You are on page 1of 105

‫العقود التجارية الدولية‬

‫دراسة خاصة لعقد البيع الدولى لمبضائع‬

‫الدكتور‬

‫محمود سمير الشرقاوى‬

‫أستاذ ورئيس قسم القانون التجارى‬

‫بكمية الحقوق جامعة القاىرة‬

‫‪1992‬‬

‫الناشر دار النيضة العربية‬

‫‪ 32‬ش عبد الخالق ثروت ‪ -‬القاىرة‬


‫الفهرس‬
‫رقم الفقرة‬

‫‪6‬‬ ‫–‬ ‫‪1‬‬ ‫باب تمهيدي ‪:‬‬

‫الباب األول ‪ :‬العقىد التجاريت الدوليت‬


‫‪14‬‬ ‫–‬ ‫‪7‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬مقدمات‬

‫الفصل الثانى ‪ :‬صور لمبيوع التجارية الدولية وفقا‬

‫‪37‬‬ ‫–‬ ‫‪15‬‬ ‫لقواعد غرفة التجارة الدولية‬

‫الباب الثانً ‪ :‬اتفاقيت األمم المتحدة للبيع الدولً للبضائع‬


‫‪38‬‬ ‫تقديم لمموضوع ‪:‬‬

‫‪39‬‬ ‫‪ -‬اتفاقيات الىاى بشأف البيع الدولى‬

‫‪40‬‬ ‫‪ -‬اتفاقية األمـ المتحدة‬

‫‪41‬‬ ‫خطة البحث ‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬نطاؽ تطبيؽ االتفاقية‬

‫‪42‬‬ ‫تقسيـ ‪:‬‬

‫‪48 - 43‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬معيار الدولية‬

‫‪57‬‬ ‫–‬ ‫‪49‬‬ ‫الفرع الثانى ‪ :‬البيوع المستبعدة‬

‫‪63‬‬ ‫–‬ ‫‪58‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬المسائؿ المستبعدة‬

‫الفصل الثانى ‪ :‬تكوبف عقد البيع‬

‫‪64‬‬ ‫تمييد ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬اإليجاب والقبوؿ‬


‫رقم الفقرة‬

‫‪65‬‬ ‫تقديم وتقسيم‬

‫‪71 - 66‬‬ ‫المبحث األوؿ ‪ :‬اإليجاب‬

‫‪77‬‬ ‫–‬ ‫‪72‬‬ ‫المبحث الثانى ‪ :‬القبوؿ‬

‫‪80‬‬ ‫–‬ ‫‪78‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬اقتراف اإليجاب بالقبوؿ‬

‫الفرع الثانى ‪ :‬قواعد التفسير واثبات العقد‬

‫‪81‬‬ ‫تمييد ‪:‬‬

‫‪85‬‬ ‫–‬ ‫‪82‬‬ ‫المبحث األوؿ ‪ :‬قواعد التفسير‬

‫‪88‬‬ ‫–‬ ‫‪86‬‬ ‫المبحث الثانى ‪ :‬إثبات عقد البيع الدولى‬


‫لمبضائع‬
‫باب تمهيدي‬
‫المقصود بقانون التجارة الدولية ‪:‬‬ ‫–‬ ‫‪1‬‬

‫زادت أىمية التجارة الدولية ‪ ،‬وتعقدت مشاكميا ‪ ،‬بحيث أصبح االىتماـ بمحاولة البحث‬
‫عف حموؿ لمشاكميا القانونية يشغؿ باؿ الباحثيف والمشرعيف فى مختمؼ الدوؿ سواء عمى‬
‫المستوى الوطنى أو عمى المستوى الدولى ‪.‬‬

‫وأصبح المجتمع التجارى الدولى ‪ ،‬تؤيده منظمات دولية وىيئات تجارية ‪ ،‬يسعى إلى‬
‫خمؽ قواعد موحدة تحكـ النشاط التجارى الدولى بغض النظر عف طبيعة النظاـ االقتصادى الذى‬
‫يسود فى دولة مف الدوؿ ‪ ،‬ودوف اعتبار لطبيعة النظاـ القانونى الذى تتبعو ىذه الدوؿ ‪ ،‬فيى‬

‫قواعد تنبع مف العرؼ التجارى الدولى دوف اعتبار لمتقسيـ السائد فى دوؿ العالـ إلى دوؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫(قانوف العموـ ‪Common Law‬‬ ‫اشتراكية ودوؿ رأسمالية ودوؿ تطبؽ نظاـ القانوف المشترؾ‬
‫(‪)‎2‬‬
‫‪ {.‬صفحة ‪. }3‬‬ ‫) أو دوؿ تطبؽ القانوف المدنى المشتؽ مف القانوف الرومانى‬

‫عمى أف الحقيقة السابقة ال تصؿ بنا إلى حد القوؿ أف قانوف التجارة الدولية فى مختمؼ‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫الدوؿ يعتبر موحداً ‪ ،‬بؿ األدؽ أف نقوؿ أنو يعتبر متشابيا‬

‫واذا كانت طبيعة التجارة الدولية ىى التى أدت إلى تشابو النظـ القانونية التى تحكميا‬
‫فى مختمؼ دوؿ العالـ ‪ ،‬فإف ىذا ال يغير مف أف تطبيؽ قواعد قانوف التجارة الدولية فى كؿ دولة‬
‫منوط بقبوؿ السمطات المختصة ليا ‪.‬‬

‫وال نجد لقانوف التجارة الدولية تعريفاً ‪ ،‬خي اًر مف تعريؼ األمانة العامة لمجمعية العامة‬

‫‪1965‬‬ ‫لييئة األمـ المتحدة عند البحث فى إنشاء لجنة لتوحيد أحكاـ قانوف التجارة الدولية سنة‬
‫فيذا القانوف ىو " مجموعة القواعد التى تسرى عمى العالقات التجارية المتعمقة بالقانوف الخاص‬
‫(‪)4‬‬
‫ويشتمؿ قانوف التجارة الدولية عمى مجموعة االتفاقيات‬ ‫والتى تجرى بيف دولتيف أو أكثر "‬

‫الدولية والعقود النموذجية والشروط العامة المبرمة فى مجاؿ معيف باإلضافة إلى العرؼ التجارى‬
‫الدولى السائد فى عالقة تجارية معينة ‪.‬‬

‫العالقة بين القانون التجارى الوطنى وقانون التجارة الدولية ‪:‬‬ ‫–‬ ‫‪2‬‬
‫نالحظ أف الفارؽ بيف القانوف التجارى الوطنى وقانوف التجارة الدولية فى دوؿ االقتصاد‬
‫المخطط ‪ ،‬أف القانوف األوؿ يعتبر جزءاً مف القانوف االقتصادى العاـ الذى تخضع لو المؤسسات‬

‫القائمة بالنشاط االقتصادى والذى يقوـ عمى إرادة المشرع الذى يضع قواعد قانونية عامة يخضع‬
‫ليا النشاط االقتصادى بطريقة حاسمة ‪ ،‬أما قانوف {صفحة ‪ }4‬التجارة الدولية فإنو يستند عمى‬

‫مبدأ سمطاف إرادة المتعاقديف التى ال تكمميا أحكاـ القانوف التجارى الوطنى ‪ .‬ومف ثـ فإنو إذا‬

‫اختمفت طبيعة أحكاـ القانوف التجارى الوطنى فى الدوؿ االشتراكية عنيا فى الدوؿ الرأسمالية ‪،‬‬
‫فإف قواعد قانوف التجارة الدولية تكاد تكوف واحدة فى النظاميف ‪ .‬ويؤكد ىذا المبدأ استقالؿ‬
‫القانوف التجارى الوطنى عف قانوف التجارة الدولية ‪.‬‬

‫واذا كاف كؿ مف القانوف التجارى الوطنى وقانوف التجارة الدولية يتضمف قواعد‬
‫موضوعية ‪ ،‬فإف القانوف الوطنى يقتصر عممو عمى نطاؽ الدولة التى تصدر فييا بينما تجاوز‬
‫أحكاـ قانوف التجارة الدولية حدود الدوؿ ليحكـ العالقات التى تنشأ فى إقميـ أكثر مف دولة (‪. )5‬‬

‫ويختمؼ معيار الدولية بحسب نوع العالقة التى تنظميا أحكاـ قانوف التجارة الدولية ‪،‬‬
‫لذلؾ تحدد االتفاقيات الدولية عادة المقصود بدولية العالقة التى تحكميا ‪ ،‬وقد يختمؼ تبعاً لذلؾ‬
‫معيار الدولية مف حالة إلى أخرى ‪.‬‬

‫قانون التجارة الدولية والقانون الدولى الخاص ‪:‬‬ ‫–‬ ‫‪3‬‬

‫تيدؼ أحكاـ القانوف الدولى الخاص الى وضع قاعدة أسناد عند تنازع القوانيف التى‬
‫تحكـ عالقة معينة ‪ ،‬أما قانوف التجارة الدولية فإنو يشتمؿ عمى مجموعة االتفاقيات الدولية‬

‫المبرمة فى مجاؿ التجارة الدولية ‪ ،‬وعمى ذلؾ نرى أنو بينما يعنى القانوف الدولى الخاص بتعييف‬
‫القانوف الوطنى الواجب التطبيؽ فى مجاؿ تنازع { صفحة ‪ } 5‬القوانيف عمى العالقة القانونية‬
‫موضوع النزاع ‪ ،‬فإف قانوف التجارة الدولية ييدؼ إلى إيجاد قواعد موضوعية فى شأف ىذه‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫العالقة تحؿ محؿ القواعد الوطنية وتقضى بالتالى عمى التنازع بينيا‬

‫الييئات الميتمة بتوحيد قانون التجارة الدولية ‪:‬‬ ‫–‬ ‫‪4‬‬


‫اف الطريؽ إلى توحيد قانوف التجارة الدولية طويؿ وشاؽ ومع ذلؾ فقد قامت بعض‬
‫(‪)7‬‬
‫أو‬ ‫الييئات الدولية باتخاذ خطوات واسعة نحو إتماـ ىذا اليدؼ ‪ .‬وىذه الييئات إما حكومية‬

‫غير حكومية ‪.‬‬

‫والييئات الحكومية ىى التى تتكوف مف عضوية حكومات بعض الدوؿ ‪ ،‬ويمثميا‬


‫مندوبوف فييا ‪ ،‬وأىـ ىذه الييئات لجنة قانوف التجارة الدولية التابعة لألمـ المتحدة ومقرىا فيينا‬

‫والتى تعرؼ باسـ ‪ UNCITRAL‬وسنعرض ليا فيما بعد ‪ ،‬والمعيد الدولى لتوحيد القانوف‬
‫‪ UNIDROIT‬وتمعب دو اًر كبي اًر فى توحيد القوانيف‬ ‫الخاص فى روما والمعروؼ باسـ‬
‫(‪)8‬‬
‫‪ ،‬ومؤتمر الىاى لمقانوف الدولى الخاص الذى ييدؼ إلى‬ ‫الموضوعية لقانوف التجارة الدولية‬

‫توحيد القواعد الوطنية لتنازع القوانيف دوف القواعد الموضوعية لقانوف التجارة الدولية ‪ ،‬والمنظمة‬
‫العالمية لمممكية الذىنية ‪. WIPO‬‬

‫أما الييئات غير الحكومية فيى التى تتكوف مف أعضاء ال يمثموف حكومات معينة وانما‬

‫يشتركوف فييا بصفاتيـ الشخصية مف المتخصصيف والمشتغميف بقانوف التجارة الدولية وأىـ ىذه‬
‫(‪)9‬‬
‫‪ ،‬والمجنة البحرية الدولية فى‬ ‫الييئات غرفة التجارة { صفحة ‪ } 6‬الدولية بباريس ‪ICC‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫وتعمؿ عمى توحيد القانوف البحرى عمى المستوى الدولى‬ ‫‪،‬‬ ‫بروكسؿ ‪IMC‬‬

‫لجنة قانون التجارة الدولية ‪: UNCITRAL‬‬ ‫–‬ ‫‪5‬‬

‫كاف األستاذ شميتوؼ ‪ Clive Schmitthoff‬مف أوائؿ الداعيف إلى أىمية وجود تنظيـ‬

‫فعاؿ لتوحيد قانوف التجارة الدولية وقد أبرز ىذا المعنى فى الندوة التى نظمتيا الجمعية الدولية‬
‫لمعموـ القانونية سنة ‪ 1962‬فى لندف بتشجيع وتدعيـ مالى مف منظمة اليونسكو ‪ ،‬وقد اشترؾ‬
‫أبرز أساتذة العالـ مف المتخصصيف فى ىذا المجاؿ فى ىذه الندوة ونشرت أعماليا والبحوث‬

‫المقدمة فييا فى كتاب بعنواف مصادر قانوف التجارة الدولية ‪The Sources of The Law of‬‬

‫‪International Trade, Edited by Schmitthoff, Stevens & Sons, London‬‬


‫‪ 1964.‬لذلؾ لـ يكف غريبا ‪ ،‬عندما فكرت ىيئة األمـ المتحدة فى تكويف لجنة لقانوف التجارة‬

‫الدولية ‪ ،‬سنة ‪ 1965‬أف تدعو األستاذ شميتوؼ لتستعيف بو فى وضع تقرير فى مجاؿ توحيد‬
‫قانوف التجارة الدولية‪ ،‬وفى السنة التالية قدـ ىذا التقرير معتمداً عمى الدراسة العميقة التى أعدىا‬
‫األستاذ المذكور ‪ ،‬وعرض التقرير لتطور قانوف التجارة الدولية وأشار إلى النجاح المحدود‬
‫لممحاوالت المبكرة لتوحيد ىذا القانوف ‪ ،‬وقد أبرز التقرير أنو ال توجد ىيئة مف الييئات الميتمة‬

‫بتوحيد القانوف تتمتع بقبوؿ دولى وتمثؿ مصالح جميع الدوؿ عمى اختالؼ نظميا السياسية‬
‫واالقتصادية وسواء كانت مف الدوؿ المتقدمة أو الدوؿ النامية مما يبرر ضرورة وجود ىيئة‬
‫موحدة تدعو إلى التوحيد وتتمتع بقبوؿ دولى وانتيى االقتراح إلى إنشاء لجنة جديدة تسمى لجنة‬
‫األمـ المتحدة { صفحة ‪ } 7‬لقانوف التجارة الدولية ‪United Nations Commission on‬‬

‫‪international Trade Law.‬‬

‫‪ 1966‬بإنشاء ىذه‬ ‫واجتمعت الجمعية العامة لألمـ المتحدة وأصدرت ق ار اًر فى ديسمبر‬

‫المجنة التى عرفت باسـ اليونسيتراؿ ‪ UNCITRAL‬وىى تسمية مأخوذة مف الحروؼ األولى‬
‫السـ المجنة بالمغة االنجميزية ‪ ،‬وضمت المجنة عند تكوينيا تسع وعشريف دولة كأعضاء فييا ‪،‬‬
‫منيا سبع دوؿ أفريقية بينيا مصر ‪ ،‬وخمس دوؿ آسيوية وأربع دوؿ مف أوروبا الشرقية وخمس‬

‫دوؿ مف أمريكا الالتينية وثماف دوؿ مف غرب أوروبا ومف دوؿ أخرى منيا الواليات المتحدة‬
‫(‪)11‬‬
‫‪.‬‬ ‫األمريكية‬

‫واقترح أف تكوف ميمة المجنة إعداد وترويج معاىدات أو اتفاقيات دولية جديدة ونماذج‬

‫قوانيف ‪ Model Laws‬وقوانيف موحدة وتقنيف ونشر االصطالحات والشروط والعادات واألعراؼ‬
‫التجارية الدولية ‪.‬‬

‫‪ 1968‬عقدت المجنة أوؿ اجتماع ليا فى نيويورؾ وأشار األستاذ‬ ‫وفى ربيع سنة‬

‫شميتوؼ فى ىذا االجتماع إلى أف اإلنجاز العظيـ الذى تـ بإنشاء ىذه المجنة ‪ ،‬أنيا أنشئت دوف‬
‫صعوبات تذكر بسبب طبيعة نشاطيا باعتباره نشاطا فنيا غير سياسى مف طبيعة قانونية ‪.‬‬
‫وكانت ىذه ىى فعال البداية التى تشكؿ حجر األساس لممشاركة فى أعماؿ ىذه المجنة عمى‬
‫(‪)12‬‬
‫‪.‬‬ ‫نطاؽ واسع مف جميع الدوؿ‬

‫‪ Working groups‬مف عدد محدود مف‬ ‫ويجوز لمجنة أف تكوف مجموعات عمؿ‬
‫األعضاء لمقياـ بإعداد مشروع اتفاقية أو تعديؿ { صفحة ‪ } 8‬اتفاقية أو لدراسة موضوع معيف‬
‫أو لوضع نموذج لقانوف موحد أو لعقد موحد ثـ يناقش ىذا العمؿ بعد ذلؾ فى المجنة ‪ .‬وقد‬
‫اختارت المجنة فى أوؿ دورة ليا سنة ‪1968‬عدة موضوعات تقوـ بدراستيا وىى ‪- :‬‬

‫البيع التجارى الدولى ‪ ،‬والتحكيـ ‪ ،‬والنقؿ ‪ ،‬والتأميف والوفاء بالديوف الدولية عف طريؽ‬
‫األوراؽ التجارية واالعتمادات المصرفية ‪ ،‬والممكية الذىنية ‪ ،‬وتحريـ التفرقة بيف الدوؿ فى‬
‫القوانيف المتعمقة بالتجارة الدولية ‪ ،‬والتمثيؿ التجارى ‪ ،‬والتصديؽ عمى الوثائؽ فى مجاؿ التجارة‬

‫الدولية ‪ .‬وقررت المجنة األولوية لمبيع التجارى الدولى ‪ ،‬وطرؽ الوفاء بالديوف الدولية ‪ ،‬والتحكيـ‬
‫(‪)13‬‬
‫‪.‬‬ ‫التجارى الدولى‬

‫وقد أنجزت المجنة حتى اآلف عدداً ال بأس بو مف االتفاقيات الدولية والقواعد النموذجية‬

‫أىميا ‪:‬‬

‫اتفاقية مدة التقادـ فى البيع الدولى لمبضائع فى نيويورؾ سنة ‪ ، 1974‬والبروتوكوؿ المعدؿ‬ ‫–‬ ‫‪1‬‬
‫التفاقية مدة التقادـ فى البيع الدولى لمبضائع فى فيينا سنة ‪. 1980‬‬

‫اتفاقية األمـ المتحدة لمنقؿ البحرى لمبضائع لعاـ ‪ 1978‬فى ىامبورج وتعرؼ باسـ قواعد‬ ‫–‬ ‫‪2‬‬
‫ىامبورج والتى ستدخؿ دور النفاذ فى أوؿ نوفمبر سنة ‪ 1992‬فيما يتعمؽ بالدوؿ المنضمة إلييا‬
‫‪.‬‬

‫‪ 1980‬والتى دخمت‬ ‫اتفاقية األمـ المتحدة بشأف عقود البيع الدولى لمبضائع فى فيينا سنة‬ ‫–‬ ‫‪3‬‬
‫دور النفاذ فى أوؿ يناير سنة ‪ 1988‬فيما يتعمؽ بالدوؿ التى انضمت إلييا ‪.‬‬

‫النظر فى اتفاقية نيويورؾ سنة ‪ 1958‬والتى لـ تنبع عف عمؿ المجنة والمتعمقة باالعتراؼ‬ ‫–‬ ‫‪4‬‬

‫بق اررات التحكيـ األجنبية وتنفيذىا وقد انضمت مصر إلى ىذه االتفاقية فى ‪ 9‬مارس سنة ‪1959‬‬
‫‪ {.‬صفحة ‪. } 9‬‬

‫‪ .1985‬وقد شكمت و ازرة العدؿ‬ ‫القانوف النموذجى لمتحكيـ التجارى الدولى فى يونيو‬ ‫–‬ ‫‪5‬‬

‫المصرية لجنة لوضع مشروع قانوف لمتحكيـ التجارى الدولى وضعت مشروعا تبنت فيو القانوف‬
‫النموذجى لميونسيتراؿ ‪ ،‬ولـ يصدر ىذا القانوف حتى اآلف (‪. )14‬‬
‫اتفاقية األمـ المتحدة بشأف السفاتج ( الكمبياالت ) الدولية والسندات اإلذنيو الدولية والتى‬ ‫–‬ ‫‪6‬‬
‫أقرتيا المجنة فى اجتماعيا فى فيينا بتاريخ ‪ 14‬أغسطس ‪. 1987‬‬

‫الدليؿ القانونى لصياغة العقود الدولية لتشييد المنشآت الصناعية حسبما أقرتو مجموعة‬ ‫–‬ ‫‪7‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ ، 1987‬وقد أقرتو المجنة فى فيينا بتاريخ‬ ‫العمؿ التى انعقدت فى نيويورؾ فى أبريؿ‬
‫أغسطس عاـ ‪. 1987‬‬

‫تقسيم الدراسة ‪:‬‬ ‫–‬ ‫‪6‬‬

‫تعتبر ىذه الدراسة فى مجاؿ قانوف التجارة الدولية ونيدؼ منيا ‪ ،‬إلى تعريؼ العقد‬
‫التجارى الدولى الذى نخصص لو الباب األوؿ فنعرض لبعض النقاط المتعمقة بيذا الموضوع فى‬

‫فصؿ أوؿ ‪ ،‬ثـ نعرض فى فصؿ ثاف ألىـ صور عقود البيع الدولى وفقا لما استقر عميو العمؿ‬
‫‪ . Incoterms‬أما الباب الثانى‬ ‫وطبقاً لقواعد غرفة التجارة الدولية وىى المسماة باالنكوترمز‬
‫‪. " 1980‬‬ ‫فنكرسو لدراسة اتفاقية األمـ المتحدة بشأف عقود البيع الدولى لمبضائع " فيينا سنة‬
‫{صفحة ‪. } 8‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ىوامش الباب التمييدى‬

‫(‪ )1‬نفضؿ ترجمة اصطالح ‪ Common Law‬بقانوف العموـ أو القانوف المشترؾ ألنو أبمغ فى الداللة عمى‬

‫تحديد طبيعتو وأدؽ مف استعماؿ ترجمة القانوف العاـ فضال عف أف الترجمة األخيرة مضممة ‪.‬‬

‫(‪Schmitthoff (Clive) : The Sources of The Law of International Trade, London, )2‬‬

‫‪1964 p. ix & p.3.‬‬

‫ويعتبر شميتوؼ مف أوائؿ الميتميف في العالـ بدارسة قانوف التجارة الدولية ولو مؤلفات عديدة فى ىذا المجاؿ‬

‫وقد عبر عف ىذه الحقيقة األستاذ ‪ Trammer‬بأف المتخصصيف في قانوف التجارة الدولية مف جميع دوؿ العالـ‬

‫وجدوا أنفسيـ دوف أدنى صعوبة يتكمموف لغة مشتركة ‪ .‬مشار الى ىذا المعنى في مؤلؼ شميتوؼ المذكور‬

‫(‪ )3‬شميتوؼ ‪ ،‬المرجع السابؽ ص ‪. 4‬‬


‫‪ 1973 – 1972‬عف اتفاقيات‬ ‫(‪ )4‬مشار إليو فى محاضرات األستاذ محسف شفيؽ لدبموـ القانوف الخاص‬

‫الىاى لعاـ ‪ 1964‬بشأف البيع الدولى بند ‪ 10‬ص ‪. 5‬‬

‫(‪ )5‬وال تمنع ىذه التفرقة وضع تقنيف وطنى لمتجارة الدولية ينطبؽ عندما يكوف القانوف الوطنى ىو الواجب‬

‫التطبيؽ وفقا لقواعد اإلسناد فى مجاؿ تنازع القوانيف ‪ ،‬عمى العالقة التجارية الدولية موضوع النزاع ‪ .‬ومف الدوؿ‬

‫التى اتبعت ىذا المسمؾ تشيكوسموفاكيا سنة ‪ 1963‬ورومانيا سنة ‪. 1971‬‬

‫(‪ )6‬محسف شفيؽ ‪ ،‬المرجع السابؽ رقـ ‪. 12‬‬

‫(‪ )7‬وقد تكوف ىذه الييئات الحكومية عالمية أو اقميمية تشمؿ مجموعة مف الدوؿ تجمعيا مصالح مشتركة‪.‬‬

‫(‪ )8‬لعب ىذا المعيد دو اًر كبي اًر فى توحيد قواعد البيع الدولى لمبضائع ‪ ،‬فيو الذى أعد مشروعات اتفاقيات‬

‫الىاى سنة ‪ 1964‬لمبيع الدولى لمبضائع ‪.‬‬

‫(‪ )9‬لعبت دو اًر ىاماً فى مجاؿ التحكيـ التجارى الدولى وفى مجاؿ عقود البيع الدولى وكذلؾ فى مجاؿ‬

‫االعتمادات المستندية ‪.‬‬

‫(‪ )10‬مف نشاط ىذه المجنة إبراـ معظـ االتفاقيات الدولية البحرية التى تمت فى مدينة بروكسؿ ‪.‬‬

‫(‪ )11‬مدة العضوية ست سنوات ويجوز إعادة انتخاب أية دولة تنتيى مدة عضويتيا ‪ ،‬وتعقد المجنة اجتماعيا‬

‫مرة فى السنة سواء فى مقر األمـ المتحدة بنيويورؾ أو فى المقر األوروبى بجنيؼ وقد تـ نقؿ مكاف االجتماع فى‬

‫المقر األوروبى إلى مقر األمـ المتحدة فى فيينا ‪.‬‬

‫‪E. Allan Farnsworth : Uncitral and The Progressive Development of‬‬ ‫(‪)12‬‬

‫‪International Trade.‬‬

‫(‪ )13‬محسف شفيؽ ص ‪. 85 ، 84‬‬

‫(‪ )14‬شكمت المجنة مف األستاذ الدكتور محسف شفيؽ واألستاذ الدكتور محمود سمير الشرقاوى واألستاذة الدكتورة‬

‫سامية راشد والمستشار الدكتور محمد أبو العينيف ‪.‬‬


‫الباب األول‬

‫العقود التجارية الدولية‬

‫الفصل األول‬

‫مقدمات‬

‫‪ -7‬تمييد ‪:‬‬

‫يعتبر العقد أىـ صور التصرؼ القانونى ‪ ،‬وىو التعبير القانونى إلجراء المعامالت سواء‬
‫عمى المستوى الداخمى أو عمى المستوى الدولى لذلؾ يمكف القوؿ أف العقد إما أف يكوف داخميا‬
‫واما أف يكوف دولياً ‪.‬‬

‫ولـ تيتـ الييئات والمنظمات الدولية بموضوع العقود الدولية إال بمناسبة المعامالت‬
‫التجارية ‪ .‬قد بذلت ىذه الييئات جيوداً كبيرة لتوحيد أحكاـ التجارة الدولية ‪ ،‬حتى برزت مالمح‬
‫فرع جديد مف فروع القانوف ىو " قانوف التجارة الدولية " الذى يتضمف االتفاقيات الدولية التى تـ‬

‫إنجازىا فى مجاؿ التجارة الدولية والعقود النموذجية والشروط العامة التى وضعت فى ىذا المجاؿ‬
‫‪.‬‬

‫‪ – 8‬دور العقود الدولية فى توحيد قانون التجارة الدولية ‪:‬‬

‫قانوف التجارة الدولية ىو مجموعة القواعد التى تسرى عمى العقود التجارية المتصمة‬
‫بالقانوف الخاص والتى تجرى بيف دولتيف أو أكثر { صفحة ‪. } 11‬‬

‫وقد جاء ىذا التعريؼ فى تقرير أعدتو األمانة العامة لييئة األمـ المتحدة لتعرض عمى‬

‫الجمعية العامة سنة ‪ 1965‬بمناسبة البحث فى إنشاء لجنة لتوحيد أحكاـ قانوف التجارة الدولية ‪.‬‬

‫ومف ىذا التعريؼ نرى أف قانوف التجارة الدولية يحتوى عمى قواعد موضوعية لحكـ‬
‫العالقات التجارية الدولية وال يعد مجرد توحيد لقواعد اإلسناد الوطنية بحيث يعيف بقاعدة موحدة‬

‫القانوف الوطنى الواجب التطبيؽ كقانوف دولة محؿ إبراـ العقد مثال‪ ..‬أو قانوف دولة تنفيذ العقد ‪.‬‬
‫وكذلؾ يتضح أف ىذا الفرع ال ييتـ إال بعالقات القانوف الخاص وبغض النظر عف صفة‬
‫أطراؼ العالقة إذ تطبؽ أحكامو سواء كانت العالقة التجارية بيف أشخاص عامة أو بيف أشخاص‬

‫خاصة أو كاف أحد طرفى العالقة شخصاً عاماً واآلخر مف أشخاص القانوف الخاص ‪.‬‬

‫وقد حاولت بعض الدوؿ وضع تقنيف لمتجارة الدولية ‪ ،‬فنجد مثال أف تشيكوسموفاكيا قد‬
‫أصدرت ىذا التقنيف سنة ‪ 1963‬وينطبؽ التقنيف المذكور عندما يكوف القانوف التشيكوسموفاكى‬

‫ىو القانوف الواجب التطبيؽ وفقاً لقواعد القانوف الدولى الخاص بشأف تنازع القوانيف ‪.‬‬

‫اف المحاوالت الوطنية لتوحيد قانوف التجارة الدولية محاوالت محدودة حتى اآلف‪ ،‬لذلؾ‬
‫برزت أىمية التوحيد الدولى لقانوف التجارة الدولية ‪ ،‬ويتـ ىذا التوحيد بأساليب مختمفة فإما أف‬

‫يتحقؽ ذلؾ عف طريؽ ‪:‬‬

‫“‬ ‫(أ) تجميع العادات واألعراؼ التجارية المتداولة فى العمؿ وتمعب غرفة التجارة الدولية‬
‫‪“ Incoterms‬‬ ‫” ‪I.C.C.‬دو اًر ىاماً فأصدرت سنة ‪ 1953‬مجموعة يطمؽ عمييا‬

‫”‪ “F.O.B.‬والبيع "‪ "C.I .F.‬كما‬ ‫” جمعت األعراؼ المستقرة فى البيوع البحريػػة كالبيع‬
‫وضعت مجموعة أخرى سنة ‪ 1964‬تسمى " القواعد والعادات {صفحة ‪ }12‬المتعمقة باالعتماد‬
‫المستندى " وقد احتوت تقنينا لألعراؼ المصرفية المستقرة فى ىذا المجاؿ ‪.‬‬

‫(ب) إبراـ اتفاقيات دولية بيف عدد مف الدوؿ إما بقصد توحيد قواعد تنازع القوانيف ‪ ،‬مف‬
‫ذلؾ اتفاقية الىاى سنة ‪ ، 1955‬بشأف تعييف القانوف الواجب التطبيؽ عمى البيع التجارى الدولى‬
‫‪ .‬أو بيدؼ وضع قواعد موضوعية موحدة تسرى عمى المعامالت الدولية ‪ ،‬ومف ذلؾ اتفاقية‬

‫الىاى سنة ‪ 1964‬ـ بشأف توحيد بعض األحكاـ الموضوعية المتعمقة بالبيع الدولى ‪ ،‬واتفاقية‬
‫األمـ المتحدة المبرمة فى فيينا سنة ‪ 1980‬بشأف عقد البيع الدولى لمبضائع ‪.‬‬

‫(جػ) وضع شروط عامة لمعقود الدولية ‪ ،‬فيتفؽ تجار سمعة معينة أو مجموعة سمع‬

‫” ‪“ general conditions‬‬ ‫متشابية فى منطقة جغرافية معينة عمى وضع شروط عامة‬
‫يتفؽ المتعاقداف عمى إتباعيا أو قد تقوـ بوضع ىذه الشروط ىيئة مف الييئات الدولية الميتمة‬
‫بتوحيد قانوف التجارة الدولية ‪.‬‬
‫ويقتصر التوحيد عمى وضع الشروط العامة لمتعاقد مع ترؾ التفاصيؿ لالتفاقيات‬
‫الخاصة فى كؿ حالة عمى حدة ولمحاولة مواجية الظروؼ المختمفة لمتعاقدات الدولية ‪ ،‬فإف ىذه‬

‫الشروط تحرر فى شكؿ نماذج مختمفة بحيث يكوف لممتعاقديف اختيار النموذج المالئـ منيا‬
‫ولذلؾ تسمى أحياناً بالعقود النموذجية ” ‪ “ Standard Contracts‬وقد أصبح ليذه الشروط‬
‫أىمية كبيرة فى المعامالت الدولية واتسع نطاقيا حتى شمؿ مناطؽ جغرافية عديدة ‪ .‬فيناؾ مثال‬

‫الشروط العامة التى وضعتيا فى شكؿ نماذج متعددة المجنة االقتصادية األوروبية لألمـ المتحدة‬
‫بشأف توريد األدوات واآلالت الالزمة لتجييز المصانع وقد انتشرت ىذه الشروط فى مختمؼ دوؿ‬
‫العالـ ‪ ،‬كذلؾ ىناؾ الشروط العامة التى وضعتيا جمعية لندف لتجارة الغالؿ وأصبحت شروطا‬
‫لبيوع { صفحة ‪ } 13‬الغالؿ فى أغمب دوؿ العالـ ‪ .‬كما وضع مجمس المعونة االقتصادية‬

‫”‪ “Comecon‬والذى كاف يضـ تسعا مف دوؿ أوروبا الشرقية‬ ‫المتبادلة والمعروؼ باسـ‬
‫االشتراكية شروطاً عامة لتبادؿ السمع بينيا‪.‬‬

‫وعمى الرغـ مف أف اتباع ىذه الشروط أمر اختيارى مف الناحية النظرية ‪ ،‬إال أنيا لعبت‬
‫عممياً الدور األوؿ فى توحيد القواعد التى تحكـ المعامالت الدولية ‪ ،‬ألنيا تتفؽ وحاجات التجارة‬
‫الدولية ‪ ،‬ومع ذلؾ كاف اتباع الشروط العامة التى وضعيا الكوميكوف أم اًر إلزامياً وال يجوز‬

‫مخالفتيا إال لضرورة قصوى عندما تقتضى طبيعة السمعة شروطاً خاصة أو جدت بعض‬
‫الظروؼ التى تبرر مثؿ ىذه المخالفة ‪.‬‬

‫‪ – 9‬مجال العقود الدولية ‪:‬‬

‫نالحظ أف الشروط العامة لمعقود الدولية واف كانت تقوـ أساساً فى مجاؿ البيع التجارى‬

‫الدولى بالنسبة لمختمؼ السمع وتداوليا عبر الحدود بيف دوؿ العالـ ‪ ،‬إال أنيا تشمؿ أيضا أنواعاً‬
‫‪ 1957‬وضع االتحاد الدولى لمميندسيف‬ ‫أخرى مف المعامالت ‪ ،‬مف ذلؾ مثال أنو فى سنة‬

‫“‬ ‫باالشتراؾ مع االتحاد الدولى لممبانى واألشغاؿ العامة‬ ‫االستشارييف ” ‪“ F.I.D.I.C‬‬


‫” ‪ F.I.B.T.P‬والذى يسمى اآلف باالتحاد الدولى لممقاوليف األوربييف لممبانى واألشغاؿ العامة‬
‫شروطاً عامة ألعماؿ اإلنشاءات اليندسية المدنية تتبع فى معظـ دوؿ العالـ ‪ ،‬وقد وضعت كذلؾ‬
‫شروط خاصة لمواجية حاالت التعاقد بالنسبة لممقاوالت اإلنشائية بحيث تتالءـ مع الحاجات‬
‫الخاصة لمسوؽ الدولى فى ىذا المجاؿ ‪.‬‬

‫كذلؾ يعتبر مف قبيؿ التعامؿ التجارى الدولى االتفاؽ عمى نقؿ التكنولوجيا والتعامؿ عمى‬
‫براءات االختراع بيف الدوؿ المتقدمة والدوؿ النامية ‪ {.‬صفحة ‪}14‬‬

‫كما يمكف أف نالحظ انتشار الشروط العامة لمعقود الدولية فى مجاؿ النقؿ ‪ ،‬والمصارؼ‬

‫‪ ،‬والتأميف الذى يمعب مجمع لندف لمكتتبى التأميف دو اًر ىاماً فى توحيد قواعده ووضع شروط‬
‫عامة لو تتبناىا كثير مف الدوؿ ‪ .‬وباختصار فإف الشروط العامة لمعقود الدولية يمكف أف تنتشر‬
‫فى المجاالت المختمفة التى تكوف مع بعضيا وحدة فى نطاؽ التجارة الدولية ‪ .‬وتنتقؿ السمع عف‬

‫طريؽ إبراـ عقد نقؿ ‪ ،‬كما أنو ييـ المستورد لمسمعة أف يقوـ بالتأميف عمييا ‪ .‬أى أف الشروط‬
‫العامة لمعقود الدولية واف كانت أساساً تقوـ فى مجاؿ عقد البيع إال أنيا توجد كذلؾ وكأمر‬

‫طبيعى فى مجاؿ العقود التابعة ليذا العقد كفتح االعتماد والنقؿ بجميع وسائمو أى ب اًر وبح اًر وجواً‬
‫‪ ،‬والتأميف ‪.‬‬

‫‪ – 10‬المقصود بالعقد الدولى ‪:‬‬

‫رأينا أف قانوف التجارة الدولية ييدؼ إما إلى توحيد القواعد الموضوعية لمعالقة القانونية‬

‫أو إلى توحيد قاعدة اإلسناد فى شأف تعييف القانوف الواجب التطبيؽ عمى البيع التجارى الدولى ‪.‬‬

‫ولما كاف توحيد القواعد الموضوعية لمعالقة القانونية ىو اليدؼ األمثؿ لمتجارة الدولية ‪،‬‬
‫فإف مف أىـ صور التوحيد وجود قواعد موحدة لمتعاقد تتبعيا مختمؼ الدوؿ فى معامالتيا ‪.‬‬

‫ولذلؾ تتجو المعامالت التجارية الدولية إلى خمؽ الشكؿ النموذجى لمعقد الدولى بحيث‬
‫أصبح العقد الدولى يوصؼ بأنو عقد نموذجى ‪ ،‬واف أمكف تعدد نماذج العقود التى تعالج بيع‬
‫سمعة واحدة بحيث يتبنى المتعاقدوف الشكؿ الذى يروؽ ليـ ويتفؽ مع ظروؼ تعاقدىـ ‪.‬‬

‫لذلؾ يثور التساؤؿ حوؿ تحديد المقصود بالعقد الدولى ‪ ،‬وىؿ يستمد صفتو مف الشكؿ‬
‫الذى تتخذه أو مف طبيعة العالقة التى يحكميا ؟ {صفحة ‪}15‬‬
‫ونالحظ بادئ ذى بدء أف العقود الدولية تتبنى عادة شروطاً عامة لبيع السمعة محؿ العقد‬
‫بحيث أف ىذه الشروط أصبحت توصؼ بأنيا عقود نموذجية ‪ ،‬ومع ذلؾ يتعيف عمينا أف نمفت‬

‫النظر إلى أنو ال يزاؿ ىناؾ فارؽ بيف الشروط العامة والعقود النموذجية ‪ ،‬إذ أف الشروط العامة‬
‫التى يشير إلييا العقد الدولى بشأف التعامؿ عمى سمعة معينة تضـ مجموعة مف البنود أو القواعد‬
‫العامة التى يستعيف بيا المتعاقدوف فى إتماـ تعاقدىـ فيشيروف إلييا ويضمنونيا عقدىـ ثـ‬

‫يكممونيا بعد ذلؾ بما يتفقوف عميو مف كمية وثمف وميعاد لمتسميـ ومكاف ىذا التسميـ وغير ذلؾ‬
‫مف المسائؿ التفصيمية لمعقد ‪ ،‬أما العقد النموذجى فيو مجموعة متكاممة مف شروط التعاقد بشأف‬
‫سمعة معينة وتتضمف تفاصيؿ العقد بحيث يمكف لألطراؼ المتعاقدة أف تتبنى شكؿ العقد بالكامؿ‬

‫وال تكوف فى حاجة إال إلى إضافة أسماء األطراؼ وكمية البضاعة وزماف تسميميا ومكانو‬
‫ووسيمة النقؿ ‪.‬‬

‫لذلؾ فإف العقد الدولى كما قد يكوف عقداً يتضمف صيغة معينة لنوع مف الشروط العامة‬

‫أو يشير إلى ىذه الصيغة فإنو قد يتمثؿ فى عقد مف العقود النموذجية ‪.‬‬

‫ومف ناحية أخرى نالحظ أف العقد يستمد صفتو الدولية فى واقع األمر مف طبيعة العالقة‬
‫التى يحكميا ومع ذلؾ فإف دولية العالقة قد أثار بعض الصعوبات ‪ ،‬ويمكننا أف نعتمد عمى‬

‫المعيار الذى أتى بو القانوف الموحد لمبيع الدولى الذى وضع بموجب اتفاقية الىاى سنة ‪1964‬‬
‫‪ ،‬فالبيع الدولى وفقا ليذا المعيار ال يرتبط باختالؼ جنسية المتعاقديف إذ قد يعد البيع دولياً ولو‬
‫كاف كؿ مف البائع والمشترى مف جنسية واحدة وانما العبرة باختالؼ مراكز أعماؿ األطراؼ‬

‫المتعاقدة أو محاؿ إقامتيـ العادية وباإلضافة إلى ىذا المعيار الشخصى أضاؼ القانوف الموحد‬
‫أحد معايير موضوعية ثالثة ‪{ .‬صفحة ‪} 16‬‬

