You are on page 1of 48

‫رد المهندس عدنان الرفاعي على ردود زاعمي مسألة الناسخ والمنسوخ‬

‫في األحد ‪ 13‬يونيو ‪thewaytotruth thewaytotruth 2010‬‬

‫ي;‪ute‬‬
‫التعرض بمنهجيّة علم ّ‬
‫ّ‬ ‫ة لفكرة واحدة من األفكار ;‪&Eash‬معجزة الكبرى ‪ ..‬وعلى الرغم من ذلك ‪ ،‬لم يت ّم‬
‫التي عرضناها في البرنامج ‪ ،‬وما تم عرضه هو مزيج من االفتراء علينا مع التهريج مع التلبيس على الحقائق ‪ ،‬واألهم من‬
‫قدّمناه‬ ‫ما‬ ‫أساس‬ ‫ت ُع ُّد‬ ‫التي‬ ‫األساسيّة‬ ‫األفكار‬ ‫مواجهة‬ ‫من‬ ‫الفاضح‬ ‫الهروب‬ ‫ذلك‬ ‫‪..‬‬
‫الملفت للنظر في برنامج قناة الرحمة هو في الدعاية اإلعالنية التي ُوضعت في مقدمة البرنامج ‪ ،‬فهي دعاية ال تخلوا من‬
‫ضع مقاطع لي بالصوت والصورة وإتْباع ذلك بصورة هيكل‬ ‫النفس اإلرهابي الذي تش ّم منه رائحة التحريض على القتل ‪ ،‬فو ْ‬
‫عظمي وإنسان مقتول مع كلمات مليئة بالتحريض ‪ ،‬ك ّل ذلك إشارات ليست بريئة ‪ ،‬وفيها ما فيها من التحريض ‪ ،‬مما دفع‬
‫‪ ..‬بعض مواقع النت من وضع هذه الفقرة اإلعالنية في مواقعها ‪ ،‬واصفة قناة الرحمة باإلرهابيّة‬
‫‪ :‬المزيد مثل هذا المقال‬
‫‪‬‬ ‫عدنان الرفاعي‪ :‬استثمار المعجزة العدديّة في تفنيد مزاعم احتكار الخالص واستثمارها في تبيان مسألة مريم وعيسى‬
‫‪‬‬ ‫الول مرة تنشر جميع كتب المفكر االسالمي عدنان الرفاعي‬
‫‪‬‬ ‫مناقشة‪ :‬زوال اسراءيل للمهندس عدنان الرفاعي‬
‫‪‬‬ ‫قناة الحكمة اصبحت ذراعا لتنظيم القاعدة‬
‫‪‬‬ ‫تنظيم النسل في القران لعدنان الرفاعي‬
‫‪‬‬ ‫رد المهندس عدنان الرفاعي على المتاجرين بالسنة الشريفة‬
‫‪‬‬ ‫كتاب المعجزة الكبرى عدنان الرفاعي‬
‫‪‬‬ ‫الناسخ والمنسوخ مما بدعونه من القرآن‬

