Professional Documents
Culture Documents
الدكتور
1992
زادت أىمية التجارة الدولية ،وتعقدت مشاكميا ،بحيث أصبح االىتماـ بمحاولة البحث
عف حموؿ لمشاكميا القانونية يشغؿ باؿ الباحثيف والمشرعيف فى مختمؼ الدوؿ سواء عمى
المستوى الوطنى أو عمى المستوى الدولى .
وأصبح المجتمع التجارى الدولى ،تؤيده منظمات دولية وىيئات تجارية ،يسعى إلى
خمؽ قواعد موحدة تحكـ النشاط التجارى الدولى بغض النظر عف طبيعة النظاـ االقتصادى الذى
يسود فى دولة مف الدوؿ ،ودوف اعتبار لطبيعة النظاـ القانونى الذى تتبعو ىذه الدوؿ ،فيى
قواعد تنبع مف العرؼ التجارى الدولى دوف اعتبار لمتقسيـ السائد فى دوؿ العالـ إلى دوؿ
()1
(قانوف العموـ Common Law اشتراكية ودوؿ رأسمالية ودوؿ تطبؽ نظاـ القانوف المشترؾ
()2
{.صفحة . }3 ) أو دوؿ تطبؽ القانوف المدنى المشتؽ مف القانوف الرومانى
عمى أف الحقيقة السابقة ال تصؿ بنا إلى حد القوؿ أف قانوف التجارة الدولية فى مختمؼ
()3
. الدوؿ يعتبر موحداً ،بؿ األدؽ أف نقوؿ أنو يعتبر متشابيا
واذا كانت طبيعة التجارة الدولية ىى التى أدت إلى تشابو النظـ القانونية التى تحكميا
فى مختمؼ دوؿ العالـ ،فإف ىذا ال يغير مف أف تطبيؽ قواعد قانوف التجارة الدولية فى كؿ دولة
منوط بقبوؿ السمطات المختصة ليا .
وال نجد لقانوف التجارة الدولية تعريفاً ،خي اًر مف تعريؼ األمانة العامة لمجمعية العامة
1965 لييئة األمـ المتحدة عند البحث فى إنشاء لجنة لتوحيد أحكاـ قانوف التجارة الدولية سنة
فيذا القانوف ىو " مجموعة القواعد التى تسرى عمى العالقات التجارية المتعمقة بالقانوف الخاص
()4
ويشتمؿ قانوف التجارة الدولية عمى مجموعة االتفاقيات والتى تجرى بيف دولتيف أو أكثر "
الدولية والعقود النموذجية والشروط العامة المبرمة فى مجاؿ معيف باإلضافة إلى العرؼ التجارى
الدولى السائد فى عالقة تجارية معينة .
العالقة بين القانون التجارى الوطنى وقانون التجارة الدولية : – 2
نالحظ أف الفارؽ بيف القانوف التجارى الوطنى وقانوف التجارة الدولية فى دوؿ االقتصاد
المخطط ،أف القانوف األوؿ يعتبر جزءاً مف القانوف االقتصادى العاـ الذى تخضع لو المؤسسات
القائمة بالنشاط االقتصادى والذى يقوـ عمى إرادة المشرع الذى يضع قواعد قانونية عامة يخضع
ليا النشاط االقتصادى بطريقة حاسمة ،أما قانوف {صفحة }4التجارة الدولية فإنو يستند عمى
مبدأ سمطاف إرادة المتعاقديف التى ال تكمميا أحكاـ القانوف التجارى الوطنى .ومف ثـ فإنو إذا
اختمفت طبيعة أحكاـ القانوف التجارى الوطنى فى الدوؿ االشتراكية عنيا فى الدوؿ الرأسمالية ،
فإف قواعد قانوف التجارة الدولية تكاد تكوف واحدة فى النظاميف .ويؤكد ىذا المبدأ استقالؿ
القانوف التجارى الوطنى عف قانوف التجارة الدولية .
واذا كاف كؿ مف القانوف التجارى الوطنى وقانوف التجارة الدولية يتضمف قواعد
موضوعية ،فإف القانوف الوطنى يقتصر عممو عمى نطاؽ الدولة التى تصدر فييا بينما تجاوز
أحكاـ قانوف التجارة الدولية حدود الدوؿ ليحكـ العالقات التى تنشأ فى إقميـ أكثر مف دولة (. )5
ويختمؼ معيار الدولية بحسب نوع العالقة التى تنظميا أحكاـ قانوف التجارة الدولية ،
لذلؾ تحدد االتفاقيات الدولية عادة المقصود بدولية العالقة التى تحكميا ،وقد يختمؼ تبعاً لذلؾ
معيار الدولية مف حالة إلى أخرى .
تيدؼ أحكاـ القانوف الدولى الخاص الى وضع قاعدة أسناد عند تنازع القوانيف التى
تحكـ عالقة معينة ،أما قانوف التجارة الدولية فإنو يشتمؿ عمى مجموعة االتفاقيات الدولية
المبرمة فى مجاؿ التجارة الدولية ،وعمى ذلؾ نرى أنو بينما يعنى القانوف الدولى الخاص بتعييف
القانوف الوطنى الواجب التطبيؽ فى مجاؿ تنازع { صفحة } 5القوانيف عمى العالقة القانونية
موضوع النزاع ،فإف قانوف التجارة الدولية ييدؼ إلى إيجاد قواعد موضوعية فى شأف ىذه
()6
. العالقة تحؿ محؿ القواعد الوطنية وتقضى بالتالى عمى التنازع بينيا
والتى تعرؼ باسـ UNCITRALوسنعرض ليا فيما بعد ،والمعيد الدولى لتوحيد القانوف
UNIDROITوتمعب دو اًر كبي اًر فى توحيد القوانيف الخاص فى روما والمعروؼ باسـ
()8
،ومؤتمر الىاى لمقانوف الدولى الخاص الذى ييدؼ إلى الموضوعية لقانوف التجارة الدولية
توحيد القواعد الوطنية لتنازع القوانيف دوف القواعد الموضوعية لقانوف التجارة الدولية ،والمنظمة
العالمية لمممكية الذىنية . WIPO
أما الييئات غير الحكومية فيى التى تتكوف مف أعضاء ال يمثموف حكومات معينة وانما
يشتركوف فييا بصفاتيـ الشخصية مف المتخصصيف والمشتغميف بقانوف التجارة الدولية وأىـ ىذه
()9
،والمجنة البحرية الدولية فى الييئات غرفة التجارة { صفحة } 6الدولية بباريس ICC
. ()10
وتعمؿ عمى توحيد القانوف البحرى عمى المستوى الدولى ، بروكسؿ IMC
كاف األستاذ شميتوؼ Clive Schmitthoffمف أوائؿ الداعيف إلى أىمية وجود تنظيـ
فعاؿ لتوحيد قانوف التجارة الدولية وقد أبرز ىذا المعنى فى الندوة التى نظمتيا الجمعية الدولية
لمعموـ القانونية سنة 1962فى لندف بتشجيع وتدعيـ مالى مف منظمة اليونسكو ،وقد اشترؾ
أبرز أساتذة العالـ مف المتخصصيف فى ىذا المجاؿ فى ىذه الندوة ونشرت أعماليا والبحوث
المقدمة فييا فى كتاب بعنواف مصادر قانوف التجارة الدولية The Sources of The Law of
الدولية ،سنة 1965أف تدعو األستاذ شميتوؼ لتستعيف بو فى وضع تقرير فى مجاؿ توحيد
قانوف التجارة الدولية ،وفى السنة التالية قدـ ىذا التقرير معتمداً عمى الدراسة العميقة التى أعدىا
األستاذ المذكور ،وعرض التقرير لتطور قانوف التجارة الدولية وأشار إلى النجاح المحدود
لممحاوالت المبكرة لتوحيد ىذا القانوف ،وقد أبرز التقرير أنو ال توجد ىيئة مف الييئات الميتمة
بتوحيد القانوف تتمتع بقبوؿ دولى وتمثؿ مصالح جميع الدوؿ عمى اختالؼ نظميا السياسية
واالقتصادية وسواء كانت مف الدوؿ المتقدمة أو الدوؿ النامية مما يبرر ضرورة وجود ىيئة
موحدة تدعو إلى التوحيد وتتمتع بقبوؿ دولى وانتيى االقتراح إلى إنشاء لجنة جديدة تسمى لجنة
األمـ المتحدة { صفحة } 7لقانوف التجارة الدولية United Nations Commission on
1966بإنشاء ىذه واجتمعت الجمعية العامة لألمـ المتحدة وأصدرت ق ار اًر فى ديسمبر
المجنة التى عرفت باسـ اليونسيتراؿ UNCITRALوىى تسمية مأخوذة مف الحروؼ األولى
السـ المجنة بالمغة االنجميزية ،وضمت المجنة عند تكوينيا تسع وعشريف دولة كأعضاء فييا ،
منيا سبع دوؿ أفريقية بينيا مصر ،وخمس دوؿ آسيوية وأربع دوؿ مف أوروبا الشرقية وخمس
دوؿ مف أمريكا الالتينية وثماف دوؿ مف غرب أوروبا ومف دوؿ أخرى منيا الواليات المتحدة
()11
. األمريكية
واقترح أف تكوف ميمة المجنة إعداد وترويج معاىدات أو اتفاقيات دولية جديدة ونماذج
قوانيف Model Lawsوقوانيف موحدة وتقنيف ونشر االصطالحات والشروط والعادات واألعراؼ
التجارية الدولية .
1968عقدت المجنة أوؿ اجتماع ليا فى نيويورؾ وأشار األستاذ وفى ربيع سنة
شميتوؼ فى ىذا االجتماع إلى أف اإلنجاز العظيـ الذى تـ بإنشاء ىذه المجنة ،أنيا أنشئت دوف
صعوبات تذكر بسبب طبيعة نشاطيا باعتباره نشاطا فنيا غير سياسى مف طبيعة قانونية .
وكانت ىذه ىى فعال البداية التى تشكؿ حجر األساس لممشاركة فى أعماؿ ىذه المجنة عمى
()12
. نطاؽ واسع مف جميع الدوؿ
Working groupsمف عدد محدود مف ويجوز لمجنة أف تكوف مجموعات عمؿ
األعضاء لمقياـ بإعداد مشروع اتفاقية أو تعديؿ { صفحة } 8اتفاقية أو لدراسة موضوع معيف
أو لوضع نموذج لقانوف موحد أو لعقد موحد ثـ يناقش ىذا العمؿ بعد ذلؾ فى المجنة .وقد
اختارت المجنة فى أوؿ دورة ليا سنة 1968عدة موضوعات تقوـ بدراستيا وىى - :
البيع التجارى الدولى ،والتحكيـ ،والنقؿ ،والتأميف والوفاء بالديوف الدولية عف طريؽ
األوراؽ التجارية واالعتمادات المصرفية ،والممكية الذىنية ،وتحريـ التفرقة بيف الدوؿ فى
القوانيف المتعمقة بالتجارة الدولية ،والتمثيؿ التجارى ،والتصديؽ عمى الوثائؽ فى مجاؿ التجارة
الدولية .وقررت المجنة األولوية لمبيع التجارى الدولى ،وطرؽ الوفاء بالديوف الدولية ،والتحكيـ
()13
. التجارى الدولى
وقد أنجزت المجنة حتى اآلف عدداً ال بأس بو مف االتفاقيات الدولية والقواعد النموذجية
أىميا :
اتفاقية مدة التقادـ فى البيع الدولى لمبضائع فى نيويورؾ سنة ، 1974والبروتوكوؿ المعدؿ – 1
التفاقية مدة التقادـ فى البيع الدولى لمبضائع فى فيينا سنة . 1980
اتفاقية األمـ المتحدة لمنقؿ البحرى لمبضائع لعاـ 1978فى ىامبورج وتعرؼ باسـ قواعد – 2
ىامبورج والتى ستدخؿ دور النفاذ فى أوؿ نوفمبر سنة 1992فيما يتعمؽ بالدوؿ المنضمة إلييا
.
1980والتى دخمت اتفاقية األمـ المتحدة بشأف عقود البيع الدولى لمبضائع فى فيينا سنة – 3
دور النفاذ فى أوؿ يناير سنة 1988فيما يتعمؽ بالدوؿ التى انضمت إلييا .
النظر فى اتفاقية نيويورؾ سنة 1958والتى لـ تنبع عف عمؿ المجنة والمتعمقة باالعتراؼ – 4
بق اررات التحكيـ األجنبية وتنفيذىا وقد انضمت مصر إلى ىذه االتفاقية فى 9مارس سنة 1959
{.صفحة . } 9
.1985وقد شكمت و ازرة العدؿ القانوف النموذجى لمتحكيـ التجارى الدولى فى يونيو – 5
المصرية لجنة لوضع مشروع قانوف لمتحكيـ التجارى الدولى وضعت مشروعا تبنت فيو القانوف
النموذجى لميونسيتراؿ ،ولـ يصدر ىذا القانوف حتى اآلف (. )14
اتفاقية األمـ المتحدة بشأف السفاتج ( الكمبياالت ) الدولية والسندات اإلذنيو الدولية والتى – 6
أقرتيا المجنة فى اجتماعيا فى فيينا بتاريخ 14أغسطس . 1987
الدليؿ القانونى لصياغة العقود الدولية لتشييد المنشآت الصناعية حسبما أقرتو مجموعة – 7
14 ، 1987وقد أقرتو المجنة فى فيينا بتاريخ العمؿ التى انعقدت فى نيويورؾ فى أبريؿ
أغسطس عاـ . 1987
تعتبر ىذه الدراسة فى مجاؿ قانوف التجارة الدولية ونيدؼ منيا ،إلى تعريؼ العقد
التجارى الدولى الذى نخصص لو الباب األوؿ فنعرض لبعض النقاط المتعمقة بيذا الموضوع فى
فصؿ أوؿ ،ثـ نعرض فى فصؿ ثاف ألىـ صور عقود البيع الدولى وفقا لما استقر عميو العمؿ
. Incotermsأما الباب الثانى وطبقاً لقواعد غرفة التجارة الدولية وىى المسماة باالنكوترمز
. " 1980 فنكرسو لدراسة اتفاقية األمـ المتحدة بشأف عقود البيع الدولى لمبضائع " فيينا سنة
{صفحة . } 8
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1نفضؿ ترجمة اصطالح Common Lawبقانوف العموـ أو القانوف المشترؾ ألنو أبمغ فى الداللة عمى
تحديد طبيعتو وأدؽ مف استعماؿ ترجمة القانوف العاـ فضال عف أف الترجمة األخيرة مضممة .
(Schmitthoff (Clive) : The Sources of The Law of International Trade, London, )2
ويعتبر شميتوؼ مف أوائؿ الميتميف في العالـ بدارسة قانوف التجارة الدولية ولو مؤلفات عديدة فى ىذا المجاؿ
وقد عبر عف ىذه الحقيقة األستاذ Trammerبأف المتخصصيف في قانوف التجارة الدولية مف جميع دوؿ العالـ
وجدوا أنفسيـ دوف أدنى صعوبة يتكمموف لغة مشتركة .مشار الى ىذا المعنى في مؤلؼ شميتوؼ المذكور
( )5وال تمنع ىذه التفرقة وضع تقنيف وطنى لمتجارة الدولية ينطبؽ عندما يكوف القانوف الوطنى ىو الواجب
التطبيؽ وفقا لقواعد اإلسناد فى مجاؿ تنازع القوانيف ،عمى العالقة التجارية الدولية موضوع النزاع .ومف الدوؿ
( )7وقد تكوف ىذه الييئات الحكومية عالمية أو اقميمية تشمؿ مجموعة مف الدوؿ تجمعيا مصالح مشتركة.
( )8لعب ىذا المعيد دو اًر كبي اًر فى توحيد قواعد البيع الدولى لمبضائع ،فيو الذى أعد مشروعات اتفاقيات
( )9لعبت دو اًر ىاماً فى مجاؿ التحكيـ التجارى الدولى وفى مجاؿ عقود البيع الدولى وكذلؾ فى مجاؿ
( )10مف نشاط ىذه المجنة إبراـ معظـ االتفاقيات الدولية البحرية التى تمت فى مدينة بروكسؿ .
( )11مدة العضوية ست سنوات ويجوز إعادة انتخاب أية دولة تنتيى مدة عضويتيا ،وتعقد المجنة اجتماعيا
مرة فى السنة سواء فى مقر األمـ المتحدة بنيويورؾ أو فى المقر األوروبى بجنيؼ وقد تـ نقؿ مكاف االجتماع فى
E. Allan Farnsworth : Uncitral and The Progressive Development of ()12
International Trade.
( )14شكمت المجنة مف األستاذ الدكتور محسف شفيؽ واألستاذ الدكتور محمود سمير الشرقاوى واألستاذة الدكتورة
الفصل األول
مقدمات
-7تمييد :
يعتبر العقد أىـ صور التصرؼ القانونى ،وىو التعبير القانونى إلجراء المعامالت سواء
عمى المستوى الداخمى أو عمى المستوى الدولى لذلؾ يمكف القوؿ أف العقد إما أف يكوف داخميا
واما أف يكوف دولياً .
ولـ تيتـ الييئات والمنظمات الدولية بموضوع العقود الدولية إال بمناسبة المعامالت
التجارية .قد بذلت ىذه الييئات جيوداً كبيرة لتوحيد أحكاـ التجارة الدولية ،حتى برزت مالمح
فرع جديد مف فروع القانوف ىو " قانوف التجارة الدولية " الذى يتضمف االتفاقيات الدولية التى تـ
إنجازىا فى مجاؿ التجارة الدولية والعقود النموذجية والشروط العامة التى وضعت فى ىذا المجاؿ
.
قانوف التجارة الدولية ىو مجموعة القواعد التى تسرى عمى العقود التجارية المتصمة
بالقانوف الخاص والتى تجرى بيف دولتيف أو أكثر { صفحة . } 11
وقد جاء ىذا التعريؼ فى تقرير أعدتو األمانة العامة لييئة األمـ المتحدة لتعرض عمى
الجمعية العامة سنة 1965بمناسبة البحث فى إنشاء لجنة لتوحيد أحكاـ قانوف التجارة الدولية .
ومف ىذا التعريؼ نرى أف قانوف التجارة الدولية يحتوى عمى قواعد موضوعية لحكـ
العالقات التجارية الدولية وال يعد مجرد توحيد لقواعد اإلسناد الوطنية بحيث يعيف بقاعدة موحدة
القانوف الوطنى الواجب التطبيؽ كقانوف دولة محؿ إبراـ العقد مثال ..أو قانوف دولة تنفيذ العقد .
وكذلؾ يتضح أف ىذا الفرع ال ييتـ إال بعالقات القانوف الخاص وبغض النظر عف صفة
أطراؼ العالقة إذ تطبؽ أحكامو سواء كانت العالقة التجارية بيف أشخاص عامة أو بيف أشخاص
خاصة أو كاف أحد طرفى العالقة شخصاً عاماً واآلخر مف أشخاص القانوف الخاص .
وقد حاولت بعض الدوؿ وضع تقنيف لمتجارة الدولية ،فنجد مثال أف تشيكوسموفاكيا قد
أصدرت ىذا التقنيف سنة 1963وينطبؽ التقنيف المذكور عندما يكوف القانوف التشيكوسموفاكى
ىو القانوف الواجب التطبيؽ وفقاً لقواعد القانوف الدولى الخاص بشأف تنازع القوانيف .
اف المحاوالت الوطنية لتوحيد قانوف التجارة الدولية محاوالت محدودة حتى اآلف ،لذلؾ
برزت أىمية التوحيد الدولى لقانوف التجارة الدولية ،ويتـ ىذا التوحيد بأساليب مختمفة فإما أف
“ (أ) تجميع العادات واألعراؼ التجارية المتداولة فى العمؿ وتمعب غرفة التجارة الدولية
“ Incoterms ” I.C.C.دو اًر ىاماً فأصدرت سنة 1953مجموعة يطمؽ عمييا
” “F.O.B.والبيع " "C.I .F.كما ” جمعت األعراؼ المستقرة فى البيوع البحريػػة كالبيع
وضعت مجموعة أخرى سنة 1964تسمى " القواعد والعادات {صفحة }12المتعمقة باالعتماد
المستندى " وقد احتوت تقنينا لألعراؼ المصرفية المستقرة فى ىذا المجاؿ .
(ب) إبراـ اتفاقيات دولية بيف عدد مف الدوؿ إما بقصد توحيد قواعد تنازع القوانيف ،مف
ذلؾ اتفاقية الىاى سنة ، 1955بشأف تعييف القانوف الواجب التطبيؽ عمى البيع التجارى الدولى
.أو بيدؼ وضع قواعد موضوعية موحدة تسرى عمى المعامالت الدولية ،ومف ذلؾ اتفاقية
الىاى سنة 1964ـ بشأف توحيد بعض األحكاـ الموضوعية المتعمقة بالبيع الدولى ،واتفاقية
األمـ المتحدة المبرمة فى فيينا سنة 1980بشأف عقد البيع الدولى لمبضائع .
(جػ) وضع شروط عامة لمعقود الدولية ،فيتفؽ تجار سمعة معينة أو مجموعة سمع
” “ general conditions متشابية فى منطقة جغرافية معينة عمى وضع شروط عامة
يتفؽ المتعاقداف عمى إتباعيا أو قد تقوـ بوضع ىذه الشروط ىيئة مف الييئات الدولية الميتمة
بتوحيد قانوف التجارة الدولية .
ويقتصر التوحيد عمى وضع الشروط العامة لمتعاقد مع ترؾ التفاصيؿ لالتفاقيات
الخاصة فى كؿ حالة عمى حدة ولمحاولة مواجية الظروؼ المختمفة لمتعاقدات الدولية ،فإف ىذه
الشروط تحرر فى شكؿ نماذج مختمفة بحيث يكوف لممتعاقديف اختيار النموذج المالئـ منيا
ولذلؾ تسمى أحياناً بالعقود النموذجية ” “ Standard Contractsوقد أصبح ليذه الشروط
أىمية كبيرة فى المعامالت الدولية واتسع نطاقيا حتى شمؿ مناطؽ جغرافية عديدة .فيناؾ مثال
الشروط العامة التى وضعتيا فى شكؿ نماذج متعددة المجنة االقتصادية األوروبية لألمـ المتحدة
بشأف توريد األدوات واآلالت الالزمة لتجييز المصانع وقد انتشرت ىذه الشروط فى مختمؼ دوؿ
العالـ ،كذلؾ ىناؾ الشروط العامة التى وضعتيا جمعية لندف لتجارة الغالؿ وأصبحت شروطا
لبيوع { صفحة } 13الغالؿ فى أغمب دوؿ العالـ .كما وضع مجمس المعونة االقتصادية
” “Comeconوالذى كاف يضـ تسعا مف دوؿ أوروبا الشرقية المتبادلة والمعروؼ باسـ
االشتراكية شروطاً عامة لتبادؿ السمع بينيا.
وعمى الرغـ مف أف اتباع ىذه الشروط أمر اختيارى مف الناحية النظرية ،إال أنيا لعبت
عممياً الدور األوؿ فى توحيد القواعد التى تحكـ المعامالت الدولية ،ألنيا تتفؽ وحاجات التجارة
الدولية ،ومع ذلؾ كاف اتباع الشروط العامة التى وضعيا الكوميكوف أم اًر إلزامياً وال يجوز
مخالفتيا إال لضرورة قصوى عندما تقتضى طبيعة السمعة شروطاً خاصة أو جدت بعض
الظروؼ التى تبرر مثؿ ىذه المخالفة .
نالحظ أف الشروط العامة لمعقود الدولية واف كانت تقوـ أساساً فى مجاؿ البيع التجارى
الدولى بالنسبة لمختمؼ السمع وتداوليا عبر الحدود بيف دوؿ العالـ ،إال أنيا تشمؿ أيضا أنواعاً
1957وضع االتحاد الدولى لمميندسيف أخرى مف المعامالت ،مف ذلؾ مثال أنو فى سنة
كذلؾ يعتبر مف قبيؿ التعامؿ التجارى الدولى االتفاؽ عمى نقؿ التكنولوجيا والتعامؿ عمى
براءات االختراع بيف الدوؿ المتقدمة والدوؿ النامية {.صفحة }14
كما يمكف أف نالحظ انتشار الشروط العامة لمعقود الدولية فى مجاؿ النقؿ ،والمصارؼ
،والتأميف الذى يمعب مجمع لندف لمكتتبى التأميف دو اًر ىاماً فى توحيد قواعده ووضع شروط
عامة لو تتبناىا كثير مف الدوؿ .وباختصار فإف الشروط العامة لمعقود الدولية يمكف أف تنتشر
فى المجاالت المختمفة التى تكوف مع بعضيا وحدة فى نطاؽ التجارة الدولية .وتنتقؿ السمع عف
طريؽ إبراـ عقد نقؿ ،كما أنو ييـ المستورد لمسمعة أف يقوـ بالتأميف عمييا .أى أف الشروط
العامة لمعقود الدولية واف كانت أساساً تقوـ فى مجاؿ عقد البيع إال أنيا توجد كذلؾ وكأمر
طبيعى فى مجاؿ العقود التابعة ليذا العقد كفتح االعتماد والنقؿ بجميع وسائمو أى ب اًر وبح اًر وجواً
،والتأميف .
رأينا أف قانوف التجارة الدولية ييدؼ إما إلى توحيد القواعد الموضوعية لمعالقة القانونية
أو إلى توحيد قاعدة اإلسناد فى شأف تعييف القانوف الواجب التطبيؽ عمى البيع التجارى الدولى .
ولما كاف توحيد القواعد الموضوعية لمعالقة القانونية ىو اليدؼ األمثؿ لمتجارة الدولية ،
فإف مف أىـ صور التوحيد وجود قواعد موحدة لمتعاقد تتبعيا مختمؼ الدوؿ فى معامالتيا .
ولذلؾ تتجو المعامالت التجارية الدولية إلى خمؽ الشكؿ النموذجى لمعقد الدولى بحيث
أصبح العقد الدولى يوصؼ بأنو عقد نموذجى ،واف أمكف تعدد نماذج العقود التى تعالج بيع
سمعة واحدة بحيث يتبنى المتعاقدوف الشكؿ الذى يروؽ ليـ ويتفؽ مع ظروؼ تعاقدىـ .
لذلؾ يثور التساؤؿ حوؿ تحديد المقصود بالعقد الدولى ،وىؿ يستمد صفتو مف الشكؿ
الذى تتخذه أو مف طبيعة العالقة التى يحكميا ؟ {صفحة }15
ونالحظ بادئ ذى بدء أف العقود الدولية تتبنى عادة شروطاً عامة لبيع السمعة محؿ العقد
بحيث أف ىذه الشروط أصبحت توصؼ بأنيا عقود نموذجية ،ومع ذلؾ يتعيف عمينا أف نمفت
النظر إلى أنو ال يزاؿ ىناؾ فارؽ بيف الشروط العامة والعقود النموذجية ،إذ أف الشروط العامة
التى يشير إلييا العقد الدولى بشأف التعامؿ عمى سمعة معينة تضـ مجموعة مف البنود أو القواعد
العامة التى يستعيف بيا المتعاقدوف فى إتماـ تعاقدىـ فيشيروف إلييا ويضمنونيا عقدىـ ثـ
يكممونيا بعد ذلؾ بما يتفقوف عميو مف كمية وثمف وميعاد لمتسميـ ومكاف ىذا التسميـ وغير ذلؾ
مف المسائؿ التفصيمية لمعقد ،أما العقد النموذجى فيو مجموعة متكاممة مف شروط التعاقد بشأف
سمعة معينة وتتضمف تفاصيؿ العقد بحيث يمكف لألطراؼ المتعاقدة أف تتبنى شكؿ العقد بالكامؿ
وال تكوف فى حاجة إال إلى إضافة أسماء األطراؼ وكمية البضاعة وزماف تسميميا ومكانو
ووسيمة النقؿ .
لذلؾ فإف العقد الدولى كما قد يكوف عقداً يتضمف صيغة معينة لنوع مف الشروط العامة
أو يشير إلى ىذه الصيغة فإنو قد يتمثؿ فى عقد مف العقود النموذجية .
ومف ناحية أخرى نالحظ أف العقد يستمد صفتو الدولية فى واقع األمر مف طبيعة العالقة
التى يحكميا ومع ذلؾ فإف دولية العالقة قد أثار بعض الصعوبات ،ويمكننا أف نعتمد عمى
المعيار الذى أتى بو القانوف الموحد لمبيع الدولى الذى وضع بموجب اتفاقية الىاى سنة 1964
،فالبيع الدولى وفقا ليذا المعيار ال يرتبط باختالؼ جنسية المتعاقديف إذ قد يعد البيع دولياً ولو
كاف كؿ مف البائع والمشترى مف جنسية واحدة وانما العبرة باختالؼ مراكز أعماؿ األطراؼ
المتعاقدة أو محاؿ إقامتيـ العادية وباإلضافة إلى ىذا المعيار الشخصى أضاؼ القانوف الموحد
أحد معايير موضوعية ثالثة { .صفحة } 16
( أ ) وقوع البيع عمى سمع تكوف عند إبراـ البيع محالً لنقؿ مف دولة إلى أخرى ( بيع
البضاعة فى الطريؽ ) أو ستكوف بعد إبراـ البيع محالً لمثؿ ىذا النقؿ .
(ب) صدور اإليجاب والقبوؿ فى دولتيف مختمفتيف وال يشترط أف تكوف الدولتيف المتيف
يقع فييما مركز أعماؿ المتعاقديف أو محؿ إقامتيما العادية إذ العبرة باختالؼ دولة اإليجاب عف
ومف جماع ما تقدـ يمكننا أف نصؿ إلى ماىية العقد الدولى فيو عقد يستمد ىذه الصفة
مف طبيعة العالقة التى يحكميا ويتخذ عادة شكؿ شروط عامة أو عقد نموذجى وبناء عمى ذلؾ
فإف الشكؿ النموذجى لمعقد واف كاف مف خصائص العقد الدولى إال أنو ليس مف مستمزماتو .
إذا كنا قد الحظنا أف توحيد قانوف التجارة الدولية يعتمد عمى عدة وسائؿ مف أىميا
العقود النموذجية الدولية ،ذلؾ أف عدـ توحيد القواعد القانونية لمتجارة الدولية مف شأنو أف يؤدى
إلى نتائج ضارة وينتج عنيا انخفاض فى حجـ التجارة الدولية .
وقد أظير تطور قانوف التجارة الدولية أف ذاتية قانوف التجارة الدولية نبعت مف الحاجة
ومف العمؿ التجارى وتطورت بعد ذلؾ بظيور الشروط العامة لمتسميـ أو لمبيع بصفة عامة
واألشكاؿ النموذجية لمعقود وتوحيد المصطمحات التجارية وتجميع العادات التى تسود بيف التجار
والعرؼ التجارى {.صفحة } 17
وأظير العمؿ أف العقود النموذجية ىى خير وسيمة لمتوحيد ألف االتفاقيات الدولية ال
يمكنيا دائماً أف تحقؽ التوحيد المنشود وال تتالءـ مع سرعة الحياة التجارية إذ يحتاج وضع
مشروع االتفاقية إلى زمف طويؿ ثـ يعرض ىذا المشروع عمى مؤتمر يضـ عدة دوؿ وتستغرؽ
المناقشات فترة طويمة حتى يصؿ المؤتمروف إلى صيغة مقبولة مف أغمبية األطراؼ ويتـ التوقيع
عمى االتفاقية وال تعتبر نافذة فى أية دولة إال بعد التصديؽ عمييا ،وتستغرؽ إجراءات التصديؽ
وقتاً ليس بالقصير وقد ال تعتبر االتفاقية نافذة إال بتصديؽ عدد مف الدوؿ يتوافر فييا صفات
معينة تشير إلييا االتفاقية وتختمؼ بحسب الموضوع الذى تعالجو .