‫( أ ) وقوع البيع عمى سمع تكوف عند إبراـ البيع محالً لنقؿ مف دولة إلى أخرى ( بيع‬

‫البضاعة فى الطريؽ ) أو ستكوف بعد إبراـ البيع محالً لمثؿ ىذا النقؿ ‪.‬‬

‫(ب) صدور اإليجاب والقبوؿ فى دولتيف مختمفتيف وال يشترط أف تكوف الدولتيف المتيف‬
‫يقع فييما مركز أعماؿ المتعاقديف أو محؿ إقامتيما العادية إذ العبرة باختالؼ دولة اإليجاب عف‬

‫دولة القبوؿ ‪.‬‬


‫(جػ) تسميـ المبيع فى دولة غير التى صدر فييا اإليجاب والقبوؿ ويعتبر البيع دولياً فى‬
‫ىذا الفرض ولو لـ يقتض انتقاؿ المبيع مف دولة إلى أخرى ‪.‬‬

‫ومف جماع ما تقدـ يمكننا أف نصؿ إلى ماىية العقد الدولى فيو عقد يستمد ىذه الصفة‬
‫مف طبيعة العالقة التى يحكميا ويتخذ عادة شكؿ شروط عامة أو عقد نموذجى وبناء عمى ذلؾ‬
‫فإف الشكؿ النموذجى لمعقد واف كاف مف خصائص العقد الدولى إال أنو ليس مف مستمزماتو ‪.‬‬

‫‪ – 11‬مزايا إبرام العقود الدولية ‪:‬‬

‫إذا كنا قد الحظنا أف توحيد قانوف التجارة الدولية يعتمد عمى عدة وسائؿ مف أىميا‬
‫العقود النموذجية الدولية ‪ ،‬ذلؾ أف عدـ توحيد القواعد القانونية لمتجارة الدولية مف شأنو أف يؤدى‬

‫إلى نتائج ضارة وينتج عنيا انخفاض فى حجـ التجارة الدولية ‪.‬‬

‫وقد أظير تطور قانوف التجارة الدولية أف ذاتية قانوف التجارة الدولية نبعت مف الحاجة‬
‫ومف العمؿ التجارى وتطورت بعد ذلؾ بظيور الشروط العامة لمتسميـ أو لمبيع بصفة عامة‬

‫واألشكاؿ النموذجية لمعقود وتوحيد المصطمحات التجارية وتجميع العادات التى تسود بيف التجار‬
‫والعرؼ التجارى ‪{.‬صفحة ‪} 17‬‬

‫وأظير العمؿ أف العقود النموذجية ىى خير وسيمة لمتوحيد ألف االتفاقيات الدولية ال‬
‫يمكنيا دائماً أف تحقؽ التوحيد المنشود وال تتالءـ مع سرعة الحياة التجارية إذ يحتاج وضع‬
‫مشروع االتفاقية إلى زمف طويؿ ثـ يعرض ىذا المشروع عمى مؤتمر يضـ عدة دوؿ وتستغرؽ‬
‫المناقشات فترة طويمة حتى يصؿ المؤتمروف إلى صيغة مقبولة مف أغمبية األطراؼ ويتـ التوقيع‬

‫عمى االتفاقية وال تعتبر نافذة فى أية دولة إال بعد التصديؽ عمييا ‪ ،‬وتستغرؽ إجراءات التصديؽ‬
‫وقتاً ليس بالقصير وقد ال تعتبر االتفاقية نافذة إال بتصديؽ عدد مف الدوؿ يتوافر فييا صفات‬
‫معينة تشير إلييا االتفاقية وتختمؼ بحسب الموضوع الذى تعالجو ‪.‬‬

‫أما العقود النموذجية فإف وضعيا يراعى عادة حقائؽ الحياة العممية ويحاوؿ رجاؿ‬
‫العمؿ عادة البحث عف حموؿ لممشاكؿ العممية التى تصادفيـ ومراعاة مطابقة ىذه الحموؿ‬
‫الحتياجات التجارة الدولية والدخوؿ بالتالى فى التفاصيؿ العممية التى يصعب عمى المشرع‬
‫الدولى أو الوطنى أف يواجييا أو يضع يده عمييا ‪ ،‬كما أف طبيعة القاعدة التشريعية بما تتصؼ‬
‫بو مف عمومية ال يمكنيا أف تواجو جميع الحاالت المتصور وقوعيا عمال ‪ ،‬لذلؾ كانت العقود‬

‫الدولية أكثر استجابة لمواقع العممى وتتمتع بالمرونة الالزمة لمواجية معظـ المشاكؿ التى يمكف‬
‫أف تحدث عمال ‪ ،‬ويقبؿ رجاؿ األعماؿ عادة الوصوؿ إلى صيغة مناسبة لمتعاقد تراعى مصالح‬
‫مختمؼ األطراؼ دوف البحث عما إذا كانت تتفؽ مع قاعدة تشريعية دولية أو وطنية بحيث‬

‫يصبح العقد الدولى فى النياية ىو فعال قانوف المتعاقديف‪.‬‬

‫‪ – 12‬المشاكل التى تصادف وضع العقود النموذجية ‪:‬‬

‫وعمى الرغـ مف المزايا السالؼ بيانيا إلبراـ العقود الدولية باعتبارىا مف أىـ وسائؿ توحيد‬

‫قانوف التجارة الدولية ‪ ،‬إال أف ىذه العقود بسبب اتجاىيا كما الحظنا إلى الشروط العامة أو‬
‫العقود {صفحة ‪ }18‬النموذجية فى أغمب األحياف تصادؼ مشاكؿ عممية عند محاولة وضع‬
‫الشروط العامة ليذه العقود ‪.‬‬

‫وعمى الرغـ مف أف الييئات المعنية بوضع ىذه الشروط تحاوؿ أف تضع صيغاً لمعقود‬
‫الدولية يمكف أف تالئـ احتياجات ومتطمبات الحياة التجارية ‪ ،‬إال أف تعدد الصيغ واختالفيا حتى‬
‫بالنسبة لمموضوع الواحد غالباً ما تؤدى إلى إيجاد المتعاقديف فى مواقؼ غير متوقعة أو فى‬

‫مراكز غير متكافئة ‪ ،‬وتنتج ىذه المشاكؿ عف األسباب اآلتية ‪-:‬‬

‫‪ – 1‬تحاوؿ صيغ العقود النموذجية أف تواجو التفاصيؿ دوف وجود قواعد عامة ‪ ،‬أو‬
‫مبادئ عامة تحكـ العالقة التعاقدية ‪ .‬وال يجوز أف نتصور أف ىذا القوؿ يتعارض مع ما سبؽ‬

‫أف ذكرناه مف وجود شروط عامة وشروط تفصيمية لمتعاقد ‪ ،‬ألننا ال نقصد ىنا الشروط العامة‬
‫التى تتعمؽ بعقد مف نوع معيف وانما نشير إلى األصوؿ القانونية التى تحكـ جوىر العالقة‬
‫التعاقدية وىى ما تفتقر إليو العقود النموذجية ‪.‬‬

‫‪ – 2‬تبرـ ىذه العقود بيف أطراؼ تتعارض مصالحيا االقتصادية وال نعنى بتعارض‬
‫المصالح ىنا مجرد التعارض الناشئ عف طبيعة اختالؼ مركز كؿ متعاقد كالتعارض الناشئ‬
‫عف وجود بائع ومشتر فى عقد البيع أو مقاوؿ ورب عمؿ فى عقد المقاولة ‪ ،‬أو مؤمف ومستأمف‬
‫فى عقد التأميف ‪ ،‬أو مصرؼ وعميؿ فى عقد فتح االعتماد ألف ىذا التعارض حتمى ‪ ،‬وانما‬
‫نعنى بالتعارض ىنا عدـ التكافؤ االقتصادى بيف المتعاقديف ‪ ،‬فالتبادؿ التجارى لمسمع قد يتـ بيف‬

‫دوؿ مستعمرة ومستعمراتيا السابقة أو بيف دوؿ متقدمة اقتصادية ودوؿ نامية أو متخمفة أو بيف‬
‫دوؿ اشتراكية ودوؿ رأسمالية ‪.‬‬

‫‪ – 3‬قد ينتمى أطراؼ العالقة التعاقدية إلى دوؿ تتبايف نظميا القانونية ويترتب عمى‬
‫ذلؾ اختالؼ تفسير المقصود ببعض االصطالحات {صفحة ‪ }19‬القانونية مف دولة إلى أخرى ‪.‬‬

‫كما قد ال تعرؼ بعض النظـ القانونية اصطالحات تعرفيا نظـ أخرى ‪ .‬وقد توجد فى بعض‬
‫النظـ تنظيمات قانونية ال توجد فى غيرىا مف النظـ مف ذلؾ مثال أف النظاـ األنجموأمريكى ال‬

‫“‬ ‫يعرؼ اصطالح الخطأ الجسيـ المعروؼ فى النظاـ الالتينى ‪ ،‬كما أف نظاـ المشاركة‬
‫” ‪ Partnership‬والنظاـ المعروؼ باسـ ” ‪ “ Trust‬ال يوجد إال فى النظاـ األنجموأمريكى‬
‫دوف النظاـ الالتينى ‪.‬‬

‫‪ –13‬الحمول المقترحة لحل ىذه المشاكل ‪:‬‬

‫يقترح كتاب قانوف التجارة الدولية لحؿ المشاكؿ المشار إلييا فيما تقدـ ما يأتى ‪-:‬‬

‫‪ – 1‬االلتزاـ بأصوؿ قانونية واحدة تعتبر كحد أدنى لمبادئ قانونية عالمية تساعد‬

‫تدريجيا عمى إلغاء الحدود بالنسبة لحرية انتقاؿ السمع ‪ ،‬ومف أىـ ىذه األصوؿ االعتراؼ بمبدأ‬
‫حرية التعاقد فى جميع القوانيف الوطنية فى نطاؽ التجارة الدولية ‪ ،‬ونالحظ أف ىذا الحؿ يوافؽ‬
‫عميو كثير مف كتاب قانوف التجارة الدولية سواء منيـ مف ينتمى إلى دوؿ نظاـ االقتصاد‬

‫المخطط أى الدوؿ االشتراكية أو إلى دوؿ السوؽ الحر أى الدوؿ الرأسمالية ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يجب أف يراعى عند وضع الشروط العامة أو العقود النموذجية أف توضع بطريقة‬
‫تضمف حماية مختمؼ المصالح المعنية ‪ ،‬ويمكف ضماف ىذه الحماية إذا تـ وضع الشروط العامة‬

‫أو العقود النموذجية عمى أسس معينة أىميا – كما حدث فى صيغ العقود التى وضعتيا المجنة‬
‫االقتصادية األوروبية – مناقشة المشاكؿ المتعمقة بالتجارة الدولية بواسطة مندوبيف أو مؤىميف فنيا‬
‫لذلؾ ويمثموف جميع الدوائر المعنية بيذه العقود فيجب مثال تمثيؿ تجار السمعة سواء كانوا‬
‫مصدريف أو مستورديف التى توضع ليا صيغ العقود‪ ،‬وتمثيؿ { صفحة ‪ } 20‬الناقميف والمؤمنيف‬

‫والمصارؼ ‪ ،‬عمى أف يكوف لدى الجميع الرغبة فى إيجاد قواعد تحكـ عالقاتيـ التجارية تتسـ‬

‫بالعدالة بالنسبة لجميع األطراؼ دوف أف تسيطر عمى أحدىـ الرغبة فى اإلفادة مف قوة مركزه‬
‫االقتصادى بالنسبة لمطرؼ اآلخر ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يجب أف يراعى عند وضع ىذه الشروط العامة أو العقود النموذجية أف تتمتع بقدر‬

‫كبير مف المرونة بحيث يمكف دائما مالءمة ىذه الشروط أو العقود مع الظروؼ المتغيرة لمتجارة‬
‫الدولية وذلؾ حتى يمكف أف تتمتع ىذه الوسيمة لتوحيد قانوف التجارة الدولية بتوحيد شروط التعاقد‬
‫بأىمية عممية تفوؽ االتفاقيات الدولية فى مجاؿ التجارة الدولية‪.‬‬

‫‪ – 4‬البد مف قبوؿ التحكيـ التجارى كوسيمة وحيدة لتسوية الخالفات الناشئة عف العقود‬
‫الدولية واالعتراؼ فى جميع الدوؿ بأحكاـ ىيئات التحكيـ التجارى ‪ ،‬وتمعب اتفاقية نيويورؾ‬
‫‪ ، 1958‬دو اًر ىاماً فى ىذا المجاؿ ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يجب أف يكوف مضموف الشروط العامة أو العقود النموذجية التى توضع فى‬
‫مختمؼ فروع التجارة الدولية كامالً ومفصالً بقدر اإلمكاف ‪ ،‬إذ أنو برغـ خضوع ىذا المضموف‬
‫لمبدأ التفاوض الحر لألطراؼ ‪ ،‬فإف مواجية الشروط العامة أو العقود النموذجية لمحموؿ الالزمة‬

‫لممشاكؿ القانونية الجوىرية التى يمكف أف تثور بيف المتعاقديف خالؿ فترة التعامؿ موضوع العقد‬
‫‪ ،‬مف شأنو أف يجعؿ العقد الدولى بحؽ ‪ ،‬قانوف المتعاقديف وبحيث يحؿ محؿ القوانيف الوطنية‬
‫التى يمكف أف تنطبؽ فى مجاالت أخرى وبيذا يتحقؽ أىـ أىداؼ العقد الدولى ‪ ،‬وىو وحدة‬

‫المعاممة التجارية الدولية ‪.‬‬

‫ونخمص مما تقدـ جميعو ‪ ،‬أف العقد الدولى يمكف أف يحؿ محؿ االتفاقيات الدولية‬
‫والقوانيف الوطنية ويصبح قانوف المتعاقديف فى {صفحة ‪ } 21‬نطاؽ المعاممة التجارية الدولية ‪،‬‬

‫إذا روعيت االعتبارات التى أشرنا إلييا واتبعت األصوؿ الفنية التى تحقؽ ىذا اليدؼ عمى النحو‬
‫الذى عرضنا لو فيما تقدـ ‪.‬‬

‫‪ – 14‬تصور عممى لما يمكن أن يكون عميو العقد الدولى ‪:‬‬


‫يتضمف العقد الدولى عادة أو يجب أف يتضمف األمور اآلتية ‪-:‬‬

‫‪ – 1‬مقدمة ‪:‬‬

‫تحتوى عمى تعريؼ محدد لالصطالحات التجارية التى يتكرر استعماليا فى العقد حتى‬
‫ال يثور الخالؼ بيف المتعاقديف حوؿ تفسير ىذه االصطالحات خاصة إذا انتمى المتعاقداف ‪،‬‬
‫كما قدمت إلى نظـ قانونية متباينة ‪.‬‬

‫‪ – 2‬قواعد انعقاد العقد ( تحديد وقت انعقاده والقيمة القانونية لممراحؿ السابقة عمى‬
‫التعاقد باعتبارىا منتيية وال صفة إلزامية ليا بعد إتماـ التعاقد ) ‪.‬‬

‫‪ – 3‬تحديد المبيع مف حيث الصنؼ والصفات والخصائص ودرجة الجودة والمقدار أو‬

‫الوزف أو عدد الوحدات ‪.‬‬

‫‪ – 4‬إذا كانت البضاعة مما يجب تغميفيا ‪ ،‬يجب أف ينص العقد عمى طريقة تغميفيا‬
‫ونوع األغمفة والطرؼ الذى يتحمؿ نفقات التغميؼ ‪.‬‬

‫‪ – 5‬موضوع تسميـ البضاعة مف البائع وتسمميا مف قبؿ المشترى فيحدد العقد زماف‬
‫التسميـ ومكانو وىو أمر يختمؼ بحسب نوع أداة النقؿ ونوع العممية التجارية ‪ ،‬وىؿ يتـ التعاقد‬
‫عمى أساس سيؼ ”‪ “ C.I.F.‬أو ” ‪ “ C. & F‬أو فوب ”‪. “ F.O.B.‬‬

‫ويرتبط بالتسميـ تحديد الطرؼ الذى يتحمؿ تبعة ىالؾ البضاعة ومتى تنتقؿ ىذه التبعة‬
‫{ صفحة ‪ }22‬بيا العقود الدولية عادة ‪ ،‬بينما ال‬ ‫مف البائع إلى المشترى ‪ ،‬وىى مسألة تيتـ‬

‫ينصرؼ اىتماـ معظـ العقود الدولية إلى تحديد وقت انتقاؿ ممكية المبيع ‪ ،‬ألف المشترى يفيد‬

‫بالمبيع بمجرد تسممو لو ‪.‬‬

‫‪ – 6‬الوفاء بالثمف وينظـ العقد الدولى عادة طريقة سداد الثمف عف طريؽ فتح اعتماد‬
‫مف جانب المشترى أو مف يعينو لمصمحة البائع ‪ .‬كذلؾ قد يتفؽ المتعاقداف عمى حؽ البائع فى‬

‫زيادة الثمف أثناء فترة تنفيذ العقد إذا طرأت ظروؼ يحددىا العقد تقتضى ذلؾ ويبيف العقد عادة‬
‫فى ىذه الحالة طريقة حساب الزيادة ‪.‬‬
‫‪ – 7‬حؽ المشترى فى فحص البضاعة المبيعة والمدة التى يتـ فييا ذلؾ وحقو فى‬
‫إخطار البائع بعدـ مطابقة البضاعة لما تـ االتفاؽ عميو واألجؿ المحدد ليذا اإلخطار والمدد‬

‫الخاصة برفع الدعاوى أو توجيو المطالبات عما يحدث مف مخالفات لمعقد ‪.‬‬

‫‪ – 8‬إذا كاف المبيع أجيزة أو آالت أو أدوات فينص العقد عادة عمى ضماف البائع‬
‫لمعيوب التى قد تظير فى المبيع ومدة التزاـ البائع بيذا الضماف ‪.‬‬

‫‪ – 9‬أنواع الجزاءات التى يجب إعماليا عند مخالفة شروط العقد وااللتزامات التى‬
‫يضعيا عمى عاتؽ أطرافو ‪ ،‬وقد تتمثؿ ىذه الجزاءات فى التعويض أو الغرامة التى تفرض عمى‬
‫المخالؼ أو إصالح المبيع أو استبدالو ‪ ،‬وقد يكوف الفسخ ىو الجزاء المقرر عمى مخالفة التزاـ‬

‫معيف ‪.‬‬

‫‪ – 10‬ينص العقد أيضا عمى تحديد القوة القاىرة التى تؤدى إلى تحمؿ أحد األطراؼ مف‬
‫التزامو أو وقؼ االلتزاـ حتى تزوؿ القوة القاىرة ‪{.‬صفحة ‪. }23‬‬

‫‪ – 11‬وجود شرط التحكيـ لحؿ المنازعات التى قد تثور بيف المتعاقديف وطريقة تشكيؿ‬
‫ىيئة التحكيـ والقواعد التى تتبع إلتماـ التحكيـ وينص عادة عمى اتباع قواعد غرفة التجارة‬
‫الدولية بباريس أو قواعد اليونسيتراؿ ‪ ،‬كما قد ينص العقد عمى بياف القانوف الواجب التطبيؽ عمى‬
‫النزاع فى األمور التى تنشأ بيف المتعاقديف وال يواجييا العقد ‪{.‬صفحة‪.}24‬‬

‫الفصل الثانى‬

‫صور لمبيوع التجارية الدولية‬


‫(‪)1‬‬
‫وفقاً لقواعد غرفة التجارة الدولية‬

‫‪ – 15‬غرفة التجارة الدولية ‪:‬‬

‫تمعب ىذه الغرفة دو اًر ىاماً فى مجاؿ التجارة الدولية عامة ‪ ،‬وفى نطاؽ العقود التجارية‬

‫الدولية عمى وجو الخصوص ‪ ،‬سواء مف حيث تحديد المقصود باالصطالحات التى تستعمؿ فى‬
‫ىذا المجاؿ ‪ ،‬أو تحديد التزامات أطراؼ ىذه العقود ‪ .‬ومف ناحية أخرى فإف ليذه الغرفة دو اًر‬
‫بار اًز فى مجاؿ تسوية المنازعات الناشئة عف تنفيذ العقود التجارية الدولية وفقاً لنظاـ التحكيـ‬
‫التجارى الدولى الذى وضعت الغرفة القواعد الخاصة بو ‪ ،‬يتبعيا المتعاقدوف عندما يشيروف إلييا‬

‫فى عقودىـ ‪.‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬وكانت الحاجة إلى‬ ‫‪ 1919‬ومقرىا باريس‬ ‫وقد أنشئت غرفة التجارة الدولية فى عاـ‬
‫إنشائيا الشعور بضرورة وجود منظمة تجمع فى مجاؿ التجارة الدولية بيف األشخاص الذيف‬

‫يزاولوف األعماؿ التجارية عمى اختالؼ أنواعيا فتجمع مندوبيف لما يقرب مف تسعيف دولة ‪ ،‬إذ‬
‫أف ليا لجانا وطنية ” ‪ “ National Committees‬فى أكثر مف خمسيف دولة فضالً عف‬
‫أعضاء فى أكثر مف أربعيف دولة أخرى وتجمع بيف خبرات مختمفة مف منتجيف ومستيمكيف‬

‫وأصحاب مصانع وبنوؾ وشركات تأميف وناقميف وخبراء فى عمـ االقتصاد والقانوف وتشمؿ ىذه‬
‫{صفحة ‪ }25‬المجموعة مف الخبرات المختمفة لكى تضع قواعد تنبع حقيقة مف حاجة التجارة‬
‫الدولية ‪ ،‬فيى منظمة رجاؿ األعماؿ فى العالـ ‪ ،‬لتحقؽ وتحافظ عمى مبدأ حرية التجارة الدولية‬

‫ولتنسيؽ وتيسير النشاط التجارى ولتمثيؿ مجتمع رجاؿ األعماؿ عمى المستوى الدولى ‪.‬‬

‫ولما كانت المصطمحات التجارية المستعممة فى مختمؼ دوؿ العالـ ‪ ،‬قد يختمؼ تفسيرىا‬
‫مف دولة إلى أخرى لتبايف األنظمة القانونية ‪ ،‬فقد شعر المجتمع التجارى الدولى بالحاجة إلى‬

‫توحيد ىذه المصطمحات المستعممة في التجارة الدولية ‪ ،‬ومف بيف ىذه المصطمحات ما يتعمؽ‬
‫بالبيوع التجارية الدولية ‪ ،‬وعرفت القواعد التى وضعتيا الغرفة فى ىذا المجاؿ باسـ االنكوترمز‬
‫” ‪ “ Incoterms‬كذلؾ أصدرت الغرفة قواعد خاصة بالتحكيـ التجارى الدولى ‪ ،‬وكذلؾ قواعد‬

‫تحكـ االعتمادات المستندية ‪ ،‬وقواعد تتعمؽ بنقؿ البضائع‪.‬‬

‫‪ – 16‬قواعد االنكوترمز ‪:‬‬

‫‪،1953‬‬ ‫‪ 1936‬واستمرت فى العمؿ حتى عدلت سنة‬ ‫وضعت ىذه القواعد أوال سنة‬

‫وروجعت وعدلت سنة ‪ 1967‬ثـ مرة أخرى سنة ‪ ، 1976‬ثـ أضيؼ إلييا نوعاف مف البيوع‬
‫التجارية الدولية سنة ‪ ، 1980‬كما عدلت القواعد األخيرة بعض القواعد المعموؿ بيا مف قبؿ‬
‫ذلؾ ‪.‬‬
‫ومف البدييى أف قواعد االنكوترمز ‪ ،‬ال تعد ممزمة فى مجاؿ البيوع التجارية الدولية ‪،‬‬
‫عمى عكس النصوص التشريعية واالتفاقيات الدولية التى تمزـ الدوؿ المنضمة إلييا ‪ ،‬عمى أنو‬

‫متى أشار المتعاقداف إلييا فى عقودىـ ‪ ،‬فإنيا تستمد إلزاميا فى ىذه الحالة مف اتفاؽ األطراؼ‬
‫عمى تبنييا ‪ ،‬ويفضؿ أطراؼ التعاقد عادة تبنى ىذه القواعد عندما ينتموف إلى دوؿ تتشابو‬
‫أنظمتيا القانونية بقصد توحيد تفسير االصطالحات الواردة فى عقودىـ ‪ { .‬صفحة ‪} 26‬‬

‫وتيدؼ ىذه القواعد وتعديالتيا الى تحقيؽ غرضيف ‪- :‬‬

‫تحديد التزامات األطراؼ فى عقود التجارة الدولية تحديداً واضحاً و دقيقاً‪.‬‬ ‫األول ‪:‬‬

‫الثانى ‪ :‬وضع وتعديؿ ىذه القواعد عمى ضوء ما يجرى عميو العمؿ وفقاً لمعرؼ السائد‬

‫فى المعامالت التجارية الدولية ‪ ،‬فيى قواعد ال توضع وال تعدؿ مف فراغ ‪ ،‬ولكف مف واقع العرؼ‬
‫التجارى الدولى ‪ ،‬أو العرؼ التجارى السائد فى دولة معينة اشتيرت بنوع معيف مف أنواع النشاط‬
‫التجارى المختمفة ‪ ،‬فإنجمت ار مثال اشتيرت بأعرافيا فى مجاؿ التأميف البحرى ‪ ،‬وساد نظاميا‬

‫مختمؼ دوؿ العالـ ‪ ،‬حتى الدوؿ التى تأخذ بنظاـ قانونى مغاير عدلت تشريعاتيا لتأخذ بما‬
‫استقر عميو العرؼ اإلنجميزى فى مجاؿ التأميف البحرى‪.‬‬

‫ونالحظ أف أطراؼ العالقة التجارية الدولية قد يشيروف فى عقودىـ إلى األخذ بقواعد‬

‫االنكوترمز كما ىى ‪ ،‬أو مع تعديؿ معيف يتفقوف عميو أو مع إضافة شروط أخرى تتجسد فى‬
‫قواعد دولية أو وطنية أو صادرة مف منظمة أخرى مثؿ قواعد غرفة تجارة الحبوب فى لندف أو‬
‫قواعد مجمع لندف لمكتتبى التأميف ‪ ،‬خاصة إذا أخذنا فى االعتبار أف قواعد االنكوترمز تيتـ‬

‫أساساً ‪ ،‬كما قدمنا ببياف وتحديد التزامات طرفى عقد البيع ‪ ،‬فقد يأخذ الطرفاف مثال بيذه القواعد‬
‫مع اإلشارة إلى التأميف عمى البضاعة محؿ البيع ضد كؿ األخطار وفقا لشروط مجمع لندف ‪.‬‬
‫ونالحظ أف أكثر البيوع التجارية التى عالجتيا قواعد االنكوترمز بيوع بحرية ‪ ،‬أى يرتبط تنفيذىا‬

‫بعممية نقؿ بحرى لمبضائع محؿ البيع ‪ ،‬إال أف ىذه القواعد قد عالجت أيضا البيوع الجوية التى‬
‫ترتبط بعممية نقؿ جوى لمبضائع محؿ التعاقد‪ ،‬كما عالجت بعض البيوع التى ترتبط بعممية نقؿ‬
‫برى ‪ ،‬بالشاحنات أو بالسكؾ الحديدية ‪.‬‬
‫ونعرض فيما يمى ألىـ أنواع البيوع التى عالجتيا قواعد االنكوترمز وأىـ ما نالحظو‬
‫{صفحة ‪ }27‬عالجتيا تشترؾ فى بعض التزامات‬ ‫عمى ىذه القواعد ‪ ،‬أف جميع البيوع التى‬

‫طرفييا ‪ ،‬وتختمؼ في بعضيا اآلخر‪ ،‬بحيث يصبح الكالـ عف كؿ بيع عمى حدة تك ار اًر ليذه‬
‫القواعد ‪ ،‬لذلؾ فإننا سنركز أساساً عمى نقطة االختالؼ الجوىرية بيف ىذه البيوع بأنواعيا‬
‫المختمفة ‪ ،‬وىى مسألة متى يتـ تسميـ البضاعة مف البائع إلى المشترى فى كؿ نوع مف أنواع ىذه‬

‫البيوع ‪ ،‬وما يرتبط بذلؾ مف تحديد المسئوؿ عف تحمؿ مخاطر كؿ نوع والممتزـ بأداء النفقات‬
‫المتعمقة بالبضاعة ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬البيع تسميم مكان المنتج ” ‪“ Ex Works‬‬

‫‪ – 17‬التزامات البائع ‪:‬‬

‫‪ – 1‬االلتزاـ بتوريد البضاعة المتفؽ عمييا فى عقد البيع ‪ ،‬وعمى البائع أف يقدـ شيادة‬
‫بمطابقة البضاعة لمشروط والمواصفات الواردة فى عقد البيع إذا اتفؽ بيف طرفى البيع عمى ذلؾ‬

‫‪.‬‬

‫ويعد ىذا االلتزاـ ‪ ،‬التزاما عاما فى جميع أنواع البيوع التجارية ‪ ،‬ويمتزـ البائع بتوريد‬
‫البضاعة حسب المواصفات المتفؽ عمييا بيف طرفى التعاقد ‪ ،‬واذا اتفؽ بينيما عمى التزاـ البائع‬

‫بأف يقدـ شيادة تتضمف أوصاؼ البضاعة ويقر فييا بأنيا مطابقة ألوصاؼ البضاعة المبيعة ‪،‬‬
‫فعمى البائع أف ينفذ ىذا االلتزاـ وتقدـ ىذه الشيادة عادة مف شركات متخصصة تسمى شركات‬
‫المعاينة أو المراجعة ‪.‬‬

‫‪ -2‬االلتزاـ بوضع البضاعة تحت تصرؼ المشترى فى الوقت المتفؽ عميو فى العقد‪،‬‬
‫وفى مكاف التسميـ المحدد فى العقد أو فى المكاف المعتاد تسميـ مثؿ ىذه البضاعة فيو ‪،‬‬
‫ولشحنيا عمى وسيمة النقؿ التى يقدميا المشترى ‪.‬‬

‫وىذا ىو االلتزاـ بتسميـ البضاعة ‪ ،‬ويتـ التسميـ فى ىذا النوع مف البيوع فى محؿ المنتج‬
‫‪“ Ex‬‬ ‫أو مخازف البائع‬ ‫أو البائع إما فى المصنع { صفحة ‪“ Ex Factory ” }28‬‬

‫” ‪ Warehouse‬أو فى المزرعة ” ‪ “ Ex Plantation‬وعمى ذلؾ يقوـ المشترى بتقديـ وسيمة‬


‫النقؿ إلى البائع لكى يتـ شحف البضاعة عمييا ‪ .‬ولما كاف المشترى عادة ال يقيـ فى ذات الجية‬
‫التى يوجد فييا البائع ‪ ،‬فإف المتبع فى مثؿ ىذا النوع مف البيوع ‪ ،‬أف يفوض المشترى شخصا‬

‫يتواجد فى مكاف البائع الستالـ البضاعة المبيعة نيابة عنو ‪ ،‬والغالب فى البيوع الدولية أف‬
‫يفوض المشترى شركة معاينة أو شركة مراجعة تقوـ بالتحقؽ مف مطابقة البضاعة لألوصاؼ‬
‫المتفؽ عمييا ‪ ،‬وقد يقتضى ىذا التحقؽ فحص البضاعة أو تحميؿ عينة منيا وتصدر شيادة‬

‫بنتيجة ىذا الفحص أو التحميؿ ترسؿ إلى المشترى ‪ ،‬وبالتالى تقوـ شركة المراجعة باستالـ‬
‫البضاعة نيابة عف المشترى عمى أف يقوـ المشترى بتدبير وسيمة النقؿ التى يتـ شحف البضاعة‬
‫عمييا بمعرفة المشترى أو مف يفوضو فى ذلؾ فى مكاف البائع ‪ .‬أى أف شحف البضاعة عمى‬

‫وسيمة النقؿ فى ىذا البيع ‪ ،‬يقع عمى عاتؽ المشترى وتحت مسئوليتو ما لـ يتفؽ الطرفاف عمى‬
‫غير ذلؾ ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يتحمؿ البائع نفقات حزـ البضاعة أو تغميفيا أو تعبئتيا إذا اقتضت ذلؾ طبيعة‬

‫البضاعة ‪ ،‬أو كاف ذلؾ ضروريا إلمكاف تسميـ البضاعة لممشترى ‪ .‬أى أنو متى كانت طبيعة‬
‫(‪)3‬‬
‫إلى المشترى وانما يتعيف تعبئتيا أو حزميا أو تغميفيا ‪ ،‬فإف‬ ‫البضاعة ال تسمح بتسميميا صبا‬
‫نفقات ذلؾ تكوف عمى عاتؽ البائع ‪.‬‬

‫‪ – 4‬يمتزـ البائع بإخطار المشترى بالميعاد الذى تكوف فيو البضاعة جاىزة لمتسميـ‬
‫ويجب أف يتـ اإلخطار بوسيمة معقولة ” ‪ ، “ Reasonable notice‬وقد تكوف ىذه الوسيمة ‪،‬‬
‫البريد أو البرؽ أو التميفوف أو التمكس حسب الظروؼ ‪ {.‬صفحة ‪}29‬‬

‫‪ – 5‬يتحمؿ البائع مصاريؼ معاينة البضاعة ‪ ،‬كمصاريؼ فحص نوع البضاعة أو‬
‫قياسيا أو تحميميا أو وزنيا أو عدىا ‪ ،‬إذا كاف ذلؾ ضروريا لتسميـ البضاعة إلى المشترى ‪.‬‬

‫‪ – 6‬يتحمؿ البائع كافة األخطار والنفقات المتعمقة بالبضاعة حتى يتـ وضع البضاعة‬

‫تحت تصرؼ المشترى فى الوقت المنصوص عميو فى العقد بشرط أف تكوف ىذه البضاعة‬
‫مطابقة لمعقد ‪ ،‬بما يعنى أنيا مفرزة أو تـ تعيينيا باعتبارىا البضاعة المتعاقد عمييا ويعنى ىذا‬
‫االلتزاـ أف البائع يتحمؿ تبعة ىالؾ البضاعة إلى الوقت الذى تكوف فيو البضاعة تحت تصرؼ‬

‫المشترى فى الميعاد المحدد فى العقد وليس إلى وقت استالـ المشترى لمبضاعة فعالً ‪ ،‬وال حتى‬
‫يتـ شحنيا عمى وسيمة النقؿ التى يقدميا المشترى ‪ ،‬بؿ يكفى أف يخطر البائع المشترى بأنو‬
‫يمكنو استالـ البضاعة محؿ البيع فى الوقت الذى يحدد فى اإلخطار ‪ ،‬عمى أف يتـ اإلخطار‬

‫وتحديد ميعاد االستالـ فى وقت مناسب أو معقوؿ ‪ ،‬وبعد ذلؾ تنتقؿ تبعة اليالؾ إلى المشترى ‪.‬‬
‫عمى أنو يشترط لما تقدـ أف تكوف البضاعة مفرزة ومعينة مف قبؿ البائع ‪ ،‬وأف تكوف مطابقة لما‬
‫تـ االتفاؽ عميو فى العقد ‪ ،‬فال يجوز لمبائع مثال أف يخطر المشترى باستالـ البضاعة المبيعة‬

‫ضمف بضاعة أخرى فى مخازف البائع ‪.‬‬

‫‪ – 7‬يقدـ البائع ‪ ،‬بناء عمى طمب المشترى وتحت مسئوليتو وعمى نفقتو ‪ ،‬أية مساىمة ‪،‬‬
‫لمحصوؿ عمى أية مستندات تصدر فى دولة التسميـ أو دولة المصدر ( المنشأ) والتى قد يطمبيا‬

‫المشترى ألغراض التصدير أو االستيراد أو إذا كانت ىذه المستندات مطموبة لمرور البضاعة‬
‫عبر دولة أخرى ‪.‬‬

‫ويتعمؽ ىذا االلتزاـ بما تتطمبو بعض الدوؿ مف مستندات الستيراد بضاعة مف دولة‬

‫أخرى ‪ ،‬مثؿ شيادة المصدر أو المنشأ التى تصدر عادة مف الغرفة التجارية فى بمد التصدير‬
‫ويصدؽ عمييا قنصؿ {صفحة ‪ }30‬الدولة المستوردة فى البمد المصدرة ‪ ،‬فيذه شيادة اف طمبيا‬
‫المشترى فإف البائع يعاونو فى استصدارىا ويتحمؿ المشترى نفقات استصدارىا والتصديؽ عمييا ‪.‬‬

‫‪ – 18‬التزامات المشترى ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يمتزـ المشترى باستالـ البضاعة بمجرد وضعيا تحت تصرفو فى المكاف والزماف‬
‫المنصوص عمييما فى العقد ‪ ،‬وأف يدفع ثمف البضاعة المحدد فى عقد البيع ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يتحمؿ المشترى كافة النفقات واألخطار المتعمقة بالبضاعة مف الوقت التى توضع‬
‫فيو تحت تصرفو ‪ ،‬بشرط أف تكوف ىذه البضاعة مطابقة لمعقد وتـ تعيينيا عمى وجو التحديد‬
‫باعتبارىا البضاعة محؿ البيع ‪.‬‬

‫ويحدد ىذا االلتزاـ وقت انتقاؿ تبعة ىالؾ البضاعة إلى المشترى ‪ ،‬وىو الوقت الذى‬
‫تصبح فيو البضاعة جاىزة لتسميميا إلى المشترى ووضعيا تحت تصرفو بعد إخطار المشترى‬
‫بذلؾ خالؿ مدة معقولة ‪ ،‬ولما كاف المشترى ىو الممزـ بشحف البضاعة عمى وسيمة نقميا ‪ ،‬فإنو‬
‫يمتزـ بداىة بمخاطر الشحف ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يتحمؿ المشترى أية رسوـ جمركية أو ضرائب تتعمؽ بالبضاعة بسبب تصديرىا ‪.‬‬
‫ويعنى ىذا االلتزاـ أف المشترى يمتزـ بسداد كؿ ما يفرض عمى البضاعة مف رسوـ جمركية أو‬
‫ضرائب فى دولة التصدير وبسبب عممية التصدير‪ ،‬فإذا قاـ البائع بدفعيا فإنو يطالب بيا‬

‫المشترى ‪.‬‬

‫‪ – 4‬عندما يحتفظ المشترى بحقو فى استالـ البضاعة المبيعة خالؿ ميمة معينة ‪.‬‬
‫وكذلؾ بحقو فى اختيار مكاف االستالـ ‪ ،‬ثـ أخفؽ فى إصدار تعميمات فى ىذا الشأف ‪ ،‬فى‬
‫الوقت المناسب فإنو يتحمؿ { صفحة ‪ } 31‬النفقات اإلضافية لمبضاعة وجميع مخاطرىا منذ‬

‫الوقت الذى تنتيى فيو الميمة المحددة ‪ ،‬بشرط أف تكوف البضاعة مطابقة لمعقد ‪ ،‬وتـ تعيينيا‬
‫باعتبارىا البضاعة محؿ البيع ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يمتزـ المشترى بجميع النفقات الالزمة لمحصوؿ عمى المستندات المشار إلييا فى‬
‫البند ‪ 7‬مف التزامات البائع ‪ ،‬بما فى ذلؾ نفقات شيادات مصدر البضاعة واذف التصدير‬
‫والرسوـ القنصمية لمتصديؽ عمى ىذه المستندات ‪ ،‬ألف المشترى ىو الذى يطمب استصدار ىذه‬

‫الشيادات بمعاونة البائع فى الدولة التى يقع فييا ميناء الشحف ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬البيع بشرط التسميم عمى القاطرة أو الشاحنة‬

‫” ‪“ Free on Rail / Free on Truck‬‬

‫) ‪( For / Fot‬‬

‫‪ – 19‬التزامات البائع ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يمتزـ البائع بتوريد البضاعة ‪ ،‬كما ىو شأف جميع البيوع التجارية الدولية ‪ ،‬مطابقة‬
‫لما تـ االتفاؽ عميو فى العقد مع تقديـ ما يثبت ىذه المطابقة ‪ ،‬بالوسيمة التى ينص عمييا العقد ‪.‬‬
‫‪ – 2‬فى حالة ما إذا كانت البضاعة المتفؽ عمى بيعيا تبمغ حمولة عربة سكة حديد (‬
‫أو حممة عربة نقؿ أو حمولة لورى ) أو كاف االتفاؽ عمى تقديـ قدر مف البضاعة كاؼ لمعدالت‬

‫الشحف بمثؿ ىذه الوسائؿ ‪ ،‬فإف البائع يمتزـ بشحف البضاعة المتفؽ عمييا عمى عربة السكة‬
‫الحديد ( أو عربة النقؿ أو المورى ) وذلؾ عمى نفقتو وخالؿ الموعد المتفؽ عميو ‪ ،‬بشرط أف‬
‫تكوف وسيمة النقؿ ىذه مف طراز مناسب وحجـ معقوؿ ومجيزة بمشمع لمتغطية إف لزـ األمر ‪.‬‬
‫{‬ ‫ويتـ تجييز وسيمة النقؿ ىذه وشحنيا بالبضاعة طبقا لموائح المعموؿ بيا فى محطة تصدير‬
‫صفحة ‪ } 32‬البضاعة ويتبيف مف ذلؾ أف البائع فى ىذا البيع ممزـ بتسميـ البضاعة عمى ظير‬
‫عربة السكة الحديد أو الشاحنة التى ستنقؿ البضاعة ‪ ،‬ومف ثـ فإنو يظؿ مسئوالً عف البضاعة‬