‫ضيفا حلقات الرد علينا هما الشيخ عالء سعيد والدكتور الشيخ شهاب الدين أبو زهو أستاذ الحديث بجامعة األزهر ‪ ،‬ومع‬
‫أنهما لم يذكرا اسمي بشكل صريح ‪ ،‬وعلى الرغم من أنَّ مقدّم الحلقة األولى ملهم العيسوي قال ‪ [[ :‬احنا مش بنتكلم عن فرد‬
‫واحد ‪ ،‬احنا بنتكلم عن مجموعة ‪ ،‬احنا بنتكلم عن فكر ‪ ،‬بنتكلم عن جماعة ‪ ،‬بنتكلم عن مدرسة ‪ ،‬بنتكلم عن مدرسة بقت‬
‫منتشرة في كثير من األوطان العربية واإلسالمية ‪ ،‬ولألسف لهم أتباع كثيرون ‪ ،‬لهم كثير من اللي بتابعهم ‪ ،‬لهم كثير من‬
‫اللي بيسمع كالمهم ‪ ،‬لهم كثير من اللي بروج لهذا الفكر ]] ‪ ..‬على الرغم من ذلك ‪ ،‬فإنَّ ك َّل من شاهد البرنامج علِم ع ْلم‬
‫اليقين أنّني المعني وأنَّ برنامج المعجزة الكبرى هو موضوع الرد ‪ ،‬وخصوصا ً بعد وضعهم لمقاطع لي من برنامج المعجزة‬
‫التحريضيّة‬ ‫دعايتهم‬ ‫في‬ ‫الكبرى‬ ‫‪..‬‬
‫ولألمانة أقول ‪ :‬ضيفا الحلقة كانا في ردهما – إلى درجة ما – ضمن حدود اللياقة األدبيّة المقبولة ‪ ،‬فلم تخرج منهما كلمات‬
‫المهرجين في برامج أُخرى ‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لمقدم البرنامج ملهم العيسوي‬ ‫ّ‬ ‫‪ ..‬بذيئة كما حصل مع بعض‬
‫وفي ردي على ر ّدِهم سأقف عند ك ِ ّل النقاط التي ت َّم طرحها في ردهم ‪ ،‬واضعا ً َّ‬
‫نص ما قالوه بالحرف الواحد وباللهجة التي‬
‫قيلت‬ ‫‪..‬‬
‫‪ :‬وأود أن أبدأ ردّي هذا بعرض آخر عبارة قيلت في نهاية ر ّدِهم ‪ ،‬وهي للشيخ شهاب الدين أبو زهو ‪ ،‬حيث قال‬
‫ما جابش حاجة جديدة ‪ ،‬انتقى اآلراء الشاذّة ‪ ،‬أو انتقى اآلراء المخالفة حتى وإن كانت قويّة وأراد أن يظهر أنَّه هو الذي [[‬
‫اكتشفها في القرن الحادي والعشرين ‪ ،‬نقول له أنت وقعت على بعض اآلراء وأظهرتها سواء كانت شاذة أو مبتكرة ‪ ،‬وأي‬
‫مكررا ً ‪ ،‬أو مر ّجحا ً‬
‫ّ‬ ‫‪ ]] ..‬قول جابه وهللا موجود بالنص في الكتب ‪ ،‬إ ّما مردودا ً عليه ‪ ،‬وإ ّما‬
‫أر ّد على ذلك فأقول ‪ :‬يا أخي ‪ ،‬أنت تتحدّث بكلمات أنا آسف أن أقول لك أنت ال ت ُدرك حتى معانيها ‪ ،‬وأقول لك ‪ :‬لن ولن ولن‬
‫تستطيع أن تثبت أنَّك صادق بيمينك هذا ‪ ،‬فعندما ت ُثبت أنَّ إنسانا ً من عصر آدم عليه السالم إلى اآلن قد اكتشف األبجديّة التي‬
‫عرضت ُها في النظريّة الخامسة ( إحدى ال ُكبَر ) ‪ ،‬وأنَّ إنسانا ً قد عرض القانونين اللذين اُكتشفا في هذه النظريّة ‪ ،‬عند ذلك‬
‫فقط وفقط ال غير تكون صادقا ً ‪ ..‬وعندما ت ُثبت أنَّ تعريف اإلنزال والتنزيل الذي عرضت ُه في النظريّة السادسة ( سلّم الخالص‬
‫تعرض له إنسانٌ قبل ذلك ‪ ،‬عندها فقط وفقط ال غير تكون صادقا ً ‪ ،‬وعندما ت ُثبت أنَّ تعاريف اإلرادة والمشيئة والروح‬ ‫) قد ّ‬
‫تعرض لها بذات الحيثيّة إنسانٌ سابق ‪ ،‬عندها فقط‬ ‫والنفس والقضاء والقدر التي عرضت ُها في النظريّة الثانية ( القَدر ) قد ّ‬
‫وفقط ال غير تكون صادقا ً ‪ ،‬وعندما تثبت أنَّ إنسانا ً سابقا ً عرض ما عرضته في مسألة المثاني والمحكم والمتشابه ‪ ،‬عندها‬
‫وعندما‬ ‫وعندما‬ ‫وعندما‬ ‫‪،‬‬ ‫صادقا ً‬ ‫تكون‬ ‫غير‬
‫وفقط‬ ‫ال‬‫فقط‬ ‫‪.............‬‬
‫أخي الحبيب ‪ ..‬أنصحك أن تكفِّر عن يمينك ‪ ،‬وبعد ذلك أنصحك أن تحاسب على الكلمات التي تخرج من فمك ‪ ،‬فالمؤمن يا‬
‫المؤمنين‬ ‫من‬ ‫نظنّك‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫شاء‬ ‫إن‬ ‫وأنت‬ ‫‪،‬‬ ‫يكذب‬ ‫ال‬ ‫أخي‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫قالها‬ ‫عبارات‬ ‫على‬ ‫أعلِّق‬ ‫أن‬ ‫أيضا ً‬ ‫وأو ُّد‬ ‫‪:‬‬
‫النص القرآني ؟ ‪[[ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫النص القرآني ‪ ،‬أين أنت من أعماق‬
‫ِّ‬ ‫في بعض الناس عندها سطحيّة ‪ ،‬هو دائما ً يقول تعال إلى أعماق‬
‫؟‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫فهم‬ ‫من‬ ‫أنت‬ ‫أين‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫أر ّد على ذلك فأقول ‪ :‬يا أخي الكريم ‪ ،‬السطحيّة وفهم القرآن الكريم ال يكون باجترار الموروث ‪ ،‬وبالحفظ عن ظهر قلب‬
‫لبعض ما قاله بعض السابقين ‪ ،‬وسنرى في هذا الر ّد من الذي يُوصَف بهذه الصفات ‪ ..‬لكن أريد أن أقول لك ‪ :‬ما الذي‬
‫أضفتموه بفكركم التراثي الجمعي (( العميق )) منذ أكثر من ( ‪ ) 12‬قرنا ً ؟ ‪ ،‬لم تستطيعوا يا أخي أن تبيّنوا للناس خالل هذا‬
‫الزمن الحكمة من رسم كلمة إبراهيم في سورة البقرة دون حرف ياء ‪ ،‬لم تستطيعوا يا أخي أن تبيّنوا للناس خالل هذه‬
‫النص القرآني عن باقي الكتب السماو ِيّة بالتنزيل من عند هللا تعالى ‪ ،‬في حين يشترك معها باإلنزال‬ ‫ِّ‬ ‫القرون الحكمة من تميِّز‬
‫‪ ، ..‬لم تستطيعوا يا أخي أن تبيّنوا للناس الكثير من الذي كان ال ب ّد من تبيانه‬
‫يشهد هللا تعالى أنّني أخجل وأنا أتكلّم بهذه الكلمات ‪ ،‬ولكنَّ المهزلة يا أخي أن يُت َّهم المتد ِبّر لكتاب هللا تعالى ال ُمكتشِف لبعض‬
‫أدلّته م ّما عجز أسالفك من اكتشافه ‪ ،‬المهزلة أن يُت َّهم الباحث في كتاب هللا تعالى بأنَّه سطحي ‪ ،‬وأن يُوصَف المجتر لبعض‬
‫ما قاله بعض السابقين بأنَّ فهمه عميق ‪ ...‬على ك ِ ّل حال في ر ّدِنا هذا سيرى أولوا األلباب من الذي فهمه سطحي ‪ ،‬ومن‬
‫البعيد عن الفهم العميق لكتاب هللا تعالى ‪ ،‬ومن الذي يعمل بأوامر هللا تعالى بالتدبّر والبحث ‪ ،‬ومن الذي يحارب التدبّر‬
‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫لكتاب‬ ‫والتعقّل‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫الحرفي‬ ‫وبالنّص‬ ‫أنت‬ ‫قلتَ‬ ‫لقد‬ ‫‪..‬‬ ‫الحبيب‬ ‫أخي‬ ‫‪:‬‬
‫سع في النسخ ‪ ،‬من [[‬
‫العلماء الذين قالوا بالنسخ ينقسمون إلى ثالثة أقسام ‪ ،‬قسم منهم متوسط في النسخ ‪ ،‬وقسم منهم متو ّ‬
‫العلماء اللي قال في ( ‪ ) 500‬آية منسوخة ‪ ،‬ومن العلماء من قال ( ‪ ) 240‬آية منسوخة ‪ ،‬و ( ‪ ) 220‬آية ‪ ،‬و ( ‪ ) 100‬آية‬
‫‪ ،‬و ( ‪ ) 150‬آية ‪ ،‬وفي علماء قال بس ثالث آيات منسوخة ‪ ،‬و وأربعة بس اللي منسوخين ‪ ،‬وخمسة بس اللي منسوخين ‪،‬‬
‫سط ‪ ،‬وعندي غلو في النسخ ‪ ،‬وعندي تضييق في مسألة النسخ ‪ ،‬أنا ممكن أوفق بين بعض اآليات أنه‬ ‫يبقى إذا ً عندي تو ّ‬
‫صلونّا النسخ هم اللي قالونا إنه اإلعمال أولى من اإلهمال ‪ ،‬إعمال‬
‫اآليتين دول ما فيهمش نسخ ‪ ........‬العلماء اللي أ َّ‬
‫‪ ........ ]] ..‬النصوص أولى من إهمال النصوص ‪ ،‬يعني ال تَسِر على النسخ طالما تقدر تعمل توفيق‬
‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫زميلك‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫نحن بنقلو إن آيات النسخ تدور ما بين خمس مائة آية إلى خمس آيات ‪ ،‬والعلماء يتحاورون في ذلك ويختلفون [[‬
‫‪ ............‬إزاي جماعة يقولوا خمس مائة آية منسوخة وجماعة يقولوا خمسة ؟ ‪ ،‬وجماعة يقولوا ( ‪ ) 248‬وجماعة‬
‫يقولوا ( ‪ ) 40‬وجماعة يقولوا ( ‪ ، ) 100‬إزاي ؟ ‪ ،‬نقول االختالف جاي من هنا ‪ ،‬يس ّمون التخصيص نسخا ً والتقييد نسخا ً‬
‫ويصفو‬ ‫اإلشكال‬ ‫فيزول‬ ‫‪،‬‬ ‫نسخا ً‬ ‫والبيان‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬لقد نطقت يا أخي بعين الحقيقة ‪ ..‬نعم إنَّ ‪ [[ :‬اإلعمال أولى من اإلهمال ‪ ،‬إعمال النصوص أولى ‪..‬‬
‫من إهمال النصوص ]] ‪ ،‬ولكن ‪ ..‬أرجو أن تؤمن أنت بهذه الكلمات ‪ ،‬وأن تؤمن بأنَّ الناسخ والمنسوخ هو إهمال للنصوص‬
‫‪ ،‬بالفعل هو إهمال للنصوص ‪ ،‬فعندما نقول ألنفسنا وللناس هذا حكم صريح في كتاب هللا تعالى ولكنّه مهمل بسبب أنَّ حكما ً‬
‫تجرأتم على هللا تعالى وزعمتم‬ ‫آخر ح َّل مكانه ‪ ،‬فنحن أهملنا الحكم المنسوخ وعملنا بالحكم الناسخ ‪ ..‬القضيّة يا أخي أنَّكم ّ‬
‫بإهمال بعض أحكام كتابه الكريم ‪ ،‬وأنّنا أبينا أن ت ُلحَق بكتاب هللا تعالى مثل هذه النقائص ‪ ،‬معتقدين أنّه ال بُ ّد من إعمال جميع‬
‫آيات كتاب هللا تعالى ودون استثناء ‪ ،‬وال ب ّد من التدبّر لفهم حقيقة النصوص ‪ ،‬وأنَّ الزعم بنسخ النصوص ناتج عن عدم‬
‫النصوص‬ ‫هذه‬ ‫دالالت‬ ‫إدراك‬ ‫‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬النسخ هو في النهاية و ْهم بوجود تعارض بين النصوص ‪ ،‬وهذا ما قلته أنت يا أخي بعظمة لسانك ‪ ،‬ألم تقل ‪ [[ :‬يعني‬
‫ال تَسِر على النسخ طالما تقدر تعمل توفيق ]] ‪ ،‬ألم تقل ‪ [[ :‬ممكن أوفق بين بعض اآليات أنه اآليتين دول ما فيهمش نسخ‬
‫]] ‪ ..‬إذا ً ‪ ..‬النسخ هو عدم القدرة على عمل توفيق بين النصوص ‪ ،‬وفي اللحظة التي يأتي فيها التوفيق بين النصوص ينتهي‬
‫ت‬
‫مرا ٍ‬
‫الناسخ والمنسوخ ‪ ،‬هذا ما تقوله عبارتك أنت والتي خرجت من فمك ‪ ،‬وهو ذاته ما قلت ُه في برنامج المعجزة الكبرى ّ‬
‫عديدة‬ ‫‪..‬‬
‫لذلك ‪ ..‬ل ّما تباينت أفهام الناس في فهم النصوص ‪ ،‬اختلف عدد النصوص التي زعموا نسخها ‪ ،‬فكما تفضّلت علينا وقلت أنت‬
‫وزميلك بأنَّ عدد اآليات المنسوخة تراوحت بين خمسمائة آية وخمس آيات ‪ ،‬وأنَّ العلماء [[ قسم منهم متوسط في النسخ ‪،‬‬
‫سع في النسخ ]] ‪ ،‬وأنَّ هناك من العلماء [[ اللي قال في ( ‪ ) 500‬آية منسوخة ‪ ،‬ومن العلماء من قال (‬
‫وقسم منهم متو ّ‬
‫‪ ) 240‬آية منسوخة ‪ ،‬و ( ‪ ) 220‬آية ‪ ،‬و ( ‪ ) 100‬آية ‪ ،‬و ( ‪ ) 150‬آية ‪ ،‬وفي علماء قال بس ثالث آيات منسوخة ‪ ،‬و‬
‫وأربعة بس اللي منسوخين ‪ ،‬وخمسة بس اللي منسوخين ‪ ،‬يبقى إذا ً عندي تو ّ‬
‫سط ‪ ،‬وعندي غلو في النسخ ‪ ،‬وعندي تضييق‬
‫النسخ‬ ‫مسألة‬ ‫في‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫كون حكم اآلية يُعمل به ‪ ،‬أو يُهمل ( يُنسخ ) هو ألعوبة بأيدي‬ ‫أيّها السادة ‪ ..‬هل تعلمون ماذا يعني قولكم هذا ؟ ‪ ..‬يعني أنَّ ْ‬
‫سر حقيقة النص‬ ‫رجاالت التاريخ ‪ ،‬وتحت رحمة أفهامهم ‪ ..‬فالحكم المنسوخ ال ت ُزال عنه هذه الشبهة إال َّ حينما يفهم المف ّ‬
‫الحامل لهذا الحكم ‪ ..‬وقد بيّنا كيف أنَّ الحكم الناسخ عند فالن هو منسوخ عند فالن اآلخر وال ناسخ وال منسوخ عند فالن‬
‫الثالث‬ ‫‪..‬‬
‫ذرةَ تقديس لكتاب هللا تعالى فأقول له ‪ :‬هل تقبل أن تكون أحكام كتاب هللا تعالى وإعمالها ‪..‬‬
‫أتو َّجه إلى ك ِ ّل من يحمل في قلبه ّ‬
‫ألعوبةً بأيدي البشر ؟!!! ‪ ..‬نعم أيّها السادة المشايخ ‪ ،‬الناسخ والمنسوخ هو جعل أحكام كتاب هللا تعالى ألعوبة بأيدي البشر‬
‫‪..‬‬
‫مجرد و ْهم من‬
‫َّ‬ ‫من هنا يرى ك ُّل من يعتبر كتاب هللا تعالى أكبر من التاريخ ورجاالته ورواياته ‪ ،‬أنَّ مسألة الناسخ والمنسوخ‬
‫‪ ..‬بعض السابقين ‪ ،‬حيث ت ّم رفع هذا الوهم وجعله منظارا ً ال يُرى كتاب هللا تعالى إال َّ من خالله‬
‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫قال‬ ‫الكبرى‬ ‫المعجزة‬ ‫برنامج‬ ‫في‬ ‫جاء‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫الرد‬ ‫سياق‬ ‫وفي‬ ‫‪:‬‬
‫‪ ]] ..‬كل ما يأتي به منكرو السنّة أخذوا كالمهم من أربعة ‪ ،‬خوارج ‪ ،‬روافض ‪ ،‬معتزلة ‪ ،‬مستشرقون [[‬
‫أر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬من قال لك يا أخي أنّني أُنكر السنّة الشريفة ؟!!! ‪ ..‬ومن ن ّ‬
‫صبك ناطقا ً رسميّا ً باسمي لتت ّهمني بهذه‬
‫مرة نطقت بها في برنامج المعجزة الكبرى وغيره وفي كتبي وغير ذلك بأنّي ال أُنكر السنّة الشريفة ‪ ،‬وال‬ ‫التهمة ؟!!! ‪ ..‬كم ّ‬
‫أُنكر حجيّتَها ‪ ،‬ما أنكره هو الروايات المخالفة لكتاب هللا تعالى ولثوابت العلم والمنطق ‪ ،‬اعتقادا ً أنَّها ليست من السنّة ‪ ،‬وأنَّها‬
‫مرة قلت المشكلة ليست في حجيّة السنّة ‪ ،‬المشكلة في ثبوت الرواية ‪ ..‬لماذا ال تقولون‬ ‫ملفّقة على السنّة الشريفة ‪ ..‬كم ّ‬
‫للناس هؤالء يعتقدون أنَّ بعض الروايات ملفّقة على النب ّ‬
‫ي ( ص ) وبأنَّها ليست من السنّة ‪ ،‬وال يعتقدون بعدم حجيّة السنّة ‪،‬‬
‫؟‬ ‫الناس‬ ‫ومع‬ ‫أنفسكم‬ ‫ومع‬ ‫وتعالى‬ ‫سبحانه‬ ‫هللا‬ ‫مع‬ ‫صادقين‬ ‫تكونون‬ ‫ذلك‬ ‫!!!وعند‬ ‫‪..‬‬
‫ث ّم ما عالقة الروافض والمعتزلة وغيرهم ‪ ،‬هل أنكر ك ّل هؤالء مسألة الناسخ والمنسوخ ‪ ،‬أم أنَّ معظمهم يشترك معكم في ‪..‬‬
‫ذلك ؟!!! ‪ ..‬أم هو ذر للرماد في أعين الناس لتجييشهم ضد متدبّري كتاب هللا تعالى ؟!!! ‪ ..‬أليس الصدق في القول من أهم‬
‫ما يأمر هللا تعالى به ؟ ‪ ..‬أدع الفصل بيننا في ذلك هلل تعالى ‪ ،‬ومن بعده لك ِ ّل مؤمن حقيقي يعتقد أنَّ كتاب هللا تعالى أكبر من‬
‫ورجاالته‬ ‫التاريخ‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫أنا أسألك سؤال ‪ :‬السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكاال ً من هللا ‪ ،‬أنا بسأل سؤال ‪ :‬اآلية دي السارق [[‬
‫والسارقة ‪ ،‬اللي يسرق كم تنقطع إيده ؟ لو احنا بعيد عن السنّة ‪ ،‬اللي يسرق شلن خمس قروش حتنقطع إيده ؟ ‪ ،‬طب‬
‫ونقطع منين ؟ ‪ ،‬كما يقول الخوارج لغاية الكتف ؟ ‪ ،‬وال ّ كما بيّن النبي ( ص ) ال قطع في أقل من ربع دينار ‪ ،‬فحدد وبيّن (‬
‫ص‬ ‫)‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫أر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬يا حبيبي ‪ ..‬نحن لسنا ض ّد السنّة الشريفة ‪ ،‬نحن لسنا ض ّد ّ‬
‫أي ِ رواية ال تتعارض مع كتاب هللا تعالى ‪،‬‬
‫وعندما يستشهد أحدكم علينا بمسألة أو رواية لماذا يهرب من الروايات التي تتعارض مع كتاب هللا تعالى ؟ ‪ ..‬ولو أنَّك قرأت‬
‫ذلك‬ ‫على‬ ‫أجبت‬ ‫أنّ ّّ ني‬ ‫لرأيت‬ ‫الكبرى‬ ‫المعجزة‬ ‫برنامج‬ ‫مجردة‬
‫ّ‬ ‫بعين‬ ‫شاهدت‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫كتبي‬ ‫‪..‬‬
‫وأقول ‪ :‬من قال إنَّ الفقهاء ات ّفقوا أصالً في هذه الشروط ؟ ‪ ..‬عندما ذهب جمهور العلماء إلى وضع شروط القطع ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫القطع ال يجب إال ّ عند شرطين ‪ :‬قدر النصاب ‪ ،‬وأن تكون السرقة من الحرز ‪ ..‬وقال آخرون ( مثل ابن عبّاس وابن الزبير‬
‫سكوا بعموم‬‫والحسن البصري ) ‪ :‬القدر غير معتبر ‪ ،‬فالقطع واجب في سرقة القليل والكثير ‪ ،‬والحرز أيضا ً غير معتبر ‪ ،‬وتم ّ‬
‫الكريمة‬ ‫اآلية‬ ‫هذه‬ ‫‪..‬‬
‫والذين قالوا بوجوب شرط قدر النصاب ‪ ،‬اختلفوا في قدر هذا النصاب ‪ ،‬فقال الشافعي ‪ :‬يجب القطع في ربع دينار ‪ ،‬وقال ‪..‬‬
‫أبو حنيفة ‪ :‬ال يجوز القطع إال ّ في عشرة دراهم مضروبة ‪ ،‬وقال مالك وأحمد وإسحق ‪ :‬إنهّ مقدّر بثالثة دراهم ‪ ،‬أو ربع دينار‬
‫‪ ، ..‬وقال ابن أبي ليلى ‪ :‬إنّه مقدّر بخمسة دراهم ‪ ،‬وك ّل واح ٍد من هؤالء المجتهدين يطعن في الخبر الذي يرويه اآلخر‬
‫واختلفوا أيضا ً ‪ ،‬هل يُجمع بين القطع والغرم ‪ ،‬قال الشافعي ‪ :‬أُغرم السارق ما سرق ‪ ،‬وقال أبو حنيفة والثوري وأحمد‬
‫وإسحق ‪ :‬ال يجمع بين القطع والغرم ‪ ،‬فإن غرم فال قطع ‪ ،‬وإن قطع فال غرم ‪ ،‬وقال مالك ‪ :‬يقطع بك ّل حال ‪ ،‬وأ ّما الغرم‬
‫فقيرا ً‬ ‫كان‬ ‫إن‬ ‫يلزمه‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫غنيّا ً‬ ‫كان‬ ‫إن‬ ‫فيلزمه‬ ‫‪..‬‬
‫تذرون من رماد في األعين بأنَّ النب ّ‬
‫ي ( ص ) قد بيّن ك َّل هذه الجزئيّات ‪ ،‬فلماذا هذا االختالف الذي نراه ‪..‬‬ ‫إن كان األمر كما ّ‬
‫وأي ِ تدبّر واجتهاد ‪ ..‬وأنا هنا لست‬
‫ّ‬ ‫أي ِ بحث‬
‫تتجردون في النظر إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫؟!!! ‪ ..‬أنتم أيها السادة ال تبحثون عن الحقيقة ‪ ،‬وال‬
‫بصدد إعادة ما بيّنته في كتبي وفي برنامج المعجزة الكبرى ‪ ،‬ولكن أقول ‪ :‬منهجكم التراثي الجمعي لم يقف عند كلمة ((‬
‫طعُوا أ َ ْي ِديَ ُه َما )) [ المائدة ‪ ، ] 38 :‬بمعنى لماذا لم ترد بصيغة‬ ‫س ِارقَةُ فَ ْ‬
‫اق َ‬ ‫ق َوال َّ‬ ‫أ َ ْي ِديَ ُه َما )) في هذه اآلية الكريمة (( َوال َّ‬
‫س ِار ُ‬
‫ي ( ص ) قد بيّن ك َّل هذه الجزئيات هو ات ّها ٌم للفقهاء ‪ ،‬إ ّما أنَّهم أعرضوا عن السنّة المبيّنة (‬
‫يديهما ‪ ..‬وكالمكم بأنَّ النب َّ‬
‫علم بها‬‫ٍ‬ ‫‪ ..‬حسب ما تقولون ) فاختلفوا كما نرى ‪ ،‬أو أنّهم لم يعلوا بالسنّة التي جنابكم على‬
‫وأنصحكم بأنَّه هناك من يبحث وهناك من يقرأ وهناك من يمتلك ك َّل األدوات الحقيقيّة للتدبّر ‪ ،‬وليس ك ّل الناس عوام من‬
‫‪ ..‬الممكن أن يُساقوا من عواطفهم الهوجاء ‪ ،‬ولذلك عليكم أن تحسبوا كلماتكم جيّدا ً قبل ات ّهام اآلخرين‬
‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫قال هللا تعالى ‪ :‬حرمت عليكم الميتة ‪ ،‬طيب يا جماعة ما تاكلوش سمك ‪ ،‬خليكو مع القرآن بس سيبو سنة النبي ( ص ) ‪[[ ،‬‬
‫هاتولي حل السمك من القرآن ؟ ‪ ،‬فين هي حل السمك من القرآن ؟ ‪ ،‬هاتلي حل الكبدة من القرآن ‪ ،‬هاتلي حل الطحال من‬
‫؟‬ ‫فين‬ ‫‪،‬‬ ‫القرآن‬ ‫‪...‬‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫أر ّد على ذلك فأقول ‪ :‬يا حبيبي ‪ ..‬لقد بيّنت ذلك وبالتفصيل في كتبي ‪ ،‬وفي برنامج المعجزة الكبرى ‪ ،‬ولو أنَّكم ا ّ‬
‫طلعتم على‬
‫مجردة وبإرادة هادفة لمعرفة الحق ‪ ،‬لما قلتم ما تقولون ‪ ..‬ومع ذلك سأجيب باختصار‬ ‫َّ‬ ‫‪ ..‬ذلك بعقول‬
‫ش ْيءٍ )) [ النحل ‪ ، ] 89 :‬وأنَّكم‬ ‫علَ ْيكَ ا ْل ِكت َ َ‬
‫اب تِ ْبيَانا ً ِل ُك ِ ّل َ‬ ‫الفارق بيننا وبينكم أنّنا نؤمن بما يعنيه قول هللا تعالى (( َونَ َّز ْلنَا َ‬
‫لألسف تهربون من مستحقّات هذه الدالالت ‪ ..‬هذه اآلية الكريمة تقول ‪ :‬القرآن الكريم فيه تبيا ٌن لك ِ ّل شيء ‪ ،‬وبالتالي فيه‬
‫تبيانٌ لحل السمك ‪ ،‬وفيه تبيان لحل الكبدة ‪ ،‬وفيه تبيان لحل الطحال ‪ ..‬نحن نؤمن بذلك وتدبّرنا كتاب هللا تعالى فوجدنا ذلك‬
‫في كتاب هللا تعالى ‪ ،‬ولكنَّ المشكلة أيها الشيخ الفاضل عندكم أنتم ‪ ،‬فعدم إيمانكم بدالالت هذه اآلية الكريمة ‪ ،‬وعدم تدبّركم‬
‫تقولون‬ ‫لما‬ ‫دفعكم‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫لكتاب‬ ‫‪..‬‬
‫ير ))‬ ‫طاع ٍِم يَ ْطعَ ُمهُ ِإ َّال أ َ ْن يَكُونَ َم ْيتَةً أ َ ْو دَما ً َم ْ‬
‫سفُوحا ً أ َ ْو لَحْ َم خِ ْن ِز ٍ‬ ‫علَى َ‬ ‫ألم يقل هللا تعالى (( قُ ْل ال أ َ ِج ُد فِي َما أُوحِ َ‬
‫ي إِلَ َّ‬
‫ي ُمح ََّرما ً َ‬
‫محرمين أيّها السادة‬ ‫ّ‬ ‫[ األنعام ‪ ، ] 145 :‬وهنا أسال الشيخ عالء والشيخ شهاب الدين ‪ ،‬هل الكبد والطحال د ٌم مسفوح ليكونا‬
‫علَ ْيكَ ا ْل ِكت َ َ‬
‫اب‬ ‫محرمين ‪ ..‬إذا ً نحن على حق عندما صدّقنا قوله تعالى (( َونَ َّز ْلنَا َ‬
‫ّ‬ ‫؟!!! ‪ ..‬هما ليسا دما ً مسفوحا ً وبالتالي ليسا‬
‫ش ْيءٍ )) ‪ ،‬وأنتم يا سادة لستم على حق حينما أعرضتم والتففتم على دالالت هذه اآلية الكريمة‬ ‫‪ ..‬تِ ْبيَانا ً ِل ُك ِ ّل َ‬
‫ألم يقل هللا تعالى ‪ (( :‬أُحِ َّل لَكُ ْم َ‬
‫ص ْي ُد ا ْلبَحْ ِر َو َ‬
‫طعَا ُمه ُ )) [ المائدة ‪ ، ] 96 :‬صيد البحر معروف ‪ ،‬ولكن ‪ ..‬ما هو طعامه ؟ ‪.. ،‬‬
‫طعَا ُمه ُ )) ؟ ‪ ..‬أليس هذا محلالً شريطة أال ّ يكون متفسخا ً (( َوه َُو الَّذِي‬ ‫أليس كل ما يقذفه البحر هو م ّما تشمله كلمة (( َو َ‬
‫ح أُجَا ٌ‬
‫ج‬ ‫سائِ ٌغ ش ََرابُهُ َو َهذَا مِ ْل ٌ‬ ‫ان َهذَا ع َْذ ٌ‬
‫ب ف ُ َراتٌ َ‬ ‫ست َ ِوي ا ْلبَحْ َر ِ‬
‫ط ِريّا ً )) [ النحل ‪َ (( ، ] 14 :‬و َما يَ ْ‬ ‫س َّخ َر ا ْلبَحْ َر ِلتَأْكُلُوا مِ ْنه ُ لَحْ ما ً َ‬
‫َ‬
‫‪12‬‬ ‫‪:‬‬ ‫فاطر‬ ‫[‬ ‫))‬ ‫َ‬
‫ط ِريّا ً‬ ‫لَحْ ما ً‬ ‫تَأْكُلُونَ‬ ‫ُك ٍ ّل‬ ‫َومِ ْن‬ ‫]‬ ‫‪..‬‬
‫وهنا أسأل الشيخين عالء وشهاب الدين فأقول لهما ‪ ،‬عندما تصطادان السمكة من البحر ‪ ،‬هل تأتيان بسكين لذبحها كما ‪..‬‬
‫تذبح الشاة أم تتركانها تموت لوحدها ؟ ‪ ،‬وما الفارق بين تركها تموت لوحدها وبين كونها ماتت لوحدها في البحر ولكن دون‬
‫سخ ؟!!! ‪ ..‬اإلجابة أريدها من ك ِ ّل الذين يحسبون كتاب هللا تعالى ناقصا ً تكمله روايات التاريخ ‪ ..‬السنّة الشريفة يا‬
‫أن تتف ّ‬
‫سادة ‪ ،‬والتي نؤمن بحجيّتها أكثر منكم ومن ك ّل من يت ّهمنا بإنكارها ‪ ،‬هي تبيانٌ لكتاب هللا تعالى ‪ ،‬وال تضيف أحكاما ً إلى‬
‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫كتاب‬ ‫‪..‬‬
‫طاع ٍِم يَ ْطعَ ُمه ُ إِ َّال أ َ ْن يَكُونَ َم ْيتَةً أ َ ْو دَما ً ‪..‬‬‫علَى َ‬ ‫وهل وقفتم أيّها السادة عند قوله تعالى (( قُ ْل ال أ َ ِج ُد فِي َما أُوحِ َ‬
‫ي إِلَ َّ‬
‫ي ُمح ََّرما ً َ‬
‫يحرمه كتاب هللا تعالى‬ ‫محرمات خارج ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ير )) [ األنعام ‪ .. ] 145 :‬أال تنفي هذه العبارة وجود‬ ‫سفُوحا ً أ َ ْو لَحْ َم خِ ْن ِز ٍ‬
‫‪َ ..‬م ْ‬
‫‪..‬‬ ‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫وقال‬ ‫شهاب‬ ‫‪:‬‬ ‫الشيخ‬
‫هؤالء الناس إنّما يعرفون ذواتهم فقط ‪ ،‬أهواءهم فقط ‪ ،‬فالحق عندهم ما يقولون ‪ ،‬والصدق عندهم ما يعتقدون ‪ ،‬يعتقدون [[‬
‫الحق ويقولون الصدق من منظورهم هم ‪ ،‬فإذا واجهتهم بأدلة ت ُسقط دعواهم وأنهم مغشوشون وأنهم قد لُبس عليهم ‪،‬‬
‫يُكابرون ويرفضون ويلفون ويدورون ‪ ،‬تطرح عليه سؤال يهرب من السؤال ‪ ،‬تقلو جاوب على السؤال بقلك بس خذ مني ‪،‬‬
‫وهكذا دواليك وال تمسك معهم شيء ‪ ،‬إذا ً هم يستحسنون آراءهم ‪ ،‬ويرون أن الحق معهم ال مع غيرهم ‪ .............‬هؤالء‬
‫الناس ال ينشطون حيث يكون العلماء ‪ ،‬أو الدعاة ‪ ،‬أو األكاديميون ‪ ،‬يعني يذهبون إلى العوام ‪ ،‬يعني مثالً لو أنا مثالً عندي‬
‫فكر راسخ وعندي قضية لها دالئل وبراهين أتكلم عند أهل العقيدة ‪ ،‬فإذا أصبت صدقوني ‪ ،‬وإذا أخطأت قوموني ‪ ،‬هل هم‬
‫يفعلون ذلك ؟ ‪ ،‬اللهم ال ‪ ،‬إنما تروج بضاعاتهم عند العامة ‪ ،‬يعني مثالً قضيّة رضاع الكبير ‪ ،‬دي خذت بلبلة واسعة جدا ً ‪،‬‬
‫عُرضَت على من ؟ ‪ ،‬عُرضت على عوام من الناس ‪ ،‬يعني أنا رأيت لقاء عبر بعض التلفازات ‪ ،‬جمعوا فيه ممثلتين ‪،‬‬
‫وصحفيا ً ‪ ،‬وممثالً ‪ ،‬والمذيعة التي كانت تذيع ‪ ،‬وعالم متخصص في المجال ‪ ،‬ثم يأخذون رأي الممثلة والممثل والمذيع‬
‫والصحفي ‪ ،‬هل يؤخذ في دين هللا آراء أمثال هؤالء ؟ ‪ ،‬أنا لست استحقرهم ‪ ،‬ولست أطعن في أشخاصهم ‪ ،‬إنما أقول ليسوا‬
‫بالمتخصصين ‪ ،‬قضية رضاع الكبير تثار في أروقة الجامعة ‪ ،‬تثار بين طلبة العلم ‪ ،‬ألنه اللي َحيِ ْفهم قضية رضاع الكبير ال ب ّد‬
‫أن يكون عنده أدوات علمية يزن بها األمور ويفهم ‪ ،‬الذي ال توجد عنده أدوات علمية يقول إزاي رضاع كبير ؟ ‪ ،‬بقا امرأة‬
‫ط شاربه وناهز البلوغ ؟ ‪ ،‬كيف هذا ؟ ‪ ،‬الزاي الزاي الزاي ؟ ‪ ،‬تيجي تفهم القاعدة مش عارف يفهمها ‪،‬‬‫كبيرة ت ُرضع شابا ً خ ّ‬
‫يبقى هؤالء الناس ينشطون حيث يكون العوام ‪ ،‬يجردون النبي ( ص ) من خصائصه ‪ ،‬يقولون ليس من حق النبي ( ص )‬
‫أن يحرم شيئا ً ‪ ،‬أو أن يحل شيئا ً ‪ ،‬إمال فين بقى ‪ :‬يجدونه مكتوبا ً عندهم في التوراة واإلنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن‬
‫المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ؟ ‪ ،‬فإما أن يحل أو يحرم بنص في كتاب هللا عز وجل وحي مباشر ‪ ،‬وإما أن‬
‫يحل أو يحرم بوحي من هللا عز وجل ولفظ من عند النبي ( ص ) ‪ ،‬وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ‪ ،‬وكثير‬
‫من األمور كما ضرب فضيلة الشيخ عالء ‪ ،‬مثال بالذهب وبالحرير ‪ ،‬من أين تأتي حرمتها ‪ ،‬يجردون النبي ( ص ) من‬
‫خصائصه ‪ ،‬ده العجيب أنه في بعضهم يقلك إيه يا ترى هو النبي الحاكم وال النبي السياسي وال النبي الجار وال النبي الزوج‬
‫وال النبي المصلح وال النبي الرسول ؟ ‪ ،‬ده هنا واحد يقلك إيه ‪ :‬هو رسول وال نبي ؟ ‪ ،‬يعني يقلك إيه ‪ :‬لما يقول ‪ :‬يا أيها‬
‫الرسول يبقى كده خالص عشان رسول يبقى هيبلغ ‪ ،‬ولما يقول يا أيها النبي يبقى بشخصه ‪ ،‬يبقى يا أيها النبي لم تحرم ما‬
‫احل هللا لك ‪ ،‬يعني يا أيها النبي اتبع الرسول ‪ ،‬اللخبطة اللي تجنن دي !!! ‪ ،‬عدم الفهم ‪ ،‬يجردون النبي ( ص ) عن‬
‫خصائصه‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫أر ُّد على الشيخ شهاب الدين أبو زهو فأقول ‪ :‬من الذي يت ّبع هواه ‪ ،‬هل هو الذي استنبط من كتاب هللا تعالى أنَّ ح ّل السمك‬
‫ش ْيءٍ )) ؟ ‪ ،‬أم هو الذي‬ ‫علَ ْيكَ ا ْل ِكت َ َ‬
‫اب تِ ْبيَانا ً ِل ُك ِ ّل َ‬ ‫والكبدة والطحال موجود في كتاب هللا تعالى إيمانا ً بقوله تعالى (( َونَ َّز ْلنَا َ‬
‫يقول للناس ال وجود لهذه األحكام في كتاب هللا تعالى ‪ ،‬عاجزا ً ( ‪ ) 14‬قرنا ً عن استنباطها من كتاب هللا تعالى ؟!!! ‪ ..‬من‬
‫الذي يت ّبع هواه ؟ ‪ ،‬ها نحن نضع استنباطها بين يديك ‪ ،‬فهل تعود عن كالمك وتقول ‪ ،‬لقد أخطانا عندما قلنا تحليلها ليس‬
‫موجودا ً في كتاب هللا تعالى ؟ ‪ ..‬أنا أراهنك أنَّك لن تفعل ذلك ‪ ،‬ألنَّ الروايات عندكم أكبر من كتاب هللا تعالى ‪ ،‬وأكبر دلي ٍل على‬
‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫كتاب‬ ‫أحكام‬ ‫بعض‬ ‫ينسخ‬ ‫بعضها‬ ‫أنَّ‬ ‫تزعمون‬ ‫أنّكم‬ ‫ذلك‬ ‫‪..‬‬
‫وأين هي األدلّة الدامغة التي قدّمتها لنا فهربنا منها ؟!!! ‪ ..‬ك ُّل ما تقولونه أيّها السيد موجود في الكتب الصفراء ‪ ،‬وقرأناه ‪..‬‬
‫‪ ،‬ووجدنا أنَّ فيه الكثير من الخلط والتلبيس على كتاب هللا تعالى وعلى السنّة الشريفة ‪ ،‬ولذلك نذرنا عمرنا للبحث العلمي في‬
‫كتاب هللا تعالى لتنزيهه مما لُفِّق عليه ‪ ..‬أيّها السيّد من السهل أن يُلقي الناس بالت ّهم الباطلة على اآلخرين ‪ ،‬لكنَّ الرجل‬
‫يقول‬ ‫ما‬ ‫صحة‬ ‫يثبت‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫منهم‬ ‫الصادق‬ ‫‪..‬‬
‫وسأعتبرك أيّها السيد عالما ً جليالً عندك األدوات العلميّة التي توزن بها األمور على ح ِ ّد قولك ‪ ،‬وسأطرح عليك مسألة‬
‫اخترتها أنت بكالمك هذا ‪ ،‬وهي مسألة إرضاع الكبير ‪ ،‬وسنرى من الذي يتاجر بعواطف العوام ‪ ،‬ومن الذي يُلبِّس على‬
‫اآلخرين ‪ ،‬ومن الذي يسيء للسنّة الشريفة ‪ ..‬أنت اخترت مسألة إرضاع الكبير ‪ ،‬وقلت يأتون بالممثلين والصحفيّين لمناقشة‬
‫هذه المسألة ‪ ،‬تعال لنرى من الذي يلبّس على الحقيقة ؟ ‪ ،‬تعال لنرى كيف أنَّ الصحفيين والممثلين ‪ ،‬بل والعوام ‪ ،‬عندهم من‬
‫صين وجهابذة يُطلب من الناس أن ت ُطلّق عقولَها وتتبعهم نحو الهاوية‬ ‫التجرد أكثر بكثير م ّمن يقدّمون أنفسهم مخت ّ‬
‫ّ‬ ‫‪..‬‬
‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫اختارها‬ ‫التي‬ ‫الكبير‬ ‫إرضاع‬ ‫مسألة‬ ‫عند‬ ‫لنقف‬ ‫إذا ً‬ ‫‪:‬‬
‫تعالى‬ ‫يقو ُل‬ ‫‪..‬‬ ‫الرضاعةَ تت ُّم‬
‫حولين‬ ‫بانقضاء‬ ‫ب هللا تعالى أنَّ‬ ‫‪ ..‬معلو ٌم من كتا ِ‬
‫الرضَاعَةَ )) [ البقرة ‪(( 233 :‬‬ ‫َّ‬ ‫] َوا ْل َوا ِلدَاتُ يُ ْر ِض ْعنَ أ َ ْوال َدهُنَّ ح َْولَي ِْن َكامِ لَي ِْن ِل َم ْن أ َ َرا َد أ َ ْن يُتِ َّم‬
‫ُحرم ‪ ،‬ألنّها تكون خارج ‪..‬‬
‫إذا ً في كتاب هللا تعالى ‪ ،‬الرضاعة تت ُّم في حولين كاملين ‪ ،‬وبعد الحولين فإنَّ الرضاعة ال ت ِ ّ‬
‫الحولين ‪ ،‬هذا ما نقرؤه من كتاب هللا تعالى ‪ ..‬وهناك أحاديث تتوافق مع هذه الحقيقة القرآنيّة ‪ ،‬ونحن نؤمن بها كونها‬
‫السادة المشايخ‬ ‫كما يت ّهمنا‬ ‫أهوائنا‬ ‫كوننا ننتقي حسب‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫كتاب هللا تعالى‬ ‫مع‬ ‫تتوافق‬ ‫‪..‬‬
‫(‪2642‬‬ ‫)مسلم‬ ‫‪:‬‬
‫سو ُل‬ ‫علَ َّ‬
‫ي َر ُ‬ ‫وق قَا َل قَالَتْ عَائِشَةُ َد َخ َل َ‬ ‫ش ْعثَاءِ ع َْن أَبِي ِه ع َْن َمس ُْر ٍ‬‫ث ب ِْن أَبِي ال َّ‬ ‫شع َ َ‬ ‫ص ع َْن أ َ ْ‬ ‫ي ِ َح َّدثَنَا أَبُو ْاألَحْ َو ِ‬ ‫َح َّدثَنَا َهنَّا ُد ْبنُ ال َّ‬
‫س ِر ّ‬
‫َّللا ِإنَّه ُ أَخِ ي ْ‬
‫مِن‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫َب فِي َوجْ ِه ِه قَالَتْ فَقُ ْلتُ يَا َر ُ‬ ‫علَ ْي ِه َو َرأَيْتُ ا ْلغَض َ‬
‫شت َ َّد ذَ ِلكَ َ‬‫سلَّ َم َو ِع ْندِي َر ُج ٌل قَا ِع ٌد فَا ْ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫َّ ِ‬
‫اال‬ ‫َ‬
‫ع ِة و َح َّدثَنَاه ُم َح َّم ُد ْبنُ ا ْل ُمثَنَّى َوا ْبنُ بَش ٍَّار ق َ‬ ‫ُ‬
‫الرضَاعَة مِ ْن ا ْل َمجَا َ‬ ‫َ‬
‫ع ِة ف ِإنَّ َما َّ‬ ‫الرضَا َ‬ ‫ظ ْرنَ إِ ْخ َوتَكُنَّ مِ ْن َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ِة قالَتْ فقَا َل ا ْن ُ‬ ‫الرضَا َ‬ ‫َّ‬
‫ش ْيبَةَ َح َّدثَنَا‬
‫ش ْعبَةُ ح و َح َّدثَنَا أَبُو بَك ِْر ْب ُن أَبِي َ‬ ‫َّللا ْبنُ ُمعَا ٍذ َح َّدثَنَا أَبِي قَ َ‬
‫اال جَمِ يعًا َح َّدثَنَا ُ‬ ‫َح َّدثَنَا ُم َح َّم ُد ْب ُن َج ْعفَ ٍر ح و َح َّدثَنَا ُ‬
‫عبَ ْي ُد َّ ِ‬
‫س ْي ٌن‬ ‫ع ْب ُد ْبنُ ُح َم ْي ٍد َح َّدثَنَا ُح َ‬
‫س ْفيَانَ ح و َح َّدثَنَا َ‬ ‫ِي ٍ جَمِ يعًا ع َْن ُ‬ ‫الرحْ َم ِن ْب ُن َم ْهد ّ‬ ‫ع ْب ُد َّ‬ ‫ب َح َّدث َنَا َ‬‫َوكِي ٌع ح و َح َّدثَنِي ُز َه ْي ُر ْب ُن ح َْر ٍ‬
‫ع ِة‬ ‫غي َْر أَنَّ ُه ْم قَالُوا مِ ْن ا ْل َمجَا َ‬
‫ص َك َم ْعنَى َحدِيثِ ِه َ‬ ‫سنَا ِد أَبِي ْاألَحْ َو ِ‬ ‫ث ب ِْن أَبِي ال َّ‬
‫ش ْعثَاءِ بِ ِإ ْ‬ ‫ي ع َْن َزائِ َدةَ كُلُّ ُه ْم ع َْن أ َ ْ‬
‫شع َ َ‬ ‫ا ْل ُج ْع ِف ُّ‬
‫(‪1‬‬ ‫الترمذي‬ ‫)‪072‬سنن‬ ‫‪:‬‬
‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫َّللا َ‬
‫سو ُل َّ ِ‬‫سلَ َمةَ قَالَتْ قَا َل َر ُ‬‫ع ْن أ ُ ِ ّم َ‬ ‫َح َّدثَنَا قُت َ ْيبَةُ َح َّدثَنَا أَبُو ع ََوانَةَ ع َْن ِهش َِام ب ِْن ع ُْر َوةَ ع َْن أَبِي ِه ع َْن فَاطِ َمةَ بِ ْن ِ‬
‫ت ا ْل ُم ْنذ ِِر َ‬
‫سنٌ صَحِ ي ٌح‬ ‫سى َه َذا َحد ٌ‬
‫ِيث َح َ‬ ‫ط ِام قَا َل أَبُو عِي َ‬‫ع ِة ِإ َّال َما فَتَقَ ْاأل َ ْمعَا َء فِي الث َّ ْدي ِ َوكَانَ قَ ْب َل ا ْل ِف َ‬ ‫الرضَا َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫سلَّ َم َال يُح ِ َّر ُم مِ ْن ِ ّ‬ ‫َ‬
‫الرضَاعَةَ َال تُح ِ َّر ُم إِ َّال َما كَانَ ُدونَ‬ ‫غي ِْر ِه ْم أَنَّ َّ‬ ‫سلَّ َم َو َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫يِ َ‬ ‫ب النَّبِ ّ‬ ‫صحَا ِ‬ ‫علَى َهذَا ِع ْن َد أ َ ْكث َ ِر أ َ ْه ِل ا ْل ِع ْل ِم مِ ْن أ َ ْ‬ ‫َوا ْلعَ َم ُل َ‬
‫ي ا ْم َرأَة ُ ِهش َِام ب ِْن ع ُْر َوة َ‬ ‫الزبَي ِْر ب ِْن ا ْلعَ َّو ِام َو ِه َ‬ ‫ش ْيئ ًا َوفَاطِ َمة ُ بِ ْنتُ ا ْل ُم ْنذ ِِر ب ِْن ُّ‬
‫ا ْلح َْولَي ِْن َو َما كَانَ بَ ْع َد ا ْلح َْولَي ِْن ا ْل َكامِ لَي ِْن فَ ِإنَّه ُ َال يُح ِ َّر ُم َ‬
‫شيْئا ً ‪.. ،‬‬ ‫والرضاعةُ َال تُح ِ َّر ُم إِ َّال َما كَانَ ُدونَ ا ْلح َْولَي ِْن َو َما كَانَ بَ ْع َد ا ْل َح ْولَي ِْن ا ْل َكامِ لَي ِْن فَ ِإنَّه ُ َال يُح ِ َّر ُم َ‬ ‫ع ِة ‪َّ ،‬‬ ‫الرضَاعَة ُ مِ ْن ا ْل َمجَا َ‬ ‫إذا ً َّ‬
‫هذا ما نقرؤه من هاتين الروايتين اللتين ال ن نكرهما كونهما ال تتعارضان مع دالالت كتاب هللا تعالى ‪ ..‬بعد ذلك ننظر في‬
‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫األمر‬
‫َ‬ ‫أنَّ‬ ‫فنرى‬ ‫مسلم‬ ‫صحيح‬ ‫‪..‬‬
‫(‪2640‬‬ ‫)مسلم‬ ‫‪:‬‬
‫ب أ َ ْخبَ َرنِي َم ْخ َر َمةُ ْبنُ بُ َكي ٍْر ع َْن أَبِي ِه قَا َل‬ ‫َارونَ قَ َ‬
‫اال َح َّدثَنَا ا ْبنُ َو ْه ٍ‬ ‫سعِي ٍد ْاأل َ ْي ِل ُّ‬
‫ي َواللَّ ْف ُ‬
‫ظ ِله ُ‬ ‫و َح َّدثَنِي أَبُو ال َّ‬
‫طاه ِِر َو َه ُ‬
‫ارونُ ْبنُ َ‬
‫سلَّ َم تَقُو ُل ِلعَائِشَةَ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫يِ َ‬ ‫سلَ َمةَ َز ْو َ‬
‫ج النَّبِ ّ‬ ‫سلَ َمةَ تَقُو ُل سَمِ عْتُ أ ُ َّم َ‬
‫ب بِ ْنتَ أَبِي َ‬
‫سَمِ عْتُ ُح َم ْي َد ْبنَ نَاف ٍِع يَقُو ُل سَمِ عْتُ َز ْينَ َ‬
‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫َّللا َ‬ ‫س َه ْي ٍل إِلَى َر ُ‬
‫سو ِل َّ ِ‬ ‫س ْهلَةُ بِ ْنتُ ُ‬ ‫ع ِة فَقَالَتْ ِل َم قَ ْد جَا َءتْ َ‬ ‫الرضَا َ‬ ‫يب نَ ْفسِي أ َ ْن يَ َرانِي ا ْلغُ َال ُم قَ ْد ا ْ‬
‫ست َ ْغنَى ع َْن َّ‬ ‫َّللا َما تَطِ ُ‬
‫َو َّ ِ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫سلَّ َم‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫َ‬
‫َّللا إِنِّي َأل َ َرى فِي َوجْ ِه أ َ ِبي ُحذَ ْيفَة مِ ْن ُد ُخو ِل َ‬
‫سال ٍِم قَالَتْ فَقَا َل َر ُ‬ ‫سو َل َّ ِ‬‫سلَّ َم فَقَالَتْ يَا َر ُ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫َ‬
‫َّللا َما ع ََر ْفتُهُ فِي َوجْ ِه أ َ ِبي ُحذَ ْيفَةَ‬ ‫أ َ ْر ِضعِي ِه فَقَالَتْ إِنَّهُ ذُو لِحْ يَ ٍة فَقَا َل أ َ ْر ِضعِي ِه يَ ْذ َه ْب َما فِي َوجْ ِه أَبِي ُحذَ ْيفَةَ فَقَالَتْ َو َّ ِ‬
‫‪2637‬‬ ‫(‬ ‫مسلم‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬
‫ي ع َْن‬ ‫ب الثَّقَ ِف ُّ‬ ‫ي ِ قَا َل ا ْبنُ أ َبِي عُ َم َر َح َّدثَنَا َ‬
‫ع ْب ُد ا ْل َوهَّا ِ‬ ‫ي َو ُم َح َّم ُد ْبنُ أَبِي ُ‬
‫ع َم َر جَمِ يعًا ع َْن الثَّقَ ِف ّ‬ ‫ق ْب ُن إِب َْراهِي َم ا ْل َح ْن َ‬
‫ظ ِل ُّ‬ ‫و َح َّدثَنَا إِ ْ‬
‫س َح ُ‬
‫سا ِل ًما َم ْولَى أ َ ِبي ُحذَ ْيفَةَ كَانَ َم َع أ َ ِبي ُحذَ ْيفَةَ َوأ َ ْه ِل ِه فِي بَ ْيتِ ِه ْم فَأَت َتْ ت َ ْعنِي‬ ‫وب ع َْن اب ِْن أ َ ِبي ُملَ ْيكَةَ ع َْن ا ْلقَاس ِِم ع َْن عَائِشَةَ أَنَّ َ‬ ‫أَيُّ َ‬
‫ظنُّ أ َ َّن‬
‫علَ ْينَا َوإِنِّي أ َ ُ‬
‫عقَلُوا َوإِنَّهُ يَ ْد ُخ ُل َ‬
‫عقَ َل َما َ‬ ‫سا ِل ًما قَ ْد بَلَ َغ َما يَ ْبلُ ُغ ِ ّ‬
‫الرجَا ُل َو َ‬ ‫سلَّ َم فَقَالَتْ إِنَّ َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ي َ‬ ‫س َه ْي ٍل النَّبِ َّ‬‫ا ْبنَةَ ُ‬
‫علَ ْي ِه َويَ ْذ َه ْب الَّذِي فِي نَ ْف ِس أ َ ِبي ُحذَ ْيفَة َ‬ ‫سلَّ َم أ َ ْر ِضعِي ِه تَحْ ُرمِ ي َ‬‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ي َ‬ ‫فِي نَ ْف ِس أ َ ِبي ُحذَ ْيفَةَ مِ ْن ذَ ِلكَ َ‬
‫ش ْيئ ًا فَقَا َل لَهَا النَّ ِب ُّ‬
‫ُحذَ ْيفَةَ‬ ‫أَبِي‬ ‫نَ ْف ِس‬ ‫فِي‬ ‫الَّذِي‬ ‫فَذَ َه َ‬
‫ب‬ ‫أ َ ْر َ‬
‫ض ْعتُهُ‬ ‫قَ ْد‬ ‫إِنِّي‬ ‫فَقَالَتْ‬ ‫فَ َر َجعَتْ‬
‫‪2636‬‬ ‫(‬ ‫مسلم‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬
‫الرحْ َم ِن ب ِْن ا ْلقَاس ِِم ع َْن أَبِي ِه ع َْن عَائِشَةَ قَالَتْ جَا َءتْ‬ ‫ع ْب ِد َّ‬ ‫عيَ ْينَةَ ع َْن َ‬ ‫س ْفيَا ُن ْبنُ ُ‬ ‫اال َح َّدثَنَا ُ‬‫ع َم َر قَ َ‬ ‫ع ْم ٌرو النَّاقِ ُد َوا ْب ُن أَبِي ُ‬ ‫َح َّدثَنَا َ‬
‫سال ٍِم َوه َُو َحلِيفُه ُ‬ ‫َّللا إِنِّي أ َ َرى فِي َوجْ ِه أَبِي ُحذَ ْيفَةَ مِ ْن ُد ُخو ِل َ‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫سلَّ َم فَقَالَتْ يَا َر ُ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫َّللاُ َ‬‫صلَّى َّ‬ ‫يِ َ‬ ‫س َه ْي ٍل إِلَى النَّبِ ّ‬ ‫س ْهلَةُ بِ ْنتُ ُ‬ ‫َ‬
‫سلَّ َم َوقَا َل قَ ْد‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬
‫سو ُل َّ ِ‬‫س َم َر ُ‬ ‫ْف أ ُ ْر ِضعُه ُ َوه َُو َر ُج ٌل َكبِي ٌر فَتَبَ َّ‬ ‫َ‬
‫سلَّ َم أ ْر ِضعِي ِه قَالَتْ َو َكي َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ي َ‬ ‫فَقَا َل النَّبِ ُّ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫سلَّ َم‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬
‫سو ُل َّ ِ‬‫ضحِ كَ َر ُ‬ ‫ش ِه َد بَد ًْرا َوفِي ِر َوايَ ِة اب ِْن أَبِي ُ‬
‫ع َم َر فَ َ‬ ‫ع ْم ٌرو فِي َحدِيثِ ِه َوكَانَ قَ ْد َ‬ ‫ير َزا َد َ‬ ‫عل ِْمتُ أَنَّهُ َر ُج ٌل َكبِ ٌ‬ ‫َ‬
‫هللا تعالى ؟!!! ‪ ..‬ألم يق ْل هللا تعالى ‪َ (( :‬وا ْل َوا ِلدَاتُ يُ ْر ِض ْعنَ ‪..‬‬ ‫ب ِ‬ ‫صريح مع كتا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تتناقض بشك ٍل‬
‫ُ‬ ‫بر ُر هذه الروايات التي‬ ‫كيف نُ ِ ّ‬
‫‪233‬‬ ‫‪:‬‬ ‫البقرة‬ ‫[‬ ‫))‬ ‫الرضَاعَةَ‬ ‫َّ‬ ‫يُتِ َّم‬ ‫أ َ ْن‬ ‫أ َ َرا َد‬ ‫ِل َم ْن‬ ‫َكامِ لَي ِْن‬ ‫ح َْولَي ِْن‬ ‫أ َ ْوال َدهُنَّ‬ ‫]‬
‫ع ِة ِإ َّال َما فَتَقَ ْاأل َ ْمعَا َء فِي الث َّ ْدي ِ َو َكانَ قَ ْب َل ا ْل ِف َ‬
‫ط ِام ]] ‪ ،‬فكيف إذا ً‬ ‫ي ( ص ) في األحاديث ذاتِها [[ َال يُح ِ َّر ُم مِ ْن ِ ّ‬
‫الرضَا َ‬ ‫ألم يقل النب ُّ‬
‫حرمة ؟!!! ‪ ...‬وهنا يأتي دور‬ ‫تكون رضاعةُ من بلغ ما بلغ الرجال وعقل ما عقلوا وأصبحت له لحيه ‪ ،‬كيف تكون رضاعةً ُم ِ ّ‬
‫صين والعلماء الذين يدعونا الشيخ شهاب الدين أبو زهو للتتلمذ على أيديهم ‪ ،‬وهم الذين وضعوا فرضيّةً ُمسبقةً هي‬ ‫المخت ّ‬
‫تبريره ‪..‬‬
‫ُ‬ ‫دورهم لتبرير ما ال يُمكنُ‬
‫ب أنّ سندَها صحي ٌح وفق معاييرهم ‪ ..‬يأتي ُ‬ ‫ص ّحةُ ك ِ ّل هذه الروايات في الوق ِ‬
‫ت ذاته ‪ ،‬لسب ِ‬
‫النووي‬ ‫بشرح‬ ‫مسلم‬ ‫صحيح‬ ‫كتاب‬ ‫من‬ ‫التالي‬ ‫النص‬
‫ّ‬ ‫في‬ ‫لننظر‬ ‫‪:‬‬
‫قوله صلى هللا عليه وسلم ‪ ( :‬أرضعيه ) قال القاضي ‪ :‬لعلها حلبته ثم شربه من غير أن يمس ثديها وال التقت بشرتاهما ‪[[ ,‬‬
‫‪ ]] ..‬وبهذا الذي قاله القاضي حسن ويحتمل أنه عفى عن مسه للحاجة كما خص بالرضاعة مع الكبر وهللا أعلم‬
‫العبارة في هذا الشرح ‪ [[ :‬لعلها حلبته ثم شربه من غير أن يمس ثديها وال التقت بشرتاهما ]] هي احتما ٌل وليس يقينا ً ‪.. ،‬‬
‫فكلمة [[ لعلّها ]] تؤ ّك ُد ذلك ‪ ..‬وروايةُ الحديث تقول ‪ [[ :‬أ َ ْر ِضعِي ِه تَحْ ُرمِ ي َ‬
‫علَ ْي ِه ]] ‪ ،‬وال تقول أشربيه أو اسقيه تحرمي عليه‬
‫تنقض مث َل هذه التأويالت من‬‫ُ‬ ‫‪ ..‬وكلمة ُ ‪ [[ :‬أ َ ْر ِضعِي ِه ]] لها دالالت ُها المعروفة في اللغة العربيّة ‪ ،‬وتعني الرضاعة التي‬
‫أساسِها‬ ‫‪..‬‬
‫وحت ّى لو سلّمنا جدال ً بهذا التأويل ‪ ..‬فإنّ ذلك ال يح ّل المشكلة ‪ ..‬المشكلة هي في ك َْو ِن رضاع الكبير يُ ِ ّ‬
‫حرم ‪ ،‬وفي معارضة ‪..‬‬
‫حليب المرأة من كأس أو من فنجان أو رضعه مباشرةً‬ ‫َ‬ ‫ذلك لكتاب هللا تعالى ‪ ،‬ولبعض األحاديث ذاتِها ‪ ..‬فسوا ٌء شرب الكبير‬
‫نزلَه تبيانا ً لك ِ ّل شيء‬
‫ب هللا تعالى الذي َّ‬
‫رضعة ‪ ..‬هكذا نفه ُم من كتا ِ‬ ‫‪ ..‬من ثديها ‪ ،‬فإنَّ ذلك ال يُ ِ ّ‬
‫حر ُمه على ال ُم ِ‬
‫بالتأكيد أنَّ الشيخ شهاب الدين أبو زهو والشيخ عالء سعيد سيقولون لنا ‪ ،‬انظروا في الحديث التالي سترون فيه حالً لهذه ‪..‬‬
‫المشكلة‬ ‫‪..‬‬
‫‪2641‬‬ ‫(‬ ‫مسلم‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬
‫ب أَنَّهُ قَا َل أ َ ْخبَ َرنِي أَبُو ُ‬
‫عبَ ْي َدةَ ْب ُن‬ ‫شهَا ٍ‬ ‫ث َح َّدثَنِي أ َ ِبي ع َْن َج ّدِي َح َّدثَنِي ُ‬
‫عقَ ْي ُل ْبنُ َخا ِل ٍد ع َْن اب ِْن ِ‬ ‫ب ب ِْن اللَّ ْي ِ‬ ‫ع ْب ُد ا ْل َملِكِ ْبنُ ُ‬
‫شعَ ْي ِ‬ ‫َح َّدثَنِي َ‬
‫سلَّ َم كَانَتْ تَقُو ُل أَبَى َ‬
‫سائِ ُر‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫يِ َ‬ ‫ج النَّبِ ّ‬‫سلَ َمةَ َز ْو َ‬
‫سلَ َمةَ أ َ ْخبَ َرتْهُ أَنَّ أ ُ َّمهَا أ ُ َّم َ‬
‫ب بِ ْنتَ أَبِي َ‬ ‫َّللا ب ِْن َز ْمعَةَ أَنَّ أ ُ َّمهُ َز ْينَ َ‬
‫ع ْب ِد َّ ِ‬
‫َ‬
‫صهَا‬ ‫َّللا َما نَ َرى َه َذا إِ َّال ُر ْخصَةً أ َ ْر َخ َ‬ ‫ع ِة َوقُ ْلنَ ِلعَا ِئشَةَ َو َّ ِ‬ ‫الرضَا َ‬‫علَ ْي ِهنَّ أَحَدا ً ِبتِ ْلكَ َّ‬ ‫سلَّ َم أ َ ْن يُ ْدخِ ْلنَ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫َّللاُ َ‬‫صلَّى َّ‬ ‫يِ َ‬ ‫اج النَّ ِب ّ‬ ‫أ َ ْز َو ِ‬
‫ع ِة َو َال َرائِينَا‬
‫الرضَا َ‬
‫َّ‬ ‫صةً فَ َما ه َُو بِدَاخِ ٍل َ‬
‫علَ ْينَا أ َ َح ٌد بِ َه ِذ ِه‬ ‫سال ٍِم َخا َّ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫سلَّ َم ِل َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َ‬ ‫َّللا‬
‫سو ُل َّ ِ‬
‫َر ُ‬
‫علَ ْي ِه ‪..‬‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬
‫صهَا َر ُ‬ ‫َّللا َما نَ َرى َهذَا إِ َّال ُر ْخصَةً أ َ ْر َخ َ‬ ‫وفق هذا الحديث ‪ ،‬قَ ْو ُل أزواج النب ّ‬
‫ي ( ص ) لعائشة ‪َ [[ :‬و َّ ِ‬
‫بعض أزواج النبي ‪ ،‬كر ٍد على القول‬ ‫ِ‬ ‫ليس قوال ً منسوبا ً إلى الرسول ( ص ) ‪ ،‬إنّما هي رؤية ُ‬ ‫َ‬ ‫صةً ]] ‪،‬‬ ‫سال ٍِم َخا َّ‬
‫سلَّ َم ِل َ‬
‫َو َ‬
‫ُحرم ‪ ،‬هذا ما تقولُه ُ‬ ‫المنسوب لعائشة ‪ ..‬فعائشة حسب ما يُنسب إليها في هذه الروايات ‪ ،‬تذهب إلى أنَّ رضاعة الكبير ت ِ ّ‬
‫سلَّ َم أ َ ْن‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫يِ َ‬ ‫الصياغةُ اللغويّة ُ الظاهرة لهذه الروايات ‪ ،‬وإال َّ كيف أن نفهم العبارات [[ أَبَى َ‬
‫سائ ُِر أ َ ْز َواجِ النَّبِ ّ‬
‫سال ٍِم‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫سلَّ َم ِل َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬
‫سو ُل َّ ِ‬
‫ص َها َر ُ‬ ‫ع ِة َوقُ ْلنَ ِلعَائِشَةَ َو َّ ِ‬
‫َّللا َما نَ َرى َه َذا ِإ َّال ُر ْخصَةً أ َ ْر َخ َ‬ ‫علَ ْي ِهنَّ أ َ َحدًا ِبتِ ْلكَ َّ‬
‫الرضَا َ‬ ‫يُ ْدخِ ْلنَ َ‬
‫َّللا َما نَ َرى َهذَا إِ َّال ُر ْخصَةً ]] تؤ ّكِدان أنَّ‬‫ي ِ ]] ‪ ،‬والعبارة [[ َوقُ ْلنَ ِلعَائِشَةَ َو َّ ِ‬ ‫صةً ]] ‪ ...‬فالعبارة [[ أَبَى َ‬
‫سائ ُِر أ َ ْز َو ِ‬
‫اج النَّبِ ّ‬ ‫َخا َّ‬
‫ي ( ص‬ ‫‪ ) ..‬عائشة ترى هذه المسألة بشك ٍل مختلف عن رؤية سائر أزواج النب ّ‬
‫صة كحل لمشكلة‬ ‫ولو نظرنا في صياغة تلك الروايات لرأيناها تنقض نقضا ً صريحا ً كون هذه الفتوى هي رخصة لحالة خا ّ‬
‫ي ِ ( ص ) [[ أ َ ْر ِضعِي ِه تَحْ ُرمِ ي َ‬
‫علَ ْي ِه ]] واضحة في أنَّ اإلرضاع يؤدّي للتحريم ‪ ..‬فكلمة [[‬ ‫اجتماعيّة ‪ ،‬فالعبارة المنسوبة للنب ّ‬
‫علَ ْي ِه ]] ‪ ...‬وأين هي العبارة الواردة في هذه الروايات والتي فيها إشارة إلى أ َّن‬ ‫أ َ ْر ِضعِي ِه ]] هي مقدّمة للنتيجة [[ تَحْ ُرمِ ي َ‬
‫صة يت ُّم تحديدها بنا ًء على أهوائنا دون وجود‬ ‫صة وليست تشريعا ً ؟!!! ‪ ..‬وإن كانت الرخص الخا ّ‬‫هذه العبارة هي رخصة خا ّ‬
‫صص الحكم الذي يشاء ‪ ،‬وبالتالي ما الفائدة‬ ‫ق لمن يشاء بأن يخ ِ ّ‬
‫عبارات تشير إليها في صياغة الروايات ‪ ،‬فهذا يعطي الح َّ‬
‫؟‬ ‫الروايات‬ ‫في‬ ‫المحمولة‬ ‫األحكام‬ ‫!!!من‬ ‫‪..‬‬
‫صة برخصة‬‫المؤولون – هروبا ً من عدم االعتراف بعدم ص ّحة هذه األحاديث – إلى كون هذه األحاديث خا ّ‬
‫ِّ‬ ‫ث َّم كيف يذهب‬
‫النص التالي من شرح النووي‬
‫ِّ‬ ‫فرديّة لسالم ‪ ،‬في الوقت الذي ال تذهب فيه راوية الحديث ذاتها إلى ذلك ؟!!! ‪ ..‬لننظر في‬
‫المسألة‬ ‫هذه‬ ‫يخص‬
‫ّ‬ ‫فيما‬ ‫لمسلم‬ ‫‪:‬‬
‫واختلف العلماء في هذه المسألة فقالت عائشة وداود تثبت حرمة الرضاع برضاع البالغ كما تثبت برضاع الطفل ‪[[ .......‬‬
‫لهذا الحديث ‪ ،‬وقال سائر العلماء من الصحابة والتابعين وعلماء األمصار إلى اآلن ال يثبت إال بإرضاع من له دون سنتين إال‬
‫‪ ....... ]] ..‬أبا حنيفة فقال سنتين ونصف وقال زفر ثالث سنين وعن مالك رواية سنتين وأيام‬
‫حسب هذه الروايات الموضوعة والمفتراة على النبي ( ص ) وعلى عائشة ذاتها ‪ ،‬عائشة تبيّن مبدأ ً هو أن إرضاع الكبير ‪..‬‬
‫صة بسالم ‪ ،‬وال تقوم بذلك كاجتهاد شخصي ‪ ،‬إنّما ت ُعيد األمر إلى‬
‫حرم ‪ ،‬وتستشهد بإرضاع سالم ليس كرخصة فرديّة خا ّ‬ ‫يُ ِ ّ‬
‫ي ( ص ) ‪ ،‬ولذلك قيل بأنَّها كانت تأمر بنات إخوتها وبنات أخواتها أن يُرضعن من أحبت أن يراها ويدخل عليها ‪ -‬وإن‬ ‫النب ّ‬
‫كان كبيرا ً ‪ -‬خمس رضعات ثم يدخل عليها ‪ ..‬إذا ً ‪ ..‬ك ُّل التبريرات التي تهدف إلى إيهام الناس بص ّحة هذه الروايات هي ذر‬
‫المؤولون هذه الروايات أكثر من عائشة ذاتها ؟‬ ‫ِّ‬ ‫‪!!! ..‬للرماد في األعين ‪ ،‬فليس من المعقول أن يفهم‬
‫وهنا نقول للشيخ شهاب الدين أبو زهو وللشيخ عالء سعيد ‪ ،‬ولك ِ ّل من يت ّهمنا بإنكار السنّة الشريفة نتيجة تبياننا لكون هذه‬
‫ي ِ ( ص ) – ليست رؤيةً‬
‫الروايات موضوعة ‪ ..‬نقول ‪ ..‬هذه الرؤية – المحمولة في هذه الرواية والمنسوبة لباقي أزواج النب ّ‬
‫حر َم ُمحلَالً‬ ‫حرما ً أو يُ ِ‬ ‫بأن يُحلِّل ُم ّ‬ ‫القرآن الكريم ‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ي ( ص ) ال يملك أصالً صالحيةَ ُمخالف ِة أ ِ‬
‫حكام‬ ‫‪ ..‬صحيحة ‪ ،‬ألنَّ النب َّ‬
‫‪..‬‬ ‫بقولِه‬ ‫)‬ ‫ص‬ ‫(‬ ‫نبيّه‬ ‫تعالى‬ ‫هللاُ‬ ‫خاطب‬
‫ُ‬ ‫يُ‬ ‫ألم‬ ‫‪..‬‬
‫ور َرحِ ي ٌم )) [ التحريم ‪(( 1 :‬‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫اجكَ َو َّ‬ ‫َّللاُ لَكَ ت َ ْبتَغِي َم ْرضَاتَ أ َ ْز َو ِ‬
‫ي ِل َم تُح ِ َّر ُم َما أ َ َح َّل َّ‬ ‫] يَا أَيُّهَا النَّ ِب ُّ‬
‫النص القرآني حتى في تفاعله ‪..‬‬ ‫ِّ‬ ‫ي ( ص ) ال يستطيع التشريع خارج دالالت‬ ‫أليست هذه اآلية الكريمة نصا ً صريحا ً بأنَّ النب َّ‬
‫سيخالف ( ص ) قو َل هللا تعالى ‪َ (( :‬وا ْل َوا ِلدَاتُ يُ ْر ِض ْعنَ أ َ ْوال َدهُنَّ ح َْولَي ِْن َكامِ لَي ِْن ِل َم ْن أ َ َرا َد أ َ ْن يُتِ َّم‬ ‫ُ‬ ‫مع أزواجه ‪ ..‬فكيف إذا ً‬
‫ق‬ ‫ع ِة إِ َّال َما فَت َ َ‬ ‫الرضَا َ‬‫ت أُخرى ‪َ [[ :‬ال يُح ِ َّر ُم مِ ْن ِ ّ‬ ‫سيخالف ( ص ) قولَه في روايا ٍ‬ ‫ُ‬ ‫الرضَاعَةَ )) [ البقرة ‪ .. ] 233 :‬وكيف‬ ‫َّ‬
‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫يقل‬ ‫ألم‬ ‫‪.....‬‬ ‫]]‬ ‫ا ْل ِف َ‬
‫ط ِام‬ ‫قَ ْب َل‬ ‫َوكَانَ‬ ‫الث َّ ْدي ِ‬ ‫فِي‬ ‫ْاأل َ ْمعَا َء‬ ‫‪:‬‬
‫ط ْعنَا مِ ْنهُ ا ْل َوتِينَ (‪ )46‬فَ َما مِ ْن ُك ْم مِ ْن أ َ َح ٍد َ‬
‫ع ْنهُ ح ِ‬
‫َاج ِزينَ ((‬ ‫ين (‪ )45‬ث ُ َّم لَقَ َ‬‫علَ ْينَا بَعْضَ ْاألَقَا ِوي ِل (‪َ )44‬أل َ َخ ْذنَا مِ ْنهُ بِا ْليَمِ ِ‬
‫َولَ ْو تَقَ َّو َل َ‬
‫‪47‬‬ ‫–‬ ‫‪44‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الحاقة‬ ‫[‬ ‫))‬ ‫]‬
‫ي ِ ( ص ) وعلى عائشة وعلى أحكام كتاب هللا تعالى ‪ ...‬واالعتراف بأنَّ هذه ‪..‬‬ ‫إذا ً ‪ ..‬هذه الروايات موضوعة على النب ّ‬
‫الروايات موضوعة هو خدمة لمنهج هللا تعالى وللسنّة الشريفة بتنزيهها عن ك ِ ّل الشبهات التي ينقضها كتاب هللا تعالى جملة ً‬
‫وتفصيالً‬ ‫‪..‬‬
‫نقول للسادة المشايخ ‪ ،‬الصحفيون والفنانون واألطباء والمهندسون والمحامون وحتى العوام الذين ال يقرؤون وال يكتبون ‪..‬‬
‫‪ ،‬يستنكرون هذه الروايات ألنَّها واضحة وصريحة في أنَّ إرضاع الكبير ّ‬