أما العقود النموذجية فإف وضعيا يراعى عادة حقائؽ الحياة العممية ويحاوؿ رجاؿ
العمؿ عادة البحث عف حموؿ لممشاكؿ العممية التى تصادفيـ ومراعاة مطابقة ىذه الحموؿ
الحتياجات التجارة الدولية والدخوؿ بالتالى فى التفاصيؿ العممية التى يصعب عمى المشرع
الدولى أو الوطنى أف يواجييا أو يضع يده عمييا ،كما أف طبيعة القاعدة التشريعية بما تتصؼ
بو مف عمومية ال يمكنيا أف تواجو جميع الحاالت المتصور وقوعيا عمال ،لذلؾ كانت العقود
الدولية أكثر استجابة لمواقع العممى وتتمتع بالمرونة الالزمة لمواجية معظـ المشاكؿ التى يمكف
أف تحدث عمال ،ويقبؿ رجاؿ األعماؿ عادة الوصوؿ إلى صيغة مناسبة لمتعاقد تراعى مصالح
مختمؼ األطراؼ دوف البحث عما إذا كانت تتفؽ مع قاعدة تشريعية دولية أو وطنية بحيث
وعمى الرغـ مف المزايا السالؼ بيانيا إلبراـ العقود الدولية باعتبارىا مف أىـ وسائؿ توحيد
قانوف التجارة الدولية ،إال أف ىذه العقود بسبب اتجاىيا كما الحظنا إلى الشروط العامة أو
العقود {صفحة }18النموذجية فى أغمب األحياف تصادؼ مشاكؿ عممية عند محاولة وضع
الشروط العامة ليذه العقود .
وعمى الرغـ مف أف الييئات المعنية بوضع ىذه الشروط تحاوؿ أف تضع صيغاً لمعقود
الدولية يمكف أف تالئـ احتياجات ومتطمبات الحياة التجارية ،إال أف تعدد الصيغ واختالفيا حتى
بالنسبة لمموضوع الواحد غالباً ما تؤدى إلى إيجاد المتعاقديف فى مواقؼ غير متوقعة أو فى
– 1تحاوؿ صيغ العقود النموذجية أف تواجو التفاصيؿ دوف وجود قواعد عامة ،أو
مبادئ عامة تحكـ العالقة التعاقدية .وال يجوز أف نتصور أف ىذا القوؿ يتعارض مع ما سبؽ
أف ذكرناه مف وجود شروط عامة وشروط تفصيمية لمتعاقد ،ألننا ال نقصد ىنا الشروط العامة
التى تتعمؽ بعقد مف نوع معيف وانما نشير إلى األصوؿ القانونية التى تحكـ جوىر العالقة
التعاقدية وىى ما تفتقر إليو العقود النموذجية .
– 2تبرـ ىذه العقود بيف أطراؼ تتعارض مصالحيا االقتصادية وال نعنى بتعارض
المصالح ىنا مجرد التعارض الناشئ عف طبيعة اختالؼ مركز كؿ متعاقد كالتعارض الناشئ
عف وجود بائع ومشتر فى عقد البيع أو مقاوؿ ورب عمؿ فى عقد المقاولة ،أو مؤمف ومستأمف
فى عقد التأميف ،أو مصرؼ وعميؿ فى عقد فتح االعتماد ألف ىذا التعارض حتمى ،وانما
نعنى بالتعارض ىنا عدـ التكافؤ االقتصادى بيف المتعاقديف ،فالتبادؿ التجارى لمسمع قد يتـ بيف
دوؿ مستعمرة ومستعمراتيا السابقة أو بيف دوؿ متقدمة اقتصادية ودوؿ نامية أو متخمفة أو بيف
دوؿ اشتراكية ودوؿ رأسمالية .
– 3قد ينتمى أطراؼ العالقة التعاقدية إلى دوؿ تتبايف نظميا القانونية ويترتب عمى
ذلؾ اختالؼ تفسير المقصود ببعض االصطالحات {صفحة }19القانونية مف دولة إلى أخرى .
كما قد ال تعرؼ بعض النظـ القانونية اصطالحات تعرفيا نظـ أخرى .وقد توجد فى بعض
النظـ تنظيمات قانونية ال توجد فى غيرىا مف النظـ مف ذلؾ مثال أف النظاـ األنجموأمريكى ال
“ يعرؼ اصطالح الخطأ الجسيـ المعروؼ فى النظاـ الالتينى ،كما أف نظاـ المشاركة
” Partnershipوالنظاـ المعروؼ باسـ ” “ Trustال يوجد إال فى النظاـ األنجموأمريكى
دوف النظاـ الالتينى .
يقترح كتاب قانوف التجارة الدولية لحؿ المشاكؿ المشار إلييا فيما تقدـ ما يأتى -:
– 1االلتزاـ بأصوؿ قانونية واحدة تعتبر كحد أدنى لمبادئ قانونية عالمية تساعد
تدريجيا عمى إلغاء الحدود بالنسبة لحرية انتقاؿ السمع ،ومف أىـ ىذه األصوؿ االعتراؼ بمبدأ
حرية التعاقد فى جميع القوانيف الوطنية فى نطاؽ التجارة الدولية ،ونالحظ أف ىذا الحؿ يوافؽ
عميو كثير مف كتاب قانوف التجارة الدولية سواء منيـ مف ينتمى إلى دوؿ نظاـ االقتصاد
المخطط أى الدوؿ االشتراكية أو إلى دوؿ السوؽ الحر أى الدوؿ الرأسمالية .
– 2يجب أف يراعى عند وضع الشروط العامة أو العقود النموذجية أف توضع بطريقة
تضمف حماية مختمؼ المصالح المعنية ،ويمكف ضماف ىذه الحماية إذا تـ وضع الشروط العامة
أو العقود النموذجية عمى أسس معينة أىميا – كما حدث فى صيغ العقود التى وضعتيا المجنة
االقتصادية األوروبية – مناقشة المشاكؿ المتعمقة بالتجارة الدولية بواسطة مندوبيف أو مؤىميف فنيا
لذلؾ ويمثموف جميع الدوائر المعنية بيذه العقود فيجب مثال تمثيؿ تجار السمعة سواء كانوا
مصدريف أو مستورديف التى توضع ليا صيغ العقود ،وتمثيؿ { صفحة } 20الناقميف والمؤمنيف
والمصارؼ ،عمى أف يكوف لدى الجميع الرغبة فى إيجاد قواعد تحكـ عالقاتيـ التجارية تتسـ
بالعدالة بالنسبة لجميع األطراؼ دوف أف تسيطر عمى أحدىـ الرغبة فى اإلفادة مف قوة مركزه
االقتصادى بالنسبة لمطرؼ اآلخر .
– 3يجب أف يراعى عند وضع ىذه الشروط العامة أو العقود النموذجية أف تتمتع بقدر
كبير مف المرونة بحيث يمكف دائما مالءمة ىذه الشروط أو العقود مع الظروؼ المتغيرة لمتجارة
الدولية وذلؾ حتى يمكف أف تتمتع ىذه الوسيمة لتوحيد قانوف التجارة الدولية بتوحيد شروط التعاقد
بأىمية عممية تفوؽ االتفاقيات الدولية فى مجاؿ التجارة الدولية.
– 4البد مف قبوؿ التحكيـ التجارى كوسيمة وحيدة لتسوية الخالفات الناشئة عف العقود
الدولية واالعتراؼ فى جميع الدوؿ بأحكاـ ىيئات التحكيـ التجارى ،وتمعب اتفاقية نيويورؾ
، 1958دو اًر ىاماً فى ىذا المجاؿ .
– 5يجب أف يكوف مضموف الشروط العامة أو العقود النموذجية التى توضع فى
مختمؼ فروع التجارة الدولية كامالً ومفصالً بقدر اإلمكاف ،إذ أنو برغـ خضوع ىذا المضموف
لمبدأ التفاوض الحر لألطراؼ ،فإف مواجية الشروط العامة أو العقود النموذجية لمحموؿ الالزمة
لممشاكؿ القانونية الجوىرية التى يمكف أف تثور بيف المتعاقديف خالؿ فترة التعامؿ موضوع العقد
،مف شأنو أف يجعؿ العقد الدولى بحؽ ،قانوف المتعاقديف وبحيث يحؿ محؿ القوانيف الوطنية
التى يمكف أف تنطبؽ فى مجاالت أخرى وبيذا يتحقؽ أىـ أىداؼ العقد الدولى ،وىو وحدة
ونخمص مما تقدـ جميعو ،أف العقد الدولى يمكف أف يحؿ محؿ االتفاقيات الدولية
والقوانيف الوطنية ويصبح قانوف المتعاقديف فى {صفحة } 21نطاؽ المعاممة التجارية الدولية ،
إذا روعيت االعتبارات التى أشرنا إلييا واتبعت األصوؿ الفنية التى تحقؽ ىذا اليدؼ عمى النحو
الذى عرضنا لو فيما تقدـ .
– 1مقدمة :
تحتوى عمى تعريؼ محدد لالصطالحات التجارية التى يتكرر استعماليا فى العقد حتى
ال يثور الخالؼ بيف المتعاقديف حوؿ تفسير ىذه االصطالحات خاصة إذا انتمى المتعاقداف ،
كما قدمت إلى نظـ قانونية متباينة .
– 2قواعد انعقاد العقد ( تحديد وقت انعقاده والقيمة القانونية لممراحؿ السابقة عمى
التعاقد باعتبارىا منتيية وال صفة إلزامية ليا بعد إتماـ التعاقد ) .
– 3تحديد المبيع مف حيث الصنؼ والصفات والخصائص ودرجة الجودة والمقدار أو
– 4إذا كانت البضاعة مما يجب تغميفيا ،يجب أف ينص العقد عمى طريقة تغميفيا
ونوع األغمفة والطرؼ الذى يتحمؿ نفقات التغميؼ .
– 5موضوع تسميـ البضاعة مف البائع وتسمميا مف قبؿ المشترى فيحدد العقد زماف
التسميـ ومكانو وىو أمر يختمؼ بحسب نوع أداة النقؿ ونوع العممية التجارية ،وىؿ يتـ التعاقد
عمى أساس سيؼ ” “ C.I.F.أو ” “ C. & Fأو فوب ”. “ F.O.B.
ويرتبط بالتسميـ تحديد الطرؼ الذى يتحمؿ تبعة ىالؾ البضاعة ومتى تنتقؿ ىذه التبعة
{ صفحة }22بيا العقود الدولية عادة ،بينما ال مف البائع إلى المشترى ،وىى مسألة تيتـ
ينصرؼ اىتماـ معظـ العقود الدولية إلى تحديد وقت انتقاؿ ممكية المبيع ،ألف المشترى يفيد
– 6الوفاء بالثمف وينظـ العقد الدولى عادة طريقة سداد الثمف عف طريؽ فتح اعتماد
مف جانب المشترى أو مف يعينو لمصمحة البائع .كذلؾ قد يتفؽ المتعاقداف عمى حؽ البائع فى
زيادة الثمف أثناء فترة تنفيذ العقد إذا طرأت ظروؼ يحددىا العقد تقتضى ذلؾ ويبيف العقد عادة
فى ىذه الحالة طريقة حساب الزيادة .
– 7حؽ المشترى فى فحص البضاعة المبيعة والمدة التى يتـ فييا ذلؾ وحقو فى
إخطار البائع بعدـ مطابقة البضاعة لما تـ االتفاؽ عميو واألجؿ المحدد ليذا اإلخطار والمدد
الخاصة برفع الدعاوى أو توجيو المطالبات عما يحدث مف مخالفات لمعقد .
– 8إذا كاف المبيع أجيزة أو آالت أو أدوات فينص العقد عادة عمى ضماف البائع
لمعيوب التى قد تظير فى المبيع ومدة التزاـ البائع بيذا الضماف .
– 9أنواع الجزاءات التى يجب إعماليا عند مخالفة شروط العقد وااللتزامات التى
يضعيا عمى عاتؽ أطرافو ،وقد تتمثؿ ىذه الجزاءات فى التعويض أو الغرامة التى تفرض عمى
المخالؼ أو إصالح المبيع أو استبدالو ،وقد يكوف الفسخ ىو الجزاء المقرر عمى مخالفة التزاـ
معيف .
– 10ينص العقد أيضا عمى تحديد القوة القاىرة التى تؤدى إلى تحمؿ أحد األطراؼ مف
التزامو أو وقؼ االلتزاـ حتى تزوؿ القوة القاىرة {.صفحة . }23
– 11وجود شرط التحكيـ لحؿ المنازعات التى قد تثور بيف المتعاقديف وطريقة تشكيؿ
ىيئة التحكيـ والقواعد التى تتبع إلتماـ التحكيـ وينص عادة عمى اتباع قواعد غرفة التجارة
الدولية بباريس أو قواعد اليونسيتراؿ ،كما قد ينص العقد عمى بياف القانوف الواجب التطبيؽ عمى
النزاع فى األمور التى تنشأ بيف المتعاقديف وال يواجييا العقد {.صفحة.}24
الفصل الثانى
تمعب ىذه الغرفة دو اًر ىاماً فى مجاؿ التجارة الدولية عامة ،وفى نطاؽ العقود التجارية
الدولية عمى وجو الخصوص ،سواء مف حيث تحديد المقصود باالصطالحات التى تستعمؿ فى
ىذا المجاؿ ،أو تحديد التزامات أطراؼ ىذه العقود .ومف ناحية أخرى فإف ليذه الغرفة دو اًر
بار اًز فى مجاؿ تسوية المنازعات الناشئة عف تنفيذ العقود التجارية الدولية وفقاً لنظاـ التحكيـ
التجارى الدولى الذى وضعت الغرفة القواعد الخاصة بو ،يتبعيا المتعاقدوف عندما يشيروف إلييا
يزاولوف األعماؿ التجارية عمى اختالؼ أنواعيا فتجمع مندوبيف لما يقرب مف تسعيف دولة ،إذ
أف ليا لجانا وطنية ” “ National Committeesفى أكثر مف خمسيف دولة فضالً عف
أعضاء فى أكثر مف أربعيف دولة أخرى وتجمع بيف خبرات مختمفة مف منتجيف ومستيمكيف
وأصحاب مصانع وبنوؾ وشركات تأميف وناقميف وخبراء فى عمـ االقتصاد والقانوف وتشمؿ ىذه
{صفحة }25المجموعة مف الخبرات المختمفة لكى تضع قواعد تنبع حقيقة مف حاجة التجارة
الدولية ،فيى منظمة رجاؿ األعماؿ فى العالـ ،لتحقؽ وتحافظ عمى مبدأ حرية التجارة الدولية
ولتنسيؽ وتيسير النشاط التجارى ولتمثيؿ مجتمع رجاؿ األعماؿ عمى المستوى الدولى .
ولما كانت المصطمحات التجارية المستعممة فى مختمؼ دوؿ العالـ ،قد يختمؼ تفسيرىا
مف دولة إلى أخرى لتبايف األنظمة القانونية ،فقد شعر المجتمع التجارى الدولى بالحاجة إلى
توحيد ىذه المصطمحات المستعممة في التجارة الدولية ،ومف بيف ىذه المصطمحات ما يتعمؽ
بالبيوع التجارية الدولية ،وعرفت القواعد التى وضعتيا الغرفة فى ىذا المجاؿ باسـ االنكوترمز
” “ Incotermsكذلؾ أصدرت الغرفة قواعد خاصة بالتحكيـ التجارى الدولى ،وكذلؾ قواعد
،1953 1936واستمرت فى العمؿ حتى عدلت سنة وضعت ىذه القواعد أوال سنة
وروجعت وعدلت سنة 1967ثـ مرة أخرى سنة ، 1976ثـ أضيؼ إلييا نوعاف مف البيوع
التجارية الدولية سنة ، 1980كما عدلت القواعد األخيرة بعض القواعد المعموؿ بيا مف قبؿ
ذلؾ .
ومف البدييى أف قواعد االنكوترمز ،ال تعد ممزمة فى مجاؿ البيوع التجارية الدولية ،
عمى عكس النصوص التشريعية واالتفاقيات الدولية التى تمزـ الدوؿ المنضمة إلييا ،عمى أنو
متى أشار المتعاقداف إلييا فى عقودىـ ،فإنيا تستمد إلزاميا فى ىذه الحالة مف اتفاؽ األطراؼ
عمى تبنييا ،ويفضؿ أطراؼ التعاقد عادة تبنى ىذه القواعد عندما ينتموف إلى دوؿ تتشابو
أنظمتيا القانونية بقصد توحيد تفسير االصطالحات الواردة فى عقودىـ { .صفحة } 26
تحديد التزامات األطراؼ فى عقود التجارة الدولية تحديداً واضحاً و دقيقاً. األول :
الثانى :وضع وتعديؿ ىذه القواعد عمى ضوء ما يجرى عميو العمؿ وفقاً لمعرؼ السائد
فى المعامالت التجارية الدولية ،فيى قواعد ال توضع وال تعدؿ مف فراغ ،ولكف مف واقع العرؼ
التجارى الدولى ،أو العرؼ التجارى السائد فى دولة معينة اشتيرت بنوع معيف مف أنواع النشاط
التجارى المختمفة ،فإنجمت ار مثال اشتيرت بأعرافيا فى مجاؿ التأميف البحرى ،وساد نظاميا
مختمؼ دوؿ العالـ ،حتى الدوؿ التى تأخذ بنظاـ قانونى مغاير عدلت تشريعاتيا لتأخذ بما
استقر عميو العرؼ اإلنجميزى فى مجاؿ التأميف البحرى.
ونالحظ أف أطراؼ العالقة التجارية الدولية قد يشيروف فى عقودىـ إلى األخذ بقواعد
االنكوترمز كما ىى ،أو مع تعديؿ معيف يتفقوف عميو أو مع إضافة شروط أخرى تتجسد فى
قواعد دولية أو وطنية أو صادرة مف منظمة أخرى مثؿ قواعد غرفة تجارة الحبوب فى لندف أو
قواعد مجمع لندف لمكتتبى التأميف ،خاصة إذا أخذنا فى االعتبار أف قواعد االنكوترمز تيتـ
أساساً ،كما قدمنا ببياف وتحديد التزامات طرفى عقد البيع ،فقد يأخذ الطرفاف مثال بيذه القواعد
مع اإلشارة إلى التأميف عمى البضاعة محؿ البيع ضد كؿ األخطار وفقا لشروط مجمع لندف .
ونالحظ أف أكثر البيوع التجارية التى عالجتيا قواعد االنكوترمز بيوع بحرية ،أى يرتبط تنفيذىا
بعممية نقؿ بحرى لمبضائع محؿ البيع ،إال أف ىذه القواعد قد عالجت أيضا البيوع الجوية التى
ترتبط بعممية نقؿ جوى لمبضائع محؿ التعاقد ،كما عالجت بعض البيوع التى ترتبط بعممية نقؿ
برى ،بالشاحنات أو بالسكؾ الحديدية .
ونعرض فيما يمى ألىـ أنواع البيوع التى عالجتيا قواعد االنكوترمز وأىـ ما نالحظو
{صفحة }27عالجتيا تشترؾ فى بعض التزامات عمى ىذه القواعد ،أف جميع البيوع التى
طرفييا ،وتختمؼ في بعضيا اآلخر ،بحيث يصبح الكالـ عف كؿ بيع عمى حدة تك ار اًر ليذه
القواعد ،لذلؾ فإننا سنركز أساساً عمى نقطة االختالؼ الجوىرية بيف ىذه البيوع بأنواعيا
المختمفة ،وىى مسألة متى يتـ تسميـ البضاعة مف البائع إلى المشترى فى كؿ نوع مف أنواع ىذه
البيوع ،وما يرتبط بذلؾ مف تحديد المسئوؿ عف تحمؿ مخاطر كؿ نوع والممتزـ بأداء النفقات
المتعمقة بالبضاعة .
– 1االلتزاـ بتوريد البضاعة المتفؽ عمييا فى عقد البيع ،وعمى البائع أف يقدـ شيادة
بمطابقة البضاعة لمشروط والمواصفات الواردة فى عقد البيع إذا اتفؽ بيف طرفى البيع عمى ذلؾ
.
ويعد ىذا االلتزاـ ،التزاما عاما فى جميع أنواع البيوع التجارية ،ويمتزـ البائع بتوريد
البضاعة حسب المواصفات المتفؽ عمييا بيف طرفى التعاقد ،واذا اتفؽ بينيما عمى التزاـ البائع
بأف يقدـ شيادة تتضمف أوصاؼ البضاعة ويقر فييا بأنيا مطابقة ألوصاؼ البضاعة المبيعة ،
فعمى البائع أف ينفذ ىذا االلتزاـ وتقدـ ىذه الشيادة عادة مف شركات متخصصة تسمى شركات
المعاينة أو المراجعة .
-2االلتزاـ بوضع البضاعة تحت تصرؼ المشترى فى الوقت المتفؽ عميو فى العقد،
وفى مكاف التسميـ المحدد فى العقد أو فى المكاف المعتاد تسميـ مثؿ ىذه البضاعة فيو ،
ولشحنيا عمى وسيمة النقؿ التى يقدميا المشترى .
وىذا ىو االلتزاـ بتسميـ البضاعة ،ويتـ التسميـ فى ىذا النوع مف البيوع فى محؿ المنتج
“ Ex أو مخازف البائع أو البائع إما فى المصنع { صفحة “ Ex Factory ” }28
يتواجد فى مكاف البائع الستالـ البضاعة المبيعة نيابة عنو ،والغالب فى البيوع الدولية أف
يفوض المشترى شركة معاينة أو شركة مراجعة تقوـ بالتحقؽ مف مطابقة البضاعة لألوصاؼ
المتفؽ عمييا ،وقد يقتضى ىذا التحقؽ فحص البضاعة أو تحميؿ عينة منيا وتصدر شيادة
بنتيجة ىذا الفحص أو التحميؿ ترسؿ إلى المشترى ،وبالتالى تقوـ شركة المراجعة باستالـ
البضاعة نيابة عف المشترى عمى أف يقوـ المشترى بتدبير وسيمة النقؿ التى يتـ شحف البضاعة
عمييا بمعرفة المشترى أو مف يفوضو فى ذلؾ فى مكاف البائع .أى أف شحف البضاعة عمى
وسيمة النقؿ فى ىذا البيع ،يقع عمى عاتؽ المشترى وتحت مسئوليتو ما لـ يتفؽ الطرفاف عمى
غير ذلؾ .
– 3يتحمؿ البائع نفقات حزـ البضاعة أو تغميفيا أو تعبئتيا إذا اقتضت ذلؾ طبيعة
البضاعة ،أو كاف ذلؾ ضروريا إلمكاف تسميـ البضاعة لممشترى .أى أنو متى كانت طبيعة
()3
إلى المشترى وانما يتعيف تعبئتيا أو حزميا أو تغميفيا ،فإف البضاعة ال تسمح بتسميميا صبا
نفقات ذلؾ تكوف عمى عاتؽ البائع .
– 4يمتزـ البائع بإخطار المشترى بالميعاد الذى تكوف فيو البضاعة جاىزة لمتسميـ
ويجب أف يتـ اإلخطار بوسيمة معقولة ” ، “ Reasonable noticeوقد تكوف ىذه الوسيمة ،
البريد أو البرؽ أو التميفوف أو التمكس حسب الظروؼ {.صفحة }29
– 5يتحمؿ البائع مصاريؼ معاينة البضاعة ،كمصاريؼ فحص نوع البضاعة أو
قياسيا أو تحميميا أو وزنيا أو عدىا ،إذا كاف ذلؾ ضروريا لتسميـ البضاعة إلى المشترى .
– 6يتحمؿ البائع كافة األخطار والنفقات المتعمقة بالبضاعة حتى يتـ وضع البضاعة
تحت تصرؼ المشترى فى الوقت المنصوص عميو فى العقد بشرط أف تكوف ىذه البضاعة
مطابقة لمعقد ،بما يعنى أنيا مفرزة أو تـ تعيينيا باعتبارىا البضاعة المتعاقد عمييا ويعنى ىذا
االلتزاـ أف البائع يتحمؿ تبعة ىالؾ البضاعة إلى الوقت الذى تكوف فيو البضاعة تحت تصرؼ
المشترى فى الميعاد المحدد فى العقد وليس إلى وقت استالـ المشترى لمبضاعة فعالً ،وال حتى
يتـ شحنيا عمى وسيمة النقؿ التى يقدميا المشترى ،بؿ يكفى أف يخطر البائع المشترى بأنو
يمكنو استالـ البضاعة محؿ البيع فى الوقت الذى يحدد فى اإلخطار ،عمى أف يتـ اإلخطار
وتحديد ميعاد االستالـ فى وقت مناسب أو معقوؿ ،وبعد ذلؾ تنتقؿ تبعة اليالؾ إلى المشترى .
عمى أنو يشترط لما تقدـ أف تكوف البضاعة مفرزة ومعينة مف قبؿ البائع ،وأف تكوف مطابقة لما
تـ االتفاؽ عميو فى العقد ،فال يجوز لمبائع مثال أف يخطر المشترى باستالـ البضاعة المبيعة
– 7يقدـ البائع ،بناء عمى طمب المشترى وتحت مسئوليتو وعمى نفقتو ،أية مساىمة ،
لمحصوؿ عمى أية مستندات تصدر فى دولة التسميـ أو دولة المصدر ( المنشأ) والتى قد يطمبيا
المشترى ألغراض التصدير أو االستيراد أو إذا كانت ىذه المستندات مطموبة لمرور البضاعة
عبر دولة أخرى .
ويتعمؽ ىذا االلتزاـ بما تتطمبو بعض الدوؿ مف مستندات الستيراد بضاعة مف دولة
أخرى ،مثؿ شيادة المصدر أو المنشأ التى تصدر عادة مف الغرفة التجارية فى بمد التصدير
ويصدؽ عمييا قنصؿ {صفحة }30الدولة المستوردة فى البمد المصدرة ،فيذه شيادة اف طمبيا
المشترى فإف البائع يعاونو فى استصدارىا ويتحمؿ المشترى نفقات استصدارىا والتصديؽ عمييا .
– 1يمتزـ المشترى باستالـ البضاعة بمجرد وضعيا تحت تصرفو فى المكاف والزماف
المنصوص عمييما فى العقد ،وأف يدفع ثمف البضاعة المحدد فى عقد البيع .
– 2يتحمؿ المشترى كافة النفقات واألخطار المتعمقة بالبضاعة مف الوقت التى توضع
فيو تحت تصرفو ،بشرط أف تكوف ىذه البضاعة مطابقة لمعقد وتـ تعيينيا عمى وجو التحديد
باعتبارىا البضاعة محؿ البيع .
ويحدد ىذا االلتزاـ وقت انتقاؿ تبعة ىالؾ البضاعة إلى المشترى ،وىو الوقت الذى
تصبح فيو البضاعة جاىزة لتسميميا إلى المشترى ووضعيا تحت تصرفو بعد إخطار المشترى
بذلؾ خالؿ مدة معقولة ،ولما كاف المشترى ىو الممزـ بشحف البضاعة عمى وسيمة نقميا ،فإنو
يمتزـ بداىة بمخاطر الشحف .
– 3يتحمؿ المشترى أية رسوـ جمركية أو ضرائب تتعمؽ بالبضاعة بسبب تصديرىا .
ويعنى ىذا االلتزاـ أف المشترى يمتزـ بسداد كؿ ما يفرض عمى البضاعة مف رسوـ جمركية أو
ضرائب فى دولة التصدير وبسبب عممية التصدير ،فإذا قاـ البائع بدفعيا فإنو يطالب بيا
المشترى .
– 4عندما يحتفظ المشترى بحقو فى استالـ البضاعة المبيعة خالؿ ميمة معينة .
وكذلؾ بحقو فى اختيار مكاف االستالـ ،ثـ أخفؽ فى إصدار تعميمات فى ىذا الشأف ،فى
الوقت المناسب فإنو يتحمؿ { صفحة } 31النفقات اإلضافية لمبضاعة وجميع مخاطرىا منذ
الوقت الذى تنتيى فيو الميمة المحددة ،بشرط أف تكوف البضاعة مطابقة لمعقد ،وتـ تعيينيا
باعتبارىا البضاعة محؿ البيع .
– 5يمتزـ المشترى بجميع النفقات الالزمة لمحصوؿ عمى المستندات المشار إلييا فى
البند 7مف التزامات البائع ،بما فى ذلؾ نفقات شيادات مصدر البضاعة واذف التصدير
والرسوـ القنصمية لمتصديؽ عمى ىذه المستندات ،ألف المشترى ىو الذى يطمب استصدار ىذه
الشيادات بمعاونة البائع فى الدولة التى يقع فييا ميناء الشحف .
) ( For / Fot
– 1يمتزـ البائع بتوريد البضاعة ،كما ىو شأف جميع البيوع التجارية الدولية ،مطابقة
لما تـ االتفاؽ عميو فى العقد مع تقديـ ما يثبت ىذه المطابقة ،بالوسيمة التى ينص عمييا العقد .
– 2فى حالة ما إذا كانت البضاعة المتفؽ عمى بيعيا تبمغ حمولة عربة سكة حديد (
أو حممة عربة نقؿ أو حمولة لورى ) أو كاف االتفاؽ عمى تقديـ قدر مف البضاعة كاؼ لمعدالت
الشحف بمثؿ ىذه الوسائؿ ،فإف البائع يمتزـ بشحف البضاعة المتفؽ عمييا عمى عربة السكة
الحديد ( أو عربة النقؿ أو المورى ) وذلؾ عمى نفقتو وخالؿ الموعد المتفؽ عميو ،بشرط أف
تكوف وسيمة النقؿ ىذه مف طراز مناسب وحجـ معقوؿ ومجيزة بمشمع لمتغطية إف لزـ األمر .
{ ويتـ تجييز وسيمة النقؿ ىذه وشحنيا بالبضاعة طبقا لموائح المعموؿ بيا فى محطة تصدير
صفحة } 32البضاعة ويتبيف مف ذلؾ أف البائع فى ىذا البيع ممزـ بتسميـ البضاعة عمى ظير
عربة السكة الحديد أو الشاحنة التى ستنقؿ البضاعة ،ومف ثـ فإنو يظؿ مسئوالً عف البضاعة
حتى يتـ شحنيا ،ولذلؾ يمتزـ البائع فى ىذا البيع بشحف البضاعة ،وبدفع نفقات شحنيا .
