Professional Documents
Culture Documents
تأليف:
أبي عبد الرحمن مقبل بن هادى الوادعى
الناشر:مكتبة ابن تيمية لطبعة الرابعة مزيدة ومنقحة
القاهرة 1408هـ1987 -م
أهم المراجع التي نقلت منها:
تفسير ابن جرير مطبعة مصطفى البابي الحلبي 1373
تفسير ابن جرير دار إحياء الكتب العربية ...
الدر المنثور المطبعة الميمونية بمصر 1314
فتح القدير للشوكاني مطبعة مصطفى البابي الحلبي 1383
تفسير ابن أبي حاتم مخطوط يوجد منه جزءان في المكتبة المحمودية
أسباب النزول للواحدي دار التحاد العربي 1388
أسباب النزول للسيوطي مطبعة مصطفى البابي الحلبي 1373
صحيح البخاري مع الفتح مطبعة مصطفى البابي الحلبي 1378
مسلم مع النووي المطبعة المصرية 1349
موارد الظمآن زوائد ابن حبان المطبعة السلفية ....
جامع الترمذي مع التحفة طبعة هندية ....
سنن النسائي مع تعليق السيوطي حلبي
سنن أبي داود مع عون المعبود طبعة هندية
سنن ابن ماجه طبعة إحياء الكتب العربية 1372
سنن الدارمي مطبعة العتدال 1349
سنن البيهقي حيدر أباد
مسند أحمد المكتب السلمي 1389
مسند الطيالسي ترتيب الساعاتي المنبرية 1372
مصنف عبد الرزاق المطبعة الولى 1390
مستدرك الحاكم مطابع النصر الحديثة
المعجم الصغير للطبراني مطبعة دار النصر 1388
فهرس الكتاب
الموضوع الصفحة
5 مقدمة الطبعة الرابعة
7 الحامل لي على اختيار هذا الموضوع
8 كلم الواحدي في تساهل المفسرين في علم الرواية
8 كلم السيوطي في ضرر حذف السانيد
9 استشهادنا لصدق قولهما بقصة ثعلبة
9 نقل كلم المحدثين في عدم صحة هذه القصة
10 مطالعة أسباب النزول تعطي فكرة جيدة عن أسرار التشريع السلمي
10 مطالعة أسباب النزول تعين الداعي إلى الحق على مراحل الدعوة
سورة البقرة
17 }فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم{
17 }من كان عدوا لجبريل{
19 }فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره{
20 }فأينما تولوا فثم وجه الله{
20 }واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى{
21 }ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم{
21 }سيقول السفهاء من الناس{
67 }ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت{
68 }يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول{
69 }ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا{
69 }فل وربك ل يؤمنون{
70 }ومن يطع الله والرسول{
71 }ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم{
72 }وإذا جاءهم أمر من المن أو الخوف{
72 }فما لكم في المنافقين وفئتين{
73 }يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا{
74 }ل يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر{
76 }إن الذين توفاهم الملئكة ظالمي أنفسهم{
76 }ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله{
77 }وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلة{
78 }ول جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر{
78 }ولمرنهم فليغيرن خلق الله{
79 }ويستفتونك في النساء{
80 }وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا{
81 }يستفتونك قل الله يفتيكم في الكللة{
سورة المائدة
83 }يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلة{
84 }إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله{
84 }يا أيها الرسول ل يحزنك الذين يسارعون في الكفر{
سورة النحل
124 }ضرب الله مثل عبدا مملوكا{
124 }ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر{
125 }ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد{
126 }وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به{
سورة السراء
128 }أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة{
128 }وما منعنا أن نرسل باليات{
129 }ويسألونك عن الروح{
130 }ول تجهر بصلتك{
سورة مريم
133 }وما نتنزل إل بأمر ربك{
133 }أفرأيت الذي كفر بآياتنا{
سورة النبياء
135 }إن الذين سبقت لهم منا الحسنى{
سورة الحج
138 }هذان خصمان اختصموا في ربهم{
139 }أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا{
سورة المؤمنون
141 }ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم{
سورة النور
142 }الزاني ل ينكح إل زانية أو مشركة{
143 }والذين يرمون أزواجهم{
145 }إن الذين جاءوا بالفك عصبة{
150 }ول تكرهوا فتياتكم على البغاء{
151 }وعد الله الذين آمنوا منكم{
152 }ليس على العمى حرج{
سورة الفرقان
153 }ويوم يعض الظالم على يديه{
154 }والذين ل يدعون مع الله إلها آخر{
155 }إل من تاب وآمن{
سورة القصص
156 }ولقد وصلنا لهم القول{
156 }إنك ل تهدي من أحببت{
سورة العنكبوت
158 ووصينا النسان بوالديه حسنا
سورة لقمان
160 }إن الشرك لظلم عظيم{
سورة السجدة
161 تتجافى جنوبهم عن المضاجع
سورة الحزاب
162 }ادعوهم لبائهم{
163 }من المؤمنين رجال صدقوا{
164 }وكفى الله المؤمنين القتال{
164 }يا أيها النبي قل لزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا{
167 }إن المسلمين والمسلمات{
168 }وتخفي في نفسك ما الله مبديه{
168 }فلما قضى زيد منها وطرا{
169 }ترجى من تشاء منهن{
170 }ل تدخلوا بيوت النبي{
سورة يس
173 }ونكتب ما قدموا وآثارهم{
174 }أولم ير النسان أنا خلقناه من نطفة{
سورة الزمر
175 }يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم{
176 }وما قدروا الله حق قدره{
سورة فصلت
177 }وما كنتم تستترون{
سورة الشورى
178 }قل ل أسألكم عليه أجرا{
سورة الجمعة
213 }وإذا رأوا تجارة{
سورة المنافقون
214 }إذا جاءك المنافقون{
214 }هم الذين يقولون ل تنفقوا على من عند رسول الله{
سورة التغابن
216 }إن من أزواجكم وأولدكم عدوا لكم{
سورة التحريم
217 }يا أيها النبي لم تحرم{
218 }عسى ربه إن طلقكن{
سورة الجن
221 }قل أوحى إلي{
221 }وأنه كان رجال من النس{
221 نزول آخرها
222 سورة المزمل
سورة المدثر
223 }يا أيها المدثر{
225 }ذرني ومن خلقت وحيدا{
سورة القيامة
226 }ل تحرك به لسانك{
226 }أولى لك فأولى{
سورة النازعات
227 }فيم أنت من ذكراها{
سورة عبس
230 }عبس وتولى{
232 سورة المطففين
سورة الضحى
233 }والضحي والليل إذا سجى{
233 }ولسوف يعطيك ربك فترضى{
234 }وللخرة خير لك من الولى{
سورة العلق
235 }كل إن النسان ليطغى{
237 سورة الكوثر
238 سورة اللهب
ص -5-
ص -7-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أعني بالصحيح على اصطلح الولين ما يشمل الصحيح والحسن كما في تدريب الراوي ص .21
ص -8-
-3هذا ومما حدا بي إلى اختيار هذا الموضوع أن أسباب النزول قد دخلها الدخيل كغيرها من سائر الفنون
قال الواحدي رحمه الله في مقدمة كتابه أسباب النزول بعد ذكره كلم عبيدة السلماني لما سئل عن آية
من القرآن فقال :اتق الله وقل سدادا ذهب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن:
"أما اليوم فكل أحد يخترع شيئا ويختلق إفكا وكذبا ملقيا زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل
بسبب الية ،وذلك الذي حدا بي إلى إملء هذا الكتاب الجامع للسباب لينتهي إليه طالبو هذا الشأن
والمتكلمون في نزول القرآن فيعرفوا الصدق ويستغنوا عن التمويه والكذب ويجدوا في تحفظه بعد
السماع والطلب" إلى آخر كلمه رحمه الله ص .5
وقال السيوطي في التقان ج 2ص 190بعد ذكر جماعة ممن يذكرون التفسير بالسانيد كابن جرير وابن
أبي حاتم وغيرهما "ثم ألف في التفسير خلئق فاختصروا السانيد ونقلوا القوال تترى فدخل من هنا
الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من يسنح له قول يورده ومن يخطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل
ذلك عنه من يجيء بعده ظانا أن له أصل غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن يرجع إليهم
ضاّلي َ
ن{ نحو ول ال ّ
م َ عل َي ْ ِ
ه ْ ب َ
ضو ِ
غ ُ ر ال ْ َ
م ْ في التفسير حتى رأيت من حكى في تفسير قوله تعالىَ } :
غي ْ ِ
عشرة 1أقوال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ح{ن الّرو ِ
ع ِ سَألون َ َ
ك َ وي َ ْ
1وأعظم من هذا ما حكاه الشوكاني في فتح القدير ج 3ص 254في تفسير } َ
الية وقد حكى بعض المحققين أن أقوال المختلفين في الروح بلغت إلى ثمانية عشر مائة قول فانظر إلى
هذا الفضول الفارغ والتعب العاطل عن النفع بعد أن علموا أن الله قد استأثر بعلمه ولم يطلع عليه أنبياءه
ول أذن لهم بالسؤال عنه ول البحث عن حقيقته فضل عن أممهم المقتدين بهم إلى آخر كلمه رحمه الله
فراجعه.
وتفسيرها باليهود والنصارى هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجميع ص -9-
التابعين وأتباعهم حتى قال ابن أبي حاتم ل أعلم في ذلك اختلفا بين المفسرين ا .هـ .المراد من التقان.
قلت وهذا هو الذي حملني على ذكر السانيد ما وجدت إلى ذلك سبيل وإن كان فيه من المشقة ما هو
معروف لدى أهل هذا الفن.
وإليك مثال واحدا يصدق ما قاله هذان المامان من أنه قد وقع التساهل في نقل ما لم يثبت في كتب
التفسير ،وهذا المثال هو قصة ثعلبة بن حاطب التي فيها "قليل تؤدي شكره خير من كثير ل تطيقه" وهذه
ن
م ْ ه ل َئ ِ ْ
ن آَتاَنا ِ هدَ الل ّ َ
عا َ
ن َ
م ْ
م َ
ه ْ
من ْ ُ
و ِ
القصة يذكرها المفسرون عنه تفسير قول الله سبحانه وتعالى } َ
ن{ ويمكن أنه ل يوجد تفسير إل وهي مذكورة فيه وقل من نبه حي َ
صال ِ ِ
ن ال ّ
م َ
ن ِ ول َن َ ُ
كون َ ّ ن َ
ق ّ ه ل َن َ ّ
صدّ َ ضل ِ ِ َ
ف ْ
على عدم صحتها .أما جهابذة علماء الحديث ونقاده فإليك ما قالوه فيها :قال المام أبو محمد بن حزم
رحمه الله بعد ذكره لها من طريق مسكين بن بكير نا معان بن رفاعة السلمي عن علي بن يزيد عن
القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال :جاء ثعلبة بن حاطب بصدقته إلى عمر فلم يقبلها وقال :لم
يقبلها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ول أبو بكر ول أقبلها .قال أبو محمد وهذا باطل بل شك لن
الله تعالى أمر بقبض زكاة أموال المسلمين وأمر عليه السلم عند عند موته أل يبقى في جزيزة العرب
دينان فل يخلو ثعلبة من أن يكون مسلما ففرض على أبي بكر وعمر قبض زكاته ول بد ول فسحة في ذلك
وإن كان كافرا ففرض أل يقر في جزيرة العرب فسقط هذا الثر بل شك وفي رواته معان بن رفاعة
والقاسم بن عبد الرحمن وعلي بن يزيد وهو أبو عبد الملك اللهاني وكلهم ضعفاء ومسكين بن بكير ليس
بالقوي ا .هـ .ج 11من المحلى ص 208وقال السيوطي في لباب النقول إن سندها ضعيف وقال الحافظ
في تخريج الكشاف إن في سندها علي بن يزيد اللهاني وهو واه وقال في الفتح ج 3ص 8بعد ذكر بعض
القصة لكنه حديث ضعيف ل يحتج به ا .هـ .وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7ص 32رواه الطبراني وفيه
علي بن يزيد اللهاني
وهو متروك .وقال فيه الذهبي في تجريد أسماء الصحابة إنه حديث منكر بمرة .وقال ص -10-
المناوي في فيض القدير ج 4ص 527قال البيهقي في إسناد هذا الحديث نظر وهو مشهور بين أهل
التفسير ا .هـ .وأشار في الصابة إلى عدم صحة هذا الحديث فإنه ساق هذا الحديث في ترجمة ثعلبة هذا
ثم قال وفي كونه صاحب هذه القصة إن صح الخبر –ول أظنه يصح -هو البدري نظر .ا .هـ كلم المناوي
وقال الحافظ العراقي في تخريج الحياء ج 3ص 338سندها ضعيف وإنما مثلت 1بهذه القصة لشهرتها
في كتب التفاسير ولن كثيرا من إخواننا المشتغلين بالوعظ والرشاد وفقني الله وإياهم يستحسنونها
ويلقونها على العامة غير منتبهين مع عدم صحتها سندا فهي ل تصح معنى إذ فيها مخالفة لصل من أصول
الشريعة وهو أن التائب لو بلغت ذنوبه عنان السماء ثم تاب ،تاب الله عليه.
-4ومن الدوافع لي على اختيار هذا الموضوع الرغبة في التعرف على أسرار هذا التشريع العظيم وما في
أسباب النزول من العبر وحل المشاكل التي قد ضاق بها أصحابها ذرعا فيأتي الفرج اللهي ،وذلك كقصة
خل ّ ُ
فوا ،وكقصة الفك وما حصل لنبي الهدى من الذى بسببه وكذا لم المؤمنين إذ بكت حتى الثلثة الذين ُ
ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها .فيأتي الفرج بعد الشدة .وكقصة هلل بن أمية إذ رمى زوجته بالزنى فقال
له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم :البينة أو حد في ظهرك فقال :والذي بعثك بالحق إني لصادق
ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فأراد الرسول أن يأمر بضربه فأنزل الله آية اللعان وأبر قسمه وأتى
بالعلج بعد تفاقم الداء فخاب وخسر من ظن أنه يستطيع أن يستغني عن هذا التشريع الحكيم.
-5ومنها رجاء الستفادة من مراحل التشريع فإننا في أمس الحاجة إلى أن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ولها طريق آخر عند ابن جرير لكنه عن ابن عباس أنها نزلت في ثعلبة بن أبي حاطب وهو غير ثعلبة ابن
حاطب إل أنها مسلسلة بالعوفيين وهم ضعفاء فهي ضعيفة جدا.
نعتبر أنفسنا مجددين وأن نبدأ الدعوة من جديد وفي أسباب النزول الكثير الطيب من ص -11-
بيان مراحل الدعوة والتوجيهات اللهية كآية القتال فإنها لم تنزل إل بعد أن علم الله أن لهم اقتدارا على
القتال إلى غير ذلك من الفرق بين المكي والمدني كما هو معروف.
تنبيه:
قد حاولت بقدر الستطاعة أن أجمع طرق الحديث لما فيه من الفوائد من معرفة وصل الحديث وإرساله
وصحته وإعلله 1فرب حديث ظاهر سنده الصحة في كتاب ويكون في كتاب آخر معلول وقد قال ابن
الصلح في علوم الحديث ص :82وروى عن علي بن المديني قال :الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين
خطؤه ا .هـ .وإليك المثال على ذلك :قال الحاكم رحمه الله ج 2ص 324حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير
عن أبيه عن عائشة قالت:
لما جاء أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فداء أبي
العاص وبعثت فيه بقلدة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فلما رآها رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم رق لها رقة شديدة وقال:
"إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا" قالوا نعم يا رسول الله وردوا عليها الذي
لها قال :وقال العباس يا رسول الله إني كنت مسلما فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
"الله أعلم بإسلمك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك فافد نفسك وبني أخويك نوفل بن الحارث بن عبد
المطلب وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر".
فقال :ما ذاك عندي يا رسول الله قال" :فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل فقلت لها إن أصبت فهذا
المال لبني الفضل وعبد الله وقثم" فقال والله يا رسول الله إني أشهد أنك رسول الله إن هذا الشيء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خر منها أنه يصرح المدلس بالسماع في بعض الطرق ومنها بيان المبهم ومنها متابعة 1وله فوائد أ ُ َ
الضعيف.
ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين ص -12-
أوقية من مال كان معي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" :أفعل" .ففدى العباس نفسه وبني
َ َ َ
عل َم ِ الل ّ ُ
ه ن يَ ْ ن اْل ْ
سَرى إ ِ ْ م َ ديك ُ ْ
م ِ في أي ْ ِ ن ِ م ْ ل لِ َق ْ ي ُها الن ّب ِ ّأخويه وحليفه وأنزل الله عز وجلَ} :يا أي ّ َ
م{ فأعطاني مكان حي ٌفوٌر َر ِغ ُه َوالل ّ ُ
م َفْر ل َك ُ ْغ ِوي َ ْ
م َمن ْك ُ ْ
خذَ ِ ما أ ُ ِ
م ّ
خي ًْرا ِ ؤت ِك ُ ْ
م َ خي ًْرا ي ُ ْ قُلوب ِك ُ ْ
م َ في ُ
ِ
العشرين الوقية في السلم عشرين عبدا كلهم في يده مال يضرب به مع ما أرجو من مغفرة الله عز
وجل .هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي ا .هـ.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7ص 28رواه الطبراني في الكبير والوسط ورجال الوسط رجال
الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع ا .هـ .ثم بعد الطلع على سنن البيهقي ج 6ص 322ظهر أن
قصة العباس مدرجة على هذا السند .قال البيهقي رحمه الله :كذا فيما حدثنا به شيخنا أبو عبد الله في
كتاب المستدرك ثم ذكره الحافظ البيهقي على الصواب مبينا أن قصة العباس لها سند آخر وأنها مرسلة
وقال الحافظ في الفتح ج 9ص 382بعد ذكره هذه القصة وفي طريق عطاء محمد بن إسحاق ،وليست
هذه القصة عنده مسندة بل معضلة وصنيع إسحاق يعني ابن راهوية وتبعه الطبراني وابن مردويه يقتضي
أنها موصولة والعلم عند الله ا .هـ.
وقال في المطالب العالية ج 3ص 337وأظن ذلك مدرجا في الخبر من كلم ابن إسحاق وحديث عباس
على هذا معضل وأما على ظاهر السياق أول فهو مسند وهو على ذلك عمل إسحاق ا .هـ .والمثلة على هذا
كثيرة.
اعتذار :لم آل جهدا في الحرص على العزو إلى أئمة الحديث وكتبهم وقد يضيق علي الوقت بالعزو إلى
بعضهم وربما اكتفيت بعزو بعض المؤلفين إليه وهذا قليل وربما صعب علي الوقوف على سند الحديث إذا
كان في الكتب المفقودة أو العزيزة الوجود فإن صححه إمام تطمئن النفس إلى تصحيحه كتبته بدون سند
وإل توقفت فيه حتى يسهل الله بالعثور على سنده .والله سبحانه أسأل أن يجعل عملي خالصا لوجهه
الكريم وأن ينفع بهذا المؤلف السلم والمسلمين آمين.
ص -13-
قواعد أصولية:
لسباب النزول قواعد أصولية نشير إلى بعضها حسبما رسمه شيخنا محمود بن عبد الوهاب فائد حفظه
الله مقتصرين على المشهور منها وما ل بد منه رغبة في الختصار:
-2طريقة معرفته :أما طريقة معرفته فالعلماء يعتمدون في معرفة سبب النزول على صحة الرواية
عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو عن الصحابي فإن إخبار الصحابي عن مثل هذا له حكم
الرفع قال ابن الصلح رحمه الله في كتابه علوم الحديث:
الثالث :ما قبل إن تفسير الصحابي حديث مسند فإنما ذلك في تفسير يتعلق بسبب نزول الية يخبر به
الصحابي أو نحو ذلك كقول جابر رضي الله عنه :كانت اليهود تقول من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء
ث ل َك ُ ْ
م{ الية فأما سائر تفاسير الصحابة التي ل تشتمل حْر ٌ ؤك ُ ْ
م َ سا ُ
الولد أحول 1فأنزل الله عز وجل }ن ِ َ
على إضافة شيء إلى رسول اله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمعدود في الموقوفات .والله أعلم ا .هـ.
ص .46
أما قول التابعي نزلت في كذا فهو مرسل فإن تعددت طرُقه قُب ِ َ
ل وإل فل على الراجح عند المحدثين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1سيأتي تخريجه إن شاء الله.
ص -14-
-3العبرة بعموم اللفظ ل بخصوص السبب والدليل على ذلك أن النصاري الذي قبل الجنبية ونزلت
ي هذا وحدي سي َّئا ِ
ت{ الية ،قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أل ِ َ ن ال ّ ت ي ُذْ ِ
هب ْ َ سَنا ِ ن ال ْ َ
ح َ فيه }إ ِ ّ
يا رسول الله؟ ومعنى هذا هل حكم هذه الية يختص بي لني سبب نزولها فأفتاه النبي صلى الله عليه
وعلى آله وسلم بأن العبرة بعموم اللفظ فقال "بل لمتي كلهم".
أما صورة السبب فجمهور أهل الصول أنها قطعية الدخول في العام فل يجوز إخراجها منه بمخصص وهو
التحقيق وروي عن مالك أنها ظنية الدخول كغيرها من أفراد العام .ا .هـ .من مذكرة أصول الفقه للشيخ
محمد المين الشنقيطي رحمه الله باختصار ص 206و .210
-4قد تتعدد السباب والنازل واحد كما في آية اللعان وغيرها من اليات كما ستجده إن شاء الله في
مواضعه وكذا قد تتعدد اليات النازلة والسبب واحد كما في حديث المسيب رضي الله عنه في شأن وفاة
ن ما َ
كا َ أبي طالب وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم "لستغفرن لك ما لم أنه عنه" فأنزل الله } َ
م
ه ْن لَ ُ
ما ت َب َي ّ َ
د َ
ع ِ
ن بَ ْ
م ْ كاُنوا ُأوِلي ُ
قْرَبى ِ ول َ ْ
و َ ن َ
كي َ
ر ِ
ش ِ فُروا ل ِل ْ ُ
م ْ غ ِ
ست َ ْ
ن يَ ْ
َ
مُنوا أ ْ
نآ َ وال ّ ِ
ذي َ ي َ
ِللن ّب ِ ّ
َ َ َ
ن
م ْ
دي َ
ه ِ ن الل ّ َ
ه يَ ْ ول َك ِ ّ
ت َ
حب َب ْ َ
نأ ْم ْ
دي َ
ه ِ
ك ل تَ ْم{ .ونزل في أبي طالب }إ ِن ّ َ
حي ِ ب ال ْ َ
ج ِ حا ُ
ص َ
مأ ْ ه ْ
أن ّ ُ
ء{ والمثلة على ذلك كثيرة ستمر بك إن شاء الله. شا ُ يَ َ
-5صيغة سبب النزول إما أن تكون صريحة في السببية وإما أن تكون محتملة .فتكون نصا
صريحا إذا قال الراوي سبب نزول هذه الية كذا أو إذا أتى بفاء تعقيبية داخلة على مادة النزول بعد ذكر
الحادثة أو السؤال كما إذا قال حدث كذا أو سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن كذا
فنزلت الية.
فهاتان صيغتان صريحتان في السببية وسيأتي لهما أمثلة إن شاء الله وتكون الية ص -15-
محتملة للسببية ولما تضمنته الية من الحكام إذا قال الراوي نزلت هذه الية في كذا فذلك يراد به تارة أنه
سبب النزول وتارة أنه داخل في معنى الية.
وكذا إذا قال أحسب هذه الية نزلت في كذا أو ما أحسب هذه الية إل نزلت في كذا فإن الراوي بهذه
الصيغة ل يقطع بالسبب فهاتان صيغتان تحتملن السببية وغيرها وسيأتي لها أمثلة إن شاء الله ا .هـ.
مختصرا من كتاب مباحث في علوم القرآن لمناع القطان.
ص -16-
فائدة:
من القرآن ما نزل لسبب ومنه ما نزل ابتداء بعقائد اليمان وواجبات السلم وغير ذلك من التشريع وإنما
هدَ الل ّ َ
ه{ عا َ ن َ م ْ م َه ْ
من ْ ُ
و ِ
ذكرت هذا لن بعضهم طالبني في ذات مرة أن أذكر سببا آخر لقوله تعالى } َ
ن ِبالن ّذْ ِ
ر فو َالية – عندما قلت له إن القصة التي وردت في ثعلبة ضعيفة .وكذا قوله تعالى }ُيو ُ
طيًرا{ إلى آخر اليات عندما قلت لبعضهم إن ما ورد أنها نزلت في
ست َ ِ
م ْ ن َ
شّرهُ ُ ما َ
كا َ و ً
ن يَ ْ خا ُ
فو َ وي َ َ
َ
علي وفاطمة ليس بصحيح وقد ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات 1ووافقه السيوطي فأحببت التنبيه
على هذا لئل يظن من لم يمارس سبب النزول أن لكل آية سببا.
هذا ما تيسر لي وإن كنت تريد المزيد فعليك بمراجعة التقان للحافظ السيوطي رحمه الله والله أسأل أن
يثبت شيخنا المشرف على حسن توجيهه وتنبيهه على ما وقع مني من الخطاء فإنه حفظه الله قد أتعب
نفسه ولحظ ملحظة دقيقة فجزاه الله خيرا وبارك له في عمله وولده وماله آمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1هذا الحديث وأمثاله من الحاديث الضعيفة والموضوعة في فضائل أهل بيت النبوة قد أودعناها في كتابنا
رياض الجنة وقد أغنى الله أهل بيت النبوة عن هذه الباطيل.
ص -17-
سورة البقرة:
قوله تعالى:
قِليًل َ
مًنا َ
ه ثَ َ
شت َُروا ب ِ ِ د الل ّ ِ
ه ل ِي َ ْ عن ْ ِ
ن ِ
م ْ ه َ
ذا ِ ن َقوُلو َ م يَ ُ
م ثُ ّه ْدي ِ ن ال ْك َِتا َ
ب ب ِأي ْ ِ ن ي َك ْت ُُبو َذي َل ل ِل ّ ِوي ْ ٌ } َ
ف َ
َ
ن{ الية .79 سُبو َما ي َك ْ ِم ّ
م ِ ل لَ ُ
ه ْ وي ْ ٌ و َم َه ْ
دي ِ ت أي ْ ِ ما ك َت َب َ ْ
م ّم ِ ه ْ ل لَ ُ
وي ْ ٌ َ
ف َ
قال المام البخاري رحمه الله في كتابه خلق أفعال العباد ص 54حدثنا يحيى ثنا وكيع عن سفيان عن عبد
َ
م{ قال نزلته ْ
دي ِ ن ال ْك َِتا َ
ب ب ِأي ْ ِ ن ي َك ْت ُُبو َ ل ل ِل ّ ِ
ذي َ وي ْ ٌ الرحمن بن علقمة عن ابن عباس رضي الله عنه } َ
ف َ
في أهل الكتاب.
الحديث رجاله رجال الصحيح إل عبد الرحمن بن علقمة وقد وثقه النسائي وابن حبان والعجلي وقال ابن
شاهين قال ابن مهدي كان من الثبات الثقات ا .هـ .تهذيب التهذيب.
قوله تعالى:
وب ُ ْ
شَرى دى َ
ه ً
و ُ
ه َ
ن ي َدَي ْ ِ
ما ب َي ْ َ صدّ ً
قا ل ِ َ م َ ن الل ّ ِ
ه ُ قل ْب ِ َ
ك ب ِإ ِذْ ِ عَلى َ ه ن َّزل َ ُ
ه َ ل َ
فإ ِن ّ ُ ري َ
جب ْ ِ
وا ل ِ ِ
عدُ ّ
ن َ ن َ
كا َ م ْ } َ
ن{ الية .97 مِني َؤ ِ ل ِل ْ ُ
م ْ
قال المام أحمد :ج 1ص 274حدثنا أبو أحمد 1ثنا عبد الله بن الوليد العجلي وكانت له هيئة رأيناه عند
حسن عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم فقالوا :يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي
واتبعناك فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا الله على ما نقول وكيل ،قال" :هاتوا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أبو أحمد هو محمد بن عبد الله الزبيري.
قالوا :أخبرنا عن علمة النبي ،قال" :تنام عيناه ول ينام قلبه" ،قالوا :أخبرنا كيف تؤنث ص -18-
المرأة وكيف تذكر قال" :يلتقي الماءان فإذا عل ماء الرجل ماء المرأة أذكرت ،وإذا عل ماء المرأة ماء
الرجل أنثت" ،قالوا :أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه قال" :كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئا يلئمه
إل ألبان كذا وكذا" ،قال عبد الله قال أبي ،قال بعضهم :يعني البل فحرم لحومها قالوا :صدقت؛ أخبرنا ما
هذا الرعد قال" :ملك من ملئكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به
السحاب يسوقه حيث أمر الله" ،قالوا :فما هذا الصوت الذي يسمع .قال" :صوته" ،قالوا :صدقت ،إنما
بقيت واحدة وهي التي نبايعك إن أخبرتنا بها فإنه ليس من نبي إل له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك.
قال" :جبريل عليه السلم" .قالوا :جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا ،لو قلت ميكائيل
الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان.
ري َ
ل{ إلى آخر الية. جب ْ ِ
وا ل ِ ِ
عدُ ّ
ن َ ن َ
كا َ م ْ
فأنزل الله عز وجل } َ
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 8ص 242رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات وأخرجه أبو نعيم في
الحلية ج 4ص 305والحديث في سنده بكير بن شهاب قال الحافظ في التقريب مقبول يعني إذا توبع وإل
فلين كما نبه عليه في المقدمة لكن الحديث له طرق إلى ابن عباس كما في تفسير ابن جرير منها ما
أخرجه المام أحمد ج 1ص 278والطيالسي ج 2ص 11وابن جرير ج 1ص 431وابن سعد ج 1ق 1ص
116من طريق شهر بن حوشب عن ابن عباس نحوه وقد حكى ابن جرير الجماع أنها نزلت جوابا لليهود
من بني إسرائيل إذ زعموا أن جبريل عدو لهم وأن ميكائيل ولي لهم ا .هـ .فيكون الجماع مؤيدا لهاتين
الطريقتين على ما بهما من الضعف أما الولى فلن بكير بن شهاب قد خولف كما في التاريخ الكبير
للبخاري ج 2ص 114و 115فرواه سفيان الثوري عن حبيب عن سعيد –عن ابن عباس قوله .وأما الثانية
فلما في شهر من الكلم.
ص -19-
قوله تعالى:
عَلى ك ُ ّ َ ْ
ديٌر{ الية .109 ء َ
ق ِ ي ٍ ل َ
ش ْ ن الل ّ َ
ه َ ه إِ ّ
ر ِ
م ِ ي الل ّ ُ
ه ب ِأ ْ حّتى ي َأت ِ َ
حوا َ ص َ
ف ُ وا ْ ع ُ
فوا َ } َ
فا ْ
قال أبو الشيخ في كتاب الخلق :أخبرنا ابن أبي عاصم ثنا عمرو بن عثمان بن بشر بن سعيد 1عن أبيه
عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ركب
على حمار فقال لسعد" :ألم تسمع ما قال أبو الحباب –يريد عبد الله بن أبي -قال كذا وكذا" فقال سعد بن
عبادة اعف عنه واصفح فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكان رسول الله صلى الله
ع ُ
فوا عليه وعلى آله وسلم وأصحابه يعفون عن أهل الكتاب والمشركين فأنزل الله عز وجل } َ
فا ْ
عَلى ك ُ ّ َ ْ
ديٌر{. ء َ
ق ِ ي ٍ ل َ
ش ْ ن الل ّ َ
ه َ ه إِ ّ
ر ِ
م ِ ي الل ّ ُ
ه ب ِأ ْ حّتى ي َأت ِ َ
حوا َ ص َ
ف ُ وا ْ
َ
الحديث رجاله ثقات فابن أبي عاصم حافظ كبير ترجمته في تذكرة الحفاظ ج 2ص 640والباقون في
تهذيب والتهذيب والحديث في الصحيح من طريق شعيب بن أبي حمزة بهذا السند لكن ليس في الصحيح
سبب النزول هكذا في تفسير ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج 1ص .135
قوله تعالى:
غر ب َ َ
ه{ الية .115ه الل ّ ِ
ج ُ
و ْ
م َ وّلوا َ
فث َ ّ ما ت ُ َ
فأي ْن َ َ وال ْ َ
م ْ ِ ُ رقُ َ
ش ِ ه ال ْ َ
م ْ ول ِل ّ ِ
} َ
قال المام مسلم في صحيحه ج 5ص 209حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يحيى بن سعيد عن
عبد الملك بن أبي سليمان قال :حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عمر قال :كان رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم يصلي وهو مقبل من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1كذا في الصل وصوابه بشر بن شعيب هو ابن أبي حمزة راوي الحديث عن الزهري كما في البخاري ج 9
ص 299وعمدة القاري .155-18
ه
ج ُ
و ْ
م َ وّلوا َ
فث َ ّ ما ت ُ َ
مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه وفيه نزلت } َ َ
فأي ْن َ َ ص -20-
الل ّ ِ
ه{.
الحديث أخرجه الترمذي في التفسير ج 4ص ،68والنسائي ج 1ص ،196وأحمد في المسند ج 2ص ،20
وابن جرير ج 1ص ،503وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
صّلى{ الية .125
م َ
م ُ
هي َ م َ
قام ِ إ ِب َْرا ِ ن َ
م ْ خ ُ
ذوا ِ وات ّ ِ
قوله تعالىَ } :
قال المام البخاري رحمه الله في صحيحه ج 2ص 51حدثنا عمرو بن عون حدثنا هشيم عن حميد عن
أنس قال عمر وافقت ربي في ثلث قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت:
صل ّ ً
ى{ ،وآية الحجاب .قلت :يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن، م َ
م ُ
هي َ م َ
قام ِ إ ِب َْرا ِ ن َ
م ْ خ ُ
ذوا ِ وات ّ ِ
} َ
فإنه يكلمهن البر والفاجر .فنزلت آية الحجاب ،واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في
الغيرة عليه فقلت لهن :عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن .فنزلت هذه الية .ثم ذكره المام
البخاري في التفسير ج 9ص 235وفي متابعة يحيى بن سعد لهشيم وذكره في الموضعين تعليقا في
التصريح بسماع حميد من أنس قال الحافظ في الفتح ج 2ص :51فأمن من تدليسه.
الحديث أخرجه الترمذي ج 4ص 69وقال هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن ابن عمر واقتصر على
خ ُ
ذوا{ الية .وعزاه الحافظ ابن كثير في التفسير 1ص 169إلى النسائي ،وابن ماجه ،وأخرجه وات ّ ِ
قوله } َ
ج 1ص 24وص ،36والطبري ج 1ص 534بمثل ما عند الترمذي.
وقد أخرج مسلم في المناقب من حديث ابن عمر نحوه فذكر مقام إبراهيم وأسارى بدر والحجاب.
قال المام البخاري رحمه الله في صحيحه ج 2ص 48حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا ص -23-
إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى
نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ء{ فتوجه نحو الكعبة ما ِس َ في ال ّ ك ِه َ
ج ِ
و ْ
ب َقل ّ َ
قدْ ن ََرى ت َ َ
يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله عز وجل } َ
ب
ر ُغ ِ وال ْ َ
م ْ رقُ َ
ش ِ ه ال ْ َ
م ْ ل ل ِل ّ ِ وقال السفهاء من الناس وهم اليهود ما ولهم عن قبلتهم التي كانوا عليهاُ } ،
ق ْ
م{ فصلى مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل ثم خرج
قي ٍ
ست َ ِ
م ْ
ط ُ شاءُ إ َِلى ِ
صَرا ٍ ن يَ َ
م ْ
دي َ
ه ِ
يَ ْ
بعدما صلى فمر على قوم من النصار في صلة العصر نحو بيت المقدس فقال :هو يشهد أنه صلى مع
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة.
ما
و َ
الحديث أخرجه الترمذي ج 4ص 79وقال حسن صحيح وابن ماجه رقم 1010وفيه سبب نزول } َ
مان َك ُ ْ
م{ والمام أحمد ج 4ص 274والدارقطني ج 1ص 274وابن أبي حاتم كما في ع ِإي َ
ضي َ ن الل ّ ُ
ه ل ِي ُ ِ َ
كا َ
تفسير ابن كثير وابن سعد في الطبقات مجلد 4قسم 2وعندهما زيادة وقال السفهاء من الناس ما ولهم
ط شاءُ إ َِلى ِ
صَرا ٍ ن يَ َ
م ْ
دي َ
ه ِ
ب يَ ْ
ر ُ
غ ِ وال ْ َ
م ْ رقُ َ
ش ِ ه ال ْ َ
م ْ ل ل ِل ّ ِ عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله } ُ
ق ْ
م{.قي ٍ
ست َ ِ
م ْ
ُ
وأخرجه مسلم ج 5ص 11من حديث أنس وكذا أخرجه ابن سعد قسم 2من المجلد الول ص .4
قوله تعالى:
ه{ الية .158ر الل ّ ِ
عائ ِ ِ ن َ
ش َ م ْ
وة َ ِ وال ْ َ
مْر َ ص َ
فا َ ن ال ّ
}إ ِ ّ
قال المام البخاري في صحيحه ج 4ص 244حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال عروة سألت
ن
م ْف َ ر الل ّ ِ
ه َ عائ ِ ِ ن َ
ش َ م ْ
وة َ ِ وال ْ َ
مْر َ ص َ
فا َ ن ال ّ
عائشة رضي الله عنها فقلت لها أرأيت قول الله تعالى }إ ِ ّ
عل َي َ َ
ما{ فوالله ما على أحد جناح أل يطوف بالصفا ه َ
ف بِ ِ ن ي َطّ ّ
و َ هأ ْح َ ْ ِ
جَنا َ مَر َ
فل ُ عت َ َ
وا ْ
تأ ِج ال ْب َي ْ َ
ح ّ
َ
والمروة .فقالت :بئس ما قلت يا ابن أختي إن هذه الية لو كانت كما أولتها عليه كانت ص -24-
ل جناح عليه أل يتطوف بهما ،ولكنها أنزلت في النصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية التي
ل يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة فلما أسلموا سألوا رسول الله كانوا يعبدونها بالمشلل فكان من أ َهَ ّ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك قالوا :يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة
ه{ الية .قالت عائشة رضي الله عنها وقد سنر الل ّ ِ
عائ ِ ِ ن َ
ش َ م ْ
وة َ ِ وال ْ َ
مْر َ ص َ
فا َ ن ال ّ
فأنزل الله تعالى }إ ِ ّ
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الطواف بينهما فليس لحد أن يترك الطواف بينهما ثم أخبرت
أبا بكر بن عبد الرحمن فقال :إن هذا العلم ما كنت سمعته ولقد سمعت رجال من أهل العلم يذكرون أن
الناس –إل من ذكرت عائشة ممن كان يهل بمناة -كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة فلما ذكر الله تعالى
الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن قالوا يا رسول الله كنا نطوف بالصفا والمروة وإن
الله أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا والمروة فهل علينا من حرج أن نطوف بالصفا والمروة فأنزل
ه{ الية .قال أبو بكر فأسمع هذه الية نزلت في ر الل ّ ِ
عائ ِ ِ ن َ
ش َ م ْ
وة َ ِ وال ْ َ
مْر َ ص َ
فا َ ن ال ّ
الله تعالى }إ ِ ّ
الفريقين كليهما في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا بالجاهلية بالصفا والمروة والذين يطوفون ثم تحرجوا
أن يطوفوا بهما في السلم من أجل أن الله تعالى أمر بالطواف بالبيت ولم يذكر الصفا حتى ذكر ذلك بعد
ما ذكر الطواف بالبيت.
الحديث أخرجه أيضا البخاري ج 4ص 364ولم يذكر فيه أبا بكر بن عبد الرحمن وما قاله وج 10ص 236
مختصرا وأخرجه مسلم ج 9ص 21و 22و 23و 24وأخرجه الترمذي وفيه التصريح بأن قائل فأخبرت هو
الزهري ج 4ص 70وقال هذا حديث حسن صحيح وأخرجه أبو داود ج 2ص 121وليس فيه ما قاله
الزهري لبي بكر بن عبد الرحمن ،والنسائي ج 5ص 190بمثل ما عند أبي داود وابن ماجه رقم 2986
وأخرجه المام أحمد ج 6
الحديث أعاده البخاري رحمه الله في كتاب التفسير فقال حدثنا عبيد الله بن موسى عن ص -27-
إسرائيل عن أبي إسحاق به ج 9ص 249وأخرجه مسلم ج 18ص 161وأخرجه الطيالسي ج 2ص 12
وأخرجه الحاكم في المستدرك ج 1ص 483من حديث جابر وفيه كانت النصار والعرب –أي غير الحمس-
وفيه بيان المبهم في حديث البراء أنه قطبة بن عامر وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وأقره
الذهبي وليس كما قال فإن أبا الجواب وهو الحوص بن جواب وعمار بن رزيق 1لم يخرج لهما البخاري
شيئا كما في تهذيب التهذيب فهو على شرط مسلم فقط.
قوله تعالى:
ل الل ّ ِ
ه{ الية .195 سِبي ِ
في َ
قوا ِ وأ َن ْ ِ
ف ُ } َ
وقال المام البخاري رحمه الله ج 9ص 251حدثنا إسحاق حدثنا النضر حدثنا شعبة عن سليمان قال
َ وأ َن ْ ِ
هل ُك َ ِ
ة{ قال نزلت م إ َِلى الت ّ ْ
ديك ُ ْ ول ت ُل ْ ُ
قوا ب ِأي ْ ِ ل الل ّ ِ
ه َ سِبي ِ
في َ ف ُ
قوا ِ سمعت أبا وائل عن حذيفةَ } -
في النفقة.
وأخرجه الترمذي ج 4ص 73وقال حديث حسن غريب صحيح من حديث أبي أيوب ،ولفظه قال أسلم أبو
عمران التجيبي قال :كنا بمدينة الروم ،فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم ،فخرج إليهم من المسلمين
مثلهم أو أكثر ،وعلى أهل مصر عقبة بن عامر ،وعلى الجماعة فضالة بن عبيد ،فحمل رجل من المسلمين
على صف الروم حتى دخل فيهم فصاح الناس وقالوا سبحان الله يلقي بنفسه إلى التهلكة فقام أبو أيوب
النصاري فقال :يا أيها الناس إنكم لتؤولون هذه الية هذا التأويل ،وإنما نزلت هذه الية فينا معشر النصار
لما أعز الله السلم ،وكثر ناصروه ،فقال بعضنا لبعض سرا دون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1بتقديم الراء مصغرا كما في التقريب.
