You are on page 1of 14

‫الطلبة الفصحاء يف الكالـ ابللغة العربية من منظور علم ادلعاين‬

)‫(دراسة وصفية يف معهد دار العلوـ ابنيوأنيار االسالمي ابميكاساف‬

Nurul Hadi
(IAIN Madura/ nurulhadi@gmail.com)

Abstract
The most representative indicator of the success of Arabic learning process is the
fluency of the students’ speaking by using Arabic. This study aims to determine
whether there are students who are fluent in spoken Arabic, to identify the
students’ characteristics who are categorically fluent in spoken Arabic, to
identify how students gain fluency in spoken Arabic based on Ma’ani science
perspective. This is a descriptive qualitative study, the data collected by using
interviews, questionnaires, and observation. The data sources were the
preachers/teachers and the students who were active and had been active in the
Arabic Language Center of Darul Ulum Islamic Boarding School of
Banyuanyar. The results of this study revealed: First, students who are fluent in
spoken Arabic were classified as fluent after studying Arabic for four months at
the Arabic Language Center. Second, there are four indicators of students to be
classified as fluent Arabic speakers, the first and the most representative
indicator is the proficiency of students in Arabic debate contest in various
themes, the second is students’ ability to converse using Arabic in many different
situations, the third is the ability to talk using the original Arabic, and the
fourth is the students’ ability in a Arabic speech. The way the students gain
fluency in spoken Arabic is dependent on the personality of each student. The
diligent students tend to have high spirit in practicing conversational Arabic,
acquiring and learning Arabic, and also supported by strong intelligence, then
they will acquire fluency in speaking Arabic.

Keywords:
Fluency; Ma’ani science; Arabic; Islamic boarding school

DOI: 10.19105/ojbs.v13i1.2273

‫ فتعليم اللغة‬.‫النبوي وكتب الًتاث االسالمية‬ ‫ املقدمة‬.‫‌أ‬


‫العربية كالوسيلة ادلهمة لفهم القرآف واحلديث‬ ‫الخيفى علينا أف لكل معهد اسالمي‬
‫وكتب الًتاث االسالمية الذي كاف أساسا‬ ‫ فهو من أقدـ الدروس‬،‫تعليم اللغة العربية‬
. ‫وىدفا رئيسيا يف حضور ادلعاىد االسالمية‬ ‫ادلدروسة يف ادلعاىد اإلسالمية؛ والسبب‬
‫لذلك كوف اللغة العربية لغة القرآف واحلديث‬
OKARA: Jurnal Bahasa dan Sastra, Vol. 13, No. 1, May 2019
93
‫حيث ال تقتصر يف النصوص الدينية كما‬ ‫مث تطور تعليم اللغة العربية من دور إىل‬
‫مرت‪.‬‬ ‫أدوار‪ ،‬سواء كاف من جهة ىدؼ التعليم أو‬
‫فكل من اذلدؼ وادلواد التعليمي للغة‬ ‫مواده أو وسائلو أو طرقو يف ادلعاىد‬
‫العربية حيتاج إىل مؤشرات النجاح اليت تشَت‬ ‫االسالمية‪ .‬وأما من جهة اىداؼ التعليم‪،‬‬
‫أف تعليم اللغة العربية انجح ومثمر‪ .‬وأىم‬ ‫فهي يف البداية مل يكن إال دلعرفة معاين‬
‫ادلؤشرات وأظهرىا يف دراسة اللغة العربية ىي‬ ‫القرآف واحلديث وكتب الًتاث (‪1‬؛ لذا جرى‬
‫قدرة الطلبة يف األداء ابلكالـ ابللغة العربية‬ ‫تعليم اللغة العربية ملتزما بتعليم القرآف‬
‫أو يف التعبَت الشفهي هبا؛ ألنو كالوسيلة‬ ‫واحلديث وكتب الًتاث جنبا ّتنب‪ .‬مث تطور‬
‫البارزة دلعرفة ما يف الطلبة من الكفاية اللغوية‬ ‫ىدؼ التعليم من رلرد فهم النصوص العربية‬
‫واالتصالية والثقافية؛ فحينما يعرب الطالب‬ ‫إىل الكفاايت اللغوية األخرى‪ ،‬كالكفاية‬
‫أفكاره ابللغة العربية الفصيحة سواء كاف يف‬ ‫اللغوية والكفاية الثقافية والكفاية االتصالية‬
‫الكالـ أو التعبَت الشفهي فدؿ على أنو قد‬ ‫‪ .)2‬والذي دؿ على ذلك تطور مواد التعليم‬
‫فهم النظرايت اللغوية ولو الكفاءة يف‬ ‫يف ادلعاىد حيث استخداـ كتاب احملاورة‬
‫ادلهارات اللغوية ويف نفس الوقت أنو يشَت‬ ‫حلسن ابىروف وكتاب اللغة العربية للناشئُت‬
‫إىل معرفتو يف الثقافة العربية‪.‬‬ ‫وكتاب اللغة العربية بُت يديك وغَته يف‬
‫انطالقا من أمهية الفصاحة يف الكالـ‬ ‫تعليم اللغة العربية فيو‪ ،‬وكل ذلك الكتاب‬
‫والتعبَت الشفهي كمؤشر النجاح يف تعلم‬ ‫يستهدؼ إىل ثالث الكفاايت السابقة‪.‬‬
‫اللغة العربية فيتبادر يف ذىن الباحث‬ ‫ويف العصور السابقة كانت مواد تعليم‬
‫السؤاؿ‪ :‬ىل توجد الصفة الفصيحة عند‬ ‫اللغة العربية ىي القرآف واحلديث وكتب‬
‫الطلبة يف تعلم اللغة العربية مبنظور علم‬ ‫الًتاث نفسها‪ ،‬مث تطورت وتوسعت إىل‬
‫ادلعاين يف ادلعاىد االسالمي؟ وىذا السؤاؿ‬ ‫موضوعات أخرى من موضوعات احلياة‬
‫ينطلق من مهوـ الباحث نظرا إىل أف ادلعاىد‬ ‫وموضوعات خمتلفة أخرى من األغراض‬
‫االسالمية مؤسسة قددية بل أقدـ ادلؤسسات‬
‫يف إندونيسيا اليت تعلم اللغة العربية‪ .‬ويف‬
‫‪1‬‬
‫‪Ahmad Fuad Effendy, "Metodologi Pengajaran‬‬
‫‪Bahasa Arab", Malang: Misykat, 2005, 7.‬‬
‫‪2‬عبد الرمحن بن إبراىيم الفوزاف‪ ،‬خمتار الطاىر حسُت و دمحم عبد اخلالق دمحم فضل‪ ،‬العربية‬
‫بُت يديك كتاب الطالب‪-‬ج‪( 1‬العربية للجميع‪(vii.2007 ،‬‬