– 3أما إذا كانت البضاعة المتفؽ عمييا أقؿ مف حمولة عربة سكة حديد (أو حمولة
عربة نقؿ أو حمولة لورى ) أو كاف االتفاؽ عمى تقديـ قدر مف البضاعة أقؿ مف القدر الكافى
لمعدالت الشحف بمثؿ ىذه الوسائؿ ،فعمى البائع أف يودع ىذه البضاعة فى مخازف السكة
الحديد ،سواء فى محطة التصدير أو إذا كانت ىذه الوسائؿ تشمميا أجرة النقؿ ،فى عربة
تقدميا السكة الحديد فى التاريخ أو الميمة المتفؽ عمييا ،ما لـ تقض الموائح فى محطة التصدير
بإلزاـ البائع بشحف البضاعة عمى عربة السكة الحديد ( أو عمى عربة نقؿ لورى ) مباشرة .
ومع ذلؾ سيكوف مف المفيوـ أنو إذا كانت ىناؾ عدة محطات فى مكاف التصدير،
فممبائع الحؽ فى اختيار المحطة التى تناسبو لتصدير البضاعة منيا متى كانت ىذه المحطة
تقبؿ عادة نقؿ البضاعة إلى مكاف الوصوؿ الذى يحدده المشترى ،ما لـ يكف المشترى قد احتفظ
لنفسو بحؽ اختيار محطة معينة يتـ تصدير البضاعة منيا .
– 4طبقا لما ينص عميو البند ( )5مف التزامات المشترى ،فإف البائع يمتزـ بدفع كافة
النفقات والمخاطر المتعمقة بالبضاعة حتى الوقت الذى توجد فيو عربة السكة الحديد ( أو عربة
النقؿ أو المورى ) التى يتـ شحف البضاعة عمييا ،وبالنسبة لما ورد فى البند ( )3مف التزامات
البائع حتى وقت تسميـ البضاعة إلى مخازف السكة الحديد .
- 5يتحمؿ البائع نفقة المصاريؼ المعتادة لحزـ البضاعة أو تعبئتيا ما لـ يقض العرؼ
التجارى بتصدير ىذه البضاعة دوف أف يتـ حزميا أو تغميفيا أو تعبئتيا{ .صفحة}33
– 6يتحمؿ البائع كافة نفقات معاينة البضاعة ( مصاريؼ فحصيا أو قياسيا أو وزنيا
أو عدىا ) متى اقتضت ذلؾ عممية شحف البضاعة أو إيداعيا بمخازف السكة الحديد.
– 7عمى البائع أف يخطر المشترى بدوف أى تأخير ،بأف البضاعة قد تـ شحنيا أو تـ
– 8عمى البائع أف يزود المشترى بعقد النقؿ العادى إذا جرى العرؼ عمى ذلؾ ،
ويتحمؿ البائع نفقات ذلؾ .
– 9عمى البائع أف يزود المشترى ،بناء عمى طمب األخير وعمى نفقتو ،بشيادة
المصدر .
– 10يمتزـ البائع ،بناء عمى طمب المشترى وعمى نفقتو وتحت مسئوليتو ،بتقديـ كافة
المساعدات الممكنة الستصدار أية مستندات تحرر أو يجرى العمؿ بيا فى دولة تصدير
البضاعة أو دولة المنشأ ،ذلؾ متى طمب المشترى ىذه المستندات ليتمكف مف تصدير البضاعة
أو استيرادىا ( وكذلؾ المستندات الالزمة لمرور ىذه البضاعة عبر دولة أخرى متى اقتضى
األمر ذلؾ ) .
– 1يمتزـ المشترى بأف يصدر تعميماتو إلى البائع فى الوقت المناسب ،لتصدير
– 2يمتزـ المشترى باستالـ البضاعة منذ وقت دخوليا فى حراسة السكة الحديد ،ويمتزـ
بدفع ثمنيا المتفؽ عميو فى العقد .
– 3يتحمؿ المشترى كافة النفقات والمخاطر المتعمقة بالبضاعة ( ويشمؿ ذلؾ نفقات
استئجار مشمع إذا لزـ األمر ) مف الوقت الذى يتـ فيو تواجد عربة السكة الحديد ( أو عربة
النقؿ أو المورى ) الذى { صفحة }32يتـ شحف البضاعة عميو ،أو مف الوقت الذى ستسمـ
فيو البضاعة إلى مخازف السكة الحديد فى الحالة المنصوص عمييا فى البند ( )2مف التزامات
البائع .
– 4يتحمؿ المشترى أية رسوـ جمركية أو ضرائب تفرض عمى البضاعة بسبب
تصديرىا إليو .
– 5إذا احتفظ المشترى لنفسو بالحؽ فى تحديد ميمة يصدر خالليا تعميماتو إلى البائع
لتصدير البضاعة أو الحؽ فى اختيار مكاف الشحف ،وأخفؽ المشترى فى إصدار ىذه التعميمات
فى الوقت المناسب ،فإنو يتحمؿ النفقات اإلضافية التى تنتج عف ذلؾ ،وكذلؾ يتحمؿ مخاطر
البضاعة مف وقت انقضاء الميمة المحددة ،بشرط أف تكوف البضاعة مطابقة لمعقد وتـ تعيينيا
باعتبارىا البضاعة المتعاقد عمييا .
– 6يمتزـ المشترى بدفع جميع النفقات والتكاليؼ الالزمة لمحصوؿ عمى المستندات
المشار إلييا فى بندى ( )10( ، )9مف التزامات البائع ،بما فى ذلؾ مصاريؼ إصدار شيادات
المنشأ والرسوـ القنصمية .
يقصد بو البيع الذى ينتيى فيو التزاـ البائع بوضع البضاعة عمى رصيؼ الميناء الذى
تقؼ عميو السفينة الناقمة أو توضع البضاعة فى الصنادؿ التى تنقميا إلى السفينة الناقمة إذا
كانت تقؼ بعيداً عف رصيؼ الميناء .ويعنى ذلؾ أف المشترى يتحمؿ جميع النفقات ومخاطر
ىالؾ أو تمؼ البضاعة منذ ىذه المحظة .وىذا يعنى أنو عمى المشترى {صفحة } 35فى ىذا
البيع ،عمى خالؼ البيع فوب ” “ Fobأف يخمص عمى البضاعة جمركيا حتى يتـ تصديرىا
.ويحدد فى ىذا البيع ميناء الشحف .
– 22التزامات البائع :
– 1يمتزـ البائع بتوريد البضاعة مطابقة لما اتفؽ عميو فى عقد البيع ،مع تقديـ ما
يثبت ىذه المطابقة اذا كاف ذلؾ مشروطاً بمقتضى العقد .
– 2يمتزـ البائع بتسميـ البضاعة بجانب السفينة الناقمة عمى مرسى الشحف الذى يحدده
المشترى فى ميناء الشحف المسمى فى عقد البيع بالطريقة المعتادة فى ىذا الميناء وفى التاريخ
أو خالؿ المدة المتفؽ عمييا ،وأف يعمف المشترى بدوف تأخير ،بأف البضاعة قد تـ تسميميا
بجانب السفينة الناقمة .ويعنى ىذا أف التزاـ البائع بالتسميـ يتـ بوضع البضاعة عمى رصيؼ
الميناء الذى تقؼ عميو السفينة الناقمة ويتحمؿ المشترى تبعة اليالؾ منذ ىذا الوقت .
– 3يمتزـ البائع بأف يقدـ إلى المشترى بناء عمى طمبو وتحت مسئوليتو وعمى نفقتو ،
كؿ معونة فى الحصوؿ عمى ترخيص التصدير أو أى إذف يصدر مف جية حكومية ويكوف الزما
إلتماـ تصدير البضاعة .
– 4يتحمؿ البائع ،طبقا لمبنديف ( )4( ، )3مف التزامات المشترى ،ووفقا لما سنراه ،
جميع نفقات ومخاطر البضاعة حتى وقت تسميميا بجانب السفينة الناقمة فى ميناء الشحف
المحدد فى العقد بما فى ذلؾ نفقات أية إجراءات يقوـ بيا فى سبيؿ تنفيذ التزامو بتسميـ البضاعة
– 5يقوـ البائع عمى نفقتو بعممية حزـ أو تعبئة البضاعة ما لـ يقض العرؼ التجارى
بشحف البضاعة صبا أو غير معبأة {.صفحة } 36
– 6يمتزـ البائع بدفع نفقات عمميات فحص البضاعة ( نفقات فحص نوع البضاعة أو
قياسيا أو وزنيا أو عدىا ) متى كانت ىذه العمميات الزمة لتسميـ البضاعة بجانب السفينة الناقمة
.
– 7يمتزـ البائع بأف يقدـ – عمى نفقتو – لممشترى وثيقة نظيفة ( أى بدوف تحفظات )
تثبت تسميـ البضاعة بجانب السفينة الناقمة المسماة فى ىذه الوثيقة .
– 8يمتزـ البائع ،بأف يقدـ إلى المشترى بناء عمى طمبو وعمى نفقتو شيادة المنشأ (
شيادة تثبت مكاف إنتاج أو تصدير البضاعة محؿ البيع ) .
– 9يمتزـ البائع بأف يزود المشترى بناء عمى طمبو وتحت مسئوليتو وعمى نفقتو كؿ
مساعدة لمحصوؿ عمى مستندات أخرى غير المشار إلييا فى البند ( )8تصدر فى دولة الشحف
أو مصدر البضاعة ( ويستبعد مف ذلؾ سند الشحف وأية وثيقة قنصمية) والتى قد يطمبيا المشترى
لدخوؿ البضاعة إلى الدولة التى يقع فييا ميناء الوصوؿ ( أو إذا كاف ذلؾ الزما لمرورىا عبر
دولة أخرى ) .
– 1يمتزـ المشترى بأف يخطر البائع باسـ السفينة والرصيؼ الذى سيتـ منو الشحف
ومواعيد تسميـ البضاعة بجانب السفينة .
– 2يتحمؿ المشترى جميع نفقات ومخاطر البضاعة مف وقت تسميميا بجانب السفينة
الناقمة فى ميناء الشحف المتفؽ عميو وفى الميعاد أو خالؿ الميمة المتفؽ عمييا ،كما يمتزـ بدفع
الثمف المنصوص عميو فى عقد البيع .
– 3يتحمؿ المشترى أية نفقات إضافية بسبب عدـ وصوؿ السفينة المتفؽ عمييا لنقؿ
البضاعة فى الميعاد المحدد أو بسبب أف ىذه { صفحة } 37السفينة لف يمكنيا نقؿ البضاعة
أو أنيت عممية شحف البضاعة عمييا قبؿ الميعاد المتفؽ عميو .كما يتحمؿ المشترى جميع
المخاطر المتعمقة بالبضاعة مف وقت قياـ البائع بوضعيا تحت تصرؼ المشترى ،بشرط أف
تكوف البضاعة مطابقة لمعقد ومفرزة بوضوح ومعينة باعتبارىا البضاعة محؿ البيع .
– 4إذا لـ ينجح المشترى فى تسمية السفينة الناقمة لمبضاعة فى الوقت المناسب ،أو
إذا احتفظ لنفسو بالحؽ فى ميمة يتسمـ فييا البضاعة أو يعيف فييا ميناء الشحف ،أو إذا أخفؽ
المشترى فى إعطاء تعميماتو إلى البائع فى الوقت المناسب ،فإنو يتحمؿ أية نفقات إضافية
بسبب ىذا اإلخفاؽ ويتحمؿ أيضا جميع مخاطر البضاعة مف وقت انتياء الميمة المتفؽ عمييا
لمتسميـ ،بشرط أف تكوف البضاعة مطابقة لمعقد وتـ إفرازىا أو تعيينيا باعتبارىا البضاعة
المتعاقد عمييا .
– 24المقصود بو :
يقصد بيذا النوع ،أف البضاعة محؿ البيع توضع بمعرفة البائع عمى ظير السفينة
الناقمة ليا فى ميناء الشحف المحدد فى عقد البيع ،وتنتقؿ مخاطر ىالؾ أو تمؼ البضاعة إلى
عاتؽ المشترى مف المحظة التى تعبر فييا البضاعة حاجز السفينة الناقمة .
– 1يمتزـ البائع بتوريد البضاعة إلى المشترى مطابقة لعقد البيع ،مع تقديـ ما يثبت
ىذا التطابؽ إذا تطمب العقد ذلؾ {.صفحة } 38
– 2يمتزـ البائع بتسميـ البضاعة عمى ظير السفينة التى يحددىا المشترى فى الميناء
المحدد لشحف البضاعة وبالطريقة المتعارؼ عمييا فى ىذا الميناء وفى التاريخ أو خالؿ الميمة
المحددة فى العقد ،ويخطر المشترى بدوف تأخير ،بأف البضاعة قد تـ تسميميا عمى ظير
السفينة .
– 3يحصؿ البائع عمى نفقتو وتحت مسئوليتو ،عمى أى تصريح تصدير أو أى إذف
حكومى يكوف الزما لتصدير البضاعة المبيعة .
– 4يتحمؿ البائع ،طبقا لنصوص البنديف ( )4( ، )3مف التزامات المشترى ،جميع
النفقات والمخاطر المتعمقة بالبضاعة حتى وقت عبورىا فعال لحاجز السفينة فى الميناء المحدد
لشحنيا بما فى ذلؾ الضرائب والرسوـ وأية تكاليؼ أخرى تتطمبيا عممية تصدير البضاعة ،
وكذلؾ النفقات التى تتطمبيا أية إجراءات يتطمبيا قياـ البائع بتنفيذ التزاماتو حتى يتـ شحف
– 5يمتزـ البائع بالقياـ عمى نفقتو بحزـ أو تعبئة أو تغميؼ البضاعة ،ما لـ يقض
عرؼ ميناء الشحف بشحف البضاعة صبا .
– 6يمتزـ البائع بدفع جميع نفقات عممية فحص البضاعة ( كفحص نوع البضاعة أو
قياسيا أو وزنيا أو عدىا ) والتى تمزـ بقصد تسميـ البضاعة .
– 7يمتزـ البائع عمى نفقتو بأف يزود المشترى بوثيقة نظيفة ( أى بدوف تحفظات)
– 8يمتزـ البائع بأف يزود المشترى بناء عمى طمب األخير وعمى نفقتو بشيادة مصدر
البضاعة {.صفحة } 39
– 9يمتزـ البائع بأف يقدـ لممشترى بناء عمى طمبو وتحت مسئوليتو وعمى نفقتو ،كؿ
مساعدة فى الحصوؿ عمى سند شحف أو أى مستند آخر بخالؼ المشار إليو فى البند السابؽ ،
يصدر فى دولة المصدر ،والتى قد يطمبيا المشترى الستيراد البضاعة فى دولة الوصوؿ (
وكذلؾ إذا لزـ األمر لمرور البضاعة عبر دولة أخرى ) .
– 1يمتزـ المشترى بأف يقوـ عمى نفقتو باستئجار سفينة أو حجز الفراغ الالزـ عمى
ظير إحدى السفف ،مع إخطار البائع فى الوقت المناسب باسـ السفينة الناقمة والمرسى الذى يتـ
الشحف منو وتواريخ تسميـ البضاعة لمسفينة الناقمة .
– 2يتحمؿ المشترى جميع النفقات والمخاطر المتعمقة بالبضاعة منذ المحظة التى تعبر
فييا البضاعة فعال حاجز السفينة التى يتـ الشحف عمييا فى الميناء المحدد لمشحف ،ويمتزـ بدفع
الثمف المتفؽ عميو فى العقد .
– 3يتحمؿ المشترى أية نفقات إضافية نتيجة عدـ وصوؿ السفينة التى حددىا لمبائع
إلى ميناء الشحف فى الميعاد المتفؽ عميو أو حتى نياية الميمة المحددة لذلؾ ،أو إذا لـ تتمكف
السفينة مف استالـ البضاعة أو إذا أنيت السفينة عممية شحف البضائع قبؿ استالـ البضاعة
محؿ البيع فى موعد سابؽ عمى الميعاد المتفؽ عميو أو قبؿ نياية الميمة المحددة لمشحف ،
ويتحمؿ كذلؾ جميع مخاطر البضاعة منذ تاريخ انتياء الميمة المحددة بشرط أف تكوف البضاعة
مطابقة لمعقد وتـ فرزىا بحيث أصبحت معينة باعتبارىا البضاعة المتعاقد عمييا .
– 4إذا أخفؽ المشترى فى تعييف اسـ السفينة الناقمة فى الميعاد المتفؽ عميو أو إذا
كاف قد احتفظ لنفسو فى العقد بحؽ تعييف ميمة محددة الستالـ البضاعة أو احتفظ لنفسو بالحؽ
فى اختيار ميناء معيف يتـ منو الشحف ،ثـ أخفؽ فى تعييف ىذه الفترة أو اختيار ىذا الميناء ،
أو { صفحة } 40أخفؽ فى إعطاء البائع التعميمات الالزمة فى الوقت المناسب ،فإنو يتحمؿ
جميع النفقات اإلضافية التى تترتب عمى ذلؾ فضال عف تحممو لجميع المخاطر منذ لحظة
انتياء الفترة المتفؽ عمييا لتسميـ البضاعة ،بشرط أف تكوف البضاعة مطابقة لمعقد وتـ فرزىا
بحيث أصبحت معينة باعتبارىا البضاعة المتعاقد عمييا.
– 5يمتزـ المشترى بأداء أية مصاريؼ أو تكاليؼ لمحصوؿ عمى سند الشحف المشار إليو فى
– 6يمتزـ المشترى بجميع نفقات رسوـ استخراج المستندات المشار إلييا فى البنديف ( )9( ،)8
مف التزامات البائع بما فى ذلؾ نفقات استخراج شيادة المصدر والشيادات القنصمية.
– 27المقصود بو :
يعنى ىذا النوع مف البيوع أف يمتزـ البائع بدفع نفقات البضاعة وأجرة النقؿ التى تمزـ
إلحضار البضاعة إلى المشترى فى ميناء الوصوؿ المحدد فى ىذا البيع ،عمى أف تنتيى
مسئولية البائع عف مخاطر اليالؾ والتمؼ وكذلؾ عف زيادة أية نفقات تتعمؽ بالبضاعة منذ أف
تعبر البضاعة حاجز السفينة فى ميناء الشحف ويتحمؿ المشترى ىذه المخاطر والنفقات .أى
” “ F.O.B.فى انتياء التزاـ البائع بالتسميـ بعبور البضاعة يتفؽ ىذا النوع مع البيع فوب
المبيعة حاجز السفينة الناقمة ،بينما يختمفاف مف حيث أف البيع فوب يتحدد فيو ميناء الشحف
”“C&F ويتعاقد المشترى عمى نقؿ البضاعة ويختار السفينة الناقمة ،بينما فى البيع
يدخؿ ضمف التزامات البائع ويراعى فى تقدير ثمف البضاعة محؿ البيع ،التعاقد عمى نقؿ ىذه
البضاعة وبالتالى { صفحة }41اختيار السفينة الناقمة ،لذلؾ يقاؿ عادة ،أف الدولة التى تريد
تشجيع أسطوليا التجارى عمييا أف تشترى أى تستورد فوب وتبيع أى تصدر ” .“ C & F
– 1يمتزـ البائع بتوريد البضاعة مطابقة لمعقد ،مع تقديـ ما يثبت ىذه المطابقة متى
تطمب عقد البيع ذلؾ .
– 2يمتزـ البائع بأف يتعاقد عمى نفقتو ووفقاً لمشروط المعتادة عمى نقؿ البضاعة محؿ
البيع إلى ميناء الوصوؿ المتفؽ عميو وفقا لمطريؽ المعتاد عمى سفينة تقوـ بالمالحة الخارجية (
وليست سفينة شراعية ) وذلؾ مف الطراز الذى يستخدـ عادة فى نقؿ بضاعة مماثمة لمبضاعة
المتفؽ عمييا فى العقد وأف يدفع أجرة النقؿ وأية نفقات أخرى يقتضييا تفريغ البضاعة فى ميناء
التفريغ والتى تقوـ بتحصيميا عادة الخطوط المالحية المنتظمة وقت الشحف فى ميناء الشحف .
– 3يقوـ البائع تحت مسئوليتو وعمى نفقتو ،بالحصوؿ عمى ترخيص التصدير ،أو أى
– 4يمتزـ البائع بشحف البضاعة عمى نفقتو عمى ظير السفينة فى ميناء الشحف وفى
تاريخ أو خالؿ الميمة المحددة ،فإذا لـ يحدد تاريخ أو ميمة لذلؾ ،يتـ الشحف خالؿ المدة
المعقولة ،عمى أف يخطر المشترى بدوف تأخير ،بأف البضاعة تـ شحنيا عمى ظير السفينة
الناقمة .
– 5يمتزـ البائع طبقا لمبند ( )4مف التزامات المشترى ،بتحمؿ جميع مخاطر البضاعة
حتى لحظة تجاوزىا فعال لحاجز السفينة فى ميناء الشحف {.صفحة }42
( خاؿ – 6يقوـ البائع عمى نفقتو وبدوف تأخير بتزويد المشترى بسند شحف نظيؼ
مف التحفظات ) وقابؿ لمتداوؿ وذلؾ لميناء الوصوؿ المتفؽ عميو ،كذلؾ فاتورة البضاعة
المشحونة .ويجب أف يغطى سند الشحف البضاعة محؿ التعاقد وأف يؤرخ بتاريخ يدخؿ ضمف
المدة المتفؽ عمى إجراء الشحف فييا ،وأف يقدمو لممشترى بتظييره إليو أو بأية وسيمة أخرى
لتسميـ البضاعة بمقتضاه أو ليتسمميا ممثمو المتفؽ عميو بيف الطرفيف .ويجب أف يكوف سند
الشحف المذكور مجموعة كاممة مف سندات الشحف سواء كسند يذكر فيو أف البضاعة " عمى
ظير السفينة " أو أنيا " مشحونة " أو أنيا ( سممت ) ألجؿ الشحف وفى ىذه الحالة األخيرة
يجب عمى الشركة الناقمة أف تذكر عمى ظير السند أف البضاعة وضعت عمى السفينة ،ويتعيف
أف يكوف ىذا البياف مؤرخاً وأف يدخؿ ىذا التاريخ ضمف المدة المحددة لشحف البضاعة ،واذا
تضمف سند الشحف إحالة إلى مشارطة اإليجار المتعمقة بالسفينة ،فعمى البائع أف يزود المشترى
بنسخة مف ىذه المشارطة .
– 29ممحوظة :
سند الشحف النظيؼ ىو السند الذى ال يتضمف أية شروط تحفظية بشأف الحالة المعيبة
لمبضاعة أو عيوب الحزـ أو التغميؼ ،أو التعبئة .
وال تؤدى التحفظات التالية إلى أف يصبح سند الشحف النظيؼ سند شحف غير نظيؼ :
( أ ) الشروط التى ال تقرر صراحة أف حزـ البضاعة أو تغميفيا فى حالة غير مرضية ،
كأف يقاؿ مثال " صناديؽ أو براميؿ مستعممة " .
(ب) الشروط التى تقرر عدـ مسئولية الناقؿ عف المخاطر التى تنجـ عف طبيعة
(جػ) الشروط التى ال ترتب أى التزاـ عمى الناقؿ إزاء عدـ عممو بمحتويات البضاعة أو
وزنيا أو قياسيا أو نوعيا أو مواصفاتيا الفنية {.صفحة }43
– 7يتحمؿ البائع عمى نفقتو ،النفقات المعتادة لحزـ البضاعة أو تغميفيا أو تعبئتيا ،
ما لـ يقض العرؼ التجارى بشحف البضاعة صبا .
– 8يتحمؿ البائع جميع نفقات عمميات معاينة البضاعة ( كفحص نوع البضاعة أو
قياسيا أو وزنيا أو عدىا ) والتى تكوف الزمة لعممية شحف البضاعة .
– 9يتحمؿ البائع جميع الرسوـ والضرائب المستحقة عمى البضاعة حتى تماـ شحنيا
بما فى ذلؾ أى ضرائب أو رسوـ تحصؿ عمييا بسبب التصدير وكذلؾ النفقات التى تتطمبيا أية
إجراءات يقتضييا تنفيذ التزاـ البائع بشحف البضاعة عمى ظير السفينة الناقمة .
– 10يمتزـ البائع بأف يزود المشترى بناء عمى طمب األخير ( البند ( )5مف التزامات
– 11يمتزـ البائع بأف يقدـ لممشترى بناء عمى طمب األخير وتحت مسئوليتو وعمى نفقتو
،كؿ مساعدة فى الحصوؿ عمى أية مستندات بخالؼ ما ذكر فى البند السابؽ ،تحرر فى دولة
الشحف أو فى دولة المصدر ،والتى قد يتطمبيا المشترى الستيراد البضاعة فى دولة الوصوؿ (
وكذلؾ إذا لزـ األمر لعبورىا خالؿ دولة أخرى ) .
– 1يقبؿ المشترى المستندات التى يقدميا البائع إليو إذا كانت مطابقة لما تـ االتفاؽ
عميو فى عقد البيع ،وعميو أف يدفع الثمف المتفؽ عميو فى العقد .
– 2يمتزـ المشترى باستالـ البضاعة فى ميناء الوصوؿ المتفؽ عميو وبأف يتحمؿ – مع
استثناء أجرة النقؿ – جميع النفقات واألعباء { صفحة } 44المتعمقة بالبضاعة أثناء نقميا خالؿ
الرحمة البحرية حتى وصوليا إلى ميناء الوصوؿ ،وكذلؾ نفقات تفريغ البضاعة بما فى ذلؾ
مصاريؼ استعماؿ الصنادؿ ورسوـ استعماؿ رصيؼ الرسو فى ميناء الوصوؿ ( وتسمى فى
العمؿ رسوـ التراكى ) ما لـ تكف ىذه المصاريؼ والرسوـ داخمة ضمف أجرة النقؿ أو حصمتيا
شركة المالحة عند دفع أجرة النقؿ .
– 31ممحوظة :
فإف البائع يمتزـ بمصاريؼ ” “ C & F Landed إذا كاف البيع عمى أساس
الصنادؿ ورسوـ التراكى .
– 3يتحمؿ المشترى جميع مخاطر البضاعة منذ وقت عبورىا فعال لحاجز السفينة
الناقمة فى ميناء الشحف .
– 4فى الحالة التى يحتفظ المشترى فييا بحقو فى تحديد ميمة يتـ خالليا شحف
البضاعة أو بحقو فى اختيار ميناء الوصوؿ ،وأخفؽ المشترى فى إصدار تعميماتو فى ىذا
الشأف إلى البائع فى الوقت المناسب ،فإف المشترى يتحمؿ جميع النفقات اإلضافية التى تترتب
عمى البضاعة وكذلؾ يتحمؿ المخاطر المتعمقة بالبضاعة منذ وقت انتياء الميمة المحددة ،
بشرط أف تكوف البضاعة دائما مطابقة لمعقد وتـ تجنيبيا باعتبارىا البضاعة محؿ التعاقد .
– 5يمتزـ المشترى بدفع جميع نفقات وتكاليؼ الحصوؿ عمى شيادة المصدر والوثائؽ
القنصمية .
– 6يمتزـ المشترى بجميع نفقات الحصوؿ عمى المستندات المشار إلييا فى البند ( )11
مف التزامات البائع .
– 7يمتزـ المشترى بتحمؿ جميع الرسوـ الجمركية وأية رسوـ أو ضرائب أخرى تدفع فى
وقت أو بسبب عممية استيراد البضاعة { .صفحة } 45
– 8يمتزـ المشترى بأف يقوـ عمى نفقتو وتحت مسئوليتو بالحصوؿ عمى إذف استيراد
البضاعة أو ما يشابيو والذى قد يكوف مطموباً الستيراد البضاعة فى دولة الوصوؿ .
– 32المقصود بو :
يعتبر ىذا العقد الذى يشمؿ التزاـ البائع فيو دفع نفقات البضاعة ومصاريؼ التأميف
عمييا وأجرة نقميا ىو ذات العقد السابؽ مع إضافة مصاريؼ التأميف عمى عاتؽ البائع ليقدـ إلى
المشترى وثيقة تأميف ضد أخطار ىالؾ أو تمؼ البضاعة أثناء نقميا ،فيتعاقد البائع مع المؤمف
ويدفع قسط التأميف ،إذ يشمؿ الثمف المحدد ليذا البيع ىذه النفقات ،وال يمتزـ البائع إال بإجراء
تأميف وفقا لمحد األدنى لشروط التأميف عمى البضاعة وىو التأميف عمى أساس شروط ( اإلعفاء
إحالة :تقع عمى البائع فى ىذا البيع جميع االلتزامات السابقة فىالبيع ” “ C & Fوالذى
ويمتزـ فضال عما تقدـ بأف يزود المشترى عمى نفقتو ( أى نفقة البائع ) بوثيقة تأميف
بحرى ضد أخطار نقؿ البضاعة المتعاقد عمييا ويتـ التعاقد فى ىذا التأميف مع مؤمنيف أو
شركات تأميف ذات سمعة طيبة ،ووفقا لشروط التأميف ” “ FPAأى مع عدـ تحمؿ المؤمف
” “ CIFمع الخسارة الخاصة ،عمى أف يغطى ىذا التأميف الثمف المذكور فى عقد البيع
إضافة نسبة مئوية قدرىا % 10مف ىذا {صفحة } 46الثمف .وتحدد قيمة التأميف بالعممة
المحددة فى عقد البيع كمما أمكف ذلؾ .وال تتضمف أخطار النقؿ المغطاة فى التأميف ،األخطار
الخاصة المغطاة فى أنواع معينة مف التجارة أو األخطار التى يرغب المشترى فى حماية خاصة
ليا ما لـ يتفؽ عمى غير ذلؾ .ومف بيف األخطار الخاصة التى يتفؽ بيف البائع والمشترى عمى
اعتبارىا مف األخطار المغطاة فى التجارة ،السرقة والنيب والكسر والتيشـ والرشح واالحتكاؾ
ببضاعة أخرى وغير ذلؾ مف األخطار المتعمقة بأنواع معينة مف التجارة .
ويجوز بناء عمى طمب المشترى وعمى نفقتو أف يقوـ البائع بالتأميف ضد أخطار الحرب
وبالعممة المتفؽ عمى سداد ثمف البضاعة بيا كمما أمكف ذلؾ .
وباإلضافة إلى التزاـ البائع بتزويد المشترى بسند شحف نظيؼ طبقاً لاللتزاـ الوارد فى
” “C I F البند ( )6فى البيع ، C & Fيمتزـ البائع أيضاً بأف يزود المشترى فى البيع
بوثيقة تأميف ،أو بشيادة تأميف ( إذا لـ تكف الوثيقة معدة وقت تقديـ مستندات البيع مف البائع
إلى المشترى ) تصدر مف المؤمف وتتضمف منح حامميا ذات الحقوؽ التى تمنحيا وثيقة التأميف
تعتبر التزامات المشترى فى ىذا البيع ىى ذات التزاماتو فى البيع السابؽ عرضو ولكف
يالحظ أف المشترى يتحمؿ جميع النفقات واألعباء المالية المتعمقة بالبضاعة أثناء نقميا خالؿ
الرحمة البحرية ،فيما عدا أجرة النقؿ ومصاريؼ التأميف البحرى .واذا تـ التأميف ضد أخطار
الحرب ،فإف المشترى يتحمؿ مصاريؼ ىذا التأميف {.صفحة }47
– 35المقصود بو :
يقصد بيذا النوع مف البيوع ،أف البائع يمتزـ بتسميـ البضاعة إلى المشترى عمى ظير
السفينة فى ميناء الوصوؿ المحدد فى عقد البيع .وعمى ذلؾ يمتزـ البائع بجميع نفقات البضاعة
ومخاطرىا حتى يتـ تسميميا فى ميناء الوصوؿ .ولذلؾ فإف ىذا البيع يسمى عادة بيع ميناء
الوصوؿ .
