You are on page 1of 13

‫كتابات أبو الحق‬

‫تاسع من حادي عشر‬


‫‪2019‬‬

‫الشباب الذين أبصروا‬

‫من الذي قتل كل هؤالء الشباب والشابات‪ ،‬تيجان رأس هذا العراق؟‬
‫وهل حصيلة اليوم هذا( وهي في ازدياد مطرد) هي حقا ً ‪ 264‬أو ‪ 265‬ال‬
‫بل وأكثر (كما سنرى في أدناه) ‪ ،‬أم تراها تساوي ( ن) ‪ ..‬حرف يعرف‬
‫ماهيته من درس الرياضيات المتقدمة فهو يعبر عن غاية متوالية ال يعلم‬
‫بها إال هللا في ظل التعتيم اإلعالمي الحكومي هذا؟‬
‫عندما أعلنت مذيعة الجزيرة قبل قليل أن عدد قتلى التظاهرات بلغ ‪264‬‬
‫فردا ً تردد ببالي على الفور أنه رقم منقوص ب( ‪ )1‬بأقل تقدير فهو لم‬
‫يدخل بتعداد هذه الحصيلة (المقننة جداً) خسارة صبي عراقي لحياته( وإن‬
‫لم يتوقف تنفسه)‪،‬الصبي عادل إبراهيم خليل من أهالي بغداد إحترق‬
‫مستقبله إثر تلف فقرتين من عموده الفقري وكلية وطحال تم إتالفهما‬
‫بالكامل بفعل رصاصة غير تقليدية وجهها له مجرم من أولئك المجرمين‬
‫من عساكر وشرطة هم جالدو حزب الدعوة وعناصر الدمج الذين طالما‬
‫كتبنا عنهم‪ ،‬من سعى لدمجهم من البداية إنما هو مجرم مثلهم ‪.‬‬
‫أصبح الصبي ميتا ً في األحياء وهو مشلول بنصفه السفلي تماما ً من دون‬
‫أي تحكم بفتحتي اإلدرار والتبرز‪ ،‬وشلل النصف السفلي هذا إنما هو‬
‫موتٌ بنكهة مريرة له وألهله‪ ..‬لم تضف إصابة البطل عادل رقما ً مفردا ً‬
‫فحسب لتلك الحصيلة ( باعتباره ميت بنسبة ‪ )%95‬بل أماتت معه حياة‬
‫وتطلعات وسكينة عائلة كاملة ستبقى تعاني األمرين للعناية بجسده وتهدئة‬
‫خاطره وبث بعض األمل في نفسه حتى يحين أجله المحتوم‪ ،‬أصبحنا‬
‫نحكي األن عن حصيلة تبلغ ( ‪ 265‬مضافا ً إليها تعداد كل فرد من عائلة‬
‫المصاب وأقاربه وكل شريف عراقي يتعاطف معه وال يتنصل‪ " ،‬من لم‬
‫يهتم ألمر المسلمين فهو ليس منهم")‪ ..‬ضعوا أنفسكم محل أهله‬
‫وافترضوا أن أحد أبنائكم هو من ترتبت عليه هكذا بالءات لتحسنوا‬
‫التصور وال أقول ضعوا أنفسكم بمحله هو فحسب‪ ،‬هكذا فقط يمكن للقارئ‬
‫ثوان ودقائق من التعاطف‬ ‫ٍ‬ ‫أن يتصور المصيبة بأقرب شئ للواقع وإال فهي‬
‫الذي ال يعمر طويالً كما في كل خبر مؤلم من نشرات األخبار‪.‬‬
‫ألجل ماذا تم تدمير حياة هذا العراقي الذي لم يرفع السالح وال فقأ عين‬
‫شرطي منهم؟ هو إمتلك الشجاعة واإليجابية لينطق بما لم يتجرأ عليه‬
‫ماليين غيره‪ ،‬ومنهم محسوبون على النظام ممن ينتقدون ويقرون بفشل‬
‫الحكومة في كل مضمار ولمدة ‪ 16‬سنة ‪ ،‬لم يفعل أكثر مما فعل فائق‬
‫الشيخ علي وأياد جمال الدين وخطيب الجمعة في النجف وفي كربالء‬
‫وجملة خطباء جمعة من ماللي المذهب الجعفري جهروا بالتصريح بفشل‬
