You are on page 1of 7

‫ملخص املحاضرة الخامسة‬

‫نستكمل الكالم عن الحديث الرابع‬


‫= إن هذا الدين كل ما فيه أخالق حسنة ‪ ،‬ففي الحديث عن أبي هريرة ـ رض ي الله‬
‫عنه ـ قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ‪ ( :‬إنما بعثت ألتمم صالح األخالق‬
‫)رواه أحمد ‪ ،‬وفي رواية ‪.." :‬ألتمم مكارم األخالق"‬
‫والعجب أن يكون الناس في هذا الزمان عندهم أزمة في األخالق ودينهم يأمرهم باألخالق‬
‫ُ ً‬ ‫ً‬
‫فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ‪ ،‬فعن أبي هريرة رض ي الله عنه‪ ،‬أن النبي صلى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الله عليه وسلم قال‪ :‬أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا‪ ،‬وخياركم خياركم لنسائهم‬
‫ً‬
‫خلقا‪ .‬رواه الترمذي وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫‪ -‬وخير الناس خيرهم ألهله ‪ ،‬فعن عائشة رض ي الله عنها قالت‪ :‬قال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ :‬خيركم خيركم ألهله‪ ،‬وأنا خيركم ألهلي‪ .‬رواه الترمذي وابن ماجه‬
‫ً‬
‫ودائما يحتج الناس باإلنشغال ‪ ،‬فهل هم مشغولون أكثر من النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫ومع ذلك كان خير الناس ألهله ‪ ،‬فكان يعجن ألهله ويخيط ثوبه ويخسف نعله ‪ ،‬فكان‬
‫ً‬
‫في مهنة أهله مع أنه أكثر الناس إنشغال‪.‬‬
‫فمن أراد أن يعرف حقيقة شخص فلينظر إلى معاملته مع أهله " مع أبيه وأمه ‪ ،‬مع‬
‫زوجته ‪ ،‬مع أبنائه ‪ ،‬مع إخوانه‪"....‬‬
‫بحسن الخلق هم أقرب الناس إليك "‬ ‫" فأحق الناس ُ‬

‫= اسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الرفق‪:‬‬


‫ُ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫الرف َق» (صحيح الجامع(‬ ‫عليهم ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫بأهل بي ٍت خيرا أدخل ِ‬
‫ْ‬
‫‪ )1‬إذا أراد الله ِ‬
‫ْ‬
‫الرف ِق»‬ ‫باب‬ ‫على‬ ‫م‬‫خيرا‪َ ،‬د َّل ُه ْ‬ ‫فإن َ‬
‫الله إذا أر َاد بأهل َب ْي ٍت ً‬ ‫ُ‬
‫عائشة أ ْر ُفقي! َّ‬ ‫‪« )2‬يا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(السلسلة الصحيحة)‬
‫العنف»‬ ‫عين على‬‫عين عليه ما ل ُي ُ‬ ‫فق ويرضاه‪ُ ،‬وي ُ‬ ‫يحب الر َ‬
‫وجل ُّ‬ ‫عز َّ‬ ‫‪َّ « )3‬إن َ‬
‫الله َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(األلباني في صحيح الترغيب؛ رقم ‪.)2662:‬‬
‫وه َّإل َ‬
‫ض َّر ُه ْم» (السلسلة‬ ‫يت الر ْف َق َّإل َن َف َع ُه ْم‪ ،‬و ل ُ‬
‫منع ُ‬
‫ِ‬ ‫‪« )4‬ما َأ ْع َطى ُ‬
‫أهل َ‬
‫ب‬
‫ِ‬
‫الصحيحة؛ رقم ‪.)242:‬‬
‫أحب ُ‬
‫الله‬ ‫وجل َل ُيعطي على الرفق ما ل ُيعطي على الخر ِق‪ ،‬وإذا َّ‬ ‫عز َّ‬ ‫‪َّ ( )5‬إن َ‬
‫الله َّ‬
‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫الرفق إل ح ِرموا الخير ) (صحيح‬ ‫بيت يحرمون ِ‬‫أهل ٍ‬ ‫الرفق‪ ،‬ما من ِ‬ ‫عبدا أعطاه ِ‬
‫الترغيب؛ رقم ‪.)2666:‬‬
