Professional Documents
Culture Documents
أثر تلوث الهواء على صحة الإنسان
أثر تلوث الهواء على صحة الإنسان
أول :مقدمة:
يستطيع النإسان الستغنإاء عن الطعام لعدة أيام ,لكنإه ل يستطيع الستغنإاء عن الهواء إل لدقائق معدودة.
و بالتالي يجب أن يكون الهواء صالحا للستنإشاق و خاليا من السموم التي تقود في المحصلة إلى أضرار
بالغة بالصحة العامة سواء على المدى الطويل أو القصير.
قد يجمع معنإا الكثير حينإما نإقول إن التلوث في البلدان غير المتقدمة ل يشكل مشكلة خطيرة اذا ما قورن
بالبلدان الكثر تقدما و التي ترتكز بصورة كبيرة على عمليات التصنإيع و الساليب التكنإولوجية الحديثة
وغير الحديثة قي شتى مجالت الحياة.
فمع دخول الثورة الصنإاعية تعددت مصادر الطاقة و اقترن النإتاج باستخدام اللت التي تستخدم أنإواع
متعددة من الطاقة لدارتها ,و مما لشك فيه إن احتراق هذه المواد يؤدي إلى تكوين مركبات و غازات لها
أثرها الضار على المجال الحيوي و هذا نإوع جديد من التلوث لم يكن معروفا من قبل.
و مع ازدياد التقدم الصنإاعي و تطوره و ظهور حركات التمدن و الدخول في عصر التكنإولوجيا ازدادت
الملوثات و تنإوعت هي الخرى بتنإوع مصادرها .و من الثار السلبية للثورة الصنإاعية هجرة الكثير من
الفراد من القرى إلى المدن مما زاد بل و فاقم من الثار البيئية و التلوث في هذه المدن إلى جانإي الثار
السلبية التي خلفتها هذه الهجرة على الرياف حيث أهملت الراضي الزراعية و بالتالي انإعكست سلبا على
النإتاج الزراعي و الحيوانإي مما خلف خلل واضحا في النإظم البيئية.
لقد طال التلوث بشكل واضح الوطن العربي و أضحت ملمحه بارزة بوضوح على مكونإات البيئة العامة
بشكل عام وعلى الهواء بشكل خاص و خاصة أجواء المدن الهلة و التي تعددت المصادر الملوثة
لجوائها بدءا من المصانإع و انإتهاء بما تخلفه وسائط النإقل على أجواء هذه المدن ولكي نإقدر حجم الخطر
الذي يمس أجواء مدنإنإا ل بد من التعرض إلى خصائص الغلف الغازي الذي نإعيش وسطه.
لقد تعددت الراء و كثرت التعاريف حول التلوث و مفاهيمه غير أنإها اجتمعت على إن التلوث هو تغير
غير مرغوب في الخواص الفيزيائية أو الكيميائية أو البيولوجية للبيئة المحيطة )هواء-ماء-تربة( و الذي
1
يسبب أض ار ار لحياة النإسان أو غيره من الكائنإات الخرى حيوانإية أو نإباتية و قد يسبب تلفا في العمليات
الصنإاعية و اضطرابا في الظروف المعيشية بوجه عام و أيضا إتلف التراث و الصول الثقافية ذات
القيمة الثمينإة مثل المبانإي و المنإشات الثرية كالمتاحف و ما تحتوي من آثار قيمة.
و يمكن أن نإعرف التلوث بطريقة أخرى بأنإه إضافة أو إدخال أي مادة غير مألوفة إلى أي وسط من
الوساط البيئية)ماء-هواء-تربة( و تؤدي هذه المادة الدخيلة عنإد وصولها لتركيز ما إلى حدوث تغير في
نإوعية و خواص تلك الوساط و غالبا ما يكون هذا التغيير مصحوبا بنإتائج ضارة مباشرة أو غير مباشرة
على كل مكونإات الوسط البيئي.
يطلق لفظ العلف الجوي على الهواء الذي يحيط بالكرة الرضية و لم يستطع الباحثون حتى الن تحديد
سمك هذا الغلف تحديدا دقيقا بالرغم من الوسائل الحديثة التي أصبحت تستخدم في الوقت الحاضر من
أجهزة لسلكية و صواريخ و أقمار صنإاعية و يمكن تقسيم الغلف الجوي إلى أربع طبقات و هي:
التروبوسفير – الستراتوسفير – اليونإوسفير – الكسوسفير
-1التروبوسفير:
و هي الطبقة التي تعلو سطح الرض مباشرة و التي تحتوي على الهواء اللزم لجميع الكائنإات الحية .و
يمكن القول بأن متوسط سمك هذه الطبقة قد يصل 12كيلو متر ,و يبلغ السمك أقصاه عنإد خط الستواء
حيث يصل أقصاه إلى حوالي 16كيلو متر ويقل السمك كلما اتجهنإا إلى القطبين حيث يبلغ حوالي 10
كيلومترات .تمثل هذه الطبقة حوالي %80من كتلة الغلف و تتميز بأنإها أكثر طبقات الجو اضطرابا
خاصة القطاع السفل منإها و الذي يبلغ ارتفاعه 3كيلو متر و يطلق عليه طبقة المحيط الحيوي و تحدث
فيه معظم التقلبات المنإاخية من رياح و أمطار و غيوم .و تقل درجة الح اررة في طبقة التروبوسفير بمعدل
درجة واحدة مئوية لكل 300متر في الرتفاع ,و قد تصل إلى ما يقرب من 60-إلى 70-درجة مئوية
في الطبقات العليا من التروبوسفير و ينإخفض الضغط الجوي و تقل كثافة الهواء و تزيد سرعة الرياح في
طبقة التروبوسفير كلما ارتفعنإا إلى أعلى.
-2الستراتوسفير:
يصل ارتفاعها إلى حوالي 80كيلومتر من سطح الرض و تسمى الطبقة السفلية منإها بالتروبوبوز .تتميز
هذه الطبقة بتخلخل هوائها إلى حد بعيد و قلة بخار الماء فيها لدرجة كبيرة جدا جدا ) 3ملجم/لتر( و قد
2
تتشابه مع الطبقة السابقة التروبوسفير حيث تشكل كتلة الغاز حوالي %15فقط من مجموع الغلف
الجوي .ترتفع درجة الح اررة في هذه الطبقة مع الرتفاع على مراحل متعددة حتى ارتفاع 50كم ثم
تنإخفض درجة الح اررة بعد ذلك انإخفاضا كبي ار في الثلثين كم الخيرة.
يتركز معظم غاز الوزون في طبقة الستراتوسفير لسيما في جزئها المحصور بين مستوى 20كم و
مستو 40كم تقريبا فوق سطح الرض و هو الجزء الذي يطلق عليه اسم الوزونإوسفير ,و هنإاك قول بان
نإسبة الوزون تتواجد ما بين 10كم و 50أو 60كم.
و ينإشأ الوزون بفعل الشعة الشمسية التي تمر خلل الغلف الجوي و التي تحتوي على موجات الشعة
فوق الشمسية القصيرة) (U.Vو بواسطة التفاعلت الكيميائية الضوئية فان هذه الشعة تقسم جزئي
الوكسجين الجوي )أ (2إلى أوكسجين ذري )أ( و هذه الذرة نإشطة جدا و تعيد التحاد مع جزيئات
الوكسجين لتكون جزيئا ثلثي الذررات من الوزون )أ (3والذي يكون في حالة تأكسدية عالية جدا.
و يمتص غاز الوزون في هذا الجزء معظم الشعة فوق البنإفسجية القادمة من الشمس نإحو الرض و
بالتالي يقل أثرها على أنإواع الحياة على سطح الرض إذ ل يصل منإها سوى نإسبة قليلة قد تقضي على
الميكروبات و لكنإها ل تضر بالنإبات أو الحيوان.
مكونات الهواء:
و تبلغ نإسبته %78,21من حجم الهواء أو 76,03من وزنإه و لذا يرجع إليه الجانإب الكبر من ضغط
الهواء و قوة التيارات الهوائية و انإكسار أشعة الشمس عنإد اختراقها الغلف الجوي ,كما انإه يعد وقاءا
تتحطم فيه الشهب التي تنإجذب نإحو الرض.
-2الوكسجين:
3
تبلغ نإسبته %20,96من حجم الهواء أو %23,14من وزنإه وهو يدخل في كثير من التفاعلت
الكيميائية و تكوين الصخور .و عليه تتوقف الحياة على سطح الرض إلى حد كبير.
-3الغازات الخاملة:
تشمل الرجون و النإيون و الكريبتون و يعتبر غاز الرجون أهم هذه الغازات ويمثل %0,79من حيث
الحجم %0,77 ,من حيث الوزن .و ل يختلف هذا الغاز كثي ار في خواصه و تأثيراته عن النإتروجين.
بالنإسبة للنإتروجين و الهيليوم فتوجد بنإسبة ضئيلة جدا في طبقة التروبوسفير.
