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬
‫عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ‪ :‬لي ابن عمر ‪" :‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫إذا سافرت فل تصم ‪ ،‬فإنك إن تعمل " قالوا ‪ :‬اكفوا الصائم ‪ ،‬وإذا‬
‫أكلوا شيئا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ارفعوا للصائم ‪ ،‬فيذهبوا بأجرك *‬

‫َ‬
‫خي ًْرا ل َ َ‬
‫ك"*‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ب ل َوْ أفْط َْر َ‬
‫ت َ‬ ‫س ُ‬ ‫" إ ِّني َل َ ْ‬
‫ح ِ‬

‫‪ 2110‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خبيب ‪ ،‬عن حفص بن عاصم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان‬
‫رجل يصحب ابن عمر ‪ ،‬فكان يصوم في السفر ‪ ،‬فقال ابن عمر ‪:‬‬
‫" إني لحسب لو أفطرت كان خيرا لك " *‬

‫م"‬ ‫" َل َن أ َفْط ُر في السَفر أ َحب إل َي من أ َ َ‬


‫صو َ‬
‫نأ ُ‬‫ّ ِ َ ّ ِ ّ ِ ْ ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ‬

‫‪ 2111‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬وسوار بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪،‬‬
‫عن عبيد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ " :‬لن‬
‫أفطر في السفر أحب إلي من أن أصوم " حدثنا ابن المثنى ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن نمير ‪ ،‬عن عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن‬
‫عمر مثله إل أنه قال ‪ :‬في رمضان *‬

‫شَراًبا ‪ ،‬فَأ َفْط ِْر ِفي‬


‫ما َواْل َن َْهاُر َ‬
‫ل ط ََعا ً‬ ‫ك ال ْ ِ‬
‫جَبا ُ‬ ‫مع َ َ‬
‫ت َ‬
‫ساَر ْ‬
‫ن َ‬
‫" إِ ْ‬

‫‪ 2112‬وحدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أبو زرعة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حيوة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عطاء بن دينار‬
‫الهذلي أن أبا يحيى عامر بن يحيى المعافري حدثه أن بلل بن عبد‬
‫الله بن عمر سأل أباه عبد الله بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬إنا لنخرج إلى‬
‫إفريقية فنكون في المحامل ‪ ،‬ونقدم السرادقات بين أيدينا ‪ ،‬فنجد‬
‫الطعام والماء ميسورا ‪ ،‬فنصوم في السفر ؟ فقال له عبد الله ‪" :‬‬
‫إن سارت معك الجبال طعاما والنهار شرابا ‪ ،‬فأفطر في السفر "‬
‫*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سافََر أ َفْط ََر ‪َ ،‬قا َ‬


‫ل‬ ‫م ‪ ،‬فَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫صو ْ َ‬
‫سُرد ُ ال ّ‬
‫مَر ي َ ْ‬
‫ن عُ َ‬
‫ن اب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 2113‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرني أسامة ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬كان ابن عمر يسرد الصوم ‪ ،‬فإذا‬
‫سافر أفطر ‪ ،‬قال ‪ :‬نافع ‪ :‬ولم يكن ابن عمر يصوم في السفر *‬

‫َ‬
‫سَفرٍ ‪ ،‬وََل ُ‬
‫مْفط ًِرا‬ ‫ما ِفي َ‬
‫صائ ِ ً‬
‫مَر َ‬
‫ن عُ َ‬
‫ت اب ْ َ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 2114‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن حميد ‪،‬‬
‫عن نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬أراه ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما رأيت ابن عمر صائما في سفر ‪،‬‬
‫ول مفطرا في حضر " *‬

‫َ‬
‫ن ِباْل َ ْ‬
‫جرِ " ‪،‬‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫مْفط ُِرو َ‬ ‫حّتى َل ي َذ ْهَ َ‬
‫ت فَأفْط ِْر َ‬
‫سافَْر ُ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 2115‬حدثنا محمد بن مقاتل الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو زهير ‪ ،‬عن‬


‫العمش ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ابن عمر ‪ :‬يا مجاهد ‪ " ،‬إذا‬
‫سافرت فأفطر حتى ل يذهب المفطرون بالجر " ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪:‬‬
‫وكيف ذلك ؟ قال ‪ " :‬لنك إذا صمت قام المفطرون بأمرك ‪،‬‬
‫فيقولون ‪ :‬فلن صائم فوصوه واعملوا له ‪ ،‬وما أشبه ذلك ‪ ،‬فيذهبوا‬
‫بأجرك أو كلما هذا معناه " *‬

‫ن ِفي‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ن ال َْقوْ َ‬
‫م إِ ْ‬ ‫سَفرِ ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫م ِفي ال ّ‬ ‫" فََل ت َ ُ‬
‫ص ْ‬

‫‪ 2116‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬


‫مجاهد ‪ -‬أحسبه أنا ‪ -‬عن جنادة بن أبي أمية ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على‬
‫أبي ذر بفارس وهو يأكل كعكا وزيتا ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ادن فاطعم " ‪،‬‬
‫فقلت ‪ :‬إني صائم ‪ ،‬قال ‪ " :‬وما تريد بالصوم ؟ " ‪ ،‬قلت ‪ :‬أطلب‬
‫الجر ‪ ،‬قال ‪ " :‬فل تصم في السفر ‪ ،‬فإن القوم إن كان في الماء‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قلة " قالوا ‪ :‬إن صاحبكم صائم ‪ ،‬فآثروك به ‪ ،‬وإن كان في الظل‬
‫قلة قالوا ‪ :‬إن صاحبكم صائم ‪ ،‬فآثروك ‪ ،‬وإن كان عمل قالوا ‪ :‬إن‬
‫صاحبكم صائم فاكفوه ‪ ،‬فيذهبوا بأجرك *‬

‫سَفرِ ‪ ،‬وََل ي َ َ‬
‫كاد ُ‬ ‫م ِفي ال ّ‬ ‫مَر َل ي َ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫ن عُ َ‬
‫ن اب ْ ُ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 2117‬حدثني يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أيوب ‪،‬‬


‫عن نافع ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان ابن عمر ل يصوم في السفر ‪ ،‬ول يكاد‬
‫يفطر في الحضر ‪ ،‬إل أن يمرض ‪ ،‬أو أيام يقدم ‪ ،‬فإنه كان رجل‬
‫كريما يحب أن يؤكل عنده ‪ ،‬قال ‪ :‬وكان يقول ‪ " :‬لن أفطر في‬
‫السفر فآخذ برخصة الله ‪ ،‬أحب إلي من أن أصوم " *‬

‫كا َ‬
‫ه"‬
‫سَفرِ ‪ ،‬وَي َن َْهى عَن ْ ُ‬
‫م ِفي ال ّ‬ ‫ن أِبي َل ي َ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫" َ َ‬

‫‪ 2118‬حدثني نصر بن عبد الرحمن الودي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫المحاربي ‪ ،‬عن عبد الملك بن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ‪ :‬أبو جعفر ‪" :‬‬
‫كان أبي ل يصوم في السفر ‪ ،‬وينهى عنه " *‬

‫كان عَل َينا أ َ‬


‫ر‬
‫سَف ِ‬
‫صوْم ِ ِفي ال ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫ها‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ّ‬
‫شا‬ ‫بال‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ٌ‬ ‫مي‬
‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫" َ َ‬

‫‪ 2119‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الصمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو الفيض ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان علينا أمير بالشام ‪،‬‬
‫فنهانا عن الصوم في السفر " ‪ ،‬فسألت أبا قرصافة ‪ -‬رجل من‬
‫أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من بني ليث ‪ -‬قال ابن المثنى‬
‫‪ :‬قال عبد الصمد ‪ :‬سمعت رجل من قومه يقول ‪ :‬إنه واثلة بن‬
‫السقع قال ‪ :‬لو صمت في السفر ما قضيت *‬

‫َ‬
‫سَفرِ " *‬
‫موا ِفي ال ّ‬
‫صو ُ‬ ‫س ال ْب ِّر أ ْ‬
‫ن تَ ُ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2120‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪،‬‬
‫عن عبدة بن أبي لبابة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت ابن أبي الجعد ‪ ،‬يقول ‪" :‬‬
‫ليس البر أن تصوموا في السفر " *‬

‫َ‬
‫صوْم ِ " *‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ب إ ِل َ ّ‬
‫ي ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫" ال ِْفط ُْر ِفي ال ّ‬
‫سَفرِ أ َ‬

‫‪ 2121‬وحدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫المعتمر ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عبيد الله ‪ ،‬عن نافع أن عبد الله ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫الفطر في السفر أحب إلي من الصوم " *‬

‫سَفرِ " *‬
‫م ِفي ال ّ‬ ‫" ك َرِهَ ال ّ‬
‫صو ْ َ‬

‫‪ 2122‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عبيد ‪ ،‬عن الضحاك أنه " كره الصوم في السفر " *‬

‫سَفرِ " *‬
‫م ِفي ال ّ‬ ‫" ك َرِهَ ال ّ‬
‫صو ْ َ‬

‫‪ 2123‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد ‪ ،‬عن‬
‫الضحاك أنه " كره الصوم في السفر " *‬

‫عل ّ ُ‬
‫ة َقائ ِِلي هَذِهِ‬ ‫سَفرِ " وَ ِ‬
‫م ِفي ال ّ‬ ‫ن ال ْب ِّر ال ّ‬
‫صو ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ِ‬

‫‪ 2124‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سألت الزهري ‪ ،‬عن الصوم في السفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ليس من‬
‫البر الصوم في السفر " وعلة قائلي هذه المقالة الخبار التي‬
‫ذكرناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬ليس من‬
‫البر الصوم في السفر " وقالوا ‪ :‬كان آخر المرين من فعل رسول‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله صلى الله عليه وسلم في السفر الفطار ‪ .‬قالوا ‪ :‬إنما يعمل‬
‫بالخر فالخر من أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لن‬
‫الخر هو الناسخ ما قبله ‪ ،‬وما قبله هو المنسوخ ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وقد قال‬
‫الله تعالى ذكره ‪ :‬ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر‬
‫‪ .‬قالوا ‪ :‬فإنما ألزم المريض والمسافر في شهر رمضان صوم أيام‬
‫من غير شهر رمضان ‪ .‬قالوا ‪ :‬فغير جائز لهما صوم اليام التي‬
‫جعل فرض الصوم عليهما من غيرها وقال آخرون ‪ :‬إنما أراد الله‬
‫تعالى ذكره بقوله ‪ :‬ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام‬
‫أخر التيسير على المريض والمسافر والتخفيف عليهما بإرخاصه‬
‫لهما الفطر ‪ ،‬لما علم من مشقة ذلك عليهما وثقل مؤونته ‪ .‬فأما‬
‫من لم يكن عليه منهما في الصوم فيه مشقة ول مؤونة ثقيلة فإن‬
‫الفضل له في الصوم وترك الفطار ‪ .‬وفي قول بعضهم ‪ :‬الواجب‬
‫عليه الصوم وترك الفطار *‬

‫سًرا‬
‫ن يُ ْ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫ض إِ َ‬ ‫سَفرِ َوال ْ َ‬
‫مَر ِ‬ ‫م ِفي ال ّ‬
‫صو ْ َ‬
‫ن ي ََرى ال ّ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من كان يرى الصوم في السفر والمرض إذا كان يسرا ولم‬
‫يكن عسرا هو الواجب‬

‫سًرا‬
‫ن يُ ْ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫ض إِ َ‬ ‫سَفرِ َوال ْ َ‬
‫مَر ِ‬ ‫م ِفي ال ّ‬
‫صو ْ َ‬
‫ن ي ََرى ال ّ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫‪#‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م فَأَبى ‪ .‬قُل ْ ُ‬
‫ت ‪ :‬فَأي ْ َ‬ ‫صو َ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫ت غَُل ِ‬
‫مي أ ْ‬ ‫" قَد ْ أ َ‬
‫مْر ُ‬

‫‪ 2125‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحكم بن بشير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أبي بشير بن سلمان ‪ ،‬عن خيثمة ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أنس بن مالك عن‬
‫الصوم في السفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬قد أمرت غلمي أن يصوم فأبى ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فأين هذه الية ؟ فقال ‪ :‬إنها نزلت ونحن نرتحل جياعا ‪،‬‬
‫وننزل على غير شبع ‪ ،‬وإنا اليوم نرتحل شباعا وننزل على شبع " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مي فَأ ََبى ‪ ،‬قُل َْنا‬
‫ت غَُل ِ‬
‫َ‬
‫ما إ ِّني قَد ْ أ َ‬
‫مْر ُ‬
‫َ‬
‫م‪،‬أ َ‬
‫" ن َعَ ْ‬

‫‪ 2126‬حدثنا محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا بشير بن سلمان ‪ ،‬عن خيثمة ‪ ،‬قال ‪ :‬أتينا أنس بن‬
‫مالك فذكرنا له الصوم في السفر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬نعم ‪ ،‬أما إني قد‬
‫أمرت غلمي فأبى ‪ ،‬قلنا ‪ :‬فأين هذه الية ‪ :‬ومن كان مريضا أو‬
‫على سفر ؟ قال ‪ :‬نزلت ونحن يومئذ نرتحل جياعا ‪ ،‬وننزل على‬
‫غير شبع ‪ ،‬وإنا اليوم نرتحل شباعا وننزل على شبع " *‬

‫سى اْل َ ْ‬ ‫َ‬


‫مَنا‬
‫ص ْ‬
‫م وَ ُ‬
‫صا َ‬ ‫ست ََر ن َُقات ِل ُهُ ْ‬
‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫شعَرِيّ ب ِت ُ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫" ك ُّنا َ‬
‫معَ أِبي ُ‬

‫‪ 2127‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن موسى مولى بني عامر وليس بموسى‬
‫السبلني ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أنس بن مالك عن الصوم في السفر ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬كنا مع أبي موسى الشعري بتستر نقاتلهم ‪ ،‬فصام وصمنا‬
‫" حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الصمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا موسى بن عامر كذا ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ‪ :‬سمعت أنسا ‪،‬‬
‫وسئل عن الصوم في السفر ‪ ،‬فذكر مثله *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مو ٍ‬
‫مي ْ ُ‬
‫ن َ‬
‫مَرو ب ْ َ‬
‫زيد َ ‪ ،‬وَعَ ْ‬
‫ن يَ ِ‬ ‫ت أِبي ‪َ ،‬واْل ْ‬
‫سوَد َ ب ْ َ‬ ‫حب ْ ُ‬
‫ص ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 2128‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪،‬‬
‫عن الشعث بن سليم ‪ ،‬قال ‪ " :‬صحبت أبي ‪ ،‬والسود بن يزيد ‪،‬‬
‫وعمرو بن ميمون ‪ ،‬وأبا وائل إلى مكة ‪ ،‬فكانوا يصومون رمضان‬
‫وغيره في السفر " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫سَف ِ‬
‫م ِفي ال ّ‬
‫صو َ‬
‫ن تَ ُ‬ ‫جع َ َ‬
‫ل ِلي أ ْ‬ ‫ك إ ِّل أ ْ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫ن لَ َ‬
‫َل آذ َ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2129‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن إبراهيم التيمي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أنه أتى‬
‫حذيفة ‪ ،‬قال شعبة ‪ :‬قال ‪ :‬الحكم أو سليمان ‪ :‬ل آذن لك إل أن‬
‫تجعل لي أن تصوم في السفر ‪ ،‬قال ‪ :‬فإني أجعل لك ذلك ‪ ،‬وأتم‬
‫الصلة ‪ ،‬قال أحدهما ‪ :‬إذن لك على أن تقصر الصلة ‪ ،‬قال ‪ :‬فإني‬
‫أقصر وأصوم *‬

‫م"‬ ‫َ‬ ‫صوْم ِ ؟ َقا َ‬


‫صائ ِ ٌ‬
‫ل ‪ " :‬أَنا َ‬ ‫ما ت ََرى ِفي ال ّ‬
‫َ‬

‫‪ 2130‬حدثنا نصر بن علي الجهضمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المعتمر بن‬


‫سليمان ‪ ،‬عن أيمن بن نابل ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬لمجاهد ونحن بأرض‬
‫الروم ‪ :‬ما ترى في الصوم ؟ قال ‪ " :‬أنا صائم " *‬

‫م ِفيهِ وَي ُْفط ُُر‬


‫صو ُ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م يَ ُ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ن َر ُ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 2131‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان يعني ابن‬


‫حبيب ‪ ،‬عن العوام بن حوشب ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬لمجاهد ‪ :‬الصوم في‬
‫السفر ؟ قال ‪ " :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم فيه‬
‫ويفطر " ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬فأيهما أحب إليك ؟ قال ‪ :‬إنما هي رخصة ‪،‬‬
‫وإن صوم رمضان أحب إلي *‬

‫سَفرِ " *‬
‫م ِفي ال ّ‬
‫صو ُ‬
‫تَ ُ‬

‫‪ 2132‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫المعتمر ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عبيد الله ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن القاسم ‪،‬‬
‫والقاسم بن محمد أنهما زعما أن عائشة رضي الله عنهما " كانت‬
‫تصوم في السفر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ضرِ " *‬ ‫سَفرِ َوال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫م ِفي ال ّ‬
‫صو ُ‬
‫ت تَ ُ‬ ‫" أ َن َّها َ‬
‫كان َ ْ‬

‫‪ 2133‬حدثني محمد بن عبد الله المصري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أبو‬


‫زرعة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا حيوة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أبو السود ‪ ،‬عن عروة بن‬
‫الزبير ‪ ،‬عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أنها كانت‬
‫تصوم في السفر والحضر " *‬

‫حّتى أ َذ ْل ََقَها "‬


‫سَفرِ َ‬
‫م ِفي ال ّ‬
‫صو ُ‬
‫ن تَ ُ‬
‫مِني َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫ُ‬
‫تأ ّ‬
‫َ‬
‫" ل ََقد ْ َرأي ْ ُ‬

‫‪ 2134‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬عن ابن عون ‪ ،‬عن القاسم بن محمد ‪ ،‬قال ‪ " :‬لقد رأيت‬
‫أم المؤمنين تصوم في السفر حتى أذلقها " ‪ ،‬قال ابن عون ‪ :‬أو‬
‫قال ‪ :‬أذرقها السموم *‬

‫سَفرِ " *‬
‫ن ِفي ال ّ‬
‫ما ِ‬
‫صو َ‬ ‫" َ‬
‫كاَنا ي َ ُ‬

‫‪ 2135‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬عن عبيد‬


‫الله ‪ ،‬عن جابر بن زيد ‪ ،‬وعكرمة أنهما " كانا يصومان في السفر "‬
‫*‬

‫كا َ‬
‫سَفرِ " *‬
‫ضرِ َوال ّ‬ ‫م ِفي ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫صو ُ‬ ‫" َ َ‬
‫ن أِبي ي َ ُ‬

‫‪ 2136‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرني ابن أبي الزناد ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان أبي‬
‫يصوم في الحضر والسفر " *‬

‫ن أ َُبو‬ ‫ضرِ ‪ ،‬وَ َ‬


‫كا َ‬ ‫سَفرِ َوال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫م ِفي ال ّ‬ ‫م الد ّهَْر ‪ ،‬فَي َ ُ‬
‫صو ُ‬ ‫صو ُ‬
‫" يَ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2137‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬
‫زرعة وهب الله بن راشد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا حيوة بن شريح ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرنا أبو السود أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن أبي مراوح ‪،‬‬
‫عن حمزة السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أنه‬
‫كان " يصوم الدهر ‪ ،‬فيصوم في السفر والحضر ‪ ،‬وكان أبو مراوح‬
‫يصوم الدهر ‪ ،‬فيصوم في السفر والحضر ‪ ،‬وكان عروة بن الزبير‬
‫يصوم الدهر ‪ ،‬فيصوم في السفر والحضر ‪ ،‬حتى إن كان ليمرض‬
‫فما يفطر " *‬

‫ة‬
‫ح ُ‬ ‫مَقال َةِ ِ‬
‫ص ّ‬ ‫ة َقائ ِِلي هَذِهِ ال ْ َ‬
‫عل ّ ُ‬
‫سَفرِ " وَ ِ‬
‫صوم ِ ِفي ال ّ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 2138‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني مالك ‪ ،‬عن سمي أن أبا بكر بن عبد الرحمن " كان‬
‫يصوم في السفر " وعلة قائلي هذه المقالة صحة الخبر عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صام في سفره عام شخص‬
‫لحرب قريش ‪ ،‬فلم يفطر حتى قارب مكة ودنا من عدوه ‪ ،‬فأفطر‬
‫لما دنا منهم مريدا حربهم ؛ خشية الضعف على أصحابه عند لقاء‬
‫العدو صياما ‪ .‬قالوا ‪ :‬فالفطر الذي ندب إليه المسافر هو الذي‬
‫يكون بتركه على تاركه من الخوف على نفسه ‪ ،‬ما كان على‬
‫أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند دنوهم للقاء عدوهم‬
‫مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬فأما من كان غير مخوف‬
‫عليه بصومه أذى ول مكروه ‪ ،‬ول على أحد بسببه ‪ ،‬فإنه غير جائز‬
‫له الفطار في شهر رمضان لسفر ول غيره ‪ .‬وقد ذكرنا قبل فيما‬
‫مضى قول من أباح الفطار في شهر رمضان في السفر ‪ ،‬وإن‬
‫كان غير مخوف عليه بالصوم مكروه ول أذى ‪ ،‬ورأى أن الصوم له‬
‫أفضل ‪ .‬وعلة قائلي ذلك نظيرة قائلي هذه المقالة ‪ ،‬غير أنهم‬
‫جعلوا لمطيق الصوم في السفر الخيار بين الصوم والفطار ‪،‬‬
‫وقالوا ‪ :‬أفضل المرين له الصوم ؛ لن الله تعالى ذكره إنما أباح‬
‫له الفطار في سفره تيسيرا عليه بقوله ‪ :‬يريد الله بكم اليسر ول‬
‫يريد بكم العسر ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فإذا لم يكن عليه في الصوم عسر ‪،‬‬
‫فالفضل له في الصوم ‪ ،‬والصواب من القول في ذلك عندنا قول‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫من قال ‪ :‬الفطار في شهر رمضان في السفر الذي هو غير‬
‫معصية لله رخصة من الله عز ذكره لعباده المؤمنين ‪ ،‬وتيسير منه‬
‫عليهم ‪ ،‬إذا كانوا للصوم مطيقين ‪ ،‬وعلى أنفسهم بالصوم غير‬
‫خائفين ‪ ،‬عجزا عما هو أولى بهم منه ‪ ،‬من أداء فرائض الله ‪ ،‬لقوله‬
‫تعالى ذكره عقيب قوله ‪ :‬ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من‬
‫أيام أخر يريد الله بكم اليسر ول يريد بكم العسر ‪ ،‬فأخبره عز‬
‫ذكره أنه إنما أطلق الفطار في شهر الصوم في حال السفر‬
‫والمرض ‪ ،‬وإبدال عدة ما يفطر من ذلك من اليام من أيام أخر‬
‫من غيره ‪ ،‬إرادة اليسر منه بنا ل العسر ‪ .‬فمن اختار رخصة الله له‬
‫‪ ،‬فأفطر في حال سفره أو مرضه لم يكن معنفا ‪ ،‬ومن اختار‬
‫الصوم وهو يسر غير عسر عليه ‪ ،‬فهو له أفضل ‪ ،‬لصحة الخبر عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صام حين شخص من مدينته‬
‫متوجها إلى مكة لحرب قريش حتى بلغ عسفان أو الكديد ‪ ،‬وصام‬
‫معه أصحابه ‪ ،‬إذ كان ذلك يسرا عليهم ل عسرا ‪ ،‬وأنه أفطر وأمر‬
‫أصحابه بالفطار لما دنا ودنوا من عدوهم لحربهم ‪ ،‬فصار الصوم‬
‫عسرا ل يسرا ‪ ،‬إذ كان ل شك أنهم لو كانوا لقوا عدوهم فحاربوهم‬
‫وهو صيام ‪ ،‬لم يؤمن على كثير منهم الضعف ودخول الوهن عليهم‬
‫في أنفسهم ‪ ،‬فصومهم يكون سببا لعجزهم عن عدوهم ‪ ،‬وقوة‬
‫لعدوهم عليهم ‪ ،‬فكان ذلك حال الفطار فيها بهم أولى من الصوم ‪،‬‬
‫وأفضل لهم عند الله منه ‪ ،‬لما كانوا يرجون بالفطار من قوة‬
‫أبدانهم على حرب أعداء الله وأعدائهم ‪ ،‬وإعلء كلمته على كلمة‬
‫الذين كفروا ‪ .‬فكذلك الحق أن يكون الصوم للمسافر في طاعة‬
‫الله وفي غير معصيته أفضل له إذا كان ذلك يسرا عليه غير عسر ‪،‬‬
‫وأن ل يكون حرجا بالفطار إن أفطر ؛ لعموم قول الله تعالى ذكره‬
‫‪ :‬ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ‪ ،‬كل من كان‬
‫على سفر في غير معصية الله ‪ ،‬وأن يكون الفطار له أفضل إذا‬
‫كان الصوم عسرا ل يسرا ‪ ،‬لما ذكرنا عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم من إفطاره وأمره أصحابه بالفطار عند دنوه من عدوه‬
‫لحربهم ‪ ،‬وقربه من لقائهم ‪ ،‬ومصير الصوم فيه عسرا ل يسرا ‪.‬‬
‫وكالذي قلنا في معنى أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه‬
‫بالفطار في سفرهم الذي سافروه معه في شهر رمضان حين‬
‫أمرهم به ‪ ،‬وصومه في الحال التي صام فيها هو وأصحابه ‪ ،‬معنى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قوله الذي روي عنه ‪ " :‬ليس من البر الصوم في السفر " ‪ ،‬ومعنى‬
‫قوله ‪ " :‬الصائم في السفر كالمفطر في الحضر " ‪ ،‬وذلك صوم‬
‫الصائم في السفر في حال إن صام فيها ضيع بصومه فيها من‬
‫فرض الله تعالى ذكره ما هو أولى به منه ‪ ،‬أو خيف عليه بصومه‬
‫فيها فيه من دخول المكروه عليه في نفسه ‪ ،‬ما إصلحه بالفطار‬
‫أوجب عليه من الصوم فيه ‪ ،‬فيكون حينئذ بصومه فيه وقد أذن الله‬
‫بالفطار ‪ ،‬وجعل له السبيل إلى صوم عدة اليام التي أفطرها من‬
‫أيام أخر مضيعا فرضا عليه في نفسه في حاله تلك ‪ ،‬غير جائز له‬
‫التأخير عنها ‪ ،‬فيكون في إثمه تأخيره ذلك بصومه وترك الفطار‬
‫فيها ‪ ،‬في معنى المفطر في الحضر ‪ ،‬في إثمه بإفطاره في حال‬
‫حرم الله عليه فيها الفطار وبنحو الذي قلنا في ذلك وردت الخبار‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم *‬

‫َ‬
‫ة‬
‫ص ِ‬
‫خ َ‬ ‫سَفرِ ‪ ،‬فَعَل َي ْك ُ ْ‬
‫م ب ُِر ْ‬ ‫موا ِفي ال ّ‬
‫صو ُ‬ ‫ن ال ْب ِّر أ ْ‬
‫ن تَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ِ‬

‫‪ 2139‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أيوب‬


‫بن سويد ‪ ،‬عن الوزاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ‪ ،‬فإذا برجل تحت ظل‬
‫شجرة يرش عليه الماء ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" ليس من البر أن تصوموا في السفر ‪ ،‬فعليكم برخصة الله التي‬
‫رخص لكم فاقبلوها " *‬

‫ذا ؟ " ‪َ ،‬قاُلوا ‪َ :‬يا‬ ‫حب ِك ُ ْ‬


‫م هَ َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ما َبا ُ‬
‫ل َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2140‬حدثني العباس بن الوليد العذري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي قال ‪:‬‬


‫سمعت الوزاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬
‫محمد بن عبد الرحمن بن زرارة النصاري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني من سمع‬
‫جابر بن عبد الله النصاري يقول ‪ :‬كنا مع رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم في غزوة ‪ ،‬فإذا برجل تحت شجرة يرش عليه الماء ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما بال صاحبكم هذا ؟ "‬
‫‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول الله إنه صائم ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ليس من البر أن تصوموا في السفر ‪ ،‬فعليكم برخصة‬
‫الله التي رخص لكم " *‬

‫سل ّ َ‬
‫م ِفي غَْزوَةٍ غََزا َ‬
‫ها‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫ك ُّنا َ‬
‫معَ َر ُ‬

‫‪ 2141‬حدثنا الحسن بن عرفة قال ‪ :‬حدثنا روح بن عبادة البصري ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا زكريا بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو الزبير أنه سمع جابر‬
‫بن عبد الله قال ‪ :‬كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في‬
‫غزوة غزاها ‪ -‬وذلك في رمضان ‪ -‬فصام رجل من أصحاب النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وضعف ضعفا شديدا ‪ ،‬وكاد العطش يقتله ‪،‬‬
‫فجعلت ناقته تدخل تحت العضاه ‪ ،‬فأخبر به النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إيتوني به " فأتي به ‪ ،‬فقال له ‪ :‬ألست في سبيل‬
‫الله ‪ ،‬ومع رسول الله ؟ " أفطر " ‪ ،‬فأفطر *‬

‫شتد الصوم عََلى رجل م َ‬


‫حاب ِهِ ‪،‬‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬‫َ ُ ٍ ِ ْ‬ ‫ّ ْ ُ‬ ‫ن ‪َ ،‬فا ْ َ ّ‬
‫ضا َ‬ ‫سافََر ِفي َر َ‬
‫م َ‬ ‫َ‬

‫‪ 2142‬حدثنا يوسف بن موسى القطان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج بن‬


‫المنهال ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬عن أبي الزبير ‪ ،‬عن جابر‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سافر في رمضان ‪ ،‬فاشتد‬
‫الصوم على رجل من أصحابه ‪ ،‬فجعلت راحلته تهيم به تحت‬
‫الشجر ‪ ،‬فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأمره ‪ " ،‬فدعاه ثم دعا‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء من ماء فوضعه على يده‬
‫" ‪ ،‬فلما رآه الناس ‪ ،‬شرب وشربوا *‬

‫َ‬
‫سَفرِ " *‬
‫موا ِفي ال ّ‬
‫صو ُ‬ ‫ن ال ْب ِّر أ ْ‬
‫ن تَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2143‬حدثني الحسين بن يزيد الطحان ‪ ،‬وسلم بن جنادة السوائي‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا شعبة ‪ ،‬عن محمد بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬عن محمد بن عمرو بن الحسن ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬قال ‪ :‬مر‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قد ظلل عليه وهو في‬
‫السفر ‪ ،‬فسأل عنه ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬صائم فقال ‪ " :‬ليس من البر أن‬
‫تصوموا في السفر " *‬

‫َ‬
‫سَفرِ " *‬
‫موا ِفي ال ّ‬
‫صو ُ‬ ‫ن ال ْب ِّر أ ْ‬
‫ن تَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ِ‬

‫‪ 2144‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة‬
‫النصاري ‪ ،‬عن محمد بن عمرو بن الحسن بن علي ‪ ،‬عن جابر بن‬
‫عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل قد‬
‫اجتمع الناس عليه ‪ ،‬وقد ظلل عليه ‪ ,‬فقالوا ‪ :‬هذا رجل صائم ‪،‬‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ليس من البر أن‬
‫تصوموا في السفر " *‬

‫جٍع ب ِهِ ؟ " َقاُلوا ‪:‬‬ ‫َ‬


‫حب ِك ُ ْ‬
‫م ؟ أي ّ و َ َ‬ ‫صا ِ‬
‫ما ل ِ َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2145‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني محمد بن‬


‫إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ضمضم بن زرعة ‪،‬‬
‫عن شريح بن عبيد ‪ ،‬عن كعب بن عاصم الشعري ‪ ،‬قال ‪ :‬قفلنا‬
‫مرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في حر شديد ‪،‬‬
‫فإذا رجل من القوم قد دخل تحت ظل شجرة وهو يسطح كهيئة‬
‫الوجع ‪ ،‬فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ما‬
‫لصاحبكم ؟ أي وجع به ؟ " قالوا ‪ :‬ليس به وجع ‪ ،‬ولكنه صائم ‪،‬‬
‫فاشتد عليه الحر ‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ ‪" :‬‬
‫ليس البر أن تصوموا في السفر ‪ ،‬عليكم برخصة الله التي رخص‬
‫لكم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ي‬ ‫ت‬‫" سافَر في رمضان فَصام ‪ ،‬فَرَأى الناس مجهودين ‪ ،‬فَأ ُ‬


‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ َ َ ْ ُ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ ِ‬

‫‪ 2146‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫حميد الطويل ‪ ،‬عن بكر بن عبد الله المزني أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم " سافر في رمضان فصام ‪ ،‬فرأى الناس مجهودين‬
‫‪ ،‬فأتي بإناء من لبن فشرب والناس ينظرون ‪ ،‬يريهم أنه مفطر "‬
‫فكان قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ليس من البر الصوم‬
‫في السفر " ‪ ،‬وقوله ‪ " :‬الصائم في السفر كالمفطر في الحضر "‬
‫‪ ،‬لمن كان بمثل الحال التي ذكر جابر أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال له فيها ‪ ،‬وذلك الحال التي قد بلغ منه العطش أو‬
‫الضعف فيها ما قد كاد يقتله ‪ ،‬وراحلته تهيم به فل يقدر على‬
‫صرفها ‪ ،‬ول يملك رأسها ‪ ،‬لما به من الجهد بصومه في سفره ‪،‬‬
‫وصار إلى حال يحتاج أن يعلل فيها برش الماء عليه لئل تتلف‬
‫نفسه ‪ .‬ول شك أن من كان قد بلغ به الصوم في سفره إلى مثل‬
‫هذه الحال أن الفطار أولى به من الصوم ‪ ،‬ول بر في صومه وهو‬
‫كذلك ‪ ،‬بل البر في الفطار ليحيي به نفسه ‪ ،‬بل هو إن صام وهو‬
‫كذلك في سفره ‪ ،‬في الثم كالمفطر في الحضر ‪ ،‬كما قال صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ .‬فأما إذا كان للصوم مطيقا وعليه قويا ‪ ،‬وعلى‬
‫نفسه بالصوم غير خائف مكروها ‪ ،‬ول على من هو معه من‬
‫أصحابه مدخل بصومه ضرا ‪ ،‬فالصوم ل شك له أفضل ‪ ،‬وذلك أن ‪:‬‬
‫*‬

‫ر‬
‫سَف ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي ال ّ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫" ك ُّنا َ‬
‫معَ َر ُ‬

‫‪ 2147‬العباس بن الوليد ‪ ،‬حدثني قال ‪ :‬أخبرني أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سعيد بن عبد العزيز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني إسماعيل بن عبيد الله ‪ ،‬عن‬
‫أم الدرداء ‪ ،‬عن أبي الدرداء ‪ ،‬قال ‪ " :‬كنا مع رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم في السفر ‪ ،‬وإن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة‬
‫الحر ‪ ،‬وما منا صائم إل ما كان من رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وعبد الله بن رواحة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م ِفي‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫" ل ََقد ْ َرأي ْت َُنا َ‬
‫معَ َر ُ‬

‫‪ 2148‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام‬
‫بن سعد ‪ ،‬عن عثمان بن حيان الدمشقي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرتني أم‬
‫الدرداء ‪ ،‬قالت ‪ :‬أخبرني أبو الدرداء ‪ ،‬قال ‪ " :‬لقد رأيتنا مع رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في اليوم الحار‬
‫الشديد الحر ‪ ،‬حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر ‪،‬‬
‫وما في القوم صائم إل رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وعبد‬
‫الله بن رواحة " *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ‪ :‬لو أنا صمنا بقية شهرنا فإن‬
‫الشهر قد تسعسع ‪ ،‬يعني بقوله ‪ " :‬قد تسعسع " قد أدبر ومضى‬
‫أكثره ‪ ،‬فلم يبق منه إل القليل ‪ .‬وكذلك يقال لكل ما ولي وأدبر‬
‫ودنا فناؤه ‪ " :‬قد تسعسع " ‪ ،‬ومنه قيل ‪ :‬لليل إذا أدبر ولم يبق منه‬
‫إل اليسير ‪ " :‬قد سعسع ‪ ،‬وتسعسع ‪ ،‬وعسعس " ‪ ،‬ومن قولهم "‬
‫تسعسع " قول رؤبة بن العجاج ‪ :‬يا هند ما أسرع ما تسعسعا ولو‬
‫رجا تبع الصبا تتبعا وذلك من لغة من قال ‪ " :‬سعسع الليل‬
‫والنسان " ‪ ،‬إذا أدبر كبرا ‪ ،‬ودنا انقضاء أيامه ‪ ،‬وذلك عني رؤبة‬
‫بقوله ‪ " :‬يا هند ما أسرع ما تسعسعا " ‪ ،‬يقول ‪ :‬ما أسرع ما أدبر‬
‫ودنا من الفناء ‪ .‬وأما من لغة من قال ‪ " :‬عسعس " ‪ ،‬فقول علقة‬
‫بن قرط حتى إذا الصبح له تنفسا وانجاب عنها ليلها وعسعسا يعني‬
‫بقوله ‪ " :‬عسعس " ‪ :‬أدبر ‪ ،‬وبهذه اللغة نزل القرآن وذلك قوله ‪:‬‬
‫والليل إذا عسعس ‪ ،‬وأما قول القاسم بن محمد ‪ " :‬رأيت أم‬
‫المؤمنين تصوم في السفر حتى أذلقها أو قال ‪ :‬أذرقها السموم ‪،‬‬
‫فإنه يعني بقوله ‪ " :‬أذلقها " هزلها ‪ ،‬وجهدها ‪ ،‬من قولهم ‪ " :‬سهم‬
‫مذلق " ‪ ،‬إذا كان محددا ‪ ،‬يقال منه ‪ " :‬ذلقت السهم ‪ ،‬وأذلقته "‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫إذا حددته ‪ " ،‬وذلق السهم يذلق ذلقا " ‪ ،‬إذا صار حديدا ‪ ،‬ومن‬
‫قولهم ‪ " :‬ذلق السهم " ‪ ،‬قول رؤبة بن العجاج ‪ :‬حجرية كالجمر‬
‫من سن الذلق يكسين أرياشا من الطير العتق‬

‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ك‬‫ع‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫خا‬ ‫ر‬ ‫با‬ ‫خ‬ ‫خر من أ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار خالد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ن‪#‬‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ك‬‫ع‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫خا‬ ‫ر‬ ‫با‬ ‫خ‬ ‫خر من أ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬

‫ة"*‬ ‫ه ال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬
‫م َ‬ ‫م عَل ّ ْ‬
‫م ُ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 2149‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬وحدثنا‬


‫سفيان بن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب جميعا عن خالد ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬ضمني رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم وقال ‪ " :‬اللهم علمه الحكمة " *‬

‫ة"*‬ ‫ه ال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬
‫م َ‬ ‫م عَل ّ ْ‬
‫م ُ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 2150‬حدثني محمد بن إبراهيم بن صدران ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬


‫معاوية العقيلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد الحذاء ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إليه وقال ‪" :‬‬
‫اللهم علمه الحكمة " *‬

‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ‪:‬‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ب " ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬ ‫ه ال ْك َِتا َ‬ ‫م عَل ّ ْ‬
‫م ُ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 2151‬وحدثنا عمران بن موسى القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوارث‬


‫بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال ‪ " :‬اللهم‬
‫علمه الكتاب " القول في علل هذا الخبر ‪ :‬وهذا خبر صحيح سنده ‪،‬‬
‫وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪:‬‬
‫إحداها ‪ :‬أنه من رواية عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬وقد مضى ذكرى‬
‫قولهم في نقل عكرمة ‪ ،‬والثانية ‪ :‬أنه من نقل خالد عنه ‪ ،‬وقد‬
‫تقدم ذكري ما حكي عن شعبة بن الحجاج فيه ‪ ،‬والثالثة ‪ :‬أنه قد‬
‫حدث بهذا الحديث عن ابن عباس جماعة غير عكرمة ‪ ،‬فخالفوه‬
‫في لفظه ‪ ،‬ومعناه وذلك دليل عندهم على وهائه ‪ ،‬والرابعة ‪ :‬أنه‬
‫قد حدث هذا الحديث عن عكرمة غير خالد ‪ ،‬وغير من وافقه في‬
‫وصله ‪ ،‬فأرسله ولم يصله *‬

‫ن َرَواهُ ك َذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من رواه كذلك‬

‫ن َرَواهُ ك َذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫دا ِفي‬ ‫ة " وَقَد ْ َوافَقَ َ‬


‫خال ِ ً‬ ‫م َ‬ ‫ه ال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه الت ّأ ِْوي َ‬
‫ل وَعَل ّ ْ‬ ‫م ُ‬
‫" الل ّه َ‬
‫م أل ْهِ ْ‬
‫ُ ّ‬

‫‪ 2152‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا نعيم بن حماد ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا نوح بن أبي مريم ‪ ،‬عن يزيد النحوي ‪ ،‬عن عكرمة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬كان ابن عباس في العلم بحرا ينشق له من المور أمور ‪ ،‬قد‬
‫حفظ وروى ‪ ،‬وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬اللهم‬
‫ألهمه التأويل وعلمه الحكمة " وقد وافق خالدا في وصل هذا الخبر‬
‫عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس غيره *‬

‫ه ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َوافََق ُ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافقه في ذلك‬


‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ه ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َوافََق ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫عا‬
‫جرِهِ وَد َ َ‬
‫ح ْ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫" أقْعَد َِني َر ُ‬
‫سو ُ‬

‫‪ 2153‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله ‪ ،‬عن إسرائيل ‪ ،‬عن‬
‫جابر ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬أقعدني رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم في حجره ودعا لي بالحكمة " وقد وافق‬
‫عكرمة في رواية معنى هذا الخبر عن ابن عباس جماعة ‪ ،‬وإن‬
‫خالفه بعضهم في لفظه *‬

‫ك ك َذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ه ِفي رَِواي َةِ ذ َل ِ َ‬
‫ن َوافََق ُ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافقه في رواية ذلك كذلك‬

‫ك ك َذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ه ِفي رَِواي َةِ ذ َل ِ َ‬
‫ن َوافََق ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ه الت ّأ ِْوي َ‬
‫ل"*‬ ‫ن ‪ ،‬وَعَل ّ ْ‬
‫م ُ‬ ‫دي ِ‬
‫ه ِفي ال ّ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫م فَّقهْ ُ‬

‫‪ 2154‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫الحسين ‪ ،‬عن أبي الزبير ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عباس أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬اللهم فقهه في الدين ‪ ،‬وعلمه‬
‫التأويل " *‬

‫ه الت ّأ ِْوي َ‬
‫ل"*‬ ‫ن ‪ ،‬وَعَل ّ ْ‬
‫م ُ‬ ‫دي ِ‬
‫ه ِفي ال ّ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫م فَّقهْ ُ‬

‫‪ 2155‬وحدثنا به ابن حميد مرة أخرى ‪ ،‬فقال ‪ :‬حدثنا أبو تميلة ‪،‬‬
‫عن الحسين بن واقد ‪ ،‬عن أبي الزبير ‪ ،‬عن ابن عباس أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬اللهم فقهه في الدين ‪ ،‬وعلمه‬
‫التأويل " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫ل الل ّهِ‬
‫سو ُ‬
‫عا ِلي َر ُ‬
‫ن ‪ ،‬وَد َ َ‬
‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫سَل ُ‬
‫م َ‬ ‫ل عَل َي ْهِ ال ّ‬
‫ري َ‬
‫جب ْ ِ‬
‫ت ِ‬
‫" َرأي ْ ُ‬

‫‪ 2156‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن آدم ‪ ،‬عن يحيى بن‬
‫مهلب أبي كدينة ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫رأيت جبريل عليه السلم مرتين ‪ ،‬ودعا لي رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أن يؤتيني الحكمة مرتين " *‬

‫َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫عا ل َ ُ‬
‫ه َر ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وَد َ َ‬
‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫ري َ‬
‫ل َ‬ ‫جب ْ ِ‬
‫" َرأى ِ‬

‫‪ 2157‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاوية بن هشام ‪ ،‬عن سفيان‬


‫‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن أبي الجهضم ‪ ،‬عن ابن عباس أنه " رأى جبريل‬
‫مرتين ‪ ،‬ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين‬
‫"*‬

‫َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫عا ِلي َر ُ‬
‫ن ‪ ،‬وَد َ َ‬
‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫مل َ َ‬
‫ك َ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫" َرأي ْ ُ‬

‫‪ 2158‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬حدثنا عثمان بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شريك ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن أبي جهضم ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أنه قال ‪" :‬‬
‫رأيت الملك مرتين ‪ ،‬ودعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بالحكمة مرتين " *‬

‫ه لَ َ‬
‫ك عَب ْد ُ‬ ‫ضع َ ُ‬
‫ة ‪ :‬وَ َ‬
‫مون َ ُ‬
‫مي ْ ُ‬ ‫ضعَ ؟ " فََقال َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫ن وَ َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2159‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عباءة بن كليب أبو غسان ‪،‬‬
‫عن حماد بن سلمة ‪ ،‬عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ‪ ،‬عن سعيد‬
‫بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس أنه كان في بيت ميمونة ‪ ،‬فوضع للنبي‬
‫صلى الله عليه وسلم وضوءا ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من وضع ؟ " فقالت ميمونة ‪ :‬وضعه لك عبد الله ‪ ،‬فقال‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬اللهم علمه التأويل وفقهه‬
‫في الدين " *‬

‫ه الت ّأ ِْوي َ‬
‫ل"*‬ ‫ن وَعَل ّ ْ‬
‫م ُ‬ ‫دي ِ‬
‫ه ِفي ال ّ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫م فَّقهْ ُ‬

‫‪ 2160‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن آدم ‪ ،‬وحفص بن‬


‫بغيل ‪ ،‬عن زهير ‪ ،‬عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني‬
‫سعيد بن جبير أنه سمع ابن عباس يقول ‪ :‬وضع رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يده على منكبي أو بين كتفي وقال ‪ " :‬اللهم فقهه‬
‫في الدين وعلمه التأويل " *‬

‫زيد َِني‬ ‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬


‫سو ُ‬
‫ن يَ ِ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫عا ِلي َر ُ‬
‫" دَ َ‬

‫‪ 2161‬حدثنا سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن عيينة ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬عن‬


‫كريب ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬دعا لي رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أن يزيدني علما وفهما " *‬

‫ل‪:‬‬ ‫ه لَ ُ‬
‫ه ‪ ،‬فََقا َ‬ ‫ضعْ ِلي ط َُهوًرا " ‪ ،‬فَوَ َ‬
‫ضعْت ُ ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2162‬حدثنا سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن ورقاء ‪ ،‬عن عبيد الله‬
‫بن أبي يزيد ‪ ،‬عن ابن عباس قال ‪ :‬كنت مع رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم في بيت خالتي ميمونة ‪ ،‬فقال لي النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ضع لي طهورا " ‪ ،‬فوضعته له ‪ ،‬فقال ‪ " :‬اللهم فقهه في‬
‫الدين " *‬

‫ن"*‬ ‫ة وَت َأ ِْوي َ‬


‫ل ال ُْقْرآ ِ‬ ‫ه ال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬
‫م َ‬ ‫م عَل ّ ْ‬
‫م ُ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2163‬حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني محمد بن عبد الله‬
‫النصاري ‪ ،‬عن إسماعيل بن مسلم المكي ‪ ،‬عن عمرو بن دينار ‪،‬‬
‫عن طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬دعاني رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم فمسح على ناصيتي وقال ‪ " :‬اللهم علمه الحكمة‬
‫وتأويل القرآن " *‬

‫َ‬
‫م ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ه ؟ " ‪ ،‬قُل ْ ُ‬
‫ت ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫" َرأي ْت َ ُ‬

‫‪ 2164‬حدثني إبراهيم بن عبد الله العبسي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمر بن‬


‫حفص بن غياث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن إسماعيل بن سميع ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني حكيم بن جبير ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫دخلت أنا وأبي على النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فسلم عليه‬
‫أبي ‪ ،‬فلم يرجع إليه شيئا ‪ ،‬فلما رجع إلى البيت قلت ‪ :‬يا أبه ‪ ،‬أما‬
‫رأيت الرجل عنده بين يديه يحدثه فرجع وهو ثقيل ‪ ،‬مخافة أن‬
‫يكون عرض لي شيء ‪ ،‬قال ‪ :‬فدخل على النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فسلم عليه وانبسط إليه ‪ ،‬وقال ‪ :‬دخلت عليك فسلمت‬
‫فلم ترد علي ‪ ،‬وزعم ابني أنه رأى معك رجل يحدثك ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫رأيته ؟ " ‪ ،‬قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ذاك جبريل " ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬اللهم‬
‫اجعله عليما أو حكيما " ‪ ،‬قال ‪ :‬فما نسيت بعد شيئا سمعته *‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬
‫معَْنى َ‬
‫ن َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ْ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عن معنى ما في هذا الخبر والذي فيه البانة عما‬


‫خص الله تعالى ذكره به نبينا صلى الله عليه وسلم من الفضيلة‬
‫بإجابته دعاءه ‪ ،‬وإعطائه مسألته ‪ ،‬وذلك أنه دعا عليه السلم لبن‬
‫عمه عبد الله بن عباس بأن يعلمه الحكمة ‪ ،‬وتأويل القرآن ‪ ،‬وأن‬
‫يفقهه في الدين ‪ ،‬فأعطاه ذلك ‪ ،‬وأجاب له دعاءه بما دعا به فيه ‪،‬‬
‫فكان عالما بالحكمة وتأويل القرآن ‪ ،‬فقيها في الدين ‪ ،‬مقدما في‬
‫ذلك ‪ ،‬نقابا مبرزا على أقرانه ‪ ،‬ل يتقدمه منهم أحد ‪ ،‬بل ل يدانيه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ول يقاربه منهم بشر في أيامه ‪ ،‬يشهد له بذلك الجلة من أصحاب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان‬

‫م‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ك ِ‬ ‫شهَد ُ ل َ ُ‬
‫ه ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض من كان يشهد له بذلك منهم‬

‫م‪#‬‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ك ِ‬ ‫شهَد ُ ل َ ُ‬
‫ه ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫حد ٌ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫عا َ‬ ‫َ‬ ‫" ل َوْ أ َد َْر َ‬


‫مّنا أ َ‬
‫شَرهُ ِ‬ ‫ما َ‬
‫سَنان ََنا َ‬
‫سأ ْ‬‫ن عَّبا ٍ‬
‫ك اب ْ ُ‬

‫‪ 2165‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جعفر بن عون ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫العمش ‪ ،‬عن أبي الضحى ‪ ،‬عن مسروق ‪ ،‬عن عبد الله ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا أحد ‪ ،‬وقال ‪ :‬نعم‬
‫ترجمان القرآن ابن عباس " *‬

‫حد ٌ "‬ ‫َ‬ ‫عا َ‬ ‫َ‬ ‫" ل َوْ أ َد َْر َ‬


‫مّنا أ َ‬
‫شَرهُ ِ‬ ‫ما َ‬
‫سَنان ََنا َ‬
‫سأ ْ‬‫ن عَّبا ٍ‬
‫ك اب ْ ُ‬

‫‪ 2166‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أحمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان‬
‫‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن أبي الضحى ‪ ،‬عن مسروق ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ‪ :‬عبد‬
‫الله ‪ " :‬لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا أحد " *‬

‫ن‬ ‫َ‬ ‫عا َ‬ ‫" ل َو أ َدر َ َ‬


‫ما ُ‬
‫ج َ‬
‫م الت ّْر ُ‬
‫حد ٌ ‪ ،‬وَن ِعْ َ‬
‫مّنا أ َ‬
‫شَرهُ ِ‬ ‫ما َ‬
‫سَنان ََنا َ‬
‫كأ ْ‬ ‫ْ َْ‬

‫‪ 2167‬حدثنا يحيى بن داود الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسحاق بن‬


‫يوسف الزرق ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن أبي الضحى ‪ ،‬عن‬
‫مسروق ‪ ،‬عن عبد الله بن مسعود أنه ذكر ابن عباس ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد ‪ ،‬ونعم الترجمان ابن عباس‬
‫للقرآن " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫عا َ‬ ‫" ل َو أ َن ابن عَباس أ َدر َ َ‬


‫حد ٌ‬
‫مّنا أ َ‬
‫شَرهُ ِ‬ ‫ما َ‬
‫سَنان ََنا َ‬
‫كأ ْ‬ ‫ْ ّ ْ َ ّ ٍ َْ‬

‫‪ 2168‬حدثني أبو السائب سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪،‬‬
‫عن العمش ‪ ،‬عن مسلم ‪ ،‬عن مسروق ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عبد الله ‪" :‬‬
‫لو أن ابن عباس أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد " *‬

‫ما أ َد َْرك َْنا‬ ‫مط ّل ِ ِ‬


‫ب َ‬ ‫ن ب َِني عَب ْدِ ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ذا ال ْغَُل ُ‬
‫م ِ‬ ‫" ل َوْ أ َد َْر َ‬
‫ك هَ َ‬

‫‪ 2169‬حدثنا عثمان بن يحيى بن عثمان القرقساني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن يزيد ‪،‬‬
‫عن ابن مسعود ‪ ،‬قال ‪ " :‬لو أدرك هذا الغلم من بني عبد المطلب‬
‫ما أدركنا ما تعلقنا منه بشيء ‪ -‬يعني ابن عباس " *‬

‫س‬ ‫سم ِ ؟ " َقاُلوا ‪ :‬اب ْ ُ‬


‫ن عَّبا ٍ‬ ‫مُلوا عََلى ال ْ َ‬
‫مو ْ ِ‬ ‫ست َعْ َ‬
‫نا ْ‬
‫م ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 2170‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الصمد بن عبد‬


‫الوارث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو إسحاق ‪ ،‬عن سيف‬
‫بن أخي الشعث بن قيس ‪ ،‬عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ‪:‬‬
‫" من استعملوا على الموسم ؟ " قالوا ‪ :‬ابن عباس ‪ ،‬قالت ‪ " :‬هو‬
‫أعلم " ‪ .‬قال ‪ :‬أبو جعفر ‪ :‬أظنه أنا قالت ‪ " :‬الناس بالسنة " *‬

‫َ‬
‫ج"*‬ ‫س ِبال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫" هُوَ أعْل َ ُ‬
‫م الّنا ِ‬

‫‪ 2171‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عبد الله بن سيف ‪ ،‬قال ‪ :‬قالت‬
‫عائشة رضي الله عنها ‪ " :‬من استعمل على الموسم ؟ " قالوا ‪:‬‬
‫ابن عباس ‪ ،‬فقالت ‪ " :‬هو أعلم الناس بالحج " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫مَر‬ ‫ج ال ْب َي ْ َ‬
‫ت أوِ اعْت َ َ‬ ‫ح ّ‬
‫ن َ‬ ‫شَعائ ِرِ الل ّهِ فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫صَفا َوال ْ َ‬
‫مْروَةَ ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫إِ ّ‬

‫‪ 2172‬حدثني عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثني أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الحسين ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني شيبان أبو‬
‫معاوية ‪ ،‬عن جابر الجعفي ‪ ،‬عن عمرو بن حبشي ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪:‬‬
‫لبن عمر ‪ :‬إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو‬
‫اعتمر فل جناح عليه أن يطوف بهما ‪ ،‬قال ‪ " :‬انطلق إلى ابن‬
‫عباس فاسأله ؛ فإنه أعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله‬
‫عليه وسلم " *‬

‫ن ك َث َْر ِ‬
‫ة‬ ‫م ْ‬ ‫مى ال ْب َ ْ‬
‫حُر ِ‬ ‫س ّ‬
‫ه يُ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ض َ‬
‫س َر ِ‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫ن اب ْ ُ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 2173‬حدثني يحيى بن داود الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أسامة ‪،‬‬


‫عن العمش ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان ابن عباس رضي الله عنه‬
‫يسمى البحر من كثرة علمه " *‬

‫س ‪ ،‬وََل‬ ‫" ما رأ َيت أ َحدا قَ ّ َ‬


‫ن عَّبا ٍ‬
‫ن اب ْ ِ‬
‫م َ‬ ‫ط أفَْق َ‬
‫ه ِ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ً‬

‫‪ 2174‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عمرو بن ثابت ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت ميمون بن مهران ‪ ،‬يقول ‪ " :‬ما‬
‫رأيت أحدا قط أفقه من ابن عباس ‪ ،‬ول رأيت أحدا قط أفضل من‬
‫عبد الله بن عمر " *‬

‫صّلى‬
‫مدٍ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ه عََلى ُ‬
‫م َ‬ ‫ما أ َن َْز َ‬
‫ل الل ّ ُ‬ ‫س بِ َ‬
‫م الّنا ِ‬
‫َ‬
‫س أعْل َ ُ‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫" اب ْ ُ‬

‫‪ 2175‬حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يحيى بن يمان‬


‫العجلي ‪ ،‬عن عمار بن رزيق ‪ ،‬عن عمير بن بشر الخثعمي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال ابن عمر ‪ " :‬ابن عباس أعلم الناس بما أنزل الله على محمد‬
‫صلى الله عليه وسلم " *‬

‫َ‬
‫حرٍ " *‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ف ِ‬ ‫فَك َأن ّ َ‬
‫ما ن َغْرِ ُ‬

‫‪ 2176‬حدثنا محمد بن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬عن‬


‫عمر بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني إبراهيم بن عكرمة ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت آتي‬
‫ابن عباس أنا وحيي بن يعلى وسعيد بن جبير ‪ ،‬فكنت أسأله عن‬
‫النسب ‪ ،‬ويسأله حيي عن أيام العرب ‪ ،‬ويسأله سعيد عن الفتيا ‪،‬‬
‫والتأويل ‪ ،‬فكأنما نغرف من بحر " *‬

‫جًل‬ ‫َ‬ ‫ما ‪ ،‬فََقا َ‬


‫ت َر ُ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬
‫ل‪َ :‬‬ ‫س ي َوْ ً‬ ‫" ذ ُك َِر اب ْ ُ‬
‫ن عَّبا ٍ‬

‫‪ 2177‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثمان بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫ابن أبي الزناد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‪ ،‬قال‬
‫‪ " :‬ذكر ابن عباس يوما ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما رأيت رجل كان أعلم بالسنة ‪،‬‬
‫وأجلد أو أجود ـ الشك من أبي جعفر ـ رأيا ‪ ،‬وأثقب نصيحة من ابن‬
‫عباس ‪ ،‬وإن كانت القضية إذا جاءت عمر رضوان الله عليه عضلها‬
‫‪ ،‬يقول لعبد الله بن عباس ‪ :‬إنها قد طرأت علينا عضل أقضية‬
‫وأنت لها ولمثالها ‪ ،‬ثم يرضى بقوله ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم يقول ‪ :‬عبيد الله ‪:‬‬
‫وعمر بن الخطاب عمر في جده في ذات الله ونظره للمسلمين "‬
‫*‬

‫َ‬
‫مك ُْفو َ‬
‫ف‬ ‫ن َ‬ ‫س ‪ ،‬وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫س أفَْق َ‬
‫ه الّنا ِ‬ ‫ن عَب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬
‫ن عَّبا ٍ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 2178‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هناد بن سليم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫أبي ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان عبد الله بن عباس أفقه الناس ‪ ،‬وكان مكفوف‬
‫البصر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫" أ ََل ن َأ ِْتيهِ ؟ فََقا َ‬


‫ل ‪ :‬ب ََلى ِإيُتوهُ ‪ ،‬فَإ ِن َّها ل َ ْ‬
‫م‬

‫‪ 2179‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫ضماد بن عامر بن عوف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الفرزدق بن جواس‬
‫الخمامي ‪ ،‬قال ‪ :‬قدم علينا عكرمة جرجان ‪ ،‬فقلنا لشهر بن‬
‫حوشب ‪ " :‬أل نأتيه ؟ فقال ‪ :‬بلى إيتوه ‪ ،‬فإنها لم تكن أمة إل قد‬
‫كان لها حبر ‪ ،‬وإن مولى هذا عبد الله بن عباس ‪ ،‬كان حبر هذه‬
‫المة " *‬

‫ُ‬
‫حب ُْر اْل ّ‬
‫مة ِ " *‬ ‫ت وَهُوَ َ‬
‫ما َ‬
‫م َ‬
‫ت ي َوْ َ‬ ‫" وَل ََقد ْ َ‬
‫ما َ‬

‫‪ 2180‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن آدم ‪ ،‬عن ابن‬


‫عيينة ‪ ،‬عن ابن أبي نجيح ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ :‬ما رأيت فتيا أحسن‬
‫من فتيا ابن عباس ‪ ،‬إل أن يقول رجل ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ولقد مات يوم مات وهو حبر المة " *‬

‫خا م َ‬ ‫َ‬
‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ب َر ُ‬
‫حا ِ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ن َ‬
‫شي ْ ً ِ ْ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫" أد َْرك ْ ُ‬
‫ت َ‬

‫‪ 2181‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪ ،‬عن زهير ‪ ،‬عن ليث ‪،‬‬
‫عن طاوس ‪ ،‬قال ‪ " :‬أدركت سبعين شيخا من أصحاب رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬إذا تدارءوا في شيء أتوا ابن عباس حتى‬
‫يقدرهم عليه " *‬

‫َ‬ ‫كان ابن عَباس إ َ َ‬


‫س‪،‬‬ ‫م ُ‬
‫ل الّنا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ه قُل ْ َ‬
‫ت‪:‬أ ْ‬ ‫ذا َرأي ْت َ ُ‬‫" َ َ ْ ُ ّ ٍ ِ‬

‫‪ 2182‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪ ،‬عن شريك ‪ ،‬عن‬


‫العمش ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان ابن عباس إذا رأيته قلت ‪ :‬أجمل الناس ‪،‬‬
‫فإذا تكلم قلت ‪ :‬أفصح الناس ‪ ،‬فإذا حدث قلت ‪ :‬أعلم الناس " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما ‪ ،‬وََل َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬


‫شَراًبا ‪،‬‬ ‫ن أك ْث َُر ط ََعا ً‬
‫ت ب َي ًْتا َ َ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 2183‬حدثني يحيى بن داود الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا شبيب بن شيبة ‪ ،‬عن حميد الطويل ‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫جبير ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما رأيت بيتا كان أكثر طعاما ‪ ،‬ول شرابا ‪ ،‬ول‬
‫فاكهة ‪ ،‬ول علما من بيت ابن عباس " *‬

‫َ‬ ‫كا َ‬
‫س أعْل َ ُ‬
‫م‬ ‫ن عَّبا ٍ‬
‫ن اب ْ َ‬ ‫س ي َُقوُلو َ‬
‫ن ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ن عَّبا ٍ‬
‫ب اب ْ ِ‬
‫حا ُ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬‫" َ َ‬

‫‪ 2184‬حدثني أحمد بن محمد الطوسي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد‬


‫الرحمن بن صالح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يونس بن بكير ‪ ،‬عن ابن إسحاق ‪،‬‬
‫عن ابن أبي نجيح ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان أصحاب ابن عباس يقولون ‪ :‬إن‬
‫ابن عباس أعلم من عمر ‪ ،‬ومن علي ‪ ،‬ومن عبد الله رضي الله‬
‫عنهم ويعدون ناسا ‪ ،‬فيثب الناس عليهم ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬ل تعجلوا علينا‬
‫إنه لم يكن أحد من هؤلء إل عنده من العلم ما ليس عنده ‪ ،‬وقد‬
‫كان ابن عباس قد جمعه كله " *‬

‫خرج من رأ ْ‬ ‫" ما رأ َ‬
‫ل ‪ ،‬لَ ْ‬
‫و‬ ‫ج ٍ‬
‫س َر ُ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ما‬
‫ً‬ ‫كال ْي َوْم ك َ َ‬
‫ل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ َ‬

‫‪ 2185‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جابر بن نوح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫العمش ‪ ،‬عن شقيق ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع ابن عباس بالموسم وهو‬
‫المير ‪ ،‬فصعد المنبر فقرأ سورة النور وجعل يفسرها ‪ ،‬فقال رجل‬
‫إلى جنبي ‪ " :‬ما رأيت كاليوم كلما يخرج من رأس رجل ‪ ،‬لو‬
‫سمعته الترك لسلمت " *‬

‫ت عَل َي ْهِ الّنوَر "‬ ‫َ‬ ‫" َ‬


‫يءَ َرأي ْ َ‬
‫ش ْ‬ ‫ذا فَ ّ‬
‫سَر ال ّ‬ ‫س إِ َ‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫ن اب ْ ُ‬
‫كا َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2186‬حدثني علي بن مسلم الطوسي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬عن‬
‫شعبة ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان ابن عباس إذا فسر‬
‫الشيء رأيت عليه النور " *‬

‫ُ‬
‫ح هَذِهِ اْل ّ‬
‫مة ِ " *‬ ‫َقارِ ُ‬

‫‪ 2187‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا طلق ‪ ،‬عن جعفر بن سلم ‪،‬‬
‫عن حكيم بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس أنه كان يقال له ‪ :‬قارح هذه‬
‫المة " *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫النبي صلى الله عليه وسلم لبن عباس ‪ " :‬اللهم علمه الحكمة " ‪،‬‬
‫والحكمة ‪ :‬الفعلة من الحكم ‪ ،‬مثل الجلسة من الجلوس ‪ ،‬والقعدة‬
‫من القعود ‪ ،‬وقد تأولت جماعة من أهل التأويل من الصحابة‬
‫رضوان الله عليهم والتابعين الحكمة في قول الله تعالى ذكره ‪:‬‬
‫يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا أنها‬
‫القرآن ‪ ،‬وتأولت الحكمة في قوله تعالى ‪ :‬ويعلمهم الكتاب‬
‫والحكمة أنها السنن التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بوحي من الله جل ثناؤه إليه ‪ ،‬وكل التأويلين في موضعه صحيح ‪،‬‬
‫وذلك أن القرآن حكمة ‪ ،‬أحكم الله عز ذكره فيه لعباده حلله‬
‫وحرامه ‪ ،‬وبين لهم فيه أمره ونهيه ‪ ،‬وفصل لهم فيه شرائعه ‪ ،‬فهو‬
‫كما وصفه به ربنا تبارك وتعالى بقوله ‪ :‬ولقد جاءهم من النباء ما‬
‫فيه مزدجر حكمة بالغة ‪ ،‬وكذلك سنن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم التي سنها لمته ‪ ،‬عن وحي الله جل ثناؤه إليه ‪ ،‬حكمة حكم‬
‫بها فيهم ‪ ،‬ففصل بها بين الحق والباطل ‪ ،‬وبين لهم بها مجمل ما‬
‫في آي القرآن ‪ ،‬وعرفهم بها معاني ما في التنزيل ‪ ،‬وأما قوله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬وعلمه التأويل " ‪ ،‬فإنه عنى بالتأويل ‪ ،‬ما‬
‫يئول إليه معنى ما أنزل الله تعالى ذكره على نبيه صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم من التنزيل وآي الفرقان ‪ ،‬وهو مصدر من قول القائل ‪" :‬‬
‫أولت هذا القول تأويل " ‪ ،‬وأصله من آل المر إلى كذا ‪ ،‬إذا رجع‬
‫إليه ‪ ,‬ثم قيل ‪ :‬أول فلن له كذا على كذا ‪ ،‬إذا حملها على وجه‬
‫جعل مرجعها إليه تأويل ‪ ،‬ومن قولهم أول فلن له كذا على كذا‬
‫قول أعشى بن قيس بن ثعلبة لعلقمة بن علثة العامري ‪ :‬وأول‬
‫الحكم على وجهه ليس قضائي بالهوى الجائر يعني بقوله ‪ " :‬وأول‬
‫الحكم على وجهه " ‪ ،‬وجهه إلى وجهه الذي هو وجهه من‬
‫الصواب ‪ ،‬وأما قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ‪ " :‬لو‬
‫أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا أحد " ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪" :‬‬
‫ما عاشره منا أحد " ‪ :‬ما بلغ عشيره منا أحد ‪ .‬يقال منه ‪ " :‬عشر‬
‫فلن فلنا " ‪ ،‬إذا بلغ عشره ‪ " ،‬يعشره عشرا " ‪ ،‬والعشر‬
‫المصدر ‪ ،‬وهو " عشره وعشيره ‪ ،‬ومعشاره " ‪ ،‬ومن " المعشار "‬
‫قول الله تعالى ذكره ‪ :‬وما بلغوا معشار ما آتيناهم ‪ ،‬ومن " العشير‬
‫" قول الشاعر ‪ :‬فما بلغ المداح مدحك كله ول عشر معشار‬
‫العشير المعشر ويجمع " العشير " " أعشرا " ‪ " ،‬والعشر " "‬
‫أعشارا " ‪ ،‬كما قال امرؤ القيس بن حجر في جمع " العشر " ‪:‬‬
‫وما ذرفت عيناك إل لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل وأما‬
‫قول عبيد الله بن عبد الله ‪ " :‬وإن كانت القضية إذا جاءت عمر‬
‫عضلها " فإنه يعني بقوله ‪ " :‬عضلها " شدادها وصعابها ‪ ،‬وأصل‬
‫ذلك من قولهم للرجل المنكر الداهية ‪ :‬هو عضلة من العضل ‪ ،‬وأما‬
‫العضل ‪ ،‬بفتح العين وسكون الضاد فإنه معنى غير ذلك ‪ ،‬وهو منع‬
‫ولي المرأة المرأة التزويج ‪ ،‬من قول الله تعالى ذكره ‪ :‬وإذا‬
‫طلقتم النساء فبلغن أجلهن فل تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن ‪،‬‬
‫يقال منه ‪ :‬عضلها وليها فهو يعضلها عضل ‪ ،‬وأما التعضيل ‪ ،‬فإنه‬
‫معنى غير هذين ‪ ،‬وهو أن ينشب الولد فل يسهل مخرجه ‪ ،‬يقال‬
‫في ذلك ‪ :‬عضلت الشاة والمرأة تعضيل ‪ ،‬إذا أصابها ذلك ‪ ،‬وهي‬
‫شاة معضل ‪ ،‬ومعضلة ‪ ،‬ومنه قول أوس بن حجر ‪ :‬ترى الرض منا‬
‫بالفضاء مريضة معضلة منا بجمع عرمرم و أما " العضال " ‪ :‬فإنه‬
‫معنى غير ذلك كله ‪ ،‬وهو اشتداد المر ‪ ،‬يقال منه ‪ " :‬أعضل المر‬
‫بين بني فلن وبني فلن " إذا اشتد فغلبهم ‪ ،‬ويقال للشداد من‬
‫المور ‪ " :‬المعضلت " ‪ ،‬ومن ذلك قول أوس بن حجر ‪ :‬وليس‬
‫أخوك الدائم العهد بالذي يذمك إن ولى ويرضيك مقبل ولكن أخوك‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫النائي ما كنت آمنا وصاحبك الدنى إذا المر أعضل يعني بقوله ‪" :‬‬
‫أعضل " ‪ :‬اشتد ‪ ،‬وأما قول شهر بن حوشب في عكرمة ‪ " :‬إن‬
‫مولى هذا كان حبر هذه المة ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ " :‬حبر هذه المة‬
‫" ‪ :‬عالمها ‪ ،‬ومنه قيل لكعب الحبار ‪ " :‬كعب الحبار " ‪ ،‬والحبار‬
‫جمع حبر ‪ ،‬وإنما قيل للعالم حبر نسبة له إلى الحبر الذي يكتب‬
‫به ‪ ،‬يراد بذلك وصفه بأنه صاحب كتب ‪ ،‬وذلك أنها تكتب بالحبر ‪،‬‬
‫فكثر وصفهم إياه بذلك حتى قيل للمبرز في العلم ‪ :‬حبر ‪ .‬وأما‬
‫قول طاوس ‪ " :‬أدركت سبعين شيخا من أصحاب رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم إذا تدارءوا في شيء أتوا ابن عباس حتى يقدرهم‬
‫عليه ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ " :‬إذا تدارءوا في شيء " إذا تماروا فيه ‪،‬‬
‫من قول الله تعالى ذكره ‪ :‬وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ‪ ،‬يعني‬
‫بقوله ‪ :‬ادارأتم اختصمتم وتماريتم ‪ ،‬وأصله من قولهم ‪ :‬درأت‬
‫الشيء إذا دفعته ‪ ،‬فأنا أدرأه درأ ‪ ،‬وإنما قيل للمتماريين‬
‫المختصمين ‪ :‬تدارآ ‪ ،‬وادرآ ؛ لدفع كل واحد منهما صاحبه عن صحة‬
‫ما يقول ويدعي حقيقته ‪ ،‬ومنه قول الله تعالى ذكره ‪ :‬ويدرأ عنها‬
‫العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ‪ ،‬يعني بقوله‬
‫‪ :‬يدرأ ‪ :‬يدفع ‪ ،‬وأما قوله ‪ " :‬حتى يقدرهم عليه " فإنه يعني به ‪:‬‬
‫حتى يجعل لهم السبيل إلى علم ذلك ‪ ،‬فيقدروا على معرفة صحته‬

‫ن‬
‫ة ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫خال ِدٍ ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار خالد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ن‪#‬‬
‫ة ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫خال ِدٍ ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫ك " ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬ ‫مع َ َ‬
‫جد ُ َ‬
‫س ُ‬ ‫ضعْ أ َن َْف َ‬
‫ك يَ ْ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2188‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حرب بن‬


‫ميمون ‪ ،‬عن خالد يعني الحذاء ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يصلي ‪ ،‬يسجد ول يضع أنفه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫على الرض فقال ‪ " :‬ضع أنفك يسجد معك " القول في علل هذا‬
‫الخبر ‪ :‬وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على‬
‫مذهب الخرين سقيما غير صحيح لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬إنه خبر ل يعرف‬
‫له مخرج من حديث خالد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس مرفوعا إل‬
‫من هذا الوجه ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت‬
‫فيه ‪ ،‬والثانية ‪ :‬إنه من رواية عكرمة ‪ ،‬وفي نقل عكرمة عندهم‬
‫نظر ‪ ،‬والثالثة ‪ :‬إنه من رواية خالد عنه ‪ ،‬وفي نقل خالد عندهم ما‬
‫ذكرنا قبل ‪ ،‬والرابعة ‪ :‬إنه خبر قد رواه عن عكرمة غير خالد ‪،‬‬
‫فأرسله عن ابن عباس ‪ ،‬ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وخالفه أيضا في اللفظ والمعنى ‪ ،‬والخامسة ‪ :‬إنه قد رواه‬
‫أيضا بعضهم عن عكرمة فأرسله ‪ ،‬ولم يجعل بينه وبين النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم أحدا ‪ ،‬وخالفه في اللفظ والمعنى *‬

‫س‪،‬‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫ن اب ْ ِ‬
‫ة ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن َرَوى ذ َل ِ َ‬
‫ك عَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى ذلك عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬ولم يرفعه إلى‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وجعله من كلم ابن عباس ‪ ،‬وخالفه‬
‫في اللفظ والمعنى‬

‫س‪#،‬‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫ن اب ْ ِ‬
‫ة ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن َرَوى ذ َل ِ َ‬
‫ك عَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ضعْ أ َن َْفه عََلى اْل َ‬
‫ص ّ‬
‫ل"‬ ‫ض فَل َ ْ‬
‫م يُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫جد َ فَل َ ْ‬
‫م يَ َ‬ ‫س َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2189‬حدثني عبد الله بن يوسف الجبيري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن‬


‫الفضل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عاصم الحول ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬من سجد فلم يضع أنفه على الرض فلم يصل " *‬

‫صّلى‬ ‫سل َ‬ ‫ك عن عك ْرمة ‪ ،‬فَأ َ‬


‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ن َرَوى ذ َل ِ َ َ ْ ِ ِ َ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر من روى ذلك عن عكرمة ‪ ،‬فأرسله عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ولم يجعل بين عكرمة والنبي صلى الله عليه وسلم ابن‬
‫عباس‬

‫صّلى ‪#‬‬ ‫سل َ‬ ‫ك عن عك ْرمة ‪ ،‬فَأ َ‬


‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ن َرَوى ذ َل ِ َ َ ْ ِ ِ َ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ة‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫جب ْهَ ُ‬ ‫صي ُ‬
‫ما ت ُ ِ‬ ‫ب اْل َن ْ ُ‬
‫ف ِفيَها َ‬ ‫صَلةً َل ي ُ ِ‬
‫صي ُ‬ ‫صّلى َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2190‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن‬


‫عكرمة ‪ ،‬قال ‪ :‬مر النبي صلى الله عليه وسلم على إنسان يسجد‬
‫ول يضع أنفه على الرض ‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫من صلى صلة ل يصيب النف فيها ما تصيب الجبهة ‪ ،‬لم تقبل له‬
‫صلة " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫صَلةَ ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ه َل َ‬
‫جد ُ عََلى أن ِْفهِ أن ّ ُ‬ ‫ذي َل ي َ ْ‬
‫س ُ‬ ‫" ِفي ال ّ ِ‬

‫‪ 2191‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا عاصم الحول ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أنه قال ‪ " :‬في الذي ل يسجد على أنفه أنه ل صلة له " *‬

‫َ‬
‫صَلةَ ل َ ُ‬
‫ه"‬ ‫صَلةِ فََل َ‬
‫ه ِفي ال ّ‬
‫ضعْ أن َْف ُ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2192‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬من لم يضع أنفه في الصلة فل صلة له " *‬

‫صَلةَ‬
‫جودِهِ فََل َ‬
‫س ُ‬
‫ض ِفي ُ‬
‫َْ‬ ‫ضعْ أ َن َْف ُ َ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫ه عَلى الْر ِ‬ ‫م يَ َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2193‬حدثني أبو سفيان الغنوي يزيد بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد‬
‫بن الربيع أبو زيد الهروي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عاصم الحول ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت عكرمة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫من لم يضع أنفه على الرض في سجوده فل صلة له " وقد وافق‬
‫ابن عباس في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم من أصحابه جماعة *‬

‫م ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ن َوافََق ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافقه منهم في ذلك‬

‫م ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ن َوافََق ُ‬
‫ه ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ض"*‬ ‫ر‬ ‫من اْل َ‬ ‫ه‬ ‫ف‬


‫َ‬ ‫ن‬‫حين سجد أ َمك َن جبهته وأ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫" ِ َ َ َ َ ْ َ َ ََْ ُ َ‬

‫‪ 2194‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬وابن معمر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا فليح ‪ ،‬عن عباس بن سهل ‪ ،‬قال ‪ :‬اجتمع محمد بن مسلمة‬
‫وأبو أسيد ‪ ،‬وأبو حميد ‪ ،‬وسهل بن سعد ‪ ،‬فذكروا صلة رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال أبو حميد ‪ :‬أنا أعلمكم بصلة رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم ذكر أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم " حين سجد أمكن جبهته وأنفه من الرض " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫جب ْهَت َ ُ‬ ‫مك َ َ‬
‫ن َ‬ ‫جد َ فَأ ْ‬
‫س َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬
‫" َرأي ْ ُ‬

‫‪ 2195‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا فليح بن‬
‫سليمان الخزاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني العباس بن سهل الساعدي ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬اجتمع ناس من النصار فيهم سهل بن سعد الساعدي ‪ ،‬وأبو‬
‫حميد ‪ ،‬وأبو أسيد ‪ ،‬فذكروا صلة رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فقال أبو حميد الساعدي ‪ :‬دعوني أحدثكم ‪ ،‬فأنا أعلمكم‬
‫بهذا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فحدث ‪ ،‬قال ‪ " :‬رأيت رسول الله صلى الله عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وسلم سجد فأمكن جبهته وأنفه من الرض ‪ ،‬ونحى يديه عن جنبيه‬
‫" ‪ ،‬فقال القوم كلهم ‪ :‬هكذا كانت صلة رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم *‬

‫َ‬
‫ه‬
‫ضعَ أن َْف ُ‬
‫جد َ وَ َ‬
‫س َ‬
‫ذا َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م إِ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 2196‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬وعلي بن الحسن الزدي ‪،‬‬


‫قالوا ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬عن عبد الجبار بن‬
‫وائل ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد‬
‫وضع أنفه على الرض مع جبهته " *‬

‫جب ْهَت ِهِ وَأ َن ِْفهِ " *‬


‫جد َ عََلى َ‬
‫س َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2197‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ،‬عن حجاج ‪،‬‬
‫عن عبد الجبار ‪ ،‬عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "‬
‫سجد على جبهته وأنفه " *‬

‫جد َ‬
‫س َ‬ ‫م فَل َ ّ‬
‫ما َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف َر ُ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2198‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن حجر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سعيد بن عبد الجبار ‪ ،‬عن عبد الجبار بن وائل ‪ ،‬عن أمه ‪ ،‬عن وائل‬
‫بن حجر ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫فلما سجد تمكنت الراحتان من الرض ‪ ،‬وتمكنت جبهته وأنفه ‪،‬‬
‫حتى يرى أثر أنفه بالرض " *‬

‫َْ‬ ‫َ‬ ‫م يُ َ ّ‬ ‫َ‬


‫ضًعا‬
‫ض َوا ِ‬
‫صلي عَلى الْر ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ت الن ّب ِ ّ‬
‫" َرأي ْ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2199‬حدثني أحمد بن عثمان المعروف بأبي الجوزاء ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا عبد الصمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حفص ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن عبد‬
‫الجبار بن وائل ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬رأيت النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم يصلي على الرض واضعا جبهته وأنفه على الرض " *‬

‫َ‬
‫ن‬
‫طي ٍ‬
‫جد ُ ِفي ِ‬
‫س ُ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬
‫" َرأي ْ ُ‬

‫‪ 2200‬حدثني إسماعيل بن موسى الفزاري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عيسى‬


‫بن يونس ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي‬
‫سعيد ‪ ،‬قال ‪ " :‬رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في‬
‫طين ‪ ،‬فرئي أثر جبينه وترقوته في ماء وطين " *‬

‫ن‪،‬‬
‫طي ٍ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫جد َ َر ُ‬
‫س َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2201‬حدثني المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪،‬‬


‫عن محمد ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ " :‬سجد‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في طين ‪ ،‬فكأني أنظر إلى أثر‬
‫الطين على جبهته وأرنبته " *‬

‫ن ال ِْفْق ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه فمما فيه من ذلك‬


‫البانة عن صحة قول القائلين بأن وضع النف في السجود في‬
‫الصلة من سننها ‪ ،‬وأنه من الراب السبعة التي قال صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ :‬أمرت أن أسجد عليها ‪ ،‬فإن قال لنا قائل ‪ :‬فإن كان‬
‫المر في ذلك كالذي وصفت فما أنت قائل فيما ‪:‬‬

‫ن ال ِْفْقهِ ‪#‬‬
‫م َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ِ‬ ‫ما ِفي هَ َ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫‪ <<#‬ال َْقوْ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫جِهي‬ ‫" إن أ َنفي من حر وجهي ‪ ،‬وأ َك ْره أ َ َ‬
‫ن وَ ْ‬
‫شي َ‬
‫نأ ِ‬‫َ َ ُ ْ‬ ‫ِ ْ ُ ّ َ ْ ِ‬ ‫ِ ّ ِْ‬

‫‪ 2202‬حدثكم به محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا عبد الواحد بن زياد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان الشيباني ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا عياش بن عمرو العامري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا رجل ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت‬
‫عبد الله بن عمر إذا سجد جافى أنفه عن الرض ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪:‬‬
‫له ‪ :‬كأنك تجافي أنفك عن الرض ؟ قال ‪ " :‬إن أنفي من حر‬
‫وجهي ‪ ،‬وأكره أن أشين وجهي " *‬

‫شارٍ ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫حد ّث ََنا اب ْ ُ‬
‫ن بَ ّ‬ ‫صوَرت َ َ‬
‫ك" َ‬ ‫ن ُ‬ ‫" َل ت َ ِ‬
‫شين َ ّ‬

‫‪ 2203‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬عن سفيان ‪،‬‬
‫عن عياش العامري ‪ ،‬عن أبي الشعثاء أن ابن عمر رضي الله عنه‬
‫رأى رجل ينتحي في سجوده ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل تشينن صورتك " حدثنا‬
‫ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬
‫أشعث بن أبي الشعثاء ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن عمر بمثله *‬

‫صوَرت َ َ‬
‫ك"*‬ ‫" َل ت َعْل ُ ْ‬
‫ب ُ‬

‫‪ 2204‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬
‫عن حبيب ‪ ،‬عن أبي الشعثاء ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ‪ :‬عبد الله حبيب يرى أنه‬
‫ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عمر رضوان الله عليه لرجل قد أثر السجود‬
‫بأنفه ‪ " :‬ل تعلب صورتك " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ن َل ي َ َ‬
‫ضعَ أن َْف ُ‬ ‫جب ْهَت ِهِ ‪َ ،‬ل ي َُباِلي أ ْ‬
‫جد ُ عََلى َ‬
‫س ُ‬
‫" يَ ْ‬

‫‪ 2205‬وحدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مؤمل ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا جرير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قيس بن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬كان طاوس "‬
‫يسجد على جبهته ‪ ،‬ل يبالي أن ل يضع أنفه إلى الرض " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫و‬
‫ما هُ َ‬
‫ضّرهُ ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫جد ْ عََلى اْل َن ْ ِ‬
‫ف فَل َ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫" إِ ْ‬

‫‪ 2206‬حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا أبو زرعة يعني وهب الله بن راشد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني‬
‫يونس ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن لم يسجد على النف فلن‬
‫يضره ‪ ،‬إنما هو الجبهة " *‬

‫جب ْهَةِ ‪ ،‬وََل ي ََراهُ عََلى اْل َن ْ ِ‬


‫ف"‬ ‫جود َ عََلى ال ْ َ‬
‫س ُ‬
‫" ي ََرى ال ّ‬

‫‪ 2207‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن‬


‫زريع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري ‪ ،‬قال ‪ :‬كان الحسن "‬
‫يرى السجود على الجبهة ‪ ،‬ول يراه على النف " وقال أبو يوسف ‪،‬‬
‫ومحمد ‪ " :‬إن وضع الساجد جبهته بالرض ولم يضع أنفه أجزأه ‪،‬‬
‫وإن وضع أنفه ولم يضع جبهته لم يجزئه " ‪ ،‬قيل ‪ :‬قد خالف من‬
‫ذكرت جماعة مثلهم *‬

‫ك‬ ‫خال ََفهُ ْ‬


‫م ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من خالفهم في ذلك‬

‫ك‪#‬‬ ‫خال ََفهُ ْ‬


‫م ِفي ذ َل ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ضعْ أ َن َْفه عََلى اْل َ‬
‫ص ّ‬
‫ل"‬ ‫ض فَل َ ْ‬
‫م يُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫جد َ فَل َ ْ‬
‫م يَ َ‬ ‫س َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2208‬حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن‬


‫الفضل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عاصم الحول ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬من سجد فلم يضع أنفه على الرض فلم يصل " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫ما‬
‫جودِهِ َ‬
‫س ُ‬
‫ه ِفي ُ‬
‫س أن ُْف ُ‬ ‫ل َل ي َ َ‬
‫م ّ‬ ‫صَلةُ َر ُ‬
‫ج ٍ‬ ‫ت َ‬
‫م ْ‬
‫ما ت َ ّ‬
‫" َ‬

‫‪ 2209‬حدثنا عمرو بن عبد الحميد الملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مروان بن‬


‫معاوية ‪ ،‬عن وقاء بن إياس ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت سعيد بن جبير ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫" ما تمت صلة رجل ل يمس أنفه في سجوده ما تمس جبهته ‪ ،‬ول‬
‫في ركوعه حتى يعود كل عضو منه إلى مفصله من ظهر أو يد أو‬
‫رجل ‪ ،‬ول في قيامه بعد الركوع حتى يستوي صلبه " *‬

‫جب ْهَت ِهِ وَأ َن ِْفهِ " *‬


‫ضعَ ي َد َهُ عََلى َ‬ ‫" هَك َ َ‬
‫ذا ‪ ،‬وَوَ َ‬

‫‪ 2210‬حدثني علي بن مسلم الطوسي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الصمد ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا همام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مالك بن دينار ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت‬
‫طاوسا عن السجود ‪ ،‬فقال ‪ " :‬هكذا ‪ ،‬ووضع يده على جبهته وأنفه‬
‫"*‬

‫مس أ َن َْف َ َ‬ ‫َ‬


‫ك اْلْر َ‬
‫ض"*‬ ‫"أ ِ ّ‬

‫‪ 2211‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن عبد الله بن عيسى ‪ ،‬قال ‪ :‬رآني جدي عبد الرحمن بن‬
‫أبي ليلى أسجد ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أمس أنفك الرض " *‬

‫ضعْ أ َن َْف َ‬
‫ك ل ِل ّهِ " *‬ ‫َ‬

‫‪ 2212‬حدثني علي بن عبد العلى المحاربي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مطلب‬


‫بن زياد ‪ ،‬عن عبد الله بن عيسى ‪ ،‬قال ‪ :‬مر علي ابن أبي ليلى‬
‫وأنا ساجد ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا ابن عيسى ‪ ،‬ضع أنفك لله " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ف أ َهْ ُ‬
‫ل ال ْعِل ْم ِ ِفي‬ ‫خت َل َ َ‬
‫ذا ا ْ‬ ‫ضعْ أ َن َْف َ‬
‫ك " وَإ ِ َ‬ ‫سى ‪َ ،‬‬
‫عي َ‬
‫ن ِ‬
‫اب ْ َ‬

‫‪ 2213‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن عبد‬
‫الله بن عيسى ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت أسجد فل أضع إل جبيني ‪ ،‬فرآني عبد‬
‫الرحمن بن أبي ليلى ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا ابن عيسى ‪ ،‬ضع أنفك " وإذا‬
‫اختلف أهل العلم في أمر من أمور الدين ‪ ،‬فالفاصل بينهم حكم‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته ‪ ،‬وقد صح الخبر عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ذكرنا من أمره المصلي في‬
‫السجود بوضع أنفه بالرض ‪ ،‬وتعليمه أمته ‪ ،‬إذ علمهم الصلة التي‬
‫فرضها الله عز ذكره عليهم ‪ ،‬أن من سنتها وضع النف فيها في‬
‫حال السجود بالرض ‪ ،‬فإن قال قائل ‪ :‬قد علمت أن الخبار قد‬
‫وردت عنه عليه السلم بالذي ‪* :‬‬

‫شعًْرا‬ ‫سب ْعَةِ أ َعْظ ُم ٍ ‪ ،‬وََل أ َك ُ ّ‬


‫ف َ‬ ‫جد َ عََلى َ‬
‫س ُ‬
‫" أ ُمرت أ َ َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ ُ ْ‬

‫‪ 2214‬حدثكم به حميد بن مسعدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن زريع ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثني شعبة ‪ ،‬وروح ‪ ،‬عن عمرو بن دينار ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬أمرت أن‬
‫أسجد على سبعة أعظم ‪ ،‬ول أكف شعرا ‪ ،‬ول ثوبا " *‬

‫" أ ُمر النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬


‫جد َ عََلى َ‬
‫سب ْعَةٍ‬ ‫س ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ ِّ ّ َ‬

‫‪ 2215‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مالك بن إسماعيل ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا حماد بن زيد ‪ ،‬عن عمرو بن دينار ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد على‬
‫سبعة " حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن آدم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫سفيان ‪ ،‬عن عمرو بن دينار ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس مثله *‬

‫" أ ُمرت أ َ َ‬
‫جد َ عََلى َ‬
‫سب ٍْع " *‬ ‫س ُ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ ُ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2216‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬عن‬


‫عنبسة ‪ ،‬عن عمرو بن دينار ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬أمرت أن أسجد على سبع " *‬

‫ه عََلى‬ ‫" أ ُمر النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬


‫من ْ ُ‬
‫جد َ ِ‬
‫س ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ ِّ ّ َ‬

‫‪ 2217‬حدثنا يونس بن عبد العلى ‪ ،‬وابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس " أمر النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أن يسجد منه على سبعة أعظم " *‬

‫" أ ُمرت أ َ َ‬
‫جد َ عََلى َ‬
‫سب ٍْع " *‬ ‫س ُ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ ُ ْ‬

‫‪ 2218‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن‬


‫ليث ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬أمرت أن أسجد على سبع " *‬

‫" أ ُمرت أ َ َ‬
‫جد َ عََلى َ‬
‫سب ْعَةٍ " *‬ ‫س ُ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ ُ ْ‬

‫‪ 2219‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن‬
‫طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" أمرت أن أسجد على سبعة " *‬

‫جد َ عََلى‬ ‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬


‫سو ُ‬ ‫ُ‬
‫س ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫مَر َر ُ‬
‫"أ ِ‬

‫‪ 2220‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سويد بن عمرو الكلبي ‪ ،‬عن‬


‫حماد بن زيد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ‪ :‬عمرو بن دينار ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬عن ابن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسجد‬
‫على سبعة ‪ ،‬ونهي أن يكف شعره وثوبه " *‬

‫ي عََلى‬ ‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬ ‫َ‬


‫صل ّ َ‬
‫ن نُ َ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫سو ُ‬
‫مَرَنا َر ُ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 2221‬حدثني محمد بن عمار الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسحاق بن‬


‫سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مغيرة بن مسلم ‪ ،‬عن عمرو بن دينار ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن‬
‫نصلي على سبعة أعضاء " *‬

‫ي عََلى‬ ‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬ ‫َ‬


‫صل ّ َ‬
‫ن نُ َ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫سو ُ‬
‫مَرَنا َر ُ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 2222‬حدثني المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪،‬‬


‫عن عمرو بن دينار ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬أمرنا‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي على سبعة أعظم ‪،‬‬
‫ونهى أن نكف شعرا أو ثوبا " *‬

‫" أ َمرنا النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬


‫جد َ عََلى َ‬
‫سب ْعَةِ‬ ‫س ُ‬
‫ن نَ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ ّ َ‬ ‫َ َ َ‬

‫‪ 2223‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلمة بن الفضل ‪ ،‬عن ابن‬


‫إسحاق ‪ ،‬عن عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية ‪ ،‬عن طاوس‬
‫اليماني ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬أمرنا النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أن نسجد على سبعة أعضاء ‪ ،‬ول نكف شعرا ول ثوبا ‪:‬‬
‫الجبين والراحتين والركبتين وصدور القدمين " *‬

‫سب ْعَةِ أ َعْظ ُم ٍ ‪ ،‬وََل أ َك ُ ّ‬


‫ف‬ ‫جد َ ِفي َ‬
‫س ُ‬
‫حي إل َي أ َ َ‬
‫نأ ْ‬
‫ُ‬
‫" أو ِ َ ِ ّ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2224‬وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن سقيف بن بشر‬
‫الشيباني ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت طاوسا ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ابن عباس أو ابن‬
‫عمر ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أوحي إلي أن‬
‫أسجد في سبعة أعظم ‪ ،‬ول أكف شعرا ول ثوبا " *‬

‫سب ْعَةِ أ َعْظ ُم ٍ ‪ ،‬وََل أ َك ُ ّ‬


‫ف ِلي‬ ‫جد َ عََلى َ‬
‫س ُ‬
‫" أ ُمرت أ َ َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ ُ ْ‬

‫‪ 2225‬حدثني أبو السائب سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن فضيل ‪،‬‬
‫عن ليث ‪ ،‬عن أبي الزبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ‪ ،‬ول أكف‬
‫لي شعرا ول ثوبا " *‬

‫" أ ُمرت أ َ َ‬
‫جد َ عََلى َ‬
‫سب ٍْع " *‬ ‫س ُ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ ُ ْ‬

‫‪ 2226‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن‬


‫ليث ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬أمرت أن أسجد على سبع " *‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫ضاءٍ ‪ :‬عََلى ال ْوَ ْ‬
‫جهِ ‪،‬‬ ‫جد َ عََلى َ‬
‫سب ْعَةِ أعْ َ‬ ‫س ُ‬
‫ن نَ ْ‬
‫مْرَنا أ ْ‬
‫"أ ِ‬

‫‪ 2227‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المحاربي ‪ ،‬عن محمد بن‬


‫إسحاق ‪ ،‬عن عبد الكريم ‪ ،‬عن طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫أمرنا أن نسجد على سبعة أعضاء ‪ :‬على الوجه ‪ ،‬واليدين ‪،‬‬
‫والركبتين ‪ ،‬وصدور القدمين " *‬

‫شعًْرا‬ ‫سب ْعَةِ أ َعْظ ُم ٍ ‪ ،‬وََل أ َك ُ ّ‬


‫ف َ‬ ‫جد َ عََلى َ‬
‫س ُ‬
‫" أ ُمرت أ َ َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ ُ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2228‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫عمرو ‪ ،‬عن عبد الكريم ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ‪ ،‬ول‬
‫أكف شعرا ول ثوبا " وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن فضيل ‪،‬‬
‫عن يزيد بن أبي زياد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم نحوه *‬

‫سب ْعَةِ أ َعْظ ُم ٍ " *‬


‫جد َ عََلى َ‬
‫س ُ‬
‫" أ ُمرت أ َ َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ ُ ْ‬

‫‪ 2229‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن مخلد القطواني ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن عمرو ‪ ،‬عن‬
‫عبد الكريم المكي ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬أمرت أن أسجد على سبعة أعظم " *‬

‫" أ ُمرت أ َ َ‬
‫جد َ عََلى َ‬
‫سب ْعَةٍ " *‬ ‫س ُ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ ُ ْ‬

‫‪ 2230‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن‬
‫طاوس ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" أمرت أن أسجد على سبعة " *‬

‫سب ْعَةِ أ َعْظ ُم ٍ ‪ ،‬وََل أ َك ُ ّ‬


‫ف ث َوًْبا‬ ‫جد َ عََلى َ‬
‫س ُ‬
‫" أ ُمرت أ َ َ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ ُ ْ‬

‫‪ 2231‬حدثنا عمران بن بكار الكلعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عتبة بن سعيد‬


‫بن الرخص ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن عياش ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ابن جريج ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا عطاء بن أبي رباح ‪ ،‬عن عبد الله بن عباس ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬أمرت أن‬
‫أسجد على سبعة أعظم ‪ ،‬ول أكف ثوبا ‪ ،‬ول شعرا ‪ :‬الكفين ‪،‬‬
‫والركبتين ‪ ،‬والقدمين ‪ ،‬والجبهة " ‪ ،‬قال ‪ " :‬ثم يمر بيده على جبهته‬
‫"*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن َل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬


‫تأ ْ‬ ‫سب ْعَةِ أعْظ ُم ٍ ‪ ،‬وَأ ِ‬
‫مْر ُ‬ ‫جودِ عََلى َ‬
‫س ُ‬
‫ب ِفي ال ّ‬
‫صي ُ‬
‫" نُ ِ‬

‫‪ 2232‬حدثنا محمد بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المعتمر قال ‪:‬‬


‫قرأت على فضيل ‪ ،‬عن أبي حريز أن الحكم بن عتيبة حدثه ‪ ،‬عن‬
‫عبد الله بن عمر رضي الله عنه ‪ :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫كان يقول ‪ " :‬نصيب في السجود على سبعة أعظم ‪ ،‬وأمرت أن ل‬
‫أكف شعرا ول ثوبا " *‬

‫َ‬
‫ها ‪:‬‬
‫حو َ َ‬
‫ة نَ ْ‬ ‫ب ‪ -‬أوْ ك َل ِ َ‬
‫م ً‬ ‫جد ُ عََلى َ‬
‫سب ْعَةِ آَرا ٍ‬ ‫س ُ‬ ‫ج ُ‬
‫ل يَ ْ‬ ‫" الّر ُ‬

‫‪ 2233‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زيد العكلي ‪ ،‬عن ابن لهيعة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إبراهيم بن الحارث ‪ ،‬عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬عن‬
‫العباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الرجل‬
‫يسجد على سبعة آراب ‪ -‬أو كلمة نحوها ‪ :‬كفيه ‪ ،‬وقدميه ‪،‬‬
‫وركبتيه ‪ ،‬وجبهته " وأن الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أنه أمر بالسجود عليه من العضاء سبعة ‪ ،‬وأن النف إن كان داخل‬
‫فيما أمر بالسجود عليه من الراب ‪ ،‬وجب أن يكون الذي كان أمر‬
‫بالسجود عليه من الراب ثمانية ‪ ،‬ل سبعة ‪ .‬وذلك قول إن قلته ‪،‬‬
‫خلف ما وردت به الخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫قيل ‪ :‬ليس المر في ذلك كالذي ظننت ‪ ،‬بل ذلك وإن كان كذلك ‪،‬‬
‫فغير زائد عدده على سبعة ‪ ،‬وذلك أن الجبهة والنف بعض أجزاء‬
‫الوجه ‪ ،‬وإنما أمر الساجد في سجوده بإمساس الرض من بدنه ‪،‬‬
‫الراب السبعة أحد تلك الراب ‪ ،‬ما أمكن الساجد إمساسه من‬
‫وجهه الرض محاذيا به القبلة ‪ .‬فل شيء من أجزاء وجه ابن آدم‬
‫يمكنه إمساسه الرض محاذيا به القبلة في سجوده غير جبهته‬
‫وأنفه ‪ .‬ولو أمكنه إمساس شيء منه كذلك لزمه إمساس ذلك مع‬
‫الجبهة والنف في حال سجوده الرض ‪ ،‬ولم يكن إذا لزمه ذلك‬
‫يكون مأمورا بالسجود على تسعة آراب ‪ ،‬بل كان يكون مأمورا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بالسجود على سبعة ؛ لن الوجه كله وإن فرقت أجزاؤه بأسماء‬
‫مختلفة ‪ ،‬ومعان مفترقة ‪ ،‬فهو في معنى الوجه عضو ‪ ،‬يجمع اسم‬
‫الوجه تلك الجزاء كلها ‪ .‬وقد بين أن ذلك كذلك الخبر الذي *‬

‫" أ ُمر النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬


‫ة‬ ‫جد َ عََلى َ‬
‫سب ْعَ ٍ‬ ‫س ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ ِّ ّ َ‬

‫‪ 2234‬حدثناه ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫زمعة ‪ ،‬عن ابن طاوس ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬أمر‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة ‪ ،‬ول يكف شعرا‬
‫ول ثوبا ‪ :‬على الجبين ‪ ،‬والنف ‪ ،‬والكفين ‪ ،‬والركبتين ‪ ،‬وأطراف‬
‫الرجلين " *‬

‫شعًْرا وََل‬ ‫َ‬ ‫" أ ُمرت أ َ َ‬


‫سب ٍْع ‪ ،‬وََل أك ِْف ُ‬
‫ت َ‬ ‫جد َ عََلى َ‬
‫س ُ‬
‫نأ ْ‬‫ِ ْ ُ ْ‬

‫‪ 2235‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا معمر ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني ابن طاوس ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أمرت أن أسجد على سبع ‪،‬‬
‫ول أكفت شعرا ول ثوبا ‪ :‬على الجبهة والنف ‪ ،‬ثم يمر يده عليهما ‪،‬‬
‫والكفين ‪ ،‬والركبتين ‪ ،‬والقدمين " فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫أمر أن يسجد على سبعة ‪ ،‬ثم فصل ذلك بيمينه ‪ ،‬إذ كان معلوما‬
‫عند من خاطبه بذلك أن الجبهة والنف كليهما جزءان من أجزاء‬
‫أحد الراب السبعة ‪ ،‬وبيانا منه عليه السلم بذلك ‪ :‬أن الذي أمر‬
‫بالسجود عليه من ذلك الجزء هو ما أمكن الساجد في حال سجوده‬
‫إمساسه الرض محاذيا به القبلة ‪ .‬فإن أشكلت معرفة ما قلنا من‬
‫ذلك على ذي غباوة قيل له ‪ :‬أليس السجود على الراب السبعة ‪،‬‬
‫وإذا ألزم الساجد السجود على النف مع الجبهة ‪ ،‬كان ذلك إلزامه‬
‫السجود على ثمانية آراب ؟ فإن قال ‪ :‬نعم قيل ‪ :‬فما قلت في‬
‫الساجد ‪ ،‬هل يلزمه الفضاء بأصابع يديه في سجوده مع راحتيه‬
‫إلى الرض ‪ ،‬أم ذلك له غير لزم ؟ فإن قال ‪ :‬ذلك له لزم ‪ .‬قيل ‪:‬‬
‫له ‪ :‬فالساجد إذا سجد على راحتيه مع أصابع كفيه ساجد على‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عضوين ‪ ،‬أو على اثنى عشر عضوا ؟ فإن قال ‪ :‬على اثنى عشر‬
‫عضوا ترك قوله في ذلك ‪ ،‬وخالف ظاهر خبر رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أخبر‬
‫أمته أنه أمر بالسجود على سبعة أعضاء ‪ ،‬ل على خمسة وعشرين‬
‫عضوا ‪ .‬وإن قال ‪ :‬بل هو ساجد على عضوين ‪ .‬قيل له ‪ :‬أفليست‬
‫الصابع مما أمر بإمساسها الرض مع راحتيه ‪ ،‬وكل إصبع منها‬
‫عضو من العضاء غير الخرى منها ؟ فكيف كان الساجد على‬
‫الكفين بأصابعهما ساجدا على عضوين من السبعة ‪ ،‬ولم يكن‬
‫الساجد على وجهه بجبهته وأنفه ساجدا على عضو واحد من‬
‫العضاء ؟ ثم يعكس عليه القول في ذلك ‪ ،‬فلن يقول في أحدهما‬
‫قول إل ألزم في الخر مثله ‪ .‬وبنحو الذي ورد الخبر عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال جماعة من السلف *‬

‫م‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬


‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض من حضرنا ذكره منهم‬

‫م‪#‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬


‫من ْهُ ْ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬
‫" يسجد من ابن آدم سبع ُ َ‬
‫ه ‪ ،‬وَك ََفاهُ‬ ‫ة أعْظ ُم ٍ ‪ :‬وَ ْ‬
‫جه ُ ُ‬ ‫َ ْ ُ ُ ِ َ ْ ِ َ َ َ َْ‬

‫‪ 2236‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن‬


‫زريع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا التستري ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت محمد بن سيرين ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬نبئت أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه قال ‪ " :‬يسجد‬
‫من ابن آدم سبعة أعظم ‪ :‬وجهه ‪ ،‬وكفاه ‪ ،‬وركبتاه ‪ ،‬وقدماه " *‬

‫" يسجد من ابن آدم سبع ُ َ‬


‫ه ‪ ،‬وَك ََفاهُ‬ ‫ة أعْظ ُم ٍ ‪ :‬وَ ْ‬
‫جه ُ ُ‬ ‫َ ْ ُ ُ ِ َ ْ ِ َ َ َ َْ‬

‫‪ 2237‬حدثنا حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن زريع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد‬


‫بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت الحسن ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال ‪ :‬عمر بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الخطاب رضوان الله عليه ‪ " :‬يسجد من ابن آدم سبعة أعظم ‪:‬‬
‫وجهه ‪ ،‬وكفاه ‪ ،‬وركبتاه ‪ ،‬وقدماه " *‬

‫جب ْهَةِ ‪-‬‬ ‫جهِ ‪ -‬أ َوْ َقا َ‬


‫ل ‪ :‬ال ْ َ‬ ‫سب ْعَةٍ ‪ :‬ال ْوَ ْ‬
‫جود ُ ب ِ َ‬
‫س ُ‬
‫" ال ّ‬

‫‪ 2238‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أيوب ‪ ،‬عن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬نبئت أن عمر قال ‪ " :‬السجود‬
‫بسبعة ‪ :‬الوجه ‪ -‬أو قال ‪ :‬الجبهة ‪ -‬واليدين ‪ ،‬والركبتين ‪ ،‬والقدمين‬
‫"*‬

‫جعَل َُها‬
‫مُر ‪ :‬ت َ ْ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬
‫ض ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫ضعْ قَد َم َ ْ َ‬
‫ل عُ َ‬ ‫ك ِبالْر ِ‬ ‫َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2239‬حدثنا عمران بن موسى القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوارث ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا عمران بن حدير ‪ ،‬قال ‪ :‬رآني أبو مجلز ‪ -‬وأنا ساجد ‪،‬‬
‫وقد رفعت إحدى قدمي ‪ -‬فقال لي ‪ " :‬ضع قدمك بالرض ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫قال عمر ‪ :‬تجعلها خمسا وهي سبع ؟ *‬

‫ل ‪ :‬فَإ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫ل َقائ ِ ٌ‬
‫ن َقا َ‬
‫سب ْعٌ " فَإ ِ ْ‬
‫ي َ‬
‫سا وَهِ َ‬
‫م ً‬ ‫جعَل َُها َ‬
‫خ ْ‬ ‫" تَ ْ‬

‫‪ 2240‬حدثنا المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪،‬‬


‫عن عمران بن حدير ‪ ،‬قال ‪ :‬رآني أبو مجلز ‪ -‬وقد شالت قدماي ‪-‬‬
‫فقال ‪ :‬رأى عمر بن الخطاب رضوان الله عليه رجل ساجدا قد‬
‫شالت قدماه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬تجعلها خمسا وهي سبع " فإن قال قائل ‪:‬‬
‫فإن كان النف مما على المصلي إمساسه الرض في سجوده كما‬
‫عليه إمساسها جبهته إذ كان من أجزاء الوجه ؛ للعلة التي ذكرت ‪،‬‬
‫أفرأيت إن ترك مصلي مكتوبة إمساسه الرض في سجوده أتجزيه‬
‫صلته ‪ ،‬أم هي غير مجزيته حتى يسجد عليه سجوده على جبهته ؟‬
‫قيل ‪ :‬قد اختلف السلف قبلنا في ذلك ‪ ،‬على ما قد ذكرناه قبل ‪.‬‬
‫فأما الذي نقول به في ذلك ‪ :‬أن المصلي مكتوبة قد أمر بالسجود‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فيها على الراب السبعة ‪ ،‬التي هي وجه ‪ ،‬ويدان ‪ ،‬وركبتان ‪،‬‬
‫وقدمان ‪ ،‬محاذيا بكل ذلك القبلة ‪ ،‬فمن ترك السجود على إرب‬
‫منها متعمدا تركه وهو عالم بوجوب ذلك عليه فل صلة له ‪ ،‬فإن‬
‫سجد عليهن غير أنه ترك إمساس جميع أجزاء كل عضو من ذلك‬
‫الرض ‪ ،‬وأمس الرض من كل عضو منه بعضا ‪ ،‬محاذيا به القبلة‬
‫رأيناه مخطئا مسيئا مخالفا ما أمر بالعمل به ‪ ،‬غير أنا وإن رأيناه‬
‫مخطئا مسيئا ‪ ،‬لم نر عليه إعادة صلته ؛ لنه قد جمع الجميع في‬
‫بعض هذه العضاء السبعة التي أمرنا بالسجود عليها ‪ ،‬على أن‬
‫ساجدا لو سجد على بعضه محاذيا به القبلة ‪ ،‬وترك السجود على‬
‫ما سواه من أجزائه وهو للسجود عليه قادر ‪ ،‬أن صلته ماضية‬
‫جائزة ‪ ،‬وإن كان مخطئا بتركه السجود على ذلك عند كثير منهم ‪،‬‬
‫وذلك كالساجد على جبهته تاركا السجود على أنفه وهو على‬
‫السجود عليه قادر ‪ ،‬فل خلف بين الجميع من سلف المة وخلفهم‬
‫أن صلته ماضية ل إعادة عليه ‪ .‬فكذلك حكم الساجد من كل عضو‬
‫من العضاء السبعة التي أمر بالسجود عليها ‪ ،‬إذا سجد منه على‬
‫بعضه محاذيا به القبلة ‪ ،‬أجزأته صلته ‪ ،‬ولم تلزمه إعادتها ‪ ،‬إن كان‬
‫مخطئا بتركه السجود على جميع ما أمكنه السجود منه عليه ‪،‬‬
‫وذلك كالواضع في سجوده بطن راحتيه على الرض دون أصابعهما‬
‫‪ ،‬أو أصابعهما دونهما ‪ ،‬فيكون بتركه وضع ما لم يضع منهما على‬
‫الرض مخطئا مسيئا ‪ ،‬غير أنا وإن رأيناه مخطئا مسيئا ‪ ،‬فل نأمره‬
‫بإعادة صلته لتركه وضع ذلك بالرض ‪ ،‬إذا كان قد وضع بها بعضه ‪،‬‬
‫كذلك الواضع جبهته بالرض محاذيا بها القبلة ‪ ،‬وإن لم يضع أنفه‬
‫بها في سجوده ‪ ،‬فإنه وإن كان مخطئا مسيئا بتركه وضعه‬
‫بالرض ‪ ،‬فإنا ل نأمره بإعادة صلته ‪ ،‬وكذلك القول في الواضع‬
‫أنفه بالرض دون جبهته نظير القول في واضع راحتيه بالرض دون‬
‫أصابعهما ‪ ،‬أو أصابعهما دونهما ‪ ،‬ل فرق بين ذلك ‪ ،‬ومن فرق بينه‬
‫فأوجب العادة في بعض ذلك على المصلي بتركه الوضع في‬
‫الرض بعض أجزاء عضو مما أمر بالسجود عليه ‪ ،‬مما هو قادر‬
‫على السجود عليه محاذيا به القبلة ‪ ،‬ولم نر عليه في بعض أجزاء‬
‫عضو آخر من ذلك ‪ ،‬والمر فيهما متفق إعادة ‪ ،‬فإنه يسأل الفرق‬
‫بين ذلك من أصل أو نظير ‪ ،‬فلن يقول في أحدهما قول إل ألزم‬
‫في الخر مثله وبنحو الذي قلنا قال جماعة من السلف *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ال ْوَ ْ‬
‫جهِ ؟ " *‬ ‫" أوَل َي ْ َ‬
‫س أك َْر َ‬

‫‪ 2241‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬عن أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬نبئت عن طاوس أنه سئل عن السجود‬
‫على النف ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أوليس أكرم الوجه ؟ " *‬

‫خرون ل ِْل َذ َْقان سجدا وَقا َ َ‬


‫جد ُ‬
‫سا ِ‬
‫ضعَ ال ّ‬
‫ن وَ َ‬
‫ة ‪ " :‬إِ ْ‬
‫حِنيَف َ‬
‫ل أُبو َ‬ ‫ِ ُ ّ ً َ‬ ‫يَ ِ ّ َ‬

‫‪ 2242‬حدثني المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬


‫هلل ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل محمد بن سيرين عن الرجل يسجد على أنفه ؟‬
‫فقال ‪ :‬أوما تقرأ ‪ :‬يخرون للذقان سجدا وقال أبو حنيفة ‪ " :‬إن‬
‫وضع الساجد أنفه بالرض ولم يضع جبهته ‪ ،‬أو وضع جبهته ولم‬
‫يضع أنفه أجزأه " *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫أبي سعيد الخدري ‪ :‬رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد‬
‫في طين ‪ ،‬فرئي أثر جبينه وأرنبته في الطين ‪ " .‬والرنبة " طرف‬
‫النف ‪ ،‬ومنه قول ذي الرمة ‪ :‬تثني الخمار على عرنين أرنبة شماء‬
‫مارنها بالمسك مرثوم وهي الروثة أيضا ‪ ،‬وهي الخثرمة ‪ ،‬ومن‬
‫الروثة قول أبي كبير الهذلي ‪ :‬حتى انتهيت إلى فراش عزيزة‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سوداء روثة أنفها كالمخصف وأما قوله في الخبر الخر ‪ :‬فرئي أثر‬
‫جبينه وترقوته في الماء والطين " فإن الجبين ما عن يمين الجبهة‬
‫وشمالها من عظم الرأس ‪ ،‬والجبهة بينهما ‪ ،‬وأما قول ابن عمر‬
‫للرجل الذي رآه قد أثر السجود بأنفه ‪ :‬ل تعلب صورتك ‪ ،‬فإنه‬
‫يعني بقوله ‪ :‬ل تعلب صورتك ‪ :‬ل تؤثر فيه أثرا فتقبحه بذلك ‪،‬‬
‫وأصل العلب ‪ :‬الثر ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬علبت الشيء إذا أثرت فيه ‪ ،‬فأنا‬
‫أعلبه علبا وعلوبا ‪ ،‬ومنه قول عدي بن الرقاع ‪ :‬يتبعن ناجية كأن‬
‫بدفها من غرض نسعتها علوب مواسم وأما قول أبي مجلز ‪ " :‬رأى‬
‫عمر رجل ساجدا قد شالت قدماه " ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ " :‬قد‬
‫شالت قدماه " قد ارتفعتا عن الرض ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬شلت الحجر‬
‫عن الرض إذا رفعته عنها ‪ ،‬وشال الشيء ‪ :‬إذا ارتفع ‪ ،‬ومنه قول‬
‫الخطل في هجاء جرير بن عطية ‪ :‬وإذا وضعت أباك في ميزانهم‬
‫قفزت حديدته إليك فشال يعني بقوله فشال ‪ :‬ارتفع ‪ ،‬وأما قول‬
‫أبي الشعثاء ‪ :‬رأى ابن عمر رجل ينتحي في سجوده فإنه يعني‬
‫بقوله ‪ :‬ينتحي ‪ :‬يعتمد ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬انتحيت له بكذا ‪ ،‬إذا اعتمدته به‬
‫وقصدته ‪ ،‬وهو انفعلت من قول القائل ‪ :‬نحوته بكذا ‪ ،‬إذا قصدت‬
‫نحوه به ‪ ،‬كما قال ‪ :‬الطرماح ‪ :‬فنحا لولها بطعنة فيصل تمكو‬
‫فرائصها من النهار وأما من النتحاء ‪ ،‬فقول أبي البلد الطهوي ‪:‬‬
‫فصدت وانتحيت لها بعضب حسام غير مؤتشب يمان وأما قول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ول أكفت شعرا ول ثوبا ‪ ،‬فإنه يعني‬
‫بقوله " ل أكفت " ‪ :‬ل أكف ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬كففت الشيء وكفته‬
‫بمعنى واحد‬

‫ة‪،‬‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ذاِء ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫خال ِدٍ ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار خالد الحذاء ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ة‪#،‬‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ذاِء ‪ ،‬عَ ْ‬ ‫خال ِدٍ ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ َ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫ل ‪ :‬حل َْقت قَب َ َ‬ ‫" َل حرج " فَ َ‬
‫ن‬
‫لأ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل فََقا َ‬
‫ج ٌ‬ ‫سأل َ ُ‬
‫ه َر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2243‬حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن‬


‫زريع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬كان‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أيام منى ‪ ،‬فيقول ‪ " :‬ل‬
‫حرج " فسأله رجل فقال ‪ :‬حلقت قبل أن أذبح ؟ فقال ‪ " :‬ل حرج‬
‫" ‪ ،‬وقال رجل ‪ :‬رميت بعد أن أمسيت ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل حرج " *‬

‫َ‬
‫ج"‬ ‫ل ‪َ " :‬ل َ‬
‫حَر َ‬ ‫ت ؟ َقا َ‬
‫سي ْ ُ‬
‫م َ‬
‫ما أ ْ‬
‫ت ب َعْد َ َ‬
‫مي ْ ُ‬
‫َر َ‬

‫‪ 2244‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العلى ‪ ،‬عن خالد ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس أن سائل سأل النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فقال ‪ :‬رميت بعد ما أمسيت ؟ قال ‪ " :‬ل حرج " ‪ ،‬قال ‪ :‬حلقت‬
‫قبل أن أنحر قال ‪ " :‬ل حرج " القول في علل هذا الخبر ‪ :‬وهذا‬
‫خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬ل علة فيه توهنه ‪ ،‬ول سبب يضعفه ‪ ،‬وقد‬
‫يجب أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح لعلل ‪:‬‬
‫إحداها ‪ :‬أنه خبر قد حدث به عن عكرمة أيوب السختياني فأرسله‬
‫عنه ‪ ،‬ولم يجعل بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ‪ ،‬وإن‬
‫كان بعض رواته قد وصله عنه ‪ ،‬والثانية ‪ :‬أنه خبر قد حدث به عن‬
‫خالد الحذاء غير من ذكرت ‪ ،‬فأرسله عنه عن عكرمة ‪ ،‬ولم يجعل‬
‫بين عكرمة وبين النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس ‪ ،‬والثالثة ‪:‬‬
‫أنه من نقل عكرمة ‪ ،‬وفي نقله عندهم نظر ؛ لسباب قد بيناها‬
‫قبل ‪ ،‬والرابعة ‪ :‬أنه من رواية خالد عن عكرمة ‪ ،‬وفي رواية خالد‬
‫عندهم ما قد تقدم بيانه قبل *‬

‫خبر عَ َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ن أّيو َ‬
‫ْ‬ ‫ذا ال ْ َ َ َ‬
‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى هذا الخبر عن أيوب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬فأرسله ولم‬


‫يجعل بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس‬
‫خبر عَ َ‬
‫ة‪#،‬‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ن أّيو َ‬
‫ْ‬ ‫ذا ال ْ َ َ َ‬
‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّم عَ َ‬


‫مئ ِذٍ قَد ّ َ‬
‫م‬ ‫حدٍ ي َوْ َ‬
‫نأ َ‬‫ْ‬ ‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫سئ ِ َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ُ‬

‫‪ 2245‬حدثنا يونس بن عبد العلى الصدفي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪،‬‬


‫عن أيوب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬قال ‪ :‬ما سئل رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم عن أحد يومئذ قدم شيئا قبل شيء إل قال وهو يومئ بيديه‬
‫كلتيهما ‪ " :‬ل حرج ‪ ،‬ل حرج " *‬

‫ل أَ َ‬
‫ج‬ ‫ل ‪َ " :‬ل َ‬
‫حَر َ‬ ‫مَرةَ ؟ َقا َ‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫ج ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت قَب ْ َ ْ‬
‫ن أْر ِ‬ ‫ذ َب َ ْ‬
‫ح ُ‬

‫‪ 2246‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال له رجل ‪ :‬ذبحت قبل أن أرمي الجمرة ؟ قال ‪ " :‬ل‬
‫حرج " ‪ ،‬قال ‪ :‬وقال له رجل ‪ :‬حلقت قبل أن أذبح ؟ قال ‪ " :‬ل‬
‫حرج " ‪ ،‬قال ‪ :‬فما سئل عن شيء يومئذ إل جعل يومئ بيده‬
‫ويقول ‪ " :‬ل حرج " *‬

‫مى ب ِي َدِهِ ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫حل َق قَب َ َ‬


‫ل‬ ‫ل ‪ :‬فََر َ‬
‫ح ‪َ ،‬قا َ‬
‫ن ي َذ ْب َ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ َ ْ‬

‫‪ 2247‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أيوب ‪ ،‬عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل‬
‫حلق قبل أن يذبح ‪ ،‬قال ‪ :‬فرمى بيده ‪ ،‬وقال ‪ " :‬ل حرج " ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫رجل ذبح قبل أن يرمي ‪ ،‬قال ‪ :‬فرمى بيده ‪ ،‬وقال ‪ " :‬ل حرج " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فما سئل يومئذ عن شيء إل رمى بيده وقال ‪ " :‬ل حرج " *‬

‫ه‪،‬‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫خال ِدٍ ‪ ،‬فَ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر من روى هذا الخبر عن خالد ‪ ،‬فجعله عنه ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم مرسل ‪ ،‬ولم يجعل بين عكرمة والنبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ابن عباس‬

‫ه‪#،‬‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫خال ِدٍ ‪ ،‬فَ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫رجل حل َق قَب َ َ‬
‫سى ‪،‬‬
‫م َ‬
‫ما أ ْ‬
‫مى ب َعْد َ َ‬ ‫ن ي َذ ْب َ َ‬
‫ح ‪ ،‬أوْ َر َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َ ُ ٍ َ َ ْ‬

‫‪ 2248‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬عن خالد ‪ ،‬عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫سئل عن رجل حلق قبل أن يذبح ‪ ،‬أو رمى بعدما أمسى ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫" ل حرج " *‬

‫خبر عَ َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ن أّيو َ‬
‫ْ‬ ‫ذا ال ْ َ َ َ‬
‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى هذا الخبر عن أيوب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬فوصله‬


‫خبر عَ َ‬
‫ة‪#،‬‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ن أّيو َ‬
‫ْ‬ ‫ذا ال ْ َ َ َ‬
‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫شيًئا م َ‬
‫ي‬ ‫ض ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫ه قَب ْ َ‬
‫ل ب َعْ ٍ‬ ‫ض ُ‬
‫ج ب َعْ َ‬ ‫مرِ ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫قَد ّ ُ‬
‫موا َ ْ ِ ْ‬

‫‪ 2249‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬عن‬


‫أيوب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء قوم إلى النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم يذكرون أنهم قدموا شيئا من أمر الحج بعضه‬
‫قبل بعض ‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل حرج " وقد‬
‫وافق عكرمة في رواية هذا الخبر عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم من أصحابه جماعة ‪ ،‬نذكر ما صح عندنا من ذلك‬
‫سنده ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر ذلك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬
‫ْ‬ ‫ي َوال ْ َ ْ‬
‫خيرِ ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ديم ِ َوالت ّأ ِ‬
‫ق ِفي الت ّْق ِ‬
‫حل ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ِفي الّر ْ‬ ‫ِقي َ‬

‫‪ 2250‬حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو هشام‬


‫يعني المخزومي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وهيب ‪ ،‬عن ابن طاوس ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له في الرمي‬
‫والحلق في التقديم والتأخير ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل حرج " *‬

‫خيرِ ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ل عَن الذ ّب ْح ‪َ ،‬وال ْ َ ْ‬
‫سئ ِ َ‬
‫ديم ِ َوالت ّأ ِ‬
‫ق ‪َ ،‬والت ّْق ِ‬
‫حل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬

‫‪ 2251‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن إسحاق ‪ ،‬عن وهيب‬


‫البصري ‪ ،‬عن ابن طاوس ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن عباس أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم سئل عن الذبح ‪ ،‬والحلق ‪ ،‬والتقديم‬
‫والتأخير ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل حرج " *‬

‫خيرِ ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫الذ ّب ْح ‪َ ،‬وال ْ َ ْ‬
‫ديم ِ َوالت ّأ ِ‬
‫ي ِفي الت ّْق ِ‬
‫م ِ‬
‫ق ‪َ ،‬والّر ْ‬
‫حل ِ‬ ‫ِ‬

‫‪ 2252‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله‬


‫النوفلي ‪ ،‬عن وهيب بن خالد ‪ ،‬عن ابن طاوس ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذبح ‪ ،‬والحلق ‪،‬‬
‫والرمي في التقديم والتأخير ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل حرج " *‬

‫ل ‪َ " :‬ل‬ ‫ْ‬


‫ج ‪ ،‬فََقا َ‬ ‫خيرِ ِفي ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ديم ِ َوالت ّأ ِ‬
‫ن الت ّْق ِ‬ ‫سئ ِ َ‬
‫ل عَ ِ‬ ‫ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2253‬حدثني هلل بن العلء الرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عفان بن‬
‫مسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وهيب ‪ ،‬عن عبد الله بن طاوس ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن التقديم‬
‫والتأخير في الحج ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل حرج " *‬

‫ل أَ َ‬
‫ج‬ ‫ل ‪َ " :‬ل َ‬
‫حَر َ‬ ‫ي ؟ فََقا َ‬
‫م َ‬ ‫ت ِبال ْب َي ْ ِ‬
‫ت قَب ْ َ ْ‬
‫ن أْر ِ‬ ‫ط ُْف ُ‬