‫‪OKARA: Jurnal Bahasa dan Sastra, Vol. 13, No. 1, May 2019‬‬
‫‪94‬‬
‫العربية"‪ .‬وىدؼ البحث ىو تسليط الضوء‬ ‫جانب آخر أف نظرية الفصاحة يف علم‬
‫على رلموعة من الكلمات اليت عدىا بعض‬ ‫ادلعاين ىي النظرية الشاملة اليت تشمل‬
‫الكتاب العرب األولوف ضمن حلن العامة‪،‬‬ ‫أىداؼ تعليم اللغة العربية احلديثة من‬
‫ولكن الباحث بعد البحث احلثيث وجد أف‬ ‫الكفاية اللغوية واالتصالية والثقافية؛ إذ‬
‫ذلا أصال يف العربية‪ ،‬ولذا فهي ليست من‬ ‫فصاحة ادلتكلم يف علم ادلعاين ىي ادللكة اليت‬
‫قبيل اللحن الذي ألف فيو أولئك الكتاب‬ ‫يقتدر صاحبها على التعبَت عن ادلقصود‬
‫‪5‬‬
‫يف كتبهم ادلوسومة بلحن العامة‪.‬‬ ‫بكالـ فصيح يف أي غرض كاف‪.3‬‬
‫فكل من البحثُت السابقُت مل يتطرقا‬ ‫ويرى الباحث أنو مل يوجد من‬
‫عن مواصفات الفصاحة عند الدارسُت للغة‬ ‫الباحثُت من يتطرؽ يف ىذا اجملاؿ خاصة يف‬
‫العربية الناطقُت بغَتىا؛ لذا وجد الباحث‬ ‫الكشف عن مواصفات الطلبة الفصحاء يف‬
‫أمهية قوية ذلذه الدراسة‪.‬‬ ‫الكالـ ابللغة العربية يف ادلعاىد االسالمية‪.‬‬
‫ومما ذكر من خلفيات الدراسة وضع‬ ‫رغم ذلك ىناؾ بعض الدراسات السابقة‬
‫الباحث أسئلة البحث اآلتية‪ )1( :‬ىل‬ ‫اليت تناولت موضوعات الفصاحة أو‬
‫يوجد الطلبة الفصحاء يف الكالـ ابللغة‬ ‫عمار‬
‫الفصحى‪ ،‬كما أقاـ الدكتور علي ّ‬
‫العربية من منظور علم ادلعاين يف مركز اللغة‬ ‫ابلبحث عن "مراحل تطور اللغة العربية‬
‫العربية مبعهد دار العلوـ اإلسالمي ابنيوأنيار‬ ‫الفصحى" اليت كشف عن عالقات لغوية‬
‫ابميكاساف؟ (‪ )2‬ما ىي أىم مواصفات‬ ‫للعربية الفصحى عرب الزماف واألماكن اليت‬
‫الطلبة الفصحاء يف الكالـ ابللغة العربية من‬ ‫دتتد إىل العراؽ والشاـ ومصر واحلبشة وفارس‬
‫منظور علم ادلعاين يف مركز اللغة العربية مبعهد‬ ‫وغَتىا ‪ .4‬ىذا ْتث اترخيي يتناوؿ مراحل‬
‫دار العلوـ اإلسالمي ابنيوأنيار ابميكاساف؟‬ ‫تطور اللغة العربية الفصحى‪.‬‬
‫(‪ )3‬كيف حيصل الطلبة الفصاحة يف‬ ‫وىناؾ ْتث آخر قاـ بو الدكتور دمحم‬
‫الكالـ ابللغة العربية من منظور علم ادلعاين‬ ‫احلباس بعنواف "كلمات يف ميزاف الفصاحة‬

