You are on page 1of 8

‫مفهوم ‪-‬الحق‪ -‬في فلسفة حنا أرندت السياسية‬

‫ابراهيم تيروز‬

‫الحوار المتمدن‪-‬العدد‪06:19 - 16 / 11 / 2012 - 3913 :‬‬


‫الفلسفة ‪,‬علم النفس ‪ ,‬وعلم االجتماع ‪:‬المحور‬

‫يمثل التفكير الفلسفي في المفاهيم السبيل األضمن لتجاوز ما قد يعتري وعينا من نسيان‪ ،‬إذ يمكننا‬
‫القول بأن تاريخ اإلنسانية برمته هو بمثابة انماء للمفاهيم وللتصورات تنظيرا وممارسة‪ ،‬ولهذا ال‬
‫يكف اإلنسان عن الحاجة إلى تحيين مكاسبه‪ ،‬والى استعادة مراحل تدرجه في بلوغها‪ ،‬إذ بفعل‬
‫تعاقب األجيال وبفعل االنغماس في الظرفي والملح زمنيا‪ ،‬يكتسح النسيان لحظات مهمة من تاريخ‬
‫هذا التطور‪ .‬وبفعل هذا النسيان يسقط الفكر في آفة االختزال وأحادية البعد‪ ،‬وتغيب من ذاكرته‬
‫المفارقات والتناقضات التي أفرز توترها وصراعها ما بلغه هذا اإلنسان من تطور على مستوى‬
‫الفكر‪ .‬ولعل هذا بالضبط ما حذا بأفالطون ومن قبله سقراط الى القول بأن المعرفة تذكر‪ ،‬و األوضح‬
‫من ذلك هو ما نلفيه لدى نيتشه من ربط لوهم الحقيقة بالنسيان‪ .‬فضدا على آفة النسيان هذه نزعم‬
‫أننا في هذه الورقة سننبش في مفهوم له ماله من مكانة مركزية في حياتنا الفكرية والسياسية‪،‬‬
‫وسننبش فيه باألخص رفقة مفكرة ألمانية معاصرة متميزة نعتقد أنها استطاعت ال بفضل مؤهالتها‬
‫وأدواتها الفلسفية فقط أن تبلور تصورات عميقة بصدد هذا المفهوم ولكن بفعل ما عرفه أيضا‬
‫معيشها الوجودي من خصوصية و ما اكتنفه من مآزق وتحديات أيضا‪ .‬وسنحاول في الختام أن‬
‫نخرج بإضاءات يمكن أن تهم واقعنا الوطني والتاريخي اليوم‪.‬‬
‫‪-1‬استشكال مفهوم الحق‪.‬‬
‫تنبع اشكالية مفهوم الحق من ارتباط هذا المفهوم في مستوى أول بمفهوم اإلنسان وفي مستوى‬
‫ثان بمفهوم الدولة‪ .‬ذلك أن منظورنا للحق سوف يختلف حتما باختالف منظورنا لهذين المفهومين‪.‬‬
‫فاذا انحزنا في تصورنا حول االنسان الى اعتباره كائنا محكوما كغيره بسلطة هذا العالم وحتمياته‪,‬‬
‫فاننا ال شك سنرى في الدولة امتدادا طبيعيا لوجود االنسان كقوة تصارع غيرها من أجل البقاء‪,‬‬
‫وسيكون الحق حينئذ هو ما يتحصل من ميزان القوى المتصارعة في الدولة وبالدولة‪ .‬أما إذا‬
‫انحزنا الى اعتبار االنسان كائنا مستقال عن العالم وقادرا على فرض ارادته وحكمته وفضيلته‬
‫عليه‪ ،‬أي على هذا العالم‪ ،‬فسنرى في الدولة تجسيدا لتلك اإلرادة ومسافة من التسامي والتعالي‬
‫قطعها اإلنسان في عالقته بالعالم وبالطبيعة‪ ،‬وسيكون الحق حينها هو ما يجب أن يكون وليس ما‬
‫تمليه القوة‪ ،‬بل ما تمليه الحرية الممكنة للجميع‪.‬‬
‫إذا كان مفهوم الحق يرتبط في األصل باإلنسان فمنذ ظهور الدولة وتطورها كامتداد له و الرادته‪،‬‬
‫صار الحق مرتبطا ارتباطا وثيقا بماهيتها وطبيعتها‪ ,‬وذلك إلى درجة يمكن القول معها بأن‬
‫"الحق" اليوم هو فضيلة الدولة إذ ال حق خارج الدولة و إن كان ال حق أيضا مع االستسالم الكلي‬
‫لها‪.‬‬
‫فالدولة ضرورة ال محيد عنها‪ ،‬وسيادتها سد منيع ضد أي نكوص نحو همجية الفوضى والتسيب‪،‬‬
‫ومن ثمة يجب ضمان استمراريتها وسيادتها‪ ,‬غير أن الدولة إذا ما استقلت في وجودها عن أغلبية‬
‫المواطنين وانفصلت عن إرادتهم‪ ,‬ستتحول ال شك الى مصدر لقهرهم وقمعهم وهضم حقوقهم‪,‬‬
‫فالحق إذن هو ذلك الوسط العدل بين رذيلتين يمكن أن تقع فيهما الدولة أال وهما‪ :‬الطغيان‬
‫واالستبداد من جهة والتسيب والفوضى وضعف السلطة من جهة أخرى‪.‬‬
‫إن العودة إلى الفلسفة السياسية الحديثة بالخصوص هو ما من شأنه أن يكفل تبين هذه المفارقات‬
