Professional Documents
Culture Documents
004 الفصل الثالث
004 الفصل الثالث
عوارض الهألية
الفصل الثالث
عوارض
الهأليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
131
الفصل الثالث
عوارض الهألية
المبحث الوأل
حقيقة الهألية
المطلب الوأل :الهألية لغة:
تطلق الهألييية فيي اللغية عليى معيان عييدة ،وكلهيا ترجييع إلييى معنييى صيلحاية
المر للشيء ،يقال :فلن به أهألية أي صلحاية للميير ،وأَهأّيل الرجييل وأسييتأهأله :رآه
صييالحا ا ومسييتحاق ا لميير مييا ،وهأييو أهأييل لكييذا ،أي مسييتوجب لييه ،وأهألييه لييذلك تييأهأيلا،
أهأل ،واستأهأله :استوجبه).(1
وآهأله رآه له ا
م م
حــقت ب لمهــا وىَ وأم م
كــاهنوا أ م قــ م
ة الت ت م م ك مل ل م
مــ م ق ي ي ييال تع ي ي ييالى :وأمأل ممز م
مههــ م
وأمأ مهأمل ممها.( ) ()
وىَ
ق م ه هأهوم أ مهأم ه
ل الت ت م شامء الل ت ه
ن يم م م
ما ي مذ مك ههروأ م
ن لإلِ أ م : وأم م
فمرةل ( ) ال م م
مغم ل وأمأ مهأم ه
ل
.( )
: :
:
) )( انظر :القاموس المحايط :الفيروز آبادي ،(331 /3) ،لسان العرب :ابن منظور، 1
.(11/30
)( سورة الفتح :من الية ).(26 2
)( انظر :تفسير القرآن العظيم :ابن كثير ،(477 ،4/476) ،فتح القدير :الشوكاني، 5
).(5/334
132
الفصل الثالث
عوارض الهألية
أي المان يية ال ييتي أخ ييبر ال يي -تع ييالى -عنه ييا بق ييوله تع ييالى :إ لتنا ع ممر م
ضمنا
مل من ممهــا ة ع مملــىَ الســماوأات وأال مرض وأال مجبــال مفــأ مبي م م
ح ل
ن يم م
نأ م مم م ت م م ل م م ل م ل م ل مامنــ مال م
ن ظ مهلوما ا م
جههولِ ا.() مل ممها النسان إ لن ت ه
ه م
كا م ح م من ممها وأم م
ن ل
ق م ف م
ش موأمأ م م
)( فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين.(1/156) ، 1
)( حااشية الرهأاوي :الرهأاوي )مطبوع على شرح المنار( ،ص).(390 4
133
الفصل الثالث
عوارض الهألية
فالمانة هأي:
التكاليف الشرعية).(1
عبي ييارة عي يين صي ييفة قي ييدرهأا الشي ييارع في ييي النسي ييان ،جعلتي ييه موضي ييع ا صي ييالحا ا
للمخاطبة بالحاكام الشرعية ،على جهة اللزام واللتزام.
) )( انظر :الجامع لحاكام القرآن :القرطبي ،(253 /14) ،الكشاف :الزمخشري، 1
،(277 ،3/276الفتوحاات اللهية بتوضيح تفسير الجللين للدقائق الخفية :الجمل/3) ،
،(457تفسير القرآن العظيم :ابن كثير ،(530 ،3) ،روح المعاني في تفسير القرآن العظيم
والسبع المثاني :اللوسي ،(96 /22) ،التسهيل لعلوم التنزيل :ابن جزي ،(3/145) ،حاجة
ال البالغة :الدهألوي.(19 /1) ،
134
الفصل الثالث
عوارض الهألية
المبحث الثاني
أقسام الهألية
الهألييية ليسيت درجية واحاييدة ،بييل هأيي مختلفية فييي القيوة والضييعف ،بيياختلف
م ارحاييل النسييان الييتي يميير بهييا ،منييذ تكييوينه جنين ي ا فييي بطيين أمييه ،حاييتي بلييوغه سيين
الرشد ،ولهذا انقسمت الهألية إلى نوعين:
.1أهألية الوجوب.
.2أهألية الداء.
وسنتناول كلا منهما -إن شاء ال تعالى -بالتفصيل والبيان.
المطلب الوأل :أهألية الوأجوأب:
الفرع الوأل :معني أهألية الوأجوأب:
)هأي صلحاية النسان لثبوت الحاق له أو عليه().(1
وذلك بمقتضى الذمة التي يولد بها كل آدمي.
فالذمة هأي مكان الوجييوب ،وهأييي وصييف اختييص الي -تعيالى -بيه النسيان
دون غيره من الحايوانات التي فقدت الذمة.
وتثبت الذمة للنسيان بنياء عليى العهيد اليذي جيرى بينيه وبين الحايق سيبحاانه
م
ن ب ملني آد م مم م ك ل خذ م مرب ب موتعالى ،يوم أن أخذ عليه العهد ،قال ال تعالى :وأمإ لذ م أ م م
م مقاهلوا فسه م م م وأمأ م م
ت ب لمرب رك ه م
س ه م أل م م م ع مملىَ أن م ه ل ل م شهمد مهأه م م ذ هرري تت مهه من ظ هههورلهأ ل م
م م ل
م
ن.() غافلللي مذا م ن هأم م م ال مقلميا م
مةل إ لتنا ك هتنا ع م م قوهلوا ي موم م ن تم هشهلد ممنا أ م ب مملىَ م
) )( تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(249 /2) ،التلويح مع التوضيح :التفتازاني، 1
135
الفصل الثالث
عوارض الهألية
ممناه ه م ل إنسا م
ج
خرل ه
قهل وأمن ه م
طائ لمره ه لفي ع هن ه ل ن أل ممز م
: وأمك ه ت ل م م ن
شورا ا.( ) من م ه مةل ك لمتابا ا ي مل م م
قاه ه م م ال م ل
قميا م لم ه
ه ي موم م
.()
جيياء فييي كشييف السيرار ):أن أهألييية الوجييوب تنقسييم فروعهييا بحاسييب انقسييام
ل ،وهأ ييو أهأ ييل
الحاك ييام ،فالص ييبي أهأ ييل لبع ييض الحاك ييام ولي ييس بأهأ ييل لبعض ييها أصي ي ا
لبعضييها بواسييطة رأي الييولي ،فكييانت هأييذه الهألييية منقسييمة نظ ي ار إلييى أف يراد الحاكييام
وأصلها واحاد ،وهأو الصلح للحاكم…().(3
)( انظر كشف السرار :البخاري ،(239 ،238 /4) ،ميزان الصول :السمرقندي، 2
ص) ،(742شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) ،(936تيسير التحارير :أمير بادشاه) ،
.(2/162
)( كشف السرار :البخاري.(4/237) ، 3
136
الفصل الثالث
عوارض الهألية
الشي يراء ل ييه ول الهب يية ،ول الل ييتزام بالنفق يية لقري ييب ،أو غيي يره ،لن الجني يين يجم ييع بي يين
صفتي التبعية لمه والستقلل عنها.
وهأذا هأو السبب في اعتبار نقص أهألية الوجوب للجنين.
فييالول -التبعييية لمييه -فالتبعييية فييي ارتبيياطه بييأمه حاسيا لتحاركييه بتحاركهييا،
وقي ارره بق اررهأييا ،فهييو جييزء منهييا كاليييد ،والرجييل وسييائر العضيياء ،وارتبيياطه بهييا حاكمي ا
أيضا ،إذ يباع ببيعها ،ويعتق بعتقها ،وفي ذلك يقول ابن رجييب الحانبلييي):إذا أعتقييت
المة الحاامل عتق حاملها معها().(1
أم ييا الث يياني -الس ييتقلل عنه ييا -فلن ييه منف ييرد ع يين الم بحاي يياته ،ول ييه كي ييان
ومقومييات إنسييانية ،وهأيو بيذلك معيد للنفصيال عين أميه ،ليصيير ذاتي ا مسيتقلة ،وعلييى
هأذا فإن تبعيته ليست مطلقة ،بل هأي تبعية جزئية.
وكانت تبعيته لمه مستدعية عدم ثبوت الحاق له ،سواء كيان الحايق إرثياا ،أو
وقفاا ،أو وصية ،لكن الشارع الحاكيم نظير فييه صيفة السيتقلل ،وأنيه نفيس حايية ذات
طبيعة خاصة ،فأعطاه بالنظر لستقلله ومنعه لتبعيته).(2
البند الثاني :أهألية الوأجوأب الكاملة:
وهأ ييي تثب ييت للنس ييان من ييذ ولدت ييه ،دون أن تف ييارقه ف ييي جمي ييع أدوار حاي يياته،
فيص ييلح النس ييان لتلق ييي الحاق ييوق ،والل ييتزام بالواجب ييات ،ول يوج ييد إنس ييان فاق ييد له ييذه
الهألييية ،فأهألييية الوجييوب هأيي ميا كيان المتصييف بهييا صييالحاا لثبيوت الحاييق ليه وعلييه،
بحايث تكون ذمته مطالبة باللتزامات المالية.
)( انظر :كشف السرار :البخاري ،(240 ،4/239) ،شرح التوضيح للتنقيح :صدر 2
الشريعة ،(2/163) ،تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(250 ،2/249) ،أصول التشريع
السلمي :على حاسب ال ،ص) ،(356مباحاث الحاكم عند الصوليين :محامد سلم
مدكور ،ص).(247
137
الفصل الثالث
عوارض الهألية
)( انظر :مباحاث الحاكم عند الصوليين :محامد سلم مدكور ،ص) ،(250أصول الفقه 3
السلمي :د .بدران أبو العينين ،ص) ،(218أصول التشريع السلمي :على حاسب ال،
ص).(357
)( المؤونة :تعني تحامل الثقل ،من مأن إذا احاتمل وهأي على وزن فعولة ،يقال :مأنت القوم 2
أمأنهم إذا احاتملت مؤنتهم ،ويقصد بها الضريبة التي تؤدي للمحاافظة على ما تؤدى عنه من
نفس ومال.
انظر :كشف السرار :البخاري ،(4/139) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص).(890
)( انظر :التلويح شرح التنقيح :صدر الشريعة ،(164 ،2/163) ،كشف السرار: 3
البخاري ،(4/240) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) ،(938أصول الفقه
السلمي :أبو زهأرة ،ص).(310
138
الفصل الثالث
عوارض الهألية
ص) )( انظر :كشف السرار :البخاري ،(237 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك، 1
)( انظر :قول ابن عباس رضي ال عنهما في :كشف السرار :البخاري ،(4/239) ،شرح 5
المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) ،(937 ،936الجامع لحاكام القرآن :القرطبي،78 /8) ،
،(79تفسير القرآن :ابن كثير ،(351 /2) ،وانظر :معنى الل في :لسان العرب :ابن
منظور ،(221 /12) ،معجم متن اللغة :أحامد رضا ،(2/508) ،المخصص :ابن سيده) ،
.(4/109
139
الفصل الثالث
عوارض الهألية
وتبييدو النسييبة بييين معيياني الذميية الثلثيية ي ي العهييد ،الضييمان ،والمييان ،ميين
اللتزام في كل منهييا ،فييإن المعاهأييد يليتزم بميا عاهأيد علييه ،والضيامن يليزم ميا ضيمنه،
ومعطي المان ملزم بأمان من آمنه).(2
وسوف نقتصر ي إن شاء الي تعيالى ي عليى اليرأي ال ارجيح مين هأيذه التعريفيات
وهأو أن الذمة:
"أميير أو وصييف يصييير بييه النسييان أهألا لليجيياب والسييتيجاب ،أي الليزام
واللتزام").(4
حاتى تتحاقق للجنين ذمة تقيوم عليهييا أهأليية الوجييوب القاصيرة الييتي تثبييت ليه،
لن الهألية مبنية على وجود الذمة ول تثبت إل بوجودهأا.