‫‪3‬أمحد اذلامشي‪ ،‬جواىر البالعة يف ادلعاين والبياف والبديع‪ ،‬الطبعة الثانية عشرة (إندزنيسيا‪:‬‬
‫مكتبة دار احياء الكتب العربية‪.30 ،)1960 ،‬‬
‫‪5‬دمحم احلباس دمحم احلباس‪" ،‬كلمات يف ميزاف الفصاحة العربية"‪ ،‬اللّغة العربية ‪ ،9‬عدد ‪2‬‬ ‫‪4‬علػ ػ ػ ػػي عم ػ ػ ػ ػ ػ ػػار علػ ػ ػ ػػي عم ػ ػ ػ ػ ػ ػػار‪" ،‬مراحل تطور اللغة العربية الفصحى"‪ ،‬قراءات ‪ ،1‬عدد‬
‫(‪ 1‬أكتوبر‪.82–53 :)2007 ،‬‬ ‫‪ 30( 1‬أبريل‪.96–79 :)2008 ،‬‬

‫‪OKARA: Jurnal Bahasa dan Sastra, Vol. 13, No. 1, May 2019‬‬
‫‪95‬‬
‫استخدامو يف رلاؿ الظواىر الطبيعية‬ ‫يف مركز اللغة العربية مبعهد دار العلوـ‬
‫ادلختلفة ‪.7‬‬ ‫اإلسالمي ابنيوأنيار ابميكاساف؟‬
‫ودلعرفة الواقع احلايل دلواصفات‬ ‫ومن ىتُت األسئلتُت تستهدؼ ىذه‬
‫الفصاحة عند الطلبة الفصحاء يف مركز اللغة‬ ‫الدراسة إىل ما يلي‪ )1( :‬معرفة وجود‬
‫العربية مبعهد دار العلوـ االسالمي قاـ‬ ‫الطلبة الفصحاء يف الكالـ ابللغة العربية من‬
‫الباحثاف ّتمع البياانت دأداة االستبانة‬ ‫منظور علم ادلعاين يف مركز اللغة العربية مبعهد‬
‫وادلقابلة وادلالحظة‪ .‬واالستبانة تتكوف من‬ ‫دار العلوـ اإلسالمي ابنيوأنيار ابميكاساف‪.‬‬
‫سؤالُت‪ :‬واحد يتعلق بسؤاؿ البحث األوؿ‬ ‫(‪ )2‬معرفة أىم مواصفات الطلبة الفصحاء‬
‫والثاين كذلك‪ .‬ومصادر البياانت من‬ ‫يف الكالـ ابللغة العربية من منظور علم‬
‫األساتذة يف مركز اللغة العربية مبعهد‬ ‫ادلعاين يف مركز اللغة العربية مبعهد دار العلوـ‬
‫ابنيوأنيار وكاف عددىم عشرين أستاذا‪.‬‬ ‫اإلسالمي ابنيوأنيار ابميكاساف‪ )2( .‬معرفة‬
‫طريقة حصوؿ الطلبة الفصاحة يف الكالـ‬
‫‌ج‪ .‬اإلطار النظري‬ ‫ابللغة العربية من منظور علم ادلعاين يف مركز‬
‫‪ .1‬الفصاحة والبالغة‬ ‫اللغة العربية مبعهد دار العلوـ اإلسالمي‬
‫الفصاحة لغة البياف والظهور‪ ،‬قاؿ هللا‬ ‫ابنيوأنيار ابميكاساف‪.‬‬
‫أفصح مٍت"‪ 8‬أي‬
‫ُ‬ ‫تعاىل‪" :‬وأخي َىارو ُف ىو‬
‫‌ب‪ .‬منهج البحث‬
‫أبُت مٍت منطقا وأظهر مٍت قوال‪ 9.‬والفصاحة‬‫ُ‬ ‫تستخدـ ىذه الدراسة ادلنهج النوعي‬
‫اصطالح أىل ادلعاين ىي عبارة عن‬ ‫ِ‬ ‫يف‬ ‫ابألسلوب الوصفي يف معرفة وجود الطلبة‬
‫األلفاظ البينة الظاىرة‪ ،‬ادلتبادرة إىل الفهم‪،‬‬ ‫الفصحاء ومعرفة أىم مواصفاهتم يف منظور‬
‫وادلأنوسة االستعماؿ بُت الكتّاب والشعراء‬ ‫علم ادلعاين‪ .‬واألسلوب الوصفي مرتبط منذ‬
‫دلكاف حسنها‪ .‬فالفصاحة تشمل الكلمة‪،‬‬ ‫نشأتو بدراسة ادلشكالت ادلتعلقة ابجملاالت‬
‫اإلنسانية ‪ .6‬وال يقتصر استخداـ األسلوب‬
‫‪7‬ذوقاف عبيدات‪ ،‬عبد الرمحن عدس‪ ،‬و كايد عبد احلق‪; D. Sugiono, 220 ،‬‬
‫‪"Metode Penelitian", Bandung: Alfa Beta, 2000,‬‬ ‫الوصفي على اجملاالت االنسانية بل ديكن‬
‫‪206.‬‬
‫‪8‬القرآف العظيم‪ ،‬د‪.‬ت القصص ‪.34 /‬‬
‫‪9‬دمحم سيد طنطاوى‪ ،‬التفسَت الوسيط للقرآف الكرًن (القاىرة‪ :‬دار هنضة مصر للطباعة‬ ‫‪6‬ذوقاف عبيدات‪ ،‬عبد الرمحن عدس‪ ،‬و كايد عبد احلق‪ ،‬البحث العلمي‪ :‬مفهومو أدواتو‬
‫والنشر والتوزيع‪ 3264 ,)1997 ،‬ج ‪.1‬‬ ‫أساليبو (الرايض‪ :‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪.219 ،)1997 ،‬‬

