You are on page 1of 149

‫الصحيح المسند من أسباب النزول‬

‫تأليف‪:‬‬
‫أبي عبد الرحمن مقبل بن هادى الوادعى‬
‫الناشر‪:‬مكتبة ابن تيمية لطبعة الرابعة مزيدة ومنقحة‬
‫القاهرة ‪1408‬هـ‪1987 -‬م‬
‫أهم المراجع التي نقلت منها‪:‬‬
‫تفسير ابن جرير مطبعة مصطفى البابي الحلبي ‪1373‬‬
‫تفسير ابن جرير دار إحياء الكتب العربية ‪...‬‬
‫الدر المنثور المطبعة الميمونية بمصر ‪1314‬‬
‫فتح القدير للشوكاني مطبعة مصطفى البابي الحلبي ‪1383‬‬
‫تفسير ابن أبي حاتم مخطوط يوجد منه جزءان في المكتبة المحمودية‬
‫أسباب النزول للواحدي دار التحاد العربي ‪1388‬‬
‫أسباب النزول للسيوطي مطبعة مصطفى البابي الحلبي ‪1373‬‬
‫صحيح البخاري مع الفتح مطبعة مصطفى البابي الحلبي ‪1378‬‬
‫مسلم مع النووي المطبعة المصرية ‪1349‬‬
‫موارد الظمآن زوائد ابن حبان المطبعة السلفية ‪....‬‬
‫جامع الترمذي مع التحفة طبعة هندية ‪....‬‬
‫سنن النسائي مع تعليق السيوطي حلبي‬
‫سنن أبي داود مع عون المعبود طبعة هندية‬
‫سنن ابن ماجه طبعة إحياء الكتب العربية ‪1372‬‬
‫سنن الدارمي مطبعة العتدال ‪1349‬‬
‫سنن البيهقي حيدر أباد‬
‫مسند أحمد المكتب السلمي ‪1389‬‬
‫مسند الطيالسي ترتيب الساعاتي المنبرية ‪1372‬‬
‫مصنف عبد الرزاق المطبعة الولى ‪1390‬‬
‫مستدرك الحاكم مطابع النصر الحديثة‬
‫المعجم الصغير للطبراني مطبعة دار النصر ‪1388‬‬
‫فهرس الكتاب‬

‫الموضوع الصفحة‬
‫‪5‬‬ ‫مقدمة الطبعة الرابعة‬
‫‪7‬‬ ‫الحامل لي على اختيار هذا الموضوع‬
‫‪8‬‬ ‫كلم الواحدي في تساهل المفسرين في علم الرواية‬
‫‪8‬‬ ‫كلم السيوطي في ضرر حذف السانيد‬
‫‪9‬‬ ‫استشهادنا لصدق قولهما بقصة ثعلبة‬
‫‪9‬‬ ‫نقل كلم المحدثين في عدم صحة هذه القصة‬
‫‪10‬‬ ‫مطالعة أسباب النزول تعطي فكرة جيدة عن أسرار التشريع السلمي‬
‫‪10‬‬ ‫مطالعة أسباب النزول تعين الداعي إلى الحق على مراحل الدعوة‬

‫‪13‬‬ ‫قواعد أصولية لسباب النزول‬

‫سورة البقرة‬
‫‪17‬‬ ‫}فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم{‬
‫‪17‬‬ ‫}من كان عدوا لجبريل{‬
‫‪19‬‬ ‫}فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره{‬
‫‪20‬‬ ‫}فأينما تولوا فثم وجه الله{‬
‫‪20‬‬ ‫}واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى{‬
‫‪21‬‬ ‫}ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم{‬
‫‪21‬‬ ‫}سيقول السفهاء من الناس{‬

‫‪22‬‬ ‫}وما كان الله ليضيع إيمانكم{‬


‫‪22‬‬ ‫}قد نرى تقلب وجهك في السماء{‬
‫‪23‬‬ ‫}إن الصفا والمروة من شعائر{‬
‫‪25‬‬ ‫}أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم{‬
‫‪26‬‬ ‫}من الفجر{‬
‫‪26‬‬ ‫}وأتوا البيوت من أبوابها{‬
‫‪27‬‬ ‫}وأنفقوا في سبيل الله{‬
‫‪29‬‬ ‫}وأتموا الحج والعمرة لله{‬
‫‪30‬‬ ‫}فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه{‬
‫‪30‬‬ ‫}وتزودوا فإن خير الزاد التقوى{‬
‫‪31‬‬ ‫}ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضل من ربكم{‬
‫‪32‬‬ ‫}ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس{‬
‫‪33‬‬ ‫}ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله{‬
‫‪33‬‬ ‫}يسألونك عن المحيض{‬
‫‪34‬‬ ‫}نساؤكم حرث لكم{‬
‫‪37‬‬ ‫}وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فل تعضلوهن{‬
‫‪37‬‬ ‫}حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى{‬
‫‪38‬‬ ‫}وقوموا لله قانتين{‬
‫‪39‬‬ ‫}ل إكراه في الدين{‬
‫‪40‬‬ ‫}يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم{‬
‫‪41‬‬ ‫}ليس عليك هداهم{‬
‫‪42‬‬ ‫}آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه{‬
‫سورة آل عمران‬
‫‪44‬‬ ‫}إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليل{‬
‫‪45‬‬ ‫}كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم{‬
‫‪46‬‬ ‫}إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا{‬
‫‪46‬‬ ‫}ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة{‬
‫‪47‬‬ ‫}إذ همت طائفتان منكم أن تفشل{‬
‫‪48‬‬ ‫}ليس لك من المر شيء{‬
‫‪50‬‬ ‫}ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا{‬
‫‪51‬‬ ‫}وما كان لنبي أن يغل{‬
‫‪53‬‬ ‫}أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها{‬
‫‪54‬‬ ‫}ول تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا{‬
‫‪56‬‬ ‫}الذين استجابوا لله والرسول{‬
‫‪57‬‬ ‫}ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم{‬
‫‪59‬‬ ‫}ل تحسبن الذين يفرحون بما أتوا{‬
‫‪60‬‬ ‫}وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله{‬
‫سورة النساء‬
‫‪63‬‬ ‫}وإن خفتم أل تقسطوا في اليتامى{‬
‫‪63‬‬ ‫}ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف{‬
‫‪63‬‬ ‫}يوصيكم الله في أولدكم{‬
‫‪65‬‬ ‫}ل يحل لكم أن ترثوا النساء كرها{‬
‫‪66‬‬ ‫}ول تنكحوا ما نكح آباؤكم{‬
‫‪66‬‬ ‫}والمحصنات من النساء{‬

‫‪67‬‬ ‫}ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت{‬
‫‪68‬‬ ‫}يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول{‬
‫‪69‬‬ ‫}ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا{‬
‫‪69‬‬ ‫}فل وربك ل يؤمنون{‬
‫‪70‬‬ ‫}ومن يطع الله والرسول{‬
‫‪71‬‬ ‫}ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم{‬
‫‪72‬‬ ‫}وإذا جاءهم أمر من المن أو الخوف{‬
‫‪72‬‬ ‫}فما لكم في المنافقين وفئتين{‬
‫‪73‬‬ ‫}يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا{‬
‫‪74‬‬ ‫}ل يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر{‬
‫‪76‬‬ ‫}إن الذين توفاهم الملئكة ظالمي أنفسهم{‬
‫‪76‬‬ ‫}ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله{‬
‫‪77‬‬ ‫}وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلة{‬
‫‪78‬‬ ‫}ول جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر{‬
‫‪78‬‬ ‫}ولمرنهم فليغيرن خلق الله{‬
‫‪79‬‬ ‫}ويستفتونك في النساء{‬
‫‪80‬‬ ‫}وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا{‬
‫‪81‬‬ ‫}يستفتونك قل الله يفتيكم في الكللة{‬
‫سورة المائدة‬
‫‪83‬‬ ‫}يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلة{‬
‫‪84‬‬ ‫}إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله{‬
‫‪84‬‬ ‫}يا أيها الرسول ل يحزنك الذين يسارعون في الكفر{‬

‫‪86‬‬ ‫}يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك{‬


‫‪87‬‬ ‫}وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول{‬
‫‪87‬‬ ‫}من أوسط ما تطعمون أهليكم{‬
‫‪88‬‬ ‫}إنما الخمر والميسر والنصاب{‬
‫‪89‬‬ ‫}ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا{‬
‫‪90‬‬ ‫}ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم{‬
‫‪91‬‬ ‫}يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم{‬
‫سورة النعام‬
‫‪93‬‬ ‫}ول تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والغشى{‬
‫‪94‬‬ ‫}ول تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه{‬
‫سورة العراف‬
‫‪95‬‬ ‫}يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد{‬
‫سورة النفال‬
‫‪96‬‬ ‫}يسألونك عن النفال{‬
‫‪98‬‬ ‫}إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم{‬
‫‪99‬‬ ‫}ومن يولهم يومئذ دبره{‬
‫‪99‬‬ ‫}وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى{‬
‫‪101‬‬ ‫}إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح{‬
‫‪101‬‬ ‫}وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم{‬
‫‪102‬‬ ‫}الن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا{‬
‫‪103‬‬ ‫}ما كان لنبي أن يكون له أسرى{‬

‫‪104‬‬ ‫}لول كتاب من الله سبق{‬


‫‪105‬‬ ‫}وأولوا الرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله{‬
‫سورة التوبة‬
‫‪106‬‬ ‫}أجعلتم سقاية الحاج{‬
‫‪107‬‬ ‫}والذين يكنزون الذهب والفضة{‬
‫‪107‬‬ ‫}ومنهم من يلمزك في الصدقات{‬
‫‪108‬‬ ‫}ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب{‬
‫‪109‬‬ ‫}الذين يلمزون المطوعين{‬
‫‪109‬‬ ‫}ول تصل على أحد منهم{‬
‫‪110‬‬ ‫}سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم{‬
‫‪111‬‬ ‫}ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين{‬
‫‪112‬‬ ‫}لقد تاب الله على النبي والمهاجرين{‬
‫سورة هود‬
‫‪118‬‬ ‫}أل إنهم يثنون صدورهم{‬
‫‪118‬‬ ‫}وأقم الصلة طرفي النهار{‬
‫سورة يوسف‬
‫‪120‬‬ ‫}نحن نقص عليك أحسن القصص{‬
‫سورة الرعد‬
‫‪121‬‬ ‫}ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء{‬
‫سورة إبراهيم‬
‫‪123‬‬ ‫}يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت{‬

‫سورة النحل‬
‫‪124‬‬ ‫}ضرب الله مثل عبدا مملوكا{‬
‫‪124‬‬ ‫}ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر{‬
‫‪125‬‬ ‫}ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد{‬
‫‪126‬‬ ‫}وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به{‬
‫سورة السراء‬
‫‪128‬‬ ‫}أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة{‬
‫‪128‬‬ ‫}وما منعنا أن نرسل باليات{‬
‫‪129‬‬ ‫}ويسألونك عن الروح{‬
‫‪130‬‬ ‫}ول تجهر بصلتك{‬
‫سورة مريم‬
‫‪133‬‬ ‫}وما نتنزل إل بأمر ربك{‬
‫‪133‬‬ ‫}أفرأيت الذي كفر بآياتنا{‬
‫سورة النبياء‬
‫‪135‬‬ ‫}إن الذين سبقت لهم منا الحسنى{‬
‫سورة الحج‬
‫‪138‬‬ ‫}هذان خصمان اختصموا في ربهم{‬
‫‪139‬‬ ‫}أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا{‬
‫سورة المؤمنون‬
‫‪141‬‬ ‫}ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم{‬

‫سورة النور‬
‫‪142‬‬ ‫}الزاني ل ينكح إل زانية أو مشركة{‬
‫‪143‬‬ ‫}والذين يرمون أزواجهم{‬
‫‪145‬‬ ‫}إن الذين جاءوا بالفك عصبة{‬
‫‪150‬‬ ‫}ول تكرهوا فتياتكم على البغاء{‬
‫‪151‬‬ ‫}وعد الله الذين آمنوا منكم{‬
‫‪152‬‬ ‫}ليس على العمى حرج{‬
‫سورة الفرقان‬
‫‪153‬‬ ‫}ويوم يعض الظالم على يديه{‬
‫‪154‬‬ ‫}والذين ل يدعون مع الله إلها آخر{‬
‫‪155‬‬ ‫}إل من تاب وآمن{‬
‫سورة القصص‬
‫‪156‬‬ ‫}ولقد وصلنا لهم القول{‬
‫‪156‬‬ ‫}إنك ل تهدي من أحببت{‬
‫سورة العنكبوت‬
‫‪158‬‬ ‫ووصينا النسان بوالديه حسنا‬
‫سورة لقمان‬
‫‪160‬‬ ‫}إن الشرك لظلم عظيم{‬
‫سورة السجدة‬
‫‪161‬‬ ‫تتجافى جنوبهم عن المضاجع‬
‫سورة الحزاب‬
‫‪162‬‬ ‫}ادعوهم لبائهم{‬
‫‪163‬‬ ‫}من المؤمنين رجال صدقوا{‬
‫‪164‬‬ ‫}وكفى الله المؤمنين القتال{‬
‫‪164‬‬ ‫}يا أيها النبي قل لزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا{‬
‫‪167‬‬ ‫}إن المسلمين والمسلمات{‬
‫‪168‬‬ ‫}وتخفي في نفسك ما الله مبديه{‬
‫‪168‬‬ ‫}فلما قضى زيد منها وطرا{‬
‫‪169‬‬ ‫}ترجى من تشاء منهن{‬
‫‪170‬‬ ‫}ل تدخلوا بيوت النبي{‬
‫سورة يس‬
‫‪173‬‬ ‫}ونكتب ما قدموا وآثارهم{‬
‫‪174‬‬ ‫}أولم ير النسان أنا خلقناه من نطفة{‬
‫سورة الزمر‬
‫‪175‬‬ ‫}يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم{‬
‫‪176‬‬ ‫}وما قدروا الله حق قدره{‬
‫سورة فصلت‬
‫‪177‬‬ ‫}وما كنتم تستترون{‬
‫سورة الشورى‬
‫‪178‬‬ ‫}قل ل أسألكم عليه أجرا{‬

‫‪178‬‬ ‫}ولو بسط الله الرزق{‬


‫سورة الزخرف‬
‫‪180‬‬ ‫}ولما ضرب ابن مريم مثل{‬
‫سورة الدخان‬
‫‪182‬‬ ‫}فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين{‬
‫سورة الجاثية‬
‫‪183‬‬ ‫}وقالوا ما هي إل حياتنا الدنيا{‬
‫سورة الحقاف‬
‫‪184‬‬ ‫}قل أرأيتم إن كان من عند الله{‬
‫‪186‬‬ ‫}وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن{‬
‫سورة الفتح‬
‫‪187‬‬ ‫نزولها‬
‫‪188‬‬ ‫}ليدخل المؤمنين والمؤمنات{‬
‫‪189‬‬ ‫}وهو الذي كف أيديهم عنكم{‬
‫سورة الحجرات‬
‫‪197‬‬ ‫}يا أيها الذين آمنوا ل تقدموا بين يدي الله ورسوله{‬
‫}يا أيها الذين آمنوا ل ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي{ ‪197‬‬
‫‪198‬‬ ‫}وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا{‬

‫‪199‬‬ ‫}ول تنابزوا باللقاب{‬


‫سورة القمر‬
‫‪201‬‬ ‫}اقتربت الساعة{‬
‫‪201‬‬ ‫}يوم يسحبون في النار{‬
‫سورة الواقعة‬
‫‪203‬‬ ‫}وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون{‬
‫سورة المجادلة‬
‫‪204‬‬ ‫}قد سمع الله{‬
‫‪204‬‬ ‫}وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله{‬
‫‪205‬‬ ‫}ويحلفون على الكذب وهم يعلمون{‬
‫سورة الحشر‬
‫‪206‬‬ ‫نزولها‬
‫‪207‬‬ ‫ة{‬
‫ن ِلين َ ٍ‬
‫م ْ‬ ‫ما قَط َعْت ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫} َ‬
‫‪208‬‬ ‫}ويؤثرون على أنفسهم{‬
‫سورة الممتحنة‬
‫‪210‬‬ ‫}يا أيها الذين آمنوا{‬
‫‪210‬‬ ‫}يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات{‬
‫سورة الصف‬
‫‪212‬‬ ‫نزولها‬

‫سورة الجمعة‬
‫‪213‬‬ ‫}وإذا رأوا تجارة{‬
‫سورة المنافقون‬
‫‪214‬‬ ‫}إذا جاءك المنافقون{‬
‫‪214‬‬ ‫}هم الذين يقولون ل تنفقوا على من عند رسول الله{‬
‫سورة التغابن‬
‫‪216‬‬ ‫}إن من أزواجكم وأولدكم عدوا لكم{‬
‫سورة التحريم‬
‫‪217‬‬ ‫}يا أيها النبي لم تحرم{‬
‫‪218‬‬ ‫}عسى ربه إن طلقكن{‬
‫سورة الجن‬
‫‪221‬‬ ‫}قل أوحى إلي{‬
‫‪221‬‬ ‫}وأنه كان رجال من النس{‬
‫‪221‬‬ ‫نزول آخرها‬
‫‪222‬‬ ‫سورة المزمل‬
‫سورة المدثر‬
‫‪223‬‬ ‫}يا أيها المدثر{‬
‫‪225‬‬ ‫}ذرني ومن خلقت وحيدا{‬

‫سورة القيامة‬
‫‪226‬‬ ‫}ل تحرك به لسانك{‬
‫‪226‬‬ ‫}أولى لك فأولى{‬
‫سورة النازعات‬
‫‪227‬‬ ‫}فيم أنت من ذكراها{‬
‫سورة عبس‬
‫‪230‬‬ ‫}عبس وتولى{‬
‫‪232‬‬ ‫سورة المطففين‬
‫سورة الضحى‬
‫‪233‬‬ ‫}والضحي والليل إذا سجى{‬
‫‪233‬‬ ‫}ولسوف يعطيك ربك فترضى{‬
‫‪234‬‬ ‫}وللخرة خير لك من الولى{‬
‫سورة العلق‬
‫‪235‬‬ ‫}كل إن النسان ليطغى{‬
‫‪237‬‬ ‫سورة الكوثر‬
‫‪238‬‬ ‫سورة اللهب‬
‫ص ‪-5-‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة الطبعة الرابعة‪:‬‬
‫الحمد لله وصلى الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له وأشهد أن‬
‫دا عبده ورسوله‪.‬‬
‫محم ً‬
‫أما بعد‪ :‬فهذه الطبعة الرابعة للصحيح المسند من أسباب النزول وهي تشتمل على بعض الزيادات وبعض‬
‫التغييرات في التصحيح والتضعيف‪ .‬وبعض الحاديث كنت قد كتبتها بدون سند فيسر الله لنا الوقوف على‬
‫أسانيدها فأحببنا إثباتها بأسانيدها‪.‬‬
‫وأما من حيث تضعيف بعض الحاديث فإني كنت قبل مغتّرا بما قرره ابن الصلح أن زيادة الثقة مقبولة ثم‬
‫جح لي‬
‫يسر الله لي الوقوف على شرح علل الترمذي للحافظ ابن رجب وعلى توضيح الفكار للصنعاني وتر ّ‬
‫أن زيادة الثقة ل تقبل إل إذا لم يخالف من هو أرجح منه كما بسطت ذلك مع أمثلته من كتب المصطلح‬
‫ومن كتب العلل في مقدمة اللزامات والتتبع والحمد لله‪ .‬هذا وقد أذنت للخ عبد الفتاح الزيني صاحب‬
‫مكتبة ابن تيمية بالقاهرة بهذه الطبعة‪.‬‬
‫فعلى هذا فهذه الطبعة هي المعتمدة ولم أشر ما خالفت فيه هذه الطبعة سابقاتها إذ يكفي عن هذا ما‬
‫صرحت به أن هذه الطبعة هي المعتمدة والحمد لله على ما يسر وله الفضل كله وإليه المرجع والمآب‪.‬‬

‫ص ‪-7-‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة المؤلف‪:‬‬
‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعود بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده‬
‫دا عبده‬ ‫الله فل مضل له ومن يضلل فل هادي له وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له وأشهد أن محم ً‬
‫َ‬
‫ث‬‫وب َ ّ‬‫ها َ‬
‫ج َ‬
‫و َ‬
‫ها َز ْ‬
‫من ْ َ‬ ‫خل َ َ‬
‫ق ِ‬ ‫و َ‬
‫ة َ‬
‫حدَ ٍ‬
‫وا ِ‬
‫س َ‬ ‫ن نَ ْ‬
‫ف ٍ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫خل َ َ‬
‫قك ُ ْ‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫قوا َرب ّك ُ ُ‬
‫س ات ّ ُ‬
‫ها الّنا ُ‬
‫ورسوله }َيا أي ّ َ‬
‫قيًبا{‪.‬‬ ‫م َر ِ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫ن َ‬ ‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬‫حا َ‬‫واْل َْر َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن بِ ِ‬‫ساءَُلو َ‬‫ذي ت َ َ‬‫ه ال ّ ِ‬
‫قوا الل ّ َ‬‫وات ّ ُ‬
‫ساءً َ‬ ‫جاًل ك َِثيًرا َ‬
‫ون ِ َ‬ ‫ر َ‬
‫ما ِ‬ ‫ه َ‬‫من ْ ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ذُُنوب َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬‫غ ِ‬
‫وي َ ْ‬
‫م َ‬ ‫مال َك ُ ْ‬‫ع َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ح ل َك ُ ْ‬
‫صل ِ ْ‬‫دا‪ ،‬ي ُ ْ‬
‫دي ً‬ ‫وًل َ‬
‫س ِ‬ ‫ق ْ‬‫قوُلوا َ‬ ‫و ُ‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫ما{‪.‬‬
‫ظي ً‬
‫ع ِ‬
‫وًزا َ‬ ‫فاَز َ‬
‫ف ْ‬ ‫قدْ َ‬
‫ف َ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ع الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ن ي ُطِ ِ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫أما بعد فقد اخترت أن يكون بحثي الذي أقدمه للجامعة السلمية في الصحيح المسند من أسباب النزول‬
‫‪1‬‬

‫وذلك لمور منها‪:‬‬


‫‪ -1‬ارتباطه بفنين عظيمين وهما تفسير كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللذان‬
‫هما أساس ديننا‪.‬‬
‫‪ -2‬أن معرفة سبب نزول الية يعين على فهم معناها فقد أشكلت بعض اليات على بعض الصحابة فمن‬
‫َ‬
‫هل ُك َ ِ‬
‫ة{ حتى أخبرهم أبو‬ ‫م إ َِلى الت ّ ْ‬
‫ديك ُ ْ‬ ‫ول ت ُل ْ ُ‬
‫قوا ب ِأي ْ ِ‬ ‫بعدهم حتى عرفوا سبب نزولها فمما أشكل عليهم } َ‬
‫أيوب النصاري رضي الله عنه بسبب نزولها كما سيأتي إن شاء الله تعالى فظهر لهم معناها‪ .‬ومما‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أعني بالصحيح على اصطلح الولين ما يشمل الصحيح والحسن كما في تدريب الراوي ص ‪.21‬‬

‫ص ‪-8-‬‬

‫م{ حتى نزل –على رواية كما‬ ‫م ب ِظُل ْ ٍ‬


‫ه ْ‬
‫مان َ ُ‬
‫سوا ِإي َ‬‫م ي َل ْب ِ ُ‬‫ول َ ْ‬
‫مُنوا َ‬‫نآ َ‬ ‫أشكل عليهم قوله تعالى‪} :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ص َ‬
‫فا‬ ‫ن ال ّ‬
‫م{ وقد أشكل على عروة قوله‪} :‬إ ِ ّ‬ ‫ظي ٌ‬
‫ع ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ل َظُل ْ ٌ‬
‫شْر َ‬‫ن ال ّ‬‫سيأتي إن شاء الله تعالى }إ ِ ّ‬
‫ر الل ّ ِ‬
‫ه{ حتى أخبرته عائشة رضي الله عنها بسبب نزولها‪.‬‬ ‫عائ ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ش َ‬ ‫م ْ‬
‫وة َ ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫مْر َ‬ ‫َ‬

‫‪ -3‬هذا ومما حدا بي إلى اختيار هذا الموضوع أن أسباب النزول قد دخلها الدخيل كغيرها من سائر الفنون‬
‫قال الواحدي رحمه الله في مقدمة كتابه أسباب النزول بعد ذكره كلم عبيدة السلماني لما سئل عن آية‬
‫من القرآن فقال‪ :‬اتق الله وقل سدادا ذهب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن‪:‬‬
‫"أما اليوم فكل أحد يخترع شيئا ويختلق إفكا وكذبا ملقيا زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل‬
‫بسبب الية‪ ،‬وذلك الذي حدا بي إلى إملء هذا الكتاب الجامع للسباب لينتهي إليه طالبو هذا الشأن‬
‫والمتكلمون في نزول القرآن فيعرفوا الصدق ويستغنوا عن التمويه والكذب ويجدوا في تحفظه بعد‬
‫السماع والطلب" إلى آخر كلمه رحمه الله ص ‪.5‬‬

‫وقال السيوطي في التقان ج ‪ 2‬ص ‪ 190‬بعد ذكر جماعة ممن يذكرون التفسير بالسانيد كابن جرير وابن‬
‫أبي حاتم وغيرهما "ثم ألف في التفسير خلئق فاختصروا السانيد ونقلوا القوال تترى فدخل من هنا‬
‫الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من يسنح له قول يورده ومن يخطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل‬
‫ذلك عنه من يجيء بعده ظانا أن له أصل غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن يرجع إليهم‬
‫ضاّلي َ‬
‫ن{ نحو‬ ‫ول ال ّ‬
‫م َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ب َ‬
‫ضو ِ‬
‫غ ُ‬ ‫ر ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫في التفسير حتى رأيت من حكى في تفسير قوله تعالى‪َ } :‬‬
‫غي ْ ِ‬
‫عشرة ‪ 1‬أقوال‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ح{‬‫ن الّرو ِ‬
‫ع ِ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫ك َ‬ ‫وي َ ْ‬
‫‪ 1‬وأعظم من هذا ما حكاه الشوكاني في فتح القدير ج ‪ 3‬ص ‪ 254‬في تفسير } َ‬
‫الية وقد حكى بعض المحققين أن أقوال المختلفين في الروح بلغت إلى ثمانية عشر مائة قول فانظر إلى‬
‫هذا الفضول الفارغ والتعب العاطل عن النفع بعد أن علموا أن الله قد استأثر بعلمه ولم يطلع عليه أنبياءه‬
‫ول أذن لهم بالسؤال عنه ول البحث عن حقيقته فضل عن أممهم المقتدين بهم إلى آخر كلمه رحمه الله‬
‫فراجعه‪.‬‬

‫وتفسيرها باليهود والنصارى هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجميع‬ ‫ص ‪-9-‬‬
‫التابعين وأتباعهم حتى قال ابن أبي حاتم ل أعلم في ذلك اختلفا بين المفسرين ا‪ .‬هـ‪ .‬المراد من التقان‪.‬‬
‫قلت وهذا هو الذي حملني على ذكر السانيد ما وجدت إلى ذلك سبيل وإن كان فيه من المشقة ما هو‬
‫معروف لدى أهل هذا الفن‪.‬‬
‫وإليك مثال واحدا يصدق ما قاله هذان المامان من أنه قد وقع التساهل في نقل ما لم يثبت في كتب‬
‫التفسير‪ ،‬وهذا المثال هو قصة ثعلبة بن حاطب التي فيها "قليل تؤدي شكره خير من كثير ل تطيقه" وهذه‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه ل َئ ِ ْ‬
‫ن آَتاَنا ِ‬ ‫هدَ الل ّ َ‬
‫عا َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫و ِ‬
‫القصة يذكرها المفسرون عنه تفسير قول الله سبحانه وتعالى } َ‬
‫ن{ ويمكن أنه ل يوجد تفسير إل وهي مذكورة فيه وقل من نبه‬ ‫حي َ‬
‫صال ِ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫ن ِ‬ ‫ول َن َ ُ‬
‫كون َ ّ‬ ‫ن َ‬
‫ق ّ‬ ‫ه ل َن َ ّ‬
‫صدّ َ‬ ‫ضل ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ف ْ‬
‫على عدم صحتها‪ .‬أما جهابذة علماء الحديث ونقاده فإليك ما قالوه فيها‪ :‬قال المام أبو محمد بن حزم‬
‫رحمه الله بعد ذكره لها من طريق مسكين بن بكير نا معان بن رفاعة السلمي عن علي بن يزيد عن‬
‫القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال‪ :‬جاء ثعلبة بن حاطب بصدقته إلى عمر فلم يقبلها وقال‪ :‬لم‬
‫يقبلها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ول أبو بكر ول أقبلها‪ .‬قال أبو محمد وهذا باطل بل شك لن‬
‫الله تعالى أمر بقبض زكاة أموال المسلمين وأمر عليه السلم عند عند موته أل يبقى في جزيزة العرب‬
‫دينان فل يخلو ثعلبة من أن يكون مسلما ففرض على أبي بكر وعمر قبض زكاته ول بد ول فسحة في ذلك‬
‫وإن كان كافرا ففرض أل يقر في جزيرة العرب فسقط هذا الثر بل شك وفي رواته معان بن رفاعة‬
‫والقاسم بن عبد الرحمن وعلي بن يزيد وهو أبو عبد الملك اللهاني وكلهم ضعفاء ومسكين بن بكير ليس‬
‫بالقوي ا‪ .‬هـ‪ .‬ج ‪11‬من المحلى ص ‪ 208‬وقال السيوطي في لباب النقول إن سندها ضعيف وقال الحافظ‬
‫في تخريج الكشاف إن في سندها علي بن يزيد اللهاني وهو واه وقال في الفتح ج ‪ 3‬ص ‪ 8‬بعد ذكر بعض‬
‫القصة لكنه حديث ضعيف ل يحتج به ا‪ .‬هـ‪ .‬وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 32‬رواه الطبراني وفيه‬
‫علي بن يزيد اللهاني‬
‫وهو متروك‪ .‬وقال فيه الذهبي في تجريد أسماء الصحابة إنه حديث منكر بمرة‪ .‬وقال‬ ‫ص ‪-10-‬‬
‫المناوي في فيض القدير ج ‪ 4‬ص ‪ 527‬قال البيهقي في إسناد هذا الحديث نظر وهو مشهور بين أهل‬
‫التفسير ا‪ .‬هـ‪ .‬وأشار في الصابة إلى عدم صحة هذا الحديث فإنه ساق هذا الحديث في ترجمة ثعلبة هذا‬
‫ثم قال وفي كونه صاحب هذه القصة إن صح الخبر –ول أظنه يصح‪ -‬هو البدري نظر‪ .‬ا‪ .‬هـ كلم المناوي‬
‫وقال الحافظ العراقي في تخريج الحياء ج ‪ 3‬ص ‪ 338‬سندها ضعيف وإنما مثلت ‪ 1‬بهذه القصة لشهرتها‬
‫في كتب التفاسير ولن كثيرا من إخواننا المشتغلين بالوعظ والرشاد وفقني الله وإياهم يستحسنونها‬
‫ويلقونها على العامة غير منتبهين مع عدم صحتها سندا فهي ل تصح معنى إذ فيها مخالفة لصل من أصول‬
‫الشريعة وهو أن التائب لو بلغت ذنوبه عنان السماء ثم تاب‪ ،‬تاب الله عليه‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الدوافع لي على اختيار هذا الموضوع الرغبة في التعرف على أسرار هذا التشريع العظيم وما في‬
‫أسباب النزول من العبر وحل المشاكل التي قد ضاق بها أصحابها ذرعا فيأتي الفرج اللهي‪ ،‬وذلك كقصة‬
‫خل ّ ُ‬
‫فوا‪ ،‬وكقصة الفك وما حصل لنبي الهدى من الذى بسببه وكذا لم المؤمنين إذ بكت حتى‬ ‫الثلثة الذين ُ‬
‫ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها‪ .‬فيأتي الفرج بعد الشدة‪ .‬وكقصة هلل بن أمية إذ رمى زوجته بالزنى فقال‬
‫له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ :‬البينة أو حد في ظهرك فقال‪ :‬والذي بعثك بالحق إني لصادق‬
‫ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فأراد الرسول أن يأمر بضربه فأنزل الله آية اللعان وأبر قسمه وأتى‬
‫بالعلج بعد تفاقم الداء فخاب وخسر من ظن أنه يستطيع أن يستغني عن هذا التشريع الحكيم‪.‬‬
‫‪ -5‬ومنها رجاء الستفادة من مراحل التشريع فإننا في أمس الحاجة إلى أن‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ولها طريق آخر عند ابن جرير لكنه عن ابن عباس أنها نزلت في ثعلبة بن أبي حاطب وهو غير ثعلبة ابن‬
‫حاطب إل أنها مسلسلة بالعوفيين وهم ضعفاء فهي ضعيفة جدا‪.‬‬

‫نعتبر أنفسنا مجددين وأن نبدأ الدعوة من جديد وفي أسباب النزول الكثير الطيب من‬ ‫ص ‪-11-‬‬
‫بيان مراحل الدعوة والتوجيهات اللهية كآية القتال فإنها لم تنزل إل بعد أن علم الله أن لهم اقتدارا على‬
‫القتال إلى غير ذلك من الفرق بين المكي والمدني كما هو معروف‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫قد حاولت بقدر الستطاعة أن أجمع طرق الحديث لما فيه من الفوائد من معرفة وصل الحديث وإرساله‬
‫وصحته وإعلله ‪ 1‬فرب حديث ظاهر سنده الصحة في كتاب ويكون في كتاب آخر معلول وقد قال ابن‬
‫الصلح في علوم الحديث ص ‪ :82‬وروى عن علي بن المديني قال‪ :‬الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين‬
‫خطؤه ا‪ .‬هـ‪ .‬وإليك المثال على ذلك‪ :‬قال الحاكم رحمه الله ج ‪ 2‬ص ‪ 324‬حدثنا أبو العباس محمد بن‬
‫يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير‬
‫عن أبيه عن عائشة قالت‪:‬‬
‫لما جاء أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فداء أبي‬
‫العاص وبعثت فيه بقلدة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فلما رآها رسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم رق لها رقة شديدة وقال‪:‬‬
‫"إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا" قالوا نعم يا رسول الله وردوا عليها الذي‬
‫لها قال‪ :‬وقال العباس يا رسول الله إني كنت مسلما فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪:‬‬
‫"الله أعلم بإسلمك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك فافد نفسك وبني أخويك نوفل بن الحارث بن عبد‬
‫المطلب وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر"‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ما ذاك عندي يا رسول الله قال‪" :‬فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل فقلت لها إن أصبت فهذا‬
‫المال لبني الفضل وعبد الله وقثم" فقال والله يا رسول الله إني أشهد أنك رسول الله إن هذا الشيء‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خر منها أنه يصرح المدلس بالسماع في بعض الطرق ومنها بيان المبهم ومنها متابعة‬ ‫‪ 1‬وله فوائد أ ُ َ‬
‫الضعيف‪.‬‬

‫ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين‬ ‫ص ‪-12-‬‬
‫أوقية من مال كان معي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‪" :‬أفعل"‪ .‬ففدى العباس نفسه وبني‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عل َم ِ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن اْل ْ‬
‫سَرى إ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ديك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫في أي ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل لِ َ‬‫ق ْ‬ ‫ي ُ‬‫ها الن ّب ِ ّ‬‫أخويه وحليفه وأنزل الله عز وجل‪َ} :‬يا أي ّ َ‬
‫م{ فأعطاني مكان‬ ‫حي ٌ‬‫فوٌر َر ِ‬‫غ ُ‬‫ه َ‬‫والل ّ ُ‬
‫م َ‬‫فْر ل َك ُ ْ‬‫غ ِ‬‫وي َ ْ‬
‫م َ‬‫من ْك ُ ْ‬
‫خذَ ِ‬ ‫ما أ ُ ِ‬
‫م ّ‬
‫خي ًْرا ِ‬ ‫ؤت ِك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫خي ًْرا ي ُ ْ‬ ‫قُلوب ِك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫في ُ‬
‫ِ‬
‫العشرين الوقية في السلم عشرين عبدا كلهم في يده مال يضرب به مع ما أرجو من مغفرة الله عز‬
‫وجل‪ .‬هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 28‬رواه الطبراني في الكبير والوسط ورجال الوسط رجال‬
‫الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع ا‪ .‬هـ‪ .‬ثم بعد الطلع على سنن البيهقي ج ‪ 6‬ص ‪ 322‬ظهر أن‬
‫قصة العباس مدرجة على هذا السند‪ .‬قال البيهقي رحمه الله‪ :‬كذا فيما حدثنا به شيخنا أبو عبد الله في‬
‫كتاب المستدرك ثم ذكره الحافظ البيهقي على الصواب مبينا أن قصة العباس لها سند آخر وأنها مرسلة‬
‫وقال الحافظ في الفتح ج ‪ 9‬ص ‪ 382‬بعد ذكره هذه القصة وفي طريق عطاء محمد بن إسحاق‪ ،‬وليست‬
‫هذه القصة عنده مسندة بل معضلة وصنيع إسحاق يعني ابن راهوية وتبعه الطبراني وابن مردويه يقتضي‬
‫أنها موصولة والعلم عند الله ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫وقال في المطالب العالية ج ‪ 3‬ص ‪ 337‬وأظن ذلك مدرجا في الخبر من كلم ابن إسحاق وحديث عباس‬
‫على هذا معضل وأما على ظاهر السياق أول فهو مسند وهو على ذلك عمل إسحاق ا‪ .‬هـ‪ .‬والمثلة على هذا‬
‫كثيرة‪.‬‬
‫اعتذار‪ :‬لم آل جهدا في الحرص على العزو إلى أئمة الحديث وكتبهم وقد يضيق علي الوقت بالعزو إلى‬
‫بعضهم وربما اكتفيت بعزو بعض المؤلفين إليه وهذا قليل وربما صعب علي الوقوف على سند الحديث إذا‬
‫كان في الكتب المفقودة أو العزيزة الوجود فإن صححه إمام تطمئن النفس إلى تصحيحه كتبته بدون سند‬
‫وإل توقفت فيه حتى يسهل الله بالعثور على سنده ‪ .‬والله سبحانه أسأل أن يجعل عملي خالصا لوجهه‬
‫الكريم وأن ينفع بهذا المؤلف السلم والمسلمين آمين‪.‬‬

‫ص ‪-13-‬‬

‫قواعد أصولية‪:‬‬
‫لسباب النزول قواعد أصولية نشير إلى بعضها حسبما رسمه شيخنا محمود بن عبد الوهاب فائد حفظه‬
‫الله مقتصرين على المشهور منها وما ل بد منه رغبة في الختصار‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف سبب النزول‪ :‬سبب النزول يكون قاصرا على أمرين‪:‬‬


‫َ‬
‫ب{ كما‬ ‫دا أِبي ل َ َ‬
‫ه ٍ‬ ‫ت يَ َ‬
‫أحدهما‪ :‬أن تحدث حادثة فينزل القرآن الكريم بشأنها كما في سبب نزول }ت َب ّ ْ‬
‫سيأتي إن شاء الله‪.‬‬
‫سأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن شيء فينزل القرآن ببيان الحكم فيه كما في‬
‫الثاني‪ :‬أن ي ُ ْ‬
‫سبب نزول آية اللعان كما سيأتي إن شاء الله‪.‬‬

‫‪ -2‬طريقة معرفته‪ :‬أما طريقة معرفته فالعلماء يعتمدون في معرفة سبب النزول على صحة الرواية‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو عن الصحابي فإن إخبار الصحابي عن مثل هذا له حكم‬
‫الرفع قال ابن الصلح رحمه الله في كتابه علوم الحديث‪:‬‬
‫الثالث‪ :‬ما قبل إن تفسير الصحابي حديث مسند فإنما ذلك في تفسير يتعلق بسبب نزول الية يخبر به‬
‫الصحابي أو نحو ذلك كقول جابر رضي الله عنه‪ :‬كانت اليهود تقول من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء‬
‫ث ل َك ُ ْ‬
‫م{ الية فأما سائر تفاسير الصحابة التي ل تشتمل‬ ‫حْر ٌ‬ ‫ؤك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫سا ُ‬
‫الولد أحول ‪ 1‬فأنزل الله عز وجل }ن ِ َ‬
‫على إضافة شيء إلى رسول اله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمعدود في الموقوفات‪ .‬والله أعلم ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫ص ‪.46‬‬
‫أما قول التابعي نزلت في كذا فهو مرسل فإن تعددت طرُقه قُب ِ َ‬
‫ل وإل فل على الراجح عند المحدثين‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬سيأتي تخريجه إن شاء الله‪.‬‬

‫ص ‪-14-‬‬

‫‪ -3‬العبرة بعموم اللفظ ل بخصوص السبب والدليل على ذلك أن النصاري الذي قبل الجنبية ونزلت‬
‫ي هذا وحدي‬ ‫سي َّئا ِ‬
‫ت{ الية‪ ،‬قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أل ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ت ي ُذْ ِ‬
‫هب ْ َ‬ ‫سَنا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫فيه }إ ِ ّ‬
‫يا رسول الله؟ ومعنى هذا هل حكم هذه الية يختص بي لني سبب نزولها فأفتاه النبي صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم بأن العبرة بعموم اللفظ فقال "بل لمتي كلهم"‪.‬‬
‫أما صورة السبب فجمهور أهل الصول أنها قطعية الدخول في العام فل يجوز إخراجها منه بمخصص وهو‬
‫التحقيق وروي عن مالك أنها ظنية الدخول كغيرها من أفراد العام‪ .‬ا‪ .‬هـ‪ .‬من مذكرة أصول الفقه للشيخ‬
‫محمد المين الشنقيطي رحمه الله باختصار ص ‪ 206‬و ‪.210‬‬

‫‪ -4‬قد تتعدد السباب والنازل واحد كما في آية اللعان وغيرها من اليات كما ستجده إن شاء الله في‬
‫مواضعه وكذا قد تتعدد اليات النازلة والسبب واحد كما في حديث المسيب رضي الله عنه في شأن وفاة‬
‫ن‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫أبي طالب وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم "لستغفرن لك ما لم أنه عنه" فأنزل الله } َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫ن لَ ُ‬
‫ما ت َب َي ّ َ‬
‫د َ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫كاُنوا ُأوِلي ُ‬
‫قْرَبى ِ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و َ‬ ‫ن َ‬
‫كي َ‬
‫ر ِ‬
‫ش ِ‬ ‫فُروا ل ِل ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫غ ِ‬
‫ست َ ْ‬
‫ن يَ ْ‬
‫َ‬
‫مُنوا أ ْ‬
‫نآ َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ي َ‬
‫ِللن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫دي َ‬
‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫ول َك ِ ّ‬
‫ت َ‬
‫حب َب ْ َ‬
‫نأ ْ‬‫م ْ‬
‫دي َ‬
‫ه ِ‬
‫ك ل تَ ْ‬‫م{‪ .‬ونزل في أبي طالب }إ ِن ّ َ‬
‫حي ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫حا ُ‬
‫ص َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬
‫أن ّ ُ‬
‫ء{ والمثلة على ذلك كثيرة ستمر بك إن شاء الله‪.‬‬ ‫شا ُ‬ ‫يَ َ‬

‫‪ -5‬صيغة سبب النزول إما أن تكون صريحة في السببية وإما أن تكون محتملة‪ .‬فتكون نصا‬
‫صريحا إذا قال الراوي سبب نزول هذه الية كذا أو إذا أتى بفاء تعقيبية داخلة على مادة النزول بعد ذكر‬
‫الحادثة أو السؤال كما إذا قال حدث كذا أو سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن كذا‬
‫فنزلت الية‪.‬‬

‫فهاتان صيغتان صريحتان في السببية وسيأتي لهما أمثلة إن شاء الله وتكون الية‬ ‫ص ‪-15-‬‬
‫محتملة للسببية ولما تضمنته الية من الحكام إذا قال الراوي نزلت هذه الية في كذا فذلك يراد به تارة أنه‬
‫سبب النزول وتارة أنه داخل في معنى الية‪.‬‬
‫وكذا إذا قال أحسب هذه الية نزلت في كذا أو ما أحسب هذه الية إل نزلت في كذا فإن الراوي بهذه‬
‫الصيغة ل يقطع بالسبب فهاتان صيغتان تحتملن السببية وغيرها وسيأتي لها أمثلة إن شاء الله ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫مختصرا من كتاب مباحث في علوم القرآن لمناع القطان‪.‬‬

‫ص ‪-16-‬‬

‫فائدة‪:‬‬
‫من القرآن ما نزل لسبب ومنه ما نزل ابتداء بعقائد اليمان وواجبات السلم وغير ذلك من التشريع وإنما‬
‫هدَ الل ّ َ‬
‫ه{‬ ‫عا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫و ِ‬
‫ذكرت هذا لن بعضهم طالبني في ذات مرة أن أذكر سببا آخر لقوله تعالى } َ‬
‫ن ِبالن ّذْ ِ‬
‫ر‬ ‫فو َ‬‫الية – عندما قلت له إن القصة التي وردت في ثعلبة ضعيفة‪ .‬وكذا قوله تعالى }ُيو ُ‬
‫طيًرا{ إلى آخر اليات عندما قلت لبعضهم إن ما ورد أنها نزلت في‬
‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن َ‬
‫شّرهُ ُ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫و ً‬
‫ن يَ ْ‬ ‫خا ُ‬
‫فو َ‬ ‫وي َ َ‬
‫َ‬
‫علي وفاطمة ليس بصحيح وقد ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات ‪ 1‬ووافقه السيوطي فأحببت التنبيه‬
‫على هذا لئل يظن من لم يمارس سبب النزول أن لكل آية سببا‪.‬‬
‫هذا ما تيسر لي وإن كنت تريد المزيد فعليك بمراجعة التقان للحافظ السيوطي رحمه الله والله أسأل أن‬
‫يثبت شيخنا المشرف على حسن توجيهه وتنبيهه على ما وقع مني من الخطاء فإنه حفظه الله قد أتعب‬
‫نفسه ولحظ ملحظة دقيقة فجزاه الله خيرا وبارك له في عمله وولده وماله آمين‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هذا الحديث وأمثاله من الحاديث الضعيفة والموضوعة في فضائل أهل بيت النبوة قد أودعناها في كتابنا‬
‫رياض الجنة وقد أغنى الله أهل بيت النبوة عن هذه الباطيل‪.‬‬
‫ص ‪-17-‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫سورة البقرة‪:‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫قِليًل‬ ‫َ‬
‫مًنا َ‬
‫ه ثَ َ‬
‫شت َُروا ب ِ ِ‬ ‫د الل ّ ِ‬
‫ه ل ِي َ ْ‬ ‫عن ْ ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬ ‫ه َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ن َ‬‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬
‫م ثُ ّ‬‫ه ْ‬‫دي ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬
‫ب ب ِأي ْ ِ‬ ‫ن ي َك ْت ُُبو َ‬‫ذي َ‬‫ل ل ِل ّ ِ‬‫وي ْ ٌ‬ ‫} َ‬
‫ف َ‬
‫َ‬
‫ن{ الية ‪.79‬‬ ‫سُبو َ‬‫ما ي َك ْ ِ‬‫م ّ‬
‫م ِ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫وي ْ ٌ‬ ‫و َ‬‫م َ‬‫ه ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫ما ك َت َب َ ْ‬
‫م ّ‬‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫وي ْ ٌ‬ ‫َ‬
‫ف َ‬
‫قال المام البخاري رحمه الله في كتابه خلق أفعال العباد ص ‪ 54‬حدثنا يحيى ثنا وكيع عن سفيان عن عبد‬
‫َ‬
‫م{ قال نزلت‬‫ه ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬
‫ب ب ِأي ْ ِ‬ ‫ن ي َك ْت ُُبو َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وي ْ ٌ‬ ‫الرحمن بن علقمة عن ابن عباس رضي الله عنه } َ‬
‫ف َ‬
‫في أهل الكتاب‪.‬‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح إل عبد الرحمن بن علقمة وقد وثقه النسائي وابن حبان والعجلي وقال ابن‬
‫شاهين قال ابن مهدي كان من الثبات الثقات ا‪ .‬هـ‪ .‬تهذيب التهذيب‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫وب ُ ْ‬
‫شَرى‬ ‫دى َ‬
‫ه ً‬
‫و ُ‬
‫ه َ‬
‫ن ي َدَي ْ ِ‬
‫ما ب َي ْ َ‬ ‫صدّ ً‬
‫قا ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫ه ُ‬ ‫قل ْب ِ َ‬
‫ك ب ِإ ِذْ ِ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ه ن َّزل َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ل َ‬
‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫ري َ‬
‫جب ْ ِ‬
‫وا ل ِ ِ‬
‫عدُ ّ‬
‫ن َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫} َ‬
‫ن{ الية ‪.97‬‬ ‫مِني َ‬‫ؤ ِ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫قال المام أحمد‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪ 274‬حدثنا أبو أحمد ‪ 1‬ثنا عبد الله بن الوليد العجلي وكانت له هيئة رأيناه عند‬
‫حسن عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‪ :‬أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم فقالوا‪ :‬يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي‬
‫واتبعناك فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا الله على ما نقول وكيل‪ ،‬قال‪" :‬هاتوا"‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أبو أحمد هو محمد بن عبد الله الزبيري‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬أخبرنا عن علمة النبي‪ ،‬قال‪" :‬تنام عيناه ول ينام قلبه"‪ ،‬قالوا‪ :‬أخبرنا كيف تؤنث‬ ‫ص ‪-18-‬‬
‫المرأة وكيف تذكر قال‪" :‬يلتقي الماءان فإذا عل ماء الرجل ماء المرأة أذكرت‪ ،‬وإذا عل ماء المرأة ماء‬
‫الرجل أنثت"‪ ،‬قالوا‪ :‬أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه قال‪" :‬كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئا يلئمه‬
‫إل ألبان كذا وكذا"‪ ،‬قال عبد الله قال أبي‪ ،‬قال بعضهم‪ :‬يعني البل فحرم لحومها قالوا‪ :‬صدقت؛ أخبرنا ما‬
‫هذا الرعد قال‪" :‬ملك من ملئكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به‬
‫السحاب يسوقه حيث أمر الله"‪ ،‬قالوا‪ :‬فما هذا الصوت الذي يسمع‪ .‬قال‪" :‬صوته"‪ ،‬قالوا‪ :‬صدقت‪ ،‬إنما‬
‫بقيت واحدة وهي التي نبايعك إن أخبرتنا بها فإنه ليس من نبي إل له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك‪.‬‬
‫قال‪" :‬جبريل عليه السلم"‪ .‬قالوا‪ :‬جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا‪ ،‬لو قلت ميكائيل‬
‫الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان‪.‬‬
‫ري َ‬
‫ل{ إلى آخر الية‪.‬‬ ‫جب ْ ِ‬
‫وا ل ِ ِ‬
‫عدُ ّ‬
‫ن َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫فأنزل الله عز وجل } َ‬
‫قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 8‬ص ‪ 242‬رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات وأخرجه أبو نعيم في‬
‫الحلية ج ‪ 4‬ص ‪ 305‬والحديث في سنده بكير بن شهاب قال الحافظ في التقريب مقبول يعني إذا توبع وإل‬
‫فلين كما نبه عليه في المقدمة لكن الحديث له طرق إلى ابن عباس كما في تفسير ابن جرير منها ما‬
‫أخرجه المام أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 278‬والطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ 11‬وابن جرير ج ‪ 1‬ص ‪ 431‬وابن سعد ج ‪ 1‬ق ‪ 1‬ص‬
‫‪ 116‬من طريق شهر بن حوشب عن ابن عباس نحوه وقد حكى ابن جرير الجماع أنها نزلت جوابا لليهود‬
‫من بني إسرائيل إذ زعموا أن جبريل عدو لهم وأن ميكائيل ولي لهم ا‪ .‬هـ‪ .‬فيكون الجماع مؤيدا لهاتين‬
‫الطريقتين على ما بهما من الضعف أما الولى فلن بكير بن شهاب قد خولف كما في التاريخ الكبير‬
‫للبخاري ج ‪ 2‬ص ‪ 114‬و ‪ 115‬فرواه سفيان الثوري عن حبيب عن سعيد –عن ابن عباس قوله‪ .‬وأما الثانية‬
‫فلما في شهر من الكلم‪.‬‬

‫ص ‪-19-‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عَلى ك ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ديٌر{ الية ‪.109‬‬ ‫ء َ‬
‫ق ِ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ل َ‬
‫ش ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ه إِ ّ‬
‫ر ِ‬
‫م ِ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه ب ِأ ْ‬ ‫حّتى ي َأت ِ َ‬
‫حوا َ‬ ‫ص َ‬
‫ف ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫ع ُ‬
‫فوا َ‬ ‫} َ‬
‫فا ْ‬
‫قال أبو الشيخ في كتاب الخلق‪ :‬أخبرنا ابن أبي عاصم ثنا عمرو بن عثمان بن بشر بن سعيد ‪ 1‬عن أبيه‬
‫عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ركب‬
‫على حمار فقال لسعد‪" :‬ألم تسمع ما قال أبو الحباب –يريد عبد الله بن أبي‪ -‬قال كذا وكذا" فقال سعد بن‬
‫عبادة اعف عنه واصفح فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكان رسول الله صلى الله‬
‫ع ُ‬
‫فوا‬ ‫عليه وعلى آله وسلم وأصحابه يعفون عن أهل الكتاب والمشركين فأنزل الله عز وجل } َ‬
‫فا ْ‬
‫عَلى ك ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ديٌر{‪.‬‬ ‫ء َ‬
‫ق ِ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ل َ‬
‫ش ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ه إِ ّ‬
‫ر ِ‬
‫م ِ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه ب ِأ ْ‬ ‫حّتى ي َأت ِ َ‬
‫حوا َ‬ ‫ص َ‬
‫ف ُ‬ ‫وا ْ‬
‫َ‬
‫الحديث رجاله ثقات فابن أبي عاصم حافظ كبير ترجمته في تذكرة الحفاظ ج ‪ 2‬ص ‪ 640‬والباقون في‬
‫تهذيب والتهذيب والحديث في الصحيح من طريق شعيب بن أبي حمزة بهذا السند لكن ليس في الصحيح‬
‫سبب النزول هكذا في تفسير ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج ‪ 1‬ص ‪.135‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫غر ب َ َ‬
‫ه{ الية ‪.115‬‬‫ه الل ّ ِ‬
‫ج ُ‬
‫و ْ‬
‫م َ‬ ‫وّلوا َ‬
‫فث َ ّ‬ ‫ما ت ُ َ‬
‫فأي ْن َ َ‬ ‫وال ْ َ‬
‫م ْ ِ ُ‬ ‫رقُ َ‬
‫ش ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ول ِل ّ ِ‬
‫} َ‬
‫قال المام مسلم في صحيحه ج ‪ 5‬ص ‪ 209‬حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يحيى بن سعيد عن‬
‫عبد الملك بن أبي سليمان قال‪ :‬حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عمر قال‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم يصلي وهو مقبل من‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬كذا في الصل وصوابه بشر بن شعيب هو ابن أبي حمزة راوي الحديث عن الزهري كما في البخاري ج ‪9‬‬
‫ص ‪ 299‬وعمدة القاري ‪.155-18‬‬

‫ه‬
‫ج ُ‬
‫و ْ‬
‫م َ‬ ‫وّلوا َ‬
‫فث َ ّ‬ ‫ما ت ُ َ‬
‫مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه وفيه نزلت } َ َ‬
‫فأي ْن َ َ‬ ‫ص ‪-20-‬‬
‫الل ّ ِ‬
‫ه{‪.‬‬
‫الحديث أخرجه الترمذي في التفسير ج ‪ 4‬ص ‪ ،68‬والنسائي ج ‪ 1‬ص ‪ ،196‬وأحمد في المسند ج ‪ 2‬ص ‪،20‬‬
‫وابن جرير ج ‪ 1‬ص ‪ ،503‬وقال الترمذي حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫صّلى{ الية ‪.125‬‬
‫م َ‬
‫م ُ‬
‫هي َ‬ ‫م َ‬
‫قام ِ إ ِب َْرا ِ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوا ِ‬ ‫وات ّ ِ‬
‫قوله تعالى‪َ } :‬‬
‫قال المام البخاري رحمه الله في صحيحه ج ‪ 2‬ص ‪ 51‬حدثنا عمرو بن عون حدثنا هشيم عن حميد عن‬
‫أنس قال عمر وافقت ربي في ثلث قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت‪:‬‬
‫صل ّ ً‬
‫ى{‪ ،‬وآية الحجاب‪ .‬قلت‪ :‬يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن‪،‬‬ ‫م َ‬
‫م ُ‬
‫هي َ‬ ‫م َ‬
‫قام ِ إ ِب َْرا ِ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوا ِ‬ ‫وات ّ ِ‬
‫} َ‬
‫فإنه يكلمهن البر والفاجر‪ .‬فنزلت آية الحجاب‪ ،‬واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في‬
‫الغيرة عليه فقلت لهن‪ :‬عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن‪ .‬فنزلت هذه الية‪ .‬ثم ذكره المام‬
‫البخاري في التفسير ج ‪ 9‬ص ‪ 235‬وفي متابعة يحيى بن سعد لهشيم وذكره في الموضعين تعليقا في‬
‫التصريح بسماع حميد من أنس قال الحافظ في الفتح ج ‪ 2‬ص ‪ :51‬فأمن من تدليسه‪.‬‬
‫الحديث أخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 69‬وقال هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن ابن عمر واقتصر على‬
‫خ ُ‬
‫ذوا{ الية‪ .‬وعزاه الحافظ ابن كثير في التفسير ‪ 1‬ص ‪ 169‬إلى النسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وأخرجه‬ ‫وات ّ ِ‬
‫قوله } َ‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ 24‬وص ‪ ،36‬والطبري ج ‪ 1‬ص ‪ 534‬بمثل ما عند الترمذي‪.‬‬
‫وقد أخرج مسلم في المناقب من حديث ابن عمر نحوه فذكر مقام إبراهيم وأسارى بدر والحجاب‪.‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫ص ‪-21-‬‬


‫ن‬ ‫عَلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن َ‬
‫حو َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫فت ِ ُ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ن َ‬
‫قب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫كاُنوا ِ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫ع ُ‬
‫م َ‬
‫ما َ‬
‫صدّقٌ ل ِ َ‬
‫م َ‬ ‫د الل ّ ِ‬
‫ه ُ‬ ‫عن ْ ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ب ِ‬
‫م ك َِتا ٌ‬
‫ه ْ‬
‫جاءَ ُ‬ ‫ول َ ّ‬
‫ما َ‬ ‫} َ‬
‫فُروا{ الية ‪.89‬‬ ‫كَ َ‬
‫قال ابن إسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن رجال من قومه قالوا‪ :‬إن مما دعانا إلى السلم مع‬
‫رحمة الله تعالى وهداه لنا لما كنا نسمع من رجال يهود‪ ،‬وكنا أهل شرك أصحاب أوثان‪ ،‬وكانوا أهل كتاب‬
‫عندهم علم ليس لنا‪ ،‬وكانت ل تزال بيننا وبينهم شرور فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا إنه قد تقارب‬
‫زمان نبي يبعث الن نقتلكم معه قتل عاد وإرم فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم فلما بعث الله رسوله صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم أجبناه حين دعانا إلى الله تعالى وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به فبادرناهم إليه فآمنا‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫ع ُ‬‫م َ‬‫ما َ‬ ‫صدّقٌ ل ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫د الل ّ ِ‬
‫ه ُ‬ ‫عن ْ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ب ِ‬‫م ك َِتا ٌ‬ ‫ه ْ‬‫جاءَ ُ‬‫ما َ‬ ‫ول َ ّ‬
‫به وكفروا به ففينا وفيهم نزل اليات من البقرة } َ‬
‫ة الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫عن َ ُ‬‫فل َ ْ‬
‫ه َ‬
‫فُروا ب ِ ِ‬ ‫فوا ك َ َ‬ ‫عَر ُ‬‫ما َ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫جاءَ ُ‬‫ما َ‬ ‫فل َ ّ‬
‫فُروا َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫عَلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن َ‬
‫حو َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫فت ِ ُ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ن َ‬
‫قب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫كاُنوا ِ‬ ‫َ‬
‫ن{ ا‪ .‬هـ من سيرة ابن هشام ج ‪ 1‬ص ‪ ،211‬وهو حديث حسن‪ ،‬فإن ابن إسحاق إذا صرح‬‫ري َ‬
‫ف ِ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬
‫كا ِ‬ ‫َ‬
‫بالتحديث فحديثه حسن كما ذكره الحافظ الذهبي في الميزان‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عل َي ْ َ‬
‫ها{ الية ‪.142‬‬ ‫م ال ِّتي َ‬
‫كاُنوا َ‬ ‫قب ْل َت ِ ِ‬
‫ه ُ‬ ‫ن ِ‬
‫ع ْ‬
‫م َ‬ ‫وّل ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ما َ‬
‫س َ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫هاءُ ِ‬ ‫س َ‬
‫ف َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫سي َ ُ‬
‫قو ُ‬ ‫} َ‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن البراء قال كان رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم يصلي نحو بيت المقدس ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر الله فأنزل الله } َ‬
‫قدْ‬
‫م{‬
‫حَرا ِ‬‫د ال ْ َ‬
‫ج ِ‬
‫س ِ‬ ‫شطَْر ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ه َ‬
‫ك َ‬ ‫ج َ‬
‫و ْ‬ ‫و ّ‬
‫ل َ‬ ‫ها َ‬
‫ف َ‬ ‫ضا َ‬ ‫قب ْل َ ً‬
‫ة ت َْر َ‬ ‫ول ّي َن ّ َ‬
‫ك ِ‬ ‫فل َن ُ َ‬
‫ء َ‬
‫ما ِ‬
‫س َ‬
‫في ال ّ‬ ‫ه َ‬
‫ك ِ‬ ‫ج ِ‬
‫و ْ‬ ‫قل ّ َ‬
‫ب َ‬ ‫ن ََرى ت َ َ‬
‫ن‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫و َ‬‫فقال رجال من المسلمين وددنا لو علمنا علم من مات قبل أن نصرف إلى القبلة فأنزل الله } َ‬
‫مان َك ُ ْ‬
‫م{ وقال السفهاء من الناس ما ولهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل‬ ‫ع ِإي َ‬
‫ضي َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه ل ِي ُ ِ‬

‫س{ إلى آخر الية ا‪ .‬هـ منقول من لباب النقول في‬


‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫هاءُ ِ‬ ‫س َ‬
‫ف َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫سي َ ُ‬
‫قو ُ‬ ‫الله } َ‬ ‫ص ‪-22-‬‬
‫أسباب النزول للحافظ السيوطي ومن تفسير الحافظ ابن كثير‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫مان َك ُ ْ‬
‫م{ الية ‪.143‬‬ ‫ع ِإي َ‬
‫ضي َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه ل ِي ُ ِ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫و َ‬
‫} َ‬
‫قال المام البخاري رحمه الله في التفسير ج ‪ 9‬ص ‪ 237‬حدثنا أبو نعيم سمع زهيرا عن أبي إسحاق عن‬
‫البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو‬
‫سبعة عشر شهرا‪ .‬وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى أو صلها صلة العصر وصلى معه قوم‬
‫فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون قال‪ :‬أشهد بالله لقد صليت مع النبي‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت وكان الذي مات على القبلة قبل البيت‬
‫س‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ِبالّنا ِ‬ ‫مان َك ُ ْ‬
‫م إِ ّ‬ ‫ع ِإي َ‬
‫ضي َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه ل ِي ُ ِ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫و َ‬
‫رجال قتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله } َ‬
‫م{‪.‬‬‫حي ٌ‬
‫ف َر ِ‬ ‫ل ََر ُ‬
‫ؤو ٌ‬
‫الحديث أخرجه البخاري أيضا في كتاب اليمان ج ‪ 1‬ص ‪ 103‬وقال الحافظ في الفتح ج ‪ 1‬ص ‪104‬‬
‫والمصنف في التفسير من طريق الثوري عن أبي إسحاق سمعت البراء فأمن ما يخشى من تدليس أبي‬
‫إسحاق‪ .‬وأخرجه أبو داود الطيالسي ج ‪ 1‬ص ‪ 85‬وابن سعد قسم ‪ 2‬من المجلد ‪ 1‬ص ‪ 5‬وابن جرير من‬
‫حديث البراء وابن عباس ج ‪ 2‬ص ‪.17‬‬
‫ومن حديث ابن عباس أخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 70‬وقال حسن صحيح وأبو داود ج ‪ 4‬ص ‪ 354‬والطيالسي‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ 12‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 269‬وقال صحيح السناد وأقره الذهبي‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ء{ الية ‪.144‬‬
‫ما ِ‬
‫س َ‬
‫في ال ّ‬ ‫ه َ‬
‫ك ِ‬ ‫ج ِ‬
‫و ْ‬ ‫قل ّ َ‬
‫ب َ‬ ‫قدْ ن ََرى ت َ َ‬
‫} َ‬

‫قال المام البخاري رحمه الله في صحيحه ج ‪ 2‬ص ‪ 48‬حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا‬ ‫ص ‪-23-‬‬
‫إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى‬
‫نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫ء{ فتوجه نحو الكعبة‬ ‫ما ِ‬‫س َ‬ ‫في ال ّ‬ ‫ك ِ‬‫ه َ‬
‫ج ِ‬
‫و ْ‬
‫ب َ‬‫قل ّ َ‬
‫قدْ ن ََرى ت َ َ‬
‫يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله عز وجل } َ‬
‫ب‬
‫ر ُ‬‫غ ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫رقُ َ‬
‫ش ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫وقال السفهاء من الناس وهم اليهود ما ولهم عن قبلتهم التي كانوا عليها‪ُ } ،‬‬
‫ق ْ‬
‫م{ فصلى مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل ثم خرج‬
‫قي ٍ‬
‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬
‫ط ُ‬ ‫شاءُ إ َِلى ِ‬
‫صَرا ٍ‬ ‫ن يَ َ‬
‫م ْ‬
‫دي َ‬
‫ه ِ‬
‫يَ ْ‬
‫بعدما صلى فمر على قوم من النصار في صلة العصر نحو بيت المقدس فقال‪ :‬هو يشهد أنه صلى مع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة‪.‬‬
‫ما‬
‫و َ‬
‫الحديث أخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 79‬وقال حسن صحيح وابن ماجه رقم ‪ 1010‬وفيه سبب نزول } َ‬
‫مان َك ُ ْ‬
‫م{ والمام أحمد ج ‪ 4‬ص ‪ 274‬والدارقطني ج ‪ 1‬ص ‪ 274‬وابن أبي حاتم كما في‬ ‫ع ِإي َ‬
‫ضي َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه ل ِي ُ ِ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬
‫تفسير ابن كثير وابن سعد في الطبقات مجلد ‪ 4‬قسم ‪ 2‬وعندهما زيادة وقال السفهاء من الناس ما ولهم‬
‫ط‬ ‫شاءُ إ َِلى ِ‬
‫صَرا ٍ‬ ‫ن يَ َ‬
‫م ْ‬
‫دي َ‬
‫ه ِ‬
‫ب يَ ْ‬
‫ر ُ‬
‫غ ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫رقُ َ‬
‫ش ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله } ُ‬
‫ق ْ‬
‫م{‪.‬‬‫قي ٍ‬
‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬
‫وأخرجه مسلم ج ‪ 5‬ص ‪ 11‬من حديث أنس وكذا أخرجه ابن سعد قسم ‪ 2‬من المجلد الول ص ‪.4‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ه{ الية ‪.158‬‬‫ر الل ّ ِ‬
‫عائ ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ش َ‬ ‫م ْ‬
‫وة َ ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫مْر َ‬ ‫ص َ‬
‫فا َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫}إ ِ ّ‬
‫قال المام البخاري في صحيحه ج ‪ 4‬ص ‪ 244‬حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال عروة سألت‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ف َ‬ ‫ر الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫عائ ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ش َ‬ ‫م ْ‬
‫وة َ ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫مْر َ‬ ‫ص َ‬
‫فا َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫عائشة رضي الله عنها فقلت لها أرأيت قول الله تعالى }إ ِ ّ‬
‫عل َي َ‬ ‫َ‬
‫ما{ فوالله ما على أحد جناح أل يطوف بالصفا‬ ‫ه َ‬
‫ف بِ ِ‬ ‫ن ي َطّ ّ‬
‫و َ‬ ‫هأ ْ‬‫ح َ ْ ِ‬
‫جَنا َ‬ ‫مَر َ‬
‫فل ُ‬ ‫عت َ َ‬
‫وا ْ‬
‫تأ ِ‬‫ج ال ْب َي ْ َ‬
‫ح ّ‬
‫َ‬

‫والمروة‪ .‬فقالت‪ :‬بئس ما قلت يا ابن أختي إن هذه الية لو كانت كما أولتها عليه كانت‬ ‫ص ‪-24-‬‬
‫ل جناح عليه أل يتطوف بهما‪ ،‬ولكنها أنزلت في النصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية التي‬
‫ل يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة فلما أسلموا سألوا رسول الله‬ ‫كانوا يعبدونها بالمشلل فكان من أ َهَ ّ‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك قالوا‪ :‬يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة‬
‫ه{ الية‪ .‬قالت عائشة رضي الله عنها وقد سن‬‫ر الل ّ ِ‬
‫عائ ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ش َ‬ ‫م ْ‬
‫وة َ ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫مْر َ‬ ‫ص َ‬
‫فا َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫فأنزل الله تعالى }إ ِ ّ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الطواف بينهما فليس لحد أن يترك الطواف بينهما ثم أخبرت‬
‫أبا بكر بن عبد الرحمن فقال‪ :‬إن هذا العلم ما كنت سمعته ولقد سمعت رجال من أهل العلم يذكرون أن‬
‫الناس –إل من ذكرت عائشة ممن كان يهل بمناة‪ -‬كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة فلما ذكر الله تعالى‬
‫الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن قالوا يا رسول الله كنا نطوف بالصفا والمروة وإن‬
‫الله أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا والمروة فهل علينا من حرج أن نطوف بالصفا والمروة فأنزل‬
‫ه{ الية‪ .‬قال أبو بكر فأسمع هذه الية نزلت في‬ ‫ر الل ّ ِ‬
‫عائ ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ش َ‬ ‫م ْ‬
‫وة َ ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫مْر َ‬ ‫ص َ‬
‫فا َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫الله تعالى }إ ِ ّ‬
‫الفريقين كليهما في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا بالجاهلية بالصفا والمروة والذين يطوفون ثم تحرجوا‬
‫أن يطوفوا بهما في السلم من أجل أن الله تعالى أمر بالطواف بالبيت ولم يذكر الصفا حتى ذكر ذلك بعد‬
‫ما ذكر الطواف بالبيت‪.‬‬
‫الحديث أخرجه أيضا البخاري ج ‪ 4‬ص ‪ 364‬ولم يذكر فيه أبا بكر بن عبد الرحمن وما قاله وج ‪ 10‬ص ‪236‬‬
‫مختصرا وأخرجه مسلم ج ‪ 9‬ص ‪ 21‬و ‪ 22‬و ‪23‬و ‪ 24‬وأخرجه الترمذي وفيه التصريح بأن قائل فأخبرت هو‬
‫الزهري ج ‪ 4‬ص ‪ 70‬وقال هذا حديث حسن صحيح وأخرجه أبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ 121‬وليس فيه ما قاله‬
‫الزهري لبي بكر بن عبد الرحمن‪ ،‬والنسائي ج ‪ 5‬ص ‪ 190‬بمثل ما عند أبي داود وابن ماجه رقم ‪2986‬‬
‫وأخرجه المام أحمد ج ‪6‬‬

‫ص ‪ 144‬وص ‪ 162‬وص ‪ 227‬والمام مالك في الموطأ ج ‪ 1‬ص ‪ 338‬والحميدي ج ‪ 1‬ص‬ ‫ص ‪-25-‬‬


‫‪.107‬‬
‫وأخرج البخاري في صحيحه ج ‪ 9‬ص ‪ 242‬ومسلم ج ‪ 9‬ص ‪ 24‬والترمذي وصححه ج ‪ 4‬ص ‪ 71‬عن أنس‬
‫رضي الله عنه أنه سئل عن الصفا والمروة فقال كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية فلما كان السلم أمسكنا‬
‫ه{ ول مانع من أن الية نزلت في الجميع‪.‬‬ ‫ر الل ّ ِ‬
‫عائ ِ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ش َ‬ ‫م ْ‬‫وة َ ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫مْر َ‬ ‫فا َ‬‫ص َ‬‫ن ال ّ‬ ‫عنهما فأنزل الله تعالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ل َك ُ ُ‬
‫م‬ ‫حّتى ي َت َب َي ّ َ‬ ‫وك ُُلوا َ‬
‫وا ْ‬
‫شَرُبوا َ‬ ‫م{ إلى قوله‪َ } :‬‬ ‫سائ ِك ُ ْ‬‫ث إ َِلى ن ِ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫صَيام ِ الّر َ‬ ‫ة ال ّ‬‫م ل َي ْل َ َ‬
‫ل ل َك ُ ْ‬
‫ح ّ‬‫}أ ُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وِد{ الية ‪.187‬‬ ‫س َ‬‫ط اْل ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫م َ‬
‫ض ِ‬ ‫ط اْلب ْي َ ُ‬ ‫خي ْ ُ‬‫ال ْ َ‬
‫قال المام البخاري رحمه الله ج ‪ 5‬ص ‪ 31‬حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن‬
‫البراء رضي الله عنه قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر‬
‫الفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ول يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمه النصاري كان صائما‬
‫فلما حضر الفطار أتى امرأته فقال لها أعندك طعام؟ قالت‪ :‬ل ولكن أنطلق فأطلب لك‪ .‬وكان يومه يعمل‬
‫فغلبته عيناه فقالت‪ :‬خيبة لك‪ ،‬فلما انتصف النهار غشى عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫م{ ففرحوا بها فرحا شديدا‪،‬‬ ‫سائ ِك ُ ْ‬‫ث إ َِلى ن ِ َ‬
‫ف ُ‬ ‫صَيام ِ الّر َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫م ل َي ْل َ َ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫وسلم فنزلت هذه الية‪} :‬أ ُ ِ‬
‫ح ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وِد{‪.‬‬ ‫ط اْل ْ‬
‫س َ‬ ‫خي ْ ِ‬‫ن ال ْ َ‬‫م َ‬ ‫ط اْلب ْي َ ُ‬
‫ض ِ‬ ‫خي ْ ُ‬
‫م ال ْ َ‬
‫ن ل َك ُ ُ‬ ‫حّتى ي َت َب َي ّ َ‬‫شَرُبوا َ‬ ‫وك ُُلوا َ‬
‫وا ْ‬ ‫ونزلت } َ‬
‫الحديث أعاده المام البخاري في كتاب التفسير مع تغيير في بعض السند وفي تصريح أبي إسحاق بالسماع‬
‫ولفظ متنه لما نزل صوم رمضان كانوا ل يقربون النساء رمضان كله وكان رجال يخونون أنفسهم فأنزل‬
‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م{ الية‪ .‬وظاهرهما‬ ‫ب َ‬
‫فَتا َ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن أ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫خَتاُنو َ‬ ‫م ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫عل ِم الل ّ َ‬
‫ه أن ّك ُ ْ‬
‫ُ‬ ‫الله تعالى‪َ َ } :‬‬
‫التغاير لكن ل مانع من أن تكون نزلت في هؤلء وفي هؤلء‪.‬‬ ‫ص ‪-26-‬‬
‫ورواه أبو دواد ج ‪ 2‬ص ‪ 265‬والنسائي ج ‪ 4‬ص ‪ 121‬وقد جمع حديثي البخاري فعلمنا أن القضيتين معا كانتا‬
‫سبب النزول والمام أحمد ج ‪ 4‬ص ‪ 295‬والدارمي ج ‪ 2‬ص ‪.5‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ر{ الية ‪.187‬‬
‫ج ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ف ْ‬ ‫م َ‬
‫} ِ‬
‫قال المام البخاري رحمه الله ج ‪ 5‬ص ‪ 35‬حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل‬
‫بن سعد ح وحدثني سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف قال حدثني أبو حازم عن سهل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وِد{ ولم‬ ‫ط اْل ْ‬
‫س َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫خي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ط اْلب ْي َ ُ‬
‫ض ِ‬ ‫خي ْ ُ‬
‫م ال ْ َ‬
‫ن ل َك ُ ُ‬
‫حّتى ي َت َب َي ّ َ‬
‫شَرُبوا َ‬ ‫وك ُُلوا َ‬
‫وا ْ‬ ‫بن سعد قال أنزلت‪َ } :‬‬
‫ر{ فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط البيض والسود ولم يزل‬ ‫ج ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ف ْ‬ ‫م َ‬
‫ينزل } ِ‬
‫ر{ فعلموا أنه يعني الليل والنهار‪.‬‬
‫ج ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ف ْ‬ ‫م َ‬
‫يأكل حتى يتبين له رؤيتها فأنزل بعد‪ِ } :‬‬
‫الحديث أعاده في التفسير من حديث ابن أبي مريم بالسند الخير وهو من الحاديث النادرة التي أعادها‬
‫بدون تغيير وأخرجه مسلم ج ‪ 7‬ص ‪.220‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫} ْ‬
‫ها{ الية ‪.189‬‬
‫واب ِ َ‬
‫ن أب ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫وأُتوا ال ْب ُُيو َ‬
‫ت ِ‬ ‫َ‬
‫قال المام البخاري ج ‪ 4‬ص ‪ 370‬حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال‪ :‬سمعت البراء يقول‬
‫نزلت هذه الية فينا كانت النصار إذا حجوا فجاءوا لم يدخلوا من قبل أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها فجاء‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ت َأُتوا ال ْب ُُيو َ‬
‫ت ِ‬ ‫س ال ْب ِّر ب ِأ ْ‬
‫ول َي ْ َ‬
‫رجل من النصار فدخل من قبل بابه فكأنه عير بذلك فنزلت } َ‬
‫َ‬ ‫قى ْ‬
‫ها{‪.‬‬ ‫واب ِ َ‬
‫ن أب ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫وأُتوا ال ْب ُُيو َ‬
‫ت ِ‬ ‫َ‬ ‫ن ات ّ َ‬ ‫ن ال ْب ِّر َ‬
‫م ِ‬ ‫ول َك ِ ّ‬
‫ها َ‬
‫ر َ‬ ‫ظُ ُ‬
‫هو ِ‬

‫الحديث أعاده البخاري رحمه الله في كتاب التفسير فقال حدثنا عبيد الله بن موسى عن‬ ‫ص ‪-27-‬‬
‫إسرائيل عن أبي إسحاق به ج ‪ 9‬ص ‪ 249‬وأخرجه مسلم ج ‪ 18‬ص ‪ 161‬وأخرجه الطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪12‬‬
‫وأخرجه الحاكم في المستدرك ج ‪ 1‬ص ‪ 483‬من حديث جابر وفيه كانت النصار والعرب –أي غير الحمس‪-‬‬
‫وفيه بيان المبهم في حديث البراء أنه قطبة بن عامر وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وأقره‬
‫الذهبي وليس كما قال فإن أبا الجواب وهو الحوص بن جواب وعمار بن رزيق ‪ 1‬لم يخرج لهما البخاري‬
‫شيئا كما في تهذيب التهذيب فهو على شرط مسلم فقط‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه{ الية ‪.195‬‬ ‫سِبي ِ‬
‫في َ‬
‫قوا ِ‬ ‫وأ َن ْ ِ‬
‫ف ُ‬ ‫} َ‬
‫وقال المام البخاري رحمه الله ج ‪ 9‬ص ‪ 251‬حدثنا إسحاق حدثنا النضر حدثنا شعبة عن سليمان قال‬
‫َ‬ ‫وأ َن ْ ِ‬
‫هل ُك َ ِ‬
‫ة{ قال نزلت‬ ‫م إ َِلى الت ّ ْ‬
‫ديك ُ ْ‬ ‫ول ت ُل ْ ُ‬
‫قوا ب ِأي ْ ِ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫سِبي ِ‬
‫في َ‬ ‫ف ُ‬
‫قوا ِ‬ ‫سمعت أبا وائل عن حذيفة‪َ } -‬‬
‫في النفقة‪.‬‬
‫وأخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 73‬وقال حديث حسن غريب صحيح من حديث أبي أيوب‪ ،‬ولفظه قال أسلم أبو‬
‫عمران التجيبي قال‪ :‬كنا بمدينة الروم‪ ،‬فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم‪ ،‬فخرج إليهم من المسلمين‬
‫مثلهم أو أكثر‪ ،‬وعلى أهل مصر عقبة بن عامر‪ ،‬وعلى الجماعة فضالة بن عبيد‪ ،‬فحمل رجل من المسلمين‬
‫على صف الروم حتى دخل فيهم فصاح الناس وقالوا سبحان الله يلقي بنفسه إلى التهلكة فقام أبو أيوب‬
‫النصاري فقال‪ :‬يا أيها الناس إنكم لتؤولون هذه الية هذا التأويل‪ ،‬وإنما نزلت هذه الية فينا معشر النصار‬
‫لما أعز الله السلم‪ ،‬وكثر ناصروه‪ ،‬فقال بعضنا لبعض سرا دون‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬بتقديم الراء مصغرا كما في التقريب‪.‬‬

‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن أمولنا قد ضاعت‪ ،‬وإن الله قد أعز‬ ‫ص ‪-28-‬‬
‫السلم وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وعلى‬
‫َ‬ ‫وأ َن ْ ِ‬
‫ة{ فكانت‬ ‫هل ُك َ ِ‬
‫م إ َِلى الت ّ ْ‬
‫ديك ُ ْ‬ ‫ول ت ُل ْ ُ‬
‫قوا ب ِأي ْ ِ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫سِبي ِ‬
‫في َ‬ ‫ف ُ‬
‫قوا ِ‬ ‫آله وسلم يرد علينا ما قلناه } َ‬
‫التهلكة القامة على الموال وإصلحها وتركنا الغزو فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن‬
‫بأرض الروم‪.‬‬
‫وأخرجه أبو دواد بمثل حديث الترمذي إل أنه قال وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد‪ ،‬وأخرج‬
‫حديث الترمذي ابن حبان ص ‪ 401‬من موارد الظمآن‪ ،‬وأخرجه الطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ 13‬وأخرجه الحاكم ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 275‬وقال‪ :‬صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي لكن أسلم أبو عمران لم يخرجا له‬
‫شيئا فهو ليس على شرطهما وهو ثقة كما في تهذيب التهذيب‪.‬‬
‫وفي مجمع الزوائد ج ‪ 6‬ص ‪ 317‬وعن أبي جبيرة بن الضحاك قال كانت النصار يتصدقون ويعطون ما شاء‬
‫َ‬
‫ة{ رواه الطبراني‬ ‫هل ُك َ ِ‬
‫م إ َِلى الت ّ ْ‬‫ديك ُ ْ‬ ‫ول ت ُل ْ ُ‬
‫قوا ب ِأي ْ ِ‬ ‫الله فأصابتهم مصيبة فأمسكوا فأنزل الله عز وجل } َ‬
‫في الكبير والوسط ورجالهما رجال الصحيح وزاد في الوسط } َ‬
‫ن{‪.‬‬
‫سِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫سُنوا إ ِ ّ‬‫ح ِ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ة{ قال‪ :‬كان الرجل يذنب فيقول ل‬ ‫هل ُك َ ِ‬
‫م إ َِلى الت ّ ْ‬‫ديك ُ ْ‬ ‫ول ت ُل ْ ُ‬
‫قوا ب ِأي ْ ِ‬ ‫وعن النعمان بن بشير في قوله‪َ } :‬‬
‫قوا بأ َيديك ُم إَلى الت ّهل ُك َة َ‬
‫ب‬
‫ح ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه يُ ِ‬ ‫سُنوا إ ِ ّ‬
‫ح ِ‬
‫وأ ْ‬
‫ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ِ ْ ِ‬ ‫ول ت ُل ْ ُ‬‫يغفر الله لي فأنزل الله تعالى‪َ } :‬‬
‫ن{‪ .‬رواه الطبراني في الكبير والوسط ورجالهما رجال الصحيح ا‪ .‬هـ‪.‬‬ ‫سِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫وفي الفتح ج ‪ 9‬ص ‪ 251‬من حديث البراء نحوه قال الحافظ‪ :‬وسنده صحيح ثم قال والول أظهر لتصدير‬
‫الية بذكر النفقة فهو المعتمد في نزولها ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬ل داعي للغاء الروايتين أعني رواية النعمان والبراء مع صحتهما فالية تشمل‬ ‫ص ‪-29-‬‬
‫من ترك الجهاد وبخل وتشمل من أذنب وظن أن الله ل يغفر له ول مانع من أن تكون الية نزلت في‬
‫الجميع‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫} َ‬
‫مَرةَ ل ِل ّ ِ‬
‫ه{ الية ‪ .196‬قال الطبراني كما في مجمع البحرين من زوائد المعجمين‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ع ْ‬ ‫ج َ‬ ‫موا ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫وأت ِ ّ‬
‫َ‬
‫مخطوط ج ‪ 2‬ص ‪:141‬‬
‫حدثنا أحمد ‪ 1‬حدثنا محمد بن سابق ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن عطاء بن أبي رباح عن‬
‫صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال‪ :‬جاء إلى رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال‪ :‬كيف تأمرني‬
‫في عمرتي‪ ،‬فأنزل الله عز وجل } َ‬
‫ه{ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى‬‫مَرةَ ل ِل ّ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ع ْ‬ ‫ج َ‬ ‫موا ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫وأت ِ ّ‬
‫َ‬
‫آله وسلم‪" :‬من السائل عن العمرة" فقال‪ :‬أنا‪ .‬فقال‪" :‬ألق ثيابك واغتسل واستنشق ما استطعت وما كنت‬
‫صانعا في حجتك فاصنع في عمرتك"‪.‬‬
‫لم يروه عن أبي الزبير إل إبراهيم ولم يدخل أبو الزبير بين عطاء وصفوان أحدا‪ .‬ورواه مجاهد عن عطاء‬
‫عن صفوان عن أبيه قلت هذا في الصحيح سوى قوله } َ‬
‫مَرةَ ل ِل ّ ِ‬
‫ه{ ا‪ .‬هـ‪.‬‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ع ْ‬ ‫ج َ‬ ‫موا ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫وأت ِ ّ‬
‫َ‬
‫وقال‪ :‬في مجمع الزوائد ج ‪ 3‬ص ‪ 205‬وعن يعلى بن أمية قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم متضمخ بالخلوق عليه مقطعات قد أحرم بعمرة وذكر الحديث ثم قال‪ :‬رواه الطبراني في‬
‫الوسط ورجاله رجال الصحيح ا‪ .‬هـ‪ .‬وذكره الحافظ في الفتح وسكت عليه‪.‬‬
‫موا‬ ‫وأما استغراب ابن كثير رحمه الله له في تفسيره فل وجه له لن قوله عند الطبراني فنزل عليه } َ‬
‫وأت ِ ّ‬
‫َ‬
‫ه{ مبين لحديث الصحيحين‬ ‫مَرةَ ل ِل ّ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ع ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ح ّ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬في الصل بياض بين حدثنا أحمد وحدثنا محمد ‪.‬‬

‫الذي فيه‪ ،‬فنزل عليه الوحي وأما كونه عند ابن أبي حاتم عن صفوان بن أمية فالظاهر‬ ‫ص ‪-30-‬‬
‫أنها سقطت منه عن أبيه ويكون الحديث عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه كما في الصحيحين‬
‫والوسط والطبراني وغيرهما من كتب الحديث‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ق َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه أَ ً‬ ‫كان من ْك ُم مري ً َ‬
‫ك{ الية ‪196‬‬
‫س ٍ‬
‫و نُ ُ‬
‫ةأ ْ‬‫صدَ َ ٍ‬
‫و َ‬
‫صَيام ٍ أ ْ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫فدْي َ ٌ‬ ‫ه َ‬
‫ف ِ‬ ‫س ِ‬
‫ن َرأ ِ‬
‫م ْ‬
‫ذى ِ‬ ‫و بِ ِ‬
‫ضا أ ْ‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫ن َ َ ِ‬
‫م ْ‬
‫} َ‬
‫قال المام البخاري في صحيحه ج ‪ 4‬ص ‪ 387‬حدثنا أبو نعيم حدثنا سيف قال‪ :‬حدثني مجاهد قال‪ :‬سمعت‬
‫عبد الرحمن بن أبي ليلى أن كعب بن عجرة حدثه قال‪ :‬وقفت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم بالحديبية ورأسي يتهافت قمل فقال‪:‬‬
‫من ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي نزلت هذه الية } َ‬
‫ف َ‬ ‫"يؤذيك هوامك" قلت نعم قال‪" :‬فاحلق رأسك أو احلق" قال‪ :‬ف ّ‬
‫ه{ إلى آخرها‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬صم ثلثة أيام‬ ‫ْ‬ ‫ه أَ ً‬ ‫مري ً َ‬
‫س ِ‬
‫ن َرأ ِ‬
‫م ْ‬
‫ذى ِ‬ ‫و بِ ِ‬
‫ضا أ ْ‬ ‫َ ِ‬
‫أو تصدق بفرق بين ستة أو انسك مما تيسر"‪.‬‬
‫الحديث أخرجه أيضا المام البخاري في كتاب التفسير ج ‪ 9‬ص ‪ 252‬وفي المغازي ج ‪ 8‬ص ‪ 451‬وص ‪463‬‬
‫ومسلم ج ‪ 8‬ص ‪ 119‬و ‪ 120‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪.73‬‬
‫وقال حديث حسن صحيح وأبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ 111‬وابن ماجه رقم ‪ 3079‬والمام أحمد ج ‪ 4‬ص ‪ 231‬و ‪242‬‬
‫و ‪ 243‬والطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ 13‬والدارقطني ج ‪ 2‬ص ‪ 298‬وابن جرير ج ‪ 2‬من طرق إلى كعب بن عجرة‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫وى{ الية ‪.197‬‬ ‫خي َْر الّزاِد الت ّ ْ‬
‫ق َ‬ ‫ن َ‬ ‫دوا َ‬
‫فإ ِ ّ‬ ‫و ُ‬
‫وت ََز ّ‬
‫} َ‬

‫قال المام البخاري رحمه الله ج ‪ 4‬ص ‪ 127‬حدثنا يحيى بن بشر حدثنا شبابة عن ورقاء‬ ‫ص ‪-31-‬‬
‫عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬كان أهل اليمن يحجون ول يتزودون‬
‫خي َْر الّزاِد‬
‫ن َ‬ ‫دوا َ‬
‫فإ ِ ّ‬ ‫و ُ‬
‫وت ََز ّ‬
‫ويقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا المدينة سألوا الناس فأنزل الله تعالى } َ‬
‫وى{ ورواه ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة مرسل‪.‬‬ ‫الت ّ ْ‬
‫ق َ‬
‫الحديث أخرجه أبو دواد ج ‪ 2‬ص ‪ 75‬وعزاه ابن كثير والشوكاني إلى عبد بن حميد والنسائي وأخرجه ابن‬
‫جرير في تفسيره ج ‪ 2‬ص ‪.279‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عل َيك ُم جَنا َ‬
‫ن َرب ّك ُ ْ‬
‫م{ الية ‪.198‬‬ ‫ضًل ِ‬
‫م ْ‬ ‫غوا َ‬
‫ف ْ‬ ‫ن ت َب ْت َ ُ‬
‫حأ ْ‬‫ٌ‬ ‫س َ ْ ْ ُ‬ ‫}ل َي ْ َ‬
‫قال المام البخاري رحمه الله في صحيحه ج ‪ 5‬ص ‪ 224‬حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن‬
‫ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فلما كان السلم‬
‫ج" قرأ ابن عباس هكذا‪.‬‬ ‫سم ِ ا ل ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫وا ِ‬
‫م َ‬
‫ح ِفي َ‬
‫جَنا ٌ‬ ‫س ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫تأثموا من التجارة فأنزل الله تعالى‪" :‬ل َي ْ َ‬
‫الحديث أخرجه أيضا في كتاب التفسير ج ‪ 9‬ص ‪ 252‬عن شيخه محمد عن ابن عيينة وأخرجه أبو داود ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 75‬والحاكم ج ‪ 1‬ص ‪ 449‬وج ‪ 2‬ص ‪ 277‬وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ‪ 1‬وأقره الذهبي‬
‫وأخرجه ابن جرير ج ‪ 2‬ص ‪.273‬‬
‫وأخرج أبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ 75‬والمام أحمد ج ‪ 2‬ص ‪ 155‬والدارقطني ج ‪ 2‬ص ‪ 292‬وابن جرير ج ‪ 2‬ص ‪282‬‬
‫من حديث ابن عمر نحوه وسنده صحيح‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫م‪ ،‬فقد أخرجه البخاري كما رأيت‪.‬‬
‫‪ 1‬قول الحاكم "ولم يخرجاه" وه ٌ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫ص ‪-32-‬‬
‫س{ الية ‪.199‬‬
‫ض الّنا ُ‬
‫فا َ‬‫ث أَ َ‬
‫حي ْ ُ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ضوا ِ‬ ‫م أَ ِ‬
‫في ُ‬ ‫}ث ُ ّ‬
‫قال المام البخاري رحمه الله ج ‪ 3‬ص ‪ 515‬طبعة سلفية مع الفتح‪ :‬حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي‬
‫بن مسهر عن هشام بن عروة قال عروة كان الناس يطوفون في الجاهلية عراة إل الحمس –والحمس‬
‫قريش وما ولدت‪ -‬وكانت الحمس يحتسبون على الناس يعطي الرجل الرجل الثياب يطوف فيها وتعطي‬
‫المرأة المرأة الثياب تطوف فيها فمن لم يعطه الحمس طاف بالبيت عريانا وكان يفيض جماعة الناس من‬
‫عرفات ويفيض الحمس من جمع‪ .‬قال وأخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها أن هذه الية نزلت في‬
‫س{ قال كانوا يفيضون من جمع فدفعوا إلى عرفات‪.‬‬
‫ض الّنا ُ‬
‫فا َ‬‫ث أَ َ‬
‫حي ْ ُ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ضوا ِ‬ ‫م أَ ِ‬
‫في ُ‬ ‫الحمس }ث ُ ّ‬
‫وقال البخاري رحمه الله ج ‪ 8‬ص ‪ 186‬حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن حازم حدثنا هشام عن أبيه‬
‫عن عائشة رضي الله عنها كانت قريش ومن يدينون دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وكان‬
‫سائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء السلم أمر الله نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يأتي عرفات‬
‫س{‪.‬‬
‫ض الّنا ُ‬ ‫ث أَ َ‬
‫فا َ‬ ‫حي ْ ُ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ضوا ِ‬ ‫م أَ ِ‬
‫في ُ‬ ‫ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى }ث ُ ّ‬
‫الحديث أخرجه مسلم ج ‪ 8‬ص ‪ 197‬وأبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ 132‬والترمذي ج ‪ 3‬ص ‪ 625‬والنسائي ج ‪ 5‬ص ‪255‬‬
‫والطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ 13‬وابن حبان كما في موارد الظمآن ص ‪ 425‬وابن جرير ج ‪ 2‬ص ‪291‬ا وأخرج ابن‬
‫جرير ج ‪ 2‬ص ‪ 292‬من حديث ابن عباس نحوه ولكنه من حديث ابن عباس ضعيف لنه من طريق حسين‬
‫بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وهو ضعيف وقد نسب هنا إلى جده والمعتمد على‬
‫حديث عائشة السابق والله أعلم‪.‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫ص ‪-33-‬‬


‫ه{ الية ‪.207‬‬ ‫ت الل ّ ِ‬
‫ضا ِ‬
‫مْر َ‬
‫غاءَ َ‬
‫ه اب ْت ِ َ‬
‫س ُ‬ ‫ري ن َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫ش ِ‬ ‫م ْ‬
‫س َ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫و ِ‬
‫} َ‬
‫قال المام أبو عبد الله الحاكم في مستدركه ج ‪ 3‬ص ‪ 398‬حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد‬
‫حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال‪ :‬لما‬
‫ي حتى أضع‬
‫خرج صهيب مهاجرا تبعه أهل مكة‪ ،‬فنثل كنانته‪ ،‬فأخرج منها أربعين سهما فقال‪ :‬ل تصلون إل ّ‬
‫في كل رجل منكم سهما ثم أصير بعده إلى السيف فتعلمون أني رجل وقد خلفت بمكة قينتين فهما لكم‬
‫قال‪ :‬وحدثنا حماد بن سلمة بن ثابت عن أنس نحوه ونزلت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫ت الل ّ ِ‬
‫ه{ الية فلما رآه النبي صلى الله عليه وعلى آله‬ ‫ضا ِ‬
‫مْر َ‬
‫غاءَ َ‬
‫ه اب ْت ِ َ‬
‫س ُ‬ ‫ري ن َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫ش ِ‬ ‫م ْ‬
‫س َ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫و ِ‬
‫} َ‬
‫وسلم قال‪" :‬أبا يحيى ربح البيع" قال وتل عليه الية‪.‬‬
‫صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه‪.‬‬
‫الحديث له طرق أخر أغلبها مراسيل كما في الصابة ج ‪ 2‬ص ‪ 188‬وفي الطبقات لبن سعد ج ‪ 3‬ص ‪ 163‬و‬
‫‪ 163‬من القسم الول وهي بمجموعها تزيد الحديث قوة وتدل على ثبوته‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ر{ الية ‪ :219‬يأتي حديثها في المائدة‪.‬‬
‫س ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫مي ْ ِ‬ ‫ر َ‬
‫م ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫ك َ‬ ‫}ي َ ْ‬
‫ثم وجدته من طريق أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن عمر وقد قال أبو رزعة إنه لم يسمع من عمر‬
‫فتركته‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ض{‬
‫حي ِ‬ ‫في ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫زُلوا الن ّ َ‬
‫ساءَ ِ‬ ‫عت َ ِ‬
‫فا ْ‬ ‫و أَ ً‬
‫ذى َ‬ ‫ه َ‬
‫ل ُ‬ ‫ض ُ‬
‫ق ْ‬ ‫حي ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫ك َ‬ ‫}ي َ ْ‬

‫الية ‪.222‬‬ ‫ص ‪-34-‬‬


‫قال المام مسلم رحمه الله‪ :‬وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن سلمة‬
‫حدثنا ثابت عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يواكلوها ولم يجامعوهن في البيوت فسأل‬
‫أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنزل الله تعالى‪:‬‬
‫ض{ فقال رسول الله صلى الله‬
‫حي ِ‬ ‫في ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫زُلوا الن ّ َ‬
‫ساءَ ِ‬ ‫عت َ ِ‬
‫فا ْ‬ ‫و أَ ً‬
‫ذى َ‬ ‫ه َ‬
‫ل ُ‬ ‫ض ُ‬
‫ق ْ‬ ‫حي ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫ك َ‬ ‫}ي َ ْ‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪" :‬اصنعوا كل شيء إل النكاح" فبلغ ذلك اليهود فقالوا‪ :‬ما يريد هذا الرجل أن يدع من‬
‫أمرنا شيئا إل خالفنا فيه فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقال يا رسول الله إن اليهود تقول كذا وكذا‬
‫فل نجامعهن فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما فخرجا‬
‫فاستقبلهما هدية من لبن إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأرسل في آثارهما فعرفا أن لم يجد‬
‫عليهما‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 74‬وقال هذا حديث حسن صحيح وأبو داود ج ‪ 1‬ص ‪ 107‬والنسائي ج ‪ 1‬ص ‪125‬‬
‫وص ‪ 135‬وابن ماجه رقم ‪ 644‬وأحمد ج ‪ 3‬ص ‪ 246‬والطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪.14‬‬
‫فأ ُْتوا حرث َك ُ َ‬
‫م{ الية ‪.223‬‬‫شئ ْت ُ ْ‬
‫م أّنى ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ث ل َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫حْر ٌ‬ ‫ؤك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫سا ُ‬
‫}ن ِ َ‬
‫قال المام البخاري رحمه الله ج ‪ 9‬ص ‪ 257‬حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن المنكدر سمعت جابر بن‬
‫ث ل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫حْر ٌ‬ ‫ؤك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫سا ُ‬
‫عبد الله قال‪ :‬كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت }ن ِ َ‬
‫فأ ُْتوا حرث َك ُ َ‬
‫َ‬
‫م{‪.‬‬‫شئ ْت ُ ْ‬
‫م أّنى ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫الحديث أخرجه مسلم ج ‪ 10‬ص ‪ 6‬و ‪ 7‬وفيه زيادة إن شاء مجبية ‪ 1‬وإن‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هذه الزيادة ضعيفة لن الراوي لها النعمان بن راشد وهو ضعيف وقال الحافظ في الفتح وهذه الزيادة‬
‫يشبه أن تكون من تفسير الزهري لخلوها من رواية غيره من أصحاب ابن المنكدر مع كثرتهم ا‪ .‬هـ وأقول‬
‫معناها مستفاد من أدلة أخرى كما في الفتح‪.‬‬
‫شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد وأخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 75‬وقال حديث‬ ‫ص ‪-35-‬‬
‫حسن صحيح وأبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ 215‬وابن ماجه رقم ‪ 1925‬والحميدي في المسند ج ‪ 2‬ص ‪.532‬‬
‫وأخرجه المام أحمد في المسند عن أم سلمة نحوه وفيه فقال –أي الرسول صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪" -‬ل إل في صمام واحد" وأصله في الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 75‬وقال حديث حسن صحيح‪ .‬ثم ظهر لي أن‬
‫أثبت رواية المام أحمد إذ ظاهرها أنه سبب آخر ولفظه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت‪ :‬لما قدم‬
‫المهاجرون المدينة على أنصار تزوجوا من نسائهم وكان المهاجرون يجبون وكانت النصار ل تجبي فأراد‬
‫رجل من المهاجرين امرأته على ذلك فأبت عليه حتى تسأل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫م أ َّنى‬
‫حْرث َك ُ ْ‬
‫ث ل َك ُم َ ْ‬
‫فأُتوا َ‬ ‫ْ‬ ‫حْر ٌ‬ ‫ؤك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫سا ُ‬
‫قالت‪ :‬فأتته فاستحيت أن تسأله فسألته أم سلمة فنزلت }ن ِ َ‬
‫شئ ْت ُ ْ‬
‫م{ وقال‪" :‬ل إل في صمام واحد"‪ .‬ول مانع أن تكون الية نزلت في هذا وهذا أو أنه سبب تعدد‬ ‫ِ‬
‫النزول‪.‬‬
‫وأما ما جاء عن ابن عمر أنها نزلت في إتيان النساء في أدبارهن كما في البخاري الشارة إليه وفي الفتح‬
‫ج ‪ 9‬ص ‪ 255‬و ‪ 256‬فقد رده العلماء وعلى رأسهم حبر المة كما في الفتح وقال أبو جعفر بن جرير رحمه‬
‫الله في تفسيره ج ‪ 2‬ص ‪ 398‬بعد ذكره الرد على ذلك وتبين بما بينا صحة معنى ما روي عن جابر وابن‬
‫عباس من أن هذه الية نزلت فيما كانت اليهود تقوله للمسلمين‪ :‬إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها‬
‫جاء الولد أحول‪ .‬وقد قال قبل ذلك‪ :‬وأي محترث في الدبر فيقال ائته من وجهه‪.‬‬
‫وقال العلمة الشوكاني بعد ذكره بعض القائلين بالجواز وليس في أقوال هؤلء حجة ألبتة‪ .‬ول يجوز لحد أن‬
‫يعمل على أقوالهم فإنهم لم يأتوا بدليل يدل على الجواز فمن زعم منهم أنه فهم ذلك من الية فقد أخطأ‬
‫في فهمه كائنا من كان ومن زعم منهم أن سبب نزول الية أن رجل أتى امرأته في دبرها فليس في هذا ما‬
‫يدل على أن الية أحلت ذلك ومن زعم ذلك فقد أخطأ بل الذي‬

‫تدل عليه الية أن ذلك حرام فكون ذلك هو السبب ل يستلزم أن تكون الية نازلة في‬ ‫ص ‪-36-‬‬
‫تحليله فإن اليات النازلت على أسباب تأتي تارة بتحليل هذا وتارة بتحريمه ا‪ .‬هـ‪ .‬كلم الشوكاني رحمه‬
‫الله وأما الحافظ ابن كثير رحمه الله فبعد أن ذكر قول ابن عمر في سبب نزول الية قال‪ :‬وهذا محمول‬
‫على ما تقدم وهو أنه يأتيها في قبلها من دبرها لما رواه النسائي عن علي بن عثمان النفيلي عن سعيد بن‬
‫عيسى عن الفضل بن فضالة عن عبد الله بن سليمان الطويل عن كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه‬
‫أخبره أنه قال لنافع مولى ابن عمر إنه قد أكثر عليك القول أنك تقول عن ابن عمر إنه أفتى أن تؤتى‬
‫النساء في أدبارهن‪ ،‬قال كذبوا علي ولكن سأحدثك كيف كان المر‪ :‬إن ابن عمر عرض المصحف يوما وأنا‬
‫فأ ُْتوا حرث َك ُ َ‬
‫شئ ْت ُ ْ‬
‫م{ فقال‪ :‬يا نافع هل تعلم من أمر هذه‬ ‫م أّنى ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ث ل َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫حْر ٌ‬ ‫ؤك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫سا ُ‬
‫عنده حتى بلغ }ن ِ َ‬
‫الية؟ قلت ل‪ .‬قال‪ :‬إنا كنا معشر قريش نجبي النساء فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء النصار أردنا منهن‬
‫مثل ما كنا نريد فآذاهن فكرهن ذلك وأعظمنه وكانت نساء النصار قد أخذن بحال اليهود إنما يؤتين على‬
‫فأ ُْتوا حرث َك ُ َ‬
‫م{‪ .‬وهذا إسناد صحيح ثم ساق جملة‬ ‫شئ ْت ُ ْ‬
‫م أّنى ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ث ل َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫حْر ٌ‬ ‫ؤك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫سا ُ‬
‫جنوبهن فأنزل الله‪} :‬ن ِ َ‬
‫من الحاديث الدالة على تحريم إتيان النساء في أدبارهن وبعدها قال‪ :‬وقد تقدم قول ابن مسعود وأبي‬
‫الدرداء وأبي هريرة وابن عباس وعبد الله بن عمرو في تحريم ذلك وهو الثابت بل شك عن عبد الله بن‬
‫عمر رضي الله عنهما أنه يحرمه‪ .‬قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي في مسنده حدثنا عبد‬
‫الله بن صالح حدثنا الليث عن الحارث بن يعقوب عن سعيد بن يسار أبي الحباب قال‪ :‬قلت لبن عمر ما‬
‫تقول في الجواري أيحمض لهن؟ قال‪ :‬وما التحميض؟ فذكر الدبر فقال‪ :‬وهل يفعل ذلك أحد من‬
‫المسلمين؟ وكذا رواه ابن وهب وقتيبة عن الليث به وهذا إسناد صحيح ونص صريح منه بتحريم ذلك فكل‬
‫ما ورد عنه مما يحتمل ويحتمل فهو مردود إلى هذا المحكم‪.‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫ص ‪-37-‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضُلو ُ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫وا ب َي ْن َ ُ‬
‫ض ْ‬ ‫ن إِ َ‬
‫ذا ت ََرا َ‬ ‫ه ّ‬
‫ج ُ‬
‫وا َ‬
‫ن أْز َ‬
‫ح َ‬
‫ن ي َن ْك ِ ْ‬
‫نأ ْ‬‫ه ّ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن َ‬
‫فل ت َ ْ‬ ‫جل َ ُ‬
‫ه ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫فب َل َ ْ‬
‫غ َ‬ ‫ساءَ َ‬
‫م الن ّ َ‬ ‫ذا طَل ّ ْ‬
‫قت ُ ُ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫} َ‬
‫ف{ الية ‪.232‬‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫قال المام البخاري رحمه الله ج ‪ 9‬ص ‪ 258‬حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا عباد بن‬
‫راشد حدثنا الحسن حدثني معقل بن يسار قال‪ :‬كانت لي أخت تخطب إلي‪ .‬وقال إبراهيم عن الحسن‬
‫حدثني معقل ابن يسار قال‪ :‬حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا يونس عن الحسن أن أخت معقل بن‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ضُلو ُ‬ ‫يسار طلقها زوجها فتركها حتى انقضت عدتها فخطبها فأبى معقل فنزلت } َ‬
‫ح َ‬
‫ن ي َن ْك ِ ْ‬
‫نأ ْ‬‫ه ّ‬ ‫ع ُ‬
‫فل ت َ ْ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫َ‬
‫ه ّ‬
‫ج ُ‬
‫وا َ‬
‫أْز َ‬
‫الحديث أيضا أخرجه البخاري ج ‪ 11‬ص ‪ 91‬وص ‪ 408‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪.76‬‬
‫وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ .‬وأبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ 192‬والطيالسي ج ‪ 1‬ص ‪ ،305‬والدارقطني ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ 223‬و ‪ ،224‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ .174‬وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجه مسلم‪ ،‬وابن جرير ج ‪2‬‬
‫ص ‪.448‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن{ الية ‪.238‬‬ ‫موا ل ِل ّ ِ‬
‫ه َ‬
‫قان ِِتي َ‬ ‫و ُ‬
‫قو ُ‬ ‫س َ‬
‫طى َ‬ ‫ة ال ْ ُ‬
‫و ْ‬ ‫صل ِ‬
‫وال ّ‬
‫ت َ‬ ‫صل َ َ‬
‫وا ِ‬ ‫عَلى ال ّ‬ ‫ف ُ‬
‫ظوا َ‬ ‫حا ِ‬
‫} َ‬
‫قال المام أحمد رحمه الله في مسنده ج ‪ 5‬ص ‪ 183‬حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة حدثني عمر بن أبي‬
‫حكيم قال سمعت الزبرقان يحدث عن عروة بن الزبير عن زيد بن ثابت قال‪ :‬كان رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم يصلي الظهر بالهاجرة ولم يكن يصلي صلة أشد على أصحاب النبي صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم منها قال‪ :‬فنزلت ‪1‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬قال الحافظ في الفتح ج ‪ 9‬ص ‪ 262‬ورواه أحمد من وجه آخر وزاد "كان النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫يصلى الظهر بالهجير فل يكون وراءه إل الصف أو الصفان والناس في قائلتهم وفي تجارتهم فنزلت" ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫س َ‬
‫طى{‪ .‬وقال‪ :‬إن قبلها صلتين وبعدها‬ ‫ة ال ْ ُ‬
‫و ْ‬ ‫صل ِ‬
‫وال ّ‬
‫ت َ‬ ‫صل َ َ‬
‫وا ِ‬ ‫عَلى ال ّ‬ ‫ف ُ‬
‫ظوا َ‬ ‫حا ِ‬
‫} َ‬ ‫ص ‪-38-‬‬
‫صلتين‪.‬‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح إل عمرو بن أبي حكيم والزبرقان وهما ثقتان وأخرجه أبو داود ج ‪ 1‬ص ‪.159‬‬
‫والبخاري في التاريخ الكبير ج ‪ 3‬ص ‪ 434‬وذكر ما فيه من الختلف على الزبرقان بن عمرو فتارة يرويه‬
‫عن عروة عن زيد بن ثابت وتارة عن زهرة عن زيد بن ثابت وتارة عن زيد بن ثابت وأسامة‪.‬‬
‫وأخرجه الطبراني في الكبير ج ‪ 5‬ص ‪ 131‬من طريق عثمان بن عثمان الغطفاني‪ .‬والمعتمد في الصلة‬
‫الوسطى أنها صلة العصر كما في الصحيحين‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن{ الية ‪.238‬‬
‫قان ِِتي َ‬ ‫موا ل ِل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫و ُ‬
‫قو ُ‬ ‫} َ‬
‫قال المام البخاري رحمه الله ج ‪ 9‬ص ‪ 265‬حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل بن أبي خالد عن‬
‫الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال‪ :‬كنا نتكلم في الصلة يكلم أحدنا أخاه في‬
‫ن{‬ ‫موا ل ِل ّ ِ‬
‫ه َ‬
‫قان ِِتي َ‬ ‫و ُ‬
‫قو ُ‬ ‫س َ‬
‫طى َ‬ ‫ة ال ْ ُ‬
‫و ْ‬ ‫صل ِ‬
‫وال ّ‬
‫ت َ‬ ‫صل َ َ‬
‫وا ِ‬ ‫عَلى ال ّ‬ ‫ف ُ‬
‫ظوا َ‬ ‫حا ِ‬
‫حاجته حتى نزلت هذه الية } َ‬
‫مْرنا بالسكوت‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فأ ِ‬
‫الحديث عزاه الحافظ السيوطي في لباب النقول إلى السنة وهو عند الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 77‬بلفظ فنزلت‬
‫وكذا عند أبي داود ج ‪ 1‬ص ‪ 358‬بلفظ فنزلت‪ .‬وأخرجه المام أحمد في مسنده ج ‪ 4‬ص ‪.368‬‬
‫ن{ قال‬
‫قان ِِتي َ‬ ‫موا ل ِل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫و ُ‬
‫قو ُ‬ ‫وفي مجمع الزوائد ج ‪ 6‬ص ‪ 320‬من حديث ابن عباس في قول الله تعالى } َ‬
‫كانوا يتكلمون في الصلة يجيء خادم الرجل إليه فيكلمه بحاجته وهو في الصلة فنهوا عن الكلم‪ .‬رواه‬
‫الطبراني ورجاله رجال الصحيح‪.‬‬

‫تنبيه‪:‬‬ ‫ص ‪-39-‬‬
‫قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره ج ‪ 1‬ص ‪ :294‬قد أشكل هذا الحديث على جماعة من العلماء‬
‫حيث ثبت عندهم أن تحريم الكلم في الصلة كان بمكة قبل الهجرة إلى المدينة وبعد الهجرة إلى أرض‬
‫الحبشة كما دل على ذلك حديث ابن مسعود الذي في الصحيح قال‪ :‬كنا نسلم على النبي صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم قبل أن نهاجر إلى الحبشة وهو في الصلة فيرد علينا قال‪ :‬فلما قدمنا فسلمت عليه فلم‬
‫يرد علي فأخذني ما قرب وما بعد فلما سلم قال‪"$ :‬إني لم أرد عليك إل أني كنت في الصلة وإن الله‬
‫يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أل تتكلموا في الصلة"‪.‬‬
‫وقد كان ابن مسعود ممن أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة ثم قدم منها إلى مكة مع من قدم فهاجر إلى‬
‫ن{ مدنية بل خلف‪ .‬فقال قائلون إنما أراد زيد بن أرقم بقوله –‬
‫قان ِِتي َ‬ ‫موا ل ِل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫و ُ‬
‫قو ُ‬ ‫المدينة وهذه الية } َ‬
‫كان الرجل يكلم أخاه في حاجته في الصلة‪ -‬الخبار عن جنس الكلم واستدل على تحريم ذلك بهذه الية‬
‫بحسب ما فهمه منها‪ ،‬والله أعلم‪ .‬وقال قوم إنما أراد أن ذلك قد وقع بالمدينة بعد الهجرة إليها ويكون ذلك‬
‫قد أبيح مرتين وحرم مرتين – كما اختار ذلك قوم من أصحابنا وغيرهم والول أظهر والله أعلم‪.‬‬
‫أقوى الذي يظهر لي والله أعلم أن الكلم حرم بمكة بالسنة المطهرة كما في حديث ابن مسعود فلما قدم‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم المدينة صار بعضهم ممن لم يبلغه التحريم يتكلم في الصلة كما حصل من‬
‫معاوية بن الحكم السلمي فنزلت الية‪ .‬والله أعلم؛ وإن كنت تريد المزيد في البحث فعليك بنيل الوطار ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ 329‬وص ‪ 330‬وفتح الباري وقد نقلت كلم الحافظ في الفتح في رياض الجنة‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ي{ الية ‪.256‬‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫غ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن الّر ْ‬
‫شدُ ِ‬ ‫ن َ‬
‫قدْ ت َب َي ّ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫}ل إ ِك َْراهَ ِ‬
‫في ال ّ‬

‫قال المام أبو جعفر بن جرير رحمه الله في تفسيره ج ‪ 3‬ص ‪ 24‬حدثنا محمد بن بشار‬ ‫ص ‪-40-‬‬
‫حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬كانت‬
‫المرأة تكون مقلتا ‪ 1‬فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده‪ ،‬فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ن الّر ْ‬
‫شدُ ِ‬ ‫ن َ‬
‫قدْ ت َب َي ّ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫أبناء النصار‪ ،‬فقالوا ل تدع أبناءنا فأنزل الله تعالى ذكره }ل إ ِك َْراهَ ِ‬
‫في ال ّ‬
‫ي{‪.‬‬
‫غ ّ‬‫ال ْ َ‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح وأخرجه أبو داود ج ‪ 3‬ص ‪ 11‬وعزاه السيوطي في اللباب للنسائي أيضا‬
‫وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن ص ‪.427‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬
‫ث ِ‬ ‫موا ال ْ َ‬
‫خِبي َ‬ ‫م ُ‬
‫ول ت َي َ ّ‬
‫م{ إلى قوله } َ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫سب ْت ُ ْ‬ ‫ت َ‬‫ن طَي َّبا ِ‬ ‫م ْ‬‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬‫مُنوا أ َن ْ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫}َيا أي ّ َ‬
‫َ‬
‫ه{ الية ‪.267‬‬ ‫في ِ‬
‫ضوا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫غ ِ‬
‫ن تُ ْ‬‫ه إ ِّل أ ْ‬
‫ذي ِ‬ ‫خ ِ‬
‫م ِبآ ِ‬‫ست ُ ْ‬‫ول َ ْ‬‫ن َ‬‫قو َ‬ ‫ف ُ‬
‫ت ُن ْ ِ‬
‫قال المام الترمذي رحمه الله ج ‪ 4‬ص ‪ 77‬حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أنا عبيد الله بن موسى عن‬
‫ن{‪.‬‬ ‫ف ُ‬
‫قو َ‬ ‫ه ت ُن ْ ِ‬
‫من ْ ُ‬
‫ث ِ‬ ‫موا ال ْ َ‬
‫خِبي َ‬ ‫م ُ‬
‫ول ت َي َ ّ‬
‫إسرائيل عن السدي عن أبي مالك عن البراء } َ‬
‫قال نزلت فينا معشر النصار كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته وكان‬
‫الرجل يأتي بالقنو والقنوين فيعلقه في المسجد وكان أهل الصفة ليس لهم طعام فكان أحدهم إذا جاء أتى‬
‫القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر والتمر فيأكل وكان ناس ممن ل يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬‫مُنوا أ َن ْ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫الشيص والحشف والقنو قد انكسر فيعلقه فأنزل الله تبارك وتعالى }َيا أي ّ َ‬
‫م‬‫ست ُ ْ‬‫ول َ ْ‬‫ن َ‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬
‫ه ت ُن ْ ِ‬
‫من ْ ُ‬‫ث ِ‬ ‫خِبي َ‬‫موا ال ْ َ‬
‫م ُ‬
‫ول ت َي َ ّ‬
‫ض َ‬
‫َ‬
‫ن اْلْر ِ‬
‫م َ‬ ‫جَنا ل َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ما أ َ ْ‬
‫خَر ْ‬ ‫م ّ‬
‫و ِ‬
‫م َ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫سب ْت ُ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫طَي َّبا ِ‬
‫َ‬
‫ه{‪.‬‬‫في ِ‬‫ضوا ِ‬ ‫م ُ‬
‫غ ِ‬ ‫ن تُ ْ‬‫ه إ ِّل أ ْ‬
‫ذي ِ‬
‫خ ِ‬ ‫ِبآ ِ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬المقلت المرأة التي ل يعيش لها ولد وأصله من القلت وهو الهلك ا‪ .‬هـ من عون المعبود‪.‬‬
‫قال ‪" :1‬لو أن أحدكم أهدي إليه مثل ما أعطى لم يأخذه إل على إغماض أو حياء"‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ص ‪-41-‬‬
‫فكنا بعد ذلك يأتي الرجل بصالح ما عنده‪ .‬هذا حديث حسن صحيح غريب وأبو مالك هو الغفاري ويقال‬
‫اسمه غزوان‪.‬‬
‫الحديث أخرجه ابن ماجه رقم ‪ 1822‬وابن جرير ج ‪ 3‬ص ‪ 82‬وعزاه الحافظ ابن كثير في تفسيره ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 320‬لبن أبي حاتم وأخرجه الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 285‬وقال صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي‪ .‬وأخرج‬
‫الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 284‬من حديث سهل بن حنيف وقال‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‬
‫وأقره الذهبي وأخرجه ج ‪ 1‬ص ‪ 402‬من حديث سهل وقال صحيح على شطر البخاري ولم يخرجاه وكذا‬
‫أخرجه الطبراني ج ‪ 6‬ص ‪ 93‬و ‪ ،94‬الدارقطني ج ‪ 2‬ص ‪ 130‬و ‪ 131‬وعزاه ابن كثير لبن أبي حاتم‪.‬‬
‫قال تعالى‪:‬‬
‫ء{ الية ‪.272‬‬ ‫ن يَ َ‬
‫شا ُ‬ ‫م ْ‬
‫دي َ‬
‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫ول َك ِ ّ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫دا ُ‬
‫ه َ‬ ‫عل َي ْ َ‬
‫ك ُ‬ ‫}ل َي ْ َ‬
‫س َ‬
‫قال المام أبو جعفر بن جرير رحمه الله ج ‪ 3‬ص ‪ 94‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬حدثنا أبو داود –عن سفيان عن‬
‫جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كانوا ل يرضخون لقراباتهم من المشركين فنزلت‬
‫ء{‪.‬‬ ‫ن يَ َ‬
‫شا ُ‬ ‫م ْ‬
‫دي َ‬
‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫ول َك ِ ّ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫دا ُ‬
‫ه َ‬ ‫عل َي ْ َ‬
‫ك ُ‬ ‫}ل َي ْ َ‬
‫س َ‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح وقد ساقه المام ابن كثير رحمه الله في تفسيره ج ‪ 1‬ص ‪ 323‬بسنده من‬
‫النسائي وأخرجه الحاكم وقال‪ :‬هذا حديث صحيح السناد ولم يخرجاه ورمز الحافظ الذهبي له في التلخيص‬
‫بأنه على شرط الشيخين وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 6‬ص ‪ :324‬رواه الطبراني عن شيخه عبد الله‬
‫بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف ورواه البزار بنحوه ورجاله ثقات‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬في التحفة قال أي النبي صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫ص ‪-42-‬‬


‫ُ‬
‫ه{ إلى آخر السورة اليتان ‪.286 ،285‬‬
‫ن َرب ّ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ل إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه ِ‬ ‫ز َ‬
‫ما أن ْ ِ‬ ‫سو ُ‬
‫ل بِ َ‬ ‫ن الّر ُ‬
‫م َ‬
‫}آ َ‬
‫قال المام مسلم رحمه الله ج ‪ 2‬ص ‪ 145‬حدثني محمد بن منهال الضرير وأمية بن بسطام العيشي‬
‫واللفظ لمية قال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح وهو ابن القاسم عن العلء عن أبيه عن أبي هريرة قال لما‬
‫َ‬
‫ن‬
‫وإ ِ ْ‬‫ض َ‬‫في اْلْر ِ‬ ‫ما ِ‬
‫و َ‬‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬
‫س َ‬‫في ال ّ‬ ‫ما ِ‬‫ه َ‬ ‫نزلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم }ل ِل ّ ِ‬
‫والل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫شاءُ َ‬‫ن يَ َ‬
‫م ْ‬‫ب َ‬‫عذّ ُ‬
‫وي ُ َ‬
‫شاءُ َ‬ ‫ن يَ َ‬
‫م ْ‬
‫فُر ل ِ َ‬
‫غ ِ‬‫في َ ْ‬‫ه َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫سب ْك ُ ْ‬
‫م بِ ِ‬ ‫حا ِ‬
‫فوهُ ي ُ َ‬ ‫م َأو ت ُ ْ‬
‫خ ُ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫في أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫ما ِ‬
‫دوا َ‬
‫ت ُب ْ ُ‬
‫ديٌر{‪ .‬قال‪ :‬فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأتوا‬ ‫ء َ‬
‫ق ِ‬ ‫ي ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫عَلى ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫َ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم بركوا على الركب فقالوا أي رسول الله كلفنا من العمال‬
‫ما نطيق الصلة والصيام والجهاد والصدقة وقد أنزلت عليك هذه الية ول نطيقها قال رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪" :‬أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ بل قولوا‬
‫سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير"‪ .‬قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير؛ فلما اقترأها‬
‫ُ‬
‫ن كُ ّ‬
‫ل‬ ‫مُنو َ‬
‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ه َ‬
‫ن َرب ّ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ل إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه ِ‬ ‫ز َ‬‫ما أن ْ ِ‬ ‫ل بِ َ‬‫سو ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫م َ‬ ‫القوم ذلت بها ألسنتهم فأنزل الله في أثرها }آ َ‬
‫قاُلوا سمعَنا َ‬ ‫َ‬
‫فَران َ َ‬
‫ك‬ ‫عَنا ُ‬
‫غ ْ‬ ‫وأطَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ ْ‬ ‫و َ‬‫ه َ‬‫سل ِ ِ‬ ‫ن ُر ُ‬ ‫م ْ‬‫د ِ‬
‫ح ٍ‬‫نأ َ‬‫فّرقُ ب َي ْ َ‬‫ه ل نُ َ‬
‫سل ِ ِ‬
‫وُر ُ‬ ‫وك ُت ُب ِ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ملئ ِك َت ِ ِ‬
‫ه َ‬ ‫و َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫م َ‬
‫آ َ‬
‫ها ل َ َ‬
‫ها‬ ‫ع َ‬‫س َ‬‫و ْ‬ ‫سا إ ِّل ُ‬ ‫ف ً‬ ‫ف الل ّ ُ‬
‫ه نَ ْ‬ ‫صيُر{ فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فأنزل‪} :‬ل ي ُك َل ّ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫وإ ِل َي ْ َ‬‫َرب َّنا َ‬
‫ْ‬ ‫و أَ ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ول ت َ ْ‬ ‫خطَأَنا{ قال نعم }َرب َّنا َ‬ ‫سيَنا أ ْ‬ ‫خذَْنا إ ِ ْ‬
‫ن نَ ِ‬ ‫ت َرب َّنا ل ت ُ َ‬
‫ؤا ِ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬
‫سب َ ْ‬ ‫ها َ‬‫عل َي ْ َ‬ ‫و َ‬‫ت َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫َ‬
‫ه{ قال‬ ‫ة ل ََنا ب ِ ِ‬ ‫طا َ‬
‫ق َ‬ ‫ما ل َ‬ ‫مل َْنا َ‬
‫ح ّ‬‫ول ت ُ َ‬ ‫قب ْل َِنا{ قال نعم }َرب َّنا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬‫ذي َ‬ ‫عَلى ال ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫مل ْت َ ُ‬‫ح َ‬
‫ما َ‬ ‫صًرا ك َ َ‬ ‫عل َي َْنا إ ِ ْ‬‫َ‬
‫وم ِ ال ْ َ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن{ قال نعم‪.‬‬
‫ري َ‬
‫ف ِ‬
‫كا ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫صْرَنا َ‬ ‫ولَنا َ‬
‫فان ْ ُ‬ ‫م ْ‬
‫ت َ‬
‫مَنا أن ْ َ‬
‫ح ْ‬ ‫فْر ل ََنا َ‬
‫واْر َ‬ ‫وا ْ‬
‫غ ِ‬ ‫عّنا َ‬
‫ف َ‬
‫ع ُ‬
‫وا ْ‬
‫نعم } َ‬

‫الحديث أخرجه المام أحمد في المسند ج ‪ 2‬ص ‪ 412‬وابن جرير ج ‪ 3‬ص ‪ 143‬والبيهقي‬ ‫ص ‪-43-‬‬
‫في شعب اليمان ج ‪ 1‬ص ‪.221‬‬
‫وأخرج مسلم ج ‪ 2‬ص ‪ 155‬والمام أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 233‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 286‬وقال صحيح السناد من‬
‫حديث ابن عباس نحوه‪.‬‬

‫"سورة آل عمرن"‪:‬‬ ‫ص ‪-44-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫قِليًل{ الية ‪.77‬‬ ‫شت َرون بعهد الل ّه َ‬
‫مًنا َ‬
‫م ثَ َ‬
‫ه ْ‬
‫مان ِ ِ‬
‫وأي ْ َ‬
‫ِ َ‬ ‫َ ِ َ ْ ِ‬ ‫ن يَ ْ ُ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫قال المام أبو عبد الله البخاري ج ‪ 5‬ص ‪ 430‬حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن العمش عن شقيق عن عبد‬
‫الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال‪" :‬من حلف على يمين يقتطع بها مال‬
‫د الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ه ِ‬
‫ع ْ‬
‫ن بِ َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫شت َُرو َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫امرئ هو عليها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان" فأنزل الله تعالى }إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ي أنزلت هذه الية كانت‬ ‫قِليًل{ الية‪ .‬فجاء الشعث فقال‪ :‬ما حدثكم أبو عبد الرحمن ف ّ‬ ‫مًنا َ‬
‫م ثَ َ‬
‫ه ْ‬
‫مان ِ ِ‬
‫وأي ْ َ‬‫َ‬
‫لي بئر في أرض ابن عم لي فقال لي‪ :‬شهودك قلت‪ :‬ما لي شهود‪ ،‬قال‪ :‬فيمينك‪ ،‬قلت يا رسول الله إذا‬
‫يحلف فذكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا الحديث فأنزل الله ذلك تصديقا له‪.‬‬
‫الحديث أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه منها ج ‪ 6‬ص ‪ 70‬وص ‪ 280‬وفيه‪ :‬كانت بيني وبين رجل من‬
‫اليهود أرض و ‪ 210‬وفيه كانت بيني وبين رجل خصومة في شيء وص ‪ 215‬وج ‪ 9‬ص ‪ 280‬وج ‪ 14‬ص ‪352‬‬
‫وص ‪ 368‬وج ‪ 16‬ص ‪ 302‬وأخرجه مسلم ج ‪ 2‬ص ‪ 158‬والترمذي ج ‪ 2‬ص ‪ 254‬وأعاد بسنده ج ‪ 4‬ص ‪81‬‬
‫وأبو داود ج ‪ 3‬ص ‪ 214‬و ‪ 215‬وعزاه المباركفوري في تحفة الحوذي ج ‪ 2‬ص ‪– 254‬إلى النسائي وابن‬
‫ماجه مع من تقدم من أصحاب المهات ورواه المام أحمد في المسند ج ‪ 1‬ص ‪ 426‬وص ‪ 442‬وج ‪ 5‬ص‬
‫‪ 211‬و ‪ 212‬من مسند الشعث بن قيس‪.‬‬
‫وأخرج حديث الباب الطيالسي ج ‪ 1‬ص ‪ 246‬وج ‪ 2‬ص ‪ 16‬وابن جرير ج ‪ 3‬ص ‪.321‬‬ ‫ص ‪-45-‬‬
‫وأخرج البخاري من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن رجل أقام سلعة في السوق فحلف فيها لقد أعطى بها‬
‫شت َرون بعهد الل ّه َ‬
‫م ثَ َ‬
‫مًنا‬ ‫ه ْ‬
‫مان ِ ِ‬
‫وأي ْ َ‬
‫ِ َ‬ ‫َ ِ َ ْ ِ‬ ‫ن يَ ْ ُ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ما لم يعطه ليوقع فيها رجل من المسلمين فنزلت }إ ِ ّ‬
‫قِليًل{ – الية ج ‪ 9‬ص ‪ 280‬ول منافاة بينهما ويحمل على أن النزول كان بالسببين جميعا ولفظ الية أعم‬ ‫َ‬
‫من ذلك على أن حديث عبد الله بن مسعود أصح لن حديث عبد الله بن أبي أوفى من حديث إبراهيم بن‬
‫عبد الرحمن السكسكي قال الحافظ الذهبي في الميزان لينه شعبة والنسائي ولم يترك إلى آخر ما ذكره‬
‫رحمه الله‪.‬‬
‫وقوله في بعض الروايات في أرض وفي أخرى وفي بئر قال الحافظ في الفتح ج ‪ 14‬ص ‪ :369‬ويجمع بأن‬
‫المراد أرض البئر ل جميع الرض والبئر من جملتها‪ .‬هذا وقد أطال الحافظ رحمه الله في الفتح في هذا‬
‫الموضوع في توجيه بعض اللفاظ التي ظاهرها يخالف الخرى فليراجع هنالك‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ك َ‬
‫صل َ ُ‬
‫حوا‬ ‫د ذَل ِ َ َ‬
‫وأ ْ‬ ‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ن َتاُبوا ِ‬ ‫م{ إلى قوله }إ ِّل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ه ْ‬
‫مان ِ ِ‬
‫عدَ ِإي َ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫فُروا ب َ ْ‬ ‫و ً‬ ‫ه َ‬
‫ق ْ‬ ‫دي الل ّ ُ‬ ‫ه ِ‬
‫ف يَ ْ‬ ‫}ك َي ْ َ‬
‫م{ اليات ‪ 87 ،86‬إلى ‪.89‬‬ ‫حي ٌ‬‫فوٌر َر ِ‬ ‫ه َ‬
‫غ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫فإ ِ ّ‬‫َ‬
‫قال المام أبو جعفر بن جرير رحمه الله ج ‪ 3‬ص ‪ 340‬حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع البصري قال‪ :‬حدثنا‬
‫يزيد بن زريع قال‪ :‬حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬كان رجل من النصار أسلم ثم‬
‫ارتد ولحق بالشرك ثم ندم فأرسل إلى قومه‪ :‬أرسلوا إلى رسول الله هل من توبة قال‪" :‬فنزلت" }ك َي ْ َ‬
‫ف‬
‫م‬
‫و َ‬ ‫دي ال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫ه ِ‬
‫ه ل يَ ْ‬‫والل ّ ُ‬ ‫م ال ْب َي َّنا ُ‬
‫ت َ‬ ‫ه ُ‬‫جاءَ ُ‬
‫و َ‬
‫م{ إلى قوله – } َ‬ ‫ه ْ‬
‫مان ِ ِ‬‫عدَ ِإي َ‬
‫فُروا ب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫و ً‬
‫ق ْ‬ ‫دي الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ه ِ‬
‫يَ ْ‬
‫ك َ‬
‫م{‪.‬‬ ‫حي ٌ‬‫فوٌر َر ِ‬ ‫ه َ‬
‫غ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫حوا َ‬
‫فإ ِ ّ‬ ‫صل َ ُ‬ ‫د ذَل ِ َ َ‬
‫وأ ْ‬ ‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬‫م ْ‬ ‫ن َتاُبوا ِ‬ ‫ن{‪} ...‬إ ِّل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬

‫الحديث رجاله رجال الصحيح وقد أعاده مرسل وموصول وأخرجه ابن حبان في صحيحه‬ ‫ص ‪-46-‬‬
‫كما في موارد الظمآن ص ‪ 427‬والطحاوي في مشكل الثار ج ‪ 4‬ص ‪ 64‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 142‬وج ‪ 4‬ص‬
‫‪ 366‬وفي كل الموضعين قال‪ :‬صحيح السناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ضاّلو َ‬
‫ن{ الية‬ ‫م ال ّ‬
‫ه ُ‬ ‫وُأول َئ ِ َ‬
‫ك ُ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫وب َت ُ ُ‬
‫ل تَ ْ‬ ‫فًرا ل َ ْ‬
‫ن تُ ْ‬
‫قب َ َ‬ ‫دوا ك ُ ْ‬
‫دا ُ‬ ‫م ثُ ّ‬
‫م اْز َ‬ ‫ه ْ‬
‫مان ِ ِ‬
‫عدَ ِإي َ‬ ‫ن كَ َ‬
‫فُروا ب َ ْ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫‪.90‬‬
‫قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ج ‪ 1‬ص ‪ :380‬قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا محمد بن عبد الله بن‬
‫بزيع حدثنا يزيد بن زريع حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس أن قوما أسلموا ثم ارتدوا ثم‬
‫أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫م{ هكذا‬
‫ه ْ‬
‫وب َت ُ ُ‬
‫ل تَ ْ‬ ‫فًرا ل َ ْ‬
‫ن تُ ْ‬
‫قب َ َ‬ ‫دوا ك ُ ْ‬
‫دا ُ‬ ‫م ثُ ّ‬
‫م اْز َ‬ ‫ه ْ‬
‫مان ِ ِ‬
‫عدَ ِإي َ‬ ‫ن كَ َ‬
‫فُروا ب َ ْ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وسلم فنزلت هذه الية }إ ِ ّ‬
‫رواه وإسناده جيد ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫ن{ الية‬
‫دو َ‬
‫ج ُ‬
‫س ُ‬
‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬ ‫ه آَناءَ الل ّي ْ ِ‬
‫ل َ‬ ‫ت الل ّ ِ‬ ‫ة ي َت ُْلو َ‬
‫ن آَيا ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫ة َ‬
‫قائ ِ َ‬ ‫م ٌ‬
‫بأ ّ‬‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ه ِ‬ ‫م ْ‬
‫واءً ِ‬
‫س َ‬ ‫}ل َي ْ ُ‬
‫سوا َ‬
‫‪.113‬‬
‫قال المام أحمد رحمه الله ج ‪ 1‬ص ‪ 396‬حدثنا أبو النضر وحسن بن موسى قال‪ :‬حدثنا شيبان عن عاصم‬
‫عن زر عن ابن مسعود قال‪ :‬أخر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلة العشاء ثم خرج إلى‬
‫المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلة قال‪" :‬أما إنه ليس من أهل هذه الديان أحد يذكر الله هذه الساعة‬
‫ن‬ ‫عُلوا ِ‬
‫م ْ‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫و َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ب{ حتى بلغ } َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫م ْ‬
‫واءً ِ‬
‫س َ‬
‫سوا َ‬‫غيركم"‪ .‬قال‪ :‬وأنزل الله هؤلء اليات }ل َي ْ ُ‬
‫ن{‪.‬‬
‫قي َ‬ ‫م ِبال ْ ُ‬
‫مت ّ ِ‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫فُروهُ َ‬ ‫فل َ ْ‬
‫ن ي ُك ْ َ‬ ‫ر َ‬
‫خي ْ ٍ‬
‫َ‬

‫الحديث حسن كما قال الشوكاني ج ‪ 1‬ص ‪ 385‬نقل عن السيوطي لن عاصما في‬ ‫ص ‪-47-‬‬
‫حفظه شيء وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 1‬ص ‪ 312‬رجال أحمد ثقات ليس فيهم غير عاصم بن أبي‬
‫النجود وهو مختلف في الحتجاج به وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن ص ‪ 91‬وابن‬
‫جرير ج ‪ 4‬ص ‪ 55‬وأبو نعيم في الحلية ج ‪ 4‬ص ‪ .187‬وأبو يعلى كما في المقصد العلي ج ‪ 1‬ص ‪.276‬‬
‫هذا وقد ورد للية سبب آخر ففي مجمع الزوائد ج ‪ 6‬ص ‪ 732‬عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما‬
‫أسلم عبد الله بن سلم وثعلبة بن سعية وأسد بن عبيد ومن أسلم من يهود فآمنوا وصدقوا ورغبوا في‬
‫السلم قالت أحبار يهود أهل الكفر‪ :‬ما آمن بمحمد وتبعه إل شرارنا ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين‬
‫آبائهم‪ ،‬فأنزل الله عز وجل في ذلك من قوله‪:‬‬
‫ن{ رواه الطبراني ورجاله ثقات‪.‬‬
‫حي َ‬
‫صال ِ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫م َ‬
‫ء{ إلى قوله تعالى } ِ‬
‫وا ً‬
‫س َ‬ ‫}ل َي ْ ُ‬
‫سوا َ‬
‫واختار المام أبو جعفر بن جرير ج ‪ 7‬ص ‪ 29‬الول حيث قال بعد ذكره جملة من القوال غير أن الولى‬
‫بتأويل الية قول من قال عني بذلك – تلوة القرآن في صلة العشاء لنها صلة ل يصليها أحد من أهل‬
‫الكتاب فوصف الله أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنهم يصلونها دون أهل الكتاب الذين كفروا‬
‫بالله ورسوله‪.‬‬
‫وأقول ل مانع من نزول الية في الجميع أو أنه تعدد سبب نزولها والله أعلم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫فَتان من ْك ُ َ‬
‫ما{ الية ‪.122‬‬ ‫ه َ‬
‫ول ِي ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫شل َ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫ف َ‬ ‫مأ ْ‬‫ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت َ‬
‫طائ ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫}إ ِذْ َ‬
‫ه ّ‬
‫قال المام البخاري رحمه الله ج ‪ 8‬ص ‪ 360‬حدثنا محمد بن يوسف عن ابن عيينة عن عمرو عن جابر‬
‫فَتان من ْك ُ َ‬
‫ما{ بني‬
‫ه َ‬
‫ول ِي ّ ُ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ف َ‬
‫شل َ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫طائ ِ َ‬‫ت َ‬ ‫م ْ‬ ‫رضي الله عنه قال‪ :‬نزلت هذه الية فينا‪} :‬إ ِذْ َ‬
‫ه ّ‬
‫ما{ أعاده البخاري‬ ‫ه َ‬
‫ول ِي ّ ُ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫سلمة وبني حارثة وما أحب أنها لم تنزل والله يقول‪َ } :‬‬
‫ج ‪ 9‬ص ‪ 393‬عن شيخه علي بن المديني عن سفيان به‪.‬‬ ‫ص ‪-48-‬‬
‫وأخرجه مسلم ج ‪ 16‬ص ‪ 66‬وابن جرير ج ‪ 4‬ص ‪.73‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ – الية ‪.128‬‬ ‫مو َ‬
‫ظال ِ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫م َ‬
‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫عذّب َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫و يُ َ‬
‫مأ ْ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ب َ‬
‫و ي َُتو َ‬
‫يءٌ أ ْ‬ ‫ر َ‬
‫ش ْ‬ ‫ن اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬‫س لَ َ‬
‫}ل َي ْ َ‬
‫قال المام البخاري رحمه الله ج ‪ 8‬ص ‪ :368‬حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر‬
‫عن الزهري حدثني سالم عن أبيه سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا رفع رأسه من‬
‫الركوع من الركعة الولى من الفجر يقول‪" :‬اللهم العن فلنا وفلنا" بعد ما يقول‪" :‬سمع الله لمن حمده‬
‫م َ‬ ‫َ‬
‫ن{‬‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ء{ – إلى قوله – } َ‬
‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫ي ٌ‬ ‫ر َ‬
‫ش ْ‬ ‫ن اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫س لَ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ربنا لك الحمد" فأنزل الله عز وجل }ل َي ْ َ‬
‫وعن حنظلة بن أبي سفيان قال‪ :‬سمعت سالم بن عبد لله يقول‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫َ‬
‫ر‬ ‫ن اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫س لَ َ‬ ‫وسلم يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت }ل َي ْ َ‬
‫ن{‪.‬‬‫مو َ‬ ‫م َ‬
‫ظال ِ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ء{ – إلى قوله – } َ‬
‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫ي ٌ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬
‫الحديث أخرجه أيضا البخاري في التفسير ج ‪ 9‬ص ‪ 293‬عن شيخه حبان بن موسى عن عبد الله وهو ابن‬
‫المبارك به‪ .‬وج ‪ 17‬ص ‪ 77‬عن شيخه أحمد بن محمد عن عبد الله به‪ .‬وفيه إذا رفع رأسه من الركوع قال‪:‬‬
‫اللهم ربنا ولك الحمد‪ ،‬في الخيرة وأخرجه الترمذي‪ .‬وقال‪ :‬حديث حسن غريب‪ .‬والنسائي ج ‪ 2‬ص ‪160‬‬
‫وأخرجه المام أحمد ج ‪ 2‬ص ‪ 93‬وص ‪ 104‬وفيه متابعة نافع لسالم وص ‪ 118‬وص ‪ 147‬من طريقين إلى‬
‫عبد الله في أحدهما‪ :‬دعا على أناس من المنافقين‪ .‬وأخرجه عبد الرزاق في المصنف ج ‪ 2‬ص ‪ .446‬كما‬
‫عند المام أحمد في بعض الطرق لن المام أحمد رواه من طريق عبد الرزاق أعني فيه دعا على أناس‬
‫من المنافقين ورواه ابن جرير ج ‪ 4‬ص ‪.88‬‬

‫وأخرجه المام مسلم من حديث أنس ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬ ‫ص ‪-49-‬‬
‫وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في رأسه فجعل يسلت الدم عنه ويقول "كيف يفلح قوم شجوا نبيهم‬
‫َ‬
‫ء{ وأخرج المام‬
‫ي ٌ‬ ‫ر َ‬
‫ش ْ‬ ‫ن اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫س لَ َ‬
‫ك ِ‬ ‫وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله" فأنزل الله عز وجل }ل َي ْ َ‬
‫أحمد في مسنده من حديث أنس ج ‪ 3‬ص ‪ 99‬وص ‪ 179‬وص ‪ 201‬وص ‪ 206‬وص ‪ 253‬وص ‪ 288‬وأخرجه‬
‫الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 83‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح وأخرجه ابن سعد مجلد ‪ 2‬ص ‪ 31‬وابن جرير ج ‪ 4‬ص‬
‫‪ 86‬وص ‪.87‬‬
‫هذا وقد أخرج البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 294‬ومسلم ج ‪ 5‬ص ‪ 177‬والمام أحمد ج ‪ 2‬ص ‪ 255‬وابن جرير ج ‪ 4‬ص‬
‫‪ 89‬من حديث أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقول في بعض صلته في صلة‬
‫َ‬
‫ء{ قال‬
‫ي ٌ‬ ‫ر َ‬
‫ش ْ‬ ‫ن اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫س لَ َ‬
‫ك ِ‬ ‫الفجر‪" :‬اللهم العن فلنا وفلنا" لحياء من العرب حتى أنزل الله }ل َي ْ َ‬
‫الحافظ في الفتح ج ‪ 9‬ص ‪ :295‬وقع تسميتهم في رواية يونس عن الزهري عند مسلم بلفظ "اللهم العن‬
‫رعل وذكوان وعصية"‪.‬‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫س لَ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ثم قال‪ :‬تقدم استشكاله في غزوة أحد وأن قصة رعل وذكوان كانت بعد أحد ونزول }ل َي ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ء{‬
‫ي ٌ‬
‫ش ْ‬‫ر َ‬ ‫ن اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫س لَ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ء{ كان في قصة أحد ثم ظهر لي علة الخبر يعني خبر – نزول }ل َي ْ َ‬
‫ي ٌ‬ ‫ر َ‬
‫ش ْ‬ ‫اْل ْ‬
‫م ِ‬
‫في قصة رعل وذكوان – وإن فيه إدراجا وأن قوله حتى أنزل الله منقطع من رواية الزهري عمن بلغه بين‬
‫ذلك ‪ 1‬مسلم في رواية يونس المذكورة فقال‪ :‬هنا قال‪ :‬يعني الزهري‪.‬‬
‫ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت‪ ،‬وهذا البلغ ل يصح لما ذكر ثم قال رحمه‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ج ‪ 5‬ص ‪.177‬‬

‫الله طريق الجمع بين حديث ابن عمر وأنس المتقدمين فقال‪ :‬وطريق الجمع بينه وبين‬ ‫ص ‪-50-‬‬
‫حديث ابن عمر أنه صلى عليه وعلى آله وسلم دعا إلى المذكورين بعد ذلك في صلته فنزلت الية في‬
‫المرين معا فيما وقع له من المر المذكور وفيما نشأ عنه من الدعاء وذلك كله في أحد بخلف قصة رعل‬
‫وذكوان فإنها أجنبية‪ .‬ويحتمل أن يقال إن قصتهم كانت عقب ذلك وتأخر نزول الية عن سببها قليل ثم‬
‫نزلت في جميع ذلك والله أعلم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫د ال ْ َ‬ ‫م أ َن َْز َ‬
‫سا{ الية ‪.154‬‬
‫عا ً‬
‫ة نُ َ‬
‫من َ ً‬
‫مأ َ‬‫غ ّ‬ ‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ل َ‬ ‫}ث ُ ّ‬
‫قال المام الترمذي رحمه الله تعالى ج ‪ 4‬ص ‪ 84‬حدثنا عبد بن حميد ثنا روح بن عبادة عن حماد بن سلمة‬
‫عن ثابت عن أنس عن أبي طلحة قال‪ :‬رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر وما منهم يومئذ أحد إل يميد‬
‫َ‬ ‫د ال ْ َ‬ ‫م أ َن َْز َ‬
‫سا{‪ .‬هذا‬‫عا ً‬
‫ة نُ َ‬
‫من َ ً‬
‫مأ َ‬‫غ ّ‬ ‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ل َ‬ ‫تحت حجفته من النعاس فذلك قول الله تعالى‪} :‬ث ُ ّ‬
‫حديث حسن صحيح ثم قال‪" :‬وعليها إشارة نسخة" حدثنا عبد بن حميد ثنا روح بن عبادة عن حماد بن‬
‫سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي الزبير مثله هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫قال المباركفوري قوله عن أبي الزبير كذا في النسخة الحمدية وهو غلط والصحيح عن الزبير بحذف لفظة‬
‫أبي ا‪ .‬هـ‪ .‬وحديث الزبير وأخرجه ابن راهوية كما في المطالب العالية ج ‪ 4‬ص ‪ 219‬وهذا لفظه‪ :‬قال الزبير‬
‫لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم أحد حين اشتد علينا الخوف وأرسل علينا‬
‫النوم فما منا أحد إل وذقنه –أو قال ذقنه‪ -‬في صدره فوالله إني لسمع كالحلم قول معتب بن قشير }ل َ ْ‬
‫و‬
‫م أ َن َْز َ‬
‫ل‬ ‫هَنا{ فحفظتها فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك }ث ُ ّ‬ ‫ها ُ‬‫قت ِل َْنا َ‬
‫ما ُ‬ ‫يءٌ َ‬ ‫ش ْ‬‫ر َ‬ ‫م ِ‬
‫َ‬
‫ن اْل ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ل ََنا ِ‬‫كا َ‬ ‫َ‬
‫قت ِل َْنا َ‬ ‫َ‬ ‫د ال ْ َ‬
‫هَنا{ – لقول معتب بن قشير‬ ‫ها ُ‬ ‫ما ُ‬
‫سا{ – إلى قوله – } َ‬ ‫عا ً‬ ‫ة نُ َ‬
‫من َ ً‬
‫مأ َ‬ ‫غ ّ‬ ‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫َ‬

‫ر{ قال المعلق حبيب‬


‫دو ِ‬
‫ص ُ‬
‫ت ال ّ‬ ‫م بِ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫في ب ُُيوت ِك ُ ْ‬
‫م{ حتى بلغ } َ‬ ‫م ِ‬ ‫قال }ل َ ْ‬
‫و ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ص ‪-51-‬‬
‫الرحمن العظمي سكت عليه البوصيري إسناده جيد‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫غ ّ‬
‫ل{ الية ‪.161‬‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬
‫يأ ْ‬‫ن ل ِن َب ِ ّ‬
‫كا َ‬ ‫و َ‬
‫} َ‬
‫قال المام الطبراني رحمه الله ج ‪ 12‬ص ‪ 134‬حدثنا عبدان بن أحمد ثنا عبد الرحمن بن خالد الرقي ثنا‬
‫معاوية بن هشام ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي عباس قال بعث نبي الله صلى الله عليه وعلى‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬
‫يأ ْ‬‫ن ل ِن َب ِ ّ‬
‫كا َ‬ ‫و َ‬
‫آله وسلم جيشا فردت رايته ثم بعث فردت بغلول رأس غزال من ذهب فنزلت } َ‬
‫غ ّ‬
‫ل{‪.‬‬ ‫يَ ُ‬
‫قال الهيثمي في المجمع والسيوطي في لباب النقول إن رجاله ثقات‪.‬‬
‫قال أبو عبد الرحمن المر كما قال من حيث الرجال ولكن حبيب بن أبي ثابت مدلس ولم يصرح بالتحديث‬
‫وهو وإن كان قد سمع من ابن عباس وقد أثبت له علي بن المديني لقى ابن عباس كما في جامع التحصيل‬
‫وأثبت له العجلي السماع من ابن عباس كما في تهذيب التهذيب لكنه مدلس وقد روى عن ابن عباس‬
‫بواسطتين وهما محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وأبوه كما في تحقيق اللزامات والتتبع ص ‪ 483‬فعلم‬
‫بهذا أن الحديث ضعيف بهذا السند‪.‬‬
‫سبب آخر للية لم يصح أيضا‪:‬‬
‫قال المام الطبراني رحمه الله ج ‪ 11‬ص ‪ 101‬حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد النرسي البغدادي ثنا أبو عمر‬
‫حفص بن عمر المقري الدوري ‪ 1‬ثنا أبو محمد اليزيدي حدثني أبو عمرو بن العلء عن مجاهد عن ابن‬
‫عباس أنه كان يقرأ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬في الصل المقدسي الزورني وفي المعجم الصغير ج ‪ 2‬ص ‪ 37‬وكذا في تاريخ بغداد ج ‪ 1‬ص ‪ 372‬ما‬
‫أثبتناه وهو الصحيح كما في غاية النهاية للجزري‪.‬‬

‫غ ّ‬
‫ل{ وكيف ل يكون له أن يغل وله أن يقتل قال الله‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬
‫يأ ْ‬‫ن ل ِن َب ِ ّ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫و َ‬
‫} َ‬ ‫ص ‪-52-‬‬
‫ء{ ولكن المنافقين اتهموا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شيء فأنزل الله‬ ‫ن اْل َن ْب َِيا َ‬ ‫قت ُُلو َ‬
‫وي َ ْ‬
‫} َ‬
‫ل{ الحديث أخرجه الطبراني في الصغير ج ‪ 2‬ص ‪.15‬‬ ‫غ ّ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬
‫يأ ْ‬‫ن ل ِن َب ِ ّ‬‫كا َ‬ ‫و َ‬
‫عز وجل } َ‬
‫والواحدي في أسباب النزول ص ‪ 84‬والخطيب في تاريخ بغداد ج ‪ 1‬ص ‪.372‬‬
‫الحديث رجاله ثقات إل شيخ الطبراني فلم أجد له ترجمة إل في تارخ بغداد ج ‪ 1‬ص ‪ 372‬قال الخطيب‬
‫روى عنه أبو القاسم الطبراني ثم لم يذكر الخطيب فيه جرحا ول تعديل‪.‬‬
‫وقد أخرج أبو داود والترمذي نحوه ولكنه من طريق خصيف بن عبد الرحمن قال الحافظ في تخريج‬
‫الكشاف أعله ابن عدي بن خصيف‪ .‬ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫قال أبو عبد الرحمن خصيف ضعفه الكثرون وقد اضطرب في هذا الحديث فتارة يرسله وتارة يوصله وتارة‬
‫يقول عن مقسم وتارة يقول عن عكرمة وتارة يقول عن عكرمة أو غيره‪ .‬راجع تفسير ابن جرير ج ‪ 4‬ص‬
‫‪.155‬‬
‫ثم وجدت له طريقا صالحا للحجية قال المام البزار رحمه الله كما في كشف الستار ج ‪ 3‬ص ‪ 43‬حدثنا‬
‫محمد بن عبد الرحيم ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا هارون القارئ عن الزبير بن الخريت عن عكرمة عن ابن‬
‫غ ّ‬
‫ل{ ما كان لنبي أن يتهمه أصحابه‪ .‬ا‪ .‬هـ‪ .‬هارون هو ابن موسى الزدي‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬
‫يأ ْ‬‫ن ل ِن َب ِ ّ‬
‫كا َ‬ ‫و َ‬
‫عباس } َ‬
‫العتكي مولهم أبو عبد الله ويقال أبو إسحاق النحوي البصري العور صاحب القراءات وثقه ابن معين‬
‫وغيره كما في تهذيب التهذيب‪.‬‬
‫وهذا الثر وإن لم يكن فيه سبب نزول فإنه يؤيد ما تقدم من سبب النزول عن ابن عباس والله أعلم‪.‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫ص ‪-53-‬‬


‫سك ُ ْ‬
‫م{ الية ‪.165‬‬ ‫د أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫عن ْ ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫و ِ‬
‫ه َ‬
‫ل ُ‬ ‫ذا ُ‬
‫ق ْ‬ ‫م أ َّنى َ‬
‫ه َ‬ ‫قل ْت ُ ْ‬ ‫مث ْل َي ْ َ‬
‫ها ُ‬ ‫م ِ‬
‫صب ْت ُ ْ‬
‫ة َ َ‬
‫قدْ أ َ‬ ‫صيب َ ٌ‬
‫م ِ‬ ‫صاب َت ْك ُ ْ‬
‫م ُ‬
‫َ‬
‫ول َ ّ‬
‫ما أ َ‬
‫َ‬
‫}أ َ‬
‫قال المام أحمد رحمه الله ج ‪ 1‬ص ‪ 30‬حدثنا أبو نوح قراد أنبأنا عكرمة ابن عمار حدثنا سماك الحنفي أو‬
‫زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‪ :‬لما كان يوم بدر قال نظر النبي صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم إلى أصحابه وهو ثلثمائة ونيف ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة‬
‫فاستقبل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم القبلة ثم مد يديه وعليه رداؤه وإزاره ثم قال "اللهم أين ما‬
‫وعدتني‪ ،‬اللهم انجز لي ما وعدتني‪ ،‬اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل السلم فل تعبد في الرض‬
‫أبدا" قال فما زال يستغيث ربه عز وجل ويدعوه حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر رضي الله عنه فأخذ رداءه‬
‫فرداه ثم التزمه من ورائه ثم قال‪ :‬يا بني الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك وأنزل الله عز‬
‫َ‬ ‫فاست َجاب ل َك ُ َ‬
‫ن{‪ ،‬فلما كان‬‫في َ‬
‫مْرِد ِ‬
‫ة ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ملئ ِك َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ب ِأل ْ ٍ‬
‫ف ِ‬ ‫مدّك ُ ْ‬
‫م ِ‬
‫م أّني ُ‬
‫ْ‬ ‫م َ ْ َ َ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬
‫غيُثو َ‬ ‫وجل‪} :‬إ ِذْ ت َ ْ‬
‫ست َ ِ‬
‫يومئذ والتقوا فهزم الله عز وجل المشركين‪ ،‬فقتل منهم سبعون رجل وأسر منهم سبعون رجل‪ ،‬فاستشار‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبا بكر وعليا وعمر رضي الله عنهم فقال أبو بكر رضي الله‬
‫عنه يا رسول الله هؤلء بنو العم والعشيرة والخوان فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم‬
‫قوة لنا على الكفار وعسى الله أن يهديهم فيكونوا عضدا‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫‪ :‬ما ترى يابن الخطاب قلت والله ما أرى ما رأى أبو بكر ولكن أرى أن تمكنني من فلن قريبا لعمر‬
‫فأضرب عنقه‪ ،‬وتمكن عليا رضي الله عنه من عقيل فيضرب عنقه‪ ،‬وتمكن حمزة من فلن أخيه فيضرب‬
‫عنقه‪ ،‬حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين هؤلء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فهوى رسول‬
‫الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما قال أبو بكر‬

