Professional Documents
Culture Documents
طفولة
طفولة
أتغربا
_ على الشيب_ أن أنأى و أن ّ
نعيمي أن يغرى ّ
بهن و ينهبا
اليماني مذهبا
ّ حريرا من الوشي
1
و أسدل أجفاني غطاء يظلّه
و ياليتها كانت ّ
أحن و أحدبا
رب إنّها
و صن ضحكة األطفال يا ّ
من خالل العنوان يتبين لنا بأن الشاعر أحب الطفولة ،وعبر عن ذلك بشعره الجميل ،فكتب
هذه القصيدة حين كان مغترباً ،وهي قصيدة طويلة اسمها البلبل الغريب ،تعد من أجال لقصائد
اإلنسانية التي تبيّن أثر الغربة في الشاعر ،وتظهر فيها العاطفة واضحة تجاه األطفال ،وعبّر
ال ّ
شاعر في هذا الجزء منها عن شوقه وحبّه وتعلقه بحفيده الصغير.
حياة الشاعر
اسمه محمد سليمان األحمد ( )1900-1981ولقب بدوي الجبل أطلق عليه وهو في الرابعة
عشر من عمره ،إذ نظم أبياتا ً شعرية ارسلها إلى جريدة "الف باء" والتي كان يصدرها في
سوريا ،وكان اتجاهه في تناول موضوعاته بدا اتجاها ً صدامياً ،وصدر عام 1925مجموعته
األولى (البواكير ،واألعمال الكاملة) طرحت بمجملها هموما ً قومية ،وتغنت باألمجاد العربية
والبطوالت والمواقف التي تشحذ الهمم.
2
تحليل النص وتلخيصه
يطلب الشاعر من الغوطتين أن تدلل حفيده الطفل وهو نعمة تعبير عن الحب الحقيقي
الكامن في قلبه المخالط لكل مشاعره أنه أحب شيء إليه وأنه أحلى وأعذب ما يشعر به ،فذلك
الحب هو حبّه لحفيده الطفل ،وبعد تقدمه بالعمر ،وهو يعيش بعيدا ً في بالد الغربة أصبح يخشى
أن يخطفه الموت وال يرى حفيده.
ونراه كذلك يشبه حفيده بصورة الطير حديث العهد عندما يعطش ويقول أنه على استعدد
أن يسكب الماء من عينه وقلبه كي يشرب ويروي ظمأه ويزول عذابه ،فإذا نام حفيدي فإنني
أجعل شوقي له سريرا ً مفروشا ً بأفضل أنواع الحرير الملوثة كي ينام قرير العين ،ويزيد ال ّ
شاعر
أن يجعل جفونه غطا ًء يظ ّل حفيده كي ينام قريرا ً ال بل يتمنى لو أن بمقدور أجفانه أن تعطف
عليه أكثر.
األساليب البالغية
3
تحدث فيه (ويا ليّتها كانت أحن وأحدبا) ،والدعاء قد جاء في البيت الذي تحدث من خالله (ويا
رب من أجل الطفولة وحدها أفض بركات السلم شرقا ً ومغرباً).
رأيك في النص
إن هذا النصوص هو عبارة حروف مرصعة بالجواهر واللؤلؤ المكنون ،وذلك من خالل
غزل هذه الحروف ونسجها بعاطفة الحب والحنان والتعلق الشديد بحفيده خاصة ولألطفال عامة،
فقد جاءت هذه القصيدة من أغنى القصائد التي عرف بها الشاعر المعاصر في هذا الوقت ،وذلك
من خالل عدة جوانب رأيناها من خالل هذه القصيدة.
المغزى من النص
يحاول الشاعر في هذا النص من إظهار حبه الشديد لحفيده ،ومن ثم تصوير لفطات من
حياة ذلك الحفيد وتعلّقه به ،ودعاؤه هلل بأن يحفظه هللا ،وهو ما يظهر لنا الحب والتعلق الشديد
بحفيده خاصة ،واألطفال عامة.
4