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن أمولنا قد ضاعت ،وإن الله قد أعز ص -28-
السلم وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وعلى
َ وأ َن ْ ِ
ة{ فكانت هل ُك َ ِ
م إ َِلى الت ّ ْ
ديك ُ ْ ول ت ُل ْ ُ
قوا ب ِأي ْ ِ ل الل ّ ِ
ه َ سِبي ِ
في َ ف ُ
قوا ِ آله وسلم يرد علينا ما قلناه } َ
التهلكة القامة على الموال وإصلحها وتركنا الغزو فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن
بأرض الروم.
وأخرجه أبو دواد بمثل حديث الترمذي إل أنه قال وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ،وأخرج
حديث الترمذي ابن حبان ص 401من موارد الظمآن ،وأخرجه الطيالسي ج 2ص 13وأخرجه الحاكم ج 2
ص 275وقال :صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي لكن أسلم أبو عمران لم يخرجا له
شيئا فهو ليس على شرطهما وهو ثقة كما في تهذيب التهذيب.
وفي مجمع الزوائد ج 6ص 317وعن أبي جبيرة بن الضحاك قال كانت النصار يتصدقون ويعطون ما شاء
َ
ة{ رواه الطبراني هل ُك َ ِ
م إ َِلى الت ّ ْديك ُ ْ ول ت ُل ْ ُ
قوا ب ِأي ْ ِ الله فأصابتهم مصيبة فأمسكوا فأنزل الله عز وجل } َ
في الكبير والوسط ورجالهما رجال الصحيح وزاد في الوسط } َ
ن{.
سِني َ
ح ِ ب ال ْ ُ
م ْ ح ّ ه يُ ِ ن الل ّ َ
سُنوا إ ِ ّح ِ وأ ْ َ
َ
ة{ قال :كان الرجل يذنب فيقول ل هل ُك َ ِ
م إ َِلى الت ّ ْديك ُ ْ ول ت ُل ْ ُ
قوا ب ِأي ْ ِ وعن النعمان بن بشير في قولهَ } :
قوا بأ َيديك ُم إَلى الت ّهل ُك َة َ
ب
ح ّ ن الل ّ َ
ه يُ ِ سُنوا إ ِ ّ
ح ِ
وأ ْ
ِ َ ْ ْ ِ ِ ْ ِ ول ت ُل ْ ُيغفر الله لي فأنزل الله تعالىَ } :
ن{ .رواه الطبراني في الكبير والوسط ورجالهما رجال الصحيح ا .هـ. سِني َ
ح ِ ال ْ ُ
م ْ
وفي الفتح ج 9ص 251من حديث البراء نحوه قال الحافظ :وسنده صحيح ثم قال والول أظهر لتصدير
الية بذكر النفقة فهو المعتمد في نزولها ا .هـ.
وأقول :ل داعي للغاء الروايتين أعني رواية النعمان والبراء مع صحتهما فالية تشمل ص -29-
من ترك الجهاد وبخل وتشمل من أذنب وظن أن الله ل يغفر له ول مانع من أن تكون الية نزلت في
الجميع .والله أعلم.
قوله تعالى:
} َ
مَرةَ ل ِل ّ ِ
ه{ الية .196قال الطبراني كما في مجمع البحرين من زوائد المعجمين وال ْ ُ
ع ْ ج َ موا ال ْ َ
ح ّ وأت ِ ّ
َ
مخطوط ج 2ص :141
حدثنا أحمد 1حدثنا محمد بن سابق ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن عطاء بن أبي رباح عن
صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال :جاء إلى رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال :كيف تأمرني
في عمرتي ،فأنزل الله عز وجل } َ
ه{ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلىمَرةَ ل ِل ّ ِ وال ْ ُ
ع ْ ج َ موا ال ْ َ
ح ّ وأت ِ ّ
َ
آله وسلم" :من السائل عن العمرة" فقال :أنا .فقال" :ألق ثيابك واغتسل واستنشق ما استطعت وما كنت
صانعا في حجتك فاصنع في عمرتك".
لم يروه عن أبي الزبير إل إبراهيم ولم يدخل أبو الزبير بين عطاء وصفوان أحدا .ورواه مجاهد عن عطاء
عن صفوان عن أبيه قلت هذا في الصحيح سوى قوله } َ
مَرةَ ل ِل ّ ِ
ه{ ا .هـ. وال ْ ُ
ع ْ ج َ موا ال ْ َ
ح ّ وأت ِ ّ
َ
وقال :في مجمع الزوائد ج 3ص 205وعن يعلى بن أمية قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم متضمخ بالخلوق عليه مقطعات قد أحرم بعمرة وذكر الحديث ثم قال :رواه الطبراني في
الوسط ورجاله رجال الصحيح ا .هـ .وذكره الحافظ في الفتح وسكت عليه.
موا وأما استغراب ابن كثير رحمه الله له في تفسيره فل وجه له لن قوله عند الطبراني فنزل عليه } َ
وأت ِ ّ
َ
ه{ مبين لحديث الصحيحين مَرةَ ل ِل ّ ِ وال ْ ُ
ع ْ ج َ ال ْ َ
ح ّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1في الصل بياض بين حدثنا أحمد وحدثنا محمد .
الذي فيه ،فنزل عليه الوحي وأما كونه عند ابن أبي حاتم عن صفوان بن أمية فالظاهر ص -30-
أنها سقطت منه عن أبيه ويكون الحديث عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه كما في الصحيحين
والوسط والطبراني وغيرهما من كتب الحديث.
قوله تعالى:
ق َ َ ْ ه أَ ً كان من ْك ُم مري ً َ
ك{ الية 196
س ٍ
و نُ ُ
ةأ ْصدَ َ ٍ
و َ
صَيام ٍ أ ْ
ن ِ
م ْ
ة ِ
فدْي َ ٌ ه َ
ف ِ س ِ
ن َرأ ِ
م ْ
ذى ِ و بِ ِ
ضا أ ْ ْ َ ِ ن َ َ ِ
م ْ
} َ
قال المام البخاري في صحيحه ج 4ص 387حدثنا أبو نعيم حدثنا سيف قال :حدثني مجاهد قال :سمعت
عبد الرحمن بن أبي ليلى أن كعب بن عجرة حدثه قال :وقفت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
وسلم بالحديبية ورأسي يتهافت قمل فقال:
من ْك ُ ْ
م ن ِ ن َ
كا َ م ْ ي نزلت هذه الية } َ
ف َ "يؤذيك هوامك" قلت نعم قال" :فاحلق رأسك أو احلق" قال :ف ّ
ه{ إلى آخرها ،فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :صم ثلثة أيام ْ ه أَ ً مري ً َ
س ِ
ن َرأ ِ
م ْ
ذى ِ و بِ ِ
ضا أ ْ َ ِ
أو تصدق بفرق بين ستة أو انسك مما تيسر".
الحديث أخرجه أيضا المام البخاري في كتاب التفسير ج 9ص 252وفي المغازي ج 8ص 451وص 463
ومسلم ج 8ص 119و 120والترمذي ج 4ص .73
وقال حديث حسن صحيح وأبو داود ج 2ص 111وابن ماجه رقم 3079والمام أحمد ج 4ص 231و 242
و 243والطيالسي ج 2ص 13والدارقطني ج 2ص 298وابن جرير ج 2من طرق إلى كعب بن عجرة.
قوله تعالى:
وى{ الية .197 خي َْر الّزاِد الت ّ ْ
ق َ ن َ دوا َ
فإ ِ ّ و ُ
وت ََز ّ
} َ
قال المام البخاري رحمه الله ج 4ص 127حدثنا يحيى بن بشر حدثنا شبابة عن ورقاء ص -31-
عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :كان أهل اليمن يحجون ول يتزودون
خي َْر الّزاِد
ن َ دوا َ
فإ ِ ّ و ُ
وت ََز ّ
ويقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا المدينة سألوا الناس فأنزل الله تعالى } َ
وى{ ورواه ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة مرسل. الت ّ ْ
ق َ
الحديث أخرجه أبو دواد ج 2ص 75وعزاه ابن كثير والشوكاني إلى عبد بن حميد والنسائي وأخرجه ابن
جرير في تفسيره ج 2ص .279
قوله تعالى:
عل َيك ُم جَنا َ
ن َرب ّك ُ ْ
م{ الية .198 ضًل ِ
م ْ غوا َ
ف ْ ن ت َب ْت َ ُ
حأ ٌْ س َ ْ ْ ُ }ل َي ْ َ
قال المام البخاري رحمه الله في صحيحه ج 5ص 224حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال :كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فلما كان السلم
ج" قرأ ابن عباس هكذا. سم ِ ا ل ْ َ
ح ّ وا ِ
م َ
ح ِفي َ
جَنا ٌ س ع َل َي ْك ُ ْ
م ُ تأثموا من التجارة فأنزل الله تعالى" :ل َي ْ َ
الحديث أخرجه أيضا في كتاب التفسير ج 9ص 252عن شيخه محمد عن ابن عيينة وأخرجه أبو داود ج 2
ص 75والحاكم ج 1ص 449وج 2ص 277وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه 1وأقره الذهبي
وأخرجه ابن جرير ج 2ص .273
وأخرج أبو داود ج 2ص 75والمام أحمد ج 2ص 155والدارقطني ج 2ص 292وابن جرير ج 2ص 282
من حديث ابن عمر نحوه وسنده صحيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
م ،فقد أخرجه البخاري كما رأيت.
1قول الحاكم "ولم يخرجاه" وه ٌ
قوله تعالى: ص -32-
س{ الية .199
ض الّنا ُ
فا َث أَ َ
حي ْ ُ
ن َ
م ْ
ضوا ِ م أَ ِ
في ُ }ث ُ ّ
قال المام البخاري رحمه الله ج 3ص 515طبعة سلفية مع الفتح :حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي
بن مسهر عن هشام بن عروة قال عروة كان الناس يطوفون في الجاهلية عراة إل الحمس –والحمس
قريش وما ولدت -وكانت الحمس يحتسبون على الناس يعطي الرجل الرجل الثياب يطوف فيها وتعطي
المرأة المرأة الثياب تطوف فيها فمن لم يعطه الحمس طاف بالبيت عريانا وكان يفيض جماعة الناس من
عرفات ويفيض الحمس من جمع .قال وأخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها أن هذه الية نزلت في
س{ قال كانوا يفيضون من جمع فدفعوا إلى عرفات.
ض الّنا ُ
فا َث أَ َ
حي ْ ُ
ن َ
م ْ
ضوا ِ م أَ ِ
في ُ الحمس }ث ُ ّ
وقال البخاري رحمه الله ج 8ص 186حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن حازم حدثنا هشام عن أبيه
عن عائشة رضي الله عنها كانت قريش ومن يدينون دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وكان
سائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء السلم أمر الله نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يأتي عرفات
س{.
ض الّنا ُ ث أَ َ
فا َ حي ْ ُ
ن َ
م ْ
ضوا ِ م أَ ِ
في ُ ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى }ث ُ ّ
الحديث أخرجه مسلم ج 8ص 197وأبو داود ج 2ص 132والترمذي ج 3ص 625والنسائي ج 5ص 255
والطيالسي ج 2ص 13وابن حبان كما في موارد الظمآن ص 425وابن جرير ج 2ص 291ا وأخرج ابن
جرير ج 2ص 292من حديث ابن عباس نحوه ولكنه من حديث ابن عباس ضعيف لنه من طريق حسين
بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وهو ضعيف وقد نسب هنا إلى جده والمعتمد على
حديث عائشة السابق والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1هذه الزيادة ضعيفة لن الراوي لها النعمان بن راشد وهو ضعيف وقال الحافظ في الفتح وهذه الزيادة
يشبه أن تكون من تفسير الزهري لخلوها من رواية غيره من أصحاب ابن المنكدر مع كثرتهم ا .هـ وأقول
معناها مستفاد من أدلة أخرى كما في الفتح.
شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد وأخرجه الترمذي ج 4ص 75وقال حديث ص -35-
حسن صحيح وأبو داود ج 2ص 215وابن ماجه رقم 1925والحميدي في المسند ج 2ص .532
وأخرجه المام أحمد في المسند عن أم سلمة نحوه وفيه فقال –أي الرسول صلى الله عليه وعلى آله
وسلم" -ل إل في صمام واحد" وأصله في الترمذي ج 4ص 75وقال حديث حسن صحيح .ثم ظهر لي أن
أثبت رواية المام أحمد إذ ظاهرها أنه سبب آخر ولفظه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت :لما قدم
المهاجرون المدينة على أنصار تزوجوا من نسائهم وكان المهاجرون يجبون وكانت النصار ل تجبي فأراد
رجل من المهاجرين امرأته على ذلك فأبت عليه حتى تسأل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
م أ َّنى
حْرث َك ُ ْ
ث ل َك ُم َ ْ
فأُتوا َ ْ حْر ٌ ؤك ُ ْ
م َ سا ُ
قالت :فأتته فاستحيت أن تسأله فسألته أم سلمة فنزلت }ن ِ َ
شئ ْت ُ ْ
م{ وقال" :ل إل في صمام واحد" .ول مانع أن تكون الية نزلت في هذا وهذا أو أنه سبب تعدد ِ
النزول.
وأما ما جاء عن ابن عمر أنها نزلت في إتيان النساء في أدبارهن كما في البخاري الشارة إليه وفي الفتح
ج 9ص 255و 256فقد رده العلماء وعلى رأسهم حبر المة كما في الفتح وقال أبو جعفر بن جرير رحمه
الله في تفسيره ج 2ص 398بعد ذكره الرد على ذلك وتبين بما بينا صحة معنى ما روي عن جابر وابن
عباس من أن هذه الية نزلت فيما كانت اليهود تقوله للمسلمين :إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها
جاء الولد أحول .وقد قال قبل ذلك :وأي محترث في الدبر فيقال ائته من وجهه.
وقال العلمة الشوكاني بعد ذكره بعض القائلين بالجواز وليس في أقوال هؤلء حجة ألبتة .ول يجوز لحد أن
يعمل على أقوالهم فإنهم لم يأتوا بدليل يدل على الجواز فمن زعم منهم أنه فهم ذلك من الية فقد أخطأ
في فهمه كائنا من كان ومن زعم منهم أن سبب نزول الية أن رجل أتى امرأته في دبرها فليس في هذا ما
يدل على أن الية أحلت ذلك ومن زعم ذلك فقد أخطأ بل الذي
تدل عليه الية أن ذلك حرام فكون ذلك هو السبب ل يستلزم أن تكون الية نازلة في ص -36-
تحليله فإن اليات النازلت على أسباب تأتي تارة بتحليل هذا وتارة بتحريمه ا .هـ .كلم الشوكاني رحمه
الله وأما الحافظ ابن كثير رحمه الله فبعد أن ذكر قول ابن عمر في سبب نزول الية قال :وهذا محمول
على ما تقدم وهو أنه يأتيها في قبلها من دبرها لما رواه النسائي عن علي بن عثمان النفيلي عن سعيد بن
عيسى عن الفضل بن فضالة عن عبد الله بن سليمان الطويل عن كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه
أخبره أنه قال لنافع مولى ابن عمر إنه قد أكثر عليك القول أنك تقول عن ابن عمر إنه أفتى أن تؤتى
النساء في أدبارهن ،قال كذبوا علي ولكن سأحدثك كيف كان المر :إن ابن عمر عرض المصحف يوما وأنا
فأ ُْتوا حرث َك ُ َ
شئ ْت ُ ْ
م{ فقال :يا نافع هل تعلم من أمر هذه م أّنى ِ
ْ َ ْ ث ل َك ُ ْ
م َ حْر ٌ ؤك ُ ْ
م َ سا ُ
عنده حتى بلغ }ن ِ َ
الية؟ قلت ل .قال :إنا كنا معشر قريش نجبي النساء فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء النصار أردنا منهن
مثل ما كنا نريد فآذاهن فكرهن ذلك وأعظمنه وكانت نساء النصار قد أخذن بحال اليهود إنما يؤتين على
فأ ُْتوا حرث َك ُ َ
م{ .وهذا إسناد صحيح ثم ساق جملة شئ ْت ُ ْ
م أّنى ِ
ْ َ ْ ث ل َك ُ ْ
م َ حْر ٌ ؤك ُ ْ
م َ سا ُ
جنوبهن فأنزل الله} :ن ِ َ
من الحاديث الدالة على تحريم إتيان النساء في أدبارهن وبعدها قال :وقد تقدم قول ابن مسعود وأبي
الدرداء وأبي هريرة وابن عباس وعبد الله بن عمرو في تحريم ذلك وهو الثابت بل شك عن عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما أنه يحرمه .قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي في مسنده حدثنا عبد
الله بن صالح حدثنا الليث عن الحارث بن يعقوب عن سعيد بن يسار أبي الحباب قال :قلت لبن عمر ما
تقول في الجواري أيحمض لهن؟ قال :وما التحميض؟ فذكر الدبر فقال :وهل يفعل ذلك أحد من
المسلمين؟ وكذا رواه ابن وهب وقتيبة عن الليث به وهذا إسناد صحيح ونص صريح منه بتحريم ذلك فكل
ما ورد عنه مما يحتمل ويحتمل فهو مردود إلى هذا المحكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1قال الحافظ في الفتح ج 9ص 262ورواه أحمد من وجه آخر وزاد "كان النبي صلى الله عليه وسلم
يصلى الظهر بالهجير فل يكون وراءه إل الصف أو الصفان والناس في قائلتهم وفي تجارتهم فنزلت" ا .هـ.
س َ
طى{ .وقال :إن قبلها صلتين وبعدها ة ال ْ ُ
و ْ صل ِ
وال ّ
ت َ صل َ َ
وا ِ عَلى ال ّ ف ُ
ظوا َ حا ِ
} َ ص -38-
صلتين.
الحديث رجاله رجال الصحيح إل عمرو بن أبي حكيم والزبرقان وهما ثقتان وأخرجه أبو داود ج 1ص .159
والبخاري في التاريخ الكبير ج 3ص 434وذكر ما فيه من الختلف على الزبرقان بن عمرو فتارة يرويه
عن عروة عن زيد بن ثابت وتارة عن زهرة عن زيد بن ثابت وتارة عن زيد بن ثابت وأسامة.
وأخرجه الطبراني في الكبير ج 5ص 131من طريق عثمان بن عثمان الغطفاني .والمعتمد في الصلة
الوسطى أنها صلة العصر كما في الصحيحين.
قوله تعالى:
ن{ الية .238
قان ِِتي َ موا ل ِل ّ ِ
ه َ و ُ
قو ُ } َ
قال المام البخاري رحمه الله ج 9ص 265حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل بن أبي خالد عن
الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال :كنا نتكلم في الصلة يكلم أحدنا أخاه في
ن{ موا ل ِل ّ ِ
ه َ
قان ِِتي َ و ُ
قو ُ س َ
طى َ ة ال ْ ُ
و ْ صل ِ
وال ّ
ت َ صل َ َ
وا ِ عَلى ال ّ ف ُ
ظوا َ حا ِ
حاجته حتى نزلت هذه الية } َ
مْرنا بالسكوت. ُ
فأ ِ
الحديث عزاه الحافظ السيوطي في لباب النقول إلى السنة وهو عند الترمذي ج 4ص 77بلفظ فنزلت
وكذا عند أبي داود ج 1ص 358بلفظ فنزلت .وأخرجه المام أحمد في مسنده ج 4ص .368
ن{ قال
قان ِِتي َ موا ل ِل ّ ِ
ه َ و ُ
قو ُ وفي مجمع الزوائد ج 6ص 320من حديث ابن عباس في قول الله تعالى } َ
كانوا يتكلمون في الصلة يجيء خادم الرجل إليه فيكلمه بحاجته وهو في الصلة فنهوا عن الكلم .رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
تنبيه: ص -39-
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره ج 1ص :294قد أشكل هذا الحديث على جماعة من العلماء
حيث ثبت عندهم أن تحريم الكلم في الصلة كان بمكة قبل الهجرة إلى المدينة وبعد الهجرة إلى أرض
الحبشة كما دل على ذلك حديث ابن مسعود الذي في الصحيح قال :كنا نسلم على النبي صلى الله عليه
وعلى آله وسلم قبل أن نهاجر إلى الحبشة وهو في الصلة فيرد علينا قال :فلما قدمنا فسلمت عليه فلم
يرد علي فأخذني ما قرب وما بعد فلما سلم قال"$ :إني لم أرد عليك إل أني كنت في الصلة وإن الله
يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أل تتكلموا في الصلة".
وقد كان ابن مسعود ممن أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة ثم قدم منها إلى مكة مع من قدم فهاجر إلى
ن{ مدنية بل خلف .فقال قائلون إنما أراد زيد بن أرقم بقوله –
قان ِِتي َ موا ل ِل ّ ِ
ه َ و ُ
قو ُ المدينة وهذه الية } َ
كان الرجل يكلم أخاه في حاجته في الصلة -الخبار عن جنس الكلم واستدل على تحريم ذلك بهذه الية
بحسب ما فهمه منها ،والله أعلم .وقال قوم إنما أراد أن ذلك قد وقع بالمدينة بعد الهجرة إليها ويكون ذلك
قد أبيح مرتين وحرم مرتين – كما اختار ذلك قوم من أصحابنا وغيرهم والول أظهر والله أعلم.
أقوى الذي يظهر لي والله أعلم أن الكلم حرم بمكة بالسنة المطهرة كما في حديث ابن مسعود فلما قدم
صلى الله عليه وعلى آله وسلم المدينة صار بعضهم ممن لم يبلغه التحريم يتكلم في الصلة كما حصل من
معاوية بن الحكم السلمي فنزلت الية .والله أعلم؛ وإن كنت تريد المزيد في البحث فعليك بنيل الوطار ج
2ص 329وص 330وفتح الباري وقد نقلت كلم الحافظ في الفتح في رياض الجنة.
قوله تعالى:
ي{ الية .256 ن ال ْ َ
غ ّ م َ ن الّر ْ
شدُ ِ ن َ
قدْ ت َب َي ّ َ دي ِ }ل إ ِك َْراهَ ِ
في ال ّ
قال المام أبو جعفر بن جرير رحمه الله في تفسيره ج 3ص 24حدثنا محمد بن بشار ص -40-
حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :كانت
المرأة تكون مقلتا 1فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده ،فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من
ن
م َ ن الّر ْ
شدُ ِ ن َ
قدْ ت َب َي ّ َ دي ِ أبناء النصار ،فقالوا ل تدع أبناءنا فأنزل الله تعالى ذكره }ل إ ِك َْراهَ ِ
في ال ّ
ي{.
غ ّال ْ َ
الحديث رجاله رجال الصحيح وأخرجه أبو داود ج 3ص 11وعزاه السيوطي في اللباب للنسائي أيضا
وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن ص .427
قوله تعالى:
ه
من ْ ُ
ث ِ موا ال ْ َ
خِبي َ م ُ
ول ت َي َ ّ
م{ إلى قوله } َ ما ك َ َ
سب ْت ُ ْ ت َن طَي َّبا ِ م ْقوا ِ ف ُمُنوا أ َن ْ ِ نآ َ ذي َها ال ّ ِ
َ
}َيا أي ّ َ
َ
ه{ الية .267 في ِ
ضوا ِ م ُ غ ِ
ن تُ ْه إ ِّل أ ْ
ذي ِ خ ِ
م ِبآ ِست ُ ْول َ ْن َقو َ ف ُ
ت ُن ْ ِ
قال المام الترمذي رحمه الله ج 4ص 77حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أنا عبيد الله بن موسى عن
ن{. ف ُ
قو َ ه ت ُن ْ ِ
من ْ ُ
ث ِ موا ال ْ َ
خِبي َ م ُ
ول ت َي َ ّ
إسرائيل عن السدي عن أبي مالك عن البراء } َ
قال نزلت فينا معشر النصار كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته وكان
الرجل يأتي بالقنو والقنوين فيعلقه في المسجد وكان أهل الصفة ليس لهم طعام فكان أحدهم إذا جاء أتى
القنو فضربه بعصاه فيسقط البسر والتمر فيأكل وكان ناس ممن ل يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه
ن
م ْ
قوا ِ ف ُمُنوا أ َن ْ ِ
نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ
َ
الشيص والحشف والقنو قد انكسر فيعلقه فأنزل الله تبارك وتعالى }َيا أي ّ َ
مست ُ ْول َ ْن َ قو َ ف ُ
ه ت ُن ْ ِ
من ْ ُث ِ خِبي َموا ال ْ َ
م ُ
ول ت َي َ ّ
ض َ
َ
ن اْلْر ِ
م َ جَنا ل َك ُ ْ
م ِ ما أ َ ْ
خَر ْ م ّ
و ِ
م َ ما ك َ َ
سب ْت ُ ْ ت َ طَي َّبا ِ
َ
ه{.في ِضوا ِ م ُ
غ ِ ن تُ ْه إ ِّل أ ْ
ذي ِ
خ ِ ِبآ ِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1المقلت المرأة التي ل يعيش لها ولد وأصله من القلت وهو الهلك ا .هـ من عون المعبود.
قال " :1لو أن أحدكم أهدي إليه مثل ما أعطى لم يأخذه إل على إغماض أو حياء" .قال: ص -41-
فكنا بعد ذلك يأتي الرجل بصالح ما عنده .هذا حديث حسن صحيح غريب وأبو مالك هو الغفاري ويقال
اسمه غزوان.
الحديث أخرجه ابن ماجه رقم 1822وابن جرير ج 3ص 82وعزاه الحافظ ابن كثير في تفسيره ج 1ص
320لبن أبي حاتم وأخرجه الحاكم ج 2ص 285وقال صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي .وأخرج
الحاكم ج 2ص 284من حديث سهل بن حنيف وقال :هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وأقره الذهبي وأخرجه ج 1ص 402من حديث سهل وقال صحيح على شطر البخاري ولم يخرجاه وكذا
أخرجه الطبراني ج 6ص 93و ،94الدارقطني ج 2ص 130و 131وعزاه ابن كثير لبن أبي حاتم.
قال تعالى:
ء{ الية .272 ن يَ َ
شا ُ م ْ
دي َ
ه ِ ن الل ّ َ
ه يَ ْ ول َك ِ ّ
م َ
ه ْ
دا ُ
ه َ عل َي ْ َ
ك ُ }ل َي ْ َ
س َ
قال المام أبو جعفر بن جرير رحمه الله ج 3ص 94حدثنا أبو كريب قال :حدثنا أبو داود –عن سفيان عن
جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كانوا ل يرضخون لقراباتهم من المشركين فنزلت
ء{. ن يَ َ
شا ُ م ْ
دي َ
ه ِ ن الل ّ َ
ه يَ ْ ول َك ِ ّ
م َ
ه ْ
دا ُ
ه َ عل َي ْ َ
ك ُ }ل َي ْ َ
س َ
الحديث رجاله رجال الصحيح وقد ساقه المام ابن كثير رحمه الله في تفسيره ج 1ص 323بسنده من
النسائي وأخرجه الحاكم وقال :هذا حديث صحيح السناد ولم يخرجاه ورمز الحافظ الذهبي له في التلخيص
بأنه على شرط الشيخين وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 6ص :324رواه الطبراني عن شيخه عبد الله
بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف ورواه البزار بنحوه ورجاله ثقات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1في التحفة قال أي النبي صلى الله عليه وسلم.
الحديث أخرجه المام أحمد في المسند ج 2ص 412وابن جرير ج 3ص 143والبيهقي ص -43-
في شعب اليمان ج 1ص .221
وأخرج مسلم ج 2ص 155والمام أحمد ج 1ص 233والحاكم ج 2ص 286وقال صحيح السناد من
حديث ابن عباس نحوه.
الحديث رجاله رجال الصحيح وقد أعاده مرسل وموصول وأخرجه ابن حبان في صحيحه ص -46-
كما في موارد الظمآن ص 427والطحاوي في مشكل الثار ج 4ص 64والحاكم ج 2ص 142وج 4ص
366وفي كل الموضعين قال :صحيح السناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
قوله تعالى:
ضاّلو َ
ن{ الية م ال ّ
ه ُ وُأول َئ ِ َ
ك ُ م َ
ه ْ
وب َت ُ ُ
ل تَ ْ فًرا ل َ ْ
ن تُ ْ
قب َ َ دوا ك ُ ْ
دا ُ م ثُ ّ
م اْز َ ه ْ
مان ِ ِ
عدَ ِإي َ ن كَ َ
فُروا ب َ ْ ن ال ّ ِ
ذي َ }إ ِ ّ
.90
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ج 1ص :380قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا محمد بن عبد الله بن
بزيع حدثنا يزيد بن زريع حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس أن قوما أسلموا ثم ارتدوا ثم
أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله
م{ هكذا
ه ْ
وب َت ُ ُ
ل تَ ْ فًرا ل َ ْ
ن تُ ْ
قب َ َ دوا ك ُ ْ
دا ُ م ثُ ّ
م اْز َ ه ْ
مان ِ ِ
عدَ ِإي َ ن كَ َ
فُروا ب َ ْ ن ال ّ ِ
ذي َ وسلم فنزلت هذه الية }إ ِ ّ
رواه وإسناده جيد ا .هـ.
قوله تعالى:
ُ ن أَ ْ
ن{ الية
دو َ
ج ُ
س ُ
م يَ ْ
ه ْ
و ُ ه آَناءَ الل ّي ْ ِ
ل َ ت الل ّ ِ ة ي َت ُْلو َ
ن آَيا ِ م ٌ ة َ
قائ ِ َ م ٌ
بأ ّل ال ْك َِتا ِ
ه ِ م ْ
واءً ِ
س َ }ل َي ْ ُ
سوا َ
.113
قال المام أحمد رحمه الله ج 1ص 396حدثنا أبو النضر وحسن بن موسى قال :حدثنا شيبان عن عاصم
عن زر عن ابن مسعود قال :أخر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلة العشاء ثم خرج إلى
المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلة قال" :أما إنه ليس من أهل هذه الديان أحد يذكر الله هذه الساعة
ن عُلوا ِ
م ْ ما ي َ ْ
ف َ و َ ل ال ْك َِتا ِ
ب{ حتى بلغ } َ ن أَ ْ
ه ِ م ْ
واءً ِ
س َ
سوا َغيركم" .قال :وأنزل الله هؤلء اليات }ل َي ْ ُ
ن{.
قي َ م ِبال ْ ُ
مت ّ ِ عِلي ٌ والل ّ ُ
ه َ فُروهُ َ فل َ ْ
ن ي ُك ْ َ ر َ
خي ْ ٍ
َ
الحديث حسن كما قال الشوكاني ج 1ص 385نقل عن السيوطي لن عاصما في ص -47-
حفظه شيء وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 1ص 312رجال أحمد ثقات ليس فيهم غير عاصم بن أبي
النجود وهو مختلف في الحتجاج به وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن ص 91وابن
جرير ج 4ص 55وأبو نعيم في الحلية ج 4ص .187وأبو يعلى كما في المقصد العلي ج 1ص .276
هذا وقد ورد للية سبب آخر ففي مجمع الزوائد ج 6ص 732عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما
أسلم عبد الله بن سلم وثعلبة بن سعية وأسد بن عبيد ومن أسلم من يهود فآمنوا وصدقوا ورغبوا في
السلم قالت أحبار يهود أهل الكفر :ما آمن بمحمد وتبعه إل شرارنا ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين
آبائهم ،فأنزل الله عز وجل في ذلك من قوله:
ن{ رواه الطبراني ورجاله ثقات.
حي َ
صال ِ ِ
ن ال ّ
م َ
ء{ إلى قوله تعالى } ِ
وا ً
س َ }ل َي ْ ُ
سوا َ
واختار المام أبو جعفر بن جرير ج 7ص 29الول حيث قال بعد ذكره جملة من القوال غير أن الولى
بتأويل الية قول من قال عني بذلك – تلوة القرآن في صلة العشاء لنها صلة ل يصليها أحد من أهل
الكتاب فوصف الله أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنهم يصلونها دون أهل الكتاب الذين كفروا
بالله ورسوله.
وأقول ل مانع من نزول الية في الجميع أو أنه تعدد سبب نزولها والله أعلم.
قوله تعالى:
فَتان من ْك ُ َ
ما{ الية .122 ه َ
ول ِي ّ ُ
ه َ والل ّ ُ
شل َ ن تَ ْ
ف َ مأ ْْ ِ ِ ت َ
طائ ِ َ م ْ }إ ِذْ َ
ه ّ
قال المام البخاري رحمه الله ج 8ص 360حدثنا محمد بن يوسف عن ابن عيينة عن عمرو عن جابر
فَتان من ْك ُ َ
ما{ بني
ه َ
ول ِي ّ ُ والل ّ ُ
ه َ ف َ
شل َ ن تَ ْ
مأ ْْ ِ ِ طائ ِ َت َ م ْ رضي الله عنه قال :نزلت هذه الية فينا} :إ ِذْ َ
ه ّ
ما{ أعاده البخاري ه َ
ول ِي ّ ُ والل ّ ُ
ه َ سلمة وبني حارثة وما أحب أنها لم تنزل والله يقولَ } :
ج 9ص 393عن شيخه علي بن المديني عن سفيان به. ص -48-
وأخرجه مسلم ج 16ص 66وابن جرير ج 4ص .73
قوله تعالى:
م َ َ َ َ
ن{ – الية .128 مو َ
ظال ِ ُ ه ْ م َ
فإ ِن ّ ُ عذّب َ ُ
ه ْ و يُ َ
مأ ْ عل َي ْ ِ
ه ْ ب َ
و ي َُتو َ
يءٌ أ ْ ر َ
ش ْ ن اْل ْ
م ِ م َ
ك ِس لَ َ
}ل َي ْ َ
قال المام البخاري رحمه الله ج 8ص :368حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر
عن الزهري حدثني سالم عن أبيه سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا رفع رأسه من
الركوع من الركعة الولى من الفجر يقول" :اللهم العن فلنا وفلنا" بعد ما يقول" :سمع الله لمن حمده
م َ َ
ن{مو َ ظال ِ ُ ه ْ ء{ – إلى قوله – } َ
فإ ِن ّ ُ ي ٌ ر َ
ش ْ ن اْل ْ
م ِ م َ س لَ َ
ك ِ ربنا لك الحمد" فأنزل الله عز وجل }ل َي ْ َ
وعن حنظلة بن أبي سفيان قال :سمعت سالم بن عبد لله يقول :كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
َ
ر ن اْل ْ
م ِ م َ
ك ِ س لَ َ وسلم يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت }ل َي ْ َ
ن{.مو َ م َ
ظال ِ ُ ه ْ ء{ – إلى قوله – } َ
فإ ِن ّ ُ ي ٌ َ
ش ْ
الحديث أخرجه أيضا البخاري في التفسير ج 9ص 293عن شيخه حبان بن موسى عن عبد الله وهو ابن
المبارك به .وج 17ص 77عن شيخه أحمد بن محمد عن عبد الله به .وفيه إذا رفع رأسه من الركوع قال:
اللهم ربنا ولك الحمد ،في الخيرة وأخرجه الترمذي .وقال :حديث حسن غريب .والنسائي ج 2ص 160
وأخرجه المام أحمد ج 2ص 93وص 104وفيه متابعة نافع لسالم وص 118وص 147من طريقين إلى
عبد الله في أحدهما :دعا على أناس من المنافقين .وأخرجه عبد الرزاق في المصنف ج 2ص .446كما
عند المام أحمد في بعض الطرق لن المام أحمد رواه من طريق عبد الرزاق أعني فيه دعا على أناس
من المنافقين ورواه ابن جرير ج 4ص .88
وأخرجه المام مسلم من حديث أنس ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ص -49-
وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في رأسه فجعل يسلت الدم عنه ويقول "كيف يفلح قوم شجوا نبيهم
َ
ء{ وأخرج المام
ي ٌ ر َ
ش ْ ن اْل ْ
م ِ م َ س لَ َ
ك ِ وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله" فأنزل الله عز وجل }ل َي ْ َ
أحمد في مسنده من حديث أنس ج 3ص 99وص 179وص 201وص 206وص 253وص 288وأخرجه
الترمذي ج 4ص 83وقال :هذا حديث حسن صحيح وأخرجه ابن سعد مجلد 2ص 31وابن جرير ج 4ص
86وص .87
هذا وقد أخرج البخاري ج 9ص 294ومسلم ج 5ص 177والمام أحمد ج 2ص 255وابن جرير ج 4ص
89من حديث أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقول في بعض صلته في صلة
َ
ء{ قال
ي ٌ ر َ
ش ْ ن اْل ْ
م ِ م َ س لَ َ
ك ِ الفجر" :اللهم العن فلنا وفلنا" لحياء من العرب حتى أنزل الله }ل َي ْ َ
الحافظ في الفتح ج 9ص :295وقع تسميتهم في رواية يونس عن الزهري عند مسلم بلفظ "اللهم العن
رعل وذكوان وعصية".
ن
م َ س لَ َ
ك ِ ثم قال :تقدم استشكاله في غزوة أحد وأن قصة رعل وذكوان كانت بعد أحد ونزول }ل َي ْ َ
َ َ
ء{
ي ٌ
ش ْر َ ن اْل ْ
م ِ م َ س لَ َ
ك ِ ء{ كان في قصة أحد ثم ظهر لي علة الخبر يعني خبر – نزول }ل َي ْ َ
ي ٌ ر َ
ش ْ اْل ْ
م ِ
في قصة رعل وذكوان – وإن فيه إدراجا وأن قوله حتى أنزل الله منقطع من رواية الزهري عمن بلغه بين
ذلك 1مسلم في رواية يونس المذكورة فقال :هنا قال :يعني الزهري.
ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت ،وهذا البلغ ل يصح لما ذكر ثم قال رحمه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ج 5ص .177
الله طريق الجمع بين حديث ابن عمر وأنس المتقدمين فقال :وطريق الجمع بينه وبين ص -50-
حديث ابن عمر أنه صلى عليه وعلى آله وسلم دعا إلى المذكورين بعد ذلك في صلته فنزلت الية في
المرين معا فيما وقع له من المر المذكور وفيما نشأ عنه من الدعاء وذلك كله في أحد بخلف قصة رعل
وذكوان فإنها أجنبية .ويحتمل أن يقال إن قصتهم كانت عقب ذلك وتأخر نزول الية عن سببها قليل ثم
نزلت في جميع ذلك والله أعلم.
قوله تعالى:
َ د ال ْ َ م أ َن َْز َ
سا{ الية .154
عا ً
ة نُ َ
من َ ً
مأ َغ ّ ع ِ
ن بَ ْ
م ْ عل َي ْك ُ ْ
م ِ ل َ }ث ُ ّ
قال المام الترمذي رحمه الله تعالى ج 4ص 84حدثنا عبد بن حميد ثنا روح بن عبادة عن حماد بن سلمة
عن ثابت عن أنس عن أبي طلحة قال :رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر وما منهم يومئذ أحد إل يميد
َ د ال ْ َ م أ َن َْز َ
سا{ .هذاعا ً
ة نُ َ
من َ ً
مأ َغ ّ ع ِ
ن بَ ْ
م ْ عل َي ْك ُ ْ
م ِ ل َ تحت حجفته من النعاس فذلك قول الله تعالى} :ث ُ ّ
حديث حسن صحيح ثم قال" :وعليها إشارة نسخة" حدثنا عبد بن حميد ثنا روح بن عبادة عن حماد بن
سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي الزبير مثله هذا حديث حسن صحيح.
قال المباركفوري قوله عن أبي الزبير كذا في النسخة الحمدية وهو غلط والصحيح عن الزبير بحذف لفظة
أبي ا .هـ .وحديث الزبير وأخرجه ابن راهوية كما في المطالب العالية ج 4ص 219وهذا لفظه :قال الزبير
لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم أحد حين اشتد علينا الخوف وأرسل علينا
النوم فما منا أحد إل وذقنه –أو قال ذقنه -في صدره فوالله إني لسمع كالحلم قول معتب بن قشير }ل َ ْ
و
م أ َن َْز َ
ل هَنا{ فحفظتها فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك }ث ُ ّ ها ُقت ِل َْنا َ
ما ُ يءٌ َ ش ْر َ م ِ
َ
ن اْل ْ م َ ن ل ََنا ِكا َ َ
قت ِل َْنا َ َ د ال ْ َ
هَنا{ – لقول معتب بن قشير ها ُ ما ُ
سا{ – إلى قوله – } َ عا ً ة نُ َ
من َ ً
مأ َ غ ّ ع ِ
ن بَ ْم ْ م ِعل َي ْك ُ ْ
َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1في الصل المقدسي الزورني وفي المعجم الصغير ج 2ص 37وكذا في تاريخ بغداد ج 1ص 372ما
أثبتناه وهو الصحيح كما في غاية النهاية للجزري.
غ ّ
ل{ وكيف ل يكون له أن يغل وله أن يقتل قال الله ن يَ ُ َ
يأ ْن ل ِن َب ِ ّ ما َ
كا َ و َ
} َ ص -52-
ء{ ولكن المنافقين اتهموا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شيء فأنزل الله ن اْل َن ْب َِيا َ قت ُُلو َ
وي َ ْ
} َ
ل{ الحديث أخرجه الطبراني في الصغير ج 2ص .15 غ ّ
ن يَ ُ َ ما َ
يأ ْن ل ِن َب ِ ّكا َ و َ
عز وجل } َ
والواحدي في أسباب النزول ص 84والخطيب في تاريخ بغداد ج 1ص .372
الحديث رجاله ثقات إل شيخ الطبراني فلم أجد له ترجمة إل في تارخ بغداد ج 1ص 372قال الخطيب
روى عنه أبو القاسم الطبراني ثم لم يذكر الخطيب فيه جرحا ول تعديل.
وقد أخرج أبو داود والترمذي نحوه ولكنه من طريق خصيف بن عبد الرحمن قال الحافظ في تخريج
الكشاف أعله ابن عدي بن خصيف .ا .هـ.
قال أبو عبد الرحمن خصيف ضعفه الكثرون وقد اضطرب في هذا الحديث فتارة يرسله وتارة يوصله وتارة
يقول عن مقسم وتارة يقول عن عكرمة وتارة يقول عن عكرمة أو غيره .راجع تفسير ابن جرير ج 4ص
.155
ثم وجدت له طريقا صالحا للحجية قال المام البزار رحمه الله كما في كشف الستار ج 3ص 43حدثنا
محمد بن عبد الرحيم ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا هارون القارئ عن الزبير بن الخريت عن عكرمة عن ابن
غ ّ
ل{ ما كان لنبي أن يتهمه أصحابه .ا .هـ .هارون هو ابن موسى الزدي ن يَ ُ َ ما َ
يأ ْن ل ِن َب ِ ّ
كا َ و َ
عباس } َ
العتكي مولهم أبو عبد الله ويقال أبو إسحاق النحوي البصري العور صاحب القراءات وثقه ابن معين
وغيره كما في تهذيب التهذيب.
