You are on page 1of 4

‫‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬استحضار الشيء في القلب‪ ،‬وهوضد النسيان‪ .

‬قال تعالى‬
‫طاكن أككن أككذكككرهك ]الكهف‬
‫شكي ك‬ ‫حكاية عن فتى موسى‪ :‬كوكما أككن ك‬
‫ساذنيهك إذيل ال ي‬
‫أمابعد أيها الخإوة المومنون أوصي نفسي وإياكم بتقوى ا وطاعته‬
‫‪ ،‬وتعظيم شأنه والثناء عليه‪ ،‬والكثارمن ذكره فإن ذكر ا نعمة‬ ‫أما في الصطلح‪ ،‬فيستعمل الذكر بمعنى ذكرالعبد لربه عز وجل‪،‬‬
‫كبرى‪ ،‬ومنحة عظمى‪ ،‬به تستجلب النعم‪ ،‬وبمثله تستدفع النقم‪ ،‬وهو‬ ‫سواء بالخإبارعن ذاته‪ ،‬أو صفاته‪ ،‬أو أفعاله‪ ،‬أو أحكامه أو بتلوة‬
‫قوت القلوب‪ ،‬وقرة العيون‪ ،‬وسرور النفوس‪ ،‬وروح الحياة‪ ،‬وحياة‬ ‫كتابه‪ ،‬أو بمسألته ودعائه‪ ،‬أو بإنشاء الثناء عليه بتقديسه‪ ،‬وتمجيده‬
‫‪.‬الرواح‬ ‫وتوحيده وحمده وشكره‪ ،‬وتعظيمه في شتى أصناف العبادات‪،‬‬
‫ما أشد حاجة العباد إليه‪ ،‬وما أعظم ضرورتهم إليه ‪ ،‬ليستغني عنه‬ ‫كمايستعمل الذكر اصطلحا بمعنى أخإص من ذلك‪ ،‬فيكون بمعنى‬
‫‪.‬المسلم بحال من الحوال‬ ‫إنشاء الثناء على ا وذكره بالدعية والتسبيحات ‪ ،‬والتهليلت‪،‬‬
‫ولما كان ذكر ا بهذه المنزلة الرفيعة والمكانة العالية فأجدر‬ ‫‪.‬والكبيرات وغيرها‬
‫بالمسلم أن يتعرف عليه وعلى فضله وفوائده‪،‬وعلى بعض أحوال‬
‫‪.‬الذاكرين ل تعالى‬ ‫‪:‬أفضل الذكر‬
‫وذكر ابن القيم رحمه ا أن أفضل الذكر‪ :‬ما تواطأ عليه القلب‬
‫‪:‬تعريف الذكر‬ ‫واللسان‪ ،‬وإنما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده‪،‬‬
‫أيها الخإوة الكرام جاء الذكر في اللغة على انه مصدر كذككر الشيء‬ ‫لن ذكر القلب يثمر المعرفة بال‪ ،‬ويهيج المحبة‪ ،‬ويثير الحياء‪،‬‬
‫يذككره ذذككرا‪ ،‬وكذككرا‪ ،‬وقال الكسائي‪ :‬الذكر باللسان ضد النصات‪ ،‬ذاله‬ ‫ويبعث على المخافة‪ ،‬ويدعو إلى المراقبة‪ ،‬ويزع عن التقصير في‬
‫مكسورة‪ ،‬وبالقلب ضد الننسيان وذاله مضمومة‪ ،‬وقال غيره‪ :‬بل هما‬ ‫الطاعات‪ ،‬والتهاون في المعاصي والسيئات‪ ،‬وذكر اللسان وحده ل‬
‫‪.‬لغتان‬ ‫‪.‬يوجب شيئا ا من هذه الثار‪ ،‬وإن أثمر شيئا ا منها فثمرة ضعيفة‬
‫‪:‬وهو يأتي في اللغة لمعان‬
‫الول‪ :‬الشيء يجري على اللسان‪ ،‬أي ما كين ك‬
‫طقَ به‪ ،‬يقال‪ :‬ذككرت‬ ‫‪ :‬فضائل الذكر‬
‫الشيء أذكره كذكرا وذذكرا إذا نطقت باسمه أو تحدثت عنه‪ ،‬ومنه‬ ‫إخإوة اليمان ‪ :‬وللذكرفضائل متعددة‪ ،‬وفوائد جمة‪ ،‬جاءت في سنة‬
‫قوله تعالى‪ :‬ذذكككر كركحكم ذ‬
‫ت كربنكك كعكبكدهك كزككذرييا ]مريم‬ ‫‪.‬نبينا وكتاب ربنا‬
‫فمن فضائل الذكرقوله‪ :‬ﷺ أل أخإبركم بخيرأعمالكم وأزكاها عند‬ ‫وكلماكيثر المومن من ذكر ا تكثرالبساتين والفاكهة والشجار التي‬
‫مليككم‪ ،‬وأرفعها في درجاتكم‪ ،‬وخإير لكم من إنفاق الذهب والفضة‪،‬‬ ‫من نصيبه في الجنة‪,‬ففي صحيح البخاري في حديث السراء‬