‫الحكومات هذه وطالبوها بالتنحي‪ ،‬حتى في لبنان ومن لسان أكبر عمامات‬
‫الشيعة في جنوب لبنان‪ .‬لم يخرق الصبي وجماعته أركان اإلسالم وال‬
‫اقترفوا إثما ً مبينا ً‪ ،‬مع هذا فقد كانت عقوبته إنهاء حياته بأتعس صورة‪.‬‬
‫وأنا أسأل هنا‪ :‬ما مقدار اإلجرام في قلب من أطلق الرصاصة المدمرة هذه‬
‫عليه كي يتسبب له بهكذا إصابة متقصدة وهو ال يعرف الضحية أصالً وال‬
‫الضحية كانت تشكل أي خطر عليه و‪/‬أو على أسياده المحتمين وراء‬
‫جدران الكونكريت؟ أرى أنه إجرام يفوق إجرام من أصدر األوامر‬
‫بالتصدي للمتظاهرين فخيار التصويب كان بيد القاتل المجرم هذا ولكنه لم‬
‫يتوخ أية سالمة للضحية بل عامله كمعاملة صياد أوروبي لطريدة صيد في‬
‫مجاهل أفريقيا‪ ،‬ال بل أقسى بكثير‪ .‬تعطيك هذه الفقرة فكرةً تخمينية قريبة‬
‫جدا ً للواقع عن " صفرية" الروح العراقية لدى عناصر الردع هؤالء وعن‬
‫حقيقة مشاعرهم تجاه أهالي المحافظات المنتفضة تلك‪ :‬األنبار وصالح‬
‫الدين وديالى ونينوى(وفق قاعدة القياس والتناسب) وماذا فعلوا هناك‬
‫بمعزل عن توثيق الكاميرات وشهادات الشهود مما هو أعتى وأشد إجراما ً‬
‫من رمي صبي آخر تحت سرفة دبابة متحركة أو رمي مزارعين ال عالقة‬
‫لهما بداعش بحكم مظهرهما وإستكانتهما ومن ثم نشر الجريمة على‬
‫اليوتيوب بكل فخر‪ ،‬فاسرح بخيالك لتصل للحقيقة التي لم يحكها لك أحد‬
‫كما أحسب!‬
‫إعلم عزيزي العراقي أن من سقط جريحا ً أو قتيالً بفعل رصاص وقنابل‬
‫الشرطة والعساكر المجرمين أولئك قد إشترك بإصابته و‪/‬أو قتله جملة‬
‫عراقيين من أتباع السلطة هذه‪ .‬هذه العناوين المدرجة فيما يلي أدناه‬
‫مشتركة بقتل هؤالء األبطال الثائرين الذين ال أراهم إال كالصبيين الذين‬
‫أبصرا حقيقة خدعة الدجالين الذين حكت عنهما رواية (هانز كريستيان‬
‫أندرسن) تلك والذين زعما لإلمبراطور أن بإمكانهما أن يخيطا له ثوبا ً ال‬
‫ترى أعين الناظرين خيوطه‪ .‬عكف الدجاالن طوال أسابيع على التظاهر‬
‫بحركات الخياطين أمام السلطان وحاشيته ومن ثم ألبسا اإلمبراطور الغبي‬
‫رداءه الشفاف الموعود في نهاية األمد فخرج به على الرعية بكل ثقة‬
‫ومؤخرته تشرق عليهم كشمس تموز ‪ ..‬صفقت الحاشية المنافقة وهتفت‬
‫الجماهير للسلطان لكن صبيين فقط كان حالهما خالف الجميع‪ ،‬صبيان‬
‫أبصرا من حيث لم يريا أي شئ من تلك الخيوط المنسوجة فهتفا بكل‬
‫عار عن أية مالبس)!‬
‫عفوية ( إنظروا لمؤخرة السلطان ‪ ،‬السلطان ٍ‬

‫كيف أمكن لخدعة العصابة الحاكمة في بغداد القائلة بأنهم أفضل ممن‬
‫سبقوهم أن تخيل طيلة كل هذه السنين على ماليين العراقيين ممن أضعهم‬
‫هنا بخانة القتلة ( وإن كان بشكل غير مباشر) وفيهم أصحاب عقول‬
