You are on page 1of 32

‫أثر تلوث الهواء على صحة النإسان‬

‫أول‪ :‬مقدمة‪:‬‬

‫يستطيع النإسان الستغنإاء عن الطعام لعدة أيام‪ ,‬لكنإه ل يستطيع الستغنإاء عن الهواء إل لدقائق معدودة‪.‬‬
‫و بالتالي يجب أن يكون الهواء صالحا للستنإشاق و خاليا من السموم التي تقود في المحصلة إلى أضرار‬
‫بالغة بالصحة العامة سواء على المدى الطويل أو القصير‪.‬‬

‫قد يجمع معنإا الكثير حينإما نإقول إن التلوث في البلدان غير المتقدمة ل يشكل مشكلة خطيرة اذا ما قورن‬
‫بالبلدان الكثر تقدما و التي ترتكز بصورة كبيرة على عمليات التصنإيع و الساليب التكنإولوجية الحديثة‬
‫وغير الحديثة قي شتى مجالت الحياة‪.‬‬

‫فمع دخول الثورة الصنإاعية تعددت مصادر الطاقة و اقترن النإتاج باستخدام اللت التي تستخدم أنإواع‬
‫متعددة من الطاقة لدارتها‪ ,‬و مما لشك فيه إن احتراق هذه المواد يؤدي إلى تكوين مركبات و غازات لها‬
‫أثرها الضار على المجال الحيوي و هذا نإوع جديد من التلوث لم يكن معروفا من قبل‪.‬‬

‫و مع ازدياد التقدم الصنإاعي و تطوره و ظهور حركات التمدن و الدخول في عصر التكنإولوجيا ازدادت‬
‫الملوثات و تنإوعت هي الخرى بتنإوع مصادرها‪ .‬و من الثار السلبية للثورة الصنإاعية هجرة الكثير من‬
‫الفراد من القرى إلى المدن مما زاد بل و فاقم من الثار البيئية و التلوث في هذه المدن إلى جانإي الثار‬
‫السلبية التي خلفتها هذه الهجرة على الرياف حيث أهملت الراضي الزراعية و بالتالي انإعكست سلبا على‬
‫النإتاج الزراعي و الحيوانإي مما خلف خلل واضحا في النإظم البيئية‪.‬‬

‫لقد طال التلوث بشكل واضح الوطن العربي و أضحت ملمحه بارزة بوضوح على مكونإات البيئة العامة‬
‫بشكل عام وعلى الهواء بشكل خاص و خاصة أجواء المدن الهلة و التي تعددت المصادر الملوثة‬
‫لجوائها بدءا من المصانإع و انإتهاء بما تخلفه وسائط النإقل على أجواء هذه المدن ولكي نإقدر حجم الخطر‬
‫الذي يمس أجواء مدنإنإا ل بد من التعرض إلى خصائص الغلف الغازي الذي نإعيش وسطه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف التلوث‪:‬‬

‫لقد تعددت الراء و كثرت التعاريف حول التلوث و مفاهيمه غير أنإها اجتمعت على إن التلوث هو تغير‬
‫غير مرغوب في الخواص الفيزيائية أو الكيميائية أو البيولوجية للبيئة المحيطة )هواء‪-‬ماء‪-‬تربة( و الذي‬

‫‪1‬‬
‫يسبب أض ار ار لحياة النإسان أو غيره من الكائنإات الخرى حيوانإية أو نإباتية و قد يسبب تلفا في العمليات‬
‫الصنإاعية و اضطرابا في الظروف المعيشية بوجه عام و أيضا إتلف التراث و الصول الثقافية ذات‬
‫القيمة الثمينإة مثل المبانإي و المنإشات الثرية كالمتاحف و ما تحتوي من آثار قيمة‪.‬‬

‫و يمكن أن نإعرف التلوث بطريقة أخرى بأنإه إضافة أو إدخال أي مادة غير مألوفة إلى أي وسط من‬
‫الوساط البيئية)ماء‪-‬هواء‪-‬تربة( و تؤدي هذه المادة الدخيلة عنإد وصولها لتركيز ما إلى حدوث تغير في‬
‫نإوعية و خواص تلك الوساط و غالبا ما يكون هذا التغيير مصحوبا بنإتائج ضارة مباشرة أو غير مباشرة‬
‫على كل مكونإات الوسط البيئي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الغلف الغازي و تركيب الهواء الجوي‪:‬‬

‫يطلق لفظ العلف الجوي على الهواء الذي يحيط بالكرة الرضية و لم يستطع الباحثون حتى الن تحديد‬
‫سمك هذا الغلف تحديدا دقيقا بالرغم من الوسائل الحديثة التي أصبحت تستخدم في الوقت الحاضر من‬
‫أجهزة لسلكية و صواريخ و أقمار صنإاعية و يمكن تقسيم الغلف الجوي إلى أربع طبقات و هي‪:‬‬
‫التروبوسفير – الستراتوسفير – اليونإوسفير – الكسوسفير‬

‫‪ -1‬التروبوسفير‪:‬‬

‫و هي الطبقة التي تعلو سطح الرض مباشرة و التي تحتوي على الهواء اللزم لجميع الكائنإات الحية‪ .‬و‬
‫يمكن القول بأن متوسط سمك هذه الطبقة قد يصل ‪ 12‬كيلو متر‪ ,‬و يبلغ السمك أقصاه عنإد خط الستواء‬
‫حيث يصل أقصاه إلى حوالي ‪ 16‬كيلو متر ويقل السمك كلما اتجهنإا إلى القطبين حيث يبلغ حوالي ‪10‬‬
‫كيلومترات‪ .‬تمثل هذه الطبقة حوالي ‪ %80‬من كتلة الغلف و تتميز بأنإها أكثر طبقات الجو اضطرابا‬
‫خاصة القطاع السفل منإها و الذي يبلغ ارتفاعه ‪ 3‬كيلو متر و يطلق عليه طبقة المحيط الحيوي و تحدث‬
‫فيه معظم التقلبات المنإاخية من رياح و أمطار و غيوم‪ .‬و تقل درجة الح اررة في طبقة التروبوسفير بمعدل‬
‫درجة واحدة مئوية لكل ‪ 300‬متر في الرتفاع‪ ,‬و قد تصل إلى ما يقرب من ‪ 60-‬إلى ‪ 70-‬درجة مئوية‬
‫في الطبقات العليا من التروبوسفير و ينإخفض الضغط الجوي و تقل كثافة الهواء و تزيد سرعة الرياح في‬
‫طبقة التروبوسفير كلما ارتفعنإا إلى أعلى‪.‬‬

‫‪ -2‬الستراتوسفير‪:‬‬

‫يصل ارتفاعها إلى حوالي ‪ 80‬كيلومتر من سطح الرض و تسمى الطبقة السفلية منإها بالتروبوبوز‪ .‬تتميز‬
‫هذه الطبقة بتخلخل هوائها إلى حد بعيد و قلة بخار الماء فيها لدرجة كبيرة جدا جدا )‪ 3‬ملجم‪/‬لتر( و قد‬

‫‪2‬‬
‫تتشابه مع الطبقة السابقة التروبوسفير حيث تشكل كتلة الغاز حوالي ‪ %15‬فقط من مجموع الغلف‬
‫الجوي‪ .‬ترتفع درجة الح اررة في هذه الطبقة مع الرتفاع على مراحل متعددة حتى ارتفاع ‪ 50‬كم ثم‬
‫تنإخفض درجة الح اررة بعد ذلك انإخفاضا كبي ار في الثلثين كم الخيرة‪.‬‬

‫يتركز معظم غاز الوزون في طبقة الستراتوسفير لسيما في جزئها المحصور بين مستوى ‪ 20‬كم و‬
‫مستو ‪ 40‬كم تقريبا فوق سطح الرض و هو الجزء الذي يطلق عليه اسم الوزونإوسفير‪ ,‬و هنإاك قول بان‬
‫نإسبة الوزون تتواجد ما بين ‪ 10‬كم و ‪ 50‬أو ‪ 60‬كم‪.‬‬

‫و ينإشأ الوزون بفعل الشعة الشمسية التي تمر خلل الغلف الجوي و التي تحتوي على موجات الشعة‬
‫فوق الشمسية القصيرة)‪ (U.V‬و بواسطة التفاعلت الكيميائية الضوئية فان هذه الشعة تقسم جزئي‬
‫الوكسجين الجوي )أ ‪ (2‬إلى أوكسجين ذري )أ( و هذه الذرة نإشطة جدا و تعيد التحاد مع جزيئات‬
‫الوكسجين لتكون جزيئا ثلثي الذررات من الوزون )أ ‪ (3‬والذي يكون في حالة تأكسدية عالية جدا‪.‬‬

‫و يمتص غاز الوزون في هذا الجزء معظم الشعة فوق البنإفسجية القادمة من الشمس نإحو الرض و‬
‫بالتالي يقل أثرها على أنإواع الحياة على سطح الرض إذ ل يصل منإها سوى نإسبة قليلة قد تقضي على‬
‫الميكروبات و لكنإها ل تضر بالنإبات أو الحيوان‪.‬‬

‫مكونات الهواء‪:‬‬

‫يتألف الهواء الجاف في طبقة التروبوسفير من الغازات التية‪:‬‬

‫‪ -1‬النإيتروجين أو الزوت الجوي‪:‬‬

‫و تبلغ نإسبته ‪ %78,21‬من حجم الهواء أو ‪76,03‬من وزنإه و لذا يرجع إليه الجانإب الكبر من ضغط‬
‫الهواء و قوة التيارات الهوائية و انإكسار أشعة الشمس عنإد اختراقها الغلف الجوي‪ ,‬كما انإه يعد وقاءا‬
‫تتحطم فيه الشهب التي تنإجذب نإحو الرض‪.‬‬

‫‪ -2‬الوكسجين‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫تبلغ نإسبته ‪ %20,96‬من حجم الهواء أو ‪ %23,14‬من وزنإه وهو يدخل في كثير من التفاعلت‬
‫الكيميائية و تكوين الصخور‪ .‬و عليه تتوقف الحياة على سطح الرض إلى حد كبير‪.‬‬

‫‪ -3‬الغازات الخاملة‪:‬‬

‫تشمل الرجون و النإيون و الكريبتون و يعتبر غاز الرجون أهم هذه الغازات ويمثل ‪ %0,79‬من حيث‬
‫الحجم‪ %0,77 ,‬من حيث الوزن‪ .‬و ل يختلف هذا الغاز كثي ار في خواصه و تأثيراته عن النإتروجين‪.‬‬
‫بالنإسبة للنإتروجين و الهيليوم فتوجد بنإسبة ضئيلة جدا في طبقة التروبوسفير‪.‬‬

‫‪ -4‬ثانإي أكسيد الكربون‪:‬‬

‫يمثل حوالي ‪ %0,04‬من حيث الحجم‪ 0,05 ,‬من حيث الوزن و تختلف نإسبته من مكان لخر فهي ترتفع‬
‫في هواء المدن عنإها في هواء الريف نإظ ار لزدحام المدن بالسكان و وجود المصانإع و نإحوها من مصادر‬
‫هذا الغاز و كذلك لقلة النإباتات التي تمتص عادة نإسبة كبيرة من ثانإي أكسيد الكربون للستفادة من‬
‫الكربون و طرد الوكسجين بفعل عملية التمثيل الكلوروفيلي التي تتم في النإباتات الخضراء أثنإاء النإهار‪.‬‬
‫و يساعد وجود ك أ ‪ 2‬في طبقة التروبوسفير على حفظ الشعاع الرضي أي الشعة الح اررية التي يشعها‬
‫سطح الرض بعد أن يمتصها من أشعة الشمس‪.‬‬