‫حتى يتـ شحنيا ‪ ،‬ولذلؾ يمتزـ البائع فى ىذا البيع بشحف البضاعة ‪ ،‬وبدفع نفقات شحنيا ‪.‬‬

‫‪ – 3‬أما إذا كانت البضاعة المتفؽ عمييا أقؿ مف حمولة عربة سكة حديد (أو حمولة‬
‫عربة نقؿ أو حمولة لورى ) أو كاف االتفاؽ عمى تقديـ قدر مف البضاعة أقؿ مف القدر الكافى‬

‫لمعدالت الشحف بمثؿ ىذه الوسائؿ ‪ ،‬فعمى البائع أف يودع ىذه البضاعة فى مخازف السكة‬
‫الحديد ‪ ،‬سواء فى محطة التصدير أو إذا كانت ىذه الوسائؿ تشمميا أجرة النقؿ ‪ ،‬فى عربة‬
‫تقدميا السكة الحديد فى التاريخ أو الميمة المتفؽ عمييا ‪ ،‬ما لـ تقض الموائح فى محطة التصدير‬

‫بإلزاـ البائع بشحف البضاعة عمى عربة السكة الحديد ( أو عمى عربة نقؿ لورى ) مباشرة ‪.‬‬

‫ومع ذلؾ سيكوف مف المفيوـ أنو إذا كانت ىناؾ عدة محطات فى مكاف التصدير‪،‬‬
‫فممبائع الحؽ فى اختيار المحطة التى تناسبو لتصدير البضاعة منيا متى كانت ىذه المحطة‬

‫تقبؿ عادة نقؿ البضاعة إلى مكاف الوصوؿ الذى يحدده المشترى ‪ ،‬ما لـ يكف المشترى قد احتفظ‬
‫لنفسو بحؽ اختيار محطة معينة يتـ تصدير البضاعة منيا ‪.‬‬

‫‪ – 4‬طبقا لما ينص عميو البند ( ‪ )5‬مف التزامات المشترى ‪ ،‬فإف البائع يمتزـ بدفع كافة‬

‫النفقات والمخاطر المتعمقة بالبضاعة حتى الوقت الذى توجد فيو عربة السكة الحديد ( أو عربة‬
‫النقؿ أو المورى ) التى يتـ شحف البضاعة عمييا ‪ ،‬وبالنسبة لما ورد فى البند ( ‪ )3‬مف التزامات‬
‫البائع حتى وقت تسميـ البضاعة إلى مخازف السكة الحديد ‪.‬‬
‫‪ - 5‬يتحمؿ البائع نفقة المصاريؼ المعتادة لحزـ البضاعة أو تعبئتيا ما لـ يقض العرؼ‬
‫التجارى بتصدير ىذه البضاعة دوف أف يتـ حزميا أو تغميفيا أو تعبئتيا‪{ .‬صفحة‪}33‬‬

‫‪ – 6‬يتحمؿ البائع كافة نفقات معاينة البضاعة ( مصاريؼ فحصيا أو قياسيا أو وزنيا‬
‫أو عدىا ) متى اقتضت ذلؾ عممية شحف البضاعة أو إيداعيا بمخازف السكة الحديد‪.‬‬

‫‪ – 7‬عمى البائع أف يخطر المشترى بدوف أى تأخير ‪ ،‬بأف البضاعة قد تـ شحنيا أو تـ‬

‫إيداعيا بمخازف السكة الحديد ‪.‬‬

‫‪ – 8‬عمى البائع أف يزود المشترى بعقد النقؿ العادى إذا جرى العرؼ عمى ذلؾ ‪،‬‬
‫ويتحمؿ البائع نفقات ذلؾ ‪.‬‬

‫‪ – 9‬عمى البائع أف يزود المشترى ‪ ،‬بناء عمى طمب األخير وعمى نفقتو ‪ ،‬بشيادة‬
‫المصدر ‪.‬‬

‫‪ – 10‬يمتزـ البائع ‪ ،‬بناء عمى طمب المشترى وعمى نفقتو وتحت مسئوليتو ‪ ،‬بتقديـ كافة‬

‫المساعدات الممكنة الستصدار أية مستندات تحرر أو يجرى العمؿ بيا فى دولة تصدير‬
‫البضاعة أو دولة المنشأ ‪ ،‬ذلؾ متى طمب المشترى ىذه المستندات ليتمكف مف تصدير البضاعة‬
‫أو استيرادىا ( وكذلؾ المستندات الالزمة لمرور ىذه البضاعة عبر دولة أخرى متى اقتضى‬
‫األمر ذلؾ ) ‪.‬‬

‫‪ – 20‬التزامات المشترى ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يمتزـ المشترى بأف يصدر تعميماتو إلى البائع فى الوقت المناسب ‪ ،‬لتصدير‬

‫البضاعة إلى المكاف المتفؽ عميو ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يمتزـ المشترى باستالـ البضاعة منذ وقت دخوليا فى حراسة السكة الحديد ‪ ،‬ويمتزـ‬
‫بدفع ثمنيا المتفؽ عميو فى العقد ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يتحمؿ المشترى كافة النفقات والمخاطر المتعمقة بالبضاعة ( ويشمؿ ذلؾ نفقات‬
‫استئجار مشمع إذا لزـ األمر ) مف الوقت الذى يتـ فيو تواجد عربة السكة الحديد ( أو عربة‬
‫النقؿ أو المورى ) الذى { صفحة ‪ }32‬يتـ شحف البضاعة عميو ‪ ،‬أو مف الوقت الذى ستسمـ‬

‫فيو البضاعة إلى مخازف السكة الحديد فى الحالة المنصوص عمييا فى البند ( ‪ )2‬مف التزامات‬

‫البائع ‪.‬‬

‫‪ – 4‬يتحمؿ المشترى أية رسوـ جمركية أو ضرائب تفرض عمى البضاعة بسبب‬
‫تصديرىا إليو ‪.‬‬

‫‪ – 5‬إذا احتفظ المشترى لنفسو بالحؽ فى تحديد ميمة يصدر خالليا تعميماتو إلى البائع‬
‫لتصدير البضاعة أو الحؽ فى اختيار مكاف الشحف ‪ ،‬وأخفؽ المشترى فى إصدار ىذه التعميمات‬
‫فى الوقت المناسب ‪ ،‬فإنو يتحمؿ النفقات اإلضافية التى تنتج عف ذلؾ ‪ ،‬وكذلؾ يتحمؿ مخاطر‬

‫البضاعة مف وقت انقضاء الميمة المحددة ‪ ،‬بشرط أف تكوف البضاعة مطابقة لمعقد وتـ تعيينيا‬
‫باعتبارىا البضاعة المتعاقد عمييا ‪.‬‬

‫‪ – 6‬يمتزـ المشترى بدفع جميع النفقات والتكاليؼ الالزمة لمحصوؿ عمى المستندات‬

‫المشار إلييا فى بندى (‪ )10( ، )9‬مف التزامات البائع ‪ ،‬بما فى ذلؾ مصاريؼ إصدار شيادات‬
‫المنشأ والرسوـ القنصمية ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬البيع بشرط التسميم عمى رصيف ميناء الشحن‬

‫)‪Free Alongside Ship ( F.A.S.‬‬

‫‪ – 21‬المقصود بيذا البيع ‪:‬‬

‫يقصد بو البيع الذى ينتيى فيو التزاـ البائع بوضع البضاعة عمى رصيؼ الميناء الذى‬
‫تقؼ عميو السفينة الناقمة أو توضع البضاعة فى الصنادؿ التى تنقميا إلى السفينة الناقمة إذا‬
‫كانت تقؼ بعيداً عف رصيؼ الميناء ‪ .‬ويعنى ذلؾ أف المشترى يتحمؿ جميع النفقات ومخاطر‬
‫ىالؾ أو تمؼ البضاعة منذ ىذه المحظة ‪ .‬وىذا يعنى أنو عمى المشترى {صفحة ‪ } 35‬فى ىذا‬
‫البيع ‪ ،‬عمى خالؼ البيع فوب ” ‪ “ Fob‬أف يخمص عمى البضاعة جمركيا حتى يتـ تصديرىا‬
‫‪ .‬ويحدد فى ىذا البيع ميناء الشحف ‪.‬‬
‫‪ – 22‬التزامات البائع ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يمتزـ البائع بتوريد البضاعة مطابقة لما اتفؽ عميو فى عقد البيع ‪ ،‬مع تقديـ ما‬

‫يثبت ىذه المطابقة اذا كاف ذلؾ مشروطاً بمقتضى العقد ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يمتزـ البائع بتسميـ البضاعة بجانب السفينة الناقمة عمى مرسى الشحف الذى يحدده‬
‫المشترى فى ميناء الشحف المسمى فى عقد البيع بالطريقة المعتادة فى ىذا الميناء وفى التاريخ‬

‫أو خالؿ المدة المتفؽ عمييا ‪ ،‬وأف يعمف المشترى بدوف تأخير ‪ ،‬بأف البضاعة قد تـ تسميميا‬
‫بجانب السفينة الناقمة ‪ .‬ويعنى ىذا أف التزاـ البائع بالتسميـ يتـ بوضع البضاعة عمى رصيؼ‬
‫الميناء الذى تقؼ عميو السفينة الناقمة ويتحمؿ المشترى تبعة اليالؾ منذ ىذا الوقت ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يمتزـ البائع بأف يقدـ إلى المشترى بناء عمى طمبو وتحت مسئوليتو وعمى نفقتو ‪،‬‬
‫كؿ معونة فى الحصوؿ عمى ترخيص التصدير أو أى إذف يصدر مف جية حكومية ويكوف الزما‬
‫إلتماـ تصدير البضاعة ‪.‬‬

‫‪ – 4‬يتحمؿ البائع ‪ ،‬طبقا لمبنديف ( ‪ )4( ، )3‬مف التزامات المشترى ‪ ،‬ووفقا لما سنراه ‪،‬‬
‫جميع نفقات ومخاطر البضاعة حتى وقت تسميميا بجانب السفينة الناقمة فى ميناء الشحف‬
‫المحدد فى العقد بما فى ذلؾ نفقات أية إجراءات يقوـ بيا فى سبيؿ تنفيذ التزامو بتسميـ البضاعة‬

‫بجانب السفينة الناقمة ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يقوـ البائع عمى نفقتو بعممية حزـ أو تعبئة البضاعة ما لـ يقض العرؼ التجارى‬
‫بشحف البضاعة صبا أو غير معبأة ‪ {.‬صفحة ‪} 36‬‬

‫‪ – 6‬يمتزـ البائع بدفع نفقات عمميات فحص البضاعة ( نفقات فحص نوع البضاعة أو‬
‫قياسيا أو وزنيا أو عدىا ) متى كانت ىذه العمميات الزمة لتسميـ البضاعة بجانب السفينة الناقمة‬
‫‪.‬‬

‫‪ – 7‬يمتزـ البائع بأف يقدـ – عمى نفقتو – لممشترى وثيقة نظيفة ( أى بدوف تحفظات )‬
‫تثبت تسميـ البضاعة بجانب السفينة الناقمة المسماة فى ىذه الوثيقة ‪.‬‬
‫‪ – 8‬يمتزـ البائع ‪ ،‬بأف يقدـ إلى المشترى بناء عمى طمبو وعمى نفقتو شيادة المنشأ (‬
‫شيادة تثبت مكاف إنتاج أو تصدير البضاعة محؿ البيع ) ‪.‬‬

‫‪ – 9‬يمتزـ البائع بأف يزود المشترى بناء عمى طمبو وتحت مسئوليتو وعمى نفقتو كؿ‬
‫مساعدة لمحصوؿ عمى مستندات أخرى غير المشار إلييا فى البند ( ‪ )8‬تصدر فى دولة الشحف‬
‫أو مصدر البضاعة ( ويستبعد مف ذلؾ سند الشحف وأية وثيقة قنصمية) والتى قد يطمبيا المشترى‬

‫لدخوؿ البضاعة إلى الدولة التى يقع فييا ميناء الوصوؿ ( أو إذا كاف ذلؾ الزما لمرورىا عبر‬
‫دولة أخرى ) ‪.‬‬

‫‪ – 23‬التزامات المشترى ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يمتزـ المشترى بأف يخطر البائع باسـ السفينة والرصيؼ الذى سيتـ منو الشحف‬
‫ومواعيد تسميـ البضاعة بجانب السفينة ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يتحمؿ المشترى جميع نفقات ومخاطر البضاعة مف وقت تسميميا بجانب السفينة‬

‫الناقمة فى ميناء الشحف المتفؽ عميو وفى الميعاد أو خالؿ الميمة المتفؽ عمييا ‪ ،‬كما يمتزـ بدفع‬
‫الثمف المنصوص عميو فى عقد البيع ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يتحمؿ المشترى أية نفقات إضافية بسبب عدـ وصوؿ السفينة المتفؽ عمييا لنقؿ‬
‫البضاعة فى الميعاد المحدد أو بسبب أف ىذه { صفحة ‪ } 37‬السفينة لف يمكنيا نقؿ البضاعة‬
‫أو أنيت عممية شحف البضاعة عمييا قبؿ الميعاد المتفؽ عميو ‪ .‬كما يتحمؿ المشترى جميع‬
‫المخاطر المتعمقة بالبضاعة مف وقت قياـ البائع بوضعيا تحت تصرؼ المشترى ‪ ،‬بشرط أف‬

‫تكوف البضاعة مطابقة لمعقد ومفرزة بوضوح ومعينة باعتبارىا البضاعة محؿ البيع ‪.‬‬

‫‪ – 4‬إذا لـ ينجح المشترى فى تسمية السفينة الناقمة لمبضاعة فى الوقت المناسب ‪ ،‬أو‬
‫إذا احتفظ لنفسو بالحؽ فى ميمة يتسمـ فييا البضاعة أو يعيف فييا ميناء الشحف ‪ ،‬أو إذا أخفؽ‬

‫المشترى فى إعطاء تعميماتو إلى البائع فى الوقت المناسب ‪ ،‬فإنو يتحمؿ أية نفقات إضافية‬
‫بسبب ىذا اإلخفاؽ ويتحمؿ أيضا جميع مخاطر البضاعة مف وقت انتياء الميمة المتفؽ عمييا‬
‫لمتسميـ ‪ ،‬بشرط أف تكوف البضاعة مطابقة لمعقد وتـ إفرازىا أو تعيينيا باعتبارىا البضاعة‬
‫المتعاقد عمييا ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يتحمؿ المشترى جميع النفقات والتكاليؼ المتعمقة بالحصوؿ عمى المستندات‬


‫المشار إلييا فى البنود ( ‪ ) 9 ، 8 ، 3‬مف التزامات البائع ‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬البيع بشرط التسميم عمى ظير السفينة‬

‫)‪Free on Board ( F.O.B‬‬

‫‪ – 24‬المقصود بو ‪:‬‬

‫يقصد بيذا النوع ‪ ،‬أف البضاعة محؿ البيع توضع بمعرفة البائع عمى ظير السفينة‬
‫الناقمة ليا فى ميناء الشحف المحدد فى عقد البيع ‪ ،‬وتنتقؿ مخاطر ىالؾ أو تمؼ البضاعة إلى‬
‫عاتؽ المشترى مف المحظة التى تعبر فييا البضاعة حاجز السفينة الناقمة ‪.‬‬

‫‪ – 25‬التزامات البائع ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يمتزـ البائع بتوريد البضاعة إلى المشترى مطابقة لعقد البيع ‪ ،‬مع تقديـ ما يثبت‬
‫ىذا التطابؽ إذا تطمب العقد ذلؾ ‪ {.‬صفحة ‪} 38‬‬

‫‪ – 2‬يمتزـ البائع بتسميـ البضاعة عمى ظير السفينة التى يحددىا المشترى فى الميناء‬
‫المحدد لشحف البضاعة وبالطريقة المتعارؼ عمييا فى ىذا الميناء وفى التاريخ أو خالؿ الميمة‬
‫المحددة فى العقد ‪ ،‬ويخطر المشترى بدوف تأخير ‪ ،‬بأف البضاعة قد تـ تسميميا عمى ظير‬

‫السفينة ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يحصؿ البائع عمى نفقتو وتحت مسئوليتو ‪ ،‬عمى أى تصريح تصدير أو أى إذف‬
‫حكومى يكوف الزما لتصدير البضاعة المبيعة ‪.‬‬

‫‪ – 4‬يتحمؿ البائع ‪ ،‬طبقا لنصوص البنديف ( ‪ )4( ، )3‬مف التزامات المشترى ‪ ،‬جميع‬
‫النفقات والمخاطر المتعمقة بالبضاعة حتى وقت عبورىا فعال لحاجز السفينة فى الميناء المحدد‬
‫لشحنيا بما فى ذلؾ الضرائب والرسوـ وأية تكاليؼ أخرى تتطمبيا عممية تصدير البضاعة ‪،‬‬
‫وكذلؾ النفقات التى تتطمبيا أية إجراءات يتطمبيا قياـ البائع بتنفيذ التزاماتو حتى يتـ شحف‬

‫البضاعة عمى ظير السفينة ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يمتزـ البائع بالقياـ عمى نفقتو بحزـ أو تعبئة أو تغميؼ البضاعة ‪ ،‬ما لـ يقض‬
‫عرؼ ميناء الشحف بشحف البضاعة صبا ‪.‬‬

‫‪ – 6‬يمتزـ البائع بدفع جميع نفقات عممية فحص البضاعة ( كفحص نوع البضاعة أو‬
‫قياسيا أو وزنيا أو عدىا ) والتى تمزـ بقصد تسميـ البضاعة ‪.‬‬

‫‪ – 7‬يمتزـ البائع عمى نفقتو بأف يزود المشترى بوثيقة نظيفة ( أى بدوف تحفظات)‬

‫إلثبات تسميـ البضاعة عمى ظير السفينة المتفؽ عمييا ‪.‬‬

‫‪ – 8‬يمتزـ البائع بأف يزود المشترى بناء عمى طمب األخير وعمى نفقتو بشيادة مصدر‬
‫البضاعة ‪ {.‬صفحة ‪} 39‬‬

‫‪ – 9‬يمتزـ البائع بأف يقدـ لممشترى بناء عمى طمبو وتحت مسئوليتو وعمى نفقتو ‪ ،‬كؿ‬
‫مساعدة فى الحصوؿ عمى سند شحف أو أى مستند آخر بخالؼ المشار إليو فى البند السابؽ ‪،‬‬
‫يصدر فى دولة المصدر ‪ ،‬والتى قد يطمبيا المشترى الستيراد البضاعة فى دولة الوصوؿ (‬
‫وكذلؾ إذا لزـ األمر لمرور البضاعة عبر دولة أخرى ) ‪.‬‬

‫‪ – 26‬التزامات المشترى ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يمتزـ المشترى بأف يقوـ عمى نفقتو باستئجار سفينة أو حجز الفراغ الالزـ عمى‬

‫ظير إحدى السفف ‪ ،‬مع إخطار البائع فى الوقت المناسب باسـ السفينة الناقمة والمرسى الذى يتـ‬
‫الشحف منو وتواريخ تسميـ البضاعة لمسفينة الناقمة ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يتحمؿ المشترى جميع النفقات والمخاطر المتعمقة بالبضاعة منذ المحظة التى تعبر‬

‫فييا البضاعة فعال حاجز السفينة التى يتـ الشحف عمييا فى الميناء المحدد لمشحف ‪ ،‬ويمتزـ بدفع‬
‫الثمف المتفؽ عميو فى العقد ‪.‬‬
‫‪ – 3‬يتحمؿ المشترى أية نفقات إضافية نتيجة عدـ وصوؿ السفينة التى حددىا لمبائع‬
‫إلى ميناء الشحف فى الميعاد المتفؽ عميو أو حتى نياية الميمة المحددة لذلؾ ‪ ،‬أو إذا لـ تتمكف‬

‫السفينة مف استالـ البضاعة أو إذا أنيت السفينة عممية شحف البضائع قبؿ استالـ البضاعة‬
‫محؿ البيع فى موعد سابؽ عمى الميعاد المتفؽ عميو أو قبؿ نياية الميمة المحددة لمشحف ‪،‬‬
‫ويتحمؿ كذلؾ جميع مخاطر البضاعة منذ تاريخ انتياء الميمة المحددة بشرط أف تكوف البضاعة‬

‫مطابقة لمعقد وتـ فرزىا بحيث أصبحت معينة باعتبارىا البضاعة المتعاقد عمييا ‪.‬‬

‫‪ – 4‬إذا أخفؽ المشترى فى تعييف اسـ السفينة الناقمة فى الميعاد المتفؽ عميو أو إذا‬
‫كاف قد احتفظ لنفسو فى العقد بحؽ تعييف ميمة محددة الستالـ البضاعة أو احتفظ لنفسو بالحؽ‬

‫فى اختيار ميناء معيف يتـ منو الشحف ‪ ،‬ثـ أخفؽ فى تعييف ىذه الفترة أو اختيار ىذا الميناء ‪،‬‬
‫أو { صفحة ‪ } 40‬أخفؽ فى إعطاء البائع التعميمات الالزمة فى الوقت المناسب‪ ،‬فإنو يتحمؿ‬
‫جميع النفقات اإلضافية التى تترتب عمى ذلؾ فضال عف تحممو لجميع المخاطر منذ لحظة‬

‫انتياء الفترة المتفؽ عمييا لتسميـ البضاعة ‪ ،‬بشرط أف تكوف البضاعة مطابقة لمعقد وتـ فرزىا‬
‫بحيث أصبحت معينة باعتبارىا البضاعة المتعاقد عمييا‪.‬‬

‫‪ – 5‬يمتزـ المشترى بأداء أية مصاريؼ أو تكاليؼ لمحصوؿ عمى سند الشحف المشار إليو فى‬

‫البند (‪ )9‬مف التزامات البائع ‪.‬‬

‫‪ – 6‬يمتزـ المشترى بجميع نفقات رسوـ استخراج المستندات المشار إلييا فى البنديف ( ‪)9( ،)8‬‬
‫مف التزامات البائع بما فى ذلؾ نفقات استخراج شيادة المصدر والشيادات القنصمية‪.‬‬

‫خامساً ‪ :‬البيع مع االلتزام بنفقات البضاعة وأجرة النقل‬

‫)‪Cost and Freight ( C.& F.‬‬

‫‪ – 27‬المقصود بو ‪:‬‬

‫يعنى ىذا النوع مف البيوع أف يمتزـ البائع بدفع نفقات البضاعة وأجرة النقؿ التى تمزـ‬
‫إلحضار البضاعة إلى المشترى فى ميناء الوصوؿ المحدد فى ىذا البيع ‪ ،‬عمى أف تنتيى‬
‫مسئولية البائع عف مخاطر اليالؾ والتمؼ وكذلؾ عف زيادة أية نفقات تتعمؽ بالبضاعة منذ أف‬
‫تعبر البضاعة حاجز السفينة فى ميناء الشحف ويتحمؿ المشترى ىذه المخاطر والنفقات ‪.‬أى‬

‫”‪ “ F.O.B.‬فى انتياء التزاـ البائع بالتسميـ بعبور البضاعة‬ ‫يتفؽ ىذا النوع مع البيع فوب‬
‫المبيعة حاجز السفينة الناقمة ‪ ،‬بينما يختمفاف مف حيث أف البيع فوب يتحدد فيو ميناء الشحف‬
‫”‪“C&F‬‬ ‫ويتعاقد المشترى عمى نقؿ البضاعة ويختار السفينة الناقمة ‪ ،‬بينما فى البيع‬

‫يدخؿ ضمف التزامات البائع ويراعى فى تقدير ثمف البضاعة محؿ البيع ‪ ،‬التعاقد عمى نقؿ ىذه‬
‫البضاعة وبالتالى { صفحة ‪ }41‬اختيار السفينة الناقمة ‪ ،‬لذلؾ يقاؿ عادة ‪ ،‬أف الدولة التى تريد‬
‫تشجيع أسطوليا التجارى عمييا أف تشترى أى تستورد فوب وتبيع أى تصدر ” ‪.“ C & F‬‬

‫‪ – 28‬التزامات البائع ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يمتزـ البائع بتوريد البضاعة مطابقة لمعقد ‪ ،‬مع تقديـ ما يثبت ىذه المطابقة متى‬
‫تطمب عقد البيع ذلؾ ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يمتزـ البائع بأف يتعاقد عمى نفقتو ووفقاً لمشروط المعتادة عمى نقؿ البضاعة محؿ‬
‫البيع إلى ميناء الوصوؿ المتفؽ عميو وفقا لمطريؽ المعتاد عمى سفينة تقوـ بالمالحة الخارجية (‬
‫وليست سفينة شراعية ) وذلؾ مف الطراز الذى يستخدـ عادة فى نقؿ بضاعة مماثمة لمبضاعة‬

‫المتفؽ عمييا فى العقد وأف يدفع أجرة النقؿ وأية نفقات أخرى يقتضييا تفريغ البضاعة فى ميناء‬
‫التفريغ والتى تقوـ بتحصيميا عادة الخطوط المالحية المنتظمة وقت الشحف فى ميناء الشحف ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يقوـ البائع تحت مسئوليتو وعمى نفقتو ‪ ،‬بالحصوؿ عمى ترخيص التصدير ‪ ،‬أو أى‬

‫إذف حكومى آخر الزـ لتصدير البضاعة ‪.‬‬

‫‪ – 4‬يمتزـ البائع بشحف البضاعة عمى نفقتو عمى ظير السفينة فى ميناء الشحف وفى‬
‫تاريخ أو خالؿ الميمة المحددة ‪ ،‬فإذا لـ يحدد تاريخ أو ميمة لذلؾ ‪ ،‬يتـ الشحف خالؿ المدة‬

‫المعقولة ‪،‬عمى أف يخطر المشترى بدوف تأخير ‪ ،‬بأف البضاعة تـ شحنيا عمى ظير السفينة‬
‫الناقمة ‪.‬‬
‫‪ – 5‬يمتزـ البائع طبقا لمبند (‪ )4‬مف التزامات المشترى ‪ ،‬بتحمؿ جميع مخاطر البضاعة‬
‫حتى لحظة تجاوزىا فعال لحاجز السفينة فى ميناء الشحف ‪{.‬صفحة ‪}42‬‬

‫( خاؿ‬ ‫‪ – 6‬يقوـ البائع عمى نفقتو وبدوف تأخير بتزويد المشترى بسند شحف نظيؼ‬
‫مف التحفظات ) وقابؿ لمتداوؿ وذلؾ لميناء الوصوؿ المتفؽ عميو ‪ ،‬كذلؾ فاتورة البضاعة‬
‫المشحونة ‪ .‬ويجب أف يغطى سند الشحف البضاعة محؿ التعاقد وأف يؤرخ بتاريخ يدخؿ ضمف‬

‫المدة المتفؽ عمى إجراء الشحف فييا ‪ ،‬وأف يقدمو لممشترى بتظييره إليو أو بأية وسيمة أخرى‬
‫لتسميـ البضاعة بمقتضاه أو ليتسمميا ممثمو المتفؽ عميو بيف الطرفيف ‪ .‬ويجب أف يكوف سند‬
‫الشحف المذكور مجموعة كاممة مف سندات الشحف سواء كسند يذكر فيو أف البضاعة " عمى‬

‫ظير السفينة " أو أنيا " مشحونة " أو أنيا ( سممت ) ألجؿ الشحف وفى ىذه الحالة األخيرة‬
‫يجب عمى الشركة الناقمة أف تذكر عمى ظير السند أف البضاعة وضعت عمى السفينة ‪ ،‬ويتعيف‬
‫أف يكوف ىذا البياف مؤرخاً وأف يدخؿ ىذا التاريخ ضمف المدة المحددة لشحف البضاعة ‪ ،‬واذا‬

‫تضمف سند الشحف إحالة إلى مشارطة اإليجار المتعمقة بالسفينة ‪ ،‬فعمى البائع أف يزود المشترى‬
‫بنسخة مف ىذه المشارطة ‪.‬‬

‫‪ – 29‬ممحوظة ‪:‬‬

‫سند الشحف النظيؼ ىو السند الذى ال يتضمف أية شروط تحفظية بشأف الحالة المعيبة‬
‫لمبضاعة أو عيوب الحزـ أو التغميؼ ‪ ،‬أو التعبئة ‪.‬‬

‫وال تؤدى التحفظات التالية إلى أف يصبح سند الشحف النظيؼ سند شحف غير نظيؼ ‪:‬‬

‫( أ ) الشروط التى ال تقرر صراحة أف حزـ البضاعة أو تغميفيا فى حالة غير مرضية ‪،‬‬
‫كأف يقاؿ مثال " صناديؽ أو براميؿ مستعممة " ‪.‬‬

‫(ب) الشروط التى تقرر عدـ مسئولية الناقؿ عف المخاطر التى تنجـ عف طبيعة‬

‫البضاعة أو طريقة حزميا أو تغميفيا أو تعبئتيا ‪.‬‬

‫(جػ) الشروط التى ال ترتب أى التزاـ عمى الناقؿ إزاء عدـ عممو بمحتويات البضاعة أو‬
‫وزنيا أو قياسيا أو نوعيا أو مواصفاتيا الفنية ‪ {.‬صفحة ‪}43‬‬
‫‪ – 7‬يتحمؿ البائع عمى نفقتو ‪ ،‬النفقات المعتادة لحزـ البضاعة أو تغميفيا أو تعبئتيا ‪،‬‬
‫ما لـ يقض العرؼ التجارى بشحف البضاعة صبا ‪.‬‬

‫‪ – 8‬يتحمؿ البائع جميع نفقات عمميات معاينة البضاعة ( كفحص نوع البضاعة أو‬
‫قياسيا أو وزنيا أو عدىا ) والتى تكوف الزمة لعممية شحف البضاعة ‪.‬‬

‫‪ – 9‬يتحمؿ البائع جميع الرسوـ والضرائب المستحقة عمى البضاعة حتى تماـ شحنيا‬

‫بما فى ذلؾ أى ضرائب أو رسوـ تحصؿ عمييا بسبب التصدير وكذلؾ النفقات التى تتطمبيا أية‬
‫إجراءات يقتضييا تنفيذ التزاـ البائع بشحف البضاعة عمى ظير السفينة الناقمة ‪.‬‬

‫‪ – 10‬يمتزـ البائع بأف يزود المشترى بناء عمى طمب األخير ( البند ( ‪ )5‬مف التزامات‬

‫المشترى ) بشيادة المصدر ‪ ،‬ويتحمؿ المشترى الرسوـ القنصمية لذلؾ ‪.‬‬

‫‪ – 11‬يمتزـ البائع بأف يقدـ لممشترى بناء عمى طمب األخير وتحت مسئوليتو وعمى نفقتو‬
‫‪ ،‬كؿ مساعدة فى الحصوؿ عمى أية مستندات بخالؼ ما ذكر فى البند السابؽ‪ ،‬تحرر فى دولة‬

‫الشحف أو فى دولة المصدر ‪ ،‬والتى قد يتطمبيا المشترى الستيراد البضاعة فى دولة الوصوؿ (‬
‫وكذلؾ إذا لزـ األمر لعبورىا خالؿ دولة أخرى ) ‪.‬‬

‫‪ – 30‬التزامات المشترى ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يقبؿ المشترى المستندات التى يقدميا البائع إليو إذا كانت مطابقة لما تـ االتفاؽ‬
‫عميو فى عقد البيع ‪ ،‬وعميو أف يدفع الثمف المتفؽ عميو فى العقد ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يمتزـ المشترى باستالـ البضاعة فى ميناء الوصوؿ المتفؽ عميو وبأف يتحمؿ – مع‬
‫استثناء أجرة النقؿ – جميع النفقات واألعباء { صفحة ‪ } 44‬المتعمقة بالبضاعة أثناء نقميا خالؿ‬
‫الرحمة البحرية حتى وصوليا إلى ميناء الوصوؿ ‪ ،‬وكذلؾ نفقات تفريغ البضاعة بما فى ذلؾ‬
‫مصاريؼ استعماؿ الصنادؿ ورسوـ استعماؿ رصيؼ الرسو فى ميناء الوصوؿ ( وتسمى فى‬

‫العمؿ رسوـ التراكى ) ما لـ تكف ىذه المصاريؼ والرسوـ داخمة ضمف أجرة النقؿ أو حصمتيا‬
‫شركة المالحة عند دفع أجرة النقؿ ‪.‬‬

‫‪ – 31‬ممحوظة ‪:‬‬
‫فإف البائع يمتزـ بمصاريؼ‬ ‫” ‪“ C & F Landed‬‬ ‫إذا كاف البيع عمى أساس‬
‫الصنادؿ ورسوـ التراكى ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يتحمؿ المشترى جميع مخاطر البضاعة منذ وقت عبورىا فعال لحاجز السفينة‬
‫الناقمة فى ميناء الشحف ‪.‬‬

‫‪ – 4‬فى الحالة التى يحتفظ المشترى فييا بحقو فى تحديد ميمة يتـ خالليا شحف‬

‫البضاعة أو بحقو فى اختيار ميناء الوصوؿ ‪ ،‬وأخفؽ المشترى فى إصدار تعميماتو فى ىذا‬
‫الشأف إلى البائع فى الوقت المناسب ‪ ،‬فإف المشترى يتحمؿ جميع النفقات اإلضافية التى تترتب‬
‫عمى البضاعة وكذلؾ يتحمؿ المخاطر المتعمقة بالبضاعة منذ وقت انتياء الميمة المحددة ‪،‬‬

‫بشرط أف تكوف البضاعة دائما مطابقة لمعقد وتـ تجنيبيا باعتبارىا البضاعة محؿ التعاقد ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يمتزـ المشترى بدفع جميع نفقات وتكاليؼ الحصوؿ عمى شيادة المصدر والوثائؽ‬
‫القنصمية ‪.‬‬

‫‪ – 6‬يمتزـ المشترى بجميع نفقات الحصوؿ عمى المستندات المشار إلييا فى البند ( ‪)11‬‬
‫مف التزامات البائع ‪.‬‬

‫‪ – 7‬يمتزـ المشترى بتحمؿ جميع الرسوـ الجمركية وأية رسوـ أو ضرائب أخرى تدفع فى‬
‫وقت أو بسبب عممية استيراد البضاعة ‪ { .‬صفحة ‪} 45‬‬

‫‪ – 8‬يمتزـ المشترى بأف يقوـ عمى نفقتو وتحت مسئوليتو بالحصوؿ عمى إذف استيراد‬
‫البضاعة أو ما يشابيو والذى قد يكوف مطموباً الستيراد البضاعة فى دولة الوصوؿ ‪.‬‬

‫سادساً ‪ :‬البيع مع االلتزام بنفقات البضاعة‬

‫وأجرة النقل ومصاريف التأمين‬

‫)‪Cost, Insurance and Freight (CIF‬‬

‫‪ – 32‬المقصود بو ‪:‬‬
‫يعتبر ىذا العقد الذى يشمؿ التزاـ البائع فيو دفع نفقات البضاعة ومصاريؼ التأميف‬
‫عمييا وأجرة نقميا ىو ذات العقد السابؽ مع إضافة مصاريؼ التأميف عمى عاتؽ البائع ليقدـ إلى‬

‫المشترى وثيقة تأميف ضد أخطار ىالؾ أو تمؼ البضاعة أثناء نقميا ‪ ،‬فيتعاقد البائع مع المؤمف‬
‫ويدفع قسط التأميف ‪ ،‬إذ يشمؿ الثمف المحدد ليذا البيع ىذه النفقات ‪ ،‬وال يمتزـ البائع إال بإجراء‬
‫تأميف وفقا لمحد األدنى لشروط التأميف عمى البضاعة وىو التأميف عمى أساس شروط ( اإلعفاء‬

‫مف الخسارة الخصوصية ”‪. ) “ F.P.A.‬‬

‫‪ – 33‬التزامات البائع ‪:‬‬

‫إحالة‪ :‬تقع عمى البائع فى ىذا البيع جميع االلتزامات السابقة فىالبيع ” ‪ “ C & F‬والذى‬

‫عرضنا ألحكامو فيما تقدـ ‪.‬‬

‫ويمتزـ فضال عما تقدـ بأف يزود المشترى عمى نفقتو ( أى نفقة البائع ) بوثيقة تأميف‬
‫بحرى ضد أخطار نقؿ البضاعة المتعاقد عمييا ويتـ التعاقد فى ىذا التأميف مع مؤمنيف أو‬

‫شركات تأميف ذات سمعة طيبة ‪ ،‬ووفقا لشروط التأميف ” ‪ “ FPA‬أى مع عدـ تحمؿ المؤمف‬
‫” ‪ “ CIF‬مع‬ ‫الخسارة الخاصة ‪ ،‬عمى أف يغطى ىذا التأميف الثمف المذكور فى عقد البيع‬
‫إضافة نسبة مئوية قدرىا ‪ % 10‬مف ىذا {صفحة ‪ } 46‬الثمف ‪ .‬وتحدد قيمة التأميف بالعممة‬

‫المحددة فى عقد البيع كمما أمكف ذلؾ ‪ .‬وال تتضمف أخطار النقؿ المغطاة فى التأميف ‪ ،‬األخطار‬
‫الخاصة المغطاة فى أنواع معينة مف التجارة أو األخطار التى يرغب المشترى فى حماية خاصة‬
‫ليا ما لـ يتفؽ عمى غير ذلؾ ‪ .‬ومف بيف األخطار الخاصة التى يتفؽ بيف البائع والمشترى عمى‬

‫اعتبارىا مف األخطار المغطاة فى التجارة‪ ،‬السرقة والنيب والكسر والتيشـ والرشح واالحتكاؾ‬
‫ببضاعة أخرى وغير ذلؾ مف األخطار المتعمقة بأنواع معينة مف التجارة ‪.‬‬

‫ويجوز بناء عمى طمب المشترى وعمى نفقتو أف يقوـ البائع بالتأميف ضد أخطار الحرب‬

‫وبالعممة المتفؽ عمى سداد ثمف البضاعة بيا كمما أمكف ذلؾ ‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى التزاـ البائع بتزويد المشترى بسند شحف نظيؼ طبقاً لاللتزاـ الوارد فى‬
‫” ‪“C I F‬‬ ‫البند ( ‪ )6‬فى البيع ‪ ، C & F‬يمتزـ البائع أيضاً بأف يزود المشترى فى البيع‬
‫بوثيقة تأميف ‪ ،‬أو بشيادة تأميف ( إذا لـ تكف الوثيقة معدة وقت تقديـ مستندات البيع مف البائع‬
‫إلى المشترى ) تصدر مف المؤمف وتتضمف منح حامميا ذات الحقوؽ التى تمنحيا وثيقة التأميف‬

‫وكما لو كاف حامالً ليذه الوثيقة ‪.‬‬

‫‪ – 34‬التزامات المشترى ‪:‬‬

‫تعتبر التزامات المشترى فى ىذا البيع ىى ذات التزاماتو فى البيع السابؽ عرضو ولكف‬

‫يالحظ أف المشترى يتحمؿ جميع النفقات واألعباء المالية المتعمقة بالبضاعة أثناء نقميا خالؿ‬
‫الرحمة البحرية ‪ ،‬فيما عدا أجرة النقؿ ومصاريؼ التأميف البحرى ‪ .‬واذا تـ التأميف ضد أخطار‬
‫الحرب ‪ ،‬فإف المشترى يتحمؿ مصاريؼ ىذا التأميف ‪{.‬صفحة ‪}47‬‬

‫سابعاً ‪ :‬البيع تسميم السفينة أو تسميم رصيف ميناء الوصول‬

‫‪Ex Ship or Ex Quay‬‬

‫‪ – 35‬المقصود بو ‪:‬‬

‫يقصد بيذا النوع مف البيوع ‪ ،‬أف البائع يمتزـ بتسميـ البضاعة إلى المشترى عمى ظير‬
‫السفينة فى ميناء الوصوؿ المحدد فى عقد البيع ‪ .‬وعمى ذلؾ يمتزـ البائع بجميع نفقات البضاعة‬
‫ومخاطرىا حتى يتـ تسميميا فى ميناء الوصوؿ ‪ .‬ولذلؾ فإف ىذا البيع يسمى عادة بيع ميناء‬
‫الوصوؿ ‪.‬‬

‫وقد يتسع نطاؽ التزاـ البائع فى بيوع ميناء الوصوؿ إذا كاف البيع تسميـ رصيؼ ميناء‬

‫الوصوؿ ‪ ،‬وىذا يعنى أف يظؿ التزاـ البائع قائماً حتى يتـ تسميـ البضاعة ال عمى ظير السفينة‬
‫التى مكثت فى ميناء الوصوؿ بؿ عمى رصيؼ ميناء الوصوؿ أى بعد أف يتـ تفريغ البضاعة ‪،‬‬
‫ويسمى البيع ىنا ‪ Ex Quay‬أى تسميـ رصيؼ الميناء ‪ ،‬وقد يكوف ىذا البيع ذاتو بيع تسميـ‬

‫الميناء مع دفع الرسوـ الجمركية ‪ . Ex Quay, duty paid‬وقد يكوف بيع تسميـ رصيؼ الميناء‬
‫مع التزاـ المشترى بالرسوـ الجمركية ‪ Ex Quay duties on Buyer’s account‬وفى‬
‫الصورة األولى يقع االلتزاـ بالتخميص عمى البضاعة جمركياً عمى البائع بينما يقع ىذا االلتزاـ‬
‫عمى المشترى فى الصورة الثانية‪.‬‬