يمثل حوالي %0,04من حيث الحجم 0,05 ,من حيث الوزن و تختلف نإسبته من مكان لخر فهي ترتفع
في هواء المدن عنإها في هواء الريف نإظ ار لزدحام المدن بالسكان و وجود المصانإع و نإحوها من مصادر
هذا الغاز و كذلك لقلة النإباتات التي تمتص عادة نإسبة كبيرة من ثانإي أكسيد الكربون للستفادة من
الكربون و طرد الوكسجين بفعل عملية التمثيل الكلوروفيلي التي تتم في النإباتات الخضراء أثنإاء النإهار.
و يساعد وجود ك أ 2في طبقة التروبوسفير على حفظ الشعاع الرضي أي الشعة الح اررية التي يشعها
سطح الرض بعد أن يمتصها من أشعة الشمس.
تختلف نإسبة هذه المواد من مكان إلى آخر ومن وقت إلى وقت و يحتوي الهواء الجاف البارد على كمية
من بخار الماء أقصاها %1هذا في فصول الجفاف و غياب المطار ,أما في فصول البلل و تساقط
المطار فان نإسبة بخار الماء تزداد و قد تصل إلى %4و خاصة في المنإاطق الستوائية .و يشترك
بخار الماء مع ثانإي أكسيد الكربون في خاصية حفظ الشعاع الرضي من التبدد في الفضاء و تعمل
ذررات الغبار على انإتشار ضوء الشمس كما أنإها تمتص جانإبا من الشعاع الشمسي الوارد إلى سطح
الرض.
-1المصادر الطبيعية:
4
مثل الغازات و التربة النإاتجة من ثوران البراكين و من حرائق الغابات و التربة النإاتجة من العواصف
الرعدية و هذه المصادر عادة ما تكون محدودة في منإاطق معينإة تحكمها العوامل الجغرافية و الجيولوجية
و يعد التلوث من هذه المصادر متقطعا أو موسميا.
-2مصادر صنإاعية:
نإتيجة لنإشطة النإسان على سطح الرض ,فاستخدام الوقود في الصنإاعة ووسائل النإقل و توليد الكهرباء
و غيرها من النإشطة يؤدي إلى انإبعاث غازات مختلفة و جسيمات دقيقة في الهواء و هذا النإوع من التلوث
مستمر باستمرار أنإشطة النإسان و منإتشر بانإتشارها على سطح الرض في التجمعات السكانإية و هو
التلوث الذي يثير الهتمام و القلق حيث مكونإاته و كمياته أصبحت متنإوعة و كبيرة بدرجة أحدثت خلل
ملحوظا في التركيب الطبيعي للهواء.
و أيضا يمكن أن نإصنإف مصادر التلوث في المدن تبعا لعدادها بما يلي:
-1مصادر كبيرة تتمثل بالمؤسسات الصنإاعية الضخمة التي تولد تلوثا يمكن أن تصل أثاره لمسافات
بعيدة إل أن تركيز هذه الملوثات في الهواء يمكن أن يبلغ قيما عالية قرب هذه المصادر .كما في
محطات توليد الكهرباء و مصافي النإفط.
-2مصادر صغيرة و متعددة :تشمل أجهزة التدفئة و التسخين ووسائط النإقل التي تلوث الجواء الهلة .
-3مصادر أخرى مختلفة كما في المؤسسات الصغيرة و الحرف لليدوية و المحطات و المرافئ و
المطارات و المستودعات و محطات المعالجة و التنإقية للفضلت وحفر القاذورات.
5
يبرز تلوث الجو في ظروف الزدحام بالمنإاطق الهلة التي تتصف بها المدن وأحيانإا الحياء القريبة من
هذه المدن كما أن حجم التلوث يتبدل تبعا لحجم هذه المدن فالمدن الكبيرة تتميز بالتلوث العام و الشامل
النإاتج عن المصادر الصغيرة المنإتشرة على مساحة المدن وأطرافها ,أما المدن الصغيرة والمجاورة لهذه
المدن فان التلوث يعتبر على درجة عالية و يؤثر بشكل كبير على شروط حياة السكان و يبدل صفة
العنإاصر المكونإة لبيئة هذه المنإاطق.
تتميز هذه المدن التي تقوم بها مصافي البترول و المصانإع الكيميائية عن غيرها من المدن بحيث تطبع
الوسط بسلسلة من التبدلت و الثار تتضح من خلل التحريات و التقصيات كالرائحة التي تسيطر على
المدن و اتجاه نإوافذ المنإازل السكنإية و المراض السائدة ...........الخ
تتمثل في المحطات الكهربائية و أجهزة التدفئة البخارية و محطات توليد البخار و الماء الساخن .
و يعتبر الفحم الحجري الرديء الوقود الرئيسي لهذه الصنإاعة لعدم صلحيته في مجالت أخرى بسبب
طاقته الح اررية المنإخفضة.
تتراوح قدرة هذه المؤسسات في الوقت الراهن بين عدة ميغاوات في الوحدات الصنإاعية الصغيرة و عدة
آلف من الميغاوات في المحطات الح اررية الكبيرة التي شيدت في السنإوات الخيرة.
إن اتساع نإطاق استعمال هذه المحطات الكبيرة لتغطية الحاجة من الطاقة المطلوبة لمواكبة التطور
الحضاري ,عمل بشكل أو بآخر على الحد من استخدام المحطات الصغيرة تبعا لمجموعة معايير و تدابير
اقتصادية و أمنإية لحماية الوسط البيئي.
ترتكز العمليات التقنإية في هذه المحطات بشكل رئيسي على عمليات النإقل و التخزين و الطحن ,و من ثم
إيلج مساحيق الفحم بهدف الحتراق و إنإتاج البخار و الماء الحار و من ثم إدخالها في العنإفات لتوليد
الطاقة الكهربائية أو نإقل الماء الساخن لغراض صنإاعية أو منإزلية.
تختلف البدائل التقنإية بين المحطات ,فالعمليات الساسية تتكون في المحطات الح اررية الحديثة من
احتراق منإظم و معقد يتم فيه احتراق كامل للفحم و ينإتج ثانإي أكسيد الكربون بفعل درجات الح اررة المرتفعة
و النإسب الوافية و المثالية بين الوقود و الهواء ,و لكن نإتيجة لدرجات الح اررة المرتفعة في سياق عمليات
6
الحتراق تتشكل اكاسيد الزوت المتأرينإة من اتحاد الوكسجين مع الزوت الجوي الذي يحتويه هواء
الحتراق .لكن نإسبة هذه الغازات ل تتجاوز أجزاء من المائة تنإطلق من المدخنإة و التي تؤدي إلى تلوث
حاد للجو.
أما في المحطات القديمة التي ينإتج عنإها احتراق غير كامل ,فإنإها تؤدي إلى الملوثات التالية:
-أكسيد الكربون.
-الهدروكربون الطولنإي )السلسلي( و الحلقي و العطري ذو الخصائص البنإزينإية و الذي يلعب دو ار في
التسبب بالسرطانإات المعروفة.
-مركبات كربونإية أخرى.
-أسنإاج فحم غير كامل الحتراق.
-هباب الفحم غير المحترق الذي يشكل الدخان ذو اللون القاتم.
ثم إن الفحم الحجري الذي يستخدم كوقود رئيسي في المحطات الح اررية و ذو القدرة الح اررية المنإخفضة
المقدرة بـ 1500cal/kg-4000يحتوي على كمية من الرماد بنإسبة % 55-30إضافة إلى الكبريت
بنإسبة تتراوح بين % 6,5-0,8و كذلك على ملوثات أخرى تشكل كلها في نإهاية المر خط ار كبي ار على
الصحة.
إن النإفط الرديء و مخلفات الزيت الذي يستخدم كوقود في حدود ضيقة في العالم تحتوي هي الخرى على
ملوثات و على رأسها الكبريت الذي ل يوجد إل في النإفط الخام.
على العموم فان الملوثات النإاتجة عن غير النإفط تصدر عادة عن أفران المحطات الح اررية عنإدما ل
تتخذ تدابير و إجراءات لحجزها و منإعها من النإتشار.
فالملوثات الصلبة التي تكون على شكل رماد تبقى نإسبة كبيرة منإها في الموقد تفرغ بشكل دوري و مستمر
عبر نإظام عمل معين و خاصة إذا ما استخدمت لهذه الغاية طرق هيدروليكية حديثة و متطورة نإعمل على
تحويل الرماد إلى وحل يضخ بعد ذلك إلى مستودعات خاصة لذلك.
كذاك فان الرماد يدعى الرماد الطيار يجذب بفعل تيارات غاز الحتراق و يتجه نإحو المدخنإة لخلئه في
الجو .فإذا ما أفرغت هذه الكمية بكاملها في الجو فسوف تؤدي إلى تلوث خطر ,خاصة إذا ما أخذنإا بعين
العتبار الكميات الهائلة من الوقود الذي تستهلكه المحطات الح اررية ,لذا فان المحطات في الوقت
الراهن تلزم بالتزود بأجهزة لتنإقية غازات الحتراق من الرماد بنإسب تقدر بـ %90لن التلوث بالجزيئات
7
الصلبة يعتبر من اخطر الملوثات و بذلك يقتصر التلوث بهذا النإوع من الملوثات على المحطات التي
لتجهز و تزود بهذه المعدات.
