You are on page 1of 7

‫جريمة الضرب و الجرح الخطأ‬

‫مقدمة‬
‫املبحـث األول ‪ :‬الجرح الخطأ وأركانه‬
‫املطلـب األول ‪ :‬تعريـــف الجرح الخطـــأ‬
‫املطلــب الثاني ‪ :‬أركان الجــرح الخطــأ‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬العقوبات املقرة للضرب والجرح الخطأ في قانون العقوبات الجزائري‬
‫املطلب األول ‪ :‬العقوبات األصليـــــة‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬العقوبات التكميليـــة‬
‫خاتمة‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫جريمة اإلصابة أو الجرح الخطأ التقوم قانونا اإل إذا كان الجرح متصال بخصوص الخطأ من املتهم إتصال‬
‫السبب باملسبب اليتصور حصول الجرح إن لم يقع الخطأ فإذا إنعدمت رابطة السببية أنعدمت الجريمة لعدم توافر‬
‫أحد العناصر القانونية لها‪.‬‬

‫املبحـــــث األول ‪ :‬الجرح الخطأ وأركانه‬


‫املطلــــب األول ‪ :‬تعريـــف الجرح الخطــــــــأ‬
‫الجرح الخطأ حسب نص املادة ‪ 289‬من قانون العقوبات الجزائري هو " كل من تسبب بغير قصد في إحداث‬
‫إصابة أو جرح أو مرض وكان على ذلك ناشئا عن رعونته أو عدم احتياطه أو عدم إنتباهه أو إهماله أو عدم‬
‫مراعاته األنظمة" ‪...‬‬

‫املطلــب الثانــــي ‪ :‬أركان الجــــرح الخطــــأ ‪:‬‬


‫بحكم أن جريمتي القتل الخطأ والجرح الخطأ تتفقان من حيث األركان كان من املفروض أن ال نعيد ذكر هذه‬
‫األركان والصور لكن من أجل التوضيح واإلثراء وكي يتمكن القارىء من فهم املوضوع أعدنا ذكر هذه النقاط بداية‬
‫‪:‬‬

‫‪ 01‬ـ الركــــن املادي ‪:‬‬


‫يشترط لقيام الجريمة في صورة الجرح الخطأ أن يحدث جرح مهما كان طبيعة أو جسامة هذا الفعل ‪ ،‬إذ يعاقب‬
‫القانون كل مساس بحياة اإلنسان أو بسالمة جسمه أو صحته وقد تكون وسلية اإلصابة سالحا أو آلة أو أداة أو‬
‫مادة‪.‬‬
‫ويمكن أن تكون اإلصابة جرحا أو رضوضا أ و مرضا ويستوي في ذلك أن تكون الجروح ظاهرية أو باطنية وهكذا‬
‫تنطبق املادتان ‪ 288‬و ‪ 289‬من ق ع ج على املرضعة التي تتسبب بخطئها في نقل مرض إلى طفل عهد إليها‬
‫بإرضاعه‪ ،‬وعلى من يتسبب بعدم إحتياطه في نقل عدوى مرض إلى أخر أثناء التطعيم ضد ذلك املرض‪.‬‬
‫‪ 02‬ـ الركــن املعنـــوي ‪:‬‬
‫يتمثل في الخطأ ‪ ،‬بحيث أن جريمة الجرح الخطأ تخلو من نية املساس بحياة أو صحة الضحية ولكنها يفترض أن‬
‫يرتكب الفعل عن طريق الخطأ ‪ ،‬فالخطأ هو الركن املعنوي املميز للجريمة ‪ ،‬فإذا لم يتوفر في حق الفاعل خطأ‬
‫اليسأل النتيجة التي ترتبت على فعله ويكون الجرح أو أو القتل عرضيا‪.‬‬
‫وإذا كان القانون لم يعرف الخطأ الجنائي فقد استقر القضاء على وحدة الخطأ املدني والخطأ الجنائي ‪ ،‬ولكن اي‬
‫خطأ يرتب املسؤولية املدنية واملسؤولية الجنائية معا؟ ‪.‬‬