‫رضي الله عنه ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء فلما أن كان من الغد قال عمر رضي‬ ‫ص ‪-54-‬‬
‫الله عنه غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر رضي الله عنه وإذا‬
‫هما يبكيان فقلت يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت‬
‫لبكائكما قال‪ :‬فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي عرض على أصحابك من الفداء لقد عرض‬
‫َ‬
‫ن لَ ُ‬
‫ه‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬
‫يأ ْ‬ ‫ن ل ِن َب ِ ّ‬‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫على عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة وأنزل الله عز وجل } َ‬
‫م{ من‬‫خذْت ُ ْ‬‫ما أ َ َ‬‫في َ‬
‫م ِ‬‫سك ُ ْ‬‫م ّ‬ ‫ق لَ َ‬
‫سب َ َ‬
‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫م َ‬
‫ب ِ‬ ‫ض{ – إلى قوله }ل َ ْ‬
‫ول ك َِتا ٌ‬ ‫َ‬
‫في اْلْر ِ‬
‫ن ِ‬ ‫حّتى ي ُث ْ ِ‬
‫خ َ‬ ‫سَرى َ‬
‫َ‬
‫أ ْ‬
‫الفداء ثم أحل الله لهم الغنائم فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم‬
‫الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن النبي صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه وأنزل الله عز وجل‬
‫ة َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مث ْل َي ْ َ‬
‫ها{ بأخذكم الفداء‪.‬‬ ‫م ِ‬
‫صب ْت ُ ْ‬
‫قدْ أ َ‬ ‫صيب َ ٌ‬
‫م ِ‬ ‫صاب َت ْك ُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫ول َ ّ‬
‫ما أ َ‬ ‫}أ َ‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح وقد عزاه ابن كثير والسيوطي لبن أبي حاتم مختصرا وإنما سقته بتمامه لما‬
‫فيه من العبر‪.‬‬
‫وسيأتي ذكر بعض مخرجيه في سورة النفال إن شاء الله‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫في سبيل الل ّه أ َمواًتا ب ْ َ‬
‫قت ُِلوا ِ‬
‫ن{ اليات ‪ 169‬و‬ ‫م ي ُْرَز ُ‬
‫قو َ‬ ‫ه ْ‬
‫عن ْدَ َرب ّ ِ‬
‫حَياءٌ ِ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سب َ ّ‬
‫ح َ‬
‫ول ت َ ْ‬
‫} َ‬
‫‪ 170‬و ‪.171‬‬
‫قال المام أحمد رحمه الله تعالى ج ‪ 1‬ص ‪ 265‬ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني إسماعيل بن أمية‬
‫بن عمرو بن سعيد عن أبي الزبير المكي عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله عز وجل أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل‬

‫من ثمارها وتهوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب شربهم‬ ‫ص ‪-55-‬‬
‫ومأكلهم وحسن منقلبهم قالوا يا ليت إخواننا يعلمون بما صنع الله لنا لئل يزهدوا في الجهاد ول ينكلوا عن‬
‫ن‬
‫سب َ ّ‬
‫ح َ‬
‫ول ت َ ْ‬
‫الحرب فقال الله عز وجل أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله عز وجل هؤلء اليات على رسوله } َ‬
‫في سبيل الل ّه أ َمواًتا ب ْ َ‬
‫قت ُِلوا ِ‬
‫ء{ حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس عن‬‫حَيا ٌ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم نحوه‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن كثير‪ :‬وهذا أثبت يعني الذي فيه واسطة بين أبي الزبير وابن عباس‪.‬‬
‫الحديث أخرجه أبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ 322‬وابن هشام في السيرة ج ‪ 2‬ص ‪ 119‬وابن جرير ج ‪ 4‬ص ‪170‬‬
‫والحاكم في المستدرك ج ‪ 2‬ص ‪ 88‬وض ‪ 297‬وابن المبارك في الجهاد ص ‪ 60‬وقال الحاكم في الموضعين‬
‫صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي ول يخفي ما فيه‪ ،‬فإن مسلما لم يخرج لبن إسحاق إل‬
‫خمسة أحاديث في المتابعات كما في الميزان ولكنه صحيح لغيره لشواهده فقد أخرج الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪387‬‬
‫عن ابن عباس أنها نزلت في حمزة وأصحابه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي‪.‬‬
‫وأخرج الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 84‬وابن ماجه رقم ‪ 190‬ورقم ‪ 2800‬وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على‬
‫الجهمية ص ‪ 74‬وحسنه الترمذي‪ ،‬عن جابر رضي الله عنه قال‪ :‬لقيني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم فقال‪" :‬يا جابر مالي أراك منكسرا" فقلت يا رسول الله استشهد أبي وترك عيال ودينا فقال‪" :‬أل‬
‫أبشرك بما لقي الله به أباك"‪ ،‬قال‪ :‬بلى يا رسول الله‪ ،‬قال‪" :‬ما يكلم الله أحدا قط إل من وراء حجابه‬
‫ي أعطيك قال‪ :‬يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية‪ ،‬قال الرب تبارك‬
‫ن عل ّ‬ ‫وأحيا أباك فكلمه كفاحا‪ ،‬فقال‪ :‬ث َ ّ‬
‫م َ‬
‫وتعالى‪ :‬إنه قد‬

‫في‬ ‫قت ُِلوا ِ‬


‫ن ُ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سب َ ّ‬
‫ح َ‬
‫ول ت َ ْ‬
‫سبق مني أنهم ل يرجعون قال وأنزلت هذه الية } َ‬ ‫ص ‪-56-‬‬
‫ء{ وهو يدور على موسى بن إبراهيم بن كثير وهو مستور الحال لكن الحديث‬ ‫حَيا ٌ‬ ‫سبيل الل ّه أ َمواًتا ب ْ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫َ ِ ِ‬
‫له شواهد فيحسن كما قال الترمذي رحمه الله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير بسند حسن ج ‪ 4‬ص ‪ 173‬وفي التاريخ ج ‪ 3‬ص ‪ 36‬أن سبب نزول الية قتلى بئر معونة‬
‫قال العلمة الشوكاني في تفسيره‪ :‬وعلى كل حال فالية باعتبار عمومها تعم كل شهيد‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جٌر‬‫وا أ ْ‬‫ق ْ‬‫وات ّ َ‬‫م َ‬‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬‫سُنوا ِ‬ ‫ح َ‬‫نأ ْ‬‫ذي َ‬‫ح ل ِل ّ ِ‬
‫قْر ُ‬‫م ال ْ َ‬‫ه ُ‬‫صاب َ ُ‬
‫ما أ َ‬ ‫د َ‬ ‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫والّر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫جاُبوا ل ِل ّ ِ‬
‫ست َ َ‬
‫نا ْ‬
‫ذي َ‬‫}ال ّ ِ‬
‫ن الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫وا َ‬‫ض َ‬ ‫ر ْ‬‫عوا ِ‬ ‫وات ّب َ ُ‬
‫سوءٌ َ‬‫م ُ‬ ‫ه ْ‬
‫س ُ‬‫س ْ‬ ‫م َ‬‫م يَ ْ‬ ‫ل لَ ْ‬‫ض ٍ‬ ‫ف ْ‬‫و َ‬
‫ه َ‬‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬‫ة ِ‬‫م ٍ‬‫ع َ‬‫قل َُبوا ب ِن ِ ْ‬
‫فان ْ َ‬‫م{ إلى قوله } َ‬ ‫ظي ٌ‬‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫م{ اليات ‪ 172‬و ‪ 173‬و ‪.174‬‬‫ظي ٍ‬
‫ع ِ‬
‫ل َ‬
‫ض ٍ‬ ‫ذو َ‬
‫ف ْ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫َ‬
‫قال المام الطبراني رحمه الله ج ‪ 11‬ص ‪ 274‬حدثنا علي بن عبد الله ثنا محمد بن منصور الجواز ثنا‬
‫سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس‪.‬‬
‫وقال سفيان مرة أخرى أخبرني عكرمة قال لما انصرف أبو سفيان والمشركون عن أحد وبلغوا الروحاء‬
‫قالوا ل محمدا قتلتم ول الكواعب أردفتم شر ما صنعتم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫ن‬ ‫وسلم فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمراء السد أو بئر أبي عيينة فأنزل الله عز وجل }ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ح{ وقد كان أبو سفيان قال للنبي صلى الله عليه‬ ‫قْر ُ‬ ‫ه ُ‬
‫صاب َ ُ‬
‫ما أ َ‬
‫د َ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ل ِ‬
‫سو ِ‬
‫والّر ُ‬ ‫جاُبوا ل ِل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ست َ َ‬
‫ا ْ‬
‫وعلى آله وسلم موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فأما الجبان فرجع وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال‬
‫ل لَ ْ‬
‫م‬ ‫ض ٍ‬ ‫و َ‬
‫ف ْ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫م َ‬
‫ة ِ‬
‫م ٍ‬ ‫قل َُبوا ب ِن ِ ْ‬
‫ع َ‬ ‫فان ْ َ‬
‫والتجارة فأتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوقوا فأنزل الله عز وجل } َ‬
‫ء{ الحديث قال الحافظ الهيثمي في المجمع ج ‪ 6‬ص ‪ 121‬رواه الطبراني‬
‫سو ٌ‬
‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫س ُ‬
‫س ْ‬
‫م َ‬
‫يَ ْ‬

‫ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة‪ .‬كذا في المعجم وفي‬ ‫ص ‪-57-‬‬
‫المجمع الجواز وفي تهذيب التهذيب الطوسي فلعل له نسبتين كما قال ابن الثير رحمه الله في ترجمة‬
‫محمد بن عبد الله بن إسحاق الجواز الطوسي قال وهذه النسبة إلى عديد الجوز فيما يظن‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫وقال السيوطي في لباب النقول إن سنده صحيح‪.‬‬
‫وقال الحافظ في الفتح ج ‪ 9‬ص ‪ 269‬أخرجه النسائي ‪ 1‬وابن مردويه ورجاله رجال الصحيح إل أن المحفوظ‬
‫إرساله عن عكرمة ليس فيه عن ابن عباس ومن الطريق المرسلة أخرجه ابن أبي حاتم وغيره‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فعلى قول الحافظ ابن حجر رحمه الله يكون الوصل شاذا والذي أرسله هو محمد بن عبد الله بن‬
‫يزيد المقرني كما في تفسير ابن كثير‪.‬‬
‫والذي وصله محمد بن منصور الطوسي وكلهما قال الحافظ في التقريب إنه ثقة فإذا لم يتابع أحدهما‬
‫حمل أن سفيان بن عيينة تارة يرويه متصل وتارة يرسله كما تفيده رواية الطبراني ويصح الحديث والحمد‬
‫لله‪.‬‬
‫وقال الحافظ في الفتح ج ‪ 9‬ص ‪ 269‬أخرجه النسائي وابن مردويه ورجاله رجال الصحيح إل أن المحفوظ‬
‫إرساله عن عكرمة ليس فيه عن ابن عباس ومن الطريق المرسلة أخرجه ابن أبي حاتم وغيره‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫كوا أ َ ً‬
‫ذى ك َِثيًرا{ الية ‪.186‬‬ ‫ن أَ ْ‬
‫شَر ُ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م َ‬
‫و ِ‬ ‫قب ْل ِك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ب ِ‬
‫ُ‬
‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫ع ّ‬
‫م ُ‬ ‫ول َت َ ْ‬
‫س َ‬ ‫} َ‬
‫قال المام أبو دواد رحمه الله ج ‪ 3‬ص ‪ 114‬حدثنا محمد بن يحيى بن فارس أن الحكم بن نافع حدثهم أن‬
‫شعيب عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أخرجه النسائي في التفسير ج ‪ 1‬ص ‪.39‬‬

‫بن كعب بن مالك عن أبيه وكان أحد الثلثة الذين تيب عليهم وكان كعب بن الشرف‬ ‫ص ‪-58-‬‬
‫يهجو النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويحرض عليه كفار قريش وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم حين قدم المدينة وأهلها أخلط منهم المسلمون والمشركون يعبدون الوثان واليهود وكانوا يؤذون‬
‫النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫ُ‬
‫قب ْل ِك ُ ْ‬
‫م{ الية‪.‬‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫ب ِ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫ع ّ‬
‫م ُ‬ ‫ول َت َ ْ‬
‫س َ‬ ‫بالصبر والعفو ففيهم أنزل الله تعالى } َ‬
‫فلما أبى كعب بن الشرف أن ينزع عن أذى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر النبي صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم سعد بن معاذ أن يبعث رهطا يقتلونه فبعث محمد بن مسلمة وذكر قصة قتله فلما‬
‫قتلوه فزعت يهود والمشركون فغدوا على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا طرق صاحبنا فقتل‬
‫فذكر لهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي كان يقول‪ ،‬ودعاهم النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتابا ينتهون إلى ما فيه فكتب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بينه‬
‫وبينهم وبين المسلمون عامة صحيفة‪.‬‬
‫الحديث قال المنذري قوله عن أبيه فيه نظر فإن أباه عبد الله بن كعب ليست له صحبة ول هو أحد الثلثة‬
‫الذين تيب عليهم ويكون الحديث على هذا مرسل ويحتمل أن يكون أراد بأبيه جده وهو كعب بن مالك‬
‫فيكون الحديث على هذا مسندا إذ قد سمع عبد الرحمن من جده كعب بن مالك وكعب هو أحد الثلثة الذين‬
‫تيب عليهم وقد وقع مثل هذا في السانيد في غير موضع ا‪ .‬هـ‪ .‬من عون المعبود بتصرف وذكره الواحدي‬
‫في أسباب النزول بهذا السند وبهذا اللفظ‪.‬‬
‫هذا وقد ذكر لها سبب آخر‪ ،‬قال الحافظ في الفتح ج ‪ 9‬ص ‪ 298‬وروى‬

‫ابن أبي حاتم وابن المنذر بإسناد حسن أنها نزلت فيما بين أبي بكر وبين فنحاص‬ ‫ص ‪-59-‬‬
‫ء{‪ -‬تعالى الله عن قوله – فغضب أبو بكر فنزلت‪.‬‬ ‫ن أَ ْ‬
‫غن َِيا ُ‬ ‫ح ُ‬
‫ون َ ْ‬
‫قيٌر َ‬
‫ف ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫اليهودي في قوله تعالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫وذكره السيوطي في اللباب وقال إن سنده حسن‪ .‬ول تنافي بينهما إذ يحتمل أن الية نزلت في هذا وهذا‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عُلوا{ – الية ‪.188‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬
‫ف َ‬ ‫دوا ب ِ َ‬
‫م ُ‬
‫ح َ‬
‫ن يُ ْ‬
‫نأ ْ‬‫حّبو َ‬
‫وي ُ ِ‬
‫وا َ‬
‫ما أت َ ْ‬
‫ن بِ َ‬
‫حو َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫فَر ُ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سب َ ّ‬
‫ح َ‬
‫}ل ت َ ْ‬
‫قال البخاري ج ‪ 8‬ص ‪ 233‬طبعة سلفية مع الفتح حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن جعفر قال‬
‫حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجال من المنافقين على‬
‫عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى‬
‫الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا قدم رسول الله‬
‫ن‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سب َ ّ‬
‫ح َ‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم اعتذروا إليه وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت }ل ت َ ْ‬
‫عُلوا{‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫دوا ب ِ َ‬
‫م ُ‬
‫ح َ‬
‫ن يُ ْ‬
‫نأ ْ‬‫حّبو َ‬
‫وي ُ ِ‬
‫وا َ‬
‫ما أت َ ْ‬
‫ن بِ َ‬
‫حو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫فَر ُ‬
‫الحديث أخرجه مسلم ج ‪ 17‬ص ‪ 123‬وابن جرير ج ‪ 4‬ص ‪.205‬‬
‫سبب آخر‪ :‬قال المام البخاري رحمه الله ج ‪ 9‬ص ‪ 301‬حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أن ابن‬
‫جريح أخبرهم عن ابن أبي مليكة أن علقمة بن وقاص أخبره أن مروان قال لبوابه‪ :‬اذهب يا رافع إلى ابن‬
‫عباس فقل له لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون فقال‬
‫ابن عباس مالك ولهذه الية إنما دعا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يهودا وسألهم عن شيء فكتموه‬
‫إياه وأخبروه بغيره فأروه أن قد استحمدوا إليه‬

‫خذَ‬‫وإ ِذْ أ َ َ‬
‫بما أخبروه عنه فيما سألهم وفرحوا بما أتوا من كتمانهم‪ .‬ثم قرأ ابن عباس } َ‬ ‫ص ‪-60-‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ما ل َ ْ‬
‫م‬ ‫دوا ب ِ َ‬‫م ُ‬
‫ح َ‬
‫ن يُ ْ‬
‫نأ ْ‬‫حّبو َ‬
‫وي ُ ِ‬
‫وا َ‬
‫ما أت َ ْ‬
‫ن بِ َ‬
‫حو َ‬
‫فَر ُ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫ب{ كذلك حتى قوله }ي َ ْ‬ ‫ميَثاقَ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬
‫عُلوا{ تابعه عبد الرزاق عن ابن جريج‪.‬‬ ‫يَ ْ‬
‫ف َ‬
‫حدثنا ابن مقاتل أخبرنا الحجاج عن ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف‬
‫أنه أخبره مروان بهذا‪.‬‬
‫الحديث أخرجه مسلم ج ‪ 17‬ص ‪ 123‬والترمذي وقال هذا حديث حسن غريب صحيح والمام أحمد في‬
‫المسند ج ‪ 1‬ص ‪ 298‬وابن جرير ج ‪ 4‬ص ‪.207‬‬
‫هذا ويمكن الجمع بين الحديثين بأن تكون الية نزلت في الفريقين معا‪ ،‬قاله الحافظ في الفتح ج ‪ 9‬ص ‪31‬‬
‫وأقول‪ :‬ولو رجح حديث أبي سعيد لكان أولى لن حديث ابن عباس مما انتقد على الشيخين كما في مقدمة‬
‫الفتح ج ‪ 2‬ص ‪.132‬‬
‫وكما في الفتح ج ‪ 9‬ص ‪ 302‬ول معنى لقصرها على أهل الكتاب‪ ،‬قال الحافظ في الفتح وعمومها يشمل‬
‫كل من أتى بحسنة ففرح بها فرح إعجاب وأحب أن يحمده الناس ويثنوا عليه بما ليس فيه‪ .‬هذا ومما يؤيد‬
‫ما قلته في الترجيح أن الحافظ رحمه الله قال في الفتح في أبي رافع الرسول إلى ابن عباس الذي يدور‬
‫عليه‪ :‬لم أر له ذكرا في كتب الرواة إل بما أتى في الحديث والذي يظهر لي من سياق الحديث أنه توجه‬
‫إلى مروان فبلغه الرسالة ورجع مروان بالجواب فلول أنه معتمد عند مروان ما قنع برسالته إلى آخر ما‬
‫قال رحمه الله فعلى هذا فأبو رافع مجهول‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫م{ الية ‪.199‬‬ ‫ل إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ز َ‬
‫ما أن ْ ِ‬
‫و َ‬ ‫ل إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ز َ‬
‫ما أن ْ ِ‬
‫و َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن يُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ب لَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ه ِ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫وإ ِ ّ‬
‫} َ‬

‫قال المام أبو بكر البزار رحمه الله ج ‪ 1‬ص ‪ 392‬حدثنا محمد عبد الرحمن بن المفضل‬ ‫ص ‪-61-‬‬
‫الحراني ثنا عثمان بن عبد الرحمن ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حميد عن أنس عن النبي صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم‪" .‬ح" وحدثنا أحمد بن بكار الباهلي ثنا المعتمر بن سليمان ثنا حميد الطويل عن‬
‫أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى على النجاشي حين نعي فقيل يا رسول الله تصلي‬
‫ل ال ْك َِتا ِ‬
‫ب‪ ...‬الية{ الحديث بالسند الول ينظر في بعض‬ ‫ن أَ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫وإ ِ ّ‬
‫على عبد حبشي فأنزل عز وجل } َ‬
‫رجاله ورجال السناد الثاني صالحون للحجية إل أن حميد مدلس ولم يصرح بالتحديث‪ .‬ولكن للحديث طريق‬
‫أخرى إلى حميد قال النسائي رحمه الله في التفسير ج ‪ 1‬ص ‪ 41‬أنا عمرو بن منصور أنا يزيد بن مهران أنا‬
‫أبو بكر بن عياش عن حميد عن أنس قال لما جاء نعي النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫ل‬ ‫ن أَ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫وإ ِ ّ‬
‫وسلم "صلوا عليه"‪ .‬قالوا يا رسول الله نصلي على عبد حبشي‪ .‬فأنزل الله عز وجل } َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ن{‪.‬‬
‫عي َ‬‫ش ِ‬
‫خا ِ‬
‫م َ‬ ‫ل إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ز َ‬
‫ما أن ْ ِ‬
‫و َ‬ ‫ل إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ز َ‬
‫ما أن ْ ِ‬
‫و َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن يُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ب لَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫أنا عمرو بن منصور أنا يزيد بن هارون ‪ 1‬أو خالد الخباز أنا أبو بكر بن عياش عن حميد عن الحسن مثله‪.‬‬
‫وهذا أيضا حميد مدلس ولم يصرح بالتحديث والظاهر أنه رواه على الوجهين عن الحسن مرسل وعن أنس‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله ج ‪ 1‬ص ‪ 443‬وروى ابن أبي حاتم وأبوه بكر بن مردويه من حديث حماد‬
‫بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك وذكره نحوه ثم قال ورواه عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق‬
‫أخرى عن حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ .‬ا‪ .‬هـ المراد‬
‫منه‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬كذا وصوابه ابن مهران كما في تهذيب التهذيب وليس بيزيد بن هارون الواسطي‪.‬‬
‫والحافظ الهيثمي يقول في مجمع الزوائد من حديث أنس ج ‪ 3‬ص ‪ 38‬رواه البزار‬ ‫ص ‪-62-‬‬
‫والطبراني في الوسط ورجال الطبراني رجال الصحيح‪ .‬ثم ذكره من حديث أبي سعيد الخدري وقال رواه‬
‫الطبراني في الوسط وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف‪.‬‬
‫وعن وحشي قال لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم قال رواه الطبراني‬
‫في الكبير وفيه سليمان بن أبي داود الحراني وهو ضعيف‪ .‬ا‪ .‬هـ المراد منه من مجمع الزوائد‪.‬‬
‫قال أبو عبد الرحمن ورواه الحاكم من حديث عبد الله بن الزبير وقال هذا حديث صحيح السناد ولم‬
‫يخرجاه كذا وقال وهو من طريق مصعب بن ثابت وهو ضعيف ولكن الحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى‬
‫الحجية والله أعلم‪.‬‬

‫"سورة النساء"‪:‬‬ ‫ص ‪-63-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫في ال ْي ََتا َ‬
‫مى{ الية ‪.3‬‬ ‫س ُ‬
‫طوا ِ‬ ‫م أ َّل ت ُ ْ‬
‫ق ِ‬ ‫خ ْ‬
‫فت ُ ْ‬ ‫ن ِ‬
‫وإ ِ ْ‬
‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 307‬حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال‪ :‬أخبرني هشام بن عروة‬
‫عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رجل كانت له يتيمة فنكحها وكان له عذق‪ ،‬وكان يمسكها عليه‪ ،‬ولم‬
‫مى{ – أحسبه ‪ 1‬قال كانت‬ ‫في ال ْي ََتا َ‬ ‫س ُ‬
‫طوا ِ‬ ‫م أ َّل ت ُ ْ‬
‫ق ِ‬ ‫خ ْ‬
‫فت ُ ْ‬ ‫ن ِ‬
‫وإ ِ ْ‬
‫يكن لها من نفسه شيء فنزلت فيه } َ‬
‫شريكته في ذلك العذق وفي ماله‪.‬‬
‫الحديث أخرجه ابن جرير في تفسيره ج ‪ 4‬ص ‪ 232‬وأخرجه مسلم ج ‪ 18‬ص ‪.155‬‬
‫وقوله تعالى‪:‬‬
‫ف{ الية ‪.6‬‬
‫عُرو ِ‬
‫م ْ‬ ‫فل ْي َأ ْك ُ ْ‬
‫ل ِبال ْ َ‬ ‫قيًرا َ‬ ‫ن َ‬
‫ف ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫و َ‬
‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 309‬حدثني إسحاق أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله‬
‫ف{ أنها‬‫عُرو ِ‬
‫م ْ‬ ‫فل ْي َأ ْك ُ ْ‬
‫ل ِبال ْ َ‬ ‫قيًرا َ‬ ‫ن َ‬
‫ف ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫و َ‬
‫ف َ‬
‫ف ْ‬
‫ع ِ‬ ‫فل ْي َ ْ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ن َ‬
‫غن ِّيا َ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫و َ‬
‫تعالى عنها في قوله تعالى } َ‬
‫نزلت في مال اليتيم إذا كان فقيرا فإنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف‪.‬‬
‫الحديث أخرجه مسلم ج ‪ 18‬ص ‪ 165‬و ‪.166‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ولِدك ُ ْ‬
‫م{ اليتان ‪ 11‬و ‪.12‬‬ ‫في أ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫صيك ُ ُ‬
‫}ُيو ِ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هو شك من هشام بن يوسف ا‪ .‬هـ فتح‪.‬‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 311‬حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أن ابن جريج قال أخبرني‬ ‫ص ‪-64-‬‬
‫ابن المنكدر عن جابر رضي الله تعالى عنه قال عادني النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر في‬
‫بني سلمة ماشيين فوجدني النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ل أعقل فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش‬
‫َ‬
‫ولِدك ُ ْ‬
‫م{‪.‬‬ ‫في أ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫صيك ُ ُ‬
‫علي فأفقت فقلت ما تأمرني أن أصنع في مالي يا رسول الله‪ ،‬فنزلت }ُيو ِ‬
‫الحديث أخرجه البخاري ج ‪ 1‬ص ‪ 313‬وفيه نزلت آية الفرائض‪ ،‬وج ‪ 12‬ص ‪ 218‬وفيه فنزلت آية المواريث‪،‬‬
‫وج ‪ 15‬ص ‪ 4‬وفيه حتى نزلت آية المواريث وج ‪ 17‬وفيه حتى نزلت آية المواريث وأخرجه مسلم ج ‪ 11‬ص‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ظ اْلن ْث َي َي ْ ِ‬
‫ن{ وص ‪ 56‬وفيه نزلت آية‬ ‫ح ّ‬ ‫مث ْ ُ‬
‫ل َ‬ ‫م ِللذّك َ ِ‬
‫ر ِ‬ ‫ولِدك ُ ْ‬
‫في أ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫صيك ُ ُ‬
‫‪ 55‬وفيه نزلت }ُيو ِ‬
‫في‬ ‫ه ِ‬‫م الل ّ ُ‬
‫صيك ُ ُ‬‫الميراث والترمذي ج ‪ 3‬ص ‪ 179‬وقال هذا حديث حسن صحيح وفيه فنزلت }ُيو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ِللذّك َ ِ‬
‫ر‬ ‫ولِدك ُ ْ‬ ‫في أ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫صيك ُ ُ‬ ‫م{ وج ‪ 4‬ص ‪ 86‬وقال هذا حديث حسن صحيح وفيه نزلت }ُيو ِ‬ ‫ولِدك ُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ُ‬
‫ظ اْلن ْث َي َي ْ ِ‬
‫ن{ وابن الجارود – في المنتقى ص ‪ 319‬وابن جرير ج ‪ 14‬ص ‪.276‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬‫ِ‬
‫سبب آخر للية أخرج الترمذي وقال حديث حسن صحيح ج ‪ 3‬ص ‪ 179‬وأبو داود ج ‪ 3‬ص ‪ 80‬وابن ماجه‬
‫رقم ‪ 2720‬والمام أحمد ج ‪ 3‬ص ‪ 352‬وابن سعد في الطبقات جزء ‪ 3‬قسم ‪ 2‬ص ‪ 78‬والحاكم وقال‬
‫صحيح السناد وأقره الذهبي عن جابر رضي الله عنه قال‪ :‬جاءت امرأة سعد بن الربيع فقالت يا رسول‬
‫الله هاتان ابنتا سعد بن الربيع قتل أبوهما معك يوم أحد شهيدا وإن عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مال‬
‫فقال‪" :‬يقضي الله في ذلك" فنزلت آية المواريث فأرسل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى‬
‫عمها فقال‪" :‬أعط ابنتي سعد الثلثين وأمهما الثمن وما بقي فهو لك"‪.‬‬

‫وقصة جابر أصح لنها متفق عليها وأما قصة بنات سعد بن الربيع ففيها عبد الله بن‬ ‫ص ‪-65-‬‬
‫محمد بن عقيل وهو صدوق ضعيف الحفظ على أنه ل تنافي بين القصتين فيحتمل أنها نزلت فيهما معا‪.‬‬
‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫وإ ِ ْ‬
‫قال الحافظ في الفتح ويحتمل أن يكون نزول أولها في قصة البنتين وآخرها وهي قوله } َ‬
‫َ‬
‫م{ أي ذكر الكللة‬ ‫ولِدك ُ ْ‬
‫في أ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫صيك ُ ُ‬ ‫كلل َ ً‬
‫ة{ في قصة جابر ويكون مراد جابر فنزلت }ُيو ِ‬ ‫ث َ‬
‫ُيوَر ُ‬
‫المتصل بهذه الية والله أعلم ا‪ .‬هـ‪ .‬وأقول في كلم الحافظ رحمه الله نظر فإن قوله‪:‬‬
‫ة{ في ميراث الخوة لم فالولى أن يقال‪ :‬ل مانع من نزول الية في‬ ‫كلل َ ً‬
‫ث َ‬ ‫ج ٌ‬
‫ل ُيوَر ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫وإ ِ ْ‬
‫} َ‬
‫المرين معا كما قرره هو قبل والله أعلم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ل َك ُ َ‬ ‫َ‬
‫ها{ الية ‪.19‬‬ ‫ساءَ ك َْر ً‬‫رُثوا الن ّ َ‬‫ن تَ ِ‬‫مأ ْ‬‫ْ‬ ‫ح ّ‬
‫مُنوا ل ي َ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ها ال ّ ِ‬
‫}َيا أي ّ َ‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 314‬حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا أسباط بن محمد حدثنا الشيباني ‪ 1‬عن عكرمة عن ابن‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عباس‪ :‬قال الشيباني وذكره أبو الحسن والسوائي ‪ 2‬ول أظنه ذكر إل عن ابن عباس }َيا أي ّ َ‬
‫ضُلو ُ‬ ‫ساءَ ك َْر ً‬ ‫ل ل َك ُ َ‬
‫ن{ قال‪ :‬كانوا‬ ‫ه ّ‬‫مو ُ‬ ‫ما آت َي ْت ُ ُ‬
‫ض َ‬
‫ع ِ‬ ‫ن ل ِت َذْ َ‬
‫هُبوا ب ِب َ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫ع ُ‬‫ول ت َ ْ‬
‫ها َ‬ ‫رُثوا الن ّ َ‬ ‫ن تَ ِ‬
‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫مُنوا ل ي َ ِ‬ ‫آ َ‬
‫إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها وإن شاءوا زوجوها وإن شاءوا لم يزوجوها‬
‫وهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الية في ذلك‪.‬‬
‫الحديث أخرجه أيضا في كتاب الكراه ج ‪ 15‬ص ‪ 353‬وأبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ 193‬وابن جرير ج ‪ 4‬ص ‪.305‬‬
‫قال الحافظ ابن كثير ج ‪ 1‬ص ‪ 465‬وروى وكيع عن سفيان عن علي بن‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هو أبو إسحاق سليمان بن فيروز‪.‬‬
‫‪ 2‬قال الحافظ في الفتح حاصله أن للشيباني فيه طريقتين إحداهما موصولة وهي عكرمة عن ابن عباس‬
‫والخرى مشكوك فيها‪.‬‬

‫بذيمة عن مقسم عن ابن عباس كانت المرأة في الجاهلية إذا توفي عنها زوجها فجاء‬ ‫ص ‪-66-‬‬
‫رجل فألقى عليها ثوًبا كان أحق بها فنزلت ا‪ .‬هـ‪ .‬علي بن بذيمة روى له أصحاب السنن وهو ثقة وبقية‬
‫رجاله رجال الصحيح وروى الطبراني ج ‪ 4‬ص ‪ 305‬عن أبي أمامة قال لما توفي أبو قيس بن السلت أراد‬
‫ابنه أن يتزوج امرأته وكان ذلك لهم في الجاهلية فنزلت‪ .‬قال الحافظ في الفتح ج ‪ 9‬ص ‪ 305‬والسيوطي‬
‫في اللباب سنده حسن‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ؤك ُ ْ‬
‫م{ الية ‪.22‬‬ ‫ما ن َك َ َ‬
‫ح آَبا ُ‬ ‫حوا َ‬
‫ول ت َن ْك ِ ُ‬
‫} َ‬
‫ابن جرير ج ‪ 4‬ص ‪ 318‬حدثني محمد بن عبد الله المخرمي قال حدثنا قراد قال حدثنا ابن عيينة عن عمرو‬
‫عن عكرمة عن ابن عباس قال كان أهل الجاهلية يحرمون ما يحرم إل امرأة الب والجمع بين الختين قال‬
‫ف{ إلى قوله } َ‬
‫سل َ َ‬
‫ن‬
‫عوا ب َي ْ َ‬
‫م ُ‬
‫ج َ‬
‫ن تَ ْ‬
‫وأ ْ‬
‫َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ء إ ِّل َ‬
‫ما َ‬ ‫سا ِ‬
‫ن الن ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ؤك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ما ن َك َ َ‬
‫ح آَبا ُ‬ ‫حوا َ‬
‫ول ت َن ْك ِ ُ‬
‫فأنزل الله } َ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫اْل ُ ْ‬
‫خت َي ْ ِ‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح إل محمد بن عبد الله المخرمي وهو ثقة‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬وقع في السند ثنا ابن عيينة وعمرو وهو غلط والصواب هو ما أثبتناه فإن سفيان لم يرو عن عكرمة‬
‫وقد ذكر الحافظ في تهذيب التهذيب ج ‪ 4‬ص ‪ 119‬أن سفيان ولد سنة ‪ 107‬ثم ذكر في ترجمة عكرمة أنه‬
‫توفي سنة ‪ 107‬وقيل ‪ 110‬وقيل غير ذلك وعلى كل فسفيان مشهور بالرواية عن عمرو وهو ابن دينار‬
‫وإنما نبهت عليه لئل يظن أن ما ههنا غلط‪ ،‬ووقع في تفسير ابن كثير على الصواب كما نقله شيخنا حفظه‬
‫الله‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫م{ الية ‪.24‬‬ ‫مان ُك ُ ْ‬ ‫مل َك َ ْ‬
‫ت أي ْ َ‬ ‫ء إ ِّل َ‬
‫ما َ‬ ‫سا ِ‬
‫ن الن ّ َ‬
‫م َ‬
‫ت ِ‬
‫صَنا ُ‬
‫ح َ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫} َ‬
‫مسلم ج ‪ 10‬ص ‪ 35‬حدثنا عبيد الله بن ميسرة القواريري حدثنا يزيد بن‬
‫زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن أبي علقمة‬ ‫ص ‪-67-‬‬
‫الهاشمي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم حنين بعث جي ً‬
‫شا إلى‬
‫سا من أصحاب الرسول صلى الله‬
‫أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم فظهر عليهم وأصابوا لهم سبايا فكأن نا ً‬
‫عليه وسلم وعلى آله وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل الله عز وجل‬
‫َ‬
‫م{ أي فهن لكم حلل إذا انقضت عدتهن ثم ذكر له‬ ‫مان ُك ُ ْ‬ ‫مل َك َ ْ‬
‫ت أي ْ َ‬ ‫ء إ ِّل َ‬
‫ما َ‬ ‫سا ِ‬
‫ن الن ّ َ‬
‫م َ‬
‫ت ِ‬
‫صَنا ُ‬
‫ح َ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫} َ‬
‫قا إلى قتادة والراوي عنه شعبة فأمّنا من تدليسه فإن شعبة إذا روى عنه يستثبته‪ .‬وقد قال شعبة‪:‬‬ ‫طري ً‬
‫كفيتكم تدليس العمش وابن إسحاق وقتادة كما في فتح المغيب للسخاوي‪ .‬الحديث أخرجه الترمذي ج ‪4‬‬
‫ص ‪ 86‬وقال حديث حسن صحيح و أبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ 213‬والنسائي ج ‪ 6‬ص ‪ 91‬والمام أحمد ج ‪ 3‬ص ‪ 72‬و‬
‫‪ 84‬وابن جرير ج ‪ 5‬ص ‪.2‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫د‬
‫ج َ‬ ‫فل َ ْ‬
‫ن تَ ِ‬ ‫ت{ إلى قوله‪َ } :‬‬
‫غو ِ‬ ‫وال ّ‬
‫طا ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ن ِبال ْ ِ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫مُنو َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬
‫ب يُ ْ‬ ‫م َ‬
‫صيًبا ِ‬
‫ن أوُتوا ن َ ِ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}أل َ ْ‬
‫صيًرا{ اليتان ‪51‬و ‪.52‬‬ ‫ه نَ ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫ابن جرير ج ‪ 5‬ص ‪ 133‬حدثنا محمد بن المثنى ثنا ابن أبي عدي عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫لما قدم كعب بن الشرف مكة قالت له قريش أنت خير أهل المدينة وسيدهم‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالوا أل ترى إلى‬
‫هذا الصنبور ‪ 1‬المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة‪ ،‬وأهل السقاية‪ ،‬قال‪:‬‬
‫و اْل َب ْت َُر{‪.‬‬
‫ه َ‬
‫ك ُ‬‫شان ِئ َ َ‬
‫ن َ‬
‫أنتم خير منه‪ ،‬قال‪ :‬فأنزلت‪} :‬إ ِ ّ‬
‫وال ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت{ إلى قوله‪:‬‬ ‫طا ُ‬
‫غو ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ن ِبال ْ ِ‬
‫جب ْ ِ‬ ‫مُنو َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬
‫ب يُ ْ‬ ‫م َ‬
‫صيًبا ِ‬‫ن أوُتوا ن َ ِ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وأنزلت‪} :‬أل َ ْ‬
‫صيًرا{‪.‬‬ ‫جدَ ل َ ُ‬
‫ه نَ ِ‬ ‫فل َ ْ‬
‫ن تَ ِ‬ ‫} َ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الصنبور‪ :‬الرجل الفرد الضعيف الذليل بل أهل وعقب وناصر واللئيم‪ .‬ا‪ .‬هـ قاموس ج ‪ 2‬ص ‪.73‬‬

‫الحديث ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره ج ‪ 1‬ص ‪ 513‬فقال قال المام أحمد حدثني‬ ‫ص ‪-68-‬‬
‫محمد بن أبي عدي به وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن ص ‪ ،428‬ورجاله رجال‬
‫الصحيح‪ .‬إل أن الراجح إرساله كما ذكر في تخريج تفسير ابن كثير‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫ل ُ‬ ‫}يا أ َيها ال ّذين آمُنوا أ َطيعوا الل ّه َ‬
‫من ْك ُ ْ‬
‫م{ الية ‪.59‬‬ ‫ر ِ‬ ‫وأوِلي اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫سو َ َ‬
‫عوا الّر ُ‬
‫طي ُ‬
‫وأ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫َ ّ َ‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 322‬حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا حجاج بن محمد عن أبي جريج عن يعلى بن مسلم عن‬
‫عوا‬ ‫سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما }يا أ َيها ال ّذين آمُنوا أ َطيعوا الل ّه َ‬
‫طي ُ‬
‫وأ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫َ ّ َ‬
‫َ‬ ‫ل ُ‬
‫من ْك ُ ْ‬
‫م{ قال‪ :‬نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس إذ بعثه النبي صلى الله عليه‬ ‫ر ِ‬ ‫وأوِلي اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫سو َ َ‬
‫الّر ُ‬
‫وعلى آله وسلم في سرية‪.‬‬
‫الحديث قال الحافظ ابن كثير في تفسيره أخرجه بقية الجماعة إل ابن ماجه‪ .‬وهو في المسند ج ‪ 1‬ص ‪327‬‬
‫وأخرجه ابن الجارود ص ‪ 346‬وابن جرير ج ‪ 5‬ص ‪ 147‬و ‪.148‬‬
‫بيان الحديث الول‪:‬‬
‫قال المام البخاري رحمه الله تعالى ج ‪ 9‬ص ‪.121‬‬
‫حدثنا مسدد‪ :‬حدثنا عبد الواحد‪ :‬حدثنا العمش حدثني سعيد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي‬
‫الله عنه قال‪ :‬بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سرية واستعمل عليها رجًل من النصار وأمرهم‬
‫أن يطيعوه‪ .‬فغضب فقال‪ :‬أليس أمركم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تطيعوني؟ قالوا‪ :‬بلى‪.‬‬
‫قال‪ :‬فاجمعوا لي حطًبا‪ .‬فجمعوا له‪ .‬فقال‪ :‬أوقدوا ناًرا‪ .‬فأوقدوها فقال‪ :‬ادخلوها‪ .‬فهموا‪ ،‬وجعل بعضهم‬
‫ضا ويقولون‪ :‬فررنا إلى النبي صلى الله‬
‫يمسك بع ً‬

‫عليه وعلى آله وسلم من النار فما زالوا حتى خمدت فسكن غضبه فبلغ النبي صلى الله‬ ‫ص ‪-69-‬‬
‫عليه وعلى آله وسلم فقال‪" :‬لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة‪ .‬الطاعة في المعروف"‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك{ الية ‪.60‬‬ ‫قب ْل ِ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ز َ‬
‫ل ِ‬ ‫ما أن ْ ِ‬
‫و َ‬
‫ك َ‬ ‫ز َ‬
‫ما أن ْ ِ‬
‫مُنوا ب ِ َ‬
‫مآ َ‬
‫ه ْ‬
‫ن أن ّ ُ‬
‫مو َ‬
‫ع ُ‬
‫ن ي َْز ُ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}أل َ ْ‬
‫تفسير ابن كثير ج ‪ 1‬ص ‪ 519‬قال الطبراني حدثنا أبو زيد أحمد بن يزيد الحوطي حدثنا أبو اليمان حدثنا‬
‫صفوان بن عمرو ‪ 1‬عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬كان أبو برزة السلمي كاهنا يقضي بين اليهود فيما‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫ن أن ّ ُ‬
‫مو َ‬‫ع ُ‬
‫ن ي َْز ُ‬‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫يتنافرون فيه فتنافر إليه ناس من المشركين فأنزل الله عز وجل }أل َ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قا{‪.‬‬ ‫في ً‬‫و ِ‬‫وت َ ْ‬
‫ساًنا َ‬ ‫ن أَردَْنا إ ِّل إ ِ ْ‬
‫ح َ‬ ‫قب ْل ِ َ‬
‫ك{ إلى قوله‪} :‬إ ِ ْ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ز َ‬
‫ل ِ‬ ‫ما أن ْ ِ‬
‫و َ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬
‫ك َ‬ ‫ز َ‬
‫ما أن ْ ِ‬
‫مُنوا ب ِ َ‬
‫آ َ‬
‫الحديث ذكره الواحدي في أسباب النزول بهذا السند وقال‪ :‬الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 6‬رواه‬
‫الطبراني ورجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫قال أبو عبد الرحمن‪ :‬شيخ الطبراني ما وجدت ترجمته لكنه قد تابعه إبراهيم بن سعيد الجوهري عند‬
‫الواحدي‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫م{ الية ‪.65‬‬
‫ه ْ‬
‫جَر ب َي ْن َ ُ‬ ‫ما َ‬
‫ش َ‬ ‫في َ‬
‫ك ِ‬ ‫حك ّ ُ‬
‫مو َ‬ ‫حّتى ي ُ َ‬
‫ن َ‬
‫مُنو َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وَرب ّ َ‬
‫ك ل يُ ْ‬ ‫} َ‬
‫فل َ‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 323‬حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا معمر بن الزهري عن عروة قال‬

‫خاصم الزبير رجًل من النصار في شريج من الحرة فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬اس ِ‬
‫ق يا‬
‫ل‬
‫زبير ثم أرس ِ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬في ابن كثير‪ ،‬ابن عمر‪ ،‬وصوابه ما أثبتناه كما في التهذيب‪ ،‬وهو عند أبي داود‪ .‬ج ‪ 2‬ص ‪.344‬‬

‫الماَء إلى جارك" فقال النصاري‪ :‬يا رسول الله إن كان ابن عمتك فتلون وجهه‪ .‬ثم قال‪:‬‬ ‫ص ‪-70-‬‬
‫"اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ثم أرسل الماء إلى جارك"‪ .‬واستوعى النبي صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم للزبير حقه في صريح الحكم حين أحفظه النصاري‪ ،‬وكان أشار عليهما بأمر لهما فيه‬
‫ما‬
‫في َ‬
‫ك ِ‬ ‫حك ّ ُ‬
‫مو َ‬ ‫حّتى ي ُ َ‬
‫ن َ‬
‫مُنو َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وَرب ّ َ‬
‫ك ل يُ ْ‬ ‫سعة قال الزبير‪ :‬فما أحسب هذه الية إل تزلت في ذلك } َ‬
‫فل َ‬
‫م{‪.‬‬‫ه ْ‬
‫جَر ب َي ْن َ ُ‬ ‫َ‬
‫ش َ‬
‫الحديث أخرجه الجماعة كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ج ‪ 1‬ص ‪ 520‬فذكر البخاري في مواضع منها‬
‫ج ‪ 5‬ص ‪ 431‬إلى ص ‪ ،437‬ومسلم ج ‪ 15‬ص ‪ 107‬وفيه عن عروة أن عبد الله بن الزبير حدثه أن رجًل من‬
‫مّنا مما ظاهره الرسال في بعض الطرق‪ ،‬والترمذي ج ‪ 2‬ص‬
‫النصار وكذا في البخاري ج ‪ 5‬ص ‪ ،431‬فأ ِ‬
‫‪ 289‬وفيه عن عروة أن عبد الله حدثه وقال هذا حديث حسن وأعاده في التفسير ج ‪ 4‬ص ‪ 289‬وفهي عن‬
‫عروة أن عبد الله حدثه وقال هذا حديث حسن وأعادة في التفسير ج ‪ 4‬ص ‪ 89‬بذلك السند‪ ،‬وأبو داود ج ‪3‬‬
‫ص ‪ ،352‬وابن ماجه رقم ‪ 15‬ورقم ‪ ،2480‬والمام أحمد ج ‪ 4‬ص ‪ ،5‬وابن جرير ج ‪ 5‬ص ‪ 158‬وفيه رواية‬
‫عبد الله عن أبيه الزبير وابن الجارود ص ‪ 339‬كالطبري‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل{ الية ‪.69‬‬‫سو َ‬
‫والّر ُ‬ ‫ع الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ن ي ُطِ ِ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫} َ‬
‫الطبراني في الصغير ج ‪ 1‬ص ‪ 26‬حدثنا أحمد بن عمرو الخلل المكي أبو عبد الله حدثنا عبد الله بن عمران‬
‫العابدي حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن السود عن عائشة قالت‪ :‬جاء رجل إلى النبي‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال‪ :‬يا رسول الله إنك لحب إلي من نفسي‪ ،‬وإنك لحب إلي من أهلي‬
‫ومالي وأحب إلي من ولدي‪ ،‬وإني لكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت‬
‫موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت‬

‫الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أل أراك فلم يرد عليه النبي صلى‬ ‫ص ‪-71-‬‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلم بهذه الية‪:‬‬
‫َ‬ ‫فُأول َئ ِ َ‬
‫ن‬‫قي َ‬
‫دي ِ‬
‫ص ّ‬
‫وال ّ‬
‫ن َ‬
‫ن الن ّب ِّيي َ‬
‫م َ‬
‫م ِ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ع َ‬
‫ن أن ْ َ‬ ‫ع ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م َ‬
‫ك َ‬ ‫ل َ‬
‫سو َ‬
‫والّر ُ‬
‫ه َ‬ ‫ع الل ّ َ‬‫ن ي ُطِ ِ‬‫م ْ‬‫و َ‬
‫} َ‬
‫ن{ الية‪ ،‬لم يروه عن منصور عن إبراهيم عن السود عن عائشة إل فيصل‪ .‬تفرد‬ ‫حي َ‬
‫صال ِ ِ‬‫وال ّ‬ ‫ء َ‬ ‫دا ِ‬
‫ه َ‬
‫ش َ‬‫وال ّ‬‫َ‬
‫عبد الله بن عمران‪.‬‬
‫الحديث قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 7‬رجاله رجال الصحيح إل عبد الله بن عمران وهو ثقة‪ .‬وله‬
‫شاهد من حديث ابن عباس كما في المجمع ج ‪ 7‬ص ‪ 7‬وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط‪.‬‬
‫وقد أخرجه أبو نعيم في الحلية ج ‪ 4‬ص ‪ 240‬وج ‪ 8‬ص ‪ 125‬والواحدي في أسباب النزول بهذا السند‪.‬‬
‫ه‪ .‬وله شواهد كما في تفسير ابن كثير ج ‪ 1‬ص ‪ 523‬تزيده قوة‪.‬‬
‫سن َ ُ‬
‫وقال الشوكاني إن المقدسي ح ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ة{ الية ‪.77‬‬
‫صل َ‬
‫موا ال ّ‬ ‫وأ َ ِ‬
‫قي ُ‬ ‫دي َك ُ ْ‬
‫م َ‬
‫َ‬ ‫م كُ ّ‬
‫فوا أي ْ ِ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫قي َ‬
‫ن ِ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫}أل َ ْ‬
‫النسائي ج ‪ 6‬ص ‪ 3‬أخبرنا محمد بن علي بن الحسين بن شقيق قال أنبأنا أبي قال الحسين بن واقد عن‬
‫عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم بمكة فقالوا‪ :‬يا رسول الله إنا كنا في عزة ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫َ‬
‫"إني أمرت بالعفو فل تقاتلوا‪ ،‬فلما حولنا الله إلى المدينة أمرنا بالقتال فكفوا فأنزل الله عز وجل }أل َ ْ‬
‫م ت ََر‬
‫ة{‪.‬‬
‫صل َ‬‫موا ال ّ‬ ‫وأ َ ِ‬
‫قي ُ‬ ‫دي َك ُ ْ‬
‫م َ‬
‫َ‬ ‫م كُ ّ‬
‫فوا أي ْ ِ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫قي َ‬
‫ن ِ‬ ‫إ َِلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫الحديث أخرجه الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 66‬و ‪ 307‬وقال في الموضعين صحيح‬

‫على شرط البخاري ولم يخرجاه‪ ،‬وأقره الذهبي وفيما قاله نظر فإن حسين بن واقد‬ ‫ص ‪-72-‬‬
‫ليس من رجال البخاري فالولى أن يقال‪ :‬رجاله رجال الصحيح فإن حسينا من رجال مسلم وعكرمة من‬
‫رجال البخاري ومن رجال مسلم مقرونا بآخر وأخرجه ابن جرير ج ‪ 5‬ص ‪.171‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ه{ الية ‪.83‬‬‫عوا ب ِ ِ‬ ‫ف أَ َ‬
‫ذا ُ‬ ‫و ِ‬ ‫و ال ْ َ‬
‫خ ْ‬
‫َ‬
‫نأ ِ‬‫م ِ‬
‫َ‬
‫ن اْل ْ‬
‫م َ‬
‫مٌر ِ‬
‫َ‬
‫مأ ْ‬‫ه ْ‬
‫جاءَ ُ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫} َ‬
‫قال المام مسلم ج ‪ 10‬ص ‪ :82‬حدثني زهير بن حرب ثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن‬
‫سماك أبي زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم نساءه قال‪ :‬دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله نساءه‪،‬‬
‫وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب‪ .‬قال عمر‪ :‬فقلت لعلمن ذلك اليوم فذكر الحديث‪ ،‬وفيه بعد استئذانه على‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت‪ :‬أطلقتهن يا رسول الله‪ ،‬قال‪" :‬ل" قلت‪ :‬يا رسول الله‬
‫إني دخلت المسجد والناس ينكتون بالحصى يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫نساءه‪ ،‬فأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن‪ ،‬قال‪" :‬نعم إن شئت"‪ .‬فذكر الحديث وفيه فقمت على باب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫نأ ِ‬ ‫ن اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫م َ‬
‫مٌر ِ‬
‫مأ ْ‬‫ه ْ‬
‫جاءَ ُ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله نساءه‪ ،‬ونزلت الية } َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ف أَ َ‬
‫م{ وكنت أنا استنبطت ذلك وأنزل‬ ‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ر ِ‬ ‫وإ َِلى أوِلي اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫ل َ‬ ‫دوهُ إ َِلى الّر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و َر ّ‬ ‫ه َ‬
‫عوا ب ِ ِ‬
‫ذا ُ‬ ‫و ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خ ْ‬
‫الله آية التخيير‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬

‫فئ َت َي ْ ِ‬
‫ن{ الية ‪.88‬‬ ‫ن ِ‬
‫قي َ‬
‫ف ِ‬ ‫في ال ْ ُ‬
‫مَنا ِ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫} َ‬
‫ف َ‬
‫قال المام البخاري رحمه الله ج ‪ 8‬ص ‪ 359‬حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت سمعت عبد الله‬
‫بن يزيد يحدث عن زيد بن ثابت رضي الله‬
‫عنه قال‪ :‬لما خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أحد رجع ناس ممن‬ ‫ص ‪-73-‬‬
‫خرج وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرقتين‪ :‬فرقة تقول نقاتلهم وفرقة تقول ل‬
‫فئ َت َين والل ّ َ‬
‫ما ك َ َ‬
‫سُبوا{ وقال إنها طيبة تنفي‬ ‫م بِ َ‬
‫ه ْ‬ ‫ه أْرك َ َ‬
‫س ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن ِ ْ ِ َ‬ ‫قي َ‬
‫ف ِ‬ ‫في ال ْ ُ‬
‫مَنا ِ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫نقاتلهم فنزلت } َ‬
‫ف َ‬
‫الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد‪.‬‬
‫الحديث أخرجه أيضا في التفسير ج ‪ 9‬ص ‪ 325‬ومسلم ج ‪ 17‬ص ‪ 123‬وليس عنده –إنها طيبة إلخ‪-‬‬
‫والترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح ج ‪ 4‬ص ‪ .89‬وأحمد في المسند ج ‪ 5‬ص ‪ 184‬و ‪ 187‬و ‪ 188‬وابن‬
‫جرير ج ‪ 5‬ص ‪ 192‬والطبراني في الكبير ج ‪ 5‬ص ‪.129‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫م‬
‫سل َ‬
‫م ال ّ‬ ‫ن أ َل ْ َ‬
‫قى إ ِل َي ْك ُ ُ‬ ‫قوُلوا ل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ول ت َ ُ‬
‫فت َب َي ُّنوا َ‬‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬‫سِبي ِ‬‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ضَرب ْت ُ ْ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫}َيا أي ّ َ‬
‫م ك َِثيَرةٌ { الية ‪.94‬‬ ‫غان ِ ُ‬
‫م َ‬
‫ه َ‬ ‫عن ْدَ الل ّ ِ‬
‫ف ِ‬‫ة الدّن َْيا َ‬‫حَيا ِ‬‫ض ال ْ َ‬‫عَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫غو َ‬‫مًنا ت َب ْت َ ُ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫لَ ْ‬
‫س َ‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 327‬حدثني علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله‬
‫مًنا{ قال‪ :‬قال ابن عباس كان رجل في غنيمة‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫م لَ ْ‬
‫س َ‬ ‫سل َ‬
‫م ال ّ‬ ‫ن أ َل ْ َ‬
‫قى إ ِل َي ْك ُ ُ‬ ‫قوُلوا ل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ول ت َ ُ‬
‫عنهما } َ‬
‫ض‬
‫عَر َ‬
‫له فلحقه المسلمون فقال السلم عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك إلى قوله‪َ } :‬‬
‫ة الدّن َْيا{ تلك الغنيمة‪.‬‬ ‫ال ْ َ‬
‫حَيا ِ‬
‫الحديث أخرجه مسلم ج ‪ 18‬ص ‪ 161‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 90‬وقال هذا حديث حسن قال المباركفوري‬
‫وأخرجه أبو دواد في الحروف‪ ،‬والنسائي في السير‪ ،‬وفي التفسير ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫وأخرجه المام أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 299‬وص ‪ 324‬وأخرجه الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 235‬وقال صحيح السناد ولم يخرجاه‬
‫وأقر الذهبي‪ ،‬ومقصوده لم يخرجاه بهذا السند إلى ابن عباس وابن جرير ج ‪ 5‬ص ‪ 223‬وعند الترمذي‬
‫وأحمد‬

‫والحاكم وابن جرير في روايته تعيين المقتول وأنه من بني سليم‪ ،‬وعند البزار وقال‬ ‫ص ‪-74-‬‬
‫الهيثمي ج ‪ 7‬ص ‪ 9‬وسنده جيد وفيه تعيين القاتل وأنه المقداد ‪ 1‬وظاهر قصة المقداد المغايرة‪ ،‬لكن قال‬
‫الحافظ في الفتح ج ‪ 9‬ص ‪ 327‬تحمل على الول لنه يمكن الجمع بينهما ا‪ .‬هـ بالمعنى‪.‬‬
‫وأخرج المام أحمد ج ‪ 6‬ص ‪ 11‬وابن الجارود ص ‪ 263‬عن عبد الله بن أبي حدرد قال‪ :‬بعثنا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي‬
‫ومحلم بن جثامة بن قيس فخرجنا حتى إذا كنا ببطن أضم مر بنا عامر الشجعي على قعود له متيع ووطب‬
‫من لبن فلما مر بنا سلم علينا فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله بشيء كان بينه وبينه وأخذ‬
‫بعيره ومتيعه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن‬
‫م‬
‫سل َ‬
‫م ال ّ‬ ‫ن أ َل ْ َ‬
‫قى إ ِل َي ْك ُ ُ‬ ‫قوُلوا ل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ول ت َ ُ‬
‫فت َب َي ُّنوا َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫سِبي ِ‬
‫في َ‬
‫م ِ‬
‫ضَرب ْت ُ ْ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫}َيا أي ّ َ‬
‫ن‬
‫م ّ‬ ‫ل َ‬
‫ف َ‬ ‫ن َ‬
‫قب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫م ك َِثيَرةٌ ك َذَل ِ َ‬
‫غان ِ ُ‬
‫م َ‬ ‫عن ْدَ الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ة الدّن َْيا َ‬
‫ف ِ‬ ‫حَيا ِ‬‫ض ال ْ َ‬‫عَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫غو َ‬‫مًنا ت َب ْت َ ُ‬‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫س َ‬ ‫لَ ْ‬
‫خِبيًرا{ وأخرجه الطبري من حديث ابن عمرو ومن‬ ‫ن َ‬ ‫مُلو َ‬
‫ع َ‬‫ما ت َ ْ‬
‫ن بِ َ‬‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫فت َب َي ُّنوا إ ِ ّ‬‫م َ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫ه َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫حديث عبد الله بن أبي حدرد كما عند أحمد وابن الجارود وقال الهيثمي في حديث ابن أبي حدرد ج ‪ 7‬ص ‪8‬‬
‫ورجاله ثقات‪ .‬قال الحافظ في الفتح ج ‪ 9‬ص ‪ 327‬وهذه عندي قصة أخرى ول مانع أن تنزل الية في‬
‫المرين معا‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫غي ُْر ُأوِلي ال ّ‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫وال ِ ِ‬
‫م َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه ب ِأ ْ‬ ‫سِبي ِ‬
‫في َ‬
‫ن ِ‬
‫دو َ‬
‫ه ُ‬
‫جا ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫ر َ‬
‫ضَر ِ‬ ‫ن َ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫دو َ‬
‫ع ُ‬ ‫وي ال ْ َ‬
‫قا ِ‬ ‫ست َ ِ‬
‫}ل ي َ ْ‬
‫م{ الية ‪.95‬‬ ‫ه ْ‬ ‫س ِ‬‫ف ِ‬ ‫وأ َن ْ ُ‬
‫َ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬كون الية نزلت في المقداد ليس بصحيح بل الراجح إرساله راجع ما كتبته على تفسير ابن كثير‪.‬‬

‫البخاري حدثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن أبي إسحق قال سمعت البراء ‪-‬رضي الله عنه‪-‬‬ ‫ص ‪-75-‬‬
‫ن{ دعا رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وعلى آله‬ ‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫دو َ‬
‫ع ُ‬ ‫وي ال ْ َ‬
‫قا ِ‬ ‫ست َ ِ‬
‫يقول‪ :‬لما نزلت }ل ي َ ْ‬
‫ن‬
‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫دو َ‬
‫ع ُ‬ ‫وي ال ْ َ‬
‫قا ِ‬ ‫ست َ ِ‬
‫دا فجاءه بكتف فكتبها وشكى ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت }ل ي َ ْ‬ ‫وسلم‪ -‬زي ً‬
‫ر{ ج ‪ 9‬ص ‪ 329‬أخرجه وقال الواحدي في أسباب النزول رواه مسلم عن‬ ‫غي ُْر ُأوِلي ال ّ‬
‫ضَر ِ‬ ‫ن َ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫بندار عن غندر عن شعبة وأخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 91‬وقال هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬والنسائي ج ‪ 6‬ص‬
‫‪ 10‬والمام أحمد ج ‪ 4‬ص ‪ 282‬و ‪ 284‬و ‪ 290‬و ‪ 299‬و ‪ 300‬والطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ ،17‬والدارمي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 209‬وابن سعد ج ‪ 4‬ص ‪ 1&154‬وابن جرير ج ‪ 5‬ص ‪ ،228‬والبيهقي ج ‪ 9‬ص ‪.23‬‬
‫وأخرج البخاري ‪ 2‬ج ‪ 6‬ص ‪ 385‬وج ‪ 9‬ص ‪ 328‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 92‬وصححه وأبو داود ج ‪ 2‬ص ‪319‬‬
‫والنسائي ج ‪ 6‬ص ‪ 9‬وأحمد ج ‪ 5‬ص ‪ 184‬و ‪ 191‬وابن الجارود ‪ 344‬والحاكم في المستدرك وصححه ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 82‬وابن سعد في الطبقات ج ‪ 4‬ص ‪ 155‬من القسم الول وابن جرير ج ‪ 5‬ص ‪ 329‬والبيهقي ج ‪ 9‬ص‬
‫‪ 32‬والطبراني في الكبير ج ‪ 5‬ص ‪ 144‬من حديث زيد بن ثابت نحوه‪.‬‬
‫وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة كما في المطالب العالية ج ‪ 3‬ص ‪ 117‬وأبو يعلى والبزار وقال الهيثمي رجاله‬
‫ثقات ج ‪ 5‬ص ‪ 328‬وصححه ابن حبان كما في موارد الظمآن ص ‪ 429‬من حديث الفلتان بن عاصم نحوه‬
‫وأخرج الترمذي عن ابن عباس نحوه وحسنه‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هو في السنن ج ‪ 4‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 2‬قد انتقد على البخاري‪ ،‬حيث أخرج الحديث من طريق مروان بن الحكم ومروان متكلم فيه ولكنه قد‬
‫تابعه خارجة بن زيد بن ثابت كما في مشكل الثار ج ‪ 2‬ص ‪ 217‬ومسند أحمد ج ‪ 5‬ص ‪ 191‬وسنن أبي داود‬
‫ج ‪ 7‬ص ‪ 184‬وتابعه قبيصة بن ذؤيب كما في تفسير ابن كثير‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني قال الهيثمي ج ‪ 7‬ص ‪ 9‬رجاله ثقات من حديث زيد بن أرقم نحوه‪.‬‬ ‫ص ‪-76-‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫في‬
‫ن ِ‬
‫في َ‬
‫ع ِ‬
‫ض َ‬
‫ست َ ْ‬ ‫قاُلوا ك ُّنا ُ‬
‫م ْ‬ ‫م ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫قاُلوا ِ‬
‫في َ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫س ِ‬ ‫مي أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫ة َ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫و ّ‬
‫فا ُ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ض{ اليتان ‪.98 ،97‬‬ ‫اْلْر ِ‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 321‬حدثنا عبد الله بن يزيد المقري حدثنا حيوة وغيره قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن‬
‫أبو السود قال‪ :‬قطع على أهل المدينة بعث &فأكتبت فيه فلقيت عكرمة مولى ابن عباس أخبرته فنهاني‬
‫سا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد‬
‫عن ذلك أشد النهي ثم قال أخبرني ابن بعباس أن نا ً‬
‫المشركين على رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ -‬يأتي السهم يرمى به فيصيب أحدهم فيقلته‬
‫هم{ الية‪ .‬رواه الليث عن‬
‫س ِ‬
‫ف ِ‬‫مي أ َن ْ ُ‬ ‫ة َ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫و ّ‬
‫فا ُ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫أو يضرب فيقتل فأنزل الله }إ ِ ّ‬
‫أبي السود ‪-‬إل المستضعفين من الرجال والنساء ثم أعاده ج ‪ 16‬ص ‪.147‬‬
‫الحديث أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج ‪ 1‬ص ‪ 542‬والطبراني ج ‪ 5‬ص ‪ 234‬وص ‪235‬‬
‫والطحاوي كما في شكل الثار ج ‪ 4‬ص ‪ 327‬مختصًرا كالبخاري‪ ،‬ومبسو ً‬
‫طا كالبزار وقال الهيثمي ج ‪ 7‬ص‬
‫‪ 10‬رجاله رجال الصحيح غير محمد بن شريك ‪ 1‬وهو ثقة‪ .‬كل هؤلء رووه وفيه نزول آيتين مع هذه الية‬
‫وسيأتي إن شاء الله في سورة النحل‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ق َ‬
‫عَلى الل ّ ِ‬
‫ه{‬ ‫جُرهُ َ‬
‫عأ ْ‬‫و َ َ‬ ‫ف َ‬
‫قدْ َ‬ ‫ت َ‬
‫و ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫رك ْ ُ‬ ‫ه ثُ ّ‬
‫م ي ُدْ ِ‬ ‫سول ِ ِ‬
‫وَر ُ‬ ‫جًرا إ َِلى الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ها ِ‬
‫م َ‬
‫ه ُ‬
‫ن ب َي ْت ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫ج ِ‬
‫خُر ْ‬
‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫} َ‬
‫الية ‪.100‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الحديث من طريق محمد بن شريك رواه الطحاوي في مشكل الثار ج ‪ 4‬ص ‪.328‬‬

‫ابن جرير ج ‪ 5‬ص ‪ 240‬حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال‬ ‫ص ‪-77-‬‬
‫م‬
‫ه ُ‬ ‫و ّ‬
‫فا ُ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫حدثنا شريك عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال نزلت هذه الية }إ ِ ّ‬
‫م{ وكان بمكة رجل يقال له ضمرة من بني بكر وكان مريضا فقال لهله‬ ‫ه ْ‬
‫س ِ‬ ‫مي أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫ة َ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ملئ ِك َ ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫أخرجوني من مكة فإني أجد الحر‪ ،‬فقالوا‪ :‬أين نخرجك؟ فأشار بيده نحو المدينة فنزلت هذه الية } َ‬
‫ه{ إلى آخر الية‪.‬‬
‫سول ِ ِ‬
‫وَر ُ‬ ‫جًرا إ َِلى الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ها ِ‬
‫م َ‬
‫ه ُ‬
‫ن ب َي ْت ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫ج ِ‬
‫خُر ْ‬
‫يَ ْ‬
‫الحديث رجاله ثقات‪ ،‬وشريك هو ابن عبد الله القاضي النخعي وفي حفظه ضعف لكن الحديث له طريق‬
‫أخرى تنتهي إلى عكرمة عن ابن عباس في المطالب العالية ص ‪ 433‬رواه أبو يعلى قال الهيثمي ج ‪ 7‬ص‬
‫‪ 10‬من المجمع ورجاله ثقات‪ ،‬وفيها فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج ‪ 1‬ص ‪ .543‬وذكر الحافظ في الصابة له طرقا أ ُ َ‬
‫خر‬
‫فلتراجع هنالك ج ‪ 1‬ص ‪ 253‬ترجمة جندع بن ضمرة‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ة{ الية ‪.102‬‬‫صل َ‬
‫م ال ّ‬ ‫ت لَ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫م َ‬ ‫فأ َ َ‬
‫ق ْ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫في ِ‬ ‫ذا ك ُن ْ َ‬
‫ت ِ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫} َ‬
‫المام أحمد ج ‪ 4‬ص ‪ 59‬حدثنا عبد الرزاق ثنا الثوري عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي قال‪ :‬كنا مع رسول‬
‫الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعسفان فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد وهم بيننا وبين‬
‫القبلة فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الظهر‪ ،‬فقالوا‪ :‬قد كانوا على حال لو أصبنا‬
‫غرتهم‪ .‬ثم قالوا‪ :‬تأتي عليهم الن صلة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم قال فنزل جبريل عليه السلم‬
‫ة{ قال‪ :‬فحضرت‪ ،‬فأمرهم رسول الله صلى الله‬ ‫صل َ‬
‫م ال ّ‬ ‫ت لَ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫م َ‬ ‫فأ َ َ‬
‫ق ْ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫في ِ‬ ‫ذا ك ُن ْ َ‬
‫ت ِ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫بهذه اليات } َ‬
‫عليه وعلى آله وسلم فأخذوا السلح‪ ،‬قال‪ :‬فصففنا خلفه صفين قال ثم ركع فركعنا جميعا ثم رفع فرفعنا‬
‫جميعا – الحديث‪.‬‬

‫الحديث أخرجه عبد الرزاق في المصنف ج ‪ 2‬ص ‪ 505‬والطيالسي ج ‪ 1‬ص ‪ 150‬والحاكم‬ ‫ص ‪-78-‬‬
‫في المستدرك ج ‪ 1‬ص ‪ 337‬وقال صحيح على شرطهما وأقره الذهبي وأخرجه أبو داود ج ‪ 1‬ص ‪ 477‬قال‬
‫صاحب عون المعبود ورواه البيهقي في المعرفة بلفظ حدثنا أبو عياش وفي هذا تصريح بسماع مجاهد من‬
‫أبي عياش وأخرجه النسائي ج ‪ 3‬ص ‪ 145‬والدارقطني ج ‪ 2‬ص ‪ 59‬وقال صحيح وابن جرير ج ‪ 5‬ص ‪246‬‬
‫وص ‪.257‬‬
‫وأخرجه ابن جرير ج ‪ 5‬ص ‪ 256‬والحاكم ج ‪ 3‬ص ‪ 30‬وقال صحيح على شرط البخاري وأقره الذهبي عن‬
‫ابن عباس مثله‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذى من مطَ َ‬‫م أَ ً‬
‫م{ الية ‪.102‬‬ ‫حت َك ُ ْ‬‫سل ِ َ‬
‫عوا أ ْ‬ ‫ض ُ‬
‫ن تَ َ‬ ‫ضى أ ْ‬ ‫مْر َ‬
‫م َ‬‫و ك ُن ْت ُ ْ‬
‫رأ ْ‬‫ٍ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫ن ب ِك ُ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م إِ ْ‬ ‫ح َ‬
‫جَنا َ‬
‫}ل ُ‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 333‬حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا حجاج عن ابن جريج قال أخبرني يعلى عن‬
‫ذى من مطَ َ‬ ‫م أَ ً‬
‫ضى{‬ ‫مْر َ‬ ‫و ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫رأ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫ن ب ِك ُ ْ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما }إ ِ ْ‬
‫قال عبد الرحمن بن عوف وكان جريحا‪ .‬قال الحافظ أي فنزلت الية قلت‪ :‬والتصريح بلفظ النزول أخرجه‬
‫الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي ج ‪ 2‬ص ‪ 308‬وأحرجه ابن جرير ج ‪ 5‬ص ‪259‬‬
‫ولفظه كالبخاري‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ق الل ّ ِ‬
‫ه{ الية ‪.119‬‬ ‫خل ْ َ‬
‫ن َ‬ ‫فل َي ُ َ‬
‫غي ُّر ّ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫وَل ُ‬
‫مَرن ّ ُ‬ ‫} َ‬
‫قال المام الطبري رحمه الله ج ‪ 9‬ص ‪ 215‬بتحقيق أحمد شاكر حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد‬
‫الرحمن قال حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس أنه كره الخصاء وقال فيه نزلت‬
‫ق الل ّ ِ‬
‫ه{‪.‬‬ ‫خل ْ َ‬
‫ن َ‬ ‫فل َي ُ َ‬
‫غي ُّر ّ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫وَل ُ‬
‫مَرن ّ ُ‬ ‫} َ‬
‫هذا حديث صحيح على شرط مسلم‪.‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫ص ‪-79-‬‬


‫ن{ الية ‪.127‬‬
‫ه ّ‬
‫في ِ‬ ‫فِتيك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه يُ ْ‬ ‫ء ُ‬
‫ق ِ‬ ‫سا ِ‬
‫في الن ّ َ‬ ‫فُتون َ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ست َ ْ‬
‫وي َ ْ‬
‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 6‬ص ‪ 58‬حدثنا الويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عروة أنه‬
‫سأل عائشة رضي الله عنها وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أنه سأل‬
‫مى{ فذكرت نحو ما‬ ‫في ال ْي ََتا َ‬ ‫س ُ‬
‫طوا ِ‬ ‫م أ َّل ت ُ ْ‬
‫ق ِ‬ ‫خ ْ‬
‫فت ُ ْ‬ ‫ن ِ‬
‫وإ ِ ْ‬
‫عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى } َ‬
‫تقدم في أول السورة قال‪ :‬قالت ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد‬
‫ن{‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وت َْر َ‬ ‫فُتون َ َ‬
‫ست َ ْ‬
‫ه ّ‬
‫حو ُ‬
‫ن ت َن ْك ِ ُ‬
‫نأ ْ‬‫غُبو َ‬ ‫ء{ إلى قوله } َ‬
‫سا ِ‬
‫في الن ّ َ‬
‫ك ِ‬ ‫وي َ ْ‬
‫هذه الية فأنزل الله } َ‬
‫الحديث أعاده أيضا ص ‪ 320‬وج ‪ 9‬ص ‪ 308‬وج ‪ 11‬ص ‪ 39‬وص ‪.103‬‬
‫وأخرجه مسلم ج ‪ 18‬ص ‪ 154‬و ‪ 155‬وأبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ 184‬والنسائي ج ‪ 6‬ص ‪ 95‬والدارقطني ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ 265‬وابن جرير ج ‪ 5‬ص ‪.301‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ضا{ الية ‪.128‬‬ ‫عَرا ً‬ ‫و إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ها ن ُ ُ‬ ‫مَرأ َةٌ َ‬
‫خا َ‬
‫شوًزا أ ْ‬ ‫عل ِ َ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬‫ت ِ‬‫ف ْ‬ ‫نا ْ‬
‫وإ ِ ِ‬
‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 334‬حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة‬
‫ضا{ قالت الرجل تكون عنده المرأة‬
‫عَرا ً‬
‫و إِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ها ن ُ ُ‬ ‫خا َ‬‫مَرأ َةٌ َ‬
‫شوًزا أ ْ‬ ‫عل ِ َ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬‫ت ِ‬‫ف ْ‬ ‫نا ْ‬‫وإ ِ ِ‬
‫رضي الله عنها } َ‬
‫ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها‪ ،‬فتقول‪ :‬أجعلك من شأني في حل فنزلت هذه الية في ذلك‪.‬‬
‫الحديث أخرجه مسلم ج ‪ 8‬ص ‪.157‬‬
‫وقد أخرج أبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ 208‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 95‬والطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪17‬‬

‫والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 186‬وصححه وأقره الذهبي وابن جرير ص ‪ 307‬أنها نزلت في شأن‬ ‫ص ‪-80-‬‬
‫سودة أخرجه الترمذي والطيالسي وابن جرير من حديث ابن عباس ‪ ،1‬وأخرجه أبو داود والحاكم وابن جرير‬
‫أيضا من حديث عائشة ولفظ أبي داود قالت عائشة لعروة يابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وعلى‬
‫آله وسلم ل يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا وكان قَ ّ‬
‫ل يوم إل وهو يطوف علينا جميعا‬
‫فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها‪ ،‬ولقد قالت سودة بنت زمعة‬
‫حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يا رسول الله يومي لعائشة‬
‫فقبل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك منها قالت‪ :‬تقول في ذلك أنزل الله عز وجل وفي‬
‫شوًزا{‪.‬‬‫ها ن ُ ُ‬
‫عل ِ َ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ت ِ‬
‫ف ْ‬ ‫مَرأ َةٌ َ‬
‫خا َ‬ ‫نا ْ‬
‫وإ ِ ِ‬
‫أشباهها أراه قال } َ‬
‫وأخرج الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي ج ‪ 2‬ص ‪ 308‬عن رافع بن خديج أنه كانت‬
‫تحته امرأة قد خل من سنها فتزوج عليها شابة فآثر البكر عليها فأبت امرأته الولى أن تقر على ذلك‬
‫فطلقها تطليقة حتى إذا بقي من أجلها يسير قال إن شئت راجعتك وصبرت على المر وإن شئت تركتك‬
‫حتى يخلو أجلك قالت بل راجعني أصبر على الثرة ثم آثر عليها فلم تصبر على الثرة فطلقها الخرى وآثر‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫ها ن ُ ُ‬ ‫مَرأ َةٌ َ‬
‫خا َ‬
‫شوًزا أ ْ‬ ‫عل ِ َ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬
‫ت ِ‬
‫ف ْ‬ ‫نا ْ‬
‫وإ ِ ِ‬
‫عليها الشابة قال فذلك الصلح الذي بلغنا أن الله قد أنزل فيه } َ‬
‫َ‬
‫حا{‪.2‬‬‫صل ْ ً‬
‫ما ُ‬
‫ه َ‬
‫حا ب َي ْن َ ُ‬
‫صل ِ َ‬
‫ن يُ ْ‬
‫ما أ ْ‬ ‫عَلي ِ‬
‫ه َ‬ ‫ح َ‬
‫جَنا َ‬ ‫ضا َ‬
‫فل ُ‬ ‫عَرا ً‬
‫إِ ْ‬
‫ول تنافي بين هذه القوال فإن حديث عائشة الول مبهم وحديثها الثاني مفسر للبهام‪ ،‬وأما حديث رافع‬
‫فإنما قال إنها شاملة لما فعل والية تشمل الجميع والله أعلم‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬وهو ضعيف لنه من رواية سماك عن عكرمة وفي رواية سماك عن عكرمة اضطراب‪.‬‬
‫‪ 2‬الراجح إرساله فقد أرسله سفيان بن عيينة وشعيب بن أبي حمزة ووصله معمر كما في تفسير ابن كثير‬
‫فالراجح الرسال ل سيما وراوي الوصل الحاكم وهو كثير الوهام‪.‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫ص ‪-81-‬‬


‫كلل َ ِ‬
‫ة{ الية ‪.176‬‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫فِتيك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه يُ ْ‬ ‫فُتون َ َ‬
‫ك ُ‬
‫ق ِ‬ ‫ست َ ْ‬
‫}ي َ ْ‬
‫مسلم ج ‪ 11‬ص ‪ 55‬حدثنا عمرو بن محمد بن بكير الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر‬
‫سمع جابر بن عبد الله قال‪ :‬مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر يعوداني‬
‫ماشيين فأغمي علي‪ ،‬فتوضأ ثم صب علي من وضوئه فأفقت قلت‪ :‬يا رسول الله كيف أقضي في مالي؟‬
‫كلل َ ِ‬
‫ة{ الحديث أخرجه‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫فِتيك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه يُ ْ‬ ‫فُتون َ َ‬
‫ك ُ‬
‫ق ِ‬ ‫ست َ ْ‬
‫ي شيئا حتى نزلت آية الميراث }ي َ ْ‬
‫فلم يرد عل ّ‬
‫الترمذي ج ‪ 3‬ص ‪ 180‬وقال هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وأبو داود ج ‪ 3‬ص ‪ ،79‬وابن ماجه رقم ‪ ،2728‬والمام‬
‫أحمد ج ‪ 3‬ص ‪ 307‬و ‪ ،372‬والطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ ،17‬وابن الجارود ص ‪ ،320‬وأبو نعيم ج ‪ 7‬ص ‪.157‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫ك ُ‬
‫ق ِ‬ ‫فُتون َ َ‬
‫ست َ ْ‬
‫م{ وهنا يقول إنها نزلت فيه }ي َ ْ‬ ‫ولِدك ُ ْ‬
‫في أ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫صيك ُ ُ‬
‫قد تقدم أنها نزلت في جابر }ُيو ِ‬
‫ه{ نزلت في‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫صيك ُ ُ‬
‫ة{ وقد رجح الحافظ ابن كثير رحمه الله أن آية }ُيو ِ‬ ‫كلل َ ِ‬
‫في ال ْ َ‬ ‫فِتيك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه يُ ْ‬
‫فُتون َ َ‬
‫ك{ نزلت في جابر فإنه إنما كان له إذ ذاك أخوات ولم يكن له‬ ‫ست َ ْ‬
‫بنات سعد بن الربيع وأن آية }ي َ ْ‬
‫بنات ا‪ .‬هـ‪ .‬وقال الحافظ في الفتح ج ‪ 9‬ص ‪ 337‬وهذه قصة أخرى غير التي تقدمت فيما يظهر لي‪ ،‬وقد‬
‫قدمت المستند واضحا في أوائل هذه السورة والله أعلم‪.‬‬
‫ث واحد يدور على محمد‬ ‫وأقول ل مانع أن تكون اليتان نزلتا معا في قصة جابر في آن واحد إذ الحديث حدي ٌ‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه{ وبعضهم‬ ‫صيك ُ ُ‬
‫بن المنكدر‪ ،‬فبعضهم يرويه عنه ويقول آية الميراث وبعضهم يرويه عنه ويقول‪ُ} :‬يو ِ‬
‫صيك ُ ُ‬
‫م‬ ‫فُتون َ َ‬
‫ك{ فإن قيل يشكل عليك أن آية }ُيو ِ‬ ‫ست َ ْ‬
‫يرويه عنه ويقول‪} :‬ي َ ْ‬
‫الل ّ ُ‬
‫ه{ نزلت في شأن جابر وبنات سعد بن الربيع وقد استشهد بأحد وآية‬ ‫ص ‪-82-‬‬
‫فُتون َ َ‬
‫ك{ من آخر القرآن نزول‪ .‬أقول‪ :‬ل إشكال فعلى فرض صحة حديث جابر في بنات سعد بن‬ ‫ست َ ْ‬
‫وي َ ْ‬
‫} َ‬
‫الربيع ل يلزم أنها قسمت تركته بعد موته‪ .‬على أنه ل ينبغي أن تعارض الحاديث الصحيحة بحديث عبد الله‬
‫بن محمد بن عقيل فهو سيئ الحفظ كما هو معروف من ترجمته‪.‬‬