‫‪ -5‬بخار الماء و دقائق الغبار‪:‬‬

‫تختلف نإسبة هذه المواد من مكان إلى آخر ومن وقت إلى وقت و يحتوي الهواء الجاف البارد على كمية‬
‫من بخار الماء أقصاها ‪ %1‬هذا في فصول الجفاف و غياب المطار‪ ,‬أما في فصول البلل و تساقط‬
‫المطار فان نإسبة بخار الماء تزداد و قد تصل إلى ‪ %4‬و خاصة في المنإاطق الستوائية‪ .‬و يشترك‬
‫بخار الماء مع ثانإي أكسيد الكربون في خاصية حفظ الشعاع الرضي من التبدد في الفضاء و تعمل‬
‫ذررات الغبار على انإتشار ضوء الشمس كما أنإها تمتص جانإبا من الشعاع الشمسي الوارد إلى سطح‬
‫الرض‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬المصادر العامة لتلوث الهواء‪:‬‬

‫هنإاك عدة مصادر لتلوث الهواء أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬المصادر الطبيعية‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫مثل الغازات و التربة النإاتجة من ثوران البراكين و من حرائق الغابات و التربة النإاتجة من العواصف‬
‫الرعدية و هذه المصادر عادة ما تكون محدودة في منإاطق معينإة تحكمها العوامل الجغرافية و الجيولوجية‬
‫و يعد التلوث من هذه المصادر متقطعا أو موسميا‪.‬‬

‫‪ -2‬مصادر صنإاعية‪:‬‬

‫نإتيجة لنإشطة النإسان على سطح الرض‪ ,‬فاستخدام الوقود في الصنإاعة ووسائل النإقل و توليد الكهرباء‬
‫و غيرها من النإشطة يؤدي إلى انإبعاث غازات مختلفة و جسيمات دقيقة في الهواء و هذا النإوع من التلوث‬
‫مستمر باستمرار أنإشطة النإسان و منإتشر بانإتشارها على سطح الرض في التجمعات السكانإية و هو‬
‫التلوث الذي يثير الهتمام و القلق حيث مكونإاته و كمياته أصبحت متنإوعة و كبيرة بدرجة أحدثت خلل‬
‫ملحوظا في التركيب الطبيعي للهواء‪.‬‬

‫‪ -3‬بعض الملوثات اللعضوية‪:‬‬

‫الملوثات الصنإاعية‪ :‬منإها‬


‫أ‪ -‬التلوث النإاجم عن المؤسسات الصنإاعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬التلوث النإاتج عن وسائط النإقل‪.‬‬
‫ج‪ -‬التلوث النإاتج عن وسائل التدفئة المنإزلية و رمي القاذورات‪.‬‬

‫و أيضا يمكن أن نإصنإف مصادر التلوث في المدن تبعا لعدادها بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬مصادر كبيرة تتمثل بالمؤسسات الصنإاعية الضخمة التي تولد تلوثا يمكن أن تصل أثاره لمسافات‬
‫بعيدة إل أن تركيز هذه الملوثات في الهواء يمكن أن يبلغ قيما عالية قرب هذه المصادر‪ .‬كما في‬
‫محطات توليد الكهرباء و مصافي النإفط‪.‬‬

‫‪ -2‬مصادر صغيرة و متعددة ‪ :‬تشمل أجهزة التدفئة و التسخين ووسائط النإقل التي تلوث الجواء الهلة ‪.‬‬

‫‪ -3‬مصادر أخرى مختلفة كما في المؤسسات الصغيرة و الحرف لليدوية و المحطات و المرافئ و‬
‫المطارات و المستودعات و محطات المعالجة و التنإقية للفضلت وحفر القاذورات‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫يبرز تلوث الجو في ظروف الزدحام بالمنإاطق الهلة التي تتصف بها المدن وأحيانإا الحياء القريبة من‬
‫هذه المدن كما أن حجم التلوث يتبدل تبعا لحجم هذه المدن فالمدن الكبيرة تتميز بالتلوث العام و الشامل‬
‫النإاتج عن المصادر الصغيرة المنإتشرة على مساحة المدن وأطرافها‪ ,‬أما المدن الصغيرة والمجاورة لهذه‬
‫المدن فان التلوث يعتبر على درجة عالية و يؤثر بشكل كبير على شروط حياة السكان و يبدل صفة‬
‫العنإاصر المكونإة لبيئة هذه المنإاطق‪.‬‬

‫تتميز هذه المدن التي تقوم بها مصافي البترول و المصانإع الكيميائية عن غيرها من المدن بحيث تطبع‬
‫الوسط بسلسلة من التبدلت و الثار تتضح من خلل التحريات و التقصيات كالرائحة التي تسيطر على‬
‫المدن و اتجاه نإوافذ المنإازل السكنإية و المراض السائدة ‪...........‬الخ‬

‫أ‪ -‬التلوث الناجم عن المؤسسات الصناعية و الحرفية‪:‬‬

‫‪ -1‬معامل توليد الطاقة‪:‬‬

‫تتمثل في المحطات الكهربائية و أجهزة التدفئة البخارية و محطات توليد البخار و الماء الساخن ‪.‬‬
‫و يعتبر الفحم الحجري الرديء الوقود الرئيسي لهذه الصنإاعة لعدم صلحيته في مجالت أخرى بسبب‬
‫طاقته الح اررية المنإخفضة‪.‬‬
‫تتراوح قدرة هذه المؤسسات في الوقت الراهن بين عدة ميغاوات في الوحدات الصنإاعية الصغيرة و عدة‬
‫آلف من الميغاوات في المحطات الح اررية الكبيرة التي شيدت في السنإوات الخيرة‪.‬‬

‫إن اتساع نإطاق استعمال هذه المحطات الكبيرة لتغطية الحاجة من الطاقة المطلوبة لمواكبة التطور‬
‫الحضاري‪ ,‬عمل بشكل أو بآخر على الحد من استخدام المحطات الصغيرة تبعا لمجموعة معايير و تدابير‬
‫اقتصادية و أمنإية لحماية الوسط البيئي‪.‬‬
‫ترتكز العمليات التقنإية في هذه المحطات بشكل رئيسي على عمليات النإقل و التخزين و الطحن‪ ,‬و من ثم‬
‫إيلج مساحيق الفحم بهدف الحتراق و إنإتاج البخار و الماء الحار و من ثم إدخالها في العنإفات لتوليد‬
‫الطاقة الكهربائية أو نإقل الماء الساخن لغراض صنإاعية أو منإزلية‪.‬‬

‫تختلف البدائل التقنإية بين المحطات‪ ,‬فالعمليات الساسية تتكون في المحطات الح اررية الحديثة من‬
‫احتراق منإظم و معقد يتم فيه احتراق كامل للفحم و ينإتج ثانإي أكسيد الكربون بفعل درجات الح اررة المرتفعة‬
‫و النإسب الوافية و المثالية بين الوقود و الهواء‪ ,‬و لكن نإتيجة لدرجات الح اررة المرتفعة في سياق عمليات‬

‫‪6‬‬
‫الحتراق تتشكل اكاسيد الزوت المتأرينإة من اتحاد الوكسجين مع الزوت الجوي الذي يحتويه هواء‬
‫الحتراق‪ .‬لكن نإسبة هذه الغازات ل تتجاوز أجزاء من المائة تنإطلق من المدخنإة و التي تؤدي إلى تلوث‬
‫حاد للجو‪.‬‬
‫أما في المحطات القديمة التي ينإتج عنإها احتراق غير كامل‪ ,‬فإنإها تؤدي إلى الملوثات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أكسيد الكربون‪.‬‬
‫‪ -‬الهدروكربون الطولنإي )السلسلي( و الحلقي و العطري ذو الخصائص البنإزينإية و الذي يلعب دو ار في‬
‫التسبب بالسرطانإات المعروفة‪.‬‬
‫‪ -‬مركبات كربونإية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬أسنإاج فحم غير كامل الحتراق‪.‬‬
‫‪ -‬هباب الفحم غير المحترق الذي يشكل الدخان ذو اللون القاتم‪.‬‬

‫ثم إن الفحم الحجري الذي يستخدم كوقود رئيسي في المحطات الح اررية و ذو القدرة الح اررية المنإخفضة‬
‫المقدرة بـ ‪ 1500cal/kg-4000‬يحتوي على كمية من الرماد بنإسبة ‪ % 55-30‬إضافة إلى الكبريت‬
‫بنإسبة تتراوح بين ‪ % 6,5-0,8‬و كذلك على ملوثات أخرى تشكل كلها في نإهاية المر خط ار كبي ار على‬
‫الصحة‪.‬‬

‫إن النإفط الرديء و مخلفات الزيت الذي يستخدم كوقود في حدود ضيقة في العالم تحتوي هي الخرى على‬
‫ملوثات و على رأسها الكبريت الذي ل يوجد إل في النإفط الخام‪.‬‬

‫على العموم فان الملوثات النإاتجة عن غير النإفط تصدر عادة عن أفران المحطات الح اررية عنإدما ل‬
‫تتخذ تدابير و إجراءات لحجزها و منإعها من النإتشار‪.‬‬

‫فالملوثات الصلبة التي تكون على شكل رماد تبقى نإسبة كبيرة منإها في الموقد تفرغ بشكل دوري و مستمر‬
‫عبر نإظام عمل معين و خاصة إذا ما استخدمت لهذه الغاية طرق هيدروليكية حديثة و متطورة نإعمل على‬
‫تحويل الرماد إلى وحل يضخ بعد ذلك إلى مستودعات خاصة لذلك‪.‬‬

‫كذاك فان الرماد يدعى الرماد الطيار يجذب بفعل تيارات غاز الحتراق و يتجه نإحو المدخنإة لخلئه في‬
‫الجو‪ .‬فإذا ما أفرغت هذه الكمية بكاملها في الجو فسوف تؤدي إلى تلوث خطر‪ ,‬خاصة إذا ما أخذنإا بعين‬
‫العتبار الكميات الهائلة من الوقود الذي تستهلكه المحطات الح اررية‪ ,‬لذا فان المحطات في الوقت‬
‫الراهن تلزم بالتزود بأجهزة لتنإقية غازات الحتراق من الرماد بنإسب تقدر بـ ‪ %90‬لن التلوث بالجزيئات‬

‫‪7‬‬
‫الصلبة يعتبر من اخطر الملوثات و بذلك يقتصر التلوث بهذا النإوع من الملوثات على المحطات التي‬
‫لتجهز و تزود بهذه المعدات‪.‬‬

‫تعتبر المحطات الح اررية مصد ار هاما لتلوث الهواء بالزرنإيخ و الزئبق و الرصاص و الفلور و الكادميوم و‬
‫ملوثات أخرى تخلف آثا ار ضارة‪ ,‬و إذا ما حاولنإا اسقاط هذه المعطيات على القطر العربي السوري لوجدنإا‬
‫إن المحطات الح اررية التي تعمد إلى توليد الطاقة الكهربائية و التي تستخدم مادة الفيول كوقود أساسي في‬
‫هذه المحطات كما هو حال المحطة الح اررية في مدينإة بانإياس و المحطة الح اررية في بلدة محردة تخلف‬
‫تلوثا حادا يترك بصماته على كل مكونإات البيئة من جهة و على النإسان و الحيوان و النإبات من جهة‬
‫أخرى ويلحق أذى اقتصاديا على المنإاطق الهلة في هذه البلدان‪.‬‬

