Professional Documents
Culture Documents
الشباب الذين أبصروا
الشباب الذين أبصروا
من الذي قتل كل هؤالء الشباب والشابات ،تيجان رأس هذا العراق؟
وهل حصيلة اليوم هذا( وهي في ازدياد مطرد) هي حقا ً 264أو 265ال
بل وأكثر (كما سنرى في أدناه) ،أم تراها تساوي ( ن) ..حرف يعرف
ماهيته من درس الرياضيات المتقدمة فهو يعبر عن غاية متوالية ال يعلم
بها إال هللا في ظل التعتيم اإلعالمي الحكومي هذا؟
عندما أعلنت مذيعة الجزيرة قبل قليل أن عدد قتلى التظاهرات بلغ 264
فردا ً تردد ببالي على الفور أنه رقم منقوص ب( )1بأقل تقدير فهو لم
يدخل بتعداد هذه الحصيلة (المقننة جداً) خسارة صبي عراقي لحياته( وإن
لم يتوقف تنفسه)،الصبي عادل إبراهيم خليل من أهالي بغداد إحترق
مستقبله إثر تلف فقرتين من عموده الفقري وكلية وطحال تم إتالفهما
بالكامل بفعل رصاصة غير تقليدية وجهها له مجرم من أولئك المجرمين
من عساكر وشرطة هم جالدو حزب الدعوة وعناصر الدمج الذين طالما
كتبنا عنهم ،من سعى لدمجهم من البداية إنما هو مجرم مثلهم .
أصبح الصبي ميتا ً في األحياء وهو مشلول بنصفه السفلي تماما ً من دون
أي تحكم بفتحتي اإلدرار والتبرز ،وشلل النصف السفلي هذا إنما هو
موتٌ بنكهة مريرة له وألهله ..لم تضف إصابة البطل عادل رقما ً مفردا ً
فحسب لتلك الحصيلة ( باعتباره ميت بنسبة )%95بل أماتت معه حياة
وتطلعات وسكينة عائلة كاملة ستبقى تعاني األمرين للعناية بجسده وتهدئة
خاطره وبث بعض األمل في نفسه حتى يحين أجله المحتوم ،أصبحنا
نحكي األن عن حصيلة تبلغ ( 265مضافا ً إليها تعداد كل فرد من عائلة
المصاب وأقاربه وكل شريف عراقي يتعاطف معه وال يتنصل " ،من لم
يهتم ألمر المسلمين فهو ليس منهم") ..ضعوا أنفسكم محل أهله
وافترضوا أن أحد أبنائكم هو من ترتبت عليه هكذا بالءات لتحسنوا
التصور وال أقول ضعوا أنفسكم بمحله هو فحسب ،هكذا فقط يمكن للقارئ
ثوان ودقائق من التعاطف ٍ أن يتصور المصيبة بأقرب شئ للواقع وإال فهي
الذي ال يعمر طويالً كما في كل خبر مؤلم من نشرات األخبار.
ألجل ماذا تم تدمير حياة هذا العراقي الذي لم يرفع السالح وال فقأ عين
شرطي منهم؟ هو إمتلك الشجاعة واإليجابية لينطق بما لم يتجرأ عليه
ماليين غيره ،ومنهم محسوبون على النظام ممن ينتقدون ويقرون بفشل
الحكومة في كل مضمار ولمدة 16سنة ،لم يفعل أكثر مما فعل فائق
الشيخ علي وأياد جمال الدين وخطيب الجمعة في النجف وفي كربالء
وجملة خطباء جمعة من ماللي المذهب الجعفري جهروا بالتصريح بفشل
الحكومات هذه وطالبوها بالتنحي ،حتى في لبنان ومن لسان أكبر عمامات
الشيعة في جنوب لبنان .لم يخرق الصبي وجماعته أركان اإلسالم وال
اقترفوا إثما ً مبينا ً ،مع هذا فقد كانت عقوبته إنهاء حياته بأتعس صورة.