)( والذمة المقصودة هأنا هأي الواردة في قول الرسول ) :ويسعى بذمتهم أدناهأم( ،انظر: 6
لسان العرب :ابن منظور ،(222 ،221 /12) ،وانظر :الحاديث في سنن سعيد بن أبي
منصور ).(169 /2
)( انظر :لسان العرب :ابن منظور.(222 ،221 /12) ، 2
)( راجع التعريفات الخرى للذمة والردود الواردة عليها في :أصول البزدوي :البزدوي/4) ، 3
(239تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(249 /2) ،شرح التلويح على التوضيح :التفتازاني) ،
،(162 /2التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج ،(164 /2) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن
الملك ،ص).(937
)( كشف السرار :البخاري ،(238 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص)،(936 4
140
الفصل الثالث
عوارض الهألية
بينا فيما سبق أن الهألية إما أن تكون أهألية أداء أو أهألية وجوب.
وأهألية الداء ،هأي :صلحاية النسان لما يصدر منه من أقوال وأفعال معتبرة
شرعاا.
وأهألية الوجوب ،هأي :صلحاية النسان لوجوب الحاقوق المشروعة له وعليه
فأهألية الوجوب لها عنصران:
عنصر اللتزام: .1
وهأو مؤهأل لثبات الحاقوق للنسان ل عليه.
وهأو جعل النسان صالحاا للالتزام).(1
وحاي يث اتضييح معنييى الهألييية ،ومعنييى الذميية ،فييإنه يلييزم البحاييث أن نعييرض
لوجهات النظر المختلفة في الفرق بينهما.
قال بعض الفقهاء :إن الذمة وأهألية الوجوب بحاالتيها ،الناقصة والكاملة، .1
كلمتان مترادفتان لمعنى واحاد ،فل فرق بين أهألية الوجوب والذمة ،وعرفوا
الذمة بما يفهم منه :أنها القابلية لثبات الحاقوق ووجوب اللتزام.
وقال بعض منهم :إن الذمة معناهأا أهألية المعاملة ،فإذا حاكمنا بالذمة .2
لنسان ما كان المعنى أنه أهأل للمعاملة .
)(2
)( انظر :كشف السرار :البخاري ،(238 ،237 /4) ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج، 1
) ،(164 /2شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) ،(936 ،935الفقه السلمي في ثوبه
الجديد :د .مصطفى الزرقا (744 ،743 /2) ،مباحاث الحاكم عند الصوليين :محامد سلم
مدكور ،ص).(240
)( الفروق :القرافي.(237 /3) ، 2
141
الفصل الثالث
عوارض الهألية
وهأذا القول يختلف مع ما وضحاه جمهور للفقهاء ،لبيان ماهأية الذمة ،ويفتقد
الدقة ،إذ يبدو فيه الخلط البين بين الذمة والهألية.
وقال الصوليون وجمهور الفقهاء بالتفريق بين الذمة وأهألية الوجوب. .3
فالهألييية عنييد هأيؤلء مبنييية علييى وجييود الذميية ،مسييتندة إليهييا ول ثبيات لهيا إل
بعييد وجييود الذميية ،فليسييت الذميية عييين أهألييية الوجييوب ،ولكنهييا ملزوميية لهييا ،فالذميية
وعاء ،وما يكون بداخله هأو أهألية الوجوب).(1
)أما أهألية الوجوب فبنياء عليى قييام الذميية ،أي ل تثبيت هأيذه الهألييية إل بعيد
وجود ذمة صالحاة ،لن الذمة هأي محال الوجوب ،ولهذا يضاف )الوجييوب( إليهييا ول
يضاف إلى غيرهأا بحاال ،ولهذا اختص النسان بالوجوب دون سائر الحايوانات التي
ليست لها ذمة().(2
وم يين خلل آراء الفقه يياء ،ن ييرى وض ييوح الف ييرق بي يين أهألييية الوج ييوب والذم يية،
وأنهمي ييا حاقيقتي ييان منفصي ييلتان ،وأن قيي ييام أهأليي يية الوجي ييوب متوقي ييف علي ييى وجي ييود الذمي يية،
ويظهيير التغيياير بينهمييا فييي أهألييية التصييرف ،فقييد توجييد هأييذه الهألييية بييدون ذميية ،وقييد
توجد الذمة ول توجد أهألية التصرف ،وقد تجتمعان معا).(3
) )( انظر :التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج ،(165 /2) ،كشف السرار :البخاري، 1
)( انظر :التحاليل المبين بالمثلة في الفرق بين الذمة وأهألية التصرف للمام ،القرافي في 3
142
الفصل الثالث
عوارض الهألية
عييرف الأصييوليون أهألييية الأداء بتعريفييات عييدة ،كلهييا متقاربيية ميين بعضييها
البعييض ،و تييدور حاييول صييلحاية الإنسييان لصييدور الفعييال والق يوال منييه علييى وجييه
يعتد به شرعاا :ويترتب عليه آثاره الشرعية.
وعلييى هأييذا فييإن أهألييية الداء ،هأييي أهألييية المعامليية ،بحايييث يكييون النسييان
صالحا ا لكتساب حاقوق فيما يقوم به من تصرفات ،وصييالحا ا لن ينشييئ حاقوقي ا لغييره
بتلك التصرفات ،وهأو ما يسمى بالواجبات.
إذا كان أسياس أهأليية الوجيوب هأو الحايياة ،فقيد اتفيق الفقهياء عليى أن أسياس
أهألية الأداء ،هأو التمييز والعقل.
ص) )( انظر :كشف السرار :البخاري (249 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك، 1
،(941 ،940أصول الفقه السلمي :د .بدران أبو العينين ،ص) ،(318أصول الفقه
السلمي :أبو زهأرة ،ص).(311
)( انظر :فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(156 /1) :كشف السرار: 2
ص)،(940 ،939 البخاري ،(348 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك،
تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(2/253) ،التلويح مع التوضيح :التفتازاني،161 /2) ،
،(164أصول الفقه السلمي :د .بدران أبو العينين.
143
الفصل الثالث
عوارض الهألية
إذا فأسيياس أهألييية الأداء الييذي تقييوم عليييه ،هأييو العقييل وبييدونه ل توجييد أهألييية
أداء.
وفي ذلك يقول الشوكاني) :اعلم أنه يشترط في صحاة التكليف بالشرعيات،
فهم المكلف لما كليف بيه ،بمعنييى تصيوره بييأن يفهيم مين الخطيياب القييدر الييذي يتوقييف
عليه المتثال ،ل بمعنى التصديق به().(1
إذا فالتفيياق واقييع علييى أن الأداء متعلييق بالقييدرتين معياا ،قييدرة فهييم الخطيياب،
ا
وقدرة العمل بالخطاب ،والقدرة الولى إنما تتحاقق بالعقل والثانية بكمال البدن).(2
وعليييه فعنييد فقييدان هأييذا السيياس يي العقييل وكمييال البييدن يي تنعييدم الهألييية ،إوان
كييان فييي النسييان اسييتعداد لوجودهأييا ،وهأييي توجييد لييدى النسييان متدرجيية ،فييإذا كمييل
عقله تثبت له أهألية كاملة ،إواذ نقص كانت أهأليته ناقصة ،ولذا كانت أحايوال الهألييية
ثلثاا:
ص) )( انظر :كشف السرار :البخاري ،(238 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك، 2
.(939
144
الفصل الثالث
عوارض الهألية
البند الوأل :عدم أهألية الأداء مطلقلا :وذلك متحاقق في الطفييل الييذي ل يميييز ،وفييي
المجنون إذا ما استمر جنونه ،إذ كلهأما عديم العقل ،ومن ل عقل له ل أهألية له.
فكييل ميين المجنييون ،والصييغير غييير المميييز ،باطييل العقييود ،والتصيرفات ،ول
يترتب على قوله أو فعله ،أي أثيير شييرعي ،فجنايتهمييا عليى النفيس ،أو المييال ،تيترتب
عليه ييا المؤاخ ييذة المالي يية وحا ييدهأا ،وقت ييل الطف ييل أو المجن ييون ،أو إتلف ييه حا ييق الغي يير،
يترتب عليه ضمان الدية في القتل ،وضمان التلف فيما أتلفه ،ول ينبني على فعلهمييا
قص يياص ،لن ييه م ييترتب عل ييى العم ييد ،ووج ييود القص ييد ،و كلهأم ييا ق ييد انع ييدم بانع ييدام
القدرتين).(1
والنسييان فييي أول أحايواله عييديم القييدرتين )العقييل والبييدن( ،لكيين فيييه اسييتعداد
وصلحاية لن توجد فيه كل واحادة من القدرتين شيئا فشيئا).(2
البند الثاني :أهألية الداء الناقصة:
)وهأذه الهألية تنبني على القدرة القاصرة من العقل القاصر ،والبدن القاصر().(3
وهأ ييذه الحاال يية تص ييدق عل ييى الص ييبي ،والمعت ييوه ال ييذي ل ييم يخت ييل عقل ييه ،لك يين
ض ييعف إد ارك ييه وتمييي يزه ،إوانم ييا تثب ييت الهألي يية لهم ييا لثب ييوت أص ييل الهألي يية ب ييالتمييز،
)( انظر :كشف السرار :البخاري ،(248 /4) ،التلويح مع شرح التوضيح :التفتازاني) ، 1
،(164 ،163 /2الفقه السلمي في ثوبه الجديد :د .الزرقا ،(745 /2) ،أصول الفقه:
أبو زهأرة.
)( كشف السرار :البخاري ،(248 /4) ،وانظر :مثله في شرح المنار وحاواشيه :ابن 2
الملك ،ص).(939
)( انظر :شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) ،(939كشف السرار :البخاري،(248 /4) ، 3
التلويح مع التوضيح :التفتازاني ،(164 /2) ،تيسير التحارير :أمير بادشاه،(253 /2) ،
فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(156 /1) ،التقرير والتحابير :ابن
أمير الحااج ،(168 /2) ،كشف السرار :النسفي ،(466 /2) ،شرح نور النوار:
ميلجيون ،(466 /2) ،مطبوع مع كشف السرار للنسفي.
145
الفصل الثالث
عوارض الهألية
ولكنها لما كانت ناقصة صحات منهما بعض التصيرفات ،وجعلييت موقوفيية علييى إذن
الولي ،وبطلت بعض التصرفات إوان أجازهأا وليهما.
إذال فأهأليييية الداء الناقصييية هأيييي) :ص ي ييلحاية الش ي ييخص لص ي ييدور بع ي ييض
التص يرفات منييه ،دون البعييض الخيير ،أو لصييدور أفعييال وتص يرفات يتوقييف نفاذهأييا
على رأي غيره().(1
)وهأذه الهألية تنبنيي عليى القيدرة الكاملية مين العقيل الكاميل ،والبيدن الكاميل(
).(2
وهأييي تتحاقييق بالنسييبة لتكيياليف الشييرع بكمييال العقييل للنسييان وبلييوغه ،س يواء
ك ييان بل ييوغه طبيعيي ي ا أو تق ييديرياا ،كم ييا ثبت ييت ب ييالبلوغ م ييع الرش ييد بالنس ييبة للمع يياملت
المالية.