وهذا الثر وإن لم يكن فيه سبب نزول فإنه يؤيد ما تقدم من سبب النزول عن ابن عباس والله أعلم.
رضي الله عنه ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء فلما أن كان من الغد قال عمر رضي ص -54-
الله عنه غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر رضي الله عنه وإذا
هما يبكيان فقلت يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت
لبكائكما قال :فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي عرض على أصحابك من الفداء لقد عرض
َ
ن لَ ُ
ه كو َ ن يَ ُ
يأ ْ ن ل ِن َب ِ ّكا َما َ على عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة وأنزل الله عز وجل } َ
م{ منخذْت ُ ْما أ َ َفي َ
م ِسك ُ ْم ّ ق لَ َ
سب َ َ
ه َ ن الل ّ ِ
م َ
ب ِ ض{ – إلى قوله }ل َ ْ
ول ك َِتا ٌ َ
في اْلْر ِ
ن ِ حّتى ي ُث ْ ِ
خ َ سَرى َ
َ
أ ْ
الفداء ثم أحل الله لهم الغنائم فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم
الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن النبي صلى الله عليه
وعلى آله وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه وأنزل الله عز وجل
ة َ َ َ َ
مث ْل َي ْ َ
ها{ بأخذكم الفداء. م ِ
صب ْت ُ ْ
قدْ أ َ صيب َ ٌ
م ِ صاب َت ْك ُ ْ
م ُ ول َ ّ
ما أ َ }أ َ
الحديث رجاله رجال الصحيح وقد عزاه ابن كثير والسيوطي لبن أبي حاتم مختصرا وإنما سقته بتمامه لما
فيه من العبر.
وسيأتي ذكر بعض مخرجيه في سورة النفال إن شاء الله.
قوله تعالى:
في سبيل الل ّه أ َمواًتا ب ْ َ
قت ُِلوا ِ
ن{ اليات 169و م ي ُْرَز ُ
قو َ ه ْ
عن ْدَ َرب ّ ِ
حَياءٌ ِ
لأ ْ َ ِ ْ َ َ ِ ِ ن ُ ن ال ّ ِ
ذي َ سب َ ّ
ح َ
ول ت َ ْ
} َ
170و .171
قال المام أحمد رحمه الله تعالى ج 1ص 265ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني إسماعيل بن أمية
بن عمرو بن سعيد عن أبي الزبير المكي عن ابن عباس قال :قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
وسلم لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله عز وجل أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل
من ثمارها وتهوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب شربهم ص -55-
ومأكلهم وحسن منقلبهم قالوا يا ليت إخواننا يعلمون بما صنع الله لنا لئل يزهدوا في الجهاد ول ينكلوا عن
ن
سب َ ّ
ح َ
ول ت َ ْ
الحرب فقال الله عز وجل أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله عز وجل هؤلء اليات على رسوله } َ
في سبيل الل ّه أ َمواًتا ب ْ َ
قت ُِلوا ِ
ء{ حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس عنحَيا ٌ
لأ ْ َ ِ ْ َ َ ِ ِ ن ُ ال ّ ِ
ذي َ
محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى
الله عليه وعلى آله وسلم نحوه.
قال الحافظ ابن كثير :وهذا أثبت يعني الذي فيه واسطة بين أبي الزبير وابن عباس.
الحديث أخرجه أبو داود ج 2ص 322وابن هشام في السيرة ج 2ص 119وابن جرير ج 4ص 170
والحاكم في المستدرك ج 2ص 88وض 297وابن المبارك في الجهاد ص 60وقال الحاكم في الموضعين
صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي ول يخفي ما فيه ،فإن مسلما لم يخرج لبن إسحاق إل
خمسة أحاديث في المتابعات كما في الميزان ولكنه صحيح لغيره لشواهده فقد أخرج الحاكم ج 2ص 387
عن ابن عباس أنها نزلت في حمزة وأصحابه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
وأخرج الترمذي ج 4ص 84وابن ماجه رقم 190ورقم 2800وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على
الجهمية ص 74وحسنه الترمذي ،عن جابر رضي الله عنه قال :لقيني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
وسلم فقال" :يا جابر مالي أراك منكسرا" فقلت يا رسول الله استشهد أبي وترك عيال ودينا فقال" :أل
أبشرك بما لقي الله به أباك" ،قال :بلى يا رسول الله ،قال" :ما يكلم الله أحدا قط إل من وراء حجابه
ي أعطيك قال :يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية ،قال الرب تبارك
ن عل ّ وأحيا أباك فكلمه كفاحا ،فقال :ث َ ّ
م َ
وتعالى :إنه قد
ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة .كذا في المعجم وفي ص -57-
المجمع الجواز وفي تهذيب التهذيب الطوسي فلعل له نسبتين كما قال ابن الثير رحمه الله في ترجمة
محمد بن عبد الله بن إسحاق الجواز الطوسي قال وهذه النسبة إلى عديد الجوز فيما يظن .اهـ.
وقال السيوطي في لباب النقول إن سنده صحيح.
وقال الحافظ في الفتح ج 9ص 269أخرجه النسائي 1وابن مردويه ورجاله رجال الصحيح إل أن المحفوظ
إرساله عن عكرمة ليس فيه عن ابن عباس ومن الطريق المرسلة أخرجه ابن أبي حاتم وغيره .اهـ.
قلت :فعلى قول الحافظ ابن حجر رحمه الله يكون الوصل شاذا والذي أرسله هو محمد بن عبد الله بن
يزيد المقرني كما في تفسير ابن كثير.
والذي وصله محمد بن منصور الطوسي وكلهما قال الحافظ في التقريب إنه ثقة فإذا لم يتابع أحدهما
حمل أن سفيان بن عيينة تارة يرويه متصل وتارة يرسله كما تفيده رواية الطبراني ويصح الحديث والحمد
لله.
وقال الحافظ في الفتح ج 9ص 269أخرجه النسائي وابن مردويه ورجاله رجال الصحيح إل أن المحفوظ
إرساله عن عكرمة ليس فيه عن ابن عباس ومن الطريق المرسلة أخرجه ابن أبي حاتم وغيره.
قوله تعالى:
كوا أ َ ً
ذى ك َِثيًرا{ الية .186 ن أَ ْ
شَر ُ ن ال ّ ِ
ذي َ م َ
و ِ قب ْل ِك ُ ْ
م َ ن َ
م ْ
ب ِ
ُ
ن أوُتوا ال ْك َِتا َ ن ال ّ ِ
ذي َ م َ
ن ِ
ع ّ
م ُ ول َت َ ْ
س َ } َ
قال المام أبو دواد رحمه الله ج 3ص 114حدثنا محمد بن يحيى بن فارس أن الحكم بن نافع حدثهم أن
شعيب عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أخرجه النسائي في التفسير ج 1ص .39
بن كعب بن مالك عن أبيه وكان أحد الثلثة الذين تيب عليهم وكان كعب بن الشرف ص -58-
يهجو النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويحرض عليه كفار قريش وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم حين قدم المدينة وأهلها أخلط منهم المسلمون والمشركون يعبدون الوثان واليهود وكانوا يؤذون
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ُ
قب ْل ِك ُ ْ
م{ الية. ن َ
م ْ ن أوُتوا ال ْك َِتا َ
ب ِ ن ال ّ ِ
ذي َ م َ
ن ِ
ع ّ
م ُ ول َت َ ْ
س َ بالصبر والعفو ففيهم أنزل الله تعالى } َ
فلما أبى كعب بن الشرف أن ينزع عن أذى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر النبي صلى الله
عليه وعلى آله وسلم سعد بن معاذ أن يبعث رهطا يقتلونه فبعث محمد بن مسلمة وذكر قصة قتله فلما
قتلوه فزعت يهود والمشركون فغدوا على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا طرق صاحبنا فقتل
فذكر لهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي كان يقول ،ودعاهم النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتابا ينتهون إلى ما فيه فكتب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بينه
وبينهم وبين المسلمون عامة صحيفة.
الحديث قال المنذري قوله عن أبيه فيه نظر فإن أباه عبد الله بن كعب ليست له صحبة ول هو أحد الثلثة
الذين تيب عليهم ويكون الحديث على هذا مرسل ويحتمل أن يكون أراد بأبيه جده وهو كعب بن مالك
فيكون الحديث على هذا مسندا إذ قد سمع عبد الرحمن من جده كعب بن مالك وكعب هو أحد الثلثة الذين
تيب عليهم وقد وقع مثل هذا في السانيد في غير موضع ا .هـ .من عون المعبود بتصرف وذكره الواحدي
في أسباب النزول بهذا السند وبهذا اللفظ.
هذا وقد ذكر لها سبب آخر ،قال الحافظ في الفتح ج 9ص 298وروى
ابن أبي حاتم وابن المنذر بإسناد حسن أنها نزلت فيما بين أبي بكر وبين فنحاص ص -59-
ء{ -تعالى الله عن قوله – فغضب أبو بكر فنزلت. ن أَ ْ
غن َِيا ُ ح ُ
ون َ ْ
قيٌر َ
ف ِ ن الل ّ َ
ه َ اليهودي في قوله تعالى} :إ ِ ّ
وذكره السيوطي في اللباب وقال إن سنده حسن .ول تنافي بينهما إذ يحتمل أن الية نزلت في هذا وهذا.
قوله تعالى:
عُلوا{ – الية .188 َ َ
ما ل َ ْ
م يَ ْ
ف َ دوا ب ِ َ
م ُ
ح َ
ن يُ ْ
نأ ْحّبو َ
وي ُ ِ
وا َ
ما أت َ ْ
ن بِ َ
حو َ ن يَ ْ
فَر ُ ن ال ّ ِ
ذي َ سب َ ّ
ح َ
}ل ت َ ْ
قال البخاري ج 8ص 233طبعة سلفية مع الفتح حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن جعفر قال
حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجال من المنافقين على
عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى
الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا قدم رسول الله
ن ن ال ّ ِ
ذي َ سب َ ّ
ح َ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم اعتذروا إليه وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت }ل ت َ ْ
عُلوا{. َ َ
ف َ ما ل َ ْ
م يَ ْ دوا ب ِ َ
م ُ
ح َ
ن يُ ْ
نأ ْحّبو َ
وي ُ ِ
وا َ
ما أت َ ْ
ن بِ َ
حو َ يَ ْ
فَر ُ
الحديث أخرجه مسلم ج 17ص 123وابن جرير ج 4ص .205
سبب آخر :قال المام البخاري رحمه الله ج 9ص 301حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أن ابن
جريح أخبرهم عن ابن أبي مليكة أن علقمة بن وقاص أخبره أن مروان قال لبوابه :اذهب يا رافع إلى ابن
عباس فقل له لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون فقال
ابن عباس مالك ولهذه الية إنما دعا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يهودا وسألهم عن شيء فكتموه
إياه وأخبروه بغيره فأروه أن قد استحمدوا إليه
خذَوإ ِذْ أ َ َ
بما أخبروه عنه فيما سألهم وفرحوا بما أتوا من كتمانهم .ثم قرأ ابن عباس } َ ص -60-
َ َ ُ
ما ل َ ْ
م دوا ب ِ َم ُ
ح َ
ن يُ ْ
نأ ْحّبو َ
وي ُ ِ
وا َ
ما أت َ ْ
ن بِ َ
حو َ
فَر ُ ن أوُتوا ال ْك َِتا َ
ب{ كذلك حتى قوله }ي َ ْ ميَثاقَ ال ّ ِ
ذي َ الل ّ ُ
ه ِ
عُلوا{ تابعه عبد الرزاق عن ابن جريج. يَ ْ
ف َ
حدثنا ابن مقاتل أخبرنا الحجاج عن ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف
أنه أخبره مروان بهذا.
الحديث أخرجه مسلم ج 17ص 123والترمذي وقال هذا حديث حسن غريب صحيح والمام أحمد في
المسند ج 1ص 298وابن جرير ج 4ص .207
هذا ويمكن الجمع بين الحديثين بأن تكون الية نزلت في الفريقين معا ،قاله الحافظ في الفتح ج 9ص 31
وأقول :ولو رجح حديث أبي سعيد لكان أولى لن حديث ابن عباس مما انتقد على الشيخين كما في مقدمة
الفتح ج 2ص .132
وكما في الفتح ج 9ص 302ول معنى لقصرها على أهل الكتاب ،قال الحافظ في الفتح وعمومها يشمل
كل من أتى بحسنة ففرح بها فرح إعجاب وأحب أن يحمده الناس ويثنوا عليه بما ليس فيه .هذا ومما يؤيد
ما قلته في الترجيح أن الحافظ رحمه الله قال في الفتح في أبي رافع الرسول إلى ابن عباس الذي يدور
عليه :لم أر له ذكرا في كتب الرواة إل بما أتى في الحديث والذي يظهر لي من سياق الحديث أنه توجه
إلى مروان فبلغه الرسالة ورجع مروان بالجواب فلول أنه معتمد عند مروان ما قنع برسالته إلى آخر ما
قال رحمه الله فعلى هذا فأبو رافع مجهول.
قوله تعالى:
ُ ُ ن أَ ْ
م{ الية .199 ل إ ِل َي ْ ِ
ه ْ ز َ
ما أن ْ ِ
و َ ل إ ِل َي ْك ُ ْ
م َ ز َ
ما أن ْ ِ
و َ ن ِبالل ّ ِ
ه َ م ُ ن يُ ْ
ؤ ِ ب لَ َ
م ْ ل ال ْك َِتا ِ
ه ِ م ْ
ن ِ
وإ ِ ّ
} َ
قال المام أبو بكر البزار رحمه الله ج 1ص 392حدثنا محمد عبد الرحمن بن المفضل ص -61-
الحراني ثنا عثمان بن عبد الرحمن ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حميد عن أنس عن النبي صلى
الله عليه وعلى آله وسلم" .ح" وحدثنا أحمد بن بكار الباهلي ثنا المعتمر بن سليمان ثنا حميد الطويل عن
أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى على النجاشي حين نعي فقيل يا رسول الله تصلي
ل ال ْك َِتا ِ
ب ...الية{ الحديث بالسند الول ينظر في بعض ن أَ ْ
ه ِ م ْ
ن ِ
وإ ِ ّ
على عبد حبشي فأنزل عز وجل } َ
رجاله ورجال السناد الثاني صالحون للحجية إل أن حميد مدلس ولم يصرح بالتحديث .ولكن للحديث طريق
أخرى إلى حميد قال النسائي رحمه الله في التفسير ج 1ص 41أنا عمرو بن منصور أنا يزيد بن مهران أنا
أبو بكر بن عياش عن حميد عن أنس قال لما جاء نعي النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
ل ن أَ ْ
ه ِ م ْ
ن ِ
وإ ِ ّ
وسلم "صلوا عليه" .قالوا يا رسول الله نصلي على عبد حبشي .فأنزل الله عز وجل } َ
ُ ُ
ن{.
عي َش ِ
خا ِ
م َ ل إ ِل َي ْ ِ
ه ْ ز َ
ما أن ْ ِ
و َ ل إ ِل َي ْك ُ ْ
م َ ز َ
ما أن ْ ِ
و َ ن ِبالل ّ ِ
ه َ م ُ ن يُ ْ
ؤ ِ ب لَ َ
م ْ ال ْك َِتا ِ
أنا عمرو بن منصور أنا يزيد بن هارون 1أو خالد الخباز أنا أبو بكر بن عياش عن حميد عن الحسن مثله.
وهذا أيضا حميد مدلس ولم يصرح بالتحديث والظاهر أنه رواه على الوجهين عن الحسن مرسل وعن أنس
والله أعلم.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله ج 1ص 443وروى ابن أبي حاتم وأبوه بكر بن مردويه من حديث حماد
بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك وذكره نحوه ثم قال ورواه عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق
أخرى عن حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .ا .هـ المراد
منه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1كذا وصوابه ابن مهران كما في تهذيب التهذيب وليس بيزيد بن هارون الواسطي.
والحافظ الهيثمي يقول في مجمع الزوائد من حديث أنس ج 3ص 38رواه البزار ص -62-
والطبراني في الوسط ورجال الطبراني رجال الصحيح .ثم ذكره من حديث أبي سعيد الخدري وقال رواه
الطبراني في الوسط وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف.
وعن وحشي قال لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم قال رواه الطبراني
في الكبير وفيه سليمان بن أبي داود الحراني وهو ضعيف .ا .هـ المراد منه من مجمع الزوائد.
قال أبو عبد الرحمن ورواه الحاكم من حديث عبد الله بن الزبير وقال هذا حديث صحيح السناد ولم
يخرجاه كذا وقال وهو من طريق مصعب بن ثابت وهو ضعيف ولكن الحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى
الحجية والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1هو شك من هشام بن يوسف ا .هـ فتح.
البخاري ج 9ص 311حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أن ابن جريج قال أخبرني ص -64-
ابن المنكدر عن جابر رضي الله تعالى عنه قال عادني النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر في
بني سلمة ماشيين فوجدني النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ل أعقل فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش
َ
ولِدك ُ ْ
م{. في أ ْ م الل ّ ُ
ه ِ صيك ُ ُ
علي فأفقت فقلت ما تأمرني أن أصنع في مالي يا رسول الله ،فنزلت }ُيو ِ
الحديث أخرجه البخاري ج 1ص 313وفيه نزلت آية الفرائض ،وج 12ص 218وفيه فنزلت آية المواريث،
وج 15ص 4وفيه حتى نزلت آية المواريث وج 17وفيه حتى نزلت آية المواريث وأخرجه مسلم ج 11ص
ُ َ
ظ اْلن ْث َي َي ْ ِ
ن{ وص 56وفيه نزلت آية ح ّ مث ْ ُ
ل َ م ِللذّك َ ِ
ر ِ ولِدك ُ ْ
في أ ْ م الل ّ ُ
ه ِ صيك ُ ُ
55وفيه نزلت }ُيو ِ
في ه ِم الل ّ ُ
صيك ُ ُالميراث والترمذي ج 3ص 179وقال هذا حديث حسن صحيح وفيه فنزلت }ُيو ِ
َ َ
م ِللذّك َ ِ
ر ولِدك ُ ْ في أ ْ ه ِ م الل ّ ُ
صيك ُ ُ م{ وج 4ص 86وقال هذا حديث حسن صحيح وفيه نزلت }ُيو ِ ولِدك ُ ْ أ ْ
ُ
ظ اْلن ْث َي َي ْ ِ
ن{ وابن الجارود – في المنتقى ص 319وابن جرير ج 14ص .276 ح ّ ل َ مث ْ ُِ
سبب آخر للية أخرج الترمذي وقال حديث حسن صحيح ج 3ص 179وأبو داود ج 3ص 80وابن ماجه
رقم 2720والمام أحمد ج 3ص 352وابن سعد في الطبقات جزء 3قسم 2ص 78والحاكم وقال
صحيح السناد وأقره الذهبي عن جابر رضي الله عنه قال :جاءت امرأة سعد بن الربيع فقالت يا رسول
الله هاتان ابنتا سعد بن الربيع قتل أبوهما معك يوم أحد شهيدا وإن عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مال
فقال" :يقضي الله في ذلك" فنزلت آية المواريث فأرسل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى
عمها فقال" :أعط ابنتي سعد الثلثين وأمهما الثمن وما بقي فهو لك".
وقصة جابر أصح لنها متفق عليها وأما قصة بنات سعد بن الربيع ففيها عبد الله بن ص -65-
محمد بن عقيل وهو صدوق ضعيف الحفظ على أنه ل تنافي بين القصتين فيحتمل أنها نزلت فيهما معا.
ج ٌ
ل ن َر ُ ن َ
كا َ وإ ِ ْ
قال الحافظ في الفتح ويحتمل أن يكون نزول أولها في قصة البنتين وآخرها وهي قوله } َ
َ
م{ أي ذكر الكللة ولِدك ُ ْ
في أ ْ م الل ّ ُ
ه ِ صيك ُ ُ كلل َ ً
ة{ في قصة جابر ويكون مراد جابر فنزلت }ُيو ِ ث َ
ُيوَر ُ
المتصل بهذه الية والله أعلم ا .هـ .وأقول في كلم الحافظ رحمه الله نظر فإن قوله:
ة{ في ميراث الخوة لم فالولى أن يقال :ل مانع من نزول الية في كلل َ ً
ث َ ج ٌ
ل ُيوَر ُ ن َر ُ ن َ
كا َ وإ ِ ْ
} َ
المرين معا كما قرره هو قبل والله أعلم.
قوله تعالى:
ل ل َك ُ َ َ
ها{ الية .19 ساءَ ك َْر ًرُثوا الن ّ َن تَ ِمأ ْْ ح ّ
مُنوا ل ي َ ِ نآ َ ذي َها ال ّ ِ
}َيا أي ّ َ
البخاري ج 9ص 314حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا أسباط بن محمد حدثنا الشيباني 1عن عكرمة عن ابن
َ
ن ها ال ّ ِ
ذي َ عباس :قال الشيباني وذكره أبو الحسن والسوائي 2ول أظنه ذكر إل عن ابن عباس }َيا أي ّ َ
ضُلو ُ ساءَ ك َْر ً ل ل َك ُ َ
ن{ قال :كانوا ه ّمو ُ ما آت َي ْت ُ ُ
ض َ
ع ِ ن ل ِت َذْ َ
هُبوا ب ِب َ ْ ه ّ ع ُول ت َ ْ
ها َ رُثوا الن ّ َ ن تَ ِ
مأ ْ ْ ح ّ مُنوا ل ي َ ِ آ َ
إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها وإن شاءوا زوجوها وإن شاءوا لم يزوجوها
وهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الية في ذلك.
الحديث أخرجه أيضا في كتاب الكراه ج 15ص 353وأبو داود ج 2ص 193وابن جرير ج 4ص .305
قال الحافظ ابن كثير ج 1ص 465وروى وكيع عن سفيان عن علي بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1هو أبو إسحاق سليمان بن فيروز.
2قال الحافظ في الفتح حاصله أن للشيباني فيه طريقتين إحداهما موصولة وهي عكرمة عن ابن عباس
والخرى مشكوك فيها.
بذيمة عن مقسم عن ابن عباس كانت المرأة في الجاهلية إذا توفي عنها زوجها فجاء ص -66-
رجل فألقى عليها ثوًبا كان أحق بها فنزلت ا .هـ .علي بن بذيمة روى له أصحاب السنن وهو ثقة وبقية
رجاله رجال الصحيح وروى الطبراني ج 4ص 305عن أبي أمامة قال لما توفي أبو قيس بن السلت أراد
ابنه أن يتزوج امرأته وكان ذلك لهم في الجاهلية فنزلت .قال الحافظ في الفتح ج 9ص 305والسيوطي
في اللباب سنده حسن.
قوله تعالى:
ؤك ُ ْ
م{ الية .22 ما ن َك َ َ
ح آَبا ُ حوا َ
ول ت َن ْك ِ ُ
} َ
ابن جرير ج 4ص 318حدثني محمد بن عبد الله المخرمي قال حدثنا قراد قال حدثنا ابن عيينة عن عمرو
عن عكرمة عن ابن عباس قال كان أهل الجاهلية يحرمون ما يحرم إل امرأة الب والجمع بين الختين قال
ف{ إلى قوله } َ
سل َ َ
ن
عوا ب َي ْ َ
م ُ
ج َ
ن تَ ْ
وأ ْ
َ قدْ َ ء إ ِّل َ
ما َ سا ِ
ن الن ّ َ
م َ ؤك ُ ْ
م ِ ما ن َك َ َ
ح آَبا ُ حوا َ
ول ت َن ْك ِ ُ
فأنزل الله } َ
ن{. اْل ُ ْ
خت َي ْ ِ
الحديث رجاله رجال الصحيح إل محمد بن عبد الله المخرمي وهو ثقة.
تنبيه :وقع في السند ثنا ابن عيينة وعمرو وهو غلط والصواب هو ما أثبتناه فإن سفيان لم يرو عن عكرمة
وقد ذكر الحافظ في تهذيب التهذيب ج 4ص 119أن سفيان ولد سنة 107ثم ذكر في ترجمة عكرمة أنه
توفي سنة 107وقيل 110وقيل غير ذلك وعلى كل فسفيان مشهور بالرواية عن عمرو وهو ابن دينار
وإنما نبهت عليه لئل يظن أن ما ههنا غلط ،ووقع في تفسير ابن كثير على الصواب كما نقله شيخنا حفظه
الله.
قوله تعالى:
َ
م{ الية .24 مان ُك ُ ْ مل َك َ ْ
ت أي ْ َ ء إ ِّل َ
ما َ سا ِ
ن الن ّ َ
م َ
ت ِ
صَنا ُ
ح َ وال ْ ُ
م ْ } َ
مسلم ج 10ص 35حدثنا عبيد الله بن ميسرة القواريري حدثنا يزيد بن
زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن أبي علقمة ص -67-
الهاشمي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم حنين بعث جي ً
شا إلى
سا من أصحاب الرسول صلى الله
أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم فظهر عليهم وأصابوا لهم سبايا فكأن نا ً
عليه وسلم وعلى آله وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل الله عز وجل
َ
م{ أي فهن لكم حلل إذا انقضت عدتهن ثم ذكر له مان ُك ُ ْ مل َك َ ْ
ت أي ْ َ ء إ ِّل َ
ما َ سا ِ
ن الن ّ َ
م َ
ت ِ
صَنا ُ
ح َ وال ْ ُ
م ْ } َ
قا إلى قتادة والراوي عنه شعبة فأمّنا من تدليسه فإن شعبة إذا روى عنه يستثبته .وقد قال شعبة: طري ً
كفيتكم تدليس العمش وابن إسحاق وقتادة كما في فتح المغيب للسخاوي .الحديث أخرجه الترمذي ج 4
ص 86وقال حديث حسن صحيح و أبو داود ج 2ص 213والنسائي ج 6ص 91والمام أحمد ج 3ص 72و
84وابن جرير ج 5ص .2
قوله تعالى:
ُ َ
د
ج َ فل َ ْ
ن تَ ِ ت{ إلى قولهَ } :
غو ِ وال ّ
طا ُ ت َ ن ِبال ْ ِ
جب ْ ِ مُنو َ
ؤ ِ ن ال ْك َِتا ِ
ب يُ ْ م َ
صيًبا ِ
ن أوُتوا ن َ ِ م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ
ذي َ }أل َ ْ
صيًرا{ اليتان 51و .52 ه نَ ِ لَ ُ
ابن جرير ج 5ص 133حدثنا محمد بن المثنى ثنا ابن أبي عدي عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال:
لما قدم كعب بن الشرف مكة قالت له قريش أنت خير أهل المدينة وسيدهم ،قال :نعم ،قالوا أل ترى إلى
هذا الصنبور 1المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة ،وأهل السقاية ،قال:
و اْل َب ْت َُر{.
ه َ
ك ُشان ِئ َ َ
ن َ
أنتم خير منه ،قال :فأنزلت} :إ ِ ّ
وال ّ ُ َ
ت{ إلى قوله: طا ُ
غو ِ ت َ ن ِبال ْ ِ
جب ْ ِ مُنو َ
ؤ ِ ن ال ْك َِتا ِ
ب يُ ْ م َ
صيًبا ِن أوُتوا ن َ ِ م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ
ذي َ وأنزلت} :أل َ ْ
صيًرا{. جدَ ل َ ُ
ه نَ ِ فل َ ْ
ن تَ ِ } َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1الصنبور :الرجل الفرد الضعيف الذليل بل أهل وعقب وناصر واللئيم .ا .هـ قاموس ج 2ص .73
الحديث ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره ج 1ص 513فقال قال المام أحمد حدثني ص -68-
محمد بن أبي عدي به وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن ص ،428ورجاله رجال
الصحيح .إل أن الراجح إرساله كما ذكر في تخريج تفسير ابن كثير.
قوله تعالى:
َ ل ُ }يا أ َيها ال ّذين آمُنوا أ َطيعوا الل ّه َ
من ْك ُ ْ
م{ الية .59 ر ِ وأوِلي اْل ْ
م ِ سو َ َ
عوا الّر ُ
طي ُ
وأ ِ
َ َ ِ ُ ِ َ َ َ ّ َ
البخاري ج 9ص 322حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا حجاج بن محمد عن أبي جريج عن يعلى بن مسلم عن
عوا سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما }يا أ َيها ال ّذين آمُنوا أ َطيعوا الل ّه َ
طي ُ
وأ ِ
َ َ ِ ُ ِ َ َ َ ّ َ
َ ل ُ
من ْك ُ ْ
م{ قال :نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس إذ بعثه النبي صلى الله عليه ر ِ وأوِلي اْل ْ
م ِ سو َ َ
الّر ُ
وعلى آله وسلم في سرية.
الحديث قال الحافظ ابن كثير في تفسيره أخرجه بقية الجماعة إل ابن ماجه .وهو في المسند ج 1ص 327
وأخرجه ابن الجارود ص 346وابن جرير ج 5ص 147و .148
بيان الحديث الول:
قال المام البخاري رحمه الله تعالى ج 9ص .121
حدثنا مسدد :حدثنا عبد الواحد :حدثنا العمش حدثني سعيد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي
الله عنه قال :بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سرية واستعمل عليها رجًل من النصار وأمرهم
أن يطيعوه .فغضب فقال :أليس أمركم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تطيعوني؟ قالوا :بلى.
قال :فاجمعوا لي حطًبا .فجمعوا له .فقال :أوقدوا ناًرا .فأوقدوها فقال :ادخلوها .فهموا ،وجعل بعضهم
ضا ويقولون :فررنا إلى النبي صلى الله
يمسك بع ً
عليه وعلى آله وسلم من النار فما زالوا حتى خمدت فسكن غضبه فبلغ النبي صلى الله ص -69-
عليه وعلى آله وسلم فقال" :لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة .الطاعة في المعروف".
قوله تعالى:
ُ ل إ ِل َي ْ َ ُ َ َ
ك{ الية .60 قب ْل ِ َ
ن َ
م ْ ز َ
ل ِ ما أن ْ ِ
و َ
ك َ ز َ
ما أن ْ ِ
مُنوا ب ِ َ
مآ َ
ه ْ
ن أن ّ ُ
مو َ
ع ُ
ن ي َْز ُ م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ
ذي َ }أل َ ْ
تفسير ابن كثير ج 1ص 519قال الطبراني حدثنا أبو زيد أحمد بن يزيد الحوطي حدثنا أبو اليمان حدثنا
صفوان بن عمرو 1عن عكرمة عن ابن عباس قال :كان أبو برزة السلمي كاهنا يقضي بين اليهود فيما
َ َ
م
ه ْ
ن أن ّ ُ
مو َع ُ
ن ي َْز ُذي َ م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ
يتنافرون فيه فتنافر إليه ناس من المشركين فأنزل الله عز وجل }أل َ ْ
َ ُ ُ
قا{. في ًو ِوت َ ْ
ساًنا َ ن أَردَْنا إ ِّل إ ِ ْ
ح َ قب ْل ِ َ
ك{ إلى قوله} :إ ِ ْ ن َ
م ْ ز َ
ل ِ ما أن ْ ِ
و َ ل إ ِل َي ْ َ
ك َ ز َ
ما أن ْ ِ
مُنوا ب ِ َ
آ َ
الحديث ذكره الواحدي في أسباب النزول بهذا السند وقال :الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7ص 6رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
قال أبو عبد الرحمن :شيخ الطبراني ما وجدت ترجمته لكنه قد تابعه إبراهيم بن سعيد الجوهري عند
الواحدي.
قوله تعالى:
م{ الية .65
ه ْ
جَر ب َي ْن َ ُ ما َ
ش َ في َ
ك ِ حك ّ ُ
مو َ حّتى ي ُ َ
ن َ
مُنو َ
ؤ ِ وَرب ّ َ
ك ل يُ ْ } َ
فل َ
البخاري ج 9ص 323حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا معمر بن الزهري عن عروة قال
خاصم الزبير رجًل من النصار في شريج من الحرة فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :اس ِ
ق يا
ل
زبير ثم أرس ِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1في ابن كثير ،ابن عمر ،وصوابه ما أثبتناه كما في التهذيب ،وهو عند أبي داود .ج 2ص .344
الماَء إلى جارك" فقال النصاري :يا رسول الله إن كان ابن عمتك فتلون وجهه .ثم قال: ص -70-
"اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ثم أرسل الماء إلى جارك" .واستوعى النبي صلى الله
عليه وعلى آله وسلم للزبير حقه في صريح الحكم حين أحفظه النصاري ،وكان أشار عليهما بأمر لهما فيه
ما
في َ
ك ِ حك ّ ُ
مو َ حّتى ي ُ َ
ن َ
مُنو َ
ؤ ِ وَرب ّ َ
ك ل يُ ْ سعة قال الزبير :فما أحسب هذه الية إل تزلت في ذلك } َ
فل َ
م{.ه ْ
جَر ب َي ْن َ ُ َ
ش َ
الحديث أخرجه الجماعة كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ج 1ص 520فذكر البخاري في مواضع منها
ج 5ص 431إلى ص ،437ومسلم ج 15ص 107وفيه عن عروة أن عبد الله بن الزبير حدثه أن رجًل من
مّنا مما ظاهره الرسال في بعض الطرق ،والترمذي ج 2ص
النصار وكذا في البخاري ج 5ص ،431فأ ِ
289وفيه عن عروة أن عبد الله حدثه وقال هذا حديث حسن وأعاده في التفسير ج 4ص 289وفهي عن
عروة أن عبد الله حدثه وقال هذا حديث حسن وأعادة في التفسير ج 4ص 89بذلك السند ،وأبو داود ج 3
ص ،352وابن ماجه رقم 15ورقم ،2480والمام أحمد ج 4ص ،5وابن جرير ج 5ص 158وفيه رواية
عبد الله عن أبيه الزبير وابن الجارود ص 339كالطبري.
قوله تعالى:
ل{ الية .69سو َ
والّر ُ ع الل ّ َ
ه َ ن ي ُطِ ِ
م ْ
و َ
} َ
الطبراني في الصغير ج 1ص 26حدثنا أحمد بن عمرو الخلل المكي أبو عبد الله حدثنا عبد الله بن عمران
العابدي حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن السود عن عائشة قالت :جاء رجل إلى النبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال :يا رسول الله إنك لحب إلي من نفسي ،وإنك لحب إلي من أهلي
ومالي وأحب إلي من ولدي ،وإني لكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت
موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت
الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أل أراك فلم يرد عليه النبي صلى ص -71-
الله عليه وعلى آله وسلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلم بهذه الية:
َ فُأول َئ ِ َ
نقي َ
دي ِ
ص ّ
وال ّ
ن َ
ن الن ّب ِّيي َ
م َ
م ِ عل َي ْ ِ
ه ْ م الل ّ ُ
ه َ ع َ
ن أن ْ َ ع ال ّ ِ
ذي َ م َ
ك َ ل َ
سو َ
والّر ُ
ه َ ع الل ّ َن ي ُطِ ِم ْو َ
} َ
ن{ الية ،لم يروه عن منصور عن إبراهيم عن السود عن عائشة إل فيصل .تفرد حي َ
صال ِ ِوال ّ ء َ دا ِ
ه َ
ش َوال َّ
عبد الله بن عمران.
الحديث قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7ص 7رجاله رجال الصحيح إل عبد الله بن عمران وهو ثقة .وله
شاهد من حديث ابن عباس كما في المجمع ج 7ص 7وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
وقد أخرجه أبو نعيم في الحلية ج 4ص 240وج 8ص 125والواحدي في أسباب النزول بهذا السند.
ه .وله شواهد كما في تفسير ابن كثير ج 1ص 523تزيده قوة.
سن َ ُ
وقال الشوكاني إن المقدسي ح ّ
قوله تعالى:
ة{ الية .77
صل َ
موا ال ّ وأ َ ِ
قي ُ دي َك ُ ْ
م َ
َ م كُ ّ
فوا أي ْ ِ ل لَ ُ
ه ْ قي َ
ن ِ م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ
ذي َ
َ
}أل َ ْ
النسائي ج 6ص 3أخبرنا محمد بن علي بن الحسين بن شقيق قال أنبأنا أبي قال الحسين بن واقد عن
عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه
وعلى آله وسلم بمكة فقالوا :يا رسول الله إنا كنا في عزة ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة ،فقال:
َ
"إني أمرت بالعفو فل تقاتلوا ،فلما حولنا الله إلى المدينة أمرنا بالقتال فكفوا فأنزل الله عز وجل }أل َ ْ
م ت ََر
ة{.
صل َموا ال ّ وأ َ ِ
قي ُ دي َك ُ ْ
م َ
َ م كُ ّ
فوا أي ْ ِ ل لَ ُ
ه ْ قي َ
ن ِ إ َِلى ال ّ ِ
ذي َ
الحديث أخرجه الحاكم ج 2ص 66و 307وقال في الموضعين صحيح
على شرط البخاري ولم يخرجاه ،وأقره الذهبي وفيما قاله نظر فإن حسين بن واقد ص -72-
ليس من رجال البخاري فالولى أن يقال :رجاله رجال الصحيح فإن حسينا من رجال مسلم وعكرمة من
رجال البخاري ومن رجال مسلم مقرونا بآخر وأخرجه ابن جرير ج 5ص .171
قوله تعالى:
ه{ الية .83عوا ب ِ ِ ف أَ َ
ذا ُ و ِ و ال ْ َ
خ ْ
َ
نأ ِم ِ
َ
ن اْل ْ
م َ
مٌر ِ
َ
مأ ْه ْ
جاءَ ُ وإ ِ َ
ذا َ } َ
قال المام مسلم ج 10ص :82حدثني زهير بن حرب ثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن
سماك أبي زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم نساءه قال :دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله نساءه،
وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب .قال عمر :فقلت لعلمن ذلك اليوم فذكر الحديث ،وفيه بعد استئذانه على
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت :أطلقتهن يا رسول الله ،قال" :ل" قلت :يا رسول الله
إني دخلت المسجد والناس ينكتون بالحصى يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
نساءه ،فأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن ،قال" :نعم إن شئت" .فذكر الحديث وفيه فقمت على باب
َ َ َ
و
نأ ِ ن اْل ْ
م ِ م َ
مٌر ِ
مأ ْه ْ
جاءَ ُ وإ ِ َ
ذا َ المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله نساءه ،ونزلت الية } َ
َ ُ ف أَ َ
م{ وكنت أنا استنبطت ذلك وأنزل ه ْ
من ْ ُ
ر ِ وإ َِلى أوِلي اْل ْ
م ِ ل َ دوهُ إ َِلى الّر ُ
سو ِ ول َ ْ
و َر ّ ه َ
عوا ب ِ ِ
ذا ُ و ِ ال ْ َ
خ ْ
الله آية التخيير.
قوله تعالى:
فئ َت َي ْ ِ
ن{ الية .88 ن ِ
قي َ
ف ِ في ال ْ ُ
مَنا ِ ما ل َك ُ ْ
م ِ } َ
ف َ
قال المام البخاري رحمه الله ج 8ص 359حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت سمعت عبد الله
بن يزيد يحدث عن زيد بن ثابت رضي الله
عنه قال :لما خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أحد رجع ناس ممن ص -73-
خرج وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرقتين :فرقة تقول نقاتلهم وفرقة تقول ل
فئ َت َين والل ّ َ
ما ك َ َ
سُبوا{ وقال إنها طيبة تنفي م بِ َ
ه ْ ه أْرك َ َ
س ُ ُ ن ِ ْ ِ َ قي َ
ف ِ في ال ْ ُ
مَنا ِ ما ل َك ُ ْ
م ِ نقاتلهم فنزلت } َ
ف َ
الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد.
الحديث أخرجه أيضا في التفسير ج 9ص 325ومسلم ج 17ص 123وليس عنده –إنها طيبة إلخ-
والترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح ج 4ص .89وأحمد في المسند ج 5ص 184و 187و 188وابن
جرير ج 5ص 192والطبراني في الكبير ج 5ص .129
قوله تعالى:
م
سل َ
م ال ّ ن أ َل ْ َ
قى إ ِل َي ْك ُ ُ قوُلوا ل ِ َ
م ْ ول ت َ ُ
فت َب َي ُّنوا َه َ ل الل ّ ِسِبي ِفي َ م ِ ضَرب ْت ُ ْ مُنوا إ ِ َ
ذا َ نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ
َ
}َيا أي ّ َ
م ك َِثيَرةٌ { الية .94 غان ِ ُ
م َ
ه َ عن ْدَ الل ّ ِ
ف ِة الدّن َْيا َحَيا ِض ال ْ َعَر َ ن َ غو َمًنا ت َب ْت َ ُ م ْ
ؤ ِ ت ُ لَ ْ
س َ
البخاري ج 9ص 327حدثني علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله
مًنا{ قال :قال ابن عباس كان رجل في غنيمة م ْ
ؤ ِ ت ُ م لَ ْ
س َ سل َ
م ال ّ ن أ َل ْ َ
قى إ ِل َي ْك ُ ُ قوُلوا ل ِ َ
م ْ ول ت َ ُ
عنهما } َ
ض
عَر َ
له فلحقه المسلمون فقال السلم عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك إلى قولهَ } :
ة الدّن َْيا{ تلك الغنيمة. ال ْ َ
حَيا ِ
الحديث أخرجه مسلم ج 18ص 161والترمذي ج 4ص 90وقال هذا حديث حسن قال المباركفوري
وأخرجه أبو دواد في الحروف ،والنسائي في السير ،وفي التفسير ا .هـ.
وأخرجه المام أحمد ج 1ص 299وص 324وأخرجه الحاكم ج 2ص 235وقال صحيح السناد ولم يخرجاه
وأقر الذهبي ،ومقصوده لم يخرجاه بهذا السند إلى ابن عباس وابن جرير ج 5ص 223وعند الترمذي
وأحمد
والحاكم وابن جرير في روايته تعيين المقتول وأنه من بني سليم ،وعند البزار وقال ص -74-
الهيثمي ج 7ص 9وسنده جيد وفيه تعيين القاتل وأنه المقداد 1وظاهر قصة المقداد المغايرة ،لكن قال
الحافظ في الفتح ج 9ص 327تحمل على الول لنه يمكن الجمع بينهما ا .هـ بالمعنى.