‫وتوترها وتبين هذه اإلشكاالت وعمقها‪ .‬فبالعودة مثال إلى كل من ميكافيلي وهربز سنجد دفاعا‬
‫واضحا عن ما يمكن أن نسميه بالحق في الدولة وسيادتها‪ ,‬أو باألحرى حق الدولة في الوجود وفي‬
‫الحفاظ على استمراريتها ووحدتها وقوتها كضرورة ال غنى عنها لضمان حد أدنى من الحقوق‪,‬‬
‫خاصة وأن الدولة حينها كانت ال تزال تعاني من منافسة السلطة الدينية وفي حاجة ماسة الى‬
‫استكمال استقاللها عنها‪ .‬لكن في المقابل وبالعودة مثال الى كل من جون لوك ومونتيسيكو سنجد‬
‫بشكل أوضح دفاعا عن دولة الحق وعن حق سابق على الدولة وال يقبل بأي شكل االختزال أو‬
‫االنتهاك في ظلها‪ ,‬بل هو حق طبيعي ما وجدت الدولة اال لحمايته وانمائه‪ .‬ولهذا يجب ضمان‬
‫التوازن الكافي بين الدولة من جهة والمجتمع المدني من جهة أخرى‪ .‬ان هذا التقابل بين الدولة‬
‫والمجتمع المدني وبين سيادة الدولة وحرية الفرد وبين السلطة والحق الطبيعي وبين القانون‬
‫الوضعي والخاصية االنسانية هو عينه التقابل الذي لطالما تذبذب مفهوم الحق بين أطرافه‪ ,‬وكأن‬
‫االنسان فكرا وممارسة يسعى باستمرار الى ضمان التوازن بين كفتين‪ :‬كفة الحرية وكفة األمن‬
‫والسلم‪)1( .‬‬
‫فأي الكفتين أرجح في زمننا هذا؟ وما هي السبل الكفيلة باستعادة الوسط العدل األرسطي حيث‬
‫نصل الى الحق؟ وكيف ساهمت أرندت كفيلسوفة معاصرة في اعادة التأسيس لمفهوم الحق؟ والى‬
‫أي حد استطاعت أن تعمق وعينا بهذا المفهوم وأن تفتح أمامنا أفاقا وامكانات جديدة لممارسته؟‬
‫وبأي شكل يمكن للفكر المغربي السياسي المعاصر أن يستفيد من نبشها في أسس التوتاليتارية‬
‫وفي تفاهة الشر؟‬

‫‪ -2‬مالمح من فلسفة أرندت السياسية العامة‬


‫سنحاول في هذه المحطة من هذه الورقة استجماع بعض المالمح األساسية لفلسفة أرندت‬
‫السياسية‪ ,‬ولعل ذلك هو ما يمكن أن يتيحه لنا الوقوف عند الجهاز المفاهيمي الذي تنسج من‬
‫خالله هذه المفكرة فلسفتها وتصوراتها األساسية‪.‬‬
‫تنتقد أرندت "الذاتوية" األنوارية‪ ,‬إذ بارتكاز هذه األخيرة على تأكيد جذري لقدرة االنسان بتغلبه‬
‫على الجهل بواسطة العلم‪ ,‬وعلى الطبيعة بواسطة التقنية‪ ,‬وعلى مشاكل المجتمع بالفردانية‬
‫واالستقالل الذاتي‪ ,‬انساقت وراءه إرادة السيطرة والسلطة‪ ,‬وجردت اإلنسان من إنسانيته‪ .‬فالنزعة‬
‫الذاتية الحديثة ارتكزت على انسانية مجردة ومؤسسة على الفكر الداخلي المجرد‪ ,‬وهو ما أغرق‬
‫الذات في االنغالق على نفسها وحال بالتالي دون التمييز بين الفعل بمعناه االنساني والفعل بمعناه‬
‫التقني أي كصناعة‪ ،‬وجعل العقل الحديث يسقط في نزعة أداتية‪.‬‬
‫أ‪ -‬الفعل‪ :‬إذا كانت الفبركة أو الصناعة تروم هدفا نهائيا ومحددا يتوصل إليه بخطوات إجرائية‬
‫محددة مسبقا‪ ،‬فالفعل اإلنساني سواء في السياسة أو في التربية ليس عمال عنيفا على غرار‬
‫الفبركة وال يجب أن يختزل المواطنين والغير إلى مواد قابلة للسيطرة والمعالجة‪ .‬بل يجب أن ال‬
‫ينفصل الفعل اإلنساني في ماهيته عن معنيين‪ ,‬أال وهما‪ :‬الوالدة والتعددية‪ .‬ذلك أن الوجود‬
‫اإلنساني ليس محكوما بأفق الموت وحده‪ ,‬كما يؤكد هايدغر على ذلك‪ ,‬ولكنه مطبوع بالوالدة أيضا‪,‬‬
‫وبقدوم ذوات جديدة إلى هذا العالم‪ ,‬و التي من شأنها أن تسهم فعليا وحقيقة في تجديد هذا العالم‬
‫وفي توجيه مساراته‪ .‬لهذا ينبغي على الفعل اإلنساني أن يكون منفتحا على مشاركة الغير‪ .‬فالتعدد‬
‫جوهر الحياة اإلنسانية إذن‪ ،‬كما أن الفعل اإلنساني يلزمه دوما أن يمر عبر الكلمة وعبر التواصل‬