ولما كانت هأذه الهألية متوقفية علييى تحاقيييق العقييل ،وهأيو ميين المييور الخفيية
الييتي تخفييى علييى النيياس ،وينمييو بنمييو الجسييام ،وهأييو مختلييف بييين بنييي البشيير ،فقييد
)( أصول الفقه السلمي :د .بدران أبو العينين ،ص) ،(319أصول التشريع السلمي: 1
،(253 /2فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(156 /1) ،كشف
السرار :البخاري ،(348 /4) ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج ،(168 /2) ،التلويح مع
التوضيح :التفتازاني ،(164 /2) ،كشف السرار :النسفي ،(466 /2) ،شرح نور النوار:
ميلجيون.(466 /2) ،
146
الفصل الثالث
عوارض الهألية
جعييل البلييوغ دليلا علييى كمييال العقييل فييي النسييان ،لنييه موضييع يتوقييع فيييه حاصييول
العقل للمرء ،وأحاكام الشرع ترتبط بعلل ظاهأرة منضبطة.
)صييلحاية الشييخص لصييدور التصي يرفات منييه ،علييى وجييه يعتييد بييه شييرعاا،
وعدم توقفها على رأى أحاد غيره().(2
) )( شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) ،(940 ،939تيسير التحارير :أمير بادشاه، 1
،(253 /2فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(156 /1) ،كشف
السرار :النسفي ،(466 /2) ،شرح نور النوار :ميلجيون.(466 /2) ،
)( أصول الفقه السلمي :د .بدران أبو العينين ،ص) ،(318أصول التشريع :على حاسب 2
ال ،ص).(357
147
الفصل الثالث
عوارض الهألية
المبحث الثالث
عوارض الهأليــــــــــة
المطلب الوأل :معنى العوأارض:
والع ييارض أيضي ي ا مييا اع ييترض فييي الف ييق ،فس ييده م يين سييحااب ،أو نحاي يل ،أو
مط لهرمنا. ()
م م
ض ه
عارل ض جراد ،أو نحاو ذلك ،ومنه قوله تعالى عن قوم عاد :هأم م
ذا م
:
.()
:
.()
)( انظر :لسان العرب :ابن منظور ،(30 /9) ،تاج اللغة وصحااح العربية :الجوهأري/3) ، 2
.(1083
)( انظر :لسان العرب :ابن منظور ،(30 /9) ،الصحااح :الجوهأري ،(1083 /3) ،كشف 3
السرار :البخاري ،(262 /4) ،شرح التلويح على التوضيح :التفتازاني ،(167 /2) ،شرح
المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص).(943
148
الفصل الثالث
عوارض الهألية
هأييي أحايوال تطي أر علييى النسييان المكلييف فييي أهأليتييه ،دون أن تكييون ملزميية
له.
وأطليق عليهيا لفيظ العيوارض ،لنهيا ليسيت صيفات ذاتيية ،بيل هأيي عارضية،
كالبييياض مييع الثلييج فييإنه ميين عوارضييه ،وعلييى ذلييك فييإن الخصييال صييفات عرضييية،
قابلة للزوال ينتفي فيها اللزوم ،ويتحاتم فيهيا التيأثير فيي تغييير الحاكيام ،وبيذلك تخيرج
العوارض التي ل تأثير لها ،كالشيخوخة والكهولة ،ونحاوهأما.
وسييميت هأييذه المييور الييتي لهييا تييأثير فييي تغيييير الحاكييام ع يوارض ،لمنعهييا
الحاكام التي تتعلق بأهألية الوجوب ،وأهألية الأداء عن الثبوت).(1
جميييع مييا تقييدم فييي الهألييية هأييو بنيياء علييى الحااليية الطبيعييية الييتي يكييون فيهييا
الشييخص سييليماا ،غييير أنييه قييد يطي أر علييى الشييخاص عيوارض ،وهأييذه العيوارض ذات
تأثير على أهألية النسان ،فهيي مزيلية أحاياني ا لهأليية الوجيوب والأداء ،وأحاياني ا أخيرى
ل تزيل أهألية الوجوب ،ول الأداء.
فهي مزيلة لهألية الوأجوأب ،كما في الموت إذ إن المييوت عجييز تييام ،منيياف
لهألية أحاكام الدنيا ،من كل ما فيه تكليف.
) )( كشف السرار :البخاري ،(262 /4) ،وانظر :التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج، 1
149
الفصل الثالث
عوارض الهألية
وهأذه العوارض تزيل أحايان ا أهألية الداء كحاالتي النوم ،والغماء ،فإن النييائم
والمغمى عليه عاجزان عين اسيتعمال قيدرتهما الحاسيية لعيدم مقيدرتهما عليى اسيتعمال
حاواسي ييهما ،وهأمي ييا عي يياجزان أيضي ي ي ا عي يين أداء الفعي ييال الختياريي يية ،كالقيي ييام والقعي ييود
وغيرهأما.
وأحاياناا أخرى ل تزيل هأذه العوارض أهألية الوجوب ،ول الداء ،ولكنها تغير
بعض الحاكام مع بقائهما – أي أهألية الوجوب والداء – كما في حاالتي السفر،
والجهل في دار الحارب).(1
)( انظر :شرح التلويح على التوضيح :التفتازاني ،(167 /2) ،التقرير والتحابير :ابن أمير 1
الحااج ،(172 /2) ،كشف السرار :البخاري ،(262 /4) ،تيسير التحارير :أمير بادشاه) ،
،(258 /2شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص).(944 ،943
150
الفصل الثالث
عوارض الهألية
المبحث الرابع
العوارض السماوأية
يقسم علماء الصول العوارض إلى قسمين رئيسيين هأما:
)( انظر :فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(160 /1) ،كشف السرار: 1
البخاري ،(262 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) ،(943التلويح مع التوضيح:
التفتازاني ،(167 ،2) ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج ،(172 /2) ،كشف السرار:
النسفي ،(447 /2) ،شرح نور النوار :ميلجيون.(477 /2) ،
)( المصادر السابقة. 2
151
الفصل الثالث
عوارض الهألية
)( انظر :فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(160 /1) ،كشف السرار: 1
البخاري ،(262 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) ،(943التلويح مع التوضيح:
التفتازاني ،(167 ،2) ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج ،(172 /2) ،كشف السرار:
النسفي ،(447 /2) ،شرح نور النوار :ميلجيون.(477 /2) ،
)( انظر :فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(170 /1) ،كشف السرار: 2
البخاري ،(271 /4) ،التوضيح شرح التنقيح :صدر الشريعة ،(168 /2) ،تيسير التحارير:
أمير بادشاه ،(259 /2) ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج ،(2/172)،شرح المنار
وحاواشيه :ابن الملك ،ص).(945
152
الفصل الثالث
عوارض الهألية
ولكن يؤاخذ بضمان الفعال في المتلفات ،فلو أتلف مال غيره ضمن ،أما
أقواله ،فل تعتبر شرع ا ،لعدم تعقل المعاني ،وعلى هأذا فل تصح عقوده ،ول
إق ارراته ،إوان أجازهأا وليه.
ومعنى هأذا أن الصغير في هأذه الحاالة كالمجنون بل هأو أدنى منه ،لن
المجنون قد يميز إوان فقد العقل ،أما الصغير ففاقد للعقل والتمييز معاا.
ففي هأذه المرحالة يرقى الطفل وتبدو فيه آثار العقل ،فيصبح صاحاب
أهألية ،وكان ينبغي أن يثبت في حاقه وجوب الداء بحاسب وجود الهألية ،لكن
الشارع اعتبر صغره عذراا ،لن الهألية التي نالها أهألية ناقصة ،لقصور عقله
بسبب بقاء صغره ،وعدم بلوغ عقله غاية العتدال ،فسقط عن المميز ما يحاتمل
السقوط من حاقوق ال تعالى – كالصوم ،والصلة ،وسائر العبادات ،فإنها محاتملة
للسقوط عند وجود الأعذار ،ول يسقط عنه ما ل يحاتمل السقوط ،كعقيدة اليمان،
لنه فرض دائم ل يقبل السقوط ،لن ال تعالى إله دائم منزه عن الزوال والتغيير،
فأصبح وجوب التوحايد دائم ا بدوام اللوهأية).(1
)( انظر :فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(170 /1) ،كشف السرار: 1
البخاري ،(271 /4) ،التوضيح شرح التنقيح :صدر الشريعة ،(168 /2) ،تيسير التحارير:
) ،(172 /2شرح المنار أمير بادشاه ،(259 /2) ،التقرير والتحابير ،ابن أمير الحااج،
وحاواشيه :ابن الملك ،ص).(945
153
الفصل الثالث
عوارض الهألية
وسبب اختيار الفقهاء لن تكون السنة السابعة بداية مرحالة التمييز عند
الصغير ،هأو ما ورد من الحااديث النبوية التي تتضمن التأكيد على هأذه السنة
بالذات ومن جملة هأذه الحااديث ،ما يرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده :أنه
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم) :مروأا صبيانكم بالصلةا لسبع سنين
وأاضربوأهأم عليها لعشر سنين وأفرقوأا بينهم في المضاجع().(1
والمر بالصلة في حاديث رسول ال صلى ال عليه وسلم في هأذه السنة،
بمثابة المر بالتمرين والتدريب للصبي ،لجل أن يعتاد أداء الصلة عند بلوغه
وكمال عقله.
فل يفيد المر إذا لزوم الصلة عليه ووجوبها في حاقه ،إذ إنه غير مكلف
بها ،ول بغيرهأا من العبادات ،لضعف قدرته العقلية على الفهم ،والبدنية على
الداء.
وسمي الصبي مميزا لنه أصبح يميز بين الأقوال والفعال ،وبين الخير
والشر ،وبين الجيد والرديء.
-1عدم لزوم الصغر للنسان في كل أطوار حاياته ،وخلو بعض أفراد النسان
منه ،كما حاصل لآدم عليه السلم ،ولزوجته حاواء رضي ال عنها ،إذ أن ال
سبحاانه وتعالى ،قد خلقهما متجاوزين لمرحالة الصغر إل أنه كان عارض ا في
أولدهأما).(2
) )( سنن الدارقطني ،كتاب الصلة ،باب المر بتعليم الصلوات والضرب عليها، 1
،(231 ،230 /1مجمع الزوائد :الهيثمي :كتاب الصلة ،باب في أمر الصبي بالصلة) ،
.(294 /1
)( انظر :التوضيح شرح التنقيح :صدر الشريعة ،(168 /2) ،كشف السرار :البخاري) ، 2
154
الفصل الثالث
عوارض الهألية
-2أن حاقيقة النسان قد تستبين دون أن يوصف بالصغر ،فقد يكون كبي ارا ،كما
يكون صغي ارا ،ولهذا كان الصغر حاادثا عارضا على حاقيقة النسان.
ومن ناحاية أن الصل في النسان هأو تحامل أعباء التكاليف ومعرفة ال
تعالى.