وأخرج المام أحمد ج 6ص 11وابن الجارود ص 263عن عبد الله بن أبي حدرد قال :بعثنا رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي
ومحلم بن جثامة بن قيس فخرجنا حتى إذا كنا ببطن أضم مر بنا عامر الشجعي على قعود له متيع ووطب
من لبن فلما مر بنا سلم علينا فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله بشيء كان بينه وبينه وأخذ
بعيره ومتيعه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن
م
سل َ
م ال ّ ن أ َل ْ َ
قى إ ِل َي ْك ُ ُ قوُلوا ل ِ َ
م ْ ول ت َ ُ
فت َب َي ُّنوا َ ل الل ّ ِ
ه َ سِبي ِ
في َ
م ِ
ضَرب ْت ُ ْ مُنوا إ ِ َ
ذا َ نآ َ ها ال ّ ِ
ذي َ
َ
}َيا أي ّ َ
ن
م ّ ل َ
ف َ ن َ
قب ْ ُ م ْ ك ك ُن ْت ُ ْ
م ِ م ك َِثيَرةٌ ك َذَل ِ َ
غان ِ ُ
م َ عن ْدَ الل ّ ِ
ه َ ة الدّن َْيا َ
ف ِ حَيا ِض ال ْ َعَر َ ن َ غو َمًنا ت َب ْت َ ُؤ ِم ْ ت ُ س َ لَ ْ
خِبيًرا{ وأخرجه الطبري من حديث ابن عمرو ومن ن َ مُلو َ
ع َما ت َ ْ
ن بِ َكا َه َ ن الل ّ َفت َب َي ُّنوا إ ِ ّم َ عل َي ْك ُ ْ
ه َ الل ّ ُ
حديث عبد الله بن أبي حدرد كما عند أحمد وابن الجارود وقال الهيثمي في حديث ابن أبي حدرد ج 7ص 8
ورجاله ثقات .قال الحافظ في الفتح ج 9ص 327وهذه عندي قصة أخرى ول مانع أن تنزل الية في
المرين معا.
قوله تعالى:
َ غي ُْر ُأوِلي ال ّ
م
ه ْ
وال ِ ِ
م َ ل الل ّ ِ
ه ب ِأ ْ سِبي ِ
في َ
ن ِ
دو َ
ه ُ
جا ِ وال ْ ُ
م َ ر َ
ضَر ِ ن َ
مِني َ
ؤ ِ ن ال ْ ُ
م ْ م َ
ن ِ
دو َ
ع ُ وي ال ْ َ
قا ِ ست َ ِ
}ل ي َ ْ
م{ الية .95 ه ْ س ِف ِ وأ َن ْ ُ
َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1كون الية نزلت في المقداد ليس بصحيح بل الراجح إرساله راجع ما كتبته على تفسير ابن كثير.
البخاري حدثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن أبي إسحق قال سمعت البراء -رضي الله عنه- ص -75-
ن{ دعا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله مِني َ
ؤ ِ ن ال ْ ُ
م ْ م َ
ن ِ
دو َ
ع ُ وي ال ْ َ
قا ِ ست َ ِ
يقول :لما نزلت }ل ي َ ْ
ن
م َ
ن ِ
دو َ
ع ُ وي ال ْ َ
قا ِ ست َ ِ
دا فجاءه بكتف فكتبها وشكى ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت }ل ي َ ْ وسلم -زي ً
ر{ ج 9ص 329أخرجه وقال الواحدي في أسباب النزول رواه مسلم عن غي ُْر ُأوِلي ال ّ
ضَر ِ ن َ
مِني َ
ؤ ِ ال ْ ُ
م ْ
بندار عن غندر عن شعبة وأخرجه الترمذي ج 4ص 91وقال هذا حديث حسن صحيح ،والنسائي ج 6ص
10والمام أحمد ج 4ص 282و 284و 290و 299و 300والطيالسي ج 2ص ،17والدارمي ج 2ص
209وابن سعد ج 4ص 1&154وابن جرير ج 5ص ،228والبيهقي ج 9ص .23
وأخرج البخاري 2ج 6ص 385وج 9ص 328والترمذي ج 4ص 92وصححه وأبو داود ج 2ص 319
والنسائي ج 6ص 9وأحمد ج 5ص 184و 191وابن الجارود 344والحاكم في المستدرك وصححه ج 2
ص 82وابن سعد في الطبقات ج 4ص 155من القسم الول وابن جرير ج 5ص 329والبيهقي ج 9ص
32والطبراني في الكبير ج 5ص 144من حديث زيد بن ثابت نحوه.
وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة كما في المطالب العالية ج 3ص 117وأبو يعلى والبزار وقال الهيثمي رجاله
ثقات ج 5ص 328وصححه ابن حبان كما في موارد الظمآن ص 429من حديث الفلتان بن عاصم نحوه
وأخرج الترمذي عن ابن عباس نحوه وحسنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1هو في السنن ج 4ص .56
2قد انتقد على البخاري ،حيث أخرج الحديث من طريق مروان بن الحكم ومروان متكلم فيه ولكنه قد
تابعه خارجة بن زيد بن ثابت كما في مشكل الثار ج 2ص 217ومسند أحمد ج 5ص 191وسنن أبي داود
ج 7ص 184وتابعه قبيصة بن ذؤيب كما في تفسير ابن كثير.
وأخرج الطبراني قال الهيثمي ج 7ص 9رجاله ثقات من حديث زيد بن أرقم نحوه. ص -76-
قوله تعالى:
في
ن ِ
في َ
ع ِ
ض َ
ست َ ْ قاُلوا ك ُّنا ُ
م ْ م ك ُن ْت ُ ْ
م َ قاُلوا ِ
في َ م َ
ه ْ
س ِ مي أ َن ْ ُ
ف ِ ة َ
ظال ِ ِ م ال ْ َ
ملئ ِك َ ُ ه ُ و ّ
فا ُ ن تَ َ ن ال ّ ِ
ذي َ }إ ِ ّ
َ
ض{ اليتان .98 ،97 اْلْر ِ
البخاري ج 9ص 321حدثنا عبد الله بن يزيد المقري حدثنا حيوة وغيره قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن
أبو السود قال :قطع على أهل المدينة بعث &فأكتبت فيه فلقيت عكرمة مولى ابن عباس أخبرته فنهاني
سا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد
عن ذلك أشد النهي ثم قال أخبرني ابن بعباس أن نا ً
المشركين على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -يأتي السهم يرمى به فيصيب أحدهم فيقلته
هم{ الية .رواه الليث عن
س ِ
ف ِمي أ َن ْ ُ ة َ
ظال ِ ِ م ال ْ َ
ملئ ِك َ ُ ه ُ و ّ
فا ُ ن تَ َ ن ال ّ ِ
ذي َ أو يضرب فيقتل فأنزل الله }إ ِ ّ
أبي السود -إل المستضعفين من الرجال والنساء ثم أعاده ج 16ص .147
الحديث أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج 1ص 542والطبراني ج 5ص 234وص 235
والطحاوي كما في شكل الثار ج 4ص 327مختصًرا كالبخاري ،ومبسو ً
طا كالبزار وقال الهيثمي ج 7ص
10رجاله رجال الصحيح غير محمد بن شريك 1وهو ثقة .كل هؤلء رووه وفيه نزول آيتين مع هذه الية
وسيأتي إن شاء الله في سورة النحل.
قوله تعالى:
ق َ
عَلى الل ّ ِ
ه{ جُرهُ َ
عأ ْو َ َ ف َ
قدْ َ ت َ
و ُ ه ال ْ َ
م ْ رك ْ ُ ه ثُ ّ
م ي ُدْ ِ سول ِ ِ
وَر ُ جًرا إ َِلى الل ّ ِ
ه َ ها ِ
م َ
ه ُ
ن ب َي ْت ِ ِ
م ْ
ج ِ
خُر ْ
ن يَ ْ
م ْ
و َ
} َ
الية .100
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1الحديث من طريق محمد بن شريك رواه الطحاوي في مشكل الثار ج 4ص .328
ابن جرير ج 5ص 240حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال ص -77-
م
ه ُ و ّ
فا ُ ن تَ َ ن ال ّ ِ
ذي َ حدثنا شريك عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال نزلت هذه الية }إ ِ ّ
م{ وكان بمكة رجل يقال له ضمرة من بني بكر وكان مريضا فقال لهله ه ْ
س ِ مي أ َن ْ ُ
ف ِ ة َ
ظال ِ ِ ال ْ َ
ملئ ِك َ ُ
ن
م ْ
و َ
أخرجوني من مكة فإني أجد الحر ،فقالوا :أين نخرجك؟ فأشار بيده نحو المدينة فنزلت هذه الية } َ
ه{ إلى آخر الية.
سول ِ ِ
وَر ُ جًرا إ َِلى الل ّ ِ
ه َ ها ِ
م َ
ه ُ
ن ب َي ْت ِ ِ
م ْ
ج ِ
خُر ْ
يَ ْ
الحديث رجاله ثقات ،وشريك هو ابن عبد الله القاضي النخعي وفي حفظه ضعف لكن الحديث له طريق
أخرى تنتهي إلى عكرمة عن ابن عباس في المطالب العالية ص 433رواه أبو يعلى قال الهيثمي ج 7ص
10من المجمع ورجاله ثقات ،وفيها فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ج 1ص .543وذكر الحافظ في الصابة له طرقا أ ُ َ
خر
فلتراجع هنالك ج 1ص 253ترجمة جندع بن ضمرة.
قوله تعالى:
ة{ الية .102صل َ
م ال ّ ت لَ ُ
ه ُ م َ فأ َ َ
ق ْ م َ
ه ْ
في ِ ذا ك ُن ْ َ
ت ِ وإ ِ َ
} َ
المام أحمد ج 4ص 59حدثنا عبد الرزاق ثنا الثوري عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي قال :كنا مع رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعسفان فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد وهم بيننا وبين
القبلة فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الظهر ،فقالوا :قد كانوا على حال لو أصبنا
غرتهم .ثم قالوا :تأتي عليهم الن صلة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم قال فنزل جبريل عليه السلم
ة{ قال :فحضرت ،فأمرهم رسول الله صلى الله صل َ
م ال ّ ت لَ ُ
ه ُ م َ فأ َ َ
ق ْ م َ
ه ْ
في ِ ذا ك ُن ْ َ
ت ِ وإ ِ َ
بهذه اليات } َ
عليه وعلى آله وسلم فأخذوا السلح ،قال :فصففنا خلفه صفين قال ثم ركع فركعنا جميعا ثم رفع فرفعنا
جميعا – الحديث.
الحديث أخرجه عبد الرزاق في المصنف ج 2ص 505والطيالسي ج 1ص 150والحاكم ص -78-
في المستدرك ج 1ص 337وقال صحيح على شرطهما وأقره الذهبي وأخرجه أبو داود ج 1ص 477قال
صاحب عون المعبود ورواه البيهقي في المعرفة بلفظ حدثنا أبو عياش وفي هذا تصريح بسماع مجاهد من
أبي عياش وأخرجه النسائي ج 3ص 145والدارقطني ج 2ص 59وقال صحيح وابن جرير ج 5ص 246
وص .257
وأخرجه ابن جرير ج 5ص 256والحاكم ج 3ص 30وقال صحيح على شرط البخاري وأقره الذهبي عن
ابن عباس مثله.
قوله تعالى:
َ َ ذى من مطَ َم أَ ً
م{ الية .102 حت َك ُ ْسل ِ َ
عوا أ ْ ض ُ
ن تَ َ ضى أ ْ مْر َ
م َو ك ُن ْت ُ ْ
رأ ٍْ ِ ْ َ ن ب ِك ُ ْ ن َ
كا َ عل َي ْك ُ ْ
م إِ ْ ح َ
جَنا َ
}ل ُ
البخاري ج 9ص 333حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا حجاج عن ابن جريج قال أخبرني يعلى عن
ذى من مطَ َ م أَ ً
ضى{ مْر َ و ك ُن ْت ُ ْ
م َ رأ ْ ٍ ِ ْ َ ن ب ِك ُ ْ ن َ
كا َ سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما }إ ِ ْ
قال عبد الرحمن بن عوف وكان جريحا .قال الحافظ أي فنزلت الية قلت :والتصريح بلفظ النزول أخرجه
الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي ج 2ص 308وأحرجه ابن جرير ج 5ص 259
ولفظه كالبخاري.
قوله تعالى:
ق الل ّ ِ
ه{ الية .119 خل ْ َ
ن َ فل َي ُ َ
غي ُّر ّ م َ
ه ْ وَل ُ
مَرن ّ ُ } َ
قال المام الطبري رحمه الله ج 9ص 215بتحقيق أحمد شاكر حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد
الرحمن قال حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس أنه كره الخصاء وقال فيه نزلت
ق الل ّ ِ
ه{. خل ْ َ
ن َ فل َي ُ َ
غي ُّر ّ م َ
ه ْ وَل ُ
مَرن ّ ُ } َ
هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
والحاكم ج 2ص 186وصححه وأقره الذهبي وابن جرير ص 307أنها نزلت في شأن ص -80-
سودة أخرجه الترمذي والطيالسي وابن جرير من حديث ابن عباس ،1وأخرجه أبو داود والحاكم وابن جرير
أيضا من حديث عائشة ولفظ أبي داود قالت عائشة لعروة يابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وعلى
آله وسلم ل يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا وكان قَ ّ
ل يوم إل وهو يطوف علينا جميعا
فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها ،ولقد قالت سودة بنت زمعة
حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يا رسول الله يومي لعائشة
فقبل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك منها قالت :تقول في ذلك أنزل الله عز وجل وفي
شوًزا{.ها ن ُ ُ
عل ِ َ
ن بَ ْ
م ْ
ت ِ
ف ْ مَرأ َةٌ َ
خا َ نا ْ
وإ ِ ِ
أشباهها أراه قال } َ
وأخرج الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي ج 2ص 308عن رافع بن خديج أنه كانت
تحته امرأة قد خل من سنها فتزوج عليها شابة فآثر البكر عليها فأبت امرأته الولى أن تقر على ذلك
فطلقها تطليقة حتى إذا بقي من أجلها يسير قال إن شئت راجعتك وصبرت على المر وإن شئت تركتك
حتى يخلو أجلك قالت بل راجعني أصبر على الثرة ثم آثر عليها فلم تصبر على الثرة فطلقها الخرى وآثر
و َ ها ن ُ ُ مَرأ َةٌ َ
خا َ
شوًزا أ ْ عل ِ َ
ن بَ ْ
م ْ
ت ِ
ف ْ نا ْ
وإ ِ ِ
عليها الشابة قال فذلك الصلح الذي بلغنا أن الله قد أنزل فيه } َ
َ
حا{.2صل ْ ً
ما ُ
ه َ
حا ب َي ْن َ ُ
صل ِ َ
ن يُ ْ
ما أ ْ عَلي ِ
ه َ ح َ
جَنا َ ضا َ
فل ُ عَرا ً
إِ ْ
ول تنافي بين هذه القوال فإن حديث عائشة الول مبهم وحديثها الثاني مفسر للبهام ،وأما حديث رافع
فإنما قال إنها شاملة لما فعل والية تشمل الجميع والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1وهو ضعيف لنه من رواية سماك عن عكرمة وفي رواية سماك عن عكرمة اضطراب.
2الراجح إرساله فقد أرسله سفيان بن عيينة وشعيب بن أبي حمزة ووصله معمر كما في تفسير ابن كثير
فالراجح الرسال ل سيما وراوي الوصل الحاكم وهو كثير الوهام.
أسماء قلدة فظهر بحمد الله ما تقدم من قولها :هلكت قلدة لسماء ،وهذا من فوائد ص -84-
جمع طرق الحديث وج 15ص 189وأخرجه مسلم ج 4ص 58و 59وأبو داود ج 1ص ،145والنسائي ج 1
ص ،133وابن ماجه رقم ،565وأحمد ج 6ص 57وص 179والمام مالك في الموطأ ج 1ص ،75وعبد
ها َ
الرزاق في المصنف ج 1ص 228وابن جرير ج 5ص 106وص 108وفي التصريح الية ونزلت }َيا أي ّ َ
ة{ والحاكم من حديث ابن عباس وصححه وأقره الذهبي بنحو حديث م إ َِلى ال ّ
صل ِ مت ُ ْ ذا ُ
ق ْ مُنوا إ ِ َ
نآ َ ال ّ ِ
ذي َ
عائشة ج 4ص .9
قوله تعالى:
سول َ ُ
ه{ الية .33 وَر ُ ن الل ّ َ
ه َ رُبو َ
حا ِ
ن يُ َ جَزاءُ ال ّ ِ
ذي َ ما َ
}إ ِن ّ َ
أبو داود ج 4ص 228حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان أناح ونا عمرو بن عثمان حدثنا الوليد عن الوزاعي
عن يحيى يعني ابن أبي كثير عن أبي قلبة عن أنس بن مالك بهذا الحديث –يعني حديث العرنيين -قال فيه
ما
فبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في طلبهم قافلة فأتي بهم فأنزل الله في ذلك }إ ِن ّ َ
َ
دا{ الية.
سا ً
ف َ في اْلْر ِ
ض َ ن ِو َ
ع ْ
س َ
وي َ ْ سول َ ُ
ه َ وَر ُ ن الل ّ َ
ه َ رُبو َ
حا ِ
ن يُ َ جَزاءُ ال ّ ِ
ذي َ َ
الحديث رجاله رجال الصحيح وأصله في صحيح البخاري من حديث قتادة بلغنا أن هذه الية نزلت فيهم.
وحديث أبي قلبة أخرجه النسائي ج 7ص 92وابن جرير ج 6ص 208وفيه تصريح الوليد بن مسلم
بالتحديث.
وهذا الحديث مروي عن جماعة من الصحابة كما في تفسير ابن كثير رحمه الله.
قوله تعالى:
في ال ْك ُ ْ َ
ر{ اليات 41إلى .45
ف ِ ن ِ
عو َ
ر ُ
سا ِ
ن يُ َ ك ال ّ ِ
ذي َ حُزن ْ َ سو ُ
ل ل يَ ْ ها الّر ُ
}َيا أي ّ َ
مسلم ج 11ص 209حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة كلهما عن أبي معاوية ص -85-
قال يحيى :أخبرنا أبو معاوية عن العمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب قال :مر على النبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم يهودي محمما مجلودا فدعاهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال:
"هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم" قالوا :نعم فدعا رجل من علمائهم فقال" :أنشدك بالله الذي أنزل
التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم" قال :ل ولول أنك نشدتني بهذا لم أخبرك ،نجده
الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد ،قلنا تعالوا
فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع فجلعنا التحميم والجلد مكان الرجم ،فقال رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه" .فأمر به فرجم فأنزل الله عز
ُ في ال ْك ُ ْ َ
ه َ
ذا م َ ن أوِتيت ُ ْ ر{ إلى قوله }إ ِ ْ ف ِ ن ِ عو َ ر ُسا ِ ن يُ َ ذي َ ك ال ّ ِحُزن ْ َل ل يَ ْ سو ُ ها الّر ُ وجل }َيا أي ّ َ
دا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه وإن ه{ يقول :ائتوا محم ً ذو ُخ ُف َُ
ن{فُرو َ م ال ْ َ
كا ِ ه ُ ك ُ فُأول َئ ِ َه َ ل الل ّ ُ ما أ َن َْز َم بِ َحك ُ ْ م يَ ْ ن لَ ْ
م ْ و َ
أفتاكم بالرجم فاحذروا فأنزل الله تعالى } َ
فُأول َئ ِ َ
ك ه َل الل ّ ُ ما أ َن َْز َ م بِ َ حك ُ ْم يَ ْ ن لَ ْ
م ْ و َن{ } َ مو َ ظال ِ ُم ال ّ ه ُك ُ فُأول َئ ِ َ ه َل الل ّ ُ ما أ َن َْز َ حك ُ ْ
م بِ َ م يَ ْ ن لَ ْم ْو َ} َ
ن{. س ُ
قو َ م ال ْ َ
فا ِ ه ُ
ُ
الحديث أخرجه أبو داود ج 4ص 263وفيه بيهودي محمم مجلود على الوصفية والمام أحمد ج 4ص ،286
والبيهقي ج 8ص ،246وابن جرير ج 6ص 233و 254وابن أبي حاتم ج 3ص .3
سبب آخر في نزول اليات:
أخرج أبو داود بسند رجاله رجال الصحيح ج 4ص 286عن ابن عباس قال :كانت قريظة والنضير :وكان
النضير أشرف من قريظة فكان إذا قتل رجل من قريظة رجل من النضير قتل به وإذا قتل رجل من النضير
نودي بمائة وسق من التمر فلما بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قتل رجل من
النضر رجل من قريظة فقالوا ادفعوه إلينا نقتله فقالوا بيننا وبينكم النبي صلى الله عليه ص -86-
ط{ والقسط النفس بالنفس ثم
س ِ م ِبال ْ ِ
ق ْ ه ْ حك ُ ْ
م ب َي ْن َ ُ ت َ
فا ْ حك َ ْ
م َ ن َوإ ِ ْ
وعلى آله وسلم فأتوه فنزلت } َ
ن{. غو َة ي َب ْ ُ
هل ِي ّ ِ م ال ْ َ
جا ِ حك ْ َ نزلت }أ َ َ
ف ُ
الحديث أخرجه أيضا أبو داود ج 3ص 330والنسائي ج 8ص 17وابن حبان كما في موارد الظمآن ص
430وابن الجارود ص 261والدارقطني ج 3ص 198وابن جرير ج 6ص 243وابن أبي حاتم ج 3ص 4
وابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ج 1ص 566وفيها تصريح ابن إسحاق بالتحديث والحاكم ج 4ص
367وقال صحيح السناد وأقره الذهبي.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله ج 2ص 61وقد يكون اجتمع هذان السببان في وقت واحد فنزلت هذه
اليات في ذلك كله والله أعلم .ا .هـ .وأقول ثم ظهر أن حديث ابن عباس ضعيف لنه من رواية سماك عن
عكرمة وهي مضطربة ومن رواية داود بن الحصين عن عكرمة وهي منكرة كما في الميزان عن ابن
المديني وأبي داود.
قوله تعالى:
ن َرب ّ َ
ك{ الية .67 ل إ ِل َي ْ َ
ز َ ُ ل ب َل ّ ْ
سو ُ َ
م ْ
ك ِ ما أن ْ ِ
غ َ ها الّر ُ
}َيا أي ّ َ
ابن حبان –الموارد ص -430أخبرنا عبد الله بن محمد الزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أنبأنا
مؤمل بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال :كان
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا نزل منزل نظروا أعظم شجرة يرونها فجعلوها للنبي صلى
الله عليه وعلى آله وسلم فينزل تحتها وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر فبينما هو نازل تحت شجرة
وقد علق السيف عليها إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة ثم دنا من النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم وهو نائم فأيقظه فقال :يا محمد من يمنعك مني فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله
ن َرب ّ َ
ك م ْ ل إ ِل َي ْ َ
ك ِ ز َ ُ
ما أن ْ ِ ل ب َل ّ ْ
غ َ سو ُها الّر ُ
َ
وسلم" :الله" فأنزل الله عز وجل }َيا أي ّ َ ص -87-
س{ الية.ن الّنا ِ م َ م َ
ك ِ ص ُ
ع ِ والل ّ ُ
ه يَ ْ سال َت َ ُ
ه َ ر َ
ت ِ ما ب َل ّ ْ
غ َ ل َ
ف َ ع ْ
ف َ ن لَ ْ
م تَ ْ وإ ِ ْ
َ
هذا حديث حسن فإن محمد بن عمرو قال فيه الحافظ الذهبي في الميزان إنه حسن الحديث ومؤمل بن
إسماعيل تكلموا في حفظه ولكن قد توبع كما في تفسير ابن كثير ج 2ص 79فقد تابعه آدم وهو ابن أبي
إياس ذكره ابن كثير بسند ابن مردويه:
قوله تعالى:
ع{ الية .83
م ِ
ن الدّ ْ
م َ
ض ِ
في ُ
م تَ ِ
ه ْ ل ت ََرى أ َ ْ
عي ُن َ ُ ل إ َِلى الّر ُ
سو ِ ز َ ُ
ما أن ْ ِ
عوا َ
م ُ
س ِ وإ ِ َ
ذا َ } َ
ابن أبي حاتم ج 3ص 23حدثنا أبي حدثنا عمرو بن علي حدثنا عمر بن علي المقدمي قال :سمعت هشام
وإ ِ َ
ذا بن عروة يحدث عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال :نزلت هذه الية في النجاشي وأصحابه } َ
ع{ الية.
م ِ
ن الدّ ْ
م َ
ض ِ
في ُ
م تَ ِ
ه ْ ل ت ََرى أ َ ْ
عي ُن َ ُ ل إ َِلى الّر ُ
سو ِ ز َ ُ
ما أن ْ ِ
عوا َ
م ُ
س ِ
َ
الحديث رجاله رجال الصحيح إل محمد بن إدريس والد ابن أبي حاتم وهو حافظ كبير وقد ساقه الحافظ ابن
كثير بهذا السند عازيا له للنسائي 1وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9ص 419رواه البزار ورجاله رجال
الصحيح غير محمد بن عثمان بن بحر وهو ثقة.
وأخرجه ابن جرير ج 7ص 5بهذا السند عن شيخه عمرو بن علي وهو الفلس.
قوله تعالى:
ن أَ ْ
هِليك ُ ْ
م{ الية .89 مو َ ما ت ُطْ ِ
ع ُ ط َ
س ِو َ
َ
نأ ْم ْ
} ِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أخرجه النسائي في التفسير ج 1ص 61من حديث عمرو بن علي به.
قال المام أبو عبد الله ابن ماجه ج 1ص 682حدثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرحمن بن ص -88-
مهدي ثنا سفيان بن عيينة عن سليمان بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان الرجل
ن ما ت ُطْ ِ َ
مو َع ُ ط َ
س ِ
و َ
نأ ْم ْ
يقوت أهله قوتا فيه سعة وكان الرجل يقوت أهله قوتا فيه شدة فنزلت } ِ
م{. أَ ْ
هِليك ُ ْ
هذا الحديث رجاله رجال الصحيح إل سليمان بن أبي المغيرة العبسي وقد وثقه يحيى بن معين .وقال
البوصيري في مصباح الزجاجة :هذا إسناد موقوف صحيح السناد.
وأقول هو في أسباب النزول له حكم الرفع.
قوله تعالى:
شي ْ َ َ َ
ن{ الية 90و .91 طا ِ ل ال ّ
م ِ
ع َ
ن َ
م ْ
س ِ
ج ٌ
ر ْ واْلْزل ُ
م ِ ب َ واْلن ْ َ
صا ُ سُر َ وال ْ َ
مي ْ ِ مُر َ ما ال ْ َ
خ ْ }إ ِن ّ َ
ابن جرير ج 7ص 34حدثنا الحسين بن علي الصدائي قال حدثنا حجاج بن المنهال قال :حدثنا ربيعة بن
كلثوم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل النصار
شربوا حتى إذا ثملوا عبث بعضهم ببعض فلما أن صحوا جعل الرجل منهم يرى الثر بوجهه ولحيته فيقول:
فعل بي هذا أخي فلن وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن والله لو كان بي رءوفا رحيما ما فعل بي هذا
فه ْ َ
م
ل أن ْت ُ ْ سُر{ إلى قوله } َ َ وال ْ َ
مي ْ ِ مُر َ ما ال ْ َ
خ ْ حتى وقعت في قلوبهم الضغائن فأنزل الله تعالى }إ ِن ّ َ
ن{ فقال ناس من المتكلفين هي رجس وهي في بطن فلن قتل يوم بدر وقتل فلن يوم أحد هو َمن ْت َ ُ
ُ
موا{ الية. ما طَ ِ
ع ُ في َ
ح ِ
جَنا ٌ
ت ُ
حا ِ مُلوا ال ّ
صال ِ َ ع ِ
و َ
مُنوا َ
نآ َ عَلى ال ّ ِ
ذي َ فأنزل الله }ل َي ْ َ
س َ
الحديث أخرجه الحاكم ج 4ص 142والبيهقي ج 8ص 286وقال الهيثمي ج 7ص 18في مجمع الزوائد
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
أما سند ابن جرير فرجاله رجال الصحيح إل الحسين بن علي الصدائي وهو ثقة. ص -89-
وسيأتي إن شاء الله حديث سعد في سورة العنكبوت.
قوله تعالى:
موا{ الية .93 ما طَ ِ
ع ُ في َ
ح ِ
جَنا ٌ
ت ُ
حا ِ مُلوا ال ّ
صال ِ َ ع ِ
و َ
مُنوا َ
نآ َ عَلى ال ّ ِ
ذي َ }ل َي ْ َ
س َ
البخاري ج 6ص 36حدثني محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى أخبرنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا ثابت عن
أنس رضي الله عنه كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة وكان خمرهم يومئذ الفضيخ فأمر رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم مناديا ينادي :أل إن الخمر قد حرمت .قال :فقال لي أبو طلحة :اخرج
فأهرقها ،فخرجت فهرقتها فجرت في سلك المدينة فقال بعض القوم قد قتل قوم وهي في بطونهم فأنزل
موا{ الية. ما طَ ِ
ع ُ في َ
ح ِ
جَنا ٌ
ت ُ
حا ِ مُلوا ال ّ
صال ِ َ ع ِ
و َ
مُنوا َ
نآ َ عَلى ال ّ ِ
ذي َ الله }ل َي ْ َ
س َ
الحديث أخرجه أيضا البخاري في التفسير ج 9ص 348ومسلم ج 13ص 349والمام أحمد ج 3ص 227
والدارمي ج 2ص .111
وأخرج الترمذي ج 4ص 98وصححه وابن جرير ج 7ص 37وابن حبان كما في الموارد ج 4ص 98
وصححه وابن جرير ج 7ص 37وابن حبان كما في الموارد ص 333و 430وابن أبي حاتم ج 3ص 30مثله
من حديث البراء .وأخرج الترمذي صححه ج 4ص 98وأحمد ج 1ص 234و 272و 295وابن جرير ج 7
ص 37والحاكم ج 4ص 143وصححه وأقره الذهبي من حديث ابن عباس مثله لكنه من طريق سماك عن
عكرمة عن ابن عباس وفي رواية سماك عن عكرمة اضطراب.
قوله تعالى:
ؤك ُ ْ
م{ الية .101 س ْ ن ت ُب ْدَ ل َك ُ ْ
م تَ ُ ن أَ ْ
شَياءَ إ ِ ْ سَألوا َ
ع ْ مُنوا ل ت َ ْ
نآ َ ها ال ّ ِ
ذي َ
َ
}َيا أي ّ َ ص -90-
البخاري ج 9ص 349حدثنا منذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي حدثنا أبي حدثنا شعبة عن موسى بن
أنس عن أنس رضي الله تعالى عنه قال خطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطبة ما سمعت
مثلها قط ،قال :لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليل ولبكيتم كثيرا قال :فغطى أصحاب رسول الله صلى الله
سَألوا
عليه وعلى آله وسلم وجوههم ،لهم خنين فقال رجل :من أبي؟ قال فلن فنزلت هذه الية }ل ت َ ْ
ؤك ُ ْ
م{. س ْ ن ت ُب ْدَ ل َك ُ ْ
م تَ ُ ن أَ ْ
شَياءَ إ ِ ْ ع ْ
َ
ورواه النضر وروح بن عبادة عن شعبة.
الحديث أخرجه مسلم ج 15ص 11و 12وأخرجه الترمذي ج 4ص 99والمام أحمد ج 3ص 206وابن
جرير ج 7ص .80
وقد أخرج البخاري ج 9ص 352وابن أبي حاتم ج 3ص 37وابن جرير ج 7ص 80عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم استهزاء فيقول الرجل :من
أبي ،ويقول الرجل تضل ناقته :أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الية:
ؤك ُ ْ
م{ حتى فرغ من الية كلها. س ْ ن ت ُب ْدَ ل َك ُ ْ
م تَ ُ ن أَ ْ
شَياءَ إ ِ ْ سَألوا َ
ع ْ مُنوا ل ت َ ْ
نآ َ ها ال ّ ِ
ذي َ
َ
}َيا أي ّ َ
وأخرج الطبري عن أبي هريرة ج 7ص 82بسند رجاله رجال الصحيح إل محمد بن علي شيخ ابن جرير وهو
ثقة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال" :يا أيها الناس كتب الله عليكم الحج"
فقام محصن 1السدي فقال :أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال" :أما أني لو قلت نعم لوجبت ولو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1وبعده بسند ابن جرير فقام عكاشة بن محصن ولعله الصواب.
وجبت ثم تركتم لضللتم ،اسكتوا عني ما سكت عنكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم ص -91-
من ت ُب ْدَ ل َك ُ ْ ن أَ ْ
شَياءَ إ ِ ْ سَألوا َ
ع ْ مُنوا ل ت َ ْ
نآ َ ها ال ّ ِ
ذي َ
َ
واختلفهم على أنبيائهم" ،فأنزل الله تعالىَ} :يا أي ّ َ
م{ إلى آخر الية.ؤك ُ ْ
س ْ
تَ ُ
وأخرج الطبراني من حديث أبي أمامة نحوه وقال الهيثمي في المجمع ج 3ص 204إسناده حسن جيد.
فهذه ثلثة أسباب لن الول وهو عبد الله بن حذافة لم يسأل استهزاء لكن قال الحافظ في الفتح ج 9ص
:351ل مانع أن يكون الجمع سبب نزولها والله أعلم .وقال ص :352والحاصل أنها نزلت بسبب كثرة
المسائل ،إما على سبيل الستهزاء والمتحان ،وإما على سبيل التعنت عن الشيء الذي لو لم يسأل عنه
لكان على الباحة ا .هـ.
قوله تعالى:
ذا ح َ َ َ
من ْك ُ ْ
م ل ِعدْ ٍ
وا َ ة اث َْنا ِ
ن ذَ َ صي ّ ِ ن ال ْ َ
و ِ حي َ ت ِو ُ م ْ م ال ْ َ
حدَك ُ ُ ضَر أ َ هادَةُ ب َي ْن ِك ُ ْ
م إِ َ َ مُنوا َ
ش َ نآ َ ذي َها ال ّ ِ}َيا أي ّ َ
م ال ْ َ دي ال ْ َ َ
ن{ من آية .108-106 قي َس ِ فا ِ و َق ْ ه ِه ل يَ ْ والل ّ ُ
م{ الية إلى قوله } َ رك ُ ْ ن َ
غي ْ ِ م ْن ِ خَرا ِ وآ َ أ ْ
البخاري ج 6ص 339وقال لي علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن أبي زائدة عن محمد بن أبي
القاسم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج رجل من بني
سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم فلما قدما بتركته فقدوا جاما 1
من فضة مخوصا من ذهب فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم وجدوا الجام بمكة
فقالوا :ابتعناه من تميم وعدي فقام رجلن من أولياء السهمي فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما وأن
الجام لصاحبهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1الجام :الناء.
حدَك ُ ُ
م ذا ح َ َ
ضَر أ َ هادَةُ ب َي ْن ِك ُ ْ
م إِ َ َ مُنوا َ
ش َ نآ َ ها ال ّ ِ
ذي َ
َ
قال :وفيهم نزلت هذه الية }َيا أي ّ َ ص -92-
ت{.
و ُ ال ْ َ
م ْ
الحديث ليس فيه تصريح البخاري بأن شيخه حدثه أعني لفظة حدثنا وسمعت لكن قال الحافظ في الفتح
قد أخرجه المصنف في التاريخ فقال :حدثنا علي بن المديني وهذا مما يقوي ما قررته غير مرة من أنه يعبر
بقوله وقال لي في الحاديث التي سمعها لكن حيث يكون في إسناده عنده نظر أو حيث تكون موقوفة،
وأما من زعم أنه يعبر بها في الحاديث التي أخذها في المذاكرة أو المناولة فليس عليه دليل.
الحديث أخرجه الترمذي ج 4ص 101وقال هذا حديث حسن غريب وأخرجه أبو داود ج 3ص 337وابن
جرير ج 7ص 115والبيهقي ج 10ص .165
الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7ص 21رجال أحمد رجال الصحيح غير كردوس وهو ثقة. ص -94-
قوله تعالى:
ْ
ه{ الية .121عل َي ْ ِه َ م الل ّ ِ
س ُ
را ْ م ي ُذْك َ ِما ل َ ْم ّول ت َأك ُُلوا ِ } َ
أبو داود ج 3ص 59حدثنا محمد بن كثير قال أنا إسرائيل حدثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله
ْ َ
ما ول ت َأك ُُلوا ِ
م ّ م{ يقولون ما ذبح الله فل تأكلوه فأنزل الله } َ ه ْ ن إ َِلى أ ْ
ول َِيائ ِ ِ حو َ ن ل َُيو ُ طي َشَيا ِن ال ّ وإ ِ ّ} َ
ه{. عل َي ْ ِ
ه َ م الل ّ ِ س ُ
را ْ م ي ُذْك َ ِ لَ ْ
الحديث رجاله رجال الصحيح ،وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره ج 2ص 171وهذا إسناده صحيح،
وأخرجه ابن ماجه رقم ،3173وابن جرير ج 8ص 126و 18وأخرجه الحاكم ج 4ص 113و 231وقال
في كل الموضوعين صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي .أقول الحديث من رواية سماك عن عكرمة
ورواية سماك عن عكرمة مضطربة فالحديث ضعيف.
عن عبادة بن الصامت قال :خرجنا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فشهدت ص -97-
معه بدرا فالتقى الناس فهزم الله تبارك وتعالى العدو فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون فأكبت
طائفة على المعسكر يحوونه ويجمعونه وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ل
يصيب العدو منه غرة حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم نحن
حويناهم وجمعناهم فليس لحد فيها نصيب ،وقال الذين خرجوا في طلب العدو لستم بأحق بها منا ،نفينا
عنها العدو وهزمناهم ،وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لستم بأحق بها منا،
نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به
قوا الل ّه َ ل اْل َن ْ َ ن اْل َن ْ َ سَألون َ َ
ت ب َي ْن ِك ُ ْ
م{ حوا َ
ذا َ صل ِ ُ
وأ ْ
َ َ فات ّ ُ
ل َ
سو ِ
والّر ُ ل ل ِل ّ ِ
ه َ فا ُ ل ُ
ق ِ فا ِ ع ِ
ك َ فنزلت} :ي َ ْ
فقسمها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على وفاق بين المسلمين ،الحديث هذا لفظ أحمد.
تنبيه:
حديث عبادة بن الصامت من طريق مكحول عن أبي أمامة ومكحول لم يسمع من أبي أمامة ،وفي بعض
الطرق التصريح بالواسطة بينهما وهو أبو سلم ممطور وفي بعضها ليس فيها مكحول كما عند المام أحمد
في بعض الطرق من غير طريق مكحول ،لكنها من طريق أبي سلم ممطور الحبشي وهو لم يسمع 1من
أبي أمامة لكن الحديث له شاهد وهو ما رواه الحاكم وأقره الذهبي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال يوم بدر" :من قتل قتيل فله كذا وكذا" أما المشيخة فثبتوا
تحت الرايات وأما الشبان فتسارعوا إلى الغنائم فقالت المشيخة للشبان :أشركونا معكم فأنا كنا ردًءا لكم
ولو كان شيء لجئتم إلينا ،فأبوا ،فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1قلت هذا اعتمادا على ما في تهذيب التهذيب من قول ابن أبي حاتم عن أبيه ثم وجدت تصريحه
بالتحديث في صحيح مسلم ج 1ص 553بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1هو في النسائي ج 1ص 75من التفسير.
الحديث أخرجه مسلم ج 12ص 84و 85والترمذي وقال حسن صحيح غريب ج 4ص ص -99-
111و 112وعزاه الحافظ ابن كثير ج 2ص 286لبي دواد وقال :وصححه علي بن المديني ،وابن أبي
حاتم ج 3ص ،230وابن جرير ج 9ص .189
قوله تعالى:
ه{ الية .16
ذ دُب َُر ُ
مئ ِ ٍ
و َ
م يَ ْ ول ّ ِ
ه ْ ن يُ َ
م ْ
و َ
} َ
أبو داود ج 2ص 349حدثنا محمد بن هشام المصري حدثنا بشر بن المفضل حدثنا داود عن أبي نضرة عن
ه{.
ذ دُب َُر ُ
مئ ِ ٍ
و َ
م يَ ْ ول ّ ِ
ه ْ ن يُ َ
م ْ
و َ
أبي سعيد قال :نزلت في يوم بدر } َ
الحديث أخرجه الحاكم ج 2ص 327وقال صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي وابن جرير ج 9ص 201
وعزاه الحافظ ابن كثير ج 2ص 295إلى النسائي وابن مردويه مع من ذكرنا ثم قال :وهذا كله ل ينفي أن
يكون الفرار من الزحف حراما على غير أهل بدر وإن كان سبب نزول الية فيهم كما دل عليه حديث أبي
هريرة المتقدم من أن الفرار من الزحف من الموبقات كما هو مذهب الجمهور والله أعلم.
قوله تعالى:
مى{ الية .17 ن الل ّ َ
ه َر َ ول َك ِ ّ
ت َ ت إ ِذْ َر َ
مي ْ َ مي ْ َ
ما َر َ
و َ
} َ
قال الطبراني رحمه الله ج 3ص 227حدثنا أحمد بن مابهرام اليذجي ثنا محمد بن يزيد السفاطي ثنا
إبراهيم بن يحيى الشجري حدثني أبي ثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الله بن يزيد مولى السود بن
سفيان عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن حكيم بن حزام قال لما كان يوم بدر أمر رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخذ كفا من الحصباء فاستقبلنا به فرمانا بها وقال :شاهت الوجوه
ت ت إ ِذْ َر َ
مي ْ َ مي ْ َ
ما َر َ
و َ
فانهزمنا فأنزل الله عز وجلَ } :
مى{. ن الل ّ َ
ه َر َ ول َك ِ ّ
َ ص -100-
قال الهيثمي في المجمع ج 6ص 84سنده حسن ،وأقول :لعله يقصد أنه حسن لغيره .وإليك رجال السناد
محمد بن يزيد السفاطي ،قال أبو حاتم :صدوق .وإبراهيم بن يحيى الشجري ،قال أبو حاتم :ضعيف ،ووثقه
ابن حبان والحاكم ،وقال أبو إسماعيل الترمذي :لم أر أعمى قلبا منه ،قلت له حدثكم إبراهيم بن سعد
فقال حدثكم إبراهيم بن سعد فهذا جرح مفسر فهو ضعيف.