‫وشهادات؟ أنا أعني أولئك العراقيين الذين إشتركوا بلعبة اإلنتخابات بكل‬
‫حماسة وإقتناع وأعطوا أصواتهم لهؤالء القتلة اللصوص الخونة مرات‬
‫متكررة‪ ،‬إنها جريمة متكررة ال ينفع معها أي إعتذار وذلك بحكم إنكشاف‬
‫القصة ألي ذي لب فقد كانت هناك دالئل دامغة ومتتابعة تؤشر حقيقة‬
‫إجرام وتبعية أحزاب السلطة لكل عدو للعراق وتثبت حقيقة أن أجهزتهم‬
‫األمنية بعمومها ليست إال أجهزة خنق وإعدام للعراقيين الذين هم‬
‫مبصرون وحتى أولئك الذين سيبصرون بعد حين‪ ،‬ففي كل تدريبات هذه‬
‫القوات األمنية التي ضمت حثاالت العراقيين والتي توالها مشرفون‬
‫أميركان ودارت داخل العراق وفي األردن كذلك كان التدريب يدور حول‬
‫طريقة قتل العراقي الذي يقترب من موقع المكلف كما نما لعلمي من‬
‫إستدراجات كالمية قمت بها مع البعض منهم‪ ،‬العراقي هو لوحة الهدف‬
‫التي كان يتم إطالق النار عليها كما في ميادين التدريب على الرمي‬
‫باألسلحة الخفيفة والمتوسطة‪ ..‬ال شئ كان يدور حول حماية الوطن‬
‫والشعب من األعداء الحقيقيين( أميركان وبريطانيين وإيرانيين)‪ .‬بعض‬
‫هذه الوقائع اإلستداللية كان‪:‬‬
‫‪ -‬حمالت اإلعتقاالت المبكرة منذ ربيع ‪ 2003‬والتي طالت فئات متتالية‬
‫من العراقيين تحت عناوين منفردة كانت تتعرض للتحديث مرةً تلو‬
‫األخرى‪ ،‬فمرةً كانت عن الطيارين والقادة السياسيين والعسكريين وكبار‬
‫الحزبيين السابقين ومن ثم أصبحت تخص العلماء األكاديميين وخبراء‬
‫التسليح المتميزين ومعهم علماء الدين من الفئة المخالفة (ممن كان لهم‬
‫صوت وتأثير في جموعهم ال يراد له أن يستمر) ثم تحولت صوب‬
‫الموسرين من أتباع الطائفة السنية لتوحيد لون األسواق التجارية‬
‫الرئيسية في بغداد‪،‬ليس هؤالء فحسب بل معهم كل شيعي معارض لهيمنة‬
‫إيران ولمخطط أميركا التخريبي المكشوف‪..‬‬
‫‪ -‬كانت هناك مشاركة مرتزقة الحكومة هذه في عهد أياد عالوي بإخماد‬
‫ثورة الفلوجة مساندة لألميركان ومرتزقة بالكووتر‪..‬‬
‫‪ -‬كانت هناك واقعة الزركة في النجف وكانت هناك صولة الفرسان‬
‫بالبصرة‪..‬‬
‫‪ -‬كانت هناك جريمة الحويجة ومسجد سارية وفبركة تهمة اإلرهاب بحق‬
‫خيم اإلعتصام وجرائم الشرطة اإلتحادية بالموصل ومعها الفرقة الثانية‬
‫قبيل دخول تنظيم داعش ومن ثم كانت هناك جرائم الحشد الشعبي في‬
‫تكريت وسامراء وأطراف الموصل ومثلها جرائم الشرطة اإلتحادية‬
‫وأجهزة مكافحة اإلرهاب التي هي اإلرهاب بعينه كما وصفها المصور‬
‫(علي أركادي) وهو يرافق ضابطا ً وضابط صف توليا تعذيب وإعدام‬
‫شقيقين بريئين من أهالي الموصل وإغتصاب زوجة مواطن في قرية تقع‬
‫شرق الموصل بوشاية أهل القرية الطائفيين ‪..‬‬
‫‪ -‬توجت جرائم التحرير المزعوم للموصل المذكورة أعاله جملة جرائم تم‬