‫يحرم ‪ ،‬وهؤالء بفطرتهم النقيّة ينتصرون ألحكام‬
‫كتاب هللا تعالى والتي تبيّن أنَّ الرضاعة تتم في انقضاء الحولين ‪ ..‬وك ّل من ينكر هذه الرواية ال يقول هذه سنّة الرسول ( ص‬
‫) وأنا ال أريدها ‪ ،‬معاذ هللا ‪ ،‬ك ّل من ينكر هذه الرواية من الباحثين عن الحقيقة ينكرها كونها رواية مكذوبة على الرسول (‬
‫ننكرها‬ ‫المنطلق‬ ‫هذا‬ ‫ومن‬ ‫‪..‬‬ ‫)‬ ‫ص‬ ‫‪..‬‬
‫ليذروا الرماد في أعين الناس فيقولون بأنّنا بإنكارنا لهكذا روايات موضوعة إنّما ننكر السنّة ‪..‬‬
‫ّ‬ ‫ويأتي المشايخ األفاضل‬
‫الشريفة ‪ ،‬مدافعين بك ّل ما يستطيعون عن مثل هذه الروايات ‪ ،‬فقط ألنَّ سندها حسب معاييرهم البشريّة التي ال تخلوا من‬
‫باختصار شديد ‪ ،‬أصبحت ما ت ُس ّمى بالعلوم الشرعيّة عبئا ً على السنّة الشريفة ذاتها ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫األخطاء واألهواء هو سن ٌد صحيح ‪..‬‬
‫حراس لتلك الموروثات ‪ ،‬وأصبح تطليق العقل والقفز فوق قواعد اللغة‬ ‫مجرد ّ‬
‫َّ‬ ‫وأصبح أساتذة ما يس ّمى بالعلوم الشرعيّة‬
‫العربيّة وثوابت كتاب هللا تعالى والعقل والمنطق ضرورة ال ب ّد منها الستمراريّة هذه المقاربات التاريخيّة التي يس ّمونها علوما ً‬
‫بمجرد ما‬
‫ّ‬ ‫شرعيّة ‪ ..‬وأصبح – عندهم – المتدبّر لكتاب هللا تعالى ومهما جاء باألدلّة والبراهين ‪ ،‬أصبح منكرا ً للسنّة الشريفة‬
‫فوقه‬ ‫القفز‬ ‫يجوز‬ ‫ال‬ ‫إطارا ً‬ ‫جعلوها‬ ‫التي‬ ‫موروثاتهم‬ ‫مع‬ ‫اختلف‬ ‫‪..‬‬
‫ونحن عندما قلنا التشريع ينحصر بصفة الرسالة في شخصه ( ص ) إنّما قلنا ذلك بنا ًء على أدلّة من كتاب هللا تعالى ‪ ،‬وإال َّ‬
‫مرات وروده في كتاب هللا تعالى متعلّقا ً بصفة الرسالة حصرا ً ؟!!‬ ‫سر لنا السادة المشايخ ورود أمر الطاعة في جميع ّ‬ ‫كيف يف ّ‬
‫مرة واحدة‬‫‪ ..‬أي لماذا دائما ً تأتي صيغة األمر في كتاب هللا تعالى أطيعوا متعلّقة بالرسول ؟ ‪ ،‬أي لماذا لم يقل ج ّل وعال ولو ّ‬
‫ي أو أطيعوا محمدا ً ؟ ‪ ..‬وليس من ذنب المهندس عدنان الرفاعي أنَّ موروثاتكم أعرضت عن كون أمر الطاعة ال‬ ‫أطيعوا النب ّ‬
‫المجرد عن أقوال‬
‫ّ‬ ‫يأتي إال َّ متعلّقا ً بصفة الرسالة ‪ ،‬وليس من ذنب المهندس عدنان الرفاعي أنَّ البحث والتدبّر والتعقّل‬
‫األول‬
‫ّ‬ ‫عدوكم‬ ‫هو‬ ‫السابقين‬ ‫‪..‬‬
‫ويا أيها الشيخ الفاضل نحن لم نقل في يوم من األيّام بأنَّ األحكام المبدوءة بالعبارة ‪ :‬يا أيّها النبي ‪ ،‬هي أحكام ليست من‬
‫التشريع ‪ ..‬أبدا ً ‪ ..‬أنا بيّنت ذلك في كتبي وفي البرنامج بأنَّ ك َّل ما بين دفتي كتاب هللا تعالى ‪ ،‬ومهما كانت الصيغة ‪ ،‬هو من‬
‫التشريع ‪ ،‬لقد ذكرت ذلك ‪ ..‬فكيف إذا ً أيّها الشيخ ّ‬
‫تقولنا ما لم نقل ‪ ،‬وإن كنت تعني غيرنا فلماذا لم تذكر ذلك ؟ ‪ ..‬أليس‬
‫؟‬ ‫وعيب‬ ‫‪،‬‬ ‫حرام‬ ‫اآلخرين‬ ‫على‬ ‫االفتراء‬ ‫‪..‬‬
‫نجرد النبي ( ص ) عن خصائصه كما تفترون علينا ‪ ،‬نحن ال نكذب على النبي ( ص )‬ ‫ويا أيّها السادة المشايخ ‪ ،‬نحن لم ّ‬
‫بتلفيق الروايات عليه ‪ ،‬وبنسب ما يندى له الجبين لسنّته الشريفة الطاهرة ‪ ،‬وأنا في هذا الرد السريع ال أريد أن أُطيل ‪،‬‬
‫‪ ..‬فاألحاديث التي يندى لها الجبين ووضعت في الصحاح عند السنة والشيعة على حد سواء هي كثيرة جدا ً‬
‫بنصوص تثبتوا من خاللها وجود النسخ في كتاب هللا‬
‫ٍ‬ ‫وأقول للشيخ عالء سعيد ‪ :‬كيف تذهبون إلى التوراة واإلنجيل لتأتوا‬
‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫يقول‬ ‫‪..‬‬ ‫تعالى‬ ‫‪:‬‬
‫في سفر التكوين ‪ ،‬في اإلصحاح رقم ‪ ، 20‬قالوا عن السيدة سارة كانت أخت إبراهيم عليه السالم من أبيه ‪ ،‬وكان هذا [[‬
‫حالل في شريعتهم ‪ ،‬في الفقرة رقم ‪ ، 12‬يقول إبراهيم ‪ :‬وبالحقيقة هي أختي ‪ ،‬ابنة أبي ‪ ،‬غير أنها ليست ابنة أمي ‪،‬‬
‫فصارت لي زوجة ‪ ،‬ده في شريعة إبراهيم عليه السالم ‪ ،‬تعال بقا في سفر التثنية اإلصحاح رقم ‪ ، 27‬الفقرة رقم ‪، 22‬‬
‫ملعون ملعون من يضطجع مع أخته ‪ ،‬بنت أبيه أو بنت أمه ‪ ،‬ويقول جميع الشعب آمين ‪ ،‬هذا ينسخ ما قبله ‪ .....‬نأخذ نقطة‬
‫أخرى تد ّل أيضا ً ‪ ،‬الطالق في شريعة النصارى اآلن ال يحل إال لعلّة الزنا ‪ ،‬طيب تعال انشوف هل كان قبل المسيح عيسى‬
‫عليه السالم ال يحل إال لعلّة الزنا فقط وال ّ ال ؟ ‪ ،‬في سفر التثنية اإلصحاح رقم ‪ ، 23‬الفقرة رقم ‪ ، 1‬يقول ‪ :‬إذا أخذ رجل‬
‫امرأة وتزوج بها ‪ ،‬فإن لم تجد نعمة في عينيها ألنه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طالق ودفعه إلى يدها وأطلقها من‬
‫بيته ‪ ،‬الفقرة دي تدل على جواز الطالق في شريعة موسى بأي امرأة أنت تتزوجها وترى فيها عيبا ً ‪ ،‬بينما في إنجيل متى‬
‫اإلصحاح الخامس ‪ ،‬الفقرة رقم ‪ ، 32‬وأما أنا ( على لسان المسيح عليه السالم ) فأقول لكم ‪ :‬إن من طلق امرأته إال لعلّة‬
‫الزنا ‪ ،‬يجعلها تزني ‪ ،‬ومن تزوج مطلقة فإنه يزني ‪ ،‬إيه معنى الموجود في سفر التثنية ؟! ‪ ،‬وإيه معنى الموجود في متى‬
‫اإلصحاح الخامس ؟! ‪ ،‬عايز أقول ده هو معنى النسخ عندنا كمسلمين ‪ ،‬دعوة المسيح عيسى عليه السالم هل هي عامة أم‬
‫هي خ اصة لقومه ؟ ‪ ،‬نحن عندنا خاصة لقومه ‪ ،‬في إنجيل متى اإلصحاح ( ‪ ، ) 15‬امرأة بتنادي على المسيح عيسى عليه‬
‫السالم وهو ال يلتفت إليها ‪ ،‬والتالميذ يقولوا أجبها ‪ ،‬الفقرة ‪ 23‬فتقدم تالميذه قائلين ‪ :‬اصرفها ألنها تصيح وراءنا ‪ ،‬فأجاب‬
‫وقال ‪ :‬لم أرسل إال ّ إلى خراف بني إسرائيل الضالة ‪ ،‬اسمع الفقرة في نفس اإلنجيل إنجيل متى في اإلصحاح الثامن عشر ‪،‬‬
‫وعمدوهم‬ ‫‪،‬‬ ‫األمم‬ ‫جميع‬ ‫وتلمذوا‬ ‫فاذهبوا‬ ‫‪:‬‬ ‫السالم‬ ‫عليه‬ ‫يسوع‬ ‫يقول‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫أقول للشيخ عالء سعيد ‪ :‬أيّها األخ العزيز ‪ ،‬كالمك هذا أكبر دليل على أنَّ كتاب هللا تعالى عندكم ال يختلف أبدا ً عن الكتب ‪..‬‬
‫السابقة ‪ ،‬كالمك هذا أكبر دليل على أنَّ نواميس كتاب هللا تعالى عندكم ال تختلف عن نواميس عالمنا المادي المخلوق‬
‫ذاته‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ‫المتناقضات‬ ‫يحوي‬ ‫والذي‬ ‫‪،‬‬ ‫والمكان‬ ‫للزمان‬ ‫الخاضع‬ ‫‪..‬‬
‫لقد بيّنا بما فيه الكفاية أنَّ عالم المادّة والمكان والزمان المحسوس الذي نراه ونلمسه بحوا ّ‬
‫سنا ‪ ،‬وهو عالم الخلق المحسوس‬
‫‪ ،‬له نواميسه التي منها وجود المتناقضات للمسألة الواحدة في الوقت ذاته ‪ ،‬بينما ما وراء هذا العالم المادّي المخلوق‬
‫تصورات تتبع لعالم الخلق‬
‫ّ‬ ‫تصوراتنا نحن البشر تنقسم إلى قسمين ‪ ..‬هناك‬
‫ّ‬ ‫المحسوس هناك نواميس أُخرى ‪ ...‬وحت ّى‬
‫تتصور أنَّ ارتفاع درجة‬
‫َّ‬ ‫تصورات تحمل المتناقضات في الوقت ذاته ‪ ،‬فمثالً ‪ ..‬مخيّلة الشيخ عالء سعيد‬
‫ّ‬ ‫المحسوس ‪ ،‬وهي‬
‫تتصور أيضا ً أنَّ ارتفاع درجة الحرارة يؤدّي إلى‬
‫َّ‬ ‫الحرارة تؤدّي إلى تمدّد أقطار الجسم ‪ ،‬وهذه المخيّلة ذاتها تستطيع أن‬
‫تقلّص أقطار الجسم ‪ ،‬فالماء في الدرجة ( ‪ ) 4+‬يبدأ بالتمدّد وليس بالتقلّص نتيجة انخفاض درجة الحرارة ‪ ..‬وك ّل هذه‬
‫التصورات المتناقضة تابعة للصور الحسيّة المتناقضة التي ُركزت في أذهاننا من عالم الخلق المادّي المحسوس‬ ‫ّ‬ ‫‪..‬‬
‫أي ِ تعلّق بمادّة ) هو أكبر من الواحد ( كقيمة ‪..‬‬
‫مجردة عن ّ‬
‫ّ‬ ‫تصورت االثنين ( كقيمة‬
‫ّ‬ ‫ولكن ‪ ..‬مخيلة الشيخ عالء سعيد التي‬
‫تتصور نقيض ذلك وهو أنَّ الواحد أكبر من االثنين ‪ ..‬لماذا ؟ ‪ ،‬ألنَّ‬
‫َّ‬ ‫أي ِ تعلّق بمادّة ) ‪ ،‬هذه المخيّلة ال تستطيع أن‬
‫مجردة عن ّ‬
‫ّ‬
‫المجرد ال تجتمع المتناقضات ‪..‬‬
‫َّ‬ ‫مجرد عن عالم المادّة المخلوق المحسوس ‪ ،‬وفي ذلك العالم‬
‫َّ‬ ‫المجردة هو عالم‬
‫ّ‬ ‫عالم األعداد‬
‫المجردة إلى عالم‬
‫ّ‬ ‫تصور الواحد أكبر من االثنين ‪ ،‬ال ب ّد له أن يُسقط هذه القيمة‬
‫ّ‬ ‫وحتى تستطيع مخيّلة الشيخ عالء سعيد‬
‫صغيرتين‬ ‫بطيختين‬ ‫من‬ ‫أكبر‬ ‫كبيرة‬ ‫بطيخة‬ ‫أنَّ‬ ‫فيتخيّل‬ ‫‪،‬‬ ‫الخلق‬ ‫‪..‬‬
‫التوراة واإلنجيل وما يحمالن من أحكام ‪ ،‬واألحداث التي نعيشها ‪ُ ،‬كلُّها قضايا ال تخرج عن نواميس عالم الخلق ‪ ،‬ولذلك من‬
‫الطبيعي أن يكون فيها نسخ وإزالة ‪ ،‬فاالختالف والنسخ واإلزالة والتبديل هي قضايا ال تخرج عن عالم الخلق وعن نواميسه‬
‫ذاته‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ‫واالختالفات‬ ‫التناقضات‬ ‫تحمل‬ ‫التي‬ ‫‪..‬‬
‫ح من‬‫بينما القرآن الكريم يختلف تماما ً عن التوراة وعن اإلنجيل وعن ك ِ ّل ما ينتمي إلى عالم الخلق ‪ ..‬القرآن الكريم هو رو ٌ‬
‫أمر هللا تعالى (( َو َكذَ ِلكَ أ َ ْو َح ْينَا إِلَ ْيكَ ُروحا ً مِ ْن أ َ ْم ِرنَا )) [ الشورى ‪ ، ] 52 :‬والروح ينتمي لعالم ويتميّز تماما ً عن عالم‬
‫الخلق ‪ ،‬ففي عالم الروح ال تجتمع المتناقضات كما تجتمع في عالم الخلق ‪ ،‬وبالتالي فاالختالف والتبديل واإلزالة والنسخ هي‬
‫‪ ..‬أمور من المستحيل أن يت ّصف بها كتاب هللا تعالى ‪ ،‬كما سنبيّن في ردّنا على بعض الفقرات القادمة‬
‫ما أريد قوله هو أنَّ االستشهاد بالتوراة واإلنجيل واألحداث في عالمنا عالم الخلق ‪ ،‬على النسخ في كتاب هللا تعالى الذي‬
‫ينتمي لعالم األمر ‪ ،‬هو استشها ٌد ليس بمكانه على اإلطالق ‪ ،‬وهو ناتج عن عدم إدراك الفارق بين القرآن الكريم من جهة‬
‫أُخرى‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫السابقة‬ ‫السماويّة‬ ‫والكتب‬ ‫وبين‬ ‫‪..‬‬
‫وقد بيّنا في برنامج المعجزة الكبرى ‪ ،‬ومن قبل ذلك في كتبي ‪ ،‬أنَّ القرآن الكريم يتميّز عن الكتب السابقة بكونه هو وفقط‬
‫هو نُ ِ ّزل من عند هللا تعالى في حين أنَّه يشترك مع الكتب السابقة في كونه أُنزل من عند هللا تعالى ‪ ،‬وأنَّه هو وفقط هو قول‬
‫هللا تعالى في حين يشترك مع الكتب السابقة بكونه كالم هللا تعالى ‪ ،‬ويتميّز بكونه هو وفقط هو يحمل عمق التأويل الذي ال‬
‫يعلمه إال َّ هللا تعالى ‪ ،‬وأنَّه هو وفقط هو التحمت فيه المعجزة بالمنهج ‪ ،‬وأنَّه هو وفقط هو ينتمي لعالم األمر في حين تنمي‬
‫الخلق‬ ‫لعالم‬ ‫السابقة‬ ‫الكتب‬ ‫‪..‬‬
‫ولو نظرنا في معجزات الرساالت السابقة لرأيناها كونيّة حسيّة وهذا يتعلّق بكون مناهج الرساالت السابقة كونيّة حسيّة ‪،‬‬
‫بينما معجزة القرآن الكريم فوق التاريخ والزمان والمكان ‪ ،‬كون أحكام القرآن الكريم ال تخضع للزمان وال للمكان ‪ ..‬وال أريد‬
‫اإلطالة ‪ ،‬فقد بيّنت ذلك في كتبي ‪ ..‬لذلك ‪ ..‬االستشهاد بالكتب السابقة وبأحداث كونيّة على وجود نسخ في القرآن الكريم هو‬
‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫بحقيقة‬ ‫كبير‬ ‫جهل‬ ‫‪..‬‬
‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫ويقول‬ ‫‪:‬‬
‫واإلجماع حجة بنص القرآن ‪ ،‬عشان اللي بقولوا القرآن القرآن وعايز نص من القرآن ‪ ،‬القرآن بقول إيه ‪ :‬اسمع كده ‪[[ :‬‬
‫ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ‪ ،‬نولّه ما تولّى ونصله جهنم وساءت مصيرا ً ‪ ،‬من‬
‫هم المؤمنون هنا ؟ ‪ ،‬ابتداء صحابة الرسول ( ص ) ‪ ،‬ال يوجد واحد من صحابة النبي ( ص ) ينكر الناسخ والمنسوخ ‪ ،‬ال‬
‫يوجد واحد من التابعين ينكر الناسخ والمنسوخ ‪ ،‬ال يوجد واحد من أتباع التابعين ينكر الناسخ والمنسوخ ‪ ،‬فإن كنت تقول‬
‫بأن القرآن حجة فإن القرآن يقول لك ال تتبع غير سبيل المؤمنين ‪ ،‬وسبيل المؤمنين الذي كانوا عليه صرحوا بالنسخ ‪،‬‬
‫عائشة رضي هللا عنها ابن مسعود ابن عمر ابن عباس صرحوا بالنسخ ‪ ،‬لذلك ‪ ،‬تخيل أن الطائفة العيساوية أحد طوائف‬
‫اليهود تؤمن بالناسخ والمنسوخ ‪ ،‬ويشهر عن اليهود أنها بتنكر الناسخ والمنسوخ ‪ ،‬زي الطائفة الشمعونية ‪ ،‬بقولوا ما‬
‫فيش حاجة اسمها ناسخ ومنسوخ ‪ ،‬وبناء على ذلك ال يؤمنون بعيسى عليه السالم ‪ ،‬طب أنا بسأل لو أنه مفيش ناسخ‬
‫ومنسوخ على زمن آدم عليه السالم ‪ ،‬الرجل بتزوج من ؟ ‪ ،‬بتزوج أخته ‪ ،‬وعلى شريعة موسى عليه السالم هل الرجل‬
‫أهه‬ ‫نسخ‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫يبقى‬ ‫‪،‬‬ ‫أخته‬ ‫بتزوج‬ ‫‪...‬‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫سو َل مِ ْن بَ ْع ِد َما تَبَيَّنَ لَهُ‬
‫الر ُ‬ ‫بنص القرآن ؟!!! ‪ ،‬هللا تعالى يقول (( َو َم ْن يُشَاق ِ‬
‫ِق َّ‬ ‫أي إجماع هو الذي ح ّجة ِ ّ‬
‫أر ّد على ذلك فأقول ‪ُّ :‬‬
‫سا َءتْ َم ِصيرا ً )) [ النساء ‪ ، ] 115 :‬ولم يقل (( غير سبيل‬ ‫سبِي ِل ا ْل ُم ْؤمِ نِينَ نُ َو ِلّ ِه َما ت َ َولَّى َونُ ْ‬
‫ص ِل ِه َج َهنَّ َم َو َ‬ ‫غي َْر َ‬ ‫ا ْل ُهدَى َويَتَّبِ ْع َ‬
‫سبِي ِل‬ ‫األولين )) ‪ ..‬أبدا ً ‪ ..‬هللا تعالى يقول (( َ‬
‫غي َْر َ‬ ‫السلف )) ولم يقل (( غير سبيل السابقين )) ولم يقل (( غير سبيل ّ‬
‫ومكان‬ ‫زمان‬ ‫ك ِ ّل‬ ‫في‬ ‫موجودون‬ ‫والمؤمنون‬ ‫‪،‬‬ ‫))‬ ‫ا ْل ُم ْؤمِ نِينَ‬ ‫‪..‬‬
‫سو َل‬
‫الر ُ‬
‫ِق َّ‬ ‫ولو نظرت أيها الشيخ الفاضل في هذه اآلية الكريمة التي تستشهد بها لرأيت فيها صيغة الرسالة ‪َ (( :‬و َم ْن يُشَاق ِ‬
‫سو َل ))‬ ‫سا َءتْ َم ِصيرا ً )) ‪ ،‬فكلمة (( َّ‬
‫الر ُ‬ ‫سبِي ِل ا ْل ُم ْؤمِ نِينَ نُ َو ِلّ ِه َما ت َ َولَّى َونُ ْ‬
‫ص ِل ِه َج َهنَّ َم َو َ‬ ‫مِ ْن بَ ْع ِد َما تَبَيَّنَ لَهُ ا ْل ُهدَى َويَتَّبِ ْع َ‬
‫غي َْر َ‬
‫النص إطالقا ً يتجاوز ما تذهبون إليه‬ ‫َّ‬ ‫أي ِ صيغ ٍة أُخرى ‪ ،‬يُعطي‬ ‫ّ‬ ‫‪ ..‬بصيغة الرسالة دون‬
‫والمؤمنون المتعلّقون بالرسالة سبيلهم هو سبيل هللا سبحانه وتعالى ُمرسِل هذه الرسالة ‪ ،‬أي سبيلهم هو كتاب هللا تعالى ‪..‬‬
‫س ِبي ِل ِه ذَ ِل ُك ْم َو َّ‬
‫صا ُك ْم ِب ِه لَعَلَّكُ ْم تَتَّقُونَ )) [‬ ‫سبُ َل فَتَفَ َّرقَ ِبكُ ْم ع َْن َ‬ ‫يقول تعالى ‪َ (( :‬وأَنَّ َهذَا ِص َراطِ ي ُم ْ‬
‫ستَقِيما ً فَاتَّبِعُوهُ َوال تَت َّ ِبعُوا ال ُّ‬
‫‪153‬‬ ‫‪:‬‬ ‫األنعام‬ ‫]‬ ‫‪..‬‬
‫‪ :‬وقبل أن يل ِبّس على كتاب هللا تعالى وعلينا أحد ‪ ،‬لننظر في اآليات السابقة مباشرة لهذه اآلية الكريمة‬
‫الق نَحْ نُ نَ ْر ُزقُ ُك ْم َوإِيَّاهُ ْم ((‬ ‫سانا ً َوال ت َ ْقتُلُوا أ َ ْوال َدكُ ْم مِ ْن إِ ْم ٍ‬ ‫شيْئا ً َوبِا ْل َوا ِل َدي ِْن إِحْ َ‬‫علَ ْي ُك ْم أ َ َّال تُش ِْركُوا بِ ِه َ‬
‫قُ ْل تَعَالَ ْوا أَتْ ُل َما ح ََّر َم َربُّ ُك ْم َ‬
‫صاكُ ْم ِب ِه لَعَلَّ ُك ْم ت َ ْع ِقلُونَ (‪)151‬‬ ‫ق ذَ ِلكُ ْم َو َّ‬‫َّللاُ إِ َّال بِا ْل َح ّ ِ‬
‫س الَّتِي ح ََّر َم َّ‬ ‫طنَ َوال ت َ ْقتُلُوا النَّ ْف َ‬ ‫ظه ََر مِ ْنهَا َو َما بَ َ‬ ‫ش َما َ‬ ‫َوال ت َ ْق َربُوا ا ْلفَ َواحِ َ‬
‫سعَهَا َوإِذَا ق ُ ْلت ُ ْم‬
‫ِف نَ ْفسا ً إِ َّال ُو ْ‬
‫يزانَ بِا ْل ِقسْطِ ال نُ َكلّ ُ‬ ‫ش َّدهُ َوأ َ ْوفُوا ا ْل َك ْي َل َوا ْلمِ َ‬ ‫سنُ َحت َّى يَ ْبلُ َغ أ َ ُ‬ ‫ي أَحْ َ‬ ‫َوال ت َ ْق َربُوا َما َل ا ْليَت ِِيم إِ َّال بِالَّتِي ِه َ‬
‫صاكُ ْم بِ ِه لَعَلَّكُ ْم تَذَك َُّرونَ (‪َ )152‬وأَنَّ َهذَا ِص َراطِ ي ُم ْ‬
‫ستَقِيما ً فَاتَّبِعُوهُ َوال تَتَّبِعُوا‬ ‫َّللا أ َ ْوفُوا ذَ ِل ُك ْم َو َّ‬
‫فَا ْع ِدلُوا َولَ ْو كَانَ ذَا قُ ْربَى َوبِعَ ْه ِد َّ ِ‬
‫صا ُك ْم بِ ِه لَعَلَّكُ ْم تَتَّقُونَ )) [ األنعام ‪153 – 151 :‬‬ ‫سبِي ِل ِه ذَ ِلكُ ْم َو َّ‬ ‫َ‬ ‫ق بِ ُك ْم ع َْن‬ ‫سبُ َل فَتَفَ َّر َ‬
‫] ال ُّ‬
‫فسبيل المؤمنين هو ما يحمله كتاب هللا تعالى من أدلّة وأحكام ‪ ،‬وبالتأكيد هو السنّة الشريفة الحق التي هي تفصيل وتفسير‬
‫لكليّات كتاب هللا تعالى ‪ ..‬أ َّما أن تفرضوا علينا أنَّ سبيل المؤمنين ال يتجاوز سقفا ً هو ما وصلنا عن بعض السابقين من‬
‫روايات أتت بأدوات تاريخيّة ال تخلوا من األخطاء واألهواء ‪ ،‬فهذا كالم ال يلقى آذانا ً مصغية إال ّ عند من ال قيمة عنده للفكر‬
‫والبحث‬ ‫والتدبّر‬ ‫‪..‬‬
‫هذه اآلية الكريمة يا شيخ عالء تستخدمها أنت لتقول سبيل المؤمنين هو البخاري ومسلم والترمذي َو ‪ ، ......‬ويستخدمها ‪..‬‬
‫الشيعة ليقولوا سبيل المؤمنين هو الكافي َو ‪ ، ......‬ونحن نقول للجميع ‪ :‬سبيل المؤمنين هو كتاب هللا تعالى وك ّل ما وافقه‬
‫‪ ..‬م ّما يتوافق مع كتاب هللا تعالى من تالل الروايات التي بين أيدنا ‪ ،‬سواء عند السنّة أم عند الشيعة‬
‫وقد بيّنت في كتبي وفي برنامج المعجزة الكبرى أنَّ مقولة اإلجماع هي كالم لالستهالك التضليلي ‪ ،‬وفيما يلي نص من‬
‫‪ :‬صحيح مسلم بشرح النووي بعنوان هل فعل الصحابي ح ّجة ‪ ،‬وقمت بقراءته كامالً في برنامج المعجزة الكبرى‬
‫إذا قال الصحابي قوال ً ‪ ،‬أو فعل فعالً ‪ ،‬فقد قدمنا أنه يس ّمى موقوفا ً ‪ .‬وهل يحت ّج به ؟ فيه تفصيل واختالف ‪ ..‬قال أصحابنا ‪[[ :‬‬
‫إن لم ينتشر فليس هو إجماعا ً ‪ .‬وهل هو ح ّجة ؟ فيه قوالن للشافعي رحمه هللا وهما مشهوران ‪ ،‬أص ّحهما الجديد أنّه ليس‬
‫وغيره العم ُل به ‪ ،‬ولم تجز مخالفته‬
‫َ‬ ‫بح ّجة ‪ ،‬والثاني وهو القديم أنّه ُح ّجة ‪ ،‬فإن قلنا هو ح ّجة قُدم على القياس ‪ ،‬ولزم التابع َّ‬
‫ي‬
‫ي مخالفته ‪ .‬فأ ّما إذا‬
‫يخص به العموم ؟ فيه وجهان ‪ .‬وإذا قلنا ‪ :‬ليس بح ّجة ‪ ،‬فالقياس مقدم عليه ‪ ،‬ويجوز للتابع ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ..‬وهل‬
‫اختلف الصحابة رضي هللا عنهم على قولين فإن قلنا بالجديد لم يجز تقليد واحد من الفريقين ‪ ،‬بل يُطلب الدليل ‪ .‬وإن قلنا‬
‫بالقديم فهما دليالن تعارضا فيرجح أحدهما على اآلخر بكثرة العدد ‪ .‬فإن استوى العدد قدم باألئ ّمة فيقدم ما عليه إمام منهم‬
‫على ماال إمام عليه ‪ .‬فإن كان الذي على أحدهما أكثر عددا ً ومع األقل إمام فهما سواء ‪ .‬فإن استويا في العدد واألئمة إال ّ أنّ‬
‫في أحدهما أحد الشيخين أبي بكر وعمر رضي هللا عنهما ‪ ،‬وفي آخر غيرهما ففيه وجهان ألصحابنا ‪ :‬أحدهما أنهما سواء ‪،‬‬
‫والثاني يقدم ما فيه أحد الشيخين ‪ ،‬هذا كلّه إذا انتشر ‪ .‬أما إذا لم ينتشر فإن ُخولف فحكمه ما ذكرناه ‪ ،‬وإن لم يخالف ففيه‬
‫خمسة أوجه ألصحابنا العراقيين ‪ :‬األربعة األولى منها وهي مشهورة في كتبهم في األصول وفي أوائل كتب الفروع ‪ .‬أحدهما‬
‫‪ :‬أنه ح ّجة وإجماع وهذا الوجه هو الصحيح عندهم ‪ .‬والثاني ‪ :‬أنه ح ّجة وليس بإجماع ‪ .‬والثالث ‪ :‬إن كان فتوى فقيه فهو‬
‫ح ّجة ‪ ،‬وإن كان حكم إمام أو حاكم فليس بح ّجة وهو قول أبي علي ابن أبي هريرة ‪ .‬والرابع ضده إن كان فتيا ً لم يكن ح ّجة ‪،‬‬
‫وإن كان حاكما ً أو إماما ً كان إجماعا ً ‪ .‬والخامس أنه ليس بإجماع وال ح ّجة وهذا الوجه هو المختار عند الغزالي في (‬
‫المستصفى ) ‪ .‬أما إذا قال التابعي قوال ً ولم ينتشر ‪ ،‬فليس بح ّجة بال خالف ‪ .‬وإن انتشر وخولف فليس بح ّجة بال خالف ‪ .‬وإن‬
‫انتشر ولم يخالف فظاهر كالم جماهير أصحابنا أن حكمه حكم قول الصحابي المنتشر من غير مخالفة ‪ .‬وحكى بعض أصحابنا‬
‫فيه وجهين ‪ :‬أص ّحهما هذا ‪ ،‬والثاني ليس بح ّجة ‪ .‬قال صاحب ( الشامل ) من أصحابنا ‪ :‬الصحيح أنه يكون إجماعا ً وهذا هو‬
‫والتابعي‬ ‫الصحابي‬ ‫بين‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫فرق‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫األفقه‬ ‫‪.......‬‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫ق ‪ ،‬ونرى هذه االحتماالت التي تدور من النقيض إلى نقيضه ‪.. ،‬‬
‫ي ٍ ضيِّ ٍ‬
‫منظار مذهب ّ‬
‫ٍ‬ ‫إذا كان هذا النص يصف هذه المسألة من‬
‫؟‬ ‫تتحدَّثون‬ ‫عالء‬ ‫شيخ‬ ‫يا‬ ‫إجماع‬ ‫أي ِ‬
‫ّ‬ ‫!!!!!!!فعن‬ ‫‪..‬‬
‫وأنا يا شيخ عالء ال آخذ دالالت كتاب هللا تعالى ال من الطائفة العيساوية وال من الطائفة الشمعونيّة ‪ ..‬وقولك بأنَّه لم ينكر ‪..‬‬
‫من السابقين الناسخ والمنسوخ إال َّ قلّة ليس ح ّجة على اإلطالق ‪ ..‬إذا كان رأي األكثريّة ح ّجة مع مخالفته للدالالت الحق التي‬
‫يريدها هللا تعالى في منهجه ‪ ،‬فماذا تقول اآلن بإجماع النصارى أنَّ المسيح عليه السالم هو ابن هللا تعالى عن ذلك علوا ً كبيرا ً‬
‫؟!!! ‪ ..‬وإن وقفوا وقالوا لنا أجمع أسالفنا على ذلك ‪ ،‬وهذا ح ّجة ‪ ،‬هل هذا اإلجماع يجعلنا نعتقد بذلك ؟!!! ‪ ..‬وإن قلت هم‬
‫ي ( ص ) بمعنى الملتزمين بالمنهج الذي هو كتاب هللا تعالى ال‬ ‫يجمعون على الخطأ بينما نحن فال ‪ ،‬فأقول لك أ ّمة النب ّ‬
‫يجمعون على خطأ ‪ ،‬بمعنى أنَّ إجماع الحجج والبراهين واألدلّة المستنبطة من كتاب هللا تعالى ال يُوصل إلى خطأ ‪ ،‬أ ّما أن‬
‫تأتي وتقول لي كالما ً ينقضه كتاب هللا تعالى جملةً وتفصيالً ‪ ،‬مثل حديث آحاد ينسخ ن ّ‬
‫صا ً قرآنيّا ً ‪ ،‬ث َّم تطلب منّي أن أطلّق‬
‫عقلي وأص ّدِق ذلك بح ّجة أن الكثيرين من السابقين والفقهاء قالوا بذلك ‪ ،‬فهذا يا أيّها الشيخ قولوه لمن أصبح ضحيّة التلبيس‬
‫دماغه‬ ‫فوق‬ ‫نهار‬ ‫ليل‬ ‫يُضخ‬ ‫الذي‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫قال‬ ‫والمنسوخ‬ ‫الناسخ‬ ‫لتعريف‬ ‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫تعريف‬ ‫سياق‬ ‫وفي‬ ‫‪:‬‬
‫بس تعال المعنى المختار الذي عليه األكثر ‪ ،‬هو الرفع واإلزالة ‪ ،‬يعني إيه األمثلة حتوضح ‪ ،‬في األول أنا حوضح بمثَل [[‬
‫من األمثلة اللي نحن معاصرين ليها ‪ ،‬القانون الذي يتحاكم إليه الناس في األمور اإلدارية وتنظيم الحياة فيما بينهم ‪ ،‬هل‬
‫يستمر القانون على وتيرة واحدة طول األجيال المتالحقة ؟ ‪ ،‬يبقى يمكن نقول قانون سنة ‪ 62‬تغير بقانون سنة ‪ ، 82‬وقانون‬
‫‪ 82‬تغير بقانون ‪ ، 2000‬يبقى القانون بتاع ‪ 62‬يبقى اسمه قانون قديم ‪ ،‬والقانون بتاع ‪ 82‬اللي بيتكلم بنفس القضية اسمه‬
‫قانون جديد ‪ ،‬ده القديم اسمه منسوخ والجديد اسمه ناسخ ‪ ،‬يبقى اللي اتلغى اسمه منسوخ واللي أثبت وحنشتغل فيه اسمه‬
‫ناسخ ‪ ............‬زي محكمة ابتدائية حكمت بحكم ‪ ،‬راح داخل على المحكمة االستئنافية ‪ ،‬قلك أبطلت المحكمة االستئنافية‬
‫حكم المحكمة االبتدائية ن اإلبطال ده اسمه إيه ‪ ،‬اسمه نسخ ‪ ،‬يبقى النسخ من جهة اللغة هو اإلبطال ‪ ،‬إبطال األحكام السابقة‬
‫‪ ،‬وإزالة األحكام السابقة ‪ ،‬ورفع األحكام السابقة وهكذا ‪ ............‬يقلك نسخ الشيب الشباب ‪ ،‬ل ّما الشيب يطلع ‪ ،‬والشعر‬
‫األسود يتغير ‪ ،‬يبقى أبيض ‪ ،‬نقول نس خ الشيب الشباب ‪ ،‬يعني إيه أزاله وحل محله ‪ ،‬البياض أزال السواد ‪ ،‬وخذ مكانه ‪،‬‬
‫يبقى في حكم حيلتغي خالص وينزل حكم مكانه ‪ ،‬والحكم اللي يلتغي مالهوش وجود خالص ‪ ،‬وال عاد يتلى وال عاد يُذكر ‪،‬‬
‫العربيّة‬ ‫اللغة‬ ‫في‬ ‫كله‬ ‫ده‬ ‫‪........‬‬ ‫وانتهى‬ ‫وارفَع‬
‫َّ‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫اصطالحا ً‬ ‫النسخ‬ ‫تعريف‬ ‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫ويتابع‬ ‫‪:‬‬
‫ت بالنص ‪ ،‬ورد على خالف [[‬
‫ي ٍ ثاب ٍ‬
‫ي ٍ جزئ ّ‬
‫ي ٍ عمل ّ‬
‫بحكم شرع ّ‬
‫ٍ‬ ‫بالنص‬
‫ّ‬ ‫ت‬
‫ي ٍ ثاب ٍ‬
‫ي ٍ جزئ ّ‬
‫ي ٍ عمل ّ‬
‫حكم شرع ّ‬
‫معنى بقى النسخ ‪ ،‬رفع ٍ‬
‫به‬ ‫مت ّصالً‬ ‫ليس‬ ‫وقت‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫متأخرا ً‬ ‫األول‬
‫ّ‬ ‫النص‬ ‫‪.....‬‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬أيّها الشيخ الفاضل كالمك هذا أكبر دليل على أنَّ القرآن الكريم وأحكامه عندكم ال يختلف أبدا ً عن‬
‫صلها البشر حسب مداركهم ‪ ،‬نعم أيّها الشيخ إن قوانين البشر التي يضعونها ال تستمر إلى‬ ‫دساتير المحاكم القانونيّة التي يف ّ‬
‫األبد كما تفضّلت وهذا صحيح ‪ ،‬ولكنَّ غير الصحيح م ّما تفضلت به هو إسقاط هذه القوانين على أحكام كتاب هللا تعالى ‪ ..‬أيّها‬
‫الشيخ الفاضل الفارق بين كتاب هللا تعالى وأحكامه من جهة ‪ ،‬وبين أحكام البشر من جهة أُخرى ‪ ،‬هو ذاته الفارق بين هللا‬
‫تتصورون كتاب اله تعالى وأحكامه ككالم البشر‬ ‫ّ‬ ‫تعالى وبين أولئك البشر ‪ ..‬هذا هو جوهر الخالف بيننا وبينكم ‪ ،‬أنتم‬
‫زمان ومكان ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫وقوانينهم الوضعيّة ‪ ،‬ونحن تعلّمنا من كتاب هللا تعالى أنَّ أحكامه – ك َّل أحكامه ودون استثناء – صالحة لك ِ ّل‬
‫ولذلك رفضنا النسخ ألنّنا نعلم أنَّ الحكم المنسوخ حسب زعمكم هو حكم خضع للزمان والمكان ‪ ،‬وأنَّكم تريدون إهماله كما‬
‫به‬ ‫العمل‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫وتمنعون‬ ‫‪،‬‬ ‫أنتم‬ ‫تقولون‬ ‫‪..‬‬
‫أال تخجلون من هللا تعالى عندما تجعلون أحكام كتابه الكريم ينسخ بعضها بعضا ً كما ينسخ الشيب الشباب ؟!!! ‪ ..‬أال تخجلون‬
‫من هللا تعالى حينما تضعون كتاب هللا تعالى في مقابلة هذه القضايا ؟!!! ‪ ..‬وحت ّى لو ت َّم اختيار كلمات من اللغة العربيّة من ّمقة‬
‫ت بالنص ‪،‬‬
‫ي ٍ ثاب ٍ‬
‫ي ٍ جزئ ّ‬
‫ي ٍ عمل ّ‬
‫بحكم شرع ّ‬
‫ٍ‬ ‫بالنص‬
‫ّ‬ ‫ت‬
‫ي ٍ ثاب ٍ‬
‫ي ٍ جزئ ّ‬
‫ي ٍ عمل ّ‬
‫حكم شرع ّ‬
‫لتمرير مسألة الناسخ والمنسوخ مثل ‪ :‬رفع ٍ‬
‫وغير ذلك ‪ ،‬فهذا ال يغيّر من حقيقة األمر وهو أنَّ النسخ هو إهمال ألحكام كتاب هللا تعالى وإلغاء لها ومنع الناس من تطبيق‬
‫ذر الرماد في أعين الناس لمنعهم من رؤية الحقيقة هو جريمة أكبر حتى من جريمة االفتراء على الحقيقة‬ ‫‪ ..‬أحكامها ‪ّ ..‬‬
‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫ويقول‬ ‫‪:‬‬
‫ما معنى رفع ‪ ،‬النسخ اصطالحا ً رفع حكم شرعي بحكم شرعي متأ ِ ّخر عنه في زمن رسول هللا ( ص ) ‪ ،‬اضرب لك مثاال ً [[‬
‫يتفق عليه اليهودية والنصرانية واإلسالم ‪ ،‬فل ّما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى‬
‫قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء هللا من الصابرين ‪ ،‬يبقى في حكم شرعي ‪ ،‬ورؤيا األنبياء حق ‪ ،‬مقلهوش يا أبت‬
‫افعل ما ترى في منامك ‪ ،‬قال يا أبت اف عل ما تؤمر ‪ ،‬يبقى ده أمر من هللا ‪ ،‬يبقى ده حكم شرعي على إبراهيم عليه السالم ‪،‬‬
‫يعمل إيه مع إسماعيل ؟ ‪ ،‬يذبحه ‪ ،‬فل ّما أسلما وتلّه للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا ‪ ،‬يبقى حينما قال له قد‬
‫صدّقت الرؤيا ‪ ،‬يبقى ده اسمه نسخ ‪ ،‬فين ذبح إسماعيل األمر األ َّوالني ؟ ‪ ،‬اترفع ‪ ،‬فين األمر الثاني ؟ ‪ ،‬وفديناه بذبحٍ عظيم ‪،‬‬
‫أول ما فرضت الصالة فرضت كم ؟ ‪ ،‬خمسين صالة ‪،‬‬ ‫يبقى حكم شرعي اترفع بحكم شرعي متأخر عنه ‪ ،‬ده اسمه النسخ ‪ّ ،‬‬
‫األول اللي هو خمسين لخمس صلوات‬ ‫وظل نبيّنا ( ص ) يراجع بين موسى وربّه حتى وصلت على خمس ‪ ،‬يبقى نسخ األمر َّ‬
‫‪ ،‬ده حكم شرعي متقدّم نسخ بحكم شرعي متأ ّخر عنه ‪ ........‬إي معنى كلمة النسخ ؟ ‪َّ ،‬‬
‫أول ما المولود بيولد بياكل إيه ‪،‬‬
‫بيشرب ‪ ،‬بيشرب إيه ؟ لبن ‪ ،‬طيب هل الفيتامينات بتتغير من توقيت آلخر ؟ ‪ ،‬بعد سنتين حياكل إيه ؟ ‪ ،‬األشياء العادية ‪ ،‬ده‬
‫رب العالمين سبحانه وتعالى بيعمل معانا إيه ‪ ،‬يدرجنا في األحكام ‪ ،‬أنت لو في االبتدائي وقلت للولد الصغير‬
‫اسمه نسخ ‪ّ ،‬‬
‫واحد ناقص ثالثة يساوي كم ؟ ‪ ،‬الولد يقول متنفعش ‪ ،‬تعال وقول لواحد في الثانوية العامة قله واحد ناقص ثالثة يقلك‬
‫تساوي سالب اثنين ‪ ،‬اشمعنا في االبتدائية مكناش نقول تساوي سالب اثنين ‪ ،‬كنا نقله المسألة دي غلط ‪ ،‬لما وصلنا الثانوية‬
‫فهمناه ‪ ............‬ما زال رب العالمين ينسخ في كونه ك ّل يوم ‪ ،‬حينما يخرجنا من النهار إلى الليل يأخذنا بالتدرج ‪ ،‬ربّنا حكم‬
‫األول ‪ ..........‬البدلة دي لو لبسناها‬
‫ي بالموت حيحصلي إيه حموت ‪ ،‬يبقى ده حكم نسخ الحكم َّ‬ ‫علينا بالحياة ‪ ،‬ل ّما يحكم عل ّ‬
‫ليك ونت عندك ثالث سنين ‪ ،‬تبقى عامل فيها ازاي ؟ ‪ ........‬لو واحد راح عند طبيب ‪ ،‬الطبيب قله خذ الدواء ثالث مرات في‬
‫مرة وحده ‪ ،‬راح بعديها قله متخذش الدواء ‪ ،‬الطبيب ده متناقض وال جاهل وال مبيعرفش‬ ‫األسبوع ‪ ،‬راح بعد أسبوع قله خذ ّ‬
‫؟ ‪ ،‬إنّما على حسب حالتك أعطاك ‪ ..........‬أنا بسأل أي إنسان بينكر مسألة النسخ ‪ ،‬بسأل سؤال واحد ‪ ،‬هل ممكن ربّنا يأمر‬
‫بأمر مؤقّت ‪ ،‬وال َّ ال يجوز أن يأمر هللا بأمر مؤقّت ؟ ‪ ،‬يعني يمكن ربّنا يؤمر يقلك صوم من ‪ 1‬رمضان لثالثين رمضان فقط ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ممكن يوقتهالك ؟ ‪ ،‬طب لو جي ربّنا وقلك أو ما دخل واحد رمضان صوم ومقلكش لحد إيه ‪ ،‬وجيت واحد شوال قلك افطر ‪،‬‬
‫رب العالمين في‬
‫ده اللي اسمه نسخ عندنا ‪ ............‬ربّنا ل ّما أمر باالت ّجاه إلى بيت المقدس ‪ ،‬يقلك هي فين في القرآن ‪ ،‬قال ّ‬
‫القرآن ‪ :‬والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إال َّ وحي يوحى ‪ ،‬متيجيش تقلي النبي‬
‫جايب حاجة من عندو ‪ ..............‬عايز أسأل سؤال واحد ‪ ،‬النسخ يكون في علم هللا وال في المعلوم واألحكام ؟ ‪ .....‬السماء‬
‫أول ما ينزل المطر ده حكم ‪ ،‬أو ما تنقطع حكم آخر ‪ ،‬مهو رفع الحكم‬
‫بتمطر اآلن ؟ أل ‪ ،‬والمطر ده حكم من أحكام هللا ‪ ،‬يبقى َّ‬
‫‪،‬‬ ‫نسخ‬ ‫ده‬ ‫المطر‬ ‫هو‬ ‫إالّي‬ ‫‪،‬‬ ‫]]األوالني‬
‫ّ‬ ‫‪..‬‬
‫أر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬أيّها الشيخ الفاضل ‪ ،‬كالمك أنت اآلخر ككالم الشيخ شهاب الدين ‪ ،‬يد ّل على أنّكم ال ترون فارقا ً بين ‪..‬‬
‫صة ذبح إسماعيل عليه السالم أقول ‪ :‬يا حبيبي هللا‬ ‫كتاب هللا تعالى القرآن الكريم وبين أحداث عالم الخلق ‪ ..‬وبالنسبة لق ّ‬
‫صةً حدثت مع إبراهيم وإسماعيل عليهما السالم‬
‫تعالى ال يريد ذبح إسماعيل ‪ ،‬إنّما يريد تصديق الرؤية ‪ ،‬يقول تعالى واصفا ً ق َّ‬
‫ت ْافعَ ْل َما ت ُْؤ َم ُر َ‬
‫ست َ ِج ُدنِي إِ ْن شَا َء‬ ‫ظ ْر َماذَا ت َ َرى قَا َل يَا أَبَ ِ‬
‫ي إِنِّي أ َ َرى فِي ا ْل َمنَ ِام أَنِّي أ َ ْذبَ ُحكَ فَا ْن ُ‬
‫ي قَا َل يَا بُنَ َّ‬ ‫‪ (( :‬فَلَ َّما بَلَ َغ َمعَه ُ ال َّ‬
‫س ْع َ‬
‫صا ِب ِرينَ )) [ الصافات ‪ .. ] 102 :‬فالذبح هو رؤية رآها إبراهيم عليه السالم كرؤية ‪ ،‬والرؤية هي إشارة وليست‬ ‫َّللاُ مِ نَ ال َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت إِنِّي َرأيْتُ أ َح َد َ‬
‫عش ََر ك َْو َكبا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َألبِي ِه يَا أبَ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫واقعا ً حتى وإن كانت مع األنبياء ‪ ،‬فهل رؤية يوسف عليه السالم (( إِذ قا َل يُو ُ‬
‫س ُ‬
‫اج ِدينَ )) [ يوسف ‪ ، ] 4 :‬هل هي حكم بسجود الشمس والقمر والكواكب ‪ ،‬أم هي إشارة‬ ‫س ِ‬ ‫س َوا ْلقَ َم َر َرأ َ ْيت ُ ُه ْم لِي َ‬
‫َوالش َّْم َ‬
‫لوالديه وأخوته ‪ ..‬الرؤيا يا حبيبي هي إشارة ‪ ..‬ورؤية إبراهيم ليست أمرا ً إلهيّا ً ليذبح ابنه إسماعيل ‪ ..‬أبدا ً ‪ ..‬حتى وإن قال‬
‫ت ْافعَ ْل َما ت ُْؤ َم ُر )) فهذا ال يعني أبدا ً أنَّ هللا تعالى يريد ذبح إسماعيل ‪ ..‬وإال َّ كيف نفهم قول هللا تعالى في‬ ‫إسماعيل (( يَا أَبَ ِ‬
‫صد َّْقتَ ُّ‬
‫الر ْؤيا إِنَّا َكذَ ِلكَ نَجْ ِزي ا ْل ُمحْ ِ‬
‫سنِينَ )) [ الصافات ‪.. ] 105 – 104 :‬‬ ‫صة (( َونَا َد ْينَاهُ أ َ ْن يَا إِب َْراهِي ُم (‪ )104‬قَ ْد َ‬ ‫نهاية الق ّ‬
‫الذبح‬ ‫وليس‬ ‫الرؤيا‬ ‫تصديق‬ ‫هو‬ ‫المطلوب‬ ‫‪..‬‬ ‫إذا ً‬ ‫‪..‬‬
‫وحت ّى لو فرضنا جدال ً أنَّ األمر هو بالذبح ‪ ،‬فهذه يا حبيبي ق ّ‬
‫صة ينقلها كتاب هللا تعالى ألخذ الحِ كَم منها ‪ ،‬وليست أحكاما ً ‪..‬‬
‫ُطرح هذه القضيّة كدليل على وجود مبدأ النسخ في ‪ ..‬كالعدّة وكتحريم شرب الخمر وكالصيام وغير ذلك‬
‫فمن الخجل أن ت َ‬
‫ومكان‬ ‫زمان‬
‫ٍ‬ ‫مجردة عن التاريخ ‪ ،‬صالحة لك ِ ّل‬ ‫َّ‬ ‫‪ ..‬أحكام القرآن الكريم ‪ ،‬التي هي أحكا ٌم‬
‫أ َّما بالنسبة لمسألة الصالة وأنَّها فرضت في البداية ( ‪ ) 50‬صالة ث ّم نسخت إلى ( ‪ ) 5‬صلوات ‪ ،‬فأقول للشيخ عالء سعيد ‪:‬‬
‫النص القرآني الذي يقول بأنَّ الصلوات هي ( ‪ ) 50‬صالة في اليوم ‪ّ ،‬‬
‫لنقر معكم بمسألة النسخ ؟!!! ‪ ..‬نحن نقول ال‬ ‫ّ‬ ‫أين هو‬
‫يوجد ناسخ وال منسوخ في كتاب هللا تعالى ‪ ،‬وفرض الصلوات ( ‪ ) 50‬صالة هو أمر ال وجود له على اإلطالق في كتاب هللا‬
‫تعالى ‪ ،‬وورد في روايات متناقضة ‪ ،‬ال مجال لذكرها في هذا السياق ‪ ..‬أ َّما أن تنسخ أحكام القرآن الكريم بعض األحكام‬
‫‪ ..‬السابقة في الكتب السماويّة السابقة وفي األعراف االجتماعيّة فهذا ما نقوله نحن ‪ ،‬وما تنكرونه علينا أنتم‬
‫وأ ّما االحتجاج بأنَّ المولود يشرب اللبن في بداية حياته ث ّم يُنسخ ذلك بأكله للبطاطس والفجل ‪ ،‬واعتبار ذلك دليالً على نسخ‬
‫أحكام القرآن الكريم التي هي فوق الزمان والمكان والتاريخ ‪ ،‬فهذا كالم أعتقد أنَّه ال داعي للر ِ ّد عليه ‪ ..‬وكذلك األمر في‬
‫مسألة التعليم ما بين االبتدائي والثانوي ‪ ،‬وكذلك األمر في البدلة التي يلبسها الطفل ويلبسها الكهل ‪ ،‬وكذلك األمر في المسائل‬
‫ب ينتمي لعالم األمر ‪ ،‬وال يوجد فيه‬ ‫التي تحت ّجون بها من عالم الخلق الذي يحوي المتناقضات على وجود النسخ في كتا ٍ‬
‫زمان ومكان‬
‫ٍ‬ ‫أي ِ حكمين من أحكامه الصالحة لك ِ ّل‬ ‫ّ‬ ‫‪ ..‬اختالف أو تناقض أو تعارض بين‬
‫بأمر مؤقّت ‪ ،‬وال ّ ال يجوز أن يأمر هللا بأمر مؤقّت ؟‬
‫أ ّما بالنسبة للسؤال الذي طرحه الشيخ عالء سعيد [[ هل ممكن ربّنا يأمر ٍ‬
‫]] ‪ ،‬فأقول ‪ :‬سؤال الشيخ عالء ال يختلف أبدا ً عن أسئلة بعض الملحدين حينما قالوا ‪ :‬هل يستطيع هللا تعالى أن يخلق صخرةً‬
‫أي‬
‫أي ِ حكمين منها ُّ‬‫ال يستطيع حملها ‪ ..‬يا حبيبي ‪ ..‬الذي يقول بأنَّ أحكام القرآن الكريم متكاملة متعاضدة ال يوجد بين ّ‬
‫زمان ومكان ‪ ،‬الذي يقول ذلك هو هللا تعالى ‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫أي تعارض وتناقض ‪ ،‬وأنَّه لك ِ ّل عبارة قرآنيّة ساحة ات ّباع في ك ِ ّل‬
‫اختالف أو ّ‬
‫وهللا تعالى حينما يخبرنا في كتابه العزيز عن أمر ‪ ،‬ال يحقّ لنا أيّها الشيخ الفاضل أن نقول ‪ :‬هو ربّنا يقدر أن يعمل النقيض‬
‫‪ ..‬؟ ‪ ..‬نحن نلتزم بحرفيّة ما يأمرنا هللا تعالى به ‪ ،‬وال ننظر إلى دالالت كتاب هللا تعالى من مناظير الروايات وأقوال الرجال‬
‫النص القرآني كنص مكتوب والذي يأمر باالت ّجاه إلى بيت المقدس حتى‬
‫ّ‬ ‫أ ّما بالنسبة للصالة إلى بيت المقدس فنقول ‪ :‬أين هو‬
‫نقر معهم بالنسخ ؟ ‪ ..‬نحن نقول التو ّجه نحو المسجد الحرام نسخ التو ّجه نحو بيت المقدس ‪ ،‬ولكنَّ التو ّجه نحو بيت المقدس‬
‫َّ‬
‫وصريح‬ ‫واضح‬ ‫كالمنا‬ ‫‪..‬‬ ‫بأي ِ‬
‫ّ‬ ‫قرآني‬ ‫محموال ً‬ ‫ليس‬ ‫نص‬
‫ٍّ‬ ‫‪..‬‬
‫ق ع َِن ا ْله ََوى )) [ النجم ‪ ، ] 3 :‬فقد بيّنت في كتبي ‪ ،‬وفي برنامج المعجزة الكبرى الذي‬
‫وأ َّما بالنسبة لقوله تعالى (( َو َما يَ ْنطِ ُ‬
‫بالنص القرآني وما يتعلّق به من تبيان ألحكامه ‪ ،‬فقط وفقط ال غير ‪ ..‬وإال َّ كيف يف ّ‬
‫سِر‬ ‫ِّ‬ ‫يردّون عليه ‪ ،‬بيّنت أنَّ ذلك يتعلَّق فقط‬
‫ع ْنكَ ِل َم أ َ ِذ ْنتَ لَ ُه ْم َحت َّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّ ِذينَ َ‬
‫ص َدقُوا َوت َ ْعلَ َم ا ْلكَا ِذبِينَ )) [ التوبة ‪43 :‬‬ ‫عفَا َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫لنا السادة المشايخ قول هللا تعالى ‪َ (( :‬‬
‫ع ْنكَ‬ ‫عفَا َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ي يُوحى من عند هللا تعالى ث َّم يلومه هللا تعالى عليه ويقول له ‪َ (( :‬‬ ‫] ‪ ،‬فهل يُعقَل أنَّ إذنه ( ص ) لهؤالء هو وح ٌ‬
‫؟‬ ‫))‬ ‫ا ْلكَا ِذبِينَ‬ ‫َوت َ ْعلَ َم‬ ‫ص َدقُوا‬
‫َ‬ ‫الَّ ِذينَ‬ ‫لَكَ‬ ‫يَتَبَيَّنَ‬ ‫َحت َّى‬ ‫لَ ُه ْم‬ ‫أ َ ِذ ْنتَ‬ ‫!!! ِل َم‬ ‫‪..‬‬
‫سِر لنا السادة المشايخ الحديث التالي‬ ‫ي يوحى ‪ ،‬فكيف يف ّ‬ ‫‪ ..‬إن كان ك ُّل ما ينطق به ( ص ) هو وح ٌ‬
‫‪4356‬‬ ‫(‬ ‫مسلم‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬
‫س َماكٍ ع َْن‬ ‫اال َح َّدثَنَا أَبُو ع ََوانَةَ ع َْن ِ‬ ‫ِيث قُت َ ْيبَةَ قَ َ‬‫اربَا فِي اللَّ ْفظِ َو َه َذا َحد ُ‬ ‫ي َوتَقَ َ‬ ‫ي َوأَبُو َكامِ ٍل ا ْلجَحْ د َِر ُّ‬ ‫َح َّدثَنَا قُت َ ْيبَةُ ْبنُ َ‬
‫سعِي ٍد الثَّقَ ِف ُّ‬
‫صنَ ُع َهؤ َُالءِ فَقَالُوا‬‫وس النَّ ْخ ِل فَقَا َل َما يَ ْ‬ ‫علَى ُر ُء ِ‬ ‫سلَّ َم بِقَ ْو ٍم َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬
‫سو ِل َّ ِ‬ ‫ط ْلحَةَ ع َْن أَبِي ِه قَا َل َم َر ْرتُ َم َع َر ُ‬ ‫سى ب ِْن َ‬ ‫ُمو َ‬
‫ش ْيئ ًا قَا َل فَأ ُ ْخ ِب ُروا ِبذَ ِلكَ فَت َ َركُوهُ‬
‫ظنُّ ي ُ ْغنِي َذ ِلكَ َ‬ ‫سلَّ َم َما أ َ ُ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫َّللاُ َ‬‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬
‫سو ُل َّ ِ‬ ‫يُلَ ِقّ ُحونَهُ يَجْ عَلُونَ الذَّك ََر فِي ْاأل ُ ْنثَى فَيَ ْلقَ ُح فَقَا َل َر ُ‬
‫ظنّا ً فَ َال ت ُ َؤاخِ ذُونِي بِال َّ‬
‫ظ ِّن َولَك ِْن‬ ‫ظنَ ْنتُ َ‬ ‫صنَعُوهُ فَ ِإنِّي إِنَّ َما َ‬ ‫سلَّ َم بِذَ ِلكَ فَقَا َل إِ ْن كَانَ يَ ْنفَعُ ُه ْم ذَ ِلكَ فَ ْليَ ْ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬
‫سو ُل َّ ِ‬ ‫فَأ ُ ْخبِ َر َر ُ‬
‫َو َج َّل‬ ‫ع ََّز‬ ‫َّللا‬
‫َّ ِ‬ ‫علَى‬ ‫َ‬ ‫ِب‬‫أ َ ْكذ َ‬ ‫لَ ْن‬ ‫فَ ِإنِّي‬ ‫ِب ِه‬ ‫فَ ُخذُوا‬ ‫شيْئا ً‬
‫َ‬ ‫َّللا‬
‫َّ ِ‬ ‫ع َْن‬ ‫َح َّدثْت ُ ُك ْم‬ ‫ِإذَا‬
‫َّللا ع ََّز َو َج َّل ‪..‬‬‫علَى َّ ِ‬‫ِب َ‬‫ش ْيئ ًا فَ ُخذُوا بِ ِه فَ ِإنِّي لَ ْن أ َ ْكذ َ‬ ‫ظ ِّن َولَك ِْن إِذَا َح َّدثْت ُ ُك ْم ع َْن َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫ظنًّا فَ َال ت ُ َؤاخِ ذُونِي بِال َّ‬‫ظنَ ْنتُ َ‬ ‫فالعبارة ‪ (( :‬إِنَّ َما َ‬
‫وأقره ( ص ) سنّةً من المنهج‬
‫ّ‬ ‫‪ )) ..‬ت ُبيّ ُن لمن يري ُد فهم الحقيقة ‪ ،‬أنَّه ليس ك ُّل ما عمله وقاله‬
‫‪..‬‬ ‫الحقيقة‬ ‫معرفةَ‬ ‫يُري ُد‬ ‫لمن‬ ‫بيا ٌن‬ ‫التالية‬ ‫األحاديث‬ ‫وفي‬ ‫‪..‬‬
‫‪6452‬‬ ‫(‬ ‫البخاري‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫سلَّ َم‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫يِ َ‬ ‫ع ْن النَّ ِب ّ‬ ‫َ‬
‫سلَ َمة َ‬ ‫َ‬
‫سلَ َمة ع َْن أ ُ ِ ّم َ‬ ‫ت أ ُ ِ ّم َ‬
‫ب بِ ْن ِ‬ ‫س ْفيَانَ ع َْن ِهش ٍَام ع َْن ع ُْر َوةَ ع َْن َز ْينَ َ‬ ‫َح َّدثَنَا ُم َح َّم ُد ْب ُن َكث ٍِير ع َْن ُ‬
‫س َم ُع فَ َم ْن‬ ‫علَى نَحْ ِو َما أ َ ْ‬ ‫ي لَه ُ َ‬ ‫ْض َوأ َ ْق ِض َ‬ ‫ضكُ ْم أ َ ْن يَكُونَ أ َ ْل َحنَ بِ ُح َّجتِ ِه مِ ْن بَع ٍ‬ ‫ي َولَعَ َّل بَ ْع َ‬ ‫قَا َل إِنَّ َما أَنَا بَ َ‬
‫ش ٌر َوإِنَّكُ ْم ت َ ْخت َ ِص ُمونَ إِلَ َّ‬
‫النَّ ِار‬ ‫مِ ْن‬ ‫قِ ْطعَةً‬ ‫لَه ُ‬ ‫أ َ ْق َ‬
‫ط ُع‬ ‫فَ ِإنَّ َما‬ ‫يَأ ْ ُخ ْذ‬ ‫فَ َال‬ ‫شيْئا ً‬‫َ‬ ‫أَخِ ي ِه‬ ‫ق‬
‫َح ّ ِ‬ ‫مِ ْن‬ ‫لَهُ‬ ‫قَ َ‬
‫ضيْتُ‬
‫‪4358‬‬ ‫(‬ ‫مسلم‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬
‫سلَ َمةَ‬‫ش ْيبَةَ َوع َْم ٌرو النَّاقِ ُد ك َِال ُه َما ع َْن ْاألَس َْو ِد ب ِْن عَامِ ٍر قَا َل أَبُو بَك ٍْر َح َّدثَنَا أَس َْو ُد ْبنُ عَامِ ٍر َح َّدثَنَا َح َّما ُد ْبنُ َ‬
‫َح َّدثَنَا أَبُو بَك ِْر ْبنُ أ َ ِبي َ‬
‫سلَّ َم َم َّر بِقَ ْو ٍم يُلَ ِقّ ُحونَ فَقَا َل لَ ْو لَ ْم‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ت ع َْن أَنَ ٍس أَنَّ النَّبِ َّ‬ ‫ع َْن ِهش َِام ب ِْن ع ُْر َوةَ ع َْن أَبِي ِه ع َْن عَائِشَةَ َوع َْن ثَابِ ٍ‬
‫ج شِيصا ً فَ َم َّر ِب ِه ْم فَقَا َل َما ِلنَ ْخ ِلكُ ْم قَالُوا قُ ْلتَ َكذَا َو َكذَا قَا َل أ َ ْنت ُ ْم أ َ ْعلَ ُم بِأ َ ْم ِر ُد ْنيَا ُك ْم‬ ‫صل ُ َح قَا َل فَ َخ َر َ‬ ‫ت َ ْفعَلُوا لَ َ‬
‫‪2462‬‬ ‫(‬ ‫ماجة‬ ‫ابن‬ ‫سنن‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬
‫ي‬‫عفَّا ُن َح َّدثَنَا َح َّما ٌد َح َّدثَنَا ثَا ِبتٌ ع َْن أَنَ ِس ب ِْن َمالِكٍ َو ِهشَا ُم ْب ُن ع ُْر َوةَ ع َْن أ َ ِبي ِه ع َْن عَا ِئشَةَ أَنَّ النَّ ِب َّ‬ ‫َح َّدثَنَا ُم َح َّم ُد ْبنُ يَحْ يَى َح َّدثَنَا َ‬
‫صلَ َح فَلَ ْم يُ َؤبِّ ُروا عَا َمئِ ٍذ فَصَا َر‬ ‫سلَّ َم سَمِ َع أَص َْواتا ً فَقَا َل َما َهذَا ال َّ‬
‫ص ْوتُ قَالُوا النَّ ْخ ُل يُ َؤ ِبّ ُرونَهَا فَقَا َل لَ ْو لَ ْم يَ ْفعَلُوا لَ َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫شيْئا ً مِ ْن أ َ ْم ِر ُد ْنيَا ُك ْم فَشَأْنُكُ ْم بِ ِه َوإِ ْن كَانَ مِ ْن أ ُ ُم ِ‬
‫ور دِينِ ُك ْم فَ ِإلَ َّ‬ ‫سلَّ َم فَقَا َل إِ ْن كَانَ َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫يِ َ‬ ‫شِيصا ً فَذَك َُروا لِلنَّبِ ّ‬
‫‪12086‬‬ ‫(‬ ‫أحمد‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬
‫سلَّ َم أَص َْوات ًا فَقَا َل َما َهذَا قَالُوا يُلَ ِقّ ُحونَ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬
‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ت ع َْن أَنَ ٍس قَا َل سَمِ َع َر ُ‬ ‫ص َم ِد َح َّدثَنَا َح َّما ٌد ع َْن ثَابِ ٍ‬ ‫َح َّدثَنَا َ‬
‫ع ْب ُد ال َّ‬
‫سلَّ َم َما لَكُ ْم قَالُوا ت َ َركُوهُ‬‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ي َ‬ ‫صا فَقَا َل النَّ ِب ُّ‬
‫ج شِي ً‬ ‫صل ُ َح فَت َ َركُوهُ فَلَ ْم يُلَ ِقّ ُحوهُ فَ َخ َر َ‬
‫النَّ ْخ َل فَقَا َل لَ ْو ت َ َركُوهُ فَلَ ْم يُلَ ِقّ ُحوهُ لَ َ‬
‫ي‬‫ش ْي ٌء مِ ْن أ َ ْم ِر ُد ْنيَاكُ ْم فَأ َ ْنت ُ ْم أ َ ْعلَ ُم بِ ِه فَ ِإذَا كَانَ مِ ْن أ َ ْم ِر دِينِ ُك ْم فَ ِإلَ َّ‬
‫سلَّ َم إِذَا كَانَ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫ِل َما ق ُ ْلتَ فَقَا َل َر ُ‬
‫سو ُل َّ ِ‬
‫كيف إذا ً يكون ك ُّل ما نطق به ( ص ) وحيا ً يوحى ؟!!! ‪ ..‬أم أنَّ ك َّل هذه الروايات ليست صحيحة ؟!!! ‪ ..‬بعيدا ً عن اللف‬
‫النص القرآني الذي يحمل حكما ً باالت ّجاه إلى بيت المقدس ‪ ،‬لننسخه ولنق َّر‬ ‫ّ‬ ‫والدوران وبعيدا ً عن التهريج والسفسطة ‪ ،‬أين هو‬
‫؟‬ ‫والمنسوخ‬ ‫بالناسخ‬ ‫!!!لكم‬ ‫‪..‬‬
‫أ ّما بالنسبة لقول الشيخ عالء سعيد ‪ [[ :‬عايز أسأل سؤال واحد ‪ ،‬النسخ يكون في علم هللا وال َّ في المعلوم واألحكام ؟ ]] ‪،‬‬
‫أر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬النسخ ال يكون في علم هللا تعالى وال في أحكام كتابه الكريم ( القرآن ) ‪ ،‬ألنَّه يا أستاذ القرآن يتعلّق‬
‫بصفات هللا تعالى ‪ ،‬وصفات هللا تعالى أسمى من أن ت ُقارن بنواميس عالم الخلق الخاضعة للزمان والمكان ‪ ..‬النسخ الموجود‬
‫‪ ..‬في عالم الخلق كاألمثلة التي تعرضونها ‪ ،‬ال ينطبق على ما هو من عالم األمر ويتعلّق بصفات هللا تعالى‬
‫‪..‬‬ ‫الكبرى‬ ‫المعجزة‬ ‫برنامج‬ ‫في‬ ‫لساني‬ ‫عن‬ ‫نقالً‬ ‫العيسوي‬ ‫ملهم‬ ‫ويقول‬ ‫‪:‬‬
‫يستدل باآلية ‪ ،‬إنا أنزلناه في ليلة القدر ‪ ،‬يقول ‪ :‬معنى النسخ أنَّ القرآن الذي نزل في ليلة القدر مختلف عن القرآن الذي [[‬
‫المنسوخة‬ ‫النصوص‬ ‫تلك‬ ‫بمقدار‬ ‫أيدينا‬ ‫بين‬ ‫]]‬
‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫وير ّد‬ ‫‪:‬‬
‫يطوع القرآن ‪ ،‬يقلك رمتني بدائها وانسلّت ‪ ،‬يعني هو عنده العيب [[‬
‫نقل له ال ‪ ،‬هذا كالم واحد يضع قضيّة ‪ ،‬يحاول أن ّ ِ‬
‫وطوعوا اآليات ‪ ،‬أوال ً‬
‫َّ‬ ‫ويرميني فيه ‪ ،‬ويطلع منها ‪ ،‬بقلك أنتم عاملين قضايا مسبّقة وعايزين تحكموا عليها بآيات القرآن‬
‫األول من صفاتهم ‪ ،‬أنهم ال يعرفون اللغة العربيّة ‪ ،‬وأنّهم ينتقون أقوال‬
‫بقول ‪ :‬إنا أنزلناه في ليلة القدر ‪ ،‬فاكر لما قلتلك في ّ‬
‫معيّنة ‪ ،‬يطوفون حولها ويعتدون بها ويرفضون غيرها ‪ ،‬يبقى المسألة يمكن تحتمل ‪ ،‬إنا أنزلناه في ليلة القدر أي ابتدأ نزول‬
‫القرآن الكريم فيها واستمر النزول ( ‪ ) 23‬عاما ً ‪ ............‬ثانيا ً إنّا أنزلناه في ليلة القدر ال عالقة لها بالنسخ !!! ‪........‬‬
‫ي ( ص ) ليعمل به فترة من الزمن لمدة ثالث سنوات ‪ ،‬نزل أم لم ينزل ؟ ‪ ،‬نزل ‪ ،‬من الذي أنزله ؟‬ ‫وبعدين الذي نزل على النب ّ‬
‫‪ ،‬هللا عز وجل ‪ ،‬إذا ً الذي عُمل به فترة ثالث سنوات أنزله هللا وهو حق ‪ ،‬ث َّم أنزل هللا آيات أُخر في نفس المسألة بعد ثالث‬
‫سنوات ‪ ،‬بعد خمس سنوات ‪ ،‬في أي فترة زمنية الحقة يعني ‪ ،‬فرفع هللا حكم اآليات السابقة وأثبت حكم اآليات الالحقة ‪ ،‬من‬
‫الذي أنزل اآليات الالحقة ‪ ،‬من الذي أمر بالعمل بها ؟ ‪ ،‬يبقى اآليات األول أنزلها هللا ‪ ،‬وعملنا بها ‪ ،‬واآليات األخر التي ألغت‬
‫وأزالت حكم اآليات األول أنزلها هللا وعملنا بها ‪ ،‬من الذي أثبت ومن الذي محا ؟ ‪ ،‬هللا عز وجل ‪ ،‬يبقى الناسخ الذي نزل حق‬
‫نقص ‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‬ ‫ٌ‬ ‫‪ ، ...... ]] ..‬والمنسوخ الذي نزل حق ‪ ،‬إذا ً ليس هناك‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬العيب يا أستاذ في قولك الذي ال معنى له على اإلطالق ‪ ..‬ما عالقة تفسير قوله تعالى (( إِنَّا أ َ ْن َز ْلنَاهُ فِي‬
‫لَ ْيلَ ِة ا ْلقَد ِْر )) [ القدر ‪ ، ] 1 :‬بأنّه يعني ابتداء نزول القرآن الكريم أو أنّه يعني نزوله من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ‪،‬‬
‫طها وحكمها وإن كانت هناك‬ ‫ما عالقة ذلك بالسؤال الذي طرح ملهم العيسوي ؟ ‪ ..‬نحن قلنا إن كانت هناك نصوص نُسخ خ ّ‬
‫طها وبقي حكمها ‪ ،‬فهذا يقتضي أنَّ القرآن الكريم الموجود بين أيدينا اآلن ينقص عن القرآن الذي أُنزل من‬
‫نصوص نُسخ خ ّ‬
‫اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ‪ ،‬حيث ابتدأ نزوله في ليلة القدر ‪ ،‬ينقص بمقدار تلك النصوص التي نُسخت‬
‫طا ً وبقيت حكما ً ‪ ..‬كالمنا صحيح ‪ ..‬وك ّل عاقل على وجه األرض يقول ‪ :‬كالمنا صحيح ‪ ،‬فمن الذي‬ ‫طا ً وحكما ً ونسخت خ ّ‬
‫خ ّ‬
‫يلف ويدور أيها الشيخ الفاضل ؟!!! ‪ ..‬ومن الذي ال يعرف قواعد اللغة العربيّة ‪ ،‬ومن الذي ينتقي أقواال ً معيّنة أيّها الشيخ‬
