You are on page 1of 15

‫خطبة‪ :‬أو ليلة في القبر‬

‫فضيلة الشيخ‪ :‬عائض بن عبد الله القرني‬


‫‪......................................................‬‬
‫‪......‬‬

‫المد ل رب العالي‪.‬‬
‫( المد ل الذي خلق السموات والرض وجعل الظلمات والنور‪ ،‬ث الذين‬
‫كفروا بربم يعلون)‬
‫(ال مد ل فا طر ال سموات والرض‪ ،‬جا عل اللئ كة ر سل أول أجن حة مث ن‬
‫وثلث ورباع‪ ،‬يزيد ف اللق ما يشاء‪ ،‬إن ال على كل شيء قدير)‪.‬‬
‫أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪.‬‬
‫وأشهد أن ممدا عبده ورسوله‪ ،‬بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا‪ ،‬وداعيا إل ال‬
‫بأذنه وسراجا منيا‪.‬‬
‫بلغ الرسالة وأدى المانة ونصح المة وجاهد ف ال حت أتاه اليقي‪.‬‬
‫صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا‪.‬‬
‫فارقتُ موضعَ مرقدي يوما ففارقن السكون……‪.‬القبُ أولُ ليلةٍ بال قلي‬
‫ما يكون‬
‫ليلتانِ اثنتان يعلها كلُ مسلمٍ ف ميلته‪.‬‬
‫ليلةٌ وهو ف بيته مع أطفاله وأهله‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫منعما سعيدا‪ ،‬ف عيشٍ رغيد ف صحة وعافية‪ ،‬يضاحكُ أطفاله ويضاحكونه‪.‬‬
‫والليلةُ الت تليها مباشرةً ليلةٌ أتاه الوت فوضع ف القب‪ ،‬أي ليلتي ؟‬
‫ليل ٌة ثانيةٌ وضع ف القب لولِ مرة‪ ،‬وذاك الشاع ُر العربُ يقول‪:‬‬
‫فارقتُ موضعَ مرقدي يوما ففارقن السكون‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫انتقل تُ من مكا نٍ إل مكان‪ ،‬وذهب تُ من موضع نومي ف بيت إل بي تٍ آخر‬
‫فما أتان النوم‪.‬‬
‫فبال كيف تكونُ الليلةُ الول ف القب ؟‬
‫يومَ يوضعُ النسانَ فريدا وحيدا ملقا إل من العمل‪ ،‬ل زوج‬
‫ةَ ول أطفال ول أنيس‪:‬‬
‫(ث ردوا إل الِ مولهم الق‪ ،‬أل لهُ الكمُ وهو أسرع الاسبي)‪.‬‬
‫أولُ ليلةٍ فه القهب بكاء منهها العلماء‪ ،‬وشكاء منهها الكماء‪ ،‬ورثاء إليهها‬
‫الشعراء‪ ،‬وصنفت فيها الصنفات‪ .‬أولُ ليلةٍ ف القب‪.‬‬
‫ُأتَ بأحد الصالي وهو ف سكراتِ الوت لدغته حيه‪.‬‬
‫وكان ف سفر‪ ،‬نسي أن يودع أمه وأباه وأطفالهُ وإخوانه‪ ،‬فقال قصيدةً يلفظُها‬
‫مع أنفاسه هيَ أم الراثي العربيةِ ف الشعر العرب‪ .‬يقولُ وهو يُزحفُ إل القب‪:‬‬
‫فلله دري يوم اُتركُ طائهعا ……… بنَ بأعلى الرقمتيِ وداريا‬
‫يقولون ل تبعد وهم يدفنونن ……‪.‬و أين مكانُ البعد إل مكانيا‬
‫يقول كيف أفارقُ أطفال ف لظة ؟‬