‫وإذا كان القانون لم يعرف الخطأ الجنائي فقد استقر القضاء على وحدة الخطأ املدني والخطأ الجنائي ‪ ،‬ولكن اي‬
‫خطأ يرتب املسؤولية املدنية واملسؤولية الجنائية معا؟ ‪.‬‬

‫وردت في قانون العقوبات صور الخطأ الجزائي على سبيل الحصر والتخصيص غير أن العبارات املتعملة تتسع‬
‫في مجملها لتشمل كل خطأ ايا كان صورته وايا كانت درجته ‪.‬‬
‫وردت هذه الصور في املادة ‪ 288‬تحديدا وإكتفت املادة ‪ 289‬بذكر البعض منها وإن كانت هذه املادة جاءت‬
‫متممة للمادة األولى وبالتالي فاملقصد واحد‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى النصني املذكورين ‪ ،‬اليعتبر الخطأ جزائيا مستوجبا للعقاب اإل إذا أحتوته إحدى الصور التالية ‪:‬‬
‫الرعونة‪ ،‬عدم اإلحتياط عدم اإلنتباه ‪ ،‬اإلهمال ‪ ،‬عدم مراعاة األنظمة ويمكن تقسيم هذه الصور إلى ثالث فئات ‪:‬‬
‫ـ الفئة األولى تتمثل في قلة اإلحتياط وتشمل الرعونة وعدم اإلحتياط وكالهما يقضي سلوكا إيجابيا‪.‬‬
‫ـ الفئة الثانية تتمثل في عدم اإلنتباه واإلهمال وكالهما يقتضي لوكا لبيا‪.‬‬
‫ـ الفئة الثالثة تتمثل في عدم مراعاة األنظمة‪.‬‬

‫أ ـ قلـــــة اإلحتياط ‪: imprudence‬‬


‫وتعني هذه الصورة إعتماد الفاعل موقفا إيجابيا في قيامه ما كان اليجب عليه القيام به والترفات املباحة إلى ما‬
‫هو غير مشروع وال مسموح له بها ‪ ،‬مع إدراكه اصال أن ذلك قد يرتب خطرا على املسلك الذي ينتهجه‬
‫وتتسع هذه الصور إجماال لتشمل كافة ظواهر الطيش والخفة والرعونة والهوس على مختلف درجاتها ومهما كانت‬
‫تميتها ولهذه الصورة في القانون الجزائري مظهران هما ‪:‬‬
‫‪ 01‬ـ الرعــــونة ‪: MALADRESSE:‬‬
‫تتمثل الرعونة في سوء التقدير وإنعدام املهارة الناتج عن عدم الحيطة ‪ ،‬كالصياد الذي يطلق النار على طائر في‬
‫مكان آهل فيصيب أحد املارة ‪ ،‬أو جهل ما يجب العلم به كاملهندس الذي يرتكب خطأ في تصميم بناء يتسبب في‬
‫سقوطه ووفاة شخص واملمرض الذي يقدم حقنة بنيسلني ملريض دون إجراء إختبار الحساسية فيتوفى‪.‬‬
‫‪ 02‬ـ عدم اإلحتياط ‪: IMPRUDENCE :‬‬
‫ويقصد به تجاهل قواعد الحيطة والتبصر أو عدم تدبر العواقب ومعنى أخر هو الخطأ الذي اليرتكبه الرجل‬
‫املحتاط ومن هذا القبيل سائق السيارة الذي يسير بسرعة فائقة في شارع مزدحم فيصيب أجد املارة واليهم إن‬
‫كانت السرعة محددة في ذلك املكان أم ال ‪ ،‬ومن يعير سيارته لصديق اليملك رخصة السياقة ومن يثابر على‬
‫السرعة الفائقة مع علمه بالعطل الطارىء على كوابح السيارة والوالدة التي تنقلب في سريرها على ولدهاالصغير‬
‫وهو نائم فيموت ‪ ،‬وربة املنزل التي ترمي جسما صلبا من النافذة يصيب أحد املارة‪.‬‬