‫والتشاور والتحاور وهو ما يعني القبول بال محدودية المبادرات واألفعال وردود األفعال والتي تعبر‬
‫جميعا عن انطالقات وبدايات فقط‪ ,‬وليست بالضرورة مفضية إلى نتيجة محددة سلفا‪ ,‬كما هو الحال‬
‫بالنسبة للفعل الصناعي أو التقنية(‪ .)2‬وهكذا يكون جوهر الشرط اإلنساني انما يقوم في الفعل‬
‫المبادر والمجدد وفي ضمان التعددية بشكل يضمن المساواة ويسمح باالختالف في نفس الوقت‪.‬‬
‫ب‪ -‬السياسة‪ :‬تقتضي السياسة التخلي عن ثنائيات‪ :‬الكذب والصدق ‪ /‬الحقيقة والخطأ ‪ /‬الخير‬
‫والشر ‪ /‬الصديق والعدو‪ .‬ألنها ثنائيات اختزالية تقضي على روح وعلى التعددية وجدوتها وعلى‬
‫القبول باآلخر المختلف‪ ,‬وأساس الحياة السياسية هو الفعل المبادر الذي يدشن ويبدع الجديد‬
‫ويمنح بالتالي والدة جديدة في لالنسان في هذا العالم‪ ,‬فهو بمثابة مجازفة في اتجاه "النحن"‬
‫بتعدديتها واختالفها في مقابل أحادية األنا‪ ,‬خصوصا وأن هذه األحادية هي ما يكرس االختالف‬
‫المطلق بين الذوات االنسانية‪ ,‬ويحول دون بلوغ المساواة النسبية التي تسمح باالختالف النسبي‬
‫كذلك‪ .‬ان المطلب األساسي للحياة السياسية ليس هو المساواة أمام القانون‪ ،‬بل هو باألحرى التمتع‬
‫بنفس المشروعية في الفعل والمبادرة السياسيين وفيما يسبقهما من مناظرات وحوارات‪ .‬وبذلك‬
‫يكون من الضروري أن ال تهيمن الدولة على أنفاس الحياة السياسية بل يجب أن تكتفي بضمان‬
‫السلم واألمن وان تفسح المجال أمام المجتمع المدني ليكون المصدر الحقيقي واألصيل للحياة‬
‫السياسية‪.‬‬
‫ج‪ -‬العام والخاص والحرية‪:‬‬
‫ان التقابل الحاصل بين العام والخاص هو ما يصنع بفضل الحياة السياسية‪ ,‬وليس العكس‪ .‬اذ يمكن‬
‫القول بأن كون االنسان حيوانا سياسيا‪ ,‬هو ما جعله يستطيع أن يكون حيوانا اجتماعيا بعد ذلك‪ .‬اذ‬
‫بواسطة مشاركة االنسان في الحياة العامة مشاركة حقيقية‪ ,‬يحمي حياته االجتماعية الخاصة أما‬
‫الخلط بين الحياة العامة والخاصة فيؤدي حتما الى القضاء عليهما معا‪ ,‬كما يحدث بفظاعة في ظل‬
‫الدولة التوتاليتارية على سبيل المثال والتي ينعدم في ظلها أي وجود حقيقي للفضاء العمومي بما‬
‫هو فضاء للتعددية ولالختالف فتطغى الحياة الخاصة على الحياة العامة ويتم القضاء على األخر‬
‫المخالف قضاءا تاما يفضي في النهاية الى افقار الذات وافقار الحياة الخاصة نفسها‪ .‬واذا كانت‬
‫الحرية هي المبرر الحقيقي لوجود السياسة‪ ,‬فان الدولة التوتاليتارية تعمل باألساس على الفصل‬
‫بينهما حيث تجعل نهاية احداهما بداية لألخرى‪ .‬في حين أن الحرية ال امكان لها اال في ظل حرية‬
‫سياسية يتيحها باألساس وجود فضاء عمومي ‪ -‬وهوما تمثل األغورا اليونانية نموذجه التاريخي‬
‫األمثل ‪ -‬بما يسمح بالمشاركة في صناعة الرأي والقرار السياسيين‪ .‬ولهذا ال يمكن اختزال‬
‫السياسة في ممارسة الدولة لسيادتها‪ ,‬بل البد من ربطها بخلق فضاء عمومي يسمح للمجتمع‬
‫المدني باالنفتاح على إمكاناته االجتماعية والثقافية والسياسية‪ ,‬أي االتجاه إلى الالمتوقع والى ما‬
‫"ليس بعد" وليس الى ما هو مقرر سلفا ضمن ماهية ميتافيزيقية لإلنسان‪ .‬وال يمكن بالمثل أن‬
‫تختزل الحقوق والحريات في ما تسطره الحياة القانونية بل تبقى الحريات وتبقى الحقوق مرتبطة‬
‫بكونية تتعدى جميع الخصوصيات‪)3( .‬‬
‫د‪ -‬التوتاليتارية‪:‬‬
‫ليست التوتاليتارية بالنسبة ألرندت نابعة من المنطق األناني للحفاظ على بقاء الذات‪ ,‬بل نابعة‬