‫التعتيم عليها وتجنيب مرتكبيها العقوبة ومن ضمن ذلك إعدام طبيب يماني‬
‫األصول موصلي الهوية ونهب مدخراته وهو بسبيل اإلخالء مع عائلته‬
‫قرب مجمع مستشفيات الموصل بالجانب األيمن‪ ،‬وهذا نموذج واحد‬
‫فحسب من ركام هائل من المقاتل واإلعتقاالت وأعمال النهب التي لم‬
‫نسمع بالصهاينة يخوضون بمعشار معشارها مع الفلسطينيين‪ ..‬جملة‬
‫جرائم بلغ عدد ضحاياها عشرات اآلالف بحساب من تم قصفهم‬
‫بالصواريخ اإليرانية وهم حبيسي الموصل القديمة بعد أن طمأنهم حيدر‬
‫العبادي على سالمتهم ما لزموا بيوتهم (!!) فأي من هذه الجرائم الشنيعة‬
‫تمت محاسبة المسؤولين عنها؟ وال واحدة طبعاً‪ .‬لقد كانت كل جريمة‬
‫منهن بمثابة خيط من الخيوط غير المرئية التي طاب لجمهور اإلمبراطور‬
‫ذاك أن يقنعوا أنفسهم أنها موجودة حقا ً ومن ثم يستحسنوا الفعل‬
‫ويصفقون لإلمبراطور في حين كانت العفوية الفطرية التي بداخل ذينك‬
‫الصبيين هي الدافع لعدم تصديق الخدعة وإشهار اإلنكار والجهر بما يدور‬
‫بالبال‪ ..‬هؤالء الثوار في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب هم كذلك‬
‫أيضاً‪ ،‬لقد أخرجوا أنفسهم من مستنقع التبعية للمجموع وللمرجعيات بكافة‬
‫أصنافها فخالفوا من إنتخب ممثلي حزب الدعوة والمجلس األعلى‬
‫والفضيلة والحزب اإلسالمي وبقية عناوين الحكم‪ ،‬خالفوا من سقط بفخ‬
‫تقديس المرجعيات المتواطئة الدجالة‪ ،‬لذلك حصل الشرخ الكبير والتنافر‬
‫الجسيم هذا مع اإلصرار على عدم الوقوع بفخ التخدير والتأجيل وال‬
‫اإلذعان لإلرهاب الحكومي والمليشياوي المدعوم من قبل الحوزة في‬
‫حقيقة األمر‪ ،‬لقد إنتبهوا لما يجري ولم يكتفوا باإلدراك بل تعدوا ذلك‬
‫لمرحلة ( فعل ما ينبغي فعله) ومغادرة معذرة ( أضعف اإليمان) فقد‬
‫جابهوا رصاص المجرمين من القوات األمنية بصدورهم العارية وأرخصوا‬
‫أرواحهم في سبيل مشروعهم الذي ال أرى إال أن نسميه ( مشروع العنقاء‬
‫العراقية)‪ ،‬طائر ناري إنبعث من تحت رماد متراكم منذ سنين وعقود‬
‫طويلة في ليواجه دكتاتوريات السياسة والمعتقد المذهبي والمفاهيم‬
‫اإلجتماعية السائدة وأولها ( توخي السالمة على حساب الحق وترك‬
‫األمور للغير)‪ ..‬المجابهة ليست سياسية فحسب‪ ،‬إنها بمثابة إنقالب فكري‬
‫هائل كان العراق بانتظاره كما كان العالم بإنتظار رسالة اإلسالم بعد طول‬
‫جاهلية وإظالم إنساني‪ ،‬مع فارق التشبيه طبعا ً‪.‬‬
‫أنتم يا من إنتخبتم الدعوة ودولة القانون والحكمة والفضيلة ولم تتوبوا‬
‫ولم تراجعوا أنفسكم لليوم هذا‪ ،‬أنتم يا من صفقتم لتأسيس الحشد الشعبي‬
‫(ولطالما عبتم على النظام السابق وحزبه فكرة الجيش الشعبي ومن قبلها‬
‫الحرس القومي لكنكم هنا زكيتم تأسيس مليشيا واسعة كان واضحا ً من‬