‫‪ 2254‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحيم ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عثمان بن خثيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عطاء ‪ ،‬عن ابن عباس أن رجل قال‬
‫‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إني طفت بالبيت قبل أن أرمي ؟ فقال ‪ " :‬ل‬
‫حرج " *‬

‫ل أَ َ‬
‫ج‬ ‫ل ‪ " :‬اْرم ِ وََل َ‬
‫حَر َ‬ ‫ي ؟ َقا َ‬
‫م َ‬ ‫ت قَب ْ َ ْ‬
‫ن أْر ِ‬ ‫ُزْر ُ‬

‫‪ 2255‬حدثني سليمان بن عبد الجبار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أحمد بن يونس‬


‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬عن عبد العزيز بن رفيع ‪ ،‬عن‬
‫عطاء ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬زرت قبل أن أرمي ؟ قال ‪ " :‬ارم‬
‫ول حرج " ‪ ،‬قال ‪ :‬حلقت قبل أن أرمي ؟ قال ‪ " :‬ارم ول حرج " *‬

‫َ‬
‫موا‬ ‫ل ‪ " :‬اْل َ‬
‫ن اْر ُ‬ ‫ماَر ن ََهاًرا ؟ َقا َ‬ ‫ي ال ْ ِ‬
‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫شغِل َْنا أ ْ‬
‫ن ن َْر ِ‬ ‫ُ‬

‫‪ 2256‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحيم ‪ ،‬عن إسماعيل‬


‫بن مسلم ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬جاءت الرعاء إلى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ليل ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إنا‬
‫شغلنا أن نرمي الجمار نهارا ؟ قال ‪ " :‬الن ارموا ول حرج " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ثم أتاه آخر ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني ذبحت قبل أن أرمي الجمرة ؟ قال‬
‫‪ " :‬ل حرج " ‪ ،‬ثم أتاه رجل آخر ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني حلقت قبل أن أذبح ؟‬
‫قال ‪ " :‬ل حرج " وقد وافق ابن عباس في رواية هذا الخبر عن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة ‪ ،‬نذكر ما صح عندنا من‬
‫ذلك سنده *‬

‫ل ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل ‪َ :‬يا‬ ‫ج ٌ‬ ‫س ‪ ،‬فَ َ‬
‫جاَءهُ َر ُ‬ ‫جل َ َ‬
‫س ِللّنا ِ‬ ‫مى ث ُ ّ‬
‫م َ‬ ‫َر َ‬

‫‪ 2257‬حدثنا محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن‬


‫موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أسامة ‪ ،‬وحدثني القاسم بن بشر بن‬
‫معروف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثمان بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أسامة ‪ ،‬عن‬
‫عطاء ‪ ،‬عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى ثم‬
‫جلس للناس ‪ ،‬فجاءه رجل ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله _ صلى الله‬
‫عليه وسلم _ إني حلقت قبل أن أنحر ؟ قال ‪ " :‬ل حرج " ‪ ،‬ثم‬
‫جاءه آخر ‪ ،‬فقال ‪ :‬حلقت قبل أن أرمي ؟ فقال ‪ " :‬ل حرج " *‬

‫ل ‪ " :‬اْرم ِ ‪ ،‬وََل‬


‫ي ؟ َقا َ‬ ‫ل أَ َ‬
‫م َ‬ ‫ت قَب ْ َ ْ‬
‫ن أْر ِ‬ ‫ذ َب َ ْ‬
‫ح ُ‬

‫‪ 2258‬حدثني ابن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬عن حماد ‪،‬‬
‫عن قيس ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله أن رجل قال ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ذبحت قبل أن أرمي ؟ قال ‪ " :‬ارم ‪ ،‬ول حرج " ‪ ،‬قال‬
‫آخر ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬حلقت قبل أن أذبح ؟ قال ‪ " :‬اذبح ‪ ،‬ول حرج‬
‫"*‬

‫خصال ‪ :‬عَمن حل َق قَب َ َ‬ ‫سئ ِ َ‬


‫ن ي َذ ْب َ َ‬
‫ح‬ ‫لأ ْ‬ ‫ّ ْ َ َ ْ‬ ‫ت ِ َ ٍ‬
‫س ّ‬
‫ن ِ‬
‫مئ ِذٍ عَ ْ‬
‫ل ي َوْ َ‬ ‫ُ‬

‫‪ 2259‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫حجاج ‪ ،‬عن عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل يومئذ عن‬
‫ست خصال ‪ :‬عمن حلق قبل أن يذبح ‪ ،‬أو ذبح قبل أن يرمي ‪،‬‬
‫فجعل يقول ‪ " :‬ل حرج ‪ ،‬ل حرج " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ل ‪ " :‬اْرم ِ ‪ ،‬وََل‬
‫ي ؟ َقا َ‬ ‫ل أَ َ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫ت قَب ْ َ ْ‬
‫ن أْر ِ‬ ‫أفَ ْ‬
‫ض ُ‬

‫‪ 2260‬أخبرنا عبد الحميد بن بيان القناد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا سفيان ‪،‬‬


‫عن ابن جريج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رجل للنبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أفضت قبل أن أرمي ؟ قال ‪ " :‬ارم ‪ ،‬ول حرج " *‬

‫رميت وأ َفَضت وأ َمسيت ول َ َ‬


‫ج‬ ‫ل ‪ " :‬فََل َ‬
‫حَر َ‬ ‫حل ِقْ ؟ َقا َ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ُ َ ْ َ ْ ُ َ ْ‬ ‫َ َ ْ ُ َ‬

‫‪ 2261‬حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا المغيرة بن عبد‬


‫الرحمن بن الحارث المخزومي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي عبد الرحمن بن‬
‫الحارث ‪ ،‬عن زيد بن علي ‪ ،‬عن أبيه علي بن الحسين ‪ ،‬عن عبيد‬
‫الله بن أبي رافع ‪ ،‬عن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال ‪ :‬إني رميت وأفضت‬
‫وأمسيت ولم أحلق ؟ قال ‪ " :‬فل حرج ‪ ،‬فاحلق " ثم أتاه رجل آخر‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬إني رميت وحلقت وأمسيت ولم أنحر ؟ فقال ‪ " :‬ل‬
‫حرج ‪ ،‬فانحر " *‬

‫ل أَ َ‬
‫ج"‬ ‫ل ‪َ " :‬ل َ‬
‫حَر َ‬ ‫ح ؟ َقا َ‬
‫ن أذ ْب َ َ‬ ‫حل َْق ُ‬
‫ت قَب ْ َ ْ‬ ‫َ‬

‫‪ 2262‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن موسى ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن الحارث‬
‫المخزومي ‪ ،‬عن زيد بن علي ‪ ،‬عن عبيد الله بن أبي رافع ‪ ،‬عن‬
‫أبي رافع ‪ ،‬عن علي رضي الله عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء رجل ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ‪ ،‬حلقت قبل أن أذبح ؟ قال ‪ " :‬ل حرج " ثم جاءه‬
‫آخر ‪ ،‬فقال ‪ :‬نحرت قبل أن أرمي ؟ قال ‪ " :‬ل حرج " ‪ ،‬ثم جاءه‬
‫آخر ‪ ،‬فقال ‪ :‬أفضيت قبل أن أحلق ؟ قال ‪ " :‬ل حرج " حدثنا أبو‬
‫كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو نعيم ‪ ،‬عن عبد العزيز الماجشون ‪ ،‬عن‬
‫الزهري ‪ ،‬عن عيسى بن طلحة ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم نحوه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م وَأ َ ّ‬
‫خَر " *‬ ‫ن قَد ّ َ‬
‫م ْ‬
‫ج ِفي َ‬ ‫" َل َ‬
‫حَر َ‬

‫‪ 2263‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن عبد العزيز‬


‫الماجشون ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عيسى بن طلحة ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل حرج‬
‫فيمن قدم وأخر " *‬

‫ل أَ َ‬ ‫ل أَ َ‬
‫ي ؟ فَ َ‬
‫ما‬ ‫م َ‬ ‫ت قَب ْ َ ْ‬
‫ن أْر ِ‬ ‫حْر ُ‬
‫حَر ؟ وَن َ َ‬
‫ن أن ْ َ‬ ‫حل َْق ُ‬
‫ت قَب ْ َ ْ‬ ‫َ‬

‫‪ 2264‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يونس بن بكير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫محمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الزهري ‪ ،‬عن عيسى بن طلحة ‪،‬‬
‫عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬لما رمى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم العقبة ‪ ،‬وذبح ‪ ،‬وحلق ‪ ،‬وقف للناس ‪ ،‬فجعلوا يسألونه ‪،‬‬
‫يقول الرجل ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬حلقت قبل أن أنحر ؟ ونحرت قبل‬
‫أن أرمي ؟ فما سألوه عن شيء كان ينبغي لهم تأخيره ‪ ،‬ول شيء‬
‫أخروه ينبغي لهم تقديمه ‪ ،‬إل قال ‪ " :‬افعلوا ‪ ،‬ول حرج " ‪ ،‬حتى‬
‫تصدع الناس عنه *‬

‫ل أَ َ‬
‫ج‬ ‫ح وََل َ‬
‫حَر َ‬ ‫ل ‪َ " :‬فاذ ْب َ ْ‬
‫ح ؟ َقا َ‬ ‫حل َْق ُ‬
‫ت قَب ْ َ ْ‬
‫ن أذ ْب َ َ‬ ‫َ‬

‫‪ 2265‬حدثني محمد بن عيسى الدامغاني ‪ ،‬ويونس بن عبد العلى‬


‫الصدفي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عيسى بن طلحة‬
‫‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رجل ‪ :‬يا رسول الله _ صلى‬
‫الله عليه وسلم _ حلقت قبل أن أذبح ؟ قال ‪ " :‬فاذبح ول حرج " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وذبحت قبل أن أرمي ؟ قال ‪ " :‬فارم ‪ ،‬ول حرج " حدثني‬
‫أحمد بن حماد الدولبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن‬
‫عيسى بن طلحة ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬سأل رجل‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬حلقت قبل أن أذبح ؟ ثم‬
‫ذكر نحوه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل ‪ " :‬اْرم ِ ‪ ،‬وََل‬


‫ي ؟ َقا َ‬ ‫ل أَ َ‬
‫م َ‬ ‫ت قَب ْ َ ْ‬
‫ن أْر ِ‬ ‫فَن َ َ‬
‫حْر ُ‬

‫‪ 2266‬حدثني يونس ‪ ،‬عن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني يونس أن ابن‬


‫شهاب أخبره ‪ ،‬عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله ‪ ،‬عن عبد الله‬
‫بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف‬
‫للناس عام حجة الوداع يسألونه ‪ ،‬فجاء رجل فقال ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬لم أشعر ‪ ،‬فنحرت قبل أن أرمي ؟ قال ‪ " :‬ارم ‪ ،‬ول حرج‬
‫" ‪ ،‬قال رجل ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬لم أشعر ‪ ،‬فحلقت قبل أن أذبح ؟‬
‫قال ‪ " :‬اذبح ‪ ،‬ول حرج " ‪ .‬فما سئل رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يومئذ عن شيء قدم ول أخر إل قال ‪ " :‬افعل ‪ ،‬ول حرج " *‬

‫حل َق قَب َ َ‬
‫ج"‬ ‫ل ‪َ " :‬ل َ‬
‫حَر َ‬ ‫ح ‪َ ،‬قا َ‬
‫ن ي َذ ْب َ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ َ ْ‬

‫‪ 2267‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أسباط بن محمد ‪ ،‬عن‬


‫الشيباني ‪ ،‬عن زياد بن علقة ‪ ،‬عن أسامة بن شريك أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل حلق قبل أن يذبح ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫ل حرج " *‬

‫ل أ َن يرمي ‪ ،‬وحل َق قَب َ َ‬


‫ن ي َذ ْب َ َ‬
‫ح‪،‬‬ ‫لأ ْ‬ ‫ف ِبال ْب َي ْ ِ‬
‫ت قَب ْ َ ْ َ ْ ِ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 2268‬حدثنا بشر بن معاذ العقدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمر بن علي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت الحجاج يذكر عن عبادة بن نسي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو‬
‫زبيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا سعيد الخدري يقول ‪ :‬سئل رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وهو بين الجمرتين عن رجل طاف بالبيت‬
‫قبل أن يرمي ‪ ،‬وحلق قبل أن يذبح ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل حرج " ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫" أيها الناس ‪ ،‬إن الله قد رفع عنكم الضيق والحرج ‪ ،‬ولكن تعلموا‬
‫مناسككم ‪ ،‬فإنها من دينكم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حل َق قَب َ َ‬
‫ج‪،‬‬ ‫ل ‪َ " :‬ل َ‬
‫حَر َ‬ ‫ح ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ن ي َذ ْب َ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ َ ْ‬

‫‪ 2269‬حدثني محمد بن إبراهيم بن صدران ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عمر بن‬


‫علي المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬عن عبادة بن نسي ‪ ،‬عن‬
‫أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن‬
‫رجل حلق قبل أن يذبح ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل حرج ‪ ،‬ل حرج " *‬

‫ف قَب َ َ‬
‫ج"‬ ‫ل ‪َ " :‬ل َ‬
‫حَر َ‬ ‫ي ‪َ ،‬قا َ‬
‫م َ‬
‫ن ي َْر ِ‬
‫لأ ْ‬ ‫طا َ ْ‬‫َ‬

‫‪ 2270‬حدثني هلل بن العلء الرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬حدثنا عمر‬


‫بن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬عن عبادة بن نسي ‪ ،‬عن أبي‬
‫سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين‬
‫الجمرتين عن رجل طاف قبل أن يرمي ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل حرج " وعن‬
‫رجل حلق قبل أن يذبح ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل حرج " ‪ ،‬وعن رجل حلق قبل‬
‫أن يرمي ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل حرج " ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬عباد الله ‪ ،‬إن الله قد‬
‫رفع عنكم الضيق والحرج ‪ ،‬ولكن تعلموا مناسككم ‪ ،‬فإنها من‬
‫دينكم " *‬

‫ج‬
‫ح ّ‬ ‫جت ِهِ ال ِّتي ل َ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫قَعَد َ الن ّب ِ ّ‬
‫ي َ‬

‫‪ 2271‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحكم بن بشير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عمر بن ذر ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ :‬قعد النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫في حجته التي لم يحج بعدها ‪ ،‬فلم يسأل عن شيء قدمه أحد أو‬
‫أخره ‪ ،‬زاده أو نقصه ‪ ،‬إل قال ‪ " :‬ل حرج " حتى صدروا القول في‬
‫البيان عما في هذه الخبار من الفقه والذي فيها من ذلك البانة‬
‫من النبي صلى الله عليه وسلم عن صحة قول القائلين بأن من‬
‫قدم شيئا من نسك حجه عن وقته قبل شيء منه هو أولى بتقديمه‬
‫عليه ‪ ،‬أو أخر شيئا منه عن موضعه على شيء هو أولى بتقديمه‬
‫على ما قدمه عليه ‪ ،‬فل حرج عليه ‪ ،‬ول فدية ول جزاء ‪ ،‬وذلك أن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الفدية والجزاء في النسك ‪ ،‬إنما هو عوض من تقصير في واجب ‪،‬‬
‫وتضييع للزم قد فات وقت عمله ‪ ،‬وحرج بتضييعه ‪ ،‬وأثم بتقصيره‬
‫فيه ‪ ،‬وفي إعلم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أنه ل حرج على‬
‫من قدم شيئا من مناسك حجه التي صفتها ما ذكرت قبل شيء‬
‫منها ‪ ،‬أو أخر شيئا منها عن موضعه أبين البيان وأوضح البرهان‬
‫على أن ل كفارة على من أعلم أنه ل حرج عليه فيما فعل من ذلك‬
‫ول فدية ‪ ،‬إذ كان من زال عنه الحرج زائل عنه البدل الذي كان له‬
‫لزما لو كان حرجا ‪ ،‬وذلك الفدية والكفارة والجزاء ‪ ،‬فإن قال لنا‬
‫قائل ‪ :‬فما أنت قائل فيما ‪* :‬‬

‫حل ِقْ أ َْو‬ ‫جعْ إ َِلى ِ‬


‫مًنى َفا ْ‬ ‫ت ؟ اْر ِ‬ ‫ت وََل قَ ّ‬
‫صْر َ‬ ‫حل َْق َ‬
‫ما َ‬
‫َ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 2272‬حدثكموه ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن نمير ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬لقي ابن عمر رجل من أهله وقد‬
‫طاف بالبيت ‪ ،‬وهو راجع إلى منى طويل الشعر ‪ ،‬فقال له ‪ " :‬أما‬
‫حلقت ول قصرت ؟ ارجع إلى منى فاحلق أو قصر ‪ ،‬ثم اذهب إلى‬
‫البيت فطف " حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العلى ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا هشام ‪ ،‬عن عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر أنه رمى‬
‫الجمار ‪ ،‬وذبح ‪ ،‬وحلق ‪ ،‬وانطلق يزور البيت ‪ ،‬فلقي إنسانا من أهله‬
‫راجعا ‪ ،‬فذكر نحوه *‬

‫جئ ْ ُ‬
‫ت‬ ‫ت ثُ ّ‬
‫م ِ‬ ‫مي ْ ُ‬ ‫ت ؟ " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل ‪َ :‬ر َ‬ ‫صن َعْ َ‬ ‫" ك َي ْ َ‬
‫ف َ‬

‫‪ 2273‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أيوب ‪ ،‬عن نافع أن رجل رمى الجمرة ‪ ،‬ثم انطلق كما هو فطاف‬
‫بالبيت ‪ ،‬وكان ابن عمر ل يسبقه أحد إلى البيت إذا نحر وحلق ‪،‬‬
‫وأنه نحر في دار النحر ‪ ،‬ثم انطلق فلقيه الرجل فأنكره ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬
‫ابن أخي ‪ " :‬كيف صنعت ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬رميت ثم جئت فطفت بالبيت‬
‫‪ ،‬قال ‪ " :‬فارجع ‪ ،‬واحلق أو قصر ‪ ،‬ثم ارجع فطف بالبيت " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رجل حل َق قَب َ َ‬
‫م‬
‫خ ُ‬ ‫ك لَ َ‬
‫ض ْ‬ ‫ل ‪ " :‬إ ِن ّ َ‬
‫ح ؟ َقا َ‬
‫ن ي َذ ْب َ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ ُ ٍ َ َ ْ‬

‫‪ 2274‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬


‫جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن مورق العجلي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سألت ابن عمر عن رجل حلق قبل أن يذبح ؟ قال ‪ " :‬إنك لضخم‬
‫اللحية " *‬

‫ل ‪ " :‬عَل َي ْهِ فِد ْي َ ٌ‬


‫ة‬ ‫حَر ‪َ ،‬قا َ‬ ‫رجل حل َق قَب َ َ‬
‫ن ي َن ْ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ ُ ٍ َ َ ْ‬

‫‪ 2275‬حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا فضيل بن‬


‫عياض ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن صدقة بن يسار ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت جابر بن زيد‬
‫عن رجل حلق قبل أن ينحر ‪ ،‬قال ‪ " :‬عليه فدية " *‬

‫َ‬ ‫رجل حل َق قَب َ َ‬


‫س الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل ‪ " :‬أل َي ْ َ‬
‫ح ‪َ ،‬قا َ‬
‫ن ي َذ ْب َ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ ُ ٍ َ َ ْ‬

‫‪ 2276‬حدثني أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمر بن عبيد ‪ ،‬عن‬


‫العمش ‪ ،‬ومغيرة ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل عن رجل حلق قبل‬
‫أن يذبح ‪ ،‬قال ‪ " :‬أليس الله يقول تعالى ذكره ‪ :‬ول تحلقوا‬
‫رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله ‪ ،‬قال ‪ " :‬فكان يرى في ذلك دما "‬
‫*‬

‫يءٍ فَل ْي ُهْرِقْ د َ ً‬


‫ما "‬ ‫ش ْ‬ ‫شي ًْئا قَب ْ َ‬
‫ل َ‬ ‫سك ِهِ َ‬
‫ن نُ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن قَد ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2277‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا عبيدة ‪ ،‬عن إبراهيم أنه كان يقول ‪ " :‬من قدم من نسكه‬
‫شيئا قبل شيء فليهرق دما " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يءٍ فَل ْي ُهْرِقْ د َ ً‬


‫ما "‬ ‫ش ْ‬ ‫سك ِهِ قَب ْ َ‬
‫ل َ‬ ‫ن نُ ُ‬ ‫شي ًْئا ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن قَد ّ َ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2278‬حدثني يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أبو حرة ‪،‬‬
‫عن الحسن أنه قال ‪ " :‬من قدم شيئا من نسكه قبل شيء فليهرق‬
‫دما " *‬

‫شي ًْئا ‪ ،‬أ َْو‬ ‫سك ِهِ أ َوْ أ َ ّ‬


‫خَر َ‬ ‫ن نُ ُ‬ ‫شي ًْئا ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن قَد ّ َ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2279‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬


‫سعيد بن جبير ‪ ،‬قال ‪ " :‬من قدم شيئا من نسكه أو أخر شيئا ‪ ،‬أو‬
‫حلق قبل أن يذبح ‪ ،‬فعليه دم يهريقه " *‬

‫ل‪:‬‬ ‫يءٍ فَعَل َي ْهِ د َ ٌ‬


‫م " ِقي َ‬ ‫ش ْ‬ ‫شي ًْئا قَب ْ َ‬
‫ل َ‬ ‫ن قَد ّ َ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2280‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا الثوري ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬قال ‪ " :‬من قدم‬
‫شيئا قبل شيء فعليه دم " قيل ‪ :‬قد خالف من ذكرت غيرهم من‬
‫أهل القدوة فإن قال ‪ :‬فاذكر لنا بعضهم قيل ‪* :‬‬

‫رجل حل َق قَب َ َ‬
‫س عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫حَر ‪َ ،‬قاَل ‪ " :‬ل َي ْ َ‬
‫ن ي َن ْ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ ُ ٍ َ َ ْ‬

‫‪ 2281‬حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا فضيل بن‬


‫عياض ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت مجاهدا ‪ ،‬وطاوسا عن رجل حلق‬
‫قبل أن ينحر ‪ ،‬قال ‪ " :‬ليس عليه شيء " *‬

‫ذ َك َر قَب َ َ‬
‫ن لَ ْ‬
‫م ي َذ ْك ُْر َ‬
‫شي ًْئا‬ ‫ف فَل ْي َْر ِ‬
‫جعْ ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ح ِبالط ّ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ست َْفت ِ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2445‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا أيوب بن سويد ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬في رجل نسي‬
‫أن يرمي حتى أفاض ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن ذكر قبل أن يستفتح بالطواف‬
‫فليرجع ‪ ،‬وإن لم يذكر شيئا حتى استفتح الطواف ‪ ،‬فل يرجع حتى‬
‫يفرغ من طوافه " ‪ ،‬قال ‪ :‬وأقول مثل ذلك معتمر بدأ بالصفا قبل‬
‫الطواف بالبيت *‬

‫جَزأ َهُ " *‬ ‫َ‬


‫فأ ْ‬ ‫ل الط ّ َ‬
‫وا ِ‬ ‫سَعى قَب ْ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2446‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني زيد بن أبي‬


‫الزرقاء ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عطاء ‪ ،‬يقول ‪ " :‬من سعى قبل‬
‫الطواف أجزأه " *‬

‫ف ِبال ْب َي ْ ِ‬
‫ت‬ ‫ت ‪ ،‬فَل ْي َط ُ ْ‬
‫ل ال ْب َي ْ ِ‬ ‫صَفا ‪َ ،‬وال ْ َ‬
‫مْروَةِ قَب ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ن ب َي ْ َ‬
‫سا ٌ‬
‫ف إ ِن ْ َ‬ ‫َ‬
‫طا َ‬

‫‪ 2447‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي‬


‫مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬عن عطاء ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬إن طاف إنسان بين الصفا ‪ ،‬والمروة قبل البيت ‪ ،‬فليطف‬
‫بالبيت ول يعد لطوافه بين الصفا ‪ ،‬والمروة " ‪ ،‬غير مرة سمعته‬
‫يسأل عن ذلك *‬

‫ما‬ ‫َ‬ ‫ه " ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ف بال ْبيت وقَد أ َ َ‬ ‫" يَ ُ‬


‫ل ‪ :‬وَأ ّ‬ ‫جَزأ عَن ْ ُ‬
‫طو ُ ِ َ ْ ِ َ ْ ْ‬

‫‪ 2448‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرزاق ‪ ،‬سألت‬


‫الثوري عن رجل ‪ ،‬بدأ بالصفا ‪ ،‬والمروة قبل البيت ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني‬
‫ابن جريج ‪ ،‬عن عطاء أنه قال ‪ " :‬يطوف بالبيت وقد أجزأ عنه " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وأما نحن ‪ ،‬فنقول ‪ :‬يطوف بالبيت ثم يعود إلى الصفا ‪،‬‬
‫والمروة *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫ف‬ ‫ل الط ّ َ‬
‫وا ِ‬ ‫صَفا ‪َ ،‬وال ْ َ‬
‫مْروَةِ قَب ْ َ‬ ‫ف ِبال ّ‬ ‫جًل ‪َ ،‬‬
‫طا َ‬ ‫" ل َوْ أ ّ‬
‫ن َر ُ‬

‫‪ 2449‬وحدثني عبد الله بن محمد الحنفي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبدان ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا زكريا ‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي نجيح ‪ ،‬قال ‪ " :‬لو أن رجل ‪ ،‬طاف بالصفا ‪ ،‬والمروة قبل‬
‫الطواف بالبيت جاهل أو ناسيا ‪ ،‬أجزأ ذلك عنه " فإن قال ‪ :‬فإن‬
‫كان المر في تقديم بعض المناسك قبل بعض ‪ ،‬كالذي ذكرت من‬
‫جوازه عامدا أو ناسيا أو جاهل ‪ ،‬فما أنت قائل فيما كان يقوله‬
‫بعض المنتسبين إلى الفقه في رمي رامي الجمرة من الجمرات‬
‫الثلث الواجب رميها بسبع حصيات متفرقات ‪ ،‬أنه جائز رميها بسبع‬
‫منهن مجتمعات رمية واحدة ‪ ،‬اعتلل منه في إجازته ذلك ‪ ،‬بالخبار‬
‫التي ذكرتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬من وضعه‬
‫الحرج عن مقدم شيء من نسكه قبل شيء هو مؤخر عنه ‪،‬‬
‫ومؤخر شيء منه عن شيء هو مقدم عليه ؟ قيل ‪ :‬ذلك من القول‬
‫خطأ ‪ ،‬ومن التأويل غلط ‪ .‬وذلك أن رامي الجمرات مأمور برمي‬
‫كل واحدة منهن بسبع حصيات متفرقات ‪ ،‬سبع رميات ‪ ،‬كل رمية‬
‫بحصاة منهن ‪ ،‬كما الطائف بالبيت الطواف الواجب مأمور‬
‫بالطواف به سبعة أشواط ‪ ،‬فلو طاف به شوطا واحدا ينوي به‬
‫طوافا عن الطواف السبعة ‪ ،‬لم يكن إل شوطا واحدا ‪ ،‬كما لم‬
‫يكن رمي الرامي الجمرة الرمية الواحدة بالحصيات السبع ‪ ،‬إل‬
‫بمعنى الرمية الواحدة بحصاة واحدة ‪ .‬فإن قال ‪ :‬وكيف يكون ذلك‬
‫كذلك ‪ ،‬ورامي الجمرة مأمور برميها بسبع حصيات ‪ ،‬فجامعها‬
‫برمية واحدة ‪ ،‬قد رماها بسبع حصيات كما أمر ‪ ،‬والطائف بالبيت‬
‫مأمور بالطواف به سبعة أشواط ‪ ،‬والشوط الواحد ل يكون سبعة‬
‫أشواط ‪ ،‬وذلك أنه ل يقال لطائف شوط واحد طاف سبعة‬
‫أشواط ‪ .‬ول يمتنع ممتنع أن يقول لرامي الجمرة بسبعة أحجار‬
‫برمية واحدة ‪ :‬رماها بسبعة أحجار ‪ .‬قيل ‪ :‬ذلك إنما يكون كالذي‬
‫قلت ‪ :‬لو كان المر في الرمي بسبع حصيات دون سبع رميات ‪.‬‬
‫فأما المر بالرمي بسبع حصيات ‪ ،‬كل حصاة منهن برمية غير‬
‫الرمية بالخرى ‪ ،‬فإنه نظير المر بطواف سبعة أشواط ‪ ،‬كل‬
‫شوط منهن غير الشواط الخرى ‪ ،‬في أن الرمية الواحدة ل تكون‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سبع رميات ‪ ،‬وإن كانت الرمية بخمسين حصاة ‪ ،‬كما ل يكون‬
‫طواف شوط واحد طواف سبعة أشواط ‪ .‬فإن قال ‪ :‬وما البرهان‬
‫على أن على رامي الجمرة في حجه رميها سبع رميات سبع‬
‫حصيات ‪ ،‬دون أن يكون الذي عليه ‪ ،‬رميها بسبع حصيات برمية‬
‫واحدة رماها ‪ ،‬أو بسبع رميات بعد أن يرميها بسبع منها ؟ قيل ‪:‬‬
‫البرهان على ذلك ما ل يدفعه دافع ‪ ،‬ول ينكره من أهل السلم‬
‫منكر ‪ ،‬وهو نقل جميعهم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم علم‬
‫أمته ‪ ،‬إذ علمهم مناسك الحج ‪ ،‬رمي كل جمرة من الجمرات‬
‫الثلث ‪ ،‬في حال وجوب رميهن على راميهن ‪ ،‬بسبع حصيات‬
‫متفرقات ‪ ،‬كل حصاة من ذلك برمية بها غير الرمية بالخر منها ‪،‬‬
‫فكان وجوب إفراد رمي كل واحدة منهن برمية غير الرمي بالخر‬
‫منهن ‪ ،‬من الوجه الذي فيه وجوب رمي كل واحدة من الجمرات‬
‫الثلث بسبع حصيات ‪ ،‬لن كل ذلك مما علم وجوبه بتعليم النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أمته ‪ .‬فإن لم يكن سائغا للمة تركها أحدها ‪،‬‬
‫لم يكن لهم ترك الخر منها ‪ ،‬وإن انساغ لهم ترك واحدة منها ‪،‬‬
‫انساغ له ترك الخر ‪ ،‬فيكون سائغا لهم رمي كل جمرة من ذلك‬
‫بحصاة واحدة ‪ ،‬ومجزئا ذلك عنهم وإن لم يرموها بغيرها ‪ ،‬كما جاز‬
‫لهم رميها عندكم بسبع حصيات برمية واحدة ‪ ،‬وقد علموا رميها‬
‫بسبع حصيات متفرقات ‪ ،‬كل حصاة منهن برمية غير الرامي بالخر‬
‫منهن ‪ ،‬ل فرق بين ذلك ‪ .‬ومن فرق بينهما ‪ ،‬كلف البرهان على ما‬
‫فرق ما بين ذلك من أصل أو نظير ‪ ،‬فلن يقول في أحدهما قول ‪،‬‬
‫إل ألزم في الخر مثله *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫النبي صلى الله عليه وسلم إذ سئل عمن قدم شيئا من نسكه قبل‬
‫شيء ‪ " :‬ل حرج " ‪ ،‬يعني صلى الله عليه وسلم بقوله ‪ " :‬ل حرج‬
‫" ‪ ،‬ل ضيق في فعل ذلك ‪ ،‬أي أن ذلك واسع له في الدين ‪ ،‬مطلق‬
‫غير مضيق فيه ‪ .‬وأصل الحرج ‪ :‬الضيق ‪ ،‬ومنه قول الله تعالى‬
‫ذكره ‪ :‬وما جعل عليكم في الدين من حرج ‪ .‬وأما قوله إذ قال له ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫" أفضت قبل أن أرمي " ‪ ،‬فإنه يعني بقوله " أفضت " ‪ ،‬رجعت‬
‫إلى البيت زائره ‪ ،‬وإلى الموضع الذي بدأت السمو منه إلى عرفات‬
‫للطواف بالبيت ‪ .‬وكل عائد إلى أمر بعد بدء ‪ ،‬تسميه العرب ‪:‬‬
‫مفيضا ‪ .‬وكذلك قيل لضارب القداح بين اليسار ‪ :‬مفيض ‪ ،‬لجمعه‬
‫القداح ‪ ،‬ثم ضربه بها بين المياسرين عودا بعد بدء ‪ ،‬ومنه قول‬
‫بشر بن أبي خازم السدي ‪ :‬فقلت لها ‪ :‬ردي إلي حياته فردت كما‬
‫رد المنيح مفيض ومنه قيل للقوم إذا تراجعوا القول بينهم ‪" :‬‬
‫أفاضوا في الحديث " وأما قول عبد الله بن عمرو ‪ :‬إن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم لم يسأل يومئذ عمن قدم شيئا من نسكه قبل‬
‫شيء إل قال ‪ " :‬ل حرج " ‪ ،‬حتى تصدعوا عنه ‪ ،‬فإنه عنى بقوله ‪:‬‬
‫حتى تصدعوا عنه ‪ :‬حتى تفرقوا عنه ‪ ،‬وكل صدع فتفرق ‪ ،‬ومنه‬
‫قيل لصدع الزجاجة أو الحائط وغير ذلك صدع ‪ ،‬لمفارقة بعض‬
‫أجزائه التي كانت ملتئمة قبل النصداع بعضا ‪ ،‬ومنه قيل ‪ :‬لفتراق‬
‫المؤتلفين من القبائل ‪ :‬قد تصدع ما بين حي فلن وفلن ‪ ،‬ومنه‬
‫قول الشاعر ‪ :‬لعمري لقد أبقت وقيعة راهط لمروان صدعا بينا‬
‫متنائيا‬

‫ب‪،‬‬
‫خّبا ٍ‬
‫ن َ‬
‫ل بْ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ هَِل ِ‬ ‫ض ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬

‫ذكر ما لم يمض ذكره من أخبار هلل بن خباب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن‬


‫ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ب‪#،‬‬ ‫خَبارِ هِ َ‬ ‫‪ <<#‬ذك ْر ما ل َم يمض ذك ْره من أ َ‬


‫خّبا ٍ‬
‫ن َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ْ ِ ِ ُ ُ ِ ْ‬ ‫ِ ُ َ‬
‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫مدٍ َ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫ل ُ‬
‫ن ِل ِ‬
‫سّرِني أ ّ‬ ‫" َوالل ّهِ َ‬
‫ما ي َ ُ‬

‫‪ 2450‬حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عباد بن العوام ‪ ،‬عن‬


‫هلل بن خباب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬والتفت إلى أحد ‪ ،‬فقال ‪ " :‬والله ما‬
‫يسرني أن لل محمد صلى الله عليه وسلم ذهبا أنفقه في سبيل‬
‫الله ‪ ،‬أموت يوم أموت وعندي منه دينار ‪ ،‬إل دينارا أرصده لدين " ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال ‪ :‬فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ترك دينارا ول‬
‫درهما ول عبدا ول أمة ‪ ،‬ولقد ترك درعه التي كان يقاتل فيها رهنا‬
‫بثلثين قفيزا من شعير ‪ ،‬ثم قال ابن عباس ‪ :‬لقد كان يأتي على‬
‫آل محمد صلى الله عليه وسلم الليالي ‪ ،‬ما يجدون فيها عشاء *‬

‫مد ٌ َقائ ًِل ل َِرب ّهِ ل َ ْ‬


‫و‬ ‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫ن ُ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫رو ‪َ ،‬‬
‫م ٍ‬ ‫عَب ْد َ الل ّهِ ب ْ َ‬
‫ن عَ ْ‬

‫‪ 2451‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مصعب بن المقدام ‪ ،‬عن بكر‬


‫بن خنيس ‪ ،‬عن أبي محمد ‪ ،‬عن هلل بن خباب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على‬
‫أصحابه ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا عبد الله‬
‫بن عمرو ‪ ،‬ما كان محمد قائل لربه لو مات وهذه عنده ؟ ثم‬
‫قسمها قبل أن يقوم ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ما يسرني أن لل محمد صلى الله‬
‫عليه وسلم مثل هذا الجبل وأشار إلى الجبل ‪ ،‬وأني مت وتركت‬
‫منه دينارين " ‪ ،‬قال ابن عباس ‪ :‬فقبض رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يوم قبض ‪ ،‬فلم يدع دينارا ول درهما ول عبدا ول أمة ‪ ،‬وترك‬
‫درعه مرهونة بثلثين صاعا من شعير كان يأكل منه ويطعم عياله‬
‫عند رجل من اليهود القول في علل هذا الخبر ‪ :‬وهذا خبر عندنا‬
‫صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير‬
‫صحيح ‪ ،‬لعلتين ‪ :‬إحداهما ‪ :‬أن بعض ما فيه من معانيه ل مخرج له‬
‫يصح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬إل من هذا‬
‫الوجه ‪ .‬والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد ‪ ،‬وجب التثبت فيه ‪.‬‬
‫والثانية ‪ :‬أنه من نقل عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬وفي نقل عكرمة‬
‫عندهم نظر يجب التوقف فيه ‪ .‬وقد وافق ابن عباس في رواية‬
‫بعض معاني هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض‬
‫أصحابه ‪ ،‬وفي بعضه البعض *‬

‫ضةِ ث ََلًثا ‪،‬‬


‫ب َوال ِْف ّ‬
‫خارِ الذ ّهَ ِ‬ ‫ه ِفي رَِواي َت ِهِ ك ََراهِي َ َ‬
‫ة اد ّ َ‬ ‫ن َوافََق ُ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر من وافقه في روايته كراهية ادخار الذهب والفضة ثلثا ‪ ،‬لغير‬
‫ما استثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫ة‬ ‫ب َوال ِْف ّ‬


‫ض ِ‬ ‫خارِ الذ ّهَ ِ‬ ‫ه ِفي رَِواي َت ِهِ ك ََراهِي َ َ‬
‫ة اد ّ َ‬ ‫ن َوافََق ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ث ََلًثا ‪# ،‬‬

‫سي َثال ِث َ ً‬ ‫ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫حب أ َ ُ‬‫ُ‬


‫ة‪،‬‬ ‫دي ذ َهًَبا أ ْ‬
‫م ِ‬ ‫عن ْ ِ‬
‫ك ِ‬ ‫دا َ‬
‫ح ً‬
‫نأ ُ‬‫ما أ ِ ّ ّ‬
‫" َ‬

‫‪ 2452‬حدثني سلم بن جنادة السوائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪،‬‬


‫عن العمش ‪ ،‬عن زيد بن وهب ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت أمشي‬
‫مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء ‪ ،‬ونحن‬
‫ننظر إلى أحد ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا أبا ذر " ‪ ،‬قلت ‪ :‬لبيك يا رسول الله ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬ما أحب أن أحدا ذاك عندي ذهبا أمسي ثالثة ‪ ،‬عندي منه‬
‫دينار إل دينارا أرصده لدين ‪ ،‬إل أن أقول به في عباد الله هكذا‬
‫وهكذا عن يمينه ‪ ،‬وعن شماله ومن قدامه " ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم مشى ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬يا أبا ذر " ‪ ،‬قلت ‪ :‬لبيك يا رسول الله ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن‬
‫الكثرين هم القلون يوم القيامة ‪ ،‬إل من قال بالمال هكذا وهكذا‬
‫عن يمينه ‪ ،‬وعن شماله ‪ ،‬ومن قدامه " *‬

‫ذا وَهَك َ َ‬
‫ذا‬ ‫ذا وَهَك َ َ‬
‫ذا وَهَك َ َ‬
‫ل ‪ :‬هَك َ َ‬
‫ن َقا َ‬ ‫ن إ ِّل َ‬
‫م ْ‬ ‫مِقّلو َ‬
‫م ال ْ ُ‬
‫ن هُ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مك ْث ِ ِ‬
‫ري َ‬

‫‪ 2453‬وحدثني محمد بن يحيى القطعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا حماد الكوفي ‪ ،‬عن زيد بن وهب ‪،‬‬
‫عن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في‬
‫بقيع الغرقد ‪ ،‬فالتفت إلي ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا أبا ذر " ‪ ،‬قلت ‪ :‬لبيك‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وسعديك ‪ ،‬وأنا فداؤك ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫إن المكثرين هم المقلون إل من قال ‪ :‬هكذا وهكذا وهكذا وهكذا "‬
‫وأومأ عن يمينه وعن يساره ومن بين يديه ومن خلفه في حق ‪،‬‬
‫فقلت ‪ :‬الله ورسوله أعلم ‪ ،‬ثم مشى حتى طلع لنا أحد فالتفت ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬يا أبا ذر " ‪ ،‬فقلت ‪ :‬لبيك وسعديك وأنا فداؤك ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫ما يسرني أن أحدا أصبح لل محمد ذهبا يمسي وعندهم منه دينار‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫" وحدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحسن بن بلل ‪،‬‬
‫عن حماد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا حماد بن أبي سليمان ‪ ،‬عن زيد بن وهب ‪،‬‬
‫عن أبي ذر ‪ ،‬وذكر نحو حديث محمد بن يحيى ‪ ،‬عن الحجاج ‪ ،‬غير‬
‫أنه قال في حديثه ‪ :‬ثم مشى حتى أشرف لنا أحد حدثني أبو‬
‫الجماهر الحضرمي محمد بن عبد الرحمن الحمصي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عبد الوهاب بن نجدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عيسى بن يونس ‪ ،‬عن العمش‬
‫‪ ،‬عن زيد بن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أشهد لسمعت أبا ذر ‪ ،‬يقول ‪ :‬كنت‬
‫أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرة المدينة ‪ ،‬ثم ذكر‬
‫نحو حديث سلم بن جنادة ‪ ،‬عن أبي معاوية *‬

‫ماِلي ؟‬ ‫ب ال ْك َعْب َةِ " ‪ ،‬فَُقل ْ ُ‬


‫ت ‪ :‬وَ َ‬ ‫ن وََر ّ‬
‫سُرو َ‬ ‫م اْل َ ْ‬
‫خ َ‬ ‫" هُ ُ‬

‫‪ 2454‬حدثني أبو الجماهر محمد بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد‬


‫الوهاب بن نجدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عيسى بن يونس ‪ ،‬عن العمش ‪،‬‬
‫عن المعرور بن سويد ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬انتهيت إلى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم وهو في ظل الكعبة وهو يقول ‪ " :‬هم‬
‫الخسرون ورب الكعبة " ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ومالي ؟ أنزل في شيء‬
‫فقلت ‪ :‬ومن هم فداك أبي وأمي ‪ ،‬قال ‪ " :‬هم الكثرون أموال ‪ ،‬إل‬
‫من قال بالمال هكذا وهكذا " يعني من بين يديه ومن خلفه ‪ ،‬وعن‬
‫يمينه وعن شماله بكفيه جميعا ‪ " ،‬وقليل ما هم " ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬ما‬
‫من رجل يموت وله إبل أو بقر أو غنم لم يؤد زكاتها ‪ ،‬إل جاءت يوم‬
‫القيامة أوفر ما كانت وأعظمه تعضه بأفواهها ‪ ،‬وتطأه بأخفافها ‪،‬‬
‫كلما نفد آخرها عادت أولها ‪ ،‬حتى يقضى بين الناس " *‬

‫ت‪،‬‬ ‫حّتى قُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ب ال ْك َعْب َةِ " ‪ ،‬فَ َ‬
‫ما َقاَرْر ُ‬ ‫" هَل َ ُ‬
‫كوا وََر ّ‬

‫‪ 2455‬وحدثني مشرف بن أبان بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪،‬‬


‫عن العمش ‪ ،‬عن المعرور بن سويد ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬أتيت‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستظل في الكعبة وهو يقول ‪" :‬‬
‫هلكوا ورب الكعبة " ‪ ،‬فما قاررت حتى قمت ‪ ،‬فقلت ‪ :‬من هم ؟‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فداك أبي وأمي يا رسول الله ‪ ،‬قال ‪ " :‬هلك الكثرون أموال ‪ ،‬إل‬
‫من قال ‪ :‬هكذا وهكذا وهكذا " *‬

‫َ‬ ‫" ما يسرِني أ َن ل ِي مث ْ َ ُ‬


‫حدٍ ذ َهًَبا ‪ ،‬أد َعُ ي َوْ َ‬
‫م‬ ‫لأ ُ‬ ‫ّ َ ِ‬ ‫َ َ ُ ّ‬

‫‪ 2456‬وحدثني محمد بن يحيى القطعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر يعني‬


‫ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن سويد بن‬
‫الحارث ‪ ،‬عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" ما يسرني أن لي مثل أحد ذهبا ‪ ،‬أدع يوم أموت دينارا أو نصف‬
‫دينار إل لغريم " *‬

‫ت‬ ‫حب أ َن ل ِي أ ُحدا ذ َهَب ‪ ،‬أ َموت يو َ‬‫ُ‬


‫مو ُ‬
‫مأ ُ‬‫ُ ُ َ ْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ما أ ِ ّ ّ َ ُ ً‬ ‫" َ‬

‫‪ 2457‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت سويد بن الحارث ‪،‬‬
‫يقول ‪ :‬سمعت أبا ذر ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ما أحب أن لي أحدا ذهب ‪ ،‬أموت يوم أموت وعندي منه‬
‫دينار ‪ ،‬إل أن أرصده لغريم " *‬

‫ت‬ ‫حب أ َن ل ِي أ ُحدا ذ َهَب ‪ ،‬أ َدعُ يو َ‬‫ُ‬


‫مو ُ‬
‫مأ ُ‬‫َ َ ْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ما أ ِ ّ ّ َ ُ ً‬ ‫" َ‬

‫‪ 2458‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني وهب بن جرير ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثني شعبة ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن سويد بن الحارث ‪ ،‬عن أبي‬
‫ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما أحب أن‬
‫لي أحدا ذهب ‪ ،‬أدع يوم أموت فيه دينارا أو نصف دينار إل أن‬
‫أرصده لغريم " *‬

‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ت وَأَنا أظ ُن ّ ُ‬
‫ه ي َب ْعَث ُِني ِفي‬ ‫دا ؟ " ‪ ،‬فَن َظ َْر ُ‬
‫ح ً‬
‫" ت ََرى أ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2459‬وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬عن الجريري ‪ ،‬عن أبي العلء بن الشخير ‪ ،‬عن الحنف ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال لي أبو ذر ‪ :‬إن خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم‬
‫دعاني فقال ‪ " :‬يا أبا ذر " ‪ ،‬فأجبته ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ترى أحدا ؟ " ‪،‬‬
‫فنظرت وأنا أظنه يبعثني في حاجة له ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أراه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما‬
‫يسرني أن لي مثله ذهبا أنفقه كله إل ثلثة دنانير ‪ ،‬ثم هؤلء‬
‫يجمعون الدنيا ل يعقلون شيئا " ‪ ،‬قلت ‪ :‬ما لك ولخوانك من‬
‫قريش ل تعتريهم وتصيب منهم ؟ فقال ‪ " :‬ل وربك ل أسألهم دنيا ‪،‬‬
‫ول أستفتيهم عن دين ‪ ،‬حتى ألحق بالله ورسوله صلى الله عليه‬
‫وسلم *‬

‫ة‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫م ِ‬ ‫م اْل َقَّلو َ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫ن هُ ُ‬
‫ري َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مك ْث ِ ِ‬ ‫ك ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫ما أ َُقو ُ‬
‫ل لَ َ‬ ‫اعِْق ْ‬
‫ل َ‬

‫‪ 2460‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثني عمي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عمرو بن الحارث ‪ ،‬عن أبيه الحارث‬
‫بن يعقوب ‪ ،‬عن أبي السود الغفاري ‪ ،‬عن النعمان الغفاري ‪ ،‬عن‬
‫أبي ذر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬يا أبا ذر ‪،‬‬
‫اعقل ما أقول لك ‪ ،‬إن المكثرين هم القلون يوم القيامة ‪ ،‬إل من‬
‫قال بالمال هكذا وهكذا " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫جن ّةِ َوالّنارِ ‪ ،‬إ ِّل َ‬
‫م ْ‬ ‫مةِ ِفي ال ْ َ‬
‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫سَفُلو َ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫م اْل ْ‬
‫ن هُ ُ‬ ‫اْلك ْث َ ِ‬
‫ري َ‬

‫‪ 2461‬وحدثني سليمان بن عبد الحميد البهراني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫حيوة ‪ ،‬ويزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بقية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا صفوان قال ‪ :‬حدثني‬
‫أبو اليمان عامر بن عبد الله ‪ ،‬عن حبيب بن مسلمة ‪ ،‬عن أبي ذر ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن‬
‫الكثرين هم السفلون يوم القيامة في الجنة والنار ‪ ،‬إل من قال‬
‫بماله هكذا وهكذا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ُ‬ ‫َ‬
‫حد ٌ ‪،‬‬ ‫ذا ؟ " ‪ ،‬قُل ْ ُ‬
‫ت‪:‬أ ُ‬ ‫ل هَ َ‬
‫جب َ ٍ‬
‫" أي ّ َ‬

‫‪ 2462‬وحدثنا أبو هشام الرفاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن فضيل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا سالم بن أبي حفصة ‪ ،‬وأبو منصور الجهني ‪ ،‬عن زيد بن وهب‬
‫‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أي‬
‫جبل هذا ؟ " ‪ ،‬قلت ‪ :‬أحد ‪ ،‬قال ‪ " :‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬ما يسرني‬
‫أنه لي ذهبا قطعا أنفقه في سبيل الله ‪ ،‬أدخر منه قيراطا " ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬قنطارا ‪ ،‬قال ‪ " :‬قيراطا " ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬قنطارا ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫قيراطا " ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬قنطارا ‪ ،‬قال ‪ :‬مرارا ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنما أقول‬
‫الذي هو أقل ‪ ،‬ول أقول الذي هو أكثر " *‬

‫ب ‪ ،‬يَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ما أ ُ ِ‬


‫دي ب َعْد َ‬
‫عن ْ ِ‬
‫ن ِ‬
‫كو ُ‬ ‫دا ذ َهَ ٌ‬
‫ح ً‬
‫ن ِلي أ ُ‬
‫بأ ّ‬‫ح ّ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2463‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا روح بن أسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫زائدة ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ما أحب أن لي أحدا ذهب ‪،‬‬
‫يكون عندي بعد ثلث منه شيء ‪ ،‬إل شيء أرصده لدين ‪ ،‬إن‬
‫الكثرين هم القلون يوم القيامة ‪ ،‬إل من قال هكذا وهكذا ‪ ،‬عن‬
‫يمينه ‪ ،‬وعن شماله ‪ ،‬ومن بين يديه ووراءه " *‬

‫مةِ ‪ ،‬إ ِّل‬


‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫م اْل َقَّلو َ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫ن هُ ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مك ْث ِ ِ‬
‫ري َ‬ ‫ك ال ْ ُ‬
‫مك ْث ُِرو ِ‬
‫ن ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫هَل َ َ‬

‫‪ 2464‬وحدثنا أبو كريب محمد بن العلء ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن آدم‬


‫‪ ،‬عن عمار بن رزيق ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن كميل بن زياد ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل‬
‫المدينة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا أبا هر ‪ ،‬هلك المكثرون ‪ ،‬إن المكثرين هم‬
‫القلون يوم القيامة ‪ ،‬إل من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا‬
‫وهكذا ‪ ،‬وقليل ما هم " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ك ث ََلًثا‬
‫ل ‪ :‬ذ َل ِ َ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مةِ ‪ ،‬ي َُقو ُ‬ ‫م اْل َقَّلو َ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫" اْل َك ْث َُرو َ‬
‫ن هُ ُ‬

‫‪ 2465‬حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا منصور بن سلمة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا بكر بن مضر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني موسى بن جبير ‪ ،‬عن أبي‬
‫أمامة بن سهل ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬الكثرون هم القلون يوم القيامة ‪ ،‬يقول ‪ :‬ذلك ثلثا إل من‬
‫قال بالمال هكذا وهكذا " وأشار أبو أمامة عن يمينه ‪ ،‬وعن شماله‬
‫*‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل هَك َ َ‬
‫ذا ‪ِ :‬‬ ‫ن ‪َ ،‬قا َ‬
‫م ْ‬ ‫م اْل َذ َّلو َ‬
‫ن ‪ ،‬إ ِّل َ‬ ‫ن هُ ُ‬
‫ري َ‬
‫َ‬
‫اْلك ْث َ ِ‬

‫‪ 2466‬حدثني محمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن سابق ‪،‬‬


‫عن كامل ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا هريرة ‪ ،‬وهو يقول ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الكثرين هم الذلون ‪،‬‬
‫إل من ‪ ،‬قال هكذا ‪ :‬من بين يديه ‪ ،‬ومن خلفه ‪ ،‬وعن يمينه ‪ ،‬وعن‬
‫شماله " *‬

‫مّر ِبي ث ََلث َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ما أ ُ ِ‬


‫ة‬ ‫دا ذ َهَ ٌ‬
‫ب ‪ ،‬تَ ُ‬ ‫ح ً‬
‫ن ِلي أ ُ‬
‫بأ ّ‬‫ح ّ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2467‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني ابن أبي ذئب ‪ ،‬وحدثني محمد بن عبد الله بن عبد‬
‫الحكم المصري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي فديك ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ابن‬
‫أبي ذئب ‪ ،‬عن أبي الوليد ‪ ،‬مولى عمرو بن خداش ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ما أحب أن لي‬
‫أحدا ذهب ‪ ،‬تمر بي ثلثة وعندي منه دينار ‪ ،‬إل شيئا أعده لغريم "‬
‫*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬ ‫كان ِلي مث ْ ُ ُ‬
‫ن‬
‫سّرِني أ ْ‬
‫ما َ‬
‫ب‪َ ،‬‬‫حدٍ ذ َهَ ٌ‬
‫لأ ُ‬ ‫ِ‬ ‫" ل َوْ َ َ‬

‫‪ 2468‬حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمي‬


‫عبد الله بن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني يونس ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عبيد‬
‫الله بن عبد الله ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬لو كان لي مثل أحد ذهب ‪ ،‬ما سرني أن يأتي علي‬
‫ثلث ليال وعندي منه شيء ‪ ،‬إل شيء أرصده لدين " *‬

‫ه كُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ما أ ُ ِ‬


‫ل‬ ‫ذا ذ َهًَبا أن ِْفقُ ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫حد َك ُ ْ‬
‫م هَ َ‬ ‫ن ِلي أ ُ‬
‫بأ ّ‬‫ح ّ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2469‬حدثنا أحمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمي عبد الله بن وهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرني عمرو بن الحارث ‪ ،‬عن يزيد بن أبي حبيب ‪ ،‬أن سليمان بن‬
‫سنان المزني ‪ ،‬حدثه أنه ‪ ،‬سمع أبا هريرة ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما أحب أن لي أحدكم هذا ذهبا أنفق منه‬
‫كل يوم ‪ ،‬فتمر بي ثلث ‪ ،‬وعندي منه شيء إل شيئا أرصده لدين "‬
‫*‬

‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مة ِ ‪،‬‬ ‫ن اْل َقَّلو َ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫مةِ ‪ ،‬اْل َك ْث َُرو َ‬
‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫ن اْل َقَّلو َ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫" اْل َك ْث َُرو َ‬

‫‪ 2470‬وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بكر بن مضر ‪ ،‬عن موسى بن جبير ‪ ،‬عن‬
‫أبي أمامة بن سهل بن حنيف ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬الكثرون القلون يوم القيامة ‪ ،‬الكثرون‬
‫القلون يوم القيامة ‪ ،‬الكثرون القلون يوم القيامة ‪ ،‬إل من قال‬
‫هكذا وهكذا " ‪ ،‬وأشار إلى أمامه ‪ ،‬وعن يمينه ‪ ،‬وعن يساره *‬

‫ذا وَهَك َ َ‬
‫ذا " ‪،‬‬ ‫ل هَك َ َ‬
‫ن َقا َ‬ ‫ن ِفي الّنارِ إ ِّل َ‬
‫م ْ‬ ‫" ال ْ ُ‬
‫مك ْث ُِرو َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2471‬وحدثني محمد بن حفص أبو عبيد الوصابي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫ابن حمير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جعفر بن برقان ‪ ،‬عن يزيد بن الصم ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫المكثرون في النار إل من قال هكذا وهكذا " ‪ ،‬وأشار بكفه من بين‬
‫يديه ‪ ،‬ومن خلفه ‪ ،‬وعن يمينه ‪ ،‬وعن يساره ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬وقليل ما‬
‫هم " ‪ ،‬ثم قال يزيد ‪ :‬إن لم أكن سمعته من أبي هريرة فصمتا *‬

‫ذا وَهَك َ َ‬
‫ذا‬ ‫ل هَك َ َ‬
‫ن َقا َ‬ ‫مةِ ‪ ،‬إ ِّل َ‬
‫م ْ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫ن اْل َك ْث َُرو َ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫سَفُلو َ‬ ‫َ‬
‫" اْل ْ‬

‫‪ 2472‬وحدثني ابن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬عن ابن‬
‫عجلن ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬السفلون الكثرون يوم القيامة ‪ ،‬إل من قال هكذا وهكذا‬
‫وهكذا " ‪ ،‬كل ذلك يحكي أبو عاصم بيده ‪ :‬يمنة ‪ ،‬ويسرة ‪ ،‬وقداما ‪،‬‬
‫وخلفا *‬

‫" اْل َك ْث َرو َ َ‬


‫ذا وَهَك َ َ‬
‫ذا‬ ‫ل هَك َ َ‬
‫ن َقا َ‬ ‫مةِ ‪ ،‬إ ِّل َ‬
‫م ْ‬ ‫م ال ِْقَيا َ‬ ‫سَفُلو َ‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫ُ‬

‫‪ 2473‬وحدثني أبو الجماهر الحضرمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب‬


‫بن نجدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عجلن ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬الكثرون السفلون يوم القيامة ‪ ،‬إل من قال‬
‫هكذا وهكذا " ‪ ،‬يعني عن يمينه ‪ ،‬وعن شماله ‪ ،‬ومن رواء ظهره ‪،‬‬
‫ومن بين يديه *‬

‫ن أ ُفَّرقََها ‪ ،‬فَ َ‬
‫شغَل َِني‬ ‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬ ‫َ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫فَأ َ‬
‫مَرِني َر ُ‬

‫‪ 2474‬حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بكر بن مضر ‪ ،‬عن موسى بن جبير ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عن أبي أمامة بن سهل ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬دخلت أنا وعروة بن الزبير‬
‫على عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫قالت ‪ :‬لو رأيتما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في‬
‫مرض له ‪ ،‬قالت ‪ :‬وكانت له عندي ستة الدنانير ‪ ،‬قال موسى ‪ :‬أو‬
‫سبعة ‪ ،‬قالت ‪ :‬فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن‬
‫أفرقها ‪ ،‬فشغلني وجع نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى عافاه‬
‫الله ‪ ،‬قالت ‪ :‬ثم سألني عنها ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما فعلت ؟ أكنت فرقت‬
‫الستة أو قالت ‪ :‬السبعة الدنانير ؟ قلت ‪ :‬ل والله ‪ ،‬لقد كان‬
‫شغلني وجعك ‪ ،‬قال ‪ :‬فدعا بها ‪ ،‬ثم صبها في كفه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما‬
‫ظن نبي الله لو لقي الله وعنده هذه " *‬

‫ن‬ ‫ب ال ْ ِ‬ ‫من اْلبل ‪ ،‬وي ْ ٌ َ‬ ‫ب ال ْ ِ‬ ‫" وي ْ ٌ َ‬


‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫مِئي َ‬ ‫ل ِلْرَبا ِ‬ ‫َ‬ ‫ن ِ َ ِِ ِ‬
‫مِئي َ‬ ‫ل ِلْرَبا ِ‬ ‫َ‬

‫‪ 2475‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا الجريري ‪ ،‬عن أبي السليل ‪ ،‬قال ‪ :‬وقف‬
‫على رجل ‪ ،‬فقال ‪ :‬حدثني أبي أو عمي ‪ ،‬قال ‪ :‬شهدت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬ويل لرباب المئين من البل ‪ ،‬ويل‬
‫لرباب المئين من البل ‪ ،‬ويل لرباب المئين من البل ‪ ،‬إل من قال‬
‫بالمال هكذا وهكذا ونحا سعيد بيده يمينا وشمال وقليل ما هم ‪ ،‬ثم‬
‫قال ‪ " :‬قد أفلح المزهد المجهد ‪ ،‬قد أفلح المزهد المجهد ‪ ،‬قد‬
‫أفلح المزهد المجهد " *‬

‫ن ؟ َقا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫" اْل َن ْب َِياُء " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬

‫‪ 2476‬حدثني محمد بن معمر البحراني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا هشام بن سعد ‪ ،‬عن زيد ‪ ،‬عن عطاء بن يسار ‪ ،‬عن‬
‫أبي سعيد الخدري ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬يا رسول الله أي الناس أشد بلء ؟‬
‫فقال ‪ " :‬النبياء " ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم من ؟ قال ‪ " :‬ثم الصالحون ‪ ،‬إن كان‬
‫أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد إل العباءة يجوبها ‪ ،‬وإن كان‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أحدهم ليبتلى بالقمل حتى يقتله ‪ ،‬وإن كان أحدهم ليفرح بالبلء ‪،‬‬
‫كما يفرح أحدكم بالرخاء " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬ ‫ت ِبالل ّهِ أ ّ‬
‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مل َب ّد َةَ ‪ ،‬فَأقْ َ‬
‫س َ‬ ‫ال ْ ُ‬

‫‪ 2477‬حدثني أبو معمر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سليمان ‪ ،‬عن حميد يعني ابن هلل ‪ ،‬عن أبي بردة ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت‬
‫على عائشة رضي الله عنها ‪ ،‬فأخرجت إلينا إزارا غليظا مما يصنع‬
‫باليمن ‪ ،‬وكساء من التي يسمونها ‪ :‬الملبدة ‪ ،‬فأقسمت بالله أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض في هذين الثوبين *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫سي َْنا وَل َ ْ‬
‫م‬ ‫ن الد َّناِنيَر ال ِّتي َ‬
‫جاَءت َْنا غُد ْوَةً أ ْ‬
‫م َ‬ ‫" َل ‪ ،‬إ ِّل أ ّ‬

‫‪ 2478‬وحدثني يحيى بن داود الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني إبراهيم بن‬


‫مردانبه ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا رقبة ‪ ،‬عن عبد الملك بن عمير ‪ ،‬عن ربعي‬
‫بن حراش ‪ ،‬عن أم سلمة ‪ ،‬قالت ‪ :‬جاءت النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم سبعة دنانير ليس لها ثامن ‪ ،‬أو ثمانية دنانير ليس لها تاسع ‪،‬‬
‫فوضعها تحت الفراش ‪ ،‬ثم جاء وقد تغير من لونه ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما لك‬
‫يا رسول الله ؟ فقال ‪ " :‬ل ‪ ،‬إل أن الدنانير التي جاءتنا غدوة‬
‫أمسينا ولم ننفقها " *‬

‫َ‬
‫صاعُ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫مدٍ َ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫ل ُ‬
‫عن ْد َ آ ِ‬
‫سى ِ‬
‫م َ‬
‫ما أ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2479‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن‬


‫هشام ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬وحدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬عن‬
‫قتادة ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬مشيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫بخبز شعير وإهالة سنخة ‪ ،‬ولقد رهن درعا له مع يهودي بعشرين‬
‫صاعا من طعام أخذه لهله ‪ ،‬ولقد سمعته ذات مرات يقول ‪ " :‬ما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أمسى عند آل محمد صلى الله عليه وسلم صاع تمر ‪ ،‬ول صاع‬
‫حب " ‪ ،‬وإن عنده لتسع نسوة يومئذ حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬بنحوه‬
‫حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬بنحوه ‪ ،‬إل أنه قال ‪ :‬عند يهودي بالمدينة ‪،‬‬
‫فأخذ شعيرا لهله ‪ ،‬وقال ‪ :‬ما أصبح *‬

‫ذا وَهَك َ َ‬
‫ذا ‪،‬‬ ‫ل هَك َ َ‬ ‫ل ِبال ْ َ‬
‫ما ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ة إ ِّل َ‬
‫م ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫" َل ي َد ْ ُ‬
‫خ ُ‬

‫‪ 2480‬حدثنا أبو معمر الهاشمي صالح بن حرب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫إسماعيل بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن‬
‫ابن عمر ‪ ،‬عن صهيب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬ل يدخل الجنة إل من قال بالمال هكذا وهكذا ‪ ،‬يمنة ‪،‬‬
‫ويسرة " *‬

‫ضاَء ك ُوِيَ ب َِها " *‬ ‫َ‬ ‫ن ت ََر َ‬


‫صْفَراءَ ‪ ،‬أوْ ب َي ْ َ‬
‫ك َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2481‬حدثنا الحسن بن شاذان الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي‬


‫عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عبد الله بن عبد الواحد ‪ ،‬رجل‬
‫من ثقيف ‪ ،‬عن أبي مجيب الشامي ‪ ،‬قال ‪ :‬كان نعل سيف أبي‬
‫هريرة من فضة ‪ ،‬فقال له أبو ذر ‪ :‬أما علمت أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من ترك صفراء ‪ ،‬أو بيضاء كوي بها " *‬

‫صُروًرا "‬ ‫ن قَ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫" ت سأ َ‬


‫م ْ‬
‫ط َ‬ ‫ِ‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫ن‬‫ع‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ج‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ل‬‫ج‬‫ُ‬ ‫ر‬
‫ْ َ ٍ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫َ ْ‬

‫‪ 2482‬حدثني عمر بن إسماعيل الهمداني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يعلى بن‬


‫الشدق ‪ ،‬عن عبد الله بن جراد ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا أبا هريرة ‪ ،‬كيف‬
‫رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذهب والفضة ؟‬
‫قال ‪ " :‬تسأل عن رجل لم يجتمع عنده درهمان قط مصرورا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ض‬ ‫ب " ‪ ،‬فَل َ ْ‬


‫م ن َْر َ‬ ‫ن الد ّن َْيا ك ََزادِ الّراك ِ ِ‬
‫م َ‬ ‫ن ب ََلغُك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫" ل ِي َك ُ ْ‬

‫‪ 2483‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن ميمون الزعفراني ‪،‬‬


‫عن حميد الطويل ‪ ،‬أن أنسا ‪ ،‬حدثهم أنهم دخلوا على سلمان في‬
‫مرضه الذي مات فيه ‪ ،‬فبكى ‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬ما يبكيك يا أبا عبد‬
‫الله ؟ قال ‪ :‬أما والله ما أبكي صبابة إليكم ‪ ،‬ول ضنا بصحبتكم ‪،‬‬
‫ولكن أبكي لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم‬
‫نأخذ به ‪ ،‬قال لنا ‪ " :‬ليكن بلغكم من الدنيا كزاد الراكب " ‪ ،‬فلم‬
‫نرض بذلك حتى جمعنا ما ترون ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلبنا أبصارنا في البيت ‪،‬‬
‫فلم نر شيئا إل إكافا وقرطاطا له *‬

‫ن‪،‬‬ ‫" من أ َجل الدناِنير السبعة ال ِّتي أ َتتنا ‪ ،‬ل َ ُ‬


‫م أن ِْفْقهُ ّ‬
‫ْ‬ ‫ََْ‬ ‫ّ َْ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ْ ْ ِ‬

‫‪ 2484‬وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬وحسين بن علي‬


‫الجعفي ‪ ،‬عن زائدة ‪ ،‬عن عبد الملك بن عمير ‪ ،‬عن ربعي بن‬
‫حراش ‪ ،‬عن أم سلمة ‪ ،‬زوج النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قالت ‪:‬‬
‫دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساهم الوجه‬
‫فخشيت ذاك من وجع ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول الله ما لي أراك ساهم‬
‫الوجه ؟ قال ‪ " :‬من أجل الدنانير السبعة التي أتتنا ‪ ،‬لم أنفقهن ‪،‬‬
‫نسيتهن تحت خصم الفراش " *‬

‫ة‬
‫سب ْعَ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ما ب َي ْ َ‬
‫ي َ‬ ‫جئ ْ ُ‬
‫ت ب َِها ‪ ،‬وَهِ َ‬ ‫" ائ ِْتيِني ب َِها " فَ ِ‬

‫‪ 2485‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبدة ‪ ،‬عن محمد بن عمرو ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا أبو سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ :‬في وجعه الذي مات فيه ‪ " :‬يا عائشة ‪ ،‬ما‬
‫فعلت الذهب ؟ " ‪ ،‬قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬هي عندي ‪ ،‬قال ‪ " :‬ائتيني بها "‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فجئت بها ‪ ،‬وهي ما بين السبعة أو الخمسة ‪ ،‬فجعلها في كفه وقال‬
‫‪ " :‬ما ظن محمد بالله لو لقي الله وهذه عنده أنفقيها " *‬

‫عن ْد ََنا‬
‫ي ِ‬ ‫ة ؟ " ‪ ،‬قُل ْ ُ‬
‫ت ‪ :‬هِ َ‬ ‫ما فَعَل ْ ِ‬
‫ت الذ ّهَب َ ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2486‬حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن‬


‫هارون ‪ ،‬عن محمد بن عمرو ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬رضي‬
‫الله عنها ‪ ،‬قالت ‪ :‬قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما‬
‫فعلت الذهبة ؟ " ‪ ،‬قلت ‪ :‬هي عندنا يا رسول الله ‪ ،‬قال ‪ " :‬ائتيني‬
‫بها " فجئته بها ‪ ،‬فوضعها في يده ‪ ،‬فرفع بها يده ‪ ،‬وقال ‪ " :‬ما ظن‬
‫محمد لو لقي الله وهذه عنده ؟ أنفقيها " *‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫ضي‬ ‫ن َل ت َ ْ‬
‫م ِ‬ ‫حد ٌ ذ َهًَبا ‪ ،‬ل َ َ‬
‫سّرِني أ ْ‬ ‫دي أ ُ‬
‫عن ْ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫" ل َوْ َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 2487‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫جعفر ‪ ،‬عن العلء ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬لو كان عندي أحد ذهبا ‪ ،‬لسرني أن‬
‫ل تمضي ثالثة وعندي منه دينار ول درهم ‪ ،‬أنفقه في سبيل الله ‪،‬‬
‫إل أن أمسك شيئا لدين إن كان علي " *‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬


‫م ال ِْقَيا َ‬
‫مة ِ ‪،‬‬ ‫ل ي َوْ َ‬ ‫س ِباْلعْ َ‬
‫ما ِ‬ ‫ن ‪ ،‬فََل ي َأت ِي َ ّ‬
‫ن الّنا ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مت ُّقو َ‬ ‫من ْك ُ ُ‬
‫أوْل َِياِئي ِ‬

‫‪ 2488‬وحدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الموي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو سلمة ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن‬
‫أوليائي منكم المتقون ‪ ،‬فل يأتين الناس بالعمال يوم القيامة ‪،‬‬
‫وتأتون بالدنيا تحملونها على أعناقكم ‪ ،‬وتقولون ‪ :‬يا محمد ‪ ،‬فأقول‬
‫كذا وأقول كذا " وأعرض في عطفيه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما ي َك ِْفي َ‬ ‫ك أ َمواًل تْقتسم بي َ‬ ‫" ل َعل ّ َ َ‬


‫ك‬ ‫ن أقْ َ‬
‫وام ٍ ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫ُ َ َ ُ َْ َ‬ ‫ن ت ُد ْرِ َ ْ َ‬
‫كأ ْ‬ ‫َ‬

‫‪ 2489‬حدثني أحمد بن محمد الطوسي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاوية بن‬


‫عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زائدة ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن شقيق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫سمرة بن سهم ‪ ،‬قال ‪ :‬نزلت على أبي هاشم بن عتبة وهو‬
‫طعين ‪ ،‬فدخل عليه معاوية يعوده ‪ ،‬فبكى ‪ ،‬فقال له معاوية ‪ :‬ما‬
‫يبكيك ؟ أوجع يشئزك ؟ أم حرص على الدنيا ‪ ،‬فقد ذهب صفوها‬
‫فقال ‪ :‬على كل ل ‪ ،‬ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد‬
‫إلي عهدا فوددت أني اتبعته ‪ ،‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ ،‬قال ‪ " :‬لعلك أن تدرك أموال تقتسم بين أقوام ‪ ،‬وإنما يكفيك من‬
‫جميع المال خادم ومركب في سبيل الله " ‪ ،‬فوجدت فجمعت *‬

‫شي ًْئا ل ِغَدٍ " *‬ ‫" َل ي َد ّ ِ‬


‫خُر َ‬

‫‪ 2490‬حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫قتيبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جعفر بن سليمان ‪ ،‬عن ثابت ‪ ،‬عن أنس أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم كان " ل يدخر شيئا لغد " *‬

‫ي‬
‫ها هِ َ‬ ‫ب ؟ " ‪ ،‬قُل ْ ُ‬
‫ت‪َ :‬‬ ‫ما فَعَل ْ ِ‬
‫ت الذ ّهَ ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2491‬وحدثني أبو زيد عمر بن شبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مسعود بن‬


‫واصل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن عمرو ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن‬
‫عائشة ‪ ،‬رضي الله عنها ‪ ،‬قالت ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ما فعلت الذهب ؟ " ‪ ،‬قلت ‪ :‬ها هي ذه ‪ ،‬فجئته بها ‪،‬‬
‫فوضعها في كفه ‪ ،‬وكانت ما بين السبعة إلى التسعة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما‬
‫ظن محمد بربه لو لقيه وهذه عنده " *‬

‫حَزن َِني‬ ‫ذا ال ّ ِ‬


‫ذي َ‬ ‫م ك ََزادِ الّراك ِ ِ‬
‫ب " ‪ ،‬فَهَ َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ف ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫م َ‬ ‫" ل ِي َك ْ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2492‬وحدثني يونس بن عبد العلى الصدفي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن‬


‫وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ابن هانئ ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبو عبد الرحمن‬
‫الحبلي ‪ ،‬عن عامر بن عبد الله ‪ ،‬عن سلمان الخير أنه حين حضره‬
‫الموت عرفوا منه بعض الجزع ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ما يجزعك يا أبا عبد الله‬
‫وقد كان لك سابقة في الخير شهدت مع رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم مغازي حسنة وفتوحا عظاما فقال ‪ :‬يحزنني حبيبنا‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬حين فارقنا عهد إلينا فقال ‪ " :‬ليكف‬
‫المؤمن منكم كزاد الراكب " ‪ ،‬فهذا الذي حزنني ‪ ،‬فجمع مال‬
‫سلمان فكان قيمته خمسة عشر دينارا *‬

‫َ‬
‫ن الد ّن َْيا ك ََزادِ الّراك ِ ِ‬
‫ب " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‬ ‫م َ‬
‫م ِ‬ ‫ن ب ََلغُ أ َ‬
‫حدِك ُ ْ‬ ‫" ل ِي َك ُ ْ‬

‫‪ 2493‬حدثنا علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحسن بن بلل ‪،‬‬


‫عن حماد ‪ ،‬عن علي بن زيد ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬وحماد ‪ ،‬عن‬
‫حميد ‪ ،‬عن مورق ‪ ،‬أن سعد بن مالك ‪ ،‬وعبد الله بن مسعود ‪ ،‬دخل‬
‫على سلمان يعودانه فبكى ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ فقال‬
‫‪ :‬عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحفظه أحد‬
‫منا ‪ ،‬قال ‪ " :‬ليكن بلغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب " ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فلما مات نظروا في بيته ‪ ،‬فإذا إكاف وقرطاط ومتاع ثمن عشرين‬
‫درهما *‬

‫ن ك َِثيرٍ ي ُط ِْغي َ‬
‫ك‬ ‫م ْ‬
‫خي ٌْر ِ‬ ‫ضِني َ‬
‫ك‪َ ،‬‬ ‫م ‪ ،‬قَِلي ٌ‬
‫ل يُ ْ‬ ‫" َيا عَ ّ‬

‫‪ 2494‬حدثني حسان بن محمد بن عبد الرحمن الطائي ‪ ،‬من أهل‬


‫حمص ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلمة بن جواس ‪ ،‬عن محمد بن القاسم ‪،‬‬
‫عن عبد الله بن بسر المازني ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم لعمه العباس ‪ " :‬يا عم ‪ ،‬قليل يضنيك ‪ ،‬خير من كثير يطغيك‬
‫"*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مث ِْقُلو َ‬
‫ن ‪ ،‬فَأَنا أِريد ْ أ ْ‬ ‫ها ال ْ ُ‬ ‫دا ‪َ ،‬ل ي ُ ُ‬
‫جوُز َ‬ ‫ة كَ ُ‬
‫ؤو ً‬ ‫مك ُ ْ‬
‫م عَْقب َ ً‬ ‫ما َ‬
‫أ َ‬

‫‪ 2495‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أسد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫محمد بن خازم ‪ ،‬عن موسى الصغير ‪ ،‬عن هلل بن يساف ‪ ،‬عن أم‬
‫الدرداء ‪ ،‬عن أبي الدرداء ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬أل تبتغي لضيافك كما‬
‫يبتغي فلن لضيافه ؟ قال ‪ :‬إني سمعت رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن أمامكم عقبة كؤودا ‪ ،‬ل يجوزها المثقلون ‪،‬‬
‫فأنا أريد أن أتخفف لتلك العقبة " *‬

‫ن‬
‫ن ي َُنادَِيا ِ‬ ‫مل َ َ‬
‫كا ِ‬ ‫ه إ ِّل وَب ِ َ‬
‫جن ْب َت َي ْهِ َ‬ ‫س ُ‬
‫م ُ‬
‫ش ْ‬ ‫ن ي َوْم ٍ ط َل َعَ ْ‬
‫ت ِفيهِ َ‬ ‫م ْ‬
‫ما ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 2496‬حدثني الحسين بن أبي كبشة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الملك بن‬


‫عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عباد بن راشد عن قتادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني خليد‬
‫العصري ‪ ،‬عن أبي الدرداء ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ما من يوم طلعت فيه شمسه إل وبجنبتيه ملكان‬
‫يناديان ‪ ،‬يسمعه خلق الله كلهم إل الثقلين ‪ :‬يا أيها الناس ‪ ،‬هلموا‬
‫إلى ربكم ‪ ،‬إن ما قل وكفى ‪ ،‬خير مما كثر وألهى " *‬

‫جن ْب َت َي َْها َ َ‬ ‫ث الل ّ ُ‬


‫ت ي َوْم ٍ إ ِّل ب ُعِ َ‬ ‫ما ط َل َعَ ْ‬
‫ملك َي ْ ِ‬
‫ن‬ ‫ه بِ َ‬ ‫س َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ت َ‬
‫ش ْ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2497‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫أبي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن خليد بن عبد الله العصري ‪ ،‬عن أبي‬
‫الدرداء ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما طلعت‬
‫شمس ذات يوم إل بعث الله بجنبتيها ملكين يناديان ‪ ،‬إنهما‬
‫ليسمعان أهل الرض غير الثقلين ‪ :‬اللهم عجل لمنفق خلفا ‪ ،‬وما‬
‫غربت قط إل وبعث الله بجنبتيها ملكين يناديان ‪ ،‬إنهما ليسمعان‬
‫أهل الرض غير الثقلين ‪ :‬اللهم عجل لممسك تلفا ‪ ،‬اللهم عجل‬
‫لممسك تلفا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ي َن ْزَِل ِ‬
‫ن‪،‬‬ ‫مل َ َ‬
‫كا ِ‬ ‫ح ال ْعَِباد ُ ِفيهِ إ ِّل َ‬
‫صب ِ ُ‬
‫ن ي َوْم ٍ ي ُ ْ‬
‫م ْ‬
‫ما ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 2498‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي‬


‫مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا سليمان بن بلل ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني معاوية بن‬
‫أبي المزرد ‪ ،‬عن سعيد بن يسار ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما من يوم يصبح العباد فيه‬
‫إل ملكان ينزلن ‪ ،‬فيقول أحدهما ‪ :‬اللهم أعط منفقا خلفا ‪ ،‬ويقول‬
‫الخر ‪ :‬اللهم أعط ممسكا تلفا " *‬

‫كان يناديان ‪ ،‬يُقو ُ َ‬


‫ما ‪:‬‬
‫حد ُهُ َ‬
‫لأ َ‬ ‫مل َ َ ِ ُ َ ِ َ ِ َ‬
‫ح إ ِّل َ‬
‫صَبا ٍ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ما ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 2499‬حدثني زكريا بن أبان المصري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا نعيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا خارجة بن مصعب ‪ ،‬عن زيد بن أسلم ‪ ،‬عن عطاء بن يسار ‪،‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ما من صباح إل ملكان يناديان ‪ ،‬يقول أحدهما ‪ :‬اللهم‬
‫أعط منفقا خلفا ‪ ،‬ويقول الخر ‪ :‬اللهم أعط ممسكا تلفا " *‬

‫جن ْب َت َي َْها َ َ‬ ‫ث الل ّ ُ‬


‫ط إ ِّل ب َعَ َ‬
‫س قَ ّ‬ ‫ما ط َل َعَ ْ‬
‫ن‬ ‫ملك َي ْ ِ‬
‫ن ي َُنادَِيا ِ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ت َ‬
‫ش ْ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2500‬حدثنا صالح بن مسمار المروزي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن‬


‫هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن خليد بن عبد الله‬
‫العصري ‪ ،‬عن أبي الدرداء ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫" ما طلعت شمس قط إل بعث الله بجنبتيها ملكين يناديان ‪ ،‬إنهما‬
‫ليسمعان أهل الرض إل الثقلين ‪ :‬أيها الناس ‪ ،‬هلموا إلى ربكم ‪،‬‬
‫فإن ما قل وكفى ‪ ،‬خير مما أكثر وألهى ‪ ،‬ول غربت شمس قط إل‬
‫بعث الله بجنبتيها ملكين يناديان ‪ ،‬إنهما ليسمعان أهل الرض إل‬
‫الثقلين ‪ :‬اللهم عجل لمنفق خلفا ‪ ،‬وعجل لممسك تلفا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب ال ْ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وي ْ ٌ َ‬ ‫ل اْل َْرب َُعو َ‬


‫ن‬
‫مِئي َ‬ ‫حا ِ‬
‫ص َ‬
‫ل ِل ْ‬ ‫َ‬ ‫ن ‪َ ،‬وال ْك ُث ُْر ال ّ‬
‫سّتو َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ما ُ‬ ‫" ن ِعْ َ‬

‫‪ 2501‬وحدثني عبد الرحمن بن البختري الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد‬


‫الرحمن بن محمد المحاربي ‪ ،‬عن حماد بن شعيب ‪ ،‬عن يزيد بن‬
‫زياد أو أبي زياد ‪ ،‬عن الحسن البصري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني قيس بن‬
‫عاصم ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬ما المال الذي ل يكون فيه تبعة من ضيف إن ضافني ‪ ،‬أو‬
‫عدد إن كثروا ؟ قال ‪ :‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫نعم المال الربعون ‪ ،‬والكثر الستون ‪ ،‬ويل لصحاب المئين ‪ ،‬إل‬
‫من أعطى في رسلها ونجدتها ‪ ،‬وأفقر ظهرها ‪ ،‬وأطرق فحلها ‪،‬‬
‫ومنح غزيرتها ‪ ،‬ونحر سمينتها ‪ ،‬فأطعم القانع والمعتر " *‬

‫ي َل‬ ‫َ‬
‫مك َث َْنا ل ََيال ِ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م فَ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫" أَتاَنا َر ُ‬

‫‪ 2502‬حدثنا نصر بن علي الجهضمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عبد الكرم ‪ ،‬رجل من أهل الكوفة ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن سليمان بن صرد ‪ ،‬قال ‪ " :‬أتانا رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فمكثنا ليالي ل نقدر أو ل يقدر على طعام " *‬

‫َ‬
‫ب‬
‫حا ِ‬ ‫ك عََلى أ ْ‬
‫ص َ‬ ‫ضةِ " ي َُقول َُها ث ََلًثا ‪ ،‬فَ َ‬
‫شقّ ذ َل ِ َ‬ ‫" ت َّبا ل ِل ِْف ّ‬

‫‪ 2503‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مؤمل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪،‬‬
‫عن منصور ‪ ،‬والعمش ‪ ،‬وعمرو بن مرة ‪ ،‬عن سالم بن أبي الجعد‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬لما نزلت ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول ينفقونها في‬
‫سبيل الله ‪ ،‬قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬تبا للفضة " يقولها‬
‫ثلثا ‪ ،‬فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬فأي مال نتخذ ؟ قال عمر ‪ :‬أنا أعلم لكم ذلك ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ‪ :‬إن أصحابك قد شق عليهم ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬أي المال نتخذ ؟‬
‫فقال ‪ " :‬لسانا ذاكرا ‪ ،‬وقلبا شاكرا ‪ ،‬وزوجة تعين أحدكم على دينه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫" وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مؤمل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسرائيل ‪،‬‬
‫عن منصور ‪ ،‬عن سالم بن أبي الجعد ‪ ،‬عن ثوبان ‪ ،‬بمثله *‬

‫مرِ " *‬
‫ن الت ّ ْ‬
‫م َ‬
‫شب َعُ ِ‬ ‫" اْل َ‬
‫ن نَ ْ‬

‫‪ 2504‬حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني حرمي بن عمارة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عمارة ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن‬
‫عائشة ‪ ،‬رضي الله عنها أنها ‪ ،‬قالت ‪ :‬لما فتحت خيبر قلنا ‪ " :‬الن‬
‫نشبع من التمر " *‬

‫َ‬
‫مْرك َ ٌ‬
‫ب"*‬ ‫م وَ َ‬
‫خادِ ٌ‬
‫ن الد ّن َْيا َ‬
‫م َ‬ ‫حد َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫" ي َك ِْفي أ َ‬

‫‪ 2505‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عفان بن مسلم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬عن سعيد الجريري ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عن‬
‫عبد الله بن مولة ‪ ،‬عن بريدة السلمي ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬يكفي أحدكم من الدنيا خادم ومركب " *‬

‫حّتى‬ ‫داءٍ أ َوْ عَ َ‬


‫شاٍء َ‬ ‫ن غَ َ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫مي ْ ِ‬
‫مدٍ ي َوْ َ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬ ‫شب ِعَ آ ُ‬
‫ل ُ‬ ‫ما َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2506‬حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسحاق ‪،‬‬


‫عن شريك ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن السود ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬رضي الله عنها أنها ‪ ،‬قالت ‪ " :‬ما شبع آل‬
‫محمد يومين من غداء أو عشاء حتى مضى لسبيله " *‬

‫َ‬
‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫دوا َرب ّك ُ ْ‬
‫م ‪ ،‬فَُرب ّ َ‬ ‫م ُ‬
‫ح َ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 2507‬حدثني محمد بن الحارث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن أبي بكير ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا زهير ‪ ،‬عن سماك بن حرب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت النعمان بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بشير ‪ ،‬يقول على المنبر ‪ " :‬احمدوا ربكم ‪ ،‬فربما رأيت رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يتلوى ‪ ،‬ما يشبع من الدقل ‪ ،‬وأنتم ل‬
‫ترضون دون ألوان التمر والزبد " *‬

‫ة‬
‫دين َ َ‬ ‫موا ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫من ْذ ُ قَدِ ُ‬
‫خب ْزِ ب ُّر ُ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫مدٍ ِ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬ ‫شب ِعَ آ ُ‬
‫ل ُ‬ ‫ما َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2508‬حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا فضيل بن‬


‫عياض ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن السود ‪ ،‬عن عائشة ‪،‬‬
‫رضي الله عنها ‪ ،‬قالت ‪ " :‬ما شبع آل محمد من خبز بر منذ قدموا‬
‫المدينة " *‬

‫سل ّ َ‬
‫م ب َِنارٍ َ‬
‫شهًْرا‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫مدٍ َ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬ ‫ضاَء آ ُ‬
‫ل ُ‬ ‫ست َ َ‬
‫ما ا ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2509‬حدثني يحيى بن طلحة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن يمان ‪ ،‬عن‬


‫هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬رضي الله عنها قالت ‪" :‬‬
‫ما استضاء آل محمد صلى الله عليه وسلم بنار شهرا " *‬

‫ه ث ََلًثا ت َِبا ً‬ ‫شبع النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬ ‫َ‬
‫عا‬ ‫م أهْل َ ُ‬
‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ما أ ْ َ َ ّ ِ ّ َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2510‬حدثنا عبيد بن إسماعيل الهباري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المحاربي ‪،‬‬


‫عن يزيد بن كيسان ‪ ،‬عن أبي حازم ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما‬
‫أشبع النبي صلى الله عليه وسلم أهله ثلثا تباعا من خبز البر حتى‬
‫فارق الدنيا " حدثني الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الوليد‬
‫بن القاسم ‪ ،‬عن يزيد بن كيسان ‪ ،‬عن أبي حازم ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬بمثله *‬

‫م ال ْ ُ‬
‫جوعَ ‪،‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫شك َوَْنا إ َِلى َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2511‬حدثني عبد الله بن أبي زياد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سيار ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا سهل بن أسلم العدوي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن أبي منصور ‪،‬‬
‫عن أنس بن مالك ‪ ،‬عن أبي طلحة ‪ ،‬قال ‪ " :‬شكونا إلى رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم الجوع ‪ ،‬ورفعنا عن بطوننا حجرا حجرا ‪،‬‬
‫فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه حجرين " *‬

‫ج ب ِهِ أ َك َل َْناهُ " *‬


‫سرِ ُ‬ ‫ن ل ََنا َ‬
‫ما ن ُ ْ‬ ‫" ل َوْ َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 2512‬حدثني محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن‬


‫موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا شيبان ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪،‬‬
‫عن أبي نصر ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عائشة ‪ ،‬رضي الله عنه تقول ‪ :‬إني‬
‫لجالسة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أهدى له أبو بكر‬
‫رجل شاة فإني لقطعها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في‬
‫ظلمة البيت ‪ ،‬فقال لها قائل ‪ :‬يا أم المؤمنين ‪ :‬أما كان لكم‬
‫سراج ؟ فقالت ‪ " :‬لو كان لنا ما نسرج به أكلناه " *‬

‫ما مَل ْت بط ِْني من الط ّعام فَشئ ْت أ َ َ‬


‫ي إ ِّل ب َك َي ْ ُ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ن أب ْك ِ َ‬
‫َ ِ ِ ُ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ َ ُ َ‬

‫‪ 2513‬حدثني محمد بن عمارة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سهل بن عامر ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا إسرائيل ‪ ،‬عن مجالد بن سعيد ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬عن‬
‫مسروق ‪ ،‬قال ‪ :‬بكت عائشة رضي الله عنها وبيني وبينها حجاب ‪،‬‬
‫فقلت ‪ :‬يا أم المؤمنين ‪ ،‬ما يبكيك ؟ قالت ‪ " :‬يا بني ‪ ،‬ما ملت‬
‫بطني من الطعام فشئت أن أبكي إل بكيت ‪ ،‬أذكر رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم وما كان فيه من الجهد ‪ ،‬ما جمع رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم طعام بر في يوم مرتين حتى لحق بربه " *‬

‫ن‬
‫م َ‬ ‫ما َ‬
‫شب ِعَْنا ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م وَ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫" قُب ِ َ‬
‫ض َر ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2514‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الشجعي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن‬
‫منصور بن صفية ‪ ،‬عن أمه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬رضي الله عنها ‪ ،‬قالت ‪:‬‬
‫" قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبعنا من‬
‫السودين ‪ ،‬من التمر والماء " *‬

‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّم أ َ‬


‫ُ‬ ‫" فَأ َ‬
‫س ُ‬
‫ي َرأ َ‬
‫َ‬ ‫ط‬‫َ‬ ‫غ‬‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫سو‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫نا‬
‫َ َ‬‫َ‬ ‫ر‬‫م‬‫َ‬

‫‪ 2515‬حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمي ‪،‬‬


‫يحيى بن عيسى ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن شقيق ‪ ،‬عن خباب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله ‪ ،‬فوقع‬
‫أجرنا على الله ‪ ،‬فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا ‪ ،‬منهم‬
‫مصعب بن عمير ‪ ،‬قتل يوم أحد فلم يترك إل نمرة ‪ ،‬فكنا إذا غطينا‬
‫رأسه خرجت رجله ‪ ،‬وإذا غطينا رجليه خرج رأسه ‪ " ،‬فأمرنا‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه ‪ ،‬ونجعل على‬
‫رجليه من الذخر ‪ ،‬ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهديها " *‬

‫م عََلى‬ ‫ة تِعي َ‬ ‫ذاك ًِرا ‪ ،‬وَقَل ًْبا َ‬


‫حد َك ُ ْ‬
‫نأ َ‬‫ج ً ُ ُ‬‫شاك ًِرا ‪ ،‬وََزوْ َ‬ ‫ساًنا َ‬
‫" لِ َ‬

‫‪ 2516‬حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن‬


‫أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن سالم بن‬
‫أبي الجعد ‪ ،‬عن ثوبان ‪ ،‬مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير ‪،‬‬
‫إذ نزل في الذهب والفضة ما نزل ‪ ،‬فقال المهاجرون ‪ :‬فأي المال‬
‫نتخذ ؟ فقال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ‪ :‬أنا أسأل لكم‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ‪ ،‬فمر بي عمر على‬
‫بعير له يوضع نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقعدت على‬
‫قعود لي ‪ ،‬فتبعته لسمع ما يقول ‪ ،‬فلحقته ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله‬
‫إنه لما أنزل في الذهب والفضة ما أنزل ‪ ،‬قال المهاجرون ‪ :‬فأي‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫المال نتخذ ؟ قال ‪ " :‬لسانا ذاكرا ‪ ،‬وقلبا شاكرا ‪ ،‬وزوجة تعين‬
‫أحدكم على دينه " *‬

‫ي ؟ َقا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫سل ّ َ‬
‫م الن ِّق ّ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫أ َك َ َ‬
‫ل َر ُ‬

‫‪ 2517‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫محمد بن جعفر بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو حازم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سألت سهل بن سعد ‪ :‬أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫النقي ؟ قال ‪ :‬ل والله ‪ ،‬ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫النقي حتى لقي الله ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬هل كان لكم مناخل ؟ قال ‪ :‬ل‬
‫والله ‪ ،‬ما رأيت منخل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬فكيف تصنعون بالشعير ‪ ،‬فقد كنتم تأكلونه ؟ فقال‬
‫‪ " :‬كنا ننفخه فيطير منه ما طار ‪ ،‬ونثري ما بقي منه " ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫يعني نعجنه *‬

‫جد ْ‬ ‫ب ِفي ب َي ْت ِهِ فَل َ ْ‬


‫م يَ ِ‬ ‫ل ‪ :‬فَط َل َ َ‬
‫ص " ‪َ ،‬قا َ‬
‫م ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫خ ْ‬

‫‪ 2518‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن فضيل ‪ ،‬عن المقبري ‪،‬‬
‫عن جده ‪ ،‬عن أبي هريرة أن رجل من النصار أبصر في وجه‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم الجهد ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما لك يا رسول‬
‫الله ؟ قال ‪ " :‬الخمص " ‪ ،‬قال ‪ :‬فطلب في بيته فلم يجد شيئا ‪،‬‬
‫فمر على يهودي وهو يسقي حيطانه ‪ ،‬قال ‪ :‬أستقي لك ؟ قال ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬فاستقى له ‪ ،‬كل دلو بتمرة ليس فيها خدرة ول يابسة ول‬
‫تارزة ‪ ،‬قال ‪ :‬فعمل حتى أكمل صاعين ‪ ،‬قال ‪ :‬فأتى بهما رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬فأرسل إلى أزواجه بصاع وأكل ‪،‬‬
‫ثم قال للنصاري ‪ " :‬تحبني ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ " :‬اتخذ للفقر‬
‫تجفافا " ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬اللهم من أحبني فامنعه المال والولد ‪ ،‬ومن‬
‫أبغضني فارزقه المال والولد ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬للفقر إلى من يحبني‬
‫أسرع من الماء من أعلى الجبل إلى الحضيض " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت‬
‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬ ‫ك َيا أ ََبا ب َك ْرٍ ؟ " َقا َ‬
‫ل‪َ :‬‬ ‫ج َ‬ ‫ما أ َ ْ‬
‫خَر َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2519‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن أبي بكير ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شيبان بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن عبد الملك بن عمير ‪ ،‬عن أبي‬
‫سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم في ساعة ل يخرج فيها ول يلقاه فيها أحد ‪ ،‬فأتاه أبو بكر ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬ما أخرجك يا أبا بكر ؟ " قال ‪ :‬خرجت للقاء رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم والنظر في وجهه والتسليم عليه ‪ ،‬فلم يلبث‬
‫أن جاء عمر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما أخرجك يا عمر ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬الجوع ‪ ،‬قال‬
‫‪ " :‬وأنا وجدت بعض الذي تجد " *‬

‫ل محمد من خبز بر ْ‬
‫ن ِفي‬ ‫دوم ٍ َ‬
‫شب ْعَت َي ْ ِ‬ ‫شب ِعَ آ ُ ُ َ ّ ٍ ِ ْ ُ ْ ِ ُ ّ َ‬
‫مأ ُ‬ ‫ما َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2520‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العلى ‪ ،‬عن برد ‪ ،‬عن‬
‫عبد الغفار بن قيس بن محمد ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬رضي الله عنها ‪،‬‬
‫قالت ‪ " :‬والذي نفسي بيده ‪ " ،‬ما شبع آل محمد من خبز بر‬
‫مأدوم شبعتين في يوم حتى قبض صلى الله عليه وسلم " *‬

‫عا‬
‫م دَ َ‬ ‫م اْل ِ‬
‫خَرةِ " ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ ‪ ،‬الن ِّعي ُ‬
‫م ن ُعَي ْ ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫ح ْ‬

‫‪ 2521‬حدثنا سعيد بن يحيى الموي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫قال ابن إسحاق ‪ ،‬حدثني من ‪ ،‬سمع حميدا ‪ ،‬يحدث عن أنس بن‬
‫مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في‬
‫الخندق حتى زالت الشمس ‪ ،‬ثم أتي بطعام مأدوم بودك قد سنخ ‪،‬‬
‫لو قربه رجل منكم إلى مملوكه سب به ‪ ،‬فقال ‪ " :‬الحمد لله ‪،‬‬
‫النعيم نعيم الخرة " ‪ ،‬ثم دعا المهاجرين والنصار ‪ ،‬ثم سمى وأكل‬
‫وأكلوا معه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ال ُْقْرآ َ‬
‫ن‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫جوِع ‪ ،‬وَي َْقَرُءو َ‬ ‫م َ‬
‫م ِ‬ ‫جَر عََلى ب ُ ُ‬
‫طون ِهِ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫دو َ‬
‫ش ّ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا ي َ ُ‬
‫حّتى‬ ‫َ‬

‫‪ 2522‬حدثني عبيد الله بن سعد الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يونس بن‬


‫محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثتنا أم السود ‪ ،‬قالت ‪ :‬حدثتني منية ‪ ،‬عن جدها‬
‫أبي برزة ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج رسول الله ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ما أخرجك يا رسول‬
‫الله ؟ قال ‪ " :‬أخرجني الذي أخرجكم " ‪ -‬يعني الجوع ‪ ، -‬فقال أبو‬
‫برزة ‪ :‬كانوا يشدون الحجر على بطونهم من الجوع ‪ ،‬ويقرءون‬
‫القرآن حتى يشبعوا *‬

‫" الل ّهم من آمن بي وصدقَِني ‪ ،‬وعَل ِ َ‬


‫جئ ْ ُ‬
‫ت‬ ‫ما ِ‬
‫ن َ‬
‫مأ ّ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ّ‬ ‫ُ ّ َ ْ َ َ ِ‬

‫‪ 2523‬حدثني محمد بن سهل بن عسكر البخاري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬


‫مسهر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني صدقة بن خالد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن أبي‬
‫مريم ‪ ،‬عن أبي عبيد الله ‪ ،‬عن عمرو بن غيلن الثقفي ‪ ،‬عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬اللهم من آمن بي‬
‫وصدقني ‪ ،‬وعلم أن ما جئت به الحق من عندك ‪ ،‬فأقل ماله وولده‬
‫وحبب إليه لقاءك ‪ ،‬وعجل له القضاء ‪ ،‬ومن لم يؤمن بي ولم‬
‫يصدقني ‪ ،‬ولم يعلم أن ما جئت به الحق من عندك ‪ ،‬فأكثر ماله‬
‫وولده وأطل عمره " *‬

‫َ‬
‫حّتى‬
‫مُر ‪َ ،‬‬ ‫ما ال ْ َ‬
‫ماءُ َوالت ّ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَهُ َ‬ ‫ن اْل ْ‬
‫سوَد َي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬
‫شب ِعَْنا ِ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2524‬حدثني أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إبراهيم بن الحكم بن‬


‫أبان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬قال ‪ :‬قالت عائشة رضي‬
‫الله عنها ‪ " :‬ما شبعنا من السودين ‪ ،‬وهما الماء والتمر ‪ ،‬حتى‬
‫أجلى الله النضير وأهلك قريظة " *‬

‫ت"*‬
‫ما َ‬
‫حّتى َ‬
‫ن ِفي ي َوْم ٍ َ‬
‫شب َعَي ْ ِ‬
‫شب َعْ ِ‬ ‫" لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2525‬حدثني محمد بن إبراهيم النماطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد‬


‫الرحمن بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي فديك ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬
‫موسى بن يعقوب يعني الزمعي ‪ ،‬عن أبي حازم ‪ ،‬أن القاسم بن‬
‫محمد ‪ ،‬أخبره أن عائشة أخبرته أن النبي صلى الله عليه وسلم "‬
‫لم يشبع شبعين في يوم حتى مات " *‬

‫َ‬
‫عد ّ ل ِل َْفْقرِ ت ِ ْ‬
‫جَفاًفا ‪،‬‬ ‫صادًِقا ‪ ،‬فَأ ِ‬
‫ت َ‬ ‫" ان ْظ ُْر ‪ ،‬إ ِ ْ‬
‫ن ك ُن ْ َ‬

‫‪ 2526‬حدثني عبد الله بن محمد الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حجاج بن‬


‫نصير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي ‪ ،‬عن أبي‬
‫الوازع ‪ ،‬عن عبد الله بن مغفل ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني لحبك ‪ ،‬فقال ‪ " :‬انظر ‪ ،‬إن كنت‬
‫صادقا ‪ ،‬فأعد للفقر تجفافا ‪ ،‬للفقر أسرع إلى من يحبني من‬
‫السيل إلى منتهاه " *‬

‫َ‬
‫م"*‬
‫خادِ ٌ‬ ‫مْرك َ ٌ‬
‫ب وَ َ‬ ‫ن الد ّن َْيا َ‬
‫م َ‬ ‫حد َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫" ي َك ِْفي أ َ‬

‫‪ 2527‬وحدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بهز بن أسد ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد الجريري ‪ ،‬عن أبي‬
‫نضرة ‪ ،‬عن عبد الله بن مولة ‪ ،‬عن بريدة السلمي ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬يكفي أحدكم من الدنيا‬
‫مركب وخادم " *‬

‫ما َ‬
‫شب ِعَ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م وَ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ت َر ُ‬ ‫" ل ََقد ْ َ‬
‫ما َ‬

‫‪ 2528‬حدثنا يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرني أبو صخر ‪ ،‬عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ‪ ،‬عن عروة بن‬
‫الزبير ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬رضي الله عنها ‪ ،‬قالت ‪ " :‬لقد مات رسول‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد‬
‫مرتين " *‬

‫َ‬
‫جد َْنا " *‬
‫ذا وَ َ‬ ‫مرِ َوال ْ َ‬
‫ماءِ إ ِ َ‬ ‫ن ‪ ،‬الت ّ ْ‬ ‫" ِباْل ْ‬
‫سوَد َي ْ ِ‬

‫‪ 2529‬حدثنا عبيد الله بن محمد الفريابي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن‬
‫ميمون ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن أبي حميد ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال لي عروة ‪ ،‬قالت لي عائشة أم المؤمنين إن كنا لنمكث‬
‫أربعين صباحا ل نوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫مصباحا ول غيره ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أم المؤمنين بأي شيء كنتم‬
‫تعيشون ؟ قالت ‪ " :‬بالسودين ‪ ،‬التمر والماء إذا وجدنا " *‬

‫م ث ََل ٌ‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫ت عََلى َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ما أت َ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2530‬حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المحاربي ‪،‬‬


‫عن عبيد الله بن الوليد ‪ ،‬عن عبيد بن عمير ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬رضي‬
‫الله عنها ‪ ،‬قالت ‪ " :‬ما أتت على رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ثلث متابعات يشبع فيهن من خبز البر ‪ ،‬ول نخلنا له طعاما بمنخل‬
‫قط حتى مضى لسبيله " *‬

‫مَل ُ ب ُ ُ‬
‫طون ََنا‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫م الن َّهاَر ‪ ،‬فََل ن َ ِ‬
‫جد ُ َ‬ ‫صو ُ‬ ‫م الل ّي ْ َ‬
‫ل وَن َ ُ‬ ‫" ن َُقو ُ‬

‫‪ 2531‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن يمان ‪ ،‬عن عائذ بن بشير‬
‫العجلي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عمرو بن مرة ‪ ،‬قال ‪ :‬رأى النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم رجل مصفر الوجه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما لي أراك مصفر الوجه يا‬
‫رسول الله ؟ قال ‪ " :‬نقوم الليل ونصوم النهار ‪ ،‬فل نجد ما يمل‬
‫بطوننا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫م َقا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ة " ‪ ،‬فَد َن َ ْ‬
‫ت ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫" اد ِْني َيا َفاط ِ َ‬
‫م ُ‬

‫‪ 2532‬حدثنا عبد العلى بن واصل السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو بن‬


‫طلحة القناد ‪ ،‬عن مسهر بن عبد الملك بن سلع الهمداني ‪ ،‬عن‬
‫عتبة أبي معاذ البصري ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن عمران بن حصين ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا ‪ ،‬إذ أقبلت‬
‫فاطمة رحمها الله فوقفت بين يديه ‪ ،‬فنظرت إليها وقد ذهب الدم‬
‫من وجهها وغلبت الصفرة من شدة الجوع ‪ ،‬قال ‪ :‬فنظر إليها‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‪ " :‬ادني يا فاطمة " ‪،‬‬
‫فدنت ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ادني يا فاطمة " ‪ ،‬فدنت ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬ادني يا‬
‫فاطمة " ‪ ،‬فدنت ‪ ،‬حتى قامت بين يديه ‪ ،‬فرفع يده فوضعها على‬
‫صدرها في موضع القلدة ‪ ،‬وفرج بين أصابعه ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬اللهم‬
‫مشبع الجاعة ‪ ،‬ورافع الوضعة ‪ ،‬ل تجع فاطمة بنت محمد صلى الله‬
‫عليه وسلم " ‪ ،‬قال عمران ‪ :‬فنظرت إليها وقد غلب الدم على‬
‫وجهها وذهبت الصفرة ‪ ،‬كما كانت الصفرة قد غلبت على الدم ‪،‬‬
‫قال عمران ‪ :‬فلقيتها بعد فسألتها ‪ ،‬فقالت ‪ :‬ما جعت بعد يا عمران‬
‫*‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫م ل َوْ أن ّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫عن ْد َ الل ّهِ ‪ ،‬أ ْ‬
‫حب َب ْت ُ ْ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن َ‬ ‫" ل َوْ ت َعْل َ ُ‬
‫مو َ‬

‫‪ 2533‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬قال أبو هانئ ‪ ،‬حدثني عمرو بن مالك الجنبي ‪ ،‬أنه سمع‬
‫فضالة بن عبيد ‪ ،‬يقول ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا‬
‫صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلة ‪ ،‬مما بهم من‬
‫الخصاصة ‪ ،‬وهم أصحاب الصفة ‪ ،‬حتى تقول العراب ‪ :‬إن هؤلء‬
‫لمجانين فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلة‬
‫انصرف إليهم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لو تعلمون ما لكم عند الله ‪ ،‬أحببتم لو‬
‫أنكم تزدادون فاقة وحاجة " ‪ ،‬قال فضالة ‪ :‬وأنا مع رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يومئذ *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أ َحب الل ّه عَبدا حماه الدنيا ‪ ،‬ك َما يظ َ ّ َ‬
‫ه‬
‫م ُ‬
‫سِقي َ‬
‫مي َ‬
‫ح ِ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫لأ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ ً َ َ ُ َّْ‬ ‫َ ّ‬

‫‪ 2534‬حدثني موسى بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسحاق بن‬


‫محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن جعفر ‪ ،‬عن عمارة بن غزية ‪ ،‬عن‬
‫عاصم بن عمر بن قتادة ‪ ،‬عن محمود بن لبيد ‪ ،‬عن قتادة بن‬
‫النعمان ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا أحب‬
‫الله عبدا حماه الدنيا ‪ ،‬كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء " *‬

‫َ‬ ‫الل ّه إ َ َ‬
‫ه‬
‫م ُ‬
‫سِقي َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫مي أ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ماهُ الد ّن َْيا ‪ ،‬ك َ َ‬
‫ما ي َ ْ‬ ‫ح َ‬
‫دا َ‬
‫ب عَب ْ ً‬
‫ح ّ‬
‫ذا أ َ‬‫َ ِ‬

‫‪ 2535‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مجمع‬


‫الصيدلني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن عياش ‪ ،‬عن عمارة بن غزية النصاري‬
‫‪ ،‬عن عاصم بن عمر بن قتادة ‪ ،‬عن محمود بن لبيد ‪ ،‬عن رافع بن‬
‫خديج ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الله إذا‬
‫أحب عبدا حماه الدنيا ‪ ،‬كما يحمي أحدكم سقيمه الماء " *‬

‫َ‬
‫ب إ ِل َي ْهِ‬
‫حب ّ ْ‬ ‫سول ُ َ‬
‫ك ‪ ،‬فَ َ‬ ‫شهِد َ أّني َر ُ‬ ‫ن بِ َ‬
‫ك وَ َ‬ ‫م َ‬
‫نآ َ‬
‫م ْ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫م َ‬

‫‪ 2536‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني سعيد بن أبي أيوب ‪ ،‬عن أبي هانئ ‪ ،‬عن أبي علي‬
‫الجنبي ‪ ،‬عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك ‪ ،‬فحبب إليه لقاءك ‪،‬‬
‫وسهل عليه قضاءك ‪ ،‬وأقلل له من الدنيا ‪ ،‬ومن لم يؤمن بك‬
‫ويشهد أني رسولك ‪ ،‬فل تحبب إليه لقاءك ‪ ،‬ول تسهل عليه‬
‫قضاءك ‪ ،‬وأكثر له من الدنيا " *‬

‫صّلى‬ ‫ك ُنا ل َنمك ُ ُ َ‬


‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ت َر ُ‬
‫ما ُيوقِد ُ ِفي ب َي ْ ِ‬ ‫ن ل َي ْل َ ً‬
‫ة َ‬ ‫ث أْرب َِعي َ‬ ‫ّ َ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2537‬حدثني أبو علقمة الفروي عبد الله بن محمد بن عيسى ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني عبد الله بن نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني المنكدر بن محمد ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن عروة بن الزبير ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬قالت عائشة رضي الله‬
‫عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬يا بني ‪ ،‬إن كنا لنمكث‬
‫أربعين ليلة ما يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بنار‬
‫" ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أمه ‪ ،‬فبم كنتم تعيشون ؟ فقالت ‪ " :‬بالسودين " ‪،‬‬
‫قلت ‪ :‬وما السودان ؟ فقالت ‪ " :‬التمر والماء " *‬

‫" إني منط َل ِق ‪ ،‬فَه ْ َ‬


‫جوا‬
‫خَر ُ‬ ‫من ْط َل ُِقو َ‬
‫ن ؟ " ‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ُ‬
‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ِّ‬

‫‪ 2538‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثتنا زينب ابنة أبي طليق أم الحصين الدثينية ‪ ،‬قالت ‪:‬‬
‫حدثنا حبان بن جزء ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا هريرة ‪ ،‬يقول ‪ :‬إن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم كان يقيم ظهره بالحجر من الغرث ‪،‬‬
‫فذكر له رجل من أصحابه يزرع شعيرا ‪ ،‬فقال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬إني منطلق ‪ ،‬فهل أنتم منطلقون ؟ " ‪،‬‬
‫فخرجوا يتماشون ‪ ،‬فطحن لهم مدا من شعير ‪ ،‬فصنعه لهم ‪،‬‬
‫فأكلوا ‪ ،‬فلما فرغوا أخذ برجل عنز كانت عنده فحلب ‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬احلب " ‪ ،‬حتى سقاهم‬
‫أجمعين ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬والذي محمد‬
‫عبده ورسوله لو حلبت ما أمرتك لحلبتها ما أمسكتها " ‪ ،‬ثم قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬والذي محمد عبده ورسوله ‪،‬‬
‫لتسألن عن نعيم يومكم هذا " *‬

‫صَلت ُ ُ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ت َ‬
‫سن َ ْ‬
‫ح ُ‬ ‫عَيال ُ ُ‬
‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مال ُ ُ‬
‫ه ‪ ،‬وَك َث َُر ِ‬ ‫ن قَ ّ‬
‫ل َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2539‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني مسلمة بن علي ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن يزيد ‪ ،‬عن‬
‫ابن شهاب ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من قل ماله ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وكثر عياله ‪ ،‬وحسنت صلته ‪ ،‬ولم يغتب المسلم ‪ ،‬جاء يوم القيامة‬
‫وهو معي كهاتين " ‪ ،‬قال يونس ‪ :‬قال ابن وهب ‪ :‬يعني بإصبعيه‬
‫وبنحو الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬من المر‬
‫بترك ادخار الذهب والفضة والسعة في العيش ‪ ،‬مضى عليه‬
‫الصالحون من السلف ‪ ،‬والمقتفون آثارهم من الخلف *‬

‫م ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ن فَعَ َ‬
‫ل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض من حضرنا ذكره ممن فعل منهم ذلك‬

‫م ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ن فَعَ َ‬
‫ل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫عن ْد َهُ ل َي ْل َ ً‬ ‫عنده ث ََلِثي َ‬ ‫َ‬


‫ة‬ ‫ن أل ًْفا ‪ ،‬فَت َِبي ُ‬
‫ت ِ‬ ‫َ‬ ‫ن ِ ْ َ ُ‬ ‫" َل ي َ ُ‬
‫سّرهُ أ ّ‬

‫‪ 2540‬حدثنا محمد بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المعتمر ‪ ،‬عن أبيه‬


‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سيار ‪ ،‬عن أبي الدرداء ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬يحلف أبو الدرداء‬
‫على غيب سلمان أنه " ل يسره أن عنده ثلثين ألفا ‪ ،‬فتبيت عنده‬
‫ليلة فينفقها في سبيل الله غير ثلثمائة درهم ‪ ،‬ثم تبيت عنده ليلة‬
‫فينفقها غير ثلثين درهما ‪ ،‬ثم تبيت عنده ليلة فينفقها إل ثلثة‬
‫دراهم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ثم الله أعلم أذكر درهما أم ثلثة دراهم " *‬

‫ن " ‪ ،‬قُل ْ ُ‬
‫ت‪:‬‬ ‫جَباهِ َوال ْ َ‬
‫جن ْب َي ْ ِ‬ ‫ي ِفي ال ْ ِ‬ ‫شرِ ال ْك َّناِزي َ‬
‫ن ب ِك َ ّ‬ ‫" بَ ّ‬

‫‪ 2541‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫أبي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن عبد الله بن شقيق ‪ ،‬قال ‪ :‬قدمت المدينة‬
‫فرأيت رجل قائما على غرائر سود سود يقول ‪ " :‬بشر الكنازين‬
‫بكي في الجباه والجنبين " ‪ ،‬قلت ‪ :‬من هذا ؟ قالوا ‪ :‬هذا أبو ذر‬
‫رضي الله عنه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ما " *‬ ‫ما ي َْفت َرِ ُ‬
‫شه ُ َ‬ ‫م ّ‬
‫داهُ ِ‬
‫ع َ‬
‫سا ِ‬
‫ت َ‬ ‫" قَد ْ قَرِ َ‬
‫ح ْ‬

‫‪ 2542‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني خالد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت الحكم بن العرج ‪،‬‬
‫عمن رأى أبا ذر " قد قرحت ساعداه مما يفترشهما " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫ْ‬
‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬
‫ب‬ ‫ة ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت هَذِهِ اْلي َ َ‬ ‫ت إ َِلى ال ّ‬
‫شام ِ فََقَرأ ُ‬ ‫ج ُ‬
‫خَر ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2543‬حدثني سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫أشعث ‪ ،‬وهشام ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر ‪ " :‬خرجت‬
‫إلى الشام فقرأت هذه الية ‪ :‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول‬
‫ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬إنما‬
‫هي في أهل الكتاب ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنها لفينا وفيهم ‪ ،‬فكتب إلى‬
‫عثمان رضي الله عنه ‪ :‬إن أبا ذر قال أبو السائب ‪ :‬سقط علي ‪:‬‬
‫وكتب إلى عثمان أن اقدم ‪ ،‬فلما خرج انتقل متاعه ‪ ،‬فأخرج أهله‬
‫مزودا ينوء باليد ‪ ،‬فقال الناس ‪ :‬هذا أبو ذر الذي كان يزهد في‬
‫الدنيا ‪ ،‬فقال أهله ‪ :‬والله ما هو بذهب ول فضة ‪ ،‬إنما هي فلوس ‪،‬‬
‫كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لهله ‪ ،‬فلما قدمت على عثمان قال‬
‫لي ‪ " :‬تروح عليك اللقاح " فقلت ‪ :‬الدنيا ل حاجة لي فيها ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فاعتزل ما هاهنا " *‬

‫‪server is currently unavailable. Please hit‬‬


‫‪the "Refresh" button in your web browser to‬‬
‫‪.retry your request‬‬

‫‪Administrator Note: An error message‬‬


‫‪detailing the cause of this specific request‬‬
‫‪failure can be found in the application‬‬
‫‪event log of the web server. Please review‬‬
‫‪this log entry to discover what caused this‬‬
‫‪err‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب ‪ ،‬وَ ُ‬
‫طوَبى‬ ‫سا ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫مَنا ِ‬
‫حآ ِ‬
‫صال ِ ُ‬ ‫مُلو ُ‬
‫ك ال ّ‬ ‫ن الّزاهِد ُ ‪َ ،‬وال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫" ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬

‫‪ 2567‬حدثني يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عبد‬


‫الله بن عياش ‪ ،‬عن يزيد بن قوذر ‪ ،‬عن كعب ‪ ،‬قال ‪ " :‬المؤمن‬
‫الزاهد ‪ ،‬والمملوك الصالح آمنان من الحساب ‪ ،‬وطوبى لهم ‪ ،‬كيف‬
‫يحفظهم الله في ديارهم " وقال كعب ‪ " :‬إن الله إذا أحب عبده‬
‫المؤمن زوى عنه الدنيا ليرفعه درجات في الجنة ‪ ،‬وإذا أبغض عبده‬
‫الكافر أو المنافق بسط له في الدنيا حتى يسفله درجات في النار‬
‫" وقال كعب ‪ " :‬إن الله تعالى يقول لعباده الصابرين الراضين‬
‫بالفقر ‪ " :‬أبشروا ول تحزنوا ‪ ،‬فإن الدنيا لو وزنت عند الله جناح‬
‫بعوضة مما لكم عندي ‪ ،‬ما أعطيتهم منها شيئا " وقال كعب ‪ " :‬إذا‬
‫اشتكى إلى الله عباده الفقر أو الحاجة ‪ ،‬قيل لهم ‪ :‬أبشروا ول‬
‫تحزنوا ‪ ،‬فإنكم سادة الغنياء ‪ ،‬والسابقون إلى الجنة يوم القيامة "‬
‫وقال كعب ‪ " :‬كانت النبياء بالفقر والبلء أشد فرحا منكم‬
‫بالرخاء ‪ ،‬وكان البلء عليهم مضعفا ‪ ،‬حتى إن كان أحدهم ليقتله‬
‫القمل ‪ ،‬فإذا رأى رخاء ظن أنه قد أصاب ذنبا " وقال كعب ‪ " :‬من‬
‫تضعضع لصاحب الدنيا والمال تضعضع دينه ‪ ،‬والتمس الفضل عند‬
‫غير المفضل ‪ ،‬ولم يصب من الدنيا إل ما كتب الله له ‪ ،‬وإن الله‬
‫ليبغض كل جماع للمال مناع للخير مستكبر ‪ ،‬ويبغض كل حبر‬
‫سمين " وقال كعب ‪ :‬قال موسى ‪ " :‬يا بني إسرائيل ‪ :‬تلبسون‬
‫ثياب الرهبان ‪ ،‬وقلوبكم قلوب الجبارين والذئاب الضواري ‪ ،‬فإن‬
‫أحببتم أن تبلغوا ملكوت السماء ‪ ،‬فأميتوا قلوبكم لله " *‬

‫ل‪:‬‬ ‫دا فُت ُِنوا ب ِك َ َ‬


‫ذا ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ثَ ُ‬
‫مو ً‬ ‫دا فُت ُِنوا ب ِك َ َ‬
‫ذا ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫عا ً‬
‫َ‬

‫‪ 2568‬حدثنا عمرو بن عبد الحميد الملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مروان بن‬


‫معاوية ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن عمارة بن عمير ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عبد الله‬
‫بن مسعود يعطي الناس العطاء ‪ ،‬ويقول ‪ " :‬إن عادا فتنوا بكذا ‪،‬‬
‫وإن ثمودا فتنوا بكذا ‪ ،‬قال ‪ :‬فجعل يعد ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أل وإن فتنتكم‬
‫هذه ‪ -‬يعني الدراهم ‪* " -‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ب‬ ‫ن كَ َ‬
‫س َ‬ ‫م ْ‬
‫كاةُ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ت ُط َي ّب ْ ُ‬
‫ه الّز َ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ماًل َ‬
‫حَرا ً‬ ‫ب َ‬ ‫ن كَ َ‬
‫س َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2569‬حدثنا عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية ‪ ،‬عن مغيرة بن‬


‫مسلم الخراساني ‪ ،‬عن سويد بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عبد‬
‫الله بن مسعود ‪ " :‬من كسب مال حراما لم تطيبه الزكاة ‪ ،‬ومن‬
‫كسب مال من طيب خبث ماله منع الزكاة ‪ ،‬ومن كثر ماله كثر‬
‫حسابه ‪ ،‬إل من قال بالمال هكذا وهكذا " *‬

‫" ما صدقْت َ‬
‫ما‬
‫ن َ‬
‫مُعو َ‬
‫ج َ‬ ‫ما َل ت َب ْل ُُغو َ‬
‫ن ‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫مُلو َ‬
‫ن َ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م ت ُؤَ ّ‬ ‫م أن ُْف َ‬
‫َ َ َ ُ ْ‬

‫‪ 2570‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن عوف ‪،‬‬
‫عن أبي السليل ‪ ،‬قال ‪ :‬كان أبو هريرة ‪ ،‬يقول ‪ " :‬ما صدقتم‬
‫أنفسكم تؤملون ما ل تبلغون ‪ ،‬وتجمعون ما ل تأكلون ‪ ،‬وتبنون ما‬
‫ل تسكنون ‪ ،‬وللخراب تبنون ‪ ،‬وللموت تلدون " *‬

‫ن َل‬
‫م ْ‬
‫ب وَ َ‬
‫ح ّ‬
‫ن يُ ِ‬ ‫ة عََلى الل ّهِ ‪ ،‬ي ُعْط ِي ََها َ‬
‫م ْ‬ ‫" الد ّن َْيا هَي ّن َ ٌ‬

‫‪ 2571‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬


‫مجاهد ‪ ،‬عن عبيد بن عمير ‪ ،‬قال ‪ " :‬الدنيا هينة على الله ‪ ،‬يعطيها‬
‫من يحب ومن ل يحب ‪ ،‬ول يعطي اليمان إل من يحب " *‬

‫شعَْر ‪ ،‬وَي َأ ْك ُ ُ‬
‫ل‬ ‫ن ي َل ْب َ ُ‬
‫س ال ّ‬ ‫ه " ‪ ،‬وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫مع َ ك ُ ّ‬
‫ل ي َوْم ٍ رِْزقُ ُ‬ ‫َ‬

‫‪ 2572‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬


‫مجاهد ‪ ،‬عن عبيد بن عمير ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عيسى ابن مريم عليه‬
‫السلم ل يرفع غداء لعشاء ‪ ،‬ول عشاء لغداء ‪ ،‬وكان يقول ‪ " :‬إن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مع كل يوم رزقه " ‪ ،‬وكان يلبس الشعر ‪ ،‬ويأكل من الشجر ‪ ،‬وينام‬
‫حيث أمسى *‬

‫ه‬ ‫جد َْناهُ ي َك ِْفي ِ‬


‫من ْ ُ‬ ‫ديد َهُ ‪ ،‬فَوَ َ‬ ‫ه ل َي ّن َ ُ‬
‫ه وَ َ‬
‫ش ِ‬ ‫ش ك ُل ّ ُ‬
‫جّرب َْنا ال ْعَي ْ َ‬
‫" قَد ْ َ‬

‫‪ 2573‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن‬


‫خيثمة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال سليمان بن داود صلوات الله عليه ‪ " :‬قد جربنا‬
‫العيش كله لينه وشديده ‪ ،‬فوجدناه يكفي منه أدناه " *‬

‫ل هَذه اْل ُمة مث ْ ُ َ‬


‫سعٌ عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫مو َ ّ‬
‫ي ُ‬
‫ط ‪ :‬ب َّر ت َِق ّ‬
‫ل أْرب َعَةِ َرهْ ٍ‬ ‫ّ ِ ِ‬ ‫مث َ َ ِ ِ‬
‫َ‬

‫‪ 2574‬وحدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬


‫حسان بن القاسم بن حسان ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن مسعود ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫إن مثل هذه المة مثل أربعة رهط ‪ :‬بر تقي موسع عليه في الدنيا‬
‫موسع عليه في الخرة ‪ ،‬وبر تقي محظور عليه في الدنيا موسع‬
‫عليه في الخرة ‪ ،‬وفاجر شقي موسع عليه في الدنيا محظور عليه‬
‫في الخرة ‪ ،‬وفاجر شقي محظور عليه في الدنيا ‪ ،‬محظور عليه‬
‫في الخرة " *‬

‫م لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ه ‪ ،‬فَي َ ْ‬
‫جث ُ ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن عََلى ِدين ِهِ ‪ ،‬فَي َ ْ‬
‫مت ِن ِعُ ِ‬ ‫ريد ُ اْل ِن ْ َ‬
‫سا َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا َ‬ ‫ال ّ‬