‫تعتمد الطريقة الوحيدة لحل مشكلة التلوث هذه في الوقت الراهن على تمديد الغازات المبثوثة بأكبر كمية‬
‫من الهواء قبل إطلقها في الجو و من ثم تفريغها بمداخن مرتفعة و بسرعة تفريغ لها عالية في الهواء لذا‬
‫يعمد إلى تجهيز المحطات الح اررية الكبيرة بمداخن مرتفعة ذات ارتفاع ‪200‬م تقريبا و بسرعة تفريغ ‪-20‬‬
‫‪30‬م‪/‬ثا ‪ ,‬هذا الحل يقلل التركيز الموضعي للملوثات و يوسع المساحة موضوع التلوث إلى عدة مئات من‬
‫الكيلومترات المربعة‪.‬‬

‫‪ -2‬الصنإاعات الحديدية‪:‬‬

‫تعتبر هذه الصنإاعات قليلة العدد لكنإها متكاملة‪ ,‬و نإعنإي هنإا المجمع الصنإاعي للحديد و الصلب الذي‬
‫ينإتج مليين الطنإان في كل مؤسسة من مؤسساته‪.‬‬
‫يقتضي هذا المجمع الضخم العديد من الفروع و القسام المكملة لبعضها بدءا من معالجة الركاز و الفحم‬
‫و انإتهاء بإنإتاج الفولذ و السبائك‪.‬‬

‫و نإوجز هنإا الفروع و القسام المولدة للملوثات بما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬مستودعات الركاز‪.‬‬
‫‪ -‬المطاحن‪.‬‬
‫‪ -‬قسم التجميع و التركيز‪.‬‬
‫‪ -‬الفران العالية‪.‬‬
‫‪ -‬مصنإع الفولذ‪.‬‬
‫‪ -‬محطة الطاقة‪.‬‬
‫‪ -‬فرع نإقل و تخزين الخبث‪.‬‬
‫‪ -‬مستودعات الفحم‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬تصنإيع الكوك‪.‬‬

‫يتلوث الجو بالمساحيق و الهباب الذي ينإتج عن عمليات التخزين و النإقل و الطحن و التجميع و تتألف‬
‫الملوثات التي تصدر عن الفران العالية و مصانإع الكوك من أكسيد الكربون الذي يتولد في مجمل‬
‫عمليات التعدين الح اررية إضافة إلى أول أكسيد الكبريت و كبريتيد الهدروجين الذي ينإتج بشكل خاص‬
‫أثنإاء عملية التجميع )التكتيل( أي في معظم العمليات الولية هذا إضافة إلى مجموعة من الملوثات‬
‫المكونإة من الفينإول و المنإغنإيز و الفلور و الزرنإيخ ‪...........‬الخ‪ ,‬أي المواد و العنإاصر التي تحتويها‬
‫المادة الولية أو تنإتج عن العمليات التكنإولوجية‪.‬‬

‫نإتيجة للكميات التي تخلفها هذه العمليات من الملوثات و الثار القاتلة لعنإاصر البيئة التي تسببها‬
‫المجمعات الصنإاعية الكبيرة فقد زودت هذه الوحدات بكافة فروعها و أقسامها بأنإظمة و أجهزة حجز‬
‫المساحيق و الجزيئات الصلبة المنإطلقة في الجو إضافة إلى تزويد الفران العالية بمعدات عزل تخفيض‬
‫كمية أكسيد الكربون و الستفادة منإها على المستوى القتصادي‪ ,‬و التلوث النإاتج عن هذه الصنإاعة‬
‫ينإعكس بشكل واضح على أجواء معمل القضبان الحديدية في مدينإة حماه‪.‬‬

‫‪ -3‬الصنإاعات التعدينإية الخرى )اللحديدية(‪:‬‬

‫يمكن أن نإقسم هذه الصنإاعات إلى من حيث الملوثات التي تتولد عنإها‪:‬‬

‫النوع الول‪:‬‬

‫و هو الذي يؤدي إلى التلوث من خلل انإطلق و تطاير جزيئات القصدير – البيريلوم – الكادميوم –‬
‫التنإغستن – الفانإاديوم – الزئبق‪........‬الخ‬

‫النوع الثاني‪:‬‬

‫و هو الذي يقود إلى تلوث الجو بملوثات أخرى نإاتجة عن عمليات التصنإيع‪ ,‬مثال على ذلك الفلور النإاتج‬
‫عن صنإاعة اللمنإيوم و كذلك الزرنإيخ و النإتيمون )الثمد( النإاتج عن مختلف صنإاعات المعادن‬
‫اللحديدية هذا إضافة إلى مجموعة من الملوثات الثانإوية المعدنإية المنإطلقة من الركاز اللحديدي الذي‬
‫يحتوي كميات قليلة غير قابلة للستخراج و التصنإيع‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ينإتج غالبا التلوث بالرصاص عن الجزيئات الدقيقة من أكسيد الرصاص الذي ينإتقل مسافة حوالي ‪ 10‬كم‬
‫من مصدر انإطلقه بسبب صغر هذه الجزيئات و رغم كل الجراءات و التدابير لحجز و تنإقية المبثوثات‬
‫سواء من خلل التنإقية الكهربائية أو المصافي الشبكية‪...................‬الخ‪.‬‬

‫أما تلوث الهواء بالزئبق فانإه يتحقق بسبب تبخره بدرجات ح اررة منإخفضة و كذلك نإتيجة هذا الفلز إلى‬
‫الجو أثنإاء إنإتاجه أو استخدامه في حال تماسه المباشر مع الهواء أما الملوث الفلزي الشديد السمومية فهو‬
‫البيريليوم الذي يلوث الجو سواء أثنإاء إنإتاج و استخراج الفلزات الخرى و خاصة استخراج النإحاس أو من‬
‫المعامل النإووية أو عن معامل السيراميك و المصابيح الطيفية و إن زيادة تركيزه في الهواء يمثل خط ار‬
‫كبي ار على الصحة‪.‬‬

‫‪ -4‬صنإاعة مواد البنإاء‪:‬‬

‫يعتبر السمنإت من أكثر مواد البنإاء استخداما و بإنإتاجه يتم تلوث الهواء بصورة كبيرة بالهباب و‬
‫بالمساحيق النإاتجة عن العمليات التكنإولوجية‪ ,‬إذ لم يتم حجز و منإع هذه الملوثات من النإتشار إضافة إلى‬
‫ذلك فان السمنإت يلوث الهواء في المراحل اللحقة لنإتاجه أي أثنإاء عمليات النإقل و إنإتاج البيتون ففي‬
‫مصنإع البيتون و بغض النإظر عن حجمه تنإطلق كميات كبيرة من الغبار لها أثرها الضار على السكان‬
‫بل أكثر إزعاجا من مصانإع السمنإت لن غباره ينإطلق إلى داخل الحياء السكنإية‪.‬‬

‫تسبب مواد البنإاء الخرى كالمنإغنإيزيوم و الجبس و الحجر الكلسي تلوثا للهواء في المنإطق القريبة من‬
‫مراكز إنإتاجها‪ ,‬إضافة إلى أن مؤسسات إنإتاج القرميد و الخزف و السيراميك و البورسلن و الزجاج تؤدي‬
‫إلى تلوث الجو ببخار المواد الولية المصنإعة‪ ,‬إلى جانإب التلوث بالعنإاصر التي تحتويها ) مثال على ذلك‬
‫التلوث بالزرنإيخ في مصانإع الزجاج(‪.‬‬

‫كما يعتبر السفلت ملوثا لهواء المنإاطق الهلة و ذلك من خلل الدخان و الرائحة المخرشة المنإتشرة نإتيجة‬
‫صهره داخل المدن بأفران عربات السيارات المتنإقلة ‪.‬‬

‫و أخي ار يلوث السبست و الركان المكون لسيليكات المغنإيزيوم التي تخضع لعمليات التكسير و الحتراق‬
‫و المعاملة حسب هدف النإتاج)أنإابيب ‪ -‬مصابيح – صفائح(‪.‬‬

‫و يعانإي القطر العربي السوري من هذه الملوثات نإتيجة عمليات البنإاء و الغبار النإاجم عنإها في كافة‬
‫المنإاطق و خاصة في المحافظات و المدن نإتيجة التزايد السكانإي و كثرة البنإاء و التزايد العمرانإي كما إن‬

‫‪10‬‬
‫معامل السمنإت المنإتشرة في المحافظات و خاصة في محافظة طرطوس يسبب حجما كبي ار من التلوث و‬
‫أيضا معامل حماه و معامل دمشق‪.‬‬

‫‪ -5‬الصنإاعات الكيميائية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الصناعات الكيميائية اللعضوية‪:‬‬


‫تعتبر في الوقت الراهن كما هي منإذ بدء عهد الصنإاعات أهم المصادر الملوثة‪.‬‬

‫أ‪ -1 -‬صنإاعة الحموض‪:‬‬

‫فالحموض الكبريتية و كلور الماء و الفوسفورية و الزوتية ‪...........‬الخ‪ ,‬تنإتج اليوم في مصانإع ذات‬
‫طاقة إنإتاجية تقدر بحوالي مئات اللف من الطنإان سنإويا لنإتاج السمدة الكيميائية و الستعمالت‬
‫الخرى ‪.‬‬

‫تتولد الملوثات من الحموض المشار إليها أثنإاء العمليات النإتقالية في إنإتاج الحموض كأول أكسيد‬
‫الكبريت و رذاذ حمض الكبريت و الكلور و حمض كلور الماء و المونإياك و اكاسيد الزوت و أبخرة‬
‫الكسيد الزوتي و رذاذ حمض الفوسفور وحمض فلور الماء‪.‬‬

‫يتعلق حجم التلوث و نإسبته بمدى درجة ضبط و إحكام عملية النإتاج و مدى الفعالية التي تستخدم فيها‬
‫أجهزة التنإقية‪ ,‬ففي حال حدوث الخلل ينإتشر أول أكسيد الكبريت بكميات كبيرة من خلل تعطل نإظام‬
‫الكسدة أثنإاء إنإتاج حمض الكبريت‪.‬‬

‫أ‪-2 -‬السمدة المعدنإية ‪:‬‬

‫الملوثات التي تتولد من خلل هذه العمليات هي النإهيدرات والحموض والفلور المتآتي من الركاز‪,‬‬
‫وتخضع كمية التلوث وتركيز الملوثات إلى فعالية أجهزة التنإقية أثنإاء عمليات النإتاج ‪.‬‬

‫أ‪-3 -‬صنإاعة الكلور‪:‬‬

‫يترافق فيها تولد الغازات الى جانإب حمض كلور الماء ومواد كيميائية أخرى عضوية أو لعضوية إلى‬
‫جانإب المبيدات الكلورية والهيدروكربونإات الكلورية ‪ 0000‬الخ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ويمكن أن يتسع التلوث بالكلور ومركباته ليشمل مساحة واسعة للعديد من المنإاطق الهلة بشكل خاص‬
‫أثنإاء تعطل أجهزة التنإقية جزئيا أو كليا‪.‬‬
‫ب– الصناعات الكيميائية العضوية‪:‬‬
‫تشتمل بشكل خاص على‪:‬‬