‫ب ـ اإلهمــــــال ‪:‬‬
‫تعني هذه الصورة إعتماد الفاعل موقفا سلبيا عن القيام بما هو واجب عليه ‪ ،‬وتركه إلتزاما مفروضا في مسلكه‬
‫الشخصي والتلكؤ عن إتخاذ التدابير واإلحتياطات والوسائل الضرورية واملناسبة لتفادي وقوع الفعل الجرمي‪،‬‬
‫وبالتالي حدوث النتيجة االرة وفق التعبير الفرنسي ‪NEPAS FAIRE CE qu’on OURAIT DU OU:‬‬
‫‪PU FAIRE‬‬
‫وتتسع هذه الفئة إجماال لتشمل كافة معالم قلة اإلدراك وقصر املعرفة وإنتقاء الحذر والتبصر واإلنتباه واإلغفال ‪،‬‬
‫الخ‪.‬‬
‫وتأخذ هذه الصورة في التشريع الجزائري مظهرين ‪:‬‬
‫‪ 01‬ـ اإلهمـــــال ‪: Ne’gligence :‬‬
‫تنصرف هذه الصورة في الغالب إلى الحالة التي ينتج فيها الخطأ عن ترك أو إمتناع إذا يغفل الفاعل عن إتخاذ‬
‫إحتياط يوجبه الحذر ولو أتخذه ملا وقعت النتيجة الضارة ‪ ،‬ومثال ذلك من يحفر بئرا عميقا واليسور هذا البئر‬
‫املفتوح أو قفله أو يشير إليه والشخص الذي يحدث حفرة أو أحدودا أو يضع كومة من التراب أو األنقاض على‬
‫الطريق العام دون تركيز ما يدل على ذلك‪.‬‬

‫‪ 02‬ـ عم اإلنتبــــــاه ‪: INATTENTION:‬‬


‫ويقصد به الخفة وعدم التركيز عند تنفيذ عمل ما ‪ ،‬ومثال ذلك املهندس املسؤول عن البناء اليحيط الورشة طور‬
‫التشيد بحاجز خشبي أو اليدهم حائطا معرضا لإلنهيار أو اليعني مراقبا لحراسة البناء عند وقف األعمال ‪ ،‬أو‬
‫اليصلح الفجوات املتداعية أو املداميك العالية‪.‬‬

‫ج ـ عدم مراعاة القوانني واألنظمة ‪: inobservation des lois re’glements :‬‬


‫تضيف غالبية التشريعات الجزائية هذه الصورة الثالثة على ما تعتمده بالنسبة لكل من الصورتني السابقتني اشار‬
‫املشرع الجزائري إلى األنظمة معتمدا صيغة ناقصة ومقتصرة ‪ ،‬مقتبسة من قانون العقوبات الفرنسي القديم‬
‫والصيغة املناسبة هي عدم مراعاة القوانيني واألنظمة ‪ ،‬بينما توسع القانون اإليطالي في املادة ‪ 43‬منه حيث ذكر‬
‫القوانيني واألنظمة واألوامر والقواعد‪.‬‬

‫‪ INOBSERVANCE DE LOIS DE Re’glement d’ordres et de re’gles‬وفي القانون‬


‫الفرنسي استبدلت عبارة مخالفة األنظمة بعبارة اإلخالل بواجب الحيطة أو األمن الذي يفرضه القانون أو التنظيم‬
‫وهي أوسع من األولى وبوجه عام يقصد بعبارة األنظمة التي وردت في قانون العقوبات الجزائري كل القوانيني‬
‫واملراسيم والقرارات واللوائح والتعليمات بل وحتى قواعد أخالقيات املهن‪.‬‬
‫واليهم في ذلك أن يكون عدم مراعاة النظام يقع تحت طائلة القانون الجزائي أم ال ‪ ،‬كما أن مخالفة الالئحة يوفر‬
‫عنصر الخطأ ولو لم ترفع الدعوى عن هذه املخالفة أو كانت قد سقطت الدعوى عنها بالتقادم ‪.‬‬
‫ويعود الخطأ في هذه الصورة إلى إعتماد الفاعل موقفا الشرعيا في عدم إنطباق سلوكه الشخصي أو املهني على‬
‫املسلك املقرر في القواعد والتعليمات الصادرة عن السلطات املختصة بغية تنظيم شؤون وأمور معلومة‪.‬‬