‫مبتداها أنها طائفية تؤسس لباسيج ومرتزقة صفويين وكيان مسخ ما أن‬
‫يتخلق حتى يتسرطن ويصبح خنق العراق وشعب العراق وقوة العراق‬
‫ثمنا ً إلستئصاله)‪ ..‬أنتم بعض قتلة هؤالء الشباب فطيبوا نفسا ً بما جنيتم‪..‬‬
‫أنتم يا أصحاب العمائم‪ ،‬بيضاء كصفحات منجزاتكم وسوداء كقلوبكم‬
‫وضمائركم‪ ،‬شيعة بالمقام األول ومن ثم سنةً كأمثال خالد المال وعبد‬
‫الغفور السامرائي ومهدي الصميدعي وكل ذيولكم في الوقفين السني‬
‫والشيعي والكل مملوك إليران‪ ،‬أنتم من ضمن من قتل هؤالء الشباب‬
‫فترقبوا موقفكم قبالة رب العالمين وقت تلقونه وينظر إليكم نظرة تتساقط‬
‫من أثرها لحومكم وتهوي بكم سبعين خريفا ً لقعر جهنم‪ ،‬هذا محلكم الفعلي‬
‫ومستحقكم من مضامين األحاديث واآليات ‪..‬‬
‫أنتم يا مثقفين ممن يرطنون بلغة الضاد وكل لغة أجنبية تمكنتم منها بحكم‬
‫مقامكم في بالد الغرب أو بحكم شهاداتكم‪ ،‬أنتم يا من إجتهدتم طيلة المدة‬
‫منذ ‪ 2003‬لليوم هذا‪،‬إجتهدتم لمساندة العملية السياسية والمزايدة‬
‫بموروث تجربة البعث العراقي لتخويف الجمهور من تكرار ذلك الموروث‬
‫غير عابئين برمي العراق في أتون ما هو أشد إجراما ً وسقوطا ً من أية‬
‫زلة لذلك الموروث‪ ،‬أنتم مجرمون متورطون عن قصد وسابق إصرار‬
‫بتمرير خدعة التجربة الجديدة والديمقراطية السخيفة هذه‪ ،‬أنتم سبب‬
‫وقوع العراق بالمصيدة اإليرانية وأنتم قتلة هؤالء الشباب مهما نبحت‬
‫حناجركم فيما أنتم اليوم إما تلتزمون صمت الجبناء أو تنقلبون على‬
‫أنفسكم في ركوب للموجة‪ ،‬حاورناكم منذ ‪ 2006‬لليوم فلم نجد منكم إال‬
‫سقوطا ً يضع شهاداتكم وأصولكم وعناوينكم تحت الحذاء‪،‬إن كان هذا حال‬
‫المثقفين مثلكم فأي عتب يمكن إلقاؤه على القصاب والسمكري وسائق‬
‫الكوستر من حملة الفكر الطائفي ووارثي تلقينات ماللي الحوزات؟ ما نفع‬
‫الثقافة التي ال تحرر صاحبها من عبودية الموروث وال تساهم بتحرير‬
‫عقلية الجمهور؟ لكم موعد لن تخلفوه كما هو حال المعممين والرعاع من‬
‫جمهور الشيعة الذين إنقادوا لتأييد المرجعية وأحزاب الشيعة بكل إصرار‬
‫مدفوعين بالكراهية القديمة تلك لكل ما يخالف لون فرائهم‪..‬‬
‫وأنتم يا جحوش الجيوش اإللكترونية لدولة القانون وبقية العناوين ذات‬
‫الوالء الصفوي الصريح أو الباطني حتى‪ ،‬يا أبناء المومسات دون أدنى‬
‫شك‪ ،‬أنتم يا ضباط الداخلية والدفاع وطالب الكليات وأساتذتها ( ونحن‬
‫نعرف بعضكم ونراقب سكناتكم وتعليقاتكم من خالل حساباتنا الحقيقية‬
‫دون أن تفطنوا لذلك ) ومعكم كل "دعموص" ال يجيد تركيب جملة‬
‫فصيحة ولكنه تعلم كيف يفتح حسابا ً على منابر الفيسبووك وصفحات‬