وأنا أسأل هنا :ما مقدار اإلجرام في قلب من أطلق الرصاصة المدمرة هذه
عليه كي يتسبب له بهكذا إصابة متقصدة وهو ال يعرف الضحية أصالً وال
الضحية كانت تشكل أي خطر عليه و/أو على أسياده المحتمين وراء
جدران الكونكريت؟ أرى أنه إجرام يفوق إجرام من أصدر األوامر
بالتصدي للمتظاهرين فخيار التصويب كان بيد القاتل المجرم هذا ولكنه لم
يتوخ أية سالمة للضحية بل عامله كمعاملة صياد أوروبي لطريدة صيد في
مجاهل أفريقيا ،ال بل أقسى بكثير .تعطيك هذه الفقرة فكرةً تخمينية قريبة
جدا ً للواقع عن " صفرية" الروح العراقية لدى عناصر الردع هؤالء وعن
حقيقة مشاعرهم تجاه أهالي المحافظات المنتفضة تلك :األنبار وصالح
الدين وديالى ونينوى(وفق قاعدة القياس والتناسب) وماذا فعلوا هناك
بمعزل عن توثيق الكاميرات وشهادات الشهود مما هو أعتى وأشد إجراما ً
من رمي صبي آخر تحت سرفة دبابة متحركة أو رمي مزارعين ال عالقة
لهما بداعش بحكم مظهرهما وإستكانتهما ومن ثم نشر الجريمة على
اليوتيوب بكل فخر ،فاسرح بخيالك لتصل للحقيقة التي لم يحكها لك أحد
كما أحسب!
إعلم عزيزي العراقي أن من سقط جريحا ً أو قتيالً بفعل رصاص وقنابل
الشرطة والعساكر المجرمين أولئك قد إشترك بإصابته و/أو قتله جملة
عراقيين من أتباع السلطة هذه .هذه العناوين المدرجة فيما يلي أدناه
مشتركة بقتل هؤالء األبطال الثائرين الذين ال أراهم إال كالصبيين الذين
أبصرا حقيقة خدعة الدجالين الذين حكت عنهما رواية (هانز كريستيان
أندرسن) تلك والذين زعما لإلمبراطور أن بإمكانهما أن يخيطا له ثوبا ً ال
ترى أعين الناظرين خيوطه .عكف الدجاالن طوال أسابيع على التظاهر
بحركات الخياطين أمام السلطان وحاشيته ومن ثم ألبسا اإلمبراطور الغبي
رداءه الشفاف الموعود في نهاية األمد فخرج به على الرعية بكل ثقة
ومؤخرته تشرق عليهم كشمس تموز ..صفقت الحاشية المنافقة وهتفت
الجماهير للسلطان لكن صبيين فقط كان حالهما خالف الجميع ،صبيان
أبصرا من حيث لم يريا أي شئ من تلك الخيوط المنسوجة فهتفا بكل
عار عن أية مالبس)!
عفوية ( إنظروا لمؤخرة السلطان ،السلطان ٍ
كيف أمكن لخدعة العصابة الحاكمة في بغداد القائلة بأنهم أفضل ممن
سبقوهم أن تخيل طيلة كل هذه السنين على ماليين العراقيين ممن أضعهم
هنا بخانة القتلة ( وإن كان بشكل غير مباشر) وفيهم أصحاب عقول
وشهادات؟ أنا أعني أولئك العراقيين الذين إشتركوا بلعبة اإلنتخابات بكل
حماسة وإقتناع وأعطوا أصواتهم لهؤالء القتلة اللصوص الخونة مرات
متكررة ،إنها جريمة متكررة ال ينفع معها أي إعتذار وذلك بحكم إنكشاف
القصة ألي ذي لب فقد كانت هناك دالئل دامغة ومتتابعة تؤشر حقيقة
إجرام وتبعية أحزاب السلطة لكل عدو للعراق وتثبت حقيقة أن أجهزتهم
األمنية بعمومها ليست إال أجهزة خنق وإعدام للعراقيين الذين هم
مبصرون وحتى أولئك الذين سيبصرون بعد حين ،ففي كل تدريبات هذه
القوات األمنية التي ضمت حثاالت العراقيين والتي توالها مشرفون
أميركان ودارت داخل العراق وفي األردن كذلك كان التدريب يدور حول
طريقة قتل العراقي الذي يقترب من موقع المكلف كما نما لعلمي من
إستدراجات كالمية قمت بها مع البعض منهم ،العراقي هو لوحة الهدف
التي كان يتم إطالق النار عليها كما في ميادين التدريب على الرمي
باألسلحة الخفيفة والمتوسطة ..ال شئ كان يدور حول حماية الوطن
والشعب من األعداء الحقيقيين( أميركان وبريطانيين وإيرانيين) .بعض
هذه الوقائع اإلستداللية كان:
-حمالت اإلعتقاالت المبكرة منذ ربيع 2003والتي طالت فئات متتالية
من العراقيين تحت عناوين منفردة كانت تتعرض للتحديث مرةً تلو
األخرى ،فمرةً كانت عن الطيارين والقادة السياسيين والعسكريين وكبار
الحزبيين السابقين ومن ثم أصبحت تخص العلماء األكاديميين وخبراء
التسليح المتميزين ومعهم علماء الدين من الفئة المخالفة (ممن كان لهم
صوت وتأثير في جموعهم ال يراد له أن يستمر) ثم تحولت صوب
الموسرين من أتباع الطائفة السنية لتوحيد لون األسواق التجارية
الرئيسية في بغداد،ليس هؤالء فحسب بل معهم كل شيعي معارض لهيمنة
إيران ولمخطط أميركا التخريبي المكشوف..