‫‪OKARA: Jurnal Bahasa dan Sastra, Vol. 13, No. 1, May 2019‬‬
‫‪96‬‬
‫وم ْر َس ِل) فقد وصفها بكثرة‬
‫ٌت ُ‬ ‫يف ُمثَ ً‬ ‫والكالـ‪ ،‬وادلتكلم‪ ،‬فيقاؿ كلمة فصيحة‪،‬‬
‫‪13‬‬
‫الشعر والتفافو‪.‬‬ ‫وكالـ فصيح‪ ،‬ومتكلم فصيح‪.‬‬
‫وأما الغرابة فهي كوف الكلمة غَت‬
‫أ) فصاحةُ الكلمة‬
‫ظاىرة الداللة على ادلعٌت ادلوضوع لو‪،‬‬
‫تكوف الكلمة فصيحة إذا كانت‬
‫وذلك لسببُت‪ ،‬أحدمها أف الكلمة غَت‬
‫الناهبُت من‬
‫َ‬ ‫مألوفة االستعماؿ بُت‬
‫متداولة يف لغة العرب‪ ،‬فيحتاج دلعرفة‬
‫الكتّاب والشعراء‪ ،‬ألهنا مل تتداوذلا‬
‫معناىا الرجوع إىل ادلعاجم والقواميس‪،‬‬
‫ألسنتهم ومل جتر هبا أقالمهم إال دلكانتها‬
‫مثاؿ ذلك قوؿ عيسى بن عمرو النحوي‬
‫من احلسن ابستكماذلا عناصر اجلودة‪،‬‬
‫الناس‬
‫فالتف حولو ُ‬ ‫ّ‬ ‫وقد سقط عن دابتو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجلماؿ‪ .‬فشروط فصاحة الكلمة‬ ‫وصفات‬
‫علي ت َكأْ ُك َؤُكم‬
‫فقاؿ (ما لَ ُك ْم تَ َكأْ َكأْ ُُت َّ‬ ‫ىي سالمتها من عيوب ثالثة على‬
‫عٍت‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫على ذي جنَّة ؟) افْػَرنْقعُوا ّ‬ ‫األقل‪ ،‬وىي تنافر احلروؼ والغرابة خمالفة‬
‫فكلمةُ (تكأكأُت) وكلمة (افرنقعوا)‬
‫الوضع‪.‬‬
‫عٍت‪.‬‬ ‫تنحوا ِّ‬ ‫غريبتاف‪ ،‬أي مالكم اجتَ َم ْعتم ُّ‬
‫تنافر احلروؼ فهو ثقل الكلمة‬
‫‪ 14‬والثاين عدـ تداوؿ الكلمة يف لغة‬ ‫أما ُ‬
‫عند وقعها على السمع وصعوبة أدائها‬
‫مسرج من قوؿ‬ ‫العرب الشائعة‪ ،‬كلفظ َّ‬ ‫الظش (للموضع اخلشن)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ابللساف‪ ،‬حنو‬
‫رؤبة بن العجاج (ومقلة وحاجبا مزججا‬
‫‪ 10‬وحنو سلِج (سلِج اللقمة ابلكسر‪،‬‬
‫وم ْرِسنا ُم َسَّر َجا‪ ،‬فال يعلم ما أر َاد‬ ‫ِ‬
‫وفامحا َ‬ ‫يسلجها سلجا وسلجاان‪ ،‬أي بلِعها) ‪،11‬‬
‫مسرجا حىت اختلف أئمة اللغة يف‬ ‫بقولو َّ‬ ‫ِ‬
‫لصوت الضفادع ‪ ،12‬وحنو‪:‬‬ ‫و كالنقنقة‬
‫خترجيو ‪.15‬‬
‫مستشزرات مبعٌت مرتفعات من قوؿ امرئ‬
‫وأما خمالفة الوضع فهو كوف الكلمة‬
‫القيس يصف َشعر ابنة عمو ( َغدائُِره‬
‫خمالفة دلا ثبت معناه عند علماء اللغة‬ ‫ِ ِ‬
‫اص‬ ‫مستَ ْشَزر ٌ ِ‬
‫ات إىل العُالَ ‪ #‬تَض ُّل الع َق ُ‬ ‫ُْ َ‬