‫‪2‬‬
‫لاذا ل أستأذنُ أبوي ؟‬
‫أهكذا تُختلسُ الياة‪ ،‬اهكذا أذهب ؟‬
‫أهكذا أفقدُ كل متلكات ومقدرات ف لظة ؟‬
‫ويقولُ عن نفسه‪:‬‬
‫يقولُ ل أصحاب واللذينَ يتولونَ دفن‪ ،‬ل تبعد أي ل أبعدك ال‪.‬‬
‫وأين مكانُ البعد إل هذا الكان ؟‬
‫وأين الوحشةُ إل هذا النقلب ؟‬
‫وأين الكان الظلم إل هذا الكان ؟‬
‫فهل تصورَ متصورٌ هذا‪.‬‬
‫(حت إذا جاء أحدهم الو تُ قال رب ارجعون لعلي أعمل صالا ف ماتركت‪،‬‬
‫كل إتا كلمة هو قائلها‪ ،‬ومن ورائهم برزخ إل يوم يبعثون)‪.‬‬
‫كل‍‪ ،‬آلن تراجع حساب ‍‍‪ ،‬آلن تتوب‪ ،‬آلن تنتهي عن العاصي‪.‬‬
‫يا مدبرا عن الساجد ماعرف الصلة‪.‬‬
‫يا معرضا عن القرآن‪ ،‬يا متهتكا ف حدود ال‪.‬‬
‫يا ناشئا ف معاصي ال‪.‬‬
‫يا مقتحما لسوار حرمها ال‪.‬‬
‫آلن تتوب‪ ،‬أين أنت قبل ذلك ؟‬
‫أو ليلية ف القب‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫قال مؤرخوا السلم‪:‬‬
‫مات الس ُن ابن السنِ من أولدِ علي ابنَ أب طالب رضي ال عنه و أرضاه‪.‬‬
‫كان عنده زوجةٌ و أطفال‪.‬‬
‫ه ل يسهتأذنُ شابا ول غنيا ول فقيا ول أميا ول‬
‫كان فه الشباب‪ ،‬والوت ُ‬
‫ملكا ول وزيرا ول سلطانا‪ ،‬الو تُ يقصمُ الظهور وير جُ النا سَ الدور وينلم‬
‫من القصور ويسكنهم القبور بل استئذان‪.‬‬
‫السن ابنُ السن مات فجأة‪ ،‬نقلوه إل القبةِ‪.‬‬
‫فوجدت علية امرأتُه وحزِنت حزنا ل يعلمه إل ال‪.‬‬
‫أخذت أطفالا وضربت خيمةًَ حول القب‪.‬‬
‫( وهذا ليس من عمل السلم ولول أن مؤرخو السلم ذكروه ما ذكرته)‪.‬‬
‫ضربت خيمةً حول القب وأقسمت بال لتبكينا هي و أطفالا على زوجِها سنةً‬
‫كاملة‪.‬‬
‫هلعٌ عظيم وحز ٌن بائس‪.‬‬
‫وبق يت تب كي فل ما و فت سنة أخذت إطناب اليمةِ وحلت ها و أخذت أطفال ا‬
‫ف الليل‪.‬‬
‫فسمعت هاتفا يقول لصاحبه ف الليل‪:‬‬
‫هل وجدوا ما فقدوا ؟‪ ،‬هل وجدوا ما فقدوا ؟‬
‫فردَ عليه هاتفٌ أخر قال ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫ل‪ ،‬بل يئِسوا فانقلبوا‪.‬‬
‫ما وجدوا ما فقدوا‪ ،‬ما وجدوا ضعيتهم‪ ،‬ول وديعتهم‪:‬‬
‫كنُ بلون عند ال نطلبُه…‪..‬خي الودائعِ من خي الؤدينا‬
‫(قال ل‪ ،‬بل يئِسوا فانقلبوا)‪.‬‬
‫ما كلمَهم من القب‪ ،‬ما خرج إليهم ولو ف ليلةٍ واحدة‪ ،‬ما قبل أطفاله‪ ،‬ما راى‬
‫فتاته‪ ،‬ل‪.‬‬
‫ل أخرى إذا احسن العمل‪.‬‬
‫ولذلك هذه هي أولُ ليلةٍ ولكن لا ليا ٍ‬
‫قل ال‪ ،‬جل ال ‪ (:‬والذين أمنوا واتبعتهم ذريتهم بإحسان‪ ،‬ألقنا بم ذريتهم‬
‫وما ألتناهم من عملهم من شيء‪ ،‬كل أمرء با كسب رهي)‪.‬‬
‫ي غرتُه قصوره‪ ،‬وما تذكرَ أولَ ليلةٍ‬