‫‪ – 36‬التزامات البائع ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يمتزـ البائع بتوريد البضاعة إلى المشترى مطابقة لعقد البيع ‪ ،‬وبتسميـ المشترى‬
‫المستندات الدالة عمى ذلؾ إذا كاف العقد ينص عمييا ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يمتزـ البائع بأف يضع البضاعة تحت تصرؼ المشترى فى الوقت المحدد فى العقد‬
‫عمى ظير السفينة فى ميناء التفريغ المسمى فى { صفحة ‪ }48‬عقد البيع ‪ ،‬حتى يمكف تفريغيا‬
‫بالوسائؿ المناسبة المتفقة مع طبيعة البضاعة ‪.‬‬

‫أما إذا كاف البيع تسميـ الرصيؼ ‪ ،‬فيمتزـ البائع بوضع البضاعة تحت تصرؼ المشترى‬
‫عمى رصيؼ ميناء الوصوؿ المتفؽ عميو والمحدد فى عقد البيع ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يمتزـ البائع بأف يتحمؿ جميع مخاطر البضاعة ونفقاتيا فى المحظة التى توضع‬

‫فييا فعال تحت تصرؼ المشترى طبقاً لمبند ( ‪ )2‬المتقدـ ‪ ،‬بشرط أف تكوف ىذه البضاعة مطابقة‬
‫لمعقد ومفرزة بحيث يمكف اعتبارىا البضاعة محؿ التعاقد ‪.‬‬

‫‪ – 4‬يمتزـ البائع بمصاريؼ حزـ البضاعة أو تعبئتيا أو تغميفيا ‪ ،‬ما لـ يقض العرؼ‬
‫التجارى بشحف البضاعة صباً ‪.‬‬

‫وفى البيع تسميـ الرصيؼ ‪ ،‬فإف البائع يتحمؿ ىذه المصاريؼ بما يتفؽ مع طبيعة‬
‫البضاعة والتزامو بتسميميا عمى رصيؼ ميناء الوصوؿ ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يمتزـ البائع بمصاريؼ معاينة البضاعة حتى يتـ تسميميا لممشترى طبقا لمبند ( ‪)2‬‬
‫السابؽ ‪.‬‬

‫‪ – 6‬يمتزـ البائع عمى نفقتو بأف يخطر المشترى بدوف تأخير ‪ ،‬بالتاريخ المتوقع لوصوؿ‬

‫السفينة الناقمة المسماة فى العقد وأف يزوده فى الوقت المناسب بسند الشحف أو أمر التسميـ أو‬
‫أى مستند آخر يكوف ضروريا لتمكيف المشترى مف استالـ البضاعة ‪ .‬وفى البيع تسميـ الرصيؼ‬
‫يمتزـ البائع بتسميـ المشترى المستندات المطموبة لرفع البضاعة مف رصيؼ ميناء الوصوؿ ‪.‬‬

‫‪ – 7‬يمتزـ البائع بأف يزود المشترى بناء عمى طمب األخير وعمى نفقتو بشيادة المصدر‬
‫والفاتورة القنصمية ‪ { .‬صفحة ‪} 49‬‬

‫‪ – 8‬يمتزـ البائع بأف يقدـ لممشترى بناء عمى طمب األخير وتحت مسئوليتو وعمى نفقتو‬

‫كؿ مساعده الزمة لمحصوؿ عمى أية مستندات بخالؼ المذكورة فيما تقدـ ‪ ،‬وتصدر فى دولة‬
‫الشحف أو فى دولة المصدر ‪ ،‬والتى يتطمبيا المشترى الستيراد البضاعة فى دولة الوصوؿ ( أو‬
‫إذا لزـ األمر لمرور البضاعة عبر دولة أخرى ) ‪.‬‬

‫‪ – 37‬التزامات المشترى ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يمتزـ المشترى باستالـ البضاعة بمجرد أف توضع تحت تصرفو طبقا لمبند ( ‪ )2‬مف‬
‫التزامات البائع ‪ ،‬كما يمتزـ بدفع الثمف المنصوص عميو فى العقد ‪.‬‬

‫‪ – 2‬يتحمؿ المشترى جميع مخاطر البضاعة ونفقاتيا منذ المحظة التى توضع فييا‬
‫البضاعة تحت تصرفو طبقاً لمبند ( ‪ )2‬مف التزامات البائع ‪ ،‬بشرط أف تكوف البضاعة مطابقة‬
‫لمعقد مفرزة باعتبارىا البضاعة محؿ التعاقد ‪.‬‬

‫‪ – 3‬يتحمؿ المشترى جميع مصاريؼ وأعباء البضاعة والتى يتحمميا البائع فى سبيؿ‬
‫الحصوؿ عمى المستندات المشار إلييا فى البنديف (‪ )8( ، )7‬مف التزامات البائع ‪.‬‬

‫‪ – 4‬يمتزـ المشترى تحت مسئوليتو وعمى نفقتو بأف يقدـ جميع التراخيص أو المستندات‬

‫المماثمة التى قد تكوف مطموبة بقصد تفريغ البضاعة فى ميناء الوصوؿ أو بقصد استيرادىا ‪.‬‬

‫‪ – 5‬يمتزـ المشترى بأف يتحمؿ جميع النفقات واألعباء والرسوـ الجمركية ونفقات‬
‫التخميص وجميع االلتزامات والضرائب األخرى التى تدفع بقصد تفريغ واستيراد البضاعة‪.‬‬

‫ونالحظ أف ىذا االلتزاـ ال محؿ لو فى البيع تسميـ الرصيؼ مع تحمؿ البائع الرسوـ‬
‫الجمركية ‪ { .‬صفحة ‪} 50‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ىوامش الباب األول‬

‫(‪ )1( )1‬انظر دليؿ المصطمحات التجارية الدولية الصادر عف شركة النصر لمتصدير‬
‫واالستيراد مف إعداد وترجمة األستاذ مختار السويفى ‪.‬‬

‫(‪ )2( )2‬وتعرؼ في العمؿ بالحروؼ ‪ ICC‬وىى الحروؼ األولى لعبارة ‪:‬‬

‫‪. International Chamber of Commerce‬‬

‫(‪ )3( )3‬كالحبوب والدقيؽ والخضروات والموالح والكروـ والنبيذ وغيرىا مف البضائع ‪.‬‬
‫الباب الثانى‬

‫اتفاقية األمم المتحدة لمبيع الدولى لمبضائع‬

‫‪ – 38‬تقديم لمموضوع ‪:‬‬

‫يعتبر البيع الدولى فى أساسو بيعا لمبضائع وبالتالى ‪ ،‬فإنو يثير كافة المشاكؿ التجارية‬
‫والقانونية المتعمقة ببيع البضائع ‪ ،‬إال أنو يستمد صفتو الدولية مف وجود البائع والمشترى فى‬

‫دولتيف مختمفتيف ‪.‬‬

‫وييتـ البائع عادة فى البيوع الدولية ‪ ،‬بتوفير ضماف لو لمحصوؿ عمى ثمف البضاعة‬
‫المبيعة بينما يعنى المشترى بأال يدفع الثمف قبؿ أف يتحقؽ مف إرساؿ البضاعة إليو ‪ ،‬وتمعب‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬كما يشارؾ الناقموف‬ ‫البنوؾ دو اًر ىاماً فى ىذا الصدد عف طريؽ نظاـ االعتماد المستندى‬
‫والمؤمنوف أيضاً فى توفير ضمانات البيع الدولى ‪ ،‬ذلؾ أف عقد البيع الدولى لمبضائع ال يتضمف‬
‫فقط النص عمى االلتزاـ بالتسميـ وااللتزاـ بدفع الثمف وانما يتضمف كذلؾ مسائؿ أخرى مثؿ نقؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫البضاعة مف دولة البائع إلى دولة المشترى والتأميف عمى البضاعة وكذلؾ طريقة سداد الثمف‬
‫‪.‬‬

‫وتتميز العقود الدولية لبيع البضائع إذف ‪ ،‬بخصائص ال تتوافر فى البيوع الداخمية‪ ،‬فالبيع‬
‫الدولى لمبضائع تتصؿ بو اتصاال الزما بعض العقود الدولية األخرى ‪ ،‬مف ذلؾ عقد نقؿ‬
‫البضائع بح اًر أو جواً عند تصديرىا ‪ ،‬وعقد التأميف عمى البضائع ‪ ،‬كما أف دفع {صفحة ‪} 51‬‬

‫الثمف يتـ مف خالؿ عقد فتح االعتماد المستندى الذى يبرمو المشترى مع البنؾ المراسؿ ‪،‬‬

‫وبالتالى فإف البيع الدولى لمبضائع يكوف وحدة مف العقود الدولية ترتبط معا ككؿ ‪ ،‬يشكؿ عممية‬
‫التبادؿ التجارى الدولى (‪ . )3‬وقد اىتمت بعض الييئات الدولية بوضع قواعد موحدة لمبيع التجارى‬
‫الدولى سواء فى شكؿ شروط عامة أو عقود نموذجية أو اتفاقيات دولية ‪.‬‬

‫‪ – 39‬اتفاقيات الىاى بشأن البيع الدولى ‪:‬‬

‫بدأ التفكير أوال فى توحيد القاعدة التى تقرر أى القوانيف الوطنية يكوف واجب التطبيؽ‬
‫عمى عقود البيع الدولى عندما يثور النزاع بيف أطراؼ ىذه العقود ‪ ،‬وأسفرت الجيود التى بذلت‬
‫فى ىذا الصدد عف إبراـ اتفاقية الىاى فى ‪ 15‬يونيو سنة ‪ 1955‬بشأف تحديد القانوف الواجب‬
‫(‪)4‬‬
‫واحتوت ىذه االتفاقية عمى القواعد اآلتية ‪:‬‬ ‫التطبيؽ عمى عقود البيع الدولى لمبضائع‬

‫(أ) يطبؽ عمى عقد البيع الدولى القانوف الوطنى الذى يعينو الطرفاف ‪.‬‬

‫(ب) إف لـ يتـ ىذا التعييف ‪ ،‬فيطبؽ القانوف الوطنى لمدولة التى يكوف فييا لمبائع محؿ‬
‫إقامة معتاد ‪ { .‬صفحة ‪} 52‬‬

‫( جػ) يرد عمى القاعدة السابقة استثناءاف ‪-:‬‬

‫‪ – 1‬إذا تمقى البائع األمر بالشراء بواسطة فرع لو فى إحدى الدوؿ ‪ ،‬فإف القانوف الواجب‬
‫التطبيؽ يكوف قانوف الدولة التى يوجد فييا ىذا الفرع ‪.‬‬

‫‪ – 2‬إذا تمقى البائع أو وكيمو األمر بالشراء فى الدولة التى يوجد فييا المشترى ‪ ،‬فإف‬
‫قانوف الدولة التى يتخذ فييا المشترى محؿ إقامتو العادية ‪ ،‬يكوف الواجب التطبيؽ ‪.‬‬

‫عمى أف توحيد قاعدة تحديد القانوف الواجب التطبيؽ عمى البيوع الدولية لـ تؤد إلى توحيد‬

‫القواعد الموضوعية ليذه البيوع ‪.‬‬

‫ولمس المجتمع الدولى ضرورة توحيد ىذه القواعد ‪ ،‬لذلؾ اىتـ معيد روما لتوحيد القانوف‬
‫الخاص بيذا األمر ووضع الفقيو األلمانى أرنست رابؿ مشروعيف لقانونيف موحديف لمبيوع الدولية‬
‫‪ 25‬أبريؿ‬ ‫‪ ،‬وبعد ثالثيف عاما مف اإلعداد ليذيف القانونيف ‪ ،‬أقرىما مؤتمر عقد فى الىاى فى‬
‫سنة ‪ . 1964‬ويعتبر القانوف األوؿ قانونا موحداً لمبيوع ويطمؽ عمى الثانى القانوف الموحد لتكويف‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫عقد البيع الدولى لمبضائع‬

‫وييدؼ القانوف الموحد لمبيوع الدولية إلى توحيد القواعد الموضوعية ليذه البيوع‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى قواعده العامة ‪ ،‬فإف ىذا القانوف ينقسـ إلى أقساـ أربعة ‪ ،‬التزامات المشترى ‪،‬‬
‫والتزامات البائع ‪ ،‬ونصوص مشتركة تعالج التزامات كؿ مف البائع والمشترى ‪ ،‬وانتقاؿ‬

‫المخاطر ‪ .‬أما القانوف الثانى الخاص بتكويف العقد ‪ ،‬فيعتبر مكمالً لألوؿ ‪ ،‬وبالرغـ مف وصفو‬
‫بأنو يتعمؽ بتكويف عقد البيع ‪ ،‬فإنو ال يتناوؿ كؿ أركاف العقد وانما يعالج فقط ركف الرضا ‪ ،‬بؿ‬
‫انو { صفحة ‪ } 53‬ال يعالج ىذا الركف كامالً وانما يتكمـ عف اإليجاب والقبوؿ ولـ يتعرض‬
‫لعيوب الرضا ‪ ،‬ولعؿ السبب فى ذلؾ يرجع إلى صعوبة التوحيد فى المسائؿ األخرى المتعمقة‬
‫بتكويف العقد مثؿ أىمية المتعاقديف وعدـ مشروعية المحؿ ‪ ،‬والسبب والغمط واإلكراه والتدليس‬

‫فكميا أمور تتفاوت مف دولة إلى أخرى تبعا لتفاوت المعايير األخالقية واالجتماعية (‪. )6‬‬

‫وقد انضمت إلى ىاتيف االتفاقيتيف كؿ مف المممكة المتحدة وبمجيكا وألمانيا الغربية‬
‫وايطاليا وىولندا وجامبيا وساف مارينو ‪ ،‬وأصبحت االتفاقية سارية فى بعض ىذه الدوؿ منذ ‪18‬‬

‫أغسطس ‪ 1972‬وفى إيطاليا منذ ‪ 23‬أغسطس سنة ‪. 1972‬‬

‫‪ – 40‬اتفاقية األمم المتحدة‪:‎‬‬

‫‪ )1964‬ومف الغريب أنو‬ ‫رأينا آنفا الدوؿ التى صدقت عمى اتفاقيتى الىاى لمبيع الدولى (‬

‫لـ تكف مف بيف ىذه الدوؿ فرنسا والواليات المتحدة األمريكية برغـ أنيما مف الدوؿ الموقعة عمى‬
‫االتفاقيتيف كما عزفت معظـ الدوؿ النامية عف التوقيع عمييما تأسيساً عمى أنيما لصالح بائعى‬
‫السمع التى تنتجيا الدوؿ الصناعية المتقدمة ‪ ،‬فضال عف أف الدوؿ النامية لـ تكف ممثمة فى لجنة‬

‫صياغة ىاتيف االتفاقيتيف ‪ ،‬لذلؾ فإف انتشار ىاتيف االتفاقيتيف كقانوف تجارى موحد لمتجارة‬
‫الدولية لـ يتحقؽ خاصة أف الدوؿ االشتراكية لـ تشارؾ أيضا فى وضعيما ‪.‬‬

‫عمى أف المجيودات الدولية لتحقيؽ وجود ىذا القانوف الموحد لـ تتوقؼ ‪ ،‬بعد فشؿ‬
‫اتفاقيتى الىاى لمبيع الدولى ‪ { .‬صفحة ‪} 54‬‬

‫‪ UNCITRAL‬لمقياـ بيذه الميمة‬ ‫وتصدت لجنة األمـ المتحدة لقانوف التجارة الدولية‬
‫فشكمت مجموعة عمؿ لوضع قانوف موحد لمبيوع الدولية ‪ ،‬عمى أف ىذه المجموعة لـ تبدأ مف‬

‫فراغ وانما اتخذت مف اتفاقيتى الىاى سنة ‪ 1964‬أساساً لعمميا فى محاولة لوضع قانوف موحد‬
‫يكوف مقبوال بقدر اإلمكاف مف عدد كبير مف الدوؿ ‪.‬‬

‫‪ 1976‬والذى‬ ‫وقد انتيت مجموعة العمؿ مف إعداد المشروع األوؿ لالتفاقية فى يناير‬

‫صدقت عميو المجنة فى اجتماعيا الذى عقد فى فيينا فى مايو ويوليو ‪ ، 1977‬كما أف مشروع‬
‫االتفاقية الخاص بتكويف عقد البيع والذى اقترحتو مجموعة العمؿ قد تـ التداوؿ فيو فى اجتماع‬
‫المجنة بنيويورؾ سنة ‪ 1978‬وأدمج فى القانوف الموضوعى لمبيع الدولى ‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ 11‬أبريؿ سنة ‪ 1980‬تـ توقيع االتفاقية فى فيينا وقد وقعتيا عشروف دولة‬ ‫وبتاريخ‬
‫(‪)8‬‬
‫‪.‬‬ ‫وصدرت االتفاقية بالمغات الرسمية الست لألمـ المتحدة‬

‫‪ 6‬ديسمبر ‪ 1982‬انضمت مصر إلى ىذه االتفاقية ولـ تكف قد وقعت عمييا‬ ‫وبتاريخ‬
‫حتى انتياء التاريخ المحدد لمتوقيع فى ‪ 30‬سبتمبر عاـ ‪. 1981‬‬

‫‪ 99‬مف اتفاقية فيينا سنة ‪ 1980‬عمى أف تدخؿ االتفاقية فى مرحمة‬ ‫وقد نصت المادة‬

‫النفاذ فى اليوـ األوؿ لمشير التالى النتياء اثنى عشر شي اًر بعد تاريخ إيداع وثيقة التصديؽ مف‬
‫الدولة العاشرة ‪ { .‬صفحة ‪} 55‬‬

‫‪ 1988‬فيما يتعمؽ بإحدى عشرة‬ ‫وبدأ نفاذ االتفاقية طبقاً لمنص السابؽ فى أوؿ يناير‬
‫(‪)9‬‬
‫‪.‬‬ ‫دولة مف بينيا مصر‬

‫‪ 99‬مف اتفاقية فيينا سنة ‪ 1980‬أيضا عمى أف الدولة التى تصدؽ أو‬ ‫وقد نصت المادة‬
‫توافؽ أو تنضـ إلييا وكانت طرفا فى أى أو كؿ مف اتفاقيتى الىاى سنة ‪ ( 1964‬األولى بشأف‬

‫تكويف عقد البيع الدولى لمبضائع ‪ ،‬والثانية تتعمؽ بالبيع الدولى ذاتو مف الناحية الموضوعية )‬
‫تعتبر منسحبة مف أى أو كؿ مف ىاتيف االتفاقيتيف وذلؾ بإخطار الحكومة اليولندية بذلؾ ‪.‬‬

‫ونالحظ أف اتفاقية فيينا تتضمف أربعة أقساـ عمى النحو التالى ‪-:‬‬

‫القسم األول ‪ :‬فى نطاؽ تطبيؽ االتفاقية واألحكاـ العامة ليا ‪.‬‬

‫القسم الثانى ‪ :‬فى تكويف عقد البيع الدولى لمبضائع ‪.‬‬

‫القسم الثالث ‪ :‬فى األحكاـ الموضوعية لمبيع الدولى لمبضائع ‪.‬‬

‫القسم الرابع ‪ :‬فى األحكاـ الختامية ‪.‬‬

‫أى أف ىذه االتفاقية قد جمعت فى نصوصيا بيف األحكاـ التى تضمنتيا اتفاقيتا الىاى‬
‫سنة ‪ 1964‬بشأف تكويف العقد واألحكاـ الموضوعية لو ‪.‬‬

‫‪ 92‬مف اتفاقية فيينا عمى حؽ أية دولة متعاقدة عند التوقيع أو‬ ‫وقد نصت المادة‬
‫التصديؽ أو الموافقة أو االنضماـ لالتفاقية أف تمتزـ فقط بأحد القسميف الثانى أو الثالث مف ىذه‬
‫االتفاقية ‪ ،‬والمقصود مف ىذا الحكـ توفير الحرية الالزمة لمدوؿ لالنضماـ إلى أحد الموضوعيف‬
‫كؿ‬ ‫{ صفحة ‪ } 56‬المذيف يعالجيما كؿ مف القسـ الثانى والثالث مف االتفاقية كما لو كاف‬

‫منيما اتفاقية مستقمة تعالج موضوعا مستقال ‪ ،‬كما ىو الشأف بالنسبة التفاقيتى الىاى سنة‬
‫‪. 1964‬‬

‫ونالحظ أف السمة الرئيسية التى تتسـ بيا اتفاقية فيينا ىى مرونة أحكاميا وحمايتيا‬

‫لمصالح المشترى ‪.‬‬

‫‪ – 41‬خطة البحث ‪:‬‬

‫سنتبع فى دراستنا ليذه االتفاقية الخطة التى اتبعتيا فى عرض أحكاميا فنقسـ الدراسة‬

‫إلى فصوؿ ثالثة عمى النحو التالى ‪-:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬نطاؽ تطبيؽ االتفاقية‬

‫الفصل الثانى ‪ :‬تكويف عقد البيع ‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬األحكاـ الموضوعية لمبيع الدولى ‪{ .‬صفحة ‪} 57‬‬

‫ىوامش‬

‫(‪ )1( )1‬جورجيت صبحى فى مؤلفيا مبدأ االستقالؿ فى االعتماد المستندى ‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية ‪ 1992‬رقـ ‪ 9‬ص ‪. 22‬‬

‫‪D.M. Day: The Law of International Trade, Butterworths, London‬‬ ‫(‪)2( )2‬‬
‫‪1981,‬‬ ‫‪pp.1 – 2 .‬‬

‫‪Clive M. Schmitthoff : The Export Trade, 6‬‬ ‫‪th‬‬


‫‪ed., Stevens,‬‬ ‫‪London‬‬ ‫(‪)3( )3‬‬
‫‪1975, pp.6-7‬‬

‫(‪ )4( )4‬اقر ىذه االتفاقية مؤتمر الىاى لمقانوف الدولى الخاص فى جمستو السابعة التى‬
‫انعقدت سنة ‪ ، 1951‬ويجب عدـ الخمط بيف ىذا المؤتمر ومؤتمر الىاى الذى عقد‬
‫سنة ‪ 1964‬والذى أقر القوانيف الموحدة لمبيع الدولى التى وضعيا معيد روما لتوحيد‬
‫القانوف الخاص ‪ ،‬وتعتبر اتفاقية سنة ‪ 1955‬نافذة فى كؿ مف بمجيكا والدانمارؾ وفنمندا‬

‫وفرنسا وايطاليا والنرويج والسويد ‪.‬‬

‫–‬ ‫(‪ )5( )5‬شميتوؼ فى قانوف تجارة التصدير ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪ ، 109‬ص ‪118‬‬
‫‪.127‬‬

‫‪ 1964‬بشأف البيع الدولى لممنقوالت‬ ‫(‪ )6( )6‬محسف شفيؽ ‪ :‬اتفاقيات الىاى لعاـ‬
‫المادية ‪ ،‬مذكرات لدبموـ القانوف الخاص ‪ 1973 – 1972‬ص ‪. 94‬‬

‫(‪ )7( )7‬ىذه الدوؿ ىى ‪ ،‬النمسا وشيمى والصيف وتشيكوسموفاكيا والدانمراؾ وألمانيا‬

‫االتحادية وألمانيا الديمقراطية وفنمندا وغانا وايطاليا ويوغوسالفيا وليسوتو وىولندا‬


‫والنرويج وبولندا والسويد وسنغافورة والمجر والواليات المتحدة األمريكية وفنزويال ‪.‬‬

‫(‪ )8( )8‬العربية واإلنجميزية والفرنسية واألسبانية والروسية والصينية ‪.‬‬

‫(‪ )9( )9‬ىذه الدوؿ ىى األرجنتيف وايطاليا وسوريا وزامبيا والصيف وفرنسا وليسوتو ومصر‬
‫والمجر والواليات المتحدة األمريكية ويوغسالفيا ‪.‬‬

‫الفصل األول‬

‫نطاق تطبيق االتفاقية‬

‫تقسيم ‪:‬‬ ‫–‬ ‫‪42‬‬

‫خصصت اتفاقية فيينا الفصؿ األوؿ مف القسـ األوؿ منيا لتحديد نطاؽ تطبيؽ ىذه االتفاقية ‪،‬‬
‫ويحتوى ىذا الفصؿ عمى ست مواد ‪ ،‬تحدد أوال المقصود بدولية البيع ‪ ،‬ثـ تعرض لمبيوع‬
‫المستبعدة مف االتفاقية ‪ ،‬وأخي اًر تعدد المسائؿ المستبعدة مف نطاؽ تطبيقيا ‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫معيار الدولية‬

‫اختالف مكان وجود مراكز أعمال أطراف البيع ‪:‬‬ ‫–‬ ‫‪43‬‬

‫تقضى المادة األولى مف االتفاقية بأف تطبؽ أحكاميا عمى بيع البضائع الذى يتـ بيف‬
‫أطراؼ توجد مراكز أعماليـ ‪ Places of business‬فى دوؿ مختمفة وذلؾ ‪- :‬‬

‫متى كانت ىذه الدوؿ دوال متعاقدة ‪ ،‬أو ؛‬ ‫(‪)II‬‬ ‫(‪)II‬‬

‫(ب) متى أشارت قواعد القانوف الدولى الخاص إلى تطبيؽ قانوف دولة متعاقدة ‪.‬‬

‫ويبيف مف ذلؾ أف اتفاقية فيينا ال تكتفى العتبار البيع دوليا ‪ ،‬أف تقع مراكز أعماؿ‬
‫أطراؼ البيع فى دوؿ مختمفة ‪ ،‬كما كانت تقضى { صفحة ‪ } 59‬أحكاـ القانوف الموحد الممحؽ‬

‫باتفاقية الىاى ‪ ،‬وانما تطمبت توافر أحد أمريف ‪:‬‬

‫‪different‬‬ ‫األول ‪ :‬أف تكوف مراكز أعماؿ أطراؼ البيع فى دوؿ مختمفة متعاقدة‬

‫‪ ، contracting states‬وال يكفى أف تكوف إحدى أو بعض ىذه الدوؿ مف الدوؿ المتعاقدة بؿ‬

‫يجب أف تكوف جميعيا كذلؾ ‪.‬‬

‫الثانى ‪ :‬متى أشارت قواعد القانوف الدولى الخاص فى الدولة التى يعرض عمييا النزاع‬
‫إلى تطبيؽ قانوف دولة معينة ‪ ،‬فإف ىذه الدولة يجب أف تكوف مف الدوؿ المتعاقدة ‪ ،‬ويعنى ذلؾ‬
‫أف االتفاقية ال تكوف واجبة التطبيؽ إال إذا تبيف لمقاضى فى الدولة المعروض عمييا النزاع أف‬
‫قانوف دولة متعاقدة ىو القانوف الواجب التطبيؽ عمى النزاع ‪ ،‬عندئذ فإنو يطبؽ قواعد اتفاقية فيينا‬
‫عمى النزاع ‪ ،‬وذلؾ سواء أكانت دولة القاضى المعروض عميو النزاع دولة متعاقدة أـ دولة غير‬

‫متعاقدة (‪. )1‬‬

‫وقد قضت المادة ‪ 95‬مف االتفاقية بوضع تحفظ يجوز بمقتضاه لمدولة عند التصديؽ أو‬
‫االنضماـ إلييا أف تقرر عدـ تطبيؽ ىذا الحكـ (‪. )2‬‬

‫أما اتفاقية الىاى فمـ تشترط عند وجود مراكز أعماؿ أطراؼ البيع فى دوؿ مختمفة أف‬
‫تكوف ىذه الدوؿ متعاقدة ‪ ،‬واف كانت المادة الثالثة مف اتفاقية الىاى وضعت تحفظاً بمقتضاه‬
‫{‬ ‫يجوز لكؿ دولة عند التصديؽ عمى االتفاقية أو االنضماـ إلييا أف تقرر أنيا سوؼ ال تطبؽ‬
‫صفحة ‪ } 60‬أحكاـ القانوف الموحد إال إذا كانت مراكز أعماؿ أطراؼ البيع موجودة فى دوؿ‬
‫متعاقدة مختمفة (‪. )3‬‬

‫‪ – 44‬االكتفاء بوجود عالقة أجنبية ‪:‬‬

‫تشترط أحكاـ القانوف الموحد فى اتفاقية الىاى لتطبيؽ أحكامو أف تكوف ىناؾ عالقة‬

‫عبر الحدود سواء فى تكويف عقد البيع أو فى تنفيذه ‪ ،‬ذلؾ أف ىذه االتفاقية أخذت بمعياريف فى‬
‫تحديد دولية البيع ‪ ،‬األوؿ شخصى وىو وجود مراكز أعماؿ أطراؼ البيع فى دوؿ مختمفة ال‬
‫يشترط أف تكوف متعاقدة بشرط أف يتوافر أيضا معيار موضوعى مف المعايير الثالثة التى‬

‫وضعتيا وىى تبادؿ اإليجاب والقبوؿ عبر دولتيف ‪ ،‬أو انتقاؿ الشئ المبيع مف دولة إلى أخرى أو‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫تسميـ المبيع فى دولة غير التى أبرـ فييا البيع‬

‫أما اتفاقية فيينا فإنيا لـ تحتفظ بيذه المعايير برغـ أف األخذ بيا يؤكد الطبيعة الدولية‬

‫لمبيع ‪ ،‬واكتفت اتفاقية فيينا بأف تكوف مراكز أعماؿ أطراؼ عقد البيع فى دوؿ مختمفة ‪ ،‬ولو تـ‬
‫تكويف العقد وتنفيذه فى دولة واحدة بؿ ولو كانت ىذه الدولة التى تـ فييا تكويف العقد وتنفيذه‬
‫دولة غير متعاقدة ‪.‬‬

‫وتنص الفقرة ( ‪ )2‬مف المادة األولى مف اتفاقية فيينا بأنو ال يعتد بتحقؽ واقعة وجود‬
‫مراكز أعماؿ أطراؼ البيع فى دوؿ مختمفة كمما كانت ىذه الواقعة غير ظاىرة مف العقد أو مف‬
‫المعامالت السابقة بيف أطراؼ البيع أو مف المعمومات التى صرح بيا أطراؼ البيع فى أى وقت‬
‫قبؿ أو عند إبراـ عقد البيع ‪ .‬ويقصد بيذه الفقرة أنو لكى يمكف { صفحة ‪ } 61‬تطبيؽ االتفاقية‬
‫فإف واقعة وجود مراكز أعماؿ طرفى العقد فى دوؿ مختمفة ‪ ،‬يجب أف تكوف ظاىرة عند إبراـ‬
‫العقد وليس بعد ذلؾ سواء مف نصوص العقد أو مف المعامالت السابقة بيف طرفيو أو مف أية‬
‫(‪)5‬‬
‫معمومات أدلى بيا طرفا البيع ‪.‬‬

‫‪ -‬عدم االعتداد بجنسية أطراف البيع ‪:‬‬


‫‪‎ 45‬‬
‫تقضى الفقرة الثالثة مف المادة األولى مف اتفاقية فيينا بأنو ال يعتد بجنسية أطراؼ عقد‬
‫البيع فى تحديد نطاؽ تطبيؽ االتفاقية ‪.‬‬

‫ويبيف مف ىذا النص أف اتفاقية فيينا تأخذ بذات الحكـ الذى نصت عميو الفقرة الثالثة مف‬
‫المادة األولى مف القانوف الموحد الممحؽ باتفاقية الىاى ‪ .‬ويعنى ذلؾ أنو ال يمنع مف اعتبار‬
‫البيع دوليا أف يقع بيف شخصيف مف جنسية واحدة ماداـ أف معيار الدولية التى حددتو اتفاقية‬

‫فيينا يتوافر فى عقد البيع ‪.‬‬

‫ويذىب رأى إلى أف استبعاد ضابط اختالؼ جنسية المتعاقديف كمعيار لتحديد دولية‬
‫البيع يرجع إلى تبايف القوانيف الوطنية فى مجاؿ الجنسية تباينا يخشى معو اضطراب الحدود‬

‫التى تفصؿ بيف القانوف الموحد (اتفاقية الىاى ) والقوانيف الوطنية (‪.)6‬‬

‫‪ – 46‬عدم االعتداد بتجارية البيع أو أطرافو ‪:‬‬

‫تقضى الفقرة الثالثة مف المادة األولى مف اتفاقية فيينا ‪ ،‬أيضا بعدـ االعتداد بصفة‬

‫أطراؼ عقد البيع أى بما إذا كانوا تجا اًر أو غير تجار ‪ ،‬وكذلؾ بعدـ االعتداد بالطبيعة المدنية‬
‫أو الطبيعة التجارية لعقد البيع ذاتو فى تحديد نطاؽ تطبيؽ أحكاـ االتفاقية‬
‫{ صفحة ‪} 62‬‬

‫وىذا الحكـ ىو ذات الحكـ الذى أخذ بو قانوف الىاى الموحد فى المادة ‪ 7‬منو دوف أف‬
‫يورد أى تحفظ عمى ىذا الحكـ ‪.‬‬

‫ونرى أف ىذا النص مف أىـ مزايا كؿ مف القانوف الموحد واتفاقية فيينا ‪ ،‬وذلؾ أنو ما مف‬

‫نظرية أثارت مف الناحية العممية تعقيدات كبيرة مثؿ نظرية األعماؿ التجارية ‪ ،‬فضالً عف أنيا‬
‫مف النظريات التى ال تأخذ بيا كؿ النظـ القانونية ‪ ،‬فثمة نظـ ال تعرؼ التفرقة بيف القانوف‬
‫المدنى والقانوف التجارى وتخضع جميع المعامالت لنظاـ قانونى واحد مثؿ إنجمت ار وسويس ار‬

‫وايطاليا ‪.‬‬

‫ومف ناحية أخرى فإف القوانيف التى تأخذ بيذه التفرقة ‪ ،‬ال تتفؽ مع حيث األساس‬
‫القانونى الذى يقوـ عميو القانوف التجارى ‪ ،‬فبعضيا يأخذ بمعيار شخصى ويقضى بتطبيؽ‬
‫القانوف التجارى عمى النشاط الذى يقوـ بو مشروع تجارى ‪ ،‬والبعض اآلخر يأخذ بمعيار‬
‫موضوعى ‪ ،‬فالقانوف التجارى يحكـ األعماؿ التجارية بغض النظر عف وقوعيا مف مشروع‬

‫تجارى أو مف غير تاجر ‪.‬‬

‫كما أف معيار التفرقة بيف األعماؿ المدنية واألعماؿ التجارية مف األمور الخالفية فى‬
‫الفقو التجارى نظ اًر ألف التشريعات التجارية ال تحدد ىذا المعيار عادة (‪ . )7‬وليذا فإف االتفاقيات‬

‫الدولية تقضى صراحة بعدـ االعتداد بتجارية أطراؼ البيع أو موضوعو حتى ال تقحـ ىذه‬
‫الخالفات فى نطاؽ تطبيؽ االتفاقية ‪.‬‬

‫‪ – 47‬تعدد مراكز األعمال ألحد األطراف ‪:‬‬

‫تنص الفقرة أ مف المادة ‪ 10‬مف اتفاقية فيينا عمى أنو ‪ " :‬إذا كاف ألحد أطراؼ عقد البيع‬
‫الدولى أكثر مف مركز أعماؿ ‪ ،‬فإنو يعتد { صفحة ‪ } 63‬بمركز األعماؿ الذى يكوف أقرب صمة‬
‫بالعقد وتنفيذه عمى أف يؤخذ فى االعتبار الظروؼ المعروفة أو التى يواجييا أطراؼ البيع فى أى‬

‫وقت قبؿ أو عند إبراـ العقد " ‪.‬‬

‫ويعنى ىذا الحكـ أنو متى كاف لطرؼ مف أطراؼ البيع أكثر مف مركز أعماؿ ‪ ،‬كما لو‬
‫كاف ىذا الطرؼ مف الشركات المتعددة القوميات وليا أكثر مف مركز أعماؿ فى أكثر مف دولة ‪،‬‬

‫فإنو يعتد بمركز األعماؿ األوثؽ صمة بالعقد أو بمكاف تنفيذه مع أخذ ظروؼ التعاقد فى‬
‫االعتبار ‪.‬‬

‫‪ – 48‬عدم وجود مراكز أعمال ألحد األطراف ‪:‬‬

‫لما كانت المادة ‪ 3/1‬مف اتفاقية فيينا قد نصت عمى أنو ال يشترط إلعماؿ أحكاميا أف‬
‫يكوف أطراؼ البيع مف المشروعات التجارية وأنو ال يشترط أف يكوف البيع ذاتو تجاريا ‪ ،‬فإنو قد‬
‫‪10‬‬ ‫ال يكوف ألحد أطراؼ عقد البيع الدولى مركز أعماؿ ‪ ،‬لذلؾ نصت الفقرة (ب) مف المادة‬

‫عمى أنو إذا لـ يكف ألحد أطراؼ عقد البيع الدولى مركز أعماؿ فإنو يعتد بمحؿ اإلقامة المعتاد ‪.‬‬
‫وىذا الحكـ ىو ذات الحكـ الذى أخذ بو القانوف الموحد التفاقية الىاى فى الفقرة الثانية مف المادة‬
‫األولى منيا ‪.‬‬
‫ونالحظ أف اتفاقية فيينا شأنيا فى ذلؾ شأف اتفاقية الىاى قد تفادت استعماؿ اصطالح‬
‫الموطف وذلؾ الختالؼ المقصود بيذا االصطالح فى مختمؼ النظـ القانونية ‪ ،‬فالموطف فى‬

‫إنجمت ار مثال يقصد بو اإلقميـ الذى يقيـ فيو الشخص عمى وجو الدواـ ولو تركو مؤقتا ‪ ،‬أما فى‬
‫فرنسا فيقصد بو المركز الرئيسى ألعماؿ الشخص أى يقصد بو عنواف محدد فى مدينة معينة ‪.‬‬
‫وفى القانوف المصرى ‪ ،‬فإف المادة ‪{ 40‬صفحة ‪ }64‬مف التقنيف المدنى تقضى بأف الموطف ىو‬

‫المكاف الذى يقيـ فيو الشخص عادة ‪ ،‬ويجوز أف يكوف لمشخص إلى جانب ىذا الموطف العاـ‬
‫(‪)8‬‬
‫‪ ،‬لذلؾ فإف فكرة محؿ اإلقامة المعتاد‬ ‫مواطف خاصة كالموطف التجارى أو الموطف المختار‬
‫التى عبرت عنيا المادة ‪( 10‬ب) مف اتفاقية فيينا تطابؽ فكرة الموطف العاـ فى القانوف المصرى‬
‫‪ { .‬صفحة ‪} 65‬‬

‫الفرع الثانى‬

‫البيوع المستبعدة‬

‫‪ – 49‬أوالً ‪ :‬البيوع المستبعدة صراحة ‪:‬‬

‫نصت المادة الثانية مف اتفاقية فيينا عمى أال تطبؽ أحكاميا عمى البيوع اآلتية ‪-:‬‬

‫( أ ) السمع التى يتـ شراؤىا لالستعماؿ الشخصى أو العائمى أو المنزلى ما لـ يتبيف أف‬
‫البائع لـ يكف يعمـ فى أى وقت قبؿ إبراـ البيع أو عند إبرامو أو لـ يكف مف المفروض فيو أف‬
‫يعمـ أف ىذه السمع قد تـ شراؤىا ألحد ىذه األغراض المذكورة ‪.‬‬

‫(ب) البيع بالمزاد ‪.‬‬

‫(جػ) البيع الذى يتـ تنفيذاً ألمر صادر مف سمطة يخوليا القانوف إصدار ىذا األمر‪.‬‬

‫( د ) بيع القيـ المنقولة واألوراؽ التجارية والنقود ‪.‬‬

‫(ىػ) بيع السفف والمراكب والطائرات ‪.‬‬

‫( و ) بيع الكيرباء‬

‫ونعرض فيما يمى لكؿ نوع مف ىذه األنواع ‪.‬‬


‫‪ – 50‬السمع االستيالكية ‪:‬‬

‫استبعدت اتفاقية فيينا بيع السمع غير التجارية التى تباع بقصد االستيالؾ مف البيوع‬
‫الخاضعة ليا ‪ ،‬وتقصد االتفاقية مف ذلؾ أف { صفحة ‪ } 66‬تستبعد البيوع التى تتـ بيف البائع‬

‫والمشترى بقصد االستيالؾ الشخصى أو العائمى أو المنزلى ‪ ،‬فإذا اشترى سائح مثال بعض‬
‫السمع مف بمد أجنبى ‪ ،‬وكاف ىذا البيع مما يمكف أف يدخؿ فى نطاؽ تطبيؽ االتفاقية ‪ ،‬فإنو متى‬

‫تبيف أف اليدؼ منو ىو االستعماؿ الشخصى ‪ ،‬فإنو يخرج عف نطاؽ االتفاقية ‪.‬‬

‫وقد نصت الفقرة ( أ ) ‪ ،‬مف المادة الثانية عمى أف بيع السمع االستيالكية ال يخضع‬
‫لالتفاقية ما لـ يتبيف أف البائع لـ يكف يعمـ فى أى وقت قبؿ أو عند إبراـ العقد أو لـ يكف مف‬

‫المفروض فيو أف يعمـ أف ىذه السمع قد تـ شراؤىا لالستعماؿ الشخصى ‪.‬‬

‫وقد وردت صياغة ىذه الفقرة فى صيغة النفى لكى تبيف االتفاقية أف األصؿ ىو خضوع‬
‫البيوع التى ليا صفة دولية ليا واالستثناء ىو عدـ خضوعيا متى كانت بيوعا استيالكية ‪ ،‬وبذلؾ‬