‫‪ 2575‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬


‫سالم ‪ ،‬عن ابن مسعود ‪ ،‬وقال ‪ " :‬إن الشيطان يريد النسان على‬
‫دينه ‪ ،‬فيمتنع منه ‪ ،‬فيجثم له عند المال ‪ ،‬فيأخذ بعقبه " *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬
‫معاوية لخاله أبي هاشم بن عتبة ‪ :‬يا خال ‪ ،‬أوجع يشئزك ‪ ،‬أم‬
‫حرص على الدنيا ؟ يعني بقوله ‪ :‬يشئزك ‪ :‬يقلقك ويزعجك‬
‫ويحركك ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬أشأز فلنا هذا المر ‪ :‬إذا أقلقه وأزعجه‬
‫وحرك منه ‪ ،‬يشئزه إشآزا ‪ ،‬ومنه قول ذي الرمة ‪ ،‬في صفة ثور‬
‫أوى ليل إلى مكان ثري ندي فأزعجه نداه وأسهره وأقلقه ‪ :‬فبات‬
‫يشئزه ثأد ويسهره تذؤب الريح والوسواس والهضب وأما قول أم‬
‫سلمة ‪ :‬دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساهم‬
‫الوجه ‪ ،‬فإنها تعني بقولها ‪ :‬ساهم الوجه ‪ ،‬متغير الوجه بالضمور ‪،‬‬
‫وأصل السهامة ‪ :‬الضمور ‪ ،‬ومنه قول الخطل ‪ :‬بالخيل ساهمة‬
‫الوجوه كأنما خالطن من عمل الوجيف سلل ومنه أيضا قول ذي‬
‫الرمة ‪ ،‬في صفة راكب ناقة ضامرة ‪ :‬كأنه بين شرخي رحل‬
‫ساهمة حرف ‪ ،‬إذا ما استرق الليل مأموم يعني بقوله ‪ :‬ساهمة ‪:‬‬
‫ضامرة ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬قد سهم وجه فلن ‪ ،‬فهو يسهم سهامة‬
‫وسهوما ‪ ،‬وهو مسهوم ‪ ،‬ومنه قول ذي الرمة ‪ :‬ترمي به القفر بعد‬
‫القفر ناجية هوجاء ‪ ،‬راكبها وسنان مسهوم وأما قول النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬إن أمامكم عقبة كئودا " ‪ ،‬فإن العقبة ‪ :‬هي‬
‫الجبل ‪ ،‬وإن الكئود ‪ :‬الشاقة على من صعدها وسار فيها ‪ ،‬ومنه‬
‫قول عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ‪ :‬ما تكاءدني شيء ما‬
‫تكاءدتني خطبة الحاجة ‪ ،‬يعني بقوله ‪ :‬ما تكاءدني ‪ :‬ما شق علي ‪.‬‬
‫وأما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للنصاري الذي رأى به‬
‫جهدا ‪ ،‬فقال له ‪ " :‬ما لك ؟ " فقال ‪ :‬الخمص ‪ ،‬فإن الخمص ‪:‬‬
‫أصله اضطمار البطن ‪ ،‬وقد يكون ذلك من الجوع وغيره ‪ .‬فأما في‬
‫هذا الموضع فإن معناه الجوع ‪ ،‬يقال للرجل إذا وصف باضطمار‬
‫البطن ‪ :‬رجل خمصان ‪ ،‬وللمرأة خمصانة ‪ ،‬بضم الخاء فيهما ‪ ،‬وقد‬
‫حكي عن أبي عمرو الشيباني أنه كان يحكي عن العرب سماعا‬
‫منها ‪ ،‬الفتح في خاءيهما ‪ ،‬ومن الخمصانة قول ذي الرمة في صفة‬
‫المرأة ‪ :‬عجزاء ممكورة خمصانة ‪ ،‬قلق عنها الوشاح ‪ ،‬وتم الجسم‬
‫والقصب يعني بقوله ‪ " :‬خمصانة " ضامرة البطن وأما قول‬
‫النصاري ‪ :‬فاستقى كل دلو بتمرة ليس فيها خدرة ‪ :‬فإنه يعني‬
‫بالخدرة ‪ ،‬الفاسدة المتغيرة الطعم ‪ .‬وأما قوله ‪ " :‬تارزة " فإنه‬
‫يعني بالتارزة ‪ :‬الحشفة وأما قول كعب ‪ :‬إن الله إذا أحب عبدا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫زوى عنه الدنيا ‪ :‬فإنه يعني بقوله زوى عنه الدنيا ‪ :‬قبضها عنه‬
‫ومنعها إياه ‪ ،‬ومنه الخبر الخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫قال ‪ " :‬زويت لي الرض فرأيت مشارقها ومغاربها ‪ ،‬يعني بقوله ‪:‬‬
‫" زويت لي الرض " ‪ ،‬جمعت بضم بعضها إلى بعض ‪ ،‬ومنه قول‬
‫أعشى بني قيس بن ثعلبة ‪ :‬يزيد يغض الطرف دوني كأنما زوى‬
‫بين عينيه علي المحاجم فل ينبسط من بين عينيك ما انزوى ول‬
‫تلقني إل وأنفك راغم يعني بقوله ‪ " :‬زوى بين عينيه علي المحاجم‬
‫" ‪ :‬قبض وجمع ‪ ،‬يقال منه ‪ " :‬زوى فلن عن فلن معروفه ‪ ،‬فهو‬
‫يزويه عنه زيا وزويا وزييا " وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" إل من أعطى في رسلها ونجدتها " ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ " :‬أعطى‬
‫في رسلها " أعطى من ألبانها في الحين الذي يكون لها لبن وأما‬
‫قوله ‪ " :‬ونجدتها " ‪ ،‬فإن أصل " النجدة " ‪ :‬الشجاعة والشدة ‪،‬‬
‫يقال منه ‪ :‬رجل نجد ‪ ،‬بين النجدة ‪ ،‬من معشر أنجاد ‪ ،‬إذا كان‬
‫شجاعا ‪ ،‬ومنه قول لبيد بن ربيعة العامري ‪ :‬ولن يعدموا في‬
‫الحرب ليثا محربا وذا نجدة عند الرزية باذل يعني بقوله ‪ :‬ذا نجدة ‪:‬‬
‫ذا بأس وشجاعة وإنما أراد صلى الله عليه وسلم بقوله ‪ " :‬ونجدتها‬
‫" ‪ ،‬في حال سمنها ‪ ،‬ووقت شدة نحرها على مالكها وأما النجد ‪،‬‬
‫بفتح النون والجيم ‪ ،‬فإنه معنى غير هذا ‪ ،‬وهو العرق ‪ ،‬يقال منه ‪:‬‬
‫نجد الرجل ينجد نجدا ‪ ،‬إذا عرق ‪ ،‬ومنه قول نابغة بني ذبيان ‪ :‬يظل‬
‫من خوفه الملح معتصما بالخيزرانة بعد الين والنجد وأما النجاد‬
‫فإنه معنى غير هذين ‪ ،‬وهو متوجه لمعنيين ‪ :‬أحدهما ‪ :‬إنجاد القوم‬
‫بعضهم بعضا ‪ ،‬وذلك إعانة بعضهم بعضا على المر ينزل بهم ‪،‬‬
‫يقال منه ‪ :‬أنجدت القوم على عدوهم ‪ ،‬فأنا أنجدهم إنجادا‬
‫والثاني ‪ :‬ارتفاع المرء من غور إلى نجد ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬قد أنجد‬
‫القوم ‪ ،‬إذا أتوا نجدا ‪ ،‬فهم ينجدون إنجادا ‪ .‬وأما التنجيد ‪ ،‬فهو‬
‫مصدر من قول القائل ‪ :‬نجد فلن بيته ‪ ،‬إذا زينه بالفرش وغيره ‪،‬‬
‫ومنه قول ذي الرمة ‪ :‬حتى كأن رياض القف ألبسها من وشي‬
‫عبقر تجليل وتنجيد وأما قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬وأفقر‬
‫ظهرها " ‪ ،‬فإن إفقار الظهر عاريته للركوب والحمل عليه ‪ ،‬يقال‬
‫منه ‪ :‬أفقر فلن فلنا ظهر بعيره ‪ ،‬فهو يفقره إياه إفقارا ‪ ،‬والفقار‬
‫في الظهر شبيه السكان في الدار وأما قوله ‪ " :‬ومنح غزيرتها " ‪،‬‬
‫فإنه يعني بقوله ‪ " :‬ومنح غزيرتها " ‪ :‬أعطى ذوات اللبن منها‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫لتشرب ألبانها ‪ ،‬يقال من ذلك ‪ :‬منح فلن فلنا ناقته ‪ ،‬إذا أعطاه‬
‫إياها لشرب لبنها ‪ ،‬ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫والمنحة مردودة ‪ ،‬والعارية مؤداة " ‪ ،‬ومنه قول العشى ‪ :‬ولقد‬
‫أمنح من عاديته كلما تقطع من داء الكشح يقال منه ‪ :‬منحه ناقته ‪،‬‬
‫فهو يمنحها إياه منحا ‪ ،‬والمنيحة هي الناقة الممنوحة ‪ ،‬صرفت من‬
‫فعولة ‪ ،‬إلى " فعيلة " وأما " الغزيرة " فإنها الكثيرة اللبن من‬
‫الماشية ‪ ،‬تجمع " غزارا " ‪ ،‬كما قال امرؤ القيس بن حجر ‪ :‬لنا غنم‬
‫نسوقها غزار كأن قرون جلتها عصي يعني بالغزار ‪ :‬الكثيرة‬
‫اللبان ‪ .‬وأما قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬وأطعم القانع والمعتر‬
‫" ‪ ،‬فإن القانع الذي يقنع باليسير من العيش ‪ ،‬ول يسأل الناس ول‬
‫يطلب منهم ما عندهم ‪ ،‬تجمل وتعففا ‪ ،‬مع شدة حاجته ‪ ،‬وأما‬
‫المعتر ‪ ،‬فإنه الذي يعتر بالذي يلتمس ما عنده ويطلب فضله ‪،‬‬
‫ومنه قول الله تعالى ذكره ‪ :‬فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا‬
‫القانع والمعتر قال أبو جعفر ‪ :‬وأظن أن أصل ذلك من " عرار "‬
‫ذكور النعام ‪ ،‬وذلك دعاؤها بأصواتها إناثها ‪ ،‬كما قال الشاعر ‪ :‬في‬
‫وصفه دعاءها إناثها ‪ :‬يدعو العرار بها الزمار كما اشتكى ألم تجاوبه‬
‫النساء العود فإن كان ذلك أصله ‪ " :‬فالعترار " ‪ :‬افتعال منه ‪،‬‬
‫وينبغي أن يقال في فعل منه ‪ ،‬إذا كان سالما بغير زيادة ‪ :‬عر ‪،‬‬
‫وفي افتعل ‪ ،‬اعتر ‪ ،‬فهو يعتر اعترارا ‪ ،‬وأن يكون المعتر ‪ ،‬هو‬
‫السائل الذي يسأل من أتاه ‪ ،‬كما يدعو ذكر النعام أنثاه بصوته ‪،‬‬
‫وأن يكون أيضا من ذلك الخبر المروي عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ :‬أنه كان إذا تعار من الليل تسوك ‪ ،‬وأن يكون تعار‬
‫تفاعل من العرار والعترار وهو أن يتكلم بذكر الله والثناء عليه ‪،‬‬
‫ونحو ذلك من الكلم ‪ ،‬وأما قول ابن عباس ‪ :‬دخلت على عمر‬
‫رضي الله عنهما وبين يديه نطع عليه الذهب منثور نثر الحثى فإنه‬
‫يعني بقوله ‪ :‬نثر الحثى نثر البعر والروث ‪ ،‬والحثى هو البعر ‪،‬‬
‫والروث نفسه ‪ ،‬ومنه قول الراجز ‪ :‬فل خسا عديده ول زكا كما‬
‫شرار البقل أطراف السفا كأنه حقيبة ملى حثا ‪ ،‬قال أبو جعفر ‪:‬‬
‫السفا شوك البهمى إذا يبس‬

‫ة‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫خّبا ٍ‬
‫ن َ‬
‫ل بْ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ هَِل ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار هلل بن خباب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ة‪#‬‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫خّبا ٍ‬
‫ن َ‬
‫ل بْ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ هَِل ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ن الّرك ْعَةِ اْل ِ‬


‫خَرةِ ‪،‬‬ ‫م َ‬
‫مد َهُ " ‪ِ ،‬‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫معَ الل ّ ُ‬
‫ه لِ َ‬ ‫س ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 2576‬حدثني محمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو النعمان عارم‬


‫قال ‪ :‬حدثنا ثابت بن زيد أبو زيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هلل يعني ابن خباب‬
‫‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قنت رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء في‬
‫دبر كل صلة ‪ ،‬إذ قال ‪ " :‬سمع الله لمن حمده " ‪ ،‬من الركعة‬
‫الخرة ‪ ،‬يدعو عليهم على حي من بني سليم ‪ ،‬على رعل وذكوان‬
‫وعصية ‪ ،‬ويؤمن من خلفه ‪ ،‬قال ‪ :‬أرسل إليه يدعوهم إلى السلم‬
‫فقتلوهم ‪ ،‬قال عكرمة ‪ :‬هذا مفتاح القنوت القول في علل هذا‬
‫الخبر ‪ :‬وهذا خبر صحيح عندنا سنده ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على‬
‫مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬أنه خبر ل‬
‫يعرف له مخرج يصح عن ابن عباس إل من هذا الوجه ‪ .‬والثانية ‪:‬‬
‫لنه من نقل عكرمة عن ابن عباس ‪ ،‬وفي نقل عكرمة عندهم نظر‬
‫يجب التثبت فيه من أجله ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أن المعروف عن ابن عباس‬
‫من روايته القنوت في الصبح ‪ ،‬إنما هو عن عمر رضي الله عنه ‪،‬‬
‫دون الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم *‬

‫ي الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ض َ‬
‫مَر َر ِ‬
‫ن عُ َ‬
‫س ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫ن اب ْ ِ‬ ‫ذِك ُْر الّرَواي َةِ ال ْ َ‬
‫وارِد َةِ عَ ِ‬

‫ذكر الرواية الواردة عن ابن عباس ‪ ،‬عن عمر رضي الله عنه ‪،‬‬
‫بذلك ‪:‬‬

‫ي الل ّ ُ‬
‫ه‪#‬‬ ‫ض َ‬
‫مَر َر ِ‬
‫ن عُ َ‬
‫س ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫ن اب ْ ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر الّرَواي َةِ ال ْ َ‬
‫وارِد َةِ عَ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ك ‪ ،‬الل ّهُ ّ‬
‫م‬ ‫ست َِعين ُ َ‬ ‫ن ‪ :‬الل ّهُ ّ‬
‫م إ ِّنا ن َ ْ‬ ‫سوَرت َي ْ ِ‬
‫ح ِبال ّ‬
‫صب ْ ِ‬
‫ت ِفي ال ّ‬
‫" ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2577‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن‬


‫المفضل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن مقسم ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ :‬أن عمر ‪ ،‬رضي الله عنه كان " يقنت في الصبح‬
‫بالسورتين ‪ :‬اللهم إنا نستعينك ‪ ،‬اللهم إياك نعبد " *‬

‫ن"*‬
‫سوَرت َي ْ ِ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت ِبال ّ‬

‫‪ 2578‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن مقسم ‪ ،‬عن ابن عباس أن‬
‫عمر ‪ ،‬رضي الله عنه " قنت بالسورتين " *‬

‫ك ن َعْب ُد ُ ‪ ،‬الل ّهُ ّ‬


‫م إ ِّنا‬ ‫ن ‪ :‬الل ّهُ ّ‬
‫م إ ِّيا َ‬ ‫سوَرت َي ْ ِ‬ ‫ت ِفي ال ْغَ َ‬
‫داةِ ِبال ّ‬ ‫ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2579‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن مقسم ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن عمر ‪،‬‬
‫رضي الله عنهما " أنه كان يقنت في الغداة بالسورتين ‪ :‬اللهم‬
‫إياك نعبد ‪ ،‬اللهم إنا نستعينك " حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫هارون ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬عن الحجاج ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن مقسم ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬رضي الله عنه ‪ ،‬نحوه حدثنا الحسن بن‬
‫عرفة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شبابة بن سوار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬
‫الحكم ‪ ،‬عن مقسم ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬مثله وقد وافق‬
‫ابن عباس رضي الله عنه في رواية هذا الخبر عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه ‪ ،‬نذكر ما صح من ذلك‬
‫عندنا سنده ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان عنه إن شاء الله *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر ذلك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬

‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ت َر ُ‬ ‫" ك َذ َُبوا ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬
‫ما قَن َ َ‬

‫‪ 2580‬حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية‬


‫الضرير ‪ ،‬عن عاصم الحول ‪ ،‬قال ‪ :‬سألنا أنسا عن القنوت ‪ ،‬قبل‬
‫الركوع أو بعد الركوع ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل ‪ ،‬بل قبل الركوع ‪ ،‬قلت ‪ :‬فإن‬
‫أناسا يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت بعد‬
‫الركوع ‪ ،‬قال ‪ " :‬كذبوا ‪ ،‬إنما قنت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يدعو على أناس قتلوا أناسا من أصحابه يقال لهم " القراء "‬
‫*‬

‫ن‬
‫سب ِْعي َ‬
‫ما َ‬
‫ة ‪ ،‬إِ ّ‬
‫سرِي ّ ً‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ث َر ُ‬
‫ب ُعِ َ‬

‫‪ 2581‬حدثني محمد بن مرزوق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمران بن ميسرة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن محمد ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ‪ ،‬إما سبعين ‪ ،‬وإما‬
‫ثمانين ‪ ،‬إلى قوم كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫عقد فقتلوهم ‪ ،‬فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد‬
‫على قوم كما وجد عليهم ‪ ،‬فقنت شهرا يدعو عليهم " *‬

‫شهًْرا ب َعْد َ الّر ُ‬


‫كوِع‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت َر ُ‬

‫‪ 2582‬حدثني أحمد بن عثمان المعروف بأبي الجوزاء ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن عاصم الحول ‪ ،‬عن‬
‫أنس ‪ ،‬قال ‪ " :‬قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا بعد‬
‫الركوع " ‪ ،‬قلت لنس ‪ :‬متى القنوت ؟ قال ‪ :‬قبل الركوع *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫ن‬
‫مد ُ ب ْ ُ‬ ‫حد ّث َِني أ ْ‬
‫ح َ‬ ‫كوِع " َ‬ ‫عو عَل َي ْهِ ْ‬
‫م ب َعْد َ الّر ُ‬ ‫شهًْرا ي َد ْ ُ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت َ‬

‫‪ 2583‬حدثني أحمد بن محمد الطوسي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب‬


‫بن عطاء ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد ‪ ،‬عن حنظلة ‪ ،‬عن أنس بن مالك أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم " قنت شهرا يدعو عليهم بعد الركوع "‬
‫حدثني أحمد بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫هشام ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬بمثل حديث حنظلة *‬

‫ل‬ ‫ة ‪ :‬ي َل ْعَ ُ‬


‫ن ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫شهًْرا " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل ُ‬
‫شعْب َ ُ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت َ‬

‫‪ 2584‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬قال ‪ :‬وحدثنا هشام ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أنس أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم " قنت شهرا " ‪ ،‬قال شعبة ‪ :‬يلعن ‪،‬‬
‫وقال هشام ‪ :‬يدعو على أحياء من أحياء العرب ‪ ،‬ثم تركه بعد‬
‫الركوع ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا قول هشام ‪ ،‬قال شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن‬
‫أنس ‪ :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يلعن رعل‬
‫وذكوان ولحيان *‬

‫عو عََلى أ َحياءَ م َ‬


‫م‬ ‫حَياءِ ال ْعََر ِ‬
‫ب ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫نأ ْ‬‫ِ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫شهًْرا ي َد ْ ُ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت َ‬

‫‪ 2585‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا هشام ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم " قنت شهرا يدعو على أحياء من أحياء العرب ‪ ،‬ثم تركه " *‬

‫عو عََلى هَذِهِ اْل َ ْ‬


‫حَياِء ‪:‬‬ ‫ح ي َد ْ ُ‬ ‫صَلةِ ال ّ‬
‫صب ْ ِ‬ ‫شهًْرا ِفي َ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت َ‬

‫‪ 2586‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن سعيد ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ ،‬عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم " قنت‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫شهرا في صلة الصبح يدعو على هذه الحياء ‪ :‬رعل وذكوان‬
‫وعصية وبني لحيان " *‬

‫عو عََلى حي م َ‬ ‫َ‬


‫حَياءِ ال ْعََر ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫نأ ْ‬‫َ ّ ِ ْ‬ ‫ما ي َد ْ ُ‬
‫ن ي َوْ ً‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت أْرب َِعي َ‬

‫‪ 2587‬حدثنا نصر بن علي الجهضمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا نوح ‪ ،‬يعني ابن‬


‫قيس عن خالد ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أنس أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم " قنت أربعين يوما يدعو على حي من أحياء العرب ‪ ،‬ثم‬
‫تركه " *‬

‫ة"*‬ ‫عو عََلى ب َِني عُ َ‬


‫صي ّ َ‬ ‫شهًْرا ب َعْد َ الّر ُ‬
‫كوِع ي َد ْ ُ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت َ‬

‫‪ 2588‬حدثني المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪،‬‬


‫عن أنس بن سيرين ‪ ،‬عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم " قنت شهرا بعد الركوع يدعو على بني عصية " *‬

‫مد ُ " ‪،‬‬ ‫ك ال ْ َ‬


‫ح ْ‬ ‫مد َهُ ‪َ ،‬رب َّنا وَل َ َ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫معَ الل ّ ُ‬
‫ه لِ َ‬ ‫س ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 2589‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني يونس بن يزيد ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫المسيب ‪ ،‬أخبره وأبو سلمة بن عبد الرحمن ‪ ،‬أنهما سمعا أبا‬
‫هريرة ‪ ،‬يقول ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين‬
‫يفرغ من صلة الفجر من الغداة ويكبر ويرفع رأسه ‪ " :‬سمع الله‬
‫لمن حمده ‪ ،‬ربنا ولك الحمد " ‪ ،‬ثم يقول وهو قائم ‪ " :‬اللهم أنج‬
‫الوليد بن الوليد ‪ ،‬وسلمة بن هشام ‪ ،‬وعياش بن أبي ربيعة ‪،‬‬
‫والمستضعفين من المؤمنين ‪ ،‬اللهم اشدد وطأتك على مضر‬
‫واجعلها عليهم سنين كسني يوسف ‪ ،‬اللهم العن لحيان ورعل‬
‫وذكوان ‪ ،‬وعصية عصت الله ورسوله " ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫نزل عليه ‪ :‬ليس لك من المر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم‬
‫فإنهم ظالمون *‬

‫كوِع أ َوْ َقا َ‬


‫ل‪:‬‬ ‫ن الّر ُ‬
‫م َ‬
‫ه ِ‬
‫س ُ‬
‫ْ‬ ‫صَلةِ إ ِ َ‬
‫ذا َرفَعَ َرأ َ‬ ‫عو ِفي ال ّ‬
‫ي َد ْ ُ‬

‫‪ 2590‬حدثني أحمد بن عثمان أبو الجوزاء ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وهب بن‬


‫جرير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت النعمان ‪ ،‬يحدث عن‬
‫الزهري ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬وأبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلة إذا رفع رأسه من‬
‫الركوع أو قال ‪ :‬من آخر الركعة " اللهم أنج الوليد بن الوليد ‪،‬‬
‫وسلمة بن هشام ‪ ،‬وعياش بن أبي ربيعة ‪ ،‬والمستضعفين من‬
‫المؤمنين ‪ ،‬اللهم اشدد وطأتك ‪ ،‬واجعلها عليهم سنين كسني‬
‫يوسف " ‪ ،‬قال ‪ :‬وضاحية مضر يومئذ مخالفو رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم *‬

‫ما‬ ‫مةِ ‪ِ ،‬في اْل ِ‬


‫خَرةِ ‪ ،‬ب َعْد َ َ‬ ‫صَلةِ ال ْعَت َ َ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت ِفي َ‬

‫‪ 2591‬حدثني العباس بن الوليد العذري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت الوزاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو هريرة أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم " قنت في صلة العتمة ‪ ،‬في‬
‫الخرة ‪ ،‬بعد ما قال ‪ " :‬سمع الله لمن حمده " ‪ ،‬شهرا ‪ ،‬يقول في‬
‫قنوته ‪ " :‬اللهم أنج الوليد بن الوليد ‪ ،‬اللهم نج سلمة بن هشام ‪،‬‬
‫اللهم نج عياش بن أبي ربيعة ‪ ،‬اللهم نج المستضعفين من‬
‫المؤمنين ‪ ،‬اللهم اشدد وطأتك على مضر ‪ ،‬اللهم اجعلها سنين‬
‫كسني يوسف " *‬

‫م ي َُقو ُ‬
‫ل‬ ‫ت ‪ ،‬ثُ ّ‬
‫مد َهُ " ‪ ،‬ي َْقن ُ ُ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫معَ الل ّ ُ‬
‫ه لِ َ‬ ‫س ِ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2592‬حدثني زكريا بن يحيى بن أبان المصري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬
‫صالح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الهقل بن زياد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الوزاعي ‪ ،‬عن‬
‫يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬كان‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الخرة من صلة‬
‫الصبح بعد ما يقول ‪ " :‬سمع الله لمن حمده " ‪ ،‬يقنت ‪ ،‬ثم يقول ‪:‬‬
‫" اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة ‪ ،‬اللهم أنج الوليد بن الوليد ‪ ،‬اللهم‬
‫أنج سلمة بن هشام ‪ ،‬اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين ‪ ،‬اللهم‬
‫اشدد وطأتك على مضر ‪ ،‬اللهم اجعلها سنين كسني يوسف "‬
‫فمكث شهرا يدعو بذلك ثم ترك الدعاء ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما بال النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ترك الدعاء ؟ فقيل لي ‪ :‬أوما تراهم قد‬
‫جاءوا *‬

‫مد ُ " ‪،‬‬ ‫ك ال ْ َ‬


‫ح ْ‬ ‫مد َهُ ‪َ ،‬رب َّنا وَل َ َ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫معَ الل ّ ُ‬
‫ه لِ َ‬ ‫س ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 2593‬حدثني عمران بن بكار الكلعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا علي يعني ابن‬


‫عياش ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعيب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال الزهري ‪ :‬حدثني ابن‬
‫المسيب ‪ ،‬وأبو سلمة بن عبد الرحمن ‪ :‬أن أبا هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬إن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلة حين‬
‫يقول ‪ " :‬سمع الله لمن حمده ‪ ،‬ربنا ولك الحمد " ‪ ،‬ثم يقول وهو‬
‫قائم قبل أن يسجد ‪ " :‬اللهم أنج الوليد بن الوليد ‪ ،‬وسلمة بن‬
‫هشام ‪ ،‬وعياش بن أبي ربيعة ‪ ،‬والمستضعفين من المؤمنين ‪،‬‬
‫اللهم اشدد وطأتك على مضر ‪ ،‬واجعلها عليهم كسني يوسف " ‪،‬‬
‫ثم يقول ‪ " :‬الله أكبر " ‪ ،‬فيسجد ‪ ،‬وضاحية مضر مخالفون لرسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم *‬

‫مد ُ " ‪،‬‬ ‫ك ال ْ َ‬


‫ح ْ‬ ‫مد َهُ ‪َ ،‬رب َّنا وَل َ َ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫معَ الل ّ ُ‬
‫ه لِ َ‬ ‫س ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 2594‬حدثني عمران بن بكار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني بشر بن شعيب ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬أخبرني أبي ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبو بكر بن عبد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الرحمن بن الحارث بن هشام ‪ ،‬وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن‬
‫عوف ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو هريرة ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم حين يرفع صلبه ‪ -‬يعني من الركوع ‪ -‬يقول ‪ " :‬سمع الله‬
‫لمن حمده ‪ ،‬ربنا ولك الحمد " ‪ ،‬يدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم ‪،‬‬
‫ويقول ‪ " :‬اللهم أنج الوليد بن الوليد ‪ ،‬وسلمة بن هشام ‪ ،‬وعياش‬
‫بن أبي ربيعة ‪ ،‬والمستضعفين من المؤمنين ‪ ،‬اللهم اشدد وطأتك‬
‫على مضر ‪ ،‬واجعلها عليهم كسني يوسف " ‪ ،‬وأهل المشرق يومئذ‬
‫من مضر مخالفون *‬

‫" الل ّه َ‬
‫ن هِ َ‬
‫شام ٍ ‪،‬‬ ‫ة بْ َ‬ ‫سل َ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ال ْوَِليدِ ‪ ،‬وَ َ‬
‫ج ال ْوَِليد َ ب ْ َ‬
‫م أن ْ ِ‬
‫ُ ّ‬

‫‪ 2595‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن علية ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪،‬‬
‫عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬لما رفع النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة الخرة في صلة الصبح ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬اللهم أنج الوليد بن الوليد ‪ ،‬وسلمة بن هشام ‪ ،‬وعياش بن‬
‫أبي ربيعة ‪ ،‬والمستضعفين بمكة ‪ ،‬اللهم اشدد وطأتك على مضر ‪،‬‬
‫واجعلها عليهم سنين كسني يوسف " *‬

‫ن‬ ‫عو ل ِل ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫ح ‪ ،‬فَي َد ْ ُ‬ ‫صَلةِ ال ّ‬
‫صب ْ ِ‬ ‫شاِء اْل ِ‬
‫خَرةِ وَ َ‬ ‫ت ِفي الظ ّهْرِ َوال ْعِ َ‬
‫" ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2596‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثني أبي ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو سلمة بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬أنه سمع أبا هريرة ‪ ،‬يقول ‪ :‬والله لقربن بكم صلة‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬وكان " يقنت في الظهر‬
‫والعشاء الخرة وصلة الصبح ‪ ،‬فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار " *‬

‫ن هِ َ‬
‫شام ٍ ‪،‬‬ ‫ة بْ َ‬ ‫سل َ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ال ْوَِليدِ ‪ ،‬وَ َ‬
‫ج ال ْوَِليد َ ب ْ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫م نَ ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2597‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫هشام ‪ ،‬عن يحيى ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الخرة من صلة‬
‫العشاء الخرة قنت ‪ ،‬فقال ‪ " :‬اللهم نج الوليد بن الوليد ‪ ،‬وسلمة‬
‫بن هشام ‪ ،‬اللهم نج عياش بن أبي ربيعة ‪ ،‬اللهم نج المستضعفين‬
‫من المؤمنين ‪ ،‬اللهم اشدد وطأتك على مضر ‪ ،‬اللهم اجعلها سنين‬
‫كسني يوسف " حدثني محمد بن عمارة السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عبيد الله بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا شيبان ‪ ،‬عن يحيى ‪ ،‬عن أبي‬
‫سلمة ‪ :‬أن أبا هريرة ‪ ،‬حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫بنحوه *‬

‫ن ال ْوَِليدِ ‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫م‬ ‫ج ال ْوَِليد َ ب ْ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مث َّنى ن َ ّ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫م َقا َ‬
‫ل اب ْ ُ‬

‫‪ 2598‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عبد العزيز بن عبد الصمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عباد بن منصور ‪ ،‬عن‬
‫القاسم بن محمد ‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم كان ل يقنت في صلة الفجر إل إذا دعا لقوم ‪ ،‬أو دعا على‬
‫قوم ‪ ،‬وأنه قنت مرة بعد الركوع ‪ ،‬فقال ‪ " :‬اللهم قال ابن المثنى‬
‫نج الوليد بن الوليد ‪ ،‬ولم يقل ذلك عمرو اللهم أنج سلمة بن هشام‬
‫‪ ،‬وعياش بن أبي ربيعة ‪ ،‬والمستضعفين من المؤمنين والمسلمين‬
‫من أهل مكة ‪ ،‬اللهم اشدد وطأتك على مضر ‪ ،‬وخذهم بسنين‬
‫كسني يوسف " ‪ ،‬قال ‪ :‬فابتلوا بالجوع حتى أكلوا العلهز ‪ ،‬قال عباد‬
‫‪ ،‬فقلت للقاسم ‪ :‬ما العلهز ؟ قال ‪ :‬الدم بالوبر *‬

‫م‬ ‫ن أ َِبي َرِبيعَ َ‬


‫ة ‪ ،‬الل ّهُ ّ‬ ‫ج فَُلًنا ‪ ،‬وَعَّيا َ‬
‫ش بْ َ‬
‫" الل ّه َ‬
‫م أن ْ ِ‬
‫ُ ّ‬

‫‪ 2599‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عمرو ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم لما فرغ من الركعة الخرة من الفجر ‪ ،‬قال ‪ " :‬اللهم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أنج فلنا ‪ ،‬وعياش بن أبي ربيعة ‪ ،‬اللهم اشدد وطأتك على مضر "‬
‫*‬

‫ة ‪ ،‬الل ّه َ‬
‫ن أ َِبي َرِبيعَ َ‬ ‫" الل ّه َ‬
‫ة‬ ‫سل َ َ‬
‫م َ‬ ‫ج َ‬
‫م أن ْ ِ‬
‫ُ ّ‬ ‫ش بْ َ‬
‫ج عَّيا َ‬
‫م أن ْ ِ‬
‫ُ ّ‬

‫‪ 2600‬وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫عمرو ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬ركع رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم رفع رأسه من الركوع ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة ‪ ،‬اللهم أنج سلمة بن هشام ‪ ،‬اللهم‬
‫أنج الوليد بن الوليد ‪ ،‬اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين ‪ ،‬اللهم‬
‫اشدد وطأتك على مضر ‪ ،‬اللهم اجعلها سنين كسني يوسف " *‬

‫" الل ّه َ‬
‫ن هِ َ‬
‫شام ٍ ‪،‬‬ ‫ة بْ َ‬ ‫سل َ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ال ْوَِليدِ ‪ ،‬وَ َ‬
‫ج ال ْوَِليد َ ب ْ َ‬
‫م أن ْ ِ‬
‫ُ ّ‬

‫‪ 2601‬حدثنا خلد بن أسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن بكر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا عباد بن منصور ‪ ،‬عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬حدثني أبي عبيد بن عمير ‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قنت في صلة الصبح بعد الركوع ‪ ،‬ثم قال ‪" :‬‬
‫اللهم أنج الوليد بن الوليد ‪ ،‬وسلمة بن هشام ‪ ،‬وعياش بن أبي‬
‫ربيعة ‪ ،‬والمستضعفين من المؤمنين والمسلمين من أهل مكة " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فوافقه القاسم بن محمد على أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قنت بعد الركوع ‪ ،‬فقال القاسم ‪ :‬كان رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم إذا دعا على قوم ‪ ،‬أو دعا لقوم ‪ ،‬قنت *‬

‫" سمع الل ّه ل ِمن حمده ‪ ،‬الل ّه َ‬


‫ن ال ْوَِليدِ‬
‫ج ال ْوَِليد َ ب ْ َ‬
‫م أن ْ ِ‬
‫ُ ّ‬ ‫ُ َ ْ َ ِ َ ُ‬ ‫َ ِ َ‬

‫‪ 2602‬وحدثنا المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪،‬‬


‫عن محمد بن عمرو ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬سمع الله لمن حمده ‪ ،‬اللهم أنج‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الوليد بن الوليد ‪ ،‬وسلمة بن هشام ‪ ،‬وعياش بن أبي ربيعة ‪،‬‬
‫وضعفة المسلمين من أيدي المشركين ‪ ،‬اللهم اشدد وطأتك على‬
‫مضر ‪ ،‬واجعلها عليهم سنين كسني يوسف " *‬

‫ة‬ ‫صَلةِ ال ْغَ َ‬


‫دا ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت َر ُ‬

‫‪ 2603‬حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أبو حيوة شريح بن يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خليد بن دعلج ‪ ،‬عن قتادة ‪،‬‬
‫عن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ " :‬قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫في صلة الغداة بعد الركوع " ‪ ،‬وقنت أبو بكر رضي الله عنه بعد‬
‫الركوع ‪ ،‬وقنت عمر رضي الله عنه بعد الركوع ‪ ،‬وقنت عثمان‬
‫رضي الله عنه بعد الركوع صدرا من خلفته ‪ ،‬ثم طلب إليه‬
‫المهاجرون والنصار فقدم القنوت قبل الركوع *‬

‫ة"*‬ ‫عو عََلى ب َِني عُ َ‬


‫صي ّ َ‬ ‫شهًْرا ب َعْد َ الّر ُ‬
‫كوِع ي َد ْ ُ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت َ‬

‫‪ 2604‬وحدثنا المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪،‬‬


‫عن أنس بن سيرين ‪ ،‬عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم " قنت شهرا بعد الركوع يدعو على بني عصية " *‬

‫ب"*‬ ‫ح َوال ْ َ‬
‫مغْرِ ِ‬ ‫صب ْ ِ‬
‫ت ِفي ال ّ‬
‫ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2605‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬وشعبة ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي‬
‫ليلى ‪ ،‬عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان‬
‫يقنت في الصبح والمغرب " *‬

‫ب"*‬ ‫ح َوال ْ َ‬
‫مغْرِ ِ‬ ‫صَلةِ ال ّ‬
‫صب ْ ِ‬ ‫ت ِفي َ‬
‫ي َْقن ُ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2606‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت ابن أبي ليلى ‪،‬‬
‫يقول ‪ :‬حدثنا البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫" كان يقنت في صلة الصبح والمغرب " *‬

‫م‬
‫هي َ‬ ‫ل ‪ :‬فَذ َك َْر ُ‬
‫ت ِل ِب َْرا ِ‬ ‫ب " ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ح َوال ْ َ‬
‫مغْرِ ِ‬ ‫صب ْ ِ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت ِفي ال ّ‬

‫‪ 2607‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬عن البراء أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم " قنت في الصبح والمغرب " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فذكرت لبراهيم قول عبد الرحمن بن أبي ليلى ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫وهو كان كأصحاب عبد الله إنما كان صاحب أمراء ‪ ،‬فتكلم الحي‬
‫في القنوت ‪ ،‬فبلغ إبراهيم أني قد قنت ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما هذا فرجل قد‬
‫غلب على صلته *‬

‫ب"*‬ ‫ح َوال ْ َ‬
‫مغْرِ ِ‬ ‫صب ْ ِ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت ِفي ال ّ‬

‫‪ 2608‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬وشعبة ‪،‬‬
‫عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ‪ ،‬عن البراء أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم " قنت في الصبح والمغرب " *‬

‫ب‬ ‫صَلةِ ال ْ َ‬
‫مغْرِ ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت َر ُ‬

‫‪ 2609‬حدثني أحمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن أبي حكيم ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬عن‬
‫البراء بن عازب ‪ ،‬قال ‪ " :‬قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫في صلة المغرب وصلة الفجر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت"*‬ ‫صّلى ال َْف ْ‬


‫جَر فََقن َ َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2610‬حدثني أحمد بن يحيى الصوفي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا علي بن‬


‫قادم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا علي بن صالح ‪ ،‬عن محمد بن عبد الرحمن ‪،‬‬
‫عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ‪ ،‬عن البراء بن‬
‫عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " صلى الفجر فقنت "‬
‫*‬

‫َ‬
‫ة‬
‫صي ّ ُ‬ ‫مَها الل ّ ُ‬
‫ه ‪ ،‬وَعُ َ‬ ‫سال َ َ‬ ‫سل َ ُ‬
‫م َ‬ ‫ه ل ََها ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫" ِغَفاٌر غََفَر الل ّ ُ‬

‫‪ 2611‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مؤمل ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا حماد ‪ ،‬عن محمد بن عمرو ‪ ،‬عن خالد بن عبد الرحمن بن‬
‫حرملة ‪ ،‬عن خوات بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت ‪،‬‬
‫فقال في قنوته ‪ " :‬غفار غفر الله لها ‪ ،‬وأسلم سالمها الله ‪،‬‬
‫وعصية عصوا الله ورسله ‪ ،‬اللهم العن رعل وذكوان وبني لحيان‬
‫" ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬الله أكبر " ‪ ،‬وسجد *‬

‫َ‬
‫سل َ ُ‬
‫م‬ ‫مد َهُ " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‪":‬أ ْ‬ ‫ح ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫معَ الل ّ ُ‬
‫ه لِ َ‬ ‫س ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 2612‬حدثنا المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪،‬‬


‫عن محمد بن عمرو ‪ ،‬عن خالد بن عبد الله بن حرملة ‪ ،‬عن خفاف‬
‫بن إيماء الغفاري أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في‬
‫صلة الفجر إذا قال ‪ " :‬سمع الله لمن حمده " ‪ ،‬قال ‪ " :‬أسلم‬
‫سالمها الله ‪ ،‬وغفار غفر الله لها ‪ ،‬وبني عصية عصت الله ورسوله‬
‫‪ ،‬اللهم العن رعل وذكوان وبني لحيان " ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬الله أكبر "‬
‫وسجد *‬

‫َ‬
‫ه ‪ ،‬الل ّهُ ّ‬
‫م‬ ‫مَها الل ّ ُ‬
‫سال َ َ‬ ‫سل َ ُ‬
‫م َ‬ ‫ه ل ََها ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫" ِغَفاُر غََفَر الل ّ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2613‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا محمد بن عمرو ‪ ،‬عن خالد بن عبد الله بن حرملة ‪،‬‬
‫عن الحارث بن خفاف بن إيماء بن رحضة ‪ ،‬عن خفاف بن إيماء ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رفع رأسه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫" غفار غفر الله لها ‪ ،‬وأسلم سالمها الله ‪ ،‬اللهم العن رعل وذكوان‬
‫وعصية " ‪ ،‬قال خفاف ‪ :‬فمن أجل ذلك لعنت الكفرة *‬

‫سول َ ُ‬
‫ه‬ ‫ت الل ّ َ‬
‫ه وََر ُ‬ ‫ص ِ‬
‫ة عَ َ‬
‫صي ّ َ‬
‫ن ‪ ،‬وَعُ َ‬ ‫ن وَرِعًْل وَذ َك ْ َ‬
‫وا َ‬ ‫حَيا َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه لِ ْ‬ ‫" ل َعَ َ‬

‫‪ 2614‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن عمران بن أبي أنس ‪ ،‬عن حنظلة السلمي‬
‫‪ ،‬عن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري ‪ ،‬قال ‪ :‬صلى بنا رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم الفجر ‪ ،‬فلما رفع رأسه من الركعة‬
‫الخرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬لعن الله لحيان ورعل وذكوان ‪ ،‬وعصية عصت‬
‫الله ورسوله ‪ ،‬أسلم سالمها الله ‪ ،‬وغفار غفر الله لها " ثم يخر‬
‫ساجدا ‪ ،‬فلما قضى الصلة أقبل على الناس بوجهه فقال ‪ " :‬أيها‬
‫الناس ‪ ،‬إني لست أنا قلت هذا ‪ ،‬ولكن الله تبارك وتعالى قاله " *‬

‫سل َي ْم ٍ "‬
‫ن ب َِني ُ‬
‫م ْ‬
‫ي ِ‬ ‫عو عََلى َ‬
‫ح ّ‬ ‫ت ِفي ال َْف ْ‬
‫جرِ ‪ ،‬ي َد ْ ُ‬ ‫ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2615‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬عن‬


‫سماك بن حرب ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم " كان يقنت في الفجر ‪ ،‬يدعو على حي من‬
‫بني سليم " *‬

‫شهًْرا ب َعْد َ الّر ُ‬


‫كوِع‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت َر ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2616‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاوية ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن‬
‫سليمان التيمي ‪ ،‬عن أبي مجلز ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬قنت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا بعد الركوع ‪ ،‬يدعو على‬
‫رعل وذكوان ‪ ،‬وعصية عصت الله ورسوله " *‬

‫شهًْرا ب َعْد َ الّر ُ‬


‫كوِع‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت َر ُ‬

‫‪ 2617‬حدثني أحمد بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني معاذ بن معاذ ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا سليمان ‪ ،‬عن أبي مجلز ‪ ،‬عن أبي ‪ ،‬قال ‪ " :‬قنت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم شهرا بعد الركوع ‪ ،‬يدعو على رعل وذكوان‬
‫"*‬

‫ن‬
‫وا َ‬ ‫م ‪ ،‬وَعَل َي ْ َ‬
‫ك ب َِني ذ َك ْ َ‬ ‫وا َرب ّهُ ْ‬
‫ص ْ‬
‫ة عَ َ‬
‫صي ّ َ‬ ‫م عَل َي ْ َ‬
‫ك ب َِني عُ َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 2618‬حدثنا ابن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المعتمر بن‬


‫سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عمران ‪ ،‬عن أبي مجلز أن نبي الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قنت يدعو بعد الركوع في صلة الفجر ‪ ،‬يقول ‪" :‬‬
‫اللهم عليك بني عصية عصوا ربهم ‪ ،‬وعليك بني ذكوان " ‪ ،‬فقنت‬
‫شهرا ثم تركه *‬

‫سل ّ َ‬
‫م ‪ ،‬فََقن َ َ‬
‫ت ِفي‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف الن ّب ِ ّ‬ ‫صل َّيا َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2619‬حدثني عبد العلى بن واصل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني إسماعيل بن‬


‫أبان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو بن شمر ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن أبي الطفيل ‪،‬‬
‫عن علي وعمار رضي الله عنهما ‪ :‬أنهما " صليا خلف النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فقنت في الغداة " *‬

‫ن هِ َ‬
‫شام ٍ ‪،‬‬ ‫ة بْ َ‬ ‫سل َ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ال ْوَِليدِ ‪ ،‬وَ َ‬
‫ص ال ْوَِليد َ ب ْ َ‬ ‫م َ ّ‬
‫خل ِ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2620‬حدثني المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪،‬‬


‫عن علي بن زيد ‪ ،‬عن عبد الله بن إبراهيم أو إبراهيم بن عبد الله‬
‫القرشي ‪ ،‬عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫كان يقول في دبر صلة الظهر ‪ " :‬اللهم خلص الوليد بن الوليد ‪،‬‬
‫وسلمة بن هشام ‪ ،‬وعياش بن أبي ربيعة ‪ ،‬وضعفة المسلمين من‬
‫أيدي المشركين الذين ل يستطيعون حيلة ول يهتدون سبيل "‬
‫القول في البيان عن هذه الخبار إن قال لنا قائل ‪ :‬ما أنت قائل‬
‫في هذه الخبار ‪ ،‬أصحاح هي أم غير صحاح ؟ فإن قلت ‪ :‬هي غير‬
‫صحاح ‪ .‬قيل لك ‪ :‬وما الذي أسقمها ‪ ،‬ورواتها عندك ثقات ؟ وإن‬
‫قلت ‪ :‬هي صحاح ‪ .‬قيل لك ‪ :‬فما أنت قائل فيما ‪* :‬‬

‫ن‪،‬‬
‫ما َ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عُث ْ َ‬ ‫مَر ‪ ،‬وَ َ‬
‫ف عُ َ‬ ‫ف أ َِبي ب َك ْرٍ ‪ ،‬وَ َ‬
‫خل ْ َ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫صل ّي ْ َ‬
‫ت َ‬ ‫َ‬

‫‪ 2621‬حدثك أبو السائب سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪،‬‬
‫عن أبي مالك ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لبي ‪ :‬يا أبه صليت خلف أبي‬
‫بكر ‪ ،‬وخلف عمر ‪ ،‬وخلف عثمان ‪ ،‬وخلف علي رضوان الله‬
‫عليهم ‪ ،‬فهل رأيت أحدا منهم قنت ؟ قال ‪ " :‬يا بني ‪ ،‬هي محدثة "‬
‫*‬

‫حد َث َ ٌ‬
‫ة‬ ‫م ْ‬ ‫ل ‪َ " :‬ل َيا ب ُن َ ّ‬
‫ي‪ُ ،‬‬ ‫ن ؟ َقا َ‬ ‫أَ َ‬
‫كاُنوا ي َْقن ُُتو َ‬

‫‪ 2622‬وحدثنا أبو كريب محمد بن العلء ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت سعد بن طارق أبا مالك الشجعي ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت‬
‫لبي ‪ :‬صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ‪،‬‬
‫وعمر ‪ ،‬وعثمان ‪ ،‬وعلي رضي الله عنهم ‪ ،‬أكانوا يقنتون ؟ قال ‪" :‬‬
‫ل يا بني ‪ ،‬محدثة " *‬

‫ف أ َِبي‬
‫خل ْ َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف َر ُ‬ ‫صل ّي ْ َ‬
‫ت َ‬ ‫َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2623‬حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عباد ‪ ،‬عن‬


‫أبي مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لبي ‪ :‬صليت خلف رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وخلف أبي بكر ‪ ،‬وخلف عمر ‪ ،‬وخلف علي هاهنا‬
‫بالكوفة ‪ ،‬فهل كانوا يقنتون ؟ قال ‪ " :‬ل ‪ ،‬أي بني محدث " قيل ‪:‬‬
‫قد اختلف السلف قبلنا في ذلك ‪ ،‬فنذكر أقوالهم فيه ‪ ،‬ثم نتبع‬
‫جميعه البيان إن شاء الله ‪ .‬فقال بعضهم بتصحيح الخبار الواردة‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ‪ ،‬وأن ذلك من فعله‬
‫سنة ثابتة ينبغي العمل بها ‪ ،‬على ما روينا عن ابن عباس رضي الله‬
‫عنه ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخبر الذي ذكرناه عن‬
‫هلل بن خباب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عنه *‬

‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫ك أوْ فَعَل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك أو فعله‬


‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫ك أوْ فَعَل َ ُ‬
‫ه‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫صَلةٍ " *‬ ‫عو عََلى قَوْم ٍ ِفي ك ُ ّ‬


‫ل َ‬ ‫ت وَي َد ْ ُ‬
‫" ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2624‬حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا فضيل بن‬


‫عياض ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان علي رضي الله عنه‬
‫" يقنت ويدعو على قوم في كل صلة " *‬

‫ن‬ ‫عو ل ِل ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫ح ‪ ،‬فَي َد ْ ُ‬ ‫صَلةِ ال ّ‬
‫صب ْ ِ‬ ‫شاِء اْل ِ‬
‫خَرةِ وَ َ‬ ‫ت ِفي الظ ّهْرِ َوال ْعِ َ‬
‫" ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2625‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثني أبي ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو سلمة بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬كان أبو هريرة " يقنت في الظهر والعشاء الخرة‬
‫وصلة الصبح ‪ ،‬فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار " وقال آخرون ‪ :‬إنما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلة المغرب والصبح ‪،‬‬
‫وأنكر القنوت في غيرهما من الصلوات المكتوبات ‪ ،‬وقالوا بتصحيح‬
‫خبر البراء بن عازب الذي ذكرناه قبل ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن‬
‫عبد الرحمن بن أبي ليلى ‪ ،‬عن أبيه ‪ .‬وقالوا ‪ :‬القنوت فيهما سنة‬
‫ثابتة ينبغي العمل بها *‬

‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫سل َ ِ‬
‫ف‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ك أوْ فَعَل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك أو فعله من السلف‬


‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫سل َ ِ‬
‫ف‪#‬‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ك أوْ فَعَل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫و‬
‫ضٌر وَهُ َ‬ ‫ن فَُلًنا وَفَُلًنا وَفَُلًنا ‪ ،‬وَأُبو ب ُْرد َةَ َ‬
‫حا ِ‬ ‫م ال ْعَ ْ‬
‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 2626‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر يعني ابن عياش ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬حدثنا العمش ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن معقل ‪ ،‬قال ‪ :‬صلى علي‬
‫رضي الله عنه المغرب ‪ ،‬فلما رفع رأسه من الركعة الثالثة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" اللهم العن فلنا وفلنا وفلنا ‪ ،‬وأبو بردة حاضر وهو يحدث ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬يقول ‪ :‬إي والله ‪ ،‬وأبا سفيان " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ن وَأَبا فَُل ٍ‬
‫ن"‪،‬‬ ‫ن فَُلًنا وَفَُلًنا وَأَبا فَُل ٍ‬
‫م ال ْعَ ْ‬
‫" الل ّهُ ّ‬

‫‪ 2627‬حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن‬


‫عيسى ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن عبد الله بن خالد ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫معقل ‪ ،‬قال ‪ :‬صليت خلف علي المغرب ‪ ،‬فلما رفع رأسه من‬
‫الركعة الثالثة ‪ ،‬قال ‪ " :‬اللهم العن فلنا وفلنا وأبا فلن وأبا فلن "‬
‫‪ ،‬قال العمش ‪ :‬وكان معنا أبو بردة ‪ ،‬فاستحييت أن أذكر أبا فلن ‪،‬‬
‫فقال أبو بردة ‪ :‬وأبو فلن كان فيهم *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫ن وَأُبو فَُل ٍ‬
‫ن‬ ‫ن وَفَُل ٌ‬
‫م فَُل ٌ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ت عََلى َ‬
‫سب ْعَةِ ن ََفرٍ ‪ِ :‬‬ ‫" فََقن َ َ‬

‫‪ 2628‬حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا إسحاق‬


‫يعني الزرق ‪ ،‬عن شريك ‪ ،‬عن حصين ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن معقل‬
‫المزني ‪ ،‬قال ‪ :‬صليت مع علي بن أبي طالب رضوان الله عليه‬
‫الفجر ‪ " ،‬فقنت على سبعة نفر ‪ :‬منهم فلن وفلن وأبو فلن وأبو‬
‫فلن " *‬

‫َ‬ ‫صَلةً أ ُ ْ‬
‫خَرى ‪ ،‬فَب َل َغَِني أن ّ ُ‬
‫ه ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‬ ‫ت ِفي ال َْف ْ‬
‫جرِ وَذ َك ََر َ‬ ‫ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2629‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان علي رضوان الله عليه يقنت في الفجر وذكر‬
‫صلة أخرى ‪ ،‬فبلغني أنه ‪ ،‬قال ‪ " :‬وفي صلة المغرب ‪ ،‬يدعو على‬
‫أعداء ‪ ،‬لنه كان محاربا " *‬

‫ب َوال َْف ْ‬
‫جرِ " *‬ ‫ت ِفي ال ْ َ‬
‫مغْرِ ِ‬ ‫ال ُْقُنو ُ‬

‫‪ 2630‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬عن خالد ‪ ،‬عن أبي قلبة ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان‬
‫القنوت في المغرب والفجر " *‬

‫خل ْ َ َ‬
‫ب ‪ ،‬فََقن َ َ‬
‫ت‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫مغْرِ َ‬ ‫ن عَل ِ ّ‬
‫مدِ ب ْ ِ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫جعَْفرٍ ُ‬
‫ف أِبي َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2631‬حدثني عباد بن يعقوب السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا السري بن‬


‫عبد الله ‪ ،‬عن محمد بن علي ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت خلف أبي جعفر‬
‫محمد بن علي المغرب ‪ ،‬فقنت فيها في الركعة الثالثة " وقال‬
‫آخرون ‪ :‬إنما قنت النبي صلى الله عليه وسلم في صلة الصبح ‪،‬‬
‫دون غيرها من الصلوات المكتوبات ‪ .‬قالوا ‪ :‬فالقنوت في صلة‬
‫الصبح سنة ثابتة ينبغي للمسلمين العمل بها في مساجدهم *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫سل َ ِ‬
‫ف‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ك أوْ فَعَل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك أو فعله من السلف‬

‫عاءَ " *‬
‫م الد ّ َ‬
‫معُهُ ُ‬
‫س ِ‬ ‫ت ِفيَها ب َعْد َ الّر ُ‬
‫كوِع ‪ ،‬وَي ُ ْ‬ ‫فََقن َ َ‬

‫‪ 2632‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن‬


‫زريع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قتادة ‪ ،‬أن الحسن ‪ ،‬وبكر‬
‫بن عبد الله ‪ ،‬حدثاه ‪ ،‬أن أبا رافع حدثهم أنه كان مع عمر رضوان‬
‫الله عليه صلة الصبح فقنت فيها بعد الركوع ‪ ،‬ويسمعهم الدعاء "‬
‫*‬

‫َ‬
‫معََنا ذ َل ِ َ‬
‫ك"‬ ‫س َ‬
‫ح وَأ ْ‬
‫صب ْ ِ‬
‫ه ِفي ال ّ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ض َ‬
‫مُر َر ِ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت عُ َ‬

‫‪ 2633‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن عبد الله النصاري ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا سعيد ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن بكر بن عبد الله المزني ‪ ،‬عن‬
‫أبي رافع ‪ ،‬قال ‪ " :‬قنت عمر رضي الله عنه في الصبح وأسمعنا‬
‫ذلك " *‬

‫ت ب َعْد َ الّر ُ‬
‫كوِع " *‬ ‫" فََقن َ َ‬

‫‪ 2634‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫الربيع بن صبيح ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬عن أبي رافع أنه صلى خلف عمر‬
‫بن الخطاب كرم الله وجهه سنتين ‪ " ،‬فقنت بعد الركوع " *‬

‫عو عََلى‬ ‫ح ب َعْد َ الّر ُ‬


‫كوِع ‪ ،‬ي َد ْ ُ‬ ‫صَلةِ ال ّ‬
‫صب ْ ِ‬ ‫مَر ِفي َ‬
‫مع َ ع ُ َ‬ ‫قَن َ َ‬
‫ت َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2635‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عطاء بن أبي ميمونة ‪ ،‬عن أبي رافع " أنه قنت‬
‫مع عمر في صلة الصبح بعد الركوع ‪ ،‬يدعو على الفجرة " *‬

‫كوِع ِفي ال َْف ْ‬


‫جرِ " *‬ ‫ت ب َعْد َ الّر ُ‬
‫" قَن َ َ‬

‫‪ 2636‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عطاء وهو ابن أبي ميمونة ‪ ،‬ومروان الصفر ‪،‬‬
‫سمعا أبا رافع ‪ ،‬يحدث ‪ :‬أن عمر ‪ " ،‬قنت بعد الركوع في الفجر "‬
‫*‬

‫ك ‪ ،‬الل ّهُ ّ‬
‫م‬ ‫ست َِعين ُ َ‬ ‫ن ‪ :‬الل ّهُ ّ‬
‫م إ ِّنا ن َ ْ‬ ‫سوَرت َي ْ ِ‬
‫ح ِبال ّ‬
‫صب ْ ِ‬
‫ت ِفي ال ّ‬
‫" ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2637‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن المفضل ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن مقسم ‪ ،‬عن ابن عباس أن‬
‫عمر ‪ ،‬رضي الله عنه كان " يقنت في الصبح بالسورتين ‪ :‬اللهم إنا‬
‫نستعينك ‪ ،‬اللهم إياك نعبد " *‬

‫ن"*‬
‫سوَرت َي ْ ِ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت ِبال ّ‬

‫‪ 2638‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن مقسم ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫رضي الله عنه أن عمر ‪ " ،‬قنت بالسورتين " *‬

‫ك ن َعْب ُد ُ ‪ ،‬الل ّهُ ّ‬


‫م‬ ‫ن ‪ :‬الل ّهُ ّ‬
‫م إ ِّيا َ‬ ‫سوَرت َي ْ ِ‬ ‫ت ِفي ال ْغَ َ‬
‫داةِ ِبال ّ‬ ‫" ي َْقن ُ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2639‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن مقسم ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن عمر‬
‫رضي الله عنه أنه كان " يقنت في الغداة بالسورتين ‪ :‬اللهم إياك‬
‫نعبد ‪ ،‬اللهم إنا نستعينك " *‬

‫صَلةِ ال َْف ْ‬
‫جرِ " *‬ ‫ت ب َعْد َ الّر ُ‬
‫كوِع ِفي َ‬ ‫" قَن َ َ‬

‫‪ 2640‬حدثنا حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن المفضل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫التيمي ‪ ،‬عن أبي عثمان أن عمر ‪ " ،‬قنت بعد الركوع في صلة‬
‫الفجر " *‬

‫ل ‪ :‬فَُقل ْ ُ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ح " ‪َ ،‬قا َ‬ ‫صَلةِ ال ّ‬
‫صب ْ ِ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت ِفي َ‬

‫‪ 2641‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني وهب بن جرير ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عاصم الحول ‪ ،‬عن أبي عثمان أن عمر ‪ " ،‬قنت‬
‫في صلة الصبح " ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬بعد الركوع ؟ قال ‪ :‬فقال ‪" :‬‬
‫بعد الركوع ‪ ،‬قدر ما يقرأ الرجل مائة آية " *‬

‫مائ َ ً‬ ‫ُ‬ ‫ت ب َعْد َ الّر ُ‬


‫ن"‬
‫ضا َ‬
‫م َ‬
‫ة ِفي َر َ‬ ‫ج ُ‬
‫ل ِ‬ ‫كوِع قَد َْر َ‬
‫ما ي َْقَرأ الّر ُ‬ ‫ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2642‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن أبي عثمان ‪ :‬أن عمر ‪ " ،‬كان يقنت بعد‬
‫الركوع قدر ما يقرأ الرجل مائة في رمضان " *‬

‫ح ب َعْد َ الّر ُ‬
‫كوِع " *‬ ‫صَلةِ ال ّ‬
‫صب ْ ِ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت ِفي َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2643‬حدثني يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬عن سليمان التيمي‬
‫‪ ،‬عن أبي عثمان ‪ ،‬أن عمر ‪ " ،‬قنت في صلة الصبح بعد الركوع "‬
‫*‬

‫َ‬
‫ب ‪ ،‬فََرك َعَ ث ُ ّ‬
‫م قَن َ َ‬
‫ت"*‬ ‫" فََقَرأ اْل َ ْ‬
‫حَزا َ‬

‫‪ 2644‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬عن أحمد بن محمد النسائي‬


‫‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬قال أبو جعفر أبو سلمة هذا هو المغيرة بن زياد‬
‫الموصلي ‪ ،‬عن مطر ‪ ،‬عن أبي عثمان ‪ ،‬قال ‪ :‬صليت مع عمر بن‬
‫الخطاب رضي الله عنه " فقرأ الحزاب ‪ ،‬فركع ثم قنت " *‬

‫ك وََل ن َك ُْفُر َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ك ‪ ،‬وَن ُث ِْني عَل َي ْ َ‬
‫ست َغِْفُر َ‬ ‫ست َِعين ُ َ‬
‫ك وَن َ ْ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫م إ ِّنا ن َ ْ‬

‫‪ 2645‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبزى ‪ ،‬قال ‪ :‬صليت خلف عمر رضي‬
‫الله عنه صلة الغداة ‪ ،‬فلما فرغ من قراءة السورة في الثانية ‪،‬‬
‫كبر ثم رفع صوته ‪ " :‬اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ‪ ،‬ونثني عليك‬
‫ول نكفرك ‪ ،‬ونترك من يفجرك ‪ ،‬اللهم إياك نعبد ‪ ،‬ولك نصلي‬
‫ونسجد ‪ ،‬وإليك نسعى ونحفد ‪ ،‬نرجو رحمتك ‪ ،‬ونخشى عذابك ‪ ،‬إن‬
‫عذابك بالكفار ملحق " *‬

‫ن ال ِْقَراَءةِ ِفي الّرك ْعَةِ الّثان ِي َةِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬


‫م‬ ‫ن فََرغَ ِ‬
‫م َ‬ ‫" ك َب َّر ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 2646‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬عن‬


‫الحجاج ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن سعيد بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أبيه أن عمر‬
‫رضي الله عنه " كبر حين فرغ من القراءة في الركعة الثانية ‪ ،‬ثم‬
‫قرأ هاتين السورتين ‪ ،‬ثم كبر حين ركع " حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا هارون ‪ ،‬عن عمرو عن الحجاج ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن مقسم ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬رضي الله عنه ‪ ،‬مثله وحدثنا ابن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬عن الحجاج ‪ ،‬عن عطاء ‪،‬‬
‫عن عبيد بن عمير ‪ ،‬عن عمر ‪ ،‬مثله *‬

‫ن"*‬
‫سوَرت َي ْ ِ‬ ‫ت ب َعْد َ الّر ُ‬
‫كوِع ِبال ّ‬ ‫" فََقن َ َ‬

‫‪ 2647‬وحدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن‬


‫عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام بن حسان ‪ ،‬عن ابن سيرين ‪ ،‬عن معبد‬
‫بن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬صليت خلف عمر بن الخطاب رضوان الله عليه‬
‫صلة الصبح ‪ " ،‬فقنت بعد الركوع بالسورتين " *‬

‫ن"*‬
‫سوَرت َي ْ ِ‬
‫ح ِبال ّ‬
‫صب ْ ِ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت ِفي ال ّ‬

‫‪ 2648‬حدثنا عمرو بن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا هشام ‪ ،‬عن محمد ‪ ،‬عن معبد بن سيرين أن عمر رضي الله‬
‫عنه " قنت في الصبح بالسورتين " *‬

‫َ‬
‫م‬ ‫حّتى ب َل َغَ ‪ :‬فَهُوَ ك َ ِ‬
‫ظي ٌ‬ ‫ف َ‬
‫س َ‬
‫سوَرةِ ُيو ُ‬ ‫" فََقَرأ ِفي ال َْف ْ‬
‫جرِ ب ِ ُ‬

‫‪ 2649‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي ليلى ‪ ،‬عن عثمان بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬لقي عبد الرحمن بن أبي‬
‫ليلى عبد الله بن شداد ‪ ،‬فقال ‪ :‬هل حفظت صلة عمر ؟ فقال ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬صلى بنا عمر " فقرأ في الفجر بسورة يوسف حتى بلغ ‪:‬‬
‫فهو كظيم ‪ ،‬فبكى حتى انقطع ‪ ،‬ثم ركع ‪ ،‬ثم قام فقرأ سورة النجم‬
‫‪ ،‬فلما أتى على آخرها سجد ‪ ،‬ثم قام فقرأ ‪ :‬إذا زلزلت ‪ ،‬ثم رفع‬
‫صوته ‪ ،‬فقنت بهاتين السورتين ‪ :‬اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ‪،‬‬
‫ونثني عليك ول نكفرك ‪ ،‬ونخلع ونترك من يفجرك ‪ ،‬اللهم إياك نعبد‬
‫‪ ،‬ولك نصلي ونسجد ‪ ،‬وإليك نسعى ونحفد ‪ ،‬نرجو رحمتك ونخشى‬
‫عذابك ‪ ،‬إن عذابك بالكفار ملحق " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل‪:‬‬ ‫ن الل ّهِ عَل َي ْهِ ِفي ال َْف ْ‬


‫جرِ ‪ ،‬فََقا َ‬ ‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫مُر رِ ْ‬ ‫" قَن َ َ‬
‫ت عُ َ‬

‫‪ 2650‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬عن ابن‬
‫سعيد ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ‪ ،‬قال ‪ " :‬قنت عمر رضوان‬
‫الله عليه في الفجر ‪ ،‬فقال ‪ :‬اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك ‪ ،‬راضين‬
‫بقدرك ‪ ،‬مستمسكين بحبلك ‪ ،‬نستعينك ونستغفرك ‪ ،‬ونثني عليك‬
‫ول نكفرك ‪ ،‬ونخلع ونترك من يفجرك ‪ ،‬اللهم إياك نعبد ‪ ،‬ولك‬
‫نصلي ونسجد ‪ ،‬وإليك نسعى ونحفد ‪ ،‬نرجو رحمتك ونخشى عذابك‬
‫الجد ‪ ،‬إن عذابك بالكفار ملحق " *‬

‫صَلةِ ال َْف ْ‬
‫جرِ " *‬ ‫ت ِفي َ‬
‫" ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2651‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يعقوب ‪ ،‬عن جعفر ‪ ،‬عن‬


‫سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عمر بن الخطاب رضوان الله عليه " يقنت في‬
‫صلة الفجر " *‬

‫ت"*‬ ‫ب ال َْف ْ‬
‫جَر فََقن َ َ‬ ‫خ ّ‬
‫طا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫مَر ب ْ ِ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عُ َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2652‬حدثني نصر بن عبد الرحمن الودي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم‬


‫يعني ابن أبي ساسان ‪ ،‬عن محمد بن قيس السدي ‪ ،‬عن‬
‫الشعبي ‪ ،‬عن سويد بن غفلة ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت خلف عمر بن‬
‫الخطاب الفجر فقنت " *‬

‫ن بِ َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ك ‪ ،‬وَن ُث ِْني عَل َي ْ َ‬
‫ك وَن ُؤْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫ست َغِْفُر َ‬ ‫ست َِعين ُ َ‬
‫ك وَن َ ْ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫م إ ِّنا ن َ ْ‬

‫‪ 2653‬حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شبابة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن ذر ‪ ،‬عن ابن عبد الرحمن بن أبزى ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬صليت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقنت‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بالسورتين ‪ " :‬اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ‪ ،‬ونثني عليك ونؤمن‬
‫بك ‪ ،‬ونخلع ونترك من يفجرك ‪ ،‬اللهم إياك نعبد ‪ ،‬ولك نصلي‬
‫ونسجد ‪ ،‬وإليك نسعى ونحفد ‪ ،‬نرجو رحمتك ‪ ،‬ونخشى عذابك ‪ ،‬إن‬
‫عذابك بالكفار ملحق " حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شبابة‬
‫بن سوار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن مقسم ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬مثله *‬

‫خي َْر وََل ن َك ُْفُر َ‬


‫ك‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫ك ‪ ،‬وَن ُث ِْني عَل َي ْ َ‬
‫ست َغِْفُر َ‬ ‫ست َِعين ُ َ‬
‫ك وَن َ ْ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫م إ ِّنا ن َ ْ‬

‫‪ 2654‬حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا أبي ‪ ،‬عن محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن سلمة بن كهيل ‪ ،‬عن عبد‬
‫الله بن عبد الرحمن بن أبزى ‪ ،‬أنه حدثه أن أباه حدثه ‪ ،‬أنه سمع‬
‫عمر بن الخطاب ‪ ،‬يقول في صلة الغداة حين يفرغ من القراءة ‪:‬‬
‫" اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ‪ ،‬ونثني عليك الخير ول نكفرك ‪،‬‬
‫ونخشع لك ونترك من يفجرك ‪ ،‬اللهم إياك نعبد ‪ ،‬ولك نصلي‬
‫ونسجد ‪ ،‬وإليك نسعى ونحفد ‪ ،‬نخشى عذابك ونرجو رحمتك ‪ ،‬إن‬
‫عذابك بالكفار ملحق " *‬

‫ل أَ ُ‬
‫عوذ ُ ب َِر ّ‬
‫ب‬ ‫مع َ ‪ :‬ق ُ ْ‬ ‫ن ك َعْ ٍ‬
‫ب َ‬ ‫ي بْ ِ‬
‫ُ‬
‫ف أب َ ّ‬
‫ح ِ‬
‫ص َ‬
‫م ْ‬ ‫قََرأ َ َ‬
‫ها ِفي ُ‬

‫‪ 2655‬حدثنا عبيد الله بن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أبي ‪ ،‬عن ابن إسحاق ‪ ،‬عن سلمة بن كهيل " أنه قرأها في‬
‫مصحف أبي بن كعب مع ‪ :‬قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب‬
‫الناس مكتوبة " *‬

‫َ‬
‫ن ‪ :‬الل ّهُ ّ‬
‫م‬ ‫سوَرت َي ْ ِ‬ ‫مّرةً ‪ ،‬وَقََرأ ب َِهات َي ْ ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ت ِفي ال َْف ْ‬
‫جرِ َ‬ ‫" قَن َ َ‬

‫‪ 2656‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫هشام بن حسان ‪ ،‬عن محمد بن سيرين ‪ ،‬عن أخيه ‪ ،‬معبد بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سيرين أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه " قنت في الفجر‬
‫مرة ‪ ،‬وقرأ بهاتين السورتين ‪ :‬اللهم إياك نعبد ‪ ،‬اللهم إنا نستعينك‬
‫"*‬

‫ت ِفي ال َْف ْ‬
‫جرِ " *‬ ‫" قَن َ َ‬

‫‪ 2657‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬وأبو السائب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت يزيد بن أبي زياد ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ‪،‬‬
‫عن عبد الرحمن بن أبزى ‪ ،‬أن عمر رضي الله عنه " قنت في‬
‫الفجر " *‬

‫ن ‪ " :‬الل ّهُ ّ‬


‫م إ ِّيا َ‬
‫ك‬ ‫سوَرت َي ْ ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ل الّر ُ‬
‫كوِع ب َِهات َي ْ ِ‬ ‫ح قَب ْ َ‬
‫صب ْ ِ‬
‫ت ِفي ال ّ‬
‫ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2658‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عبدة بن أبي لبابة ‪ ،‬عن ابن عبد الرحمن بن‬
‫أبزى ‪ ،‬عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه " كان يقنت‬
‫في الصبح قبل الركوع بهاتين السورتين ‪ " :‬اللهم إياك نعبد " و "‬
‫اللهم إنا نستعينك " *‬

‫ن ال ِْقَراَءةِ " *‬ ‫ن فََرغَ ِ‬


‫م َ‬ ‫حي َ‬ ‫ح فََقن َ َ‬
‫ت ِ‬ ‫صب ْ َ‬
‫مَر ال ّ‬ ‫صّلى َ‬
‫مع َ ع ُ َ‬ ‫َ‬

‫‪ 2659‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن مخارق ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت طارق بن شهاب عن‬
‫القنوت ‪ ،‬فزعم " أنه صلى مع عمر الصبح فقنت حين فرغ من‬
‫القراءة " *‬

‫ل الّر ُ‬
‫كوِع " *‬ ‫ت قَب ْ َ‬
‫ي َْقن ُ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2660‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن يزيد بن أبي زياد ‪ ،‬عن زيد بن وهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫صليت خلف عمر ‪ " ،‬فكان يقنت قبل الركوع " *‬

‫ه ال َْف ْ‬
‫جَر فََقن َ َ‬
‫ت"‪،‬‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ض َ‬
‫مَر َر ِ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عُ َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2661‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن يزيد بن أبي‬
‫زياد ‪ ،‬عن زيد بن وهب ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت خلف عمر رضي الله عنه‬
‫الفجر فقنت " ‪ ،‬قال زيد ‪ :‬وأخبرني من كان أدنى إليه مني ‪ ،‬أنه‬
‫جهر بهذه الكلمات ‪ " :‬اللهم إني أستعينك وأستغفرك " *‬

‫ة"*‬
‫ساعَ ً‬ ‫ن ال ِْقَراَءةِ د َ َ‬
‫عا َ‬ ‫ذا فََرغَ ِ‬
‫م َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2662‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد القطان ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن مخارق ‪ ،‬عن طارق ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عمر بن‬
‫الخطاب " إذا فرغ من القراءة دعا ساعة " *‬

‫" قَنت بنا رجَلن م َ‬


‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ب الن ّب ِ ّ‬
‫حا ِ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬‫َ َ َِ َ ُ ِ ِ ْ‬

‫‪ 2663‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد يعني ابن‬


‫زريع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن الحكم بن عتيبة ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫معقل ‪ ،‬قال ‪ " :‬قنت بنا رجلن من أصحاب النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم علي ‪ ،‬وأبو موسى " *‬

‫رجَلن م َ‬
‫صَلةِ‬
‫ن ِفي َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ي َْقن َُتا ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ب الن ّب ِ ّ‬
‫حا ِ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬‫َ ُ ِ ِ ْ‬

‫‪ 2664‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن أبي حصين ‪ ،‬عن عبد الله بن معقل ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رجلن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقنتان في صلة‬
‫الفجر ‪ ،‬علي ‪ ،‬وأبو موسى رضي الله عنهما " *‬

‫" قَنت بنا رجَلن م َ‬


‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ب الن ّب ِ ّ‬
‫حا ِ‬
‫ص َ‬
‫نأ ْ‬‫َ َ َِ َ ُ ِ ِ ْ‬

‫‪ 2665‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن أبي حصين ‪ ،‬عن ابن معقل ‪ ،‬قال ‪ " :‬قنت بنا رجلن‬
‫من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬علي وأبو موسى " *‬

‫ت ِفي ال َْف ْ‬
‫جرِ " *‬ ‫" قَن َ َ‬

‫‪ 2666‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي ليلى ‪ ،‬أن عليا رضوان الله عليه " قنت في الفجر " *‬

‫ه فََقن َ َ‬
‫ت"*‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ض َ‬
‫ي َر ِ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عَل ِ ّ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2667‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن عبيد أبي الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت ابن معقل ‪ ،‬يقول ‪" :‬‬
‫صليت خلف علي رضي الله عنه فقنت " *‬

‫ل الّر ُ‬
‫كوِع "‬ ‫ت قَب ْ َ‬
‫ح فََقن َ َ‬ ‫صّلى ال ّ‬
‫صب ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ض َ‬
‫دوا عَل ِّيا َر ِ‬ ‫َ‬
‫شه ِ ُ‬

‫‪ 2668‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪،‬‬
‫عن يزيد بن أبي زياد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أشياخ ‪ ،‬من السد ‪ " :‬أنهم‬
‫شهدوا عليا رضي الله عنه صلى الصبح فقنت قبل الركوع " *‬

‫صٌر ‪َ :‬قا َ‬
‫ل ِلي‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ت ب َعْد َ الّر ُ‬
‫كوِع " ‪َ ،‬قا َ‬ ‫" فََقن َ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2669‬وحدثنا نصر بن علي الجهضمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬عن‬


‫جدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني المشمرج بن حمران الراسبي ‪ ،‬عن أبي‬
‫سهيل أوس بن نعام الحداني ‪ ،‬قال جدي ‪ :‬وقد رأيت أوس بن نعام‬
‫ولم أسمع هذا منه ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت خلف علي بن أبي طالب رضي‬
‫الله عنه صلة الفجر بالبصرة ‪ ،‬بعد ما ظهر على طلحة والزبير ‪" ،‬‬
‫فقنت بعد الركوع " ‪ ،‬قال نصر ‪ :‬قال لي أبي ‪ ،‬قال شعبة ‪ :‬لم‬
‫أسمع في القنوت عن علي رضي الله عنه حديثا أثبت من هذا‬
‫الحديث ‪ ،‬وذلك أن أوس بن نعام كان يرى رأي الباضية ‪ ،‬وهم ل‬
‫يرون القنوت ‪ ،‬فحكى المر على خلف مذهبهم *‬

‫َ‬
‫ل الّر ُ‬
‫كوِع‬ ‫ت قَب ْ َ‬ ‫صَلةَ ال ْغَ َ‬
‫داةِ فََقن َ َ‬ ‫ك َ‬
‫مال ِ ٍ‬
‫ن َ‬
‫س بْ ِ‬
‫معَ أن َ ِ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2670‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن‬


‫المفضل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الجريري ‪ ،‬عن بريد بن أبي مريم السلولي ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬صليت مع أنس بن مالك صلة الغداة فقنت قبل الركوع "‬
‫*‬

‫جدِ ال ْب َ ْ‬
‫صَرةِ ‪ ،‬فََقن َ َ‬
‫ت‬ ‫س ِ‬
‫م ْ‬ ‫س ال ْغَ َ‬
‫داةَ ِفي َ‬ ‫ن عَّبا ٍ‬
‫معَ اب ْ ِ‬ ‫صل ّي ْ َ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2671‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬وعبد الوهاب ‪،‬‬
‫ومحمد بن جعفر ‪ ،‬عن عوف ‪ ،‬عن أبي رجاء ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت مع‬
‫ابن عباس الغداة في مسجد البصرة ‪ ،‬فقنت بنا قبل الركوع " *‬

‫ل الّر ُ‬
‫كوِع " *‬ ‫ت قَب ْ َ‬ ‫جدِ ال ْب َ ْ‬
‫صَرةِ ‪ ،‬فََقن َ َ‬ ‫س ِ‬
‫م ْ‬ ‫صّلى ال ْغَ َ‬
‫داةَ ِفي َ‬ ‫َ‬

‫‪ 2672‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عوف ‪ ،‬عن أبي المنهال ‪ ،‬عن أبي العالية ‪ ،‬عن ابن عباس " أنه‬
‫صلى الغداة في مسجد البصرة ‪ ،‬فقنت قبل الركوع " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ال ِْقَراَءةِ َرك َعْ ُ‬


‫ت‬ ‫جرِ ‪ ،‬فَل َ ّ‬
‫ما فََرغَ ِ‬
‫م َ‬ ‫صَلةَ ال َْف ْ‬ ‫خل َْف ُ‬
‫ه َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2673‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون ‪ ،‬عن عنبسة ‪،‬‬


‫وعمرو ‪ ،‬عن مطرف ‪ ،‬عن أبي الجهم ‪ ،‬عن البراء ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت‬
‫خلفه صلة الفجر ‪ ،‬فلما فرغ من القراءة ركعت ‪ ،‬فنظرت فإذا‬
‫القوم قيام يقنتون ‪ ،‬فقنت معهم " *‬

‫صَلةِ ال َْف ْ‬
‫جرِ " *‬ ‫ت ِفي َ‬
‫ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2674‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن محارب بن دثار ‪ ،‬عن عبيد بن البراء أن البراء بن‬
‫عازب ‪ " ،‬كان يقنت في صلة الفجر " *‬

‫ة"*‬
‫ضي َ ٌ‬
‫ما ِ‬
‫ة َ‬
‫سن ّ ٌ‬
‫" َ‬

‫‪ 2675‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬وشعبة ‪ ،‬عن زبيد اليامي ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت ابن أبي ليلى عن‬
‫القنوت ‪ ،‬قال ‪ " :‬سنة ماضية " *‬

‫ة"*‬
‫ضي َ ٌ‬
‫ما ِ‬
‫ة َ‬
‫سن ّ ٌ‬
‫" ُ‬

‫‪ 2676‬حدثني عباد بن يعقوب السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا شريك ‪ ،‬عن‬


‫زبيد اليامي ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت عبد الرحمن بن أبي ليلى عن القنوت‬
‫في الفجر ‪ ،‬قال ‪ " :‬سنة ماضية " *‬

‫ة"*‬
‫ضي َ ٌ‬
‫ما ِ‬
‫ة َ‬
‫سن َ ُ‬ ‫" ال ُْقُنو ُ‬
‫ت ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2677‬حدثني محمد بن عبيد المحاربي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا موسى بن‬


‫عمير ‪ ،‬عن زبيد ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ " :‬القنوت سنة ماضية " *‬

‫ف أَ‬
‫ز‬ ‫ن عَب ْدِ ال ْعَ ِ‬
‫زي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ث‬‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2678‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا داود بن قيس ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت خلف أبان بن عثمان ‪ ،‬وعمر‬
‫بن عبد العزيز ‪ ،‬وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ‪ ،‬فكانوا‬
‫يقنتون في الصبح " *‬

‫ت وََل ِفي ال ْوِت ْرِ ‪،‬‬ ‫صل َ َ‬


‫وا ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫يءٍ ِ‬
‫ش ْ‬ ‫" َل ي َْقن ُ ُ‬
‫ت ِفي َ‬

‫‪ 2679‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أنس بن‬


‫عياض ‪ ،‬عن هشام ‪ ،‬عن أبيه أنه كان " ل يقنت في شيء من‬
‫الصلوات ول في الوتر ‪ ،‬غير أنه كان يقنت في صلة الفجر قبل أن‬
‫يركع الركعة الخرة ‪ ،‬ثم يقول لمن حوله ‪ :‬أقنت لن أدعو ‪ ،‬فادعوا‬
‫الله " *‬

‫ت"*‬ ‫ي ال َْف ْ‬
‫جَر ‪ ،‬فََقن َ َ‬ ‫سل ْ َ‬
‫مان ِ ّ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عَِبيد َةَ ال ّ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2680‬حدثنا الفضل بن الصباح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن فضيل ‪ ،‬عن‬


‫النعمان بن قيس ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت خلف عبيدة السلماني الفجر ‪،‬‬
‫فقنت " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ي"*‬
‫س َ‬ ‫معَ أِبيهِ ‪ ،‬وَل َك ِن ّ ُ‬
‫ه نَ ِ‬ ‫ه َ‬
‫شهِد َ َ‬ ‫ما إ ِن ّ ُ‬
‫"أ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2681‬حدثني يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬عن ابن عون ‪ ،‬عن‬
‫محمد بن سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬ذكروا عند سعيد بن المسيب قول ابن‬
‫عمر في القنوت ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أما إنه شهد مع أبيه ‪ ،‬ولكنه نسي " *‬

‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ي َ‬ ‫ما َزا َ‬
‫ل الن ّب ِ ّ‬ ‫شهًْرا " ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل‪َ :‬‬ ‫قَن َ َ‬
‫ت َ‬

‫‪ 2682‬وعلة قائلي هذه المقالة ما حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا خالد بن يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو جعفر الرازي ‪ ،‬عن‬
‫الربيع ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل أنس عن قنوت النبي صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫أنه قنت شهرا " ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يقنت‬
‫حتى مات قالوا ‪ :‬فالقنوت في صلة الصبح لم يزل من عمل النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم حتى فارق الدنيا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬والذي روي عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أنه قنت شهرا ثم تركه ‪ ،‬إنما كان‬
‫قنوته على من روي عنه أنه دعا عليه من قتلة أصحاب بئر معونة ‪،‬‬
‫من رعل وذكوان وعصية وأشباههم ‪ ،‬فإنه قنت يدعو عليهم في‬
‫كل صلة ‪ ،‬ثم ترك القنوت عليهم ‪ ،‬فأما في الفجر ‪ ،‬فإنه لم يتركه‬
‫حتى فارق الدنيا ‪ ،‬كما روى أنس بن مالك عنه صلى الله عليه‬
‫وسلم في ذلك وقال آخرون ‪ :‬ل قنوت في شيء من الصلوات‬
‫المكتوبات ‪ ،‬وإنما القنوت في الوتر *‬

‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫ك أوْ فَعَل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك أو فعله‬


‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫ك أوْ فَعَل َ ُ‬
‫ه‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ن‪،‬‬ ‫سن َت َي ْن ‪ ،‬أ َوْ َ َ‬


‫ن الل ّهِ عَل َي ْهِ َ‬
‫َ‬
‫أَقا َ‬
‫حوْلي ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫مَر رِ ْ‬
‫عن ْد َ عُ َ‬
‫ما ِ‬

‫‪ 2683‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن زريع ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا سعيد بن أبي عروبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مسعر ‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫النخعي ‪ ،‬عن علقمة ‪ ،‬والسود " أنهما أقاما عند عمر رضوان الله‬
‫عليه سنتين ‪ ،‬أو حولين ‪ ،‬يصليان معه صلة الصبح ‪ ،‬ل يقنت فيهما‬
‫"*‬

‫ر‬
‫ض ِ‬ ‫سَفرِ وَِفي ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ه ِفي ال ّ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ض َ‬
‫مَر َر ِ‬
‫مع َ ع ُ َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2684‬حدثنا حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن‬


‫حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن السود ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت مع عمر رضي‬
‫الله عنه في السفر وفي الحضر ما ل أحصي ‪ ،‬فكان ل يقنت ‪- ،‬‬
‫يعني في الصبح ‪* " -‬‬

‫ه"*‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬


‫ما َرأي ْت ُ ُ‬
‫ه وَ َ‬
‫شهِد ْت ُ ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2685‬حدثني سهيل بن إبراهيم الجارودي أبو الخطاب ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أبي مجلز ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سألت ابن عمر عن قنوت ‪ ،‬عمر رضي الله عنهما ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫" ما شهدته وما رأيته " *‬

‫َ‬
‫ت وََل َرأي ْ ُ‬
‫ت"*‬ ‫ما َ‬
‫شهِد ْ ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2686‬حدثني أبو الخطاب الجارودي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا الشعثاء ‪ ،‬يقول ‪ :‬سألت‬
‫ابن عمر عن قنوت عمر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما شهدت ول رأيت " *‬

‫صَلةَ‬
‫ضرِ َ‬ ‫سَفرِ َوال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ه ِفي ال ّ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ض َ‬
‫مَر َر ِ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عُ َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2687‬حدثني أبو الخطاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن علقمة ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫خلف عمر رضي الله عنه في السفر والحضر صلة الصبح ‪ ،‬فلم‬
‫يقنت في صلة الصبح " *‬

‫ت‬ ‫ن ‪ ،‬فَل َ ْ‬
‫م ي َْقن ُ ْ‬ ‫سن َت َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ض َ‬
‫مَر َر ِ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عُ َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2688‬حدثني سهيل بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا حماد بن أبي سليمان ‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم ‪ ،‬عن علقمة ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت خلف عمر رضي الله عنه‬
‫سنتين ‪ ،‬فلم يقنت في الصبح " *‬

‫َ‬
‫حّتى ذ َهًَبا " *‬ ‫ت أُبو ب َك ْرٍ ‪ ،‬وَعُ َ‬
‫مُر َ‬ ‫" لَ ْ‬
‫م ي َْقن ُ ْ‬

‫‪ 2689‬حدثني أبو الخطاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬لم يقنت أبو بكر ‪ ،‬وعمر‬
‫حتى ذهبا " *‬

‫َ‬
‫ت وََل َرأي ْ ُ‬
‫ت"*‬ ‫ما َ‬
‫شهِد ْ ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2690‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن أبي الشعثاء ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت ابن عمر‬
‫عن قنوت ‪ ،‬عمر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما شهدت ول رأيت " *‬

‫ُ‬
‫صي ‪،‬‬ ‫ما َل أ ْ‬
‫ح ِ‬ ‫ضرِ َ‬ ‫سَفرِ َوال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫مَر ِفي ال ّ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عُ َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2691‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن السود ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت‬
‫خلف عمر في السفر والحضر ما ل أحصي ‪ ،‬فلم نسمعه يقنت في‬
‫صلة الغداة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ح"*‬
‫صب ْ ِ‬ ‫" َل ي َْقن ُ ُ‬
‫ت ِفي ال ّ‬

‫‪ 2692‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن السود ‪ ،‬وعمرو بن‬
‫ميمون أن عمر ‪ ،‬رضي الله عنه كان " ل يقنت في الصبح " *‬

‫ن ِفي ال َْف ْ‬
‫جرِ " *‬ ‫َل ي َْقن َُتا ِ‬

‫‪ 2693‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن إبراهيم أن عمر ‪ ،‬وابن مسعود " كانا ل‬
‫يقنتان في الفجر " *‬

‫ت"*‬ ‫ح فَل َ ْ‬
‫م ي َْقن ُ ْ‬ ‫صب ْ َ‬
‫مَر ال ّ‬ ‫صل َّيا َ‬
‫مع َ ع ُ َ‬ ‫َ‬

‫‪ 2694‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود سليمان بن داود ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن السود ‪،‬‬
‫وعمرو بن ميمون " أنهما صليا مع عمر الصبح فلم يقنت " *‬

‫ت"*‬ ‫جَر فَل َ ْ‬


‫م ي َْقن ُ ْ‬ ‫مَر ال َْف ْ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عُ َ‬ ‫صل ّي َْنا َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2695‬حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا فضيل بن‬


‫عياض ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن السود ‪ ،‬وعمرو بن ميمون‬
‫‪ ،‬قال ‪ " :‬صلينا خلف عمر الفجر فلم يقنت " *‬

‫ك‪،‬‬ ‫ك ‪ ،‬وَت ََعاَلى َ‬


‫جد ّ َ‬ ‫م َ‬
‫س ُ‬ ‫ك ‪ ،‬وَت ََباَر َ‬
‫كا ْ‬ ‫مدِ َ‬
‫ح ْ‬ ‫ك الل ّهُ ّ‬
‫م وَب ِ َ‬ ‫حان َ َ‬
‫سب ْ َ‬
‫" ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2696‬وحدثني أبو السائب سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية‬


‫‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان أصحاب عبد الله إذا ذكر‬
‫القنوت ‪ -‬يعني في الفجر ‪ ، -‬قالوا ‪ :‬حفظنا من عمر رضي الله‬
‫عنه أنه كان إذا افتتح الصلة ‪ ،‬قال ‪ " :‬سبحانك اللهم وبحمدك ‪،‬‬
‫وتبارك اسمك ‪ ،‬وتعالى جدك ‪ ،‬ول إله غيرك ‪ ،‬وإذا ركع كبر ووضع‬
‫يديه على ركبتيه ‪ ،‬وإذا انحط للسجود انحط بالتكبير ‪ ،‬فيقع كما يقع‬
‫البعير ‪ ،‬تقع ركبتاه قبل يديه ‪ ،‬ويكبر إذا سجد وإذا رفع وإذا نهض ‪،‬‬
‫ل نحفظ له أنه يقوم بعد القراءة يدعو " *‬

‫ت"*‬
‫ه ي َْقن ُ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ض َ‬
‫مُر َر ِ‬
‫ن عُ َ‬ ‫" لَ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬

‫‪ 2697‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثام ‪ ،‬عن إسماعيل ‪ ،‬عن‬


‫مسلم ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬قال ‪ " :‬لم يكن عمر رضي الله عنه‬
‫يقنت " *‬

‫ت"*‬ ‫جَر فَل َ ْ‬


‫م ي َْقن ُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ عَل َي ْهِ ال َْف ْ‬
‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫مَر رِ ْ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عُ َ‬ ‫صل َّيا َ‬
‫َ‬

‫‪ 2698‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬وأبو السائب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت الحسن بن عبيد الله ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن السود ‪،‬‬
‫وعمرو بن ميمون " أنهما صليا خلف عمر رضوان الله عليه الفجر‬
‫فلم يقنت " *‬

‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫مُر ك َّر َ‬ ‫سل َ َ‬
‫ك عُ َ‬ ‫شعًْبا ‪ ،‬وَ َ‬
‫س َوادًِيا وَ ِ‬ ‫سل َ َ‬
‫ك الّنا ُ‬ ‫" ل َوْ َ‬

‫‪ 2699‬حدثني أبو السائب سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس‬


‫‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا محمد بن قيس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال الشعبي ‪ :‬كان عبد الله‬
‫ل يقنت ‪ ،‬ولو قنت عمر لقنت عبد الله ‪ ،‬وعبد الله ‪ ،‬يقول ‪ " :‬لو‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سلك الناس واديا وشعبا ‪ ،‬وسلك عمر كرم الله وجهه واديا‬
‫وشعبا ‪ ،‬لسلكت وادي عمر وشعبه " *‬

‫َ‬
‫ت وََل َرأي ْ ُ‬
‫ت"*‬ ‫ما َ‬
‫شهِد ْ ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2700‬حدثني أبو السائب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إدريس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن أبي الشعثاء ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت ابن عمر عن‬
‫قنوت ‪ ،‬عمر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما شهدت ول رأيت " *‬

‫ح"*‬ ‫صَلةِ ال ّ‬
‫صب ْ ِ‬ ‫" َل ت َْقن ُ ْ‬
‫ت ِفي َ‬

‫‪ 2701‬حدثني أبو الخطاب الجارودي سهيل بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن المبارك ‪ ،‬عن زبان بن‬
‫فائد ‪ ،‬عن الحارث العكلي ‪ ،‬عن علقمة قال ‪ :‬سألت أبا الدرداء عن‬
‫القنوت في الصلة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل تقنت في صلة الصبح " *‬

‫كوِع وََل ب َعْد َهُ‬


‫ل الّر ُ‬
‫ت قَب ْ َ‬ ‫داةِ فَل َ ْ‬
‫م ي َْقن ُ ْ‬ ‫صَلةَ ال ْغَ َ‬
‫ن َ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عُث ْ َ‬
‫ما َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫َ‬

‫‪ 2702‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫المعتمر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت بالحي صلة الغداة ‪ ،‬وصلى‬
‫خلفي شيخ فلم أقنت ‪ ،‬فأعجبه الذي صنعت ‪ ،‬فلما صلينا قام إلي ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬صليت خلف عثمان صلة الغداة فلم يقنت قبل الركوع ول‬
‫بعده *‬

‫ت"*‬ ‫جَر فَل َ ْ‬


‫م ي َْقن ُ ْ‬ ‫مَر ال َْف ْ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عُ َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2703‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫سفيان ‪ ،‬عن يحيى بن غسان التيمي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عمرو بن‬
‫ميمون ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت خلف عمر الفجر فلم يقنت " *‬

‫شارٍ ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫حد ّث ََنا اب ْ ُ‬
‫ن بَ ّ‬ ‫ت ِفي ال َْف ْ‬
‫جرِ " َ‬ ‫َل ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2704‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن علقمة أن عبد الله ‪ " ،‬كان ل يقنت‬
‫في الفجر " حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫سفيان ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن علقمة ‪ ،‬عن عبد الله ‪ ،‬بنحوه *‬

‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ ْ‬
‫م إِ ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫" غَ ِ‬
‫ض َ‬

‫‪ 2705‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن سليمان التيمي ‪ ،‬عن منذر ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت الشعبي ‪،‬‬
‫يقول ‪ :‬كان أصحاب عبد الله ل يقنتون ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت فهل قنت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال ‪ " :‬غضب الله عليهم إن‬
‫كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت ولم يقنتوا " *‬

‫َ‬
‫ه عَل َي ْهِ َ‬
‫ما‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫مُر رِ ْ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م وَأُبو ب َك ْرٍ وَعُ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫الن ّب ِ ّ‬

‫‪ 2706‬حدثنا محمد بن عبيد الهمداني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شجاع بن‬


‫الوليد أبو بدر ‪ ،‬عن عبد الله بن المحرر ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضوان الله عليهما ل‬
‫يقنتون في صلة الغداة " *‬

‫ت ِفي ال َْف ْ‬
‫جرِ " *‬ ‫" َل قُُنو َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2707‬حدثني نصر بن عبد الرحمن الودي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أحمد بن‬
‫بشير ‪ ،‬عن ابن شبرمة ‪ ،‬عن علقمة ‪ ،‬عن أبي الدرداء ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل‬
‫قنوت في الفجر " *‬

‫ت عَب ْد ُ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫مُر ل ََقن َ َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَل َوْ قَن َ َ‬
‫ت عُ َ‬ ‫عَب ْد ُ الل ّهِ َل ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2708‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫محمد بن قيس ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان عبد الله ل يقنت ‪ ،‬ولو‬
‫قنت عمر لقنت عبد الله " *‬

‫َ‬
‫ضَيا "‬
‫م َ‬
‫حّتى َ‬ ‫ت أُبو ب َك ْرٍ ‪ ،‬وََل عُ َ‬
‫مُر َ‬ ‫" لَ ْ‬
‫م ي َْقن ُ ْ‬

‫‪ 2709‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫طلحة ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬لم يقنت أبو بكر ‪ ،‬ول‬
‫عمر حتى مضيا " وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي زائدة ‪،‬‬
‫عن إسرائيل ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن عامر ‪ ،‬عنهما مثله *‬

‫صَلةِ ‪ ،‬إ ِّل ِفي ال ْوِت ْ ِ‬


‫ر‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫يءٍ ِ‬
‫ش ْ‬ ‫" َل ي َْقن ُ ُ‬
‫ت ِفي َ‬

‫‪ 2710‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن المسعودي ‪،‬‬
‫عن عبد الرحمن بن السود ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عبد الله " ل‬
‫يقنت في شيء من الصلة ‪ ،‬إل في الوتر قبل الركوع " *‬

‫ت ِفي ال َْف ْ‬
‫جرِ " *‬ ‫" َل ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2711‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن مسعر ‪ ،‬عن‬
‫عثمان بن المغيرة ‪ ،‬عن عرفجة السلمي ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عبد الله " ل‬
‫يقنت في الفجر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صَلةِ ال َْف ْ‬
‫جرِ " *‬ ‫" َل ي َْقن ُ ُ‬
‫ت ِفي َ‬

‫‪ 2712‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو تميلة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محل ‪،‬‬
‫عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان ابن مسعود " ل يقنت في صلة الفجر " *‬

‫ن ِفي ال َْف ْ‬
‫جرِ " *‬ ‫" َل ي َْقن َُتا ِ‬

‫‪ 2713‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عمر وعبد الله " ل يقنتان في الفجر " *‬

‫ماًنا ل َ ْ‬
‫م‬ ‫ن الل ّهِ عَل َي ْهِ َز َ‬
‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫ب رِ ْ‬ ‫خ ّ‬
‫طا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫صّلى ب َِنا عُ َ‬
‫مُر ب ْ ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2714‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا معمر ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن إبراهيم النخعي ‪ ،‬عن علقمة ‪،‬‬
‫والسود ‪ ،‬أنهما ‪ ،‬قال ‪ " :‬صلى بنا عمر بن الخطاب رضوان الله‬
‫عليه زمانا لم يقنت " *‬

‫ت"*‬ ‫ن فَل َ ْ‬
‫م ي َْقن ُ ْ‬ ‫سن َت َي ْ ِ‬
‫مَر َ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عُ َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2715‬حدثنا المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪،‬‬


‫عن حماد عن إبراهيم ‪ ،‬عن علقمة ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت خلف عمر‬
‫سنتين فلم يقنت " *‬

‫حّتى ذ َهََبا " *‬ ‫" لَ ْ‬


‫م ي َْقن َُتا َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2716‬حدثني المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد‬
‫بن طلحة ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن إبراهيم أن أبا بكر ‪ ،‬وعمر ‪ ،‬رضي الله‬
‫عنهما " لم يقنتا حتى ذهبا " *‬

‫ح"*‬ ‫صَلةِ ال ّ‬
‫صب ْ ِ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫" لَ ْ‬
‫م ي َْقن ُ ْ‬

‫‪ 2717‬حدثني محمد بن معمر البحراني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو هشام ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا عبد الواحد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عميس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد‬
‫الرحمن بن السود ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أن ابن مسعود ‪ " ،‬لم يقنت في‬
‫صلة الصبح " *‬

‫ن عَل ِّيا‬ ‫ن ال ِْقَراَءةِ َفاْرك َعْ " ‪ ،‬قُل ْ ُ‬


‫ت ‪ " :‬فَإ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫فََرغْ َ‬
‫ت ِ‬

‫‪ 2718‬حدثني أبو الخطاب الجارودي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد‬


‫القطان ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا محمد بن أبي إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت‬
‫سعيد بن جبير عن القنوت ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إذا فرغت من القراءة فاركع‬
‫" ‪ ،‬قلت ‪ " :‬فإن عليا كان يقنت ؟ قال ‪ " :‬كان يفعل ذلك في‬
‫الحرب " *‬

‫ت"*‬
‫ن ي َْقن ُ ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬

‫‪ 2719‬حدثني محمد بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معتمر بن‬


‫سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن عبد الله " أنه‬
‫لم يكن يقنت " *‬

‫صَلت ِهِ "‬


‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫يءٍ ِ‬ ‫جرِ ‪ ،‬وََل ِفي َ‬
‫ش ْ‬ ‫ت ِفي ال َْف ْ‬
‫َل ي َْقن ُ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2720‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عبيد الله ‪ ،‬عن نافع أن ابن عمر " كان ل يقنت في الفجر ‪ ،‬ول في‬
‫شيء من صلته " *‬

‫كاَنا َل ي َْقن َُتا ِ‬


‫ن‬ ‫ح فَ َ‬
‫صب ْ َ‬
‫س ال ّ‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫مَر َواب ْ ِ‬
‫ن عُ َ‬
‫معَ اب ْ ِ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2721‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪ ،‬وعبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا سفيان ‪ ،‬عمن ذكره ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت مع‬
‫ابن عمر وابن عباس الصبح فكانا ل يقنتان " *‬

‫ح"*‬ ‫صَلةِ ال ّ‬
‫صب ْ ِ‬ ‫َل ي َْقن َُتا ِ‬
‫ن ِفي َ‬

‫‪ 2722‬حدثني أبو الخطاب الجارودي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شجاع بن الوليد‬


‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمر بن قيس ‪ ،‬عمن حدثه ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬وابن‬
‫عباس " أنهما كانا ل يقنتان في صلة الصبح " *‬

‫ت " ‪ ،‬قُل ْ ُ‬
‫ت‬ ‫ح فَل َ ْ‬
‫م ي َْقن ُ ْ‬ ‫صب ْ َ‬
‫مَر ال ّ‬
‫ن عُ َ‬
‫معَ اب ْ ِ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2723‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن سعيد ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ ،‬عن أبي مجلز ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت مع ابن عمر الصبح فلم‬
‫يقنت " ‪ ،‬قلت ‪ :‬ما يمنعك من القنوت ؟ قال ‪ :‬ل أحفظه عن أحد *‬

‫ما‬ ‫ج ُ‬
‫ل ب َعْد َ َ‬ ‫م الّر ُ‬ ‫ل ‪ :‬قُل ْ ُ‬
‫ت ‪ :‬ي َُقو ُ‬ ‫ما ال ُْقُنو ُ‬
‫ت ؟ َقا َ‬ ‫وَ َ‬

‫‪ 2724‬حدثني سلم بن جنادة السوائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪،‬‬


‫عن العمش ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن أبي الشعثاء ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت ابن‬
‫عمر عن القنوت ‪ ،‬فقال ‪ :‬وما القنوت ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يقوم الرجل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بعد ما يفرغ من القراءة يدعو ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما شعرت أن أحدا يفعل‬
‫هذا " *‬

‫َ‬
‫ن‬ ‫حَفظ ُ ُ‬
‫ه عَ ْ‬ ‫ل ‪َ " :‬ل أ ْ‬ ‫ن ال ُْقُنو ِ‬
‫ت ؟ َقا َ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫ال ْك ِب ُْر ي َ ْ‬
‫من َعُ َ‬

‫‪ 2725‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أبي مجلز ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لبن عمر ‪ :‬الكبر‬
‫يمنعك من القنوت ؟ قال ‪ " :‬ل أحفظه عن أحد من أصحابي " *‬

‫ْ‬
‫خذ ْهُ عَ ْ‬
‫ن‬ ‫ت ؟ َقاَل ‪ " :‬ل َ ْ‬
‫م ن َأ ُ‬ ‫ن ال ُْقُنو ِ‬
‫م َ‬
‫ما ِ‬ ‫ال ْك ِب ُْر ي َ ْ‬
‫من َعُك ُ َ‬

‫‪ 2726‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫سليمان ‪ ،‬عن أبي مجلز ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لبن عمر وابن عباس ‪ :‬الكبر‬
‫يمنعكما من القنوت ؟ قال ‪ " :‬لم نأخذه عن أصحابنا " *‬

‫ما‬ ‫ق ت َْفعَُلون َ ُ‬
‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫م َيا أ َهْ َ‬
‫ل ال ْعَِرا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يءٌ أَرى أن ّك ُ ْ‬ ‫ذا َ‬
‫ش ْ‬ ‫" هَ َ‬

‫‪ 2727‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬عن‬


‫عمرو ‪ ،‬عن الزبير ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني إبراهيم ‪ ،‬عن أبي الشعثاء‬
‫المحاربي أنه سأل ابن عمر رضي الله عنه عن ذلك ‪ ،‬فقال ‪ " :‬هذا‬
‫شيء أرى أنكم يا أهل العراق تفعلونه ‪ ،‬وما شعرنا أن أحدا يفعل‬
‫هذا " *‬

‫َ‬
‫ضةٍ وََل ت َط َوٍّع أب َ ً‬
‫دا " *‬ ‫" َل ي َْقن ُ ُ‬
‫ت ِفي فَ ِ‬
‫ري َ‬

‫‪ 2728‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا واصل ‪ ،‬مولى أبي عيينة قال ‪ :‬سمعت نافعا ‪ ،‬يقول ‪ :‬كان‬
‫ابن عمر " ل يقنت في فريضة ول تطوع أبدا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل ‪ :‬هُو ِفي الرك ْعَةِ ا ْ ُ‬


‫لوَلى ِ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ج ُ‬
‫ل الّر ُ‬ ‫ما ال ُْقُنو ُ‬
‫ت ؟ فََقا َ‬ ‫وَ َ‬

‫‪ 2729‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن تميم‬
‫يعني ابن سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬سأل رجل ابن عمر عن القنوت ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫وما القنوت ؟ فقال الرجل ‪ :‬هو في الركعة الولى من الفجر ‪ ،‬ثم‬
‫يركع ‪ ،‬ثم يقوم في الركعة الخرة ‪ ،‬فإذا فرغ من القراءة قام‬
‫ساعة فدعا ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما سمعت ول رأيت ‪ ،‬وإني أظنكم ‪ ،‬معشر‬
‫أهل العراق ‪ ،‬تفعلونه " *‬

‫ت"‬ ‫جَر ‪ -‬فَل َ ْ‬


‫م ي َْقن ُ ْ‬ ‫س ‪ -‬ي َعِْني ال َْف ْ‬ ‫صّلى اب ْ ُ‬
‫ن عَّبا ٍ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2730‬حدثني الحسن بن زريق الطهوي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يعلى ‪ ،‬عن‬


‫العمش ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬قال ‪ " :‬صلى ابن عباس ‪ -‬يعني‬
‫الفجر ‪ -‬فلم يقنت " *‬

‫ت"‬ ‫جَر ‪ ،‬فَل َ ْ‬


‫م ي َْقن ُ ْ‬ ‫مَراًرا ال َْف ْ‬
‫س ِ‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫معَ اب ْ ِ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2731‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حصين ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أخبرني عمران بن الحارث ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت مع ابن عباس‬
‫مرارا الفجر ‪ ،‬فلم يقنت " *‬

‫ت"*‬ ‫ح فَل َ ْ‬
‫م ي َْقن ُ ْ‬ ‫صب ْ َ‬
‫س ال ّ‬
‫ن عَّبا ٍ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف اب ْ ِ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2732‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان بن داود ‪ ،‬عن شعبة‬


‫‪ ،‬عن حصين ‪ ،‬عن عمران بن الحارث ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت خلف ابن‬
‫عباس الصبح فلم يقنت " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ت"*‬ ‫ح فَل َ ْ‬
‫م ي َْقن ُ ْ‬ ‫صب ْ َ‬
‫س ال ّ‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫معَ اب ْ ِ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2733‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن سعيد ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ ،‬عن أبي مجلز ‪ ،‬قال ‪ " :‬صليت مع ابن عباس الصبح‬
‫فلم يقنت " *‬

‫ت"*‬ ‫ح فَل َ ْ‬
‫م ي َْقن ُ ْ‬ ‫صَلةَ ال ّ‬
‫صب ْ ِ‬ ‫س َ‬
‫ن عَّبا ٍ‬ ‫صّلى َ‬
‫معَ اب ْ ِ‬ ‫َ‬

‫‪ 2734‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن‬


‫زريع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن لحق بن حميد " أنه‬
‫صلى مع ابن عباس صلة الصبح فلم يقنت " *‬

‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ ْ‬
‫م إِ ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫" غَ ِ‬
‫ض َ‬

‫‪ 2735‬حدثنا ابن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المعتمر ‪ ،‬عن‬


‫أبيه ‪ ،‬عن منذر ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت عامرا عن القنوت ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما‬
‫أصحاب عبد الله فلم يكونوا يقنتون ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬فقنت رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال ‪ :‬فقال ‪ " :‬غضب الله عليهم إن‬
‫كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت وتركوه " *‬

‫ة"*‬
‫ل ‪ " :‬ب ِد ْعَ ٌ‬ ‫ن ال ُْقُنو ِ‬
‫ت ‪ ،‬فََقا َ‬ ‫عَ ِ‬

‫‪ 2736‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الصمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شعبة ‪ ،‬عن أبي بشر ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت سعيد بن جبير عن القنوت ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬بدعة " *‬

‫َ‬
‫ه"*‬ ‫ما أعْل َ ُ‬
‫م ُ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫ن ال ُْقُنو ِ‬
‫ت ‪ ،‬فََقا َ‬ ‫عَ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2737‬وحدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان أبو داود ‪ ،‬عن‬


‫شعبة ‪ ،‬عن أبي بشر ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت سعيد بن جبير عن القنوت ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬ما أعلمه " *‬

‫عا‬
‫حّتى د َ َ‬ ‫ما قَن َ َ‬
‫ت َ‬ ‫عو عََلى عَد ُوّهِ ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل‪َ :‬‬ ‫ت ي َد ْ ُ‬
‫ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2738‬حدثني علي بن سعيد الكندي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أحمد بن بشير ‪،‬‬


‫عن ابن شبرمة ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت الشعبي عن القنوت في الفجر ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬كل الصلة يقنت فيها ‪ ،‬قلت ‪ :‬قد عرفت ما أردت ‪ ،‬كان‬
‫علي رضي الله عنه يقنت يدعو على عدوه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما قنت حتى‬
‫دعا بعضهم على بعض *‬

‫موا‬ ‫ل ‪ :‬قُل ْ ُ‬
‫ت ‪ :‬وَُقو ُ‬ ‫ما هُوَ ؟ " ‪َ ،‬قا َ‬
‫" وَ َ‬

‫‪ 2739‬حدثني أبو السائب سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس‬


‫‪ ،‬عن ابن عون ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت عامرا عن القنوت ‪ ،‬قال ‪ " :‬وما‬
‫هو ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وقوموا لله قانتين ‪ ،‬قال ‪ " :‬مطيعين " ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬قلت ‪ :‬ومن يقنت منكن لله ورسوله ‪ ،‬قال ‪ " :‬يطعن " *‬

‫صَلةِ " *‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫يءٍ ِ‬
‫ش ْ‬ ‫" َل ي َْقن ُ ُ‬
‫ت ِفي َ‬

‫‪ 2740‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو تميلة يحيى بن واضح ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن عبد الملك ‪ ،‬قال ‪ :‬كان سعيد بن جبير "‬
‫ل يقنت في شيء من الصلة " *‬

‫ة"*‬ ‫ما هُوَ ال ّ‬


‫طاعَ ُ‬ ‫ذي ذ َك ََر الل ّ ُ‬
‫ه ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬
‫" ال ُْقُنو ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2741‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عبيد بن سليمان ‪ ،‬عن الضحاك ‪ ،‬قال ‪ " :‬القنوت الذي ذكر الله ‪،‬‬
‫إنما هو الطاعة " *‬

‫ة الل ّهِ " *‬ ‫ت َ‬


‫طاعَ ُ‬ ‫ال ُْقُنو ُ‬

‫‪ 2742‬حدثني سعيد بن الربيع الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫سألت ابن طاوس ‪ :‬ما كان أبوك يقول في القنوت ؟ فقال ‪ " :‬كان‬
‫أبي ل يراه ‪ ،‬ويقول ‪ :‬القنوت طاعة الله " *‬

‫ت ِفي ال َْف ْ‬
‫جرِ " *‬ ‫" َل ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2743‬حدثنا محمد بن عبيد الهمداني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو نعيم عبد‬


‫الرحمن بن هانئ ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان بن أسير ‪ ،‬قال ‪ :‬كان‬
‫إبراهيم " ل يقنت في الفجر " *‬

‫ت ‪ :‬ال ِْقَيا ُ‬
‫م"*‬ ‫" ال ُْقُنو ُ‬

‫‪ 2744‬حدثني محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫المعتمر ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عمران ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو مجلز ‪ " :‬القنوت ‪:‬‬
‫القيام " *‬

‫ت ِفي ال َْف ْ‬
‫جرِ " *‬ ‫" َل ي َْقن ُ ُ‬

‫‪ 2745‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬قال ‪ :‬كان منصور " ل‬
‫يقنت في الفجر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م وَأِبي ب َك ْ ٍ‬
‫ر‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف َر ُ‬ ‫صل ّي ْ َ‬
‫ت َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2746‬وعلة قائلي هذه المقالة لقولهم ‪ ،‬ما حدثنا أبو كريب ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت سعد بن طارق أبا مالك‬
‫الشجعي ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لبي ‪ " :‬صليت خلف رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم وأبي بكر ‪ ،‬وعمر وعثمان ‪ ،‬وعلي رضي الله عنهم ‪،‬‬
‫أكانوا يقنتون ؟ قال ‪ " :‬ل ‪ ،‬يا بني محدثة " *‬

‫ن‪،‬‬
‫ما َ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف عُث ْ َ‬ ‫مَر ‪ ،‬وَ َ‬
‫ف عُ َ‬ ‫ف أ َِبي ب َك ْرٍ ‪ ،‬وَ َ‬
‫خل ْ َ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫صل ّي ْ َ‬
‫ت َ‬ ‫َ‬

‫‪ 2747‬حدثني أبو السائب ‪ ،‬سلم بن جنادة قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪،‬‬
‫عن أبي مالك ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا أبه ‪ ،‬صليت خلف أبي‬
‫بكر ‪ ،‬وخلف عمر ‪ ،‬وخلف عثمان ‪ ،‬وخلف علي رضي الله عنهم ‪،‬‬
‫فهل رأيت أحدا منهم قنت ؟ فقال ‪ " :‬يا بني ‪ ،‬هي محدثة "‬
‫والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال ‪ :‬صح الخبر عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قنت يدعو على الذين قتلوا‬
‫أصحابه ببئر معونة مدة ‪ ،‬إما شهرا ‪ ،‬وإما أكثر من ذلك ‪ ،‬في كل‬
‫صلة مكتوبة ‪ ،‬ثم ترك فعل ذلك في كل صلة ‪ ،‬وثبت قنوته في‬
‫صلة الصبح ‪ ،‬وصح الخبر عنه عليه السلم أنه لم يزل يقنت في‬
‫صلة الصبح حتى فارق الدنيا ‪ .‬وروى أبو مالك الشجعي ‪ ،‬عن أبيه‬
‫أنه قال ‪ :‬ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت ‪ .‬وكل‬
‫ذلك من الروايات والخبار عندنا صحيح ‪ ،‬فالقنوت إذا نابت‬
‫المسلمين نائبة ‪ ،‬أو نزلت بهم نازلة ‪ ،‬نظيرة النائبة والنازلة التي‬
‫نابت ونزلت بالمسلمين بمصابهم على عهد رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم بمن قتل منهم ببئر معونة ‪ ،‬على من قتلهم وأعان‬
‫قاتليهم من المشركين ‪ ،‬في كل صلة مكتوبة ‪ ،‬على ما روي عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعله في ذلك ‪ ،‬إلى أن‬
‫يكشف الله عنهم النازلة التي نزلت ‪ ،‬إما بالظفر بعدوهم الذي كان‬
‫من قبلهم النازلة ‪ ،‬وإما بدخولهم في السلم ‪ ،‬أو باستسلمهم‬
‫للمسلمين ‪ ،‬أو بغير ذلك من المور التي يكون بها الفرج‬
‫للمسلمين من مكروه ما نزل بهم ‪ ،‬سنة حسنة ‪ ،‬وإن كانت النائبة‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫والنازلة سببا غير ذلك ‪ ،‬فإلى أن يزول ذلك عنهم ‪ ،‬وذلك أن أبا‬
‫هريرة روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابن عباس ‪،‬‬
‫قنوته على كفار مضر شهرا ‪ ،‬وذكر أبو هريرة أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ترك بعد ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬ما بال النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ترك الدعاء ؟ فقيل لي ‪ :‬أوما تراهم قد جاءوا ‪ -‬يعني‬
‫أن الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عليهم ‪ -‬قد جاءوا‬
‫مسلمين ‪ .‬فالقنوت في كل صلة ‪ ،‬إذا نزلت بالمسلمين نائبة عامة‬
‫أو خاصة ‪ ،‬وذلك الدعاء في آخر ركعة من كل صلة مكتوبة حسن‬
‫جميل ‪ ،‬كما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قنوته‬
‫كذلك في كل صلة للسبب الذي ذكرنا قنوته له ‪ .‬ولسنا وإن رأينا‬
‫ذلك حسنا جميل ‪ ،‬بموجبين على من تركه إعادة صلته التي ترك‬
‫ذلك فيها ‪ ،‬ول سجود سهو ‪ ،‬عامدا كان تركه ذلك أو ساهيا ‪ .‬وذلك‬
‫أن الجميع من سلف علماء المة وخلفهم ‪ ،‬ل خلف بينهم أن ترك‬
‫ذلك غير مفسد صلة مصل ‪ ،‬وأن سجود السهو إنما يجب على‬
‫المصلي ‪ ،‬عند من يوجبه بدل من نقص أو زيادة ‪ ،‬لم يكن له عملها‬
‫في صلته فعملها ‪ ،‬فترك القنوت فيها خارج من كل هذين المعنيين‬
‫‪ ،‬فل وجه ليجاب البدل منه ‪ ،‬وأما إذا لم يكن سبب يدعو‬
‫المسلمين إلى القنوت في كل صلة ‪ ،‬إما لنائبة أو نازلة بهم عامة‬
‫أو خاصة ‪ ،‬فترك القنوت في كل الصلوات المكتوبات ‪ ،‬خل صلة‬
‫الصبح ‪ ،‬هو الحق ‪ .‬وذلك لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أنه ترك القنوت الذي كان يقنته في كل صلة مكتوبة ‪،‬‬
‫بعد دخول القوم الذين كان يقنت عليهم في السلم ‪ ،‬إل في صلة‬
‫الصبح ‪ ،‬فإنه فيما ذكر أنس بن مالك ‪ ،‬لم يزل يقنت فيها حتى‬
‫فارق الدنيا ‪ .‬ول شك أن دعاءه في ذلك كان على غير الذين دخلوا‬
‫في السلم ‪ ،‬فترك القنوت والدعاء عليهم في كل صلة فإن قال‬
‫قائل ‪ :‬فإنك قد صححت حديث أنس بن مالك ‪ ،‬وقلت به في جواز‬
‫القنوت في صلة الصبح في كل حال ‪ ،‬وتركت القول بخبر طارق‬
‫بن أشيم الشجعي ‪ ،‬مع قولك بتصحيحه ‪ ،‬وخلف خبره خبر أنس ؟‬
‫قيل له ‪ :‬ليس المر في ذلك كالذي ظننت ‪ ،‬بل نحن قائلون‬
‫بتصحيحهما وتصحيح العمل بهما ‪ ،‬فإن قال ‪ :‬وكيف تكون مصححا‬
‫لهما وللعمل بهما ‪ ،‬وأحدهما يخبر عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أنه لم يزل يقنت حتى فارق الدنيا ‪ ،‬والخر منهما يخبر عنه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أنه لم يره قنت ‪ ،‬وكلهما قد صلى معه ؟ قيل ‪ :‬إنا لم نقل إنه ل‬
‫بد من القنوت في كل صلة صبح ‪ ،‬وإنما قلنا ‪ :‬القنوت فيها‬
‫حسن ‪ ،‬فإن قنت فيها قانت فبفعل رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم عمل ‪ ،‬وإن ترك ذلك تارك ‪ ،‬فبرخصة رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أخذ ‪ .‬وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان‬
‫يقنت فيها أحيانا ‪ ،‬ويترك القنوت فيها أحيانا ‪ ،‬فأخبر أنس عنه أنه‬
‫لم يزل يقنت فيها ‪ ،‬على ما لم يزل يعهده من فعله في ذلك‬
‫بالقنوت فيها مرة ‪ ،‬وترك القنوت فيها أخرى ‪ ،‬معلما بذلك أمته‬
‫أنهم مخيرون في العمل بأي ذلك شاءوا وعملوا به ‪ ،‬وأخبر طارق‬
‫بن أشيم أنه صلى معه فلم يره قنت ‪ ،‬وغير منكر أن يكون صلى‬
‫خلفه في بعض الحوال التي لم يقنت فيها في صلته ‪ ،‬فأخبر عنه‬
‫بما رأى وشاهد ‪ ،‬وليس قول من قال ‪ :‬لم أر النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قنت ‪ ،‬بحجة يدفع بها قول من قال ‪ :‬رأيته قنت ‪ ،‬ولسيما‬
‫والقنوت أمر مخير المصلي فيه وفي تركه ‪ ،‬كالذي ذكرنا عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمله به أحيانا ‪ ،‬وتركه إياه‬
‫أحيانا ‪ ،‬تعليما منه أمته صلى الله عليه وسلم سبيل الصواب فيه ‪.‬‬
‫ولو كان قول من قال من أصحابه ‪ " :‬لم أر رسول الله قنت "‬
‫دافعا قول من قال ‪ " :‬رأيته يقنت " ‪ ،‬وجب أن يكون قول من قال‬
‫‪ :‬لم أره يرفع يديه عند الركوع وعند رفعه رأسه من الركوع ‪،‬‬
‫دافعا قول من قال ‪ :‬رأيته يرفع يديه عندهما ‪ .‬وكذلك كان يجب أن‬
‫يكون كل ما حكي عنه من اختلف كان يكون منه في صلته ‪ ،‬مما‬
‫فعله تعليما منه أمته في أنهم مخيرون بين العمل به وتركه ‪ ،‬غير‬
‫جائز العمل إل بأحدهما ‪ ،‬وفي إجماع المة على أن ذلك ليس‬
‫كذلك ‪ ،‬وأن رفع اليدين في حال الركوع وحال رفع الرأس منه في‬
‫الصلة غير مفسد صلة المصلي ‪ ،‬ول تركه موجب عليه قضاء ول‬
‫بدل منه ‪ ،‬إذ كان ذلك من العمل الذي كان رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يعمله أحيانا في صلته ويتركه أحيانا ‪ .‬وكذلك ذلك في‬
‫القنوت ‪ ،‬إذ كان من المر الذي كان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يفعله أحيانا في صلة الصبح ‪ ،‬ويتركه أحيانا ‪ ،‬معلما بذلك‬
‫أمته أنهم مخيرون في العمل به والترك ‪ .‬وكذلك القول عندنا فيما‬
‫روي عن أصحابه في ذلك من الختلف ‪ ،‬فإن سبيل الختلف عنهم‬
‫فيه ‪ ،‬سبيل الختلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬وذلك‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أنهم كانوا يقنتون أحيانا على ما رأوا رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يفعل ذلك ‪ ،‬وأحيانا يتركون القنوت على ما عهدوه يترك ‪،‬‬
‫فيشهد قنوتهم في الحال التي يقنتون فيها قوم ‪ ،‬فيروون عنهم ما‬
‫رأوا من فعلهم ‪ ،‬ويشهدهم آخرون في الحال التي ل يقنتون فيها ‪،‬‬
‫فيروون عنهم ما رأوا من فعلهم ‪ ،‬وكل الفريقين محق صادق *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫عمر رضوان الله عليه ‪ ،‬الذي رواه عنه ابن أبي ليلى في قنوته ‪" :‬‬
‫ونخشى عذابك الجد " ‪ -‬يعني بقوله ‪ " :‬الجد " ‪ :‬الحق ‪ ، -‬من‬
‫قولهم ‪ :‬جد فلن في هذا المر ‪ ،‬إذا صحح عزمه فيه وحقق ‪ ،‬فهو‬
‫يجد فيه ‪ ،‬ومنه قول الشاعر ‪ :‬أجدك لن ترى بثعيلبات ولبيدان‬
‫ناجية ذمول وأما قوله ‪ " :‬إن عذابك بالكفار ملحق " ‪ ،‬فإن معناه ‪:‬‬
‫إن عذابك بالكفار ملحق أنت ‪ ،‬فاستغنى بذكره مكنيا عنه في قوله‬
‫" عذابك " ‪ ،‬من إعادته مع قوله " ملحق " ‪ ،‬كما قال الفرزدق ‪:‬‬
‫ترى أرباقهم متقلديها إذا صدئ الحديد على الكماة يريد ‪ :‬ترى‬
‫أرباقهم متقلديها هم ‪ ،‬فاكتفى بذكر هم في قوله ‪ :‬أرباقهم ‪ ،‬من‬
‫إعادته بعد متقلديها ‪ ،‬ومنه قول الخر ‪ :‬أمسلمتي للموت أنت‬
‫فميت يريد ‪ :‬فميت أنا ‪ ،‬فاكتفى بذكره الذي جرى في قوله ‪:‬‬
‫أمسلمتي مكنيا عنه ‪ ،‬من إعادته بعد قوله فميت وأما قوله ‪" :‬‬
‫وإليك نسعى " ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ " :‬نسعى " ولك نعمل ‪ ،‬والسعي‬
‫" نفسه هو العمل ‪ ،‬يقال منه ‪ " :‬سعى فلن لكذا " ‪ " ،‬وسعى هو‬
‫يسعى سعيا " ‪ ،‬كما قال أعشى بني قيس بن ثعلبة ‪ :‬وسعى لكندة‬
‫سعي غير مواكل قيس فضر عدوها وبنى لها يعني بقوله ‪" :‬‬
‫وسعى لكندة " ‪ ،‬وعمل لها ‪ ،‬ومنه قول زهير بن أبي سلمى ‪:‬‬
‫سعى ساعيا غيظ بن مرة بعد ما تبزل ما بين العشيرة بالدم وأما‬
‫قوله ‪ :‬ونحفد ‪ ،‬فإنه يعني ‪ :‬وإياك نخدم ‪ ،‬والحفد ‪ :‬هو الخدمة ‪،‬‬
‫وترك ذكر إياك ‪ ،‬لتقدم إليك مع قوله نسعى ‪ ،‬فاستغنى بدللة‬
‫قوله وإليك نسعى ‪ :‬على معنى ونحفد ‪ ،‬من إعادة وإياك مع نحفد ‪،‬‬
‫إذ كان غير حسن إعادة إليك ‪ ،‬مع قوله نحفد ‪ ،‬وذلك كثير في‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كلمهم مستفيض ومنه قول الشاعر ‪ :‬علفتها تبنا وماء باردا حتى‬
‫شتت همالة عيناها والماء ل يعلف ‪ ،‬ولكن لما كان قد تقدم في‬
‫أول الكلم ما يدل على معنى ما أراد بذلك ‪ ،‬وأن مراده منه ‪" :‬‬
‫وسقيتها ماء باردا " ‪ :‬استغنى بدللة قوله ‪ " :‬علفتها تبنا " ‪ ،‬على‬
‫مراده من قوله ‪ " :‬وماء باردا " ‪ ،‬عن ذكر " وسقيتها " فكذلك ذلك‬
‫في قوله ‪ :‬ونحفد ‪ ،‬لما كان في قوله " وإليك نسعى " دللة على‬
‫مراده من قوله ‪ " :‬ونحفد " ‪ ،‬وأن معناه " وإياك نحفد " ‪ ،‬استغنى‬
‫بدللة قوله ‪ :‬وإليك نسعى على ذلك من ذكره ‪ .‬ومن ذلك قول‬
‫الله تعالى ذكره ‪ :‬يطوف عليهم ولدان مخلدون ‪ .‬بأكواب وأباريق ‪،‬‬
‫ثم قال ‪ :‬ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون‬
‫‪ ،‬والحور العين ل شك أنه ل يطوف بهن الولدان ‪ ،‬وأن معنى الكلم‬
‫‪ :‬ولهم حور عين ‪ ،‬أو عندهم حور عين ‪ ،‬ولكنه لما كان فيما تقدم‬
‫من الكلم دللة على المراد من ذلك ‪ ،‬أجرى الكلم في آخره على‬
‫ما تقدم في أوله ‪ ،‬ومن قوله ‪ :‬نحفد قول الشاعر ‪ :‬حفد الولئد‬
‫حولهن وأسلمت بأكفهن أزمة الجمال يقال منه ‪ " :‬حفدت الرجل‬
‫أحفده حفدا " ‪ " ،‬و " حفدة الرجل ‪ :‬خدمه وأعوانه " ‪ ،‬ومنه قول‬
‫الله جل ثناؤه ‪ :‬وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ‪ ،‬فتأوله قوم‬
‫أنهم أختان الرجل وأصهاره ‪ ،‬وآخرون ‪ :‬أنهم خدمه وأعوانه ‪ ،‬وكل‬
‫القولين غير بعيد من الصواب ‪ ،‬وذلك أن أعوان الرجل بمعنى‬
‫خدمه ‪ ،‬في معونتهم إياه ‪ ،‬وكذلك أصهاره وأختانه ‪ ،‬بمعنى خدمه ‪،‬‬
‫في معونتهم له‬