‫"سورة المائدة"‪:‬‬ ‫ص ‪-83-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫هك ُ ْ‬
‫م{ الية ‪.6‬‬ ‫جو َ‬ ‫سُلوا ُ‬
‫و ُ‬ ‫فا ْ‬
‫غ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫م إ َِلى ال ّ‬
‫صل ِ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫ذا ُ‬
‫ق ْ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫البخاري ج ‪ 1‬ص ‪ 448‬حدثنا عبد الله بن يوسف قال‪ :‬أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن‬
‫عائشة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت‪ :‬خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي‪ ،‬فأقام رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر‬
‫ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال‪ :‬حبست رسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فقالت عائشة‪ :‬فعاتبني أبو بكر‬
‫وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فل يمنعني من التحرك إل مكان رسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم على فخذي فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين أصبح‬
‫على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن الحضير ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر‬
‫قالت‪ :‬فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته‪.‬‬
‫الحديث أخرجه البخاري في مواضع منها ج ‪ 9‬ص ‪ 321‬وفيه هلكت قلدة لسماء فبعث النبي صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم في طلبها رجال‪ ،‬الحديث وفيه نزلت آية التيمم وص ‪ 341‬وص ‪ 342‬وفيه تعيين الية النازلة‬
‫َ‬
‫ة{ الية‪ .‬وج ‪ 11‬ص ‪ 135‬وفيه أنها استعارت من‬ ‫م إ َِلى ال ّ‬
‫صل ِ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫ذا ُ‬
‫ق ْ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬

‫أسماء قلدة فظهر بحمد الله ما تقدم من قولها‪ :‬هلكت قلدة لسماء‪ ،‬وهذا من فوائد‬ ‫ص ‪-84-‬‬
‫جمع طرق الحديث وج ‪ 15‬ص ‪ 189‬وأخرجه مسلم ج ‪ 4‬ص ‪ 58‬و ‪ 59‬وأبو داود ج ‪ 1‬ص ‪ ،145‬والنسائي ج ‪1‬‬
‫ص ‪ ،133‬وابن ماجه رقم ‪ ،565‬وأحمد ج ‪ 6‬ص ‪ 57‬وص ‪ 179‬والمام مالك في الموطأ ج ‪ 1‬ص ‪ ،75‬وعبد‬
‫ها‬ ‫َ‬
‫الرزاق في المصنف ج ‪ 1‬ص ‪ 228‬وابن جرير ج ‪ 5‬ص ‪ 106‬وص ‪ 108‬وفي التصريح الية ونزلت }َيا أي ّ َ‬
‫ة{ والحاكم من حديث ابن عباس وصححه وأقره الذهبي بنحو حديث‬ ‫م إ َِلى ال ّ‬
‫صل ِ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫ذا ُ‬
‫ق ْ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬
‫نآ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫عائشة ج ‪ 4‬ص ‪.9‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سول َ ُ‬
‫ه{ الية ‪.33‬‬ ‫وَر ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫رُبو َ‬
‫حا ِ‬
‫ن يُ َ‬ ‫جَزاءُ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ما َ‬
‫}إ ِن ّ َ‬
‫أبو داود ج ‪ 4‬ص ‪ 228‬حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان أناح ونا عمرو بن عثمان حدثنا الوليد عن الوزاعي‬
‫عن يحيى يعني ابن أبي كثير عن أبي قلبة عن أنس بن مالك بهذا الحديث –يعني حديث العرنيين‪ -‬قال فيه‬
‫ما‬
‫فبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في طلبهم قافلة فأتي بهم فأنزل الله في ذلك }إ ِن ّ َ‬
‫َ‬
‫دا{ الية‪.‬‬
‫سا ً‬
‫ف َ‬ ‫في اْلْر ِ‬
‫ض َ‬ ‫ن ِ‬‫و َ‬
‫ع ْ‬
‫س َ‬
‫وي َ ْ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫رُبو َ‬
‫حا ِ‬
‫ن يُ َ‬ ‫جَزاءُ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫َ‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح وأصله في صحيح البخاري من حديث قتادة بلغنا أن هذه الية نزلت فيهم‪.‬‬
‫وحديث أبي قلبة أخرجه النسائي ج ‪ 7‬ص ‪ 92‬وابن جرير ج ‪ 6‬ص ‪ 208‬وفيه تصريح الوليد بن مسلم‬
‫بالتحديث‪.‬‬
‫وهذا الحديث مروي عن جماعة من الصحابة كما في تفسير ابن كثير رحمه الله‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫في ال ْك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ر{ اليات ‪ 41‬إلى ‪.45‬‬
‫ف ِ‬ ‫ن ِ‬
‫عو َ‬
‫ر ُ‬
‫سا ِ‬
‫ن يُ َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫حُزن ْ َ‬ ‫سو ُ‬
‫ل ل يَ ْ‬ ‫ها الّر ُ‬
‫}َيا أي ّ َ‬

‫مسلم ج ‪ 11‬ص ‪ 209‬حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة كلهما عن أبي معاوية‬ ‫ص ‪-85-‬‬
‫قال يحيى‪ :‬أخبرنا أبو معاوية عن العمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب قال‪ :‬مر على النبي‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم يهودي محمما مجلودا فدعاهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال‪:‬‬
‫"هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم" قالوا‪ :‬نعم فدعا رجل من علمائهم فقال‪" :‬أنشدك بالله الذي أنزل‬
‫التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم" قال‪ :‬ل ولول أنك نشدتني بهذا لم أخبرك‪ ،‬نجده‬
‫الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد‪ ،‬قلنا تعالوا‬
‫فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع فجلعنا التحميم والجلد مكان الرجم‪ ،‬فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه"‪ .‬فأمر به فرجم فأنزل الله عز‬
‫ُ‬ ‫في ال ْك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ه َ‬
‫ذا‬ ‫م َ‬ ‫ن أوِتيت ُ ْ‬ ‫ر{ إلى قوله }إ ِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ر ُ‬‫سا ِ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬‫حُزن ْ َ‬‫ل ل يَ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ها الّر ُ‬ ‫وجل }َيا أي ّ َ‬
‫دا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه وإن‬ ‫ه{ يقول‪ :‬ائتوا محم ً‬ ‫ذو ُ‬‫خ ُ‬‫ف ُ‬‫َ‬
‫ن{‬‫فُرو َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫كا ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫فُأول َئ ِ َ‬‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما أ َن َْز َ‬‫م بِ َ‬‫حك ُ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫أفتاكم بالرجم فاحذروا فأنزل الله تعالى } َ‬
‫فُأول َئ ِ َ‬
‫ك‬ ‫ه َ‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما أ َن َْز َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫حك ُ ْ‬‫م يَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫و َ‬‫ن{ } َ‬ ‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬‫م ال ّ‬ ‫ه ُ‬‫ك ُ‬ ‫فُأول َئ ِ َ‬ ‫ه َ‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما أ َن َْز َ‬ ‫حك ُ ْ‬
‫م بِ َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬‫م ْ‬‫و َ‬‫} َ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫س ُ‬
‫قو َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫فا ِ‬ ‫ه ُ‬
‫ُ‬
‫الحديث أخرجه أبو داود ج ‪ 4‬ص ‪ 263‬وفيه بيهودي محمم مجلود على الوصفية والمام أحمد ج ‪ 4‬ص ‪،286‬‬
‫والبيهقي ج ‪ 8‬ص ‪ ،246‬وابن جرير ج ‪ 6‬ص ‪ 233‬و ‪ 254‬وابن أبي حاتم ج ‪ 3‬ص ‪.3‬‬
‫سبب آخر في نزول اليات‪:‬‬
‫أخرج أبو داود بسند رجاله رجال الصحيح ج ‪ 4‬ص ‪ 286‬عن ابن عباس قال‪ :‬كانت قريظة والنضير‪ :‬وكان‬
‫النضير أشرف من قريظة فكان إذا قتل رجل من قريظة رجل من النضير قتل به وإذا قتل رجل من النضير‬
‫نودي بمائة وسق من التمر فلما بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قتل رجل من‬

‫النضر رجل من قريظة فقالوا ادفعوه إلينا نقتله فقالوا بيننا وبينكم النبي صلى الله عليه‬ ‫ص ‪-86-‬‬
‫ط{ والقسط النفس بالنفس ثم‬
‫س ِ‬ ‫م ِبال ْ ِ‬
‫ق ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫حك ُ ْ‬
‫م ب َي ْن َ ُ‬ ‫ت َ‬
‫فا ْ‬ ‫حك َ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن َ‬‫وإ ِ ْ‬
‫وعلى آله وسلم فأتوه فنزلت } َ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫غو َ‬‫ة ي َب ْ ُ‬
‫هل ِي ّ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫جا ِ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫نزلت }أ َ َ‬
‫ف ُ‬
‫الحديث أخرجه أيضا أبو داود ج ‪ 3‬ص ‪ 330‬والنسائي ج ‪ 8‬ص ‪ 17‬وابن حبان كما في موارد الظمآن ص‬
‫‪ 430‬وابن الجارود ص ‪ 261‬والدارقطني ج ‪ 3‬ص ‪ 198‬وابن جرير ج ‪ 6‬ص ‪ 243‬وابن أبي حاتم ج ‪ 3‬ص ‪4‬‬
‫وابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ج ‪ 1‬ص ‪ 566‬وفيها تصريح ابن إسحاق بالتحديث والحاكم ج ‪ 4‬ص‬
‫‪ 367‬وقال صحيح السناد وأقره الذهبي‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن كثير رحمه الله ج ‪ 2‬ص ‪ 61‬وقد يكون اجتمع هذان السببان في وقت واحد فنزلت هذه‬
‫اليات في ذلك كله والله أعلم‪ .‬ا‪ .‬هـ‪ .‬وأقول ثم ظهر أن حديث ابن عباس ضعيف لنه من رواية سماك عن‬
‫عكرمة وهي مضطربة ومن رواية داود بن الحصين عن عكرمة وهي منكرة كما في الميزان عن ابن‬
‫المديني وأبي داود‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن َرب ّ َ‬
‫ك{ الية ‪.67‬‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬
‫ز َ‬ ‫ُ‬ ‫ل ب َل ّ ْ‬
‫سو ُ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫ما أن ْ ِ‬
‫غ َ‬ ‫ها الّر ُ‬
‫}َيا أي ّ َ‬
‫ابن حبان –الموارد ص ‪ -430‬أخبرنا عبد الله بن محمد الزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أنبأنا‬
‫مؤمل بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال‪ :‬كان‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا نزل منزل نظروا أعظم شجرة يرونها فجعلوها للنبي صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم فينزل تحتها وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر فبينما هو نازل تحت شجرة‬
‫وقد علق السيف عليها إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة ثم دنا من النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم وهو نائم فأيقظه فقال‪ :‬يا محمد من يمنعك مني فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله‬

‫ن َرب ّ َ‬
‫ك‬ ‫م ْ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ز َ‬ ‫ُ‬
‫ما أن ْ ِ‬ ‫ل ب َل ّ ْ‬
‫غ َ‬ ‫سو ُ‬‫ها الّر ُ‬
‫َ‬
‫وسلم‪" :‬الله" فأنزل الله عز وجل }َيا أي ّ َ‬ ‫ص ‪-87-‬‬
‫س{ الية‪.‬‬‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫ص ُ‬
‫ع ِ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫سال َت َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ر َ‬
‫ت ِ‬ ‫ما ب َل ّ ْ‬
‫غ َ‬ ‫ل َ‬
‫ف َ‬ ‫ع ْ‬
‫ف َ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬
‫َ‬
‫هذا حديث حسن فإن محمد بن عمرو قال فيه الحافظ الذهبي في الميزان إنه حسن الحديث ومؤمل بن‬
‫إسماعيل تكلموا في حفظه ولكن قد توبع كما في تفسير ابن كثير ج ‪ 2‬ص ‪ 79‬فقد تابعه آدم وهو ابن أبي‬
‫إياس ذكره ابن كثير بسند ابن مردويه‪:‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ع{ الية ‪.83‬‬
‫م ِ‬
‫ن الدّ ْ‬
‫م َ‬
‫ض ِ‬
‫في ُ‬
‫م تَ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ل ت ََرى أ َ ْ‬
‫عي ُن َ ُ‬ ‫ل إ َِلى الّر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ز َ‬ ‫ُ‬
‫ما أن ْ ِ‬
‫عوا َ‬
‫م ُ‬
‫س ِ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫} َ‬
‫ابن أبي حاتم ج ‪ 3‬ص ‪ 23‬حدثنا أبي حدثنا عمرو بن علي حدثنا عمر بن علي المقدمي قال‪ :‬سمعت هشام‬
‫وإ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫بن عروة يحدث عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال‪ :‬نزلت هذه الية في النجاشي وأصحابه } َ‬
‫ع{ الية‪.‬‬
‫م ِ‬
‫ن الدّ ْ‬
‫م َ‬
‫ض ِ‬
‫في ُ‬
‫م تَ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ل ت ََرى أ َ ْ‬
‫عي ُن َ ُ‬ ‫ل إ َِلى الّر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ز َ‬ ‫ُ‬
‫ما أن ْ ِ‬
‫عوا َ‬
‫م ُ‬
‫س ِ‬
‫َ‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح إل محمد بن إدريس والد ابن أبي حاتم وهو حافظ كبير وقد ساقه الحافظ ابن‬
‫كثير بهذا السند عازيا له للنسائي ‪ 1‬وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 9‬ص ‪ 419‬رواه البزار ورجاله رجال‬
‫الصحيح غير محمد بن عثمان بن بحر وهو ثقة‪.‬‬
‫وأخرجه ابن جرير ج ‪ 7‬ص ‪ 5‬بهذا السند عن شيخه عمرو بن علي وهو الفلس‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن أَ ْ‬
‫هِليك ُ ْ‬
‫م{ الية ‪.89‬‬ ‫مو َ‬ ‫ما ت ُطْ ِ‬
‫ع ُ‬ ‫ط َ‬
‫س ِ‬‫و َ‬
‫َ‬
‫نأ ْ‬‫م ْ‬
‫} ِ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أخرجه النسائي في التفسير ج ‪ 1‬ص ‪ 61‬من حديث عمرو بن علي به‪.‬‬

‫قال المام أبو عبد الله ابن ماجه ج ‪ 1‬ص ‪ 682‬حدثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرحمن بن‬ ‫ص ‪-88-‬‬
‫مهدي ثنا سفيان بن عيينة عن سليمان بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان الرجل‬
‫ن‬ ‫ما ت ُطْ ِ‬ ‫َ‬
‫مو َ‬‫ع ُ‬ ‫ط َ‬
‫س ِ‬
‫و َ‬
‫نأ ْ‬‫م ْ‬
‫يقوت أهله قوتا فيه سعة وكان الرجل يقوت أهله قوتا فيه شدة فنزلت } ِ‬
‫م{‪.‬‬ ‫أَ ْ‬
‫هِليك ُ ْ‬
‫هذا الحديث رجاله رجال الصحيح إل سليمان بن أبي المغيرة العبسي وقد وثقه يحيى بن معين‪ .‬وقال‬
‫البوصيري في مصباح الزجاجة‪ :‬هذا إسناد موقوف صحيح السناد‪.‬‬
‫وأقول هو في أسباب النزول له حكم الرفع‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫شي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ الية ‪ 90‬و ‪.91‬‬ ‫طا ِ‬ ‫ل ال ّ‬
‫م ِ‬
‫ع َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫س ِ‬
‫ج ٌ‬
‫ر ْ‬ ‫واْلْزل ُ‬
‫م ِ‬ ‫ب َ‬ ‫واْلن ْ َ‬
‫صا ُ‬ ‫سُر َ‬ ‫وال ْ َ‬
‫مي ْ ِ‬ ‫مُر َ‬ ‫ما ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫}إ ِن ّ َ‬
‫ابن جرير ج ‪ 7‬ص ‪ 34‬حدثنا الحسين بن علي الصدائي قال حدثنا حجاج بن المنهال قال‪ :‬حدثنا ربيعة بن‬
‫كلثوم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل النصار‬
‫شربوا حتى إذا ثملوا عبث بعضهم ببعض فلما أن صحوا جعل الرجل منهم يرى الثر بوجهه ولحيته فيقول‪:‬‬
‫فعل بي هذا أخي فلن وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن والله لو كان بي رءوفا رحيما ما فعل بي هذا‬
‫فه ْ َ‬
‫م‬
‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫سُر{ إلى قوله } َ َ‬ ‫وال ْ َ‬
‫مي ْ ِ‬ ‫مُر َ‬ ‫ما ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫حتى وقعت في قلوبهم الضغائن فأنزل الله تعالى }إ ِن ّ َ‬
‫ن{ فقال ناس من المتكلفين هي رجس وهي في بطن فلن قتل يوم بدر وقتل فلن يوم أحد‬ ‫هو َ‬‫من ْت َ ُ‬
‫ُ‬
‫موا{ الية‪.‬‬ ‫ما طَ ِ‬
‫ع ُ‬ ‫في َ‬
‫ح ِ‬
‫جَنا ٌ‬
‫ت ُ‬
‫حا ِ‬ ‫مُلوا ال ّ‬
‫صال ِ َ‬ ‫ع ِ‬
‫و َ‬
‫مُنوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫عَلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫فأنزل الله }ل َي ْ َ‬
‫س َ‬
‫الحديث أخرجه الحاكم ج ‪ 4‬ص ‪ 142‬والبيهقي ج ‪ 8‬ص ‪ 286‬وقال الهيثمي ج ‪ 7‬ص ‪ 18‬في مجمع الزوائد‬
‫رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‪.‬‬

‫أما سند ابن جرير فرجاله رجال الصحيح إل الحسين بن علي الصدائي وهو ثقة‪.‬‬ ‫ص ‪-89-‬‬
‫وسيأتي إن شاء الله حديث سعد في سورة العنكبوت‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫موا{ الية ‪.93‬‬ ‫ما طَ ِ‬
‫ع ُ‬ ‫في َ‬
‫ح ِ‬
‫جَنا ٌ‬
‫ت ُ‬
‫حا ِ‬ ‫مُلوا ال ّ‬
‫صال ِ َ‬ ‫ع ِ‬
‫و َ‬
‫مُنوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫عَلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}ل َي ْ َ‬
‫س َ‬
‫البخاري ج ‪ 6‬ص ‪ 36‬حدثني محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى أخبرنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا ثابت عن‬
‫أنس رضي الله عنه كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة وكان خمرهم يومئذ الفضيخ فأمر رسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم مناديا ينادي‪ :‬أل إن الخمر قد حرمت‪ .‬قال‪ :‬فقال لي أبو طلحة‪ :‬اخرج‬
‫فأهرقها‪ ،‬فخرجت فهرقتها فجرت في سلك المدينة فقال بعض القوم قد قتل قوم وهي في بطونهم فأنزل‬
‫موا{ الية‪.‬‬ ‫ما طَ ِ‬
‫ع ُ‬ ‫في َ‬
‫ح ِ‬
‫جَنا ٌ‬
‫ت ُ‬
‫حا ِ‬ ‫مُلوا ال ّ‬
‫صال ِ َ‬ ‫ع ِ‬
‫و َ‬
‫مُنوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫عَلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫الله }ل َي ْ َ‬
‫س َ‬
‫الحديث أخرجه أيضا البخاري في التفسير ج ‪ 9‬ص ‪ 348‬ومسلم ج ‪ 13‬ص ‪ 349‬والمام أحمد ج ‪ 3‬ص ‪227‬‬
‫والدارمي ج ‪ 2‬ص ‪.111‬‬
‫وأخرج الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 98‬وصححه وابن جرير ج ‪ 7‬ص ‪ 37‬وابن حبان كما في الموارد ج ‪ 4‬ص ‪98‬‬
‫وصححه وابن جرير ج ‪ 7‬ص ‪ 37‬وابن حبان كما في الموارد ص ‪ 333‬و ‪ 430‬وابن أبي حاتم ج ‪ 3‬ص ‪ 30‬مثله‬
‫من حديث البراء‪ .‬وأخرج الترمذي صححه ج ‪ 4‬ص ‪ 98‬وأحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 234‬و ‪ 272‬و ‪ 295‬وابن جرير ج ‪7‬‬
‫ص ‪ 37‬والحاكم ج ‪ 4‬ص ‪ 143‬وصححه وأقره الذهبي من حديث ابن عباس مثله لكنه من طريق سماك عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس وفي رواية سماك عن عكرمة اضطراب‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬

‫ؤك ُ ْ‬
‫م{ الية ‪.101‬‬ ‫س ْ‬ ‫ن ت ُب ْدَ ل َك ُ ْ‬
‫م تَ ُ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫شَياءَ إ ِ ْ‬ ‫سَألوا َ‬
‫ع ْ‬ ‫مُنوا ل ت َ ْ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫}َيا أي ّ َ‬ ‫ص ‪-90-‬‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 349‬حدثنا منذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي حدثنا أبي حدثنا شعبة عن موسى بن‬
‫أنس عن أنس رضي الله تعالى عنه قال خطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطبة ما سمعت‬
‫مثلها قط‪ ،‬قال‪ :‬لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليل ولبكيتم كثيرا قال‪ :‬فغطى أصحاب رسول الله صلى الله‬
‫سَألوا‬
‫عليه وعلى آله وسلم وجوههم‪ ،‬لهم خنين فقال رجل‪ :‬من أبي؟ قال فلن فنزلت هذه الية }ل ت َ ْ‬
‫ؤك ُ ْ‬
‫م{‪.‬‬ ‫س ْ‬ ‫ن ت ُب ْدَ ل َك ُ ْ‬
‫م تَ ُ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫شَياءَ إ ِ ْ‬ ‫ع ْ‬
‫َ‬
‫ورواه النضر وروح بن عبادة عن شعبة‪.‬‬
‫الحديث أخرجه مسلم ج ‪ 15‬ص ‪ 11‬و ‪ 12‬وأخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 99‬والمام أحمد ج ‪ 3‬ص ‪ 206‬وابن‬
‫جرير ج ‪ 7‬ص ‪.80‬‬
‫وقد أخرج البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 352‬وابن أبي حاتم ج ‪ 3‬ص ‪ 37‬وابن جرير ج ‪ 7‬ص ‪ 80‬عن ابن عباس رضي‬
‫الله عنهما قال كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم استهزاء فيقول الرجل‪ :‬من‬
‫أبي‪ ،‬ويقول الرجل تضل ناقته‪ :‬أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الية‪:‬‬
‫ؤك ُ ْ‬
‫م{ حتى فرغ من الية كلها‪.‬‬ ‫س ْ‬ ‫ن ت ُب ْدَ ل َك ُ ْ‬
‫م تَ ُ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫شَياءَ إ ِ ْ‬ ‫سَألوا َ‬
‫ع ْ‬ ‫مُنوا ل ت َ ْ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫}َيا أي ّ َ‬
‫وأخرج الطبري عن أبي هريرة ج ‪ 7‬ص ‪ 82‬بسند رجاله رجال الصحيح إل محمد بن علي شيخ ابن جرير وهو‬
‫ثقة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال‪" :‬يا أيها الناس كتب الله عليكم الحج"‬
‫فقام محصن ‪ 1‬السدي فقال‪ :‬أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال‪" :‬أما أني لو قلت نعم لوجبت ولو‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬وبعده بسند ابن جرير فقام عكاشة بن محصن ولعله الصواب‪.‬‬

‫وجبت ثم تركتم لضللتم‪ ،‬اسكتوا عني ما سكت عنكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم‬ ‫ص ‪-91-‬‬
‫م‬‫ن ت ُب ْدَ ل َك ُ ْ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫شَياءَ إ ِ ْ‬ ‫سَألوا َ‬
‫ع ْ‬ ‫مُنوا ل ت َ ْ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫واختلفهم على أنبيائهم"‪ ،‬فأنزل الله تعالى‪َ} :‬يا أي ّ َ‬
‫م{ إلى آخر الية‪.‬‬‫ؤك ُ ْ‬
‫س ْ‬
‫تَ ُ‬
‫وأخرج الطبراني من حديث أبي أمامة نحوه وقال الهيثمي في المجمع ج ‪ 3‬ص ‪ 204‬إسناده حسن جيد‪.‬‬
‫فهذه ثلثة أسباب لن الول وهو عبد الله بن حذافة لم يسأل استهزاء لكن قال الحافظ في الفتح ج ‪ 9‬ص‬
‫‪ :351‬ل مانع أن يكون الجمع سبب نزولها والله أعلم‪ .‬وقال ص ‪ :352‬والحاصل أنها نزلت بسبب كثرة‬
‫المسائل‪ ،‬إما على سبيل الستهزاء والمتحان‪ ،‬وإما على سبيل التعنت عن الشيء الذي لو لم يسأل عنه‬
‫لكان على الباحة ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ذا ح َ َ‬ ‫َ‬
‫من ْك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ل ِ‬‫عدْ ٍ‬
‫وا َ‬ ‫ة اث َْنا ِ‬
‫ن ذَ َ‬ ‫صي ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫و ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ت ِ‬‫و ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫حدَك ُ ُ‬ ‫ضَر أ َ‬ ‫هادَةُ ب َي ْن ِك ُ ْ‬
‫م إِ َ َ‬ ‫مُنوا َ‬
‫ش َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ها ال ّ ِ‬‫}َيا أي ّ َ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن{ من آية ‪.108-106‬‬ ‫قي َ‬‫س ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫و َ‬‫ق ْ‬ ‫ه ِ‬‫ه ل يَ ْ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫م{ الية إلى قوله } َ‬ ‫رك ُ ْ‬ ‫ن َ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫خَرا ِ‬ ‫وآ َ‬ ‫أ ْ‬
‫البخاري ج ‪ 6‬ص ‪ 339‬وقال لي علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن أبي زائدة عن محمد بن أبي‬
‫القاسم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج رجل من بني‬
‫سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم فلما قدما بتركته فقدوا جاما ‪1‬‬
‫من فضة مخوصا من ذهب فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم وجدوا الجام بمكة‬
‫فقالوا‪ :‬ابتعناه من تميم وعدي فقام رجلن من أولياء السهمي فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما وأن‬
‫الجام لصاحبهم‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الجام‪ :‬الناء‪.‬‬
‫حدَك ُ ُ‬
‫م‬ ‫ذا ح َ َ‬
‫ضَر أ َ‬ ‫هادَةُ ب َي ْن ِك ُ ْ‬
‫م إِ َ َ‬ ‫مُنوا َ‬
‫ش َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫قال‪ :‬وفيهم نزلت هذه الية }َيا أي ّ َ‬ ‫ص ‪-92-‬‬
‫ت{‪.‬‬
‫و ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م ْ‬
‫الحديث ليس فيه تصريح البخاري بأن شيخه حدثه أعني لفظة حدثنا وسمعت لكن قال الحافظ في الفتح‬
‫قد أخرجه المصنف في التاريخ فقال‪ :‬حدثنا علي بن المديني وهذا مما يقوي ما قررته غير مرة من أنه يعبر‬
‫بقوله وقال لي في الحاديث التي سمعها لكن حيث يكون في إسناده عنده نظر أو حيث تكون موقوفة‪،‬‬
‫وأما من زعم أنه يعبر بها في الحاديث التي أخذها في المذاكرة أو المناولة فليس عليه دليل‪.‬‬
‫الحديث أخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 101‬وقال هذا حديث حسن غريب وأخرجه أبو داود ج ‪ 3‬ص ‪ 337‬وابن‬
‫جرير ج ‪ 7‬ص ‪ 115‬والبيهقي ج ‪ 10‬ص ‪.165‬‬

‫"سورة النعام"‪:‬‬ ‫ص ‪-93-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ه{ الية ‪.52‬‬
‫ه ُ‬
‫ج َ‬
‫و ْ‬
‫ن َ‬
‫دو َ‬
‫ري ُ‬
‫ي يُ ِ‬
‫ش ّ‬ ‫وال ْ َ‬
‫ع ِ‬ ‫ة َ‬
‫دا ِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫غ َ‬ ‫ه ْ‬
‫ن َرب ّ ُ‬
‫عو َ‬
‫ن ي َدْ ُ‬ ‫ول ت َطُْرِد ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫} َ‬
‫مسلم ج ‪ 15‬ص ‪ 187‬حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه‬
‫ي{ قال‪ :‬نزلت في سنة أنا وابن‬
‫ش ّ‬ ‫وال ْ َ‬
‫ع ِ‬ ‫ة َ‬
‫دا ِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫غ َ‬ ‫ه ْ‬
‫ن َرب ّ ُ‬
‫عو َ‬
‫ن ي َدْ ُ‬ ‫ول ت َطُْرِد ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ي نزلت } َ‬
‫عن سعد‪ :‬ف ّ‬
‫مسعود منهم وكان المشركون قالوا‪ :‬تدني هؤلء‪.‬‬
‫حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن عبد الله السدي عن إسرائيل عن المقدام بن شريح عن أبيه‬
‫عن سعد قال‪ :‬كنا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ :‬اطرد هؤلء ل يجترئون علينا‪ .‬قال‪ :‬وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلل‬
‫ورجلن لست أسميهما فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما شاء الله أن يقع‬
‫ن‬
‫دو َ‬
‫ري ُ‬
‫ي يُ ِ‬
‫ش ّ‬ ‫وال ْ َ‬
‫ع ِ‬ ‫ة َ‬
‫دا ِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫غ َ‬ ‫ه ْ‬
‫ن َرب ّ ُ‬
‫عو َ‬
‫ن ي َدْ ُ‬ ‫ول ت َطُْرِد ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫فحدث نفسه فأنزل الله عز وجل } َ‬
‫ه{ الحديث أخرجه ابن ماجه رقم ‪ 4128‬وابن جرير ج ‪ 7‬ص ‪ 202‬والحاكم في المستدرك ج ‪ 3‬ص‬
‫ه ُ‬
‫ج َ‬
‫و ْ‬
‫َ‬
‫‪ 319‬وقال صحيح على شرطهما وأقره الذهبي وأبو نعيم في الحلية ج ‪ 1‬ص ‪ 345‬وص ‪ 346‬وابن أبي حاتم‬
‫ج ‪ 3‬ص ‪ 72‬والواحدي في أسباب النزول‪.‬‬
‫وأخرج المام أحمد وابن أبي حاتم ج ‪ 3‬ص ‪ 72‬وابن جرير ج ‪ 7‬ص ‪ 200‬وأبو نعيم في الحلية ج ‪ 4‬ص ‪180‬‬
‫نحوه من حديث ابن مسعود وقال‬

‫الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 21‬رجال أحمد رجال الصحيح غير كردوس وهو ثقة‪.‬‬ ‫ص ‪-94-‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ْ‬
‫ه{ الية ‪.121‬‬‫عل َي ْ ِ‬‫ه َ‬ ‫م الل ّ ِ‬
‫س ُ‬
‫را ْ‬ ‫م ي ُذْك َ ِ‬‫ما ل َ ْ‬‫م ّ‬‫ول ت َأك ُُلوا ِ‬ ‫} َ‬
‫أبو داود ج ‪ 3‬ص ‪ 59‬حدثنا محمد بن كثير قال أنا إسرائيل حدثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ول ت َأك ُُلوا ِ‬
‫م ّ‬ ‫م{ يقولون ما ذبح الله فل تأكلوه فأنزل الله } َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن إ َِلى أ ْ‬
‫ول َِيائ ِ ِ‬ ‫حو َ‬ ‫ن ل َُيو ُ‬ ‫طي َ‬‫شَيا ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫وإ ِ ّ‬‫} َ‬
‫ه{‪.‬‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫م الل ّ ِ‬ ‫س ُ‬
‫را ْ‬ ‫م ي ُذْك َ ِ‬ ‫لَ ْ‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح‪ ،‬وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره ج ‪ 2‬ص ‪ 171‬وهذا إسناده صحيح‪،‬‬
‫وأخرجه ابن ماجه رقم ‪ ،3173‬وابن جرير ج ‪ 8‬ص ‪ 126‬و ‪ 18‬وأخرجه الحاكم ج ‪ 4‬ص ‪ 113‬و ‪ 231‬وقال‬
‫في كل الموضوعين صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي‪ .‬أقول الحديث من رواية سماك عن عكرمة‬
‫ورواية سماك عن عكرمة مضطربة فالحديث ضعيف‪.‬‬

‫"سورة العراف"‪:‬‬ ‫ص ‪-95-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫د{ الية ‪.31‬‬
‫ج ٍ‬
‫س ِ‬
‫م ْ‬ ‫عن ْدَ ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫زين َت َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوا ِ‬ ‫م ُ‬
‫}َيا ب َِني آدَ َ‬
‫مسلم ج ‪ 18‬ص ‪ 162‬حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر وحدثني أبو بكر بن نافع واللفظ له حدثنا‬
‫غندر حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كانت‬
‫المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فتقول‪ :‬من يعيرني تطوافا تجعله على فرجها وتقول‪ :‬اليوم يبدو بعضه أو‬
‫كله‪ ...‬فما بدا منه فل أحله‪.‬‬
‫د{‪.‬‬
‫ج ٍ‬
‫س ِ‬
‫م ْ‬ ‫عن ْدَ ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫زين َت َك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوا ِ‬ ‫فنزلت هذه الية } ُ‬
‫الحديث عزاه الحافظ ابن كثير ج ‪ 2‬ص ‪ – 210‬إلى النسائي وابن جرير وهو في ابن جرير ج ‪ 8‬ص ‪160‬‬
‫وأخرجه الواحدي في أسباب النزول‪.‬‬
‫وأخرجه الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 319‬و ‪ 320‬من طريق شعبة به وفيه نزلت هذه الية‪.‬‬
‫ه{ ثم قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‪ ،‬وأقره‬ ‫ة الل ّ ِ‬
‫زين َ َ‬
‫م ِ‬
‫حّر َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ل َ‬ ‫} ُ‬
‫ق ْ‬
‫الذهبي فلعل اليتين نزلتا معا لهذا السبب والله أعلم‪.‬‬

‫"سورة النفال"‪:‬‬ ‫ص ‪-96-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل{ الية ‪.1‬‬
‫سو ِ‬
‫والّر ُ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ل اْل َن ْ َ‬
‫فا ُ‬ ‫ل ُ‬
‫ق ِ‬ ‫ن اْل َن ْ َ‬
‫فا ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫ك َ‬ ‫}ي َ ْ‬
‫الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 110‬حدثنا أبو كريب نا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن‬
‫أبيه قال لما كان يوم بدر جئت بسيف فقلت يا رسول الله إن الله قد شفى صدري من المشركين أو نحو‬
‫هذا‪ ،‬هب لي هذا السيف فقال‪" :‬هذا ليس لي ول لك"‪ ،‬فقلت‪ :‬عسى أن يعطي هذا من ل يبلي بلئي‬
‫فجاءني الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬فقال‪" :‬إنك سألتني وليس لي وإنه قد صار لي وهو لك"‬
‫ل{ الية هذا حسن صحيح وقد رواه سماك عن مصعب بن سعد أيضا‪.‬‬ ‫ن اْل َن ْ َ‬
‫فا ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫ك َ‬ ‫قال فنزلت }ي َ ْ‬
‫الحديث أخرجه مسلم مطول كما سيأتي في سورة العنكبوت إن شاء الله ومختصرا ج ‪ 12‬ص ‪ 53‬و ‪54‬‬
‫وأخرجه أبو داود ج ‪ 3‬ص ‪ 30‬و ‪ 31‬والطيالسي ج ‪ 1‬ص ‪ 239‬وابن أبي حاتم ج ‪ 3‬ص ‪.222‬‬
‫والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 132‬والبيهقي ج ‪ 6‬ص ‪ 229‬وابن جرير ج ‪ 9‬ص ‪ 173‬وأبو نعيم ج ‪ 8‬ص ‪ 312‬وصححه‬
‫الحاكم وأقره الذهبي‪.‬‬
‫سبب آخر‪:‬‬
‫أخرج المام أحمد ج ‪ 5‬ص ‪ 324‬وقال الهيثمي ج ‪ 6‬ص ‪ 92‬رجاله ثقات وكذا ج ‪ 7‬ص ‪ 26‬قال رجال‬
‫الطريقين ثقات وابن حابن ص ‪ 410‬كما في الموارد وابن جرير ج ‪ 9‬ص ‪ 172‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 135‬و ‪136‬‬
‫و ‪ 326‬وقال صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي في الموضعين والبيهقي ج ‪ 6‬ص ‪292‬‬

‫عن عبادة بن الصامت قال‪ :‬خرجنا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فشهدت‬ ‫ص ‪-97-‬‬
‫معه بدرا فالتقى الناس فهزم الله تبارك وتعالى العدو فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون فأكبت‬
‫طائفة على المعسكر يحوونه ويجمعونه وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ل‬
‫يصيب العدو منه غرة حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم نحن‬
‫حويناهم وجمعناهم فليس لحد فيها نصيب‪ ،‬وقال الذين خرجوا في طلب العدو لستم بأحق بها منا‪ ،‬نفينا‬
‫عنها العدو وهزمناهم‪ ،‬وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لستم بأحق بها منا‪،‬‬
‫نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به‬
‫قوا الل ّه َ‬ ‫ل اْل َن ْ َ‬ ‫ن اْل َن ْ َ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫ت ب َي ْن ِك ُ ْ‬
‫م{‬ ‫حوا َ‬
‫ذا َ‬ ‫صل ِ ُ‬
‫وأ ْ‬
‫َ َ‬ ‫فات ّ ُ‬
‫ل َ‬
‫سو ِ‬
‫والّر ُ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫فا ُ‬ ‫ل ُ‬
‫ق ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫ع ِ‬
‫ك َ‬ ‫فنزلت‪} :‬ي َ ْ‬
‫فقسمها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على وفاق بين المسلمين‪ ،‬الحديث هذا لفظ أحمد‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫حديث عبادة بن الصامت من طريق مكحول عن أبي أمامة ومكحول لم يسمع من أبي أمامة‪ ،‬وفي بعض‬
‫الطرق التصريح بالواسطة بينهما وهو أبو سلم ممطور وفي بعضها ليس فيها مكحول كما عند المام أحمد‬
‫في بعض الطرق من غير طريق مكحول‪ ،‬لكنها من طريق أبي سلم ممطور الحبشي وهو لم يسمع ‪ 1‬من‬
‫أبي أمامة لكن الحديث له شاهد وهو ما رواه الحاكم وأقره الذهبي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال يوم بدر‪" :‬من قتل قتيل فله كذا وكذا" أما المشيخة فثبتوا‬
‫تحت الرايات وأما الشبان فتسارعوا إلى الغنائم فقالت المشيخة للشبان‪ :‬أشركونا معكم فأنا كنا ردًءا لكم‬
‫ولو كان شيء لجئتم إلينا‪ ،‬فأبوا‪ ،‬فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬قلت هذا اعتمادا على ما في تهذيب التهذيب من قول ابن أبي حاتم عن أبيه ثم وجدت تصريحه‬
‫بالتحديث في صحيح مسلم ج ‪ 1‬ص ‪ 553‬بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬

‫ل{ ج ‪ 2‬ص ‪.221‬‬ ‫ن اْل َن ْ َ‬


‫فا ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫ك َ‬ ‫وعلى آله وسلم فأنزل الله عز وجل‪} :‬ي َ ْ‬ ‫ص ‪-98-‬‬
‫وأخرج أبو داود ج ‪ 3‬ص ‪ 29‬وابن حبان ص ‪ 431‬كما في موارد الظمآن والحاكم في المستدرك ج ‪ 2‬ص ‪29‬‬
‫وابن حبان ص ‪ 431‬كما في موارد الظمآن والحاكم في المستدرك ج ‪ 2‬ص ‪ 132‬و ‪ 221‬و ‪ 326‬وصححه‬
‫في الثلث المواضع‪ ،‬وابن جرير ج ‪ 9‬ص ‪ 171‬والبيهقي ج ‪ 6‬ص ‪ ،291‬وصححه الحاكم وأقره الذهبي‪ .‬وابن‬
‫كثير ج ‪ 2‬ص ‪ 284‬وزاد نسبته إلى النسائي ‪ 1‬وابن مردويه كل هؤلء أخرجوا عن ابن عباس نحو حديث‬
‫عبادة‪.‬‬
‫ول تنافي بين السببين إذ ل مانع أن تكون الية نزلت في الجميع والله أعلم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫فاست َجاب ل َك ُ َ‬
‫ن{ الية ‪.9‬‬
‫في َ‬
‫مْرِد ِ‬
‫ة ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ملئ ِك َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ب ِأل ْ ٍ‬
‫ف ِ‬ ‫مدّك ُ ْ‬
‫م ِ‬
‫م أّني ُ‬
‫ْ‬ ‫م َ ْ َ َ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬
‫غيُثو َ‬ ‫}إ ِذْ ت َ ْ‬
‫ست َ ِ‬
‫المام أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 30‬حدثنا أبو نوح قراد أنبأنا عكرمة بن عمار حدثنا سماك الحنفي أبو زميل حدثني ابن‬
‫عباس حدثني عمر بن الخطاب قال‪ :‬لما كان يوم بدر نظر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى‬
‫أصحابه وهو ثلثمائة ونيف ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة فاستقبل النبي صلى الله عليه وعلى‬
‫آله وسلم القبلة ثم مد يديه وعليه رداؤه وإزاره ثم قال‪" :‬اللهم أين ما وعدتني اللهم أنجز لي ما وعدتني‬
‫اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل السلم فل تعبد في الرض أبدا"‪ .‬قال فما زال يستغيث ربه عز‬
‫وجل ويدعوه حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر رضي الله عنه فأخذ رداءه فرداه ثم التزمه من ورائه ثم قال‬
‫م‬‫ن َرب ّك ُ ْ‬
‫غيُثو َ‬ ‫يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك وأنزل الله عز وجل‪} :‬إ ِذْ ت َ ْ‬
‫ست َ ِ‬
‫َ‬ ‫فاست َجاب ل َك ُ َ‬
‫ن{ وذكر الحديث وقد تقدم بتمامه في سورة‬ ‫في َ‬
‫مْرِد ِ‬
‫ة ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ملئ ِك َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ب ِأل ْ ٍ‬
‫ف ِ‬ ‫مدّك ُ ْ‬
‫م ِ‬
‫م أّني ُ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫آل عمران‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هو في النسائي ج ‪ 1‬ص ‪ 75‬من التفسير‪.‬‬

‫الحديث أخرجه مسلم ج ‪ 12‬ص ‪ 84‬و ‪ 85‬والترمذي وقال حسن صحيح غريب ج ‪ 4‬ص‬ ‫ص ‪-99-‬‬
‫‪ 111‬و ‪ 112‬وعزاه الحافظ ابن كثير ج ‪ 2‬ص ‪ 286‬لبي دواد وقال‪ :‬وصححه علي بن المديني‪ ،‬وابن أبي‬
‫حاتم ج ‪ 3‬ص ‪ ،230‬وابن جرير ج ‪ 9‬ص ‪.189‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ه{ الية ‪.16‬‬
‫ذ دُب َُر ُ‬
‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ول ّ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ن يُ َ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫} َ‬
‫أبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ 349‬حدثنا محمد بن هشام المصري حدثنا بشر بن المفضل حدثنا داود عن أبي نضرة عن‬
‫ه{‪.‬‬
‫ذ دُب َُر ُ‬
‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ول ّ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ن يُ َ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫أبي سعيد قال‪ :‬نزلت في يوم بدر } َ‬
‫الحديث أخرجه الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 327‬وقال صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي وابن جرير ج ‪ 9‬ص ‪201‬‬
‫وعزاه الحافظ ابن كثير ج ‪ 2‬ص ‪ 295‬إلى النسائي وابن مردويه مع من ذكرنا ثم قال‪ :‬وهذا كله ل ينفي أن‬
‫يكون الفرار من الزحف حراما على غير أهل بدر وإن كان سبب نزول الية فيهم كما دل عليه حديث أبي‬
‫هريرة المتقدم من أن الفرار من الزحف من الموبقات كما هو مذهب الجمهور والله أعلم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫مى{ الية ‪.17‬‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َر َ‬ ‫ول َك ِ ّ‬
‫ت َ‬ ‫ت إ ِذْ َر َ‬
‫مي ْ َ‬ ‫مي ْ َ‬
‫ما َر َ‬
‫و َ‬
‫} َ‬
‫قال الطبراني رحمه الله ج ‪ 3‬ص ‪ 227‬حدثنا أحمد بن مابهرام اليذجي ثنا محمد بن يزيد السفاطي ثنا‬
‫إبراهيم بن يحيى الشجري حدثني أبي ثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الله بن يزيد مولى السود بن‬
‫سفيان عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن حكيم بن حزام قال لما كان يوم بدر أمر رسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخذ كفا من الحصباء فاستقبلنا به فرمانا بها وقال‪ :‬شاهت الوجوه‬
‫ت‬ ‫ت إ ِذْ َر َ‬
‫مي ْ َ‬ ‫مي ْ َ‬
‫ما َر َ‬
‫و َ‬
‫فانهزمنا فأنزل الله عز وجل‪َ } :‬‬

‫مى{‪.‬‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َر َ‬ ‫ول َك ِ ّ‬
‫َ‬ ‫ص ‪-100-‬‬
‫قال الهيثمي في المجمع ج ‪ 6‬ص ‪ 84‬سنده حسن‪ ،‬وأقول‪ :‬لعله يقصد أنه حسن لغيره‪ .‬وإليك رجال السناد‬
‫محمد بن يزيد السفاطي‪ ،‬قال أبو حاتم‪ :‬صدوق‪ .‬وإبراهيم بن يحيى الشجري‪ ،‬قال أبو حاتم‪ :‬ضعيف‪ ،‬ووثقه‬
‫ابن حبان والحاكم‪ ،‬وقال أبو إسماعيل الترمذي‪ :‬لم أر أعمى قلبا منه‪ ،‬قلت له حدثكم إبراهيم بن سعد‬
‫فقال حدثكم إبراهيم بن سعد فهذا جرح مفسر فهو ضعيف‪.‬‬
‫ووالده وهو يحيى بن محمد وعباد الشجري‪ ،‬قال أبو حاتم ضعيف‪ .‬وذكره ابن حبان في الثقات‪ .‬قال‬
‫الحافظ في التهذيب بعد هذا‪ ،‬قلت وقال الساجي في حديثه مناكير وأغاليط وكان فيما بلغني ضريرا يلقن‬
‫ا‪ .‬هـ‪ .‬من تهذيب التهذيب‪.‬‬
‫وموسى بن يعقوب الزمعي مختلف فيه الراجح فيه أن يصلح في الشواهد والمتابعات‪.‬‬
‫وأما عبد الله بن يزيد مولى السود بن سفيان فمن رجال الجماعة وهو ثقة‪.‬‬
‫وأما أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة فقال الزهري كان من علماء قريش‪ .‬ا‪ .‬هـ مختصرا من تهذيب‬
‫التهذيب‪ ،‬وأما شيخ الطبراني وهو أحمد بن ما بهرام وفي المعجم الصغير أحمد بن الحسين بن ما بهرام‬
‫فلم أتمكن من البحث عنه‪.‬‬
‫وقلنا إن الهيثمي لعله حسن الحديث من أجل ما له من الشواهد والمتابعات؛ لنه قد عقبه بقوله‪ :‬وعن ابن‬
‫عباس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لعلي‪" :‬ناولني كفا من حصى" فناوله فرمى به وجوه‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ول َك ِ ّ‬
‫ت َ‬ ‫ت إ ِذْ َر َ‬
‫مي ْ َ‬ ‫مي ْ َ‬
‫ما َر َ‬
‫و َ‬
‫القوم فما بقي أحد من القوم إل امتلت عيناه من الحصباء فنزلت‪َ } :‬‬
‫مى{ الية‪ .‬ثم قال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‪.‬‬‫َر َ‬
‫وقد روى الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 327‬عن سعيد بن المسيب عن أبيه أنها نزلت لما رمى النبي‬ ‫ص ‪-101-‬‬
‫ي بن خلف وقال هذا حديث على شرط الشيخين‪ ،‬وأقره الذهبي‪.‬‬ ‫ُ‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم أب َ ّ‬
‫قال الحافظ ابن كثير رحمه الله ج ‪ 2‬ص ‪ 229‬بعد عزوه إلى الحاكم عن سعيد بن المسيب والزهري وهذا‬
‫القول عن هذين المامين غريب أيضا جدا ولعلهما أرادا أن الية بعمومها تناولته ل أنها نزلت فيه خاصة كما‬
‫تقدم ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ح{ الية ‪.19‬‬ ‫م ال ْ َ‬
‫فت ْ ُ‬ ‫جاءَك ُ ُ‬ ‫ف َ‬
‫قدْ َ‬ ‫حوا َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫فت ِ ُ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫}إ ِ ْ‬
‫ابن جرير ج ‪ 9‬ص ‪ 208‬قال ‪ 1‬حدثنا يحيى بن آدم عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري‬
‫عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير قال‪ :‬كان المستفتح يوم بدر أبا جهل قال اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لم‬
‫ح{‪.‬‬ ‫م ال ْ َ‬
‫فت ْ ُ‬ ‫جاءَك ُ ُ‬ ‫ف َ‬
‫قدْ َ‬ ‫حوا َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫فت ِ ُ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫ه الغداة‪ ،‬فأنزل الله }إ ِ ْ‬
‫حن ْ ُ‬
‫نعرف فأ ِ‬
‫الحديث أصله في المسند ج ‪ 5‬ص ‪ 431‬وليس فيه نزول الية وأخرجه الحاكم وقال‪ :‬هذا حديث صحيح على‬
‫شرط الشيخين ولم يخرجاه‪ ،‬وأقره الذهبي وعزاه الحافظ ابن كثير في التفسير ج ‪ 2‬ص ‪ 296‬للنسائي في‬
‫التفسير وأخرجه الواحدي في أسباب النزول‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫كان الل ّه ل ِيعذّبهم َ‬
‫ن{ الية ‪.33‬‬
‫فُرو َ‬
‫غ ِ‬
‫ست َ ْ‬
‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬‫عذّب َ ُ‬
‫م َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫و َ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫في ِ‬
‫ت ِ‬
‫وأن ْ َ‬
‫ُ ُ َ َ ُ ْ َ‬ ‫ما َ َ‬
‫و َ‬
‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 378‬حدثني أحمد حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الظاهر أن فاعل قال هو ابن وكيع في إسناد قبله وهو ضعيف لكن الحديث ثابت من طرق أخرى إلى‬
‫الزهري‪.‬‬

‫حدثنا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي سمع أنس بن مالك رضي الله عنه قال‪:‬‬ ‫ص ‪-102-‬‬
‫قال أبو جهل‪ :‬اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم‪.‬‬
‫كان الل ّه ل ِيعذّبهم َ‬
‫م‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫و َ‬
‫ن‪َ ،‬‬
‫فُرو َ‬
‫غ ِ‬
‫ست َ ْ‬
‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬
‫م َ‬ ‫عذّب َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫م َ‬
‫ه ُ‬‫ن الل ّ ُ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫في ِ‬‫ت ِ‬ ‫وأن ْ َ‬
‫ُ ُ َ َ ُ ْ َ‬ ‫ما َ َ‬ ‫و َ‬‫فنزلت‪َ } :‬‬
‫َ‬
‫م{ – الية‪.‬‬ ‫حَرا ِ‬ ‫د ال ْ َ‬‫ج ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ع ِ‬
‫ن َ‬
‫دو َ‬
‫ص ّ‬‫م يَ ُ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬
‫ه َ‬‫م الل ّ ُ‬‫ه ُ‬ ‫أّل ي ُ َ‬
‫عذّب َ ُ‬
‫الحديث أعاده ص ‪ 379‬من طريق شيخه محمد بن النضر أخي شيخه أحمد في الحديث السابق وأخرجه‬
‫مسلم ج ‪ 17‬ص ‪ 139‬وابن أبي حاتم ج ‪ 3‬ص ‪ 242‬والواحدي في أسباب النزول‪.‬‬
‫سبب آخر‪ :‬أخرج ابن جرير ج ‪ 9‬ص ‪ 235‬وابن أبي حاتم ج ‪ 3‬ص ‪ 241‬بسند رجاله رجال الصحيح إل‬
‫شيخيهما وهما ثقتان عن ابن عباس أن المشركين كانوا يطوفون بالبيت يقولون لبيك ل شريك لك لبيك‪،‬‬
‫فيقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬قد قد" فيقولون‪ :‬ل شريك لك إل شريك هو لك تملكه وما‬
‫ن{‪.‬‬
‫فُرو َ‬
‫غ ِ‬
‫ست َ ْ‬
‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬
‫م{ إلى قوله } َ‬ ‫عذّب َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه ل ِي ُ َ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫و َ‬
‫ملك‪ ،‬ويقولون‪ :‬غفرانك فأنزل الله } َ‬
‫ول مانع من أن الية نزلت في هذا وهذا وأنهما معا كانا سببا لنزول الية والله أعلم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫مائ َت َي ْ ِ‬
‫ن{ الية‬ ‫غل ُِبوا ِ‬
‫صاب َِرةٌ ي َ ْ‬ ‫مائ َ ٌ‬
‫ة َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن ي َك ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫فا َ‬
‫فإ ِ ْ‬ ‫ع ً‬
‫ض ْ‬ ‫فيك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫مأ ّ‬‫عل ِ َ‬
‫و َ‬ ‫عن ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ف الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫خ ّ‬
‫ف َ‬ ‫}اْل َ‬
‫ن َ‬
‫‪.66‬‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 382‬حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا جرير بن حازم‬
‫قال‪ :‬أخبرني الزبير بن الخريت عن عكرمة عن‬

‫غل ُِبوا‬
‫ن يَ ْ‬
‫صاب ُِرو َ‬
‫ن َ‬ ‫ع ْ‬
‫شُرو َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن ي َك ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ابن عباس رضي الله عنهما‪ :‬لما نزلت }إ ِ ْ‬ ‫ص ‪-103-‬‬
‫ف‬
‫ف َ‬‫خ ّ‬
‫ن َ‬ ‫ن{ شق ذلك على المسلمين حين فرض أل يفر واحد من عشرة فجاء التخفيف فقال }اْل َ‬ ‫مائ َت َي ْ ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫مائ َت َي ْ ِ‬
‫غل ُِبوا ِ‬
‫صاب َِرةٌ ي َ ْ‬ ‫مائ َ ٌ‬
‫ة َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ن ي َك ُ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫فا َ‬
‫فإ ِ ْ‬ ‫ع ً‬
‫ض ْ‬ ‫فيك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬
‫مأ ّ‬‫عل ِ َ‬
‫و َ‬ ‫عن ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه َ‬
‫ن ي َك ُ ْ‬
‫ن{ الية‪ ،‬وابن‬ ‫الحديث أخرجه ابن راهوية كما في المطالب العالية ج ‪ 3‬ص ‪ 336‬بلفظ ‪ 1‬فأنزل الله }إ ِ ْ‬
‫الجارود ص ‪ ،350‬وابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ج ‪ 1‬ص ‪ ،676‬وابن جرير ج ‪ 10‬ص ‪ ،40‬وأبو داود‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪.349‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫كون ل َ َ‬ ‫َ‬
‫ض{ الية ‪.67‬‬‫في اْلْر ِ‬
‫ن ِ‬ ‫حّتى ي ُث ْ ِ‬
‫خ َ‬ ‫سَرى َ‬
‫هأ ْ‬‫ن يَ ُ َ ُ‬
‫يأ ْ‬‫ن ل ِن َب ِ ّ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫} َ‬
‫الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 329‬أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي حدثنا سعيد بن مسعود حدثنا عبيد الله بن‬
‫موسى حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‪ :‬استشار‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في السارى أبا بكر فقال‪ :‬قومك وعشيرتك فخل سبيلهم‪،‬‬
‫فاستشار عمر فقال‪ :‬اقتلهم‪ ،‬قال‪ :‬ففداهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنزل الله عز وجل‬
‫حلًل‬ ‫َ‬ ‫كون ل َ َ‬ ‫َ‬
‫م َ‬‫مت ُ ْ‬ ‫ما َ‬
‫غن ِ ْ‬ ‫فك ُُلوا ِ‬
‫م ّ‬ ‫في اْلْر ِ‬
‫ض{ إلى قوله } َ‬ ‫ن ِ‬ ‫حّتى ي ُث ْ ِ‬
‫خ َ‬ ‫سَرى َ‬
‫هأ ْ‬‫ن يَ ُ َ ُ‬
‫يأ ْ‬‫ن ل ِن َب ِ ّ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫} َ‬
‫طَي ًّبا{ قال‪ :‬فلقي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عمر قال‪" :‬كاد أن يصيبنا بلء في خلفك"‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح السناد ولم يخرجاه وقال الذهبي قلت على شرط مسلم‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬قال الهيثمي في المجمع ج ‪ 7‬ص ‪ 28‬رواه الطبراني في الوسط والكبير باختصار ورجال الوسط رجال‬
‫الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع‪.‬‬
‫وقد أخرج مسلم ج ‪ 12‬ص ‪ .87‬وأبو داود ج ‪ 3‬ص ‪ .3‬والمام أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ .31‬وابن‬ ‫ص ‪-104-‬‬
‫أبي حاتم ج ‪ 4‬ص ‪ .19‬والطبري ج ‪ 10‬ص ‪ 44‬من حديث عمر بن الخطاب المتقدم في سورة آل عمران‪،‬‬
‫م{ نحوه‪.‬‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬‫غيُثو َ‬ ‫وعند قوله تعالى‪} :‬إ ِذْ ت َ ْ‬
‫ست َ ِ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫م{ اليتان ‪ 68‬و ‪.69‬‬
‫ظي ٌ‬
‫ع ِ‬
‫ب َ‬ ‫ع َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ما أ َ َ‬
‫خذْت ُ ْ‬ ‫في َ‬
‫م ِ‬ ‫سك ُ ْ‬‫م ّ‬‫ق لَ َ‬
‫سب َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫م َ‬
‫ب ِ‬ ‫}ل َ ْ‬
‫ول ك َِتا ٌ‬
‫الطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ 19‬حدثنا سلم بن العمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال‪ :‬لما كان يوم بدر تعجل‬
‫الناس إلى الغنائم فأصابوها فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬إن الغنيمة ل تحل لحد‬
‫سود الرءوس غيركم" وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه إذا غنموا غنيمة جمعوها ونزلت‬
‫ق{ إلى آخر اليتين‪.‬‬
‫سب َ َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫م َ‬
‫ب ِ‬ ‫نار فأكلتها فأنزل الله هذه الية‪} :‬ل َ ْ‬
‫ول ك َِتا ٌ‬
‫الحديث أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ج ‪ 4‬ص ‪ 113‬وابن الجارود ص ‪ 358‬وقال المعلق عليه‬
‫ورواه أحمد‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن حبان ص ‪ 402‬من الموارد‪ ،‬وابن جرير ج ‪ 10‬ص ‪ ،46‬وابن أبي حاتم ج ‪ 4‬ص‬
‫‪ ،20‬والبيهقي ج ‪ 6‬ص ‪ ،290‬والطحاوي في مشكل الثار ج ‪ 4‬ص ‪.292‬‬
‫وأخرج الحاكم وقال على شرط الشيخين وأقره الذهبي ج ‪ 2‬ص ‪ ،330‬وابن راهويه كما في المطالب ج ‪4‬‬
‫ص ‪ 150‬عن خيثمة قال‪ :‬كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في نفر فذكروا عليا فشتموه فقال سعد‪:‬‬
‫مهل عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنا أصبنا ذنبا مع رسول الله‬

‫ق‬
‫سب َ َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫م َ‬
‫ب ِ‬ ‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنزل الله عز وجل‪} :‬ل َ ْ‬
‫ول ك َِتا ٌ‬ ‫ص ‪-105-‬‬
‫م{ فأرجو أن تكون رحمة من عند الله سبقت لنا‪.‬‬
‫ظي ٌ‬
‫ع ِ‬
‫ب َ‬ ‫ع َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ما أ َ َ‬
‫خذْت ُ ْ‬ ‫في َ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫لَ َ‬
‫م ّ‬
‫وأخرجه ابن أبي حاتم ج ‪ 4‬ص ‪ 20‬وقد تقدم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه في سبب نزول‬
‫صّلى{ أن عمر وافق القرآن في شأن أسارى بدر‪.‬‬
‫م َ‬
‫م ُ‬
‫هي َ‬ ‫م َ‬
‫قام ِ إ ِب َْرا ِ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوا ِ‬ ‫وات ّ ِ‬
‫} َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫} ُ‬
‫ب الل ّ ِ‬
‫ه{ الية ‪.75‬‬ ‫في ك َِتا ِ‬
‫ض ِ‬ ‫وَلى ب ِب َ ْ‬
‫ع ٍ‬ ‫مأ ْ‬‫ه ْ‬
‫ض ُ‬
‫ع ُ‬ ‫وأوُلوا اْل َْر َ‬
‫حام ِ ب َ ْ‬ ‫َ‬
‫الطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ 19‬حدثنا سليمان عن سماك ‪ 1‬عن عكرمة عن ابن عباس قال آخى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم بين أصحابه وورث بعضهم من بعض حتى نزلت } ُ‬
‫م‬‫ه ْ‬
‫ض ُ‬
‫ع ُ‬ ‫وأوُلوا اْل َْر َ‬
‫حام ِ ب َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ض{ فتركوا ذلك وتوارثوا بالنسب‪.‬‬ ‫وَلى ب ِب َ ْ‬
‫ع ٍ‬ ‫أ ْ‬
‫الحديث رواه الطبراني وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 28‬ورجاله رجال الصحيح‪ ،‬ورواه ابن أبي‬
‫حاتم ج ‪ 4‬ص ‪ ،25‬ورواه الحاكم من حديث الزبير بن العوام وقال صحيح السناد‪ ،‬وأقره الذهبي‪ ،‬وأخرجه‬
‫ابن أبي حاتم من حديث الزبير بن العوام ج ‪ 4‬ص ‪ ،24‬وأخرجه ابن جرير ج ‪ 10‬ص ‪ 58‬من حديث ابن‬
‫الزبير وفيه عيسى بن الحارث لم أجد ترجمته في تهذيب التهذيب ول تعجيل المنفعة ول الميزان واللسان‬
‫لكن في الجرح والتعديل لبن أبي حاتم ج ‪ 6‬ص ‪ 274‬عيسى بن الحارث روى عن‪ ...‬روى عنه أبو شيبة جد‬
‫ابن أبي شيبة‪ ،‬أنا عبد الرحمن قال‪ :‬سألت عنه أبا زرعة فقال ل بأس به‪ .‬فل أدري أهو هو أم ل‪ .‬وهو عند‬
‫ابن جرير فنزلت } ُ‬
‫م{ وعند الحاكم فينا نزلت هذه الية‪.‬‬ ‫وأوُلوا اْل َْر َ‬
‫حا ِ‬ ‫َ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬رواية سماك عن عكرمة مضطربة ولكن الحديث يشهد له حديث الزبير ويرتقي به إلى الصحة والله‬
‫أعلم‪.‬‬

‫"سورة التوبة"‪:‬‬ ‫ص ‪-106-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ن ِبالل ّ ِ‬
‫ه{ الية ‪.19‬‬ ‫م َ‬
‫نآ َ‬ ‫د ال ْ َ‬
‫حَرام ِ ك َ َ‬
‫م ْ‬ ‫ج ِ‬
‫س ِ‬ ‫ماَرةَ ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ع َ‬
‫و ِ‬
‫ج َ‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫حا ّ‬ ‫س َ‬
‫قاي َ َ‬ ‫م ِ‬‫عل ْت ُ ْ‬
‫ج َ‬
‫}أ َ‬
‫مسلم ج ‪ 13‬ص ‪ 25‬حدثني حسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية بن سلم عن زيد بن سلم‬
‫أنه سمع أبا سلم قال‪ :‬حدثني النعمان بن بشير قال‪ :‬كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ ،‬فقال رجل‪ :‬ما أبالي أل أعمل عمل بعد السلم إل أن أسقي الحاج‪ .‬وقال آخر‪ :‬ما أبالي أل أعمل‬
‫عمل بعد السلم إل أن أعمر المسجد الحرام‪ .‬وقال آخر‪ :‬الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم‪ .‬فزجرهم‬
‫عمر وقال‪ :‬ل ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يوم الجمعة‪ ،‬ولكن‬
‫َ‬
‫ج‬ ‫ة ال ْ َ‬
‫حا ّ‬ ‫س َ‬
‫قاي َ َ‬ ‫عل ْت ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ج َ‬
‫إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه‪ ،‬فأنزل الله عز وجل‪} :‬أ َ‬
‫ر{ الية إلى آخرها‪ .‬وحدثنيه عبد الله بن عبد‬ ‫وم ِ اْل ِ‬
‫خ ِ‬ ‫وال ْي َ ْ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫م َ‬
‫نآ َ‬
‫م ْ‬ ‫د ال ْ َ‬
‫حَرام ِ ك َ َ‬ ‫ج ِ‬
‫س ِ‬ ‫ماَرةَ ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫ع َ‬
‫و ِ‬
‫َ‬
‫الرحمن الدارمي حدثني يحيى بن حسان حدثنا معاوية أخبرني زيد أنه سمع أبا سلم قال حدثني النعمان‬
‫بن بشير قال كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمثل حديث أبي توبة‪.‬‬
‫الحديث أخرجه أحمد ج ‪ 4‬ص ‪ 269‬وقال الحافظ ابن كثير ج ‪ 2‬ص ‪ 342‬قال عبد الرزاق أخبرنا معمر بن‬
‫يحيى بن أبي كثير عن النعمان بن بشير رضي الله عنه به وأخرجه ابن جرير ج ‪ 10‬ص ‪ 95‬من الطريقين‬
‫إلى النعمان وأخرجه ابن أبي حاتم ج ‪ 4‬ص ‪.35‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫ص ‪-107-‬‬


‫َ‬
‫م{ الية‬
‫ب أِلي ٍ‬ ‫ع َ‬
‫ذا ٍ‬ ‫م بِ َ‬
‫ه ْ‬ ‫فب َ ّ‬
‫شْر ُ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫سِبي ِ‬
‫في َ‬
‫ها ِ‬ ‫ف ُ‬
‫قون َ َ‬ ‫ول ي ُن ْ ِ‬
‫ة َ‬
‫ض َ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫ف ّ‬ ‫ب َ‬
‫ه َ‬ ‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذّ َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫} َ‬
‫‪.34‬‬
‫البخاري ج ‪ 4‬ص ‪ 15‬حدثنا علي سمع هشيما‪ ،‬أخبرنا حصين عن زيد بن وهب قال‪ :‬مررت بالربذة فإذا أنا‬
‫بأبي ذر رضي الله عنه فقلت له‪ :‬ما أنزلك منزلك هذا؟ قال‪ :‬كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه{ قال معاوية‪ :‬نزلت في أهل‬ ‫سِبي ِ‬
‫في َ‬
‫ها ِ‬ ‫ف ُ‬
‫قون َ َ‬ ‫ول ي ُن ْ ِ‬
‫ة َ‬
‫ض َ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫ف ّ‬ ‫ب َ‬
‫ه َ‬ ‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذّ َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫} َ‬
‫الكتاب‪ ،‬فقلت‪ :‬نزلت فينا وفيهم فكان بيني وبينه في ذلك وكتب إلى عثمان رضي الله عنه يشكوني‪ ،‬فكتب‬
‫ي عثمان أن اقدم المدينة‪ ،‬فقدمتها فكثر علي الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك‪ ،‬فذكرت ذلك‬
‫إل ّ‬
‫لعثمان‪ ،‬فقال لي‪ :‬إن شئت تنحيت فكنت قريبا‪ ،‬فذاك الذي أنزلني هذا المنزل ولو أمروا علي حبشيا‬
‫لسمعت وأطعت‪.‬‬
‫الحديث أعاده البخاري في كتاب التفسير ج ‪ 9‬ص ‪ 393‬وأخرجه الواحدي في أسباب النزول والطبري ج ‪10‬‬
‫ص ‪ 122‬وابن أبي حاتم ج ‪ 4‬ص ‪.45‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ها إ ِ َ‬
‫ذا ُ‬ ‫من ْ َ‬ ‫عط َ ْ‬
‫وا ِ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يُ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬
‫ضوا َ‬
‫ها َر ُ‬
‫من ْ َ‬
‫طوا ِ‬ ‫ن أُ ْ‬
‫ع ُ‬ ‫ت َ‬
‫فإ ِ ْ‬ ‫صدَ َ‬
‫قا ِ‬ ‫في ال ّ‬
‫ك ِ‬ ‫ن ي َل ْ ِ‬
‫مُز َ‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬‫ه ْ‬‫من ْ ُ‬‫و ِ‬
‫} َ‬
‫ن{ الية ‪.58‬‬ ‫طو َ‬‫خ ُ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫البخاري ج ‪ 15‬ص ‪ 320‬حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر بن الزهري عن أبي سلمة عن‬
‫أبي سعيد قال‪ :‬بينما النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي‬
‫فقال‪ :‬اعدل يا رسول الله‪ ،‬فقال‪" :‬ويلك من يعدل إذا لم أعدل"‪ .‬قال عمر بن الخطاب‪:‬‬

‫دعني أضرب عنقه‪ ،‬قال‪" :‬دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلته مع صلته وصيامه مع‬ ‫ص ‪-108-‬‬
‫صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في قذذه فل يوجد فيه شيء ثم ينظر في‬
‫نصله فل يوجد فيه شيء ثم ينظر في رصافه فل يوجد فيه شيء ثم ينظر في نضيه فل يوجد فيه شيء قد‬
‫سبق الفرث والدم‪ ،‬آيتهم رجل إحدى يديه أو قال ثدييه مثل ثدي المرأة أو قال مثل البضعة تدردر يخرجون‬
‫على حين فرقة من الناس"‪ .‬قال أبو سعيد أشهد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫وأشهد أن عليا قتلهم وأنا معه جيء بالرجل على النعت الذي نعته رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫ت{‪.‬‬ ‫صدَ َ‬
‫قا ِ‬ ‫في ال ّ‬
‫ك ِ‬ ‫ن ي َل ْ ِ‬
‫مُز َ‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫و ِ‬
‫وسلم قال‪ :‬فنزلت فيهم } َ‬
‫الحديث أخرجه عبد الرزاق في المصنف ج ‪ 10‬ص ‪ 147‬وابن جرير ج ‪ 10‬ص ‪ 157‬والواحدي في أسباب‬
‫النزول وابن أبي حاتم ج ‪ 4‬ص ‪.57‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ق ْ َ‬ ‫َ‬
‫زُئو َ‬
‫ن{‬ ‫ه ِ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ه ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫سول ِ ِ‬
‫وَر ُ‬
‫ه َ‬
‫وآَيات ِ ِ‬ ‫ل أِبالل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ون َل ْ َ‬
‫ع ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ما ك ُّنا ن َ ُ‬
‫خو ُ‬ ‫قول ُ ّ‬
‫ن إ ِن ّ َ‬ ‫م ل َي َ ُ‬ ‫سأل ْت َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ول َئ ِ ْ‬
‫} َ‬
‫الية ‪.65‬‬
‫ابن أبي حاتم ج ‪ 4‬ص ‪ 63‬حدثنا يونس بن عبد العلى حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني هشام بن سعد عن‬
‫زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر قال‪ :‬قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوما‪ :‬ما رأيت مثل قرائنا‬
‫هؤلء ل أرغب بطونا ول أكذب ألسنة ول أجبن عند اللقاء‪ ،‬فقال رجل في المجلس‪ :‬كذبت ولكنك منافق‬
‫لخبرن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونزل‬
‫القرآن قال عبد الله‪ :‬فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله تنكبه الحجارة وهو يقول يا رسول الله إنما‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ك ُن ْت ُ ْ‬
‫سول ِ ِ‬
‫وَر ُ‬
‫ه َ‬
‫وآَيات ِ ِ‬ ‫كنا نخوض ونلعب‪ ،‬ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول‪} :‬أِبالل ّ ِ‬
‫ه َ‬
‫ن{‪.‬‬‫زُئو َ‬
‫ه ِ‬
‫ست َ ْ‬
‫تَ ْ‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح إل هشام بن سعد فلم يخرج له مسلم إل في الشواهد كما‬ ‫ص ‪-109-‬‬
‫في الميزان وأخرجه الطبري من طريقه ج ‪ 10‬ص ‪ 172‬وله شاهد بسند حسن عند ابن أبي حاتم ج ‪ 4‬ص‬
‫‪ 64‬من حديث كعب بن مالك‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ت{ الية ‪.79‬‬ ‫صدَ َ‬
‫قا ِ‬ ‫في ال ّ‬
‫ن ِ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫عي َ‬ ‫مط ّ ّ‬
‫و ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن ي َل ْ ِ‬
‫مُزو َ‬ ‫}ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫البخاري ج ‪ 4‬ص ‪ 25‬حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا أبو النعمان هو الحكم بن عبد الله البصري حدثنا شعبة‬
‫عن سليمان عن أبي وائل عن أبي مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل‪ ،‬فجاء رجل‬
‫فتصدق بشيء كثير فقالوا‪ :‬مرائي‪ ،‬وجاء رجل فتصدق بصاع‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن الله لغني عن صاع هذا‪ ،‬فنزلت‪:‬‬
‫م{ الية‪.‬‬
‫ه ْ‬
‫هدَ ُ‬ ‫ن إ ِّل ُ‬
‫ج ْ‬ ‫دو َ‬
‫ج ُ‬
‫ن ل يَ ِ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت َ‬ ‫صدَ َ‬
‫قا ِ‬ ‫في ال ّ‬
‫ن ِ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫عي َ‬ ‫مط ّ ّ‬
‫و ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن ي َل ْ ِ‬
‫مُزو َ‬ ‫}ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫الحديث أعاده في كتاب التفسير ج ‪ 9‬ص ‪ ،400‬وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة ج ‪ 7‬ص ‪ ،105‬وابن أبي‬
‫حاتم ج ‪ 4‬ص ‪ ،73‬وابن جرير ج ‪ 10‬ص ‪ ،196‬والطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ ،19‬وابن حبان كما في الموارد ص ‪،431‬‬
‫والواحدي في أسباب النزول‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دا{ الية ‪.84‬‬
‫ت أب َ ً‬
‫ما َ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫د ِ‬ ‫عَلى أ َ‬
‫ح ٍ‬ ‫ص ّ‬
‫ل َ‬ ‫ول ت ُ َ‬
‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 3‬ص ‪ 381‬حدثنا مسدد قال‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي‬
‫الله عنهما أن عبد الله بن أبي لما توفي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال‪ :‬يا رسول‬
‫الله أعطني قميصك أكفنه فيه‪ ،‬وصل عليه‪ ،‬واستغفر له‪ .‬فأعطاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫قميصه‪ ،‬فقال‪" :‬آذني أصلي عليه" فآذنه‪ ،‬فلما أراد أن يصلي‬

‫عليه جذبه عمر رضي الله عنه فقال‪ :‬أليس الله قد نهاك ‪ 1‬أن تصلي على المنافقين‪،‬‬ ‫ص ‪-110-‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫عي َ‬
‫سب ْ ِ‬
‫م َ‬ ‫فْر ل َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫غ ِ‬
‫ست َ ْ‬
‫ن تَ ْ‬‫م إِ ْ‬ ‫فْر ل َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫غ ِ‬
‫ست َ ْ‬‫و ل تَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫فْر ل َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫غ ِ‬
‫ست َ ْ‬
‫فقال‪ :‬أنا بين خيرتين‪ ،‬قال الله تعالى }ا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دا{‪.‬‬ ‫ت أب َ ً‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬
‫د ِ‬ ‫ح ٍ‬‫عَلى أ َ‬ ‫ل َ‬‫ص ّ‬‫ول ت ُ َ‬‫م{‪ .‬فصلى عليه فنزلت } َ‬ ‫ه لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫فَر الل ّ ُ‬
‫غ ِ‬ ‫فل َ ْ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫مّرةً َ‬
‫َ‬
‫الحديث ذكره البخاري في مواضع من صحيحه منها ‪ 403‬من الجزء التاسع وص ‪ 409‬وج ‪ 12‬ص ‪،380‬‬
‫ومسلم ج ‪ 15‬ص ‪ 167‬وج ‪ 17‬ص ‪ 121‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 119‬وقال هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬والنسائي ج‬
‫‪ 4‬ص ‪ 13‬وابن ماجه رقم ‪ 1523‬والمام أحمد ج ‪ 2‬ص ‪ ،18‬وابن جرير ج ‪ 10‬ص ‪ ،205‬وابن أبي حاتم ج ‪4‬‬
‫ص ‪.76‬‬
‫وأخرجه البخاري ج ‪ 3‬ص ‪ 471‬وج ‪ 9‬ص ‪ ،407‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ ،118‬والمام أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ ،16‬وابن‬
‫جرير ج ‪ 10‬ص ‪ ،205‬وابن أبي حاتم ج ‪ 4‬ص ‪ 77‬وابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ج ‪ 2‬ص ‪ 552‬من‬
‫حديث عمر نحوه‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫س‬
‫ج ٌ‬
‫ر ْ‬
‫م ِ‬
‫ه ْ‬
‫م إ ِن ّ ُ‬
‫ه ْ‬
‫عن ْ ُ‬
‫ضوا َ‬
‫ر ُ‬ ‫فأ َ ْ‬
‫ع ِ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬
‫عن ْ ُ‬
‫ضوا َ‬
‫ر ُ‬
‫ع ِ‬
‫م ل ِت ُ ْ‬
‫ه ْ‬‫م إ ِل َي ْ ِ‬
‫قل َب ْت ُ ْ‬
‫ذا ان ْ َ‬
‫م إِ َ‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫فو َ‬‫حل ِ ُ‬‫سي َ ْ‬‫} َ‬
‫و ْ‬
‫ن{ اليتان ‪ 95‬و ‪.96‬‬ ‫سُبو َ‬ ‫كاُنوا ي َك ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫جَزاءً ب ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫هن ّ ُ‬
‫ج َ‬‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫وا ُ‬‫مأ َ‬ ‫َ َ‬
‫ابن جرير ج ‪ 11‬ص ‪ 3‬حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني‬
‫عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب قال‪ :‬سمعت كعب بن مالك يقول لما قدم‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من تبوك جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا‬
‫يعتذرون إليه ويحلفون له‪ ،‬وكانوا بضعة وثمانين رجل‪ ،‬فقبل‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فَر الل ّ ُ‬
‫ه{ منع الصلة عليهم فأخبره صلى الله عليه‬ ‫غ ِ‬ ‫فل َ ْ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫‪ 1‬محصل الجواب أن عمر فهم من قوله } َ‬
‫وعلى آله وسلم أل منع وأن الرجاء لن يقطع ا‪ .‬هـ فتح أي محصل جواب الشكال حيث قال‪ :‬أليس الله قد‬
‫نهاك‪.‬‬