‫المواقع األخرى كي يمارس دور ( كوبلز) فيقلب الحق لباطل والباطل‬
‫لحق‪ ،‬لقد راقبتكم منذ خمس سنين وأنتم تتقلبون من أسمائكم الصريحة‬
‫إلى أسماء ذات مضامين طائفية فور بدء فعاليات الحشد الشعبي‪ ،‬كنتم‬
‫تعلمون أنكم بصدد ممارسة اإلجرام لذا أخفيتم أسماءكم وعناوينكم وبشكل‬
‫جماعي عجيب‪ ،‬كما لو كنتم بمجملكم مجموعة " قرقوزات" مربوطه‬
‫بسلك واحد يشدها بسحبة مفردة‪ ،‬إذ تغيرت هوية ( الرائد غيث) على‬
‫الفيسبووك إلى أبو( الحسن الموسوي) في بحر ‪ 24‬ساعة‪ ،‬ومثله اللواء‬
‫نبيل والدكتور هادي اللذين إختارا تسميات ال تفصح عن أي دليل يقود‬
‫إليهما‪ ،‬نفس ما فعله المجرم خليل عبد الخزاعي إبن الديوانية الذي‬
‫أصبحت صفحته بين ليلة وضحاها خالية من أي لون خاكي أو مرقط كما‬
‫كانت‪ ،‬أحكي عن أحد مجرمي واقعة الحويجة ! أنتم شر مكانا من كل‬
‫أولئك المذكورين أعاله وال تقل حصة إجرامكم عن حصة من سحب الزناد‬
‫ورمى صوب المتظاهرين‪ ،‬القاتل الفعلي ذاك حظي بتأييدكم في مسيرة‬
‫السنوات الماضية وأكمل عملكم كركضة البريد‪ ،‬كل ما في القضية هو أن‬
‫طائفة العدو تبدلت‪ ،‬وما هم القاتل ذاك التبدل وال همكم فأنتم مستعدون‬
‫دوما ً لتنفيذ أوامر القتل وتكفير من تصدر بحقه األوامر كائنا ً من كان‪ ،‬هو‬
‫داعشي في محافظات العرب السنة وهو سفياني أو يماني في النجف‬
‫وكربالء وهو غوغائي في البصرة يبتغي تهديد عروشا ً يضخ لكم دهاقنتها‬
‫من كبار المجرمين عشرات الماليين كل شهر ويرسلونكم بإيفادات‬
‫وسفرات سياحية لدول بعيدة ويعدونكم بأفضل معيشة أنتم وعوائلكم‬
‫الناشفة التي ال تتقن إستخدام المصعد أو ركوب قطار األنفاق ‪..‬أنتم‪،‬‬
‫ومعكم يصطف كل من يبرر ويشكك ويتفلسف اليوم وهو يرى هؤالء‬
‫األبطال يرمون أنفسهم بحضن الموت وال يبالون فيما هو خادر كالعذراء‬
‫داخل شرنقة لذا ال يطيب له إال أن يشكك ويسفه‪ ..‬في هكذا مناسبات‬
‫وممارسات جبارة‪ ،‬ومن ال يستطيع أن يفعل شيئا ً فليقل خيرا ً أو فليصمت‬
‫بحكم نص الحديث الشريف عوضا ً عن التصريح بطريقة ( التمضرط)‬
‫فهذه الفعالية هي الحد السفلي لمملكة الباطل‪.‬‬
‫مختصر الكالم‪ :‬سينتقل " إستبصار" هذه الفئة الطيبة والشجاعة‬
‫لقطاعات الشعب بالعدوى التي ال مناص من حدوثها‪ ،‬سينتقل أفقيا ً‬
‫وعمودياً‪ ،‬كما سبق وقلت من قبل وفق مقولة " لقد حبلوها وستلد"‬
‫ستتسع قاعدة الجماهير المؤمنة بهذه الثورة الشجاعة وستتعمق تأثيرات‬
‫الثورة من حيث الكفر بكل المواريث العقائدية وأشكال تقديس الشخوص‪..‬‬
‫لقد حصل شئ أشبه بتحطيم النبي إبراهيم ألصنام قومه من حيث ساقهم‬
‫سوقا ً لحك أدمغتهم التي ران عليها الشرك والغباء بحكم اإلتباع األعمى‪،‬‬
‫جعلهم يقرون بأن ما يعبدونه كان حفنة أصنام ال تنطق وال يمكنها أن‬