‫أتى أبو العتاهية يقول لسلطانٍ من السلط ِ‬
‫ينل فيها القب‪.‬‬
‫ونن نقول لكل عظيم ولكل متكب‪ ،‬متجب أما تذكرت أو ليلة ؟‬
‫هذا السلطان بناء قصورا ف بغداد‪ ،‬فدخل عليه الشاعر يهنئه بالقصور يقول‬
‫له‪:‬‬
‫عش ما بدا لك سالا ف ظل شاهقةِ القصور‬
‫عش ما بدا لك سالا عش ألف سنه‪ ،‬عش مليون سنه سالا معافا مشافا‪.‬‬
‫يري عليكَ با أردتَ مع الغدوِ مع البكور‬
‫ما تريدُ من طعام‪ ،‬ما تريدُ من شراب هو عندك أسع ماذا يقول‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫فإذا النفوسُ تغرغرت بزفيِ حشرجةِ الصدور……‪ ..‬فهناك تعلمُ موقنا ما‬
‫كنت إل ف غُرور‬
‫فبكى السلطان حت أغمي عليه‪ :‬فهناك تعلمُ موقنا ما كنت إل ف غُرور‪.‬‬
‫أولُ ليلةٍ ف القب‪.‬‬
‫وأنا أطال بُ نف سي و إيا كم آيامعا شر ال سلمي أن نياء ل نا نورا ف ال قب أولُ‬
‫ليلة‪.‬‬
‫و ول ل ينورُ لنا القب إل العملُ الصالِ بعد اليان‪.‬‬
‫لنقدمَ لنا ما يؤنسُنا ف القب يوم ننقطعُ عن الهل الال الولد والصحاب‪.‬‬
‫خرج عليه الصلة والسلم إل تبوك‪:‬‬
‫وف ليلةٍ من الليال نامَ هوَ الصحابة‪ ،‬وكانوا ف غزوةٍ ف سبيل ال‪.‬‬
‫قال ابنُ مسعود رضي ال عنه و أرضاه‪:‬‬
‫ت إل فراش الرسولِ (ص) فلم أجده ف فراشه‪.‬‬
‫قمتُ أخرَ الليل فنظر ُ‬
‫فوضعتُ كفي على فراشهِ فإذا هوَ بارد‪.‬‬
‫ش أب بكر فلم أجده على فراشه‪.‬‬
‫وذهبتُ إل فرا ِ‬
‫فألتفت إل فراش عمر فما وجدته‪،‬‬
‫فذهبته إل ذلك النور‬
‫ُ‬ ‫قال وإذا بنورٍ فه أخهر الخيهم وفه طرف العسهكر‪،‬‬
‫ونظرتُ‪.‬‬
‫فإذا قبٌ مفور‪ ،‬والرسولُ عليه الصلة والسلم قد نزلَ ف القب‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وإذا جنازةٌ معروضةٌ‪ ،‬وإذا ميتُ قد سجي ف الكفان‪.‬‬
‫وأ بو بكرٍ وع مر حول النازة‪ ،‬والر سولُ(ص) يقول ل ب ب كر وعمرَ دل يا ل‬
‫صاحَبكما‪.‬‬
‫فل ما أنزل هُ‪ ،‬نزل هُ (ص) ف ال قب‪ ،‬ث دم عت عيناه عل يه ال صلة وال سلم ث‬
‫ت إل القبلةِ ورفع يديه وقال‪:‬‬
‫التف َ‬
‫( الم إن أمسيتُ عنه را ضٍ فأر ضَ عنه)‪ ( ،‬الم إن أمسيتُ عنه را ضٍ فأر ضَ‬
‫عنه)‪،‬‬
‫قلت من هذا ؟‬
‫قالوا هذا أخوك عبد ال ذو البجادين مات ف أولِ الليل‪.‬‬
‫قال اب نُ م سعود فوددت والِ أ ن أ نا ال يت ‪ ( :‬ال م إ ن أم سيتُ ع نه را ضٍ‬
‫فأرضَ عنه)‪.‬‬
‫وإذا رضي الُ عن العبدِ أسعده‪.‬‬
‫وإنا هي مسألةٌ لن نسيَ الَ و أوامرَ ال وانتهكَ حدودَ ال‪.‬‬
‫نقولُ له هل تذكرتَ يا أخي أولُ ليلةٍ ف القب ؟‬
‫ي الثو بَ من حرير‬
‫كان عمر بن عبد العزيز أمياَ من أمراء الدولةِ الموية‪ ،‬يغ ُ‬