‫باألساس من ظاهرة من ظواهر التجديد التي تعرض لها اإلنسان‪ .‬فبدل االنسان الفاعل داخل‬
‫جماعة معينة‪ ,‬وبدل االنسان الخاضع لمصالح متصارعة فيما بينها داخل فضاء ديموقراطي‪ ,‬تم‬
‫تكريس صورة االنسان المتماهي مع الجماهير‪ ,‬أي تلك الصورة التجريدية لذلك االنسان الذي ال‬
‫ينتمي الى جماعة محددة‪ ,‬والذي ال يملك صلة حقيقية بذاته نفسها‪ ,‬ألنها بالضبط صورة ذلك‬
‫االنسان الضائع بين حشود الجماهير‪ .‬بالنسبة لحنا أرندت مفهوم الحشد لم يولد إال مع "مثال"‬
‫اإلنسان الذي تمجده اإليديولوجيات الثورية لحقوق االنسان‪ ,‬والتي بعيدا عن أي طابع إنساني‬
‫تكرس عبادة خطيرة لالنسان‪ ,‬فحيث يتخيل االنسان أن لديه كامل الحق فحينه‬
‫وباختصار ليست التوتاليتارية مجرد نظام مستبد يسيطر عليه الحاكم المطلق أو الحزب الوحيد‪ ,‬بل‬
‫التوتاليتارية منتوج جماهيري أفضى بما فيه من حماسة واندفاع‪ ,‬الى القضاء على الفضاء‬
‫العمومي‪ ,‬والى وأد روح التعددية وعلى الحرية واالختالف‪ ,‬وأصبح بالتالي الحق في التمتع‬
‫بالحقوق محذوفا من أساسه‪ ,‬وأصبح باالمكان ممارسة الشر في الوقت الذي يبدو فيه شيئا عاديا‬
‫وتافها‪ ,‬خاصة وأن الحيوان السياسي في االنسان قد أبيد تماما وأبيد أو دمر معه المجال‬
‫االجتماعي ما يحمله من روابط ثقافية انسانية‪ ,‬ليدخل االنسان مع التوتاليتالية في تجربة الالانتماء‬
‫وفي مستوى الفاجعة األنطولوجية حيث يقضى على الشخصية األخالقية وكل مرجعية من شأنها‬
‫أن تميز بين الخير والشر‪)5( .‬‬
‫‪ -3‬حق الظهور أو أساس الحق لدى أرندت(‪.)6‬‬
‫ما يصنع بالنسبة ألرندت عالما هو "الفعل" جماعة ومعا وباألخص عالما مشتركا يتشكل من خالل‬
‫الفضاء الممتد بين الناس الفاعلين والمتكلمين‪ .‬والفضاء المشترك يمكن التفكير فيه وفهمه من‬
‫خالل عالقته بالفعل معا وجماعة‪ ,‬ومن خالل عالقته مع فضاء للظهور واالنكشاف لألخرين‪ ,‬اذ ال‬
‫يمكن الفصل بين التعددية والفعل واالنكشاف أو الظهور‪ .‬ان التموضع داخل المنظور األرنتي تفكير‬
‫باألساس في ضياع حقوق االنسان كضياع لحق الظهور واالنكشاف داخل الفضاء العمومي‪,‬‬
‫وكشكل من أشكال اختفاء االنسان كضياع لحق الظهور واالنكشاف داخل الفضاء العمومي‪ ,‬وكشكل‬
‫من أشكال اختفاء االنسان وغدوه ال مرئيا‪.‬‬
‫يتم التفكير في العالم وفي السياسة كما ترى أرندت من خالل مفاهيم‪ :‬الفعل والكالم والتعددية‬
‫وفضاء الظهور‪ ,‬فالتعددية االنسانية هي ما يميز هذا العالم المسكون ال باالنسان وانما بأناس‬
‫مختلفين وفريدين‪ .‬ان تعددية الكائنات الفريدة(‪)6-1‬هذه هي ما يشكل بالنسبة ألرندت شرط الفعل‬
‫والقول االنسانيين‪ .‬وهذين األخيرين هما ما يكشف الفردانية الفريدة للناس‪" ,‬الفعل والقول هما‬
‫النمطان اللذين بهما ينكشف ويظهر الناس لبعضهم البعض" (‪ )6-2‬فهما يؤسسان للحياة بين‬
‫الناس – وهذا ما يشكل حسب أرندت دائما والدة ثانية تؤكد وتفعل الظهور الفيزيائي األول – مما‬
‫يسمح للناس باالنكشاف وبرؤية الماهية التي يجسدونها أو ما يكونونه‪ .‬الفعل والقول هما اذن‬
‫شرطا وجود العالم المشترك وشرطا انسانية االنسان بالقدر الذي يؤسسان فيه "الظهور داخل‬
‫العالم االنساني" (‪ )6-3‬ويؤسسان الفضاء المشترك بين الناس‪.‬‬
‫هذا الفضاء الذي تم خلقه بين الناس عن طريق الفعل والقول هو ما يخلق فضاء الظهور من‬
‫منظور أرندت‪" :‬انه فضاء الظهور بأوسع معنى أي ذلك الفضاء حيث أظهر لألخرين وحيث‬
‫يطهرون لي هم أيضا‪ ,‬وحيث ال يوجد الناس كموضوعات أخرى حية أو ميتة وانما كأناس يقومون‬