‫ومن هذا القبيل مخالفة التدابير التي تفرضها قوانيني األمن العام وأنظمة السير واألنظمة الصحية والبلدية‬
‫والتعليمات الخاصة بالسالمة العامة وكذا حوادث العمل املخطئة في املصانع واملعامل والورش واملشاريع‬
‫واإلخالل بأنظمة املهن والحرف كإمتهان الطب دون شهادة أو قيادة السيارات دون رخصة ‪ ،‬إلـــخ وفيما يأتي‬
‫نماذج لدم مراعاة األنظمة أكثرها مستمدة من القضاء الفرنسي في املجاالت األتي ذكرها ‪:‬‬

‫ـ في مجال املـــرور ‪ :‬ثبت عدم مراعاة األنظمة في حق ‪:‬‬


‫ـ قائد املركبة الذي خرق حكم من أحكام قانون املرور ) سرعة فائقة ‪ ،‬تجاوز خطير ‪ ،‬عدم إحترام إشارة ‪.( ...‬‬
‫ـ الراكب الذي فتح باب السيارة بدون حيطـــــــة‬
‫ـ صاحب املركبة لعدم صيانة املركبة ‪ ،‬الحمولة الفائقة‪.‬‬
‫ـ إعارة سيارة لشخص اليملك رخصة سياقــــة‪.‬‬

‫ـ في مجال املؤسـسـات ‪:‬‬


‫تستند املساءلة الجزائية اساسا إلى التشريع املتعلق برقابة الصحة واألمن في العمل داخل املؤسسات وهو املجال‬
‫املقنن في التشريع الجزائري وبموجب القانون رقم ‪ 88/07‬املؤرخ في ‪ 20/01/1988‬املتعلق بالرقابة‬
‫الصحية وطب العمل‪.‬‬

‫وبمقتضى هذا التشريع ‪ ،‬يتعني على رئيس املؤسسة أن يسهر شخصيا على إحترام قواعد الصحة واألمن في‬
‫العمل وعلى التنفيذ الدقيق واملستمر لألحكام املنصوص عليها في قانون العمل واللوائح التنظيمية املطبقة له وذلك‬
‫من أجل ضمان وسالمة العمنال ويترتب على ذاك النتائج اآلتية ‪:‬‬
‫ـ رئيس املؤسسة عن الجرائم التي يتم إثباتها في الورشات‬
‫ـ اليمكن له التذرع بعدم وجوده في مكان الحادث‬
‫ـ والبخطأ املجني عليـــــــــه‬
‫وهكذا قضي في فرنسا بإدانة رئيس املؤسسة في حالة وفاة عامل بسبب عدم مراعاة التنظيم املتعلق باألمن أو‬
‫بسبب عدم مراعاة التنظيم املتعلق بالتكوين‪.‬‬

‫ـ في املجال الصحــــــي ‪:‬‬


‫أعتمد القضاء الفرنسي مبدأ املحترف الجيد ‪ ، LE BON PROFESSIONNEL‬وبموجبه يتعني على األطباء‬
‫أن يجيدوا أداء عملهم بأن يصفوا العالج املناسب للمريض‪.‬‬
‫هناك ثالثة أنواع من األخطاء في املجال الصحي ‪:‬‬
‫ـ الخطأ في تشخيص املرض ‪ ،‬كما لو لم يستعلم الطبيب بما فيه الكفاية عن الحالة الصحية للمريض‬
‫ـ الخطأ في تنفيذ العالج أو العملية الجراحية‬