-كانت هناك مشاركة مرتزقة الحكومة هذه في عهد أياد عالوي بإخماد
ثورة الفلوجة مساندة لألميركان ومرتزقة بالكووتر..
-كانت هناك واقعة الزركة في النجف وكانت هناك صولة الفرسان
بالبصرة..
-كانت هناك جريمة الحويجة ومسجد سارية وفبركة تهمة اإلرهاب بحق
خيم اإلعتصام وجرائم الشرطة اإلتحادية بالموصل ومعها الفرقة الثانية
قبيل دخول تنظيم داعش ومن ثم كانت هناك جرائم الحشد الشعبي في
تكريت وسامراء وأطراف الموصل ومثلها جرائم الشرطة اإلتحادية
وأجهزة مكافحة اإلرهاب التي هي اإلرهاب بعينه كما وصفها المصور
(علي أركادي) وهو يرافق ضابطا ً وضابط صف توليا تعذيب وإعدام
شقيقين بريئين من أهالي الموصل وإغتصاب زوجة مواطن في قرية تقع
شرق الموصل بوشاية أهل القرية الطائفيين ..
-توجت جرائم التحرير المزعوم للموصل المذكورة أعاله جملة جرائم تم
التعتيم عليها وتجنيب مرتكبيها العقوبة ومن ضمن ذلك إعدام طبيب يماني
األصول موصلي الهوية ونهب مدخراته وهو بسبيل اإلخالء مع عائلته
قرب مجمع مستشفيات الموصل بالجانب األيمن ،وهذا نموذج واحد
فحسب من ركام هائل من المقاتل واإلعتقاالت وأعمال النهب التي لم
نسمع بالصهاينة يخوضون بمعشار معشارها مع الفلسطينيين ..جملة
جرائم بلغ عدد ضحاياها عشرات اآلالف بحساب من تم قصفهم
بالصواريخ اإليرانية وهم حبيسي الموصل القديمة بعد أن طمأنهم حيدر
العبادي على سالمتهم ما لزموا بيوتهم (!!) فأي من هذه الجرائم الشنيعة
تمت محاسبة المسؤولين عنها؟ وال واحدة طبعاً .لقد كانت كل جريمة
منهن بمثابة خيط من الخيوط غير المرئية التي طاب لجمهور اإلمبراطور
ذاك أن يقنعوا أنفسهم أنها موجودة حقا ً ومن ثم يستحسنوا الفعل
ويصفقون لإلمبراطور في حين كانت العفوية الفطرية التي بداخل ذينك
الصبيين هي الدافع لعدم تصديق الخدعة وإشهار اإلنكار والجهر بما يدور
بالبال ..هؤالء الثوار في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب هم كذلك
أيضاً ،لقد أخرجوا أنفسهم من مستنقع التبعية للمجموع وللمرجعيات بكافة
أصنافها فخالفوا من إنتخب ممثلي حزب الدعوة والمجلس األعلى
والفضيلة والحزب اإلسالمي وبقية عناوين الحكم ،خالفوا من سقط بفخ
تقديس المرجعيات المتواطئة الدجالة ،لذلك حصل الشرخ الكبير والتنافر
الجسيم هذا مع اإلصرار على عدم الوقوع بفخ التخدير والتأجيل وال
اإلذعان لإلرهاب الحكومي والمليشياوي المدعوم من قبل الحوزة في
حقيقة األمر ،لقد إنتبهوا لما يجري ولم يكتفوا باإلدراك بل تعدوا ذلك
لمرحلة ( فعل ما ينبغي فعله) ومغادرة معذرة ( أضعف اإليمان) فقد
جابهوا رصاص المجرمين من القوات األمنية بصدورهم العارية وأرخصوا
أرواحهم في سبيل مشروعهم الذي ال أرى إال أن نسميه ( مشروع العنقاء
العراقية) ،طائر ناري إنبعث من تحت رماد متراكم منذ سنين وعقود
طويلة في ليواجه دكتاتوريات السياسة والمعتقد المذهبي والمفاهيم
اإلجتماعية السائدة وأولها ( توخي السالمة على حساب الحق وترك
األمور للغير) ..المجابهة ليست سياسية فحسب ،إنها بمثابة إنقالب فكري
هائل كان العراق بانتظاره كما كان العالم بإنتظار رسالة اإلسالم بعد طول
جاهلية وإظالم إنساني ،مع فارق التشبيه طبعا ً.