‫ْ ُ‬ ‫الله ُيح ُّب الر َ‬ ‫‪َّ ) )6‬إن َ‬
‫األم ِرك ِل ِه( (رواه البخاري؛ رقم ‪.)63255:‬‬ ‫فق في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫= وهنا سؤال ‪ :‬من أولى الناس بالرفق ؟‬
‫أولى الناس بالرفق ‪:‬‬
‫الوالدان ‪ ،‬والزوجة واألولد ‪ ،‬األقارب والجيران ‪ ،‬وسائر الناس‬
‫س‪ :‬من هو المفلس في ميزان الشرع ؟‬
‫ج‪ :‬عن أبي هريرة رض ي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬أتدرون ما‬
‫المفلس؟" قالوا‪ :‬المفلس فينا من ل درهم له ول متاع فقال‪ ":‬إن المفلس من أمتي من‬
‫يأتي يوم القيامة بصالة وصيام وزكاة‪ ،‬ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا‬
‫وسفك دم هذا و ضرب هذا فيعطى هذا من حسناته‪ ،‬وهذا من حسناته فإن فنيت‬
‫ُ‬
‫حسناته قبل أن يقض ي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار"‪.‬‬
‫رواه مسلم والترمذي‬
‫ً‬
‫فهذا الرجل كان عنده أعمال صالحة ولكنه كان مفتقدا لألخالق ففسد عمله‬
‫ولهذا قال عليه الصالة والسالم ‪ ........ : :‬وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد‬
‫الخل العسل‪ .‬حسنه األلباني‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف يمكن أن نسع الناس ؟‬
‫ج ‪ :‬نسعهم بأخالقنا‬
‫ُ‬
‫فشعب اإليمان كلها تقوم على قضية األخالق‬
‫األخالق مع الله جل جالله ‪ ،‬ومع النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ومع النفس‪ ،‬ومع الناس‪،‬‬
‫ومع البهائم‪ ،‬ومع الجمادات ‪.‬‬
‫= فمما يدل على أهمية األخالق حتى مع الحيوانات أن امرأة دخلت النار في ِهرة‬
‫"قطة" حبستها حتى ماتت‪.‬‬
‫فعن عبد الله بن عمر رض ي الله عنهما أن رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال ‪( :‬‬
‫ُعذبت امرأة في هرة ‪ ،‬سجنتها حتى ماتت ‪ ،‬فدخلت فيها النار ؛ ل هي أطعمتها ‪ ،‬ول‬
‫سقتها إذ حبستها ‪ ،‬ول هي تركتها تأكل من خشاش األرض ) متفق عليه‪.‬‬
‫‪-‬وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رض ي الله عنهما أن النبي – صلى الله‬
‫عليه وسلم – رأى تلك المرأة في صالة الكسوف حيث قال ‪ ..( :‬ودنت مني النار ‪ ،‬فإذا‬
‫امرأة تخدشها هرة ‪ ،‬قلت ‪ :‬ما شأن هذه ؟ ‪ ،‬قالوا ‪ :‬حبستها حتى ماتت جوعا ‪ ،‬ل‬
‫أطعمتها ‪ ،‬ول أرسلتها تأكل )‪.‬‬
‫‪ -‬وجاء في رواية النسائي ‪ ( :‬حتى رأيت فيها امرأة من حمير تعذب في هرة‪ ...‬فلقد رأيتها‬
‫تنهشها إذا أقبلت وإذا ولت تنهش أليتها )‪.‬‬
‫‪ -‬وفي الصحيحين أيضا عن أبي هريرة مرفوعا‪ :‬بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله‬
‫ُ‬
‫العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغ ِف َر لها به‪.‬‬
‫‪ -‬البغي ‪ :‬هي التي تتاجر بعرضها "أي زانية"‬
‫فغفر الله لها وأدخلها الجنة برحمتها لكلب‬
‫ً‬
‫‪ -‬وفي الصحيحين أيضا وغيرهما ‪ ،‬عن أبي هريرة رض ي الله عنه مرفوعا‪ :‬بينما رجل‬
‫يمش ي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل‬