‫ة‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫خّبا ٍ‬
‫ن َ‬
‫ل بْ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ هَِل ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار هلل بن خباب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ة‪#‬‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫خّبا ٍ‬
‫ن َ‬
‫ل بْ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ هَِل ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫ري ن َ َ‬
‫ظائ َِر هَ َ‬ ‫م ذِك ْ ِ‬ ‫" أ َك ْث َرِ الد ّ َ‬
‫عاَء ِبال َْعافِي َةِ " قَد ْ ت ََقد ّ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2748‬حدثني محمد بن معاوية النماطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عباد بن‬
‫العوام ‪ ،‬عن هلل بن خباب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال لعمه ‪ " :‬أكثر الدعاء بالعافية " قد تقدم‬
‫ذكري نظائر هذا الخبر ‪ ،‬والبيان عن جميعها ‪ ،‬فيما مضى من كتابي‬
‫هذا ‪ ،‬فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع *‬

‫ة‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫خّبا ٍ‬
‫ن َ‬
‫ل بْ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ هَِل ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار هلل بن خباب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ك ؟ " ‪َ ،‬قاُلوا ‪:‬‬ ‫ن أ َيّ ي َوْم ٍ َ‬


‫ذا َ‬ ‫" هَ ْ‬
‫ل ت َد ُْرو َ‬

‫‪ 2749‬حدثني محمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا سعيد بن سليمان ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا عباد ‪ ،‬عن هلل بن خباب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬تل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الية‬
‫وأصحابه عنده ‪ :‬يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء‬
‫عظيم ‪ ،‬إلى آخر الية ‪ ،‬فقال ‪ " :‬هل تدرون أي يوم ذاك ؟ " ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬الله ورسوله أعلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ذاك يوم يقول الله لدم ‪ :‬يا‬
‫آدم ‪ ،‬قم فابعث بعث النار " ‪ ،‬قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬يا رب ‪ ،‬من كل كم ؟‬
‫فيقول ‪ :‬من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ‪ ،‬وواحدا إلى الجنة‬
‫" فشق ذلك على القوم ‪ ،‬ووقعت عليهم الكآبة والحزن ‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إني لرجو أن تكونوا ربع أهل‬
‫الجنة " ‪ ,‬ثم قال ‪ " :‬إني لرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة " ‪ ،‬ثم‬
‫قال ‪ " :‬إني لرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة " ففرحوا ‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬اعملوا وأبشروا ‪ ،‬فإنكم بين‬
‫خليقتين لم تكونا مع أحد إل كثرتاه ‪ ،‬يأجوج ومأجوج ‪ ،‬وإنما أنتم‬
‫في الناس أو قال ‪ :‬في المم كالشامة في جنب البعير ‪ ،‬أو‬
‫كالرقمة في ذراع الدابة ‪ ،‬وإنما أمتي جزء من ألف جزء " القول‬
‫في علل هذا الخبر ‪ :‬وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب أن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلتين ‪ :‬إحداهما ‪:‬‬
‫أنه خبر ل يعرف له مخرج عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم يصح إل من هذا الوجه ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به‬
‫عندهم منفرد وجب التثبت فيه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أنه من نقل عكرمة ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬وفي نقل عكرمة عندهم نظر يجب التثبت فيه من‬
‫أجله وقد وافق ابن عباس في رواية هذا الخبر عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه ‪ ،‬نذكر ما صح من ذلك‬
‫عندنا سنده *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬

‫جن ّةِ ؟ " ‪ ،‬قُل َْنا‬ ‫َ‬ ‫" أ َترضو َ‬


‫ل ال ْ َ‬ ‫ن تَ ُ‬
‫كوُنوا ُرب ْعَ أهْ ِ‬ ‫نأ ْ‬‫َْ َ ْ َ‬

‫‪ 2750‬حدثني محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد‬


‫بن ثور ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عمرو بن ميمون الودي‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على ابن مسعود بيت المال ‪ ،‬فقال ‪ :‬سمعت النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟‬
‫" ‪ ،‬قلنا ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ " :‬أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ " ‪،‬‬
‫قلنا ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ " :‬فوالذي نفسي بيده ‪ ،‬إني لرجو أن تكونوا‬
‫شطر أهل الجنة ‪ ،‬وسأخبركم عن ذلك ‪ ،‬إنه ل يدخل الجنة إل نفس‬
‫مسلمة ‪ ،‬وإن قلة المسلمين في الكفار يوم القيامة ‪ ،‬كالشعرة‬
‫السوداء في الثور البيض ‪ ،‬أو كالشعرة البيضاء في الثور السود "‬
‫*‬

‫َ‬ ‫" أ َترضو َ‬


‫ل‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّةِ ؟ " ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن تَ ُ‬
‫كوُنوا ُرب ْعَ أهْ ِ‬ ‫نأ ْ‬‫َْ َ ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2751‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن عمرو بن ميمون ‪ ،‬عن عبد‬
‫الله ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة نحوا‬
‫من أربعين رجل ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قلنا ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ " :‬أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ " ‪،‬‬
‫فقلنا ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬والذي نفس محمد بيده ‪ ،‬إني لرجو أن‬
‫تكونوا نصف أهل الجنة ‪ ،‬وذلك أن الجنة ل يدخلها إل نفس مسلمة‬
‫‪ ،‬وما أنتم في أهل الشرك إل كالشامة البيضاء في جلد الثور‬
‫السود ‪ ،‬أو الشعرة السوداء في جلد الثور الحمر " *‬

‫ن أ َيّ ي َوْم ٍ ذ َل ِ َ‬
‫ك ؟ " ‪َ ،‬قاُلوا ‪:‬‬ ‫" هَ ْ‬
‫ل ت َد ُْرو َ‬

‫‪ 2752‬حدثني أحمد بن المقدم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المعتمر بن سليمان ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سمعت أبي يحدث ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن صاحب له حدثه عن‬
‫عمران بن حصين ‪ ،‬قال ‪ :‬بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫في بعض مغازيه وقد فاوت السير بأصحابه ‪ ،‬إذ نادى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم بهذه الية ‪ :‬يا أيها الناس اتقوا ربكم إن‬
‫زلزلة الساعة شيء عظيم ‪ ،‬قال ‪ :‬فحثوا المطي حتى كانوا حول‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬هل تدرون أي يوم ذلك‬
‫؟ " ‪ ،‬قالوا ‪ :‬الله ورسوله أعلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ذلك يوم ينادي آدم ‪،‬‬
‫يناديه ربه ‪ :‬ابعث بعث النار ‪ ،‬من كل ألف تسعمائة وتسعة‬
‫وتسعين إلى النار " ‪ ،‬قال ‪ :‬فأبلس القوم ‪ ،‬فما وضح منهم‬
‫ضاحك ‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أل اعملوا وأبشروا ‪،‬‬
‫فإن معكم خليقتين ما كانتا في قوم إل كثرتاه فيمن هلك من بني‬
‫آدم ‪ ،‬ومن هلك من بني إبليس ‪ ،‬ويأجوج ومأجوج " ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬أل‬
‫أبشروا ‪ ،‬ما أنتم في الناس إل كالشامة في جنب البعير ‪ ،‬أو‬
‫كالرقمة في ذراع الدابة " حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫يحيى بن سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام بن أبي عبد الله ‪ ،‬عن قتادة ‪،‬‬
‫عن الحسن ‪ ،‬عن عمران بن حصين ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬بنحوه حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني أبي ‪ ،‬قال ابن بشار ‪ :‬وحدثني ابن أبي عدي ‪ ،‬عن هشام ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫جميعا ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬عن عمران بن حصين ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم بمثله حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫محمد بن بشر ‪ ،‬عن سعيد بن أبي عروبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن العلء‬
‫بن زياد ‪ ،‬عن عمران بن حصين ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بنحوه *‬

‫ل ‪ :‬الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ن أ َيّ ي َوْم ٍ ذ َل ِ َ‬
‫ك ؟ " ‪ِ ،‬قي َ‬ ‫َ‬
‫" أت َد ُْرو َ‬

‫‪ 2753‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عوف ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬بلغني أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم لما قفل من غزوة العسرة ومعه أصحابه بعد ما شارف‬
‫المدينة قرأ ‪ :‬يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء‬
‫عظيم ‪ .‬يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات‬
‫حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله‬
‫شديد ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أتدرون أي يوم‬
‫ذلك ؟ " ‪ ،‬قيل ‪ :‬الله ورسوله أعلم ‪ ،‬فذكر نحوه إل أنه زاد ‪ " :‬وإنه‬
‫لم يكن رسولن إل كان بينهما فترة في الجاهلية ‪ ،‬فهم أهل النار ‪،‬‬
‫وإنكم بين ظهراني خليقتين ل يعادهما أحد من أهل الرض إل‬
‫كثروهم ‪ ،‬يأجوج ‪ ،‬ومأجوج ‪ ،‬وهم أهل النار ‪ ،‬وتكمل العدة من‬
‫المنافقين " *‬

‫ل ‪ :‬فَي َُقو ُ‬
‫ل‬ ‫ث الّنارِ ‪َ ،‬قا َ‬
‫ج ب َعْ َ‬ ‫م ‪ :‬أَ ْ‬
‫خرِ ْ‬ ‫" ي َُقا ُ‬
‫ل ِلد َ َ‬

‫‪ 2754‬وحدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪،‬‬


‫عن أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي‬
‫سعيد ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬يقال لدم ‪ :‬أخرج‬
‫بعث النار ‪ ،‬قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬وما بعث النار ؟ فيقول ‪ :‬من كل ألف‬
‫تسعمائة وتسعة وتسعين " ‪ ،‬فعند ذلك يشيب الصغير ‪ ،‬وتضع‬
‫الحامل حملها ‪ ،‬وترى الناس سكرى وما هم بسكرى " ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فقلنا ‪ :‬فأين الناجي ‪ ،‬يا رسول الله ؟ قال ‪ " :‬أبشروا ‪ ،‬فإن واحدا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫منكم ‪ ،‬وألفا من يأجوج ‪ ،‬ومأجوج " ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬إني أطمع أن‬
‫تكونوا ربع أهل الجنة " ‪ ،‬فكبرنا وحمدنا الله ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬إني‬
‫لطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة " فكبرنا وحمدنا ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬إني‬
‫لطمع أن تكونوا نصف أهل الجنة ‪ ،‬إنما مثلكم في الناس كمثل‬
‫الشعرة البيضاء في الثور السود ‪ ،‬أو كمثل الشعرة السوداء في‬
‫الثور البيض " وحدثني أبو السائب سلم بن جنادة ‪ ،‬قال أبو معاوية‬
‫‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يقول الله لدم يوم القيامة ثم ذكر‬
‫نحوه حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن‬
‫عيسى ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الحشر ‪ ،‬قال ‪ :‬يقول‬
‫الله تبارك وتعالى يوم القيامة ‪ :‬يا آدم ‪ ،‬فيقول ‪ :‬لبيك وسعديك ‪،‬‬
‫والخير بيديك ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ابعث بعثا إلى النار " ‪ ،‬ثم ذكر نحوه *‬

‫ن أ َيّ ي َوْم ٍ هَ َ‬
‫ذا ؟ " ‪ ،‬فَُقل َْنا ‪ :‬الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫" أت َد ُْرو َ‬

‫‪ 2755‬وحدثني عبد الله بن أحمد المروزي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن‬


‫صالح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان بن عطاء ‪ ،‬عن مسلمة بن عبد الله‬
‫الجهني ‪ ،‬عن عمه أبي مشجعة ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع عمر بن الخطاب‬
‫رضوان الله عليه في مسير له ذات يوم ‪ ،‬قال ‪ :‬فتنفس نفسا‬
‫شديدا حتى كاد تنقطع حيازيمه ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم بكى ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬ما لك يا‬
‫أمير المؤمنين ؟ قال ‪ :‬ذكرت مسيرا لنا مع رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم كسيركم معي ‪ ،‬فأنشأ فتل هذه اليات ‪ :‬يا أيها الناس‬
‫اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ‪ .‬يوم ترونها تذهل كل‬
‫مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس‬
‫سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ‪ ،‬قال ‪ " :‬أتدرون‬
‫أي يوم هذا ؟ " ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬الله ورسوله أعلم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬هذا يوم‬
‫يبعث الله آدم فيقول ‪ :‬يا آدم ‪ ،‬اقطع على ولدك بعثا إلى النار ‪،‬‬
‫فيقول ‪ :‬يا رب ‪ ،‬على الرجال أم على النساء ؟ فيقول ‪ :‬على‬
‫الرجال ‪ ،‬فيقول ‪ :‬يا رب من كل كم ؟ فيقول ‪ :‬من كل ألف واحدا‬
‫إلى الجنة وسائرهم إلى النار ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم يقول ‪ :‬يا آدم ‪ ،‬اقطع على‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ولدك بعثا ‪ ،‬فيقول ‪ :‬يا رب ‪ ،‬على الرجال أم على النساء ؟‬
‫فيقول ‪ :‬من كل كم ؟ فيقول ‪ :‬من كل عشرة آلف ‪ ،‬واحدة إلى‬
‫الجنة وسائرهن إلى النار " ‪ ،‬قال ‪ :‬فبكى الناس ‪ ،‬وأكب كل إنسان‬
‫منهم على راحلته ‪ ،‬حتى أتينا المنزل ‪ ،‬فلم يلتفت رجل ل إلى‬
‫طعام ول إلى شراب ول إلى راحلته ‪ ،‬قال ‪ :‬فجعلنا نقول ‪ :‬فيم‬
‫العمل ؟ ومن الناجي بعد الرجل من كل ألف واحد في الجنة ‪،‬‬
‫وسائرهم في النار ‪ ،‬ومن النساء من كل عشرة آلف واحدة إلى‬
‫الجنة ‪ ،‬وسائرهن في النار ؟ قال ‪ :‬فبلغه ما نحن عليه ‪ ،‬وكان‬
‫رءوفا رحيما ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا بلل ‪ :‬ناد في الناس الصلة جامعة " ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬فاجتمعنا ‪ ،‬فقام فحمد الله وأثنى عليه فقال ‪ " :‬قد بلغني الذي‬
‫بكم والذي أنتم عليه ‪ ،‬اعملوا وسددوا وقاربوا وأبشروا ‪ ،‬فإنكم في‬
‫أمتين لم تكونا في شيء إل كثرتاه ‪ ،‬يأجوج ومأجوج ‪ ،‬ومن وراء‬
‫يأجوج ومأجوج تاريس وتاويل ومنسك ‪ ،‬ل يعلم عددهم إل الله ‪،‬‬
‫هم في القدرة ‪ ،‬إن الرجل منهم ل يموت حتى يولد له ألف ذكر ‪،‬‬
‫وما أنتم في سائر المم إل كالرقمة البيضاء في جلد أسود ‪ ،‬أو‬
‫كرقمة في ذراع " ‪ -‬يعني الرقمة التي في ذراع الفرس ‪* " -‬‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫عمران بن الحصين ‪ :‬فحثوا المطي حتى كانوا حول رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ - ،‬يعني بالمطي جمع مطية ‪ ، -‬والمطية كل‬
‫ما امتطي ظهره ‪ ،‬وهو في هذا الموضع البل ‪ ،‬ومنه قول‬
‫الشاعر ‪ :‬ظللنا نخبط الظلماء ظهرا لديه والمطي له أوام وأما‬
‫قوله ‪ " :‬فأبلس القوم " ‪ ،‬فإنه يعني أنهم حزنوا ‪ ،‬وعلت وجوههم‬
‫كآبة الحزن كما قال العجاج ‪ :‬وخمست يوم الخميس الخماس‬
‫وفي الوجوه صفرة وإبلس وأما قول أبي مشجعة ‪ :‬كنا مع عمر‬
‫بن الخطاب رضوان الله عليه في مسير له ذات يوم ‪ ،‬فتنفس‬
‫نفسا شديدا حتى كاد تنقطع حيازيمه ‪ ،‬فإنه يعني بالحيازيم ‪ -‬جمع‬
‫الحيزوم ‪ ،‬والحيزوم الصدر ‪ ،‬ومنه قول أعشى بني قيس بن‬
‫ثعلبة ‪ :‬مهل بني فإن المرء يبعثه هم إذا خالط الحيزوم والضلعا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫خّبا ٍ‬
‫ن َ‬
‫ل بْ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ هَِل ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار هلل بن خباب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ة‪#‬‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫خّبا ٍ‬
‫ن َ‬
‫ل بْ ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ هَِل ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ة ‪ ،‬ك َأ َن َّها‬ ‫دى عَي ْن َي ْهِ َقائ ِ َ‬


‫م ٌ‬ ‫ح َ‬
‫جاًنا ‪ ،‬إ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ه فَي ْل َ َ‬
‫مان ِّيا أقْ َ‬
‫مُر هِ َ‬
‫َ‬
‫" َرأي ْت ُ ُ‬

‫‪ 2756‬حدثني محمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أبو النعمان ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا ثابت يعني ابن يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هلل ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت‬
‫المقدس ‪ ،‬وجاء من ليلته يحدثهم بمسيره ‪ ،‬وبعلمة بيت‬
‫المقدس ‪ ،‬وبعيرهم ‪ ،‬فقال أناس ‪ :‬نحن نصدق محمدا صلى الله‬
‫عليه وسلم بما يقول فارتدوا كفارا ‪ ،‬وضرب الله أعناقهم مع أبي‬
‫جهل ‪ ،‬قال ‪ :‬وقال أبو جهل ‪ :‬يخوفنا محمد بشجر الزقوم هاتوا‬
‫زبدا وتمرا تزقموا ‪ ،‬قال ‪ :‬ورأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس‬
‫رؤيا منام ‪ ،‬وعيسى وموسى وإبراهيم صلى الله عليهم فسئل‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال ‪ ،‬فقال ‪ " :‬رأيته فيلمانيا‬
‫أقمر هجانا ‪ ،‬إحدى عينيه قائمة ‪ ،‬كأنها كوكب دري ‪ ،‬كأن شعر‬
‫رأسه أغصان شجرة ‪ ،‬ورأيت عيسى عليه السلم شابا أبيض جعد‬
‫الرأس ‪ ،‬حديد البصر ‪ ،‬مبطن الخلق ‪ ،‬ورأيت موسى أسحم آدم‬
‫كثير الشعر شديد الخلق ‪ ،‬ورأيت إبراهيم عليهما السلم ‪ ،‬فل أنظر‬
‫إلى إرب من آرابه إل نظرت إليه مني ‪ ،‬كأنه صاحبكم ‪ ،‬قال ‪ :‬وقال‬
‫جبريل عليه السلم ‪ :‬سلم على أبيك ‪ ،‬فسلمت عليه " القول في‬
‫علل هذا الخبر ‪ :‬وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب أن يكون‬
‫على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬أنه خبر ل‬
‫يعرف له مخرج يصح عن ابن عباس ‪ ،‬على ما روي عن هلل بن‬
‫خباب ‪ ،‬عن عكرمة عنه ‪ ،‬إل من هذا الوجه وإن كان قد روي بعض‬
‫ذلك عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬من غير حديث هلل بن خباب ‪.‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫والثانية ‪ :‬أنه من نقل عكرمة ‪ ،‬وقد ذكرت ما يقولون في عكرمة‬
‫في غير هذا الموضع من كتابي هذا وغيره ‪ .‬والثالثة ‪ :‬اختلف‬
‫الرواة في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬من ذكر فيه أنه رآهم‬
‫من النبياء تلك الليلة ‪ ،‬فمن راو عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أنه رآهم ببيت المقدس ‪ ،‬ومن راو عنه أنه رأى أرواحهم ببيت‬
‫المقدس ‪ ،‬ومن راو عنه أنه رآهم في السماء بعد أن عرج به‬
‫إليها ‪ ،‬وذلك مما يجب عندهم التوقف فيه ‪ ،‬لختلف الرواية به *‬

‫ه َقا َ‬
‫ل‬ ‫ذك ْر من روى عَن النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫م أن ّ ُ‬
‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِّ ّ َ‬ ‫ِ ُ َ ْ َ َ‬

‫ذكر من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ :‬رأيت‬
‫النبياء ‪ ،‬الذين ذكر عنه أنه رآهم ليلة أسرى به ‪ ،‬ببيت المقدس‬

‫ه َقا َ‬
‫ل‪#‬‬ ‫‪ <<#‬ذك ْر من روى عَن النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫م أن ّ ُ‬
‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِّ ّ َ‬ ‫ِ ُ َ ْ َ َ‬

‫سْر‬ ‫ل ؟ " ‪َ ،‬قا َ‬


‫ل‪ِ :‬‬ ‫ري ُ‬
‫جب ْ ِ‬
‫ما هَذِهِ َيا ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 2757‬حدثني يونس بن عبد العلى الصدفي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن‬


‫وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ‪ ،‬عن أنس بن‬
‫مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬لما أتى جبريل بالبراق إلى رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬فكأنها صرت أذنيها " ‪ ،‬فقال لها جبريل عليه‬
‫السلم ‪ :‬مه يا براق ‪ ،‬والله إن ركبك مثله ‪ .‬فسار رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فإذا هو بعجوز على جنب الطريق ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما‬
‫هذه يا جبريل ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬سر يا محمد فسار ما شاء الله أن‬
‫يسير ‪ ،‬فإذا شيء يدعوه متنحيا عن الطريق ‪ :‬هلم يا محمد قال له‬
‫جبريل ‪ :‬سر يا محمد ‪ .‬فسار ما شاء الله أن يسير ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم لقيه‬
‫خلق من الخلق ‪ ،‬فقال أحدهم ‪ :‬السلم عليك يا أول ‪ ،‬والسلم‬
‫عليك يا آخر ‪ ،‬والسلم عليك يا حاشر ‪ .‬فقال له جبريل ‪ :‬اردد‬
‫السلم يا محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬فرد السلم ‪ ،‬ثم لقيه الثاني ‪ ،‬فقال له مثل‬
‫مقالة الول ‪ ،‬ثم لقيه الثالث فقال له مثل مقالة الولين ‪ ،‬حتى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫انتهى إلى بيت المقدس ‪ ،‬فعرض عليه الماء واللبن والخمر ‪،‬‬
‫فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن ‪ ،‬فقال له جبريل‬
‫عليه السلم ‪ :‬أصبت الفطرة ‪ ،‬لو شربت الماء لغرقت وغرقت‬
‫أمتك ‪ ،‬ولو شربت الخمر لغويت وغويت أمتك ‪ ،‬ثم بعث له آدم‬
‫فمن دونه من النبياء ‪ ،‬فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫تلك الليلة ‪ ،‬ثم قال له جبريل عليه السلم ‪ :‬أما العجوز التي رأيت‬
‫من على جنب الطريق ‪ ،‬فلم يبق من الدنيا إل ما بقى من تلك‬
‫العجوز ‪ ،‬وأما الذي أراد أن تميل إليه ‪ ،‬فذاك عدو الله إبليس أراد‬
‫أن تميل إليه ‪ ،‬وأما الذين سلموا عليك ‪ ،‬فذاك إبراهيم وموسى‬
‫وعيسى صلوات الله عليهم *‬

‫م ال ِّتي َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫هي َ‬
‫ة إ ِب َْرا ِ‬
‫داب ّ ُ‬
‫ي َ‬ ‫سرِيَ ب ِهِ عََلى ال ْب َُرا ِ‬
‫ق ‪ ،‬وَهِ َ‬ ‫"أ ْ‬

‫‪ 2758‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني يونس بن يزيد ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني ابن‬
‫المسيب ‪ ،‬وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم " أسري به على البراق ‪ ،‬وهي دابة إبراهيم التي كان‬
‫يزور عليها البيت الحرام ‪ ،‬يقع حافرها موضع طرفها ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫فمررت ببعير من عيرات قريش بواد من تلك الودية ‪ ،‬فنفرت‬
‫العير ‪ ،‬ومنها بعير عليه غرارتان سوداء وورقاء " ‪ ،‬حتى أتى رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم إيلياء ‪ ،‬فأتي بقدحين ‪ ،‬قدح لبن وقدح‬
‫خمر ‪ ،‬فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قدح اللبن ‪ ،‬فقال له‬
‫جبريل عليه السلم ‪ :‬هديت إلى الفطرة ‪ ،‬لو أخذت قدح الخمر‬
‫غوت أمتك ‪ ،‬قال ابن شهاب ‪ ،‬فأخبرني ابن المسيب ‪ :‬أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم لقي هناك إبراهيم ‪ ،‬وموسى وعيسى‬
‫صلوات الله عليهم ‪ ،‬فنعتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬أما موسى فضرب رجل الرأس ‪ ،‬كأنه من رجال شنوءة ‪،‬‬
‫وأما عيسى فرجل أحمر كأنما خرج من ديماس ‪ ،‬فأشبه من رأيت‬
‫به عروة بن مسعود الثقفي ‪ ،‬وأما إبراهيم فأنا أشبه ولده به ‪ .‬فلما‬
‫رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث قريشا أنه أسري به ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فارتد ناس كثير بعد ما أسلموا ‪ ،‬قال أبو سلمة ‪ :‬فأتي أبو‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بكر الصديق رضي الله عنه ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬هل لك في صاحبك ؟‬
‫يزعم أنه أسري به إلى بيت المقدس ثم رجع في ليلة واحدة قال‬
‫أبو بكر ‪ :‬أو قال ذلك ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فأشهد ‪ ،‬إن كان قال‬
‫ذلك ‪ ،‬لقد صدق ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أفتشهد أنه جاء الشام في ليلة واحدة ؟‬
‫قال ‪ :‬إني أصدقه بأبعد من ذلك ‪ ،‬أصدقه بخبر السماء *‬

‫س‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫مْقدِ ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه ِلي ب َي ْ َ‬ ‫ت فَ َ‬
‫مث ّ َ‬ ‫ش ‪ ،‬قُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫" لَ ّ‬
‫ما ك َذ ّب َت ِْني قَُري ْ ٌ‬

‫‪ 2759‬قال أبو سلمة ‪ ،‬سمعت جابر بن عبد الله ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت‬


‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬لما كذبتني قريش ‪،‬‬
‫قمت فمثل الله لي بيت المقدس ‪ ،‬فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا‬
‫أنظر إليه " *‬

‫ه‪،‬‬
‫من ْ ُ‬ ‫حب ِك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫صا ِ‬
‫ه بِ َ‬ ‫جًل أ َ ْ‬
‫شب َ َ‬
‫" أ َما إبراهيم ‪ ،‬فَل َ َ‬
‫م أَر َر ُ‬
‫ْ‬ ‫ّ َِْ ِ ُ‬

‫‪ 2760‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا معمر ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن ابن المسيب ‪ ،‬عن أبي هريرة‬
‫رضي الله عنه ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف‬
‫لصحابه ليلة أسري به إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله‬
‫عليهم قال ‪ " :‬أما إبراهيم ‪ ،‬فلم أر رجل أشبه بصاحبكم منه ‪ ،‬وأما‬
‫موسى فرجل آدم طوال جعد أقنى كأنه من رجال شنوءة ‪ ،‬وأما‬
‫عيسى فرجل أحمر بين القصير والطويل ‪ ،‬سبط الشعر ‪ ،‬كثير‬
‫خيلن الوجه ‪ ،‬كأنه خرج من ديماس ‪ ،‬تخال رأسه يقطر ماء ‪ ،‬وما‬
‫به ماء ‪ ،‬أشبه من رأيت به عروة بن مسعود " حدثنا ابن حميد ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا سلمة ‪ ،‬عن محمد ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫المسيب ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه ‪ ،‬ولم يقل‬
‫عن أبي هريرة *‬

‫ه َرَأى‬ ‫ذك ْر من روى عَن النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫م أن ّ ُ‬
‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِّ ّ َ‬ ‫ِ ُ َ ْ َ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى من ذكرت‬
‫في السموات‬

‫ه َرَأى ‪#‬‬ ‫‪ <<#‬ذك ْر من روى عَن النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫م أن ّ ُ‬
‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِّ ّ َ‬ ‫ِ ُ َ ْ َ َ‬
‫ة نَفر قَب َ َ‬
‫جدِ‬
‫س ِ‬ ‫م ِفي ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ي إ ِل َي ْهِ وَهُوَ َنائ ِ ٌ‬
‫ح َ‬
‫ن ُيو ِ‬
‫لأ ْ‬ ‫جاَءهُ ث ََلث َ ُ َ ٍ ْ‬
‫َ‬

‫‪ 2761‬حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن وهب ‪،‬‬


‫عن سليمان بن بلل ‪ ،‬عن شريك بن أبي نمر ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أنس‬
‫بن مالك ‪ ،‬يحدثنا عن ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلثة نفر قبل أن يوحي إليه وهو‬
‫نائم في المسجد الحرام ‪ ،‬فقال أولهم ‪ :‬أيهم هو ؟ وقال‬
‫أوسطهم ‪ :‬هو خيرهم ‪ ،‬فقال آخرهم ‪ :‬خذوا خيرهم ‪ ،‬وكانت تلك ‪،‬‬
‫فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى ‪ ،‬فيما يرى ‪ ،‬ثلثة ‪ ،‬والنبي صلى‬
‫الله عليه وسلم تنام عيناه ول ينام قلبه ‪ ،‬وكذلك النبياء تنام أعينهم‬
‫ول تنام قلوبهم ‪ ،‬فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم‬
‫‪ ،‬فتوله منهم جبريل عليه السلم ‪ ،‬فشق جبريل صلوات الله عليه‬
‫بطنه من نحره إلى لبته ‪ ،‬حتى فرج عن صدره وجوفه ‪ ،‬فغسله‬
‫من ماء زمزم حتى أنقى جوفه ‪ ،‬ثم أتى بطست من ذهب فيه تور‬
‫محشو إيمانا وحكمة ‪ ،‬فحشي به صدره وجوفه ولغاديده ‪ ،‬ثم‬
‫أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا ‪ ،‬فضرب بابا من أبوابها ‪،‬‬
‫فناداه أهل السماء ‪ :‬من هذا ؟ قال ‪ :‬هذا جبريل ‪ ،‬قالوا ‪ :‬من معك‬
‫؟ قال ‪ :‬محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أوقد بعث إليه ؟ قال‬
‫‪ :‬نعم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فمرحبا به وأهل ‪ ،‬يستبشر به أهل السماء ‪ ,‬ل يعلم‬
‫أهل السماء بما يدبر الله في الرض حتى يعلمهم ‪ ،‬فوجد في‬
‫السماء الدنيا آدم صلوات الله عليه ‪ ،‬فقال له جبريل ‪ :‬هذا أبوك‬
‫فسلم عليه ‪ ،‬فرد عليه آدم ‪ ،‬فقال ‪ :‬مرحبا بك وأهل يا بني ‪ ،‬فنعم‬
‫البن أنت ‪ ،‬ثم مضى به إلى السماء الثانية ‪ ،‬فإذا هو في السماء‬
‫الثانية بنهرين يطردان ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما هذان النهران يا جبريل ؟ " ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬هذا النيل والفرات عنصرهما ‪ ،‬ثم مضى به في السماء‬
‫الثانية ‪ ،‬فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد ‪ ،‬فذهب يشم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ترابه فإذا هو مسك ‪ ،‬قال ‪ " :‬يا جبريل ‪ ،‬ما هذا النهر ؟ " ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك في الخرة ‪ ،‬ثم عرج به إلى السماء‬
‫الثالثة ‪ ،‬فقالت له الملئكة مثلما قالت له في الولى ‪ :‬من هذا‬
‫معك محمد ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أوقد بعث إليه ؟ قال ‪ :‬قد بعث ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬مرحبا به وأهل ‪ ،‬ثم عرج به إلى الرابعة ‪ ،‬فقالوا مثل ذلك ‪،‬‬
‫ثم عرج إلى الخامسة ‪ ،‬فقالوا له مثل ذلك ‪ ،‬ثم عرج به إلى‬
‫السادسة ‪ ،‬فقالوا له مثل ذلك ‪ ،‬ثم عرج به إلى السابعة ‪ ،‬فقالوا‬
‫له مثل ذلك ‪ ،‬وكل سماء فيها أنبياء قد سماهم أنس ‪ ،‬فوعيت‬
‫منهم إدريس في الثانية ‪ ،‬وهارون في الرابعة ‪ ،‬وآخر في الخامسة‬
‫لم أحفظ اسمه وإبراهيم في السادسة ‪ ،‬وموسى في السابعة ‪،‬‬
‫بفضل كلمه الله تبارك وتعالى ‪ ،‬فقال موسى ‪ :‬لم أظن أن يرفع‬
‫علي أحد ‪ ،‬ثم عل به فوق ذلك بما ل يعلمه إل الله ‪ ،‬حتى جاء‬
‫سدرة المنتهى ‪ ،‬ودنا الجبار رب العزة فتدلى ‪ ،‬فكان قاب قوسين‬
‫أو أدنى ‪ ،‬فأوحى الله إليه ما شاء ‪ ،‬وأوحى الله إليه فيما أوحى‬
‫خمسين صلة على أمته كل يوم وليلة ‪ ،‬ثم هبط حتى بلغ موسى‬
‫فاحتبسه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا محمد ‪ ،‬ماذا عهد ربك ؟ قال ‪ " :‬عهد إلي‬
‫خمسين صلة على أمتي كل يوم وليلة " ‪ ،‬قال ‪ :‬إن أمتك ل‬
‫تستطيع ذلك ‪ ،‬فارجع فليخفف عنك وعنهم ‪ ،‬فالتفت إلى جبريل‬
‫عليه السلم كأنه يستشيره في ذلك ‪ ،‬فأشار أن نعم ‪ ،‬إن شئت ‪،‬‬
‫فعل به جبريل حتى أتى إلى الجبار وهو مكانه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا رب ‪،‬‬
‫خفف عنا فإن أمتي ل تستطيع هذا " ‪ ،‬فوضع عنه عشر صلوات ‪،‬‬
‫ثم رجع إلى موسى صلى الله عليه وسلم فاحتبسه ‪ ،‬فلم يزل‬
‫يردده موسى إلى ربه ‪ ،‬حتى صارت إلى خمس صلوات ‪ ،‬ثم‬
‫احتبسه عند الخمس ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا محمد قد والله ‪ ،‬راودت بني‬
‫إسرائيل على أدنى من هذه الخمس فضيعوه وتركوه ‪ ،‬فأمتك‬
‫أضعف أجسادا وقلوبا وأبصارا وأسماعا ‪ ،‬فارجع فليخفف عنك ربك‬
‫كل ذلك يلتفت إلى جبريل صلوات الله عليه ليشير عليه ‪ ،‬فل يكره‬
‫ذلك جبريل فيرفعه عند الخمس ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا رب ‪ ،‬إن أمتي‬
‫ضعاف أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم فخفف عنا " ‪،‬‬
‫فقال الجبار ‪ ،‬إن كان قاله ‪ :‬يا محمد ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لبيك وسعديك " ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬إني ل يبدل القول لدي ‪ ،‬هي كما كتب عليك في أم‬
‫الكتاب ‪ ،‬ولك بكل حسنة عشر أمثالها ‪ ،‬وهي خمسون في أم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الكتاب ‪ ،‬وهي خمس عليك ‪ ،‬فرجع إلى موسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬كيف‬
‫فعلت ؟ فقال ‪ " :‬خفف عني ‪ ،‬أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها " ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من هذا فتركوه ‪،‬‬
‫فارجع فليخفف عنك أيضا ‪ ،‬قال ‪ " :‬يا موسى ‪ ،‬قد والله استحييت‬
‫من ربي مما أختلف إليه " ‪ ،‬قال ‪ :‬فاهبط باسم الله ‪ ،‬فاستيقظ‬
‫وهو في المسجد الحرام *‬

‫بأ َيهم أ ُمرنا ؟ فََقا َ ُ‬


‫م ‪ ،‬ثُ ّ‬
‫م ذ َهََبا ‪،‬‬ ‫سي ّدِهِ ْ‬
‫مْرَنا ب ِ َ‬
‫ل‪:‬أ ِ‬ ‫ِ ِّ ْ ِ ْ َ‬

‫‪ 2762‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون بن المغيرة ‪ ،‬وحكام‬


‫بن سلم ‪ ،‬عن عنبسة ‪ ،‬عن أبي هاشم الواسطي ‪ ،‬عن ميمون بن‬
‫سياه ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬لما كان حين نبئ النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬وكان ينام حول الكعبة ‪ ،‬وكانت قريش تنام حولها‬
‫‪ ،‬فأتاه ملكان جبريل ‪ ،‬وميكائيل ‪ ،‬فقال ‪ :‬بأيهم أمرنا ؟ فقال ‪:‬‬
‫أمرنا بسيدهم ‪ ،‬ثم ذهبا ‪ ،‬ثم جاءوا من القابلة وهم ثلثة ‪ ،‬فألفوه‬
‫وهو نائم ‪ ،‬فقلبوه لظهره وشقوا بطنه ‪ ،‬ثم جاءوا بماء من زمزم‬
‫فغسلوا ما كان في بطنه من شك أو شرك أو جاهلية أو ضللة ‪،‬‬
‫ثم جاءوا بطست من ذهب ملئ إيمانا وحكمة ‪ ،‬فملئ بطنه وجوفه‬
‫إيمانا وحكمة ‪ ،‬ثم عرج به إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل عليه‬
‫السلم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬من هذا ؟ قال ‪ :‬جبريل ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬من معك ؟ قال‬
‫‪ :‬محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أوقد بعث ؟ قال ‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬مرحبا فدعوا له في دعائهم ‪ ،‬فلما دخل فإذا هو برجل‬
‫جسيم وسيم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬من هذا يا جبريل ؟ " فقال ‪ :‬هذا أبوك آدم‬
‫‪ ،‬ثم أتوا به السماء الثانية ‪ ،‬فاستفتح جبريل ‪ ،‬فقيل مثل ذلك ‪،‬‬
‫وقالوا في السموات كلها كما قال وقيل له في السماء الدنيا ‪،‬‬
‫فلما دخل إذا هو برجلين ‪ ،‬فقال ‪ " :‬من هؤلء يا جبريل ؟ " ‪ ،‬فقال‬
‫‪ :‬يحيى وعيسى ابنا الخالة ‪ ،‬ثم أتى به السماء الثالثة ‪ ،‬فلما دخل‬
‫إذا هو برجل ‪ ،‬فقال ‪ " :‬من هذا يا جبريل ؟ " ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا أخوك‬
‫يوسف فضل بالحسن على الناس ‪ ،‬كما فضل القمر ليلة البدر‬
‫على الكواكب ‪ ،‬ثم أتى به السماء الرابعة ‪ ،‬فإذا هو برجل ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫" من هذا يا جبريل ؟ " ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا إدريس ‪ ،‬ثم قرأ ‪ :‬ورفعناه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مكانا عليا ‪ ،‬ثم أتى به السماء الخامسة ‪ ،‬فإذا هو برجل فقال ‪" :‬‬
‫من هذا يا جبريل ؟ " فقال ‪ :‬هذا هارون ‪ ،‬ثم أتى به السماء‬
‫السادسة ‪ ،‬فإذا هو برجل ‪ ،‬فقال ‪ " :‬من هذا يا جبريل ؟ " فقال ‪:‬‬
‫هذا موسى ثم أتى به السماء السابعة فإذا هو برجل ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫من هذا يا جبريل ؟ " قال ‪ :‬هذا أبوك إبراهيم ‪ ،‬ثم انطلق به إلى‬
‫الجنة فإذا هو بنهر أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ‪ ،‬بجنبتيه‬
‫قباب الدر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما هذا يا جبريل ؟ " ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا الكوثر‬
‫الذي أعطاك ربك ‪ ،‬وهذه مساكنك ‪ ،‬قال ‪ " :‬وأخذ جبريل بيده من‬
‫تربته ‪ ،‬فإذا هو مسك أذفر " ‪ ،‬ثم خرج إلى سدرة المنتهى ‪ ،‬وهي‬
‫سدرة نبق أعظمها أمثال الجرار ‪ ،‬وأصغرها أمثال البيض ‪ ،‬فدنا‬
‫ربك فكان قاب قوسين أو أدنى ‪ ،‬فجعل يتغشى السدرة من دنو‬
‫ربها أمثال الدر والياقوت والزبرجد واللؤلؤ ألوان ‪ ،‬فأوحى إلى‬
‫عبده وفهمه وعلمه وفرض عليه خمسين صلة ‪ ،‬فمر على‬
‫موسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما فرض على أمتك ؟ فقال ‪ " :‬خمسون صلة " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ارجع إلى ربك فسله التخفيف لمتك ‪ ،‬فإن أمتك أضعف‬
‫المم قوة وأقلها عمرا ‪ ،‬وذكر ما لقي من بني إسرائيل ‪ ،‬فرجع‬
‫فوضع عنه عشرا ‪ ،‬ثم مر على موسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬ارجع إلى ربك‬
‫فسله التخفيف ‪ ،‬كذلك حتى جعلها خمسا ‪ ،‬فقال ‪ :‬ارجع إلى ربك‬
‫فسله التخفيف ‪ ،‬فقال ‪ :‬لست براجع غير عاصيك " ‪ ،‬وقذف في‬
‫قلبه أن ل يرجع ‪ ،‬فقال الله تبارك وتعالى ‪ :‬ل يبدل كلمي ‪ ،‬ول يرد‬
‫قضائي " *‬

‫" ما وجدت ريحا وَل ريح عَروس قَ ّ َ‬


‫حا‬ ‫ط ‪ ،‬أط ْي َ ُ‬
‫ب ِري ً‬ ‫ٍ‬ ‫َ َ َ ْ ُ ِ ً َ ِ َ ُ‬

‫‪ 2763‬قال ‪ :‬أنس ‪ " :‬ما وجدت ريحا ول ريح عروس قط ‪ ،‬أطيب‬


‫ريحا من جلد نبي الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ألزقت جلدي بجلده‬
‫وشممته " *‬

‫ن ‪ ،‬إ ِذ ْ أ َقْب َ َ‬
‫ل‬ ‫ن الّنائ ِم َوال ْي َْق َ‬
‫ظا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ب َي ْ َ‬ ‫" ب َي َْنا أ ََنا ِ‬
‫عن ْد َ ال ْب َي ْ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2764‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام‬
‫الدستوائي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬عن مالك بن صعصعة‬
‫أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬بينا أنا عند البيت بين النائم‬
‫واليقظان ‪ ،‬إذ أقبل أحد الثلثة بين الرجلين ‪ ،‬فأتيت بطست من‬
‫ذهب قد ملئ حكمة وإيمانا ‪ ،‬فشق من النحر إلى مراق البطن ‪،‬‬
‫ثم أخرج القلب فغسل بماء زمزم ‪ ،‬وملئ حكمة وإيمانا ‪ ،‬وأتيت‬
‫بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض ‪ ،‬يقال له ‪ :‬البراق ‪ ،‬فانطلقت‬
‫أنا وجبريل حتى أتينا السماء الدنيا ‪ ،‬فاستفتح جبريل ‪ ،‬فقيل ‪ :‬من‬
‫هذا ؟ فقال ‪ :‬محمد ‪ ،‬قيل ‪ :‬وقد أرسل إليه ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقالوا ‪:‬‬
‫مرحبا ولنعم المجيء جاء ‪ ،‬ففتح لنا فدخلنا ‪ ،‬فأتيت على آدم‬
‫فسلمت عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬مرحبا بك من ابن ونبي ‪ ،‬ثم أتينا السماء‬
‫الثانية فاستفتح جبريل ‪ ،‬فقيل ‪ :‬من معك ؟ فقال ‪ :‬محمد ‪ ،‬قيل ‪:‬‬
‫وقد أرسل إليه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬مرحبا به ‪ ،‬ولنعم المجيء جاء‬
‫‪ ،‬ففتح لي ‪ ،‬فأتيت على عيسى ابن مريم ‪ ،‬فسلمت عليه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫مرحبا بك من أخ ونبي ‪ ،‬ثم أتينا السماء الثالثة ‪ ،‬فاستفتح جبريل ‪،‬‬
‫فقيل ‪ :‬من معك ؟ فقال ‪ :‬محمد ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وقد أرسل إليه ؟ قال ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬مرحبا به ولنعم المجيء جاء ‪ ,‬فأتيت على يوسف‬
‫فسلمت عليه فقال ‪ :‬مرحبا بك من أخ ونبي ‪ ،‬ثم أتينا السماء‬
‫الرابعة فاستفتح جبريل ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬من معك ؟ قال ‪ :‬محمد ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫وقد أرسل إليه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬مرحبا به ولنعم المجيء جاء ‪،‬‬
‫فأتيت على إدريس فسلمت عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬مرحبا بك من أخ ونبي ‪،‬‬
‫قال هشام ‪ :‬وكان قتادة إذا أتى على هذا الموضع تل هذه الية ‪:‬‬
‫ورفعناه مكانا عليا ثم أتينا السماء الخامسة فاستفتح جبريل ‪،‬‬
‫قيل ‪ :‬من معك ؟ قال ‪ :‬محمد ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وقد أرسل إليه ؟ قال ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬مرحبا به ولنعم المجيء جاء ‪ ،‬فأتيت على هارون‬
‫فسلمت عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬مرحبا بك من أخ ونبي ‪ ،‬ثم أتينا السماء‬
‫السادسة فاستفتح جبريل ‪ ،‬قيل ‪ :‬ومن معك ؟ قال ‪ :‬محمد ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬وقد أرسل إليه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬مرحبا به ولنعم‬
‫المجيء جاء ‪ ،‬فأتيت على موسى فسلمت عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬مرحبا بك‬
‫من أخ ونبي ‪ ،‬فلما جاوزته بكى ‪ ،‬فقيل ‪ :‬ما يبكيك ؟ فقال ‪ :‬يا‬
‫رب ‪ ،‬هذا قد بعث بعدي ‪ ،‬يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من‬
‫أمتي ثم أتينا السماء السابعة فاستفتح جبريل ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ومن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫معك ؟ قال ‪ :‬محمد ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وقد أرسل إليه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫مرحبا ‪ ،‬ولنعم المجيء جاء ‪ ،‬فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬مرحبا بك من ابن ونبي ‪ ،‬ثم رفعت لنا سدرة المنتهى ‪،‬‬
‫فسألت جبريل ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذه سدرة المنتهى ‪ ،‬وإذا ثمرها كالقلل ‪،‬‬
‫وورقها كآذان الفيلة ‪ ،‬ورأيت في أصلها أربعة أنهار ‪ ،‬نهران‬
‫باطنان ‪ ،‬ونهران ظاهران ‪ ،‬فسألت جبريل ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما الباطنان‬
‫فنهران في الجنة ‪ ،‬وأما الظاهران فالنيل والفرات ‪ ،‬ورفع لنا البيت‬
‫المعمور فسألت جبريل ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا البيت المعمور ‪ ،‬يدخله كل‬
‫يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه ل يعودون فيه آخر ما عليهم ‪،‬‬
‫وفرضت علي خمسون صلة ‪ ،‬فانطلقت حتى أتيت على موسى ‪،‬‬
‫فقال لي ‪ :‬ما صنعت ؟ فقلت ‪ " :‬فرضت علي خمسون صلة " ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬إني أعلم بالناس منك ‪ ،‬وقد عالجت بني إسرائيل أشد‬
‫المعالجة ‪ ،‬وإن أمتك لن تطيق ذلك ‪ ،‬فارجع إلى ربك فسله أن‬
‫يخفف عنك ‪ ،‬فرجعت فسألته أن يخفف عني ‪ ،‬فجعلها أربعين ‪،‬‬
‫فأتيت على موسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما صنعت ؟ فقلت ‪ " :‬جعلها أربعين‬
‫" ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني أعلم بالناس منك ‪ ،‬وقد عالجت بني إسرائيل أشد‬
‫المعالجة ‪ ،‬وإن أمتك لن تطيق ذلك ‪ ،‬فارجع إلى ربك فسله أن‬
‫يخفف عن أمتك ‪ ،‬فرجعت فسألته أن يخفف عني ‪ ،‬فجعلها ثلثين ‪،‬‬
‫فأتيت على موسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما صنعت ؟ فقلت ‪ " :‬جعلها ثلثين " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬إني أعلم بالناس منك ‪ ،‬وقد عالجت بني إسرائيل أشد‬
‫المعالجة ‪ ،‬وإن أمتك لن تطيق ذلك ‪ ،‬فارجع إلى ربك فسله أن‬
‫يخفف عنك ‪ ،‬فرجعت إلى ربي فسألته أن يخفف عني ‪ ،‬فجعلها‬
‫عشرين ‪ ،‬فأتيت على موسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما صنعت ؟ فقلت ‪ " :‬جعلها‬
‫عشرين " ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنا أعلم بالناس منك ‪ ،‬وقد عالجت بني‬
‫إسرائيل أشد المعالجة ‪ ،‬وإن أمتك لن تطيق ذلك ‪ ،‬فارجع إلى ربك‬
‫فسله أن يخفف عنك ‪ ،‬فرجعت إلى ربي فسألته أن يخفف عني ‪،‬‬
‫فجعلها خمس عشرة ‪ ،‬فأتيت على موسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما صنعت ؟‬
‫قلت ‪ :‬جعلها خمس عشرة " ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني أعلم بالناس منك ‪ ،‬وقد‬
‫عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ‪ ،‬وإن أمتك لن تطيق ذلك ‪،‬‬
‫فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك ‪ ،‬فرجعت إلى ربي فسألته‬
‫أن يخفف عني ‪ ،‬فجعلها عشرا ‪ ،‬فأتيت على موسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما‬
‫صنعت ؟ فقلت ‪ " :‬جعلها عشرا " ‪ ،‬قال ‪ :‬إني أعلم بالناس منك ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ‪ ،‬وإن أمتك لن تطيق‬
‫ذلك ‪ ،‬فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك ‪ ،‬فرجعت إلى ربي‬
‫فسألته ‪ ،‬فوضع عني خمسا ‪ ،‬فأتيت على موسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما‬
‫صنعت ؟ فقلت ‪ " :‬حط عني خمسا " ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني أعلم بالناس‬
‫منك ‪ ،‬وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ‪ ،‬وإن أمتك لن‬
‫تطيق ذلك ‪ ،‬فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك ‪ ،‬فقلت ‪ " :‬قد‬
‫استحييت ‪ ،‬كم أرجع إلى ربي وقد رضيت وسلمت ‪ ،‬قال ‪ :‬فنودي ‪:‬‬
‫إني قد أمضيت فريضتي ‪ ،‬وخففت عن عبادي ‪ ،‬وأجزي بالحسنة‬
‫عشر أمثالها " *‬

‫ت َقائ ًِل‬
‫مع ْ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬إ ِذ ْ َ‬
‫س ِ‬ ‫ن الّنائ ِم َوال ْي َْق َ‬
‫ظا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ب َي ْ َ‬ ‫" أ ََنا ِ‬
‫عن ْد َ ال ْب َي ْ ِ‬

‫‪ 2765‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬وابن أبي‬


‫عدي ‪ ،‬عن سعيد بن أبي عروبة ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪،‬‬
‫عن مالك بن صعصعة رجل من قومه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال نبي الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬أنا عند البيت بين النائم واليقظان ‪ ،‬إذ سمعت‬
‫قائل يقول ‪ :‬أحد الثلثة ‪ ،‬فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء‬
‫زمزم ‪ ،‬قال ‪ " :‬فشرح صدري إلى كذا وكذا " ‪ ،‬قال قتادة ‪ ،‬قلت ‪:‬‬
‫ما ‪ -‬يعني به ؟ ‪ ، -‬قال ‪ :‬إلى أسفل بطنه ‪ ،‬قال ‪ " :‬فاستخرج قلبي‬
‫فغسل بماء زمزم ‪ ،‬ثم أعيد مكانه ‪ ،‬ثم حشي إيمانا وحكمة ‪ ،‬ثم‬
‫أتيت بدابة أبيض يقال له البراق ‪ ،‬فوق الحمار ودون البغل ‪ ،‬يقع‬
‫خطوه أقصى طرفه ‪ ،‬فحملت عليه ‪ ،‬ثم انطلقنا حتى أتينا السماء‬
‫الدنيا " ثم ذكر نحو حديث ابن حميد ‪ ،‬عن أبي داود ‪ ،‬عن هشام ‪،‬‬
‫حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن سعيد ‪ ،‬عن‬
‫قتادة ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬عن مالك بن صعصعة ‪ ،‬رجل من قومه‬
‫قال ‪ :‬قال نبي الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم ذكر نحوه حدثني‬
‫ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن الحارث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد ‪ ،‬عن‬
‫قتادة ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬عن مالك بن صعصعة ‪ ،‬رجل من قومه‬
‫‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬بنحوه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫شبه الدواب بال ْبغْل ‪ ،‬ل َ ُ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ضط َرِب ََتا ِ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ه أذ َُنا ُ‬
‫ن ُ‬ ‫ُ‬ ‫يأ ْ َ ُ ّ َ ّ ِ َ ِ‬ ‫داب ّةٍ هِ َ‬
‫ت بِ َ‬
‫" أِتي ُ‬

‫‪ 2766‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد‬


‫بن ثور ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن أبي هارون العبدي ‪ ،‬عن أبي سعيد‬
‫الخدري ‪ ،‬وحدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬أخبرنا معمر ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبو هارون العبدي ‪ ،‬عن أبي سعيد‬
‫الخدري ‪ ،‬ولفظ الحديث ‪ ،‬للحسن بن يحيى في قوله سبحانه ‪:‬‬
‫سبحان الذي أسرى بعبده ليل من المسجد الحرام إلى المسجد‬
‫القصى الذي باركنا حوله ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫عن ليلة أسري به ‪ ،‬فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أتيت‬
‫بدابة هي أشبه الدواب بالبغل ‪ ،‬له أذنان مضطربتان ‪ ،‬وهو البراق‬
‫وهو الذي كان تركبه النبياء قبلي ‪ ،‬فركبته ‪ ،‬فانطلق بي يضع يده‬
‫عند منتهى بصره ‪ ،‬فسمعت نداء عن يميني ‪ :‬يا محمد ‪ ،‬على‬
‫رسلك أسألك فمضيت ولم أعرج عليه ‪ ،‬ثم سمعت نداء عن‬
‫شمالي ‪ :‬على رسلك أسألك فمضيت ولم أعرج عليه ‪ ،‬ثم‬
‫استقبلت امرأة في الطريق ‪ ،‬فرأيت عليها من كل زينة من زينة‬
‫الدنيا ‪ ،‬رافعة يدها تقول ‪ :‬يا محمد على رسلك أسألك ‪ ،‬فمضيت‬
‫ولم أعرج عليها ‪ ،‬ثم أتيت بيت المقدس ‪ ،‬أو قال ‪ :‬المسجد‬
‫القصى فنزلت عن الدابة فأوثقتها بالحلقة التي كانت النبياء توثق‬
‫بها ‪ ،‬ثم دخلت المسجد فصليت فيه ‪ ،‬فقال لي جبريل ‪ :‬ماذا رأيت‬
‫في وجهك ؟ فقلت ‪ :‬سمعت نداء عن يميني أن يا محمد على‬
‫رسلك أسألك ‪ ،‬فمضيت ولم أعرج عليه " ‪ ،‬قال ‪ :‬ذلك داعي‬
‫اليهود ‪ ،‬أما إنك لو وقفت عليه تهودت أمتك ‪ ،‬قلت ‪ " :‬ثم سمعت‬
‫نداء عن يساري أن يا محمد على رسلك أسألك ‪ ،‬فمضيت ولم‬
‫أعرج عليه " ‪ ،‬فقال ‪ :‬ذلك داعي النصارى ‪ ،‬أما إنك لو وقفت عليه‬
‫تنصرت أمتك ‪ ،‬قلت ‪ :‬ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة من‬
‫زينة الدنيا ‪ ،‬رافعة يدها تقول ‪ :‬على رسلك أسألك ‪ ،‬فمضيت ولم‬
‫أعرج عليها ‪ ،‬قال ‪ :‬تلك الدنيا تزينت لك ‪ ،‬أما إنك لو وقفت عليها‬
‫لخترت الدنيا على الخرة ‪ " ،‬ثم أتيت بإناءين أحدهما ‪ :‬فيه لبن ‪،‬‬
‫والخر فيه خمر ‪ ،‬فقال ‪ :‬اشرب أيهما شئت ‪ ،‬فأخذت اللبن‬
‫فشربته ‪ ،‬قال ‪ :‬أخذت الفطرة " ‪ ،‬قال معمر ‪ :‬وأخبرني الزهري ‪،‬‬
‫عن ابن المسيب أنه قيل له ‪ " :‬أما إنك لو أخذت الخمر غوت‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أمتك " ‪ ،‬قال أبو هارون ‪ ،‬في حديث أبي سعيد ‪ " :‬ثم جيء‬
‫بالمعراج الذي تعرج فيه أرواح بني آدم ‪ ،‬فإذا هو أحسن ما رأيت ‪،‬‬
‫ألم تر إلى الميت كيف يحد بصره إليه ؟ فعرج بنا فيه حتى انتهينا‬
‫إلى باب السماء الدنيا ‪ ،‬فاستفتح جبريل ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬من هذا ؟‬
‫فقال ‪ :‬جبريل ‪ :‬قال ‪ :‬ومن معه ؟ قال ‪ :‬محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬أوقد أرسل‬
‫إليه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬ففتحوا وسلموا علي ‪ ،‬وإذا ملك موكل يحرس‬
‫السماء يقال له إسماعيل ‪ ،‬معه سبعون ألف ملك ‪ ،‬مع كل ملك‬
‫منهم مائة ألف ‪ ،‬ثم قرأ ‪ :‬وما يعلم جنود ربك إل هو وإذا أنا برجل ‪،‬‬
‫كهيئته يوم خلقه الله ‪ ،‬لم يتغير منه شيء ‪ ،‬وإذا هو تعرض عليه‬
‫أرواح ذريته ‪ ،‬فإذا كان روح مؤمن ‪ ،‬قال ‪ :‬روح طيبة وريح طيبة ‪،‬‬
‫اجعلوا كتابه في عليين ‪ ،‬وإذا كان روح كافر ‪ ،‬قال ‪ :‬روح خبيثة‬
‫وريح خبيثة ‪ ،‬اجعلوا كتابه في سجين ‪ ،‬فقلت ‪ " :‬يا جبريل ‪ ،‬من‬
‫هذا ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬أبوك آدم فسلم علي ورحب بي ‪ ،‬ودعا لي بخير ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬مرحبا بالنبي الصالح والولد الصالح ‪ ،‬ثم نظرت فإذا أنا‬
‫بقوم لهم مشافر كمشافر البل ‪ ،‬وقد وكل بهم من يأخذ‬
‫بمشافرهم ‪ ،‬ثم يجعل في أفواههم صخرا من نار ‪ ،‬يخرج من‬
‫أسافلهم ‪ ،‬قلت يا جبريل ‪ " :‬من هؤلء ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هؤلء الذين‬
‫يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا ‪ ،‬ثم‬
‫نظرت فإذا أنا بقوم يحذى من جلودهم ويرد في أفواههم ‪ ،‬ويقال ‪:‬‬
‫كلوا كما أكلتم ‪ ،‬فإذا أكره ما خلق الله لهم ذلك ‪ ،‬قلت ‪ " :‬من‬
‫هؤلء يا جبريل ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هؤلء الهمازون اللمازون الذين يأكلون‬
‫من لحوم الناس ويقعون في أعراضهم بالسب ‪ ،‬ثم نظرت فإذا أنا‬
‫بقوم على مائدة عليها لحم مشوي كأحسن ما رأيت من اللحم ‪،‬‬
‫وإذا حولهم جيف ‪ ،‬فجعلوا يميلون على الجيف يأكلون منها‬
‫ويدعون ذلك اللحم ‪ ،‬قلت ‪ " :‬من هؤلء يا جبريل ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هؤلء‬
‫الزناة ‪ ،‬عمدوا إلى ما حرم الله عليهم وتركوا ما أحل الله لهم ‪ ،‬ثم‬
‫نظرت فإذا أنا بقوم لهم بطون كأنها البيوت ‪ ،‬وهي على سابلة آل‬
‫فرعون ‪ ،‬فإذا مر بهم آل فرعون ثاروا ‪ ،‬فيميل بأحدهم بطنه فيقع‬
‫فيتوطؤهم آل فرعون بأرجلهم ‪ ،‬وهم يعرضون على النار غدوا‬
‫وعشيا ‪ ،‬قلت ‪ " :‬من هؤلء يا جبريل ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هؤلء أكلة الربا ‪،‬‬
‫ربا في بطونهم ‪ ،‬فمثلهم كمثل الذي يتخبطه الشيطان من المس ‪،‬‬
‫ثم نظرت فإذا أنا بنساء معلقات بثديهن ‪ ،‬ونساء منكسات بأرجلهن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ ،‬قلت ‪ " :‬من هؤلء يا جبريل ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هؤلء اللئي يزنين‬
‫ويقتلن أولدهن ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم صعدنا إلى السماء الثانية ‪ ،‬فإذا أنا‬
‫بيوسف وحوله تبع من أمته ووجهه كالقمر ليلة البدر ‪ ،‬فسلم علي‬
‫ورحب بي ‪ ،‬ثم مضينا إلى السماء الثالثة ‪ ،‬فإذا أنا بابني الخالة‬
‫يحيى وعيسى يشبه أحدهما صاحبه ثيابهما وشعرهما ‪ ،‬فسلما علي‬
‫ورحبا بي ‪ ،‬ثم مضينا إلى السماء الرابعة ‪ ،‬فإذا أنا بإدريس ‪ ،‬فسلم‬
‫علي ورحب بي ‪ ،‬وقد قال الله تبارك وتعالى ‪ :‬ورفعناه مكانا عليا ‪،‬‬
‫ثم مضينا إلى السماء الخامسة ‪ ،‬فإذا بهارون المحبب في قومه ‪،‬‬
‫وحوله تبع كثير من أمته ‪ ،‬فوصفه النبي صلى الله عليه وسلم ‪" ،‬‬
‫طويل اللحية تكاد لحيته تمس سرته " ‪ ،‬فسلم علي ورحب بي ‪،‬‬
‫ثم مضينا إلى السماء السادسة ‪ ،‬فإذا أنا بموسى بن عمران ‪،‬‬
‫فوصفه النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬رجل كثير الشعر ‪،‬‬
‫لو كان عليه قميصان خرج شعره منهما " ‪ ،‬وقال موسى ‪ :‬تزعم‬
‫الناس أني أكرم الخلق على الله ‪ ،‬فهذا أكرم على الله مني ‪ ،‬ولو‬
‫كان وحده لم أكن أبالي ‪ ،‬ولكن كل نبي ومن تبعه من أمته ‪ ،‬ثم‬
‫مضينا إلى السماء السابعة ‪ ،‬فإذا أنا بإبراهيم وهو جالس مسند‬
‫ظهره إلى البيت المعمور ‪ ،‬فسلم علي ‪ ،‬وقال ‪ :‬مرحبا بالنبي‬
‫الصالح والولد الصالح ‪ ،‬فقيل لي ‪ :‬هذا مكانك ومكان أمتك ‪ ،‬ثم‬
‫تل ‪ :‬إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا‬
‫والله ولي المؤمنين ‪ ،‬ثم دخلت البيت المعمور فصليت فيه ‪ ،‬وإذا‬
‫هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ‪ ،‬ل يعودون إلى يوم القيامة ‪،‬‬
‫ثم نظرت فإذا أنا بشجرة إن كادت الورقة لمغطية هذه المة ‪،‬‬
‫فإذا في أصلها عين تجري قد تشعبت شعبتين ‪ ،‬قلت ‪ " :‬ما هذا يا‬
‫جبريل ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬أما هذا فهو نهر الرحمة ‪ ،‬وأما هذا فهو الكوثر‬
‫الذي أعطاكه الله ‪ ،‬فاغتسلت في نهر الرحمة ‪ ،‬فغفر لي ما تقدم‬
‫من ذنبي وما تأخر ‪ ،‬ثم أخذت على الكوثر حتى دخلت الجنة ‪ ،‬فإذا‬
‫فيها ما ل عين رأت ول أذن سمعت ول خطر على قلب بشر ‪ ،‬وإذا‬
‫فيها رمان كأنه جلود البل المقببة ‪ ،‬وإذا فيها طير كأنها البخت " ‪،‬‬
‫فقال أبو بكر ‪ :‬إن تلك الطير لناعمة ‪ ،‬قال ‪ " :‬آكلها أنعم منها يا أبا‬
‫بكر ‪ ،‬وإني لرجو أن تأكل منها ‪ ،‬قال ‪ :‬ورأيت فيها جارية فسألتها ‪:‬‬
‫" لمن أنت ؟ " ‪ ،‬فقالت ‪ :‬لزيد بن حارثة فبشر بها رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم زيدا ‪ ،‬ثم إن الله تبارك وتعالى أمرني‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بأمره ‪ ،‬وفرض علي خمسين صلة ‪ ،‬فمررت على موسى ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫بم أمرك ربك ؟ قلت ‪ :‬فرض علي خمسين صلة ‪ ،‬قال ‪ :‬ارجع إلى‬
‫ربك فسله التخفيف ‪ ،‬فإن أمتك لن يقوموا بهذا ‪ ،‬فرجعت إلى ربي‬
‫فسألته فوضع عني عشرا ‪ ،‬ثم رجعت إلى موسى ‪ ،‬فلم أزل أرجع‬
‫إلى ربي إذا مررت بموسى ‪ ،‬حتى فرض علي خمس صلوات ‪،‬‬
‫فقال موسى ‪ :‬ارجع إلى ربك فسله التخفيف ‪ ،‬فقلت ‪ " :‬لقد‬
‫رجعت إلى ربي حتى استحييت أو قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ما أنا براجع " ‪،‬‬
‫فقيل لي ‪ :‬فإن لك بهذه الخمس صلوات خمسين صلة ‪ ،‬الحسنة‬
‫بعشر أمثالها ‪ ،‬ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ‪ ،‬ومن‬
‫عملها كتبت عشرا ‪ ،‬ومن هم بسيئة ثم لم يعملها ‪ ،‬لم تكتب شيئا‬
‫فإن عملها كتبت واحدة " *‬

‫ي ِبال ْ‬ ‫كان في بيت ال ْمْقدس ‪ ،‬أ ُ‬


‫ج‬
‫ِ‬ ‫را‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫َْ ِ‬ ‫ما َ َ ِ‬
‫م ّ‬
‫ت ِ‬ ‫" لَ ّ‬
‫ما فََرغْ ُ‬

‫‪ 2767‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلمة بن الفضل ‪ ،‬عن محمد‬


‫بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني روح بن القاسم ‪ ،‬عن أبي هارون عمارة‬
‫بن جوين العبدي ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬وحدثنا ابن حميد ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬وحدثني أبو جعفر ‪ ،‬عن أبي هارون ‪ ،‬عن‬
‫أبي سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬لما‬
‫فرغت مما كان في بيت المقدس ‪ ،‬أتي بالمعراج ‪ ،‬ولم أر شيئا‬
‫قط أحسن منه ‪ ،‬وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا حضر ‪،‬‬
‫فأصعدني صاحبي فيه حتى انتهى بي إلى باب من البواب يقال‬
‫له ‪ :‬الحطيم ‪ ،‬عليه ملك يقال له إسماعيل تحت يديه اثنا عشر‬
‫ألف ملك ‪ ،‬تحت يدي كل ملك منهم اثنا عشر ألف ملك ‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حدث هذا الحديث ‪ :‬وما‬
‫يعلم جنود ربك إل هو ‪ ،‬ثم ذكر نحو حديث معمر ‪ ،‬عن أبي هارون ‪،‬‬
‫إل أنه قال في حديثه ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم دخل بي الجنة ‪ ،‬فرأيت فيها جارية‬
‫لعساء ‪ ،‬فسألتها ‪ " :‬لمن أنت ؟ " وقد أعجبتني حين رأيتها ‪،‬‬
‫فقالت ‪ :‬لزيد بن حارثة ‪ ،‬فبشر بها رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم زيد بن حارثة ثم انتهى حديث ابن حميد ‪ ،‬عن سلمة ‪ ،‬إلى‬
‫هنا *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه َرَأى‬ ‫ذك ْر من روى عَن النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫م أن ّ ُ‬
‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِّ ّ َ‬ ‫ِ ُ َ ْ َ َ‬

‫ذكر من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى أرواح من‬
‫ذكرت من النبياء ببيت المقدس ‪ ،‬دون أجسامهم‬

‫ل‪،‬‬ ‫مي َ‬
‫كا ُ‬ ‫ه ِ‬
‫مع َ ُ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م وَ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل إ َِلى الن ّب ِ ّ‬
‫ي َ‬ ‫ري ُ‬
‫جب ْ ِ‬
‫جاَء ِ‬
‫َ‬

‫‪ 2768‬حدثنا علي بن سهل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حجاج يعني ابن محمد‬


‫العور ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو جعفر الرازي ‪ ،‬عن الربيع بن أنس ‪ ،‬عن‬
‫أبي العالية الرياحي ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أو غيره شك أبو جعفر‬
‫الرازي ‪ ،‬في قول الله تبارك وتعالى ‪ :‬سبحان الذي أسرى بعبده‬
‫ليل من المسجد الحرام إلى المسجد القصى الذي باركنا حوله‬
‫لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء جبريل إلى النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ومعه ميكال ‪ ،‬فقال جبريل لميكال ‪ :‬ايتني‬
‫بطست من ماء زمزم كيما أطهر قلبه ‪ ،‬وأشرح له صدره ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فشق عنه بطنه فغسله ثلث مرات ‪ ،‬واختلف إليه ميكائيل بثلث‬
‫طساس من ماء زمزم ‪ ،‬فشرح صدره ونزع ما كان فيه من غل ‪،‬‬
‫ومله حلما وعلما وإيمانا ويقينا وإسلما وختم بين كتفيه بخاتم‬
‫النبوة ‪ ،‬ثم أتاه بفرس فحمل عليه ‪ ،‬كل خطوة منه منتهى بصره ‪،‬‬
‫أو أقصى بصره ‪ ،‬قال ‪ :‬فسار وسار معه جبريل ‪ ،‬فأتى على قوم‬
‫يزرعون في يوم ويحصدون في يوم ‪ ،‬كلما حصدوا عاد كما كان ‪،‬‬
‫فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬يا جبريل ‪ ،‬ما هذا ؟ " ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫هؤلء المجاهدون في سبيل الله ‪ ،‬تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة‬
‫ضعف ‪ ،‬وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ‪ ،‬ثم‬
‫أتى على قوم ترضخ رءوسهم بالصخر ‪ ،‬كلما رضخت عادت كما‬
‫كانت ل يفتر عنهم من ذلك شيء ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما هؤلء يا جبريل ؟ "‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬هؤلء الذين تتثاقل رءوسهم عن الصلة المكتوبة ‪ ،‬ثم أتى‬
‫على قوم على أقبالهم رقاع ‪ ،‬وعلى أدبارهم رقاع ‪ ،‬يسرحون كما‬
‫تسرح البل والنعم ‪ ،‬ويأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وحجارتها ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما هؤلء يا جبريل ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هؤلء الذين ل‬
‫يؤدون صدقات أموالهم ‪ ،‬وما ظلمهم الله شيئا وما الله بظلم‬
‫للعبيد ‪ ،‬ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدر ‪ ،‬ولحم‬
‫آخر نيئ قذر خبيث ‪ ،‬فجعلوا يأكلون من النيئ الخبيث ويدعون‬
‫النضيج الطيب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما هؤلء يا جبريل ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا الرجل‬
‫من أمتك تكون عنده المرأة الحلل الطيب ‪ ،‬فيأتي امرأة خبيثة‬
‫فيبيت عندها حتى يصبح ‪ ،‬والمرأة تقوم من عند زوجها حلل طيبا ‪،‬‬
‫فتأتي رجل خبيثا فتبيت معه حتى تصبح ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم أتى على خشبة‬
‫على الطريق ل يمر بها ثوب إل شقته ول شيء إل خرقته ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫ما هذا يا جبريل ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على‬
‫الطريق فيقطعونه ‪ ،‬ثم تل ‪ :‬ول تقعدوا بكل صراط توعدون‬
‫وتصدون عن سبيل الله الية ‪ ،‬ثم أتى على رجل قد جمع حزمة‬
‫حطب عظيمة ل يستطيع حملها وهو يزيد عليها ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما هذا‬
‫يا جبريل ؟ " ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا الرجل من أمتك تكون عنده أمانات‬
‫الناس ‪ ،‬ل يقدر على أدائها وهو يزيد عليها ‪ ،‬ويريد أن يحملها ‪ ،‬ثم‬
‫أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاهم بمقاريض من حديد ‪ ،‬كلما‬
‫قرضت عادت كما كانت ‪ ،‬ل يفتر عنهم من ذلك شيء ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما‬
‫هؤلء يا جبريل ؟ " قال ‪ :‬هؤلء خطباء أمتك خطباء الفتنة يقولون‬
‫ما ل يفعلون ‪ ،‬ثم أتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم ‪،‬‬
‫فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فل يستطيع ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما‬
‫هذا يا جبريل ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ‪ ،‬ثم‬
‫يندم عليها فل يستطيع أن يردها ‪ ،‬ثم أتى على واد فوجد ريحا طيبة‬
‫باردة وريح المسك ‪ ،‬وسمع صوتا ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا جبريل ما هذه‬
‫الريح الطيبة الباردة ‪ ،‬وهذه الرائحة التي كريح المسك ‪ ،‬وما هذا‬
‫الصوت ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا صوت الجنة ‪ ،‬تقول ‪ :‬يا رب آتني ما‬
‫وعدتني ‪ ،‬فقد كثرت عرفي وإستبرقي وحريري وسندسي‬
‫وعبقريي ولؤلؤي ومرجاني وفضتي وذهبي وأكوابي وصحافي‬
‫وأباريقي ‪ ،‬وفواكهي ونخلي ورماني ومائي ولبني وخمري ‪ ،‬فآتني‬
‫ما وعدتني ‪ ،‬فقال ‪ :‬لك كل مسلم ومسلمة ‪ ،‬ومؤمن ومؤمنة ‪،‬‬
‫ومن آمن بي وبرسلي وعمل صالحا ‪ ،‬ولم يشرك بي ‪ ،‬ولم يتخذ‬
‫من دوني أندادا ‪ ،‬ومن خشيني فهو آمن ومن سألني أعطيته ‪ ،‬ومن‬
‫أقرضني جزيته ‪ ،‬ومن توكل علي كفيته ‪ ،‬فإني أنا الله ل إله إل أنا ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ل أخلف الميعاد ‪ ،‬وقد أفلح المؤمنون ‪ ،‬وتبارك الله أحسن‬
‫الخالقين ‪ ،‬قالت ‪ :‬قد رضيت ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم أتى على واد فسمع صوتا‬
‫منكرا ووجد ريحا منتنة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما هذه الريح يا جبريل ؟ وما‬
‫هذا الصوت ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا صوت جهنم ‪ ،‬تقول ‪ :‬يا رب آتني ما‬
‫وعدتني فقد كثرت سلسلي وأغللي وسعيري وحميمي وضريعي‬
‫وغساقي وعذابي ‪ ،‬وقد بعد قعري ‪ ،‬واشتد حري ‪ ،‬فآتني ما‬
‫وعدتني ‪ ،‬قال ‪ :‬لك كل مشرك ومشركة ‪ ،‬وكافر وكافرة ‪ ،‬وكل‬
‫خبيث وخبيثة ‪ ،‬وكل جبار ل يؤمن بيوم الحساب ‪ ،‬قالت ‪ :‬قد‬
‫رضيت ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم سار حتى أتى بيت المقدس فنزل فربط فرسه‬
‫إلى صخرة ‪ ،‬ثم دخل فصلى مع الملئكة ‪ ،‬فلما قضيت الصلة ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬يا جبريل ‪ ،‬من هذا معك ؟ قال ‪ :‬محمد ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أوقد أرسل‬
‫محمد ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬حياه الله من أخ ومن خليفة ‪ ،‬فنعم‬
‫الخ ونعم الخليفة ‪ ،‬ونعم المجيء جاء ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم لقي أرواح النبياء‬
‫فأثنوا على ربهم ‪ ،‬فقال إبراهيم ‪ :‬الحمد لله الذي اتخذني خليل‬
‫وأعطاني ملكا عظيما ‪ ،‬وجعلني أمة قانتا لله يؤتم بي ‪ ،‬وأنقذني‬
‫من النار ‪ ،‬وجعلها علي بردا وسلما ‪ ،‬ثم إن موسى صلوات الله‬
‫عليه أثنى على ربه ‪ ،‬فقال ‪ :‬الحمد لله الذي كلمني تكليما ‪ ،‬وجعل‬
‫هلك آل فرعون ونجاة بني إسرائيل على يدي ‪ ،‬وجعل من أمتي‬
‫قوما يهدون بالحق وبه يعدلون ‪ ،‬ثم إن داود أثنى على ربه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫الحمد لله الذي جعل لي ملكا عظيما ‪ ،‬وعلمني الزبور ‪ ،‬وألن لي‬
‫الحديد ‪ ،‬وسخر لي الجبال يسبحن والطير ‪ ،‬وأعطاني الحكمة‬
‫وفصل الخطاب ‪ ،‬ثم إن سليمان أثنى على ربه ‪ ،‬فقال ‪ :‬الحمد لله‬
‫الذي سخر لي الرياح ‪ ،‬وسخر لي الشياطين يعملون لي ما شئت‬
‫من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ‪ ،‬وعلمني‬
‫منطق الطير ‪ ،‬وأتاني من كل شيء فضل ‪ ،‬وسخر لي جنود‬
‫الشياطين والنس والطير ‪ ،‬وفضلني على كثير من عباده المؤمنين‬
‫‪ ،‬وأتاني ملكا عظيما ل ينبغي لحد من بعدي ‪ ،‬وجعل ملكي ملكا‬
‫طيبا ليس علي فيه حساب ‪ ،‬ثم إن عيسى أثنى على ربه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫الحمد لله الذي جعلني كلمته ‪ ،‬وجعل مثلي مثل آدم خلقه من‬
‫تراب ‪ ،‬ثم قال له ‪ :‬كن فيكون ‪ ،‬وعلمني الكتاب والحكمة والتوراة‬
‫والنجيل ‪ ،‬وجعلني أخلق من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون‬
‫طائرا بإذنه ‪ ،‬وجعلني أبرئ الكمه والبرص وأحيي الموتى بإذنه ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ورفعني وطهرني ‪ ،‬وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم ‪ ،‬فلم يكن‬
‫للشيطان علينا سبيل ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم إن محمدا صلى الله عليه وسلم‬
‫أثنى على ربه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬كلكم أثنى على ربه ‪ ،‬وإني مثن على ربي‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس‬
‫بشيرا ونذيرا ‪ ،‬وأنزل علي الفرقان فيه تبيان لكل شيء ‪ ،‬وجعل‬
‫أمتي خير أمة أخرجت للناس ‪ ،‬وجعل أمتي أمة وسطا ‪ ،‬وجعل‬
‫أمتي هم الولين وهم الخرين ‪ ،‬وشرح لي صدري ‪ ،‬ووضع عني‬
‫وزري ورفع لي ذكري ‪ ،‬وجعلني فاتحا وخاتما ‪ ،‬فقال إبراهيم ‪ :‬بهذا‬
‫فضلكم محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قال أبو جعفر يعني الرازي ‪:‬‬
‫خاتم بالنبوة ‪ ،‬وفاتح بالشفاعة يوم القيامة ‪ ،‬ثم أتي بآنية ثلثة‬
‫مغطاة أفواهها ‪ ،‬فأتي بإناء منها فيه ماء ‪ ،‬فقيل ‪ :‬اشرب ‪ ،‬فشرب‬
‫منه يسيرا ‪ ،‬ثم دفع إليه إناء آخر فيه لبن ‪ ،‬فقيل ‪ :‬اشرب ‪ ،‬فشرب‬
‫منه حتى روي ‪ ،‬ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬اشرب ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬ل أريده ‪ ،‬قد رويت " ‪ ،‬فقال له جبريل عليه السلم ‪ :‬أما‬
‫إنها ستحرم على أمتك ‪ ،‬ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إل‬
‫قليل ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم صعد به إلى السماء ‪ ،‬فاستفتح ‪ ،‬فقيل ‪ :‬من هذا يا‬
‫جبريل ؟ فقال ‪ :‬محمد ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أوقد أرسل ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫حياه الله من أخ ومن خليفة ‪ ،‬فنعم الخ ونعم الخليفة ‪ ،‬ونعم‬
‫المجيء جاء ‪ ،‬فدخل فإذا هو برجل تام الخلق لم ينقص من خلقه‬
‫شيء كما ينقص من خلق الناس ‪ ،‬على يمينه باب تخرج منه ريح‬
‫طيبة ‪ ،‬وعن شماله باب تخرج منه ريح خبيثة ‪ ،‬إذا نظر إلى الباب‬
‫الذي عن يمينه ضحك واستبشر ‪ ،‬وإذا نظر إلى الباب الذي عن‬
‫شماله بكى وحزن ‪ ،‬فقلت ‪ " :‬يا جبريل ‪ :‬من هذا الشيخ التام‬
‫الخلق الذي لم ينقص من خلقه شيء ‪ ،‬وما هذان البابان ؟ " قال ‪:‬‬
‫هذا أبوك آدم ‪ ،‬وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة ‪ ،‬إذا نظر إلى‬
‫من يدخله من ذريته ضحك واستبشر ‪ ،‬والباب الذي عن شماله‬
‫باب جهنم ‪ ،‬إذا نظر إلى من يدخله من ذريته بكى وحزن ‪ ،‬ثم صعد‬
‫به جبريل إلى السماء الثانية ‪ ،‬فاستفتح ‪ ،‬فقيل ‪ :‬من هذا معك ؟‬
‫قال ‪ :‬محمد رسول الله ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أوقد أرسل محمد ؟ قال ‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬حياه الله من أخ ومن خليفة ‪ ،‬فنعم الخ ونعم الخليفة ‪،‬‬
‫ونعم المجيء جاء ‪ ،‬قال ‪ :‬فإذا هو بشابين ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا جبريل ‪:‬‬
‫من هذان الشابان ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا عيسى ابن مريم ‪ ،‬ويحيى بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫زكريا ابنا الخالة ‪ ،‬قال ‪ :‬فصعد به إلى السماء الثالثة ‪ ،‬فاستفتح ‪،‬‬
‫فقالوا ‪ :‬من هذا ؟ قال ‪ :‬جبريل ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ومن معك ؟ قال ‪:‬‬
‫محمد ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أوقد أرسل ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬حياه الله من أخ‬
‫ومن خليفة ‪ ،‬فنعم الخ ونعم الخليفة ‪ ،‬ونعم المجيء جاء ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فدخل فإذا هو برجل قد فضل على الناس في الحسن ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫من هذا يا جبريل ؟ " قال ‪ :‬هذا أخوك يوسف ثم صعد به إلى‬
‫السماء الرابعة ‪ ،‬فاستفتح ‪ ،‬فقيل ‪ :‬من هذا ؟ قال ‪ :‬جبريل ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬ومن معك ؟ قال ‪ :‬محمد ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وقد أرسل ؟ قال ‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬حياه الله من أخ ومن خليفة ‪ ،‬فنعم الخ ونعم الخليفة ‪،‬‬
‫ونعم المجيء جاء ‪ ،‬قال ‪ :‬فدخل فإذا هو برجل ‪ ،‬قال ‪ " :‬من هذا يا‬
‫جبريل ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا إدريس ‪ ،‬رفعه الله مكانا عليا ‪ ،‬ثم صعد به‬
‫إلى السماء الخامسة ‪ ،‬فاستفتح ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬من هذا ؟ قال ‪:‬‬
‫جبريل ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ومن معك ؟ قال ‪ :‬محمد ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وقد أرسل ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬حياه الله من أخ ومن خليفة ‪ ،‬فنعم الخ ونعم‬
‫الخليفة ‪ ،‬ونعم المجيء جاء ‪ ،‬ثم دخل فإذا هو برجل جالس وحوله‬
‫قوم يقص عليهم ‪ ،‬قال ‪ " :‬من هذا يا جبريل ؟ ومن هؤلء الذين‬
‫حوله ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا هارون المحبب في قومه ‪ ،‬وهؤلء بنو‬
‫إسرائيل ‪ ،‬ثم صعد به إلى السماء السادسة فاستفتح ‪ ،‬فقيل له ‪:‬‬
‫من هذا ؟ قال ‪ :‬جبريل ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ومن معك ؟ قال ‪ :‬محمد ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫أوقد أرسل ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬حياه الله من أخ ومن خليفة ‪،‬‬
‫فنعم الخ ونعم الخليفة ‪ ،‬ونعم المجيء جاء فإذا هو برجل جالس ‪،‬‬
‫فجاوزه فبكى ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا جبريل من هذا ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬موسى ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬ما له يبكي ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬يقول ‪ :‬تزعم بنو إسرائيل أني‬
‫أكرم بني آدم على الله ‪ ،‬وهذا رجل من بني آدم قد خلفني في‬
‫دنياه وأنا في آخرتي ‪ ،‬فلو أنه بنفسه لم أبال ‪ ،‬ولكن مع كل نبي‬
‫أمته ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم صعد به إلى السماء السابعة فاستفتح ‪ ،‬فقيل له ‪:‬‬
‫من هذا ؟ قال ‪ :‬جبريل ‪ ،‬قيل ‪ :‬ومن معك ؟ قال ‪ :‬محمد ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫وقد أرسل ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬حياه الله من أخ ومن خليفة ‪،‬‬
‫فنعم الخ ونعم الخليفة ‪ ،‬ونعم المجيء جاء ‪ ،‬قال ‪ :‬فدخل فإذا هو‬
‫برجل أشمط جالسا عند باب الجنة على كرسي ‪ ،‬وعنده قوم‬
‫جلوس بيض الوجوه أمثال القراطيس ‪ ،‬وقوم في ألوانهم شيء ‪،‬‬
‫فقام هؤلء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا نهرا فاغتسلوا فيه ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فخرجوا قد خلص من ألوانهم شيء ‪ ،‬ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا‬
‫فيه ‪ ،‬فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ‪ ،‬ثم دخلوا نهرا آخر‬
‫فاغتسلوا فيه ‪ ،‬فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ‪ ،‬فصارت‬
‫مثل ألوان أصحابهم ‪ ،‬فجاءوا فجلسوا إلى أصحابهم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يا‬
‫جبريل ‪ :‬من هذا الشمط ؟ ثم من هؤلء البيض الوجوه ؟ ومن‬
‫هؤلء الذين في ألوانهم شيء ؟ وما هذه النهار التي دخلوا فجاءوا‬
‫وقد صفت ألوانهم ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا أبوك إبراهيم صلوات الله‬
‫عليه ‪ ،‬أول من شمط على الرض ‪ ،‬وأما هؤلء البيض الوجوه فقوم‬
‫لم يلبسوا إيمانهم بظلم ‪ ،‬وأما هؤلء الذين في ألوانهم شيء ‪،‬‬
‫فقوم خلطوا عمل صالحا وآخر سيئا فتابوا فتاب الله عليهم ‪ ،‬وأما‬
‫النهار فأولها رحمة الله ‪ ،‬والثاني نعمة الله ‪ ،‬والثالث سقاهم ربهم‬
‫شرابا طهورا ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم انتهى إلى السدرة ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬هذه‬
‫السدرة ينتهي إليها كل أحد خل من أمتك على سنتك ‪ ،‬فإذا هي‬
‫شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم‬
‫يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين ‪ ،‬وأنهار من عسل‬
‫مصفى ‪ ،‬وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما ل‬
‫يقطعها ‪ ،‬والورقة منها مغطية المة كلها ‪ ،‬قال ‪ :‬فغشيها نور‬
‫الخلق وغشيتها الملئكة أمثال الغربان حين يقعن على الشجر ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬فكلمه عند ذلك فقال له ‪ :‬سل ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنك اتخذت‬
‫إبراهيم خليل وأعطيته ملكا عظيما ‪ ،‬وكلمت موسى تكليما ‪،‬‬
‫وأعطيت داود ملكا عظيما وألنت له الحديد وسخرت له الجبال ‪،‬‬
‫وأعطيت سليمان ملكا عظيما وسخرت له الجن والنس‬
‫والشياطين ‪ ،‬وسخرت له الرياح وأعطيته ملكا ل ينبغي لحد من‬
‫بعده ‪ ،‬وعلمت عيسى التوراة والنجيل ‪ ،‬وجعلته يبرئ الكمه‬
‫والبرص ويحيي الموتى بإذنك ‪ ،‬وأعذته وأمه من الشيطان‬
‫الرجيم ‪ ،‬فلم يكن للشيطان عليهما سبيل ‪ ،‬فقال له ربه تبارك‬
‫وتعالى ‪ :‬وقد اتخذتك حبيبا وخليل ‪ ،‬وهو مكتوب في التوراة حبيب‬
‫الرحمن ‪ ،‬وأرسلتك إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا ‪ ،‬وشرحت لك‬
‫صدرك ووضعت عنك وزرك ‪ ،‬ورفعت لك ذكرك ‪ ،‬فل أذكر إل‬
‫ذكرت معي ‪ ،‬وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس ‪ ،‬وجعلت أمتك‬
‫أمة وسطا ‪ ،‬وجعلت أمتك هم الولين وهم الخرين ‪ ،‬وجعلت أمتك‬
‫ل تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي ‪ ،‬وجعلت من‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أمتك أقواما قلوبهم أناجيلهم ‪ ،‬وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم‬
‫بعثا ‪ ،‬وأولهم يقضى له ‪ ،‬وأعطيتك سبعا من المثاني لم أعطها نبيا‬
‫قبلك ‪ ،‬وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت عرشي ‪ ،‬لم‬
‫أعطها نبيا قبلك وأعطيتك الكوثر ‪ ،‬وأعطيتك ثمانية أسهم ‪ :‬السلم‬
‫‪ ،‬والهجرة ‪ ،‬والجهاد ‪ ،‬والصلة ‪ ،‬والصدقة ‪ ،‬وصوم رمضان ‪ ،‬والمر‬
‫بالمعروف ‪ ،‬والنهي عن المنكر ‪ ،‬وجعلتك فاتحا وخاتما ‪ ،‬فقال‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬فضلني ربي بست ‪ :‬أعطاني فواتح‬
‫الكلم وخواتيمه ‪ ،‬وجوامع الحديث ‪ ،‬وأرسلني إلى الناس كافة‬
‫بشيرا ونذيرا ‪ ،‬وقذف في قلوب عدوي الرعب من مسيرة شهر ‪،‬‬
‫وأحلت لي الغنائم ولم تحل لحد قبلي ‪ ،‬وجعلت لي الرض كلها‬
‫طهورا ومسجدا " ‪ ،‬قال ‪ " :‬وفرض عليه خمسين صلة " ‪ ،‬فلما‬
‫رجع إلى موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬بم أمرت يا محمد ؟ قال ‪ " :‬بخمسين‬
‫صلة " ‪ ،‬قال ‪ :‬ارجع إلى ربك فسله التخفيف ‪ ،‬فإن أمتك أضعف‬
‫المم ‪ ،‬فقد لقيت من بني إسرائيل شدة ‪ ،‬قال ‪ :‬فرجع النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم إلى ربه فسأله التخفيف ‪ ،‬فوضع عنه عشرا ‪ ،‬ثم‬
‫رجع إلى موسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬بكم أمرت ؟ قال ‪ " :‬بأربعين " ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ارجع إلى ربك فسله التخفيف ‪ ،‬فإن أمتك أضعف المم ‪ ،‬وقد‬
‫لقيت من بني إسرائيل شدة ‪ ،‬فرجع إلى ربه فسأله التخفيف ‪،‬‬
‫فوضع عنه عشرا ‪ ،‬فرجع إلى موسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬بكم أمرت ؟ قال ‪:‬‬
‫" أمرت بثلثين " ‪ ،‬فقال له موسى ‪ :‬ارجع إلى ربك فسله التخفيف‬
‫‪ ،‬فإن أمتك أضعف المم ‪ ،‬وقد لقيت من بني إسرائيل شدة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فرجع إلى ربه فسأله التخفيف فوضع عنه عشرا ‪ ،‬فرجع إلى‬
‫موسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬بكم أمرت ؟ قال ‪ " :‬أمرت بعشرين " ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ارجع إلى ربك فسله التخفيف ‪ ،‬فإن أمتك أضعف المم وقد لقيت‬
‫من بني إسرائيل شدة ‪ ،‬قال ‪ :‬فرجع فسأله التخفيف ‪ ،‬فوضع عنه‬
‫عشرا ‪ ،‬فرجع إلى موسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬بكم أمرت ؟ قال ‪ " :‬بعشر " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ارجع إلى ربك فسله التخفيف ‪ ،‬فإن أمتك أضعف المم ‪،‬‬
‫وقد لقيت من بني إسرائيل شدة ‪ ،‬قال ‪ :‬فرجع على حياء إلى ربه‬
‫فسأله التخفيف ‪ ،‬فوضع عنه خمسا ‪ ،‬فرجع إلى موسى ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫بكم أمرت ؟ قال ‪ " :‬أمرت بخمس " ‪ ،‬قال ‪ :‬ارجع إلى ربك فسله‬
‫التخفيف ‪ ،‬فإن أمتك أضعف المم ‪ ،‬وقد لقيت من بني إسرائيل‬
‫شدة ‪ ،‬قال ‪ " :‬قد رجعت إلى ربي حتى استحييت ‪ ،‬فما أنا راجعا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫إليه " ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬أما إنك كما صبرت نفسك على خمس صلوات ‪،‬‬
‫فإنهن يجزين عنك خمسين صلة ‪ ،‬فإن كل حسنة بعشر أمثالها ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فرضي محمد صلى الله عليه وسلم كل الرضا ‪ ،‬قال ‪ :‬وكان‬
‫موسى أشدهم عليه حين مر به ‪ ،‬وخيرهم له حين رجع إليه "‬
‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الخبر ‪ ،‬عن مسرى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد‬
‫القصى ‪ ،‬وعن صلته فيه بمن ذكر أنه صلى به فيه من النبياء ‪,‬‬
‫إن قال لنا قائل ‪ :‬إنك قد رويت لنا في بعض هذه الخبار التي‬
‫قدمت ذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬أنه صلى في‬
‫بيت المقدس ليلة أسري به إليه من مكة بالنبياء الذين سموا في‬
‫الخبار التي رويت لنا بذلك ‪ ،‬وأنه رآهم رؤية عيان ل رؤيا منام ‪،‬‬
‫فما أنت قائل فيما *‬

‫سل ّ َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫ص ّ‬
‫ل ِفيهِ َر ُ‬ ‫" لَ ْ‬
‫م يُ َ‬

‫‪ 2769‬حدثكموه محمد بن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد‬


‫القطان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عاصم بن بهدلة ‪ ،‬عن‬
‫زر بن حبيش ‪ ،‬عن حذيفة بن اليمان ‪ ،‬أنه قال في هذه الية ‪:‬‬
‫سبحان الذي أسرى بعبده ليل من المسجد الحرام إلى المسجد‬
‫القصى ‪ ،‬قال ‪ " :‬لم يصل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫ولو صلى فيه لكتب عليكم الصلة فيه ‪ ،‬كما كتب عليكم الصلة‬
‫عند الكعبة " *‬

‫َ‬
‫جدِ‬
‫س ِ‬ ‫حَرام ِ إ َِلى ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫جدِ ال ْ َ‬
‫س ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫سَرى ب ِعَب ْدِهِ ل َي ًْل ّ‬
‫م َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي أ ْ‬ ‫حا َ‬
‫سب ْ َ‬
‫" ُ‬

‫‪ 2770‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا بكر ‪ ،‬ورجل ‪ ،‬يحدث‬


‫عنده بحديث حين أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال له ‪ :‬ل‬
‫يجيء بمثل عاصم ول زر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال حذيفة لزر بن حبيش ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫وكان زر رجل شريفا من أشراف العرب قال ‪ :‬قرأ حذيفة ‪" :‬‬
‫سبحان الذي أسرى بعبده ليل من المسجد الحرام إلى المسجد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫القصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ‪،‬‬
‫وكذا قرأ عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬وهذا كما يقولون أنه دخل المسجد‬
‫فصلى فيه ‪ ،‬ثم دخل فربط دابته ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬قد والله دخله ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬من أنت ؟ فإني أعرف وجهك ‪ ،‬ول أدري ما اسمك ؟ قال ‪:‬‬
‫قلت زر بن حبيش ‪ ،‬قال ‪ :‬ما علمك بهذا ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬من قبل‬
‫القرآن ‪ ،‬قال ‪ :‬من أخذ بالقرآن فلج ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬سبحان الذي‬
‫أسرى بعبده ليل من المسجد الحرام إلى المسجد القصى الذي‬
‫باركنا حوله ‪ ،‬قال ‪ :‬فنظر إلي ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أصلع ‪ ،‬هل ترى دخله ؟‬
‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ل والله ‪ ،‬قال حذيفة ‪ " :‬أجل والله الذي ل إله إل هو‬
‫ما دخله ‪ ،‬ولو دخله لوجبت عليكم صلة فيه ‪ ،‬ل والله ما نزل عن‬
‫البراق حتى رأى الجنة والنار ‪ ،‬وما أعد الله في الخرة أجمع ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬تدري ما البراق ؟ قلت ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬دابة دون البغل وفوق‬
‫الحمار ‪ ،‬خطوه مد البصر " *‬

‫من ْت ََهى ط َْرفِهِ "‬ ‫ُ‬


‫عن ْد َ ُ‬
‫حافُِرهُ ِ‬
‫ل َ‬ ‫ة طَ ِ‬
‫وي ٌ‬ ‫داب ّ ٌ‬ ‫ت ِبال ْب َُرا ِ‬
‫ق وَهُوَ َ‬ ‫" أِتي ُ‬

‫‪ 2771‬حدثني أيوب بن إسحاق بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أحمد بن‬


‫إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬عن عاصم بن بهدلة ‪ ،‬عن‬
‫زر بن حبيش ‪ ،‬عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬أتيت بالبراق وهو دابة طويل حافره عند منتهى‬
‫طرفه " ‪ ،‬فلم يزل على ظهره هو وجبريل حتى أتى بيت المقدس‬
‫وفتحت لهما أبواب السماء ورأيا الجنة والنار *‬

‫ت‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ِفي ب َي ْ ِ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫ص ّ‬
‫ل َر ُ‬ ‫" لَ ْ‬
‫م يُ َ‬

‫‪ 2772‬حدثني أيوب بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قبيصة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن زر ‪ ،‬عن حذيفة ‪ ،‬قال ‪ " :‬لم يصل‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس ‪ ،‬فأنكرت ذلك‬
‫عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أصلع ‪ ،‬أين تقرأ أنه صلى فيه ‪ ،‬لو صلى فيه كتب‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عليكم الصلة فيه " ‪ ،‬وتقولون ‪ :‬ربطه ‪ ،‬ما زال عن ظهره حتى‬
‫رأى وعد الخرة وفيما ‪* :‬‬

‫ة"*‬ ‫ن الل ّهِ َ‬


‫صادِقَ ٌ‬ ‫ت ُرؤَْيا ِ‬
‫م َ‬ ‫" َ‬
‫كان َ ْ‬

‫‪ 2773‬حدثكم ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلمة ‪ ،‬عن محمد بن‬


‫إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الخنس ‪،‬‬
‫أن معاوية بن أبي سفيان ‪ ،‬كان إذا سئل عن مسرى رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كانت رؤيا من الله صادقة " *‬

‫سل ّ َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫سد ُ َر ُ‬ ‫ما فََقد َ َ‬
‫ج َ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2774‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلمة ‪ ،‬عن محمد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرني بعض آل أبي بكر ‪ :‬أن عائشة رضوان الله عليها كانت ‪،‬‬
‫تقول ‪ " :‬ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولكن‬
‫الله أسرى بروحه " ‪ ،‬وقال ‪ :‬هذا حذيفة بن اليمان ينكر أن يكون‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد القصى ‪،‬‬
‫ويحلف على ذلك وهذا معاوية وعائشة يذكران الذي ذكر الله‬
‫تبارك وتعالى من مسرى رسوله صلى الله عليه وسلم من مكة‬
‫إلى المسجد القصى ‪ ،‬إنما كان مسرى روحه دون جسده ‪ ،‬وأن‬
‫الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من إخباره عما عاين‬
‫من النبياء ورأى من العجائب في السموات ‪ ،‬ووحي الله إليه ما‬
‫أوحى في تلك الليلة ‪ ،‬وافتراضه ما افترض عليه فيها من الصلوات‬
‫المكتوبات ‪ ،‬إنما كان ذلك كله رؤيا نوم ل رؤيا يقظة ؟ قيل له ‪ :‬أما‬
‫ما روي عن حذيفة بن اليمان من قوله ‪ :‬إن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم لم يصل في المسجد القصى ليلة أسري به ‪ ،‬ول نزل عن‬
‫البراق حتى عاين من عظيم قدرة الله عز وجل ما عاين ‪ ،‬ثم رجع‬
‫إلى المسجد الحرام ‪ ،‬فقول منه قاله تأول منه ظاهر ما في التلوة‬
‫‪ ،‬وذلك أنه ل ذكر في القرآن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫صلى في المسجد القصى ‪ ،‬فقال في ذلك بحسب ما كان عنده‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫من علم ذلك ‪ ،‬ولعله أن ل يكون كما سمع من النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم إخباره عن نفسه أنه صلى في المسجد القصى تلك‬
‫الليلة ‪ ،‬أو أن يكون سمعه يخبر بذلك ثم نسيه ‪ .‬فالصواب كان له‬
‫أن يقول من القول في ذلك وفي غيره ما هو الصحيح عنده ‪.‬‬
‫وليس إنكاره ما أنكر من ذلك ‪ ،‬إن كان صحيحا عنه ما روي في‬
‫ذلك عنه ‪ ،‬بدافع شهادة من شهد على رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أنه سمعه يخبر عن نفسه أنه صلى في المسجد القصى‬
‫ليلة أسري به ‪ ،‬وأن النبياء جمعوا له هنالك فصلى بهم ‪ .‬وذلك أن‬
‫العدل إذا شهد شهادة على شهود عليه ‪ ،‬لم تبطل شهادته عند أحد‬
‫من علماء المة ‪ ،‬بقول قائل ‪ :‬ل صحة لهذه الشهادة ‪ ،‬أو ل حقيقة‬
‫لها ‪ ،‬إذا لم يكن لقائل ذلك حجة غير قوله ‪ " :‬ل صحة لها ول‬
‫حقيقة " فحذيفة رحمة الله عليه ‪ ،‬إنما احتج لقوله ‪ :‬إن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم لم يصل في المسجد القصى ليلة أسري به على‬
‫من أنكر قوله ‪ ،‬بأن الله تعالى ذكره لم يذكر في كتابه أنه صلى‬
‫فيه ‪ ،‬وإنما ذكر فيه إسراء به ‪ ،‬فقال ‪ :‬سبحان الذي أسرى بعبده‬
‫ليل من المسجد الحرام إلى المسجد القصى الذي باركنا حوله‬
‫لنريه من آياتنا ‪ .‬وليس للقائل إن النبي صلى الله عليه وسلم لم‬
‫يصل فيه تلك الليلة في ذلك من الحجة ‪ ،‬إل وفيه لمن قال إنه‬
‫صلى فيه مثلها ‪ ،‬وذلك أنه ل خبر فيه من الله تعالى عن رسوله‬
‫صلى الله عليه وسلم على أنه صلى فيه ‪ ،‬ول أنه لم يصل فيه ‪ ،‬ول‬
‫أنه نزل عن البراق ‪ ،‬ول أنه لم ينزل عنه ‪ ،‬ول أنه ربطه ‪ ،‬ول أنه لم‬
‫يربطه ‪ ،‬وإنما فيه الخبر عن أنه أسري به من المسجد الحرام إلى‬
‫المسجد القصى ليريه من آياته ‪ ،‬وإنما قال من قال ‪ :‬إن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد القصى تلك الليلة ‪ ،‬رواية‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخبرا عنه أنه ‪ ،‬قال ‪ :‬صليت‬
‫فيه ‪ ،‬وليس في خبره عن نفسه بذلك خلف لشيء من إخبار الله‬
‫عنه الذي ذكره في قوله ‪ :‬سبحان الذي أسرى بعبده ليل من‬
‫المسجد الحرام إلى المسجد القصى الذي باركنا حوله ‪ ،‬بل بأن‬
‫يكون ذلك تحقيقا لما في هذه الية ‪ ،‬أشبه من أن يكون له خلفا ‪،‬‬
‫وذلك أن الله تعالى ذكره أخبر فيها أنه أسرى به من المسجد‬
‫الحرام إلى المسجد القصى الذي بارك حوله ليريه من آياته ‪ ،‬ومن‬
‫عظيم آياته أن يكون جمع له من خلقه من مات قبل ذلك بآلف‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أعوام أحياء فصلى بهم ‪ ،‬وخاطبوه وخاطبهم ‪ ،‬وكلموه وكلمهم ‪،‬‬
‫فأعظم بها آية وأجلل بها عبرة ‪ ،‬فإن قال ‪ :‬فهل من خبر عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أنه صلى ليلة أسري به في المسجد ‪ ،‬غير‬
‫هذا الخبر الذي ذكرت ‪ ،‬فإن سائر الخبار غيره ليس فيه ذلك ؟‬
‫قيل ‪ :‬نعم ‪ .‬فإن قال ‪ :‬فاذكر لنا بعض ذلك ‪ .‬قيل له ‪* :‬‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫داب ّةٍ‬ ‫ري ُ‬
‫ل بِ َ‬ ‫ما ‪ ،‬فَأَتاِني ِ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫معَت ّ ً‬ ‫مك ّ َ‬
‫ة ُ‬ ‫ة بِ َ‬ ‫صَلةَ ال ْعَت َ َ‬
‫م َ‬ ‫حاِبي َ‬
‫ص َ‬ ‫صل ّي ْ ُ‬
‫ت ِل ْ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2775‬حدثني عبد الله بن أحمد المروزي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسحاق بن‬


‫إبراهيم زبريق الزبيدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عمرو بن الحارث ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني عبد الله بن سالم ‪ ،‬عن الزبيدي ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ‪ :‬حدثني الوليد‬
‫بن عبد الرحمن ‪ ،‬أن جبير بن نفير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شداد بن أوس ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قلنا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬كيف أسري بك ليلة أسري بك ؟ قال ‪:‬‬
‫" صليت لصحابي صلة العتمة بمكة معتما ‪ ،‬فأتاني جبريل بدابة‬
‫بيضاء فوق الحمار ودون البغل ‪ ،‬فقال ‪ :‬اركب ‪ ،‬فاستصعبت علي‬
‫فردها بأذنها ‪ ،‬ثم حملني عليها ‪ ،‬فانطلقت تهوي بنا ‪ ،‬تضع حافرها‬
‫حيث أدرك طرفها ‪ ،‬حتى بلغنا أرضا ذات نخيل ‪ ،‬فقال ‪ :‬انزل‬
‫فنزلت ‪ ،‬قال ‪ :‬صل فصليت ‪ ،‬ثم ركبنا ‪ ،‬فقال ‪ :‬أتدري أين صليت ؟‬
‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬الله أعلم ‪ ،‬قال ‪ :‬صليت بيثرب ‪ ،‬صليت بطيبة ‪ ،‬ثم‬
‫انطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضا‬
‫بيضاء ‪ ،‬فقال ‪ :‬انزل فنزلت ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬صل ‪ ،‬فصليت ‪ ،‬ثم ركبنا ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬أتدري أين صليت ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬الله أعلم ‪ ،‬قال ‪ :‬صليت‬
‫بمدين ‪ ،‬صليت عند شجرة موسى صلى الله عليه ثم انطلقت‬
‫تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها ‪ ،‬ثم بلغنا أرضا بدت‬
‫قصورها ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬انزل فنزلت ‪ ،‬قال ‪ :‬صل فصليت ثم ركبنا ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أتدري أين صليت ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬الله أعلم ‪ ،‬قال ‪ :‬صليت‬
‫ببيت لحم حيث ولد عيسى المسيح ابن مريم صلوات الله عليه ثم‬
‫انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني ‪ ،‬فأتى قبلة المسجد‬
‫فربط فيه دابته ‪ ،‬ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس‬
‫والقمر ‪ ،‬فصليت من المسجد حيث شاء الله ‪ ،‬فأخذني من‬
‫العطش أشد ما أخذني ‪ ،‬فأتيت بإناءين في أحدهما اللبن ‪ ،‬فشربت‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حتى قدعت به جبيني ‪ ،‬وبين يدي شيخ متكئ على متكأ له ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬أخذ صاحبك الفطرة ‪ ،‬إنه لمهدي ثم انطلق بي حتى أتينا‬
‫الوادي الذي في المدينة ‪ ،‬فإذا جهنم تكشف عن مثل كذا " ‪،‬‬
‫فقلنا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬كيف وجدتها ؟ فقال ‪ " :‬مثل الحمة السخنة‬
‫‪ ،‬ثم انصرف بي ‪ ،‬فمررنا بعير بمكان كذا وكذا ‪ ،‬قد أضلوا بعيرا‬
‫لهم قد جمعه فلن ‪ ،‬فسلمت عليهم ‪ ،‬فقال بعضهم ‪ :‬هذا صوت‬
‫محمد ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة ‪ ،‬فأتاني أبو بكر فقال ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ‪ ،‬أين كنت الليلة ؟ قد التمستك في مظانك فقال ‪" :‬‬
‫أعلمت أني أتيت بيت المقدس الليلة ؟ " ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله‬
‫إنه مسيرة شهر قال ‪ :‬فصفه لي ‪ ،‬قال ‪ :‬ففتح لي صراط حتى‬
‫كأني أنظر إليه ‪ ،‬ل يسألوني عن شيء إل أنبأتهم ‪ ،‬فقال أبو بكر ‪:‬‬
‫أشهد أنك رسول الله ‪ ،‬وقال المشركون ‪ :‬انظروا إلى ابن كبشة ‪،‬‬
‫يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة قال ‪ :‬فقال ‪ :‬إن من آية ما أقول‬
‫لكم أني مررت بعير لكم بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيرا لهم ‪،‬‬
‫فجمعه فلن ‪ ،‬وإن مسيرهم لكم ‪ ،‬ينزلون بكذا ثم كذا ‪ ،‬ويأتونكم‬
‫يوم كذا وكذا ‪ ،‬يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود ‪ ،‬وغرارتان‬
‫سوداوان " فلما كان ذلك اليوم ‪ ،‬أشرف الناس ينظرون ‪ ،‬حتى‬
‫كان قريبا من نصف النهار أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل ‪،‬‬
‫كالذي وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم *‬

‫من ْت ََهى ط ََرفََها‬ ‫خط ُوَت َِها ِ‬ ‫ُ‬


‫عن ْد َ ُ‬ ‫ن ال ْب َغْ ِ‬
‫ل ُ‬ ‫دو َ‬
‫مارِ وَ ُ‬ ‫داب ّةٍ فَوْقَ ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫ت بِ َ‬
‫" أِتي ُ‬

‫‪ 2776‬حدثني عبد الله بن أحمد المروزي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن‬


‫صالح الوحاظي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن عبد العزيز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫يزيد بن أبي مالك ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل خطوتها‬
‫عند منتهى طرفها ‪ ،‬فركبت ومعي جبريل ‪ ،‬فسارت " ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫انزل فصل فنزلت فصليت ‪ ،‬فقال ‪ :‬أتدري أين صليت ؟ صليت‬
‫بطيبة وإليها المهاجر إن شاء الله ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬انزل فصل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فنزلت فصليت ‪ ،‬فقال ‪ :‬أتدري أين صليت ؟ صليت بطور سيناء‬
‫حيث كلم الله موسى ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬انزل فصل فصليت ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أتدري أين صليت ؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى ثم دخلت‬
‫بيت المقدس فجمع لي النبياء ‪ ،‬قال ‪ :‬فقدمني جبريل فصليت بهم‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬ثم صعد بي إلى السماء الدنيا ‪ ،‬فإذا فيها آدم ‪ ،‬فقال جبريل‬
‫‪ :‬سلم عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬مرحبا بابني الصالح والنبي الصالح ‪ ،‬ثم دخلت‬
‫السماء الثانية ‪ ،‬فإذا فيها ابنا الخالة يحيى وعيسى ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم‬
‫دخلت السماء الثالثة فوجدت فيها يوسف ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم دخلت السماء‬
‫الرابعة فوجدت فيها هارون ‪ ،‬ثم دخلت السماء الخامسة فوجدت‬
‫فيها إدريس ورفعناه مكانا عليا ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم دخلت السماء السادسة‬
‫فوجدت فيها موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم دخلت السماء السابعة فوجدت‬
‫فيها إبراهيم ثم صعدت فوق سبع سموات فغشيتني ضبابة فخررت‬
‫ساجدا ‪ ،‬فقيل لي ‪ :‬إني يوم خلقت السموات والرض فرضت‬
‫عليك وعلى أمتك خمسين صلة ‪ ،‬فقم بها أنت وأمتك ‪ ،‬فمررت‬
‫على إبراهيم فلم يسلني شيئا ‪ ،‬ثم مررت على موسى ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫كم فرض عليك وعلى أمتك ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ " :‬خمسين صلة " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فقال ‪ :‬ل تستطيع أن تقوم بها أنت ول أمتك ‪ ،‬فاسأل ربك‬
‫التخفيف ‪ ،‬قال ‪ :‬فرجعت فأتيت سدرة المنتهى فخررت ساجدا ‪،‬‬
‫قلت ‪ " :‬يا رب فرضت علي وعلى أمتي خمسين صلة ‪ ،‬فلن‬
‫أستطيع أن أقوم بها أنا ول أمتي " ‪ ،‬قال ‪ :‬فخفف عني عشرا ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فمررت على موسى فسألني ‪ ،‬فقلت ‪ :‬خفف عني عشرا ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ‪ ،‬قال ‪ :‬فخفف عني‬
‫عشرا ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ‪ ،‬قال ‪ :‬فخفف‬
‫عني عشرا قال ‪ :‬ثم قال ‪ :‬ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فأتيت سدرة المنتهى فخررت ساجدا ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني يوم خلقت‬
‫السموات والرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلة ‪،‬‬
‫خمس بخمسين ‪ ،‬فقم بها أنت وأمتك ‪ ،‬فعلمت أنها من الله‬
‫صرى ‪ ،‬فمررت على موسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬كم فرض عليك ؟ قلت ‪:‬‬
‫خمس صلوات ‪ ،‬فقال ‪ :‬فرض على بني إسرائيل صلتين فما قاموا‬
‫بها ‪ ،‬فعلمت أنها من الله صرى أي حتم فلم أرجع وأما ما روي‬
‫عمن روي عنه أن ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم من‬
‫إسراء الله عز وجل به من المسجد الحرام إلى المسجد القصى ‪،‬‬
‫وما ذكر عنه أنه عاين هنالك وفي السموات السبع من عظيم‬
‫قدرته ‪ ،‬إنما كان ذلك كله رؤيا نوم ل رؤيا يقظة فقول ظاهر كتاب‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله على خلفه دال ‪ ،‬والتنزيل على فساده شاهد ‪ ،‬والخبار عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بغيره متظاهرة ‪ ،‬والروايات‬
‫ببطوله واردة فأما دليل ظاهر كتاب الله على خلفه ‪ ،‬فقوله ‪:‬‬
‫سبحان الذي أسرى بعبده ليل من المسجد الحرام إلى المسجد‬
‫القصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا ‪ ،‬فأخبر تبارك ‪ ،‬وتعالى‬
‫أنه أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد القصى ‪ ،‬معلما‬
‫بذلك خلقه قدرته على ما فعل به ‪ ،‬مما ل سبيل لحد من خلقه‬
‫إلى مثله ‪ ،‬إل لمن مكنه من ذلك مثل الذي مكن منه نبيه محمدا‬
‫صلى الله عليه وسلم ودال بذلك من فعله به على صدقه وحقيقة‬
‫نبوته ‪ ،‬إذ كان ذلك من المعجزات التي ل يقدر من البشر عليه أحد‬
‫‪ ،‬إل من خصه الله بمثل ما خصه به ‪ ،‬ولو كان ذلك رؤيا نوم ‪ ،‬لم‬
‫يكن في ذلك على حقيقة نبوة رسول الله دللة ‪ ،‬ول على من احتج‬
‫عليه به من مشركي قوم رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _‬
‫لرسوله حجة ول كان لنكار من أنكر من المشركين مسراه من‬
‫مكة إلى المسجد القصى ورجوعه إليها في ليلة واحدة وجه‬
‫معقول ‪ ،‬إذ كان معقول عند كل ذي فطرة صحيحة أن النسان قد‬
‫يرى في منامه في الساعة ‪ ،‬ما على مسيرة سنة من موضع منامه‬
‫من البلد أو أكثر ‪ ،‬وأنه يقضي هنالك أوطارا وحاجات ‪ ،‬فدع ما‬
‫على مسيرة شهر ‪ ،‬وفي تظاهر الخبار عن مشركي قوم رسول‬
‫الله _ صلى الله عليه وسلم _ بإنكارهم ما أخبرهم به رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم من مسراه من المسجد الحرام إلى المسجد‬
‫القصى ‪ ،‬أوضح البرهان وأبين البيان أن ذلك كان منهم ‪ ،‬لخبار‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم من الخبر بما كان ممتنعا‬
‫عندهم فعله على من كان بمثل خلقتهم وبنيتهم من جميع البشر ‪،‬‬
‫فأما ما كان جائزا وجوده وممكنا كونه من كل من كان بمثل‬
‫هيئتهم ومفطورا مثل فطرتهم ‪ ،‬فغير جائز منه التكذيب به ‪،‬‬
‫ومستحيل من رسول رب العالمين أن يكون احتج عليهم به ‪ ،‬ول‬
‫شك أن النائم قد يرى في نومه مما هو أبعد من مسافة ما بين‬
‫مكة وبيت المقدس ‪ ،‬أنه به ‪ ،‬وأنه يعاني به أمورا ويقضي به‬
‫أوطارا ‪ ،‬والنبياء صلوات الله عليهم ل تحتج على من أرسلت إليه‬
‫لصدقها فيما ينكره المرسلون إليهم من نبوتها ‪ ،‬إل بما يعجز عن‬
‫مثله جميع البشر ‪ ،‬إل من أيده الله جل ثناؤه بمثل ما أيدهم به من‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫العلم والدلة ‪ ،‬وأما الخبار عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فمتظاهرة بأنه ‪ ،‬قال ‪ " :‬أتاني جبريل بالبراق ‪ ،‬فحملني‬
‫عليه فسار بي حتى أتينا بيت المقدس ‪ ،‬ول شك أن الرواح ل‬
‫تحمل على الدواب وإنما تحمل عليها الجسام ذوات الرواح وغير‬
‫ذوات الرواح ‪ ،‬وفي إخباره صلى الله عليه وسلم أنه حمل على‬
‫البراق ‪ ،‬البانة عن خطأ قول من ‪ ،‬قال ‪ :‬إن خبر الله تعالى ذكره‬
‫عن نبيه صلى الله عليه وسلم أنه أسرى به ليل من المسجد‬
‫الحرام إلى المسجد القصى ‪ ،‬إنما هو خبر منه عن أنه أسرى‬
‫بروحه دون جسمه ‪ ،‬مع أن في خبر شداد بن أوس عن أبي بكر‬
‫الصديق رحمة الله عليه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫صبيحة ليلة أسري به ‪ :‬طلبتك يا رسول الله البارحة في مظانك‬
‫فلم أصبك ‪ ،‬وإجابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه بأن‬
‫جبريل حمله في تلك الليلة إلى بيت المقدس البيان الواضح أنه‬
‫سار بنفسه تلك الليلة من المسجد الحرام إلى المسجد القصى ‪،‬‬
‫والبانة عن خطأ قول من ‪ ،‬قال ‪ :‬إنما كان ذلك رؤيا منام ‪ ،‬وبنحو‬
‫الذي قلنا في ذلك تتابعت الخبار عن عامة السلف *‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬

‫ذكر بعض ما حضرنا ذكره من ذلك‬

‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ب َعْ ِ‬
‫ض َ‬
‫" هي رؤْيا عَي ُ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫ن أرِي ََها َر ُ‬
‫ْ ٍ‬ ‫ِ َ ُ َ‬

‫‪ 2777‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مالك بن إسماعيل ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا ابن عيينة ‪ ،‬عن عمرو ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬في ‪:‬‬
‫وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إل فتنة للناس ‪ ،‬قال ‪ " :‬هي رؤيا عين‬
‫أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به ‪ ،‬وليست‬
‫برؤيا منام " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م ل َي ْل َ َ‬
‫ة‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ها الن ّب ِ ّ‬ ‫ي ُرؤَْيا عَي ْ ٍ‬
‫ن َرآ َ‬ ‫" هِ َ‬

‫‪ 2778‬حدثنا سفيان بن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة ‪ ،‬عن‬


‫عمرو بن دينار ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬سئل عن قوله ‪:‬‬
‫وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إل فتنة للناس ‪ ،‬قال ‪ " :‬هي رؤيا عين‬
‫رآها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به " حدثنا الحسن بن‬
‫يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن عيينة ‪ ،‬عن‬
‫عمرو ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬نحوه *‬

‫صّلى ِفيهِ ‪،‬‬ ‫ُ‬


‫س ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫مْقدِ ِ‬ ‫شاًء إ َِلى ب َي ْ ِ‬
‫ع َ‬
‫سرِيَ ب ِهِ ِ‬
‫"أ ْ‬

‫‪ 2779‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬عن أبي رجاء ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬في قوله ‪ :‬وما جعلنا الرؤيا‬
‫التي أريناك إل فتنة للناس ‪ ،‬قال ‪ " :‬أسري به عشاء إلى بيت‬
‫المقدس ‪ ،‬فصلى فيه ‪ ،‬فأراه الله ما أراه من اليات ‪ ،‬ثم أصبح‬
‫بمكة ‪ ،‬فأخبرهم أنه أسري به إلى بيت المقدس ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا محمد‬
‫؟ ما شأنك أمسيت فيه ‪ ،‬ثم أصبحت فينا تخبرنا أنك أتيت بيت‬
‫المقدس ؟ فعجبوا من ذلك حتى ارتد بعضهم عن السلم *‬

‫ة أ َنه يزعُ َ‬ ‫ن أ َِبي ك َب ْ َ‬ ‫َ‬


‫ساَر‬
‫ه َ‬
‫م أن ّ ُ‬
‫ش َ ّ ُ َْ ُ‬ ‫ن ك َذِ ِ‬
‫ب اب ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫" أل َي ْ َ‬
‫س ِ‬

‫‪ 2780‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هوذة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عوف ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬في قوله ‪ :‬وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إل‬
‫فتنة للناس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال كفار أهل مكة ‪ " :‬أليس من كذب ابن أبي‬
‫كبشة أنه يزعم أنه سار مسيرة شهرين في ليلة " *‬

‫ما َرَأى ‪،‬‬ ‫َ‬


‫س ‪ ،‬فََرأى َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫د‬‫ق‬‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ت ال ْ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫سرِيَ ب ِهِ إ ِ َ‬
‫لى‬ ‫ْ‬
‫ة أُ‬
‫ل َي ْل َ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2781‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حكام بن سلم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عمرو ‪ ،‬عن الفرات القزاز ‪ ،‬عن سعيد بن جبير وما جعلنا الرؤيا‬
‫التي أريناك إل فتنة للناس ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان ذلك ليلة أسري به إلى‬
‫بيت المقدس ‪ ،‬فرأى ما رأى ‪ ،‬فكذبه المشركون حين أخبرهم " *‬

‫س"*‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫مْقدِ ِ‬ ‫سيُرهُ إ َِلى ب َي ْ ِ‬
‫م ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 2782‬حدثنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عبثر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حصين ‪ ،‬عن أبي مالك ‪ ،‬في هذه الية ‪ :‬وما‬
‫جعلنا الرؤيا التي أريناك إل فتنة للناس ‪ ،‬قال ‪ " :‬مسيره إلى بيت‬
‫المقدس " *‬