أنتم يا من إنتخبتم الدعوة ودولة القانون والحكمة والفضيلة ولم تتوبوا
ولم تراجعوا أنفسكم لليوم هذا ،أنتم يا من صفقتم لتأسيس الحشد الشعبي
(ولطالما عبتم على النظام السابق وحزبه فكرة الجيش الشعبي ومن قبلها
الحرس القومي لكنكم هنا زكيتم تأسيس مليشيا واسعة كان واضحا ً من
مبتداها أنها طائفية تؤسس لباسيج ومرتزقة صفويين وكيان مسخ ما أن
يتخلق حتى يتسرطن ويصبح خنق العراق وشعب العراق وقوة العراق
ثمنا ً إلستئصاله) ..أنتم بعض قتلة هؤالء الشباب فطيبوا نفسا ً بما جنيتم..
أنتم يا أصحاب العمائم ،بيضاء كصفحات منجزاتكم وسوداء كقلوبكم
وضمائركم ،شيعة بالمقام األول ومن ثم سنةً كأمثال خالد المال وعبد
الغفور السامرائي ومهدي الصميدعي وكل ذيولكم في الوقفين السني
والشيعي والكل مملوك إليران ،أنتم من ضمن من قتل هؤالء الشباب
فترقبوا موقفكم قبالة رب العالمين وقت تلقونه وينظر إليكم نظرة تتساقط
من أثرها لحومكم وتهوي بكم سبعين خريفا ً لقعر جهنم ،هذا محلكم الفعلي
ومستحقكم من مضامين األحاديث واآليات ..
أنتم يا مثقفين ممن يرطنون بلغة الضاد وكل لغة أجنبية تمكنتم منها بحكم
مقامكم في بالد الغرب أو بحكم شهاداتكم ،أنتم يا من إجتهدتم طيلة المدة
منذ 2003لليوم هذا،إجتهدتم لمساندة العملية السياسية والمزايدة
بموروث تجربة البعث العراقي لتخويف الجمهور من تكرار ذلك الموروث
غير عابئين برمي العراق في أتون ما هو أشد إجراما ً وسقوطا ً من أية
زلة لذلك الموروث ،أنتم مجرمون متورطون عن قصد وسابق إصرار
بتمرير خدعة التجربة الجديدة والديمقراطية السخيفة هذه ،أنتم سبب
وقوع العراق بالمصيدة اإليرانية وأنتم قتلة هؤالء الشباب مهما نبحت
حناجركم فيما أنتم اليوم إما تلتزمون صمت الجبناء أو تنقلبون على
أنفسكم في ركوب للموجة ،حاورناكم منذ 2006لليوم فلم نجد منكم إال
سقوطا ً يضع شهاداتكم وأصولكم وعناوينكم تحت الحذاء،إن كان هذا حال
المثقفين مثلكم فأي عتب يمكن إلقاؤه على القصاب والسمكري وسائق
الكوستر من حملة الفكر الطائفي ووارثي تلقينات ماللي الحوزات؟ ما نفع
الثقافة التي ال تحرر صاحبها من عبودية الموروث وال تساهم بتحرير
عقلية الجمهور؟ لكم موعد لن تخلفوه كما هو حال المعممين والرعاع من
جمهور الشيعة الذين إنقادوا لتأييد المرجعية وأحزاب الشيعة بكل إصرار
مدفوعين بالكراهية القديمة تلك لكل ما يخالف لون فرائهم..