‫ب‪ -1 -‬صنإاعة البترول وتكريره ‪:‬‬

‫إن تلوث الجو بالهيدروكربونإات ومركبات الكبريت في حال كون النإفط غنإيا بالكبريت‪،‬وكذلك الصنإاعات‬
‫البتروكيميائية والصنإاعات السائلة ككيمياء الكربون والكيمياء الغازية‪.‬‬

‫تتكون الملوثات النإاتجة عن هذا النإوع من الصنإاعات من المواد الطيارة سهلة النإتشار ونإاد ار ما تتكون من‬
‫المواد في الحالة الصلبة)مثال مساحيق المبيدات‪-‬الملونإات‪-‬المنإظفات( وغالبا ما ينإتشر هذا النإوع من‬
‫الملوثات في المنإاطق التي تكون فيها مصافي النإفط مثال ‪ :‬مصفاة حمص و مصفاة بانإياس وأيضا في‬
‫معامل السماد الزوتي في محافظة حمص‪.‬‬

‫ب‪ -2 -‬صنإاعة الخشب والورق والسللوز ‪:‬‬

‫تتكون الملوثات بشكل أساسي من الجزيئات الدقيقة من الخشب وسلفور الكبريت والميركاتبان وكبريتيد‬
‫الهيدروجين و أول أكسيد الكبريت ومركبات الكبريت ذات الرائحة المخرشة التي تتشكل أثنإاء معاملة‬
‫السللوز‪-‬السولفات‪.‬‬

‫‪ -6‬الصنإاعات الغذائية ‪:‬‬

‫تشكل هذه الصنإاعات نإظريا مصد ار للتلوث لكنإها تخلف غالبا الفضلت وأحيانإا مواد ذات رائحة تؤدي‬
‫إلى فساد خصائص الهواء فالمسالخ و أماكن صنإاعة المعلبات ومؤسسات صنإاعة السماك تلوث الجو‬
‫غالبا بالمواد النإاتجة عن تفسخ المينإات الحادية والثنإائية والميتيل الثلثي واليتيلمين بعد تعفنإها إضافة‬
‫إلى مواد ملوثة أخرى نإاتجة عن تفسخ الغذية والتي تنإشر رائحة متاينإة عن الهيدروكربونإات )عادة من‬
‫الطبيعة النإباتية(‪ ,‬كما في معامل الكونإسروة وتعبئة المواد الغذائية في دمشق وجبلة ‪.‬‬

‫‪ -7‬مؤسسات التربية الحيوانإية ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫تتميز هذه المؤسسات بطرح مخلفات ملوثات للجو‪ ،‬يتعاظم أثرها كلما ازدادت إعداد هذه المؤسسات وكبر‬
‫حجمها‪ ,‬وان السبيل المثل لتخفيض اثار التلوث يتم من خلل جمع ومعالجة المخلفات بشكل متواصل‪,‬‬
‫وهذا النإوع من المؤسسات منإتشر في كافة المحافظات السورية والقرى والمزارع‪.‬‬
‫‪ -8‬صنإاعة الجلود والمنإتجات الحيوانإية الخرى ‪:‬‬

‫تعتبر المواد ذات المنإشأ الحيوانإي )الجلد‪-‬العظم‪-‬اللحم‪-‬الريش‪............‬الخ( مصد ار لنإتاج الحاجات‬


‫الستهلكية التي يستعملها النإسان بعد إخضاعها لسلسلة من العمليات حيث تنإبعث الرائحة أثنإاء‬
‫تصنإيعها بكميات والى مسافات تتعلق بمدى تطور الجهزة المستخدمة لهذه الغاية ‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫فان معامل العظام والدباغة ومصانإع الحذية في محافظة حلب و حماة تلوث الجو و إلى مسافات بعيدة‬
‫وهذا يقتضي النإتباه والحذر ‪.‬‬

‫ب‪ -‬التلوث الناتج عن وسائط النقل ‪:‬‬

‫‪-1‬عربات النإقل ذات محركات الحتراق الداخلي‪:‬‬

‫تعمل النإسبة العظمى من عربات النإقل على المحركات ذات الحتراق الداخلي ‪ ,‬وتؤدي إلى مجموعة من‬
‫الضرار يتربع بذروتها تلوث الهواء المحيط ‪.‬‬

‫يعتبر كل من أول أكسيد الكربون والهيدروكربونإات و اكاسيد الزوت من أهم الملوثات المنإبعثة من‬
‫عربات النإقل ‪ ,‬إلى جانإب السنإاج الذي ينإتج عن الحتراق غير الكامل من محركات الديزل‪ ,‬إضافة إلى‬
‫هذه الملوثات فان عربات النإقل تطلق في الهواء مركبات الرصاص المتأتية من البنإزين ودقائق شديدة‬
‫السمية ‪.‬‬

‫تمثل الخطورة التي تشكلها هذه الملوثات التي تنإبعث في الغلف الجوي ليس من خلل الثر المباشر لهل‬
‫فحسب‪ .‬بل من خلل سلسلة من التفاعلت الكيمو‪-‬ضوئية فيما بينإها من جهة ومع بعض الملوثات‬
‫الخرى المتمثلة في الجو‪ ,‬لتنإتج مركبات ثانإوية اشد خطورة على البيئة ومكونإاتها‪.‬‬

‫إن عوادم محركات الديزل تمثل خط ار اقل على البيئة من عوادم البنإزين‪ .‬وأخي ار ل بد من الشارة إلى‬
‫العوامل التي ترتبط بها كمية الملوثات المنإبعثة من عربات النإقل ‪:‬تتعلق نإسبة ونإوع الملوثات المنإبعثة من‬
‫عوادم العربات سواء التي تعمل محركاتها على الديزل أو على البنإزين على العديد من العوامل والتي‬
‫يمكنإنإا أن نإجملها بما يلي ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ - 1‬شكل المحرك وحجمه وقدرته‪.‬‬
‫‪ -2‬تركيب الوقود المستخدم فيه ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الطريقة التي يدار فيها المحرك )تباطؤ‪ -‬تسارع – سفر طويل( ‪.‬‬
‫‪ – 4‬الوضع الطبوغرافي لطرق المواصلت ‪.‬‬
‫‪ – 5‬صيانإة المحرك‪ ,‬وحداثة مكونإاته‪.‬‬

‫‪ – 2‬القاطرات البخارية ‪:‬‬

‫تعتبر مصد ار لتلوث الهواء فقط في حال اعتمادها على احتراق الفحم لتوليد البخار وتسيير المحركات ‪,‬‬
‫ويزداد التلوث في المحطات وأماكن عبور هذه القطارات وفي محطات تبديل الخطوط والعربات‬
‫‪..............‬الخ‪ ,‬إذ تصبح عرضة للغازات والجزيئات المنإطلقة من القاطرات البخارية وخاصة السياحية‬
‫منإها‪.‬‬

‫ومن هنإا فان السبب الرئيسي للتلوث هو الحتراق غير الكامل للفحم والرماد وغيره من المواد التي يخلفها‬
‫الفحم الذي تزود به القاطرات بين الفينإة والخرى ‪,‬حيث يطرح هذا الرماد من المدخنإة مع الغازات ‪,‬ويزداد‬
‫خطر هذه الملوثات مع ازدياد حركة سير هذه القاطرات ‪.‬‬

‫‪ – 3‬السفن البخارية ‪:‬‬

‫وهي وسائط نإقل تعمل بنإفس الصيغة التي تعمل بها القاطرات البخارية لكن طاقتها اكبر حيث يمكن لكل‬
‫سفينإة إن تلوث مساحة واسعة من المياه ‪,‬وان آثار هذا التلوث على البشر تظهر بصورة غير مباشرة ‪,‬لكن‬
‫حين وصول هذه السفن إلى المرافئ أو عبورها الممرات والضائق الهلة فإنإها تؤدي إلى تلوث هذه‬
‫المنإاطق بشكل حاد‪ ,‬وأكثر المنإاطق تأث ار بهذه الملوثات في القطر العربي السوري هي المنإاطق الساحلية‬
‫اللذقية –جبلة – بانإياس – طرطوس‪.‬‬

‫‪ – 4‬الطائرات ‪:‬‬

‫إن كمية الوقود التي تستهلكها الطائرات كبيرة وبالتالي يصبح التلوث بدوره كبي ار في حال الحتراق غير‬
‫كامل وبالخص أثنإاء عملية القلع وتزداد خطورة التلوث من هذا المصدر عنإدما تكون المطارات‬
‫الرئيسية قريبة من المنإاطق السكنإية الهلة وقد أوضحت البحاث والدراسات التي تمت بهذا الصدد‬

‫‪14‬‬
‫الكميات الكبيرة من أكسيد الكربون والملوثات الخرى التي تفرغ في الهواء في مختلف مراحل الطيران‬
‫ومدى السهام في زيادة التلوث الجوي واتساعه وأثره على البشرية بشكل عام ‪.‬‬

‫ج‪ -‬التلوث الناجم عن وسائل التدفئة المنزلية ورمي القاذورات ‪:‬‬

‫تحدث التدفئة المنإزلية سواء عن طريق أجهزة التدفئة الشخصية الخاصة أو عن طريق التدفئة المنإزلية‬
‫الجماعية تلوثا كبي ار يخضع إلى الشكل والطريقة التي تعمل بها هذه الجهزة ‪.‬‬

‫يمكن تخفيض كمية الملوثات النإاتجة عن محطات التدفئة المنإزلية في البنإية عن طريق رفع قدرة‬
‫الشتعال في المواقد لكن التلوث هنإا يؤثر بشكل مباشر على المنإاطق المجاورة لسيما إذا كانإت ارتفاعات‬
‫المداخن غير وافية لبث ونإشر هذه المبثوثات من محطات تدفئة الحياء فإنإها تؤدي إلى التلوث سواء‬
‫بشكل جزئي أو كلي للسكان إذا لم تكن مزودة بمعدات لتنإقية غازات الحتراق‪.‬‬

‫لقد اتسعت التدفئة المركزية في السنإوات الخيرة لتشمل كافة الحياء حصيلة التطور الحضاري وذلك‬
‫بإقامة المحطات الح اررية على شكل مؤسسات صنإاعية دائمة للعمل ومزودة بأجهزة لتأمين الحتراق‬
‫الكامل ومعدات لتنإقية غازات الحتراق وحجز لمعظم جزيئات الرماد لكنإها ل تحل مشكلة التلوث بأول‬
‫أكسيد الكربون الذي يفرغ في الهواء عبر مداخن مرتفعة إل بشكل جزيء ‪.‬‬

‫هذا الوضع يمكن إن يكون مقبول إلى حد ما إذا ما توفرت شروط منإاخية وطبوغرافية تيسر انإتشار‬
‫المبثوثات على مساحة واسعة في الفضاء وبالتالي تخفض من تركيزها أو إذا ما زودت تكنإولوجيا بمعدات‬
‫للغازات في المدن الكبيرة أو في المنإاطق المأهولة مع إمكانإية تحقيق‬ ‫تؤمن الحتراق والفراغ المطلوبين‬
‫الدرجة المطلوبة لتنإقية الغازات الحاوية على أول أكسيد الكربون قبل إخلئه في الجو‪.‬‬