‫تمقى االتفاقية عبء إثبات أف البيع لالستيالؾ أو لالستعماؿ الشخصى عمى عاتؽ مف يتمسؾ‬
‫(‪)9‬‬
‫‪.‬‬ ‫باالستثناء الذى يقضى باستبعاد ىذا البيع مف الخضوع ألحكاـ االتفاقية‬

‫ويالحظ أف ذكر أنواع االستعماؿ فى الفقرة (أ) مف المادة الثانية مف االتفاقية والتى مف‬

‫شأنيا أف تؤدى إلى استبعاد البيع مف نطاؽ تطبيؽ االتفاقية بأنو شخصى أو عائمى أو منزلى‬
‫إنما ورد عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر ‪ ،‬لما يمكف أف يكوف بيعا لسمع استيالكية ‪.‬‬

‫ونالحظ أف النص عمى استبعاد بيع السمع االستيالكية مف الخضوع لالتفاقية ‪ ،‬يقتضيو‬

‫ما نصت عميو الفقرة (‪ )3‬مف المادة األولى مف اتفاقية فيينا مف أنو ال يؤثر عمى تطبيؽ االتفاقية‬
‫أف يكوف { صفحة ‪ } 67‬أطراؼ البيع مف غير التجار أو أف يكوف عقد البيع غير تجارى ‪ ،‬ذلؾ‬
‫أف مؤدى ىذا النص األخير أف يخضع لالتفاقية البيع الذى يرد عمى سمعة استيالكية ‪ ،‬مادامت‬

‫قد توافرت الصفة الدولية لمبيع كما تحددىا المادة األولى مف االتفاقية ‪ ،‬لذلؾ كاف البد الستبعاد‬
‫مثؿ ىذا البيع مف الخضوع ألحكاـ اتفاقية فيينا ‪ ،‬مف أف يرد النص صراحة عمى استبعاده ما لـ‬
‫يتبيف أف البائع لـ يكف يعمـ أو لـ يكف مف المفروض فيو أف يعمـ ‪ ،‬عند البيع أف الشراء يقصد‬
‫بو االستعماؿ الشخصى ‪.‬‬

‫واذا كاف عبء إثبات أف البيع يرد عمى سمع استيالكية يقع عمى عاتؽ مف يتمسؾ‬
‫باستبعاد البيع مف الخضوع لالتفاقية ‪ ،‬فإف ىذا اإلثبات نظ اًر لتعمقو بواقعة مادية ‪ ،‬يمكف أف يتـ‬
‫بكافة الطرؽ بما فى ذلؾ قرائف الحاؿ ‪ ،‬مف ذلؾ مثال طبيعة السمعة محؿ البيع ‪ ،‬وصفة المشترى‬

‫أو مينتو ‪ ،‬والكمية المشتراة ‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أف استبعاد بيع السمع االستيالكية مف الخضوع لالتفاقية جاء نتيجة أنو‬
‫طبقا ألحكاـ القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة ‪ 1964‬فإف ىذا البيع يمكف أف يخضع لمقانوف‬

‫الموحد رغـ أف بيع ىذه السمع مف البيوع قميمة األىمية فى نطاؽ التجارة الدولية ‪ ،‬ولكف مؤدى‬
‫تطبيؽ المعايير التى وضعيا القانوف الموحد مف شأنو أف يخضع ىذا النوع مف البيوع ‪ -‬عمى‬
‫تفاىتو ‪ -‬ألحكاـ اتفاقية الىاى ‪ ،‬لذلؾ حرصت اتفاقية فيينا عمى استبعاده صراحة ‪ ،‬إذ الحظت‬
‫(‪)10‬‬
‫‪.‬‬ ‫لجنة قانوف التجارة الدولية التابعة لألمـ المتحدة ‪Uncitral‬مدى شذوذ ىذا الوضع‬

‫ولما كاف بيع بعض السمع االستيالكية قد يتـ بالتقسيط ‪ ،‬وتنظـ معظـ التشريعات‬
‫الوطنية ‪ ،‬البيع بالتقسيط بنصوص آمرة { صفحة ‪ } 68‬حماية لممستيمؾ ‪ ،‬فإف مف أىداؼ‬

‫استبعاد بيع ىذه السمع مف الخضوع ألحكاـ اتفاقية فيينا ‪ ،‬أف يتمتع المشترى بحماية القوانيف‬
‫الوطنية التى تنظـ حماية المستيمؾ ‪.‬‬

‫‪ 100‬لسنة‬ ‫ويالحظ أف القانوف المصرى الذى ينظـ البيع بالتقسيط ىو القانوف رقـ‬

‫‪ 1957‬وتتعمؽ معظـ نصوص ىذا القانوف بالنظاـ العاـ إال أف أحكامو ال تقتصر عمى حماية‬
‫‪ 42‬مف‬ ‫المشترى ‪ ،‬بؿ انيا تيدؼ أيضا إلى حماية البائع ‪ ،‬مف ذلؾ مثال ما تنص عميو المادة‬
‫القانوف المشار إليو بمنع المشترى مف التصرؼ فى السمعة موضوع التقسيط قبؿ الوفاء بكامؿ‬
‫(‪)11‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثمنيا ‪ ،‬واال تعرض المشترى لجزاء جنائى نصت عميو المادة ‪ 45‬مف القانوف‬

‫‪ – 51‬البيع بالمزاد ‪:‬‬


‫استبعدت اتفاقية فيينا فى الفقرة (ب) مف المادة الثانية ‪ ،‬البيع بالمزاد مف الخضوع‬
‫ألحكاميا ‪ ،‬ولـ يكف ىذا البيع مستبعداً مف القانوف الموحد الممحؽ باتفاقية الىاى سنة ‪. 1964‬‬

‫ونالحظ أف المقصود بالبيع بالمزاد ‪ ،‬البيع الذى يتـ اختيا اًر بالمزاد العمنى ‪ ،‬إذ أف البيع‬
‫الجبرى يعتبر أيضاً مف البيوع المستبعدة ولكف بموجب فقرة خاصة مف المادة الثانية كما سيمى ‪.‬‬

‫ويقاؿ فى تبرير استبعاد البيع بالمزاد ‪ ،‬أنو يعد مف البيوع المحمية التى تتصؿ بالقوانيف‬

‫الوطنية أكثر مف تعمقو بالتجارة الدولية ‪ ،‬ذلؾ أف البيع بالمزاد يبرـ فور رسو المزاد فى مكاف‬
‫وجود الشئ وبالتالى فإف القضاء فى مختمؼ الدوؿ يخضع ىذا البيع لمكاف رسو المزاد (‪{ . )12‬‬
‫صفحة ‪} 69‬‬

‫‪ – 52‬البيع الجبرى ‪:‬‬

‫استبعدت الفقرة (ج) مف المادة الثانية مف اتفاقية فيينا ‪ ،‬البيع الذى يتـ تنفيذاً ألمر‬
‫صادر مف سمطة يخوليا القانوف إصدار ىذا األمر ‪ ،‬مف الخضوع ألحكاـ االتفاقية ‪.‬‬

‫ويعتبر البيع الجبرى الذى يتـ تنفيذاً ألمر صادر مف القضاء أو مف السمطة العامة مف‬
‫البيوع المستبعدة أيضا وفقا لمفقرة " ‪( 1‬د) " مف المادة ‪ 6‬مف القانوف الموحد التفاقية الىاى ‪،‬‬
‫ويقاؿ فى تبرير ىذا االستبعاد أف صمتيا بالتجارة الدولية منعدمة فضال عف وقوعيا بمقتضى‬
‫إجراءات إدارية أو قضائية تختمؼ فى كؿ دولة عف األخرى اختالفاً يصعب معو توحيدىا (‪. )13‬‬

‫‪ – 53‬بيع القيم المنقولة واألوراق التجارية والنقود ‪:‬‬

‫تنص الفقرة (د) مف المادة الثانية مف اتفاقية فيينا عمى استبعاد بيع القيـ المنقولة التى‬

‫تشمؿ األسيـ والسندات وسندات االستثمار ( األوراؽ المالية ) واألوراؽ التجارية كالكمبياالت‬
‫والسندات االذنية والشيكات مف الخضوع ألحكاـ االتفاقية ‪ ،‬كما استبعدت الفقرة المذكورة أيضا‬
‫(‪)14‬‬
‫ويستبعد بيع ىذه القيـ‬ ‫بيع النقود – أى عمميات الصرؼ األجنبى – مف الخضوع لالتفاقية‬

‫مف االتفاقية ولو كاف البيع دولياً ‪ ،‬ألف بيع ىذه القيـ يخضع ألحكاـ قانونية خاصة بو تكوف‬
‫غالباً أحكاماً ممزمة ‪.‬‬
‫ونالحظ أف ىذا االستثناء ال يشمؿ عقود البيع التى تمثؿ فييا البضاعة بمستند خاص‬
‫كسند الشحف أو تذكرة النقؿ أو صؾ إيداع البضائع فى مخازف عامة ‪ ،‬ولو سمى البيع ببيع‬
‫مستندات ‪ ،‬ألف دور { صفحة ‪ } 70‬المستندات ىنا يتصؿ بالتزاـ البائع بتسميـ البضاعة ‪،‬‬

‫ولذلؾ يدخؿ ىذا البيع فى نطاؽ البيع الدولى الخاضع لالتفاقية ‪ ،‬وذلؾ برغـ أف بعض‬
‫التشريعات الوطنية تعتبر السندات الممثمة لمبضائع مف قبيؿ األوراؽ التجارية‪.‬‬

‫‪ – 54‬بيع السفن والمراكب والطائرات‪:‎‬‬

‫ىػ ) مف المادة الثانية باستثناء بيع السفف والمراكب‬ ‫احتفظت اتفاقية فيينا فى الفقرة (‬

‫والطائرات مف الخضوع ألحكاـ االتفاقية وىو استثناء وارد فى القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة‬

‫‪ 1964‬فى المادة ‪/1 ( 5‬ب) وذلؾ بالرغـ مف إثارة اعتراضات كثيرة حوؿ استبعاد ىذه البيوع‬
‫مف نطاؽ اتفاقية فيينا ‪.‬‬

‫ونالحظ أف قانوف الىاى الموحد كاف يستبعد بيوع السفف المسجمة أو التى يتطمب‬

‫القانوف تسجيميا ‪ ،‬ولكف أغفمت اتفاقية فيينا ىذا االشتراط ‪ ،‬وذلؾ الختالؼ أحكاـ التسجيؿ مف‬
‫دولة إلى أخرى ‪ ،‬وكاف المقصود مف ىذا االشتراط أف تشريعات بعض الدوؿ تعامؿ السفف‬
‫معاممة العقار وتخضعيا لقواعد التسجيؿ لنقؿ ممكيتيا ‪ ،‬بؿ تتطمب بعض التشريعات مثؿ‬

‫التشريع المصرى إفراغ عقد بيع السفينة فى محرر رسمى ‪ ،‬لذلؾ يخرج مف نطاؽ االستثناء وفقاً‬
‫التفاقية الىاى ‪ ،‬السفف غير الخاضعة لمتسجيؿ أى السفف التى تستثنى مف التسجيؿ وفقاً لمقوانيف‬
‫الوطنية مثؿ بعض السفف الصغيرة ‪ ،‬وسفف الصيد ‪ ،‬وسفف النزىة‪.‬‬

‫‪ – 55‬بيع الكيرباء ‪:‬‬

‫استبعدت اتفاقية فيينا فى الفقرة ( و ) مف المادة الثانية بيع الكيرباء مف الخضوع ألحكاـ‬
‫‪/1‬ج مف المادة ‪ 5‬مف القانوف الموحد التفاقية الىاى ‪{ .‬‬ ‫االتفاقية وىو ما تنص عميو الفقرة‬

‫صفحة ‪} 71‬‬

‫واستبعاد بيع الكيرباء ال يشمؿ استبعاد بيع مصادر الطاقة األخرى ‪ ،‬ألف االستثناء ال‬
‫يقاس عميو وال يتوسع فى تفسيره ‪ ،‬لذلؾ تخضع بيوع البتروؿ والغاز الطبيعى والطاقة الذرية‬
‫ألحكاـ االتفاقية وبرغـ أف البعض كاف يرى أف المنطؽ يستمزـ أيضاً استبعاد بيع الطاقة الذرية‬
‫مف نطاؽ الخضوع لمقانوف الموحد التفاقية الىاى ‪ ،‬قياساً عمى بيع الطاقة الكيربائية الختالؼ‬

‫الرأى حوؿ طبيعتيا وما إذا كانت تعتبر منقوالً مادياً أو منقوالً معنوياً ألف القانوف الموحد ال‬
‫(‪)15‬‬
‫‪ ،‬فإف اتفاقية فيينا لـ تنص عمى استبعاد بيع الطاقة‬ ‫يسرى إال عمى بيع المنقوالت المادية‬
‫(‪)16‬‬
‫‪.‬‬ ‫الذرية ‪ ،‬بؿ يبدو أف مناقشة ىذا األمر لـ يكف وارداً عند إعداد مشروع االتفاقية‬

‫‪ – 56‬ثانياً‪ :‬البيوع المستبعدة ضمناً ‪:‬‬

‫ىناؾ بعض البيوع لـ تنص االتفاقية عمى استبعادىا صراحة ‪ ،‬ولكف يمكف استخالص‬
‫استبعادىا ضمنا مف مجموع نصوص اتفاقية فيينا وذلؾ عمى النحو التالى ‪-:‬‬

‫(أ) بيع العقار ‪:‬‬

‫تعالج االتفاقية البيع الدولى لمبضائع ‪ ،‬ولما كاف العقار ال يعتبر قانوناً مف البضائع أو‬
‫السمع فإنو يستبعد مف الخضوع ألحكاـ االتفاقية ‪ .‬ونالحظ أف عنواف القانوف الموحد التفاقية‬

‫الىاى سنة ‪ 1964‬بالمغة الفرنسية ىو بيع المنقوالت المادية ‪objets mobiliers corporels‬‬
‫بينما يستخدـ األصؿ اإلنجميزى ليذا القانوف اصطالح بيع البضائع ‪ { sale of goods‬صفحة‬
‫‪ } 72‬أما اتفاقية فيينا فانيا تستخدـ اصطالح بيع البضائع سواء فى األصؿ الفرنسى‬

‫‪ marchandises‬أو فى األصؿ اإلنجميزى ‪.‬‬

‫ونالحظ أف اتفاقية فيينا واف كانت تقضى صراحة بأنو ال يشترط لسرياف أحكاميا أف‬
‫يكوف أطراؼ البيع مف التجار أو أف يكوف البيع تجارياً ‪ ،‬إال أف الواضح مف مجموع نصوص‬

‫‪ 2‬صراحة‬ ‫ىذه االتفاقية أنيا تنصرؼ أساساً إلى البيع التجارى خاصة بعد أف استبعدت المادة‬
‫البيع الذى يرد عمى سمع استيالكية ‪ ،‬ذلؾ أف اليدؼ مف النص عمى عدـ اشتراط تجارية البيع‬
‫أو الصفة التجارية ألطرافو ىو تجنب الدخوؿ فى معيار التفرقة بيف العمؿ التجارى والعمؿ‬

‫المدنى وىى تفرقة ال تعرفيا بعض النظـ القانونية ‪ ،‬فضال عف اختالؼ معيارىا فى الدوؿ التى‬
‫تأخذ بيذه التفرقة ‪.‬‬
‫عمى أنو مف المسمـ بو أف اصطالح " سمعة " أو " بضاعة " ال يتضمف التعامؿ عمى‬
‫العقار ‪ ،‬ميما اختمفت طبيعة النظـ القانونية لذلؾ فإف استبعاد العقار مف الخضوع ألحكاـ‬

‫االتفاقية ‪ ،‬أمر ال خالؼ عميو ‪ ،‬فضال عف أف نصوص االتفاقية كميا تعالج بيع البضائع التى‬
‫تعتبر مف المنقوالت ‪ ،‬فالنصوص التى تتكمـ عف التزاـ البائع بالتسميـ وتعالج بالتالى زماف‬
‫التسميـ ومكانو ‪ ،‬وتتعرض لمحاالت التى تكوف فييا البضاعة المبيعة محؿ نقؿ مف مكاف إلى‬

‫آخر ثـ تعرض لاللتزاـ بتسميـ بضاعة مطابقة لما تـ االتفاؽ عميو مف حيث النوع والكمية ‪ ،‬كميا‬
‫تفترض أف األمر يتعمؽ ببيع منقوالت ‪ ،‬وأف بيع العقار ليس وارداً ضمف البيوع التى تخضع‬
‫لالتفاقية ‪.‬‬

‫(ب) بيع المنقول المعنوى ‪:‬‬

‫تؤدى نصوص االتفاقية كذلؾ ‪ ،‬إلى أنيا التسرى عمى بيع المنقوؿ المعنوى برغـ أف‬
‫االتفاقية لـ تستعمؿ اصطالح األصؿ الفرنسى لمقانوف الموحد التفاقية الىاى وىو( بيع المنقوالت‬
‫المادية ) ‪ ،‬إال أف { صفحة ‪ } 73‬مجموع نصوص االتفاقية تؤدى إلى أنيا تسرى عمى بيع‬
‫المنقوالت المادية دوف بيع المنقوالت المعنوية كحقوؽ الدائنية وبيع المحؿ التجارى ‪ ،‬وبيع حقوؽ‬
‫الممكية الصناعية والتجارية ‪ ،‬وحقوؽ الممكية األدبية والفنية‪.‬‬

‫‪ – 57‬ثالثاً ‪ :‬استبعاد عقدى االستصناع والمقاولة ‪:‬‬

‫تنص الفقرة (‪ )1‬مف المادة ‪ 3‬مف اتفاقية فيينا عمى أف " تعتبر مف قبيؿ عقود البيع ‪،‬‬
‫العقود التى يتـ بمقتضاىا توريد سمع يتـ صنعيا أو إنتاجيا ‪ ،‬ما لـ يقدـ الطرؼ الذى يطمب ىذه‬

‫السمع جزءاً جوىرياً ‪ a substantial part‬مف المواد الالزمة لتصنيعيا أو إنتاجيا " ‪ .‬وبمقتضى‬
‫ىذا النص فإف بيع السمع المصنوعة أو المنتجة أو التى يتعيد فييا البائع بصنعيا أو بإنتاجيا ‪،‬‬
‫كبيع صفقة مف اآلالت سيتـ تصنيعيا بمعرفة البائع ‪ ،‬أو بيع كمية مف القمح سيتـ زراعتيا‬

‫بواسطة البائع ‪ ،‬فإف العقد ىنا يعتبر عقد بيع ويخضع ألحكاـ االتفاقية ‪.‬‬
‫أما إذا قدـ الطرؼ الذى يطمب ىذه السمع جزءاً جوىرياً مف المواد التى تدخؿ فى‬
‫صناعة أو إنتاج السمعة محؿ البيع ‪ ،‬فإف العقد ال يعتبر فى ىذا الفرض مف عقود البيع‬

‫الخاضعة لالتفاقية ‪.‬‬

‫ذلؾ أف العقد يعتبر بيعا إذا كاف الصانع ( البائع ) يقدـ مف عنده المواد الالزمة لصناعة‬
‫السمعة ‪ ،‬أما إذا كاف طالب السمعة ىو الذى يقدـ المواد األولية أو الجزء األكبر منيا ‪ ،‬بحيث‬

‫يقتصر عمؿ الطرؼ اآلخر عمى مجرد صنع السمعة ‪ ،‬أو تقديـ جزء غير ىاـ مف المواد األولية‬
‫(‪)17‬‬
‫باإلضافة إلى صنعيا ‪ ،‬فإف العقد ال يعد بيعاً وانما ىو عقد استصناع أو عقد مقاولة‬
‫وبالتالى يعتبر مف البيوع المستبعدة التى { صفحة ‪ }74‬ال تخضع لالتفاقية ‪ .‬وعمى الطرؼ الذى‬

‫يتمسؾ بأف العقد ليس بيعاً وانما مف عقود االستصناع التى ال تخضع لالتفاقية ‪ ،‬عبء إثبات‬
‫ذلؾ ‪.‬‬

‫‪ 6‬مف القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة ‪ 1964‬عقد االستصناع‬ ‫وقد استبعدت المادة‬

‫مف الخضوع ألحكامو بنص مماثؿ لنص المادة ‪ )1( 3‬مف اتفاقية فيينا ‪.‬‬

‫‪ 3‬أيضاً فى‬ ‫وبعد أف استبعدت االتفاقية عقد االستصناع مف الخضوع ليا ‪ ،‬نصت المادة‬
‫فقرتيا الثانية عمى أنو " ال تسرى االتفاقية عمى العقود التى يكوف فييا الجزء الغالب‬

‫‪ preponderant part‬مف التزامات الطرؼ الذى يورد السمع إلى طالبيا عبارة عف تقديـ عمؿ‬
‫أو أى نوع آخر مف أنواع الخدمات " ‪.‬‬

‫والسبب فى استبعاد ىذا العقد أنو يعتبر فى جوىره مف عقود المقاولة ‪ ،‬ذلؾ أف محؿ‬

‫عقد المقاولة ‪ ،‬القياـ بعمؿ أو تقديـ خدمة إلى الطرؼ اآلخر ‪ ،‬مف ذلؾ مثال عقود اإلنشاءات‬
‫وأىـ صورة ليذه العقود عقد تسميـ المفتاح الذى يتفؽ فيو رب العمؿ مع المقاوؿ عمى أف يقوـ‬
‫لحسابو بإنشاء مبنى أو مصنع أو فندؽ أو مطار أو إحدى المنشآت المتصمة بمرفؽ عاـ‬

‫كمحطات الصرؼ الصحى أو مترو األنفاؽ ‪ ،‬فيذه الصور مف العقود قد يقدـ فييا المقاوؿ‬
‫بعض السمع إلى رب العمؿ ولكف الجزء الياـ مف العقد ىو العمؿ أو الخدمة التى يقدميا المقاوؿ‬
‫(‪)18‬‬
‫‪ .‬كذلؾ قد يتعيد المقاوؿ بتوريد بعض السمع لحساب رب العمؿ ولكنو يتعيد‬ ‫إلى رب العمؿ‬

‫بتركيبيا فى إحدى المنشآت التابعة لألخير ‪ ،‬مف ذلؾ المقاوؿ الذى يورد آالت ميكانيكية أو‬
‫أجيزة { صفحة ‪ }75‬كيربائية إلحدى المنشآت ويمتزـ بالقياـ بتركيبيا وتشغيميا ‪ ،‬كالقياـ بتركيب‬

‫آالت يوردىا المقاوؿ إلى رب العمؿ أو القياـ بتوريد وتركيب أجيزة تكييؼ لحساب رب العمؿ ‪،‬‬

‫فالعقد ىنا واف اشتمؿ فى جزء منو عمى بيع بعض السمع ‪ ،‬إال أف جزءاً ىاماً منو يتمثؿ فى‬
‫القياـ بتركيب وتشغيؿ اآلالت واألجيزة التى يوردىا المقاوؿ ‪ ،‬ولذلؾ يعتبر العقد ىنا مف العقود‬
‫غير الخاضعة التفاقية فيينا ‪ ،‬بشرط أف يثبت أف الجزء الغالب مف التزامات المقاوؿ تتمثؿ فى‬

‫تقديـ عمؿ أو القياـ بخدمة أخرى بحيث ال يعتبر توريد السمع سوى أحد االلتزامات التابعة‬
‫اللتزامات المقاوؿ فى العقد ‪ ،‬ويمكف أف يستعاف فى ىذا الصدد إلثبات طبيعة العقد وما إذا كاف‬
‫يعتبر عقد مقاولة أو عقد بيع بتقدير قيمة السمع التى يتـ توريدىا مع مقارنتيا باألجر الذى‬

‫سيدفع مقابؿ العمؿ أو الخدمة ‪ ،‬فإذا كانت القيمة األولى ىى الغالبة فالعقد يعد بيعا خاضعاً‬
‫لالتفاقية ‪ ،‬واال فيو عقد مقاولة يستبعد مف نطاؽ الخضوع لالتفاقية لتخضع لمقانوف المحمى ‪.‬‬
‫ويجب أف تكوف قيمة الجزء الغالب أكثر مف ‪ % 50‬مف القيمة الكاممة لمعقد (‪.)19‬‬

‫ولكى يسيؿ ىذا التقدير فإنو ينظر إلى عقد المقاولة كما لو كاف متضمنا لعقديف ‪ ،‬عقد‬
‫توريد السمع وعقد تقديـ الخدمات أو العمؿ ‪ ،‬فاألصؿ أف يخضع العقد األوؿ التفاقية فيينا بينما‬
‫يخضع العقد الثانى لمقانوف الوطنى أو المحمى ‪ ،‬والفيصؿ فى تحديد ذلؾ ‪ ،‬الرجوع إلى أحكاـ‬

‫القانوف المحمى لمتحقؽ مما إذا كاف مف الممكف ومف المحتـ الفصؿ بيف ىذيف العقديف ‪ ،‬برغـ أف‬
‫إرادة الطرفيف تمعب دو اًر ىاماً فى ىذا المجاؿ ‪ ،‬حتى ولو كاف القانوف المحمى ينظر إلى ىذا‬
‫العقد المركب كعقد واحد ‪ .‬ويعنى ما تقدـ أف نصوص العقد والمظاىر التى تحيط بو يمكف أف‬

‫تدؿ أو تعبر عف نية طرفيو ‪ ،‬العتبار العقد عقد بيع بحسب السمة الغالبة عميو أو أنو عقد‬
‫مقاولة ألف العمؿ يمثؿ الجزء الياـ فيو برغـ اشتمالو عمى توريد بعض السمع ‪ { .‬صفحة ‪} 76‬‬

‫‪ 6‬مف اتفاقية فيينا تسمح ألطراؼ التعاقد بتعديؿ الفقرة ‪ 2‬مف المادة‬ ‫ومع ذلؾ فإف المادة‬

‫‪ 3‬منيا وذلؾ باعتبار العقد مف عقود البيع ولو كاف االلتزاـ بتركيب األجيزة أو اآلالت التى يتـ‬
‫توريدىا يشكؿ الجزء الغالب مف التزامات المقاوؿ ‪ ،‬بحيث يستطيع أطراؼ التعاقد بإرادتيـ إدخاؿ‬
‫ىذا العقد فى مجاؿ الخضوع ألحكاـ االتفاقية برغـ أنو بحسب نص المادة ‪ 2/3‬يعد مف العقود‬
‫(‪)20‬‬
‫‪.‬‬ ‫المستبعدة‬
‫‪ 3‬مف اتفاقية فيينا ‪ ،‬عرضت المممكة المتحدة ‪ ،‬اقتراحا باستبعاد‬ ‫وفى أثناء مناقشة المادة‬
‫عقود بيع نقؿ المعرفة الفنية أو التكنولوجيا مف الخضوع ألحكاـ االتفاقية ‪ ،‬وىى العقود التى‬

‫يكوف محميا بيع سمعة يتـ تصنيعيا أو إنتاجيا متى قدـ صاحب السمعة المعمومات أو الخبرة‬
‫الفنية إلى الصانع حتى يتـ تصنيعيا أو إنتاجيا ‪ ،‬عمى أف ىذا االقتراح لـ يمؽ قبوال مف أعضاء‬
‫لجنة األمـ المتحدة لقانوف التجارة الدولية ‪ ،‬إذ ربما يترتب عمى األخذ بو استبعاد عدد مف عقود‬
‫(‪)21‬‬
‫{ صفحة ‪} 77‬‬ ‫البيع الدولى مف نطاؽ الخضوع لالتفاقية‬

‫الفرع الثالث‬

‫المسائل المستبعدة‬

‫‪ – 58‬أوالً ‪ :‬سريان االتفاقية فقط عمى تكوين وآثار عقد البيع ‪:‬‬

‫‪ 4‬مف اتفاقية فيينا عمى ما يأتى ‪:‬‬ ‫تنص المادة‬

‫" تحكـ ىذه االتفاقية فقط ‪ ،‬تكويف عقد البيع ‪ ،‬وحقوؽ والتزامات كؿ مف البائع والمشترى والناشئة‬

‫عف عقد البيع ‪ ،‬وفيما عدا ما يرد بشأنو نص صريح مخالؼ فى ىذه االتفاقية ‪ ،‬فإنيا ال تسرى‬
‫عمى وجو الخصوص عمى ما يأتى ‪:‬‬

‫(أ) صحة العقد أو صحة أى شرط مف شروطو ‪ ،‬أو صحة األعراؼ السارية عميو‪.‬‬

‫(ب) األثر الذى قد يرتبو عقد البيع عمى ممكية البضائع أو السمع محؿ البيع " ‪.‬‬

‫‪ 8‬مف القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة ‪ 1964‬نصاً مماثالً ولكنيا‬ ‫وقد تضمنت المادة‬
‫استبعدت أيضاً األحكاـ الخاصة بتكويف عقد البيع مف نطاؽ االتفاقية التى تعالج آثار عقد البيع‬

‫‪ ،‬إذ تعالج فى اتفاقية أحكاـ تكويف عقد البيع ‪ ،‬ولما كانت اتفاقية فيينا تعالج األمريف معاً كما‬
‫قدمنا ‪ ،‬فإنيا تنص عمى أنيا تحكـ فقط قواعد تكويف عقد البيع واآلثار المترتبة عمى العقد ‪ ،‬أما‬
‫االلتزامات أو قواعد المسئولية التى تنشأ خارج عقد البيع ولكف بسببو ‪ ،‬فإنيا ال تخضع لالتفاقية‬
‫‪ { .‬صفحة ‪} 78‬‬

‫‪ – 59‬صحة البيع وصحة شروطو ‪:‬‬


‫استبعدت اتفاقية فيينا صراحة المسائؿ المتعمقة بصحة عقد البيع وصحة الشروط التى‬
‫يتضمنيا ىذا العقد ‪ ،‬تاركة ىذيف األمريف لتنظيـ القوانيف الوطنية ‪.‬‬

‫ولما كانت اتفاقية فيينا قد نظمت فقط مف قواعد تكويف عقد البيع ‪ ،‬أحكاـ اإليجاب‬
‫والقبوؿ – كما فعمت اتفاقية الىاى سنة ‪ – 1964‬فإف األركاف األخرى لعقد البيع تخضع ألحكاـ‬
‫القوانيف الوطنية ‪ ،‬مف ذلؾ قواعد األىمية وشروط صحة الرضا وعيوبو مف غمط واكراه وتدليس ‪.‬‬

‫ومف ناحية أخرى فإف األحكاـ الموضوعية لصحة البيع كمشروعية محؿ البيع أو سببو‬
‫ال تخضع ألحكاـ االتفاقية ‪ ،‬وانما تخضع ألحكاـ القوانيف الوطنية ‪ ،‬ألف ىذه األمور مف المسائؿ‬
‫التى تختمؼ مف دولة إلى أخرى ومف العسير إخضاعيا لقواعد موحدة ‪ ،‬إذ ما قد يعتبر مشروعا‬

‫فى إحدى الدوؿ قد ال يعد كذلؾ فى دولة أخرى ‪ ،‬كاالتجار فى الخمور مثال ‪ .‬كذلؾ قد تختمؼ‬
‫القواعد االقتصادية التى تحكـ التصدير واالستيراد والرقابة عمييما مف دولة إلى أخرى ‪ ،‬كما‬
‫تختمؼ القوانيف الوطنية التى تيدؼ إلى حماية المستيمؾ ‪ .‬لكؿ ذلؾ استبعدت اتفاقية فيينا أحكاـ‬

‫صحة عقد البيع أو صحة الشروط التى يتضمنيا مف الخضوع ليا ‪.‬‬

‫‪ – 60‬صحة األعراف السارية ‪:‬‬

‫أما عف صحة األعراؼ السارية عمى عقد البيع ‪ ،‬فإف ىذا يعنى موافقة العرؼ لمنظاـ‬
‫(‪)22‬‬
‫‪ ،‬ولما كانت ىذه المسألة تختمؼ مف دولة إلى أخرى بحيث يصعب وضع‬ ‫العاـ فى الدولة‬
‫قاعدة موحدة تمزـ { صفحة ‪ } 79‬الدوؿ باتباع أو احتراـ ىذا العرؼ ‪ ،‬فإف االتفاقية آثرت أف‬
‫تترؾ ىذه المسألة لمقوانيف الوطنية ‪.‬‬

‫ومع ذلؾ فقد سمحت االتفاقية لمدوؿ بأال تقر قواعد العرؼ الدولى الذى يتعارض مع‬
‫(‪)23‬‬
‫‪ ،‬فإذا‬ ‫أحكاـ القوانيف الوطنية ‪ ،‬أى التى تتعارض مع قواعد النظاـ العاـ فى مختمؼ الدوؿ‬
‫كاف العرؼ الدولى مثال يقضى باألخذ بسعر فائدة تأخير عمى ثمف السمع محؿ البيع ‪ ،‬يزيد عمى‬

‫الحد األقصى المقرر فى قانوف دولة معينة ‪ ،‬فإنو ال يجوز األخذ بيذا العرؼ فى تمؾ الدولة ‪.‬‬

‫ونالحظ أف المسألة المستبعدة فى اتفاقية فيينا فى ىذا الشأف ىو صحة العرؼ الثابت‬
‫دوليا متى تعارض مع النظاـ العاـ فى الدولة ‪ ،‬أما تطبيؽ العرؼ ذاتو فال يستبعد مف نطاؽ‬
‫‪ 9‬مف اتفاقية فيينا التى تقضى صراحة‬ ‫الخضوع لالتفاقية ‪ ،‬والعكس ىو الصحيح وفقا لممادة‬
‫بالتزاـ أطراؼ البيع بأحكاـ العرؼ ‪ ،‬ما داـ أف ىذا العرؼ ال يتعارض مع قواعد النظاـ العاـ فى‬

‫الدولة ‪.‬‬

‫‪ – 61‬أثر عقد البيع عمى ممكية البضائع محل التعاقد ‪:‬‬

‫تستبعد اتفاقية فيينا أيضا أثر عقد البيع عمى ممكية البضائع محؿ التعاقد ‪ ،‬أى ما إذا‬

‫اء معيناً يجب‬


‫كاف يترتب عمى عقد البيع فى ذاتو نقؿ ممكية البضائع محؿ البيع أـ أف ثمة إجر ً‬
‫إتباعو لتنتقؿ الممكية ‪ .‬واستبعاد ىذا األمر منطقى ألف تقرير انتقاؿ ممكية البيع ولحظة انتقاؿ‬
‫ىذه الممكية مف األمور الخالفية التى تتبايف فييا النظـ القانونية المختمفة والتى ترجع عادة إلى‬

‫اعتبارات تاريخية تتعمؽ بيذه النظـ ‪ ،‬فمف ىذه النظـ ما يرتب نقؿ الممكية عمى مجرد إبراـ العقد‬
‫‪ ،‬ومنيا ما يربط بيف القياـ بعمؿ معيف ونقؿ الممكية مف ذلؾ إفراز المبيع أو تسميمو إلى‬
‫المشترى ‪ {.‬صفحة ‪}80‬‬

‫‪ – 62‬ثانياً ‪ :‬استبعاد مسئولية البائع عن األضرار البدنية التى تحدثيا البضاعة المبيعة‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 5‬مف اتفاقية فيينا عمى أنو ‪ " :‬ال تنطبؽ أحكاـ االتفاقية عمى مسئولية البائع‬
‫(‪)24‬‬
‫‪.‬‬ ‫عف الوفاة أو األضرار البدنية التى تسببيا السمعة المبيعة ألى شخص "‬

‫ويقصد ىذا النص أف االتفاقية ال تنطبؽ عمى أحكاـ مسئولية المنتج عف األضرار‬
‫البدنية التى تحدثيا السمع المعيبة ‪.‬‬

‫ويعد ىذا الحكـ مف األحكاـ المستحدثة فى اتفاقية فيينا والتى لـ تنص عمييا قواعد‬

‫القانوف الموحد التفاقية الىاى ‪ .‬عمى أنو يمكف أيضا استخالص ىذا الحكـ مف نص الفقرة‬
‫األولى مف المادة ‪ 4‬مف االتفاقية التى تقضى ضمنا بأنيا ال تنطبؽ عمى االلتزامات والمسئوليات‬
‫الخارجة عف نطاؽ عقد البيع ‪ ،‬إذ قضت ىذه الفقرة صراحة بأف االتفاقية ال تنطبؽ إال عمى‬

‫قواعد تكويف عقد البيع ‪ ،‬وحقوؽ والتزامات كؿ مف المشترى والبائع الناشئة عف عقد البيع ‪ ،‬عمى‬
‫النحو الذى عرضنا لو فيما تقدـ ‪.‬‬
‫‪ 5‬مف اتفاقية فيينا أىمية خاصة إذ تنشئ ىذه‬ ‫عمى أنو يبقى فى نظرنا لحكـ المادة‬
‫‪ 1/4‬مف االتفاقية ‪ ،‬إذ ال تنطبؽ ىذه االتفاقية‬ ‫المادة حكما ال يمكف استخالصو مف المادة‬

‫بموجب المادة ‪ 5‬عمى األضرار البدنية التى قد تمحؽ أى شخص بسبب السمعة ولو كانت ىذه‬
‫األضرار { صفحة ‪ } 81‬ناشئة لمطرؼ المتعاقد مع البائع أى لممشترى المباشر والتى قد يفيـ‬

‫مف المادة ‪ 1/4‬أنيا تخضع لالتفاقية ‪ ،‬أى ولو كاف نطاؽ ىذه األضرار داخال فى دائرة التعاقد‬

‫وليس ناشئا عف المسئولية التقصيرية كاألضرار التى تصيب المستيمؾ الذى يتعامؿ مع المشترى‬
‫المباشر مف سمعة معيبة بسبب خطأ ارتكبو المنتج فى إنتاجيا ذلؾ أف ىذه األضرار األخيرة‬
‫يمكف استخالص استبعادىا ضمنا مف نص المادة ‪ 1/4‬مف االتفاقية ‪ ،‬كما أسمفنا القوؿ ‪.‬‬

‫ونالحظ أف االتفاقية لـ تستبعد إال األضرار البدنية دوف األضرار المادية التى تمحؽ‬
‫الممتمكات والتى تحدث مباشرة لممشترى مف السمعة المعيبة محؿ البيع ‪.‬‬

‫‪ – 63‬ثالثاً ‪ :‬استبعاد أحكام االتفاقية أو مخالفة أو تعديل حكم فييا ( مبدأ حرية اإلرادة فى‬

‫تحديد نطاق تطبيق االتفاقية ) ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 6‬مف االتفاقية عمى أنو ‪:‬‬

‫‪12‬‬ ‫" يمكف ألطراؼ العقد استبعاد تطبيؽ ىذه االتفاقية أو مع عدـ اإلخالؿ بحكـ المادة‬

‫فإنو يجوز ليـ مخالفة أحد نصوصيا أو تعديؿ آثار نص مف ىذه النصوص " ‪.‬‬

‫ويعنى ىذا النص أف مف حؽ طرفى البيع االتفاؽ عمى استبعاد تطبيؽ أحكاـ ىذه‬
‫االتفاقية بالكامؿ ولو توافرت شروط تطبيقيا ‪ ،‬وقد أخذت اتفاقية فيينا فى ىذا الخصوص بما‬

‫قررتو المادة ‪ 3‬مف القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة ‪ 1964‬والتى تقضى بجواز استبعاد أحكاـ‬
‫القانوف الموحد برمتو أو استبعاد بعض أحكامو ‪ ،‬ويرى البعض أف األخذ بيذا المبدأ يظير‬
‫بوضوح احتراـ مبدأ سمطاف اإلرادة واالعتداد بحرية المتعاقديف ‪ ،‬ذلؾ أف النص قرر حقيما فى‬

‫استبعاد تطبيؽ القانوف الموحد عمى عقدىما دوف أف يقيدىما بتحديد القانوف الواجب التطبيؽ فى‬
‫(‪)25‬‬
‫‪ { .‬صفحة ‪} 82‬‬ ‫ىذه الحالة عمى العقد‬
‫وقد أثير أماـ لجنة األمـ المتحدة لقانوف التجارة الدولية عند مناقشة ىذا الحكـ ‪ ،‬ما إذا‬
‫كاف يتعيف النص عمى أنو يشترط لتطبيؽ االتفاقية أف يختار طرفا عقد البيع صراحة تطبيقيا‬

‫بالنص عمى ىذا الحكـ فى العقد ‪ ،‬أـ أف ىذه االتفاقية تطبؽ تمقائيا عند عدـ النص فى عقد‬
‫البيع عمى تطبيؽ قانوف آخر عميو ‪ .‬وقد رفض اقتراح ضرورة اختيار تطبيؽ االتفاقية صراحة فى‬
‫عقد البيع إلمكاف سرياف أحكاميا ألف مف شأف ىذا أف يحوؿ االتفاقية إلى مجرد عقد نموذجى ‪.‬‬

‫ولذلؾ فإف االتفاقية يمكف استبعاد تطبيقيا بالنص صراحة عمى اختيار قانوف آخر وطنى يحكـ‬
‫العقد ‪ ،‬ىذا فضال عف إمكاف االتفاؽ عمى استبعاد أحكاـ االتفاقية دوف النص عمى تطبيؽ قانوف‬
‫آخر عمى العقد وذلؾ بإمكاف استبعاد حكـ مف أحكاـ االتفاقية أو تعديمو حتى لو تـ ذلؾ بالنص‬