‫الفاضل ؟!!! ‪ ..‬ومن قال إنَّ اآلية الكريمة ‪ِ (( :‬إنَّا أ َ ْن َز ْلنَا ُه فِي لَ ْيلَ ِة ا ْلقَد ِْر )) لها عالقة بالنسخ أيّها األستاذ ‪ ،‬ال أنا قلت ذلك ‪،‬‬
‫لتذروا الرماد في‬
‫وال ملهم العيسوي قال ذلك !!! ‪ ..‬فهل ال يُوجَد عندكم ما تقولونه وبالتالي ال ب َّد من خلق قضايا ال وجود لها ّ‬
‫؟‬ ‫البسطاء‬ ‫!!!أعين‬ ‫‪..‬‬
‫ومن قال إنَّ اآليات التي زعمتم نسخها لم تنزل من السماء ؟!!! ‪ ..‬ومن قال إنّها ليست حقّا ً ؟!!! ‪ ..‬كيف تصلون إلى نتيجة‬
‫مفادها أنَّ القرآن الكريم الذي بين أيدينا ال ينقص عن القرآن الكريم الذي أنزله هللا تعالى في ليلة القدر بمقدار تلك النصوص‬
‫التي تزعمون نسخ خ ّ‬
‫طها ؟ ‪ ..‬ما هي المقدمات التي انطلقتم منها للوصول إلى هذه النتيجة ؟!!! ‪ ..‬كيف تكون الرواية التالية‬
‫النتيجة‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬ ‫فيه‬ ‫تصلون‬ ‫الذي‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫صحيحة‬ ‫‪..‬‬
‫‪20260‬‬ ‫(‬ ‫أحمد‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬
‫ي ِ ب ِْن َك ْع ٍ‬
‫ب‬ ‫ط َّحا ُن ع َْن يَ ِزي َد ْب ِن أَبِي ِزيَا ٍد ع َْن ِز ِ ّر ب ِْن ُحبَي ٍْش ع َْن أُبَ ّ‬
‫َّللا ال َّ‬ ‫ب ْب ُن بَ ِقيَّةَ أ َ ْخبَ َرنَا َخا ِل ُد ْب ُن َ‬
‫ع ْب ِد َّ ِ‬ ‫َّللا َح َّدثَنِي َو ْه ُ‬ ‫َح َّدثَنَا َ‬
‫عبْد َّ ِ‬
‫سلَّ َم مِ ثْ َل ا ْلبَقَ َر ِة أ َ ْو أ َ ْكث َ َر‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫س ْب ِعينَ آيَةً قَا َل لَقَ ْد قَ َرأْتُهَا َم َع َر ُ‬
‫سو ِل َّ ِ‬ ‫ضعا ً َو َ‬ ‫ب قَا َل ِب ْ‬ ‫ورةَ األَحْ َزا ِ‬
‫س َ‬‫قَا َل َك ْم ت َ ْق َر ُءونَ ُ‬
‫الرجْ ِم‬ ‫َّ‬ ‫آيَةَ‬ ‫فِيهَا‬ ‫َوإِنَّ‬ ‫مِ ْنهَا‬
‫‪20261‬‬ ‫(‬ ‫أحمد‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬
‫ورة َ‬ ‫س َ‬ ‫ب كَأ َ ِيّ ْن ت َ ْق َرأ ُ ُ‬
‫ي ْبنُ َك ْع ٍ‬ ‫َاص ِم ب ِْن بَ ْه َدلَةَ ع َْن ِز ٍ ّر قَا َل قَا َل لِي أُبَ ُّ‬‫ف ْبنُ ِهش ٍَام َح َّدثَنَا َح َّما ُد ْبنُ َز ْي ٍد ع َْن ع ِ‬ ‫َّللا َح َّدثَنَا َخلَ ُ‬ ‫عبْد َّ ِ‬ ‫َح َّدثَنَا َ‬
‫خ‬ ‫ورةَ ا ْلبَقَ َر ِة َولَقَ ْد قَ َرأْنَا فِيهَا ال َّ‬
‫ش ْي ُ‬ ‫س َ‬ ‫ط لَقَ ْد َرأ َ ْيتُهَا َو ِإنَّهَا لَتُعَا ِد ُل ُ‬‫س ْب ِعينَ آيَةً فَقَا َل قَ ُّ‬
‫ب أ َ ْو كَأ َ ِيّ ْن تَع ُ ُّد َها قَا َل قُ ْلتُ لَهُ ث َ َالثا ً َو َ‬‫ْاألَحْ َزا ِ‬
‫َحكِي ٌم‬ ‫علِي ٌم‬ ‫َ‬ ‫َّللاُ‬
‫َو َّ‬ ‫َّللا‬
‫َّ ِ‬ ‫مِ ْن‬ ‫نَكَاال ً‬ ‫ا ْلبَت َّةَ‬ ‫فَ ْ‬
‫ار ُج ُمو ُه َما‬ ‫َزنَيَا‬ ‫إِذَا‬ ‫ش ْي َخةُ‬
‫َوال َّ‬
‫ويا أيّها الشيخ الفاضل من الذي ينتقي ويلف ويدور ويهرب من مواجهة الحقائق ؟!!! ‪ ..‬أنتم تردّون على مسألة الناسخ‬
‫‪ :‬والمنسوخ التي عرضناها في برنامج المعجزة الكبرى ‪ ،‬ونحن في عرضنا لهذه المسألة توقّفنا عند الرواية التالية‬
‫‪25112‬‬ ‫(‬ ‫أحمد‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬
‫ع ْب ِد‬
‫ت َ‬ ‫َّللا ْب ُن أَبِي بَك ِْر ب ِْن ُم َح َّم ِد ب ِْن ع َْمرو ب ِْن ح َْز ٍم ع َْن ع َْم َرةَ ب ْن ِ‬ ‫ق قَا َل َح َّدثَنِي َ‬
‫ع ْب ُد َّ ِ‬ ‫سحَا َ‬ ‫وب قَا َل َح َّدثَنَا أَبِي ع َْن اب ِْن إ ْ‬
‫َح َّدثَنَا يَ ْعقُ ُ‬
‫شرا ً فَكَانَتْ فِي َو َرقَ ٍة تَحْ تَ‬ ‫ضعَاتُ ا ْل َك ِب ِ‬ ‫سلَّ َم قَالَتْ لَقَ ْد أ ُ ْن ِزلَتْ آيَة ُ َّ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫ج النَ ِب ّ‬ ‫َ‬
‫ع ْ‬
‫ير َ‬ ‫جْم َو َر َ‬
‫الر ِ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫يِ َ‬ ‫الرحْ َم ِن ع َْن عَائِشَة َز ْو ِ‬ ‫َّ‬
‫غ ْلنَا بِأ َ ْم ِر ِه َو َد َخلَتْ ُد َو ْيبَةٌ لَنَا فَأ َ َكلَتْهَا‬ ‫سلَّ َم تَشَا َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬‫َّللاُ َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َ‬ ‫َّللا‬
‫سو ُل َّ ِ‬ ‫شتَكَى َر ُ‬ ‫ير فِي بَ ْيتِي فَلَ َّما ا ْ‬ ‫س ِر ٍ‬ ‫َ‬
‫تتعرضوا لهذه ‪..‬‬
‫ّ‬ ‫فلماذا في ردّكم الذي أخذ أكثر من ضعفي زمن عرض هذه المسألة في برنامج المعجزة الكبرى ‪ ،‬لماذا لم‬
‫؟‬ ‫!!!الرواية‬ ‫‪..‬‬
‫أنا أقول لكم لماذا ‪ ،‬ألنّكم تعلمون علم اليقين أنَّ المشاهد الذي في نفسه ّ‬
‫ذرة احترام وتقدير لكتاب هللا تعالى سيشمئز من‬
‫التعرض لها‬
‫ّ‬ ‫الرواية ‪ ،‬ومن كالمكم ‪ ،‬حينما يسمعكم تقرؤونها على الهواء ‪ ،‬لذلك آثرتم عدم ذكر هذه الرواية التي كان عليكم‬
‫‪ ، ..‬فأنتم تردّون علينا في برنامج المعجزة الكبرى ‪ ،‬وهذه الرواية عرضناها في هذا البرنامج وفي مسألة الناسخ والمنسوخ‬
‫أيّها الشيخ الفاضل ‪ ..‬الحقيقة أنَّ بعض السابقين حتى يثبتوا هذا الجانب من النسخ لفّقوا هذه الروايات ‪ ،‬ولم يخجلوا من‬
‫جعل كتاب هللا تعالى في بطون الدواب ‪ ،‬ولم يخجلوا من هللا تعالى أن يكون كتابه الكريم روثا ً يخرج من بطون تلك الدواب ‪،‬‬
‫حكمها‬ ‫وبقي‬ ‫خ ّ‬
‫طها‬ ‫نُسخ‬ ‫قد‬ ‫نصوصا ً‬ ‫هناك‬ ‫أنَّ‬ ‫ليثبتوا‬ ‫فقط‬ ‫ذلك‬ ‫ك ُّل‬ ‫‪..‬‬
‫أيّها الشيخ الفاضل ‪ ..‬هللا تعالى يفصل بيننا في الدنيا واآلخرة ‪ ..‬ومن بعده َّ‬
‫عز وجل ادعوا ك ّل عاقل مؤمن بكتاب هللا تعالى‬
‫بيننا‬ ‫ليحكم‬ ‫‪..‬‬
‫فيقول‬ ‫السؤال‬ ‫ذات‬ ‫على‬ ‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫وير ّد‬ ‫‪:‬‬
‫إنّا أنزلناه في ليلة القدر ‪ ،‬الراجل ده اللي بيتكلم ويستدل بهذه اآلية على عدم النسخ ‪ ،‬عايز يقول إيه ‪ ،‬عايز يقول إن [[‬
‫القرآن ربنا أنزله ‪ ،‬والنسخ عبارة عن رفع ‪ ،‬يبقى ده نازل وأنتم تقولوا فيه نسخ ‪ ،‬والنسخ عبارة عن رفع ‪ ،‬الزاي يقول‬
‫ربنا أنزلناه وأنت تقول رفعناه ؟ ‪ ،‬نحن نقله الناسخ والمنسوخ لثنين نزلوا ‪ ،‬لثنين تحت قول هللا إنّا أنزلناه في ليلة القدر‬
‫‪............‬‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫أيّها الشيخ الفاضل ‪ ..‬لماذا تلبّس علينا ‪ ..‬أنا لم أقل حرفا ً م ّما تقول ‪ ،‬وأنت تعلم تماما ً أنّني لم أقل حرفا ً م ّما تقول ‪ ..‬كتبي‬
‫موجودة وبرنامج المعجزة الكبرى موجود ‪ ،‬وعلى النت ‪ ..‬لماذا تفتري علينا ‪ ،‬هذا حرام وعيب ‪ ..‬ث ّم إنّ سؤال ملهم‬
‫العيسوي ال يحتمل ما تقول ‪ ،‬فهل أنت اآلخر ال يُوجَد عنك ما تقوله ‪ ،‬فما كان أمامك إال َّ أن تل ِبّس علينا هذه األقوال ‪..‬‬
‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫سامحكم‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫العيسوي‬ ‫ملهم‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫هناك آية أُخرى تقول ‪ :‬ما يبدّل القول لدي وما أنا بظالم للعبيد ‪ ،‬فالرجل بعلق ويقول ‪ :‬قول هللا ال يبدل ‪ ،‬والنسخ عبارة [[‬
‫تبديل‬ ‫عن‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫فيقول‬ ‫الفاضل‬ ‫الشيخ‬ ‫وير ّد‬ ‫‪..‬‬
‫هو قال ‪ :‬ما يبدل قولي ؟ ‪ ،‬علشان لما تقول قولي أقلك أيوه قولي كالمي يبقى القرآن الكريم ‪ ،‬أنو قول إل أل هنا عهديّة ‪[[ ،‬‬
‫اسمع في آيات القرآن ‪ :‬ولكن حقّ القول مني ‪ ،‬إيه هو حق القول مني ‪ ،‬القول اللي قال هللا فيه ‪ :‬ألمألن جهنم ‪ ،‬يبقى هات‬
‫اآليات اللي قبليها تعرف إيه معنى ما يبدل القول لدي ‪ ،‬وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ‪ ،‬ونُفخ في الصور‬
‫ذلك يوم الوعيد ‪ ،‬وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ‪ ،‬لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ‪،‬‬
‫وقال قرينه هذا ما لدي عتيد ‪ ،‬ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ‪ ،‬قال ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضالل بعيد ‪ ،‬قال ال تختصموا‬
‫وقد قدمت إليكم بالوعيد ‪ ،‬ما يبدل القول لدي ‪ ،‬يبقى هو معنى القول القرآن وال َّ معنى القول إني حكمت على الكافرين بالنار‬
‫وحكمت للمؤمنين بالجنة ‪ ،‬إيه عالقتها أصالً بمسألة الناسخ والمنسوخ ‪ ،‬ما يبدل القول هو الحكم بالنار على الكافرين ‪ ،‬ما‬
‫‪ .......... ]] ..‬يبدل القول إلي هو الحكم بالنار على الكافرين ‪ ،‬قضاء رب العالمين وحكم رب العالمين‬
‫بقوله‬ ‫الرد‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫العيسوي‬ ‫ملهم‬ ‫ويعلّق‬ ‫‪:‬‬
‫[[‬ ‫هللا‬ ‫قرآن‬ ‫يا‬ ‫هللا‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫لما‬ ‫طالب‬ ‫أبو‬ ‫مسموع‬ ‫الدكتور‬ ‫أستاذنا‬ ‫كلمة‬ ‫بتذكر‬ ‫]]‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ ..‬أيّها الشيخ ‪ ،‬أن تلبّسوا علينا فهذا حرام وعيب ‪ ،‬أ ّما أن تلبّسوا على كتاب هللا تعالى فهذا هو ‪..‬‬
‫هي‬ ‫الكريمة‬ ‫اآليات‬ ‫الفاضل‬ ‫الشيخ‬ ‫أيّها‬ ‫‪..‬‬ ‫بعينه‬ ‫الجحود‬ ‫‪:‬‬
‫ور ذَ ِلكَ يَ ْو ُم ا ْل َوعِي ِد (‪َ )20‬وجَا َءتْ ُك ُّل نَ ْف ٍس َمعَهَا ((‬ ‫ص ِ‬ ‫ق ذَ ِلكَ َما ُك ْنتَ مِ ْنه ُ تَحِ ي ُد (‪َ )19‬ونُ ِف َخ فِي ال ُّ‬ ‫ت بِا ْل َح ّ ِ‬
‫سك َْرةُ ا ْل َم ْو ِ‬
‫َوجَا َءتْ َ‬
‫عتِي ٌد‬ ‫َي َ‬ ‫طا َءكَ فَبَص َُركَ ا ْليَ ْو َم َحدِي ٌد (‪َ )22‬وقَا َل قَ ِرينُهُ َهذَا َما لَد َّ‬ ‫ع ْنكَ ِغ َ‬ ‫ش ْفنَا َ‬ ‫غ ْفلَ ٍة مِ ْن َهذَا فَ َك َ‬
‫ش ِهي ٌد (‪ )21‬لَقَ ْد ُك ْنتَ فِي َ‬ ‫ق َو َ‬ ‫سائِ ٌ‬
‫َ‬
‫شدِي ِد‬ ‫ب ال َّ‬‫َّللا إِلَها ً آ َخ َر فَأ َ ْل ِقيَاهُ فِي ا ْلعَذَا ِ‬
‫ب (‪ )25‬الَّذِي َجعَ َل َم َع َّ ِ‬ ‫(‪ )23‬أ َ ْل ِقيَا فِي َج َهنَّ َم ُك َّل َكفَّ ٍار َ‬
‫عنِي ٍد (‪َ )24‬منَّاعٍ ِل ْل َخي ِْر ُم ْعت َ ٍد ُم ِري ٍ‬
‫َي َوقَ ْد قَد َّْمتُ ِإلَ ْي ُك ْم ِبا ْل َوعِي ِد (‪َ )28‬ما يُبَ َّد ُل‬ ‫(‪ )26‬قَا َل قَ ِرينُهُ َربَّنَا َما أ َ ْطغَ ْيتُهُ َولَك ِْن كَانَ فِي ضَال ٍل بَعِي ٍد (‪ )27‬قَا َل ال ت َ ْخت َ ِص ُموا لَد َّ‬
‫‪29‬‬ ‫–‬ ‫‪19‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ق‬ ‫بِ َ‬
‫ظ َّال ٍم‬‫[‬ ‫أَنَا‬ ‫))‬
‫َو َما‬ ‫لَد َّ‬
‫َي‬ ‫ِل ْلعَبِي ِد‬
‫ا ْلقَ ْو ُل‬ ‫]‬
‫يا رجل ‪ ..‬أال تخافون من هللا تعالى ؟ ‪ ،‬كيف تقول ‪ [[ :‬يبقى هو معنى القول القرآن وال معنى القول إني حكمت على ‪..‬‬
‫الكافرين بالنار وحكمت للمؤمنين بالجنة ]] ؟!!! ‪ ..‬هللا تعالى عندما حكم على الكافرين بالنار وعلى المؤمنين بالجنّة ‪ ،‬ألم‬
‫يبيّن ذلك في كتابه الكريم الذي هو قو ٌل هلل ج َّل وعال ؟ !!! ‪ ..‬ولماذا تهرب أيّها الشيخ الفاضل من العبارة القرآنيّة السابقة‬
‫مباشرة لآلية التي نستد ّل بها على بطالن مسألة الناسخ والمنسوخ ‪ ،‬لماذا تهرب من العبارة (( َوقَ ْد قَد َّْمتُ إِلَ ْي ُك ْم بِا ْل َو ِعي ِد ))‬
‫؟!!! ‪ ..‬أين قدّم هللا تعالى بالوعيد ؟ ‪ ،‬أليس في كتابه الكريم الذي يقول عنه في العبارة التالية مباشرة لهذه العبارة (( َما‬
‫َي َو َما أَنَا بِ َ‬
‫ظ َّال ٍم ِل ْلعَبِي ِد )) ؟!!! ‪ ..‬كيف ت ُخرجون القرآن الكريم من كونه قول هللا تعالى ؟ ‪ ،‬ألم يقل ج َّل وعال ‪:‬‬ ‫يُبَ َّد ُل ا ْلقَ ْو ُل لَد َّ‬
‫تحرفون دالالت‬‫علَ ْيكَ قَ ْوال ً ثَقِيالً )) [ المزمل ‪ ] 5 :‬؟!!! ‪ ..‬حت ّى تثبتوا مقوالت مشايخكم ومذاهبكم وطوائفكم ّ‬ ‫سن ُ ْلقِي َ‬ ‫(( إِنَّا َ‬
‫ذرة من إيمان ‪ ،‬عليك اآلن‬
‫كتاب هللا تعالى ؟!!! ‪ ..‬وأقول للسيد ملهم العيسوي بعد هذا البيان الذي يدركه من كان عنده ولو ّ‬
‫هللا‬ ‫قرآن‬ ‫يا‬ ‫هللا‬ ‫[[‬ ‫‪:‬‬ ‫تقول‬ ‫أن‬ ‫الحقيقة‬ ‫طالّب‬ ‫من‬ ‫كنت‬ ‫إن‬ ‫البيان‬ ‫هذا‬ ‫وبعد‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫أيّها الشيخ الفاضل ‪ ،‬من الذي يضع نتيجة مسبقة ويبدأ باللف والدوران إليجاد مقدّمات تخدم نتيجته المسبقة ؟ ‪ ،‬ومن الذي‬
‫تتجرؤون على إخراج القرآن الكريم من كونه قو َل هللا تعالى ‪ ،‬وهي الصفة التي‬
‫ّ‬ ‫يقفز فوق الثوابت القرآنيّة ؟ ‪ ..‬يا رجل كيف‬
‫يتميّز بها كتاب هللا تعالى ( القرآن الكريم ) حتى عن باقي الكتب السماويّة ‪ ..‬الحقيقة لو لو أنّكم تدركون هذه الصفة التي‬
‫‪ ..‬تميّز القرآن الكريم حتى عن الكتب السماويّة السابقة لما زعمتم أصالً مسألة الناسخ والمنسوخ‬
‫‪..‬‬ ‫العيسوي‬ ‫ملهم‬ ‫ويقول‬ ‫‪:‬‬
‫هناك شبهة هو بقول ‪ :‬مبدأ النسخ غير سليم ‪ ،‬بدليل قوله تعالى ‪ :‬اتبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم ‪ ،‬بقول ماذا تعني ‪ :‬كل ما [[‬
‫أنزل إلينا من ربّنا يجب أن نتبعه ‪ ،‬بناء على قولهم هناك الكثير من األحكام يجب أال نتبعها ‪ ،‬ألم تنزل إلينا هذه الحكام من‬
‫؟‬ ‫ربنا‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫مجيبا ً‬ ‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫وير ّد‬ ‫‪:‬‬
‫أنا عايز أقول ‪ :‬ها ها ها ‪ ،‬يعني حاجة تضحك ‪ ،‬هو بقلك يعني دلوقتي القرآن بقول إيه ‪ :‬اتبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم ‪[[ ،‬‬
‫دنتو بتقولوا في منسوخ ‪ ،‬والمنسوخ مش حنعمل بيه ‪ ،‬يبقى لما نحن مش حنعمل بالمنسوخ يبقى مش حنتبعو ‪ ،‬نقلو هو‬
‫سخ عُمل بيه وال َّ أل ؟ ‪ ،‬عُمل بيه‬
‫المنسوخ ده نحن اتفقنا في األول نسخ في زمن مين ‪ ،‬زمن سيدنا النبي ( ص ) ‪ ،‬قبل أن يُن َ‬
‫‪ ،‬ل ّما ألغي الحكم نظل على الحكم الملغي وال َّ على الحكم الجديد ؟ ‪ ،‬على الحكم الجديد ‪ ،‬يبقى نحن بكلتا الحالتين متبعين ‪،‬‬
‫الحكم‬ ‫ألغي‬ ‫ساعة‬ ‫واتبعنا‬ ‫‪،‬‬ ‫مقررا ً‬ ‫الحكم‬ ‫كان‬ ‫ساعة‬ ‫ات ّبعنا‬ ‫يبقى‬ ‫‪...‬‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫يقول الشيخ الفاضل [[ ها ها ها ]] ‪ ،‬وهذه اإلجابة تليق بقوله ال ُمضحك ‪ ،‬فالشيخ الفاضل يتخيَّل أنَّ القرآن الكريم نزل ‪..‬‬
‫األول ‪ ..‬فقوله تعالى ‪ (( :‬ات َّ ِبعُوا َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَ ْي ُك ْم مِ ْن َر ِبّ ُك ْم َوال تَت َّ ِبعُوا مِ ْن دُونِ ِه‬
‫األول فقط ‪ ،‬وأنَّ أحكامه ال تتجاوز الجيل َّ‬
‫للجيل َّ‬
‫األول وأنَّه ال عالقة لنا به ‪ ،‬فأمر االتباع من‬ ‫أ َ ْو ِليَا َء قَ ِليالً َما تَذَك َُّرونَ )) [ األعراف ‪ ، ] 3 :‬يتخيّله الشيخ الفاضل للجيل َّ‬
‫منظار الشيخ الفاضل ال عالقة لنا به ‪ ،‬ولذلك يقول ‪ [[ :‬يبقى ات ّبعنا ساعة كان الحكم مقررا ً ‪ ،‬واتبعنا ساعة ألغي الحكم ]] ‪..‬‬
‫وأقول له ‪ :‬مت ّى ات ّبعت أيّها السيّد الحكم الذي تزعمون نسخه ؟ ‪ ..‬أليست الصيغة القرآنيّة (( اتَّبِعُوا َما أ ُ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم مِ ْن َر ِبّكُ ْم ))‬
‫تخاطب ك َّل إنسان إلى قيام الساعة ؟ ‪ ..‬هذا هو فكركم الذي أنتج مسألة الناسخ والمنسوخ ‪ ..‬هذا هو فكركم الذي أنتج مقولة‬
‫حديث اآلحاد ينسخ القرآن الكريم ‪ ..‬هذا هو فكركم الذي أنتج مقولة ‪ :‬السنَّة ( الروايات ) قاضية على القرآن بينما القرآن‬
‫أي مختص بذلك‬ ‫‪ ..‬ليس قاضيا ً على السنّة ( الروايات ) ‪ ..‬هذا هو فكركم الذي ّ‬
‫جزأ األ ّمة إلى طوائف ومذاهب ال يحصيها ُّ‬
‫ذلك‬ ‫على‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫وأجاب‬ ‫‪:‬‬
‫[[‬ ‫خاص‬ ‫وهذا‬ ‫عام‬ ‫فهذا‬ ‫منسوخا ً‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫ربكم‬ ‫من‬ ‫إليكم‬ ‫أ ُنزل‬ ‫ما‬ ‫اتبعوا‬ ‫]]‬
‫أر ّد فأقول ‪ :‬أيّها الشيخ الفاضل ‪ :‬أال تشمل العبارة (( َما أ ُ ْن ِز َل إِلَ ْيكُ ْم مِ ْن َر ِبّ ُك ْم )) ك َّل ما أنزل إلينا من ربّنا ‪ ،‬أي ك َّل نصوص‬
‫القرآن الكريم دون استثناء ‪ ..‬فكيف تدخلون أيديكم في جيوبكم وتضيفون لآلية الكريمة العبارة [[ إال َّ أن يكون منسوخا ً ]]‬
‫لتصبح حسب زعمكم ‪ ( :‬ات ّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم إال َّ أن يكون منسوخا ً وال تت ّبعوا من دونه أولياء قليالً ما تذكّرون )‬
‫وعيب‬ ‫‪،‬‬ ‫حرام‬ ‫هذا‬ ‫‪..‬‬ ‫رجل‬ ‫يا‬ ‫‪..‬‬ ‫؟!!!!!!!‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫الكبرى‬ ‫المعجزة‬ ‫برنامج‬ ‫في‬ ‫عرض‬
‫ُ‬ ‫مما‬ ‫لساني‬ ‫على‬ ‫العيسوي‬ ‫ملهم‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫بيقول في قوله تبارك وتعالى ‪ :‬أفال يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير هللا لوجدوا فيه اختالفا ً كثيرا ً ‪ ،‬بيقول ‪ :‬النسخ [[‬
‫حكم آخر فألغاه ؟‬
‫ٍ‬ ‫]] ق ّمة االختالف ‪ ،‬ماذا يعني نزل حكم ألغى حكما ً آخر ‪ ،‬أي تصادم مع‬
‫قائالً‬ ‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫وأجاب‬ ‫‪:‬‬
‫أفال يتدبّرون القرآن ‪ ،‬اآلية ت ُو َّجه لهؤالء ابتدا ًء وألمثالهم ‪ ،‬أفال يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير هللا لوجدوا فيه [[‬
‫اختالفا ً كثيرا ً ‪ ،‬مش من االختالف إن واحد يقول حالل وواحد يقول حرام ‪ ،‬حكم يقول حالل وحكم يقول حرام ‪ ،‬يبقى إذا ً‬
‫النسخ ق ّمة االختالف ‪ ،‬والقرآن ما فيهوش اختالف ‪ ،‬بك ّل بساطة لوجدوا فيه اختالفا ً كثيرا ً ‪ ،‬القرآن تكلم عن علم غيبي ‪ ،‬صح‬
‫وال َّ أل ‪ ،‬فهل من األشياء التي أخبر عنها القرآن وجدتها وقعت على غير ما ذكر القرآن ؟ ‪ ،‬أبدا ً ‪ ،‬هل من األشياء الماضية‬
‫التي وقعت وانتهت وتكلم القرآن عنها هل حقيقة ما مضى بخالف ما ذكره القرآن ؟ ‪ ،‬هل وجدت اختالفا ً بين ما سيقع وأخبر‬
‫القرآن أنه سيقع أو بين ما وقع وأخبر القرآن أنه وقع على الجهة الفالنيّة هل وجدت في ذلك اختالفا ً ‪ ......‬لوجدوا فيه‬
‫اختالفا كثيرا ً ‪ :‬وجدوا أنَّ األشياء التي يتكلم فيها في الغيب تقع على غير ما ذكر ‪ ،‬أو أنَّ البالغة والنظم يختلف ‪ .......‬يعني‬
‫‪ .....‬وحدة بليغة ووحدة ركيكة ن وحدة النظم عالي ووحدة النظم مش عارف إيه ‪ ......‬هو ده معنى لوجدوا فيه اختالفا ً كثيرا ً‬
‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬أيّها السيد العبارة (( أَفَال يَت َ َدبَّ ُرونَ ا ْلق ُ ْرآنَ )) تلبسكم أنتم حفرا ً وتنزيالً ‪ ..‬كيف ال يشمل نفي االختالف‬
‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬
‫اختِالفا ً َكثِيرا ً )) [ النساء ‪ ، ] 82 :‬كيف ال‬ ‫الوارد بقوله تعالى ‪ (( :‬أَفَال يَت َ َدبَّ ُرونَ ا ْلقُ ْرآنَ َولَ ْو كَانَ مِ ْن ِع ْن ِد َ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬
‫يشمل األحكام من حالل وحرام ؟!!! ‪ ..‬أال تخجلون من هللا سبحانه وتعالى وأنتم تنطقون بهذه الكلمات ؟ ‪ ..‬هل ك ُّل آيات كتاب‬
‫هللا تعالى تتحدّث عن أمور غيبيّة ‪ ،‬وال يُوجَد في القرآن الكريم أحكام للحالل والحرام ؟!!! ‪ ..‬األمور الغيبيّة موجودة ‪ ،‬وما‬
‫قلتم هو من جملة ما تعنيه هذه اآلية الكريمة ‪ ،‬ولكنّ من أين أتيتم بتخصيص هذه اآلية الكريمة باألمور الغيبيّة دون غيرها‬
‫؟!!! ‪ ..‬وما هو المعيار الذي عندكم إلخراج الكثير من آيات القرآن الكريم التي تحمل أحكاما ً تشريعيّة من دالالت العبارة ((‬
‫َكثِيرا ً‬ ‫)) ومن دالالت العبارة (( لَ َو َجدُوا فِي ِه ا ْختِالفا ً‬ ‫ا ْلق ُ ْرآنَ‬ ‫‪ )) ..‬أَفَال يَت َ َدبَّ ُرونَ‬
‫أيّها الشيخ الفاضل هللا تعالى لم يقل ( ولو كان من عند غير هللا لوجدوه مختلفا ً كثيرا ً ) ‪ ،‬إنّما يقول ج ّل وعال ‪َ (( :‬ولَ ْو كَانَ‬
‫أي‬
‫أي ِ حكمين تحملهما ّ‬ ‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬
‫اختِالفا ً َكثِيرا ً )) ‪ ،‬فهذه اآلية الكريمة بهذه الصيغة تنفي االختالف بين ّ‬ ‫مِ ْن ِع ْن ِد َ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬
‫أي ِ حكم من األحكام المحمولة‬ ‫عبارتين في كتاب هللا تعالى ‪ ،‬سواء كان ذلك في األحكام الشرعيّة ‪ ،‬أم الكونيّة ‪ ،‬أم الغيبيّة ‪ ،‬أم ّ‬
‫بنصوص كتاب هللا تعالى ‪ ،‬أم في نظمه ‪ ،‬أم في إعجازه أم في ‪ .............‬واألحكام الشرعيّة هي المعنيّة أوال ً ألنّها األقرب‬
‫إلى اإلدراك والعمل والتطبيق ‪ ،‬فكيف إذا ً تخرجونها من جملة األحكام ؟!!! ‪ ..‬أيها الشيخ الفاضل أدعوك لتكون عصبيّتك‬
‫التاريخ‬ ‫ورجاالت‬ ‫والطائفة‬ ‫للمذهب‬ ‫منها‬ ‫أكبر‬ ‫للحق‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫ور َّجحنا أنَّ المذهب الثاني الذي يقول بأن السنة تنسخ القرآن هو الراجح ‪ ،‬لماذا ؟ ‪ ،‬ألنَّ السنّةَ بيانٌ من عند هللا َّ‬
‫عز وجل [[‬
‫‪ ،‬وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ‪ ،‬وهذا البيان وحي ‪ ،‬والبيان نوع من أنواع النسخ ‪ ،‬تعال خذ اآلية اللي احنا بنقول فيها ‪،‬‬
‫كُتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا ً الوصيّة للوالدين واألقربين ‪ ،‬طيب هل يوصي اإلنسان لوالديه ؟ ‪ ،‬جاء‬
‫الحديث الصحيح عن النبي ( ص ) وقد أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة بسند صحيح ‪ ،‬ال وصية لوارث ‪ ،‬إن هللا‬
‫‪ ]] ..‬قد أعطى لكل ذي حق حقه أال ال وصية لوارث ‪ ،‬يبقى اآلية اللي بتقول ‪ :‬الوصيّة للوالدين دي آية نسخ حكمها الحديث‬
‫وأر ّد على ذلك فأقول ‪ :‬يا رجل أال تخجلون وأنتم تقولون ‪ :‬حديث آحاد جمع في القرن الثالث الهجري ينسخ آية من آيات‬
‫كتاب هللا تعالى ؟!!! ‪ ..‬إلى هذه الدرجة تسترخصون كتاب هللا تعالى ؟!!! ‪ ..‬يا رجل األحاديث تأخذ مصداقيّتها من موافقتها‬
‫‪!!! ..‬لدالالت كتاب هللا تعالى ‪ ،‬فكيف إذا ً تجعلونها ناسخةً آليات كتاب هللا تعالى ؟‬
‫يا حبيبي ‪ ،‬هللا تعالى يقول ‪َ (( :‬وأ َ ْن َز ْلنَا إِلَ ْيكَ ال ِذّك َْر ِلتُبَ ِيّنَ لِلنَّ ِ‬
‫اس َما نُ ِ ّز َل إِلَ ْي ِه ْم )) [ النحل ‪ ، ] 44 :‬وال يقول ‪ ( :‬وأنزلنا إليك ‪..‬‬
‫نزل إليهم ) ‪ ،‬أو ‪ ( :‬وأنزلنا إليك الذكر لتكمل للناس ما ّ‬
‫نزل إليهم ) ‪ ..‬اآلية واضحة وصريحة ‪..‬‬ ‫الذكر لتنسخ للناس ما ّ‬
‫تعرفون أنتم‬ ‫والنسخ يا حبيبي ليس بيانا ً ‪ ..‬النسخ إبطا ٌل آليات هللا تعالى وإهما ٌل لها ‪ ،‬ودعوة لعدم ات ّباع أحكامها ‪ ،‬كما ّ‬
‫النسخ‬ ‫‪..‬‬
‫علَ ْيكُ ْم ِإذَا َحض ََر أ َ َح َدكُ ُم ا ْل َم ْوتُ ِإ ْن ت َ َركَ َخيْرا ً ا ْل َو ِصيَّةُ ِل ْل َوا ِل َدي ِْن َو ْاأل َ ْق َر ِبينَ بِا ْل َمع ُْر ِ‬
‫وف‬ ‫وهذه اآلية التي أتيت بها كمثال ‪ُ (( :‬كت َ‬
‫ِب َ‬
‫أولها إلى آخرها و ْهم ناتج عن عدم‬ ‫علَى ا ْل ُمت َّ ِقينَ )) [ البقرة ‪ ، ]180:‬ألكبر دليل على أنَّ مسألة الناسخ والمنسوخ من ّ‬ ‫َحقّا ً َ‬
‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫كتاب‬ ‫دالالت‬ ‫حقيقة‬ ‫إدراك‬ ‫‪..‬‬
‫وقد بيّنت تفسيرها في كتبي وفي برنامج المعجزة الكبرى ‪ ،‬وباختصار شديد أقول ‪ :‬لقد فهموا اآلية الكريمة فهما ً خاطئا ً ‪،‬‬
‫فتصوروا أنَّ الحكم الذي كُتب في هذه اآلية الكريمة مو ّجه لمن يحضره الموت ‪ ،‬ووفق هذا الفهم الخاطئ الذي ما أنزل هللا‬
‫ّ‬
‫آحاد‬ ‫بحديث‬ ‫دالالتها‬ ‫بنسخ‬ ‫قاموا‬ ‫سلطان‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫تعالى‬ ‫‪..‬‬
‫مجردة سليمة لرأيتم أنَّها ال تخاطب من يحضره الموت ‪ ،‬إنّما‬
‫ّ‬ ‫أيّها الشيخ الفاضل لو أنَّكم نظرتم في اآلية الكريمة نظرة تدبّر‬
‫تخاطب المحيطين به ‪ ،‬فالمحيطون به عليهم الشهادة بصدق وأمانه ‪ ،‬والقاضي عليه التنفيذ وفق منهج هللا تعالى ‪ ،‬وأكبر‬
‫علِي ٌم‬
‫َّللاَ سَمِ ي ٌع َ‬ ‫دلي ٍل على ذلك هو اآليتان التاليتان لها مباشرة ‪ (( :‬فَ َم ْن بَ َّدلَهُ بَ ْع َد َما سَمِ عَه ُ فَ ِإنَّ َما إِثْ ُمه ُ َ‬
‫علَى الَّ ِذينَ ي ُبَ ِ ّدلُونَهُ إِنَّ َّ‬
‫ور َرحِ ي ٌم )) [ البقرة ‪ .. ] 182 – 181 :‬وأنا‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫َّللا َ‬
‫علَ ْي ِه ِإنَّ َّ َ‬ ‫وص َجنَفا ً أ َ ْو ِإثْما ً فَأ َ ْ‬
‫صلَ َح بَ ْينَ ُه ْم فَال ِإثْ َم َ‬ ‫(‪ )181‬فَ َم ْن َخ َ‬
‫اف مِ ْن ُم ٍ‬
‫في هذا السياق ال أو ّد الوقوف عن تفاصيل تفسير هذه اآلية الكريمة ‪ ،‬وما أريد قوله هو أنَّ الناسخ والمنسوخ هو في النهاية‬
‫فهم خاطئ لدالالت كت اب هللا تعالى ‪ ،‬ولذلك كما قال الشيخ تتراوح اآليات المنسوخة بين خمس آيات وخمسمائة آية ‪ ،‬وذلك‬
‫سرين ‪ ..‬بمعنى أنَّ الناسخ والمنسوخ ألعوبة يت ّم من خاللها تقرير انتماء أحكام كتاب هللا تعالى‬
‫حسب المفاهيم المختلفة للمف ّ‬
‫سرين وأهوائهم‬ ‫‪ ..‬إلى ساحة العمل والتطبيق أو عدم انتمائها إلى هذه الساحة ‪ ،‬وذلك حسب أمزجة المف ّ‬
‫العيسوي‬ ‫ملهم‬ ‫قال‬ ‫الثانية‬ ‫الحلقة‬ ‫وفي‬ ‫‪:‬‬
‫هناك من يقول ‪ :‬التو ّجه للبيت الحرام بعد المسجد األقصى ليس نسخا ً ‪ ،‬وبيقول ‪ :‬االتجاه نحو بيت المقدس لم يكن ٍ‬
‫بأمر [[‬
‫من هللا تعالى ‪ ،‬وهو قال حديث فيما لم أؤمر فيه بشيء أحب موافقة أهل الكتاب ‪ ،‬تلقّى ( ص ) األمر بالصالة ولم يتلق أين‬
‫النص يقول ‪ :‬وما جعلنا القبلة التي‬
‫ّ‬ ‫االتجاه ‪ ،‬بقوا سبعة عشر شهرا ً يت ّجهون نحو بيت المقدس ‪ ،‬ولكن ليس ٍ‬
‫بأمر من هللا ‪،‬‬
‫بها‬ ‫أمرناك‬ ‫التي‬ ‫القبلة‬ ‫لك‬ ‫جعلنا‬ ‫وما‬ ‫يقل‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫عليها‬ ‫كنت‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬
‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫وأجاب‬ ‫‪:‬‬
‫مرة يستدلّون [[‬ ‫ي ِ ( ص ) أم ال تستدلّون ؟ ‪ّ ،‬‬ ‫إنَّ هؤالء الناس حيّرونا معهم ‪ ،‬من يس ّمى بالقرآنيّين أتستدلّون بسنّة النب ّ‬
‫وأخرى ال يستدلّون ‪ ،‬إذا ً هم ينتقون ‪ ،‬أو يت ّبعون أهواءهم ‪ ،‬أصبح المعروف عندهم منكرا ً والمنكر معروفا ً ‪ ،‬إال ّ ما أُشربوا‬
‫من الهوى إال َّ ما ات ّبعوا فيه أهواءهم ‪ ........‬فنحن نقول إ ّما تستدلّوا بالسنّة وإ ّما ال تستدلّوا ‪ ........‬هنا بقول صاحبنا إيه ‪:‬‬
‫يقول النبي ( ص ) فيما لم أؤمر فيه بشيء أُحب موافقة أهل الكتاب ‪ ،‬يبقى النبي على ح ِ ّد كالم هذا الزاعم تو ّجه إلى بيت‬
‫ي ( ص ) أن ص ِ ّل متو ّجها ً إلى بيت المقدس ‪ ...........‬فنحن‬ ‫خاص منه ‪ ،‬يعني لم يوح هللا َّ‬
‫عز وجل إلى النب ّ‬ ‫ٍّ‬ ‫المقدس بات ّجا ٍه‬
‫النص اللي أنت نسبته للنبي ( ص ) ‪ ،‬أنت جبته منين ‪ ،‬مفيش عندينا نص بقول ‪ :‬قال رسول هللا ( ص ) فيما لم أؤمر‬
‫ّ‬ ‫بنقلو‬
‫فيه بشيء أ ُ ّ‬
‫حب موافقة أهل الكتاب ‪ ،‬مفيش باللفظ كده ‪ ،‬إنّما اللفظ الصحيح ‪ :‬عن ابن عباس رضي هللا عنه قال كان أهل‬
‫الكتاب يسدلون أشعارهم ‪ ،‬وكان المشركون يفرقون رؤوسهم ‪ ،‬وكان رسول هللا ( ص ) يعجبه موافقة أهل الكتاب فيما لم‬
‫يؤمر فيه ‪ ،‬فسدل رسول هللا ( ص ) ناصيته ثم فرق بعد ‪ ،‬يبقى عنده مرحلتان ‪ ،‬عنده مرحلة في مكّة ومرحلة في المدينة ‪،‬‬
‫يبقى كان ( ص ) يحب موافقة أهل الكتاب أين ؟ ‪ ،‬في المدينة وال في مكّة ؟ ‪ ،‬فلما انتقل إلى أهل المدينة أراد أن يوافق أهل‬
‫أي حديث إال ّ إذا كان موافقا ً للقرآن ‪ ،‬وأنت قلت‬
‫الكتاب ألنَّ عندهم شرعا ً ‪ ..........‬رقم ‪ 2‬أنت بتقول يا راجل ‪ :‬أنا ما باخذش ّ‬
‫النص ده في القرآن ؟ ‪ ،‬ده مذهبه‬
‫ّ‬ ‫لي النبي ( ص ) كان يعجبه موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ‪ ،‬فين إللي يوافق‬
‫هو ‪ ............‬النبي ( ص ) حينما تلقّى األمر بالصالة تلقّاه بمكّة وال بالمدينة ‪ ،‬تلقّاه في مكّة ‪ ،‬وال ب ّد من جه ٍة يتو ّجه إليها‬
‫ي‬
‫أي ِ أساس اختار ؟ ‪ ،‬يبقى إ ّما أن يكون هناك وح ٌ‬ ‫أي جه ٍة اختار ؟ ‪ ،‬وعلى ّ‬
‫‪ ،‬طب هل اختار الجهة أم أوحي إليه بها ؟ ‪ ،‬إلى ّ‬
‫يقول له تو ّجه إلى الجهة الفالنيّة ‪ ،‬وإ ّما أن ال يكون هناك وحي واألمر موكو ٌل إلى اختياره ‪ ،‬خلينا نأخذ النقطة الثانية ‪ ،‬لو‬
‫ي‬ ‫أنَّ النبي ( ص ) قال له هللا تعالى صلّي ‪ ،‬ولم يقل له تو ّجه أثناء صالتك إلى ّ‬
‫أي ِ ات ّجاه ‪ ،‬وقال له اختر ما شئت ‪ ،‬اختار النب ّ‬
‫يقره الوحي ‪ ،‬يسكت الوحي‬ ‫ي ِ ( ص ) في اختيارها وإ ّما أن يخطئ ‪ ،‬فإن أصاب ّ‬‫( ص ) جهة ‪ ،‬هذه الجهة إ ّما أن يصيب النب ّ‬
‫عليه ‪ ،‬فإن لم يصب بالتو ّجه إلى جه ٍة أرادها هللا ّ‬
‫عز وجل ينزل الوحي فيقول له ص ّل إلى الجهة الفالنيّة ‪ ،‬ففي ك ِ ّل األحوال‬
‫النهاية حتبقى وحي ‪ ،‬ابتدا ًء أو انتها ًء ‪ ........‬لو كان التو ّجه إلى بيت المقدس باختيار منه وهو يحب أن يتو ّجه إلى بيت‬
‫األول ‪ ،‬ميختار اللي يعجبو ويستريح ‪ ،‬ما فيش حاجة تمنعه ‪ .....‬نطقه وحي وفعله‬‫الحرام ‪ ،‬طب ما دام المسألة اختيار من ّ‬
‫وحي ‪ ،‬إال ّ ما جاء الدليل بأنّه لم ينطق عن الوحي ولم يفعل عن الوحي ‪ .......‬نعم هناك خالف بين أهل العلم ‪ ،‬قد اختلف‬
‫‪ ......... ]] ..‬الناس هل كان النبي ( ص ) بمكة قبل هجرته يصلّي إلى بيت المقدس أم إلى الكعبة‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ ..‬يا أيّها الشيخ الفاضل ‪ ..‬نحن ال ننكر السنّة كما تفترون علينا ‪ ،‬نحن نقول ك ّل رواية توافق كتاب هللا‬
‫تعالى نأخذ بها ‪ ،‬حتى وإن كانت وفق معاييركم ( التي تن ّحي كتاب هللا تعالى جانبا ً ) ليست صحيحة ‪ ،‬وك ّل رواية تتناقض مع‬
‫كتاب هللا تعالى ال نأخذ بها حتى وإن كانت وفق معاييركم ( التي تن ّحي كتاب هللا تعالى جانبا ً ) صحيحة ‪ ..‬كالمنا واضح‬
‫الكفاية‬ ‫فيه‬ ‫بما‬ ‫وأعدناه‬ ‫‪..‬‬
‫ي ( ص ) كان يحب موافقة أهل الكتاب ‪ ،‬فهذا وارد أيّها الشيخ الفاضل في رواياتكم‬ ‫‪ ..‬أ ّما بالنسبة لكون النب ّ‬
‫‪5462‬‬ ‫(‬ ‫البخاري‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬
‫ع ْن ُه َما قَا َل‬
‫َّللاُ َ‬
‫ي َّ‬‫اس َر ِض َ‬ ‫َّللا ع َْن اب ِْن َ‬
‫عبَّ ٍ‬ ‫ع ْب ِد َّ ِ‬
‫َّللا ب ِْن َ‬ ‫ب ع َْن ُ‬
‫عبَ ْي ِد َّ ِ‬ ‫س ْع ٍد َح َّدثَنَا ا ْبنُ ِ‬
‫شهَا ٍ‬ ‫َح َّدثَنَا أَحْ َم ُد ْبنُ يُونُ َ‬
‫س َح َّدثَنَا إِب َْراهِي ُم ْبنُ َ‬
‫ار ُه ْم َوكَانَ‬ ‫س ِدلُونَ أ َ ْ‬
‫شع َ َ‬ ‫ب فِي َما لَ ْم يُ ْؤ َم ْر فِي ِه َوكَانَ أ َ ْه ُل ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ب يَ ْ‬ ‫ب ُم َوافَقَةَ أ َ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫سلَّ َم يُحِ ُّ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ي َ‬‫كَانَ النَّ ِب ُّ‬
‫ق بَ ْعدُ‬ ‫اصيَتَهُ ث ُ َّم فَ َر َ‬ ‫سلَّ َم نَ ِ‬ ‫َو َ‬ ‫علَ ْي ِه‬
‫َ‬ ‫َّللاُ‬
‫َّ‬ ‫صلَّى‬
‫َ‬ ‫س َد َل النَّبِ ُّ‬
‫ي‬ ‫س ُه ْم فَ َ‬ ‫ُر ُءو َ‬ ‫يَ ْف ُرقُونَ‬ ‫ا ْل ُمش ِْركُونَ‬
‫نص هذا الحديث ‪ ،‬إنّما ذكرت معناه ‪ ،‬وما ذكرته صحيح ‪ ،‬وال يخرج عن مراد‬ ‫ويا أيها الشيخ ‪ ،‬أنا في البرنامج لم أقرأ لك َّ‬
‫ي ( ص ) في األمور التي لم ينزل فيها قرآن وقت مسألة ما ‪ ،‬كان ( ص ) يحب موافقة‬ ‫الحديث ‪ ،‬فحسب هذا الحديث ‪ ،‬النب ّ‬
‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫أهل الكتاب في هذه المسألة ‪ ،‬ريثما ينزل الحكم في كتاب هللا تعالى ‪ ..‬والعبارة الواردة في هذا الحديث [[ كَانَ النَّ ِب ُّ‬
‫ي َ‬
‫ب فِي َما لَ ْم يُ ْؤ َم ْر فِي ِه ]] ال يمكن حصرها – كما تريد حضرتك – في مسألة واحدة ال ثاني لها‬‫ب ُم َوافَقَةَ أ َ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫سلَّ َم يُحِ ُّ‬ ‫َ‬
‫‪ ) ..‬هي مسألة فرق الشعر وإسداله ‪ ..‬فالعبارة [[ ِفي َما لَ ْم يُ ْؤ َم ْر فِي ِه ]] صريحة وجليّة في ك ِ ّل ما لم يؤمر فيه ( ص‬
‫صصون األمر هنا ألنَّه ينسف ما‬
‫وفي هذا أكبر دليل على أنَّكم تضعون نتائج من جيوبكم وتبحثون لها عن مقدّمات ‪ ..‬أنتم تخ ّ‬
‫أي ِ مسألة أخرى‬ ‫تذهبون إليه ‪ ،‬مع أنَّ عبارات الحديث واضحة وجليّة ‪ ..‬إنَّ ذهابك بهذا الحديث إلى مسألة الشعر دون ّ‬
‫‪!!! ..‬تنقضه العبارة [[ فِي َما لَ ْم يُ ْؤ َم ْر فِي ِه ]] ‪ ،‬فمن الذي ال ينصاع لقواعد اللغة العربيّة ولمنهجيّة واضحة في البحث ؟‬
‫ي ( ص ) فعله كموافقة ألهل الكتاب فإنّه لم يكن راضيا ً‬ ‫نحن عندما قلنا إنّ االت ّجاه إلى بيت المقدس على الرغم من أنَّ النب ّ‬
‫س َماءِ فَلَنُ َو ِلّيَنَّكَ قِ ْبلَةً ت َ ْرضَا َها فَ َو ِ ّل َوجْ َهكَ َ‬
‫ش ْط َر‬ ‫عنه ‪ ،‬إنّما قلنا ذلك ألنّنا وقفنا عند قوله تعالى ‪ (( :‬قَ ْد نَ َرى تَقَلُّ َ‬
‫ب َوجْ ِهكَ فِي ال َّ‬
‫ا ْل َمس ِْج ِد ا ْلح ََر ِام )) [ البقرة ‪ ، ] 144 :‬فالعبارة (( فَلَنُ َو ِلّيَنَّكَ قِ ْبلَةً ت َ ْرضَا َها )) واضحة وصريحة بأنَّه ( ص ) لم يكن راضيا ً عن‬
‫المقدس‬ ‫بيت‬ ‫إلى‬
‫االت ّجاه‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الكتاب‬ ‫ألهل‬ ‫موافقة‬ ‫اختارها‬ ‫التي‬ ‫الجهة‬ ‫‪..‬‬
‫علَى َ‬
‫ع ِقبَ ْي ِه )) [ البقرة ‪] 143 :‬‬ ‫ِب َ‬‫سو َل مِ َّم ْن يَ ْنقَل ُ‬ ‫وفي قوله تعالى ‪َ (( :‬و َما َجعَ ْلنَا ا ْل ِق ْبلَةَ الَّتِي ُك ْنتَ َ‬
‫علَ ْيهَا إِ َّال ِلنَ ْعلَ َم َم ْن يَتَّبِ ُع ال َّر ُ‬
‫‪ ،‬نرى أكثر من دليل على ص ّحة ما نذهب إليه ‪ ..‬هللا تعالى لم يقل ‪ (( :‬وما جعلنا لك )) أو (( وما جعلنا القبلة التي أمرناك‬
‫‪ ) ..‬بها )) ‪ ..‬فقبلة المسجد األقصى جعلها هللا تعالى ولكن قبل مبعث النبي ( ص‬
‫علَى‬‫ِب َ‬‫سو َل مِ َّم ْن يَ ْنقَل ُ‬ ‫ولو نظرنا في هذه صياغة هذه اآلية الكريمة (( َو َما َجعَ ْلنَا ا ْل ِق ْبلَةَ الَّتِي ُك ْنتَ َ‬
‫علَ ْيهَا إِ َّال ِلنَ ْعلَ َم َم ْن يَت َّ ِب ُع َّ‬
‫الر ُ‬
‫ع ِقبَ ْي ِه )) لرأينا أنَّ صياغتها تؤكّد ص ّحةَ ما نذهب إليه ‪ ..‬ففي قبلة المسجد األقصى لم ت ُذكر صفة الرسالة ‪ ،‬بمعنى أنَّ هللا‬ ‫َ‬
‫تعالى لم يقل ( وما جعلنا القبلة التي كان الرسول عليها ) ‪ ،‬إنّما يقول ج ّل وعال ‪َ (( :‬و َما َجعَ ْلنَا ا ْل ِق ْبلَةَ الَّتِي ُك ْنتَ َ‬
‫علَ ْيهَا )) ‪،‬‬
‫فالصياغة كما نرى تتعلَّق بالجانب الشخصي وليس بجانب الرسالة ‪ ..‬بينما في العبارة التالية لها مباشرةً (( إِ َّال ِلنَ ْعلَ َم َم ْن يَتَّبِ ُع‬
‫سو َل )) جليّة ‪ ،‬بمعنى أنَّ هللا تعالى لم يقل ( إال ّ لنعلم من يت ّبعك‬ ‫سو َل )) نرى الصياغة تتعلَّق بصفة الرسالة ‪ ،‬فكلمة (( َّ‬
‫الر ُ‬ ‫الر ُ‬
‫َّ‬
‫األولى‬ ‫العبارة‬ ‫صياغة‬ ‫في‬ ‫هو‬ ‫كما‬ ‫)‬ ‫‪..‬‬
‫ي ( ص ) ‪..‬‬ ‫علَ ْيهَا )) تصف الجانب الشخصي ‪ ،‬وهو االختيار الشخصي للنب ّ‬ ‫َ‬
‫إذا ً ‪ ..‬العبارة (( َو َما َجعَ ْلنَا ا ْل ِق ْبلَة الَّتِي ُك ْنتَ َ‬
‫سو َل )) تصف جانب الرسالة‬ ‫باختياره للصالة نحو بيت المقدس كموافقة ألهل الكتاب ‪ ،‬بينما العبارة (( إِ َّال ِلنَ ْعلَ َم َم ْن يَت َّ ِب ُع َّ‬
‫الر ُ‬
‫الحرام‬ ‫المسجد‬ ‫نحو‬ ‫باالت ّجاه‬ ‫اإللهي‬ ‫األمر‬ ‫وهو‬ ‫‪..‬‬
‫أيّها الشيخ نحن ال ننطلق من مقدّمات مسبقة الصنع كما تفعلون ‪ ،‬نحن ننطق بما هو جلي في كتاب هللا تعالى ‪ ..‬ومع ك ِ ّل ذلك‬
‫النص القرآني الذي يحمل حكما ً باالت ّجاه نحو بيت المقدس لننسخه‬
‫ّ‬ ‫أعود فأقول لجنابك وجناب الشيخ عالء سعيد ‪ :‬أين هو‬
‫؟‬ ‫تذهبون‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫ولنقركم‬
‫ّ‬ ‫!!!لكم‬ ‫‪..‬‬
‫والمسألة أيّها السادة ليست مسألة أصاب وأخطأ ‪ ،‬كما تقولون ‪ ،‬موافقته ( ص ) ألهل الكتاب يقدّمها على ما يريد هو ‪ ،‬فهو‬
‫ي ِل َم ت ُح ِ َّر ُم َما أ َ َح َّل َّ‬
‫َّللاُ لَكَ ت َ ْبتَغِي‬ ‫سِرون لنا قول هللا تعالى ‪ (( :‬يَا أَيُّهَا النَّبِ ُّ‬ ‫( ص ) ال يملك صالحية العمل بمراده ‪ ،‬وإال َّ كيف تف ّ‬
‫ي )) هو‬ ‫ي ( ص ) (( يَا أَيُّهَا النَّ ِب ُّ‬ ‫ور َرحِ ي ٌم )) [ التحريم ‪ ، ] 1 :‬أال تعني هذه اآلية الكريمة أنَّ النب ّ‬ ‫َّللاُ َ‬
‫غفُ ٌ‬ ‫َم ْرضَاتَ أ َ ْز َو ِ‬
‫اجكَ َو َّ‬
‫َّللاُ لَكَ )) ‪ ،‬وأنّه لم يستطع التشريع حت ّى في بيت الزوجيّة خارج‬ ‫ذاته مطالب بات ّباع منهج الرسالة الذي أُنزل عليه (( َما أ َ َح َّل َّ‬
‫ويحرم خارج دفتي كتاب هللا تعالى ‪ ،‬فلماذا يعاتبه هللا‬
‫ِّ‬ ‫ما حدّده المنهج الذي هو مكلّف بإيصاله إلى الناس ؟ ‪ ..‬فلو كان يحلِّل‬
‫؟‬ ‫الكريم‬ ‫كتابه‬ ‫يحمله‬ ‫ما‬ ‫خارج‬ ‫ذلك‬ ‫يفعل‬ ‫أال َّ‬ ‫ويأمره‬ ‫!!!تعالى‬ ‫‪..‬‬
‫‪ :‬والشيخ عالء سعيد في محاولة للهروب من مستحقّات هذه الحقائق القرآنيّة ‪ ،‬قال في هذا الخصوص‬
‫ك ّل كالم يصدر من رسول هللا ( ص ) ينقسم إلى ثالثة أقسام ‪ ،‬إ ّما أن يتكلّم ( ص ) بالقرآن ‪ ،‬وإ ّما أن يتكلّم ( ص ) بالسنّة [[‬
‫‪ ،‬وإ ّما أن يتكلّم باجتها ٍد أراد به المصلحة ‪ .......‬أن يتكلّم ( ص ) باجتهاده هو ويريد به المصلحة ‪ ،‬مثل حينما دخل المدينة (‬
‫ص ) كما في صحيح مسلم ووجد الناس يؤبّرون النخل ‪ ،‬فقال ( ص ) هال تركتم التأبير وتوكلتم على ربكم ‪ ،‬فتركوا التأبير ‪،‬‬
‫فخرجت الثمار ضعيفة ‪ ،‬فقال لهم أنتم أعلم بأمور دنياكم ‪ .........‬بيقول هذا الرجل إن النبي ( ص ) كان هو باجتهاده ات ّجه‬
‫على بيت المقدس ‪ ،‬إيه دليلك ‪ ،‬على أنه باجتهاده مش بوحي من هللا ‪ ،‬قال ‪ :‬وما جعلنا القبلة التي كنت ‪ ،‬كنت ‪ ،‬كنت ‪ ،‬عليها‬
‫‪ ،‬كنت عليها يعني مش جاية من هللا ‪ ،‬فكيف ستجمع أيها الرجل بين ما تستدل به اآلن وبين قول ربّنا سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إال وحي يوحي ‪ ،‬إن دي لما تيجي كده يبقى معناها‬
‫النفي ‪ ،‬ما النافية أو ال النافية ‪ ،‬يعني ما الرسول إال ّ وحي يوحى ‪ ...........‬وما جعلنا القبلة التي كنت عليها ‪ ،‬هو َ‬
‫ع َّمال‬
‫ماسك بكلمة كنت ‪ ،‬كنت دي يعني من عندك ‪ ،‬طيب اقرأ قوله تعالى ‪ :‬كيف تكفرون باهلل وكنتم أمواتا ً ‪ ،‬كنتم إيه ‪ ،‬أمواتا ً ‪ ،‬هو‬
‫أنت كنت ميت أنت موت نفسك ‪ ،‬متقلي بقا مهي كنت جت ‪ ،‬مش عايز تأخذ كنت ‪ ،‬أهي كنت ‪ ،‬كنتم بأنفسكم أمواتا ً ‪ ،‬يقول‬
‫رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ً‬
‫تعالى ‪ ،‬ومن أعرض عن ذكري فإنَّ له معيشة ضنكا ً ونحشره يوم القيامة أعمى ‪ ،‬قال ّ ِ‬
‫‪ ،‬كنت إيه ؟ ‪ ،‬بصيرا ً ‪ ،‬بصيرا ً بنفسه ؟ ‪ ،‬وإال ّ اللي وهبه البصر هو هللا ؟ ‪ ،‬مهي جت كنت هنا برضو ‪ ،‬أنت بتستدل بكنت دي‬
‫؟‬ ‫إزاي‬ ‫‪.....‬‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ ..‬بالنسبة لكلمة كنت وما تحدّث به الشيخ عالء سعيد ‪ ،‬فإنَّ كالمه دلي ٌل على أنَّ كتاب هللا تعالى عندهم‬
‫ال عالقة له على اإلطالق باألحكام واستنباطها ‪ ،‬هو يقول لي ‪ :‬ما دليلك على أنَّ التو ّجه إلى بيت المقدس هو باجتهاد من‬
‫األدلة الكافية من كتاب هللا تعالى ‪ ،‬وكان من المفروض أن يُو َّجه السؤال‬ ‫النبي ( ص ) وليس بوحي من السماء ‪ ،‬وأنا قدمت‬
‫السماء‬ ‫من‬ ‫بوحي‬ ‫كان‬ ‫إنّما‬ ‫التو ّجه‬ ‫هذا‬ ‫أنَّ‬ ‫أنت‬ ‫دليلك‬ ‫أين‬ ‫‪:‬‬ ‫هو‬ ‫له‬ ‫‪..‬‬
‫ا ْله ََوى )) بأنَّه يشمل ك َّل ما نطق حينما تريدون ذلك ‪ ،‬ثم تعودون ‪..‬‬ ‫ق ع َِن‬‫سِرون قول هللا تعالى (( َو َما يَ ْنطِ ُ‬‫ث َّم كيف تف ّ‬
‫فتقولون ‪ :‬ال ‪ ،‬كالمه ينقسم ثالثة أقسام وإلى آخر ما تقولون ؟!!! ‪ ..‬أين المنهجيّة العلميّة فيما تقولون ؟!!! ‪ ..‬ألم نقل لكم‬
‫ق ع َِن ا ْله ََوى )) تشمل نطقه بالقرآن الكريم وما يتعلّق به من تفصيل وتفسير‬ ‫من البداية إنَّ هذه اآلية الكريمة (( َو َما يَ ْنطِ ُ‬
‫فمرة تجعلون هذه اآلية‬
‫فقط ‪ ،‬أي تشمل نطقه ( ص ) كرسول ‪ ،‬وال تشمل نطقه كنبي وكشخص ‪ ..‬كيف تناقضون أنفسكم ّ‬
‫ومرة تقولون ال ‪ ،‬هناك ما نطق به لمسائل دنيويّة ال عالقة لها بالتشريع ؟‬ ‫ّ‬ ‫‪!!! ..‬تشمل ك َّل ما نطق ‪،‬‬
‫أتصور أخي الحبيب أن تفوتك هذه المسألة البسيطة ؟!!!!!!! ‪ ..‬يا شيخ عالء ‪ ..‬من قال ‪..‬‬
‫َّ‬ ‫أ ّما بالنسبة لكلمة كنت ‪ ،‬فلم أكن‬
‫مرات ورودها ال تعني إال ّ الجبريّة التي ال خيار لإلنسان فيها كما تقول سيادتك ؟!!! ‪ ..‬فهل خطأ امرأة‬
‫إنَّ كلمة كنت في جميع ّ‬
‫العزيز ومراودتها ليوسف عليه السالم عن نفسه ‪ ،‬هل هذا هو جبري من هللا تعالى وال اختيار لها ‪ ،‬بسبب ورود كلمة ((‬
‫ت مِ نَ ا ْل َخاطِ ئِينَ )) [ يوسف ‪ ] 29 :‬؟!!! ‪ ..‬وهل الكافرون‬ ‫ست َ ْغف ِِري ِلذَ ْن ِبكِ ِإنَّكِ ُك ْن ِ‬ ‫ف أَع ِْر ْ‬
‫ض ع َْن َهذَا َوا ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ُك ْن ِ‬
‫ت )) ‪ (( :‬يُو ُ‬
‫ض ُو ُجوهٌ َوتَس َْو ُّد ُو ُجوهٌ فَأ َ َّما الَّذِي َن‬
‫كفروا بسبب جبريّة وال اختيار لهم في ذلك بسبب ورود كلمة (( ُك ْنت ُ ْم )) ‪ (( :‬يَ ْو َم ت َ ْبيَ ُّ‬
‫اب بِ َما ُك ْنت ُ ْم ت َ ْكفُ ُرونَ )) [ آل عمران ‪ ] 106 :‬؟!!! ‪ ..‬يا شيخ عالء ألم تسمع‬ ‫اس َْودَّتْ ُو ُجو ُه ُه ْم أ َ َكفَ ْرت ُ ْم بَ ْع َد ِإي َمانِ ُك ْم فَذُوقُوا ا ْلعَذَ َ‬
‫صلَ ْو َها ا ْليَ ْو َم بِ َما ُك ْنت ُ ْم ت َ ْكف ُ ُرونَ )) [ يـس ‪ ] 64 :‬؟!!! ‪ ..‬وهل أهل الجنّة إنّما دخلوا الجنّة بجبريّة من هللا‬ ‫بقوله تعالى ‪ (( :‬ا ْ‬
‫تعالى بسبب ورود كلمة (( ُك ْنت ُ ْم )) في قوله تعالى (( ا ْد ُخلُوا ا ْل َجنَّةَ ِب َما ُك ْنت ُ ْم ت َ ْع َملُونَ )) [ النحل ‪ .. ] 32 :‬وال أريد اإلطالة‬
‫فاآليات كثيرة ‪ ،‬وقولك يا شيخ عالء عن كلمة كنت ‪ ،‬هو قول ليتك لم تنطق به ‪ ،‬وليتك هربت منه كما هربتم من عرض‬
‫‪ ..‬رواية الدويبة التي أكلت – حسب زعم رواياتكم – جزءا ً من كتاب هللا تعالى‬
‫في كتاب هللا تعالى يا شيخ عالء هناك تعلّق للكينونة بمسائل خلقيّة جبريّة مثل اآليات التي استشهدت بها ‪ ،‬وهناك تعلّق‬
‫باختيار كامل ‪ ،‬مثل قوله تعالى ‪َ (( :‬و َما‬‫ٍ‬ ‫للكينونة بمسائل شرعيّة اختياريّة ساحتها منهج هللا تعالى الذي يتفاعل معه اإلنسان‬
‫ع ِقبَ ْي ِه‬
‫َ‬ ‫علَى‬
‫َ‬ ‫سو َل مِ َّم ْن يَ ْنقَل ُ‬
‫ِب‬ ‫الر ُ‬
‫َّ‬ ‫َم ْن يَتَّبِ ُع‬ ‫علَ ْيهَا إِ َّال ِلنَ ْعلَ َم‬
‫َ‬ ‫ُك ْنتَ‬ ‫َجعَ ْلنَا ا ْل ِق ْبلَةَ الَّتِي‬ ‫‪)) ..‬‬
‫وهنا أقول للسيد ملهم العيسوي عليك هنا وبعد هذا البيان – إن كان كتاب هللا تعالى عندك أكبر من عصبيات المذهب ‪..‬‬
‫هللا‬ ‫قرآن‬ ‫يا‬ ‫هللا‬ ‫[[‬ ‫‪:‬‬ ‫تقول‬ ‫أن‬ ‫عليك‬ ‫–‬ ‫واالنتماء‬ ‫والطائفة‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫العيسوي‬ ‫ملهم‬ ‫ويقول‬ ‫‪:‬‬
‫حندخل في شبهة أُخرى ‪ ،‬هو بقول ‪ :‬إنَّ القرآن ينتمي لعالم األمر ‪ ،‬وهو رو ٌ‬
‫ح من أمر هللا ‪ ،‬وقلنا إنَّ المشيئة ساحتها [[‬
‫عالم الخلق ‪ ،‬وانظر نهاية اآلية ‪ ،‬ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أنّ هللا على ك ِ ّل شيءٍ قدير ‪،‬‬
‫النص القرآني ‪ ،‬ألنّه من عالم األشياء ‪ ،‬من عالم‬ ‫ّ‬ ‫على ك ِ ّل شيءٍ قدير هذه العبارة تؤ ّكِد أنَّ المنسوخ ال يمكن أن يكون من‬
‫قوي جدا ً في الموضوع ‪ ،‬إذا ً الذي نسخ ليس من عالم األمر ‪ ،‬إذا ً هو‬
‫ٌّ‬ ‫والنص القرآني فوق عالم الخلق ‪ ،‬وهذا دلي ٌل‬
‫ّ‬ ‫الخلق ‪،‬‬
‫قرآنيّا ً‬ ‫صا ً‬
‫ن ّ‬ ‫ليس‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫وأجاب‬ ‫‪:‬‬
‫بيقول ‪ :‬الفريق الذي يقول في نسخ يستدل بهذه اآلية ‪ ،‬بيقول اآلية دي ال عالقة لها بنسخ القرآن ‪ ،‬قال ألنه اقرأ في اآلية [[‬
‫كويس ‪ ،‬قال في ختام إنَّ هللا على ك ِ ّل شيء قدير ‪ ،‬بيقول الشيء دي معناها مخلوق ‪ ،‬الشيء دي عنده تساوي مخلوق ‪ ،‬لكن‬
‫القرآن مش مخلوق ‪ ،‬لذلك قال القرآن أمر ‪ ،‬مش خلق ‪ ،‬اسمع كده قال هللا سبحانه وتعالى ‪ :‬أال له الخلق واألمر ‪ ،‬يبقى في‬
‫فرق بين الخلق واألمر ‪ ،‬والقرآن من األمر بدليل قوله تعالى ‪ :‬وكذلك أوحينا إليك روحا ً من أمرنا ‪ ،‬لما يقول ربّنا ‪ :‬إنَّ هللا‬
‫على ك ِ ّل شيءٍ قدير ‪ ،‬الشيء دي يبقى مخلوق ‪ ،‬يبقى مالهاش دعوى باألمر ‪ ،‬وانتم بتتكلموا في اآلية على نسخ األمر‬
‫أوال ً مفيش حاجة اسمها عالم األمر ‪ ،‬ك ّل ما سوى هللا يس ّمى عالَم ‪ ،‬قال هللا تعالى ‪ :‬الحمد هلل ّ‬
‫رب العالمين ‪ ،‬العالمين‬ ‫‪ّ ........‬‬
‫دي جمع عوالم ‪ ،‬عالم مالئكة عالم طيور عالم ‪ ،‬عالم إنس عالم جن ‪ ،‬يبقى العوالم دي مخلوقة وال مش مخلوقة ‪ ،‬عوالم‬
‫مخلوقة ينفع أقول عن األمر وهو مش مخلوق ‪ ،‬ينفع أقول عليها عالم أمر ‪ ،‬مهي عالم دي يعني مخلوق ‪ ،‬أقول عالم لي ‪،‬‬
‫منين عالم ومنين أمر ‪ ،‬منين كلمة عالم دي ؟ ‪ ،‬منين كلمة عالم دي ‪ ،‬مهي مش موجودة في القرآن ‪ ،‬أنا جبتلك كلمة األمر‬
‫من القرآن ‪ ،‬وكذلك أوحينا إليك روحا ً من أمرنا ‪ ،‬مقالش من عالم أمرنا ‪ ،‬أنت جايب عالم دي منين ‪ ،‬عالم دي مخلوق ‪،‬‬
‫وبعدين مين قلك إنّ كلمة شيء تعني مخلوق بس ‪ ،‬مين قال عن كلمة شيء تعني مخلوق فقط ‪ ،‬اسمع واقرأ قول هللا إيه‬
‫يعني كلمة شيء ‪ :‬قل أي شيء أكبر شهادة قل هللا ‪ ،‬يعني اتقال عن ربّنا إنه هو إيه ؟ ‪ ،‬شيء ‪ ،‬هو ربّنا مخلوق ؟ ‪ ،‬ما تقرأ‬
‫أي إيه ؟ ‪ ،‬شيء أكبر شهادة قل هللا ‪ ،‬هو ربّنا شيء ؟ ‪ ،‬ال ن يبقى الشيء دي عالم خلق ؟ ‪،‬‬
‫اآلية في سور األنعام ؟ ‪ ،‬قل ّ‬
‫يبقى هللا خلق ؟ ‪ ،‬يبقى هللا مخلوق ؟ ‪ ،‬مش هو بفسر شيء يعني مخلوق ؟ ‪ ،‬إمال آية األنعام دي حتوديها فين ؟ ‪ ،‬معليش ‪،‬‬
‫كلمة شيء إيه معناها ؟ ‪ ،‬شيء دي إيه م عناها ؟ ‪ ،‬أنا عايز أقول افتح لسان العرب ‪ ،‬حتالقي كلمتين جنب بعض في كلمة‬
‫شيء ‪ ،‬الشيء معلوم ‪ ،‬الشيء إيه ؟ معلوم ‪ ،‬لذلك أهل السنّة ‪ ،‬عندما فسروا كلمة الشيء قالوا إيه شيء ؟ ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ك ّل‬
‫شيء يعلم أو يؤول للعلم ‪ ،‬هل ربّنا يُعلم عنه شيء ؟ ‪ ،‬هل القرآن يُعلم عنه شيء ؟ ‪ .......‬يبقى ك ّل شيء يعلم ده اسمه‬
‫شيء ‪ ،‬مدخلناش في الخلق ‪ ،‬هاتلي كلمة الشيء تساوي كلمة الخلق ‪ ،‬إنّما الشيء بمعنى ما يُعلم أو ما يؤول للعلم ‪ ،‬قال هللا‬
‫في القرآن الكريم ‪ :‬هل أتى على اإلنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئا ً مذكورا ً ‪ ،‬يبقى كان شيء غير مذكور ‪ ،‬وربّنا جعله شيئا ً‬
‫مذكورا ً ‪ ،‬الشيء منه المذكور ومنه غير المذكور ‪ ،‬هو ممكن يقول ‪ :‬هللا يقول في القرآن الكريم ‪ :‬هللا خالق كل شيء ‪ ،‬آه‬
‫مهي المخلوقات ت ُعلَم ‪ ،‬هللا ال يس ّمى بالشيء وال يُوصَف بالشيء ‪ ،‬إنما قال العلماء يُخبر عنه بكلمة شيء ‪ ،‬وباب األخبار‬
‫أوسع من باب األسماء والصفات ‪ ،‬هللا ال يس ّمى بالشيء ‪ ،‬ما ييجيش واحد يس ّمي نفسه عبد الشيء ‪ ،‬ربّنا يُخبر عنه انَّه‬
‫شيء ‪ ،‬بمعنى إيه انّه شيء ؟ ‪ ،‬بمعنى يُعلَم ‪ ،‬وده من باب اإلخبار وليس من باب األسماء وال الصفات ‪ ..........‬هو بقول ‪:‬‬