‫منهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم علنيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل‬ ‫ص ‪-111-‬‬
‫سرائرهم إلى الله‪ ،‬وصدقته حديثي فقال كعب‪ :‬والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد أن هداني للسلم‬
‫أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أل أكون كذبته فأهلك كما هلك‬
‫الذين كذبوا‪ ،‬إن الله قال للذين كذبوا؟ حين أنزل الوحي شر ما قال لحد‪:‬‬
‫س‬
‫ج ٌ‬ ‫ر ْ‬‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫م إ ِن ّ ُ‬
‫ه ْ‬
‫عن ْ ُ‬‫ضوا َ‬ ‫ر ُ‬
‫ع ِ‬ ‫فأ َ ْ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫عن ْ ُ‬
‫ضوا َ‬
‫ر ُ‬
‫ع ِ‬
‫م ل ِت ُ ْ‬
‫ه ْ‬‫م إ ِل َي ْ ِ‬
‫قل َب ْت ُ ْ‬
‫ذا ان ْ َ‬
‫م إِ َ‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫فو َ‬‫حل ِ ُ‬‫سي َ ْ‬‫} َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫و ْ‬
‫وم ِ‬‫ق ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫ضى َ‬ ‫ه ل ي َْر َ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫فإ ِ ّ‬‫ن{ إلى قوله } َ‬ ‫سُبو َ‬ ‫كاُنوا ي َك ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫جَزاءً ب ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫هن ّ ُ‬
‫ج َ‬‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫وا ُ‬‫مأ َ‬ ‫َ َ‬
‫ن{‪.‬‬
‫قي َ‬
‫س ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫فا ِ‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح ويونس شيخ الطبري هو ابن عبد العلى ويونس شيخ ابن وهب وهو ابن يزيد‬
‫اليلي‪ .‬قال شيخنا حفظه الله‪ :‬ونحوه في صحيح البخاري في ختام حديث كعب بن مالك في كتاب المغازي‬
‫باب غزوة تبوك‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ن{ الية ‪.113‬‬
‫كي َ‬
‫ر ِ‬
‫ش ِ‬ ‫فُروا ل ِل ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫غ ِ‬
‫ست َ ْ‬
‫ن يَ ْ‬
‫مُنوا أ ْ‬
‫نآ َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ي َ‬
‫ن ِللن ّب ِ ّ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 3‬ص ‪ 465‬حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب‬
‫قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه أنه أخبره أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم لبي طالب‪" :‬يا عم قل ل إله إل الله كلمة أشهد لك بها عند الله"‪ ،‬فقال‬
‫أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية‪ :‬يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة‬
‫عبد المطلب وأبى أن يقول‪ :‬ل إله إل الله‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬

‫وعلى آله وسلم‪" :‬أما والله لستغفرن لك ما لم أنه عنك" فأنزل الله تعالى فيه الية‪.‬‬ ‫ص ‪-112-‬‬
‫مُنوا‬‫نآ َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ي َ‬‫ن ِللن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫الحديث أخرجه في مواضع من صحيحه منها ج ‪ 8‬ص ‪ 194‬وفيه فنزلت } َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫كاُنوا ُأوِلي ُ‬ ‫َ‬
‫م{‬
‫حي ِ‬‫ج ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫حا ُ‬ ‫ص َ‬‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م أن ّ ُ‬ ‫ه ْ‬‫ن لَ ُ‬‫ما ت َب َي ّ َ‬
‫د َ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬
‫قْرَبى ِ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و َ‬ ‫ن َ‬
‫كي َ‬
‫ر ِ‬
‫ش ِ‬ ‫فُروا ل ِل ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫غ ِ‬
‫ست َ ْ‬
‫ن يَ ْ‬
‫أ ْ‬
‫ت{ وج ‪ 9‬ص ‪ 411‬وج ‪ 10‬ص ‪ ،124‬وأخرجه مسلم ج ‪ 1‬ص ‪،214‬‬ ‫َ‬ ‫ونزلت }إ ِن ّ َ‬
‫حب َب ْ َ‬
‫نأ ْ‬‫م ْ‬
‫دي َ‬
‫ه ِ‬
‫ك ل تَ ْ‬
‫والنسائي ج ‪ 4‬ص ‪ ،74‬وأحمد ج ‪ 5‬ص ‪ 433‬وابن جرير ج ‪ 11‬ص ‪ ،41‬والبيهقي في السماء والصفات ص‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫دي َ‬
‫ه ِ‬ ‫ي{ الية وليس فيه }إ ِن ّ َ‬
‫ك ل تَ ْ‬ ‫ن ِللن ّب ِ ّ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫‪ 97‬و ‪ ،98‬وابن أبي حاتم ج ‪ 4‬ص ‪ 102‬وفيه نزول } َ‬
‫ت{‪.‬‬ ‫َ‬
‫حب َب ْ َ‬
‫أ ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ة ال ْ ُ‬ ‫ر ال ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ة{ إلى قوله‬
‫سَر ِ‬
‫ع ْ‬ ‫ع ِ‬
‫سا َ‬
‫في َ‬‫عوهُ ِ‬
‫ن ات ّب َ ُ‬
‫ذي َ‬ ‫واْلن ْ َ‬
‫صا ِ‬ ‫ن َ‬‫ري َ‬
‫ج ِ‬
‫ها ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫ي َ‬‫عَلى الن ّب ِ ّ‬ ‫ب الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫قدْ َتا َ‬ ‫}ل َ َ‬
‫َ‬
‫ن{ اليات ‪.119-117‬‬ ‫قي َ‬ ‫صاِد ِ‬‫ع ال ّ‬‫م َ‬
‫كوُنوا َ‬‫و ُ‬
‫ه َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬
‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 176‬حدثنا يحيى بن بكير قال‪ :‬حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن‬
‫عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال‪ :‬سمعت‬
‫كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك قال كعب‪ :‬لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وعلى‬
‫آله وسلم في غزوة غزاها إل في غزوة تبوك‪ ،‬غير أني تخلفت في غزوة بدر ولم نعاتب أحدا تخلف عنها‬
‫إنما خرج رسول يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد‪ ،‬ولقد شهدت مع رسول‬
‫الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على السلم وما أحب أن لي بها مشهد بدر‬
‫وإن كانت بدر أذكر‬

‫في الناس منها‪ ،‬كان من خبري أني لم أكن قط أقوى ول أيسر حين تخلفت عنه في‬ ‫ص ‪-113-‬‬
‫تلك الغزوة‪ ،‬والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم يريد غزوة إل ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا فجلى للمسلمين أمرهم‬
‫ليتأهبوا أهبة غزوهم‪ ،‬فأخبرهم بوجهه الذي يريد والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫كثير ول يجمعهم كتاب حافظ –يريد الديوان‪ -‬قال كعب‪ :‬فما رجل يريد أن يتغيب إل ظن أنه سيخفى له ما‬
‫لم ينزل فيه وحي الله‪ ،‬وغزا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار‬
‫وتجهز رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمسلمون معه فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع‬
‫ولم أقض شيئا فأقول في نفسي أنا قادر عليه فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد فأصبح رسول‬
‫الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمسلمون معه‪ ،‬ولم أقض من جهازي شيئا فقلت أتجهز بعده بيوم أو‬
‫يومين ثم ألحقهم فغدوت بعد أن فصلوا لتجهز‪ .‬فرجعت ولم أقض شيئا ثم غدوت ثم رجعت ولم أقض‬
‫شيئا لم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو وهممت أن أرتحل فأدركهم وليتني فعلت‪ ،‬فلم يقدر لي ذلك‬
‫فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فطفت فيهم وأحزنني‬
‫أني ل أرى إل رجل مغموصا عليه النفاق‪ ،‬أو رجل ممن عذر الله من الضعفاء‪ ،‬ولم يذكرني رسول الله صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك‪" :‬ما فعل كعب؟" فقال رجل‬
‫من بني سلمة‪ :‬يا رسول الله حبسه برداه ونظره في عطفه‪ ،‬فقال معاذ بن جبل‪ :‬بئس ما قلت‪ ،‬والله يا‬
‫رسول الله ما علمنا عليه إل خيرا فسكت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ .‬قال كعب بن مالك‪:‬‬
‫فلما بلغني أنه توجه قافل حضرني همي‪ ،‬فطفقت أتذكر الكذب وأقول بماذا أخرج من سخطه غدا‬
‫واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي‪ ،‬فلما قيل إن رسول الله صلى الله‬

‫عليه وعلى آله وسلم قد أظل قادما زاح عني الباطل وعرفت أني لن أخرج منه أبدا‬ ‫ص ‪-114-‬‬
‫بشيء فيه كذب فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قادما وكان إذا قدم‬
‫من سفر بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين‪ ،‬ثم جلس للناس‪ ،‬فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا‬
‫يعتذرون إليه ويحلفون له‪ ،‬وكانوا بضعة وثمانين رجل‪ ،‬فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم علنيتهم‪ ،‬وبايعهم واستغفر لهم‪ ،‬ووكل سرائرهم إلى الله فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم‬
‫المغضب ثم قال‪" :‬تعال" فجئت أمشي حتى جلست بين يديه‪ ،‬فقال لي‪" :‬ما خلفك ألم تكن قد ابتعت‬
‫ظهرك" فقلت بلى إني والله يا رسول الله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من‬
‫سخطه بعذر‪ ،‬والله لقد أعطيت جدل ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني‬
‫ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لرجو فيه عفو الله‪ ،‬ل والله ما‬
‫كان لي من عذر والله ما كنت قط أقوى ول أيسر مني حين تخلفت عنك‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪" :‬أما هذا فقد صدق‪ ،‬فقم حتى يقضي الله فيك"‪ .‬فقمت وثار رجال من بني سلمة‬
‫فاتبعوني فقالوا لي‪ :‬والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ولقد عجزت أل تكون اعتذرت إلى رسول‬
‫الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما اعتذر إليه المخلفون قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم لك فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي‪ ،‬ثم قلت‬
‫لهم هل لقي هذا معي أحد‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬رجلن قال مثل ما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك‪ .‬فقلت من هما‬
‫قالوا مرارة بن الربيع العمري وهلل بن أمية الواقفي‪ ،‬فذكروا لي فيهما أسوة فمضيت حين ذكروهما لي‪،‬‬
‫ونهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المسلمين عن كلمنا أيها الثلثة من بين من تخلف عنه‪،‬‬
‫فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الرض فما هي التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة‬
‫فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان‪ ،‬وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم‬ ‫ص ‪-115-‬‬
‫فكنت أخرج فأشهد الصلة مع المسلمين وأطوف في السواق ول يكلمني أحد وآتي رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلة فأقول في نفسي‪ :‬هل حرك شفتيه يرد‬
‫السلم علي أم ل؟ ثم أصلى قريبا منه فأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلتي أقبل إلي‪ .‬وإذا التفت نحوه‬
‫أعرض عني حتى إذا طال علي ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن‬
‫عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلم فقلت يا أبا قتاة أنشدك بالله هل تعلمني‬
‫أحب الله ورسوله‪ ،‬فسكت فعدت له فنشدته فسكت فعدت له فنشدته‪ ،‬فقال‪ :‬الله ورسوله أعلم‪ ،‬ففاضت‬
‫عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار قال‪ :‬فبينما أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشام‬
‫ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول‪ :‬من يدل على كعب بن مالك فطفق الناس يشيرون له حتى إذا‬
‫ي كتابا من ملك غسان فإذا فيه‪ :‬أما بعد‪ ..‬فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله‬ ‫جاءني دفع إل ّ‬
‫بدار هوان ول مضيعة َفال ْ َ‬
‫حقْ بنا نواسك فقلت لما قرأتها‪ :‬وهذا أيضا من البلء فتيممت بها التنور فسجرته‬
‫بها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا برسول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأتيني‬
‫فقال‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك‪ ،‬فقلت أطلقها أم ماذا‬
‫أفعل؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬بل اعتزلها ول تقربها وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك‪ ،‬فقلت لمرأتي الحقي بأهلك‪ ،‬فتكوني‬
‫عندهم حتى يقضي الله في هذا المر‪ .‬قال كعب فجاءت امرأة هلل بن أمية رسول الله صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم فقالت‪ :‬يا رسول الله إن هلل بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه‪.‬‬
‫قال‪" :‬ل‪ ،‬ولكن ل يقربك"‪ .‬قالت‪ :‬إنه والله ما به حركة إلى شيء والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما‬
‫ت رسول الله صلى الله عليه‬
‫كان إلى يومه هذا‪ ،‬فقال لي بعض أهلي لو استأذن َ‬

‫وعلى آله وسلم في امرأتك كما أذن لمرأة هلل بن أمية أن تخدمه‪ ،‬فقلت‪ :‬والله ل‬ ‫ص ‪-116-‬‬
‫أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما يدريني ما يقول رسول الله صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب؟ فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة‬
‫من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن كلمنا‪ ،‬فلما صليت صلة الفجر صبح خمسين‬
‫ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا‪ ،‬فبينما أنا جالس على الحال الذي ذكر الله‪ :‬قد ضاقت علي نفسي‪،‬‬
‫وضاقت علي الرض بما رحبت‪ ،‬سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع‪ ،‬صاح بأعلى صوته يا كعب بن‬
‫مالك أبشر‪ ،‬قال فخررت ساجدا وقد عرفت أنه قد جاء فرج وآذن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم بتوبة الله علينا حين صلى صلة الفجر‪ ،‬فذهب الناس بيبشروننا وذهب قبل صاحبي مبشرون‪ ،‬وركض‬
‫إلي رجل فرسا‪ ،‬وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل وكان الصوت أسرع من الفرس‪ ،‬فلما جاءني‬
‫ي فكسوته إياهما ببشراه‪ ،‬والله ما أملك غيرهما يومئذ‪ ،‬واستعرت‬
‫الذي سمعت صوته يبشرني نزعت ثوب ّ‬
‫ثوبين فلبستهما‪ ،‬وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيتلقاني الناس فوجا فوجا‬
‫يهنوني بالتوبة‪ ،‬يقولون‪ :‬لتهنك توبة الله عليك‪ ،‬قال كعب‪ :‬حتى دخلت المسجد‪ ،‬فإذا رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم جالس حوله الناس فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني والله‬
‫ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره‪ ،‬ول أنساه لطلحة قال كعب‪ :‬فلما سلمت على رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يبرق وجهه من السرور‪" :‬أبشر‬
‫بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك"‪ ,‬وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا سر استنار وجهه‬
‫حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه‪ ،‬فلما جلست بين يديه قلت‪ :‬يا رسول الله إن توبتي أن أنخلع من‬
‫مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك"‪.‬‬ ‫ص ‪-117-‬‬
‫قلت‪ :‬فإني أمسك سهمي الذي بخيبر‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول الله إن الله إنما نجاني بالصدق‪ ،‬وإن من توبتي أن‬
‫ل أحدث إل صدقا ما بقيت‪ ،‬فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبله الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحسن مما أبلني‪ ،‬ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يومي هذا كذبا‪ ،‬وإني لرجو أن يحفظني الله فيما بقيت‪ ،‬وأنزل الله‬
‫ن{ إلى قوله‬
‫ري َ‬
‫ج ِ‬
‫ها ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫عَلى الن ّب ِ ّ‬
‫ي َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم }ل َ َ‬
‫قدْ َتا َ‬
‫ن{ فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد أن هداني للسلم أعظم في نفسي‬ ‫قي َ‬
‫صاِد ِ‬
‫ع ال ّ‬
‫م َ‬ ‫و ُ‬
‫كوُنوا َ‬ ‫} َ‬
‫من صدقي لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن ل أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا فإن‬
‫ه ل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫حل ِ ُ‬
‫فو َ‬ ‫سي َ ْ‬
‫الله تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لحد فقال تبارك وتعالى } َ‬
‫ن{ وليس الذي ذكر الله سبحانه‬ ‫قي َ‬
‫س ِ‬ ‫وم ِ ال ْ َ‬
‫فا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫ع ِ‬
‫ضى َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ل ي َْر َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫قل َب ْت ُ ْ‬
‫م{ إلى قوله } َ‬ ‫ذا ان ْ َ‬
‫إِ َ‬
‫وتعالى حينما خلفنا عن الغزو إنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه‪.‬‬
‫الحديث ذكره أيضا في كتاب التفسير مختصرا ص ‪ 412‬من هذا الجزء‪ ،‬وأخرجه مسلم ج ‪ 17‬ص ‪،87‬‬
‫والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 121‬مختصرا‪ ،‬والمام أحمد ج ‪ 3‬ص ‪ ،457‬وعبد الرزاق في المصنف ج ‪ 5‬ص ‪ ،397‬وابن‬
‫إسحاق كما في سيرة ابن هشام ج ‪ 2‬ص ‪ ،531‬وابن جرير ج ‪ 11‬ص ‪ ،58‬وابن أبي حاتم ج ‪ 4‬ص ‪.105‬‬
‫هذا وقد ذكرت هذا الحديث بتمامه لما فيه من الفوائد والعبر ولنه كما يقول الحافظ ابن كثير قد تضمن‬
‫تفسير هذه الية بأحسن الوجوه وأبسطها‪.‬‬

‫"سورة هود"‪:‬‬ ‫ص ‪-118-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ما‬
‫و َ‬
‫ن َ‬
‫سّرو َ‬
‫ما ي ُ ِ‬ ‫عل َ ُ‬
‫م َ‬ ‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫ن ث َِياب َ ُ‬ ‫غ ُ‬
‫شو َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ه َأل ِ‬
‫حي َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫خ ُ‬
‫فوا ِ‬ ‫ست َ ْ‬‫م ل ِي َ ْ‬
‫ه ْ‬
‫دوَر ُ‬‫ص ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ي َث ُْنو َ‬ ‫ه ْ‬
‫َ‬
‫}أل إ ِن ّ ُ‬
‫ر{ الية ‪.5‬‬ ‫دو ِ‬ ‫ص ُ‬‫ت ال ّ‬ ‫ذا ِ‬‫م بِ َ‬
‫عِلي ٌ‬
‫ه َ‬ ‫ن إ ِن ّ ُ‬‫عل ُِنو َ‬ ‫يُ ْ‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 420‬حدثنا الحسن بن محمد بن صباح حدثنا حجاج قال‪ :‬قال ابن جريج أخبرني محمد بن‬
‫َ‬
‫م{ قال‪ :‬سألته عنها فقال أناس كانوا‬
‫ه ْ‬
‫دوَر ُ‬
‫ص ُ‬ ‫م ي َث ُْنو َ‬
‫ن ُ‬ ‫ه ْ‬
‫عباد بن جعفر أنه سمع ابن عباس يقرأ }أل إ ِن ّ ُ‬
‫يستخفون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم‪.‬‬
‫حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج وأخبرني محمد بن عباد بن جعفر أن ابن عباس قرأ‬
‫َ‬
‫م{ قلت يا أبا العباس ما يثنون صدورهم؟ قال‪ :‬كان الرجل يجامع امرأته فيستحي‪،‬‬
‫دوَرهُ ْ‬
‫ص ُ‬ ‫م ي َث ُْنو َ‬
‫ن ُ‬ ‫}أل إ ِن ّهُ ْ‬
‫أو يتخلى فيستحي‪ ،‬فنزل ذلك فيهم‪.‬‬
‫الحديث أخرجه ابن أبي حاتم ج ‪ 4‬ص ‪ 150‬بنحوه وأخرجه ابن جرير ج ‪ 11‬ص ‪ 185‬وليس عنده ذكر نزول‬
‫الية‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ك ِذك َْرى‬
‫ت ذَل ِ َ‬
‫سي َّئا ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ت ي ُذْ ِ‬
‫هب ْ َ‬ ‫سَنا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ن الل ّي ْ ِ‬
‫ل إِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫وُزل َ ً‬
‫فا ِ‬ ‫ر َ‬
‫ها ِ‬
‫ي الن ّ َ‬ ‫صلةَ طََر َ‬
‫ف ِ‬ ‫قم ِ ال ّ‬‫}أ َ ِ‬
‫ن{ الية ‪.114‬‬ ‫ري َ‬
‫ذاك ِ ِ‬‫ِلل ّ‬
‫البخاري ج ‪ 2‬ص ‪ 148‬حدثنا قتيبة قال حدثنا يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن‬
‫ابن مسعود أن رجل أصاب من امرأة قبلة‪،‬‬

‫ي‬ ‫صلةَ طََر َ‬


‫ف ِ‬ ‫فأتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبره فأنزل الله }أ َ ِ‬
‫قم ِ ال ّ‬ ‫ص ‪-119-‬‬
‫ت{‪ .‬فقال الرجل يا رسول الله‪ :‬ألي هذا؟ قال‪:‬‬ ‫سي َّئا ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ت ي ُذْ ِ‬
‫هب ْ َ‬ ‫سَنا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ن الل ّي ْ ِ‬
‫ل إِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫وُزل َ ً‬
‫فا ِ‬ ‫ر َ‬
‫ها ِ‬
‫الن ّ َ‬
‫"لجميع أمتي كلهم"‪.‬‬
‫الحديث أعاده أيضا في كتاب التفسير ج ‪ 9‬ص ‪ 447‬وأخرجه مسلم ج ‪ 17‬ص ‪ 79‬وص ‪ 80‬والترمذي ج ‪4‬‬
‫ص ‪ 127‬و ‪ 128‬من طريقين إلى ابن مسعود وفي كليهما يقول حسن صحيح‪ ،‬وابن ماجه رقم ‪ 1398‬و‬
‫‪ 4254‬وعزاه الحافظ ابن كثير إلى النسائي وأخرجه أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 406‬وص ‪ 430‬وص ‪ 445‬و ‪ 449‬وص‬
‫‪ 452‬والطيالسي ‪ 2‬ص ‪ ،20‬وابن جرير ج ‪ 12‬ص ‪ 135‬و ‪ 134‬والواحدي في أسباب النزول والخطيب في‬
‫موضح أوهام الجمع والتفريق‪.‬‬
‫وقد أخرج الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 128‬والطبري ج ‪ 12‬ص ‪ 137‬والبخاري في التاريخ الكبير ج ‪ 7‬ص ‪221‬‬
‫والواحدي وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أبي اليسر نحوه‪.‬‬

‫"سورة يوسف"‪:‬‬ ‫ص ‪-120-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ص{ الية ‪.3‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫عل َي َ َ‬ ‫ن نَ ُ‬
‫ص ِ‬
‫ق َ‬ ‫س َ‬
‫ح َ‬
‫كأ ْ‬ ‫ص َ ْ‬ ‫ق ّ‬ ‫ح ُ‬
‫}ن َ ْ‬
‫ابن راهويه كما في المطالب العالية ص ‪ 440‬حدثنا عمرو بن محمد حدثنا خلد الصفار عن عمرو بن قيس‬
‫ك‬‫عل َي ْ َ‬
‫ص َ‬ ‫ن نَ ُ‬
‫ق ّ‬ ‫ح ُ‬
‫الملئي عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن سعد في قول الله عز وجل‪} :‬ن َ ْ‬
‫ص{ – الية‪ .‬قال‪ :‬أنزل الله القرآن على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتله‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ص ِ‬‫ق َ‬ ‫س َ‬
‫ح َ‬
‫أ ْ‬
‫ن{ إلى‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫مِبي ِ‬ ‫ت ال ْك َِتا ِ‬ ‫عليهم زمانا‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول الله لو قصصت علينا فأنزل الله }الر ت ِل ْ َ‬
‫ك آَيا ُ‬
‫ص{ الية‪ .‬فتلها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫عل َي َ َ‬ ‫ن نَ ُ‬
‫ص ِ‬‫ق َ‬ ‫س َ‬
‫ح َ‬
‫كأ ْ‬ ‫ص َ ْ‬ ‫ق ّ‬ ‫ح ُ‬
‫قوله }ن َ ْ‬
‫زمانا‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله تعالى }الل ّه ن َز َ َ‬
‫ها{‬ ‫مت َ َ‬
‫شاب ِ ً‬ ‫ث ك َِتاًبا ُ‬
‫دي ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫س َ‬
‫ح َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ُ ّ‬
‫الية ‪.1‬‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح إل خلدا الصفار وهو ثقة وقد تركت بقية الحديث لنه ليس متصل‪ ،‬والحديث‬
‫أخرجه ابن حبان في صحيحه كما في الزوائد ص ‪ ،432‬وابن جرير ج ‪ 12‬ص ‪ ،150‬والحاكم في المستدرك‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ 345‬وقال صحيح السناد وأقره الذهبي‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬في المطالب العالية المطبوع ج ‪ 3‬ص ‪ :343‬قال كل ذلك يؤثرون بالقرآن‪ ،‬وفي المستدرك كل ذلك‬
‫يؤمر بالقرآن‪ ،‬وفي موارد الظمان كل ذلك يؤمرون بالقرآن‪.‬‬

‫"سورة الرعد"‪:‬‬ ‫ص ‪-121-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل{ الية‬
‫حا ِ‬ ‫ديدُ ال ْ ِ‬
‫م َ‬ ‫و َ‬
‫ش ِ‬ ‫ه َ‬
‫و ُ‬ ‫في الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫جاِدُلو َ‬
‫ن ِ‬ ‫م يُ َ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬ ‫ن يَ َ‬
‫شاءُ َ‬ ‫م ْ‬
‫ها َ‬
‫ب بِ َ‬
‫صي ُ‬ ‫ق َ‬
‫في ُ ِ‬ ‫ع َ‬
‫وا ِ‬
‫ص َ‬ ‫س ُ‬
‫ل ال ّ‬ ‫وي ُْر ِ‬
‫} َ‬
‫‪.13‬‬
‫قال المام أبو بكر أحمد بن عمرو الشهير بالبزار كما في كشف الستار ج ‪ 3‬ص ‪ 54‬حدثنا عبدة بن عبد‬
‫الله أنبأ يزيد بن هارون أنبأ ديلم بن غزوان ثنا ثابت عن أنس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وعلى‬
‫آله وسلم رجل من أصحابه إلى رجل من عظماء الجاهلية يدعوه إلى الله تبارك وتعالى فقال أيش ربك‬
‫الذي تدعوني إليه من حديد هو؟ من نحاس هو؟ من فضة هو؟ من ذهب هو؟ فأتى النبي صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم فأخبره فأعاد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الثانية‪ .‬فقال مثل ذلك‪ .‬فأرسله إليه‬
‫الثالثة‪ .‬فقال مثل ذلك‪ .‬فأتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأرسل الله تبارك وتعالى عليه صاعقة‬
‫فأحرقته فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬إن الله تبارك وتعالى قد أرسل على صاحبك‬
‫في‬ ‫جاِدُلو َ‬
‫ن ِ‬ ‫م يُ َ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬ ‫ن يَ َ‬
‫شاءُ َ‬ ‫م ْ‬
‫ها َ‬
‫ب بِ َ‬
‫صي ُ‬ ‫ق َ‬
‫في ُ ِ‬ ‫ع َ‬
‫وا ِ‬
‫ص َ‬ ‫س ُ‬
‫ل ال ّ‬ ‫وي ُْر ِ‬
‫صاعقة فأحرقته"‪ .‬فنزلت هذه الية‪َ } :‬‬
‫ل{‪.‬‬
‫حا ِ‬ ‫ديدُ ال ْ ِ‬
‫م َ‬ ‫و َ‬
‫ش ِ‬ ‫ه َ‬
‫و ُ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ه َ‬
‫قال البزار‪ :‬ديلم بصري صالح‪.‬‬
‫الحديث أخرجه أبي عاصم في كتاب السنة ج ‪ 1‬ص ‪ 304‬فقال‪ :‬حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا‬
‫ديلم بن غزوان به‪.‬‬
‫وأخرجه المام أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى رحمه الله ج ‪ 6‬ص ‪ 87‬فقال‬
‫حدثنا محمد بن أبي بكر وغيره قالوا حدثنا ديلم بن غزوان به‪.‬‬ ‫ص ‪-122-‬‬
‫وقال المام البيهقي رحمه الله في كتاب السماء والصفات ص ‪ 278‬أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو نا أبو‬
‫العباس الصم نا يحيى بن أبي طالب أنا يزيد بن هارون أنا ديلم بن غزوان به‪.‬‬
‫وقال الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 42‬رواه أبو يعلى والبزار بنحوه إل أنه قال إلى رجل‬
‫من فراعنة العرب وقال الصحابي فيه يا رسول الله إنه أعتى من ذلك‪ .‬وقال سحابة جبال فرعدت وأبرقت‬
‫فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه‪ .‬وبنحو هذا رواه الطبراني في الوسط وقال فرعدت وأبرقت‪.‬‬
‫ورجال البزار رجال الصحيح غير ديلم بن غزوان وهو ثقة وفي رجال أبي يعلى والطبراني علي بن أبي‬
‫سارة وهو ضعيف‪ .‬ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫قال أبو عبد الرحمن أبو يعلى رواه من طريقين من الطريق التي ليس فيها علي بن أبي سارة وقد أشرت‬
‫إليها ومن طريق علي بن أبي سارة ج ‪ 6‬ص ‪.183‬‬
‫وأخرجه النسائي في التفسير ج ‪ 1‬ص ‪ 99‬وعلي بن أبي سارة شديد الضعف قال الحافظ الذهبي في‬
‫الميزان قال أبو داود تركوا حديثه وقال البخاري فيه نظر وقال أبو حاتم ضعيف ثم ذكر الحافظ الذهبي‬
‫رحمه الله أن هذا الحديث مما أنكر عليه‪.‬‬
‫فعلى هذا فالعتماد على الطريق الولى وهي ترتقي إلى الحجية والله أعلم‪.‬‬

‫"سورة إبراهيم"‪:‬‬ ‫ص ‪-123-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ة{ الية ‪.27‬‬ ‫في اْل ِ‬
‫خَر ِ‬ ‫و ِ‬
‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫في ال ْ َ‬
‫حَيا ِ‬ ‫ل الّثاب ِ ِ‬
‫ت ِ‬ ‫و ِ‬ ‫مُنوا ِبال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت الل ّ ُ‬
‫}ي ُث َب ّ ُ‬
‫قال النسائي رحمه الله ج ‪ 4‬ص ‪ 10‬حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبيه‬
‫ة{‬ ‫في اْل ِ‬
‫خَر ِ‬ ‫و ِ‬
‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫في ال ْ َ‬
‫حَيا ِ‬ ‫ل الّثاب ِ ِ‬
‫ت ِ‬ ‫و ِ‬ ‫مُنوا ِبال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت الل ّ ُ‬
‫عن خيثمة عن البراء قال }ي ُث َب ّ ُ‬
‫قال نزلت في عذاب القبر‪.‬‬
‫أخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيد عن البراء‬
‫في‬
‫ت ِ‬‫ل الّثاب ِ ِ‬
‫و ِ‬ ‫مُنوا ِبال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت الل ّ ُ‬
‫بن عازب عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال }ي ُث َب ّ ُ‬
‫ة{ قال نزلت في عذاب القبر يقال له‪ :‬من ربك؟ فيقول ربي الله وديني دين‬ ‫في اْل ِ‬
‫خَر ِ‬ ‫و ِ‬
‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫حَيا ِ‬
‫في‬ ‫ل الّثاب ِ ِ‬
‫ت ِ‬ ‫و ِ‬ ‫مُنوا ِبال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت الل ّ ُ‬
‫محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فذلك قوله }ي ُث َب ّ ُ‬
‫ة{‪.‬‬ ‫في اْل ِ‬
‫خَر ِ‬ ‫و ِ‬
‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫حَيا ِ‬
‫ورواه ابن ماجه ج ‪ 2‬ص ‪ 1427‬بالسند الخير‪.‬‬
‫"سورة النحل"‪:‬‬ ‫ص ‪-124-‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ء{ اليتان ‪ 75‬و ‪.76‬‬
‫ي ٍ‬ ‫عَلى َ‬
‫ش ْ‬ ‫دُر َ‬
‫ق ِ‬ ‫مُلو ً‬
‫كا ل ي َ ْ‬ ‫م ْ‬
‫دا َ‬ ‫مث ًَل َ‬
‫عب ْ ً‬ ‫ب الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ضَر َ‬
‫} َ‬
‫ابن جرير ج ‪ 4‬ص ‪ 151‬حدثنا ابن الصباح البزار قال‪ :‬حدثني يحيى بن إسحاق السيلحيني قال حدثنا حماد‬
‫عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إبراهيم عن عكرمة عن يعلى بن أمية عن ابن عباس في قوله عز‬
‫مث ًَل‬
‫كا{ قال‪ :‬نزلت في رجل من قريش وعبده‪ ،‬وفي قوله } َ‬ ‫مُلو ً‬‫م ْ‬
‫دا َ‬ ‫مث ًَل َ‬
‫عب ْ ً‬ ‫ه َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫وجل } َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م{‪ .‬قال هو‬ ‫قي ٍ‬
‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬
‫ط ُ‬ ‫عَلى ِ‬
‫صَرا ٍ‬ ‫و َ‬
‫ه َ‬
‫و ُ‬
‫ء{ إلى قوله } َ‬
‫ي ٍ‬ ‫عَلى َ‬
‫ش ْ‬ ‫دُر َ‬‫ق ِ‬‫م ل يَ ْ‬‫ما أب ْك َ ُ‬ ‫ه َ‬
‫حدُ ُ‬‫نأ َ‬ ‫جل َي ْ ِ‬
‫َر ُ‬
‫عثمان بن عفان‪ ،‬قال‪ :‬والبكم الذي أينما يوجهه ل يأتي بخير‪ ،‬ذاك مولى عثمان بن عفان كان عثمان ينفق‬
‫عليه ويكفله ويكفيه المؤونة‪ ،‬وكان الخر يكره السلم ويأباه‪ ،‬وينهاه عن الصدقة والمعروف فنزلت فيهما‪.‬‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫سا ٌ‬ ‫ه َ‬
‫ذا ل ِ َ‬ ‫و َ‬
‫ي َ‬
‫م ّ‬
‫ج ِ‬
‫ع َ‬
‫هأ ْ‬‫ن إ ِل َي ْ ِ‬
‫دو َ‬ ‫ذي ي ُل ْ ِ‬
‫ح ُ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫سا ُ‬ ‫ه بَ َ‬
‫شٌر ل ِ َ‬ ‫عل ّ ُ‬
‫م ُ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫قوُلو َ‬
‫ن إ ِن ّ َ‬ ‫م يَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫عل َ ُ‬
‫م أن ّ ُ‬ ‫قدْ ن َ ْ‬‫ول َ َ‬
‫} َ‬
‫ن{ الية ‪.103‬‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫ي ُ‬ ‫عَرب ِ ّ‬‫َ‬
‫ابن جرير ج ‪ 14‬ص ‪ 178‬حدثني المثنى قال‪ :‬حدثنا عمرو بن عون قال أخبرنا هشيم عن حصين هو ابن عبد‬
‫الرحمن عن عبد الله بن مسلم الحضرمي أنه كان لهم عبدان من أهل غير اليمن وكانا طفلين وكانا يقال‬
‫لحدهما يسار والخر جبر فكانا يقرآن التوراة وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬

‫ربما جلس إليهما‪ ،‬فقال كفار قريش‪ :‬إنما يجلس إليهما يتعلم منهما‪ ،‬فأنزل الله سبحانه‬ ‫ص ‪-125-‬‬
‫ن{‪.‬‬‫مِبي ٌ‬
‫ي ُ‬‫عَرب ِ ّ‬
‫ن َ‬
‫سا ٌ‬ ‫ه َ‬
‫ذا ل ِ َ‬ ‫و َ‬
‫ي َ‬
‫م ّ‬
‫ج ِ‬ ‫ه أَ ْ‬
‫ع َ‬ ‫ن إ ِل َي ْ ِ‬
‫دو َ‬ ‫ذي ي ُل ْ ِ‬
‫ح ُ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫سا ُ‬
‫وتعالى }ل ِ َ‬
‫الحديث ‪ 1‬رجاله رجال الصحيح إل المثنى وهو ابن إبراهيم الملي‪ ،‬فإني لم أجد من ترجم له‪ ،‬لكنه قد تابعه‬
‫سفيان بن وكيع وفيه كلم‪.‬‬
‫أما هشيم فهو ابن بشير وهو مدلس ولم يصرح بالتحديث لكنه قد تابعه خالد بن عبد الله وهو الطحان‬
‫ومحمد بن فضيل‪ ،‬ومن ثم قال الحافظ في الصابة بعد ذكره هذا الحديث‪ ،‬وحديًثا بعده بسند هذا الحديث‬
‫وسنده صحيح ج ‪ 2‬ص ‪.439‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫صحابي الحديث مختلف في اسمه فعند ابن جرير عبد الله بن مسلم وفي الجرح والتعديل لبن أبي حاتم‬
‫عبيد الله بن مسلم ج ‪ 5‬ص ‪ 332‬وفي التهذيب كالجرح والتعديل قال ويقال عبد الله‪ ،‬وقد أشار الحافظ‬
‫إلى هذا الختلف في الصابة ج ‪ 2‬ص ‪.439‬‬
‫هذا وللحديث شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما رواه الحاكم وصححه ج ‪ 2‬ص ‪ 357‬وعنده‪ :‬إنما‬
‫دا عبد ابن الحضرمي وهو صاحب الكتب‪ .‬الحديث‪.‬‬
‫يعلم محم ً‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫فوٌر‬ ‫ها ل َ َ‬
‫غ ُ‬ ‫د َ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ن َرب ّ َ‬
‫ك ِ‬ ‫صب َُروا إ ِ ّ‬
‫و َ‬
‫دوا َ‬
‫ه ُ‬
‫جا َ‬
‫م َ‬ ‫ما ُ‬
‫فت ُِنوا ث ُ ّ‬ ‫د َ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬
‫جُروا ِ‬
‫ها َ‬
‫ن َ‬ ‫ك ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬
‫م إِ ّ‬‫}ث ُ ّ‬
‫م{ الية ‪.110‬‬ ‫حي ٌ‬‫َر ِ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬وأخرجه البيهقي في الشعب ج ‪ 1‬ص ‪.95‬‬

‫ابن جرير ج ‪ 184‬حدثنا أحمد بن منصور قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا محمد‬ ‫ص ‪-126-‬‬
‫بن شريك عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬كان قوم من أهل مكة أسلموا وكانوا‬
‫يستخفون بالسلم‪ ،‬فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم‪ ،‬فأصيب بعضهم وقتل بعض‪ ،‬فقال المسلمون‪:‬‬
‫مي‬ ‫ة َ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫و ّ‬
‫فا ُ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫كان أصحابنا هؤلء مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت }إ ِ ّ‬
‫م{ إلى آخر الية‪.‬‬
‫ه ْ‬
‫س ِ‬ ‫أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬
‫قال‪ :‬وكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين هذه الية ل عذر لهم قال‪ :‬فخرجوا فلحقهم المشركون‬
‫فإ َ ُ‬
‫ل‬‫ع َ‬
‫ج َ‬ ‫في الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ي ِ‬
‫ذا أوِذ َ‬ ‫مّنا ِبالل ّ ِ‬
‫ه َ ِ‬ ‫لآ َ‬ ‫ن يَ ُ‬
‫قو ُ‬ ‫م ْ‬
‫س َ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫و ِ‬
‫فأعطوهم الفتنة فنزلت هذه الية } َ‬
‫ه{ إلى آخر الية‪ .‬فكتب المسلمون إليهم بذلك فخرجوا وأيسوا من كل خير ثم‬ ‫ب الل ّ ِ‬
‫ذا ِ‬ ‫س كَ َ‬
‫ع َ‬ ‫ة الّنا ِ‬
‫فت ْن َ َ‬
‫ِ‬
‫ها‬
‫د َ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ن َرب ّ َ‬
‫ك ِ‬ ‫صب َُروا إ ِ ّ‬
‫و َ‬
‫دوا َ‬
‫ه ُ‬
‫جا َ‬
‫م َ‬ ‫ما ُ‬
‫فت ُِنوا ث ُ ّ‬ ‫د َ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬
‫جُروا ِ‬
‫ها َ‬
‫ن َ‬ ‫ك ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫نزلت فيهم }ث ُ ّ‬
‫م إِ ّ‬
‫م{ فكتبوا إليهم بذلك إن الله قد جعل لكم مخرجا ‪ ،‬فخرجوا فأدركهم المشركون فقاتلوهم ثم‬ ‫حي ٌ‬
‫فوٌر َر ِ‬ ‫لَ َ‬
‫غ ُ‬
‫نجا من نجا وقتل من قتل‪.‬‬
‫الحديث قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 10‬رجاله رجال الصحيح غير محمد بن شريك وهو وهو‬
‫ثقة‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن{ الية ‪.126‬‬
‫ري َ‬
‫صاب ِ ِ‬
‫خي ٌْر ِلل ّ‬
‫و َ‬ ‫م لَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫صب َْرت ُ ْ‬ ‫ول َئ ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫ه َ‬
‫م بِ ِ‬
‫قب ْت ُ ْ‬
‫عو ِ‬
‫ما ُ‬ ‫مث ْ ِ‬
‫ل َ‬ ‫قُبوا ب ِ ِ‬
‫عا ِ‬ ‫م َ‬
‫ف َ‬ ‫عا َ‬
‫قب ْت ُ ْ‬ ‫ن َ‬
‫وإ ِ ْ‬
‫} َ‬
‫الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 133‬حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن عيسى بن عبيد عن‬
‫الربيع بن أنس عن أبي العالية قال‪ :‬حدثني أبي بن كعب قال‪ :‬لما كان يوم أحد أصيب من النصار أربعة‬
‫وستون رجل ومن المهاجرين ستة منهم حمزة‪ ،‬فمثلوا بهم فقالت النصار‪ :‬لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا‬
‫لنربين عليهم‪ ،‬فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله تعالى‪:‬‬

‫خي ٌْر‬
‫و َ‬ ‫م لَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫صب َْرت ُ ْ‬ ‫ول َئ ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫ه َ‬
‫م بِ ِ‬
‫قب ْت ُ ْ‬
‫عو ِ‬
‫ما ُ‬ ‫مث ْ ِ‬
‫ل َ‬ ‫قُبوا ب ِ ِ‬
‫عا ِ‬ ‫م َ‬
‫ف َ‬ ‫عا َ‬
‫قب ْت ُ ْ‬ ‫ن َ‬
‫وإ ِ ْ‬
‫} َ‬ ‫ص ‪-127-‬‬
‫ن{ فقال رجل ل قريش بعد اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬كفوا عن‬
‫ري َ‬
‫صاب ِ ِ‬
‫ِلل ّ‬
‫القوم إل أربعة"‪ .‬هذا حديث حسن غريب من حديث أبي بن كعب‪.‬‬
‫الحديث في مسند أحمد من زوائد عبد الله ج ‪ 5‬ص ‪ ،135‬وابن حبان كما في الموارد ص ‪ ،411‬والطبراني‬
‫في الكبير ج ‪ 3‬ص ‪ ،157‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 359‬و ‪ ،446‬وقال في الموضعين صحيح السناد وأقره الذهبي‪.‬‬

‫"سورة السراء"‪:‬‬ ‫ص ‪-128-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ويًل‪ُ ،‬أول َئ ِ َ‬
‫ك ال ّ ِ‬ ‫ح ِ‬
‫ول ت َ ْ‬ ‫عن ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ضّر َ‬
‫ف ال ّ‬ ‫ن كَ ْ‬
‫ش َ‬ ‫مل ِ ُ‬
‫كو َ‬ ‫ه َ‬
‫فل ي َ ْ‬ ‫دون ِ ِ‬‫ن ُ‬‫م ْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫مت ُ ْ‬‫ع ْ‬ ‫ن َز َ‬
‫ذي َ‬‫عوا ال ّ ِ‬ ‫ل اد ْ ُ‬
‫ق ِ‬ ‫} ُ‬
‫ة{ اليتان ‪ 56‬و ‪.57‬‬ ‫سيل َ َ‬‫و ِ‬‫ال ْ َ‬ ‫م‬
‫ه ُ‬ ‫ن إ َِلى َرب ّ ِ‬‫غو َ‬ ‫ن ي َب ْت َ ُ‬
‫عو َ‬‫ي َدْ ُ‬
‫مسلم ج ‪ 18‬ص ‪ 164‬حدثني أبو بكر بن نافع العبدي حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن العمش عن‬
‫ة{ قال كان نفر‬ ‫سيل َ َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫و ِ‬ ‫ن إ َِلى َرب ّ ِ‬
‫ه ُ‬ ‫غو َ‬
‫ن ي َب ْت َ ُ‬
‫عو َ‬
‫ن ي َدْ ُ‬
‫ذي َ‬ ‫إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله }ُأول َئ ِ َ‬
‫ك ال ّ ِ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫من النس يعبدون نفرا من الجن فأسلم النفر من الجن واستمسك النس بعبادتهم فنزلت }ُأول َئ ِ َ‬
‫ك ال ّ ِ‬
‫سيل َ َ‬
‫ة{‪ .‬ثم ساقه من طريق أخرى إلى ابن مسعود وفيه‪ :‬فأسلم الجنيون‬ ‫م ال ْ َ‬
‫و ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫غو َ َ‬
‫ن إ ِلى َرب ّ ِ‬ ‫ن ي َب ْت َ ُ‬
‫عو َ‬
‫ي َدْ ُ‬
‫والنس الذين كانوا يعبدونهم ل يشعرون فنزلت‪.‬‬
‫الحديث أصله في البخاري لكن ليس فيه التصريح بالنزول وهو في البخاري في التفسير ج ‪ 10‬ص ‪،13‬‬
‫وأخرجه ابن جرير ج ‪ 15‬ص ‪ 104‬و ‪ ،105‬وأخرجه الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ ،362‬وقال صحيح على شرط مسلم‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫م{ وذكر اليتين إلى قوله }ُأول َئ ِ َ‬
‫ك ال ّ ِ‬ ‫مت ُ ْ‬
‫ع ْ‬
‫ن َز َ‬ ‫عوا ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫وأقره الذهبي‪ .‬وفيه فأنزل عز وجل } ُ‬
‫ق ِ‬
‫ن{‪.‬‬
‫غو َ‬
‫ن ي َب ْت َ ُ‬
‫عو َ‬
‫ي َدْ ُ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وُلو َ‬
‫ن{ الية ‪ .59‬أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 258‬حدثنا عثمان‬ ‫ها اْل ّ‬
‫ب بِ َ‬ ‫ت إ ِّل أ ْ‬
‫ن ك َذّ َ‬ ‫ل ِباْليا ِ‬
‫س َ‬
‫ن ن ُْر ِ‬
‫عَنا أ ْ‬
‫من َ َ‬
‫ما َ‬
‫و َ‬
‫} َ‬
‫بن محمد قال عبد الله وسمعته أنا منه‬

‫حدثنا جرير عن العمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‪:‬‬ ‫ص ‪-129-‬‬
‫سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يجعل لها الصفا ذهبا وأن ينحي الجبال عنهم‬
‫فيزدرعون فقيل له إن شئت أن تستأني بهم وإن شئت أن تؤتيهم الذين سألوا‪ ،‬فإن كفروا أهلكوا كما‬
‫أهلكت من قبلهم قال‪" :‬ل بل أستأني بهم"‪ .‬فأنزل الله عز وجل هذه الية‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة{‪.‬‬
‫صَر ً‬
‫مب ْ ِ‬
‫ة ُ‬ ‫مودَ الّنا َ‬
‫ق َ‬ ‫وآت َي َْنا ث َ ُ‬ ‫وُلو َ‬
‫ن َ‬ ‫ها اْل ّ‬
‫ب بِ َ‬ ‫ت إ ِّل أ ْ‬
‫ن ك َذّ َ‬ ‫ل ِباْليا ِ‬
‫س َ‬
‫ن ن ُْر ِ‬
‫عَنا أ ْ‬
‫من َ َ‬
‫ما َ‬
‫و َ‬
‫} َ‬
‫الحديث عزاه الحافظ ابن كثير في البداية ج ‪ 3‬ص ‪ 52‬إلى النسائي ‪ 1‬وقال إن سنده جيد‪ ،‬وأخرجه ابن‬
‫جرير ج ‪ 15‬ص ‪ ،108‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 362‬وقال صحيح السناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي‪ .‬وقال الهيثمي‬
‫في المجمع ج ‪ 7‬ص ‪ 50‬رجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪:‬‬
‫قِليًل{ الية ‪.85‬‬
‫عل ْم ِ إ ِّل َ‬
‫ن ال ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ح ُ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫م َ‬
‫م ِ‬
‫ما أوِتيت ُ ْ‬
‫و َ‬
‫ر َرّبي َ‬
‫م ِ‬
‫نأ ْ‬‫م ْ‬
‫ح ِ‬
‫ل الّرو ُ‬
‫ق ِ‬ ‫ن الّرو ِ‬
‫ع ِ‬
‫ك َ‬ ‫وي َ ْ‬
‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 1‬ص ‪ 235‬حدثنا قيس بن حفص‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الواحد‪ ،‬قال حدثنا العمش سليمان عن‬
‫إبراهيم عن علقمة عن عبد الله‪ ،‬بينما أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ضرب‬
‫المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض‪ :‬سلوه عن الروح‪ ،‬وقال‬
‫بعضهم‪ :‬ل تسألوه ل يجيء فيه بشيء تكرهونه‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬لنسألنه‪ ،‬فقام رجل منهم فقال‪ :‬يا أبا‬
‫ن‬‫ع ِ‬‫ك َ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫وي َ ْ‬
‫القاسم ما الروح؟ فسكت‪ ،‬فقلت إنه يوحى إليه‪ ،‬فقمت فلما انجلى عنه فقال‪َ } " :‬‬
‫قِليًل{"‪ .‬قال العمش‪ :‬هي كذا قراءتنا‪.‬‬ ‫عل ْم ِ إ ِّل َ‬
‫ن ال ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ح ُ‬
‫م َ‬
‫م ِ‬
‫ما أوِتيت ُ ْ‬
‫و َ‬
‫ر َرّبي َ‬
‫م ِ‬
‫نأ ْ‬‫م ْ‬
‫ح ِ‬
‫ل الّرو ُ‬
‫ق ِ‬ ‫الّرو ِ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬وهو في التفسير من الكبرى ج ‪ 1‬ص ‪ – 111‬أنا زكريا بن يحيى نا إسحاق نا جرير به‪.‬‬

‫ص ‪ -130-‬الحديث ذكره البخاري في صحيحه في مواضع منها ج ‪ 10‬ص ‪ 15‬وفيه لما نزل عليه‬
‫قِليًل{ وج‬
‫عل ْم ِ إ ِّل َ‬
‫ن ال ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ح ُ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫م َ‬
‫م ِ‬
‫ما أوِتيت ُ ْ‬
‫و َ‬
‫ر َرّبي َ‬
‫م ِ‬
‫نأ ْ‬‫م ْ‬
‫ح ِ‬
‫ل الّرو ُ‬
‫ق ِ‬ ‫ن الّرو ِ‬
‫ع ِ‬
‫ك َ‬ ‫وي َ ْ‬
‫الوحي قال‪َ } :‬‬
‫‪ 17‬ص ‪ 33‬و ‪ 217‬و ‪ ،221‬وأخرجه مسلم ج ‪ 17‬ص ‪ ،137‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 138‬وقال هذا حديث حسن‬
‫صحيح‪ ،‬والمسند ج ‪ 1‬ص ‪ 389‬وص ‪ 410‬و ‪ ،445‬وابن جرير ج ‪ 15‬ص ‪ ،155‬والطبراني في المعجم الصغير‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ .86‬وأخرج الترمذي وصححه ج ‪ 4‬ص ‪ ،137‬والمام أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ ،255‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪531‬‬
‫وقال صحيح السناد وأقره الذهبي‪ :‬عن ابن عباس رضي الله عنهما قالت قريش لليهود أعطونا شيئا نسأل‬
‫ما‬ ‫َ‬ ‫ح ُ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫و َ‬
‫ر َرّبي َ‬
‫م ِ‬
‫نأ ْ‬‫م ْ‬
‫ح ِ‬
‫ل الّرو ُ‬
‫ق ِ‬ ‫ن الّرو ِ‬
‫ع ِ‬
‫ك َ‬ ‫وي َ ْ‬
‫عنه هذا الرجل فقالوا‪ :‬سلوه عن الروح فنزلت } َ‬
‫قِليًل{‪.‬‬
‫عل ْم ِ إ ِّل َ‬
‫ن ال ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫م َ‬
‫م ِ‬
‫أوِتيت ُ ْ‬
‫قالوا‪ :‬نحن لم نؤت من العلم إل قليل وقد أتينا التوراة فيها حكم الله ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا‬
‫قب َ َ‬
‫جئ َْنا‬ ‫ول َ ْ‬
‫و ِ‬ ‫ت َرّبي َ‬ ‫فدَ ك َل ِ َ‬
‫ما ُ‬ ‫ن ت َن ْ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫فدَ ال ْب َ ْ‬
‫حُر َ ْ‬ ‫ت َرّبي ل َن َ ِ‬ ‫دا ل ِك َل ِ َ‬
‫ما ِ‬ ‫دا ً‬
‫م َ‬ ‫ن ال ْب َ ْ‬
‫حُر ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ل لَ ْ‬
‫و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫فنزلت } ُ‬
‫دا{‪ .‬قال الحافظ ابن كثير ج ‪ 3‬ص ‪ 60‬في الكلم على الحديث الول وهذا الحديث يقتضي فيما‬ ‫مدَ ً‬ ‫مث ْل ِ ِ‬
‫ه َ‬ ‫بِ ِ‬
‫يظهر بادئ الرأي أن هذه الية مدنية وأنها نزلت حين سأله اليهود عن ذلك بالمدينة مع أن السورة كلها‬
‫مكية‪ ،‬وقد يجاب عن هذا بأنها قد تكون نزلت عليه بالمدينة مرة ثانية كما نزلت عليه بمكة قبل ذلك أو أنه‬
‫نزل عليه الوحي بأن يجيبهم عما سألوه بالية المتقدم إنزالها عليه وهي هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سِبيًل{ الية ‪.110‬‬
‫ك َ‬‫ن ذَل ِ َ‬
‫غ ب َي ْ َ‬
‫واب ْت َ ِ‬
‫ها َ‬
‫ت بِ َ‬
‫ف ْ‬
‫خا ِ‬
‫ول ت ُ َ‬ ‫صلت ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫هْر ب ِ َ‬
‫ج َ‬
‫ول ت َ ْ‬
‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 19‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم حدثنا أبو‬

‫هْر‬
‫ج َ‬
‫ول ت َ ْ‬
‫بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى‪َ } :‬‬ ‫ص ‪-131-‬‬
‫ها{‪.‬‬
‫ت بِ َ‬
‫ف ْ‬
‫خا ِ‬
‫ول ت ُ َ‬ ‫صلت ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫بِ َ‬
‫قال‪ :‬نزلت ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مختف بمكة كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته‬
‫بالقرآن فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به‪ ،‬فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه‬
‫ت‬
‫ف ْ‬
‫خا ِ‬
‫ول ت ُ َ‬
‫ك{ أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن } َ‬ ‫صلت ِ َ‬ ‫هْر ب ِ َ‬
‫ج َ‬
‫ول ت َ ْ‬
‫وعلى آله وسلم‪َ } :‬‬
‫سِبيًل{‪.‬‬ ‫ن ذَل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫غ ب َي ْ َ‬
‫واب ْت َ ِ‬
‫ها{ عن أصحابك فل تسمعهم } َ‬ ‫بِ َ‬
‫الحديث أخرجه مسلم ج ‪ 4‬ص ‪ ،165‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 139‬من طريقين إلى هشيم وقال في كل طريق‬
‫هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬النسائي ج ‪ 2‬ص ‪ ،138‬والمام أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 23‬وص ‪ ،215‬وابن جرير ج ‪ 15‬ص‬
‫‪ 184‬و ‪ 185‬و ‪.186‬‬
‫وأخرج البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 20‬ومسلم ج ‪ 4‬ص ‪ 165‬وابن جرير ج ‪ 15‬ص ‪ 183‬عن عائشة رضي الله عنها‬
‫قالت أنزل ذلك في الدعاء‪ ،‬وأخرج أحمد بن منيع كما في المطالب العالية ص ‪ ،443‬والبزار وقال الهيثمي‬
‫ج ‪ 7‬ص ‪ 51‬رجاله رجال الصحيح عن ابن عباس نحو حديث عائشة‪ ،‬وأخرج ابن إسحاق في السيرة ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 314‬من سيرة ابن هشام‪ ،‬وابن جرير ج ‪ 15‬ص ‪ 185‬عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم إذا جهر بالقرآن وهو يصلي تفرقوا وأبوا أن يستمعوا منه‪ ،‬وكان الرجل إذا أراد أن يستمع‬
‫من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعض ما يتلو وهو يصلي استرق السمع دونهم فرقا منهم‪،‬‬
‫فإن رأي أنهم قد عرفوا أنه يستمع ذهب خشية أذاهم فلم يستمع‪ ،‬فإن خفض رسول الله صلى الله عليه‬
‫صلت ِ َ‬
‫ك{‬ ‫هْر ب ِ َ‬
‫ج َ‬
‫ول ت َ ْ‬
‫وعلى آله وسلم صوته لم يستمع الذين يستمعون من قراءته شيئا فأنزل الله عليه } َ‬
‫ها{ فل تسمع من أراد أن‬
‫ت بِ َ‬
‫ف ْ‬
‫خا ِ‬
‫ول ت ُ َ‬
‫فيتفرقوا عنك } َ‬

‫غ‬
‫واب ْت َ ِ‬
‫يسمعها ممن يسترق ذلك دونهم لعله يرعوي إلى بعض ما يسمع فينتفع به } َ‬ ‫ص ‪-132-‬‬
‫سِبيًل{ وهذا لفظ ابن جرير ول تنافي بين هذه السباب إذ يحتمل أن المشركين يسبون القرآن‬ ‫ك َ‬‫ن ذَل ِ َ‬
‫ب َي ْ َ‬
‫ك{ أي بدعائك‬‫صلت ِ َ‬
‫هْر ب ِ َ‬
‫ج َ‬
‫ومن جاء به‪ ،‬ويؤذون من رأوه يستمع للقرآن‪ ،‬كما أنه يحتمل أن المراد }ل ت َ ْ‬
‫في الصلة ورواية أن ذلك في التشهد كما عند ابن جرير ج ‪ 15‬ص ‪ 187‬مبينة لموضعه والله أعلم‪.‬‬

‫"سورة مريم"‪:‬‬ ‫ص ‪-133-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ك{ الية ‪.64‬‬ ‫ر َرب ّ َ‬ ‫ل إ ِّل ب ِأ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ما ن َت َن َّز ُ‬
‫و َ‬
‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 43‬حدثنا أبو نعيم حدثنا عمر بن ذر قال سمعت أبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس‬
‫رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لجبريل "ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟"‬
‫خل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فَنا{‪.‬‬ ‫ما َ‬
‫و َ‬
‫ديَنا َ‬
‫ن أي ْ ِ‬
‫ما ب َي ْ َ‬ ‫ك لَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ر َرب ّ َ‬ ‫ل إ ِّل ب ِأ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ما ن َت َن َّز ُ‬
‫و َ‬
‫فنزلت } َ‬
‫الحديث أعاده في كتاب التوحيد ج ‪ 17‬ص ‪ ،217‬وأخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ ،145‬وقال هذا حديث حسن‬
‫غريب وأحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 231‬وص ‪ ،357‬وابن جرير ج ‪ 16‬ص ‪ ،103‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 611‬وقال صحيح على‬
‫شرطهما ولم يخرجاه وأقره الذهبي وهذا من أوهامهما ‪ 1‬فقد أخرجه‬
‫البخاري بهذا السند الذي أخرجه به‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫قا َ ُ‬ ‫}أ َ َ َ‬
‫ول َ ً‬
‫دا{ اليات ‪ 77‬و ‪ 78‬و ‪ 79‬و ‪.80‬‬ ‫ماًل َ‬
‫و َ‬ ‫ل َلوت َي َ ّ‬
‫ن َ‬ ‫و َ‬
‫فَر ِبآيات َِنا َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬
‫ذي ك َ َ‬ ‫فَرأي ْ َ‬
‫البخاري ج ‪ 5‬ص ‪ 221‬حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الولى أن يقال وهذا من أوهام الحاكم التي سكت عليها الذهبي ول يقال أقره؛ لن الذهبي لم يلتزم أن‬
‫ينبه على كل خطأ أخطأ فيه الحاكم كما يعلم من مقدمة تلخيص الذهبي وقد جمعت بحمد الله من الوهام‬
‫التي حصلت للحاكم وسكت عليها الذهبي ما يزيد على ألف وخمسمائة وعند إكمالها إن شاء الله تنشر‬
‫يسر الله ذلك‪.‬‬

‫شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال كنت قينا في الجاهلية‬ ‫ص ‪-134-‬‬
‫وكان لي على العاص بن وائل دين أتقاضاه‪ ،‬فقال‪ :‬ل أعطيك حتى تكفر بمحمد‪ ،‬فقلت‪ :‬ل أكفر حتى يميتك‬
‫الله ثم تبعث‪ ،‬قال‪ :‬دعني حتى أموت وأبعث فسأوتى مال وولدا فأقضيك‪ .‬فنزلت }أ َ َ َ‬
‫فَر‬ ‫ت ال ّ ِ‬
‫ذي ك َ َ‬ ‫فَرأي ْ َ‬
‫دا{‪.‬‬‫ه ً‬
‫ع ْ‬
‫ن َ‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫عن ْدَ الّر ْ‬ ‫ب أ َم ِ ات ّ َ‬
‫خذَ ِ‬ ‫ع ال ْ َ‬
‫غي ْ َ‬
‫َ‬
‫دا‪ ،‬أطّل َ َ‬
‫ول َ ً‬ ‫ماًل َ‬
‫و َ‬ ‫ن َ‬
‫قا َ ُ‬
‫ل َلوت َي َ ّ‬ ‫و َ‬
‫ِبآيات َِنا َ‬
‫الحديث أخرجه في مواضع منها ص ‪ 359‬من هذا الجزء وج ‪ 10‬ص ‪ 44‬وص ‪ 45‬وص ‪ ،46‬ومسلم ج ‪ 17‬ص‬
‫‪ ،138‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 146‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وأحمد ج ‪ 5‬ص ‪ ،111‬والطيالسي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ ،21‬وابن سعد ج ‪ 3‬ق ‪ 1‬ص ‪ ،116‬وابن جرير ج ‪ 16‬ص ‪ ،121‬والطبراني من الكبير ج ‪ 4‬ص ‪.77‬‬

‫"سورة النبياء"‪:‬‬ ‫ص ‪-135-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن{ اليتان ‪ 101‬و ‪.102‬‬
‫دو َ‬‫ع ُ‬
‫مب ْ َ‬
‫ها ُ‬
‫عن ْ َ‬ ‫سَنى ُأول َئ ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫مّنا ال ْ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫سب َ َ‬
‫ق ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫قال المام الطحاوي في مشكل الثار ج ‪ 1‬ص ‪ 431‬حدثنا عبيد بن رجال حدثنا الحسن بن علي حدثنا يحيى‬
‫بن آدم حدثنا أبو بكر بن عياش ثنا عاصم عن أبي رزين عن أبي يحيى عن ابن عباس قال‪ :‬آية في كتاب‬
‫الله عز وجل ل يسألني الناس عنها ول أدري أعرفوا ول يسألوني عنها فسئل ما هي قال لما نزلت }إ ِن ّك ُ ْ‬
‫م‬
‫َ‬
‫ن{ شق ذلك على أهل مكة‪ ،‬وقالوا شتم‬ ‫دو َ‬
‫ر ُ‬
‫وا ِ‬ ‫م لَ َ‬
‫ها َ‬ ‫م أن ْت ُ ْ‬
‫هن ّ َ‬
‫ج َ‬
‫ب َ‬
‫ص ُ‬
‫ح َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫دو ِ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫دو َ‬
‫عب ُ ُ‬
‫ما ت َ ْ‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫محمد آلهتنا‪ ،‬فجاءهم ابن الزبعري فقال ما شأنكم؟ قالوا شتم محمد آلهتنا‪ .‬قال‪ :‬وما قال‪ .‬قالوا‪ :‬قال‪:‬‬
‫َ‬
‫ن{ قال ادعوه لي‪ ،‬فدعا محمدا‬ ‫دو َ‬‫ر ُ‬
‫وا ِ‬ ‫م لَ َ‬
‫ها َ‬ ‫م أن ْت ُ ْ‬
‫هن ّ َ‬
‫ج َ‬
‫ب َ‬
‫ص ُ‬
‫ح َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫دو ِ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫دو َ‬
‫عب ُ ُ‬
‫ما ت َ ْ‬
‫و َ‬ ‫}إ ِن ّك ُ ْ‬
‫م َ‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال ابن الزبعري يا محمد هذا شيء للهتنا خاصة أم لكل ما عبد من دون‬
‫الله؟ قال‪" :‬بل لكل ما عبد من دون الله عز وجل"‪ .‬قال‪ :‬فقال خصمناه ورب هذه البنية يا محمد ألست‬
‫تزعم أن عيسى عبد صالح وعزيرا عبد صالح والملئكة عباد صالحون قال‪" :‬بلى"‪ .‬قال فهذه النصارى تعبد‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫عيسى وهذه اليهود تعبد عزيرا وهذه بنو مليح تعبد الملئكة‪ ،‬قال فضج أهل مكة‪ ،‬فنزلت‪} :‬إ ِ ّ‬
‫مث ًَل إ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫م َ‬ ‫مْري َ َ‬
‫ن َ‬
‫ب اب ْ ُ‬
‫ر َ‬
‫ض ِ‬ ‫ول َ ّ‬
‫ما ُ‬ ‫ن{ قال ونزلت } َ‬
‫دو َ‬
‫ع ُ‬
‫مب ْ َ‬
‫ها ُ‬
‫عن ْ َ‬ ‫سَنى ُأول َئ ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫مّنا ال ْ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫سب َ َ‬
‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫ن{ وهو الضجيج‪.‬‬
‫دو َ‬
‫ص ّ‬
‫ه يَ ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ق ْ‬

‫بعض رجال السند‪:‬‬ ‫ص ‪-136-‬‬


‫أبو يحيى هو مصدع قال عمار الدهني‪ :‬كان مصدع عالما بابن عباس‪ .‬وقال ابن حبان في الضعفاء‪ :‬كان‬
‫يخالف الثبات في الروايات وينفرد بالمناكير‪ .‬ا‪ .‬هـ‪ .‬مختصرا من تهذيب التهذيب وهو من رجال مسلم‬
‫فالظاهر أن حديثه ينزل عن الحسن ويصلح في الشواهد والمتابعات‪.‬‬
‫وأبو رزين هو مسعود بن مالك وثقه أبو زرعة كما في تهذيب التهذيب‪.‬‬
‫عبيد بن رجال ترجمه محمد بن أيوب المظاهري في تراجم شرح معاني الثار فلم يكد يبين لكن في‬
‫الكمال ج ‪ 4‬ص ‪ 33‬عبيد بن محمد بن موسى البزاز المؤذن يعرف بعبيد بن رجال يروي عن يحيى بن بكير‬
‫وأحمد بن صالح وغيرهما روى عنه أبو طالب الحافظ والمصري وغيرهما‪.‬‬
‫زاد المعلق وقال ابن يونس عبيد بن محمد موسى البزاز المؤذن يكنى أبا القاسم يعرف بعبيد بن رجال‬
‫إلى آخر ما ذكره‪.‬‬
‫وفي تبصير المنتبه وعبيد بن رجال شيخ الطبراني سمع يحيى بن بكير‪.‬‬
‫قلت‪ :‬اسمه محمد بن محمد بن موسى البزاز المؤذن وعبيد لقبه‪ .‬ا‪ .‬هـ‪ .‬فالظاهر أنه مستور الحال حيث‬
‫إنه لم يوثق وقد روى عنه جماعة ولكن الحديث قد جاء من غير طريقه كما سيأتي في سورة الزخرف إن‬
‫شاء الله‪.‬‬
‫وكما عند الطبراني في الكبير ج ‪ 12‬ص ‪ 153‬قال رحمه الله حدثنا معاذ بن المثنى ثنا علي بن المديني ثنا‬
‫يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بن بهدلة عن أبي رزين عن ابن عباس فذكره ولكنه أسقط‬
‫منه أبا يحيى فهي تعتبر علة للحديث المتقدم ولكنها غير قادحة لكثرة من زاد أبا يحيى‪.‬‬
‫طريق ثانية للحديث‪ :‬قال المام الطحاوي رحمه الله ج ‪ 1‬ص ‪ 432‬ثنا أحمد بن داود ثنا إبراهيم بن محمد‬
‫بن عرعرة ثنا يزيد بن أبي حكيم ثنا حكم بن‬

‫‪137‬‬ ‫ص ‪-137-‬‬
‫أبان عن عكرمة عن ابن عباس فذكر نحوه‪.‬‬
‫بعض رجال السند‪:‬‬
‫أحمد بن داود ابن موسى وثقه ابن يونس وابن الجوزي كما في تراجم الخبار وبقية الرجال من رجال‬
‫التهذيب أنزلهم رتبة يحسن حديثه فالحديث مع الطريق الولى صحيح لغيره والله أعلم‪.‬‬
‫طريق ثالثة إلى ابن عباس رضي الله عنه‪:‬‬
‫قال المام الطحاوي رحمه الله في مشكل الثار ج ‪ 1‬ص ‪ 431‬حدثنا أبو أمية ثنا محمد بن الصلت ثنا أبو‬
‫كدينة ‪ 1‬عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكر نحوه‪.‬‬
‫الحديث ذكره الخطيب في الفقيه والمتفقه ص ‪ 70‬عن شيخه أبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي حدثنا‬
‫أبو العباس محمد بن يعقوب الصم حدثنا أبو أمية الطرسوسي فذكره بعض رجال السند الذين يحتاجون‬
‫إلى كلم‪ .‬أبو أمية هو محمد بن إبراهيم الطرسوسي الحافظ قال ابن حبان دخل مصر فحدثهم من حفظه‬
‫من غير كتاب أخطأ فيها فل يعجبني الحتجاج بخبره إل بما حدث من كتابه‪ .‬ا‪ .‬هـ‪ .‬المراد من تهذيب‬
‫التهذيب‪ .‬وعطاء بن السائب مختلط وليس أبو كدينة ممن روى عنه قبل الختلط ولكنه متابع كما ترى فهو‬
‫ومحمد بن إبراهيم إذا لم يحدث من كتابه يصلحان في الشواهد والمتابعات‪.‬‬
‫طريق رابعة إلى ابن عباس‪:‬‬
‫قال المام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله ج ‪ 2‬ص ‪ 384‬حدثنا أبو العباس قاسم بن القاسم السياري ثنا‬
‫محمد بن موسى بن حاتم ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة‬
‫عن ابن عباس فذكر نحوه وقال صحيح السناد ولم يخرجاه‪ .‬محمد بن موسى بن حاتم هو القاشاني في‬
‫لسان الميزان أن الراوي عنه القاسم السياري قال‪ :‬أنا بريء من عهدته وقال ابن أبي سمعان‪ :‬كان محمد‬
‫بن علي الحافظ سيئ الرأي فيه‪ .‬ا‪ .‬هـ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬في الصل أبو كريب والصواب ما أثبتناه كما في تهذيب التهذيب‪.‬‬

‫"سورة الحج"‪:‬‬ ‫ص ‪-138-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫م{ الية ‪.19‬‬‫ه ْ‬
‫في َرب ّ ِ‬
‫موا ِ‬
‫ص ُ‬
‫خت َ َ‬
‫نا ْ‬
‫ما ِ‬
‫ص َ‬
‫خ ْ‬
‫ن َ‬ ‫ه َ‬
‫ذا ِ‬ ‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 8‬ص ‪ 298‬حدثنا قبيصة حدثنا سفيان بن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي ذر‬
‫م{ في ستة من قريش علي وحمزة‬
‫ه ْ‬‫في َرب ّ ِ‬
‫موا ِ‬
‫ص ُ‬
‫خت َ َ‬
‫نا ْ‬
‫ما ِ‬
‫ص َ‬
‫خ ْ‬
‫ن َ‬ ‫ه َ‬
‫ذا ِ‬ ‫رضي الله عنه قال‪ :‬نزلت } َ‬
‫وعبيد بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة‪.‬‬
‫الحديث أيضا ذكره في التفسير ج ‪ 1‬ص ‪ ،59‬وأخرجه مسلم ج ‪ 18‬ص ‪ ،166‬وابن ماجه رقم ‪،2835‬‬
‫والطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ ،21‬وابن سعد ج ‪ 2‬ق ‪ 1‬ص ‪ ،10‬وابن جرير ج ‪ 17‬ص ‪ ،131‬والطبراني في الكبير ج ‪3‬‬
‫ص ‪.164‬‬
‫وقد أخرج البخاري ج ‪ 8‬ص ‪ ،299‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 386‬من حديث قيس بن عباد عن علي نحوه‪ ،‬وقال‬
‫الحاكم لقد صح الحديث بهذه الروايات عن علي كما صح عن أبي ذر الغفاري وإن لم يخرجاه كذا قال‬
‫وأنت ترى أن البخاري قد أخرج حديث علي‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫حديث أبي ذر من الحاديث التي انتقدها الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني رحمه الله لن أبا‬
‫مجلز تارة يحدث به عن أبي ذر وتارة يحدث به من قوله قال فاضطرب الحديث‪.‬‬
‫قال النووي رحمه الله ج ‪ 18‬ص ‪ 166‬وهذا الحديث مما استدركه الدارقطني‬

‫فقال أخرجه البخاري عن أبي مجلز عن قيس عن علي رضي الله عنه‪ :‬أنا أول من يجثو‬ ‫ص ‪-139-‬‬
‫للخصومة قال قيس‪ :‬وفيهم نزلت الية ولم يجاوز به قيسا‪ ،‬ثم قال البخاري‪ :‬وقال عثمان عن جرير عن‬
‫منصور عن أبي هاشم عن أبي مجلز قوله قال الدارقطني فاضطرب الحديث قال النووي قلت‪ :‬فل يلزم‬
‫من هذا ضعف الحديث واضطرابه لن قيسا سمعه من أبي ذر كما رواه مسلم هنا فرواه عنه وسمع من‬
‫علي بعضه وأضاف إليه قيس ما سمعه من أبي ذر وأفتى به أبو مجلز تارة ولم يقل إنه من كلم نفسه‬
‫ورأيه وقد عملت الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم بمثل هذا‪ ،‬فيفتي النسان منهم بمعنى الحديث‬
‫عند الحاجة إلى الفتوى دون الرواية ول يرفعه فإذا كان وقت آخر وقصد الرواية رفعه وذكر لفظه وليس‬
‫في هذا اضطراب‪ .‬والله أعلم ا‪ .‬هـ‪ .‬كلم النووي رحمه الله‪.‬‬
‫وإن كنت تريد المزيد فعليك بمقدمة الفتح ج ‪ 2‬ص ‪ ،132‬وبالفتح ج ‪ 10‬ص ‪ 59‬و ‪ 60‬والله أعلم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫م لَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ديٌر{ الية ‪.39‬‬
‫ق ِ‬ ‫ه ْ‬
‫ر ِ‬ ‫عَلى ن َ ْ‬
‫ص ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫م ظُل ِ ُ‬
‫موا َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قات َُلو َ‬
‫ن ب ِأن ّ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}أِذ َ‬
‫قال المام أحمد رحمه الله ج ‪ 1‬ص ‪ 216‬ثنا إسحاق ‪ 1‬ثنا سفيان عن العمش عن مسلم البطين عن سعيد‬
‫بن جبير عن ابن عباس قال‪ :‬لما خرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مكة قال أبو بكر أخرجوا‬
‫عَلى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫م ظُل ِ ُ‬
‫موا َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قات َُلو َ‬
‫ن ب ِأن ّ ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫نبيهم إنا الله وإنا إليه راجعون ليهلكن فنزلت‪} :‬أِذ َ‬
‫ديٌر{ قال نعرف أنه سيكون قتال‪.‬‬ ‫م لَ َ‬
‫ق ِ‬ ‫ه ْ‬
‫ر ِ‬
‫ص ِ‬
‫نَ ْ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هو ابن يوسف الزرق‪.‬‬

‫قال ابن عباس هي أول آية نزلت في القتال‪.‬‬ ‫ص ‪-140-‬‬


‫الحديث رجاله رجال الصحيح وأخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 151‬وحسنه‪ ،‬والنسائي ج ‪ 6‬ص ‪ ،3‬وابن جرير ج ‪7‬‬
‫ص ‪ ،172‬والطبراني في المعجم والوائل‪ ،‬وابن حبان كما في موارد الظمآن‪ ،‬وعزاه الحافظ ابن كثير ج ‪3‬‬
‫ص ‪ 225‬لبن أبي حاتم‪ ،‬وأخرجه الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 66‬و ‪ 246‬و ‪ 390‬وج ‪ 3‬ص ‪ 7‬وقال في الجميع على شرط‬
‫الشيخين وسكت عليه الذهبي‪.‬‬
‫ثم ظهر أن الراجح إرساله فقد قال الترمذي ج ‪ 5‬ص ‪ 325‬بتحقيق إبراهيم عطوة وقد رواه عبد الرحمن بن‬
‫مهدي وغيره عن سفيان مرسل وذكر من طريق ابن أحمد الزبيري عن سفيان مرسل ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫وقد جاء وصله عند ابن جرير ج ‪ 17‬ص ‪ 172‬من طريق قيس بن الربيع عن العمش ولكن قيسا ضعيف‪.‬‬
‫وقد رواه الحاكم ج ‪ 3‬ص ‪ 7‬من طريق شعبة متابعا لسفيان ولكن ل تطمئن النفس إلى تفردات الحاكم‬
‫لكثرة أوهامه‪.‬‬
‫ثم وجدت الحافظ الدارقطني قد ذكره في العلل ج ‪ 1‬ص ‪ 214‬فقال هو حديث يرويه الثوري عن العمش‬
‫عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس‪.‬‬
‫واختلف عنه فوصله إسحاق الزرق ووكيع من رواية ابنه سفيان عنه والشجعي عن الثوري‪.‬‬
‫وأرسله غيرهم فلم يذكر ابن عباس ورواه الفرياني عن قيس بن الربيع عن العمش متصل‪ .‬وقيل عن‬
‫الفرياني عن الثوري ول يصح والمحفوظ عنه عن قيس‪.‬‬
‫وبهذا تعلم رجحان الرسال‪ .‬والله أعلم‪.‬‬

