Professional Documents
Culture Documents
-3المدرسة الكلسيكية:
تمهيد:
خخكلهاخخذت ش إن الثورة الصناعية الكبرى التي بدأت في أوربا في نهاية القرن الثامن عشر ،و اتخ
خخة خختنتاجات المدرس خخب اس الكامل في مطلع و منتصف القرن التاسع عشر أثبتت بالوقائع المادية بأن أغل
خخناعات الفيزيوقراطية كانت خاطئة و بعيدة عن الواقع العملي ،و بذلك ظهرت الحاجة مع بزوغ فجر الص
خخادي خخع القتص خخرح الواق الجديدة و العلقات القتصادية الجديدة إلى مدرسة اقتصادية جديدة تعلل و تش
الجديد ،فظهرت عندها المدرسة الكلسيكية كاستجابة لهذه التحولت القتصادية .
)(1
و منذ ظهور هذه المدرسة الجديدة عرف القتصاد عهدا جديدا ،خاصة مع ظهخخور عخخدد مخخن
المفكرين القتصاديين و خاصة النجليز منهم ،الذين أعطوا النظريخخة القتصخخادية اتجاهخخا و حيويخخة
جديدين).(2
اعتبرت الكلسيكية الطار الفكري للثورة الصناعية و المعبر عن التجاه الليبرالي الذي ساد هذه
الفترة من تاريخ أوربا ،و شكلت في الوقت ذاته امتداد للمدرسة الفيزيوقراطية فيما يتعلق بالساس الفلسفي
المرتبط بمبدأ الحرية و الملكية الشخصية كأساس للتفاعلت القتصادية.
1
التطور التاريخي للفكر القاتصادي الوحمر الثالث
خخة خخي النظري يعتبر لدى الكثيرين أب القتصاد السياسي ،يعتبر آدم سميث أول اقتصادي يكتب ف
القتصادية و هو يشغل وظيفة أستاذ جامعي ،مما انعكس بشكل واضح في عرضه المنظم لفكاره.
و يعتبر كتاب"ثروة المم" ) ،1776 (مرجعا أساسيا للفكر القتصاديالحديث،بحيث تلخصت
فيه أفكار سميث القتصادية ،و التي تميزت بروح التجديد و البداع ،فمعظم أفكاره جاءات مناقضخخة
خخبر خخميث ع خخفها س خختي اكتش لمبادئ المدرسة الفيزيوقراطية ،و تضمنت الكثير منالنظرياتالقتصادية ال
احتكاكه بالواقع العملي .و أصبح علم القتصاد السياسي بعد صدور هذا المؤلفهو علم الثروة.
لكن بالرغم من أن هذا الكتاب يحتوي على آراءا و أفكار اقتصادية جديدة غير أننا نلتمخخس فخخي
خخا خخاك نظام طياته انتماءا آدم سميث للمدرسة الطبيعية من الناحية الفلسفية ،التي تقوم على العتقاد بأن هن
خخام خخن أي نظ طبيعيا ،و أن هذا النظام قادر على التوفيق بين المصالح الخاصة و العامة بصورة أفضل م
خخا خخميث ،فيم آخر ،لذلك يمكن القول بأن الفلسفة العامة التي سيطرت على أعمال الطبيعيين وجدت عند س
يتعلق بضرورة وجود نظام طبيعي).(1
عموما يمكن تلخيص أعمال سميث الفكرية في النقاط التالية:
أ -الدور الساسي للمصلحة الخاصة و الدوافع الشخصية في الحياة القاتصادية:
خخذه تشكل المصلحة الشخصية و مبدأ الحرية الساس النظري لفلسفة سميث القتصادية ،و تقوم ه
خخعور خخة الشخخابه " نظري الفلسفة على العتقاد في سلمة و كفاءاة النظام الطبيعي ،فآدم سميث يعتقد في كت
الخلقي" ،1759بأن السلوك النساني يخضع لست بواعث :حب الذات ،التعاطف ،الرغبة في الحرية،
الحساس بالملكية ،عادة العمل ،و الميل للمبادلة.
خخق خخق التواف خخى تحقي خخادر عل و قد أدى اعتقاد سميث في وجود نظام طبيعي إلى العتقاد بأنه ق
يية / ييد الخفي خخرة " الي خخي فك خخذه ه والنسجام بين المصالح الخاصة للفراد و بين المصلحة العامة ،وه
"Invisible handsالتي تعني أن :الفراد في سعيهم لتحقيق صالحهم الخاص يحققييون –دون أن
يشعروا -المصلحة العامة.