‫سرها غلط ‪ ،‬كلمة شيء معناها ما يعلم أو ما يؤول إلى العلم ‪،‬‬ ‫إنَّ هللا على ك ّل شيء قدير ‪ ،‬نحن بنقله عن كلمة شيء امف ّ‬
‫رب العالمين بأنَّه شيء في قوله سبحانه وتعالى ‪ :‬قل أي شيء أكبر شهادة قل هللا شهي ٌد بيني وبينكم ‪ ،‬هنا‬
‫بدليل أنه قيل عن ّ‬
‫في نقطة أحيانا ً تيجي في القرآن الكريم كلمة شيء ‪ ،‬هللا خالق كل شيء ‪ ،‬خلق نفسه ؟ ‪ ،‬هو ربّنا خالق وال ّ مخلوق ؟ ‪ ،‬يبقى‬
‫هللا خالق ك ّل شيء يعني خالق ما سواه ‪ ،‬إمال كل دي يعني إيه ‪ ،‬كل دي بعالم المخلوقات ‪ ،‬خالق كل إيه ؟ ‪ ،‬كل شيء من‬
‫المخلوقات ‪ ،‬لكن هو ماله ؟ ‪ ،‬هو خالق ‪ ،‬وده إللي بنسميه عند العلماء اسمه تخصيص بالعقل ‪ ،‬اآلية عامة ‪ ،‬كل دي من‬
‫ألفاظ العموم عند األصوليين خصصناها بإيه ؟ ‪ ،‬بالعقل ‪ ،‬هو ربّنا بقول ‪ :‬هللا خالق كل شيء يعني خلق نفسه ؟ ‪ ،‬ال مش‬
‫معناها كده ‪ ،‬بص بقا العموم اللي يراد به الخصوص زي قول هللا تعالى ‪ :‬فتفقد الطير فقال ما لي ال أرى الهدهد أم كان من‬
‫الغائبين ‪ ،‬ألعذبنه عذابا ً شديدا ً أو ألذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين ‪ ،‬فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به فجئتك من‬
‫سبأ بنبأ يقين ‪ ،‬إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ‪ ،‬كان عندها كمبيوتر ؟ ‪ ،‬كان عندها نت ؟ ‪ ،‬كان عندها دش ؟‬
‫‪ ،‬إمال إيه يعني كل شيء دي ؟ ‪ ،‬قال ‪ :‬من ك ِ ّل شيء تحتاجه الملوك ‪ ،‬وده اللي اسمه في العام أريد به الخصوص ‪ ،‬يبقى إذا ً‬
‫عايزين نقول ‪ :‬أنت بنيت كالمك على كل شيء ‪ ،‬وكلمة شيء مش معناها مخلوق ‪ ،‬كلمة شيء معناها ما يُعلَم ‪ ،‬أو ما يؤول‬
‫للعلم ‪ ،‬وقد قيل عن رب العالمين اخبر عنه بأنه شيء كما في سورة األنعام ‪ ،‬احنا مش سامعين في الحلقات كان بيقول إيه ‪،‬‬
‫قال هات اآلية اللي قبليها ‪ :‬ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب وال المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم وهللا يختص‬
‫برحمته من يشاء وهللا ذو الفضل العظيم ‪ ،‬ما ننسخ ‪ ،‬قلك ما ننسخ من آية يعني نسخ التوراة واإلنجيل ‪ ،‬أقلك على حاجة ‪،‬‬
‫التوراة كالم مين ؟ ‪ ،‬كالم هللا ‪ ،‬والقرآن كالم مين ؟ ‪ ،‬كالم هللا ‪ ،‬يبقى التوراة عالم خلق وال عالم أمر ؟ ‪ ،‬على كالمه ‪ ،‬أنا‬
‫مرة تفسر هالي عن هي‬ ‫مقلش عالم ‪ ،‬التوراة أمر وال ّ خلق ؟ ‪ ،‬أمر من هللا ‪ ،‬واإلنجيل ؟ ‪ ،‬أمر من هللا ‪ ،‬لما تيجي تقلي ّ‬
‫مرة تقلي كلمة شيء متعنيش األمر ‪ ،‬ل ّما اإلنجيل والتوراة أمر ‪ ،‬اإلنجيل والتوراة مش خلق ‪ ،‬أنت بقا‬
‫اإلنجيل والتوراة ‪ ،‬و ّ‬
‫سر اآلية إزاي ؟‬ ‫‪ . ]] ..‬بتقول بقا خلق ؟ ‪ ،‬وال ّ بتقول توراة وإنجيل ؟ ‪ ،‬وال ّ أنت بتف َّ‬
‫أوال ً مفيش حاجة اسمها عالم األمر ‪ ،‬ك ّل ما سوى هللا يس ّمى ‪..‬‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬من أين أتيت أيّها السيّد بمقولة [[ ّ‬
‫رب العالمين ‪ ،‬العالمين دي جمع عوالم ‪ ،‬عالم مالئكة عالم طيور عالم ‪ ،‬عالم إنس عالم جن‬ ‫عالَم ‪ ،‬قال هللا تعالى ‪ :‬الحمد هلل ّ‬
‫ب ا ْلعَالَمِ ينَ )) ‪ ،‬يا‬ ‫]] ؟!!! ‪ ..‬أيّها الشيخ كيف تقول ‪ :‬ك ّل ما سوى هللا تعالى يس ّمى عالما ً ‪ ،‬محت ّجا ً بقوله تعالى (( ا ْلح َْم ُد ِ َّ ِ‬
‫ّلِل َر ّ ِ‬
‫رب العالم ؟!!! ‪ ..‬فكيف إذا ً ك ّل ما هو سوى هللا تعالى عالم ؟‬ ‫رب العالمين ولم يقل ّ‬ ‫‪!!! ..‬أستاذ هللا تعالى يقول ّ ِ‬
‫ب ا ْلعَالَمِ ينَ ‪..‬‬ ‫اركَ َّ‬
‫َّللاُ َر ُّ‬ ‫ولماذا ال يُوجَد عالم أمر ؟ ‪ ..‬ألم يضع هللا تعالى األمر في مقابل الخلق ؟ ‪ (( ..‬أَال لَهُ ا ْل َخ ْل ُ‬
‫ق َو ْاأل َ ْم ُر تَبَ َ‬
‫ب ا ْلعَالَمِ ينَ )) تشير إلى أنَّ الخلق عالم ‪ ،‬واألمر عالم ‪ ،‬وهللا‬ ‫اركَ َّ‬
‫َّللاُ َر ُّ‬ ‫)) [ األعراف ‪ .. ] 54 :‬أليست العبارة األخيرة (( تَبَ َ‬
‫ق )) ‪َ (( ،،‬و ْاأل َ ْم ُر )) بأل تعريف ومعطوفتين على بعض قبل هذه‬ ‫رب هذه العوالم ‪ ..‬أليس ورود كلمتي (( ا ْل َخ ْل ُ‬ ‫تعالى هو ّ‬
‫صة‬‫ب ا ْلعَالَمِ ينَ )) يؤكّد أنّنا أمام عالمين مختلفين ‪ ،‬لك ٍ ّل منه نواميسه الخا ّ‬ ‫‪ ..‬العبارة مباشرة (( تَبَ َ‬
‫اركَ َّ‬
‫َّللاُ َر ُّ‬
‫ث َّم كيف تستغرب أن نقول بناء على هذه اآلية الكريمة وغيرها بأنّه هناك عالم مستقل هو عالم األمر ‪ ،‬وال تستغرب قولك ‪..‬‬
‫بأنَّ المالئكة عالم والطيور عالم واإلنس عالم والجن عالم ؟!!! ‪ ..‬أيّها الشيخ كلمة عالَم لم ت ُذكَر وال ّ‬
‫مرة في كتاب هللا تعالى ‪،‬‬
‫ألي ِ عالم ‪ ،‬ونحن عندما نقول عالم األمر إنّما نتكلّم بمصطلح لتقريب المسألة إلى‬
‫ال لعالم األمر ‪ ،‬وال لعالم الخلق ‪ ،‬وال ّ‬
‫الخلق‬ ‫عالم‬ ‫عن‬ ‫تميّزه‬ ‫التي‬ ‫نواميسه‬ ‫له‬ ‫العالم‬ ‫هذا‬ ‫وبأنَّ‬ ‫‪،‬‬ ‫األذهان‬ ‫‪..‬‬
‫إنَّ إطالق مصطلح عالم األمر هو مسألة أكثر ص ّحة من إطالق كلمة عالم على الطيور وعلى اإلنس وعلى المخلوقات ‪ ،‬كون‬
‫المشترك الخلقي بين هذه األشياء كبير ‪ ،‬وكونها كلّها في عالم واحد هو عالم الخلق ‪ ،‬بينما عالم األمر هو عالم له نواميسه‬
‫تماما ً‬ ‫المستقلّة‬ ‫‪..‬‬
‫أليس الروح مسألة مستقلّة بذاتها عن عالمنا المادّي المحسوس ؟ ‪ ..‬ومن األدلّة على ذلك وروده بأل التعريف ‪.. (( :‬‬
‫ح مِ ْن أ َ ْم ِر َر ِبّي )) [ اإلسراء ‪ .. ] 85 :‬أليس القرآن الكريم ِ‬
‫وصف بالروح حتى في هذه اآلية‬ ‫وح قُ ِل ُّ‬
‫الرو ُ‬ ‫َويَسْأَلونَكَ ع َِن ُّ‬
‫الر ِ‬
‫الكريم‬ ‫بالقرآن‬ ‫مباشرة‬ ‫لها‬ ‫التالية‬ ‫اآليات‬ ‫تعلّق‬ ‫بدليل‬ ‫ذاتها‬ ‫‪:‬‬
‫شئْنَا لَنَ ْذ َهبَنَّ ِبالَّذِي أ َ ْو َح ْينَا إِلَ ْيكَ ث ُ َّم ال ((‬ ‫ح مِ ْن أ َ ْم ِر َر ِبّي َو َما أُوتِيت ُ ْم مِ نَ ا ْل ِع ْل ِم إِ َّال قَلِيالً (‪َ )85‬ولَئ ِْن ِ‬
‫الرو ُ‬ ‫وح قُ ِل ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫َويَسْأَلونَكَ ع َِن ُّ‬
‫علَى أ َ ْن يَأْت ُوا‬ ‫س َوا ْل ِجنُّ َ‬ ‫األ ْن ُ‬
‫ت ِْ‬ ‫علَ ْيكَ َكبِيراً) (‪ )87‬قُ ْل لَئ ِِن اجْ ت َ َمعَ ِ‬ ‫ضلَهُ كَانَ َ‬ ‫علَ ْينَا َوكِيالً (‪ )86‬إِ َّال َرحْ َمةً مِ ْن َر ِبّكَ إِنَّ فَ ْ‬ ‫ت َ ِج ُد لَكَ بِ ِه َ‬
‫آن مِ ْن ُك ِ ّل َمث َ ٍل فَأَبَى أ َ ْكث َ ُر‬
‫اس فِي َهذَا ا ْلق ُ ْر ِ‬ ‫ظ ِهيرا ً (‪َ )88‬ولَقَ ْد ص ََّر ْفنَا لِلنَّ ِ‬ ‫ْض َ‬ ‫آن ال يَأْت ُونَ ِبمِ ثْ ِل ِه َولَ ْو كَانَ بَ ْع ُ‬
‫ض ُه ْم ِلبَع ٍ‬ ‫ِبمِ ثْ ِل َهذَا ا ْلقُ ْر ِ‬
‫‪89‬‬ ‫–‬ ‫‪85‬‬ ‫‪:‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫إِ َّال‬ ‫النَّ ِ‬
‫اس‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫))‬ ‫ُكفُورا ً‬
‫من هنا أطلقنا اسم عالم األمر على العال م المقابل لعالم الخلق ‪ ،‬وعالم األمر ينتمي إليه القرآن الكريم فقط من بين الكتب ‪..‬‬
‫السماويّة ‪ ..‬ومن متعلّقات انتماء القرآن الكريم لعالم األمر أنَّه صياغة لغويّة من قِبَل هللا تعالى ‪ ،‬بمعنى يحمل من الدالالت بما‬
‫يتناسب مع صفات هللا تعالى ‪ ،‬ولذلك فالقرآن الكريم له عمق التأويل الذي ال يعلمه إال َّ هللا تعالى ‪ ،‬وال يأتي هذا العمق إال َّ في‬
‫اآلخرة ‪ ،‬وهذه ميّزة يمتاز بها عن الكتب السماويّة األُخرى ‪ ،‬وهي ناتجة عن كونه ينتمي لعالم األمر ‪ ،‬ولذلك فصفة الروح‬
‫وصفة الكوثر إضافة إلى كلمة القرآن كاسم ذات واسم صفة ‪ ،‬هي مسائل يمتاز بها القرآن الكريم عن الكتب السماويّة‬
‫األُخرى‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬ولتقريب الصورة لهم نقول ‪ :‬كلمة النور بأل التعريف لم ترد بالنسبة للرساالت السماويّة إال ّ للقرآن الكريم ‪..‬‬
‫ور الَّذِي أ ُ ْن ِز َل َمعَهُ أُولَئِكَ ُه ُم ا ْل ُم ْف ِل ُحونَ )) [ األعراف ‪(( 157 :‬‬
‫] فَالَّ ِذينَ آ َمنُوا ِب ِه َوع ََّز ُروهُ َونَص َُروهُ َواتَّبَعُوا النُّ َ‬
‫َخبِي ٌر )) [ التغابن ‪(( 8 :‬‬ ‫َّللاُ بِ َما ت َ ْع َملُونَ‬ ‫ور الَّذِي أ َ ْن َز ْلنَا َو َّ‬‫سو ِل ِه َوالنُّ ِ‬
‫اّلِل َو َر ُ‬ ‫] فَآمِ نُوا بِ َّ ِ‬
‫ونحن ال نتحدث عن مسألة اإلخراج من الظلمات إلى النور على يد الرسل عليهم السالم ‪ ،‬والتي وردت في الرساالت ‪..‬‬
‫السابقة ‪ ،‬وفي الرسالة الخاتمة ‪ ،‬نحن نتحدث عن صفة النور كصفة لكتاب هللا تعالى ‪ .....‬إذا ً ‪ ( ..‬النور ) ( بأل التعريف )‬
‫إنزاال ً من عند هللا تعالى ‪ ،‬لم يصف إال ّ القرآن الكريم ‪ ..‬فصفة النور اكتملت في كتاب هللا تعالى ( القرآن الكريم ) ‪..‬هذه الصفة‬
‫التي يتميّز بها القرآن الكريم عن باقي الكتب السماويّة ‪ ،‬ناتجة عن كون القرآن الكريم ال ينتمي لعالم الخلق وينتمي لعالم‬
‫األمر ‪ ..‬ولو عدنا إلى كتاب هللا تعالى لرأينا أنَّ النور ُجع َل جعالً ‪ ،‬ولم يُخلَقْ خلقا ً كخلق السماوات واألرض ‪ ..‬وفي اآليات‬
‫الحقيقة‬ ‫لمعرفة‬ ‫إرادة‬ ‫ذرةَ‬ ‫يملك‬ ‫لمن‬ ‫برهانٌ‬ ‫التالية‬ ‫الكريمة‬ ‫‪..‬‬
‫((‬ ‫‪1‬‬ ‫‪:‬‬ ‫األنعام‬ ‫[‬ ‫ور‬‫ت َوالنُّ َ‬
‫))‬ ‫َو َجعَ َل ال ُّ‬
‫ظلُ َما ِ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْرضَ‬‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬‫ق ال َّ‬ ‫َخلَ َ‬ ‫ّلِل الَّذِي‬ ‫] ا ْلح َْم ُد ِ َّ ِ‬
‫((‬ ‫‪40‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النور‬ ‫[‬ ‫))‬ ‫ور‬‫نُ ٍ‬ ‫لَه ُ مِ ْن‬ ‫لَهُ نُورا ً فَ َما‬ ‫َّللاُ‬
‫َّ‬ ‫يَجْ عَ ِل‬ ‫لَ ْم‬ ‫َو َم ْن‬ ‫]‬
‫ْس بِ َخ ِارجٍ مِ ْنهَا )) [ األنعام ‪(( 122 :‬‬ ‫ت لَي َ‬ ‫اس َك َم ْن َمثَلُهُ فِي ال ُّ‬
‫ظل ُ َما ِ‬ ‫] أ َ َو َم ْن كَانَ َميْتا ً فَأَحْ يَ ْينَاهُ َو َجعَ ْلنَا لَه ُ نُورا ً يَ ْمشِي بِ ِه فِي النَّ ِ‬
‫األي َمانُ َولَك ِْن َجعَ ْلنَاهُ نُورا ً نَ ْهدِي بِ ِه َم ْن نَشَا ُء مِ ْن ِعبَا ِدنَا )) ((‬ ‫َو َكذَ ِلكَ أ َ ْو َح ْينَا إِلَ ْيكَ ُروحا ً مِ ْن أ َ ْم ِرنَا َما ُك ْنتَ تَد ِْري َما ا ْل ِكت َ ُ‬
‫اب َوال ْ ِ‬
‫‪52‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الشورى‬ ‫[‬ ‫]‬
‫َّللاُ َ‬
‫غفُو ٌر ((‬ ‫شونَ ِب ِه َويَ ْغف ِْر لَ ُك ْم َو َّ‬‫سو ِل ِه يُ ْؤتِكُ ْم ِك ْفلَي ِْن مِ ْن َرحْ َمتِ ِه َويَجْ عَ ْل لَ ُك ْم نُورا ً ت َ ْم ُ‬ ‫يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا اتَّقُوا َّ‬
‫َّللاَ َوآمِ نُوا ِب َر ُ‬
‫‪28‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الحديد‬ ‫[‬ ‫))‬ ‫َرحِ ي ٌم‬ ‫]‬
‫النص القرآني ‪ ..‬والقرآن الكريم ‪..‬‬ ‫ِّ‬ ‫النور يُوضع مقابل الخلق ويجعل جعالً وال يُخلق خلقا ً ‪ ،‬وهذا ليس مصادفة في صياغة‬
‫هو الكتاب السماوي الوحيد الذي يوصف بهذه الصفة بأل التعريف ‪ ،‬والقرآن الكريم لم يخلقه هللا تعالى عربيّا ً ‪ ،‬إنّما جعله هللا‬
‫تعالى عربيّا ً (( ِإنَّا َجعَ ْلنَاهُ ق ُ ْرآنا ً ع ََر ِبيّا ً لَعَلَّ ُك ْم ت َ ْع ِقلُونَ )) [ الزخرف ‪ .. ] 3 :‬والقرآن الكريم يوصف بالروح ‪ ،‬والروح من عالم‬
‫األمر ‪ ،‬وعالم األمر يُوضَع مقابل عالم الخلق ‪ ..‬ك ُّل ذلك أدلّة دامغة لمن يحمل في قلبه ولو ّ‬
‫ذرة اعتبار لكتاب هللا تعالى ‪ ،‬بأ َّن‬
‫‪ ..‬القرآن الكريم فوق عالم الخلق ‪ ،‬وفوق نواميسه ‪ ،‬وله خصوصيّته التي تميّزه حت ّى عن الكتب السماويّة األُخرى‬
‫ونحن عندما وضعنا موازنة بين الشيئيّة وعالم الخلق ‪ ،‬لم نأت بذلك من جيوبنا ‪ ،‬أبدا ً ‪ ،‬لقد استنبطت بفضل هللا تعالى ذلك ‪..‬‬
‫من كتاب هللا تعالى ذاته ‪ ..‬ففي التفريق بين اإلرادة والمشيئة وصلت إلى نتيجة ال مجال في هذا السياق لشرحها ‪ ،‬هذه‬
‫النتيجة هي أنَّ ك َّل مشتقّات الجذر ( ش ‪ ،‬ي ‪ ،‬أ ) في كتاب هللا تعالى تتعلّق بمسائل إ ّما من عالم الخلق أو لها إسقاطاتها‬
‫القدَر‬ ‫‪:‬‬ ‫كتابي‬
‫صل في‬ ‫‪ ..‬وتعلّقها في عالم الخلق ‪ ،‬هذه حقيقة بيّنتها بشك ٍل مف َّ‬
‫ش ْيءٍ َخلَ ْقنَاهُ بِقَد ٍَر )) [ القمر ‪ ] 49 :‬يبيّن أنَّ ك َّل شيء هو مخلوق (( َخلَ ْقنَاهُ )) ‪ ،‬بمعنى ينتمي ‪..‬‬ ‫أليس قوله تعالى (( إِنَّا ُك َّل َ‬
‫ش ْيءٍ َخلَ ْقنَا َز ْو َجي ِْن لَعَلَّكُ ْم ت َ َذك َُّرونَ )) [ الذاريات ‪ ] 49 :‬يؤ ّكِد ذات الحقيقة ‪..‬‬
‫لعالم الخلق ‪ ..‬أليس قوله تعالى (( َومِ ْن ُك ِ ّل َ‬
‫شيْئا ً )) [ النحل ‪ ، ] 78 :‬دليالً على ص ّحة ما نذهب إليه ؟ ‪..‬‬ ‫ون أ ُ َّمهَاتِكُ ْم ال ت َ ْعلَ ُمونَ َ‬
‫ط ِ‬‫َّللاُ أ َ ْخ َر َج ُك ْم مِ ْن بُ ُ‬
‫أليس قوله تعالى (( َو َّ‬
‫هللا تعالى لم يقل ( وهللا أخرجكم من بطون أ ّمهاتكم ال تعلمون أمرا ً ) ألنّنا يا شيخ عالء نُولَد وفينا من الفطرة النقيّة التي فطر‬
‫هللا تعالى الناس عليها ‪ ،‬وهي من الروح الذي ينفخه هللا تعالى في ك ِ ّل مولود ‪ ،‬وهذا الروح وهذه الفطرة هي األفكار الفطريّة‬
‫المجردة عن األشياء ‪ ،‬وبعد والدتنا يبدأ إدراكنا للصور الحسيّة المخلوقة في هذا العالم ‪ ،‬عالم األشياء عالم الخلق ‪ ،‬ولذلك‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫ون أ َّمهَاتِ ُك ْم ال ت َ ْعلَ ُمونَ َ‬
‫شيْئا ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ أ ْخ َر َجكُ ْم مِ ْن بُط ِ‬
‫شيْئا ً )) وليس كلمة ( أمرا ً ) في قوله تعالى ‪َ (( :‬و َّ‬
‫‪ )) ..‬نرى كلمة (( َ‬
‫وأنا اآلن أطالب الشيخ الفاضل بالدليل القرآني على تعريفه للشيء بأنَّه ‪ :‬ما يُعلم أو ما يؤول إلى علم ‪ ..‬طبعا ً هذا التعريف‬
‫يكون صحيحا ً في حال حمل العلم على المشاهدة الزمانيّة المكانيّة في عالم الخلق ‪ ،‬وإمكانيّة وقوعها ‪ ،‬وهو ليس صحيحا ً‬
‫وصفاتها‬ ‫اإللهيّة‬ ‫وكالذات‬ ‫‪،‬‬ ‫األمر‬ ‫كعالم‬ ‫‪،‬‬ ‫الخلق‬ ‫عالم‬ ‫فوق‬ ‫هو‬ ‫لما‬ ‫اإلطالق‬ ‫على‬ ‫‪..‬‬
‫وأقول للشيخ عالء سعيد ‪ :‬يا حبيبي قولك ‪ [[ :‬اسمع واقرأ قول هللا إيه يعني كلمة شيء ‪ :‬قل أي شيء أكبر شهادة قل هللا ‪،‬‬
‫يعني اتقال عن ربّنا إنه هو إيه ؟ ‪ ،‬شيء ‪ .. ]] ..‬هو قول أهل السنّة الذي تريدون فرضه على األ ّمة ‪ ،‬وهو قول مغلوط من‬
‫أوله إلى اآلخرة ‪ ..‬لماذا يا شيخ عالء لم تكمل اآلية الكريمة التي نطقت بها ‪ ،‬أي لماذا وقفت عند كلمة هللا ج ّل وعال ؟!!! ‪..‬‬ ‫ّ‬
‫ش ِهي ٌد بَ ْينِي‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ش ْيءٍ أ َ ْكبَ ُر َ‬
‫شهَا َدةً قُ ِل َّ‬ ‫ي َ‬ ‫النص هو ‪ (( :‬قُ ْل أ َ ُّ‬
‫َّ‬ ‫أنت قلت ‪ [[ :‬قل أي شيء أكبر شهادة قل هللا ]] ‪ ،‬مع العلم أنَّ‬
‫َّللاُ )) ‪ ،‬وتهرب من النطق بخبره وهو‬ ‫َوبَ ْينَ ُك ْم )) [ األنعام ‪ .. ] 19 :‬لماذا يا شيخ عالء تقف عند المبتدأ وهو لفظ الجاللة (( َّ‬
‫علوا ً كبيرا ً هو‬
‫ش ِهي ٌد )) ؟!!! ‪ ..‬هذا حرام ‪ ،‬وعيب ‪ ..‬ومن قال بأنَّ هذه اآلية الكريمة تد ُّل على أنَّ هللا تعالى عن ذلك ّ‬
‫كلمة (( َ‬
‫شيء ‪ ،‬أو يس ّمى بالشيء أو يُخبَر عنه بالشيء ‪ ..‬هل رأيت يا شيخ عالء كيف أنَّ المنهج التراثي الجمعي الذي ين ّحي العقل‬
‫‪ ..‬تماما ً ‪ ،‬ال يستطيع النظر إلى كتاب هللا تعالى إال َّ من منظار أقوال بعض السابقين‬
‫مرسوم ( غير مقدَّر ) في كتاب هللا تعالى ‪.. ،‬‬
‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫ش ْيءٍ أ َ ْكبَ ُر َ‬
‫شهَا َدةً )) ‪ ،‬ال ب ّد لها من جوا ٍ‬ ‫وقولكم إنّ العبارة القرآنيّة (( ق ُ ْل أ َ ُّ‬
‫ي َ‬
‫ش ِهي ٌد بَ ْينِي َوبَ ْينَكُ ْم )) ‪ ..‬هذا القول ‪ ،‬ال دليل عليه ‪ ..‬فالجواب الذي تريدونه ُمستق ٌّل عن‬ ‫وأنّ جوابها هو العبارة (( قُ ِل َّ‬
‫َّللاُ َ‬
‫العبارة الثانية ‪ ،‬ويُقدَّر تقديرا ً ‪ ..‬وإن كنتم تستغربون تقدير الجواب ‪ ،‬نقول لكم أين الجواب المرسوم في القرآن الكريم‬
‫التالية‬ ‫القرآنيّة‬ ‫للصورة‬ ‫‪..‬‬
‫((‬ ‫‪45‬‬ ‫‪:‬‬ ‫يـس‬ ‫[‬ ‫َخ ْلفَ ُك ْم لَعَلَّ ُك ْم ت ُْر َح ُمونَ‬
‫))‬ ‫] َو ِإذَا قِي َل لَ ُه ُم اتَّقُوا َما بَ ْينَ أ َ ْيدِي ُك ْم َو َما‬
‫شهَا َدةً )) ‪ ،‬هو من جهة أنَّ الجواب معلو ٌم بالفطرة ‪ ،‬ومن ‪..‬‬ ‫ش ْيءٍ أ َ ْكبَ ُر َ‬
‫ي َ‬ ‫وما دفَعَنا إلى تقدير جواب العبارة األولى (( قُ ْل أ َ ُّ‬
‫ش ْيءٍ َوه َُو ا ْل َواحِ ُد ا ْلقَ َّها ُر )) [ الرعد ‪ .. ] 16 :‬فلو كان هللا تعالى شيئا ً ‪،‬‬ ‫ق ُك ِ ّل َ‬ ‫جه ٍة أُخرى هو قوله تعالى ‪ (( :‬قُ ِل َّ‬
‫َّللاُ َخا ِل ُ‬
‫‪ ..‬ويُس َّمى باسم الشيء ‪ ،‬كما تزعمون ‪ ،‬لكان ج ّل وعال خالقا ً لذاته ‪ ،‬وبالتالي لكان سبحانه وتعالى مخلوقا ً ‪ ،‬وهذا محال‬
‫ويا حبيبي ‪ ..‬لسان العرب وغيره من قواميس اللغة ليس ح ّجة على كتاب هللا تعالى ‪ ،‬أنتم تتخيّلون أنَّ ما تحمل اللفظة في ‪..‬‬
‫كتاب هللا تعالى من دالالت ال يتعدى ما هو مسطور في قواميس اللغة ‪ ،‬وهذا هو أساس المشكلة عندكم ‪ ..‬فاآلية الكريمة التي‬
‫شيْئا ً َم ْذكُورا ً )) [ اإلنسان ‪ ، ] 1 :‬ال تفيدكم في إثبات ص ّحة‬
‫ان حِ ي ٌن مِ نَ ال َّد ْه ِر لَ ْم يَ ُك ْن َ‬
‫س ِ‬ ‫استشهدت بها ‪َ (( :‬ه ْل أَتَى َ‬
‫علَى ْاإل ْن َ‬
‫ما تذهبون إليه ‪ ..‬فقول جنابك ‪ [[ :‬يبقى كان شيء غير مذكور ‪ ،‬وربّنا جعله شيئا ً مذكورا ً ]] ‪ ،‬ماذا يفيد في إثبات داللة‬
‫؟‬ ‫علم‬ ‫إلى‬ ‫يؤول‬ ‫ما‬ ‫أو‬ ‫يُعلَم‬ ‫ما‬ ‫بأنَّه‬ ‫!!!الشيء‬ ‫‪..‬‬
‫صص بالعقل‬ ‫عموم ُخ ِ ّ‬
‫ٍ‬ ‫ش ْيءٍ )) [ الزمر ‪ ، ] 62 :‬بأنَّه كالم‬ ‫َّللاُ َخا ِل ُ‬
‫ق ُك ِ ّل َ‬ ‫أ َّما بالنسبة لما قاله الشيخ عالء بأنَّ قوله تعالى ‪َّ (( :‬‬
‫‪ ،‬بمعنى أنَّه خلق ك َّل األشياء ما عدا شيئا ً واحدا ً هو ذاته ‪ ،‬هذا الكالم أكبر دليل على أنَّ تعريفنا لكلمة شيء هو حق مستنبَط‬
‫‪ ..‬من كتاب هللا تعالى ‪ ،‬وأنَّ تعريفكم هو باطل ال وجود له إال َّ في العصبيّات التي ال يه ّمها إال َّ الدفاع عن أصنام التاريخ‬
‫صصه العقل – كما تتفضَّل – إنّما ال يُذكَر‬ ‫يا حبيبي كالم العموم يُطلَق على األكثريّة ألهميّتها ‪ ،‬وما ال يُذكر في الصياغة ويخ ّ‬
‫لقلّته وعدم أهميّته ‪ ..‬ولو فرضنا جدال ً كما تزعمون أنَّ هللا تعالى يس ّمى بالشيء ويخبر عن نفسه أنّه شيء ‪ ،‬فهل هللا تعالى‬
‫صص – مقابل عموم األشياء التي خلقها ؟ !!!! ‪ ..‬بمعنى هل قوله تعالى‬ ‫علوا ً كبيرا ً هو شيء ال قيمة له – ولذلك خ ّ‬
‫عن ذلك ّ‬
‫ش ْيءٍ )) يعني – كما تريدون – أنَّ هللا تعالى خلقَّ ك َّل األشياء إال َّ شيئا ً واحدا ً هو ذاته ‪ ..‬انظر يا أخي كيف‬ ‫َّللاُ َخا ِل ُ‬
‫ق ُك ِ ّل َ‬ ‫(( َّ‬
‫مجرد عصبيّة لجانب من الموروث‬ ‫َّ‬ ‫تجردت لعلمت أنَّ ما تذهبون إليه‬ ‫تسيئون هلل تعالى ولكتابه الكريم ‪ ،‬فأنا على يقين لو أنّك ّ‬
‫إال ّ‬ ‫ليس‬ ‫‪..‬‬
‫نحن عندنا المشكلة محلولة ‪ ..‬هللا تعالى ال يُس ّمى بالشيء ‪ ،‬والقرآن الكريم ال يُس ّمى بالشيء ‪ ،‬فالذات اإللهيّة وصفاتها وعالم‬
‫ق ُك ِ ّل َ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫األمر ‪ ،‬ك ُّل ذلك هو أس ّمى من أن يس ّمى بالشيء ‪ ،‬أو أن يُخبَر عنه بالشيء ‪ ،‬ولذلك نفهم قولَه تعالى ‪َّ (( :‬‬
‫َّللاُ َخا ِل ُ‬
‫أي ِ تخصيص ك َّل األشياء ‪ ،‬ألنَّ األشياء عندنا هي موجودات عالم الخلق التي‬ ‫)) بأنَّ هللا تعالى خلق ودون ّ‬
‫أي ِ استثناء ودون ّ‬
‫صص ‪ ،‬وألن نلف ‪ ،‬وألن ندور ‪،‬‬ ‫هي محكومة لقوانين الزمان والمكان أو قابلة ألن ت ُحكَم بهذه القوانين ‪ ..‬وال داعي ألن نخ ِ ّ‬
‫‪ ..‬وألن نقفز فوق صياغة آيات كتاب هللا تعالى ‪ ،‬انتصارا ً ألقوال بعض السابقين‬
‫شدِيدا ً أ َ ْو‬
‫ع َذابا ً َ‬ ‫ي ال أ َ َرى ا ْل ُه ْد ُه َد أ َ ْم كَانَ مِ نَ ا ْلغَائِ ِبينَ (‪َ )20‬أل ُ َ‬
‫ع ِ ّذبَنَّه ُ َ‬ ‫طي َْر فَقَا َل َما ِل َ‬
‫أ َّما استشهادك بقوله تعالى ‪َ (( :‬وتَفَقَّ َد ال َّ‬
‫ِين (‪ )22‬إِنِّي َو َجدْتُ‬ ‫غي َْر بَ ِعي ٍد فَقَا َل أ َ َح ْطتُ بِ َما لَ ْم تُحِ ْط بِ ِه َو ِجئْت ُكَ مِ ْن َ‬
‫سبَ ٍأ بِنَبَ ٍأ يَق ٍ‬ ‫ين (‪ )21‬فَ َمك َ‬
‫َث َ‬ ‫ان ُمبِ ٍ‬
‫ط ٍ‬ ‫َأل َ ْذبَ َحنَّهُ أ َ ْو لَيَأْتِيَنِّي بِ ُ‬
‫س ْل َ‬
‫ش عَظِ ي ٌم )) [ النمل ‪ ، ] 23 – 20 :‬بأنَّ قوله تعالى ‪َ (( :‬وأُو ِتيَتْ مِ ْن ُك ِ ّل َ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫ام َرأَةً ت َ ْم ِل ُك ُه ْم َوأُو ِتيَتْ مِ ْن ُك ِ ّل َ‬
‫ش ْيءٍ َولَهَا ع َْر ٌ‬ ‫ْ‬
‫ً‬
‫)) ظاهره أنَّها أوتيت ك َّل شيء ‪ ،‬فهذا كالم مردود جملة وتفصيالً ‪ ..‬هللا تعالى لم يقل ( وأوتيت ك َّل شيء ) إنّما يقول ج َّل‬
‫ش ْيءٍ )) ‪ ..‬لماذا يا شيخ عالء تغمضون أعينكم عن كلمة (( مِ ْن )) في هذه العبارة القرآنيّة ‪(( :‬‬ ‫وعال (( َوأُوتِيَتْ مِ ْن ُك ِ ّل َ‬
‫ش ْيءٍ‬
‫َ‬ ‫ُك ِ ّل‬ ‫مِ ْن‬ ‫َوأُوتِيَتْ‬ ‫))‬ ‫‪..‬‬
‫طي ِْر َوأُوتِينَا مِ ْن‬ ‫َاو َد َوقَا َل يَا أَيُّهَا النَّ ُ‬
‫اس عُلّ ِْمنَا َم ْنطِ قَ ال َّ‬ ‫سلَ ْي َمانُ د ُ‬
‫ث ُ‬ ‫وهذه الصياغة القرآنيّة أتت أيضا ً في قوله تعالى ‪َ (( :‬و َو ِر َ‬
‫ش ْيءٍ )) نرى فيها أيضا ً كلمة (( مِ ْن ))‬ ‫ض ُل ا ْل ُم ِبينُ )) [ النمل ‪ ، ] 16 :‬فالعبارة (( َوأُوتِينَا مِ ْن ُك ِ ّل َ‬ ‫ش ْيءٍ ِإنَّ َهذَا لَ ُه َو ا ْلفَ ْ‬
‫ُك ِ ّل َ‬
‫سبَبا ً )) [ الكهف ‪، ] 84 :‬‬ ‫ش ْيءٍ َ‬‫ض َوآت َ ْينَاهُ مِ ْن ُك ِ ّل َ‬ ‫‪ ..‬وهذه الصياغة وردت أيضا ً في قوله تعالى ‪ )) :‬إِنَّا َم َّكنَّا لَهُ فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫مِ ْن‬ ‫((‬ ‫كلمة‬ ‫أيضا ً‬ ‫فيها‬
‫ش ْيءٍ‬
‫َ‬ ‫ُك ِ ّل‬
‫نرى‬ ‫َوآت َ ْينَاهُ مِ ْن‬
‫))‬ ‫سبَبا ً‬
‫‪ )) ..‬فالعبارة ((‬
‫َ‬
‫هذه العبارات تعني أنَّ هللا تعالى آتى المعنيين من المفاتيح ما يمكّنهم – من خاللها – من الدخول إلى إدراك الجزئيّات التي‬
‫تؤدّي – فيما لو ت ّم االستثمار الكامل لهذه المفاتيح – إلى إدراك جزئيّات ك ّل شيءٍ ‪ ..‬ولذلك نرى أنَّ المعنيّين في هذه اآليات‬
‫الكريمة وصلوا من خالل وضع هذه المفاتيح بين أيديهم إلى نتائج مختلفة ‪ ،‬ك ٌّل حسب إيمانه وحسب عمله ‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال لم تستفد ملكة سبأ كما استفاد سليمان وداود عليهما السالم من تسخير هللا تعالى لذات المفاتيح ‪ ،‬وذلك نراه في قوله‬
‫َّللا إِنَّهَا كَانَتْ مِ ْن قَ ْو ٍم كَاف ِِرينَ )) [ النمل ‪ ، ] 43 :‬وأنا ال أريد اإلطالة ‪ ..‬وأُحيل‬ ‫ص َّد َها َما كَانَتْ ت َ ْعب ُ ُد مِ ْن د ِ‬
‫ُون َّ ِ‬ ‫تعالى (( َو َ‬
‫صة الوجود ليروا بأ ِ ّم أعينهم كيف أنَّ إطالق اسم الشيء على هللا سبحانه وتعالى وعلى عالم‬ ‫السادة المشايخ إلى كتابي ق ّ‬
‫األمر ‪ ،‬هو كالم مخالف لما أتى به كتاب هللا تعالى ‪ ،‬وهو كالم يحجبنا عن الفهم السليم لدالالت كتاب هللا تعالى ‪ ..‬ولو أ َّن‬
‫أحبتنا المشايخ فعّلوا عقولهم خالل التاريخ لعرفوا الحقيقة ‪ ،‬ولنبذوا الكثير من الموروثات ‪ ،‬ولما جعلوها أصناما ً يدافعون‬
‫بشراسة‬ ‫عنها‬ ‫‪..‬‬
‫ش ْيءٍ قَدِي ٌر )) في قوله‬
‫علَى كُ ِ ّل َ‬ ‫من هنا أيّها الشيخ الفاضل األستاذ عالء سعيد ‪ ،‬فإنَّ قولنا بأنَّ العبارة القرآنيّة ‪ (( :‬أَنَّ َّ َ‬
‫َّللا َ‬
‫ش ْيءٍ قَدِي ٌر )) [ البقرة ‪ ، ] 106 :‬هو‬
‫علَى ُك ِ ّل َ‬
‫َّللا َ‬ ‫سهَا نَأ ْ ِ‬
‫ت ِب َخي ٍْر مِ ْنهَا أ َ ْو مِ ثْ ِلهَا أَلَ ْم ت َ ْعلَ ْم أَنَّ َّ َ‬ ‫س ْخ مِ ْن آيَ ٍة أ َ ْو نُ ْن ِ‬
‫تعالى ‪َ (( :‬ما نَ ْن َ‬
‫‪ ..‬بالفعل دلي ٌل دامغ على أنَّ المنسوخ هو من عالم األشياء عالم الخلق ‪ ،‬وبالتالي ال يمكن أن يكون قرآنا ً‬
‫عرفنا اآلية بأنّها حكم ‪ ،‬دليل ‪ ،‬برهان ‪،‬‬ ‫وأقول للشيخ الفاضل عالء سعيد ‪ :‬متى قلنا بأنَّ التوراة آية واإلنجيل آية ‪ ،‬يا حبيبي ّ‬
‫معجزة ‪ ،‬إشارة ‪ ........‬وكالمنا موجود في الكتب وفي برنامج المعجزة الكبرى ‪ ،‬ومتى قلنا يا حبيبي بأنَّ التوراة واإلنجيل‬
‫هما من عالم األمر ‪ ..‬يا حبيبي الخلط عندكم أنتم ‪ ..‬مشكلتكم أنَّكم أنتم من ال يدرك الفارق بين القرآن الكريم والكتب السماويّة‬
‫السابقة‬ ‫‪..‬‬
‫علَى ُك ِ ّل‬ ‫َّللا َ‬ ‫سهَا نَأ ْ ِ‬
‫ت ِب َخي ٍْر مِ ْنهَا أ َ ْو مِ ثْ ِلهَا أَلَ ْم ت َ ْعلَ ْم أَنَّ َّ َ‬ ‫س ْخ مِ ْن آيَ ٍة أ َ ْو نُ ْن ِ‬
‫أيّها الشيخ الفاضل نحن بتفسيرنا لقوله تعالى (( َما نَ ْن َ‬
‫ب َوال ا ْل ُمش ِْر ِكينَ أ َ ْن يُنَ َّز َل‬ ‫ِير )) لم نغمض أعيننا عن اآلية السابقة لها مباشرة ‪َ (( :‬ما يَ َو ُّد الَّ ِذينَ َكفَ ُروا مِ ْن أ َ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫ش ْيءٍ قَد ٌ‬
‫َ‬
‫يم )) [ البقرة ‪ .. ] 105 :‬ولم نغمض أعيننا عن‬ ‫َّللاُ ذُو ا ْلفَ ْ‬
‫ض ِل ا ْلعَظِ ِ‬ ‫َّللاُ يَ ْخت َ ُّ‬
‫ص ِب َرحْ َم ِت ِه َم ْن يَشَا ُء َو َّ‬ ‫علَ ْيكُ ْم مِ ْن َخي ٍْر مِ ْن َربِّ ُك ْم َو َّ‬
‫َ‬
‫ك ِ ّل األدلّة التي تبيّن أنَّ كتاب هللا تعالى ال يمكن أن يحوي االختالف والتناقض والنسخ والتبديل ‪ ..‬ولو عدتم إلى كتبي وإلى‬
‫ذلك‬ ‫لرأيتم‬ ‫الكبرى‬ ‫المعجزة‬ ‫برنامج‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫العيسوي‬ ‫ملهم‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫بيقول يقولون هناك نص منسوخ ال يمكن أن يكون من القرآن ‪ ،‬هو الشيخ والشيخة إذا زنيا فارحموهما البتة ‪ ،‬بقول تعال [[‬
‫نضع هذه الكلمات على الطاولة ‪ ،‬بقول كلمة الشيخة ليست من اللغة أصالً ‪ ،‬تقول رجل شيخ وامرأة شيخ ‪ ،‬كما تقول رجل‬
‫عجوز ‪ ،‬فبقول مستحيل عندما قال الزانية والزاني فاجلدوا ك ّل واحد منهما مائة جلدة ‪ ،‬فيسأل هل الزانية والزاني فيها وجه‬
‫فالنص واضح وصريح ‪ ،‬ث ّم كلمة شيخ ماذا تعني أصالً في القرآن ؟ ‪ ،‬تعني الطاعن في السنّ أصالً ‪ ،‬ال‬‫ّ‬ ‫من التخصيص ؟ ‪،‬‬
‫المحصن‬ ‫وغير‬ ‫بالمحصن‬ ‫لها‬ ‫عالقة‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫وأجاب‬ ‫‪:‬‬
‫صاحبنا نسأل هللا أن يهدينا وإياه بقول ‪ :‬الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ‪ ،‬بقول إن مفيش حاجة في اللغة اسمها [[‬
‫شيخة ‪ ،‬بقول إنّك تقول رجل شيخ وامرأة شيخة ‪ ،‬وهو من خالل متابعتنا ليه في المقاطع إللي معانا ‪ ،‬بقول بشكل مستمر‬
‫المرات لُ ِبّس على كتاب هللا تعالى ‪ ،‬من الذي لبَّس ؟ ‪ ،‬يعني المف ّ‬
‫سِرين العظام من علماء‬ ‫ّ‬ ‫حاجات عجيبة ‪ ،‬بيقول في عشرات‬
‫اإلسالم ‪ ،‬اثنين يقلك بناء على كالمهم المزعوم ‪ ،‬ده استهانة بكالم علمائنا األجالء ‪ ،‬ويقول وضعوا نتيجة وبحثوا لها عن‬
‫األسباب ‪ ،‬يعني عندهم فكرة مسبقة وبدؤوا يجيبولوها من آيات القرآن والسنّة ما يخدّم عليها ‪ ،‬معقوله علمائنا من القرن‬
‫األول إلى أيامنا اِح ُّ‬
‫طوا أفكار من دماغهم ودوروا لها على أدلّة في القرآن ليها ‪ ،‬وهللا حاشاهم أن يفعلوا ذلك ‪ ،‬وأيضا ً ل ّما‬ ‫َّ‬
‫سر التفسير المخالف لعلمائنا يقلك إيه ؟ ‪ ،‬قوال ً واحدا ً ‪ ،‬يقول قوال ً واحدا ً ‪ ،‬يقول هذه اآلية فسروها تفسيرا ً خاطئا ً ‪،‬‬
‫ييجي يف َّ‬
‫اللي هي الزانية والزاني فاجلدوا ك ّل واحد منهما مائة جلدة ‪ ،‬بناء على رواية غير صحيحة قوال ً واحدا ً ‪ ،‬ويقلك هنا خطأ‬
‫تاريخي ‪ ،‬أي تفسير لعلمائنا الكبار يقلك هنا خطأ تاريخي ‪ ،‬ل ّما يكون هناك خطأ تاريخي ولبّسوا على كتاب هللا ث ّم جاء هو‬
‫واكتشفه يشرفنا يكون هناك خطأ وهو يعالجه ‪ ،‬يشرفنا ونقله أحسنت وجزاك هللا خيرا ً لو أنَّه ات ّبع القواعد العلميّة ‪ ،‬لكن ل ّما‬
‫يقول خطأ تاريخي معناه أنه بقول اجتمعت أمة اإلسالم على ضاللة طول ( ‪ ) 15‬قرن من الزمان ‪ ،‬والنبي ( ص ) مجموع‬
‫األحاديث الصحيحة يقول ال تجتمع أمتي على ضاللة ‪ ........‬يقلك مفيش حاجة اسمها شيخة ‪ ،‬اللغة العربيّة ما فيهاش حاجة‬
‫اسمها شيخة ‪ ،‬يرد عليه األخ إللي بحاوره يقله يعني متقلش عجوزة ‪ ،‬زي مبنقول امرأة عجوز وال تقل امرأة عجوزة ‪ ،‬فال‬
‫يمكن ربنا يحط كلمة صياغتها اللغويّة غلط في القرآن ‪ .........‬فهل فعالً مثل ما قال ما فيش شيخة في اللغة العربيّة ؟ ‪ ،‬نقله‬
‫يا أخي الكريم إنّك تجنيّت على اللغة ‪ ،‬يا من تزعم أنّك تتعامل مع القرآن بمقتضى اللغة ‪ ،‬فلو احنا فتحنا كتاب زي لسان‬
‫العرب البن منظور وهو مجتهد ‪ ،‬حيقلنا شيخ واألنثى شيخة ‪ ،‬أدي لسان العرب ببساطة ‪ ،‬لو فتحنا المصباح المنير في‬
‫شيَخة ‪......‬‬
‫غريب الشرح الكبير ‪ ،‬ده في كتب الفقه ‪ ،‬يقول الشيخ فوق الكهل ‪ ،‬وجمعه شيوخ وشيخان ‪ ،‬وربّما قيل أشياخ و ِ‬
‫وامرأة شيخة ‪ ............‬طب لي ما قالش المحصن والمحصنة ‪ ،‬ليه قال الشيخ والشيخة ؟ ‪ ،‬ده فيها أسرار بالغيّة ‪ ،‬كان‬
‫مفترض يحل النزاع ويقول المتزوج والمتزوجة إذا زنيا فارجموهما البتة ‪ ،‬أو الثيّب والثيّبة إذا زنيا فارجموهما البتة ‪ ،‬أو‬
‫المحصن والمحصنة فارجموهما البتة ‪ ،‬ما كان يقول كده وريحنا ‪ ،‬ال يعدل عن لفظ إلى لفظ آخر إال َّ لفائدة ‪ .......‬إنَّ هذه‬
‫المادة ( ش ‪ ،‬ي ‪ ،‬خ ) تدور على أمرين اثنين تد ّل عليهما ‪ ،‬وهما الوضوح والنقاء ‪ ،‬وتأسيسا ً على ذلك فإنَّ الشيخ والشيخة‬
‫مثالن يدالن على أنَّ هذه الفعلة الشنيعة اللي هي الزنا تدنّس هذا النقاء ‪ ،‬وتتضح فيما يشبه الفضيحة الستنكار الناس لهما ‪،‬‬
‫به‬ ‫يتذرعان‬
‫ّ‬ ‫مبرر‬
‫ّ‬ ‫فال‬ ‫‪........‬‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬أيها الشيخ الفاضل ‪ ،‬أنا لم أقل كلمة شيخة لم ترد في قواميس اللغة العربيّة التي تجعلونها ح ّجةً على‬
‫صياغة كتاب هللا تعالى ‪ ..‬ما قلته واضح وصريح وهو ‪ :‬كما أنَّه في كتاب هللا تعالى يقال للمرأة عجوز وال يُقال عجوزة ‪،‬‬
‫كذلك في كتاب هللا تعالى ( وليس في قواميس اللغة الوضعيّة ) تصف كلمة شيخ المرأة والرجل على ح ٍ ّد سواء ‪ ..‬وكالمي‬
‫وعلينا‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫كتاب‬ ‫على‬ ‫يتجنّى‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫وسيادتكم‬ ‫‪،‬‬ ‫صحيح‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫كتاب‬
‫مرات‬‫ّ‬ ‫في‬‫أربع‬ ‫وردت‬ ‫))‬ ‫ع ُج ٌ‬
‫وز‬ ‫َ‬ ‫((‬ ‫كلمة‬ ‫حبيبي‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬
‫يب )) [ هود ‪(( 72 :‬‬ ‫شيْخا ً ِإنَّ َهذَا لَ َ‬
‫ش ْي ٌء ع َِج ٌ‬ ‫وز َو َهذَا بَ ْعلِي َ‬ ‫] قَالَتْ يَا َو ْيلَتَى أَأ َ ِل ُد َوأَنَا َ‬
‫ع ُج ٌ‬
‫عقِي ٌم )) [ الذاريات ‪(( 29 :‬‬ ‫َ‬ ‫ع ُج ٌ‬
‫وز‬ ‫َ‬ ‫َوجْ َههَا َوقَالَتْ‬ ‫ام َرأَتُه ُ فِي ص ََّر ٍة فَ َ‬
‫صكَّتْ‬ ‫ْ‬ ‫] فَأ َ ْقبَلَ ِ‬
‫ت‬
‫((‬ ‫‪171‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الشعراء‬ ‫[‬ ‫))‬ ‫ا ْلغَابِ ِرينَ‬ ‫فِي‬ ‫ع ُجوزا ً‬
‫َ‬ ‫إِ َّال‬ ‫]‬
‫((‬ ‫‪135‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الصافات‬ ‫[‬ ‫))‬ ‫ا ْلغَابِ ِرينَ‬ ‫فِي‬ ‫ع ُجوزا ً‬
‫َ‬ ‫إِ َّال‬ ‫]‬
‫أيّها الشيخ الفاضل في كتاب هللا تعالى ت ُطلَق كلمة عجوز على اإلناث ‪ ،‬وليس كلمة عجوزة ‪ ،‬بينما في لغة البشر الوضعيّة‬
‫وقواميسهم الوضعيّة نرى كلمة عجوزة ‪ ..‬فلو نظرنا في المحيط في اللغة (ج ‪ / 1‬ص ‪ )34‬لرأينا ‪ [[ :‬ويُقا ُل في العَ ُج ْو ِز من‬
‫ع ُج ْو َزة ٌ ]] ‪ ،‬هذا في اللغة الوضعيّة التي تريدون جعلها ح ّجة على كتاب هللا تعالى ‪ ..‬بينما في اللغة الفطريّة التي‬ ‫النساء ‪َ :‬‬
‫صيغ منها كتاب هللا تعالى ‪ ،‬ال وجود لكلمة عجوزة ‪ ،‬فقد بيّنا أنَّ كلمة عربي (( إِنَّا أ َ ْن َز ْلنَاهُ ق ُ ْرآنا ً ع ََربِيّا ً لَعَلَّ ُك ْم ت َ ْع ِقلُونَ )) [‬
‫‪ ..‬يوسف ‪ ] 2 :‬تصف في كتاب هللا تعالى الكمال والتمام والخلو من العيب والنقص‬
‫ب ث ُ َّم مِ ْن نُ ْطفَ ٍة ث ُ َّم مِ ْن َ‬
‫علَقَ ٍة ث ُ َّم يُ ْخ ِر ُجكُ ْم طِ ْفالً‬ ‫وكذلك األمر بالنسبة لكلمة شيخ ‪ ..‬ففي قوله تعالى ‪ (( :‬ه َُو الَّذِي َخلَقَ ُك ْم مِ ْن ت َُرا ٍ‬
‫ى َولَعَلَّكُ ْم ت َ ْع ِقلُونَ )) [ غافر ‪ .. ] 67 :‬أليست‬ ‫شيُوخا ً َومِ ْن ُك ْم َم ْن يُت َ َوفَّى مِ ْن قَ ْب ُل َو ِلت َ ْبلُغُوا أ َ َجالً ُم َ‬
‫س ّم ً‬ ‫ث ُ َّم ِلت َ ْبلُغُوا أ َ ُ‬
‫ش َّدكُ ْم ث ُ َّم ِلتَكُونُوا ُ‬
‫شيُوخا ً )) هم الذكور واإلناث على‬
‫شيُوخا ً )) هي جمع لكلمة شيخ وليس لكلمة شيخة ؟ ‪ ..‬أليس المعنيّون بكلمة (( ُ‬
‫كلمة (( ُ‬
‫ح ٍ ّد سواء ؟ ‪ ..‬وقبل أن تقول لي ُوضعت صيغة المذكَّر للتغليب ‪ ،‬أقول لك وهل ُوضعت كلمة عجوز التي تصف امرأة إبراهيم‬
‫؟‬ ‫الذكورة‬ ‫لتغليب‬ ‫ُوضعَت‬ ‫هل‬ ‫‪،‬‬ ‫السالم‬ ‫عليه‬ ‫لوط‬ ‫وامرأة‬ ‫السالم‬ ‫!!!عليه‬ ‫‪..‬‬
‫مجردة عن الذكورة واألنوثة ‪ ،‬وما عنيناه بعدم وجود كلمة شيخة ‪..‬‬
‫ّ‬ ‫يا حبيبي ‪ :‬كلمة ‪ :‬شيخ تصف مرحلةً من العمر ‪ ،‬وهي‬
‫النص القرآني ‪ ..‬فهل سيادتكم ستتهمون كتاب هللا تعالى بالنقص ألنَّه في قواميسكم‬ ‫ّ‬ ‫هو في اللغة المطلقة التي صيغ منها‬
‫الوضعيّة يقال للمرأة عجوزة ؟!!! ‪ ..‬وما أخافه عليكم هو أنّ تت ّهموا كتاب هللا تعالى بالنقص ألنَّه لم يصف المرأة بالر ُجلَة ‪،‬‬
‫كون قواميسكم الوضعيّة تصف المرأة بالر ُجلة ‪ ،‬فقد ورد في المحيط في اللغة (ج ‪ / 2‬ص ‪ [[ : )109‬وهذا َر ُج ٌل وهذه َر ُجلة ٌ‬
‫؛ لل َم ْرأ َ ِة ]] وورد في الصحاح في اللغة (ج ‪ / 1‬ص ‪ [[ : )245‬ويقال للمرأة َر ُجلَة ٌ ]] ‪ ..‬يا حبيبي متى ستدركون أنَّ كتاب‬
‫؟‬ ‫دونه‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫لك ِ ّل‬ ‫المعيار‬ ‫هو‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫‪..‬‬
‫ومن أين أتيت جنابك بالقول ‪ [[ :‬إنَّ هذه المادة ( ش ‪ ،‬ي ‪ ،‬خ ) تدور على أمرين اثنين تد ّل عليهما ‪ ،‬وهما الوضوح ‪..‬‬
‫والنقاء ]] ؟ ‪ ..‬وأين هو هذا المعنى في كتاب هللا تعالى ؟!!! ‪ ..‬وكيف سنسقط هذا المعنى على قوله تعالى ‪ (( :‬ه َُو الَّذِي‬
‫شيُوخا ً َومِ ْن ُك ْم َم ْن يُت َ َوفَّى مِ ْن قَ ْب ُل‬ ‫علَقَ ٍة ث ُ َّم يُ ْخ ِر ُجكُ ْم طِ ْفالً ث ُ َّم ِلت َ ْبلُغُوا أ َ ُ‬
‫ش َّد ُك ْم ث ُ َّم ِلتَكُونُوا ُ‬ ‫ب ث ُ َّم مِ ْن نُ ْطفَ ٍة ث ُ َّم مِ ْن َ‬
‫َخلَقَ ُك ْم مِ ْن ت َُرا ٍ‬
‫ى َولَعَلَّكُ ْم ت َ ْع ِقلُونَ )) [ غافر ‪ .. ] 67 :‬فهل تريدون تحريف دالالت كتاب هللا تعالى من أجل عدم االعتراف‬ ‫َو ِلت َ ْبلُغُوا أ َ َجالً ُم َ‬
‫س ّم ً‬
‫؟‬ ‫رواياتكم‬ ‫بعض‬ ‫ص ّحة‬ ‫!!!بعد‬ ‫‪..‬‬
‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫احنا عندنا حاجتين في اآلية ‪ ،‬عندنا تالوة اآلية ‪ ،‬وعندنا حكم اآلية ‪ ،‬قلنا التالوة رفعت والحكم بقي ‪ .....‬عشان تشوف [[‬
‫شرف األ ّمة دي ‪ ،‬شوف الجمال وصلي على النبي ( ص ) ‪ ،‬ل ّما ناس زنت من اليهود على عهد النبي ( ص ) ‪ ،‬النبي ( ص )‬
‫يسود وجهه ‪ ،‬ونروح نركبه البعير نخلي‬
‫بقول لهم ما حكم هذا عندكم في التوراة ؟ ‪ ،‬راحو قايلين حكمه في التوراة عندنا أن ّ‬
‫وجهه عند آخر البعير ‪ ،‬يعني راكب بالعكس ‪ ،‬ونطوف فيه وتبقى فضيحة ليه ‪ ،‬فقال عبد هللا بن سالم للنبي ( ص ) يا رسول‬
‫هللا آية الرجم عندهم في كتابهم ‪ ،‬قلهم طب هاتو التوراة ‪ ،‬اقرأوا علي ‪ ،‬بدأ يقرأ اآلية اللي قبليها ‪ ،‬وآية الرجم راح حاطط‬
‫أصابعه عليها ‪ ،‬وقرأ اللي بعديها ‪ ،‬عبد هللا بن سالم قال سقطت بين هاتين يا رسول هللا ‪ ،‬فالنبي قله ارفع أصبعك ‪ ،‬فأمر (‬
‫ص ) برجم اليهوديّة ‪ ،‬قلك شوف اليهود كان عندهم آية الرجم مثبتة وبيخفو الحكم ‪ ،‬والمسلمين اآلية ت ُرفع تالوتها وينفذو‬
‫الحكم ‪ ،‬شوف الفرق بين أ ّمة اليهود وأ ّمة اإلسالم ‪ ،‬هم اآلية عندهم مثبتة وال تنفّذ ‪ ،‬وحنا اآلية عندنا ترفع وينفّذ حكمها‬
‫‪ . .....‬نحن عندنا حاجتين عندنا تالوة وعندنا حكم ‪ ،‬اللي اترفع إيه ؟ ‪ ،‬التالوة ‪ ،‬واللي بقي إيه ؟ ‪ ،‬الحكم ‪ ،‬أنا بسالك ‪ ،‬يقول‬
‫السيوطي رحمه هللا قال كما أنَّ إبراهيم امتثل في ذبح ولده بالمنام ‪ ،‬ال أمر اليقضة ‪ ،‬ونحن نسارع في االمتثال ولو كانت‬
‫ص ) ‪ ........‬لذلك ممكن أقلك عن لفظ الشيخ والشيخة عند بعض العلماء هي لفظة ( التالوة مرفوعة ‪ ،‬امتثاال ً لكالم نبيّنا‬
‫غير ثابتة ‪ ،‬لكن حكم الرجم ثابت ‪ ،‬المهم كان في آية ‪ ،‬واآلية دي رفعت ‪ ،‬مش مهم أعرف لفظ اآلية ‪ ،‬ألن اآلية دي ليست‬
‫من اآليات التي تعبّدنا هللاُ بها بالتالوة ‪ ،‬إنّما تعبّدنا بها بالحكم بفعل الرسول ( ص ) ‪ ،‬فبقي الحكم ورفعت التالوة ‪ ،‬وما نُسأل‬
‫عنه هو الذي يبقيه ربّنا سبحانه وتعالى ‪ ........‬أنا عايز أقلك نقطة برضو وركّز ‪ ،‬كلمة الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما‬
‫البتة ‪ ،‬قلي أنت جبت الرواية دي منين ؟ ‪ ،‬إنه هي دي اللي كانت اآلية ؟ ‪ ،‬جبتها منين ؟ ‪ ،‬الرواية دي مش موجودة في‬
‫البخاري ‪ ،‬ومش موجودة في صحيح مسلم ‪ ،‬ومش موجودة في سنن أبي داود ‪ ،‬ومش موجودة في الترمذي ‪ ،‬ومش‬
‫موجودة عند النسائي ‪ ،‬أنت عايز تقول إيه ؟ ‪ ،‬عايز أقلك خذ بالك من كالم العلماء ‪ ،‬البخاري ذكر آية الرجم إنه كان في آية‬
‫رجم وترفعت في ثالث مواضع من صحيحه ‪ ،‬يذكر الحديث بالرجم وميذكرش اآلية ‪ ،‬معنى كده كل اللي يهمنا إنه كان في آية‬
‫بحد الرجم بغض النظر هو اللفظ ده وال ّ غير اللفظ ده ‪ ،‬المهم أنا بتكلم على ثبوت الحكم ‪ ........‬هذا الحديث مروي عن أربعة‬
‫‪ ،‬مروي عن عمر بن الخطاب ‪ ،‬ومروي عن زيد بن ثابت ‪ ،‬ومروي عن أُبي بن كعب ‪ ،‬ومروي عن العجماء رضي هللا عنها‬
‫‪ ،‬الرواية اللي هو بيتكلم فيها رواية عمر بن الخطاب ‪ ،‬رواية عمر بن الخطاب كلمة زيادة اآلية إنه هو قال اآلية الشيخ‬
‫والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة من أفراد سفيان بن عيينة ‪ ،‬يعني إيه من أفراده ‪ ،‬الزهري عالم من العلماء ‪ ،‬العالم ده‬
‫سمع منه الحديث تسع أفراد ‪ ،‬ثمانية مذكروش اآلية ‪ ،‬ذكروا إنّه كان في آية رجم ورفعت ‪ ،‬وواحد بس اللي ذكر اآلية ‪،‬‬
‫الواحد ده اسمه سفيان بن عيينة ‪ ،‬يبقى أنا عايز دلوقت أعرف يبقى عندي ثمانية رووا الحديث عن نفس الشيخ‬
‫ومذكروهاش ‪ ،‬هو مين بس اللي ذكرها ؟ ‪ ،‬سفيان بن عيينة ‪ ،‬لذلك النسائي رحمه هللا أول ما ذكر القصة دي وراح جاي‬
‫عند اآلية راح قايل إيه ؟ ‪ ،‬وهذا اللفظ يعد من أوهام سفيان بن عيينة ‪ ،‬حجيب كالم سفيان نفسه في ُمسنَد ال ُحميدي ‪ ،‬بيقول‬
‫إيه سفيان رحمه هللا بقول ‪ ،‬هذا الحديث سمعته من الزهري بطوله فنسيت بعضه ‪ .......‬وأنا قضيتي في الحكم مش قضيتي‬
‫بثبوت اللفظ ‪ ......‬أل خذ دي ‪ ،‬البخاري يروي الحديث من رواية سفيان بن عيينة وييجي عن اآلية دي وميكتبهاش في‬
‫صحيحه ‪ ،‬وقال ابن حجر ‪ :‬وهذا يدل على أنَّ البخاري يرى شذوذ هذه اللفظة في الحديث ‪ ،‬اآلية نفسها حكمها ثابت ‪ ،‬وحنا‬
‫الحكم‬ ‫في‬ ‫كالمنا‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫النص وبين الدالالت المحمولة بهذا‬
‫ِّ‬ ‫فرق بين التالوة وحكمها ؟!!! ‪ ..‬كيف نُ ِ ّ‬
‫فرق بين‬ ‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬يا شيخ كيف نُ ِ ّ‬
‫النص أمر مختلف عن دالالته ؟!!! ‪ ..‬باختصار‬
‫ّ‬ ‫صا ً وترتسم دالالته في أذهاننا ونعود فنقول ‪:‬‬‫النص ؟!!! ‪ ..‬وكيف نقرأ ن َّ‬
‫ِّ‬
‫للنص‬
‫ِّ‬ ‫بالنص القرآني ) وبين قوله ج َّل وعال ( الصياغة الحرفيّة‬
‫ِّ‬ ‫تفرقون بين كالم هللا تعالى ( الدالالت المحمولة‬
‫شديد كيف ِ ّ‬
‫مفرقا ً بين هاتين الكلمتين وبين الدالالت التي ت ُحمل‬
‫القرآني ) ؟!!! ‪ ..‬وهل تستطيع أن تقول البنك ‪ [[ :‬ناولني الكتاب ]] ِ ّ‬
‫فيهما ؟!!! ‪ ..‬وإن أطاعك ابنك وناولك الكتاب فهل ستقول له ‪ [[ :‬ال ‪ ،‬احنا عندنا حاجتين ‪ ،‬عندنا تالوة وعندنا حكم ‪ ،‬فالقول‬
‫‪ :‬ناولني الكتاب هو تالوة ‪ ،‬وفهم الصورة المرسومة في الذهن من دالالت هاتين الكلمتين هو حكم ‪ ،‬وهناك فارق بين التالوة‬
‫والحكم ‪ ،‬فلماذا ناولتني الكتاب ؟!!! ]] ‪ ،‬وما هو موقفك من ابنك الصغير حينما يناولك الكتاب وتقول له ‪ :‬أنا قلت لك تالوةً‬
‫ناولني الكتاب ‪ ،‬ولكنّني لم أُرد ذلك ُحكما ً ؟!!! ‪ ..‬المشكلة أيَّها السادة أنَّكم أقنعتم أنفسكم بما ال وجود له في كتاب هللا تعالى‬
‫منطق‬ ‫أو‬ ‫عق ٌل‬ ‫يقبله‬ ‫وال‬ ‫‪..‬‬
‫أيّها الشيخ الفاضل استشهادكم بالرجم عند اليهود هو أكبر دلي ٍل على أنَّ بعض أسالفكم ّممن حولتموهم ورواياتهم إلى أصنام‬
‫‪ ،‬قد نقلوا لنا ك َّل أمراض اليهود ‪ ،‬كالرجم الذي تتحدّثون عنه ‪ ،‬وكاحتكار الخالص ‪ ،‬وكالخروج من النار ‪ ..‬وأنتم أيّها السيد‬
‫براقة تخطف أبصار العوام ‪ ..‬أنتم أيّها السيد وضعتم هذه األمراض في‬
‫كحراس لهذه األمراض ‪ ،‬تحت شعارات ّ‬ ‫جنّدتم أنفسكم ّ‬
‫يحرف‬
‫ي ( ص ) منها براء ‪ ...‬ما عالقتنا بما كان يفعله اليهود ؟!!! ‪ ..‬وهل حينما ِ ّ‬
‫ي ِ ( ص ) والنب ّ‬
‫روايات نسبتموها للنب ّ‬
‫اليهود مسألة يُطلب منّا أن نُعرض عن دالالت كتاب هللا تعالى من أجل موافقتهم ؟!!! ‪ ..‬وكيف تستشهدون على الرجم بما‬
‫؟‬ ‫اليهود‬ ‫!!!!!!!فعله‬ ‫‪..‬‬
‫أ ّما بالنسبة لقول السيوطي ‪ [[ :‬يقول السيوطي رحمه هللا قال كما أنَّ إبراهيم امتثل في ذبح ولده بالمنام ‪ ،‬ال أمر اليقضة ‪،‬‬
‫ونحن نسارع في االمتثال ولو كانت التالوة مرفوعة ‪ ،‬امتثاال ً لكالم نبيّنا ( ص ) ]] ‪ ..‬فأنا أقول لسيادتك وللسيوطي وللعالم‬
‫سؤُوال ً )) [‬ ‫س ْم َع َوا ْلبَص ََر َوا ْلفُؤَا َد ُك ُّل أ ُولَئِكَ كَانَ َ‬
‫ع ْنه ُ َم ْ‬ ‫ْس لَكَ بِ ِه ِع ْل ٌم إِنَّ ال َّ‬ ‫أجمع ‪ ،‬يأمرنا هللا تعالى بقوله ‪َ (( :‬وال ت َ ْق ُ‬
‫ف َما لَي َ‬
‫اإلسراء ‪ ، ] 36 :‬وك ُّل ما خالف كتاب هللا تعالى ليس علما ً ‪ ،‬ولسنا مستعدّين ألن نطلِّق عقولنا ونص ّدِق أنَّ كتاب هللا تعالى‬
‫طها وبقي حكمها ‪ ،‬ألنّنا نثق أنَّ هللا تعالى ال يخدعنا ‪ ،‬وما يخدعنا‬ ‫صا ً ‪ ،‬وأنَّه هناك نصوص نُسخ خ ّ‬
‫الذي بين أيدينا ناقص ن ّ‬
‫بالنقص‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫كتاب‬ ‫يت ّهمون‬ ‫من‬ ‫هم‬ ‫‪..‬‬
‫حس أنَّ هذه الرواية ‪ :‬الشيخ والشيخة إذا زنيا ‪ ، .....‬ولذلك راح يُضعِّف من هذه‬
‫َّ‬ ‫وعلى ما يبدو أنَّ الشيخ عالء سعيد‬
‫الرواية ‪ ،‬لذلك رأيناه يقول ‪ [[ :‬وهذا اللفظ يعد من أوهام سفيان بن عيينة ]] ‪ ،‬ورأيناه يقول ‪ [[ :‬وقال ابن حجر ‪ :‬وهذا يدل‬
‫على أنَّ البخاري يرى شذوذ هذه اللفظة في الحديث ]] ‪ ..‬وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬يا حبيبي ‪ ،‬أحكام كتاب هللا تعالى محفوظة‬
‫إنسان كان ‪ ..‬أقول‬
‫ٍ‬ ‫صا ً ‪ ،‬وليست ألعوبة بيد سفيان بن عيينة ‪ ،‬وال تثبت أو تزول برأي البن حجر ‪ ،‬أو للبخاري ‪ ،‬أو ّ‬
‫ألي ِ‬ ‫ن َّ‬
‫للشيخ ‪ :‬يا حبيبي إذا كانت اللفظة شاذة ‪ ،‬وهي موضوعة ‪ ،‬فلماذا تدافعون عنها ‪ ،‬وتريدون جعل كلمة شيخة وعجوزة‬
‫ورجلَة جزءا ً من اللغة ؟!!! ‪ ..‬يا حبيبي إذا كنتم ال تت ّفقوا على هذه الجزئيّة البسيطة ‪ ،‬فكيف تعتبرون رواياتكم ورجاالتكم‬
‫طه وبقي حكمه ‪ ،‬وكيف تعتبرون‬ ‫ح ّجة على كتاب هللا تعالى ‪ ،‬وعلى إضافة أحكام لكتاب هللا تعالى تحت شعار ما نُسخ خ ّ‬
‫طه‬‫‪ ..‬رواياتكم ح ّجة على حذف أحكام من كتاب هللا تعالى تحت شعار ما نُسخ حكمه وبقي خ ّ‬
‫أيّها الشيخ الفاضل ‪ :‬أناشدكم هللا تعالى أن تتقّوا هللا تعالى في كتابه الكريم ‪ ،‬أناشدكم هللا تعالى أن تعطوا كتاب هللا تعالى حقّه‬
‫‪ ،‬أناشدكم هللا تعالى أن ترفعوا أيديكم عن اإلساءة لكتاب هللا تعالى ‪ ،‬أناشدكم هللا تعالى أن تقفوا عند قول هللا تعالى ‪ (( :‬تِ ْلكَ‬
‫َّللا َوآيَاتِ ِه يُ ْؤمِ نُونَ )) [ الجاثـية ‪6 :‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ث بَ ْع َد‬ ‫َق فَبِأ َ ّ‬
‫ي ِ َحدِي ٍ‬ ‫علَ ْيكَ بِا ْلح ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َّللا نَتْلُو َها‬
‫َّ ِ‬ ‫] آيَاتُ‬
‫نص إلى مستوى اإليمان ال ُمطلق الذي نؤمن به بكتاب هللا تعالى ‪ ،‬فكيف إذا ً تجعلون من ‪..‬‬ ‫أي ٍ ّ‬ ‫هللا تعالى يؤمرنا أال َّ نرفع ّ‬
‫؟‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫كتاب‬ ‫آيات‬ ‫على‬ ‫حاكما ً‬ ‫!!!رواياتكم‬ ‫‪..‬‬
‫العيسوي‬ ‫ملهم‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫بقول وبعدين هذا الرجم الذي يتحدَّثون عنه ‪ ،‬حتى في الصحاح هناك خلطٌ في الموضوع ‪ ،‬اسمع هذا الحديث في صحيح [[‬
‫مسلم ‪ ،‬بقول سألت عبد هللا بن أبي أوفى هل رجم رسول هللا ( ص ) قال نعم قال قلت بعد ما أُنزلت سورة النور أم قبلها ‪،‬‬
‫قال ال أدري ‪ ،‬فبوضَّح بقول يعني لو كنت أنت شاهد ثقة على التاريخ اإلسالمي ‪ ،‬حتبقى عارف ‪ ،‬ويعني هنا عبد هللا بن أبي‬
‫أوفى‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫فأجاب‬ ‫‪:‬‬
‫سأل ‪ ،‬فقال أنا مش فاكر ‪ ،‬هو الواحد لما ينسأل عن حاجة مش فاكرها ويقول ال أدري ده [[‬‫نحن بنقله الصحابي الجليل اِتْ َ‬
‫ات ّهام ليه وال ّ مدح ليه ؟ ‪ ،‬مدح ليه ‪ ،‬يبقى انقلبت المحمدة مذ ّمة ؟ ‪ ،‬بقى على شان الرجل ثقة ونسي هل كل الصحابة نسو‬
‫أنه كان قبل السورة أو بعدها ؟ ‪ ،‬إن كان نسي عبد هللا بن أبي أوفى فلم ينس غيره ‪ ،‬وإن كان لم يتذكّر فقد تذكّر غيره ‪ ،‬عن‬
‫الحافظ ابن حجر رحمة هللا تعالى عليه ‪ ،‬قال الحافظ وقد قام الدليل على أنَّ الرجم وقع بعد سورة النور ‪ ،‬يبقى الجلد مسألة‬
‫ثانية‬ ‫مسألة‬ ‫والرجم‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬أيّها الشيخ الفاضل ‪ ،‬نحن عندما عرضنا هذه الرواية لم نعرضها لإلساءة لعبد هللا بن أبي أوفى ‪ ،‬ولم‬
‫نهدف إلى أنَّه نسي ‪ ،‬نحن عرضناها لنبيّن أنَّ الذي سأل عبد هللا بن أبي أوفى عن تاريخيّة الرجم ‪ ،‬إنّما سأله ليعرف زمن‬
‫الزانِي فَاجْ ِلدُوا ُك َّل َواحِ ٍد مِ ْن ُه َما مِ ائ َةَ َج ْل َد ٍة َوال تَأ ْ ُخ ْذكُ ْم‬
‫الزانِيَةُ َو َّ‬
‫الرجم من زمن نزول سورة النور التي فيها قوله تعالى ‪َّ (( :‬‬
‫طائِفَةٌ مِ نَ ا ْل ُم ْؤمِ نِينَ )) [ النور ‪ .. ] 2 :‬ما أردناه‬