‫‪ 03‬ـ العالقة السببية بني إرتكاب الخطأ والجرح‬


‫يقصد بالعالقة السببية أن يكون الضرر متولدا عن الخطأ املنسوب للشخص مباشرة أو تسببا ‪ ،‬مباشرة بمعنى‬
‫اتصال فعل اإلنسان بغيره أما تسببا فتعني اتصال أثر فعل اإلنسان بغيره كما يُقصد بعالقة السببية أن النشاط‬
‫هو الذي تسبب في حدوث النتيجة ‪.‬‬
‫وعالقة السببية عنصر في الركن املادي للجريمة‪ .‬ومن الواضح أن املقصود بالنتيجة هنا التي ترتبط بالنشاط هي‬
‫النتيجة املادية ‪ .‬فإذا زهقت روح املجني عليه فإن الفاعل ال يُسأل عنها إالّ إذا كان هو الذي تسبب في حدوثها‪.‬‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬العقوبات املقرة للضرب و الجرح الخطأ في قانون العقوبات الجزائري ‪:‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬العقوبات األصليـــــة ‪:‬‬
‫• حسب ماجاء ضمن املادة ‪ 442‬من قانون العقوبات الجزائري ‪ :‬يعاقب بالحبس من ‪ 10‬ايام إلى شهرين‬
‫وبغرامة من ‪100‬دج إلى ‪1000‬دج كل من تسبب في فعل إصابة أو جرح أو مرض أدى إلى العجز الكلي عن‬
‫العمل ملدة التتجاوز ثالثة أشهر‪.‬‬
‫• ويعاقب الجاني بالحبس من شهرين إلى سنتني وبغرامة مالية من ‪500‬دج إلى ‪15000‬دج أو بإحدى هاتني‬
‫العقوبتني إذا نتج عن الفعل إصابة أو جرح أو مرض أدى إلى العجز الككلي ملدة تتجاوز ثالثة أشهر‪.‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬العقوبات التكميليــــة ‪:‬‬


‫لم ينص قانون العقوبات على العقوبات تكميلية في حني جاء قانون املرور ‪ ،‬الصادر بموجب القانون رقم ‪01/14‬‬
‫املؤرخ في ‪ 19/08/2001‬املتعلق بتنظيم املرور عبر الطرق وسالمتها وأمنها ‪ ،‬بمثل هذه العقوبات في حالة‬
‫القتل الخطأ أو الجرح الخطأ املرتكب إثر حادث مرور ويتعلق األمر بالعقوبتني األتي ذكرهما ‪:‬‬

‫ـ تعليق رخصة السياقة )‪: (SUSPENSION‬‬


‫وهي عقوبة تطبق بوجه عام إذا أرتكب سائق حادثا جسمانيا ) جنحة أو مخالفة( وكان في حالة سكر أو تحت‬
‫تأثير مادة مخدرة أو تهرب من املسؤولية إثر إرتكاب الحادث‪ ،‬يكون تعليق رخصة السياقة ملدة ثالث سنوات ويمكن‬
‫الحكم بالتنفيذ املعجل لهذه العقوبة كتدبير وقائي ) املادة ‪ 110‬ـ ‪.(111‬‬

‫ـ إلغاء رخصة السياقة ‪:‬‬


‫وهي عقوبة تطبق ‪ ،‬على وجه الخصوص ‪ ،‬إذا أرتكب في نفس الظروف املذكورة أعاله ‪ ،‬سائق مركبة ذات محرك‬
‫جنحة القتل أو الجرح الخطأ على راجل ) املادة ‪.(113/1‬‬
‫كما يجوز لجهات الحكم بإلغاء رخصة السياقة ومنع مرتكب الجنحة من الحصول عليها نهائيا ) املادة‬
‫‪(113/2‬‬
‫ويشترط لتطبيق هذه العقوبة أن يكون املتهم يقودسيارة ذات محرك ‪ ،‬مما يجعل الحكم الينطبق على دراجة بسيطة‬
‫وأن يكون ضحية الحادث راجال ‪ ،‬مما يجعل هذا الحكم الينطبق على ركاب املركبات بكل أنواعها‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن تعليق رخصة السياقة وإلغاءها كالهما عقوبة جوازية‪.‬‬