‫عمى األخذ بشروط عقد مف العقود النموذجية ‪ .‬ويعنى ما تقدـ أف أحكاـ االتفاقية ال تتعمؽ‬
‫بالنظاـ العاـ ويجوز لطرفى عقد البيع االتفاؽ عمى مخالفتيا ‪ ،‬وذلؾ مع األخذ فى االعتبار أف‬
‫حكـ المادة ‪ 12‬مف االتفاقية يتعمؽ بالنظاـ العاـ وال يجوز االتفاؽ عمى مخالفتو ‪ ،‬وتقضى المادة‬

‫المذكورة بأال يسرى الحكـ الذى يقرر جواز إثبات عقد البيع بأى طريؽ مف طرؽ اإلثبات غير‬
‫الكتابة متى كاف مركز أعماؿ أحد طرفى البيع يقع فى دولة متعاقدة تأخذ بالتحفظ الوارد فى‬
‫المادة ‪ 96‬مف االتفاقية ‪ ،‬وىو التحفظ الذى يقضى بحؽ كؿ دولة متعاقدة يقضى تشريعيا‬

‫بوجوب إثبات عقد البيع بالكتابة فى أال تطبؽ أحكاـ االتفاقية التى تقضى بجواز إثبات عقد البيع‬
‫بأى طريؽ مف طرؽ اإلثبات غير الكتابة ‪.‬‬

‫ونالحظ أف اتفاقية فيينا لـ تنص عمى حكـ مماثؿ لما أخذ بو القانوف الموحد التفاقية‬

‫الىاى سنة ‪ 1964‬والذى قضت مادتو الثالثة بأف استبعاد أحكاـ القانوف الموحد كما يمكنو أف‬
‫يقع صراحة يمكف أف يكوف ضمنا ‪ ،‬وليس معنى ىذا أف اتفاقية فيينا ال تأخذ بمبدأ االستبعاد‬
‫الضمنى ألحكاميا وانما أرادت االتفاقية أف تتفادى إسراؼ { صفحة‪ } 83‬المحاكـ أو تسرعيا فى‬
‫(‪) 26‬‬
‫‪.‬‬ ‫استبعاد أحكاـ االتفاقية‬

‫ىذا ومف المقرر أف حرية المتعاقديف فى عقد البيع الدولى لمبضائع ال تقتصر فقط عمى‬
‫حقيما فى استبعاد أحكاـ اتفاقية فيينا عندما تكوف واجبة التطبيؽ ‪ ،‬وانما يجوز ليما أيضا‬

‫االتفاؽ عمى تطبيؽ أحكاـ االتفاقية عمى عقد بيع ال يخضع أصال ليا ‪ .‬مثؿ عقد بيع سفينة مثال‬
‫‪ 4‬مف القانوف‬ ‫‪ ،‬وذلؾ بالرغـ مف عدـ النص فى االتفاقية عمى األخذ بحكـ مماثؿ لحكـ المادة‬
‫الموحد التفاقية الىاى التى تقرر صراحة إمكاف االتفاؽ عمى تطبيؽ القانوف الموحد عمى عقد ال‬

‫يخضع أصالً ألحكاـ ىذا القانوف طبقا لشروط تطبيقو ‪ ،‬عمى أف مقتضى األخذ بيذا الحكـ فى‬
‫اتفاقية فيينا ‪ ،‬أف يسمح القانوف الوطنى الذى يتـ العقد فى ظمو باألخذ بو وذلؾ متى لـ يكف مف‬
‫(‪)27‬‬
‫‪ { .‬صفحة ‪} 84‬‬ ‫شأف األخذ بيذا الحكـ مخالفة قواعد قانونية آمرة يقررىا القانوف الوطنى‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬

‫ىوامش الفصل األول‬

‫‪Schlechtriem : Uniform Sales Law, the UN Convention on contracts of‬‬ ‫(‪)1( )1‬‬

‫‪the‬‬ ‫‪international‬‬ ‫‪sale‬‬ ‫‪of‬‬ ‫‪goods,‬‬ ‫‪Vienna‬‬ ‫‪1986,‬‬ ‫‪p.24.‬‬

‫(‪ )2( )2‬محسف شفيؽ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬رقـ ‪. 176‬‬

‫(‪ )3( )3‬فيكوف لمدولة التى تأخذ بيذا التحفظ أف تطبؽ االتفاقية ولو لـ يؤد تطبيؽ قواعد‬
‫القانوف الدولى الخاص فى ىذه الدولة إلى تطبيؽ قانوف دولة متعاقدة ‪.‬‬

‫(‪ )4( )4‬أنظر ما تقدـ رقـ ‪ ، 10‬ص ‪. 17 – 15‬‬

‫(‪ )5( )5‬أنظر مؤلؼ شميشتريـ ‪ Schlechtriem‬المشار إليو آنفا ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬

‫(‪ )6( )6‬محسف شفيؽ ‪ ،‬رقـ ‪ ، 170‬ص ‪. 103‬‬

‫(‪ )7( )7‬أنظر مؤلفنا فى القانوف التجارى جػ ‪ ، 1‬المقدمة ‪.‬‬

‫(‪ )8( )8‬محسف شفيؽ ‪ ،‬أرقاـ ‪ ، 173 ، 172 ، 171‬ص ‪ 104‬ومابعدىا ‪.‬‬

‫(‪ )9( )9‬شميشتريـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬

‫محسف شفيؽ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬بند ‪ ، 165‬ص ‪. 100 – 99‬‬ ‫(‪)10( )10‬‬

‫أنظر مؤلفنا فى القانوف التجارى جػ ‪ 2‬رقـ ‪ ، 32‬ص ‪. 36‬‬ ‫(‪)11( )11‬‬


‫شميشتريـ ‪ ،‬ص ‪. 29‬‬ ‫(‪)12( )12‬‬

‫محسف شفيؽ رقـ ‪ ، 205‬ص ‪. 123‬‬ ‫(‪)13( )13‬‬

‫ىذه البيوع تعد أيضاً مف البيوع المستبعدة وفقاً التفاقية الىاى سنة ‪1964‬‬ ‫(‪)14( )14‬‬
‫‪.‬‬

‫محسف شفيؽ رقـ ‪ ، 205‬ص ‪. 123‬‬ ‫(‪)15( )15‬‬

‫(‪ )16( )16‬وقد اقترح ممثؿ العراؽ استبعاد بيوع البتروؿ مف نطاؽ الخضوع التفاقية‬
‫فيينا ألف منظمة األوبؾ وضعت عقوداً نموذجية لبيع البتروؿ ‪ ،‬ولكف ىذا االقتراح لـ‬
‫يمؽ استجابة مف باقى الدوؿ األعضاء فى لجنة قانوف التجارة الدولية التابعة لألمـ‬

‫المتحدة‪.‬‬

‫محسف شفيؽ ‪ ،‬المرجع السابؽ رقـ ‪ 200‬ص ‪. 117‬‬ ‫(‪)17( )17‬‬

‫(‪ )18( )18‬نشير فى ىذا الصدد إلى الدليؿ الذى وضعتو لجنة األمـ المتحدة لقانوف‬

‫التجارة الدولية لعقود المنشآت الصناعية والتى تضمنت تنظيما خاصا ليذه العقود ‪،‬‬
‫وقد أجيز ىذا الدليؿ فى اجتماع المجنة الذى عقد فى مدينة فيينا فى أغسطس سنة‬
‫‪. 1987‬‬

‫شميشتريـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 32 ، 31‬‬ ‫(‪)19( )19‬‬

‫(‪ )20( )20‬تنص المادة ‪ 6‬عمى أنو يمكف ألطراؼ التعاقد استبعاد تطبيؽ أحكاـ االتفاقية‬
‫أو مخالفة أو تغيير أثر مف اآلثار المترتبة عمى أحد نصوصيا ‪.‬‬

‫شميشتريـ ص ‪. 32‬‬ ‫(‪)21( )21‬‬

‫محسف شفيؽ ‪ ،‬المرجع السابؽ رقـ ‪ 192‬ص ‪. 113‬‬ ‫(‪)22( )22‬‬

‫شميشتريـ ص ‪. 33‬‬ ‫(‪)23( )23‬‬

‫(‪ )24( )24‬تختمؼ األضرار البدنية عف األضرار المادية فاألولى تمحؽ الجسـ البشرى‬
‫سواء أدت إلى الوفاة أو إلى إصابة بدنية ‪ ،‬أما الثانية فتمحؽ األمواؿ أو الممتمكات كما‬
‫لو ترتب عمى السمعة المعيبة ضرر مادى لألمواؿ مف ذلؾ لو تسببت اآللة المعيبة‬
‫التى تـ شراؤىا فى إتالؼ المواد األولية أو المواد نصؼ المصنوعة التى تدخؿ فى‬

‫صناعة السمعة مما أدى إلى إلحاؽ أضرار مادية بمشترى اآللة ‪ ،‬وىى أضرار لـ‬
‫تستبعدىا المادة ‪ 5‬مف اتفاقية فيينا ‪.‬‬

‫محسف شفيؽ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬رقـ ‪ ، 209‬ص ‪. 126‬‬ ‫(‪)25( )25‬‬

‫شميشتريـ ص ‪. 35‬‬ ‫(‪)26( )26‬‬

‫شميشتريـ ص ‪. 36‬‬ ‫(‪)27( )27‬‬

‫الفصل الثانى‬

‫تكوين عقد البيع‬

‫تمييد ‪:‬‬ ‫–‬ ‫‪64‬‬

‫رأينا فيما تقدـ أف اتفاقية فيينا قد جمعت فى نصوصيا بيف األحكاـ التى تتعمؽ بتكويف‬
‫عقد البيع الدولى لمبضائع ‪ ،‬واألحكاـ الموضوعية ليذا العقد وىما الموضوعاف المذاف كانا ينظـ‬
‫كؿ منيما اتفاقية مستقمة مف اتفاقيتى الىاى سنة ‪. 1964‬‬

‫وقد تضمف القسـ الثانى مف االتفاقية أحكاـ تكويف عقد البيع بينما نظـ القسـ الثالث‬
‫األحكاـ الموضوعية لمعقد ‪ ،‬وأجازت المادة ‪ 92‬مف اتفاقية فيينا لكؿ دولة متعاقدة أف تمتزـ فقط‬
‫بأحد القسميف الثانى أو الثالث مف االتفاقية عند التوقيع أو التصديؽ أو الموافقة أو االنضماـ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫إلييا‬

‫ولـ تعالج اتفاقية فيينا مف قواعد تكويف عقد البيع سوى ركف الرضاء فمـ تنظـ ركنى‬
‫السبب والمحؿ ‪ ،‬بؿ انيا لـ تعالج كؿ أحكاـ الرضاء ‪ ،‬إذ أنيا أغفمت عمداً تنظيـ عيوب الرضا‬

‫ألنيا مف األمور التى تختمؼ فييا التشريعات الوطنية واقتصر التنظيـ الذى أتت بو االتفاقية‬
‫عمى اإليجاب والقبوؿ ‪ ،‬ذلؾ ألف اتفاقية فيينا اقتفت أثر اتفاقية الىاى سنة ‪ 1964‬بشأف تكويف‬
‫عقد البيع الدولى وقد اكتفت ىذه االتفاقية األخيرة أيضا بتنظيـ جزء مف ركف واحد مف أركاف‬
‫العقد ىو الرضاء ‪ ،‬ولـ تتناوؿ منو إال اإليجاب والقبوؿ ‪ ،‬فأىممت تنظيـ { صفحة ‪ } 85‬قواعد‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫األىمية واألحكاـ المتعمقة بعيوب الرضاء لصعوبة الوصوؿ إلى التوحيد التشريعى فييا‬

‫ونالحظ أف اتفاقية فيينا قد وردت فييا نصوص تتعمؽ بتفسير العقد واثباتو ضمف القواعد‬
‫العامة لالتفاقية وقبؿ النصوص المنظمة لتكويف العقد ‪ .‬ولما كانت أحكاـ تفسير العقد واثباتو مف‬

‫األمور التى تتصؿ بدراسة تكويف العقد ‪ ،‬فإننا سندرس ىذه القواعد فى ىذا الباب الذى يتعمؽ‬
‫بتكويف عقد البيع ‪ ،‬بعد دراسة أحكاـ اإليجاب والقبوؿ ‪.‬‬

‫ونقسـ دراستنا فى ىذا الفصؿ إذف إلى فرعيف ‪ ،‬نتناوؿ فى األوؿ قواعد اإليجاب والقبوؿ‬
‫‪ ،‬ونخصص الثانى لتفسير العقد واثباتو ‪ { .‬صفحة ‪} 86‬‬

‫الفرع األول‬

‫اإليجاب والقبول‬

‫تقديم وتقسيم ‪:‬‬ ‫–‬ ‫‪65‬‬

‫ينعقد العقد بإيجاب وقبوؿ يصدراف عف طرفى العقد ‪ ،‬دوف أف يشترط فى ذلؾ أف يصدر‬
‫اإليجاب عف المشترى والقبوؿ عف البائع أو العكس ‪ ،‬إذ العبرة باتصاؿ القبوؿ باإليجاب الذى‬
‫يوجيو أحد طرفى العقد إلى الطرؼ اآلخر ‪.‬‬

‫عمى أف األمر ال يتـ بيذه الصورة البسيطة فى نطاؽ عقد البيع الدولى ‪ ،‬ألف ىذا العقد‬

‫تسبقو عادة إما مفاوضات بيف طرفى البيع ‪ ،‬أو معامالت سابقة بيف الطرفيف ‪ ،‬بحيث يعتبر‬
‫سموؾ الطرفيف كافياً النعقاد العقد دوف حاجة إلى تميز أو تجسيد كؿ مف اإليجاب والقبوؿ ‪.‬‬

‫‪ ، 1964‬فإف اإليجاب والقبوؿ ال‬ ‫ووفقاً ألحكاـ القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة‬

‫ينتجاف أثرىما إال إذا وصال إلى عمـ الطرؼ اآلخر ‪ ،‬ويعتبر تسميـ التعبير عف اإلرادة إلى‬
‫الطرؼ الذى وجو لو بمثابة وصوؿ ىذا التعبير إلى الطرؼ الذى وجو إليو ‪ ،‬وما يصدؽ عمى‬
‫اإليجاب والقبوؿ ‪ ،‬يصدؽ أيضا فى القانوف الموحد عمى الرجوع فييما ‪.‬‬

‫وقد عالجت اتفاقية فيينا أحكاـ اإليجاب والقبوؿ بنصوص تتشابو فى مجموعيا مع‬
‫أحكاـ اتفاقية الىاى سنة ‪ 1964‬بشأف تكويف العقد (‪ . )3‬وعالجت المواد مف ‪ 14‬إلى ‪ 17‬مف‬
‫اتفاقية فيينا قواعد { صفحة ‪ } 87‬اإليجاب ‪ ، offer‬ونظمت المواد مف ‪ 18‬إلى ‪ 22‬أحكاـ‬

‫القبوؿ ‪. acceptance‬‬

‫وندرس فى مبحثيف عمى التوالى كؿ مف اإليجاب والقبوؿ وفقاً التفاقية فيينا ‪ .‬ثـ نتكمـ‬
‫فى مبحث ثالث عف اقتراف اإليجاب بالقبوؿ ‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫اإليجاب‬

‫‪ – 66‬تعريف اإليجاب ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 14‬مف اتفاقية فيينا فى فقرتيا األولى عمى أف اإليجاب يعتبر عرضاً محدداً‬
‫بطريقة كافية ‪ ،‬ويعبر عف إرادة الموجب فى أف يمتزـ فى حالة صدور القبوؿ مف الطرؼ الموجو‬
‫إليو اإليجاب ‪.‬‬

‫ويعنى ىذا التعريؼ بأمريف ‪ ،‬األوؿ أف اإليجاب البد أف يتضمف عرضا محددا مف‬
‫الطرؼ الذى يصدر عنو إلى الطرؼ الذى يوجو إليو ‪ ،‬أما األمر الثانى فيو التعبير عف التزاـ‬

‫الموجب بالبقاء عمى ايجابو متى صدر القبوؿ مف الطرؼ الذى وجو إليو الموجب إيجابو ‪.‬‬

‫ويعتبر اإليجاب فى القانوف المصرى تعبي اًر عف إرادة الموجب ‪ ،‬يصدر بقصد إحداث‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫أثر قانونى ىو إنشاء االلتزاـ ‪ ،‬لذلؾ ال عبرة باإلرادة التى لـ تتجو إلحداث أثر قانونى‬
‫وتعرؼ محكمة النقص المصرية اإليجاب بأنو ‪ " :‬العرض الذى يعبر بو الشخص‬
‫الصادر منو عمى وجو جازـ عف إرادتو فى إبراـ عقد معيف بحيث إذا اقترف بو قبوؿ مطابؽ لو‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ { .‬صفحة ‪} 88‬‬ ‫انعقد العقد "‬

‫والغالب أف يبدأ أحد المتعاقديف باإليجاب يتموه قبوؿ المتعاقد اآلخر ‪ ،‬ولكف ليس مف‬
‫الضرورى أف يأتى اإليجاب سابقاً عمى القبوؿ ‪ ،‬فقد يتـ العقد بتالقى تعبيريف متعاصريف عف‬

‫إرادتيف متطابقتيف ‪.‬‬

‫‪ – 67‬المفاوضات ال تعتبر إيجابا ‪:‬‬

‫تعتبر المفاوضات فى بعض العقود ‪ ،‬ال سيما فى عقد البيع ‪ ،‬ىى المرحمة السابقة عمى‬

‫التعاقد ‪ ،‬وال يصدر عف أحد المتعاقديف إيجابا نيائيا إال بعد مفاوضات مع الطرؼ اآلخر‪،‬‬
‫فاإليجاب إذف ىو نتيجة المفاوضات ‪.‬‬

‫وال يرتب القانوف بحسب األصؿ ‪ ،‬عمى المفاوضات ‪ ،‬أى أثر قانونى ‪ ،‬إذ مف حؽ‬

‫المتفاوض أف يقطع المفاوضة فى أى وقت ‪ ،‬وال مسئولية عميو فى ىذا المسمؾ إال إذا اقترف‬
‫العدوؿ عف التفاوض بخطأ ممف قطع المفاوضات وتعد المسئولية ىنا تقصيرية أساسيا الخطأ‬
‫وليست تعاقدية ترتكز عمى العدوؿ عف التفاوض ‪ .‬وعمى مف يدعى الضرر مف العدوؿ أف يثبت‬

‫خطأ المتفاوض فى قطع المفاوضات (‪. )6‬‬

‫وقضت محكمة النقض المصرية بأف المفاوضات ليست إال عمالً مادياً وال يترتب عمييا‬
‫بذاتيا أى أثر قانونى ‪ ،‬فكؿ متفاوض حر فى قطع المفاوضة فى الوقت الذى يريد دوف أف‬

‫يتعرض ألية مسئولية أو يطالب ببياف المبرر لعدولو ‪ ،‬وال يرتب ىذا العدوؿ مسئولية عمى مف‬
‫عدؿ إال إذا اقترف بو خطأ تتحقؽ معو المسئولية التقصيرية ‪ ،‬وال يعد مجرد العدوؿ عف إتماـ‬
‫(‪)7‬‬
‫‪{.‬‬ ‫المفاوضة فى ذاتو خطأ ‪ ،‬فالبد أف يثبت الخطأ مف وقائع أخرى اقترنت بيذا العدوؿ‬

‫صفحة ‪} 89‬‬

‫وقد تنتيى المفاوضات إما إلى إيجاب معمؽ أو إيجاب نيائى ‪ ،‬فاإليجاب المعمؽ عمى‬
‫شرط ىو إيجاب ال مفاوضة ‪ ،‬ولكنو ال ينعقد إال إذا تحقؽ الشرط الذى عمؽ عميو ‪ ،‬كما لو‬
‫عرض شخص التعاقد بثمف معيف مع االحتفاظ بحقو فى تعديؿ الثمف طبقاً لتغير األسعار ‪،‬‬
‫فاإليجاب ىنا معمؽ عمى شرط عدـ تغير األسعار (‪. )8‬‬

‫واذا خرج اإليجاب مف دور المفاوضة ودور التعميؽ ‪ ،‬أصبح إيجابا نيائيا ‪ .‬ويعد تقرير‬
‫ما إذا كاف اإليجاب قد وصؿ إلى ىذا الدور مف مسائؿ الواقع ال مف مسائؿ القانوف فيفصؿ فيو‬
‫(‪)9‬‬
‫‪.‬‬ ‫قاضى الموضوع طبقاً لظروؼ كؿ حالة‬

‫‪ – 68‬التفرقة بين اإليجاب والدعوة إلى اإليجاب ‪:‬‬

‫‪ 14‬مف اتفاقية فيينا ‪ ،‬بأف توجيو العرض إلى مجموعة‬ ‫تقضى الفقرة الثانية مف المادة‬
‫غير محددة مف األشخاص يعتبر مجرد دعوة إلى توجيو إيجاب أى مجرد دعوة إلى التعاقد ‪ ،‬ما‬

‫لـ يتبيف أف الموجب قد أفصح بوضوح عف العكس ‪ ،‬أى ما لـ يكف الموجب قد قرر صراحة أف‬
‫(‪) 10‬‬
‫‪.‬‬ ‫يوجو إيجابا إلى الجميور‬

‫ويعالج ىذا النص الحالة التى يوجو فييا شخص دعوة إلى الجميور لمتعاقد ‪ ،‬وفى ىذا‬
‫الصدد يجب أف نفرؽ بيف توجيو اإليجاب { صفحة ‪ } 90‬إلى الجميور ودعوة الجميور إلى‬
‫التعاقد أو إلى تقديـ ايجاب لمتعاقد ‪ ،‬فاإليجاب الموجو إلى الجميور يحدث عندما تعرض‬
‫البضائع عمى الجميور مف البائع مع تحديد ثمنيا ‪ ،‬أما النشر واإلعالف وبياف األسعار الجارى‬

‫التعامؿ بيا وكؿ بياف آخر متعمؽ بعروض أو طمبات موجية لمجميور أو لألفراد فال يعتبر عند‬
‫الشؾ ايجابا وانما يكوف دعوة إلى التفاوض ‪ ،‬وكاف المشروع التمييدى لمتقنيف المدنى المصرى‬
‫يشتمؿ عمى نص صريح فى ىذا المعنى ىو نص المادة ‪ ، 134‬وقد حذؼ ىذا النص فى لجنة‬
‫(‪)11‬‬
‫‪.‬‬ ‫المراجعة لعدـ الحاجة إليو ‪ ،‬إذ يسيؿ عمى القضاء تطبيؽ ىذا الحكـ دوف نص عميو‬

‫ويعنى ما تقدـ أف اإليجاب يختمؼ عف الدعوة إلى التعاقد واألمر يتوقؼ عمى مضموف‬
‫التعبير عف اإلرادة ‪ ،‬فإذا قاـ التاجر بعرض بضائعو عمى الجميور مع بياف أسعارىا فإف ىذا‬

‫يعد بال شؾ إيجابا صريحاً موجيا إلى الجميور ‪ ،‬أما مجرد اإلعالف عف السمعة حتى مع بياف‬
‫سعرىا فإنو يعد دعوة إلى التعاقد وليس إيجاباً ما لـ يتبيف صراحة أف التاجر قصد توجيو إيجاب‬
‫صريح إلى الجميور ‪.‬‬
‫‪ – 69‬متى ينتج اإليجاب أثره ؟ ‪:‬‬

‫‪ 14‬مف اتفاقية فيينا تقضى بأف العرض المقدـ إلبراـ‬ ‫رأينا أف الفقرة األولى مف المادة‬

‫عقد والموجو إلى شخص أو أشخاص معينيف يعتبر ايجابا ‪ ،‬إذا كاف العرض محددا بطريقة‬
‫كافية ويعبر عف إرادة الموجب فى أف يمتزـ فى حالة صدور القبوؿ مف الطرؼ الموجو إليو‬
‫اإليجاب ‪ ،‬وتضيؼ ىذه الفقرة بيانا بالمقصود بالعرض المحدد بطريقة كافية ‪ ،‬فيو العرض الذى‬

‫يعيف البضائع التى ستكوف محالً لمبيع ‪ ،‬والذى يحدد صراحة أو ضمنا الكمية والثمف أو ينص‬
‫عمى طريقة تحديد الكمية والثمف ‪ {.‬صفحة ‪} 91‬‬

‫ويمكف تحديد الثمف ضمناً عف طريؽ اإلشارة إلى قائمة أسعار أو أسعار واردة فى‬

‫كتالوج خاص بالسمعة محؿ اإليجاب ويمكف أيضا أف يحدد الثمف صراحة أو ضمناً باإلشارة إلى‬
‫سعر السوؽ عند التسميـ أو فى أى وقت يحدده الموجب فى عرضو ‪.‬‬

‫ومتى تضمف اإليجاب عرضاً محدداً بطريقة كافية عمى النحو السابؽ ‪ ،‬فإنو ينتج أثره‬

‫متى وصؿ إلى الموجب لو أى الموجو إليو اإليجاب وفى ىذا تنص الفقرة األولى مف المادة ‪15‬‬
‫مف اتفاقية فيينا عمى أف ينتج اإليجاب أثره متى وصؿ إلى الموجب لو ‪ ،‬أى المتعاقد اآلخر الذى‬
‫يوجو إليو اإليجاب ‪ .‬ومعنى ذلؾ أف اإليجاب مف وقت وصولو إلى الموجب لو يعتبر قائماً ويمزـ‬

‫الموجب بالتعاقد إذا تقدـ لو مف يقبؿ إيجابو ‪.‬‬

‫فاإليجاب متى استكمؿ وجوده القانونى يمزـ الموجب بالتعاقد فى حالة قبوؿ الموجو إليو‬
‫ولكف ال يعنى ىذا أف اإليجاب يعتبر باتاً منذ صدوره إذ يظؿ الرجوع فيو جائ اًز قبؿ أف يستكمؿ‬

‫اإليجاب وجوده القانونى ‪ .‬واإليجاب ‪ ،‬يستكمؿ ىذا الوجود كما قدمنا ‪ ،‬متى تضمف عرضاً‬
‫محدداً عمى النحو السالؼ بيانو ‪ ،‬ومتى وصؿ إلى الموجو إليو العرض ‪.‬‬

‫ويالحظ أف اإليجاب الذى يمزـ صاحبو عند قبوؿ الموجب لو أى الذى ينتج أثره ال يعتبر‬

‫بالضرورة إيجاباً باتاً إذ يجوز الرجوع فيو ‪ .‬فالرجوع فى اإليجاب ال يكوف إال متى استكمؿ‬
‫اإليجاب وجوده القانونى ألنو قبؿ ذلؾ ال يكوف ىناؾ إيجاب ممزـ ‪ ،‬أما بعد استكماؿ وجوده‬
‫القانونى بتوافر شرطى استكماؿ ىذا الوجود ( عرض محدد ووصولو إلى الموجب لو ) فيجوز‬
‫(‪)12‬‬
‫‪.‬‬ ‫الرجوع فيو ‪ ،‬ما لـ يكف باتاً ‪ ،‬ألف اإليجاب البات ىو اإليجاب الذى ال يجوز الرجوع فيو‬
‫وسنعرض فيما بعد المقصود باإليجاب البات ‪ {.‬صفحة ‪}92‬‬

‫‪ 15‬مف اتفاقية فيينا بأف اإليجاب ولو‬ ‫وتطبيقاً لما تقدـ ‪ ،‬تقضى الفقرة الثانية مف المادة‬
‫كاف ممزما ‪ irrevocable‬يمكف سحبو ‪ withdrawal‬أى الرجوع فيو إذا وصؿ الرجوع إلى‬
‫الموجب لو قبؿ أو عند وصوؿ اإليجاب إليو ‪.‬‬

‫ويعنى النص السابؽ أف اإليجاب بعد أف يستكمؿ وجوده القانونى بأف كاف مشتمالً عمى‬
‫عرض محدد ووصؿ إلى عمـ الموجب لو ‪ ،‬ويعتبر بالتالى غير قابؿ لمعدوؿ عنو أو تعديمو ‪،‬‬
‫ألف التعديؿ صورة مف صور العدوؿ ‪ ،‬وانما يمكف سحبو ‪ ،‬إذا وصؿ السحب إلى الموجو إليو‬

‫اإليجاب قبؿ أو عند وصوؿ اإليجاب إلى ىذا األخير ‪.‬‬

‫‪ 91‬مف‬ ‫ويأخذ القانوف المصرى بحكـ مشابو لما قضت بو اتفاقية فيينا ‪ .‬إذ تنص المادة‬
‫التقنيف المدنى عمى أف ينتج التعبير عف اإلرادة أثره فى الوقت الذى يتصؿ فيو بعمـ مف وجو إليو‬

‫‪ ،‬ويعتبر وصوؿ التعبير قرينة عمى العمـ بو ‪ ،‬ما لـ يقـ الدليؿ عمى عكس ذلؾ ‪.‬‬

‫ويعنى النص المتقدـ أف التعبير عف اإلرادة متى كاف ايجابا ‪ ،‬فإنو ال ينتج أثره إال إذا‬
‫وصؿ إلى عمـ المتعاقد اآلخر الذى يوجو إليو اإليجاب وأقاـ النص قرينة عمى أف وصوؿ‬

‫اإليجاب يعتبر قرينة عمى العمـ ‪ ،‬ولكنيا قرينة بسيطة ‪ ،‬فيجوز أف يثبت الموجو إليو اإليجاب أنو‬
‫لـ يعمـ بو بالرغـ مف وصولو ‪ .‬وال يجوز الرجوع فى اإليجاب متى قبمو الموجب لو أو كاف باتاً ‪.‬‬

‫‪ – 70‬اإليجاب البات ‪:‬‬

‫لـ يتضمف التقنيف المدنى المصرى السابؽ نصاً يمزـ الموجب بالبقاء عمى إيجابو مدة‬
‫كافية القتراف القبوؿ بو ‪ ،‬وذىب القضاء إلى منح الموجب حؽ العدوؿ قبؿ أف يقترف اإليجاب‬
‫بالقبوؿ ‪ ،‬عمى أف يمتزـ الموجب بالبقاء عمى إيجابو إذا حدد أجال لمقبوؿ سواء كاف ىذا { صفحة‬

‫‪ } 93‬التحديد صريحاً أو ضمنياً وقرر القضاء أف أساس التزاـ الموجب بالبقاء عمى ايجابو ىو‬
‫العقد الضمنى بيف الموجب والموجو إليو اإليجاب يمزـ األوؿ بالبقاء عمى إيجابو طيمة المدة‬
‫المحددة مف جانب الموجب ‪ ،‬وأقر الفقو موقؼ القضاء فى إلزاـ الموجب بالبقاء عمى إيجابو‬
‫خالؿ األجؿ المحدد متى اقترف اإليجاب بأجؿ ‪ ،‬ولكف اختمؼ الفقو حوؿ أساس التزاـ الموجب‬
‫(‪)13‬‬
‫‪.‬‬ ‫بيف نظرية اإلرادة المنفردة ونظرية العقد الضمنى ‪ ،‬ونظرية المسئولية التقصيرية‬

‫‪ 93‬الذى يقضى بأنو‬ ‫وأقر التقنيف المدنى الجديد الوضع بنص صريح ىو نص المادة‬
‫إذا عيف ميعاد لمقبوؿ ‪ ،‬التزاـ الموجب بالبقاء عمى ايجابو إلى أف ينقضى ىذا الميعاد‪ .‬والنص‬
‫صريح فى أف أساس التزاـ الموجب بالبقاء عمى إيجابو ىنا ‪ ،‬ىو اإلرادة المنفردة وىى إحدى‬
‫(‪)14‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحاالت التى جعؿ منيا التقنيف المدنى الجديد ‪ ،‬اإلرادة المنفردة أساسا لاللتزاـ‬

‫‪ 93‬مدنى مصرى عمى أف تحديد ميعاد القبوؿ كما يكوف صريحا فقد‬ ‫وقد نصت المادة‬
‫يكوف ضمنياً ‪ ،‬يستخمص مف ظروؼ الحاؿ أو مف طبيعة المعاممة ‪.‬‬

‫وىذا التقديـ السابؽ لإليجاب الممزـ فى ظؿ القانوف المصرى الزـ لفيـ المقصود‬
‫باإليجاب البات فى اتفاقية فيينا ‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 16‬مف ىذه االتفاقية عمى ما يأتى ‪-:‬‬

‫‪ – 1‬يمكف العدوؿ عف اإليجاب إلى الوقت الذى يبرـ فيو العقد ‪ ،‬إذا وصؿ ىذا‬ ‫"‬

‫العدوؿ إلى الموجو إليو اإليجاب قبؿ أف يرسؿ ىذا األخير قبولو ‪.‬‬

‫‪ – 2‬ومع ذلؾ ‪ ،‬ال يجوز العدوؿ عف اإليجاب فى الحالتيف اآلتيتيف ‪{ - :‬صفحة‪}94‬‬

‫(أ) إذا تبيف أنو غير قابؿ لمعدوؿ عنو ‪ ،‬سواء بتحديد ميعاد ثابت لمقبوؿ أو بأى طريؽ‬
‫آخر ‪.‬‬

‫(ب) إذا وجد ما يبرر أف يعتمد الموجب لو عمى اإليجاب باعتباره غير قابؿ لمعدوؿ عنو‬
‫‪ ،‬وتصرؼ ىذا األخير اعتماداً عمى بقاء اإليجاب " ‪.‬‬

‫ويعنى ىذا النص أف اإليجاب متى صدر مف الموجب متضمناً عرضاً محدداً ووصؿ‬
‫إلى الموجب لو يعتبر قائماً منتجاً ألثره ‪ ،‬ولكنو يمكف لمموجب العدوؿ عنو حتى إبراـ العقد أى‬
‫ماداـ لـ يقترف القبوؿ باإليجاب ‪ ،‬أى متى وصؿ العدوؿ إلى الموجو إليو اإليجاب قبؿ أف يقوـ‬

‫ىذا األخير بإرساؿ أو تصدير قبولو إلى الموجب ‪.‬‬


‫‪ )1‬مف المادة ‪ 16‬مف اتفاقية فيينا‬ ‫فاإليجاب فى ىذه الصورة التى نصت عمييا الفقرة (‬
‫يعتبر قائماً منتجاً ألثره ولكنو ليس باتاً ‪ .‬وقد نصت الفقرة (‪ )2‬عمى حالتيف يعتبر فييما اإليجاب‬

‫باتا ‪ ،‬وىما ‪- :‬‬

‫‪ – 1‬حالة تحديد مدة لمقبوؿ أو استخالص أف الموجب ممزـ بعدـ العدوؿ عف ايجابو مف‬
‫واقع ظروؼ الحاؿ المرتبطة بتفسير اإليجاب ‪.‬‬

‫‪ – 2‬إذا اعتمد الموجو إليو اإليجاب اعتماداً لو ما يبرره عمى عدـ قابمية اإليجاب‬
‫لمعدوؿ عنو وتصرؼ عمى ضوء ذلؾ ‪ .‬وال يغطى ىذا النص فقط الحاالت التى يكوف فييا‬
‫اإليجاب بذاتو غير قابؿ لمعدوؿ عنو صراحة ‪ ،‬ولكف أيضا متى كاف مسمؾ الموجب أو الظروؼ‬

‫الخاصة أو متطمبات العرض المقدـ منو أو طبيعة الصفقة المقترحة تبرر اعتبار اإليجاب غير‬
‫(‪)15‬‬
‫‪ .‬مف ذلؾ مثال لو كاف { صفحة ‪ }95‬محؿ البيع آالت تباع‬ ‫قابؿ لمعدوؿ عنو لمدة معقولة‬
‫تحت شرط التجربة ‪ ،‬فإنو يستفاد مف ذلؾ أف الموجب يظؿ ممتزما بالبقاء عمى ايجابو المدة‬
‫(‪)16‬‬
‫‪ .‬كذلؾ لو صدر‬ ‫الالزمة لمتجربة ‪ ،‬وعند النزاع حوؿ تحديد ىذه المدة تولى القاضى تقديرىا‬
‫اإليجاب إلى شخص يقيـ فى دولة أخرى ‪ ،‬فإف الفرض أف الموجب ينبغى عميو أف يبقى عمى‬
‫إيجابو المدة المناسبة لوصوؿ القبوؿ إليو بفرض أف اإليجاب قد وصؿ فى الميعاد المقرر‬
‫(‪) 17‬‬
‫‪.‬‬ ‫لوصولو‬

‫‪ – 71‬سقوط اإليجاب ‪:‬‬

‫‪ 17‬مف اتفاقية فيينا عمى أف يسقط اإليجاب ولو كاف غير قابؿ لمعدوؿ‬ ‫نصت المادة‬

‫عنو ‪ ،‬عندما يصؿ إلى الموجب رفض الموجو إليو اإليجاب ‪.‬‬

‫ومؤدى ىذا النص أف اإليجاب ولو كاف باتا ‪ ،‬فإنو يسقط متى رفضو الموجو إليو ولو لـ‬
‫تنقض المدة التى حددىا الموجب لمقبوؿ ‪.‬‬

‫ويسقط اإليجاب منذ المحظة التى يصؿ فييا إلى الموجب رفض اإليجاب مف الموجو‬
‫إليو ‪ .‬وقد يقع ىذا الرفض بصورة قاطعة ‪ ،‬وقد يتضمف تعديالً فى اإليجاب فال يعد ىذا قبوال‬
‫ينعقد بو العقد بؿ يعد ايجاباً جديداً ‪ ،‬وسنعرض لذلؾ الكالـ عف القبوؿ ‪ ،‬وقد يتضمف الرفض‬
‫عرضا إليجاب جديد يختمؼ تماما عف اإليجاب األوؿ ‪.‬‬

‫وتأخذ اتفاقية فيينا بنظرية وصوؿ التعبير عف اإلرادة ‪ ،‬لكى ينتج ىذا التعبير أثره فقد‬
‫رأينا أف المادة ‪ 15‬منيا تعتبر اإليجاب منتجاً ألثره متى وصؿ إلى الموجو إليو اإليجاب ‪ ،‬كذلؾ‬
‫يسقط اإليجاب وفقا لممادة ‪ 17‬مف االتفاقية متى وصؿ رفض الموجو إليو اإليجاب إلى الموجب‬

‫ولو كاف اإليجاب غير قابؿ لمعدوؿ عنو ‪ ،‬وسنرى عند الكالـ عف القبوؿ أف اتفاقية فيينا تتبنى‬
‫أيضا نظرية وصوؿ التعبير عف { صفحة ‪ } 96‬اإلرادة ‪ ،‬وتحدد المقصود مف تعبير الوصوؿ‬
‫فى المادة ‪ 24‬عمى ما سنرى فى الفرع الثالث مف ىذا الفصؿ ‪.‬‬

‫‪ 11‬مف القانوف الموحد الممحؽ‬ ‫ولـ تتضمف اتفاقية فيينا حكماً مماثالً لحكـ المادة‬
‫باتفاقية الىاى سنة ‪ 1964‬بشأف تكويف عقد بيع المنقوالت المادية ‪ ،‬والتى تقضى بأنو ال تحوؿ‬
‫وفاة أحد أطراؼ العقد أو فقدانو األىمية قبؿ القبوؿ دوف تكويف العقد إال إذا تبيف عكس ذلؾ مف‬

‫قصد المتعاقديف أو مف العرؼ أو مف طبيعة التعامؿ ‪ .‬وىذا ىو ذات الحكـ الذى أخذ بو التقنيف‬
‫المدنى المصرى فى المادة ‪ 92‬والتى تقضى بأنو إذا مات مف صدر عنو التعبير عف اإلرادة أو‬
‫فقد أىميتو قبؿ أف ينتج التعبير أثره ‪ ،‬فإف ذلؾ ال يمنع مف ترتب ىذا األثر عند اتصاؿ التعبير‬

‫بعمـ مف وجو إليو ‪ ،‬ىذا ما لـ يتبيف العكس مف التعبير أو مف طبيعة التعامؿ ‪.‬‬

‫ويعنى ىذا الحؿ سواء فى ظؿ القانوف الموحد أو القانوف المصرى ‪ ،‬أنو ال يترتب عمى‬
‫الوفاة أو فقداف األىمية سقوط اإليجاب بؿ يظؿ اإليجاب قائماً ‪.‬‬

‫ونالحظ مع أستاذنا الدكتور محسف شفيؽ أف ىذه المسألة ليست ليا أىمية تذكر فى‬
‫(‪. )18‬‬ ‫البيوع الدولية ألنيا تجرى عادة بيف أشخاص اعتبارية ال يعترييا الوفاة أو فقداف األىمية‬
‫ولعؿ ىذا ىو السبب الذى أدى بمجنة األمـ المتحدة لقانوف التجارة الدولية إلى إغفاؿ تنظيـ ىذا‬
‫الموضوع فى اتفاقية فيينا سنة ‪ { . 1980‬صفحة ‪} 97‬‬

‫المبحث الثانى‬

‫القبول‬
‫‪ – 72‬تعريف القبول ‪:‬‬

‫القبوؿ ىو التعبير الذى يصدر عف الموجو إليو اإليجاب ‪ ،‬معمناً عف إرادتو بالرضاء‬

‫بالعرض الذى وجيو إليو الموجب دوف تعديؿ فيو ‪.‬‬

‫‪ 18‬مف اتفاقية فيينا فى فقرتيا األولى عمى أف " يعتبر قبوال ‪ ،‬التعبير‬ ‫وقد نصت المادة‬
‫أو السموؾ الذى يصدر عف الموجو إليو اإليجاب والذى يدؿ عمى موافقتو عمى ىذا اإليجاب ‪.‬‬