‫ف اليو ِم اكثرَ من مرة‪ ،‬الذهبُ والفضةُ عنده‪.‬‬
‫الدم القصور‪ ،‬الطاعم الشارب كلَ ما اشتهى وكل ما طلبَ وكلَ ما تن‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ول ا تول الل فة‪ ،‬مُلك ال مة ال سلمية ان سلخَ من ذلك كلِه ل نه تذكرَ أولَ‬
‫ليلةِ ف القب‪.‬‬
‫ب يوم المعةِ فبكى وقد بايعت ُه المة‪.‬‬
‫وقف على الن ِ‬
‫وحولَه المراء الوزراء والشعراء والعلماء وقوادَ اليش‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫خذوا بيعتَكم‪.‬‬
‫قالوا ما نريدُ إل أنت‪.‬‬
‫فتولها فما مرَ عليه أسبوعٌ أو أقل إل وقد هزُل‪ ،‬وضعف وتغي لونه ما عنده‬
‫إل ثوبٌ واحد‪.‬‬
‫قالوا لزوجتهِ مالِ عمرَ تغي ؟‬
‫قالت والِ ما ينامُ الليل‪ ،‬وال إنه يأوي إل فراشه فيتقلبُ كأنه ينامُ على المر‬
‫ويقول‪:‬‬
‫آه توليت أمر أمةِ ممد‪ ،‬يسألن يوم القيامةِ الفقي والسكي والطفلُ والرملة‪.‬‬
‫يقو ُل له أحد العلماء يا أمي الؤمني‪:‬‬
‫رأيناك ق بل أن تتول اللك وأ نت ف مكهة ف نعمةٍ وفه صهحة و ف عافيهه‪،‬‬
‫فمالك تغيت؟‬
‫فبكى رضي ال عنه حت كادت أضلعَه تتلف‪ ،‬ث قال للعال وهو أبن زياد‪:‬‬
‫كيف بك يا ابن زياد لو رأيتن ف القبِ بعد ثلث ِة أيام‪.‬‬
‫يومَ اجرد عن الثياب‪ ،‬و أوسد التراب‪ ،‬وأفارقُ الحباب وأترك الصحاب‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫كيف لو لرأيتن بعد ثلث وال لرأيت منظرا يسوءك‪.‬‬
‫فنسأل الَ حسن العمل‪.‬‬
‫وال وال لو عاش الفت ف عمرهِ …‪ .‬أسع‬
‫وال لو عاش الفت ف عمرهِ ……‪.‬ألفا من العوامِ مالكَ أمره‬
‫متنعما فيها بكلِ لذيذةٍ …………‪.‬متلذذا فيها بسكناَ قصره‬
‫ل يعتريه المُ طول حياته ………‪ .‬كل ول تردٌ المومُ بصدره‬
‫ما كان ذلك كلُه ف أن يفي……‪ .‬فيها بأولِ ليلةٍ ف قبه‬
‫والِ لو عاش ألف سنه‪ ،‬وما طرقَه همٌ ول غم ول حزن‪.‬‬
‫والِ ل يفي بأولِ ليلةٍ ف القب‪.‬‬
‫و والِ لننلنَها جيعا‪ ،‬أولُ ليله‪.‬‬
‫فيا عباد ال‪ ،‬أسألُ ال ل ولكم الثبات‪ ،‬ما ذا أعددنا لضيافةِ تلك الليلة ؟‬
‫يقول رسولُنا (ص) ‪:‬‬
‫( القبُ روضةٌ من رياض النةِ أو حفرةٌ من حُفرُ النا)‪.‬‬
‫كان عثما نُ ب نُ عفا ُن الليفةَ ر ضي ال ع نه إذا شي عَ جنازةٍ ب كى ح ت يغ مى‬
‫عليه فيحملونَه إل بيتهِ كالنازة إل بيته‪.‬‬
‫قالوا مالك ؟ قال سعتُ الر سولَ (ص)‪ ( :‬يقول ال قبُ أولُ مناز ِل الخرة فإذا‬
‫نا العبدُ فيه أفلح وسعُد‪ ،‬وإذا خسرَ والعياذُ بال خس َر أخرتَه كلها)‪.‬‬
‫والقبُ روضةٌ من النانِ ………‪..‬أو حفرةٌ من حُفر النيانِ‬