وأنتم يا جحوش الجيوش اإللكترونية لدولة القانون وبقية العناوين ذات
الوالء الصفوي الصريح أو الباطني حتى ،يا أبناء المومسات دون أدنى
شك ،أنتم يا ضباط الداخلية والدفاع وطالب الكليات وأساتذتها ( ونحن
نعرف بعضكم ونراقب سكناتكم وتعليقاتكم من خالل حساباتنا الحقيقية
دون أن تفطنوا لذلك ) ومعكم كل "دعموص" ال يجيد تركيب جملة
فصيحة ولكنه تعلم كيف يفتح حسابا ً على منابر الفيسبووك وصفحات
المواقع األخرى كي يمارس دور ( كوبلز) فيقلب الحق لباطل والباطل
لحق ،لقد راقبتكم منذ خمس سنين وأنتم تتقلبون من أسمائكم الصريحة
إلى أسماء ذات مضامين طائفية فور بدء فعاليات الحشد الشعبي ،كنتم
تعلمون أنكم بصدد ممارسة اإلجرام لذا أخفيتم أسماءكم وعناوينكم وبشكل
جماعي عجيب ،كما لو كنتم بمجملكم مجموعة " قرقوزات" مربوطه
بسلك واحد يشدها بسحبة مفردة ،إذ تغيرت هوية ( الرائد غيث) على
الفيسبووك إلى أبو( الحسن الموسوي) في بحر 24ساعة ،ومثله اللواء
نبيل والدكتور هادي اللذين إختارا تسميات ال تفصح عن أي دليل يقود
إليهما ،نفس ما فعله المجرم خليل عبد الخزاعي إبن الديوانية الذي
أصبحت صفحته بين ليلة وضحاها خالية من أي لون خاكي أو مرقط كما
كانت ،أحكي عن أحد مجرمي واقعة الحويجة ! أنتم شر مكانا من كل
أولئك المذكورين أعاله وال تقل حصة إجرامكم عن حصة من سحب الزناد
ورمى صوب المتظاهرين ،القاتل الفعلي ذاك حظي بتأييدكم في مسيرة
السنوات الماضية وأكمل عملكم كركضة البريد ،كل ما في القضية هو أن
طائفة العدو تبدلت ،وما هم القاتل ذاك التبدل وال همكم فأنتم مستعدون
دوما ً لتنفيذ أوامر القتل وتكفير من تصدر بحقه األوامر كائنا ً من كان ،هو
داعشي في محافظات العرب السنة وهو سفياني أو يماني في النجف
وكربالء وهو غوغائي في البصرة يبتغي تهديد عروشا ً يضخ لكم دهاقنتها
من كبار المجرمين عشرات الماليين كل شهر ويرسلونكم بإيفادات
وسفرات سياحية لدول بعيدة ويعدونكم بأفضل معيشة أنتم وعوائلكم
الناشفة التي ال تتقن إستخدام المصعد أو ركوب قطار األنفاق ..أنتم،
ومعكم يصطف كل من يبرر ويشكك ويتفلسف اليوم وهو يرى هؤالء
األبطال يرمون أنفسهم بحضن الموت وال يبالون فيما هو خادر كالعذراء
داخل شرنقة لذا ال يطيب له إال أن يشكك ويسفه ..في هكذا مناسبات
وممارسات جبارة ،ومن ال يستطيع أن يفعل شيئا ً فليقل خيرا ً أو فليصمت
بحكم نص الحديث الشريف عوضا ً عن التصريح بطريقة ( التمضرط)
فهذه الفعالية هي الحد السفلي لمملكة الباطل.