‫وال يعتبر السكوت أو الموقؼ السمبى فى ذاتيما قبوالً " ‪.‬‬

‫ويعنى ىذا التعريؼ أف القبوؿ كما يكوف صريحاً بصدور تعبير محدد يدؿ عميو ‪ ،‬مف‬
‫الموجب لو ‪ ،‬فإنو قد يكوف ضمنيا باتخاذ الموجب لو سموكا يعبر عف موافقتو عمى اإليجاب‬

‫الموجو إليو كما لو قاـ المشترى بدفع الثمف أو قاـ البائع بتسميـ المبيع ‪.‬‬

‫‪ 18‬أف السكوت ال يعد فى ذاتو قبوالً ‪ ،‬كذلؾ فإف‬ ‫وقد أكدت الفقرة الثانية مف المادة‬
‫الموقؼ السمبى مف جانب الموجب لو ال يصؿ إلى درجة القبوؿ ‪ .‬فسكوت الموجو إليو اإليجاب‬

‫ال يرقى إلى درجة القبوؿ الضمنى ‪ .‬وقد نصت المادة ‪ 2‬مف القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة‬

‫‪ 1964‬بشأف تكويف عقد البيع عمى أف كؿ شرط يرد فى اإليجاب ليشترط اعتبار السكوت قبوالً‬
‫(‪)19‬‬
‫‪ ،‬لـ‬ ‫يعتبر باطالً‪ .‬وىذا النص الذى يعتبره البعض ‪ ،‬النص اآلمر الوحيد فى اتفاقيات الىاى‬
‫يرد ما يماثمو فى اتفاقية فيينا ‪ {.‬صفحة ‪}98‬‬

‫‪ 98‬مف التقنيف المدنى المصرى بأنو إذا كانت طبيعة المعاممة أو العرؼ‬ ‫وتقضى المادة‬
‫التجارى أو غير ذلؾ مف الظروؼ تدؿ عمى أف الموجب لـ يكف لينتظر تصريحا بالقبوؿ ‪ ،‬فإف‬

‫العقد يعتبر قد تـ ‪ ،‬إذا لـ يرفض اإليجاب فى وقت مناسب ويعتبر السكوت عف الرد قبوال ‪ ،‬إذا‬
‫كاف ىناؾ تعامؿ سابؽ بيف المتعاقديف واتصؿ اإليجاب بيذا التعامؿ ‪ ،‬أو إذا تمخض اإليجاب‬
‫لمنفعة مف وجو إليو ‪.‬‬

‫وىذا النص يعنى أف السكوت فى ذاتو مجرداً عف أى ظرؼ مالبس لو ‪ ،‬ال يكوف تعبي اًر‬
‫عف اإلرادة ولو قبوالً ‪ ،‬ألف اإلرادة عمؿ إيجابى والسكوت موقؼ سمبى ‪ ،‬والقاعدة الشرعية أنو "‬
‫ال ينسب لساكت قوؿ " ‪ ،‬واذا كاف ىذا ىو األصؿ فإف االستثناء أف يعتبر السكوت قبوالً إذا‬
‫أحاطت بو ظروؼ مالبسة مف شأنيا أف تجعمو يدؿ عمى الرضا ويسمى السكوت فى ىذه الحالة‬
‫" السكوت المالبس " (‪. )20‬‬

‫وقد عرض المشرع المصرى لألمثمة التى تحيط فييا بالسكوت ظروؼ مالبسة ‪ ،‬كما لو‬
‫جرى العرؼ التجارى عمى أف يعتبر السكوت رضاء ‪ ،‬أو كاف ىناؾ تعامؿ سابؽ بيف المتعاقديف‬
‫أو تمخض اإليجاب لمنفعة مف وجو إليو ‪ ،‬وسكت ىذا فيعد سكوتو رضاء‪.‬‬

‫وبالرغـ مف أف اتفاقية فيينا لـ يرد فييا نص صريح يؤدى إلى اعتبار السكوت المالبس‬
‫قبوالً ‪ ،‬فإنو يمكف أف يستخمص ىذا الحكـ مف عبارة الجممة الثانية مف الفقرة األولى مف المادة‬
‫‪ 18‬التى تقضى ‪ -‬كما ذكرنا ‪ -‬بأف السكوت أو الموقؼ السمبى ال يعتبراف فى ذاتيما ‪in itself‬‬

‫قبوالً ‪ ،‬ومؤدى ىذا التعبير األخير أنو متى ارتبط بالسكوت ظرؼ مف الظروؼ فإنو يمكف اعتباره‬
‫قبوال ‪ ،‬ويجد ىذا التفسير صدى لو فى نص الفقرة الثالثة مف المادة الثامنة مف اتفاقية فيينا ‪ ،‬وىو‬
‫نص خاص بتفسير العقد ‪ ،‬فيعطى لمظروؼ المالبسة أىمية { صفحة ‪ } 99‬خاصة فى تحديد‬

‫إرادة المتعاقديف ‪ ،‬عمى النحو الذى سنعرض لو عند الكالـ عف تفسير العقد فى الفصؿ الثانى‬
‫مف ىذا الباب ‪ ،‬ىذا فضال عف أف السكوت قد يعتبر ‪ ،‬استثناء ‪ ،‬مف القاعدة العامة فى اتفاقية‬
‫فيينا ‪ ،‬بمثابة قبوؿ ‪ ،‬وفقاً لمعادات التجارية السارية (‪. )21‬‬

‫‪ – 73‬متى ينتج القبول أثره ؟ ‪:‬‬

‫األصؿ أف القبوؿ ال ينتج أثره وفقاً ألحكاـ المادة ‪ 2/18‬مف اتفاقية فيينا إال متى وصؿ‬
‫إلى الموجب ‪ ،‬ويمكف سحب القبوؿ أو الرجوع فيو متى وصؿ ىذا الرجوع إلى الموجب قبؿ أو‬

‫عمى األقؿ فى نفس وقت وصوؿ القبوؿ طبقاً لنص المادة ‪ 22‬مف اتفاقية فيينا ‪.‬‬

‫وال يعتبر القبوؿ منتجاً ألثره إذا لـ يصؿ إلى الموجب خالؿ الميعاد الذى حدده فى‬
‫إيجابو أو خالؿ ميعاد معقوؿ ‪ ،‬إذا لـ يحدد الموجب ميعاداً لمقبوؿ ‪ ،‬ويجب أف يؤخذ فى‬

‫االعتبار فى تحديد الميعاد المعقوؿ ظروؼ التعامؿ بما فى ذلؾ سرعة وسائؿ المواصالت التى‬
‫استخدميا الموجب ‪ .‬واذا كاف اإليجاب شفوياً وجب أف يكوف القبوؿ فورياً ‪ ،‬إال إذا اتضح مف‬
‫الظروؼ غير ذلؾ ( المادة ‪ 2/18‬مف اتفاقية فيينا ) ‪.‬‬
‫وعمى أية حاؿ ‪ ،‬فإنو متى تضمف اإليجاب أو دؿ التعامؿ السابؽ بيف المتعاقديف أو‬
‫قضى العرؼ بأف الموجو إليو اإليجاب ‪ ،‬عميو أف يعبر عف قبولو بالقياـ بعمؿ معيف كإرساؿ‬

‫البضاعة المبيعة أو دفع الثمف ‪ ،‬دوف إخطار الموجب ‪ ،‬فإف القبوؿ ينتج أثره منذ المحظة التى‬
‫{ صفحة ‪}100‬‬ ‫يقوـ فييا الموجو إليو اإليجاب بيذا العمؿ ‪ ،‬بشرط أف يتـ ىذا العمؿ‬

‫خالؿ الميعاد المحدد فى اإليجاب لصدور القبوؿ أو خالؿ الميعاد المعقوؿ إذا لـ يحدد الموجب‬

‫ميعاداً لمقبوؿ ( المادة ‪ 3/18‬مف اتفاقية فيينا ) ‪.‬‬

‫وقد رأينا فيما تقدـ أف القانوف المصرى يمزـ الموجب بالبقاء عمى إيجابو إذا حدد ميعاداً‬
‫لمقبوؿ سواء أكاف ىذا التحديد صريحاً أـ ضمنياً ( المادة ‪ 93‬مدنى ) كما تقضى المادة ‪ 94‬بأنو‬

‫إذا صدر اإليجاب فى مجمس العقد دوف أف يعيف ميعاد لمقبوؿ فإف الموجب يتحمؿ مف ايجابو إذا‬
‫لـ يصدر القبوؿ فو اًر ‪ ،‬عمى أف العقد يتـ مع ذلؾ ولو لـ يصدر القبوؿ فو اًر ‪ ،‬إذا لـ يوجد ما يدؿ‬
‫عمى أف الموجب قد عدؿ عف ايجابو فى الفترة ما بيف اإليجاب والقبوؿ وكاف القبوؿ قد صدر‬

‫قبؿ أف ينقضى مجمس العقد ‪.‬‬

‫‪ –74‬عدم تطابق القبول مع اإليجاب ‪:‬‬

‫‪ 96‬مف التقنيف المدنى المصرى عمى أنو " إذا اقترف القبوؿ بما يزيد فى‬ ‫تنص المادة‬

‫اإليجاب أو يقيد منو أو يعدؿ فيو ‪ ،‬اعتبر رفضا يتضمف ايجابا جديدا " ويعنى ىذا النص أف‬
‫القبوؿ الذى يؤدى إلى إبراـ العقد ‪ ،‬ىو القبوؿ المطابؽ لإليجاب بحيث إذا اقترف بو ‪ ،‬يؤدى ىذا‬
‫إلى تطابؽ إرادتى الموجب والقابؿ فينعقد العقد ‪ .‬أما إذا تضمف القبوؿ ما يغير فى اإليجاب‬

‫زيادة أو بوضع قيد عميو أو بتعديؿ لما تضمنو ‪ ،‬فإنو ليس مف شأف ىذا القبوؿ ‪ ،‬أف يعد تعبي اًر‬
‫عف إرادة الموجب لو يطابؽ اإليجاب الصادر مف الموجب بحيث يؤدى إلى انعقاد العقد ‪،‬‬
‫فاختالؼ تطاؽ التعبيريف يؤدى إلى عدـ تكويف العقد ‪ .‬لذلؾ يعتبر التعبير الصادر عف الموجب‬

‫لو متى تضمف تغيي اًر فى اإليجاب بالزيادة أو التقييد أو التعديؿ ‪ ،‬رفضا يتضمف ايجابا جديداً أى‬
‫يحتاج إلى قبوؿ مف الموجب لكى ينعقد العقد ‪ .‬ويسمى التعبير الصادر مف الموجب لو‬
‫المتضمف تقييداً لإليجاب ‪ " ،‬القبوؿ الموصوؼ " فإذا وجو إلى الموجب كاف بمثابة إيجاب جديد‬
‫{ صفحة ‪ }101‬الموجب ‪ ،‬فاف العقد يتـ بالشروط الجديدة ‪ ،‬كما‬ ‫فإذا قبمو‬
‫لو أرسؿ المشترى ايجابا الى البائع يطمب منو شراء كمية معينة مف البضاعة بثمف التزـ بو في‬
‫العرض ‪ ،‬فيقبؿ البائع ىذا العرض مع زيادة الثمف او بشرط التزاـ المشترى بمصاريؼ التعبئة أو‬

‫بمصاريؼ نقؿ البضاعة أو اذا تضمف القبوؿ الموافقة عمى الصفقة عمى أف يدفع الثمف فو ار مع‬
‫أف عرض المشترى الشراء كاف عمى أساس دفع الثمف عمى دفعات ‪.‬‬

‫"‬ ‫‪ 1/19‬الذى يقضى بأنو‬ ‫وقد تضمنت اتفاقية فيينا نصا مماثال ىو نص المادة‬

‫متى تضمف الرد بقبوؿ العرض الموجو الى الموجب لو بعض اإلضافات او القيود أو أية‬
‫تعديالت أخرى ‪ ،‬فانو يعتبر رفضا لإليجاب ويشكؿ ايجابا جديدا "‪.‬‬

‫وعمى ذلؾ فالنص واضح تماما في أف عدـ تطابؽ القبوؿ مع اإليجاب ليس مف شأنو أف‬

‫أو القيد‬ ‫‪addition‬‬ ‫يؤدى الى انعقاد عقد البيع الدولى لمبضائع ‪ ،‬ولكف تعتبر اإلضافة‬
‫‪ limitation‬أو التعديؿ ‪ modification‬بمثابة إيجاب جديد ‪ counter-offer‬يحتاج الى‬
‫قبوؿ مف الموجب حتى ينعقد العقد وفقا لمتغيير المقترح مف الموجب لو ‪.‬‬

‫‪ 1/19‬مف اتفاقية فيينا ‪ ،‬ما تضمنتو المادة ‪ 1/7‬مف القانوف الموحد‬ ‫ويطابؽ نص المادة‬
‫التفاقية الىاى سنة ‪. 1964‬‬

‫‪ 19‬مف اتفاقية فيينا عمى أنو ‪ " :‬ومع ذلؾ فاف الرد عمى‬ ‫وتنص الفقرة الثانية مف المادة‬

‫اإليجاب بقصد القبوؿ ‪ ،‬متى تضمف عبارات إضافية او مختمفة ‪ ،‬ال تغير مف جوىر اإليجاب ‪،‬‬
‫يعتبر قبوال مالـ يبادر الموجب دوف تأخير لو ما يبرره ‪ ،‬باالعتراض شفوياً عمى التعديؿ المقترح‬
‫أو بإرساؿ إخطار بذلؾ ‪ ،‬فإذا لـ يعترض الموجب عمى ىذا النحو ‪ ،‬فاف العقد يتـ بالشروط التى‬
‫تضمنيا اإليجاب مع التعديالت الواردة في القبوؿ " ‪{.‬صفحة ‪}102‬‬

‫وييدؼ النص المتقدـ الى تيسير تكويف العقد ‪ ،‬فمتى كانت ىناؾ تعديالت في اإليجاب‬
‫التغير في جوىر شروطو ‪ ،‬فاف العقد يتـ طبقا ليذه الشروط التى يتضمنيا اإليجاب والمعدلة‬

‫وفقا لمتغييرات غير الجوىرية الواردة في القبوؿ ‪ ،‬ما لـ يعترض الموجب عمى ىذه التغييرات‬
‫شفاىة أو بإرساؿ إخطار فورى الى الموجب لو بحؿ ىذا االعتراض ‪.‬‬
‫‪ 2/7‬مف القانوف الموحد التفاقية الىاى حكما يشابو ىذا الحكـ ‪،‬‬ ‫وتضمنت المادة‬
‫‪ 95‬مدنى مصرى ‪،‬‬ ‫ويذىب األستاذ محسف شفيؽ الى التشبيو بيف الحكـ المتقدـ وحكـ المادة‬

‫‪ 95‬مدنى مصرى قريب مف‬ ‫فيو يرى أف الحكميف واف كانا غير متطابقيف ‪ ،‬فاف حكـ المادة‬
‫( ‪)22‬‬
‫‪.‬‬ ‫حكـ المادة ‪ 2/7‬مف اتفاقية الىاى ويقوـ عمى عمة حكميا‬

‫وتنص المادة ‪ 95‬مف التقنيف المدنى المصرى عمى أنو ‪ " :‬إذا اتفؽ الطرفاف عمى‬

‫جميع المسائؿ الجوىرية في العقد واحتفظا بمسائؿ تفصيمية يتفقاف عمييا فيما بعد ولـ يشترطا أف‬
‫العقد ال يتـ عند عدـ االتفاؽ عمييا ‪ ،‬اعتبر العقد قد تـ ‪ .‬واذا قاـ خالؼ عمى المسائؿ التى لـ‬
‫يتـ االتفاؽ عمييا ‪ ،‬فاف المحكمة تقضى فييا طبقا لطبيعة المعاممة وألحكاـ القانوف والعرؼ‬

‫والعدالة " ‪.‬‬

‫ويعنى ذلؾ " أف المتعاقديف متى اتفقا عمى المسائؿ الجوىرية في العقد وتركا بعض‬
‫المسائؿ غير الجوىرية دوف اتفاؽ ‪ ،‬فاف العقد يتـ مع ذلؾ ‪ ،‬إذ يفترض القانوف أف نية الطرفيف‬

‫قد انصرفت إلى إبرامو حتى لو قاـ خالؼ بينيما عمى ىذه المسائؿ ماداـ انيما لـ يشترطا أف‬
‫العقد ال يتـ عند عدـ االتفاؽ عمييا ‪ ،‬وأباح القانوف لمقاضى في ىذه الحالة أف يقضى فيما‬
‫اختمؼ المتعاقداف فيو ‪ ،‬وال تقتصر ميمة القاضى في ىذا الفرض عمى مجرد تفسير ما اتفقا‬
‫{‬ ‫عميو ‪ ،‬وانما يجاوز ذلؾ الى تدبير ما اختمفا فيو فيو إذف يساىـ في صنع العقد ‪ .‬وعمة ىذا‬
‫صفحة ‪ }103‬الحكـ أنو ماداـ المفروض أف المتعاقديف قد أرادا إبراـ العقد ولو لـ يتفقا عمى ىذه‬
‫المسائؿ غير الجوىرية استتبع ذلؾ أف نفرض أيضا أنيما أرادا أف يحؿ القاضى محميما ليبت‬
‫(‪)23‬‬
‫‪.‬‬ ‫فيما اختمفا فيو "‬

‫وعندما يحؿ القاضى محؿ المتعاقديف عند تفسير نيتيما ‪ ،‬فإنو يكمؿ المسائؿ غير‬
‫المتفؽ عمييا وفقا لطبيعة المعاممة وألحكاـ القانوف والعرؼ والعدالة ‪.‬‬

‫‪ 2/7‬مف القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة ‪ 1964‬والتى‬ ‫ووجو االتفاؽ بيف نص المادة‬
‫تشابو المادة ‪ 2/19‬مف اتفاقية فيينا والمادة ‪ 95‬مدنى مصرى أف حسـ المسائؿ غير الجوىرية‬
‫فى التعاقد ال يؤثر عمى انعقاد العقد وليس مف شأنيا أف تشكؿ عقبة فى سبيؿ إبرامو أو تكوينو ‪،‬‬

‫وانما ينعقد العقد بمجرد االتفاؽ بيف طرفيو عمى المسائؿ الجوىرية ‪.‬‬
‫ولما كانت التفرقة بيف التغييرات الجوىرية وغير الجوىرية وفقاً لما نصت عميو المادة‬
‫‪ 2/19‬مف اتفاقية فيينا ليست يسيرة وتكتنفيا صعوبات عممية ‪ ،‬فقد حاولت الفقرة الثالثة مف‬

‫المادة ‪ 19‬أف تتغمب عمى ىذه الصعوبات وذلؾ بتحديد شروط العقد التى يعتبر التغيير فييا مف‬
‫قبيؿ التغييرات الجوىرية ‪ .‬وتنص المادة ‪ 3/19‬مف اتفاقية فيينا عمى أف ‪:‬‬

‫" تعتبر مف قبيؿ التغييرات الجوىرية لإليجاب ‪ ،‬أية إضافات أو تغييرات تتصؿ بصفة‬

‫خاصة ‪ ،‬بالثمف والوفاء بو ‪ ،‬وبالكمية ونوع البضائع ‪ ،‬أو بمكاف وزماف التسميـ ‪ ،‬أو بنطاؽ‬
‫مسئولية أحد الطرفيف فى مواجية اآلخر ‪ ،‬أو بتسوية المنازعات الناشئة عف العقد " ‪.‬‬

‫ونالحظ أف ىذا التحديد لمشروط التعاقدية التى يعتبر تعديميا مف قبيؿ التغييرات‬
‫الجوىرية ‪ ،‬لـ يرد فى المادة ‪ 3/19‬مف اتفاقية { صفحة ‪ }104‬فيينا عمى سبيؿ الحصر وانما‬
‫(‪)24‬‬
‫الواردة فى النص أف ىذا التحديد‬ ‫عمى سبيؿ المثاؿ ‪ ،‬إذ يفيـ مف عبارة " بصفة خاصة "‬
‫ليس حصريا ‪.‬‬

‫‪ 19‬مف اتفاقية فيينا المتعمقة بحكـ عدـ تطابؽ‬ ‫ونالحظ أنو أثناء مناقشة حكـ المادة‬
‫القبوؿ مع اإليجاب ‪ ،‬قدـ الوفد اليولندى اقتراحا يقضى بالسماح لمموجب لو ‪ ،‬أى الموجو إليو‬
‫اإليجاب ‪ ،‬بأف يسحب أية تعديالت لإليجاب يرفضيا الموجب ‪ ،‬حتى ينقذ العقد ويتفادى أية‬

‫عقبة فى سبيؿ تكوينو ‪ ،‬إذ يسمح ىذا االقتراح بدال مف اعتبار القبوؿ الموصوؼ بمثابة رفض‬
‫لإليجاب إال إذا كاف متضمنا لتغييرات غير جوىرية لـ يعترض عمييا الموجب ‪ ،‬بأف يعدؿ‬
‫الموجب لو عف التعديالت التى يقترحيا فى حالة رفض الموجب لو ‪ .‬بيد أف لجنة األمـ المتحدة‬

‫لقانوف التجارة الدولية رفضت ىذا االقتراح (‪.)25‬‬

‫‪ – 75‬متى يبدأ الميعاد المحدد لمقبول ؟ ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 1/20‬مف اتفاقية فيينا عمى أف ‪ " :‬يبدأ الميعاد المحدد لمقبوؿ مف الموجب‬

‫فى برقية أو خطاب منذ المحظة التى تسمـ فييا البرقية إلرساليا أو مف التاريخ المذكور فى‬
‫الخطاب ‪ ،‬فإف لـ يذكر مثؿ ىذا التاريخ فى الخطاب ‪ ،‬فمف التاريخ الذى يظير عمى المظروؼ‬
‫‪ .‬ويبدأ الميعاد المحدد لمقبوؿ مف الموجب تميفونيا أو بالتمكس أو بأية وسيمة لالتصاؿ الفورى منذ‬
‫المحظة التى يصؿ فييا اإليجاب إلى الموجب لو " ‪ .‬بينما تقضى المادة ‪ 2/8‬مف القانوف الموحد‬
‫بأنو إذا أرسؿ اإليجاب المتضمف ميعاداً لمقبوؿ بخطاب سرت مدة القبوؿ مف { صفحة ‪} 105‬‬

‫تاريخ الخطاب والعبرة بتاريخ خاتـ البريد عمى الخطاب ‪ ،‬واذا أرسؿ اإليجاب المتضمف ميعاداً‬
‫لمقبوؿ ببرقية ‪ ،‬سرى الميعاد مف ساعة اليوـ الذى سممت فيو البرقية لإلرساؿ ‪.‬‬

‫ويعنى ذلؾ أنو وفقاً التفاقية فيينا يبدأ الميعاد الذى يحدده الموجب لمقبوؿ منذ تاريخ‬

‫تسميـ البرقية إلرساليا إلى الموجب لو ‪ ،‬وتتفؽ اتفاقية فيينا مع القانوف الموحد لالىاى فى ىذا‬
‫الشأف ‪ ،‬فإذا حدد الميعاد فى خطاب فالعبرة بالتاريخ المذكور فى الخطاب ‪ ،‬أو عمى المظروؼ‬
‫إذا لـ يذكر تاريخ فى الخطاب ‪ ،‬بينما يعتد القانوف الموحد لالىاى بالتاريخ الموجود عمى‬
‫(‪)26‬‬
‫‪.‬‬ ‫المظروؼ ولو وجد تاريخ فى الخطاب ‪ ،‬إذ قد يكوف مكذوباً‬

‫وأضافت اتفاقية فيينا حكماً لـ يرد فى القانوف الموحد لالىاى ‪ ،‬متى حدد الميعاد مف‬
‫الموجب تميفونياً أو بالتمكس أو بأية وسيمة أخرى لالتصاؿ الفورى كالفاكسميؿ ‪ ،‬فيبدأ الميعاد منذ‬
‫(‪) 27‬‬
‫‪.‬‬ ‫وصوؿ اإليجاب إلى الموجب لو‬

‫‪ 20‬مف اتفاقية فيينا ‪ ،‬فإنو يدخؿ فى حساب الميعاد المحدد‬ ‫ووفقا لمفقرة الثانية مف المادة‬
‫لمقبوؿ أياـ اإلجازات الرسمية أو األياـ التى يتعطؿ فييا العمؿ إذا وقعت ىذه األياـ خالؿ الميعاد‬

‫‪ .‬وعمى أية حاؿ فإنو إذا لـ يمكف تسميـ اإلخطار بالقبوؿ فى عنواف الموجب فى اليوـ األخير‬
‫لمميعاد المحدد لمقبوؿ ألنو يقع فى يوـ إجازة رسمية أو فى يوـ يتعطؿ فيو العمؿ فى المكاف‬
‫الذى يوجد فيو مركز أعماؿ الموجب فإف الميعاد يمتد إلى أوؿ يوـ عمؿ تاؿ ‪ { .‬صفحة ‪} 106‬‬

‫‪ – 76‬القبول المتأخر ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 1/21‬مف اتفاقية فيينا عمى أف " يعتبر القبوؿ المتأخر منتجاً ألثره كقبوؿ‬
‫متى بادر الموجب إلى إبالغ الموجب لو شفوياً أو بإخطار فورى بذلؾ " ‪.‬‬

‫‪ 1/9‬مف القانوف الموحد التفاقية الىاى‬ ‫ويقصد بيذا الحكـ الذى ورد مثيؿ لو فى المادة‬
‫‪ ،‬أف يتفادى تفويت الصفقة عمى الموجب إذا أراد التمسؾ بيا ‪ ،‬وفكر الموجب لو فى التنصؿ‬
‫منيا مستنداً إلى تأخر القبوؿ ‪ ،‬ويكفى العتماد القبوؿ المتأخر مف جانب الموجب مجرد إخطار‬
‫(‪)28‬‬
‫‪.‬‬ ‫الموجب لو بذلؾ‬

‫ومتى تضمف الخطاب أو أية وسيمة مكتوبة قبوالً متأخ اًر ‪ ،‬وتبيف أف ىذا الخطاب أو ىذه‬
‫الوسيمة المكتوبة أرسمت فى ظروؼ كاف مف الممكف معيا أف تصؿ إلى الموجب فى الميعاد‬
‫المحدد لو تـ نقميا بالطريؽ المعتاد ‪ ،‬فإف القبوؿ المتأخر ينتج أثره كقبوؿ ما لـ يبادر الموجب‬

‫( المادة ‪ 2/21‬مف‬ ‫شفوياً أو بإخطار يرسمو بإبالغ الموجب لو بأنو يعتبر اإليجاب غير قائـ‬
‫اتفاقية فيينا ) ‪.‬‬

‫وييدؼ ىذا الحكـ إلى منح الموجب فرصة الحصوؿ عمى البضاعة التى يريدىا إذا كاف‬

‫مشترياً أو فرصة بيع البضاعة التى يعرض بيعيا إذا كاف بائعاً متى تأخر وصوؿ القبوؿ إليو‬
‫عف الميعاد المحدد فى ايجابو لمقبوؿ ‪ ،‬فيمتزـ الموجب بالقبوؿ المتأخر الذى كاف مف المفروض‬
‫أف يصؿ فى الميعاد المحدد لو تـ نقمو بالطريؽ المعتاد بحسب الظروؼ التى أرسؿ فييا ما لـ‬

‫يعبر الموجب بأسرع طريقة ممكنة أو كما يعبر النص اإلنجميزى لممادة ‪without delay 2/21‬‬
‫‪ 10‬مارس‬ ‫‪ ،‬فى التحمؿ مف إيجابو باعتباره غير قائـ ‪ ،‬فإذا حدد الموجب لمموجب لو مثال يوـ‬
‫ميعاداً لمقبوؿ ‪ ،‬فأرسؿ الموجب لو قبولو يوـ ‪ 3‬مارس عمى { صفحة ‪ } 107‬أساس أف المدة‬

‫العادية لوصوؿ الخطاب الى عنواف الموجب التزيد عف خمسة أياـ فإذا تأخر وصوؿ الخطاب‬
‫ألسباب غير عادية ولـ يصؿ إال فى ‪ 15‬مارس فإف الموجب يمتزـ بالقبوؿ ما لـ يخطر الموجب‬
‫لو بإلغاء ايجابو يوـ ‪ 12‬مارس عمى األكثر حتى تكوف أمامو الفرصة لمبحث عف متعاقد آخر‪.‬‬

‫‪ – 77‬الرجوع فى القبول ‪:‬‬

‫رأينا أنو متى كاف التعبير عف اإلرادة ايجابا ‪ ،‬فإنو يعتبر قائما ومنتجاً أثره متى وصؿ‬
‫إلى الموجب لو وال يجوز العدوؿ عنو واف جاز الرجوع فيو ‪ ،‬أما أف كاف اإليجاب باتا فإنو ال‬
‫(‪)29‬‬
‫‪.‬‬ ‫يجوز العدوؿ عنو وال الرجوع فيو‬

‫أما إذا كاف التعبير عف اإلرادة قبوال ‪ ،‬فإنو ال ينتج أثره أيضا كما قدمنا ‪ ،‬إال متى وصؿ‬
‫إلى الموجب ‪ .‬ويعتبر أثر القبوؿ أكثر وضوحاً مف أثر اإليجاب ‪ ،‬ألف القبوؿ إذا أنتج أثره ‪ ،‬كاف‬
‫(‪)30‬‬
‫‪ .‬ومف ذلؾ نرى أف القبوؿ متى صدر مف الموجب لو ال يتـ بو‬ ‫ىذا األثر ىو تماـ العقد‬
‫العقد إال مف وقت وصولو إلى الموجب ‪ .‬واألصؿ أنو متى صدر القبوؿ فال يجوز الرجوع فيو أو‬

‫‪ 10‬مف‬ ‫سحبو مف القابؿ ‪ ،‬عمى أف المادة ‪ 22‬مف اتفاقية فيينا ‪ ،‬مقتفيو فى ذلؾ أثر المادة‬
‫القانوف الموحد التفاقية الىاى نصت عمى أنو ‪ " :‬يمكف سحب القبوؿ إذا وصؿ السحب إلى‬
‫الموجب قبؿ أو فى نفس الوقت الذى يعتبر فيو القبوؿ منتجاً ألثره " ‪ .‬ويعنى ىذا النص أنو‬

‫يجوز الرجوع فى القبوؿ متى وصؿ الرجوع إلى الموجب قبؿ وصوؿ القبوؿ أو متى وصؿ‬
‫الرجوع إلى الموجب فى نفس وقت وصوؿ القبوؿ ‪ ،‬ألف القبوؿ يعتبر منتجاً ألثره بوصولو إلى‬
‫الموجب ‪ ،‬وعمى ذلؾ يستطيع القابؿ سحب قبولو الذى أرسمو بخطاب مثال ‪ ،‬بإرساؿ برقية تفيد‬
‫الرجوع فيو { صفحة ‪ }108‬وينتج ىذا الرجوع أثره إذا وصؿ إلى الموجب قبؿ أو فى نفس وقت‬

‫وصوؿ القبوؿ ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫اقتران اإليجاب بالقبول‬

‫‪ – 78‬تمييد ‪:‬‬

‫رأينا أف تطابؽ القبوؿ مع اإليجاب ىو الذى يؤدى إلى انعقاد العقد ‪ ،‬فالقبوؿ غير‬

‫المطابؽ لإليجاب زيادة أو نقصاً أو تعديالً ‪ ،‬ال يؤدى إلى تماـ العقد ويعتبر رفضاً يتضمف‬
‫إيجاباً جديداً (‪. )31‬‬
‫(‪)32‬‬
‫مالبساً‬ ‫كما رأينا أف السكوت ال يعتبر فى ذاتو قبوال ‪ ،‬إال متى كاف ىذا السكوت‬

‫‪.‬‬

‫ونعرض ىنا لمحظة التى يتـ فييا البيع الدولى لمبضائع ‪ ،‬ألف ىذا البيع تسبقو مفاوضات‬
‫بيف طرفيو ‪ ،‬تنتيى عادة بتوجيو ايجاب مف أحد الطرفيف إلى اآلخر ‪ ،‬فإذا صدر القبوؿ مف‬

‫الموجب لو وكاف تعبي اًر مطابقاً لإليجاب ‪ ،‬فال يحوؿ شئ دوف تكويف عقد البيع الدولى ‪ ،‬ولكى‬
‫يتـ العقد كاف البد مف تحديد المحظة التى يقترف فييا اإليجاب بالقبوؿ ‪.‬‬

‫‪ – 79‬متى يتم عقد البيع الدولى ؟ ‪:‬‬


‫‪ 23‬مف اتفاقية فيينا فإف " العقد يتـ فى المحظة التى يعتبر فييا القبوؿ‬ ‫وفقاً لنص المادة‬
‫منتجاً ألثره طبقاً لنصوص ىذه االتفاقية " ‪ { .‬صفحة ‪} 109‬‬

‫‪ 24‬مف االتفاقية المشار إلييا عمى أنو ‪ " :‬بالنسبة ليذا القسـ مف االتفاقية‬ ‫وتنص المادة‬
‫– أى القسـ الثانى المتعمؽ بأحكاـ تكويف عقد البيع الدولى لمبضائع – فإف اإليجاب أو إعالف‬
‫القبوؿ أو أى تعبير آخر عف اإلرادة " يصؿ " إلى الموجو إليو ىذا التعبير ‪ ،‬متى وجو التعبير‬

‫شفاىو إلى الطرؼ اآلخر أو سمـ إليو بأية وسيمة أخرى شخصياً أو إلى مركز أعمالو أو أرسؿ‬
‫بالبريد إلى عنوانو ‪ ،‬أو إذا أرسؿ إلى محؿ إقامتو المعتاد عند عدـ وجود مركز أعماؿ لو أو‬
‫عنواف بريدى " ‪.‬‬

‫‪ 1/15‬تعتبر اإليجاب منتجاً ألثره بوصولو إلى الموجو لو ‪،‬‬ ‫وقد سبؽ أف رأينا أف المادة‬
‫كما رأينا أف المادة ‪ 1/18‬تقضى بأف يعتبر القبوؿ منتجاً ألثره متى وصؿ إلى الموجب ‪ ،‬كما‬
‫رأينا أف الرجوع فى اإليجاب أو القبوؿ ينتج أثره بوصولو إلى الطرؼ اآلخر ‪ ،‬إيجابا أو قبوال أو‬

‫رجوعا فى أييما ‪ .‬ويبيف مف جماع ىذه النصوص أف التعبير عف اإلرادة وفقا التفاقية فيينا ‪،‬‬
‫ينتج أثره بوصولو إلى الموجو إليو التعبير ‪.‬‬

‫‪ 23‬عمى أف تؤكد أف العقد يتـ منذ المحظة التى يعتبر فييا القبوؿ‬ ‫لذلؾ حرصت المادة‬

‫منتجاً ألثره وفقاً ألحكاـ االتفاقية أى منذ أف يصؿ القبوؿ إلى الموجب ‪ ،‬ففى ىذه المحظة يقترف‬
‫اإليجاب بالقبوؿ ‪.‬‬

‫‪ – 80‬وصول التعبير ‪:‬‬

‫تكفمت المادة ‪ 24‬ببياف متى يصؿ ‪ reache‬التعبير عف اإلرادة إلى الطرؼ اآلخر وذلؾ‬
‫فى الصور اآلتية ‪:‬‬

‫‪ – 1‬إذا وجو شفاىة إلى الموجو إليو التعبير ( الطرؼ اآلخر ) ‪.‬‬

‫‪ – 2‬إذا سمـ مف صاحب التعبير إلى الموجو إليو بأية وسيمة أخرى ‪ { :‬صفحة ‪}110‬‬

‫( أ ) شخصياً ‪.‬‬
‫(ب) أو إلى مركز أعمالو ‪.‬‬

‫(جػ) أو إلى محؿ إقامتو المعتادة إذا لـ يكف لو مركز أعماؿ أو عنواف بريدى ‪.‬‬

‫‪ 24‬مف اتفاقية فيينا إذف بتحديد المحظة التى يتـ فييا عقد البيع أو‬ ‫ويعنى نص المادة‬
‫يقترف فييا اإليجاب بالقبوؿ ‪ ،‬ويتضح مف ىذا النص أف اتفاقية فيينا أخذت بنظرية معينة مف‬
‫عدة نظريات تأخذ بيا مختمؼ التشريعات الوطنية ‪ ،‬فقد اعتدت االتفاقية بنظرية وصوؿ القبوؿ‬

‫أى تسميمو وىو ذات المذىب الذى اعتنقو القانوف الموحد التفاقية الىاى ‪ ،‬عمى أف القانوف‬
‫األخير لـ يتضمف نصاً تفصيميا يبيف فيو متى يعتبر التعبير عف اإلرادة قد وصؿ إلى الطرؼ‬
‫اآلخر ‪ ،‬إذ قررت المادة ‪ 1/8‬مف القانوف الموحد بأف القبوؿ ال يحدث أثره إال إذا وصؿ إلى‬

‫‪ 12‬المقصود مف الوصوؿ بأنو تسمـ الرسالة‬ ‫الموجب فى الميعاد المعيف لو ‪ ،‬وبينت المادة‬
‫المتضمنة القبوؿ فى عنواف المرسؿ إليو أى الموجب ‪.‬‬

‫أما اتفاقية فيينا فقد حرصت عمى بياف الحاالت التى يمكف القوؿ فييا أف التعبير عف‬

‫اإلرادة وصؿ إلى الموجو إليو ىذا التعبير ببياف الحاالت األربع التى أشرنا إلييا فيما تقدـ ‪.‬‬

‫وقد غمبت اتفاقية فيينا نظرية وصوؿ التعبير ‪ ،‬بينما يتنازع ىذا الموضوع فى التشريعات‬
‫(‪)33‬‬
‫‪ { .‬صفحة ‪}111‬‬ ‫الوطنية عدة نظريات نوجزىا فيما يمى‬

‫(أ) نظرية إعالن القبول ‪:‬‬

‫يعتبر العقد توافؽ إرادتيف فمتى أعمف الطرؼ اآلخر قبولو لإليجاب المعروض عميو ‪،‬‬
‫فقد توافقت اإلرادتاف وتـ العقد ‪ ،‬ويرى أنصار ىذه النظرية أنيا تالئـ مقتضيات الحياة التجارية‬

‫مف وجوب السرعة فى التعامؿ ‪.‬‬

‫عمى أنو يؤخذ عمى ىذه النظرية أف اإلرادة ال تنتج أثرىا إال مف وقت العمـ بيا ‪ ،‬إذ قد‬
‫يعدؿ مف عبر عف إرادتو عف ىذا التعبير بعد صدوره ‪.‬‬

‫(ب) نظرية تصدير القبول ‪:‬‬


‫ال تختمؼ ىذه النظرية عف النظرية السابقة كثي اًر ‪ ،‬إذ ينتج القبوؿ أثره بإعالنو عمى أف‬
‫يكوف ىذا اإلعالف نيائيا ال رجعة فيو ‪ ،‬وال يكوف كذلؾ إال بإرساؿ القبوؿ إلى الموجب ‪.‬‬

‫ويؤخذ عمى ىذه النظرية أف القبوؿ المصدر يمكف استرداده ألف الخطاب المرسؿ ممؾ‬
‫لممرسؿ حتى يتسممو المرسؿ إليو ‪.‬‬

‫(جـ) نظرية تسميم القبول ‪:‬‬

‫ال يكوف القبوؿ نيائياً بتصديره ألنو يمكف استرداده وىو فى الطريؽ كما قدمنا ‪ ،‬وانما‬
‫يعتبر القبوؿ نيائياً إذا وصؿ إلى الموجب ‪ ،‬ففى ىذا الوقت يتـ العقد سواء عمـ بو الموجب أو لـ‬
‫يعمـ ‪ ،‬عمى أف وصوؿ القبوؿ قرينة عمى العمـ بو ‪.‬‬

‫(د) نظرية العمم بالقبول ‪:‬‬

‫ال يكفى إعالف القبوؿ بؿ يجب عمـ الموجب بو ‪ ،‬ويعتبر وصوؿ القبوؿ قرينة عمى العمـ‬
‫بو ولكنيا قرينة قضائية يمكف األخذ بيا أو عدـ األخذ بيا وىى قرينة قابمة إلثبات العكس فى‬
‫جميع األحواؿ ‪ { .‬صفحة ‪} 112‬‬

‫وىذه النظرية متفرعة عف النظرية السابقة فيى تشترط العمـ وتعتبر وصوؿ القبوؿ قرينة‬
‫عميو ‪.‬‬

‫‪ 91‬مدنى عمى أنو ‪:‬‬ ‫ويبدو أف القانوف المصرى يأخذ بيذه النظرية إذ تنص المادة‬

‫" ينتج التعبير عف اإلرادة أثره فى الوقت الذى يتصؿ فيو بعمـ مف وجو إليو ‪ .‬ويعتبر‬
‫وصوؿ التعبير قرينة عمى العمـ بو ما لـ يقـ الدليؿ عمى عكس ذلؾ " ‪.‬‬