‫‪9‬‬
‫إن يكو خيا فالذي من بعده…‪ .‬أفضلُ عند ربنا لعبده‬
‫وإن يكن شرا فما بعدُ أشد…………‪ ..‬ويلٌ لعبدٍ عن سبيلِ الِ صد‪.‬‬
‫أقول ما تسمعون وأستغفر ال العظيم الليل ل ولكم ولميع السلمي‪.‬‬
‫فأستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم‪.‬‬

‫لمد ل رب العالي‪ ،‬ول الصالي‪ ،‬ول عدونا إل على الظالي‪.‬‬


‫والصهلة والسهلم عهل إمام التقيه وقدوة الناس أجعيه‪ ،‬وعلى آله وصهحبه‬
‫وسلم تسليما كثيا‪.‬‬
‫ت القبورَ فناديتُها …‪ ..‬أين العظمُ والحتقر ؟‬
‫أتي ُ‬
‫أتيتُ القبور‪ .‬قبور الرؤساءِ و الرؤوسي‪.‬‬
‫قبور اللوك والملوكي‬
‫قبور الغنياءِ والفقراء فناديتُها أين العظمُ والحتقر ؟‬
‫تفانوا جيعا فما مبٌ‪ ..‬وماتُوا جيعا ومات الب‬
‫فيا سائلي عن أناسٍ مضوا‪ ..‬أما لك ف ما مضى معتب‬
‫ت الثرى…‪ ..‬فتمحو ماسنَ تلك الصور‪.‬‬
‫تروحُ وتغدو بنا ُ‬
‫أريت قبا ميز عن قب ؟‬
‫أ أنزل اللكُ ف قبٍ من ذهبٍ أو فضه ؟‬