وقد يتسع نطاؽ التزاـ البائع فى بيوع ميناء الوصوؿ إذا كاف البيع تسميـ رصيؼ ميناء
الوصوؿ ،وىذا يعنى أف يظؿ التزاـ البائع قائماً حتى يتـ تسميـ البضاعة ال عمى ظير السفينة
التى مكثت فى ميناء الوصوؿ بؿ عمى رصيؼ ميناء الوصوؿ أى بعد أف يتـ تفريغ البضاعة ،
ويسمى البيع ىنا Ex Quayأى تسميـ رصيؼ الميناء ،وقد يكوف ىذا البيع ذاتو بيع تسميـ
الميناء مع دفع الرسوـ الجمركية . Ex Quay, duty paidوقد يكوف بيع تسميـ رصيؼ الميناء
مع التزاـ المشترى بالرسوـ الجمركية Ex Quay duties on Buyer’s accountوفى
الصورة األولى يقع االلتزاـ بالتخميص عمى البضاعة جمركياً عمى البائع بينما يقع ىذا االلتزاـ
عمى المشترى فى الصورة الثانية.
– 1يمتزـ البائع بتوريد البضاعة إلى المشترى مطابقة لعقد البيع ،وبتسميـ المشترى
المستندات الدالة عمى ذلؾ إذا كاف العقد ينص عمييا .
– 2يمتزـ البائع بأف يضع البضاعة تحت تصرؼ المشترى فى الوقت المحدد فى العقد
عمى ظير السفينة فى ميناء التفريغ المسمى فى { صفحة }48عقد البيع ،حتى يمكف تفريغيا
بالوسائؿ المناسبة المتفقة مع طبيعة البضاعة .
أما إذا كاف البيع تسميـ الرصيؼ ،فيمتزـ البائع بوضع البضاعة تحت تصرؼ المشترى
عمى رصيؼ ميناء الوصوؿ المتفؽ عميو والمحدد فى عقد البيع .
– 3يمتزـ البائع بأف يتحمؿ جميع مخاطر البضاعة ونفقاتيا فى المحظة التى توضع
فييا فعال تحت تصرؼ المشترى طبقاً لمبند ( )2المتقدـ ،بشرط أف تكوف ىذه البضاعة مطابقة
لمعقد ومفرزة بحيث يمكف اعتبارىا البضاعة محؿ التعاقد .
– 4يمتزـ البائع بمصاريؼ حزـ البضاعة أو تعبئتيا أو تغميفيا ،ما لـ يقض العرؼ
التجارى بشحف البضاعة صباً .
وفى البيع تسميـ الرصيؼ ،فإف البائع يتحمؿ ىذه المصاريؼ بما يتفؽ مع طبيعة
البضاعة والتزامو بتسميميا عمى رصيؼ ميناء الوصوؿ .
– 5يمتزـ البائع بمصاريؼ معاينة البضاعة حتى يتـ تسميميا لممشترى طبقا لمبند ( )2
السابؽ .
– 6يمتزـ البائع عمى نفقتو بأف يخطر المشترى بدوف تأخير ،بالتاريخ المتوقع لوصوؿ
السفينة الناقمة المسماة فى العقد وأف يزوده فى الوقت المناسب بسند الشحف أو أمر التسميـ أو
أى مستند آخر يكوف ضروريا لتمكيف المشترى مف استالـ البضاعة .وفى البيع تسميـ الرصيؼ
يمتزـ البائع بتسميـ المشترى المستندات المطموبة لرفع البضاعة مف رصيؼ ميناء الوصوؿ .
– 7يمتزـ البائع بأف يزود المشترى بناء عمى طمب األخير وعمى نفقتو بشيادة المصدر
والفاتورة القنصمية { .صفحة } 49
– 8يمتزـ البائع بأف يقدـ لممشترى بناء عمى طمب األخير وتحت مسئوليتو وعمى نفقتو
كؿ مساعده الزمة لمحصوؿ عمى أية مستندات بخالؼ المذكورة فيما تقدـ ،وتصدر فى دولة
الشحف أو فى دولة المصدر ،والتى يتطمبيا المشترى الستيراد البضاعة فى دولة الوصوؿ ( أو
إذا لزـ األمر لمرور البضاعة عبر دولة أخرى ) .
– 1يمتزـ المشترى باستالـ البضاعة بمجرد أف توضع تحت تصرفو طبقا لمبند ( )2مف
التزامات البائع ،كما يمتزـ بدفع الثمف المنصوص عميو فى العقد .
– 2يتحمؿ المشترى جميع مخاطر البضاعة ونفقاتيا منذ المحظة التى توضع فييا
البضاعة تحت تصرفو طبقاً لمبند ( )2مف التزامات البائع ،بشرط أف تكوف البضاعة مطابقة
لمعقد مفرزة باعتبارىا البضاعة محؿ التعاقد .
– 3يتحمؿ المشترى جميع مصاريؼ وأعباء البضاعة والتى يتحمميا البائع فى سبيؿ
الحصوؿ عمى المستندات المشار إلييا فى البنديف ( )8( ، )7مف التزامات البائع .
– 4يمتزـ المشترى تحت مسئوليتو وعمى نفقتو بأف يقدـ جميع التراخيص أو المستندات
المماثمة التى قد تكوف مطموبة بقصد تفريغ البضاعة فى ميناء الوصوؿ أو بقصد استيرادىا .
– 5يمتزـ المشترى بأف يتحمؿ جميع النفقات واألعباء والرسوـ الجمركية ونفقات
التخميص وجميع االلتزامات والضرائب األخرى التى تدفع بقصد تفريغ واستيراد البضاعة.
ونالحظ أف ىذا االلتزاـ ال محؿ لو فى البيع تسميـ الرصيؼ مع تحمؿ البائع الرسوـ
الجمركية { .صفحة } 50
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1( )1انظر دليؿ المصطمحات التجارية الدولية الصادر عف شركة النصر لمتصدير
واالستيراد مف إعداد وترجمة األستاذ مختار السويفى .
( )2( )2وتعرؼ في العمؿ بالحروؼ ICCوىى الحروؼ األولى لعبارة :
( )3( )3كالحبوب والدقيؽ والخضروات والموالح والكروـ والنبيذ وغيرىا مف البضائع .
الباب الثانى
يعتبر البيع الدولى فى أساسو بيعا لمبضائع وبالتالى ،فإنو يثير كافة المشاكؿ التجارية
والقانونية المتعمقة ببيع البضائع ،إال أنو يستمد صفتو الدولية مف وجود البائع والمشترى فى
وييتـ البائع عادة فى البيوع الدولية ،بتوفير ضماف لو لمحصوؿ عمى ثمف البضاعة
المبيعة بينما يعنى المشترى بأال يدفع الثمف قبؿ أف يتحقؽ مف إرساؿ البضاعة إليو ،وتمعب
()1
،كما يشارؾ الناقموف البنوؾ دو اًر ىاماً فى ىذا الصدد عف طريؽ نظاـ االعتماد المستندى
والمؤمنوف أيضاً فى توفير ضمانات البيع الدولى ،ذلؾ أف عقد البيع الدولى لمبضائع ال يتضمف
فقط النص عمى االلتزاـ بالتسميـ وااللتزاـ بدفع الثمف وانما يتضمف كذلؾ مسائؿ أخرى مثؿ نقؿ
()2
البضاعة مف دولة البائع إلى دولة المشترى والتأميف عمى البضاعة وكذلؾ طريقة سداد الثمف
.
وتتميز العقود الدولية لبيع البضائع إذف ،بخصائص ال تتوافر فى البيوع الداخمية ،فالبيع
الدولى لمبضائع تتصؿ بو اتصاال الزما بعض العقود الدولية األخرى ،مف ذلؾ عقد نقؿ
البضائع بح اًر أو جواً عند تصديرىا ،وعقد التأميف عمى البضائع ،كما أف دفع {صفحة } 51
الثمف يتـ مف خالؿ عقد فتح االعتماد المستندى الذى يبرمو المشترى مع البنؾ المراسؿ ،
وبالتالى فإف البيع الدولى لمبضائع يكوف وحدة مف العقود الدولية ترتبط معا ككؿ ،يشكؿ عممية
التبادؿ التجارى الدولى ( . )3وقد اىتمت بعض الييئات الدولية بوضع قواعد موحدة لمبيع التجارى
الدولى سواء فى شكؿ شروط عامة أو عقود نموذجية أو اتفاقيات دولية .
بدأ التفكير أوال فى توحيد القاعدة التى تقرر أى القوانيف الوطنية يكوف واجب التطبيؽ
عمى عقود البيع الدولى عندما يثور النزاع بيف أطراؼ ىذه العقود ،وأسفرت الجيود التى بذلت
فى ىذا الصدد عف إبراـ اتفاقية الىاى فى 15يونيو سنة 1955بشأف تحديد القانوف الواجب
()4
واحتوت ىذه االتفاقية عمى القواعد اآلتية : التطبيؽ عمى عقود البيع الدولى لمبضائع
(أ) يطبؽ عمى عقد البيع الدولى القانوف الوطنى الذى يعينو الطرفاف .
(ب) إف لـ يتـ ىذا التعييف ،فيطبؽ القانوف الوطنى لمدولة التى يكوف فييا لمبائع محؿ
إقامة معتاد { .صفحة } 52
– 1إذا تمقى البائع األمر بالشراء بواسطة فرع لو فى إحدى الدوؿ ،فإف القانوف الواجب
التطبيؽ يكوف قانوف الدولة التى يوجد فييا ىذا الفرع .
– 2إذا تمقى البائع أو وكيمو األمر بالشراء فى الدولة التى يوجد فييا المشترى ،فإف
قانوف الدولة التى يتخذ فييا المشترى محؿ إقامتو العادية ،يكوف الواجب التطبيؽ .
عمى أف توحيد قاعدة تحديد القانوف الواجب التطبيؽ عمى البيوع الدولية لـ تؤد إلى توحيد
ولمس المجتمع الدولى ضرورة توحيد ىذه القواعد ،لذلؾ اىتـ معيد روما لتوحيد القانوف
الخاص بيذا األمر ووضع الفقيو األلمانى أرنست رابؿ مشروعيف لقانونيف موحديف لمبيوع الدولية
25أبريؿ ،وبعد ثالثيف عاما مف اإلعداد ليذيف القانونيف ،أقرىما مؤتمر عقد فى الىاى فى
سنة . 1964ويعتبر القانوف األوؿ قانونا موحداً لمبيوع ويطمؽ عمى الثانى القانوف الموحد لتكويف
()5
. عقد البيع الدولى لمبضائع
وييدؼ القانوف الموحد لمبيوع الدولية إلى توحيد القواعد الموضوعية ليذه البيوع.
وباإلضافة إلى قواعده العامة ،فإف ىذا القانوف ينقسـ إلى أقساـ أربعة ،التزامات المشترى ،
والتزامات البائع ،ونصوص مشتركة تعالج التزامات كؿ مف البائع والمشترى ،وانتقاؿ
المخاطر .أما القانوف الثانى الخاص بتكويف العقد ،فيعتبر مكمالً لألوؿ ،وبالرغـ مف وصفو
بأنو يتعمؽ بتكويف عقد البيع ،فإنو ال يتناوؿ كؿ أركاف العقد وانما يعالج فقط ركف الرضا ،بؿ
انو { صفحة } 53ال يعالج ىذا الركف كامالً وانما يتكمـ عف اإليجاب والقبوؿ ولـ يتعرض
لعيوب الرضا ،ولعؿ السبب فى ذلؾ يرجع إلى صعوبة التوحيد فى المسائؿ األخرى المتعمقة
بتكويف العقد مثؿ أىمية المتعاقديف وعدـ مشروعية المحؿ ،والسبب والغمط واإلكراه والتدليس
فكميا أمور تتفاوت مف دولة إلى أخرى تبعا لتفاوت المعايير األخالقية واالجتماعية (. )6
وقد انضمت إلى ىاتيف االتفاقيتيف كؿ مف المممكة المتحدة وبمجيكا وألمانيا الغربية
وايطاليا وىولندا وجامبيا وساف مارينو ،وأصبحت االتفاقية سارية فى بعض ىذه الدوؿ منذ 18
)1964ومف الغريب أنو رأينا آنفا الدوؿ التى صدقت عمى اتفاقيتى الىاى لمبيع الدولى (
لـ تكف مف بيف ىذه الدوؿ فرنسا والواليات المتحدة األمريكية برغـ أنيما مف الدوؿ الموقعة عمى
االتفاقيتيف كما عزفت معظـ الدوؿ النامية عف التوقيع عمييما تأسيساً عمى أنيما لصالح بائعى
السمع التى تنتجيا الدوؿ الصناعية المتقدمة ،فضال عف أف الدوؿ النامية لـ تكف ممثمة فى لجنة
صياغة ىاتيف االتفاقيتيف ،لذلؾ فإف انتشار ىاتيف االتفاقيتيف كقانوف تجارى موحد لمتجارة
الدولية لـ يتحقؽ خاصة أف الدوؿ االشتراكية لـ تشارؾ أيضا فى وضعيما .
عمى أف المجيودات الدولية لتحقيؽ وجود ىذا القانوف الموحد لـ تتوقؼ ،بعد فشؿ
اتفاقيتى الىاى لمبيع الدولى { .صفحة } 54
UNCITRALلمقياـ بيذه الميمة وتصدت لجنة األمـ المتحدة لقانوف التجارة الدولية
فشكمت مجموعة عمؿ لوضع قانوف موحد لمبيوع الدولية ،عمى أف ىذه المجموعة لـ تبدأ مف
فراغ وانما اتخذت مف اتفاقيتى الىاى سنة 1964أساساً لعمميا فى محاولة لوضع قانوف موحد
يكوف مقبوال بقدر اإلمكاف مف عدد كبير مف الدوؿ .
1976والذى وقد انتيت مجموعة العمؿ مف إعداد المشروع األوؿ لالتفاقية فى يناير
صدقت عميو المجنة فى اجتماعيا الذى عقد فى فيينا فى مايو ويوليو ، 1977كما أف مشروع
االتفاقية الخاص بتكويف عقد البيع والذى اقترحتو مجموعة العمؿ قد تـ التداوؿ فيو فى اجتماع
المجنة بنيويورؾ سنة 1978وأدمج فى القانوف الموضوعى لمبيع الدولى .
()7
، 11أبريؿ سنة 1980تـ توقيع االتفاقية فى فيينا وقد وقعتيا عشروف دولة وبتاريخ
()8
. وصدرت االتفاقية بالمغات الرسمية الست لألمـ المتحدة
6ديسمبر 1982انضمت مصر إلى ىذه االتفاقية ولـ تكف قد وقعت عمييا وبتاريخ
حتى انتياء التاريخ المحدد لمتوقيع فى 30سبتمبر عاـ . 1981
99مف اتفاقية فيينا سنة 1980عمى أف تدخؿ االتفاقية فى مرحمة وقد نصت المادة
النفاذ فى اليوـ األوؿ لمشير التالى النتياء اثنى عشر شي اًر بعد تاريخ إيداع وثيقة التصديؽ مف
الدولة العاشرة { .صفحة } 55
1988فيما يتعمؽ بإحدى عشرة وبدأ نفاذ االتفاقية طبقاً لمنص السابؽ فى أوؿ يناير
()9
. دولة مف بينيا مصر
99مف اتفاقية فيينا سنة 1980أيضا عمى أف الدولة التى تصدؽ أو وقد نصت المادة
توافؽ أو تنضـ إلييا وكانت طرفا فى أى أو كؿ مف اتفاقيتى الىاى سنة ( 1964األولى بشأف
تكويف عقد البيع الدولى لمبضائع ،والثانية تتعمؽ بالبيع الدولى ذاتو مف الناحية الموضوعية )
تعتبر منسحبة مف أى أو كؿ مف ىاتيف االتفاقيتيف وذلؾ بإخطار الحكومة اليولندية بذلؾ .
ونالحظ أف اتفاقية فيينا تتضمف أربعة أقساـ عمى النحو التالى -:
القسم األول :فى نطاؽ تطبيؽ االتفاقية واألحكاـ العامة ليا .
أى أف ىذه االتفاقية قد جمعت فى نصوصيا بيف األحكاـ التى تضمنتيا اتفاقيتا الىاى
سنة 1964بشأف تكويف العقد واألحكاـ الموضوعية لو .
92مف اتفاقية فيينا عمى حؽ أية دولة متعاقدة عند التوقيع أو وقد نصت المادة
التصديؽ أو الموافقة أو االنضماـ لالتفاقية أف تمتزـ فقط بأحد القسميف الثانى أو الثالث مف ىذه
االتفاقية ،والمقصود مف ىذا الحكـ توفير الحرية الالزمة لمدوؿ لالنضماـ إلى أحد الموضوعيف
كؿ { صفحة } 56المذيف يعالجيما كؿ مف القسـ الثانى والثالث مف االتفاقية كما لو كاف
منيما اتفاقية مستقمة تعالج موضوعا مستقال ،كما ىو الشأف بالنسبة التفاقيتى الىاى سنة
. 1964
ونالحظ أف السمة الرئيسية التى تتسـ بيا اتفاقية فيينا ىى مرونة أحكاميا وحمايتيا
سنتبع فى دراستنا ليذه االتفاقية الخطة التى اتبعتيا فى عرض أحكاميا فنقسـ الدراسة
ىوامش
( )1( )1جورجيت صبحى فى مؤلفيا مبدأ االستقالؿ فى االعتماد المستندى ،دار
النيضة العربية 1992رقـ 9ص . 22
D.M. Day: The Law of International Trade, Butterworths, London ()2( )2
1981, pp.1 – 2 .
( )4( )4اقر ىذه االتفاقية مؤتمر الىاى لمقانوف الدولى الخاص فى جمستو السابعة التى
انعقدت سنة ، 1951ويجب عدـ الخمط بيف ىذا المؤتمر ومؤتمر الىاى الذى عقد
سنة 1964والذى أقر القوانيف الموحدة لمبيع الدولى التى وضعيا معيد روما لتوحيد
القانوف الخاص ،وتعتبر اتفاقية سنة 1955نافذة فى كؿ مف بمجيكا والدانمارؾ وفنمندا
– ( )5( )5شميتوؼ فى قانوف تجارة التصدير ،المرجع السابؽ ،ص ، 109ص 118
.127
1964بشأف البيع الدولى لممنقوالت ( )6( )6محسف شفيؽ :اتفاقيات الىاى لعاـ
المادية ،مذكرات لدبموـ القانوف الخاص 1973 – 1972ص . 94
( )7( )7ىذه الدوؿ ىى ،النمسا وشيمى والصيف وتشيكوسموفاكيا والدانمراؾ وألمانيا
( )9( )9ىذه الدوؿ ىى األرجنتيف وايطاليا وسوريا وزامبيا والصيف وفرنسا وليسوتو ومصر
والمجر والواليات المتحدة األمريكية ويوغسالفيا .
الفصل األول
خصصت اتفاقية فيينا الفصؿ األوؿ مف القسـ األوؿ منيا لتحديد نطاؽ تطبيؽ ىذه االتفاقية ،
ويحتوى ىذا الفصؿ عمى ست مواد ،تحدد أوال المقصود بدولية البيع ،ثـ تعرض لمبيوع
المستبعدة مف االتفاقية ،وأخي اًر تعدد المسائؿ المستبعدة مف نطاؽ تطبيقيا .
الفرع األول
معيار الدولية
اختالف مكان وجود مراكز أعمال أطراف البيع : – 43
تقضى المادة األولى مف االتفاقية بأف تطبؽ أحكاميا عمى بيع البضائع الذى يتـ بيف
أطراؼ توجد مراكز أعماليـ Places of businessفى دوؿ مختمفة وذلؾ - :
(ب) متى أشارت قواعد القانوف الدولى الخاص إلى تطبيؽ قانوف دولة متعاقدة .
ويبيف مف ذلؾ أف اتفاقية فيينا ال تكتفى العتبار البيع دوليا ،أف تقع مراكز أعماؿ
أطراؼ البيع فى دوؿ مختمفة ،كما كانت تقضى { صفحة } 59أحكاـ القانوف الموحد الممحؽ
different األول :أف تكوف مراكز أعماؿ أطراؼ البيع فى دوؿ مختمفة متعاقدة
، contracting statesوال يكفى أف تكوف إحدى أو بعض ىذه الدوؿ مف الدوؿ المتعاقدة بؿ
الثانى :متى أشارت قواعد القانوف الدولى الخاص فى الدولة التى يعرض عمييا النزاع
إلى تطبيؽ قانوف دولة معينة ،فإف ىذه الدولة يجب أف تكوف مف الدوؿ المتعاقدة ،ويعنى ذلؾ
أف االتفاقية ال تكوف واجبة التطبيؽ إال إذا تبيف لمقاضى فى الدولة المعروض عمييا النزاع أف
قانوف دولة متعاقدة ىو القانوف الواجب التطبيؽ عمى النزاع ،عندئذ فإنو يطبؽ قواعد اتفاقية فيينا
عمى النزاع ،وذلؾ سواء أكانت دولة القاضى المعروض عميو النزاع دولة متعاقدة أـ دولة غير
وقد قضت المادة 95مف االتفاقية بوضع تحفظ يجوز بمقتضاه لمدولة عند التصديؽ أو
االنضماـ إلييا أف تقرر عدـ تطبيؽ ىذا الحكـ (. )2
أما اتفاقية الىاى فمـ تشترط عند وجود مراكز أعماؿ أطراؼ البيع فى دوؿ مختمفة أف
تكوف ىذه الدوؿ متعاقدة ،واف كانت المادة الثالثة مف اتفاقية الىاى وضعت تحفظاً بمقتضاه
{ يجوز لكؿ دولة عند التصديؽ عمى االتفاقية أو االنضماـ إلييا أف تقرر أنيا سوؼ ال تطبؽ
صفحة } 60أحكاـ القانوف الموحد إال إذا كانت مراكز أعماؿ أطراؼ البيع موجودة فى دوؿ
متعاقدة مختمفة (. )3
تشترط أحكاـ القانوف الموحد فى اتفاقية الىاى لتطبيؽ أحكامو أف تكوف ىناؾ عالقة
عبر الحدود سواء فى تكويف عقد البيع أو فى تنفيذه ،ذلؾ أف ىذه االتفاقية أخذت بمعياريف فى
تحديد دولية البيع ،األوؿ شخصى وىو وجود مراكز أعماؿ أطراؼ البيع فى دوؿ مختمفة ال
يشترط أف تكوف متعاقدة بشرط أف يتوافر أيضا معيار موضوعى مف المعايير الثالثة التى
وضعتيا وىى تبادؿ اإليجاب والقبوؿ عبر دولتيف ،أو انتقاؿ الشئ المبيع مف دولة إلى أخرى أو
()4
. تسميـ المبيع فى دولة غير التى أبرـ فييا البيع
أما اتفاقية فيينا فإنيا لـ تحتفظ بيذه المعايير برغـ أف األخذ بيا يؤكد الطبيعة الدولية
لمبيع ،واكتفت اتفاقية فيينا بأف تكوف مراكز أعماؿ أطراؼ عقد البيع فى دوؿ مختمفة ،ولو تـ
تكويف العقد وتنفيذه فى دولة واحدة بؿ ولو كانت ىذه الدولة التى تـ فييا تكويف العقد وتنفيذه
دولة غير متعاقدة .
وتنص الفقرة ( )2مف المادة األولى مف اتفاقية فيينا بأنو ال يعتد بتحقؽ واقعة وجود
مراكز أعماؿ أطراؼ البيع فى دوؿ مختمفة كمما كانت ىذه الواقعة غير ظاىرة مف العقد أو مف
المعامالت السابقة بيف أطراؼ البيع أو مف المعمومات التى صرح بيا أطراؼ البيع فى أى وقت
قبؿ أو عند إبراـ عقد البيع .ويقصد بيذه الفقرة أنو لكى يمكف { صفحة } 61تطبيؽ االتفاقية
فإف واقعة وجود مراكز أعماؿ طرفى العقد فى دوؿ مختمفة ،يجب أف تكوف ظاىرة عند إبراـ
العقد وليس بعد ذلؾ سواء مف نصوص العقد أو مف المعامالت السابقة بيف طرفيو أو مف أية
()5
معمومات أدلى بيا طرفا البيع .
ويبيف مف ىذا النص أف اتفاقية فيينا تأخذ بذات الحكـ الذى نصت عميو الفقرة الثالثة مف
المادة األولى مف القانوف الموحد الممحؽ باتفاقية الىاى .ويعنى ذلؾ أنو ال يمنع مف اعتبار
البيع دوليا أف يقع بيف شخصيف مف جنسية واحدة ماداـ أف معيار الدولية التى حددتو اتفاقية
ويذىب رأى إلى أف استبعاد ضابط اختالؼ جنسية المتعاقديف كمعيار لتحديد دولية
البيع يرجع إلى تبايف القوانيف الوطنية فى مجاؿ الجنسية تباينا يخشى معو اضطراب الحدود
التى تفصؿ بيف القانوف الموحد (اتفاقية الىاى ) والقوانيف الوطنية (.)6
تقضى الفقرة الثالثة مف المادة األولى مف اتفاقية فيينا ،أيضا بعدـ االعتداد بصفة
أطراؼ عقد البيع أى بما إذا كانوا تجا اًر أو غير تجار ،وكذلؾ بعدـ االعتداد بالطبيعة المدنية
أو الطبيعة التجارية لعقد البيع ذاتو فى تحديد نطاؽ تطبيؽ أحكاـ االتفاقية
{ صفحة } 62
وىذا الحكـ ىو ذات الحكـ الذى أخذ بو قانوف الىاى الموحد فى المادة 7منو دوف أف
يورد أى تحفظ عمى ىذا الحكـ .
ونرى أف ىذا النص مف أىـ مزايا كؿ مف القانوف الموحد واتفاقية فيينا ،وذلؾ أنو ما مف
نظرية أثارت مف الناحية العممية تعقيدات كبيرة مثؿ نظرية األعماؿ التجارية ،فضالً عف أنيا
مف النظريات التى ال تأخذ بيا كؿ النظـ القانونية ،فثمة نظـ ال تعرؼ التفرقة بيف القانوف
المدنى والقانوف التجارى وتخضع جميع المعامالت لنظاـ قانونى واحد مثؿ إنجمت ار وسويس ار
وايطاليا .
ومف ناحية أخرى فإف القوانيف التى تأخذ بيذه التفرقة ،ال تتفؽ مع حيث األساس
القانونى الذى يقوـ عميو القانوف التجارى ،فبعضيا يأخذ بمعيار شخصى ويقضى بتطبيؽ
القانوف التجارى عمى النشاط الذى يقوـ بو مشروع تجارى ،والبعض اآلخر يأخذ بمعيار
موضوعى ،فالقانوف التجارى يحكـ األعماؿ التجارية بغض النظر عف وقوعيا مف مشروع
كما أف معيار التفرقة بيف األعماؿ المدنية واألعماؿ التجارية مف األمور الخالفية فى
الفقو التجارى نظ اًر ألف التشريعات التجارية ال تحدد ىذا المعيار عادة ( . )7وليذا فإف االتفاقيات
الدولية تقضى صراحة بعدـ االعتداد بتجارية أطراؼ البيع أو موضوعو حتى ال تقحـ ىذه
الخالفات فى نطاؽ تطبيؽ االتفاقية .
تنص الفقرة أ مف المادة 10مف اتفاقية فيينا عمى أنو " :إذا كاف ألحد أطراؼ عقد البيع
الدولى أكثر مف مركز أعماؿ ،فإنو يعتد { صفحة } 63بمركز األعماؿ الذى يكوف أقرب صمة
بالعقد وتنفيذه عمى أف يؤخذ فى االعتبار الظروؼ المعروفة أو التى يواجييا أطراؼ البيع فى أى
ويعنى ىذا الحكـ أنو متى كاف لطرؼ مف أطراؼ البيع أكثر مف مركز أعماؿ ،كما لو
كاف ىذا الطرؼ مف الشركات المتعددة القوميات وليا أكثر مف مركز أعماؿ فى أكثر مف دولة ،
فإنو يعتد بمركز األعماؿ األوثؽ صمة بالعقد أو بمكاف تنفيذه مع أخذ ظروؼ التعاقد فى
االعتبار .
لما كانت المادة 3/1مف اتفاقية فيينا قد نصت عمى أنو ال يشترط إلعماؿ أحكاميا أف
يكوف أطراؼ البيع مف المشروعات التجارية وأنو ال يشترط أف يكوف البيع ذاتو تجاريا ،فإنو قد
10 ال يكوف ألحد أطراؼ عقد البيع الدولى مركز أعماؿ ،لذلؾ نصت الفقرة (ب) مف المادة
عمى أنو إذا لـ يكف ألحد أطراؼ عقد البيع الدولى مركز أعماؿ فإنو يعتد بمحؿ اإلقامة المعتاد .
وىذا الحكـ ىو ذات الحكـ الذى أخذ بو القانوف الموحد التفاقية الىاى فى الفقرة الثانية مف المادة
األولى منيا .
ونالحظ أف اتفاقية فيينا شأنيا فى ذلؾ شأف اتفاقية الىاى قد تفادت استعماؿ اصطالح
الموطف وذلؾ الختالؼ المقصود بيذا االصطالح فى مختمؼ النظـ القانونية ،فالموطف فى
إنجمت ار مثال يقصد بو اإلقميـ الذى يقيـ فيو الشخص عمى وجو الدواـ ولو تركو مؤقتا ،أما فى
فرنسا فيقصد بو المركز الرئيسى ألعماؿ الشخص أى يقصد بو عنواف محدد فى مدينة معينة .
وفى القانوف المصرى ،فإف المادة { 40صفحة }64مف التقنيف المدنى تقضى بأف الموطف ىو
المكاف الذى يقيـ فيو الشخص عادة ،ويجوز أف يكوف لمشخص إلى جانب ىذا الموطف العاـ
()8
،لذلؾ فإف فكرة محؿ اإلقامة المعتاد مواطف خاصة كالموطف التجارى أو الموطف المختار
التى عبرت عنيا المادة ( 10ب) مف اتفاقية فيينا تطابؽ فكرة الموطف العاـ فى القانوف المصرى
{ .صفحة } 65
الفرع الثانى
البيوع المستبعدة
نصت المادة الثانية مف اتفاقية فيينا عمى أال تطبؽ أحكاميا عمى البيوع اآلتية -:
( أ ) السمع التى يتـ شراؤىا لالستعماؿ الشخصى أو العائمى أو المنزلى ما لـ يتبيف أف
البائع لـ يكف يعمـ فى أى وقت قبؿ إبراـ البيع أو عند إبرامو أو لـ يكف مف المفروض فيو أف
يعمـ أف ىذه السمع قد تـ شراؤىا ألحد ىذه األغراض المذكورة .