تعتبر المحطات الح اررية مصد ار هاما لتلوث الهواء بالزرنإيخ و الزئبق و الرصاص و الفلور و الكادميوم و
ملوثات أخرى تخلف آثا ار ضارة ,و إذا ما حاولنإا اسقاط هذه المعطيات على القطر العربي السوري لوجدنإا
إن المحطات الح اررية التي تعمد إلى توليد الطاقة الكهربائية و التي تستخدم مادة الفيول كوقود أساسي في
هذه المحطات كما هو حال المحطة الح اررية في مدينإة بانإياس و المحطة الح اررية في بلدة محردة تخلف
تلوثا حادا يترك بصماته على كل مكونإات البيئة من جهة و على النإسان و الحيوان و النإبات من جهة
أخرى ويلحق أذى اقتصاديا على المنإاطق الهلة في هذه البلدان.
تعتمد الطريقة الوحيدة لحل مشكلة التلوث هذه في الوقت الراهن على تمديد الغازات المبثوثة بأكبر كمية
من الهواء قبل إطلقها في الجو و من ثم تفريغها بمداخن مرتفعة و بسرعة تفريغ لها عالية في الهواء لذا
يعمد إلى تجهيز المحطات الح اررية الكبيرة بمداخن مرتفعة ذات ارتفاع 200م تقريبا و بسرعة تفريغ -20
30م/ثا ,هذا الحل يقلل التركيز الموضعي للملوثات و يوسع المساحة موضوع التلوث إلى عدة مئات من
الكيلومترات المربعة.
-2الصنإاعات الحديدية:
تعتبر هذه الصنإاعات قليلة العدد لكنإها متكاملة ,و نإعنإي هنإا المجمع الصنإاعي للحديد و الصلب الذي
ينإتج مليين الطنإان في كل مؤسسة من مؤسساته.
يقتضي هذا المجمع الضخم العديد من الفروع و القسام المكملة لبعضها بدءا من معالجة الركاز و الفحم
و انإتهاء بإنإتاج الفولذ و السبائك.
8
-تصنإيع الكوك.
يتلوث الجو بالمساحيق و الهباب الذي ينإتج عن عمليات التخزين و النإقل و الطحن و التجميع و تتألف
الملوثات التي تصدر عن الفران العالية و مصانإع الكوك من أكسيد الكربون الذي يتولد في مجمل
عمليات التعدين الح اررية إضافة إلى أول أكسيد الكبريت و كبريتيد الهدروجين الذي ينإتج بشكل خاص
أثنإاء عملية التجميع )التكتيل( أي في معظم العمليات الولية هذا إضافة إلى مجموعة من الملوثات
المكونإة من الفينإول و المنإغنإيز و الفلور و الزرنإيخ ...........الخ ,أي المواد و العنإاصر التي تحتويها
المادة الولية أو تنإتج عن العمليات التكنإولوجية.
نإتيجة للكميات التي تخلفها هذه العمليات من الملوثات و الثار القاتلة لعنإاصر البيئة التي تسببها
المجمعات الصنإاعية الكبيرة فقد زودت هذه الوحدات بكافة فروعها و أقسامها بأنإظمة و أجهزة حجز
المساحيق و الجزيئات الصلبة المنإطلقة في الجو إضافة إلى تزويد الفران العالية بمعدات عزل تخفيض
كمية أكسيد الكربون و الستفادة منإها على المستوى القتصادي ,و التلوث النإاتج عن هذه الصنإاعة
ينإعكس بشكل واضح على أجواء معمل القضبان الحديدية في مدينإة حماه.
يمكن أن نإقسم هذه الصنإاعات إلى من حيث الملوثات التي تتولد عنإها:
النوع الول:
و هو الذي يؤدي إلى التلوث من خلل انإطلق و تطاير جزيئات القصدير – البيريلوم – الكادميوم –
التنإغستن – الفانإاديوم – الزئبق........الخ
النوع الثاني:
و هو الذي يقود إلى تلوث الجو بملوثات أخرى نإاتجة عن عمليات التصنإيع ,مثال على ذلك الفلور النإاتج
عن صنإاعة اللمنإيوم و كذلك الزرنإيخ و النإتيمون )الثمد( النإاتج عن مختلف صنإاعات المعادن
اللحديدية هذا إضافة إلى مجموعة من الملوثات الثانإوية المعدنإية المنإطلقة من الركاز اللحديدي الذي
يحتوي كميات قليلة غير قابلة للستخراج و التصنإيع.
9
ينإتج غالبا التلوث بالرصاص عن الجزيئات الدقيقة من أكسيد الرصاص الذي ينإتقل مسافة حوالي 10كم
من مصدر انإطلقه بسبب صغر هذه الجزيئات و رغم كل الجراءات و التدابير لحجز و تنإقية المبثوثات
سواء من خلل التنإقية الكهربائية أو المصافي الشبكية...................الخ.
أما تلوث الهواء بالزئبق فانإه يتحقق بسبب تبخره بدرجات ح اررة منإخفضة و كذلك نإتيجة هذا الفلز إلى
الجو أثنإاء إنإتاجه أو استخدامه في حال تماسه المباشر مع الهواء أما الملوث الفلزي الشديد السمومية فهو
البيريليوم الذي يلوث الجو سواء أثنإاء إنإتاج و استخراج الفلزات الخرى و خاصة استخراج النإحاس أو من
المعامل النإووية أو عن معامل السيراميك و المصابيح الطيفية و إن زيادة تركيزه في الهواء يمثل خط ار
كبي ار على الصحة.
يعتبر السمنإت من أكثر مواد البنإاء استخداما و بإنإتاجه يتم تلوث الهواء بصورة كبيرة بالهباب و
بالمساحيق النإاتجة عن العمليات التكنإولوجية ,إذ لم يتم حجز و منإع هذه الملوثات من النإتشار إضافة إلى
ذلك فان السمنإت يلوث الهواء في المراحل اللحقة لنإتاجه أي أثنإاء عمليات النإقل و إنإتاج البيتون ففي
مصنإع البيتون و بغض النإظر عن حجمه تنإطلق كميات كبيرة من الغبار لها أثرها الضار على السكان
بل أكثر إزعاجا من مصانإع السمنإت لن غباره ينإطلق إلى داخل الحياء السكنإية.
تسبب مواد البنإاء الخرى كالمنإغنإيزيوم و الجبس و الحجر الكلسي تلوثا للهواء في المنإطق القريبة من
مراكز إنإتاجها ,إضافة إلى أن مؤسسات إنإتاج القرميد و الخزف و السيراميك و البورسلن و الزجاج تؤدي
إلى تلوث الجو ببخار المواد الولية المصنإعة ,إلى جانإب التلوث بالعنإاصر التي تحتويها ) مثال على ذلك
التلوث بالزرنإيخ في مصانإع الزجاج(.
كما يعتبر السفلت ملوثا لهواء المنإاطق الهلة و ذلك من خلل الدخان و الرائحة المخرشة المنإتشرة نإتيجة
صهره داخل المدن بأفران عربات السيارات المتنإقلة .
و أخي ار يلوث السبست و الركان المكون لسيليكات المغنإيزيوم التي تخضع لعمليات التكسير و الحتراق
و المعاملة حسب هدف النإتاج)أنإابيب -مصابيح – صفائح(.
و يعانإي القطر العربي السوري من هذه الملوثات نإتيجة عمليات البنإاء و الغبار النإاجم عنإها في كافة
المنإاطق و خاصة في المحافظات و المدن نإتيجة التزايد السكانإي و كثرة البنإاء و التزايد العمرانإي كما إن
10
معامل السمنإت المنإتشرة في المحافظات و خاصة في محافظة طرطوس يسبب حجما كبي ار من التلوث و
أيضا معامل حماه و معامل دمشق.
-5الصنإاعات الكيميائية:
فالحموض الكبريتية و كلور الماء و الفوسفورية و الزوتية ...........الخ ,تنإتج اليوم في مصانإع ذات
طاقة إنإتاجية تقدر بحوالي مئات اللف من الطنإان سنإويا لنإتاج السمدة الكيميائية و الستعمالت
الخرى .
تتولد الملوثات من الحموض المشار إليها أثنإاء العمليات النإتقالية في إنإتاج الحموض كأول أكسيد
الكبريت و رذاذ حمض الكبريت و الكلور و حمض كلور الماء و المونإياك و اكاسيد الزوت و أبخرة
الكسيد الزوتي و رذاذ حمض الفوسفور وحمض فلور الماء.
يتعلق حجم التلوث و نإسبته بمدى درجة ضبط و إحكام عملية النإتاج و مدى الفعالية التي تستخدم فيها
أجهزة التنإقية ,ففي حال حدوث الخلل ينإتشر أول أكسيد الكبريت بكميات كبيرة من خلل تعطل نإظام
الكسدة أثنإاء إنإتاج حمض الكبريت.
الملوثات التي تتولد من خلل هذه العمليات هي النإهيدرات والحموض والفلور المتآتي من الركاز,
وتخضع كمية التلوث وتركيز الملوثات إلى فعالية أجهزة التنإقية أثنإاء عمليات النإتاج .