والمقصود بالعوارض ،الحاالت التي ل تكون لزمة للنسان وتنافي
الهألية ،ومن الواضح أن الصغر ل يلزم النسان).(1
الفرع الثاني :الجنوأن:
البند الوأل :حقيقة الجنوأن:
" هأو اختلل العقل ،بحايث يمنع جريان الفعال والقوال ،على نهج العقل
إل ناد ارا").(2
وقد عرفه عبد العزيز البخاري بأنه:
" المعنى الموجب انعدام آثاره ،وتعطيل أفعاله ،الباعث للنسان على
أفعال مضادة لتلك الفعال ،من غير ضعف في عامة أطرافه ،وفتور سائر
أعضائه").(3
وأمن معانيه:
" اختلل القوة المميزة ،بين المور الحاسنة والقبيحاة المدركة للعواقب ،بأن
ل يظهر آثارهأا ،ويتعطل أفعالها").(4
)( انظر حاجة ال البالغة :الدهألوي ،(20 ،19 /1) ،التوضيح شرح التنقيح :صدر 1
155
الفصل الثالث
عوارض الهألية
ومن خلل التعريفات السابقة نجد أنها تدور حاول معنى واحاد وهأو:
أن الجنون عبارة عن آفة تصيب القوة العقلية للنسان ،فتؤدي إلى اختلل في القوة
المميزة عنده ،بحايث يصبح غير قادر على التمييز بين المور الحاسنة والقبيحاة،
على ضوء نهج العقل السليم.
البند الثاني :حكم الجنوأن:
فإن الجنون الصلي الممتد يسقط التكاليف اتفاق ا ،وهأو مزيل لهألية الداء
بنوعيها ،فل يجب عليه شيء من العبادات ،ول يصح منه أي تصرف من
التصرفات ،ولكنه ل ينافي أهألية الوجوب ،فيرث ،ويملك لبقاء ذمته .والعارضي
غير الممتد ل يسقطها اتفاقاا.
واختلف في العارضي الممتد والصلي غير الممتد على أقوال).(1
الفرع الثالث :العته:
البند الوأل :تعريفه في اللغة:
نقص في العقل غير مصحاوب بجنون.
والمعتوه هأو :المدهأوش من غير مس أو جنون).(2
البند الثاني :تعريفه في اصطلحا الصوأليين:
فقد عرف بعدة تعريفات كلها تدور حاول معنى واحاد وهأو:
)( راجع تفصيل أنواع الجنون وأحاكام كل نوع في :التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج، 1
)/4 ) ،(173 /2تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(259 /2) ،كشف السرار :البخاري،
،(263التلويح شرح التوضيح :التفتازاني ،(167 /2) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك،
).(170 /1 ص) ،(948 ،947فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين،
)( انظر :مختار الصحااح :الرازي ،ص).(41 2
156
الفصل الثالث
عوارض الهألية
أن العتييه عبييارة عيين مييرض يييؤدي إلييى اختلل فييي العقييل ،فيجعييل صيياحابه
عديم الدراك للمور إدراكا سليماا.
وبعبارة أخرى:
العته :ضعف في العقل يجعل صاحابه قليل الفهم مختلط الكلم فاسد التدبير.
وجاء في تعريفه:
"العتييه آفيية تييوجب خللا فييي العقييل ،فيصييير صيياحابه مختلييط الكلم فيشييبه
بعضه كلم العقلء ،وبعضه كلم المجانين ،وكذا سائر أموره").(1
وعرفه الكمال بن الهمام بأنه:
"اختلط الكلم مرة مرة " ).(2
البند الثالث :حكم المعتوأه:
حاكييم المعتييوه كالصييبي المميييز فييي جميييع مييا ذكيير لييه ،وهأييو اختيييار عاميية
المتأخرين من الحانفية بمعنى أن له أهأليه أداء قاصرة).(3
)( كشف السرار :البخاري ،(274 /4) ،وانظر :شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) 1
،(950التوضيح شرح التنقيح :صدر الشريعة ،(168 /2) ،تيسير التحارير :أمير بادشاه،
) ،(263 /2وزاد ابن الحااج في بداية تعريفه "ناشئة عن الذات" فقال" :العته آفة ناشئة عن
ل "....ليخرج به ما يكون عن طريق المخدرات ،التقرير والتحابير :ابن
الذات توجب خل ا
أمير الحااج.(176 /2) ،
) )( التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج ،(176 /2) ،تيسير التحارير :أمير بادشاه، 2
ص) ،(950كشف السرار :البخاري ،(274 /4) ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج/2) ،
،(176تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(263 /2) ،فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن
نظام الدين.(170 /2) ،
157
الفصل الثالث
عوارض الهألية
"إن حاكم العته حاكم الصبا ،إل في حاق العبادات ،فإنا لم نسييقط بييه الوجييوب
احاتياطا في وقت الخطاب وهأو البلوغ ،بخلف الصبا لنه وقت سقوط الخطاب").(1
والذي يظهر لييي :أن المعتييوه كالصييبي فييي آخيير أحايواله ،فيمنييع وجييوب أداء
الحاقوق جمعيها ،لن المعتوه كالصبي ل يقف على عيواقب المييور كمييا يقيول عاميية
متأخري الحانفية).(2
ذكيير الصييوليون للنسيييان تعريفييات عييدة :نييذكرهأا لنصييل ميين خللهييا إلييى
التعريف الجامع المانع ،إن شاء ال تعالى.
)( كشف السرار :البخاري ،(274 /4) ،وانظر :فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن 1
هأذا القول أن بعض أصحاابنا ظنوا أن العته غير ملحاق بالصبا بل هأو ملحاق بالمرض حاتى
ل يمنع وجوب العبادات ،وليس كما ظنوا ،بل العته نوع جنون ،فيمنع وجوب أداء الحاقوق
جميعاا :إذ المعتوه ل يقف على عواقب المور كصبي ظهر فيه قليل عقل" كشف السرار:
البخاري.(274 /4) ،
)( كشف السرار :البخاري،(276 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص).(951 3
158
الفصل الثالث
عوارض الهألية
وبقوله) :ل بآفة( عن الجنون ،فإنه جهل بما كييان يعلمييه النسييان قبلييه ،مييع
كونه ذاك ار لمور كثيرة لكنه بآفة).(4
فهو غفلة النسان وذهأوله عن بعض معلوماته من غير آفة في عقله ول
في تمييزه.
حكم النسيان-:
هأو سبب يعجز به النسان عن الداء ،كسائر العذار ولكنه ل يمنع
وجوب الحاقوق لعدم إخلله بأهألية النسان.
وهأو عذر عارضي يغير بعض الحاكام ول يسقطها).(5
)( شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) ،(951كشف السرار :البخاري.(4/276) ، 3
)( شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) ،(951كشف السرار :البخاري.(4/276) ، 4
)( كشف السرار :البخاري ،(276 /4) ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج،(177 /2) ، 5
تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(264 /2) ،التلويح مع التوضيح :التفتازاني.(169 /2) ،
159
الفصل الثالث
عوارض الهألية
تأثير النسيان -:إذا قلنا أن النسيان ل يمنع أهألية الوجوب ،ول أهألية
الداء ففي ماذا يؤثر ؟
ل يصح أن يعتبر النسيان عذ ار في حاقوق العباد ،فكل تصرف يصدر من
الشخص من بيع وشراء ورهأن إواجارة … .إإلخ ،وتترتب عليه الثار الشرعية ل
ل .لن فتح هأذا الباب يؤدي إلى ضياع حاقوق
يصح العتذار بأنه كان ناسيا غاف ا
الناس وتعرض تصرفاتهم للعبث والضطراب.
أما في حاقوق ال تعالى :فالنسيان يكون فيها عذ ار عند عدم التقصير من
الشخص وذلك في الحاالت التي ليس فيها ما يذكره بالعبادة ،كأكل الصائم ،وشربه
ناسي ا ،أما إذا كان النسيان عن تقصير كالأكل في الصلة فل يعتد به.
الفرع الخامس :النوأم:
هأو )فتور طبيعي يحادث في النسان بل اختيار منه ،وتمنع الحاواس
الظاهأرة والباطنة عن العمل مع سلمتها ،وتمنع استعمال العقل مع قيامه().(1
فالنوم ل يصيب النسان بخلل في ذمته وسلمته ،إذ كلهأما باق لديه،
ولكنه عارض يحاول بينه وبين الداء ،حاالة النوم لمتناع الفهم من ناحاية ،وعدم
إمكان إيجاد الفعل من جهة أخرى ،فيستلزم ذلك تأخير مخاطبة النائم بالداء حاتى
يستيقظ ويتمكن من أداء الفعل حاقيقة بالنتباه قبل الفوات ،وإن لم ينتبه لزمه التيان
به عن طريق القضاء لقوله : إنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط
في اليقظة .فإذا نسىَ أحدكم صلة أوأ نام عنها فليؤدهأا إذا
ذكرهأا.(2)
)( كشف السرار :البخاري.(278 ،277 /4) ، 1
)( سنن الترمذي ،أبواب الصلة ،باب ما جاء في النوم عن الصلة ،(334 /1) ،سنن 2
النسائي ،باب فيمن نام عن صلة ،(294 /1) ،السنن الكبرى ،كتاب الصلة ،باب ل
160
الفصل الثالث
عوارض الهألية
ريِ.(1) م
ولقوله تعالى :وأمأقلم ل ال ت
صلة م ل لذ لك م ل
ولذلك فإن ما يصدر عن النائم من عبارات فيما يعتبر فيه الختيار ،يعتبر
باطلا مثل البيع ،والشراء ،والردة ،والسلم ،والعتاق ،والطلق ،لفقد النائم للختيار
والرادة ،وقد رفع القلم عن ثلثة ،منهم النائم ،ولهذا فإن النائم ل يسأل عن أفعاله،
ول عن تصرفاته ،إل ما كان من باب التلف لمال الغير ،أو العتداء عليه،
فيلزمه الضمان في ماله لتعلق حاق الغير به ،ورفع الضرر عنه ،فانقلب نائم على
غيره انقلبا يؤدي إلى قتله يلزمه بالدية ،كالقتل الخطأ ،ول يلزمه القصاص لنعدام
الرادة والقصد لدى النائم).(2
الفرع السادس :الغإماء:
عرف الغماء بتعريفات عدة ،إل أنها كلها متفقة على أنه داء معطل لقييوى
الدراك عند النسيان ،مميا يجعليه عياج از عين اسيتعمال قيواه العقليية ،إوان كيان العقيل
موجودا ،لن العجز عن استعمال الشيء ل يعني عدم وجوده).(3
حكم الغإماء-:
عارض يمنع فهم الخطاب حاال وقوعه ،ول يمنع أهألية الوجوب ،لن
الهألية تبقى ببقاء الحاياة ولكنه يفقد أهألية الداء عند الوقوع ،فل يطالب بالتكاليف
) )( انظر :كشف السرار :البخاري ،(287 /4) ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج، 2
،(178 /2تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(169 /2) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك،
ص) ،(952فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين.(171 /1) ،
)( فقد يوجد السيف ويعجز النسان عن استعماله لسبب ما ،ول يعني عدم مقدرة السيف كآلة 3
حاادة أعدت للقطع ،وكذا الغماء مع قوى النسان يعطلها مع تحاقيق وجودهأا ،كشف
السرار :البخاري.(279 /4) ،
161
الفصل الثالث
عوارض الهألية
كلها حاال غيبوبته ،فل تلزمه الصلة ،ول الصيام ،إوان لزمه ذلك بعد زوالها ،ولهذا
فهو عارض مؤخر لحاكام الهألية.
أمييا بالنسييبة للقضيياء ،فييإن الغميياء يختلييف طييولا وقص ي ارا ،فييإن كييان قصييي ار
فحاكمييه حاكييم النييوم ل يسييقط القضيياء ،إوان كييان طييويلا سييقط القضيياء بييه كمييا يسييقط
بالجنون والصغر ،والحايض والنفاس بخصوص الصلة.