‫ـ الظــــــروف املشـــددة ‪:‬‬


‫نصت املادة ‪ 290‬من قانون العقوبات الجزائري على ظرفني مشددين تعلق كالهما بقيادة املراكب وهما ‪:‬‬
‫‪1‬ـ السياقة في حالة سكــــر‬
‫‪2‬ـ محاولة تهرب الجاني من املسؤولية الجنائية أو املدنية امللقاة على عاتقه وذلك بالفرار أو بتغيير حالة األماكن أو‬
‫باية طريقة أخرى أو تهربه من املسؤولية إثر حادث مرور وهما الظرفان اللذان نص عليها قانون املرور أيضا في‬
‫املادة )‪ (66‬منه واضاف إليهما ظرفا مشددا ‪ -3‬ويتعلق األمر بالسياقة تحت تأثير مادة أو أعشاب مخدرة‪.‬‬

‫وما يشد اإلنتباه ‪ ،‬في هذا الصدد هو عدم إنسجام النصني من حيث العقوبات ‪ ،‬كما نبينه فيما يأتي ‪:‬‬
‫أ ـ في قانون العقوبـــات ‪:‬‬
‫نصت املادة ‪ 290‬من ق ع ج على مضاعفة العقوبات املنصوص عليها في املادتني ‪ 288‬و‪ 289‬ق ع في‬
‫حالتي السياقة في حالة سكر وتهرب الجاني من املسؤولية الجنائية أو املدنية بعد إرتكاب الجريمة أو محاولة‬
‫التهرب من هذه املسؤولية‪.‬‬
‫وتبعا لذلك تكون العقوبة على النحو التالي ‪:‬‬
‫ـ إذا أدى الحادث إلى جرح أو عجز عن العمل ملدة تفوق ثالثة اشهر ‪ :‬الحبس من )‪(04‬اشهر إلى أربع )‪(04‬‬
‫سنوات وغرامة من ‪1000‬دج إلى ‪30000‬دج أو بإحدى هاتني العقوبتني‪.‬‬

‫ب ـ في قانون املـــرور ‪:‬‬


‫نصت املادة ‪ 66‬من القانون رقم ‪ 01 :‬ـ ‪ 14‬املؤرخ في ‪ 19/08/2001‬على تطبيق عقوبة الحبس من سنة‬
‫إلى ‪ 05‬سنوات وغرامة من ‪ 50000‬دج إلى ‪150000‬دج على كل سائق أرتكب جنحة الجرح الخطأ وهو‬
‫في حالة سكر أو تحت تأثير مادة أو أعشاب مخدرة‪.‬‬
‫ونصت املادة ‪ 69‬ـ ‪ 2‬من نفس القانون على تطبيق عقوبة الحبس من ستة )‪ (06‬اشهر إلى خمس )‪(05‬‬
‫سنوات وغرامة من ‪50000‬دج إلى ‪150000‬دج على التهرب من املسؤولية الجنائية أو املدنية إثر جرح‬
‫خطأ‪.‬‬

‫ج ـ النتيجـــة ‪:‬‬
‫نستنتج مما سبق وجود تباين بني قانون العوبات وقانون املرور من حيث العقوبات حال توافر ظرفي السياقة في‬
‫حالة سكر والتهرب من املسؤولية الجزائية ‪.‬‬

‫خالصة‬
‫نستخلص أن قانون املرور اشد من قانون العقوبات في جنحة الجرح الخطأ في حالتي السياقة في حالة سكر‬
‫والتهرب من املسؤولية الجزائية أو املدنية ‪ ،‬حيث تكون العقوبة من سنة إلى ‪ 05‬سنوات في قانون املرور ) املادة‬
‫‪ 66‬منه( والحبس من أربع )‪ (04‬اشهر إلى )‪(04‬أربع سنوات في قانون العقوبات ) املادة ‪ 290‬ق ع (‬
‫وتكون العقوبة في الحالة الثانية اي التهرب من املسؤولية الجزائية أو املدنية ‪ ،‬الحبس من ‪ 06‬اشهر إلى ‪05‬‬
‫سنوات في قانون املرور ) م ‪ (69‬والحبس من ‪ 04‬اشهر إلى ‪ 04‬سنوات في ق ع ج ) املادة ‪(290‬‬

‫ويبقى قانون العقوبات هو النص الواجب التطبيق في كل حاالت القتل أو الجرح الخطأ أألخرى التي العالقة لها‬
‫مع حركة املرور عبر الطرق أو إستعمال مركبة‪.‬‬

You might also like