‫َ‬
‫س‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫مْقدِ ِ‬ ‫سيرِهِ إ َِلى ب َي ْ ِ‬ ‫ت َوال ْعِب َرِ ِفي َ‬
‫م ِ‬ ‫ن اْلَيا ِ‬
‫م َ‬ ‫" أَراهُ الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬

‫‪ 2783‬حدثنا بشر بن معاذ العقدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد يعني ابن‬


‫زريع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد ‪ ،‬عن قتادة وما جعلنا الرؤيا التي أريناك‬
‫إل فتنة للناس ‪ ،‬يقول ‪ " :‬أراه الله من اليات والعبر في مسيره‬
‫إلى بيت المقدس ‪ ،‬ذكر لنا أن ناسا ارتدوا بعد إسلمهم ‪ ،‬حين‬
‫حدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسيره ‪ ،‬أنكروا ذلك‬
‫وكذبوا به ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬تحدثنا أنك سرت مسيرة شهرين في ليلة‬
‫واحدة " *‬

‫سرِيَ ب ِهِ "‬ ‫" هُو ما رَأى في بيت ال ْمْقدس ل َيل َ َ ُ‬


‫ةأ ْ‬ ‫َ ِ ِ ْ‬ ‫َْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َ‬

‫‪ 2784‬حدثني محمد بن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫عمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قوله ‪ :‬وما‬
‫جعلنا الرؤيا التي أريناك إل فتنة للناس ‪ ،‬قال ‪ " :‬هو ما رأى في‬
‫بيت المقدس ليلة أسري به " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫ن‬
‫حي َ‬
‫س ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫مْقدِ ِ‬ ‫ق ب َي ْ ِ‬ ‫ت ِفي ط َ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫ن اْلَيا ِ‬
‫م َ‬ ‫ذي أَراهُ الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫" ال ّ ِ‬

‫‪ 2785‬حدثنا القاسم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحسين ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني حجاج ‪،‬‬


‫عن ابن جريج وما جعلنا الرؤيا التي أريناك ‪ ،‬قال ‪ " :‬الذي أراه الله‬
‫من اليات في طريق بيت المقدس حين أسري به ‪ ،‬نزلت فريضة‬
‫الصلة ليلة أسري به ‪ ،‬وأسري به قبل أن يهاجر بسنة ‪ ،‬ولتسع‬
‫سنين من العشر التي مكثها بمكة ‪ ،‬ثم رجع من ليلته ‪ ،‬فقالت‬
‫قريش ‪ :‬لتعشى فينا وأصبح فينا ثم يزعم أنه جاء الشام في ليلة‬
‫ثم رجع وايم الله إن الحدأة لتحثها شهرين ‪ ،‬شهرا مقبلة ‪ ،‬وشهرا‬
‫مدبرة " *‬

‫" يعِني ل َيل َ َ ُ‬


‫س ‪ ، -‬ثُ ّ‬
‫م‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫مْقدِ ِ‬ ‫سرِيَ ب ِهِ إ َِلى ب َي ْ ِ‬
‫ةأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬

‫‪ 2786‬حدثنا عبدان بن محمد المروزي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحسين بن‬


‫الفرج ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا معاذ ‪ ،‬يقول ‪ :‬حدثنا عبيد بن سليمان ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت الضحاك ‪ ،‬يقول في قوله ‪ :‬وما جعلنا الرؤيا التي‬
‫أريناك إل فتنة للناس " يعني ليلة أسري به إلى بيت المقدس ‪، -‬‬
‫ثم رجع من ليلته ‪ ،‬فكانت فتنة لهم " *‬

‫ُ‬ ‫حي ُ‬
‫س‬ ‫س ‪ ،‬افْت ُت ِ َ‬
‫ن ِفيَها أَنا ٌ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫مْقدِ ِ‬ ‫سرِيَ ب ِهِ إ َِلى ب َي ْ ِ‬
‫نأ ْ‬ ‫هَ َ‬
‫ذا ِ َ‬

‫‪ 2787‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬قال ابن زيد في قوله ‪ :‬وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إل فتنة‬
‫للناس ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا حين أسري به إلى بيت المقدس ‪ ،‬افتتن فيها‬
‫أناس ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يذهب إلى بيت المقدس ويرجع في ليلة ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫لما أتاني جبريل صلوات الله عليه بالبراق ليحملني عليها ‪ ،‬صرت‬
‫بأذنيها وانقبض بعضها إلى بعض ‪ ،‬فنظر إليها جبريل عليه السلم ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬والذي بعثني بالحق من عنده ‪ ،‬ما ركبك أحد من ولد آدم‬
‫خير منه ‪ ،‬قال ‪ :‬فصرت بأذنيها وارفضت عرقا حتى سال ما تحتها ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وكان منتهى خطوها عند منتهى طرفها ‪ ،‬فلما أتاهم بذلك ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫ما كان محمد لينتهي حتى يأتي بكذبة تخرج من أقطارها فأتوا أبا‬
‫بكر ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬هذا صاحبك يقول كذا وكذا ‪ ،‬فقال ‪ :‬أوقد قال ذلك ؟‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن كان قال ذلك فقد صدق ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬تصدقه‬
‫أن ‪ ،‬قال ‪ :‬ذهب إلى بيت المقدس ورجع في ليلة ‪ ،‬فقال أبو بكر ‪:‬‬
‫نزع الله عقولكم ‪ ،‬أصدقه بخبر السماء ‪ ،‬والسماء أبعد من بيت‬
‫المقدس ‪ ،‬ول أصدقه بخبر بيت المقدس ؟ قالوا للنبي صلى الله‬
‫عليه وسلم إنا قد جئنا بيت المقدس فصفه لنا ‪ ،‬فلما قالوا ذلك ‪،‬‬
‫رفعه الله عز ذكره ومثله بين عينيه ‪ ،‬فجعل يقول هو كذا ‪ ،‬وفيه‬
‫كذا ‪ ،‬فقال بعضهم ‪ :‬وأبيكم ‪ ،‬إن أخطأ منه حرفا قال ‪ :‬فقالوا ‪ :‬هو‬
‫رجل ساحر *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬رأيت موسى صلوات الله عليه آدم‬
‫أسحم " ‪ ،‬يعني بالدم ‪ ،‬في لونه ‪ ،‬وأنه يضرب إلى البياض ‪ ،‬وكذلك‬
‫كل لون ضرب إلى البياض من أي لون كان أحمر أو غيره ‪ ،‬ولذلك‬
‫قيل للظباء أدم ‪ ،‬لميل حمرتها إلى البياض ‪ ،‬ومن ذلك قول زهير‬
‫بن أبي سلمى في وصفه الظباء بذلك ‪ :‬بها العين والرام والدم‬
‫خلفة وأطلؤها ينهضن من كل مجثم يعني بالدم ‪ ،‬جمع أدماء ‪،‬‬
‫وهي ما وصفت من الظباء التي تضرب حمرتها إلى البياض ‪،‬‬
‫ويروى ذلك ‪ :‬بها العين والرام يمشين خلفة وأما السحم ‪ ،‬فإنه‬
‫السود ‪ ،‬ومن ذلك قول أعشى بني قيس بن ثعلبة ‪ :‬إذا بزلت من‬
‫دنها فاح ريحها وقد أخرجت من أسحم الجوف أدهما يعني بأسحم‬
‫الجوف ‪ ،‬أسوده ‪ ،‬ومنه أيضا قول العجاج ‪ :‬يمده آذي بحر عيلم‬
‫خضراء ترمي بالغثاء السحم ومنه قيل لبن السحماء ‪ :‬ابن‬
‫السحماء ‪ ،‬لسواد أمه ‪ ،‬فنسب إليها ‪ ،‬وإنما وصفه صلى الله عليه‬
‫وسلم بالسحمة ‪ ،‬وقد وصفه بالدمة ‪ ،‬مريدا بوصفه إياه بالسحمة‬
‫سحمة شعره إن شاء الله ‪ ،‬وبوصفه بالدمة أدمة بشرة جسده‬
‫وأما وصفه صلى الله عليه وسلم في حديث ابن المسيب بأنه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ضرب من الرجال ‪ ،‬فإنه عنى بذلك أنه خفيف اللحم غير غليظ ول‬
‫ثقيل ‪ ،‬وبذلك يوصف كل خفيف الجسم ذكي القلب من الرجال ‪،‬‬
‫ومن ذلك قول طرفة بن العبد في وصفه نفسه بذلك ‪ :‬أنا الرجل‬
‫الضرب الذي تعرفونه خشاش كرأس الحية المتوقد وأما قول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة عنه ‪،‬‬
‫في وصفه موسى صلوات الله عليه بأنه جعد أقنى ‪ ،‬فإن عنى‬
‫بقوله ‪ :‬أقنى ‪ ،‬أنه مرتفع وسط النف عن طرفيه ‪ ،‬سائلة أرنبته ‪،‬‬
‫وذلك صفة القنا في النف ‪ ،‬يقال للرجل إذا كان أنفه كذلك ‪ :‬رجل‬
‫أقنى ‪ ،‬وللمرأة امرأة قنواء ‪ ،‬بينة القنا ‪ ،‬من قوم قنو ‪ ،‬ومن ذلك‬
‫قول كعب بن زهير في صفة ناقة ‪ :‬قنواء في حرتيها للبصير بها‬
‫عتق مبين وفي الخدين تسهيل وأما قوله صلى الله عليه وسلم‬
‫في وصفه إبراهيم صلوات الله عليه ‪ " :‬ول أنظر إلى إرب من‬
‫آرابه إل نظرت إليه مني " ‪ ،‬فإنه يعني بالرب ‪ :‬العضو من‬
‫أعضائه ‪ ،‬وهو من قولهم ‪ :‬قطعه إربا إربا ‪ ،‬إذا قطعه عضوا‬
‫عضوا ‪ ،‬ومنه قولهم ‪ :‬فلن عظيم الراب ‪ ،‬مراد به عظيم‬
‫العضاء ‪ ،‬ويقال ‪ :‬أعطه عظما مؤربا ‪ ،‬فيعطي عظما تاما لم‬
‫يكسر ‪ ،‬ومنه قول الكميت بن زيد السدي ‪ :‬ول انتشلت عضوين‬
‫منها يحابر وكان لعبد القيس عضو مؤرب وقول أبي زبيد الطائي ‪:‬‬
‫وأعطى فوق النصف ذو الحق منهم وأظلم بعضا أو جميعا مؤربا‬
‫وأما " الرب " بفتح اللف والراء ‪ ،‬فإنه الحاجة ‪ ،‬يقال منه ‪ " :‬لي‬
‫فيه أرب وإربة " ‪ ،‬إذا كانت لك فيه حاجة ‪ ،‬ومن " الربة " قول‬
‫الله جل ثناؤه ‪ :‬أو التابعين غير أولي الربة من الرجال ‪ ،‬وأما الربة‬
‫بضم اللف وسكون الراء فإنها العقدة ‪ ,‬يقال من ذلك ‪ " ,‬أرب‬
‫عقدتك " ‪ ،‬إذا أمره بشدها وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫في خبره عن جبريل صلوات الله عليه ‪ :‬فشق من النحر إلى مراق‬
‫البطن ‪ ،‬فإنه يعني بالنحر ‪ ،‬اللبة وهي الثغرة ‪ ،‬وهو موضع القلدة‬
‫من صدر المرأة ‪ ،‬ومنه قول الشاعر ‪ :‬والزعفران على ترائبها‬
‫شرقا به اللبات والنحر وقول عنترة بن شداد ‪ :‬مازلت أرميهم‬
‫بثغرة نحره ولبانه حتى تسربل بالدم وأما المراق ‪ ،‬فإنه أسفل‬
‫البطن والذكر وما حوله ‪ ،‬حيث استرق الجلد ومجامع أوصال‬
‫النسان وعروقه في بطنه ‪ .‬وأما قول النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬دخلت الجنة فرأيت فيها جارية لعساء ‪ ،‬فإن اللعس سواد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫في الشفتين ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬شفة لعساء ‪ ،‬وحماء ‪ ،‬ولمياء ‪ ،‬وحواء ‪،‬‬
‫وشفاه لعس ‪ ،‬وحم ‪ ،‬ولمي ‪ ،‬وحو ‪ ،‬وذلك مما يستحب في الشفاه‬
‫‪ ،‬ومن اللعس واللمى والحوة قول ذي الرمة في صفة امرأة ‪:‬‬
‫لمياء في شفتيها حوة لعس وفي اللثات وفي أنيابها الشنب ومنه‬
‫أيضا قول العجاج ‪ :‬بفاحم دوي حتى اعلنكسا وبشر مع البياض‬
‫ألعسا ومنه قول رؤبة ‪ :‬يضحكن عن مثلوجة الفلج فيها لمى من‬
‫لعسة الدعاج وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم في خبره عن‬
‫جبريل عليه السلم ‪ ،‬عن الجنة أنها تقول ‪ :‬رب آتني ما وعدتني ‪،‬‬
‫فقد كثرت عرفي وإستبرقي وأكوابي وصحافي ‪ ،‬فإن العرف ‪ ،‬في‬
‫كلم العرب ‪ ،‬الرائحة من كل شيء ‪ ،‬وقد يكون ذلك طيبا وغير‬
‫طيب ‪ ،‬وأما في هذا الموضع فإنه الرائحة الطيبة ‪ ،‬ومن العرف‬
‫قول الشاعر ‪ :‬أبصرت عيني عشاء ضوء نار من سناها عرف هندي‬
‫وغار يعني بالعرف ‪ :‬الرائحة ‪ .‬وأما " الكواب " ‪ ،‬فإنها جمع " كوب‬
‫" ‪ ،‬والكوب ‪ :‬كل إناء ل عروة له ‪ ،‬ومنه قول أعشى بني قيس بن‬
‫ثعلبة ‪ :‬صريفية طيبا طعمها لها زبد بين كوب ودن ومنه قول الله‬
‫تبارك وتعالى ‪ :‬يطوف عليهم ولدان مخلدون ‪ .‬بأكواب وأباريق وأما‬
‫قوله مخبرا عن قول ‪ ،‬جهنم فقد كثر ضريعي وغساقي ‪ ،‬فإن‬
‫الضريع ‪ :‬نبت يسمى ما دام رطبا شبرقا ‪ ،‬فإذا يبس سمي‬
‫ضريعا ‪ ،‬وهو فيما يقال سم ‪ ،‬وأما الغساق ‪ ،‬فإن فيه لغتين ‪:‬‬
‫التشديد في سينه ‪ ،‬فإذا شدد كان صفة ‪ ،‬من قولهم ‪ :‬غسق‬
‫الشيء يغسق غسوقا ‪ ،‬وذلك إذا سال ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إن ذلك هو ما‬
‫يسيل من صديد أهل جهنم ‪ ،‬فيجتمع في بعض حياضها ‪ ،‬والتخفيف‬
‫فيها ‪ ،‬وإذا خففت كان اسما موضوعا لذلك ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إنه الشيء‬
‫المنتن بلسان أهل بخارستان ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إنه الشيء الذي قد تناهت‬
‫شدة برده ‪ ،‬فل شيء أبرد منه وأما قول النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬صليت لصحابي صلة العتمة بمكة معتما ‪ ،‬فإنه ‪ -‬يعني‬
‫بالمعتم ‪ ، -‬المبطئ ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬عتم فلن في هذا المر ‪ ،‬إذا أبطأ‬
‫فيه ‪ ،‬ومنه قول رؤبة بن العجاج ‪ :‬سهل يلين بابه وخدمه لذي غنى‬
‫أو لضعيف يرحمه ل يقطع الرفد ول يعتمه يعني بقوله ‪ :‬ول يعتمه ‪:‬‬
‫ل يبطئ بالرفد وأما قوله ‪ " :‬فشربت حتى قدعت به جبيني " ‪،‬‬
‫فإنه ‪ -‬يعني بقوله ‪ " :‬قدعت به " ‪ : -‬ضربت به ‪ ،‬ودفعت به ‪،‬‬
‫وأصل القدع ‪ ،‬الدفع والكف ‪ ،‬ومنه قول رؤبة بن العجاج ‪ :‬أقدعه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عني لجام يلجمه وعض مضاغ مجد معذمه يدق أعناق السود‬
‫فرصمه ومنه أيضا قول الطرماح بن حكيم ‪ :‬إذا ما رآنا شد للقوم‬
‫صوته وإل فمدخول الخباء قدوع وأما قول أبي بكر للنبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬لقد التمستك في مظانك ‪ ،‬فإنه ‪ -‬يعني بالمظان ‪:‬‬
‫المواضع التي يظن أنه يكون بها ‪ ،‬واحدتها ‪ :‬مظنة ‪ -‬وأما قول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬فإنها من الله صرى " ‪ ،‬فإنه يعني‬
‫صلى الله عليه وسلم بذلك أن ذلك من الله عز وجل عزيمة ‪ .‬من‬
‫قول القائل ‪ " :‬أصر فلن على هذا المر " ‪ ،‬إذا ثبت عليه ‪،‬‬
‫وعزمت عليه نفسه ‪ ،‬ومن قول الله تعالى ذكره ‪ :‬ولم يصروا على‬
‫ما فعلوا بمعنى ‪ :‬لم يثبتوا عليه ‪ ،‬ولكنهم تابوا منه من قريب ‪،‬‬
‫ومنه قول سؤر الذئب ‪ :‬لما رأيت أنها أصري وأنما يراودون ضري‬
‫قلت ‪ :‬بأشخاب عقاب دري‬

‫ي‬
‫ج ّ‬
‫صورٍ الّنا ِ‬
‫من ْ ُ‬
‫ن َ‬
‫ث عَّبادِ ب ْ ِ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬ ‫ض ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬

‫ذكر ما لم يمض ذكره من حديث عباد بن منصور الناجي ‪ ،‬عن‬


‫عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن‬
‫ذلك ما ‪:‬‬

‫ي‪#‬‬
‫ج ّ‬
‫صورٍ الّنا ِ‬
‫من ْ ُ‬
‫ن َ‬
‫ث عَّبادِ ب ْ ِ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬ ‫ض ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬

‫ل ب َِها ث ََلًثا ِفي ك ُ ّ‬


‫ل‬ ‫ح ُ‬ ‫حل َ ٌ‬
‫ة ي َك ْت َ ِ‬ ‫مك ْ ُ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م ُ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ِللن ّب ِ ّ‬

‫‪ 2788‬حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن‬


‫هارون ‪ ،‬عن عباد بن منصور ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" كانت للنبي صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل بها ثلثا في كل‬
‫عين " *‬

‫مدِ ‪ ،‬ث ََلًثا ِفي ك ُ ّ‬ ‫ل قَب َ َ‬


‫ن‬
‫ل عَي ْ ٍ‬ ‫م ِباْل ِث ْ ِ‬
‫ن ي ََنا َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ح ُ ْ‬ ‫" ي َك ْت َ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2789‬وحدثني عبد الله بن الصباح العطار ‪ ،‬وأبو كريب محمد بن‬
‫العلء ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن موسى ‪ ،‬عن إسرائيل ‪ ،‬عن عباد‬
‫بن منصور ‪ ،‬وحدثني سليمان بن عبد الجبار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحسن‬
‫بن عطية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسرائيل ‪ ،‬عن عباد بن منصور ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم " يكتحل قبل أن ينام بالثمد ‪ ،‬ثلثا في كل عين " القول في‬
‫علل هذا الخبر ‪ :‬وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب أن يكون‬
‫على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬أنه خبر ل‬
‫يعرف له مخرج يصح من حديث عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم إل من هذا الوجه ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به‬
‫عندهم منفرد وجب التثبت فيه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أنه من رواية عكرمة ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬وقد بينا قولهم في عكرمة فيما مضى بما أغنى‬
‫عن إعادته هاهنا والثالثة ‪ :‬أنه من رواية عباد بن منصور ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬وفي نقل عباد عندهم معان يجب التثبت فيه من أجلها‬
‫القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه ‪ :‬والذي فيه من ذلك‬
‫‪ ،‬البانة عن خطأ قول من أنكر الكتحال نهارا للرجال ‪ ،‬وذلك أن‬
‫الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قد ورد بأنه كان يكتحل من‬
‫غير حظر منه فعل ذلك في وقت من الليل والنهار فإن قال قائل ‪:‬‬
‫فإنه قد روي عنه أنه إنما كان يكتحل قبل النوم ‪ ،‬وأنه ندب أمته‬
‫إلى فعل ذلك عند النوم ‪ ،‬واعتل لقيله ذلك بالخبر الذي ذكرناه عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬من رواية إسرائيل ‪،‬‬
‫عن عباد بن منصور ‪ ،‬عن عكرمة عنه وبما ‪* :‬‬

‫ت‬ ‫جُلو ال ْب َ َ‬
‫صَر ‪ ،‬وَي ُن ْب ِ ُ‬ ‫عن ْد َ الن ّوْم ِ ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫م ِباْل ِث ْ ِ‬
‫مدِ ِ‬ ‫" عَل َي ْك ُ ْ‬

‫‪ 2790‬حدثنا أحمد بن منيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن يزيد‬


‫الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫المنكدر ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" عليكم بالثمد عند النوم ‪ ،‬فإنه يجلو البصر ‪ ،‬وينبت الشعر " وما ‪:‬‬
‫*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل"*‬ ‫ي‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫د‬‫م‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫ْ‬


‫ل‬ ‫با‬ ‫نا‬ ‫ر‬‫م‬ ‫" يأ ْ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ُ‬

‫‪ 2791‬حدثني محمد بن حاتم السعدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني علي بن‬


‫ثابت ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة النصاري ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان "‬
‫يأمرنا بالثمد بالليل " *‬

‫َ‬
‫عن ْد َ‬
‫ح ِ‬ ‫مدِ ال ْ ُ‬
‫مَروّ ِ‬ ‫م ِباْل ِث ْ ِ‬
‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫مَر َر ُ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 2792‬حدثني الحسن بن عرفة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني علي بن ثابت ‪ ،‬عن‬


‫عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة النصاري ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن جده ‪ ،‬قال ‪ " :‬أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثمد‬
‫المروح عند النوم " *‬

‫ب‬
‫ن ن َد ْ َ‬ ‫عن ْد َ الن ّوْم ِ " ِقي َ‬
‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫مدِ ال ْ ُ‬
‫مَروّ ِ‬ ‫م ِباْل ِث ْ ِ‬
‫" عَل َي ْك ُ ْ‬

‫‪ 2793‬حدثني أحمد بن إسحاق الهوازي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العزيز‬


‫بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا علي بن ثابت ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫النعمان بن هوذة القرشي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬عليكم بالثمد المروح عند النوم "‬
‫قيل ‪ :‬إن ندب النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى الكتحال عند‬
‫النوم ‪ ،‬غير نهي منه عليه السلم لهم عن الكتحال في غير ذلك‬
‫من أوقات الليل والنهار ‪ ،‬وإنما كان ندبه إياهم إلى الكتحال في‬
‫ذلك الوقت ‪ ،‬لعلمه بنفعه لهم فيه ‪ ،‬ولو كان من الوقات وقت هو‬
‫أنفع لهم استعمال ذلك فيه ‪ ،‬لكان قد عرف ذلك ‪ ،‬إن شاء الله ‪،‬‬
‫أمته ‪ .‬فإن ظن ظان أن أمره باستعمال ذلك ليل عند النوم ‪ ،‬إنما‬
‫كان من أجل كراهته استعماله نهارا ‪ ،‬ل من أجل ما ذكرنا من نفعه‬
‫في ذلك الوقت دون سائر الوقات غيره ‪ ،‬فإن فيما روينا من الخبر‬
‫عن جابر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ‪ " :‬عليكم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بالثمد عند النوم ‪ ،‬فإنه يجلو البصر وينبت الشعر " ‪ ،‬البيان البين‬
‫أنه عليه السلم إنما ندبهم إلى استعماله في ذلك الوقت ‪ ،‬للنفع‬
‫الذي فيه عند ذلك ‪ ،‬ل لكراهته استعماله في غيره من الوقات ‪* :‬‬

‫يجّلي وينبت أ َ‬
‫ن فِعْل ِهِ عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫م ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن " فََقد ْ ب َي ّ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ع‬‫شَفاَر ال ْ‬
‫ْ‬ ‫َُِْ ُ‬ ‫ُ َ‬

‫‪ 2794‬وقد حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أحمد بن‬


‫يونس الحمصي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عاصم من ولد عبد‬
‫الرحمن بن عوف ‪ ،‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪،‬‬
‫قالت ‪ :‬لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل حتى‬
‫يكثر ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ :‬إنك تكثر من الكحل قال ‪ " :‬إنه‬
‫يجلي وينبت أشفار العين " فقد بين ذلك من فعله عليه السلم أنه‬
‫إنما يقصد بالكتحال طلب نفعه به وفيه أيضا تصحيح الخبار‬
‫الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمره المكتحل إذا‬
‫اكتحل ‪ ،‬أن يجعل اكتحاله وترا ‪ ،‬وذلك ما ‪* :‬‬

‫م فَل ْي َك ْت َ ِ‬ ‫ذا اك ْتح َ َ‬


‫ح ْ‬
‫ل وِت ًْرا " *‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫لأ َ‬ ‫َ َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2795‬حدثني يونس بن عبد العلى الصدفي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن‬


‫وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني ابن لهيعة ‪ ،‬أن أبا يونس ‪ ،‬حدثه ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا اكتحل أحدكم‬
‫فليكتحل وترا " *‬

‫ن‬
‫خَر عَ ْ‬
‫نآ ِ‬ ‫م َ‬
‫كا ٍ‬ ‫ه ِفي َ‬
‫جد ْت ُ ُ‬ ‫ل وِت ٌْر " َقا َ‬
‫ل ‪ :‬وَوَ َ‬ ‫" ال ْك ُ ْ‬
‫ح ُ‬

‫‪ 2796‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الفريابي ‪ ،‬عن‬


‫سفيان ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن أبي العالية ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬الكحل وتر " قال ‪ :‬ووجدته في مكان‬
‫آخر عن أم الهذيل ‪ ،‬عن أنس " موقوفا *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬ ‫ن ِفي ك ُ ّ‬
‫ل عَي ْ ٍ‬ ‫مّرت َي ْ ِ‬
‫ل َ‬ ‫ن ي َك ْت َ ِ‬
‫ح ُ‬ ‫ري َ‬
‫سي ِ‬
‫ن ِ‬
‫ن اب ْ ُ‬ ‫ل وِت ًْرا ‪ ،‬وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫ي َك ْت َ ِ‬
‫ح ُ‬

‫‪ 2797‬حدثني محمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وضاح بن حسان‬


‫النباري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلم أبو الحوص ‪ ،‬عن عاصم بن سليمان ‪،‬‬
‫عن حفصة بنت سيرين ‪ ،‬عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله‬
‫عليه وسلم كان يكتحل وترا ‪ ،‬وكان ابن سيرين يكتحل مرتين في‬
‫كل عين ‪ ،‬ويقسم بينهما واحدة *‬

‫ه‬
‫دى عَي ْن َي ْ ِ‬
‫ح َ‬
‫ل ِفي إ ِ ْ‬ ‫ن ي َك ْت َ ِ‬
‫ح ُ‬ ‫ري َ‬
‫سي ِ‬
‫ن ِ‬
‫ن اب ْ ُ‬ ‫ل وِت ٌْر " وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫" ال ْك ُ ْ‬
‫ح ُ‬

‫‪ 2798‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن‬


‫حفصة بنت سيرين ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ " :‬الكحل وتر "‬
‫وكان ابن سيرين يكتحل في إحدى عينيه ميلين ‪ ،‬وفي الخرى‬
‫ميلين ‪ ،‬ويقسم ميل بينهما *‬

‫ل وِت ًْرا " *‬ ‫ل اك ْت َ َ‬


‫ح َ‬ ‫ذا اك ْت َ َ‬
‫ح َ‬ ‫إِ َ‬

‫‪ 2799‬وحدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني ابن لهيعة ‪ ،‬عن عبد الله بن هبيرة ‪ ،‬والحارث بن‬
‫يزيد ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن جبير ‪ ،‬عن عقبة بن عامر ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أنه كان إذا اكتحل اكتحل وترا " *‬

‫ُ‬
‫م ِبال ْي ُ ْ‬
‫سَرى "‬ ‫ن ث ََلًثا ‪ ،‬ي َب ْد َأ ِبال ْي ُ ْ‬
‫مَنى ث ُ ّ‬ ‫ل ِفي ك ُ ّ‬
‫ل عَي ْ ٍ‬ ‫ي َك ْت َ ِ‬
‫ح ُ‬

‫‪ 2800‬حدثني الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم بن فروخ ‪ ،‬مولى عمر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن عباس أن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان يكتحل في كل عين ثلثا ‪،‬‬
‫يبدأ باليمنى ثم باليسرى " *‬

‫حُلوا وِت ًْرا " *‬ ‫حل ْت ُ ْ‬


‫م َفاك ْت َ ِ‬ ‫ذا اك ْت َ َ‬
‫" إِ َ‬

‫‪ 2801‬حدثني العباس بن أبي طالب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يحيى بن أبي‬


‫بكير ‪ ،‬عن حسام بن مصك ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عطاء بن أبي رباح ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا‬
‫اكتحلتم فاكتحلوا وترا " *‬

‫ن ‪ ،‬وَإ ِّل‬ ‫َ‬


‫س َ‬ ‫ل فََقد ْ أ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ن فَعَ َ‬ ‫ل فَل ُْيوت ِْر ‪َ ،‬‬
‫م ْ‬ ‫ن اك ْت َ َ‬
‫ح َ‬ ‫م ِ‬
‫" َ‬

‫‪ 2802‬حدثنا محمد بن يحيى الزدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الضحاك بن‬


‫مخلد ‪ ،‬ومحمد بن القاسم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ثور بن يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬
‫حصين الحميري ‪ ،‬عن أبي سعد الخير ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من اكتحل فليوتر ‪ ،‬من فعل‬
‫فقد أحسن ‪ ،‬وإل فل حرج " وفي خبر إسرائيل ‪ ،‬عن عباد بن‬
‫منصور الذي ذكرنا قبل ‪ ،‬زيادة معنى ليست في حديث يزيد بن‬
‫هارون ‪ ،‬وهي أنه كان صلى الله عليه وسلم يكتحل بالثمد ‪ ،‬وفي‬
‫ذلك دليل على تصحيح الخبار عنه في وصفه الثمد ‪ ،‬من بين‬
‫الكحال ‪ ،‬بفضيلة النفع *‬

‫َ‬
‫حد ّث ََنا‬ ‫جُلو ال ْب َ َ‬
‫صَر " َ‬ ‫ت ال ّ‬
‫شعَْر وَي َ ْ‬ ‫م اْل ِث ْ ِ‬
‫مد ُ ‪ ،‬ي ُن ْب ِ ُ‬ ‫حال ِك ُ ُ‬
‫خي ُْر أك ْ َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2803‬وذلك نظير ما حدثنا أبو كريب محمد بن العلء ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أبو بكر بن عياش ‪ ،‬ويحيى بن سليم الطائفي ‪ ،‬عن عبد الله بن‬
‫عثمان بن خثيم ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬خير أكحالكم الثمد ‪ ،‬ينبت‬
‫الشعر ويجلو البصر " حدثنا سفيان بن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حفص‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بن غياث ‪ ،‬وجرير ‪ ،‬عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬مثله *‬

‫َ‬
‫م اْل ِث ْ ِ‬
‫مد ُ " *‬ ‫حال ِك ُ ُ‬
‫خي ُْر أك ْ َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2804‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن المسعودي ‪ ،‬عن‬


‫ابن خثيم ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬خير أكحالكم الثمد " *‬

‫َ‬
‫حد ّث ََنا‬ ‫ت ال ّ‬
‫شعَْر " َ‬ ‫جُلو ال ْعَي ْ َ‬
‫ن وَي ُن ْب ِ ُ‬ ‫م اْل ِث ْ ِ‬
‫مد ُ ‪ ،‬ي َ ْ‬ ‫حال ِك ُ ُ‬
‫خي ْرِ أك ْ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬

‫‪ 2805‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن ميسر ‪ ،‬عن ابن‬


‫جريج ‪ ،‬عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن‬
‫من خير أكحالكم الثمد ‪ ،‬يجلو العين وينبت الشعر " حدثنا أبو‬
‫كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاوية بن هشام ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن عبد الله‬
‫بن خثيم ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم نحوه *‬

‫جُلو ال ْب َ َ‬
‫صَر " *‬ ‫ت ال ّ‬
‫شعَْر وَي َ ْ‬ ‫ه ي ُن ْب ِ ُ‬ ‫م ِباْل ِث ْ ِ‬
‫مدِ ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫" عَل َي ْك ُ ْ‬

‫‪ 2806‬حدثني بشر بن دحية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قزعة بن سويد ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثني محمد بن المنكدر ‪ ،‬عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬عليكم بالثمد ‪ ،‬فإنه ينبت الشعر ويجلو‬
‫البصر " *‬

‫حد ّث َِني‬ ‫ت ال ّ‬
‫شعَْر " َ‬ ‫جُلو ال ْب َ َ‬
‫صَر وَي ُن ْب ِ ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫م ِباْل ِث ْ ِ‬
‫مدِ ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫" عَل َي ْك ُ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2807‬حدثني إبراهيم بن المستمر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الضحاك بن مخلد‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثمان بن عبد المؤمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني سالم ‪ ،‬عن‬
‫ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬عليكم‬
‫بالثمد ‪ ،‬فإنه يجلو البصر وينبت الشعر " حدثني العباس بن‬
‫محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬عن عثمان بن عبد الملك ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا سالم ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فذكر نحوه *‬

‫ة ِلل ّ‬
‫شعْرِ ‪،‬‬ ‫من ْب ِت َ ٌ‬ ‫ة ل ِل َْق َ‬
‫ذى ‪ُ ،‬‬ ‫مذ ْهَب َ ٌ‬
‫ه ُ‬ ‫م ِباْل ِث ْ ِ‬
‫مدِ ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫" عَل َي ْك ُ ْ‬

‫‪ 2808‬حدثني مروان بن الحكم الحراني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا النفيلي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا يونس بن راشد ‪ ،‬عن عون بن محمد ابن الحنفية ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬عن جده علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬عليكم بالثمد ‪ ،‬فإنه مذهبة للقذى ‪ ،‬منبتة للشعر ‪،‬‬
‫مصفاة للبصر " *‬

‫ت ال ّ‬
‫شعَْر‬ ‫حُلوا ب ِهِ ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه ي ُن ْب ِ ُ‬ ‫ل اْل ِث ْ ِ‬
‫مد ُ ‪َ ،‬فاك ْت َ ِ‬ ‫م ال ْك ُ ْ‬
‫ح ِ‬ ‫" ن ِعْ َ‬

‫‪ 2809‬حدثني الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا يزيد أبو خالد ‪ ،‬مولى زيد بن علي ‪ ،‬عن زيد بن علي ‪ ،‬عن‬
‫آبائه ‪ ،‬عن علي بن أبي طالب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬نعم الكحل الثمد ‪ ،‬فاكتحلوا به ‪ ،‬فإنه ينبت الشعر ‪،‬‬
‫ويقطع الدمعة ‪ ،‬ويجلو البصر " *‬

‫ة‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫صورٍ ‪ ،‬عَ ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَّبادِ ب ْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار عباد بن منصور ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ة‪#‬‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫صورٍ ‪ ،‬عَ ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَّبادِ ب ْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫سرِيَ ِبي إ ِّل ‪،‬‬ ‫" ما مررت بمَل من ال ْمَلئ ِك َة ل َيل َ َ ُ‬


‫ةأ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ ُ ِ َ ٍ ِ َ‬

‫‪ 2810‬حدثنا نصر بن علي الجهضمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زياد بن الربيع ‪،‬‬


‫وحدثنا سفيان بن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬جميعا ‪ ،‬عن‬
‫عباد بن منصور ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ما مررت بمل من الملئكة ليلة أسري بي‬
‫إل ‪ ،‬قالوا ‪ :‬عليك بالحجامة " وزاد ابن وكيع في حديثه عن يزيد‬
‫قال ‪ :‬وقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬خير يوم تحتجمون‬
‫فيه ‪ ،‬خمس عشرة ‪ ،‬وسبع عشرة ‪ ،‬وتسع عشرة وإحدى‬
‫وعشرون " *‬

‫مَلئ ِك َةِ إ ِّل‬


‫ن ال ْ َ‬ ‫مَل ٍ ِ‬
‫م َ‬ ‫مّر ب ِ َ‬ ‫ج ب ِهِ ‪ ،‬ل َ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫ث عُرِ َ‬
‫حي ْ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 2811‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يونس بن بكير ‪ ،‬عن عباد بن‬
‫منصور ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬حيث عرج به ‪ ،‬لم يمر بمل من الملئكة‬
‫إل قالوا ‪ " :‬عليك بالحجامة يا محمد " القول في علل هذا الخبر ‪:‬‬
‫وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب‬
‫الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لمثل العلل التي ذكرناها في الخبر‬
‫الذي مضى ذكره قبل هذا الخبر ‪ ،‬من خبر عباد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ .‬وقد وافق عكرمة‬
‫في رواية معنى هذا الخبر والندب إلى الحجامة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه غيره *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬

‫س"*‬
‫س َوالن َّعا ِ‬ ‫ص َواْل َ ْ‬
‫ضَرا ِ‬
‫ْ‬
‫ذام ِ َوالب ََر ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬
‫ج َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫جُنو ِ‬ ‫م َ‬
‫ة ِ‬
‫م ُ‬
‫جا َ‬ ‫" ال ْ ِ‬
‫ح َ‬

‫‪ 2812‬حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قدامة‬


‫بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن شيبة ‪ ،‬عن عبد الملك بن‬
‫جريج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬الحجامة من الجنون والجذام والبرص والضراس‬
‫والنعاس " *‬

‫وا ُ‬
‫ك‬ ‫س َ‬
‫ة ‪َ ،‬وال ّ‬
‫م ُ‬
‫جا َ‬ ‫حَياُء ‪َ ،‬وال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫م ‪َ ،‬وال ْ َ‬
‫حل ْ ُ‬
‫ن ال ْ ِ‬
‫سِلي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫سن َ ِ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫" ِ‬

‫‪ 2813‬حدثنا سعد بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قدامة بن محمد ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا إسماعيل بن شيبة بن تميم الطائفي ‪ ،‬عن عبد الملك بن‬
‫جريج ‪ ،‬عن عطاء بن أبي رباح ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من سنن المرسلين الحلم ‪ ،‬والحياء ‪،‬‬
‫والحجامة ‪ ،‬والسواك ‪ ،‬والتعطر ‪ ،‬وكثرة الزواج " *‬

‫خي ٌْر ‪ ،‬فَِفي ب َْزغَ ِ‬


‫ة‬ ‫ن َ‬
‫صن َُعو َ‬
‫ما ي َ ْ‬
‫م ّ‬
‫يءٍ ِ‬ ‫ن ِفي َ‬
‫ش ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ ْ‬

‫‪ 2814‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو نعيم ‪ ،‬عن طلحة بن عمرو‬
‫‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن كان في شيء مما يصنعون خير ‪ ،‬ففي‬
‫بزغة حجام " حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يعلى ‪ ،‬عن طلحة ‪ ،‬عن‬
‫عطاء ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله *‬

‫جام ٍ " *‬
‫ح ّ‬ ‫شْرط َ ُ‬
‫ة َ‬ ‫م ب ِهِ َ‬
‫داوَي ْت ُ ْ‬
‫ما ت َ َ‬
‫خي ُْر َ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2815‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حسن بن عطية ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬
‫قيس ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن فلن ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬خير ما تداويتم به شرطة‬
‫حجام " *‬

‫ة"*‬
‫م ُ‬
‫جا َ‬ ‫م ب ِهِ ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫داوَي ْت ُ ْ‬
‫ما ت َ َ‬
‫خي ُْر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2816‬حدثني الحسين بن علي الصدائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم بن فروخ ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬خير ما تداويتم به الحجامة " *‬

‫ة‬
‫ص ِ‬
‫م ّ‬
‫جام ِ وَ َ‬ ‫ص ة ِ ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫شَفاٌء ‪ ،‬فَِفي َ‬
‫م ّ‬ ‫يءٍ ِ‬
‫ش ْ‬ ‫ن ي َك ُ ْ‬
‫ن ِفي َ‬ ‫" إِ ْ‬

‫‪ 2817‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود الحفري ‪ ،‬عن يعقوب‬
‫القمي ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن يكن في شيء شفاء ‪ ،‬ففي مصة‬
‫الحجام ومصة العسل " وقد وافق أيضا ابن عباس في رواية معنى‬
‫هذا الخبر ‪ ،‬في الندب إلى الحجامة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬جماعة من أصحابه ‪ ،‬نذكر ما صح من ذلك عندنا سنده ‪،‬‬
‫ثم نتبع جميعه البيان عنه إن شاء الله *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫ط ال ْب َ ْ‬
‫حرِيّ " *‬ ‫س ُ‬
‫ة َوال ِْق ْ‬
‫م ُ‬
‫جا َ‬ ‫م ب ِهِ ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫داوَي ْت ُ ْ‬
‫ما ت َ َ‬
‫خي ُْر َ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2818‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان بن‬
‫حبيب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حميد ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري " *‬

‫َ‬
‫حب ِهِ ي َْقت ُل ُ ُ‬
‫ه‬ ‫صا ِ‬ ‫م إِ َ‬
‫ذا ت َب َي ّغَ ب ِ َ‬ ‫م ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫ن الد ّ َ‬ ‫ج ْ‬ ‫م فَل ْي َ ْ‬
‫حت َ ِ‬ ‫حدِك ُ ُ‬
‫م الد ّ ُ‬ ‫ج ب ِأ َ‬
‫ها َ‬

‫‪ 2819‬حدثنا موسى بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن عبد‬


‫العزيز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان بن حيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حميد‬
‫الطويل ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" إذا هاج بأحدكم الدم فليحتجم ‪ ،‬فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله "‬
‫*‬

‫دووِيَ ب ِهِ " *‬


‫ما ت َ ُ‬
‫خي ُْر َ‬
‫م ‪ ،‬وَهُوَ َ‬
‫ج ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ْ‬ ‫" هَ َ‬

‫‪ 2820‬حدثني يونس بن عبد العلى الصدفي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن‬


‫وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن حميد الطويل ‪ ،‬عن‬
‫أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه حجام يقال له ‪:‬‬
‫أبو طيبة ‪ ،‬فحجمه في رأسه بقرن وشرطه بشفرة ‪ ،‬فمر به رجل‬
‫من العرب ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما هذا الذي يبطط رأسك ؟ قال ‪ " :‬هذا‬
‫الحجم ‪ ،‬وهو خير ما تدووي به " *‬

‫داَوى ب ِهِ " *‬


‫ما ي ُت َ َ‬
‫خي ُْر َ‬
‫م ‪ ،‬وَهُوَ َ‬
‫ج ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ْ‬ ‫" هَ َ‬

‫‪ 2821‬حدثني محمد بن مرزوق البصري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن‬


‫مسلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن حميد ‪ ،‬عن أنس بن‬
‫مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬حجم أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫فأعطاه صاعا من تمر ‪ ،‬وكلم مواليه أن يخففوا عنه من ضريبته ‪،‬‬
‫فدخل عليه عيينة أو القرع ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما هذا الذي يبطك ؟ قال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وهو يمصه بقرن ويبطه بشفرة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬هذا الحجم ‪ ،‬وهو خير ما‬
‫يتداوى به " *‬

‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫صب َْيان ِك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ط ال ْب َ ْ‬
‫حرِيّ ل ِ ِ‬ ‫س ُ‬
‫ة ‪َ ،‬وال ِْق ْ‬
‫م ُ‬
‫جا َ‬ ‫م ب ِهِ ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫داوَي ْت ُ ْ‬
‫ما ت َ َ‬
‫ل َ‬ ‫مث َ َ‬
‫أ ْ‬
‫ال ْعُذ َْر ِ‬
‫ة‬

‫‪ 2822‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫حميد ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫إن أمثل ما تداويتم به الحجامة ‪ ،‬والقسط البحري لصبيانكم من‬
‫العذرة ‪ ،‬ول تعذبوهم بالغمز " *‬

‫م"*‬
‫ج ُ‬ ‫س ال ْ َ‬
‫ح ْ‬ ‫داَوى ب ِهِ الّنا ُ‬
‫ما ت َ َ‬
‫خي ْرِ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬

‫‪ 2823‬وحدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن عبد الملك ‪ ،‬عن حصين بن الحر ‪ ،‬عن سمرة‬
‫بن جندب ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬إن من خير‬
‫ما تداوى به الناس الحجم " *‬

‫م ؟ َقا َ‬
‫ل‬ ‫ج ُ‬ ‫ما ال ْ َ‬
‫ح ْ‬ ‫م " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل ‪ :‬وَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ْ‬ ‫" هَ َ‬

‫‪ 2824‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حفص بن بغيل الهمداني ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا زهير عن عبد الملك بن عمير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حصين بن‬
‫أبي الحر ‪ ،‬قال ‪ :‬أبو جعفر إنما هو ابن الحر ‪ ،‬ولكن غلط الشيخ‬
‫عن سمرة ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫فجاء حجام ‪ ،‬فأمره أن يحجمه ‪ ،‬فأخرج محاجم من قرون فألزمها‬
‫إياه ‪ ،‬وشرطه بطرف الشفرة ‪ ،‬ثم صب الدم في إناء عنده ‪،‬‬
‫فدخل عليه رجل من بني فزارة ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما هذا يا رسول الله ؟‬
‫على ما تمكن هذا من جلدك يقطعه ؟ فسمعت رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬هذا الحجم " ‪ ،‬قال ‪ :‬وما الحجم ؟ قال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫" هو خير ما تداووا به " حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حميد بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬عن زهير ‪ ،‬عن عبد الملك بن عمير ‪ ،‬عن حصين بن الحر‬
‫‪ ،‬عن سمرة بن جندب ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬مثله‬
‫حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حسين بن علي الجعفي ‪ ،‬عن زائدة ‪،‬‬
‫عن عبد الملك بن عمير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حصين بن الحر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت سمرة بن جندب ‪ ،‬قال ‪ :‬إني عند رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ثم ذكر نحوه ‪ ،‬إل أنه قال ‪ " :‬خير ما تداوى به الناس‬
‫"*‬

‫م ‪َ ،‬يا‬
‫ج ُ‬ ‫ما ال ْ َ‬
‫ح ْ‬ ‫م " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل ‪ :‬وَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ْ‬ ‫" هَ َ‬

‫‪ 2825‬حدثني محمد بن خلف العسقلني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا آدم ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شيبان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الملك بن عمير ‪ ،‬عن حصين بن أبي‬
‫الحر العنبري ‪ ،‬عن سمرة بن جندب ‪ ،‬قال ‪ :‬إني لجالس عند‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬إذ دعا حجاما فألزمه قرونا ‪،‬‬
‫ثمت دعا بشفرة فجعل يشرطه بها ‪ ،‬وأتى بإناء فجعل يهريق دمه‬
‫فيه ‪ ،‬فدخل أعرابي ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله على ما تعطي هذا‬
‫يقطع ظهرك ؟ ما هذا يا رسول الله ؟ قال ‪ " :‬هذا الحجم " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وما الحجم ‪ ،‬يا رسول الله ؟ قال ‪ " :‬خير ما تداوى به الناس‬
‫"*‬

‫م"*‬
‫ج ُ‬ ‫م ب ِهِ ال ْ َ‬
‫ح ْ‬ ‫داوَي ْت ُ ْ‬
‫ما ت َ َ‬
‫خي ْرِ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" ِ‬

‫‪ 2826‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن عبد الملك بن‬
‫عمير ‪ ،‬عن حصين بن أبي الحر ‪ ،‬عن سمرة بن جندب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من خير ما تداويتم به الحجم " *‬

‫ة"*‬
‫م ُ‬
‫جا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫خي َْر د ََوائ ِك ُ ُ‬
‫َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2827‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬ومحمد بن‬
‫جعفر ‪ ،‬قال ‪ ،‬حدثنا عوف ‪ ،‬قال حدثني شيخ ‪ ،‬من بني بكر بن وائل‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على سمرة بن جندب وهو يحتجم ‪ ،‬فقال ‪ :‬سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن خير دوائكم الحجامة‬
‫"*‬

‫م"*‬
‫ج ُ‬ ‫م ب ِهِ ال ْ َ‬
‫ح ْ‬ ‫داوَي ْت ُ ْ‬
‫ما ت َ َ‬
‫خي ُْر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2828‬حدثني عبد الملك بن محمد الرقاشي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد‬


‫الصمد ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬عن عوف ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬من ولد أبي بكرة ‪،‬‬
‫عن سمرة بن جندب ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫خير ما تداويتم به الحجم " *‬

‫جم ٍ أ َْو‬
‫ح َ‬ ‫شْرط َةِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫خي ٌْر ‪ ،‬فَِفي َ‬
‫م هَذِهِ َ‬ ‫شيءٍ م َ‬
‫ن أد ْوِي َت ِك ُ ْ‬
‫ِفي َ ْ ِ ْ‬

‫‪ 2829‬حدثني محمد بن معمر ‪ ،‬ومحمد بن مرزوق البصريان ‪،‬‬


‫قال ‪ ،‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن عبد‬
‫الله بن حنظلة الغسيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة ‪،‬‬
‫عن جابر بن عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬إن كان في شيء من أدويتكم هذه خير ‪ ،‬ففي‬
‫شرطة محجم أو شربة عسل ‪ ،‬أو لذعة نار يوافق داء ‪ ،‬وما أحب‬
‫أن أكتوي " *‬

‫َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو َ‬
‫ت َر ُ‬
‫مع ْ ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَإ ِّني َ‬
‫س ِ‬ ‫ج َ‬
‫حت َ ِ‬
‫حّتى ت َ ْ‬ ‫َل أب َْر ُ‬
‫ح َ‬

‫‪ 2830‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني عمرو بن الحارث ‪ ،‬أن بكير بن عبد الله ‪ ،‬حدثه أن‬
‫عاصم بن عمر بن قتادة حدثه أن جابر بن عبد الله عاد المقنع ‪ ،‬ثم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال ‪ :‬ل أبرح حتى تحتجم ‪ ،‬فإني سمعت رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يقول ‪ " :‬إن فيه شفاء " *‬

‫داءَ فَِفي ال ْ ِ‬ ‫َ‬


‫ة‬
‫م ِ‬
‫جا َ‬
‫ح َ‬ ‫داءَ أوْ ي َط ْل ُ ُ‬
‫ب ال ّ‬ ‫ب ال ّ‬
‫صي ُ‬
‫ن ب ِهِ ي ُ ِ‬
‫جو َ‬
‫ما ت َُعال ِ ُ‬
‫م ّ‬
‫يءٌ ِ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬

‫‪ 2831‬حدثني سعيد بن يحيى الموي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرت عن صفوان بن سليم ‪ ،‬عن عاصم ‪،‬‬
‫عن أبي قتادة ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن‬
‫كان شيء مما تعالجون به يصيب الداء أو يطلب الداء ففي‬
‫الحجامة " *‬

‫شيءٍ م َ‬
‫جام ٍ " *‬
‫ح ّ‬
‫صة ِ َ‬ ‫شَفاٌء ‪ ،‬فَِفي َ‬
‫م ّ‬ ‫ن أد ْوِي َت ِك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫َ ْ ِ ْ‬

‫‪ 2832‬حدثني أحمد بن يحيى الزدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عون بن سلم ‪،‬‬


‫عن يعقوب القمي ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن كان في شيء من أدويتكم‬
‫شفاء ‪ ،‬ففي مصة حجام " *‬

‫جام ٍ ‪ ،‬أ َْو‬


‫ح ّ‬
‫ت َ‬ ‫شَر َ‬
‫طا ِ‬ ‫يٍء ‪ ،‬فَِفي َ‬ ‫ن ِفي َ‬
‫ش ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ ْ‬

‫‪ 2833‬حدثني العباس بن أبي طالب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن أسعد‬


‫بن سعيد التغلبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زهير بن معاوية أبو خيثمة ‪ ،‬عن‬
‫عبيد الله بن عمر ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن كان في شيء ‪ ،‬ففي شرطات‬
‫حجام ‪ ،‬أو حبيبات سود ‪ ،‬أو شربة من عسل ‪ ،‬أو لذعات نار تصيب‬
‫الداء ‪ ،‬وما أحب أن أكتوي " يعني ‪ :‬شفاء *‬

‫يٍء ‪ ،‬فَِفي ث ََل ٍ‬


‫ث ‪ِ :‬في‬ ‫شَفاُء ِفي َ‬
‫ش ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2834‬حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬


‫سعيد التغلبي محمد بن أسعد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زهير ‪ ،‬عن عبيد الله‬
‫بن عمر ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أنه قال ‪ " :‬إن كان الشفاء في شيء ‪ ،‬ففي ثلث ‪ :‬في‬
‫شربة عسل ‪ ،‬أو شرطة حجام ‪ ،‬أو حبيبات سود ‪ ،‬أو لذعات نار ‪،‬‬
‫وما أحب أن أكتوي " حدثني علي بن عبد الرحمن بن محمد‬
‫المخزومي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو سعيد التغلبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زهير بن‬
‫معاوية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن عمر ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن كان في شيء مما‬
‫تداوون شفاء ‪ ،‬ففي شرطة محجم ‪ ،‬أو شربة عسل " ثم ذكر‬
‫نحوه *‬

‫ل‪،‬‬
‫س ٍ‬
‫ن عَ َ‬
‫م َ‬ ‫جم ٍ ‪ ،‬أ َوْ َ‬
‫شْرب َةٍ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫شْرط َةِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫شَفاءٌ ‪ ،‬فَِفي َ‬
‫ِ‬

‫‪ 2835‬حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا المقرئ ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي أيوب ‪ ،‬عن يزيد‬
‫بن أبي حبيب ‪ ،‬عن سويد بن قيس ‪ ،‬عن معاوية بن حديج أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن كان شفاء ‪ ،‬ففي‬
‫شرطة محجم ‪ ،‬أو شربة من عسل ‪ ،‬أو كية بنار تصيب ألما ‪ ،‬وما‬
‫أحب أن أكتوي " *‬

‫ة‬ ‫ل ‪ ،‬أ َوْ َ‬


‫شْرط َ ِ‬ ‫س ٍ‬ ‫شَفاءٌ ‪ ،‬فَِفي َ‬
‫شْرب َةِ عَ َ‬ ‫م ِ‬
‫شيءٍ م َ‬
‫ن أد ْوِي َت ِك ُ ْ‬
‫َ ْ ِ ْ‬

‫‪ 2836‬حدثني الحسن بن شاذان الواسطي ‪ ،‬والفضل بن الصباح ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي‬
‫أيوب ‪ ،‬عن يزيد بن أبي حبيب ‪ ،‬عن سويد بن قيس ‪ ،‬عن معاوية‬
‫بن حديج ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن كان‬
‫في شيء من أدويتكم شفاء ‪ ،‬ففي شربة عسل ‪ ،‬أو شرطة محجم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ ،‬أو كية بنار " ‪ ،‬قال الفضل بن الصباح في حديثه ‪ " :‬أو كية بنار‬
‫تصيب الداء " ولم يقل ذلك ابن شاذان وما أحب أن أكتوي *‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل ‪ ،‬أ َوْ َ‬
‫شْرط َةٍ ِ‬ ‫س ٍ‬
‫شْرب َةِ عَ َ‬ ‫شَفاٌء فَِفي ث ََل ٍ‬
‫ث‪َ ،‬‬ ‫يءٍ ِ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬

‫‪ 2837‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عبد‬


‫الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي أيوب‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الله بن الوليد ‪ ،‬عن أبي الخير مرثد بن عبد الله‬
‫اليزني ‪ ،‬عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن كان في شيء شفاء ففي ثلث ‪ ،‬شربة عسل ‪،‬‬
‫أو شرطة من محجم ‪ ،‬أو كية بنار تصيب ألما ‪ ،‬وأنا أكره الكي ول‬
‫أحبه " *‬

‫شْرط َ ِ‬
‫ة‬ ‫ل ‪ ،‬وَ َ‬
‫س ٍ‬ ‫شَفاءٌ ‪ ،‬فَِفي َ‬
‫شْرب َةِ عَ َ‬ ‫ن ب ِهِ ِ‬
‫جو َ‬
‫ما ت َُعال ِ ُ‬
‫م ّ‬
‫يءٍ ِ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬

‫‪ 2838‬حدثنا أبو كريب محمد بن العلء ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن‬


‫إسحاق البجلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن أيوب ‪ ،‬عن يزيد بن أبي‬
‫حبيب ‪ ،‬أن سويد بن قيس ‪ ،‬أخبره عن رجل ‪ ،‬من النصار قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن كان في شيء مما‬
‫تعالجون به شفاء ‪ ،‬ففي شربة عسل ‪ ،‬وشرطة محجم ‪ ،‬وكية نار‬
‫تصيب ألما ‪ ،‬وما أحب أن أكتوي " *‬

‫جم ٍ ‪ ،‬أ َْو‬


‫ح َ‬ ‫شْرط َةِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫شَفاءٌ ‪ ،‬فَِفي َ‬
‫ن ب ِهِ ِ‬
‫جو َ‬
‫ما ت َُعال ِ ُ‬
‫م ّ‬
‫يءٍ ِ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬

‫‪ 2839‬حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يزيد ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا محمد ‪ ،‬عن يزيد بن أبي حبيب ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬من‬
‫النصار من بني سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إن يك في شيء مما تعالجون به شفاء ‪ ،‬ففي شرطة‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫محجم ‪ ،‬أو شربة من عسل ‪ ،‬أو لذعة من نار تصيب ألما ‪ ،‬وما‬
‫أحب أن أكتوي " *‬

‫جم ٍ "‬
‫ح َ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬ ‫ل أ َوْ َ‬
‫شْرط َ ُ‬ ‫س ٍ‬
‫ة عَ َ‬ ‫شَفاٌء ‪ ،‬فَ َ‬
‫شْرب َ ُ‬ ‫ن ِ‬
‫جو َ‬
‫ما ت َُعال ِ ُ‬
‫م ّ‬
‫يءٍ ِ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬

‫‪ 2840‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني ابن الحارث ‪ ،‬عن يزيد بن أبي حبيب ‪ ،‬عن سويد بن‬
‫قيس ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬من النصار أنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬إن كان في شيء مما تعالجون شفاء ‪ ،‬فشربة‬
‫عسل أو شرطة محجم " *‬

‫ن َل‬ ‫َ‬ ‫"م َ‬


‫ماءَ ‪ ،‬فََل ي َ ُ‬
‫ضّرهُ أ ْ‬ ‫ه هَذِهِ الد ّ َ‬
‫من ْ ُ‬
‫ن أهَْراقَ ِ‬
‫َ ْ‬

‫‪ 2841‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو يعني‬


‫ابن أبي سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أبو معيد ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن ثابت‬
‫بن ثوبان ‪ ،‬عن ثابت بن ثوبان ‪ ،‬عن أبي كبشة النماري ‪ ،‬أنه حدثه‬
‫عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أنه كان يحتجم على هامته‬
‫وبين كتفيه ويقول ‪ " :‬من أهراق منه هذه الدماء ‪ ،‬فل يضره أن ل‬
‫يتداوى بشيء لشيء " *‬

‫َ‬
‫ري َ‬
‫ل‬ ‫جب ْ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م‪،‬أ ّ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫حد ّث َِني َر ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 2842‬حدثني هلل بن العلء الرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي وعبد الله‬


‫بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن عمرو ‪ ،‬عن زيد ‪ ،‬وحدثني هلل‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن عبد الملك الحراني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫سلمة ‪ ،‬عن أبي عبد الرحيم ‪ ،‬عن زيد ‪ ،‬عن محمد النخعي ‪ ،‬عن‬
‫أبي الحكم البجلي ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على أبي هريرة وهو يحتجم ‪،‬‬
‫فقال لي ‪ " :‬يا أبا الحكم ‪ ،‬أما تحتجم ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫احتجمت قط ‪ ،‬قال ‪ " :‬حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫أن جبريل حدثه أنه أنفع أو خير ما تداوى به الناس " *‬

‫ةم َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫س"*‬
‫داَوى ب ِهِ الّنا ُ‬
‫ما ي َت َ َ‬
‫ل َ‬ ‫ن أفْ َ‬
‫ض ِ‬ ‫م َ ِ ْ‬
‫جا َ‬
‫ح َ‬

‫‪ 2843‬حدثنا الحسن بن الصباح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن جعفر‬


‫الرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن عمرو ‪ ،‬عن زيد ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫قيس النخعي ‪ ،‬عن أبي الحكم البجلي ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت على أبي‬
‫هريرة وهو يحتجم ‪ ،‬فقلت ‪ :‬تحتجم يا أبا هريرة ؟ ما احتجمت‬
‫قط ‪ ،‬فقال أبو هريرة ‪ :‬أخبرنا أبو القاسم صلى الله عليه وسلم "‬
‫أن جبريل أخبره أن الحجامة من أفضل ما يتداوى به الناس " *‬

‫ن َل‬ ‫َ‬ ‫"م َ‬


‫ماءَ ‪ ،‬فََل ي َ ُ‬
‫ضّرهُ أ ْ‬ ‫ه هَذِهِ الد ّ َ‬
‫من ْ ُ‬
‫ن أهَْراقَ ِ‬
‫َ ْ‬

‫‪ 2844‬حدثنا سفيان بن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زيد بن الحباب ‪ ،‬عن‬


‫عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هزان ‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن خالد بن الوليد أنه احتجم في رأسه وبين كتفيه ‪ ،‬فقيل‬
‫له ‪ :‬ما هذا ؟ فقال ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫من أهراق منه هذه الدماء ‪ ،‬فل يضره أن ل يتداوى بشيء لشيء "‬
‫*‬

‫سهِ إ ِّل َقا َ‬ ‫ْ‬


‫م"‬
‫ج ْ‬
‫حت َ ِ‬
‫ل‪":‬ا ْ‬ ‫كو إ ِل َي ْهِ وَ َ‬
‫جًعا ِفي َرأ ِ‬ ‫ش ُ‬
‫فَي َ ْ‬

‫‪ 2845‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني عبد الرحمن بن أبي الموال ‪ ،‬عن فائد ‪ ،‬مولى عبيد‬
‫الله بن علي بن أبي رافع ‪ ،‬عن موله ‪ ،‬عن جدته سلمى خادم‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قالت ‪ :‬ما كان إنسان يأتي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشكو إليه وجعا في رأسه إل‬
‫قال ‪ " :‬احتجم " حدثني يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا وهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وأخبرنيه أيضا عبد الرحمن ‪ ،‬عن عبد الله بن حسن بمثل ذلك عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم *‬

‫َ‬
‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫كو إ َِلى َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ش ُ‬ ‫دا قَ ّ‬
‫ط يَ ْ‬ ‫ح ً‬
‫تأ َ‬‫مع ْ ُ‬
‫س ِ‬
‫ما َ‬
‫َ‬

‫‪ 2846‬وحدثني محمد بن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال ‪ ،‬عن أيوب بن حسن بن‬
‫علي بن أبي رافع ‪ ،‬عن جدته سلمى ‪ ،‬قالت ‪ :‬ما سمعت أحدا قط‬
‫يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع في رأسه‬
‫إل ‪ ،‬قال ‪ " :‬احتجم " *‬

‫س َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ط‬ ‫مة ِ و َ َ‬
‫جا َ‬ ‫مَرهُ ِبال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫سهِ ‪ " ،‬فَأ َ‬
‫جد ُهُ ِفي َرأ ِ‬ ‫كا إ ِل َي ْهِ وَ َ‬
‫جًعا ي َ ِ‬ ‫ش َ‬
‫فَ َ‬

‫‪ 2847‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معمر بن محمد بن عبيد الله‬


‫بن أبي رافع ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي محمد ‪ ،‬عن أبيه عبيد الله ‪ ،‬عن‬
‫سلمى ‪ ،‬مولة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬وهي‬
‫جدتي ‪ ،‬قالت ‪ :‬كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إذ‬
‫أتاه رجل فشكا إليه وجعا يجده في رأسه ‪ " ،‬فأمره بالحجامة‬
‫وسط رأسه " *‬

‫زيد ُ ِفي‬
‫ي تَ ِ‬ ‫شَفاٌء وَب ََرك َ ٌ‬
‫ة ‪ ،‬وَهِ َ‬ ‫ق ِفيَها ِ‬ ‫م ُ َ‬ ‫" ال ْ ِ‬
‫ة عَلى الّري ِ‬ ‫جا َ‬
‫ح َ‬

‫‪ 2848‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو صالح ‪،‬‬


‫كاتب الليث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا العطاف بن خالد ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬أن ابن‬
‫عمر ‪ ،‬قال له ‪ :‬يا نافع ‪ ،‬تبيغ بي الدم فابغني حجاما ‪ ،‬ول تجعله‬
‫صبيا ول شيخا كبيرا ‪ ،‬فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬يقول ‪ " :‬الحجامة على الريق فيها شفاء وبركة ‪ ،‬وهي تزيد‬
‫في العقل ‪ ،‬وتزيد في الحفظ ‪ ،‬وتزيد الحافظ حفظا " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة‬
‫م ُ‬ ‫م ب ِهِ ال ْ ِ‬ ‫" إنك ُم َلبد ل َك ُ َ‬
‫جا َ‬
‫ح َ‬ ‫داوَي ْت ُ ْ‬
‫ما ت َ َ‬
‫خي ُْر َ‬
‫داوَْوا وَ َ‬
‫ن تَ َ‬
‫مأ ْ‬‫ْ‬ ‫ِّ ْ ُ ّ‬

‫‪ 2849‬حدثني سلم بن جنادة السوائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حفص يعني‬


‫ابن غياث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الشعث ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إنكم لبد لكم أن تداووا وخير ما‬
‫تداويتم به الحجامة " *‬

‫ت ب ِهِ ال ْعََر ُ‬
‫ب"*‬ ‫داوَ ْ‬
‫ما ت َ َ‬
‫خي ُْر َ‬
‫" َ‬

‫‪ 2850‬حدثني سلم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حفص ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬دخل عيينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وهو يحتجم بقرن ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما هذا ؟ قال ‪ " :‬خير ما تداوت به‬
‫العرب " *‬

‫داَوى ب ِهِ ال ْعََر ُ‬


‫ب"*‬ ‫ما ت َ َ‬
‫خي ُْر َ‬ ‫" هَ َ‬
‫ذا َ‬

‫‪ 2851‬حدثني أبو السائب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن العمش ‪،‬‬
‫عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء عيينة بن حصن إلى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم وهو يحتجم ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما هذا ؟ قال ‪ " :‬هذا خير ما تداوى به‬
‫العرب " *‬

‫ة‬
‫م ُ‬
‫جا َ‬ ‫م ‪َ ،‬وال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫حل ْ ُ‬
‫حَياُء ‪َ ،‬وال ْ ِ‬
‫ن ‪ :‬ال ْ َ‬
‫سِلي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫سن َ ِ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫س ِ‬
‫م ٌ‬
‫خ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2852‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬


‫إسماعيل بن أبي فديك ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمر بن محمد السلمي ‪،‬‬
‫عن مليح بن عبد الله الخطمي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬خمس من سنن المرسلين ‪:‬‬
‫الحياء ‪ ،‬والحلم ‪ ،‬والحجامة والسواك ‪ ،‬والتعطر " حدثني سلمان‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بن ثابت الخزاز الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا محمد بن أبي فديك ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬حدثنا عمر بن محمد السلمي ‪ ،‬عن مليح بن عبد الله الخطمي ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فذكر مثله‬
‫ولم يقل ‪ " :‬عن جده " وفي حديث " ابن وكيع ‪ ،‬عن يزيد " ‪ ،‬زيادة‬
‫معنى ليست في حديث " نصر بن علي ‪ ،‬عن زياد بن الربيع " ‪،‬‬
‫وهو قوله ‪ " :‬خير يوم تحتجمون فيه خمس عشرة وسبع عشرة‬
‫وتسع عشرة وإحدى وعشرون " ‪ .‬وذلك مما قد وافق في روايته‬
‫عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬عكرمة وغيره من‬
‫أصحاب ابن عباس ‪ ،‬ووافق ابن عباس في روايته عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬غيره من أصحابه ‪ ،‬نذكر ما صح من ذلك عندنا‬
‫سنده ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله *‬

‫س‪،‬‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫ن اب ْ ِ‬ ‫ة ِفي رَِواي َةِ ذ َل ِ َ‬
‫ك عَ ِ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن َوافَقَ ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافق عكرمة في رواية ذلك عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي‬


‫صلى الله عليه وسلم‬

‫س‪#،‬‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫ن اب ْ ِ‬ ‫ة ِفي رَِواي َةِ ذ َل ِ َ‬
‫ك عَ ِ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن َوافَقَ ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫شَرةَ ‪ ،‬أ َْو‬


‫سب ْعَ عَ ْ‬ ‫َ‬ ‫س عَ ْ‬
‫شَرةَ ‪ ،‬أوْ َ‬ ‫م َ‬
‫خ ْ‬
‫موا ِفي َ‬
‫ج ُ‬
‫حت َ ِ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 2853‬حدثنا سفيان بن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود الحفري ‪ ،‬عن‬


‫يعقوب يعني القمي ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬احتجموا في خمس‬
‫عشرة ‪ ،‬أو سبع عشرة ‪ ،‬أو تسع عشرة ‪ ،‬أو إحدى وعشرين ‪ ،‬ل‬
‫يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله " *‬

‫ي‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫س ِفي رَِواي َةِ ذ َل ِ َ‬
‫ك ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫ن َوافَقَ اب ْ َ‬
‫ن عَّبا ٍ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر من وافق ابن عباس في رواية ذلك ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم‬

‫ي‪#‬‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫س ِفي رَِواي َةِ ذ َل ِ َ‬
‫ك ‪ ،‬عَ ِ‬ ‫ن َوافَقَ اب ْ َ‬
‫ن عَّبا ٍ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫داِء‬ ‫ن ال ّ‬
‫شهْرِ ‪ ،‬د ََواءٌ ل ِ َ‬ ‫م َ‬
‫شَرةَ ِ‬ ‫م الث َّلَثاِء ل ِ َ‬
‫سب ْعَ عَ ْ‬ ‫ة ي َوْ ُ‬
‫م ُ‬
‫جا َ‬ ‫" ال ْ ِ‬
‫ح َ‬

‫‪ 2854‬حدثني الحسن بن شبيب المكتب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬


‫جعفر المدائني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلم ‪ ،‬عن زيد العمي ‪ ،‬عن معاوية‬
‫بن قرة ‪ ،‬عن معقل بن يسار ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬الحجامة يوم الثلثاء لسبع عشرة من الشهر ‪ ،‬دواء‬
‫لداء سنة " القول في البيان عن معاني هذه الخبار إن قال لك‬
‫قائل ‪ :‬ما أنت قائل في هذه الخبار التي رويتها لنا عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬من ندبه أمته إلى الحجامة ‪ ،‬وقوله عليه‬
‫السلم ‪ " :‬ما مررت بمل من المل العلى إل أمروني بالحجامة ‪،‬‬
‫وقالوا ‪ :‬مر أمتك بالحجامة " ‪ ،‬وقوله صلى الله عليه وسلم "‬
‫احتجموا لخمس عشرة ‪ ،‬وسبع عشرة ‪ ،‬وتسع عشرة ‪ ،‬وإحدى‬
‫وعشرين " أعلى العموم أم على الخصوص ؟ فإن قلت ‪ :‬إنها على‬
‫العموم ‪ ،‬فما أنت قائل فيما ‪* :‬‬

‫ذا بل َغَ الرج ُ َ‬


‫ن‬ ‫م " َقا َ‬
‫ل اب ْ ُ‬ ‫ج ْ‬
‫حت َ ِ‬ ‫ن ‪ ،‬لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ل أْرب َِعي َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫" إِ َ َ‬

‫‪ 2855‬حدثك يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬عن ابن‬


‫عون ‪ ،‬عن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬كان يقول ‪ " :‬إذا بلغ الرجل أربعين ‪ ،‬لم‬
‫يحتجم " قال ابن عون ‪ :‬فتركت الحجامة ‪ ،‬وكانت نعمة من الله‬
‫وإن قلت ‪ :‬هي على الخصوص ‪ ،‬فما الدليل على خصوصها ‪ ،‬وأنت‬
‫ممن ل يرى إحالة ظاهر إلى باطن إل بحجة يجب التسليم لها ؟‬
‫قيل ‪ :‬إن أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بذلك ‪ ،‬إنما هو أمر‬
‫ندب ‪ ،‬ل أمر إيجاب وإلزام ‪ ،‬وهو عام فيما ندبهم إليه من معناه ‪.‬‬
‫وذلك أنه صلى الله عليه وسلم إنما أمرهم بالحجامة حضا منه لهم‬
‫بذلك على ما فيه نفعهم وصلح أجسامهم ‪ ،‬ودفع ما يخاف من‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫غائلة الدم على أبدانهم إذا كثر وتبيغ ‪ ،‬ل على وجه إلزام فرض‬
‫ذلك لهم ‪ .‬فإذ كان ذلك كذلك ‪ ،‬فمعلوم أن معنى أمره صلى الله‬
‫عليه وسلم أمته بإخراج ذلك من أبدانهم ‪ ،‬إنما هو ندب منه لهم‬
‫إلى استعمال ذلك ‪ ،‬في الحين الذي إخراجه صلح لبدانهم وقد‬
‫بين ذلك صلى الله عليه وسلم في الخبر الذي ذكرناه عن حميد ‪،‬‬
‫عن أنس ‪ ،‬عنه بقوله ‪ " :‬إذا هاج بأحدكم الدم فليحتجم ‪ ،‬فإن الدم‬
‫إذا تبيغ بصاحبه قتله " ‪ ،‬ففي ذلك من قوله عليه السلم البيان‬
‫البين أن معناه في أمره أمته بالحجامة لما ذكرنا من المعاني ‪.‬‬
‫وإذا كان ذلك كما وصفنا ‪ ،‬فغير بعيد ما روي عن ابن سيرين من‬
‫نهيه ابن أربعين سنة عن الحجامة ‪ ،‬وما ذكر عن ابن عون من‬
‫اعتداده ترك الحجامة بعد بلوغه أربعين سنة من نعمة الله عليه‬
‫من الصواب ‪ .‬وذلك أن ابن آدم ‪ ،‬بعد بلوغه أربعين سنة ‪ ،‬في‬
‫انتقاص من عمره ‪ ،‬وانحلل من قوى جسمه ‪ ،‬والدم أحد المعاني‬
‫التي بها قوام بدنه وتمام حياته إذا كان معتدل فيه قدره ‪ ،‬وفي أخذ‬
‫الليالي واليام من قوى بدن ابن الربعين ومنته ‪ ،‬وإنقاصها من‬
‫جسمه ‪ ،‬غناء له عن معونتها عليه ‪ ،‬بما يزيده وهنا على وهن ‪ ،‬يرد‬
‫به إلى العطب والتلف إل أن يتبيغ به الدم حتى يكون الغلب من‬
‫أمره خوف الضر بترك إخراجه ‪ ،‬ورجاء الصلح ببزغه ‪ ،‬فيحق عليه‬
‫حينئذ إخراجه والعمل بما ندبه إلى العمل به نبيه صلى الله عليه‬
‫وسلم وأما قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬احتجموا لخمس‬
‫عشرة ‪ ،‬أو سبع عشرة ‪ ،‬أو تسع عشرة " فإن ذلك اختيار منه‬
‫عليه السلم للوتر من أيام الشهر على الشفع منها ‪ ،‬لفضل الوتر‬
‫على الشفع منها وأما ندبه أمته إلى الحتجام في حال انتقاص‬
‫الهلل من تناهي تمامه ‪ ،‬دون حين استهلله وبدء نمائه ‪ ،‬فلن‬
‫ثوران كل ثائر وتحرك كل علة مكروهة ‪ ،‬فإنما يكون فيما يقال من‬
‫حين استهلل الهلل إلى حين تناهي تمامه وانتهاء نمائه ‪ ،‬فإذا‬
‫تناهى نماؤه ‪ ،‬وتم تمامه ‪ ،‬استقر حينئذ كل ذلك وسكن ‪ ،‬فكره‬
‫صلى الله عليه وسلم لهم الحتجام في الوقت المخوفة غائلته ‪،‬‬
‫وندبهم إلى ذلك في الحال التي الغلب منه السلمة ‪ ،‬إل أن يتبيغ‬
‫الدم ببعضهم في الوقت المكروه لهم الحجامة ‪ ،‬إذا كان الغلب‬
‫من تركها السلمة ‪ ،‬فيتقدم على الحجامة حينئذ ‪ ،‬لقول النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا تبيغ بأحدكم الدم فليحتجم " وبنحو ما روينا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من اختياره لمته الحجامة‬
‫في الوتر من الشهر ‪ ،‬وفي الوقت الذي اختار ذلك لهم ‪ ،‬روي عن‬
‫جماعة من السلف اختيارهم ذلك *‬

‫م‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك عَن ْهُ ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ذكر ما حضرنا ذكره من ذلك عنهم‬

‫م‪#‬‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك عَن ْهُ ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ن ال ّ‬
‫شهْرِ " *‬ ‫م َ‬
‫ن ل ِوِت ْرٍ ِ‬
‫مو َ‬
‫ج ُ‬
‫حت َ ِ‬
‫" يَ ْ‬

‫‪ 2856‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫هشام ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬كان أصحاب النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم " يحتجمون لوتر من الشهر " *‬

‫ن ال ّ‬
‫شهْرِ " *‬ ‫م َ‬
‫ة ل ِوِت ْرٍ ِ‬
‫م َ‬
‫جا َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫حّبو َ‬
‫ست َ ِ‬ ‫" َ‬
‫كاُنوا ي َ ْ‬

‫‪ 2857‬حدثنا محمد بن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هارون بن‬


‫إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا علي بن المبارك ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أنس بن‬
‫سيرين ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني رفيع أبو العالية ‪ ،‬قال ‪ " :‬كانوا يستحبون‬
‫الحجامة لوتر من الشهر " *‬

‫سع َ ع َ ْ‬
‫شَرةَ‬ ‫سب ْعَ عَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫" َ‬
‫شَرةَ وَت ِ ْ‬ ‫م لِ َ‬
‫ج َ‬
‫حت َ ِ‬
‫ن يَ ْ‬
‫حاب ِهِ أ ْ‬
‫ص َ‬
‫ضأ ْ‬‫صي ب َعْ ُ‬
‫ن ُيو ِ‬
‫كا َ‬

‫‪ 2858‬حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا سليم يعني ابن‬


‫أخضر ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن عون ‪ ،‬قال ‪ " :‬كان يوصي بعض أصحابه‬
‫أن يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة " قال أحمد ‪ :‬قال سليم ‪:‬‬
‫وأخبرنا هشام ‪ ،‬عن محمد أنه زاد فيه ‪ :‬وإحدى وعشرين *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شرةَ " َقا َ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫َ‬


‫ر‬
‫جعَْف ٍ‬
‫ل أُبو َ‬ ‫سب ْعَ عَ ْ َ‬
‫ل لِ َ‬ ‫م الّر ُ‬
‫ج َ‬
‫حت َ ِ‬
‫ن يَ ْ‬
‫بأ ْ‬‫ح ّ‬
‫" يُ ِ‬

‫‪ 2859‬حدثني يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن‬


‫عون ‪ ،‬قال ‪ :‬كان محمد " يحب أن يحتجم الرجل لسبع عشرة "‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وفي حديث أبي كبشة النماري ‪ ،‬وفي حديث‬
‫سلمى زوجة أبي رافع ‪ ،‬زيادة معنى ليست في سائر الخبار التي‬
‫ذكرناها قبل ‪ ،‬وهو إخبار أبي كبشة عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أنه كان يحتجم على هامته وبين كتفيه ‪ ،‬وإخبار سلمى عنه أنه كان‬
‫يأمر من شكا إليه وجعا في رأسه بالحجامة وسط رأسه ‪ .‬ذكر‬
‫البيان عن معنى ذلك ‪ -‬إن قال لنا قائل ‪ :‬ما وجه ما رويت لنا من‬
‫ذلك عن أبي كبشة وسلمى ‪ ،‬من أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫كان يحتجم على رأسه وبين كتفيه ‪ ،‬وقد علمت أن الصحيح من‬
‫الثار أنه كان يحتجم على الكاهل والخدعين ‪ ،‬كالذي ‪* :‬‬

‫ن‬ ‫ل َواْل َ ْ‬
‫خد َعَي ْ ِ‬ ‫م عََلى ال ْ َ‬
‫كاهِ ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫م َر ُ‬
‫ج َ‬
‫حت َ َ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 2860‬حدثني ابن بشار ‪ ،‬وابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وهب بن‬


‫جرير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ " :‬احتجم‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم على الكاهل والخدعين " *‬

‫ن"*‬ ‫م ِفي اْل َ ْ‬


‫خد َعَي ْ ِ‬ ‫ج َ‬
‫حت َ َ‬
‫ما ْ‬
‫ج َ‬
‫حت َ َ‬
‫ا ْ‬

‫‪ 2861‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬عن ابن عباس أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم " كان إذا احتجم احتجم في الخدعين "‬
‫*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن الك َت َِفي ْ ِ‬
‫ن"*‬ ‫ِ‬ ‫م ِفي اْل َ ْ‬
‫خد َعَي ْن وَب َي ْ َ ْ‬ ‫ج ُ‬
‫حت َ ِ‬
‫" يَ ْ‬

‫‪ 2862‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله ‪ ،‬عن إسرائيل ‪ ،‬عن‬
‫جابر ‪ ،‬عن عامر ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم " يحتجم في الخدعين وبين الكتفين " *‬

‫ن الك َت َِفي ْ ِ‬
‫ن"*‬ ‫ِ‬ ‫ل الل ّهِ ِفي اْل َ ْ‬
‫خد َعَي ْن وَب َي ْ َ ْ‬ ‫سو ُ‬
‫م َر ُ‬
‫ج َ‬
‫حت َ َ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 2863‬حدثنا سفيان بن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن‬


‫جابر ‪ ،‬عن عامر ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬احتجم رسول الله في‬
‫الخدعين وبين الكتفين " *‬

‫ن‬ ‫ْ‬
‫ن َوالك َت َِفي ْ ِ‬ ‫م ِفي اْل َ ْ‬
‫خد َعَي ْ ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫م َر ُ‬
‫ج َ‬
‫حت َ َ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 2864‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن‬


‫جابر ‪ ،‬عن عامر ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬احتجم رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم في الخدعين والكتفين " *‬

‫ن‬ ‫ل الل ّهِ صّلى الل ّه عَل َي ْهِ وسل ّم ِفي اْل َ‬
‫سو ُ‬
‫ن وَب َي ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫د‬‫خ‬‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫م َر ُ‬
‫ج َ‬
‫حت َ َ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 2865‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو مسعود‬


‫أيوب بن سويد ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم في‬
‫الخدعين وبين الكتفين " قيل ‪ :‬إن صحة ذلك عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم غير مبطلة صحة الخبر عنه أنه احتجم على رأسه‬
‫وكاهله ‪ .‬وذلك أن حجم المحتجم ما يحجم من جسده ‪ ،‬لما ذكرت‬
‫قبل من طلب النفع لنفسه ودفع الضر عنها ‪ .‬فإذ ذلك كذلك ‪،‬‬
‫فالحق على كل محتجم أن يحجم من جسده أحرى أماكنه بسوق‬
‫النفع بحجمه إياه إليه ‪ ،‬ودفع الضر عنه ‪ ،‬فاحتجامه عليه السلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫في أخدعيه وبين كتفيه في بعض أحايينه ‪ ،‬غير موجب علينا إحالة‬
‫احتجامه على هامته ونقرته ‪ ،‬وغير ذلك من سائر أماكن جسده في‬
‫حال أخرى ‪ ،‬إذا كانت أماكن الحاجة إلى ذلك من أجساد بني آدم‬
‫مختلفة ‪ ،‬لختلف عللهم فيها ‪ .‬وقد ذكر عن المقدمين في العلم‬
‫بعلج أدواء الجسام ‪ ،‬أن حجامة الخدعين ‪ ،‬نفعهما للعارض من‬
‫الدواء في الصدر والرئة والكبد ‪ ،‬لنها تجذب الدم منها وأن‬
‫الحجامة على النقرة ‪ ،‬للعارض من الدواء في العينين والعنق‬
‫والرأس والظهر وأن الحجامة على الكاهل نفعها من الدواء‬
‫العارضة في الجسد كله وأن الحجامة على الهامة فوق القحف ‪،‬‬
‫نفعها من السدر وقروح الفخذ واحتباس الطمث ‪ .‬فإذا كانت منافع‬
‫الحجامة ‪ ،‬لختلف أماكنها من أجساد بني آدم ‪ ،‬مختلفة ‪ ،‬على ما‬
‫وصفت ‪ ،‬فمعلوم أن اختلف حجم النبي صلى الله عليه وسلم من‬
‫جسده ما حجم ‪ ،‬كان على قدر اختلف أسباب الحاجة إليه ‪ ،‬فحجم‬
‫مرة أو مرارا الخدعين والكاهل ‪ ،‬ومرة أعلى هامته وبين كتفيه ‪،‬‬
‫ومرة الخدعين دون غيرهما ‪ .‬وليس حجمه بعض ذلك دون بعض ‪،‬‬
‫في الحال التي حجمه فيه بدافع صحة الخبر عنه حجمه مرة أخرى‬
‫موضعا غيره من جسده ‪ ،‬إذ كان فعله ما كان يفعل من ذلك‬
‫التماس نفعه ‪ ،‬ونفي الذى عن نفسه ‪ .‬وقد روي عنه صلى الله‬
‫عليه وسلم أن حجمه هامته كان لوجع أصابه في رأسه من أكله ما‬
‫أكل بخيبر من الطعام المسموم ‪ ،‬وأنه كان يصف حجم ذلك لعامة‬
‫علل الرأس وما اتصل به من العضاء *‬

‫سل ّ َ‬
‫م ب ِذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ْ َ‬
‫وارِد َةِ عَ ْ‬

‫ذكر الخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك‬

‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ال ْ َ‬
‫وارِد َةِ عَ ْ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ب ِذ َل ِ َ‬

‫م عََلى قَْرن ِهِ ب َعْد َ‬


‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫م َر ُ‬
‫ج َ‬
‫حت َ َ‬
‫"ا ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2866‬حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا آدم بن أبي‬
‫إياس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شيبان ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن محمد بن علي ‪ ،‬عن‬
‫عبد الله بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ " :‬احتجم رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم على قرنه بعد ما سم " حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫معاوية بن هشام ‪ ،‬عن شيبان ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن محمد بن علي ‪،‬‬
‫عن عبد الله بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬احتجم رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فذكر مثله *‬

‫ه عََلى الذ ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫احتجم م َ‬


‫ة‬
‫ؤاب َ ِ‬ ‫ضع َ ُ‬
‫م ‪ ،‬وَ َ‬
‫حرِ ٌ‬
‫م ْ‬
‫سهِ وَهُوَ ُ‬ ‫ن أل َم ٍ وَ َ‬
‫جد َهُ ب َِرأ ِ‬ ‫ْ َ َ َ ِ ْ‬

‫‪ 2867‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن‬


‫عباد بن عباد ‪ ،‬عن جعفر بن الزبير ‪ ،‬عن القاسم ‪ ،‬عن أبي أمامة ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أنه احتجم من ألم وجده برأسه‬
‫وهو محرم ‪ ،‬وضعه على الذؤابة بين القرنين " *‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ل ِ‬
‫م ٍ‬
‫ج َ‬
‫ي َ‬ ‫م ب ِل َ ْ‬
‫ح ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫م َر ُ‬
‫ج َ‬
‫حت َ َ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 2868‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن خالد بن عثمة ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثني سليمان بن بلل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني علقمة بن أبي علقمة ‪،‬‬
‫أنه سمع عبد الرحمن العرج ‪ ،‬يحدث ‪ ،‬أنه سمع عبد الله بن بحينة‬
‫‪ ،‬يقول ‪ " :‬احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحي جمل‬
‫من طريق مكة وهو محرم ‪ ،‬وسط رأسه " *‬

‫ل ‪ :‬فَد َ َ‬
‫ة " ‪َ ،‬قا َ‬ ‫س ُ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ها الن ّب ِ ّ‬
‫عا َ‬ ‫م ٌ‬
‫مو َ‬
‫س ُ‬ ‫كوا ‪ ،‬فَإ ِن َّها َ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬
‫"أ ْ‬

‫‪ 2869‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المعتمر‬


‫بن سليمان ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت الحسن ‪ ،‬يقول ‪ :‬جاءت‬
‫امرأة من اليهود يقال لها ‪ :‬أم الربيع بشاة إلى النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فأكل القوم وأكل النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أمسكوا ‪ ،‬فإنها مسمومة " ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فدعاها النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما حملك على ما‬
‫فعلت ؟ " ‪ ،‬فقالت ‪ :‬أحببت إن كنت نبيا علمت ‪ ،‬وإن كنت كاذبا‬
‫أرحت الناس منك قال ‪ :‬فضحك نبي الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وتركها ‪ ،‬قال ‪ :‬فاحتجم القوم في رءوسهم *‬

‫ْ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫جُنو ِ‬ ‫م َ‬
‫سب ٍْع ‪ِ :‬‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫شَفاٌء ِ‬
‫س ِ‬
‫ة ِفي الّرأ ِ‬
‫م ُ‬
‫جا َ‬ ‫" ال ْ ِ‬
‫ح َ‬

‫‪ 2870‬حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيري أبو جعفر ‪ ،‬قال حدثنا‬


‫عمر بن رياح ‪ ،‬عن ابن طاوس ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬الحجامة في الرأس‬
‫شفاء من سبع ‪ :‬من الجنون ‪ ،‬والجذام ‪ ،‬والبرص ‪ ،‬والصداع ‪،‬‬
‫والنعاس ‪ ،‬وظلمة العينين ‪ ،‬ووجع الضرس أو ‪ :‬الضراس " *‬

‫م ث ََلًثا ‪ ،‬الن ّْقَرةَ‬


‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫م َر ُ‬
‫ج َ‬
‫حت َ َ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 2871‬حدثني عبيد الله بن محمد الفريابي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله‬


‫بن ميمون ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلثا ‪ ،‬النقرة ‪ ،‬والكاهل‬
‫ووسط الرأس ‪ ،‬وسمى واحدة النافعة ‪ ،‬والخرى المغيثة ‪،‬‬
‫والخرى منقذة " *‬

‫س‬ ‫ر‬ ‫ض‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫وا‬ ‫د‬‫داع ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ة في الرأ ْ‬ ‫" ال ْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫م ُ ِ‬
‫جا َ‬
‫ح َ‬

‫‪ 2872‬حدثني محمد بن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عون بن عمارة‬


‫‪ ،‬عن الحارث بن عبيد النماري ‪ ،‬عن أبي المغيرة بن صالح ‪ ،‬عن‬
‫مولى لم سلمة ‪ ،‬عن أم سلمة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬الحجامة في الرأس من الصداع ‪ ،‬والدوار ‪ ،‬ووجع‬
‫الضرس ‪ ،‬قال ‪ :‬وعد أشياء كثيرة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م عََلى َ‬
‫كاهِل ِهِ ِ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫م َر ُ‬
‫ج َ‬
‫حت َ َ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 2873‬حدثني سعيد بن يحيى الموي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫قال ابن إسحاق ‪ ،‬أخبرني الزهري ‪ ،‬أن رجل ‪ ،‬من الموالي أخبره ‪،‬‬
‫عن جابر بن عبد الله النصاري ‪ ،‬قال ‪ " :‬احتجم رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم على كاهله من أجل الذي أكله من الشاة ‪ -‬يعني‬
‫الشاة التي سمتها اليهودية ‪ -‬حجمه أبو هند ‪ ،‬مولى بني بياضة ‪،‬‬
‫حي من النصار ‪ ،‬بالقرن والشفرة " قال الزهري ‪ :‬وأخبرنيه أيضا‬
‫ابن المسيب ‪ ،‬ومحمد بن كعب القرظي *‬

‫ن‬
‫م َ‬ ‫ج ٌ‬
‫ل ِ‬ ‫ه َر ُ‬
‫م ُ‬
‫ج َ‬
‫ح َ‬ ‫سل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫ما ط ُ ّ‬
‫ب َر ُ‬ ‫لَ ّ‬

‫‪ 2874‬حدثني أبو السائب ‪ ،‬سلم بن جنادة قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس‬


‫‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت حصينا ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ‪ ،‬قال ‪ :‬لما‬
‫طب رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه رجل من النصار ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬والطب " ‪ :‬الوجع وفي خبر معقل بن يسار ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم الذي روي عن معاوية بن قرة عنه ‪ ،‬زيادة‬
‫معنى ليست في سائر الخبار التي ذكرناها قبل ‪ ،‬وهو قوله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬واحتجموا يوم الثلثاء لسبع عشرة من الشهر ‪،‬‬
‫فإنه دواء لداء السنة " القول في البيان عن ذلك إن قال لنا قائل ‪:‬‬
‫ما أنت قائل في هذا الخبر ‪ ،‬أصحيح هو أم سقيم ؟ فإن قلت ‪ :‬هو‬
‫صحيح ‪ ،‬فما وجه صحته ‪ ،‬ورواية سلم المدائني ‪ ،‬وقد علمت حال‬
‫سلم المدائني فيما روى ونقل من أثر في الدين عند أهل النقل‬
‫وإن قلت ‪ :‬هو سقيم ‪ ،‬فما وجه إحضارك ذكره في كتابك هذا مع‬
‫سقمه ‪ ،‬وقد شرطت في كتابك أنك ل تذكر فيه من الخبار إل ما‬
‫صح عندك سنده قيل ‪ :‬أما سند هذا الخبر ‪ ،‬أعنى خبر معقل بن‬
‫يسار ‪ ،‬فإنه عندنا واه ل تثبت بمثله في الدين حجة وأما إحضارنا‬
‫ذكره في كتابنا هذا ‪ ،‬فلشرطنا في كتابنا هذا أنا إذا ذكرنا خبرا من‬
‫أخبار رجل من أصحاب رسول الله ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ابنا عن حاله ‪ ،‬أهو مما انفرد به ‪ ،‬أم هو مما وافقه‬
‫عليه غيره ‪ ،‬ولم نشترط في سند الموافق أو المخالف ما شرطناه‬
‫في خبر الذي نذكر خبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من‬
‫أصحابه ‪ ،‬من أن ل نحضر كتابنا هذا منه إل ما صح عندنا فإن قال‬
‫لنا ‪ :‬فهل لما ذكر في هذا الخبر أعنى خبر معقل بن يسار ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ‪ " :‬واحتجموا يوم الثلثاء‬
‫لسبع عشرة من الشهر فإنه دواء لداء السنة " وجه في الصحة ‪،‬‬
‫وإن كان إسناد هذا الخبر في نفسه عندك غير مرتضى ؟ قيل ‪ :‬أما‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فل نعلمه يصح ‪ ،‬ولكنه قد‬
‫روي عن بعض السلف ‪ ،‬وذلك ما *‬

‫سن َةِ‬
‫ن د ََواءُ ال ّ‬ ‫شَرةَ ‪َ ،‬‬
‫كا َ‬ ‫م الث َّلَثاِء َ‬
‫سب ْعَ عَ ْ‬ ‫ذا َوافَقَ ي َوْ ُ‬
‫" إِ َ‬

‫‪ 2875‬حدثني يونس بن عبد العلى الصدفي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن‬


‫وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني يحيى بن أيوب ‪ ،‬عن حكيم بن فروخ ‪ ،‬عن‬
‫عبد الكريم ‪ ،‬قال ‪ :‬كان يقال ‪ " :‬إذا وافق يوم الثلثاء سبع‬
‫عشرة ‪ ،‬كان دواء السنة يريد الحجامة " فإن قال ‪ :‬فهل في‬
‫الحجامة يوم الثلثاء رواية تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫بالمر بها ‪ ،‬أو النهي عنها ؟ قيل ‪ :‬ل نعلم ذلك ‪ ،‬ولكن قد روي عنه‬
‫في المر بذلك وبالنهي عنه ‪ ،‬أخبار في جميعها نظر فمما روي عنه‬
‫بالمر بذلك فيه ‪ ،‬ما قد مضى ذكرى بعضه ‪ ،‬وسأذكر ما لم يمض‬
‫ذكريه منه *‬

‫ب إ َِلى‬
‫ما ِفيهِ الن ّد ْ ُ‬
‫م ّ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‪ِ ،‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ذكر ما حضرنا ذكره من ذلك ‪ ،‬مما فيه الندب إلى الحجامة يوم‬
‫الثلثاء‬

‫ب إ َِلى ‪#‬‬
‫ما ِفيهِ الن ّد ْ ُ‬
‫م ّ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك‪ِ ،‬‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫س‪،‬‬
‫مي ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫خ ِ‬ ‫سم ِ الل ّهِ ي َوْ َ‬
‫م عََلى ا ْ‬
‫ج ْ‬ ‫ما فَل ْي َ ْ‬
‫حت َ ِ‬ ‫ج ً‬
‫حت َ ِ‬
‫م ْ‬
‫ن ُ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2876‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو صالح ‪،‬‬


‫كاتب الليث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا العطاف بن خالد ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬أن ابن‬
‫عمر ‪ ،‬قال له ‪ :‬يا نافع ‪ ،‬إني سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬من كان محتجما فليحتجم على اسم الله يوم‬
‫الخميس ‪ ،‬واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة ‪ ،‬ويوم السبت ويوم‬
‫الحد ‪ ،‬واحتجموا يوم الثنين ويوم الثلثاء ‪ ،‬فإنه اليوم الذي صرف‬
‫عن أيوب فيه البلء ‪ ،‬واجتنبوا الحجامة يوم الربعاء ‪ ،‬فإنه اليوم‬
‫الذي ضرب فيه أيوب بالبلء ‪ ،‬ول يبدو جذام ول برص إل في يوم‬
‫الربعاء ‪ ،‬أو في ليلة الربعاء ‪ ،‬قال ‪ :‬وقال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬إن في يوم الجمعة ساعة ل يحتجم فيه محتجم إل‬
‫عرض له داء ل شفاء منه " *‬

‫م‬
‫موا ي َوْ َ‬
‫ج ُ‬ ‫ن عََلى ب ََرك َةٍ ‪ ،‬وََل ت َ ْ‬
‫حت َ ِ‬ ‫م اِلث ْن َي ْ ِ‬
‫س وَي َوْ َ‬
‫مي ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫خ ِ‬ ‫موا ي َوْ َ‬
‫ج ُ‬
‫حت َ ِ‬
‫ا ْ‬

‫‪ 2877‬ويوهي هذا الخبر ويضعفه ما حدثني محمد بن عمر بن علي‬


‫المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬عن‬
‫أيوب ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬قال لي ابن عمر ‪ :‬يا نافع ‪ ،‬ائتني بحجام ‪،‬‬
‫ول تأتني بشيخ كبير ول غلم صغير ‪ ،‬وقال ‪ :‬احتجموا يوم الخميس‬
‫ويوم الثنين على بركة ‪ ،‬ول تحتجموا يوم السبت والحد والثلثاء "‬
‫فلم يرفعه أيوب عن نافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وأخبر‬
‫عنه عن ابن عمر أنه كان ينهى عن الحجامة يوم الثلثاء ‪ ،‬وذلك‬
‫خلف ما روي عن عطاف بن خالد ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر *‬

‫مةِ ِفيهِ ‪،‬‬


‫جا َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫ي عَ ِ‬
‫ما ِفيهِ الن ّهْ ُ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ذكر ما حضرنا ذكره مما فيه النهي عن الحجامة فيه ‪ ،‬مما لم‬
‫يمض ذكره قبل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مةِ ِفيهِ ‪# ،‬‬
‫جا َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫ي عَ ِ‬
‫ما ِفيهِ الن ّهْ ُ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ما َ‬

‫ه‬ ‫م الث َّلَثاِء ‪ ،‬وَي َُقو ُ‬ ‫" ينهى أ َهْل َ َ‬


‫ل ‪ِ :‬في ِ‬ ‫موا ي َوْ َ‬
‫ج ُ‬
‫حت َ ِ‬
‫ن يَ ْ‬
‫هأ ْ‬‫ُ‬ ‫ََْ‬

‫‪ 2878‬حدثني محمد بن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬عن‬


‫بكار ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أن أبا بكرة ‪ ،‬كان " ينهى أهله أن يحتجموا يوم‬
‫الثلثاء ‪ ،‬ويقول ‪ :‬فيه ساعة ل يرقأ فيها الدم " *‬

‫وافِقُ ت ِل ْ َ‬ ‫َ‬
‫ساعَةِ‬
‫ك ال ّ‬ ‫حد ٌ ي ُ َ‬
‫م ِفيَها أ َ‬
‫ج ُ‬ ‫ة َل ي َ ْ‬
‫حت َ ِ‬ ‫ي ي َوْم ِ الث َّلَثاِء َ‬
‫ساعَ ٌ‬ ‫فِ َ‬

‫‪ 2879‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو ‪ ،‬عن‬


‫زهير ‪ ،‬عن هشام بن إسماعيل " أنه بلغه أن في يوم الثلثاء ساعة‬
‫ل يحتجم فيها أحد يوافق تلك الساعة إل مات " قال زهير ‪ :‬قد‬
‫مات عندنا ثلثة ممن احتجم يوم الثلثاء ‪ ،‬ثم قال زهير ‪ :‬من أول‬
‫من سماه يوم الدم ؟ إنما مروان أول من سماه يوم الدم وقال‬
‫ابن البرقي ‪ ،‬قال أبو حفص ‪ :‬فحدثت أبا معيد حديث زهير في‬
‫الثلثاء ‪ ،‬فقال ‪ :‬بلغنا أن تلك الساعة في يوم الجمعة ذكر البيان‬
‫عما في هذه الخبار من الغريب ‪ :‬فمن ذلك قول ابن عباس عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ليلة عرج به ‪ " :‬ما‬
‫مررت بمل من المل العلى إل أمروني بالحجامة " ‪ ،‬يعني بقوله ‪:‬‬
‫" ليلة عرج به " صعد به ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬عرج فلن إلى كذا ‪ ،‬إذا صعد‬
‫إليه ‪ ،‬وعل عليه ‪ ،‬وهو يعرج إليه ‪ ،‬عرجا وعروجا ‪ ،‬ومنه قول الله‬
‫تبارك وتعالى ‪ :‬تعرج الملئكة والروح إليه ‪ .‬ولقولهم ‪ " :‬عرج "‬
‫وجه ومعنى غير ما ذكرنا ‪ ،‬وهو أن يمشي الرجل مشية العرجان ‪،‬‬
‫يقال ‪ :‬إذا فعل ذلك ‪ " :‬عرج فلن " ‪ ،‬بفتح العين والراء ‪ ،‬فهو‬
‫يعرج عرجانا " ‪ ،‬فأما إذا صار العرج منه خلقة ‪ ،‬قيل ‪ " :‬عرج ‪،‬‬
‫بفتح العين وكسر الراء ‪ ،‬فهو يعرج عرجا " ‪ .‬وإن شددت الراء منه‬
‫كان معنى غير ذلك ‪ ،‬فيقال ‪ :‬عرج فلن على القوم فهو يعرج‬
‫عليهم تعريجا ‪ ،‬إذا مال واحتبس عليهم فإن فعل ذلك فاعل بغيره‬
‫قيل ‪ " :‬عرج فلن فلنا علينا فهو يعرجه علينا تعريجا " ‪ ،‬وذلك إذا‬
‫حبسه عليهم وميله إليهم *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ة‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫صورٍ ‪ ،‬عَ ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَّبادِ ب ْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار عباد بن منصور ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬مما لم يمض ذكره‬

‫ة‪#‬‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫صورٍ ‪ ،‬عَ ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَّبادِ ب ْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ر‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َ ِ‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫حل َت ِهِ " ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬ ‫ن ُيوت ُِر عََلى َرا ِ‬ ‫" َ‬
‫كا َ‬

‫‪ 2880‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عتاب الدلل‬


‫قال ‪ :‬حدثنا عباد بن منصور ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم " كان يوتر على راحلته " القول في علل‬
‫هذا الخبر والقول في علل هذا الخبر نظير القول في علل الخبر‬
‫الذي قبله ‪ .‬القول فيما في هذا الخبر من الفقه ‪ :‬والذي فيه من‬
‫ذلك ‪ ،‬البانة عن صحة قول من أجاز الوتر راكبا لغير علة ‪ ،‬وفساد‬
‫قول من أنكره وفي صحة ذلك عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬الدليل الواضح على صحة قول من قال ‪ :‬إن الوتر تطوع ‪،‬‬
‫وأنكر أن يكون فرضا وفساد قول من قال إنه فرض ‪ ،‬لنه ل خلف‬
‫بين الجميع من سلف علماء المة وخلفهم أنه غير جائز لحد أن‬
‫يصلي مكتوبة راكبا في غير حال العذر ‪ ،‬فلو كان الوتر فرضا واجبا‬
‫‪ ،‬ما صله النبي صلى الله عليه وسلم راكبا لغير عذر *‬

‫حِيي الل ّي ْ َ‬
‫ل‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫مك ُْتوب َةِ ‪ ،‬وَي ُ ْ‬ ‫سَفرِ عََلى َرك ْعَت َ ِ‬ ‫" َل ي َ ِ‬
‫زيد ُ ِفي ال ّ‬

‫‪ 2881‬فإن قال قائل ‪ :‬فما أنت قائل فيما حدثكم به ابن حميد ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا الحكم بن بشير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمر بن ذر ‪ ،‬عن‬
‫مجاهد ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت أصحب ابن عمر ‪ ،‬فكان " ل يزيد في السفر‬
‫على ركعتي المكتوبة ‪ ،‬ويحيي الليل صلة على ظهر بعيره أينما‬
‫كان وجهه ‪ ،‬وينزل قبل الفجر فيوتر بالرض " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كان إ َ َ‬ ‫َ‬
‫ذا أَراد َ‬‫ه عَل َي َْها ‪ ،‬وَ َ َ ِ‬
‫حل َت ُ ُ‬
‫ت ب ِهِ َرا ِ‬
‫جه َ ْ‬ ‫صّلى أي ْن َ َ‬
‫ما ت َوَ ّ‬ ‫" يُ َ‬

‫‪ 2882‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الصباح ‪ ،‬عن الفضيل بن‬


‫غزوان ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬كان ابن عمر " يصلى أينما توجهت به‬
‫راحلته عليها ‪ ،‬وكان إذا أراد أن يوتر نزل فأوتر على الرض " *‬

‫ن ال ْوِت ُْر ن ََز َ‬ ‫َ‬


‫ل‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫ت ب ِهِ ‪ ،‬فَإ ِ َ‬
‫جه َ ْ‬ ‫حل َت ِهِ أي ْن َ َ‬
‫ما ت َوَ ّ‬ ‫صّلى عََلى َرا ِ‬
‫يُ َ‬

‫‪ 2883‬حدثني سلم بن جنادة السوائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن فضيل ‪،‬‬


‫عن أبيه ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ " ،‬أنه كان يصلى على راحلته‬
‫أينما توجهت به ‪ ،‬فإذا كان الوتر نزل فأوتر " *‬

‫ث توجهت به ‪ ،‬فَإ َ َ‬ ‫حل َت ِهِ ت َط َوّ ً‬


‫صّلى عََلى َرا ِ‬
‫ذا أَراد َ‬‫ِ‬ ‫حي ْ ُ َ َ ّ َ ْ ِ ِ‬
‫عا َ‬ ‫" يُ َ‬

‫‪ 2884‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أيوب ‪ ،‬عن سعيد أن ابن عمر ‪ ،‬كان " يصلى على راحلته تطوعا‬
‫حيث توجهت به ‪ ،‬فإذا أراد أن يوتر نزل " *‬

‫ة‬ ‫م ‪ ،‬إ ِّل ال ْ َ‬


‫مك ُْتوب َ َ‬ ‫جوهُهُ ْ‬
‫تو ُ‬ ‫ث َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن عََلى إ ِب ِل ِهِ ْ‬
‫م َ‬ ‫صّلو َ‬ ‫" َ‬
‫كاُنوا ي ُ َ‬

‫‪ 2885‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كانوا يصلون على إبلهم حيث كانت وجوههم ‪ ،‬إل‬
‫المكتوبة والوتر " *‬

‫حل ِه َ‬
‫ة‬
‫ض َ‬ ‫ت ‪ ،‬إ ِّل ال َْف ِ‬
‫ري َ‬ ‫جه َ ْ‬
‫ما ت َوَ ّ‬ ‫ن عََلى ظ ُُهورِ َرَوا ِ ِ ْ‬
‫م أي ْن َ َ‬ ‫صّلو َ‬ ‫" َ‬
‫كاُنوا ي ُ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2886‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬كانوا يصلون على‬
‫ظهور رواحلهم أينما توجهت ‪ ،‬إل الفريضة والوتر " وقال هذا ابن‬
‫عمر وإبراهيم ينكران أن يصلى الوتر على ظهور الرواحل مع من‬
‫قال في ذلك مثل قولهما من أهل العراق ‪ ،‬اعتلل منهم بقول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الله زادكم صلة ‪ ،‬وهي الوتر ‪،‬‬
‫فأوتروا " ‪ ،‬وأن ذلك فرض كسائر الصلوات المكتوبات وأن‬
‫المكتوبة من الصلة ‪ ،‬لما كان غير جائز أداؤها على ظهور الرواحل‬
‫في غير حال العذر ‪ ،‬وكان الوتر صلة مكتوبة عندهم كان مثلها في‬
‫أنه غير جائز أداؤه على الظهر في غير حال العذر ‪ .‬قيل له ‪ :‬أما‬
‫اعتلل من اعتل بأن الوتر فرض ‪ ،‬وأن سبيله سبيل سائر الصلوات‬
‫المكتوبات ‪ ،‬في أنه غير جائز أداؤه على ظهر ‪ ،‬فقد أتينا على‬
‫البيان عن فساده في كتابنا هذا وغيره ‪ ،‬بما أغنى عن إعادته أو‬
‫الزيادة فيه لمن وفق لفهمه وأما ما روي في ذلك عن ابن عمر ‪:‬‬
‫أنه كان يصلي التطوع على راحلته بالليل ‪ ،‬فإذا أراد أن يوتر نزل‬
‫فأوتر على الرض ‪ ،‬فإنه ل حجة فيه لمحتج بأن ابن عمر كان يفعل‬
‫ذلك من أجل أنه كان ل يرى جائزا للمرء أن يوتر راكبا ‪ ،‬وأنه كان‬
‫يرى أن الوتر فرض كسائر الصلوات المكتوبات وذلك أنه جائز أن‬
‫يكون نزوله للوتر إلى الرض ‪ ،‬كان اختيارا منه ذلك لنفسه ‪ ،‬وطلبا‬
‫للفضل ل على أن ذلك كان عنده الواجب عليه الذي ل يجوز غيره ‪،‬‬
‫هذا لو لم يكن ورد عن ابن عمر بخلف ذلك خبر ‪ ،‬فكيف والخبار‬
‫عنه بخلف ذلك من الفعل متظاهرة ؟ فإن قال ‪ :‬فاذكر لنا الخبار‬
‫الواردة عن ابن عمر بخلف ذلك *‬

‫حد ّث ََنا‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مث َّنى ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‪َ :‬‬ ‫حل َت ِهِ " َ‬
‫حد ّث ََنا اب ْ ُ‬ ‫ُيوت ُِر عََلى َرا ِ‬

‫‪ 2887‬قيل حدثنا محمد بن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪،‬‬


‫عن عبيد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني نافع ‪ ،‬أن ابن عمر ‪ " ،‬كان يوتر على‬
‫راحلته " حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عبيد الله ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬بنحوه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما ن ََز َ‬
‫ل"*‬ ‫ما أ َوْت ََر عََلى َرا ِ‬
‫حل َت ِهِ ‪ ،‬وَُرب ّ َ‬ ‫ُرب ّ َ‬

‫‪ 2888‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أيوب ‪ ،‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا أيوب ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬أن ابن عمر ‪ " ،‬كان ربما أوتر على‬
‫راحلته ‪ ،‬وربما نزل " *‬

‫ه"*‬
‫جه ُ ُ‬
‫ن وَ ْ‬ ‫ث َ‬
‫كا َ‬ ‫حي ْ ُ‬
‫ب َ‬
‫ُيوت ُِر وَهُوَ َراك ِ ٌ‬

‫‪ 2889‬حدثنا سعيد بن يحيى الموي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا ابن جريج ‪ ،‬عن موسى بن عقبة ‪ ،‬عن سالم ‪ ،‬عن ابن عمر ‪،‬‬
‫" أنه كان يوتر وهو راكب حيث كان وجهه " *‬

‫ه ‪ ،‬وَُيوت ُِر عَل َي ْهِ " فَإ ِ ْ‬


‫ن‬ ‫ج َ‬
‫ث ت َوَ ّ‬ ‫صّلي عََلى ال ْب َِعيرِ َ‬
‫حي ْ ُ‬ ‫" يُ َ‬

‫‪ 2890‬حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي‬


‫مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني ابن دينار ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬رأيت ابن عمر " يصلي على البعير حيث توجه ‪ ،‬ويوتر عليه "‬
‫فإن قال ‪ :‬فهل تذكر عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم غير ابن عمر أنه كان يفعل ذلك ؟ وما وجه فعل ابن‬
‫عمر ذلك ‪ ،‬على ما روي عنه من اختلف ؟ قيل ‪ :‬أما وجه فعل ابن‬
‫عمر ذلك على ما روي عنه من اختلفه فيه ‪ ،‬فإن الوتر لما كان‬
‫عند ابن عمر من الصلة المتطوع بها ‪ ،‬وكان المتطوع بها مخيرا‬
‫في عملها عنده إن شاء راكبا ‪ ،‬وإن شاء بالرض كان يصلي ذلك‬
‫أحيانا راكبا ‪ ،‬وأحيانا بالرض ‪ ،‬إذ كان تطوعا وكان مع ذلك ‪ ،‬فيما‬
‫ذكر عنه ‪ ،‬كان يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رآه‬
‫يوتر على الراحلة وأما الخبر عن غير ابن عمر من أصحاب رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل ذلك ‪* :‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سل َ ِ‬
‫ف‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ل ‪ :‬فَهَ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫حل َت ِهِ " فَإ ِ ْ‬
‫ن َقا َ‬ ‫" ُيوت ُِر عََلى َرا ِ‬

‫‪ 2891‬فحدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مؤمل بن‬


‫إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ثوير بن أبي فاختة ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت عليا أو قال ‪ :‬كان علي " يوتر على راحلته "‬
‫فإن قال ‪ :‬فهل من السلف أحد وافق هؤلء في الوتر راكبا فتذكره‬
‫لنا ؟ قيل ‪ :‬نعم *‬

‫حل َةِ " *‬


‫ُيوت ُِر عََلى الّرا ِ‬

‫‪ 2892‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت‬


‫يحيى بن سعيد ‪ ،‬عن عمر بن نافع ‪ ،‬عن أبيه " أنه كان يوتر على‬
‫الراحلة " *‬

‫ض ‪ ،‬وَأ َيّ ذ َل ِ َ‬
‫ك فَعَ َ‬
‫ل‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب إ َِلى أ ْ‬
‫ن ُيوت َِر عَلى الْر ِ‬ ‫ج ُ‬
‫َ‬
‫" أعْ َ‬

‫‪ 2893‬حدثني علي بن سهل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زيد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬


‫سفيان ‪ " :‬أعجب إلى أن يوتر على الرض ‪ ،‬وأي ذلك فعل أجزأه‬
‫" والصواب من القول في الوتر راكبا ‪ ،‬قول من أجازه ‪ ،‬لمعان ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬صحة الخبر الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫أنه كان يفعل ذلك ‪ ،‬وهو المام المقتدي به ‪ ،‬وذلك ما ‪* :‬‬

‫" أ َوْت ََر عََلى ال ْب َِعيرِ " *‬

‫‪ 2894‬حدثني سليمان بن ثابت الخزاز الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫معن بن عيسى المدني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مالك ‪ ،‬عن أبي بكر بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عمر ‪ ،‬عن سعيد بن يسار ‪ ،‬عن عبد الله بن عمر أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم " أوتر على البعير " *‬

‫َ‬
‫شْرًقا‬
‫ه َ‬
‫ج َ‬ ‫صَلةَ َنافِل َةٍ ‪ ،‬وَُيوت ُِر أي ْن َ َ‬
‫ما ت َوَ ّ‬ ‫حل َةِ َ‬
‫صّلي عََلى الّرا ِ‬
‫" يُ َ‬

‫‪ 2895‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا حجاج بن رشدين ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا حيوة ‪ ،‬عن ابن عجلن ‪ ،‬عن‬
‫نافع ‪ ،‬عن ابن عمر أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم "‬
‫يصلي على الراحلة صلة نافلة ‪ ،‬ويوتر أينما توجه شرقا وغربا " *‬

‫ه ‪ ،‬وَُيوت ُِر عَل َي َْها‬ ‫حل َة قب َ َ‬


‫ج َ‬
‫جهٍ ت َوَ ّ‬
‫ل أي ّ و َ ْ‬ ‫ح عََلى الّرا ِ ِ ِ َ‬
‫سب ّ ُ‬
‫" يُ َ‬

‫‪ 2896‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني يونس ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن سالم بن عبد الله بن‬
‫عمر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم "‬
‫يسبح على الراحلة قبل أي وجه توجه ‪ ،‬ويوتر عليها ‪ ،‬غير أنه ل‬
‫يصلي عليها المكتوبة " *‬

‫ب‬ ‫سَفرِ عََلى ب َِعيرِهِ ‪ ،‬وَُيوت ُِر ِبالل ّي ْ ِ‬


‫ل وَهُوَ َراك ِ ٌ‬ ‫صّلي ِفي ال ّ‬
‫" يُ َ‬

‫‪ 2897‬حدثني سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬


‫زرعة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حيوة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن الهاد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا نافع‬
‫مولى عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن ابن عمر أنه رأى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم " يصلي في السفر على بعيره ‪ ،‬ويوتر بالليل وهو‬
‫راكب " *‬

‫حل َت ِهِ " *‬


‫ُيوت ُِر عََلى َرا ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2898‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني أسامة ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن عبد الله بن عمر أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم " كان يوتر على راحلته " *‬

‫ن ُيوت ُِر عَل َي َْها‬ ‫ماءً ‪ ،‬وَ َ‬


‫كا َ‬ ‫ئ ِإي َ‬ ‫حل َت ِهِ ‪ُ ،‬يو ِ‬
‫م ُ‬ ‫صّلي عََلى َرا ِ‬
‫" يُ َ‬

‫‪ 2899‬حدثنا عمرو بن عبد الحميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد المجيد بن‬


‫عبد العزيز ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬عن موسى بن عقبة ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن‬
‫ابن عمر ‪ :‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان " يصلي على‬
‫راحلته ‪ ،‬يومئ إيماء ‪ ،‬وكان يوتر عليها " والثاني ‪ :‬الدلة التي‬
‫ذكرناها قبل في حديث علي عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬الدالة على أن الوتر سنة وليس بفرض ‪ ،‬مع الخبار التي‬
‫رويناها بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وفي صحته‬
‫أنه سنة غير فرض واجب ‪ ،‬صحة القول بإجازة أدائه راكبا وذلك أنه‬
‫ل خلف بين الجميع في جواز الصلة المتطوع بها راكبا ‪ ،‬وفي‬
‫جواز عملها راكبا ‪ ،‬صحة القول بجواز الوتر راكبا ‪ ،‬إذ كان تطوعا‬
‫كسائر الصلة التطوع ‪ .‬والثالث ‪ :‬أن القول بإجازة عمله راكبا ‪،‬‬
‫من النقل المستفيض الذي يستغنى بوروده عن رواية الحاد فيه ‪،‬‬
‫وعن طلب صحته من جهة القياس القول في البيان عما في هذا‬
‫الخبر من الغريب ‪ :‬فمن ذلك قول ابن عمر ‪ :‬كان رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يسبح على الراحلة ‪ ،‬يعني بقوله يسبح يصلي‬
‫التطوع ‪ ،‬ويقال للصلة التطوع السبحة ‪ ،‬يقال ‪ :‬سبح فلن سبحة‬
‫الضحى يسبحها تسبيحا إذا صلى صلة الضحى ‪ .‬وللتسبيح وجه آخر‬
‫‪ ،‬فمن ذلك قولهم ‪ " :‬سبحان الله " ‪ ،‬يعنى به تنزيه الله مما‬
‫ينسب إليه المشركون من اتخاذ الصاحبة والولد ‪ ،‬وتبرئة له مما‬
‫أضافوه إليه مما تعالى عنه وتنزه ‪ .‬ومنه ‪ :‬الستثناء ‪ ،‬كما قال‬
‫تبارك وتعالى ‪ ،‬مخبرا عن قول بعض أصحاب الجنة الذين أقسموا‬
‫ليصرمنها مصبحين ول يستثنون ‪ ،‬إذ قال ‪ :‬ألم أقل لكم لول‬
‫تسبحون يعني بذلك ‪ :‬لول تستثنون في قسمكم وقولكم ليصرمنها‬
‫مصبحين ‪ .‬ومنه ‪ :‬الفراغ من المر يكون فيه الرجل لحاجات نفسه‬
‫‪ ،‬يقال فيه بالتشديد والتخفيف ‪ ،‬والتخفيف أغلب عليه ‪ ،‬ومنه قول‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله تعالى ذكره إن لك في النهار سبحا طويل ‪ ،‬يعني بالسبح‬
‫الفراغ والتساع للتصرف في أمور نفسه *‬

‫ة‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫صورٍ ‪ ،‬عَ ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ عَّبادِ ب ْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار عباد بن منصور ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ل َوال ْ َ‬
‫مْفُعو َ‬
‫ل ب ِهِ ِفي‬ ‫ة ‪َ ،‬وال َْفا ِ‬
‫ع َ‬ ‫مةِ َوال ْب َِهي َ‬
‫م َ‬ ‫واقِعَ ال ْب َِهي َ‬ ‫" اقْت ُُلوا ُ‬
‫م َ‬
‫الّلوط ِي ّ ِ‬
‫ة‬

‫‪ 2900‬حدثني محمد بن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عون بن‬


‫عمارة ‪ ،‬عن عباد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬اقتلوا مواقع البهيمة والبهيمة ‪ ،‬والفاعل‬
‫والمفعول به في اللوطية ‪ ،‬واقتلوا كل مواقع ذات محرم " القول‬
‫في علل هذا الخبر ‪ :‬وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب أن‬
‫يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ؛ للعلل التي ذكرناها‬
‫قبل من قولهم في نقل عباد بن منصور وأخرى ‪ :‬وهي أن هذا خبر‬
‫قد حدث عن عباد بن منصور به غير عون بن عمارة ‪ ،‬فقال ‪ :‬عنه‬
‫عن الحكم ‪ ،‬عن ابن عباس وجعله من كلم ابن عباس ‪ ،‬ولم يرفعه‬
‫إلى النبي صلى الله عليه وسلم ‪ .‬وثانية ‪ :‬وهي أن المعروف عن‬
‫ابن عباس من القول أنه ل يرى على من أتى بهيمة حدا ‪ ،‬ولو كان‬
‫عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما روي عن عباد ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة عنه ‪ ،‬لم يكن يعدوه إلى خلفه إن شاء الله *‬

‫ن ال ْ َ‬
‫حك َم ِ‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ن عَّبادٍ فَ َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى هذا الخبر عن عباد فجعله عنه عن الحكم عن ابن‬


‫عباس مرسل غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ال ْ َ‬
‫حك َم ِ ‪#‬‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ن عَّبادٍ فَ َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خب ََر عَ ْ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ه ‪َ ،‬واقْت ُُلوا ال َْفا ِ‬ ‫"م َ‬


‫ع َ‬
‫ل‬ ‫مع َ ُ‬
‫ة َ‬ ‫ة َفاقْت ُُلوهُ َواقْت ُُلوا ال ْب َِهي َ‬
‫م َ‬ ‫م ً‬
‫ن أَتى ب َِهي َ‬
‫َ ْ‬

‫‪ 2901‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬قال حدثنا يزيد يعني ابن هارون ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أخبرنا عباد بن منصور ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" من أتى بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة معه ‪ ،‬واقتلوا الفاعل‬
‫والمفعول به في اللوطية ‪ ،‬واقتلوا كل من أتى ذات محرم " *‬

‫ن َل ي ََرى عََلى آَتى‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫ذِك ُْر ال ْ َ‬


‫كا َ‬ ‫س أن ّ ُ‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫ن اب ْ ِ‬
‫خب َرِ عَ ِ‬

‫ذكر الخبر عن ابن عباس أنه كان ل يرى على آتى البهيمة حدا‬

‫ن َل ي ََرى عََلى آَتى ‪#‬‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر ال ْ َ‬


‫كا َ‬ ‫س أن ّ ُ‬
‫ن عَّبا ٍ‬
‫ن اب ْ ِ‬
‫خب َرِ عَ ِ‬

‫حد ّ عَل َي ْهِ " *‬ ‫"م َ‬


‫ة فََل َ‬
‫م ً‬
‫ن أَتى ب َِهي َ‬
‫َ ْ‬

‫‪ 2902‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬والفضل بن إسحاق قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر‬


‫يعنيان ابن عياش ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن أبي رزين ‪ ،‬عن ابن عباس‬
‫قال ‪ " :‬من أتى بهيمة فل حد عليه " *‬

‫حد ّ " *‬ ‫" ل َيس عََلى م َ‬


‫ة َ‬
‫م ً‬
‫ن أَتى ب َِهي َ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ َ‬

‫‪ 2903‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان عن عاصم بن بهدلة عن أبي رزين عن ابن عباس قال ‪" :‬‬
‫ليس على من أتى بهيمة حد " *‬

‫س عَل َي ْهِ َ‬
‫حد ّ " وَقَد ْ َوافَقَ عَّبا ً‬
‫دا ِفي رَِواي َةِ هَ َ‬
‫ذا‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2904‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬
‫عن عاصم ‪ ،‬عن أبي رزين ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬في الذي يأتي‬
‫البهيمة ‪ ،‬قال ‪ " :‬ليس عليه حد " وقد وافق عبادا في رواية هذا‬
‫الخبر عن عكرمة غيره من أصحابه *‬

‫ه ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َوافََق ُ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافقه في ذلك‬

‫ه ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َوافََق ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ْ‬
‫ه‪،‬‬
‫مع َ ُ‬
‫ة َ‬ ‫ة ‪َ ،‬فاقْت ُُلوهُ َواقْت ُُلوا ال ْب َِهي َ‬
‫م َ‬ ‫م ً‬
‫موهُ ي َأِتي ب َِهي َ‬
‫جد ْت ُ ُ‬
‫ن وَ َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2905‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫عبد الله بن جعفر ‪ ،‬عن عمرو بن أبي عمرو ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من وجدتموه‬
‫يأتي بهيمة ‪ ،‬فاقتلوه واقتلوا البهيمة معه ‪ ،‬ومن وجدتموه يعمل‬
‫عمل قوم لوط ‪ ،‬فاقتلوا الفاعل والمفعول به " *‬