) )( التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج ،(179 /2) ،تيسير التحارير :أمير بادشاه، 1
.(266 /2
)( التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج ،(186 /2) ،ووافقه في هأذا أمير بادشاه في تيسيره) ، 2
.(277 /2
)( شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك) ،ص).(961 3
162
الفصل الثالث
عوارض الهألية
)( انظر :كشف السرار :البخاري ،(308 ،307 /4) ،تيسير التحارير :أمير بادشاه، 3
) ،(278 /2التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج ،(187 ،186 /2) ،شرح المنار وحاواشيه:
)،(177 /2 ابن الملك ،ص) ،(962 ،961التوضيح شرح التنقيح :صدر الشريعة،
بلغة السالك لقرب المسالك إلى مذهأب المام مالك :الصاوي (121 /1) ،وما بعدهأا ،شرح
الرحابية في علم المواريث :ابن بدران الدمشقي ،ص).(15-12
163
الفصل الثالث
عوارض الهألية
واحاترز بقوله" :رحام المرأة" عن الرعاف ،والدماء الخارجية عيين الج ارحاييات،
عْرقٍ ل رحام.
وعن دم الستحااضة فإنه دم إ
و"بالصغر" :عن دم تراه من هأي دون بنت تسع سنين فإنه ليس بمعتبر فييي
الشرع).(2
الحايييض والنفيياس إوان اختلفييا فييي حاقيقتهمييا ،إل أنهمييا مشييتركان فييي الصييورة
والحاكييم ،إذ كلهأمييا ل يسييقط أهألييية الوجييوب ،ول الأداء ،لبقيياء الذميية ،والعقييل ،وقييوة
البدن ،إل أنه يثبت بالنص أنهما من النجاسات ،أي أنهما مبطلن بأنفسهما).(4
) )( كشف السرار :البخاري ،(312 /4) ،وانظر :التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج، 3
،(188 /2تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(280 /2) ،الدر الثمين والمورد المعين :ميارة
المالكي.(134 /1) ،
)( انظر :الدر الثمين والمورد المعين :ميارة المالكي ،(137 ،136 /1) :التلويح مع 4
التوضيح :التفتازاني ،(176 /2) ،كشف السرار :البخاري ،(312 /4) ،تيسير التحارير:
أمير بادشاه ،(280 /2) ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج.(188 /2) ،
164
الفصل الثالث
عوارض الهألية
ولما كانت الطهارة شرط ا لداء العبادات ،وفي فوات الشرط فوات الأداء إل
أنه قد دلت النصوص على عدم وجوب قضاء الصلة على الحاييائض والنفسيياء دفعيا
للحارج ،ودراء للمشقة مع طول الزمن وتكرار الصلة.
في ييي حايي يين دلي ييت النصي ييوص علي ييى وجي ييوب قضي يياء الصي ييوم علي ييى الحاي ييائض
والنفساء ،وذلك لعدم الحارج في قضائه بالنسبة لهما ،فإن الحايض ل يستغرق الشهر
كله ،ووقوع النفاس من النوادر التي ل يبني حاكم عليها).(1
وقد وقع الجماع من علماء المة السلمية على أن النفاس كييالحايض فييي
ل ،وحارمة ،وكراهأة ،وندبا ،ولذا قلنا باشتراكهما في الحاكم والصورة).(2
كل أحاكامه حا ا
الفرع التاسع :الموأت:
يعتييبر المييوت أهأييم ع يوارض الهألييية ،لنييه عجييز كامييل ل تشييوبه أي قييدرة،
ولذلك كان منافيا لجميع أنواع الهألية ،سواء كانت أهألية أداء أو أهألية وجوب ،وهأييو
يختلف عن عوارض الييرق ،والميرض ،والجنيون ،والصييغر ،لتحاقييق العجييز الكاميل بيه
دونها لبقاء نوع من القدرة فيها للعبد).(3
جاء في فواتح الرحاموت:
عجَيَز كلّيه عيين إتيييان العبييادات ،ا
أداء ) المييوت هأييادم لسيياس التكليييف ،لنييه َ
وقضاء ،ولنه ذهأب من دار البتلء إلى دار الجزاء().(4 ا
)( انظر :فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(171 ،169 /1) ،كشف 1
السرار :البخاري ،(312 /4) ،تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(280 /2) ،التلويح مع
التوضيح :التفتازاني ،(177 ،176 /2) ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج.(188 /2)،
)( انظر :نيل الوطار :الشوكاني.(359 /1) ، 2
)( فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين.(175 /2) ، 4
165
الفصل الثالث
عوارض الهألية
حكم الموأت:
المييوت منيياف لهألييية أحاكييام الييدنيا ميين كييل مييا فيييه تكليييف ،وميين أجييل ذلييك
تسييقط جميييع العبييادات عين المييت كالصييلة ،والزكياة ،والصيوم ،والحايج ،وغيير ذليك،
ويبقى عليه إثم ما قصر فيه أو تركه في الدنيا )من تكاليف( بل عذر شرعي).(3
)( تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(281 /2) ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج، 2
).(189 /2
)( كشف السرار :البخاري ،(313 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص).(965 3
166
الفصل الثالث
عوارض الهألية
فييالميت فييي كييل هأييذه الني يواع الربعيية لييه حاكييم الحاييياء ،والقييبر لييه كالمهييد
للطفييل والرحاييل للميياءَ ،وَوضإيَع الميّيت فيييه مييؤقت ،لنييه اوضيإَع فيييه للخييروج منييه ،بعييد
فناء العباد فيخر منه ،ولحاكيام الخيرة حايييث توضيع الميوازين القسيط ،والقيبر بالنسييبة
له إما روضة من رياض الجنة ،أو حافرة من حافر نار).(1
)( انظر :كشف السرار :البخاري ،(329 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) 1
،(972تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(287 /2) ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج/2) ،
،(192زاد المعاد في هأدى خير العباد :ابن قيم الجوزية (139 /1) ،وما بعدهأا.
)( انظر :فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(176 /1) ،كشف السرار: 2
البخاري ،(176 /4) ،التلويح مع التوضيح :التفتازاني ،(178 /2) ،تيسير التحارير :أمير
بادشاه ،(281 /2) ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج.(189 /2) ،
167
الفصل الثالث
عوارض الهألية
.2أما الدين فل يبقى بمجرد الذمة ،لن الذمة قد ضعفت وخربت بالموت،
ولكنه يبقى إذا تقوت الذمة بمال تركَاه الميت :أو كفيل بالدين قبل
الموت).(1
ما وأجب عليه لحاجة غإيره مشروأعال بطريق الصلة. -3
وهأي ييذا الي يواجب ينتهي ييي بي ييالموت ،لن المي ييوت عصي ييف بالذمي يية فمني ييع وجي ييوب
الصلت.
ومثي يياله :صي ييدقة الفطي يير ،والزكي يياة ،ونفقي يية المحاي ييارم ،إل أن يوصي ييي فتصي ييح
وصيته ،لن الشرع أجاز ذلك فتنفذ وصيته في حادود الثلث).(2
)( انظر :شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) ،(966 ،965بلغة السالك لقرب 1
المسالك :الصاوي ،(444 ،443 /2) :التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج.(189 /2) ،
ص) )( انظر :كشف السرار :البخاري ،(317 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك، 2
،(968 ،967تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(284 /2) ،التقرير والتحابير :ابن أمير
الحااج ،(190 /2) ،التوضيح شرح التنقيح :صدر الشريعة.(178 /2) ،
)( سورة فاطر :الية ).(15 3
168
الفصل الثالث
عوارض الهألية
– –
.()
: :
.
وهأذا يتطلب الحاديث عن العوارض المكتسبة.
)( انظر :كشف السرار :البخاري ،(318 ،317 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك، 1
ص) ،(968التوضيح شرح التنقيح :صدر الشريعة ،(178 /2) ،التقرير والتحابير :ابن
أمير الحااج ،(190 /2) ،تيسير التحارير :أمير بادشاه.(284 /2) ،
)( كشف السرار :البخاري ،(263 /4) ،تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(258 /2) ،شرح 2
)/2 التلويح على التوضيح :التفتازاني ،(167 /2) ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج،
،(172الوجيز في أصول الفقه :يوسف بن حاسين الكراماستي ،ص) ،(113شرح نور
النوار :ميلجيون.(477 /2) ،
169
الفصل الثالث
عوارض الهألية
اعتبر الصوليون السكر من العوارض المكتسبة ،إوان لييم يكيين حاصييوله فييي
مقيدور النسيان ،لن السيكر شيراب ميا أسيكر بفعيل الميرء اختييا ار ،ميع قصيد السيكر،
فأضيف لفاعله نظ ار إلى كل من السبب والهدف.
والسكر حارام إجماع ا ،لورود النصوص القاطعة بتحاريمه ،كتاباا ،وسنة.
البند الوأل :حقيقة السكر:
عرف السكر بتعريفات عدة منها:
"السكر سرور يغلب على العقل بمباشرة بعض السباب الموجبه له").(1
وقيل هأو:
" غفلة تلحاق النسان مع فتور في العضاء بمباشرة بعض السباب الموجبة لها
من غير مرض وعلة").(2
وأقيل هأوأ:
170
الفصل الثالث
عوارض الهألية
"حاالي يية تعي ييرض للنسي ييان مي يين امتلء دمي يياغه مي يين البخي يرة المتصي يياعدة إلي ييه
فيتعطل معه عقله المميز بين المور الحاسنة والقبيحاة").(1
هأذا ومن خلل هأذه التعريفات التي ذكرهأا العلماء فيي السيكر ،نلحايظ ميدى
اختلف العلماء في تيأثير السيكر عليى عقيل النسيان ،بيين ال ازلية أو السيتر الميؤقت
الي ييذي ينتهي ييي بإفاقي يية السي ييكران ،وقي ييد أدى ذلي ييك إلي ييى الختلف في ييي حاكي ييم تصي ييرفات
السكران.
وينبني على رأي القائلين بأن السيكر هأيو زوال العقيل ،كميا هأيو فيي التعرييف
الثييالث ،زوال الهألييية .إذ ل وجييود لهييا ول بقيياء إل بالعقييل ،فييإذا ذهأييب العقييل ،ازلييت
الهألية أيضاا.
بينمييا يقتضييي القييول بييالرأي الخيير ،والييذي قييال أصييحاابه بسييتر العقييل فقييط
دون إزالته ،عدم منافاة السكر للهألية ،سواء كانت أهألية أداء أم أهألية وجوب ،إذ لييم
ينعدم العقل ولكنه بقي مستو ارا ،فإذا زال الستر رجع العقل لحاالته الطبيعية اليتي كيان
عليها قبل تناول السكر).(2
وأالثاني هأوأ الراجح.
والواضييح :أن السييكر حاييال تعييرض للنسييان المكلييف ،بسييبب امتلء دميياغه
من البخرة الصاعدة إليه من الشييء المسيكر ،فيتعطيل عن ذليك عقله ،ول يسيتطيع
التمييز بين الحاسن والقبيح.
)( انظر :كشف السرار :البخاري ،(352 /4) ،التلويح شرح التوضيح :التفتازاني، 2
).(2/185
171
الفصل الثالث
عوارض الهألية
كما يتضح أيضاا :أن السكر ل يزيل العقل ،ولكنه يفوت قييدرة فهييم الخطيياب
بسييبب مييا هأيو معصييية ،فيجعيل فييي حاكيم الموجيود زجي ار ليه ،وعقابي ا عليى سيكره الييذي
نهاه عنه الشارع الحاكيم.