‫وقد رأينا أف اتفاقية فيينا قد أخذت بنظرية تسميـ القبوؿ أو تصديره ‪ ،‬وأف ىذا التسميـ ال‬
‫يعنى حتما العمـ بؿ يكفى أف يوجو القبوؿ إلى الموجب شفاىو أو أف يسمـ إلى الموجب سواء تـ‬
‫تسميمو إليو شخصيا ( وىنا يعتبر العمـ مؤكداً ) أو يسمـ إلى مركز أعمالو أو إلى عنوانو البريدى‬
‫أو محؿ إقامتو المعتادة( وىنا يفترض العمـ)‪{ .‬صفحة‪}113‬‬

‫الفرع الثانى‬
‫قواعد التفسير واثبات العقد‬

‫‪ – 81‬تمييد ‪:‬‬

‫‪ 1980‬عقد البيع الدولى لمبضائع ‪ ،‬لذلؾ ورد فى ىذه االتفاقية‬ ‫تحكـ اتفاقية فيينا سنة‬
‫بعض النصوص التى تعالج تفسيرىا ‪ ،‬كما تتعرض لتفسير إرادة المتعاقديف ثـ لتفسير العقد الذى‬
‫تحكمو االتفاقية وطريقة إثباتو ‪ ،‬وقد وردت ىذه النصوص فى الفصؿ الثانى مف القسـ األوؿ‬

‫تحت عنواف " أحكاـ عامة " ‪.‬‬

‫ونالحظ بداءة ‪ ،‬أف ما يرد فى االتفاقية مف نصوص تتعرض لتفسير أحكاميا واألسس‬
‫التى ينبغى أف يقوـ عمييا ىذا التفسير ‪ ،‬إنما تتصؿ صمة وثيقة بتفسير عقد البيع الدولى الذى‬

‫تحكمو االتفاقية ‪ ،‬كذلؾ فإف وضع معيار لتفسير إرادة المتعاقديف قبؿ التعاقد إنما يستيدى بو‬
‫عند تفسير العقد ‪.‬‬

‫ونعرض فى مبحثيف عمى التوالى لقواعد التفسير ‪ ،‬ثـ إلثبات عقد البيع الدولى لمبضائع‬

‫‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫قواعد التفسير‬

‫‪ – 82‬تفسير أحكام االتفاقية ‪:‬‬

‫‪ 7‬مف اتفاقية فيينا فى فقرتيا األولى عمى أنو ‪ " :‬فى تفسير ىذه االتفاقية‬ ‫تنص المادة‬
‫يؤخذ فى االعتبار طبيعتيا الدولية والحاجة إلى تحقيؽ التوحيد عند تطبيقيا ‪ ،‬ومراعاة حسف النية‬
‫فى التجارة الدولية " ‪ { .‬صفحة ‪} 114‬‬

‫ويقصد ىذا النص تفادى الرجوع إلى القوانيف الوطنية لتفسير أحكاـ اتفاقية فيينا ولتحقيؽ‬
‫اليدؼ منيا مف بموغ التوحيد ‪ ،‬ألف الرجوع إلى القوانيف الوطنية عند عرض النزاع عمى المحاكـ‬

‫لمدوؿ المختمفة مف شأنو أف يعطى تفسي اًر مختمفاً ألحكاـ االتفاقية ‪ .‬ويختمؼ بالتالى أسموب‬
‫تطبيقيا مف دولة إلى دولة ‪ ،‬األمر الذى يخرج باالتفاقية عف أىدافيا وىى التوحيد الدولى‬
‫‪ 1/7‬مف االتفاقية عمى ضرورة‬ ‫المنشود ألحكاـ عقد بيع البضائع ‪ ،‬لذلؾ حرص نص المادة‬
‫مراعاة أسس ثالثة عند تفسير أحكاميا ‪:‬‬

‫( أ ) الطبيعة الدولية لالتفاقية ‪ .‬وذلؾ حتى التتوسع المحاكـ فى الرجوع إلى قوانينيا‬
‫الوطنية ‪.‬‬

‫‪ 1/7‬يحث بوضوح‬ ‫(ب) الحاجة إلى تحقيؽ التوحيد وىذا األساس الذى ورد فى المادة‬

‫عمى التحرز عند تفسير االتفاقية مف الرجوع إلى أحكاـ القوانيف الوطنية ألف مف شأف ىذا الرجوع‬
‫أال يتحقؽ توحيد قانوف التجارة الدولية بشأف البيع الدولى لمبضائع ‪ ،‬أما التمسؾ بيدؼ التوحيد‬
‫فإف مف شأنو أف يحصر المفسر ألحكاـ االتفاقية فى نطاؽ نصوصيا واألسس التى تقوـ عمييا ‪.‬‬

‫(جػ) مراعاة حسف النية فى التجارة الدولية ‪ .‬ويقضى ىذا المبدأ بأف يراعى عند تفسير‬
‫االتفاقية األخذ بما يحقؽ مصمحة التجارة الدولية وما تتطمبو مف أف يسود بيف أطراؼ العالقة‬
‫التجارية الدولية مبدأ حسف النية ‪ .‬وتيدؼ االتفاقية أيضا بإيراد ىذا األساس إلى تفادى لجوء‬

‫المحاكـ إلى الرجوع إلى قوانينيا الوطنية عند تفسير أحكاـ االتفاقية ‪.‬‬

‫‪ – 83‬القاعدة الواجبة التطبيق عمى المسائل التى أغفمت االتفاقية تنظيميا ‪:‬‬

‫‪ 2/7‬نصا يقضى بتحديد القاعدة التى تطبؽ عمى المسائؿ التى نظمتيا‬ ‫تضمنت المادة‬
‫االتفاقية بالنص عمى أف ‪ { :‬صفحة ‪} 115‬‬

‫" المسائؿ المتعمقة بالموضوعات التى تحكميا ىذه االتفاقية وال يوجد بشأنيا نص صريح‬
‫‪ ،‬يقضى فييا وفقا لممبادئ العامة التى تقوـ عمييا ‪ ،‬وعند عدـ وجود ىذه المبادئ ‪ ،‬يقضى‬

‫فييا وفقا لمقانوف الواجب التطبيؽ حسبما تشير قواعد القانوف الدولى الخاص " ‪.‬‬

‫ويعرض ىذا النص لمحالة التى يعرض فييا أماـ المحاكـ الوطنية نزاع يثير تطبيؽ‬
‫االتفاقية كالتزاـ البائع بتسميـ بضاعة مف النوع المتفؽ عميو بيف طرفى عقد البيع ‪ ،‬فيذا االلتزاـ‬

‫يدخؿ ضمف نطاؽ االتفاقية ‪ ،‬فإذا طمب المشترى إبطاؿ العقد عمى أساس الغمط فى صفة‬
‫(‪)34‬‬
‫‪ ،‬فإف ىذه المسألة لـ تنظميا اتفاقية فيينا‪ ،‬ففى ىذه الحالة‬ ‫جوىرية لمبضاعة محؿ البيع‬
‫يقضى فييا وفقا لممبادئ العامة التى تقوـ عمييا ىذه االتفاقية ‪ ،‬وىذه المبادئ واف لـ ينص عمييا‬
‫صراحة فييا ‪ ،‬فمف اليسير أف نستخمصيا مف مجموع نصوص االتفاقية ومف األعماؿ التحضيرية‬
‫ليا ‪ ،‬والمناقشات التى دارت فى المؤتمرات الدولية التى تولت إعدادىا ‪ ،‬ومنيا األخذ بمبدأ‬

‫سمطاف اإلرادة ‪ ،‬ومراعاة التوازف بيف التزامات طرفى البيع ‪ ،‬والنظر إلى صالح التجارة الدولية ‪،‬‬
‫(‪)35‬‬
‫‪.‬‬ ‫والتضييؽ مف اجازة فسخ العقد عند اإلخالؿ بأحد التزاماتو‬

‫‪ 2/7‬مف اتفاقية فيينا نص المادة ‪ 17‬مف القانوف الموحد التفاقية‬ ‫ويطابؽ نص المادة‬

‫الىاى سنة ‪ ، 1964‬إال أف نص اتفاقية فيينا أضاؼ ما لـ يتضمنو القانوف الموحد وىو النص‬
‫عمى تطبيؽ القانوف الواجب التطبيؽ وفقا لقواعد اإلسناد التى يحيؿ إلييا القانوف الدولى الخاص‬
‫‪ ،‬لذلؾ فإف اتفاقية فيينا تترؾ مجاال فى ىذه الحالة لتطبيؽ الحموؿ الواردة فى القوانيف الوطنية‬
‫عند عدـ استخالص المبادئ العامة التى تقوـ عمييا اتفاقية فيينا ‪ { .‬صفحة ‪} 116‬‬

‫ويالحظ أف المبادئ العامة التي تقوـ عمييا اتفاقية فيينا يمكف البحث عنيا في النظـ‬
‫القانونية لمدوؿ المتعاقدة ‪ ،‬بحيث نستخمص المبادئ المشتركة ليذه النظـ وتعتبر بمثابة قواعد‬

‫عامة لالتفاقية ‪.‬‬

‫‪ – 84‬نية المتعاقد كأساس لمتفسير ‪:‬‬

‫المفروض أنو ال محؿ لمبحث عف نية المتعاقديف ‪ ،‬عند وضوح عبارة العقد ‪ ،‬وتقرر‬

‫المادة ‪ 1/150‬مف التقنيف المدنى المصرى ىذا المبدأ بقوليا واذا كانت عبارة العقد واضحة ‪ ،‬فال‬
‫يجوز االنحراؼ عنيا عف طريؽ تفسيرىا لمتعرؼ عمى إرادة المتعاقديف ‪ .‬ويبرر ىذا الحكـ بأف‬
‫االنحراؼ عف عبارة العقد الواضحة فيو مخالفة لمقانوف ‪ ،‬أما إذا كاف ىناؾ محؿ لتفسير العقد‬

‫فإف الفقرة الثانية مف المادة ‪ 150‬مدنى مصرى تقضى بأنو يجب البحث عف النية المشتركة‬
‫لممتعاقديف دوف الوقوؼ عند المعنى الحرفى لأللفاظ ‪ ،‬مع االستيداء فى ذلؾ بطبيعة التعامؿ ‪،‬‬
‫وما ينبغى أف يتوافر مف أمانة وثقة بيف المتعاقديف ‪ ،‬وفقا لمعرؼ الجارى فى المعامالت ‪ .‬أما‬

‫‪ 8‬مف االتفاقية إلى قاعدة تتعمؽ‬ ‫فيما يتعمؽ بعقد البيع الدولى لمبضائع ‪ ،‬فقد أشارت المادة‬
‫بتفسير التعبير عف إرادة أحد المتعاقديف سواء أكاف ىذا التعبير صريحاً أـ ضمنياً يستخمص مف‬
‫سموؾ أحد الطرفيف المتعاقديف ‪ ،‬لذلؾ فإف ىذه المادة ال تتصؿ مباشرة بتفسير العقد مثؿ المادة‬

‫‪ 9‬مف االتفاقية ‪ ،‬عمى ما سنرى ‪ ،‬وانما بتفسير التعبير عف إرادة المتعاقد ‪ .‬عمى أننا نالحظ أف‬
‫لتفسير إرادة المتعاقد قبؿ التعاقد ‪ ،‬أىمية بالغة عند تفسير عقد البيع الدولى لمبضائع ‪ ،‬وتجدر‬
‫اإلشارة إلى أنو ال محؿ لتفسير ىذه اإلرادة ‪ ،‬كما أنو ال محؿ لتفسير العقد إال عند غموض‬

‫التعبير أو نصوص العقد ‪.‬‬

‫‪ 8‬مف اتفاقية فيينا عمى أف ‪:‬‬ ‫وتنص الفقرة األولى مف المادة‬

‫" يكوف تفسير التعبير الصادر عف أحد الطرفيف أو أى سموؾ آخر { صفحة ‪ }117‬لو ‪ ،‬في‬

‫حدود أغراض ىذه االتفاقية ‪ ،‬وفقا لنيتو التى يعمميا الطرؼ اآلخر أو التى ال يمكنو أف يجيميا "‬
‫‪.‬‬

‫وييدؼ ىذا النص إلى تفسير التعبير الصريح عف إرادة المتعاقديف أو أى سموؾ آخر‬

‫يستخمص منو قانونا ىذا التعبير بطريقة ضمنية ‪ ،‬فيتـ التفسير طبقاً لنية الطرؼ الصادر عنو‬
‫(‪)36‬‬
‫‪ .‬وقد‬ ‫التعبير متى كاف الطرؼ الموجو إليو التعبير يعمـ ىذه النية أو يفترض فيو أنو يعمميا‬
‫تعرضت الفقرة الثانية مف المادة ‪ 8‬مف االتفاقية لممعيار الذى يجب إتباعو عندما ال يثبت عمـ‬

‫الطرؼ الموجو إليو التعبير بنية الصادر عنو التعبير ‪ ،‬أو أف األوؿ ال يمكف أف يفترض فيو ىذا‬
‫العمـ ‪ ،‬وذلؾ بالنص عمى أف ‪:‬‬

‫" إذا لـ يمكف تطبيؽ الفقرة السابقة ‪ ،‬فإف التعبير أو السموؾ الذى يصدر عف أحد‬

‫الطرفيف ‪ ،‬يمكف تفسيره وفقا لما يفيمو شخص عاقؿ مف نفس مستوى الطرؼ اآلخر وفى نفس‬
‫ظروفو " ‪.‬‬

‫ويالحظ أف المعيار الذى أخذت بو اتفاقية فيينا فى التعرؼ عمى نية المتعاقديف معيار‬

‫‪ 8‬مف االتفاقية يعبر بوضوح عف ميؿ‬ ‫موضوعى وليس معيا اًر شخصياً ‪ ،‬كما أف نص المادة‬
‫االتفاقية إلى األخذ باإلرادة الظاىرة أكثر مف اتجاىيا إلى اإلرادة الباطنة ‪ ،‬إذ تعوؿ عمى النية‬
‫التى يعمميا الطرؼ اآلخر أو ينبغى أف يعمميا ‪ ،‬فإذا لـ يمكف الوصوؿ إلى ىذه النية وفقاً ليذا‬
‫المبدأ ‪ ،‬فإننا نمجأ إلى المعيار { صفحة ‪ } 118‬الموضوعى الذى عرضت لو الفقرة الثانية مف‬
‫المادة ‪ 8‬وىو معيار الشخص العاقؿ مف نفس مستوى الشخص الموجو إليو التعبير وفى نفس‬
‫ظروفو ‪.‬‬
‫‪ 8‬لمعناصر التى يمكف االستيداء بيا لمتعرؼ عمى‬ ‫ثـ تعرضت الفقرة الثالثة مف المادة‬
‫فيـ الشخص العاقؿ ‪ ،‬وذلؾ بقوليا ‪:‬‬

‫" لتحديد نية أحد الطرفيف أو ما يفيمو شخص عاقؿ ‪ ،‬يجب أف يؤخذ فى االعتبار‪،‬‬
‫ظروؼ الحاؿ وخاصة المفاوضات التى تمت بيف الطرفيف ‪ ،‬وأية معامالت سابقة بيف الطرفيف‬
‫أنفسيـ ‪ ،‬وما جرى عميو العرؼ ‪ ،‬وأى سموؾ الحؽ لمطرفيف " ‪.‬‬

‫‪ 2/150‬مف التقنيف المدنى المصرى الذى عرضنا لو‬ ‫ويقترب ىذا النص مف نص المادة‬
‫فيما تقدـ بشأف تفسير العقد ‪ ،‬فالتعرؼ عمى نية المتعاقديف يكوف بالرجوع إلى ظروؼ الحاؿ ‪،‬‬
‫(‪)37‬‬
‫أف المفاوضات واف كانت‬ ‫مف ذلؾ المفاوضات التى تمت بيف الطرفيف ‪ ،‬وقد رأينا فيما تقدـ‬

‫ال تعتبر تعبي اًر عف اإلرادة وال يترتب عمييا بذاتيا أثر قانونى ‪ ،‬إال أف الرجوع إلييا يفيد فى‬
‫التعرؼ عمى نية المتعاقديف عند تفسير القصد أو تفسير إرادة أحد المتعاقديف ‪ ،‬ما لـ ينص العقد‬
‫ذاتو عمى اعتبارىا كأف لـ تكف ‪.‬‬

‫كذلؾ يمكف االستيداء ‪ ،‬لمتعرؼ عمى نية المتعاقديف بالمعامالت السابقة بينيما ‪،‬‬
‫وبالعرؼ الجارى فى المعامالت ‪ ،‬وبسموؾ المتعاقديف بعد صدور التعبير عف إرادتيما ‪ .‬وبناء‬
‫عمى ذلؾ ‪ ،‬فإف السكوت يمكف أف يعتبر قبوال ‪ ،‬إذا كانت المعامالت السابقة بيف الطرفيف أو‬
‫(‪) 38‬‬
‫‪{.‬‬ ‫العرؼ الجارى فى المعامالت يستدؿ منو عمى ذلؾ ‪ ،‬وىو ما يسمى بالسكوت المالبس‬
‫صفحة ‪} 119‬‬

‫وقد قضت محكمة النقض المصرية بأف لمحكمة الموضوع السمطة التامة فى تعرؼ‬

‫حقيقة العقد المتنازع عميو واستظيار مدلولو بما تضمنتو عباراتو ‪ ،‬عمى ضوء الظروؼ التى‬
‫(‪)39‬‬
‫‪.‬‬ ‫أحاطت بتحريره ‪ ،‬وما يكوف قد سبقو أو عاصره مف اتفاقات عف موضوع التعاقد ذاتو‬

‫ويبيف مما تقدـ مدى تشابو قواعد التفسير بيف القانوف المصرى واتفاقية فيينا ‪.‬‬

‫‪ – 85‬دور العادات التجارية والتعامل السابق فى تفسير إرادة الطرفين ‪:‬‬

‫تجعؿ اتفاقية فيينا لمعادات التجارية أىمية كبرى فى تكويف عقد البيع ‪ ،‬فتنص المادة‬
‫‪ 1/9‬مف االتفاقية عمى أف ‪:‬‬
‫" يمتزـ الطرفاف بالعادات التجارية المتفؽ عمييا بينيما وما يجرى عميو التعامؿ السابؽ‬
‫بيف الطرفيف " ‪.‬‬

‫ويتبيف مف ىذا النص أف لمعادة التجارية والتعامؿ السابؽ أىمية كبرى فى تفسير إرادة‬
‫طرفى العقد ‪ ،‬مف ذلؾ مثالً فإنو يمكف اعتبار السكوت قبوال فى بعض الحاالت ‪ ،‬وىو ما يسمى‬
‫بالسكوت المالبس ‪ ،‬برغـ عدـ النص صراحة عمى ذلؾ فى االتفاقية ‪ ،‬وذلؾ وفقا لنص المادة‬
‫{ صفحة ‪ }120‬التعامؿ‬ ‫‪ 1/9‬متى جرت العادة التجارية فى بعض الظروؼ أو جرى‬
‫(‪)40‬‬
‫‪ .‬ويظير ىنا دور العادة التجارية أو التعامؿ السابؽ‬ ‫السابؽ بيف الطرفيف عمى اعتباره كذلؾ‬
‫فى تفسير إرادة الموجو إليو لإليجاب ‪.‬‬

‫‪ 9‬مف اتفاقية فيينا فإنيا تشير صراحة إلى أىمية العادات‬ ‫أما الفقرة الثانية مف المادة‬
‫التجارية فى تفسير إرادة الطرفيف سواء بالنسبة لتكويف العقد أو بالنسبة لتفسير أحكاـ العقد ذاتو ‪،‬‬
‫فتقرر ‪:‬‬

‫" ما لـ يتفؽ بيف الطرفيف عمى العكس ‪ ،‬يعتبر أنيما قد اتفقا ضمنا عمى أف يسرى عمى‬
‫العقد بينيما أو عمى تكوينو ‪ ،‬العادة التجارية التى يعمماف بيا أو يجب أف يعمما بيا ‪ ،‬والتى‬
‫تكوف معروفة لمكافة فى مجاؿ التجارة الدولية ويراعييا المتعاقدوف عادة فى العقود الدولية فى‬

‫نفس نوع التجارة محؿ التعاقد " ‪.‬‬

‫ويعنى ىذا النص أف العادة التجارية تعتبر ممزمة طبقاً التفاؽ ضمنى غير ظاىر بيف‬
‫المتعاقديف ‪ ،‬متى كاف طرفا العقد يعمماف أو يجب أف يعمما بيذه العادة ‪ ،‬ولكف تحدد الفقرة الثانية‬

‫مف المادة ‪ 9‬بعض المتطمبات القانونية لكى تعتبر مثؿ ىذه العادة ممزمة لممتعاقديف وذلؾ‬
‫باشتراط أف تكوف معمومة لمكافة فى مجاؿ التجارة الدولية فى نفس نوع التجارة محؿ التعاقد ‪،‬‬
‫ويراعييا المتعاقدوف عادة فى ىذا المجاؿ ‪.‬‬

‫وييدؼ ىذا النص إلى منح قيمة قانونية كبيرة لمعادات التجارية السائدة فى مجاؿ التجارة‬
‫الدولية فى نوع معيف مف أنواع النشاط ‪ ،‬عمى سبيؿ المثاؿ ‪ ،‬فى التجارة الدولية لمحبوب فإف‬
‫العادات التجارية التى يتبعيا المتعاقدوف فى بيع وشراء الحبوب فى السوؽ الدولى يجب احتراميا‬
‫(‪)41‬‬
‫‪{ .‬صفحة ‪} 121‬‬ ‫قانوناً عند تفسير عقد بيع يكوف محمو ىذا النوع مف التجارة‬

‫ويقمؿ ىذا النص مف أىمية العادات التجارية المحمية التى تعرفيا البيوع الوطنية ‪ ،‬وال‬
‫يتبعيا المتعاقدوف عادة فى المعامالت الدولية ‪ ،‬فيى عادات ال يمكف أف يعترؼ بدوليتيا ألف‬
‫الطرؼ المتعاقد األجنبى ال يعمميا وال يفترض فيو أف يعمميا ‪.‬‬

‫وترجع أىمية العادات التجارية فى مجاؿ عقد البيع الدولى إلى أنيا تستمد إلزاميا مف‬
‫االتفاؽ الضمنى بيف المتعاقديف عمى األخذ بيا ‪ ،‬وفى ىذا تغمب اتفاقية فيينا إرادة الطرفيف عمى‬
‫أحكاميا ‪.‬‬

‫المبحث الثانى‬

‫إثبات عقد البيع الدولى لمبضائع‬

‫‪ – 86‬مبدأ حرية شكل العقد ‪:‬‬

‫يعتبر مبدأ حرية تكويف إثبات التصرفات التجارية ‪ ،‬مف المبادئ المسمـ بيا فى مختمؼ‬
‫النظـ القانونية ‪ .‬وبالرغـ مف أف اتفاقية فيينا تعالج البيع الدولى لمبضائع وتنص صراحة عمى أنو‬
‫ال يشترط أف يكوف البيع تجارياً لكى يخضع ألحكاميا ‪ ،‬إال أنو مف المقرر أف ىذه االتفاقية‬
‫تنصرؼ أحكاميا أساسا إلى البيع التجارى الدولى ‪ ،‬لذلؾ لـ يكف مف الغريب أف تقرر االتفاقية‬
‫مبدأ حرية كؿ مف تكويف واثبات عقد البيع الدولى لمبضائع‪.‬‬

‫‪ 11‬مف االتفاقية عمى أف ‪:‬‬ ‫وتنص المادة‬

‫" ال يشترط إبراـ عقد البيع وال إثباتو بالكتابة ‪ ،‬فال يخضع العقد ألى شرط شكمى‪.‬‬
‫ويمكف إثبات العقد بأى طريؽ مف طرؽ اإلثبات بما فييا البينة " ‪ ،‬ومف ىذا النص يبيف أف عقد‬
‫البيع الدولى لمبضائع يعتبر وفقا التفاقية فيينا عقداً رضائياً وليس عقداً شكمياً ‪ ،‬فمـ تشترط إلبراـ‬
‫ىذا العقد أف يفرغ فى شكؿ معيف ‪ { .‬صفحة ‪} 122‬‬
‫ومف ناحية أخرى ‪ ،‬فإف االتفاقية قررت أيضا عدـ خضوع إثبات ىذا العقد لشكؿ معيف‬
‫‪ ،‬فيو يخضع لمبدأ حرية اإلثبات ‪ ،‬فيجوز إثباتو بكافة طرؽ اإلثبات بما فى ذلؾ شيادة الشيود‬

‫‪.‬‬

‫‪ 11‬مف اتفاقية فيينا عمى ىذا النحو ليستجيب لحاجات التجارة‬ ‫وقد جاء نص المادة‬
‫الدولية ‪ ،‬التى تتحرر مف قيود الشكؿ عند إبراـ عقد البيع الدولى ‪.‬‬

‫‪ – 87‬شرط التحفظ عمى مبدأ حرية تكوين واثبات العقد ‪:‬‬

‫إذا كاف مبدأ حرية تكويف واثبات عقد البيع الدولى لمبضائع ىو األصؿ وفقاً ألحكاـ‬
‫اتفاقية فيينا ‪ ،‬فإف االتفاقية راعت أف قوانيف بعض الدوؿ ‪ ،‬قد تتطمب شكالً معيناً لتكويف عقد‬

‫البيع ‪ ،‬لذلؾ وضعت االتفاقية تحفظاً عمى مبدأ حرية شكؿ العقد ‪ ،‬يجيز لمدوؿ التى تأخذ بو ‪،‬‬
‫أف تطبؽ القاعدة التى يأخذ بيا قانونيا الوطنى متى كاف واجب التطبيؽ عمى العقد وفقاً لقواعد‬
‫تنازع القوانيف ‪ ،‬إذا كاف ىذا القانوف يتطمب الكتابة كشكؿ لمعقد‪.‬‬

‫‪ 12‬مف االتفاقية عمى أف ‪:‬‬ ‫لذلؾ نصت المادة‬

‫‪ 11‬والمادة ‪ 29‬والقسـ الثانى مف ىذه االتفاقية (‬ ‫" ال تطبؽ بخصوص كؿ مف المادة‬


‫المتعمقة بتكويف عقد البيع ) والتى تسمح بأف يتـ عقد البيع أو أى تعديؿ أو إنياء لو بالتراضى‬
‫أو بأف يصدر اإليجاب أو القبوؿ أو أى تعبير عف اإلرادة فى أى شكؿ آخر غير الكتابة ‪،‬‬
‫عندما يكوف مركز أعماؿ أحد المتعاقديف فى دولة متعاقدة تكوف قد أخذت بالتحفظ الوارد فى‬
‫المادة ‪ 96‬مف ىذه االتفاقية ‪ .‬وال يجوز لممتعاقديف مخالفة ىذه المادة أو تغيير أثرىا " ‪.‬‬

‫ويالحظ عمى ىذا النص ما يأتى ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يشير إلى عدـ تطبيؽ المادة ‪ 11‬والتى رأينا حكميا فى البند السابؽ والتى تقضى‬
‫بمبدأ حرية شكؿ عقد البيع ‪ .‬وكذلؾ { صفحة ‪ } 123‬المادة ‪ 29‬مف االتفاقية التى تقرر فقرتيا‬

‫األولى أف عقد البيع يمكف تعديمو أو انياؤه بمجرد تراضى الطرفيف ‪ .‬بينما تقضى الفقرة الثانية‬
‫منيا بأف العقد المكتوب الذى يتضمف شرطاً يتطمب أف يتـ أى اتفاؽ عمى تعديؿ أو إنياء العقد‬
‫بالكتابة فإنو ال يكفى التراضى لتعديؿ أو إنياء العقد وعمى أية حاؿ فإف سموؾ أحد الطرفيف‬
‫يمكف أف يمنعو مف التمسؾ بيذا النص إذا اعتمد الطرؼ اآلخر عمى ىذا السموؾ ‪ .‬وكذلؾ يشير‬
‫نص المادة ‪ 22‬إلى عدـ تطبيؽ أحكاـ القسـ الثانى مف االتفاقية الذى يتضمف قواعد اإليجاب‬

‫والقبوؿ ‪ .‬أى أف النص يشير إلى عدـ التقيد بأحكاـ االتفاقية التى ال تشترط شكالً معيناً لمتعبير‬
‫عف اإلرادة عند إبراـ عقد البيع إذا كاف مركز أعماؿ أحد المتعاقديف فى دولة متعاقدة أخذت‬
‫بالتحفظ الوارد فى المادة ‪ 96‬مف االتفاقية ‪.‬‬

‫‪ – 2‬تقضى المادة ‪ 96‬مف االتفاقية بإيراد تحفظ مف شأنو ‪ ،‬أنو يجوز ألية دولة متعاقدة‬
‫يتطمب قانونيا أف يبرـ عقد البيع أو يثبت بالكتابة ‪ ،‬أف تعمف فى أى وقت وطبقاً لممادة ‪ 12‬مف‬
‫( المتعمؽ باإليجاب‬ ‫االتفاقية بأف نصوص المادة ‪ 11‬والمادة ‪ 29‬والقسـ الثانى مف االتفاقية‬

‫بالتراضى أو أف يصدر اإليجاب‬ ‫والقبوؿ ) والتى تسمح بأف يتـ عقد البيع أو تعديمو أو انياؤه‬
‫أو القبوؿ أو أى تعبير عف اإلرادة فى أى شكؿ غير الكتابة ‪ ،‬بأال تطبؽ ىذه األحكاـ إذا كاف‬
‫مركز أعماؿ أى مف طرفى العقد فى ىذه الدولة ( أى الدولة التى تعمف األخذ بالتحفظ المشار‬

‫إليو فى المادة ‪. ) 96‬‬

‫ويالحظ أف ىذا التحفظ ال يشترط لنفاذه األخذ بو عند التصديؽ عمى االتفاقية أو‬
‫االنضماـ إلييا وانما يمكف األخذ بو فى أى وقت ‪ ،‬أى تستطيع أف تعمف أية دولة متعاقدة األخذ‬

‫بيذا التحفظ حتى بعد االنضماـ إلى االتفاقية ‪.‬‬

‫‪ – 3‬تؤكد الجممة األخيرة مف المادة ‪ 2/12‬مف االتفاقية أف نص المادة ‪ 12‬يعتبر آم اًر‬


‫فال يجوز لممتعاقديف النص عمى مخالفتو أو تغيير حكمو أو أثره ‪ {.‬صفحة ‪} 124‬‬

‫‪ – 88‬المقصود بالكتابة فى اتفاقية فيينا ‪:‬‬

‫رأينا مف عرض النصوص الواردة فى اتفاقية فيينا بشأف شكؿ العقد ‪ ،‬أف األصؿ ىو‬
‫‪ 96‬مف‬ ‫حرية شكؿ عقد البيع ‪ ،‬واالستثناء أف تأخذ بعض الدوؿ بالتحفظ الوارد فى المادة‬

‫االتفاقية ‪ ،‬فتطبؽ أحكاـ قوانينيا التى تتطمب الكتابة كشكؿ إلبراـ عقد البيع أو كشرط إلثباتو ‪.‬‬
‫ويقصد بالكتابة ‪ ،‬كؿ محرر مكتوب صادر عف المتعاقديف ‪ .‬عمى أف معنى الكتابة فى مجاؿ‬
‫قانوف التجارة الدولية ‪ ،‬ووفقا لالتجاه الحديث ال يشمؿ فقط كؿ محرر مكتوب يثبت أنو صادر‬
‫عف أحد المتعاقديف أو عنيما معا وذلؾ بتوقيعو ممف صدر عنو ‪ ،‬بؿ يشمؿ المحرر المكتوب‬
‫وفقا لممعنى الحديث فى قانوف التجارة الدولية أى محرر يثبت إرسالو مف أحد الطرفيف إلى اآلخر‬

‫ولو لـ يكف موقعاً بخط الصادر منو ىذا المحرر مف ذلؾ البرقية والتمكس ‪ .‬لذلؾ نصت المادة‬
‫‪ 13‬مف اتفاقية فيينا عمى تقنيف ىذا المبدأ صراحة ‪ ،‬فتقرر أنو ‪:‬‬

‫" فى تطبيؽ أحكاـ ىذه االتفاقية ‪ ،‬تشمؿ الكتابة ‪ ،‬البرقية والتمكس "‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬

‫ىوامش الفصل الثانى‬

‫(‪ )1( )1‬أنظر ما تقدـ رقـ ‪. 40‬‬

‫(‪ )2( )2‬محسف شفيؽ رقـ ‪ 219‬ص ‪ 132‬و ‪. 133‬‬

‫(‪ )3( )3‬شميشتريـ ص ‪. 48‬‬

‫‪ ، 1‬المجمد األوؿ ‪ ،‬الطبعة الثالثة سنة‬ ‫(‪ )4( )4‬األستاذ السنيورى فى الوسيط ‪ ،‬جػ‬

‫‪ 1981‬رقـ ‪ 72‬ص ‪. 213‬‬

‫(‪ )5( )5‬نقض مدنى فى ‪ 19‬يونيو ‪ ، 1969‬مجموعة أحكاـ النقض ‪ ،‬السنة ‪ 20‬رقـ‬
‫‪ 159‬ص ‪. 1017‬‬

‫(‪ )6( )6‬السنيورى ‪ ،‬المرجع السابؽ رقـ ‪ 100‬ص ‪. 262 ، 261‬‬

‫(‪ )7( )7‬نقض مدنى فى ‪ 9‬فبراير ‪ ، 1967‬مجموعة أحكاـ النقض ‪ ،‬السنة ‪ 18‬رقـ ‪52‬‬
‫ص ‪. 334‬‬

‫(‪ )8( )8‬السنيورى ‪ ،‬رقـ ‪ ، 101‬ص ‪. 264‬‬

‫(‪ )9( )9‬السنيورى ‪ ،‬رقـ ‪ ، 102‬ص ‪. 264‬‬

‫(‪ )10( )10‬نالحظ أف صياغة نص الفقرة الثانية مف المادة ‪ 14‬مف االتفاقية فى النسخة‬

‫الفرنسية تختمؼ عف النسخة اإلنجميزية ‪ ،‬إذ جاء فى النسخة الفرنسية أف توجيو العرض‬
‫إلى أشخاص غير محدديف ‪ personnes indéterminée‬يعد مجرد دعوة إلى اإليجاب ‪.‬‬
‫أما النص اإلنجميزى فقد قرر أف العرض الموجو إلى غير شخص أو أشخاص محدديف‬
‫يعد مجرد دعوة لتقديـ إيجاب ‪ ،‬بيد أف المعنى الذى يمكف أف يستخمص مف النصيف‬

‫الفرنسى واإلنجميزى واحد عمى النحو الذى عرضنا لو فى المتف ‪ ،‬فالمقصود توجيو‬
‫العرض إلى الجميور ‪.‬‬

‫السنيورى ‪ ،‬رقـ ‪ ، 100‬ص ‪ 261‬و ‪ 262‬وىامش ‪ 21‬مف الصفحة‬ ‫(‪)11( )11‬‬

‫األخيرة ‪.‬‬

‫السنيورى ‪ :‬المرجع السابؽ رقـ ‪ ، 81‬ص ‪ 227‬و ‪. 228‬‬ ‫(‪)12( )12‬‬

‫السنيورى ‪ ،‬رقـ ‪ ، 103‬ص ‪. 264‬‬ ‫(‪)13( )13‬‬

‫السنيورى ‪ ،‬رقـ ‪ ، 104‬ص ‪ 265‬و ‪. 266‬‬ ‫(‪)14( )14‬‬

‫شميشتريـ ص ‪. 52‬‬ ‫(‪)15( )15‬‬

‫‪ ) 17( ،‬السنيورى رقـ ‪ 104‬ص ‪. 267‬‬ ‫(‪)16( )16‬‬

‫محسف شفيؽ ‪ ،‬رقـ ‪ 227‬ص ‪. 139‬‬ ‫(‪)18( )18‬‬

‫محسف شفيؽ ىامش ‪ 2‬مف ص ‪. 140‬‬ ‫(‪)19( )19‬‬

‫السنيورى ‪ ،‬المرجع السابؽ رقـ ‪ 113‬ص ‪ 282‬وما بعدىا ‪.‬‬ ‫(‪)20( )20‬‬

‫(‪ )21( )21‬شميشتريـ ص ‪ . 54‬وطبقا لنص المادة ‪ 9‬مف االتفاقية الواردة بشأف تفسير‬
‫العقد ‪ ،‬يمتزـ المتعاقداف بالعادات التجارية التى يتفقا عمى االلتزاـ بيا وكذلؾ بالتعامؿ‬
‫السابؽ بينيما ‪ .‬أنظر ما سيأتى الحقاً بشأف تفسير العقد فى الفصؿ الثانى ‪.‬‬

‫محسف شفيؽ رقـ ‪ 232‬ص ‪. 142‬‬ ‫(‪)22( )22‬‬

‫السنيورى رقـ ‪ 111‬ص ‪. 277‬‬ ‫(‪)23( )23‬‬

‫‪ notamment‬أما‬ ‫(‪ )24( )24‬عبر النص الفرنسى عف عبارة " بصفة خاصة " بكممة‬

‫‪ among other things‬وىو تعبير‬ ‫النص اإلنجميزى فقد عبر عف ىذا المعنى بعبارة‬
‫أكثر صراحة فى أف التحديد الوارد فى النص عمى سبيؿ المثاؿ وليس حصريا‪.‬‬
‫شميشتريـ ص ‪. 56‬‬ ‫(‪)25( )25‬‬

‫محسف شفيؽ ‪ ،‬رقـ ‪ 232‬ص ‪. 144‬‬ ‫(‪)26( )26‬‬

‫(‪ )27( )27‬كذلؾ تضمف القانوف الموحد التفاقية الىاى سنة ‪ 1964‬حكما لـ يرد فى‬
‫اتفاقية فيينا يقضى بأنو متى كاف اإليجاب شفوياً وجب أف يكوف القبوؿ فوريا إال إذا‬
‫اتضح مف الظروؼ اتجاه نية الموجب إلى منح المخاطب ميمة لمتفكير ( المادة ‪) 1/8‬‬

‫‪.‬‬

‫محسف شفيؽ رقـ ‪ 234‬ص ‪. 144‬‬ ‫(‪)28( )28‬‬

‫انظر ما تقدـ رقـ ‪. 68‬‬ ‫(‪)29( )29‬‬

‫السنيورى رقـ ‪ 81‬ص ‪. 228‬‬ ‫(‪)30( )30‬‬

‫أنظر ما تقدـ رقـ ‪. 73‬‬ ‫(‪)31( )31‬‬

‫أنظر ما تقدـ رقـ ‪. 71‬‬ ‫(‪)32( )32‬‬

‫(‪ )33( )33‬اعتمدنا فى عرضنا الموجز ليذه النظريات عمى مؤلؼ األستاذ السنيورى‬
‫المشار إليو فيما تقدـ ‪ ،‬مف رقـ ‪ 123‬إلى رقـ ‪ 126‬ص ‪. 310 – 309‬‬

‫شميشتريـ ص ‪. 38‬‬ ‫(‪)34( )34‬‬

‫محسف شفيؽ رقـ ‪ 249‬ص ‪. 154‬‬ ‫(‪)35( )35‬‬

‫(‪ )36( )36‬ويقترب ىذا الحكـ مف رأى يقوؿ بو الدكتور أحمد الشيتى فى رسالتو تكويف‬
‫العقد وتفسيره فى القانوف المصرى الجديد ص ‪ 58‬وأشار إليو األستاذ السنيورى المرجع‬

‫السابؽ ص ‪ ، 821‬وىو أف النية المشتركة لممتعاقديف تتمثؿ فى اإليجاب الموجو مف‬


‫الموجب إلى الطرؼ اآلخر ‪ ،‬مفيوماً عمى النحو الذى أخذ بو الطرؼ اآلخر أو كاف‬
‫يستطيع أف يأخذ بو ‪ ،‬فاإليجاب يصدر مف الموجب ويتمقاه الطرؼ اآلخر ‪ ،‬ويفيمو أو‬

‫كاف يستطيع أف يفيمو عمى نحو معيف ‪ ،‬فيذا الفيـ الحاصؿ فعال أو المستطاع‬
‫تحصيمو ىو الذى يقؼ عنده ألنو ىو القدر المتيقف الذى يتالقى عنده المتعاقداف ‪.‬‬
‫أنظر ما تقدـ رقـ ‪. 66‬‬ ‫(‪)37( )37‬‬

‫أنظر ما تقدـ رقـ ‪. 71‬‬ ‫(‪)38( )38‬‬

‫(‪ )39( )39‬نقض مدنى فى ‪ 16‬مايو سنة ‪ 1967‬مجموعة النقض السنة ‪ 18‬رقـ ‪150‬‬
‫ص ‪ 1005‬ونقض مدنى فى ‪ 24‬مايو سنة ‪ 1962‬المجموعة السنة ‪ 13‬ص ‪.963‬‬
‫عمى أف التكييؼ القانونى الصحيح لما قصده المتعاقداف وانزاؿ حكـ القانوف عمى العقد‬

‫ىو مسألة قانونية تخضع لرقابة محكمة النقض ‪ ،‬أنظر نقض مدنى فى ‪ 9‬مارس سنة‬
‫‪ 1972‬المجموعة السنة ‪ 23‬رقـ ‪ 29‬ص ‪ 276‬ونقض مدنى فى ‪ 2‬يونيو سنة ‪1970‬‬
‫المجموعة السنة ‪ 21‬رقـ ‪ 152‬ص ‪. 951‬‬

‫شميشترـ ص ‪. 42‬‬ ‫(‪)40( )40‬‬

‫شميشترـ ص ‪. 41‬‬ ‫(‪)41( )41‬‬

You might also like