‫‪13‬ضياء الدين ابن األثَت‪ ،‬ادلثل السائر يف أدب الكاتب والشاعر (مصر‪ :‬دار هنضة‪,‬‬ ‫‪10‬سيد دمحم مرتضى احلسيٍت الزبيدي‪ ,‬اتج العروس من جواىر القاموس (كويت‪ :‬مطبعة‬
‫د‪.‬ت)‪ 66 ،‬ج ‪.1‬‬ ‫احلكومة‪ 4294 ،)1965 ،‬ج ‪.1‬‬
‫‪14‬أمحد القلقشندي‪ ،‬صبح األعشى يف كتابة اإلنشاء (القاىرة‪ :‬دار الكتب ادلصرية‪,‬‬ ‫‪11‬أبو نصر إمساعيل بن محاد اجلوىري الفاراي‪ ،‬الصحاح اتج اللغة وصحاح العربية‬
‫‪ 271 ،)1922‬ج ‪.1‬‬ ‫(بَتوت‪ :‬دار العلم للماليُت‪ 324 ،)1987 ،‬ج ‪.1‬‬
‫‪15‬أمحد القلقشندي‪.288 ،‬‬ ‫‪12‬مجاؿ الدين دمحم بن مكرـ‪ ،‬لساف العرب (بَتوت‪ :‬دار صادر‪ ،‬د‪.‬ت)‪ 360 ،‬ج ‪.1‬‬

‫‪OKARA: Jurnal Bahasa dan Sastra, Vol. 13, No. 1, May 2019‬‬
‫‪97‬‬
‫ادلشهورة‪،‬كأف يكوف الكالـ جاراي على‬ ‫مثل األجلل يف قوؿ أي النجم (احلَ ْم ُد‬
‫خالؼ ما اشتهر من قوانُت النحو‬ ‫َجلَ ِل الواحد الفرد القدًن‬ ‫ِلِلِ ِ‬
‫العل ُّي األ ْ‬
‫ّ َ‬
‫ادلعتربة عند مجهور العلماء‪ ،‬كوصل‬ ‫جل ابإلدغاـ‪ ،‬و‬ ‫األوؿ) فإف القياس األ ّ‬ ‫َّ‬
‫الضمَتين‪ ،‬وتقدًن غَت األعراؼ منهما‬ ‫مسوغ لف ّكو‪ ،‬فهو يريد األجل وأظهر‬ ‫ال ّ‬
‫على األعراؼ مع أنو جيب الفصل يف‬ ‫التضعيف ضرورة ‪.16‬‬
‫(جَزى بَػنُوهُ أاب‬
‫تلك احلالة‪،‬كقوؿ الشاعر َ‬ ‫ِ‬
‫الكالـ‬ ‫ب) فصاحةُ‬
‫عن كِ ٍَرب ‪َ #‬و ُح ْس ِن فِ ْع ٍل َكما‬ ‫ِ‬
‫الْ ْغيالف ْ‬ ‫تكوف فصاحة الكالـ بسالمتو من‬
‫مار) ‪ ،19‬والعيب أعاد الضمَت‬ ‫ِِ‬
‫ُْجيَزى سنّ ُ‬ ‫عيوب ثالثة ىي تنافر الكلمات وضعف‬
‫يف بنوه على أي غيالف وىو متأخر لفظا‬
‫التأليف والتعقيد‪ .‬فاألوؿ تنافُر‬
‫ورتبة‪ ،‬ألنو مفعوؿ بو‪ ،‬ورتبتو التأخَت‪.‬‬
‫الكلمات‪ ،‬فال يكو ُف اتصاؿ بعضها‬
‫(ولَ ْو أ َّ‬
‫َف‬ ‫وكقوؿ حساف بن اثبت هنع هللا يضر َ‬ ‫ببعض مما يسبب ثقلها على السمع‪،‬‬
‫احداً ‪ِ #‬م َن الن ِ‬
‫َّاس‪،‬‬ ‫َرلداً أَخلَ َد الدَّىر و ِ‬
‫َْ‬ ‫وصعوبةَ أدائها ابللساف وإف كاف كل جزء‬
‫َّىر ُمطْعِما)‪ ،‬والعيب فيو‬ ‫أَبقى َْرل ُدهُ الد َ‬ ‫منها على انفراده فصيحا كالشط ِر الثاين‬
‫أف الشاعر أعاد الضمَت يف رلده على‬ ‫ٍ‬ ‫يف قوؿ الشاعر (وقرب ٍ‬
‫مبكاف قف ٍر‬ ‫حرب‬ ‫َ ُ‬
‫مطعم‪ ،‬وىو متأخر لفظا ورتبة‪ ،‬ألنو‬ ‫‪17‬‬ ‫‪ #‬وليس قَرب ق ِرب ٍ‬
‫و‬ ‫حرب قربُ)‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مفعوؿ بو‪ ،‬ورتبتو التأخَت ‪.20‬‬ ‫كالشط ِر ِ‬
‫األوؿ يف قوؿ أي دتّاـ ( َك ِرًنٌ‬
‫والثالث التعقيد‪ ،‬وىو نوعاف التعقيد‬
‫الوَرى ‪َ #‬معِي َوإ َذا‬
‫َمىت ْأم َد ْحوُ ْأم َد ْحوُ و َ‬
‫اللفظي والتعقيد ادلعنوي‪ :‬التعقيد اللفظي‬ ‫ما دلتو دلتو و ِ‬
‫حدي)‪ ،‬فإف يف قولو أمدحو‬ ‫َ ُ َُ‬
‫ىو أف يكوف الكالـ خفي الداللة على‬ ‫‪18‬‬
‫ثقال ما دلا بُت احلاء واذلاء من تنافر ‪.‬‬
‫ادلعٌت ادلراد بو ْتيث تكوف األلفاظ غَت‬ ‫ِ‬
‫التأليف‪ ،‬وىو خروج‬ ‫ضعف‬
‫ُ‬ ‫والثاين‬
‫تيب ادلعاين‪ .‬وينشأ‬ ‫ُمرتبة على وفق تر ِ‬
‫الكالـ عن قواعد اللغة ادلطردة‬
‫ذلك التعقيد من تقدًن أو أتخَت أو فصل‬
‫اخلطيب القزويٍت دمحم بن عبد الرمحن جالؿ الدين‪ ،‬اإليضاح يف علوـ البالغة (بَتوت‪:‬‬
‫‪16‬‬