‫عذَابَ ُه َما َ‬ ‫اّلِل َوا ْليَ ْو ِم ْاآلخِ ِر َو ْليَ ْ‬
‫ش َه ْد َ‬ ‫َّللا إِ ْن ُك ْنت ُ ْم ت ُْؤمِ نُونَ بِ َّ ِ‬ ‫بِ ِه َما َرأْفَةٌ فِي د ِ‬
‫ِين َّ ِ‬
‫يِ ( ص )‬ ‫أيّها السيد الفاضل هو أنَّ السائل حصل عنده لبس في المقارنة بين كتاب هللا تعالى من جهة وبين ما لُفِّق على النب ّ‬
‫النص القرآني ‪ ..‬هذا ما أردناه من‬‫ّ‬ ‫من جه ٍة أخرى ‪ ،‬وربّما أراد أن يعرف هل الرجم هو موافقة ألهل الكتاب ريثما ينزل‬
‫عرضنا لهذه الرواية ‪ ..‬ولم نرد اإلساءة ألحد ‪ ..‬ولكنَّ المشكلة عندكم أنَّ الرجال أهم من كتاب هللا تعالى وأحكامه ‪ ،‬فلو كان‬
‫أكثر أهميّة ألدركتم مرادنا من عرض هذه الرواية ‪ ،‬ولما ات ّهمتمونا ظلما ً بأنّنا نلوم عبد هللا بن أبي أوفى‬
‫كتاب هللا تعالى عنكم َ‬
‫نسيانه‬ ‫على‬ ‫‪..‬‬
‫أ ّما عن قول الشيخ شهاب الدين ‪ [[ :‬قال الحافظ وقد قام الدليل على أنَّ الرجم وقع بعد سورة النور ‪ ،‬يبقى الجلد مسألة‬
‫والرجم مسألة ثانية ]] ‪ ،‬فأقول ‪ :‬يا حبيبي ‪ :‬كتاب هللا تعالى موجود بين أيدينا وأحكامه ليست ناقصة ليكملَها الحافظ وغير‬
‫صصها عالّن‬
‫صصها فالن ويطلق مخ ّ‬ ‫سرها هللا تعالى للذكر ‪ ،‬وليست بحاجة ألن يخ َّ‬
‫الحافظ ‪ ،‬أحكام هللا تعالى بين أيدينا وقد ي ّ‬
‫ي ( ص ) كان قرآنا ً يمشي على األرض ‪ ،‬وال يمكنه أن‬ ‫‪ ،‬وإن قال فالن وعالّن هذا منسوب للنب ّ‬
‫ي ( ص ) ‪ ،‬نقول له النب ّ‬
‫‪ ..‬يخالف كتاب هللا تعالى ‪ ..‬لذلك ك ُّل ما خالف كتاب هللا تعالى هو باطل ‪ ،‬مهما كانت درجة المكيجة التي يُطلى بها‬
‫‪..‬‬ ‫غالي‬ ‫أحمد‬ ‫المذيع‬ ‫قال‬ ‫الثالثة‬ ‫الحلقة‬ ‫بداية‬ ‫وفي‬ ‫‪:‬‬
‫يمحو هللا ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ‪ ،‬يقول ‪ :‬أم الكتاب واللوح المحفوظ والقرآن ‪ ،‬في عالم األمر وليس في عالم [[‬
‫الخلق ‪ ،‬كل مة شيء ال تنطبق عليها ‪ ،‬وبيرجع يقول المحو واإلثبات هو في عالم الخلق ‪ ،‬يمحو هللا ما يشاء ويثبت ‪ ،‬هذا‬
‫المحو واإلثبات والتغيير ‪ ،‬فالن غني وفالن فقير فالن عاش وفالن مات ‪ ،‬وبقول يمحو هللا ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ‪،‬‬
‫الواو استئنافيّة ‪ ،‬وعنده أم الكتاب ‪ ،‬وهو يعلم هذه الحركة علما ً مسجالً عنده في أم الكتاب ‪ ،‬بيسأل هنا بقول ما عالقة هذه‬
‫‪ ]] ..‬اآلية بالناسخ والمنسوخ ]] ‪ ..‬وعاد فسأل ‪ [[ :‬ما الفارق بين عالم األمر وعالم الخلق‬
‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫فأجاب‬ ‫‪:‬‬
‫قصد بعالم األمر القرآن الكريم وكالم هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬وال يجوز أن نقول عنه بأنّه عالم ‪ ،‬ألنَّ ك َّل ما سوى هللا عالم ‪[[ ،‬‬
‫وصفات هللا تابعة لذات هللا ‪ ،‬لما تقول عالم فالعوالم دي خلقها هللا ‪ ،‬وتجعل القرآن من عالم األمر وهللا سبحانه وتعالى خلق‬
‫العالمين ‪ ،‬نحن نقول القرآن من األمر وليس من الخلق قال هللا سبحانه وتعالى ‪ :‬وكذلك أوحينا إليك روحا ً من أمرنا ‪ ،‬يبقى‬
‫القرآن من أمر هللا ‪ ،‬هذا م ّما ذكره أهل السنّة حينما احت ّجوا على المعتزلة وأشباههم الذين يقولون بأنَّ القرآن مخلوق ‪ ،‬قالوا‬
‫إنَّ هللا سبحانه وتعالى جعل األمر مقابل الخلق ‪ ،‬في قوله سبحانه وتعالى ‪ :‬أال له الخلق واألمر ‪ ،‬يبقى إذا ً الشيء الذي من‬
‫الخلق ال يكون من األمر ‪ ،‬والشيء الذي من األمر ال يكون من الخلق ‪ ،‬إنّما الخلق بأمر هللا ‪ ،‬إنّما أمره إذا أراد شيئا ً أن يقول‬
‫سر‬
‫له كن فيكون ‪ ،‬فكان الخلق باألمر ‪ ،‬القرآن من الخلق أم من األمر ؟ ‪ ،‬من األمر ‪ ،‬فهو بقلك يمحو هللا ما يشاء ‪ ،‬هو بف ّ‬
‫كلمة يشاء بأنها مخلوقات من عالم الخلق ‪ ،‬يبقى إذا ً هي بعيدة عن القرآن ‪ ،‬ألنّ القرآن أمر ‪ ،‬يبقى يمحو هللا ما يشاء يبقى‬
‫سر كلمة شيء‬ ‫بعالم الخلق ‪ ،‬يغني شخصا ً ويفقر آخر ‪ ،‬يص ّح شخصا ً ويُمرض آخر ‪ ،‬وخالها بعالم الخلق ‪ ،‬نحن بنقلو أنت مف ّ‬
‫سرتها ‪ ،‬إنّما كلمة شيء تعني الشيء المعلوم ‪،‬‬‫غلط ‪ ،‬ألنَّ ما معنى كلمة شيء ؟ ‪ ،‬مش معناها المخلوق وعالم الخلق كما ف ّ‬
‫أي شيء أكبر شهادة قل هللا ‪ ،‬يبقى ربّنا يُخبَر عنه‬ ‫أو الذي يؤول للعلم ‪ ،‬بدليل ما قاله هللا في سورة األنعام عن نفسه ‪ :‬قل ّ‬
‫بأنّه شيء ‪ ،‬فهل ربّنا عالم خلق ؟ ‪ ،‬هل ربّنا مخلوق ؟ ‪ ........‬هو غلطتين ‪ ،‬الغلطة األولى س ّماها عالم ‪ ،‬أنّه س ّماها عالم‬
‫األمر ‪ ،‬ونحن نقول عالم متجتمعش مع األمر ‪ ،‬العوالم مخلوقة ‪ ،‬وأوامر هللا سبحانه وتعالى غير مخلوقة ‪ ،‬الشيء الثاني أنَّه‬
‫حصر كلمة شيء في المخلوق ‪ ،‬ونحن بنقلو كلمة شيء في اللغة ال تعني المخلوق ‪ ،‬إنّما كلمة شيء في اللغة تعني المعلوم‬
‫أي شيء اكبر شهادة قل هللا شهيد بيني وبينكم‬ ‫‪ ، ]] ..‬كما في لسان العرب ‪ ،‬وفي غيرها من كتب اللغة ‪ ،‬قل ّ‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬لقد بيّنت بما فيه الكفاية ‪ ،‬كيف أنَّ قولنا ‪ ( :‬عالم األمر ) ال يتنافى مع جملة ما يحمله كتاب هللا تعالى‬
‫‪ ..‬ولكن أقول للشيخ عالء سعيد ‪ :‬أنت تقول ‪ [[ :‬ك ّل ما سوى هللا عالم ‪ ،‬وصفات هللا تابعة لذات هللا ‪ ،‬لما تقول عالم فالعوالم‬
‫دي خلقها هللا ‪ ،‬وتجعل القرآن من عالم األمر وهللا سبحانه وتعالى خلق العالمين ]] ‪ ،‬كالمك هذا ينطوي على أكثر من تناقض‬
‫اركَ َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫‪ ..‬فك ّل ما هو سوى هللا تعالى ليس عالما ً إنّما هو عالمين ‪ ،‬وبيّنا ذلك في شرحنا لقوله تعالى (( أَال لَهُ ا ْل َخ ْل ُ‬
‫ق َو ْاأل َ ْم ُر تَبَ َ‬
‫رب العالم ) كما يريد الشيخ عالء‬ ‫ب ا ْلعَالَمِ ينَ )) [ األعراف ‪ ، ] 54 :‬فاهلل تعالى بعد ذكر الخلق واألمر لم يقل ( تبارك هللا ّ‬ ‫َر ُّ‬
‫ب ا ْلعَالَمِ ينَ )) ‪ ..‬ومن جهة أُخرى كيف تقولون يا شيخ عالء بأنَّ القرآن الكريم‬ ‫سعيد ‪ ،‬إنّما يقول ج َّل وعال ‪ (( :‬تَبَ َ‬
‫اركَ َّ‬
‫َّللاُ َر ُّ‬
‫‪!!!!!!! ..‬صفة من صفات هللا تعالى ‪ ،‬أو متعلّق بصفات هللا تعالى ‪ ،‬ثم تعودون فتضعونه في كفّة مع المخلوقات ؟‬
‫شيْئا ً أ َ ْن يَقُو َل لَهُ ك ُْن فَيَكُونُ )) [‬
‫بأمر من هللا سبحانه وتعالى (( إِنَّ َما أ َ ْم ُرهُ إِ َذا أ َ َرا َد َ‬
‫صحي ٌح أنَّ المخلوقات في عالم الخلق ت ُوجَد ٍ‬
‫يـس ‪ ، ] 82 :‬ولكنَّ هذا ال يعني أنَّها هي بماهيّتها ليست من عالم الخلق ‪ ..‬بينما القرآن الكريم هو بماهيّته ليس من عالم‬
‫ي ( ص ) أمرا ً من روح هللا تعالى ‪ ..‬هذا هو الفارق الذي ال تريدون إدراكه‬ ‫الخلق ‪ ،‬إنّما هو من عالم األمر ‪ ،‬أوحي إلى النب ّ‬
‫‪ ..‬وكالمكم – سوا ٌء علمتم أم لم تعلموا – يؤ ّدِي في النهاية إلى ما قالته المعتزلة بأنَّ القرآن مخلوق ‪ ..‬إن كان القرآن الكريم‬
‫كما تزعمون ال ينتمي لعالم مستقل عن عالم الخلق ‪ ،‬اسمه عالم األمر ‪ ،‬فماذا يختلف إذا ً عن األشياء التي هي موجودات‬
‫بأمر من هللا تعالى ‪ ،‬ولكن هذا ال يعني أنَّه بماهيّته من عالم‬
‫ٍ‬ ‫عالم الخلق ؟!!! ‪ ..‬ك ُّل ما في عالم الخلق يخرج إلى الوجود‬
‫تريدونها‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫الحقيقة‬ ‫هي‬ ‫هذه‬ ‫‪..‬‬ ‫األمر‬ ‫‪..‬‬
‫ب )) [ الرعد ‪ ، ] 39 :‬فإنَّ تفسيرنا لكلمة (( يَشَا ُء ))‬ ‫َّللاُ َما يَشَا ُء َويُثْبِتُ َو ِع ْن َدهُ أ ُ ُّم ا ْل ِكتَا ِ‬
‫أ َّما بالنسبة لقوله تعالى ‪ (( :‬يَ ْم ُحوا َّ‬
‫تفسير سليم كونه من مشتقّات الجذر ( ش ‪ ،‬ي ‪ ،‬أ ) ‪ ،‬وال داعي إلعادة ما قلناه ‪ ..‬ولكن أقول للشيخ عالء سعيد ‪ :‬أين‬ ‫ٌ‬ ‫هو‬
‫أنتم من التدبّر الحق لكتاب هللا تعالى ؟ ‪ ،‬لماذا ت ُغمضون أعينكم عن كون الكلمات ‪ (( :‬يَ ْم ُحوا )) ‪ (( ،‬يَشَا ُء )) ‪َ (( ،‬ويُثْبِتُ ))‬
‫‪ ،‬هي بصيغة المضارع وليس بصيغة الماضي ؟!!! ‪ ..‬نحن نقول المحو واإلثبات هو في جزئيّات عالم الخلق ‪ ،‬وهذا المحو‬
‫واإلثبات مستمر فالموت والحياة والغنى والفقر والمرض والصحة وكل ذلك مستمر في ك ِ ّل لحظة ‪ ،‬وهذا يناسبه صيغة‬
‫المضارع ‪ ،‬لذلك نرى كيف أنَّ عظمة الصياغة القرآنيّة تأتي بالكلمات ‪ (( :‬يَ ْم ُحوا )) ‪ (( ،‬يَشَا ُء )) ‪َ (( ،‬ويُثْ ِبتُ )) بصيغة‬
‫منه‬ ‫أصالً‬ ‫ومستنب ٌ‬
‫ط‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫كتاب‬ ‫مع‬ ‫تماما ً‬ ‫منسج ٌم‬ ‫فتفسيرنا‬ ‫‪،‬‬ ‫المضارع‬ ‫‪..‬‬
‫وهنا أتو َّجه بالسؤال للشيخ الفاضل عالء سعيد فأقول له ‪ :‬أنتم أسقطتم دالالت هذه اآلية الكريمة على مسألة الناسخ‬
‫ي ِ ( ص ) ‪ ،‬فكيف إذا ً يصف هللا تعالى مسألة انتهت‬
‫والمنسوخ ‪ ،‬وهذه المسألة المفتراة على منهج هللا تعالى انتهت بموت النب ّ‬
‫وجليّة‬ ‫واضحة‬ ‫فالمسألة‬ ‫سع‬
‫أتو َّ‬ ‫أن‬ ‫أريد‬ ‫وال‬ ‫‪..‬‬ ‫؟!!!‬ ‫المضارع‬ ‫بصيغة‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫وأجاب‬ ‫‪:‬‬
‫هو بقول قضيّة النسخ ال وجود لها على اإلطالق ‪ ،‬مين قلو أن قضية النسخ ال وجود لها على اإلطالق ‪ ،‬أنا أقلو أنا أحا ّجك [[‬
‫مصون غاية الصيانة محفوظ غاية الحفظ ‪ ،‬تاريخ ‪ 1430‬سنة من عمر أ ّمة اإلسالم ‪ ،‬وتناولنا أنَّ‬
‫ٍ‬ ‫وأحاجج من معك بموروث‬
‫النسخ إجماع األ ّمة عليه ‪ ،‬يمكن يقول النسخ مختلف في بعض قضاياه ‪ ،‬نحط أيدينا في يديه ‪ ،‬وفعالً في بعض قضايا في‬
‫بصير‬
‫ٍ‬ ‫النسخ مختلف فيها ‪ ،‬إنّما أقول النسخ ال وجود له على اإلطالق ‪ ،‬تعميم النفي يد ّل على أنَّ صاحبه إ ّما أن يكون غير‬
‫بما يتكلّم به ‪ ،‬وإ ّما أن يكون يدري ما يقول ويريد أن يأتي على هذه العلوم التي ابتكرتها هذه األ ّمة ‪ .............‬تعال اسمع‬
‫معاي المحو واإلثبات ‪ ،‬المراد بالمحو واإلثبات يمحو هللا ما يشاء ويثبت هو فعالً في عالم المخلوقات بس ؟ ‪ ،‬وال ّ يشمل‬
‫أشياء ‪ ،‬أهو اإلعدام واإليجاد في المخلوقات يعني يحيي هللا هذا ويميت ذاك ؟ ‪ ،‬أم هو التنويع في معجزات األنبياء والرسل ؟‬
‫‪ ،‬يعني هناك معجزة لسيدنا موسى هللا ّ‬
‫عز وجل يمحوها ث ّم تأتي معجزة لسيدنا عيسى فتمحو المعجزة السابقة لسيدنا موسى‬
‫‪ ،‬وهناك معجزات لموسى وعيسى عليهما السالم فتأتي معجزات أُخرى لسيدنا محمد ( ص ) فيمحو هللا معجزات عيسى‬
‫وموسى عليه السالم ويثبت معجزة محمد ( ص ) ‪ ،‬والال يمحو هللا ما يشاء ويثبت يعني يمحو شريعة سابقة بشريعة الحقة ‪،‬‬
‫يعني يمحو شريعة موسى عليه السالم بشريعة عيسى ويمحو شريعة موسى وعيسى بشريعة محمد ( ص ) ‪ ،‬ده كالم‬
‫سرين جميعا ً ‪ ،‬ومدلوالت اللغة تؤيّد بعضه ‪ ،‬ومدلوالت السياق ‪ ،‬أم هو النسخ الجزئي ‪ ،‬بنسخ شريعة كاملة بشريعة‬ ‫المف ّ‬
‫الحقة ‪ ،‬أو آجي بشريعة معيّنة فأنسخ أحكام معيّنة وأبقي أُخرى ‪ ،‬زي سيدنا عيسى ل ّما قال وألح ّل لكم بعض الذي ُح ِ ّرم عليكم‬
‫‪ ،‬وزي دين اإلسالم اللي بننتمي ليه ونسأل هللا أن يميتنا عليه ‪ ،‬وأن يجعلنا من أنصاره أحياء وأمواتا ً ‪ ،‬فيبقى نسخ جزئي‬
‫يمحو هللا ما يشاء من األحكام الشرعيّة بدين اإلسالم ألنَّ لها وقتا ً محدَّدا ً في علم هللا تنهي إليه ‪ ،‬فإذا انتهى وقتها يشرع هللا‬
‫عز وجل حكما ً آخر ‪ .....‬طب أيّها أليق أقول يمحو هللا زي ميقول صاحبنا فقط في اإلغناء واإلفقار واإلماتة واإلحياء‬ ‫َّ‬
‫؟‬ ‫واحد‬ ‫وجه‬ ‫ويأخذ‬ ‫والمرض‬ ‫!والصحة‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأر ّد على ذلك فأقول ‪ :‬أيّها الشيخ الفاضل الذي قال لي ولك ِ ّل متد ِبّر لكتاب هللا تعالى بأنَّ النسخ في القرآن الكريم ال وجود ‪..‬‬
‫له على اإلطالق هو آيات القرآن الكريم ذاته ‪ ..‬أيّها الشيخ الفاضل ‪ ..‬اإلجماع الذي تتحدّث عنه ال وجود له إال َّ في خطاباتكم‬
‫الرنّانة ‪ ..‬وخالل التاريخ فإنَّ مصير ك ّل من يتدبّر كتاب هللا تعالى خارج الموروث يُت َّهم بالكفر والزندقة وت ُحرق كتبه ‪ ،‬أو‬
‫ت ُهمل ‪ ..‬ويا أيّها الشيخ الفاضل االختالف في جزئيّات هذه المسألة ينسفها من أساسها ‪ ،‬ألنّنا نتحدّث عن انتماء أحكام إلى‬
‫كتاب هللا تعالى وإخراج أحكام من كتاب هللا تعالى ‪ ..‬وأنا أُعطيك مثاال ً عن اإلجماع الحق ‪ ...‬األ ّمة ت ُجمع على كتاب هللا تعالى‬
‫‪ ،‬فهل ترى اختالفا ً بين اثنين على آية واحدة من كتاب هللا تعالى ‪ ،‬هذا هو اإلجماع ‪ ،‬أ ّما أن تقول لي إجماع ث ّم تقول لي بعد‬
‫ذلك اختلف العلماء على اآليات المنسوخة ما بين خمس آيات وخمسمائة آية ‪ ،‬ث ّم تقول لي هذا إجماع ‪ ،‬فهذا يا شيخ كالم ال‬
‫‪ ..‬يلقى آذانا ً ُمصغية إال ّ عند من رضي أن يكون رأسا ً من قطيع يُساق نحو مستنقعات التاريخ‬
‫أ ّما عن القول بأنَّ هذه اآلية الكريمة تعني نسخ المعجزات الكونيّة لبعضها بعضا ً ‪ ،‬فهذا ال ننكره ‪ ،‬وهو صحيح ‪ ..‬معجزة‬
‫موسى عليه السالم نُسخت بمعجزة عيسى عليه السالم ‪ ،‬ألنَّ معجزة موسى عليه السالم ( العصا وغيرها ) هي معجزة‬
‫ص ّدِقا ً ِل َما بَ ْينَ‬
‫حسيّة من عالم الخلق ‪ ..‬وشريعة عيسى عليه السالم نسخت بعض ما في شريعة موسى عليه السالم (( َو ُم َ‬
‫س َخت بمعجزة‬ ‫َي مِ نَ الت َّْو َرا ِة َو ِألُحِ َّل لَكُ ْم بَعْضَ الَّذِي ُح ِ ّر َم َ‬
‫علَ ْيكُ ْم )) [ آل عمران ‪ .. ] 50 :‬ومعجزة عيسى عليه السالم نُ ِ‬ ‫يَد َّ‬
‫القرآن الكريم ألنَّ معجزة عيسى عليه السالم ( إحياء الموتى وغير ذلك ) هي معجزة حسيّة من عالم الخلق ‪ ،‬وبعض أحكام‬
‫السالم‬ ‫عليهما‬ ‫وعيسى‬ ‫موسى‬ ‫شريعتي‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫بعض‬ ‫نسخت‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫‪..‬‬
‫ولكنَّ معجزة القرآن الكريم ‪ ،‬وأحكام القرآن الكريم ‪ ،‬هما كما بيَّنا فوق عالم الخلق ‪ ،‬وبالتالي فوق النسخ واإلزالة والتبديل ‪..‬‬
‫والتغيير ‪ ..‬فالشريعة الخاتمة ال ت ُمحى وال ت ُبدَّل وال ت ُنسخ وال ت ُه َمل ‪ ،‬ألنَّها أيّها الشيخ الفاضل ال تنتمي لعالم الخلق كالشرائع‬
‫السابقة ‪ ،‬إنّما تنتمي لما هو أسمى من ذلك ‪ ،‬وهو عالم األمر ‪ ،‬وألنَّها أيّها الشيخ الفاضل تتعلّق بصفات هللا تعالى ‪ ،‬وصفات‬
‫‪ ..‬هللا تعالى أسمى من الخضوع لقوانين عالم الخلق من المكان والزمان والمحو واإلثبات والتغيير والتبديل واإلهمال‬
‫وهنا أقول للشيخ الفاضل شهاب الدين أبو زهو ‪ ،‬قلت ‪ [[ :‬وزي دين اإلسالم اللي بننتمي ليه ونسأل هللا أن يميتنا عليه ‪،‬‬
‫وأن يجعلنا من أنصاره أحياء وأمواتا ً ]] ‪ ،‬بمعنى أنَّك ترجو هللا تعالى أن يجعلكم من أنصار اإلسالم أحياء وأمواتا ً ‪ ..‬أقول‬
‫أيَّها الشيخ الفاضل كيف ستكونون من أنصار اإلسالم وأنتم ال تدركون معاني كلمات كتاب هللا تعالى ؟!!! ‪ ..‬أيّها الشيخ‬
‫الفاضل كلمة أموات تعني الموت اإليماني ‪ ،‬الذي هو الكفر ‪ ،‬وكان عليك أن تقول أحياء وموتى ‪ ،‬وأنصحك أن تعود إلى كتاب‬
‫مقصور على الكتب الصفراء‬
‫ٌ‬ ‫هللا تعالى لتعلم هذه الحقيقة ‪ ..‬وبعد ذلك أنصحك أن تتكلّم مع اآلخرين دون أن تعتقد أنَّ العلم‬
‫إطارها‬ ‫ضمن‬ ‫إال ّ‬ ‫الحقيقة‬ ‫ترون‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫ويقول‬ ‫‪:‬‬
‫أنا عايز أقول حاجة ‪ ،‬الراجل اللي احنا بنتكلم عليه ده ‪ ،‬حينما عرض شبهاته وأنزل كتابه ‪ ،‬هل قبل أن يُنزل هذا الكتاب [[‬
‫صصين وعرض عليهم ؟ ‪ ،‬هل حينما عرض هذه الشبهات على مأل وعلى‬
‫الذي أنزله ‪ ،‬جلس مع أحد العلماء المتخ ّ‬
‫الفضائيات هل جلس مع الذين يقولون بالقول اآلخر ‪ ،‬أنا واحد من الناس وكنت أتمنى حتى بعيدا ً عن الفضائيات ‪ ،‬تعال فإن‬
‫علي‬ ‫تأبى‬ ‫فال‬ ‫معي‬ ‫الحق‬ ‫كان‬ ‫وإن‬ ‫أرشدتني‬ ‫معك‬ ‫الحقّ‬ ‫كان‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬يا شيخ ما عرضنا ليس شبهات ‪ ،‬أكبر الشبهات هو مسألة الناسخ والمنسوخ التي تفرضونها على‬
‫أي فكرة إال َّ ودليلها القرآني معها ‪ ..‬وما تس ّميها بالشبهات وكنت‬
‫األ ّمة ‪ ،‬وما قدّمنا هو أكبر دلي ٍل على ذلك ‪ ،‬ونحن لم نق ّدِم َّ‬
‫تجردت‬
‫تود لو جلسنا معك لنصل إلى نتيجة ‪ ،‬هي بين يديك ‪ ،‬وردّنا وما قلنا في البرنامج بين يديك ‪ ،‬وأنا أقول لك ‪ :‬لو ّ‬
‫‪ ..‬ونظرت فقط في ردّي هذا أليقنت أنَّنا ال نعرض الشبهات ‪ ،‬إنّما نزيل الشبهات بالح ّجة والدليل‬
‫‪..‬‬ ‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫يا جماعة دي قضيّة أُثيرت بغير موضعها ‪ ،‬في أيامنا هذه ‪ ،‬لحساب من يثيرون هذه القضايا ‪ ،‬وقد انتهت منها أقالم [[‬
‫؟‬ ‫المحقّقين‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫ي لك ِ ّل مؤمن بكتاب هللا تعالى ‪ ،‬ونحن عندما نتدبَّر كتاب هللا تعالى إنّما نقوم‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬تدبّر القرآن الكريم أم ٌر إله ٌّ‬
‫بذلك لصالح االلتزام بأمر هللا تعالى ‪ ..‬وأقالم المحقِّقين لم ولن تنتهي من ّ‬
‫أي ِ مسألة موجودة في كتاب هللا تعالى ‪ ،‬فدالالت‬
‫المحقّقين‬ ‫وغير‬ ‫المحقّقين‬ ‫أقالم‬ ‫بها‬ ‫تحيط‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫أكبر‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫كتاب‬ ‫‪..‬‬
‫قائالً‬ ‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫غالي‬ ‫أحمد‬ ‫وسأل‬ ‫‪:‬‬
‫حيردُّوا علينا وقولوا دي الوقت فضيلة الدكتور بقول إن العلم الشرعي احتكار علينا احنا المشايخ ‪ ،‬طب منتو عنديكم في [[‬
‫تخرجوا من جامعة األزهر أو من كذا ‪ ،‬وبرع في العلم ‪ ،‬فالعلم مش حكر على حد‬
‫َّ‬ ‫]] علماء ال‬
‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫فأجابه‬ ‫‪:‬‬
‫من الذي شهد له البراعة في العلم ؟ ‪ ،‬أهو مجرد ظهور في تلفاز ! ‪ ،‬أم مجرد برنامج خبَّط فيه في قواعدنا الثابتة التي [[‬
‫مجرد انبهار به من مالين الناس ‪ ،‬أو ألوف الناس ! ‪ ،‬وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين‬
‫َّ‬ ‫صصون ! ‪ ،‬أم‬
‫ات ّفق عليها المتخ ّ‬
‫‪ ،‬وما وجدنا ألكثرهم من عهد ووجدنا أكثرهم فاسقين ‪ ،‬العبرة مش باألكثريّة ‪ ،‬عندنا معاهد شرعيّة وأدوات علميّة ‪ ،‬وأساتذة‬
‫يتلقون العلم خلفا ً عن سلف ‪ ،‬وكابرا ً عن كابر ‪ ،‬فمن شهد له ؟ ‪ ،‬ومن زكّاه ؟ ‪ ،‬وما هي مؤهالته ؟ ‪ ،‬ومن منحه إيّاها ؟ ‪ ،‬ث ّم‬
‫صص اللي تس ّمى الماجستير أو العالمية اللي تسمى الدكتوراة ‪ ،‬أيأخذها من‬ ‫أدنى المبادئ لو واحد عايز يأخذ رسالة التخ ّ‬
‫لمجرد كتاب يلفّقه من هنا وهناك ؟ ‪ ،‬أو قصاصات يجمعها كوبي أندي بيست بلغة الكمبيوتر ؟ ‪ ،‬ال بد وأن يكون‬ ‫ّ‬ ‫تلقاء نفسه‬
‫عليه واحد من اثنين مشرفين ‪ ،‬على األقل ‪ ،‬وأن تناقشه لجنة أصبحت ثالثة ‪ ،‬يعني أصبحت اللجنة خماسيّة ‪ ،‬وأن تكون‬
‫المناقشة علنيّة وأن يحضرها الناس ‪ ،‬ث ّم بعد ذلك يحظى بتقدير ممتاز أو جيد جدا ً أو مرتبة الشرف أو ما شابه ذلك ‪ ،‬إنّما ك ّل‬
‫مرة ‪ ،‬من قال لك‬
‫ألول ّ‬
‫مرة ينشر في العالم وحقائق تنشر ّ‬ ‫اللي يؤلّف كتاب ويطرحه في السوق ويقول أنا ألّفت كتابا ً إنّه َّ‬
‫ألول ّ‬
‫أول واحد تجيب الحقائق دي ‪ ،‬زي واحد ينزل في الصحراء ويقول من يبارز‬ ‫مرة تنشر ‪ ،‬في جهة معيّنة قالتلك أنت ّ‬
‫أول ّ‬‫إنَّها َّ‬
‫‪ ، ]] ..‬مفيش حد في الصحراء ‪ ،‬يقول أنا جبت حقائق محدش جابها ‪ ،‬متقول ‪ ،‬قول لحد بكرة ‪ ،‬لحد مائة سنة‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬كالمك أيّها الشيخ الفاضل يد ُّل على أنَّ العلم عندكم هو تلقِّي وحفظ عن ظهر قلب ‪ ،‬فقولك ‪ [[ :‬عندنا‬
‫معاهد شرعيّة وأدوات علميّة ‪ ،‬وأساتذة يتلقون العلم خلفا ً عن سلف ‪ ،‬وكابرا ً عن كابر ‪ ،‬فمن شهد له ؟ ‪ ،‬ومن زكّاه ؟ ‪ ،‬وما‬
‫هي مؤهالته ؟ ‪ ،‬ومن منحه إيّاها ؟ ]] ‪ ،‬يد ُّل على أنَّ العلم عندكم هو تلقّي خلفا ً عن سلف ‪ ..‬وهو ذاته المنهج الذي بيّنه هللا‬
‫علَى آث َ ِار ِه ْم ُم ْهت َ ُدونَ (‪َ )22‬و َكذَ ِلكَ َما أ َ ْر َ‬
‫س ْلنَا مِ ْن قَ ْب ِلكَ فِي قَ ْريَ ٍة مِ ْن‬ ‫علَى أ ُ َّم ٍة َو ِإنَّا َ‬
‫تعالى بقوله ‪ (( :‬بَ ْل قَالُوا ِإنَّا َو َج ْدنَا آبَا َءنَا َ‬
‫علَى أ ُ َّم ٍة َوإِنَّا َ‬
‫علَى آث َ ِار ِه ْم ُم ْقت َ ُدونَ )) [ الزخرف ‪ .. ] 23 – 22 :‬ك ُّل ما يفعله الخلف‬ ‫ِير إِ َّال قَا َل ُمتْ َرفُو َها إِنَّا َو َج ْدنَا آبَا َءنَا َ‬
‫نَذ ٍ‬
‫هو اجترار ما قاله بعض السلف ‪ ،‬وهذا يا حبيبي ليس علما ً ‪ ..‬أ َّما بالنسبّة لمؤهّالتي فهي اإليمان والعمل بقوله تعالى ‪(( :‬‬
‫قُ ْل َهات ُوا ب ُ ْر َهانَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنت ُ ْم صَا ِدقِينَ )) [ البقرة ‪ ، ] 111 :‬ويزكيني الذي ال يرضى على كتابه الكريم النقائص كمسألة الناسخ‬
‫تزعمونها‬ ‫التي‬ ‫والمنسوخ‬ ‫‪..‬‬
‫ث َّم لماذا عندما نعرض فكرا ً علميّا ً مبرهنا ً من كتاب هللا تعالى ‪ ،‬ويرى الناس الحقيقة وينبهر الناس بالح ّ ِ‬
‫ق الذي يحمله ‪..‬‬
‫كتاب هللا تعالى وغيبتموه عن الناس ‪ ،‬تستذكرون قول هللا تعالى ‪َ (( :‬و َما أ َ ْكث َ ُر النَّ ِ‬
‫اس َولَ ْو ح ََرصْتَ بِ ُم ْؤمِ نِينَ )) [ يوسف ‪:‬‬
‫‪ .. ] 103‬في الوقت الذي ال تستذكرون به هذا القول وأنتم صباح مساء تحتلون الفضائيات ‪ ،‬وال يقتنع الكثيرون من أولي‬
‫األلباب بكالمكم ‪ ..‬فعليكم أن تعودوا وتراجعوا ما تعرضونه على الناس ‪ ..‬فالعيب ليس بما نعرضه ‪ ،‬العيب بما تعرضونه أنتم‬
‫‪..‬‬
‫مرة في العالم )) ‪ ،‬فأعود وأقول لك ‪ :‬أتحدّاك أن تثبت أنَّ‬
‫ألول ّ‬
‫أ ّما بالنسبة للعبارة الموجودة على بعض كتبي (( ت ُعرض ّ ِ‬
‫األفكار األساسيّة التي عرضتها في هذا الكتب مسبوقة ‪ ..‬وال أريد أن أتكلّم أكثر من ذلك ‪ ..‬فالمسألة ليست مسألة قال وقيل‬
‫النت‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫موجود‬ ‫الكبرى‬ ‫المعجزة‬ ‫وبرنامج‬ ‫موجودة‬ ‫كتبي‬ ‫‪،‬‬ ‫وسفسطة‬ ‫وتهريج‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫ويقول‬ ‫‪:‬‬
‫يمحو هللا ما يشاء ويثبت ‪ ،‬الراجح ما يدل عليه السياق ‪ ،‬السياق يدل على إيه ‪ ،‬السياق يدل على المحو واإلثبات في عالم [[‬
‫أي ِ عالم ؟ ‪ ،‬احنا حنختار أن المحو واإلثبات يتعلّق‬
‫الخلق المخلوقات وال ّ في عالم المعجزات وال ّ في عالم الشرائع ‪ ،‬وال ّ في ّ‬
‫بالقرآن الكريم ‪ ،‬وتعال لنقرأ هذه اآليات معا ً ‪ ،‬والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أُنزل إليك ومن األحزاب من ينكر بعضه‬
‫وكذلك أنزلناه حكما ً عربيّا ً ‪ ،‬اللي هو القرآن الكريم ‪ ،‬ث َّم يتكلّم هللا سبحانه وتعالى في اآلية ‪ 39‬فيقول يمحو هللا ما يشاء‬
‫ويثبت وعنده أم الكتاب ‪ ،‬إذا ً السياق يد ّل على الحديث عن القرآن أم عن المعجزات الحسيّة ؟ ‪ ،‬عن القرآن ‪ ،‬يبقى هذه اآلية‬
‫الراجح فيها يد ّل على أنَّ النسخ واق ٌع وجائ ٌز شرعا ً ‪ ،‬جائ ٌز عقالً وواق ٌع شرعا ً ‪ ،‬خلصت المشكلة في الر ّد ده ‪ ،‬يبقى هناك‬
‫‪ ]] ..‬أقوال متعدّدة نحن ر ّجحنا هذا القول ‪ ،‬وله أدلّته ‪ ،‬ده المختصر بتاعها‬
‫أساس من الدليل تقول ‪ [[ :‬احنا حنختار أن المحو واإلثبات يتعلّق بالقرآن الكريم ]] ؟!!! ‪..‬‬‫ٍ‬ ‫أي ِ‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬على ّ‬
‫ولماذا أيّها الشيخ الفاضل لم تقرأ اآليات كاملة حتى الوصول إلى اآلية موضوع البحث ‪ ..‬اآليات الكريمة من الكلمة التي‬
‫هي‬ ‫بقراءتها‬ ‫بدأت‬ ‫‪:‬‬
‫َّللا َوال أُش ِْركَ ِب ِه ِإلَ ْي ِه ((‬ ‫ضه ُ قُ ْل ِإنَّ َما أُمِ ْرتُ أ َ ْن أ َ ْعبُ َد َّ َ‬ ‫اب يَ ْف َر ُحونَ ِب َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَ ْيكَ َومِ نَ ْاألَحْ َزا ِ‬
‫ب َم ْن يُ ْن ِك ُر بَ ْع َ‬ ‫َوالَّ ِذينَ آت َ ْينَاهُ ُم ا ْل ِكت َ َ‬
‫اق‬
‫ي ٍ َوال َو ٍ‬ ‫َّللا مِ ْن َو ِل ّ‬‫ب (‪َ )36‬و َكذَ ِلكَ أ َ ْن َز ْلنَاهُ ُحكْما ً ع ََربِيّا ً َولَئ ِِن اتَّبَعْتَ أ َ ْه َوا َء ُه ْم بَ ْع َد َما جَا َءكَ مِ نَ ا ْل ِع ْل ِم َما لَكَ مِ نَ َّ ِ‬ ‫أ َ ْدعُو َوإِلَ ْي ِه َمآ ِ‬
‫اب (‪)38‬‬ ‫َّللا ِل ُك ِ ّل أ َ َج ٍل ِكت َ ٌ‬ ‫سو ٍل أ َ ْن يَأْتِ َ‬
‫ي ِبآيَ ٍة ِإ َّال بِ ِإ ْذ ِن َّ ِ‬ ‫سالً مِ ْن قَ ْب ِلكَ َو َجعَ ْلنَا لَ ُه ْم أ َ ْز َواجا ً َوذُ ِ ّريَّةً َو َما كَانَ ل َِر ُ‬
‫س ْلنَا ُر ُ‬ ‫(‪َ )37‬ولَقَ ْد أ َ ْر َ‬
‫ب )) [ الرعد ‪39 – 36 :‬‬ ‫َو ِع ْن َدهُ أ ُ ُّم ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫َويُثْبِتُ‬ ‫َما يَشَا ُء‬ ‫َّللاُ‬
‫َّ‬ ‫] يَ ْم ُحوا‬
‫لماذا قفزت أيّها الشيخ في قراءتك عن العبارة السابقة مباشرة لآلية موضوع البحث ‪ِ (( :‬ل ُك ِ ّل أ َ َج ٍل ِكت َ ٌ‬
‫اب )) ‪ ،‬هل العبارة ‪..‬‬
‫اب )) تتحدّث عن القرآن الكريم ؟!!! ‪ ..‬أم تتحدَّث بأنَّه لك ِ ّل أجل موعد محدّد ال يخلفه كالحياة والموت‬ ‫القرآنيّة (( ِل ُك ِ ّل أ َ َج ٍل ِكت َ ٌ‬
‫واإلغناء والفقر والص ّحة والمرض واآليات الكونيّة التي أيَّد هللا تعالى بها رساالته السابقة ‪ ،‬والتي كما بيّنا تنتمي لعالم‬
‫سالً مِ ْن قَ ْب ِلكَ َو َجعَ ْلنَا لَ ُه ْم أ َ ْز َواجا ً َوذُ ِ ّريَّةً‬ ‫الخلق ؟!!! ‪ ..‬بل لماذا لم تقرأ اآلية السابقة لآلية موضوع البحث ‪َ (( :‬ولَقَ ْد أ َ ْر َ‬
‫س ْلنَا ُر ُ‬
‫اب )) ؟!!! ‪ ..‬اآلية يا أستاذ تتحدَّث ع ّما قبل الرسالة الخاتمة ‪ ،‬وبيّنا أنَّ‬ ‫َّللا ِل ُك ِ ّل أ َ َج ٍل ِكت َ ٌ‬ ‫سو ٍل أ َ ْن يَأْتِ َ‬
‫ي بِآيَ ٍة إِ َّال بِ ِإ ْذ ِن َّ ِ‬ ‫َو َما كَانَ ل َِر ُ‬
‫َّللاُ َما يَشَا ُء َويُثْبِتُ‬
‫المستمرة بين النقائض ‪ ،‬ولذلك نرى في اآلية الكريمة (( يَ ْم ُحوا َّ‬
‫ّ‬ ‫ك َّل ذلك يتعلّق بعالم الخلق ‪ ،‬وبالحركة‬
‫ب )) صيغة المشية ‪ ،‬وصيغة المضارع كما بيّنا ‪ ..‬ولذلك فقولك ‪ [[ :‬يبقى هذه اآلية الراجح فيها يد ّل على أنَّ‬ ‫َو ِع ْن َدهُ أ ُ ُّم ا ْل ِكتَا ِ‬
‫أي ِ محمل علمي ‪ ،‬فالنسخ‬ ‫النسخ واق ٌع وجائ ٌز شرعا ً ‪ ،‬جائ ٌز عقالً وواق ٌع شرعا ً ‪ ،‬خلصت المشكلة في الر ّد ده ]] ال يُح َمل على ّ‬
‫يا شيخ ليس جائزا ً عقالً ‪ ،‬وليس واقعا ً شرعا ً ‪ ،‬والمشكلة ما زالت ولن تنتهي إال َّ باالعتراف بأنَّ النسخ هو الشبهة التي ال ب ّد‬
‫إزالتها‬ ‫من‬ ‫‪..‬‬
‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫ويقول‬ ‫‪:‬‬
‫ونحن لسنا مع الذين يقولون بالتوسعة في النسخ ‪ ،‬بل ما وجدنا سبيالً للجمع بين اآليات نذكر ذلك ‪ ،‬لكن إذا وجدنا طريقا ً [[‬
‫ي ( ص ) النسخ صراحةً أو ينقله الصحابة صراحةً ‪ ،‬يبقى ال يسعنا إال َّ أن نسلّم به‬‫عن رسول هللا ( ص ) ثابتا ً يذكر فيه النب ّ‬
‫‪ ،‬وبالنسبة لآلية اللي ذكرها الدكتور شهاب ‪ ،‬يمحو هللا ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ‪ ،‬أنا عايز أذكر فيها نقطتين بس ‪،‬‬
‫اآلية يمحو هللا ما يشاء ‪ ،‬إيه معنى كلمة ما ‪ ،‬يقول أهل العلم عليهم رحمة هللا كذاك من وما تفيدان معا ً ك َّل العموم يا أخي‬
‫فاستمعا ‪ ،‬يبقى ما ومن للعموم ‪ ،‬النقطة الثانية اللي عايز أذكرها بنفس اآلية ‪ ،‬عندنا قاعدة تفسيريّة ذكرها لنا علماؤنا في‬
‫كتبهم قالوا فيها ‪ ،‬هل رب العالمين أراد أن يوضّح لعباده ؟ ‪ ،‬أم أراد أن يبهم على عباده ؟ ‪ ،‬إن كانت الكلمة تحتمل أكثر من‬
‫صص معنى معيّنا ً لهذه اآلية يبقى‬
‫رب العالمين يعلم أنَّ هذه الكلمة تحتمل أكثر من معنى ؟ ‪ ،‬هل لو أنَّ هللا لم يخ ِ ّ‬
‫معنى هل ّ‬
‫سرون في هذه القاعدة إن كانت اللفظة في القرآن تحتمل أكثر من معنى‬ ‫أراد الكل وال ّ أراد البعض ؟ ‪ ،‬أراد الكل ‪ ،‬قال المف ّ‬
‫سر أن يحملها على جميع المعاني ‪ ،‬ألنّه األبلغ لكتاب هللا‬ ‫‪ ]] ..‬دون تناقض وجب على المف ّ‬
‫سع في النسخ كما تقول ‪ ،‬فلماذا ال يكون إلغاء هذه المسألة من أساسها ‪..‬‬
‫وأقول للشيخ عالء سعيد ‪ :‬إن كنت لست مع التو ّ‬
‫عبر التوفيق بين جميع اآليات التي تزعمون نسخها ‪ ،‬كما بيّنا ‪ ،‬لماذا ال يكون ذلك حالً لهذه المسألة وخروجا ً من هذا المأزق‬
‫؟‬ ‫به‬ ‫األ ّمة‬ ‫أغرقتم‬ ‫الذي‬ ‫الفكري‬ ‫‪..‬‬
‫أ ّما بالنسبة لقولك ‪ [[ :‬من وما تفيدان معا ً ك َّل العموم ]] فهذا صحيح ‪ ،‬ولكنَّ هللا تعالى يقول (( َما يَشَا ُء )) ُمطلقا ً المسألة في‬
‫ساحة المشيئة التي ال تخرج – كما بيّنا – عن عالم الخلق ‪ ..‬وبالتالي فإنَّ القول بأنَّ قوله تعالى ‪ (( :‬يَ ْم ُحوا َّ‬
‫َّللاُ َما يَشَا ُء‬
‫َويُثْ ِبتُ )) يعني نسخ آيات كتاب هللا تعالى ‪ ،‬هو قو ٌل ال دليل عليه ‪ ،‬بل هو قو ٌل ليس سليما ً على اإلطالق كما بيّنا ‪ ..‬أ ّما‬
‫سر أن يحملها على جميع‬ ‫بالنسبة لقولك ‪ [[ :‬إن كانت اللفظة في القرآن تحتمل أكثر من معنى دون تناقض وجب على المف ّ‬
‫النص القرآني ‪ ،‬صحيح أنَّ كلمة ما تفيد‬ ‫َّ‬ ‫المعاني ‪ ،‬ألنّه األبلغ لكتاب هللا ]] ‪ ،‬فأعود ألقول ‪ :‬ال يمكن للمحو واإلثبات أن يشمل‬
‫‪ ..‬العموم ‪ ،‬ولكنّه العموم ال ُمقيَّد في عالم الخلق ‪ ..‬وقد بيّنت ذلك ‪ ،‬وال أريد إعادة ما قلت‬
‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫[[‬ ‫ونخضع‬ ‫ّ‬ ‫له‬
‫ونقر‬ ‫ألي ِ قائ ٍل بالحق ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ]] ..‬نحن ندور مع الحق أين دار ‪ ،‬ونلين‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ ،‬أتمنّى ذلك ‪ ،‬واعلم يا أخي أنَّ األمر في النهاية هو بينكم وبين هللا تعالى ‪ ،‬وسنقف أمام هللا تعالى ‪،‬‬
‫الحق‬ ‫ستعلمون‬ ‫وعندها‬ ‫‪..‬‬
‫غالي‬ ‫أحمد‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫استدلوا على نفي النسخ بقوله تعالى ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم حميد ‪ ،‬بقول المتكلّم لو [[‬
‫نُس َخت بعض آيات القرآن آلتاه الباطل ‪ ،‬ألنَّ النسخ إبطا ٌل لحكم المنسوخ ‪ ،‬هو بيقصد أنا بلمح من كالمه لو كان هذا الكالم‬
‫بتالوته‬ ‫هللا‬ ‫يتعبّدنا‬ ‫فلماذا‬ ‫إذا ً‬ ‫منسوخ‬ ‫أيضا ً‬ ‫]]‬
‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫فأجاب‬ ‫‪:‬‬
‫بقول النسخ من معانيه اللغويّة اإلبطال ‪ ،‬وربّنا بقول ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه ‪ ،‬أنتم لو قلتم في نسخ [[‬
‫بالقرآن يبقى قلتم فيه باطل دخل القرآن ‪ ،‬هناك فارق بين البطالن وبين اإلبطال ‪ ،‬ألنّني قد أُبطل شيئا ً وهو حق ‪ ،‬أبطله كيف‬
‫؟ ‪ ،‬اللي هو ده النسخ ‪ ،‬مرحلة زمانيّة معيّنة جاء فيها حك ٌم تعبّدنا هللا َّ‬
‫عز وج َّل به ‪ ،‬معنى الباطل هنا في اآلية إيه ؟ ‪ ،‬يبقى‬
‫مش معناه النسخ ‪ ،‬ال يأتيه الباطل يعني ال يأتيه الكذب ‪ ،‬يعني ال يستطيع أحد أن يكذب على كتاب هللا ‪ ،‬أو أن يضيف إليه‬
‫كذبا ً‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬البطالن نقيصة موجودة في الشيء ‪ ،‬واإلبطال نقيصة نلحقها نحن بالشيء فنجعله باطالً ‪ ،‬وكتاب هللا‬
‫منزه عن البطالن ‪ ،‬ويجب يا حبيبي أال َّ نُبطل أحكامه ‪ ،‬أي يجب أال َّ نجعلها باطلة ‪ ،‬بمعنى مهملة تفقد صالحية العمل‬
‫تعالى ّ‬
‫بها ‪ ،‬واللف والدوران باأللفاظ ال يُلغي كون النسخ نقيصة آن األوان لرفعها عن كتاب هللا تعالى ‪ .....‬الكذب باطل ‪ ،‬والنسخ‬
‫باطل ‪ ،‬واإللغاء باط ل ‪ ،‬واإلبطال باطل ‪ ،‬وإهمال األحكام كما تقولون باطل ‪ ..‬أرجو أن تضعوا كرامة كتاب هللا تعالى بين‬
‫الكلمات‬ ‫بهذه‬ ‫تتلفّظون‬ ‫وأنتم‬ ‫أعينكم‬ ‫‪..‬‬
‫غالي‬ ‫أحمد‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫الزانية والزاني فاجلدوا ك َّل واح ٍد منهما مائة جلدة وال تأخذكم بهما رأفة في دين هللا ‪ ،‬قال هنا مفيش تحديد للسن وال ذكر [[‬
‫اإلحصان ‪ ،‬حكم مائة جلدة لكل واحد ‪ ،‬وذكر آية أخرى في سورة النساء ‪ ،‬فإذا أُحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما‬
‫على المحصنات من العذاب ‪ ،‬قال هذه اآلية تنفي الرجم من األساس ‪ ،‬فإذا أُحصن يعني تزوجن ‪ ،‬يبقى هل يُق َّ‬
‫سم الموت ‪،‬‬
‫؟‬ ‫الموت‬ ‫نصف‬ ‫هو‬ ‫وإيه‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫فأجاب‬ ‫‪:‬‬
‫الزانية والزاني فاجلدوا ك َّل واحد منهما مائة جلدة ‪ ،‬قال ما ذكرت سن وال شيء ‪ ،‬فهل هو بقول إن الطفل إذا وقع في ذلك [[‬
‫بيقام عليه الحد ؟ ‪ ،‬وإن المجنون إذا وقع في ذلك يقام عليه الحد ؟ ‪ ،‬وإن المكره إذا وقع في ذلك يقام عليه الحد ؟ ‪ ،‬وإن‬
‫الجاهل إذا وقع في ذلك يقام عليه الحد ‪ ،‬مهي اآلية عا ّمة ‪ ،‬يقول اإلمام الشافعي رحمه هللا عن أل هنا أل الموصولة اللي هي‬
‫في الزانية والزاني ‪ ،‬وهذا يدل على العموم ‪ ،‬والعموم قابل للتخصيص ‪ ،‬ولذلك الخصوص ال يناقض العموم ‪ ،‬إنّما يُحمل‬
‫العموم عليه ‪ ،‬ل ّما يقول القرآن السارق والسارقة اعملوا إيه ؟ ‪ ،‬فاقطعوا أيديهما ‪ ،‬ابنك راح سارق من جيبك جنيه وحا ّ‬
‫طو‬
‫بره ‪ ،‬هللا يقول السارق والسارقة فأقطعوا أيديهما ‪ ،‬نجيب ابنك اللي عنده أربع خمس‬ ‫بجيبه عشان يجيب فيه حالوة من ّ‬
‫أي شيء ‪ ،‬مهو بقول هنا‬‫سنين نقطع إيده ؟ ‪ ،‬مهي اآلية بتقول السارق والسارقة ‪ ،‬ال ذكرت سن وال ذكرت مقدار وال ذكرت ّ‬
‫في آية الزاني والزانية ‪ ،‬بنقلو الكالم ده ذُكر بهذا العموم ‪ ،‬ث َّم أتى تفاصيل ذلك في سنّة رسول هللا ( ص ) ‪ ،‬فبيّن النبي ( ص‬
‫) قال ُرفع القلم عن ثالث ‪ ،‬وقال ( ص ) ال ت ُق َ‬
‫طع يد في أقل من ربع دينار ‪ ،‬يبقى إذا ً في أشياء تخ َّ‬
‫صص هذا العموم ‪ ،‬يبقى‬
‫لو سرق حاجة أقل من ربع دينار بنعزروا ‪ ،‬فهنا كلمة الزانية والزاني كلمة عموم ‪ ،‬العموم ده قابل للتخصيص ‪ ،‬فحينما يأتي‬
‫الرسول ( ص ) ويبيّن لنا ‪ ...........‬فل ّما جي هنا بقلّي بقلّي إيه ‪ ،‬كلمة فإن أُحصن فإذا أُحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن‬
‫أوال ً كلمة اإلحصان في القرآن بتأتي بمعاني ‪،‬‬
‫نصف ما على المحصنات ‪ ،‬هو عايز يركّز على دي ‪ ،‬فين نصف الرجم ؟ ‪ ،‬أقله َّ‬
‫المتزوجات ‪ ،‬هنا بقا أنا عايز هنا ‪ ،‬فين النصف ؟ ‪ ،‬األمة دي يا دكتور‬
‫ّ‬ ‫منها العفيفات عن الزنا ‪ ،‬ومنها األحرار ‪ ،‬ومنها‬
‫شهاب األمة دي مش بتتعلّق بحقّ مالكها ‪ ،‬الشريعة ل ّما تحكم عليها بالرجم إذا ً بالمالك إنه يهدر بقا ماله ‪ ،‬فلذلك راعت‬
‫الشريعة هذا ‪ ،‬اآلية قالت إيه ؟ ‪ ،‬فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ‪ ،‬من أَنهو عذاب ؟ ‪ ،‬اللي قال ربّنا سبحانه‬
‫المتزوجة عليها‬
‫ّ‬ ‫المتزوجة منهن كغير‬
‫ّ‬ ‫وتعالى في سورة النور ليشهد عذابهما ‪ ،‬اللي هو المائة ‪ ،‬فكانت الثيّب منهنَّ أو‬
‫المتزوجة من اإلماء إن وقعت في الزنا ‪ ،‬فكالهما‬
‫ّ‬ ‫المتزوجة من اإلماء كغير‬
‫ّ‬ ‫النصف فقط وهذا تخصيص من العموم ‪ ،‬وهنا‬
‫عليه نصف ما على المحصنات من العذاب ‪ ،‬هذا مع وجود خالف في الحكم فيها بين العلماء ‪ ،‬ألنه منهم اللي يقول األمة اللي‬
‫متزوجتش معليهاش جلد أصالً نصف مائة ‪ ،‬المتزوجة بس هي اللي عليها ‪ ،‬زي رأي ابن عباس ‪ ،‬ومن أهل العلم من‬
‫المسألة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫األقوال‬ ‫أرجح‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ‫ذكرت‬ ‫كما‬ ‫يساوي‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬أيّها الشيخ الفاضل ‪ ،‬الطفل كلمة ت ُطلق على مرحلة ما قبل البلوغ ‪ ،‬فكيف إذا ً سيزني الطفل ؟!!! ‪..‬‬
‫كيف سيزني الطفل ؟!!! ‪ ..‬عندما يقدر على الزنا لم يعد طفالً !!! ‪ ..‬سؤال أطرحه ليس فقط عليك أنت ‪ ،‬إنّما أطرحه على ك ِ ّل‬
‫إنسان ته ّمه الحقيقة أكثر من عصبيّته الذاتيّة ‪ ..‬ويا أيّها الشيخ الفاضل لو نظرت في قوله تعالى ‪ (( :‬ال َّزا ِنيَةُ َو َّ‬
‫الزانِي فَاجْ ِلدُوا‬
‫معرف بأل التعريف ‪ ،‬أي‬
‫الزانِي )) ‪ ،‬هما اسم فاعل َّ‬ ‫ُك َّل َواحِ ٍد مِ ْن ُه َما مِ ائ َةَ َج ْل َد ٍة )) ‪ ،‬لرأيت أنَّ لفظتي ‪َّ (( :‬‬
‫الزانِيَةُ )) ‪َ (( ،‬و َّ‬
‫تصفان من قام بهذا الفعل الشنيع عن علم وإدراك وإرادة ‪ ،‬وأنَّ التهمة لبسته بما ال يقبل الشكَّ في ذلك ‪ ،‬ولذلك فالطفل‬
‫والمجنون والجاهل والمكره ‪ ،‬هما مسائل ال تغيب عن علم هللا تعالى ‪ ،‬فاهلل تعالى بصياغته لهذه الكلمات يعلم أيّها الشيخ ك َّل‬
‫جيوبنا‬ ‫من‬ ‫بدالالت‬ ‫لنكملها‬ ‫ناقصة‬ ‫ليست‬ ‫وآياته‬ ‫‪،‬‬ ‫الحاالت‬ ‫هذه‬ ‫‪..‬‬
‫َّللاُ ع َِز ٌ‬
‫يز َحكِي ٌم )) ‪،‬‬ ‫َّللا َو َّ‬ ‫طعُوا أ َ ْي ِديَ ُه َما ج ََزا ًء بِ َما َك َ‬
‫سبَا نَكَاال ً مِ نَ َّ ِ‬ ‫س ِارقَةُ فَ ْ‬
‫اق َ‬ ‫ق َوال َّ‬
‫س ِار ُ‬
‫وكذلك األمر بالنسبة لقوله تعالى ‪َ (( :‬وال َّ‬
‫معرف بأل التعريف ‪ ،‬وابنك إن أخذ جنيه من جيبك ليشتري‬ ‫س ِارقَةُ )) ‪ ،‬هما أيضا ً اسما فاعل َّ‬ ‫ق )) ‪َ (( ،‬وال َّ‬
‫س ِار ُ‬
‫فلفظتا (( َوال َّ‬
‫به الحلوى ليس مشموال ً بالمعنيين بهذه الصياغة اللغويّة لهذه اآلية الكريمة ‪ ..‬وقد بيّنت في كتبي وفي برنامج المعجزة‬
‫زمان ومكان ‪ ،‬وبيّنت كيف أنَّ الفقهاء اختلفوا في ك ِ ّل جزئيّة ‪ ،‬فلو كان األمر‬
‫ٍ‬ ‫الكبرى أنَّ هذه الكلمات تحمل ك َّل الحاالت لك ِ ّل‬
‫كما تقولون يا فضيلة الشيخ ‪ ،‬لما اختلف السادة الفقهاء في ك ِ ّل هذه الجزئيّات ‪ ..‬فكتاب هللا تعالى أيّها الشيخ الفاضل ليس‬
‫ناقصا ً ‪ ،‬وك ُّل األحكام موجودة في باطن صياغته اللغويّة ‪ ،‬وليس بحاجة ألن ت ُكمله الروايات ‪ ،‬هل تعلمون لماذا ؟ ‪ ،‬ألنَّ هللا‬
‫ش ْيءٍ )) ‪ ..‬ولذلك أرجو أن تص ّدِقوا هللا تعالى ‪ ،‬وأال َّ تحاولوا خلق‬ ‫علَ ْيكَ ا ْل ِكت َ َ‬
‫اب تِ ْبيَانا ً ِل ُك ِ ّل َ‬ ‫تعالى صادق بقوله ‪َ (( :‬ونَ َّز ْلنَا َ‬
‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫لها‬ ‫وجود‬ ‫ال‬ ‫نقائص‬ ‫إثبات‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫لكتاب‬ ‫عورات‬ ‫‪..‬‬
‫وأقول للشيخ الفاضل ‪ :‬صحيح أنَّ كلمة اإلحصان لها عدّة معاني ‪ ،‬فنحن نعلم ذلك ‪ ،‬ولكنَّ اإلحصان في قوله تعالى ‪.. (( :‬‬
‫ب )) [ النساء ‪ ، ] 25 :‬ال يعني إال َّ إحصان الزواج‬ ‫ت مِ نَ ا ْلعَ َذا ِ‬ ‫علَى ا ْل ُمحْ َ‬
‫صنَا ِ‬ ‫ْف َما َ‬ ‫فَ ِإذَا أُحْ ِصنَّ فَ ِإ ْن أَت َ ْينَ ِبفَاحِ َ‬
‫ش ٍة فَعَلَ ْي ِهنَّ ِنص ُ‬
‫حق هللا تعالى ‪ ،‬فأنتم هربتم من استحقاق دالالت هذه العبارة القرآنيّة بالقول ‪ :‬إنَّ‬ ‫‪ ..‬وكيف تقولون إنَّ حقَّ المالك أكبر من ّ ِ‬
‫ط ِبّق ُحكم الرجم عليها ستموت وسيخسرها مالكها ‪ ،‬وبالتالي سيذهب حقّه ‪ ،‬وبالتالي فحكم الرجم ال‬ ‫لمالك األمة حقّا ً ‪ ،‬وإن ُ‬
‫يُطبَّق عليها ‪ ،‬هكذا تقولون ‪ ..‬وأر ُّد فأقول ‪ :‬أال تخجلون من هللا تعالى وأنتم تنطقون بهذه الكلمات ؟!!! ‪ ..‬إن كان حكم الرجم‬
‫حق هللا تعالى ؟!!! ‪ ..‬وإن‬
‫حق هللا تعالى علينا ‪ ،‬فكيف تر ِ ّجحون حقَّ مالك األمة على ّ ِ‬
‫من الشريعة كما تزعمون ‪ ،‬فهو من ّ ِ‬
‫كان األمر كما تقولون ‪ ،‬فهل حسبتم حسابا ً للمرجوم إن كان عنده أطفال لهم عليه ذاته حقّ التربية والرعاية ؟!!! ‪ ..‬أم أنَّ‬
‫المالك أهم من األطفال الذين بحاجة لتربية ورعاية ؟!!! ‪ ..‬أم أنَّ المسألة هي مسألة خلق ذرائع لتبرير ما ال يمكن تبريره إال َّ‬
‫باإلعراض عن ثوابت كتاب هللا تعالى والعقل والمنطق ؟!!! ‪ ..‬ونحن نقول ذلك نؤ ّكِد أنَّ مسألة العبيد وملك اليمين كما هي في‬
‫فقهكم ال وجود لها على اإلطالق في كتاب هللا تعالى ‪ ،‬وكتاب هللا تعالى يهدم ك ّل ما تقولونه جملةً وتفصيالً ‪ ..‬وقد بيّنت ذلك‬
‫الكبرى‬ ‫المعجزة‬ ‫برنامج‬ ‫في‬ ‫لذلك‬ ‫بسيط‬ ‫بشكل‬ ‫وتعرضنا‬
‫ّ‬ ‫‪،‬‬ ‫كتبي‬ ‫في‬ ‫‪..‬‬
‫ت مِ نَ‬ ‫صنَا ِ‬ ‫علَى ا ْل ُمحْ َ‬ ‫ْف َما َ‬ ‫ش ٍة فَعَلَ ْي ِهنَّ نِص ُ‬‫أ َّما بالنسبة لقولكم بأنَّ العذاب المعني في قوله تعالى ‪ (( :‬فَ ِإذَا أُحْ ِصنَّ فَ ِإ ْن أَت َ ْينَ بِفَاحِ َ‬
‫الزانِي فَاجْ ِلدُوا ُك َّل َواحِ ٍد مِ ْن ُه َما مِائ َةَ َج ْل َد ٍة َوال تَأ ْ ُخ ْذ ُك ْم ِب ِه َما‬ ‫الزا ِنيَة ُ َو َّ‬
‫ب )) هو فقط عذاب الجلد المعني بقوله تعالى ‪َّ (( :‬‬ ‫ا ْلعَذَا ِ‬
‫طائِفَةٌ مِ نَ ا ْل ُم ْؤمِ نِينَ )) [ النور ‪ ، ] 2 :‬فنقول هذا وهللا‬
‫عذَابَ ُه َما َ‬ ‫اّلِل َوا ْليَ ْو ِم ْاآلخِ ِر َو ْليَ ْ‬
‫ش َه ْد َ‬ ‫َّللا إِ ْن ُك ْنت ُ ْم ت ُْؤمِ نُونَ بِ َّ ِ‬ ‫َرأْفَةٌ فِي د ِ‬
‫ِين َّ ِ‬
‫طا ِئفَةٌ مِ نَ ا ْل ُم ْؤمِ ِنينَ )) ‪ ،‬وهو عذاب الجلد ‪ ،‬وهذا ما نقول به نحن ‪ ،‬فهذا‬ ‫عذَابَ ُه َما َ‬
‫ش َه ْد َ‬ ‫صحيح ‪ ،‬فالعذاب المعني هو ‪َ (( :‬و ْليَ ْ‬
‫‪ !!! ..‬ينسف مسألة الرجم من أساسها ‪ ..‬أنا استغرب كيف تتحدّثون بذلك ؟ ‪ ..‬ما تتحدّثون به ينسف ما تذهبون إليه‬
‫المتزوجة هل هي متزوجة أم ال ؟!!! ‪ ،‬بمعنى هل هي محصنة إحصان زواج أم ال‬
‫ِّ‬ ‫وأنا أريد أن أسأل السادة المشايخ ‪ :‬المرأة‬
‫؟!!! ‪ ..‬وعندما يرميها زوجها بالفاحشة وتريد أن تدرأ عنها العقوبة المترت ّبة على رميها بهذه الفاحشة ‪ ،‬ماذا تفعل وكيف‬
‫اّلِل إِنَّهُ لَمِ نَ ا ْلكَا ِذبِينَ )) [‬
‫ت بِ َّ ِ‬ ‫ش َه َد أ َ ْربَ َع َ‬
‫شهَادَا ٍ‬ ‫اب أ َ ْن ت َ ْ‬ ‫وصف هللا تعالى ذلك في كتابه الكريم ‪ ،‬يقول تعالى ‪َ (( :‬ويَد َْرأ ُ َ‬
‫ع ْنهَا ا ْلعَذَ َ‬
‫النور ‪ .. ] 8 :‬فإن كانت عقوبتها الرجم في حالة الزنا لماذا لم يقل تعالى ( ويدرأ عنها الرجم ) ؟!!! ‪ ،‬أو لماذا لم يقل ‪( :‬‬
‫أي ِ صيغة أُخرى ينفي مسألة الرجم من أساسها (( َويَ ْد َرأ ُ َ‬
‫ع ْنهَا‬ ‫ويدرأ عنها الجزاء ) ؟!!! ‪ ..‬تخصيص العقوبة بالعذاب دون ّ‬
‫اب )) ‪ ..‬ما تقولونه أيّها السادة المشايخ هو ضد ما تذهبون إليه ‪ ..‬وقولكم بأنَّ العلماء على خالف في ذلك ‪ ،‬هو دليل‬ ‫ا ْلعَذَ َ‬
‫‪ ..‬يضاف لباقي األدلّة على أنَّ المسألة التي تذهبون إليها ‪ ،‬هي تركيبة ال وجود لها في كتاب هللا تعالى‬
‫الثالثة‬ ‫الحلقة‬ ‫نهاية‬ ‫في‬ ‫غالي‬ ‫أحمد‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫أنا عايز أقول كلمة مستجدة يجب هؤالء العقالنيين أو العقالنيّون اسيبوهم بقى من حكاية القص واللز ‪ ،‬وعندنا بقى مثل [[‬
‫‪ ]] ..‬مصري ‪ ،‬اللي ميعرفش ميعجنش ‪ ،‬أو بأدب منّي ‪ ،‬اللي ميعرفش ميتكلمش‬
‫وأقول له ‪ :‬القص واللز هو ما تتفضل به ‪ ،‬فلو أنَّك أدركت ما يقوله ضيفاك الكريمان وقارنته مع ما قلنا وكانت عندك اإلرادة‬
‫‪ ..‬الصادقة ‪ ،‬لما قلت ما تقول ‪ ..‬وال أريد أن أقول أكثر من ذلك ‪ ،‬فأدب الحوار يأبى هذا األسلوب الرخيص‬
‫‪..‬‬ ‫غالي‬ ‫أحمد‬ ‫قال‬ ‫الرابعة‬ ‫الحلقة‬ ‫بداية‬ ‫وفي‬ ‫‪:‬‬
‫وإذا بدلنا آية مكان آية ‪ ،‬يقول ذلك القائل هذه اآلية ال تقول بما يذهبون إليه ‪ ،‬يتساءل يعني كلّمة بدلنا ماذا تعني ؟ ‪ ،‬تبديل [[‬
‫الشيء بالشيء أي أنَّ الشيء األول ذهب وح َّل بدال ً منه الشيء الثاني ‪ ،‬ما هي اآلية التي تزعمون أنَّها منسوخة ‪ ،‬آيات‬
‫ألحكام لم نسمع‬
‫ٍ‬ ‫النص القرآني ‪ ،‬قالوا إنّما أنت مفتر ‪ ،‬مبتدع‬
‫ِّ‬ ‫كثيرة في القرآن قالوا بأنَّ حكمها منسوخ ما زالت موجودة في‬
‫بها‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫فأجاب‬ ‫‪:‬‬
‫أول شبهة يلقيها هذا األخ المتحدَّث حول آية وإذا بدّلنا ‪ ،‬هذه اآلية إذا سقط بيان فهمها الصحيح سقطت قضيّة [[‬
‫ليست هذه َّ‬
‫النسخ ‪ ................‬فهو بقلك فين هي اآلية اللي اتبدلت وفين هو البدل والمبدل منه ‪ ،‬أو المبدل والمبدل منه ‪ ،‬نحن بنقلو‬
‫إن آيات النسخ تدور ما بين خمس مائة آية إلى خمس آيات ‪ ،‬والعلماء يتحاورون في ذلك ويختلفون ‪ ............‬إزاي جماعة‬
‫يقولوا خمس مائة آية منسوخة وجماعة يقولوا خمسة ؟ ‪ ،‬وجماعة يقولوا ‪ 248‬وجماعة يقولوا ‪ 40‬وجماعة يقولوا ‪100‬‬
‫‪ ،‬إزاي ‪ ،‬نقول االختالف جاي من هنا ‪ ،‬يس ّمون التخصيص نسخا ً والتقييد نسخا ً والبيان نسخا ً ‪ ،‬فيزول اإلشكال ويصفو ‪،‬‬
‫‪ .....‬تعال بقا لآلية دي ‪ ،‬أحيانا ً يقلك اآلية هنا معناها التوراة واإلنجيل ‪ ،‬نحن بنقلو ببساطة هل يُطلق على التوراة واإلنجيل‬
‫آية ؟ ‪ ،‬ده كتب ‪ ،‬كتاب يعني إيه ؟ ‪ ،‬منهج ورسالة ‪ ،‬هو يطلق عليه كما في القرآن آيات آيات بيّنات ‪ ،‬كونها آية اآلية دي‬
‫دستور منهج ورسالة ‪ ،‬إنّما النب ّ‬
‫ي ِ يأتي بمعجزة يتحدّى بها البشر ‪ ،‬فإذا قال إن المقصود باآلية اللي تبدل مكان آية التوراة‬
‫واإلنجيل ‪ ،‬بدّل بهما القرآن الكريم ‪ ،‬فنقول له إذا جاز أن نبدّل شريعة مكان شريعة من حيث العموم ‪ ،‬أفال يجوز أن نبدّل آية‬
‫مكان آية في شريعة ‪ ،‬يبقى إذا وقع التبديل الكلّي بين الشرائع السماويّة أفال يقع التبديل الجزئي في الشريعة نفسها ‪.....‬‬
‫النسخ‬ ‫هو‬ ‫التبديل‬ ‫‪،‬‬ ‫شيء‬ ‫مكان‬ ‫شيء‬ ‫وضع‬ ‫تبديل‬ ‫معنى‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأقول للشيخ الفاضل شهاب الدين أبو زهو ‪ :‬اَعتقد أنَّ ك َّل من وقف على حقيقة ردّي هذا علم َمن الذي يُلقي الشبهات ‪،‬‬
‫وعلم أنَّ الزعم بالنسخ في كتاب هللا تعالى هو أكبر شبهة ‪ ..‬وقولك [[ هذه اآلية إذا سقط بيان فهمها الصحيح سقطت قضيّة‬
‫النسخ ]] ‪ ،‬كان من المفترض أن تكون ‪ ( :‬إذا فُهمت دالالتها بشك ٍل صحيح وفق معايير الصياغة القرآنيّة سقطت قضية‬
‫ُحرفون دالالتها حت ّى ال تسقط شبهات النسخ التي فرضتموها على األ ّمة ‪ ..‬وقولك أيّها‬
‫النسخ ) ‪ ،‬فأنتم أيّها الشيخ الفاضل ت ِ ّ‬
‫الشيخ الفاضل بأنَّ اآليات المنسوخة تتراوح ما بين خمس آيات وخمسمائة آية ‪ ،‬وأنَّ العلماء يتحاورون في ذلك ‪ ،‬لوحده‬
‫يكفي ك َّل عاقل مؤمن بكتاب هللا تعالى ليعلم أنَّ المسألة ألعوبة تجعل من انتماء أحكام كتاب هللا تعالى إلى ساحة العمل‬
‫‪500‬‬ ‫(‬ ‫إلى‬ ‫)‬ ‫‪5‬‬ ‫(‬ ‫من‬ ‫تتراوح‬ ‫لدرجة‬ ‫ورد‬ ‫أخذ‬ ‫فيه‬ ‫حوار‬ ‫موضوع‬ ‫والتطبيق‬ ‫)‬ ‫‪..‬‬
‫أ ّما القول بأنَّ التخصيص والتقييد والبيان يسمى نسخا ً ‪ ،‬فهذا ال يزيل اإلشكال كما تقول أيَّها الشيخ ‪ ،‬وال يجعله يصفو ‪،‬‬
‫ّباع أعمى‬
‫صص ‪ ،‬والمسألة تحتاج إلى تدبّ ٍر وليس إلى ات ٍ‬‫صص كتاب هللا تعالى هو مخ َّ‬
‫فمطلق كتاب هللا تعالى هو مطلق ‪ ،‬ومخ َّ‬
‫الحقيقة‬ ‫هذه‬ ‫لرأيتم‬ ‫صحيح‬‫‪ ، ..‬ولو عدتم إلى كتاب هللا تعالى وتدبّرتموه بشك ٍل‬