‫ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم‪ ،‬ويضربوا أعناقكم { قالوا‪:‬‬ ‫والمعراج ولقاء النبي ﷺ لبراهيم عليه السلم قوله له ‪:‬يامحمد‬
‫‪.‬بلى يا رسول ا‪ .‬قال‪ } :‬ذكر ا عز وجل { ]رواه أحمد‬ ‫اقرأ أمتك مني السلم وأخإبرهم أن الجنة قيعان )أي أراض شاسعة‬
‫وبدون غرس( وأن غراسها سبحان ا والحمد ل ولإله إل ا وا‬
‫وفي صحيح البخاري عن أبي موسى‪ ،‬عن النبي ﷺ قال‪ } :‬مثل‬ ‫‪.‬أكبر‪ ,‬ولحول ول قوة ال بال كنز من كنوز الجنة‬
‫الذي يذكر ربه‪ ،‬والذي ليذكر ربه مثل الحي والميت‪ .‬وشتان بين‬ ‫‪.‬وكفى بهذا خإيرا كثيرا وثواباعظيما‬
‫‪ .‬حي وميت‬
‫وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي ا عنه قال‪ :‬قال رسول ا‪:‬‬ ‫ثم أن ا تعالى أمر عباده بالذكر‪ ،‬فقال‪} :‬كيا أكييكها اليذذيكن آكمكنوا اكذكككروا‬
‫ﷺ يقول ا تبارك وتعالى في الحديث القدسي ‪ :‬أنا عند ظن عبدي‬ ‫ت‪{..‬‬‫اك ككذثيراا كواليذاذككرا ذ‬ ‫اك ذذككراا ككذثيراا {‪ :‬وقال تعالى} كواليذاذكذريكن ي‬
‫ي‬
‫بي‪ ،‬وأنا معه إذا ذكرني‪ ،‬فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي‪ ،‬وإن‬ ‫الحزاب ‪ .‬وعن أبي الدرداء رضي ا تعالى عنه قال " لكل شيء‬
‫‪.‬ذكرني في مل ذكرته في مل خإير منهم‬ ‫جلء‪ ،‬وإن جلء القلوب ذكر ا عز وجل‪ .‬وقال تعالى يقول‬
‫‪}.‬ألبذكرا تطمئن القلوب {‬
‫وعن ابن عباس ‪ -‬رضي ا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول ا ‪ -‬صلى ا‬
‫عليه وسلم ‪ " :-‬من عجز منكم عن الليل أن يكابده‪ ،‬وبخل بالمال أن‬ ‫‪:‬فوائد الذكر‬
‫ينفقه‪ ،‬وجبن عن العدو أن يجاهده‪ ،‬فليكثر ذكر ا " )‪(1‬‬ ‫كما أن للذكر فوائد تعود على صاحبه في الدنيا والخإرة ‪ ،‬ذكرابن‬
‫‪ :‬القيم منها في كتابه مأة فائدة ‪ ،‬نذكرمنها إحدى عشرة فائدة‬
‫وروى أبوهريرة عن رسول ا ﷺ قال ‪ ":‬سبقَ المفردون " ‪,‬‬ ‫أولها‪ :‬أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره‪ .‬الثانية‪ :‬أنه يرضي‬
‫قالوا‪ :‬وما المفردون يا رسول ا؟هلل ‪ ,‬قال‪ " :‬الذاكرون ا كثيرا‬ ‫الرحمن عز وجل‪ .‬الثالثة‪ :‬أنه يزيل الهم والغم عن القلب‪ .‬الرابعة‪:‬‬
‫" والذاكرات‬ ‫أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط‪ .‬الخامسة‪ :‬أنه يقوي القلب‬
‫‪.‬والبدن‬
‫السادسة‪ :‬أنه ينور الوجه والقلب‪ .‬السابعة‪ :‬أنه يجلب الرزق‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أنه يكسو الذاكر المهابة والحلوة والنضرة‪ .‬التاسعة‪ :‬أنه‬ ‫وكان خإالد بكن معدان كيسبنكح كيل يوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما‬
‫يورثه المحبة التي هي روح السلم‪ .‬العاشرة‪ :‬أنه يورثه المراقبة‬ ‫يقرأ من القرآن ‪ ،‬فلما مات وضع على سريره ليغسل ‪ ،‬فجعل كيشير‬
‫حتى يدخإله في باب الحسان‪ .‬الحادية عشرة‪ :‬أنه يورثه النابة‪،‬‬ ‫‪.‬بأصبعه كيحركها بالتسبيح‬