يترافق فيها تولد الغازات الى جانإب حمض كلور الماء ومواد كيميائية أخرى عضوية أو لعضوية إلى
جانإب المبيدات الكلورية والهيدروكربونإات الكلورية 0000الخ.
11
ويمكن أن يتسع التلوث بالكلور ومركباته ليشمل مساحة واسعة للعديد من المنإاطق الهلة بشكل خاص
أثنإاء تعطل أجهزة التنإقية جزئيا أو كليا.
ب– الصناعات الكيميائية العضوية:
تشتمل بشكل خاص على:
إن تلوث الجو بالهيدروكربونإات ومركبات الكبريت في حال كون النإفط غنإيا بالكبريت،وكذلك الصنإاعات
البتروكيميائية والصنإاعات السائلة ككيمياء الكربون والكيمياء الغازية.
تتكون الملوثات النإاتجة عن هذا النإوع من الصنإاعات من المواد الطيارة سهلة النإتشار ونإاد ار ما تتكون من
المواد في الحالة الصلبة)مثال مساحيق المبيدات-الملونإات-المنإظفات( وغالبا ما ينإتشر هذا النإوع من
الملوثات في المنإاطق التي تكون فيها مصافي النإفط مثال :مصفاة حمص و مصفاة بانإياس وأيضا في
معامل السماد الزوتي في محافظة حمص.
تتكون الملوثات بشكل أساسي من الجزيئات الدقيقة من الخشب وسلفور الكبريت والميركاتبان وكبريتيد
الهيدروجين و أول أكسيد الكبريت ومركبات الكبريت ذات الرائحة المخرشة التي تتشكل أثنإاء معاملة
السللوز-السولفات.
تشكل هذه الصنإاعات نإظريا مصد ار للتلوث لكنإها تخلف غالبا الفضلت وأحيانإا مواد ذات رائحة تؤدي
إلى فساد خصائص الهواء فالمسالخ و أماكن صنإاعة المعلبات ومؤسسات صنإاعة السماك تلوث الجو
غالبا بالمواد النإاتجة عن تفسخ المينإات الحادية والثنإائية والميتيل الثلثي واليتيلمين بعد تعفنإها إضافة
إلى مواد ملوثة أخرى نإاتجة عن تفسخ الغذية والتي تنإشر رائحة متاينإة عن الهيدروكربونإات )عادة من
الطبيعة النإباتية( ,كما في معامل الكونإسروة وتعبئة المواد الغذائية في دمشق وجبلة .
12
تتميز هذه المؤسسات بطرح مخلفات ملوثات للجو ،يتعاظم أثرها كلما ازدادت إعداد هذه المؤسسات وكبر
حجمها ,وان السبيل المثل لتخفيض اثار التلوث يتم من خلل جمع ومعالجة المخلفات بشكل متواصل,
وهذا النإوع من المؤسسات منإتشر في كافة المحافظات السورية والقرى والمزارع.
-8صنإاعة الجلود والمنإتجات الحيوانإية الخرى :
تعمل النإسبة العظمى من عربات النإقل على المحركات ذات الحتراق الداخلي ,وتؤدي إلى مجموعة من
الضرار يتربع بذروتها تلوث الهواء المحيط .
يعتبر كل من أول أكسيد الكربون والهيدروكربونإات و اكاسيد الزوت من أهم الملوثات المنإبعثة من
عربات النإقل ,إلى جانإب السنإاج الذي ينإتج عن الحتراق غير الكامل من محركات الديزل ,إضافة إلى
هذه الملوثات فان عربات النإقل تطلق في الهواء مركبات الرصاص المتأتية من البنإزين ودقائق شديدة
السمية .
تمثل الخطورة التي تشكلها هذه الملوثات التي تنإبعث في الغلف الجوي ليس من خلل الثر المباشر لهل
فحسب .بل من خلل سلسلة من التفاعلت الكيمو-ضوئية فيما بينإها من جهة ومع بعض الملوثات
الخرى المتمثلة في الجو ,لتنإتج مركبات ثانإوية اشد خطورة على البيئة ومكونإاتها.
إن عوادم محركات الديزل تمثل خط ار اقل على البيئة من عوادم البنإزين .وأخي ار ل بد من الشارة إلى
العوامل التي ترتبط بها كمية الملوثات المنإبعثة من عربات النإقل :تتعلق نإسبة ونإوع الملوثات المنإبعثة من
عوادم العربات سواء التي تعمل محركاتها على الديزل أو على البنإزين على العديد من العوامل والتي
يمكنإنإا أن نإجملها بما يلي :
13
- 1شكل المحرك وحجمه وقدرته.
-2تركيب الوقود المستخدم فيه .
– 3الطريقة التي يدار فيها المحرك )تباطؤ -تسارع – سفر طويل( .
– 4الوضع الطبوغرافي لطرق المواصلت .
– 5صيانإة المحرك ,وحداثة مكونإاته.
تعتبر مصد ار لتلوث الهواء فقط في حال اعتمادها على احتراق الفحم لتوليد البخار وتسيير المحركات ,
ويزداد التلوث في المحطات وأماكن عبور هذه القطارات وفي محطات تبديل الخطوط والعربات
..............الخ ,إذ تصبح عرضة للغازات والجزيئات المنإطلقة من القاطرات البخارية وخاصة السياحية
منإها.
ومن هنإا فان السبب الرئيسي للتلوث هو الحتراق غير الكامل للفحم والرماد وغيره من المواد التي يخلفها
الفحم الذي تزود به القاطرات بين الفينإة والخرى ,حيث يطرح هذا الرماد من المدخنإة مع الغازات ,ويزداد
خطر هذه الملوثات مع ازدياد حركة سير هذه القاطرات .
وهي وسائط نإقل تعمل بنإفس الصيغة التي تعمل بها القاطرات البخارية لكن طاقتها اكبر حيث يمكن لكل
سفينإة إن تلوث مساحة واسعة من المياه ,وان آثار هذا التلوث على البشر تظهر بصورة غير مباشرة ,لكن
حين وصول هذه السفن إلى المرافئ أو عبورها الممرات والضائق الهلة فإنإها تؤدي إلى تلوث هذه
المنإاطق بشكل حاد ,وأكثر المنإاطق تأث ار بهذه الملوثات في القطر العربي السوري هي المنإاطق الساحلية
اللذقية –جبلة – بانإياس – طرطوس.
– 4الطائرات :
إن كمية الوقود التي تستهلكها الطائرات كبيرة وبالتالي يصبح التلوث بدوره كبي ار في حال الحتراق غير
كامل وبالخص أثنإاء عملية القلع وتزداد خطورة التلوث من هذا المصدر عنإدما تكون المطارات
الرئيسية قريبة من المنإاطق السكنإية الهلة وقد أوضحت البحاث والدراسات التي تمت بهذا الصدد
14
الكميات الكبيرة من أكسيد الكربون والملوثات الخرى التي تفرغ في الهواء في مختلف مراحل الطيران
ومدى السهام في زيادة التلوث الجوي واتساعه وأثره على البشرية بشكل عام .
تحدث التدفئة المنإزلية سواء عن طريق أجهزة التدفئة الشخصية الخاصة أو عن طريق التدفئة المنإزلية
الجماعية تلوثا كبي ار يخضع إلى الشكل والطريقة التي تعمل بها هذه الجهزة .
يمكن تخفيض كمية الملوثات النإاتجة عن محطات التدفئة المنإزلية في البنإية عن طريق رفع قدرة
الشتعال في المواقد لكن التلوث هنإا يؤثر بشكل مباشر على المنإاطق المجاورة لسيما إذا كانإت ارتفاعات
المداخن غير وافية لبث ونإشر هذه المبثوثات من محطات تدفئة الحياء فإنإها تؤدي إلى التلوث سواء
بشكل جزئي أو كلي للسكان إذا لم تكن مزودة بمعدات لتنإقية غازات الحتراق.
لقد اتسعت التدفئة المركزية في السنإوات الخيرة لتشمل كافة الحياء حصيلة التطور الحضاري وذلك
بإقامة المحطات الح اررية على شكل مؤسسات صنإاعية دائمة للعمل ومزودة بأجهزة لتأمين الحتراق
الكامل ومعدات لتنإقية غازات الحتراق وحجز لمعظم جزيئات الرماد لكنإها ل تحل مشكلة التلوث بأول
أكسيد الكربون الذي يفرغ في الهواء عبر مداخن مرتفعة إل بشكل جزيء .
هذا الوضع يمكن إن يكون مقبول إلى حد ما إذا ما توفرت شروط منإاخية وطبوغرافية تيسر انإتشار
المبثوثات على مساحة واسعة في الفضاء وبالتالي تخفض من تركيزها أو إذا ما زودت تكنإولوجيا بمعدات
للغازات في المدن الكبيرة أو في المنإاطق المأهولة مع إمكانإية تحقيق تؤمن الحتراق والفراغ المطلوبين
الدرجة المطلوبة لتنإقية الغازات الحاوية على أول أكسيد الكربون قبل إخلئه في الجو.