‫‪10‬‬
‫وال لقد ترك ملكَ هُ وقصوره وجيش هُ وكلَ ما يلك‪ ،‬ولب سَ قطعةً من القماش‬
‫كما نلبس واُنزل التراب‪.‬‬
‫ولدتك أمك باكيا مستصرخا……‪.‬والناس حولك يضحكون سرورا‬
‫فأعما لنفسك أن تكون إذا بكوا……‪.‬ف يوم موتك ضاحكا مسرورا‬
‫لكهن كثيا مهن الناس علموا بالقهب‪ ،‬وأول ليلة فه القهب فأحسهنوا العمهل‪،‬‬
‫ولذلك متهيئون دائما‪.‬‬
‫يريدون ال والدار الخرة‪ ،‬ثبتهم ال ف الليلِ والنهار‪.‬‬
‫يترقبون الوت كل طرفة عي‪.‬‬
‫خرج رجلُ من الصالي وشيخُ من الشائخ أعرفه من مدينة الرياض‪.‬‬
‫خرج بزوج ته وكا نت صائمة قائ مة وليّة من ولياء ال‪ ،‬خرج ير يد العمرة‪،‬‬
‫والغريب ف تلك السفرة أنه ودعت أطفالا‪ ،‬وكتبت وصيتها‪ ،‬وقبلت أطفالا‬
‫وهي تبكي‪ .‬كأنا ألقي ف خلدها أنا سوف توت‪.‬‬
‫(ث ردوا إل ل مولهم الق‪ ،‬أل له الكم وهو أسرع الاسبي)‪.‬‬
‫ذ هب وأعت مر بزوج ته و هو وإيا ها ف ب يت أ سس على التقوى‪ ،‬إيان وقرآن‬
‫وذكر وصيام وقيام وعبادة‪.‬‬
‫ل يعرفون الغيبة ول الفاحشة ول العاصي‪.‬‬
‫عاد معها فلما كان ف الطريق إل الرياض‪ ،‬أتى الجل الحتوم إل زوجته‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫(و عد ال الذي ل يلف ال وعده‪ ،‬ول كن ك ثر الناس ل يعلمون‪ ،‬يغلمون‬
‫ظاهرا من الياة الدنيا وهم عن الخرة هم غافلون)‪.‬‬
‫ذههب إطار السهيارة فأنقلبهت ووقعهت الرأة على رأسهها‪ ،‬لكنهها إن شاء ال‬
‫شهيدة‪.‬‬
‫( أولئك الذ ين نتفبلوا من هم أح سن ما عملوا‪ ،‬ونتجاوز عن سيئاتم‪ ،‬ف‬
‫أصحاب النة‪ ،‬وعد الصدق الذي كانوا يوعدون)‪.‬‬
‫خرج زوجها من الباب الخر‪ ،‬ووقف عليها وهي ف سكرات الوت تقول‪:‬‬
‫ل إله إل ال ممد رسول ال‪ ،‬ال‪ ،‬ال‪ ،‬ال‪.‬‬
‫وتقول لزوجها‪ :‬عفى ال عنك‪ ،‬اللقاء ف النة‪ ،‬بلغ أهلي السلم‪.‬‬
‫( والذين أمنوا واتبعتهم ذريتهم بإحسان‪ ،‬ألقنا بم ذريتهم وما ألتناهم من‬
‫عملهم من شيء‪ ،‬كل أمرء با كسب رهي)‪ .‬إي وال‪.‬‬
‫أسأل ال أن يمع تلك السرة ف النة‪ ،‬وأن يمعنا وأحبابنا وأقاربنا ف النة‪.‬‬
‫بنتم وبنا فما أبتلت جواننا…شوقا إليكم ول جفت ماقينا‬
‫تكادُ حي تناجيكم ضمائنا…‪..‬يقضي علينا السى لول تأسينا‬
‫إن كان عز ف الدنياء اللقاء ففي…‪..‬مواقف الشر نلقاكم ويكفينا‬
‫عاد الرجل إل الرياض و دفن زوجته‪ ،‬دخل بيته وحده بل زوجة‪ ،‬دخل بيته‬
‫واستقبله الطفال‬
‫لكن حياة سهلة وبسيطة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ولكن الوقف الرعب أن واحدة من الطفلت بنت‪ ،‬قامت تقول أين أمي؟‬