‫"سورة المؤمنون"‪:‬‬ ‫ص ‪-141-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن{ الية ‪.76‬‬
‫عو َ‬
‫ضّر ُ‬
‫ما ي َت َ َ‬
‫و َ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫ست َ َ‬
‫كاُنوا ل َِرب ّ ِ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ب َ‬
‫ف َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫ع َ‬ ‫خذَْنا ُ‬
‫ه ْ‬ ‫قدْ أ َ َ‬
‫ول َ َ‬
‫} َ‬
‫ابن جرير ج ‪ 18‬ص ‪ 45‬حدثنا ابن حميد قال حدثنا أبو تميلة هو يحيى بن واضح عن الحسين ‪ 1‬عن يزيد عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال‪ :‬يا محمد‬
‫ما‬ ‫ب َ‬
‫ف َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫ع َ‬ ‫قدْ أ َ َ‬
‫خذَْنا ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ول َ َ‬
‫أنشدك الله والرحم فقد أكلنا العلهز "يعني الوبر والدم"‪ ،‬فأنزل الله } َ‬
‫ن{‪.‬‬‫عو َ‬
‫ضّر ُ‬
‫ما ي َت َ َ‬
‫و َ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫ست َ َ‬
‫كاُنوا ل َِرب ّ ِ‬ ‫ا ْ‬
‫الحديث رجاله ثقات إل شيخ الطبري محمد بن حميد الرازي فإنه ضعيف لكن الحديث قد جاء من طرق‬
‫غير هذه الطريق التي هو فيها‪ ،‬فقد رواه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج ‪ 3‬ص ‪ ،251‬والنسائي‬
‫كما في ابن كثير‪ ،‬وابن حبان ‪ 2‬ص ‪ 434‬وفيه عندهم علي بن الحسين بن واقد وقد ضعف‪ ،‬ورواه الحاكم ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ ،394‬والواحدي في السباب وفيه عندهما محمد بن موسى بن حاتم وقد قال تلميذه القاسم‬
‫السياري أنا أبرأ من عهدته‪ ،‬وقال ابن أبي سعدان‪ :‬كان محمد بن علي الحافظ سيئ الرأي فيه‪ ،‬كما في‬
‫لسان الميزان أما الحاكم فقد صححه وأقره الذهبي‪ .‬وهو بمجموع طرقه إلى الحسين بن واقد صحيح‬
‫لغيره‪ .‬والله أعلم‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬في الصل الحسن وهو غلط مطبعي‪.‬‬
‫‪ 2‬من موارد الظمآن وفي ترتيب الصحيح ج ‪ 2‬ص ‪.226‬‬
‫"سورة النور"‪:‬‬ ‫ص ‪-142-‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ة{ الية ‪.3‬‬‫رك َ ً‬ ‫م ْ‬ ‫}الزاِني ل ين ْكح إّل زان ِي ً َ‬
‫ش ِ‬ ‫و ُ‬
‫ةأ ْ‬ ‫َ ِ ُ ِ َ َ‬ ‫ّ‬
‫الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 152‬حدثنا عبد بن حميد نا روح بن عبادة عن عبيد الله بن الخنس قال‪ :‬أخبرني عمرو بن‬
‫شعيب عن أبيه عن جده قال‪ :‬كان رجل يقال له مرثد بن أبي مرثد وكان رجل يحمل السرى من مكة‬
‫ويأتي بهم المدينة قال وكانت امرأة بغي بمكة يقال لها عناق وكانت صديقة له‪ ،‬وأنه كان وعد رجل من‬
‫أسارى مكة يحمله‪ ،‬قال فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة قال فجاءت‬
‫ي عرفت فقالت‪ :‬مرثد‪ ،‬فقلت‪ :‬مرثد‪ ،‬فقالت مرحبا‬
‫عناق فأبصرت سواد ظلي بجنب الحائط فلما انتهت إل ّ‬
‫وأهل‪ .‬هلم فبت عندنا الليلة‪ ،‬فقلت‪ :‬يا عناق حرم الله الزنا‪ .‬قالت‪ :‬يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم‬
‫قال فتبعني ثمانية‪ ،‬وسلكت الخندمة‪ ،‬فانتهيت إلى غار أو كهف فدخلت‪ .‬فجاءوا حتى قاموا على رأسي‬
‫وعماهم الله عني‪ ،‬قال‪ :‬ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته وكان رجل ثقيل‪ ،‬حتى انتهيت إلى الخر‬
‫ففككت عنه أكبله فجعلت أحمله ويعييني حتى قدمت المدينة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم فقلت‪ :‬يا رسول الله أنكح عناقا‪ ،‬فأمسك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يرد على‬
‫َ‬ ‫شيئا حتى نزلت }الزاِني ل ين ْكح إّل زان ِي ً َ‬
‫ك{‬‫ر ٌ‬ ‫ش ِ‬‫م ْ‬‫و ُ‬‫نأ ْ‬ ‫ها إ ِّل َزا ٍ‬
‫ح َ‬
‫ة ل ي َن ْك ِ ُ‬
‫والّزان ِي َ ُ‬ ‫رك َ ً‬
‫ة َ‬ ‫م ْ‬
‫ش ِ‬ ‫و ُ‬
‫ةأ ْ‬ ‫َ ِ ُ ِ َ َ‬ ‫ّ‬
‫رك َ ً‬
‫ة‬ ‫م ْ‬ ‫فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬يا مرثد }الزاِني ل ين ْكح إّل زان ِي ً َ‬
‫ش ِ‬ ‫و ُ‬‫ةأ ْ‬ ‫َ ِ ُ ِ َ َ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫ر ٌ‬
‫ك{ فل تنكحها"‪ .‬هذا حديث حسن غريب ل يعرف إل من هذا‬ ‫م ْ‬
‫ش ِ‬ ‫و ُ‬
‫نأ ْ‬‫ها إ ِّل َزا ٍ‬
‫ح َ‬
‫ة ل ي َن ْك ِ ُ‬
‫والّزان ِي َ ُ‬
‫َ‬
‫الوجه‪.‬‬

‫الحديث أخرجه أبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ ،176‬والنسائي ج ‪ 6‬ص ‪ ،54‬وابن جرير ج ‪ 18‬ص ‪71‬‬ ‫ص ‪-143-‬‬
‫وفي السند عنده مبهم‪ ،‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 166‬مختصرا وقال صحيح السناد وأقره الذهبي‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫داءُ إ ِّل أ َن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫دا ٍ‬
‫ها َ‬ ‫ع َ‬
‫ش َ‬ ‫م أْرب َ ُ‬
‫ه ْ‬
‫د ِ‬
‫ح ِ‬
‫هادَةُ أ َ‬
‫ش َ‬ ‫م َ‬
‫ف َ‬ ‫ه ْ‬
‫س ُ‬
‫ف ُ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬
‫ش َ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ول َ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬‫ج ُ‬
‫وا َ‬‫ن أْز َ‬ ‫مو َ‬‫ن ي َْر ُ‬
‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬‫} َ‬
‫ن{ اليات ‪ 6‬و ‪ 7‬و ‪ 8‬و ‪.9‬‬ ‫قي َ‬ ‫صاِد ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ه لَ ِ‬‫ه إ ِن ّ ُ‬‫ِبالل ّ ِ‬
‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 64‬حدثنا إسحاق حدثنا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا الوزاعي قال حدثني الزهري‬
‫عن سهل بن سعد أن عويمرا أتى عاصم بن عدي وكان سيد بني عجلن فقال‪ :‬كيف تقولون في رجل وجد‬
‫مع امرأته رجل يقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ سل لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك‪.‬‬
‫فأتى عاصم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال‪ :‬يا رسول الله فكره رسول الله صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم المسائل‪ ،‬فسأله عويمر فقال‪ :‬إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كره‬
‫المسائل وعابها قال عويمر والله ل أنتهي حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك‬
‫فجاء عويمر فقال يا رسول الله‪ ،‬رجل وجد مع امرأته رجل أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك" فأمرهما رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم بالملعنة بما سمى الله في كتابه فلعنها‪ ،‬ثم قال يا رسول الله إن حبستها فقد‬
‫ظلمتها‪ .‬فطلقها‪ ،‬فكانت سنة لمن كان بعدهما في المتلعنين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪" :‬انظروا فإن جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الليتين خدلج الساقين فل أحسب عويمر إل قد‬
‫صدق عليها‪ ،‬وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة فل أحسب عويمر إل قد كذب عليها‪ ،‬فجاءت به على النعت‬
‫الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من تصديق عويمر فكان بعد ينسب إلى أمه‪.‬‬

‫الحديث أخرجه البخاري أيضا في كتاب الطلق ج ‪ 11‬ص ‪ 282‬و ‪ 369‬و ‪ 376‬وج ‪ 17‬ص‬ ‫ص ‪-144-‬‬
‫‪ ،40‬ومسلم ج ‪ 10‬ص ‪ 120‬وص ‪ ،123‬وأبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ ،241‬والنسائي ج ‪ 6‬ص ‪ ،140‬وابن ماجه رقم‬
‫‪ ،2206‬وأحمد ج ‪ 5‬ص ‪ 334‬و ‪ ،337‬ومالك ج ‪ 2‬ص ‪ ،89‬والدارمي ح ‪ 2‬ص ‪ ،150‬والدارقطني ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ ،274‬وابن جرير ج ‪ 18‬ص ‪.85‬‬
‫وقد أخرج البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ ،65‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 154‬وحسنه‪ ،‬وأبو داود ج ‪ 4‬ص ‪ 243‬وص ‪ ،244‬وابن‬
‫ماجه رقم ‪ ،1067‬وأحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 238‬و ‪ "1"273‬والدارقطني ج ‪ 3‬ص ‪ ،277‬وابن جرير ج ‪ 18‬ص ‪،83‬‬
‫والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 202‬وقال صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي‪ .‬من حديث ابن عباس نحو حديث‬
‫سهل إل أنه قال‪ :‬إن القاذف هلل بن أمية‪.‬‬
‫وأخرج مسلم ج ‪ 10‬ص ‪ ،124‬والترمذي وصححه ج ‪ 2‬ص ‪ ،224‬وج ‪ 4‬ص ‪ ،154‬والنسائي ج ‪ 6‬ص ‪،144‬‬
‫وأحمد ج ‪ 2‬ص ‪ 19‬و ‪ ،42‬والدارمي ج ‪ 2‬ص ‪ ،150‬وابن الجارود ص ‪ ،252‬وابن جرير ج ‪ 18‬ص ‪ 84‬من‬
‫حديث ابن عمر نحوه والسائل عن الحكم والملعن مبهم لكن فسر في حديث عند مسلم والنسائي أنه‬
‫العجلني‪.‬‬
‫وأخرج مسلم ج ‪ 10‬ص ‪ ،127‬وأبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ ،242‬وابن ماجه رقم ‪ ،2068‬وأحمد ج ‪ 1‬ص ‪ ،448‬وابن‬
‫جرير ج ‪ 18‬ص ‪ 84‬عن ابن مسعود نحوه وعند مسلم وبعضهم أنه رجل من النصار‪.‬‬
‫وأخرج مسلم ج ‪ 10‬ص ‪ ،128‬والنسائي ج ‪ 6‬ص ‪ 141‬من حديث أنس نحوه وفيه أن هلل بن أمية قذف‬
‫امرأته وذكر الحديث‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬وأخرجه الطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪.319‬‬

‫وأخرج البزار عن حذيفة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬ ‫ص ‪-145-‬‬
‫لبي بكر‪" :‬لو رأيت مع أم رومان رجل ما كنت فاعل به؟" قال‪ :‬كنت والله فاعل به شرا‪ .‬قال‪" :‬فأنت يا‬
‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫ج ُ‬
‫وا َ‬
‫ن أْز َ‬
‫مو َ‬
‫ن ي َْر ُ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عمر" قال‪ :‬كنت والله قاتله‪ ،‬كنت أقول لعن الله العجز‪ .‬فإنه خبيث‪ ،‬فنزلت } َ‬
‫م{‪.‬‬‫ه ْ‬
‫س ُ‬ ‫داءُ إ ِّل أ َن ْ ُ‬
‫ف ُ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬
‫ش َ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ول َ ْ‬
‫م ي َك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 74‬رجاله ثقات‪.‬‬
‫أقول حديث حذيفة ل يحتاج إلى أن نتكلف في الجمع بينه وبين الحديثين السابقين لنه من رواية زيد بن‬
‫يثيع كما في تفسير ابن كثير ولم يرو عنه سوى أبي إسحاق ولم يوثقه سوى ابن حبان والعجلي كما في‬
‫تهذيب التهذيب وهما متساهلن في التوثيق وأيضا قد اختلف في وصله وإرساله‪ ،‬والذي أرسله أتقن وهو‬
‫أقوى من الذي وصله ‪ 1‬وهو يونس بن أبي إسحاق وأيضا أبو إسحاق مدلس كما في تهذيب التهذيب ولم‬
‫يصرح بالتحديث‪ .‬ويبقى النظر في الجمع بين الحديثين المتقدمين‪ .‬فأقرب القوال عندي أن هلل بن أمية‬
‫سأل وصادف مجيء العجلني فنزلت فيهما الية معا‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫وإن كنت تريد المزيد فعليك بالفتح فقد ذكر هنالك أقوال أهل العلم ج ‪ 10‬ص ‪ 65‬و ‪.66‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ئ ِ‬‫ر ٍ‬
‫م ِ‬
‫لا ْ‬ ‫خي ٌْر ل َك ُ ْ‬
‫م ل ِك ُ ّ‬ ‫و َ‬
‫ه َ‬
‫ل ُ‬ ‫شّرا ل َك ُ ْ‬
‫م بَ ْ‬ ‫سُبوهُ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ل تَ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫ة ِ‬
‫صب َ ٌ‬‫ع ْ‬
‫ك ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ءوا ِباْل ِ ْ‬ ‫جا ُ‬‫ن َ‬‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬
‫}إ ِ ّ‬
‫م{ من الية ‪ 11‬إلى الية ‪.22‬‬ ‫ظي ٌ‬
‫ع ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ع َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫ه َ‬‫م لَ ُ‬‫ه ْ‬ ‫وّلى ك ِب َْرهُ ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ذي ت َ َ‬‫وال ّ ِ‬‫ن اْل ِث ْم ِ َ‬ ‫م َ‬‫ب ِ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬
‫س َ‬ ‫َ‬
‫البخاري ج ‪ 6‬ص ‪ 198‬حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود وأفهمني بعضه‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬وقد رجح أبو حاتم إرساله كما في العلل لبنه ج ‪ 1‬ص ‪.445‬‬

‫أحمد قال حدثنا فليح عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة‬ ‫ص ‪-146-‬‬
‫بن وقاص الليثي وعبيد بن عبد الله بن عتبة عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم حين قال لها أهل الفك ما قالوا فبرأها الله منه‪ .‬قال الزهري وكلهم حدثني طائفة من حديثها‬
‫وبعضهم أوعى من بعض وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة‬
‫وبعض حديثهم يصدق بعضا زعموا أن عائشة قالت‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا‬
‫أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها أخرج بها معه ‪ .1‬فأقرع بيننا في غزاة غزاها‬
‫ل في هودج وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ‬ ‫م ُ‬ ‫ُ‬ ‫فخرج سهمي فخرجت معه بعد ما ُأنزِ َ‬
‫ل الحجاب فأنا أح َ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل‬
‫فقمت حين آذنوا بالرحيل‪ ،‬فلمست صدري‪ ،‬فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع فرجعت فالتمست‬
‫عقدي فحبسني ابتغاؤه‪.‬‬
‫فأقبل الذين يرحلون بي فاحتملوا هودجي فرحلوه علي بعيري الذي أركب وهو يحسبون أني فيه‪ ،‬وكان‬
‫النساء إذ ذاك خفاًفا لم يثقلن ولم يغشهن اللحم‪ ،‬وإنما يأكلن العلقة من الطعام‪ ،‬فلم يستنكر القوم حين‬
‫رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه‪ .‬وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا‪ ،‬فوجدت عقدي بعد ما استمر‬
‫ي‪،‬‬
‫الجيش‪ ،‬فجئت منزلهم وليس فيه أحد فأممت منزلي الذي كنت‪ ،‬وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إل ّ‬
‫فبينما أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت‪ ،‬وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش‬
‫فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم‪ ،‬وأتاني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين‬
‫أناخ راحلته فوطئ يدها فركبتها‪ ،‬فانطلق يقود بي الراحلة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬للنسفي ولبي ذر عن غير الكشميهني وفي رواية الكشميهني والباقين خرج وهو الصواب ولعل الول‬
‫"ُأخرج" بضم أوله على البناء للمجهول ا‪ .‬هـ‪ .‬الفتح‪.‬‬

‫حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة‪ ،‬فهلك من هلك وكان الذي‬ ‫ص ‪-147-‬‬
‫تولى الفك عبد الله بن أبي بن سلول‪ .‬فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا والناس يفيضون في قول‬
‫أصحاب الفك ويريبني في وجهي أني ل أرى من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللطف الذي كنت‬
‫أرى منه حين أمرض إنما يدخل فيسلم ثم يقول‪"$ :‬كيف تيكم"‪ ،‬ل أشعر بشيء من ذلك حتى نقهت‬
‫مت َب َّرَزنا ل نخرج إل ليل إلى ليل ‪-‬وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من‬ ‫فخرجت أنا وأم مسطح قِب َ َ‬
‫ل المناصع ُ‬
‫بيوتنا‪ ،‬وأمرنا أمر العرب الول في البرية أو في التنزه‪ -‬فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي فعثرت‬
‫في مرطها‪ ،‬فقالت‪ :‬تعس مسطح‪ .‬فقلت لها‪ :‬بئس ما قلت‪ ،‬أتسبين رجل شهد بدرا‪ .‬فقالت‪ :‬يا هنتاه ألم‬
‫تسمعي ما قالوا؟ فأخبرتني بقول أهل الفك‪ ،‬فازددت مرضا إلى مرضي‪ .‬فلما رجعت إلى بيتي دخل علي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسلم فقال‪" :‬كيف تيكم"‪ ،‬فقلت‪ :‬ائذن لي إلى أبوي‪ .‬قالت‪:‬‬
‫وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأتيت‬
‫أبوي‪ ،‬فقلت لمي‪ :‬ما يتحدث به الناس‪ ،‬فقالت‪ :‬يا بنية هوني على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة‬
‫قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إل أكثرن عليها‪ .‬فقلت‪ :‬سبحان الله ولقد يتحدث الناس بهذا‪ ،‬قالت‬
‫فبت تلك الليلة حتى أصبحت ل ي َْرَقأ لي دمع ول أكتحل بنوم‪ ،‬ثم أصبحت‪ ،‬فدعا رسول الله صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله‪ ،‬فأما‬
‫أسامة فأشار عليه الذي يعلم في نفسه من الود لهم‪ ،‬فقال أسامة‪ :‬أهلك يا رسول الله ول نعلم والله إل‬
‫خيرا‪.‬‬
‫وأما علي فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك‪ ،‬والنساء سواها كثير‪ ،‬وسل الجارية تصدقك‪ ،‬فدعا رسول‬
‫الله بريرة فقال‪" :‬يا بريرة هل رأيت فيها شيئا يريبك"‪ .‬فقالت بريرة ل والذي بعثك بالحق‪ ،‬إن رأيت منها‬
‫أمرا‬
‫أغمصه عليها قط أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن العجين‪ ،‬فتأتي الداجن‪،‬‬ ‫ص ‪-148-‬‬
‫فتأكله‪ .‬فقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي‪ ،‬فوالله ما‬
‫علمت على أهلي إل خيرا‪ ،‬وقد ذكروا رجل ما علمت عليه إل خيرا‪ ،‬وما كان يدخل على أهلي إل معي"‪.‬‬
‫فقام سعد بن معاذ فقال‪ :‬يا رسول الله أنا والله أعذرك منه‪ ،‬إن كان من الوس ضربنا عنقه‪ ،‬وإن كان من‬
‫أخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك‪ .‬فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج‪ ،‬وكان قبل ذلك رجل‬
‫صالحا وكان احتملته الحمية فقال‪ :‬كذبت لعمر الله‪ ،‬ل تقتله ول تقدر على ذلك‪ .‬فقام أسيد بن الحضير‪،‬‬
‫ج حتى‬
‫س والخزر ُ‬
‫ن الو ُ‬
‫فقال كذبت لعمر الله والله لنقتلنه‪ ،‬فإنك منافق تجادل عن المنافقين‪ ،‬فثار الحّيا ِ‬
‫هموا ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على المنبر فنزل وخفضهم حتى سكتوا وسكت‪ .‬قالت‪:‬‬
‫وبكيت يومي ل يرقأ لي دمع‪ ،‬ول أكتحل بنوم‪ ،‬فأصبح عندي أبواي‪ ،‬وقد بكيت ليلتي ويوما حتى ظننت أن‬
‫البكاء فالق كبدي‪ .‬قال‪ :‬فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي‪ ،‬إذ استأذنت امرأة من النصار فأذنت لها‬
‫فجلست تبكي معي‪ ،‬فبينما نحن كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجلس ولم‬
‫ي ما قيل قبلها‪ ،‬وقد مكث شهرا ل يوحى إليه في شأني شيء قالت‪ :‬فتشهد‬
‫يجلس عندي من يوم قيل ف ّ‬
‫ثم قال‪" :‬يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا‪ ،‬فإن كنت بريئة فسيبرئك الله‪ ،‬وإن كنت ألممت بذنب‬
‫فاستغفري الله وتوبي إليه‪ ،‬فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه"‪ .‬فلما قضى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة‪ ،‬وقلت لبي‪ :‬أجب عني رسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬قال‪ :‬والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪.‬‬
‫فقلت لمي‪ :‬أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬

‫فيما قال‪ .‬قالت‪ :‬والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪.‬‬ ‫ص ‪-149-‬‬
‫قالت‪ :‬وأنا جارية حديثة السن ل أقرأ كثيًرا من القرآن فقلت إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث‬
‫به الناس‪ ،‬ووقر في أنفسكم وصدقتم به‪ ،‬ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني لبريئة ل تصدقوني بذلك‪،‬‬
‫ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة‪ ،‬لتصدقني والله ما أجد لي ولكم مثل إل أبا يوسف إذ قال‪:‬‬
‫ن{ ثم تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله‪،‬‬ ‫ص ُ‬
‫فو َ‬ ‫عَلى َ‬
‫ما ت َ ِ‬ ‫ن َ‬
‫عا ُ‬
‫ست َ َ‬ ‫ه ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫مي ٌ‬
‫ل َ‬ ‫ج ِ‬
‫صب ٌْر َ‬ ‫} َ‬
‫ف َ‬
‫ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا‪ ،‬ولنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري‪،‬‬
‫ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله‪ ،‬فوالله ما‬
‫رام مجلسه ول خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه‪ ،‬فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء‪ ،‬حتى إنه ليتحدر‬
‫سّريَ عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو‬
‫منه مثل الجمان من العرق في يوم شات‪ ،‬فلما ُ‬
‫يضحك‪ ،‬فكان أو لكلمة تكلم بها أن قال لي‪" :‬يا عائشة احمدي الله فقد برأك الله"‪ .‬فقالت أمي‪ :‬قومي‬
‫ك‬ ‫ءوا ِباْل ِ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫جا ُ‬
‫ن َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫إلى رسول الله‪ .‬فقلت‪ :‬ل والله ل أقوم إليه ول أحمد إل الله فأنزل الله تعالى }إ ِ ّ‬
‫م{ – اليات – فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫ة ِ‬
‫صب َ ٌ‬
‫ع ْ‬
‫ُ‬
‫على مسطح بن أثاثة لقرابته منه‪ :‬والله ل أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد ما قاله لعائشة‪ ،‬فأنزل الله‬
‫م{‪ .‬فقال أبو بكر‪ :‬بلى والله‬‫حي ٌ‬ ‫ة{ إلى قوله } َ‬
‫غ ُ‬
‫فوٌر َر ِ‬ ‫ع ِ‬
‫س َ‬
‫وال ّ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ل ِ‬
‫ض ِ‬ ‫ل ُأوُلو ال ْ َ‬
‫ف ْ‬ ‫ْ‬
‫ول ي َأت َ ِ‬
‫تعالى‪َ } :‬‬
‫إني لحب أن يغفر الله لي‪ .‬فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه‪ .‬وكان رسول الله صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري‪ ،‬فقال‪" :‬يا زينب ما علمت ما رأيت"‪ .‬فقالت‪ :‬أحمي‬
‫سمعي وبصري والله ما علمت عليها إل خيًرا‪ .‬قالت وهي التي كانت تساميني فعصمها الله بالورع‪.‬‬

‫قال وحدثنا فليح عن هشام بن عروة عن عائشة وعبد الله بن الزبير مثله‪ .‬قال وحدثنا‬ ‫ص ‪-150-‬‬
‫فليح عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن بن سعيد عن القاسم بن محمد بن أبي بكر مثله‪.‬‬
‫الحديث أخرجه في مواضع منها ج ‪ 8‬ص ‪ 436‬وج ‪ 10‬ص ‪ 68‬وص ‪ 106‬وج ‪ 14‬ص ‪ 373‬مختصرا وج ‪ 17‬ص‬
‫‪ 32‬مختصرا أيضا‪ ،‬ومسلم ج ‪ 17‬ص ‪ ،102‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ ،155‬وعبد الرزاق في المصنف ج ‪ 5‬ص‬
‫‪ ،410‬وأحمد ج ‪ 6‬ص ‪ 59‬وص ‪ 103‬مختصرا‪ ،‬وابن جرير ج ‪ 18‬ص ‪ 90‬وفي التاريخ ج ‪ 3‬ص ‪ ،67‬وابن‬
‫إسحاق كما في السيرة لبن هشام ج ‪ 2‬ص ‪.297‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫عَلى ال ْب ِ َ‬
‫صًنا{ الية ‪.33‬‬
‫ح ّ‬
‫ن تَ َ‬
‫ن أَردْ َ‬
‫ء إِ ْ‬
‫غا ِ‬ ‫فت ََيات ِك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫هوا َ‬ ‫ول ت ُك ْ ِ‬
‫ر ُ‬ ‫} َ‬
‫مسلم ج ‪ 18‬ص ‪ 162‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب جميعا عن أبي معاوية واللفظ لبي كريب‬
‫حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن أبي سفيان عن جابر قال كان عبد الله بن أبي بن سلول يقول لجارية‬
‫َ‬ ‫عَلى ال ْب ِ َ‬
‫صًنا‬
‫ح ّ‬
‫ن تَ َ‬‫ن أَردْ َ‬ ‫ء إِ ْ‬
‫غا ِ‬ ‫م َ‬ ‫فت ََيات ِك ُ ْ‬‫هوا َ‬ ‫ول ت ُك ْ ِ‬
‫ر ُ‬ ‫له‪ :‬اذهبي فابغينا شيئا‪ ،‬فأنزل الله عز وجل‪َ } :‬‬
‫م{‪.‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫فوٌر َر ِ‬ ‫غ ُ‬‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫د إ ِك َْرا ِ‬
‫ه ِ‬ ‫ع ِ‬‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ِ‬ ‫ن َ‬
‫فإ ِ ّ‬ ‫ه ّ‬
‫ه ُ‬ ‫ن ي ُك ْ ِ‬
‫ر ْ‬ ‫م ْ‬
‫و َ‬
‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫ض ال ْ َ‬
‫حَيا ِ‬ ‫عَر َ‬
‫غوا َ‬
‫ل ِت َب ْت َ ُ‬
‫الحديث أخرجه أيضا مسلم من طريق أخرى تنتهي إلى العمش عن أبي سفيان به‪ .‬وفيه أن جارية لعبد‬
‫الله بن أبي بن سلول يقال لها مسيكة‪ ،‬وأخرى يقال لها أميمة‪ ،‬فكان يكرههما على الزنا فشكتا ذلك إلى‬
‫النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنزل الله الية‪ .‬وأخرجه أبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ 264‬وفيه أن جارية لبعض‬
‫النصار يقال لها مسيكة‪ ،‬وابن جرير ج ‪ 18‬ص ‪ 132‬و ‪ ،133‬والبزار كما في تفسير الحافظ ابن كثير ج ‪3‬‬
‫ص ‪ 288‬وفيه تصريح‬

‫العمش بالسماع من أبي سفيان والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 211‬وص ‪ ،397‬وقال في الموضعين‬ ‫ص ‪-151-‬‬
‫على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي‪ .‬وفي الموضع الول أن المكره رجل وأن اسمه مسكين‬
‫فلعله تحريف‪ .‬وقول الحاكم في الول على شرط مسلم‪ ،‬وإقرار الذهبي له في نظر؛ فإن محمد بن الفرج‬
‫الزرق ليس من رجال مسلم‪ ،‬وإنما ذكره الحافظ في التهذيب في التمييز وفيه أيضا كلم‪.‬‬
‫وفي مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 82‬عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت لعبد الله بن أبي جارية تزني في‬
‫الجاهلية‪ ،‬فلما حرم الزنا قالت‪ :‬ل والله ل أزني أبدا فنزلت الية‪.‬‬
‫رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجال الطبراني رجال الصحيح‪ .‬وذكره الحافظ ابن كثير عازيا له للطيالسي‬
‫بسنده‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫من ْك ُ ْ‬
‫م{ الية ‪.55‬‬ ‫مُنوا ِ‬
‫نآ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عدَ الل ّ ُ‬
‫و َ‬
‫} َ‬
‫الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 401‬حدثني محمد بن صالح بن هانئ‪ ،‬حدثنا أبو سعيد محمد بن شاذان ‪ ،‬حدثني أحمد بن‬
‫سعيد الدارمي‪ ،‬حدثنا علي بن الحسين بن واقد‪ ،‬حدثني أبي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن‬
‫كعب رضي الله عنه قال‪ :‬لما قدم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم‬
‫النصار‪ ،‬رمتهم العرب عن قوس واحدة كانوا ل يبيتون إل بالسلح ول يصبحون إل فيه‪ ،‬فقالوا ترون أنا‬
‫مُلوا‬ ‫ع ِ‬‫و َ‬‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫مُنوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬‫عدَ الل ّ ُ‬‫و َ‬‫نعيش حتى نكون آمنين مطمئنين ل نخاف إل الله فنزلت } َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫ه ُ‬‫م ِدين َ ُ‬‫ه ْ‬‫ن لَ ُ‬ ‫مك ّن َ ّ‬‫ول َي ُ َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قب ْل ِ ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫ذي َ‬‫ف ال ّ ِ‬
‫خل َ َ‬‫ست َ ْ‬
‫ما ا ْ‬ ‫ض كَ َ‬‫في اْلْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫فن ّ ُ‬ ‫خل ِ َ‬‫ست َ ْ‬ ‫ت ل َي َ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬
‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ك{ يعني بالنعمة‬ ‫عدَ ذَل ِ َ‬ ‫فَر ب َ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫م ْ‬‫ف َ‬ ‫مًنا{ إلى } َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف ِ‬
‫و ِ‬
‫خ ْ‬‫د َ‬‫ع ِ‬‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬‫م ِ‬
‫ه ْ‬‫ول َي ُب َدّل َن ّ ُ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ضى ل َ ُ‬ ‫ذي اْرت َ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫فُأول َئ ِ َ‬
‫} َ‬
‫هذا حديث صحيح السناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي‪.‬‬

‫الحديث في سنده علي بن الحسين بن واقد وقد ضعفه أبو حاتم وتركه البخاري وقال‬ ‫ص ‪-152-‬‬
‫كان إسحاق سيئ الرأي فيه ووثقه ابن حبان وقال النسائي ليس به بأس ا‪ .‬هـ‪ .‬تهذيب التهذيب‪ .‬لكن قال‬
‫الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 83‬رواه الطبراني في الوسط ورجاله ثقات‪ .‬وذكره الطبري ج ‪ 18‬ص‬
‫‪ 159‬مرسل عن أبي العالية‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ج{ الية ‪.61‬‬
‫حَر ٌ‬
‫مى َ‬ ‫عَلى اْل َ ْ‬
‫ع َ‬ ‫}ل َي ْ َ‬
‫س َ‬
‫قال المام أحمد بن عمرو بن عبد الخالق الشهير بالبزار كما في كشف الستار ج ‪ 3‬ص ‪ 61‬حدثنا زيد بن‬
‫أخزم أبو طالب الطائي ثنا بشر بن عمر ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة‬
‫عن عائشة قالت كان المسلمون يرغبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫فيدفعون مفاتيحهم إلى ضمناهم ‪ 1‬ويقولون لهم قد أحللنا لكم أن تأكلوا ما أحببتم فكانوا يقولون إنه ل يحل‬
‫ج‬‫عَر ِ‬‫عَلى اْل َ ْ‬ ‫ول َ‬ ‫ج َ‬‫حَر ٌ‬
‫مى َ‬ ‫ع َ‬‫عَلى اْل َ ْ‬ ‫س َ‬‫لنا أنهم أذنوا من غير طيب نفس فأنزل الله عز وجل }ل َي ْ َ‬
‫فسك ُم أ َن ت َأ ْك ُُلوا من بيوت ِك ُم أ َو بيوت آبائ ِك ُ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫و ب ُُيو ِ‬
‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ُ ُ ِ َ‬ ‫ِ ْ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫عَلى أن ْ ُ ِ ْ‬ ‫ول َ‬ ‫ج َ‬ ‫حَر ٌ‬‫ض َ‬ ‫ري ِ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ول َ‬ ‫ج َ‬ ‫حَر ٌ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م{ إلى قوله‬ ‫مات ِك ُ ْ‬
‫ع ّ‬‫ت َ‬ ‫و ب ُُيو ِ‬
‫مأ ْ‬ ‫مك ُ ْ‬
‫ما ِ‬
‫ع َ‬
‫تأ ْ‬ ‫و ب ُُيو ِ‬
‫مأ ْ‬ ‫وات ِك ُ ْ‬
‫خ َ‬ ‫تأ َ‬‫و ب ُُيو ِ‬‫مأ ْ‬ ‫وان ِك ُ ْ‬‫خ َ‬‫ت إِ ْ‬ ‫و ب ُُيو ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫هات ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫أ ّ‬
‫َ‬
‫ه{‪.‬‬ ‫ح ُ‬‫فات ِ َ‬‫م َ‬ ‫مل َك ْت ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫}أ ْ‬
‫قال البزار ل نعلمه رواه عن الزهري إل صالح‪.‬‬
‫قال الحافظ الهيثمي في المجمع ج ‪ 7‬ص ‪ 84‬رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫وقال السيوطي في لباب النقول سنده صحيح‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬في مختار الصحاح‪ :‬الضمانة الزمانة وقد ضمن الرجل من باب طرب فهو ضمن أي زمن مبتلى‪.‬‬

‫"سورة الفرقان"‪:‬‬ ‫ص ‪-153-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ذوًل{ اليات ‪ 27‬و ‪ 28‬و‬
‫خ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ن ل ِْل ِن ْ َ‬
‫سا ِ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫و َ‬
‫كا َ‬ ‫عَلى ي َدَي ْ ِ‬
‫ه{ إلى قوله } َ‬ ‫م َ‬ ‫ض ال ّ‬
‫ظال ِ ُ‬ ‫ع ّ‬
‫م يَ َ‬
‫و َ‬
‫وي َ ْ‬
‫} َ‬
‫‪.29‬‬
‫في الدر المنثور ج ‪ 5‬ص ‪ 68‬أخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلئل بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير‬
‫عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أبا معيط كان يجلس مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمكة ل‬
‫يؤذيه وكان رجل حليما‪ ،‬وكان بقية قريش إذا جلسوا معه آذوه‪ ،‬وكان لبي معيط خليل غائب عنه بالشام‪،‬‬
‫فقالت قريش‪ :‬صبأ أبو معيط وقدم خليله من الشام ليل فقال لمرأته‪ :‬ما فعل محمد مما كان عليه؟‬
‫فقالت‪ :‬أشد مما كان أمرا‪ .‬فقال‪ :‬ما فعل خليلي أبو معيط؟ فقالت‪ :‬صبأ‪ .‬فبات بليلة سوء! فلما أصبح أتاه‬
‫أبو معيط فحياه فلم يرد عليه التحية فقال‪ :‬مالك ل ترد علي تحيتي؟ فقال‪ :‬كيف أرد عليك تحيتك وقد‬
‫صبوت؟ فقال‪ :‬أوقد فعلتها قريش؟ قال فما يبرئ صدورهم إن أنا فعلت؟ قال‪ :‬تأتيه في مجلسه وتبزق في‬
‫وجهه وتشتمه بأخبث ما تعلمه من الشتم‪ ،‬ففعل‪ ،‬فلم يزد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن مسح‬
‫وجهه من البزاق ثم التفت إليه فقال‪" :‬إن وجدتك خارجا من جبال مكة أضرب عنقك صبرا" فلما كان يوم‬
‫بدر وخرج أصحابه أبى أن يخرج‪ ،‬فقال له أصحابه‪ :‬اخرج معنا‪ .‬قال قد وعدني هذا الرجل إن وجدني خارجا‬
‫من جبال مكة أن يضرب عنقي صبرا‪ ،‬فقالوا‪ :‬لك جمل أحمر ل يدرك فلو كانت الهزيمة طرت عليه‪ ،‬فخرج‬
‫معهم فلما هزم الله المشركين وحل ‪ 1‬به جمله في‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الوحل الطين الرقيق ووحل الرجل أي وقع في الوحل‪ .‬ا‪ .‬هـ مختار الصحاح باختصار‪.‬‬

‫جدد من الرض فأخذه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسيرا في سبعين‬ ‫ص ‪-154-‬‬
‫من قريش‪ ،‬وقدم إليه أبو معيط‪ ،‬فقال‪ :‬تقتلني من بين هؤلء‪ .‬قال‪" :‬نعم بما بزقت في وجهي"‪ ،‬فأنزل الله‬
‫ذوًل{‪.‬‬
‫خ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ن ل ِْل ِن ْ َ‬
‫سا ِ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫و َ‬
‫كا َ‬ ‫عَلى ي َدَي ْ ِ‬
‫ه{ إلى قوله } َ‬ ‫م َ‬ ‫ض ال ّ‬
‫ظال ِ ُ‬ ‫ع ّ‬
‫م يَ َ‬
‫و َ‬
‫وي َ ْ‬
‫في أبي معيط‪َ } :‬‬
‫الحديث لم يتيسر لي الوقوف على سنده لكن في مصنف عبد الرزاق ج ‪ 5‬ص ‪ 356 ،355‬وتفسير ابن‬
‫جرير قصة تشبهها وهي مرسلة لكن بدل عقبة بن أبي معيط أبي بن خلف‪ .‬ونحن الن متوقفون من الحكم‬
‫عليه لن السيوطي رحمه الله متساهل‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن{‬
‫ول ي َْزُنو َ‬
‫ق َ‬ ‫ه إ ِّل ِبال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫س ال ِّتي َ‬
‫حّر َ‬ ‫ف َ‬ ‫قت ُُلو َ‬
‫ن الن ّ ْ‬ ‫ول ي َ ْ‬
‫خَر َ‬ ‫ه إ ِل َ ً‬
‫ها آ َ‬ ‫ع الل ّ ِ‬
‫م َ‬
‫ن َ‬
‫عو َ‬
‫ن ل ي َدْ ُ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫} َ‬
‫الية ‪.68‬‬
‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 109‬حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني منصور عن أبي وائل عن أبي‬
‫ميسرة عن عبد الله قال ‪ 1‬وحدثني واصل عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه سألت أو سئل رسول‬
‫الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أي الذنب عند الله أكبر؟ قال‪" :‬أن تجعل لله ندا وهو خلقك"‪ ،‬قلت‪ :‬ثم‬
‫أي؟ قال‪" :‬أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك"‪ ،‬قلت‪ :‬ثم أي؟ قال‪" :‬أن تزاني بحليلة جارك" قال‪ :‬ونزلت‬
‫ه إ ِل َ ً‬
‫ها‬ ‫ع الل ّ ِ‬
‫م َ‬
‫ن َ‬
‫عو َ‬
‫ن ل ي َدْ ُ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫هذه الية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم } َ‬
‫ن{‪.‬‬‫ول ي َْزُنو َ‬
‫ق َ‬ ‫ه إ ِّل ِبال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫س ال ِّتي َ‬
‫حّر َ‬ ‫ف َ‬ ‫قت ُُلو َ‬
‫ن الن ّ ْ‬ ‫ول ي َ ْ‬
‫خَر َ‬
‫آ َ‬
‫الحديث ذكره البخاري رحمه الله في مواضع منها ج ‪ 15‬ص ‪ ،204‬وج ‪ 17‬ص ‪ ،289‬ومسلم ج ‪ 2‬ص ‪،80‬‬
‫والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 157‬وعنده‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬فاعل قال هو سفيان الثوري كما في الفتح‪.‬‬

‫وتل هذه الية‪ ،‬أبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ ،263‬وأحمد ج ‪ 1‬ص ‪ ،380‬ص ‪ ،431‬وابن جرير ج ‪19‬‬ ‫ص ‪-155-‬‬
‫ص ‪ ،41‬وأبو نعيم في الحلية ج ‪ 4‬ص ‪.146 ،145‬‬
‫سبب آخر‪:‬‬
‫أخرج البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ ،170‬ومسلم ج ‪ 2‬ص ‪ ،139‬والنسائي ج ‪ 7‬ص ‪ 80‬عن ابن عباس رضي الله عنهما‬
‫دا صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬ ‫أن أناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا فأتوا محم ً‬
‫ع الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬
‫ن َ‬
‫عو َ‬
‫ن ل ي َدْ ُ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫فقالوا‪ :‬إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل } َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫ي ال ّ ِ‬
‫عَباِد َ‬
‫ل َيا ِ‬ ‫ن{ ونزل } ُ‬
‫ق ْ‬ ‫ول ي َْزُنو َ‬
‫ق َ‬ ‫ه إ ِّل ِبال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حّر َ‬‫س ال ِّتي َ‬
‫ف َ‬ ‫ن الن ّ ْ‬‫قت ُُلو َ‬‫ول ي َ ْ‬
‫خَر َ‬
‫ها آ َ‬‫إ ِل َ ً‬
‫ه{ ول مانع أن تكون الية نزلت للسبيين معا والله‬ ‫ة الل ّ ِ‬
‫م ِ‬ ‫ح َ‬‫ن َر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قن َ ُ‬
‫طوا ِ‬ ‫م ل تَ ْ‬ ‫ه ْ‬
‫س ِ‬ ‫عَلى أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫فوا َ‬‫سَر ُ‬‫أ ْ‬
‫َ‬

‫أعلم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫غ ُ‬
‫فوًرا‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫و َ‬
‫كا َ‬ ‫ت َ‬
‫سَنا ٍ‬
‫ح َ‬
‫م َ‬ ‫سي َّئات ِ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫فُأول َئ ِ َ‬
‫ك ي ُب َدّ ُ‬ ‫حا َ‬ ‫مًل َ‬
‫صال ِ ً‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬
‫ل َ‬ ‫ع ِ‬
‫و َ‬
‫ن َ‬
‫م َ‬
‫وآ َ‬
‫ب َ‬
‫ن َتا َ‬ ‫}إ ِّل َ‬
‫م ْ‬
‫ما{ ‪.70‬‬ ‫حي ً‬
‫َر ِ‬
‫البخاري ج ‪ 8‬ص ‪ 167‬حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا جرير عن منصور‪ ،‬حدثني سعيد بن جبير وقال‬
‫حدثني الحكم عن سعيد بن جبير‪ ،‬قال‪ :‬أمرني عبد الرحمن بن أبزي قال‪ :‬سل ابن عباس عن هاتين اليتين‬
‫دا{ فسألت‬
‫م ً‬
‫ع ّ‬
‫مت َ َ‬
‫مًنا ُ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫قت ُ ْ‬ ‫م ْ‬
‫و َ‬
‫ق{ } َ‬ ‫ه إ ِّل ِبال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫س ال ِّتي َ‬
‫حّر َ‬ ‫قت ُُلوا الن ّ ْ‬
‫ف َ‬ ‫ول ت َ ْ‬
‫ما أمرهما } َ‬
‫ابن عباس فقال‪ :‬لما أنزلت التي في الفرقان قال مشركو أهل مكة فقد قتلنا النفس التي حرم الله ودعونا‬
‫ب{ وأما التي في النساء الرجل إذا عرف‬
‫ن َتا َ‬ ‫مع الله إلها آخر وقد أتينا الفواحش فأنزل الله }إ ِّل َ‬
‫م ْ‬
‫دا فيها‪ .‬فذكرته لمجاهد فقال‪ :‬إل من ندم‪.‬‬ ‫السلم وشرائعه ثم قتل فجزاؤه جهنم خال ً‬
‫الحديث أعاده في تفسير الفرقان ج ‪ 10‬ص ‪ ،12‬وأخرجه مسلم ج ‪ 18‬ص ‪ ،159‬وأبو داود ج ‪ 4‬ص ‪،168‬‬
‫وابن جرير ج ‪ 19‬ص ‪.42‬‬

‫"سورة القصص"‪:‬‬ ‫ص ‪-156-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫م ي َت َذَك ُّرو َ‬
‫ن{ الية ‪.51‬‬ ‫عل ّ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ل لَ َ‬
‫و َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫صل َْنا ل َ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫و ّ‬ ‫ول َ َ‬
‫قدْ َ‬ ‫} َ‬
‫ابن جرير ج ‪ 20‬ص ‪ 88‬حدثني بشر بن آدم قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا‬
‫و َ‬
‫ل‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫صل َْنا ل َ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫و ّ‬ ‫ول َ َ‬
‫قدْ َ‬ ‫عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال نزلت هذه الية في عشرة أنا أحدهم } َ‬
‫م ي َت َذَك ُّرو َ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫عل ّ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫لَ َ‬
‫الحديث أخرجه الطبراني ج ‪ 5‬ص ‪ 46‬و ‪ ،47‬وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 88‬رواه الطبراني‬
‫بإسنادين أحدهما متصل رجاله ثقات وهو هذا‪ ،‬والخر منقطع السناد‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ء{ الية ‪.56‬‬ ‫ن يَ َ‬
‫شا ُ‬ ‫م ْ‬
‫دي َ‬
‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫ول َك ِ ّ‬
‫ت َ‬
‫حب َب ْ َ‬
‫نأ ْ‬‫م ْ‬
‫دي َ‬
‫ه ِ‬ ‫}إ ِن ّ َ‬
‫ك ل تَ ْ‬
‫مسلم ج ‪ 1‬ص ‪ 216‬حدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر قال حدثنا مروان عن يزيد وهو ابن كيسان عن أبي‬
‫حازم عن أبي هريرة قال قال رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعمه عند الموت‪"$ :‬قل ل إله إل الله‬
‫ت{ الية‪ .‬وأخرجه من طريق أخرى‬ ‫َ‬ ‫أشهد لك بها عند الله"‪ .‬فأبى فأنزل الله }إ ِن ّ َ‬
‫حب َب ْ َ‬
‫نأ ْ‬‫م ْ‬
‫دي َ‬
‫ه ِ‬
‫ك ل تَ ْ‬
‫تنتهي إلى يزيد بن كيسان وفيه قال لول أن تعيرني قريش يقولون إنما حمله على ذلك الجزع لقررت بها ‪1‬‬
‫عينك فأنزل الله الية‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬في هذا رد على من يدعي إسلم أبي طالب وإن كنت تريد المزيد راجعت الصابة‪.‬‬

‫الحديث أخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 159‬وقال حديث حسن غريب ل نعرفه إل من حديث‬ ‫ص ‪-157-‬‬
‫يزيد بن كيسان‪ ،‬وأحمد ج ‪ 2‬ص ‪ ،441‬وابن جرير ج ‪ 2‬ص ‪ ،91‬وابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ‪ 343‬و‬
‫‪ ،344‬والبيهقي في شعب اليمان ص ‪ ،54‬وقد تقدم الحديث المتفق عليه من حديث المسيب بن حزن في‬
‫سورة التوبة‪.‬‬
‫"سورة العنكبوت"‪:‬‬ ‫ص ‪-158-‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سًنا{ الية ‪.8‬‬
‫ح ْ‬
‫ه ُ‬
‫وال ِدَي ْ ِ‬
‫ن بِ َ‬ ‫صي َْنا اْل ِن ْ َ‬
‫سا َ‬ ‫و ّ‬
‫و َ‬
‫} َ‬
‫مسلم ج ‪ 15‬ص ‪ 185‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قال‪ :‬حدثنا الحسن بن موسى حدثنا زهير‬
‫حدثنا سماك بن حرب حدثني مصعب بن سعد عن أبيه أنه نزلت فيه آيات من القرآن قال‪ :‬حلفت أم سعد‬
‫أل تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ول تأكل ول تشرب قالت‪ :‬زعمت أن الله وصاك بوالديك وأنا أمك وأنا آمرك‬
‫بهذا‪ ،‬قال‪ :‬مكثت ثلثا حتى غشي عليها من الجهد‪ ،‬فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها فجعلت تدعو على‬
‫ك‬‫دا َ‬
‫ه َ‬
‫جا َ‬
‫ن َ‬
‫وإ ِ ْ‬
‫سًنا َ‬
‫ح ْ‬
‫ه ُ‬
‫وال ِدَي ْ ِ‬
‫ن بِ َ‬ ‫صي َْنا اْل ِن ْ َ‬
‫سا َ‬ ‫و ّ‬
‫و َ‬‫سعد‪ ،‬فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الية } َ‬
‫فا{ قال وأصاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه‬ ‫عُرو ً‬‫م ْ‬‫في الدّن َْيا َ‬
‫ما ِ‬
‫ه َ‬
‫حب ْ ُ‬
‫صا ِ‬
‫و َ‬ ‫ر َ‬
‫ك ِبي{ وفيها } َ‬ ‫ل ِت ُ ْ‬
‫ش ِ‬
‫وعلى آله وسلم غنيمة عظيمة فإذا فيها سيف فأخذته فأتيت به الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫فقلت‪ :‬أنفلني هذا السيف فأنا من قد علمت حاله فقال‪" :‬رده من حيث أخذته" فانطلقت حتى إذا أردت أن‬
‫ألقيه في القبض لمتني نفسي فرجعت إليه فقلت‪ :‬أعطنيه‪ ،‬قال فشد لي صوته‪" :‬رده من حيث أخذته"‪.‬‬
‫ل{ قال ومرضت فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه‬ ‫ن اْل َن ْ َ‬
‫فا ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫ك َ‬ ‫قال‪ :‬فأنزل الله عز وجل }ي َ ْ‬
‫وعلى آله وسلم فأتاني‪ ،‬فقلت دعني أقسم مالي حيث شئت قال‪ :‬فأبى‪ ،‬قلت‪ :‬فالنصف‪ ،‬قال‪ :‬فأبى‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫فالثلث‪ ،‬قال‪ :‬فسكت فكان بعد الثلث جائزا‪ .‬قال‪ :‬وأتيت على نفر من النصار والمهاجرين فقالوا تعال‬
‫نطعمك ونسقيك خمرا وذلك قبل أن تحرم الخمر قال‪ :‬فأتيتهم في حش‬

‫‪-‬والحش البستان‪ -‬فإذا رأس جزور مشوي عندهم وزق من خمر قال‪ :‬فأكلت وشربت‬ ‫ص ‪-159-‬‬
‫معهم قال فذكرت النصار والمهاجرين عندهم فقلت‪ :‬المهاجرون خير من النصار فأخذ رجل أحد لحى‬
‫الرأس فضربني به فجرح بأنفي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبرته فأنزل الله عز‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫م ِ‬
‫ع َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫س ِ‬‫ج ٌ‬‫ر ْ‬ ‫واْلْزل ُ‬
‫م ِ‬ ‫ب َ‬ ‫واْلن ْ َ‬
‫صا ُ‬ ‫سُر َ‬ ‫وال ْ َ‬
‫مي ْ ِ‬ ‫مُر َ‬ ‫ما ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫ي –يعني نفسه‪ -‬شأن الخمر }إ ِن ّ َ‬
‫وجل ف ّ‬
‫ن{‪ .‬الحديث أخرج الترمذي منه الخصلة الولى‪ ،‬وأشار إلى بقيته وقال هذا حديث حسن صحيح‪،‬‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫وأحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 186 ،181‬بتمامه في الموضعين‪ ،‬وفي الموضع الول ذكر الية التي في سورة لقمان‪،‬‬
‫والطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ ،18‬والبخاري في الدب المفرد ص ‪ ،23‬والطبري ج ‪ 21‬ص ‪ 70‬وفيه آية لقمان‪ .‬فإما‬
‫أن تكونا نزلتا معا‪ ،‬وإما أن يكون اضطرب فيها سماك بن حرب فإنه رحمه الله يضطرب في كثير من‬
‫الحاديث والله أعلم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫مّنا ِبالل ّ ِ‬
‫ه{ الية ‪ 10‬تقدم سبب نزولها في سورة النحل‪.‬‬ ‫ن يَ ُ‬
‫قو ُ‬
‫لآ َ‬ ‫م ْ‬
‫س َ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫و ِ‬
‫} َ‬
‫"سورة لقمان"‪:‬‬ ‫ص ‪-160-‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫م{ الية ‪.13‬‬ ‫ظي ٌ‬
‫ع ِ‬ ‫ك ل َظُل ْ ٌ‬
‫م َ‬ ‫شْر َ‬
‫ن ال ّ‬
‫}إ ِ ّ‬
‫البخاري ج ‪ 1‬ص ‪ 95‬حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة ح قال وحدثني بشر قال حدثنا محمد عن شعبة عن‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫مان َ ُ‬ ‫م ي َل ْب ِ ُ‬
‫سوا ِإي َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫مُنوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت‪} :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫م{ قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أينا لم يظلم نفسه؟ فأنزل الله عز وجل‬ ‫ب ِظُل ْ ٍ‬
‫م{‪.‬‬‫ظي ٌ‬
‫ع ِ‬ ‫ك ل َظُل ْ ٌ‬
‫م َ‬ ‫شْر َ‬
‫ن ال ّ‬
‫}إ ِ ّ‬
‫الحديث أخرجه أيضا في كتاب التفسير ج ‪ 9‬ص ‪ ،363‬وأخرجه الطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪.18‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫قال الحافظ في الفتح ج ‪ 1‬ص ‪ :95‬اقتضت رواية شعبة هذه أن هذا السؤال سبب نزول الية الخرى التي‬
‫في لقمان‪ ،‬لكن رواه البخاري ومسلم من طريق أخرى عن العمش وهو سليمان المذكور في حديث‬
‫الباب ففي رواية جرير عنه –فقالوا‪ :‬أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال‪" :‬ليس بذلك أل تسمعون إلى قول‬
‫لقمان"‪ ،‬وفي رواية وكيع عنه فقال‪" :‬ليس كما تظنون" وفي رواية عيسى بن يونس‪" :‬إنما هو الشرك ألم‬
‫تسمعوا إلى ما قال لقمان"‪ .‬وظاهر هذا أن الية التي في لقمان كانت معلومة ولذلك نبههم عليها‪ .‬ويحتمل‬
‫أن يكون نزولها وقع في الحال فتلها عليهم ثم نبههم فتلتئم الروايتان‪ .‬ا‪ .‬هـ‪.‬‬

‫"سورة السجدة"‪:‬‬ ‫ص ‪-161-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ع{ الية ‪.16‬‬ ‫ج ِ‬
‫ضا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ع ِ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫جُنوب ُ ُ‬ ‫جا َ‬
‫فى ُ‬ ‫}ت َت َ َ‬
‫قال الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 161‬حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الويسي عن سليمان‬
‫ع{ نزلت‬ ‫ج ِ‬
‫ضا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ع ِ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫جُنوب ُ ُ‬ ‫جا َ‬
‫فى ُ‬ ‫بن بلل عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك عن هذه الية }ت َت َ َ‬
‫في انتظار الصلة التي تدعى العتمة‪ ،‬هذا حديث حسن صحيح ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬وأخرجه ابن جرير‬
‫ج ‪ 12‬ص ‪ ،100‬وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره سنده جيد‪.‬‬

‫"سورة الحزاب"‪:‬‬ ‫ص ‪-162-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عن ْدَ الل ّ ِ‬
‫ه{ الية ‪.5‬‬ ‫س ُ‬
‫ط ِ‬ ‫و أَ ْ‬
‫ق َ‬ ‫ه َ‬
‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫م ِلَبائ ِ ِ‬
‫ه ْ‬
‫عو ُ‬
‫}ادْ ُ‬
‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 136‬حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا موسى بن عقبة حدثني‬
‫سالم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫عن ْدَ الل ّ ِ‬
‫ه{‪.‬‬ ‫س ُ‬
‫ط ِ‬ ‫و أَ ْ‬
‫ق َ‬ ‫ه َ‬
‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫م ِلَبائ ِ ِ‬
‫ه ْ‬
‫عو ُ‬
‫وسلم ما كنا ندعوه إل زيد بن محمد حتى أنزل الله }ادْ ُ‬
‫الحديث قال الحافظ ابن كثير ج ‪ 3‬ص ‪ 466‬أخرجه مسلم والترمذي ‪ 1‬والنسائي من طرق عن موسى بن‬
‫عقبة به وأخرج البخاري ج ‪ 11‬ص ‪ ،34‬وأبو داود ج ‪ 2‬ص ‪181‬والنسائي ج ‪ 6‬ص ‪ ،53‬وأحمد ج ‪ 6‬ص ‪،271‬‬
‫وعبد الرزاق ج ‪ 7‬ص ‪ 461 ،460‬والدارمي ج ‪ 2‬ص ‪ ،158‬وابن الجارود ص ‪ 231‬عن عائشة رضي الله عنها‬
‫قالت‪ :‬أتت سهلة بنت سهيل بن عمرو "وكانت تحت أبي حذيفة بن عتبة" رسول الله صلى الله عليه وعلى‬
‫آله وسلم فقالت‪ :‬إن سالما يدخل علينا وإنا فضل وإنا كنا نراه ولدا وكان أبو حذيفة تبناه كما تبنى رسول‬
‫عن ْدَ الل ّ ِ‬
‫ه{ الحديث‪.‬‬ ‫س ُ‬
‫ط ِ‬ ‫و أَ ْ‬
‫ق َ‬ ‫ه َ‬
‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫م ِلَبائ ِ ِ‬
‫ه ْ‬
‫عو ُ‬
‫الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زيدا فأنزل الله }ادْ ُ‬
‫فلعل الية نزلت فيهما معا والله أعلم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬قال الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 165‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬

‫ه‬
‫حب َ ُ‬
‫ضى ن َ ْ‬ ‫ن َ‬
‫ق َ‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫دوا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ه ُ‬
‫عا َ‬
‫ما َ‬ ‫صدَ ُ‬
‫قوا َ‬ ‫جا ٌ‬
‫ل َ‬ ‫ر َ‬
‫ن ِ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫} ِ‬ ‫ص ‪-163-‬‬
‫ن ي َن ْت َظُِر{ الية ‪.23‬‬
‫م ْ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫و ِ‬
‫َ‬
‫البخاري ج ‪ 6‬ص ‪ 361‬حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي حدثنا عبد العلى عن حميد قال سألت أنسا‪ .‬قال‬
‫وحدثني عمرو بن زرارة حدثنا زياد قال حدثني حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه قال غاب عمي أنس‬
‫بن النضر عن قتال بدر فقال‪ :‬يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال‬
‫المشركين ليرين الله ما أصنع‪.‬‬
‫فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال‪ :‬اللهم إني اعتذر مما صنع هؤلء –يعني أصحابه‪ -‬وأبرأ إليك مما‬
‫صنع هؤلء –يعني المشركين‪ -‬ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال‪ :‬يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر‬
‫إني أجد ريحها من دون أحد قال سعد‪ :‬فما استطعت يا رسول الله ما صنع‪ .‬قال أنس فوجدنا به بضعا‬
‫وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه‬
‫جا ٌ‬
‫ل‬ ‫ر َ‬
‫ن ِ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫أحد إل أخته ببنانه‪ .‬قال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الية نزلت فيه وفي أشباهه } ِ‬
‫عل َي ْ ِ‬
‫ه{ إلى آخر الية‪.‬‬ ‫دوا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ه ُ‬
‫عا َ‬
‫ما َ‬ ‫صدَ ُ‬
‫قوا َ‬ ‫َ‬
‫هذا الحديث ذكره أيضا في كتاب التفسير ج ‪ 10‬ص ‪ 136‬مختصرا بسند آخر ينتهي إلى أنس‪ ،‬وقال الحافظ‬
‫في الفتح ج ‪ 6‬ص ‪ ،361‬والحافظ ابن كثير في التفسير ج ‪ 3‬ص ‪ 475‬وقد أخرجه مسلم والترمذي ‪1‬‬
‫والنسائي من رواية ثابت عن أنس‪ .‬وأخرجه أحمد ج ‪ 3‬ص ‪ ،194‬والطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ ،22‬وابن جرير ج ‪21‬‬
‫ص ‪ 147‬وأبو نعيم في الحلية ج ‪ 1‬ص ‪ ،121‬وعبد الله بن المبارك في الجهاد ص ‪.68‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬قال الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 163‬هذا حسن صحيح‪.‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫ص ‪-164-‬‬


‫ن ال ْ ِ‬
‫قَتا َ‬
‫ل{ الية ‪.25‬‬ ‫مِني َ‬ ‫ه ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫فى الل ّ ُ‬
‫}ك َ َ‬
‫النسائي ج ‪ 2‬ص ‪ – 15‬أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا ابن أبي ذئب قال حدثنا سعيد بن‬
‫أبي سعيد عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه شغلنا المشركون يوم الخندق عن صلة الظهر حتى‬
‫ن ال ْ ِ‬
‫قَتا َ‬
‫ل{‬ ‫مِني َ‬ ‫ه ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫فى الل ّ ُ‬
‫غربت الشمس وذلك قبل أن ينزل في القتال ما نزل الله عز وجل }ك َ َ‬
‫فأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلل فأقام لصلة الظهر فصلها كما كان يصليها لوقتها‪ ،‬ثم‬
‫أقام للعصر فصلها كما كان يصليها في وقتها ثم أذن المغرب فصلها كما كان يصليها في وقتها‪ ،‬الحديث‬
‫رجاله رجال الصحيح وأخرجه ابن جرير ج ‪ 21‬ص ‪.149‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫فت َعال َين أ ُمت ّعك ُن ُ‬ ‫ق ْ َ‬ ‫َ‬
‫حك ُ ّ‬
‫ن‬ ‫سّر ْ‬ ‫ها َ َ ْ َ َ ْ ّ َ‬
‫وأ َ‬ ‫زين َت َ َ‬
‫و ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫حَياةَ الدّن َْيا َ‬ ‫ردْ َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ّ‬
‫ن تُ ِ‬ ‫ج َ‬
‫ك إِ ْ‬ ‫وا ِ‬
‫ل ِلْز َ‬ ‫ي ُ‬
‫ها الن ّب ِ ّ‬
‫}َيا أي ّ َ‬
‫ميًل{ اليتان ‪.29 ،28‬‬ ‫ج ِ‬
‫حا َ‬ ‫سَرا ً‬ ‫َ‬
‫البخاري ج ‪ 6‬ص ‪ 39‬حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن‬
‫عبد الله بن أبي ثور عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬لم أزل حريصا على أن أسأل عمر رضي‬
‫ن ت َُتوَبا‬
‫الله عنه عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللتين قال الله لهما }إ ِ ْ‬
‫ما{ فحججت معه فعدل وعدلت معه الداوة فتبرز ثم جاء فسكبت على‬ ‫قُلوب ُك ُ َ‬
‫ت ُ‬
‫غ ْ‬
‫ص َ‬ ‫ف َ‬
‫قدْ َ‬ ‫إ َِلى الل ّ ِ‬
‫ه َ‬
‫يديه من الداوة فتوضأ‪ ،‬فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم اللتان قال الله عز وجل لهما‪} :‬إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما{ فقال واعجًبا لك يا ابن‬
‫عباس‪ ،‬عائشة وحفصة ثم استقبل عمر الحديث يسوقه فقال إني كنت وجار لي من النصار في بني أمية‬
‫بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على‬

‫النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فينزل يوما وأنزل يوما‪ ،‬فإذا نزلت جئته من خبر‬ ‫ص ‪-165-‬‬
‫ذلك اليوم من المر وغيره وإذا نزل فعل مثله‪ ،‬وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على النصار إذا‬
‫هم قوم تغلبهم نساؤهم‪ ،‬فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء النصار فصحت على امرأتي فراجعتني‬
‫فأنكرت أن تراجعني‪ ،‬فقالت ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫ليراجعنه وإن إحداهن لتهجره النهار حتى الليل‪ .‬فأفزعني فقلت‪ :‬خابت من فعلت منهن بعظيم‪ ،‬ثم جمعت‬
‫علي ثيابي فدخلت على حفصة فقلت‪ :‬أي حفصة‪ ،‬أتغاضب إحداكن رسول الله اليوم حتى الليل؟ فقالت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬فقلت‪ :‬خابت وخسرت‪ ،‬أفتأمن أن يغضب الله لغضب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫فتهلكين ل تستكثري على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ول تراجعيه في شيء ول تهجريه‬
‫واسأليني ما بدا لك ول يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى‬
‫آله وسلم –يريد عائشة‪ -‬وكنا تحدثنا أن غسان تنعل النعال لغزونا فنزل صاحبي يوم نوبته فرجع عشاء‬
‫فضرب بابي ضربا شديدا وقال‪ :‬أنائم هو؟ ففزعت فخرجت إليه وقال حدث أمر عظيم قلت ما هو أجاءت‬
‫غسان؟ قال‪ :‬ل بل أعظم منه وأطول‪ ،‬طلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه‪ ،‬قال قد‬
‫خابت حفصة وخسرت‪ ،‬كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون فجمعت علي ثيابي فصليت صلة الفجر مع النبي‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدخل مشربة له فاعتزل فيها فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي قلت ما‬
‫يبكيك أولم أكن حذرتك‪ ،‬أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قالت‪ :‬ل أدري هو ذا في‬
‫المشربة‪ ،‬فخرجت فجئت المنبر فإذا حوله رهط يبكي بعضهم فجلست معهم قليل ثم غلبني ما أجد فجئت‬
‫المشربة التي هو فيها فقلت لغلم له أسود استأذن لعمر‪ ،‬فدخل فكلم النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم ثم خرج فقال ذكرتك له فصمت‪ ،‬فانصرفت‬

‫حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد‪ ،‬فجئت الغلم فذكر مثله‪،‬‬ ‫ص ‪-166-‬‬
‫فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد‪ ،‬فجئت الغلم فقلت استأذن لعمر فذكر مثله‪ ،‬فلما‬
‫وليت منصرفا فإذا الغلم يدعوني قال أذن لك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدخلت عليه‬
‫فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئ على وسادة من أدم‬
‫حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت وأنا قائم‪ :‬طلقت نساءك يا رسول الله‪ ،‬فرفع بصره إلي فقال‪" :‬ل" ثم‬
‫قلت وأنا قائم‪ :‬طلقت نساءك يا رسول الله‪ ،‬فرفع بصره إلي فقال‪" :‬ل" ثم قلت وأنا قائم أستأنس‪ :‬يا‬
‫رسول الله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم –فتبسم النبي‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ثم قلت يا رسول الله لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت ل يغرنك أن‬
‫كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم –يريد عائشة‪ -‬فتبسم أخرى‬
‫فجلست حين رأيته تبسم ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهبة ثلث فقلت‬
‫ادع الله فليوسع على أمتك‪ ،‬فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم ل يعبدون الله‪ .‬وكان متكئا‬
‫فقال‪" :‬أوفي شك أنت يابن الخطاب! أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا"‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول‬
‫الله استغفر لي فاعتزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة‬
‫عن عائشة وكان قد قال‪" :‬ما أنا بداخل عليهن شهرا" من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله فلما مضت‬
‫تسع وعشرون دخل على عائشة فبدأ بها‪ ،‬فقالت له عائشة‪ :‬إنك أقسمت أل يدخل علينا شهرا وإنا أصبحنا‬
‫لتسع وعشرين ليلة أعدها عدا‪ .‬فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬الشهر تسع وعشرون" وكان‬
‫ذلك الشهر تسع وعشرون قالت عائشة‪ :‬فأنزلت آية التخيير فبدأ بي أول مرة فقال‪" :‬إني ذاكر لك أمرا ول‬
‫عليك أل تعجلي حتى تستأمري أبويك" قالت قد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقك ‪ .1‬ثم قال "إن الله‬
‫ها‬ ‫َ‬
‫قال }َيا أي ّ َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬كذا في البخاري في هذا الموضع وفي الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 305‬لم يكونا يأمراني بفراقه وهو أقرب‪.‬‬

‫ما{ قلت‪ :‬أفي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد‬


‫ظي ً‬
‫ع ِ‬ ‫ج َ‬
‫ك{ إلى قوله } َ‬ ‫وا ِ‬
‫ق ْ َ‬
‫ل ِلْز َ‬ ‫ي ُ‬
‫الن ّب ِ ّ‬ ‫ص ‪-167-‬‬
‫الله ورسوله والدار الخرة ثم خير نساءه فقلن مثل ما قالت عائشة‪.‬‬
‫الحديث أعاده ج ‪ 11‬ص ‪ 188‬وأخرجه مسلم ص ‪ 93‬ج ‪ 10‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 163‬و ‪ 203‬وصححه في‬
‫الموضعين مقتصرا في الحديث الول على آخر الحديث أعني حديث عائشة وذكره بتمامه ج ‪ 4‬ص ‪،203‬‬
‫والنسائي ج ‪ 6‬ص ‪ 130‬وص ‪ 46‬مقتصرا في الموضعين على حديث عائشة‪ ،‬وابن ماجه رقم ‪ 2053‬كذلك‪،‬‬
‫والمام أحمد ج ‪ 6‬ص ‪ 78‬وص ‪ 163‬وص ‪ 185‬و ‪ 212‬و ‪ 248‬و ‪ 264‬مقتصرا في الجميع على حديث‬
‫عائشة‪ ،‬وابن الجارود ص ‪ ،274‬وابن جرير ج ‪ 21‬ص ‪ – 158‬وذكره المام أحمد بتمامه ج ‪ 1‬ص ‪.33‬‬
‫وأخرج مسلم ج ‪ 1‬ص ‪ 81‬وأحمد ج ‪ 3‬ص ‪ 328‬من حديث جابر نحوه وعند مسلم ثم نزلت عليه هذه الية‬
‫َ‬ ‫ق ْ َ‬ ‫َ‬
‫ما{‪.‬‬‫ظي ً‬
‫ع ِ‬
‫جًرا َ‬
‫نأ ْ‬‫من ْك ُ ّ‬
‫ت ِ‬
‫سَنا ِ‬
‫ح ِ‬ ‫ك{ حتى بلغ }ل ِل ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ج َ‬
‫وا ِ‬
‫ل ِلْز َ‬ ‫ي ُ‬
‫ها الن ّب ِ ّ‬
‫}َيا أي ّ َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ت{ الية ‪.35‬‬
‫ما ِ‬
‫سل ِ َ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن َ‬
‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 116‬حدثنا عبد بن حميد حدثنا محمد بن كثير حدثنا سليمان بن كثير عن حصين عن‬
‫عكرمة عن أم عمارة النصارية أنها أتت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت ما أرى كل شيء إل‬
‫ن‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ت َ‬
‫ما ِ‬
‫سل ِ َ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن َ‬
‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫للرجال وما أرى النساء يذكرن بشيء فنزلت هذه الية }إ ِ ّ‬
‫ت{ الية هذا حديث حسن غريب وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه‪.‬‬ ‫مَنا ِ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫وأخرج الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 416‬من حديث أم سلمة نحوه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره‬
‫الذهبي‪ .‬لكن مجاهد كثير الرسال عن‬

‫الصحابة فل يدري أسمعه من أم سلمة أم ل وإنما ذكرته شاهدا وأخرج الطبراني من‬ ‫ص ‪-168-‬‬
‫حديث ابن عباس نحوه قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 91‬وفيه قابوس وهو ضعيف وقد وثق‪ .‬ثم‬
‫رأيت الحافظ ابن كثير رحمه الله قد ذكر لحديث أم سلمة في تفسيره ج ‪ 3‬ص ‪ 47‬طريقين آخرين فجزاه‬
‫الله خير الجزاء على حرصه على جمع طرق الحديث‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ه{ الية ‪.37‬‬
‫دي ِ‬
‫مب ْ ِ‬ ‫ما الل ّ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫س َ‬
‫ك َ‬ ‫في ن َ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫في ِ‬
‫خ ِ‬
‫وت ُ ْ‬
‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 124‬حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا معلى بن منصور عن حماد بن زيد حدثنا ثابت عن‬
‫ه{ نزلت في شأن زينت‬
‫دي ِ‬
‫مب ْ ِ‬ ‫ما الل ّ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫س َ‬
‫ك َ‬ ‫في ن َ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫في ِ‬
‫خ ِ‬
‫وت ُ ْ‬
‫أنس بن مالك رضي الله عنه أن هذه الية } َ‬
‫بنت جحش وزيد بن حارثة‪.‬‬
‫الحديث أعاده ج ‪ 17‬ص ‪ 184‬من حديث ثابت وأخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 168‬وصححه‪ .‬وأحمد ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ ،150‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ ،417‬وأشار له الذهبي برمز البخاري ومسلم أي أنه على شرطهما‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫جَناك َ َ‬
‫ها{ الية ‪.37‬‬ ‫وطًَرا َز ّ‬
‫و ْ‬ ‫ها َ‬
‫من ْ َ‬
‫ضى َزي ْدٌ ِ‬
‫ق َ‬ ‫فل َ ّ‬
‫ما َ‬ ‫} َ‬
‫ابن سعد ج ‪ 8‬ق ‪ 1‬ص ‪ – 73‬أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال نزلت في‬
‫جَناك َ َ‬
‫ها{ قال فكانت تفخر على نساء النبي صلى‬ ‫وطًَرا َز ّ‬
‫و ْ‬ ‫ها َ‬
‫من ْ َ‬
‫ضى َزي ْدٌ ِ‬
‫ق َ‬ ‫فل َ ّ‬
‫ما َ‬ ‫زينب بنت جحش } َ‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم تقول‪ :‬زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق سبع سموات‪ .‬رجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلبي قال حدثنا سليمان بن‬

‫المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال‪ :‬لما انقضت عدة زينت بنت جحش قال‬ ‫ص ‪-169-‬‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لزيد بن حارثة ما أجد أحدا آمن عندي وأوثق في نفسي منك‬
‫ائت إلى زينب فاخطبها علي قال فانطلق زيد فأتاها وهي تخمر عجينها فلما رأيتها عظمت في صدري فلم‬
‫أستطع أن أنظر إليها حين عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد ذكرها فوليتها ظهري‬
‫ونكصت على عقبي وقلت يا زينب أبشري إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يذكرك قالت‪ :‬ما‬
‫وطًَرا‬
‫ها َ‬
‫من ْ َ‬
‫ضى َزي ْدٌ ِ‬
‫ق َ‬ ‫فل َ ّ‬
‫ما َ‬ ‫أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن } َ‬
‫جَناك َ َ‬
‫ها{‪.‬‬ ‫و ْ‬
‫َز ّ‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح وأخرجه أحمد ج ‪ 3‬ص ‪ 195‬وأخرجه مسلم ج ‪ 9‬ص ‪.228‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ء{ الية ‪.51‬‬ ‫ن تَ َ‬
‫شا ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وي إ ِل َي ْ َ‬
‫ك َ‬ ‫وت ُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ه ّ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ن تَ َ‬
‫شاءُ ِ‬ ‫م ْ‬
‫جي َ‬
‫} ت ُْر ِ‬
‫قال البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 144‬حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو أسامة قال هشام حدثنا عن أبيه عن عائشة‬
‫رضي الله عنها قالت‪ :‬كنت أغار على اللتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫ن تَ َ‬
‫شاءُ‬ ‫م ْ‬ ‫وي إ ِل َي ْ َ‬
‫ك َ‬ ‫وت ُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن َ‬
‫ه ّ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ن تَ َ‬
‫شاءُ ِ‬ ‫م ْ‬
‫جي َ‬
‫وأقول‪ :‬أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى }ت ُْر ِ‬
‫ك{ قلت‪ :‬ما أرى ربك إل يسارع في هواك‪.‬‬ ‫عل َي ْ َ‬
‫ح َ‬
‫جَنا َ‬
‫فل ُ‬ ‫عَزل ْ َ‬
‫ت َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫م ّ‬
‫ت ِ‬
‫غي ْ َ‬
‫ن اب ْت َ َ‬
‫م ِ‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫الحديث رواه مسلم ج ‪ 1‬ص ‪ ،49‬وأخرجه أحمد ج ‪ 6‬ص ‪ ،158‬وابن جرير ج ‪ 22‬ص ‪ ،26‬والحاكم في‬
‫المستدرك ج ‪ 2‬ص ‪ 436‬وفيه فأنزل الله هذه الية في نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم قال‪:‬‬
‫هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة وأقره الذهبي‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬البخاري لم يرو لمحاضر بن المورع إل تعليقا‪ ،‬ومسلم لم يرو له إل‬
‫حديثا واحد متابعة كما في تهذيب التهذيب فعلى هذا ليس هو على شرطهما والله أعلم‪.‬‬ ‫ص ‪-170-‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ل َك ُ ْ‬
‫م{ الية ‪.53‬‬ ‫ي إ ِّل أ ْ‬
‫ن يُ ْ‬
‫ؤذ َ َ‬ ‫خُلوا ب ُُيو َ‬
‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫مُنوا ل ت َدْ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 149‬حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا حميد عن أنس‬
‫َ‬
‫م رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين بنى بزينب ابنة جحش فأشبع‬ ‫رضي الله عنه قال أوْل َ َ‬
‫الناس خبزا ولحما‪ ،‬ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين كما كان يصنع صبيحة بنائه فيسلم عليهن ويدعو‬
‫لهن‪ ،‬ويسلمن عليه ويدعون له فلما رجع إلى بيته رأى رجلين جرى بهما الحديث فلما رآهما رجع عن بيته‬
‫فلما رأى الرجلن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجع عن بيته وثبا مسرعين فما أدري أنا‬
‫أخبرته بخروجهما أم أخبر فرجع حتى دخل البيت وأرخى الستر بيني وبينه‪ ،‬وأنزلت آية الحجاب وقال ابن‬
‫أبي مرمي أخبرنا يحيى حدثني حميد سمع أنسا عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫الحديث أخرجه في مواضع من صحيحه منها ص ‪ 147‬من هذا الجزء وفيه فأنزل الله }َيا أي ّ َ‬
‫ي{ وص ‪ 148‬وج ‪ 11‬ص ‪ 134‬و ‪ 139‬وص ‪ 519‬وج ‪ 13‬ص ‪ 259‬وص ‪،305‬‬ ‫خُلوا ب ُُيو َ‬
‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫مُنوا ل ت َدْ ُ‬
‫آ َ‬
‫وأخرجه مسلم ج ‪ 9‬ص ‪ 229‬و ‪ 230‬و ‪ 232‬و ‪ 233‬من طرق عن أنس بألفاظ مختلفة والترمذي ج ‪ 4‬ص‬
‫‪ 168‬وص ‪ 169‬قال في الولى حسن‪ ،‬وفي الثانية حسن صحيح‪ ،‬وأحمد ج ‪ 3‬ص ‪ 105‬و ‪ 168‬و ‪ 169‬و ‪242‬‬
‫و ‪ ،246‬والبخاري في الدب المفرد ص ‪ ،632‬وابن سعد في الطبقات ج ‪ 1‬ص ‪ ،75‬وابن جرير ج ‪ 22‬ص‬
‫‪ ،38 ،37‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 418‬وقال صحيح‬

‫السناد‪ ،‬وأقره الذهبي‪ .‬وأقول هو على شرط الشيخين‪ ،‬لكن قد أخرجه مسلم بهذا‬ ‫ص ‪-171-‬‬
‫السند وبهذا اللفظ ج ‪ 9‬ص ‪ 233‬فل معنى لستدراكه‪.‬‬
‫وأخرجه البخاري ج ‪ 1‬ص ‪ 259‬وج ‪ 13‬ص ‪ ،260‬ومسلم ج ‪ 14‬ص ‪ ،152‬وابن جرير ج ‪ 22‬ص ‪ 39‬وص ‪40‬‬
‫عن عائشة رضي الله عنها قالت كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫احجب نساءك‪ .‬قالت‪ :‬فلم يفعل وكان أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخرجن ليل إلى ليل قبل‬
‫المناصع فخرجت سودة بنت زمعة وكانت امرأة طويلة فرآها عمر بن الخطاب وهو في المجلس‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫عرفناك يا سودة‪ .‬حرصا على أن ينزل الحجاب قالت‪ :‬فأنزل الله عز وجل آية الحجاب‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في الصغير ج ‪ 1‬ص ‪ ،83‬وعزاه الهيثمي ج ‪ 7‬ص ‪ 93‬إلى الوسط وقال‪ :‬رجاله رجال‬
‫الصحيح غير موسى بن أبي كثير وهو ثقة‪ ،‬عن عائشة رضي الله عنها قالت‪ :‬كنت آكل مع النبي صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم في قعب‪ ،‬فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت إصبعه إصبعي‪ ،‬فقال حسن أوه أوه لو‬
‫ن فنزلت آية الحجاب‪.‬‬
‫أطاع فيكن ما رأتكن عي ٌ‬
‫طريق الجمع بين هذه الروايات‪ :‬قال الحافظ في الفتح ج ‪ 1‬ص ‪ ،260‬وطريق الجمع بينهما أن أسباب نزول‬
‫الحجاب تعددت‪ ،‬وكانت قصة زينب آخرها أخرجها للنص على قصتها في الية أو المراد بآية الحجاب في‬
‫ن{ الية‪ .‬ا‪ .‬هـ‪.‬‬
‫ه ّ‬
‫جلِبيب ِ ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه ّ‬ ‫ن َ‬
‫بعضها قوله تعالى }ي ُدِْني َ‬
‫ن{ نظر‪ .‬إذ قد صرحت الروايات‬ ‫ه ّ‬‫جلِبيب ِ ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه ّ‬ ‫ن َ‬
‫وأقول في كون المراد بآية الحجاب قوله }ي ُدِْني َ‬
‫َ‬
‫ي{ الية وفي شأن قول‬ ‫ت الن ّب ِ ّ‬‫خُلوا ب ُُيو َ‬
‫مُنوا ل ت َدْ ُ‬ ‫نآ َ‬‫ذي َ‬‫ها ال ّ ِ‬
‫في شأن قصة زينب بنزول قوله }َيا أي ّ َ‬
‫عمر ‪ 1‬عند الطبري ج ‪.12‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬وقال الحافظ في الفتح ج ‪ 1‬ص ‪ 260‬زاد أبو عوانة في صحيحه من طريق الزبيدي عن ابن شهاب فأنزل‬
‫َ‬
‫ي{ الية ا‪ .‬هـ‪.‬‬ ‫خُلوا ب ُُيو َ‬
‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫مُنوا ل ت َدْ ُ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫الله الحجاب }َيا أي ّ َ‬