‫تلوث الهواء الناتج عن رمي القاذورات ومعالجتها ‪:‬‬

‫يتم تلوث الهواء نإتيجة لرمي القاذورات ومعالجتها حيث أنإها تمل الجو وتعبقه بالمخلفات الصلبة والسائلة‬
‫وبالمواد الكيميائية وغالبا بالغازات النإاجمة عن تفسخها أو أثنإاء حرق هذه الفضلت بالقرب من المنإاطق‬
‫الهلة ‪ .‬إذ يجب أن يؤخذ بعين العتبار عنإد خزنإها أو معالجتها المعايير الصحية المطلوبة لتحقيق‬
‫حماية كافية للوسط المحيط لكن عنإد خرق النإظمة الصحية وقوانإينإها فان الهواء يتلوث بشكل مريع ويترك‬
‫آثا ار بالغة الخطورة على النإسان والحيوان والنإبات والجماد‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الصنإاعات الكيميائية ‪:‬‬

‫‪ – 1‬صناعة السمدة‪:‬‬

‫يرتكز إنإتاج السمدة الزوتية والفوسفاتية وخلئطها في المرحلة الولى من النإتاج على الحماض‬
‫المتجانإسة أما في المرحلة الثانإية فترتكز على تشكل الملح المتجانإسة من المونإيوم والفوسفور‬
‫والكالسيوم والبوتاسيوم ‪.....‬الخ‪.‬‬

‫الثر الفيزيولوجي للسمدة ‪:‬‬

‫إلى جانإب الملوثات التي تنإبعث من مصانإع السمدة في الهواء وتخلف أض ار ار مباشرة على النإسان‬
‫والحيوان والنإبات فقد كان لسراف النإسان والستخدام المفرط للسمدة الكيميائية نإتيجة الزيادة المستمرة‬
‫في عدد السكان وقلة المساحات المزروعة ولجوئه إلى الزراعة الكثيفة ليسد احتياجاته من المواد الغذائية‬
‫لتعويض النإضوب المستمر بالعنإاصر الغذائية المتمثلة في ألتربه بحيث أضحت السمدة العضوية غير‬
‫كافية لمعالجة الفقر بهذه العنإاصر‪.‬‬

‫لقد أدى التعاظم باستخدام السمدة الزوتية إلى ظهور خط ار لم يكن معروفا من قبل أل وهو التلوث‬
‫بالنإترات‪ .‬إذ بالضافة إلى النإترات الموجودة في السمدة الزوتية فان البكتريا والكائنإات الدقيقه المتمثلة‬
‫في التربة تقوم بتحويل جزء كبير من المواد النإيتروجينإية في هذه السمدة الى نإترات‪ .‬ويقوم النإبات‬
‫بامتصاص جزء من هذه النإترات والجزء الكبر المتبقي في التربة يزيد من تلوثها وتلويث المياه بها وقد‬
‫تجد النإترات طريقها إلى المياه الجوفية عبر الماء المتسرب لتلوثها أو قد تصل إلى هذه المياه عبر المياه‬
‫السطحية‪.‬‬

‫‪ –2‬الكلور ‪:‬‬

‫هو غاز في درجات الح اررة المألوفة ذو لون أصفر مخضر ورائحته خانإقه يتميز الكلور بانإحلليته‬
‫الضعيفة في الماء يسهم الكلور في تكثيف بخار الماء الجوي ويضاعف بالتالي الفعل الحتي للمطار كما‬
‫أن الكلور غير قابل للنإفجار وغير قابل للحتراق وعديم النإقل للتيار الكهربائي يتفاعل بشدة مع العديد‬
‫من المركبات العضوية ‪.‬‬

‫مصادر الكلور في الهواء ‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫من النإادر وجود الكلور ح ار في الجو بسبب قابليته العالية للتفاعل تحتوي غازات البراكين على كمية قليلة‬
‫من الكلور كما يمكن أن تتفاعل المركبات الكلورية في الطبيعة مع ثانإي أكسيد الزوت ليتشكل كلور‬
‫النإيتروسيل غير ان المركب يتفكك ضوئيا ويعطي الكلور الحر من جهة ثانإية ويمكن ان يتأكسد الكلور‬
‫بوجود الوزون إلى كلور حر يتم الحصول على الكلور من خلل التحليل الكهربائي لمحاليل الكلورات‬
‫القلوية ‪.‬‬

‫الثار الفيزيولوجية للكلور ‪:‬‬

‫الثار التي يخلفها الكلور تتفاوت بين شخص وأخر تبعا لمجموعة من المعايير تتجلى العراض العامة‬
‫في حال التعرض للكلور في تهيج والتهاب أغشية العين والنإف والحنإجرة والتهاب المجاري التنإفسية ‪ ,‬إن‬
‫التعرض لتركيز مرتفع من الكلور يمكن أن يؤدي إلى الوزام الرئوية وذات الرئة وانإتفاخ الرئة والتهاب‬
‫القصبات ويمكن أن يقود في المحصلة إلى الموت بسبب الختنإاق‪ ,‬أما في حال تعرض النإسان إلى‬
‫نإسبة قليلة من الكلور فتظهر على المصاب أعراض عامة ‪.‬‬

‫يمكن ان نإجمل العراض التي تظهر على المصاب نإتيجة التعرض لنإسب عالية من الكلور )العراض‬
‫الحادة للتسمم بالكلور ( بمايلي ‪ :‬القلق – الغثيان – التقيؤ – الغماء‪ ,‬وفي النإهاية تقلصات ل إرادية‬
‫لعضلت المفاصل والتهاب للقصبات التي تنإتهي بالختنإاق ‪.‬‬

‫أما العراض المزمنإة بنإتيجة التعرض لنإسب قليلة من الكلور بصورة متواصلة وخاصة من قبل العمال‬
‫الذين يمارسون العمل بالمؤسسات المنإتجة للمبيضات التي تحتوي الكلور فتتجلى عليهم أعراض التهاب‬
‫القصبات ويصبحون أكثر استعدادا للصابة بالسل‪ ,‬كما يظهر على أسنإانإهم التآكل بفضل حمض كلور‬
‫الماء الذي يتشكل نإتيجة تفاعل الكلور مع الرطوبة الموجودة في فم هؤلء العمال هذا إلى جانإب اللتهاب‬
‫في الغشية المخاطية ‪.‬‬

‫‪ -3‬حمض كلور الماء ‪:‬‬

‫هو غاز عديم اللون ذو رائحة مخرشة يظهر بشكل دخانإي في الحالة الغازية ويصبح سائل أثنإاء تبريده‬
‫إلى الدرجة ‪ 15‬سيليزية ‪.‬‬

‫مصادر حمض كلور الماء‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫ينإتشر مع النإدفاعات البركانإية لكن المصدر الرئيسي منإه يتاتى من الجهزة والمعدات المنإتجة له ويتم‬
‫الحصول عليه من ثلث عمليات‪:‬‬

‫‪ -1‬كنإاتج ثانإوي أثنإاء تفاعلت الكلورة )جعلها كلورية ( للمركبات العضوية‪.‬‬


‫‪ -2‬من خلل تفاعل كلور الصوديوم مع حمض الكبريت‪.‬‬
‫‪ -3‬من خلل تصنإيعه )تركيبه( من الهيدروجين والكلور ‪.‬‬

‫الثار الفيزيولوجية لحمض كلور الماء ‪:‬‬

‫يخرش حمض كلور الماء أغشية العين أثنإاء تعرض الفراد للبخرة التي تحتويه كما يضاعف ويسرع‬
‫الدورة التنإفسية وتبعا لتركيز حمض كلور الماء والمدة التي يتعرض بها النإسان لهذا الملوث تتعاظم الثار‬
‫التي يخلفها بدءا من اللتهابات التي تصيب الجهاز التنإفسي الى الوزام الرئوية انإتهاء بالموت في‬
‫الحالت التي يبلغ تركيزه فيها قيما عالية‪.‬‬

‫تنإعدم الثار الضارة عنإدما ل يتجاوز تركيز حمض كلور الماء في الجو عن حوالي ‪ ppm 6‬في الجو‬
‫بينإما تتهيج الغشية المخاطية عنإدما يبلغ تركيز حمض كلور الماء ‪ ppm 10‬في الجو في حين تتجلى‬
‫العراض الحادة العينإات التي تبلغ قيمها بين ‪ ppm 10-50‬في الجو فتتهيج أغشية البلعوم في التركيز‬
‫الكبر من ‪ ppm 35‬ويصبح من المستحيل مزاولة أي نإشاط عنإدما يبلغ التركيز بين ‪50-100‬‬
‫‪ ppm‬ول يمكن للمرء إن يستمر بالجلوس ضمن هذه الجواء أكثر من ‪60‬دقيقة أما في حال تعرض‬
‫النإسان لتركيز يقدر بـ ‪ ppm 2000‬فيؤدي إلى الموت السريع نإتيجة لجفاف النإسج والتهاب القسام‬
‫الخارجية للرئة التي يتولد عنإها الوذم الرئوي والتهاب الحنإجرة وتشنإجها يليه الموت‪.‬‬

‫أما الحمض الرطب فليس له نإفس الثر الذي يخلفه الحمض الغازي حيث ل يتسبب بجفاف النإسج قياسا‬
‫بالنإسبة التي يسببها الحمض الغازي غير أن البخرة الحمضية الحارة من محاليل حمض كلور الماء‬
‫تؤدي إلى الم في النإف وتقرح الغشية المخاطية في النإف هذا إضافة إلى حساسية في الوجه يبدو‬
‫بشكل واضح أثنإاء عملية الحلقة التي تصبح أكثر صعوبة إن التعرض مدة طويلة من الزمن لكمية قليلة‬
‫من حمض كلور الماء يؤدي إلى تآكل ونإخر السنإان ‪.‬‬

‫‪-4‬الفوسفور ‪:‬‬

‫مصادر وجوده في الهواء ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫تعتبر فوسفات الكالسيوم المصدر الرئيسي لصنإاعة السمدة الفوسفورية كما تستخدم كمادة أولية لنإتاج‬
‫حمض الفوسفور والسوبر فوسفات الثلثي وللحصول على الفوسفور في الفران الكهربائية إوانإتاج السوبر‬
‫فوسفات العادي هذا إلى جانإب استخدامها في مجالت متعددة وخاصة الزراعية منإها يعتبر الفوسفور‬
‫الولي أساسا في الصنإاعة الكيميائية للحصول على حمض الفوسفور والسمدة‪.‬‬

‫الثار الفيزيولوجية للفوسفور ومركباته‪:‬‬

‫إن ملمسة خامس أكسيد الفوسفور للجلد تؤدي إلى حروق شديدة وذلك لنإه يشكل مع الماء حمض‬
‫الفوسفور الذي يعتبر على درجة كاوية عالية‪.‬‬

‫يتمتع الفوسفور البيض بآثار مدمرة ومخربة للبروتو بلزما كما إن لمركباته خاصة المركبات الفوسفاتية‬
‫العضوية آثا ار حادة بل ويمكن أن تكون مميتة للنإسان والحيوان على السواء ‪ ,‬في حال تعرض هذه‬
‫الكائنإات للهواء الذي يحتوي على نإسب عالية من الفوسفور‪.‬‬

‫يعتبر الفوسفور الحمر اقل سمية من البيض ويدخل الجسم عن طريق الفم ويسبب غالبا التقيؤ وارتجاف‬
‫العضلت وانإحطاط القوى‪ ,‬أما الفوسين الذي يعتبر من أكثر الغازات سمية فانإه يؤدي في حال استنإشاقه‬
‫إلى آلم حادة بعضلة الحجاب الحاجز وشعور بالبرد ودوار وضيق بالتنإفس والتهاب القصبات ووذم رئوي‬
‫وتشنإجات وغيبوبة يليها الموت‪ ,‬و يعتبر أوكسي ثلثي كلور الفوسفور مهيجا حادا للعين والجلد‬
‫والغشية المخاطية وان استنإشاقه يؤدي إلى الورام الرئوية‪.‬‬