يتم تلوث الهواء نإتيجة لرمي القاذورات ومعالجتها حيث أنإها تمل الجو وتعبقه بالمخلفات الصلبة والسائلة
وبالمواد الكيميائية وغالبا بالغازات النإاجمة عن تفسخها أو أثنإاء حرق هذه الفضلت بالقرب من المنإاطق
الهلة .إذ يجب أن يؤخذ بعين العتبار عنإد خزنإها أو معالجتها المعايير الصحية المطلوبة لتحقيق
حماية كافية للوسط المحيط لكن عنإد خرق النإظمة الصحية وقوانإينإها فان الهواء يتلوث بشكل مريع ويترك
آثا ار بالغة الخطورة على النإسان والحيوان والنإبات والجماد.
15
الصنإاعات الكيميائية :
– 1صناعة السمدة:
يرتكز إنإتاج السمدة الزوتية والفوسفاتية وخلئطها في المرحلة الولى من النإتاج على الحماض
المتجانإسة أما في المرحلة الثانإية فترتكز على تشكل الملح المتجانإسة من المونإيوم والفوسفور
والكالسيوم والبوتاسيوم .....الخ.
إلى جانإب الملوثات التي تنإبعث من مصانإع السمدة في الهواء وتخلف أض ار ار مباشرة على النإسان
والحيوان والنإبات فقد كان لسراف النإسان والستخدام المفرط للسمدة الكيميائية نإتيجة الزيادة المستمرة
في عدد السكان وقلة المساحات المزروعة ولجوئه إلى الزراعة الكثيفة ليسد احتياجاته من المواد الغذائية
لتعويض النإضوب المستمر بالعنإاصر الغذائية المتمثلة في ألتربه بحيث أضحت السمدة العضوية غير
كافية لمعالجة الفقر بهذه العنإاصر.
لقد أدى التعاظم باستخدام السمدة الزوتية إلى ظهور خط ار لم يكن معروفا من قبل أل وهو التلوث
بالنإترات .إذ بالضافة إلى النإترات الموجودة في السمدة الزوتية فان البكتريا والكائنإات الدقيقه المتمثلة
في التربة تقوم بتحويل جزء كبير من المواد النإيتروجينإية في هذه السمدة الى نإترات .ويقوم النإبات
بامتصاص جزء من هذه النإترات والجزء الكبر المتبقي في التربة يزيد من تلوثها وتلويث المياه بها وقد
تجد النإترات طريقها إلى المياه الجوفية عبر الماء المتسرب لتلوثها أو قد تصل إلى هذه المياه عبر المياه
السطحية.
–2الكلور :
هو غاز في درجات الح اررة المألوفة ذو لون أصفر مخضر ورائحته خانإقه يتميز الكلور بانإحلليته
الضعيفة في الماء يسهم الكلور في تكثيف بخار الماء الجوي ويضاعف بالتالي الفعل الحتي للمطار كما
أن الكلور غير قابل للنإفجار وغير قابل للحتراق وعديم النإقل للتيار الكهربائي يتفاعل بشدة مع العديد
من المركبات العضوية .
16
من النإادر وجود الكلور ح ار في الجو بسبب قابليته العالية للتفاعل تحتوي غازات البراكين على كمية قليلة
من الكلور كما يمكن أن تتفاعل المركبات الكلورية في الطبيعة مع ثانإي أكسيد الزوت ليتشكل كلور
النإيتروسيل غير ان المركب يتفكك ضوئيا ويعطي الكلور الحر من جهة ثانإية ويمكن ان يتأكسد الكلور
بوجود الوزون إلى كلور حر يتم الحصول على الكلور من خلل التحليل الكهربائي لمحاليل الكلورات
القلوية .
الثار التي يخلفها الكلور تتفاوت بين شخص وأخر تبعا لمجموعة من المعايير تتجلى العراض العامة
في حال التعرض للكلور في تهيج والتهاب أغشية العين والنإف والحنإجرة والتهاب المجاري التنإفسية ,إن
التعرض لتركيز مرتفع من الكلور يمكن أن يؤدي إلى الوزام الرئوية وذات الرئة وانإتفاخ الرئة والتهاب
القصبات ويمكن أن يقود في المحصلة إلى الموت بسبب الختنإاق ,أما في حال تعرض النإسان إلى
نإسبة قليلة من الكلور فتظهر على المصاب أعراض عامة .
يمكن ان نإجمل العراض التي تظهر على المصاب نإتيجة التعرض لنإسب عالية من الكلور )العراض
الحادة للتسمم بالكلور ( بمايلي :القلق – الغثيان – التقيؤ – الغماء ,وفي النإهاية تقلصات ل إرادية
لعضلت المفاصل والتهاب للقصبات التي تنإتهي بالختنإاق .
أما العراض المزمنإة بنإتيجة التعرض لنإسب قليلة من الكلور بصورة متواصلة وخاصة من قبل العمال
الذين يمارسون العمل بالمؤسسات المنإتجة للمبيضات التي تحتوي الكلور فتتجلى عليهم أعراض التهاب
القصبات ويصبحون أكثر استعدادا للصابة بالسل ,كما يظهر على أسنإانإهم التآكل بفضل حمض كلور
الماء الذي يتشكل نإتيجة تفاعل الكلور مع الرطوبة الموجودة في فم هؤلء العمال هذا إلى جانإب اللتهاب
في الغشية المخاطية .
هو غاز عديم اللون ذو رائحة مخرشة يظهر بشكل دخانإي في الحالة الغازية ويصبح سائل أثنإاء تبريده
إلى الدرجة 15سيليزية .
17
ينإتشر مع النإدفاعات البركانإية لكن المصدر الرئيسي منإه يتاتى من الجهزة والمعدات المنإتجة له ويتم
الحصول عليه من ثلث عمليات:
يخرش حمض كلور الماء أغشية العين أثنإاء تعرض الفراد للبخرة التي تحتويه كما يضاعف ويسرع
الدورة التنإفسية وتبعا لتركيز حمض كلور الماء والمدة التي يتعرض بها النإسان لهذا الملوث تتعاظم الثار
التي يخلفها بدءا من اللتهابات التي تصيب الجهاز التنإفسي الى الوزام الرئوية انإتهاء بالموت في
الحالت التي يبلغ تركيزه فيها قيما عالية.
تنإعدم الثار الضارة عنإدما ل يتجاوز تركيز حمض كلور الماء في الجو عن حوالي ppm 6في الجو
بينإما تتهيج الغشية المخاطية عنإدما يبلغ تركيز حمض كلور الماء ppm 10في الجو في حين تتجلى
العراض الحادة العينإات التي تبلغ قيمها بين ppm 10-50في الجو فتتهيج أغشية البلعوم في التركيز
الكبر من ppm 35ويصبح من المستحيل مزاولة أي نإشاط عنإدما يبلغ التركيز بين 50-100
ppmول يمكن للمرء إن يستمر بالجلوس ضمن هذه الجواء أكثر من 60دقيقة أما في حال تعرض
النإسان لتركيز يقدر بـ ppm 2000فيؤدي إلى الموت السريع نإتيجة لجفاف النإسج والتهاب القسام
الخارجية للرئة التي يتولد عنإها الوذم الرئوي والتهاب الحنإجرة وتشنإجها يليه الموت.
أما الحمض الرطب فليس له نإفس الثر الذي يخلفه الحمض الغازي حيث ل يتسبب بجفاف النإسج قياسا
بالنإسبة التي يسببها الحمض الغازي غير أن البخرة الحمضية الحارة من محاليل حمض كلور الماء
تؤدي إلى الم في النإف وتقرح الغشية المخاطية في النإف هذا إضافة إلى حساسية في الوجه يبدو
بشكل واضح أثنإاء عملية الحلقة التي تصبح أكثر صعوبة إن التعرض مدة طويلة من الزمن لكمية قليلة
من حمض كلور الماء يؤدي إلى تآكل ونإخر السنإان .
-4الفوسفور :
18
تعتبر فوسفات الكالسيوم المصدر الرئيسي لصنإاعة السمدة الفوسفورية كما تستخدم كمادة أولية لنإتاج
حمض الفوسفور والسوبر فوسفات الثلثي وللحصول على الفوسفور في الفران الكهربائية إوانإتاج السوبر
فوسفات العادي هذا إلى جانإب استخدامها في مجالت متعددة وخاصة الزراعية منإها يعتبر الفوسفور
الولي أساسا في الصنإاعة الكيميائية للحصول على حمض الفوسفور والسمدة.
إن ملمسة خامس أكسيد الفوسفور للجلد تؤدي إلى حروق شديدة وذلك لنإه يشكل مع الماء حمض
الفوسفور الذي يعتبر على درجة كاوية عالية.
يتمتع الفوسفور البيض بآثار مدمرة ومخربة للبروتو بلزما كما إن لمركباته خاصة المركبات الفوسفاتية
العضوية آثا ار حادة بل ويمكن أن تكون مميتة للنإسان والحيوان على السواء ,في حال تعرض هذه
الكائنإات للهواء الذي يحتوي على نإسب عالية من الفوسفور.