‫خُلوا{ الية‬
‫مُنوا ل ت َدْ ُ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫ص ‪ 40‬فأنزل الله آية الحجاب قال الله }َيا أي ّ َ‬ ‫ص ‪-172-‬‬
‫فالقول بتعدد السباب أولى‪.‬‬
‫تنبيه مهم‪ :‬يفهم من هذا الحديث أن قول عمر‪ :‬قد عرفناك يا سودة‪ .‬قبل الحجاب وفي بعضها أنه بعد‬
‫الحجاب‪ ،‬فما الجمع قال الحافظ في الفتح ج ‪ 10‬ص ‪ 150‬قال الكرماني‪ :‬فإن قلت وقع هنا أنه كان بعد ما‬
‫ضرب الحجاب وتقدم في الوضوء أنه كان قبل الحجاب فالجواب لعله وقع مرتين‪ ،‬قال الحافظ قلت‪ :‬بل‬
‫المراد بالحجاب الول غير الحجاب الثاني‪ ،‬والحاصل أن عمر رضي الله عنه وقع في قلبه نقرة من اطلع‬
‫الجانب على الحريم النبوي حتى صرح بقوله له عليه الصلة والسلم‪ :‬احجب نساءك‪ .‬وأكد ذلك إلى أن‬
‫نزلت آية الحجاب‪ ،‬ثم قصد ذلك أن ل يبدين أشخاصهن أصل ولو كن مستترات‪ ،‬فبالغ في ذلك فمنع منه‬
‫وأذن لهن في الخروج لحاجتهن دفعا للمشقة ورفعا للحرج‪.‬‬

‫"سورة يس"‪:‬‬ ‫ص ‪-173-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫م{ الية ‪.12‬‬ ‫وآَثاَر ُ‬
‫ه ْ‬ ‫موا َ‬ ‫ما َ‬
‫قدّ ُ‬ ‫ون َك ْت ُ ُ‬
‫ب َ‬ ‫} َ‬
‫ابن كثير ج ‪ 3‬ص ‪ 556‬قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا عباد بن زياد الساجي حدثنا عثمان بن عمر حدثنا‬
‫شعبة عن الجريري عن أبي نضرة ‪ 1‬عن أبي سعيد رضي الله عنه قال إن بني سلمة شكوا إلى رسول الله‬
‫م{ وحدثنا‬ ‫وآَثاَر ُ‬
‫ه ْ‬ ‫موا َ‬ ‫ما َ‬
‫قدّ ُ‬ ‫ون َك ْت ُ ُ‬
‫ب َ‬ ‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم ُبعد منازلهم من المسجد فنزلت‪َ } :‬‬
‫محمد بن المثنى حدثنا عبد العلى حدثنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم بنحوه وفيه غرابة من حيث ذكر نزول هذه الية والسورة بكمالها مكية ا‪.‬‬
‫هـ‪.‬‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح إل عباد بن زياد وفيه كلم كما في تهذيب التهذيب لكنه قد توبع كما ترى وقد‬
‫أخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 171‬وحسنه‪ .‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 428‬وصححه وأقره الذهبي من حديث أبي سعيد‬
‫الخدري لكن فيه عندهما طريف بن شهاب وهو ضعيف جدا كما في الميزان وهو عند الحاكم سعيد بن‬
‫طريف فلعله غلط فيه بعض الرواة‪ .‬هذا والحديث له شاهد عند ابن جرير رحمه الله عن ابن عباس رضي‬
‫ون َك ْت ُ ُ‬
‫ب‬ ‫الله عنه قال‪ :‬كانت منازل النصار متباعدة من المسجد فأرادوا أن ينتقلوا إلى المسجد فنزلت } َ‬
‫م{ وسنده صحيح‪.‬‬ ‫وآَثاَر ُ‬
‫ه ْ‬ ‫موا َ‬ ‫ما َ‬
‫قدّ ُ‬ ‫َ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هو المنذر بن مالك‪.‬‬

‫وأما قول الحافظ ابن كثير رحمه الله إن فيه غرابة لن السورة بكمالها مكية فلم يظهر‬ ‫ص ‪-174-‬‬
‫لي اتجاهه‪ ،‬فإذا ثبت أن هذه الية نزلت بمكة فل مانع من نزولها مرتين وإن لم يثبت نزولها بمكة فقد‬
‫تكون السورة مكية إل آية كما هو معروف‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ة{ الية ‪ 77‬إلى آخر السورة‪.‬‬ ‫ن ن ُطْ َ‬
‫ف ٍ‬ ‫م ْ‬
‫قَناهُ ِ‬ ‫ن أ َّنا َ‬
‫خل َ ْ‬ ‫م ي ََر اْل ِن ْ َ‬
‫سا ُ‬ ‫ول َ ْ‬
‫َ‬
‫}أ َ‬
‫ابن أبي حاتم كما في ابن كثير ج ‪ 3‬ص ‪ 581‬حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد حدثنا محمد بن العل حدثنا‬
‫عثمان بن سعيد الزيات عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن‬
‫العاص بن وائل أخذ عظما من البطحاء ففته بيده ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪:‬‬
‫أيحيى الله هذا بعد ما أرم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬نعم يميتك الله ثم يحييك ثم‬
‫يدخلك جهنم"‪ .‬قال‪ :‬ونزلت اليات من آخر يس‪.‬‬
‫الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ج ‪ 2‬ص ‪ 429‬من طريق عمرو بن عون عن هشيم به‪ ،‬وقال صحيح‬
‫على شرط الشيخين ولم يخرجاه‪.‬‬

‫"سورة الزمر"‪:‬‬ ‫ص ‪-175-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫}الل ّه ن َز َ َ‬
‫ث{ اليات ‪ 25 ،24 ،23‬تقدم الكلم عليها في سورة يوسف‪.‬‬
‫دي ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫س َ‬
‫ح َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ُ ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ة الل ّ ِ‬
‫ه{ الية ‪.53‬‬ ‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫ن َر ْ‬
‫م ْ‬ ‫قن َ ُ‬
‫طوا ِ‬ ‫م ل تَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫س ِ‬ ‫عَلى أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫سَر ُ‬
‫فوا َ‬ ‫َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ي ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عَباِد َ‬
‫}َيا ِ‬
‫الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 435‬حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القاري حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا‬
‫الحسن بن الربيع حدثنا عبد الله بن إدريس حدثني محمد بن إسحاق قال وأخبرني نافع عن عبد الله بن‬
‫عمر عن عمر قال كنا نقول ما لمفتتن توبة وما الله بقابل منه شيئا فلما قدم رسول الله صلى الله عليه‬
‫ة‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫ن َر ْ‬
‫م ْ‬ ‫قن َ ُ‬
‫طوا ِ‬ ‫م ل تَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫س ِ‬ ‫عَلى أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫فوا َ‬‫سَر ُ‬ ‫َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ي ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عَباِد َ‬
‫وعلى آله وسلم المدينة أنزل فيهم }َيا ِ‬
‫م{ واليات بعدها قال عمر فكتبتها بيدي ‪1‬‬ ‫حي ُ‬ ‫فوُر الّر ِ‬‫غ ُ‬ ‫و ال ْ َ‬
‫ه َ‬
‫ه ُ‬ ‫عا إ ِن ّ ُ‬
‫مي ً‬
‫ج ِ‬ ‫فُر الذُّنو َ‬
‫ب َ‬ ‫غ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ه إِ ّ‬
‫في صحيفة وبعثت بها إلى هشام بن العاص قال هشام بن العاص فلما أتتني جعلت أقرؤها بذي طوى‬
‫أصعد بها فيه وأصوب ول أفهمها حتى قلت اللهم فهمنيها قال‪ :‬فألقى في قلبي أنها إنما أنزلت فينا وفيما‬
‫كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا قال فرجعت إلى بعيري فجلست عليه فلحقت برسول الله صلى الله عليه‬
‫م‪ ،‬هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي‪.‬‬
‫وعلى آله وسلم وهو بالمدينة قال الحاك ِ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬من هنا من السيرة بهذا السند لن السياق في المستدرك غير مفهوم وقع فيه سقط وهو في مجمع‬
‫الزوائد كما في السيرة‪.‬‬

‫الحديث أيضا أخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ج ‪ 1‬ص ‪ 475‬وقال الهيثمي‬ ‫ص ‪-176-‬‬
‫في مجمع الزوائد ج ‪ 6‬ص ‪ 61‬رواه البزار ورجاله ثقات ‪ .1‬هذا وقد تقدم بعض ما يتعلق بهذه الية في‬
‫سورة الفرقان‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ه{ الية ‪.67‬‬ ‫ر ِ‬ ‫ق َ‬
‫قدْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫قدَُروا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ما َ‬
‫و َ‬
‫} َ‬
‫أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 378‬حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال جاء رجل إلى‬
‫النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أهل الكتاب فقال‪ :‬يا أبا القاسم أبلغك أن الله عز وجل يحمل‬
‫الخلئق على أصبع والسموات على أصبع والرضين على أصبع والشجر على أصبع‪ ،‬فضحك النبي صلى الله‬
‫ه{ الية‪.‬‬
‫ر ِ‬ ‫ق َ‬
‫قدْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫قدَُروا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ما َ‬
‫و َ‬
‫عليه وعلى آله وسلم حتى بدت نواجذه فأنزل الله عز وجل } َ‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ‪ ،76‬وابن جرير ج ‪ 24‬ص ‪،27‬‬
‫والبيهقي في السماء والصفات ص ‪ ،333‬وقد أخرج أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ ،151‬والترمذي وصححه ج ‪ 4‬ص ‪،177‬‬
‫وابن خزيمة في التوحيد ص ‪ ،78‬والطبري ج ‪ 14‬ص ‪ 26‬من حديث ابن عباس نحوه وفي عطاء &ابن‬
‫السائب وهو مختلط‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫قال الحافظ السيوطي في التقان ج ‪ 1‬ص ‪ :34‬الحديث في الصحيح بلفظ "فتل رسول الله صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم" وهو أصوب فإن الية مكية‪.‬‬
‫وأقول لفظ "تل" الواقع في الصحيح ل ينافي أنها نزلت ثم تلها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫وأما كونها مكية فإن ثبت نزولها –أعني هذه الية‪ -‬بمكة فل مانع من نزولها مرتين وإن لم يثبت نزولها بمكة‬
‫بالسند الصحيح فقد تكون السورة مكية إل آية‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الحديث في كشف الستار ج ‪ 1‬ص ‪ 302‬وفيه صدقة بن سابق وهو مستور الحال لم يوثقه إل ابن حبان‬
‫لكنه قد تابعه عبد الله بن إدريس كما عند الحاكم‪.‬‬

‫"سورة فصلت"‪:‬‬ ‫ص ‪-177-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صاُرك ُ ْ‬
‫م{ الية ‪.22‬‬ ‫ول أب ْ َ‬ ‫عك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫م ُ‬
‫س ْ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫هدَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫ش َ‬ ‫نأ ْ‬‫ست َت ُِرو َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫و َ‬
‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 182‬حدثنا الصلت بن محمد حدثنا يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن منصور عن‬
‫َ‬
‫عك ُ ْ‬
‫م{ الية‪.‬‬ ‫م ُ‬
‫س ْ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫هدَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫ش َ‬ ‫نأ ْ‬‫ست َت ُِرو َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫و َ‬
‫مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود } َ‬
‫كان رجلن من قريش وختن لهما من ثقيف –أو رجلن من ثقيف وختن لهما من قريش‪ -‬في بيت فقال‬
‫بعضهم لبعض أترون أن الله يسمع حديثا‪ .‬قال بعضهم يسمع بعضه‪ ،‬وقال بعضهم لئن كان يسمع بعضه لقد‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صاُرك ُ ْ‬
‫م{ الية‪.‬‬ ‫ول أب ْ َ‬ ‫عك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫م ُ‬
‫س ْ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫هدَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫ش َ‬ ‫نأ ْ‬‫ست َت ُِرو َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫و َ‬
‫يسمع كله‪ ،‬فأنزلت } َ‬
‫الحديث أعاده ج ‪ 17‬ص ‪ ،276‬وأخرجه مسلم ج ‪ 17‬ص ‪ ،122‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 178‬من طريقين صحح‬
‫أحدهما وحسن الخرى‪ ،‬وأحمد ج ‪ 1‬ص ‪ ،444 ،442 ،426 ،408 ،381‬الطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ ،23‬وابن جرير‬
‫ج ‪ 24‬ص ‪ 109‬والبيهقي في السماء والصفات ج ‪ 1‬ص ‪ ،177‬والطحاوي ج ‪ 1‬ص ‪ 37‬في مشكل الثار‪،‬‬
‫وفي بعض طرقه في الصحيح وغيره فقال أحدهم‪ :‬أترون أن الله يسمع كلمنا؟ فقال الخر إنا إذا رفعنا‬
‫أصواتنا سمعه وإذا لم نرفعه لم يسمعه‪ ،‬فقال الخرون‪ :‬إن سمع منه شيئا سمعه كله‪ ،‬قال‪ :‬فذكرت ذلك‬
‫للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنزل الله عز وجل الية‪.‬‬

‫"سورة الشورى"‪:‬‬ ‫ص ‪-178-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫في ال ْ ُ‬ ‫عل َي َ‬ ‫ل ل أَ َ‬
‫قْرَبى{ الية ‪.23‬‬ ‫ودّةَ ِ‬ ‫جًرا إ ِّل ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫سأل ُك ُ ْ‬
‫م َ ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫} ُ‬
‫ق ْ‬
‫أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 229‬حدثنا يحيى عن شعبة حدثني عبد الملك بن ميسرة عن طاووس قال أتى ابن عباس‬
‫رجل فسأله‪ .‬وسليمان بن داود قال أخبرنا شعبة أنبأني عبد الملك قال سمعت طاووسا يقول سأل رجل‬
‫في ال ْ ُ‬ ‫عل َي َ‬ ‫ل ل أَ َ‬
‫قْرَبى{ فقال‬ ‫ودّةَ ِ‬ ‫جًرا إ ِّل ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫سأل ُك ُ ْ‬
‫م َ ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ابن عباس المعنى عن قول الله عز وجل‪ُ } :‬‬
‫ق ْ‬
‫سعيد بن جبير قربى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ابن عباس عجلت إن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم لم يكن بطن من قريش إل لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيهم قرابة‬
‫في ال ْ ُ‬ ‫عل َي َ‬ ‫ل ل أَ َ‬
‫قْرَبى{ –إل أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم‪.-‬‬ ‫ودّةَ ِ‬ ‫جًرا إ ِّل ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫سأل ُك ُ ْ‬
‫م َ ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫فنزلت } ُ‬
‫ق ْ‬
‫الحديث في البخاري من حديث شعبة به وليس عنده فنزلت وقد أخرجه الطبري كما هنا ج ‪ 25‬ص ‪ 23‬وفيه‬
‫إل القرابة التي بيني وبينكم أن تصلوها وعزاه الحافظ في المطالب العالية ج ‪ 3‬ص ‪ 368‬إلى أحمد بن منيع‬
‫وقال صحيح‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫في اْلْر ِ‬ ‫ه ل َب َ َ‬ ‫ط الل ّ ُ‬
‫ض{ الية ‪.27‬‬ ‫وا ِ‬
‫غ ْ‬ ‫عَباِد ِ‬
‫ه الّرْزقَ ل ِ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و بَ َ‬ ‫} َ‬
‫ابن جرير ج ‪ 25‬ص ‪ 30‬حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال أبو هانئ ‪ 1‬سمعت عمرو بن حريث‬
‫وغيره يقولون إنما أنزلت هذه الية في‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هو حميد بن هانئ الخولني‪.‬‬

‫ول َك ِ ْ‬
‫ن ي ُن َّز ُ‬
‫ل‬ ‫ض َ‬
‫َ‬
‫في اْلْر ِ‬
‫وا ِ‬ ‫ه ل َب َ َ‬
‫غ ْ‬ ‫عَباِد ِ‬ ‫ط الل ّ ُ‬
‫ه الّرْزقَ ل ِ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و بَ َ‬ ‫أصحاب الصفة } َ‬ ‫ص ‪-179-‬‬
‫ء{‪ .‬ذلك بأنهم قالوا لو أن لنا فتمنوا‪.‬‬ ‫ما ي َ َ‬
‫شا ُ‬ ‫ر َ‬ ‫بِ َ‬
‫قدَ ٍ‬
‫حدثنا محمد بن سنان القزاز قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري قال حدثنا حيوة قال أخبرني أبو هانئ أنه‬
‫سمع عمرو بن حريث يقول إنما أنزلت هذه الية وذكره‪.‬‬
‫الحديث قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 104‬رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وفيه "لنهم‬
‫تمنوا الدنيا" وأخرجه الواحدي في أسباب النزول وأبو نعيم في الحلية ج ‪ 1‬ص ‪.338‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه‪ ،‬وأشار الذهبي إلى أنه على شرط الشيخين ج ‪ 2‬ص ‪ 445‬عن علي بن أبي طالب‬
‫مثله‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫عمرو بن حريث مختلف في صحبته كما في الصابة‪.‬‬

‫"سورة الزخرف"‪:‬‬ ‫ص ‪-180-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن{ الية ‪.57‬‬
‫دو َ‬
‫ص ّ‬
‫ه يَ ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫و ُ‬
‫ق ْ‬ ‫مث ًَل إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫م َ‬
‫مْري َ َ‬
‫ن َ‬
‫ب اب ْ ُ‬
‫ر َ‬
‫ض ِ‬ ‫ول َ ّ‬
‫ما ُ‬ ‫} َ‬
‫أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 317‬حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شيبان عن عاصم عن أبي رزين ‪ 1‬عن أبي يحيى مولى‬
‫ابن عقيل قال‪ :‬قال ابن عباس لقد علمت آية من القرآن ما سألني عنها رجل قط‪ ،‬فما أدري أعلمها الناس‬
‫فلم يسألوا عنها أم لم يفطنوا فيسألوا عنها‪ ،‬ثم طفق يحدثنا‪ ،‬فلما قام تلومنا أل نكون سألناه عنها‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫أنا لها إذا راح غدا‪ .‬فلما راح الغد قلت‪ :‬يابن عباس ذكرت أمس أن آية من القرآن لم يسألك عنها رجل قط‬
‫فل تدري أعلمها الناس فلم يسألوا عنها أم لم يفطنوا لها‪ ،‬فقلت‪ :‬أخبرني عنها وعن اللتي قرأت قبلها قال‬
‫نعم‪ ،‬إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لقريش‪" :‬يا معشر قريش إنه ليس أحد يعبد من‬
‫دون الله فيه خير" وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى بن مريم وما تقول في محمد فقالوا يا‬
‫محمد ألست تزعم أن عيسى كان نبيا وعبدا من عباد الله صالحا فلئن كنت صادقا فإن آلهتم كما تقول‪،‬‬
‫ن{ قال قلت ما يصدون؟‬ ‫دو َ‬
‫ص ّ‬
‫ه يَ ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫و ُ‬
‫ق ْ‬ ‫مث ًَل إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫م َ‬
‫مْري َ َ‬
‫ن َ‬
‫ب اب ْ ُ‬
‫ر َ‬‫ض ِ‬‫ما ُ‬‫ول َ ّ‬
‫قال فأنزل الله عز وجل } َ‬
‫ة{ قال‪ :‬هو خروج عيسى بن مريم عليه السلم قبل يوم القيامة‪.‬‬ ‫ع ِ‬‫سا َ‬
‫م ِلل ّ‬ ‫عل ْ ٌ‬
‫ه لَ ِ‬
‫وإ ِن ّ ُ‬
‫قال‪ :‬يضجون‪َ } .‬‬
‫الحديث أخرجه الطحاوي في مشكل الثار ج ‪ 1‬ص ‪.431‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أبو رزين اسمه مسعود بن مالك وثقه أبو زرعة‪ .‬وأبو يحيى اسمه مصدع روى عنه جماعة ولم يوثق بل‬
‫ضعف كما في تهذيب التهذيب فالحديث بهذا السند ضعيف‪.‬‬

‫والحديث قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 104‬رواه أحمد الطبراني بنحوه "إل‬ ‫ص ‪-181-‬‬
‫أنه قال فإن كنت صادقا فإنها لكآلهتهم" وفيه عاصم به بهدلة وثقه أحمد وغيره‪ ،‬وهو سيئ الحفظ‪ ،‬وبقية‬
‫رجاله رجال الصحيح قال السيوطي في لباب النقول إن سنده صحيح‪ .‬وأقول الذي قرره المام الذهبي في‬
‫الميزان إن حديث عاصم حسن‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫في المسند وتفسير ابن كثير "وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى ابن مريم وما تقول في محمد"‪.‬‬
‫وفي مجمع الزوائد "وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى بن مريم وما يقول محمد" فلينظر أي‬
‫اللفظين أصح‪ ،‬قال شيخنا حفظه الله‪ :‬لعله ما في مجمع الزوائد لوضوح معناه‪.‬‬

‫"سورة الدخان"‪:‬‬ ‫ص ‪-182-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ْ‬
‫ن{‬
‫دو َ‬
‫عائ ِ ُ‬ ‫قِليًل إ ِن ّك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ب َ‬
‫ذا ِ‬ ‫فوا ال ْ َ‬
‫ع َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن{ إلى قوله }إ ِّنا َ‬
‫كا ِ‬ ‫مِبي ٍ‬
‫ن ُ‬
‫خا ٍ‬
‫ماءُ ب ِدُ َ‬
‫س َ‬
‫م ت َأِتي ال ّ‬
‫و َ‬
‫ب يَ ْ‬
‫ق ْ‬ ‫} َ‬
‫فاْرت َ ِ‬
‫اليات ‪.15-10‬‬
‫البخاري ج ‪ 1‬ص ‪ 192‬حدثنا يحيى حدثنا أبو معاوية عن العمش عن مسلم عن مسروق قال‪ :‬قال عبد الله‬
‫إنما كان هذا لن قريشا لما استعصوا على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعا عليهم بسنين كسني‬
‫يوسف‪ ،‬فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام‪ ،‬فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة‬
‫ه َ‬
‫ذا‬ ‫س َ‬ ‫غ َ‬ ‫ْ‬ ‫الدخان من الجهد فأنزل الله تعالى } َ‬
‫شى الّنا َ‬ ‫ن‪ ،‬ي َ ْ‬
‫مِبي ٍ‬
‫ن ُ‬
‫خا ٍ‬
‫ماءُ ب ِدُ َ‬
‫س َ‬
‫م ت َأِتي ال ّ‬
‫و َ‬
‫ب يَ ْ‬
‫ق ْ‬
‫فاْرت َ ِ‬
‫م{ قال‪ :‬فأتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬فقيل يا رسول الله‪ :‬استسق الله‬ ‫َ‬ ‫ع َ‬
‫ب أِلي ٌ‬
‫ذا ٌ‬ ‫َ‬
‫ن{ فلما‬ ‫دو َ‬‫عائ ِ ُ‬
‫م َ‬‫لمضر فإنها قد هلكت‪ ،‬قال‪" :‬لمضر؟ إنك لجريء"‪ .‬فاستسقى فسقوا فنزلت }إ ِن ّك ُ ْ‬
‫ة‬ ‫ش ال ْب َطْ َ‬
‫ش َ‬ ‫م ن َب ْطِ ُ‬‫و َ‬‫أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية فأنزل الله عز وجل }ي َ ْ‬
‫ن{ قال يعني يوم بدر‪.‬‬
‫مو َ‬
‫ق ُ‬ ‫ال ْك ُب َْرى إ ِّنا ُ‬
‫من ْت َ ِ‬
‫الحديث أخرجه مسلم ج ‪ 17‬ص ‪ 141‬وفيه جاء إلى عبد الله رجل فقال تركت في المسجد رجل يفسر‬
‫ن{ قال يأتي الناس يوم القيامة دخان‬ ‫ْ‬
‫مِبي ٍ‬
‫ن ُ‬
‫خا ٍ‬
‫ماءُ ب ِدُ َ‬
‫س َ‬
‫م ت َأِتي ال ّ‬
‫و َ‬
‫القرآن برأيه يفسر هذه الية }ي َ ْ‬
‫فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام فقال عبد الله من علم علما فليقل به‪ ،‬ومن لم يعلم فليقل‪:‬‬
‫الله أعلم فإن من فقه الرجل أن يقول لما ل علم له به الله أعلم‪ ،‬إنما كان هذا‪ ...‬فذكره وهو في البخاري‬
‫أيضا‪.‬‬
‫وأخرجه أحمد ج ‪ 1‬ص ‪.381‬‬

‫"سورة الجاثية"‪:‬‬ ‫ص ‪-183-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عل ْم ٍ إ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫ن ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ب ِذَل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫و َ‬ ‫هل ِك َُنا إ ِّل الدّ ْ‬
‫هُر َ‬ ‫ما ي ُ ْ‬
‫و َ‬
‫حَيا َ‬
‫ون َ ْ‬
‫ت َ‬
‫مو ُ‬ ‫ي إ ِّل َ‬
‫حَيات َُنا الدّن َْيا ن َ ُ‬ ‫ه َ‬‫ما ِ‬ ‫قاُلوا َ‬ ‫و َ‬‫} َ‬
‫ن{ الية ‪.24‬‬ ‫م إ ِّل ي َظُّنو َ‬‫ه ْ‬‫ُ‬
‫ابن جرير ج ‪ 25‬ص ‪ 152‬حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي‬
‫هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال‪ :‬كان أهل الجاهلية يقولون إنما يهلكنا الليل والنهار‬
‫حَيا‬
‫ون َ ْ‬
‫ت َ‬
‫مو ُ‬ ‫ي إ ِّل َ‬
‫حَيات َُنا الدّن َْيا ن َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قاُلوا َ‬
‫ما ِ‬ ‫و َ‬
‫وهو الذي يهلكنا ويميتنا ويحيينا فقال الله في كتابه‪َ } :‬‬
‫هُر{ قال فيسبون الدهر‪ ،‬فقال الله تبارك وتعالى "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر‪ ،‬وأنا‬ ‫هل ِك َُنا إ ِّل الدّ ْ‬
‫ما ي ُ ْ‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫الدهر بيدي المر أقلب الليل والنهار"‪.‬‬
‫حدثنا عمران بن بكار الكلعي قال حدثنا أبو روح قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن‬
‫المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نحوه‪.‬‬
‫الحديث ذكره السيوطي في اللباب موقوفا على أبي هريرة وعزاه لبن المنذر وفيه فأنزل الله وذكر الية‪.‬‬
‫وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره ج ‪ 4‬ص ‪ 151‬وقد أورده ابن جرير بسياق غريب جدا‪ ،‬فذكره ثم قال‬
‫وكذا رواه ابن أبي حاتم عن أحمد بن منصور عن سريج ‪ 1‬بن النعمان عن ابن عيينة به‪ ،‬فما أدري ما وجه‬
‫غرابة سياقه فأما سنده فرجاله رجال الصحيح وقد ذكره الحافظ في الفتح ج ‪ 10‬ص ‪ 195‬وسكت عليه‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬في ابن كثير شريح بالشين المعجمة وبعد الياء حاء والصواب ما أثبتناه‪.‬‬

‫"سورة الحقاف"‪:‬‬ ‫ص ‪-184-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ق ْ َ َ‬
‫د الل ّ ِ‬
‫ه{ الية ‪.10‬‬ ‫عن ْ ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م إِ ْ‬
‫ل أَرأي ْت ُ ْ‬ ‫} ُ‬
‫أحمد ج ‪ 6‬ص ‪ 25‬حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن حجاج قال حدثنا صفوان بن عمرو قال حدثنا عبد‬
‫الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال‪ :‬انطلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫يوما وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيد لهم‪ ،‬فكرهوا دخولنا عليهم فقال لهم رسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬يا معشر اليهود أروني ‪ 1‬اثني عشر رجل منكم يشهدون أنه ل إله إل الله‬
‫وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬يحط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب‬
‫الذي غضب عليه" قال‪ :‬فسكتوا فما أجابه ‪ 2‬منهم أحد‪ ،‬ثم رد عليهم فلم يجبه أحد ثم ثلث فلم يجبه أحد‪،‬‬
‫فقال‪" :‬أبيتم فوالله إني لنا الحاشر وأنا العاقب وأنا النبي المصطفى آمنتم أو كذبتم"‪ .‬ثم انصرف وأنا معه‬
‫حتى إذا كدنا نخرج نادى رجل من خلفنا‪ :‬كما أنت يا محمد قال‪ :‬فأقبل فقال ذلك الرجل‪ :‬أي رجل تعلموني‬
‫‪ 3‬يا معشر اليهود‪ .‬قالوا‪ :‬والله ما نعلم أنه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله منك ول أفقه منك ول من أبيك‬
‫ول من جدك قبل أبيك‪ .‬قال‪ :‬فإني أشهد له بأنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة‪ .‬قالوا‪ :‬كذبت‪ .‬وردوا عليه‬
‫قوله‪ ،‬وقالوا فيه شّرا‪ .‬قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬كذبتم لن يقبل قولكم أما آنفا‬
‫فتثنون‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬في المسند كلم غير مفهوم فكتبناه من مجمع الزوائد‪.‬‬
‫‪ 2‬كذا من المجمع‪.‬‬
‫‪ 3‬كذا من المجمع‪.‬‬

‫عليه من الخير ما أثنيتم ولما آمن أكذبتموه وقلتم فيه ما قلتم فلن يقبل فيه قولكم"‪.‬‬ ‫ص ‪-185-‬‬
‫قال فخرجنا ونحن ثلثة‪ ،‬رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنا وعبد الله بن سلم وأنزل الله عز‬
‫عَلى‬ ‫ق ْ َ َ‬
‫ل َ‬‫سرائي َ‬‫ن ب َِني إ ِ ْ‬
‫م ْ‬
‫هدٌ ِ‬ ‫هدَ َ‬
‫شا ِ‬ ‫و َ‬
‫ش ِ‬ ‫ه َ‬‫م بِ ِ‬ ‫وك َ َ‬
‫فْرت ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫د الل ّ ِ‬
‫عن ْ ِ‬
‫ن ِ‬‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫كا َ‬‫ن َ‬‫م إِ ْ‬ ‫ل أَرأي ْت ُ ْ‬ ‫وجل فيه } ُ‬
‫ن{‪.‬‬‫مي َ‬ ‫م ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫و َ‬‫ق ْ‬‫دي ال ْ َ‬ ‫ه ِ‬‫ه ل يَ ْ‬‫ن الل ّ َ‬
‫م إِ ّ‬‫ست َك ْب َْرت ُ ْ‬
‫وا ْ‬
‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫ه َ‬
‫فآ َ‬ ‫مث ْل ِ ِ‬
‫ِ‬
‫الحديث قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 106‬رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‪ .‬وأخرجه ابن‬
‫حبان كما في موارد الظمآن ص ‪ ،518‬والطبراني ج ‪ 26‬ص ‪ ،12‬والحاكم في المستدرك ج ‪ 3‬ص ‪،416‬‬
‫وقال صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي‪.‬‬
‫وأقول الحديث على شرط مسلم‪ ،‬لن البخاري لم يخرج لعبد الرحمن بن جبير ول لبيه‪ ،‬وكذا صفوان بن‬
‫عمرو لم يخرج له إل تعليقا كما في ترجمته في تهذيب التهذيب‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫الذي جاء في الصحيحين أن عبد الله بن سلم رضي الله عنه هو الذي أتى إلى الرسول صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم عند مقدمه من مكة وذكر نحو هذه القصة وليس فيه سبب النزول وهذه القصة تفيد أنه‬
‫ذهب صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى كنيستهم فما الجمع؟ لم يحضرني الن كلم للمتقدمين ويمكن‬
‫أن يقال إن عبد الله لما أسلم بعد إتيانه إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذهب إلى جماعة من‬
‫اليهود ولم يعلموا بإسلمه فلما أتاهم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لهم ما قال والله أعلم‪،‬‬
‫فإن ارتضيت هذا الجمع أو فتح الله عليك بأحسن منه‪ ،‬وإل رجحت حديث الصحيحين ل سيما وعوف بن‬
‫مالك قال الواقدي أسلم عام خيبر وقال غيره شهد الفتح وقال ابن سعد آخى النبي صلى الله عليه وعلى‬
‫آله وسلم بينه وبين أبي الدرداء ا‪ .‬هـ‪ .‬من الصابة ج ‪ 3‬ص ‪43‬‬

‫وفي الستيعاب وأول مشاهده خيبر ج ‪ 3‬ص ‪ 131‬مع الصابة‪ ،‬وفي الطبقات ج ‪ 7‬ق ‪2‬‬ ‫ص ‪-186-‬‬
‫عوف بن مالك الشجعي أسلم قبل حنين وشهد حنينا إلى آخره‪ ،‬وفي المستدرك ج ‪ 3‬ص ‪ 546‬عن الواقدي‬
‫نحو ما هنا فالظاهر عدم صحة هذا الحديث‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن{‪.‬‬
‫مِبي ٍ‬
‫ل ُ‬
‫ضل ٍ‬
‫في َ‬ ‫ن{ اليات ‪ 30-29‬إلى قوله } ِ‬ ‫ج ّ‬‫ن ال ْ ِ‬
‫م َ‬
‫فًرا ِ‬ ‫فَنا إ ِل َي ْ َ‬
‫ك نَ َ‬ ‫صَر ْ‬
‫وإ ِذْ َ‬
‫} َ‬
‫الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 456‬حدثنا أبو عمر الحافظ أنبأ عبدان الهوازي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أحمد‬
‫الزبيري حدثنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله قال هبطوا على النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه أنصتوا قالوا‪ :‬صه‪ ،‬وكانوا تسعة أحدهم زوبعة فأنزل الله‬
‫َ‬
‫قاُلوا أن ْ ِ‬
‫صُتوا{ الية‬ ‫ضُروهُ َ‬
‫ح َ‬ ‫فل َ ّ‬
‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫قْرآ َ‬ ‫عو َ‬
‫م ُ‬
‫ست َ ِ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫ج ّ‬ ‫م َ‬
‫فًرا ِ‬ ‫فَنا إ ِل َي ْ َ‬
‫ك نَ َ‬ ‫صَر ْ‬
‫وإ ِذْ َ‬
‫عز وجل } َ‬
‫ن{ صحيح السناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي‪ ،‬وأخرجه الحافظ البيهقي من طريق الحاكم‬‫مِبي ٍ‬
‫ل ُ‬
‫ضل ٍ‬
‫إلى } َ‬
‫بهذا السند في دلئل النبوة ج ‪ 2‬ص ‪.13‬‬

‫"سورة الفتح"‪:‬‬ ‫ص ‪-187-‬‬


‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 210‬حدثنا أحمد بن إسحاق السلمي حدثنا يعلى حدثنا عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن‬
‫أبي ثابت قال أتيت أبا وائل أسأله‪ ،‬فقال‪ :‬كنا بصفين فقال رجل‪ :‬ألم تر إلى الذين يدعون إلى كتاب الله‬
‫تعالى‪ .‬فقال علي‪ :‬نعم‪ .‬فقال سهل بن حنيف اتهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية‪ -‬يعني الصلح الذي‬
‫كان بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمشركين‪ -‬ولو نرى قتال لقاتلنا‪ ،‬فجاء عمر فقال‪ :‬ألسنا‬
‫على الحق وهم على الباطل‪ ،‬أليس قتلنا في الجنة وقتلهم في النار‪ ،‬قال‪" :‬بلى"‪ ،‬قال‪ :‬ففيم نعطي الدنية‬
‫في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا فقال‪" :‬يابن الخطاب‪ ،‬إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا"‪ .‬فرجع‬
‫متغيظا‪ ،‬فلم يصبر حتى جاء أبا بكر‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ قال‪ :‬يابن‬
‫الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا‪ .‬فنزلت سورة الفتح‪.‬‬
‫الحديث أخرجه مسلم ج ‪ 2‬ص ‪ 141‬وفيه‪ ،‬فنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪،‬‬
‫فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه فقال‪ :‬يا رسول الله أوفتح هو؟ قال‪" :‬نعم"‪ ،‬فطابت نفسه‪.‬‬
‫وأخرجه أيضا أحمد ج ‪ 3‬ص ‪ ،486‬وابن جرير ج ‪ 26‬ص ‪.70‬‬
‫وقد أخرج البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 205‬والترمذي وصححه‪ ،‬وأحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 31‬من حديث عمر نحوه وظاهره‬
‫الرسال عند البخاري‪ ،‬لكن زيد بن أسلم قد صرح بالسماع عند الترمذي فعلم اتصاله‪ .‬قاله المباركفوري‬
‫في التحفة ج ‪ 4‬ص ‪ ،185‬وأخرجه أحمد وأبو داود في الجهاد‪.‬‬

‫وأخرج ابن جرير ج ‪ 26‬ص ‪ ،71‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 459‬عن مجمع بن جارية رضي الله‬ ‫ص ‪-188-‬‬
‫عنه قال‪ :‬أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الحديبية حتى بلغ رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم كراع الغميم فإذا الناس يرسمون ‪ 1‬نحو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫فقال بعض الناس لبعض‪ :‬ما للناس؟ قالوا أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال‬
‫لبعض الناس فحركنا حتى وجدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند كراع الغميم واقفا فلما‬
‫مِبيًنا{ فقال بعض الناس أوفتح؟ هو قال‪" :‬والذي‬
‫حا ُ‬
‫فت ْ ً‬ ‫حَنا ل َ َ‬
‫ك َ‬ ‫اجتمع عليه الناس قرأ عليهم }إ ِّنا َ‬
‫فت َ ْ‬
‫نفسي بيده إنه لفتح"‪.‬‬
‫قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه‪.‬‬
‫وقال الذهبي قلت‪ :‬لم يخرج مسلم لمجمع ول لبيه شيئا وهما ثقتان‪ ،‬ومجمع أحد رجال السند وليس‬
‫بالصحابي هنا‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ت{ الية ‪.5‬‬
‫مَنا ِ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن َ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫خ َ‬
‫}ل ِي ُدْ ِ‬
‫أحمد ج ‪ 3‬ص ‪ 134‬حدثنا بهز حدثنا همام عن قتادة عن أنس أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم مرجعه من الحديبية وأصحابه يخالطون الحزن والكآبة وقد حيل بينهم وبين مساكنهم‪ ،‬ونحروا الهدي‬
‫ما{ قال‪" :‬لقد أنزلت علي آيتان هما‬
‫قي ً‬
‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫صَرا ً‬
‫طا ُ‬ ‫مِبيًنا{ إلى قوله } ِ‬
‫حا ُ‬
‫فت ْ ً‬ ‫حَنا ل َ َ‬
‫ك َ‬ ‫بالحديبية }إ ِّنا َ‬
‫فت َ ْ‬
‫أحب إلي من الدنيا جميعا"‪ .‬قال‪ :‬فلما تلهما قال رجل هنيئا مريئا يا رسول الله قد بين لك ما يفعل بك فما‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ري ِ‬
‫ج ِ‬
‫ت تَ ْ‬
‫جّنا ٍ‬
‫ت َ‬
‫مَنا ِ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن َ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫خ َ‬
‫يفعل بنا؟ فأنزل الله عز وجل الية التي بعدها }ل ِي ُدْ ِ‬
‫َ‬
‫ها اْلن ْ َ‬
‫هاُر{ الية‪.‬‬ ‫حت ِ َ‬
‫تَ ْ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬يرسمون‪ :‬أي يذهبون إليه سراعا كما في النهاية‪.‬‬

‫الحديث أخرجه المام أحمد في مواضع من مسنده منها ص ‪ 196‬من هذا الجزء وص‬ ‫ص ‪-189-‬‬
‫‪ 215‬و ‪ ،252‬وأخرجه البخاري ج ‪ 8‬ص ‪ 456‬وبين أن قوله‪" :‬هنيئا مريئا" من قول عكرمة‪ ،‬ومسلم ج ‪12‬‬
‫ص ‪ 143‬عنده أصل الحديث وليس عنده نزول الية‪ ،‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ ،185‬وابن جرير ج ‪ 26‬ص ‪،69‬‬
‫وابن حبان كما في موارد الظمآن ص ‪ ،436‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 459‬وقال صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬وأقره‬
‫مِبيًنا{ قال‪ :‬فتح خيبر‪.‬‬
‫حا ُ‬
‫فت ْ ً‬ ‫حَنا ل َ َ‬
‫ك َ‬ ‫الذهبي وفيه }إ ِّنا َ‬
‫فت َ ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عن ْك ُم َ‬ ‫هو ال ّذي ك َ ّ َ‬
‫مك ّ َ‬
‫ة{ الية ‪.24‬‬ ‫م ب ِب َطْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ه ْ‬
‫عن ْ ُ‬ ‫دي َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫وأي ْ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫دي َ ُ‬
‫ف أي ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ُ َ‬
‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 6‬ص ‪ 257‬حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال أخبرني الزهري قال‬
‫أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه‪ ،‬قال‪ :‬خرج‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪" :‬إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة‪ ،‬فخذوا ذات اليمين" فوالله ما‬
‫شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش وسار النبي صلى الله عليه وعلى‬
‫آله وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس حل ‪ 1‬حل فألحت فقالوا‬
‫خلت القصواء فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬ما خلت القصواء وما ذلك لها بخلق ولكن‬
‫حبسها حابس الفيل"‪ ،‬ثم قال‪" :‬والذي نفسي بيده ل يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إل أعطيتهم‬
‫إياها" ثم زجرها فوثبت‪ ،‬قال فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه ‪ 2‬الناس‬
‫تبرضا‪ ،‬فلم يلبثه الناس حتى نزحوه‪ ،‬وشكى إلى‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬كلمة تقال للناقة إذا تركت السير‪.‬‬
‫‪ 2‬التبرض هو الخذ قليل قليل كذا في الفتح‪.‬‬

‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم العطش‪ ،‬فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم‬ ‫ص ‪-190-‬‬
‫أن يجعلوه فيه‪ ،‬فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه‪ ،‬فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء‬
‫الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من‬
‫أهل تهامة فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية ومعهم العوذ المطافيل‬
‫وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬إنا لم نجئ لقتال‬
‫أحد‪ ،‬ولكن جئنا معتمرين‪ ،‬وإن قريشا نهكتهم الحرب وأضرت بهم‪ ،‬فإن شاءوا أمددتهم مدة ويخلوا بيني‬
‫وبين الناس‪ ،‬فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا‪ ،‬وإل فقد جمعوا‪ ،‬وإن هم أبوا‪،‬‬
‫فوالذي نفسي بيده لقاتلهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي‪ ،‬ولينفذن الله أمره" فقال بديل‪ :‬سأبلغهم‬
‫ما تقول‪ .‬فانطلق حتى أتى قريشا‪ ،‬قال‪ :‬إنا قد جئناكم من هذا الرجل‪ ،‬وسمعناه يقول قول‪ ،‬فإن شئتم‬
‫نعرضه عليكم فعلنا‪ ،‬فقال سفهاؤهم‪ :‬ل حاجة بنا أن تخبرنا عنه بشيء‪ .‬وقال ذوو الرأي منهم‪ :‬هات ما‬
‫سمعته‪ .‬قال‪ :‬سمعته يقول كذا وكذا‪ ،‬فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬فقال عروة‬
‫بن مسعود‪ :‬أي قوم ألستم بالولد ‪ .1‬قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬أولست بالوالد؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فهل تتهموني؟‬
‫قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ‪ ،‬فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن‬
‫أطاعني‪ .‬قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فإن هذا قد عرض عليكم خطة رشد‪ ،‬اقبلوها ودعوني آته‪ .‬قالوا‪ :‬ائته‪ .‬فأتاه‬
‫فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نحوا من‬
‫قوله لبديل‪ ،‬فقال عروة عند ذلك‪ :‬أي محمد‪ ،‬أرأيت إن استأصلت أمر قومك‪ ،‬هل سمعت بأحد من العرب‬
‫اجتاح أهله‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬كذا لبي ذر ولغيره بالعكس ألستم بالوالد وألست بالولد وهو الصواب وهو الذي في رواية أحمد وابن‬
‫إسحاق وغيرهما ا‪ .‬هـ فتح الباري باختصار‪.‬‬

‫قبلك؟ وإن تكن الخرى فإني والله ل أرى وجوها‪ ،‬وإني لرى أشوابا من الناس خليقا أن‬ ‫ص ‪-191-‬‬
‫يفروا ويدعوك‪ ،‬فقال له أبو بكر رضي الله عنه‪ :‬امصص بظر اللت‪ :‬أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال‪ :‬من ذا؟‬
‫قالوا أبو بكر‪ .‬قال‪ :‬أما والذي نفسي بيده لول يد كانت لك عندي لم أجزك بها لجبتك‪ .‬قال‪ :‬وجعل يكلم‬
‫النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكلما تكلم أخذ بلحيته‪ ،‬والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعه السيف وعليه المغفر‪ ،‬فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم ضرب يده بنعل السيف‪ ,‬وقال له أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪ ،‬فرفع عروة رأسه فقال‪ :‬من هذا؟ فقالوا المغيرة بن شعبة‪ .‬فقال‪ :‬أي غدر ألست أسعى‬
‫في غدرتك‪ .‬وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم‪ ،‬فقال النبي صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬أما السلم فأقبل‪ ،‬وأما المال فلست منه في شيء"‪ .‬ثم إن عروة جعل يرمق‬
‫أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعينيه قال‪ :‬فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وعلى‬
‫آله وسلم نخامة إل وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده‪ ،‬وإذا أمرهم ابتدروا أمره‪ ،‬وإذا توضأ‬
‫كادوا يقتتلون على وضوئه‪ ،‬وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده‪ ،‬وما يحدون إليه النظر تعظيما له‪ .‬فرجع‬
‫عروة إلى أصحابه فقال‪ :‬أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي‪،‬‬
‫والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم محمدا‪.‬‬
‫والله إن يتنخم نخامة إل وقعت في كف رجل منهم‪ ،‬فذلك بها وجهه وجلده‪ ،‬فإذا أمرهم ابتدروا أمره‪ ،‬وإذا‬
‫توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه‪ ،‬وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده‪ ،‬وما يحدون إليه النظر تعظيما له‪ ،‬وإنه‬
‫قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها‪ .‬فقال رجل من بني كنانة‪ :‬دعوني آتيه‪ .‬فقالوا‪ :‬ائته‪ ،‬فلما أشرف على‬
‫النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬هذا فلن وهو من قوم يعظمون‬ ‫ص ‪-192-‬‬
‫البدن فابعثوها له" فبعثت له واستقبله الناس يلبون فلما رأى ذلك قال‪ :‬سبحان الله‪ ،‬ما ينبغي لهؤلء أن‬
‫يصدوا عن البيت‪ .‬فلما رجع إلى أصحابه قال‪ :‬رأيت البدن وقد قلدت وأشعرت‪ ،‬فما أرى أن يصدوا عن‬
‫البيت‪ .‬فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص وقال‪ :‬دعوني آتيه‪ .‬فلما أشرف عليهم قال النبي صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪" :‬هذا مكرز وهو رجل فاجر"‪ .‬فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو‪ ،‬وقال معمر فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن‬
‫عمرو‪ ،‬وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد سهل لكم من أمركم قال معمر‪ :‬قال الزهري في‬
‫حديثه فجاء سهيل بن عمرو فقال‪ :‬هات أكتب بيننا وبينك كتابا‪ .‬فدعا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‬
‫الكاتب‪ ،‬فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬اكتب بسم الله الرحمن الرحيم"‪ .‬فقال سهيل‪ :‬أما‬
‫الرحمن‪ ،‬فوالله ما أدري ما هي ولكن اكتب "باسمك اللهم" كما كنا نكتب‪ .‬فقال المسلمون‪ :‬والله ل تكتبها‬
‫إل "بسم الله الرحمن الرحيم" فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬اكتب باسمك اللهم" ثم قال‪:‬‬
‫"هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله"‪ .‬فقال سهيل‪ :‬والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن‬
‫البيت ول قاتلناك‪ ،‬ولكن اكتب محمد بن عبد الله‪ .‬فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬والله إني‬
‫لرسول اله وإن كذبتموني‪ ،‬اكتب محمد بن عبد الله" قال الزهري‪ :‬وذلك لقوله ل يسألوني خطة يعظمون‬
‫فيها حرمات الله إل أعطيتهم إياها فقال لهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬على أن تخلوا بيننا‬
‫ذنا ضغطة‪ ،‬ولكن ذلك من العام المقبل‬ ‫وبين البيت فنطوف به" فقال سهيل‪ :‬والله ل تتحدث العرب أنا أ ُ ِ‬
‫خ ْ‬
‫فكتب‪ ،‬فقال سهيل‪ :‬وعلى أنه ل يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إل رددته إلينا‪ .‬قال المسلمون‪ :‬سبحان‬
‫الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما‪ .‬فبينما هم‬

‫كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده‪ ،‬وقد خرج من أسفل مكة‬ ‫ص ‪-193-‬‬
‫حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين‪ ،‬فقال‪ :‬سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي‪ .‬فقال‬
‫النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬إنا لم نقض الكتاب بعد"‪ .‬قال‪ :‬فوالله إذا لم أصالحك على شيء‬
‫أبدا‪ .‬قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬فأجزه لي" قال‪ :‬ما أنا بمجيزه لك‪ .‬قال‪" :‬بلى فافعل"‪،‬‬
‫قال‪ :‬ما أنا بفاعل‪ ،‬قال مكرز‪ :‬بلى قد أجزناه لك‪ .‬قال أبو جندل‪ :‬أي معشر المسلمين أ َُرد ّ إلى المشركين‬
‫ت مسلما؟ أل ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذابا شديدا في الله قال عمر بن الخطاب‪ :‬فأتيت‬
‫وقد جئ ُ‬
‫نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت‪ :‬ألست نبي الله حقا‪ .‬قال‪" :‬بلى"‪ ،‬قلت‪ :‬ألسنا على الحق‬
‫وعدونا على الباطل؟ قال‪" :‬بلى"‪ .‬قلت‪ :‬فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال‪" :‬إني رسول الله‪ ،‬ولست‬
‫أعصيه‪ ،‬وهو ناصري"‪ .‬قلت‪ :‬أولست كنت تحدثنا أنا نأتي البيت فنطوف به؟ قال‪" :‬بلى فأخبرك أنا نأتيه‬
‫العام"؟ قال قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪" :‬فإنك آتيه ومطوف به"‪ .‬قال‪ :‬فأتيت أبا بكر‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أبا بكر أليس هذا نبي‬
‫الله حقا‪ .‬قال‪ :‬بلى‪ ،‬قلت‪ :‬ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قلت‪ :‬فلم نعطي الدنية في‬
‫ديننا إذا؟ قال‪ :‬أيها الرجل إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره‪ ،‬فاستمسك بغرزه فوالله إنه على‬
‫الحق‪ .‬قلت‪ :‬أليس كان يحدثنا أنا نأتي البيت ونطوف به‪ ،‬قال‪ :‬بلى فأخبرك أنك آتيه العام‪ .‬قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فإنك آتيه ومطوف به‪ ،‬قال الزهري قال عمر‪ :‬فعملت لذلك أعمال‪ ،‬فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لصحابه‪" :‬قوموا فانحروا ثم احلقوا"‪ .‬قال‪ :‬فوالله ما قام منهم رجل‬
‫حتى قال ذلك ثلث مرات‪ ،‬فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس‪ ،‬فقالت‬
‫أم سلمة‪ :‬يا نبي الله أتحب ذلك‪ ،‬اخرج ثم ل تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك‬

‫فيحلقك‪ .‬فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك‪ .‬نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه‪ .‬فلما‬ ‫ص ‪-194-‬‬
‫رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما‪ .‬ثم جاءه نسوة مؤمنات‬
‫َ‬
‫ن{‪ 1‬حتى بلغ‬‫ه ّ‬
‫حُنو ُ‬
‫مت َ ِ‬ ‫ت َ‬
‫فا ْ‬ ‫جَرا ٍ‬
‫ها ِ‬
‫م َ‬
‫ت ُ‬
‫مَنا ُ‬
‫ؤ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫جاءَك ُ ُ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫فأنزل الله تعالى }َيا أي ّ َ‬
‫ر{ فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك‪ .‬فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان‬ ‫ف ِ‬ ‫صم ِ ال ْك َ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ع َ‬
‫}ب ِ ِ‬
‫والخرى صفوان بن أمية‪ .‬ثم رجع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى المدينة‪ .‬فجاءه أبو بصير رجل‬
‫من قريش وهو مسلم‪ ،‬فأرسلوا في طلبه رجلين‪ ،‬فقالوا‪ :‬العهد الذي جعلت لنا فدفعه إلى الرجلين فخرجا‬
‫به حتى بلغ ذا الحليفة‪ ،‬فنزلوا يأكلون من تمر لهم‪ ،‬فقال أبو بصير لحد الرجلين‪ :‬والله إني لرى سيفك هذا‬
‫يا فلن جيدا‪ ،‬فاستله الخر فقال‪ :‬أجل والله إنه لجيد‪ ،‬لقد جريت به ثم جريت‪ ،‬فقال أبو بصير‪ :‬أرني أنظر‬
‫إليه فأمكنه به فضربه حتى برد‪ ،‬وفر الخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو‪ ،‬فقال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬لقد رأى هذا الرجل ذعرا" فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم قال‪ :‬قتل صاحبي وإني لمقتول‪ .‬فجاء أبو بصير فقال‪ :‬يا نبي الله قد أوفى الله ذمتك قد رددتني‬
‫إليهم ثم أنجاني الله منهم‪ .‬قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬ويل أمه مسعر حرب لو كان له‬
‫أحد"‪ ،‬فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم‪ ،‬فخرج حتى أتى سيف البحر قال‪ ،‬وينفلت منهم أبو جندل بن‬
‫سهيل فلحق بأبي بصير‪ ،‬فجعل ل يخرج من قريش رجل قد أسلم إل لحق بأبي بصير‪ ،‬حتى اجتمعت منهم‬
‫عصابة‪ ،‬فوالله ما يسمعون بعيرٍ لقريش خرجت إلى الشام إل اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم‪.‬‬
‫فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تناشده بالله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو‬
‫آمن‪،‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬تعليق قال الحافظ في الفتح ج ‪ 6‬ص ‪ 276‬ظاهره أنهن جئن إليه وهو بالحديبية‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬وإنما جئن‬
‫إليه بعد في أثناء المدة‪.‬‬

‫ذي ك َ ّ‬
‫ف‬ ‫و ال ّ ِ‬‫ه َ‬‫و ُ‬ ‫فأرسل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليهم فأنزل الله تعالى } َ‬ ‫ص ‪-195-‬‬
‫ة‬
‫مي ّ َ‬
‫ح ِ‬
‫ة َ‬ ‫مي ّ َ‬
‫ح ِ‬‫م{ حتى بلغ }ال ْ َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن أ َظْ َ‬
‫فَرك ُ ْ‬
‫ة من ب ع َ‬
‫دأ ْ‬‫مك ّ َ ِ ْ َ ْ ِ‬ ‫م ب ِب َطْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ه ْ‬
‫عن ْ ُ‬ ‫دي َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫عن ْك ُم َ‬
‫وأي ْ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫دي َ ُ‬
‫َ‬
‫أي ْ ِ‬
‫ة{ وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم‪ .‬وحالوا بينهم‬
‫هل ِي ّ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫جا ِ‬
‫وبين البيت‪.‬‬
‫الحديث أخرجه عبد الرزاق ج ‪ 5‬ص ‪ ،342‬وأحمد ج ‪ 4‬ص ‪ ،331‬وابن جرير ج ‪ 26‬ص ‪ .101‬وأخرج مسلم ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ ،187‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ ،185‬وأبو داود ج ‪ 3‬ص ‪ ,13‬وأحمد ج ‪ 3‬ص ‪ ،125 ،122‬وابن جرير ج ‪26‬‬
‫ص ‪ 94‬عن أنس بن مالك أن ثمانين رجل من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم من جبل التنعيم متسلحين يريدون غرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه‪ ،‬فأخذهم‬
‫عن ْك ُم َ‬ ‫هو ال ّذي ك َ ّ َ‬
‫مك ّ َ‬
‫ة‬ ‫م ب ِب َطْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ه ْ‬
‫عن ْ ُ‬ ‫دي َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫وأي ْ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫دي َ ُ‬
‫ف أي ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ُ َ‬
‫سلما فاستحياهم فأنزل الله عز وجل‪َ } :‬‬
‫م{‪.‬‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن أ َظْ َ‬
‫فَرك ُ ْ‬
‫من ب ع َ‬
‫دأ ْ‬‫ِ ْ َ ْ ِ‬
‫وأخرج أحمد ج ‪ 4‬ص ‪ 87‬قال الهيثمي ج ‪ 6‬ص ‪ 145‬رجاله رجال الصحيح‪ ،‬الحاكم وقال صحيح على شرط‬
‫الشيخين‪ ،‬وأقره الذهبي ج ‪ 2‬ص ‪ ،461‬وابن جرير ج ‪ 26‬ص ‪ ،94‬والبيهقي ج ‪ 6‬ص ‪ 319‬من حديث عبد الله‬
‫بن مغفل نحوه‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫قال الحافظ في الفتح على حديث البخاري حيث قال البخاري بسنده‪ ،‬فأنزل الله وذكر الية‪ ،‬قال الحافظ‪:‬‬
‫كذا هنا وظاهره أنها نزلت في شأن أبي بصير وفيه نظر‪ ،‬والمشهور في سبب نزولها ما أخرجه مسلم من‬
‫حديث سلمة بن الكوع ومن حديث أنس بن مالك وأخرجه أحمد والنسائي من حديث‬

‫عبد الله بن مغفل بإسناد صحيح أنها نزلت بسبب القوم الذين أرادوا من قريش أن‬ ‫ص ‪-196-‬‬
‫يأخذوا من المسلمين غرة فظفروا بهم فعفا عنهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنزلت الية وقيل‬
‫مك ّ َ‬
‫ة{ وأبو بصير‬ ‫في نزولها غير ذلك ا‪ .‬هـ‪ .‬أقول‪ :‬ويؤيد ما قاله الحافظ رحمه الله أن في الية }ب ِب َطْ ِ‬
‫ن َ‬
‫وجماعته لم يكونوا ببطن مكة‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫"سورة الحجرات"‪:‬‬ ‫ص ‪-197-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ه{ الية ‪.1‬‬
‫سول ِ ِ‬
‫وَر ُ‬ ‫ي الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ن ي َدَ ِ‬
‫موا ب َي ْ َ‬ ‫مُنوا ل ت ُ َ‬
‫قدّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫البخاري ج ‪ 9‬ص ‪ 147‬حدثني إبراهيم بن موسى حدثني هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم عن ابن أبي‬
‫مليكة أن عبد الله بن الزبير أخبرهم أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬أمر القعقاع بن معبد بن زرارة‪ ،‬فقال عمر‪ :‬بل أمر القرع بن حابس‪ ،‬قال أبو بكر‪ :‬ما‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫أراد إل خلفي‪ .‬قال عمر‪ :‬ما أردت خلفك‪ ،‬فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزلت في ذلك }َيا أي ّ َ‬
‫ه{ حتى انقضت‪.‬‬ ‫سول ِ ِْ‬
‫وَر ُ‬ ‫ي الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ن ي َدَ ِ‬
‫موا ب َي ْ َ‬ ‫مُنوا ل ت ُ َ‬
‫قدّ ُ‬ ‫آ َ‬
‫الحديث أعاده أيضا في التفسير ج ‪ 10‬ص ‪ ،214‬من طريق الحسن بن محمد حدثنا حجاج عن ابن جريج به‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي{ الية ‪.2‬‬
‫ت الن ّب ِ ّ‬
‫و ِ‬
‫ص ْ‬
‫وقَ َ‬
‫ف ْ‬ ‫وات َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ص َ‬
‫عوا أ ْ‬ ‫مُنوا ل ت َْر َ‬
‫ف ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 212‬حدثنا بسرة بن صفوان بن جميل اللخمي حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة‬
‫قال كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما؛ رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وعلى‬
‫آله وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم‪ ،‬فأشار أحدهما بالقرع بن حابس أخي بني مجاشع‪ .‬وأشار الخر‬
‫برجل آخر‪ ،‬قال نافع‪ :‬ل أحفظ اسمه فقال أبو بكر لعمر‪ :‬ما أردت إل خلفي‪ ،‬قال‪ :‬ما أردت خلفك‪،‬‬
‫فارتفعت أصواتهما في ذلك‬

‫وات َك ُ ْ‬
‫م{ الية قال ابن الزبير فما كان‬ ‫ص َ‬
‫َ‬
‫عوا أ ْ‬ ‫مُنوا ل ت َْر َ‬
‫ف ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫فأنزل الله }َيا أي ّ َ‬ ‫ص ‪-198-‬‬
‫عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد هذه الية حتى يستفهمه‪ ،‬ولم يذكر ذلك عن‬
‫أبيه يعني أبا بكر‪.‬‬
‫الحديث أخرجه أيضا في كتاب العتصام ج ‪ 17‬ص ‪ ،39‬وأخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ ،185‬وعنده تصريح عبد‬
‫الله بن أبي مليكة أن عبد الله بن الزبير حدثه به‪ ،‬وحسنه‪ ،‬وأحمد ج ‪ 4‬ص ‪ ،6‬والطبري ج ‪ 26‬ص ‪ 119‬وفيه‬
‫قول نافع حدثني ابن أبي مليكة عن ابن الزبير فعلم اتصال الحديث كما أشار إليه الحافظ في الفتح ج ‪10‬‬
‫ص ‪.212‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫قت َت َُلوا َ َ‬
‫ما{ الية ‪.9‬‬
‫ه َ‬
‫حوا ب َي ْن َ ُ‬
‫صل ِ ُ‬
‫فأ ْ‬ ‫نا ْ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫فَتا ِ‬ ‫ن َ‬
‫طائ ِ َ‬ ‫وإ ِ ْ‬
‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 6‬ص ‪ 226‬حدثنا مسدد حدثنا معتمر قال سمعت أبي أن أنسا رضي الله عنه قال‪ :‬قيل للنبي‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم لو أتيت عبد الله ابن أبي‪ ،‬فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم وركب حمارا فانطلق المسلمون يمشون معه وهي أرض سبخة‪ ،‬فلما أتاه النبي صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم فقال‪ :‬إليك عني فوالله لقد آذاني نتن حمارك‪ ،‬فقال رجل من النصار منهم‪ :‬والله لحمار‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أطيب ريحا منك‪ .‬فغضب لعبد الله رجل من قومه فشتما ‪،1‬‬
‫ن‬
‫وإ ِ ْ‬
‫فغضب لكل واحد منهما أصحابه‪ ،‬فكان بينهما ضرب بالجريد والنعال واليدي‪ ،‬فبلغنا أنها أنزلت } َ‬
‫قت َت َُلوا َ َ‬
‫ما{‪.‬‬
‫ه َ‬‫حوا ب َي ْن َ ُ‬
‫صل ِ ُ‬
‫فأ ْ‬ ‫نا ْ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫فَتا ِ‬ ‫َ‬
‫طائ ِ َ‬
‫الحديث ذكره الحافظ ابن كثير ج ‪ 4‬ص ‪ 211‬من طريق معتمر من مسند أحمد‪ ،‬ثم قال رواه البخاري في‬
‫الصلح عن مسدد‪ ،‬ومسلم في المغازي عن محمد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬قال الحافظ في الفتح كذا للكثر أي شتم كل واحد منهما الخر وفي رواية الكشيهمني "فشتمه"‪.‬‬

‫ابن عبد العلى كلهما عن المعتمر بن سليمان عن أبيه به‪ ،‬وأخرجه ابن جرير ج ‪ 26‬ص‬ ‫ص ‪-199-‬‬
‫‪.128‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ب{ الية ‪.11‬‬ ‫ول ت ََناب َُزوا ِباْل َل ْ َ‬
‫قا ِ‬ ‫} َ‬
‫الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 186‬حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري البصري حدثنا أبو زيد صاحب الهروي عن شعبة‬
‫عن دواد بن أبي هند قال سمعت الشعبي يحدث عن أبي جبيرة بن الضحاك قال‪ :‬كان الرجل منا يكون له‬
‫ب{ هذا حديث‬ ‫ول ت ََناب َُزوا ِباْل َل ْ َ‬
‫قا ِ‬ ‫السمان والثلثة فيدعى ببعضها فعسى أن يكره فنزلت هذه الية } َ‬
‫حسن صحيح حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف حدثنا نحوه وأبو جبيرة بن الضحاك هو أخو ثابت بن الضحاك‬
‫النصاري‪.‬‬
‫الحديث أخرجه أبو داود ج ‪ 4‬ص ‪ ،445‬وابن ماجه رقم ‪ ،3741‬وأحمد عن أبي جبيرة عن عمومته ج ‪ 4‬ص‬
‫‪ ،69‬قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ :111‬رجاله رجال الصحيح‪ ،‬وذكره أيضا أحمد ج ‪ 5‬ص ‪380‬‬
‫عن عمومة له‪ ،‬والبخاري في الدب المفرد ص ‪ ،121‬وابن حبان كما في موارد الظمآن ص ‪ ،436‬وابن‬
‫جرير ج ‪ 26‬ص ‪ 132‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ ،463‬ج ‪ 4‬ص ‪ 282‬وقال في الول صحيح على شرط مسلم وفي‬
‫الثاني صحيح السناد وأقره الذهبي في الموضعين‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫أبو جبيرة مختلف في صحبته قال أبو أحمد وتبعه ابن عبد البر‪ ،‬قال بعضهم له صحبة‪ ،‬وقال بعضهم ل‬
‫صحبة له‪ ،‬وقال ابن أبي حاتم ل أعلم له صحبة‪ ،‬قال الحافظ في الصابة‪ :‬قلت أخرج حديثه البخاري في‬
‫الدب المفرد‪ ،‬وأصحاب السنن‪ ،‬وصححه الحاكم‪ ،‬وحسنه الترمذي ثم ذكر هذا الحديث‪.‬‬

‫أقول الظاهر ثبوت صحبته إذ لو كان تابعيا لنبه هؤلء الذين أخرجوا حديثه أنه مرسل‪،‬‬ ‫ص ‪-200-‬‬
‫ومن علم حجة على من ل يعلم‪ ،‬على أنه قد روى هذا الحديث كما في مسند أحمد ج ‪ 4‬ص ‪ 69‬وج ‪ 5‬ص‬
‫‪ 380‬عن عمومة ‪ 1‬له قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬وليس أحد منا إل له لقب أو لقبان‪.‬‬
‫الحديث‪ .‬قال الهيثمي ج ‪ 7‬ص ‪ 111‬رجاله رجال الصحيح‪ ،‬فثبت الحديث والحمد لله‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬وفي أسباب النزول للواحدي عن أبيه وعمومة له‪.‬‬

‫"سورة القمر"‪:‬‬ ‫ص ‪-201-‬‬


‫الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 191‬حدثنا عبد بن حميد عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال سأل أهل‬
‫ة‬
‫ع ُ‬
‫سا َ‬
‫ت ال ّ‬ ‫مكة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم آية‪ :‬فانشق القمر بمكة مرتين فنزلت }ا ْ‬
‫قت ََرب َ ِ‬
‫مّر{ أي ذاهب‪ .‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬
‫حٌر ُ‬
‫س ْ‬
‫مُر{ إلى قوله } ِ‬ ‫ق ال ْ َ‬
‫ق َ‬ ‫وان ْ َ‬
‫ش ّ‬ ‫َ‬
‫الحديث أصله في الصحيحين لكن ليس عندهما التصريح بنزول اليات‪ .‬وأخرج الطبري ج ‪ 27‬ص ‪،85‬‬
‫والبيهقي في دلئل النبوة ج ‪ 2‬ص ‪ ،42‬والحاكم وقال على شرط الشيخين ‪ 2‬ص ‪ ،471‬وأقره الذهبي وقال‬
‫أصله في الكتابين‪ ،‬من حديث ابن مسعود نحوه‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني بسند رجاله رجال الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كسف القمر على عهد‬
‫ق‬
‫ش ّ‬‫وان ْ َ‬
‫ة َ‬
‫ع ُ‬
‫سا َ‬
‫ت ال ّ‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا‪ :‬سحر القمر‪ ،‬فنزلت }ا ْ‬
‫قت ََرب َ ِ‬
‫مّر{ قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ج ‪3‬‬ ‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬
‫حٌر ُ‬ ‫قوُلوا ِ‬
‫س ْ‬ ‫وي َ ُ‬
‫ضوا َ‬
‫ر ُ‬
‫ع ِ‬
‫ة يُ ْ‬
‫وا آي َ ً‬
‫ن ي ََر ْ‬
‫وإ ِ ْ‬
‫مُر‪َ ،‬‬ ‫ال ْ َ‬
‫ق َ‬
‫ص ‪ :120‬سنده جيد وفيه أنه كسف تلك الليلة فلعله حصل له انشقاق في ليلة كسوفه ولهذا خفي أمره‬
‫على كثير من أهل الرض‪ ،‬ويقال إنه أرخ ذلك في بعض بلد الهند وبني بناء تلك الليلة وأرخ بليلة انشقاق‬
‫القمر ا‪ .‬هـ‪ .‬وقال ج ‪ 6‬ص ‪ 76 ،75‬وهذا سياق غريب وذكر نحوه ما تقدم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ر{ اليتان‬
‫قدَ ٍ‬ ‫خل َ ْ‬
‫قَناهُ ب ِ َ‬ ‫ء َ‬
‫ي ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫قَر‪ ،‬إ ِّنا ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫س َ‬
‫س َ‬
‫م ّ‬ ‫ذو ُ‬
‫قوا َ‬ ‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫ه ِ‬
‫جو ِ‬ ‫عَلى ُ‬
‫و ُ‬ ‫ر َ‬
‫في الّنا ِ‬
‫ن ِ‬
‫حُبو َ‬
‫س َ‬
‫م يُ ْ‬
‫و َ‬
‫}ي َ ْ‬
‫‪.49 ،48‬‬
‫مسلم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قال حدثنا وكيع عن سفيان عن زياد بن إسماعيل عن محمد‬
‫بن عباد بن جعفر المخزومي عن أبي هريرة قال‪:‬‬

‫جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في القدر‬ ‫ص ‪-202-‬‬
‫ه‬ ‫خل َ ْ‬
‫قَنا ُ‬ ‫ء َ‬
‫ي ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫قَر‪ ،‬إ ِّنا ك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫س َ‬
‫س َ‬
‫م ّ‬ ‫ذو ُ‬
‫قوا َ‬ ‫م ُ‬
‫ه ْ‬
‫ه ِ‬
‫جو ِ‬ ‫عَلى ُ‬
‫و ُ‬ ‫ر َ‬
‫في الّنا ِ‬
‫ن ِ‬
‫حُبو َ‬
‫س َ‬
‫م يُ ْ‬
‫و َ‬
‫فنزلت }ي َ ْ‬
‫ر{‪.‬‬ ‫بِ َ‬
‫قدَ ٍ‬
‫الحديث أخرجه الترمذي ج ‪ 3‬ص ‪ ،204‬ج ‪ 4‬ص ‪ 191‬وقال في الموضعين حسن صحيح وابن ماجه رقم ‪83‬‬
‫وأحمد ج ‪ 2‬ص ‪ ،444‬و ‪ 476‬وابن جرير ج ‪ 27‬ص ‪ 110‬والبيهقي في شعب اليمان ج ‪ 1‬ص ‪ 136‬والبخاري‬
‫في خلق أفعال العباد ‪ 1‬ص ‪ 19‬وذكر له شاهدا فقال‪ :‬حدثنا محمد بن يوسف ثنا يونس بن الحارث ثنا عمرو‬
‫ر{ في أهل القدر‪،‬‬
‫ع ٍ‬
‫س ُ‬
‫و ُ‬
‫ل َ‬
‫ضل ٍ‬
‫في َ‬ ‫ن ِ‬
‫مي َ‬
‫ر ِ‬
‫ج ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫بن شعيب عن أبيه عن جده قال نزلت هذه الية‪} :‬إ ِ ّ‬
‫ثم قال البخاري رحمه الله‪ :‬ويروى عن ابن عباس ومعاذ بن أنس رضي الله عنهم‪ .‬وأخرجه الطبري في‬
‫الكبير ج ‪ 5‬ص ‪ 319‬من حديث زرارة غير منسوب وفي سنده ابن زرارة مبهم‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬رووه كلهم من طريق إسماعيل بن زياد المخزومي وقد قال ابن معين إنه ضعيف وقال علي بن المديني‬
‫رجل من أهل مكة معروف‪ ،‬وقال أبو حاتم يكتب حديثه‪ ،‬وقال النسائي ليس به بأس‪ .‬ا‪ .‬هـ‪ .‬من تهذيب‬
‫التهذيب فمن مجموع كلم هؤلء الئمة يستفاد أن حديثه أنزل من الحسن لكن يتقوى الحديث بالشواهد‬
‫التي ذكرت‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫"سورة الواقعة"‪:‬‬ ‫ص ‪-203-‬‬
‫قوله تعالى‬
‫قك ُ َ‬
‫م ت ُك َذُّبو َ‬
‫ن{ الية ‪.82‬‬ ‫م أن ّك ُ ْ‬
‫رْز َ ْ‬ ‫عُلو َ‬
‫ن ِ‬ ‫ج َ‬
‫وت َ ْ‬
‫} َ‬
‫مسلم ج ‪ 2‬ص ‪ 60‬حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري‪ ،‬حدثنا النضر بن محمد‪ ،‬حدثنا عكرمة وهو ابن‬
‫عمار‪ ،‬حدثنا أبو زميل‪ ،‬قال‪ :‬حدثني ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر"‪ ،‬قالوا‪ :‬هذه‬
‫م{ حتى بلغ‬‫جو ِ‬‫ع الن ّ ُ‬
‫ق ِ‬
‫وا ِ‬
‫م َ‬
‫م بِ َ‬
‫س ُ‬ ‫فل أ ُ ْ‬
‫ق ِ‬ ‫رحمة‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬لقد صدق نوء كذا وكذا فنزلت هذه الية‪َ } :‬‬
‫قك ُ َ‬
‫ن{‪.‬‬‫م ت ُك َذُّبو َ‬
‫م أن ّك ُ ْ‬
‫رْز َ ْ‬ ‫عُلو َ‬
‫ن ِ‬ ‫ج َ‬
‫وت َ ْ‬
‫} َ‬
‫قال النووي رحمه الله قال الشيخ أبو عمرو رحمه الله يعني ابن الصلح ليس مراده أن جميع هذا نزل في‬
‫عُلو َ‬
‫ن‬ ‫ج َ‬
‫وت َ ْ‬
‫قوله في النواء فإن المر في ذلك وتفسيره يأبى ذلك‪ ،‬وإنما النازل في ذلك قوله تعالى } َ‬
‫قك ُ َ‬
‫ن{ والباقي نزل في غير ذلك ولكن اجتمعا في وقت النزول فذكر الجميع أجل ذلك‪،‬‬ ‫م ت ُك َذُّبو َ‬
‫م أن ّك ُ ْ‬
‫رْز َ ْ‬
‫ِ‬
‫قال الشيخ أبو عمرو رحمه الله‪ :‬ومما يدل على هذا أن في بعض الروايات عن ابن عباس رضي الله عنهما‬
‫في ذلك القتصار على هذا القدر اليسير فحسب‪ .‬هذا آخر كلم الشيخ رحمه الله‪.‬‬

‫"سورة المجادلة"‪:‬‬ ‫ص ‪-204-‬‬


‫أحمد في المسند ج ‪ 6‬ص ‪ 46‬ثنا أبو معاوية ثنا العمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة قالت‬
‫الحمد لله الذي وسع سمعه الصواب لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تكلمه‬
‫في‬ ‫جاِدل ُ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ل ال ِّتي ت ُ َ‬
‫و َ‬
‫ق ْ‬ ‫ع الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫م َ‬
‫س ِ‬ ‫وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول فأنزل الله عز وجل‪َ } :‬‬
‫قدْ َ‬
‫ها{ إلى آخر الية‪.‬‬
‫ج َ‬
‫و ِ‬
‫َز ْ‬
‫الحديث أخرجه البخاري تعليقا ج ‪ 17‬ص ‪ ،143‬والنسائي ج ‪ 6‬ص ‪ ،137‬وابن ماجه رقم ‪ 188‬ورقم ‪،2063‬‬
‫وابن جرير ج ‪ 28‬ص ‪ 5‬وص ‪ 6‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 481‬وقال صحيح السناد وأقره الذهبي‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ه الل ّ ُ‬
‫ه{ الية ‪.8‬‬ ‫حي ّ َ‬
‫ك بِ ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يُ َ‬ ‫و َ‬
‫ك بِ َ‬ ‫حي ّ ْ‬ ‫ءو َ‬
‫ك َ‬ ‫جا ُ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫} َ‬
‫أحمد ج ‪ 2‬ص ‪ 170‬حدثنا عبد الصمد ثنا حماد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو أن‬
‫اليهود كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ :‬سام عليك‪ ،‬ثم يقولون في أنفسهم‪ ،‬لول‬
‫ه الل ّ ُ‬
‫ه{ إلى آخر الية‪.‬‬ ‫حي ّ َ‬
‫ك بِ ِ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يُ َ‬ ‫و َ‬
‫ك بِ َ‬ ‫حي ّ ْ‬ ‫ءو َ‬
‫ك َ‬ ‫جا ُ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫يعذبنا الله بما نقول‪ ،‬فنزلت هذه الية } َ‬
‫الحديث قال الهيثمي ج ‪ 7‬ص ‪ 122‬رواه أحمد والبزار والطبراني وإسناده جيد لن حمادا سمع من عطاء بن‬
‫السائب في حالة الصحة‪.‬‬
‫وأخرج مسلم ج ‪ 14‬ص ‪ ،147‬وأحمد ج ‪ 6‬ص ‪ ،229‬وابن جرير ج ‪ 28‬ص ‪ 14‬من حديث عائشة نحوه‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪:‬‬ ‫ص ‪-205-‬‬
‫ن{ الية ‪.14‬‬ ‫عل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬
‫ب َ‬ ‫عَلى ال ْك َ ِ‬
‫ذ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫حل ِ ُ‬
‫فو َ‬ ‫وي َ ْ‬
‫} َ‬
‫أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 240‬ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬يدخل عليكم رجل ينظر بعين شيطان أو بعيني‬
‫شيطان"‪ .‬قال فدخل رجل أزرق فقال‪ :‬يا محمد علم سببتني أو شتمتني أو نحو هذا قال وجعل يحلف‪،‬‬
‫ن{ والية الخرى‪.‬‬ ‫عل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬
‫ب َ‬ ‫عَلى ال ْك َ ِ‬
‫ذ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫حل ِ ُ‬
‫فو َ‬ ‫وي َ ْ‬
‫قال‪ :‬ونزلت هذه الية في المجادلة } َ‬
‫الحديث أيضا أعاده ص ‪ ،267‬ص ‪ ،350‬قال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه أحمد والبزار ورجاله الجميع‬
‫رجال الصحيح‪ ،‬إل أن فيه أن الرسول هو الذي قال له علم تشتمني أنت وأصحابك‪ ،‬وكذا في المسند ص‬
‫‪ 350‬وص ‪ ،267‬وأخرجه الحاكم في المستدرك ج ‪ 2‬ص ‪ ،482‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط مسلم‬
‫ولم يخرجاه‪ ،‬وابن جرير ج ‪ 28‬ص ‪.25‬‬
‫وأخرجه ابن جرير ج ‪ 10‬ص ‪ ،185‬وعزاه الشوكاني ج ‪ 2‬ص ‪ 384‬إلى الطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه‬
‫قاُلوا{ إلى آخر الية التي في سورة‬
‫ما َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫حل ِ ُ‬
‫فو َ‬ ‫من حديث ابن عباس نحوه إل أنه قال‪ :‬ونزلت }ي َ ْ‬
‫التوبة‪ ،‬فإما أن تكونا نزلتا معا في سبب واحد‪ ،‬وإما أن يكون اضطراب في سماك بن حرب‪ ،‬فإنه مضطرب‬
‫الحديث لسيما بعد كبره‪ ،‬والله أعلم‪ ،‬وكون آية المجادلة التي نزلت أثبت لن الراوي عنه شعبة وقد سمع‬
‫منه قديما كما في التهذيب التهذيب‪.‬‬