‫بظهورهم الخاص علنيا‪ )6-4( ".‬الفضاء العمومي للظهور حاضر دائما بالقوة ووجوده يضمنه‬
‫تجمع الناس الفاعلين بشكل جماعي ومشترك‪ .‬هكذا يكون الطغيان بامتياز هو شكل الحكومة التي‬
‫عن طريق العزل الخاص بالطاغية ونظيره الخاص بالذوات المعزول بعضها عن بعض تحول ومن‬
‫خاالل سلطتها دون انتاج تجمع للناس يسمح لهم بالفعل التشاركي ويكفل لهم فضاءا للظهور‪.‬‬
‫أرندت في تفكيرها بصدد الفعل والعالم المشترك توظف السجل الداللي الخاص ب "قابلية الرؤية"‬
‫أو االنكشاف وتتحدث عن االشعاع وعن "انارة" وعن "نور" هذه الذائرة العمومية‪ .‬وهكذا اذا ما‬
‫انكشف وظهر الفاعل من خالل الفعل فهذا الفعل يسمى "الضوء الجذاب أو المثير‪ ...‬الذي لم يكن‬
‫ممكنا سوى بفضل المجال العمومي" (‪)6-5‬‬
‫‪ -3‬أ‪ -‬الحق في التمتع بحقوق وحق الظهور‪:‬‬
‫من المفاهيم المفاتيح لنظرية أرندت السياسية المتعلقة بحقوق االنسان ما تجسده عباراتها‬
‫الشهيرة "حق التمتع بحقوق" أو "الحق في الحق" أو "الحق في الحصول على حقوق"‪« ,‬‬
‫‪ » droit d’avoir des droits‬وهي عبارة تسهم بها في اعادة تأسيس مزدوجة – خاصة بعد‬
‫سقوط الدولة ‪ /‬األمة وبعد رعب المعسكرات – لحقوق االنسان وللحق في السياسة وفي عالم‬
‫مشترك وذلك لمنع حدوث أي عزل للناس وهو ما تعرض له "البدون – حقوق"‪ ,‬لكن أرندت‬
‫تعرف أيضا الحق في اطار اعادة التأسيس لتفكير أعمق في الفعل والذي يأخذ موقعا مركزيا ضمن‬
‫فلسفتها ككل‪ ,‬كما يتم التفكير فيه من خالل التفكير في حقوق االنسان المرتكزة باألساس على الحق‬
‫في الفعل التشاركي والمتعدد‪.‬‬
‫الحق في الحصول على حقوق هو قبل كل شيء حق المشاركة داخل جماعة سياسية فاعلة‪ ,‬اذ‬
‫يتعلق األمر بحق الناس في أن يحاكموا أو أن تتحدد قيمتهم من خالل أفكارهم وأفعالهم‪ ,‬وعلى‬
‫النقيض من النظام التوتاليتاري أو في معسكرات التعذيب حيث "البراءة‪ ,‬بمعنى التجريد الكلي من‬
‫أية مسؤولية‪ ,‬هي ما يشكل العالمة المميزة لوضعية "البدون – حقوق" فكل شيء كما لو كان‬
‫توقيعا رسميا بتجريدهم من أي وضع سياسي" (‪)6-6‬‬
‫ان الحق في التمتع بالحقوق هو حق المشاركة داخل العالم المشترك والجماعي والحق في‬
‫السياسة ينطلق من كون حرمان فردا من حقوقه األساسية هو باألحرى حرمانه من القدرة‬
‫السياسية التي لديه في مجال السياسة‪ ,‬وبالتالي فالحق بالتمتح بحقوق هو الحق في االنتماء‬
‫لجماعة ما والحق في الفعل السياسي هو بالمثل عربون للحق في فضاء للظهور‪ ,‬وذلك ألن ما‬
‫يشكل أساس المجال العمومي للظهور هو الفعل والقول المتصفين بالتعددية‪.‬‬
‫ان أرندت تحاول عبر الحق في التمتع بحقوق اعادة التأسيس لحقوق االنسان وذلك بنوع من‬
‫التجاوز ألساسها في الدولة ‪ /‬األمة والتي برهنت وأوضحت أرندت فشلها في ضمان‬
‫وحماية تلك الحقوق مثلما أوضحت فشل التأسيس لها في الحقوق الطبيعية‪ ,‬اذ على العكس من‬
‫النظريات الطبيعية التي تصرح أن الناس متساوون بالطبيعة‪ ,‬تؤكد أرندت أن المساواة بين الناس‬
‫"هي فقط مساواة في الحقوق أي مساواة انسانية في مقاصدها" (‪ )6-7‬في حين أن الحق في‬
‫التمتح بحقوق ال يضمن لالنسان اال من خالل وضعه كمواطن وليس من خالل انتمائه للجنس‬
‫البشري الشيء الذي يتأكد من خالل وضعية "البدون – حقوق" ان أرندت تبحث عن سبيل‬
‫رساؤء الحقوق داخل جماعة سياسية كونية وداخل انسانية سياسية ال يعود الحق في التمتع‬
‫بحقوق كحق في المشاركة ضمن جماعة سياسية وكحق في الفعل وحق في الفضاء للظهور‪,‬‬
‫مضمونا لكل من فقد جنسيته أو مواطنته‪ ,‬فؤالء البدون – حقوق يتعرضون لشكلين من الحرمان‪:‬‬