الفرع الثاني :الهزل:
البند الوأل :في اللغة:
ضد الجد ،والمراد بالجد ،أن يقصد بالشيء ما وضع له).(1
البند الثاني :في الصطلحا-:
عرفيه الصيوليون بتعريفيات عيدة ،كلهيا تيدور حايول معنيى واحايد إوان اختليف
اللفظ
وهأو :نطق النسان بييالكلم ارضييي ا مختييا ار فاهأمي ا لمعنيياه ،دون أن يقصييد بييه
الحاقيقة ول المجاز.
ففي كشف السرار:
" الهزل هأو أن يراد بالشيء ما لم يوضع له").(2
وجيياء فييي التوضيييح شييرح النتقيييح أنييه" :أل يي يراد بيياللفظ معنيياه الحاقيقييي ول
)(3
المجازي وهأو ضد الجد"
)( انظر :لسان العرب :ابن منظور.(696 /11) ، 1
)( التوضيح شرح التنقيح :صدر الشريعة ،(187 /2) ،وعرفه الكمال بن الهمام بأنه" :أن 3
ل يراد باللفظ ودللته المعنى الحاقيقي ول المجازي" ،تيسير التحارير :أمير بادشاه/2) ،
،(290وعرفه ابن الملك بأنه" :أن يراد بالشيء غير ما وضع له ول مناسبة بينهما" ،شرح
المنار :ابن الملك ،ص) ،(979وذهأب بعض الصوليين إلى أنه" :التلفظ بكلم لعبا ول
يريد معناه الحاقيقي ول المجازي" ،فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين/1) ،
.(162
172
الفصل الثالث
عوارض الهألية
ص) )( انظر :كشف السرار :البخاري ،(357 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك، 1
.(980
)( كشف السرار :البخاري ،(357 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك،ص).(980 2
)( انظر :التلويح شرح التوضيح :التفتازاني ،(187 /2) ،التقرير والتحابير :ابن أمير 3
الحااج ،(194 /2) ،تيسير التحارير:أمير بادشاه ،(290 /2) ،فواتح الرحاموت شرح مسلم
الثبوت :ابن نظام الدين.(163 ،162 /1) ،
173
الفصل الثالث
عوارض الهألية
يعن ييي الخف يية والض ييطراب والحارك يية ،يق ييال :تس ييفهت الري يياح الغص ييون ،إذا
حاركتها ،واستخفتها ،وجعلتها تميل وتضطرب ،ومن ذلك :زمام سفيه أي خفيف).(4
عرفه الصوليون بتعريفات عدة ،وعلى الرغم ميين تعييددهأا إل أنهييا تتفييق فييي
أن السفه هأو عبارة عن:
)( انظر :كشف السرار :البخاري ،(368 /4) ،فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن 1
)( انظر :لسان العرب :ابن منظور ،(497/ 13) ،مختار الصحااح :الرازي ،ص).(302 4
174
الفصل الثالث
عوارض الهألية
تصيرف النسيان فيي أميواله تصيرف ا مخالفي ا لمقتضيى العقيل السيليم ،ولقواعيد
الشرع الحاكيم مع وجود العقل حاقيقة للسفيه).(1
)هأييو عبييارة عيين خفيية تعييتري النسييان فتحاملييه علييى العمييل بخلف مييوجب
العقل والشرع مع قيام العقل حاقيقة().(2
السي ييفه ل يي ييوجب خللا في ييي الهألي يية ،ول يمني ييع شي يييئ ا مي يين أحاك ييام الشي ييرع ،ول
يوجب وضع الخطاب بحاال ،فيبقييى السيفيه أهألا لمباشيرة التصيرفات ،ومطالبي ا بييأداء
العبادات ،وقد أجمع العلماء على أن الصبي إذا بلغ سفيه ا يمنع ميياله ،لقييوله تعييالى:
م قلمياما ا () م
ه ل مك ه م
ل الل ت ه م ال تلتي م
جعم م وال مك ه ه
م م
فمهامء أ م موألِ ت هؤ مهتوا ال ب
س م
م
من مهه م
م ل
ست ه م : () فمإ ل م
ن آن م م
)( فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين.(163 /1) ، 1
)( كشف السرار :البخاري ،(369 /4) ،ومن معانيه أنه" :خفة تعتري النسان مبتعثة 2
على العمل بخلف موجب العقل" ،التوضيح شرح التنقيح :صدر الشريعة،(191 /2) ،
وجاء في تيسير التحارير والتقرير والتحابير السفه هأو" :خفة تبعث النسان على العمل في
ماله بخلف مقتضى العقل" ،تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(300 /2) ،التقرير والتحابير:
ابن أمير الحااج.(201 /2) ،
)( سورة النساء :من الية ).(5 3
)( انظر :كشف السرار :البخاري ،(369 /4) ،التوضيح شرح التنقيح :صدر الشريعة، 4
175
الفصل الثالث
عوارض الهألية
شدا ا مفادفمعوا إل ميه م
وال مهه م
م () م م
مأ مم ه ل مل م هر م
.
: :
البند الوأل :الخطأ في اللغة):(2
هأو ضد الصواب ،أو العدول عن الصواب ،ومن ذلك سمي الذنب خطيئيية،
م لن النسي ييان يي ييأتي بي ييه علي ييى جهي يية الخطي ييأ ،قي ييال تعي ييالى :موألِ ت م م
قت ههلوا أموألِد مك ه م
م
طئا ا ك ملبيرا ا.()
خ من ل كا م ن قمت مل مهه م
م م م وأمإ لتياك ه م
م إل ت ن ن ممرهزقههه م
ح هق نم م
مل ن ة إل مشي م مخ م
م
منا امؤ م ل
ل هن قمت م م م م : وأم م
ا
ممنة.() ريهر مرقمب مةن ه
مؤ م ل خط مأ فمت م م
ح ل م
البند الثاني :أما في الصطلحا:
فقد عرفه الصوليون بتعريفات عدة ،كلها تدور حاول معنى واحاد وهأو:
وقييوع الشييء مين المكلييف علييى غييير إرادتيه ،لييتركه التثبييت عنييد مباشيرة أمير
مقصود سواه.
وقد جاء في تعريفه:
)أن يفعل النسان فعلا من غير أن يقصده قصدا تاما().(5
وأعرفه ابن الملك بأنه:
)وقوع الشيء على خلف ما أريد( .
)(6
)( شرح المنار :ابن الملك ،ص) ،(991ومن معانيه" :فعل أو قول يصدر عن النسان 6
بغير قصد بسبب ترك التثبت عند مباشرة أمر مقصود سواه" ،كشف السرار :البخاري/4) ،
176
الفصل الثالث
عوارض الهألية
والخط ييأ ل ين ييافي أهألي ييتي الوج ييوب والأداء فييي حا ييق المكل ييف ،لن ييه ل يخييل
بأسس الهألية وقواعييدهأا وهأييي الحاييياة ،والعقييل ،والتمييييز ،وليذا ليم يسيقط عين المكلييف
أي واجب من الواجبات الشرعية.
البند الثالث :سبب جعل الخطأ عارضال مكتسبلا:
جعل الخطأ عارضا مكتسبا وذلك لنه يقع نتيجة لعدم الحاتياط والحاتراز.
وأمثال ذلك:
صائم أراد أن يتمضمض في وضوئه فدخل الماء إلى جوفه. .1
رام أصاب إنسان ا ظان ا أنه صيد فقتله. .2
فكييل ميين المتوضييئ ،والمصيييب ،لييم يقصييد مييا وقييع منييه ،إذ الول قصييده
الوضييوء ،فقييط ل إيصييال الميياء إلييى جييوفه ،والثيياني قصييده الصيييد ولييم يييرد إصييابة
إنسان.
ولما كان الخطأ شيئ ا غير متعمد ،فإن الصل فييي الشيريعة السييلمية عييدم
مسؤلية الفاعل خطأ ،لن المسؤلية إنما تكون على فعل حارمه الشارع مع التيان به
عمدا).(1
م
مــا م ب لهل وأمل مك لــ م
ن م ما أ م م
خط مأت ه م ح لفي م
جمنا ض
م ه ق ي ييال تع ي ييالى :وأمل مي م م
س ع مل مي مك ه م
ت قههلوب هك ه م
م.() مد م م
ت معم ت
،(380وجاء فيه" :أن يقصد بالفعل غير المحال الذي يقصد به الجناية كالمضمضة تسري
إلى الحالق والرمي إلى صيد فأصاب آدمياا" ،التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج،(204 /2) ،
تيسير التحارير :أمير بادشاه.(305 /2) ،
)( التشريع الجنائي السلمي :عبد القادر عودة.(433 /1) ، 1
177
الفصل الثالث
عوارض الهألية
ن ما م
كا م : وأم م
ل مؤ ممنـا ا خ م ا ا ل لمؤ مم م
ريـهر طـأ فمت م م
ح ل م ن قممتـ م ه لم مخط مأ وأم م
منا ا إ للِ ت م
مؤ م لل ه قت ه من يم منأ م ه ل ن
م
ة إ لملىَ أهأمل لهل. سل ت م
م ض م م ة ه مؤ م ل
من مةن وأمد لي م ض مرقمب مةن ه
)(
أما حاقوق ال – تعالى – فيصلح الخطأ عذ ار فييي سييقوطها ،إذا حاصييل عيين
اجتهيياد ،فييإن أخطييأ المجتهييد فييي الفتييوى بعييد اسييتفراغ وسييعه ،وبييذل جهييده فييي تحاييري
الصواب ،ل يكون آثم ا ويستحاق أج ار واحاداا.
أمييا فييي حاقييوق العبيياد :فل يصييلح فيهييا عييذ ارا .فيجييب علييى ميين أتلييف مييال
إنسان خطأ ،ضمان العدوان ،لنه ضمان مال ل جزاء فعل).(3
البند الخامس :أما حكم الخطأ من ناحية رفع الثم في الخرةا:
)( انظر :كشف السرار :البخاري ،(381 /4) ،فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن 2
نظام الدين ،(165 /1) ،التشريع الجنائي :عبد القادر عودة ،(433 /1) ،الحاكام في
أصول الحاكام :ابن جزم.(149 /5) ،
)( وهأذا الكلم ليس على إطلقه بل هأناك مسائل وفروع اختلف فيها. 3
)/2 انظر :كشف السرار :البخاري ،(381 /4) ،التوضيح شرح التنقيح :صدر الشريعة،
،(195التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج.(205 /2) ،
178
الفصل الثالث
عوارض الهألية
فقييد اتفييق الفقهيياء علييى رفييع الخطييأ للثييم فييي الحاييياة الخ يرة ،لقييوله } :
. (){
.()" " :
خط مأ ممنا.(3)
سيمنا أ موأم أ م م خذ ممنا إ ل م
ن نم ل ولقوله تعالى :مرب تمنا لِ ت ه م
ؤا ل
وقد ورد أن ال –سبحاانه وتعالى– قال "نعم" استجابة لدعاء النبي .()
الفرع الخامس :السفر:
البند الوأل :في اللغة:
هأو قطع المسافة).(5
دون تحاديد لهذه المسافة بطول أو قصر.
البند الثاني :أما السفر في الصطلحا:
فقد عرف بتعريفات عدة ،كلها متقاربة في معناهأا ،إوان اختلفت في ألفاظها.