يعتبر الفوسفور الحمر اقل سمية من البيض ويدخل الجسم عن طريق الفم ويسبب غالبا التقيؤ وارتجاف
العضلت وانإحطاط القوى ,أما الفوسين الذي يعتبر من أكثر الغازات سمية فانإه يؤدي في حال استنإشاقه
إلى آلم حادة بعضلة الحجاب الحاجز وشعور بالبرد ودوار وضيق بالتنإفس والتهاب القصبات ووذم رئوي
وتشنإجات وغيبوبة يليها الموت ,و يعتبر أوكسي ثلثي كلور الفوسفور مهيجا حادا للعين والجلد
والغشية المخاطية وان استنإشاقه يؤدي إلى الورام الرئوية.
من المركبات الفوسفورية التي تسبب التهاب الغشية المخاطية والتنإفسية وتؤدي في المحصلة إلى الوزام
الرئوية نإذكر ثالث بروم الفوسفور – ثالث كلور الفوسفور.
الفلور :غاز ذو لون اصفر مخضر له رائحة الوزون ,تعبر هذه الرائحه عن وجوده يتحد الفلور بسرعة
مع المواد اللمعدنإية )باستثنإاء الزوت( وينإشر الح اررة يفكك الماء وكبريتيد الهيدروجين والحماض
الهالوجينإية العضوية .
19
مصادر الفلور ومركباته في الهواء :
يتولد عن لهب الفلور والهيدروجين درجات ح اررة اعلى بكثير من اللهب النإاتج عن مزيج الهيدروجين
والوكسجين لذا يتم استخدامه في عمليات اللحام الصعبة والمعقدة .يستخدم حمض فلور الماء بكميات
كبيرة في صنإاعة الكريوليت .
الفلور من العنإاصر التي يمكن أن تصل من الوسط إلى السنإان والعظام وأعضاء أخرى من الجسم بعد
امتصاصها هضميا.
تتعلق كمية الفلور الممتصة بـ كمية الفلور الداخلة للمعدة ,بوجود عنإاصر أخرى في المادة المهضومة
يتوضع الفلور في السنإان بصورة خاصة ومميزة في الطبقة السطحية للمينإاء وذلك بتركيز اكبر بحوالي
1000مرة من التركيز الذي يبلغه في الطبقة الداخلية للسنإان.
إن النإقص في كمية الفلور يؤدي إلى نإخر وتسوس السنإان ويسهم بذلك تنإاول الغذية الغنإية بالسكريات
أما زيادة الفلور في عنإاصر الوسط وبالتالي وصولها بكميات كبيرة إلى الجسم يؤدي إلى فساد السنإان
وتخريبها ,إضافة إلى ذلك فان زيادة تركيز الفلور في الجسام تؤدي إلى آثار ضارة على العظام والذي
يتجلى بأشكال مختلفة أثنإاء الفحوص السريرية غير انإه من الممكن مشاهدة ذلك بالتصوير الشعاعي .
من جهة ثانإية يؤدي زيادة تركيز الفلور في الهواء الجوي إلى التهاب الغشية المخاطية وتهيج الجهاز
التنإفسي ليعيق التنإفس شيئا فشيئا ليؤدي في النإهاية للختنإاق ,أما آثاره على الجلد فتتجلى في الحروق
إضافة إلى تهيج العين والتهاب الملتحمة .
يؤدي حمض فلور الماء إلى التهاب الغشية المخاطية مع احتقان في البلعوم مصحوب بحرقة مع سيلن
النإف وسعال وتقيؤ يرافقه مغص و اسهالت وزوغان النإظر .............الخ .
كما يعتبر حمض فلور الماء من الحموض الكاوية اللذعة بل واقوي من حمض كلور الماء ففي حال
وصوله للمعدة بشكل مركز يؤدي إلى التقيؤ إواعراض أخرى ليقود في المحصلة للموت.
يعتبر ثانإي فلور الكسجين أكثر خطورة من الفلور حيث بإمكانإه الولوج إلى الرئتين ويصل إلى
الحويصلت الرئوية ليؤدي إلى سعال متواصل وغثيان وضيق أثنإاء التنإفس مصحوبا بآلم حادة .
20
بعض الملوثات اللعضوية :
يعتبر أول أكسيد الكربون من أكثر الغازات انإتشا ار وأكثر ملوثات الجو شيوعا في تلوث الهواء إذ أن
مبثوثاته الجمالية تتجاوز كل مبثوثات الغازات الخرى الملوثة للجو و تعتبر النإشاطات النإسانإية مسؤولة
إلى حد كبير عن التلوث بأول أكسيد الكربون حيث إن التقدم التقنإي ساهم فعليا في زيادة نإسبة هذا الغاز
في الجو .
وهو مركب عديم اللون والرائحة والطعم أخف قليل من الهواء يتمثل في الحالة الغازية في أية درجة اكبر
من 190درجة سيليزية يحترق بلهب ازرق براق لكنإه ل يساعد على الحتراق وغير قابل للذوبان في
الماء .ينإتج أول أكسيد الكربون عموما من إحدى العمليات الثلث التالية:
توجد مصادر متعددة تنإشر أول أكسيد الكربون في الجو نإذكر أهمها :
يمثل احتراق الفحم والخشب المصدر الرئيسي لول أكسيد الكربون كما تعتبر المحطات الكهربائية
وملحقاتها المستهلك الساسي للفحم إذ تسهم بحوالي %25من مبثوثات أول أكسيد الكربون النإاتج عن
هذا الوقود.
إن كمية أكسيد الكربون النإاتجة عن عمليات الحتراق الثابتة المشار إليها تكون في حدودها الدنإيا عنإدما
يتم تحقيق نإسبة مثالية بين الوقود والهواء أثنإاء عملية الشتعال .
هنإاك أيضا مصدر آخر للتلوث فهو الصنإاعات الرئيسية التي نإذكر منإها الن :
21
صنإاعة الحديد – الفولذ الصلب – الصنإاعات البتروكيميائية – الورق – التجميعية ,هذا اضافة الى
مصادر أخرى كتكرير المونإياك والكحول الميثيلي وكذلك الصنإاعات العضوية )الحموض السيتير ,
الكيتونإات ,اللدهيد..........الخ(.
يتولد أول أكسيد الكربون في مسار العمليات المتعددة التي تهدف الحصول على الهن )الحديد المصبوب
(والفولذ وهذه العمليات هي معاملة الركاز – الحصول على الحديد الفلذي في الفران العالية – الحصول
على الفولذ في الفران الكهربائية – عمليات الحصول على السبائك وتنإتج اكبر كمية من أول أكسيد
الكربون من العمليتين الولى والخيرة وفي الصنإاعات البتروكيميائية تعتبر وحدات التقطير الوسائطية في
مصافي البترول المسؤول الرئيسي عن أول أكسيد الكربون إذ للحصول على مردود اكبر من النإفط الخام
ل بد من إخضاعه إلى سلسلة من العمليات :التكرير -التقطير – التجزيء – التبخير – التكثيف .
إن تعرض النإسان لكمية كبيرة من أول أكسيد الكربون يمكن أن تؤدي به إلى الوفاة وقد تم في وقت
متأخر معرفة الثار التي يخلفها التعرض لتركيز قليل من أول أكسيد الكربون 100ppmأو اقل إذ أن
معرفة هذه الثار النإاجمة عن الكميات القليلة يشكل أهمية كبيرة وذلك لن الكثافة المحيطة من أول أكسيد
الكربون تبلغ في معظم الحيان اقل من ppm 100يتكون الثر السام لول أكسيد الكربون على
الكائنإات نإتيجة للتفاعل بين أول أكسيد الكربون وخضاب الدم الذي يقوم بعملية آلية نإقل )بشكل طبيعي (
فيوصل الكسجين على شكل أكسيهيموغلوبين من الرئتين إلى الخليا وبالعكس نإقل ثانإي أكسيد الكربون
من الخليا إلى الرئتين .
يحتوي دخان السجائر على كمية كبيرة من أول أكسيد الكربون تقدر بأكثر من 200ppmهذه النإسبة
العالية من أول أكسيد الكربون المستنإشق تؤدي إلى تركيز مرتفع من مركب كاربو أكسيهيموغلوبين )
(cohbفي دم المدخنإين أكبر بكثير من غير المدخنإين .
أما عنإد الحيوانإات فإن أول أكسيد الكربون يخرب الية ونإظام نإقل الكسجين .
أما النإباتات الكبيرة الموضوعة عرضة لتركيز يقدر بـ 100ppmمن أول أكسيد الكربون ولمدة تتراوح
بين 3-1أسابيع فلم يظهر عليها أي أثر من الضرر أو التخريب .
22
في حين أن قدرة تثبيت البكتريات للزوت تضعف وأحيانإا تتلشى من خلل التعرض مدة 25ساعة لول
أكسيد الكربون بتركيز يقدر بـ . 2000ppm
يعود التلوث باكاسيد الكبريت إلى ثانإي وثالث أكسيد الكبريت اللذين يرمز إليهما بالصيغة الكيميائية )
(soxفثانإي أكسيد الكبريت غاز ليس له لون مميز في حين أن ثالث أكسيد الكبريت يظهر بأشكال
متعددة فمن الصعوبة ضم أو إتحاد ثالث أكسيد الكبريت مع غيره في الحالة الغازية بينإما تزداد ميوله نإحو
التحاد كلما انإخفضت درجة ح اررته أما في الحالة المنإحلة فإن درجة ح اررة غليانإه منإخفضة وضغط بخاره
مرتفع كما تتشكل أبخرته في درجات الح اررة العادية .