‫من المركبات الفوسفورية التي تسبب التهاب الغشية المخاطية والتنإفسية وتؤدي في المحصلة إلى الوزام‬
‫الرئوية نإذكر ثالث بروم الفوسفور – ثالث كلور الفوسفور‪.‬‬

‫‪ -5‬الفلور و مركباته ‪:‬‬

‫الفلور‪ :‬غاز ذو لون اصفر مخضر له رائحة الوزون‪ ,‬تعبر هذه الرائحه عن وجوده يتحد الفلور بسرعة‬
‫مع المواد اللمعدنإية )باستثنإاء الزوت( وينإشر الح اررة يفكك الماء وكبريتيد الهيدروجين والحماض‬
‫الهالوجينإية العضوية ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫مصادر الفلور ومركباته في الهواء ‪:‬‬

‫يتولد عن لهب الفلور والهيدروجين درجات ح اررة اعلى بكثير من اللهب النإاتج عن مزيج الهيدروجين‬
‫والوكسجين لذا يتم استخدامه في عمليات اللحام الصعبة والمعقدة‪ .‬يستخدم حمض فلور الماء بكميات‬
‫كبيرة في صنإاعة الكريوليت ‪.‬‬

‫الثار الفيزيولوجية للفلور ومركباته ‪:‬‬

‫الفلور من العنإاصر التي يمكن أن تصل من الوسط إلى السنإان والعظام وأعضاء أخرى من الجسم بعد‬
‫امتصاصها هضميا‪.‬‬

‫تتعلق كمية الفلور الممتصة بـ كمية الفلور الداخلة للمعدة ‪ ,‬بوجود عنإاصر أخرى في المادة المهضومة‬
‫يتوضع الفلور في السنإان بصورة خاصة ومميزة في الطبقة السطحية للمينإاء وذلك بتركيز اكبر بحوالي‬
‫‪1000‬مرة من التركيز الذي يبلغه في الطبقة الداخلية للسنإان‪.‬‬

‫إن النإقص في كمية الفلور يؤدي إلى نإخر وتسوس السنإان ويسهم بذلك تنإاول الغذية الغنإية بالسكريات‬
‫أما زيادة الفلور في عنإاصر الوسط وبالتالي وصولها بكميات كبيرة إلى الجسم يؤدي إلى فساد السنإان‬
‫وتخريبها‪ ,‬إضافة إلى ذلك فان زيادة تركيز الفلور في الجسام تؤدي إلى آثار ضارة على العظام والذي‬
‫يتجلى بأشكال مختلفة أثنإاء الفحوص السريرية غير انإه من الممكن مشاهدة ذلك بالتصوير الشعاعي ‪.‬‬

‫من جهة ثانإية يؤدي زيادة تركيز الفلور في الهواء الجوي إلى التهاب الغشية المخاطية وتهيج الجهاز‬
‫التنإفسي ليعيق التنإفس شيئا فشيئا ليؤدي في النإهاية للختنإاق‪ ,‬أما آثاره على الجلد فتتجلى في الحروق‬
‫إضافة إلى تهيج العين والتهاب الملتحمة ‪.‬‬

‫يؤدي حمض فلور الماء إلى التهاب الغشية المخاطية مع احتقان في البلعوم مصحوب بحرقة مع سيلن‬
‫النإف وسعال وتقيؤ يرافقه مغص و اسهالت وزوغان النإظر ‪.............‬الخ ‪.‬‬

‫كما يعتبر حمض فلور الماء من الحموض الكاوية اللذعة بل واقوي من حمض كلور الماء ففي حال‬
‫وصوله للمعدة بشكل مركز يؤدي إلى التقيؤ إواعراض أخرى ليقود في المحصلة للموت‪.‬‬

‫يعتبر ثانإي فلور الكسجين أكثر خطورة من الفلور حيث بإمكانإه الولوج إلى الرئتين ويصل إلى‬
‫الحويصلت الرئوية ليؤدي إلى سعال متواصل وغثيان وضيق أثنإاء التنإفس مصحوبا بآلم حادة ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫بعض الملوثات اللعضوية ‪:‬‬

‫‪ -1‬أ ول أكسيد الكربون‪:‬‬

‫يعتبر أول أكسيد الكربون من أكثر الغازات انإتشا ار وأكثر ملوثات الجو شيوعا في تلوث الهواء إذ أن‬
‫مبثوثاته الجمالية تتجاوز كل مبثوثات الغازات الخرى الملوثة للجو و تعتبر النإشاطات النإسانإية مسؤولة‬
‫إلى حد كبير عن التلوث بأول أكسيد الكربون حيث إن التقدم التقنإي ساهم فعليا في زيادة نإسبة هذا الغاز‬
‫في الجو ‪.‬‬

‫وهو مركب عديم اللون والرائحة والطعم أخف قليل من الهواء يتمثل في الحالة الغازية في أية درجة اكبر‬
‫من ‪ 190‬درجة سيليزية يحترق بلهب ازرق براق لكنإه ل يساعد على الحتراق وغير قابل للذوبان في‬
‫الماء ‪ .‬ينإتج أول أكسيد الكربون عموما من إحدى العمليات الثلث التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬الحتراق غير الكامل للكربون أو مركباته ‪.‬‬


‫‪ -2‬التفاعل وبدرجات ح اررة مرتفعة بين ثانإي أكسيد الكربون والمواد التي تحتوي الكربون ‪.‬‬
‫‪ -3‬تفكك ثانإي أكسيد الكربون بدرجات ح اررة عالية إلى أول أكسيد الكربون والكسجين ‪.‬‬

‫مصادر التلوث بأول أكسيد الكربون ‪:‬‬

‫توجد مصادر متعددة تنإشر أول أكسيد الكربون في الجو نإذكر أهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬عمليات الحتراق الثابتة بكافة أنإواعها إواشكالها ) المدافىء – الفران ‪.......‬الخ (‬


‫‪ -‬المحركات ذات الحتراق الداخلي‪.‬‬
‫‪ -‬مختلف أشكال الحرائق ‪............‬الخ ‪.‬‬

‫يمثل احتراق الفحم والخشب المصدر الرئيسي لول أكسيد الكربون كما تعتبر المحطات الكهربائية‬
‫وملحقاتها المستهلك الساسي للفحم إذ تسهم بحوالي ‪ %25‬من مبثوثات أول أكسيد الكربون النإاتج عن‬
‫هذا الوقود‪.‬‬

‫إن كمية أكسيد الكربون النإاتجة عن عمليات الحتراق الثابتة المشار إليها تكون في حدودها الدنإيا عنإدما‬
‫يتم تحقيق نإسبة مثالية بين الوقود والهواء أثنإاء عملية الشتعال ‪.‬‬

‫هنإاك أيضا مصدر آخر للتلوث فهو الصنإاعات الرئيسية التي نإذكر منإها الن ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫صنإاعة الحديد – الفولذ الصلب – الصنإاعات البتروكيميائية – الورق – التجميعية‪ ,‬هذا اضافة الى‬
‫مصادر أخرى كتكرير المونإياك والكحول الميثيلي وكذلك الصنإاعات العضوية )الحموض السيتير ‪,‬‬
‫الكيتونإات ‪,‬اللدهيد‪..........‬الخ(‪.‬‬

‫يتولد أول أكسيد الكربون في مسار العمليات المتعددة التي تهدف الحصول على الهن )الحديد المصبوب‬
‫(والفولذ وهذه العمليات هي معاملة الركاز – الحصول على الحديد الفلذي في الفران العالية – الحصول‬
‫على الفولذ في الفران الكهربائية – عمليات الحصول على السبائك وتنإتج اكبر كمية من أول أكسيد‬
‫الكربون من العمليتين الولى والخيرة وفي الصنإاعات البتروكيميائية تعتبر وحدات التقطير الوسائطية في‬
‫مصافي البترول المسؤول الرئيسي عن أول أكسيد الكربون إذ للحصول على مردود اكبر من النإفط الخام‬
‫ل بد من إخضاعه إلى سلسلة من العمليات ‪:‬التكرير‪ -‬التقطير – التجزيء – التبخير – التكثيف ‪.‬‬

‫الثار الفيزيولوجية التي يخلفها أول أكسيد الكربون ‪:‬‬

‫إن تعرض النإسان لكمية كبيرة من أول أكسيد الكربون يمكن أن تؤدي به إلى الوفاة وقد تم في وقت‬
‫متأخر معرفة الثار التي يخلفها التعرض لتركيز قليل من أول أكسيد الكربون ‪ 100ppm‬أو اقل إذ أن‬
‫معرفة هذه الثار النإاجمة عن الكميات القليلة يشكل أهمية كبيرة وذلك لن الكثافة المحيطة من أول أكسيد‬
‫الكربون تبلغ في معظم الحيان اقل من ‪ ppm 100‬يتكون الثر السام لول أكسيد الكربون على‬
‫الكائنإات نإتيجة للتفاعل بين أول أكسيد الكربون وخضاب الدم الذي يقوم بعملية آلية نإقل )بشكل طبيعي (‬
‫فيوصل الكسجين على شكل أكسيهيموغلوبين من الرئتين إلى الخليا وبالعكس نإقل ثانإي أكسيد الكربون‬
‫من الخليا إلى الرئتين ‪.‬‬

‫يحتوي دخان السجائر على كمية كبيرة من أول أكسيد الكربون تقدر بأكثر من ‪ 200ppm‬هذه النإسبة‬
‫العالية من أول أكسيد الكربون المستنإشق تؤدي إلى تركيز مرتفع من مركب كاربو أكسيهيموغلوبين )‬
‫‪ (cohb‬في دم المدخنإين أكبر بكثير من غير المدخنإين ‪.‬‬

‫أما عنإد الحيوانإات فإن أول أكسيد الكربون يخرب الية ونإظام نإقل الكسجين ‪.‬‬

‫أما النإباتات الكبيرة الموضوعة عرضة لتركيز يقدر بـ ‪ 100ppm‬من أول أكسيد الكربون ولمدة تتراوح‬
‫بين ‪ 3-1‬أسابيع فلم يظهر عليها أي أثر من الضرر أو التخريب ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫في حين أن قدرة تثبيت البكتريات للزوت تضعف وأحيانإا تتلشى من خلل التعرض مدة ‪ 25‬ساعة لول‬
‫أكسيد الكربون بتركيز يقدر بـ ‪. 2000ppm‬‬

‫‪ -2‬أكاسيد الكبريت ‪:‬‬

‫يعود التلوث باكاسيد الكبريت إلى ثانإي وثالث أكسيد الكبريت اللذين يرمز إليهما بالصيغة الكيميائية )‬
‫‪ (sox‬فثانإي أكسيد الكبريت غاز ليس له لون مميز في حين أن ثالث أكسيد الكبريت يظهر بأشكال‬
‫متعددة فمن الصعوبة ضم أو إتحاد ثالث أكسيد الكبريت مع غيره في الحالة الغازية بينإما تزداد ميوله نإحو‬
‫التحاد كلما انإخفضت درجة ح اررته أما في الحالة المنإحلة فإن درجة ح اررة غليانإه منإخفضة وضغط بخاره‬
‫مرتفع كما تتشكل أبخرته في درجات الح اررة العادية ‪.‬‬