‫دار الكتب العلمية‪ 2–1 ،)2003 ،‬ج ‪.1‬‬


‫‪19‬أمحد القلقشندي‪ ,‬صبح األعشى يف كتابة اإلنشاء‪ 291 ،‬ج ‪.1‬‬ ‫‪17‬اخلطيب القزويٍت دمحم بن عبد الرمحن جالؿ الدين‪ ,‬اإليضاح يف علوـ البالغة‪.‬‬
‫‪20‬مصطفي الغالييٍت‪ ،‬جامع الدروس العربية (بَتوت‪ :‬ادلكتبة العصرية‪149 ،)1994 ،‬‬ ‫‪18‬أبو احلسن علِت بن عبد العزيز الشهَت‪ ،‬الوساطة بُت ادلتنيب وخصومو (صيدا‪ :‬مطبعة‬
‫ج ‪.1‬‬ ‫العرفاف‪ 19 ،)1331 ،‬ج ‪.1‬‬

‫‪OKARA: Jurnal Bahasa dan Sastra, Vol. 13, No. 1, May 2019‬‬
‫‪98‬‬
‫ُّموع‬ ‫ِ‬
‫ناي الد َ‬
‫ب َعْي َ‬
‫َعْنكم لت ْق ُربوا ‪َ #‬وتَ ْس ُك ُ‬ ‫دأجنيب بُت الكلمات اليت جيب أف‬
‫لِتَ ْج ُم َدا) ‪.23‬‬ ‫تتجاور ويتصل بعضها ببعض كقوؿ‬
‫الدموع كناية عما يلزـ‬
‫جعل سكب ُ‬ ‫ادلتنيب (ج َفخت وىم ال جي َفخوف ِ‬
‫هباهبم‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫يف فراؽ األحبة من احلزف والكمد‪،‬‬ ‫دالئل)‪.‬‬ ‫‪ #‬شيَ ٌم على احلسب ِّ‬
‫األغر‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫فأحسن وأصاب يف ذلك‪ ،‬ولكنو أخطأ‬ ‫َ‬ ‫شيم دالئل‬
‫أصل جفخت افتخرت هبم َ‬
‫يف جعل مجود العُت كناية عما يوجبو‬ ‫على احلسب األغر ىم ال جيفخوف هبا‬
‫التّالقي من الفرح والسرور ب ُقرب أحبتو‪،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫وىو خفى وبعيد إذ مل يعرؼ يف كالـ‬ ‫ومثل (ما قرأ إال واحدا دمحم مع كتااب‬
‫العرب عند الدعاء لشخص ابلسرور‪ ،‬أ ْف‬ ‫أخيو) كاف ىذا الكالـ غَت فصيح‪ ،‬ألف‬
‫يقاؿ لو مجدت عينك أو ال زالت عينُك‬ ‫َ‬ ‫فيو تعقيدا لفظيا‪ ،‬ولكن التعبَت الفصيح‬
‫جامدة‪ ،‬بل ادلعروؼ عندىم أف مجود‬ ‫ىو (ما قرأ دمحم مع أخيو إال كتااب‬
‫العُت إمنا يكٌت بو عن عدـ البكاء حالة‬ ‫واحدا)‪.‬‬
‫ودا‬
‫يٍت ُج َ‬
‫َع ََّ‬
‫احلزف‪ ،‬كما يف قوؿ اخلنساء (أ َ‬ ‫التعقيد ادلعنوي ىو أف يكوف الكالـ‬
‫ص ْخ ِر الن ََّدى)‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫خفي الداللة على ادلعٌت ادلر ِاد ْتيث ال‬
‫وال َْجت ُمدا ‪ #‬أال تَػْبكياف ل َ‬
‫‪.24‬‬ ‫يفهم معناه إال بعد عناء وتفكَت طويل‪.‬‬
‫ج) فصاحة ادلتكلم‬ ‫ب يف‬ ‫مثاؿ ذلك قوؿ امرئ القيس (وأ َْرَك ُ‬
‫ىي عبارة ع ِن ادللكة اليت يقتدر هبا‬ ‫ف‬‫الرْوِع َخْيػ َفانَةً ‪َ #‬ك َسا َو ْج َه َها َس َع ٌ‬
‫َّ‬
‫صاحبها على التعبَت عن ادلقصود بكالـ‬ ‫ُمْنػتَ ِش ْر)‪ ،‬اخليفانة اجلرادة‪ ،‬وكٌت ىنا عن‬
‫فصيح‪ ،‬يف أي غرض كاف ‪ .25‬فيكوف‬ ‫الفرس اخلفيفة‪ ،‬والسعف ادلنتشر الشعر‬
‫قادرا بصفة الفصاحة الثابتة يف نفسو‬ ‫فقبيح ‪ 22‬وكما يف قوؿ‬ ‫ٌ‬ ‫يكسو وجهها‬
‫على صياغة الكالـ‪ُ ،‬متمكنا من‬ ‫عد الدَّا ِر‬
‫ب بُ َ‬ ‫(سأطلُ ُ‬
‫عباس بن األحنف َ‬