‫حرمان من االنتماء لجماعة سياسية وحرمان من الوضع القانوني‪ .‬ان فقدان المشاركة في العالم‬
‫المشترك يفضي حتما وكنتيجة الى االقصاء من فضاء الظهور مثلما أن فقدان الحقوق يشبه‬
‫االختفاء والخروج من دائرة الضوء ورؤيا لهذا السبب فان‪ :‬المواطنة (كأسلوب أو كنمط للفعل‪)....‬‬
‫يجب ان تفهم من خالل نمط للفعل الجماعي ال ينفصل هو نفسه "عن ظهور مشترك للموجودين"‬
‫يشترط الزاميا هو األخر تأسيس وصيانة الفضاء العمومي للظهور‪ .‬ولهذا ترجع اعادة تعريف‬
‫الحقوق بطريقة غير مباشرة بالحق في التمتع بحقوق وبالحق في الظهور الى التفكير فيها مجددا‬
‫داخل جماعة سياسية فاعلة تمكن من خلق دائرة للضوء ولقابلية الرؤيا ان أردنت فضال عن ما‬
‫سبق تفكر مفهومها للحق في التمتع بحقوق انطالقا باألساس من التجربة التوتاليتارية‬
‫للمعسكرات‪ ,‬ذلك أن ضياع الحقوق ال يشير ببساطة لفقدان الحرية كما هو الحال عند ضياع حق‬
‫شخص ما كمواطن‪ ,‬وكمثال السجين الذي أصبح حقه في الحرية معلقا لوقت معين‪ .‬ان ضياع‬
‫حقوق االنسان يحول حسب أرندت دون "حتى امكانية النظام من أجل الحرية" (‪ )6-8‬ويؤدي الى‬
‫االقصاء من الجماعة ومن السياسة‪ ,‬وبما أننا امام شيء أهم وأساسي أكثر من الحرية ومن العدالة‬
‫التين تندرجان في حقوق المواطن (‪ )6-9‬فان األفراد المحرومين من حقوق االنسان قد فقدوا‬
‫باألحرى "حقهم في الفعل" (‪ )6-10‬وحقهم في التمتع بحقوق من األصل‪ .‬وفقدان الحقوق اذن هو‬
‫"فقدان الحق في التعددية‪ ,‬وفقدان الحق في الظهور أيضا" لذلك يجد الناس المسلوبة حقوقهم‬
‫أنفسهم وقد زج بهم في الظلمة الخاصة "بالبدون – حقوق" وفي المكان المظلم من المجتمع الذي‬
‫تم اقصاءهم منه‪.‬‬
‫يتحدد الحق في التمتع بحقوق بالنسبة ألرندت بكونه موضوع هذا الفقدان وبكونه نقيدا له بالضبط‪,‬‬
‫وعندما نقوم بالتنظير لحق المشاركة من خالل جماعة ما‪ ,‬ولحق المشاركة في السياسة وفي الفعل‬
‫وفي الظهور‪ ,‬فألجل لحيلولة دون أي عودة الى هذا االقصاء الكلي والمدمر الذي تبلور على يد‬
‫نظام معسكرات االحتجاز بشكل كرس موت الحقوق التي لطالما اعتبرت غير قابلة لالنتزاع‪ .‬لقد‬
‫جعلت المخيمات الناس سطحيين حسب تعبير أرندت وجعلت الجميع هدفا لالرهاب وللتحكم الكلي‪.‬‬
‫ان ما تطمح اليه أرندت هو ان تجعل هذا العزل أو االقصاء من السياسة ومن الفعل والظهور أمرا‬
‫مستحيال‪ ,‬انها تبحث عن طريقة للحيلولة دون أي اختفاء أو اخراج الناس من دائرة الرؤية ومن‬
‫فضاء الظهور والذي يضمن لهم صيانة انسانيتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬ب‪ -‬الحق في الفعل والحق في الظهور‪:‬‬
‫تستخدم أرندت حقه في التمتع بحقوق للتأسيس من جهة لفلسفة للفعل والذي أضاعته مخيمات‬
‫االحتجاز وانعكاساتها‪ ,‬ومن جهة أخرى ألجل حقوق لالنسان متمركزة حول الحق في الفعل‬
‫المتعدد‪.‬‬
‫يرتكز مفهوم الفعل عند أرندت على اظهار الفاعل لهويته ولكينونته داخل الفعل والقول بما يؤسس‬
‫للسلطة وللفضاء العمومي للظهور‪ ,‬فمفهوم الفعل عند أرندت يرتبط بالتعددية وبفضاء الظهور‬
‫وبذلك يمكن تعميق التفكير في حق الظهور‪ ,‬هذا الحق يفهم من منظور الحق في التمتع بحقوق‬
‫كأساس للحق في السياسة وفي الفعل‪ ,‬في مقابل ضياع الحقوق كنوع من االختفاء والخروج من‬
‫دائرة الرؤية‪ .‬ضد المعسكرات وضد اختزال االنسان الى سلسلة من ردود األفعال تعمق أرندت‬
‫التفكيري مفهوم الفعل كأساس للعالم المشترك ولحق التمتع بحقوق وكضمان وحيد لمجتمع‬