خخك؟ خخق ذل فآدم سميث اعتقد بأن الدافع الشخصي هو أكبر ضمان للصالح العام ،و لكن كيف يتحق
يجيب سميخخث بأن :الدافع الشيخصي هو مجرد وسييلة أو أداة ،و الصالح العام هو دائما الغاية أو
ييس خخوله ":لي الهدف ،و يوضح سميث هذه العلقة و النسجام بين المصلحة الخاصة و الصالح العام ،بق
بفضل و كرم الجزار أو صانع الجعة أو الخباز ما يسمح لنا بتوفير الطعام لعيشنا ،بقدر ما يرجع ذلك إلى
نظرتهم إلى مصالحهم الخاصة ،و عندما نطلب خدماتهم ،فإننا ل نتوسل إلى إنسانيتهم بقدر ما نستحث
مصالحهم الشخصية ،و هكذا ،فعندما نتوجه إليهم فإننا ل نعرض عليهم حاجتنييا ،بييل إننييا نسييتثير
مصالحهم الشخصية ،فل أحد سوى الشحاذ الذي يمكن أن يعتمد في حياته على أفضال الخرين" ).(2
السياسي .زار فرنسا سنة 1765و أمضى فيها سنتين مكنته من الحتكاك بالفيزيوقراطيين ،ثم حصل على منحة
مكنته من التفرغ للكتابة و التأليف ،و كان في آخر حياته موظفا كبيرا في الجمارك.
) Inqury Into The Nature and Causes of the Wealth of Nations.
( 1حازم الببلواي ،مرجع سبق ذكره ،ص .55
( 2المرجع نفسه ،ص .56
( 3أنطوان أيوب ،مرجع سبق ذكره ،ص .168
2
التطور التاريخي للفكر القاتصادي الوحمر الثالث
و لضمان حماية الحرية كأساس للفعاليات القتصادية دعا سميث إلى تطبيق آليييات اقاتصيياد
خخات ،و خخباع الحاج السوق الحر ،الذي يعتبر تنظيما اجتماعيا لضبط سلوك الفراد في ميدان النتاج و إش
خخاخخة و تطوره يتوقف قيام هذا التنظيم على مدى توافر المؤسسات الجتماعية الضرورية و بخاصة الدول
خخةعلى النحو الذي يساعد على تدعيم السوق الحر .عبر سن التشريعات القانونية و القضائية و توفير البيئ
الثقافية و الحرية السياسية المناسبة لنجاح مثل هذه التطبيقات القتصادية.
و على هذا النحو فقد كانت دعوة سميث إلى الحرية القتصادية جزءا متكامل من نظخخرة شخخاملة
للجوانب السياسية و الجتماعية و القانونية ،فالدعوة إلى اقتصاد السوق في ظل غياب هذه المؤسسخخات و
النظم تبقى غير متكاملة.
خختطيع أن خخا ل تس و قد استخلص سميث أن الحكومة فيما عدا وظيفة وضع القوانين السليمة ،فإنه
تكون أكثر فاعلية و كفاءاة في تحقيق المصلحة العامة ،و أن تدخلها في النشاط النتاجي يكون ضارا فخخي
أغلب الحيان .و طالما أن الفراد هم أقدر على التعرف على مصالحهم الخاصة ،و طالمخخا أن النظخخام
الطبيعي يؤدي إلى التنسيق بين المصلحة الخاصة و العامة ،فالنتيجة المنطقية لذلك هي عدم تدخل الدولة.
ما عدا في حدود وظيفتها التي تقتصر على سخن القوانيخخن المنظمة للحياة القتصادية و الختي تحمخي
الحريات و ملكيات الفراد ،إلى جانب قيامها بمهمة الدفاع الخارجي و توفير القضاءا العخخادل ،و إقامخخة
خخيك خخدى الكلس خخة ل خخمية الدول
بعض المشروعات التي يعجز الفراد على القيام بها ،و اصطلح على تس
بخ"الدولة الحامية".
خخةخخى حري خخرف عل كما عارض سميث بشدة القيود التي يمكن أن يفرضها التجار و أصحاب الح
النشاط القتصادي.
3