‫‪23‬أمحد القلقشندي‪ ،‬صبح األعشى يف كتابة اإلنشاء‪ 292 ،‬ج ‪.1‬‬


‫‪24‬صدر الدين علي بن أي الفرج بن احلسن البصري‪ ،‬احلماسة البصرية (القاىرة‪ :‬مكتبة‬
‫اخلاجني‪ 91 ،)1999 ،‬ج ‪.1‬‬ ‫‪21‬أبو احلسن علِت بن عبد العزيز الشهَت‪ ،‬الوساطة بُت ادلتنيب وخصومو‪ 26 ،‬ج ‪.1‬‬
‫‪25‬أمحد اذلامشي‪ ،‬جواىر البالعة يف ادلعاين والبياف والبديع‪.30 ،‬‬ ‫‪22‬أبو احلسن علِت بن عبد العزيز الشهَت‪ 3 ،‬ج ‪.1‬‬

‫‪OKARA: Jurnal Bahasa dan Sastra, Vol. 13, No. 1, May 2019‬‬
‫‪99‬‬
‫اعتقدوا أهنم يعرفوف القضية حسن ادلعرفة‬ ‫ضروبو‪ ،‬بصَتا ابخلوض يف‬ ‫التصرؼ يف ُ‬
‫ألهنم قد شاركوا الطلبة يف ادلعهد وأشرفوا‬ ‫جهاتو ومناحيو ‪.26‬‬
‫عليهم اثناء تعلمهم اللغة العربية خاصة يف‬ ‫وىذه النظرية ىي كاألساس الذي‬
‫مبٌت خاص يسمى مبركز اللغة العربية‪.‬‬ ‫يرجع اليو ىذه الدراسة‪ .‬وجدير ابلذكر‬
‫ويقصد مبركز اللغة العربية يف معهد‬ ‫أف ىناؾ ادلصطلحات متساوية اللفظ‬
‫دار العلوـ االسالمي ابنيوأنيار ابميكاساف‬ ‫قريبة ادلعٌت غَت ادلقصود يف ىذه الدراسة‪،‬‬
‫ىو مؤسسة تربوية اتبعة دلعهد دار العلوـ‬ ‫مثل اللغة الفصيحة أو الفصحى‬
‫االسالمي ابنيوأنيار غَت ادلدرسة تقوـ بتعليم‬ ‫والفصاحة يف القراءة عند القراء‪ .‬وأما‬
‫اللغة العربية يف بيئة خاصة داخل مبٌت معُت‬ ‫اللغة الفصيحة فيقصد هبا اللغة ادلعتربة‬
‫منو‪ ،‬ويسكن فيو عدد من طلبة ادلعهد بعد‬ ‫عند العرب وىي ضد اللغة العامية أو‬
‫أف جنحوا يف اختبار القبوؿ الذي عقد يف‬ ‫السوقية اليت تننشر يف كالـ العرب يف‬
‫آخر شهر مايو لكل سنة دراسية ‪.27‬‬ ‫الشوارع والشوؽ‪ .‬وتكوف اللغة الفصيحة‬
‫وتكوف مدة الدراسة يف ىذا ادلركز سنة‬ ‫لغة صحيحة من حيث القواعد وادلعٌت‬
‫واحدة حيث تبدأ من أوؿ يونيو وتنتهي إىل‬ ‫الصريف وادلعجمي‪ .‬وأما الفصحية يف‬
‫منتصف مايو لكل سنة دراسية‪ .‬ورلموع‬ ‫القراءة عند القراء فهي مطابقة اللفظ‬
‫األايـ للسنة الدراسية يف ىذا ادلركز ‪211‬‬ ‫مبخارج احلروؼ وصفتها وأحكاـ‬
‫يوما تقديرا ابعتبارىا األايـ الدراسية بعد‬ ‫التجويد‪.‬‬
‫الغاء العطلة األسبوعية واجازة ادلعهد السنوية‬ ‫‌د‪ .‬نتيجة البحث‬
‫وغَتىا ‪.28‬‬ ‫‪ .1‬مركز اللغة العربية‬
‫وتنفذ األنشطة التعليمية لكل صباح‬ ‫لقد أجرى الباحثاف ىذه الدراسة‬
‫قدر ساعة واحدة (‪ 60‬دقيقة) من السادسة‬ ‫واختارا مصادر البياانت من األساتذة الذين‬