(جػ) البيع الذى يتـ تنفيذاً ألمر صادر مف سمطة يخوليا القانوف إصدار ىذا األمر.
( و ) بيع الكيرباء
استبعدت اتفاقية فيينا بيع السمع غير التجارية التى تباع بقصد االستيالؾ مف البيوع
الخاضعة ليا ،وتقصد االتفاقية مف ذلؾ أف { صفحة } 66تستبعد البيوع التى تتـ بيف البائع
والمشترى بقصد االستيالؾ الشخصى أو العائمى أو المنزلى ،فإذا اشترى سائح مثال بعض
السمع مف بمد أجنبى ،وكاف ىذا البيع مما يمكف أف يدخؿ فى نطاؽ تطبيؽ االتفاقية ،فإنو متى
تبيف أف اليدؼ منو ىو االستعماؿ الشخصى ،فإنو يخرج عف نطاؽ االتفاقية .
وقد نصت الفقرة ( أ ) ،مف المادة الثانية عمى أف بيع السمع االستيالكية ال يخضع
لالتفاقية ما لـ يتبيف أف البائع لـ يكف يعمـ فى أى وقت قبؿ أو عند إبراـ العقد أو لـ يكف مف
وقد وردت صياغة ىذه الفقرة فى صيغة النفى لكى تبيف االتفاقية أف األصؿ ىو خضوع
البيوع التى ليا صفة دولية ليا واالستثناء ىو عدـ خضوعيا متى كانت بيوعا استيالكية ،وبذلؾ
تمقى االتفاقية عبء إثبات أف البيع لالستيالؾ أو لالستعماؿ الشخصى عمى عاتؽ مف يتمسؾ
()9
. باالستثناء الذى يقضى باستبعاد ىذا البيع مف الخضوع ألحكاـ االتفاقية
ويالحظ أف ذكر أنواع االستعماؿ فى الفقرة (أ) مف المادة الثانية مف االتفاقية والتى مف
شأنيا أف تؤدى إلى استبعاد البيع مف نطاؽ تطبيؽ االتفاقية بأنو شخصى أو عائمى أو منزلى
إنما ورد عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر ،لما يمكف أف يكوف بيعا لسمع استيالكية .
ونالحظ أف النص عمى استبعاد بيع السمع االستيالكية مف الخضوع لالتفاقية ،يقتضيو
ما نصت عميو الفقرة ( )3مف المادة األولى مف اتفاقية فيينا مف أنو ال يؤثر عمى تطبيؽ االتفاقية
أف يكوف { صفحة } 67أطراؼ البيع مف غير التجار أو أف يكوف عقد البيع غير تجارى ،ذلؾ
أف مؤدى ىذا النص األخير أف يخضع لالتفاقية البيع الذى يرد عمى سمعة استيالكية ،مادامت
قد توافرت الصفة الدولية لمبيع كما تحددىا المادة األولى مف االتفاقية ،لذلؾ كاف البد الستبعاد
مثؿ ىذا البيع مف الخضوع ألحكاـ اتفاقية فيينا ،مف أف يرد النص صراحة عمى استبعاده ما لـ
يتبيف أف البائع لـ يكف يعمـ أو لـ يكف مف المفروض فيو أف يعمـ ،عند البيع أف الشراء يقصد
بو االستعماؿ الشخصى .
واذا كاف عبء إثبات أف البيع يرد عمى سمع استيالكية يقع عمى عاتؽ مف يتمسؾ
باستبعاد البيع مف الخضوع لالتفاقية ،فإف ىذا اإلثبات نظ اًر لتعمقو بواقعة مادية ،يمكف أف يتـ
بكافة الطرؽ بما فى ذلؾ قرائف الحاؿ ،مف ذلؾ مثال طبيعة السمعة محؿ البيع ،وصفة المشترى
وجدير بالذكر أف استبعاد بيع السمع االستيالكية مف الخضوع لالتفاقية جاء نتيجة أنو
طبقا ألحكاـ القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة 1964فإف ىذا البيع يمكف أف يخضع لمقانوف
الموحد رغـ أف بيع ىذه السمع مف البيوع قميمة األىمية فى نطاؽ التجارة الدولية ،ولكف مؤدى
تطبيؽ المعايير التى وضعيا القانوف الموحد مف شأنو أف يخضع ىذا النوع مف البيوع -عمى
تفاىتو -ألحكاـ اتفاقية الىاى ،لذلؾ حرصت اتفاقية فيينا عمى استبعاده صراحة ،إذ الحظت
()10
. لجنة قانوف التجارة الدولية التابعة لألمـ المتحدة Uncitralمدى شذوذ ىذا الوضع
ولما كاف بيع بعض السمع االستيالكية قد يتـ بالتقسيط ،وتنظـ معظـ التشريعات
الوطنية ،البيع بالتقسيط بنصوص آمرة { صفحة } 68حماية لممستيمؾ ،فإف مف أىداؼ
استبعاد بيع ىذه السمع مف الخضوع ألحكاـ اتفاقية فيينا ،أف يتمتع المشترى بحماية القوانيف
الوطنية التى تنظـ حماية المستيمؾ .
100لسنة ويالحظ أف القانوف المصرى الذى ينظـ البيع بالتقسيط ىو القانوف رقـ
1957وتتعمؽ معظـ نصوص ىذا القانوف بالنظاـ العاـ إال أف أحكامو ال تقتصر عمى حماية
42مف المشترى ،بؿ انيا تيدؼ أيضا إلى حماية البائع ،مف ذلؾ مثال ما تنص عميو المادة
القانوف المشار إليو بمنع المشترى مف التصرؼ فى السمعة موضوع التقسيط قبؿ الوفاء بكامؿ
()11
. ثمنيا ،واال تعرض المشترى لجزاء جنائى نصت عميو المادة 45مف القانوف
ونالحظ أف المقصود بالبيع بالمزاد ،البيع الذى يتـ اختيا اًر بالمزاد العمنى ،إذ أف البيع
الجبرى يعتبر أيضاً مف البيوع المستبعدة ولكف بموجب فقرة خاصة مف المادة الثانية كما سيمى .
ويقاؿ فى تبرير استبعاد البيع بالمزاد ،أنو يعد مف البيوع المحمية التى تتصؿ بالقوانيف
الوطنية أكثر مف تعمقو بالتجارة الدولية ،ذلؾ أف البيع بالمزاد يبرـ فور رسو المزاد فى مكاف
وجود الشئ وبالتالى فإف القضاء فى مختمؼ الدوؿ يخضع ىذا البيع لمكاف رسو المزاد ({ . )12
صفحة } 69
استبعدت الفقرة (ج) مف المادة الثانية مف اتفاقية فيينا ،البيع الذى يتـ تنفيذاً ألمر
صادر مف سمطة يخوليا القانوف إصدار ىذا األمر ،مف الخضوع ألحكاـ االتفاقية .
ويعتبر البيع الجبرى الذى يتـ تنفيذاً ألمر صادر مف القضاء أو مف السمطة العامة مف
البيوع المستبعدة أيضا وفقا لمفقرة " ( 1د) " مف المادة 6مف القانوف الموحد التفاقية الىاى ،
ويقاؿ فى تبرير ىذا االستبعاد أف صمتيا بالتجارة الدولية منعدمة فضال عف وقوعيا بمقتضى
إجراءات إدارية أو قضائية تختمؼ فى كؿ دولة عف األخرى اختالفاً يصعب معو توحيدىا (. )13
تنص الفقرة (د) مف المادة الثانية مف اتفاقية فيينا عمى استبعاد بيع القيـ المنقولة التى
تشمؿ األسيـ والسندات وسندات االستثمار ( األوراؽ المالية ) واألوراؽ التجارية كالكمبياالت
والسندات االذنية والشيكات مف الخضوع ألحكاـ االتفاقية ،كما استبعدت الفقرة المذكورة أيضا
()14
ويستبعد بيع ىذه القيـ بيع النقود – أى عمميات الصرؼ األجنبى – مف الخضوع لالتفاقية
مف االتفاقية ولو كاف البيع دولياً ،ألف بيع ىذه القيـ يخضع ألحكاـ قانونية خاصة بو تكوف
غالباً أحكاماً ممزمة .
ونالحظ أف ىذا االستثناء ال يشمؿ عقود البيع التى تمثؿ فييا البضاعة بمستند خاص
كسند الشحف أو تذكرة النقؿ أو صؾ إيداع البضائع فى مخازف عامة ،ولو سمى البيع ببيع
مستندات ،ألف دور { صفحة } 70المستندات ىنا يتصؿ بالتزاـ البائع بتسميـ البضاعة ،
ولذلؾ يدخؿ ىذا البيع فى نطاؽ البيع الدولى الخاضع لالتفاقية ،وذلؾ برغـ أف بعض
التشريعات الوطنية تعتبر السندات الممثمة لمبضائع مف قبيؿ األوراؽ التجارية.
ىػ ) مف المادة الثانية باستثناء بيع السفف والمراكب احتفظت اتفاقية فيينا فى الفقرة (
والطائرات مف الخضوع ألحكاـ االتفاقية وىو استثناء وارد فى القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة
1964فى المادة /1 ( 5ب) وذلؾ بالرغـ مف إثارة اعتراضات كثيرة حوؿ استبعاد ىذه البيوع
مف نطاؽ اتفاقية فيينا .
ونالحظ أف قانوف الىاى الموحد كاف يستبعد بيوع السفف المسجمة أو التى يتطمب
القانوف تسجيميا ،ولكف أغفمت اتفاقية فيينا ىذا االشتراط ،وذلؾ الختالؼ أحكاـ التسجيؿ مف
دولة إلى أخرى ،وكاف المقصود مف ىذا االشتراط أف تشريعات بعض الدوؿ تعامؿ السفف
معاممة العقار وتخضعيا لقواعد التسجيؿ لنقؿ ممكيتيا ،بؿ تتطمب بعض التشريعات مثؿ
التشريع المصرى إفراغ عقد بيع السفينة فى محرر رسمى ،لذلؾ يخرج مف نطاؽ االستثناء وفقاً
التفاقية الىاى ،السفف غير الخاضعة لمتسجيؿ أى السفف التى تستثنى مف التسجيؿ وفقاً لمقوانيف
الوطنية مثؿ بعض السفف الصغيرة ،وسفف الصيد ،وسفف النزىة.
استبعدت اتفاقية فيينا فى الفقرة ( و ) مف المادة الثانية بيع الكيرباء مف الخضوع ألحكاـ
/1ج مف المادة 5مف القانوف الموحد التفاقية الىاى { . االتفاقية وىو ما تنص عميو الفقرة
صفحة } 71
واستبعاد بيع الكيرباء ال يشمؿ استبعاد بيع مصادر الطاقة األخرى ،ألف االستثناء ال
يقاس عميو وال يتوسع فى تفسيره ،لذلؾ تخضع بيوع البتروؿ والغاز الطبيعى والطاقة الذرية
ألحكاـ االتفاقية وبرغـ أف البعض كاف يرى أف المنطؽ يستمزـ أيضاً استبعاد بيع الطاقة الذرية
مف نطاؽ الخضوع لمقانوف الموحد التفاقية الىاى ،قياساً عمى بيع الطاقة الكيربائية الختالؼ
الرأى حوؿ طبيعتيا وما إذا كانت تعتبر منقوالً مادياً أو منقوالً معنوياً ألف القانوف الموحد ال
()15
،فإف اتفاقية فيينا لـ تنص عمى استبعاد بيع الطاقة يسرى إال عمى بيع المنقوالت المادية
()16
. الذرية ،بؿ يبدو أف مناقشة ىذا األمر لـ يكف وارداً عند إعداد مشروع االتفاقية
ىناؾ بعض البيوع لـ تنص االتفاقية عمى استبعادىا صراحة ،ولكف يمكف استخالص
استبعادىا ضمنا مف مجموع نصوص اتفاقية فيينا وذلؾ عمى النحو التالى -:
تعالج االتفاقية البيع الدولى لمبضائع ،ولما كاف العقار ال يعتبر قانوناً مف البضائع أو
السمع فإنو يستبعد مف الخضوع ألحكاـ االتفاقية .ونالحظ أف عنواف القانوف الموحد التفاقية
الىاى سنة 1964بالمغة الفرنسية ىو بيع المنقوالت المادية objets mobiliers corporels
بينما يستخدـ األصؿ اإلنجميزى ليذا القانوف اصطالح بيع البضائع { sale of goodsصفحة
} 72أما اتفاقية فيينا فانيا تستخدـ اصطالح بيع البضائع سواء فى األصؿ الفرنسى
ونالحظ أف اتفاقية فيينا واف كانت تقضى صراحة بأنو ال يشترط لسرياف أحكاميا أف
يكوف أطراؼ البيع مف التجار أو أف يكوف البيع تجارياً ،إال أف الواضح مف مجموع نصوص
2صراحة ىذه االتفاقية أنيا تنصرؼ أساساً إلى البيع التجارى خاصة بعد أف استبعدت المادة
البيع الذى يرد عمى سمع استيالكية ،ذلؾ أف اليدؼ مف النص عمى عدـ اشتراط تجارية البيع
أو الصفة التجارية ألطرافو ىو تجنب الدخوؿ فى معيار التفرقة بيف العمؿ التجارى والعمؿ
المدنى وىى تفرقة ال تعرفيا بعض النظـ القانونية ،فضال عف اختالؼ معيارىا فى الدوؿ التى
تأخذ بيذه التفرقة .
عمى أنو مف المسمـ بو أف اصطالح " سمعة " أو " بضاعة " ال يتضمف التعامؿ عمى
العقار ،ميما اختمفت طبيعة النظـ القانونية لذلؾ فإف استبعاد العقار مف الخضوع ألحكاـ
االتفاقية ،أمر ال خالؼ عميو ،فضال عف أف نصوص االتفاقية كميا تعالج بيع البضائع التى
تعتبر مف المنقوالت ،فالنصوص التى تتكمـ عف التزاـ البائع بالتسميـ وتعالج بالتالى زماف
التسميـ ومكانو ،وتتعرض لمحاالت التى تكوف فييا البضاعة المبيعة محؿ نقؿ مف مكاف إلى
آخر ثـ تعرض لاللتزاـ بتسميـ بضاعة مطابقة لما تـ االتفاؽ عميو مف حيث النوع والكمية ،كميا
تفترض أف األمر يتعمؽ ببيع منقوالت ،وأف بيع العقار ليس وارداً ضمف البيوع التى تخضع
لالتفاقية .
تؤدى نصوص االتفاقية كذلؾ ،إلى أنيا التسرى عمى بيع المنقوؿ المعنوى برغـ أف
االتفاقية لـ تستعمؿ اصطالح األصؿ الفرنسى لمقانوف الموحد التفاقية الىاى وىو( بيع المنقوالت
المادية ) ،إال أف { صفحة } 73مجموع نصوص االتفاقية تؤدى إلى أنيا تسرى عمى بيع
المنقوالت المادية دوف بيع المنقوالت المعنوية كحقوؽ الدائنية وبيع المحؿ التجارى ،وبيع حقوؽ
الممكية الصناعية والتجارية ،وحقوؽ الممكية األدبية والفنية.
تنص الفقرة ( )1مف المادة 3مف اتفاقية فيينا عمى أف " تعتبر مف قبيؿ عقود البيع ،
العقود التى يتـ بمقتضاىا توريد سمع يتـ صنعيا أو إنتاجيا ،ما لـ يقدـ الطرؼ الذى يطمب ىذه
السمع جزءاً جوىرياً a substantial partمف المواد الالزمة لتصنيعيا أو إنتاجيا " .وبمقتضى
ىذا النص فإف بيع السمع المصنوعة أو المنتجة أو التى يتعيد فييا البائع بصنعيا أو بإنتاجيا ،
كبيع صفقة مف اآلالت سيتـ تصنيعيا بمعرفة البائع ،أو بيع كمية مف القمح سيتـ زراعتيا
بواسطة البائع ،فإف العقد ىنا يعتبر عقد بيع ويخضع ألحكاـ االتفاقية .
أما إذا قدـ الطرؼ الذى يطمب ىذه السمع جزءاً جوىرياً مف المواد التى تدخؿ فى
صناعة أو إنتاج السمعة محؿ البيع ،فإف العقد ال يعتبر فى ىذا الفرض مف عقود البيع
ذلؾ أف العقد يعتبر بيعا إذا كاف الصانع ( البائع ) يقدـ مف عنده المواد الالزمة لصناعة
السمعة ،أما إذا كاف طالب السمعة ىو الذى يقدـ المواد األولية أو الجزء األكبر منيا ،بحيث
يقتصر عمؿ الطرؼ اآلخر عمى مجرد صنع السمعة ،أو تقديـ جزء غير ىاـ مف المواد األولية
()17
باإلضافة إلى صنعيا ،فإف العقد ال يعد بيعاً وانما ىو عقد استصناع أو عقد مقاولة
وبالتالى يعتبر مف البيوع المستبعدة التى { صفحة }74ال تخضع لالتفاقية .وعمى الطرؼ الذى
يتمسؾ بأف العقد ليس بيعاً وانما مف عقود االستصناع التى ال تخضع لالتفاقية ،عبء إثبات
ذلؾ .
6مف القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة 1964عقد االستصناع وقد استبعدت المادة
مف الخضوع ألحكامو بنص مماثؿ لنص المادة )1( 3مف اتفاقية فيينا .
3أيضاً فى وبعد أف استبعدت االتفاقية عقد االستصناع مف الخضوع ليا ،نصت المادة
فقرتيا الثانية عمى أنو " ال تسرى االتفاقية عمى العقود التى يكوف فييا الجزء الغالب
preponderant partمف التزامات الطرؼ الذى يورد السمع إلى طالبيا عبارة عف تقديـ عمؿ
أو أى نوع آخر مف أنواع الخدمات " .
والسبب فى استبعاد ىذا العقد أنو يعتبر فى جوىره مف عقود المقاولة ،ذلؾ أف محؿ
عقد المقاولة ،القياـ بعمؿ أو تقديـ خدمة إلى الطرؼ اآلخر ،مف ذلؾ مثال عقود اإلنشاءات
وأىـ صورة ليذه العقود عقد تسميـ المفتاح الذى يتفؽ فيو رب العمؿ مع المقاوؿ عمى أف يقوـ
لحسابو بإنشاء مبنى أو مصنع أو فندؽ أو مطار أو إحدى المنشآت المتصمة بمرفؽ عاـ
كمحطات الصرؼ الصحى أو مترو األنفاؽ ،فيذه الصور مف العقود قد يقدـ فييا المقاوؿ
بعض السمع إلى رب العمؿ ولكف الجزء الياـ مف العقد ىو العمؿ أو الخدمة التى يقدميا المقاوؿ
()18
.كذلؾ قد يتعيد المقاوؿ بتوريد بعض السمع لحساب رب العمؿ ولكنو يتعيد إلى رب العمؿ
بتركيبيا فى إحدى المنشآت التابعة لألخير ،مف ذلؾ المقاوؿ الذى يورد آالت ميكانيكية أو
أجيزة { صفحة }75كيربائية إلحدى المنشآت ويمتزـ بالقياـ بتركيبيا وتشغيميا ،كالقياـ بتركيب
آالت يوردىا المقاوؿ إلى رب العمؿ أو القياـ بتوريد وتركيب أجيزة تكييؼ لحساب رب العمؿ ،
فالعقد ىنا واف اشتمؿ فى جزء منو عمى بيع بعض السمع ،إال أف جزءاً ىاماً منو يتمثؿ فى
القياـ بتركيب وتشغيؿ اآلالت واألجيزة التى يوردىا المقاوؿ ،ولذلؾ يعتبر العقد ىنا مف العقود
غير الخاضعة التفاقية فيينا ،بشرط أف يثبت أف الجزء الغالب مف التزامات المقاوؿ تتمثؿ فى
تقديـ عمؿ أو القياـ بخدمة أخرى بحيث ال يعتبر توريد السمع سوى أحد االلتزامات التابعة
اللتزامات المقاوؿ فى العقد ،ويمكف أف يستعاف فى ىذا الصدد إلثبات طبيعة العقد وما إذا كاف
يعتبر عقد مقاولة أو عقد بيع بتقدير قيمة السمع التى يتـ توريدىا مع مقارنتيا باألجر الذى
سيدفع مقابؿ العمؿ أو الخدمة ،فإذا كانت القيمة األولى ىى الغالبة فالعقد يعد بيعا خاضعاً
لالتفاقية ،واال فيو عقد مقاولة يستبعد مف نطاؽ الخضوع لالتفاقية لتخضع لمقانوف المحمى .
ويجب أف تكوف قيمة الجزء الغالب أكثر مف % 50مف القيمة الكاممة لمعقد (.)19
ولكى يسيؿ ىذا التقدير فإنو ينظر إلى عقد المقاولة كما لو كاف متضمنا لعقديف ،عقد
توريد السمع وعقد تقديـ الخدمات أو العمؿ ،فاألصؿ أف يخضع العقد األوؿ التفاقية فيينا بينما
يخضع العقد الثانى لمقانوف الوطنى أو المحمى ،والفيصؿ فى تحديد ذلؾ ،الرجوع إلى أحكاـ
القانوف المحمى لمتحقؽ مما إذا كاف مف الممكف ومف المحتـ الفصؿ بيف ىذيف العقديف ،برغـ أف
إرادة الطرفيف تمعب دو اًر ىاماً فى ىذا المجاؿ ،حتى ولو كاف القانوف المحمى ينظر إلى ىذا
العقد المركب كعقد واحد .ويعنى ما تقدـ أف نصوص العقد والمظاىر التى تحيط بو يمكف أف
تدؿ أو تعبر عف نية طرفيو ،العتبار العقد عقد بيع بحسب السمة الغالبة عميو أو أنو عقد
مقاولة ألف العمؿ يمثؿ الجزء الياـ فيو برغـ اشتمالو عمى توريد بعض السمع { .صفحة } 76
6مف اتفاقية فيينا تسمح ألطراؼ التعاقد بتعديؿ الفقرة 2مف المادة ومع ذلؾ فإف المادة
3منيا وذلؾ باعتبار العقد مف عقود البيع ولو كاف االلتزاـ بتركيب األجيزة أو اآلالت التى يتـ
توريدىا يشكؿ الجزء الغالب مف التزامات المقاوؿ ،بحيث يستطيع أطراؼ التعاقد بإرادتيـ إدخاؿ
ىذا العقد فى مجاؿ الخضوع ألحكاـ االتفاقية برغـ أنو بحسب نص المادة 2/3يعد مف العقود
()20
. المستبعدة
3مف اتفاقية فيينا ،عرضت المممكة المتحدة ،اقتراحا باستبعاد وفى أثناء مناقشة المادة
عقود بيع نقؿ المعرفة الفنية أو التكنولوجيا مف الخضوع ألحكاـ االتفاقية ،وىى العقود التى
يكوف محميا بيع سمعة يتـ تصنيعيا أو إنتاجيا متى قدـ صاحب السمعة المعمومات أو الخبرة
الفنية إلى الصانع حتى يتـ تصنيعيا أو إنتاجيا ،عمى أف ىذا االقتراح لـ يمؽ قبوال مف أعضاء
لجنة األمـ المتحدة لقانوف التجارة الدولية ،إذ ربما يترتب عمى األخذ بو استبعاد عدد مف عقود
()21
{ صفحة } 77 البيع الدولى مف نطاؽ الخضوع لالتفاقية
الفرع الثالث
المسائل المستبعدة
– 58أوالً :سريان االتفاقية فقط عمى تكوين وآثار عقد البيع :
" تحكـ ىذه االتفاقية فقط ،تكويف عقد البيع ،وحقوؽ والتزامات كؿ مف البائع والمشترى والناشئة
عف عقد البيع ،وفيما عدا ما يرد بشأنو نص صريح مخالؼ فى ىذه االتفاقية ،فإنيا ال تسرى
عمى وجو الخصوص عمى ما يأتى :
(أ) صحة العقد أو صحة أى شرط مف شروطو ،أو صحة األعراؼ السارية عميو.
(ب) األثر الذى قد يرتبو عقد البيع عمى ممكية البضائع أو السمع محؿ البيع " .
8مف القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة 1964نصاً مماثالً ولكنيا وقد تضمنت المادة
استبعدت أيضاً األحكاـ الخاصة بتكويف عقد البيع مف نطاؽ االتفاقية التى تعالج آثار عقد البيع
،إذ تعالج فى اتفاقية أحكاـ تكويف عقد البيع ،ولما كانت اتفاقية فيينا تعالج األمريف معاً كما
قدمنا ،فإنيا تنص عمى أنيا تحكـ فقط قواعد تكويف عقد البيع واآلثار المترتبة عمى العقد ،أما
االلتزامات أو قواعد المسئولية التى تنشأ خارج عقد البيع ولكف بسببو ،فإنيا ال تخضع لالتفاقية
{ .صفحة } 78
ولما كانت اتفاقية فيينا قد نظمت فقط مف قواعد تكويف عقد البيع ،أحكاـ اإليجاب
والقبوؿ – كما فعمت اتفاقية الىاى سنة – 1964فإف األركاف األخرى لعقد البيع تخضع ألحكاـ
القوانيف الوطنية ،مف ذلؾ قواعد األىمية وشروط صحة الرضا وعيوبو مف غمط واكراه وتدليس .
ومف ناحية أخرى فإف األحكاـ الموضوعية لصحة البيع كمشروعية محؿ البيع أو سببو
ال تخضع ألحكاـ االتفاقية ،وانما تخضع ألحكاـ القوانيف الوطنية ،ألف ىذه األمور مف المسائؿ
التى تختمؼ مف دولة إلى أخرى ومف العسير إخضاعيا لقواعد موحدة ،إذ ما قد يعتبر مشروعا
فى إحدى الدوؿ قد ال يعد كذلؾ فى دولة أخرى ،كاالتجار فى الخمور مثال .كذلؾ قد تختمؼ
القواعد االقتصادية التى تحكـ التصدير واالستيراد والرقابة عمييما مف دولة إلى أخرى ،كما
تختمؼ القوانيف الوطنية التى تيدؼ إلى حماية المستيمؾ .لكؿ ذلؾ استبعدت اتفاقية فيينا أحكاـ
صحة عقد البيع أو صحة الشروط التى يتضمنيا مف الخضوع ليا .
أما عف صحة األعراؼ السارية عمى عقد البيع ،فإف ىذا يعنى موافقة العرؼ لمنظاـ
()22
،ولما كانت ىذه المسألة تختمؼ مف دولة إلى أخرى بحيث يصعب وضع العاـ فى الدولة
قاعدة موحدة تمزـ { صفحة } 79الدوؿ باتباع أو احتراـ ىذا العرؼ ،فإف االتفاقية آثرت أف
تترؾ ىذه المسألة لمقوانيف الوطنية .
ومع ذلؾ فقد سمحت االتفاقية لمدوؿ بأال تقر قواعد العرؼ الدولى الذى يتعارض مع
()23
،فإذا أحكاـ القوانيف الوطنية ،أى التى تتعارض مع قواعد النظاـ العاـ فى مختمؼ الدوؿ
كاف العرؼ الدولى مثال يقضى باألخذ بسعر فائدة تأخير عمى ثمف السمع محؿ البيع ،يزيد عمى
الحد األقصى المقرر فى قانوف دولة معينة ،فإنو ال يجوز األخذ بيذا العرؼ فى تمؾ الدولة .
ونالحظ أف المسألة المستبعدة فى اتفاقية فيينا فى ىذا الشأف ىو صحة العرؼ الثابت
دوليا متى تعارض مع النظاـ العاـ فى الدولة ،أما تطبيؽ العرؼ ذاتو فال يستبعد مف نطاؽ
9مف اتفاقية فيينا التى تقضى صراحة الخضوع لالتفاقية ،والعكس ىو الصحيح وفقا لممادة
بالتزاـ أطراؼ البيع بأحكاـ العرؼ ،ما داـ أف ىذا العرؼ ال يتعارض مع قواعد النظاـ العاـ فى
الدولة .
تستبعد اتفاقية فيينا أيضا أثر عقد البيع عمى ممكية البضائع محؿ التعاقد ،أى ما إذا
اعتبارات تاريخية تتعمؽ بيذه النظـ ،فمف ىذه النظـ ما يرتب نقؿ الممكية عمى مجرد إبراـ العقد
،ومنيا ما يربط بيف القياـ بعمؿ معيف ونقؿ الممكية مف ذلؾ إفراز المبيع أو تسميمو إلى
المشترى {.صفحة }80
– 62ثانياً :استبعاد مسئولية البائع عن األضرار البدنية التى تحدثيا البضاعة المبيعة:
تنص المادة 5مف اتفاقية فيينا عمى أنو " :ال تنطبؽ أحكاـ االتفاقية عمى مسئولية البائع
()24
. عف الوفاة أو األضرار البدنية التى تسببيا السمعة المبيعة ألى شخص "
ويقصد ىذا النص أف االتفاقية ال تنطبؽ عمى أحكاـ مسئولية المنتج عف األضرار
البدنية التى تحدثيا السمع المعيبة .
ويعد ىذا الحكـ مف األحكاـ المستحدثة فى اتفاقية فيينا والتى لـ تنص عمييا قواعد
القانوف الموحد التفاقية الىاى .عمى أنو يمكف أيضا استخالص ىذا الحكـ مف نص الفقرة
األولى مف المادة 4مف االتفاقية التى تقضى ضمنا بأنيا ال تنطبؽ عمى االلتزامات والمسئوليات
الخارجة عف نطاؽ عقد البيع ،إذ قضت ىذه الفقرة صراحة بأف االتفاقية ال تنطبؽ إال عمى
قواعد تكويف عقد البيع ،وحقوؽ والتزامات كؿ مف المشترى والبائع الناشئة عف عقد البيع ،عمى
النحو الذى عرضنا لو فيما تقدـ .
5مف اتفاقية فيينا أىمية خاصة إذ تنشئ ىذه عمى أنو يبقى فى نظرنا لحكـ المادة
1/4مف االتفاقية ،إذ ال تنطبؽ ىذه االتفاقية المادة حكما ال يمكف استخالصو مف المادة
بموجب المادة 5عمى األضرار البدنية التى قد تمحؽ أى شخص بسبب السمعة ولو كانت ىذه
األضرار { صفحة } 81ناشئة لمطرؼ المتعاقد مع البائع أى لممشترى المباشر والتى قد يفيـ
مف المادة 1/4أنيا تخضع لالتفاقية ،أى ولو كاف نطاؽ ىذه األضرار داخال فى دائرة التعاقد
وليس ناشئا عف المسئولية التقصيرية كاألضرار التى تصيب المستيمؾ الذى يتعامؿ مع المشترى
المباشر مف سمعة معيبة بسبب خطأ ارتكبو المنتج فى إنتاجيا ذلؾ أف ىذه األضرار األخيرة
يمكف استخالص استبعادىا ضمنا مف نص المادة 1/4مف االتفاقية ،كما أسمفنا القوؿ .
ونالحظ أف االتفاقية لـ تستبعد إال األضرار البدنية دوف األضرار المادية التى تمحؽ
الممتمكات والتى تحدث مباشرة لممشترى مف السمعة المعيبة محؿ البيع .