ووالده وهو يحيى بن محمد وعباد الشجري ،قال أبو حاتم ضعيف .وذكره ابن حبان في الثقات .قال
الحافظ في التهذيب بعد هذا ،قلت وقال الساجي في حديثه مناكير وأغاليط وكان فيما بلغني ضريرا يلقن
ا .هـ .من تهذيب التهذيب.
وموسى بن يعقوب الزمعي مختلف فيه الراجح فيه أن يصلح في الشواهد والمتابعات.
وأما عبد الله بن يزيد مولى السود بن سفيان فمن رجال الجماعة وهو ثقة.
وأما أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة فقال الزهري كان من علماء قريش .ا .هـ مختصرا من تهذيب
التهذيب ،وأما شيخ الطبراني وهو أحمد بن ما بهرام وفي المعجم الصغير أحمد بن الحسين بن ما بهرام
فلم أتمكن من البحث عنه.
وقلنا إن الهيثمي لعله حسن الحديث من أجل ما له من الشواهد والمتابعات؛ لنه قد عقبه بقوله :وعن ابن
عباس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لعلي" :ناولني كفا من حصى" فناوله فرمى به وجوه
ن الل ّ َ
ه ول َك ِ ّ
ت َ ت إ ِذْ َر َ
مي ْ َ مي ْ َ
ما َر َ
و َ
القوم فما بقي أحد من القوم إل امتلت عيناه من الحصباء فنزلتَ } :
مى{ الية .ثم قال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.َر َ
وقد روى الحاكم ج 2ص 327عن سعيد بن المسيب عن أبيه أنها نزلت لما رمى النبي ص -101-
ي بن خلف وقال هذا حديث على شرط الشيخين ،وأقره الذهبي. ُ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم أب َ ّ
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله ج 2ص 229بعد عزوه إلى الحاكم عن سعيد بن المسيب والزهري وهذا
القول عن هذين المامين غريب أيضا جدا ولعلهما أرادا أن الية بعمومها تناولته ل أنها نزلت فيه خاصة كما
تقدم ا .هـ.
قوله تعالى:
ح{ الية .19 م ال ْ َ
فت ْ ُ جاءَك ُ ُ ف َ
قدْ َ حوا َ ست َ ْ
فت ِ ُ ن تَ ْ
}إ ِ ْ
ابن جرير ج 9ص 208قال 1حدثنا يحيى بن آدم عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري
عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير قال :كان المستفتح يوم بدر أبا جهل قال اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لم
ح{. م ال ْ َ
فت ْ ُ جاءَك ُ ُ ف َ
قدْ َ حوا َ ست َ ْ
فت ِ ُ ن تَ ْ
ه الغداة ،فأنزل الله }إ ِ ْ
حن ْ ُ
نعرف فأ ِ
الحديث أصله في المسند ج 5ص 431وليس فيه نزول الية وأخرجه الحاكم وقال :هذا حديث صحيح على
شرط الشيخين ولم يخرجاه ،وأقره الذهبي وعزاه الحافظ ابن كثير في التفسير ج 2ص 296للنسائي في
التفسير وأخرجه الواحدي في أسباب النزول.
قوله تعالى:
كان الل ّه ل ِيعذّبهم َ
ن{ الية .33
فُرو َ
غ ِ
ست َ ْ
م يَ ْ
ه ْ
و ُ
م َ
ه ْعذّب َ ُ
م َ ن الل ّ ُ
ه ُ ما َ
كا َ و َ
م َ
ه ْ
في ِ
ت ِ
وأن ْ َ
ُ ُ َ َ ُ ْ َ ما َ َ
و َ
} َ
البخاري ج 9ص 378حدثني أحمد حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1الظاهر أن فاعل قال هو ابن وكيع في إسناد قبله وهو ضعيف لكن الحديث ثابت من طرق أخرى إلى
الزهري.
حدثنا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي سمع أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ص -102-
قال أبو جهل :اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.
كان الل ّه ل ِيعذّبهم َ
م ما ل َ ُ
ه ْ و َ
نَ ،
فُرو َ
غ ِ
ست َ ْ
م يَ ْ
ه ْ
و ُ
م َ عذّب َ ُ
ه ْ م َ
ه ُن الل ّ ُ ما َ
كا َ و َم َ ه ْ في ِت ِ وأن ْ َ
ُ ُ َ َ ُ ْ َ ما َ َ و َفنزلتَ } :
َ
م{ – الية. حَرا ِ د ال ْ َج ِ س ِ ن ال ْ َ
م ْ ع ِ
ن َ
دو َ
ص ّم يَ ُ
ه ْ
و ُ
ه َم الل ّ ُه ُ أّل ي ُ َ
عذّب َ ُ
الحديث أعاده ص 379من طريق شيخه محمد بن النضر أخي شيخه أحمد في الحديث السابق وأخرجه
مسلم ج 17ص 139وابن أبي حاتم ج 3ص 242والواحدي في أسباب النزول.
سبب آخر :أخرج ابن جرير ج 9ص 235وابن أبي حاتم ج 3ص 241بسند رجاله رجال الصحيح إل
شيخيهما وهما ثقتان عن ابن عباس أن المشركين كانوا يطوفون بالبيت يقولون لبيك ل شريك لك لبيك،
فيقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :قد قد" فيقولون :ل شريك لك إل شريك هو لك تملكه وما
ن{.
فُرو َ
غ ِ
ست َ ْ
م يَ ْ
ه ْ
و ُ
م{ إلى قوله } َ عذّب َ ُ
ه ْ ن الل ّ ُ
ه ل ِي ُ َ ما َ
كا َ و َ
ملك ،ويقولون :غفرانك فأنزل الله } َ
ول مانع من أن الية نزلت في هذا وهذا وأنهما معا كانا سببا لنزول الية والله أعلم.
قوله تعالى:
َ
مائ َت َي ْ ِ
ن{ الية غل ُِبوا ِ
صاب َِرةٌ ي َ ْ مائ َ ٌ
ة َ من ْك ُ ْ
م ِ ن ي َك ُ ْ
ن ِ فا َ
فإ ِ ْ ع ً
ض ْ فيك ُ ْ
م َ ن ِ
مأ ّعل ِ َ
و َ عن ْك ُ ْ
م َ ف الل ّ ُ
ه َ خ ّ
ف َ }اْل َ
ن َ
.66
البخاري ج 9ص 382حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا جرير بن حازم
قال :أخبرني الزبير بن الخريت عن عكرمة عن
غل ُِبوا
ن يَ ْ
صاب ُِرو َ
ن َ ع ْ
شُرو َ من ْك ُ ْ
م ِ ن ي َك ُ ْ
ن ِ ابن عباس رضي الله عنهما :لما نزلت }إ ِ ْ ص -103-
ف
ف َخ ّ
ن َ ن{ شق ذلك على المسلمين حين فرض أل يفر واحد من عشرة فجاء التخفيف فقال }اْل َ مائ َت َي ْ ِ
ِ
َ
ن{. مائ َت َي ْ ِ
غل ُِبوا ِ
صاب َِرةٌ ي َ ْ مائ َ ٌ
ة َ من ْك ُ ْ
م ِ ن ي َك ُ ْ
ن ِ فا َ
فإ ِ ْ ع ً
ض ْ فيك ُ ْ
م َ ن ِ
مأ ّعل ِ َ
و َ عن ْك ُ ْ
م َ الل ّ ُ
ه َ
ن ي َك ُ ْ
ن{ الية ،وابن الحديث أخرجه ابن راهوية كما في المطالب العالية ج 3ص 336بلفظ 1فأنزل الله }إ ِ ْ
الجارود ص ،350وابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ج 1ص ،676وابن جرير ج 10ص ،40وأبو داود
ج 2ص .349
قوله تعالى:
َ كون ل َ َ َ
ض{ الية .67في اْلْر ِ
ن ِ حّتى ي ُث ْ ِ
خ َ سَرى َ
هأ ْن يَ ُ َ ُ
يأ ْن ل ِن َب ِ ّ ما َ
كا َ } َ
الحاكم ج 2ص 329أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي حدثنا سعيد بن مسعود حدثنا عبيد الله بن
موسى حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :استشار
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في السارى أبا بكر فقال :قومك وعشيرتك فخل سبيلهم،
فاستشار عمر فقال :اقتلهم ،قال :ففداهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنزل الله عز وجل
حلًل َ كون ل َ َ َ
م َمت ُ ْ ما َ
غن ِ ْ فك ُُلوا ِ
م ّ في اْلْر ِ
ض{ إلى قوله } َ ن ِ حّتى ي ُث ْ ِ
خ َ سَرى َ
هأ ْن يَ ُ َ ُ
يأ ْن ل ِن َب ِ ّ ما َ
كا َ } َ
طَي ًّبا{ قال :فلقي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عمر قال" :كاد أن يصيبنا بلء في خلفك".
هذا حديث صحيح السناد ولم يخرجاه وقال الذهبي قلت على شرط مسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1قال الهيثمي في المجمع ج 7ص 28رواه الطبراني في الوسط والكبير باختصار ورجال الوسط رجال
الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع.
وقد أخرج مسلم ج 12ص .87وأبو داود ج 3ص .3والمام أحمد ج 1ص .31وابن ص -104-
أبي حاتم ج 4ص .19والطبري ج 10ص 44من حديث عمر بن الخطاب المتقدم في سورة آل عمران،
م{ نحوه. ن َرب ّك ُ ْغيُثو َ وعند قوله تعالى} :إ ِذْ ت َ ْ
ست َ ِ
قوله تعالى:
م{ اليتان 68و .69
ظي ٌ
ع ِ
ب َ ع َ
ذا ٌ م َ ما أ َ َ
خذْت ُ ْ في َ
م ِ سك ُ ْم ّق لَ َ
سب َ َ ه َ ن الل ّ ِ
م َ
ب ِ }ل َ ْ
ول ك َِتا ٌ
الطيالسي ج 2ص 19حدثنا سلم بن العمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال :لما كان يوم بدر تعجل
الناس إلى الغنائم فأصابوها فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :إن الغنيمة ل تحل لحد
سود الرءوس غيركم" وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه إذا غنموا غنيمة جمعوها ونزلت
ق{ إلى آخر اليتين.
سب َ َ ن الل ّ ِ
ه َ م َ
ب ِ نار فأكلتها فأنزل الله هذه الية} :ل َ ْ
ول ك َِتا ٌ
الحديث أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ج 4ص 113وابن الجارود ص 358وقال المعلق عليه
ورواه أحمد ،والنسائي ،وابن حبان ص 402من الموارد ،وابن جرير ج 10ص ،46وابن أبي حاتم ج 4ص
،20والبيهقي ج 6ص ،290والطحاوي في مشكل الثار ج 4ص .292
وأخرج الحاكم وقال على شرط الشيخين وأقره الذهبي ج 2ص ،330وابن راهويه كما في المطالب ج 4
ص 150عن خيثمة قال :كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في نفر فذكروا عليا فشتموه فقال سعد:
مهل عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنا أصبنا ذنبا مع رسول الله
ق
سب َ َ ن الل ّ ِ
ه َ م َ
ب ِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنزل الله عز وجل} :ل َ ْ
ول ك َِتا ٌ ص -105-
م{ فأرجو أن تكون رحمة من عند الله سبقت لنا.
ظي ٌ
ع ِ
ب َ ع َ
ذا ٌ م َ ما أ َ َ
خذْت ُ ْ في َ سك ُ ْ
م ِ لَ َ
م ّ
وأخرجه ابن أبي حاتم ج 4ص 20وقد تقدم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه في سبب نزول
صّلى{ أن عمر وافق القرآن في شأن أسارى بدر.
م َ
م ُ
هي َ م َ
قام ِ إ ِب َْرا ِ ن َ
م ْ خ ُ
ذوا ِ وات ّ ِ
} َ
قوله تعالى:
َ } ُ
ب الل ّ ِ
ه{ الية .75 في ك َِتا ِ
ض ِ وَلى ب ِب َ ْ
ع ٍ مأ ْه ْ
ض ُ
ع ُ وأوُلوا اْل َْر َ
حام ِ ب َ ْ َ
الطيالسي ج 2ص 19حدثنا سليمان عن سماك 1عن عكرمة عن ابن عباس قال آخى رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله وسلم بين أصحابه وورث بعضهم من بعض حتى نزلت } ُ
مه ْ
ض ُ
ع ُ وأوُلوا اْل َْر َ
حام ِ ب َ ْ َ
َ
ض{ فتركوا ذلك وتوارثوا بالنسب. وَلى ب ِب َ ْ
ع ٍ أ ْ
الحديث رواه الطبراني وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7ص 28ورجاله رجال الصحيح ،ورواه ابن أبي
حاتم ج 4ص ،25ورواه الحاكم من حديث الزبير بن العوام وقال صحيح السناد ،وأقره الذهبي ،وأخرجه
ابن أبي حاتم من حديث الزبير بن العوام ج 4ص ،24وأخرجه ابن جرير ج 10ص 58من حديث ابن
الزبير وفيه عيسى بن الحارث لم أجد ترجمته في تهذيب التهذيب ول تعجيل المنفعة ول الميزان واللسان
لكن في الجرح والتعديل لبن أبي حاتم ج 6ص 274عيسى بن الحارث روى عن ...روى عنه أبو شيبة جد
ابن أبي شيبة ،أنا عبد الرحمن قال :سألت عنه أبا زرعة فقال ل بأس به .فل أدري أهو هو أم ل .وهو عند
ابن جرير فنزلت } ُ
م{ وعند الحاكم فينا نزلت هذه الية. وأوُلوا اْل َْر َ
حا ِ َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1رواية سماك عن عكرمة مضطربة ولكن الحديث يشهد له حديث الزبير ويرتقي به إلى الصحة والله
أعلم.
دعني أضرب عنقه ،قال" :دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلته مع صلته وصيامه مع ص -108-
صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في قذذه فل يوجد فيه شيء ثم ينظر في
نصله فل يوجد فيه شيء ثم ينظر في رصافه فل يوجد فيه شيء ثم ينظر في نضيه فل يوجد فيه شيء قد
سبق الفرث والدم ،آيتهم رجل إحدى يديه أو قال ثدييه مثل ثدي المرأة أو قال مثل البضعة تدردر يخرجون
على حين فرقة من الناس" .قال أبو سعيد أشهد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
وأشهد أن عليا قتلهم وأنا معه جيء بالرجل على النعت الذي نعته رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
ت{. صدَ َ
قا ِ في ال ّ
ك ِ ن ي َل ْ ِ
مُز َ م ْ
م َ
ه ْ
من ْ ُ
و ِ
وسلم قال :فنزلت فيهم } َ
الحديث أخرجه عبد الرزاق في المصنف ج 10ص 147وابن جرير ج 10ص 157والواحدي في أسباب
النزول وابن أبي حاتم ج 4ص .57
قوله تعالى:
ق ْ َ َ
زُئو َ
ن{ ه ِ
ست َ ْ ه ك ُن ْت ُ ْ
م تَ ْ سول ِ ِ
وَر ُ
ه َ
وآَيات ِ ِ ل أِبالل ّ ِ
ه َ ب ُ ون َل ْ َ
ع ُ ض َ ما ك ُّنا ن َ ُ
خو ُ قول ُ ّ
ن إ ِن ّ َ م ل َي َ ُ سأل ْت َ ُ
ه ْ ن َ ول َئ ِ ْ
} َ
الية .65
ابن أبي حاتم ج 4ص 63حدثنا يونس بن عبد العلى حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني هشام بن سعد عن
زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر قال :قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوما :ما رأيت مثل قرائنا
هؤلء ل أرغب بطونا ول أكذب ألسنة ول أجبن عند اللقاء ،فقال رجل في المجلس :كذبت ولكنك منافق
لخبرن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونزل
القرآن قال عبد الله :فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله تنكبه الحجارة وهو يقول يا رسول الله إنما
َ
مه ك ُن ْت ُ ْ
سول ِ ِ
وَر ُ
ه َ
وآَيات ِ ِ كنا نخوض ونلعب ،ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول} :أِبالل ّ ِ
ه َ
ن{.زُئو َ
ه ِ
ست َ ْ
تَ ْ
الحديث رجاله رجال الصحيح إل هشام بن سعد فلم يخرج له مسلم إل في الشواهد كما ص -109-
في الميزان وأخرجه الطبري من طريقه ج 10ص 172وله شاهد بسند حسن عند ابن أبي حاتم ج 4ص
64من حديث كعب بن مالك.
قوله تعالى:
ت{ الية .79 صدَ َ
قا ِ في ال ّ
ن ِ
مِني َ
ؤ ِ ن ال ْ ُ
م ْ م َ
ن ِ
عي َ مط ّ ّ
و ِ ن ال ْ ُ ن ي َل ْ ِ
مُزو َ }ال ّ ِ
ذي َ
البخاري ج 4ص 25حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا أبو النعمان هو الحكم بن عبد الله البصري حدثنا شعبة
عن سليمان عن أبي وائل عن أبي مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل ،فجاء رجل
فتصدق بشيء كثير فقالوا :مرائي ،وجاء رجل فتصدق بصاع ،فقالوا :إن الله لغني عن صاع هذا ،فنزلت:
م{ الية.
ه ْ
هدَ ُ ن إ ِّل ُ
ج ْ دو َ
ج ُ
ن ل يَ ِ وال ّ ِ
ذي َ ت َ صدَ َ
قا ِ في ال ّ
ن ِ
مِني َ
ؤ ِ ن ال ْ ُ
م ْ م َ
ن ِ
عي َ مط ّ ّ
و ِ ن ال ْ ُ ن ي َل ْ ِ
مُزو َ }ال ّ ِ
ذي َ
الحديث أعاده في كتاب التفسير ج 9ص ،400وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة ج 7ص ،105وابن أبي
حاتم ج 4ص ،73وابن جرير ج 10ص ،196والطيالسي ج 2ص ،19وابن حبان كما في الموارد ص ،431
والواحدي في أسباب النزول.
قوله تعالى:
َ َ
دا{ الية .84
ت أب َ ً
ما َ
م َ
ه ْ
من ْ ُ
د ِ عَلى أ َ
ح ٍ ص ّ
ل َ ول ت ُ َ
} َ
البخاري ج 3ص 381حدثنا مسدد قال :حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي
الله عنهما أن عبد الله بن أبي لما توفي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال :يا رسول
الله أعطني قميصك أكفنه فيه ،وصل عليه ،واستغفر له .فأعطاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
قميصه ،فقال" :آذني أصلي عليه" فآذنه ،فلما أراد أن يصلي
عليه جذبه عمر رضي الله عنه فقال :أليس الله قد نهاك 1أن تصلي على المنافقين، ص -110-
َ
ن
عي َ
سب ْ ِ
م َ فْر ل َ ُ
ه ْ غ ِ
ست َ ْ
ن تَ ْم إِ ْ فْر ل َ ُ
ه ْ غ ِ
ست َ ْو ل تَ ْ مأ ْ فْر ل َ ُ
ه ْ غ ِ
ست َ ْ
فقال :أنا بين خيرتين ،قال الله تعالى }ا ْ
َ َ
دا{. ت أب َ ً ما َ م َه ْ من ْ ُ
د ِ ح ٍعَلى أ َ ل َص ّول ت ُ َم{ .فصلى عليه فنزلت } َ ه لَ ُ
ه ْ فَر الل ّ ُ
غ ِ فل َ ْ
ن يَ ْ مّرةً َ
َ
الحديث ذكره البخاري في مواضع من صحيحه منها 403من الجزء التاسع وص 409وج 12ص ،380
ومسلم ج 15ص 167وج 17ص 121والترمذي ج 4ص 119وقال هذا حديث حسن صحيح ،والنسائي ج
4ص 13وابن ماجه رقم 1523والمام أحمد ج 2ص ،18وابن جرير ج 10ص ،205وابن أبي حاتم ج 4
ص .76
وأخرجه البخاري ج 3ص 471وج 9ص ،407والترمذي ج 4ص ،118والمام أحمد ج 1ص ،16وابن
جرير ج 10ص ،205وابن أبي حاتم ج 4ص 77وابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ج 2ص 552من
حديث عمر نحوه.
قوله تعالى:
س
ج ٌ
ر ْ
م ِ
ه ْ
م إ ِن ّ ُ
ه ْ
عن ْ ُ
ضوا َ
ر ُ فأ َ ْ
ع ِ م َه ْ
عن ْ ُ
ضوا َ
ر ُ
ع ِ
م ل ِت ُ ْ
ه ْم إ ِل َي ْ ِ
قل َب ْت ُ ْ
ذا ان ْ َ
م إِ َ ه ل َك ُ ْن ِبالل ّ ِ فو َحل ِ ُسي َ ْ} َ
و ْ
ن{ اليتان 95و .96 سُبو َ كاُنوا ي َك ْ ِ ما َ جَزاءً ب ِ َ م َ هن ّ ُ
ج َم َ
ه ْ وا ُمأ َ َ َ
ابن جرير ج 11ص 3حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني
عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب قال :سمعت كعب بن مالك يقول لما قدم
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من تبوك جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا
يعتذرون إليه ويحلفون له ،وكانوا بضعة وثمانين رجل ،فقبل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَر الل ّ ُ
ه{ منع الصلة عليهم فأخبره صلى الله عليه غ ِ فل َ ْ
ن يَ ْ 1محصل الجواب أن عمر فهم من قوله } َ
وعلى آله وسلم أل منع وأن الرجاء لن يقطع ا .هـ فتح أي محصل جواب الشكال حيث قال :أليس الله قد
نهاك.
منهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم علنيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل ص -111-
سرائرهم إلى الله ،وصدقته حديثي فقال كعب :والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد أن هداني للسلم
أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أل أكون كذبته فأهلك كما هلك
الذين كذبوا ،إن الله قال للذين كذبوا؟ حين أنزل الوحي شر ما قال لحد:
س
ج ٌ ر ْم ِ ه ْ م إ ِن ّ ُ
ه ْ
عن ْ ُضوا َ ر ُ
ع ِ فأ َ ْ
م َ ه ْعن ْ ُ
ضوا َ
ر ُ
ع ِ
م ل ِت ُ ْ
ه ْم إ ِل َي ْ ِ
قل َب ْت ُ ْ
ذا ان ْ َ
م إِ َ ه ل َك ُ ْن ِبالل ّ ِ فو َحل ِ ُسي َ ْ} َ
ن ال ْ َ و ْ
وم ِق ْ ع ِ ضى َ ه ل ي َْر َ ن الل ّ َفإ ِ ّن{ إلى قوله } َ سُبو َ كاُنوا ي َك ْ ِ ما َ جَزاءً ب ِ َ م َ هن ّ ُ
ج َم َ
ه ْ وا ُمأ َ َ َ
ن{.
قي َ
س ِ ال ْ َ
فا ِ
الحديث رجاله رجال الصحيح ويونس شيخ الطبري هو ابن عبد العلى ويونس شيخ ابن وهب وهو ابن يزيد
اليلي .قال شيخنا حفظه الله :ونحوه في صحيح البخاري في ختام حديث كعب بن مالك في كتاب المغازي
باب غزوة تبوك.
قوله تعالى:
َ
ن{ الية .113
كي َ
ر ِ
ش ِ فُروا ل ِل ْ ُ
م ْ غ ِ
ست َ ْ
ن يَ ْ
مُنوا أ ْ
نآ َ وال ّ ِ
ذي َ ي َ
ن ِللن ّب ِ ّ ما َ
كا َ } َ
البخاري ج 3ص 465حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب
قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه أنه أخبره أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قال رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم لبي طالب" :يا عم قل ل إله إل الله كلمة أشهد لك بها عند الله" ،فقال
أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية :يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة
عبد المطلب وأبى أن يقول :ل إله إل الله ،فقال رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم" :أما والله لستغفرن لك ما لم أنه عنك" فأنزل الله تعالى فيه الية. ص -112-
مُنوانآ َ وال ّ ِ
ذي َ ي َن ِللن ّب ِ ّ كا َما َ الحديث أخرجه في مواضع من صحيحه منها ج 8ص 194وفيه فنزلت } َ
َ َ كاُنوا ُأوِلي ُ َ
م{
حي ِج ِ ب ال ْ َ
حا ُ ص َمأ ْ ه ْ م أن ّ ُ ه ْن لَ ُما ت َب َي ّ َ
د َ
ع ِ
ن بَ ْ
م ْ
قْرَبى ِ ول َ ْ
و َ ن َ
كي َ
ر ِ
ش ِ فُروا ل ِل ْ ُ
م ْ غ ِ
ست َ ْ
ن يَ ْ
أ ْ
ت{ وج 9ص 411وج 10ص ،124وأخرجه مسلم ج 1ص ،214 َ ونزلت }إ ِن ّ َ
حب َب ْ َ
نأ ْم ْ
دي َ
ه ِ
ك ل تَ ْ
والنسائي ج 4ص ،74وأحمد ج 5ص 433وابن جرير ج 11ص ،41والبيهقي في السماء والصفات ص
ن
م ْ
دي َ
ه ِ ي{ الية وليس فيه }إ ِن ّ َ
ك ل تَ ْ ن ِللن ّب ِ ّ ما َ
كا َ 97و ،98وابن أبي حاتم ج 4ص 102وفيه نزول } َ
ت{. َ
حب َب ْ َ
أ ْ
قوله تعالى:
ة ال ْ ُ ر ال ّ ِ َ
ة{ إلى قوله
سَر ِ
ع ْ ع ِ
سا َ
في َعوهُ ِ
ن ات ّب َ ُ
ذي َ واْلن ْ َ
صا ِ ن َري َ
ج ِ
ها ِ وال ْ ُ
م َ ي َعَلى الن ّب ِ ّ ب الل ّ ُ
ه َ قدْ َتا َ }ل َ َ
َ
ن{ اليات .119-117 قي َ صاِد ِع ال ّم َ
كوُنوا َو ُ
ه َ قوا الل ّ َ مُنوا ات ّ ُ
نآ َذي َ ها ال ّ ِ }َيا أي ّ َ
البخاري ج 9ص 176حدثنا يحيى بن بكير قال :حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن
عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال :سمعت
كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك قال كعب :لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وعلى
آله وسلم في غزوة غزاها إل في غزوة تبوك ،غير أني تخلفت في غزوة بدر ولم نعاتب أحدا تخلف عنها
إنما خرج رسول يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ،ولقد شهدت مع رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على السلم وما أحب أن لي بها مشهد بدر
وإن كانت بدر أذكر
في الناس منها ،كان من خبري أني لم أكن قط أقوى ول أيسر حين تخلفت عنه في ص -113-
تلك الغزوة ،والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم يريد غزوة إل ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله وسلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا فجلى للمسلمين أمرهم
ليتأهبوا أهبة غزوهم ،فأخبرهم بوجهه الذي يريد والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
كثير ول يجمعهم كتاب حافظ –يريد الديوان -قال كعب :فما رجل يريد أن يتغيب إل ظن أنه سيخفى له ما
لم ينزل فيه وحي الله ،وغزا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار
وتجهز رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمسلمون معه فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع
ولم أقض شيئا فأقول في نفسي أنا قادر عليه فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد فأصبح رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمسلمون معه ،ولم أقض من جهازي شيئا فقلت أتجهز بعده بيوم أو
يومين ثم ألحقهم فغدوت بعد أن فصلوا لتجهز .فرجعت ولم أقض شيئا ثم غدوت ثم رجعت ولم أقض
شيئا لم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو وهممت أن أرتحل فأدركهم وليتني فعلت ،فلم يقدر لي ذلك
فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فطفت فيهم وأحزنني
أني ل أرى إل رجل مغموصا عليه النفاق ،أو رجل ممن عذر الله من الضعفاء ،ولم يذكرني رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله وسلم حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك" :ما فعل كعب؟" فقال رجل
من بني سلمة :يا رسول الله حبسه برداه ونظره في عطفه ،فقال معاذ بن جبل :بئس ما قلت ،والله يا
رسول الله ما علمنا عليه إل خيرا فسكت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .قال كعب بن مالك:
فلما بلغني أنه توجه قافل حضرني همي ،فطفقت أتذكر الكذب وأقول بماذا أخرج من سخطه غدا
واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي ،فلما قيل إن رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم قد أظل قادما زاح عني الباطل وعرفت أني لن أخرج منه أبدا ص -114-
بشيء فيه كذب فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قادما وكان إذا قدم
من سفر بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين ،ثم جلس للناس ،فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا
يعتذرون إليه ويحلفون له ،وكانوا بضعة وثمانين رجل ،فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
وسلم علنيتهم ،وبايعهم واستغفر لهم ،ووكل سرائرهم إلى الله فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم
المغضب ثم قال" :تعال" فجئت أمشي حتى جلست بين يديه ،فقال لي" :ما خلفك ألم تكن قد ابتعت
ظهرك" فقلت بلى إني والله يا رسول الله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من
سخطه بعذر ،والله لقد أعطيت جدل ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني
ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لرجو فيه عفو الله ،ل والله ما
كان لي من عذر والله ما كنت قط أقوى ول أيسر مني حين تخلفت عنك ،فقال رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم" :أما هذا فقد صدق ،فقم حتى يقضي الله فيك" .فقمت وثار رجال من بني سلمة
فاتبعوني فقالوا لي :والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ولقد عجزت أل تكون اعتذرت إلى رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما اعتذر إليه المخلفون قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم لك فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي ،ثم قلت
لهم هل لقي هذا معي أحد ،قالوا :نعم ،رجلن قال مثل ما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك .فقلت من هما
قالوا مرارة بن الربيع العمري وهلل بن أمية الواقفي ،فذكروا لي فيهما أسوة فمضيت حين ذكروهما لي،
ونهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المسلمين عن كلمنا أيها الثلثة من بين من تخلف عنه،
فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الرض فما هي التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة
فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان ،وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم ص -115-
فكنت أخرج فأشهد الصلة مع المسلمين وأطوف في السواق ول يكلمني أحد وآتي رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلة فأقول في نفسي :هل حرك شفتيه يرد
السلم علي أم ل؟ ثم أصلى قريبا منه فأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلتي أقبل إلي .وإذا التفت نحوه
أعرض عني حتى إذا طال علي ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن
عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلم فقلت يا أبا قتاة أنشدك بالله هل تعلمني
أحب الله ورسوله ،فسكت فعدت له فنشدته فسكت فعدت له فنشدته ،فقال :الله ورسوله أعلم ،ففاضت
عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار قال :فبينما أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشام
ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول :من يدل على كعب بن مالك فطفق الناس يشيرون له حتى إذا
ي كتابا من ملك غسان فإذا فيه :أما بعد ..فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله جاءني دفع إل ّ
بدار هوان ول مضيعة َفال ْ َ
حقْ بنا نواسك فقلت لما قرأتها :وهذا أيضا من البلء فتيممت بها التنور فسجرته
بها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا برسول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأتيني
فقال :إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك ،فقلت أطلقها أم ماذا
أفعل؟ قال :ل ،بل اعتزلها ول تقربها وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك ،فقلت لمرأتي الحقي بأهلك ،فتكوني
عندهم حتى يقضي الله في هذا المر .قال كعب فجاءت امرأة هلل بن أمية رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم فقالت :يا رسول الله إن هلل بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه.
قال" :ل ،ولكن ل يقربك" .قالت :إنه والله ما به حركة إلى شيء والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما
ت رسول الله صلى الله عليه
كان إلى يومه هذا ،فقال لي بعض أهلي لو استأذن َ
وعلى آله وسلم في امرأتك كما أذن لمرأة هلل بن أمية أن تخدمه ،فقلت :والله ل ص -116-
أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما يدريني ما يقول رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب؟ فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة
من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن كلمنا ،فلما صليت صلة الفجر صبح خمسين
ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا ،فبينما أنا جالس على الحال الذي ذكر الله :قد ضاقت علي نفسي،
وضاقت علي الرض بما رحبت ،سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع ،صاح بأعلى صوته يا كعب بن
مالك أبشر ،قال فخررت ساجدا وقد عرفت أنه قد جاء فرج وآذن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
وسلم بتوبة الله علينا حين صلى صلة الفجر ،فذهب الناس بيبشروننا وذهب قبل صاحبي مبشرون ،وركض
إلي رجل فرسا ،وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل وكان الصوت أسرع من الفرس ،فلما جاءني
ي فكسوته إياهما ببشراه ،والله ما أملك غيرهما يومئذ ،واستعرت
الذي سمعت صوته يبشرني نزعت ثوب ّ
ثوبين فلبستهما ،وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيتلقاني الناس فوجا فوجا
يهنوني بالتوبة ،يقولون :لتهنك توبة الله عليك ،قال كعب :حتى دخلت المسجد ،فإذا رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم جالس حوله الناس فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني والله
ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره ،ول أنساه لطلحة قال كعب :فلما سلمت على رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يبرق وجهه من السرور" :أبشر
بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك" ,وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا سر استنار وجهه
حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه ،فلما جلست بين يديه قلت :يا رسول الله إن توبتي أن أنخلع من
مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك". ص -117-
قلت :فإني أمسك سهمي الذي بخيبر ،فقلت :يا رسول الله إن الله إنما نجاني بالصدق ،وإن من توبتي أن
ل أحدث إل صدقا ما بقيت ،فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبله الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك
لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحسن مما أبلني ،ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يومي هذا كذبا ،وإني لرجو أن يحفظني الله فيما بقيت ،وأنزل الله
ن{ إلى قوله
ري َ
ج ِ
ها ِ وال ْ ُ
م َ عَلى الن ّب ِ ّ
ي َ ب الل ّ ُ
ه َ على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم }ل َ َ
قدْ َتا َ
ن{ فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد أن هداني للسلم أعظم في نفسي قي َ
صاِد ِ
ع ال ّ
م َ و ُ
كوُنوا َ } َ
من صدقي لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن ل أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا فإن
ه ل َك ُ ْ
م ن ِبالل ّ ِ حل ِ ُ
فو َ سي َ ْ
الله تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لحد فقال تبارك وتعالى } َ
ن{ وليس الذي ذكر الله سبحانه قي َ
س ِ وم ِ ال ْ َ
فا ِ ن ال ْ َ
ق ْ ع ِ
ضى َ ن الل ّ َ
ه ل ي َْر َ فإ ِ ّ قل َب ْت ُ ْ
م{ إلى قوله } َ ذا ان ْ َ
إِ َ
وتعالى حينما خلفنا عن الغزو إنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه.
الحديث ذكره أيضا في كتاب التفسير مختصرا ص 412من هذا الجزء ،وأخرجه مسلم ج 17ص ،87
والترمذي ج 4ص 121مختصرا ،والمام أحمد ج 3ص ،457وعبد الرزاق في المصنف ج 5ص ،397وابن
إسحاق كما في سيرة ابن هشام ج 2ص ،531وابن جرير ج 11ص ،58وابن أبي حاتم ج 4ص .105
هذا وقد ذكرت هذا الحديث بتمامه لما فيه من الفوائد والعبر ولنه كما يقول الحافظ ابن كثير قد تضمن
تفسير هذه الية بأحسن الوجوه وأبسطها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1في المطالب العالية المطبوع ج 3ص :343قال كل ذلك يؤثرون بالقرآن ،وفي المستدرك كل ذلك
يؤمر بالقرآن ،وفي موارد الظمان كل ذلك يؤمرون بالقرآن.
ربما جلس إليهما ،فقال كفار قريش :إنما يجلس إليهما يتعلم منهما ،فأنزل الله سبحانه ص -125-
ن{.مِبي ٌ
ي ُعَرب ِ ّ
ن َ
سا ٌ ه َ
ذا ل ِ َ و َ
ي َ
م ّ
ج ِ ه أَ ْ
ع َ ن إ ِل َي ْ ِ
دو َ ذي ي ُل ْ ِ
ح ُ ن ال ّ ِ
سا ُ
وتعالى }ل ِ َ
الحديث 1رجاله رجال الصحيح إل المثنى وهو ابن إبراهيم الملي ،فإني لم أجد من ترجم له ،لكنه قد تابعه
سفيان بن وكيع وفيه كلم.
أما هشيم فهو ابن بشير وهو مدلس ولم يصرح بالتحديث لكنه قد تابعه خالد بن عبد الله وهو الطحان
ومحمد بن فضيل ،ومن ثم قال الحافظ في الصابة بعد ذكره هذا الحديث ،وحديًثا بعده بسند هذا الحديث
وسنده صحيح ج 2ص .439
تنبيه:
صحابي الحديث مختلف في اسمه فعند ابن جرير عبد الله بن مسلم وفي الجرح والتعديل لبن أبي حاتم
عبيد الله بن مسلم ج 5ص 332وفي التهذيب كالجرح والتعديل قال ويقال عبد الله ،وقد أشار الحافظ
إلى هذا الختلف في الصابة ج 2ص .439
هذا وللحديث شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما رواه الحاكم وصححه ج 2ص 357وعنده :إنما
دا عبد ابن الحضرمي وهو صاحب الكتب .الحديث.
يعلم محم ً
قوله تعالى:
فوٌر ها ل َ َ
غ ُ د َ
ع ِ
ن بَ ْ
م ْ ن َرب ّ َ
ك ِ صب َُروا إ ِ ّ
و َ
دوا َ
ه ُ
جا َ
م َ ما ُ
فت ُِنوا ث ُ ّ د َ
ع ِ
ن بَ ْ
م ْ
جُروا ِ
ها َ
ن َ ك ل ِل ّ ِ
ذي َ ن َرب ّ َ
م إِ ّ}ث ُ ّ
م{ الية .110 حي ٌَر ِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1وأخرجه البيهقي في الشعب ج 1ص .95
ابن جرير ج 184حدثنا أحمد بن منصور قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا محمد ص -126-
بن شريك عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال :كان قوم من أهل مكة أسلموا وكانوا
يستخفون بالسلم ،فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم ،فأصيب بعضهم وقتل بعض ،فقال المسلمون:
مي ة َ
ظال ِ ِ م ال ْ َ
ملئ ِك َ ُ ه ُ و ّ
فا ُ ن تَ َ ن ال ّ ِ
ذي َ كان أصحابنا هؤلء مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت }إ ِ ّ
م{ إلى آخر الية.
ه ْ
س ِ أ َن ْ ُ
ف ِ
قال :وكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين هذه الية ل عذر لهم قال :فخرجوا فلحقهم المشركون
فإ َ ُ
لع َ
ج َ في الل ّ ِ
ه َ ي ِ
ذا أوِذ َ مّنا ِبالل ّ ِ
ه َ ِ لآ َ ن يَ ُ
قو ُ م ْ
س َ
ن الّنا ِ
م َ
و ِ
فأعطوهم الفتنة فنزلت هذه الية } َ
ه{ إلى آخر الية .فكتب المسلمون إليهم بذلك فخرجوا وأيسوا من كل خير ثم ب الل ّ ِ
ذا ِ س كَ َ
ع َ ة الّنا ِ
فت ْن َ َ
ِ
ها
د َ
ع ِ
ن بَ ْ
م ْ ن َرب ّ َ
ك ِ صب َُروا إ ِ ّ
و َ
دوا َ
ه ُ
جا َ
م َ ما ُ
فت ُِنوا ث ُ ّ د َ
ع ِ
ن بَ ْ
م ْ
جُروا ِ
ها َ
ن َ ك ل ِل ّ ِ
ذي َ ن َرب ّ َ نزلت فيهم }ث ُ ّ
م إِ ّ
م{ فكتبوا إليهم بذلك إن الله قد جعل لكم مخرجا ،فخرجوا فأدركهم المشركون فقاتلوهم ثم حي ٌ
فوٌر َر ِ لَ َ
غ ُ
نجا من نجا وقتل من قتل.
الحديث قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7ص 10رجاله رجال الصحيح غير محمد بن شريك وهو وهو
ثقة.
قوله تعالى:
ن{ الية .126
ري َ
صاب ِ ِ
خي ٌْر ِلل ّ
و َ م لَ ُ
ه َ صب َْرت ُ ْ ول َئ ِ ْ
ن َ ه َ
م بِ ِ
قب ْت ُ ْ
عو ِ
ما ُ مث ْ ِ
ل َ قُبوا ب ِ ِ
عا ِ م َ
ف َ عا َ
قب ْت ُ ْ ن َ
وإ ِ ْ
} َ
الترمذي ج 4ص 133حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن عيسى بن عبيد عن
الربيع بن أنس عن أبي العالية قال :حدثني أبي بن كعب قال :لما كان يوم أحد أصيب من النصار أربعة
وستون رجل ومن المهاجرين ستة منهم حمزة ،فمثلوا بهم فقالت النصار :لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا
لنربين عليهم ،فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله تعالى:
خي ٌْر
و َ م لَ ُ
ه َ صب َْرت ُ ْ ول َئ ِ ْ
ن َ ه َ
م بِ ِ
قب ْت ُ ْ
عو ِ
ما ُ مث ْ ِ
ل َ قُبوا ب ِ ِ
عا ِ م َ
ف َ عا َ
قب ْت ُ ْ ن َ
وإ ِ ْ
} َ ص -127-
ن{ فقال رجل ل قريش بعد اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :كفوا عن
ري َ
صاب ِ ِ
ِلل ّ
القوم إل أربعة" .هذا حديث حسن غريب من حديث أبي بن كعب.
الحديث في مسند أحمد من زوائد عبد الله ج 5ص ،135وابن حبان كما في الموارد ص ،411والطبراني
في الكبير ج 3ص ،157والحاكم ج 2ص 359و ،446وقال في الموضعين صحيح السناد وأقره الذهبي.
حدثنا جرير عن العمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ص -129-
سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يجعل لها الصفا ذهبا وأن ينحي الجبال عنهم
فيزدرعون فقيل له إن شئت أن تستأني بهم وإن شئت أن تؤتيهم الذين سألوا ،فإن كفروا أهلكوا كما
أهلكت من قبلهم قال" :ل بل أستأني بهم" .فأنزل الله عز وجل هذه الية:
َ َ َ
ة{.
صَر ً
مب ْ ِ
ة ُ مودَ الّنا َ
ق َ وآت َي َْنا ث َ ُ وُلو َ
ن َ ها اْل ّ
ب بِ َ ت إ ِّل أ ْ
ن ك َذّ َ ل ِباْليا ِ
س َ
ن ن ُْر ِ
عَنا أ ْ
من َ َ
ما َ
و َ
} َ
الحديث عزاه الحافظ ابن كثير في البداية ج 3ص 52إلى النسائي 1وقال إن سنده جيد ،وأخرجه ابن
جرير ج 15ص ،108والحاكم ج 2ص 362وقال صحيح السناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي .وقال الهيثمي
في المجمع ج 7ص 50رجاله رجال الصحيح.