‫سياسي ولفضاء يسمح يظهور الحقوق‪ .‬ضد المعسكرات التي تنتج "االنسان المثال" (‪)6-11‬‬
‫للدولة التوتاليتارية تنظر أرندت للحق في الفعل كأساس للمواطنة‪ ,‬والمواطنة السياسية مفهومة‬
‫من خالل الفعل الجماعي ومن خالل ظهور لألخرين هو ما يستلزم كشرط ضروري فضاءا عموميا‬
‫للظهور‪ .‬ان الحق في الفعل وفق هذه الصياغة هو ما يؤسس الحق في الظهور‪.‬‬
‫ان ما يراد االيحاء به هنا هو أن الفعل التعددي هو ما بيني المجتمع السياسي وهذا األخير هو ما‬
‫يؤسس للمساواة بين األفراد في الحقوق‪ .‬ان الناس غير متساوين بالطبيعة‪ ,‬وانما يصبحون كذلك‬
‫بخلق مجتمع سياسي ومؤسسات سياسية‪ .‬هناك اذن انتاج للمساواة عبر التنظيم السياسي وعبر‬
‫انشاء الحق المتساوي في ولوج الفضاء العمومي بطريقة ذاتية الظهور واالنكشاف‪.‬‬
‫هكذا يكون من الواضح أن الحقوق ال تكون ممكنة اال بضمان الفعل المتعدد والتشاركي المؤسس‬
‫للمجتمع السياسي ولفضاء الظهور‪ ,‬فضد الدولة ‪ /‬األمة التي استبقت للمواطنين ممارسة الحقوق‬
‫فقط (وليس تشريعها) تفكر أرندت في شكل جديد للمجتمع‪ ,‬وضد ظاهرة البدون – حقوق‬
‫المقصيين من مجتمع الدولة ‪ /‬األمة والمقصيين بالتالي من جميع الحقوق تفكر أرندت في حق في‬
‫الفعل وحق في الظهور وحق في الحقوق ارتباطا بجماعة سياسية منتجة للمساواة وللحقوق‪.‬‬
‫ان أرندت وهي تعيد التفكير في الحقوق مرتكزة على جماعة سياسية فاعلة ومؤهلة للظهور يتضح‬
‫أن األمر ال يتعلق بالتأسيس للحقوق على الفرد وانما باألحرى على التعددية االنسانية وعلى‬
‫االنسانية مفهومة كمشاركة في مجتمع سياسي يؤسس للمساواة بين الناس‪ ,‬في حالة ضياع‬
‫حقوقه‪ ,‬االنسان "الذي ليس شيئا أخر غير كونه انسانا" (‪ )6-21‬ال يعامل أبدا بعد ذلك "كشبيه‬
‫من لدن األخرين" (‪ )6-31‬ان الحق في التمتع بحقوق ال يبلغه اال مواطن ينتمي الى جماعة‬
‫سياسية‪ .‬ولهذا تعمق أرندت التفكير في مفهوم لالنسانية يتناسب مع مفهوم المجتمع السياسي‬
‫القائم على التعددية االنسانية‪ .‬لكي يضمن انسان معاملته كنظير يستلزم األمر فضاءا عموميا‬
‫للظهور كفيال باعطاء أفعاله وأقواله معنى وداللة ما‪ ,‬ولكي يكشف بالتالي تفرده االنساني ان‬
‫المساواة التي تخلقها الجماعة السياسية هي وحدها التي تسمح باظهار التفرد االنساني‪ ,‬أما عندما‬
‫يقصى االنسان من الجماعة السياسية فحينئذ فقط يعود الى اختالفه الجذري‪ ،‬ذلك أن هذا االقصاء‬
‫من الجماعة السياسية ومن االنساني يرجع "البدون – حقوق" الى وضعية "المعطى السلبي‬
‫الخالص لكينونتهم" (‪ )6-14‬ويحول بينهم وبين السمو بهذا المعطى عبر الفعل والقول الجماعيين‬
‫المتعددين ألجل تحقيق الظهور والوجود داخل العالم المشترك‪.‬‬
‫‪ -4‬على سبيل الختام ‪.‬‬
‫ان الجهاز المفاهيمي الذي بلوره تفكير أرندت السياسي ليمكننا بحق من وضع البنان على لب‬
‫معضالتنا السياسية المعاصرة و باألخص في العالم العربي وبلدنا المغرب بالخصوص‪ .‬إذ أن غياب‬
‫فضاء حقيقي للظهور أحال شرائح عريضة من المواطنين الى فقدان الحق في التمتع بالحقوق‬
‫وجعل فعلهم السياسي فعال غائبا أو على األقل صوريا‪ .‬ففي ظل التغاضي عن استعمال المال في‬
‫االستحقاقات االنتخابية وفي ظل حضور مؤسسات حزبية صورية ومنخورة من الداخل وفي ظل‬
‫صحافة مراقبة وموجهة عزف المواطن عن الفعل بعد ما يئس من محاولة الفعل وكف عن الظهور‬
‫بعدما يئس من العثور على فضاء حقيقي للظهور وللخروج من ظلمة العزل واالقصاء‪.‬‬
‫ولكن وفي هذه اللحظة بالذات وبعدما أكتشف الناس الفضاء االفتراضي لألنترنت كفضاء أفضل‬