– 63ثالثاً :استبعاد أحكام االتفاقية أو مخالفة أو تعديل حكم فييا ( مبدأ حرية اإلرادة فى
12 " يمكف ألطراؼ العقد استبعاد تطبيؽ ىذه االتفاقية أو مع عدـ اإلخالؿ بحكـ المادة
فإنو يجوز ليـ مخالفة أحد نصوصيا أو تعديؿ آثار نص مف ىذه النصوص " .
ويعنى ىذا النص أف مف حؽ طرفى البيع االتفاؽ عمى استبعاد تطبيؽ أحكاـ ىذه
االتفاقية بالكامؿ ولو توافرت شروط تطبيقيا ،وقد أخذت اتفاقية فيينا فى ىذا الخصوص بما
قررتو المادة 3مف القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة 1964والتى تقضى بجواز استبعاد أحكاـ
القانوف الموحد برمتو أو استبعاد بعض أحكامو ،ويرى البعض أف األخذ بيذا المبدأ يظير
بوضوح احتراـ مبدأ سمطاف اإلرادة واالعتداد بحرية المتعاقديف ،ذلؾ أف النص قرر حقيما فى
استبعاد تطبيؽ القانوف الموحد عمى عقدىما دوف أف يقيدىما بتحديد القانوف الواجب التطبيؽ فى
()25
{ .صفحة } 82 ىذه الحالة عمى العقد
وقد أثير أماـ لجنة األمـ المتحدة لقانوف التجارة الدولية عند مناقشة ىذا الحكـ ،ما إذا
كاف يتعيف النص عمى أنو يشترط لتطبيؽ االتفاقية أف يختار طرفا عقد البيع صراحة تطبيقيا
بالنص عمى ىذا الحكـ فى العقد ،أـ أف ىذه االتفاقية تطبؽ تمقائيا عند عدـ النص فى عقد
البيع عمى تطبيؽ قانوف آخر عميو .وقد رفض اقتراح ضرورة اختيار تطبيؽ االتفاقية صراحة فى
عقد البيع إلمكاف سرياف أحكاميا ألف مف شأف ىذا أف يحوؿ االتفاقية إلى مجرد عقد نموذجى .
ولذلؾ فإف االتفاقية يمكف استبعاد تطبيقيا بالنص صراحة عمى اختيار قانوف آخر وطنى يحكـ
العقد ،ىذا فضال عف إمكاف االتفاؽ عمى استبعاد أحكاـ االتفاقية دوف النص عمى تطبيؽ قانوف
آخر عمى العقد وذلؾ بإمكاف استبعاد حكـ مف أحكاـ االتفاقية أو تعديمو حتى لو تـ ذلؾ بالنص
عمى األخذ بشروط عقد مف العقود النموذجية .ويعنى ما تقدـ أف أحكاـ االتفاقية ال تتعمؽ
بالنظاـ العاـ ويجوز لطرفى عقد البيع االتفاؽ عمى مخالفتيا ،وذلؾ مع األخذ فى االعتبار أف
حكـ المادة 12مف االتفاقية يتعمؽ بالنظاـ العاـ وال يجوز االتفاؽ عمى مخالفتو ،وتقضى المادة
المذكورة بأال يسرى الحكـ الذى يقرر جواز إثبات عقد البيع بأى طريؽ مف طرؽ اإلثبات غير
الكتابة متى كاف مركز أعماؿ أحد طرفى البيع يقع فى دولة متعاقدة تأخذ بالتحفظ الوارد فى
المادة 96مف االتفاقية ،وىو التحفظ الذى يقضى بحؽ كؿ دولة متعاقدة يقضى تشريعيا
بوجوب إثبات عقد البيع بالكتابة فى أال تطبؽ أحكاـ االتفاقية التى تقضى بجواز إثبات عقد البيع
بأى طريؽ مف طرؽ اإلثبات غير الكتابة .
ونالحظ أف اتفاقية فيينا لـ تنص عمى حكـ مماثؿ لما أخذ بو القانوف الموحد التفاقية
الىاى سنة 1964والذى قضت مادتو الثالثة بأف استبعاد أحكاـ القانوف الموحد كما يمكنو أف
يقع صراحة يمكف أف يكوف ضمنا ،وليس معنى ىذا أف اتفاقية فيينا ال تأخذ بمبدأ االستبعاد
الضمنى ألحكاميا وانما أرادت االتفاقية أف تتفادى إسراؼ { صفحة } 83المحاكـ أو تسرعيا فى
() 26
. استبعاد أحكاـ االتفاقية
ىذا ومف المقرر أف حرية المتعاقديف فى عقد البيع الدولى لمبضائع ال تقتصر فقط عمى
حقيما فى استبعاد أحكاـ اتفاقية فيينا عندما تكوف واجبة التطبيؽ ،وانما يجوز ليما أيضا
االتفاؽ عمى تطبيؽ أحكاـ االتفاقية عمى عقد بيع ال يخضع أصال ليا .مثؿ عقد بيع سفينة مثال
4مف القانوف ،وذلؾ بالرغـ مف عدـ النص فى االتفاقية عمى األخذ بحكـ مماثؿ لحكـ المادة
الموحد التفاقية الىاى التى تقرر صراحة إمكاف االتفاؽ عمى تطبيؽ القانوف الموحد عمى عقد ال
يخضع أصالً ألحكاـ ىذا القانوف طبقا لشروط تطبيقو ،عمى أف مقتضى األخذ بيذا الحكـ فى
اتفاقية فيينا ،أف يسمح القانوف الوطنى الذى يتـ العقد فى ظمو باألخذ بو وذلؾ متى لـ يكف مف
()27
{ .صفحة } 84 شأف األخذ بيذا الحكـ مخالفة قواعد قانونية آمرة يقررىا القانوف الوطنى
ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ
Schlechtriem : Uniform Sales Law, the UN Convention on contracts of ()1( )1
( )3( )3فيكوف لمدولة التى تأخذ بيذا التحفظ أف تطبؽ االتفاقية ولو لـ يؤد تطبيؽ قواعد
القانوف الدولى الخاص فى ىذه الدولة إلى تطبيؽ قانوف دولة متعاقدة .
( )5( )5أنظر مؤلؼ شميشتريـ Schlechtriemالمشار إليو آنفا ،ص . 27
( )8( )8محسف شفيؽ ،أرقاـ ، 173 ، 172 ، 171ص 104ومابعدىا .
محسف شفيؽ ،المرجع السابؽ ،بند ، 165ص . 100 – 99 ()10( )10
ىذه البيوع تعد أيضاً مف البيوع المستبعدة وفقاً التفاقية الىاى سنة 1964 ()14( )14
.
( )16( )16وقد اقترح ممثؿ العراؽ استبعاد بيوع البتروؿ مف نطاؽ الخضوع التفاقية
فيينا ألف منظمة األوبؾ وضعت عقوداً نموذجية لبيع البتروؿ ،ولكف ىذا االقتراح لـ
يمؽ استجابة مف باقى الدوؿ األعضاء فى لجنة قانوف التجارة الدولية التابعة لألمـ
المتحدة.
( )18( )18نشير فى ىذا الصدد إلى الدليؿ الذى وضعتو لجنة األمـ المتحدة لقانوف
التجارة الدولية لعقود المنشآت الصناعية والتى تضمنت تنظيما خاصا ليذه العقود ،
وقد أجيز ىذا الدليؿ فى اجتماع المجنة الذى عقد فى مدينة فيينا فى أغسطس سنة
. 1987
( )20( )20تنص المادة 6عمى أنو يمكف ألطراؼ التعاقد استبعاد تطبيؽ أحكاـ االتفاقية
أو مخالفة أو تغيير أثر مف اآلثار المترتبة عمى أحد نصوصيا .
( )24( )24تختمؼ األضرار البدنية عف األضرار المادية فاألولى تمحؽ الجسـ البشرى
سواء أدت إلى الوفاة أو إلى إصابة بدنية ،أما الثانية فتمحؽ األمواؿ أو الممتمكات كما
لو ترتب عمى السمعة المعيبة ضرر مادى لألمواؿ مف ذلؾ لو تسببت اآللة المعيبة
التى تـ شراؤىا فى إتالؼ المواد األولية أو المواد نصؼ المصنوعة التى تدخؿ فى
صناعة السمعة مما أدى إلى إلحاؽ أضرار مادية بمشترى اآللة ،وىى أضرار لـ
تستبعدىا المادة 5مف اتفاقية فيينا .
الفصل الثانى
رأينا فيما تقدـ أف اتفاقية فيينا قد جمعت فى نصوصيا بيف األحكاـ التى تتعمؽ بتكويف
عقد البيع الدولى لمبضائع ،واألحكاـ الموضوعية ليذا العقد وىما الموضوعاف المذاف كانا ينظـ
كؿ منيما اتفاقية مستقمة مف اتفاقيتى الىاى سنة . 1964
وقد تضمف القسـ الثانى مف االتفاقية أحكاـ تكويف عقد البيع بينما نظـ القسـ الثالث
األحكاـ الموضوعية لمعقد ،وأجازت المادة 92مف اتفاقية فيينا لكؿ دولة متعاقدة أف تمتزـ فقط
بأحد القسميف الثانى أو الثالث مف االتفاقية عند التوقيع أو التصديؽ أو الموافقة أو االنضماـ
()1
. إلييا
ولـ تعالج اتفاقية فيينا مف قواعد تكويف عقد البيع سوى ركف الرضاء فمـ تنظـ ركنى
السبب والمحؿ ،بؿ انيا لـ تعالج كؿ أحكاـ الرضاء ،إذ أنيا أغفمت عمداً تنظيـ عيوب الرضا
ألنيا مف األمور التى تختمؼ فييا التشريعات الوطنية واقتصر التنظيـ الذى أتت بو االتفاقية
عمى اإليجاب والقبوؿ ،ذلؾ ألف اتفاقية فيينا اقتفت أثر اتفاقية الىاى سنة 1964بشأف تكويف
عقد البيع الدولى وقد اكتفت ىذه االتفاقية األخيرة أيضا بتنظيـ جزء مف ركف واحد مف أركاف
العقد ىو الرضاء ،ولـ تتناوؿ منو إال اإليجاب والقبوؿ ،فأىممت تنظيـ { صفحة } 85قواعد
()2
. األىمية واألحكاـ المتعمقة بعيوب الرضاء لصعوبة الوصوؿ إلى التوحيد التشريعى فييا
ونالحظ أف اتفاقية فيينا قد وردت فييا نصوص تتعمؽ بتفسير العقد واثباتو ضمف القواعد
العامة لالتفاقية وقبؿ النصوص المنظمة لتكويف العقد .ولما كانت أحكاـ تفسير العقد واثباتو مف
األمور التى تتصؿ بدراسة تكويف العقد ،فإننا سندرس ىذه القواعد فى ىذا الباب الذى يتعمؽ
بتكويف عقد البيع ،بعد دراسة أحكاـ اإليجاب والقبوؿ .
ونقسـ دراستنا فى ىذا الفصؿ إذف إلى فرعيف ،نتناوؿ فى األوؿ قواعد اإليجاب والقبوؿ
،ونخصص الثانى لتفسير العقد واثباتو { .صفحة } 86
الفرع األول
اإليجاب والقبول
ينعقد العقد بإيجاب وقبوؿ يصدراف عف طرفى العقد ،دوف أف يشترط فى ذلؾ أف يصدر
اإليجاب عف المشترى والقبوؿ عف البائع أو العكس ،إذ العبرة باتصاؿ القبوؿ باإليجاب الذى
يوجيو أحد طرفى العقد إلى الطرؼ اآلخر .
عمى أف األمر ال يتـ بيذه الصورة البسيطة فى نطاؽ عقد البيع الدولى ،ألف ىذا العقد
تسبقو عادة إما مفاوضات بيف طرفى البيع ،أو معامالت سابقة بيف الطرفيف ،بحيث يعتبر
سموؾ الطرفيف كافياً النعقاد العقد دوف حاجة إلى تميز أو تجسيد كؿ مف اإليجاب والقبوؿ .
، 1964فإف اإليجاب والقبوؿ ال ووفقاً ألحكاـ القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة
ينتجاف أثرىما إال إذا وصال إلى عمـ الطرؼ اآلخر ،ويعتبر تسميـ التعبير عف اإلرادة إلى
الطرؼ الذى وجو لو بمثابة وصوؿ ىذا التعبير إلى الطرؼ الذى وجو إليو ،وما يصدؽ عمى
اإليجاب والقبوؿ ،يصدؽ أيضا فى القانوف الموحد عمى الرجوع فييما .
وقد عالجت اتفاقية فيينا أحكاـ اإليجاب والقبوؿ بنصوص تتشابو فى مجموعيا مع
أحكاـ اتفاقية الىاى سنة 1964بشأف تكويف العقد ( . )3وعالجت المواد مف 14إلى 17مف
اتفاقية فيينا قواعد { صفحة } 87اإليجاب ، offerونظمت المواد مف 18إلى 22أحكاـ
القبوؿ . acceptance
وندرس فى مبحثيف عمى التوالى كؿ مف اإليجاب والقبوؿ وفقاً التفاقية فيينا .ثـ نتكمـ
فى مبحث ثالث عف اقتراف اإليجاب بالقبوؿ .
المبحث األول
اإليجاب
تنص المادة 14مف اتفاقية فيينا فى فقرتيا األولى عمى أف اإليجاب يعتبر عرضاً محدداً
بطريقة كافية ،ويعبر عف إرادة الموجب فى أف يمتزـ فى حالة صدور القبوؿ مف الطرؼ الموجو
إليو اإليجاب .
ويعنى ىذا التعريؼ بأمريف ،األوؿ أف اإليجاب البد أف يتضمف عرضا محددا مف
الطرؼ الذى يصدر عنو إلى الطرؼ الذى يوجو إليو ،أما األمر الثانى فيو التعبير عف التزاـ
الموجب بالبقاء عمى ايجابو متى صدر القبوؿ مف الطرؼ الذى وجو إليو الموجب إيجابو .
ويعتبر اإليجاب فى القانوف المصرى تعبي اًر عف إرادة الموجب ،يصدر بقصد إحداث
()4
. أثر قانونى ىو إنشاء االلتزاـ ،لذلؾ ال عبرة باإلرادة التى لـ تتجو إلحداث أثر قانونى
وتعرؼ محكمة النقص المصرية اإليجاب بأنو " :العرض الذى يعبر بو الشخص
الصادر منو عمى وجو جازـ عف إرادتو فى إبراـ عقد معيف بحيث إذا اقترف بو قبوؿ مطابؽ لو
()5
{ .صفحة } 88 انعقد العقد "
والغالب أف يبدأ أحد المتعاقديف باإليجاب يتموه قبوؿ المتعاقد اآلخر ،ولكف ليس مف
الضرورى أف يأتى اإليجاب سابقاً عمى القبوؿ ،فقد يتـ العقد بتالقى تعبيريف متعاصريف عف
تعتبر المفاوضات فى بعض العقود ،ال سيما فى عقد البيع ،ىى المرحمة السابقة عمى
التعاقد ،وال يصدر عف أحد المتعاقديف إيجابا نيائيا إال بعد مفاوضات مع الطرؼ اآلخر،
فاإليجاب إذف ىو نتيجة المفاوضات .
وال يرتب القانوف بحسب األصؿ ،عمى المفاوضات ،أى أثر قانونى ،إذ مف حؽ
المتفاوض أف يقطع المفاوضة فى أى وقت ،وال مسئولية عميو فى ىذا المسمؾ إال إذا اقترف
العدوؿ عف التفاوض بخطأ ممف قطع المفاوضات وتعد المسئولية ىنا تقصيرية أساسيا الخطأ
وليست تعاقدية ترتكز عمى العدوؿ عف التفاوض .وعمى مف يدعى الضرر مف العدوؿ أف يثبت
وقضت محكمة النقض المصرية بأف المفاوضات ليست إال عمالً مادياً وال يترتب عمييا
بذاتيا أى أثر قانونى ،فكؿ متفاوض حر فى قطع المفاوضة فى الوقت الذى يريد دوف أف
يتعرض ألية مسئولية أو يطالب ببياف المبرر لعدولو ،وال يرتب ىذا العدوؿ مسئولية عمى مف
عدؿ إال إذا اقترف بو خطأ تتحقؽ معو المسئولية التقصيرية ،وال يعد مجرد العدوؿ عف إتماـ
()7
{. المفاوضة فى ذاتو خطأ ،فالبد أف يثبت الخطأ مف وقائع أخرى اقترنت بيذا العدوؿ
صفحة } 89
وقد تنتيى المفاوضات إما إلى إيجاب معمؽ أو إيجاب نيائى ،فاإليجاب المعمؽ عمى
شرط ىو إيجاب ال مفاوضة ،ولكنو ال ينعقد إال إذا تحقؽ الشرط الذى عمؽ عميو ،كما لو
عرض شخص التعاقد بثمف معيف مع االحتفاظ بحقو فى تعديؿ الثمف طبقاً لتغير األسعار ،
فاإليجاب ىنا معمؽ عمى شرط عدـ تغير األسعار (. )8
واذا خرج اإليجاب مف دور المفاوضة ودور التعميؽ ،أصبح إيجابا نيائيا .ويعد تقرير
ما إذا كاف اإليجاب قد وصؿ إلى ىذا الدور مف مسائؿ الواقع ال مف مسائؿ القانوف فيفصؿ فيو
()9
. قاضى الموضوع طبقاً لظروؼ كؿ حالة
14مف اتفاقية فيينا ،بأف توجيو العرض إلى مجموعة تقضى الفقرة الثانية مف المادة
غير محددة مف األشخاص يعتبر مجرد دعوة إلى توجيو إيجاب أى مجرد دعوة إلى التعاقد ،ما
لـ يتبيف أف الموجب قد أفصح بوضوح عف العكس ،أى ما لـ يكف الموجب قد قرر صراحة أف
() 10
. يوجو إيجابا إلى الجميور
ويعالج ىذا النص الحالة التى يوجو فييا شخص دعوة إلى الجميور لمتعاقد ،وفى ىذا
الصدد يجب أف نفرؽ بيف توجيو اإليجاب { صفحة } 90إلى الجميور ودعوة الجميور إلى
التعاقد أو إلى تقديـ ايجاب لمتعاقد ،فاإليجاب الموجو إلى الجميور يحدث عندما تعرض
البضائع عمى الجميور مف البائع مع تحديد ثمنيا ،أما النشر واإلعالف وبياف األسعار الجارى
التعامؿ بيا وكؿ بياف آخر متعمؽ بعروض أو طمبات موجية لمجميور أو لألفراد فال يعتبر عند
الشؾ ايجابا وانما يكوف دعوة إلى التفاوض ،وكاف المشروع التمييدى لمتقنيف المدنى المصرى
يشتمؿ عمى نص صريح فى ىذا المعنى ىو نص المادة ، 134وقد حذؼ ىذا النص فى لجنة
()11
. المراجعة لعدـ الحاجة إليو ،إذ يسيؿ عمى القضاء تطبيؽ ىذا الحكـ دوف نص عميو
ويعنى ما تقدـ أف اإليجاب يختمؼ عف الدعوة إلى التعاقد واألمر يتوقؼ عمى مضموف
التعبير عف اإلرادة ،فإذا قاـ التاجر بعرض بضائعو عمى الجميور مع بياف أسعارىا فإف ىذا
يعد بال شؾ إيجابا صريحاً موجيا إلى الجميور ،أما مجرد اإلعالف عف السمعة حتى مع بياف
سعرىا فإنو يعد دعوة إلى التعاقد وليس إيجاباً ما لـ يتبيف صراحة أف التاجر قصد توجيو إيجاب
صريح إلى الجميور .
– 69متى ينتج اإليجاب أثره ؟ :
14مف اتفاقية فيينا تقضى بأف العرض المقدـ إلبراـ رأينا أف الفقرة األولى مف المادة
عقد والموجو إلى شخص أو أشخاص معينيف يعتبر ايجابا ،إذا كاف العرض محددا بطريقة
كافية ويعبر عف إرادة الموجب فى أف يمتزـ فى حالة صدور القبوؿ مف الطرؼ الموجو إليو
اإليجاب ،وتضيؼ ىذه الفقرة بيانا بالمقصود بالعرض المحدد بطريقة كافية ،فيو العرض الذى
يعيف البضائع التى ستكوف محالً لمبيع ،والذى يحدد صراحة أو ضمنا الكمية والثمف أو ينص
عمى طريقة تحديد الكمية والثمف {.صفحة } 91
ويمكف تحديد الثمف ضمناً عف طريؽ اإلشارة إلى قائمة أسعار أو أسعار واردة فى
كتالوج خاص بالسمعة محؿ اإليجاب ويمكف أيضا أف يحدد الثمف صراحة أو ضمناً باإلشارة إلى
سعر السوؽ عند التسميـ أو فى أى وقت يحدده الموجب فى عرضو .
ومتى تضمف اإليجاب عرضاً محدداً بطريقة كافية عمى النحو السابؽ ،فإنو ينتج أثره
متى وصؿ إلى الموجب لو أى الموجو إليو اإليجاب وفى ىذا تنص الفقرة األولى مف المادة 15
مف اتفاقية فيينا عمى أف ينتج اإليجاب أثره متى وصؿ إلى الموجب لو ،أى المتعاقد اآلخر الذى
يوجو إليو اإليجاب .ومعنى ذلؾ أف اإليجاب مف وقت وصولو إلى الموجب لو يعتبر قائماً ويمزـ
فاإليجاب متى استكمؿ وجوده القانونى يمزـ الموجب بالتعاقد فى حالة قبوؿ الموجو إليو
ولكف ال يعنى ىذا أف اإليجاب يعتبر باتاً منذ صدوره إذ يظؿ الرجوع فيو جائ اًز قبؿ أف يستكمؿ
اإليجاب وجوده القانونى .واإليجاب ،يستكمؿ ىذا الوجود كما قدمنا ،متى تضمف عرضاً
محدداً عمى النحو السالؼ بيانو ،ومتى وصؿ إلى الموجو إليو العرض .
ويالحظ أف اإليجاب الذى يمزـ صاحبو عند قبوؿ الموجب لو أى الذى ينتج أثره ال يعتبر
بالضرورة إيجاباً باتاً إذ يجوز الرجوع فيو .فالرجوع فى اإليجاب ال يكوف إال متى استكمؿ
اإليجاب وجوده القانونى ألنو قبؿ ذلؾ ال يكوف ىناؾ إيجاب ممزـ ،أما بعد استكماؿ وجوده
القانونى بتوافر شرطى استكماؿ ىذا الوجود ( عرض محدد ووصولو إلى الموجب لو ) فيجوز
()12
. الرجوع فيو ،ما لـ يكف باتاً ،ألف اإليجاب البات ىو اإليجاب الذى ال يجوز الرجوع فيو
وسنعرض فيما بعد المقصود باإليجاب البات {.صفحة }92
15مف اتفاقية فيينا بأف اإليجاب ولو وتطبيقاً لما تقدـ ،تقضى الفقرة الثانية مف المادة
كاف ممزما irrevocableيمكف سحبو withdrawalأى الرجوع فيو إذا وصؿ الرجوع إلى
الموجب لو قبؿ أو عند وصوؿ اإليجاب إليو .
ويعنى النص السابؽ أف اإليجاب بعد أف يستكمؿ وجوده القانونى بأف كاف مشتمالً عمى
عرض محدد ووصؿ إلى عمـ الموجب لو ،ويعتبر بالتالى غير قابؿ لمعدوؿ عنو أو تعديمو ،
ألف التعديؿ صورة مف صور العدوؿ ،وانما يمكف سحبو ،إذا وصؿ السحب إلى الموجو إليو
91مف ويأخذ القانوف المصرى بحكـ مشابو لما قضت بو اتفاقية فيينا .إذ تنص المادة
التقنيف المدنى عمى أف ينتج التعبير عف اإلرادة أثره فى الوقت الذى يتصؿ فيو بعمـ مف وجو إليو
،ويعتبر وصوؿ التعبير قرينة عمى العمـ بو ،ما لـ يقـ الدليؿ عمى عكس ذلؾ .
ويعنى النص المتقدـ أف التعبير عف اإلرادة متى كاف ايجابا ،فإنو ال ينتج أثره إال إذا
وصؿ إلى عمـ المتعاقد اآلخر الذى يوجو إليو اإليجاب وأقاـ النص قرينة عمى أف وصوؿ
اإليجاب يعتبر قرينة عمى العمـ ،ولكنيا قرينة بسيطة ،فيجوز أف يثبت الموجو إليو اإليجاب أنو
لـ يعمـ بو بالرغـ مف وصولو .وال يجوز الرجوع فى اإليجاب متى قبمو الموجب لو أو كاف باتاً .
لـ يتضمف التقنيف المدنى المصرى السابؽ نصاً يمزـ الموجب بالبقاء عمى إيجابو مدة
كافية القتراف القبوؿ بو ،وذىب القضاء إلى منح الموجب حؽ العدوؿ قبؿ أف يقترف اإليجاب
بالقبوؿ ،عمى أف يمتزـ الموجب بالبقاء عمى إيجابو إذا حدد أجال لمقبوؿ سواء كاف ىذا { صفحة
} 93التحديد صريحاً أو ضمنياً وقرر القضاء أف أساس التزاـ الموجب بالبقاء عمى ايجابو ىو
العقد الضمنى بيف الموجب والموجو إليو اإليجاب يمزـ األوؿ بالبقاء عمى إيجابو طيمة المدة
المحددة مف جانب الموجب ،وأقر الفقو موقؼ القضاء فى إلزاـ الموجب بالبقاء عمى إيجابو
خالؿ األجؿ المحدد متى اقترف اإليجاب بأجؿ ،ولكف اختمؼ الفقو حوؿ أساس التزاـ الموجب
()13
. بيف نظرية اإلرادة المنفردة ونظرية العقد الضمنى ،ونظرية المسئولية التقصيرية
93الذى يقضى بأنو وأقر التقنيف المدنى الجديد الوضع بنص صريح ىو نص المادة
إذا عيف ميعاد لمقبوؿ ،التزاـ الموجب بالبقاء عمى ايجابو إلى أف ينقضى ىذا الميعاد .والنص
صريح فى أف أساس التزاـ الموجب بالبقاء عمى إيجابو ىنا ،ىو اإلرادة المنفردة وىى إحدى
()14
. الحاالت التى جعؿ منيا التقنيف المدنى الجديد ،اإلرادة المنفردة أساسا لاللتزاـ
93مدنى مصرى عمى أف تحديد ميعاد القبوؿ كما يكوف صريحا فقد وقد نصت المادة
يكوف ضمنياً ،يستخمص مف ظروؼ الحاؿ أو مف طبيعة المعاممة .
وىذا التقديـ السابؽ لإليجاب الممزـ فى ظؿ القانوف المصرى الزـ لفيـ المقصود
باإليجاب البات فى اتفاقية فيينا ،إذ تنص المادة 16مف ىذه االتفاقية عمى ما يأتى -:
– 1يمكف العدوؿ عف اإليجاب إلى الوقت الذى يبرـ فيو العقد ،إذا وصؿ ىذا "
العدوؿ إلى الموجو إليو اإليجاب قبؿ أف يرسؿ ىذا األخير قبولو .
(أ) إذا تبيف أنو غير قابؿ لمعدوؿ عنو ،سواء بتحديد ميعاد ثابت لمقبوؿ أو بأى طريؽ
آخر .
(ب) إذا وجد ما يبرر أف يعتمد الموجب لو عمى اإليجاب باعتباره غير قابؿ لمعدوؿ عنو
،وتصرؼ ىذا األخير اعتماداً عمى بقاء اإليجاب " .
ويعنى ىذا النص أف اإليجاب متى صدر مف الموجب متضمناً عرضاً محدداً ووصؿ
إلى الموجب لو يعتبر قائماً منتجاً ألثره ،ولكنو يمكف لمموجب العدوؿ عنو حتى إبراـ العقد أى
ماداـ لـ يقترف القبوؿ باإليجاب ،أى متى وصؿ العدوؿ إلى الموجو إليو اإليجاب قبؿ أف يقوـ
– 1حالة تحديد مدة لمقبوؿ أو استخالص أف الموجب ممزـ بعدـ العدوؿ عف ايجابو مف
واقع ظروؼ الحاؿ المرتبطة بتفسير اإليجاب .
– 2إذا اعتمد الموجو إليو اإليجاب اعتماداً لو ما يبرره عمى عدـ قابمية اإليجاب
لمعدوؿ عنو وتصرؼ عمى ضوء ذلؾ .وال يغطى ىذا النص فقط الحاالت التى يكوف فييا
اإليجاب بذاتو غير قابؿ لمعدوؿ عنو صراحة ،ولكف أيضا متى كاف مسمؾ الموجب أو الظروؼ
الخاصة أو متطمبات العرض المقدـ منو أو طبيعة الصفقة المقترحة تبرر اعتبار اإليجاب غير
()15
.مف ذلؾ مثال لو كاف { صفحة }95محؿ البيع آالت تباع قابؿ لمعدوؿ عنو لمدة معقولة
تحت شرط التجربة ،فإنو يستفاد مف ذلؾ أف الموجب يظؿ ممتزما بالبقاء عمى ايجابو المدة
()16
.كذلؾ لو صدر الالزمة لمتجربة ،وعند النزاع حوؿ تحديد ىذه المدة تولى القاضى تقديرىا
اإليجاب إلى شخص يقيـ فى دولة أخرى ،فإف الفرض أف الموجب ينبغى عميو أف يبقى عمى
إيجابو المدة المناسبة لوصوؿ القبوؿ إليو بفرض أف اإليجاب قد وصؿ فى الميعاد المقرر
() 17
. لوصولو
17مف اتفاقية فيينا عمى أف يسقط اإليجاب ولو كاف غير قابؿ لمعدوؿ نصت المادة
عنو ،عندما يصؿ إلى الموجب رفض الموجو إليو اإليجاب .
ومؤدى ىذا النص أف اإليجاب ولو كاف باتا ،فإنو يسقط متى رفضو الموجو إليو ولو لـ
تنقض المدة التى حددىا الموجب لمقبوؿ .
ويسقط اإليجاب منذ المحظة التى يصؿ فييا إلى الموجب رفض اإليجاب مف الموجو
إليو .وقد يقع ىذا الرفض بصورة قاطعة ،وقد يتضمف تعديالً فى اإليجاب فال يعد ىذا قبوال
ينعقد بو العقد بؿ يعد ايجاباً جديداً ،وسنعرض لذلؾ الكالـ عف القبوؿ ،وقد يتضمف الرفض
عرضا إليجاب جديد يختمؼ تماما عف اإليجاب األوؿ .
وتأخذ اتفاقية فيينا بنظرية وصوؿ التعبير عف اإلرادة ،لكى ينتج ىذا التعبير أثره فقد
رأينا أف المادة 15منيا تعتبر اإليجاب منتجاً ألثره متى وصؿ إلى الموجو إليو اإليجاب ،كذلؾ
يسقط اإليجاب وفقا لممادة 17مف االتفاقية متى وصؿ رفض الموجو إليو اإليجاب إلى الموجب
ولو كاف اإليجاب غير قابؿ لمعدوؿ عنو ،وسنرى عند الكالـ عف القبوؿ أف اتفاقية فيينا تتبنى
أيضا نظرية وصوؿ التعبير عف { صفحة } 96اإلرادة ،وتحدد المقصود مف تعبير الوصوؿ
فى المادة 24عمى ما سنرى فى الفرع الثالث مف ىذا الفصؿ .