‫الثرى من العطش‪ ،‬فقال‪ :‬لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي‪ ،‬فمأل خفه ثم أمسكه بفيه ثم‬
‫رقي فسقى الكلب‪ ،‬فشكر الله له فغفر له‪ ،‬قالوا يا رسول الله‪ :‬وإن لنا في البهائم أجرا؟‬
‫قال‪ :‬في كل كبد رطبة أجر‪.‬‬
‫= من صور رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالعجماوات ؟‬
‫َّ َّ‬ ‫َ‬
‫َم َّر النبي صلى الله عليه وسلم على حمار قد ُو ِسم في وجهه فقال‪( :‬ل َع َن الل ُه ال ِذي‬
‫َو َس َم ُه) رواه مسلم‬
‫(كنا مع رسول الله صلى الله عليه‬ ‫‪ -‬عن عبد الله بن مسعود رض ي الله عنه قال‪َّ :‬‬
‫وسلم في سفر‪ ،‬فانطلق لحاجته فرأينا ُحمرة –طائر كالعصفور‪ -‬معها فرخان‪ ،‬فأخذنا‬
‫ُ ُ‬
‫مرة فجعلت تفرش‪ ،‬فجاء َّ‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم فقال‪( :‬من‬ ‫ِ‬ ‫فرخيها‪ ،‬فجاءت الح‬
‫فجع هذه بولدها؟ ر ُّدوا ولدها إليها‪ ،‬ورأى قرية نمل قد حرقناها‪ ،‬فقال‪ :‬من َّ‬
‫حرق هذه؟‬
‫بالنار َّإل ر ُّب َّ‬
‫النار) رواه أبو داوود وصحح‬ ‫قلنا‪ :‬نحن‪ ،‬قال‪َّ :‬إنه ل ينبغي أن يعذب َّ‬
‫ِ‬
‫إسناده النووي في رياض الصالحين ‪ ،‬وابن الملقن في البدر المنير ‪ ،‬وصححه األلباني‬
‫في صحيح سنن أبي داود‪.‬‬
‫وعن جابر بن عبد الله رض ي الله عنهما‪َّ ،‬أن َّ‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم‪ ( :‬كان يقوم يوم‬
‫الجمعة إلى شجرة أو نخلة‪ ،‬فقالت امرأة من األنصار‪ ،‬أو رجل‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬أل نجعل‬
‫منبرا؟ قال‪ :‬إن شئتم‪ .‬فجعلوا له ً‬
‫منبرا‪ ،‬فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر‪،‬‬ ‫لك ً‬
‫فصاحت النخلة صياح الصبي‪ ،‬ثم نزل ا َّلنبي صلى الله عليه وسلم َّ‬
‫فضمه إليه وهي ‪،‬‬
‫تئن أنين الصبي الذي يسكن‪ ،‬قال‪ :‬كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها )‬ ‫ُّ‬
‫رواه البخاري‬
‫فحن النبي صلى الله عليه وسلم لفراقه ‪ ،‬والذي جعله ينطق هو الله القادر جل‬
‫جالله الذي أنطق كل ش ئ‬
‫فكل خلق حسن اإلسالم دعا إليه ‪ ،‬وكل خلق س ئ اإلسالم حذر منه‬
‫فينصح الشيخ في املحاضرة ‪ :‬بكتاب نضرة النعيم في أخالق الرسول الكريم‬
‫ً‬
‫وهو كتاب من اثني عشر مجلدا فيه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وفيه األخالق‬
‫الحسنة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وعمل بها ورغب بها الشرع وفيه‬
‫األخالق السيئة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم وذمها الشرع ‪ ،‬وقد ألفه‬
‫مجموعة من العلماء‪.‬‬
‫ُ‬ ‫= ُ‬
‫فحسن الخلق يؤثر في العجماوات وتألف قرب اإلنسان منها حتى ولو كانت مفترسة‬
‫فرغم أنها ُجبلت على اإلفتراس ؛‬
‫فإذا كان من اليسير تغيير أخالق الحيوان ‪ ،‬فمن األيسر تغيير أخالق اإلنسان‪.‬‬
‫س‪ :‬ما هي القاعدة التي وضعها أبو الدرداء للسعادة الزوجية ؟‬
‫ج‪ :‬قال أبو الدرداء لزوجته‪ :‬إذا رأيتني غضبان فرضيني ‪ ،‬وإذا رأيتك غضبى رضيتك‪،‬‬