وقوله تعالى:
قِليًل{ الية .85
عل ْم ِ إ ِّل َ
ن ال ْ ِ ُ َ ح ُ سَألون َ َ
م َ
م ِ
ما أوِتيت ُ ْ
و َ
ر َرّبي َ
م ِ
نأ ْم ْ
ح ِ
ل الّرو ُ
ق ِ ن الّرو ِ
ع ِ
ك َ وي َ ْ
} َ
البخاري ج 1ص 235حدثنا قيس بن حفص ،قال :حدثنا عبد الواحد ،قال حدثنا العمش سليمان عن
إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ،بينما أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ضرب
المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض :سلوه عن الروح ،وقال
بعضهم :ل تسألوه ل يجيء فيه بشيء تكرهونه ،فقال بعضهم :لنسألنه ،فقام رجل منهم فقال :يا أبا
نع ِك َ سَألون َ َ
وي َ ْ
القاسم ما الروح؟ فسكت ،فقلت إنه يوحى إليه ،فقمت فلما انجلى عنه فقالَ } " :
قِليًل{" .قال العمش :هي كذا قراءتنا. عل ْم ِ إ ِّل َ
ن ال ْ ِ ُ َ ح ُ
م َ
م ِ
ما أوِتيت ُ ْ
و َ
ر َرّبي َ
م ِ
نأ ْم ْ
ح ِ
ل الّرو ُ
ق ِ الّرو ِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1وهو في التفسير من الكبرى ج 1ص – 111أنا زكريا بن يحيى نا إسحاق نا جرير به.
ص -130-الحديث ذكره البخاري في صحيحه في مواضع منها ج 10ص 15وفيه لما نزل عليه
قِليًل{ وج
عل ْم ِ إ ِّل َ
ن ال ْ ِ ُ َ ح ُ سَألون َ َ
م َ
م ِ
ما أوِتيت ُ ْ
و َ
ر َرّبي َ
م ِ
نأ ْم ْ
ح ِ
ل الّرو ُ
ق ِ ن الّرو ِ
ع ِ
ك َ وي َ ْ
الوحي قالَ } :
17ص 33و 217و ،221وأخرجه مسلم ج 17ص ،137والترمذي ج 4ص 138وقال هذا حديث حسن
صحيح ،والمسند ج 1ص 389وص 410و ،445وابن جرير ج 15ص ،155والطبراني في المعجم الصغير
ج 2ص .86وأخرج الترمذي وصححه ج 4ص ،137والمام أحمد ج 1ص ،255والحاكم ج 2ص 531
وقال صحيح السناد وأقره الذهبي :عن ابن عباس رضي الله عنهما قالت قريش لليهود أعطونا شيئا نسأل
ما َ ح ُ سَألون َ َ
و َ
ر َرّبي َ
م ِ
نأ ْم ْ
ح ِ
ل الّرو ُ
ق ِ ن الّرو ِ
ع ِ
ك َ وي َ ْ
عنه هذا الرجل فقالوا :سلوه عن الروح فنزلت } َ
قِليًل{.
عل ْم ِ إ ِّل َ
ن ال ْ ِ ُ
م َ
م ِ
أوِتيت ُ ْ
قالوا :نحن لم نؤت من العلم إل قليل وقد أتينا التوراة فيها حكم الله ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا
قب َ َ
جئ َْنا ول َ ْ
و ِ ت َرّبي َ فدَ ك َل ِ َ
ما ُ ن ت َن ْ َ
لأ ْ فدَ ال ْب َ ْ
حُر َ ْ ت َرّبي ل َن َ ِ دا ل ِك َل ِ َ
ما ِ دا ً
م َ ن ال ْب َ ْ
حُر ِ كا َ ل لَ ْ
و َ ق ْ فنزلت } ُ
دا{ .قال الحافظ ابن كثير ج 3ص 60في الكلم على الحديث الول وهذا الحديث يقتضي فيما مدَ ً مث ْل ِ ِ
ه َ بِ ِ
يظهر بادئ الرأي أن هذه الية مدنية وأنها نزلت حين سأله اليهود عن ذلك بالمدينة مع أن السورة كلها
مكية ،وقد يجاب عن هذا بأنها قد تكون نزلت عليه بالمدينة مرة ثانية كما نزلت عليه بمكة قبل ذلك أو أنه
نزل عليه الوحي بأن يجيبهم عما سألوه بالية المتقدم إنزالها عليه وهي هذه الية.
قوله تعالى:
سِبيًل{ الية .110
ك َن ذَل ِ َ
غ ب َي ْ َ
واب ْت َ ِ
ها َ
ت بِ َ
ف ْ
خا ِ
ول ت ُ َ صلت ِ َ
ك َ هْر ب ِ َ
ج َ
ول ت َ ْ
} َ
البخاري ج 10ص 19حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم حدثنا أبو
هْر
ج َ
ول ت َ ْ
بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالىَ } : ص -131-
ها{.
ت بِ َ
ف ْ
خا ِ
ول ت ُ َ صلت ِ َ
ك َ بِ َ
قال :نزلت ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مختف بمكة كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته
بالقرآن فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به ،فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه
ت
ف ْ
خا ِ
ول ت ُ َ
ك{ أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن } َ صلت ِ َ هْر ب ِ َ
ج َ
ول ت َ ْ
وعلى آله وسلمَ } :
سِبيًل{. ن ذَل ِ َ
ك َ غ ب َي ْ َ
واب ْت َ ِ
ها{ عن أصحابك فل تسمعهم } َ بِ َ
الحديث أخرجه مسلم ج 4ص ،165والترمذي ج 4ص 139من طريقين إلى هشيم وقال في كل طريق
هذا حديث حسن صحيح ،النسائي ج 2ص ،138والمام أحمد ج 1ص 23وص ،215وابن جرير ج 15ص
184و 185و .186
وأخرج البخاري ج 10ص 20ومسلم ج 4ص 165وابن جرير ج 15ص 183عن عائشة رضي الله عنها
قالت أنزل ذلك في الدعاء ،وأخرج أحمد بن منيع كما في المطالب العالية ص ،443والبزار وقال الهيثمي
ج 7ص 51رجاله رجال الصحيح عن ابن عباس نحو حديث عائشة ،وأخرج ابن إسحاق في السيرة ج 1ص
314من سيرة ابن هشام ،وابن جرير ج 15ص 185عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم إذا جهر بالقرآن وهو يصلي تفرقوا وأبوا أن يستمعوا منه ،وكان الرجل إذا أراد أن يستمع
من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعض ما يتلو وهو يصلي استرق السمع دونهم فرقا منهم،
فإن رأي أنهم قد عرفوا أنه يستمع ذهب خشية أذاهم فلم يستمع ،فإن خفض رسول الله صلى الله عليه
صلت ِ َ
ك{ هْر ب ِ َ
ج َ
ول ت َ ْ
وعلى آله وسلم صوته لم يستمع الذين يستمعون من قراءته شيئا فأنزل الله عليه } َ
ها{ فل تسمع من أراد أن
ت بِ َ
ف ْ
خا ِ
ول ت ُ َ
فيتفرقوا عنك } َ
غ
واب ْت َ ِ
يسمعها ممن يسترق ذلك دونهم لعله يرعوي إلى بعض ما يسمع فينتفع به } َ ص -132-
سِبيًل{ وهذا لفظ ابن جرير ول تنافي بين هذه السباب إذ يحتمل أن المشركين يسبون القرآن ك َن ذَل ِ َ
ب َي ْ َ
ك{ أي بدعائكصلت ِ َ
هْر ب ِ َ
ج َ
ومن جاء به ،ويؤذون من رأوه يستمع للقرآن ،كما أنه يحتمل أن المراد }ل ت َ ْ
في الصلة ورواية أن ذلك في التشهد كما عند ابن جرير ج 15ص 187مبينة لموضعه والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1الولى أن يقال وهذا من أوهام الحاكم التي سكت عليها الذهبي ول يقال أقره؛ لن الذهبي لم يلتزم أن
ينبه على كل خطأ أخطأ فيه الحاكم كما يعلم من مقدمة تلخيص الذهبي وقد جمعت بحمد الله من الوهام
التي حصلت للحاكم وسكت عليها الذهبي ما يزيد على ألف وخمسمائة وعند إكمالها إن شاء الله تنشر
يسر الله ذلك.
شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال كنت قينا في الجاهلية ص -134-
وكان لي على العاص بن وائل دين أتقاضاه ،فقال :ل أعطيك حتى تكفر بمحمد ،فقلت :ل أكفر حتى يميتك
الله ثم تبعث ،قال :دعني حتى أموت وأبعث فسأوتى مال وولدا فأقضيك .فنزلت }أ َ َ َ
فَر ت ال ّ ِ
ذي ك َ َ فَرأي ْ َ
دا{.ه ً
ع ْ
ن َ
م ِ
ح َ
عن ْدَ الّر ْ ب أ َم ِ ات ّ َ
خذَ ِ ع ال ْ َ
غي ْ َ
َ
دا ،أطّل َ َ
ول َ ً ماًل َ
و َ ن َ
قا َ ُ
ل َلوت َي َ ّ و َ
ِبآيات َِنا َ
الحديث أخرجه في مواضع منها ص 359من هذا الجزء وج 10ص 44وص 45وص ،46ومسلم ج 17ص
،138والترمذي ج 4ص 146وقال :هذا حديث حسن صحيح ،وأحمد ج 5ص ،111والطيالسي ج 2ص
،21وابن سعد ج 3ق 1ص ،116وابن جرير ج 16ص ،121والطبراني من الكبير ج 4ص .77
137 ص -137-
أبان عن عكرمة عن ابن عباس فذكر نحوه.
بعض رجال السند:
أحمد بن داود ابن موسى وثقه ابن يونس وابن الجوزي كما في تراجم الخبار وبقية الرجال من رجال
التهذيب أنزلهم رتبة يحسن حديثه فالحديث مع الطريق الولى صحيح لغيره والله أعلم.
طريق ثالثة إلى ابن عباس رضي الله عنه:
قال المام الطحاوي رحمه الله في مشكل الثار ج 1ص 431حدثنا أبو أمية ثنا محمد بن الصلت ثنا أبو
كدينة 1عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكر نحوه.
الحديث ذكره الخطيب في الفقيه والمتفقه ص 70عن شيخه أبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب الصم حدثنا أبو أمية الطرسوسي فذكره بعض رجال السند الذين يحتاجون
إلى كلم .أبو أمية هو محمد بن إبراهيم الطرسوسي الحافظ قال ابن حبان دخل مصر فحدثهم من حفظه
من غير كتاب أخطأ فيها فل يعجبني الحتجاج بخبره إل بما حدث من كتابه .ا .هـ .المراد من تهذيب
التهذيب .وعطاء بن السائب مختلط وليس أبو كدينة ممن روى عنه قبل الختلط ولكنه متابع كما ترى فهو
ومحمد بن إبراهيم إذا لم يحدث من كتابه يصلحان في الشواهد والمتابعات.
طريق رابعة إلى ابن عباس:
قال المام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله ج 2ص 384حدثنا أبو العباس قاسم بن القاسم السياري ثنا
محمد بن موسى بن حاتم ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة
عن ابن عباس فذكر نحوه وقال صحيح السناد ولم يخرجاه .محمد بن موسى بن حاتم هو القاشاني في
لسان الميزان أن الراوي عنه القاسم السياري قال :أنا بريء من عهدته وقال ابن أبي سمعان :كان محمد
بن علي الحافظ سيئ الرأي فيه .ا .هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1في الصل أبو كريب والصواب ما أثبتناه كما في تهذيب التهذيب.
فقال أخرجه البخاري عن أبي مجلز عن قيس عن علي رضي الله عنه :أنا أول من يجثو ص -139-
للخصومة قال قيس :وفيهم نزلت الية ولم يجاوز به قيسا ،ثم قال البخاري :وقال عثمان عن جرير عن
منصور عن أبي هاشم عن أبي مجلز قوله قال الدارقطني فاضطرب الحديث قال النووي قلت :فل يلزم
من هذا ضعف الحديث واضطرابه لن قيسا سمعه من أبي ذر كما رواه مسلم هنا فرواه عنه وسمع من
علي بعضه وأضاف إليه قيس ما سمعه من أبي ذر وأفتى به أبو مجلز تارة ولم يقل إنه من كلم نفسه
ورأيه وقد عملت الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم بمثل هذا ،فيفتي النسان منهم بمعنى الحديث
عند الحاجة إلى الفتوى دون الرواية ول يرفعه فإذا كان وقت آخر وقصد الرواية رفعه وذكر لفظه وليس
في هذا اضطراب .والله أعلم ا .هـ .كلم النووي رحمه الله.
وإن كنت تريد المزيد فعليك بمقدمة الفتح ج 2ص ،132وبالفتح ج 10ص 59و 60والله أعلم.
قوله تعالى:
م لَ َ َ ُ
ديٌر{ الية .39
ق ِ ه ْ
ر ِ عَلى ن َ ْ
ص ِ ن الل ّ َ
ه َ وإ ِ ّ م ظُل ِ ُ
موا َ ه ْ قات َُلو َ
ن ب ِأن ّ ُ ن يُ َ ن ل ِل ّ ِ
ذي َ }أِذ َ
قال المام أحمد رحمه الله ج 1ص 216ثنا إسحاق 1ثنا سفيان عن العمش عن مسلم البطين عن سعيد
بن جبير عن ابن عباس قال :لما خرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مكة قال أبو بكر أخرجوا
عَلى َ ُ
ن الل ّ َ
ه َ وإ ِ ّ م ظُل ِ ُ
موا َ ه ْ قات َُلو َ
ن ب ِأن ّ ُ ن يُ َ ن ل ِل ّ ِ
ذي َ نبيهم إنا الله وإنا إليه راجعون ليهلكن فنزلت} :أِذ َ
ديٌر{ قال نعرف أنه سيكون قتال. م لَ َ
ق ِ ه ْ
ر ِ
ص ِ
نَ ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1هو ابن يوسف الزرق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1في الصل الحسن وهو غلط مطبعي.
2من موارد الظمآن وفي ترتيب الصحيح ج 2ص .226
"سورة النور": ص -142-
قوله تعالى:
ة{ الية .3رك َ ً م ْ }الزاِني ل ين ْكح إّل زان ِي ً َ
ش ِ و ُ
ةأ ْ َ ِ ُ ِ َ َ ّ
الترمذي ج 4ص 152حدثنا عبد بن حميد نا روح بن عبادة عن عبيد الله بن الخنس قال :أخبرني عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده قال :كان رجل يقال له مرثد بن أبي مرثد وكان رجل يحمل السرى من مكة
ويأتي بهم المدينة قال وكانت امرأة بغي بمكة يقال لها عناق وكانت صديقة له ،وأنه كان وعد رجل من
أسارى مكة يحمله ،قال فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة قال فجاءت
ي عرفت فقالت :مرثد ،فقلت :مرثد ،فقالت مرحبا
عناق فأبصرت سواد ظلي بجنب الحائط فلما انتهت إل ّ
وأهل .هلم فبت عندنا الليلة ،فقلت :يا عناق حرم الله الزنا .قالت :يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم
قال فتبعني ثمانية ،وسلكت الخندمة ،فانتهيت إلى غار أو كهف فدخلت .فجاءوا حتى قاموا على رأسي
وعماهم الله عني ،قال :ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته وكان رجل ثقيل ،حتى انتهيت إلى الخر
ففككت عنه أكبله فجعلت أحمله ويعييني حتى قدمت المدينة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
وسلم فقلت :يا رسول الله أنكح عناقا ،فأمسك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يرد على
َ شيئا حتى نزلت }الزاِني ل ين ْكح إّل زان ِي ً َ
ك{ر ٌ ش ِم ْو ُنأ ْ ها إ ِّل َزا ٍ
ح َ
ة ل ي َن ْك ِ ُ
والّزان ِي َ ُ رك َ ً
ة َ م ْ
ش ِ و ُ
ةأ ْ َ ِ ُ ِ َ َ ّ
رك َ ً
ة م ْ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :يا مرثد }الزاِني ل ين ْكح إّل زان ِي ً َ
ش ِ و ُةأ ْ َ ِ ُ ِ َ َ ّ
َ
ر ٌ
ك{ فل تنكحها" .هذا حديث حسن غريب ل يعرف إل من هذا م ْ
ش ِ و ُ
نأ ْها إ ِّل َزا ٍ
ح َ
ة ل ي َن ْك ِ ُ
والّزان ِي َ ُ
َ
الوجه.
الحديث أخرجه أبو داود ج 2ص ،176والنسائي ج 6ص ،54وابن جرير ج 18ص 71 ص -143-
وفي السند عنده مبهم ،والحاكم ج 2ص 166مختصرا وقال صحيح السناد وأقره الذهبي.
قوله تعالى:
َ َ داءُ إ ِّل أ َن ْ ُ َ
ت
دا ٍ
ها َ ع َ
ش َ م أْرب َ ُ
ه ْ
د ِ
ح ِ
هادَةُ أ َ
ش َ م َ
ف َ ه ْ
س ُ
ف ُ ه َ م ُ
ش َ ن لَ ُ
ه ْ ول َ ْ
م ي َك ُ ْ م َ
ه ْج ُ
وا َن أْز َ مو َن ي َْر ُ
ذي َ وال ّ ِ} َ
ن{ اليات 6و 7و 8و .9 قي َ صاِد ِ ن ال ّ
م َ ه لَ ِه إ ِن ّ ُِبالل ّ ِ
البخاري ج 10ص 64حدثنا إسحاق حدثنا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا الوزاعي قال حدثني الزهري
عن سهل بن سعد أن عويمرا أتى عاصم بن عدي وكان سيد بني عجلن فقال :كيف تقولون في رجل وجد
مع امرأته رجل يقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ سل لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك.
فأتى عاصم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال :يا رسول الله فكره رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم المسائل ،فسأله عويمر فقال :إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كره
المسائل وعابها قال عويمر والله ل أنتهي حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك
فجاء عويمر فقال يا رسول الله ،رجل وجد مع امرأته رجل أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك" فأمرهما رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم بالملعنة بما سمى الله في كتابه فلعنها ،ثم قال يا رسول الله إن حبستها فقد
ظلمتها .فطلقها ،فكانت سنة لمن كان بعدهما في المتلعنين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
وسلم" :انظروا فإن جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الليتين خدلج الساقين فل أحسب عويمر إل قد
صدق عليها ،وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة فل أحسب عويمر إل قد كذب عليها ،فجاءت به على النعت
الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من تصديق عويمر فكان بعد ينسب إلى أمه.
الحديث أخرجه البخاري أيضا في كتاب الطلق ج 11ص 282و 369و 376وج 17ص ص -144-
،40ومسلم ج 10ص 120وص ،123وأبو داود ج 2ص ،241والنسائي ج 6ص ،140وابن ماجه رقم
،2206وأحمد ج 5ص 334و ،337ومالك ج 2ص ،89والدارمي ح 2ص ،150والدارقطني ج 3ص
،274وابن جرير ج 18ص .85
وقد أخرج البخاري ج 10ص ،65والترمذي ج 4ص 154وحسنه ،وأبو داود ج 4ص 243وص ،244وابن
ماجه رقم ،1067وأحمد ج 1ص 238و "1"273والدارقطني ج 3ص ،277وابن جرير ج 18ص ،83
والحاكم ج 2ص 202وقال صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي .من حديث ابن عباس نحو حديث
سهل إل أنه قال :إن القاذف هلل بن أمية.
وأخرج مسلم ج 10ص ،124والترمذي وصححه ج 2ص ،224وج 4ص ،154والنسائي ج 6ص ،144
وأحمد ج 2ص 19و ،42والدارمي ج 2ص ،150وابن الجارود ص ،252وابن جرير ج 18ص 84من
حديث ابن عمر نحوه والسائل عن الحكم والملعن مبهم لكن فسر في حديث عند مسلم والنسائي أنه
العجلني.
وأخرج مسلم ج 10ص ،127وأبو داود ج 2ص ،242وابن ماجه رقم ،2068وأحمد ج 1ص ،448وابن
جرير ج 18ص 84عن ابن مسعود نحوه وعند مسلم وبعضهم أنه رجل من النصار.
وأخرج مسلم ج 10ص ،128والنسائي ج 6ص 141من حديث أنس نحوه وفيه أن هلل بن أمية قذف
امرأته وذكر الحديث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1وأخرجه الطيالسي ج 2ص .319
وأخرج البزار عن حذيفة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ص -145-
لبي بكر" :لو رأيت مع أم رومان رجل ما كنت فاعل به؟" قال :كنت والله فاعل به شرا .قال" :فأنت يا
َ
م
ه ْ
ج ُ
وا َ
ن أْز َ
مو َ
ن ي َْر ُ وال ّ ِ
ذي َ عمر" قال :كنت والله قاتله ،كنت أقول لعن الله العجز .فإنه خبيث ،فنزلت } َ
م{.ه ْ
س ُ داءُ إ ِّل أ َن ْ ُ
ف ُ ه َ م ُ
ش َ ن لَ ُ
ه ْ ول َ ْ
م ي َك ُ ْ َ
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7ص 74رجاله ثقات.
أقول حديث حذيفة ل يحتاج إلى أن نتكلف في الجمع بينه وبين الحديثين السابقين لنه من رواية زيد بن
يثيع كما في تفسير ابن كثير ولم يرو عنه سوى أبي إسحاق ولم يوثقه سوى ابن حبان والعجلي كما في
تهذيب التهذيب وهما متساهلن في التوثيق وأيضا قد اختلف في وصله وإرساله ،والذي أرسله أتقن وهو
أقوى من الذي وصله 1وهو يونس بن أبي إسحاق وأيضا أبو إسحاق مدلس كما في تهذيب التهذيب ولم
يصرح بالتحديث .ويبقى النظر في الجمع بين الحديثين المتقدمين .فأقرب القوال عندي أن هلل بن أمية
سأل وصادف مجيء العجلني فنزلت فيهما الية معا .والله أعلم.
وإن كنت تريد المزيد فعليك بالفتح فقد ذكر هنالك أقوال أهل العلم ج 10ص 65و .66
قوله تعالى:
م
ه ْ
من ْ ُ
ئ ِر ٍ
م ِ
لا ْ خي ٌْر ل َك ُ ْ
م ل ِك ُ ّ و َ
ه َ
ل ُ شّرا ل َك ُ ْ
م بَ ْ سُبوهُ َ ح َ م ل تَ ْ من ْك ُ ْ
ة ِ
صب َ ٌع ْ
ك ُ ف ِ ءوا ِباْل ِ ْ جا ُن َذي َن ال ّ ِ
}إ ِ ّ
م{ من الية 11إلى الية .22 ظي ٌ
ع ِ ب َ ع َ
ذا ٌ ه َم لَ ُه ْ وّلى ك ِب َْرهُ ِ
من ْ ُ ذي ت َ َوال ّ ِن اْل ِث ْم ِ َ م َب ِ ما اك ْت َ َ
س َ َ
البخاري ج 6ص 198حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود وأفهمني بعضه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1وقد رجح أبو حاتم إرساله كما في العلل لبنه ج 1ص .445
أحمد قال حدثنا فليح عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة ص -146-
بن وقاص الليثي وعبيد بن عبد الله بن عتبة عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم حين قال لها أهل الفك ما قالوا فبرأها الله منه .قال الزهري وكلهم حدثني طائفة من حديثها
وبعضهم أوعى من بعض وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة
وبعض حديثهم يصدق بعضا زعموا أن عائشة قالت :كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا
أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها أخرج بها معه .1فأقرع بيننا في غزاة غزاها
ل في هودج وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ م ُ ُ فخرج سهمي فخرجت معه بعد ما ُأنزِ َ
ل الحجاب فأنا أح َ
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل
فقمت حين آذنوا بالرحيل ،فلمست صدري ،فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع فرجعت فالتمست
عقدي فحبسني ابتغاؤه.
فأقبل الذين يرحلون بي فاحتملوا هودجي فرحلوه علي بعيري الذي أركب وهو يحسبون أني فيه ،وكان
النساء إذ ذاك خفاًفا لم يثقلن ولم يغشهن اللحم ،وإنما يأكلن العلقة من الطعام ،فلم يستنكر القوم حين
رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه .وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا ،فوجدت عقدي بعد ما استمر
ي،
الجيش ،فجئت منزلهم وليس فيه أحد فأممت منزلي الذي كنت ،وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إل ّ
فبينما أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت ،وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش
فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم ،وأتاني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين
أناخ راحلته فوطئ يدها فركبتها ،فانطلق يقود بي الراحلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1للنسفي ولبي ذر عن غير الكشميهني وفي رواية الكشميهني والباقين خرج وهو الصواب ولعل الول
"ُأخرج" بضم أوله على البناء للمجهول ا .هـ .الفتح.
حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة ،فهلك من هلك وكان الذي ص -147-
تولى الفك عبد الله بن أبي بن سلول .فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا والناس يفيضون في قول
أصحاب الفك ويريبني في وجهي أني ل أرى من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللطف الذي كنت
أرى منه حين أمرض إنما يدخل فيسلم ثم يقول"$ :كيف تيكم" ،ل أشعر بشيء من ذلك حتى نقهت
مت َب َّرَزنا ل نخرج إل ليل إلى ليل -وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من فخرجت أنا وأم مسطح قِب َ َ
ل المناصع ُ
بيوتنا ،وأمرنا أمر العرب الول في البرية أو في التنزه -فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي فعثرت
في مرطها ،فقالت :تعس مسطح .فقلت لها :بئس ما قلت ،أتسبين رجل شهد بدرا .فقالت :يا هنتاه ألم
تسمعي ما قالوا؟ فأخبرتني بقول أهل الفك ،فازددت مرضا إلى مرضي .فلما رجعت إلى بيتي دخل علي
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسلم فقال" :كيف تيكم" ،فقلت :ائذن لي إلى أبوي .قالت:
وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأتيت
أبوي ،فقلت لمي :ما يتحدث به الناس ،فقالت :يا بنية هوني على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة
قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إل أكثرن عليها .فقلت :سبحان الله ولقد يتحدث الناس بهذا ،قالت
فبت تلك الليلة حتى أصبحت ل ي َْرَقأ لي دمع ول أكتحل بنوم ،ثم أصبحت ،فدعا رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله ،فأما
أسامة فأشار عليه الذي يعلم في نفسه من الود لهم ،فقال أسامة :أهلك يا رسول الله ول نعلم والله إل
خيرا.
وأما علي فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك ،والنساء سواها كثير ،وسل الجارية تصدقك ،فدعا رسول
الله بريرة فقال" :يا بريرة هل رأيت فيها شيئا يريبك" .فقالت بريرة ل والذي بعثك بالحق ،إن رأيت منها
أمرا
أغمصه عليها قط أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن العجين ،فتأتي الداجن، ص -148-
فتأكله .فقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول
فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي ،فوالله ما
علمت على أهلي إل خيرا ،وقد ذكروا رجل ما علمت عليه إل خيرا ،وما كان يدخل على أهلي إل معي".
فقام سعد بن معاذ فقال :يا رسول الله أنا والله أعذرك منه ،إن كان من الوس ضربنا عنقه ،وإن كان من
أخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك .فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج ،وكان قبل ذلك رجل
صالحا وكان احتملته الحمية فقال :كذبت لعمر الله ،ل تقتله ول تقدر على ذلك .فقام أسيد بن الحضير،
ج حتى
س والخزر ُ
ن الو ُ
فقال كذبت لعمر الله والله لنقتلنه ،فإنك منافق تجادل عن المنافقين ،فثار الحّيا ِ
هموا ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على المنبر فنزل وخفضهم حتى سكتوا وسكت .قالت:
وبكيت يومي ل يرقأ لي دمع ،ول أكتحل بنوم ،فأصبح عندي أبواي ،وقد بكيت ليلتي ويوما حتى ظننت أن
البكاء فالق كبدي .قال :فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي ،إذ استأذنت امرأة من النصار فأذنت لها
فجلست تبكي معي ،فبينما نحن كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجلس ولم
ي ما قيل قبلها ،وقد مكث شهرا ل يوحى إليه في شأني شيء قالت :فتشهد
يجلس عندي من يوم قيل ف ّ
ثم قال" :يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا ،فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ،وإن كنت ألممت بذنب
فاستغفري الله وتوبي إليه ،فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه" .فلما قضى رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة ،وقلت لبي :أجب عني رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،قال :والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فقلت لمي :أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فيما قال .قالت :والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ص -149-
قالت :وأنا جارية حديثة السن ل أقرأ كثيًرا من القرآن فقلت إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث
به الناس ،ووقر في أنفسكم وصدقتم به ،ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني لبريئة ل تصدقوني بذلك،
ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة ،لتصدقني والله ما أجد لي ولكم مثل إل أبا يوسف إذ قال:
ن{ ثم تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله، ص ُ
فو َ عَلى َ
ما ت َ ِ ن َ
عا ُ
ست َ َ ه ال ْ ُ
م ْ والل ّ ُ مي ٌ
ل َ ج ِ
صب ٌْر َ } َ
ف َ
ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا ،ولنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري،
ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله ،فوالله ما
رام مجلسه ول خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه ،فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء ،حتى إنه ليتحدر
سّريَ عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو
منه مثل الجمان من العرق في يوم شات ،فلما ُ
يضحك ،فكان أو لكلمة تكلم بها أن قال لي" :يا عائشة احمدي الله فقد برأك الله" .فقالت أمي :قومي
ك ءوا ِباْل ِ ْ
ف ِ جا ُ
ن َ ن ال ّ ِ
ذي َ إلى رسول الله .فقلت :ل والله ل أقوم إليه ول أحمد إل الله فأنزل الله تعالى }إ ِ ّ
م{ – اليات – فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق من ْك ُ ْ
ة ِ
صب َ ٌ
ع ْ
ُ
على مسطح بن أثاثة لقرابته منه :والله ل أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد ما قاله لعائشة ،فأنزل الله
م{ .فقال أبو بكر :بلى واللهحي ٌ ة{ إلى قوله } َ
غ ُ
فوٌر َر ِ ع ِ
س َ
وال ّ من ْك ُ ْ
م َ ل ِ
ض ِ ل ُأوُلو ال ْ َ
ف ْ ْ
ول ي َأت َ ِ
تعالىَ } :
إني لحب أن يغفر الله لي .فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه .وكان رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري ،فقال" :يا زينب ما علمت ما رأيت" .فقالت :أحمي
سمعي وبصري والله ما علمت عليها إل خيًرا .قالت وهي التي كانت تساميني فعصمها الله بالورع.
قال وحدثنا فليح عن هشام بن عروة عن عائشة وعبد الله بن الزبير مثله .قال وحدثنا ص -150-
فليح عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن بن سعيد عن القاسم بن محمد بن أبي بكر مثله.
الحديث أخرجه في مواضع منها ج 8ص 436وج 10ص 68وص 106وج 14ص 373مختصرا وج 17ص
32مختصرا أيضا ،ومسلم ج 17ص ،102والترمذي ج 4ص ،155وعبد الرزاق في المصنف ج 5ص
،410وأحمد ج 6ص 59وص 103مختصرا ،وابن جرير ج 18ص 90وفي التاريخ ج 3ص ،67وابن
إسحاق كما في السيرة لبن هشام ج 2ص .297
قوله تعالى:
َ عَلى ال ْب ِ َ
صًنا{ الية .33
ح ّ
ن تَ َ
ن أَردْ َ
ء إِ ْ
غا ِ فت ََيات ِك ُ ْ
م َ هوا َ ول ت ُك ْ ِ
ر ُ } َ
مسلم ج 18ص 162حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب جميعا عن أبي معاوية واللفظ لبي كريب
حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن أبي سفيان عن جابر قال كان عبد الله بن أبي بن سلول يقول لجارية
َ عَلى ال ْب ِ َ
صًنا
ح ّ
ن تَ َن أَردْ َ ء إِ ْ
غا ِ م َ فت ََيات ِك ُ ْهوا َ ول ت ُك ْ ِ
ر ُ له :اذهبي فابغينا شيئا ،فأنزل الله عز وجلَ } :
م{. حي ٌ فوٌر َر ِ غ ُن َ ه ّ د إ ِك َْرا ِ
ه ِ ع ِن بَ ْ م ْ ن الل ّ َ
ه ِ ن َ
فإ ِ ّ ه ّ
ه ُ ن ي ُك ْ ِ
ر ْ م ْ
و َ
ة الدّن َْيا َ ض ال ْ َ
حَيا ِ عَر َ
غوا َ
ل ِت َب ْت َ ُ
الحديث أخرجه أيضا مسلم من طريق أخرى تنتهي إلى العمش عن أبي سفيان به .وفيه أن جارية لعبد
الله بن أبي بن سلول يقال لها مسيكة ،وأخرى يقال لها أميمة ،فكان يكرههما على الزنا فشكتا ذلك إلى
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنزل الله الية .وأخرجه أبو داود ج 2ص 264وفيه أن جارية لبعض
النصار يقال لها مسيكة ،وابن جرير ج 18ص 132و ،133والبزار كما في تفسير الحافظ ابن كثير ج 3
ص 288وفيه تصريح
العمش بالسماع من أبي سفيان والحاكم ج 2ص 211وص ،397وقال في الموضعين ص -151-
على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي .وفي الموضع الول أن المكره رجل وأن اسمه مسكين
فلعله تحريف .وقول الحاكم في الول على شرط مسلم ،وإقرار الذهبي له في نظر؛ فإن محمد بن الفرج
الزرق ليس من رجال مسلم ،وإنما ذكره الحافظ في التهذيب في التمييز وفيه أيضا كلم.
وفي مجمع الزوائد ج 7ص 82عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت لعبد الله بن أبي جارية تزني في
الجاهلية ،فلما حرم الزنا قالت :ل والله ل أزني أبدا فنزلت الية.
رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجال الطبراني رجال الصحيح .وذكره الحافظ ابن كثير عازيا له للطيالسي
بسنده.
قوله تعالى:
من ْك ُ ْ
م{ الية .55 مُنوا ِ
نآ َ ه ال ّ ِ
ذي َ عدَ الل ّ ُ
و َ
} َ
الحاكم ج 2ص 401حدثني محمد بن صالح بن هانئ ،حدثنا أبو سعيد محمد بن شاذان ،حدثني أحمد بن
سعيد الدارمي ،حدثنا علي بن الحسين بن واقد ،حدثني أبي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن
كعب رضي الله عنه قال :لما قدم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم
النصار ،رمتهم العرب عن قوس واحدة كانوا ل يبيتون إل بالسلح ول يصبحون إل فيه ،فقالوا ترون أنا
مُلوا ع ِو َم َ من ْك ُ ْمُنوا ِ نآ َ ذي َ ه ال ّ ِعدَ الل ّ ُو َنعيش حتى نكون آمنين مطمئنين ل نخاف إل الله فنزلت } َ
َ
م
ه ُم ِدين َ ُه ْن لَ ُ مك ّن َ ّول َي ُ َم َ ه ْ قب ْل ِ ِن َ م ْ ن ِذي َف ال ّ ِ
خل َ َست َ ْ
ما ا ْ ض كَ َفي اْلْر ِ م ِ ه ْ فن ّ ُ خل ِ َست َ ْ ت ل َي َ ْ حا ِ صال ِ َ
ال ّ
َ
ك{ يعني بالنعمة عدَ ذَل ِ َ فَر ب َ ْ ن كَ َ م ْف َ مًنا{ إلى } َ مأ ْ ه ْ ف ِ
و ِ
خ ْد َع ِن بَ ْ
م ْم ِ
ه ْول َي ُب َدّل َن ّ ُ
م َ ه ْ ضى ل َ ُ ذي اْرت َ َ ال ّ ِ
ن{. قو َ س ُ فا ِ م ال ْ َ ه ُ ك ُ فُأول َئ ِ َ
} َ
هذا حديث صحيح السناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
الحديث في سنده علي بن الحسين بن واقد وقد ضعفه أبو حاتم وتركه البخاري وقال ص -152-
كان إسحاق سيئ الرأي فيه ووثقه ابن حبان وقال النسائي ليس به بأس ا .هـ .تهذيب التهذيب .لكن قال
الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7ص 83رواه الطبراني في الوسط ورجاله ثقات .وذكره الطبري ج 18ص
159مرسل عن أبي العالية.
قوله تعالى:
ج{ الية .61
حَر ٌ
مى َ عَلى اْل َ ْ
ع َ }ل َي ْ َ
س َ
قال المام أحمد بن عمرو بن عبد الخالق الشهير بالبزار كما في كشف الستار ج 3ص 61حدثنا زيد بن
أخزم أبو طالب الطائي ثنا بشر بن عمر ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت كان المسلمون يرغبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فيدفعون مفاتيحهم إلى ضمناهم 1ويقولون لهم قد أحللنا لكم أن تأكلوا ما أحببتم فكانوا يقولون إنه ل يحل
جعَر ِعَلى اْل َ ْ ول َ ج َحَر ٌ
مى َ ع َعَلى اْل َ ْ س َلنا أنهم أذنوا من غير طيب نفس فأنزل الله عز وجل }ل َي ْ َ
فسك ُم أ َن ت َأ ْك ُُلوا من بيوت ِك ُم أ َو بيوت آبائ ِك ُ َ َ
تو ب ُُيو ِ
مأ ْ ْ ْ ْ ُ ُ ِ َ ِ ْ ُ ُ ْ عَلى أن ْ ُ ِ ْ ول َ ج َ حَر ٌض َ ري ِ عَلى ال ْ َ
م ِ ول َ ج َ حَر ٌ َ
َ َ َ َ َ َ ُ
م{ إلى قوله مات ِك ُ ْ
ع ّت َ و ب ُُيو ِ
مأ ْ مك ُ ْ
ما ِ
ع َ
تأ ْ و ب ُُيو ِ
مأ ْ وات ِك ُ ْ
خ َ تأ َو ب ُُيو ِمأ ْ وان ِك ُ ْخ َت إِ ْ و ب ُُيو ِ مأ ْ هات ِك ُ ْ م َ أ ّ
َ
ه{. ح ُفات ِ َم َ مل َك ْت ُ ْ
م َ ما َ و َ }أ ْ
قال البزار ل نعلمه رواه عن الزهري إل صالح.
قال الحافظ الهيثمي في المجمع ج 7ص 84رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
وقال السيوطي في لباب النقول سنده صحيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1في مختار الصحاح :الضمانة الزمانة وقد ضمن الرجل من باب طرب فهو ضمن أي زمن مبتلى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1الوحل الطين الرقيق ووحل الرجل أي وقع في الوحل .ا .هـ مختار الصحاح باختصار.
جدد من الرض فأخذه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسيرا في سبعين ص -154-
من قريش ،وقدم إليه أبو معيط ،فقال :تقتلني من بين هؤلء .قال" :نعم بما بزقت في وجهي" ،فأنزل الله
ذوًل{.
خ ُ
ن َ ن ل ِْل ِن ْ َ
سا ِ شي ْ َ
طا ُ ن ال ّ و َ
كا َ عَلى ي َدَي ْ ِ
ه{ إلى قوله } َ م َ ض ال ّ
ظال ِ ُ ع ّ
م يَ َ
و َ
وي َ ْ
في أبي معيطَ } :
الحديث لم يتيسر لي الوقوف على سنده لكن في مصنف عبد الرزاق ج 5ص 356 ،355وتفسير ابن
جرير قصة تشبهها وهي مرسلة لكن بدل عقبة بن أبي معيط أبي بن خلف .ونحن الن متوقفون من الحكم
عليه لن السيوطي رحمه الله متساهل.
قوله تعالى:
ن{
ول ي َْزُنو َ
ق َ ه إ ِّل ِبال ْ َ
ح ّ م الل ّ ُ س ال ِّتي َ
حّر َ ف َ قت ُُلو َ
ن الن ّ ْ ول ي َ ْ
خَر َ ه إ ِل َ ً
ها آ َ ع الل ّ ِ
م َ
ن َ
عو َ
ن ل ي َدْ ُ وال ّ ِ
ذي َ } َ
الية .68
البخاري ج 10ص 109حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني منصور عن أبي وائل عن أبي
ميسرة عن عبد الله قال 1وحدثني واصل عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه سألت أو سئل رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أي الذنب عند الله أكبر؟ قال" :أن تجعل لله ندا وهو خلقك" ،قلت :ثم
أي؟ قال" :أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك" ،قلت :ثم أي؟ قال" :أن تزاني بحليلة جارك" قال :ونزلت
ه إ ِل َ ً
ها ع الل ّ ِ
م َ
ن َ
عو َ
ن ل ي َدْ ُ وال ّ ِ
ذي َ هذه الية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم } َ
ن{.ول ي َْزُنو َ
ق َ ه إ ِّل ِبال ْ َ
ح ّ م الل ّ ُ س ال ِّتي َ
حّر َ ف َ قت ُُلو َ
ن الن ّ ْ ول ي َ ْ
خَر َ
آ َ
الحديث ذكره البخاري رحمه الله في مواضع منها ج 15ص ،204وج 17ص ،289ومسلم ج 2ص ،80
والترمذي ج 4ص 157وعنده
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1فاعل قال هو سفيان الثوري كما في الفتح.
وتل هذه الية ،أبو داود ج 2ص ،263وأحمد ج 1ص ،380ص ،431وابن جرير ج 19 ص -155-
ص ،41وأبو نعيم في الحلية ج 4ص .146 ،145
سبب آخر:
أخرج البخاري ج 10ص ،170ومسلم ج 2ص ،139والنسائي ج 7ص 80عن ابن عباس رضي الله عنهما
دا صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن أناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا فأتوا محم ً
ع الل ّ ِ
ه م َ
ن َ
عو َ
ن ل ي َدْ ُ وال ّ ِ
ذي َ فقالوا :إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل } َ
ن
ذي َي ال ّ ِ
عَباِد َ
ل َيا ِ ن{ ونزل } ُ
ق ْ ول ي َْزُنو َ
ق َ ه إ ِّل ِبال ْ َ
ح ّ م الل ّ ُ حّر َس ال ِّتي َ
ف َ ن الن ّ ْقت ُُلو َول ي َ ْ
خَر َ
ها آ َإ ِل َ ً
ه{ ول مانع أن تكون الية نزلت للسبيين معا والله ة الل ّ ِ
م ِ ح َن َر ْ م ْ قن َ ُ
طوا ِ م ل تَ ْ ه ْ
س ِ عَلى أ َن ْ ُ
ف ِ فوا َسَر ُأ ْ
َ
أعلم.