‫وأقول للشيخ الفاضل ‪ :‬أال تخافون من هللا تعالى حينما تفترون علينا ‪ ،‬أم أنّكم أقنعتم أنفسكم بأنَّكم بافترائكم علينا تخدمون‬
‫السنّة الشريفة والعلماء والفقهاء ؟!!! ‪ ..‬متى أطلقنا على التوراة واإلنجيل اسم آية ؟!!! ‪ ..‬متى وأين ؟ ‪ ،‬في ّ‬
‫أي ِ كتاب وفي‬
‫أي ِ لقاء ؟!!! ‪ ..‬نحن قلنا كلمة آية في كتاب هللا تعالى تعني حكما ً وبرهانا ً وإشارةً ومعجزةً ودليالً ‪ ،‬وقلنا بعض أحكام كتاب‬
‫ّ‬
‫هللا تعالى تنسخ بعض أحكام أهل الكتاب وبعض األحكام الجاهليّة ‪ ،‬هذا ما قلناه ‪ ..‬أ ّما بالنسبة لقول الشيخ ‪ [[ :‬إذا جاز أن‬
‫نبدّل شريعة مكان شريعة من حيث العموم ‪ ،‬أفال يجوز أن نبدّل آية مكان آية في شريعة ]] ‪ ،‬فنقول ال يا أخي ‪ ،‬ال يجوز ‪،‬‬
‫ألنَّ القرآن الكريم كما بيّنا ينتمي لعالم األمر المختلف عن عالم الخلق الذي تنتمي إليه الشرائع األخرى ‪ ..‬وأقول ‪ :‬ما‬
‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫بكتاب‬ ‫النقيصة‬ ‫هذه‬ ‫إلحاق‬ ‫على‬ ‫اإلصرار‬ ‫هذا‬ ‫هو‬ ‫استغربه‬ ‫‪..‬‬
‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫ينزل قالوا إنّما أنت مفتر بل أكثرهم ال يعلمون ‪ ،‬هو بيقول هناك شبهات حول هذه [[‬
‫وإذا بدّلنا آية مكان آية وهللا أعلم بما ّ‬
‫أول شيء ماذا تقول ؟ ‪ ،‬قال أنتم قلتم إن هناك آيات منسوخة في القرآن الكريم ‪ ،‬قلنا له نعم ‪ ،‬قال التبديل معناه إنه أنا‬ ‫اآلية ‪ّ ،‬‬
‫طيت الكبّاية مكان القلم ‪ ،‬القلم راح فين ؟ ‪ ،‬اترفع ‪ ،‬يبقى هو ده التبديل ‪ ،‬ذهاب شيء وبقاء‬ ‫عندي كبّاية وقلم أنا عايز أبدّل ح ّ‬
‫شيء ‪ ،‬منين أنت بتقول اآلية منسوخة واآلية موجودة في القرآن ‪ ،‬مهو ده مش تبديل ‪ ،‬التبديل حاجة راحت وحاجة جت ‪،‬‬
‫إزاي وهي موجودة بين أيدينا في القرآن ‪ ،‬يبقى مش تبديل ‪ ،‬يبقى النسخ ال يس ّمى تبديل ‪ ،‬نقلو ده من ضمن أنواع النسخ أنَّ‬
‫الحكم ينسخ وتبقى التالوة ‪ ،‬أنت ليه فهمت عن التبديل تبديل برفع الشيء نفسه ‪ ،‬مهو ممكن ترفع التالوة ‪ ،‬وممكن يرفع‬
‫الحكم ‪ ،‬مثالً قوله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا ً يتربّصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ً ‪ ،‬اللفظ اللي أنا تلوته ده‬
‫دا لفظ ‪ ،‬والحكم موجود في اآلية ‪ ،‬يبقى موجود في اآلية كم شيء ؟ ‪ ،‬شيئان ‪ ،‬موجود اللفظ وموجود الحكم ‪ ،‬وثبت الحكم‬
‫عن طريق اللفظ ‪ ،‬وهللا تعالى له حكم في ذلك إذا رفع اللفظ وأبقى الحكم ‪ ،‬فأحيانا ً يكون التبديل في اللفظ والحكم معا ً ‪،‬‬
‫وأحيانا ً يكون التبديل في اللفظ دون الحكم ‪ ،‬وأحيانا ً يكون التبديل في الحكم دون اللفظ ‪ ،‬يبقى إذا ً هناك تبديل وال ّ مهناكش‬
‫تبديل ؟ ‪ ،‬هناك تبديل ‪ ،‬شيء بيحل مكان شيء ‪ ،‬وليس معناه أنّي أشيل بالكليّة ‪ ،‬التبديل بيطلق على إيه ؟ ‪ ،‬مهو أنا عندي‬
‫حكم وعندي لفظ ‪ ،‬يبقى اآلية ليست شيئا ً واحدا ً ‪ ،‬اآلية فيها كم حاجة ؟ ‪ ،‬فيها أمران ‪ ،‬ممكن يبدل االثنين ‪ .......‬ممكن‬
‫التبديل يقع للفظ والحكم ‪ ،‬وممكن التبديل يقع للفظ ‪ ،‬وممكن التبديل يقع للحكم ‪ ،‬طب أنت عايز تقول إن اآلية دي زي اآلية‬
‫الثانية إن احنا بدّلنا آية مكان آية يعني القرآن مكان التوراة واإلنجيل ‪ ،‬طب إن كنت تقول بأنَّ التوراة واإلنجيل حدث لهما‬
‫النسخ ‪ ،‬مهو أنت قلت النسخ مش ممكن ‪ ،‬ليه مش ممكن ؟ ‪ ،‬قلت هو ر ِبّنا ال يعلم ؟ ‪ ،‬مهو احنا بنقلك نفس الكالم ‪ ،‬اللي‬
‫احنا حنقولهولك مع التوراة واإلنجيل ‪ ،‬إنه هما منسوخان ‪ ،‬حقلهولك إنه هو النسخ ما بين األحكام ‪ ،‬وعلى فكرة ‪ ،‬احنا عندنا‬
‫التوراة واإلنجيل كالهما منسوخ ؟ ‪ .............‬ولذلك نحن بنقلو نحن عايزين نفهم يعني إيه كلمة نسخ ‪ ،‬قبل االية دي ربّنا‬
‫بقول إيه ؟ ‪ ،‬عشان تعرف أنَّ المسألة في القرآن ‪ ،‬وإذا قرأت القرآن فاستعذ باهلل من الشيطان الرجيم ‪ ،‬وبعدها مباشرةً قل‬
‫نزله روح القدس من ربّك بالحق ‪ ،‬يبقى الكالم هنا على إيه ؟ ‪ ،‬على التوراة واإلنجيل وال ّ على القرآن ؟ ‪ ،‬العجيبة إنّي انا‬
‫َّ‬
‫قرأت انه بقلك اآلية هنا بمعنى اآلية الكونيّة ‪ ،‬اآليات الكونيّة بقا ‪ ،‬مهو القرآن آيات شرعيّة ‪ ،‬آيات كونيّة يعني إيه ؟ ‪ ،‬يعني‬
‫المعجزة إللي ربّنا إدّها لصالح ‪ ،‬نحن مع اآلية الكونيّة ربّنا يقول قل ّ‬
‫نزله روح القدس ؟ ‪ ،‬مع اآلية الكونيّة نقول وهللا اعلم‬
‫سرها بالتوراة واإلنجيل ‪ ..........‬هل في موضع في القرآن‬‫سرها باآلية الكونيّة ‪ ،‬وال ينفع تف ّ‬ ‫بما ّ‬
‫ينزل ؟ ‪ ،‬يبقى ال ينفع تف ّ‬
‫‪ ]] ..‬ت ُطلق كلمة آية على التوراة واإلنجيل ؟ ‪ ،‬اقرأ في القرآن وهاتلي كلمة آية على التوراة واإلنجيل‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬يا حبيبي عندما ترفعون الحكم من مكانه وتبقون التالوة كما تقولون ‪ ،‬أليس الحكم يكون – حسب‬
‫زعمكم – قد ُرفع ‪ ،‬وقد فقد صالحيّة العمل به ‪ ،‬بل على زعمكم يحذر العمل به ؟!!! ‪ ..‬وما فائدة تالوة آية كريمة مع التحذير‬
‫من العمل بأحكامها ؟!!! ‪ ..‬ومن الذي أعطاكم الصالحية برفع حكم آية من كتاب هللا تعالى ؟!!! ‪ ..‬وهل اتفقتم أصالً على‬
‫نص اآلية الكريمة وبين حكمها ؟!!! ‪ ،‬كيف‬ ‫تفرقون بين ِ ّ‬ ‫اآليات الكريمة التي تزعمون نسخها ؟!!! ‪ ...‬وأعود فأقول كيف ِ ّ‬
‫؟!!! ‪ ،‬لقد بيّنت أنَّ النسخ في النهاية هو فهم خاطئ لدالالت كتاب هللا تعالى ‪ ،‬والمثال الذي أتى به الشيخ ألكبر دلي ٍل على ذلك‬
‫عشْرا ً )) [‬ ‫س ِهنَّ أ َ ْربَعَةَ أ َ ْ‬
‫ش ُه ٍر َو َ‬ ‫صنَ بِأ َ ْنفُ ِ‬ ‫‪ ..‬هم ماذا قالوا ؟ ‪ ،‬قالوا قوله تعالى ‪َ (( :‬والَّ ِذينَ يُت َ َوفَّ ْونَ مِ ْنكُ ْم َويَذَ ُرونَ أ َ ْز َواجا ً يَت َ َربَّ ْ‬
‫غي َْر إِ ْخ َراجٍ‬‫اج ِه ْم َمتَاعا ً إِلَى ا ْلح َْو ِل َ‬ ‫البقرة ‪ ، ] 234 :‬نسخ قوله تعالى ‪َ (( :‬والَّ ِذينَ يُت َ َوفَّ ْونَ مِ ْنكُ ْم َويَذَ ُرونَ أ َ ْز َواجا ً َو ِصيَّةً ِأل َ ْز َو ِ‬
‫)) [ البقرة ‪ ، ] 240 :‬بعد أن فهموا اآلية المنسوخة على زعمهم أنَّها آية عدّة ‪ ..‬ولو أنَّهم نظروا في اآلية الكريمة لرأوا‬
‫أنَّها ال عالقة لها بالعدّة ال من قريب وال من بعيد ‪ ،‬وأنَّها ت ُعطي للمرأة حقا ً غيّبوه بمفهمهم الخاطئ وبزعمهم لمسألة الناسخ‬
‫والمنسوخ ‪ ..‬وقد بيّنت ذلك في كتبي وفي برنامج المعجزة الكبرى ‪ ،‬وال أريد إعادة ما قلته ‪ ..‬هذا هو ناسخهم ومنسوخهم ‪،‬‬
‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫كتاب‬ ‫على‬ ‫ح ّجة‬ ‫جعلوها‬ ‫خاطئة‬ ‫أفهام‬ ‫‪..‬‬
‫وكيف يقولون عن اآلية التي زعموا نسخها ‪ ،‬نحن ننسخ حكمها وال ننسخ لفظها ‪ ،‬كيف ؟!!!!!!! ‪ ..‬كيف بنا أن نقرأ هذه‬
‫اآلية الكريمة معتقدين أنَّ دالالتها فاقدة الصالحيّة ؟ ‪ ،‬كيف ؟!!!!!!! ‪ ..‬يا ناس ‪ ،‬يا سامعين الصوت ‪ ،‬كيف ؟!!!!!!! ‪ ..‬كيف‬
‫ش ِهي ٌد‬ ‫ب أ َ ْو أ َ ْلقَى ال َّ‬
‫س ْم َع َوه َُو َ‬ ‫يفرقون بين كتاب هللا تعالى وبين دالالته ؟ ‪ ..‬أترك اإلجابة ِل َم ْن كَانَ لَهُ قَ ْل ٌ‬
‫‪ّ ِ ..‬‬
‫البحث‬ ‫موضوع‬ ‫الكريمة‬ ‫لآلية‬ ‫والالحق‬ ‫السابق‬ ‫للسياق‬ ‫بالنسبة‬ ‫أ َّما‬ ‫‪:‬‬
‫علَى َر ِبّ ِه ْم يَت َ َو َّكلُونَ (‪(( )99‬‬ ‫علَى الَّ ِذينَ آ َمنُوا َو َ‬ ‫طانٌ َ‬ ‫س ْل َ‬
‫ْس لَهُ ُ‬‫يم (‪ِ )98‬إنَّهُ لَي َ‬ ‫الر ِج ِ‬
‫ان َّ‬ ‫ط ِ‬‫ش ْي َ‬
‫اّلِل مِ نَ ال َّ‬ ‫فَ ِإذَا قَ َرأْتَ ا ْلقُ ْرآنَ فَا ْ‬
‫ستَع ِْذ ِب َّ ِ‬
‫علَى الَّ ِذينَ يَت َ َولَّ ْونَه ُ َوالَّ ِذينَ ُه ْم بِ ِه ُمش ِْركُونَ (‪َ )100‬وإِذَا بَ َّد ْلنَا آيَةً َمكَانَ آيَ ٍة َو َّ‬
‫َّللاُ أ َ ْعلَ ُم بِ َما يُنَ ِ ّز ُل قَالُوا إِنَّ َما أ َ ْنتَ‬ ‫طانُه ُ َ‬ ‫س ْل َ‬
‫إِنَّ َما ُ‬
‫سلِمِ ينَ )) [‬ ‫ُدى َوبُش َْرى ِل ْل ُم ْ‬ ‫َق ِليُث َ ِبّتَ الَّ ِذينَ آ َمنُوا َوه ً‬ ‫ُم ْفت َ ٍر بَ ْل أ َ ْكث َ ُرهُ ْم ال يَ ْعلَ ُمونَ (‪ )101‬قُ ْل نَ َّزلَه ُ ُرو ُ‬
‫ح ا ْلقُد ُِس مِ ْن َربِّكَ ِبا ْلح ّ ِ‬
‫‪102‬‬ ‫–‬ ‫‪98‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النحل‬ ‫]‬
‫فمن قال ‪ :‬إنَّ هذا السياق ال يتعلّق بالقرآن الكريم ؟ ‪ ..‬ألم نقل بأنَّ االت ّجاه نحو المسجد الحرام وهو حكم قرآني ‪ ،‬قد نسخ ‪..‬‬
‫االت ّجاه نحو المسجد األقصى وهو حكم كتابي ألهل الكتاب ؟!!! ‪ ..‬أليس االت ّجاه نحو المسجد الحرام هو حك ٌم شرعي ؟ ‪...‬‬
‫أي ِ برنامج ؟!!! ‪ ..‬متى قلنا ذلك ؟!!! ‪..‬‬ ‫متى قلنا بأنَّ اآلية هنا ال تعني إال ّ اآلية الكونيّة ؟!!! ‪ ..‬في ّ‬
‫أي ِ كتاب ؟!!! ‪ ..‬وفي ّ‬
‫ومتى قلنا بأنَّ التوراة واإلنجيل آية ؟!!! ‪ ..‬ع ّمن تتحدّثون أيّها السادة المشايخ ؟!!! ‪ ..‬أنا ال أريد أن أ ُ ِ ّ‬
‫كرر ما قلت ‪ ،‬ولكن ما‬
‫الكالم‬ ‫في‬ ‫واألمانة‬ ‫النقل‬ ‫في‬ ‫األمانة‬ ‫هو‬ ‫أريده‬ ‫‪..‬‬
‫‪ :‬وبالطبع فإنَّ كالم الشيخ شهاب الدين أبو زهو التالي مبني على هذا االفتراء الذي ُوضع علينا ‪..‬‬
‫عز وجل اليهود والنصارى بأنَّهم ال يعلمون ؟ ‪ ،‬أم [[‬
‫وإذا بدلنا آية مكان ‪ .......‬بقول بل أكثرهم ال يعلمون ‪ ،‬هل وصف هللا َّ‬
‫وصفهم بأنَّهم الذين أوتوا العلم من قبلنا ؟ ‪ ،‬يبقى دائما ً ما يصف القرآن الكريم المشركين بأنَّهم ال يعلمون ويصف أهل الكتاب‬
‫‪ ]] ..‬بأنَّهم يعلمون ‪ ،‬أي يعلمون أنَّ هذا هو الدين الحق ‪ ،‬فكيف يستقيم آخر اآلية مع زعمهم بأنّها التوراة واإلنجيل‬
‫ناسخ ( وليس منسوخا ً ) ‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫كحكم‬
‫ٍ‬ ‫تصو ُر نسخ الحكم القرآني‬ ‫ّ‬ ‫وأقول للسادة المشايخ ‪ :‬م ّما يشير إلى أنَّ هذه اآلية الكريمة‬
‫لغيره من األحكام ‪ ،‬سوا ٌء بعض أحكام أهل الكتاب أم بعض األعراف التي تعارف عليها الناس ‪ ،‬م ّما يؤكّد ذلك هو ورود كلمة‬
‫َّللاُ أ َ ْعلَ ُم بِ َما يُنَ ِ ّز ُل )) ‪ ..‬فقد بيّنت في النظريّة السادسة ( سلّم‬
‫نزل ) في هذه اآلية الكريمة (( َو َّ‬ ‫(( يُنَ ِ ّز ُل )) من الفعل ( ّ‬
‫نزل ) ‪ ،‬ومن عند هللا تعالى ‪ ،‬ال يتعلّق في الكتب السماويّة إال ّ بالقرآن الكريم‬ ‫‪ ..‬الخالص ) أنّ التنزيل ( من الفعل ّ‬
‫َّللاُ أ َ ْعلَ ُم بِ َما يُنَ ِ ّز ُل )) ِل َما سبق من األحكام غير القرآنيّة [[ بعض أحكام أهل الكتاب كاالتجاه نحو‬
‫إنَّ هذا التنزيل الناسخ (( َو َّ‬
‫المسجد األقصى وبعض األحكام الجاهليّة ]] هو ما جعل الجاحدين يحت ّجون قائلين (( إِنَّ َما أ َ ْنتَ ُم ْفت َ ٍر )) ‪ ،‬ولو كان األمر متعلّقا ً‬
‫ي ٍ لما احت ّجوا أصالً ‪ ،‬فهم ال يعنيهم أصالً أن ينسخ حك ٌم قرآن ٌّ‬
‫ي حكما ً قرآنيّا ً آخر ‪ ...‬إنَّ قولهم ((‬ ‫ي ٍ لحكم قرآن ّ‬
‫حكم قرآن ّ‬
‫بنسخ ٍ‬
‫‪ ..‬إِنَّ َما أ َ ْنتَ ُم ْفت َ ٍر )) هو قو ٌل يدافعون به عن األحكام غير القرآنيّة التي نسختها أحكام القرآن الكريم‬
‫‪..‬‬ ‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫فإذا أُحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ‪ ،‬أنت بتقول أنك بتف ّ‬
‫سر القرآن بعضه ببعض ‪[[ ،‬‬
‫هو بقول كده ‪ ،‬فلما اقتصرت هنا على كلمة العذاب وفصلتها عن آية النور ؟ ‪ ،‬فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ‪،‬‬
‫المتزوجات ؟ ‪ ،‬وطب والعذاب هنا المقصود به إيه ؟ ‪ ،‬الرجم وال ّ‬
‫ّ‬ ‫طب المحصنات هنا معناها إيه ؟ ‪ ،‬المقصود بها الحرائر وال ّ‬
‫الجلد ؟ ‪ ،‬طب مهو المقصود به الجلد حيث قال هللا تعالى فاجلدوا ك َّل واحد منهما مائة جلدة وال تأخذكم بهما رأفة في دين إن‬
‫كنتم تؤمنون باهلل واليوم اآلخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ‪ ،‬إذا ً الكالم هنا ليس على تنصيف الرجم وإنّما على‬
‫الجلد‬ ‫تنصيف‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬لقد رددت على هذا الكالم بما فيه الكفاية ‪ ،‬وقلت في كتاب هللا تعالى ورود العذاب هو دلي ٌل لنا نحن ‪..‬‬
‫نحت ُّج به ‪ ،‬فهل ورود عقوبة العذاب في كتاب هللا تعالى دون الرجم ‪ ،‬هو دلي ٌل على وقوع الرجم ؟!!! ‪ ..‬ما هذا المنطق ؟!!!‬
‫سِر القرآن بالقرآن ؟!!! ‪ ..‬ت ُلفِّقون نصوصا ً على كتاب هللا تعالى ‪،‬‬
‫‪ ..‬أين هو الرجم في كتاب هللا تعالى حت ّى تتهمونا بأنَّنا ال نف ّ‬
‫وتضعون ذلك معيارا ً ومنظارا ً تنظرون من خالله إلى كتاب هللا تعالى ‪ ،‬ث َّم بعد ذلك ت ُعرضون عن المنهجيّة العلميّة السليمة في‬
‫ربط آيات كتاب هللا تعالى مع بعضها ‪ ،‬ث َّم بعد ذلك تتهموننا بأنّنا نحن الذين ال نف ّ‬
‫سِر آيات كتاب هللا تعالى مع بعضها بعضا ً ‪..‬‬
‫وعيب‬ ‫حرام‬ ‫هذا‬ ‫وهللا‬ ‫رجل‬ ‫يا‬ ‫‪..‬‬
‫غالي‬ ‫أحمد‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫ننتقل إلى شبهة أُخرى ذكرها ذلك ال ُمدّعي ‪ ،‬هل الصيام نُس َخت أحكامه أم ال ؟ ‪ ،‬بقول كانوا ثالثة أيّام ‪ ،‬وبعد ذلك زادوا [[‬
‫إلى ثالثين يوما ً ‪ ،‬بيقول كان يُوجَد تخفيف أي الذي يُطيق الصيام يصوم ‪ ،‬ومن لم يطق الصيام يكون عليه الفداء مقابل أال َّ‬
‫يصوم ‪ ،‬إذا كان هللا تعالى يقول ذلك يأتي هللا تعالى بعدها ويقول يريد هللا بكم اليسر وال يريد بكم العسر ؟ ‪ ،‬كأنه يستنكر‬
‫فيقول يبدّل من ثالثة إلى ثالثين فيها مشقّة أكبر ‪ ،‬ث ّم يجعل الذي كان ال يريد أن يصوم له رخصة ‪ ،‬قال أُلغيت هذه الرخصة ‪،‬‬
‫‪ ]] ..‬ما دام أنَّه شهد الشهر ال ب َّد أن يصوم ‪ ،‬فأين التيسير هنا ‪ ،‬وبيقول الرخصة زالت وتصعّبت‬
‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫الشيخ‬ ‫أجاب‬ ‫‪:‬‬
‫هو د ّخل المسائل في بعضها ‪ ،‬يعني هو دلوقتي عايز يقلك أنتو بتقولوا ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها [[‬
‫‪ ،‬دلوقتي فين الخير ؟ ‪ ،‬كانوا ثالثة أيام أو يوم وبعد كده بقوا ثالثين ‪ ،‬بعدين أنتو بتقولوا من أهداف النسخ التيسير والرحمة‬
‫اصومنا ثالثين أيسر لينا ؟ ‪ ........‬ل ّما نتكلّم عن الصيام ينفع نتكلم‬
‫ّ‬ ‫باأل ّمة ‪ ،‬بقى كان اسيبنا انصوم ثالثة أيام أيسر لينا وال ّ‬
‫من خالل آيات القرآن الكريم وحدها دون السنّة النبويّة ؟ ‪ ،‬أهو منهج هذا الرجل في ك ِ ّل كتاباته ‪ ،‬ين ّحي السنّة تماما ً ‪ ،‬حتى‬
‫يقلك إيه رواياتهم التي يزعمونها ‪ ،‬يقصد البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والسنّة وك ِ ّل كالم النبي ( ص ) ‪ ،‬دحنا أشرف‬
‫صها هللا باإلسناد ‪ ........‬فُرض الصوم في اإلسالم على مرحلتين ‪ ،‬المرحلة األولى صوم يوم عاشوراء ‪ ،‬المرحلة‬ ‫أ ّمة اخت ّ‬
‫أول ما فُرض رمضان فُرض‬
‫مرت مرحلتين ‪ ،‬مرحلة اختياريّة ‪ ،‬ومرحلة إجباريّة ‪ّ ...........‬‬
‫الثانية صوم رمضان ‪ ،‬رمضان ّ‬
‫اختياريّا ً ‪ ،‬يعني إيه اختياريّا ً ‪ ،‬جماعة أصحاء أقوياء ‪ ،‬أنا وأنت أصحاء أنا قلت حصوم أول يوم من رمضان وأنت قلت مش‬
‫باألول خالص ‪ ،‬الشرع قلك وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ‪ ،‬طلَّع طعام مسكين ‪ ،‬خالص أنت حر ‪ ،‬بس‬‫َّ‬ ‫صايم ‪ ،‬ده‬
‫في الوقت ذاته عملّك عملية ترغيب وتحبيب ‪ ،‬وأن تصوموا خير لكم ‪ ،‬خالص نُسخت المرحلة االختياريّة وبقي اإلطعام لذوي‬
‫صة ‪ ،‬يبقى كان اإلطعام بيشمل األصحاء األقوياء ‪ ،‬عارف الجيش ‪ ،‬الجيش إجباري ‪ ،‬كان زمان اللي حاجة‬
‫الحاالت الخا ّ‬
‫البدليّة‬ ‫يدفع‬ ‫الجيش‬ ‫يدخل‬ ‫البدليّة‬ ‫عايز‬
‫اسمها‬ ‫]]‬ ‫مش‬ ‫‪..‬‬ ‫اللي‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬الذي يد ّخل المسائل في بعضها هو أنتم وليس نحن ‪ ،‬نحن نلتزم بحرفيّة ِ ّ‬
‫نص كتاب هللا تعالى وال ‪..‬‬
‫نفرض الروايات التاريخيّة عليه ‪ ..‬ونحن أيّها الشيخ لم نقل أين الخير في نسخ الصوم ما بين اختياري وجبري ‪ ،‬ولم ننطلق‬
‫في برهاننا بهذه المسالة من القول بأنَّ هدف النسخ هو التيسير ‪ ،‬نحن ال نعترف بالنسخ أصالً أيّها الشيخ الفاضل ‪ ..‬نحن‬
‫َّللاُ بِ ُك ُم ا ْليُس َْر َوال يُ ِري ُد بِ ُك ُم ا ْلعُس َْر )) ‪ ،‬استشهدنا على نقض‬
‫استشهدنا بقوله تعالى من اآلية التي زعمتم أنّها ناسخة (( ي ُ ِري ُد َّ‬
‫لها‬ ‫السابقتين‬ ‫واآليتين‬ ‫الكريمة‬ ‫اآلية‬ ‫هذه‬ ‫بين‬ ‫ما‬ ‫النسخ‬ ‫زعم‬ ‫في‬ ‫إليه‬ ‫أنتم‬ ‫تذهبون‬ ‫ما‬ ‫‪..‬‬
‫وقولكم ‪ [[ :‬ينفع نتكلم من خالل آيات القرآن الكريم وحدها دون السنّة النبويّة ؟ ]] أكبر دلي ٍل على أنَّ معياركم إلدراك ‪..‬‬
‫دالالت كتاب هللا تعالى هو أقوال بعض السابقين والروايات التي تعتبرونها عين السنّة رافضين معايرتها على كتاب هللا تعالى‬
‫‪ ..‬فأنتم أيّها الشيخ الفاضل تس ّمون ك َّل الروايات التي بين أيدينا سنّة ‪ ،‬مهما بلغت درجة مخالفتها لكتاب هللا تعالى ‪ ،‬بدليل أنَّ‬
‫بعضها عندكم ينسخ بعض أحكام كتاب هللا تعالى ‪ ،‬وبعد ذلك تقولون ال يجوز التحدّث بآيات كتاب هللا تعالى دون هذه الروايات‬
‫‪ ..‬وهذه الروايات مختلفة فيما بيّنها ‪ ..‬إذا ً ت ُدخلون األمور في بعضها ‪ ،‬وبعد ذلك تت ّهموننا أنّنا نحن الذين ندخل األمور في‬
‫بعضها‬ ‫‪..‬‬
‫نزله تبيانا ً لك ِ ّل شيء ‪ ،‬أين اإلشارة لقولكم ‪ [[ :‬فُرض الصوم في‬
‫ويا أيّها الشيخ الفاضل أين اإلشارة في كتاب هللا تعالى الذي ّ‬
‫مرت مرحلتين ‪،‬‬ ‫اإلسالم على مرحلتين ‪ ،‬المرحلة األولى صوم يوم عاشوراء ‪ ،‬المرحلة الثانية صوم رمضان ‪ ،‬رمضان ّ‬
‫ت فَ َم ْن َكانَ مِ ْنكُ ْم‬‫مرحلة اختياريّة ‪ ،‬ومرحلة إجباريّة ]] ؟!!! ‪ ..‬ما يعنيه الشيخ الفاضل هو أنَّ اآلية الكريمة ‪ (( :‬أَيَّاما ً َم ْعدُودَا ٍ‬
‫صو ُموا‬ ‫ع َخيْرا ً فَ ُه َو َخي ٌْر لَهُ َوأ َ ْن ت َ ُ‬ ‫ِين فَ َم ْن ت َ َ‬
‫ط َّو َ‬ ‫سك ٍ‬ ‫علَى الَّ ِذينَ يُطِ يقُونَهُ فِ ْديَة ٌ َ‬
‫طعَا ُم مِ ْ‬ ‫سفَ ٍر فَ ِع َّدةٌ مِ ْن أَيَّ ٍام أ ُ َخ َر َو َ‬ ‫َم ِريضا ً أ َ ْو َ‬
‫علَى َ‬
‫تصور المرحلة االختياريّة في صوم رمضان ‪ ..‬ويشبّه ذلك ببدل الجيش في‬ ‫ِّ‬ ‫َخي ٌْر لَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنت ُ ْم ت َ ْعلَ ُمونَ )) [ البقرة ‪، ] 184 :‬‬
‫شه ُْر َر َمضَانَ الَّذِي أ ُ ْن ِز َل‬ ‫لتصور لنا المرحلة اإلجباريّة من صوم رمضان ‪َ (( :‬‬ ‫ِّ‬ ‫مرحلة ما ‪ ،‬وبعد ذلك تأتي اآلية الكريمة التالية‬
‫سفَ ٍر فَ ِع َّدةٌ مِ ْن‬
‫علَى َ‬ ‫ص ْمه ُ َو َم ْن كَانَ َم ِريضا ً أ َ ْو َ‬
‫شه َْر فَ ْليَ ُ‬ ‫ان فَ َم ْن َ‬
‫ش ِه َد مِ ْنكُ ُم ال َّ‬ ‫ت مِ نَ ا ْل ُهدَى َوا ْلفُ ْرقَ ِ‬
‫اس َوبَ ِيّنَا ٍ‬ ‫فِي ِه ا ْلقُ ْرآنُ ه ً‬
‫ُدى لِلنَّ ِ‬
‫علَى َما َهدَا ُك ْم َولَعَلَّكُ ْم ت َ ْ‬
‫شك ُُرونَ )) [ البقرة ‪:‬‬ ‫َّللاَ َ‬ ‫أَيَّ ٍام أ ُ َخ َر يُ ِري ُد َّ‬
‫َّللاُ بِ ُك ُم ا ْليُس َْر َوال يُ ِري ُد بِ ُك ُم ا ْلعُس َْر َو ِلت ُ ْكمِ لُوا ا ْل ِع َّدةَ َو ِلت ُ َك ِبّ ُروا َّ‬
‫‪ ، ] 185 ..‬وهي شبيه – كما يرى الشيخ الفاضل – بمرحلة إلغاء بدل الجيش‬
‫وأنا هنا أقف ألقول للشيخ الفاضل ‪ :‬لو فرضنا جدال ً ونزوال ً عند رغبتكم أنَّ كتاب هللا تعالى عن ذلك يُمكن تشبيهه بقوانين ‪..‬‬
‫البشر ‪ ،‬كدفع البدل لخدمة الجيش ‪ ،‬لو فرضنا ذلك جدال ً ‪ ..‬فهل من الممكن للمواطن أن يدفع بدال ً لخدمة الجيش قبل صدور‬
‫أوال ً ‪ ،‬ث َّم بعد ذلك يُدفع البدل ‪ ..‬أيّها الشيخ الفاضل فرض صيام‬ ‫القرار الالزم لدفع هذا البدل ؟!!! ‪ ،‬بالتأكيد ال ‪ ،‬يصدر القرار ّ‬
‫ش ْه ُر‬
‫تصور المرحلة االختياريّة في صوم رمضان ‪ ،‬فقوله تعالى ‪َ (( :‬‬ ‫ِّ‬ ‫رمضان ورد في اآلية التالية لآلية التي تزعمون أنَّها‬
‫ص ْمهُ )) فيه فُرض صوم‬ ‫شه َْر فَ ْليَ ُ‬ ‫ان فَ َم ْن َ‬
‫ش ِه َد مِ ْن ُك ُم ال َّ‬ ‫ت مِ نَ ا ْل ُهدَى َوا ْلفُ ْرقَ ِ‬‫اس َوبَ ِيّنَا ٍ‬ ‫َر َمضَانَ الَّذِي أ ُ ْن ِز َل فِي ِه ا ْلق ُ ْرآنُ ه ً‬
‫ُدى لِلنَّ ِ‬
‫شه ُْر َر َمضَانَ الَّذِي‬‫رمضان ‪ ،‬ولو كان مفروضا ً في اآلية السابقة اختياريّا ً كما تزعمون ‪ ،‬لما كان هناك معنى لقوله تعالى (( َ‬
‫ص ْمهُ )) ؟‬ ‫شه َْر فَ ْليَ ُ‬ ‫ان فَ َم ْن َ‬
‫ش ِه َد مِ ْنكُ ُم ال َّ‬ ‫ت مِ نَ ا ْل ُهدَى َوا ْلف ُ ْرقَ ِ‬
‫اس َوبَ ِيّنَا ٍ‬ ‫‪!!! ..‬أ ُ ْن ِز َل فِي ِه ا ْلق ُ ْرآنُ ه ً‬
‫ُدى لِلنَّ ِ‬
‫تصور آيةٌ‬
‫ِّ‬ ‫أيّها الشيخ الفاضل ترتيب اآليات في كتاب هللا تعالى له معنى وهو لحكمة إلهيّة عظيمة ‪ ،‬فليس من المعقول أن‬
‫مسألةً ما دون ٍ‬
‫ذكر لهذه المسألة في ظاهر صياغتها اللغويّة ‪ ،‬ث ّم تأتي اآلية التالية لها بذكر هذه المسألة في ظاهر الصياغة‬
‫أحكام أُخرى تنسخ األحكام التي ال وجود لها أصالً لتلك المسألة في ظاهر الصياغة اللغويّة في اآلية السابقة ‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫اللغويّة عبر‬
‫هذا ؟!!! ‪ ..‬ومن الذي يخلط األمور وال يعنيه ترتيب آيات كتاب هللا تعالى ؟‬ ‫!!!أي خلطٍ‬
‫ُّ‬ ‫‪..‬‬
‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫العجيبة يا دكتور ل ّما وصل لحالة التخيير ‪ ،‬هذا المتكلّم ‪ ،‬وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ‪ ،‬فمن َّ‬
‫تطوع خيرا ً فهو [[‬
‫خي ر له وأن تصوموا خير لكم ‪ ،‬راح قايل إيه ؟ ‪ ،‬قال وأن تصوموا ده في الصيام المطلق ‪ ،‬مالوش دعوة بالفرض ‪ ،‬وراح‬
‫حاملها على صيام النافلة ‪ ،‬وكفّارة اللي مش حيصوم يطعم مسكينا ً ‪ ،‬طب أنا حسأل سؤال أنا يا دكتور ‪ ،‬في حاجة اسمها‬
‫كفّارة للنوافل ؟ ‪ ،‬ال ‪ ،‬يعني حمل اآلية دي على إيه ؟ ‪ ،‬على النوافل ‪ ،‬وقال كفّارة اللي مش حيصوم يطعم مسكينا ً ‪ ،‬في حاجة‬
‫اسمها كفّارة للنوافل ؟ ‪ ،‬أبدا ً ‪ ،‬ألنَّ الكفّارات عند العلماء زواجر وجوابر ‪ ........‬أيّاما ً معدودات ‪ ،‬هي إيّه األيّام المعدودات ؟‬
‫‪ ،‬شهر رمضان ‪ ،‬إزاي ت ُحمل اآلية وفيها كُتب بمعنى فُرض ‪ ،‬إزاي ت ُحمل على أنّها من النوافل ‪ ،‬أيّاما ً معدودات فمن كان‬
‫منكم مريضا ً أو على سفر فع ّدةٌ من أيام أخر ‪ ،‬ت ُحمل دي على نافلة يا دكتور ‪ ،‬أهي مرحلة التخيير ‪ ،‬ث ّم مرحلة التخوين التي‬
‫أنفسكم‬ ‫تختانون‬ ‫كنتم‬ ‫أنَّكم‬ ‫هللا‬ ‫علم‬ ‫وتعالى‬ ‫سبحانه‬ ‫هللا‬ ‫قول‬ ‫في‬ ‫ذُكرت‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأر ُّد على الشيخ عالء سعيد فأقول ‪ :‬يا شيخ حرام عليكم هذا االفتراء ‪ ..‬متى حصرنا دالالت هذه اآلية الكريمة بصوم النوافل‬
‫‪ .. :‬يا رجل ‪ ..‬نحن قلنا اآلية تتحدَّث عن الصيام بإطاره العام ‪ ،‬والذي منه ما نراه في قوله تعالى‬
‫ْي َمحِ لَّه ُ فَ َم ْن كَانَ مِ ْن ُك ْم ((‬ ‫س ُك ْم َحت َّى يَ ْبلُ َغ ا ْل َهد ُ‬ ‫س َر مِ نَ ا ْل َه ْدي ِ َوال تَحْ ِلقُوا ُرؤُو َ‬ ‫ست َ ْي َ‬ ‫َوأَتِ ُّموا ا ْل َح َّج َوا ْلعُ ْم َرةَ ِ َّ ِ‬
‫ّلِل فَ ِإ ْن أُحْ ِص ْرت ُ ْم فَ َما ا ْ‬
‫س َر مِ نَ ا ْل َه ْدي ِ‬ ‫ص َدقَ ٍة أ َ ْو نُسُكٍ فَ ِإذَا أَمِ ْنت ُ ْم فَ َم ْن ت َ َمت َّ َع بِا ْلعُ ْم َر ِة إِلَى ا ْل َح ّجِ فَ َما ا ْ‬
‫ست َ ْي َ‬ ‫س ِه فَ ِف ْديَةٌ مِ ْن ِصيَ ٍام أ َ ْو َ‬ ‫ذى مِ ْن َرأْ ِ‬ ‫َم ِريضا ً أ َ ْو بِ ِه أ َ ً‬
‫عش ََرةٌ َكامِ لَةٌ )) [ البقرة ‪196 :‬‬ ‫س ْبعَ ٍة ِإذَا َر َج ْعت ُ ْم تِ ْلكَ َ‬ ‫ج َو َ‬ ‫‪ ] ..‬فَ َم ْن لَ ْم يَ ِج ْد فَ ِصيَا ُم ثَالث َ ِة أَيَّ ٍام فِي ا ْل َح ّ ِ‬
‫أليس هذا الصيام موجودا ً في كتاب هللا تعالى ‪ ،‬وهو ضمن اإلطار العام للصيام المذكور في كتاب هللا تعالى ؟!!! ‪ ..‬أليس ‪..‬‬
‫‪ :‬الصيام المذكور في اآليات الكريمة التالية هو من اإلطار العام للصيام المذكور في كتاب هللا تعالى‬
‫سلَّ َمةٌ إِلَى أ َ ْه ِل ِه إِ َّال أ َ ْن يَ َّ‬
‫ص َّدقُوا فَ ِإ ْن ((‬ ‫ير َرقَبَ ٍة ُم ْؤمِ نَ ٍة َو ِديَةٌ ُم َ‬
‫طأ ً فَتَحْ ِر ُ‬ ‫َو َما كَانَ ِل ُم ْؤمِ ٍن أ َ ْن يَ ْقت ُ َل ُم ْؤمِ نا ً إِ َّال َخ َ‬
‫طأ ً َو َم ْن قَت َ َل ُم ْؤمِ نا ً َخ َ‬
‫سلَّ َمة ٌ ِإلَى أ َ ْه ِل ِه َوتَحْ ِري ُر‬
‫ق فَ ِديَة ٌ ُم َ‬
‫عد ّ ٍُو لَكُ ْم َوه َُو ُم ْؤمِ نٌ فَتَحْ ِري ُر َرقَبَ ٍة ُم ْؤمِ نَ ٍة َو ِإ ْن كَانَ مِ ْن قَ ْو ٍم بَ ْينَ ُك ْم َوبَ ْينَ ُه ْم مِ يثَا ٌ‬ ‫كَانَ مِ ْن قَ ْو ٍم َ‬
‫علِيما ً َحكِيما ً )) [ النساء ‪92 :‬‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َوكَانَ َّ‬ ‫شه َْري ِْن ُمتَتَابِعَي ِْن ت َ ْوبَةً مِ نَ َّ ِ‬ ‫] َرقَبَ ٍة ُم ْؤمِ نَ ٍة فَ َم ْن لَ ْم يَ ِج ْد فَ ِصيَا ُم َ‬
‫سا ِكينَ مِ ْن أ َ ْوسَطِ َما ت ُ ْط ِع ُمونَ ((‬ ‫عش ََر ِة َم َ‬ ‫ارتُه ُ ِإ ْطعَا ُم َ‬ ‫َّللاُ بِاللَّ ْغ ِو فِي أ َ ْي َمانِ ُك ْم َولَك ِْن يُ َؤاخِ ذُ ُك ْم ِب َما َ‬
‫عقَّ ْدت ُ ُم ْاأل َ ْي َمانَ فَ َكفَّ َ‬ ‫ال يُ َؤاخِ ذُ ُك ُم َّ‬
‫ظوا أ َ ْي َمانَ ُك ْم َكذَ ِلكَ يُبَ ِيّ ُن َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫ارة ُ أ َ ْي َمانِكُ ْم إِذَا َحلَ ْفت ُ ْم َواحْ فَ ُ‬
‫أ َ ْهلِيكُ ْم أ َ ْو ِكس َْوت ُ ُه ْم أ َ ْو تَحْ ِري ُر َرقَبَ ٍة فَ َم ْن لَ ْم يَ ِج ْد فَ ِصيَا ُم ثَالث َ ِة أَيَّ ٍام ذَ ِلكَ َكفَّ َ‬
‫‪89‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المائدة‬ ‫[‬ ‫))‬ ‫شك ُُرونَ‬ ‫تَ ْ‬ ‫لَعَلَّ ُك ْم‬ ‫آيَاتِ ِه‬ ‫لَ ُك ْم‬ ‫]‬
‫سو ِل ِه ((‬ ‫سكِينا ً ذَ ِلكَ ِلت ُْؤمِ نُوا بِ َّ ِ‬
‫اّلِل َو َر ُ‬ ‫س ِت ّينَ مِ ْ‬‫ستَطِ ْع فَ ِإ ْطعَا ُم ِ‬ ‫سا فَ َم ْن لَ ْم يَ ْ‬ ‫َ‬
‫شه َْري ِْن ُمتَتَابِعَي ِْن مِ ْن قَ ْب ِل أ ْن يَت َ َما َّ‬ ‫فَ َم ْن لَ ْم يَ ِج ْد فَ ِصيَا ُم َ‬
‫‪4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المجادلة‬ ‫[‬ ‫))‬ ‫أَلِي ٌم‬ ‫عذَ ٌ‬
‫اب‬ ‫َ‬ ‫َو ِل ْلكَاف ِِرينَ‬ ‫َّللا‬
‫َّ ِ‬ ‫ُحدُو ُد‬ ‫َوتِ ْلكَ‬ ‫]‬
‫التطوع وصيام النفل ‪ ،‬كلُّها تدخل ضمن اإلطار العام للصيام ‪ ،‬وهو اإلطار ‪..‬‬
‫ّ‬ ‫هذه األنواع من الصيام مع صيام النذر وصيام‬
‫مبررا ً‬
‫الذي تصفه اآلية الكريمة التي زعمتم نسخها ‪ ،‬فيا أيّها الشيخ الفاضل ‪ ،‬عدم قدرتكم على الر ِ ّد العلمي ال يعطيكم ِ ّ‬
‫نقل‬ ‫لم‬ ‫ما‬ ‫وتقويلنا‬ ‫علينا‬ ‫لالفتراء‬ ‫‪..‬‬
‫ث ّم لماذا لم تذكروا أيّها الشيخ الفاضل حقيقة ذكرناها في البرنامج ‪ ،‬ومذكورة في كتبي ‪ ،‬وهي تكرار عبارة بصيغة متقاربة‬
‫جدا ً ما بين اآلية التي زعمتم أنَّها منسوخة واآلية التي زعمتم أنَّها ناسخة لها ‪ ..‬ففي اآلية األولى وردت العبارة ‪ (( :‬فَ َم ْن‬
‫سفَ ٍر‬ ‫سفَ ٍر فَ ِع َّدةٌ مِ ْن أَيَّ ٍام أ ُ َخ َر )) ‪ ،‬وفي اآلية الثانية وردت العبارة ‪َ (( :‬و َم ْن كَانَ َم ِريضا ً أ َ ْو َ‬
‫علَى َ‬ ‫كَانَ مِ ْنكُ ْم َم ِريضا ً أ َ ْو َ‬
‫علَى َ‬
‫فَ ِع َّدةٌ مِ ْن أَيَّ ٍام أ ُ َخ َر )) ‪ ..‬ألم نتحدَّث في البرنامج الذي أنتم تردّون عليه بأنَّ هذا التكرار ليس عبثا ً ‪ ،‬وأنّه ناتج عن تصوير‬
‫األُخرى‬ ‫المسألة‬ ‫عن‬ ‫يميّزه‬ ‫الذي‬ ‫إطاره‬ ‫منهما‬ ‫لك ٍ ّل‬ ‫مختلفتين‬ ‫مسألتين‬ ‫‪..‬‬
‫سا ِئكُ ْم هُنَّ ‪..‬‬ ‫الرفَ ُ‬
‫ث إِلَى ِن َ‬ ‫ث َّم من أين أتيتم بمرحلة التخوين كما تقولون ؟!!! ‪ ..‬يا أستاذ قوله تعالى ‪ (( :‬أُحِ َّل لَكُ ْم لَ ْيلَةَ ال ِ ّ‬
‫صيَ ِام َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم‬
‫ب َّ‬‫ع ْن ُك ْم فَا ْآلنَ بَاش ُِروهُنَّ َوا ْبتَغُوا َما َكت َ َ‬ ‫عفَا َ‬‫علَ ْي ُك ْم َو َ‬
‫اب َ‬ ‫َّللاُ أَنَّكُ ْم ُك ْنت ُ ْم ت َ ْختَانُونَ أ َ ْنفُ َ‬
‫سكُ ْم فَت َ َ‬ ‫اس لَ ُك ْم َوأ َ ْنت ُ ْم ِلبَ ٌ‬
‫اس لَ ُهنَّ َ‬
‫ع ِل َم َّ‬ ‫ِلبَ ٌ‬
‫صيَا َم إِلَى اللَّ ْي ِل َوال تُبَاش ُِروهُنَّ َوأ َ ْنت ُ ْم‬
‫ض مِ نَ ا ْل َخيْطِ ْاألَس َْو ِد مِ نَ ا ْلفَجْ ِر ث ُ َّم أَتِ ُّموا ال ِ ّ‬ ‫ط ْاأل َ ْبيَ ُ‬‫َو ُكلُوا َواش َْربُوا َحت َّى يَتَبَيَّنَ لَ ُك ُم ا ْل َخ ْي ُ‬
‫اس لَعَلَّ ُه ْم يَتَّقُونَ )) [ البقرة ‪ ، ] 187 :‬ال يرسم‬ ‫َّللا فَال ت َ ْق َربُو َها َكذَ ِلكَ يُبَ ِيّنُ َّ‬
‫َّللاُ آيَاتِ ِه لِلنَّ ِ‬ ‫اج ِد تِ ْلكَ ُحدُو ُد َّ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫عَا ِكفُونَ فِي ا ْل َم َ‬
‫تصرون دائما ً على جعل‬
‫ِّ‬ ‫تصور بيانا ً في أحكام الصيام ‪ ..‬لماذا‬
‫ِّ‬ ‫مرحلة جديدة ناسخة لمرحلة سابقة ‪ ...‬هذه اآلية الكريمة‬
‫األول ؟‬
‫َّ‬ ‫‪!!! ..‬أحكام كتاب هللا تعالى مرحليّة خاضعة للزمان والمكان وألحداث الجيل‬
‫غالي‬ ‫أحمد‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫هذه الشبهة التي ذكرها ذلك المدّعي ‪ ،‬هو بقول بقا عن شهر رمضان إذا كان األمر في بداية األمر ثالثة أيام ث ّم زاد إلى [[‬
‫؟‬ ‫هنا‬ ‫التيسير‬ ‫فأين‬ ‫‪،‬‬ ‫يوما ً‬ ‫ثالثين‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫زهو‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫وأجاب‬ ‫‪:‬‬
‫إذا قرأنا المقطع من اآليات يتبيّن لنا أين اليسر في مسألة الصيام ‪ ،‬هو اجتزأ من آيات الصيام هذا الجزء من اآلية ‪ ،‬يريد [[‬
‫هللا بكم اليسر وال يريد بكم العسر ‪ ،‬أراد أن يقول إذا كان يوم أو اثنين أو ثالثة بقا ثالثين أين اليسر في ذلك ؟ ‪ ،‬نقول له تعال‬
‫أول حاجة في اليسر إيه ؟‬
‫ابدأ معنا واقرأ ‪ :‬يا أيّها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ‪ّ ،‬‬
‫‪ ،‬أيّاما ً معدودات ‪ ،‬معدودات يعني يسهل عدّها ‪ ،‬يعني قالئل ‪ ،‬فأنت إزاي أنت بتقول ‪ 30‬يوم ‪ ،‬شوف المقارنة يعمل إزاي ‪،‬‬
‫يقلك ده كان الصيام يوم اللي هو عاشوراء زي ما بتقولوا عاشوراء كان مفروض وبعدين نسخ ‪ ،‬وبقا ثالثين يوم ‪ ،‬وتقولوا‬
‫أن النسخ بيبقى لأليسر ‪ ،‬إزاي من يوم لثالثين ؟ ‪ ،‬نقله أل ‪ ،‬أنا عايزك تجيب تعبير القرآن ‪ ،‬متقليش ثالثين يوم ‪ ،‬هو النبي (‬
‫ص ) قال هو الشهر هكذا ثالث مرات كامالت وهكذا مرتين ونقص صباع ‪ ،‬يعني ‪ 29‬أو ‪ 30‬ماشي ‪ ،‬بس القرآن قال إيه‬
‫أياما ً معدودات ‪ ،‬دالالت معدودات في اللغة العربيّة القلّة والقلّة ت ُوحي بالسهولة واليسر ‪ ،‬ده ّ‬
‫أول ملمح ‪ ،‬ثاني حاجة أنت‬
‫بتقول فين اليسر ل ّما تقلي كان عاشوراء وبعدين ثالثين يوم ‪ ،‬أقلك هو النسخ فقط مرتبط أنه هو ينسخ األثقل إلى األخف ؟ ‪،‬‬
‫أخف‬
‫ّ‬ ‫أحيانا ً ينسخ الشيء إلى ما يساويه ‪ ....‬البدل إ ّما أن يكون إلى أثقل منه ‪ ،‬إ ّما أن يكون إلى مساويه ‪ ،‬إ ّما أن يكون إلى‬
‫منه ‪ ،‬تعال هنا في مسألة الصيام بعد ما كان يوم بقا ثالثين ده إلى إيه ؟ ‪ ،‬إلى األثقل ‪ ،‬بس األثقل من ناحية الظاهر بالمقارنة‬
‫مع يوم وثالثين ‪ ،‬أصل التيسير هنا مش مراد بيه احكاية الثالثين يوم ‪ ،‬نقرأ اآليات ‪ :‬أياما ً معدودات فمن كان منكم مريضا ً أو‬
‫تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن‬
‫على سفر فعدة من أيام أخر ‪ ،‬وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن َّ‬
‫كنتم تعلمون ‪ ،‬شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ‪،‬‬
‫ومن كان مريضا ً أو على سفر فعدة من أيام أُخر يريد هللا بكم اليسر وال يريد بكم العسر ‪ ،‬جاية في التعليق على األيّام‬
‫المعدودات وال ّ عل ى مرحلة المرض والسفر ؟ ‪ ،‬نعم ممكن يشمل الكل داخلة فيها على العموم ‪ ،‬لكن أقرب حاجة ليها المرض‬
‫والسفر ‪ ،‬أدّيك مثال ‪ ،‬هللا سبحانه وتعالى كان يقدر أن يفرض علينا صيام الدهر كلّه ‪ ،‬لكنّه فرض علينا صوم أيّ ٍام معدودات ‪،‬‬
‫عز وج ّل كان يقدر أن يفرض علينا صوم الثالثين يوما ً متتابعات من غير إفطار ‪ ،‬فأراد هللا بنا اليسر‬
‫سر هللا لك ‪ ،‬هللا َّ‬
‫يبقى ي ّ‬
‫؟‬ ‫والمشقّة‬ ‫الكلفة‬ ‫من‬ ‫خالي‬ ‫األمر‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫معناها‬ ‫اليسر‬ ‫هل‬ ‫‪........‬‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأر ُّد هنا فأقول ‪ :‬هذا الكالم الذي تتحدَّث به أيّها الشيخ الفاضل ‪ ،‬هل عندك إشارة من دليل على وجوده في كتاب هللا تعالى ‪..‬‬
‫يا حبيبي العبارة القرآنيّة (( أَيَّاما ً َم ْعدُودَا ٍ‬
‫ت )) موجودة في اآلية الكريمة التي زعمتم أنّها منسوخة ‪ ،‬بينما العبارة القرآنيّة ‪:‬‬
‫َّللاُ بِ ُك ُم ا ْليُس َْر َوال يُ ِري ُد بِكُ ُم ا ْلعُس َْر )) هي في اآلية التي زعمتم أنَّها ناسخة لها !!!!!!! ‪ ..‬يا حبيبي هللا تعالى ال يقول‬
‫(( يُ ِري ُد َّ‬
‫َّللاُ بِ ُك ُم ا ْليُس َْر )) ‪ ،‬يا حبيبي ما تفضّلت به في ر ّدِك على هذه النقطة مضيعة لوقتنا‬
‫( يريد هللا لكم األجر ) ‪ ،‬إنّما يقول (( يُ ِري ُد َّ‬
‫المشاهدين‬ ‫األخوة‬ ‫وألوقات‬ ‫ولوقتك‬ ‫‪..‬‬
‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫الشيخ‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫النص القرآني ؟ ‪[[ ،‬‬‫ِّ‬ ‫النص القرآني ‪ ،‬أين أنت من أعماق‬‫ِّ‬ ‫في بعض الناس عندها سطحيّة ‪ ،‬هو دائما ً يقول تعال إلى أعماق‬
‫أين أنت من فهم القرآن الكريم ؟ ‪ ،‬حينما ذكر الدكتور كلمة معدودات ‪ ،‬أياما ً معدودات ‪ ،‬هو ربّنا فرض علينا شهر وال ّ أيّام ‪،‬‬
‫أيّام ‪ ،‬األيّام دي كم ؟ ‪ 29 ،‬أو ‪ ، 30‬ليه قال أيّاما ً معدودات ‪ ،‬ألنَّك ينبغي عليك أن تنظر إلى السنة والشهر ‪ ،‬الشهر كم‬
‫يساوي من السنة ‪ 1 ،‬على ‪ ، 12‬يبقى تعتبر الشهر بالنسبة للسنّة إيه ؟ ‪ ،‬أياما ً معدودات ‪ ،‬ولذلك تأتي كلمة معدودات في‬
‫للقلّة‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫وأر ّد على فضيلة الشيخ عالء سعيد فأقول ‪ :‬يا حبيبي السطحيّة والعمق وعدم فهم القرآن الكريم وفهمه ‪ ،‬ك ُّل ذلك دعه‬
‫القراء والمشاهدين ‪ ،‬فأولوا األلباب سيحكمون بع ِ ّد هذا الر ّد في هذه األمور ‪ ..‬يا حبيبي سواء كان الشهر ‪ 30‬يوما ً أو‬
‫لألخوة ّ‬
‫‪ 29‬يوما ً فهو شهر ‪ ،‬يا حبيبي ما فُرض على األ ّمة هو شهر رمضان ‪ ،‬وتفسيرك أليّام معدودات على وضع شهر رمضان في‬
‫مساحة أيّام السنّة هو كالم ليس بمكانه على اإلطالق ‪ ،‬ألنَّه يا حبيبي ذُكرت هذه العبارة في اآلية التي زعمتم أنّها منسوخة ‪،‬‬
‫بينما فَ ْرض شهر رمضان ذُكر في اآلية التالية التي زعمتم أنَّها ناسخة ‪ ،‬بمعنى أنَّ هذه العبارة القرآنيّة ذُكرت في كتاب هللا‬
‫نتصور ما‬
‫َّ‬ ‫سياق هو سابق لآلية الكريمة التي تحمل حكم فرض صيام شهر رمضان ‪ ..‬فكيف إذا ً يمكننا أن‬
‫ٍ‬ ‫تعالى ضمن‬
‫؟‬ ‫به‬ ‫!!!تتفضلون‬ ‫‪..‬‬
‫غالي‬ ‫أحمد‬ ‫وقال‬ ‫‪:‬‬
‫بقول قلنا بأنَّ الناسخ والمنسوخ ال يحمل لكتاب هللا تعالى إال ّ اإلساءة ‪ ،‬شوف الكلمة القاسية ‪ ،‬ويقال هذا على فضائيّة من [[‬
‫الفضائيّات ‪ ،‬دي كارثة ‪ ،‬وهذه الرواية التي قرأتها قبل قليل ‪ ،‬انظر كيف تسيء إلى الذات اإللهيّة ‪ ،‬مجنون وهللا ‪ ،‬وكأنَّ هللا‬
‫هذه‬ ‫فعلته‬ ‫الصحابي‬ ‫هذا‬ ‫يفعل‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫يعلم‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫تعالى‬ ‫]]‬ ‫‪..‬‬
‫تصرف بأدب وأوقف المدعو أحمد غالي من االستمرار بالبذاءة عندما نطق‬
‫ّ‬ ‫وأر ّد فأقول ‪ :‬أنا أشكر األخ عالء سعيد ألنّه‬
‫كلمته البذيئة ‪ [[ :‬مجنون وهللا ]] ‪ ،‬وأقول للمدعو أحمد غالي ‪ :‬يا حبيبي لو كنت ُمدركا ً على األقل لما قال الشيخان معك‬
‫على الطاولة لما تكلّمت بهذه الكلمات البذيئة ‪ ..‬يا حبيبي دع المتح ّدِثين يتكلّمون ‪ ،‬فالمزمار الذي تز ِ ّمر به في مؤ ِ ّخرة جوقة‬
‫التطبيل والتزمير ال يفيد إال َّ في مزي ٍد من الضجيج الذي يزيد في عدم إدراكك لما يُقال ‪ ..‬كلمة مجنون يا حبيبي أترفّع عن الر َّد‬
‫‪ ..‬عليها وعن الهبوط إلى مستواها ‪ ..‬فنحن يا حبيبي نتحدَّث بأدلّة وبراهين ‪ ،‬وال تعنينا بذاءة اآلخرين‬
‫سعيد‬ ‫عالء‬ ‫وأجاب‬ ‫‪:‬‬
‫ث َّم يأتي ويقول هنا ‪ :‬علم هللا أنَّكم كنتم تختانون أنفسكم ‪ ،‬هل علم بعد أن لم يكن عالما ً ‪ ،‬نقله أنت أصالً مش عارف إيه [[‬
‫صة هالل ابن أميّة ‪ ،‬هل‬ ‫معنى كلمة أسباب النزول ‪ ،‬يعني إيه أسباب النزول ‪ ،‬ل ّما نزلت آيات المالعنة إيه سبب نزولها ؟ ‪ ،‬ق ّ‬
‫أني أقول نفس الكالم وأقول هل ربّنا كان ال يعلم أنَّ القصة دي لن تحدث إال ّ ل ّما جاء سبب النزول ‪ .......‬يبقى إذا ً نقول إنّ‬
‫هذا الشيء الذي حدث ‪ ،‬كلمة علم هللا أنَّكم كنتم تختانون أنفسكم ‪ ،‬أظهر هللا علمه األزلي عند وقوع هذه الحادثة ‪ ،‬حتى نتعلّم‬
‫رحمة هللا ‪ ،‬ال أنَّ هللا لم يكن يعلم ‪ ،‬وهذا يكون له وقع على الناس ‪ ،‬ل ّما تبقى الحادثة موجودة ث ّم ينزل الوحي ‪ ،‬ويعرف‬
‫‪ ]] ..‬الناس أنَّ الوحي يرعاهم ويعتني بهم حتى في حوادثهم وحتى في وقائعهم‬
‫وأر ُّد على ذلك فأقول ‪ :‬نحن نعرف أسباب النزول أكثر منكم ‪ ..‬ولكنّنا نختلف عنكم بأنّنا ال نجعلها ح َّجة على كتاب هللا تعالى‬
‫صها هالل ابن أميّة وال غيره ‪ ،‬هي آيات كريمة صالحة‬
‫ودالالته كم تفعلون ‪ ..‬آيات المالعنة أيّها الشيخ الفاضل ال يُوجد في ن ّ‬
‫زمان ومكان ‪ ،‬ويجب علينا أن نتدبَّرها بعيدا ً عن هالل ابن أميّة وغير هالل ابن أميّة ‪ ،‬وهي ليست‬
‫ٍ‬ ‫صا ً وحكما ً ) لك ِ ّل‬
‫(ن ّ‬
‫دالالتها‬ ‫ت ُفهم‬ ‫حت ّى‬ ‫أميّة‬ ‫ابن‬ ‫هالل‬ ‫صة‬
‫لق ّ‬ ‫بحاجة‬ ‫‪..‬‬
‫أخي الكريم القضيّة التي عرضناها ليست كما تتفضّل سيادتكم ‪ ،‬فنحن قلنا منذ حوالي عشرين عاما ً في كتاب القدر ‪ ،‬بأنَّ كلمة‬
‫علِم بصيغة الماضي والمتعلّقة بالذات اإللهيّة تعني ِع ْل َم هللا تعالى الكاشف ‪ ،‬بمعنى أنَّ هللا تعالى رأى بعلمه الكاشف ‪ ،‬بينما‬
‫َ‬
‫كلمة يعلم ونعلم بصيغة المضارع والمتعلّقة بالذات اإللهيّة ‪ ،‬تعني المشاهدة المكانيّة الزمانيّة للحادثة أثناء تجلّيها في عالم‬
‫جيّدا ً‬ ‫ذلك‬
‫‪ ..‬الخلق ( عالم المادّة والمكان والزمان ) ‪ ،‬ولو عدت إلى كتابي القدر ستعرف‬
‫ع ْنكُ ْم فَ ْاآلنَ بَاش ُِروهُنَّ )) [ البقرة ‪..‬‬
‫عفَا َ‬
‫علَ ْيكُ ْم َو َ‬
‫اب َ‬ ‫َّللاُ أَنَّ ُك ْم ُك ْنت ُ ْم ت َ ْختَانُونَ أ َ ْنفُ َ‬
‫س ُك ْم فَت َ َ‬ ‫ع ِل َم َّ‬
‫القضيّة يا حبيبي في كلمة اآلن ‪َ (( :‬‬
‫مجردة عن الزمان والمكان ‪ ،‬بمعنى ‪ :‬عند الح ِ ّد المتعلّق بعلم هللا تعالى أزال ً ‪ ،‬حيث علم‬ ‫ّ‬ ‫سرنا كلمة اآلن بأنّها‬
‫‪ ، ] 187 :‬فقد ف ّ‬
‫تعالى أزال ً أنَّكم بكينونتكم البشريّة تختانون أنفسكم ‪ ،‬عند هذا الحد من علم تعالى ‪ ،‬شرع هللا لكم هذه األحكام ‪ (( :‬بَاش ُِروهُنَّ‬
‫ض مِ نَ ا ْل َخيْطِ ْاألَس َْو ِد مِ نَ ا ْلفَجْ ِر ث ُ َّم أَتِ ُّموا ال ِ ّ‬
‫صيَا َم ِإلَى اللَّ ْي ِل‬ ‫ط ْاأل َ ْبيَ ُ‬
‫َّللاُ لَكُ ْم َو ُكلُوا َواش َْربُوا َحت َّى يَتَبَيَّنَ لَ ُك ُم ا ْل َخ ْي ُ‬
‫ب َّ‬ ‫َوا ْبتَغُوا َما َكت َ َ‬
‫‪187‬‬ ‫‪:‬‬ ‫البقرة‬ ‫[‬ ‫))‬ ‫اج ِد‬
‫س ِ‬‫ا ْل َم َ‬ ‫فِي‬ ‫عَا ِكفُونَ‬ ‫َوأ َ ْنت ُ ْم‬ ‫تُبَاش ُِروهُنَّ‬ ‫َوال‬ ‫]‬ ‫‪..‬‬
‫ضعْفا ً )) [ األنفال ‪] 66 :‬‬ ‫ع ِل َم أَنَّ فِي ُك ْم َ‬
‫ع ْن ُك ْم َو َ‬
‫َّللاُ َ‬
‫ف َّ‬ ‫وكلمة اآلن في هذه اآلية الكريمة ككلمة اآلن في قوله تعالى (( ا ْآلنَ َخفَّ َ‬
‫‪ ،‬ف ِع ْلم هللا تعالى بضعفنا هو ع ْل ٌم أزل ٌّ‬
‫ي وليس طارئا ً ‪ ،‬وتخفيف هللا تعالى كتشريع نازل في كتابه الكريم هو أيضا ً أزل ٌّ‬
‫ي ‪ ،‬ولذلك‬
‫نرى كلمة اآلن على أنَّها تعني ‪ :‬عند هذا الح ِ ّد المتعلِّق بعلم هللا تعالى األزلي بأنَّكم فيكم ضعف ‪ ،‬عند هذا الحد ‪ ،‬شرع هللا‬
‫‪ ..‬تعالى لكم أزال ً األحكام التي في القرآن الكريم ‪ ،‬في العبارات التالية لهذه العبارة‬
‫ع ِل َم أَنَّ فِيكُ ْم َ‬
‫ض ْعفا ً )) ‪ ،‬نرى حرف العطف الواو ‪ ،‬وبالتالي فكلمة‬ ‫ع ْن ُك ْم )) وبين العبارة (( َو َ‬
‫َّللاُ َ‬
‫ف َّ‬‫فما بين العبارة (( ْاآلنَ َخفَّ َ‬
‫مجردة عن الحدوث الزمني ‪ ..‬وال أريد اإلطالة ‪ ،‬فقد بيّنا ذلك بالتفصيل ‪ ...‬هذا ما قلناه يا حبيبي ‪ ..‬ولذلك نحن رفضنا‬
‫ّ‬ ‫اآلن‬
‫ي ِ ( ص ) والتي تريدونها منظارا ً لدالالت لكتاب هللا تعالى ‪ ،‬مثل الرواية التالية‬ ‫‪ ..‬الروايات الملفّقة على النب ّ‬
‫‪1784‬‬ ‫(‬ ‫البخاري‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬
‫سانَ ُم َح َّم ُد‬ ‫سعِي ُد ْبنُ أ َ ِبي َم ْريَ َم َح َّدثَنَا أَبُو َ‬
‫غ َّ‬ ‫س ْع ٍد ح َح َّدثَنِي َ‬ ‫س ْه ِل ب ِْن َ‬‫َاز ٍم ع َْن أ َ ِبي ِه ع َْن َ‬ ‫سعِي ُد ْبنُ أ َ ِبي َم ْريَ َم َح َّدثَنَا ا ْبنُ أ َ ِبي ح ِ‬ ‫َح َّدثَنَا َ‬
‫ض مِ ْن ا ْل َخيْطِ ْاألَس َْو ِد‬ ‫س ْع ٍد قَا َل أ ُ ْن ِزلَتْ َوكُلُوا َواش َْربُوا َحت َّى يَتَبَيَّنَ لَ ُك ْم ا ْل َخ ْيطُ ْاأل َ ْبيَ ُ‬ ‫س ْه ِل ب ِْن َ‬ ‫َاز ٍم ع َْن َ‬ ‫ف قَا َل َح َّدثَنِي أ َبُو ح ِ‬ ‫ْبنُ ُم َ‬
‫ط ِ ّر ٍ‬
‫ط ْاألَس َْو َد َولَ ْم يَ َز ْل يَأ ْ ُك ُل َحت َّى يَتَبَيَّنَ‬ ‫ط ْاأل َ ْبيَضَ َوا ْل َخ ْي َ‬‫ط أ َ َح ُد ُه ْم فِي ِرجْ ِل ِه ا ْل َخ ْي َ‬ ‫َولَ ْم يَ ْن ِز ْل مِ ْن ا ْلفَجْ ِر فَكَانَ ِرجَا ٌل ِإذَا أ َ َرادُوا ال َّ‬
‫ص ْو َم َربَ َ‬
‫َار‬‫َوالنَّه َ‬ ‫اللَّ ْي َل‬ ‫يَ ْعنِي‬ ‫إِنَّ َما‬ ‫أَنَّه ُ‬ ‫فَعَ ِل ُموا‬ ‫ا ْلفَ ِ‬
‫جْر‬ ‫مِ ْن‬ ‫بَ ْع ُد‬ ‫َّللاُ‬
‫َّ‬ ‫فَأ َ ْن َز َل‬ ‫ُر ْؤيَت ُ ُه َما‬ ‫لَهُ‬
‫يا حبيبي هذا الحديث – وأمثالُه – ُو ِض َع من أجل التشكيك بمصداقية نزول القرآن الكريم من عند هللا تعالى ‪ ،‬وذلك من ‪..‬‬
‫ُضاف إليها‬
‫ُ‬ ‫األول ‪ ،‬بحيث تنز ُل اآليةُ ناقصةً ث َّم ت‬ ‫ٌ‬
‫حادث يَتْبَ ُع لجزئيّات بعض األحداث في الجيل ّ‬ ‫القرآن الكريم بأنّه‬
‫ِ‬ ‫تصوير‬
‫ِ‬ ‫خالل‬
‫ب الرجال ‪ ..‬أليست العبارة القرآنيّة (( مِ نَ ا ْلفَجْ ِر )) ‪ ،‬التي ي ُ ْزع ُم أنّها نزلت الحقا ً ‪ ،‬أليست في قلب اآلية‬
‫الكلمات بنا ًء على طل ِ‬
‫الكريمة‬ ‫‪:‬‬
‫عفَا ((‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو َ‬
‫اب َ‬ ‫َّللاُ أَنَّكُ ْم ُك ْنت ُ ْم ت َ ْختَانُونَ أ َ ْنفُ َ‬
‫س ُك ْم فَت َ َ‬ ‫اس لَ ُهنَّ َ‬
‫ع ِل َم َّ‬ ‫اس لَ ُك ْم َوأ َ ْنت ُ ْم ِلبَ ٌ‬ ‫ث إِلَى نِ َ‬
‫سائِ ُك ْم هُنَّ ِلبَ ٌ‬ ‫الرفَ ُ‬
‫صيَ ِام َّ‬ ‫أُحِ َّل لَكُ ْم لَ ْيلَةَ ال ِ ّ‬
‫ض مِ نَ ا ْل َخيْطِ ْاألَس َْو ِد مِ نَ ا ْلفَجْ ِر ث ُ َّم‬ ‫ط ْاأل َ ْبيَ ُ‬ ‫َّللاُ لَكُ ْم َوكُلُوا َواش َْربُوا َحت َّى يَتَبَيَّنَ لَ ُك ُم ا ْل َخ ْي ُ‬ ‫ب َّ‬ ‫ع ْن ُك ْم فَ ْاآلنَ بَاش ُِروهُنَّ َوا ْبتَغُوا َما َكت َ َ‬ ‫َ‬
‫اس لَعَلَّ ُه ْم‬ ‫َّللا فَال ت َ ْق َربُو َها َكذَ ِلكَ يُبَ ِيّنُ َّ‬
‫َّللاُ آيَاتِ ِه لِلنَّ ِ‬ ‫اج ِد تِ ْلكَ ُحدُو ُد َّ ِ‬ ‫ش ُروهُنَّ َوأ َ ْنت ُ ْم عَا ِكفُونَ فِي ا ْل َم َ‬
‫س ِ‬ ‫صيَا َم إِلَى اللَّ ْي ِل َوال تُبَا ِ‬ ‫أَتِ ُّموا ال ِ ّ‬
‫‪187‬‬ ‫‪:‬‬ ‫البقرة‬ ‫[‬ ‫))‬ ‫يَتَّقُونَ‬ ‫]‬
‫تقديس ‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫ذرةً من‬ ‫ذرةً من إدراكٍ ومنطق ‪ ،‬وفي نف ِ‬
‫س ِه ّ‬ ‫إيمان وفي عقله ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ذرةً من‬
‫فكيف إذا ً من الممكن لعاقل يحمل في قلبه ّ‬
‫لكتاب هللا تعالى ( القرآن الكريم ) ‪ ،‬كيف له أن يقب َل نزو َل آي ٍة ناقصة ‪ ،‬تنز ُل عبارة ٌ في قلبها بعد فتر ٍة من الزمن نتيجةَ حال ٍة‬
‫ط أ َ َح ُدهُ ْم فِي ِرجْ ِل ِه ا ْل َخ ْي َ‬
‫ط ْاأل َ ْبيَضَ‬ ‫تاريخيّة ؟!!! ‪ ...‬هذه الحالة ُ المزعومةُ في هذه الرواية ‪ [[ :‬فَكَانَ ِرجَا ٌل إِذَا أ َ َرادُوا ال َّ‬
‫ص ْو َم َربَ َ‬
‫حسب زعمهم ؟!!!‬ ‫َ‬ ‫ط ْاألَس َْو َد َولَ ْم يَ َز ْل يَأ ْ ُك ُل َحت َّى يَتَبَيَّنَ لَه ُ ُر ْؤيَت ُ ُه َما ]] ‪ ،‬أال يعل ُمها هللاُ تعالى قبل إنزا ِل هذه اآلية الناقصة‬
‫َوا ْل َخ ْي َ‬
‫ط أولئكَ الرجال خيوطا ً في أرجلهم ؟‬ ‫أن رب َ‬ ‫‪ ..!!! ..‬ولماذا أ ّخ َر هللا تعالى العبارة ‪ (( :‬مِ نَ ا ْلفَجْ ِر )) إلى ْ‬
‫يذهب إليه واضعو هذه الرواية ‪ ،‬فاآليةُ الكريمةُ ال تقو ُل ‪َ [[ :‬و ُكلُوا َوا ْ‬
‫ش َربُوا ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫واألهم من ك ِ ّل ذلك ‪ ..‬أنَّ هذه اآليةَ ال تحم ُل ما‬
‫ط في األرجل ‪ ..‬هللا تعالى يقول ‪(( :‬‬ ‫ط الخيو ُ‬ ‫ط ْاألَس َْو ِد تحتَ ضوءِ ا ْلفَجْ ِر ]] ‪ ،‬حتى ت ُرب َ‬ ‫َحت َّى يَتَبَيَّنَ لَكُ ُم ا ْل َخ ْيطُ ْاأل َ ْبيَ ُ‬
‫ض وا ْل َخ ْي ُ‬
‫ألبيض هو من الخيطِ األسود الذي هو‬ ‫ُ‬ ‫ض مِ نَ ا ْل َخيْطِ ْاألَس َْو ِد مِ نَ ا ْلفَجْ ِر )) ‪ ،‬فالخي ُ‬
‫طا‬ ‫ط ْاأل َ ْبيَ ُ‬
‫َو ُكلُوا َواش َْربُوا َحت َّى يَتَبَيَّنَ لَكُ ُم ا ْل َخ ْي ُ‬
‫ط في األرجل ‪ ..‬فكيف إذا ً يُمكنُ لهذه الرواية أن تكونَ‬ ‫بالفجر وضوئه ال بالخيوط التي ت ُربَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫من الفجر ‪ ،‬وهي مسألةٌ تتعلّ ُ‬
‫ق‬
‫ش ِهيد‬ ‫ب أ َ ْو أ َ ْلقَى ال َّ‬
‫س ْم َع َوه َُو َ‬ ‫‪ ..‬صحيحةً يُكفَّ ُر من يشكَّ بص ّحتها ؟!! ‪ ..‬نترك اإلجابة ِل َم ْن كَانَ لَهُ قَ ْل ٌ‬
‫هل علمتم يا مشايخنا األفاضل أنّنا نعرف معنى أساب النزول ‪ ،‬هل علمتم اآلن أنَّه ألنّنا نعرف معنى أسباب النزول ‪ ،‬وما فيها‬
‫‪ ،‬أنكرنا هذه الروايات ‪ ،‬وألنّنا نعرف معنى الناسخ والمنسوخ ومعنى اإلساءة التي يحملها لكتاب هللا تعالى ‪ ،‬ألنّنا نعرف ذلك‬
‫أنكرناه‬ ‫‪..‬‬
‫وأقول للجميع ‪ :‬ر ّدِي على الفضائيّات إن شاء هللا تعالى قادم ‪ ،‬ولكنّني أنتظر حتى ينتهي بعضهم من ردودهم ‪ ،‬فإن شاء هللا‬
‫تعرض لبرنامج المعجزة الكبرى ‪ ،‬وفي برنامج واحد‬ ‫َّ‬ ‫‪ ..‬تعالى سيتم الرد في الفضائيات على ك ِ ّل من‬
‫أرجو أال ّ أكون قد أثقلت ‪ ،‬وأال ّ أكون قد أسأت ‪ ،‬وإن صدر منّي شيء من ذلك فأرجو المعذرة ‪ ..‬ولكن ما أريد أن أختم به ‪..‬‬
‫ردّي هذا هو أنّني أتمنى أن يكون خالف الرأي ال يفسد للو ِ ّد قضيّة ‪ ..‬فنحن يا أخوة ال نتهمكم بالكفر كما تتهموننا ‪ ،‬وال‬
‫‪ ..‬نتهمكم بالضالل كما تتهموننا ‪ ،‬وال نتهمكم بالسوء كما تتهموننا ‪ ..‬نحن نقول نرجو الهداية من هللا تعالى لنا جميعا ً‬
‫التوفيق‬ ‫ي‬
‫ول ُّ‬ ‫تعالى‬ ‫وهللا‬
‫الرفاعي‬ ‫عدنان‬ ‫المهندس‬
‫يمكنكم تحميل برنامج المعجزة الكبرى من الرابط ومنه يمكنكم تحميل حلقتين الناسخ والمنسوخ من هنا‬