تتشكل أكاسيد الكبريت من احتراق أي مادة تحتوي على الكبريت إوان الكمية النإسبية لكل منإهما ل
تتعلق بكمية الكسجين المتمثلة في عملية الحتراق كما هو الحال مثل في أكاسيد الكربون ,بل
أحيانإا يكون العكس تماما ففي حال الزيادة المفرطة من الهواء فإن ثانإي أكسيد الكبريت يتشكل بكمية
أكبر في حين أن كمية ثالث أكسيد الكبريت المتشكلة من عملية الحتراق تتعلق فقط بشروط التفاعل
وبشكل خاص بدرجات الح اررة وتتبدل هذه النإسبة بين % 10-1من كامل ) .(sox
يعتبر ثانإي أكسيد الكبريت اليوم في مقدمة العنإاصر الملوثة للهواء فقد حتم تطور النإتاج التقنإي زيادة
كبيرة في مبثوثات ثانإي أكسيد الكبريت في الهواء تنإتشر هذه الغازات الملوثة إلى ارتفاعات عالية في الجو
والثار التي تخلفها ل يشعر بها بشكل حاد على سطح الكرة الرضية .
أثبتت الدراسات بأن ثلث الكبريت الذي يدخل في الجو على المستوى العالمي ينإتج عن النإشاطات البشرية
في حين أن الثلثين الخرين على شكل أكاسيد الكبريت أو كبريتيد الهيدروجين تنإتج عن المصادر الطبيعية
.
فالتلوث بأكاسيد الكبريت النإاتج عن النإشاطات النإسانإية يضاعف كثي ار من مشاكل أماكن انإتشاره أكثر
من المشكلة التي تتعلق بكمية إنإتاج هذه الغازات فبينإما ينإتشر التلوث النإاتج عن المصادر الطبيعية بشكل
منإتظم على مساحات الكرة الرضية يتمركز التلوث النإاتج عن النإسان في المنإاطق الهلة بالسكان هذا
إضافة إلى تركيزه المرتفع .
23
المصدر الرئيسي للتلوث بـ SOfينإشأ عن عمليات احتراق الفحم الحجري في المواقد الثابتة فمن كل
4مليين طن من ثانإي أكسيد الكبريت انإتشر % 50منإها عام 1970عن احتراق الفحم و % 30منإها
عن احتراق البترول و % 20عن عمليات أخرى متعددة كما تعتبر الصنإاعات التعدينإية ومصافي
البترول ومعامل حمض الكبريت وعمليات تصنإيع الكوك من أهم المصادر الصنإاعية الملوثة فالعمليات
التعدينإية تسهم بنإصف كمية أكاسيد الكبريت النإاتجة عن الصنإاعة برمتها .
يعتبر وجود ثانإي أكسيد الكبريت في الجو مسببا رئيسيا للذى الذي يصيب النإباتات إذ أن أنإواعا متعددة
من النإباتات شديدة التأثر بهذا الملوث بالمقارنإة مع النإسان والحيوان ويختلف هذا الثر تبعا لتركيزه في
الجو والمدة التي تتعرض لها هذه الحياء وتكون تحت تأثير هذا التلوث ,يؤدي التعرض لثانإي أكسيد
الكبريت إلى آفات موضعية محددة إضافة إلى آثار عامة على النإباتات .
يخلف ثانإي أكسيد الكبريت أثا ار ضارة على الكائنإات البشرية بالشتراك مع الملوثات الخرى أكثر من
الثار التي يخلفها في حال كونإه مستقل عنإها كما يحدث عادة في الجواء الصنإاعية إذ أن النإدماج مع
الملوثات الخرى في الهواء وخاصة مع الجزيئات الصلبة يزيد ويضاعف الثار السامة لثانإي أكسيد
الكبريت ,تعتبر الكمية من ثانإي أكسيد الكبريت التي تؤدي إلى آثار ضارة على الكائنإات البشرية والحيوانإية
أكثر ارتفاعا بالمقارنإة مع تلك التي تخلف آثا ار على النإباتات .
يتجلى اثر ثانإي أكسيد الكبريت على النإسان بتهيج الجهاز التنإفسي أثنإاء التعرض لتركيز بقدر بـ ppm
5كما يمكن ان تظهر هذه العراض في التركيز المحصور بين ,ppm 2-1يلزم ذلك تشنإج القصبات
أثنإاء التعرض لتركيز محصور بين .ppm 10-5
أما الثار الخرى لكاسيد الكبريت فتتجلى في تآكل مختلف المواد والمعادن وبصورة خاصة بوجود
الرطوبة ،إذ تتحول إلى حموض كبريتية تتمتع بقدرة كبيرة على تخريب هذه المواد .إضافة إلى ذلك فان
لثانإي أكسيد الكبريت قدرة اكبر على التخريب بوجود الجزيئات وهكذا فإن اكاسيد الكبريت تؤدي إلى تآكل
سطوح المعادن كما تتلف وتزيل ألوان المبانإي وتخرب الرخام وأحجار البنإاء إضافة إلى إزالتها للوان
النإسيج والجلود والورق .
-3أكاسيد الزوت:
24
يعتبر غاز أول وثانإي أكسيد الزوت من اكثر الغازات تلويثا للوسط المحيط ومن هنإا أتت أهميتها
الخاصة من وجهة نإظر حماية البيئة والوسط يتشكل أول أكسيد الزوت في شروط من درجات الح اررة
المرتفعة باحتراق الفحم الحجري والغازات والبترول والكربون في الهواء ويتم التوازن بمعزل عن الضغط .
يتفكك الكسيد المتشكل بسرعة في درجات الح اررة العالية .
يمثل أول أكسيد الزوت النإاتج عن العمليات البيولوجية الجزء الكبر من كمية اكاسيد الزوت في الجو .
فالمصادر الطبيعية تنإتج حوالي 500مليون طن كن NOسنإويا في الوقت الذي ينإتشر فيه من NOX
عن المصادر الصنإاعية للنإشاطات البشرية كمية تقدر بـ 50مليون طن سنإويا مجملها من أول و ثانإي
أكسيد الزوت .
بصورة عامة ,يعتبر تركيز أكسيد الزوت في أجواء المدن اكبر بـ 100-10مرة من تلك التي تتمثل في
الجواء الريفية ,و هذا يعكس خطورة المصادر التقنإية إذا ما قيست بالمصادر الطبيعية من حيث الماكن
التي تتمركز فيها هذه الكميات و الثار التي تخلفها.
أما القسط العظم من اكاسيد الزوت النإاتج عن المصادر الطبيعية فيتكون من أول اكسيد الزوت نإتيجة
لفعل البكتريات ,كما تشير المعطيات حول تركيز اكاسيد الزوت المتأتية من هذه المصادر إلى أنإها
تتركز في المنإاطق الريفية.
يؤدي وجود اكاسيد الزوت في الجو إلى تلف النإباتات بصورة عامة ,غير انإه من الصعوبة بمكان تحديد
ما إذا كانإت تلك الضرار نإاجمة عن فعل اكاسيد الزوت المباشر أو بفعل الملوثات الثانإوية النإاتجة عن
دورة التفكيك الضوئي الكاسيد الزوت.
إن النإباتات تتخرب نإتيجة تعرضها المباشر في الجو لكاسيد الزوت سواء من المصادر الصنإاعية أو في
المختبرات.
25
لقد دلت البحاث التي أجريت على نإعدل وفيات الحيوانإات على أن ثانإي أكسيد الزوت أكثر سمية بأربعة
أضعاف من أول أكسيد الزوت ,لقد أثبتت الختبارات المنإفذة على الحيوانإات المعرضة لتركيز مرتفع
جدا" من أول أكسيد الزوت إصابتها بتشنإجات و شلل في الجهاز العصبي المركزي.
أما المعلومات بالنإسبة للثار السامة لثانإي أكسيد الزوت على النإسان فقد تم الحصول عليها من
النإشرات الصحية القليلة و التي تتعلق فقط بالتركيز الكبر من ذلك الذي يتواجد عادة في الهواء المحيط,
كما تتوفر فيها عدد الحالت التي إذا ما تعرض المهنإيون لول أكسيد الزوت تؤدي إلى آثار ضارة على
صحتهم من خلل المعاينإات السريرية.
يمكن أن نإقسم حالت التعرض لنإسب مختلفة من ثانإي أكسيد الزوت إلى ست حالت:
-1التعرض لتركيز يبدأ من PPM 500و أكثر يؤدي إلى أوزام رئوية حادة تتبع بوفاة فجائية خلل
48ساعة.
-2التعرض لتركيز بين PPM 400 – 300يؤدي الى وزم رئوي مع التهاب للقصبات و الحويصلت
الرئوية يتلوها وفاة بين 10-2أيام.
-3التعرض لتركيز بين PPM 200-150يؤدي إلى انإسداد تشعب القصبات بسبب تورم جدرانإها مما
يسبب الوفاة بين 5-3أسابيع.