)( السنن الكبرى :البيهقي ،كتاب الخلع والطلق ،باب طلق المكره.(356 /7) ، 1
179
الفصل الثالث
عوارض الهألية
* وقييال بعييض الفقهيياء :إنييه مسيييرة يييومين معتييدلين ،أو ليلييتين معتييدلتين ،أو يييوم
وليلة ،إوان لم يعتيدل ،بسيير البيل المحاملية ميع ميا يحاتياج إلييه مين نيزول لقضياء
حااجة ،من أكل ،أو شرب ،أو الستجمام ،أو آداء الصلة.
ولعدم تحاديد مسافة السفر بمسافة معينة ،اختلف الفقهاء في تحاديد مسافة السفر
الذي يباح فيه من قصر الصلة ،وترك الصيام ،حايث خفف الشارع للمسافر
القصر في الصلة الرباعية ،وترك الصيام أثناء السفر ليقضي بعد نهاية السفر.
معارضة المعنى المعقول من لفظ السفر الذي ورد غير محادد في النصوص
الشرعية ،إذ المعنى المعقول من تأثير السفر هأو حاصول المشقة.
وأما من لم يراع المعنى ،واكتفى باللفظ فقد قال :إن رسول رفع عن الصائم
المسافر وجوب الصوم ،وشطر الصلة ،فكل من أطلق عليه اسم مسافر صح له
الفطر والقصر.
)( كشف السرار :البخاري ،(376 /4) ،تيسير التحارير :أمير بادشاه،(303 /2) ، 6
.(235 ،97
180
الفصل الثالث
عوارض الهألية
وقد احاتج كل فريق لما قال به ،وليس هأذا موضع استقصائه ،إوانما تعرضنا له
لمناسبة تحاديد ماهأية السفر).(1
والسييفر ل ينييافي الهألييية سيواء كييانت أهأليية ،وجيوب أم أهأليية أداء ،ول يمنيع
شيئ ا من الحاكام ،لكنه جعل فيي الشيرع مين أسيباب التخفييف بنفسيه مطلقي ا مين غيير
نظر إلى مشقة أو عدمها).(2
ويثبييت حاييق السييفر لميين سييافر بمجييرد إنشيياء السييفر بعييد الخييروج ميين عميران
البلد ،كما هأو معروف في السنة ،لن الرسول
.()
الفرع السادس:الجهل-:
يعت ي ييبر الجه ي ييل م ي يين الم ي ييور الص ي ييلية ف ي ييي المكل ي ييف ،إل أن ي ييه أعت ي ييبر م ي يين
العوارض ،لنه أمر زائد على حاقيقة النسان ،وثابت في حاال دون حاال ،كالصغر.
واعتيبر الجهييل ميين العيوارض المكتسيبة ،لن إزالتييه باكتسياب العلييم فييي قيدرة
النسان ،فكأن ترك تحاصيل العلم منه اختيا ار بمنزله اكتساب الجهل باختيار إبقائه،
فكان مكتسبا من هأذا الوجه.
ولن العلم نعمة من الي تعيالى امتين بهيا عليى عبياده ،بعيد أن خلقهيم وهأيم ل
خرجك هــم مــن بط هــو ه يعلمي ييون شي يييئا ،قي ييال تعي ييالى :وأالل تــ م
مهمــات لك ه م
م لِ نأ تل م ل م ه هأ م م مه م ا
)( انظر :إعانة الطالبين :البكري (98 /1) ،وما بعدهأا ،الفقه السلمي وأدلته :د. 1
الزحايلي ،(75 /1) ،بداية المجتهد :ابن رشد ،(201 ،199 /1) ،نيل الوطار :الشوكاني،
) ،(154-252 /3تفسير القرآن العظيم :ابن كثير.(557 ،223 ،22 /2) ،
)( انظر :شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) ،(990التقرير والتحابير :ابن أمير الحااج، 2
).(203 /4
)( بداية المجتهد :ابن رشد.(202 /1) ، 3
181
الفصل الثالث
عوارض الهألية
م م
صــامر موأالفمئ لــد مة م ل معمل تك هــ م
م معم موأالب م م ســ م م ال تل ل مك هــ ه شــميئا ا وأم م
جعمــ م ن م مــو م ت معمل م ه
شك ههروأ م
ن.() تم م
خل مقم النسان خل مقم * م م
ذيِ م ك ال ت ل
سم ل مرب ر م : اقممرأ لبا م
قل مم ل.()
م لبال م م من ع مل مق * اقمرأ م وأرب ب م م
ذيِ ع مل ت م م * ال ت ل
ك الك ممر ه م مم ن ل م
لذلك فإن الجهل في عمومه من العوارض المكتسبة وذلك لمرين-:
كونه ثابت ا في حاال دون حاال كالصغر. -1
لن إزالته باكتساب العلم في قدرة العبد ،فكأن ترك تحاصيل العلم منه -2
والجهل صفة بغيضة في النفس ،مذمومة في العقل ،ل يقبل التصيياف بهييا
أحاد عن رضى وقناعة ،ففطيرة النفيس اليتي فطرهأيا الي عليهيا ،أنهيا نازعية إليى العليم،
محابيية لييه ،لنهييا نازعيية للكمييال دون النقييص ،إوان اختلفييت درجييات النيياس فييي سييلم
الرتقاء لهذا الكمال.
والجهييل ميين أسييباب التفييرق الييذي حاييذرنا ال ي تعييالى منييه ،عنييدما ذكيير صييفة
سواأهأييل الكتيياب وبييين أن أسييباب العييداوة بينهييم هأييو نسيييان العلييم قييال تعييالى :فمن م ه
م م
داوأمة م موأال مب مغم م
ضــامء إ للــىَ ي مــومم ل م ال معمــ م
ما ذ هك رهروأا ب لهل فمأغ ممري من مــا ب مي من مههــ ه حظ وا ا ل
م ت م
مة.() ال م ل
قميا م
182
الفصل الثالث
عوارض الهألية
. ()( )
وقال ) :من سلك طريقال يلتمس فيه علمال سهل ال له طريقال إلى الجنة().(2
في اللغة يطلق على عدةا معانن تختلف باختلف وأروأده في السياق:
)( سنن ابن ماجة ،المقدمة ،باب فضل العلماء والحاث على طلب العلم.(81 /1) ، 1
)( صحايح البخاري ،كتاب العلم ،باب العلم قبل القول والعمل ،(160 ،159 /1) ،سنن أبي 2
داود ،كتاب العلم ،باب الحاث على طلب العلم.(57 /4) ،
)( سورة العراف :الية ).(199 3
)( انظر :تفسير القرآن العظيم :ابن كثير ،(278 ،277 /2) ،المصباح المنير :الرافعي، 4
).(113 /1
)( سورة النحال :الية ).(78 5
)( انظر :المفردات في غريب ألفاظ القرآن :الصفهاني ،ص) ،(102كشف السرار: 6
183
الفصل الثالث
عوارض الهألية
)( مدارج السالكين :ابن القيم ،(470 ،469 /1) ،وراجع معنى الكلم في كتاب اليمان: 3
184
الفصل الثالث
عوارض الهألية
ع ييرف الجه ييل ف ييي الص ييطلح بتعريف ييات ع ييدة كله ييا متقارب يية م يين بعض ييها
البعض ،واتفقت حاول مضمون واحاد هأو:
)( انظر :المعجم الوجيز :مجمع اللغة العربية ،(134 /1) ،موسوعة اصطلحاات العلوم 1
وقيل معناه" :انتفاء العلم بالمقصود" ،تسهيل الوصول إلى علم الصول :ابن جزي ،ص)
،(315وفي كشف السرار للبخاري هأو" :اعتقاد الشيء على خلف ما هأو به"/4) ،
.(330
185
الفصل الثالث
عوارض الهألية
)/3 وعرف بأنه" :صفة تضاد العلم عند احاتماله وتصوره" ،غمز عيون البصائر :الحاموي،
.(396
)( انظر :أصول التشريع السلمي :على حاسب ال ،ص) ،(363الوجيز في أصول الفقه: 1
186
الفصل الثالث
عوارض الهألية
وهأي ييذا القس ي ييم ينطب ي ييق علي ييى أهأي ييل الف ي ييرق الضي ييالة ،ك ي ييالروافض ،والخي ي يوارج،
والمعتزلة والجهمية.
فالروافض حارفوا القرآن الكريم كما حارف اليهود التوراة .فحارقهم المام
علي .ونفاهأم وخالفوا المسلمين في أمورهأم وشابهوا فيها اليهود.
والخوارج كفروا عليا بزعمهم أنه أذنب ذنبا كبي ار حاين قبل التحاكيم.
والمعتزلة أنكروا صفات ال تعالى ،وقالوا إن ال تعالى عالم ،وقادر ،وسميع
وبصير ،بذاته فلم يثبتوا له صفة.
)( انظر :فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(161 /1) ،كشف السرار: 2
النسفي ،(526 /2) ،شرح نور النوار :ميلجيون ،(520 /2) ،أصول البزدوي :البزدوي،
) ،(336 /4منهاج السنة النبوية في نقض كلم الشيعة والقدرية :ابن تيمية.(6 /1) ،
187
الفصل الثالث
عوارض الهألية
مثل القول بحال متروك التسمية عمداا ،قياسا على متروك التسمية ناسايا ،إذ
م
م الل تهل ما ل م م
م ي هذ مك مرل ا م
س ه أنه مخالف لقول ال تعالى :موألِ ت مأك ههلوا ل
م ت
ع مل مي مهل.(2)
هأو الجهل الذي يكون في موضع الجتهاد الصحايح ،بأن ل يكون مخالف ا للكتاب
والسنة أو الجماع).(3
وأهأوأ ثلثة أقسام-:
جهل يصلح عذ ارل في موأضع الجتهاد ،أوأ في غإير موأضع الجتهاد لكنه -1
في موأضع شبهة):(4
مثاله :من قتل وله وليان ،فعفا أحادهأما عن القصاص ،ثم قتله الثاني وهأو يظن أن
القصاص باق له على الكمال ،إوانه وجب لكل واحاد قصاص كامل.
)( انظر :فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(161 /1) ،غمز عيون 3
البصائر :الحاموي ،(299 /3) ،الشباه والنظائر :ابن نجيم ،ص) ،(303شرح المنار
وحاواشيه :ابن الملك ص).(974
)( سورة النعام :من الية ).(121 2
)( انظر :فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(161 /1) ،كشف السرار: 3
النسفي ،(529 /2) ،غمز عيون البصائر :الحاموي ،(300 ،299 /2) ،التلويح شرح
التوضيح :التفتازاني.(184 /2) ،
)( انظر :المصادر السابقة. 4
188
الفصل الثالث
عوارض الهألية
ففي هأذه الحاالة ل قصاص على من قتل الجاني قصاصاا ،لن جهله حاصل في
موضع الجتهاد .وفي حاكم يمكن أن يسقط بالشبهة.
لن بعض فقهاء المدينة قالوا بأن القصاص إذا ثبت لثنين ،كان لكل واحاد منهما
أن ينفرد بقتله ،حاتى لو عفا أحادهأما كان للخر أن يقتله.
مثاله :إذا دخل الحاربي دارنا بأمان ،فأسلم ثم شرب الخمر على ظن حالها ،لم يقم
عليه الحاد ،لنه في موضع الشبهة .بخلف جهله بحارمة الزنى لن الزنى حارام
في الديان كلها فل يكون جهله عذ ارا.
ومعنى ذلك ،الجهل بالحاكام السلمية في غير دار السلم من مسلم لم
يهاجر إلى دار السلم.