‫وإل لم نصطحب‪.‬‬
‫ً‬
‫= حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم كان سببا في إسالم يهودي‬
‫= الحياء ‪:‬‬
‫قال عليه الصالة والسالم‪" :‬والحياء شعبة من اإليمان"‬
‫فحسن الخلق كله خير وأمر الشرع به‪..‬‬
‫ولذلك ركز النبي صلى الله عليه وسلم كالمه عن الحياء‪..‬‬
‫فقال الحياء شعبة من اإليمان ‪ ،‬فالحياء من الله يوجب للعبد أن يقوم بطاعة الله‬
‫وينتهي عما نهى الله عنه‬
‫والحياء من الناس يوجب للعبد أن يتحلى بالمروءة وأن يفعل ما ُيجمله ويزينه عند‬
‫الناس ‪ ,‬فالحياء كله من اإليمان‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َّ‬
‫بالذكرفي الحديث ؟‬ ‫س‪ :‬لماذا خص النبي صلى الله عليه وسلم خلق الحياء ِ‬
‫ج‪ :‬ألن من رزق الحياء صلح حاله مع الله ومع الناس ومع نفسه‬
‫ُُ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ ُل َّ َ َّ‬ ‫َ ْ ََ‬
‫الله َعل ْي ِه َو َسل َم‪ِ ( :‬إ َّن ِلك ِل ِد ٍين خل ًقا‪َ ،‬وخل ُق‬ ‫صلى‬ ‫س ‪ ،‬قال‪ :‬قال رسو الل ِه‬ ‫عن أ ٍ‬
‫ن‬
‫ْ َ ْ‬
‫اإل ْسال ِم ال َح َي ُاء ) ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ُُ‬
‫فالحياء هو مراقبة الله عز وجل في جميع األحوال ‪ ,‬فهو خلق يبعث على فعل‬
‫الجميل وترك القبيح‬
‫فإذا استحيا اإلنسان من ربه ظهر الحياء على الجوارح‬
‫= أنواع الحياء‪:‬‬
‫‪ )1‬الحياء مع الله ‪ :‬وهو أعظم األنواع‬
‫روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪" :‬استحيوا من الله حق الحياء‪ .‬قال‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬إنا نستحي‬
‫والحمد لله‪ ،‬قال‪ :‬ليس ذاك‪ ،‬ولكن الستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ‬
‫الرأس وما وعى‪ ،‬والبطن وما حوى‪ ،‬ولتذكر الموت والبلى‪ ،‬ومن أراد اآلخرة ترك‬
‫زينة الدنيا‪ ،‬فمن فعل ذلك استحيا من الله حق الحياء"‪ .‬حسنه األلباني‬
‫شرح الحديث‪:‬‬
‫قال المباركفوري في شرح الحديث‪ :‬قوله‪" :‬استحيوا من الله حق الحياء" أي‪ :‬حياء‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ثابتا ولزما صادقا ‪ .‬قال المناوي ‪ :‬وقيل ‪ :‬أي اتقوا الله حق تقاته ‪.‬‬
‫ً‬
‫" قلنا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬إنا نستحي" ولم يقولوا‪ :‬حق الحياء اعترافا بالعجز عنه‪،‬‬
‫"والحمد لله" أي ‪ :‬على توفيقنا به‪،‬‬
‫"قال‪ :‬ليس ذاك" أي ‪ :‬ليس حق الحياء ما تحسبونه‪ ،‬بل أن يحفظ جميع جوارحه عما‬
‫ل يرض ي الله ‪،‬‬
‫"ولكن الستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس" أي ‪ :‬عن استعماله في غير‬
‫طاعة الله‪ ،‬بأن ل تسجد لغيره‪ ،‬ول تصلي للرياء‪ ،‬ول تخضع به لغير الله‪ ،‬ول ترفعه‬
‫ً‬
‫تكبرا‪،‬‬
‫"وما وعى" أي ‪ :‬جمعه الرأس من اللسان والعين واألذن عما ل يحل استعماله‪،‬‬
‫"وتحفظ البطن" أي‪ :‬عن أكل الحرام ‪" ،‬وما حوى" أي‪ :‬ما اتصل اجتماعه به من الفرج‬