‫ن وَقَعَ عََلى‬ ‫حَرم ٍ َفاقْت ُُلوهُ ‪ ،‬وَ َ‬


‫م ْ‬ ‫م ْ‬
‫ت َ‬ ‫ن وَقَعَ عََلى َ‬
‫ذا ِ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2906‬حدثني إسماعيل بن مسعود الجحدري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد‬


‫بن إسماعيل بن أبي فديك ‪ ،‬عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي‬
‫حبيبة ‪ ،‬عن داود بن حصين ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من وقع على ذات محرم‬
‫فاقتلوه ‪ ،‬ومن وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة " حدثني‬
‫موسى بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي فديك ‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫بن إسماعيل بن أبي حبيبة ‪ ،‬عن داود بن الحصين ‪ ،‬عن عكرمة ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬بنحوه إل أنه ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬واقتلوا البهيمة معه " *‬

‫ت‬ ‫ن وَقَعَ عََلى َ‬


‫ذا ِ‬ ‫ل ِفي الّلوط ِي ّةِ ‪ ،‬وَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ل َوال ْ َ‬
‫مْفُعو َ‬ ‫" اقْت ُُلوا ال َْفا ِ‬
‫ع َ‬

‫‪ 2907‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬ومحمد بن المثنى ‪ ،‬وجعفر بن محمد ‪،‬‬


‫قالوا ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا إبراهيم بن‬
‫إسماعيل بن مجمع النصاري ‪ ،‬عن داود بن حصين ‪ ،‬عن عكرمة ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫اقتلوا الفاعل والمفعول في اللوطية ‪ ،‬ومن وقع على ذات محرم‬
‫فاقتلوه " *‬

‫ل قَوْم ِ‬ ‫ل َفاقْت ُُلوهُ " ‪ -‬ي َعِْني عَ ِ‬


‫م َ‬ ‫ن وَقَعَ عََلى الّر ُ‬
‫ج ِ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2908‬حدثني عبد الله بن محمد بن عيسى الفروي أبو علقمة ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا إسحاق بن محمد الفروي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إبراهيم بن‬
‫إسماعيل ‪ ،‬عن داود بن الحصين ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬من وقع على الرجل‬
‫فاقتلوه " ‪ -‬يعني عمل قوم لوط القول في البيان عما في هذا‬
‫الخبر من الفقه ‪ :‬والذي فيه من ذلك ‪ ،‬البانة عن صحة قول‬
‫القائلين بأن من أتى فرجا محرما عليه إتيانه ‪ ،‬عالما بتحريم الله‬
‫إياه عليه ‪ ،‬أن عليه من الحد مثل الذي أوجبه الله عليه ‪ ،‬إذا أتى‬
‫ذلك من ابن آدم في حال حرام عليه إتيانه فيها منه فإن قال‬
‫قائل ‪ ،‬فإن الله تعالى ذكره إنما أوجب على من أتى ذلك من ابن‬
‫آدم ‪ ،‬وإذا أتاه وهو بالصفة التي ذكرت ‪ ،‬جلد مائة ‪ ،‬إذا كان بكرا‬
‫حرا بقوله ‪ :‬الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة‬
‫والرجم إذا كان ثيبا محصنا ‪ ،‬بحكم الله ذلك على لسان رسوله ‪،‬‬
‫دون قتله قيل ‪ :‬إن الرجم قتل ‪ ،‬وفي رجمه صلى الله عليه وسلم‬
‫الحر المحصن إذا زنى ‪ ،‬إبانة عن معنى قوله ‪ " :‬من أتى بهيمة‬
‫فاقتلوه " ‪ ،‬وعن المراد منه ‪ ،‬وأن معناه في ذلك ‪ :‬اقتلوه القتل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الذي قتلته من فعل نظير فعله ‪ ،‬من الزناة الذين أتوا الفروج‬
‫المحرم عليهم إتيانها من بنى آدم ‪ .‬فإن قال ‪ :‬فإن الذي قلت من‬
‫ذلك غير موجود في الخبر ‪ .‬قيل ‪ :‬ول الذي تقوله من أنه يقتل‬
‫بالسيف موجود في الخبر ‪ ،‬ولكنه موجود معناه في فعله بالزاني‬
‫المحصن من الحرار وكان معلوما بذلك من فعله ‪ :‬أن حكم كل‬
‫من أتى فرجا محرما عليه إتيانه ‪ ،‬ممن هو غير مالك ول هو له زوج‬
‫‪ ،‬وهو بالصفة التي وصفنا ‪ ،‬إذا كان الذي أتى ذلك وهو بالصفة‬
‫التي وصفنا ‪ :‬أن حكمه فيما يلزمه من العقوبة ‪ ،‬حكم الذي حكم‬
‫فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم الذي وصفنا ‪ ،‬إذا كان‬
‫الذي أتى ذلك بالصفة التي ذكرنا ‪ ،‬إذ كان الذي أتى ذلك من‬
‫البهيمة ‪ ،‬راكبا من معصية ربه نظير الذي ركبه الذي أتى ذلك من‬
‫ابن آدم حراما ‪ ،‬وهو بالصفة التي وصفت ‪ ،‬فإن قال ‪ :‬وهل للسلف‬
‫من أهل العلم في ذلك قول فتذكره لنا ؟ قيل ‪ :‬نعم ‪ ،‬وهم فيه‬
‫مختلفون فمن قائل قال فيه مثل قولنا ‪ ،‬ومن قائل ‪ :‬عليه التعزير‬
‫ول حد ‪ ،‬ومن قائل ‪ :‬يحرق بالنار ‪ ،‬ومن قائل ‪ :‬يقام عليه أدنى‬
‫الحدين ‪ ،‬ومن قائل ‪ :‬يرجم ‪ ،‬أحصن أو لم يحصن ‪ ،‬ومن قائل ‪ :‬ل‬
‫حد عليه ‪ ،‬ومن قائل ‪ :‬عقوبته إلى السلطان *‬

‫ك قَوْل ََنا‬
‫ل ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال في ذلك قولنا‬

‫ك قَوْل ََنا ‪#‬‬


‫ل ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫حد ّث ََنا‬ ‫ل ‪ " :‬عَل َي ْهِ ال ْ َ‬


‫حد ّ " َ‬ ‫ة ‪َ ،‬قا َ‬ ‫شى ال ْب َِهي َ‬
‫م َ‬ ‫ل ي َغْ َ‬
‫ج ِ‬
‫الّر ُ‬

‫‪ 2909‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫أبي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬في الرجل يغشى البهيمة ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫عليه الحد " حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا هشام ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬عليه حد‬
‫الزاني *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كا ُ‬
‫جل ِد َ‬
‫ن‪ُ ،‬‬
‫ص َ‬
‫ح ِ‬
‫نأ ْ‬‫ن َ َ‬ ‫ة ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل ‪ " :‬إِ ْ‬ ‫ط ال ْب َِهي َ‬
‫م َ‬ ‫خال ِ ُ‬
‫يُ َ‬

‫‪ 2910‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬حدثني أبي ‪ ،‬عن‬


‫قتادة ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬في الذي يخالط البهيمة ‪ ،‬قال ‪ " :‬إن كان‬
‫أحصن ‪ ،‬جلد ورجم ‪ ،‬وإن لم يكن أحصن ‪ ،‬جلد ونفي " *‬

‫ْ‬
‫ل قَوْم ِ ُلو ٍ‬
‫ط‪:‬‬ ‫م َ‬ ‫م ُ‬
‫ل عَ َ‬ ‫ة ‪ ،‬وَي َعْ َ‬ ‫ذي ي َأِتي ال ْب َِهي َ‬
‫م َ‬ ‫" ِفي ال ّ ِ‬

‫‪ 2911‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت جابرا ‪ ،‬يحدث عن الشعبي ‪ ،‬أنه قال ‪:‬‬
‫" في الذي يأتي البهيمة ‪ ،‬ويعمل عمل قوم لوط ‪ :‬عليه الحد "‬
‫وعلة قائلي هذه المقالة ‪ ،‬العلة التي ذكرناها قبل *‬

‫دا‬ ‫ب عَل َي ْهِ َ‬


‫ح ّ‬ ‫ج ْ‬ ‫زيُر ‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫م ُيو ِ‬ ‫ل ‪ :‬عَل َي ْهِ الت ّعْ ِ‬
‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬عليه التعزير ‪ ،‬ولم يوجب عليه حدا‬

‫دا ‪#‬‬ ‫ب عَل َي ْهِ َ‬


‫ح ّ‬ ‫ج ْ‬ ‫زيُر ‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫م ُيو ِ‬ ‫ل ‪ :‬عَل َي ْهِ الت ّعْ ِ‬
‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ْ‬
‫ة"*‬ ‫ذي ي َأِتي ال ْب َِهي َ‬
‫م َ‬ ‫" ي ُعَّزُر ال ّ ِ‬

‫‪ 2912‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عباد بن العوام ‪ ،‬عن الحجاج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬قال ‪ " :‬يعزر الذي يأتي‬
‫البهيمة " *‬

‫جل َد ُ " *‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ن ي َب ْل ُغَ ب ِهِ ال ْ َ‬
‫حد ّ ‪ ،‬وَي ُ ْ‬ ‫" َل أَرى أ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2913‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬
‫الحكم ‪ ،‬في الذي يأتي البهيمة ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل أرى أن يبلغ به الحد ‪،‬‬
‫ويجلد " *‬

‫ه‬
‫مال ِ ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬ ‫ة وَت ُعَْقُر ال ْب َِهي َ‬
‫م ُ‬ ‫مائ َ ً‬
‫ب ِ‬
‫ضَر ُ‬ ‫م ‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬
‫ن يُ ْ‬ ‫" َل ي ُْر َ‬
‫ج ُ‬

‫‪ 2914‬حدثني العباس بن الوليد العذري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬سئل سعيد عن الذي يأتي البهيمة وهو محصن ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل‬
‫يرجم ‪ ،‬ولكن يضرب مائة وتعقر البهيمة من ماله ‪ ،‬ول يؤكل لحمها‬
‫أبدا " *‬

‫ل ‪ :‬يرجم ‪ ،‬أ ُحص َ‬


‫ن‬
‫ص ْ‬
‫ح َ‬ ‫ن أو ْ ل َ ْ‬
‫م يُ ْ‬ ‫ْ ِ َ‬ ‫ن َقا َ ُ ْ َ ُ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬يرجم ‪ ،‬أحصن أو لم يحصن‬


‫ل ‪ :‬يرجم ‪ ،‬أ ُحص َ‬
‫ن‪#‬‬
‫ص ْ‬
‫ح َ‬ ‫ن أو ْ ل َ ْ‬
‫م يُ ْ‬ ‫ْ ِ َ‬ ‫ن َقا َ ُ ْ َ ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫م ب َِها ‪،‬‬ ‫جاَرةُ ال ِّتي ُر ِ‬


‫ج َ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫ج ُ‬
‫م ‪ ،‬وَت ُْر َ‬
‫ج ُ‬
‫م ‪ ،‬وَت ُْر َ‬
‫ج ُ‬
‫" ي ُْر َ‬

‫‪ 2915‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن داود ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال مسروق في الرجل يأتي البهيمة ‪ ،‬قال ‪ " :‬يرجم ‪،‬‬
‫وترجم ‪ ،‬وترجم الحجارة التي رجم بها ‪ ،‬ويعفى الثر " وعلة‬
‫القائلين ‪ :‬عليه التعزير دون الحد ‪ ،‬أن الله تعالى إنما أوجب حد‬
‫الزاني على من زنى بآدمية ‪ ،‬ول تعرف العرب في كلمها الزاني‬
‫إل ذلك ‪ ،‬فأما إتيان البهائم فإنه ل يسمى عندهم زنا ‪ ،‬وإن كان‬
‫فاعله قد فعل ما حرم الله عليه ‪ ،‬ولكن عليه عقوبة ركوبه معصية‬
‫من معاصي الله عظيمة وعلة قائل المقالة الخرى في قولهم ‪" :‬‬
‫على فاعل ذلك الرجم بكل حال " ‪ ،‬أن الله عز ذكره رجم قوم‬
‫لوط بالحجارة ‪ ،‬بإتيانهم ما أتوا من الفاحشة ‪ ،‬وإن كان ذلك منهم‬
‫كان غير الزنا المعروف في كلم العرب فحكم كل من أتى فرجا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫غير الفرج الذي من أتاه استحق به اسم الزاني في كلم العرب ‪،‬‬
‫حكم من رجمه الله بالحجارة من قوم لوط ‪ ،‬في أنه مرجوم كذلك‬
‫والذي يأتي البهيمة ‪ ،‬قد أتى فرجا غير الفرج الذي يسمى في كلم‬
‫العرب من أتاه زانيا ‪ ،‬فحكمه حكم قوم لوط فيما يستحق من‬
‫العقوبة *‬

‫َ‬
‫حّرقُ ِبالّنارِ ‪ ،‬أوْ فَعَل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬يُ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬يحرق بالنار ‪ ،‬أو فعله‬


‫َ‬
‫حّرقُ ِبالّنارِ ‪ ،‬أوْ فَعَل َ ُ‬
‫ه‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬يُ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫حَرقَ ُ‬
‫ه"‬ ‫ة ‪ -‬فَ َ‬ ‫ط ال ْب َِهي َ‬
‫م َ‬ ‫خال َ َ‬
‫ك ‪ -‬ي َعِْني َ‬ ‫جًل فَعَ َ‬
‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫" َر ُ‬

‫‪ 2916‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫أبي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخذ عبد العزيز بن مروان " رجل فعل ذلك‬
‫‪ -‬يعني خالط البهيمة ‪ -‬فحرقه " قال قتادة ‪ :‬وقول الحسن أعجب‬
‫إلي وهذا فعل ل أعلم له في الصحة وجها يوجه إليه ‪ ،‬إل أن يقول‬
‫قائل ‪ :‬للسلطان أن يعاقب بما يرى من العقوبة من فعل ذلك ‪،‬‬
‫ليردع به رعيته عن ركوب مثله من الفواحش وذلك قول ‪ ،‬إن قاله‬
‫‪ ،‬خارج من أقوال أهل العلم ‪ ،‬ولما ورد به الخبر عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم من نهيه أن يعذب أحد أحدا بعذاب الله‬
‫تعالى ذكره إل أن يقول ‪ :‬يقتل ثم يحرق ‪ ،‬أو يرجم ثم يحرق ‪،‬‬
‫فيكون ذلك وجها محتمل ‪ ،‬فعل كثير ممن تقدم من أئمة الدين فقد‬
‫ذكر عن الصديق رحمة الله عليه وعلي بن أبي طالب رضوان الله‬
‫عليه ‪ ،‬أنهما أحرقا بعد القتل قوما ارتدوا عن السلم *‬

‫ن‬ ‫سل ْ َ‬
‫طا ِ‬ ‫ه إ َِلى ال ّ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬عُُقوب َت ُ ُ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر من قال ‪ :‬عقوبته إلى السلطان‬

‫ن‪#‬‬ ‫سل ْ َ‬
‫طا ِ‬ ‫ه إ َِلى ال ّ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬عُُقوب َت ُ ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن " وَل َ ْ‬
‫م ي َذ ْك ُْر أ ّ‬
‫ن‬ ‫سل ْ َ‬
‫طا ِ‬ ‫ه إ َِلى ال ّ‬
‫ة عُُقوب َت ُ ُ‬ ‫ذي ي َأِتي ال ْب َِهي َ‬
‫م َ‬ ‫ِفي ال ّ ِ‬

‫‪ 2917‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا منصور‬


‫بن زاذان ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬أنه كان يقول ‪ :‬في الذي يأتي البهيمة‬
‫عقوبته إلى السلطان " ولم يذكر أن عليه حدا وعلة قائل هذه‬
‫المقالة ‪ ،‬نظير علة القائلين ‪ :‬عليه العقوبة دون الحد ‪ ،‬وقد ذكرنا‬
‫ذلك قبل *‬

‫َ‬
‫ن‬ ‫جل َد ُ أد َْنى ال ْ َ‬
‫حد ّي ْ ِ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬يُ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ‪ :‬يجلد أدنى الحدين‬


‫َ‬
‫ن‪#‬‬ ‫جل َد ُ أد َْنى ال ْ َ‬
‫حد ّي ْ ِ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬يُ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ذا ال َْقو ُ َ‬ ‫َ‬
‫ضا‬
‫ل أي ْ ً‬ ‫ْ‬ ‫ن " وَهَ َ‬ ‫جل َد ُ أد َْنى ال ْ َ‬
‫حد ّي ْ ِ‬ ‫ذي ي ََقعُ عََلى ال ْب َِهي َ‬
‫مة ِ ي ُ ْ‬ ‫ال ّ ِ‬

‫‪ 2918‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا ابن أبي فديك ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ابن أبي ذئب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ابن‬
‫شهاب " إن الذي يقع على البهيمة يجلد أدنى الحدين " وهذا القول‬
‫أيضا شبيه بمعنى قول من أوجب عليه عقوبة دون الحد وعلة قائله‬
‫‪ ،‬نظيرة علة قائلي ذلك *‬

‫ض‬ ‫حد ّ عَل َي ْهِ قَد ْ ذ َك َْر ُ‬


‫ت ب َعْ َ‬ ‫ل ‪َ :‬ل َ‬
‫ن َقا َ‬
‫م ْ‬ ‫ذِك ُْر قَوْ ِ‬
‫ل َ‬

‫ذكر قول من قال ‪ :‬ل حد عليه قد ذكرت بعض قائلي ذلك قبل ‪،‬‬
‫وأذكر من لم يمض ذكره منهم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ض‪#‬‬ ‫حد ّ عَل َي ْهِ قَد ْ ذ َك َْر ُ‬


‫ت ب َعْ َ‬ ‫ل ‪َ :‬ل َ‬
‫ن َقا َ‬
‫م ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر قَوْ ِ‬
‫ل َ‬

‫سّيا‬ ‫ن َرب ّ َ‬
‫ك نَ ِ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫م ي َذ ْك ُرِ ال ْب ََهائ ِ َ‬
‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ه ذ َك ََر الّزَنا وَل َ ْ‬
‫الل ّ َ‬

‫‪ 2919‬حدثني نصر بن عبد الرحمن الودي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حكام بن‬


‫سلم ‪ ،‬عن أبي معاذ ‪ ،‬عن محمد بن خلف ‪ ،‬أنه سأل الحسن عمن‬
‫أتى بهيمة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن الله ذكر الزنا ولم يذكر البهائم ‪ ،‬وما كان‬
‫ربك نسيا " وعلة قائلي هذه المقالة ‪ :‬أن حد الزاني ‪ ،‬إنما يجب‬
‫على من زنى ‪ ،‬والزنا ‪ ،‬هو ما وصفت قبل ‪ ،‬من إتيان الرجل امرأة‬
‫حراما ‪ ،‬دون إتيان البهائم وفي هذا الخبر أيضا أعني خبر عباد ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬نظيرة علة القائلين ‪ " :‬حد من أتى ذات‬
‫محرم منه ‪ ،‬القتل بالسيف " ‪ ،‬وخالف بين حكمه وحكم من فجر‬
‫بغير ذوات محارمه فإن قال لنا قائل ‪ :‬بين لنا من قائل ذلك من‬
‫أهل القدوة لنعرفه *‬

‫َ‬
‫ب"*‬ ‫ج فَ ُ‬
‫ضرِ َ‬ ‫جا ُ‬ ‫مَر ب ِهِ ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ف فَأ َ‬
‫سي ْ ِ‬
‫ب ِبال ّ‬
‫ضَر ُ‬
‫" يُ ْ‬

‫‪ 2920‬قيل حدثني قتادة بن سعيد بن قتادة السدوسي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬قال ‪ :‬أتي‬
‫الحجاج بن يوسف برجل زنى بأخته ‪ ،‬فسأل عنها مطرف بن عبد‬
‫الله بن الشخير ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يضرب بالسيف فأمر به الحجاج فضرب‬
‫"*‬

‫َ‬
‫ه"*‬
‫ت عُن ُُق ُ‬ ‫مَر ب ِهِ فَ ُ‬
‫ضرِب َ ْ‬ ‫ف فَأ َ‬
‫سي ْ ِ‬
‫ة ِبال ّ‬
‫ضْرب َ ً‬
‫ب َ‬
‫ضَر ُ‬
‫" يُ ْ‬

‫‪ 2921‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫أبي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬قال ‪ :‬رفع إلى الحجاج بن يوسف رجل زنى‬
‫بأخته ‪ ،‬فسأل عنه عبد الله بن مطرف بن عبد الله بن الشخير ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬يضرب ضربة بالسيف فأمر به فضربت عنقه " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫ما أ َ َ‬ ‫ف " ‪ ،‬أَ َ‬


‫ما‬
‫ت َ‬ ‫خذ َ ْ‬
‫ت ‪ ،‬وَأب َْق ْ‬ ‫خذ َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫سي ْ ِ‬
‫ة ِبال ّ‬
‫ضْرب َ ٌ‬
‫" َ‬

‫‪ 2922‬حدثنا محمد بن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا أبو هلل ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن مطرف ‪ ،‬قال ‪ :‬سألني‬
‫الحجاج بن يوسف ‪ :‬ما تقول في رجل زنى بأخته ؟ قلت ‪ " :‬ضربة‬
‫بالسيف " ‪ ،‬أخذت ما أخذت ‪ ،‬وأبقت ما أبقت *‬

‫ق"*‬
‫ة عُن ُ ٍ‬ ‫حَرم ٍ فَعَل َي ْهِ َ‬
‫ضْرب َ ُ‬ ‫م ْ‬
‫ت َ‬ ‫ن أ ََتى َ‬
‫ذا َ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2923‬حدثنا عمرو بن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن سواء ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫سمعت خالدا الحذاء ‪ ،‬يحدث ‪ ،‬عن جابر بن زيد ‪ ،‬قال ‪ " :‬من أتى‬
‫ذات محرم فعليه ضربة عنق " *‬

‫" استر هَذه اْل ُم َ َ‬


‫م َواقْت ُل ْ ُ‬
‫ه‬ ‫سَل َ‬
‫ست ُرِ اْل ِ ْ‬ ‫ة ‪ ،‬أي َّها اْل َ ِ‬
‫ميُر ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ُْ ِ ِ‬

‫‪ 2924‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن حميد ‪،‬‬
‫عن بكر ‪ ،‬قال ‪ :‬رفع إلى الحجاج بن يوسف رجل زنى بابنته ‪ ،‬فقال‬
‫‪ :‬ما أدري بأي عقوبة أعاقبه ؟ وهم أن يصلبه ‪ ،‬فقال عبد الله بن‬
‫مطرف بن عبد الله ‪ ،‬وأبو بردة بن أبي موسى ‪ " :‬استر هذه المة‬
‫‪ ،‬أيها المير ‪ ،‬واستر السلم واقتله " ‪ ،‬فقال ‪ :‬صدقتما فأمر به‬
‫فضربت عنقه فإن قال ‪ :‬فهل لقائلي هذه المقالة حجة يعتمدون‬
‫عليها لقولهم هذا ‪ ،‬غير حديث عباد ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫الذي ذكرت ؟ فقد علمت ما في هذا الحديث من المعاني التي‬
‫للطاعنة فيه بسببها من المقال قيل ‪ :‬نعم فإن قال ‪ :‬فاذكر لنا‬
‫بعض ذلك لنعرفه *‬

‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّم أ َ َ‬


‫سو ُ‬
‫ق‬
‫ب عُن ُ َ‬
‫ضرِ َ‬
‫نأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫" ب َعَث َِني َر ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2925‬قيل حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثمان بن سعيد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا هشيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أشعث ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عدي بن ثابت ‪،‬‬
‫عن البراء بن عازب ‪ ،‬قال ‪ :‬مر بي عمي الحارث بن عمرو ‪ ،‬ومعه‬
‫لواء قد عقده له رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فسألته ‪ ،‬قال ‪ " :‬بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن‬
‫أضرب عنق رجل تزوج امرأة أبيه " *‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫م إ َِلى َر ُ‬
‫ج ٍ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫" ب َعَث َِني َر ُ‬

‫‪ 2926‬حدثني محمد بن إبراهيم المعروف بابن صدران ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا الفضل بن العلء ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أشعث بن سوار ‪ ،‬عن عدي‬
‫بن ثابت ‪ ،‬عن يزيد بن البراء عن البراء ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عمي ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل من بني‬
‫تيم بلغه أنه تزوج امرأة أبيه ‪ ،‬فأمرني أن أقتله ‪ ،‬فقتلته ثم رجعت‬
‫"*‬

‫مَرأ َةَ‬
‫جا ْ‬
‫ل ت ََزوّ َ‬ ‫م إ َِلى َر ُ‬
‫ج ٍ‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫" ب َعَث َِني الن ّب ِ ّ‬
‫ي َ‬

‫‪ 2927‬حدثني سليمان بن عبد الجبار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يوسف بن‬


‫المنازل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حفص بن غياث ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أشعث ‪ ،‬عن‬
‫عدي بن ثابت ‪ ،‬عن البراء بن عازب ‪ ،‬قال ‪ :‬مر بي خالي أبو بردة‬
‫معه لواء ‪ ،‬قلت ‪ :‬إلى أين يا خال ؟ قال ‪ " :‬بعثني النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه أجيء برأسه " *‬

‫صّلى‬
‫ل الل ّهِ َ‬ ‫ت ِلي ‪ ،‬عََلى عَهْدِ َر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ضل ّ ْ‬ ‫ف عََلى إ ِب ِ ٍ‬
‫ل َ‬ ‫َل َ ُ‬
‫طو ُ‬

‫‪ 2928‬حدثنا خلد بن أسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أسباط بن محمد ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا مطرف ‪ ،‬عن أبي الجهم ‪ ،‬عن البراء بن عازب ‪ ،‬قال ‪ " :‬إني‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫لطوف على إبل ضلت لي ‪ ،‬على عهد رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فأنا أجول في أبيات ‪ ،‬فإذا أنا بركب وفوارس ‪ ،‬إذ جاءوا‬
‫فأطافوا بفنائي ‪ ،‬فاستخرجوا منه رجل ‪ ،‬فما سألوه ول كلموه حتى‬
‫ضربوا عنقه فلما ذهبوا سألت عنه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬عرس بامرأة أبيه " *‬

‫" بعث َه إَلى رجل عَرس با َ َ‬


‫مال َ ُ‬
‫ه‬ ‫س َ‬
‫م َ‬
‫خ ّ‬ ‫مَرأةِ أِبيهِ ‪ ،‬فََقت َل َ ُ‬
‫ه وَ َ‬ ‫َ ُ ٍ ّ َ ِ ْ‬ ‫ََ ُ ِ‬

‫‪ 2929‬حدثني عبد الله بن وضاح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن‬


‫خالد بن أبي كريمة ‪ ،‬عن معاوية بن قرة ‪ ،‬عن أبيه أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم " بعثه إلى رجل عرس بامرأة أبيه ‪ ،‬فقتله‬
‫وخمس ماله " *‬

‫ن‬ ‫َ‬ ‫ة ‪ ،‬إَلى رجل عَرس با َ َ‬ ‫أ َرس َ َ‬


‫مَرأةِ أِبيهِ أ ْ‬
‫َ ُ ٍ ّ َ ِ ْ‬ ‫مَعاوِي َ َ ِ‬
‫جد ّ ُ‬
‫ل أَباهُ َ‬ ‫ْ َ‬

‫‪ 2930‬حدثني يحيى بن بشير القرقساني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يوسف بن‬


‫منازل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن إدريس ‪ ،‬عن خالد بن أبي كريمة ‪،‬‬
‫عن معاوية بن قرة ‪ ،‬عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫أرسل أباه جد معاوية ‪ ،‬إلى رجل عرس بامرأة أبيه أن يضرب‬
‫عنقه ويخمس ماله فقال القائلون ما ذكرت عنهم ‪ ،‬من إيجابهم‬
‫قتل من أتى ذات محرم منه ‪ :‬قد صح الخبر عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بأمره بقتل الذي عرس بامرأة أبيه ‪ ،‬وذلك كان‬
‫من فاعله إتيان ذات محرم منه ‪ .‬قالوا ‪ :‬فكل من أتى ذات محرم‬
‫منه ‪ ،‬فحكمه فيما يجب عليه من العقوبة حكم الذي عرس بامرأة‬
‫أبيه ‪ ،‬في أن حده القتل بالسيف فإن قال ‪ :‬فهل لهؤلء مخالفون‬
‫فيما ذكرت فتذكره لنا ؟ قيل ‪ :‬نعم *‬

‫حد ّ الّزاِني "‬ ‫خت ِهِ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ُ‬


‫حد ّهُ َ‬
‫ل‪َ ":‬‬ ‫ل َزَنى ب ِأ ْ‬
‫ج ٍ‬
‫َر ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2931‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان بن حبيب‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يونس ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬في رجل زنى بأخته ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫حده حد الزاني " فإن قال ‪ :‬وما علة قائلي هذه المقالة ؟ قيل ‪:‬‬
‫علتهم فيها أن الله تعالى ذكره أوجب في كتابه على الزناة البكار‬
‫الحرار جلد مائة ‪ ،‬وعلى لسان رسوله تغريب عام وعلى‬
‫المحصنين منهم بالزواج الرجم ‪ ،‬ولم يخص بحكمه على من حكم‬
‫بذلك عليه الزناة بالجنبيين ‪ ،‬دون الزناة بذوات المحارم ‪ .‬قالوا ‪:‬‬
‫فالزاني بذات محرمه زان لحكمه حكم الزاني بغير ذات المحرم‬
‫منه ‪ ،‬وأنكروا صحة الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أمر‬
‫بضرب عنق المعرس بامرأة أبيه ‪ .‬وقالوا ‪ :‬أما حديث البراء ‪ ،‬فإنه‬
‫رواه أشعث النقاش ‪ ،‬عن عدي بن ثابت وأشعث " " وعدي " ممن‬
‫ل يحتج في الدين بنقلهما ‪ .‬وأما " أبو الجهم " ‪ ،‬الذي روى عنه "‬
‫مطرف " ‪ ،‬فإنه شيخ مجهول ‪ .‬قالوا ‪ :‬وحديث " معاوية بن قرة "‬
‫أوهى وأضعف ‪ ،‬لنه خبر ل يعرف له مخرج إل من حديث خالد بن‬
‫أبي كريمة ‪ ،‬ومثل خالد بن أبي كريمة ‪ ،‬ل يحتج به في الدين‬
‫قالوا ‪ :‬ويزيد حديث خالد وهاء ‪ ،‬ما فيه من أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم أمر أن يخمس مال من عرس بامرأة أبيه بعد قتله ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬وذلك مما ل خلف بين جميع علماء المة أنه غير جائز أن‬
‫يحكم به على من فعل ذلك ‪ ،‬ما دام على السلم مقيما والصواب‬
‫من القول في ذلك عندنا أن يقال ‪ :‬أمر الله تعالى ذكره بجلد‬
‫الزاني الحر البكر مائة جلدة ورجم رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم الحر المحصن الثيب من الزناة ولم يخصص الله تعالى ذكره‬
‫بحكمه ذلك ‪ ،‬الزناة بالغرائب منهم دون ذوات المحارم في كتابه‬
‫ول على لسان رسوله ‪ ،‬بل عم به جميع الزناة في كتابه فقال ‪:‬‬
‫الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ول صح خبر عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصوصه بالرجم بعضهم دون‬
‫بعض ‪ ،‬فذلك عام في كل زانية وزان ‪ ،‬بغريبة منه زنى الزاني أو‬
‫بذات محرم منه ‪ ،‬فإن قال لنا قائل ‪ :‬فإنك قد قلت بتصحيح خبر‬
‫عباد بن منصور الذي ذكرته قبل ‪ ،‬وفيه أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ :‬من وقع على ذات محرم فاقتلوه " ‪ .‬قيل ‪ :‬قد بينا‬
‫معنى قوله عليه السلم " فاقتلوه " ‪ ،‬وما يحتمل ذلك من الوجوه ‪،‬‬
‫وأولى وجوهه بالصواب في قوله ‪ " :‬ومن وقع على بهيمة فاقتلوه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫" ‪ ،‬وقد مضى بيان ذلك قبل بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع ‪.‬‬
‫فإن قال ‪ :‬فإنك وجهت معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ومن وقع على بهيمة فاقتلوه " ‪ ،‬إلى أنه قتل بالرجم إذ كان حرا‬
‫محصنا ‪ ،‬والخبار التي ذكرتها آنفا عن البراء بن عازب وغيره ‪،‬‬
‫واردة عنهم ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر بضرب‬
‫عنق الذي عرس بزوجة أبيه ‪ ،‬وذلك غير الرجم ‪ .‬قيل ‪ :‬إن الذي‬
‫أمر عليه السلم بضرب عنقه ‪ ،‬لم يكن أمرا بضرب عنقه على‬
‫إتيانه زوجة أبيه فقط دون معنى غيره ‪ ،‬وإنما كان لتيانه إياها بعقد‬
‫نكاح كان بينه وبينها وذلك مبين في الخبار التي ذكرتها قبل ‪،‬‬
‫وذلك قول الرسول الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫إلى الذي فعل ذلك للبراء إن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫أرسلني إلى رجل تزوج امرأة أبيه لضرب عنقه ولم يقل ‪ :‬إنه‬
‫أرسلني إلى رجل زنى بامرأة أبيه لضرب عنقه وكان الذي عرس‬
‫بزوجة أبيه ‪ ،‬متخطيا بفعله حرمتين ‪ ،‬وجامعا بين كبيرتين من‬
‫معاصي الله إحداهما ‪ :‬عقد نكاح على من حرم الله عقد النكاح‬
‫عليه بنص تنزيله بقوله ‪ :‬ول تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء‬
‫والثانية ‪ :‬إتيانه فرجا محرما عليه إتيانه وأعظم من ذلك تقدمه‬
‫على ذلك بمشهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وإعلنه‬
‫عقد النكاح على من حرم الله عليه عقده عليه بنص كتابه الذي ل‬
‫شبهة في تحريمها عليه ‪ ،‬وهو حاضره ‪ .‬فكان فعله ذلك من أدل‬
‫الدليل على تكذيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أتاه به‬
‫عن الله تعالى ذكره ‪ ،‬وجحوده آية محكمة في تنزيله فكان بذلك‬
‫من فعله كذلك ‪ ،‬عن السلم إن كان قد كان للسلم مظهرا مرتدا‬
‫‪ ،‬أو إن كان من الكفار الذين لهم عهد ‪ ،‬كان بذلك من فعله‬
‫وإظهاره ما ليس له إظهاره في أرض السلم للعهد ناقضا ‪ ،‬وكان‬
‫بذلك من فعله ‪ ،‬حكمه القتل وضرب العنق ‪ .‬فلذلك أمر رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم بقتله وضرب عنقه إن شاء الله ‪ ،‬لن‬
‫ذلك كان سنته في المرتد عن السلم ‪ ،‬والناقض عهده من أهل‬
‫العهد وفي خبر البراء الذي ذكرناه قبل أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أمر بضرب عنق الذي تزوج امرأة أبيه الدليل الواضح‬
‫والبيان البين ‪ ،‬عن خطأ قول من زعم أن رجل من المسلمين لو‬
‫تزوج أخته أو عمته أو غيرها من محارمه التي نص الله على‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫تحريمها في كتابه ‪ ،‬وعقد عليها عقدة نكاح ‪ ،‬ثم وطئها وهو بتحريم‬
‫الله ذلك عليه عالم أن للمنكوحة من محارمه مهر متاعها وأنه ل‬
‫حد عليه ‪ ،‬ول عليها عقوبة ول تعزير وأن النكاح الذي عقد عليها‬
‫شبهة توجب درأ الحد عنهما ‪ ،‬ويلزم الرجل لها به مهر إذا وطئها‬
‫وذلك أن فاعل ذلك على علم منه بتحريم الله ذلك على خلقه إن‬
‫كان من أهل السلم ‪ ،‬إن لم يكن مسلوكا به في العقوبة سبيل‬
‫أهل الردة بإعلنه استحلل ما ل لبس فيه على ناشيء نشأ في‬
‫أرض السلم أنه حرام ‪ ،‬فغير مقصر به عن عقوبة الزناة الذين‬
‫جعل الله عقوبة البكر غير المحصن منهم الجلد ‪ ،‬والثيب المحصن‬
‫منهم الرجم ‪ ،‬لنه بفعله ذلك آت فرجا حرم الله عليه إتيانه ‪ ،‬على‬
‫علم منه بتحريم الله ذلك عليه في حال إتيانه إياه ويسأل ‪ :‬قائلو‬
‫هذه المقالة عن صفة " الزنا " ‪ ،‬فلن يصفوا ‪ :‬ذلك بصفة إل‬
‫أوجدوها في الناكح ذات المحرم منه ‪ ،‬فإنها موجودة فيه ‪ .‬فإن‬
‫قالوا ‪ :‬إن شرطنا في الزنا أن ل يكون فيه عقد نكاح فاسد ول‬
‫صحيح ‪ .‬قيل لهم ‪ :‬فما أنتم قائلون في فاسق دعا فاسقة إلى‬
‫الفجور بها ‪ ،‬فامتنعت عليه إل بأن يبذل لها درهما أو دينارا ‪ ،‬على‬
‫أن تمكنه من نفسها ‪ ،‬وهما يعتقدان أن ذلك حرام عليهما ‪ ،‬ففعل‬
‫ذلك وبذل ذلك لها ‪ ،‬فأمكنته من نفسها حتى أتاها ‪ ،‬أتوجبون‬
‫عليهما من العقوبة ما توجبونه على من فعل مثل فعلهما بغير بذل‬
‫شيء لها ‪ ،‬أم ل ترون عليهما حدا ول عقوبة ‪ ،‬ول ترونهما زانيين ؟‬
‫فإن قالوا ‪ :‬ل حد عليهما ول عقوبة ‪ ،‬وللمفعول بها ذلك مهر مثلها‬
‫تركوا قولهم في ذلك ‪ .‬وإن قالوا ‪ :‬بل نرى عليهما حد الزنا ‪ ،‬وغير‬
‫مزيل عنهما حد الزنا ما بذل لها على إمكانها إياه من نفسها ‪ .‬قيل‬
‫لهم ‪ :‬فما الفرق بينكم وبين قائل مثل قولكم ‪ :‬في الذي يأتي ذات‬
‫محرم منه ‪ ،‬على السبيل التي وصفنا عليه حد الزنا وغير مزيل عنه‬
‫الحد الذي أوجبه الله تعالى على من أتى فرجا محرما من الغرائب‬
‫‪ ،‬إتيانه ذلك من ذات محرم منه ‪ ،‬العقد الذي عقده عليها على علم‬
‫منهما بفساده ‪ ،‬وأن ذلك غير محل لهما شيئا كان حراما عليهما‬
‫قبل ذلك ‪ ،‬وقال فيه قولكم في الراكب ذلك من غريبة ببذل ما‬
‫بذل لها ‪ .‬وفي راكب ذلك من الغريبة ببذل ما يبذل لها على‬
‫إمكانها إياه من نفسها ‪ ،‬ما قلتم في فاعل ذلك بذات محرم منه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫من أصل أو قياس ؟ فلن يقولوا في أحدهما قول إل ألزموا في‬
‫الخر مثله *‬

‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة َزي ْدٍ ‪،‬‬
‫م َ‬
‫سا َ‬
‫ث أِبي أ َ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬ ‫ض ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ذِك ُْر َ‬

‫ذكر ما لم يمض ذكره من حديث أبي أسامة زيد ‪ ،‬عن عكرمة ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة َزي ْدٍ ‪# ،‬‬
‫م َ‬
‫سا َ‬
‫ث أِبي أ َ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫ن َ‬ ‫ض ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬

‫ن ‪ ،‬وََل ي َْزِني‬ ‫مؤ ْ ِ‬


‫م ٌ‬ ‫سرِقُ وَهُوَ ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫حي َ‬
‫سارِقُ ِ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫سرِقُ ال ّ‬

‫‪ 1900‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جنيد أبو عبد الله ‪ ،‬عن أبي‬
‫أسامة ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬ل يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ‪ ،‬ول يزني‬
‫الزاني حين يزني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يشرب الخمر حين يشرب وهو‬
‫مؤمن " القول في علل هذا الخبر وهذا القول عندنا صحيح سنده ‪،‬‬
‫وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪:‬‬
‫إحداها ‪ :‬أنه خبر ل يعرف له مخرج عن ابن عباس إل من نقل‬
‫عكرمة ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه ‪.‬‬
‫والثانية ‪ :‬أنه من نقل عكرمة ‪ ،‬وفي نقله عندهم نظر يجب التثبت‬
‫فيه من أجله ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أنه خبر قد حدث به عن عكرمة غير‬
‫واحد ‪ ،‬فاضطربوا في روايته عنه ‪ ،‬فمن راويه عنه ‪ ،‬عن ابن عباس‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ومن راويه عنه عن أبي هريرة‬
‫موقوفا به عليه غير مرفوع ‪ ،‬ومن راويه عنه عن ابن عباس وأبي‬
‫هريرة وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم *‬

‫َ ُ‬
‫ة‬
‫م َ‬ ‫وافَقَ ِفيهِ أَبا أ َ‬
‫سا َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر من حدث هذا الحديث عن عكرمة فوافق فيه أبا أسامة ‪،‬‬
‫وجعله عنه عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫َ ُ‬
‫ة‬
‫م َ‬ ‫وافَقَ ِفيهِ أَبا أ َ‬
‫سا َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫‪#‬‬

‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِقُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1901‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬قال حدثنا عبد الله بن داود ‪،‬‬
‫قال حدثنا فضيل بن غزوان ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يزني الزاني حين يزني وهو‬
‫مؤمن ‪ ،‬ول يسرق حين يسرق وهو مؤمن ‪ ،‬ول ينتهب النهبة التي‬
‫يشرف المسلمون أعينهم إليها وهو مؤمن " ‪ ،‬فقال ابن عباس ‪:‬‬
‫فإن فعل وهو يرى أن ذلك محرم عليه فهو مؤمن ‪ ،‬فإن فعل ذلك‬
‫وهو يرى أن ذلك ليس بمحرم عليه فليس بمؤمن ‪ ،‬إن شاء الله‬
‫عذبه ‪ ،‬وإن شاء رحمه *‬

‫ه‬ ‫ة فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ ‪ :‬عَن ْ ُ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث هذا الحديث عن عكرمة فقال فيه ‪ :‬عنه ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬وأبي هريرة ‪ ،‬وابن عمر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ه‪#‬‬ ‫ة فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ ‪ :‬عَن ْ ُ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ق‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1902‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن موسى ‪ ،‬عن‬


‫إسرائيل ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬وعن ابن‬
‫عمر ‪ ،‬وعن أبي هريرة ‪ ،‬قالوا ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ل يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق وهو‬
‫مؤمن ‪ ،‬ول يشرب الخمر وهو مؤمن ‪ ،‬فإن تاب تاب الله عليه " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِقُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1903‬حدثني محمد بن عمار الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سهل بن بكار ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا أبو عوانة ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫وأبي هريرة ‪ ،‬وابن عمر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫ل يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق حين يسرق وهو‬
‫مؤمن ‪ ،‬ول يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ‪ ،‬ول يغل حين‬
‫يغل وهو مؤمن " ‪ ،‬قال جابر ‪ ،‬قلت ‪ :‬فإن تاب ؟ قال ‪ " :‬إن تاب ‪،‬‬
‫تاب الله عليه " *‬

‫ه‪،‬‬ ‫ة فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ عَن ْ ُ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث هذا الحديث عن عكرمة فقال فيه عنه ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬وجعله من كلم أبي هريرة ‪ ،‬ولم يرفعه إلى النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم‬

‫ه‪#،‬‬ ‫ة فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ عَن ْ ُ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ق‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1904‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حرمي بن عمارة ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عمارة ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫أنه قال ‪ " :‬ل يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق حين‬
‫يسرق وهو مؤمن ‪ ،‬ول يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ‪،‬‬
‫وخصلتين نسيتهما " ‪ ،‬وقد وافق ابن عباس في رواية هذا الخبر ‪،‬‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه ‪ ،‬نذكر ما‬
‫حضرنا من ذلك ذكره ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان ‪ ،‬إن شاء الله *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ق‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1905‬حدثني يوسف بن سلمان البصري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حاتم بن‬


‫إسماعيل ‪ ،‬عن محمد بن عجلن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا القعقاع بن حكيم ‪،‬‬
‫عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬ل يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق السارق‬
‫حين يسرق وهو مؤمن ‪ ،‬ول يشرب الخمر وهو مؤمن " ‪ ،‬قيل لبي‬
‫هريرة ‪ :‬كيف ذاك ؟ قال ‪ :‬اليمان فوقه هكذا ‪ ،‬فإن هو استغفر‬
‫ونزع راجعه اليمان ‪ ،‬وإن هو أصر ومضى فارقه حدثني يوسف بن‬
‫سلمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حاتم ‪ ،‬عن ابن عجلن ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬وعن أبي الزناد ‪ ،‬عن العرج ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬بمثل قول القعقاع ‪ ،‬غير أنه لم يذكر خروج‬
‫اليمان منه *‬

‫َ‬
‫ن"‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫م وَهُوَ ُ‬ ‫س إ ِل َي َْها أب ْ َ‬
‫صاَرهُ ْ‬ ‫ة ي َْرفَعُ الّنا ُ‬ ‫" وََل ي َن ْت َهِ ُ‬
‫ب ن ُهْب َ ً‬

‫‪ 1906‬حدثني يوسف بن سلمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حاتم ‪ ،‬عن ابن‬


‫عجلن ‪ ،‬عن أبي الزناد ‪ ،‬عن أبي عثمان النهدي ‪ ،‬أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ول ينتهب نهبة يرفع الناس إليها‬
‫أبصارهم وهو مؤمن " *‬

‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِقُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1907‬حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪،‬‬


‫عن أبي الزناد ‪ ،‬عن العرج ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬رواية ‪ " :‬ل يزني‬
‫الزاني حين يزني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق حين يسرق وهو مؤمن ‪،‬‬
‫ول يشرب الخمر وهو يشربها وهو مؤمن ‪ ،‬ول ينتهب نهبة ذات‬
‫شرف وهو مؤمن " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ب‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫شَر ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫سرِقُ وَهُوَ ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫حي َ‬
‫سارِقُ ِ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫سرِقُ ال ّ‬

‫‪ 1908‬حدثني مخلد بن الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو وهب عبيد الله بن‬
‫عمرو الرقي ‪ ،‬عن زيد يعني ابن أبي أنيسة ‪ ،‬عن سليمان يعني‬
‫العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يسرق السارق حين يسرق وهو‬
‫مؤمن ‪ ،‬ول يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ‪ ،‬ول يزني‬
‫الزاني حين يزني وهو مؤمن ‪ ،‬ولكن أبواب التوبة معروضة " *‬

‫ن‬
‫حي َ‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِقُ ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1909‬حدثني محمد بن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا موسى بن‬


‫إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عاصم ‪ ،‬عن أبي صالح ‪،‬‬
‫عن أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل‬
‫يزني حين يزني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق حين يسرق وهو مؤمن ‪،‬‬
‫ول يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ‪ ،‬ينزع اليمان منه ‪ ،‬فإذا‬
‫تاب رد إليه اليمان " *‬

‫كالظ ّل ّةِ ‪،‬‬


‫ن عَل َي ْهِ َ‬ ‫ن فَ َ‬
‫كا َ‬ ‫ما ُ‬ ‫هاِْ‬
‫لي َ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ج ِ‬
‫خَر َ‬ ‫ج ُ‬
‫ل َ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا َزَنى الّر ُ‬

‫‪ 1910‬حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن أبي مريم ‪ ،‬وأبو السود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا نافع بن‬
‫يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ابن الهاد ‪ ،‬أن سعيد بن أبي سعيد المقبري ‪،‬‬
‫حدثه أنه سمع أبا هريرة ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إذا زنى الرجل خرج منه اليمان فكان عليه كالظلة ‪،‬‬
‫فإذا انقلع من عليها رجع إليه اليمان " حدثني ابن عبد الرحيم‬
‫البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي مريم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا نافع بن يزيد ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني ابن الهاد ‪ ،‬أن سعيد بن أبي سعيد المقبري ‪ ،‬حدثه‬
‫أنه ‪ ،‬سمع أبا هريرة ‪ ،‬يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬فذكر مثله سواء *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِقُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني وَهُوَ ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1911‬حدثنا العباس بن الوليد البيروتي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أبي قال ‪:‬‬


‫حدثنا الوزاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبو سلمة بن‬
‫عبد الرحمن ‪ ،‬وسعيد بن المسيب ‪ ،‬وأبو بكر بن عبد الرحمن بن‬
‫الحارث بن هشام ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬ل يزني الزاني وهو حين يزني مؤمن ‪ ،‬ول يسرق‬
‫السارق وهو حين يسرق مؤمن ‪ ،‬ول يشرب الخمر وهو حين‬
‫يشربها مؤمن ‪ ،‬ول ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه‬
‫أبصارهم وهو حين ينتهبها مؤمن " *‬

‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِقُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني وَهُوَ ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1912‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن كثير ‪،‬‬


‫عن الوزاعي ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬وأبي‬
‫سلمة ‪ ،‬وحميد ‪ ،‬وغيره ‪ -‬ذكر أربعة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يزني الزاني وهو حين‬
‫يزني مؤمن ‪ ،‬ول يسرق السارق وهو حين يسرق مؤمن ‪ ،‬ول‬
‫يشرب الخمر وهو حين يشربها مؤمن ‪ ،‬ول ينتهب نهبى يرفع إليها‬
‫الناس أبصارهم وهو حين ينتهبها مؤمن " *‬

‫ق‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1913‬حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عمي عبد الله‬


‫بن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني يونس ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عبد‬
‫الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يزني الزاني‬
‫حين يزني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ول يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " ‪ ،‬وكان أبو بكر يلحق‬
‫بهن ‪ " :‬ول ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليها أبصارهم حين‬
‫ينتهبها وهو مؤمن " *‬

‫ق‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1914‬حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمي عبد الله بن‬
‫وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني يونس ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو سلمة‬
‫بن عبد الرحمن ‪ ،‬وابن المسيب ‪ ،‬أن أبا هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن‬
‫‪ ،‬ول يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ‪ ،‬ول يشرب الخمر‬
‫حين يشربها وهو مؤمن " *‬

‫ق‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1915‬حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي‬


‫عمر بن خالد ‪ ،‬عن معقل بن عبيد الله الجزري ‪ ،‬عن الزهري ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يزني الزاني‬
‫حين يزني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ‪،‬‬
‫ول يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ‪ ،‬ول ينتهب المنتهب نهبة‬
‫يشار إليه منها وهو مؤمن " *‬

‫ق‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1916‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫جعفر ‪ ،‬عن العلء ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن‬
‫‪ ،‬ول يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ‪ ،‬ول ينتهب المنتهب‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫نهبة ذات شرف حين ينتهب وهو مؤمن ‪ ،‬ول يشرب الخمر الشارب‬
‫حين يشرب وهو مؤمن " *‬

‫و‬
‫سارِقُ وَهُ َ‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِقُ ال ّ‬ ‫م ٌ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني وَهُوَ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬

‫‪ 1917‬حدثني عبد العلى بن واصل السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬


‫غسان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو إسرائيل ‪ ،‬عن السدي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يزني‬
‫الزاني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق السارق وهو مؤمن " ‪ ،‬قال عبد‬
‫العلى ‪ :‬قال أبو غسان في هذا الحديث أو غيره ‪ :‬اليمان أكرم‬
‫على الله من ذلك *‬

‫و‬
‫سارِقُ وَهُ َ‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِقُ ال ّ‬ ‫م ٌ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني وَهُوَ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬

‫‪ 1918‬حدثني القاسم بن دينار القرشي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسحاق بن‬


‫منصور ‪ ،‬عن أبي إسرائيل ‪ ،‬عن السدي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يزني الزاني‬
‫وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق السارق وهو مؤمن ‪ ،‬اليمان أكرم على‬
‫الله من ذلك " *‬

‫ن ‪ ،‬وََل‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫شَرب َُها وَهُوَ ُ‬ ‫حي َ‬
‫مَر ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫ج ُ‬
‫ب الّر ُ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫شَر ُ‬

‫‪ 1919‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬وسفيان بن وكيع بن الجراح‬


‫‪ -‬واللفظ لعمرو ‪ -‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا محمد‬
‫بن إسحاق ‪ ،‬عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬بينا أنا عند عائشة ‪ ،‬إذ سمعت جلبة ‪ ،‬فقالت ‪ :‬ما هذا ؟ قلت‬
‫‪ :‬رجل ضرب في الخمر ‪ ،‬فقالت ‪ :‬سبحان الله سمعت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل يشرب الرجل الخمر حين‬
‫يشربها وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق السارق وهو مؤمن ‪ ،‬ول يزني وهو‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مؤمن ‪ ،‬ول ينتهب منتهب نهبة يرفع الناس أبصارهم إليها وهو‬
‫مؤمن ‪ ،‬فإياكم وإياكم " حدثنا عمرو بن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أخبرنا محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن يزيد بن أبي حبيب ‪ ،‬عن بعجة‬
‫الجهني ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬بمثله‬
‫*‬

‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِقُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1920‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬عن عبد الله بن أبي أوفى ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يزني الزاني حين يزني‬
‫وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ‪ ،‬ول‬
‫يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ‪ ،‬ول ينتهب نهبة ذات شرف‬
‫‪ -‬أو ذات سرف ‪ -‬وهو مؤمن " حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬
‫داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني فراس ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت‬
‫مدرك بن عمارة ‪ ،‬يحدث عن ابن أبي أوفى ‪ ،‬عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فذكر نحوه *‬

‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِقُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1921‬حدثني محمد بن علي بن ميمون الرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫الحسن بن بشر الكوفي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قيس بن الربيع ‪ ،‬عن أشعث‬
‫بن سوار ‪ ،‬عن علي بن مدرك ‪ ،‬عن رزاح العجلي ‪ ،‬عن عبد الله‬
‫بن مغفل ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يزني‬
‫الزاني حين يزني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق حين يسرق وهو مؤمن ‪،‬‬
‫ول يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ‪ ،‬ول ينتهب نهبة يشرف‬
‫إليه وهو مؤمن " *‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ذا فَعَ َ‬
‫ل ِ‬ ‫ه إِ َ‬
‫ن ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن وَهُوَ ُ‬
‫ما َزَنى َزا ٍ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1922‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫الحسين ‪ ،‬عن أبي هارون ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ‪ " :‬ما زنى زان وهو مؤمن ‪ ،‬وإنه إذا فعل من ذلك‬
‫شيئا رفع عنه اليمان ‪ ،‬فإن أحدث له توبة ‪ ،‬وعرف الله منه‬
‫الصدق ‪ ،‬رد فيه اليمان " *‬

‫و‬
‫مَر وَهُ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫شَر ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني وَهُوَ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬

‫‪ 1923‬حدثني محمد بن علي بن ميمون الرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أحمد‬


‫بن عبد الله بن يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عياش ‪ ،‬عن‬
‫العمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ل يزني الزاني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يشرب الخمر وهو‬
‫مؤمن ‪ ،‬ثم التوبة معروضة " *‬

‫ن قَل ْب ِهِ ‪ ،‬فَإ ِ ْ‬


‫ن‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫ما ِ‬ ‫ه ُنوَر ا ْ ِ‬
‫لي َ‬ ‫ن َزَنى ن ََزعَ الل ّ ُ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1924‬حدثني عبد الرحمن بن السود الطفاوي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫محمد بن كثير ‪ ،‬عن شريك بن عبد الله ‪ ،‬عن إبراهيم بن مهاجر ‪،‬‬
‫عن مجاهد عن ابن عباس أنه كان إذا اشترى عبدا أو أمة قال له ‪:‬‬
‫أزوجك ؟ فإن قال ‪ :‬ل أو نعم ‪ ،‬قال ابن عباس ‪ :‬سمعت رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من زنى نزع الله نور اليمان‬
‫من قلبه ‪ ،‬فإن شاء أن يرده عليه رده ‪ ،‬وإن شاء أن يمسكه‬
‫أمسكه " *‬

‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِقُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1925‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن عوف ‪،‬‬
‫عن الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال ‪ " :‬ل يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق حين‬
‫يسرق وهو مؤمن ‪ ،‬ول يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وكان يقول ‪ " :‬يجانبه اليمان فإذا رجع راجعه " قال عوف ‪:‬‬
‫أظن الحسن قال ‪ :‬هذا من قبله القول في البيان عن معاني هذه‬
‫الخبار إن قال لنا قائل ‪ :‬ما أنت قائل في هذه الخبار التي رويت‬
‫لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحاح أم غير صحاح ؟‬
‫فإن قلت ‪ :‬هي غير صحاح ‪ ،‬قيل لك ‪ :‬ما وجه سقمها ورواة أكثرها‬
‫عندك ثقات ؟ وإن قلت ‪ :‬هي صحاح ‪ ،‬قيل لك ‪ :‬أفخارج من‬
‫اليمان كل من زنى في حال زناه ‪ ،‬وكل من سرق في حال‬
‫سرقته ‪ ،‬وكل من شرب الخمر في حال شربه إياها ‪ ،‬وكل من‬
‫انتهب نهبة في حال انتهابه إياها ؟ قيل ‪ :‬قد اختلف من قبلنا في‬
‫معنى ذلك ‪ ،‬فنذكر اختلفهم فيه ‪ ،‬ثم نتبع البيان عن أولى قولهم‬
‫في ذلك بالصواب ‪ ،‬إن شاء الله ‪ .‬فأنكر بعضهم أن يكون رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال هذا القول على ما رويناه عمن‬
‫ذكرنا روايته ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ‪:‬‬
‫غلط الرواة في أداء لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك *‬

‫ه‬ ‫ن ُروِيَ ذ َل ِ َ‬
‫ك عَن ْ ُ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روي ذلك عنه‬

‫ه‪#‬‬ ‫ن ُروِيَ ذ َل ِ َ‬
‫ك عَن ْ ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ن " ‪ ،‬وََقا َ‬
‫ل‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِقَ ّ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫" َل ي َْزن ِي َ ّ‬
‫ن ُ‬

‫‪ 1926‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أبي قال ‪ :‬سئل محمد بن زيد عن تفسير هذا الحديث ‪ " :‬ل يزني‬
‫الزاني حين يزني وهو مؤمن " فقال ‪ :‬إنما قال النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ل يزنين مؤمن ‪ ،‬ول يسرقن مؤمن " ‪ ،‬وقال آخرون‬
‫‪ :‬معنى ذلك ‪ :‬ل يزني الزاني ‪ ،‬وهو للزنا مستحل ‪ ،‬غير مؤمن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بتحريم الله ذلك عليه وهو مؤمن ‪ .‬فأما إن زنى وهو معتقد تحريمه‬
‫فهو مؤمن *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ب ‪ -‬وَهُوَ ي ََرى‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫سَرقَ ‪ ،‬أوِ ان ْت َهَ َ‬
‫ن َزَنى ‪ ،‬أوْ َ‬
‫إِ ْ‬

‫‪ 1927‬حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا حفص بن عمر العدني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحكم بن أبان ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬إن فعل ذلك ‪ -‬يعني إن‬
‫زنى ‪ ،‬أو سرق ‪ ،‬أو انتهب ‪ -‬وهو يرى أن ذلك محرم عليه فهو‬
‫مؤمن ‪ ،‬وإن فعل ذلك وهو يرى أن ذلك ليس بمحرم عليه ‪ ،‬فليس‬
‫بمؤمن " *‬

‫مِتي َل ي ُ ْ‬
‫شرِ ُ‬ ‫شرِني أ َنه من مات م ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫نأ ّ‬‫ّ ُ َ ْ َ َ ِ ْ‬ ‫ل فَب َ ّ َ‬
‫ري ُ‬
‫جب ْ ِ‬
‫" أَتاِني ِ‬

‫‪ 1928‬وعلة قائلي هذه المقالة من الثر ‪ ،‬ما حدثني أحمد بن‬


‫عثمان البصري المعروف بأبي الجوزاء قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬وعبد العزيز بن‬
‫رفيع ‪ ،‬والعمش ‪ ،‬سمعوا زيد بن وهب ‪ ،‬يحدث ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬أتاني جبريل فبشرني‬
‫أنه من مات من أمتي ل يشرك بالله شيئا دخل الجنة " ‪ ،‬قال قلت‬
‫‪ :‬وإن زنى ‪ ،‬وإن سرق ؟ قال ‪ " :‬وإن زنى ‪ ،‬وإن سرق " *‬

‫ك َل ي ُ ْ‬
‫شرِ ُ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫ل إنه من مات م ُ‬ ‫" َقا َ‬
‫ك‬ ‫نأ ّ‬‫ري ُ ِ ّ ُ َ ْ َ َ ِ ْ‬
‫جب ْ ِ‬
‫ل ِلي ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1929‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬
‫عن حبيب ‪ ،‬عن زيد بن وهب ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬قال لي جبريل إنه من مات من أمتك ل‬
‫يشرك بالله شيئا دخل الجنة ‪ ،‬أو ‪ :‬لم يدخل النار " ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪:‬‬
‫وإن زنى ‪ ،‬وإن سرق ؟ قال ‪ " :‬وإن زنى ‪ ،‬وإن سرق " *‬

‫َ‬ ‫ل أ َتاِني " ‪َ -‬قا َ َ‬


‫جعَْفرٍ ‪ :‬أظ ُن ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل أُبو َ‬ ‫ري ُ َ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ذا َ‬
‫ك ِ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1930‬حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة السوائي قال ‪ :‬حدثنا أبو‬


‫معاوية ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن زيد بن وهب ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت‬
‫أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬يا أبا ذر ‪ ،‬كما أنت حتى آتيك قال ‪ :‬فانطلق رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم حتى توارى عني ‪ ،‬قال ‪ :‬فسمعت صوتا ‪،‬‬
‫قلت ‪ :‬لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض له ‪ ،‬فهممت‬
‫أن أتبعه ‪ ،‬ثم ذكرت قوله ‪ " :‬ل تبرح حتى آتيك " قال ‪ :‬فانتظرته‬
‫حتى جاء ‪ ،‬فذكرت له الذي سمعته " قال فقال ‪ " :‬ذاك جبريل‬
‫أتاني " ‪ -‬قال أبو جعفر ‪ :‬أظنه قال ‪ -‬فقال ‪ " :‬من مات من أمتك‬
‫ل يشرك بالله شيئا دخل الجنة " ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وإن زنى ‪ ،‬وإن‬
‫سرق ؟ قال ‪ " :‬وإن زنى ‪ ،‬وإن سرق " *‬

‫ة"‪،‬‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫ك ِبالل ّهِ َ‬
‫شي ًْئا د َ َ‬
‫خ َ‬ ‫ت َل ي ُ ْ‬
‫شرِ ُ‬ ‫ما َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1931‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني مؤمل يعني‬


‫ابن إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير بن حازم ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن زيد‬
‫بن وهب ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬من مات ل يشرك بالله شيئا دخل الجنة " ‪ ،‬قلت ‪ :‬وإن‬
‫زنى وإن سرق ؟ قال ‪ " :‬وإن زنى وإن سرق " ‪ ،‬قاله أربع مرات ‪،‬‬
‫ثم قال في الرابعة ‪ " :‬وإن رغم أنف أبي ذر " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ل أ ََتاِني ‪ ،‬فَب َ ّ‬
‫شَرِني " ‪ ،‬فََقا َ‬ ‫ري ُ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫ذا َ‬
‫ك ِ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1932‬حدثني علي بن سهل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحسن بن بلل ‪ ،‬عن‬


‫حماد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد بن أبي سليمان ‪ ،‬عن زيد بن وهب ‪ ،‬عن‬
‫أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بقيع‬
‫الغرقد ‪ ،‬فمضى وتبعته فدخل واديا ‪ ،‬فظننت أنه يريد حاجة ‪،‬‬
‫فجلست على شفير الوادي ‪ ،‬فأبطأ علي فسمعت كأنه يخاطب‬
‫رجل ‪ ،‬فلما خرج قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬لقد أبطأت حتى خشيت‬
‫عليك ‪ ،‬وسمعت كأنك تخاطب رجل ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أوسمعت ؟ " فقلت‬
‫‪ :‬نعم قال ‪ " :‬ذاك جبريل أتاني ‪ ،‬فبشرني " ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن ربك يقول‬
‫‪ " :‬من مات من أمتك ل يشرك بي شيئا دخل الجنة " ‪ ،‬فقلت ‪:‬‬
‫وإن زنى وسرق ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬وإن‬
‫زنى وسرق " فقلت ‪ :‬وإن زنى وسرق ؟ فقال ‪ " :‬نعم ‪ ،‬وإن زنى‬
‫وسرق " ‪ .‬فقلت ‪ :‬وإن زنى وسرق ؟ فقال ‪ " :‬نعم " *‬

‫َ‬ ‫ل أ ََتاِني فَب َ ّ‬


‫ل ‪َ :‬ل إ ِل َ َ‬
‫ه‬ ‫ن َقا َ‬
‫م ْ‬
‫ه َ‬
‫شَرِني أن ّ ُ‬ ‫ري ُ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫ذا َ‬
‫ك ِ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1933‬حدثني محمد بن يحيى القطعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا حماد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا حماد الكوفي ‪ ،‬عن زيد بن وهب ‪ ،‬عن‬
‫أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت أتلو رسول الله صلى الله عليه وسلم في بقيع‬
‫الغرقد ‪ ،‬فمشى حتى أتى واديا ‪ ،‬فظننت أنه يريد حاجة ‪ ،‬فقعدت‬
‫على شفير الوادي ‪ ،‬فأبطأ حتى خشيت عليه ‪ ،‬فسمعت كأنه‬
‫يخاطب رجل ‪ ،‬ثم خرج إلي فقلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬من كنت‬
‫تخاطب ؟ قال ‪ " :‬أوسمعت ؟ " ‪ ،‬قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ذاك جبريل‬
‫أتاني فبشرني أنه من قال ‪ :‬ل إله إل الله ‪ ،‬صادقا بها دخل الجنة "‬
‫‪ ،‬فقلت ‪ :‬وإن زنى وإن سرق ؟ قال ‪ " :‬وإن زنى وإن سرق " ‪،‬‬
‫قلت ‪ :‬وإن زنى وسرق ؟ قال " وإن زنى وسرق " ‪ ،‬قلت ‪ :‬وإن‬
‫زنى وسرق ؟ قال ‪ " :‬وإن زنى وسرق " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫ن لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ه إ ِّل الل ّ َ‬
‫ه ‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫شهَد ُ أّل إ ِل َ َ‬
‫ت يَ ْ‬
‫ما َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1934‬حدثني علي بن الحسن الخزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن‬


‫بكر السهمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حاتم يعني ابن أبي صغيرة ‪ ،‬عن حبيب‬
‫بن أبي ثابت ‪ ،‬أن أبا سليمان الجهني ‪ ،‬حدثه ‪ ،‬أن أبا ذر حدثه ‪،‬‬
‫أنه ‪ ،‬خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة مقمرة‬
‫حتى سند في حرة من حرار المدينة فقال ‪ :‬يا أبا ذر ‪ :‬اجلس ‪.‬‬
‫فجلست ‪ ،‬وأبطأ علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فأردت‬
‫أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنظر ما بطأه ‪ ،‬فذكرت‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬اجلس " ‪ ،‬فكرهت‬
‫أن أبرح ‪ ،‬وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪" :‬‬
‫وإن ‪ ،‬وإن ‪ ،‬وإن " ثلث مرات ‪ ،‬ثم جاء رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فقال ‪ :‬يا أبا ذر ‪ ،‬لعلي أبطأت عليك ؟ قلت ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬قد كان بعض ذاك ‪ ،‬قال ‪ :‬إني لم أعد أن فارقتك ‪ ،‬فلقيت‬
‫الملك ‪ ،‬فأخبرني أنه " من مات يشهد أل إله إل الله ‪ ،‬فإن له الجنة‬
‫" ‪ ،‬فما زلت أقول ‪ " :‬وإن " حتى قلت ‪ :‬وإن زنى وإن سرق ؟‬
‫قال ‪ " :‬نعم " *‬

‫َ‬ ‫ل أ ََتاِني فَب َ ّ‬


‫ل ‪َ :‬ل إ ِل َ َ‬
‫ه‬ ‫ن َقا َ‬
‫م ْ‬
‫ه َ‬
‫شَرِني أن ّ ُ‬ ‫ري ُ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫ذا َ‬
‫ك ِ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1935‬حدثني محمد بن يحيى القطعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا حماد الكوفي ‪ ،‬عن زيد بن وهب ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت‬
‫أتلو رسول الله صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد ‪ ،‬يمشي‬
‫حتى أتى واديا ‪ ،‬فظننت أنه يريد حاجة ‪ ،‬فقعدت على شفير الوادي‬
‫‪ ،‬فأبطأ حتى خشيت عليه ‪ ،‬فسمعت كأنه يخاطب رجل ‪ ،‬ثم خرج‬
‫إلي فقلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬من كنت تخاطب ؟ قال ‪" :‬‬
‫أوسمعت ؟ " قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ذاك جبريل أتاني فبشرني أنه‬
‫من قال ‪ :‬ل إله إل الله صادقا بها دخل الجنة " ‪ ،‬فقلت ‪ :‬وإن زنى‬
‫وإن سرق ؟ قال ‪ " :‬وإن زنى وإن سرق " ‪ ،‬قلت ‪ :‬وإن زنى وإن‬
‫سرق ؟ قال ‪ " :‬وإن زنى وإن سرق " ‪ ،‬قلت ‪ :‬وإن زنى وإن سرق‬
‫؟ قال ‪ " :‬وإن زنى وسرق " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م أ َّل‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ن َ‬
‫شهِد َ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ن َ‬
‫َ‬
‫مِتي ‪ ،‬أ ّ‬ ‫ُ‬
‫خب ُِرِني ِل ّ‬ ‫ري ُ‬
‫ل يُ ْ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ذا َ‬
‫ك ِ‬ ‫" َ‬

‫‪ 1936‬حدثنا عبد الرحمن بن الوليد الجرجاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مسلم‬


‫بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشام الدستوائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪،‬‬
‫عن زيد بن وهب ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬مشى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم نحو بقيع الغرقد ‪ ،‬وانطلقت خلفه ‪ ،‬ثم عرض له واد ‪،‬‬
‫فاستبطنه النبي صلى الله عليه وسلم ونزل فيه ‪ ،‬وجلست على‬
‫شفيره ‪ ،‬وظننت أن له حاجة ‪ ،‬وأبطأ علي وساء ظني ‪ ،‬وسمعت‬
‫مناجاة ‪ ،‬فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬يا نبي الله‬
‫‪ ،‬لقد أبطأت ‪ ،‬وساء ظني ‪ ،‬وسمعت مناجاة ‪ ،‬قال ‪ " :‬ذاك جبريل‬
‫يخبرني لمتي ‪ ،‬أن من شهد منهم أل إله إل الله ‪ ،‬وأن محمدا‬
‫رسول الله ‪ ،‬دخل الجنة " ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا نبي الله وإن زنى وإن سرق‬
‫؟ قال ‪ " :‬وإن زنى وإن سرق " *‬

‫ة‪،‬‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫شي ًْئا د َ َ‬
‫خ َ‬ ‫ك ب ِهِ َ‬ ‫ه َل ي ُ ْ‬
‫شرِ ُ‬ ‫ي الل ّ َ‬
‫ن ل َِق َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1937‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حيوة ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا بقية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا صفوان ‪ ،‬عن ماعز التميمي ‪ ،‬عن جابر ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن‬
‫الموجبتين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من لقي‬
‫الله ل يشرك به شيئا دخل الجنة ‪ ،‬ومن لقي الله يشرك به دخل‬
‫النار " *‬

‫ة‪،‬‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫شي ًْئا د َ َ‬
‫خ َ‬ ‫ك ب ِهِ َ‬ ‫ه َل ي ُ ْ‬
‫شرِ ُ‬ ‫ي الل ّ َ‬
‫ن ل َِق َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1938‬حدثنا نصر بن علي الجهضمي ‪ ،‬ويحيى بن داود الواسطي ‪،‬‬


‫قال نصر ‪ :‬أخبرنا أبو أحمد ‪ ،‬وقال يحيى ‪ :‬حدثنا أبو أحمد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا سفيان ‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫نزل على مسروق ضيف ‪ ،‬فقال ‪ :‬سمعت عبد الله بن عمرو ‪،‬‬
‫يقول ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من‬
‫لقي الله ل يشرك به شيئا دخل الجنة ‪ ،‬ولم يضره معه خطيئة ‪،‬‬
‫كما لو لقيه وهو يشرك به دخل النار ‪ ،‬ولم ينفعه معه عمل " *‬

‫ه‬
‫مع َ ُ‬
‫ضّرهُ َ‬ ‫شي ًْئا ل َ ْ‬
‫م يَ ُ‬ ‫ه َل ي ُ ْ‬
‫شرِ ُ‬
‫ك ب ِهِ َ‬ ‫ي الل ّ َ‬
‫ن ل َِق َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1939‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاوية يعني ابن هشام ‪ ،‬عن‬
‫سفيان ‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬نزل‬
‫شيخ على مسروق من أهل المدينة ‪ ،‬فحدثه عن عبد الله بن عمرو‬
‫قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من لقي‬
‫الله ل يشرك به شيئا لم يضره معه خطيئة ‪ ،‬كما أنه لو لقيه‬
‫يشرك به شيئا لم تنفعه معه حسنة " ‪ ،‬قال ‪ :‬فقالت قمير ‪ :‬ل‬
‫تحدثوا بهذا شبابكم *‬

‫ت لَ َ‬
‫ك‬ ‫جوْت َِني غََفْر ُ‬
‫ن د َعَوْت َِني وََر َ‬
‫م إِ ْ‬
‫ن آد َ َ‬ ‫ل َرب ّك ُ ُ‬
‫م ‪ :‬اب ْ َ‬ ‫" َقا َ‬

‫‪ 1940‬حدثني سعيد بن عثمان التنوخي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أسد بن‬


‫موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مهدي بن ميمون ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا غيلن بن‬
‫جرير ‪ ،‬عن شهر بن حوشب ‪ ،‬عن معدي كرب ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه ‪ ،‬قال ‪ " :‬قال ربكم ‪:‬‬
‫ابن آدم إن دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ‪ ،‬ابن‬
‫آدم إنك إن تلقني بقراب الرض خطايا ألقك بقرابها مغفرة ‪ ،‬بعد‬
‫أن ل تشرك بي شيئا ‪ ،‬ابن آدم إن أذنبت حتى تبلغ ذنوبك عنان‬
‫السماء ثم تستغفرني ‪ ،‬أغفر لك ول أبالي " *‬

‫ك عََلى‬
‫ت لَ َ‬
‫جوْت َِني غََفْر ُ‬
‫ما د َعَوْت َِني وََر َ‬ ‫م إ ِن ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫ن آد َ َ‬
‫" َيا اب ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1941‬حدثنا عبد الرحمن بن الوليد الجرجاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عارم‬
‫أبو النعمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مهدي بن ميمون ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا غيلن بن‬
‫جرير ‪ ،‬عن شهر بن حوشب ‪ ،‬عن معدي كرب ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه ‪ ،‬قال ‪ " :‬يا ابن آدم إنك‬
‫ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ‪ ،‬يا ابن آدم إنك‬
‫إن تلقني بقراب الرض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة ‪ ،‬بعد أن ل‬
‫تشرك بي شيئا ‪ ،‬يا ابن آدم إنك إن تذنب حتى يبلغ ذنبك أعنان‬
‫السماء ثم تستغفرني أغفر لك ول أبالي " *‬

‫ما َقا َ‬ ‫َ‬


‫ل ‪ :‬بَ ّ‬
‫شَرِني ‪،‬‬ ‫ن َرّبي ‪ -‬فَإ ِ ّ‬
‫م ْ‬
‫ت ِ‬
‫" أَتاِني آ ٍ‬

‫‪ 1942‬حدثني عبد الله بن إسحاق الناقد الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫يحيى بن إسحاق ‪ ،‬عن مهدي بن ميمون ‪ ،‬عن واصل الحدب ‪ ،‬عن‬
‫المعرور ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬أتاني آت من ربي ‪ -‬فإما قال ‪ :‬بشرني ‪ ،‬وإما قال ‪:‬‬
‫أخبرني ‪ -‬أن من مات من أمتك ل يشرك بالله شيئا دخل الجنة " ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول الله فإن زنى وإن سرق ؟ قال ‪ " :‬نعم ‪،‬‬
‫وإن زنى وإن سرق " *‬

‫شَرِني ‪ ،‬أ َْو‬


‫ل ‪ :‬فَب َ ّ‬
‫ن َرّبي ‪َ ،‬قا َ‬
‫م ْ‬
‫ت ِ‬
‫َ‬
‫" أَتاِني آ ٍ‬

‫‪ 1943‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مؤمل ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا مهدي بن ميمون ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا واصل الحدب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬
‫المعرور بن سويد ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬أتاني آت من ربي ‪ ،‬قال ‪ :‬فبشرني ‪ ،‬أو أخبرني أنه من‬
‫مات من أمتك ل يشرك بالله شيئا دخل الجنة " ‪ ،‬قال أبو ذر فقلت‬
‫‪ :‬يا رسول الله وإن زنى وسرق ؟ قال ‪ " :‬وإن زنى وسرق " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ك ‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫و‬ ‫ت لَ َ‬
‫جوْت َِني غََفْر ُ‬
‫ما د َعَوْت َِني وََر َ‬ ‫م إ ِن ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫ن آد َ َ‬
‫" اب ْ َ‬

‫‪ 1944‬حدثني الفضل بن سهل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن إسحاق ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا شريك ‪ ،‬عن أبي حصين ‪ ،‬عن المعرور بن سويد ‪ ،‬عن‬
‫أبي ذر ‪ ،‬رواية ‪ ،‬قال ‪ :‬قال الله ‪ " :‬ابن آدم إنك ما دعوتني‬
‫ورجوتني غفرت لك ‪ ،‬ولو لقيتني بقراب الرض خطيئة ‪ -‬أو قال ‪:‬‬
‫ذنوبا ‪ -‬لجعلتها لك هدى ومغفرة " *‬

‫حد َةٌ أ َوْ أ َغِْفُر َ‬


‫ها‬ ‫سي ّئ َ ُ‬
‫ة َوا ِ‬ ‫َ َ‬
‫مَثال َِها أوْ أِزيد ُ ‪َ ،‬وال ّ‬
‫ة بع ْ َ‬
‫شرِ أ ْ‬‫سن َ ُ ِ َ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫ح َ‬

‫‪ 1945‬حدثني سهل بن محمد السجستاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المقرئ ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا همام ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن المعرور بن سويد ‪ ،‬أن أبا ذر ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا الصادق المصدوق ‪ ،‬فيما يروي عن ربه ‪ ،‬أنه قال ‪" :‬‬
‫الحسنة بعشر أمثالها أو أزيد ‪ ،‬والسيئة واحدة أو أغفرها ‪ ،‬ولو‬
‫لقيتني بقراب الرض خطايا ما لم تشرك بي شيئا ‪ ،‬لقيتك بقرابها‬
‫مغفرة " ‪ ،‬قال ‪ :‬وقراب الرض ‪ :‬ملء الرض *‬

‫ن‬ ‫م إ ِن ّ َ‬
‫ك إِ ْ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ج ّ‬
‫ل ‪َ :‬يا اب ْ َ‬ ‫ل َرب ّك ُ ْ‬
‫م عَّز وَ َ‬ ‫" ي َُقو ُ‬

‫‪ 1946‬حدثني محمد بن يحيى القطعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمر بن علي‬


‫بن مقدم ‪ ،‬عن موسى بن المسيب الثقفي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت سالم‬
‫بن أبي الجعد ‪ ،‬عن المعرور بن سويد السدي ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬يقول ربكم عز وجل ‪ :‬يا ابن‬
‫آدم إنك إن تلقني بقراب الرض خطيئة بعد أن ل تشرك بي شيئا‬
‫جعلت لك قرابها مغفرة ‪ ،‬ل أبالي " *‬

‫مِتي َل ي ُ ْ‬
‫شرِ ُ‬ ‫شرِني أ َنه من مات م ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫نأ ّ‬‫ّ ُ َ ْ َ َ ِ ْ‬ ‫ل فَب َ ّ َ‬
‫ري ُ‬
‫جب ْ ِ‬
‫" أَتاِني ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1947‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬عن‬
‫شعبة ‪ ،‬عن واصل الحدب ‪ ،‬عن المعرور بن سويد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت‬
‫أبا ذر ‪ ،‬يحدث ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬أتاني‬
‫جبريل فبشرني أنه من مات من أمتي ل يشرك بالله شيئا دخل‬
‫الجنة " ‪ ،‬قلت ‪ :‬وإن زنى وإن سرق ؟ قال ‪ " :‬وإن زنى وإن سرق‬
‫" حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عفان بن مسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫همام بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عامر الحول ‪ ،‬عن شهر بن حوشب ‪،‬‬
‫عن معدي كرب ‪ ،‬عن أبي ذر ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫يرويه عن ربه ‪ ،‬قال ‪ " :‬يا ابن آدم " ‪ ،‬ثم ذكر نحو حديثه عن‬
‫عارم ‪* ،‬‬

‫شي ًْئا ِفي الد ّن َْيا ‪،‬‬ ‫ه َل ي َعْدِ ُ‬


‫ل ب ِهِ َ‬ ‫ي الل ّ َ‬
‫ن ل َِق َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1948‬وحدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد‬


‫العزيز عن عمارة بن غزية ‪ ،‬عن عطاء بن أبي مروان ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬رأيت أبا ذر يصلي على قطعة حصير ‪ ،‬فسلمنا عليه ‪ ،‬فرد‬
‫علينا وقال ‪ :‬سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من لقي‬
‫الله ل يعدل به شيئا في الدنيا ‪ ،‬ثم كانت ذنوبه مثل الرمال ‪ ،‬غفر‬
‫له " *‬

‫مَثال َِها أ َْو‬ ‫ة فَل َه عَ ْ َ‬


‫شُر أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫سن َ ً‬
‫ح َ‬ ‫م َ‬
‫ل َ‬ ‫ن عَ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه‪َ :‬‬ ‫" َقا َ‬

‫‪ 1949‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن عبد الحميد ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن المعرور بن سويد ‪ ،‬عن أبي‬
‫ذر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬قال الله ‪ :‬من‬
‫عمل حسنة فله عشر أمثالها أو أزيد ‪ ،‬ومن عمل سيئة فجزاء مثلها‬
‫‪ ،‬ومن عمل قراب الرض خطيئة ‪ ،‬ثم لقيني ل يشرك بي شيئا ‪،‬‬
‫جعلت له مثلها مغفرة ‪ ،‬ومن اقترب إلي شبرا ‪ ،‬اقتربت إليه ذراعا‬
‫‪ ،‬ومن اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا ‪ ،‬ومن أتاني يمشي ‪،‬‬
‫أتيته هرولة " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه َر ُ‬ ‫ب " َقا َ‬
‫جا ُ‬ ‫م ي ََقِع ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫الل ّهِ ي َغِْفُر ل ِعَب ْدِهِ َ‬

‫‪ 1950‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني محمد بن‬


‫إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي قال ‪ :‬حدثني ضمضم ‪ ،‬عن شريح بن‬
‫عبيد ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عمر بن نعيم القيسي يحدث ‪ ،‬أن أسامة بن‬
‫سلمان ‪ ،‬حدثهم ‪ ،‬أن أبا ذر قال ‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إن الله يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب " قال له‬
‫رجل ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬وما وقوع الحجاب ؟ قال ‪ " :‬أن تموت‬
‫النفس وهي مشركة " *‬

‫ب " ‪َ ،‬قاُلوا‬
‫جا ُ‬ ‫م ي ََقِع ال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫ة ال ْعَب ْدِ َ‬ ‫الل ّهِ ي َْقب َ ُ‬
‫ل ت َوْب َ َ‬

‫‪ 1951‬حدثني عبد الله بن أحمد المروزي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا علي بن‬


‫عياش الحمصي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬عن مكحول ‪ ،‬عن عمر بن نعيم ‪ ،‬عن أسامة بن سلمان ‪ ،‬أن‬
‫أبا ذر حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إن الله‬
‫يقبل توبة العبد ما لم يقع الحجاب " ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ما‬
‫وقوع الحجاب ؟ قال ‪ " :‬أن تموت النفس وهي مشركة " *‬

‫ت لَ ُ‬
‫ه‬ ‫حل ّ ْ‬
‫ك ِبالل ّهِ ‪ ،‬فََقد ْ َ‬ ‫ت وَهُوَ َل ي ُ ْ‬
‫شرِ ُ‬ ‫ما َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1952‬حدثني محمد بن عوف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن إسماعيل ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ضمضم بن زرعة ‪ ،‬عن شريح بن‬
‫عبيد ‪ ،‬قال ‪ :‬كان جبير بن نفير يحدث أن رجال ‪ ،‬سمعوا نواس بن‬
‫سمعان ‪ ،‬يقول ‪ " :‬من مات وهو ل يشرك بالله ‪ ،‬فقد حلت له‬
‫مغفرته ‪ ،‬إن شاء أن يغفر " ‪ ،‬ثم قال نواس عند ذلك ‪ :‬إني لرجو‬
‫أن ل يموت أحد تحل له مغفرة إل غفر الله له ‪ ،‬وقال آخرون ‪:‬‬
‫معنى ذلك ل يزني الزاني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق السارق وهو‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مؤمن ‪ ،‬ولكنه ينزع منه اليمان ‪ ،‬فيزول عنه اسم المدح الذي‬
‫يسمى به أولياء الله من المؤمنين ‪ ،‬والذي يمدحون به ‪ ،‬ويستحق‬
‫به اسم الذم الذي يسمى به المنافقون فيذمون ‪ ،‬فيقال له ‪:‬‬
‫منافق ‪ ،‬فاسق *‬

‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫معَْناهُ‬
‫ما ِفي َ‬
‫ك أو ْ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك أو ما في معناه‬


‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫معَْناهُ ‪#‬‬
‫ما ِفي َ‬
‫ك أو ْ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫مدٍ َ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫ب لِ ُ‬ ‫ن ‪ :‬ن َِفاقٌ ت َك ْ ِ‬
‫ذي ٍ‬ ‫" الن َّفاقُ ن َِفاَقا ِ‬

‫‪ 1953‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حكام يعني ابن سلم ‪ ،‬عن‬
‫أبي يحيى ‪ ،‬عن أبي خلف ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬قال ‪ " :‬النفاق نفاقان ‪:‬‬
‫نفاق تكذيب لمحمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فذلك ل يغفر ‪ ،‬ونفاق‬
‫خطايا وذنوب يرجى لصاحبه " *‬

‫َ‬ ‫َل يك َّفرو َ‬


‫ك‪،‬‬
‫شْر ٍ‬ ‫ن عََلى أ َ‬
‫حدٍ ب ِ ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ب ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫شه َ ُ‬ ‫دا ب ِذ َن ْ ٍ‬
‫ح ً‬
‫نأ َ‬‫ُ ُ ُ‬

‫‪ 1954‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم‬


‫‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا عمرو ‪ ،‬يقول ‪ " :‬كانوا ل يكفرون أحدا بذنب ‪،‬‬
‫ول يشهدون على أحد بشرك ‪ ،‬ويتخوفون نفاق العمال على‬
‫أنفسهم ‪ ،‬ول يسمون به أمتهم ‪ ،‬فإذا نزل بأحدهم شيء مما خافوا‬
‫فيه النفاق ‪ ،‬كان في قوله كمن صدق بالحديث ‪ ،‬أنه من فعل كذا‬
‫فهو منافق " قال علي ‪ ،‬قال الوليد ‪ ،‬وأقول ‪ :‬إن مما يصدق قول‬
‫أبي عمرو هذا ويثبته لنا ‪ ،‬أنه كان من قول السلف ما ‪* :‬‬

‫ت قُل ْ ُ‬
‫ت‬ ‫ة لَ ُ‬
‫ه ‪ -‬فَإ ِّني ك ُن ْ ُ‬ ‫جوا فَُلًنا فَُلن َ َ‬
‫ة ‪ -‬اب ْن َ ً‬ ‫" َزوّ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1955‬حدثنا به أبو عمرو ‪ ،‬عن هارون بن رئاب ‪ ،‬أن عبد الله بن‬
‫عمرو ‪ ،‬قال في مرضه ‪ " :‬زوجوا فلنا فلنة ‪ -‬ابنة له ‪ -‬فإني كنت‬
‫قلت له فيها قول شبيها بالعدة ‪ ،‬وإني أكره أن ألقى الله بثلث‬
‫النفاق " *‬

‫نحن مع َ َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م ‪ ،‬فَإ ِّنا‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ب َر ُ‬
‫حا ِ‬
‫ص َ‬
‫شَر أ ْ‬‫َ ْ ُ َ ْ‬

‫‪ 1956‬ومن ذلك أيضا ما حدثنا أبو عمرو ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عروة‬
‫بن الزبير ‪ ،‬إذ يقول لعبد الله بن عمر ‪ :‬الرجل منا يدخل على‬
‫المام فيراه يقضي بالجور ‪ ،‬فيسكت عليه ‪ ،‬وينظر إلى أحدنا ‪،‬‬
‫فيثني عليه بذلك ؟ فقال عبد الله ‪ " :‬أما نحن معشر أصحاب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فإنا كنا نعد هذا نفاقا ‪ ،‬فل أدري‬
‫كيف تعدونه ؟ " *‬

‫سَلم ِ وََل ي َعْ َ‬


‫م ُ‬
‫ل‬ ‫م ِباْل ِ ْ‬
‫ذي ي َت َك َل ّ ُ‬
‫ل ‪ " :‬ال ّ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مَنافِقُ ؟ َقا َ‬ ‫م ِ‬
‫َ‬

‫‪ 1957‬حدثني محمد بن إسماعيل الضراري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المؤمل‬


‫بن إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان الثوري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬
‫المقدام ‪ ،‬عن أبي يحيى العرج ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لحذيفة ‪ :‬من المنافق‬
‫؟ قال ‪ " :‬الذي يتكلم بالسلم ول يعمل به " *‬

‫سَلم ِ وََل ي َعْ َ‬


‫م ُ‬
‫ل ب ِهِ " *‬ ‫م ِباْل ِ ْ‬
‫ل ي َت َك َل ّ ُ‬
‫ج ُ‬
‫" الّر ُ‬

‫‪ 1958‬حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن‬


‫عيسى ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن ثابت أبي المقدام ‪ ،‬عن أبي يحيى ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قيل لحذيفة ‪ :‬ما النفاق ؟ قال ‪ " :‬الرجل يتكلم بالسلم ول‬
‫يعمل به " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن ‪ ،‬وَقَد ْ‬ ‫س قَد ْ َقاُلوا ‪ :‬إ ِّنا ُ‬


‫مؤ ْ ِ‬
‫مُنو َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫م إِ ّ‬

‫‪ 1959‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت معتمرا ‪ ،‬يقول‬


‫‪ :‬حدثنا أبو كعب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت الحسن ‪ ،‬يقول ‪ " :‬اللهم إن‬
‫الناس قد قالوا ‪ :‬إنا مؤمنون ‪ ،‬وقد قلنا ذلك ‪ ،‬اللهم فحقق ذلك‬
‫بقول وعمل " وعلة قائلي هذه المقالة أن معنى النفاق إنما هو‬
‫إظهار المرء بلسانه قول ما هو مستبطن خلفه ‪ ،‬كنافقاء اليربوع‬
‫الذي يتخذه لنفسه كي إن طلبه صائده من مدخله منها ‪ ،‬قصع من‬
‫قاصعائه ‪ ،‬ومنه قول الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الرض وهو السرب‬
‫للدخول فيها ‪ ،‬فكذلك نفاق المنافق ‪ ،‬هو اتخاذه ما يظهر من‬
‫القول بلسانه باليمان ‪ ،‬خداعا للمؤمنين بذلك ‪ ،‬وهو مستبطن‬
‫بقلبه غير الذي يظهره لهم بلسانه ‪ ،‬كفعل اليربوع باتخاذه النافقاء‬
‫لطالب اصطياده منه ‪ ،‬وهو معد للهرب عند الطلب منه القاصعاء‬
‫خداعا للصائد ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فإذ ذلك معنى النفاق ‪ ،‬وكان اليمان عندنا‬
‫قول باللسان بما يحقن به المرء دمه ‪ ،‬وعمل بالجوارح بما‬
‫يستوجب بالعمل به حقيقة اسم اليمان ‪ ،‬وكان من ذلك العمل‬
‫الذي به يستوجب مع القول بما ذكرنا حقيقة اسم اليمان اجتناب‬
‫الكبائر ‪ ،‬ثم رأيناه غير مجتنب ركوب ما حرم الله عليه من‬
‫الفواحش ‪ ،‬ول مقصر فيما نهاه الله عنه من المآثم ‪ ،‬علمنا أن‬
‫إظهاره ما أظهر بلسانه من القول الذي هو سبب لحقن دمه ‪ ،‬إنما‬
‫أظهره خداعا للمؤمنين من استحلل قتله ‪ ،‬واستفاء ماله ‪ ،‬وذلك‬
‫هو النفاق الذي وصفنا صفته ‪ ،‬وأن من كان ذلك صفته ‪ ،‬فهو‬
‫منافق فاسق ل مؤمن ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فل اسم له هو أولى به مما سميناه‬
‫به ‪ ،‬قالوا ‪ :‬إذ الخبار بعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫متظاهرة أنه قال ‪ " :‬ثلث من علمات المنافق ‪ ،‬إذا حدث كذب ‪،‬‬
‫وإذا وعد أخلف ‪ ،‬وإذا ائتمن خان " ‪ ،‬قالوا ‪ :‬والزنا والسرق وشرب‬
‫الخمر ‪ ،‬أعظم في الدللة على نفاق المنافق من إخلف الوعد ‪،‬‬
‫وخيانة المانة ‪ ،‬والكذب في الحديث ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وفي ذلك مكتفى عن‬
‫الستشهاد على صحة تسميتنا الزاني والسارق ‪ ،‬والشارب الخمر ‪،‬‬
‫والمنتهب النهبة ‪ ،‬التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم منافقا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بغيره ‪ .‬وقال آخرون ‪ :‬معنى ذلك ‪ :‬ل يزني المؤمن ‪ ،‬ول يسرق‬
‫المؤمن ‪ ،‬ول يشرب المؤمن الخمر ‪ ،‬وذلك أن ذلك من فعل أهل‬
‫الكفر ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ومن فعل ذلك فهو كافر خارج عن اليمان *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ق‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫سرِ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫" َل ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫حي َ‬

‫‪ 1960‬حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي‬


‫عمر بن خالد ‪ ،‬عن معقل بن عبيد الله الجزري العبسي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أول من قدم علينا بالرجاء سالم الفطس ‪ ،‬قال ‪ :‬فنفر أصحابنا‬
‫منه نفارا شديدا ‪ ،‬وكان أشدهم نفارا ميمون بن مهران ‪ ،‬وعاهد‬
‫ربه عبد الكريم أن ل يؤويه وإياه سقف بيت إل المسجد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فخرجت حاجا حتى أتيت مكة قال معقل ‪ :‬ثم انصرفت إلى المدينة‬
‫‪ ،‬فلقيت نافعا مولى ابن عمر ‪ ،‬فجلست إليه في المسجد ‪ ،‬فقلت‬
‫له ‪ :‬إن لي إليك حاجة ‪ ،‬فقال ‪ :‬سر أم علنية ؟ ‪ ،‬فقلت ‪ :‬بل سر ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬رب سر ل خير فيه ‪ ،‬وأقيمت الصلة ‪ ،‬صلة العصر ‪ ،‬فصلينا‬
‫فلما سلم المام انصرف ولم ينتظر القاص ‪ ،‬فأخذ بيدي فخرجت‬
‫معه ‪ ،‬ومعه فتى شاب ‪ ،‬قلت ‪ :‬أخلني ‪ ،‬قال ‪ :‬فانصرف يا عمرو ‪،‬‬
‫فذكرت له بدو ما أخذوا فيه ‪ ،‬فقال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬اضربوهم بالسيف حتى يشهدوا أن ل إله إل الله ‪،‬‬
‫وأن محمدا عبده ورسوله ‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم‬
‫وأموالهم إل بحقها وحسابهم على الله " ‪ ،‬قلت ‪ :‬فإن قال ذلك‬
‫وزنى وسرق ونكح الم ‪ ،‬وزعم أن ذلك عليه حرام ؟ فنتر يده من‬
‫يدي ‪ ،‬وقال ‪ :‬من فعل هذا فهو كافر ‪ ،‬فلقيت الزهري ‪ ،‬فذكرت له‬
‫بدو ما أخذوا فيه ‪ ،‬فقال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" ل يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ‪ ،‬ول يسرق السارق حين‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يسرق وهو مؤمن ‪ ،‬ول يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ‪ ،‬ول‬
‫ينتهب المنتهب نهبة يشار إليه فيها وهو مؤمن " *‬

‫كا َ‬ ‫" إ ِّني َل َعْرِ ُ‬


‫ن‬
‫مو َ‬ ‫ن ِفي الّنارِ ‪ ،‬قَوْ ٌ‬
‫م ي َْزعُ ُ‬ ‫ل ِدين َي ْ ِ‬ ‫م َ َ‬
‫ن أه ْ ِ‬ ‫ف َ‬

‫‪ 1961‬حدثنا علي بن حرب الموصلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن داود‬


‫الهمداني ‪ ،‬عن الوزاعي ‪ ،‬عن يحيى بن أبي عمرو السيباني ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال حذيفة ‪ " :‬إني لعرف مكان أهل دينين في النار ‪ ،‬قوم‬
‫يزعمون أن اليمان قول ‪ ،‬وإن زنى وإن سرق ‪ ،‬وقوم يلعنون‬
‫أوليتهم يقولون ‪ :‬إنما افترض الله صلتين " *‬

‫ن ِفي الّناِر‬
‫دين َي ْ َ‬
‫ك ال ّ‬ ‫ن ‪ ،‬أ َهْ َ‬
‫ل ذ َي ْن َ َ‬ ‫ف أ َهْ َ‬
‫ل ِدين َي ْ ٍ‬ ‫" إ ِّني َل َعْرِ ُ‬

‫‪ 1962‬حدثنا الفضل بن الصباح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الوليد يعني ابن‬


‫مسلم ‪ ،‬عن الوزاعي ‪ ،‬عن يحيى بن أبي عمرو السيباني ‪ ،‬أن‬
‫حذيفة بن اليمان ‪ ،‬كان يقول ‪ " :‬إني لعرف أهل دينين ‪ ،‬أهل ذينك‬
‫الدينين في النار ‪ ،‬قوم يقولون ‪ :‬إن اليمان كلم ‪ ،‬وقوم يقولون ‪:‬‬
‫ما بال الصلوات الخمس ‪ ،‬وإنما هما صلتان " وعلة قائلي هذه‬
‫المقالة من الثر ‪ :‬الخبر الذي ذكرناه قبل عن أبي هريرة ‪ ،‬عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬إذا فعل ذلك ‪ -‬يعني‬
‫إذا زنى ‪ ،‬أو سرق أو شرب الخمر ‪ -‬نزع منه اليمان ‪ ،‬فإن تاب رد‬
‫إليه " ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ومن نزع منه اليمان فهو كافر ؛ لنه ل منزلة بين‬
‫اليمان والكفر ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ومن لم يكن من المكلفين مؤمنا فهو كافر‬
‫‪ ،‬كما أن من لم يكن منهم كافرا فهو مؤمن ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فإن زعم‬
‫زاعم أنه جائز أن يكون شخص واحد من أهل التكليف ل مؤمنا ول‬
‫كافرا ‪ ،‬قلنا لهم ‪ :‬أفتجيزون أن يكون ل عاصيا ول مطيعا ‪ ،‬مع قيام‬
‫الحجة عليه ‪ ،‬وارتفاع الموانع ‪ ،‬ولزوم المر والنهي إياه ؟ قالوا ‪:‬‬
‫فإن أجازوا ذلك ‪ ،‬خرجوا من معقول أهل العقل ‪ ،‬وإن قالوا ‪ :‬ذلك‬
‫محال ‪ ،‬لن من قامت عليه حجة الله تعالى ذكره بأمره ونهيه ‪،‬‬
‫فغير جائز أن يكون خارجا من إحدى الصفتين ‪ ،‬إما تصديق أو‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫تكذيب ‪ ،‬وطاعة باجتنابه ‪ ،‬أو معصية بإقدامه عليه ‪ ،‬إذا كانت‬
‫الموانع عنه زائلة ‪ ،‬قلنا له ‪ :‬وكذلك كل من قامت عليه حجة الله‬
‫تعالى ذكره بوحدانيته وشرائعه ‪ ،‬فإنه غير خارج ‪ ،‬مع قيام الحجة‬
‫عليه بها ‪ ،‬من اليمان أو الكفر ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وفي إخبار النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم أن اليمان ينزع من الزاني ‪ ،‬والسارق وشارب الخمر ‪،‬‬
‫والمنتهب النهبة التي وصفها حتى يتوب ‪ ،‬البيان البين أنه قد أوجب‬
‫له الكفر حتى يتوب ‪ ،‬إذ كان محال أن يكون مأمورا منهيا ‪ ،‬غير‬
‫كافر ول مؤمن ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وفي مفارقة اليمان إياه ‪ ،‬وجوب الكفر له‬
‫‪ ،‬واعتلوا أيضا لقولهم ذلك بعلل كثيرة غير ما ذكرنا ‪ ،‬كرهنا إطالة‬
‫الكتاب بذكرها ‪ ،‬إذ لم يكن كتابنا هذا مقصودا به قصد البانة عن‬
‫مذاهب المخالفين ‪ ،‬ونقض علل المعتلين بما لبس عليهم الشيطان‬
‫‪ ،‬بل قصدنا فيه ذكر الصحيح من آثار رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬والبيان عن معانيه ‪ ،‬على ما شرطنا ذلك في مبتدئه ‪،‬‬
‫وقال آخرون ‪ :‬الموحد المصدق بما جاء به محمد صلى الله عليه‬
‫وسلم مؤمن ما لم يغش كبيرة ‪ ،‬فإذا غشيها نزع منه اليمان ‪ ،‬فإذا‬
‫فارقها عاد إليه اليمان *‬

‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫معَْناهُ‬
‫ما ِفي َ‬
‫ك أو ْ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك أو ما في معناه‬


‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫معَْناهُ ‪#‬‬
‫ما ِفي َ‬
‫ك أو ْ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ه إ ِذ ْ ل َب ِ ْ‬
‫ست َ ُ‬ ‫ت وَقَد ْ ن ََزعْت َ ُ‬
‫ما أن ْ َ‬ ‫ص َ‬
‫ك ‪ ،‬ب َي ْن َ َ‬ ‫ل قَ ِ‬
‫مي ِ‬ ‫مث َ ُ‬
‫ن َ‬
‫ما ِ‬ ‫لاِْ‬
‫لي َ‬ ‫مث َ َ‬
‫َ‬

‫‪ 1963‬حدثنا عمران بن بكار الكلعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى يعني ابن‬


‫صالح الوحاظي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد يعني ابن عبد العزيز قال ‪:‬‬
‫حدثنا بلل بن سعد ‪ ،‬عن أبي الدرداء ‪ ،‬قال ‪ :‬كان عبد الله بن‬
‫رواحة يقول ‪ " :‬إن مثل اليمان مثل قميصك ‪ ،‬بينما أنت وقد‬
‫نزعته إذ لبسته ‪ ،‬وبينما أنت قد لبسته إذ نزعته " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ضعَ إ ِب َْرةٍ ِ‬ ‫جل ْدِهِ َ‬
‫مو ْ ِ‬ ‫ما ِفي ِ‬
‫ة ‪ ،‬وَ َ‬
‫ساعَ ٌ‬ ‫مّر عََلى ال ْ َ‬
‫مْرءِ َ‬ ‫ل َت َ ُ‬

‫‪ 1964‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬وأخبرني عمرو يعني ابن الحارث ‪ ،‬عن يزيد يعني ابن أبي‬
‫حبيب ‪ ،‬عن أسلم أبي عمران ‪ ،‬أنه سمع أبا أيوب ‪ ،‬يقول ‪ " :‬إنه‬
‫لتمر على المرء ساعة ‪ ،‬وما في جلده موضع إبرة من إيمان ‪ ،‬وإنه‬
‫لتمر عليه ساعة ‪ ،‬وما في جلده موضع إبرة من النفاق " وعلة‬
‫قائلي هذا القول ‪ :‬أن اليمان هو التصديق غير أن التصديق‬
‫معنيان ‪ :‬أحدهما قول ‪ ،‬والخر عمل ‪ ،‬هو اجتناب الكبائر ‪ ،‬فإذا‬
‫ركب المصدق كبيرة ‪ ،‬فارقه اليمان ‪ ،‬وزال عنه السم الذي كان‬
‫له قبل ركوبه إياها ‪ ،‬كما يقال للثنين إذا اجتمعا ‪ :‬اثنان ‪ ،‬فإذا‬
‫افترقا فانفرد كل واحد منهما على حدة ‪ ،‬لم يقل لواحد منهما إل‬
‫واحد ‪ ،‬وزال عنهما السم الذي كان لهما في حال اجتماعهما ‪،‬‬
‫وكما يقال للرجل وزوجته ‪ :‬زوجان ‪ ،‬فإذا فارقها زال عن كل منهما‬
‫السم الذي كان لهما في حال الجتماع ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فكذلك القول في‬
‫اليمان ‪ ،‬إنما هو اسم للتصديق الذي معناه ما ذكرنا من القرار ‪،‬‬
‫والعمل الذي هو اجتناب الكبائر ‪ ،‬فإذا واقع المقر كبيرة ‪ ،‬زال عنه‬
‫اسم اليمان في حال مواقعته إياها ‪ ،‬فإذا كف عنها عاد له السم‬
‫الذي كان له قبل المواقعة ‪ ،‬لنه في حال كفه عن غشيان‬
‫الكبيرة ‪ ،‬لها مجتنب ‪ ،‬وباللسان مصدق ‪ ،‬وذلك هو معنى اليمان‬
‫عندهم ‪ ،‬وغير جائز أن يكون لليمان فاعل ‪ ،‬وهو بخلفه موصوفا ‪،‬‬
‫لن الصفات موجبة لهلها الوصف بها ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وذلك هو معنى قول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يزني الزاني حين يزني وهو‬
‫مؤمن ‪ ،‬ول يسرق السارق حين يسرق ‪ ،‬وهو مؤمن " ‪ ،‬ينزع منه‬
‫اليمان ‪ ،‬فإذا انقلع من عليها رجع إليه ‪ ،‬والصواب من القول في‬
‫ذلك عندنا في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يزني‬
‫الزاني حين يزني وهو مؤمن ول يسرق حين يسرق وهو مؤمن ‪،‬‬
‫ول يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن " ‪ ،‬قول من قال ‪ :‬يزول‬
‫عنه السم الذي هو معنى المدح إلى السم الذي هو بمعنى الذم ‪،‬‬
‫فيقال له ‪ :‬فاسق ‪ ،‬فاجر ‪ ،‬زان ‪ ،‬سارق ‪ ،‬وذلك أنه ل خلف بين‬
‫جميع علماء المة أن ذلك من أسمائه ‪ ،‬ما لم يظهر منه خشوع‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫التوبة مما ركب من المعصية ‪ ،‬فذلك اسمه عندنا حتى يزول عنه‬
‫بظهور التوبة مما ركب من الكبيرة ‪ ،‬فإن قال لنا قائل ‪ :‬أفتزيل‬
‫عنه اسم اليمان بركوبه ذلك ؟ قيل له ‪ :‬نزيله عنه بالطلق ونثبته‬
‫له بالصلة والتقييد ‪ ،‬فإن قال ‪ :‬وكيف تزيله عنه بالطلق ‪ ،‬وتثبته‬
‫له بالصلة والتقييد ؟ قيل ‪ :‬نقول ‪ :‬مؤمن بالله ورسوله ‪ ،‬مصدق‬
‫قول بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ول نقول مطلقا ‪ :‬هو‬
‫مؤمن ‪ ،‬إذ كان اليمان عندنا معرفة وقول وعمل ‪ ،‬فالعارف المقر ‪،‬‬
‫المخالف عمل ما هو به مقر قول ‪ ،‬غير مستحق اسم اليمان‬
‫بالطلق ‪ ،‬إذ لم يأت بالمعاني التي يستوجب بها ذلك ‪ ،‬ولكنه قد‬
‫أتى بمعان يستحق التسمية به موصول في كلم العرب ‪ ،‬ونسميه‬
‫بالذي تسميه به العرب في كلمها ‪ ،‬ونمنعه الخر الذي تمنعه دللة‬
‫كتاب الله وآثار رسوله صلى الله عليه وسلم وفطرة العقل ‪ ،‬وقد‬
‫دللنا على أن ذلك كذلك فيما مضى من كتابنا هذا ‪ ،‬بما أغنى عن‬
‫إعادته في هذا الموضع القول في البيان عما في هذه الخبار من‬
‫الغريب فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم مخبرا عن ربه‬
‫تبارك وتعالى ‪ " :‬إن أذنبت حتى تبلغ ذنوبك أعنان السماء " يعني‬
‫بقوله ‪ " :‬أعنان السماء " أرجاءها ونواحيها ‪ ،‬كذلك حكي عن يونس‬
‫بن حبيب الجرمي أنه كان يقوله ‪ ،‬وأنه كان يقول ‪ :‬أعنان كل شيء‬
‫‪ ،‬نواحيه ‪ ،‬وأما أبو عمرو الشيباني والصمعي وغيرهما من أهل‬
‫العلم بكلم العرب ‪ ،‬فإنهم فيما حكي عنهم كانوا يقولون ‪ :‬إنما‬
‫يقال لنواحي الشيء أعناؤه ‪ ،‬ول نعلم راويا روى عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم هذا الخبر على ما حكي عن الشيباني ‪ ،‬ومن‬
‫ذكرت من أهل الغريب ‪ ،‬بل الرواية عن كل من حدثنا به ‪ " :‬حتى‬
‫يبلغ أعنان السماء " ‪ ،‬بالنون على ما ذكر عن يونس الجرمي *‬

‫ْ‬ ‫خبر من أ َ‬
‫ن‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫س‬
‫ٍ‬ ‫با‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫ا‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ك‬‫ع‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ذِك ُْر َ َ ٍ ِ ْ‬

‫ذكر خبر من أخبار عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم‬

‫ْ‬ ‫خبر من أ َ‬
‫ن‪#‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫س‬
‫ٍ‬ ‫با‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫ا‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ك‬‫ع‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ َ ٍ ِ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫" صنَفان م ُ‬
‫جئ َ ُ‬
‫ة‬ ‫ب ‪ ،‬ال ْ ُ‬
‫مْر ِ‬ ‫سَلم ِ ن َ ِ‬
‫صي ٌ‬ ‫ما ِفي اْل ِ ْ‬
‫س ل َهُ َ‬
‫مِتي ل َي ْ َ‬
‫نأ ّ‬‫ِ ْ ِ ِ ْ‬

‫‪ 1965‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن بشر ‪ ،‬عن سلم بن‬
‫أبي عمرة ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬صنفان من أمتي ليس لهما في السلم‬
‫نصيب ‪ ،‬المرجئة والقدرية " القول في علل هذا الخبر ‪ :‬وهذا خبر‬
‫عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين‬
‫سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداهما ‪ :‬أنه خبر ل يعرف له مخرج‬
‫يصح عن ابن عباس إل من حديث عكرمة ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به‬
‫عندهم منفرد وجب التثبت فيه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أنه من رواية عكرمة ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وفي نقل‬
‫عكرمة ‪ ،‬عندهم نظر يجب التثبت فيه من أجله ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أن‬
‫سلم بن أبي عمرة من أهل النقل ‪ ،‬ليس في أهل الرواية‬
‫المعروفين بها ‪ ،‬فالواجب التوقف في نقله ‪ ،‬وقد وافق سلم بن‬
‫أبي عمرة في رواية هذا الخبر ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس‬
‫جماعة نذكر ما حضرنا من ذلك ذكره *‬

‫" صنَفان م ُ‬
‫جئ َ ُ‬
‫ة‬ ‫ب ‪ :‬ال ْ ُ‬
‫مْر ِ‬ ‫سَلم ِ ن َ ِ‬
‫صي ٌ‬ ‫ما ِفي اْل ِ ْ‬
‫س ل َهُ َ‬
‫مِتي ل َي ْ َ‬
‫نأ ّ‬‫ِ ْ ِ ِ ْ‬

‫‪ 1966‬حدثني عبد العلى بن واصل السدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد‬


‫بن فضيل ‪ ،‬عن القاسم بن حبيب ‪ ،‬وعلي بن نزار ‪ ،‬عن نزار ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬صنفان من أمتي ليس لهما في السلم نصيب ‪ :‬المرجئة‬
‫والقدرية " حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن فضيل ‪ ،‬عن القاسم‬
‫بن حبيب ‪ ،‬وعلي بن نزار ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬نحوه حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن بشر ‪ ،‬عن ابن نزار ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬نحوه *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ب ‪ ،‬أ َهْ ُ‬
‫ل‬ ‫صي ٌ‬
‫ن نَ ِ‬
‫ما ِ‬ ‫ما ِفي ا ْ ِ‬
‫لي َ‬ ‫س ل َهُ َ‬
‫مِتي ل َي ْ َ‬
‫" صنَفان م ُ‬
‫نأ ّ‬‫ِ ْ ِ ِ ْ‬

‫‪ 1967‬حدثني أحمد بن محمد الطوسي ‪ ،‬والعباس بن أبي طالب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا يونس بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن محمد الليثي‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا نزار بن حيان ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬وعن‬
‫جابر بن عبد الله ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫صنفان من أمتي ليس لهما في اليمان نصيب ‪ ،‬أهل الرجاء والقدر‬
‫" ‪ ،‬وقد وافق ابن عباس في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم جماعة من أصحابه ‪ ،‬نذكر من ذلك ما حضرنا‬
‫ذكره ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬
‫" صنَفان م ُ‬
‫جئ َ ُ‬
‫ة‬ ‫ب ‪ :‬ال ْ ُ‬
‫مْر ِ‬ ‫سَلم ِ ن َ ِ‬
‫صي ٌ‬ ‫ما ِفي اْل ِ ْ‬
‫س ل َهُ َ‬
‫مِتي ل َي ْ َ‬
‫نأ ّ‬‫ِ ْ ِ ِ ْ‬

‫‪ 1968‬حدثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني علي بن ثابت‬


‫الجزري ‪ ،‬عن إسماعيل بن إسحاق ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬عن نافع ‪،‬‬
‫عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫صنفان من أمتي ليس لهما في السلم نصيب ‪ :‬المرجئة والقدرية‬
‫"*‬

‫" صنَفان م ُ‬
‫جئ َ ُ‬
‫ة"‬ ‫ة َوال ْ ُ‬
‫مْر ِ‬ ‫ض ال َْقد َرِي ّ ُ‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫حو ْ َ‬ ‫ن عَل َ ّ‬ ‫مِتي َل ي َرِ َ‬
‫دا ِ‬ ‫نأ ّ‬‫ِ ْ ِ ِ ْ‬

‫‪ 1969‬حدثني أحمد بن الفرج الحمصي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بقية ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا سليمان بن جعفر الزدي ‪ ،‬عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي‬
‫ليلى النصاري ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬صنفان من أمتي ل يردان علي الحوض القدرية‬
‫والمرجئة " *‬

‫ن ن َب ِّيا " ‪ِ ،‬قي َ‬


‫ل‪:‬‬ ‫سب ِْعي َ‬
‫ن َ‬ ‫ة عََلى ل ِ َ‬
‫سا ِ‬ ‫جئ َ ُ‬ ‫ت ال ْ ُ‬
‫مْر ِ‬ ‫" ل ُعِن َ ِ‬

‫‪ 1970‬حدثني علي بن حرب الموصلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أحمد بن‬


‫نصر الخراساني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زيد بن أبي موسى ‪ ،‬عن أبي غانم ‪،‬‬
‫عن أبي غالب ‪ ،‬عن أبي أمامة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬لعنت المرجئة على لسان سبعين نبيا " ‪ ،‬قيل ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ :‬وما المرجئة ؟ قال ‪ " :‬قوم يزعمون أن اليمان قول بل‬
‫عمل " *‬

‫ة َوال َْقد َرِي ّ ُ‬ ‫" صنَفان م ُ‬


‫ة"‬ ‫جئ َ ُ‬ ‫شَفاعَِتي ‪ :‬ال ْ ُ‬
‫مْر ِ‬ ‫مِتي َل ت ََنال ُهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫نأ ّ‬‫ِ ْ ِ ِ ْ‬

‫‪ 1971‬حدثني محمد بن مرزوق البصري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬


‫جعفر الجرمي أبو محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد الصانع ‪ ،‬عن الحسن ‪،‬‬
‫عن حذيفة ‪ ،‬وأنس ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعنا رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ " :‬صنفان من أمتي ل تنالهم شفاعتي ‪ :‬المرجئة‬
‫والقدرية " القول في البيان عما في هذه الخبار من المعاني إن‬
‫قال لنا قائل ‪ :‬وما المرجئة ؟ وما صفتهم ؟ قيل ‪ :‬إن المرجئة ‪ :‬هم‬
‫قوم موصوفون بإرجاء أمر مختلف فيما ذلك المر ‪ ،‬فأما إرجاؤه ‪،‬‬
‫فتأخيره وهو من قول العرب ‪ :‬أرجأ فلن هذا المر ‪ ،‬فهو يرجئه‬
‫إرجاء ‪ ،‬وهو مرجئه ‪ ،‬بهمز ‪ ،‬وأرجاه فلن يرجيه إرجاء ‪ ،‬بغير همز‬
‫فهو مرجيه ‪ ،‬ومنه قول الله تعالى ذكره ‪ :‬وآخرون مرجون لمر‬
‫الله يقرأ بالهمز ‪ ،‬وغير الهمز بمعنى مؤخرون لمر الله ‪ ،‬وقوله‬
‫مخبرا عن المل من قوم فرعون ‪ :‬قالوا أرجه وأخاه بهمز أرجه ‪،‬‬
‫وبغير الهمز ‪ ،‬فأما المر الذي بتأخيره سميت المرجئة مرجئة ‪،‬‬
‫فإن ابن عيينة كان يقول فيه ‪ ،‬فيما ‪* :‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬ ‫" اْلرجاُء عََلى وجهين ‪ :‬قَو َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ي وَعُث ْ َ‬
‫ما َ‬ ‫مَر عَل ِ ّ‬
‫وا أ ْ‬
‫ج ْ‬
‫م أْر َ‬
‫ْ ٌ‬ ‫َ ْ َْ ِ‬ ‫ِْ َ‬

‫‪ 1972‬حدثني عبد الله بن عمير الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت إبراهيم بن‬


‫موسى يعني الفراء الرازي قال ‪ :‬سئل ابن عيينة عن الرجاء ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬الرجاء على وجهين ‪ :‬قوم أرجوا أمر علي وعثمان ‪ ،‬فقد‬
‫مضى أولئك ‪ ،‬فأما المرجئة اليوم فهم قوم يقولون ‪ :‬اليمان قول‬
‫بل عمل ‪ ،‬فل تجالسوهم ‪ ،‬ول تؤاكلوهم ‪ ،‬ول تشاربوهم ‪ ،‬ول تصلوا‬
‫معهم ‪ ،‬ول تصلوا عليهم " *‬

‫ة َوال َْقد َرِي ّ ُ‬


‫ة"‬ ‫جئ َ ُ‬ ‫ب ‪ :‬ال ْ ُ‬
‫مْر ِ‬ ‫سَلم ِ ن َ ِ‬
‫صي ٌ‬ ‫ما ِفي اْل ِ ْ‬
‫س ل َهُ َ‬
‫ن ل َي ْ َ‬
‫صن َْفا ِ‬
‫" ِ‬

‫‪ 1973‬وقال آخرون في ذلك ما حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫حكام يعني ابن سلم ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت سفيان عن تفسير هذا الحديث‬
‫‪ " :‬صنفان ليس لهما في السلم نصيب ‪ :‬المرجئة والقدرية " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬هم الذين يقولون اليمان قول ول عمل ‪ ،‬وقوم يزعمون أن‬
‫ل قدر *‬

‫" ل َم يك ُن ال ّذين ك ََفروا م َ‬


‫حّتى قَوْل ِهِ ‪:‬‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ب َ‬ ‫ن أه ْ ِ‬
‫ِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ َ ِ‬

‫‪ 1974‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن المغيرة ‪ ،‬عن أبي‬
‫وائل ‪ ،‬قال ‪ :‬قوم يسألوني عن السنة ‪ ،‬فأقرأ عليهم ‪ " :‬لم يكن‬
‫الذين كفروا من أهل الكتاب حتى قوله ‪ :‬ويقيموا الصلة ويؤتوا‬
‫الزكاة وذلك دين القيمة يعرض بالمرجئة *‬

‫ل ‪ ،‬وَت َُقو ُ‬
‫ل‬ ‫ل َل عَ َ‬
‫م ٌ‬ ‫ن قَوْ ٌ‬
‫ما ُ‬ ‫ن‪:‬اِْ‬
‫لي َ‬ ‫جاِء ي َُقوُلو َ‬ ‫" أ َهْ ُ‬
‫ل اْل ِْر َ‬

‫‪ 1975‬حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫سمعت إبراهيم بن الشعث ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت الفضيل يعني ابن‬
‫عياض يقول ‪ " :‬أهل الرجاء يقولون ‪ :‬اليمان قول ل عمل ‪ ،‬وتقول‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الجهمية ‪ :‬اليمان المعرفة بل قول ول عمل ‪ ،‬ويقول أهل السنة ‪:‬‬
‫اليمان المعرفة والقول والعمل " *‬

‫ة‪:‬‬
‫مي ّ ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫جه ْ ِ‬ ‫ق َقال َ ِ‬
‫جئ َةِ ك َِبيَر فَْر ٍ‬ ‫مي ّةِ َوال ْ ُ‬
‫مْر ِ‬ ‫ن ك ََلم ِ ال ْ َ‬
‫جه ْ ِ‬ ‫" ل َي ْ َ‬
‫س ب َي ْ َ‬

‫‪ 1976‬وسمعت عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫سمعت أبا رجاء ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت وكيعا ‪ ،‬يقول ‪ " :‬ليس بين كلم‬
‫الجهمية والمرجئة كبير فرق قالت الجهمية ‪ :‬اليمان المعرفة‬
‫بالقلب ‪ ،‬وقالت المرجئة ‪ :‬القرار باللسان ‪ ،‬والصواب من القول‬
‫في المعنى الذي من أجله سميت المرجئة مرجئة أن يقال ‪ :‬إن‬
‫الرجاء معناه ما بينا قبل من تأخير الشيء ‪ ،‬فمؤخر أمر علي‬
‫وعثمان رضي الله عنهما إلى ربهما ‪ ،‬وتارك وليتهما والبراءة منهما‬
‫‪ :‬مرجئا أمرهما ‪ ،‬فهو مرجئ ‪ ،‬ومؤخر العمل والطاعة عن اليمان‬
‫مرجئهما عنه ‪ ،‬فهو مرجئ " ‪ ،‬غير أن الغلب من استعمال أهل‬
‫المعرفة بمذاهب المتخلفين في الديانات في دهرنا هذا ‪ ،‬هذا‬
‫السم فيمن كان من قوله ‪ :‬اليمان قول بل عمل ‪ ،‬وفيمن كان من‬
‫مذهبه أن الشرائع ليست من اليمان ‪ ،‬وأن اليمان إنما هو‬
‫التصديق بالقول دون العمل المصدق بوجوبه فإن قال لنا قائل ‪:‬‬
‫فما أنت قائل إن كان المر في معنى الرجاء ما ذكرت فيما ‪* :‬‬

‫ل ‪ :‬اْليما َ‬
‫ن ِبالل ّهِ‬ ‫ن ت ُؤْ ِ‬
‫م َ‬ ‫نأ ْ‬‫ِ َ ُ‬ ‫ة ال َْعال ِم ِ ‪ ،‬وََقا َ‬
‫ك وََزل ّ ُ‬
‫" إ ِّيا َ‬

‫‪ 1977‬حدثني به أبو السائب سلم بن جنادة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ابن‬


‫إدريس ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت داود بن أبي هند ‪ ،‬يذكر ‪ ،‬عن شهر بن‬
‫حوشب ‪ ،‬قال ‪ :‬لما أصيب معاذ أتاه أخ يقال له الحارث بن‬
‫عميرة ‪ ،‬فبينا هو عنده أفاق معاذ وهو يبكي ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما يبكيك ؟‬
‫فقال ‪ :‬أبكي على العلم الذي يدفن معك ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال له معاذ ‪" :‬‬
‫إن كنت طالب العلم ل بد ‪ ،‬فاطلبه من ثلثة ‪ :‬من ابن أم عبد ‪،‬‬
‫وعويمر أبي الدرداء ‪ ،‬وسلمان الفارسي ‪ ،‬وإياك وزلة العالم " ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وكيف تكون زلة العالم ؟ قال ‪ :‬إن على الحق نورا يعرف‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫به ‪ ،‬قال ‪ :‬فأتى الحارث الكوفة فبينا هو على باب عبد الله بن‬
‫مسعود ينتظر خروجه ‪ ،‬إذ قال رجل من القوم لرجل ‪ :‬أمؤمن أنت‬
‫؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬أفي الجنة أنت ؟ قال ‪ :‬ما أدري ‪ ،‬قال ‪ :‬تزعم‬
‫أنك مؤمن ول تدري في الجنة أنت أم ل ؟ قال ‪ :‬فخرج عليهم عبد‬
‫الله فقالوا ‪ :‬أل ترى إلى هذا يزعم أنه مؤمن ‪ ،‬ول يزعم أنه من‬
‫أهل الجنة فقال عبد الله ‪ :‬لو قلت إحداهما لتبعتها الخرى ‪ ،‬فقال‬
‫له الحارث ‪ :‬صلى الله على معاذ ‪ ،‬فقال عبد الله ‪ :‬من معاذ ؟ قال‬
‫‪ :‬معاذ بن جبل ‪ ،‬قال ‪ :‬وما قال ؟ قال ‪ " :‬إياك وزلة العالم ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬اليمان أن تؤمن بالله وملئكته ‪ ،‬وكتبه ورسله ‪ ،‬والبعث بعد‬
‫الموت ‪ ،‬والجنة والنار ‪ ،‬ولكن لي ذنوب ل أدري ما يفعل الله فيها ‪،‬‬
‫فلو علمت أن الله غفر لي لقلت إني في الجنة " ‪ ،‬فقال ابن‬
‫مسعود ‪ :‬صدقت والله لقد كانت مني زلة *‬

‫َ‬
‫ن"‬
‫م ٌ‬ ‫ن ال ْعََلن ِي َةِ ‪ ،‬أَنا ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫ريَرةِ ‪ُ ،‬‬
‫س ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫" الل ّهُ ّ‬
‫م ُ‬