‫قال سوف تأت‪.‬‬
‫قالت ل وال ل بد أن أرى أمي‪.‬‬
‫وأنار الرجل‪.‬‬
‫ونقول لتلك الطفلة سهوف ترينهها بأذن ال فه جنهة عرضهها السهماوات‬
‫والرض‪.‬‬
‫يع مل ل ا العاملون‪ ،‬لي ست كدنيا نا القية‪ ،‬ال سخيفة ال ت يع مل ل ا الذ ين ل‬
‫يريدون ال والدارالخرة‪.‬‬
‫( و سارعوا إل مغفرة من رب كم وج نة عرض ها ال ساوات والرض أعدت‬
‫للمتقي)‪.‬‬
‫فاعمل لدار غدا رضوان خازنا……‪..‬الار أحد والرحن بانيها‬
‫قصورها ذهب والسك طينتها……والزعفران حشيش نابت فيها‬
‫يا أخوت ف ال‪:‬‬
‫يا شيخا كبيا احدودب ظهرُه ودن أجلُه‪ ،‬هل أعدت لولِ ليله ؟‬
‫يا شابا مصطحا متنعما غره الشباب والالُ والفراغ هل أعدت لولِ ليله ؟‬
‫إنا أولُ الليال‪:‬‬
‫و إنا إما أولُ ليلةٍ من ليال النةِ‪.‬‬
‫أو أولُ ليلةٍ من ليال النار‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫عباد ال‪:‬‬
‫صلوا وسلموا على من أمركم ال بالصلة والسلم عليه‪.‬‬
‫وصلوا على أصحابه‪ ،‬وترضوا على أحبابه‪.‬‬
‫أسأل ال ل ولكم الضوان‪ ،‬والسعادة ف الدنيا والخرة‪.‬‬
‫أسال ال أن يصلح ولة المر‪ ،‬وأن يهديهم سواء السبيل‪.‬‬
‫أسأل ال أن يصلح شباب السلم‪ ،‬وأن يرجهم من الضلمات إل النور‪ ،‬وأن‬
‫يكفر عنهم سأيتهم‪.‬‬
‫وأن يهيئهم بعمل صالا لول ليلة من ليال القب‬
‫أسأل أن يثبتَنا و إياكم بالقول الثابت‪.‬‬
‫وول يظلم ابصارنا وبصائرنا‪.‬‬
‫ول يعل نا قوما انرفوا عن منه جِ ال و اشتروا معا صِ ال‪ ،‬وغفلوا عن آيا تِ‬
‫ال‪ ،‬فعموا وصَموا وضلوا و ابتعدوا‪.‬‬
‫سبحان ر بك رب العزة ع ما ي صفون و سلم على الر سلي وال مد ل رب‬
‫العالي‪.‬‬
‫………………………………………………‬
‫ت بمد ال ومنه وكرمه‬
‫‪......................‬‬
‫أخي الحبيب – رعاك الله‬

‫‪14‬‬
‫ل نقصقد مقن نشقر هذه المادة القراءة فققط‬
‫أو حفظها في جهاز الحاسب‪.‬‬
‫بل نأمل منك تفاعل أكثر من خلل‪:‬‬
‫‪ -‬إبلغنا عن الخطأ الملئي أو الهجائي كي‬
‫يتم التعديل‪.‬‬
‫‪ -‬نشققر هذه المادة فققي مواقققع أخرى على‬
‫الشبكة‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعتهققا ومققن ثققم طباعتهققا وتغليفهققا‬
‫بطريقة جذابة كهدية للحباب والصحاب‪.‬‬
‫أخي الحبيب ل تحرمنا من دعوة صالحة في‬
‫ظهر الغيب‪.‬‬
‫مقققن خلل اقتراحاتقققك وتوجيهاتقققك لخيقققك‬
‫يمكن أن تساهم في هذا العمل الجليل‪.‬‬
‫اللهققم اجعققل هذا العمققل خالصققا لوجهققك‬
‫الكريم‪.‬‬

‫للتواصقققققققققققققل أخوكقققققققققققققم البوراق ‪/‬‬


‫‪anaheho@maktoob.com‬‬

‫‪15‬‬

You might also like