‫والرجلين واليدين والقلب ‪ ،‬فإن هذه األعضاء متصلة بالجوف ‪ ،‬وحفظها بأن ل‬
‫تستعملها في المعاص ي ‪ ،‬بل في مرضاة الله تعالى ‪،‬‬
‫ً‬ ‫َ ً‬
‫"وتتذكر الموت والبلى" بكسر الباء من بلى الش يء إذا صار خ ِلقا متفتتا يعني ‪ :‬تتذكر‬
‫ً‬
‫صيرورتك في القبر عظاما بالية ‪،‬‬
‫"ومن أراد اآلخرة ترك زينة الحياة الدنيا" فإنهما ل يجتمعان على وجه الكمال حتى‬
‫لألقوياء‪ ،‬قاله القارئ ‪.‬‬
‫وقال المناوي‪ :‬ألنهما ضرتان ‪ ،‬فمتى أرضيت إحداهما أغضبت األخرى ‪،‬‬
‫ُ‬
‫"فمن فعل ذلك" أي‪ :‬جميع ما ذكر‪ ،‬فقد استحيا من الله حق الحياء ‪.‬‬
‫انتهى من تحفة األحوذي ‪.1311/7‬‬
‫= مما ورد في ذم الدنيا في الكتاب والسنة ‪:‬‬
‫في الكتاب ‪:‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى‪{ :‬وما الحياة الدنيا إل متاع الغرور}‪.‬‬
‫‪{ -‬وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في اآلخرة إل متاع}‪.‬‬
‫‪{ -‬فال تغرنكم الحياة الدنيا ول يغرنكم بالله الغرور} ‪.‬‬
‫‪{ -‬وما الحياة الدنيا إل لعب ولهو وللدار اآلخرة خير للذين يتقون} ‪،‬‬
‫* وفي السنة ‪:‬‬
‫‪ -‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ( :‬إن موضع سوط في الجنة‬
‫خير من الدنيا وما فيها) رواه الترمذي وحسنه األلباني‪.‬‬
‫‪ -‬وعن مسهر بن سعد قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ( :‬لو كانت الدنيا‬
‫ً‬
‫تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء) رواه الترمذي وابن ماجه‬
‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫‪ -‬وفي صحيح مسلم ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ( :‬ما الدنيا في اآلخرة إل كما‬
‫يجعل أحدكم إصبعه هذه في اليم فلينظر بما يرجع)‪.‬‬
‫‪ -‬وعن أبي هريرة ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪ ( :‬إن الدنيا ملعونة‬
‫ملعون من فيها إل ذكر الله وما واله وعالم أو متعلم) ‪.‬‬
‫س‪ :‬من الذي استحيا من الله حق الحياء ؟‬
‫ج‪ :‬هو الذي حفظ الرأس وما وعى‪ ،‬والبطن وما حوى‪ ،‬وذكر الموت والبلى‬
‫ُ‬
‫وإذا ذ ِكر الحياء ُيذكر عثمان بن عفان رض ي الله عنه فقال فيه النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم‪..." :‬أل أستحيي من رجل تستحيي منه المالئكة"‬
‫وكان رض ي الله عنه يغتسل في الظالم ‪ ،‬وما مست يده فرجه منذ بايع النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم‬
‫= فائدة ‪ :‬الزهد الحق أن تكون الدنيا في يد المؤمن وليست في قلبه‬
‫س‪ :‬هل ترك أعمال اإليمان يستوي في اإلثم ؟‬
‫ج‪ :‬ل يستوي ترك أعمال اإليمان ‪ ،‬فمنها ما تركه مخرج من الملة كالتوحيد‬
‫ومقتضياته ‪ ،‬ومنها ما هو منقص لإليمان‬
‫أوص ى الشيخ في نهاية الحلقة الخامسة إلى اإلستزادة من العلم في هذا الباب الذي‬
‫ُ‬
‫تكلم عن شعب اإليمان‬
‫ُ‬
‫ومن الكتب التي أوص ى بها‪ :‬كتاب شعب اإليمان للبيهقي‬
‫ُ‬
‫والحمد لله ر ِب العالمين‪.‬‬

You might also like