‫تدافع عن نفسها قبالة معول وبشر مفرد‪ ،‬لذا فكل مقدسات الشيعة اليوم (‬
‫ومثلها مقدسات السنة كذلك كي أكون متوازنا ً بالطرح‪ ،‬لدى جمهور السنة‬
‫أصنامه هو اآلخر ولن يتم إصالح حال العراق بالتركيز على معممي‬
‫الشيعة وأصنامهم فقط) هي موضع إتهام وليس تشكيك فحسب‪ ..‬ال شئ‬
‫إسمه " عمامة رسول هللا" كما قرأت بتقديم ألحد التسجيالت التي تعرض‬
‫بشتم أحد المتظاهرين لمعمم يجتاز الشارع فيما من وزع التسجيل‬
‫إستفسر بشكل خبيث( ما ذنب عمامة رسول هللا؟)‪،‬هذه قرصنة لقدسية‬
‫الرسول وتجيير لها بإسم أراذل المسلمين‪ ،‬المعمم هو شخص أدنى من‬
‫التابع له حتى فهو كاذب وطامع وزاني ومرائي في غالب أحواله‪،‬‬
‫المعممون عموما ً هم من كانوا يوصفون وقت البعثة في المدينة المنورة‬
‫ب( المنافقين)‪ ،‬لو كان فيهم بعض الخير والصدق لما وصل الحال بالعراق‬
‫والعراقيين لهذا الدرك السفلي‪.‬‬
‫هذه التحوالت التي أعدكم بها محتومة ورغما ً عنكم‪ ،‬وهذه هي أكبر‬
‫منجزات هذه الثورة العنيفة‪ ،‬ال قطع الجسور وال حرق مقرات األحزاب‬
‫التي أقلقتكم وأرعبتكم أكثر من أي شئ أيها األغبياء‪ ،‬سيفهم كثير من‬
‫العراقيين بنهاية المطاف أن العالم الذي كانوا محبوسين ضمنه( مكانا ً‬
‫وزمانا ً وعقليةً أو جملة مفاهيم) إنما هو عالم أكاذيب ودجليات وخرافات‬
‫منسوجة بحبر فارسي ساهم بإرسالهم لغابات الفكر مع الوحوش فيما‬
‫العالم كله يتقدم لإلمام‪ ،‬وسيفهمون أن الصنم القابع بسرداب بالنجف‬
‫والذي تم إستخدام إسمه وهويته لتمرير كل ما حصل منذ ‪ 2003‬إنما هو‬
‫عدو للعراقيين ال مرجع لشيعتهم( هذا بفرض كونه ال زال حياً)‪،‬‬
‫وسيكتشف هؤالء العراقيون فداحة التجهيل الذي تم تلقينه لهم منذ الصغر‬
‫وعلى مدى قرون متعددة دون أن يصار للتشكيك بمصداقيته وإخضاعه‬
‫للتمحيص حتى وهو يخالف المنطق والفلك والرياضيات وسائر العلوم‪،‬‬
‫فهذا معمم ينقل في فديو متناقل من اليوتيوب عن مرجع فارسي هو ( عبد‬
‫األعلى السبزواري) قوله أنه يتذكر حياته وهو في رحم أمه (!!) فيجيبه‬
‫السامع( وهو الصدر الثالث هنا) بأنه يتذكر ما قبل ذلك! كيف ال تقابل‬
‫هكذا تخريفات توحي بأشكال الخيال األيروسي بالضحك والتنكيل؟ كيف ال‬
‫يًرمى المعمم الذي يتلفظ بها باألحذية ليسقط من على المنبر ويكون عبرةً‬
‫لمن إعتبر؟ كيف ال يصار لوضع حد لهكذا تخريفات بدل القبول بها‬
‫واعتبارها من اآليات المحكمات حاشا لكتاب هللا؟ وكيف يمكن للعقل أن‬
‫يحيل نفسه على التقاعد ويرضى بمهانة تصديق هكذا تخريفات رغم أنه‬
‫يعيش بعصر المعلوماتية وإنكشاف الستر وسقوط الحجج الموروثة؟‬
‫ولنا لقاء مقبل إن شاء هللا‬

You might also like