‫‪http://www.4shared.com/dir/3ZITMogP/sharing.html‬‬

‫ورد‬ ‫صيغة‬ ‫على‬ ‫الرد‬ ‫ملف‬ ‫تحميل‬ ‫يمكنكم‬ ‫وايضا‬


‫العالمين‬ ‫رب‬ ‫هللا‬ ‫والحمد‬

‫اجمالي القراءات ‪26590‬‬

‫القران ‪ :‬للمزيد يمكنك قراءة‬ ‫اساسيات اهل‬


‫)التعليقات (‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫تعليق بواسطة‬ ‫نورا الحسيني‬ ‫في اإلثنين ‪ 14‬يونيو ‪2010‬‬
‫]‪[48411‬‬

‫ردود مقنعة وبطريقة محترمة‬

‫لقد رد المهندس عدنا الرفاعي بطريقة مقنعة في معظم النقاط لمن أراد أن يقتنع ولكن من أراد أن ينحرف عن الحق‬
‫‪ .‬ويعارض فسوف يجد له كثير من السبل التي يساعده شيطانه على اتخاذها‬

‫ولكن ما أثار انتباهي وأسعدني في نفس الوقت أنهم قد أدركوا أن الفكر قد انتشر في كثير من األوطان عربية وإسالمية‬
‫وأنهم مها فعلوا فلن يستطيع إسكات كل هذا الكم بطرقهم وحيلهم الشيطانية‬

‫احنا مش بنتكلم عن فرد واحد ‪ ،‬احنا بنتكلم عن مجموعة ‪ ،‬احنا بنتكلم عن فكر ‪ ،‬بنتكلم عن جماعة ‪ ،‬بنتكلم عن (‬
‫مدرسة ‪ ،‬بنتكلم عن مدرسة بقت منتشرة في كثير من األوطان العربية واإلسالمية ‪ ،‬ولألسف لهم أتباع كثيرون ‪ ،‬لهم‬
‫]] كثير من اللي بتابعهم ‪ ،‬لهم كثير من اللي بيسمع كالمهم ‪ ،‬لهم كثير من اللي بروج لهذا الفكر‬

‫‪2‬‬ ‫تعليق بواسطة‬ ‫ساجده عبده‬ ‫في الجمعة ‪ 18‬يونيو ‪2010‬‬


‫]‪[48461‬‬

‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬

‫استغرقت في قراءة رد المهندس عدنان الرفاعي اكثر من اربعة ايام لقراءته والتدبر في كلماته‬

‫ماشاء هللا عليك يااستاذ ياعدنان على الطريقة الراقية والعميقة التي اشتملها ردك عليهم وبالرغم من انني لم‬
‫اشاهد الحلقات من قناة الرحمة االانني احسست من كتاباتك انني معهم واشاهدهم‬

‫ولكن احسست من اسلوبك بالحدة بالرغم من انك شهدت لهم حين عرضهم افكارك ان اسلوبهم‬

‫ولألمانة أقول ‪ :‬ضيفا الحلقة كانا في ردهما – إلى درجة ما – ضمن حدود اللياقة األدبيّة المقبولة ‪ ،‬فلم تخرج ‪-‬‬
‫‪-‬منهما كلمات بذيئة‬

‫شعرت بمدى المجهود الذي بذلته في اظهار الحق‬

‫وواحسست كانك بحار تغوص في اعماق كلمات القران لتخرج بنا منها الدرر‬

‫اوعالم يدخل في اعماق الذرة ليصف لنا حركة االلكترون والنيوترون والنواة‬

‫ولكن كيف نستطيع غربلة افكار ‪ 14‬قرن مترسبة في اذهانهم تملى عليهم بكرة وعشية ومن خالل دراساتهم‬

‫ومن خالل تردديهم لهذه الروايات التي اصبحت جزء منهم وجزء من تاريخهم واالنسالخ منها يعني االنسالخ‬

‫من كينونتهم الذاتية‬

‫املنا في االجيال الجديدة‬

‫بارك هللا فيك ونريد ان نسمع المزيد‬

You might also like