‫‪ 1978‬حدثنا أبو كريب محمد بن العلء قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪،‬‬
‫عن الشيباني ‪ ،‬عن ثعلبة ‪ ،‬عن أبي قلبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الرجل‬
‫الذي سأل عبد الله بن مسعود فقال ‪ :‬أنشدك بالله تعلم أن الناس‬
‫كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلثة أصناف ‪:‬‬
‫مؤمن السريرة ‪ ،‬مؤمن العلنية ‪ ،‬كافر السريرة ‪ ،‬كافر العلنية ‪،‬‬
‫مؤمن العلنية كافر السريرة ؟ فقال ‪ " :‬اللهم نعم " ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫أنشدك بالله ‪ ،‬من أيهم كنت ؟ قال ‪ " :‬اللهم مؤمن السريرة ‪،‬‬
‫مؤمن العلنية ‪ ،‬أنا مؤمن " ‪ ،‬قال الشيباني ‪ :‬فلقيت ابن معقل‬
‫فقلت له ‪ :‬إن قبلنا قوما نعدهم من أهل الصلح ‪ ،‬إذا قلنا ‪ :‬نحن‬
‫مؤمنون عابوا ذلك علينا فقال ‪ " :‬لقد خبت وخسرت إن لم تكن‬
‫مؤمنا " *‬

‫َ‬
‫ن"*‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫" أَنا ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1979‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن مسعر ‪ ،‬عن‬
‫حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عبد الله ‪ " :‬أنا مؤمن " *‬

‫مرِ هَؤَُلِء ال ْ َ‬ ‫َ‬


‫شّر قَوْم ٍ ‪،‬‬ ‫ج ‪ ،‬فَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫وار ِِ‬
‫خ َ‬ ‫" ن َظ َْر ُ‬
‫ت ِفي أ ْ‬

‫‪ 1980‬حدثني أبو السائب ‪ ،‬سلم بن جنادة قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا العمش ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬نظرت في أمر‬
‫هؤلء الخوارج ‪ ،‬فإذا شر قوم ‪ ،‬ونظرت في أمر هؤلء الخشبية ‪،‬‬
‫فإذا شر قوم ‪ ،‬ونظرت في أمر هؤلء المرجئة ‪ ،‬فإذا هم أمثل أو‬
‫خير ‪ ،‬فأنا مرجئ ‪ ،‬قلت ‪ :‬يا أبا عبد الله ‪ ،‬ولم تسمى باسم غير‬
‫السلم ؟ قال ‪ :‬أنا كذلك " *‬

‫َ‬
‫ن"*‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫" أَنا ُ‬

‫‪ 1981‬حدثني أحمد بن بديل اليامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا مسعر ‪ ،‬عن حماد ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عبد الله ‪ " :‬أنا‬
‫مؤمن " *‬

‫صّلى‬ ‫َ‬ ‫" ال ْمؤْمنون ال ْمسل ِمون " ‪ ،‬وك َذ َل ِ َ َ‬


‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ب َر ُ‬
‫حا َ‬ ‫ك أد َْرك َْنا أ ْ‬
‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ُ َ‬ ‫ُ ِ ُ َ‬

‫‪ 1982‬حدثني أحمد بن بديل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫يوسف بن ميمون ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لعطاء ‪ :‬إن قبلنا قوما نعدهم من‬
‫أهل الصلح ‪ ،‬فإذا قلنا ‪ :‬نحن مؤمنون ‪ ،‬عابوا ذلك علينا ‪ ،‬فقال‬
‫عطاء ‪ " :‬المؤمنون المسلمون " ‪ ،‬وكذلك أدركنا أصحاب رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم *‬

‫م‬ ‫م ؟ " ‪ ،‬فََقا َ‬ ‫َ‬ ‫" أ َمؤْم َ‬


‫ل ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫سل ِ ٌ‬
‫م ْ‬
‫ت أوْ ُ‬
‫ن أن ْ َ‬
‫ُ ِ ٌ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 1983‬حدثني أحمد بن بديل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬عن‬


‫مسعر ‪ ،‬عن عطاء بن السائب ‪ ،‬عن أبي عبد الرحمن السلمي ‪،‬‬
‫أنه سأل رجل ‪ " :‬أمؤمن أنت أو مسلم ؟ " ‪ ،‬فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬إن شاء‬
‫الله ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل تقل ‪ :‬إن شاء الله " *‬

‫" أ َمسل ِ َ‬
‫شاَء الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ن َ‬ ‫ت ؟ " ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل ‪ :‬إِ ْ‬ ‫م أن ْ َ‬
‫ُ ْ ٌ‬

‫‪ 1984‬حدثني موسى بن عبد الرحمن الكندي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد‬


‫بن بشر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مسعر ‪ ،‬عن عطاء بن السائب ‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫الرحمن السلمي ‪ ،‬أنه رأى رجل في لسانه عجمة ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫أمسلم أنت ؟ " ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن شاء الله ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ل تقل إن شاء‬
‫الله " *‬

‫ت ؟ فََل ي َ ُ‬ ‫ل أ َحدك ُم ‪ :‬أ َمؤْم َ‬


‫شك ّ ّ‬
‫ن"‬ ‫ن أن ْ َ‬
‫ُ ِ ٌ‬ ‫سئ ِ َ َ ُ ْ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا ُ‬

‫‪ 1985‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن مسعر ‪ ،‬عن‬
‫عطاء بن السائب ‪ ،‬عن أبي عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا سئل أحدكم‬
‫‪ :‬أمؤمن أنت ؟ فل يشكن " *‬

‫ن"*‬
‫ما َ‬ ‫تاِْ‬
‫لي َ‬ ‫ي ُث ْب ِ ُ‬

‫‪ 1986‬حدثني أحمد بن بديل ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو معاوية ‪ :‬قال‬


‫أصحابنا ‪ :‬كان عبد الله بن مسعود ‪ ،‬وعبد الله بن عمر وعبد الله‬
‫بن يزيد النصاري ومحمد ابن الحنفية وإبراهيم ‪ -‬اختلف علينا فيه ‪-‬‬
‫وعمرو بن مرة وعون بن عبد الله بن عتبة وعاصم بن كليب‬
‫الجرمي والضحاك المشرقي وعطاء بن أبي رباح ‪ ،‬وعمر بن ذر‬
‫ومقاتل بن حيان وعبد العزيز بن أبي رواد وعبد الكريم وأيوب بن‬
‫عائذ وعلقمة بن مرثد ومحارب بن دثار وعبد العلى ومسلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫النحات وحماد بن أبي سليمان ومسعر بن كدام وأبو إسحاق‬
‫الشيباني وذر وسعيد بن جبير وطلق بن حبيب " كلهم يثبت اليمان‬
‫"*‬

‫جن ّةِ ‪َ ،‬والل ّهِ إ ِّني َل َْر ُ‬


‫جو‬ ‫م أ َهْ ُ‬
‫ل ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن ‪ ،‬وَأن ْت ُ ْ‬
‫مُنو َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫َ‬
‫" أن ْت ُ ُ‬

‫‪ 1987‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا العمش ‪،‬‬
‫عن شقيق بن سلمة ‪ ،‬عن سلمة بن سبرة ‪ ،‬قال ‪ :‬خطبنا معاذ‬
‫فقال ‪ " :‬أنتم المؤمنون ‪ ،‬وأنتم أهل الجنة ‪ ،‬والله إني لرجو أن من‬
‫تصيبون من فارس ‪ ،‬والروم يدخلون الجنة ‪ ،‬ذلك بأن أحدهم إذا‬
‫عمل لحدكم العمل قال ‪ :‬أحسنت رحمك الله ‪ ،‬أحسنت غفر الله‬
‫لك ‪ ،‬ثم قرأ ‪ :‬ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم‬
‫من فضله " وقال ‪ :‬هؤلء جلة العلماء ‪ ،‬وأئمة السلف يشهدون‬
‫لنفسهم بأنهم مؤمنون ‪ ،‬ول شك عندنا وعندك أنه ل أحد من بني‬
‫آدم لزمته فرائض الله ‪ -‬تعالى ذكره ‪ -‬ثم أتت عليه سنون بعدها‬
‫حيا خل من تفريط في بعض الزمنة من فرائضه ‪ ،‬وتقصير في‬
‫بعض الواجب عليه من طاعته ‪ ،‬أو ركوب بعض ما قد نهاه عن‬
‫ركوبه من معاصيه ‪ ،‬إل خاص من خلقه ‪ ،‬فإن كان اليمان كما قلت‬
‫بالطلق ‪ ،‬إنما هو المعرفة بالقلب ‪ ،‬والقرار باللسان ‪ ،‬والعمل‬
‫بالجوارح ‪ ،‬واجتناب الكبائر ‪ ،‬وترك الصرار على الصغائر ‪ ،‬فقد‬
‫أخطأ الذين ذكرنا قولهم في قولهم ‪ :‬إنا مؤمنون ‪ ،‬بغير وصل ذلك‬
‫بما قلت الحق فيه الوصل به من الشرط ‪ ،‬وخالف الحق فيه من‬
‫أنكر الستثناء فيه ‪ ،‬فإن كان جائزا عندك إنكار ما روينا عن هؤلء ‪،‬‬
‫فما أنت قائل فيما *‬

‫ن ؟ فََل ي َ ُ‬
‫ش ّ‬
‫ك " ِقي َ‬ ‫ل أ َحدك ُ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫مأ ُ‬‫سئ ِ َ َ ُ ْ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا ُ‬

‫‪ 1988‬حدثني أحمد بن بديل اليامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا مسعر ‪ ،‬عن زياد بن علقة ‪ ،‬عن عبد الله بن زيد‬
‫النصاري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سئل أحدكم أمؤمن ؟ فل يشك " قيل ‪ :‬إن لكل من ذكرت عنه من‬
‫السلف ما ذكرت عنه من قولهم ‪ :‬إنهم مؤمنون ‪ ،‬بغير وصل ذلك‬
‫باستثناء ول شرط من أشكالهم مخالفين فيما قالوا من ذلك ‪،‬‬
‫وللخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي‬
‫استدللت به على حقيقة ما حكيت عنهم ‪ ،‬تأويل هو أولى به من‬
‫تأويلك ‪ ،‬والقول إذا وقع فيه التنازع بين أهل العلم كان أولهما‬
‫بالقضاء له بالصواب ما قامت على صحته الحجة ‪ ،‬وشهدت له‬
‫بالحقيقة الدلة ‪ ،‬فإن قال ‪ :‬فاذكر لنا مخالفيهم من السلف في‬
‫ذلك لنعرفهم ‪ ،‬وبين لنا التأويل الذي هو أولى بالخبر الذي رويناه‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تأويلنا ‪ .‬قيل ‪ :‬أما‬
‫مخالفو من ذكرت من السلف ‪ ،‬فمن أنا ذاكره ‪* :‬‬

‫م ؟ فََقاُلوا‬
‫ن ال َْقوْ ُ‬
‫م ِ‬ ‫" ل َِقي ُ‬
‫ت َرك ًْبا " ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل‪َ :‬‬

‫‪ 1989‬حدثنا أبو كريب محمد بن العلء ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عثام بن‬


‫علي ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن شقيق ‪ ،‬قال ‪ :‬أتى عبد الله رجل ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬لقيت ركبا " ‪ ،‬فقال ‪ :‬من القوم ؟ فقالوا ‪ :‬نحن المؤمنون‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬أفل قالوا ‪ :‬نحن أهل الجنة ؟ لو قلت ‪ " :‬إنهم مؤمنون " ‪،‬‬
‫لقلت ‪ " :‬إنهم في الجنة " *‬

‫شهد أ َنه م َ‬ ‫َ‬


‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّةِ‬ ‫ن ‪ ،‬فَل ْي َ ْ َ ْ ّ ُ ِ ْ‬
‫ن أه ْ ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن َ‬
‫شهِد َ أن ّ ُ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1990‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫الفضيل بن عمرو لبي وائل ‪ :‬أكان عبد الله بن مسعود يقول ‪" :‬‬
‫من شهد أنه مؤمن ‪ ،‬فليشهد أنه من أهل الجنة ؟ " قال ‪ :‬نعم *‬

‫َ‬
‫ن‪،‬‬
‫مُنو َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ؟ " ‪َ ،‬قاُلوا ‪ :‬ن َ ْ‬
‫ح ُ‬ ‫ما أن ْت ُ ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1991‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬
‫عن سليمان ‪ ،‬عن أبي وائل ‪ ،‬أن عبد الله ‪ ،‬كان في سفر فمر به‬
‫ركب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما أنتم ؟ " ‪ ،‬قالوا ‪ :‬نحن المؤمنون ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قولوا ‪ " :‬إنا في الجنة " *‬

‫" إ ِّني ِفي ال ْ َ‬


‫جن ّةِ " *‬

‫‪ 1992‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى ‪ ،‬ومحمد بن جعفر ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن سلمة بن كهيل ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن علقمة ‪،‬‬
‫عن عبد الله ‪ :‬أن رجل ‪ ،‬قال عنده ‪ :‬إني مؤمن ‪ ،‬قال ‪ :‬فقل ‪" :‬‬
‫إني في الجنة " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ِفي ال ْ َ‬
‫جن ّةِ ؟‬ ‫ن ‪ ،‬فَل ْي َ ْ‬
‫شهَد ْ أن ّ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن َ‬
‫شهِد َ أن ّ ُ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 1993‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن المغيرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رجل لبي وائل ‪ :‬أسمعت عبد‬
‫الله بن مسعود يقول ‪ " :‬من شهد أنه مؤمن ‪ ،‬فليشهد أنه في‬
‫الجنة ؟ " قال ‪ :‬نعم *‬

‫جذ ّ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫كافٌِر ‪ ،‬وََل ُ‬
‫مَنافِقٌ ‪َ ،‬‬ ‫ما ِفيَنا َ‬ ‫" ي َُقوُلو َ‬
‫ن َ‬

‫‪ 1994‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عكرمة بن عمار ‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عبد الله بن‬
‫مسعود ‪ " :‬يقولون ما فينا كافر ‪ ،‬ول منافق ‪ ،‬جذ الله أقدامهم " *‬

‫ل إ ِّني ِفي ال ْ َ‬
‫جن ّةِ " *‬ ‫" قُ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1995‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬عن‬
‫شعبة ‪ ،‬عن واصل ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت إبراهيم ‪ ،‬يحدث قال ‪ :‬قال رجل‬
‫عند عبد الله بن مسعود ‪ :‬إني مؤمن ‪ ،‬فقال عبد الله ‪ " :‬قل إني‬
‫في الجنة " *‬

‫جو " *‬ ‫َ‬ ‫ت ؟ َقا َ‬ ‫أ َمؤْم َ‬


‫ل ‪ " :‬أْر ُ‬ ‫ن أن ْ َ‬
‫ُ ِ ٌ‬

‫‪ 1996‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رجل لعلقمة ‪:‬‬
‫أمؤمن أنت ؟ قال ‪ " :‬أرجو " *‬

‫َ‬ ‫أ َمؤْم َ‬
‫شاَء الل ّ ُ‬
‫ه"‬ ‫ن َ‬
‫جو إ ِ ْ‬ ‫ت ؟ َقا َ‬
‫ل ‪ " :‬أْر ُ‬ ‫ن أن ْ َ‬
‫ُ ِ ٌ‬

‫‪ 1997‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ . . . . . . . . . . :‬حدثنا إسرائيل ‪ ،‬عن‬


‫منصور ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رجل لعلقمة ‪ :‬أمؤمن أنت ؟ قال‬
‫‪ " :‬أرجو إن شاء الله " *‬

‫ما اك ْت َ َ‬
‫سُبوا ‪ ،‬فََقدِ‬ ‫ت ب ِغَي ْرِ َ‬
‫مَنا ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫مِني َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ي ُؤْ ُ‬
‫ذو َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫" إِ ّ‬

‫‪ 1998‬حدثني سلم بن جنادة السوائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪،‬‬


‫عن العمش ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن علقمة ‪ ،‬قال ‪ :‬تكلم رجل عنده‬
‫من الخوارج بكلم كرهه قال ‪ :‬فقال علقمة ‪ " :‬إن الذين يؤذون‬
‫المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ‪ ،‬فقد احتملوا بهتانا وإثما‬
‫مبينا " قال ‪ :‬فقال له الخارجي ‪ :‬أمنهم أنت ؟ قال ‪ " :‬أرجو " *‬

‫ل ‪ :‬الل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ل‪:‬‬ ‫ه أعْل َ ْ‬
‫م ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ُ‬ ‫ت ؟ َقا َ‬ ‫أِفي ال ْ َ‬
‫جن ّةِ أن ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 1999‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬
‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يونس ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬أن رجل ‪ ،‬قال عند ابن‬
‫مسعود ‪ :‬إنه مؤمن ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما يقول " ‪ :‬قالوا ‪ :‬يقول ‪ :‬إنه‬
‫مؤمن ‪ ،‬قال ‪ " :‬فسلوه في الجنة هو ؟ " ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أفي الجنة أنت‬
‫؟ قال ‪ :‬الله أعلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬أفل وكلت الولى إلى الله كما وكلت‬
‫الخرة " *‬

‫خيره َ‬ ‫ت أَ ْ‬
‫ن‪،‬‬
‫ما َ‬ ‫لا ِْ‬
‫لي َ‬ ‫ست َك ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ن ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ه ُ‬ ‫شهَد ُ عََلى َ ْ ِ ِ ْ‬
‫م أن ّ ُ‬ ‫ما ك ُن ْ ُ‬
‫" وَ َ‬

‫‪ 2000‬حدثني يعقوب قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬عن غالب القطان ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬قال بكر بن عبد الله ‪ :‬لو انتهيت إلى هذا المسجد ‪ ،‬وهو‬
‫غاص بأهله ‪ ،‬مفعم من الرجال ‪ ،‬فقيل لي ‪ :‬أي هؤلء خير ؟ لقلت‬
‫لسائلي ‪ " :‬أتعرف أنصحهم لهم ؟ " فإن عرفه عرفت أنه خيرهم ‪،‬‬
‫ولو انتهيت إلى هذا المسجد ‪ ،‬وهو غاص بأهله ‪ ،‬مفعم من‬
‫الرجال ‪ ،‬فقيل لي ‪ :‬أي هؤلء شر ؟ لقلت لسائلي ‪ " :‬أتعرف‬
‫أغشهم لهم ؟ " فإن عرفه عرفت أنه شرهم ‪ " ،‬وما كنت أشهد‬
‫على خيرهم أنه مؤمن مستكمل اليمان ‪ ،‬لو شهدت له بذلك‬
‫شهدت أنه في الجنة ‪ ،‬وما كنت لشهد على شرهم أنه منافق برئ‬
‫من اليمان ‪ ،‬لو شهدت عليه بذلك شهدت أنه في النار ‪ ،‬ولكني‬
‫أخاف على خيرهم ‪ ،‬وأرجو لشرهم ‪ ،‬فإذا أنا خفت على خيرهم ‪،‬‬
‫فكم خوفي لشرهم ؟ وإذا أنا رجوت لشرهم ‪ ،‬فكم رجائي لخيرهم‬
‫؟ هكذا السنة " *‬

‫َ‬ ‫أ َت َ ْ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ما َ‬
‫شهِد ْ ُ‬ ‫ن؟" َ‬
‫ما ِ‬ ‫ناِْ‬
‫لي َ‬ ‫مَنافِقٌ ب َرِئٌ ِ‬
‫م َ‬ ‫ه ُ‬
‫شهَد ُ أن ّ ُ‬

‫‪ 2001‬حدثنا ابن حميد قال ‪ :‬حدثنا حكام يعني ابن سلم ‪ ،‬عن‬
‫جسر بن فرقد ‪ ،‬عن بكر بن عبد الله المزني قال ‪ :‬لو أتيت‬
‫المسجد وهو مملوء مفعم بالرجال ‪ ،‬فقيل ‪ :‬من خيرهم ؟ لقلت ‪:‬‬
‫أنصحهم لهم ‪ ،‬ولو قيل ‪ :‬أتشهد أنه مؤمن مستكمل اليمان ‪ ,‬ما‬
‫شهدت ‪ ،‬ولو شهدت أنه مؤمن مستكمل اليمان ‪ ,‬لشهدت أنه من‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أهل الجنة ‪ ،‬ولو أتيت المسجد وهو مملوء مفعم بالرجال ‪ ،‬فقيل ‪:‬‬
‫من شرهم ؟ لقلت ‪ " :‬أغشهم لهم " ‪ ،‬ولو قيل لي ‪ :‬أتشهد أنه‬
‫منافق برئ من اليمان ؟ " ما شهدت ‪ ،‬ولو شهدت أنه منافق‬
‫شهدت أنه من أهل النار ‪ ،‬إني لرجو لشرهم ‪ ،‬وأخاف على خيرهم‬
‫‪ ،‬فإذا رجوت لشرهم ‪ ،‬فكم رجائي لخيرهم ؟ وإذا خفت على‬
‫خيرهم ‪ ،‬فكم خوفي لشرهم ؟ إنما أقرب السنة " *‬

‫َ‬
‫ن الل ّي ْ ِ‬
‫ل " ‪ ،‬ثُ ّ‬
‫م‬ ‫ي الن َّهارِ وَُزل ًَفا ِ‬
‫م َ‬ ‫صَلةَ ط ََرفَ ِ‬
‫" وَأقِم ِ ال ّ‬

‫‪ 2002‬حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ‪:‬‬
‫حدثنا عكرمة بن عمار ‪ ،‬عن محمد بن أبي عبد الله الفلسطيني ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني عبد العزيز أخو حذيفة ‪ ،‬عن حذيفة ‪ ،‬قال ‪ :‬إن أول ما‬
‫تفقدون من دينكم الخشوع ‪ ،‬وآخر ما تفقدون الصلة ‪ ،‬ولتنقضن‬
‫عرى السلم عروة عروة ‪ ،‬وليصلين النساء وهن حيض ‪ ،‬ولتسلكن‬
‫طريق من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ‪ ،‬وحذو النعل بالنعل ‪ ،‬ل‬
‫تخطئون طريقهم ‪ ،‬ول يخطأ بكم ‪ ،‬حتى يبقى قرن من قرون‬
‫كثيرة يقولون ‪ :‬ما بال الصلوات الخمس ؟ لقد ضل من كان قبلنا ‪،‬‬
‫قال الله تبارك وتعالى ‪ " :‬وأقم الصلة طرفي النهار وزلفا من‬
‫الليل " ‪ ،‬ثم ل يصلون إل ثلثا ‪ ،‬وتقول الخرى ‪ :‬إنا لمؤمنون بالله‬
‫كإيمان الملئكة ‪ ،‬ما فينا كافر ول منافق ‪ ،‬حق على الله أن‬
‫يحشرهم مع الدجال *‬

‫َ‬
‫ل " ‪ ،‬وَل َي َ ِ‬
‫جيئ َ ّ‬
‫ن‬ ‫ن الل ّي ْ ِ‬ ‫ي الن َّهارِ وَُزل ًَفا ِ‬
‫م َ‬ ‫صَلةَ ط ََرفَ ِ‬
‫" أقِم ِ ال ّ‬

‫‪ 2003‬حدثنا ابن حميد قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن يزيد بن‬
‫الوليد ‪ ،‬عن رجل من أهل الشام ‪ ،‬عن عمه ‪ ،‬عن حذيفة قال ‪ :‬إن‬
‫أول ما تفقدون من دينكم التخشع ‪ ،‬وآخر ما تفقدون منه الصلة ‪،‬‬
‫ولتقوضن عرى السلم عروة عروة ‪ ،‬ولتتبعن سنن من كان قبلكم‬
‫حذو النعل بالنعل ‪ ،‬ل تخطئون ول يخطأ بكم ‪ ،‬وليجيئن قوم‬
‫يقولون ‪ :‬إنما ضل من ضل قبلنا بأنهم صلوا خمسا ‪ ،‬والله يقول ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫" أقم الصلة طرفي النهار وزلفا من الليل " ‪ ،‬وليجيئن قوم يصلي‬
‫نساؤهم وهن حيض ‪ ،‬وليجيئن قوم يشهدون على من صلى إلى‬
‫القبلة باليمان ‪ ،‬ويزعمون أن ل نفاق *‬

‫ن ِفي الّناِر‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫دي‬ ‫ال‬ ‫َ‬


‫ك‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ه‬‫ل دينين ‪ ،‬أ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬‫ف أَ‬
‫" إ ِّني َل َعْرِ ُ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫‪ 2004‬حدثنا الفضل بن الصباح قال ‪ :‬حدثنا الوليد يعني ابن‬


‫مسلم ‪ ،‬عن الوزاعي ‪ ،‬عن يحيى بن أبي عمرو السيباني أن‬
‫حذيفة كان يقول ‪ " :‬إني لعرف أهل دينين ‪ ،‬أهل ذينك الدينين في‬
‫النار ‪ :‬قوم يقولون ‪ :‬إن اليمان كلم ‪ ،‬وقوم يقولون ‪ :‬ما بال‬
‫الصلوات الخمس ؟ وإنما هما صلتان " *‬

‫عند نْفسي ‪َ ،‬ل أ َدري ك َي َ َ‬ ‫َ‬


‫مك ُْتو ٌ‬
‫ب‬ ‫ف أَنا َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ن ِ ْ َ َ ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫" أَنا ُ‬

‫‪ 2005‬حدثنا علي بن حرب الموصلي قال ‪ :‬سألت عبد الله بن‬


‫داود عن اليمان ‪ ،‬فقال قول ابن مسعود ‪ ،‬وحذيفة ‪ ،‬والنخعي ‪،‬‬
‫والثوري ‪ " :‬قول وعمل ‪ ،‬يزيد وينقص " ‪ ،‬قلت ‪ :‬ألست ترى سمجا‬
‫من الرجل يسأل ‪ :‬أمؤمن أنت ؟ فل يدري ‪ ،‬قال ‪ " :‬أنا مؤمن عند‬
‫نفسي ‪ ،‬ل أدري كيف أنا مكتوب عند ربي " *‬

‫م إ َِلى‬
‫هي َ‬ ‫ما أ ُن ْزِ ْ‬
‫ل عََلى إ ِب َْرا ِ‬ ‫ما أ ُن ْزِ َ‬
‫ل عَل َي َْنا وَ َ‬ ‫مّنا ِبالل ّهِ وَ َ‬
‫"آ َ‬

‫‪ 2006‬ثم قال ‪ :‬حدثنا محل ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ :‬أنه كان إذا سئل ‪:‬‬
‫أمؤمن أنت ؟ قال ‪ " :‬آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على‬
‫إبراهيم إلى آخر الية *‬

‫جو " *‬ ‫َ‬ ‫ت ؟ " قُ ْ‬ ‫" أ َمؤْم َ‬


‫ل ‪ " :‬أْر ُ‬ ‫ن أن ْ َ‬
‫ُ ِ ٌ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2007‬حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫سفيان ‪ ،‬عن الحسن بن عبيد الله ‪ ،‬عن إبراهيم قال ‪ :‬إذا قيل لك ‪:‬‬
‫" أمؤمن أنت ؟ " قل ‪ " :‬أرجو " *‬

‫ت ِبالل ّهِ "‬ ‫ت ؟ " فَُق ْ‬ ‫" أ َمؤْم َ‬


‫من ْ ُ‬
‫ل‪":‬آ َ‬ ‫ن أن ْ َ‬
‫ُ ِ ٌ‬

‫‪ 2008‬حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن قال ‪ :‬حدثنا سفيان‬
‫‪ ،‬عن محل ‪ ،‬قال ‪ :‬قال إبراهيم ‪ :‬إذا قيل لك ‪ " :‬أمؤمن أنت ؟ "‬
‫فقل ‪ " :‬آمنت بالله " حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن قال‬
‫‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن ابن طاوس ‪ ،‬عن أبيه بمثل ذلك *‬

‫ه إ ِّل‬ ‫" أ َمؤْم َ‬


‫ل ‪َ " :‬ل إ ِل َ َ‬
‫ت ؟ " فَُق ْ‬
‫ن أن ْ َ‬
‫ُ ِ ٌ‬

‫‪ 2009‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن الحسن بن عمرو ‪ ،‬عن إبراهيم قال ‪ :‬إذا قيل لك ‪" :‬‬
‫أمؤمن أنت ؟ " فقل ‪ " :‬ل إله إل الله " *‬

‫ل ‪ :‬عََلى‬
‫حّتى َقا َ‬ ‫ي ب ِذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ك َ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬
‫ما َر ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫" أَنا ُ‬

‫‪ 2010‬حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ‪ :‬حدثنا أبو سفيان المعمري‬


‫قال ‪ :‬حدثنا الصلت بن دينار قال ‪ :‬سمعت ابن أبي مليكة يقول ‪:‬‬
‫قد أتى علي برهة من الدهر وما أراني أدرك رجل يقول ‪ " :‬أنا‬
‫مؤمن ‪ ،‬فما رضي بذلك حتى قال ‪ :‬على إيمان جبريل وميكائيل ‪،‬‬
‫وما كان محمد عليه السلم يتفوه بذلك ‪ ،‬وما زال الشيطان يتلعب‬
‫بهم حتى قالوا ‪ :‬مؤمن ‪ ،‬وإن نكح أمه وأخته وابنته ‪ ،‬والله لقد‬
‫أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال ما مات‬
‫منهم أحد إل وهو يخشى النفاق " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫جو َ َ‬ ‫َ َ‬
‫مرِ الل ّهِ إ ِ ّ‬
‫ما ي ُعَذ ّب ُهُ ْ‬
‫م‬ ‫ن ِل ْ‬‫مْر َ ْ‬
‫ن ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ :‬وآ َ‬
‫خُرو َ‬ ‫ت قَوْ َ‬
‫" أَرأي ْ َ‬

‫‪ 2011‬حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬عن‬


‫سلم بن أبي مطيع ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أيوب ‪ ،‬وعنده رجل من‬
‫المرجئة ‪ ،‬فجعل الرجل يقول ‪ :‬إنما هو الكفر واليمان قال ‪:‬‬
‫وأيوب ساكت ‪ ،‬قال ‪ :‬فأقبل عليه أيوب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أرأيت قول الله‬
‫‪ :‬وآخرون مرجون لمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم " ‪،‬‬
‫أمؤمنون أم كفار ؟ قال ‪ :‬فسكت الرجل ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال له أيوب ‪" :‬‬
‫اذهب فاقرأ القرآن ‪ ،‬فقل آية في القرآن فيها ذكر النفاق ‪ ،‬فإني‬
‫أخافها على نفسي " *‬

‫ل أ َنا مؤْمن حتى تُقو َ َ‬ ‫َ‬


‫ل‬ ‫ست َك ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ل ‪ :‬أَنا ُ‬ ‫ن ت َُقو َ َ ُ ِ ٌ َ ّ َ‬ ‫َل ت َْر َ‬
‫ضى أ ْ‬

‫‪ 2012‬حدثني محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي قال ‪:‬‬


‫حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الشعث قال ‪ :‬سمعت الفضيل بن‬
‫عياض يقول ‪ " :‬يا سفيه ‪ ،‬ما أجهلك ل ترضى أن تقول أنا مؤمن‬
‫حتى تقول ‪ :‬أنا مستكمل اليمان ل والله ل يستكمل العبد اليمان‬
‫حتى يؤدي ما افترض الله عليه ‪ ،‬ويجتنب ما حرم الله عليه ‪،‬‬
‫ويرضى بما قسم الله له ‪ ،‬ثم يخاف مع ذلك أن ل يتقبل منه " *‬

‫شاَء الل ّه " ‪ ،‬قُل ْت ‪ :‬م َ‬


‫ن‬
‫م ْ‬
‫م ّ‬ ‫ن أد َْرك ْ َ‬
‫ت ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن َ‬
‫ن إِ ْ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ُ‬

‫‪ 2013‬حدثني أحمد بن أبي سريج الرازي قال ‪ :‬سألت أبا سلمة‬


‫الخزاعي ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أبا سلمة ‪ ،‬إذا سئلت ‪ :‬أمؤمن أنت ؟ ما تقول‬
‫؟ قال ‪ " :‬أقول مؤمن إن شاء الله " ‪ ،‬قلت ‪ :‬من أدركت ممن‬
‫يستثني ؟ قال ‪ " :‬الناس ‪ ،‬إل من قل " ‪ ،‬قلت ‪ :‬سمهم لي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" شريك ‪ ،‬وأبو بكر بن عياش ‪ ،‬وحماد بن زيد ‪ ،‬والناس إل من ل‬
‫يعبأ به " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أ َمؤْم َ‬
‫ه‬ ‫مَلئ ِك َت ِهِ وَك ُت ُب ِهِ وَُر ُ‬
‫سل ِ ِ‬ ‫ت ِبالل ّهِ وَ َ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ت ؟ فَل ْي َُق ْ‬
‫ل‪":‬آ َ‬ ‫ن أن ْ َ‬
‫ُ ِ ٌ‬

‫‪ 2014‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حكام ‪ ،‬عن أبي جعفر جسر‬
‫بن فرقد قال ‪ :‬قال ابن سيرين ‪ :‬إذا سئل أحدكم ‪ :‬أمؤمن أنت ؟‬
‫فليقل ‪ " :‬آمنت بالله وملئكته وكتبه ورسله " *‬

‫وا " ‪،‬‬ ‫ُ‬


‫م اْلوَلى عَْف ً‬
‫َ‬ ‫مّني أ ُ ْ‬
‫خت ََها َلعْط َي ْت ُهُ ُ‬ ‫م ي َط ْل ُُبو َ‬
‫ن ِ‬
‫َ‬
‫" ل َوَْل أن ّهُ ْ‬

‫‪ 2015‬حدثنا ابن حميد قال ‪ :‬حدثنا حكام ‪ ،‬عن أبي سنان ‪ ،‬عن‬
‫حبيب بن أبي ثابت قال ‪ " :‬لول أنهم يطلبون مني أختها لعطيتهم‬
‫الولى عفوا " ‪ ،‬يقولون ‪ :‬مؤمن ‪ ،‬ثم يقولون ‪ :‬حقا *‬

‫َ‬
‫سِعيد ٌ‬ ‫ل " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل َ‬ ‫ري َ‬
‫جب ْ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫ه ك َِإي َ‬
‫ما ِ‬ ‫مان َ ُ‬
‫ن ِإي َ‬
‫ن ‪ ،‬وَأ ّ‬
‫ما َ‬ ‫لاِْ‬
‫لي َ‬ ‫ست َك ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ُ‬

‫‪ 2016‬حدثني علي بن سهل الرملي قال ‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم‬


‫قال ‪ :‬سمعت أبا عمرو ‪ ،‬ومالكا ‪ ،‬وسعيد بن عبد العزيز ينكرون‬
‫على من يقول ‪ " :‬إنه مستكمل اليمان ‪ ،‬وأن إيمانه كإيمان جبريل‬
‫" ‪ ،‬قال سعيد ‪ " :‬هو إلى أن يكون إذا أقدم على هذه المقالة‬
‫إيمانه كإيمان إبليس ؛ لنه أقر بالربوبية ‪ ،‬وكفر بالعمل ‪ ،‬أقرب إلى‬
‫ذلك من أن يكون كإيمان جبريل " *‬

‫ل ‪َ " :‬ل " ‪،‬‬


‫ل ؟ َقا َ‬
‫ري َ‬
‫جب ْ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫ن ك َِإي َ‬
‫ما ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫مُنو َ‬ ‫إ ِّنا ُ‬

‫‪ 2017‬وحدثني علي بن سهل قال ‪ :‬حدثنا زيد بن أبي الزرقاء‬


‫قال ‪ :‬سألت ابن أبي ذئب ‪ :‬أكان أحد من أشياخكم يقولون ‪ :‬إنا‬
‫مؤمنون كإيمان جبريل ؟ قال ‪ " :‬ل " ‪ ،‬وكره ذلك *‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫ه ِ‬
‫م إ ِن ّ ُ‬
‫خي ْرِهِ ْ‬ ‫ت َل َ ْ‬
‫شهَد ُ عََلى َ‬ ‫ما ك ُن ْ ُ‬
‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫" هُوَ َ‬
‫شّرهُ ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2018‬حدثنا ابن حميد قال ‪ :‬حدثنا ابن المبارك ‪ ،‬عن سلم بن أبي‬
‫مطيع ‪ ،‬عن غالب ‪ ،‬عن بكر بن عبد الله المزني قال ‪ :‬لو جمع قوم‬
‫في مسجد ‪ -‬أو قال ‪ :‬في بيت ‪ -‬فقيل ‪ :‬أخبرنا بخيرهم ‪ ،‬لقلت ‪:‬‬
‫أخبروني بأنصحهم لهم ‪ ،‬فإن أخبروني به قلت ‪ " :‬هو خيرهم " ‪،‬‬
‫فإن قالوا ‪ :‬أخبرنا بشرهم ‪ ،‬قلت ‪ " :‬أخبروني بأغشهم لهم " ‪ ،‬فإن‬
‫أخبروني به قلت ‪ " :‬هو شرهم ‪ ،‬وما كنت لشهد على خيرهم إنه‬
‫من أهل الجنة ‪ ،‬ول على شرهم إنه من أهل النار ‪ ،‬وإني لرجو‬
‫لشرهم وأخاف على خيرهم ‪ ،‬فما ظنك برجائي لخيرهم ‪ ،‬وأنا أرجو‬
‫لشرهم ؟ وما ظنك بخوفي على شرهم ‪ ،‬وأنا أخاف على خيرهم ؟‬
‫إنما أقرب السنة " *‬

‫َ‬
‫ن‬ ‫ن " فَهَؤَُلِء ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬إ ِّني ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل اْل ِْر َ‬
‫جاءِ َ‬ ‫ص ُ‬
‫"أ ْ‬

‫‪ 2019‬قال أبو جعفر ‪ :‬سمعت عبد الله بن أحمد بن شبويه‬


‫المروزي قال ‪ :‬سمعت أبا خيثمة قال ‪ :‬قال عبد الرحمن يعني ابن‬
‫مهدي " أصل الرجاء من قال ‪ :‬إني مؤمن " فهؤلء الذين حضرنا‬
‫ذكرهم ممن روي عنه إنكار قول القائل ‪ :‬أنا مؤمن بغير وصل‬
‫بالستثناء ‪ ،‬أو تقييد بشرط ‪ ،‬وقد روي عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم بتأييد قولهم في ذلك ما ‪* :‬‬

‫خافَ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ن ي َك ُب ّهُ ُ‬
‫ةأ ْ‬ ‫م َ‬
‫ما َ‬ ‫ما ‪ ،‬وَأد َعُ أقْ َ‬
‫وا ً‬ ‫وا ً‬ ‫" إ ِّني َل ُعْ ِ‬
‫طي أقْ َ‬

‫‪ 2020‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬وأبو هشام الرفاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن‬


‫يمان ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عامر بن سعد ‪ ،‬عن سعد‬
‫قال ‪ :‬قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة ‪ ،‬فأعطى رجل ولم‬
‫يعط الخر ‪ ،‬فقيل يا رسول الله ‪ ،‬أعطيت فلنا وهو مؤمن ‪،‬‬
‫وتركت فلنا وهو مؤمن ‪ -‬قال ‪ :‬أو مسلم ؟ قال ‪ " :‬إني لعطي‬
‫أقواما ‪ ،‬وأدع أقواما مخافة أن يكبهم الله على وجوههم في النار "‬
‫*‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫" من َقا َ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ن ‪ ،‬وَ َ‬
‫م ٌ‬ ‫ل ‪ :‬أَنا ِفي الّنارِ فَهُوَ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫َ ْ‬

‫‪ 2021‬حدثنا سلمان بن عمر بن خالد الرقي قال ‪ :‬حدثنا أبو عمر‬


‫الضرير ‪ ،‬عن عدي بن الفضل ‪ ،‬عن بعض أصحاب الحسن ‪ ،‬عن‬
‫الحسن قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من قال ‪:‬‬
‫أنا في النار فهو مؤمن ‪ ،‬ومن قال ‪ :‬أنا في الجنة فهو في النار ‪،‬‬
‫ومن قال ‪ :‬أنا مؤمن حقا فهو كافر حقا " *‬

‫م‬
‫ن َزعَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن فَهُوَ َ‬
‫كافٌِر ‪ ،‬وَ َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ٌ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل ‪ :‬إ ِّني ُ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2022‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة ‪ ،‬عن‬


‫موسى بن زياد أبي الديلم ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬من قال ‪ :‬إني مؤمن فهو كافر ‪ ،‬ومن زعم أنه‬
‫عالم فهو جاهل ‪ ،‬ومن زعم أنه في الجنة فهو في النار " *‬

‫ما الد َّلل َ ُ‬


‫ة‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬
‫ن َقا َ‬
‫ل " فَإ ِ ْ‬ ‫مي َ‬
‫كاِئي َ‬ ‫ري َ‬
‫ل وَ ِ‬ ‫جب ْ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫ماِني ك َِإي َ‬
‫ما ِ‬ ‫" ِإي َ‬

‫‪ 2023‬حدثني محمد بن عوف الطائي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمر بن حفص‬


‫بن شليلة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن شابور ‪ ،‬عن سعيد بن عبد الجبار ‪ ،‬عن‬
‫عمر بن المغيرة ‪ ،‬حدثهم ‪ ،‬عن أيوب السختياني ‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫مليكة ‪ ،‬عن عائشة قالت ‪ :‬ما كان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يبوح بهذا الكلم ‪ ،‬يقول ‪ " :‬إيماني كإيمان جبريل وميكائيل "‬
‫فإن قال ‪ :‬فما الدللة على أن قول القائلين كما ذكرت ‪ -‬من‬
‫إنكارهم قول القائل ‪ :‬إني مؤمن بغير وصل باستثناء ول تقييد‬
‫شرط ‪ -‬أولى بالصواب من قول من خالفهم في ذلك ‪ ،‬غير الخبر‬
‫الذي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فإنا قد روينا‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرا بخلفه ‪ ،‬وقد قلت لنا ‪:‬‬
‫إن القول إذا تنازع فيه العلماء كان أولى ذلك بالصواب ما قامت‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حجته وثبتت في العقول صحته قيل ‪ :‬أما الدللة على صحة قولهم‬
‫من كتاب الله تعالى ذكره فقوله تبارك وتعالى ‪ :‬إنما المؤمنون‬
‫الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ‪ ،‬وإذا تليت عليهم آياته زادتهم‬
‫إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلة ومما رزقناهم‬
‫ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا ‪ ،‬فأخبر جل ثناؤه أن المؤمن إنما‬
‫هو من كانت هذه الصفة صفته دون من قال ولم يعمل ‪ ،‬ولكنه‬
‫ضيع ما أمر به وفرط *‬

‫ل"‬ ‫ديقٌ ِبال ْعَ َ‬


‫م ِ‬ ‫ص ِ‬
‫ن ‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫ب ‪ ،‬وَإ ِقَْراٌر ِبالل ّ َ‬
‫سا ِ‬ ‫ة ِبال َْقل ْ ِ‬
‫معْرِفَ ٌ‬
‫ن َ‬
‫ما ُ‬ ‫"ا ِْ‬
‫لي َ‬

‫‪ 2024‬وأما من قول رسول الله ‪ ،‬فما حدثني أبو يونس المكي‬


‫محمد بن أحمد بن يزيد قال ‪ :‬حدثنا عبد السلم بن صالح قال ‪:‬‬
‫حدثني علي بن موسى بن جعفر ‪ ،‬عن موسى بن جعفر ‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد ‪ ،‬عن محمد بن علي ‪ ،‬عن علي بن حسين ‪ ،‬عن‬
‫حسين بن علي ‪ ،‬عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬اليمان معرفة بالقلب ‪ ،‬وإقرار باللسان ‪ ،‬وتصديق‬
‫بالعمل " *‬

‫ح"‬
‫وارِ ِ‬ ‫ل ِبال ْ َ‬
‫ج َ‬ ‫م ٌ‬
‫ن ‪ ،‬وَعَ َ‬ ‫ديقٌ ِبالل ّ َ‬
‫سا ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ة ِبال َْقل ْ ِ‬
‫ب ‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫معْرِفَ ٌ‬
‫ن َ‬
‫ما ُ‬ ‫"ا ِْ‬
‫لي َ‬

‫‪ 2025‬حدثني عامر بن حرب الموصلي قال ‪ :‬حدثنا عبد السلم بن‬


‫صالح قال ‪ :‬حدثني الرضا علي بن موسى ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جعفر‬
‫بن محمد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن علي بن حسين ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن علي ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬اليمان معرفة‬
‫بالقلب ‪ ،‬وتصديق باللسان ‪ ،‬وعمل بالجوارح " *‬

‫ن"*‬ ‫ري َ‬
‫كا ِ‬ ‫ن َ‬
‫ش ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ل ‪ ،‬أَ َ‬
‫خ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ن قَوْ ٌ‬
‫ل وَعَ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫"ا ِْ‬
‫لي َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2026‬حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال ‪ :‬حدثنا ابن الوليد‬
‫العدني قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬اليمان قول وعمل ‪،‬‬
‫أخوان شريكان " *‬

‫ذا إ ِّل ب ِهَ َ‬


‫ذا ‪،‬‬ ‫م هَ َ‬ ‫ل ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫ست َِقي ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫ن قَوْ ٌ‬
‫ل وَعَ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫"ا ِْ‬
‫لي َ‬

‫‪ 2027‬حدثنا أحمد بن الحسن قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن الزبير ‪ ،‬قال‬


‫‪ :‬حدثنا حكام بن سلم ‪ ،‬عن أبي سنان ‪ ،‬عن عمرو بن مرة ‪ ،‬عن‬
‫محمد بن علي قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫اليمان قول وعمل ‪ ،‬ول يستقيم هذا إل بهذا ‪ ،‬ول هذا إل بهذا "‬
‫فأخبر صلى الله عليه وسلم أن اسم اليمان المطلق إنما هو‬
‫للمعرفة بالقلب ‪ ،‬والقرار باللسان ‪ ،‬والعمل بالجوارح دون بعض‬
‫ذلك ‪ ،‬وأما من النظر مما ل يدفع صحته ذو فطرة صحيحة ‪ .‬وذلك‬
‫الشهادة لقول قائل قال قول أو وعد عدة ‪ ،‬ثم أنجز وعده ‪ ،‬وحقق‬
‫بالفعل قوله ‪ :‬صدق فلن قوله بفعله ‪ .‬ول يدفع مع ذلك ذو معرفة‬
‫بكلم العرب ‪ ،‬صحة القول بأن اليمان التصديق ‪ ،‬فإذا كان اليمان‬
‫في كلمها التصديق ‪ ،‬والتصديق يكون بالقلب واللسان والجوارح ‪،‬‬
‫وكان تصديق القلب العزم والذعان ‪ ،‬وتصديق اللسان القرار ‪،‬‬
‫وتصديق الجوارح السعي والعمل ‪ ،‬كان المعنى الذي به يستحق‬
‫العبد المدح والولية من المؤمنين هو إتيانه بهذه المعاني الثلثة ‪،‬‬
‫وذلك أنه ل خلف بين الجميع أنه لو أقر وعمل على غير علم منه‬
‫ومعرفة بربه أنه ل يستحق اسم مؤمن ‪ ،‬وأنه لو عرف وعلم وجحد‬
‫بلسانه ‪ ،‬وكذب وأنكر ما عرف من توحيد ربه أنه غير مستحق اسم‬
‫مؤمن ‪ ،‬فإذ كان ذلك كذلك ‪ ،‬وكان صحيحا أنه غير مستحق غير‬
‫المقر اسم مؤمن ‪ ،‬ول المقر غير العارف مستحق ذلك ‪ ،‬كان‬
‫كذلك غير مستحق ذلك بالطلق ‪ ،‬العارف المقر غير العامل ‪ ،‬إذ‬
‫كان ذلك أحد معاني اليمان التي بوجود جميعها في النسان‬
‫يستحق اسم مؤمن بالطلق ‪ .‬فإن قال قائل ‪ :‬فإنا ل نزعم أن‬
‫العمل من اليمان ‪ ،‬فنجعله من شرائطه التي ل يستحق المؤمن‬
‫أن يسمى مؤمنا إل بها ‪ ،‬قيل له ‪ :‬إن كان من القائلين أن اليمان‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قول ‪ ،‬ول سلم لك أن القول من اليمان ‪ ،‬فيجعله من شرائطه‬
‫التي ل يستحق أن يسمى المؤمن مؤمنا إل بها ‪ ،‬فإن قال ‪ :‬إن ذلك‬
‫وإن كان كذلك ‪ ،‬فإن العرب ل تعرف في منطقها اليمان إل‬
‫التصديق ‪ ،‬واستشهد لقيله ذلك بقول الله تعالى ذكره ‪ ،‬مخبرا عن‬
‫قول إخوة يوسف لبيهم يعقوب صلوات الله عليهم ‪ :‬وما أنت‬
‫بمؤمن لنا ولو كنا صادقين وما أشبه ذلك من الشواهد ‪ ،‬قيل له ‪:‬‬
‫فإن كان التصديق هو اليمان ‪ ،‬أفرأيتم إن صدق وهو غير عارف‬
‫بحقيقة صحة ما صدق ‪ ،‬أمؤمن هو بالطلق ؟ فإن قال ‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫أوجب اسم اليمان لكل من ل يعرف ربه بقلبه ‪ ،‬ولكل من اعتقد‬
‫بقلبه أن الله ثالث ثلثة بالطلق على الحقيقة ‪ ،‬وذلك خلف نص‬
‫حكم الله في خلقه ‪ .‬وذلك أن الله تبارك وتعالى سمى من قال‬
‫بلسانه مثل قول المؤمنين بألسنتهم ‪ ،‬وهو معتقد بقلبه خلفه‬
‫منافقا ‪ ،‬فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إذا جاءك المنافقون‬
‫قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن‬
‫المنافقين لكاذبون فكذبهم الله جل ثناؤه في دعواهم ما ادعوا‬
‫أنهم يشهدون ‪ ،‬إذ كانت قلوبهم منطوية على خلف ما أبدته‬
‫ألسنتهم ‪ ،‬وإن قال ‪ :‬بل هو غير مؤمن حتى يصدق بالقول ما هو‬
‫معتقد حقيقة بقلبه ‪ ،‬قيل ‪ :‬فقد تركت قولك ‪ :‬إن اليمان هو‬
‫التصديق بالقول ‪ ،‬والقرار باللسان ‪ ،‬وخالفت ما ادعيت في قول‬
‫الله تعالى ذكره ‪ :‬وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين من التأويل ‪،‬‬
‫وقيل له ‪ :‬فإذا كان التصديق بالقلب ومعرفة الرب به من اليمان‬
‫الذي ل يستحق أحد عندك اسم اليمان إل بإتيانه بهما ‪ ،‬والمعرفة‬
‫ل شك أنها من معنى القرار باللسان بمعزل فما أنكرت أن يكون‬
‫العمل بسائر الجوارح الذي هو لله طاعة من معاني اليمان التي ل‬
‫يستحق أحد التسمية بأنه مؤمن إل بإتيانه به ‪ ،‬مع التصديق‬
‫باللسان ‪ ،‬والمعرفة بالقلب ‪ ،‬وهل بينك وبين من قال ‪ :‬إنما اليمان‬
‫القرار باللسان ‪ ،‬والعمل بالجوارح ‪ ،‬دون المعرفة بالقلب ‪ ،‬أو قال‬
‫‪ :‬إنه العمل بالجوارح والمعرفة بالقلب ‪ ،‬دون القرار باللسان فرق‬
‫؟ فلن يقول في شيء من ذلك قول إل ألزم في الخر مثله ‪ ،‬وأما‬
‫الذين قالوا ‪ :‬إن القرار والعمل هو اليمان دون المعرفة بالقلب ‪،‬‬
‫والذين قالوا ‪ :‬إن المعرفة بالقلب هي اليمان دون القرار باللسان‬
‫والعمل بالجوارح ‪ ،‬والذين قالوا ‪ :‬إن اليمان هو القرار دون‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫المعرفة والعمل ‪ ،‬فإن للبيان عن خطأ قولهم كتابا يفرد إن شاء‬
‫الله ‪ ،‬إذ كان كتابنا هذا مخصوصا بالبيان عن آثار رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم على مذاهب السلف من أهل النقل دون أقوال‬
‫أهل الجدل ‪ ،‬وكانت هذه المذاهب الثلثة الخر من مذاهب أهل‬
‫الجدل *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫عبد الله بن مسعود ‪ :‬يقولون ‪ :‬ما فينا كافر ول منافق ‪ ،‬جذ الله‬
‫أقدامهم ‪ .‬يعني بقوله ‪ :‬جذ الله أقدامهم قطع الله أقدامهم ‪،‬‬
‫وأصل الجذ القطع ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬جذذت الحبل فأنا أجذه جذا ‪ ،‬وهو‬
‫حبل مجذوذ ‪ ،‬ومنه قول الله تعالى ذكره ‪ :‬إل ما شاء ربك عطاء‬
‫غير مجذوذ يعني بقوله ‪ :‬عطاء غير مجذوذ غير مقطوع ‪ ،‬ولكنه‬
‫دائم لهله متصل ‪ ،‬ومنه قيل للفتيت من الخبز ‪ :‬جذيذة ؛ لنه‬
‫مكسر مفتت ‪ ،‬صرفت من مجذوذة ‪ ،‬وهي مفعولة إلى فعيلة ‪،‬‬
‫فقيل ‪ :‬جذيذة ‪ ،‬والجذ ‪ ،‬والجد ‪ ،‬والجذم ‪ ،‬والجزل ‪ ،‬والقصل‬
‫والقصب بمعنى واحد ‪ ،‬وأما قول بكر بن عبد الله المزني ‪ :‬لو‬
‫انتهيت إلى المسجد وهو غاص بأهله ‪ ،‬مفعم من الرجال ‪ ،‬فإنه‬
‫يعني بقوله ‪ :‬مفعم من الرجال ‪ ،‬مملوء منهم ‪ ،‬يقال منه للعظيم‬
‫الخلق من النس والبهائم الممتلئ لحما ‪ :‬فعم ‪ ،‬وللساق الممتلئ‬
‫من اللحم ‪ :‬فعم ‪ ،‬ومنه قول نابغة بني ذبيان في صفة فرس ‪:‬‬
‫فعما نبيل الخلق يسبق عدوه نظر البصير غياية وبراحا وقول‬
‫العجاج في وصفه بحرا بالمتلء من الماء ‪ :‬أراح بعد الغم والتغمغم‬
‫خشب نفاها دلظ بحر مفعم يمده آذي بحر عيلم ويقال ‪ :‬أفعم‬
‫فلن القربة ‪ ،‬إذا ملها ماء ‪ ،‬وقربة مفعمة ‪ ،‬إذا كانت مملوءة وأما‬
‫قول حذيفة بن اليمان ‪ :‬لتسلكن سنن من كان قبلكم حذو القذة‬
‫بالقذة ‪ .‬فإنه يعني بالقذة الريشة الواحدة من ريش السهم ‪ ،‬تجمع‬
‫قذذا ‪ ،‬كما روي عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أنه ذكر قوما يمرقون من الدين كما يمرق السهم من‬
‫الرمية ‪ ،‬فقال ‪ :‬فأخذ سهمه ‪ ،‬فنظر في نصله فلم ير شيئا ‪ ،‬ثم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫نظر في رصافه ‪ ،‬فلم ير شيئا ‪ ،‬ثم نظر في القذذ ‪ ،‬فتمادى أيرى‬
‫شيئا أم ل ‪ ،‬فالقذذ الذي أخبر صلى الله عليه وسلم أن هذا الرامي‬
‫نظر إليها ‪ ،‬هي جمع القذة ‪ ،‬والقذة هي ما وصفت ‪ ،‬وإنما أراد‬
‫حذيفة بقوله ‪ :‬لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة أن‬
‫أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيتبعون آثار من قبلهم من‬
‫المم حذو القذة بالقذة ‪ ،‬وذلك كما يقدر باري السهام الريش التي‬
‫يركبها عليها حتى يكون بعضها مساويا بعضا ‪ ،‬متحاذيات غير‬
‫مختلفات بالعوجاج ‪ ،‬فكذلك أنتم أيتها المة ‪ ،‬في مشابهتكم من‬
‫قبلكم من المم فيما عملوا به في أديانهم ‪ ،‬وأحدثوا فيها من‬
‫الحداث ‪ ،‬وابتدعوا فيها من البدع والضللت ‪ ،‬تسلكون سبيلهم ‪،‬‬
‫وتستنون في ذلك سنتهم‬

‫ب‪،‬‬ ‫ذك ْر ما ل َم يمض ذك ْره من أ َ‬


‫حْر ٍ‬
‫ن َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ ْ ِ ِ ُ ُ ِ ْ‬ ‫ِ ُ َ‬

‫ذكر ما لم يمض ذكره من أخبار سماك بن حرب ‪ ،‬عن عكرمة ‪،‬‬


‫عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن ذلك ما ‪:‬‬

‫ب‪#،‬‬ ‫‪ <<#‬ذك ْر ما ل َم يمض ذك ْره من أ َ‬


‫حْر ٍ‬
‫ن َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ ْ ِ ِ ُ ُ ِ ْ‬ ‫ِ ُ َ‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءُ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫" ال ْ َ‬

‫‪ 2028‬حدثنا أبو كريب محمد بن العلء قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا‬


‫ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬الماء ل ينجسه شيء " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2029‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أحمد الزبيري ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا سفيان ‪ ،‬عن سماك بن حرب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اغتسلت من جنابة ‪،‬‬
‫فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ من فضلها ‪ ،‬وقال ‪ " :‬إن‬
‫الماء ل ينجسه شيء " *‬

‫ب"*‬ ‫ماءَ َل ي ُ ْ‬
‫جن ِ ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2030‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو بن حماد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أسباط ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس أن بعض نساء‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم اغتسلت منه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن الماء ل‬
‫يجنب " *‬

‫ب"*‬ ‫ماءُ َل ي ُ ْ‬
‫جن ِ ُ‬ ‫" ال ْ َ‬

‫‪ 2031‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو بن حماد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أبو الحوص ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الماء ل يجنب " *‬

‫س"*‬ ‫ماءَ َل ي َن ْ ُ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2032‬حدثنا أبو زرعة الرازي عبيد الله بن عبد الكريم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن سعيد بن الصبهاني ‪ ،‬ومسدد بن مسرهد ‪ ،‬ويوسف‬
‫بن عدي ‪ ،‬قالوا ‪ :‬حدثنا أبو الحوص ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬اغتسل بعض أزواج رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم من جفنة ‪ ،‬فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ليغتسل منها أو ليتوضأ ‪ ،‬فقالت له ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إني كنت‬
‫جنبا ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن الماء ل ينجس " *‬

‫ذا ال ْ َ‬
‫خب َرِ ‪:‬‬ ‫عل َ ِ‬
‫ل هَ َ‬ ‫يٌء " ال َْقوْ ُ‬
‫ل ِفي ِ‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2033‬حدثني محمد بن سهل بن عسكر البخاري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد‬


‫الرزاق ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا الثوري ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اغتسلت غسلها‬
‫من الجنابة ‪ ،‬فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بفضلها‬
‫فقالت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬هذا فضل غسلي من الجنابة ‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الماء ل ينجسه شيء "‬
‫القول في علل هذا الخبر ‪ :‬وهذا خبر عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد‬
‫يجب أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير صحيح لعلل ‪،‬‬
‫إحداهن ‪ :‬أنه خبر قد حدث به عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس جماعة ‪ ،‬فجعلوه عنه ‪ ،‬عن ميمونة زوج النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وجعله بعضهم عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬عن‬
‫النبي عليه السلم ‪ ،‬وذلك مما ينبئ عن أن ابن عباس لم يسمعه‬
‫من النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬والثانية ‪ :‬أنه حدث به بعضهم ‪،‬‬
‫عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬فأرسله عنه ‪ ،‬ولم يجعل بينه وبين النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ابن عباس ول غيره ‪ ،‬وذلك مما يدل عندهم‬
‫على وهائه ‪ ،‬والثالثة ‪ :‬أنه حدث به عن ابن عباس غير عكرمة ‪،‬‬
‫فجعله من كلم ابن عباس ‪ ،‬ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬والرابعة ‪ :‬أنه من رواية عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬وفي‬
‫نقل عكرمة عندهم نظر يجب التثبت فيه من أجله ‪ ،‬والخامسة ‪:‬‬
‫أنه خبر قد رواه عن ابن عباس غير عكرمة ‪ ،‬فوقف به على ابن‬
‫عباس ‪ ،‬مخالفا معناه معنى ما روى عكرمة عنه من ذلك ‪،‬‬
‫والسادسة ‪ :‬أنه خبر قد حدث به عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم من غير رواية ابن عباس مخالفا معناه معنى ما روى عكرمة‬
‫‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬والسابعة ‪ :‬أن المة مجمعة على خلف ظاهره ‪،‬‬
‫وفي ذلك كفاية من الستشهاد على وهائه بغيره *‬

‫ن‬
‫ك ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ما ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه ‪ :‬عَ ْ‬ ‫ث فَ َ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر من حدث هذا الحديث فجعله ‪ :‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ن‪#‬‬
‫ك ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ما ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬ ‫جعَل َ ُ‬
‫ه ‪ :‬عَ ْ‬ ‫ث فَ َ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2034‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أسود ‪ ،‬عن شريك ‪ ،‬عن‬


‫سماك ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن ميمونة قالت ‪ :‬اغتسلت في جفنة‬
‫وفضلت مني فضلة ‪ ،‬فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد‬
‫أن يغتسل أو يتوضأ ‪ ،‬فقلت ‪ :‬إني قد اغتسلت منه فقال ‪ " :‬إن‬
‫الماء ل ينجسه شيء " *‬

‫ة"*‬ ‫س عَل َي ْهِ َ‬


‫جَناب َ ٌ‬ ‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 2035‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا فردوس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫إسرائيل ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس قال ‪ :‬قالت ‪:‬‬
‫أجنبت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فاغتسلت من جفنة‬
‫ففضلت فيها فضلة ‪ ،‬فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫يغتسل منها ‪ ،‬فقلت ‪ :‬إني قد اغتسلت منها فقال ‪ " :‬ليس عليه‬
‫جنابة " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2036‬حدثني محمد بن سهل بن عسكر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يحيى بن‬


‫حسان ‪ ،‬والحسن بن الربيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شريك ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن ميمونة مثل حديث عبد الرزاق ‪ ،‬عن‬
‫الثوري ‪ ،‬أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اغتسلت‬
‫غسلها من الجنابة ‪ ،‬فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بفضلها فقالت ‪ :‬يا رسول الله هذا فضل غسلي من الجنابة ‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الماء ل ينجسه شيء " *‬

‫ة"*‬
‫جَناب َ ٌ‬ ‫س عََلى ال ْ َ‬
‫ماءِ َ‬ ‫" ل َي ْ َ‬

‫‪ 2037‬حدثنا عبيد الله بن عبد الكريم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحسن بن‬


‫عطية القرشي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شريك ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬عن ميمونة ‪ ،‬قالت ‪ :‬أجنبت أنا ورسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم فاغتسلت من جفنة ‪ ،‬ففضلت منها فضلة ‪ ،‬فجاء‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يغتسل منه ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول‬
‫الله ‪ ،‬إني قد اغتسلت منه فقال ‪ " :‬ليس على الماء جنابة " *‬

‫ة‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ك ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ما ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬
‫ث ‪ ،‬عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث هذا الحديث ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬فقال فيه ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن بعض أزواج النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم‬

‫ة‪#‬‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ك ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ما ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬
‫ث ‪ ،‬عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2038‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان‬
‫‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن بعض ‪ ،‬أزواج‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أنها اغتسلت من الجنابة ‪ ،‬فجاء النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم يتوضأ من فضلها ‪ ،‬فقالت له ‪ :‬إني اغتسلت‬
‫منه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن الماء ل ينجسه شيء " *‬

‫ن‬
‫ك ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ما ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬ ‫ث فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ عَ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر من حدث هذا الحديث فقال فيه عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فأرسله ‪ ،‬ولم يجعل بينه وبين‬
‫النبي عليه السلم أحدا‬

‫ن‪#‬‬
‫ك ‪ ،‬عَ ْ‬
‫ما ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬ ‫ث فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ عَ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2039‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬أنه أراد أن يتوضأ ‪ ،‬فقالت امرأة من نسائه ‪ :‬إني توضأت‬
‫منه فتوضأ منه وقال ‪ " :‬إن الماء ل ينجسه شيء " *‬

‫س"*‬ ‫ماءَ َل ي َن ْ ُ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2040‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو داود ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد‬
‫بن سلمة ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬قال ‪ :‬إن المرأة قالت ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ‪ ،‬فضل غسلي فقال ‪ " :‬إن الماء ل ينجس " *‬

‫ن‬
‫ن اب ْ ِ‬
‫ث عَ ِ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫س " ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬ ‫ماءَ َل ي َن ْ ُ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2041‬حدثنا المقدمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحجاج ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حماد ‪،‬‬


‫عن سماك بن حرب ‪ ،‬عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫كان يغتسل مع المرأة من نسائه ‪ ،‬فجاء ذات يوم يغتسل ‪ ،‬فقالت‬
‫إحداهن ‪ :‬إنه بقية غسلي قال ‪ " :‬إن الماء ل ينجس " ذكر من‬
‫حدث هذا الحديث عن ابن عباس ‪ ،‬فجعله من كلم ابن عباس ‪،‬‬
‫ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2042‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن‬


‫زريع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ،‬عن سليمان ‪ ،‬عن يحيى بن عبيد ‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس قال ‪ :‬سأله رجل قال ‪ :‬الحمام يغتسل في الحوض‬
‫الرهط ‪ ،‬فيهم الجنب ؟ فقال ‪ " :‬إن الماء ل ينجسه شيء " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءُ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫" ال ْ َ‬

‫‪ 2043‬حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زائدة‬
‫‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن يحيى أبي عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل ابن عباس عن‬
‫الغسل من ماء الحمام يغتسل فيه الجنب قال ‪ " :‬الماء ل ينجسه‬
‫شيء " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ‪َ ،‬وال ْ َ‬
‫ماءُ ‪،‬‬ ‫س ‪ :‬اْلْر ُ‬
‫ض ‪َ ،‬والث ّوْ ُ‬ ‫" أْرب َعٌ َل ت َن ْ ُ‬
‫ج ُ‬

‫‪ 2044‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬عن زكريا بن‬
‫أبي زائدة ‪ ،‬عن الشعبي ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬أربع ل تنجس ‪:‬‬
‫الرض ‪ ،‬والثوب ‪ ،‬والماء ‪ ،‬والنسان " *‬

‫ن‪،‬‬ ‫ماُء ‪ ،‬وََل اْل ِن ْ َ‬


‫سا ُ‬ ‫ب ‪ ،‬وََل ال ْ َ‬
‫س الث ّوْ ُ‬ ‫" َل ي َن ْ ُ‬
‫ج ُ‬

‫‪ 2045‬حدثنا تميم بن المنتصر ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫شريك ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن عامر ‪ ،‬عن ابن عباس قال ‪ " :‬ل ينجس‬
‫الثوب ‪ ،‬ول الماء ‪ ،‬ول النسان ‪ ،‬ول الرض " *‬

‫ذا ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫عن ْد َهُ ْ‬
‫ث ِ‬
‫دي َ‬
‫ح ِ‬ ‫ماءُ ‪ ،‬وََل اْلْر ُ‬
‫ض " وَل ِهَ َ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫" َل ي َن ْ ُ‬
‫ج ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2046‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن عطية ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫زهير ‪ ،‬عن العلء بن مسيب ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت حبيب بن أبي ثابت ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال ابن عباس ‪ " :‬ل ينجس الماء ‪ ،‬ول الرض " ولهذا‬
‫الحديث عندهم علة ثامنة ‪ ،‬وهي أن الذي يروى عن عكرمة من‬
‫فتياه في ذلك غير ظاهر هذه الرواية ‪ ،‬وفي ذلك عندهم دليل على‬
‫أنه لو كان عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر بذلك ‪،‬‬
‫لما خالفه إلى غيره *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬
‫ال ْماءُ ذ َنوبا أ َ‬
‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ن ‪ ،‬لَ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ب‬‫نو‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ْ‬ ‫و‬ ‫ُ ً‬ ‫َ‬

‫‪ 2047‬حدثنا سعيد بن يحيى الموي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا ابن جريج ‪ ،‬عن عمر بن عطاء ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا‬
‫كان الماء ذنوبا أو ذنوبين ‪ ،‬لم ينجسه شيء " *‬

‫َ‬
‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ن ‪ ،‬لَ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ماُء ذ َُنوًبا أوْ ذ َُنوب َي ْ ِ‬

‫‪ 2048‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عمرو بن مسلم أنه سمع‬
‫عكرمة ‪ ،‬يقول ‪ " :‬إذا كان الماء ذنوبا أو ذنوبين ‪ ،‬لم ينجسه شيء‬
‫"*‬

‫َ‬
‫يٌء " ‪ ،‬وَقَد ْ‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ن ‪ ،‬لَ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ماءُ ذ َُنوًبا أوْ ذ َُنوب َي ْ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2049‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عمرو بن مسلم ‪ ،‬أنه سمع‬
‫عكرمة ‪ ،‬يقول ‪ " :‬إذا كان الماء ذنوبا أو ذنوبين ‪ ،‬لم ينجسه شيء‬
‫" ‪ ،‬وقد وافق ابن عباس في رواية هذا الخبر عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم من أصحابه جماعة *‬

‫م ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ن َوافََق ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من وافقه منهم في ذلك‬

‫م ِفي ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ن َوافََق ُ‬
‫ه ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫س"*‬ ‫ماءُ ط َُهوٌر َل ي َن ْ ُ‬


‫ج ُ‬ ‫" ال ْ َ‬

‫‪ 2050‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن سليط بن أيوب بن الحكم ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد‬
‫الرحمن بن رافع ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا سعيد الخدري سعد بن مالك‬
‫يقول ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إن بئر بضاعة يستقى لك منها ‪ ،‬وإنه‬
‫يلقى فيه المحايض ‪ ،‬والجيف ‪ ،‬وعذر الناس ‪ ،‬فقال النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬الماء طهور ل ينجس " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءُ ط َُهوٌر َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫" ال ْ َ‬

‫‪ 2051‬حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا يزيد ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا رجل من النصار ‪ ،‬عن عبيد‬
‫الله بن عبد الرحمن العدوي ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري قيل لرسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إنه يستقى لك من بئر يقال لها بضاعة‬
‫‪ -‬وهي بئر في بني ساعدة ‪ -‬يطرح فيها لحوم الكلب ‪ ،‬ومحايض‬
‫النساء فقال ‪ " :‬الماء طهور ل ينجسه شيء " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماَء ط َُهوٌر َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2052‬حدثنا أبو زرعة الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أحمد بن أبي شعيب‬


‫الحراني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن سلمة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن سليط بن أيوب ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن رافع النصاري‬
‫‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وهو يقال له ‪ :‬إنه يستقى لك من بئر بضاعة وهو يلقى فيها لحوم‬
‫الكلب ‪ ،‬والمحايض ‪ ،‬وعذرة الناس ‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إن الماء طهور ل ينجسه شيء " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2053‬حدثني عبد الله بن محمد الحنفي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبدان ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني ابن أبي ذئب ‪ ،‬عمن ل يتهم ‪،‬‬
‫عن عبيد الله بن عبد الرحمن العدوي ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قيل ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إنك تتوضأ من بضاعة ‪ ،‬وهو يطرح فيها‬
‫ما ينجي الناس ‪ ،‬والمحايض ‪ ،‬ولحوم الكلب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن الماء ل‬
‫ينجسه شيء " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫‪ " :‬إِ ّ‬

‫‪ 2054‬حدثنا عبيد الله بن عبد الكريم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا داود بن بلل‬


‫السعدي أبو سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن مسلم ‪ ،‬عن‬
‫مطرف ‪ ،‬عن خالد بن أبي نوف ‪ ،‬عن سليط ‪ ،‬عن ابن أبي سعيد‬
‫الخدري ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬وحدثنا عبيد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحسن بن‬
‫سهل الجعفري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن فضيل ‪ ،‬وأسباط بن‬
‫محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مطرف ‪ ،‬عن خالد السجستاني ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن سليط ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ -‬والحديث حديث داود ‪-‬‬
‫قال ‪ :‬أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ من بضاعة ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فقلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أتتوضأ منها ويلقى فيها ما يلقى من النتن‬
‫فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الماء ل ينجسه شيء " *‬

‫سا " *‬
‫ج ً‬ ‫م ْ‬
‫ل نَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ذا ب َل َغَ ال ْ َ‬
‫ماءُ قُلت َي ْ ِ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2055‬حدثني عبد الله بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبدان ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا هشام بن حسان ‪ ،‬عن واصل ‪ ،‬عن‬
‫خالد بن كثير الهمداني ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل نجسا " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماُء ط َُهوٌر ‪َ ،‬ل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫" ال ْ َ‬

‫‪ 2056‬حدثني موسى بن عبد الرحمن الكندي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬


‫أسامة حماد بن أسامة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الوليد بن كثير المخزومي ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قيل ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أتتوضأ من بئر بضاعة ؟ قال ‪ :‬وهي بئر‬
‫يطرح فيها النتن ‪ ،‬والمحايض ‪ ،‬ولحوم الكلب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬الماء‬
‫طهور ‪ ،‬ل ينجسه شيء " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2057‬حدثنا أبو زرعة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا موسى بن إسماعيل ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا حماد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ :‬قيل ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إنك‬
‫تتوضأ من بئر بضاعة ‪ ،‬وهي يطرح فيها ما ينجي الناس ‪،‬‬
‫والمحايض ‪ ،‬ولحوم الكلب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إن الماء ل ينجسه شيء " *‬

‫َ‬
‫سَقي َْنا *‬ ‫يٌء " ‪َ ،‬فا ْ‬
‫ست ََقي َْنا وَأ ْ‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2058‬حدثنا أبو زرعة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن الصباح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫شريك ‪ ،‬عن طريف ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عن أبي سعيد ‪ ،‬قال أبو‬
‫زرعة ‪ :‬وحدثنا محمد بن سعيد بن الصبهاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا شريك ‪،‬‬
‫عن طريف البصري ‪ ،‬عن أبي نضرة ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬أو أبي سعيد ‪-‬‬
‫والحديث لبن الصباح ‪ -‬قال ‪ :‬كنا مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم في سفرنا ‪ ،‬فانتهينا إلى غدير فيه جيفة ‪ -‬قال ‪ :‬أراه حمارا ‪-‬‬
‫فلم نمسه حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‪ " :‬ما‬
‫لكم ؟ " قلنا ‪ :‬هذه جيفة قال ‪ " :‬إن الماء ل ينجسه شيء " ‪،‬‬
‫فاستقينا وأسقينا *‬

‫ل الل ّه صّلى الل ّه عل َيه وسل ّم أ َن نتو َ‬ ‫ْ‬


‫ه‬
‫ضأ ب ِهِ وَِفي ِ‬
‫ُ َ ْ ِ َ َ َ ْ ََ َ ّ‬ ‫ِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َفا ْ‬
‫ست َأذ َّنا َر ُ‬

‫‪ 2059‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا قرة بن‬


‫سليمان ‪ ،‬عن سليمان بن أبي داود ‪ ،‬حدثنا أبو مسكين ‪ ،‬عن أبي‬
‫سعيد الخدري ‪ ،‬قال ‪ " :‬نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫منزل ‪ ،‬وإلى جانبنا غدير فيه جيفة ‪ ،‬فاستأذنا رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم أن نتوضأ به وفيه جيفة ‪ ،‬فأذن لنا " *‬

‫ي فَهُوَ ل ََنا ط َُهوٌر‬ ‫طون َِها ل ََها ‪ ،‬وَ َ‬


‫ما ب َِق َ‬ ‫ما ِفي ب ُ ُ‬
‫" َ‬

‫‪ 2060‬حدثني أحمد بن محمد الطوسي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي‬


‫أويس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن‬
‫عطاء بن يسار ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم سئل عن الحياض التي بين مكة والمدينة ‪ ،‬وقالوا ‪:‬‬
‫تردها السباع والحمير ‪ ،‬والكلب ؟ فقال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ما في بطونها لها ‪ ،‬وما بقي فهو لنا طهور " *‬

‫ما غَب ََر فَهُوَ ل ََنا‬


‫ه ‪ ،‬وَ َ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ما ِفي ب ُ ُ‬
‫طون َِها ِ‬ ‫" ل ََها َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2061‬حدثنا يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني عبد‬
‫الرحمن بن زيد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عطاء بن يسار ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أنه سئل عن الحياض بين مكة‬
‫والمدينة ‪ ،‬فقيل ‪ :‬إنها تردها الكلب ‪ ،‬والسباع ‪ ،‬والحمير ‪ ،‬فكيف‬
‫لنا بالطهور منها يا نبي الله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫لها ما في بطونها منه ‪ ،‬وما غبر فهو لنا طهور " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءُ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫" ال ْ َ‬

‫‪ 2062‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أحمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫شريك ‪ ،‬عن المقدام بن شريح ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬الماء ل ينجسه شيء " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ ط َُهوٌر َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2063‬حدثني محمد بن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن محمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني سليط بن‬
‫أيوب بن الحكم النصاري ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع‬
‫النصاري ‪ ،‬ثم أخي بني عدي بن النجار ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إنه يستقى لك من‬
‫بئر بضاعة ‪ -‬بئر بني ساعدة ‪ -‬وهي بئر يطرح فيها محايض النساء ‪،‬‬
‫ولحم الكلب ‪ ،‬وعذر الناس ‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إن الماء طهور ل ينجسه شيء " *‬

‫ما ِفي‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬


‫ن عَ ّ‬ ‫يٌء " ال َْقوْ ُ‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ ط َُهوٌر َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2064‬حدثني محمد بن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أبي ‪ ،‬عن ابن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬وحدثني عبد الله بن أبي سلمة أن‬
‫عبد الله بن عبد الله بن رافع حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يحدث أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا رسول الله ‪،‬‬
‫أتتوضأ من بئر بضاعة ‪ ،‬وهي بئر يطرح فيها المحيض ‪ ،‬ولحم‬
‫الكلب ‪ ،‬والنتن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن‬
‫الماء طهور ل ينجسه شيء " القول في البيان عما في هذا الخبر‬
‫من الفقه ‪ ،‬وعن معناه إن قال لنا قائل ‪ :‬فما أنت قائل في هذا‬
‫الخبر ‪ ،‬أصحيح عندك أم سقيم ؟ فإن قلت ‪ :‬هو سقيم ‪ ،‬قيل لك ‪:‬‬
‫وما الذي أسقمه ‪ ،‬ورواته عندك ثقات ؟ وإن قلت ‪ :‬هو صحيح ‪،‬‬
‫قيل لك ‪ :‬أفتقول ‪ :‬إن الماء ل ينجسه شيء ؟ وإن قلت ‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫قيل لك ‪ :‬فما أنت قائل في الماء إذا غلب عليه لون النجاسة ‪،‬‬
‫وريحها أو طعمها ‪ ،‬أنجس هو أم غير نجس ؟ فإن قلت ‪ :‬هو‬
‫نجس ‪ ،‬قيل لك ‪ :‬فقد خالفت ظاهر هذا الخبر ‪ ،‬وذلك أن ظاهره‬
‫أنه ل ينجسه شيء ‪ ،‬وقد قضيت أن النجاسة قد نجسته بغلبتها‬
‫عليه باللون أو الطعم أو الريح ‪ ،‬وإن قلت ‪ :‬هو غير نجس ‪ ،‬وأجزت‬
‫التطهر به ‪ ،‬خالفت بذلك من القول ما عليه المة مجمعة من‬
‫حكمها له بالنجاسة ‪ ،‬وراثة عن نبيها ‪ ،‬وقيل لك مع ذلك ‪ :‬ما جعله‬
‫إذا غلبت عليه النجاسة حكم الماء به أولى من حكم النجاسة ؟‬
‫قيل له ‪ :‬إن السلف من علماء المة مختلفون في معنى هذا‬
‫الخبر ‪ ،‬أو في حكم الماء إذا حلت فيه نجاسة ‪ ،‬فلم تغير له لونا ‪،‬‬
‫ول طعما ‪ ،‬أو غيرت ذلك منه ‪ .‬فقال بعضهم بتصحيحه واستعمال‬
‫ظاهره ‪ ،‬وقال ‪ :‬الماء ل ينجسه شيء *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫يٌء " *‬
‫ش ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫ماءَ َ‬ ‫طون َِها ‪ ،‬وََل ي ُ ْ‬
‫جن ِ ُ‬ ‫ت ِفي ب ُ ُ‬
‫سَق ْ‬
‫أ ْ‬

‫‪ 2065‬حدثنا محمد بن عبد العلى الصنعاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا المعتمر‬


‫بن سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬قرأت على فضيل ‪ ،‬عن أبي حريز أن عامرا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حدثه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لبعض أصحابه ‪:‬‬
‫إيتني بطهور ‪ ،‬فذهب الرجل ليأتيه ‪ ،‬فإذا هو بسقاء معلق ‪ ،‬فقالت‬
‫له امرأة ‪ :‬إنه ميتة ‪ ،‬قال ‪ :‬ارجع إليها فسلها ‪ ،‬فقالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬فأتاه‬
‫منه بطهور فتطهر ‪ ،‬قال ‪ :‬ودفع عمر رضي الله عنه يوما إلى‬
‫ضحضاح من ماء السماء ‪ ،‬فقال بعضهم ‪ :‬إن هذا قد ولغت فيه‬
‫الكلب ‪ ،‬والسباع ‪ ،‬لو تقدمت ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنما أسقت في بطونها ‪،‬‬
‫ول يجنب الماء شيء " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ ط َُهوًرا ‪ ،‬فََل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫" أ َن َْز َ‬
‫ل الل ّ ُ‬

‫‪ 2066‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬عن‬


‫داود ‪ ،‬قال ‪ :‬قال سعيد بن المسيب ‪ " :‬أنزل الله الماء طهورا ‪ ،‬فل‬
‫ينجسه شيء " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماَء ط َُهوًرا ‪َ ،‬ل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫" أ َن َْز َ‬
‫ل الل ّ ُ‬

‫‪ 2067‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬عن داود ‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن المسيب ‪ ،‬قال ‪ " :‬أنزل الله الماء طهورا ‪ ،‬ل ينجسه‬
‫شيء " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءُ ط َُهوٌر َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫" ال ْ َ‬

‫‪ 2068‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن داود ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سألت سعيد بن المسيب عن الحياض يكون فيها أبوال البل‬
‫وأبعارها ‪ ،‬فقال ‪ " :‬الماء طهور ل ينجسه شيء " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءُ ط َُهوٌر َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ 2069‬حدثني أبو السائب سلم بن جنادة السوائي قال ‪ :‬حدثني‬


‫حفص بن غياث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا داود بن أبي هند ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت لسعيد‬
‫بن المسيب ‪ :‬هذه الغدران التي بطريق مكة تروث فيها الدواب‬
‫وتبول ‪ ،‬حتى إنا لنجد طعمه وريحه ؟ قال ‪ " :‬الماء طهور ل ينجسه‬
‫شيء " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءُ ط َُهوٌر َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫" ال ْ َ‬

‫‪ 2070‬حدثنا حميد بن مسعدة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن المفضل ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا داود ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت ابن المسيب ‪ ،‬يقول ‪ " :‬الماء‬
‫طهور ل ينجسه شيء " *‬

‫ب"*‬ ‫ضأ ْ َوا ْ‬


‫شَر ْ‬ ‫" ت َوَ ّ‬

‫‪ 2071‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد ‪ ،‬عن سفيان ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثني عبيد الصيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت الحسن عن جرتين ‪ -‬أو‬
‫قلتين ‪ -‬من ماء وقع فيهما جيفة ‪ ،‬وشرب منهما كلب ‪ ،‬وبال فيهما‬
‫حمار ؟ قال ‪ " :‬توضأ واشرب " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءَ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2072‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬وأبو السائب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪،‬‬
‫عن عيسى بن المغيرة أنه سأل سعيد بن جبير ‪ ،‬فقال ‪ :‬الماء الذي‬
‫يدخل الناس فيه أيديهم ؟ فقال ‪ " :‬إن الماء ل ينجسه شيء " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءُ َل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2073‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬
‫سفيان ‪ ،‬عن عيسى بن المغيرة ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت سعيد بن جبير عن‬
‫المطهرة ؟ فقال ‪ " :‬الماء ل ينجسه شيء " *‬

‫ضى َل‬
‫م َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ح لَ َ‬
‫ك " ‪ ،‬وَقَد ْ َ‬ ‫م ْ‬
‫س َ‬
‫ح يُ ْ‬
‫م ْ‬
‫س َ‬
‫"ا ْ‬

‫‪ 2074‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت عطاء عن الوضوء الذي بباب‬
‫المسجد ‪ ،‬فقال له إنسان ‪ :‬إن أناسا يتوضئون منه ‪ ،‬قال ‪ :‬ل بأس‬
‫به ‪ ،‬قلت له ‪ :‬أكنت متوضئا منه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فراددته في ذلك ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬ل بأس ‪ ،‬قد كان على عهد ابن عباس ‪ ،‬وهو جعله ‪ ،‬وقد‬
‫علم أنه يتوضأ منه النساء والرجال ‪ ,‬والسود ‪ ،‬والحمر ‪ ،‬فكان ل‬
‫يرى به بأسا ‪ ،‬ولو كان به بأس لنهى عنه ؟ قلت له ‪ :‬فإني رأيت‬
‫إنسانا ليلة متكشفا مشرفا على الوضوء يغرف بيده على فرجه ثم‬
‫ينصب في الوضوء ‪ ،‬مما يغرف على فرجه قال ‪ :‬فتوضأ منه فليس‬
‫عليك ‪ ،‬قلت ‪ :‬وقد رأيته ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬إن الدين سمح ‪ ،‬قد كان‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬اسمح يسمح لك " ‪ ،‬وقد كان‬
‫من مضى ل يتثبتون في هذا ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬وأنا أراجعه في الوضوء‬
‫الذي بباب المسجد قال ‪ :‬وهذه الضاء تلغ فيها الحمر ‪ ،‬والكلب ‪،‬‬
‫والذئاب ‪ ،‬والسباع ‪ ،‬والناس يشربون منها ‪ ،‬ويغتسلون ويتوضئون‬
‫*‬

‫جدِ ال ْ َ‬
‫حَرام ِ ؟‬ ‫س ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ض ال ّ ِ‬
‫ذي ب َِبا ِ‬ ‫ضوءِ ِفي ال ْ َ‬
‫حو ْ ِ‬ ‫ن ال ْوُ ُ‬
‫م َ‬
‫ما ت ََرى ِ‬
‫َ‬

‫‪ 2075‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عمرو بن حماد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫مندل بن علي ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬قلنا لعطاء ‪ :‬ما ترى من‬
‫الوضوء في الحوض الذي بباب المسجد الحرام ؟ قال ‪ " :‬توضأ‬
‫منه " ‪ ،‬ثم ذكر نحو حديث الحسن بن يحيى ‪ ،‬عن عبد الرزاق *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صِعيدِ " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‬ ‫أ َتوضأ َ بالط ّرق أ َحب إل َي من أ َ َ‬
‫م ِبال ّ‬
‫م َ‬
‫ن أت َي َ ّ‬
‫َ ِ َ ّ ِ ّ ِ ْ ْ‬ ‫َ َ ّ ِ‬

‫‪ 2076‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن مغيرة بن مقسم ‪،‬‬
‫عن حماد بن أبي سليمان ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ " :‬لن أتوضأ‬
‫بالطرق أحب إلي من أن أتيمم بالصعيد " ‪ ،‬قال المغيرة ‪" :‬‬
‫الطرق الماء المستنقع يكون فيه أبوال الدواب ‪ ،‬وأرواثها والقذر "‬
‫وقال آخرون منهم ‪ :‬هذا خبر مجمل قد فسرته أخبار أخر وردت‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم بتفسيره ‪ ،‬ثم اختلف قائلو هذا‬
‫القول ‪ ،‬فيما بينهم ‪ ،‬مع إجماع جميعهم على أن الماء ينجس بغلبة‬
‫لون النجاسة عليه ‪ ،‬أو طعمه ‪ ،‬أو ريحه ‪ ،‬فقال بعضهم ‪ :‬ل ينجس‬
‫الماء الطاهر ‪ ،‬وإن قل إل بتغير لونه أو طعمه ‪ ،‬أو ريحه بغلبة‬
‫النجاسة عليه ‪ ،‬فأما ما لم يتغير له لون أو طعم أو ريح بذلك ‪ ،‬فهو‬
‫طاهر جائز شربه ‪ ،‬والغتسال به ‪ ،‬والوضوء ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وإنما ينجس‬
‫بغلبة لون النجاسة عليه ‪ ،‬أو طعمه ‪ ،‬أو ريحه ؛ لنه إذا غلب ذلك‬
‫عليه ‪ ،‬فإنه غير مستحق اسم ماء ‪ ،‬بل إنما هو مسمى بما غلب‬
‫عليه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وإنما أمر الله تعالى ذكره عباده المؤمنين إذا قاموا‬
‫إلى صلتهم بغسل ما أمرهم بغسله بالماء ‪ ،‬فقال ‪ :‬فلم تجدوا ماء‬
‫فتيمموا صعيدا طيبا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وما غلبت النجاسة فيه باللون ‪ ،‬أو‬
‫الطعم ‪ ،‬أو الريح ‪ ،‬فليس بالماء الذي يجوز التطهر به *‬

‫م أَ ْ‬
‫خَباًرا‬ ‫سل ّ َ‬
‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫ضا عَ ْ‬
‫ورووا بذ َل ِ ُ َ‬
‫ك أي ْ ً‬ ‫ََ َ ْ ِ‬

‫ورووا بذلك أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبارا ‪،‬‬
‫منها ما ‪:‬‬
‫‪ <<#‬ورووا بذ َل ِ ُ َ‬
‫سل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ِ‬
‫ن َر ُ‬
‫ضا عَ ْ‬
‫ك أي ْ ً‬ ‫ََ َ ْ ِ‬
‫أَ ْ‬
‫خَباًرا ‪#‬‬
‫َ‬
‫جد َْنا ال ْ َ‬
‫ماَء‬ ‫سل ّ َ‬
‫م إِ َ‬
‫ذا وَ َ‬ ‫ه عَل َي ْهِ وَ َ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬
‫مَرَنا َر ُ‬
‫"أ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2077‬حدثني به أبو شرحبيل الحمصي عيسى بن خالد قال ‪ :‬حدثنا‬
‫خالد بن خلي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بقية ‪ ،‬عن ثور ‪ ،‬عن خالد أن معاذ بن‬
‫جبل ‪ ،‬قال ‪ " :‬أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجدنا‬
‫الماء لم يتغير طعمه ‪ ،‬ول ريحه أن نتوضأ منه ونشرب " *‬

‫حهِ ‪ ،‬وَط َعْ ِ‬


‫مه ِ "‬ ‫ب عََلى ِري ِ‬
‫ما غَل َ َ‬
‫ماُء ط َُهوٌر إ ِّل َ‬
‫" ال ْ َ‬

‫‪ 2078‬حدثني أبو شرحبيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مروان بن محمد‬


‫الطاطري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا رشدين بن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاوية بن‬
‫صالح ‪ ،‬عن راشد بن سعد ‪ ،‬عن أبي أمامة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الماء طهور إل ما غلب على ريحه ‪،‬‬
‫وطعمه " *‬

‫" َل ينجس ال ْماءَ إّل ما غَير ريح َ‬


‫ه"‬ ‫ه أوْ ط َعْ َ‬
‫م ُ‬ ‫َّ ِ َ ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ّ ُ‬

‫‪ 2079‬حدثنا أبو كريب محمد بن العلء قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬


‫يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا رشدين بن سعد ‪ ،‬عن معاوية بن صالح ‪ ،‬عن‬
‫راشد بن سعد ‪ ،‬عن أبي أمامة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬ل ينجس الماء إل ما غير ريحه أو طعمه " وقال آخرون‬
‫ممن وافق هؤلء في أن خبر ابن عباس الذي ذكرناه قبل خبر‬
‫مجمل له مفسر من الخبار ‪ :‬قد ينجس الماء ‪ ،‬وإن لم يتغير له‬
‫لون ول طعم ‪ ،‬ول ريح ‪ ،‬بمخالطة النجاسة إياه ‪ ،‬إل أن يكون الماء‬
‫الذي تخالطه النجاسة ‪ ،‬فل يغلب عليه لونها ‪ ،‬ول طعمها ‪ ،‬ول‬
‫ريحها ‪ ،‬كمياه المصانع ‪ ،‬والبرك التي بين مكة والمدينة ‪ ،‬فإن‬
‫النجاسة إذا خالطت مثل ذلك الماء فلم تغير له لونا ‪ ،‬ول طعما ‪،‬‬
‫ول ريحا لم تنجسه *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ذكر من قال ذلك‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫ه ِفي ب ُ ُ‬
‫طون َِها ‪،‬‬ ‫مل َت ْ ُ‬ ‫سَباعُ ‪ ،‬فََقد ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ه ال ّ‬
‫من ْ ُ‬
‫ت ِ‬ ‫ما َ‬
‫شرِب َ ْ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2080‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن‬


‫زريع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبان بن صمعة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عكرمة أن عمر بن‬
‫الخطاب رضوان الله عليه مر بحوض فقال لصحابه ‪ " :‬اسقوني‬
‫" ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا أمير المؤمنين بل نسقيك من الركاء ‪ ،‬قال ‪ :‬بل‬
‫اسقوني من هذا الحوض ‪ ،‬بات تسفقه الرياح ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين ‪ ،‬إن السباع قد باتت تلغ فيه ‪ ،‬قال ‪ " :‬ما شربت منه‬
‫السباع ‪ ،‬فقد حملته في بطونها ‪ ،‬فاسقوني منه " ‪ ،‬قال ‪ :‬فسقوه‬
‫منه *‬

‫ضأ َ *‬
‫م ت َوَ ّ‬ ‫ت ِفي ب ُ ُ‬
‫طون َِها " ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ما وَل ِغَ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2081‬حدثنا هناد بن السري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو الحوص ‪ ،‬عن‬


‫حصين ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬قال ‪ :‬مر عمر بحوض ‪ ،‬فأراد أن يتوضأ‬
‫منه ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال أصحاب الحوض ‪ :‬إنه تلغ فيه السباع ‪ ،‬والكلب ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فقال عمر ‪ " :‬ما ولغت في بطونها " ‪ ،‬ثم توضأ *‬

‫ت ِفي ب ُ ُ‬
‫طون َِها " *‬ ‫ما أ َ َ‬
‫خذ َ ْ‬ ‫" ل ََها َ‬

‫‪ 2082‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت ‪ ،‬عن ميمون بن أبي شبيب ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬مر عمر بن الخطاب رضوان الله عليه على حوض مجنة ‪،‬‬
‫فأراد أن يتوضأ فقيل له ‪ :‬إنه تلغ فيه السباع ‪ ،‬والكلب ‪ ،‬فقال ‪" :‬‬
‫لها ما أخذت في بطونها " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫طون ِها " ‪َ ،‬قا َ َ‬


‫ب‬
‫ل أّيو ُ‬ ‫ت ِفي ب ُ ُ َ‬
‫ما وَل ِغَ ْ‬ ‫" قَد ْ ذ َهَب َ ْ‬
‫ت بِ َ‬

‫‪ 2083‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن عكرمة أن عمر أتى على حياض ‪،‬‬
‫أو حوض ‪ ،‬فقيل ‪ :‬إن الكلب قد ولغت فيها ‪ ،‬فقال ‪ " :‬قد ذهبت‬
‫بما ولغت في بطونها " ‪ ،‬قال أيوب ‪ :‬وأحسبه قال ‪ :‬وبقي ما تلغ‬
‫فيه ‪ ،‬قال ‪ :‬وقال عمرو بن دينار ‪ :‬إنما ولغت بألسنتها *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ماءَ َل ي ُ َ‬
‫حّر ُ‬ ‫ال ْ َ‬

‫‪ 2084‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن توبة العنبري يحدث أنه سمع سلمان بن عتاب‬
‫يحدث عن جده ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أبا هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬إنا نرى‬
‫الحوض يكون فيه السؤرة من الماء ‪ ،‬فيلغ فيه الكلب ‪ ،‬ويشرب‬
‫منه الحمار ؟ قال ‪ " :‬توضأ منه ‪ ،‬فإن الماء ل يحرمه شيء " *‬

‫يٌء " *‬
‫ش ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ماءَ َ‬ ‫" َل ي ُ َ‬
‫حّر ُ‬

‫‪ 2085‬حدثني يعقوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حبيب‬


‫بن شهاب ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أبا هريرة عن سؤرة الحوض‬
‫يشرب منها الحمار ‪ ،‬ويلغ فيه الكلب ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل يحرم الماء شيء‬
‫"*‬

‫ست ََقى "‬


‫ه َوا ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ب ِ‬
‫شرِ َ‬ ‫ل وَل َغَ ِفيهِ إ ِّل ب ِل ِ َ‬
‫سان ِهِ ؟ فَ َ‬ ‫" وَهَ ْ‬

‫‪ 2086‬حدثني الحسن بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عمرو بن دينار ‪ ،‬عن عكرمة مولى‬
‫ابن عباس ‪ :‬أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه جاء ماء مجنة ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فقيل له ‪ :‬إن الكلب قد ولغ في حوض مجنة ‪ ،‬قال ‪ " :‬وهل ولغ‬
‫فيه إل بلسانه ؟ فشرب منه واستقى " *‬

‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ذا ك َث َُر هَك َ َ‬
‫ذا " فَِقي َ‬ ‫" َل أَرى ب ِهِ ب َأ ً‬
‫سا إ ِ َ‬

‫‪ 2087‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أشهب بن عبد‬


‫العزيز ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل مالك ‪ ،‬عن البرك العظام ‪ ،‬مثل برك ما بين‬
‫مكة والمدينة العظام ‪ ،‬يكون فيها الماء الكثير يغتسل فيها‬
‫الجنب ؟ فقال ‪ " :‬ل أرى به بأسا إذا كثر هكذا " فقيل له ‪ :‬إذا كثر‬
‫ماؤها ؟ فقال ‪ " :‬نعم " *‬

‫صَلةَ ؟ فََقا َ‬ ‫َ‬ ‫أ َرأ َيت إن تو َ‬


‫ل‪:‬‬ ‫صّلى ‪ ،‬أي ُِعيد ُ ال ّ‬
‫ضأ ب ِهِ وَ َ‬
‫َ ْ َ ِ ّ َ َ ّ‬

‫‪ 2088‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أشهب ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫سئل مالك عن الجرة فيها الماء توجد فيه الوزغة ميتة ‪ ،‬أيتوضأ منه‬
‫؟ فقال ‪ " :‬ل " ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬أرأيت إن توضأ به وصلى ‪ ،‬أيعيد الصلة‬
‫؟ فقال ‪ " :‬نعم ‪ ،‬يعيدها ما كان في الوقت " وعلة قائلي هذه‬
‫المقالة ‪ :‬أن ما كان من الماء بقدر ما حدوه من ذلك ‪ ،‬لو كان‬
‫يحتمل النجاسة ما كان جائزا التطهر بماء واقف بحال ؛ لنه ل ماء‬
‫واقف يخلو من سقوط بعض ما ينجس بسقوطه فيه القليل من‬
‫الماء ‪ ،‬وفي إجماع الجميع على أن من المياه الواقفة ما هو طاهر‬
‫ل ينجسه سقوط نجاسة فيه ‪ ،‬ما يقضي لما حدوه من الماء‬
‫بالطهارة إذا سقطت فيه النجاسة وقال آخرون منهم ‪ :‬إذا كان‬
‫الواقف من الماء ‪ ،‬ما إذا حرك أحد جوانبه لم يتحرك سائر‬
‫جوانبه ‪ ،‬ولم يخلص بعضه إلى بعض ‪ ،‬كان في معنى البطائح ‪،‬‬
‫والبحر ‪ ،‬فإذا كان كذلك ‪ ،‬فسقطت فيه نجاسة ‪ ،‬نجس منه‬
‫الموضع الذي سقطت فيه النجاسة دون سائره ‪ .‬قالوا ‪ :‬وإن كان‬
‫ذلك الواقف ما إذا حرك بعض نواحيه لم يتحرك سائر نواحيه ‪،‬‬
‫ووصل بعضه إلى بعض ‪ ،‬إذا تنجست ناحية منه وامتزج بعضه‬
‫ببعض بسقوط ما يسقط فيه من النجاسة ‪ ،‬نجس جميعه إذا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سقطت فيه النجاسة ‪ .‬وهذا قول يروى عن أبي حنيفة ‪ ،‬وأبي‬
‫يوسف ‪ ،‬ومحمد أنهم كانوا يقولونه ‪ ،‬وعلتهم فيما قالوا من ذلك‬
‫نظيرة علة قائلي القول الذي قبله ‪ ،‬وقال آخرون منهم ‪ :‬إنما‬
‫معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الماء ل ينجسه شيء "‬
‫إذا كان أربعين قلة أو أربعين غربا ‪ ،‬فأما إذا كان أقل من ذلك فإنه‬
‫ينجسه ما وقع فيه من نجاسة *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫َ‬
‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ة فََل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ن قُل ّ ً‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ماءُ أْرب َِعي َ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2089‬حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثني أيوب بن سويد ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬عن‬
‫عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا كان الماء أربعين قلة فل ينجسه‬
‫شيء " *‬

‫َ‬
‫يءٌ "‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ة ‪ ،‬لَ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫ن قُل ّ ً‬ ‫ذا ب َل َغَ ال ْ َ‬
‫ماءُ أْرب َِعي َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2090‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫إذا بلغ الماء أربعين قلة ‪ ،‬لم ينجسه شيء " *‬

‫َ‬
‫يءٌ "‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ْ‬
‫ج ُ‬ ‫ة ‪ ،‬لَ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫ن قُل ّ ً‬ ‫ذا ب َل َغَ ال ْ َ‬
‫ماُء أْرب َِعي َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2091‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن‬


‫زريع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا روح بن القاسم ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬عن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا بلغ الماء أربعين قلة ‪ ،‬لم ينجسه‬
‫شيء " *‬

‫َ‬
‫يءٌ "‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ة ‪ ،‬فََل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ن قُل ّ ً‬ ‫ذا ب َل َغَ ال ْ َ‬
‫ماءُ أْرب َِعي َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2282‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬عن‬


‫أيوب ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا بلغ الماء أربعين قلة ‪،‬‬
‫فل ينجسه شيء " *‬

‫َ‬
‫يٌء " *‬ ‫سد ْهُ َ‬
‫ش ْ‬ ‫ن غَْرًبا ل َ ْ‬
‫م ي ُْف ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ماءُ أْرب َِعي َ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2283‬حدثني عبد الله بن محمد الحنفي ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبدان ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا عبد الله بن المبارك ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا سعيد بن أبي‬
‫أيوب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشير بن أبي عمرو الخولني ‪ ،‬عن عكرمة‬
‫مولى ابن عباس ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا كان الماء أربعين‬
‫غربا لم يفسده شيء " *‬

‫َ‬
‫يٌء " *‬
‫ش ْ‬ ‫ن د َل ْ ً‬
‫وا َ‬ ‫ب أْرب َِعي َ‬ ‫" َل ي ُ ْ‬
‫جن ِ ُ‬

‫‪ 2284‬حدثني عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبدان ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد‬


‫الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن لهيعة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يزيد بن أبي حبيب ‪،‬‬
‫عن عمرو بن حريث ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬ل يجنب أربعين‬
‫دلوا شيء " *‬

‫كو َ‬ ‫َ‬
‫ن غَْرًبا‬
‫ن أْرب َِعي َ‬ ‫ب إ ِّل أ ْ‬
‫ن يَ ُ َ‬ ‫ل ِفيهِ ال ْ ُ‬
‫جن ُ ُ‬ ‫ض َل ي َغْت َ ِ‬
‫س ُ‬ ‫" ال ْ َ‬
‫حو ْ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2285‬حدثني عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبدان ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد‬
‫الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن لهيعة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يزيد ‪ ،‬أن ابن عباس ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬الحوض ل يغتسل فيه الجنب إل أن يكون أربعين غربا " *‬

‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن غَْرًبا فََل ب َأ َ‬
‫س"*‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ماءُ أْرب َِعي َ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2286‬حدثني عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبدان ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد‬


‫الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن لهيعة ‪ ،‬عن خالد بن أبي عمران ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سمعت محمد بن كعب القرظي ‪ ،‬يقول ‪ " :‬إذا كان الماء أربعين‬
‫غربا فل بأس " *‬

‫َ‬
‫يٌء " وََقا َ‬
‫ل‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ة لَ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫ن قُل ّ ً‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ماءُ أْرب َِعي َ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2287‬حدثنا الحسن بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا معمر ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو ‪ ،‬قال‬
‫‪ " :‬إذا كان الماء أربعين قلة لم ينجسه شيء " وقال آخرون‬
‫منهم ‪ :‬إنما معناه ‪ :‬إذا كان الماء كرا لم ينجسه شيء *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ماءُ ك ُّرا فََل ي ُن َ ّ‬
‫ج ُ‬ ‫ذا ب َل َغَ ال ْ َ‬
‫" إِ َ‬

‫‪ 2288‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ليث ‪ ،‬عن يزيد ‪ ،‬عن مسروق ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا‬
‫بلغ الماء كرا فل ينجسه شيء " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ماُء ك ُّرا ل َ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2289‬حدثني عبد الله بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبدان ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا سفيان ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن يزيد بن أبي‬
‫سليمان ‪ ،‬عن مسروق ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا كان الماء كرا لم ينجسه شيء‬
‫"*‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ماءُ ك ُّرا ل َ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2290‬حدثني عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبدان ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد‬


‫الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا سفيان ‪ ،‬وذكر بعض أصحابنا أن إبراهيم كان‬
‫يقول ‪ " :‬إذا كان الماء كرا لم ينجسه شيء " *‬

‫س"*‬
‫ج ْ‬ ‫ماءُ ك ُّرا ل َ ْ‬
‫م ي َن ْ ُ‬ ‫ذا ب َل َغَ ال ْ َ‬
‫" إِ َ‬

‫‪ 2291‬حدثني عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبدان ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد‬


‫الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا حماد بن زيد ‪ ،‬عن سعيد بن أبي صدقة ‪ ،‬عن‬
‫محمد ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا بلغ الماء كرا لم ينجس " *‬

‫ْ‬
‫مي ْد ٌ‬
‫ح َ‬ ‫سا " ‪َ ،‬قا َ‬
‫ل ُ‬ ‫ن الط ّْر ِ‬
‫ق ب َأ ً‬ ‫م َ‬ ‫" َل ي ََرى ِبال ْوُ ُ‬
‫ضوِء ِ‬

‫‪ 2292‬حدثني نجيح بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا علي بن حكيم ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرنا حميد بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬كان حسن بن صالح " ل‬
‫يرى بالوضوء من الطرق بأسا " ‪ ،‬قال حميد ‪ :‬والطرق ‪ :‬الذي‬
‫تخوضه الدواب ‪ ،‬وتبول فيه وتروث ‪ ،‬الجن المتغير ‪ ،‬إذا كان كثيرا‬
‫فوق الكر وقال آخرون منهم ‪ :‬إنما معناه ‪ :‬إذا كان قلتين من قلل‬
‫هجر لم يحتمل نجسا *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫سا " *‬
‫ج ً‬ ‫م ْ‬
‫ل نَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ماءُ قُلت َي ْ ِ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2293‬حدثني محمد بن سنان القزاز ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬عن‬


‫ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني لوط ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن مجاهد ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا كان الماء قلتين لم يحمل نجسا " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذا ب َل َغَ ال ْ َ‬
‫ماُء قُلت َي ْ ِ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2294‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن أبي إسحاق ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا بلغ الماء قلتين‬
‫لم ينجسه شيء " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ماءُ قُلت َي ْ ِ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2295‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو تميلة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يونس‬
‫بن أبي إسحاق ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا كان الماء قلتين لم‬
‫ينجسه شيء " *‬

‫س"*‬ ‫ه َل ي َن ْ ُ‬
‫ج ُ‬ ‫ن فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ماءُ قُلت َي ْ ِ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2296‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬عن عاصم بن المنذر ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫إذا كان الماء قلتين فإنه ل ينجس " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ماَء ال ْ َ‬
‫جارِيَ فَ َ‬
‫س ّ‬ ‫ب ‪ -‬ال ْ َ‬
‫ت ‪ -‬ي َعِْني ال ْك َِل َ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا وََرد َ ْ‬

‫‪ 2297‬حدثني عبد الله بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبدان ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا عبد الله ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن لهيعة ‪ ،‬عن سعيد بن نشيط‬
‫مولى بني نصر ‪ ،‬عن سليم بن عبد الله بن جنادة الفهمي ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬إذا وردت ‪ -‬يعني الكلب ‪ -‬الماء الجاري فسم‬
‫الله واشرب ‪ ،‬وإذا وردت الركية فانضح منها ثلثا ‪ ،‬ثم اشرب ‪ ،‬وإذا‬
‫وردت الحكر الصغير فل تطعمه " *‬

‫يٌء " *‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫كا َ ّ‬
‫ن قُلت َي ْ ِ‬ ‫ذا َ‬
‫" إِ َ‬

‫‪ 2298‬وعلة قائلي هذه المقالة من الثر ‪ ،‬ما حدثني موسى بن‬


‫عبد الرحمن الكندي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الوليد‬
‫بن كثير ‪ ،‬عن محمد بن جعفر ‪ ،‬عن عبد الله بن عبد الله بن عمر ‪،‬‬
‫عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الماء‬
‫وما ينوبه من الدواب والسباع فقال ‪ " :‬إذا كان قلتين لم ينجسه‬
‫شيء " *‬

‫ث"*‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫خب َ َ‬ ‫م ِ‬
‫ح ِ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ماُء قُلت َي ْ ِ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2299‬حدثني به موسى مرة أخرى بإسناده فقال ‪ :‬قال رسول‬


‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث‬
‫"*‬

‫ث"*‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫خب َ َ‬ ‫م ِ‬
‫ح ِ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ماءُ قُلت َي ْ ِ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2300‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن الوليد بن كثير‬
‫‪ ،‬عن محمد بن عباد بن جعفر ‪ ،‬عن عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الماء وما ينوبه من‬
‫السباع ‪ ،‬والدواب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث‬
‫"*‬

‫ث"*‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫خب َ َ‬ ‫م ِ‬
‫حت َ ِ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ماءُ قَد َْر قُلت َي ْ ِ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2301‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن المبارك ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن محمد بن جعفر بن الزبير ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله‬
‫بن عمر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو‬
‫يسأل عن الماء يكون في أرض الفلة وما ينوبه من السباع ‪،‬‬
‫والدواب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إذا كان الماء قدر قلتين لم يحتمل الخبث " *‬

‫ث"*‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫خب َ َ‬ ‫م ِ‬
‫ح ِ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ماُء قُلت َي ْ ِ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2302‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلمة ‪ ،‬وجرير ‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إسحاق ‪ ،‬عن محمد بن جعفر بن الزبير ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله‬
‫بن عمر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫وقوم من العراب يسألونه عن المياه التي تكون في الفلة وما‬
‫ينتابه وما ينوبها من الدواب والسباع ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إذا كان الماء قلتين‬
‫لم يحمل الخبث " *‬

‫ث"*‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫خب َ َ‬ ‫م ِ‬
‫ح ِ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ماُء قُلت َي ْ ِ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2303‬حدثنا حميد بن مسعدة السامي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن‬


‫زريع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني محمد بن‬
‫جعفر بن الزبير ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن عبد الله‬
‫بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عن الماء يكون بالفلة من الرض ‪ ،‬وما ينوبه من السباع والدواب‬
‫فقال ‪ " :‬إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث " *‬

‫كان ال ْماءُ قُل ّتي َ‬


‫يءٌ "‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ن أوْ ث ََلًثا ل َ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫َْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ذا َ َ‬
‫" إِ َ‬

‫‪ 2304‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن حماد بن سلمة ‪،‬‬
‫عن عاصم بن المنذر ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن أبيه‬
‫‪ ،‬أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬إذا كان الماء‬
‫قلتين أو ثلثا لم ينجسه شيء " *‬

‫ذا بل َغَ ال ْماُء قُل ّتي َ‬


‫يءٌ "‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ن أوْ ث ََلًثا ل َ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫َْ ِ‬ ‫َ‬ ‫" إِ َ َ‬

‫‪ 2305‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬


‫ابن سلمة ‪ ،‬عن عاصم بن المنذر بن الزبير ‪ ،‬قال ‪ :‬دخلت مع عبيد‬
‫الله بن عبد الله بن عمر بستانا وفيه مقرى ‪ ،‬فيه جلد بعير ميت ‪،‬‬
‫فذهب يتوضأ منه ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬توضأ منه وهو جلد بعير ميت‬
‫فحدثني عن أبيه ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا بلغ‬
‫الماء قلتين أو ثلثا لم ينجسه شيء " *‬

‫كان ال ْماُء قُل ّتي َ‬


‫يءٌ "‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ن أوْ ث ََلًثا ل َ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫َْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ذا َ َ‬
‫" إِ َ‬

‫‪ 2306‬حدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زيد بن حباب ‪ ،‬عن حماد بن‬
‫سلمة ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬عن سالم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني أبي أنه ‪ ،‬سمع النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬إذا كان الماء قلتين أو ثلثا لم‬
‫ينجسه شيء " *‬

‫ن‬
‫خُرو َ‬ ‫يٌء " وََقا َ‬
‫لآ َ‬ ‫ه َ‬
‫ش ْ‬ ‫س ُ‬
‫ج ْ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ي ُن َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذا ب َل َغَ ال ْ َ‬
‫ماءُ قُلت َي ْ ِ‬ ‫" إِ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2307‬حدثنا عمرو بن علي الباهلي ‪ ،‬ومجاهد بن موسى ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا محمد بن إسحاق ‪ ،‬عن محمد‬
‫بن جعفر بن الزبير ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الماء‬
‫يكون بفلة من الرض تنتابه الدواب والسباع ‪ ،‬فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا بلغ الماء قلتين لم ينجسه شيء "‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معنى ذلك ‪ :‬إذا كان الماء ذنوبا أو ذنوبين لم يحتمل‬
‫نجسا ‪ ،‬وقد ذكرنا قائلي ذلك فيما مضى ‪ .‬وقال آخرون منهم‬
‫بظاهره ‪ ،‬غير أنهم قالوا ‪ :‬إذا غلب على الماء الطاهر لون النجاسة‬
‫أو ريحها أو طعمها ‪ ،‬فغير جائز التطهر به ‪ ،‬لنه قد استحال عن‬
‫معنى الماء إلى ما عليه من النجاسة ‪ ،‬والنجاسة ل يتطهر بها ‪،‬‬
‫وإنما يتطهر منها *‬

‫ل ذ َل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫حّتى َل‬ ‫ن اْل َ َ‬


‫ذى َ‬ ‫م َ‬
‫ه ِ‬
‫صيب ُ ُ‬
‫ما ي ُ ِ‬
‫ل عَ ّ‬ ‫ما ِفيهِ فَ ْ‬
‫ض ٌ‬ ‫" كُ ّ‬
‫ل َ‬

‫‪ 2308‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني يونس بن يزيد ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬أنه قال في الماء‬
‫الراكد ‪ " :‬كل ما فيه فضل عما يصيبه من الذى حتى ل يغير ذلك‬
‫طعمه ‪ ،‬ول لونه ‪ ،‬ول ريحه ‪ ،‬طاهر يتوضأ منه " *‬

‫حَها ‪،‬‬ ‫ة ِفي ال ْب ِئ ْرِ ‪ ،‬فَل َ ْ‬


‫م ي َت َغَي ّْر ِري ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫مي ْت َ ُ‬ ‫ذا وَقَعَ ِ‬
‫" إِ َ‬

‫‪ 2309‬حدثني يونس ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد‬


‫الجبار بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ربيعة " إذا وقعت الميتة في البئر ‪ ،‬فلم‬
‫يتغير ريحها ‪ ،‬ول لونها ‪ ،‬ول طعمها ‪ ،‬فل بأس أن يتوضأ منها ‪ ،‬وإن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رئي فيها الميتة ‪ ،‬وإن تغيرت نزح منها قدر ما يذهب الرائحة عنها "‬
‫*‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫جو أ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وََل ل َوْن ُ ُ‬
‫ه ‪ ،‬فَأْر ُ‬ ‫م ي َت َغَي ّْر ط َعْ ُ‬
‫م ُ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2310‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا زيد بن أبي‬