قوله تعالى:
غ ُ
فوًرا ن الل ّ ُ
ه َ و َ
كا َ ت َ
سَنا ٍ
ح َ
م َ سي َّئات ِ ِ
ه ْ ل الل ّ ُ
ه َ فُأول َئ ِ َ
ك ي ُب َدّ ُ حا َ مًل َ
صال ِ ً ع َ م َ
ل َ ع ِ
و َ
ن َ
م َ
وآ َ
ب َ
ن َتا َ }إ ِّل َ
م ْ
ما{ .70 حي ً
َر ِ
البخاري ج 8ص 167حدثنا عثمان بن أبي شيبة ،حدثنا جرير عن منصور ،حدثني سعيد بن جبير وقال
حدثني الحكم عن سعيد بن جبير ،قال :أمرني عبد الرحمن بن أبزي قال :سل ابن عباس عن هاتين اليتين
دا{ فسألت
م ً
ع ّ
مت َ َ
مًنا ُ م ْ
ؤ ِ ل ُ ن يَ ْ
قت ُ ْ م ْ
و َ
ق{ } َ ه إ ِّل ِبال ْ َ
ح ّ م الل ّ ُ س ال ِّتي َ
حّر َ قت ُُلوا الن ّ ْ
ف َ ول ت َ ْ
ما أمرهما } َ
ابن عباس فقال :لما أنزلت التي في الفرقان قال مشركو أهل مكة فقد قتلنا النفس التي حرم الله ودعونا
ب{ وأما التي في النساء الرجل إذا عرف
ن َتا َ مع الله إلها آخر وقد أتينا الفواحش فأنزل الله }إ ِّل َ
م ْ
دا فيها .فذكرته لمجاهد فقال :إل من ندم. السلم وشرائعه ثم قتل فجزاؤه جهنم خال ً
الحديث أعاده في تفسير الفرقان ج 10ص ،12وأخرجه مسلم ج 18ص ،159وأبو داود ج 4ص ،168
وابن جرير ج 19ص .42
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1في هذا رد على من يدعي إسلم أبي طالب وإن كنت تريد المزيد راجعت الصابة.
الحديث أخرجه الترمذي ج 4ص 159وقال حديث حسن غريب ل نعرفه إل من حديث ص -157-
يزيد بن كيسان ،وأحمد ج 2ص ،441وابن جرير ج 2ص ،91وابن خزيمة في كتاب التوحيد ص 343و
،344والبيهقي في شعب اليمان ص ،54وقد تقدم الحديث المتفق عليه من حديث المسيب بن حزن في
سورة التوبة.
"سورة العنكبوت": ص -158-
قوله تعالى:
سًنا{ الية .8
ح ْ
ه ُ
وال ِدَي ْ ِ
ن بِ َ صي َْنا اْل ِن ْ َ
سا َ و ّ
و َ
} َ
مسلم ج 15ص 185حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قال :حدثنا الحسن بن موسى حدثنا زهير
حدثنا سماك بن حرب حدثني مصعب بن سعد عن أبيه أنه نزلت فيه آيات من القرآن قال :حلفت أم سعد
أل تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ول تأكل ول تشرب قالت :زعمت أن الله وصاك بوالديك وأنا أمك وأنا آمرك
بهذا ،قال :مكثت ثلثا حتى غشي عليها من الجهد ،فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها فجعلت تدعو على
كدا َ
ه َ
جا َ
ن َ
وإ ِ ْ
سًنا َ
ح ْ
ه ُ
وال ِدَي ْ ِ
ن بِ َ صي َْنا اْل ِن ْ َ
سا َ و ّ
و َسعد ،فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الية } َ
فا{ قال وأصاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه عُرو ًم ْفي الدّن َْيا َ
ما ِ
ه َ
حب ْ ُ
صا ِ
و َ ر َ
ك ِبي{ وفيها } َ ل ِت ُ ْ
ش ِ
وعلى آله وسلم غنيمة عظيمة فإذا فيها سيف فأخذته فأتيت به الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فقلت :أنفلني هذا السيف فأنا من قد علمت حاله فقال" :رده من حيث أخذته" فانطلقت حتى إذا أردت أن
ألقيه في القبض لمتني نفسي فرجعت إليه فقلت :أعطنيه ،قال فشد لي صوته" :رده من حيث أخذته".
ل{ قال ومرضت فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه ن اْل َن ْ َ
فا ِ ع ِ سَألون َ َ
ك َ قال :فأنزل الله عز وجل }ي َ ْ
وعلى آله وسلم فأتاني ،فقلت دعني أقسم مالي حيث شئت قال :فأبى ،قلت :فالنصف ،قال :فأبى ،قلت:
فالثلث ،قال :فسكت فكان بعد الثلث جائزا .قال :وأتيت على نفر من النصار والمهاجرين فقالوا تعال
نطعمك ونسقيك خمرا وذلك قبل أن تحرم الخمر قال :فأتيتهم في حش
-والحش البستان -فإذا رأس جزور مشوي عندهم وزق من خمر قال :فأكلت وشربت ص -159-
معهم قال فذكرت النصار والمهاجرين عندهم فقلت :المهاجرون خير من النصار فأخذ رجل أحد لحى
الرأس فضربني به فجرح بأنفي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبرته فأنزل الله عز
َ َ
ل
م ِ
ع َ
ن َ
م ْ
س ِج ٌر ْ واْلْزل ُ
م ِ ب َ واْلن ْ َ
صا ُ سُر َ وال ْ َ
مي ْ ِ مُر َ ما ال ْ َ
خ ْ ي –يعني نفسه -شأن الخمر }إ ِن ّ َ
وجل ف ّ
ن{ .الحديث أخرج الترمذي منه الخصلة الولى ،وأشار إلى بقيته وقال هذا حديث حسن صحيح، شي ْ َ
طا ِ ال ّ
وأحمد ج 1ص 186 ،181بتمامه في الموضعين ،وفي الموضع الول ذكر الية التي في سورة لقمان،
والطيالسي ج 2ص ،18والبخاري في الدب المفرد ص ،23والطبري ج 21ص 70وفيه آية لقمان .فإما
أن تكونا نزلتا معا ،وإما أن يكون اضطرب فيها سماك بن حرب فإنه رحمه الله يضطرب في كثير من
الحاديث والله أعلم.
قوله تعالى:
مّنا ِبالل ّ ِ
ه{ الية 10تقدم سبب نزولها في سورة النحل. ن يَ ُ
قو ُ
لآ َ م ْ
س َ
ن الّنا ِ
م َ
و ِ
} َ
"سورة لقمان": ص -160-
قوله تعالى:
م{ الية .13 ظي ٌ
ع ِ ك ل َظُل ْ ٌ
م َ شْر َ
ن ال ّ
}إ ِ ّ
البخاري ج 1ص 95حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة ح قال وحدثني بشر قال حدثنا محمد عن شعبة عن
م
ه ْ
مان َ ُ م ي َل ْب ِ ُ
سوا ِإي َ ول َ ْ
مُنوا َ
نآ َ سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت} :ال ّ ِ
ذي َ
م{ قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أينا لم يظلم نفسه؟ فأنزل الله عز وجل ب ِظُل ْ ٍ
م{.ظي ٌ
ع ِ ك ل َظُل ْ ٌ
م َ شْر َ
ن ال ّ
}إ ِ ّ
الحديث أخرجه أيضا في كتاب التفسير ج 9ص ،363وأخرجه الطيالسي ج 2ص .18
تنبيه:
قال الحافظ في الفتح ج 1ص :95اقتضت رواية شعبة هذه أن هذا السؤال سبب نزول الية الخرى التي
في لقمان ،لكن رواه البخاري ومسلم من طريق أخرى عن العمش وهو سليمان المذكور في حديث
الباب ففي رواية جرير عنه –فقالوا :أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال" :ليس بذلك أل تسمعون إلى قول
لقمان" ،وفي رواية وكيع عنه فقال" :ليس كما تظنون" وفي رواية عيسى بن يونس" :إنما هو الشرك ألم
تسمعوا إلى ما قال لقمان" .وظاهر هذا أن الية التي في لقمان كانت معلومة ولذلك نبههم عليها .ويحتمل
أن يكون نزولها وقع في الحال فتلها عليهم ثم نبههم فتلتئم الروايتان .ا .هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1قال الترمذي ج 4ص 165هذا حديث حسن صحيح.
ه
حب َ ُ
ضى ن َ ْ ن َ
ق َ م ْ
م َ
ه ْ
من ْ ُ
ف ِ عل َي ْ ِ
ه َ دوا الل ّ َ
ه َ ه ُ
عا َ
ما َ صدَ ُ
قوا َ جا ٌ
ل َ ر َ
ن ِ
مِني َ
ؤ ِ ن ال ْ ُ
م ْ م َ
} ِ ص -163-
ن ي َن ْت َظُِر{ الية .23
م ْ
م َ
ه ْ
من ْ ُ
و ِ
َ
البخاري ج 6ص 361حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي حدثنا عبد العلى عن حميد قال سألت أنسا .قال
وحدثني عمرو بن زرارة حدثنا زياد قال حدثني حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه قال غاب عمي أنس
بن النضر عن قتال بدر فقال :يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال
المشركين ليرين الله ما أصنع.
فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال :اللهم إني اعتذر مما صنع هؤلء –يعني أصحابه -وأبرأ إليك مما
صنع هؤلء –يعني المشركين -ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال :يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر
إني أجد ريحها من دون أحد قال سعد :فما استطعت يا رسول الله ما صنع .قال أنس فوجدنا به بضعا
وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه
جا ٌ
ل ر َ
ن ِ
مِني َ
ؤ ِ ن ال ْ ُ
م ْ م َ
أحد إل أخته ببنانه .قال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الية نزلت فيه وفي أشباهه } ِ
عل َي ْ ِ
ه{ إلى آخر الية. دوا الل ّ َ
ه َ ه ُ
عا َ
ما َ صدَ ُ
قوا َ َ
هذا الحديث ذكره أيضا في كتاب التفسير ج 10ص 136مختصرا بسند آخر ينتهي إلى أنس ،وقال الحافظ
في الفتح ج 6ص ،361والحافظ ابن كثير في التفسير ج 3ص 475وقد أخرجه مسلم والترمذي 1
والنسائي من رواية ثابت عن أنس .وأخرجه أحمد ج 3ص ،194والطيالسي ج 2ص ،22وابن جرير ج 21
ص 147وأبو نعيم في الحلية ج 1ص ،121وعبد الله بن المبارك في الجهاد ص .68
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1قال الترمذي ج 4ص 163هذا حسن صحيح.
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فينزل يوما وأنزل يوما ،فإذا نزلت جئته من خبر ص -165-
ذلك اليوم من المر وغيره وإذا نزل فعل مثله ،وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على النصار إذا
هم قوم تغلبهم نساؤهم ،فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء النصار فصحت على امرأتي فراجعتني
فأنكرت أن تراجعني ،فقالت ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ليراجعنه وإن إحداهن لتهجره النهار حتى الليل .فأفزعني فقلت :خابت من فعلت منهن بعظيم ،ثم جمعت
علي ثيابي فدخلت على حفصة فقلت :أي حفصة ،أتغاضب إحداكن رسول الله اليوم حتى الليل؟ فقالت:
نعم ،فقلت :خابت وخسرت ،أفتأمن أن يغضب الله لغضب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فتهلكين ل تستكثري على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ول تراجعيه في شيء ول تهجريه
واسأليني ما بدا لك ول يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى
آله وسلم –يريد عائشة -وكنا تحدثنا أن غسان تنعل النعال لغزونا فنزل صاحبي يوم نوبته فرجع عشاء
فضرب بابي ضربا شديدا وقال :أنائم هو؟ ففزعت فخرجت إليه وقال حدث أمر عظيم قلت ما هو أجاءت
غسان؟ قال :ل بل أعظم منه وأطول ،طلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه ،قال قد
خابت حفصة وخسرت ،كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون فجمعت علي ثيابي فصليت صلة الفجر مع النبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدخل مشربة له فاعتزل فيها فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي قلت ما
يبكيك أولم أكن حذرتك ،أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قالت :ل أدري هو ذا في
المشربة ،فخرجت فجئت المنبر فإذا حوله رهط يبكي بعضهم فجلست معهم قليل ثم غلبني ما أجد فجئت
المشربة التي هو فيها فقلت لغلم له أسود استأذن لعمر ،فدخل فكلم النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ثم خرج فقال ذكرتك له فصمت ،فانصرفت
حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد ،فجئت الغلم فذكر مثله، ص -166-
فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد ،فجئت الغلم فقلت استأذن لعمر فذكر مثله ،فلما
وليت منصرفا فإذا الغلم يدعوني قال أذن لك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدخلت عليه
فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئ على وسادة من أدم
حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت وأنا قائم :طلقت نساءك يا رسول الله ،فرفع بصره إلي فقال" :ل" ثم
قلت وأنا قائم :طلقت نساءك يا رسول الله ،فرفع بصره إلي فقال" :ل" ثم قلت وأنا قائم أستأنس :يا
رسول الله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم –فتبسم النبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم -ثم قلت يا رسول الله لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت ل يغرنك أن
كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم –يريد عائشة -فتبسم أخرى
فجلست حين رأيته تبسم ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهبة ثلث فقلت
ادع الله فليوسع على أمتك ،فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم ل يعبدون الله .وكان متكئا
فقال" :أوفي شك أنت يابن الخطاب! أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا" .فقلت :يا رسول
الله استغفر لي فاعتزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة
عن عائشة وكان قد قال" :ما أنا بداخل عليهن شهرا" من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله فلما مضت
تسع وعشرون دخل على عائشة فبدأ بها ،فقالت له عائشة :إنك أقسمت أل يدخل علينا شهرا وإنا أصبحنا
لتسع وعشرين ليلة أعدها عدا .فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :الشهر تسع وعشرون" وكان
ذلك الشهر تسع وعشرون قالت عائشة :فأنزلت آية التخيير فبدأ بي أول مرة فقال" :إني ذاكر لك أمرا ول
عليك أل تعجلي حتى تستأمري أبويك" قالت قد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقك .1ثم قال "إن الله
ها َ
قال }َيا أي ّ َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1كذا في البخاري في هذا الموضع وفي الترمذي ج 4ص 305لم يكونا يأمراني بفراقه وهو أقرب.
الصحابة فل يدري أسمعه من أم سلمة أم ل وإنما ذكرته شاهدا وأخرج الطبراني من ص -168-
حديث ابن عباس نحوه قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7ص 91وفيه قابوس وهو ضعيف وقد وثق .ثم
رأيت الحافظ ابن كثير رحمه الله قد ذكر لحديث أم سلمة في تفسيره ج 3ص 47طريقين آخرين فجزاه
الله خير الجزاء على حرصه على جمع طرق الحديث.
قوله تعالى:
ه{ الية .37
دي ِ
مب ْ ِ ما الل ّ ُ
ه ُ س َ
ك َ في ن َ ْ
ف ِ في ِ
خ ِ
وت ُ ْ
} َ
البخاري ج 10ص 124حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا معلى بن منصور عن حماد بن زيد حدثنا ثابت عن
ه{ نزلت في شأن زينت
دي ِ
مب ْ ِ ما الل ّ ُ
ه ُ س َ
ك َ في ن َ ْ
ف ِ في ِ
خ ِ
وت ُ ْ
أنس بن مالك رضي الله عنه أن هذه الية } َ
بنت جحش وزيد بن حارثة.
الحديث أعاده ج 17ص 184من حديث ثابت وأخرجه الترمذي ج 4ص 168وصححه .وأحمد ج 3ص
،150والحاكم ج 2ص ،417وأشار له الذهبي برمز البخاري ومسلم أي أنه على شرطهما.
قوله تعالى:
جَناك َ َ
ها{ الية .37 وطًَرا َز ّ
و ْ ها َ
من ْ َ
ضى َزي ْدٌ ِ
ق َ فل َ ّ
ما َ } َ
ابن سعد ج 8ق 1ص – 73أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال نزلت في
جَناك َ َ
ها{ قال فكانت تفخر على نساء النبي صلى وطًَرا َز ّ
و ْ ها َ
من ْ َ
ضى َزي ْدٌ ِ
ق َ فل َ ّ
ما َ زينب بنت جحش } َ
الله عليه وعلى آله وسلم تقول :زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق سبع سموات .رجاله رجال الصحيح.
أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلبي قال حدثنا سليمان بن
المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال :لما انقضت عدة زينت بنت جحش قال ص -169-
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لزيد بن حارثة ما أجد أحدا آمن عندي وأوثق في نفسي منك
ائت إلى زينب فاخطبها علي قال فانطلق زيد فأتاها وهي تخمر عجينها فلما رأيتها عظمت في صدري فلم
أستطع أن أنظر إليها حين عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد ذكرها فوليتها ظهري
ونكصت على عقبي وقلت يا زينب أبشري إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يذكرك قالت :ما
وطًَرا
ها َ
من ْ َ
ضى َزي ْدٌ ِ
ق َ فل َ ّ
ما َ أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن } َ
جَناك َ َ
ها{. و ْ
َز ّ
الحديث رجاله رجال الصحيح وأخرجه أحمد ج 3ص 195وأخرجه مسلم ج 9ص .228
قوله تعالى:
ء{ الية .51 ن تَ َ
شا ُ م ْ وي إ ِل َي ْ َ
ك َ وت ُ ْ
ؤ ِ ن َ
ه ّ
من ْ ُ ن تَ َ
شاءُ ِ م ْ
جي َ
} ت ُْر ِ
قال البخاري ج 10ص 144حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو أسامة قال هشام حدثنا عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها قالت :كنت أغار على اللتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ن تَ َ
شاءُ م ْ وي إ ِل َي ْ َ
ك َ وت ُ ْ
ؤ ِ ن َ
ه ّ
من ْ ُ ن تَ َ
شاءُ ِ م ْ
جي َ
وأقول :أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى }ت ُْر ِ
ك{ قلت :ما أرى ربك إل يسارع في هواك. عل َي ْ َ
ح َ
جَنا َ
فل ُ عَزل ْ َ
ت َ ن َ
م ْ
م ّ
ت ِ
غي ْ َ
ن اب ْت َ َ
م ِ
و َ
َ
الحديث رواه مسلم ج 1ص ،49وأخرجه أحمد ج 6ص ،158وابن جرير ج 22ص ،26والحاكم في
المستدرك ج 2ص 436وفيه فأنزل الله هذه الية في نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم قال:
هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة وأقره الذهبي.
وأقول :البخاري لم يرو لمحاضر بن المورع إل تعليقا ،ومسلم لم يرو له إل
حديثا واحد متابعة كما في تهذيب التهذيب فعلى هذا ليس هو على شرطهما والله أعلم. ص -170-
قوله تعالى:
َ َ
ن ل َك ُ ْ
م{ الية .53 ي إ ِّل أ ْ
ن يُ ْ
ؤذ َ َ خُلوا ب ُُيو َ
ت الن ّب ِ ّ مُنوا ل ت َدْ ُ نآ َ ها ال ّ ِ
ذي َ }َيا أي ّ َ
البخاري ج 10ص 149حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا حميد عن أنس
َ
م رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين بنى بزينب ابنة جحش فأشبع رضي الله عنه قال أوْل َ َ
الناس خبزا ولحما ،ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين كما كان يصنع صبيحة بنائه فيسلم عليهن ويدعو
لهن ،ويسلمن عليه ويدعون له فلما رجع إلى بيته رأى رجلين جرى بهما الحديث فلما رآهما رجع عن بيته
فلما رأى الرجلن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجع عن بيته وثبا مسرعين فما أدري أنا
أخبرته بخروجهما أم أخبر فرجع حتى دخل البيت وأرخى الستر بيني وبينه ،وأنزلت آية الحجاب وقال ابن
أبي مرمي أخبرنا يحيى حدثني حميد سمع أنسا عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
َ
ن ها ال ّ ِ
ذي َ الحديث أخرجه في مواضع من صحيحه منها ص 147من هذا الجزء وفيه فأنزل الله }َيا أي ّ َ
ي{ وص 148وج 11ص 134و 139وص 519وج 13ص 259وص ،305 خُلوا ب ُُيو َ
ت الن ّب ِ ّ مُنوا ل ت َدْ ُ
آ َ
وأخرجه مسلم ج 9ص 229و 230و 232و 233من طرق عن أنس بألفاظ مختلفة والترمذي ج 4ص
168وص 169قال في الولى حسن ،وفي الثانية حسن صحيح ،وأحمد ج 3ص 105و 168و 169و 242
و ،246والبخاري في الدب المفرد ص ،632وابن سعد في الطبقات ج 1ص ،75وابن جرير ج 22ص
،38 ،37والحاكم ج 2ص 418وقال صحيح
السناد ،وأقره الذهبي .وأقول هو على شرط الشيخين ،لكن قد أخرجه مسلم بهذا ص -171-
السند وبهذا اللفظ ج 9ص 233فل معنى لستدراكه.
وأخرجه البخاري ج 1ص 259وج 13ص ،260ومسلم ج 14ص ،152وابن جرير ج 22ص 39وص 40
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
احجب نساءك .قالت :فلم يفعل وكان أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخرجن ليل إلى ليل قبل
المناصع فخرجت سودة بنت زمعة وكانت امرأة طويلة فرآها عمر بن الخطاب وهو في المجلس ،فقال:
عرفناك يا سودة .حرصا على أن ينزل الحجاب قالت :فأنزل الله عز وجل آية الحجاب.
وأخرج الطبراني في الصغير ج 1ص ،83وعزاه الهيثمي ج 7ص 93إلى الوسط وقال :رجاله رجال
الصحيح غير موسى بن أبي كثير وهو ثقة ،عن عائشة رضي الله عنها قالت :كنت آكل مع النبي صلى الله
عليه وعلى آله وسلم في قعب ،فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت إصبعه إصبعي ،فقال حسن أوه أوه لو
ن فنزلت آية الحجاب.
أطاع فيكن ما رأتكن عي ٌ
طريق الجمع بين هذه الروايات :قال الحافظ في الفتح ج 1ص ،260وطريق الجمع بينهما أن أسباب نزول
الحجاب تعددت ،وكانت قصة زينب آخرها أخرجها للنص على قصتها في الية أو المراد بآية الحجاب في
ن{ الية .ا .هـ.
ه ّ
جلِبيب ِ ِ
ن َ
م ْ
ن ِ عل َي ْ ِ
ه ّ ن َ
بعضها قوله تعالى }ي ُدِْني َ
ن{ نظر .إذ قد صرحت الروايات ه ّجلِبيب ِ ِ
ن َ م ْ ن ِ عل َي ْ ِ
ه ّ ن َ
وأقول في كون المراد بآية الحجاب قوله }ي ُدِْني َ
َ
ي{ الية وفي شأن قول ت الن ّب ِ ّخُلوا ب ُُيو َ
مُنوا ل ت َدْ ُ نآ َذي َها ال ّ ِ
في شأن قصة زينب بنزول قوله }َيا أي ّ َ
عمر 1عند الطبري ج .12
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1وقال الحافظ في الفتح ج 1ص 260زاد أبو عوانة في صحيحه من طريق الزبيدي عن ابن شهاب فأنزل
َ
ي{ الية ا .هـ. خُلوا ب ُُيو َ
ت الن ّب ِ ّ مُنوا ل ت َدْ ُ
نآ َ ها ال ّ ِ
ذي َ الله الحجاب }َيا أي ّ َ
خُلوا{ الية
مُنوا ل ت َدْ ُ
نآ َ ها ال ّ ِ
ذي َ
َ
ص 40فأنزل الله آية الحجاب قال الله }َيا أي ّ َ ص -172-
فالقول بتعدد السباب أولى.
تنبيه مهم :يفهم من هذا الحديث أن قول عمر :قد عرفناك يا سودة .قبل الحجاب وفي بعضها أنه بعد
الحجاب ،فما الجمع قال الحافظ في الفتح ج 10ص 150قال الكرماني :فإن قلت وقع هنا أنه كان بعد ما
ضرب الحجاب وتقدم في الوضوء أنه كان قبل الحجاب فالجواب لعله وقع مرتين ،قال الحافظ قلت :بل
المراد بالحجاب الول غير الحجاب الثاني ،والحاصل أن عمر رضي الله عنه وقع في قلبه نقرة من اطلع
الجانب على الحريم النبوي حتى صرح بقوله له عليه الصلة والسلم :احجب نساءك .وأكد ذلك إلى أن
نزلت آية الحجاب ،ثم قصد ذلك أن ل يبدين أشخاصهن أصل ولو كن مستترات ،فبالغ في ذلك فمنع منه
وأذن لهن في الخروج لحاجتهن دفعا للمشقة ورفعا للحرج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1هو المنذر بن مالك.
وأما قول الحافظ ابن كثير رحمه الله إن فيه غرابة لن السورة بكمالها مكية فلم يظهر ص -174-
لي اتجاهه ،فإذا ثبت أن هذه الية نزلت بمكة فل مانع من نزولها مرتين وإن لم يثبت نزولها بمكة فقد
تكون السورة مكية إل آية كما هو معروف .والله أعلم.
قوله تعالى:
ة{ الية 77إلى آخر السورة. ن ن ُطْ َ
ف ٍ م ْ
قَناهُ ِ ن أ َّنا َ
خل َ ْ م ي ََر اْل ِن ْ َ
سا ُ ول َ ْ
َ
}أ َ
ابن أبي حاتم كما في ابن كثير ج 3ص 581حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد حدثنا محمد بن العل حدثنا
عثمان بن سعيد الزيات عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن
العاص بن وائل أخذ عظما من البطحاء ففته بيده ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
أيحيى الله هذا بعد ما أرم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :نعم يميتك الله ثم يحييك ثم
يدخلك جهنم" .قال :ونزلت اليات من آخر يس.
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ج 2ص 429من طريق عمرو بن عون عن هشيم به ،وقال صحيح
على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1من هنا من السيرة بهذا السند لن السياق في المستدرك غير مفهوم وقع فيه سقط وهو في مجمع
الزوائد كما في السيرة.
الحديث أيضا أخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ج 1ص 475وقال الهيثمي ص -176-
في مجمع الزوائد ج 6ص 61رواه البزار ورجاله ثقات .1هذا وقد تقدم بعض ما يتعلق بهذه الية في
سورة الفرقان.
قوله تعالى:
ه{ الية .67 ر ِ ق َ
قدْ ِ ح ّ قدَُروا الل ّ َ
ه َ ما َ
و َ
} َ
أحمد ج 1ص 378حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أهل الكتاب فقال :يا أبا القاسم أبلغك أن الله عز وجل يحمل
الخلئق على أصبع والسموات على أصبع والرضين على أصبع والشجر على أصبع ،فضحك النبي صلى الله
ه{ الية.
ر ِ ق َ
قدْ ِ ح ّ قدَُروا الل ّ َ
ه َ ما َ
و َ
عليه وعلى آله وسلم حتى بدت نواجذه فأنزل الله عز وجل } َ
الحديث رجاله رجال الصحيح وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ،76وابن جرير ج 24ص ،27
والبيهقي في السماء والصفات ص ،333وقد أخرج أحمد ج 1ص ،151والترمذي وصححه ج 4ص ،177
وابن خزيمة في التوحيد ص ،78والطبري ج 14ص 26من حديث ابن عباس نحوه وفي عطاء &ابن
السائب وهو مختلط.
تنبيه:
قال الحافظ السيوطي في التقان ج 1ص :34الحديث في الصحيح بلفظ "فتل رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم" وهو أصوب فإن الية مكية.
وأقول لفظ "تل" الواقع في الصحيح ل ينافي أنها نزلت ثم تلها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
وأما كونها مكية فإن ثبت نزولها –أعني هذه الية -بمكة فل مانع من نزولها مرتين وإن لم يثبت نزولها بمكة
بالسند الصحيح فقد تكون السورة مكية إل آية ،والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1الحديث في كشف الستار ج 1ص 302وفيه صدقة بن سابق وهو مستور الحال لم يوثقه إل ابن حبان
لكنه قد تابعه عبد الله بن إدريس كما عند الحاكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1هو حميد بن هانئ الخولني.
ول َك ِ ْ
ن ي ُن َّز ُ
ل ض َ
َ
في اْلْر ِ
وا ِ ه ل َب َ َ
غ ْ عَباِد ِ ط الل ّ ُ
ه الّرْزقَ ل ِ ِ س َ ول َ ْ
و بَ َ أصحاب الصفة } َ ص -179-
ء{ .ذلك بأنهم قالوا لو أن لنا فتمنوا. ما ي َ َ
شا ُ ر َ بِ َ
قدَ ٍ
حدثنا محمد بن سنان القزاز قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري قال حدثنا حيوة قال أخبرني أبو هانئ أنه
سمع عمرو بن حريث يقول إنما أنزلت هذه الية وذكره.
الحديث قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7ص 104رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وفيه "لنهم
تمنوا الدنيا" وأخرجه الواحدي في أسباب النزول وأبو نعيم في الحلية ج 1ص .338
وأخرج الحاكم وصححه ،وأشار الذهبي إلى أنه على شرط الشيخين ج 2ص 445عن علي بن أبي طالب
مثله.
تنبيه:
عمرو بن حريث مختلف في صحبته كما في الصابة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أبو رزين اسمه مسعود بن مالك وثقه أبو زرعة .وأبو يحيى اسمه مصدع روى عنه جماعة ولم يوثق بل
ضعف كما في تهذيب التهذيب فالحديث بهذا السند ضعيف.
والحديث قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7ص 104رواه أحمد الطبراني بنحوه "إل ص -181-
أنه قال فإن كنت صادقا فإنها لكآلهتهم" وفيه عاصم به بهدلة وثقه أحمد وغيره ،وهو سيئ الحفظ ،وبقية
رجاله رجال الصحيح قال السيوطي في لباب النقول إن سنده صحيح .وأقول الذي قرره المام الذهبي في
الميزان إن حديث عاصم حسن.
تنبيه:
في المسند وتفسير ابن كثير "وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى ابن مريم وما تقول في محمد".
وفي مجمع الزوائد "وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى بن مريم وما يقول محمد" فلينظر أي
اللفظين أصح ،قال شيخنا حفظه الله :لعله ما في مجمع الزوائد لوضوح معناه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1في ابن كثير شريح بالشين المعجمة وبعد الياء حاء والصواب ما أثبتناه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1في المسند كلم غير مفهوم فكتبناه من مجمع الزوائد.
2كذا من المجمع.
3كذا من المجمع.
عليه من الخير ما أثنيتم ولما آمن أكذبتموه وقلتم فيه ما قلتم فلن يقبل فيه قولكم". ص -185-
قال فخرجنا ونحن ثلثة ،رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنا وعبد الله بن سلم وأنزل الله عز
عَلى ق ْ َ َ
ل َسرائي َن ب َِني إ ِ ْ
م ْ
هدٌ ِ هدَ َ
شا ِ و َ
ش ِ ه َم بِ ِ وك َ َ
فْرت ُ ْ ه َ د الل ّ ِ
عن ْ ِ
ن ِم ْن ِ كا َن َم إِ ْ ل أَرأي ْت ُ ْ وجل فيه } ُ
ن{.مي َ م ال ّ
ظال ِ ِ و َق ْدي ال ْ َ ه ِه ل يَ ْن الل ّ َ
م إِ ّست َك ْب َْرت ُ ْ
وا ْ
ن َ م َ ه َ
فآ َ مث ْل ِ ِ
ِ
الحديث قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7ص 106رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .وأخرجه ابن
حبان كما في موارد الظمآن ص ،518والطبراني ج 26ص ،12والحاكم في المستدرك ج 3ص ،416
وقال صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي.
وأقول الحديث على شرط مسلم ،لن البخاري لم يخرج لعبد الرحمن بن جبير ول لبيه ،وكذا صفوان بن
عمرو لم يخرج له إل تعليقا كما في ترجمته في تهذيب التهذيب ،والله أعلم.
تنبيه:
الذي جاء في الصحيحين أن عبد الله بن سلم رضي الله عنه هو الذي أتى إلى الرسول صلى الله عليه
وعلى آله وسلم عند مقدمه من مكة وذكر نحو هذه القصة وليس فيه سبب النزول وهذه القصة تفيد أنه
ذهب صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى كنيستهم فما الجمع؟ لم يحضرني الن كلم للمتقدمين ويمكن
أن يقال إن عبد الله لما أسلم بعد إتيانه إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذهب إلى جماعة من
اليهود ولم يعلموا بإسلمه فلما أتاهم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لهم ما قال والله أعلم،
فإن ارتضيت هذا الجمع أو فتح الله عليك بأحسن منه ،وإل رجحت حديث الصحيحين ل سيما وعوف بن
مالك قال الواقدي أسلم عام خيبر وقال غيره شهد الفتح وقال ابن سعد آخى النبي صلى الله عليه وعلى
آله وسلم بينه وبين أبي الدرداء ا .هـ .من الصابة ج 3ص 43
وفي الستيعاب وأول مشاهده خيبر ج 3ص 131مع الصابة ،وفي الطبقات ج 7ق 2 ص -186-
عوف بن مالك الشجعي أسلم قبل حنين وشهد حنينا إلى آخره ،وفي المستدرك ج 3ص 546عن الواقدي
نحو ما هنا فالظاهر عدم صحة هذا الحديث ،والله أعلم.
قوله تعالى:
ن{.
مِبي ٍ
ل ُ
ضل ٍ
في َ ن{ اليات 30-29إلى قوله } ِ ج ّن ال ْ ِ
م َ
فًرا ِ فَنا إ ِل َي ْ َ
ك نَ َ صَر ْ
وإ ِذْ َ
} َ
الحاكم ج 2ص 456حدثنا أبو عمر الحافظ أنبأ عبدان الهوازي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أحمد
الزبيري حدثنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله قال هبطوا على النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه أنصتوا قالوا :صه ،وكانوا تسعة أحدهم زوبعة فأنزل الله
َ
قاُلوا أن ْ ِ
صُتوا{ الية ضُروهُ َ
ح َ فل َ ّ
ما َ ن َ ن ال ْ ُ
قْرآ َ عو َ
م ُ
ست َ ِ
ن يَ ْ ن ال ْ ِ
ج ّ م َ
فًرا ِ فَنا إ ِل َي ْ َ
ك نَ َ صَر ْ
وإ ِذْ َ
عز وجل } َ
ن{ صحيح السناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي ،وأخرجه الحافظ البيهقي من طريق الحاكممِبي ٍ
ل ُ
ضل ٍ
إلى } َ
بهذا السند في دلئل النبوة ج 2ص .13
وأخرج ابن جرير ج 26ص ،71والحاكم ج 2ص 459عن مجمع بن جارية رضي الله ص -188-
عنه قال :أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الحديبية حتى بلغ رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم كراع الغميم فإذا الناس يرسمون 1نحو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فقال بعض الناس لبعض :ما للناس؟ قالوا أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال
لبعض الناس فحركنا حتى وجدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند كراع الغميم واقفا فلما
مِبيًنا{ فقال بعض الناس أوفتح؟ هو قال" :والذي
حا ُ
فت ْ ً حَنا ل َ َ
ك َ اجتمع عليه الناس قرأ عليهم }إ ِّنا َ
فت َ ْ
نفسي بيده إنه لفتح".
قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وقال الذهبي قلت :لم يخرج مسلم لمجمع ول لبيه شيئا وهما ثقتان ،ومجمع أحد رجال السند وليس
بالصحابي هنا.
قوله تعالى:
ت{ الية .5
مَنا ِ
ؤ ِ وال ْ ُ
م ْ ن َ
مِني َ
ؤ ِ ل ال ْ ُ
م ْ خ َ
}ل ِي ُدْ ِ
أحمد ج 3ص 134حدثنا بهز حدثنا همام عن قتادة عن أنس أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم مرجعه من الحديبية وأصحابه يخالطون الحزن والكآبة وقد حيل بينهم وبين مساكنهم ،ونحروا الهدي
ما{ قال" :لقد أنزلت علي آيتان هما
قي ً
ست َ ِ
م ْ صَرا ً
طا ُ مِبيًنا{ إلى قوله } ِ
حا ُ
فت ْ ً حَنا ل َ َ
ك َ بالحديبية }إ ِّنا َ
فت َ ْ
أحب إلي من الدنيا جميعا" .قال :فلما تلهما قال رجل هنيئا مريئا يا رسول الله قد بين لك ما يفعل بك فما
ن
م ْ
ري ِ
ج ِ
ت تَ ْ
جّنا ٍ
ت َ
مَنا ِ
ؤ ِ وال ْ ُ
م ْ ن َ
مِني َ
ؤ ِ ل ال ْ ُ
م ْ خ َ
يفعل بنا؟ فأنزل الله عز وجل الية التي بعدها }ل ِي ُدْ ِ
َ
ها اْلن ْ َ
هاُر{ الية. حت ِ َ
تَ ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1يرسمون :أي يذهبون إليه سراعا كما في النهاية.
الحديث أخرجه المام أحمد في مواضع من مسنده منها ص 196من هذا الجزء وص ص -189-
215و ،252وأخرجه البخاري ج 8ص 456وبين أن قوله" :هنيئا مريئا" من قول عكرمة ،ومسلم ج 12
ص 143عنده أصل الحديث وليس عنده نزول الية ،والترمذي ج 4ص ،185وابن جرير ج 26ص ،69
وابن حبان كما في موارد الظمآن ص ،436والحاكم ج 2ص 459وقال صحيح على شرط الشيخين ،وأقره
مِبيًنا{ قال :فتح خيبر.
حا ُ
فت ْ ً حَنا ل َ َ
ك َ الذهبي وفيه }إ ِّنا َ
فت َ ْ
قوله تعالى:
عن ْك ُم َ هو ال ّذي ك َ ّ َ
مك ّ َ
ة{ الية .24 م ب ِب َطْ ِ
ن َ ه ْ
عن ْ ُ دي َك ُ ْ
م َ وأي ْ ِ
ْ َ م َ
ه ْ
دي َ ُ
ف أي ْ ِ ِ و ُ َ
} َ
البخاري ج 6ص 257حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال أخبرني الزهري قال
أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه ،قال :خرج
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله
عليه وعلى آله وسلم" :إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة ،فخذوا ذات اليمين" فوالله ما
شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش وسار النبي صلى الله عليه وعلى
آله وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس حل 1حل فألحت فقالوا
خلت القصواء فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :ما خلت القصواء وما ذلك لها بخلق ولكن
حبسها حابس الفيل" ،ثم قال" :والذي نفسي بيده ل يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إل أعطيتهم
إياها" ثم زجرها فوثبت ،قال فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه 2الناس
تبرضا ،فلم يلبثه الناس حتى نزحوه ،وشكى إلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1كلمة تقال للناقة إذا تركت السير.
2التبرض هو الخذ قليل قليل كذا في الفتح.
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم العطش ،فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم ص -190-
أن يجعلوه فيه ،فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه ،فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء
الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من
أهل تهامة فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية ومعهم العوذ المطافيل
وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :إنا لم نجئ لقتال
أحد ،ولكن جئنا معتمرين ،وإن قريشا نهكتهم الحرب وأضرت بهم ،فإن شاءوا أمددتهم مدة ويخلوا بيني
وبين الناس ،فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا ،وإل فقد جمعوا ،وإن هم أبوا،
فوالذي نفسي بيده لقاتلهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ،ولينفذن الله أمره" فقال بديل :سأبلغهم
ما تقول .فانطلق حتى أتى قريشا ،قال :إنا قد جئناكم من هذا الرجل ،وسمعناه يقول قول ،فإن شئتم
نعرضه عليكم فعلنا ،فقال سفهاؤهم :ل حاجة بنا أن تخبرنا عنه بشيء .وقال ذوو الرأي منهم :هات ما
سمعته .قال :سمعته يقول كذا وكذا ،فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فقال عروة
بن مسعود :أي قوم ألستم بالولد .1قالوا :بلى .قال :أولست بالوالد؟ قالوا :بلى ،قال :فهل تتهموني؟
قالوا :ل ،قال :ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ ،فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن
أطاعني .قالوا :بلى .قال :فإن هذا قد عرض عليكم خطة رشد ،اقبلوها ودعوني آته .قالوا :ائته .فأتاه
فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نحوا من
قوله لبديل ،فقال عروة عند ذلك :أي محمد ،أرأيت إن استأصلت أمر قومك ،هل سمعت بأحد من العرب
اجتاح أهله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1كذا لبي ذر ولغيره بالعكس ألستم بالوالد وألست بالولد وهو الصواب وهو الذي في رواية أحمد وابن
إسحاق وغيرهما ا .هـ فتح الباري باختصار.
قبلك؟ وإن تكن الخرى فإني والله ل أرى وجوها ،وإني لرى أشوابا من الناس خليقا أن ص -191-
يفروا ويدعوك ،فقال له أبو بكر رضي الله عنه :امصص بظر اللت :أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال :من ذا؟
قالوا أبو بكر .قال :أما والذي نفسي بيده لول يد كانت لك عندي لم أجزك بها لجبتك .قال :وجعل يكلم
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكلما تكلم أخذ بلحيته ،والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعه السيف وعليه المغفر ،فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى
الله عليه وعلى آله وسلم ضرب يده بنعل السيف ,وقال له أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم ،فرفع عروة رأسه فقال :من هذا؟ فقالوا المغيرة بن شعبة .فقال :أي غدر ألست أسعى
في غدرتك .وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم ،فقال النبي صلى
الله عليه وعلى آله وسلم" :أما السلم فأقبل ،وأما المال فلست منه في شيء" .ثم إن عروة جعل يرمق
أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعينيه قال :فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وعلى
آله وسلم نخامة إل وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ،وإذا أمرهم ابتدروا أمره ،وإذا توضأ
كادوا يقتتلون على وضوئه ،وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده ،وما يحدون إليه النظر تعظيما له .فرجع
عروة إلى أصحابه فقال :أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي،
والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم محمدا.