‫"سورة الحشر"‪:‬‬ ‫ص ‪-206-‬‬


‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 253‬حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن‬
‫سعيد بن جبير قال‪ :‬قلت لبن عباس‪ :‬سورة التوبة‪ .‬قال‪ :‬التوبة هي الفاضحة ما زالت تنزل‪ ،‬ومنهم ومنهم‬
‫حتى ظنوا أنها لم تبق أحدا منهم إل ذكر فيها‪ ،‬قال‪ :‬قلت سورة النفال‪ ،‬قال‪ :‬نزلت في بدر‪ .‬قال‪ :‬قلت‬
‫سورة الحشر‪ ،‬قال‪ :‬نزلت في بني النضير‪.‬‬
‫الحديث أخرجه مسلم ج ‪ 18‬ص ‪.165‬‬
‫وأخرج الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ ،483‬وقال‪ :‬صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬وأقره الذهبي والبيهقي في دلئل النبوة ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ 444‬عن عائشة رضي الله عنها قالت‪ :‬كانت غزوة بني النضير وهم طائفة من اليهود على رأس ستة‬
‫أشهر من غزوة بدر وكان منزلهم ونخلهم بناحية المدينة فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم حتى نزلوا على الجلء‪ ،‬وعلى أن لهم ما أقلت البل من المتعة والموال إل الحلقة –يعني السلح‪-‬‬
‫فأنزل الله فيهم‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جوا{‬
‫خُر ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ما ظَن َن ْت ُ ْ‬
‫ر َ‬
‫ش ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫ح ْ‬ ‫و ِ‬ ‫في اْلْر ِ‬
‫ض{ إلى قوله }ِل ّ‬ ‫ما ِ‬
‫و َ‬
‫ت َ‬
‫وا ِ‬
‫ما َ‬
‫س َ‬
‫في ال ّ‬
‫ما ِ‬ ‫ح ل ِل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫سب ّ َ‬
‫} َ‬
‫فقاتلهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى صالحهم على الجلء‪ ،‬فأخلهم إلى الشام‪ ،‬وكانوا من‬
‫سبط لم يصبهم جلء فيما خل‪ ،‬وكان الله قد كتب عليهم ذلك‪ ،‬ولول ذلك لعذبهم في الدنيا بالقتل والسبي‬
‫ر{ فكان ذلك أول حشر في الدنيا إلى الشام‪.‬‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫ش ِ‬ ‫و ِ‬
‫وأما قوله‪ِ} :‬ل ّ‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫الحديث –أي حديث الحاكم‪ -‬ليس على شرط الشيخين؛ لنهما لم يخرجا‬

‫لزيد بن المبارك ومحمد بن ثور وهما ثقة‪ ،‬فالحديث صحيح‪ .‬لكن في قوله على‬ ‫ص ‪-207-‬‬
‫شرطهما ما فيه‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قطَعت ُم من ِلين َ َ‬
‫ه{ الية رضي الله عنهما قال‪:‬‬‫ن الل ّ ِ‬‫فب ِإ ِذْ ِ‬‫ها َ‬‫صول ِ َ‬‫عَلى أ ُ‬‫ة َ‬‫م ً‬‫قائ ِ َ‬‫ها َ‬‫مو َ‬‫و ت ََرك ْت ُ ُ‬‫ةأ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ ْ ِ ْ‬ ‫ما َ‬‫} َ‬
‫حرق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نخل بني النضير‪ ,‬وقطع‪ ،‬وهي البويرة فنزلت‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قطَعت ُم من ِلين َ َ‬
‫ه{‪.‬‬‫ن الل ّ ِ‬‫فب ِإ ِذْ ِ‬‫ها َ‬‫صول ِ َ‬‫عَلى أ ُ‬‫ة َ‬‫م ً‬‫قائ ِ َ‬‫ها َ‬‫مو َ‬‫و ت ََرك ْت ُ ُ‬‫ةأ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ ْ ِ ْ‬ ‫ما َ‬‫} َ‬
‫الحديث ذكره أيضا في كتاب التفسير‪ ،‬وأخرجه مسلم ج ‪ 12‬ص ‪ 50‬وص ‪ ،51‬والترمذي ج ‪ 2‬ص ‪ 377‬وج ‪4‬‬
‫ص ‪ 195‬وقال في الموضعين هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وأبو داود ج ‪ 2‬ص ‪ 342‬و ‪ ،343‬وأحمد ج ‪ 2‬ص ‪123‬‬
‫و ‪ ،140‬وابن جرير ج ‪ 28‬ص ‪ ،34‬والبيهقي في دلئل النبوة ج ‪ 2‬ص ‪ .452‬وأخرج الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪196‬‬
‫عَلى‬ ‫قطَعت ُم من ِلين َ َ‬
‫ة َ‬‫م ً‬ ‫ها َ‬
‫قائ ِ َ‬ ‫و ت ََرك ْت ُ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ةأ ْ‬‫ٍ‬ ‫ْ ْ ِ ْ‬ ‫ما َ‬‫وحسنه عن ابن عباس في قول الله عز وجل } َ‬
‫ن{ قال‪ :‬استنزلوهم من حصونهم‪ ،‬قال‪ :‬وأمروا بقطع‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ُ‬
‫قي َ‬‫س ِ‬‫فا ِ‬ ‫ز َ‬
‫خ ِ‬
‫ول ِي ُ ْ‬
‫ها{ قال‪ :‬اللينة النخلة‪َ } .‬‬
‫صول ِ َ‬
‫أ ُ‬
‫النخل فحك في صدروهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا‪ ،‬ولنسألن رسول الله صلى الله عليه وعلى‬
‫و‬ ‫قطَعت ُم من ِلين َ َ‬
‫ما َ‬
‫ةأ ْ‬‫ٍ‬ ‫ْ ْ ِ ْ‬ ‫آله وسلم هل لنا فيما قطعنا من أجر‪ ،‬وهل علينا فيما تركنا من وزر فأنزل الله } َ‬
‫ُ‬
‫ها{ الية‪.‬‬ ‫عَلى أ ُ‬
‫صول ِ َ‬ ‫ة َ‬
‫م ً‬ ‫ها َ‬
‫قائ ِ َ‬ ‫ت ََرك ْت ُ ُ‬
‫مو َ‬
‫قال المباركفوري في تحفة الحوذي‪ :‬وأخرجه النسائي‪ ،‬وابن أبي حاتم‪ ،‬وابن مردويه‪.‬‬

‫ص ‪ -208-‬قوله تعالى‪:‬‬
‫ة{ الية ‪.9‬‬
‫ص ٌ‬
‫صا َ‬
‫خ َ‬
‫م َ‬‫ه ْ‬
‫ن بِ ِ‬
‫كا َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و َ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫س ِ‬ ‫عَلى أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وي ُ ْ‬
‫ؤث ُِرو َ‬ ‫} َ‬
‫البخاري ج ‪ 8‬ص ‪ 120‬حدثنا مسدد حدثنا عبد الله بن داود عن فصيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي‬
‫هريرة رضي الله عنه أن رجل أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبعث إلى نسائه‪ .‬فقلن ما معنا إل‬
‫الماء‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬من يضم أو يضيف هذا"‪ .‬فقال رجل من النصار‪:‬‬
‫أنا‪ ،‬فانطلق به إلى امرأته‪ ،‬فقال‪ :‬أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ .‬فقالت‪ :‬ما‬
‫عندنا إل قوت صبياني‪ ،‬فقال‪ :‬هيئي طعامك‪ ،‬وأصبحي سراجك‪ ،‬ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء‪ .‬فهيأت‬
‫طعامها‪ ،‬وأصبحت سراجها‪ ،‬ونومت صبيانها‪ ،‬ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته‪ ،‬فجعل يريانه كأنهما‬
‫يأكلن‪ ،‬فباتا طاويين‪ ،‬فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال‪" :‬ضحك الله‬
‫ق‬
‫ن ُيو َ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫ة َ‬
‫ص ٌ‬
‫صا َ‬
‫خ َ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫ن بِ ِ‬
‫كا َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و َ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫س ِ‬ ‫عَلى أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وي ُ ْ‬
‫ؤث ُِرو َ‬ ‫الليلة أو عجب من فعالكما"‪ ،‬فأنزل الله } َ‬
‫ن{‪.‬‬
‫حو َ‬‫فل ِ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫فُأول َئ ِ َ‬
‫ك ُ‬ ‫ه َ‬
‫س ِ‬ ‫ح نَ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫ُ‬
‫ش ّ‬
‫الحديث ذكره أيضا في كتاب التفسير ج ‪ 1‬ص ‪ ،256‬وأخرجه مسلم ج ‪ 4‬ص ‪ 12‬و ‪ ،13‬وأخرجه الترمذي ج‬
‫‪ 4‬ص ‪ ،149‬وابن جرير ج ‪ 28‬ص ‪ ،43‬والبخاري في الدب المفرد ص ‪ ،258‬والحاكم ج ‪ 4‬ص ‪ 130‬قال‬
‫صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه‪ ،‬كذا قال‪ .‬وأنت ترى أنهما قد أخرجاه‪.‬‬

‫"سورة الممتحنة"‪:‬‬ ‫ص ‪-209-‬‬


‫الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪– 485‬أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمذان‪ ،‬حدثنا إبراهيم بن الحسين‪ ،‬ثنا آدم‬
‫بن أبي إياس‪ ،‬حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل‪:‬‬
‫عدوك ُ َ‬ ‫َ‬
‫والل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ة{ إلى قوله } َ‬
‫ود ّ ِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ن إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ول َِياءَ ت ُل ْ ُ‬
‫قو َ‬ ‫مأ ْ‬‫و َ ُ ّ ْ‬
‫وي َ‬
‫عدُ ّ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوا َ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫صيٌر{ نزل في مكاتبة حاطب بن أبي بلتعة ومن معه إلى كفار قريش يحذرونهم‪ .‬وقوله‬ ‫ن بَ ِ‬‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬‫ما ت َ ْ‬
‫بِ َ‬
‫ه{ نهوا أن يتأسوا باستغفار إبراهيم لبيه فيستغفروا للمشركين‪ .‬وقوله تعالى‬ ‫م ِل َِبي ِ‬ ‫هي َ‬‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫و َ‬ ‫}إ ِّل َ‬
‫ق ْ‬
‫فُروا{ ل تعذبنا بأيديهم ول بعذاب من عندك‪ ،‬فيقولون‪ :‬لو كان هؤلء‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ة ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫فت ْن َ ً‬‫عل َْنا ِ‬
‫ج َ‬ ‫}َرب َّنا ل ت َ ْ‬
‫على الحق ما أصابهم‪ .‬هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي‪.‬‬
‫وقد أعرضت عن حديث على عند الشيخين؛ لن الحافظ في الفتح ج ‪ 10‬ص ‪ 260‬قال وقد بين السياق‬
‫على أن هذه الزيادة مدرجة‪ ،‬وأخرجه مسلم أيضا عن إسحاق بن راهوية عن سفيان وبين أن تلوة الية من‬
‫قول سفيان‪.‬‬
‫فعلم بهذا أن القصة ثابتة في الصحيحين‪ ،‬لكن نزول الية وذكرها معضل؛ لن سفيان من أتباع التابعين‪.‬‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه{ فإن ذكر النزول من طريق سفيان‪ ،‬وهي أيضا من قوله كما في البخاري ج‬ ‫هاك ُ ُ‬
‫وهكذا آية }ل ي َن ْ َ‬
‫‪ 13‬ص ‪ ،17‬وكذا في الدب المفرد ص ‪ ،23‬وجاءت من طريق أخرى عند الطيالسي وأبي يعلى وابن جرير‬
‫وغيرهم‪ ،‬وفيها مصعب بن ثابت وهو ضعيف كما في الميزان لذلك ما كتبتها‪.‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫ص ‪-210-‬‬


‫َ‬
‫ن{ الية ‪.10‬‬
‫ه ّ‬
‫حُنو ُ‬
‫مت َ ِ‬ ‫ت َ‬
‫فا ْ‬ ‫جَرا ٍ‬
‫ها ِ‬
‫م َ‬
‫ت ُ‬
‫مَنا ُ‬
‫ؤ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫جاءَك ُ ُ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫البخاري ج ‪ 6‬ص ‪ ،240‬حدثنا يحيى بن بكير‪ ،‬حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن‬
‫الزبير أنه سمع مروان والمسور بن مخرمة رضي الله عنهما يخبران عن أصحاب رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم قال‪ :‬لما كاتب سهيل بن عمرو يومئذ كان فيما اشترط سهيل بن عمرو على النبي‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬أنه ل يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إل رددته إلينا‪ ،‬وخليت بيننا وبينه‪.‬‬
‫فكره المؤمنون ذلك وامتعضوا منه‪ ،‬وأبي سهيل إل ذلك‪ ،‬فكاتبه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على‬
‫ذلك فرد يومئذ أبا جندل إلى أبيه سهيل بن عمرو‪ ،‬ولم يأته أحد من الرجال إل رده في تلك المدة وإن كان‬
‫مسلما‪ .‬وجاء المؤمنات مهاجرات وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم يؤمئذ وهي عاتق‪ ،‬فجاء أهلها يسألون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن‬
‫ن الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ه ّ‬
‫حُنو ُ‬
‫مت َ ِ‬ ‫ت َ‬
‫فا ْ‬ ‫جَرا ٍ‬
‫ها ِ‬
‫م َ‬
‫ت ُ‬
‫مَنا ُ‬
‫ؤ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫جاءَك ُ ُ‬
‫ذا َ‬‫يرجعها إليهم‪ ،‬فلم يرجعها إليهم لما نزل فيهن }إ ِ َ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه ّ‬ ‫حّلو َ‬
‫م يَ ِ‬
‫ه ْ‬
‫ول ُ‬
‫ن{ إلى قوله } َ‬
‫ه ّ‬
‫مان ِ ِ‬
‫م ب ِِإي َ‬ ‫أَ ْ‬
‫عل َ ُ‬
‫قال عروة‪ :‬فأخبرتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يمتحنهن بهذه الية }َيا‬
‫َ‬
‫م{‪.1‬‬‫حي ٌ‬
‫فوٌر َر ِ‬ ‫ن{ إلى } َ‬
‫غ ُ‬ ‫ه ّ‬
‫حُنو ُ‬
‫مت َ ِ‬ ‫ت َ‬
‫فا ْ‬ ‫جَرا ٍ‬
‫ها ِ‬
‫م َ‬
‫ت ُ‬
‫مَنا ُ‬
‫ؤ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫جاءَك ُ ُ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫أي ّ َ‬
‫قالت عروة قالت عائشة‪ :‬فمن أقر بهذا الشرط منهن قال لها رسول الله‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫م{‪.‬‬
‫كي ٌ‬
‫ح ِ‬
‫م َ‬
‫عِلي ٌ‬
‫‪ 1‬كذا وفي المصحف } َ‬

‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد بايعتك كلما يكلمها به‪ ،‬والله ما مست يده يد امرأة‬ ‫ص ‪-211-‬‬
‫قط في المبايعة وما بايعهن إل بقوله‪.‬‬
‫الحديث أعاده أيضا ص ‪ 276‬من هذا الجزء في جملة الحديث الذي قد تقدم في سورة الفتح‪ ،‬وأحمد ج ‪4‬‬
‫ص ‪ 331‬في جملة الحديث الطويل‪ ،‬وعبد الرزاق ج ‪ 5‬ص ‪ ،430‬وابن جرير في التاريخ ج ‪ 3‬ص ‪ 82‬وسنده‬
‫ص ‪ ،80‬وفي التفسير ج ‪ 26‬ص ‪ 100‬وج ‪ 28‬ص ‪.71‬‬

‫"سورة الصف"‪:‬‬ ‫ص ‪-212-‬‬


‫الدارمي ج ‪ 2‬ص ‪ 200‬أخبرنا محمد بن كثير عن الوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد‬
‫الله بن سلم قال‪ :‬قعدنا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتذاكرنا‪ ،‬فقلنا‪ :‬لو‬
‫ما‬
‫و َ‬
‫ت َ‬ ‫وا ِ‬
‫ما َ‬ ‫س َ‬
‫في ال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫ح ل ِل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫سب ّ َ‬
‫نعلم أي العمال أحب إلى الله تعالى لعملناها‪ ،‬فأنزل الله تعالى } َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قًتا{ حتى‬‫م ْ‬‫ن‪ ،‬ك َب َُر َ‬‫عُلو َ‬
‫ف َ‬‫ما ل ت َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م تَ ُ‬
‫مُنوا ل ِ َ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م‪َ ،‬يا أي ّ َ‬
‫كي ُ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫و ال ْ َ‬
‫ع ِ‬ ‫ه َ‬
‫و ُ‬ ‫في اْلْر ِ‬
‫ض َ‬ ‫ِ‬
‫ختمها‪ ،‬قال عبد الله‪ :‬فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى ختمها‪ ،‬قال أبو سلمة‬
‫فقرأها علينا ابن سلم‪ ،‬قال يحيى قرأها علينا أبو سلمة‪ ،‬وقرأها علينا يحيى‪ ،‬وقرأها علينا الوزاعي‪ ،‬وقرأها‬
‫علينا محمد‪.‬‬
‫الحديث أخرجه أحمد ج ‪ 5‬ص ‪ ،452‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 199‬وبين ما فيه من الختلف على الوزاعي‪ ،‬وابن‬
‫حبان ص ‪ 383‬من موارد الظمآن‪ ،‬الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 69‬وص ‪ 299‬وص ‪ ،487‬وقال في الثلثة المواضع‬
‫صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‪ ،‬وأقره الذهبي وبين في الموضع الول ما فيه من الختلف على‬
‫الوزاعي‪ ،‬وقال الحافظ في الفتح ج ‪ 10‬ص ‪ 265‬وقد وقع لنا سماع هذه السورة مسلسل في حديث ذكر‬
‫في أوله سبب نزولها‪ ،‬وإسناده صحيح‪ .‬قل أن وقع في المسلسلت مثله مع مزيد علوه ا‪ .‬هـ‪ .‬وقال في‬
‫شرح نخبة الفكر‪ :‬إنه أصح المسلسلت‪.‬‬

‫"سورة الجمعة"‪:‬‬ ‫ص ‪-213-‬‬


‫البخاري ج ‪ 3‬ص ‪ 75‬حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة عن حصين عن سالم بن أبي الجعد قال حدثنا‬
‫جابر بن عبد الله قال‪ :‬بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ أقبلت عير تحمل‬
‫طعاما‪ ،‬فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إل اثنا عشر رجل‪ ،‬فنزلت هذه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما{‪.‬‬ ‫ك َ‬
‫قائ ِ ً‬ ‫وت ََر ُ‬
‫كو َ‬ ‫ضوا إ ِل َي ْ َ‬
‫ها َ‬ ‫وا ان ْ َ‬
‫ف ّ‬ ‫و لَ ْ‬
‫ه ً‬ ‫جاَرةً أ ْ‬
‫وا ت ِ َ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا َرأ ْ‬ ‫الية } َ‬
‫الحديث أخرجه ج ‪ 5‬ص ‪ 200‬وص ‪ 204‬وج ‪ 10‬ص ‪ ،268‬ومسلم ج ‪ 6‬ص ‪ 150‬و ‪ ،151‬والترمذي ج ‪ 4‬ص‬
‫‪ 200‬وقال هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وأحمد ج ‪ 3‬ص ‪ ،370‬وابن جرير ج ‪ 28‬ص ‪ 104‬و ‪.105‬‬
‫وقد أخرج الطبري بسند رجاله رجال الصحيح وأبو عوانة في صحيحه كما قاله الحافظ في الفتح ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ 76‬عن جابر بن عبد الله قال كان ‪ 1‬الجواري إذا نكحوا كانوا يمرون بالكبر والمزامير‪ ،‬ويتركون النبي صلى‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضوا‬ ‫وا ان ْ َ‬
‫ف ّ‬ ‫و لَ ْ‬
‫ه ً‬ ‫جاَرةً أ ْ‬
‫وا ت ِ َ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا َرأ ْ‬ ‫الله عليه وعلى آله وسلم قائما على المنبر وينفضون فأنزل الله } َ‬
‫إ ِل َي ْ َ‬
‫ها{‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هكذا في تفسير ابن جرير وفي الفتح أنهم كانوا إذا نكحوا تضرب الجواري بالمزامير فيشتد الناس إليهم‬
‫ويدعون رسول الله قائما فنزلت هذه الية‪ .‬وفي الدر المنثور ج ‪ 6‬ص ‪– 221‬أن النبي صلى الله عليه وعلى‬
‫آله وسلم كان يخطب الناس يوم الجمعة‪ ،‬فإذا كان نكاح لعب أهله وعزفوا ومروا باللهو على المسجد وإذا‬
‫نزلت بالبطحاء جلب قال وكانت البطحاء مجلسا بفناء المسجد الذي يلي بقيع الغرقد وكانت العراب إذا‬
‫جلبوا الخيل والبل والغنم وبضائع العراب نزلوا البطحاء فإذا سمع ذلك من يقعد للخطبة قاموا للهو‬
‫ة‬
‫جاَر ً‬ ‫َ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫وا ت ِ َ‬
‫ذا َرأ ْ‬ ‫والتجارة وتركوه قائما فعاتب الله المؤمنين لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال } َ‬
‫َ‬
‫ما{‪ .‬وإنما نقلته من الدر المنثور لن عبارة الطبري غير واضحة‬ ‫قائ ِ ً‬ ‫وت ََر ُ‬
‫كو َ‬
‫ك َ‬ ‫ضوا إ ِل َي ْ َ‬
‫ها َ‬ ‫وا ان ْ َ‬
‫ف ّ‬ ‫و لَ ْ‬
‫ه ً‬ ‫أ ْ‬
‫ولن فيه الجمع بين السببين‪.‬‬

‫"سورة المنافقون"‪:‬‬ ‫ص ‪-214-‬‬


‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 296‬حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم قال‪ :‬كنت‬
‫في غزاة‪ ،‬فسمعت عبد الله بن أبي يقول‪ :‬ل تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله‪ ،‬ولئن‬
‫رجعنا من عنده ليخرجن العز منها الذل‪ ،‬فذكرت ذلك لعمي أو لعمر‪ ،‬فذكره للنبي صلى الله عليه وعلى‬
‫آله وسلم‪ ،‬فدعاني فحدثته‪ ،‬فأرسل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى عبد الله بن أبي‬
‫وأصحابه‪ ،‬فحلفوا ما قالوا فكذبني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصدقه‪ ،‬فأصابني هم لم‬
‫يصبني مثله قط‪ .‬فجلست في البيت فقال لي عمي‪ :‬ما أردت إلى أن كذبك رسول الله صلى الله عليه‬
‫ن{ فبعث إلي النبي صلى الله عليه‬ ‫ف ُ‬
‫قو َْ‬ ‫ك ال ْ ُ‬
‫مَنا ِ‬ ‫جاءَ َ‬ ‫وعلى آله وسلم ومقتك فأنزل الله تعالى‪} :‬إ ِ َ‬
‫ذا َ‬
‫وعلى آله وسلم فقرأ فقال‪" :‬إن الله قد صدقك يا زيد"‪.‬‬
‫الحديث ذكره أيضا ص ‪ 271‬و ‪ 272‬و ‪ ،273‬وأخرجه مسلم ج ‪ 17‬ص ‪ ،120‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪200‬‬
‫وصححه‪ ،‬وأحمد ج ‪ 4‬ص ‪ ،273‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ – 489‬أطول مما ها هنا وقال‪ :‬صحيح‪ .‬وأقره الذهبي‪ ،‬وابن‬
‫جرير في التاريخ ج ‪ 3‬ص ‪ ،65‬وفي التفسير ج ‪ 28‬ص ‪.109‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ضوا{‪.‬‬ ‫حّتى ي َن ْ َ‬
‫ف ّ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫سو ِ‬
‫عن ْدَ َر ُ‬
‫ن ِ‬ ‫عَلى َ‬
‫م ْ‬ ‫ف ُ‬
‫قوا َ‬ ‫قوُلو َ‬
‫ن ل ت ُن ْ ِ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ه ُ‬
‫} ُ‬
‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 272‬حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت محمد بن كعب القرظي‪ ،‬قال سمعت‬
‫زيد بن أرقم رضي الله عنه لما قال عبد الله‬

‫ابن أبي‪ :‬ل تنفقوا على من عند رسول الله وقال أيضا لئن رجعنا إلى المدينة أخبرت به‬ ‫ص ‪-215-‬‬
‫النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلمني النصار‪ ،‬وحلف عبد الله بن أبي ما قال ذلك‪ ،‬فرجعت إلى‬
‫المنزل فنمت فدعاني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأتيته فقال إن الله قد صدقك ونزل‪:‬‬
‫ف ُ‬
‫قوا{ الية‪.‬‬ ‫قوُلو َ‬
‫ن ل ت ُن ْ ِ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ه ُ‬
‫} ُ‬
‫الحديث أخرجه الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 201‬وقال هذا حديث حسن صحيح وعزاه المباركفوري إلى أحمد‪،‬‬
‫وأخرجه ابن جرير ج ‪ 28‬ص ‪ 109‬وص ‪ 113‬من حديث ابن أبي ليلى عن زيد بن أرقم‪.‬‬

‫"سورة التغابن"‪:‬‬ ‫ص ‪-216-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫}يا أ َيها ال ّذين آمُنوا إن من أ َزواجك ُم َ‬
‫م{ الية ‪.14‬‬ ‫حذَُرو ُ‬
‫ه ْ‬ ‫فا ْ‬ ‫وا ل َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫عدُ ّ‬ ‫ولِدك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫وأ ْ‬
‫ِ ّ ِ ْ ْ َ ِ ْ َ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫َ ّ َ‬
‫الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 202‬حدثنا محمد بن يحيى‪ ،‬حدثنا محمد بن يوسف‪ ،‬حدثنا إسرائيل‪ ،‬حدثنا سماك بن حرب‬
‫عن عكرمة عن ابن عباس سأله رجل عن هذه الية }يا أ َيها ال ّذين آمُنوا إن من أ َزواجك ُم َ‬
‫ولِدك ُ ْ‬
‫م‬ ‫وأ ْ‬
‫ِ ّ ِ ْ ْ َ ِ ْ َ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫َ ّ َ‬
‫م{ قال هؤلء رجال أسلموا من أهل مكة‪ ،‬وأرادوا أن يأتوا النبي صلى الله عليه‬ ‫حذَُرو ُ‬
‫ه ْ‬ ‫م َ‬
‫فا ْ‬ ‫وا ل َك ُ ْ‬
‫عدُ ّ‬
‫َ‬
‫وعلى آله وسلم‪ ،‬فأبى أزواجهم وأولدهم أن يدعوهم أن يأتوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪،‬‬
‫فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأوا أصحابهم قد فقهوا في الدين‪ ،‬هموا أن يعاقبوهم‪،‬‬
‫فأنزل الله }يا أ َيها ال ّذين آمُنوا إن من أ َزواجك ُم َ‬
‫م{ الية‪.‬‬ ‫حذَُرو ُ‬
‫ه ْ‬ ‫فا ْ‬ ‫وا ل َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫عدُ ّ‬ ‫ولِدك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫وأ ْ‬
‫ِ ّ ِ ْ ْ َ ِ ْ َ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫َ ّ َ‬
‫هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫الحديث أخرجه ابن جرير ج ‪ 28‬ص ‪ ،124‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ ،490‬وقال صحيح السناد ولم يخرجاه‪ ،‬وأقره‬
‫الذهبي وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج ‪ 4‬ص ‪.376‬‬
‫والحديث يدور على سماك عن عكرمة ورواية سماك عن عكرمة مضطربة فالحديث ضعيف‪.‬‬

‫"سورة التحريم"‪:‬‬ ‫ص ‪-217-‬‬


‫البخاري ج ‪ 11‬ص ‪ 293‬حدثني الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا حجاج عن ابن جريج قال‪ :‬زعم عطاء أنه‬
‫سمع عبيد بن عمير يقول سمعت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان‬
‫يمكث عند زينب ابنة جحش‪ ،‬ويثرب عندها عسل فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم فلتقل‪ :‬إني لجد منك ريح مغافير‪ ،‬أكلت مغافير‪ .‬فدخل على إحداهما فقالت له ذلك‪،‬‬
‫ما‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫حّر ُ‬‫م تُ َ‬‫ي لِ َ‬‫ها الن ّب ِ ّ‬ ‫فقال‪" :‬ل بأس شربت عسل عند زينب ابنة جحش ولن أعود له"‪ .‬فنزلت }َيا أي ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ديًثا{‬‫ح ِ‬‫ه َ‬‫ج ِ‬‫وا ِ‬
‫ض أْز َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ي إ َِلى ب َ ْ‬ ‫وإ ِذْ أ َ‬
‫سّر الن ّب ِ ّ‬ ‫ك{ إلى }ت َُتوَبا إ َِلى الل ّ ِ‬
‫ه{ لعائشة وحفصة } َ‬ ‫ه لَ َ‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ح ّ‬
‫أ َ‬
‫لقوله بل شربت عسل‪.‬‬
‫الحديث أعاده مسندا مع تغيير في المتن يسير ج ‪ 14‬ص ‪ 385‬ثم قال إبراهيم مسلم ج ‪ 10‬ص ‪ ،75‬وأبو‬
‫داود ج ‪ 3‬ص ‪ 386‬وقال صاحب عون المعبود قال المنذري وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي‬
‫وابن ماجه مختصرا ومطول ا‪ .‬هـ‪ .‬وهو في النسائي ج ‪ 6‬ص ‪ 123‬وج ‪ 17‬ص ‪ ،13‬وابن سعد ج ‪ 8‬ص ‪ 76‬ق‬
‫‪– 1‬وأبو نعيم في الحلية ج ‪ 3‬ص ‪.276‬‬
‫وأخرج النسائي كما في تفسير ابن كثير ج ‪ 4‬ص ‪ ،386‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 493‬وقال على شرط مسلم‬
‫وأقره الذهبي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كانت له أمة يطؤها‬
‫م‬ ‫َ‬
‫حّر ُ‬
‫م تُ َ‬
‫ي لِ َ‬
‫ها الن ّب ِ ّ‬
‫فلم نزل به عائشة وحفصة حتى جعلها على نفسه حراما فأنزل الله هذه الية }َيا أي ّ َ‬
‫َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫َ‬
‫ج َ‬
‫ك{ إلى آخر الية‪.‬‬ ‫وا ِ‬
‫ت أْز َ‬
‫ضا َ‬
‫مْر َ‬
‫غي َ‬
‫ك ت َب ْت َ ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ح ّ‬
‫ما أ َ‬
‫َ‬

‫ص ‪ -218-‬قال الحافظ في الفتح بعد غزوة إلى النسائي‪ :‬إن سنده صحيح ج ‪ 11‬ص ‪.292‬‬
‫ه لَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك{ قال نزلت‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ح ّ‬
‫ما أ َ‬
‫م َ‬
‫حّر ُ‬
‫م تُ َ‬
‫ي لِ َ‬
‫ها الن ّب ِ ّ‬
‫وفي مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 126‬عن ابن عباس }َيا أي ّ َ‬
‫هذه في سريته‪ .‬رواه البزار بإسنادين والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح غير بشر بن آدم وهو ثقة‪.‬‬
‫وأخرج الهيثم بن كليب في مسنده كما في تفسير ابن كثير ج ‪ 4‬ص ‪ 386‬عن ابن عمر قال النبي صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم لحفصة "ل تخبري أحدا‪ ،‬وإن أم إبراهيم علي حرام" فقالت‪ :‬أتحرم ما أحل الله لك‪.‬‬
‫ه ل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ض الل ّ ُ‬ ‫قدْ َ‬
‫فَر َ‬ ‫قال‪" :‬فوالله ل أقربها"‪ .‬قال فلم يقربها حتى أخبرت عائشة‪ ،‬قال فأنزل الله تعالى‪َ } :‬‬
‫حل ّ َ َ‬
‫م{ قال الحافظ ابن كثير بعد ذكره بسنده‪ :‬وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب‬ ‫مان ِك ُ ْ‬
‫ة أي ْ َ‬ ‫تَ ِ‬
‫الكتب الستة وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المستخرج‪.‬‬
‫قال الحافظ في الفتح ج ‪ 10‬ص ‪ 283‬يحتمل أن تكون الية نزلت في السببين معا ا‪ .‬هـ‪ .‬أي بسبب تحريمه‬
‫العسل وتحريمه جاريته‪ .‬وقال الشوكاني في تفسيره ج ‪ 5‬ص ‪ 252‬فهذا سببان صحيحان لنزول الية‪،‬‬
‫والجمع ممكن بوقوع القصتين‪ :‬قصة العسل وقصة مارية‪ ،‬وأن القرآن نزل فيهما جميعا وفي كل واحد‬
‫منهما أنه أسر الحديث إلى بعض أزواجه‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫قك ُن أ َن يبدل َ َ‬
‫من ْك ُ ّ‬
‫ن{ الية ‪.5‬‬ ‫خي ًْرا ِ‬
‫جا َ‬
‫وا ً‬
‫ه أْز َ‬
‫ْ ُ ْ ِ ُ‬ ‫ن طَل ّ َ ّ‬
‫ه إِ ْ‬
‫سى َرب ّ ُ‬
‫ع َ‬
‫} َ‬
‫مسلم ج ‪ 10‬ص ‪ 82‬حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك‬
‫أبي زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وعلى‬
‫آله وسلم نساءه قال‪ :‬دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله‬

‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه‪ ،‬وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب‪ ،‬فقلت‪ :‬لعلمن‬ ‫ص ‪-219-‬‬
‫ذلك اليوم‪ .‬قال فدخلت على عائشة‪ ،‬فقلت‪ :‬يابنة أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم فقالت‪ :‬مالي ومالك يابن الخطاب عليك بعيبتك‪ .‬قال‪ :‬فدخلت على حفصة فقلت لها‪:‬‬
‫يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ل يحبك‪ ،‬ولوا أنا لطلقك‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ .‬فبكت أشد البكاء‪ ،‬فقلت لها أين رسول الله صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم قالت‪ :‬هو في خزانته في المشربة‪ ،‬فدخلت فإذا أنا برباح غلم رسول الله صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نفير من خشب‪ ،‬وهو جذع يرقي عليه رسول‬
‫الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وينحدر‪ ،‬فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا‪ ،‬ثم قلت‪ :‬يا رباح ستأذن لي عندك‬
‫على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ .‬فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا‪ .‬ثم‬
‫رفعت صوتي فقلت‪ :‬يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإني أظن‬
‫أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بضرب عنقها لضربن عنقها‪ ،‬ورفعت صوتي فأومأ إلي أن‬
‫ارقه‪ ،‬فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى‬
‫عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه‪ ،‬فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا وإذا أفيق معلق‪ ،‬قال‪ :‬فابتدرت‬
‫عيناي‪ .‬قال‪" :‬ما يبكيك يابن الخطاب"؟ قلت‪ :‬يا نبي الله وما لي ل أبكي‪ ،‬وهذا الحصير قد أثر في جسمك‪،‬‬
‫وهذه خزانتك‬

‫ل أرى فيها إل ما أرى‪ ،‬وذاك قيصر وكسرى في الثمار والنهار‪ ،‬وانت رسول الله صلى‬ ‫ص ‪-220-‬‬
‫الله عليه وعلى آله وسلم وصفوته وهذه خزانتك‪.‬فقال‪" :‬يابن الخطاب أل ترضى أن تكون لنا الخرة ولهم‬
‫الدنيا"‪ .‬قلت‪ :‬بلى‪ .‬قال ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول الله ما يشق‬
‫عليك من شأن النساء‪ ،‬فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملئكته وجبريل ومكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون‬
‫معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلم إل رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ونزلت الية‪ ،‬آية‬
‫قك ُن أ َن يبدل َ َ‬
‫و‬
‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ُ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه َ‬
‫فإ ِ ّ‬ ‫هَرا َ‬ ‫ن تَ َ‬
‫ظا َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫من ْك ُ ّ‬
‫ن{ } َ‬ ‫خي ًْرا ِ‬
‫جا َ‬ ‫وا ً‬ ‫ه أْز َ‬ ‫ْ ُ ْ ِ ُ‬ ‫ن طَل ّ َ ّ‬ ‫ه إِ ْ‬‫سى َرب ّ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫التخيير } َ‬
‫هيٌر{ وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة‬ ‫ك ظَ ِ‬ ‫عدَ ذَل ِ َ‬‫ة بَ ْ‬‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫وال ْ َ‬
‫ن َ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ح ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫صال ِ ُ‬
‫و َ‬ ‫ل َ‬‫ري ُ‬‫جب ْ ِ‬‫و ِ‬
‫ولهُ َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت يا رسول الله‪ :‬أطلقتهن؟ قال‪" :‬ل"‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون طلق رسول الله نساءه‪.‬‬
‫فأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن‪ .‬قال‪" :‬نعم إن شئت"‪ .‬فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى‬
‫كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونزلت‪،‬‬
‫فنزلت أتشبث بالجذع‪ ،‬ونزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كأنما يمشي على الرض ما يمسه‬
‫بيده فقلت‪ :‬يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال‪:‬‬
‫"إن الشهر يكون تسعا وعشرين"‪ .‬فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله‬
‫و ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫و ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫نأ ِ‬ ‫م ِ‬‫ن اْل ْ‬ ‫م َ‬‫مٌر ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬‫جاءَ ُ‬ ‫ذا َ‬‫وإ ِ َ‬‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه ونزلت هذه الية‪َ } :‬‬
‫ست َن ْب ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أَ َ‬
‫م{‬ ‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬‫ه ِ‬ ‫طون َ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫ذي َ‬‫ه ال ّ ِ‬‫م ُ‬ ‫م لَ َ‬
‫عل ِ َ‬ ‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬‫ر ِ‬ ‫وإ َِلى أوِلي اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫ل َ‬ ‫دوهُ إ َِلى الّر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و َر ّ‬ ‫ه َ‬
‫عوا ب ِ ِ‬
‫ذا ُ‬
‫فكنت أنا استنبطت ذلك المر وأنزل الله عز وجل آية التخيير‪.‬‬
‫وقد تقدم في سورة البقرة قول عمر وافقت ربي في ثلث وذكر منها‪:‬‬
‫قك ُن أ َن يبدل َ َ‬
‫ن{‪.‬‬‫من ْك ُ ّ‬
‫خي ًْرا ِ‬
‫جا َ‬
‫وا ً‬
‫ه أْز َ‬
‫ْ ُ ْ ِ ُ‬ ‫ن طَل ّ َ ّ‬
‫ه إِ ْ‬
‫سى َرب ّ ُ‬
‫ع َ‬
‫} َ‬

‫"سورة الجن"‪:‬‬ ‫ص ‪-221-‬‬


‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 296‬حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬انطلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق‬
‫عكاظ‪ ،‬وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء‪ ،‬وأرسلت عليهم الشهب‪ ،‬فرجعت الشياطين‪ .‬فقالوا‪:‬‬
‫مالكم؟ فقالوا‪ :‬حيل بيننا وبين خبر السماء‪ ،‬وأرسلت علينا الشهب‪ .‬قال‪ :‬ما حال بينكم وبين خبر السماء إل‬
‫ما حدث‪ ،‬فاضربوا مشارق الرض ومغاربها‪ ،‬فانظروا ما هذا المر الذي حدث‪ .‬فانطلقوا فضربوا مشارق‬
‫الرض ومغاربها بنظرون ما هذا المر الذي حال بينهم وبين خبر السماء‪ .‬قال‪ :‬فانطلق الذين توجهوا نحو‬
‫تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بنخلة‪ ،‬وهو عامد إلى سوق عكاظ‪ ،‬وهو يصلي‬
‫بأصحابه صلة الفجر‪ .‬فلما سمعوا القرآن تسمعوا له فقالوا‪ :‬هذا الذي حال بينكم وبين السماء‪ .‬فهنالك‬
‫ر َ‬
‫ك‬ ‫ن نُ ْ‬
‫ش ِ‬ ‫ول َ ْ‬
‫ه َ‬ ‫مّنا ب ِ ِ‬ ‫د َ‬
‫فآ َ‬ ‫ش ِ‬‫دي إ َِلى الّر ْ‬
‫ه ِ‬
‫جًبا‪ ،‬ي َ ْ‬
‫ع َ‬ ‫عَنا ُ‬
‫قْرآًنا َ‬ ‫م ْ‬
‫س ِ‬
‫رجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا‪} :‬إ ِّنا َ‬
‫َ‬ ‫ل ُأو ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ي أن ّ ُ‬ ‫ي إ ِل َ ّ‬‫ح َ‬ ‫ق ْ‬‫دا{ وأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪ُ } :‬‬ ‫ح ً‬‫ب َِرب َّنا أ َ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫ج ّ‬ ‫م َ‬ ‫ع نَ َ‬
‫فٌر ِ‬ ‫م َ‬‫ست َ َ‬
‫ا ْ‬
‫الحديث أخرجه مسلم ج ‪ 4‬ص ‪ ،167‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ ،207‬وقال هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وأحمد ج ‪1‬‬
‫ص ‪ ،252‬وابن جرير ج ‪ 29‬ص ‪ ،102‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 503‬وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‬
‫بهذه السياقة كذا قال‪ ،‬وقد أخرجاه بأحسن من سياقه‪ ،‬والبيهقي في دلئل النبوة ج ‪ 2‬ص ‪ ،12‬وأبو نعيم‬
‫في الحلية ج ‪ 4‬ص ‪.301‬‬

‫"سورة المزمل"‪:‬‬ ‫ص ‪-222-‬‬


‫أبو داود ج ‪ 1‬ص ‪ ،503‬حدثنا أحمد بن محمد يعني المروزي‪ ،‬نا وكيع عن مسعر عن سماك الحنفي عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحوا من قيامهم في شهر رمضان‪ ،‬حتى نزل آخرها‪ ،‬وكان‬
‫بين أولها وآخرها سنة‪.‬‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح إل أحمد بن محمد المروزي أبا الحسن بن شبويه وهو ثقة‪ ،‬وأخرجه ابن جرير‬
‫ج ‪ 29‬ص ‪ 124‬و ‪ 125‬رجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج ‪ 4‬ص ‪ 436‬ورجاله رجال الصحيح‪.‬‬

‫"سورة المدثر"‪:‬‬ ‫ص ‪-223-‬‬


‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ ،303‬حدثني يحيى ‪ 1‬حدثنا وكيع بن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير سألت أبا‬
‫سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن قال‪} :‬يا أ َيها ال ْمدث ّر{ قلت‪ :‬يقولون }ا ْ ْ‬
‫سم ِ‬‫قَرأ ِبا ْ‬ ‫ُ ّ ُ‬ ‫َ ّ َ‬
‫ق{ فقال أبو سلمة‪ :‬سألت جابر عن عبد الله رضي الله عنهما عن ذلك‪ ،‬وقلت له مثل‬ ‫خل َ َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫الذي قلت‪ ،‬فقال جابر‪ :‬ل أحدثك إل ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال‪" :‬جاورت‬
‫بحراء‪ ،‬فلما قضيت جواري هبطت‪ .‬فنودي فنظرت عن يميني فلم أر شيئا‪ ،‬ونظرت عن شمالي فلم أر‬
‫شيئا‪ ،‬ونظرت أمامي فلم أر شيئا‪ ،‬ونظرت خلفي فلم أر شيئا‪ ،‬فرفعت رأسي فرأيت شيئا‪ ،‬فأتيت خديجة‬
‫ها‬ ‫َ‬
‫فقلت‪" :‬دثروني وصبوا علي ماء باردا‪ ،‬قال‪ :‬فدثروني وصبوا علي ماء باردا"‪ .‬قال فنزلت‪َ} :‬يا أي ّ َ‬
‫قم َ َ‬
‫ذْر{‪.‬‬
‫فأن ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مدّث ُّر‪ْ ُ ،‬‬
‫الحديث ذكره ص ‪ 305‬و ‪ 306‬وص ‪ 351‬وج ‪ 1‬ص ‪ ،31‬وأخرجه مسلم ج ‪ 2‬ص ‪ 206‬و ‪ 207‬و ‪،208‬‬
‫والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ ،208‬وأحمد ج ‪ 3‬ص ‪ 377‬وص ‪ ،392‬وعبد الرزاق في المصنف ج ‪ 5‬ص ‪،324‬‬
‫والطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ ،7‬وابن جرير في التاريخ ج ‪ 2‬ص ‪ 208‬و ‪ 209‬وفي التفسير ج ‪ 29‬ص ‪ ،143‬والحاكم‬
‫في المستدرك ج ‪ 2‬ص ‪ 251‬وفيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يحدث عن‬
‫فترة الوحي‪ ،‬ثم قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه اللفظة‪ ،‬والبيهقي في دلئل النبوة ج ‪1‬‬
‫ص ‪ 410‬و ‪.411‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬قال الحافظ في الفتح‪ :‬يحيى هو ابن موسى البلخي أو ابن جعفر‪.‬‬
‫استدراك‪:‬‬ ‫ص ‪-224-‬‬
‫قال الحاكم رحمه الله ولم يخرجاه بهذا اللفظة يعني وهو يحدث عن فترة الوحي‪ ،‬وقد أخرجه البخاري في‬
‫باب بدء الوحي ج ‪ 1‬ص ‪ ،31‬وفي كتاب التفسير في تفسيره سورة المدثر ج ‪ 10‬ص ‪ 305‬وص ‪ ،306‬وفي‬
‫تفسير اقرأ ص ‪ ،350‬ومسلم ج ‪ 2‬ص ‪ 205‬و ‪.206‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره ج ‪ 4‬ص ‪ 440‬ما معناه‪ :‬خالف جابر بن عبد الله الجمهور في‬
‫قوله‪ :‬إن أول ما نزل المدثر‪ .‬فذهبوا إلى أن أول القرآن نزول سورة اقرأ‪ .‬ثم ذكر حديث الصحيحين‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫وقد روى مسلم من طريق عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة قال‪ :‬أخبرني جابر بن عبد الله أنه سمع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه‪" :‬فبينما أنا أمشي إذ‬
‫سمعت صوتا من السماء‪ ،‬فرفعت بصري قبل السماء‪ ،‬فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعدا على كرسي‬
‫بين السماء والرض‪ ،‬فجئت منه حتى هويت إلى الرض‪ ،‬فجئت إلى أهلي‪ ،‬فقلت زملوني زملوني" فأنزل‬
‫قم َ َ‬ ‫َ‬
‫جْر{ قال أبو سلمة‪ :‬والرجز الوثان‪ .‬ثم حمى الوحي‬
‫ه ُ‬ ‫ذْر{ إلى } َ‬
‫فا ْ‬ ‫فأن ْ ِ‬ ‫ها ال ْ ُ‬
‫مدّث ُّر‪ْ ُ ،‬‬ ‫الله }َيا أي ّ َ‬
‫وتتابع‪ .‬هذا لفظ البخاري‪ ،‬وهذا السياق هو المحفوظ وهو يقتضي أنه قد نزل الوحي قبل هذا لقوله‪" :‬فإذا‬
‫الملك الذي كان بحراء" وهو جبريل حين أتاه بقوله }ا ْ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ق اْل ِن ْ َ‬
‫سا َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫خل َ َ‬
‫ق‪َ ،‬‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫سم ِ َرب ّ َ‬‫قَرأ ِبا ْ‬
‫َ‬ ‫عل َق‪ ،‬ا ْ ْ‬
‫م{ ثم أنه حصل بعد هذا‬ ‫عل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م اْل ِن ْ َ‬
‫سا َ‬ ‫عل ّ َ‬ ‫قل َ ِ‬
‫م‪َ ،‬‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫عل ّ َ‬ ‫م‪ ،‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ك اْلك َْر ُ‬
‫وَرب ّ َ‬
‫قَرأ َ‬ ‫َ ٍ‬
‫فترة ثم نزل الملك بعد هذا ووجه الجمع أن أول شيء نزل بعد فترة الوحي هذه السورة ثم ساق الدلة‬
‫على ذلك‪.‬‬
‫وذكر الحافظ نحو هذا في الفتح ج ‪ 1‬ص ‪ 31‬وج ‪ 10‬ص ‪ 304‬و ‪.305‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫ص ‪-225-‬‬


‫دا{ اليات‪.‬‬
‫حي ً‬
‫و ِ‬
‫ت َ‬ ‫خل َ ْ‬
‫ق ُ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫}ذَْرِني َ‬
‫و َ‬
‫البداية والنهاية ج ‪ 3‬ص ‪ 60‬قال إسحاق‪ :‬حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني عن عكرمة عن‬
‫ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه‬
‫رق له‪ ،‬فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه‪ ،‬فقال‪" :‬يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مال"‪ .‬قال‪ :‬لم؟ قال‪:‬‬
‫ليعطوكه فأنت أتيت محمد لتعرض ما قبله‪ ،‬قال‪ :‬قد علمت قريش أني من أكثرها مال‪ ،‬قال‪ :‬فقل فيه قول‬
‫يبلغ قومك أنك منكر له‪ .‬قال‪ :‬وماذا أقول‪ ،‬فوالله ما منكم رجل أعرف بالشعار مني ول أعلم برجزه ول‬
‫بقصيده مني ول بأشعار الجن‪ ،‬والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا‪ .‬ووالله إن لقوله الذي يقوله حلوة‪،‬‬
‫وإن عليه لطلوة‪ ،‬وإنه لمثمر أعله‪ ،‬مغدق أسفله‪ ،‬وإنه ليعلو ول يعلى‪ ،‬وإنه ليحطم ما تحته‪ .‬قال‪ :‬ل يرضي‬
‫عنك قومك حتى تقول فيه‪ .‬قال‪ :‬قف عني حتى أفكر فيه‪ .‬فلما فكر قال‪ :‬إن هذا إل سحر يؤثر يأثره عن‬
‫دا{‪ .‬اليات‪ ،‬هكذا‬
‫هو ً‬ ‫ن ُ‬
‫ش ُ‬ ‫وب َِني َ‬
‫دا‪َ ،‬‬
‫دو ً‬
‫م ُ‬ ‫ماًل َ‬
‫م ْ‬ ‫ت لَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫عل ْ ُ‬
‫ج َ‬
‫و َ‬
‫دا‪َ ،‬‬
‫حي ً‬
‫و ِ‬
‫ت َ‬ ‫خل َ ْ‬
‫ق ُ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫غيره فنزلت‪} :‬ذَْرِني َ‬
‫و َ‬
‫رواه البيهقي عن الحاكم ‪ 1‬أبي عبد الله عن محمد بن علي الصنعاني بمكة عن إسحاق به وقد رواه حماد‬
‫بن زيد عن أيوب عن عكرمة مرسل‪ .‬ا‪ .‬هـ‪ .‬قال أبو عبد الرحمن‪ :‬والظاهر ترجيح المرسل لن حماد بن زيد‬
‫أثبت الناس في أيوب وأيضا معمر قد اختلف عليه في كما في دلئل النبوة للبيهقي ج ‪ 2‬ص ‪ 199‬فالحديث‬
‫ضعيف‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الذي في البداية والنهاية عن عبد الله بن محمد الصنعاني‪ ،‬والذي في المستدرك هو ما أثبتناه‪ ،‬وكذا في‬
‫الدلئل للبيهقي‪ .‬وهذا الحديث رواه الحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ ،507‬وقال صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه‪،‬‬
‫وأقره الذهبي‪ ،‬ورواه البيهقي ج ‪ 1‬ص ‪ 56‬من دلئل النبوة‪.‬‬

‫"سورة القيامة"‪:‬‬ ‫ص ‪-226-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ه{ اليتان ‪.17 ،16‬‬ ‫و ُ‬
‫قْرآن َ ُ‬ ‫ه َ‬
‫ع ُ‬
‫م َ‬ ‫عل َي َْنا َ‬
‫ج ْ‬ ‫ن َ‬
‫ه‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫ج َ‬
‫ل بِ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫سان َ َ‬
‫ك ل ِت َ ْ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫حّر ْ‬
‫ك بِ ِ‬ ‫}ل ت ُ َ‬
‫البخاري ج ‪ 1‬ص ‪ 32‬حدثنا موسى بن إسماعيل‪ ،‬قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا موسى ابن أبي عائشة قال‬
‫ه{ قال‪ :‬كان رسول‬ ‫ج َ‬
‫ل بِ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫سان َ َ‬
‫ك ل ِت َ ْ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫حّر ْ‬
‫ك بِ ِ‬ ‫حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى }ل ت ُ َ‬
‫الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعالج من التنزيل شدة‪ ،‬وكان مما يحرك شفتيه‪ ،‬فقال ابن عباس فأنا‬
‫أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحركهما‪ .‬وقال سعيد أنا أحركهما كما‬
‫عل َي َْنا‬
‫ن َ‬
‫ه‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫ج َ‬
‫ل بِ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫سان َ َ‬
‫ك ل ِت َ ْ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫حّر ْ‬
‫ك بِ ِ‬ ‫رأيت ابن عباس يحركهما فحرك شفتيه‪ ،‬فأنزل الله تعالى }ل ت ُ َ‬
‫ه{ قال جمعة له في صدره وتقرأه‪ .‬فكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد‬ ‫و ُ‬
‫قْرآن َ ُ‬ ‫ه َ‬
‫ع ُ‬
‫م َ‬
‫ج ْ‬
‫َ‬
‫ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما قرأه‪.‬‬
‫وأخرجه مسلم ج ‪ 4‬ص ‪ 165‬و ‪ ،166‬والترمذي في ج ‪ 4‬ص ‪ 209‬وقال هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬والنسائي‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ ،115‬وأحمد ج ‪ 1‬ص ‪ ،343‬والطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ ،25‬وابن سعد ج ‪ 1‬ص ‪ ،132‬وابن جرير ج ‪ 29‬ص‬
‫‪ ،187‬والحميدي ج ‪ 1‬ص ‪ ،242‬وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج ‪ 4‬ص ‪.449‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫وَلى{ اليتان ‪.35 ،34‬‬ ‫ك َ َ‬
‫وَلى ل َ َ‬ ‫َ‬ ‫ك َ َ‬ ‫َ‬
‫فأ ْ‬ ‫مأ ْ‬‫وَلى‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫فأ ْ‬ ‫وَلى ل َ َ‬
‫}أ ْ‬

‫النسائي كما في تفسير ابن كثير ج ‪ 4‬ص ‪ 452‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبو‬ ‫ص ‪-227-‬‬
‫النعمان حدثنا أبو عوانة‪ .‬وجدنا أبو داود حدثنا محمد بن سليمان حدثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة‬
‫وَلى{ قال‪ :‬قاله رسول‬ ‫ك َ َ‬
‫وَلى ل َ َ‬ ‫َ‬ ‫ك َ َ‬ ‫َ‬
‫فأ ْ‬ ‫مأ ْ‬‫وَلى‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫فأ ْ‬ ‫وَلى ل َ َ‬
‫عن سعيد بن جبير قال‪ :‬قلت لبن عباس }أ ْ‬
‫الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لبي جهل ثم أنزله الله عز وجل‪.‬‬
‫الحديث رجاله رجال الصحيح فإن يعقوب بن إبراهيم هو الدورقي روى عنه الجماعة‪ ،‬وأبو النعمان هو محمد‬
‫بن الفضل المقلب بعارم من رجال الجماعة‪ ،‬وأبو عوانة هو وضاح بن عبد الله اليشكري من رجال‬
‫الجماعة‪ ،‬وفي الطريق الخرى المام أبو داود سليمان بن الشعث صاحب السنن‪ ،‬ومحمد بن سليمان هو‬
‫الملقب بلوين من رجال أبي داود‪ ،‬والنسائي ثقة‪ ،‬وبقية السند معروفون مشهورون‪ ،‬وأحرجه ابن جرير ج‬
‫‪ 29‬ص ‪ 200‬عن شيخه محمد بن حميد الرازي وفيه كلم‪.‬‬

‫"سورة النازعات"‪:‬‬ ‫ص ‪-228-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ِذك َْرا َ‬
‫ها{ اليات‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ع َ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫م ْ‬
‫ت ِ‬
‫م أن ْ َ‬
‫في َ‬
‫ها‪ِ ،‬‬
‫سا َ‬
‫مْر َ‬
‫ن ُ‬
‫ة أّيا َ‬
‫سا َ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ع ِ‬
‫ك َ‬ ‫}ي َ ْ‬
‫ابن جرير ج ‪ 30‬ص ‪ 49‬حدثني يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن‬
‫عائشة قالت لم يزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل الله عز وجل‬
‫ها{‪.‬‬
‫ها َ‬ ‫ها‪ ،‬إ َِلى َرب ّ َ‬
‫ن ِذك َْرا َ‬ ‫َ‬
‫من ْت َ َ‬
‫ك ُ‬ ‫م ْ‬
‫ت ِ‬
‫م أن ْ َ‬
‫في َ‬
‫} ِ‬
‫الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ج ‪ 1‬ص ‪ ،5‬وأبو نعيم في الحلية ج ‪ 7‬ص ‪ 314‬وقال الحاكم هذا‬
‫حديث لم يخرج في الصحيحين وهو محفوظ صحيح على شرطهما معا وج ‪ 2‬ص ‪ ،513‬وقال هذا حديث‬
‫صحيح على شرطهما ‪ ،1‬ولم يخرجاه لن ابن عيينة كان يرسله بآخرة‪ ،‬والخطيب ج ‪ 11‬ص ‪ .321‬هذا وقد‬
‫ذكر هذا الحديث الحافظ ابن أبي حاتم في كتاب العلل‪ ،‬وقال سمعت أبا زرعة‪ ،‬وذكر حديث الزهري عن‬
‫عروة عن عائشة قال‪ :‬ما زال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسأل عن الساعة حتى نزلت‬
‫ن ِذك َْرا َ‬
‫ها{ فقال أبو زرعه الصحيح مرسل بل عائشة‪ .‬وأقول‪ :‬الذي يظهر لي والله‬ ‫َ‬
‫م ْ‬
‫ت ِ‬
‫م أن ْ َ‬
‫في َ‬
‫عليه } ِ‬
‫أعلم أن هذه علة ليست بقادحة؛ لن الذي وصله عن ابن عيينة الحميدي عبد الله بن الزبير كما عند‬
‫الحاكم‪ ،‬وهو أثبت الناس في ابن عيينة ورئيسهم كما في تهذيب التهذيب‪ ،‬ويعقوب بن إبراهيم‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬وأقره الذهبي‪.‬‬

‫الدورقي كما عند ابن جرير وهو إمام كبير‪ ،‬فهذان إمامان وصله‪ ،‬وزياد الثقة مقبولة‬ ‫ص ‪-229-‬‬
‫قال ابن الصلح في علوم الحديث ص ‪ 64‬ومنهم من قال "الحكم لمن أسنده إذا كان عدل ضابطا فيقبل‬
‫خبره وإن خالفه غيره سواء كان المخالف له واحدا أو جماعة‪ ،‬قال الخطيب هذا هو القول الصحيح"‪ .‬قال‬
‫ابن الصلح‪ :‬قلت وما صححه هو الصحيح ‪ 1‬في الفقه وأصوله إلى آخر ما ذكره رحمه الله‪ ..‬ثم إن الحديث‬
‫له شاهد قال ابن جرير رحمه الله‪:‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ،‬حدثنا وكيع عن إسماعيل ‪ 2‬عن طارق بن شهاب قال كان النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫ن‬ ‫ع َ‬ ‫سَألون َ َ‬
‫م ْ‬‫ها{ إلى قوله } َ‬
‫سا َ‬
‫مْر َ‬
‫ن ُ‬
‫ة أّيا َ‬
‫سا َ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ع ِ‬
‫ك َ‬ ‫وسلم ل يزال يذكر شأن الساعة حتى نزلت }ي َ ْ‬
‫ها{‪.‬‬ ‫خ َ‬
‫شا َ‬ ‫يَ ْ‬
‫الحديث قال الذهبي الهيثمي رحمه الله رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ج ‪ 7‬ص ‪ 133‬من المجمع وقال‬
‫الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره ج ‪ 2‬ص ‪ 273‬بعد ذكره بهذا السند وهذا إسناد جيد قوي‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ثم رأيت في توضيح الفكار للصنعاني وشرح علل الترمذي لبن رجب أن لحفاظ الحديث تفصيل حول‬
‫زيادة الثقة‪ .‬وقد بسطت ذلك في مقدمة اللزامات والتتبع‪.‬‬
‫‪ 2‬إسماعيل هو ابن أبي خالد‪.‬‬

‫"سورة عبس"‪:‬‬ ‫ص ‪-230-‬‬


‫الترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 209‬حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الموي قال حدثني أبي قال‪ :‬هذا ما عرضنا على‬
‫وّلى{ في ابن أم مكتوم العمى أتى رسول الله‬
‫وت َ َ‬
‫س َ‬
‫عب َ َ‬
‫هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنزلت } َ‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل من عظماء المشركين‪ ،‬فجعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وسلم يعرض عنه‪ ،‬ويقبل على الخر‪ .‬ويقول‪" :‬ترى بما أقول بأسا" ففي هذا نزل‪ ..‬هذا حديث حسن غريب‬
‫وروى بعضهم هذا الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه قال أنزل عبس وتولى في ابن أم مكتوم ولم يذكر‬
‫عائشة‪.‬‬
‫الحديث قال الحافظ العراقي في تخريج الحياء ج ‪ 4‬ص ‪ 244‬رجاله رجال الصحيح‪ .‬وقد أخرجه ابن حبان‬
‫كما في موارد الظمآن ص ‪ ،438‬وابن جرير ج ‪ 30‬ص ‪ ،50‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 514‬وقال صحيح على شرط‬
‫الشيخين ولم يخرجاه فقد أرسله جماعة عن هشام بن عروة قال الذهبي وهو الصواب‪.‬‬
‫الحديث له شاهد قال الشوكاني في فتح القدير ج ‪ 5‬ص ‪ 386‬وأخرج عب الرزاق وعبد بن حميد وأبو يعلى‬
‫َ‬
‫ن‬‫وّلى‪ ،‬أ ْ‬
‫وت َ َ‬
‫س َ‬
‫عب َ َ‬
‫عن أنس قال جاء ابن أم مكتوم وهو يكلم أبي ابن خلف فأعرض عنه فأنزل الله } َ‬
‫مى{ فكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد ذلك يكرمه‪.‬‬ ‫جاءَهُ اْل َ ْ‬
‫ع َ‬ ‫َ‬
‫وسنده في تفسير ابن كثير ج ‪ 4‬ص ‪ 470‬رجاله رجال الصحيح إل شيخ أبي يعلى محمد بن مهدي فلم‬
‫يتيسر لي الوقوف على ترجمته لكنني أظن أنه‬

‫تصحف من محمد بن مهران فقد ذكروه من الرواة عن عبد الرزاق فهو من رجال‬ ‫ص ‪-231-‬‬
‫الصحيح وعلى كل فل يضر الحديث ما دام أنه قد رواه عبد الرزاق فرجاله رجال الصحيح وهذا سنده من‬
‫ابن كثير قال أبو يعلى في سنده حدثنا محمد بن مهدي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس‬
‫وّلى{ قال جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وت َ َ‬
‫س َ‬
‫عب َ َ‬
‫رضي الله عنه في قوله‪َ } :‬‬
‫وسلم فذكره‪.‬‬

‫"سورة المطففين"‪:‬‬ ‫ص ‪-232-‬‬


‫ابن ماجه رقم ‪ 2223‬حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ومحمد بن عقيل بن خويلد قال حدثنا علي بن‬
‫الحسين بن واقد حدثني أبي حدثني يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس قال لما قدم النبي صلى‬
‫وي ْ ٌ‬
‫ل‬ ‫الله عليه وعلى آله وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيل فأنزل الله سبحانه وتعالى‪َ } :‬‬
‫ن{ فأحسنوا الكيل وبعد ذلك‪.‬‬ ‫في َ‬ ‫مط َ ّ‬
‫ف ِ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫الحديث أخرجه النسائي كما قال الحافظ ابن كثير ج ‪ 4‬ص ‪ 483‬من طريق محمد بن عقيل به‪.‬‬
‫وسنده رجاله ثقات إل علي بن الحسين بن واقد ففيه كلم‪ ،‬وأما محمد بن عقيل فهو مقرون فل يضر‬
‫السند ما فيه من الكلم‪ ،‬وأخرجه ابن حبان ص ‪ 438‬من موارد الظمآن‪ ،‬ابن جرير ج ‪ 29‬ص ‪ 91‬وعنده‬
‫متابعة لعلي بن حسين بن واقد فقد تابعه يحيى بن واضح وهو الحافظ من رجال الجماعة لكن شيخ ابن‬
‫جرير فيه كلم أعني محمد بن حميد الرازي الحافظ‪ ،‬والحاكم ج ‪ 2‬ص ‪ 33‬وقال صحيح السناد وأقره‬
‫الذهبي‪ .‬وعنده أيضا متابعة لعلي بن الحسن بن شقيق من رجال الجماعة كما في تهذيب التهذيب لكن في‬
‫الطريق إليه محمد بن موسى بن حاتم القاشاني وقد قال تلميذه هنا القاسم بن القاسم السياري أنا بريء‬
‫من عهدته‪ ،‬وقال ابن أبي سعدان كان محمد بن علي الحافظ سيء الرأي فيه كذا في لسان الميزان‪ ،‬لكن‬
‫مجموع هذه المتابعات تدل على ثبوت الحديث‪ .‬والله أعلم‪.‬‬

‫"سورة الضحى"‪:‬‬ ‫ص ‪-233-‬‬


‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 339‬حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا السود بن قيس قال سمعت جندب ‪ 1‬بن‬
‫سفيان قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلثا فجاءت امرأة فقالت‬
‫يا محمد إني لرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلثا فأنزل الله عز وجل‪:‬‬
‫قَلى{‪.‬‬
‫ما َ‬‫و َ‬ ‫ك َرب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫ع َ‬
‫ودّ َ‬
‫ما َ‬
‫جى‪َ ،‬‬
‫س َ‬
‫ذا َ‬ ‫والل ّي ْ ِ‬
‫ل إِ َ‬ ‫حى‪َ ،‬‬
‫ض َ‬
‫وال ّ‬
‫} َ‬
‫الحديث أخرجه أيضا في فضائل القرآن ص ‪ ،382‬وفي كتاب الصلة ج ‪ 3‬ص ‪ ،250‬وأخرجه مسلم ج ‪12‬‬
‫ص ‪ ،156‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ ،214‬وقال هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وأحمد ج ‪ 4‬ص ‪ 311‬وص ‪،312‬‬
‫والطيالسي ج ‪ 2‬ص ‪ ،25‬وابن جرير ج ‪ 30‬ص ‪ ،231‬والحميدي ج ‪ 2‬ص ‪ 342‬والخطيب في موضح أوهام‬
‫الحمع والتفريق ج ‪ 2‬ص ‪.22‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ضى{ الية ‪.5‬‬
‫فت َْر َ‬ ‫ك َرب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫طي َ‬
‫ع ِ‬
‫ف يُ ْ‬
‫و َ‬ ‫ول َ َ‬
‫س ْ‬ ‫} َ‬
‫تفسير ابن كثير ج ‪ 4‬ص ‪ 522‬قال‪ :‬وقال أبو عمر الوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله ‪ 2‬بن أبي المهاجر‬
‫المخزومي عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه قال عرض على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫ضى{‬
‫فت َْر َ‬ ‫ك َرب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫طي َ‬
‫ع ِ‬
‫ف يُ ْ‬
‫و َ‬ ‫ول َ َ‬
‫س ْ‬ ‫وسلم ما هو مفتوح على أمته كنزا كنزا‪ ،‬فسر بذلك فأنزل الله } َ‬
‫فأعطاه‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هو جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي نسب إلى جده كذا في الصابة‪ .‬وموضح أوهام الجمع والتفريق‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ 21‬و ‪ 22‬و ‪.23‬‬
‫‪ 2‬في الصل عبد الله والصواب ما أثبتناه‪.‬‬

‫في الجنة ألف ألف قصر في كل قصر ما ينبغي له من الزواج والخدم‪ .‬رواه ابن جرير‬ ‫ص ‪-234-‬‬
‫وابن أبي حاتم من طريقه وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس ومثل هذا ما يقال إل عن توقيف‪.‬‬
‫الحديث رواه ابن جرير كما قال الحافظ ابن كثير ج ‪ 30‬ص ‪ 232‬من طريقين عن الوزاعي في أحدهما‬
‫عمرو بن هشام البيروني الراوي عن الوزاعي وهو ضعيف وفي الخرى رواد بن الجراح مختلف فيه‪ .‬فأظن‬
‫من وثقه لصدقه وديانته ومن جرحه فلنه اختلط‪.‬‬
‫وأخرجه الحاكم وصححه ج ‪ 2‬ص ‪ ،526‬وتعقبه الذهبي قائل‪ :‬انفرد به عصام بن رواد عن أبيه وقد ضعف‬
‫وأخرجه الطبراني في الكبير والوسط‪ ،‬قال الهيثمي ورواية الوسط قال رسول الله صلى الله عليه وعلى‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫خي ٌْر ل َ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ول َْل ِ‬
‫خَرةُ َ‬ ‫آله وسلم‪" :‬عرض علي ما هو مفتوح لمتي من بعدي فسرني" فأنزل الله } َ‬
‫لوَلى{ فذكر نحوه وفيه معاوية بن أبي العباس ولم أعرفه‪ ،‬وبقية رجاله ثقات‪ ،‬وإسناد الكبير حسن‪،‬‬ ‫ا ْ ُ‬

‫وأخرجه أبو نعيم في الحلية ج ‪ 3‬ص ‪ 212‬عن الطبراني ‪ 1‬وفيه عمرو بن هاشم البيروتي ثم قال هذا حديث‬
‫غريب من حديث علي بن عبد الله بن العباس لم يروه عنه إل إسماعيل ورواه سفيان الثوري عن الوزاعي‬
‫عن إسماعيل مثله‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬رواه في الكبير ج ‪ 10‬ص ‪.336‬‬

‫"سورة العلق"‪:‬‬ ‫ص ‪-235-‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫غى{ اليات‪.‬‬ ‫ن ل َي َطْ َ‬ ‫ن اْل ِن ْ َ‬
‫سا َ‬ ‫}ك َّل إ ِ ّ‬
‫مسلم ج ‪ 17‬ص ‪ 139‬حدثنا عبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد العلى القيسي قال حدثنا المعتمر عن أبيه‬
‫حدثني نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال‪ :‬قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين‬
‫أظهركم؟ قال‪ :‬فقيل نعم‪ ،‬فقال‪ :‬واللت والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لطأن على رقبته‪ ،‬ولغفرن وجهه في‬
‫التراب‪ ،‬قال‪ :‬فأتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يصلي زعم ليطأ على رقبته‪ ،‬قال فما‬
‫فجأهم منه إل وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه‪ ،‬قال فقيل له‪ :‬مالك؟ فقال‪ :‬إن بيني وبينه لخندقا من نار‬
‫وهو ل وأجنحة‪ ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪" :‬لو دنا لختطفته الملئكة عضوا عضوا"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ن ل َي َطْ َ‬
‫ن‬
‫غى‪ ،‬أ ْ‬ ‫سا َ‬ ‫ن اْل ِن ْ َ‬ ‫قال فأنزل الله عز وجل ل ندري ‪ 1‬في حديث أبي هريرة أو شيئ بلغه }ك َّل إ ِ ّ‬
‫عَلى‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫صّلى‪ ،‬أَرأي ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫دا إ ِ َ‬
‫عب ْ ً‬
‫هى‪َ ،‬‬ ‫ت ال ّ ِ‬
‫ذي ي َن ْ َ‬ ‫عى‪ ،‬أَرأي ْ َ‬ ‫ج َ‬
‫ك الّر ْ‬ ‫ن إ َِلى َرب ّ َ‬ ‫غَنى‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫ست َ ْ‬
‫َرآهُ ا ْ‬
‫ه ي ََرى‪ ،‬ك َّل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ال ْهدى‪ ،‬أ َ َ‬
‫ن الل ّ َ‬ ‫م ب ِأ ّ‬ ‫عل َ ْ‬‫م يَ ْ‬ ‫وّلى{ ‪-‬يعني أبا جهل‪} -‬أل َ ْ‬ ‫وت َ َ‬‫ب َ‬ ‫ن ك َذّ َ‬ ‫ت إِ ْ‬‫وى‪ ،‬أَرأي ْ َ‬ ‫مَر ِبالت ّ ْ‬
‫ق َ‬ ‫وأ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ة‪ ،‬ك َّل ل‬ ‫ع الّزَبان ِي َ َ‬ ‫سن َدْ ُ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫ع َناِدي َ ُ‬‫فل ْي َدْ ُ‬
‫ة‪َ ،‬‬‫خاطِئ َ ٍ‬‫ة َ‬ ‫كاِذب َ ٍ‬ ‫ة َ‬‫صي َ ٍ‬
‫ة‪َ ،‬نا ِ‬ ‫صي َ ِ‬
‫عا ِبالّنا ِ‬ ‫ف ً‬ ‫س َ‬‫ه ل َن َ ْ‬ ‫م ي َن ْت َ ِ‬ ‫ن لَ ْ‬‫ل َئ ِ ْ‬
‫ه{ زاد عبيد الله في حديثه قال وأمره بما أمره به وزاد ابن عبد العلى فليدع نادية يعني قومه‪.‬‬
‫ع ُ‬
‫ت ُطِ ْ‬
‫الحديث قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ج ‪ 4‬ص ‪ ،529‬وقد رواه أحمد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هذا التردد يعتبر قادحا في صحة سبب النزول لكن كتبه لكثرة شواهده‪.‬‬

‫ابن حنبل‪ ،‬ومسلم‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن أبي حاتم من حديث معتمر بن سليمان به‪ ،‬ورواه‬ ‫ص ‪-236-‬‬
‫ابن جرير ج ‪ 30‬ص ‪ ،256‬والبيهقي ج ‪ 1‬ص ‪ 438‬من دلئل النبوة وأخرج ابن جرير بسند صحيح عن ابن‬
‫صّلى{ إلى قوله } َ‬ ‫َ َ‬
‫ة{ فقال‪:‬‬‫خاطِئ َ ٍ‬
‫ة َ‬
‫كاِذب َ ٍ‬ ‫دا إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫عب ْ ً‬
‫هى‪َ ،‬‬ ‫ت ال ّ ِ‬
‫ذي ي َن ْ َ‬ ‫عباس نحوه وفيه فأنزل الله }أَرأي ْ َ‬
‫لقد علم أني أكثر هذا الوادي ناديا‪ .‬فغضب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتكلم بشيء قال داود‬
‫ة{ فقال ابن عباس فوالله‬
‫ع الّزَبان ِي َ َ‬
‫سن َدْ ُ‬
‫ه‪َ ،‬‬ ‫فل ْي َدْ ُ‬
‫ع َناِدي َ ُ‬ ‫يعني أحد رجال السند‪ :‬ولم أحفظه فأنزل الله } َ‬
‫لو فعل لخذته الملئكة من مكانه‪.‬‬
‫وأخرج الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب صحيح ج ‪ 4‬ص ‪ 216‬وابن جرير ج ‪ 3‬ص ‪ 256‬وأحمد كما في‬
‫مجمع الزوائد ج ‪ 7‬ص ‪ 139‬وقال‪ :‬رجاله رجال الصحيح عن ابن عباس قال‪ :‬كان النبي صلى الله عليه‬
‫وعلى آله وسلم يصلي فجاء أبو جهل فقال ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن هذا؟ فانصرف النبي صلى الله‬
‫عليه وعلى آله وسلم فزبره ‪ 1‬فقال أبو جهل إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني فأنزل الله تبارك وتعالى‬
‫ة{ قال ابن عباس لو دعا ناديه لخذته ربانية الله‪ .‬هذا لفظ الترمذي‪.‬‬
‫ع الّزَبان ِي َ َ‬
‫سن َدْ ُ‬
‫ه‪َ ،‬‬ ‫فل ْي َدْ ُ‬
‫ع َناِدي َ ُ‬ ‫} َ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬فزبره أي نهر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنا جهل وفي رواية ابن جرير فأغلظ له رسول الله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وسلم وانتهزه ا‪ .‬هـ‪ .‬تحفة الحوذي‪.‬‬
‫"سورة الكوثر"‪:‬‬ ‫ص ‪-237-‬‬
‫ابن كثير ج ‪ 4‬ص ‪ 559‬قال‪ :‬وقال البزار حدثنا زياد بن يحيى الحساني حدثنا ابن أبي عدي عن داود عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬قدم كعب بن الشرف مكة فقالت له قريش أنت سيدهم أل ترى إلى هذا‬
‫الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية‪ ،‬فقال‪ :‬أنتم‬
‫و اْل َب ْت َُر{ رواه البزار وهو إسناد صحيح‪.‬‬
‫ه َ‬ ‫شان ِئ َ َ‬
‫ك ُ‬ ‫ن َ‬
‫خير منه‪ ،‬قال‪ :‬فنزلت }إ ِ ّ‬
‫الحديث أخرجه ابن جرير ج ‪ 3‬ص ‪ 330‬من طريق شيخه محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي به‪ .‬وزاد فيه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫صيًرا{‪.‬‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬
‫ب{ إلى قوله }ن َ ِ‬ ‫م َ‬
‫صيًبا ِ‬
‫ن أوُتوا ن َ ِ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫أنزلت عليه } أل َ ْ‬
‫وقد تقدم في سورة النساء ذكر بعض مخرجيه‪.‬‬
‫ثم ترجح لي أن الصحيح إرساله كما أوضحته في تخريج تفسير ابن كثير في سورة النساء‪.‬‬

‫"سورة اللهب"‪:‬‬ ‫ص ‪-238-‬‬


‫البخاري ج ‪ 10‬ص ‪ 118‬حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا العمش قال حدثني عمرو بن مرة‬
‫ن{ صعد‬ ‫ك اْل َ ْ‬
‫شيَرت َ َ‬ ‫عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت } َ‬
‫قَرِبي َ‬ ‫ع ِ‬
‫ذْر َ‬
‫وأن ْ ِ‬
‫َ‬
‫النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الصفا فجعل ينادي‪" :‬يا بني عدي" لبطون قريش حتى اجتمعوا‬
‫فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسول لينظر ما هو فجاء أبو لهب وقريش فقال‪" :‬ارأيتكم لو‬
‫أخبرتكم أن خيل بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟" قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬ما جربنا عليك إل صدقا قال‪:‬‬
‫دا‬
‫ت يَ َ‬
‫"إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"‪ .‬فقال أبو لهب‪ :‬تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا‪ .‬فنزلت }ت َب ّ ْ‬
‫ب{‪.‬‬ ‫ما ك َ َ‬
‫س َ‬ ‫و َ‬ ‫مال ُ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ه َ‬
‫عن ْ ُ‬ ‫ما أ َ ْ‬
‫غَنى َ‬ ‫ب‪َ ،‬‬
‫وت َ ّ‬
‫ب َ‬
‫ه ٍ‬
‫َ‬
‫أِبي ل َ َ‬
‫الحديث أعاده في تفسير سورة تبت ص ‪ 368‬وص ‪ 369‬من هذا الجزء وأخرجه في آخر كتاب الجنائز ج ‪3‬‬
‫ص ‪ 54‬وأخرجه مسلم ج ‪ 3‬ص ‪ 83‬والترمذي ج ‪ 4‬ص ‪ 220‬وأحمد ج ‪ 1‬ص ‪ 281‬وابن جرير في التاريخ ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 216‬وفي التفسير ج ‪ 19‬ص ‪ 121‬وج ‪ 30‬ص ‪ 337‬والبيهقي في دلئل النبوة ج ‪ 1‬ص ‪.431‬‬
‫قال شيخنا حفظه الله‪ :‬وأخرجه النسائي في التفسير كما في عمدة القارئ ج ‪ 16‬ص ‪ 93‬وهذا الحديث‬
‫مرسل لن ابن عباس كان حينئذ أما لم يولد أو كان طفل وبه جزم السماعيلي‪ .‬انظر عمدة القارئ ج ‪19‬‬
‫ص ‪ 102‬ثم قال‪ :‬أقول هو مرسل صحابي ومرسل الصحابي ل ضير عليه ول مطعن فيه‪ .‬والله سبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬

You might also like