‫تتشكل أكاسيد الكبريت من احتراق أي مادة تحتوي على الكبريت إوان الكمية النإسبية لكل منإهما ل‬
‫تتعلق بكمية الكسجين المتمثلة في عملية الحتراق كما هو الحال مثل في أكاسيد الكربون‪ ,‬بل‬
‫أحيانإا يكون العكس تماما ففي حال الزيادة المفرطة من الهواء فإن ثانإي أكسيد الكبريت يتشكل بكمية‬
‫أكبر في حين أن كمية ثالث أكسيد الكبريت المتشكلة من عملية الحتراق تتعلق فقط بشروط التفاعل‬
‫وبشكل خاص بدرجات الح اررة وتتبدل هذه النإسبة بين ‪% 10-1‬من كامل ) ‪.(sox‬‬

‫مصادر التلوث بأكاسيد الكبريت ‪:‬‬

‫يعتبر ثانإي أكسيد الكبريت اليوم في مقدمة العنإاصر الملوثة للهواء فقد حتم تطور النإتاج التقنإي زيادة‬
‫كبيرة في مبثوثات ثانإي أكسيد الكبريت في الهواء تنإتشر هذه الغازات الملوثة إلى ارتفاعات عالية في الجو‬
‫والثار التي تخلفها ل يشعر بها بشكل حاد على سطح الكرة الرضية ‪.‬‬

‫أثبتت الدراسات بأن ثلث الكبريت الذي يدخل في الجو على المستوى العالمي ينإتج عن النإشاطات البشرية‬
‫في حين أن الثلثين الخرين على شكل أكاسيد الكبريت أو كبريتيد الهيدروجين تنإتج عن المصادر الطبيعية‬
‫‪.‬‬

‫فالتلوث بأكاسيد الكبريت النإاتج عن النإشاطات النإسانإية يضاعف كثي ار من مشاكل أماكن انإتشاره أكثر‬
‫من المشكلة التي تتعلق بكمية إنإتاج هذه الغازات فبينإما ينإتشر التلوث النإاتج عن المصادر الطبيعية بشكل‬
‫منإتظم على مساحات الكرة الرضية يتمركز التلوث النإاتج عن النإسان في المنإاطق الهلة بالسكان هذا‬
‫إضافة إلى تركيزه المرتفع ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫المصدر الرئيسي للتلوث بـ ‪ SOf‬ينإشأ عن عمليات احتراق الفحم الحجري في المواقد الثابتة فمن كل‬
‫‪4‬مليين طن من ثانإي أكسيد الكبريت انإتشر ‪ % 50‬منإها عام ‪1970‬عن احتراق الفحم و ‪ % 30‬منإها‬
‫عن احتراق البترول و ‪ % 20‬عن عمليات أخرى متعددة كما تعتبر الصنإاعات التعدينإية ومصافي‬
‫البترول ومعامل حمض الكبريت وعمليات تصنإيع الكوك من أهم المصادر الصنإاعية الملوثة فالعمليات‬
‫التعدينإية تسهم بنإصف كمية أكاسيد الكبريت النإاتجة عن الصنإاعة برمتها ‪.‬‬

‫الثار الفيزيولوجية لكاسيد الكبريت ‪:‬‬

‫يعتبر وجود ثانإي أكسيد الكبريت في الجو مسببا رئيسيا للذى الذي يصيب النإباتات إذ أن أنإواعا متعددة‬
‫من النإباتات شديدة التأثر بهذا الملوث بالمقارنإة مع النإسان والحيوان ويختلف هذا الثر تبعا لتركيزه في‬
‫الجو والمدة التي تتعرض لها هذه الحياء وتكون تحت تأثير هذا التلوث ‪ ,‬يؤدي التعرض لثانإي أكسيد‬
‫الكبريت إلى آفات موضعية محددة إضافة إلى آثار عامة على النإباتات ‪.‬‬

‫يخلف ثانإي أكسيد الكبريت أثا ار ضارة على الكائنإات البشرية بالشتراك مع الملوثات الخرى أكثر من‬
‫الثار التي يخلفها في حال كونإه مستقل عنإها كما يحدث عادة في الجواء الصنإاعية إذ أن النإدماج مع‬
‫الملوثات الخرى في الهواء وخاصة مع الجزيئات الصلبة يزيد ويضاعف الثار السامة لثانإي أكسيد‬
‫الكبريت ‪,‬تعتبر الكمية من ثانإي أكسيد الكبريت التي تؤدي إلى آثار ضارة على الكائنإات البشرية والحيوانإية‬
‫أكثر ارتفاعا بالمقارنإة مع تلك التي تخلف آثا ار على النإباتات ‪.‬‬

‫يتجلى اثر ثانإي أكسيد الكبريت على النإسان بتهيج الجهاز التنإفسي أثنإاء التعرض لتركيز بقدر بـ ‪ppm‬‬
‫‪ 5‬كما يمكن ان تظهر هذه العراض في التركيز المحصور بين ‪ ,ppm 2-1‬يلزم ذلك تشنإج القصبات‬
‫أثنإاء التعرض لتركيز محصور بين ‪.ppm 10-5‬‬

‫أما الثار الخرى لكاسيد الكبريت فتتجلى في تآكل مختلف المواد والمعادن وبصورة خاصة بوجود‬
‫الرطوبة ‪ ،‬إذ تتحول إلى حموض كبريتية تتمتع بقدرة كبيرة على تخريب هذه المواد ‪ .‬إضافة إلى ذلك فان‬
‫لثانإي أكسيد الكبريت قدرة اكبر على التخريب بوجود الجزيئات وهكذا فإن اكاسيد الكبريت تؤدي إلى تآكل‬
‫سطوح المعادن كما تتلف وتزيل ألوان المبانإي وتخرب الرخام وأحجار البنإاء إضافة إلى إزالتها للوان‬
‫النإسيج والجلود والورق ‪.‬‬

‫‪ -3‬أكاسيد الزوت‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫يعتبر غاز أول وثانإي أكسيد الزوت من اكثر الغازات تلويثا للوسط المحيط ومن هنإا أتت أهميتها‬
‫الخاصة من وجهة نإظر حماية البيئة والوسط يتشكل أول أكسيد الزوت في شروط من درجات الح اررة‬
‫المرتفعة باحتراق الفحم الحجري والغازات والبترول والكربون في الهواء ويتم التوازن بمعزل عن الضغط ‪.‬‬
‫يتفكك الكسيد المتشكل بسرعة في درجات الح اررة العالية ‪.‬‬

‫مصادر التلوث بأكاسيد الزوت ‪:‬‬

‫يمثل أول أكسيد الزوت النإاتج عن العمليات البيولوجية الجزء الكبر من كمية اكاسيد الزوت في الجو ‪.‬‬
‫فالمصادر الطبيعية تنإتج حوالي ‪ 500‬مليون طن كن ‪ NO‬سنإويا في الوقت الذي ينإتشر فيه من ‪NOX‬‬
‫عن المصادر الصنإاعية للنإشاطات البشرية كمية تقدر بـ ‪ 50‬مليون طن سنإويا مجملها من أول و ثانإي‬
‫أكسيد الزوت ‪.‬‬

‫بصورة عامة‪ ,‬يعتبر تركيز أكسيد الزوت في أجواء المدن اكبر بـ ‪ 100-10‬مرة من تلك التي تتمثل في‬
‫الجواء الريفية‪ ,‬و هذا يعكس خطورة المصادر التقنإية إذا ما قيست بالمصادر الطبيعية من حيث الماكن‬
‫التي تتمركز فيها هذه الكميات و الثار التي تخلفها‪.‬‬

‫أما القسط العظم من اكاسيد الزوت النإاتج عن المصادر الطبيعية فيتكون من أول اكسيد الزوت نإتيجة‬
‫لفعل البكتريات‪ ,‬كما تشير المعطيات حول تركيز اكاسيد الزوت المتأتية من هذه المصادر إلى أنإها‬
‫تتركز في المنإاطق الريفية‪.‬‬

‫الثار الفيزيولوجية لكاسيد الزوت‪:‬‬

‫يؤدي وجود اكاسيد الزوت في الجو إلى تلف النإباتات بصورة عامة‪ ,‬غير انإه من الصعوبة بمكان تحديد‬
‫ما إذا كانإت تلك الضرار نإاجمة عن فعل اكاسيد الزوت المباشر أو بفعل الملوثات الثانإوية النإاتجة عن‬
‫دورة التفكيك الضوئي الكاسيد الزوت‪.‬‬

‫إن النإباتات تتخرب نإتيجة تعرضها المباشر في الجو لكاسيد الزوت سواء من المصادر الصنإاعية أو في‬
‫المختبرات‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫لقد دلت البحاث التي أجريت على نإعدل وفيات الحيوانإات على أن ثانإي أكسيد الزوت أكثر سمية بأربعة‬
‫أضعاف من أول أكسيد الزوت‪ ,‬لقد أثبتت الختبارات المنإفذة على الحيوانإات المعرضة لتركيز مرتفع‬
‫جدا" من أول أكسيد الزوت إصابتها بتشنإجات و شلل في الجهاز العصبي المركزي‪.‬‬

‫أما المعلومات بالنإسبة للثار السامة لثانإي أكسيد الزوت على النإسان فقد تم الحصول عليها من‬
‫النإشرات الصحية القليلة و التي تتعلق فقط بالتركيز الكبر من ذلك الذي يتواجد عادة في الهواء المحيط‪,‬‬
‫كما تتوفر فيها عدد الحالت التي إذا ما تعرض المهنإيون لول أكسيد الزوت تؤدي إلى آثار ضارة على‬
‫صحتهم من خلل المعاينإات السريرية‪.‬‬

‫يمكن أن نإقسم حالت التعرض لنإسب مختلفة من ثانإي أكسيد الزوت إلى ست حالت‪:‬‬

‫‪ -1‬التعرض لتركيز يبدأ من ‪ PPM 500‬و أكثر يؤدي إلى أوزام رئوية حادة تتبع بوفاة فجائية خلل‬
‫‪ 48‬ساعة‪.‬‬

‫‪ -2‬التعرض لتركيز بين ‪ PPM 400 – 300‬يؤدي الى وزم رئوي مع التهاب للقصبات و الحويصلت‬
‫الرئوية يتلوها وفاة بين ‪ 10-2‬أيام‪.‬‬

‫‪ -3‬التعرض لتركيز بين ‪ PPM 200-150‬يؤدي إلى انإسداد تشعب القصبات بسبب تورم جدرانإها مما‬
‫يسبب الوفاة بين ‪ 5-3‬أسابيع‪.‬‬

‫‪ -4‬التعرض لتركيز بين ‪ 100PPM -50‬يسبب تقرحا رئويا حادا‪.‬‬

‫‪ -5‬التعرض لتركيز بين ‪ PPM 75-25‬يؤدي إلى التهاب القصبات و الحويصلت الرئوية‪.‬‬

‫‪ -6‬التعرض الدائم و المتقطع لتركيز بين ‪ PPM 40-10‬من ثانإي أكسيد الزوت يؤدي في نإهاية المر‬
‫إلى الربو‪.‬‬

‫أثر المطر الحمضي على النسان‪:‬‬

‫يتشكل الضباب الدخانإي في المدن الكبيرة و هو يحتوي على حموض حيث يبقى معلقا في الجو عدة أيام‬
‫و ذلك عنإدما تتعرض الملوثات النإاتجة عن وسائل النإقل بصورة فادحة إلى الشعة فوق البنإفسجية التية‬
‫من الشمس فيحدث بين مكونإاتها تفاعلت كيميائية تؤدي إلى تكوين الضباب الدخانإي الذي يخيم على‬
‫المدن و خاصة في ساعات الصباح الولى‪ ,‬و الخطر في ذلك هو غاز ثانإي أكسيد النإتروجين لنإه‬