جهل الشفيع في أن دليل العلم خفي في حاقه ،لنه ربما يقع البيع ولم
يشتهر حاتى إذا علم الشفيع بالبيع بعد زمان ثبت له حاق الشفعة.
)( فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(161 /1) ،كشف السرار: 1
189
الفصل الثالث
عوارض الهألية
البند الوأل :الكراه في اللغة) :هأو حامل النسان على أمر يكرهأه().(1
البند الثاني :في الصطلحا) :حامل الغير على أمر يمتنع عنه بتخويف ،يقدر
الحاامل على إيقاعه ،ويصير الغير خائفا فائت الرضا بالمباشرةا().(2
شرحا التعريف:
قوله ) :حمل الغير على أمر يمتنع عنه بتخوأيف ( يتضمن أركان الكراه الربعة
وهأي:
)( انظر :المفردات في غريب ألفاظ القرآن :الصفهاني ،ص) ،(430 ،429موسوعة 1
تراجع في مظانها .انظر :تيسير التحارير :أمير بادشاه ،(307 /2) ،المحالى :ابن حازم) ،
،(330 /8التلويح مع التوضيح :التفتازاني ،(196 /2) ،التاج والكليل لمختصر خليل:
المواق ،(45 /4) ،مواهأب الجليل :الحاطاب ،(45 /4) ،شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك،
ص) ،(992حااشية ابن عابدين :ابن عابدين.(136 /6) ،
190
الفصل الثالث
عوارض الهألية
وبقية التعريف ) يقدر الحامل على إيقاعه ،وأيصير الغير خائفال فائت
الرضا بالمباشرةا( بين شرط المكإره ،والمكَره ،والمكَره عليه ،والمكَره به ،مع بيان أثر
الكراه.
فمن شرط المكرره :أن يكون قاد ار على إيقاع ما خوف به المكَره.
وأمن شرط المكرره عليه :أن يفعله المكَره وهأو غير راض به فهو ممتنع
عنه لول حامله عليه.
وأمن شرط المكرره به :أن يكون مؤث ار في دفع الفاعل إلى تنفيذ ما أمره به
المكره.
يتنوع الكراه عند العلماء بحاسب الساس الذي تم عليه تقسيم الكراه.
فالساس الذي قام عليه تقسيم الحانفية يختلف عنه عند الشافعية.
وذلك أن لكل من الحانفية والشافعية نظرة في تقسيم الكراه إلى أنواع ففي
الوقت الذي يقسم فيه الشافعية الكراه إلى قسمين إكراه بحاق وآخر بغير حاق.
191
الفصل الثالث
عوارض الهألية
يذهأب الحانفية ومن وافقهم إلى تقسيمه ثلثة أقسام ،على خلف بينهم في
القسم الثالث منها حايث يقسمونه إلى :إكراه ملجئ ،وغير ملجئ ،وما يكون به
التهديد بأذى يصيب أصوله وفروعه أو أهأله .أو ما يسمى )بالكراه الدبي( عند
البعض.
وقبل بيان هأذه القسام وتفصيل القول فيها نريد أن نبين الساس الذي
استند عليه كل فريق منهم في تقسيم الكراه.
أوألل :الساس الذي استند عليه الحنفية في تقسيمهم للكراه.
اعتمد الحانفية في تقسيمهم للكراه إلى ملجئ ،وغير ملجئ ،باعتبار
ل ،وهأذا الصل تدور عليه الحاكام عندهأم).(1 ل ،أم فع ا
)المكَره به( سواء أكان قو ا
ثانيلا :الساس الذي قام عليه تقسيم الشافعية للكراه.
أقام الشافعية تقسيمهم للكراه بحاق ،وبغير حاق ،باعتبار ) المكَره عليه(
ل ،وهأذا الصل تدور عليه الحاكام عندهأم).(2
ل ،أم فع ا
سواء أكان قو ا
ثالثلا :أنوأاع الكراه عند الحناف:
بناء على الساس الذي قسم عليه الحنفية الكراه وأهأوأ باعتبار المكره به،
فإنه ينقسم الكراه عندهأم إلى ثلثة أقسام وأهأي:
الكراه الملجئ أوأ التام :وهأو ما يكون بالتهديد بإتلف النفس ،أو العضو، .1
بحايث يعدم فيه الرضا للمكَره ،وَيفاساد فيه اختيااره فيصبح المكَره في يد مكرهأه
) )( انظر :حااشية ابن عابدين :ابن عابدين ،(836 /6) ،كشف السرار :البخاري، 1
).(206 /2
192
الفصل الثالث
عوارض الهألية
كاللة المحاضة .وذلك كأن يقول )المكإره( )للمكَره( إن لم تفعل كذا لقتلنك،
أو لقطعن يدك ،أو رجلك ،أو أي عضو آخر من أعضاء البدن.
فمثل هأذا التهديد يؤدي إلى انعدام رضا المكَره ،كما يفسد اختياره ،وهأذا ما يسمى
بالكراه الكامل الملجئ).(1
الكراه غإير الملجئ أوأ الناقص. .2
وهأو الذي ايعدَم فيه الرضا للمكَره ،ول يفسد اختياره ،ول تنعدم قدرته.
وهأذا الكراه يتحاقق بالقيد ،أو بالحابس مدة طويلة ،أو الكراه بالضرب الذي ل
يخاف منه على نفسه التلف ،فإنه يبقى اختياره حاينئٍذ ،ولكن ل يرضى به.
وهأذا النوع يسمى بالكراه الناقص لن النسان يفقد فيه الرضا ول يفقد فيه
الختيار).(2
الكراه بما يكوأن به التهديد بأذى يصيب أصوأله وأفروأعه أوأ أهأله. .3
وهأذا الكراه ل يعدم فيه رضا المكَره ،ول يفسد اختياره ،إل أنه يؤدي إلى أن
يقوم المكإره بحابس أبيه ،أو ابنه ،أو زوجته ،أو أخته ،ونحاوهأم.
)(3
وهأذا النوع محال نزاع بين علماء الحانفية...
)( انظر :المبسوط :السرخسي ،(144 /24) ،حااشية ابن عابدين :ابن عابدين، 1
) ،(136 :6أصول البزدوي :البزدوي ،(384 /4) ،تيسير التحارير :أمير بادشاه/2) ،
.(307
)( انظر :المصادر السابقة. 2
) )( انظر :شرح المنار وحاواشيه :ابن الملك ،ص) ،(992تيسير التحارير :أمير بادشاه، 3
193
الفصل الثالث
عوارض الهألية
يقسم المام الشافعي – رحمة ال عليه – الكراه تقسيمال مخالفال للحنفية في
الساس الذي قام عليه تقسيم كل منهما إلى قسمين:
الكراه بحق :وهأو ما يكون على أمر واجب شرعاا ،ويصح القدام عليه. .1
وهأذا القسم ل تنقطع فيه نسبة الفعل عن الفاعل ،فيصح بيع المديون القادر لماله
وفااء لدينه ،ويصح طلق المولي من زوجته بعد انقضاء مدة اليلء).(1
الكراه بغير حق :وهأو ما ل يصح القدام عليه ،وهأو الكراه على أمر .2
منهي عنه شرع ا كالكراه على القتل ،والزنا وشرب الخمر).(2
الكراه ل ينافي الهألية بنوعيها ،وذلك لكمال العقل والبدن ،وعدم الخلل
بهما بالكراه ،كما أن الكراه ل يوجب سقوط الخطاب عن المكَره بأي حاال من
الحاوال ،سواء كان ملجئا أو غير ملجئ).(3
ل.
إن ما يصدر عن المكَره إما أن يكون قولا أو فع ا
)/4 )( انظر :المجموع شرح المهذب :النووي ،(65 /17) ،الفتاوى الكبرى :ابن حاجر، 1
)( انظر :كشف السرار :البخاري ،(383 /4) ،شرح المنار والحاواشيه :ابن الملك ،ص) 3
،(992نتائج الفكار في كشف الرموز والسرار :قاضي زاده أفندي (234 /9) ،المبسوط:
السرخسي.(38 /24) ،
194
الفصل الثالث
عوارض الهألية
إذا كان المكَره عليه قولا غير قابل للفسخ ،ول يتوقف على الرضا،
كالطلق ،والزواج ،والعتق ،فإن حاكمه ل يبطل بالكراه ،وينفذ إذ ل تأثير للكراه
عليه).(1
تصح مع الك يراه عدتها عشر ظه ييار إوايلء وفيء فهذه
فإن هأذه التصرفات ل تحاتمل الفسخ ،وتتوقف على الختيار دون الرضا،
حاتى لو طلق ،أو تزوج ،أو أعتق بالكراه تصح ،لنها ل تبطل بالهزل.
وهأذا هأو قول الحاناف وقد خالفوا فيه جمهور العلماء .الذين أروأا عدم
تحاميل القائل تبعة قول لم يتلفظ به راضي ا مختا ارا ،بل فرض عليه بالقوة ل يجد حاإيلة
في دفعه.
ورأي الجمهور هأو الرجح .فنقول بعدم تحاميل القائل تبعة قول صدر منه
دون رغبة أو اختيار ،لنا وجدنا في نصوص الشريعة وأقوال الصحاابة والتابعين
رضوان ال عليهم ما يؤيد ذلك.
)( انظر :كشف السرار :البخاري ،(383 /4) ،شرح المنار والحاواشيه :ابن الملك ،ص) 1
،(992نتائج الفكار في كشف الرموز والسرار :قاضي زاده أفندي (234 /9) ،المبسوط:
السرخسي.(38 /24) ،
195
الفصل الثالث
عوارض الهألية
ولكن الجمهور لم يفرقوا بين هأذا القسم وسابقه ،فإن جميع التصرفات الواقعة
تحات تأثير الكراه باطلة ،سواء كانت عقودا قابلة للفسخ كما في البيع ،أو غير
قابلة للفسخ كما في الطلق والعتق.
الكراه في الفعال:
فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(1/67) ،بدائع الصنائع :الكاساني) ،
،(176 /7الميزان الكبرى :الشعراني.(62 /2) ،
)( انظر :المبسوط :السرخسي ،(93 /34) ،حااشية ابن عابدين :ابن عابدين،(6/137)، 2
فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(1/67) ،بدائع الصنائع :الكاساني) ،
،(176 /7الميزان الكبرى :الشعراني.(62 /2) ،
196
الفصل الثالث
عوارض الهألية
وذلك بأن ل يتصور وجودهأا )الفعال( إل بإقدام المكَره عليها دون غيره.
هأذا النوع ل تأثير للكراه عليه ،بل يلزم الفاعل حاكامه ،فيفسد صومه ،إذ ل
يتصور أكل الصائم أو شربه بفم غيره ،ول يعقل وطؤه بعضو غيره ،ويسقط عنه حاد
الزنا وشرب الخمر لن الحادود تد أر بالشبهات.
أما ما يتعلق بذلك من حايث أنه إتلف كما إذا أكرهأه على أكل مال الغير،
فقد اختلفت الروايات في أن الضمان على الفاعل ،أو على الحاامل.
وكذا الزنا لو أكرهأه عليه ،فإن العقر على الزاني ،لكن لو أتلف الجارية )بالزنا(
بذلك فينبغي أن يكون الضمان على المكإره.
)( انظر :المبسوط :السرخسي ،(93 /34) ،حااشية ابن عابدين :ابن عابدين،(6/137)، 1
فواتح الرحاموت شرح مسلم الثبوت :ابن نظام الدين ،(1/67) ،بدائع الصنائع :الكاساني) ،
،(176 /7الميزان الكبرى :الشعراني.(62 /2) ،
197