‫‪.‬وهي الرجوع إلى ا عز وجل‬
‫وقيل لعمير بن هانئ ‪" :‬ما نرى لساكنك كيفتككر ‪ ،‬فكم كتسبنكح كيل يوم ؟هلل‬
‫اللهم لتحرمنا هذا الخير واجعلنا من الذاكرين ا كثيرا والذاكرات‬ ‫قال ‪ :‬مئة ألف تسبيحة ‪ ،‬إل أكن كتخطئ الصابع ‪ ،‬يعني أينه يككعيد ذلك‬
‫أقول ماتسمعون وغفرا لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين والحمد‬ ‫"بأصابعه‬
‫‪ .‬ل رب العالمين‬
‫********************‬ ‫وقال عبد العزيز بكن أبي كريواد ‪ :‬كانت عندنا امرأةة بمكة كتسبح كلل يوم‬
‫****************‬ ‫اثني عشرة ألف تسبيحة ‪ ،‬فماتت ‪ ،‬فلما بلغت القبر ‪ ،‬اخإتكذلست من‬
‫الحمدل رب العالمين ليستحقَ الحمد سواه ‪ ،‬وأشهدأن لإله إلا‬ ‫بين أيدي الرجال‬
‫ولي الصالحين ‪ ،‬الذاكر من ذكره ‪ ،‬والمجيب من دعاه ‪ ،‬واشهدأن‬ ‫ش‬
‫ش وحكدك ؟هلل قال ‪ :‬كيف أستوذح ك‬‫وقيل لمحمد بن النضر‪ :‬أما تستوذح ك‬
‫‪ .‬سيدنا وحبيبنا محمداعليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم‬ ‫س من ذكرني‪ .‬وهويقصد ا عزوجل‬ ‫‪.‬وهو يقول ‪ :‬أنا جلي ك‬
‫‪.‬وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي‬
‫أمابعد‪،‬عبادا ‪:‬إن المحبين يستوحشون من كنل شاغلل كيشكغكلهم عن‬ ‫وعندماأصيب عروة ابن الزبير في رجله أشار عليه الطباء‬
‫‪ .‬ا وذكره ‪ ،‬فل شيكء أح ي‬
‫ب إليهم من الخلوة بحبيبهم‬ ‫ببترساقه ‪ ،‬ولمااجتمعوا على عروة‪ ,‬قالوا‪ :‬اشرب الخمر‪ .‬وهو‬
‫شرابب مخدر ‪ ،‬حتى ل يشعر بألم قطع ساقه وبترها فرفض رفضا‬
‫قال عيسى عليه السلم ‪ :‬يا معشر الحواريين كنلموا ا كثيراا ‪،‬‬ ‫فاطعا ‪ ،‬وأبى مستنكراا ذلك‪ ,‬وقال‪ :‬كيف أشربها وقد حرمها ا في‬
‫وكلموا الناس قليلا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬كيف نكنلم ا كثيراا ؟هلل قال ‪ :‬اخإلوا‬ ‫!كتابه؟هلل‬
‫" بمناجاته ‪ ،‬اخإلوا بكدعائه‪ .‬أخإرجه ‪ :‬أبو نعيم في " الحلية‬
‫قالوا‪ :‬فكيف نفعل بك إذاا؟هلل! قال‪ :‬دعوني أصلي‪ .‬فإذا قمت للصلة‬
‫فشأنكم وما تريدون!! وقد كان رحمه ا إذا قام يصلي سهى عن كل‬
‫ما حوله وتعلقَ قلبه بال تعالى‪ .‬وعندما قام يصلي‪ ,‬تركوه حتى‬
‫سجد‪ ,‬فكشفوا عن ساقه وقطعوا اللحم حتى وصلوا للعظم‪ ,‬ثم أخإذوا‬
‫المنشار ونشروا العظم‪ ,‬حتى قطعوا الساق كاملةا وهو ساكن مطمئن‬
‫!‪.‬بصلته لم يحرك ساكنا ا‬

‫! هذه كانت أحوال الذاكرين فكيف حالنا ؟هلل!فال المستعان‬


‫إخإواني أخإواتي ‪،‬عندمايرى احدنا نفسه غارقا في الهموم‬
‫والكدارفليعلم أنه لربما غارق في الغفلة وا يريد أن ينبهه‪ ،‬فلنرجع‬
‫ونتب إلى ا ولنستغفر ونتلو اليات ونسبح بحمد ربنا بكرة‬
‫وعشيا‪.‬وبعدذلك يطمئن القلب ويرتاح الضمير وتفرج الهموم‬
‫والكروب ‪،‬قال تعالى ‪} :‬ألبذكرا تطمئن القلوب {اللهم ذكرنا‬
‫‪.‬إذاغفلنا وعلمنا ماجهلنا وانفعنا بماعلمتنا آمين‬

You might also like