مختصر الكالم :سينتقل " إستبصار" هذه الفئة الطيبة والشجاعة
لقطاعات الشعب بالعدوى التي ال مناص من حدوثها ،سينتقل أفقيا ً
وعمودياً ،كما سبق وقلت من قبل وفق مقولة " لقد حبلوها وستلد"
ستتسع قاعدة الجماهير المؤمنة بهذه الثورة الشجاعة وستتعمق تأثيرات
الثورة من حيث الكفر بكل المواريث العقائدية وأشكال تقديس الشخوص..
لقد حصل شئ أشبه بتحطيم النبي إبراهيم ألصنام قومه من حيث ساقهم
سوقا ً لحك أدمغتهم التي ران عليها الشرك والغباء بحكم اإلتباع األعمى،
جعلهم يقرون بأن ما يعبدونه كان حفنة أصنام ال تنطق وال يمكنها أن
تدافع عن نفسها قبالة معول وبشر مفرد ،لذا فكل مقدسات الشيعة اليوم (
ومثلها مقدسات السنة كذلك كي أكون متوازنا ً بالطرح ،لدى جمهور السنة
أصنامه هو اآلخر ولن يتم إصالح حال العراق بالتركيز على معممي
الشيعة وأصنامهم فقط) هي موضع إتهام وليس تشكيك فحسب ..ال شئ
إسمه " عمامة رسول هللا" كما قرأت بتقديم ألحد التسجيالت التي تعرض
بشتم أحد المتظاهرين لمعمم يجتاز الشارع فيما من وزع التسجيل
إستفسر بشكل خبيث( ما ذنب عمامة رسول هللا؟)،هذه قرصنة لقدسية
الرسول وتجيير لها بإسم أراذل المسلمين ،المعمم هو شخص أدنى من
التابع له حتى فهو كاذب وطامع وزاني ومرائي في غالب أحواله،
المعممون عموما ً هم من كانوا يوصفون وقت البعثة في المدينة المنورة
ب( المنافقين) ،لو كان فيهم بعض الخير والصدق لما وصل الحال بالعراق
والعراقيين لهذا الدرك السفلي.
هذه التحوالت التي أعدكم بها محتومة ورغما ً عنكم ،وهذه هي أكبر
منجزات هذه الثورة العنيفة ،ال قطع الجسور وال حرق مقرات األحزاب
التي أقلقتكم وأرعبتكم أكثر من أي شئ أيها األغبياء ،سيفهم كثير من
العراقيين بنهاية المطاف أن العالم الذي كانوا محبوسين ضمنه( مكانا ً
وزمانا ً وعقليةً أو جملة مفاهيم) إنما هو عالم أكاذيب ودجليات وخرافات
منسوجة بحبر فارسي ساهم بإرسالهم لغابات الفكر مع الوحوش فيما
العالم كله يتقدم لإلمام ،وسيفهمون أن الصنم القابع بسرداب بالنجف
والذي تم إستخدام إسمه وهويته لتمرير كل ما حصل منذ 2003إنما هو
عدو للعراقيين ال مرجع لشيعتهم( هذا بفرض كونه ال زال حياً)،
وسيكتشف هؤالء العراقيون فداحة التجهيل الذي تم تلقينه لهم منذ الصغر
وعلى مدى قرون متعددة دون أن يصار للتشكيك بمصداقيته وإخضاعه
للتمحيص حتى وهو يخالف المنطق والفلك والرياضيات وسائر العلوم،
فهذا معمم ينقل في فديو متناقل من اليوتيوب عن مرجع فارسي هو ( عبد
األعلى السبزواري) قوله أنه يتذكر حياته وهو في رحم أمه (!!) فيجيبه
السامع( وهو الصدر الثالث هنا) بأنه يتذكر ما قبل ذلك! كيف ال تقابل
هكذا تخريفات توحي بأشكال الخيال األيروسي بالضحك والتنكيل؟ كيف ال
يًرمى المعمم الذي يتلفظ بها باألحذية ليسقط من على المنبر ويكون عبرةً
لمن إعتبر؟ كيف ال يصار لوضع حد لهكذا تخريفات بدل القبول بها
واعتبارها من اآليات المحكمات حاشا لكتاب هللا؟ وكيف يمكن للعقل أن
يحيل نفسه على التقاعد ويرضى بمهانة تصديق هكذا تخريفات رغم أنه
يعيش بعصر المعلوماتية وإنكشاف الستر وسقوط الحجج الموروثة؟
ولنا لقاء مقبل إن شاء هللا