11مف القانوف الموحد الممحؽ ولـ تتضمف اتفاقية فيينا حكماً مماثالً لحكـ المادة
باتفاقية الىاى سنة 1964بشأف تكويف عقد بيع المنقوالت المادية ،والتى تقضى بأنو ال تحوؿ
وفاة أحد أطراؼ العقد أو فقدانو األىمية قبؿ القبوؿ دوف تكويف العقد إال إذا تبيف عكس ذلؾ مف
قصد المتعاقديف أو مف العرؼ أو مف طبيعة التعامؿ .وىذا ىو ذات الحكـ الذى أخذ بو التقنيف
المدنى المصرى فى المادة 92والتى تقضى بأنو إذا مات مف صدر عنو التعبير عف اإلرادة أو
فقد أىميتو قبؿ أف ينتج التعبير أثره ،فإف ذلؾ ال يمنع مف ترتب ىذا األثر عند اتصاؿ التعبير
بعمـ مف وجو إليو ،ىذا ما لـ يتبيف العكس مف التعبير أو مف طبيعة التعامؿ .
ويعنى ىذا الحؿ سواء فى ظؿ القانوف الموحد أو القانوف المصرى ،أنو ال يترتب عمى
الوفاة أو فقداف األىمية سقوط اإليجاب بؿ يظؿ اإليجاب قائماً .
ونالحظ مع أستاذنا الدكتور محسف شفيؽ أف ىذه المسألة ليست ليا أىمية تذكر فى
(. )18 البيوع الدولية ألنيا تجرى عادة بيف أشخاص اعتبارية ال يعترييا الوفاة أو فقداف األىمية
ولعؿ ىذا ىو السبب الذى أدى بمجنة األمـ المتحدة لقانوف التجارة الدولية إلى إغفاؿ تنظيـ ىذا
الموضوع فى اتفاقية فيينا سنة { . 1980صفحة } 97
المبحث الثانى
القبول
– 72تعريف القبول :
القبوؿ ىو التعبير الذى يصدر عف الموجو إليو اإليجاب ،معمناً عف إرادتو بالرضاء
18مف اتفاقية فيينا فى فقرتيا األولى عمى أف " يعتبر قبوال ،التعبير وقد نصت المادة
أو السموؾ الذى يصدر عف الموجو إليو اإليجاب والذى يدؿ عمى موافقتو عمى ىذا اإليجاب .
ويعنى ىذا التعريؼ أف القبوؿ كما يكوف صريحاً بصدور تعبير محدد يدؿ عميو ،مف
الموجب لو ،فإنو قد يكوف ضمنيا باتخاذ الموجب لو سموكا يعبر عف موافقتو عمى اإليجاب
الموجو إليو كما لو قاـ المشترى بدفع الثمف أو قاـ البائع بتسميـ المبيع .
18أف السكوت ال يعد فى ذاتو قبوالً ،كذلؾ فإف وقد أكدت الفقرة الثانية مف المادة
الموقؼ السمبى مف جانب الموجب لو ال يصؿ إلى درجة القبوؿ .فسكوت الموجو إليو اإليجاب
ال يرقى إلى درجة القبوؿ الضمنى .وقد نصت المادة 2مف القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة
1964بشأف تكويف عقد البيع عمى أف كؿ شرط يرد فى اإليجاب ليشترط اعتبار السكوت قبوالً
()19
،لـ يعتبر باطالً .وىذا النص الذى يعتبره البعض ،النص اآلمر الوحيد فى اتفاقيات الىاى
يرد ما يماثمو فى اتفاقية فيينا {.صفحة }98
98مف التقنيف المدنى المصرى بأنو إذا كانت طبيعة المعاممة أو العرؼ وتقضى المادة
التجارى أو غير ذلؾ مف الظروؼ تدؿ عمى أف الموجب لـ يكف لينتظر تصريحا بالقبوؿ ،فإف
العقد يعتبر قد تـ ،إذا لـ يرفض اإليجاب فى وقت مناسب ويعتبر السكوت عف الرد قبوال ،إذا
كاف ىناؾ تعامؿ سابؽ بيف المتعاقديف واتصؿ اإليجاب بيذا التعامؿ ،أو إذا تمخض اإليجاب
لمنفعة مف وجو إليو .
وىذا النص يعنى أف السكوت فى ذاتو مجرداً عف أى ظرؼ مالبس لو ،ال يكوف تعبي اًر
عف اإلرادة ولو قبوالً ،ألف اإلرادة عمؿ إيجابى والسكوت موقؼ سمبى ،والقاعدة الشرعية أنو "
ال ينسب لساكت قوؿ " ،واذا كاف ىذا ىو األصؿ فإف االستثناء أف يعتبر السكوت قبوالً إذا
أحاطت بو ظروؼ مالبسة مف شأنيا أف تجعمو يدؿ عمى الرضا ويسمى السكوت فى ىذه الحالة
" السكوت المالبس " (. )20
وقد عرض المشرع المصرى لألمثمة التى تحيط فييا بالسكوت ظروؼ مالبسة ،كما لو
جرى العرؼ التجارى عمى أف يعتبر السكوت رضاء ،أو كاف ىناؾ تعامؿ سابؽ بيف المتعاقديف
أو تمخض اإليجاب لمنفعة مف وجو إليو ،وسكت ىذا فيعد سكوتو رضاء.
وبالرغـ مف أف اتفاقية فيينا لـ يرد فييا نص صريح يؤدى إلى اعتبار السكوت المالبس
قبوالً ،فإنو يمكف أف يستخمص ىذا الحكـ مف عبارة الجممة الثانية مف الفقرة األولى مف المادة
18التى تقضى -كما ذكرنا -بأف السكوت أو الموقؼ السمبى ال يعتبراف فى ذاتيما in itself
قبوالً ،ومؤدى ىذا التعبير األخير أنو متى ارتبط بالسكوت ظرؼ مف الظروؼ فإنو يمكف اعتباره
قبوال ،ويجد ىذا التفسير صدى لو فى نص الفقرة الثالثة مف المادة الثامنة مف اتفاقية فيينا ،وىو
نص خاص بتفسير العقد ،فيعطى لمظروؼ المالبسة أىمية { صفحة } 99خاصة فى تحديد
إرادة المتعاقديف ،عمى النحو الذى سنعرض لو عند الكالـ عف تفسير العقد فى الفصؿ الثانى
مف ىذا الباب ،ىذا فضال عف أف السكوت قد يعتبر ،استثناء ،مف القاعدة العامة فى اتفاقية
فيينا ،بمثابة قبوؿ ،وفقاً لمعادات التجارية السارية (. )21
األصؿ أف القبوؿ ال ينتج أثره وفقاً ألحكاـ المادة 2/18مف اتفاقية فيينا إال متى وصؿ
إلى الموجب ،ويمكف سحب القبوؿ أو الرجوع فيو متى وصؿ ىذا الرجوع إلى الموجب قبؿ أو
عمى األقؿ فى نفس وقت وصوؿ القبوؿ طبقاً لنص المادة 22مف اتفاقية فيينا .
وال يعتبر القبوؿ منتجاً ألثره إذا لـ يصؿ إلى الموجب خالؿ الميعاد الذى حدده فى
إيجابو أو خالؿ ميعاد معقوؿ ،إذا لـ يحدد الموجب ميعاداً لمقبوؿ ،ويجب أف يؤخذ فى
االعتبار فى تحديد الميعاد المعقوؿ ظروؼ التعامؿ بما فى ذلؾ سرعة وسائؿ المواصالت التى
استخدميا الموجب .واذا كاف اإليجاب شفوياً وجب أف يكوف القبوؿ فورياً ،إال إذا اتضح مف
الظروؼ غير ذلؾ ( المادة 2/18مف اتفاقية فيينا ) .
وعمى أية حاؿ ،فإنو متى تضمف اإليجاب أو دؿ التعامؿ السابؽ بيف المتعاقديف أو
قضى العرؼ بأف الموجو إليو اإليجاب ،عميو أف يعبر عف قبولو بالقياـ بعمؿ معيف كإرساؿ
البضاعة المبيعة أو دفع الثمف ،دوف إخطار الموجب ،فإف القبوؿ ينتج أثره منذ المحظة التى
{ صفحة }100 يقوـ فييا الموجو إليو اإليجاب بيذا العمؿ ،بشرط أف يتـ ىذا العمؿ
خالؿ الميعاد المحدد فى اإليجاب لصدور القبوؿ أو خالؿ الميعاد المعقوؿ إذا لـ يحدد الموجب
وقد رأينا فيما تقدـ أف القانوف المصرى يمزـ الموجب بالبقاء عمى إيجابو إذا حدد ميعاداً
لمقبوؿ سواء أكاف ىذا التحديد صريحاً أـ ضمنياً ( المادة 93مدنى ) كما تقضى المادة 94بأنو
إذا صدر اإليجاب فى مجمس العقد دوف أف يعيف ميعاد لمقبوؿ فإف الموجب يتحمؿ مف ايجابو إذا
لـ يصدر القبوؿ فو اًر ،عمى أف العقد يتـ مع ذلؾ ولو لـ يصدر القبوؿ فو اًر ،إذا لـ يوجد ما يدؿ
عمى أف الموجب قد عدؿ عف ايجابو فى الفترة ما بيف اإليجاب والقبوؿ وكاف القبوؿ قد صدر
96مف التقنيف المدنى المصرى عمى أنو " إذا اقترف القبوؿ بما يزيد فى تنص المادة
اإليجاب أو يقيد منو أو يعدؿ فيو ،اعتبر رفضا يتضمف ايجابا جديدا " ويعنى ىذا النص أف
القبوؿ الذى يؤدى إلى إبراـ العقد ،ىو القبوؿ المطابؽ لإليجاب بحيث إذا اقترف بو ،يؤدى ىذا
إلى تطابؽ إرادتى الموجب والقابؿ فينعقد العقد .أما إذا تضمف القبوؿ ما يغير فى اإليجاب
زيادة أو بوضع قيد عميو أو بتعديؿ لما تضمنو ،فإنو ليس مف شأف ىذا القبوؿ ،أف يعد تعبي اًر
عف إرادة الموجب لو يطابؽ اإليجاب الصادر مف الموجب بحيث يؤدى إلى انعقاد العقد ،
فاختالؼ تطاؽ التعبيريف يؤدى إلى عدـ تكويف العقد .لذلؾ يعتبر التعبير الصادر عف الموجب
لو متى تضمف تغيي اًر فى اإليجاب بالزيادة أو التقييد أو التعديؿ ،رفضا يتضمف ايجابا جديداً أى
يحتاج إلى قبوؿ مف الموجب لكى ينعقد العقد .ويسمى التعبير الصادر مف الموجب لو
المتضمف تقييداً لإليجاب " ،القبوؿ الموصوؼ " فإذا وجو إلى الموجب كاف بمثابة إيجاب جديد
{ صفحة }101الموجب ،فاف العقد يتـ بالشروط الجديدة ،كما فإذا قبمو
لو أرسؿ المشترى ايجابا الى البائع يطمب منو شراء كمية معينة مف البضاعة بثمف التزـ بو في
العرض ،فيقبؿ البائع ىذا العرض مع زيادة الثمف او بشرط التزاـ المشترى بمصاريؼ التعبئة أو
بمصاريؼ نقؿ البضاعة أو اذا تضمف القبوؿ الموافقة عمى الصفقة عمى أف يدفع الثمف فو ار مع
أف عرض المشترى الشراء كاف عمى أساس دفع الثمف عمى دفعات .
" 1/19الذى يقضى بأنو وقد تضمنت اتفاقية فيينا نصا مماثال ىو نص المادة
متى تضمف الرد بقبوؿ العرض الموجو الى الموجب لو بعض اإلضافات او القيود أو أية
تعديالت أخرى ،فانو يعتبر رفضا لإليجاب ويشكؿ ايجابا جديدا ".
وعمى ذلؾ فالنص واضح تماما في أف عدـ تطابؽ القبوؿ مع اإليجاب ليس مف شأنو أف
أو القيد addition يؤدى الى انعقاد عقد البيع الدولى لمبضائع ،ولكف تعتبر اإلضافة
limitationأو التعديؿ modificationبمثابة إيجاب جديد counter-offerيحتاج الى
قبوؿ مف الموجب حتى ينعقد العقد وفقا لمتغيير المقترح مف الموجب لو .
1/19مف اتفاقية فيينا ،ما تضمنتو المادة 1/7مف القانوف الموحد ويطابؽ نص المادة
التفاقية الىاى سنة . 1964
19مف اتفاقية فيينا عمى أنو " :ومع ذلؾ فاف الرد عمى وتنص الفقرة الثانية مف المادة
اإليجاب بقصد القبوؿ ،متى تضمف عبارات إضافية او مختمفة ،ال تغير مف جوىر اإليجاب ،
يعتبر قبوال مالـ يبادر الموجب دوف تأخير لو ما يبرره ،باالعتراض شفوياً عمى التعديؿ المقترح
أو بإرساؿ إخطار بذلؾ ،فإذا لـ يعترض الموجب عمى ىذا النحو ،فاف العقد يتـ بالشروط التى
تضمنيا اإليجاب مع التعديالت الواردة في القبوؿ " {.صفحة }102
وييدؼ النص المتقدـ الى تيسير تكويف العقد ،فمتى كانت ىناؾ تعديالت في اإليجاب
التغير في جوىر شروطو ،فاف العقد يتـ طبقا ليذه الشروط التى يتضمنيا اإليجاب والمعدلة
وفقا لمتغييرات غير الجوىرية الواردة في القبوؿ ،ما لـ يعترض الموجب عمى ىذه التغييرات
شفاىة أو بإرساؿ إخطار فورى الى الموجب لو بحؿ ىذا االعتراض .
2/7مف القانوف الموحد التفاقية الىاى حكما يشابو ىذا الحكـ ، وتضمنت المادة
95مدنى مصرى ، ويذىب األستاذ محسف شفيؽ الى التشبيو بيف الحكـ المتقدـ وحكـ المادة
95مدنى مصرى قريب مف فيو يرى أف الحكميف واف كانا غير متطابقيف ،فاف حكـ المادة
( )22
. حكـ المادة 2/7مف اتفاقية الىاى ويقوـ عمى عمة حكميا
وتنص المادة 95مف التقنيف المدنى المصرى عمى أنو " :إذا اتفؽ الطرفاف عمى
جميع المسائؿ الجوىرية في العقد واحتفظا بمسائؿ تفصيمية يتفقاف عمييا فيما بعد ولـ يشترطا أف
العقد ال يتـ عند عدـ االتفاؽ عمييا ،اعتبر العقد قد تـ .واذا قاـ خالؼ عمى المسائؿ التى لـ
يتـ االتفاؽ عمييا ،فاف المحكمة تقضى فييا طبقا لطبيعة المعاممة وألحكاـ القانوف والعرؼ
ويعنى ذلؾ " أف المتعاقديف متى اتفقا عمى المسائؿ الجوىرية في العقد وتركا بعض
المسائؿ غير الجوىرية دوف اتفاؽ ،فاف العقد يتـ مع ذلؾ ،إذ يفترض القانوف أف نية الطرفيف
قد انصرفت إلى إبرامو حتى لو قاـ خالؼ بينيما عمى ىذه المسائؿ ماداـ انيما لـ يشترطا أف
العقد ال يتـ عند عدـ االتفاؽ عمييا ،وأباح القانوف لمقاضى في ىذه الحالة أف يقضى فيما
اختمؼ المتعاقداف فيو ،وال تقتصر ميمة القاضى في ىذا الفرض عمى مجرد تفسير ما اتفقا
{ عميو ،وانما يجاوز ذلؾ الى تدبير ما اختمفا فيو فيو إذف يساىـ في صنع العقد .وعمة ىذا
صفحة }103الحكـ أنو ماداـ المفروض أف المتعاقديف قد أرادا إبراـ العقد ولو لـ يتفقا عمى ىذه
المسائؿ غير الجوىرية استتبع ذلؾ أف نفرض أيضا أنيما أرادا أف يحؿ القاضى محميما ليبت
()23
. فيما اختمفا فيو "
وعندما يحؿ القاضى محؿ المتعاقديف عند تفسير نيتيما ،فإنو يكمؿ المسائؿ غير
المتفؽ عمييا وفقا لطبيعة المعاممة وألحكاـ القانوف والعرؼ والعدالة .
2/7مف القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة 1964والتى ووجو االتفاؽ بيف نص المادة
تشابو المادة 2/19مف اتفاقية فيينا والمادة 95مدنى مصرى أف حسـ المسائؿ غير الجوىرية
فى التعاقد ال يؤثر عمى انعقاد العقد وليس مف شأنيا أف تشكؿ عقبة فى سبيؿ إبرامو أو تكوينو ،
وانما ينعقد العقد بمجرد االتفاؽ بيف طرفيو عمى المسائؿ الجوىرية .
ولما كانت التفرقة بيف التغييرات الجوىرية وغير الجوىرية وفقاً لما نصت عميو المادة
2/19مف اتفاقية فيينا ليست يسيرة وتكتنفيا صعوبات عممية ،فقد حاولت الفقرة الثالثة مف
المادة 19أف تتغمب عمى ىذه الصعوبات وذلؾ بتحديد شروط العقد التى يعتبر التغيير فييا مف
قبيؿ التغييرات الجوىرية .وتنص المادة 3/19مف اتفاقية فيينا عمى أف :
" تعتبر مف قبيؿ التغييرات الجوىرية لإليجاب ،أية إضافات أو تغييرات تتصؿ بصفة
خاصة ،بالثمف والوفاء بو ،وبالكمية ونوع البضائع ،أو بمكاف وزماف التسميـ ،أو بنطاؽ
مسئولية أحد الطرفيف فى مواجية اآلخر ،أو بتسوية المنازعات الناشئة عف العقد " .
ونالحظ أف ىذا التحديد لمشروط التعاقدية التى يعتبر تعديميا مف قبيؿ التغييرات
الجوىرية ،لـ يرد فى المادة 3/19مف اتفاقية { صفحة }104فيينا عمى سبيؿ الحصر وانما
()24
الواردة فى النص أف ىذا التحديد عمى سبيؿ المثاؿ ،إذ يفيـ مف عبارة " بصفة خاصة "
ليس حصريا .
19مف اتفاقية فيينا المتعمقة بحكـ عدـ تطابؽ ونالحظ أنو أثناء مناقشة حكـ المادة
القبوؿ مع اإليجاب ،قدـ الوفد اليولندى اقتراحا يقضى بالسماح لمموجب لو ،أى الموجو إليو
اإليجاب ،بأف يسحب أية تعديالت لإليجاب يرفضيا الموجب ،حتى ينقذ العقد ويتفادى أية
عقبة فى سبيؿ تكوينو ،إذ يسمح ىذا االقتراح بدال مف اعتبار القبوؿ الموصوؼ بمثابة رفض
لإليجاب إال إذا كاف متضمنا لتغييرات غير جوىرية لـ يعترض عمييا الموجب ،بأف يعدؿ
الموجب لو عف التعديالت التى يقترحيا فى حالة رفض الموجب لو .بيد أف لجنة األمـ المتحدة
تنص المادة 1/20مف اتفاقية فيينا عمى أف " :يبدأ الميعاد المحدد لمقبوؿ مف الموجب
فى برقية أو خطاب منذ المحظة التى تسمـ فييا البرقية إلرساليا أو مف التاريخ المذكور فى
الخطاب ،فإف لـ يذكر مثؿ ىذا التاريخ فى الخطاب ،فمف التاريخ الذى يظير عمى المظروؼ
.ويبدأ الميعاد المحدد لمقبوؿ مف الموجب تميفونيا أو بالتمكس أو بأية وسيمة لالتصاؿ الفورى منذ
المحظة التى يصؿ فييا اإليجاب إلى الموجب لو " .بينما تقضى المادة 2/8مف القانوف الموحد
بأنو إذا أرسؿ اإليجاب المتضمف ميعاداً لمقبوؿ بخطاب سرت مدة القبوؿ مف { صفحة } 105
تاريخ الخطاب والعبرة بتاريخ خاتـ البريد عمى الخطاب ،واذا أرسؿ اإليجاب المتضمف ميعاداً
لمقبوؿ ببرقية ،سرى الميعاد مف ساعة اليوـ الذى سممت فيو البرقية لإلرساؿ .
ويعنى ذلؾ أنو وفقاً التفاقية فيينا يبدأ الميعاد الذى يحدده الموجب لمقبوؿ منذ تاريخ
تسميـ البرقية إلرساليا إلى الموجب لو ،وتتفؽ اتفاقية فيينا مع القانوف الموحد لالىاى فى ىذا
الشأف ،فإذا حدد الميعاد فى خطاب فالعبرة بالتاريخ المذكور فى الخطاب ،أو عمى المظروؼ
إذا لـ يذكر تاريخ فى الخطاب ،بينما يعتد القانوف الموحد لالىاى بالتاريخ الموجود عمى
()26
. المظروؼ ولو وجد تاريخ فى الخطاب ،إذ قد يكوف مكذوباً
وأضافت اتفاقية فيينا حكماً لـ يرد فى القانوف الموحد لالىاى ،متى حدد الميعاد مف
الموجب تميفونياً أو بالتمكس أو بأية وسيمة أخرى لالتصاؿ الفورى كالفاكسميؿ ،فيبدأ الميعاد منذ
() 27
. وصوؿ اإليجاب إلى الموجب لو
20مف اتفاقية فيينا ،فإنو يدخؿ فى حساب الميعاد المحدد ووفقا لمفقرة الثانية مف المادة
لمقبوؿ أياـ اإلجازات الرسمية أو األياـ التى يتعطؿ فييا العمؿ إذا وقعت ىذه األياـ خالؿ الميعاد
.وعمى أية حاؿ فإنو إذا لـ يمكف تسميـ اإلخطار بالقبوؿ فى عنواف الموجب فى اليوـ األخير
لمميعاد المحدد لمقبوؿ ألنو يقع فى يوـ إجازة رسمية أو فى يوـ يتعطؿ فيو العمؿ فى المكاف
الذى يوجد فيو مركز أعماؿ الموجب فإف الميعاد يمتد إلى أوؿ يوـ عمؿ تاؿ { .صفحة } 106
تنص المادة 1/21مف اتفاقية فيينا عمى أف " يعتبر القبوؿ المتأخر منتجاً ألثره كقبوؿ
متى بادر الموجب إلى إبالغ الموجب لو شفوياً أو بإخطار فورى بذلؾ " .
1/9مف القانوف الموحد التفاقية الىاى ويقصد بيذا الحكـ الذى ورد مثيؿ لو فى المادة
،أف يتفادى تفويت الصفقة عمى الموجب إذا أراد التمسؾ بيا ،وفكر الموجب لو فى التنصؿ
منيا مستنداً إلى تأخر القبوؿ ،ويكفى العتماد القبوؿ المتأخر مف جانب الموجب مجرد إخطار
()28
. الموجب لو بذلؾ
ومتى تضمف الخطاب أو أية وسيمة مكتوبة قبوالً متأخ اًر ،وتبيف أف ىذا الخطاب أو ىذه
الوسيمة المكتوبة أرسمت فى ظروؼ كاف مف الممكف معيا أف تصؿ إلى الموجب فى الميعاد
المحدد لو تـ نقميا بالطريؽ المعتاد ،فإف القبوؿ المتأخر ينتج أثره كقبوؿ ما لـ يبادر الموجب
( المادة 2/21مف شفوياً أو بإخطار يرسمو بإبالغ الموجب لو بأنو يعتبر اإليجاب غير قائـ
اتفاقية فيينا ) .
وييدؼ ىذا الحكـ إلى منح الموجب فرصة الحصوؿ عمى البضاعة التى يريدىا إذا كاف
مشترياً أو فرصة بيع البضاعة التى يعرض بيعيا إذا كاف بائعاً متى تأخر وصوؿ القبوؿ إليو
عف الميعاد المحدد فى ايجابو لمقبوؿ ،فيمتزـ الموجب بالقبوؿ المتأخر الذى كاف مف المفروض
أف يصؿ فى الميعاد المحدد لو تـ نقمو بالطريؽ المعتاد بحسب الظروؼ التى أرسؿ فييا ما لـ
يعبر الموجب بأسرع طريقة ممكنة أو كما يعبر النص اإلنجميزى لممادة without delay 2/21
10مارس ،فى التحمؿ مف إيجابو باعتباره غير قائـ ،فإذا حدد الموجب لمموجب لو مثال يوـ
ميعاداً لمقبوؿ ،فأرسؿ الموجب لو قبولو يوـ 3مارس عمى { صفحة } 107أساس أف المدة
العادية لوصوؿ الخطاب الى عنواف الموجب التزيد عف خمسة أياـ فإذا تأخر وصوؿ الخطاب
ألسباب غير عادية ولـ يصؿ إال فى 15مارس فإف الموجب يمتزـ بالقبوؿ ما لـ يخطر الموجب
لو بإلغاء ايجابو يوـ 12مارس عمى األكثر حتى تكوف أمامو الفرصة لمبحث عف متعاقد آخر.
رأينا أنو متى كاف التعبير عف اإلرادة ايجابا ،فإنو يعتبر قائما ومنتجاً أثره متى وصؿ
إلى الموجب لو وال يجوز العدوؿ عنو واف جاز الرجوع فيو ،أما أف كاف اإليجاب باتا فإنو ال
()29
. يجوز العدوؿ عنو وال الرجوع فيو
أما إذا كاف التعبير عف اإلرادة قبوال ،فإنو ال ينتج أثره أيضا كما قدمنا ،إال متى وصؿ
إلى الموجب .ويعتبر أثر القبوؿ أكثر وضوحاً مف أثر اإليجاب ،ألف القبوؿ إذا أنتج أثره ،كاف
()30
.ومف ذلؾ نرى أف القبوؿ متى صدر مف الموجب لو ال يتـ بو ىذا األثر ىو تماـ العقد
العقد إال مف وقت وصولو إلى الموجب .واألصؿ أنو متى صدر القبوؿ فال يجوز الرجوع فيو أو
10مف سحبو مف القابؿ ،عمى أف المادة 22مف اتفاقية فيينا ،مقتفيو فى ذلؾ أثر المادة
القانوف الموحد التفاقية الىاى نصت عمى أنو " :يمكف سحب القبوؿ إذا وصؿ السحب إلى
الموجب قبؿ أو فى نفس الوقت الذى يعتبر فيو القبوؿ منتجاً ألثره " .ويعنى ىذا النص أنو
يجوز الرجوع فى القبوؿ متى وصؿ الرجوع إلى الموجب قبؿ وصوؿ القبوؿ أو متى وصؿ
الرجوع إلى الموجب فى نفس وقت وصوؿ القبوؿ ،ألف القبوؿ يعتبر منتجاً ألثره بوصولو إلى
الموجب ،وعمى ذلؾ يستطيع القابؿ سحب قبولو الذى أرسمو بخطاب مثال ،بإرساؿ برقية تفيد
الرجوع فيو { صفحة }108وينتج ىذا الرجوع أثره إذا وصؿ إلى الموجب قبؿ أو فى نفس وقت
المبحث الثالث
– 78تمييد :
رأينا أف تطابؽ القبوؿ مع اإليجاب ىو الذى يؤدى إلى انعقاد العقد ،فالقبوؿ غير
المطابؽ لإليجاب زيادة أو نقصاً أو تعديالً ،ال يؤدى إلى تماـ العقد ويعتبر رفضاً يتضمف
إيجاباً جديداً (. )31
()32
مالبساً كما رأينا أف السكوت ال يعتبر فى ذاتو قبوال ،إال متى كاف ىذا السكوت
.
ونعرض ىنا لمحظة التى يتـ فييا البيع الدولى لمبضائع ،ألف ىذا البيع تسبقو مفاوضات
بيف طرفيو ،تنتيى عادة بتوجيو ايجاب مف أحد الطرفيف إلى اآلخر ،فإذا صدر القبوؿ مف
الموجب لو وكاف تعبي اًر مطابقاً لإليجاب ،فال يحوؿ شئ دوف تكويف عقد البيع الدولى ،ولكى
يتـ العقد كاف البد مف تحديد المحظة التى يقترف فييا اإليجاب بالقبوؿ .
24مف االتفاقية المشار إلييا عمى أنو " :بالنسبة ليذا القسـ مف االتفاقية وتنص المادة
– أى القسـ الثانى المتعمؽ بأحكاـ تكويف عقد البيع الدولى لمبضائع – فإف اإليجاب أو إعالف
القبوؿ أو أى تعبير آخر عف اإلرادة " يصؿ " إلى الموجو إليو ىذا التعبير ،متى وجو التعبير
شفاىو إلى الطرؼ اآلخر أو سمـ إليو بأية وسيمة أخرى شخصياً أو إلى مركز أعمالو أو أرسؿ
بالبريد إلى عنوانو ،أو إذا أرسؿ إلى محؿ إقامتو المعتاد عند عدـ وجود مركز أعماؿ لو أو
عنواف بريدى " .
1/15تعتبر اإليجاب منتجاً ألثره بوصولو إلى الموجو لو ، وقد سبؽ أف رأينا أف المادة
كما رأينا أف المادة 1/18تقضى بأف يعتبر القبوؿ منتجاً ألثره متى وصؿ إلى الموجب ،كما
رأينا أف الرجوع فى اإليجاب أو القبوؿ ينتج أثره بوصولو إلى الطرؼ اآلخر ،إيجابا أو قبوال أو
رجوعا فى أييما .ويبيف مف جماع ىذه النصوص أف التعبير عف اإلرادة وفقا التفاقية فيينا ،
ينتج أثره بوصولو إلى الموجو إليو التعبير .
23عمى أف تؤكد أف العقد يتـ منذ المحظة التى يعتبر فييا القبوؿ لذلؾ حرصت المادة
منتجاً ألثره وفقاً ألحكاـ االتفاقية أى منذ أف يصؿ القبوؿ إلى الموجب ،ففى ىذه المحظة يقترف
اإليجاب بالقبوؿ .
تكفمت المادة 24ببياف متى يصؿ reacheالتعبير عف اإلرادة إلى الطرؼ اآلخر وذلؾ
فى الصور اآلتية :
– 1إذا وجو شفاىة إلى الموجو إليو التعبير ( الطرؼ اآلخر ) .
– 2إذا سمـ مف صاحب التعبير إلى الموجو إليو بأية وسيمة أخرى { :صفحة }110
( أ ) شخصياً .
(ب) أو إلى مركز أعمالو .
(جػ) أو إلى محؿ إقامتو المعتادة إذا لـ يكف لو مركز أعماؿ أو عنواف بريدى .
24مف اتفاقية فيينا إذف بتحديد المحظة التى يتـ فييا عقد البيع أو ويعنى نص المادة
يقترف فييا اإليجاب بالقبوؿ ،ويتضح مف ىذا النص أف اتفاقية فيينا أخذت بنظرية معينة مف
عدة نظريات تأخذ بيا مختمؼ التشريعات الوطنية ،فقد اعتدت االتفاقية بنظرية وصوؿ القبوؿ
أى تسميمو وىو ذات المذىب الذى اعتنقو القانوف الموحد التفاقية الىاى ،عمى أف القانوف
األخير لـ يتضمف نصاً تفصيميا يبيف فيو متى يعتبر التعبير عف اإلرادة قد وصؿ إلى الطرؼ
اآلخر ،إذ قررت المادة 1/8مف القانوف الموحد بأف القبوؿ ال يحدث أثره إال إذا وصؿ إلى
12المقصود مف الوصوؿ بأنو تسمـ الرسالة الموجب فى الميعاد المعيف لو ،وبينت المادة
المتضمنة القبوؿ فى عنواف المرسؿ إليو أى الموجب .