‫‪26‬‬
‫يشكل المفتاح الذي يدخل في سلسلة التفاغلت الكيميائية الضوئية التي ينإتج عنإها الضباب الدخانإي‪ ,‬و‬
‫بالتالي نإكون أمام مركبات عديدة لها تأثيرات ضارة على النإسان إذ تسبب احتقان الغشية المخاطية و‬
‫تهيجها و السعال و الختنإاق و تلف النإسجة و انإخفاض معدل التمثيل الضوئي في النإبات الخضر و‬
‫كل هذا ينإتج عن حدوث ظاهرة النإقلب الحراري كما حدث في مدينإة لنإدن عام ‪ 1952‬عنإدما خيم‬
‫الضباب الدخانإي لمدة ‪ 3‬أيام مات بسببه ‪ 400‬شخص و كذلك ما حدث في أنإقرة و أثينإا بالضافة إلى‬
‫اثر المطر الحمضي على المنإشات الصنإاعية و البنإية ذات القيمة التاريخية و التماثيل‪ ,‬إذا يكلف‬
‫ترميمها مبالغ كبيرة من دخل الفرد أو الدخل القومي‪ ,‬و أبسط مثال على ذلك تفتت بعض الحجار في‬
‫برج لنإدن الشهير و كنإيسة وست فستر ابي نإاهيك عن تفاعل حمض الزوت مع كثير من المعادن في‬
‫المنإشات الصنإاعية و تخريبها‪.‬‬

‫التلوث بالجسيمات العالقة‬

‫يتضمن مصطلح الجسيمات العالقة بالهواء عددا من أنإواع الملوثات علي سبيل المثال الدخان يتكون من‬
‫حبيبات صغيرة من الكربون وتنإتج من احتراق غير كامل للمواد الهيدروكربونإيه وأهمها الفحم‪-‬البترول‪-‬‬
‫القطران‪-‬التبغ البخرة هي حبيبات صلبه‪،‬غالباا‪ ،‬تنإتج من التكثيف من الحالة الغازية‪.‬‬

‫الضباب‪ :‬يتكون من نإقيطات سائله ماء‪-‬حمض نإيتريك حمض كبرتيك وغيرها‪.‬‬

‫الغبار‪ :‬حبيبات متنإاهيه في الصغر تنإشأ عن طريق تكسير وطحن وتفجير بعض المواد مثل الحجار‬
‫والخامات والفحم والخشب والحبوب وغيرها‪.‬‬

‫الغبار ومصادره الطبيعية والصناعية‪:‬‬

‫مصدر طبيعي‬

‫تهب العواصف في المنإاطق الجافة وشبه الصحراوية وتثير كميات هائلة من الغبار الذي يؤثر بطريقه‬
‫مباشرة علي التنإفس ويلحظ في بعض المنإاطق الصحراوية أن العواصف تتكرر مرات عديدة في السنإة‬
‫مثال ذلك رياح الشمال المعروفة في المملكة العربية السعودية تكون جارفة للتربة والرمال النإاعمة وقد‬
‫تهب احيانإ ا بسرعة ‪ 60‬كيلومت ار في الساعة وتحدث أحيانإا مرات عديدة في الشهر الواحد‪.‬‬

‫تأثير هذه الرياح على الصحه‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫عنإد التشريح الطبي للعديد من النإاس المتوفين واللذين يعيشون في الصحراء المعرضة للعواصف المتكررة‬
‫في السنإة‪ ،‬وجد أن كميات كبيرة من الرمال في رئات هؤلء النإاس غير أن هذا الغبار يؤثر تأثير مباشر‬
‫علي الغشية المخاطية بالنإف ويتلفها‪.‬‬

‫مصدر صناعي‬

‫قد يحتوي الغبار الصنإاعى على مركبات الرصاص والبريليوم والزرنإيخ والنإحاس والخارصين وذلك يتوقف‬
‫على نإوعية المنإشآت الصنإاعية المسببة للغبار ويلحظ أن وقود السيارات)الكازولين( يحتوى على ‪-3‬‬
‫‪4‬سم‪ ,‬من مادة رابع أثيلت الرصاص ‪ ،‬تضاف هذه المادة لتقليل الفرقعه في أثنإاء حرق الوقود ‪.‬‬

‫مصادر الجسيمات العالقة‬

‫‪ -‬محطات توليد الكهرباء‪.‬‬


‫‪ -‬الصنإاعات التي يدخل فيها صنإاعة السمنإت ‪-‬الحديد‪-‬الصباغة‪.‬‬

‫زمن وجود الجسيمات العالقة في الهواء‬

‫ل تبقي الجسيمات عالقة في الهواء دون حدود زمنإية ‪،‬كما إنإها ل تترسب تلقائياا‪،‬وتعتمد سرعة السقوط‬
‫علي حجم الجسيمات‪ ،‬وعلي عوامل أخري منإها اتجاهات الرياح حيث يمكنإها تحريك الجسيمات ونإشرها‬
‫علي مساحات شاسعة مما يؤثر على المنإاخ‪.‬‬

‫الهتمام بدراسة الجسيمات العالقة‬

‫قد تبين من استخدام التقنإية الحديثة في دراسة العوالق الهوائية أن الوقود الحفورى هو المصدر الرئيسي‬
‫للكثير من العوالق في الهواء خاصة الجسيمات الحمضيه‪ ,‬وتسقط مع المطار المطر الحمضي بالدراسه‬
‫المتأنإيه لطبقة الجسيمات العالقه وأحجامها باستخدام أجهزة تجميع دقيقة أحدثها ما يسمى بالصادمة‬
‫التمايزية ‪ virlual impactor‬والتى تستطيع عن طريق تصادمات مع الهواء المتحرك فصل‬
‫الجسيمات النإاعمة عن الخشنإة بحيث يمكن دراسة كل على حدة‪.‬‬

‫وقامت هيئة حماية البيئة المريكية بإجراء دراسات وتجارب على كمية الرصاص المسموح بها في الهواء‬
‫ووجد أن التركيز الذي يتعدى ‪ 2‬بالمليون من الجرام بالمتر المكعب يمكن أن يؤدى إلى خطورة وتأثيرات‬

‫‪28‬‬
‫فسيولوجية لكثر النإاس وبعد إجراء الدراسة وجد أن هنإاك ‪ 27‬مدينإة تركيز الرصاص في هوائها أعلى من‬
‫الحد المسموح به على سبيل المثال كان التركيز فى مدينإة لوس أنإجلوس ‪5‬ر ‪ 7‬ما يكر وجرام ‪/‬م ‪.‬‬

‫استطاعت هيئه الغذاء والدوية المريكية الحصول على تشريعات من قبل الحكومة المريكية بمنإع وجود‬
‫الرصاص فى المنإتجات الصنإاعية عامة وكان السبب لصدار هذه التشريعات حدوث ما معدله ‪200‬‬
‫أصابه سنإوية بالتسمم بمركبات الرصاص الداخلة في صنإاعة الصباغ المختلفة وكذلك يقدر عدد‬
‫الطفال الذين يحتوى دمهم على تركيز عالي من الرصاص بنإصف مليون طفل في أمريكا‪.‬‬

‫التلوث بالجسيمات العالقة وآثاره السامة‬

‫قد تكون الجسيمات العالقة في ذاتها سامة نإتيجة لخواصها الكيميائية أو الفيزيائية ‪-‬تعمل الجسيمات‬
‫كحوامل لمواد سامة ممتزة على سطحها‪ ,‬ويعتبر الفحم والسياج من المواد القادرة على إمتزاز الكثير من‬
‫المواد العضوية وغير العضوية بكفاءة عالية وتحملها هي والغازات ذات الثار السامة مثل ثانإي أكسيد‬
‫الكبريت و أكاسيد النإتروجين إلى الرئتين مما قد يؤدى إلى توغلها داخل جسم النإسان وتحدث أض ار ار‬
‫مضاعفة أشد أث ار مما لو كانإت موجودة في الهواء غير ممتزة‪.‬‬

‫نتائج البحث‬

‫من خلل دراستنإا لمصادر التلوث و أنإواع الملوثات التي تطال البيئة الحضرية فقد تم التوصل للنإتائج‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬لقد ترافق التلوث الذي طال العالم بشكل عام و القطر بشكل خاص مع التطور الذي حصل في جميع‬
‫المستويات السكانإية و القتصادية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -2‬تخلف الملوثات سواء الغازية أو الصلبة آثار بالغة السوء على الخواص الفيزيائية و الكيميائية‬
‫لتركيب الهواء الجوي‪.‬‬

‫‪ -3‬تخلف الملوثات سواء الغازية أو الصلبة آثار بالغة السوء على الشعة الشمسية‪.‬‬

‫‪ -4‬تترك الملوثات آثار بيئية خطيرة على النإبات و الحيوان‪.‬‬

‫‪ -5‬تترك الملوثات آثار بيئية خطيرة على النإسان و صحته‪.‬‬

‫‪ -6‬تلعب الملوثات دو ار في تغيير الخصائص المنإاخية من حيث الرطوبة و السطوع و الهطول و‬


‫الضباب‪.‬‬

‫الحلول المقترحة للحد من التلوث‬

‫‪ -1‬تطوير معامل تكرير البترول ل نإتاج الجازولين عالي الوكتين و الستغنإاء عن إضافة مركبات‬
‫الرصاص ‪0‬‬

‫‪ -2‬الهتمام الشديد بالكشف الفنإي على السيارات عنإد تجديد رخصها ‪0‬‬

‫‪ -3‬حظر ترخيص تسير السيارات ذات الموديلت القديمة ‪0‬‬

‫‪ -4‬التشديد على سحب رخص السيارات المثيرة للعوادم بالشوارع ‪0‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -5‬رفع كفاءة رجال المرور و تشجيعهم على اكتشاف أي أخطاء فنإية بالسيارات ‪0‬‬

‫‪ -6‬البحث عن مصادر طاقة جديدة بخلف البنإزين مثل الغاز الطبيعي أو الطاقة الشمسية ‪.‬‬

‫‪ -7‬القضاء على مركز الضوضاء و مصدرها‪ ،‬أو أبعاده على القل‪ ،‬وهذا يقتضي سن تشريع صارم‬
‫‪.‬‬

‫‪ -8‬الحملت العلمية لنإشر القيم الخلقية و التوعية الشاملة عن طريق و سائل العلم المختلفة‬
‫عن تأثير الضوضاء‪ ,‬و ما تسببه من أخطار على الصحة العامة ‪.‬‬

‫‪ -9‬منإع استعمال مكبرات الصوت و أجهزة الموسيقى ذات الصوات الحادة والمرتفعة في الحفلت أو‬
‫أي محل خاص أو عام بحالة مؤقتة أو مستديمة إل بعد الحصول على تصريح من الجهة المختصة‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬

‫للدكتور علي زين العابدين بن عبد السلم‬ ‫‪ 1‬ـ تلوث البيئة ثمن للمدينإة‬

‫الدكتور محمد بن عبد الرحمن عرفات ‪1992‬‬

‫‪ 2‬ـ التلوث البيئي أزمة العصر للدكتور عبد الله الصطوف ‪ 2005‬ـ ‪2006‬‬

‫‪ 3‬ـ بعض المواقع على النإترنإت موقع يخص تلوث الهواء ‪.‬‬

‫‪31‬‬
32

You might also like