-5التعرض لتركيز بين PPM 75-25يؤدي إلى التهاب القصبات و الحويصلت الرئوية.
-6التعرض الدائم و المتقطع لتركيز بين PPM 40-10من ثانإي أكسيد الزوت يؤدي في نإهاية المر
إلى الربو.
يتشكل الضباب الدخانإي في المدن الكبيرة و هو يحتوي على حموض حيث يبقى معلقا في الجو عدة أيام
و ذلك عنإدما تتعرض الملوثات النإاتجة عن وسائل النإقل بصورة فادحة إلى الشعة فوق البنإفسجية التية
من الشمس فيحدث بين مكونإاتها تفاعلت كيميائية تؤدي إلى تكوين الضباب الدخانإي الذي يخيم على
المدن و خاصة في ساعات الصباح الولى ,و الخطر في ذلك هو غاز ثانإي أكسيد النإتروجين لنإه
26
يشكل المفتاح الذي يدخل في سلسلة التفاغلت الكيميائية الضوئية التي ينإتج عنإها الضباب الدخانإي ,و
بالتالي نإكون أمام مركبات عديدة لها تأثيرات ضارة على النإسان إذ تسبب احتقان الغشية المخاطية و
تهيجها و السعال و الختنإاق و تلف النإسجة و انإخفاض معدل التمثيل الضوئي في النإبات الخضر و
كل هذا ينإتج عن حدوث ظاهرة النإقلب الحراري كما حدث في مدينإة لنإدن عام 1952عنإدما خيم
الضباب الدخانإي لمدة 3أيام مات بسببه 400شخص و كذلك ما حدث في أنإقرة و أثينإا بالضافة إلى
اثر المطر الحمضي على المنإشات الصنإاعية و البنإية ذات القيمة التاريخية و التماثيل ,إذا يكلف
ترميمها مبالغ كبيرة من دخل الفرد أو الدخل القومي ,و أبسط مثال على ذلك تفتت بعض الحجار في
برج لنإدن الشهير و كنإيسة وست فستر ابي نإاهيك عن تفاعل حمض الزوت مع كثير من المعادن في
المنإشات الصنإاعية و تخريبها.
يتضمن مصطلح الجسيمات العالقة بالهواء عددا من أنإواع الملوثات علي سبيل المثال الدخان يتكون من
حبيبات صغيرة من الكربون وتنإتج من احتراق غير كامل للمواد الهيدروكربونإيه وأهمها الفحم-البترول-
القطران-التبغ البخرة هي حبيبات صلبه،غالباا ،تنإتج من التكثيف من الحالة الغازية.
الغبار :حبيبات متنإاهيه في الصغر تنإشأ عن طريق تكسير وطحن وتفجير بعض المواد مثل الحجار
والخامات والفحم والخشب والحبوب وغيرها.
مصدر طبيعي
تهب العواصف في المنإاطق الجافة وشبه الصحراوية وتثير كميات هائلة من الغبار الذي يؤثر بطريقه
مباشرة علي التنإفس ويلحظ في بعض المنإاطق الصحراوية أن العواصف تتكرر مرات عديدة في السنإة
مثال ذلك رياح الشمال المعروفة في المملكة العربية السعودية تكون جارفة للتربة والرمال النإاعمة وقد
تهب احيانإ ا بسرعة 60كيلومت ار في الساعة وتحدث أحيانإا مرات عديدة في الشهر الواحد.
27
عنإد التشريح الطبي للعديد من النإاس المتوفين واللذين يعيشون في الصحراء المعرضة للعواصف المتكررة
في السنإة ،وجد أن كميات كبيرة من الرمال في رئات هؤلء النإاس غير أن هذا الغبار يؤثر تأثير مباشر
علي الغشية المخاطية بالنإف ويتلفها.
مصدر صناعي
قد يحتوي الغبار الصنإاعى على مركبات الرصاص والبريليوم والزرنإيخ والنإحاس والخارصين وذلك يتوقف
على نإوعية المنإشآت الصنإاعية المسببة للغبار ويلحظ أن وقود السيارات)الكازولين( يحتوى على -3
4سم ,من مادة رابع أثيلت الرصاص ،تضاف هذه المادة لتقليل الفرقعه في أثنإاء حرق الوقود .
ل تبقي الجسيمات عالقة في الهواء دون حدود زمنإية ،كما إنإها ل تترسب تلقائياا،وتعتمد سرعة السقوط
علي حجم الجسيمات ،وعلي عوامل أخري منإها اتجاهات الرياح حيث يمكنإها تحريك الجسيمات ونإشرها
علي مساحات شاسعة مما يؤثر على المنإاخ.
قد تبين من استخدام التقنإية الحديثة في دراسة العوالق الهوائية أن الوقود الحفورى هو المصدر الرئيسي
للكثير من العوالق في الهواء خاصة الجسيمات الحمضيه ,وتسقط مع المطار المطر الحمضي بالدراسه
المتأنإيه لطبقة الجسيمات العالقه وأحجامها باستخدام أجهزة تجميع دقيقة أحدثها ما يسمى بالصادمة
التمايزية virlual impactorوالتى تستطيع عن طريق تصادمات مع الهواء المتحرك فصل
الجسيمات النإاعمة عن الخشنإة بحيث يمكن دراسة كل على حدة.
وقامت هيئة حماية البيئة المريكية بإجراء دراسات وتجارب على كمية الرصاص المسموح بها في الهواء
ووجد أن التركيز الذي يتعدى 2بالمليون من الجرام بالمتر المكعب يمكن أن يؤدى إلى خطورة وتأثيرات
28
فسيولوجية لكثر النإاس وبعد إجراء الدراسة وجد أن هنإاك 27مدينإة تركيز الرصاص في هوائها أعلى من
الحد المسموح به على سبيل المثال كان التركيز فى مدينإة لوس أنإجلوس 5ر 7ما يكر وجرام /م .
استطاعت هيئه الغذاء والدوية المريكية الحصول على تشريعات من قبل الحكومة المريكية بمنإع وجود
الرصاص فى المنإتجات الصنإاعية عامة وكان السبب لصدار هذه التشريعات حدوث ما معدله 200
أصابه سنإوية بالتسمم بمركبات الرصاص الداخلة في صنإاعة الصباغ المختلفة وكذلك يقدر عدد
الطفال الذين يحتوى دمهم على تركيز عالي من الرصاص بنإصف مليون طفل في أمريكا.
قد تكون الجسيمات العالقة في ذاتها سامة نإتيجة لخواصها الكيميائية أو الفيزيائية -تعمل الجسيمات
كحوامل لمواد سامة ممتزة على سطحها ,ويعتبر الفحم والسياج من المواد القادرة على إمتزاز الكثير من
المواد العضوية وغير العضوية بكفاءة عالية وتحملها هي والغازات ذات الثار السامة مثل ثانإي أكسيد
الكبريت و أكاسيد النإتروجين إلى الرئتين مما قد يؤدى إلى توغلها داخل جسم النإسان وتحدث أض ار ار
مضاعفة أشد أث ار مما لو كانإت موجودة في الهواء غير ممتزة.
نتائج البحث
من خلل دراستنإا لمصادر التلوث و أنإواع الملوثات التي تطال البيئة الحضرية فقد تم التوصل للنإتائج
التالية:
-1لقد ترافق التلوث الذي طال العالم بشكل عام و القطر بشكل خاص مع التطور الذي حصل في جميع
المستويات السكانإية و القتصادية.
29
-2تخلف الملوثات سواء الغازية أو الصلبة آثار بالغة السوء على الخواص الفيزيائية و الكيميائية
لتركيب الهواء الجوي.
-3تخلف الملوثات سواء الغازية أو الصلبة آثار بالغة السوء على الشعة الشمسية.
-1تطوير معامل تكرير البترول ل نإتاج الجازولين عالي الوكتين و الستغنإاء عن إضافة مركبات
الرصاص 0
-2الهتمام الشديد بالكشف الفنإي على السيارات عنإد تجديد رخصها 0
30
-5رفع كفاءة رجال المرور و تشجيعهم على اكتشاف أي أخطاء فنإية بالسيارات 0
-6البحث عن مصادر طاقة جديدة بخلف البنإزين مثل الغاز الطبيعي أو الطاقة الشمسية .
-7القضاء على مركز الضوضاء و مصدرها ،أو أبعاده على القل ،وهذا يقتضي سن تشريع صارم
.
-8الحملت العلمية لنإشر القيم الخلقية و التوعية الشاملة عن طريق و سائل العلم المختلفة
عن تأثير الضوضاء ,و ما تسببه من أخطار على الصحة العامة .
-9منإع استعمال مكبرات الصوت و أجهزة الموسيقى ذات الصوات الحادة والمرتفعة في الحفلت أو
أي محل خاص أو عام بحالة مؤقتة أو مستديمة إل بعد الحصول على تصريح من الجهة المختصة.
المصادر والمراجع
للدكتور علي زين العابدين بن عبد السلم 1ـ تلوث البيئة ثمن للمدينإة
2ـ التلوث البيئي أزمة العصر للدكتور عبد الله الصطوف 2005ـ 2006
3ـ بعض المواقع على النإترنإت موقع يخص تلوث الهواء .
31
32