أما اتفاقية فيينا فقد حرصت عمى بياف الحاالت التى يمكف القوؿ فييا أف التعبير عف
اإلرادة وصؿ إلى الموجو إليو ىذا التعبير ببياف الحاالت األربع التى أشرنا إلييا فيما تقدـ .
وقد غمبت اتفاقية فيينا نظرية وصوؿ التعبير ،بينما يتنازع ىذا الموضوع فى التشريعات
()33
{ .صفحة }111 الوطنية عدة نظريات نوجزىا فيما يمى
يعتبر العقد توافؽ إرادتيف فمتى أعمف الطرؼ اآلخر قبولو لإليجاب المعروض عميو ،
فقد توافقت اإلرادتاف وتـ العقد ،ويرى أنصار ىذه النظرية أنيا تالئـ مقتضيات الحياة التجارية
عمى أنو يؤخذ عمى ىذه النظرية أف اإلرادة ال تنتج أثرىا إال مف وقت العمـ بيا ،إذ قد
يعدؿ مف عبر عف إرادتو عف ىذا التعبير بعد صدوره .
ويؤخذ عمى ىذه النظرية أف القبوؿ المصدر يمكف استرداده ألف الخطاب المرسؿ ممؾ
لممرسؿ حتى يتسممو المرسؿ إليو .
ال يكوف القبوؿ نيائياً بتصديره ألنو يمكف استرداده وىو فى الطريؽ كما قدمنا ،وانما
يعتبر القبوؿ نيائياً إذا وصؿ إلى الموجب ،ففى ىذا الوقت يتـ العقد سواء عمـ بو الموجب أو لـ
يعمـ ،عمى أف وصوؿ القبوؿ قرينة عمى العمـ بو .
ال يكفى إعالف القبوؿ بؿ يجب عمـ الموجب بو ،ويعتبر وصوؿ القبوؿ قرينة عمى العمـ
بو ولكنيا قرينة قضائية يمكف األخذ بيا أو عدـ األخذ بيا وىى قرينة قابمة إلثبات العكس فى
جميع األحواؿ { .صفحة } 112
وىذه النظرية متفرعة عف النظرية السابقة فيى تشترط العمـ وتعتبر وصوؿ القبوؿ قرينة
عميو .
91مدنى عمى أنو : ويبدو أف القانوف المصرى يأخذ بيذه النظرية إذ تنص المادة
" ينتج التعبير عف اإلرادة أثره فى الوقت الذى يتصؿ فيو بعمـ مف وجو إليو .ويعتبر
وصوؿ التعبير قرينة عمى العمـ بو ما لـ يقـ الدليؿ عمى عكس ذلؾ " .
وقد رأينا أف اتفاقية فيينا قد أخذت بنظرية تسميـ القبوؿ أو تصديره ،وأف ىذا التسميـ ال
يعنى حتما العمـ بؿ يكفى أف يوجو القبوؿ إلى الموجب شفاىو أو أف يسمـ إلى الموجب سواء تـ
تسميمو إليو شخصيا ( وىنا يعتبر العمـ مؤكداً ) أو يسمـ إلى مركز أعمالو أو إلى عنوانو البريدى
أو محؿ إقامتو المعتادة( وىنا يفترض العمـ){ .صفحة}113
الفرع الثانى
قواعد التفسير واثبات العقد
– 81تمييد :
1980عقد البيع الدولى لمبضائع ،لذلؾ ورد فى ىذه االتفاقية تحكـ اتفاقية فيينا سنة
بعض النصوص التى تعالج تفسيرىا ،كما تتعرض لتفسير إرادة المتعاقديف ثـ لتفسير العقد الذى
تحكمو االتفاقية وطريقة إثباتو ،وقد وردت ىذه النصوص فى الفصؿ الثانى مف القسـ األوؿ
ونالحظ بداءة ،أف ما يرد فى االتفاقية مف نصوص تتعرض لتفسير أحكاميا واألسس
التى ينبغى أف يقوـ عمييا ىذا التفسير ،إنما تتصؿ صمة وثيقة بتفسير عقد البيع الدولى الذى
تحكمو االتفاقية ،كذلؾ فإف وضع معيار لتفسير إرادة المتعاقديف قبؿ التعاقد إنما يستيدى بو
عند تفسير العقد .
ونعرض فى مبحثيف عمى التوالى لقواعد التفسير ،ثـ إلثبات عقد البيع الدولى لمبضائع
.
المبحث األول
قواعد التفسير
7مف اتفاقية فيينا فى فقرتيا األولى عمى أنو " :فى تفسير ىذه االتفاقية تنص المادة
يؤخذ فى االعتبار طبيعتيا الدولية والحاجة إلى تحقيؽ التوحيد عند تطبيقيا ،ومراعاة حسف النية
فى التجارة الدولية " { .صفحة } 114
ويقصد ىذا النص تفادى الرجوع إلى القوانيف الوطنية لتفسير أحكاـ اتفاقية فيينا ولتحقيؽ
اليدؼ منيا مف بموغ التوحيد ،ألف الرجوع إلى القوانيف الوطنية عند عرض النزاع عمى المحاكـ
لمدوؿ المختمفة مف شأنو أف يعطى تفسي اًر مختمفاً ألحكاـ االتفاقية .ويختمؼ بالتالى أسموب
تطبيقيا مف دولة إلى دولة ،األمر الذى يخرج باالتفاقية عف أىدافيا وىى التوحيد الدولى
1/7مف االتفاقية عمى ضرورة المنشود ألحكاـ عقد بيع البضائع ،لذلؾ حرص نص المادة
مراعاة أسس ثالثة عند تفسير أحكاميا :
( أ ) الطبيعة الدولية لالتفاقية .وذلؾ حتى التتوسع المحاكـ فى الرجوع إلى قوانينيا
الوطنية .
1/7يحث بوضوح (ب) الحاجة إلى تحقيؽ التوحيد وىذا األساس الذى ورد فى المادة
عمى التحرز عند تفسير االتفاقية مف الرجوع إلى أحكاـ القوانيف الوطنية ألف مف شأف ىذا الرجوع
أال يتحقؽ توحيد قانوف التجارة الدولية بشأف البيع الدولى لمبضائع ،أما التمسؾ بيدؼ التوحيد
فإف مف شأنو أف يحصر المفسر ألحكاـ االتفاقية فى نطاؽ نصوصيا واألسس التى تقوـ عمييا .
(جػ) مراعاة حسف النية فى التجارة الدولية .ويقضى ىذا المبدأ بأف يراعى عند تفسير
االتفاقية األخذ بما يحقؽ مصمحة التجارة الدولية وما تتطمبو مف أف يسود بيف أطراؼ العالقة
التجارية الدولية مبدأ حسف النية .وتيدؼ االتفاقية أيضا بإيراد ىذا األساس إلى تفادى لجوء
المحاكـ إلى الرجوع إلى قوانينيا الوطنية عند تفسير أحكاـ االتفاقية .
– 83القاعدة الواجبة التطبيق عمى المسائل التى أغفمت االتفاقية تنظيميا :
2/7نصا يقضى بتحديد القاعدة التى تطبؽ عمى المسائؿ التى نظمتيا تضمنت المادة
االتفاقية بالنص عمى أف { :صفحة } 115
" المسائؿ المتعمقة بالموضوعات التى تحكميا ىذه االتفاقية وال يوجد بشأنيا نص صريح
،يقضى فييا وفقا لممبادئ العامة التى تقوـ عمييا ،وعند عدـ وجود ىذه المبادئ ،يقضى
فييا وفقا لمقانوف الواجب التطبيؽ حسبما تشير قواعد القانوف الدولى الخاص " .
ويعرض ىذا النص لمحالة التى يعرض فييا أماـ المحاكـ الوطنية نزاع يثير تطبيؽ
االتفاقية كالتزاـ البائع بتسميـ بضاعة مف النوع المتفؽ عميو بيف طرفى عقد البيع ،فيذا االلتزاـ
يدخؿ ضمف نطاؽ االتفاقية ،فإذا طمب المشترى إبطاؿ العقد عمى أساس الغمط فى صفة
()34
،فإف ىذه المسألة لـ تنظميا اتفاقية فيينا ،ففى ىذه الحالة جوىرية لمبضاعة محؿ البيع
يقضى فييا وفقا لممبادئ العامة التى تقوـ عمييا ىذه االتفاقية ،وىذه المبادئ واف لـ ينص عمييا
صراحة فييا ،فمف اليسير أف نستخمصيا مف مجموع نصوص االتفاقية ومف األعماؿ التحضيرية
ليا ،والمناقشات التى دارت فى المؤتمرات الدولية التى تولت إعدادىا ،ومنيا األخذ بمبدأ
سمطاف اإلرادة ،ومراعاة التوازف بيف التزامات طرفى البيع ،والنظر إلى صالح التجارة الدولية ،
()35
. والتضييؽ مف اجازة فسخ العقد عند اإلخالؿ بأحد التزاماتو
2/7مف اتفاقية فيينا نص المادة 17مف القانوف الموحد التفاقية ويطابؽ نص المادة
الىاى سنة ، 1964إال أف نص اتفاقية فيينا أضاؼ ما لـ يتضمنو القانوف الموحد وىو النص
عمى تطبيؽ القانوف الواجب التطبيؽ وفقا لقواعد اإلسناد التى يحيؿ إلييا القانوف الدولى الخاص
،لذلؾ فإف اتفاقية فيينا تترؾ مجاال فى ىذه الحالة لتطبيؽ الحموؿ الواردة فى القوانيف الوطنية
عند عدـ استخالص المبادئ العامة التى تقوـ عمييا اتفاقية فيينا { .صفحة } 116
ويالحظ أف المبادئ العامة التي تقوـ عمييا اتفاقية فيينا يمكف البحث عنيا في النظـ
القانونية لمدوؿ المتعاقدة ،بحيث نستخمص المبادئ المشتركة ليذه النظـ وتعتبر بمثابة قواعد
المفروض أنو ال محؿ لمبحث عف نية المتعاقديف ،عند وضوح عبارة العقد ،وتقرر
المادة 1/150مف التقنيف المدنى المصرى ىذا المبدأ بقوليا واذا كانت عبارة العقد واضحة ،فال
يجوز االنحراؼ عنيا عف طريؽ تفسيرىا لمتعرؼ عمى إرادة المتعاقديف .ويبرر ىذا الحكـ بأف
االنحراؼ عف عبارة العقد الواضحة فيو مخالفة لمقانوف ،أما إذا كاف ىناؾ محؿ لتفسير العقد
فإف الفقرة الثانية مف المادة 150مدنى مصرى تقضى بأنو يجب البحث عف النية المشتركة
لممتعاقديف دوف الوقوؼ عند المعنى الحرفى لأللفاظ ،مع االستيداء فى ذلؾ بطبيعة التعامؿ ،
وما ينبغى أف يتوافر مف أمانة وثقة بيف المتعاقديف ،وفقا لمعرؼ الجارى فى المعامالت .أما
8مف االتفاقية إلى قاعدة تتعمؽ فيما يتعمؽ بعقد البيع الدولى لمبضائع ،فقد أشارت المادة
بتفسير التعبير عف إرادة أحد المتعاقديف سواء أكاف ىذا التعبير صريحاً أـ ضمنياً يستخمص مف
سموؾ أحد الطرفيف المتعاقديف ،لذلؾ فإف ىذه المادة ال تتصؿ مباشرة بتفسير العقد مثؿ المادة
9مف االتفاقية ،عمى ما سنرى ،وانما بتفسير التعبير عف إرادة المتعاقد .عمى أننا نالحظ أف
لتفسير إرادة المتعاقد قبؿ التعاقد ،أىمية بالغة عند تفسير عقد البيع الدولى لمبضائع ،وتجدر
اإلشارة إلى أنو ال محؿ لتفسير ىذه اإلرادة ،كما أنو ال محؿ لتفسير العقد إال عند غموض
" يكوف تفسير التعبير الصادر عف أحد الطرفيف أو أى سموؾ آخر { صفحة }117لو ،في
حدود أغراض ىذه االتفاقية ،وفقا لنيتو التى يعمميا الطرؼ اآلخر أو التى ال يمكنو أف يجيميا "
.
وييدؼ ىذا النص إلى تفسير التعبير الصريح عف إرادة المتعاقديف أو أى سموؾ آخر
يستخمص منو قانونا ىذا التعبير بطريقة ضمنية ،فيتـ التفسير طبقاً لنية الطرؼ الصادر عنو
()36
.وقد التعبير متى كاف الطرؼ الموجو إليو التعبير يعمـ ىذه النية أو يفترض فيو أنو يعمميا
تعرضت الفقرة الثانية مف المادة 8مف االتفاقية لممعيار الذى يجب إتباعو عندما ال يثبت عمـ
الطرؼ الموجو إليو التعبير بنية الصادر عنو التعبير ،أو أف األوؿ ال يمكف أف يفترض فيو ىذا
العمـ ،وذلؾ بالنص عمى أف :
" إذا لـ يمكف تطبيؽ الفقرة السابقة ،فإف التعبير أو السموؾ الذى يصدر عف أحد
الطرفيف ،يمكف تفسيره وفقا لما يفيمو شخص عاقؿ مف نفس مستوى الطرؼ اآلخر وفى نفس
ظروفو " .
ويالحظ أف المعيار الذى أخذت بو اتفاقية فيينا فى التعرؼ عمى نية المتعاقديف معيار
8مف االتفاقية يعبر بوضوح عف ميؿ موضوعى وليس معيا اًر شخصياً ،كما أف نص المادة
االتفاقية إلى األخذ باإلرادة الظاىرة أكثر مف اتجاىيا إلى اإلرادة الباطنة ،إذ تعوؿ عمى النية
التى يعمميا الطرؼ اآلخر أو ينبغى أف يعمميا ،فإذا لـ يمكف الوصوؿ إلى ىذه النية وفقاً ليذا
المبدأ ،فإننا نمجأ إلى المعيار { صفحة } 118الموضوعى الذى عرضت لو الفقرة الثانية مف
المادة 8وىو معيار الشخص العاقؿ مف نفس مستوى الشخص الموجو إليو التعبير وفى نفس
ظروفو .
8لمعناصر التى يمكف االستيداء بيا لمتعرؼ عمى ثـ تعرضت الفقرة الثالثة مف المادة
فيـ الشخص العاقؿ ،وذلؾ بقوليا :
" لتحديد نية أحد الطرفيف أو ما يفيمو شخص عاقؿ ،يجب أف يؤخذ فى االعتبار،
ظروؼ الحاؿ وخاصة المفاوضات التى تمت بيف الطرفيف ،وأية معامالت سابقة بيف الطرفيف
أنفسيـ ،وما جرى عميو العرؼ ،وأى سموؾ الحؽ لمطرفيف " .
2/150مف التقنيف المدنى المصرى الذى عرضنا لو ويقترب ىذا النص مف نص المادة
فيما تقدـ بشأف تفسير العقد ،فالتعرؼ عمى نية المتعاقديف يكوف بالرجوع إلى ظروؼ الحاؿ ،
()37
أف المفاوضات واف كانت مف ذلؾ المفاوضات التى تمت بيف الطرفيف ،وقد رأينا فيما تقدـ
ال تعتبر تعبي اًر عف اإلرادة وال يترتب عمييا بذاتيا أثر قانونى ،إال أف الرجوع إلييا يفيد فى
التعرؼ عمى نية المتعاقديف عند تفسير القصد أو تفسير إرادة أحد المتعاقديف ،ما لـ ينص العقد
ذاتو عمى اعتبارىا كأف لـ تكف .
كذلؾ يمكف االستيداء ،لمتعرؼ عمى نية المتعاقديف بالمعامالت السابقة بينيما ،
وبالعرؼ الجارى فى المعامالت ،وبسموؾ المتعاقديف بعد صدور التعبير عف إرادتيما .وبناء
عمى ذلؾ ،فإف السكوت يمكف أف يعتبر قبوال ،إذا كانت المعامالت السابقة بيف الطرفيف أو
() 38
{. العرؼ الجارى فى المعامالت يستدؿ منو عمى ذلؾ ،وىو ما يسمى بالسكوت المالبس
صفحة } 119
وقد قضت محكمة النقض المصرية بأف لمحكمة الموضوع السمطة التامة فى تعرؼ
حقيقة العقد المتنازع عميو واستظيار مدلولو بما تضمنتو عباراتو ،عمى ضوء الظروؼ التى
()39
. أحاطت بتحريره ،وما يكوف قد سبقو أو عاصره مف اتفاقات عف موضوع التعاقد ذاتو
ويبيف مما تقدـ مدى تشابو قواعد التفسير بيف القانوف المصرى واتفاقية فيينا .
تجعؿ اتفاقية فيينا لمعادات التجارية أىمية كبرى فى تكويف عقد البيع ،فتنص المادة
1/9مف االتفاقية عمى أف :
" يمتزـ الطرفاف بالعادات التجارية المتفؽ عمييا بينيما وما يجرى عميو التعامؿ السابؽ
بيف الطرفيف " .
ويتبيف مف ىذا النص أف لمعادة التجارية والتعامؿ السابؽ أىمية كبرى فى تفسير إرادة
طرفى العقد ،مف ذلؾ مثالً فإنو يمكف اعتبار السكوت قبوال فى بعض الحاالت ،وىو ما يسمى
بالسكوت المالبس ،برغـ عدـ النص صراحة عمى ذلؾ فى االتفاقية ،وذلؾ وفقا لنص المادة
{ صفحة }120التعامؿ 1/9متى جرت العادة التجارية فى بعض الظروؼ أو جرى
()40
.ويظير ىنا دور العادة التجارية أو التعامؿ السابؽ السابؽ بيف الطرفيف عمى اعتباره كذلؾ
فى تفسير إرادة الموجو إليو لإليجاب .
9مف اتفاقية فيينا فإنيا تشير صراحة إلى أىمية العادات أما الفقرة الثانية مف المادة
التجارية فى تفسير إرادة الطرفيف سواء بالنسبة لتكويف العقد أو بالنسبة لتفسير أحكاـ العقد ذاتو ،
فتقرر :
" ما لـ يتفؽ بيف الطرفيف عمى العكس ،يعتبر أنيما قد اتفقا ضمنا عمى أف يسرى عمى
العقد بينيما أو عمى تكوينو ،العادة التجارية التى يعمماف بيا أو يجب أف يعمما بيا ،والتى
تكوف معروفة لمكافة فى مجاؿ التجارة الدولية ويراعييا المتعاقدوف عادة فى العقود الدولية فى
ويعنى ىذا النص أف العادة التجارية تعتبر ممزمة طبقاً التفاؽ ضمنى غير ظاىر بيف
المتعاقديف ،متى كاف طرفا العقد يعمماف أو يجب أف يعمما بيذه العادة ،ولكف تحدد الفقرة الثانية
مف المادة 9بعض المتطمبات القانونية لكى تعتبر مثؿ ىذه العادة ممزمة لممتعاقديف وذلؾ
باشتراط أف تكوف معمومة لمكافة فى مجاؿ التجارة الدولية فى نفس نوع التجارة محؿ التعاقد ،
ويراعييا المتعاقدوف عادة فى ىذا المجاؿ .
وييدؼ ىذا النص إلى منح قيمة قانونية كبيرة لمعادات التجارية السائدة فى مجاؿ التجارة
الدولية فى نوع معيف مف أنواع النشاط ،عمى سبيؿ المثاؿ ،فى التجارة الدولية لمحبوب فإف
العادات التجارية التى يتبعيا المتعاقدوف فى بيع وشراء الحبوب فى السوؽ الدولى يجب احتراميا
()41
{ .صفحة } 121 قانوناً عند تفسير عقد بيع يكوف محمو ىذا النوع مف التجارة
ويقمؿ ىذا النص مف أىمية العادات التجارية المحمية التى تعرفيا البيوع الوطنية ،وال
يتبعيا المتعاقدوف عادة فى المعامالت الدولية ،فيى عادات ال يمكف أف يعترؼ بدوليتيا ألف
الطرؼ المتعاقد األجنبى ال يعمميا وال يفترض فيو أف يعمميا .
وترجع أىمية العادات التجارية فى مجاؿ عقد البيع الدولى إلى أنيا تستمد إلزاميا مف
االتفاؽ الضمنى بيف المتعاقديف عمى األخذ بيا ،وفى ىذا تغمب اتفاقية فيينا إرادة الطرفيف عمى
أحكاميا .
المبحث الثانى
يعتبر مبدأ حرية تكويف إثبات التصرفات التجارية ،مف المبادئ المسمـ بيا فى مختمؼ
النظـ القانونية .وبالرغـ مف أف اتفاقية فيينا تعالج البيع الدولى لمبضائع وتنص صراحة عمى أنو
ال يشترط أف يكوف البيع تجارياً لكى يخضع ألحكاميا ،إال أنو مف المقرر أف ىذه االتفاقية
تنصرؼ أحكاميا أساسا إلى البيع التجارى الدولى ،لذلؾ لـ يكف مف الغريب أف تقرر االتفاقية
مبدأ حرية كؿ مف تكويف واثبات عقد البيع الدولى لمبضائع.
" ال يشترط إبراـ عقد البيع وال إثباتو بالكتابة ،فال يخضع العقد ألى شرط شكمى.
ويمكف إثبات العقد بأى طريؽ مف طرؽ اإلثبات بما فييا البينة " ،ومف ىذا النص يبيف أف عقد
البيع الدولى لمبضائع يعتبر وفقا التفاقية فيينا عقداً رضائياً وليس عقداً شكمياً ،فمـ تشترط إلبراـ
ىذا العقد أف يفرغ فى شكؿ معيف { .صفحة } 122
ومف ناحية أخرى ،فإف االتفاقية قررت أيضا عدـ خضوع إثبات ىذا العقد لشكؿ معيف
،فيو يخضع لمبدأ حرية اإلثبات ،فيجوز إثباتو بكافة طرؽ اإلثبات بما فى ذلؾ شيادة الشيود
.
11مف اتفاقية فيينا عمى ىذا النحو ليستجيب لحاجات التجارة وقد جاء نص المادة
الدولية ،التى تتحرر مف قيود الشكؿ عند إبراـ عقد البيع الدولى .
إذا كاف مبدأ حرية تكويف واثبات عقد البيع الدولى لمبضائع ىو األصؿ وفقاً ألحكاـ
اتفاقية فيينا ،فإف االتفاقية راعت أف قوانيف بعض الدوؿ ،قد تتطمب شكالً معيناً لتكويف عقد
البيع ،لذلؾ وضعت االتفاقية تحفظاً عمى مبدأ حرية شكؿ العقد ،يجيز لمدوؿ التى تأخذ بو ،
أف تطبؽ القاعدة التى يأخذ بيا قانونيا الوطنى متى كاف واجب التطبيؽ عمى العقد وفقاً لقواعد
تنازع القوانيف ،إذا كاف ىذا القانوف يتطمب الكتابة كشكؿ لمعقد.
– 1يشير إلى عدـ تطبيؽ المادة 11والتى رأينا حكميا فى البند السابؽ والتى تقضى
بمبدأ حرية شكؿ عقد البيع .وكذلؾ { صفحة } 123المادة 29مف االتفاقية التى تقرر فقرتيا
األولى أف عقد البيع يمكف تعديمو أو انياؤه بمجرد تراضى الطرفيف .بينما تقضى الفقرة الثانية
منيا بأف العقد المكتوب الذى يتضمف شرطاً يتطمب أف يتـ أى اتفاؽ عمى تعديؿ أو إنياء العقد
بالكتابة فإنو ال يكفى التراضى لتعديؿ أو إنياء العقد وعمى أية حاؿ فإف سموؾ أحد الطرفيف
يمكف أف يمنعو مف التمسؾ بيذا النص إذا اعتمد الطرؼ اآلخر عمى ىذا السموؾ .وكذلؾ يشير
نص المادة 22إلى عدـ تطبيؽ أحكاـ القسـ الثانى مف االتفاقية الذى يتضمف قواعد اإليجاب
والقبوؿ .أى أف النص يشير إلى عدـ التقيد بأحكاـ االتفاقية التى ال تشترط شكالً معيناً لمتعبير
عف اإلرادة عند إبراـ عقد البيع إذا كاف مركز أعماؿ أحد المتعاقديف فى دولة متعاقدة أخذت
بالتحفظ الوارد فى المادة 96مف االتفاقية .
– 2تقضى المادة 96مف االتفاقية بإيراد تحفظ مف شأنو ،أنو يجوز ألية دولة متعاقدة
يتطمب قانونيا أف يبرـ عقد البيع أو يثبت بالكتابة ،أف تعمف فى أى وقت وطبقاً لممادة 12مف
( المتعمؽ باإليجاب االتفاقية بأف نصوص المادة 11والمادة 29والقسـ الثانى مف االتفاقية
بالتراضى أو أف يصدر اإليجاب والقبوؿ ) والتى تسمح بأف يتـ عقد البيع أو تعديمو أو انياؤه
أو القبوؿ أو أى تعبير عف اإلرادة فى أى شكؿ غير الكتابة ،بأال تطبؽ ىذه األحكاـ إذا كاف
مركز أعماؿ أى مف طرفى العقد فى ىذه الدولة ( أى الدولة التى تعمف األخذ بالتحفظ المشار
ويالحظ أف ىذا التحفظ ال يشترط لنفاذه األخذ بو عند التصديؽ عمى االتفاقية أو
االنضماـ إلييا وانما يمكف األخذ بو فى أى وقت ،أى تستطيع أف تعمف أية دولة متعاقدة األخذ
رأينا مف عرض النصوص الواردة فى اتفاقية فيينا بشأف شكؿ العقد ،أف األصؿ ىو
96مف حرية شكؿ عقد البيع ،واالستثناء أف تأخذ بعض الدوؿ بالتحفظ الوارد فى المادة
االتفاقية ،فتطبؽ أحكاـ قوانينيا التى تتطمب الكتابة كشكؿ إلبراـ عقد البيع أو كشرط إلثباتو .
ويقصد بالكتابة ،كؿ محرر مكتوب صادر عف المتعاقديف .عمى أف معنى الكتابة فى مجاؿ
قانوف التجارة الدولية ،ووفقا لالتجاه الحديث ال يشمؿ فقط كؿ محرر مكتوب يثبت أنو صادر
عف أحد المتعاقديف أو عنيما معا وذلؾ بتوقيعو ممف صدر عنو ،بؿ يشمؿ المحرر المكتوب
وفقا لممعنى الحديث فى قانوف التجارة الدولية أى محرر يثبت إرسالو مف أحد الطرفيف إلى اآلخر
ولو لـ يكف موقعاً بخط الصادر منو ىذا المحرر مف ذلؾ البرقية والتمكس .لذلؾ نصت المادة
13مف اتفاقية فيينا عمى تقنيف ىذا المبدأ صراحة ،فتقرر أنو :
" فى تطبيؽ أحكاـ ىذه االتفاقية ،تشمؿ الكتابة ،البرقية والتمكس "
ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ
، 1المجمد األوؿ ،الطبعة الثالثة سنة ( )4( )4األستاذ السنيورى فى الوسيط ،جػ
( )5( )5نقض مدنى فى 19يونيو ، 1969مجموعة أحكاـ النقض ،السنة 20رقـ
159ص . 1017
( )7( )7نقض مدنى فى 9فبراير ، 1967مجموعة أحكاـ النقض ،السنة 18رقـ 52
ص . 334
( )10( )10نالحظ أف صياغة نص الفقرة الثانية مف المادة 14مف االتفاقية فى النسخة
الفرنسية تختمؼ عف النسخة اإلنجميزية ،إذ جاء فى النسخة الفرنسية أف توجيو العرض
إلى أشخاص غير محدديف personnes indéterminéeيعد مجرد دعوة إلى اإليجاب .
أما النص اإلنجميزى فقد قرر أف العرض الموجو إلى غير شخص أو أشخاص محدديف
يعد مجرد دعوة لتقديـ إيجاب ،بيد أف المعنى الذى يمكف أف يستخمص مف النصيف
الفرنسى واإلنجميزى واحد عمى النحو الذى عرضنا لو فى المتف ،فالمقصود توجيو
العرض إلى الجميور .
األخيرة .
السنيورى ،المرجع السابؽ رقـ 113ص 282وما بعدىا . ()20( )20
( )21( )21شميشتريـ ص . 54وطبقا لنص المادة 9مف االتفاقية الواردة بشأف تفسير
العقد ،يمتزـ المتعاقداف بالعادات التجارية التى يتفقا عمى االلتزاـ بيا وكذلؾ بالتعامؿ
السابؽ بينيما .أنظر ما سيأتى الحقاً بشأف تفسير العقد فى الفصؿ الثانى .
notammentأما ( )24( )24عبر النص الفرنسى عف عبارة " بصفة خاصة " بكممة
among other thingsوىو تعبير النص اإلنجميزى فقد عبر عف ىذا المعنى بعبارة
أكثر صراحة فى أف التحديد الوارد فى النص عمى سبيؿ المثاؿ وليس حصريا.
شميشتريـ ص . 56 ()25( )25
( )27( )27كذلؾ تضمف القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة 1964حكما لـ يرد فى
اتفاقية فيينا يقضى بأنو متى كاف اإليجاب شفوياً وجب أف يكوف القبوؿ فوريا إال إذا
اتضح مف الظروؼ اتجاه نية الموجب إلى منح المخاطب ميمة لمتفكير ( المادة ) 1/8
.
( )33( )33اعتمدنا فى عرضنا الموجز ليذه النظريات عمى مؤلؼ األستاذ السنيورى
المشار إليو فيما تقدـ ،مف رقـ 123إلى رقـ 126ص . 310 – 309
( )36( )36ويقترب ىذا الحكـ مف رأى يقوؿ بو الدكتور أحمد الشيتى فى رسالتو تكويف
العقد وتفسيره فى القانوف المصرى الجديد ص 58وأشار إليو األستاذ السنيورى المرجع
كاف يستطيع أف يفيمو عمى نحو معيف ،فيذا الفيـ الحاصؿ فعال أو المستطاع
تحصيمو ىو الذى يقؼ عنده ألنو ىو القدر المتيقف الذى يتالقى عنده المتعاقداف .
أنظر ما تقدـ رقـ . 66 ()37( )37
( )39( )39نقض مدنى فى 16مايو سنة 1967مجموعة النقض السنة 18رقـ 150
ص 1005ونقض مدنى فى 24مايو سنة 1962المجموعة السنة 13ص .963
عمى أف التكييؼ القانونى الصحيح لما قصده المتعاقداف وانزاؿ حكـ القانوف عمى العقد
ىو مسألة قانونية تخضع لرقابة محكمة النقض ،أنظر نقض مدنى فى 9مارس سنة
1972المجموعة السنة 23رقـ 29ص 276ونقض مدنى فى 2يونيو سنة 1970
المجموعة السنة 21رقـ 152ص . 951