والله إن يتنخم نخامة إل وقعت في كف رجل منهم ،فذلك بها وجهه وجلده ،فإذا أمرهم ابتدروا أمره ،وإذا
توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ،وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده ،وما يحدون إليه النظر تعظيما له ،وإنه
قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها .فقال رجل من بني كنانة :دعوني آتيه .فقالوا :ائته ،فلما أشرف على
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :هذا فلن وهو من قوم يعظمون ص -192-
البدن فابعثوها له" فبعثت له واستقبله الناس يلبون فلما رأى ذلك قال :سبحان الله ،ما ينبغي لهؤلء أن
يصدوا عن البيت .فلما رجع إلى أصحابه قال :رأيت البدن وقد قلدت وأشعرت ،فما أرى أن يصدوا عن
البيت .فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص وقال :دعوني آتيه .فلما أشرف عليهم قال النبي صلى الله
عليه وعلى آله وسلم" :هذا مكرز وهو رجل فاجر" .فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو ،وقال معمر فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن
عمرو ،وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد سهل لكم من أمركم قال معمر :قال الزهري في
حديثه فجاء سهيل بن عمرو فقال :هات أكتب بيننا وبينك كتابا .فدعا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
الكاتب ،فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :اكتب بسم الله الرحمن الرحيم" .فقال سهيل :أما
الرحمن ،فوالله ما أدري ما هي ولكن اكتب "باسمك اللهم" كما كنا نكتب .فقال المسلمون :والله ل تكتبها
إل "بسم الله الرحمن الرحيم" فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :اكتب باسمك اللهم" ثم قال:
"هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله" .فقال سهيل :والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن
البيت ول قاتلناك ،ولكن اكتب محمد بن عبد الله .فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :والله إني
لرسول اله وإن كذبتموني ،اكتب محمد بن عبد الله" قال الزهري :وذلك لقوله ل يسألوني خطة يعظمون
فيها حرمات الله إل أعطيتهم إياها فقال لهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :على أن تخلوا بيننا
ذنا ضغطة ،ولكن ذلك من العام المقبل وبين البيت فنطوف به" فقال سهيل :والله ل تتحدث العرب أنا أ ُ ِ
خ ْ
فكتب ،فقال سهيل :وعلى أنه ل يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إل رددته إلينا .قال المسلمون :سبحان
الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما .فبينما هم
كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده ،وقد خرج من أسفل مكة ص -193-
حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين ،فقال :سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي .فقال
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :إنا لم نقض الكتاب بعد" .قال :فوالله إذا لم أصالحك على شيء
أبدا .قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :فأجزه لي" قال :ما أنا بمجيزه لك .قال" :بلى فافعل"،
قال :ما أنا بفاعل ،قال مكرز :بلى قد أجزناه لك .قال أبو جندل :أي معشر المسلمين أ َُرد ّ إلى المشركين
ت مسلما؟ أل ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذابا شديدا في الله قال عمر بن الخطاب :فأتيت
وقد جئ ُ
نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت :ألست نبي الله حقا .قال" :بلى" ،قلت :ألسنا على الحق
وعدونا على الباطل؟ قال" :بلى" .قلت :فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال" :إني رسول الله ،ولست
أعصيه ،وهو ناصري" .قلت :أولست كنت تحدثنا أنا نأتي البيت فنطوف به؟ قال" :بلى فأخبرك أنا نأتيه
العام"؟ قال قلت :ل ،قال" :فإنك آتيه ومطوف به" .قال :فأتيت أبا بكر ،فقلت :يا أبا بكر أليس هذا نبي
الله حقا .قال :بلى ،قلت :ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال :بلى ،قلت :فلم نعطي الدنية في
ديننا إذا؟ قال :أيها الرجل إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره ،فاستمسك بغرزه فوالله إنه على
الحق .قلت :أليس كان يحدثنا أنا نأتي البيت ونطوف به ،قال :بلى فأخبرك أنك آتيه العام .قلت :ل ،قال:
فإنك آتيه ومطوف به ،قال الزهري قال عمر :فعملت لذلك أعمال ،فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لصحابه" :قوموا فانحروا ثم احلقوا" .قال :فوالله ما قام منهم رجل
حتى قال ذلك ثلث مرات ،فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس ،فقالت
أم سلمة :يا نبي الله أتحب ذلك ،اخرج ثم ل تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك
فيحلقك .فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك .نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه .فلما ص -194-
رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما .ثم جاءه نسوة مؤمنات
َ
ن{ 1حتى بلغه ّ
حُنو ُ
مت َ ِ ت َ
فا ْ جَرا ٍ
ها ِ
م َ
ت ُ
مَنا ُ
ؤ ِ م ال ْ ُ
م ْ جاءَك ُ ُ مُنوا إ ِ َ
ذا َ نآ َ ها ال ّ ِ
ذي َ فأنزل الله تعالى }َيا أي ّ َ
ر{ فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك .فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان ف ِ صم ِ ال ْك َ َ
وا ِ ع َ
}ب ِ ِ
والخرى صفوان بن أمية .ثم رجع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى المدينة .فجاءه أبو بصير رجل
من قريش وهو مسلم ،فأرسلوا في طلبه رجلين ،فقالوا :العهد الذي جعلت لنا فدفعه إلى الرجلين فخرجا
به حتى بلغ ذا الحليفة ،فنزلوا يأكلون من تمر لهم ،فقال أبو بصير لحد الرجلين :والله إني لرى سيفك هذا
يا فلن جيدا ،فاستله الخر فقال :أجل والله إنه لجيد ،لقد جريت به ثم جريت ،فقال أبو بصير :أرني أنظر
إليه فأمكنه به فضربه حتى برد ،وفر الخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو ،فقال رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله وسلم" :لقد رأى هذا الرجل ذعرا" فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم قال :قتل صاحبي وإني لمقتول .فجاء أبو بصير فقال :يا نبي الله قد أوفى الله ذمتك قد رددتني
إليهم ثم أنجاني الله منهم .قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :ويل أمه مسعر حرب لو كان له
أحد" ،فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم ،فخرج حتى أتى سيف البحر قال ،وينفلت منهم أبو جندل بن
سهيل فلحق بأبي بصير ،فجعل ل يخرج من قريش رجل قد أسلم إل لحق بأبي بصير ،حتى اجتمعت منهم
عصابة ،فوالله ما يسمعون بعيرٍ لقريش خرجت إلى الشام إل اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم.
فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تناشده بالله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو
آمن،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1تعليق قال الحافظ في الفتح ج 6ص 276ظاهره أنهن جئن إليه وهو بالحديبية ،وليس كذلك ،وإنما جئن
إليه بعد في أثناء المدة.
ذي ك َ ّ
ف و ال ّ ِه َو ُ فأرسل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليهم فأنزل الله تعالى } َ ص -195-
ة
مي ّ َ
ح ِ
ة َ مي ّ َ
ح ِم{ حتى بلغ }ال ْ َ عل َي ْ ِ
ه ْ م َ ن أ َظْ َ
فَرك ُ ْ
ة من ب ع َ
دأ ْمك ّ َ ِ ْ َ ْ ِ م ب ِب َطْ ِ
ن َ ه ْ
عن ْ ُ دي َك ُ ْ
م َ عن ْك ُم َ
وأي ْ ِ
ْ َ م َ
ه ْ
دي َ ُ
َ
أي ْ ِ
ة{ وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم .وحالوا بينهم
هل ِي ّ ِ ال ْ َ
جا ِ
وبين البيت.
الحديث أخرجه عبد الرزاق ج 5ص ،342وأحمد ج 4ص ،331وابن جرير ج 26ص .101وأخرج مسلم ج
2ص ،187والترمذي ج 4ص ،185وأبو داود ج 3ص ,13وأحمد ج 3ص ،125 ،122وابن جرير ج 26
ص 94عن أنس بن مالك أن ثمانين رجل من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
وسلم من جبل التنعيم متسلحين يريدون غرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه ،فأخذهم
عن ْك ُم َ هو ال ّذي ك َ ّ َ
مك ّ َ
ة م ب ِب َطْ ِ
ن َ ه ْ
عن ْ ُ دي َك ُ ْ
م َ وأي ْ ِ
ْ َ م َ
ه ْ
دي َ ُ
ف أي ْ ِ ِ و ُ َ
سلما فاستحياهم فأنزل الله عز وجلَ } :
م{. عل َي ْ ِ
ه ْ م َ ن أ َظْ َ
فَرك ُ ْ
من ب ع َ
دأ ِْ ْ َ ْ ِ
وأخرج أحمد ج 4ص 87قال الهيثمي ج 6ص 145رجاله رجال الصحيح ،الحاكم وقال صحيح على شرط
الشيخين ،وأقره الذهبي ج 2ص ،461وابن جرير ج 26ص ،94والبيهقي ج 6ص 319من حديث عبد الله
بن مغفل نحوه.
تنبيه:
قال الحافظ في الفتح على حديث البخاري حيث قال البخاري بسنده ،فأنزل الله وذكر الية ،قال الحافظ:
كذا هنا وظاهره أنها نزلت في شأن أبي بصير وفيه نظر ،والمشهور في سبب نزولها ما أخرجه مسلم من
حديث سلمة بن الكوع ومن حديث أنس بن مالك وأخرجه أحمد والنسائي من حديث
عبد الله بن مغفل بإسناد صحيح أنها نزلت بسبب القوم الذين أرادوا من قريش أن ص -196-
يأخذوا من المسلمين غرة فظفروا بهم فعفا عنهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنزلت الية وقيل
مك ّ َ
ة{ وأبو بصير في نزولها غير ذلك ا .هـ .أقول :ويؤيد ما قاله الحافظ رحمه الله أن في الية }ب ِب َطْ ِ
ن َ
وجماعته لم يكونوا ببطن مكة ،والله أعلم.
وات َك ُ ْ
م{ الية قال ابن الزبير فما كان ص َ
َ
عوا أ ْ مُنوا ل ت َْر َ
ف ُ نآ َ ها ال ّ ِ
ذي َ
َ
فأنزل الله }َيا أي ّ َ ص -198-
عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد هذه الية حتى يستفهمه ،ولم يذكر ذلك عن
أبيه يعني أبا بكر.
الحديث أخرجه أيضا في كتاب العتصام ج 17ص ،39وأخرجه الترمذي ج 4ص ،185وعنده تصريح عبد
الله بن أبي مليكة أن عبد الله بن الزبير حدثه به ،وحسنه ،وأحمد ج 4ص ،6والطبري ج 26ص 119وفيه
قول نافع حدثني ابن أبي مليكة عن ابن الزبير فعلم اتصال الحديث كما أشار إليه الحافظ في الفتح ج 10
ص .212
قوله تعالى:
قت َت َُلوا َ َ
ما{ الية .9
ه َ
حوا ب َي ْن َ ُ
صل ِ ُ
فأ ْ نا ْ
مِني َ
ؤ ِ ن ال ْ ُ
م ْ م َ
ن ِ
فَتا ِ ن َ
طائ ِ َ وإ ِ ْ
} َ
البخاري ج 6ص 226حدثنا مسدد حدثنا معتمر قال سمعت أبي أن أنسا رضي الله عنه قال :قيل للنبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم لو أتيت عبد الله ابن أبي ،فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم وركب حمارا فانطلق المسلمون يمشون معه وهي أرض سبخة ،فلما أتاه النبي صلى الله عليه
وعلى آله وسلم فقال :إليك عني فوالله لقد آذاني نتن حمارك ،فقال رجل من النصار منهم :والله لحمار
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أطيب ريحا منك .فغضب لعبد الله رجل من قومه فشتما ،1
ن
وإ ِ ْ
فغضب لكل واحد منهما أصحابه ،فكان بينهما ضرب بالجريد والنعال واليدي ،فبلغنا أنها أنزلت } َ
قت َت َُلوا َ َ
ما{.
ه َحوا ب َي ْن َ ُ
صل ِ ُ
فأ ْ نا ْ
مِني َ
ؤ ِ ن ال ْ ُ
م ْ م َ
ن ِ
فَتا ِ َ
طائ ِ َ
الحديث ذكره الحافظ ابن كثير ج 4ص 211من طريق معتمر من مسند أحمد ،ثم قال رواه البخاري في
الصلح عن مسدد ،ومسلم في المغازي عن محمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1قال الحافظ في الفتح كذا للكثر أي شتم كل واحد منهما الخر وفي رواية الكشيهمني "فشتمه".
ابن عبد العلى كلهما عن المعتمر بن سليمان عن أبيه به ،وأخرجه ابن جرير ج 26ص ص -199-
.128
قوله تعالى:
ب{ الية .11 ول ت ََناب َُزوا ِباْل َل ْ َ
قا ِ } َ
الترمذي ج 4ص 186حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري البصري حدثنا أبو زيد صاحب الهروي عن شعبة
عن دواد بن أبي هند قال سمعت الشعبي يحدث عن أبي جبيرة بن الضحاك قال :كان الرجل منا يكون له
ب{ هذا حديث ول ت ََناب َُزوا ِباْل َل ْ َ
قا ِ السمان والثلثة فيدعى ببعضها فعسى أن يكره فنزلت هذه الية } َ
حسن صحيح حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف حدثنا نحوه وأبو جبيرة بن الضحاك هو أخو ثابت بن الضحاك
النصاري.
الحديث أخرجه أبو داود ج 4ص ،445وابن ماجه رقم ،3741وأحمد عن أبي جبيرة عن عمومته ج 4ص
،69قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7ص :111رجاله رجال الصحيح ،وذكره أيضا أحمد ج 5ص 380
عن عمومة له ،والبخاري في الدب المفرد ص ،121وابن حبان كما في موارد الظمآن ص ،436وابن
جرير ج 26ص 132والحاكم ج 2ص ،463ج 4ص 282وقال في الول صحيح على شرط مسلم وفي
الثاني صحيح السناد وأقره الذهبي في الموضعين.
تنبيه:
أبو جبيرة مختلف في صحبته قال أبو أحمد وتبعه ابن عبد البر ،قال بعضهم له صحبة ،وقال بعضهم ل
صحبة له ،وقال ابن أبي حاتم ل أعلم له صحبة ،قال الحافظ في الصابة :قلت أخرج حديثه البخاري في
الدب المفرد ،وأصحاب السنن ،وصححه الحاكم ،وحسنه الترمذي ثم ذكر هذا الحديث.
أقول الظاهر ثبوت صحبته إذ لو كان تابعيا لنبه هؤلء الذين أخرجوا حديثه أنه مرسل، ص -200-
ومن علم حجة على من ل يعلم ،على أنه قد روى هذا الحديث كما في مسند أحمد ج 4ص 69وج 5ص
380عن عمومة 1له قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وليس أحد منا إل له لقب أو لقبان.
الحديث .قال الهيثمي ج 7ص 111رجاله رجال الصحيح ،فثبت الحديث والحمد لله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1وفي أسباب النزول للواحدي عن أبيه وعمومة له.
جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في القدر ص -202-
ه خل َ ْ
قَنا ُ ء َ
ي ٍ
ش ْ قَر ،إ ِّنا ك ُ ّ
ل َ س َ
س َ
م ّ ذو ُ
قوا َ م ُ
ه ْ
ه ِ
جو ِ عَلى ُ
و ُ ر َ
في الّنا ِ
ن ِ
حُبو َ
س َ
م يُ ْ
و َ
فنزلت }ي َ ْ
ر{. بِ َ
قدَ ٍ
الحديث أخرجه الترمذي ج 3ص ،204ج 4ص 191وقال في الموضعين حسن صحيح وابن ماجه رقم 83
وأحمد ج 2ص ،444و 476وابن جرير ج 27ص 110والبيهقي في شعب اليمان ج 1ص 136والبخاري
في خلق أفعال العباد 1ص 19وذكر له شاهدا فقال :حدثنا محمد بن يوسف ثنا يونس بن الحارث ثنا عمرو
ر{ في أهل القدر،
ع ٍ
س ُ
و ُ
ل َ
ضل ٍ
في َ ن ِ
مي َ
ر ِ
ج ِ ن ال ْ ُ
م ْ بن شعيب عن أبيه عن جده قال نزلت هذه الية} :إ ِ ّ
ثم قال البخاري رحمه الله :ويروى عن ابن عباس ومعاذ بن أنس رضي الله عنهم .وأخرجه الطبري في
الكبير ج 5ص 319من حديث زرارة غير منسوب وفي سنده ابن زرارة مبهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1رووه كلهم من طريق إسماعيل بن زياد المخزومي وقد قال ابن معين إنه ضعيف وقال علي بن المديني
رجل من أهل مكة معروف ،وقال أبو حاتم يكتب حديثه ،وقال النسائي ليس به بأس .ا .هـ .من تهذيب
التهذيب فمن مجموع كلم هؤلء الئمة يستفاد أن حديثه أنزل من الحسن لكن يتقوى الحديث بالشواهد
التي ذكرت ،والله أعلم.
"سورة الواقعة": ص -203-
قوله تعالى
قك ُ َ
م ت ُك َذُّبو َ
ن{ الية .82 م أن ّك ُ ْ
رْز َ ْ عُلو َ
ن ِ ج َ
وت َ ْ
} َ
مسلم ج 2ص 60حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري ،حدثنا النضر بن محمد ،حدثنا عكرمة وهو ابن
عمار ،حدثنا أبو زميل ،قال :حدثني ابن عباس ،قال :مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر" ،قالوا :هذه
م{ حتى بلغجو ِع الن ّ ُ
ق ِ
وا ِ
م َ
م بِ َ
س ُ فل أ ُ ْ
ق ِ رحمة .وقال بعضهم :لقد صدق نوء كذا وكذا فنزلت هذه اليةَ } :
قك ُ َ
ن{.م ت ُك َذُّبو َ
م أن ّك ُ ْ
رْز َ ْ عُلو َ
ن ِ ج َ
وت َ ْ
} َ
قال النووي رحمه الله قال الشيخ أبو عمرو رحمه الله يعني ابن الصلح ليس مراده أن جميع هذا نزل في
عُلو َ
ن ج َ
وت َ ْ
قوله في النواء فإن المر في ذلك وتفسيره يأبى ذلك ،وإنما النازل في ذلك قوله تعالى } َ
قك ُ َ
ن{ والباقي نزل في غير ذلك ولكن اجتمعا في وقت النزول فذكر الجميع أجل ذلك، م ت ُك َذُّبو َ
م أن ّك ُ ْ
رْز َ ْ
ِ
قال الشيخ أبو عمرو رحمه الله :ومما يدل على هذا أن في بعض الروايات عن ابن عباس رضي الله عنهما
في ذلك القتصار على هذا القدر اليسير فحسب .هذا آخر كلم الشيخ رحمه الله.
لزيد بن المبارك ومحمد بن ثور وهما ثقة ،فالحديث صحيح .لكن في قوله على ص -207-
شرطهما ما فيه.
قوله تعالى:
ُ قطَعت ُم من ِلين َ َ
ه{ الية رضي الله عنهما قال:ن الل ّ ِفب ِإ ِذْ ِها َصول ِ َعَلى أ ُة َم ًقائ ِ َها َمو َو ت ََرك ْت ُ ُةأ ْ ٍ ْ ْ ِ ْ ما َ} َ
حرق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نخل بني النضير ,وقطع ،وهي البويرة فنزلت:
ُ قطَعت ُم من ِلين َ َ
ه{.ن الل ّ ِفب ِإ ِذْ ِها َصول ِ َعَلى أ ُة َم ًقائ ِ َها َمو َو ت ََرك ْت ُ ُةأ ْ ٍ ْ ْ ِ ْ ما َ} َ
الحديث ذكره أيضا في كتاب التفسير ،وأخرجه مسلم ج 12ص 50وص ،51والترمذي ج 2ص 377وج 4
ص 195وقال في الموضعين هذا حديث حسن صحيح ،وأبو داود ج 2ص 342و ،343وأحمد ج 2ص 123
و ،140وابن جرير ج 28ص ،34والبيهقي في دلئل النبوة ج 2ص .452وأخرج الترمذي ج 4ص 196
عَلى قطَعت ُم من ِلين َ َ
ة َم ً ها َ
قائ ِ َ و ت ََرك ْت ُ ُ
مو َ ةأ ٍْ ْ ْ ِ ْ ما َوحسنه عن ابن عباس في قول الله عز وجل } َ
ن{ قال :استنزلوهم من حصونهم ،قال :وأمروا بقطع ي ال ْ َ ُ
قي َس ِفا ِ ز َ
خ ِ
ول ِي ُ ْ
ها{ قال :اللينة النخلةَ } .
صول ِ َ
أ ُ
النخل فحك في صدروهم ،فقالوا :قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا ،ولنسألن رسول الله صلى الله عليه وعلى
و قطَعت ُم من ِلين َ َ
ما َ
ةأ ٍْ ْ ْ ِ ْ آله وسلم هل لنا فيما قطعنا من أجر ،وهل علينا فيما تركنا من وزر فأنزل الله } َ
ُ
ها{ الية. عَلى أ ُ
صول ِ َ ة َ
م ً ها َ
قائ ِ َ ت ََرك ْت ُ ُ
مو َ
قال المباركفوري في تحفة الحوذي :وأخرجه النسائي ،وابن أبي حاتم ،وابن مردويه.
ص -208-قوله تعالى:
ة{ الية .9
ص ٌ
صا َ
خ َ
م َه ْ
ن بِ ِ
كا َ ول َ ْ
و َ م َ
ه ْ
س ِ عَلى أ َن ْ ُ
ف ِ ن َ وي ُ ْ
ؤث ُِرو َ } َ
البخاري ج 8ص 120حدثنا مسدد حدثنا عبد الله بن داود عن فصيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي
هريرة رضي الله عنه أن رجل أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبعث إلى نسائه .فقلن ما معنا إل
الماء ،فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم" :من يضم أو يضيف هذا" .فقال رجل من النصار:
أنا ،فانطلق به إلى امرأته ،فقال :أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .فقالت :ما
عندنا إل قوت صبياني ،فقال :هيئي طعامك ،وأصبحي سراجك ،ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء .فهيأت
طعامها ،وأصبحت سراجها ،ونومت صبيانها ،ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته ،فجعل يريانه كأنهما
يأكلن ،فباتا طاويين ،فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال" :ضحك الله
ق
ن ُيو َ
م ْ
و َ
ة َ
ص ٌ
صا َ
خ َ
م َ
ه ْ
ن بِ ِ
كا َ ول َ ْ
و َ م َ
ه ْ
س ِ عَلى أ َن ْ ُ
ف ِ ن َ وي ُ ْ
ؤث ُِرو َ الليلة أو عجب من فعالكما" ،فأنزل الله } َ
ن{.
حو َفل ِ ُ م ال ْ ُ
م ْ ه ُ فُأول َئ ِ َ
ك ُ ه َ
س ِ ح نَ ْ
ف ِ ُ
ش ّ
الحديث ذكره أيضا في كتاب التفسير ج 1ص ،256وأخرجه مسلم ج 4ص 12و ،13وأخرجه الترمذي ج
4ص ،149وابن جرير ج 28ص ،43والبخاري في الدب المفرد ص ،258والحاكم ج 4ص 130قال
صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ،كذا قال .وأنت ترى أنهما قد أخرجاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
م{.
كي ٌ
ح ِ
م َ
عِلي ٌ
1كذا وفي المصحف } َ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد بايعتك كلما يكلمها به ،والله ما مست يده يد امرأة ص -211-
قط في المبايعة وما بايعهن إل بقوله.
الحديث أعاده أيضا ص 276من هذا الجزء في جملة الحديث الذي قد تقدم في سورة الفتح ،وأحمد ج 4
ص 331في جملة الحديث الطويل ،وعبد الرزاق ج 5ص ،430وابن جرير في التاريخ ج 3ص 82وسنده
ص ،80وفي التفسير ج 26ص 100وج 28ص .71
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1هكذا في تفسير ابن جرير وفي الفتح أنهم كانوا إذا نكحوا تضرب الجواري بالمزامير فيشتد الناس إليهم
ويدعون رسول الله قائما فنزلت هذه الية .وفي الدر المنثور ج 6ص – 221أن النبي صلى الله عليه وعلى
آله وسلم كان يخطب الناس يوم الجمعة ،فإذا كان نكاح لعب أهله وعزفوا ومروا باللهو على المسجد وإذا
نزلت بالبطحاء جلب قال وكانت البطحاء مجلسا بفناء المسجد الذي يلي بقيع الغرقد وكانت العراب إذا
جلبوا الخيل والبل والغنم وبضائع العراب نزلوا البطحاء فإذا سمع ذلك من يقعد للخطبة قاموا للهو
ة
جاَر ً َ وإ ِ َ
وا ت ِ َ
ذا َرأ ْ والتجارة وتركوه قائما فعاتب الله المؤمنين لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال } َ
َ
ما{ .وإنما نقلته من الدر المنثور لن عبارة الطبري غير واضحة قائ ِ ً وت ََر ُ
كو َ
ك َ ضوا إ ِل َي ْ َ
ها َ وا ان ْ َ
ف ّ و لَ ْ
ه ً أ ْ
ولن فيه الجمع بين السببين.
ابن أبي :ل تنفقوا على من عند رسول الله وقال أيضا لئن رجعنا إلى المدينة أخبرت به ص -215-
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلمني النصار ،وحلف عبد الله بن أبي ما قال ذلك ،فرجعت إلى
المنزل فنمت فدعاني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأتيته فقال إن الله قد صدقك ونزل:
ف ُ
قوا{ الية. قوُلو َ
ن ل ت ُن ْ ِ ن يَ ُ م ال ّ ِ
ذي َ ه ُ
} ُ
الحديث أخرجه الترمذي ج 4ص 201وقال هذا حديث حسن صحيح وعزاه المباركفوري إلى أحمد،
وأخرجه ابن جرير ج 28ص 109وص 113من حديث ابن أبي ليلى عن زيد بن أرقم.
ص -218-قال الحافظ في الفتح بعد غزوة إلى النسائي :إن سنده صحيح ج 11ص .292
ه لَ َ َ َ
ك{ قال نزلت ل الل ّ ُ
ح ّ
ما أ َ
م َ
حّر ُ
م تُ َ
ي لِ َ
ها الن ّب ِ ّ
وفي مجمع الزوائد ج 7ص 126عن ابن عباس }َيا أي ّ َ
هذه في سريته .رواه البزار بإسنادين والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح غير بشر بن آدم وهو ثقة.
وأخرج الهيثم بن كليب في مسنده كما في تفسير ابن كثير ج 4ص 386عن ابن عمر قال النبي صلى الله
عليه وعلى آله وسلم لحفصة "ل تخبري أحدا ،وإن أم إبراهيم علي حرام" فقالت :أتحرم ما أحل الله لك.
ه ل َك ُ ْ
م ض الل ّ ُ قدْ َ
فَر َ قال" :فوالله ل أقربها" .قال فلم يقربها حتى أخبرت عائشة ،قال فأنزل الله تعالىَ } :
حل ّ َ َ
م{ قال الحافظ ابن كثير بعد ذكره بسنده :وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب مان ِك ُ ْ
ة أي ْ َ تَ ِ
الكتب الستة وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المستخرج.
قال الحافظ في الفتح ج 10ص 283يحتمل أن تكون الية نزلت في السببين معا ا .هـ .أي بسبب تحريمه
العسل وتحريمه جاريته .وقال الشوكاني في تفسيره ج 5ص 252فهذا سببان صحيحان لنزول الية،
والجمع ممكن بوقوع القصتين :قصة العسل وقصة مارية ،وأن القرآن نزل فيهما جميعا وفي كل واحد
منهما أنه أسر الحديث إلى بعض أزواجه.
قوله تعالى:
قك ُن أ َن يبدل َ َ
من ْك ُ ّ
ن{ الية .5 خي ًْرا ِ
جا َ
وا ً
ه أْز َ
ْ ُ ْ ِ ُ ن طَل ّ َ ّ
ه إِ ْ
سى َرب ّ ُ
ع َ
} َ
مسلم ج 10ص 82حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك
أبي زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وعلى
آله وسلم نساءه قال :دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه ،وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب ،فقلت :لعلمن ص -219-
ذلك اليوم .قال فدخلت على عائشة ،فقلت :يابنة أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم فقالت :مالي ومالك يابن الخطاب عليك بعيبتك .قال :فدخلت على حفصة فقلت لها:
يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ل يحبك ،ولوا أنا لطلقك
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .فبكت أشد البكاء ،فقلت لها أين رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم قالت :هو في خزانته في المشربة ،فدخلت فإذا أنا برباح غلم رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نفير من خشب ،وهو جذع يرقي عليه رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وينحدر ،فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم ،فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ،ثم قلت :يا رباح ستأذن لي عندك
على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا .ثم
رفعت صوتي فقلت :يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإني أظن
أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بضرب عنقها لضربن عنقها ،ورفعت صوتي فأومأ إلي أن
ارقه ،فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى
عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه ،فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا وإذا أفيق معلق ،قال :فابتدرت
عيناي .قال" :ما يبكيك يابن الخطاب"؟ قلت :يا نبي الله وما لي ل أبكي ،وهذا الحصير قد أثر في جسمك،
وهذه خزانتك
ل أرى فيها إل ما أرى ،وذاك قيصر وكسرى في الثمار والنهار ،وانت رسول الله صلى ص -220-
الله عليه وعلى آله وسلم وصفوته وهذه خزانتك.فقال" :يابن الخطاب أل ترضى أن تكون لنا الخرة ولهم
الدنيا" .قلت :بلى .قال ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب .فقلت :يا رسول الله ما يشق
عليك من شأن النساء ،فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملئكته وجبريل ومكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون
معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلم إل رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ونزلت الية ،آية
قك ُن أ َن يبدل َ َ
و
ه َ ن الل ّ َ
ه ُ عل َي ْ ِ
ه َ
فإ ِ ّ هَرا َ ن تَ َ
ظا َ وإ ِ ْ من ْك ُ ّ
ن{ } َ خي ًْرا ِ
جا َ وا ً ه أْز َ ْ ُ ْ ِ ُ ن طَل ّ َ ّ ه إِ ْسى َرب ّ ُ ع َ التخيير } َ
هيٌر{ وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة ك ظَ ِ عدَ ذَل ِ َة بَ ْملئ ِك َ ُ وال ْ َ
ن َ
مِني َ
ؤ ِ ح ال ْ ُ
م ْ صال ِ ُ
و َ ل َري ُجب ْ ِو ِ
ولهُ َ
م ْ
َ
تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت يا رسول الله :أطلقتهن؟ قال" :ل".
قلت :يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون طلق رسول الله نساءه.
فأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن .قال" :نعم إن شئت" .فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى
كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونزلت،
فنزلت أتشبث بالجذع ،ونزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كأنما يمشي على الرض ما يمسه
بيده فقلت :يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال:
"إن الشهر يكون تسعا وعشرين" .فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله
و ال ْ َ َ َ َ
فو ِ خ ْ نأ ِ م ِن اْل ْ م َمٌر ِ مأ ْ ه ْجاءَ ُ ذا َوإ ِ َصلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه ونزلت هذه اليةَ } :
ست َن ْب ِ ُ َ ُ أَ َ
م{ ه ْ
من ْ ُه ِ طون َ ُ ن يَ ْ
ذي َه ال ّ ِم ُ م لَ َ
عل ِ َ ه ْ
من ْ ُر ِ وإ َِلى أوِلي اْل ْ
م ِ ل َ دوهُ إ َِلى الّر ُ
سو ِ ول َ ْ
و َر ّ ه َ
عوا ب ِ ِ
ذا ُ
فكنت أنا استنبطت ذلك المر وأنزل الله عز وجل آية التخيير.
وقد تقدم في سورة البقرة قول عمر وافقت ربي في ثلث وذكر منها:
قك ُن أ َن يبدل َ َ
ن{.من ْك ُ ّ
خي ًْرا ِ
جا َ
وا ً
ه أْز َ
ْ ُ ْ ِ ُ ن طَل ّ َ ّ
ه إِ ْ
سى َرب ّ ُ
ع َ
} َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1قال الحافظ في الفتح :يحيى هو ابن موسى البلخي أو ابن جعفر.
استدراك: ص -224-
قال الحاكم رحمه الله ولم يخرجاه بهذا اللفظة يعني وهو يحدث عن فترة الوحي ،وقد أخرجه البخاري في
باب بدء الوحي ج 1ص ،31وفي كتاب التفسير في تفسيره سورة المدثر ج 10ص 305وص ،306وفي
تفسير اقرأ ص ،350ومسلم ج 2ص 205و .206
تنبيه:
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره ج 4ص 440ما معناه :خالف جابر بن عبد الله الجمهور في
قوله :إن أول ما نزل المدثر .فذهبوا إلى أن أول القرآن نزول سورة اقرأ .ثم ذكر حديث الصحيحين ،فقال:
وقد روى مسلم من طريق عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة قال :أخبرني جابر بن عبد الله أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه" :فبينما أنا أمشي إذ
سمعت صوتا من السماء ،فرفعت بصري قبل السماء ،فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعدا على كرسي
بين السماء والرض ،فجئت منه حتى هويت إلى الرض ،فجئت إلى أهلي ،فقلت زملوني زملوني" فأنزل
قم َ َ َ
جْر{ قال أبو سلمة :والرجز الوثان .ثم حمى الوحي
ه ُ ذْر{ إلى } َ
فا ْ فأن ْ ِ ها ال ْ ُ
مدّث ُّرْ ُ ، الله }َيا أي ّ َ
وتتابع .هذا لفظ البخاري ،وهذا السياق هو المحفوظ وهو يقتضي أنه قد نزل الوحي قبل هذا لقوله" :فإذا
الملك الذي كان بحراء" وهو جبريل حين أتاه بقوله }ا ْ ْ
ن
م ْن ِ ق اْل ِن ْ َ
سا َ خل َ َ خل َ َ
قَ ، ذي َ ك ال ّ ِ سم ِ َرب ّ َقَرأ ِبا ْ
َ عل َق ،ا ْ ْ
م{ ثم أنه حصل بعد هذا عل َ ْ
م يَ ْ ما ل َ ْ ن َ م اْل ِن ْ َ
سا َ عل ّ َ قل َ ِ
مَ ، م ِبال ْ َ
عل ّ َ م ،ال ّ ِ
ذي َ ك اْلك َْر ُ
وَرب ّ َ
قَرأ َ َ ٍ
فترة ثم نزل الملك بعد هذا ووجه الجمع أن أول شيء نزل بعد فترة الوحي هذه السورة ثم ساق الدلة
على ذلك.
وذكر الحافظ نحو هذا في الفتح ج 1ص 31وج 10ص 304و .305
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1الذي في البداية والنهاية عن عبد الله بن محمد الصنعاني ،والذي في المستدرك هو ما أثبتناه ،وكذا في
الدلئل للبيهقي .وهذا الحديث رواه الحاكم ج 2ص ،507وقال صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه،
وأقره الذهبي ،ورواه البيهقي ج 1ص 56من دلئل النبوة.
النسائي كما في تفسير ابن كثير ج 4ص 452حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبو ص -227-
النعمان حدثنا أبو عوانة .وجدنا أبو داود حدثنا محمد بن سليمان حدثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة
وَلى{ قال :قاله رسول ك َ َ
وَلى ل َ َ َ ك َ َ َ
فأ ْ مأ ْوَلى ،ث ُ ّ
فأ ْ وَلى ل َ َ
عن سعيد بن جبير قال :قلت لبن عباس }أ ْ
الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لبي جهل ثم أنزله الله عز وجل.
الحديث رجاله رجال الصحيح فإن يعقوب بن إبراهيم هو الدورقي روى عنه الجماعة ،وأبو النعمان هو محمد
بن الفضل المقلب بعارم من رجال الجماعة ،وأبو عوانة هو وضاح بن عبد الله اليشكري من رجال
الجماعة ،وفي الطريق الخرى المام أبو داود سليمان بن الشعث صاحب السنن ،ومحمد بن سليمان هو
الملقب بلوين من رجال أبي داود ،والنسائي ثقة ،وبقية السند معروفون مشهورون ،وأحرجه ابن جرير ج
29ص 200عن شيخه محمد بن حميد الرازي وفيه كلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1وأقره الذهبي.
الدورقي كما عند ابن جرير وهو إمام كبير ،فهذان إمامان وصله ،وزياد الثقة مقبولة ص -229-
قال ابن الصلح في علوم الحديث ص 64ومنهم من قال "الحكم لمن أسنده إذا كان عدل ضابطا فيقبل
خبره وإن خالفه غيره سواء كان المخالف له واحدا أو جماعة ،قال الخطيب هذا هو القول الصحيح" .قال
ابن الصلح :قلت وما صححه هو الصحيح 1في الفقه وأصوله إلى آخر ما ذكره رحمه الله ..ثم إن الحديث
له شاهد قال ابن جرير رحمه الله:
حدثنا أبو كريب ،حدثنا وكيع عن إسماعيل 2عن طارق بن شهاب قال كان النبي صلى الله عليه وعلى آله
ن ع َ سَألون َ َ
م ْها{ إلى قوله } َ
سا َ
مْر َ
ن ُ
ة أّيا َ
سا َ ِ
ن ال ّ
ع ِ
ك َ وسلم ل يزال يذكر شأن الساعة حتى نزلت }ي َ ْ
ها{. خ َ
شا َ يَ ْ
الحديث قال الذهبي الهيثمي رحمه الله رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ج 7ص 133من المجمع وقال
الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره ج 2ص 273بعد ذكره بهذا السند وهذا إسناد جيد قوي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ثم رأيت في توضيح الفكار للصنعاني وشرح علل الترمذي لبن رجب أن لحفاظ الحديث تفصيل حول
زيادة الثقة .وقد بسطت ذلك في مقدمة اللزامات والتتبع.
2إسماعيل هو ابن أبي خالد.
تصحف من محمد بن مهران فقد ذكروه من الرواة عن عبد الرزاق فهو من رجال ص -231-
الصحيح وعلى كل فل يضر الحديث ما دام أنه قد رواه عبد الرزاق فرجاله رجال الصحيح وهذا سنده من
ابن كثير قال أبو يعلى في سنده حدثنا محمد بن مهدي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس
وّلى{ قال جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله
وت َ َ
س َ
عب َ َ
رضي الله عنه في قولهَ } :
وسلم فذكره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1هو جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي نسب إلى جده كذا في الصابة .وموضح أوهام الجمع والتفريق
ج 2ص 21و 22و .23
2في الصل عبد الله والصواب ما أثبتناه.
في الجنة ألف ألف قصر في كل قصر ما ينبغي له من الزواج والخدم .رواه ابن جرير ص -234-
وابن أبي حاتم من طريقه وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس ومثل هذا ما يقال إل عن توقيف.
الحديث رواه ابن جرير كما قال الحافظ ابن كثير ج 30ص 232من طريقين عن الوزاعي في أحدهما
عمرو بن هشام البيروني الراوي عن الوزاعي وهو ضعيف وفي الخرى رواد بن الجراح مختلف فيه .فأظن
من وثقه لصدقه وديانته ومن جرحه فلنه اختلط.
وأخرجه الحاكم وصححه ج 2ص ،526وتعقبه الذهبي قائل :انفرد به عصام بن رواد عن أبيه وقد ضعف
وأخرجه الطبراني في الكبير والوسط ،قال الهيثمي ورواية الوسط قال رسول الله صلى الله عليه وعلى
ن
م َ خي ٌْر ل َ َ
ك ِ ول َْل ِ
خَرةُ َ آله وسلم" :عرض علي ما هو مفتوح لمتي من بعدي فسرني" فأنزل الله } َ
لوَلى{ فذكر نحوه وفيه معاوية بن أبي العباس ولم أعرفه ،وبقية رجاله ثقات ،وإسناد الكبير حسن، ا ْ ُ
وأخرجه أبو نعيم في الحلية ج 3ص 212عن الطبراني 1وفيه عمرو بن هاشم البيروتي ثم قال هذا حديث
غريب من حديث علي بن عبد الله بن العباس لم يروه عنه إل إسماعيل ورواه سفيان الثوري عن الوزاعي
عن إسماعيل مثله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1رواه في الكبير ج 10ص .336
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1هذا التردد يعتبر قادحا في صحة سبب النزول لكن كتبه لكثرة شواهده.
ابن حنبل ،ومسلم ،والنسائي ،وابن أبي حاتم من حديث معتمر بن سليمان به ،ورواه ص -236-
ابن جرير ج 30ص ،256والبيهقي ج 1ص 438من دلئل النبوة وأخرج ابن جرير بسند صحيح عن ابن
صّلى{ إلى قوله } َ َ َ
ة{ فقال:خاطِئ َ ٍ
ة َ
كاِذب َ ٍ دا إ ِ َ
ذا َ عب ْ ً
هىَ ، ت ال ّ ِ
ذي ي َن ْ َ عباس نحوه وفيه فأنزل الله }أَرأي ْ َ
لقد علم أني أكثر هذا الوادي ناديا .فغضب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتكلم بشيء قال داود
ة{ فقال ابن عباس فوالله
ع الّزَبان ِي َ َ
سن َدْ ُ
هَ ، فل ْي َدْ ُ
ع َناِدي َ ُ يعني أحد رجال السند :ولم أحفظه فأنزل الله } َ
لو فعل لخذته الملئكة من مكانه.
وأخرج الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب صحيح ج 4ص 216وابن جرير ج 3ص 256وأحمد كما في
مجمع الزوائد ج 7ص 139وقال :رجاله رجال الصحيح عن ابن عباس قال :كان النبي صلى الله عليه
وعلى آله وسلم يصلي فجاء أبو جهل فقال ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن هذا؟ فانصرف النبي صلى الله
عليه وعلى آله وسلم فزبره 1فقال أبو جهل إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني فأنزل الله تبارك وتعالى
ة{ قال ابن عباس لو دعا ناديه لخذته ربانية الله .هذا لفظ الترمذي.
ع الّزَبان ِي َ َ
سن َدْ ُ
هَ ، فل ْي َدْ ُ
ع َناِدي َ ُ } َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1فزبره أي نهر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنا جهل وفي رواية ابن جرير فأغلظ له رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم وانتهزه ا .هـ .تحفة الحوذي.
"سورة الكوثر": ص -237-
ابن كثير ج 4ص 559قال :وقال البزار حدثنا زياد بن يحيى الحساني حدثنا ابن أبي عدي عن داود عن
عكرمة عن ابن عباس قال :قدم كعب بن الشرف مكة فقالت له قريش أنت سيدهم أل ترى إلى هذا
الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية ،فقال :أنتم
و اْل َب ْت َُر{ رواه البزار وهو إسناد صحيح.
ه َ شان ِئ َ َ
ك ُ ن َ
خير منه ،قال :فنزلت }إ ِ ّ
الحديث أخرجه ابن جرير ج 3ص 330من طريق شيخه محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي به .وزاد فيه
ُ َ
صيًرا{. ن ال ْك َِتا ِ
ب{ إلى قوله }ن َ ِ م َ
صيًبا ِ
ن أوُتوا ن َ ِ م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ
ذي َ أنزلت عليه } أل َ ْ
وقد تقدم في سورة النساء ذكر بعض مخرجيه.
ثم ترجح لي أن الصحيح إرساله كما أوضحته في تخريج تفسير ابن كثير في سورة النساء.