Professional Documents
Culture Documents
ُ َّ
بالذكرفي الحديث ؟ س :لماذا خص النبي صلى الله عليه وسلم خلق الحياء ِ
ج :ألن من رزق الحياء صلح حاله مع الله ومع الناس ومع نفسه
ُُ ُُ ُ َّ ُ َ َ َ َ َ َ ُ ُل َّ َ َّ َ ْ ََ
الله َعل ْي ِه َو َسل َمِ ( :إ َّن ِلك ِل ِد ٍين خل ًقاَ ،وخل ُق صلى س ،قال :قال رسو الل ِه عن أ ٍ
ن
ْ َ ْ
اإل ْسال ِم ال َح َي ُاء ) .
ِ
ُُ
فالحياء هو مراقبة الله عز وجل في جميع األحوال ,فهو خلق يبعث على فعل
الجميل وترك القبيح
فإذا استحيا اإلنسان من ربه ظهر الحياء على الجوارح
= أنواع الحياء:
)1الحياء مع الله :وهو أعظم األنواع
روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال :قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم" :استحيوا من الله حق الحياء .قال :قلنا :يا رسول الله ،إنا نستحي
والحمد لله ،قال :ليس ذاك ،ولكن الستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ
الرأس وما وعى ،والبطن وما حوى ،ولتذكر الموت والبلى ،ومن أراد اآلخرة ترك
زينة الدنيا ،فمن فعل ذلك استحيا من الله حق الحياء" .حسنه األلباني
شرح الحديث:
قال المباركفوري في شرح الحديث :قوله" :استحيوا من الله حق الحياء" أي :حياء
ً ً ً
ثابتا ولزما صادقا .قال المناوي :وقيل :أي اتقوا الله حق تقاته .
ً
" قلنا :يا رسول الله ،إنا نستحي" ولم يقولوا :حق الحياء اعترافا بالعجز عنه،
"والحمد لله" أي :على توفيقنا به،
"قال :ليس ذاك" أي :ليس حق الحياء ما تحسبونه ،بل أن يحفظ جميع جوارحه عما
ل يرض ي الله ،
"ولكن الستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس" أي :عن استعماله في غير
طاعة الله ،بأن ل تسجد لغيره ،ول تصلي للرياء ،ول تخضع به لغير الله ،ول ترفعه
ً
تكبرا،
"وما وعى" أي :جمعه الرأس من اللسان والعين واألذن عما ل يحل استعماله،
"وتحفظ البطن" أي :عن أكل الحرام " ،وما حوى" أي :ما اتصل اجتماعه به من الفرج
والرجلين واليدين والقلب ،فإن هذه األعضاء متصلة بالجوف ،وحفظها بأن ل
تستعملها في المعاص ي ،بل في مرضاة الله تعالى ،
ً َ ً
"وتتذكر الموت والبلى" بكسر الباء من بلى الش يء إذا صار خ ِلقا متفتتا يعني :تتذكر
ً
صيرورتك في القبر عظاما بالية ،
"ومن أراد اآلخرة ترك زينة الحياة الدنيا" فإنهما ل يجتمعان على وجه الكمال حتى
لألقوياء ،قاله القارئ .
وقال المناوي :ألنهما ضرتان ،فمتى أرضيت إحداهما أغضبت األخرى ،
ُ
"فمن فعل ذلك" أي :جميع ما ذكر ،فقد استحيا من الله حق الحياء .
انتهى من تحفة األحوذي .1311/7
= مما ورد في ذم الدنيا في الكتاب والسنة :
في الكتاب :
-قوله تعالى{ :وما الحياة الدنيا إل متاع الغرور}.
{ -وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في اآلخرة إل متاع}.
{ -فال تغرنكم الحياة الدنيا ول يغرنكم بالله الغرور} .
{ -وما الحياة الدنيا إل لعب ولهو وللدار اآلخرة خير للذين يتقون} ،
* وفي السنة :
-عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( :إن موضع سوط في الجنة
خير من الدنيا وما فيها) رواه الترمذي وحسنه األلباني.
-وعن مسهر بن سعد قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( :لو كانت الدنيا
ً
تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء) رواه الترمذي وابن ماجه
وصححه األلباني.
-وفي صحيح مسلم :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( :ما الدنيا في اآلخرة إل كما
يجعل أحدكم إصبعه هذه في اليم فلينظر بما يرجع).
-وعن أبي هريرة :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( :إن الدنيا ملعونة
ملعون من فيها إل ذكر الله وما واله وعالم أو متعلم) .
س :من الذي استحيا من الله حق الحياء ؟
ج :هو الذي حفظ الرأس وما وعى ،والبطن وما حوى ،وذكر الموت والبلى
ُ
وإذا ذ ِكر الحياء ُيذكر عثمان بن عفان رض ي الله عنه فقال فيه النبي صلى الله عليه
وسلم..." :أل أستحيي من رجل تستحيي منه المالئكة"
وكان رض ي الله عنه يغتسل في الظالم ،وما مست يده فرجه منذ بايع النبي صلى الله
عليه وسلم
= فائدة :الزهد الحق أن تكون الدنيا في يد المؤمن وليست في قلبه
س :هل ترك أعمال اإليمان يستوي في اإلثم ؟
ج :ل يستوي ترك أعمال اإليمان ،فمنها ما تركه مخرج من الملة كالتوحيد
ومقتضياته ،ومنها ما هو منقص لإليمان
أوص ى الشيخ في نهاية الحلقة الخامسة إلى اإلستزادة من العلم في هذا الباب الذي
ُ
تكلم عن شعب اإليمان
ُ
ومن الكتب التي أوص ى بها :كتاب شعب اإليمان للبيهقي
ُ
والحمد لله ر ِب العالمين.