‫الزرقاء ‪ ،‬قال ‪ :‬قال سفيان في الماء ‪ " :‬ما لم يتغير طعمه ‪ ،‬ول‬
‫لونه ‪ ،‬فأرجو أن يكون واسعا " وعلة قائلي هذه المقالة ظاهر خبر‬
‫ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬الماء ل‬
‫ينجسه شيء " والصواب من القول في ذلك عندنا قول من قال ‪:‬‬
‫خبر ابن عباس الذي ذكرناه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أنه قال ‪ " :‬الماء ل ينجسه شيء " ‪ ،‬خبر مجمل فسره وبين معناه‬
‫خبر ابن عمر الذي رويناه قبل عنه ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أنه قال ‪ " :‬إذا كان الماء قلتين لم يحمل نجسا " ‪ ،‬وإنما قلنا‬
‫ذلك كذلك ‪ ،‬لن كل الخبرين عندنا صحيح ‪ ،‬وإذ كان ذلك كذلك ‪،‬‬
‫فغير جائز لحد إبطال أحدهما والقضاء عليه بالفساد ‪ ،‬مع وجود‬
‫السبيل إلى تصحيحهما ‪ ،‬إذ كان من أعظم الخطأ أن يظن ظان‬
‫برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقول في وقت واحد ‪ :‬الماء‬
‫ل ينجسه شيء ‪ ،‬بل تنجسه النجاسات ‪ ،‬أو يقول ‪ :‬الماء ل ينجسه‬
‫شيء في وقت ‪ ،‬فينفذ العمل بذلك من قوله في أمته حينا ‪ ،‬ثم‬
‫يقول بعد حين ‪ :‬الماء ينجسه كل ما وقع فيه من النجاسة ‪ ،‬إل أن‬
‫يكون قدر قلتين فصاعدا ‪ ،‬فإنه إذا كان قدر ذلك لم ينجسه شيء‬
‫إل أن تغير النجاسة لونه أو طعمه ‪ ،‬أو ريحه ‪ ،‬ثم ل ينقل الذين‬
‫شاهدوا قوليه أي قوليه كان أول ‪ ،‬وأيهما كان آخرا إلى من‬
‫بعدهم ‪ ،‬أو ل يبين هو لمته صلى الله عليه وسلم أن حكم قوله‬
‫الثاني قد نسخ حكم قول الول في ذلك ‪ ،‬لن في ترك تبيين ذلك ‪،‬‬
‫لو كان المر في هذين الخبرين على ما ظنه بعض الغبياء ‪ ،‬تلبيسا‬
‫على المة أمر دينهم في ذلك ‪ ،‬واللزم لهم العمل به فيه ‪ ،‬ولكن‬
‫المر في ذلك بخلف ما يتوهمه كثير من الجهلة من أن أحد هذين‬
‫الخبرين ناسخ الخر ‪ ،‬أو أن أحدهما معارض الخر ودافع معناه ‪ ،‬أو‬
‫أن أحدهما صحيح والخر سقيم ‪ ،‬بل هما عندنا صحيحان ‪ ،‬لعدالة‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫رواتهما ‪ ،‬ومخرجهما كان إن شاء الله من نبي الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬والقول بهما منه في وقتين ‪ ،‬أحدهما بعد الخر بغير فصل‬
‫له بأوقات ‪ ،‬وقد بينا في غير موضع من كتبنا فساد قول من قال‬
‫بإجازة حكمين من النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما ‪ :‬ناسخ‬
‫الخر بغير بيان للمة الناسخ منهما من المنسوخ ‪ ،‬وخطأ قول‬
‫الزاعمين بإجازة ورود أخبار تصح مخارجها عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم معارضا بعضها بعضا ‪ .‬وإذ كان ذلك فاسدا بالدلة‬
‫التي استشهدنا بها على فسادها في أماكنها ‪ ،‬فلم يبق قول يصح‬
‫في هذين الخبرين ‪ ،‬إذ كانا صحيحي المخرج ‪ ،‬إل القول الذي قلناه‬
‫‪ ،‬وهو أن يقال ‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الماء ل‬
‫ينجسه شيء إذا كان قلتين " ‪ ،‬أو أن يقال قال ‪ " :‬إذا بلغ الماء‬
‫قلتين لم ينجسه شيء ‪ ،‬ما لم يتغير لونه أو طعمه أو ريحه ‪،‬‬
‫فيزول عنه معنى الماء " ‪ ،‬فروى عنه بعض من سمعه يقول ذلك‬
‫لبعض سائليه الذين قد عرفوا أن قليل الماء الذي هو أقل من‬
‫قلتين يتنجس بما يحل فيه من النجاسة عما حلت فيه النجاسة مما‬
‫هو أكثر من قلتين أنه قال ‪ " :‬الماء ل ينجسه شيء " ‪ ،‬وهو يعني‬
‫غير الماء الذي قد عرفه السائل والمسئول ‪ :‬أنه ينجس بما حل‬
‫فيه من النجاسة ‪ ،‬وروى عنه بعض سائليه الذين جهلوا حكم قليل‬
‫ما حلت فيه النجاسة من الماء وكثيره ‪ ،‬على حسب ما سمعه من‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ذلك من قوله ‪ " :‬إذا كان‬
‫الماء قلتين لم ينجسه شيء " فإن قال لنا قائل ‪ :‬قد فهمنا وجه‬
‫تصحيحك الخبرين الواردين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫اللذين أحدهما عن ابن عباس عنه أنه قال ‪ " :‬الماء ل ينجسه‬
‫شيء " والخر منهما عن ابن عمر أنه قال ‪ " :‬إذا كان الماء قلتين‬
‫لم ينجسه شيء " ‪ ،‬ووقفنا على ما وصفت من معنييهما ‪ ،‬وأن‬
‫أحدهما مبين معنى الخر ‪ ،‬فما قدر القلتين الذي إذا كان به الماء‬
‫لم يحتمل نجسا إل باستحالته عن معنى الماء ؟ قيل له ‪ :‬قدر ذلك‬
‫قدر خمس قرب فيما قيل بالقرب العظام ‪ ،‬فإن قال ‪ :‬وما الدللة‬
‫أن ذلك قدره ‪ ،‬دون أن يكون قدر قربه ‪ ،‬أو بعض قربه ‪ ،‬إذ كانت‬
‫القربة الواحدة معروفا لها أنه قد يكون فيها من الماء قدر قلل‬
‫كثيرة من قلل العراق ؟ قيل ‪ :‬الدللة على صحة ما قلنا من ذلك ‪،‬‬
‫دون ما خالفه ‪ ،‬نقل الحجة وراثة عن نبيها صلى الله عليه وسلم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أن قدر القلتين من قلل العراق من الماء ‪ ،‬لو حلت فيه نجاسة لم‬
‫تغير له طعما ‪ ،‬ول لونا ‪ ،‬ول ريحا ‪ ،‬أنه نجس غير جائز التطهر به ‪.‬‬
‫فإذ كان ذلك كذلك كان معلوما أن القلل التي روي عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم تحديد قدر الماء الذي ل يحتمل النجاسة‬
‫بقلتين منها ‪ ،‬غير قلل العراق ‪ ،‬وما أشبهها من قلل سائر البلد ‪،‬‬
‫ولكنها القلل التي وصفت صفتها ‪ ،‬إذ كان الماء إذا كان بقدر ذلك ‪،‬‬
‫وهو قدر قلتين من قلل هجر ‪ ،‬فهو المختلف في جواز التطهر به ‪،‬‬
‫وما دون ذلك ‪ ،‬فمحكوم له بالنجاسة بقليل ما يحل فيه من‬
‫النجاسة وكثيره ‪ ،‬بنقل الحجة التي يقطع مجيئها العذر وراثة عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬فإن قال ‪ :‬وكيف تدعي على‬
‫الحجة نقلها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكرت ‪ ،‬ومن‬
‫رويت لنا عنه من السلف أنه قال ‪ " :‬الماء ل ينجسه شيء ؟ "‬
‫ومن قال بخلف ما اخترت من القول في ذلك أكثر ممن وافقك‬
‫منهم فيه ؟ قيل ‪ :‬إن من روي عنه خلف قولي في ذلك أحد‬
‫رجلين ‪ :‬إما رجل قال بتنجيس قدر الماء الذي قضيت بطهارته ‪ ،‬إذا‬
‫حلت فيه النجاسة ما لم تغير النجاسة لونه ‪ ،‬أو طعمه ‪ ،‬أو ريحه‬
‫بالقليل من النجاسة فيه وكثيرها ‪ ،‬فهو مخالف بقوله ما وردت‬
‫الخبار الثانية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله ‪" :‬‬
‫إذا كان الماء قلتين لم يحتمل نجسا " ‪ ،‬فالمناظرة بيني وبينه في‬
‫تصحيح الخبر الوارد عنه بذلك وتسقيمه دون غيره ‪ ،‬وإما رجل قال‬
‫بتطهير قدر الماء الذي قضيت بتنجيسه بحلول النجاسة فيه إذا‬
‫حلت فيه ‪ ،‬فذلك رجل مخالف ما جاءت به الحجة وراثة عن نبيها‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ويسأل من حكم لما قضينا من الماء‬
‫بالنجاسة بحلول ما فيه من النجاسة التي لم تغير له لونا ‪ ،‬ول‬
‫طعما ‪ ،‬ول ريحا بالطهارة ‪ ،‬إذا حلت فيه النجاسة ‪ ،‬وذلك كرطل‬
‫من ماء حل فيه نصف رطل من بول ‪ ،‬فلم يغير له لونا ‪ ،‬ول‬
‫طعما ‪ ،‬ول ريحا ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬أليس هو عندك طاهرا ؟ فإن قال ‪ :‬ل‬
‫‪ ،‬ترك في ذلك قوله ‪ ،‬وقال فيه الحق ‪ ،‬وإن قال ‪ :‬بلى ‪ ،‬قيل له ‪:‬‬
‫فما قولك في الوضوء به ‪ ،‬أليس جائزا ؟ فإن قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قيل له ‪:‬‬
‫وما شأنه لم يجز الوضوء به ‪ ،‬وهو ماء طاهر عندك ‪ ،‬وأي ماء‬
‫طاهر وجدت ل يجوز الوضوء به ؟ على أنه إن قال ذلك ‪ ،‬ترك‬
‫أصله ونقض بقوله ذلك قوله ‪ " :‬الماء ل ينجسه شيء " ‪ ،‬لنه كان‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عنده قبل حلول النجاسة طاهرا جائزا الوضوء به ‪ ،‬وإذا أبى إجازة‬
‫الوضوء به بعد حلول النجاسة فيه ‪ ،‬ولم تكن النجاسة غيرته عن‬
‫حاله الولى التي كان بها قبل أن تحل فيه ‪ ،‬فقد أبى إجازة الوضوء‬
‫بالماء الطاهر ‪ ،‬وذلك نقض قوله ‪ ،‬وخروج من قول جميع أهل‬
‫العلم ‪ .‬وإن قال ‪ :‬بل الوضوء به جائز ‪ .‬قيل له ‪ :‬أوليس القائم إلى‬
‫صلته من المؤمنين قد أمر بغسل أعضاء الوضوء بالماء إذا كان له‬
‫واجدا ‪ ،‬وكان قبل قيامه إليها محدثا حدثا يوجب عليه غسل ذلك ؟‬
‫فإن قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قيل له ‪ :‬فأخبرنا عن المتوضئ بالرطل من الماء‬
‫الذي قد خالطه من النجاسة قدر ما ذكرت ‪ ،‬أمتوضئ هو بالماء ‪،‬‬
‫أم بالماء والبول ؟ ‪ .‬فإن قال ‪ :‬بالماء ‪ .‬قيل له ‪ :‬أوليس الماء كان‬
‫رطل فصار بالبول الذي حل فيه رطل ونصفا ‪ ،‬فهل الزيادة على‬
‫الرطل من الماء إل البول ؟ ‪ .‬فإن قال ‪ :‬إن البول لما حل في‬
‫الماء صار ماء طاهرا ‪ ،‬قيل له ‪ :‬وما الذي أوجب مصيره ماء وهو‬
‫قبل مصيره في الماء بول ؟ وهل بينك وبين من خالفك في ذلك ‪،‬‬
‫فزعم أن النصف الرطل من البول قد حول بحلوله في الطاهر من‬
‫الماء مقداره من الماء بول ‪ ،‬إذ كان أعيان الشياء بامتزاجها‬
‫يستحيل بعضها عن معناه إلى معنى ما مازجه ‪ ،‬وأن الذي فيما‬
‫مازجه البول من الرطل الماء نصف رطل ‪ ،‬بمصير النصف الرطل‬
‫الخر بول بامتزاج النصف الرطل من البول به فرق من أصل ‪ ،‬أو‬
‫نظير ؟ فإن قال ‪ :‬الفرق بيني وبينه وجودي ‪ ،‬غلبة طعم الماء ‪،‬‬
‫ولونه ‪ ،‬وريحه على الذي حل فيه من البول بكثرة أجزائه ‪ ،‬فعلمت‬
‫بذلك أن البول هو الذي استحال ماء دون الماء ‪ ،‬لن الماء لو كان‬
‫هو المستحيل بول لكان طعم البول ‪ ،‬ولونه ‪ ،‬وريحه هو الغالب‬
‫على الماء ‪ .‬قيل له ‪ :‬فإن كان البول قد استحال ماء عندك ‪ ،‬فقد‬
‫ازدادت أجزاء الماء كثرة ل قلة ‪ ،‬وصار الماء رطل ونصفا ‪ .‬فإن‬
‫قال ‪ :‬المر كذلك ‪ .‬قيل له ‪ :‬فإن نحن ألقينا على جميع ذلك أوقية‬
‫أخرى من البول ‪ ،‬فتغير طعم الماء ‪ ،‬ولونه ‪ ،‬وريحه ‪ ،‬فصار بلون‬
‫البول وطعمه ‪ ،‬وريحه ‪ ،‬أترى الرطل والنصف من الماء الذي كان‬
‫عندك ماء طاهرا ‪ ،‬استحال جميعه بول نجسا بقدر الوقية من‬
‫البول الذي حل فيه ؟ فإن قال ‪ :‬ذلك كذلك ‪ ،‬كفى خصمه مؤونته‬
‫بإجابته إياه إلى ما ل يخفى على سامعه فساده ‪ ،‬وجهل قائله ‪،‬‬
‫وإجازته استحالة الرطل والنصف الرطل من الماء الطاهر بالوقية‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أو النصف الوقية من البول يحل فيه ‪ ،‬بول نجسا مع زعمه أن‬
‫الرطل من الماء الطاهر إذا حل فيه مثل نصفه بول ‪ ،‬فلم يظهر‬
‫للبول فيه طعم ‪ ،‬ول لون ‪ ،‬ول ريح ‪ ،‬أنه قد استحال البول كله ماء‬
‫طاهرا ‪ ،‬وعدمت عين البول ‪ ،‬وصار الماء الذي كان رطل قبل‬
‫حلول البول فيه ‪ ،‬رطل ونصف رطل بحلول النصف الرطل من‬
‫البول فيه ‪ .‬فلو كان المر كما زعم ‪ ،‬كان استحالة الوقية من‬
‫البول في الرطل والنصف الرطل من الماء الطاهر ماء أولى‬
‫وأحق من استحالة النصف الرطل من البول في الرطل من الماء‬
‫الطاهر ماء ‪ ،‬إل عند من كابر عقله ‪ ،‬وأضحك من نفسه خصومه ‪.‬‬
‫وإن قال ‪ :‬إذ وضح له فساد قوله في ذلك ‪ :‬بل المتوضئ بالماء‬
‫الذي قد خالطته النجاسة المائعة ‪ ،‬متوضئ بماء ونجاسة ‪ .‬قيل‬
‫له ‪ :‬أفأمر القائم إلى الصلة من المؤمنين بالوضوء بالماء أم بالماء‬
‫والبول النجس ؟ فإن قال ‪ :‬بالماء والبول النجس ‪ ،‬كفى خصمه‬
‫مؤونته ‪ .‬وإن قال ‪ :‬بل أمر بالماء وحده ‪ ،‬ترك قوله في ذلك ‪،‬‬
‫ودخل في قول من أنكر الوضوء بالماء الذي قد خالطته النجاسة ‪.‬‬
‫فإن قال بعض من سألناه هذا السؤال ممن زعم أن الماء ل ينجس‬
‫وإن قل ‪ ،‬بمخالطة النجاسة إياه ‪ ،‬حتى يغلب عليه طعمها أو‬
‫لونها ‪ ،‬أو ريحها ‪ ،‬فيستحيل عن معنى الماء ‪ :‬إن الذي ألزمتنا بهذا‬
‫السؤال ‪ ،‬لك لزم مثله في قولك ‪ :‬إن الماء إذا كان قلتين لم‬
‫ينجسه إل ما غير لونه ‪ ،‬أو طعمه أو ريحه ‪ ،‬فأحاله عن معنى‬
‫الماء ‪ ،‬لنك تقول ‪ :‬إذا كان الماء قلتين من قلل هجر ‪ ،‬فوقعت‬
‫فيه نجاسة مائعة ‪ ،‬لم تغير له طعما ‪ ،‬ول لونا ‪ ،‬ول ريحا ‪ ،‬وإن‬
‫كثرت أجزاء النجاسة فيه ‪ ،‬فالوضوء به جائز ‪ ،‬فلم تعمل في‬
‫سؤالك إيانا في القليل من الماء إذا دخلت فيه نجاسة ‪ ،‬وإلزامك‬
‫إيانا ما ألزمتنا أكثر من أن نبهتنا على مطالبتك ‪ ،‬وموضع العورة‬
‫في مذهبك وقولك في الماء إذا كان قدر قلتين فخالطته نجاسة ‪،‬‬
‫ونحن نقلب عليك هذا السؤال بعينه ‪ ،‬فنقول لك ‪ :‬أرأيت قدر‬
‫القلتين من الماء الطاهر ‪ ،‬بالقلل التي ذكرت ‪ ،‬إن انصب فيه مثل‬
‫ربعه من البول أو غيره من النجاسات ‪ ،‬لم يتغير له طعم ‪ ،‬ول لون‬
‫‪ ،‬ول ريح ‪ ،‬فتوضأ به متوضئ ‪ ،‬أيجزيه وضوءه به ؟ فإن قلت ‪ :‬ل ‪،‬‬
‫تركت قولك في ذلك وهدمت ما تبني فيه ‪ ،‬وإن قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قيل‬
‫لك ‪ :‬أخبرنا عنه ‪ ،‬أتوضأ بماء وحده أم بماء وبول ؟ وسألناك مثل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سؤالك إيانا ‪ ،‬فما أنت قائل لنا ؟ وما المعنى الذي لزمنا من‬
‫قولك ؟ بل نلزمك مثله في قولك الذي خالفتنا به ‪ .‬قيل ‪ :‬لو كان‬
‫المر في ما قلنا ‪ ،‬كالذي ظننت ‪ ،‬لكان سؤالنا عما سألناكم عنه‬
‫ظلما ‪ ،‬ولكن المر في ذلك بخلف الذي ظننت ‪ ،‬بل قولنا في ذلك‬
‫‪ :‬النجاسة المائعة ‪ ،‬إذا خالطت ماء ‪ ،‬فإن الماء لم تستحل عينه‬
‫عما كان عليه من معنى الماء ‪ ،‬غلب طعم النجاسة ‪ ،‬ولونها عليه ‪،‬‬
‫وريحها عليه ‪ ،‬أو لم يغلب عليه شيء من ذلك ‪ ،‬ول النجاسة‬
‫استحالت عينها عما كانت عليه من معنى النجاسة إلى معنى‬
‫الماء ‪ ،‬ولكنهما عينان ممتزجتان ‪ ،‬ورد الخبر عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم بإجازته التطهر بذلك ‪ ،‬وكان الغالب عليه لون‬
‫الماء وطعمه ‪ ،‬دون طعم النجاسة ‪ ،‬ولونها ‪ ،‬وريحها ‪ ،‬فقلنا بإجازته‬
‫كما ورد الخبر به عنه ‪ .‬ولو كنا قلنا ما قلنا في ذلك استنباطا‬
‫واستخراجا ‪ ،‬كنا قد ساويناكم ‪ ،‬ولكنا فصلنا منكم بأنا قلنا ما قلنا‬
‫في ذلك اتباعا للوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من‬
‫الثر ‪ ،‬وقلتم ما قلتموه استنباطا من النظر ‪ ،‬فأريناكم عيب ما‬
‫قلتم من جهة النظر لتعلموا فساده ‪ .‬فإن قال ‪ :‬إنا وإن كنا أيدنا‬
‫قولنا بالنظر ‪ ،‬فإن معنا أيضا من الثر ما قد روينا عن ابن عباس‬
‫وغيره ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ‪ " :‬الماء ل‬
‫ينجسه شيء " ‪ .‬قيل ‪ :‬قد بينا معنى ذلك ‪ ،‬وأنه خبر مجمل قد‬
‫فسرته الخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن‬
‫ذلك إذا كان قلتين ‪ ،‬وأريناكم الشواهد على فساده من جهة النظر‬
‫وأما الذين قالوا ‪ :‬ينجس الماء بما حل فيه من قليل النجاسة‬
‫وكثيرها ‪ ،‬وإن كان قدر قلتين من قلل هجر ‪ ،‬إل أن يكون الذي‬
‫حل فيه قدر بركة عظيمة ‪ ،‬إذا حرك أحد جوانبها ‪ ،‬لم تتحرك‬
‫الجوانب الخرى بتحرك ما حرك منها ‪ ،‬فيكون حينئذ بمعنى البطائح‬
‫والبحر ‪ ،‬فإنه يقال لهم ‪ :‬أخبرونا عن تنجيسكم الماء الذي هو أقل‬
‫من قدر ما قلتم إنه ل يحتمل النجاسة بما حل فيه من قليل‬
‫النجاسة وكثيرها ‪ ،‬أبنص قلتم بتنجيسه أم القياس ؟ فإن زعموا‬
‫أنهم قالوا بالنص ‪ ،‬سئلوا عن تبيين ذلك من جهة النص من كتاب‬
‫أو خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬إما من نقل العامة‬
‫أو نقل الخاصة ‪ ،‬وعزيز ذلك عليهم ‪ .‬وإن قالوا ‪ :‬قلناه قياسا ‪ ،‬قيل‬
‫لهم ‪ :‬ما الصل الذي قستم عليه ؟ فإن قالوا ‪ :‬قسناه على إجماع‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الجميع على أن قليل الماء ‪ ،‬الذي هو قلة أو أقل من قلة بقلل‬
‫العراق ‪ ،‬ينجس بقليل ما حل فيه من النجاسة ‪ ،‬إذا كان مجتمعا‬
‫راكدا في موضع ‪ ،‬وذلك قدر من الماء ل شك فيه أنه إذا حركت‬
‫ناحية منه تحركت نواحيه كلها ‪ ،‬وكان معلوما بذلك أن النجاسة إذا‬
‫حلت في موضع منه ‪ ،‬أو في جانب من جوانبه ‪ ،‬امتزج بعضه‬
‫ببعض ‪ ،‬فنجس جميعه ‪ ،‬وهم مع اجتماعهم على ما ذكرنا ‪،‬‬
‫مجمعون على البطيحة ‪ ،‬والبحر أنه لو وقعت فيهما نجاسة ‪ ،‬قلت‬
‫أو كثرت ‪ ،‬أنهما ل ينجسان ‪ ،‬وهما ماءان إذا حرك جانب من‬
‫جوانب أحدهما لم يتحرك الجانب الخر منه ‪ ،‬فألحقنا حكم كل ماء‬
‫راكد إذا حرك جانب منه لم يتحرك الجانب الخر ‪ ،‬بحكم البطيحة‬
‫الراكد ماؤها ‪ ،‬والبحر الدائم ماؤه ‪ ،‬وألحقنا كل ماء قائم إذا حرك‬
‫جانب منه تحرك الجانب الخر منه ‪ ،‬بحكم الماء القليل ‪ ،‬الذي هو‬
‫قدر قلة من قلل أهل العراق ‪ ،‬المجمع على أن النجاسة القليلة‬
‫إذا دخلت فيه ينجس جميعه ‪ ،‬وإن لم تغير له لونا ول طعما ‪ ،‬ول‬
‫ريحا ‪ .‬قيل لهم ‪ :‬أخبرونا عن الذي رأيتموه نجسا من الماء بحلول‬
‫النجاسة فيه ‪ ،‬أليس الماء ينجس عندكم بامتزاج بعضه ببعض ‪ ،‬إذا‬
‫وقعت النجاسة في جانب منه ؟ فإن قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬تركوا في ذلك‬
‫قولهم ؛ لنهم زعموا أن الذي إذا حرك جانب منه لم يتحرك‬
‫الجانب الخر ‪ ،‬إنما حكموا لهم بالطهارة ‪ ،‬إذا حلت فيه النجاسة ‪،‬‬
‫يتنجس الجانب الذي حلت فيه النجاسة ‪ ،‬ول يتنجس الجانب‬
‫الخر ؛ لنه ل يمتزج بعضه ببعض ‪ ،‬وأنه إنما يتنجس منه الموضع‬
‫الذي حلت فيه النجاسة ‪ ،‬وما حوله دون جميعه ‪ .‬وإن قالوا ‪ :‬بلى ‪،‬‬
‫قيل لهم ‪ :‬أخبرونا عن الماء الذي صفته ما ذكرتم ‪ ،‬وأنه إذا كان بها‬
‫لم يحتمل نجسا ‪ ،‬وكان كالبطيحة ‪ ،‬والبحر إذا دخلت النجاسة في‬
‫جانب منه وناحية ‪ ،‬أليس الموضع الذي حلت فيه منه نجس عندكم‬
‫؟ فإن قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬تركوا في ذلك قولهم ‪ ،‬وإن قالوا ‪ :‬بلى ‪ ،‬قيل‬
‫لهم ‪ :‬فأخبرونا عن موضع النجاسة من ذلك الماء ‪ ،‬هل يجزئ‬
‫متوضئا إن توضأ به مما عليه من فرض الطهارة للصلة ؟ فإن‬
‫قالوا ‪ :‬بلى ‪ :‬تركوا قولهم في ذلك ‪ ،‬وإن قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قيل لهم ‪:‬‬
‫فأخبرونا عنه إذا كان ذلك عندكم نجسا ل يجزئ متوضئا لو توضأ به‬
‫مما عليه من فرض الطهارة ‪ ،‬وكان ينجس ما لقى من بدن من‬
‫لقى بدنه ‪ ،‬فما أنتم قائلون فيما ولي ذلك الماء المتنجس ‪ ،‬فيما‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حل فيه من النجاسة ‪ ،‬وفيما لقاه منه من الماء ‪ .‬أطاهر هو عندكم‬
‫أم نجس ؟ فإن زعموا أنه طاهر ‪ ،‬تركوا قولهم ‪ .‬وقيل لهم ‪ :‬ما‬
‫جعل ما لقي من الماء طاهرا ‪ ،‬وما لقاه من أبدان بني آدم‬
‫وثيابهم نجسا ينجس ما لقاه من الشياء المستجسدة ‪ ،‬والمائعة‬
‫من غير نوعه ؟ فهو لنوعه أشد تنجيسا ‪ .‬فإن قالوا ‪ :‬بل هو نجس ‪.‬‬
‫قيل لهم ‪ :‬وكذلك كل جزء ما لقي النجس صار نجسا ‪ ،‬بتنجيس‬
‫الجزء الذي لقي الجزء النجس منه ‪ ،‬ل يبقى جزء من الماء الراكد‬
‫إل صار نجسا بتنجيس أقل قليله ‪ .‬فإن قالوا ‪ :‬المر كذلك ‪ ،‬قضوا‬
‫على الماء الذي زعموا أنه ل يحتمل النجاسة ‪ ،‬وهو الذي إذا حرك‬
‫أحد جوانبه لم يتحرك الجانب الخر منه ‪ ،‬بأن جميعه نجس بأقل‬
‫قليل النجاسة الذي تحل في بعضه ‪ ،‬وعلى ماء البطيحة ‪ ،‬والبحر‬
‫نجاسته جميعه بذلك ‪ .‬وقد ذكر عن بعض من كان يتعاطى الجدل‬
‫من أهل هذه المقالة ‪ ،‬أنه ألزم هذا السؤال ‪ ،‬فرأى أنه لزم ‪،‬‬
‫فمضى عليه وألزمه نفسه ‪ ،‬وقضى على ماء البحر والبطيحة‬
‫بالنجاسة ‪ ،‬إذا علم أن نجاسة قد حلته ‪ .‬وبحسب امرئ من الجهل‬
‫أن يستجيز لنفسه ما يستقبحه العالم ‪ ،‬فضل عن أمة محمد صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ .‬وإن قالوا في بعض ذلك ‪ :‬هو طاهر ‪ ،‬وفي بعضه‬
‫هو نجس ‪ .‬قيل لهم ‪ :‬أوليس الذي ينجس منه إنما صار نجسا‬
‫بملقاة النجاسة إياه ؟ فإن قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬قيل لهم ‪ :‬فإن كان ذلك‬
‫إنما صار نجسا بملقاته النجاسة ‪ ،‬فل شك أن الجزء الذي يلي ذلك‬
‫الجزء الذي لقي النجاسة ‪ ،‬لم يلقه إل بعدما صار الجزء الذي يلي‬
‫النجاسة نجسا ‪ ،‬فكيف جاز لكم أن تحكموا بما حكمتم له بالطهارة‬
‫أنه طاهر ‪ ،‬وقد لقى ماء نجسا ‪ ،‬وإنما حكمتم الذي ولي النجاسة‬
‫بأنه نجس لملقاته ما لقى من النجاسة ؟ وهذا قول إذا تدبره ذو‬
‫فهم بعقله ‪ ،‬لم يخف تناقضه ‪ ،‬وإفساد بعضه بعضا ‪ .‬فإن قال لنا‬
‫منهم قائل ‪ :‬فإنا نرد عليك هذا السؤال بعينه في قولك ‪ :‬إذا كان‬
‫الماء قلتين لم يحتمل الماء نجسا ‪ ،‬فنقول ‪ :‬أخبرونا عن قلتي ماء‬
‫من قلل هجر حلت فيه نجاسة لم تغير له طعما ‪ ،‬ول لونا ‪ ،‬ول‬
‫ريحا ‪ ،‬أتقول إن الموضع الذي حلت فيه النجاسة منه طاهر ؟ فإن‬
‫قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قيل لك ‪ :‬وكيف يكون طاهرا ‪ ،‬وأنت تزعم أن عين‬
‫النجاسة التي حلت فيه لم تنقلب ؟ أم كيف يكون شيء نجسا ‪ ،‬ما‬
‫لم يختلط بغيره ‪ ،‬فإذا اختلط بغيره صار طاهرا هو بحاله لم يحل‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عن معناه ؟ ‪ .‬قيل ‪ :‬إن الشياء التي قضينا لعيانها بالنجاسة ‪ ،‬إنما‬
‫حكمنا لها بذلك لحكم الله ‪ -‬جل ثناؤه ‪ -‬لها به ‪ ،‬تسليما منا‬
‫لقضائه ‪ ،‬وكذلك كان المر منا فيما حكمنا له بالطهارة ‪ ،‬فجعلنا‬
‫النجاسة إذا لقت طاهرا إلى الشياء ‪ ،‬وهي رطبة أو لقته وهي‬
‫يابسة ‪ ،‬وما لقته رطب نجسا بحكم الله ‪ -‬تعالى ذكره ‪ -‬بذلك‬
‫حكمنا للماء إذا كان قدر قلتين من قلل هجر بالطهارة ‪ ،‬وإن حلت‬
‫فيه *‬

‫ب‬ ‫ن ال ْغَ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي هَذِهِ اْل َ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫ل ِفي ال ْب ََيا ِ‬
‫ن عَ ّ‬ ‫ال َْقوْ ُ‬

‫القول في البيان عما في هذه الخبار من الغريب فمن ذلك قول‬


‫أبي سعيد الخدري أنه قال ‪ :‬قيل لرسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬إنه يستقى لك من بئر بضاعة ‪ ،‬فإنه يلقى فيها ما ينجي‬
‫الناس والمحايض ‪ ،‬يعني بقوله ‪ :‬وإنه يلقى فيها ما ينجي الناس ‪،‬‬
‫يعني ما يحدثون من القذر ‪ ،‬وهو النجو ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬أنجى فلن ‪،‬‬
‫إذا خري ‪ ،‬فهو ينجي إنجاء ‪ ،‬وهو نجو فلن ‪ ،‬ويقال ‪ :‬ضرب فلن‬
‫فلنا حتى أنجى ‪ ،‬وللنجو أيضا معنى آخر ‪ ،‬وهو مصدر من قولهم ‪:‬‬
‫نجا فلن أغصان الشجر فهو ينجوها نجوا ‪ ،‬إذا قطعها ‪ ،‬والنجو أيضا‬
‫السحاب الذي قد هراق ماءه ‪ ،‬فإن أدخلت فيه هاء التأنيث ‪ ،‬كانت‬
‫بخلف هذه المعاني كلها ‪ ،‬وذلك قولهم ‪ :‬فلن بنجوة من هذا المر‬
‫‪ ،‬إذا كان بارتفاع منه حيث ل يصيبه منه أذى ول مكروه ‪ ،‬كما قال ‪:‬‬
‫أوس بن حجر في صفة غيث ‪ :‬فمن بعقوته كمن بنجوته والمستكن‬
‫كمن يمشي بقرواح والنجوة ‪ :‬ما ارتفع من الرض وأما قوله في‬
‫الخبر الخر ‪ :‬قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إنه يستقي‬
‫لك من بئر بضاعة ‪ ،‬وإنه يلقى فيها المحايض وعذر الناس ‪ ،‬فإن‬
‫العذر جمع عذرة وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم في الخبر‬
‫الذي رواه أبو هريرة عنه ‪ ،‬أنه سئل عن الحياض بين مكة والمدينة‬
‫‪ ،‬فقيل له ‪ :‬يردها الكلب والسباع ‪ " :‬لها ما في بطونها منه وما‬
‫غبر فهو لنا طهور " ‪ ،‬فإنه يعني بقوله ‪ " :‬وما غبر " ‪ ،‬وما بقي ‪،‬‬
‫ومنه قول العجاج ‪ :‬فما ونى محمد مذ أن غفر له الله ما مضى‬
‫وما غبر وأما قول عاصم بن المنذر ‪ :‬دخلت مع عبد الله بن عبد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله بن عمر بستانا وفيه مقرى ‪ ،‬فإنه يعني بالمقرى ‪ :‬الحوض‬
‫يجمع فيه الماء ‪ ،‬يقال للرجل إذا جمع الماء في الحوض ‪ " :‬قرى‬
‫فلن الماء في الحوض فهو يقريه قرى " ‪ ،‬والحوض نفسه المقرى‬
‫‪ ،‬ويقال للقرد إذا جمع الطعام في شدقه ‪ " :‬قد انقرى قريا ‪ ،‬ومنه‬
‫قول الراجز ‪ :‬يا عجبا من صلتان يقري وكان ل يفري فأمسى‬
‫يحري والقري ‪ :‬مجرى الماء إلى الرياض ‪ ،‬والمقرى ‪ ،‬أيضا إناء‬
‫يقرى فيه الضيف ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬قريت الضيف فأنا أقريه قرى ‪-‬‬
‫مقصور ‪ -‬وأما إذا همز ‪ ،‬فإنه يصير بمعنى غير هذا ‪ ،‬وذلك إذا‬
‫قيل ‪ :‬ما قرأت هذه الناقة سل قط ‪ ،‬يعني به ‪ :‬إذا لم يشتمل‬
‫رحمها على ولد ‪ ،‬كما قال عمرو بن كلثوم ‪ :‬تريك إذا دخلت على‬
‫خلء وقد أمنت عيون الكاشحينا ذراعي عيطل أدماء بكر هجان‬
‫اللون ‪ ،‬لم تقرأ جنينا والقرو بغير همز ‪ ،‬غير ذلك كله ‪ ،‬وهو أصل‬
‫النخلة ينقر ‪ ،‬ثم ينتبذ فيه ‪ ،‬ومنه الخبر الوارد عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم أنه نهى عن النقير ‪ ،‬وأصله منقور صرف إلى‬
‫نقير ‪ ،‬وهو أصل النخلة المنقور ‪ .‬والقرا بفتح القاف ‪ -‬مقصور ‪-‬‬
‫الظهر ‪ ،‬ومنه قول الطرماح بن حكيم ‪ :‬كصياح نوتي يظل على قرا‬
‫قيدوم قرواء السراة يندد يقال منه ‪ :‬ناقة قرواء ‪ ،‬إذا كانت طويلة‬
‫الظهر ‪ ،‬ومنه قول رؤبة بن العجاج في صفة ناقة ‪ :‬تنشطته كل‬
‫مغلة الوهق مضبورة قرواء هرجاب فنق أما قول جد سلمان بن‬
‫عتاب ‪ :‬سألت أبا هريرة ‪ ،‬فقلت ‪ :‬إنا نرى الحوض يكون فيه‬
‫السؤرة من الماء ‪ -‬يعني بالسؤرة البقية منه ‪ -‬وسؤرة كل شيء‬
‫بقيته ‪ ،‬ومنه قول سؤر الذئب ‪ :‬ناهزت سؤر الذئب عنه الذيبا يقال‬
‫للرجل إذا شرب فأبقى في الناء منه بقية ‪ " :‬أسأر يسئر إسآرا "‬
‫ومنه قول العشى ‪ :‬بانت وقد أسأرت في النفس حاجتها بعد‬
‫ائتلف ‪ ،‬وخير الود ما نفعا وهو رجل سآر إذا كان من شأنه‬
‫الفضال في الناء إذا شرب ‪ ،‬ورجل سوار ‪ ،‬إذا كان وثابا ‪ ،‬من‬
‫سار فهو يسور سورا ‪ ،‬ورجل سيار ‪ ،‬إذا كان ذا منة على السير ‪،‬‬
‫من سار فهو يسير سيرا وأما قول أبي هريرة ‪ " :‬فإذا كان الماء‬
‫أربعين غربا لم ينجسه شيء " ‪ ،‬فإن الغرب ‪ ،‬هو الدلو العظيمة ‪،‬‬
‫يتخذ من مسك ثور ينوء بها البعير ‪ ،‬يجمع غروبا ‪ ،‬ومنه قول زهير‬
‫بن أبي سلمى ‪ :‬كأن عيني في غربي مقتلة من النواضح تسقي‬
‫جنة سحقا وللغرب أيضا وجوه غير ذلك ‪ ،‬منها قولهم ‪ :‬في لسان‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فلن غرب ‪ ،‬إذا كانت فيه حدة ويقال لحد كل شيء غربه ‪ ،‬كقولهم‬
‫لحد السيف غربه ‪ ،‬ولطراف السنان غروبها ‪ ،‬كما قال عنترة ‪ :‬إذ‬
‫تستبيك بذي غروب واضح عذب مقبله لذيذ المطعم ومنها ‪" :‬‬
‫فرس غرب " ‪ ،‬إذا كان كثير العدو ‪ ،‬ومنها قولهم ‪ " :‬بعين فلن‬
‫غرب " ‪ ،‬إذا كانت كثيرة سيلن الدمع ل تنقطع غروبها ‪ .‬وأما "‬
‫الغرب " ‪ ،‬بتحريك الغين والراء ‪ ،‬فمعنى غير ذلك كله ‪ ،‬وهو‬
‫الموضع الذي يسيل فيه الماء بين البئر والحوض ‪ " ،‬والغرب "‬
‫أيضا ‪ :‬الفضة ‪ ،‬في قول معمر بن المثنى ‪ ،‬ومنه قول أعشى بني‬
‫قيس بن ثعلبة ‪ :‬باكرتها الغراب في سنة النوم فتجري خلل شوك‬
‫السيال " والغرب " أيضا ‪ ،‬نوع من الشجر ‪ ،‬ومنه أيضا قوله ‪ :‬إذا‬
‫انكب أزهر بين السقاة تراموا به غربا أو نضارا وأما قول أبي‬
‫هريرة إذ سئل عن الكلب ترد الحياض ‪ :‬إذا وردن الحكر الصغيرة‬
‫فل تطعمه " ‪ ،‬فإنه يعني بالحكر الصغيرة ‪ ،‬محبسا للماء صغيرا‬
‫كالحوض الصغير ‪ ،‬ومنه قول الراجز ‪ :‬يا ليتها قد لبست وصواصا‬
‫وعلقت حاجبها تنماصا حتى تجيء عصبة حراصا فيجدوني حكرا‬
‫حياصا معنى قوله ‪ " :‬فيجدوني حكرا " ‪ ،‬حابسا لها عن التزويج ‪،‬‬
‫ومنه احتكار الطعام ‪ ،‬وهو حبسه على المشتري بترك بيعه ‪ ،‬ومنه‬
‫قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬الجالب مرزوق ‪ ،‬والمحتكر‬
‫ملعون " ‪ ،‬يعني بالمحتكر ‪ :‬المحتبس وأما قول عطاء ‪ :‬وهذه‬
‫الضاء تلغ فيها الحمر ‪ ،‬والكلب " ‪ ،‬يعني بالضاء ‪ ،‬جمع أضاة ‪،‬‬
‫وهو الغدير من الماء ‪ ،‬ومنه قول العشى ‪ :‬وكل دلص كالضاة‬
‫حصينة ترى فضلها عن ربها يتذبذب وأما قول الشعبي ‪ :‬دفع عمر‬
‫إلى ضحضاح من ماء السماء ‪ ،‬فإنه يعني بالضحضاح ‪ ،‬الماء‬
‫الرقيق القليل الواقف ‪ ،‬ومنه الخبر الوارد عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم فقال ‪ " :‬هو في ضحضاح من نار ‪ ،‬في رجليه‬
‫نعلن من نار ‪ ،‬يغلي منهما دماغه " يعني بقوله ‪ " :‬في ضحضاح‬
‫من نار " ‪ :‬في نار رقيقة قليلة وأما قول عكرمة ‪ :‬إذا كان الماء‬
‫ذنوبا أو ذنوبين لم ينجسه شيء " ‪ ،‬فإن الذنوب ‪ :‬الدلو العظيمة ‪،‬‬
‫ومنه قول الله ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ : -‬فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل‬
‫ذنوب أصحابهم فل يستعجلون‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ة‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫حْر ٍ‬
‫ن َ‬
‫ك بْ ِ‬
‫ما ِ‬
‫س َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار سماك بن حرب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫خر من أ َ‬
‫ة‪#‬‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫حْر ٍ‬
‫ن َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دا عَب ْد ُهُ‬
‫م ً‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫ن ُ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬
‫ه ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫" تَ َ‬
‫شهّد ُ أ ْ‬

‫‪ 2311‬حدثنا أبو كريب محمد بن العلء قال ‪ :‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬عن‬
‫زائدة ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء‬
‫أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬إني أبصرت‬
‫الهلل الليلة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬تشهد أن ل إله إل الله ‪ ،‬وأن محمدا عبده‬
‫ورسوله ؟ " فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬قم يا فلن ‪ ،‬فأذن في الناس‬
‫فليصوموا " حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حسين بن علي ‪ ،‬عن‬
‫زائدة ‪ ،‬عن سماك بن حرب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم مثله ‪ ،‬إل أنه قال ‪ " :‬قم يا بلل أذن "‬
‫وسائر الحديث مثله القول في علل هذا الخبر ‪ :‬وهذا خبر عندنا‬
‫صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير‬
‫صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬أنه خبر ل يعرف له مخرج يصح عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم إل من هذا الوجه ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به‬
‫عندهم منفرد وجب التثبت فيه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أنه من نقل عكرمة ‪،‬‬
‫وفي نقله عندهم نظر يجب التثبت فيه ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أنه خبر قد حدث‬
‫به عن سماك غير زائدة ‪ ،‬فأرسله عن عكرمة ‪ ،‬ولم يجعل بينه‬
‫وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحدا *‬

‫َ‬
‫جع َ ْ‬
‫ل‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫سل َ ُ‬
‫ة فَأْر َ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث هذا الحديث عن عكرمة فأرسله ‪ ،‬ولم يجعل بينه‬


‫وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحدا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫جع َ ْ‬
‫ل‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫سل َ ُ‬
‫ة فَأْر َ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫‪#‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّهِ‬
‫سو ُ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬
‫ه ‪ ،‬وَأّني َر ُ‬ ‫ن َل إ ِل َ َ‬ ‫" تَ َ‬
‫شهّد ُ أ ْ‬

‫‪ 2312‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن المبارك ‪ ،‬عن سفيان ‪،‬‬
‫عن سماك بن حرب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬أن أعرابيا أتى النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم فقال ‪ :‬إني رأيت الهلل قال ‪ " :‬تشهد أن ل إله إل الله‬
‫‪ ،‬وأني رسول الله ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فأمر بلل ‪ ،‬فنادى في الناس‬
‫أن يصوموا القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه ‪ :‬والذي‬
‫فيه من ذلك ‪ ،‬الدليل الواضح على حقيقة قول القائلين بإيجاب‬
‫العمل بخبر الواحد العدل ‪ ،‬وذلك أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قبل خبر العرابي ؛ إذ صح عنده أنه مسلم ‪ ،‬ولم يكن علم‬
‫منه أمرا تسقط به عدالته ‪ ،‬وكان ظاهره الصدق فيما أخبر به من‬
‫الخبر ‪ ،‬وعلى ذلك من منهاجه كان عمل الخلفاء الراشدين‬
‫المهديين الئمة الصالحين *‬

‫ي‬
‫ما ُروِ َ‬ ‫سِبي َ‬
‫ل َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫م ْ‬ ‫سل َ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حضرنا ذكره ممن سلك من ذلك سبيل ما روي عن النبي‬


‫صلى الله عليه وسلم من فعله فيه‬

‫ما ُروِيَ ‪#‬‬ ‫سِبي َ‬


‫ل َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫م ْ‬ ‫سل َ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ضَرَنا ذِك ُْرهُ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫م ‪َ .‬قا َ‬
‫ل‪":‬‬ ‫" أهْل َل ْ َ‬
‫ت ؟ " َقا َ‬
‫ل ‪ :‬ن َعَ ْ‬

‫‪ 2313‬حدثني الحسن بن مدرك الطحان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن‬


‫حماد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عوانة ‪ ،‬عن عبد العلى الثعلبي ‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي ليلى ‪ ،‬عن البراء بن عازب ‪ ،‬أن عمر خرج يطلب الهلل فإذا‬
‫راكب مقبل ‪ ،‬فقال ‪ " :‬من أين أقبلت ؟ " قال ‪ :‬من الشام ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫" أهللت ؟ " قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ " :‬الله أكبر ‪ ،‬يكفي المسلمين‬
‫أحدهم " *‬

‫َ َ‬ ‫َ‬
‫حى‬ ‫ل ِفي فِط ْرٍ أوْ أ ْ‬
‫ض َ‬ ‫ل عََلى ُرؤْي َةِ ال ْهَِل ِ‬
‫ج ٍ‬ ‫جاَز َ‬
‫شَهاد َةَ َر ُ‬ ‫"أ َ‬

‫‪ 2314‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو عامر ‪ ،‬ومؤمل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا سفيان ‪ ،‬عن عبد العلى ‪ ،‬عن ابن أبي ليلى ‪ ،‬عن عمر بن‬
‫الخطاب رضوان الله عليه ‪ :‬أنه " أجاز شهادة رجل على رؤية‬
‫الهلل في فطر أو أضحى " *‬

‫َ‬
‫مُر ‪:‬‬ ‫م ‪ .‬فََقا َ‬
‫ل عُ َ‬ ‫ل ‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫" أهْل َل ْ َ‬
‫ت ؟ " َقا َ‬

‫‪ 2315‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حسن بن الربيع ‪ ،‬عن أبي‬


‫عوانة ‪ ،‬عن عبد العلى الثعلبي ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬خرج عمر رضوان الله عليه ينظر إلى الهلل ‪ ،‬فإذا راكب ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬من أين أقبلت ؟ " فقال ‪ :‬من الشام ‪ ،‬قال ‪ " :‬أهللت ؟ "‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ .‬فقال عمر ‪ " :‬الله أكبر ‪ ،‬يكفي المسلمين أحدهم " *‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َرَأى هَِل َ‬


‫ن ي ُْفط ُِروا "‬
‫سأ ْ‬‫مُر الّنا َ‬ ‫ل ‪ " ،‬فَأ َ‬
‫مَر عُ َ‬ ‫وا ٍ‬ ‫ل َ‬
‫ش ّ‬

‫‪ 2316‬حدثني أحمد بن إسحاق الهواري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عامر بن‬


‫مدرك الحارثي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسرائيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العلى ‪،‬‬
‫عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ‪ ،‬قال ‪ :‬شهدت عمر ‪ ،‬وجاء راكب ‪،‬‬
‫فشهد عنده أنه رأى هلل شوال ‪ " ،‬فأمر عمر الناس أن يفطروا "‬
‫*‬

‫ن الل ّهِ عَل َي ْهِ عََلى ُرؤْي َةِ ال ْهَِل ِ‬


‫ل‬ ‫وا ُ‬
‫ض َ‬
‫مَر رِ ْ‬
‫عن ْد َ عُ َ‬ ‫ج ٌ‬
‫ل ِ‬ ‫" َ‬
‫شهِد َ َر ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2317‬حدثني علي بن سهل الرملي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مؤمل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العلى ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي‬
‫ليلى ‪ ،‬قال ‪ " :‬شهد رجل عند عمر رضوان الله عليه على رؤية‬
‫الهلل في أضحى أو فطر ‪ ،‬فأجاز عمر شهادته " *‬

‫مْفط ٌِر ؟ " ‪ ،‬فََقا َ‬


‫ل ‪ :‬بَ ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫" أ َصائ ِ َ‬
‫م ُ‬
‫تأ ْ‬‫م أن ْ َ‬
‫َ ٌ‬

‫‪ 2318‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أيوب ‪ ،‬عن أبي رجاء ‪ ،‬مولى أبي قلبة ‪ :‬أن‬
‫رجلين قدما المدينة ‪ ،‬وقد رأيا الهلل ‪ ،‬وقد أصبح الناس صياما ‪،‬‬
‫ولم يروا الهلل ‪ ،‬فأتيا عمر ‪ ،‬فذكرا ذلك له ‪ ،‬فقال لحدهما ‪" :‬‬
‫أصائم أنت أم مفطر ؟ " ‪ ،‬فقال ‪ :‬بل مفطر ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما حملك‬
‫على ذاك ؟ " قال ‪ :‬لم أكن لصوم وقد رأيت الهلل ‪ ،‬وقال للخر ‪:‬‬
‫" فما أنت ؟ " قال ‪ :‬أنا صائم ‪ ،‬قال ‪ " :‬فما حملك على أن تصوم‬
‫وقد رأيت الهلل ؟ " ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني رأيت الناس صياما ‪ ،‬فلم أكن‬
‫لفطر والناس صيام ‪ ،‬فقال للذي أفطر ‪ " :‬لول مكان هذا لوجعت‬
‫رأسك " ‪ ،‬ثم نودي في الناس أن اخرجوا *‬

‫مْفط ٌِر‬ ‫مْفط ٌِر ؟ " ‪ ،‬فََقا َ‬ ‫َ‬ ‫" أ َصائ ِ َ‬


‫ل‪ُ :‬‬ ‫م ُ‬
‫تأ ْ‬‫م أن ْ َ‬
‫َ ٌ‬

‫‪ 2319‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أيوب ‪ ،‬عن أبي قلبة ‪ ،‬أن رجلين رأيا الهلل ‪ ،‬وهما بطريق مكة ‪،‬‬
‫فتعجل ‪ ،‬فقدما المدينة ‪ ،‬فإذا الناس صيام ‪ ،‬فأتيا عمر بن الخطاب‬
‫رضي الله عنه ‪ ،‬فأخبراه أنهما قد رأيا الهلل ‪ ،‬فقال لحدهما ‪" :‬‬
‫أصائم أنت أم مفطر ؟ " ‪ ،‬فقال ‪ :‬مفطر ‪ ،‬قال ‪ " :‬وما حملك على‬
‫ذلك ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬إني لم أكن لصوم وقد رأيت الهلل ‪ ،‬فسأل الخر‬
‫فقال ‪ :‬أنا صائم ‪ ،‬قال ‪ " :‬ولم ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت الناس صياما ‪،‬‬
‫فلم أكن لخالف عليهم ‪ ،‬فقال عمر ‪ " :‬لول هذا لوجعت لك رأسك‬
‫" ‪ ،‬ثم أمر الناس ‪ ،‬فخرجوا بعدما ارتفع الضحى *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ه"*‬ ‫مَر ‪ ،‬فََقب ُِلوا َ‬ ‫ّ‬ ‫" فَأ َ‬


‫شَهاد َت َ ُ‬ ‫ن عُ َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬

‫‪ 2320‬حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫عبد الواحد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الملك بن‬
‫ميسرة ‪ ،‬قال ‪ :‬شهدت المدينة في عيد ‪ ،‬قال ‪ :‬فلم يشهد على‬
‫الهلل إل رجل واحد ‪ " ،‬فأمرهم عبد الله بن عمر ‪ ،‬فقبلوا شهادته‬
‫"*‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ل ‪ ،‬فََل أد ِْري فِط ٌْر أوْ َ‬
‫صو ْ ٌ‬ ‫ي ال ْهَِل ُ‬
‫ة فَُرئ ِ َ‬
‫دين َ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫قَدِ ْ‬
‫م ُ‬

‫‪ 2321‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن إدريس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬


‫الشيباني ‪ ،‬عن عبد الملك بن ميسرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قدمت المدينة فرئي‬
‫الهلل ‪ ،‬فل أدري فطر أو صوم ‪ ،‬فلم يشهد عليه إل رجل ‪" ،‬‬
‫فأمرهم ابن عمر يقبلون شهادته " *‬

‫َ‬
‫ن ‪َ :‬ل ي َ ُ‬
‫جوُز ِفي‬ ‫خُرو َ‬ ‫ه " ‪ ،‬وََقا َ‬
‫لآ َ‬ ‫جيُزوا َ‬
‫شَهاد َت َ ُ‬ ‫"أ ِ‬

‫‪ 2322‬حدثني أبو السائب ‪ ،‬سلم بن جنادة السوائي قال ‪ :‬حدثنا‬


‫حفص بن غياث ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الشيباني ‪ ،‬عن عبد الملك ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫كنت بالمدينة ‪ ،‬فجاء رجل يشهد على رؤية الهلل ‪ ،‬فقال ابن‬
‫عمر ‪ " :‬أجيزوا شهادته " ‪ ،‬وقال آخرون ‪ :‬ل يجوز في ذلك أقل من‬
‫شهادة شاهدين عدلين *‬

‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫حك َ َ‬
‫م ب ِهِ‬ ‫ك أو ْ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من قال ذلك أو حكم به‬


‫ل ذ َل ِ َ َ‬
‫حك َ َ‬
‫م ب ِهِ ‪#‬‬ ‫ك أو ْ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬ ‫فَإ َ َ‬
‫سوا ‪ ،‬إ ِّل أ ْ‬
‫ن‬ ‫م ُ‬ ‫ما ‪ ،‬فََل ت ُْفط ُِروا َ‬
‫حّتى ت ُ ْ‬ ‫صَيا ً‬
‫م ِ‬
‫حت ُ ْ‬
‫صب َ ْ‬
‫ذا أ ْ‬‫ِ‬

‫‪ 2323‬حدثني ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬


‫شقيق ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع عتبة بن فرقد السلمي في أناس بالجبل ‪،‬‬
‫فرأينا هلل شوال نهارا ‪ ،‬فأفطرنا ‪ ،‬وكتب إلى عمر رضوان الله‬
‫عليه في ذلك ‪ ،‬فكتب عمر ‪ " :‬إن الهلة بعضها أعظم من بعض ‪،‬‬
‫فإذا أصبحتم صياما ‪ ،‬فل تفطروا حتى تمسوا ‪ ،‬إل أن يشهد رجلن‬
‫مسلمان يشهدان أن ل إله إل الله وحده ل شريك له ‪ ،‬وأن محمدا‬
‫عبده ورسوله ‪ ،‬أنهما أهله بالمس عشيا " *‬

‫ل في صدر النهار فَأ َفْطروا ‪ ،‬وإ َ َ‬ ‫"إ َ َ‬


‫موهُ‬
‫ذا َرأي ْت ُ ُ‬‫َِ‬ ‫ُِ‬ ‫َ ْ ِ َّ ِ‬ ‫م ال ْهَِل َ ِ‬
‫ذا َرأي ْت ُ ُ‬‫ِ‬

‫‪ 2324‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو بكر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا مغيرة ‪،‬‬
‫والعمش ‪ ،‬أن عمر رضي الله عنه كتب ‪ " :‬إذا رأيتم الهلل في‬
‫صدر النهار فأفطروا ‪ ،‬وإذا رأيتموه في آخر النهار فل تفطروا ‪ ،‬إل‬
‫أن يجيء شاهدان يشهدان أنهما رأياه بالمس " وقال أبو كريب ‪:‬‬
‫قيل لبي بكر ‪ :‬حديث مغيرة ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬وحديث العمش ‪ ،‬عن‬
‫أبي وائل قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬إل أن يجئ شاهدان ‪ ،‬ذكره أخيرا *‬

‫شاهدان مسل ِما َ‬ ‫فَإ َ َ‬


‫ما‬ ‫شهَد َ َ ِ َ ِ ُ ْ َ ِ‬
‫ن أن ّهُ َ‬ ‫ل ‪ ،‬فََل ت ُْفط ُِروا َ‬
‫حّتى ي َ ْ‬ ‫م ال ْهَِل َ‬
‫ذا َرأي ْت ُ ُ‬‫ِ‬

‫‪ 2325‬حدثني أبو السائب سلم بن جنادة قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية ‪،‬‬
‫عن العمش ‪ ،‬عن شقيق ‪ ،‬قال ‪ :‬جاءنا كتاب عمر ونحن بخانقين ‪،‬‬
‫فمنا الصائم ‪ ،‬ومنا المفطر ‪ ،‬فلم يكن يعيب بعضنا على بعض ‪،‬‬
‫وقال في كتابه ‪ " :‬إن الهلة بعضها أكبر من بعض ‪ ،‬فإذا رأيتم‬
‫الهلل ‪ ،‬فل تفطروا حتى يشهد شاهدان مسلمان أنهما قد رأياه‬
‫بالمس " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ن‬
‫دا ِ‬ ‫شهَد َ َ‬
‫شاهِ َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫ل أ َوّ َ‬
‫ل الن َّهارِ ‪ ،‬فََل ت ُْفط ُِروا َ‬ ‫م ال ْهَِل َ‬ ‫فَإ َ َ‬
‫ذا َرأي ْت ُ ُ‬‫ِ‬

‫‪ 2326‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي عدي ‪ ،‬عن شعبة ‪،‬‬
‫عن سليمان ‪ ،‬عن أبي وائل ‪ ،‬قال ‪ :‬كتب إلينا عمر رضوان الله‬
‫عليه ‪ ،‬ونحن بالقادسية ‪ " :‬إن الهلة بعضها أعظم من بعض ‪ ،‬فإذا‬
‫رأيتم الهلل أول النهار ‪ ،‬فل تفطروا حتى يشهد شاهدان أنهما‬
‫رأياه بالمس " *‬

‫جَل ِ‬
‫ن‬ ‫سوا ‪ ،‬أ َوْ ي َ ْ‬
‫شهَد َ َر ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ل فََل ت ُْفط ُِروا َ‬
‫حّتى ت ُ ْ‬ ‫م ال ْهَِل َ‬ ‫فَإ َ َ‬
‫ذا َرأي ْت ُ ُ‬‫ِ‬

‫‪ 2327‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن أبي وائل ‪ ،‬قال ‪ :‬جاءنا كتاب عمر بن‬
‫الخطاب رضي الله عنه ‪ ،‬ونحن بخانقين ‪ " :‬إن الهلة بعضها أكبر‬
‫من بعض ‪ ،‬فإذا رأيتم الهلل فل تفطروا حتى تمسوا ‪ ،‬أو يشهد‬
‫رجلن مسلمان أنهما أهل بالمس عشية " *‬

‫ما " *‬ ‫ت َ‬
‫شَهاد َت َهُ َ‬ ‫جاَز ْ‬ ‫ن عَد َْل ِ‬
‫ن َ‬ ‫جَل ِ‬ ‫ذا َ‬
‫شهِد َ َر ُ‬ ‫" إِ َ‬

‫‪ 2328‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن يمان ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن‬
‫أبي إسحاق ‪ ،‬عن الحارث ‪ ،‬عن علي في رؤية الهلل قال ‪ " :‬إذا‬
‫شهد رجلن عدلن جازت شهادتهما " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ة اْل َعْوَرِ وَ ْ‬
‫حد َهُ عََلى‬ ‫ن عُت ْب َ َ‬
‫شم ِ ب ْ ِ‬
‫ها ِ‬ ‫جيَز َ‬
‫شَهاد َةَ َ‬ ‫ن يُ ِ‬
‫" أَبى أ ْ‬

‫‪ 2329‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن المبارك ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن‬
‫جريج ‪ ،‬عن عمرو بن دينار ‪ ،‬أن عثمان " أبى أن يجيز شهادة‬
‫هاشم بن عتبة العور وحده على رؤية هلل شهر رمضان " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة اْل َعْوَرِ وَ ْ‬
‫حد َهُ عََلى‬ ‫ن عُت ْب َ َ‬
‫شم ِ ب ْ ِ‬
‫ها ِ‬ ‫جيَز َ‬
‫شَهاد َةَ َ‬ ‫ن يُ ِ‬
‫" أِبي أ ْ‬

‫‪ 2330‬حدثني محمد بن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني روح ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن‬


‫جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت عمرو بن دينار ‪ ،‬يزعم ‪ :‬أن عثمان " أبي أن‬
‫يجيز شهادة هاشم بن عتبة العور وحده على رؤية شهر رمضان "‬
‫وعلة قائلي هذه المقالة ‪ :‬أن الشهادة على رؤية الهلل شهادة‬
‫كسائر الشهادات التي ل يجوز قبولها إل أن يقوم بها عدلن من‬
‫المسلمين ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬إنما قبل النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك‬
‫شهادة اثنين ‪ ،‬فغير جائز قبول شهادة أقل منهما *‬

‫ذك ْر من روي عَن َ‬


‫ه عَل َي ْهِ‬
‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ه َرَوى عَ ِ‬
‫ه أن ّ ُ‬
‫ِ ُ َ ْ ُ ِ َ ْ ُ‬

‫ذكر من روي عنه أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قبول‬
‫شهادة عدلين في ذلك‬

‫ه عَل َي ْهِ ‪#‬‬ ‫‪ <<#‬ذك ْر من روي عَن َ‬


‫صّلى الل ّ ُ‬
‫ي َ‬
‫ن الن ّب ِ ّ‬
‫ه َرَوى عَ ِ‬
‫ه أن ّ ُ‬
‫ِ ُ َ ْ ُ ِ َ ْ ُ‬

‫س‬
‫م ِ‬
‫َ‬ ‫م َرأ ََوا ال ْهَِل َ‬
‫ل ِباْل ْ‬
‫عند النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫م أن ّهُ ْ‬
‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫دوا ِ ْ َ ّ ِ ّ َ‬ ‫فَ َ‬
‫شه ِ ُ‬

‫‪ 2331‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا هشيم بن بشير الواسطي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني أبو بشر ‪ ،‬عن أبي عمير بن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬
‫عمومة لي من النصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ :‬أغمي علينا هلل شوال فأصبحنا صياما ‪ ،‬فجاء ركب من آخر‬
‫النهار فشهدوا عند النبي صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهلل‬
‫بالمس ‪ ،‬فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس " أن يفطروا‬
‫يومهم ‪ ،‬ويخرجوا لعيدهم من الغد " *‬

‫س ‪ ،‬فَأ َفْط َُروا‬ ‫َ‬


‫شّيا ‪ " ،‬فَأ َ‬
‫مَر الّنا َ‬ ‫س عَ ِ‬
‫م ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما أهَّلهُ ِباْل ْ‬
‫َ‬
‫دا أن ّهُ َ‬ ‫فَ َ‬
‫شه ِ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2332‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن‬
‫ربعي ‪ ،‬قال ‪ :‬أصبح الناس صياما لتمام ثلثين يوما على عهد‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فجاء أعرابيان ‪ ،‬فشهدا أنهما‬
‫أهله بالمس عشيا ‪ " ،‬فأمر الناس ‪ ،‬فأفطروا " *‬

‫صّلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ل الل ّهِ َ‬
‫سو ُ‬ ‫ة ‪ " ،‬فَأ َ‬
‫مَر َر ُ‬ ‫شي ّ ً‬
‫س عَ ِ‬ ‫ما أهَّلهُ ِباْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫دا أن ّهُ َ‬ ‫فَ َ‬
‫شه ِ َ‬

‫‪ 2333‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫سفيان ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن ربعي بن حراش ‪ ،‬عن بعض ‪ ،‬أصحاب‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬أصبح الناس لتمام ثلثين يوما ‪،‬‬
‫فجاء أعرابيان ‪ ،‬فشهدا أنهما أهله بالمس عشية ‪ " ،‬فأمر رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم الناس أن يفطروا " *‬

‫ما َرأ ََيا ال ْهَِل َ‬


‫ل‪،‬‬ ‫عند النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫م أن ّهُ َ‬
‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫دا ِ ْ َ ّ ِ ّ َ‬ ‫َ‬
‫شه ِ َ‬

‫‪ 2334‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن منصور ‪ ،‬عن ربعي ‪ ،‬أن أعرابيين شهدا عند‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أنهما رأيا الهلل ‪ " ،‬فأجاز شهادتهما "‬
‫وقال آخرون ‪ :‬ليس ذلك شهادة ‪ ،‬إذ كان الشاهد إنما شهد لغيره‬
‫على آخر غيره بحق له ‪ ،‬فأما ما كان خبره عن أمر يلزمه في‬
‫نفسه فرض الله ‪ ،‬فإنه مخبر ل شاهد ‪ .‬وقالوا ‪ :‬إذا كان مخبرا ل‬
‫شاهدا ‪ ،‬وكان خبره ذلك ‪ ،‬إذا صح ‪ ،‬لزمه ‪ ،‬وغيره به فرض ‪ ،‬فإنه‬
‫غير واجب العمل به حتى يستفيض ذلك الخبر وينتشر ‪ ،‬ويرد ورودا‬
‫يوجب العلم بصحته واعتل قائلو ذلك بأن الصوم فرض من فرائض‬
‫الله ‪ ،‬وأن الفرض ل يلزم من لزمه إل بعد قطع عذره بوجوبه عليه‬
‫*‬

‫" هَ ْ َ‬
‫س‬
‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫ة ِ‬
‫ماعَ ٌ‬
‫ج َ‬ ‫خل َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫ل ؟ " ك ُل ّ َ‬
‫ما د َ َ‬ ‫م ال ْهَِل َ‬
‫ل َرأي ْت ُ ُ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2335‬وقالوا فيما حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الحميد‬
‫الحماني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن ربيعة البجلي ‪ ،‬عن رافع بن سلمة‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬رأيت علي بن أبي طالب رضوان الله عليه يسأل الناس‬
‫في آخر يوم من شعبان يقول ‪ " :‬هل رأيتم الهلل ؟ " كلما دخلت‬
‫جماعة من الناس يقول ‪ " :‬هل رأيتم الهلل ؟ " بيان أن العمل‬
‫إنما جرى في أول المر وقديم اليام بذلك ‪ ،‬وذلك أن عليا رضي‬
‫الله عنه إنما اعترض بالمسألة عن رؤية الهلل الجماعة من الناس‬
‫بعد الجماعة ‪ ،‬دون اثنين عدلين ‪ .‬قالوا ‪ :‬ولو كان سبيل ذلك سبيل‬
‫الشهادات ‪ ،‬لما قصد بمسألته عن ذلك ‪ ،‬إل عدلين أو عدول تجوز‬
‫شهادتهم على ما شهدوا عليه ‪ ،‬دون كل من ورد عليه من جماعات‬
‫الناس الذين ل يعرفون ‪ ،‬ول يوقف على دياناتهم وأمانتهم على ما‬
‫شهدوا عليه والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال ‪ :‬إن الخبر‬
‫عن رؤية الهلل خبر نظير المنقول عن الحجة التي يلزم العمل به‬
‫من أورده عليه العدل الصادق واحدا كان الذي أورده عليه ‪ ،‬أو‬
‫جماعة ‪ ،‬ذكرا كان أو أنثى ‪ ،‬حرا كان أو عبدا ‪ ،‬بعد أن يكون‬
‫بالصفة التي وصفناها ‪ ،‬وهو أن يكون عدل صادقا لما ذكرنا في‬
‫الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبوله خبر‬
‫العرابي ‪ ،‬ولقيام الحجة بوجوب العمل بخبر الواحد العدل في‬
‫الدين ‪ ،‬التي ذكرناها في كتابنا المسمى ‪ " :‬لطيف القول " في‬
‫البيان عن أصول الحكام المغنية عن إعادتها في هذا الموضع فإن‬
‫ظن ظان أن الخبر عن رؤية الهلل مخالف الخبر عن الحجة‬
‫برسالة أداها عن الله ‪ -‬تعالى ذكره ‪ -‬إليه في شريعة شرعها‬
‫وفريضة فرضها على عباده ‪ ،‬من أجل أن الرسول صلى الله عليه‬
‫وسلم إذا بلغ رسالة ربه ‪ ،‬فإنما يودعها ويبلغها من يقوم من بعده‬
‫مقام الحجة على من انتهى إليه فيما بلغه وأودعه ؛ لن ما أمر‬
‫بتبليغه من الشرائع دين ثابت وفرض لزم العباد إلى قيام الساعة ‪،‬‬
‫وليس كذلك الخبر عن رؤية الهلل ‪ ،‬بل المخبر عن رؤية الهلل‬
‫غير مأمور بالخبار عن رؤيته ‪ ،‬ول أقيم خبره ‪ -‬إن أخبر ‪ -‬مقام‬
‫الحجة ‪ ،‬فكما كان مخيرا في إخباره غيره برؤيته الهلل ‪ ،‬بين‬
‫إخباره إياه ذلك وتركه إخباره ‪ ،‬فكذلك المخبر خبره ‪ ،‬مخير بين‬
‫قبوله خبره وتركه قبوله ‪ ،‬كما لم يكن لمن أبلغ الشريعة وأودعها‬
‫ترك إبلغها وكتمانها ‪ ،‬فكذلك الذي أبلغه ذلك المودع ‪ ،‬غير مرخص‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫له في ترك قبولها ‪ ،‬فقد ظن خطأ وذلك أن الذي تنتهي إليه‬
‫الشريعة التي أودعها الرسول صلى الله عليه وسلم من أودعها‬
‫إياه ‪ ،‬لن يخلو من أحد أمرين ‪ :‬إما أن يكون الذي أنهى إليه ذلك‬
‫واحدا أو جماعة في معنى الواحد ‪ ،‬بأنهم ل يقطعون عذر من‬
‫أبلغوه الشريعة ‪ ،‬وإما أن يكونوا جماعة يقطع خبرهم عذر من بلغه‬
‫‪ .‬فإن كان الذي أبلغه ذلك واحدا أو جماعة بمعنى الواحد في أنهم‬
‫ل يقطعون عذر من أبلغوه الشريعة ‪ ،‬فإنه إن لم يكن فيهم عدل‬
‫صادق ‪ ،‬فغير لزمه العمل ‪ ،‬ول العلم بخبرهم ‪ ،‬وإن كان فيهم عدل‬
‫صادق ‪ ،‬فإنما يوجب خبره الذي أبلغه من أبلغ ذلك ‪ ،‬العمل دون‬
‫العلم ‪ ،‬فقد تبين بذلك أنه لم يقم فيما أدى من الشريعة التي كان‬
‫أودعها وأمر بإبلغها مقام الحجة التي أودعها ذلك ‪ ،‬وأمره‬
‫بإبلغها ‪ ،‬لن مودع ذلك قد قطع عذره بلقاء الحجة ‪ ،‬وسماعه‬
‫الشريعة منه شفاها ‪ ،‬والذي أبلغه ذلك المأمور بإبلغه إياه ‪ ،‬لم‬
‫يقطع عذره مجيء المخبر به عن الحجة ‪ ،‬وإنما يقبله منه ‪ ،‬إن كان‬
‫من أهل الصدق ‪ ،‬على التصديق له ‪ ،‬فهو نظير الذي أخبره صادق‬
‫عن رؤيته الهلل ‪ ،‬في أنه يلزمه من فرض العمل بخبره كما يلزم‬
‫من فرض العمل بخبر الصادق المخبر عن الحجة بشريعة الله ‪-‬‬
‫تعالى ذكره ‪ -‬ل فرق بين ذلك ‪ ،‬ومن فرق بينهما سئل البرهان عن‬
‫الفرق بين ذلك من أصل ‪ ،‬أو نظير ‪ ،‬فلن يقول في أحدهما قول إل‬
‫ألزم في الخر مثله *‬

‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ك‬‫ع‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ما‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫با‬ ‫خ‬ ‫خر من أ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ن‪#‬‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ك‬‫ع‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ما‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫با‬ ‫خ‬ ‫خر من أ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خب َرٍ آ َ َ ِ ْ‬
‫ختل َْفتم في الط ّرق َفاجعُلوه سبع َ َ‬
‫ن ب َِني‬ ‫ة أذ ُْرٍع ‪َ ،‬‬
‫م ْ‬ ‫ْ َ ُ َ َْ‬ ‫ُ ِ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا ا ْ َ ُ ْ ِ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2336‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ،‬وحدثنا ابن وكيع ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن سماك بن حرب ‪ ،‬عن عكرمة ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬‬
‫إذا اختلفتم في الطرق فاجعلوه سبعة أذرع ‪ ،‬من بني بناء ‪،‬‬
‫فليدعمه على حائط جاره " *‬

‫َ‬
‫سب ْعَ أذ ُْرٍع ‪َ ،‬ل ي َ ْ‬
‫من َعُ‬ ‫جعَُلو َ‬
‫ها َ‬ ‫م ِفي الط ُّر ِ‬
‫ق َفا ْ‬ ‫خت َل َْفت ُ ْ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا ا ْ‬

‫‪ 2337‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حسين يعني الجعفي ‪ ،‬عن‬


‫زائدة ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا اختلفتم في الطرق‬
‫فاجعلوها سبع أذرع ‪ ،‬ل يمنع أحدكم جاره أن يجعل خشبة على‬
‫حائطه " *‬

‫َ‬
‫سب ْعَ أذ ُْرٍع ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م اب ُْنوا‬ ‫ق َفاذ َْر ُ‬
‫عوا َ‬ ‫م ِفي ط َ ِ‬
‫ري ٍ‬ ‫خت َل َْفت ُ ْ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا ا ْ‬

‫‪ 2338‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله ‪ ،‬عن إسرائيل ‪ ،‬عن‬
‫سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا اختلفتم في طريق فاذرعوا سبع أذرع ‪ ،‬ثم‬
‫ابنوا " *‬

‫جارِهِ " *‬
‫ط َ‬ ‫م عََلى َ‬
‫حائ ِ ِ‬ ‫ن ب ََنى فَل ْي َد ْعَ ْ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2339‬حدثنا الحجاج بن يوسف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو أحمد ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا إسرائيل ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من بنى فليدعم على‬
‫حائط جاره " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫سب ْعَةِ أ َذ ُْرٍع‬
‫ق َ‬ ‫ك ِللط ّ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫ق ‪ ،‬فَل ْي َت ُْر ْ‬ ‫ب الط ّ ِ‬
‫ري ِ‬ ‫ن ب ََنى إ َِلى َ‬
‫جن ْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2340‬وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن أبان ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا الوليد بن أبي ثور ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من بنى إلى‬
‫جنب الطريق ‪ ،‬فليترك للطريق سبعة أذرع ‪ ،‬ومن بنى بناء ‪،‬‬
‫فليدعم على حائط جاره ‪ ،‬ول تتخالفوا ‪ ،‬ول تناجشوا ‪ ،‬ول تستقبلوا‬
‫السوق " القول في علل هذا الخبر ‪ :‬وهذا خبر عندنا صحيح‬
‫سنده ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين سقيما غير‬
‫صحيح ؛ لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬أنه خبر ل يعرف له مخرج عن ابن عباس‬
‫يصح إل من حديث عكرمة ‪ ،‬والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد‬
‫وجب التثبت فيه ‪ .‬والثانية ‪ :‬أنه من نقل عكرمة ‪ ،‬وفي نقله عندهم‬
‫نظر يجب التثبت فيه من أجله ‪ .‬والثالثة ‪ :‬أنه خبر قد حدث به عن‬
‫سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬غير من ذكرنا أنه رواه فأرسله عنه ‪ ،‬ولم‬
‫يجعل بين عكرمة ‪ ،‬وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا ‪،‬‬
‫ل ابن عباس ول غيره ‪ .‬والرابعة ‪ :‬أنه خبر قد حدث به عن عكرمة‬
‫جماعة ‪ ،‬فجعلوه ‪ :‬عنه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم *‬

‫ك‪،‬‬
‫ما ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬ ‫ث فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ ‪ :‬عَ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث هذا الحديث فقال فيه ‪ :‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فأرسله ولم يدخل فيه بين‬
‫عكرمة ‪ ،‬والنبي عليه السلم أحدا‬

‫ك‪#،‬‬
‫ما ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬ ‫ث فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ ‪ :‬عَ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫جارِهِ " *‬
‫ط َ‬ ‫ه عََلى َ‬
‫حائ ِ ِ‬ ‫م ب َِناءً فَل ْي َد ْعَ ْ‬
‫م ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫ن ب ََنى ِ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2341‬حدثنا مجاهد بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يزيد يعني ابن‬


‫هارون ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا سفيان ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬من بنى منكم بناء‬
‫فليدعمه على حائط جاره " *‬

‫َ‬
‫جارِهِ " *‬
‫ط َ‬ ‫م عََلى َ‬
‫حائ ِ ِ‬ ‫م ‪ ،‬فَل ْي َد ْعَ ْ‬
‫حد ُك ُ ْ‬ ‫" إِ َ‬
‫ذا اب ْت ََنى أ َ‬

‫‪ 2342‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا شعبة ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إذا ابتنى أحدكم ‪ ،‬فليدعم على حائط جاره " *‬

‫ه‬ ‫ة فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ ‪ :‬عَن ْ ُ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث هذا الحديث عن عكرمة فقال فيه ‪ :‬عنه ‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ه‪#‬‬ ‫ة فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ ‪ :‬عَن ْ ُ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫ل أَ َ‬ ‫َ‬
‫دارِهِ‬ ‫ة عََلى ِ‬
‫ج َ‬ ‫خ َ‬
‫شب َ ً‬ ‫ضع َ َ‬
‫ن يَ َ‬
‫خاهُ أ ْ‬ ‫ج ُ‬
‫من َعَ الّر ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫" ن ََهى أ ْ‬

‫‪ 2343‬حدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الوهاب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أيوب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم " نهى أن يمنع الرجل أخاه أن يضع خشبة على‬
‫جداره ‪ ،‬أو الجذع " *‬

‫ج ُ‬
‫ل‬ ‫ل الل ّه صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫سو ُ‬
‫من َعَ الّر ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫" ن ََهى َر ُ‬

‫‪ 2344‬حدثني محمد بن عبد الله بن أبي مخلد الواسطي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫أخبرنا سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أيوب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬سمع أبا هريرة‬
‫رضي الله عنه يقول ‪ " :‬نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن‬
‫يمنع الرجل أخاه أن يغرز خشبة في جداره " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خ َ‬ ‫َ‬ ‫" ل َيس ل ِرج َ‬


‫دارِهِ‬
‫ج َ‬
‫ة ِفي ِ‬
‫شب َ ً‬ ‫ضع َ َ‬
‫ن يَ َ‬
‫جاَرهُ أ ْ‬
‫من َعَ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫لأ ْ‬‫ْ َ َ ُ ٍ‬

‫‪ 2345‬حدثني محمد بن معمر ‪ ،‬والحجاج بن يوسف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫وهب بن جرير ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت الزبير ‪ ،‬يحدث ‪،‬‬
‫عن عكرمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬ليس لرجل أن يمنع جاره أن يضع خشبة في جداره‬
‫"*‬

‫ة " أ َوْ َقا َ‬


‫ل‬ ‫خ َ‬
‫شب َ ً‬ ‫جع َ َ‬
‫ل َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫َ‬
‫جاَرهُ أ ْ‬ ‫ج ٌ‬
‫ل َ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫من َعُ َر ُ‬

‫‪ 2346‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا أيوب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يمنع رجل جاره أن يجعل خشبة " أو‬
‫قال ‪ " :‬خشبته في جداره " قال ‪ :‬فأنبئت عن الزهري قال ‪ :‬ما لي‬
‫أراكم معرضين ؟ والله لتحملنها على أكتافكم ‪ ،‬وقد وافق سماكا‬
‫في رواية هذا الخبر عن عكرمة غير واحد من أصحابه *‬

‫م‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫ن َرَوى ذ َل ِ َ‬
‫ك عَن ْ ُ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من روى ذلك عنه منهم‬

‫م‪#‬‬
‫من ْهُ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫ن َرَوى ذ َل ِ َ‬
‫ك عَن ْ ُ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫ن ك َرِهَ‬
‫جارِهِ ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬
‫دارِ َ‬ ‫ة عََلى ِ‬
‫ج َ‬ ‫خ َ‬
‫شب َ ً‬ ‫ضع َ َ‬
‫ن يَ َ‬ ‫" ل ِل ْ َ‬
‫جارِ أ ْ‬

‫‪ 2347‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله يعني ابن موسى ‪،‬‬
‫عن إبراهيم بن إسماعيل ‪ ،‬عن داود بن حصين ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ابن عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬للجار أن يضع‬
‫خشبة على جدار جاره ‪ ،‬وإن كره " *‬

‫َ‬
‫حائ ِط ِهِ " وَقَد ْ َوافَ َ‬
‫ق‬ ‫ة ِفي َ‬ ‫خ َ‬
‫شب َ ً‬ ‫خ ُ‬
‫ل َ‬ ‫جاَرهُ ي ُد ْ ِ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫" ل ِي َد َعْ أ َ‬

‫‪ 2348‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا موسى بن داود ‪ ،‬عن ابن‬


‫لهيعة ‪ ،‬عن أبي السود ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ليدع أحدكم جاره يدخل‬
‫خشبة في حائطه " وقد وافق ابن عباس في رواية هذا الخبر عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه ‪ ،‬نذكر من‬
‫حضرنا ذكره منهم ‪ ،‬ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬
‫َ‬ ‫م أَ ُ‬ ‫ذا سأ َ َ َ‬
‫ت فَل ْي َد َعْ ُ‬
‫ه"‬ ‫خ َ‬
‫شَبا ٍ‬ ‫دارِهِ َ‬ ‫ن ي َل َْزقَ ب ِ ِ‬
‫ج َ‬ ‫خوهُ أ ْ‬ ‫حد َك ُ ْ‬
‫لأ َ‬ ‫" إِ َ َ‬

‫‪ 2349‬حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا بشر بن‬


‫المفضل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ‪ ،‬عن أبي الزناد ‪،‬‬
‫عن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا سأل أحدكم أخوه أن يلزق بجداره خشبات‬
‫فليدعه " *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫دارِهِ "‬
‫ج َ‬
‫ة ِفي ِ‬ ‫خ َ‬
‫شب َ ً‬ ‫ن ي َغْرَِز َ‬
‫جاَرهُ أ ْ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫من َعُ أ َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2350‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا‬
‫مالك ‪ ،‬وحدثني محمد بن عمار الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسحاق بن‬
‫سليمان ‪ ،‬عن مالك بن أنس ‪ ،‬عن أبي الزناد ‪ ،‬عن العرج ‪ ،‬عن‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل‬
‫يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره " ‪ ،‬ثم قال أبو هريرة ‪:‬‬
‫ما لي أراكم عنها معرضين ؟ والله لرمينها بين أكتافكم *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫دارِهِ "‬
‫ج َ‬
‫ة ِفي ِ‬ ‫خ َ‬
‫شب َ ً‬ ‫ن ي َغْرَِز َ‬
‫جاَرهُ أ َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫من َعُ أ َ‬

‫‪ 2351‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬أخبرني مالك ‪ ،‬ويونس ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن عبد الرحمن‬
‫العرج ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬ل يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره " ثم يقول‬
‫أبو هريرة ‪ :‬ما لي أراكم عنها معرضين ؟ والله لرمينها بين‬
‫أكتافكم *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫دارِهِ فََل ي َ ْ‬
‫من َعْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫خ َ‬
‫شًبا ِفي ِ‬ ‫ضع َ َ‬
‫ن يَ َ‬
‫جاُرهُ أ ْ‬ ‫سأل َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2352‬حدثني محمد بن المثنى ‪ ،‬حدثني الضحاك بن مخلد ‪ ،‬عن‬


‫ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني زياد ‪ ،‬أن ابن شهاب ‪ ،‬أخبره أن عبد‬
‫الرحمن بن هرمز أخبره ‪ ،‬أن أبا هريرة قال ‪ :‬سمعت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من سأله جاره أن يضع خشبا في‬
‫جداره فل يمنعه " ‪ ،‬قال أبو هريرة ‪ :‬ما لي أراهم معرضين عنها ؟‬
‫لرمينها بين أكتافكم *‬

‫دارِهِ ‪ ،‬فََل‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ج َ‬
‫ة ِفي ِ‬ ‫خ َ‬
‫شب َ ً‬ ‫ضع َ َ‬
‫ن يَ َ‬
‫جاُرهُ أ ْ‬ ‫سأل َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫" َ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ 2353‬حدثني الحسن بن الجنيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سعيد بن مسلمة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن أمية ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫هرمز ‪ ،‬مولى ربيعة بن الحارث ‪ ،‬أن أبا هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من سأله جاره أن يضع‬
‫خشبة في جداره ‪ ،‬فل يمنعه " ‪ ،‬ثم قال أبو هريرة ‪ :‬ما لهم عنها‬
‫معرضين ؟ والله لرمين بها بين أكتافهم *‬

‫" َل يمنع َ‬
‫دارِهِ "‬ ‫جعَل َُها ِفي ِ‬
‫ج َ‬ ‫خ َ‬
‫شب َةٍ ي َ ْ‬ ‫ضع َ َ‬
‫مو ْ ِ‬
‫جاَرهُ َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫نأ َ‬‫َ ْ ََ ّ‬

‫‪ 2354‬حدثنا الربيع بن سليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن وهب ‪ ،‬عن‬


‫سليمان بن بلل ‪ ،‬عن صالح بن كيسان ‪ ،‬عن عبد الرحمن العرج ‪،‬‬
‫عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل‬
‫يمنعن أحدكم جاره موضع خشبة يجعلها في جداره " ‪ ،‬ثم يقول أبو‬
‫هريرة ‪ :‬ما لي أراكم عنها معرضين ؟ والله لرمين بها بين أظهركم‬
‫*‬

‫َ‬
‫دارِهِ "‬ ‫جعَل َُها ِفي ِ‬
‫ج َ‬ ‫خ َ‬
‫شب َةٍ ي َ ْ‬ ‫ضع َ َ‬
‫مو ْ ِ‬
‫جاَرهُ َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫من َعْ أ َ‬

‫‪ 2355‬حدثني ابن البرقي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي مريم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثنا سليمان بن بلل ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني صالح بن كيسان ‪ ،‬عن‬
‫العرج ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ل يمنع أحدكم جاره موضع خشبة يجعلها في جداره " ‪،‬‬
‫قال أبو هريرة ‪ :‬ما لي أراكم عنها معرضين ؟ والله لرمين بها بين‬
‫أكتافكم *‬

‫َ‬ ‫" َل يمنع َ‬


‫دارِهِ "‬ ‫ة عََلى ِ‬
‫ج َ‬ ‫خ َ‬
‫شب َ ً‬ ‫ضع َ َ‬
‫ن يَ َ‬
‫جاَرهُ أ ْ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫نأ َ‬‫َ ْ ََ ّ‬

‫‪ 2356‬وحدثنا ابن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العلى ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن‬
‫الزهري ‪ ،‬عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبة على‬
‫جداره " ‪ ،‬قال أبو هريرة ‪ :‬ما لي أراكم معرضين عنها ؟ والله‬
‫لرمين بها بين أكتافكم حدثنا الحجاج بن يوسف ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد‬
‫الرزاق ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن هرمز ‪،‬‬
‫عن أبي هريرة ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬مثله *‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫دارِهِ "‬ ‫شَبات ِهِ عََلى ِ‬
‫ج َ‬ ‫خ َ‬
‫ضع َ َ‬
‫ن يَ َ‬
‫جاَرهُ أ ْ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫من َعْ أ َ‬

‫‪ 2357‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا منصور بن‬
‫دينار ‪ ،‬عن عكرمة المخزومي ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يمنع أحدكم جاره أن يضع خشباته‬
‫على جداره " *‬

‫َ‬
‫دارِهِ "‬
‫ج َ‬
‫ة ِفي ِ‬ ‫خ َ‬
‫شب َ ً‬ ‫ن ي َغْرَِز َ‬
‫جاَرهُ أ ْ‬
‫جاٌر َ‬ ‫" َل ي َ ْ‬
‫من َعْ َ‬

‫‪ 2358‬حدثنا ابن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الضحاك بن مخلد ‪ ،‬عن ابن‬


‫جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬وأخبرني عمرو بن دينار ‪ ،‬أن هشام بن يحيى ‪ ،‬أخبره‬
‫أن عكرمة بن سلمة أخبره ‪ :‬أن أخوين من بني المغيرة أعتق‬
‫أحدهما أن ل يغرز خشبا في جداره ‪ ،‬فلقينا مجمع بن يزيد ‪ ،‬ورجال‬
‫كثيرا من النصار ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬نشهد أن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬ل يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره " ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬يا أخي ‪ ،‬إني قد علمت أنه مقضي لك علي ‪ ،‬وقد حلفت ‪،‬‬
‫فاجعل أسطوانا دون حائطي ‪ ،‬اجعل عليه خشبك ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫عمرو بن دينار ‪ :‬فأنا رأيت السطوان *‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ة ِفي‬ ‫خ َ‬
‫شب َ ً‬ ‫ن ي َغْرَِز َ‬
‫جاَرهُ أ ْ‬
‫جاٌر َ‬ ‫ن َل ي َ ْ‬
‫من َعْ َ‬ ‫مَر أ ْ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 2359‬حدثني حاتم بن بكر الضبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني مكي ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حدثنا عبد الملك بن جريج ‪ ،‬عن عمرو بن دينار ‪ ،‬أن هشام بن‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫يحيى ‪ ،‬أخبره أن عكرمة بن سلمة أخبره ‪ :‬أن أخوين من بني‬
‫المغيرة لقيا مجمع بن يزيد النصاري ‪ ،‬فقال ‪ :‬أشهد أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم " أمر أن ل يمنع جار جاره أن يغرز خشبة‬
‫في جداره " ‪ ،‬فقال الحالف ‪ :‬يا أخي ‪ ،‬قد علمت أنه مقضي لك‬
‫علي ‪ ،‬ولكن حلفت ‪ ،‬فاجعل أسطوانة دون جداري ‪ ،‬ففعل الخر ‪،‬‬
‫فغرز في السطوان خشبة ‪ ،‬قال ابن جريج ‪ ،‬قال عمرو بن دينار ‪:‬‬
‫فأنا نظرت إلى ذلك *‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫خ َ‬
‫شًبا ِفي‬ ‫ن ي َغْرَِز َ‬
‫جاَرهُ أ ْ‬
‫جاٌر َ‬ ‫ن َل ي َ ْ‬
‫من َعْ َ‬ ‫مَر أ ْ‬
‫"أ َ‬

‫‪ 2360‬حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة الهمداني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫حجاج ‪ ،‬قال ابن جريج ‪ ،‬أخبرني عمرو ‪ ،‬أن هشام بن يحيى ‪،‬‬
‫أخبره عن عكرمة بن سلمة ‪ ،‬أخبره ‪ ،‬عن أخوين من بني المغيرة‬
‫أعتق أحدهما أن ل يغرز خشبا في جداره ‪ ،‬فلقيا مجمع بن يزيد‬
‫النصاري ‪ ،‬ورجال من النصار فقالوا ‪ :‬نشهد أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم " أمر أن ل يمنع جار جاره أن يغرز خشبا في‬
‫جداره " ‪ ،‬ثم ذكر نحوه *‬

‫َ‬
‫ه ب ِأط َْرا ِ‬
‫ف‬ ‫ذا ل َ ْ‬
‫م ي ُْرفِْق ُ‬ ‫جارِهِ ‪ ،‬إ ِ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫جو ال ْ َ‬
‫جاُر ِ‬ ‫ما َ‬
‫ذا ي َْر ُ‬ ‫" َ‬

‫‪ 2361‬حدثنا سليمان بن داود القومسي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬


‫عباد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حاتم بن إسماعيل ‪ ،‬عن ابن المقبري ‪ ،‬عن‬
‫أبيه ‪ ،‬عن أبي شريح الكعبي ‪ ،‬أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ " :‬ماذا يرجو الجار من جاره ‪ ،‬إذا لم يرفقه بأطراف خشبة‬
‫في جداره " القول في البيان عما في هذه الخبار من الفقه والذي‬
‫في ذلك منه ‪ ،‬البيان البين عن قضاء النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫بين القوم ‪ ،‬إذا هم ادارأوا في مبلغ سعة الطريق الذي يريدون‬
‫رفعه بينهم ‪ ،‬إذا هم اختطوا خطة ‪ ،‬أو اقتسموا أرضا هي بينهم‬
‫ملك ‪ ،‬أن ذلك سبع أذرع ‪ ،‬إذ كان في قدر ذلك من سعة الطريق‬
‫الكفاية لمدخل الحمال والثقال ومخرجها ‪ ،‬ومدخل الركبان‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫والرجال ‪ ،‬ولمطرح ما ل بد من طرحه عند الحاجة إلى طرحه من‬
‫طين وغيره ‪ ،‬إلى حين رفعه لتطيين السطوح ‪ ،‬وغير ذلك مما ل‬
‫يجد الناس بدا من الرتفاق من أجله بطرقهم فإن قال لنا قائل ‪:‬‬
‫أفترى أن ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم أمر لزم ‪،‬‬
‫وفرض على الحكام واجب أن يقضوا به بينهم ‪ ،‬ل يجوز لهم‬
‫خلفه ‪ ،‬أم ذلك أمر على وجه الندب والرشاد ‪ ،‬والناس في العمل‬
‫به مخيرون ‪ .‬قيل ‪ :‬ذلك عندنا على اليجاب من النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فيما عناه من الطريق ‪ ،‬على الحكام القضاء به إذا‬
‫احتكم إليهم فيه المحتكمون ‪ ،‬وعلى الناس إذا أرادوا أن يبنوا‬
‫فتنازعوا في قدر ما يرفعون بينهم من عرض الطريق العمل به ‪.‬‬
‫فإن قال ‪ :‬وما الذي عنى به من الطرق ‪ ،‬وكان الحكم الذي ذكرت‬
‫به فيه واجبا على ما وصفت دون غيره ؟ قيل ‪ :‬ذلك الطريق الذي‬
‫اختلف في رفعه بينهم محيو أرض من موتان الرض ‪ ،‬أو مقتسمو‬
‫أرض هي بينهم شركة ‪ ،‬ل مضرة عليهم في رفع الطريق الذي‬
‫مبلغ ذرعه سبع أذرع ‪ ،‬ول على أحد منهم ‪ ،‬فدعا بعضهم شركاءه‬
‫إلى رفع طريق سعته قدر ذلك ‪ ،‬وامتنع بعضهم من رفع قدر ذلك ‪،‬‬
‫مع اجتماع جميعهم على رفع طريق بينهم لمساكنهم أو أراضيهم ‪،‬‬
‫أو دعا بعضهم إلى رفع أكثر من سبع أذرع ‪ ،‬وامتنع بعضهم إل من‬
‫سبع أذرع ‪ ،‬أو أقل من ذلك ‪ ،‬وفي رفع العرض الذي مبلغ ذرعه‬
‫عرضا سبع أذرع لجميعهم ‪ ،‬ول مضرة على أحد منهم ‪ ،‬ول حيف ‪،‬‬
‫فإن الواجب على الحاكم إذا احتكموا إليه في ذلك ‪ ،‬أن يقضي بما‬
‫قلنا بينهم ‪ ،‬وعلى البانين إذا تنازعوا في الذي يجعلون ذلك بينهم ‪،‬‬
‫أن يعملوا به ‪ .‬فإن قال ‪ :‬وما الدليل أن ذلك من الطريق ‪ ،‬هو‬
‫المعني بقول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا اختلفتم في‬
‫الطرق ‪ ،‬فاجعلوها سبع أذرع " ‪ .‬قيل ‪ :‬الدليل قيام الحجة على أن‬
‫دارا أو أرضا شركة بين قوم أرادوا اقتسامها بينهم ‪ ،‬وكان منهم‬
‫القليل النصيب منها ‪ ،‬الذي إذا أخذ من نصيبه للطريق الذي يكون‬
‫سبع أذرع بقدر نصيبه ‪ ،‬لم يبق له من نصيبه ما ينتفع به ‪ ،‬وإذا أخذ‬
‫منه لطريق ذرعه أقل من سبع أذرع ‪ ،‬انتفع بما يبقى من نصيبه‬
‫بقدر ما يرفع منه للطريق الذي يكون ذرعه أقل من سبع أذرع ‪،‬‬
‫وكان له بذلك مسكن ومدخل ومخرج ‪ ،‬أنه ل يكلف حكما في‬
‫نصيبه من رفع الطريق له مع سائر مقاسميه ما يبطل حقه أو‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أكثره ‪ ،‬وما يضمن به رفعه منه للطريق الذي عرضه سبع أذرع ‪.‬‬
‫وكان معلوما بذلك أن ذلك إنما عني به ما ل مضرة على بعضهم‬
‫في رفعه بين المختلفين فيه من الطريق على أحد منهم ‪ .‬فأما ما‬
‫كان في قدر رفع ذلك مضرة على بعضهم أو على جميعهم ‪ ،‬فإنه‬
‫غير داخل في معنى أمر النبي صلى الله عليه وسلم بما أمر به من‬
‫ذلك ‪ .‬وإذا كان المر في ذلك كالذي وصفنا ‪ ،‬فمعلوم أن قول‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا اختلفتم في الطرق ‪ ،‬فاجعلوها‬
‫سبع أذرع " ‪ ،‬وإن كان مخرجه عاما ‪ ،‬أنه مراد به خاص من‬
‫الطريق دون جميعا ‪ ،‬وذلك هو ما قلناه ‪ ،‬إن شاء الله فإن قال‬
‫لنا ‪ :‬فهذا البيان عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا‬
‫اختلفتم في الطريق ‪ ،‬فاجعلوها سبع أذرع " ‪ ،‬فقد فهمناه وأنه‬
‫معني به بعض الطرق دون جميعها ‪ ،‬وأن مخرج ذلك ‪ ،‬وإن كان‬
‫على العموم ‪ ،‬فإنه مراد به الخصوص ‪ ،‬وإن أمر النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم بذلك ‪ ،‬فيما عناه ‪ ،‬وأمر به على اليجاب ل على الندب‬
‫والرشاد ‪ ،‬فما قولك في قوله ‪ " :‬وإذا بنى أحدكم بناء ‪ ،‬فليدعمه‬
‫على حائط جاره " ‪ ،‬وفي قوله ‪ " :‬ل يمنع أحدكم جاره أن يضع‬
‫خشبة على جداره " ‪ ،‬على اليجاب ذلك أم على الندب والرشاد ؟‬
‫‪ .‬فإن قلت ‪ :‬ذلك على اليجاب واللزام ‪ ،‬فمن المأمور به ‪ :‬الباني‬
‫أو جاره ؟ فإن قلت ‪ :‬الباني فارقت ما عليه المة ‪ ،‬إذ كان ل أحد‬
‫من سلف المة ول من خلفها يزعم أن على من بنى بناء أن يدعم‬
‫بناءه على حائط جاره ‪ ،‬كانت به إلى ذلك حاجة أم لم تكن به إليه‬
‫حاجة فرضا ‪ ،‬وأنه إن لم يفعل ذلك ‪ ،‬كان بتركه فعل ذلك ‪ ،‬لمر‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم مخالفا ‪ ،‬وبربه آثما ‪ .‬وإن قلت ‪:‬‬
‫ذلك على الندب والرشاد ‪ .‬قيل لك ‪ :‬وما برهانك على ذلك وأنت‬
‫ممن يقول ‪ :‬إن المر والنهي إذا ورد من الله ‪ -‬عز ذكره ‪ -‬أو من‬
‫رسوله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬أن عليك أن تدين بوجوب العمل به‬
‫‪ ،‬غير سائغ لك ترك العمل به إذا لم يكن مقرونا بالبيان أنه على‬
‫الندب والرشاد لما في عقل أو خبر ‪ ،‬وهذا خبران وارد أحدهما‬
‫بالمر والخر بالنهي ‪ .‬قيل له ‪ :‬أما أحدهما فإنه خارج معناه من كل‬
‫الوجهين اللذين وصفت ‪ ،‬وأما الخر منهما فإنه خارج معناه مخرج‬
‫النهي ‪ ،‬بمعنى المر بخلفه الذي هو على وجه الندب والرشاد ‪،‬‬
‫وأما الذي هو خارج من كل وجهي المر الذي هو إيجاب وإلزام أو‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ندب وإرشاد ‪ ،‬فالخبر المروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪:‬‬
‫" من بنى بناء ‪ ،‬فليدعمه على حائط جاره " ‪ ،‬فإنه أمر خارج من‬
‫كل الوجهين اللذين ذكرت ‪ ،‬ولكنه أمر إذن وإطلق مضمن بشرط ‪،‬‬
‫كقول الله ‪ -‬جل ثناؤه ‪ : -‬فإذا قضيت الصلة فانتشروا في الرض‬
‫وابتغوا من فضل الله ‪ ،‬وكقوله ‪ :‬فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها‬
‫وأطعموا القانع والمعتر ‪ ،‬وما أشبه ذلك من الكلم الذي ظاهره‬
‫أمر ‪ ،‬ومعناه الباحة والطلق ‪ ،‬غير أن قوله ‪ " :‬فليدعمه على‬
‫حائط جاره " ‪ ،‬وإن كان بمعنى الباحة والطلق فإنه مضمن‬
‫بشرط وهو ‪ :‬إن أذن في الدعم عليه رب الحائط ‪ ،‬ل على أن ذلك‬
‫للباني ‪ ،‬رضي رب الحائط دعمه على حائطه أو سخطه وأما الذي‬
‫هو خارج مخرج النهي ‪ ،‬ومعناه المر بخلفه الذي هو على وجه‬
‫الندب والرشاد ‪ ،‬فقوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يمنع أحدكم‬
‫جاره أن يجعل خشبة على جداره " ‪ ،‬فإن ذلك ‪ ،‬وإن كان في‬
‫الظاهر نهيا من النبي صلى الله عليه وسلم رب الحائط عن منع‬
‫الجار من وضع خشبة على جداره ‪ ،‬فإن معناه ‪ :‬ليأذن أحدكم‬
‫لجاره إذا أراد أن يجعله عليه ‪ .‬فإن قال ‪ :‬وما البرهان على صحة‬
‫ما قلت ‪ ،‬في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إذا بنى‬
‫أحدكم بناء ‪ ،‬فليدعمه على حائط جاره " ‪ ،‬أنه على وجه الباحة‬
‫والطلق ‪ ،‬وأنه مع ذلك مضمن بشرط ؟ فإجماع الجميع على أن‬
‫الباني إن منعه جاره من حمل خشبة على حائطه أو أطلق ذلك له‬
‫فلم يدعمه عليه أنه ل يحرج بذلك ‪ ،‬وأنه إن دعمه عليه ‪ ،‬وقد أذن‬
‫له فيه ‪ ،‬أنه غير مكتسب بذلك حمدا ‪ ،‬ول أجرا ‪ ،‬كان معلوما‬
‫بإجماعهم على ذلك ‪ ،‬أنه خارج عن معنى اليجاب ‪ ،‬واللزام من‬
‫معنى الندب والرشاد ‪ ،‬لن ما كان من أمر الله ‪ ،‬وأمر رسوله‬
‫فرضا ‪ ،‬فالعامل به لله مطيع ‪ ،‬والعامل بما هو لله طاعة مأجور ‪،‬‬
‫وأن العامل بما هو إليه مندوب ‪ ،‬محمود على فعله مأجور ‪ ،‬وإذ‬
‫كان خارجا من هذين المعنيين ‪ ،‬فهو بأن يكون من معنى المر ‪،‬‬
‫الذي هو بمعنى الحتم ‪ ،‬والتكوين ‪ ،‬أشد خروجا ‪ ،‬وإذا صح خروجه‬
‫من هذه المعاني ‪ ،‬صح أنه ل وجه له يعقل إل بأن يكون بمعنى‬
‫المر الذي هو بمعنى الباحة والطلق على ما وصفت ‪ .‬قيل ‪ :‬وأما‬
‫البرهان على أنه مضمن بشرط ‪ ،‬وهو إن أذن له جاره في ذلك أو‬
‫إذا أذن له فيه ‪ ،‬وذلك لقيام الحجة بأنه غير جائز لحد النتفاع‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫بملك غيره بغير إذن مالكه ‪ ،‬وغير طيب نفس صاحبه بانتفاعه ‪،‬‬
‫لتظاهر الخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ‪ ،‬في‬
‫خطبته بمنى في حجة الوداع ‪ " :‬إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام‬
‫‪ ،‬كحرمة يومكم هذا ‪ ،‬في شهركم هذا ‪ ،‬في بلدكم هذا " ‪ ،‬ولنقل‬
‫المة وراثة عنه صلى الله عليه وسلم أنه حرم على الرجل النتفاع‬
‫بظهر دابة جاره ‪ ،‬أو حمل عدل من متاع على بعير له ‪ ،‬بغير إذنه‬
‫له بذلك ‪ ،‬وغير رضاه وطيب نفسه ‪ ،‬فكذلك حمل خشبة على‬
‫جداره ‪ ،‬ودعم بنائه على حائطه ‪ .‬وأما البرهان على صحة ما ادعينا‬
‫من التأويل في قوله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ل يمنع أحدكم جاره‬
‫أن يضع خشبة على جداره " ‪ ،‬وأنه بمعنى الندب من النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم المرء المسلم إلى إرفاق جاره موضع خشبة له‬
‫من جداره يضعها عليه ‪ ،‬الخبر الوارد الذي ذكرناه عن أبي شريح ‪،‬‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬ماذا يرجو الجار من‬
‫جاره ‪ ،‬إذا لم يرفقه بأطراف خشبة على جداره " ‪ ،‬فدل صلى الله‬
‫عليه وسلم بذلك أن إرفاق الرجل جاره بحمل أطراف خشبته على‬
‫جداره ‪ ،‬من أخلق الناس وجميل أفعالهم ‪ ،‬ل أن ذلك حق واجب‬
‫له عليه ‪ ،‬يقضى له به عليه إن امتنع من إرفاقه به ‪ .‬فإن قال ‪:‬‬
‫فهل من برهان هو أصح من هذا ؟ قيل له ‪ :‬البراهين على ذلك‬
‫كثيرة ‪ ،‬وفيما ذكرت مستغنى عن غيره ‪ ،‬غير أنا نزيد فيه ‪ ،‬وهو‬
‫نقل الحجة وراثة عن نبيها صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬أنه ل يقضى‬
‫لحد في مال غيره بشيء لم يكن له عليه حق ‪ ،‬وإيجاب من أوجب‬
‫على الحاكم القضاء على الرجل بإرفاق جاره بمواضع أطراف‬
‫خشبة من جداره ‪ ،‬أحب ذلك المقضي ذلك عليه به أو سخطه ‪،‬‬
‫إيجاب القضاء على الحاكم بما هو غير حق له على المقضي بذلك‬
‫عليه ‪ .‬فإن قال ‪ :‬وكيف تدعي على الحجة نقل ذلك وراثة عن نبيها‬
‫صلى الله عليه وسلم وأنت *‬

‫ب‬
‫شَر ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَهُوَ ل َ َ‬
‫ك َنافِعٌ ‪ ،‬ت َ ْ‬ ‫ما ي َن َْفعُ ُ‬
‫من َعُ َ‬
‫م تَ ْ‬
‫" لِ َ‬

‫‪ 2362‬حدثتنا أن يونس بن عبد العلى الصدفي ‪ ،‬حدثك قال ‪:‬‬


‫أخبرنا ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني مالك بن أنس ‪ ،‬عن عمرو بن يحيى‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫المازني ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أن الضحاك بن خليفة ‪ ،‬ساق خليجا له من‬
‫العريض ‪ ،‬فأراد أن يمر في أرض محمد بن مسلمة ‪ ،‬فأبى محمد ‪،‬‬
‫فقال الضحاك ‪ :‬لم تمنعني وهو لك منفعة ؟ تشرب أول وآخرا ول‬
‫يضرك فأبى محمد ‪ ،‬فكلم فيه الضحاك عمر بن الخطاب رضوان‬
‫الله عليه ‪ ،‬فدعا محمد بن مسلمة ‪ ،‬فأمره أن يخلي سبيله ‪ ،‬فقال‬
‫محمد ‪ :‬ل ‪ ،‬فقال عمر ‪ " :‬لم تمنع ما ينفعه ‪ ،‬وهو لك نافع ‪ ،‬تشرب‬
‫أول وآخرا ول يضرك " فقال محمد ‪ :‬ل والله ‪ ،‬فقال عمر رضي‬
‫الله عنه ‪ " :‬والله ليمرن به ولو على بطنك " ‪ ،‬وأمره عمر أن يمر‬
‫به ‪ ،‬ففعل قال يونس ‪ :‬قال ابن وهب ‪ ،‬قال مالك ‪ :‬ليس عليه‬
‫العمل اليوم ‪ ،‬ول أرى العمل به *‬

‫ويل ِهِ " *‬


‫ح ِ‬
‫ن ب ِت َ ْ‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬ ‫" فََق َ‬
‫ضى ل ِعَب ْدِ الّر ْ‬

‫‪ 2363‬حدثني يونس بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا ابن وهب ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثني مالك ‪ ،‬عن عمرو بن يحيى المازني ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أنه‬
‫كان في حائط جده ربيع لعبد الرحمن بن عوف ‪ ،‬فأراد عبد‬
‫الرحمن أن يحوله إلى ناحية من الحائط هي أقرب إلى أرضه ‪،‬‬
‫فمنعه صاحب الحائط ‪ ،‬فكلم عبد الرحمن عمر بن الخطاب رضي‬
‫الله عنهما ‪ " ،‬فقضى لعبد الرحمن بتحويله " *‬

‫سَلم ِ ‪ ،‬وََل‬
‫ضَرَر ِفي اْل ِ ْ‬
‫ه َل َ‬ ‫" ان ْط َل َقَ َفا ْ‬
‫حِفْر ‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬

‫‪ 2364‬حدثنا ابن حميد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سلمة ‪ ،‬عن ابن إسحاق ‪ ،‬عن‬
‫محمد بن جعفر بن الزبير ‪ ،‬قال ‪ :‬احتفر الزبير قناة ‪ ،‬فبلغ المخرج‬
‫حائطا لبعض النصار ‪ ،‬فمنعه أن يجري في حائطه أو يحفر ‪ ،‬فرفعه‬
‫إلى عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ائذن له ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ل أفعل ‪ ،‬قال ‪ :‬فبعه إذا الموضع الذي يسلك فيه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل‬
‫أفعل ‪ ،‬قال عمر رضوان الله عليه للزبير ‪ " :‬انطلق فاحفر ‪ ،‬فإنه‬
‫ل ضرر في السلم ‪ ،‬ول إضرار " قيل ‪ :‬إنما ادعينا من الحجة نقل‬
‫وراثة ‪ ،‬عن نبيها صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ولم ندع من المة إجماعا‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫عليه ‪ .‬على أن الرواية عن عمر رحمة الله عليه بما روي عنه مما‬
‫ذكرنا ‪ ،‬عن غير من شاهد عمر ‪ ،‬ول أدركه ‪ ،‬ول سمع منه يأمر ذلك‬
‫‪ ،‬فيجوز لنا إضافة ذلك إليه مع ما في الخبر عن عمر الذي ذكرناه‬
‫مما ل حاجة لسامعه إلى شاهد غيره على وهائه ‪ ،‬وأنه غير جائزة‬
‫إضافته إليه ‪ ،‬وذلك إخباره عن عمر رضوان الله عليه ‪ ،‬أنه قال ‪:‬‬
‫ليمرن به ولو على بطنك ‪ ،‬وهذا من الكلم الذي لو حكي مثله‬
‫عمن ل يداني عمر رضوان الله عليه في فضله ومحله من السلم‬
‫وورعه ‪ ،‬لستفظع ‪ ،‬فكيف عن عمر رضي الله عنه ؟ وهل يكون‬
‫إلى مرور بخليج ما على بطن إنسان لنسان سبيل ‪ ،‬فيحلف عمر‬
‫أن يمر به عليه ؟ ويسأل القائل بإيجاب الحكم للرجل بجعل‬
‫أطراف خشبه على جدار جاره ‪ ،‬عن حمل سترة بينها على حائط‬
‫جاره ‪ ،‬ليستر بها داره وجاره ‪ ،‬وجاره لبنائه ذلك وحمله إياه عليه‬
‫كاره ‪ ،‬وله عنه دافع ‪ ،‬أفترى أن يقضى بذلك عليه حكما ‪ ،‬ويجبره‬
‫على تخليته وذلك كرها ؟ فإن قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قيل له ‪ :‬وكذلك لو أن‬
‫رجل أنشأ مزرعة ل مشرب لها ‪ ،‬ول ماء إل من نهر لجار له ‪ ،‬أو‬
‫بنى دارا له ل طريق لها إل في دار الجار ‪ ،‬أيلزم جاره حكما أن‬
‫يعطيه شربا لمزرعته من نهره ‪ ،‬أو طريقا من داره يتطرقه منها‬
‫إلى داره ؟ فإن قال ‪ :‬نعم أبان جهله وخروجه من قول جميع أهل‬
‫السلم ‪ ،‬وإن امتنع من القول بإيجاب شيء من ذلك على الحكام‬
‫أن يحكموا به ‪ ،‬سئل الفرق بين الذي أوجب عليهم الحكم به من‬
‫حمل الرجل خشبة على جدار جاره ‪ ،‬وبين الذي أبى إيجابه عليهم‬
‫من ذلك ‪ ،‬فلن يقول في أحدهما قول إل ألزم في الخر مثله وبنحو‬
‫الذي قلنا في ذلك ‪ ،‬روي عن عبد الله بن عمرو *‬

‫ه ِفي ال ْ َ‬
‫جن ّةِ " وَي َُقا ُ‬
‫ل‬ ‫مظ ُْلو ً‬
‫ما فَإ ِن ّ ُ‬ ‫مال ِهِ َ‬
‫ن َ‬
‫دو َ‬ ‫ن قُت ِ َ‬
‫ل ُ‬ ‫م ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2365‬أنه كان يقول حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم‬


‫المصري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد قال ‪ :‬أخبرنا‬
‫حيوة بن شريح ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا أبو السود ‪ ،‬أن عكرمة ‪ ،‬مولى ابن‬
‫عباس أخبره ‪ ،‬عن عبد الله بن عمرو بن العاص ‪ ،‬أن عامل من‬
‫عمال معاوية بن أبي سفيان أجرى عينا من ماء ليسقي بها أرضا ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فأجراها حتى إذا دنا من حائط يسمى الوهط لل عمرو بن‬
‫العاص ‪ ،‬أراد أن يخرق الحائط ليجري العين إلى أرض له أخرى ‪،‬‬
‫فأقبل عبد الله بن عمرو بن العاص ومواليه بالسلح ‪ ،‬وقال ‪ :‬والله‬
‫ل تخرقون حائطنا حتى ل يبقى منا أحد ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬اتق الله ‪ ،‬فإنك‬
‫مقتول أنت ومن معك ‪ ،‬فقال عبد الله بن عمرو بن العاص ‪ :‬إني‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ " :‬من قتل دون‬
‫ماله مظلوما فإنه في الجنة " ويقال لقائلي هذه المقالة ‪ :‬قد روينا‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ :‬ليس المؤمن بالذي يبيت‬
‫وجاره طاو إلى جنبه ‪ ،‬وقد علمت أن حاجة الناس إلى الغذاء الذي‬
‫ل قوام لبدانهم ‪ ،‬ول حياة لها إل به ‪ ،‬أكثر من حاجتهم إلى حيطان‬
‫يحملون عليها أطراف خشبهم ‪ ،‬لنهم لو سكنوا بيوت الشعر‬
‫والوبر ‪ ،‬وجلود النعام ‪ ،‬وغير ذلك من غير بيوت المدر ‪ ،‬لم يكن‬
‫لهم حاجة إلى جدران يحملون عليها أطراف خشبهم ‪ ،‬وأنت ممن‬
‫يرى القضاء للجار على جاره إذا امتنع من تركه يحمل خشبه على‬
‫جداره ‪ ،‬بإجباره على تركه وحمل ذلك عليه ‪ ،‬أفترى كذلك أن‬
‫يقضى عليه ‪ ،‬إذا صح عندك أنه يبيت طاويا لعجزه عن اكتساب‬
‫قوته الذي ل قوام لجسده إل به بنفقته ‪ ،‬ويلزمه ذلك رضي أم‬
‫سخط ؟ فإن قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬خرج من قول جميع المة ‪ ،‬وإن قال ‪:‬‬
‫ل ‪ ،‬قيل له ‪ :‬فأي المرين أعظم فقدا على الناس ‪ ،‬القوت الذي ل‬
‫يجدون منه عوضا ‪ ،‬ول بدل ‪ ،‬ول بقاء لهم إل به ‪ ،‬أم مواضع‬
‫أطراف خشب يضعونها عليها ‪ ،‬أعظم عليهم من فقد القوت ؟‬
‫تبين لكل ذي فطرة صحيحة جهله وغباؤه ‪ .‬فإن قال ‪ :‬بل فقد‬
‫القوت أعظم من فقد مواضع أطراف الخشب ‪ .‬قيل له ‪ :‬فإنك‬
‫تزعم أن الذي دعاك إلى حمل الناس على أن يترك بعضهم بعضا‬
‫يحمل أطراف خشبه على جدره ‪ ،‬أن ذلك من مصالحهم ‪ ،‬فهل‬
‫أوجبت حملهم على ما هو أعظم عليهم فقدا من مواضع أطراف‬
‫الخشب في الجدر ؟ ول أحسب أحدا صحت فطرته يشكل عليه‬
‫تفاوت حال المنفعتين اللتين ذكرنا ‪ ،‬وأن أهونهما فقدا إن ألزم‬
‫الحكام ‪ ،‬أن يلزموه الناس كرها وأن يحملوهم عليه إجبارا طلب‬
‫مصلحتهم ‪ ،‬أن أعظمهما فقدا أولى وأحق أن يلزموهموه ‪ .‬فإن‬
‫ادعى قائل هذه المقالة أن الفرق بين إجبار الرجل على ترك جاره‬
‫يحمل خشبه على جداره ‪ ،‬وامتناعه من إجباره من النفاق عليه‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫في حال عسره ‪ ،‬ورود الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ " :‬ل يمنع أحدكم جاره أن يحمل خشبه على جداره " ‪ ،‬وأن ل خبر‬
‫ورد بأن على الرجل نفقة جاره في حال عسره ‪ .‬قيل له ‪ :‬إن‬
‫الخبر إنما ورد عنه عليه السلم بالنهي عن منع الرجل جاره أن‬
‫يضع أطراف خشبة على جداره ‪ ،‬دون وروده بأن ذلك للجار في‬
‫حائط جاره حق مقضي له عليه به ‪ ،‬كما يكون يقضى بحقوق‬
‫الناس الواجبة لبعضهم على بعض ‪ ،‬فمن بلغه الخبر وتبينت عنده‬
‫صحته ‪ ،‬ولم يكن له عنده وجه ‪ ،‬غير أن ذلك من النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم نهي أن يمنع الرجل جاره أن يضع خشبه على جداره ‪،‬‬
‫فمنع جاره ذلك ‪ ،‬فهو بتقدمه على ما نهاه عنه عليه السلم من‬
‫ذلك لله عاص ‪ ،‬ولنهي نبيه صلى الله عليه وسلم مخالف ‪ ،‬من غير‬
‫أن يكون ذلك لجاره الممنوع منه حقا يلزم الحكام الحكم به على‬
‫المانع ‪ ،‬أحب المانع ذلك أو سخط ‪ ،‬كما تارك جاره يبيت طاويا‬
‫وهو على إشباعه قادر ‪ ،‬لمر نبيه صلى الله عليه وسلم فيما أوجب‬
‫عليه من حق جاره مخالف ‪ ،‬ل أن ذلك ‪ -‬وإن كان كذلك ‪ -‬محكوم‬
‫به على جاره ‪ ،‬أحب ذلك الجار أو كره ‪ .‬فإن كان في نهيه صلى‬
‫الله عليه وسلم المرء أن يمنع جاره من حمل خشب على حائطه ‪،‬‬
‫دليل على إيجابه ذلك عليه حقا ‪ ،‬وإلزامه الحكام الحكم به على‬
‫مانع جاره ذلك ‪ ،‬فكذلك في قوله ‪ " :‬ليس المؤمن بالذي يبيت‬
‫وجاره طاو إلى جنبه " ‪ ،‬دليل على إيجابه على المرء إطعام جاره‬
‫إذا سغب وجاع ‪ ،‬والنفاق عليه إذا أملق وأعسر ‪ ،‬وإلزامه الحكام‬
‫الحكم بذلك على تارك فعل ذلك بجاره ‪ ،‬وإل فما الفرق بينك وبين‬
‫من عكس المر عليك في ذلك ‪ ،‬فألزم الحكام الحكم على تارك‬
‫النفاق على جاره في حكم إملق جاره ‪ ،‬لما روي عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم من قوله ‪ " :‬ليس المرء الذي يبيت وجاره‬
‫طاو إلى جنبه " ‪ ،‬وإن لم يكن ورود خبر عن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم بأن على المرء نفقة جاره إذا كان معسرا ‪ ،‬وأبى‬
‫إلزامهم الحكم على مانع جاره من وضع أطراف خشبه على‬
‫جداره بالخبر الوارد عنه عليه السلم ‪ " :‬ل يمنع أحدكم جاره أن‬
‫يضع خشبه على جداره " ‪ ،‬إذ لم يكن ورد عنه خبر بأن مواضع‬
‫أطراف خشب الرجل في جدار جاره حق له يحكم به على صاحب‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الحائط ‪ ،‬أحب ذلك صاحب الحائط ‪ ،‬أو سخطه من أصل أو نظير ‪،‬‬
‫فلن يقول في أحدهما قول ‪ ،‬إل ألزم في الخر مثله *‬

‫ة‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫حْر ٍ‬
‫ن َ‬
‫ك بْ ِ‬
‫ما ِ‬
‫س َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ذكر خبر آخر من أخبار سماك بن حرب ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ ،‬عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫ة‪#‬‬ ‫عك ْرِ َ‬


‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ب ‪ ،‬عَ ْ‬
‫حْر ٍ‬
‫ن َ‬
‫ك بْ ِ‬
‫ما ِ‬
‫س َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫خَبارِ ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫خب َرٍ آ َ‬

‫ه‬ ‫عم ٍ ي َط ْعَ ُ‬


‫م ُ‬ ‫ما عََلى َ‬
‫طا ِ‬ ‫حّر ً‬
‫م َ‬ ‫ي إ ِل َ ّ‬
‫ي ُ‬ ‫ما ُأو ِ‬
‫ح َ‬ ‫جد ُ ِفي َ‬
‫َ‬
‫ل َل أ ِ‬
‫" قُ ْ‬

‫‪ 2366‬حدثنا هناد بن السري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو الحوص ‪ ،‬عن‬


‫سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬ماتت شاة لمرأة من‬
‫أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فأتاها فأخبرته ‪ ،‬فقال ‪ " :‬هل‬
‫انتفعتم بمسكها ؟ " فقالت ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬بمسك ميتة قالت ‪:‬‬
‫فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬قل ل أجد فيما أوحي إلي‬
‫محرما على طاعم يطعمه إل أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم‬
‫خنزير ‪ ،‬فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به ‪ ،‬إنكم لستم تأكلونه‬
‫" قال ‪ :‬فبعث إليها فسلخت قال ابن عباس ‪ :‬فجعلوا مسكها‬
‫قربة ‪ ،‬ثم رأيتها بعد شنة *‬

‫ه‬ ‫عم ٍ ي َط ْعَ ُ‬


‫م ُ‬ ‫ما عََلى َ‬
‫طا ِ‬ ‫حّر ً‬
‫م َ‬ ‫ي إ ِل َ ّ‬
‫ي ُ‬ ‫ما ُأو ِ‬
‫ح َ‬ ‫جد ُ ِفي َ‬
‫َ‬
‫ل َل أ ِ‬
‫" قُ ْ‬

‫‪ 2367‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا حسين يعني الجعفي ‪ ،‬عن‬


‫زائدة ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬ماتت‬
‫شاة لسودة بنت زمعة ‪ ،‬فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فقال ‪ " :‬أفل أخذتم إهابها " ‪ ،‬فقالت ‪ :‬سبحان الله ‪ ،‬ميتة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" إنك لست تأكلينها " ثم قرأ " قل ل أجد فيما أوحي إلي محرما‬
‫على طاعم يطعمه " ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬أفل أخذتموه ‪ ،‬فدبغتموه ‪ ،‬ثم‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صنعتموه سقاء ؟ " القول في البيان عن علل هذا الخبر وهذا خبر‬
‫عندنا صحيح سنده ‪ ،‬وقد يجب أن يكون على مذهب الخرين‬
‫سقيما غير صحيح ‪ ،‬لعلل ‪ :‬إحداها ‪ :‬أنه خبر قد حدث به عن سماك‬
‫‪ ،‬غير من ذكرنا ‪ ،‬فقال فيه ‪ :‬عنه ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫عن سودة بنت زمعة ‪ ،‬وفي ذلك بيان بين أن ابن عباس لم يسمعه‬
‫من رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬وأخرى ‪ :‬وهي أنه قد حدث‬
‫به عن سماك بعض من حدث به عنه ‪ ،‬فقال فيه ‪ :‬عنه ‪ ،‬عن‬
‫عكرمة ‪ ،‬عن سودة بنت زمعة ‪ ،‬ولم يدخل بينها ‪ ،‬وبين عكرمة‬
‫أحدا ‪ ،‬وفي ذلك أيضا عندهم دليل على وهائه ‪ .‬وثالثة ‪ :‬وهي أن‬
‫بعض رواته عن عكرمة قال فيه ‪ :‬عن عكرمة ‪ :‬أن سودة ماتت لها‬
‫شاة ‪ ،‬فأرسل الخبر عن عكرمة ‪ ،‬ولم يجعل بينه وبين رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم أحدا ‪ .‬والرابعة ‪ :‬أن ذلك خبر عن عكرمة ‪،‬‬
‫وفي نقل عكرمة عندهم نظر يجب التثبت فيه من أجله *‬

‫ك فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ ‪:‬‬ ‫ما ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬
‫ث ‪ ،‬عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث هذا الحديث ‪ ،‬عن سماك فقال فيه ‪ :‬عن عكرمة ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬عن سودة‬

‫ك فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ ‪# :‬‬ ‫ما ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬
‫ث ‪ ،‬عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ه‬ ‫عم ٍ ي َط ْعَ ُ‬


‫م ُ‬ ‫ما عََلى َ‬
‫طا ِ‬ ‫حّر ً‬
‫م َ‬ ‫ي إ ِل َ ّ‬
‫ي ُ‬ ‫ما ُأو ِ‬
‫ح َ‬ ‫جد ُ ِفي َ‬
‫َ‬
‫ل َل أ ِ‬
‫" قُ ْ‬

‫‪ 2368‬حدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله بن موسى ‪ ،‬عن‬


‫إسرائيل ‪ ،‬عن سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن سودة‬
‫بنت زمعة ‪ ،‬قالت ‪ :‬كانت لنا شاة فماتت ‪ ،‬فطرحناها ‪ ،‬فجاء‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ما فعلت شاتكم ؟ "‬
‫فأخبرناه ‪ ،‬فتل هذه الية ‪ " :‬قل ل أجد فيما أوحي إلي محرما على‬
‫طاعم يطعمه " ‪ ،‬ثم قال ‪ " :‬أل انتفعتم بإهابها " فأرسلنا إليها ‪،‬‬
‫فسلخناها ‪ ،‬ثم دبغناه ‪ ،‬فاتخذناه سقاء ‪ ،‬فشربنا فيها حتى صارت‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫شنا وقد وافق إسرائيل فيما روي عن سماك ‪ ،‬غير سماك في‬
‫إسناد هذا الحديث على ما رواه إسرائيل عنه *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك حدثنا أبو كريب محمد بن العلء قال ‪ :‬حدثنا عبيد الله ‪،‬‬
‫عن إسرائيل ‪ ،‬عن جابر ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬وعن عكرمة ‪ ،‬عن عبد‬
‫الله بن عباس ‪ ،‬عن سودة بنت زمعة ‪ ،‬قالت ‪ :‬كانت لنا شاة ‪،‬‬
‫فذكرت نحو حديث أبي كريب ‪ ،‬عن عبيد الله ‪ ،‬عن إسرائيل ‪ ،‬عن‬
‫سماك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬

‫سك ََها ‪ ،‬فَل َ ْ‬


‫م ن ََز ْ‬
‫ل ن َن ْت َب ِذ ُ‬ ‫شاةٌ ل ََنا ‪ ،‬فَد َب َغَْنا َ‬
‫م ْ‬ ‫ت َ‬
‫مات َ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2369‬وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬وموسى بن عبد الرحمن المسروقي ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬حدثنا أبو أسامة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل ‪ ،‬يعني ابن أبي‬
‫خالد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫عن سودة بنت زمعة ‪ ،‬قالت ‪ " :‬ماتت شاة لنا ‪ ،‬فدبغنا مسكها ‪،‬‬
‫فلم نزل ننتبذ فيه حتى صار شنا " *‬

‫مازِل َْنا ن َن ْب ِذ ُ ِفي ِ‬


‫ه‬ ‫سك ََها ‪ ،‬فَ َ‬ ‫شاةٌ ل ََنا ‪ ،‬فَد َب َغَْنا َ‬
‫م ْ‬ ‫ت َ‬
‫مات َ ْ‬
‫" َ‬

‫‪ 2370‬وحدثنا أبو كريب ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الله بن نمير ‪ ،‬عن‬


‫إسماعيل بن أبي خالد ‪ ،‬عن عامر ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪،‬‬
‫عن سودة ‪ ،‬زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت ‪ " :‬ماتت شاة‬
‫لنا ‪ ،‬فدبغنا مسكها ‪ ،‬فمازلنا ننبذ فيه حتى صار شنا " *‬

‫ك ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ ‪:‬‬ ‫ما ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ذكر من روى هذا الحديث عن سماك ‪ ،‬فقال فيه ‪ :‬عن عكرمة ‪،‬‬
‫عن سودة ‪ ،‬ولم يدخل بين عكرمة وسودة أحدا‬

‫ك ‪ ،‬فََقا َ‬
‫ل ِفيهِ ‪# :‬‬ ‫ما ٍ‬
‫س َ‬
‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ن َرَوى هَ َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ه‬ ‫عم ٍ ي َط ْعَ ُ‬


‫م ُ‬ ‫ما عََلى َ‬
‫طا ِ‬ ‫حّر ً‬
‫م َ‬ ‫ي إ ِل َ ّ‬
‫ي ُ‬ ‫ما ُأو ِ‬
‫ح َ‬ ‫جد ُ ِفي َ‬
‫َ‬
‫ل َل أ ِ‬
‫" قُ ْ‬

‫‪ 2371‬حدثني أحمد بن الفرج الحمصي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يوسف بن‬


‫إسماعيل قال ‪ :‬حدثنا إسرائيل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سماك ‪ ،‬عن عكرمة ‪،‬‬
‫عن سودة بنت زمعة ‪ ،‬قالت ‪ :‬كانت لنا شاة ‪ ،‬فماتت ‪ ،‬فألقيناها ‪،‬‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما فعلت الشاة ؟ "‬
‫فقلنا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ماتت ‪ ،‬فألقيناها ‪ ،‬فقرأ النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم الية ‪ " :‬قل ل أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم‬
‫يطعمه الية أل انتفعتم بإهابها " فأرسلنا إليها فسلخناها ودبغناه ‪،‬‬
‫فجعلنا منه سقاء ‪ ،‬فانتفعنا به حتى صار شنا " *‬

‫َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫سل َ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ة ‪ ،‬فَأْر َ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ذكر من حدث هذا الحديث عن عكرمة ‪ ،‬فأرسله عنه ‪ ،‬ولم يدخل‬


‫بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحدا‬
‫َ‬
‫ه‪#،‬‬ ‫سل َ ُ‬
‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ة ‪ ،‬فَأْر َ‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫ث عَ ْ‬
‫دي َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ث هَ َ‬
‫حد ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ <<#‬ذِك ُْر َ‬
‫م ْ‬

‫ها فَي َن ْت َِفُعوا ب ِإ ِ َ‬


‫هاب َِها‬ ‫سل ُ ُ‬
‫خو َ‬ ‫" فَأ َمرهُم النبي صّلى الل ّه عَل َيه وسل ّ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ ِّ ّ َ‬

‫‪ 2372‬حدثني يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬


‫إبراهيم ‪ ،‬عن عاصم يعني ابن سليمان الحول ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬أن‬
‫شاة لسودة ماتت ‪ " ،‬فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن‬
‫يسلخوها فينتفعوا بإهابها " *‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫ة ِفي رَِواي َةِ هَ َ‬
‫ذا‬ ‫عك ْرِ َ‬
‫م َ‬ ‫هاب َِها " وَقَد ْ َوافَقَ ِ‬ ‫" أفَل َوِ ان ْت ََفعْت ُ ْ‬
‫م ب ِإ ِ َ‬

‫‪ 2373‬وحدثنا ابن بشار ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا‬


‫أبي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬أن شاة ‪ ،‬لل سودة بنت زمعة‬
‫ماتت ‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬ما فعلت شاتكم ؟ "‬
‫قالوا ‪ :‬ماتت ‪ ،‬قال ‪ " :‬أفلو انتفعتم بإهابها " وقد وافق عكرمة في‬
‫رواية هذا الخبر عن ابن عباس ‪ ،‬عن رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم من أصحابه جماعة ‪ ،‬نذكر ما حضرنا ذكره منهم *‬

‫ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‬

‫ذكر ذلك‬

‫‪ <<#‬ذِك ُْر ذ َل ِ َ‬
‫ك‪#‬‬

‫هاب ََها فَد َب َُغوهُ ‪َ ،‬فان ْت ََفُعوا ب ِهِ ؟ " ‪،‬‬ ‫" أ ََل أ َ َ‬
‫خ ُ‬
‫ذوا إ ِ َ‬

‫‪ 2374‬حدثنا أبو كريب محمد بن العلء قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن آدم ‪،‬‬
‫عن ابن عيينة ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ ،‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشاة‬
‫لميمونة ميتة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أل أخذوا إهابها فدبغوه ‪ ،‬فانتفعوا به ؟ " ‪،‬‬
‫فقيل إنها ميتة فقال ‪ " :‬إنما حرم من الميتة أكلها " *‬

‫هاب ََها فَد َب َُغوهُ َفان ْت ََفُعوا ب ِهِ ؟ " ‪ ،‬فََقاُلوا‬ ‫" أ ََل أ َ َ‬
‫خ ُ‬
‫ذوا إ ِ َ‬

‫‪ 2375‬وحدثنا سفيان بن وكيع ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن عيينة ‪ ،‬عن‬


‫الزهري ‪ ،‬عن عبيد الله ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬مر النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم بشاة لمولة ميمونة قد أعطيتها من الصدقة ميتة ‪،‬‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فقال ‪ " :‬أل أخذوا إهابها فدبغوه فانتفعوا به ؟ " ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول الله ميتة فقال ‪ " :‬إنما حرم أكلها " *‬

‫حر َ‬
‫هاب َُها " *‬
‫م إِ َ‬
‫حّر ْ‬ ‫م أك ْل َُها ‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫م يُ َ‬ ‫ُ ّ َ‬

‫‪ 2376‬وحدثني محمد بن عيسى الدامغاني ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني سفيان ‪،‬‬


‫عن الزهري ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫مر النبي صلى الله عليه وسلم بشاة ميتة ‪ ،‬فقال ‪ " :‬إنما حرم‬
‫أكلها ‪ ،‬ولم يحرم إهابها " *‬

‫سك َِها " أ َوْ َقا َ‬


‫ل‪":‬‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫مي ْت َةِ ‪َ ،‬فان ْت َِفُعوا ب ِ َ‬ ‫م لَ ْ‬
‫ح ُ‬ ‫حّر َ‬
‫ُ‬

‫‪ 2377‬وحدثنا سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد العلى ‪ ،‬عن معمر ‪ ،‬عن‬


‫الزهري ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ " :‬إنما حرم لحم الميتة ‪ ،‬فانتفعوا‬
‫بمسكها " أو قال ‪ " :‬بجلدها " *‬

‫َ‬
‫ل‬ ‫ها ؟ " ‪َ ،‬قاُلوا ‪َ :‬يا َر ُ‬
‫سو َ‬ ‫جل ْدِ َ‬
‫م بِ ِ‬
‫مت َعْت ُ ْ‬ ‫" أَل ا ْ‬
‫ست َ ْ‬

‫‪ 2378‬وحدثني أحمد بن الفرج الحمصي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني الزبيري ‪،‬‬


‫عن الزهري ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد الله ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬مر‬
‫بشاة داجن لبعض أهله قد نفقت ‪ ،‬فقال ‪ " :‬أل استمتعتم بجلدها ؟‬
‫" ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إنها ميتة قال ‪ " :‬إن دباغه ذكاته " *‬

‫ل‬ ‫ها ؟ " ‪ ،‬فََقاُلوا ‪َ :‬يا َر ُ‬


‫سو َ‬ ‫جل ْدِ َ‬
‫م بِ ِ‬
‫مت َعْت ُ ْ‬ ‫" هَّل ا ْ‬
‫ست َ ْ‬

‫‪ 2379‬وحدثنا العباس بن الوليد العذري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني أبي قال ‪:‬‬


‫سمعت الوزاعي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني ابن شهاب ‪ ،‬عن عبيد الله بن عبد‬
‫تهذيب الثار للمام الطبري‬
‫مكتبة مشكاة السل

You might also like