‫للظهور وبعدما استعادت الشعوب العربية ايمانها ورأسمالها الرمزي بامكانية التغيير‪ :‬هل يجب أن‬
‫نثير االنتباه الى أهمية الحق في الدولة والى ضرورية استمراريتها؟ أم يجب أن نوجه االنتباه الى‬
‫ما يمكن أن يعقب الثورات من أنظمة توتاليتارية؟ أم يجب أن نفكر بشكل أعمق في كيفية اعادة‬
‫بناء مؤسساتنا السياسية جذريا كفضاء للفعل السياسي وللتعددية ولحق الظهور ولحق التمتع‬
‫بالحقوق‪.‬‬

‫الهـــــوامــــش‬

‫‪ -)1‬تمت االستفادة بهذا الصدد من مقالة ل‪" :‬محمد أندلسي" بعنوان‪( :‬مفارقات مفهوم الحق‬
‫وشروط امكان تفكير فلسفي في مسألة "حقوق االنسان") وهي منشورة على شبكة االنترنت‬
:‫بموقع‬
http://mohamedandaloussi.maktoobblog.com/1464233
‫ راجع ما أورده الشباك في كتابه التربية والحداثة والذي ترجمه السيد محمد أسليم وبالذات في‬-)2
.‫الفصل المخصص للتربية عند حنا أرندت‬
http://aslimnet.free.fr/traductions/chebbak/ha5.htm
"‫ تصور "أنا أرندت‬:‫ "محمد اندلسي" بعنوان‬:‫ تمت االستفادة هنا من مقالة أخرى ل‬-)3
.‫ وهي منشورة بنفس الموقع السابق‬.‫للسياسة‬
http://mohamedandaloussi.maktoobblog.com/457207
‫ الترجمة والفلسفة‬2" :‫ عز الدين الخطابي ضمنه لكتابه‬.‫ كما يمكن الرجوح لمقال من ترجمة د‬-
.102 :"‫ وذلك في ابتداء من "ص‬,"‫السياسية واألخالقية‬
‫ راجع ما أورده "محمد سعد" في مقال له بعنوان "نقد الشر المحض" وهو أيضا متوفر على‬-)4
http://marocphilosophie.maktoobblog.com/85 :‫شبكة األنترنت بموقع‬
‫ابتداء من هذا العنوان ماتبقى من المقال هو عبارة عن ترجمة بتصرف لمقال بعنوان‬-)6
,» Raphaëlle Nollez-Goldbach, « Le droit d’apparaître
in Du tiers absent au tiers exclu, de l’invisibilité sociale et politique,
Buenos Aires, Argentine, 11 avril 2007
:‫ويمكن االطالع عليه من هنا‬
http://fr.scribd.com/doc/113353685/Le-droit-d%E2%80%99apparaitre-arendt

http://www.4shared.com/office/RPDt19cY/Le_droit_dapparatre_arendt_2.htm

H.Arendt. « condition de l’homme moderne » Paris, calamann – )1-6


levy ,2005.PM232
H.Arendt. « condition de l’homme moderne » Paris, calamann – )2-6
levy ,2005.PM232
H.Arendt. « condition de l’homme moderne » Paris, calamann–levy )3-6
,2005.PM236
H.Arendt. « condition de l’homme moderne » Paris, calamann– )4-6
levy ,2005.PM258
H.Arendt. « condition de l’homme moderne » Paris, calamann – )5-6
levy ,2005.PM237
H.Arendt. « les origines de totalitarisme » quarto Gallimard - )6-6
2002–.PM597
H.Arendt. « les origines de totalitarisme » quarto Gallimard - )7-6
PM517. –2002
H.Arendt. « les origines de totalitarisme » quarto Gallimard - -)8-6
PM600. –2002
H.Arendt. « les origines de totalitarisme » quarto Gallimard - -)9-6
PM599. –2002
H.Arendt. « les origines de totalitarisme » quarto Gallimard - -)10-6
PM807. –2002
H.Arendt. « les origines de totalitarisme » quarto Gallimard - -)11-6
2002–.PM807
H.Arendt. « les origines de totalitarisme » quarto Gallimard - -)12-6
2002–.PM604
H.Arendt. « les origines de totalitarisme » quarto Gallimard 6 -)13-6
2002–.PM60
H.Arendt. « condition de l’homme moderne » Paris, calamann– )14-6
levy ,2005.PM26

You might also like