‫إىل السابعة‪ .‬واألنشطة األخرى بعد صالة‬ ‫كانوا من مشريف مركز اللغة العربية يف معهد‬
‫دار العلوـ ابنيوأنيار ابميكاساف؛ حيث‬
‫‪27‬نور اذلادي‪" ،‬ادلنهج على أساس ادلواقف يف مركز اللغة العربية مبعهد دار العلوـ‬
‫االسالمي ابنيوأنيار ابميكاساف" (رسالة ادلاجستَت‪ ,‬جامعة موالان مالك ابراىيم ماالنج‪،‬‬
‫اخلطيب القزويٍت دمحم بن عبد الرمحن جالؿ الدين‪ ,‬اإليضاح يف علوـ البالغة‪ 3 ،‬ج‬
‫‪26‬‬
‫‪.(2011‬‬
‫‪28‬نور اذلادي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪OKARA: Jurnal Bahasa dan Sastra, Vol. 13, No. 1, May 2019‬‬
‫‪100‬‬
‫على الكالـ ابللغة العربية ويهدد من تركها‬ ‫العشاء قدر نصف الساعة (من السابعة ليال‬
‫عمدا أو استحفافا ابلعقاب والتعزير أو‬ ‫إىل السابعة والنصف) لتقدًن حفظ ادلفردات‬
‫الغرامة‪.‬‬ ‫اليومي والتدريبات‪ ،‬مث تنفيذ ادلناقشة عن‬
‫فبهذا النظاـ أصبح مركز اللغة العربية‬ ‫األحكاـ الشرعية ابللغة العربية حوايل ساعة‬
‫بيئة تعُت على تكوين ألسنتهم على النطق‬ ‫واحدة (من العاشرة إىل احلادية عشر) وذلك‬
‫ابللغة العربية الفصحى كما يدعمهم يف‬ ‫بعد مشاركتهم يف تعلم كتب الًتاث التابع‬
‫استعياب الغة العربية لفهم دين االسالـ‬ ‫للمعهد‪ .‬وىذه األنشطة التعليمية تستمر كل‬
‫والقرآف الكرًن‪.30‬‬ ‫يوـ وليلة إال يوـ اجلمعة‪ ،‬وأما ليلة اجلمعة‬
‫فتعقد فيها احملاضرة العامة من احملاضر ادلدعو‬
‫‪ .2‬الطلبة الفصحاء‬
‫من خارج ادلعهد ‪.29‬‬
‫من البياانت اليت مجعها الباحث على‬
‫يتكوف مبٌت ادلركز من أربع غرؼ‪،‬‬
‫طريقة االستبانة‪ ،‬ابلسؤاؿ ادلطروح‪" :‬حسب‬
‫واحدة منها خمصص للمكتب اإلداري‬
‫خربتك يف تعليم اللغة العربية واشرافها يف‬
‫ويسكن فيو مدير ادلركز وبعض ادلشرفُت‪،‬‬
‫مركز اللغة العربية مبعهد دار العلوـ ابنيوأنيار‬
‫وثالث غرؼ ابقية يسكن فيها طالب ادلركز‬
‫ابميكاساف لكل الفًتة الدراسية اليت تكوف‬
‫مع رعاية بعض ادلشرفُت كرؤساء الغرؼ‪.‬‬
‫سنة واحدا‪ ،‬ىل جتد من الطلبة الفصحاء‬
‫وأماـ تلك الغرؼ األربعة قاعة كبَتة مكاان‬
‫من ىو داخل يف مواصفات الفصاحة من‬
‫الجراء األنشطة‪.‬‬
‫منظور علم ادلعاين؟‬
‫وتستخدـ اللغة العربية الفصحى يف‬
‫فمن ىذا السؤاؿ‪ ،‬أجاب األساتذة‬
‫مجيع األنشطة ادلركزية ويف ادلعاملة اليومية بُت‬
‫حنو ‪ %95‬عن وجود الطلبة الفصحاء لكل‬
‫أفراد سكاف ادلركز أي فيما بُت الطالب‬
‫فًتة‪ .‬وأستاذ واحد فقط أو ما يساوي ‪%5‬‬
‫أنفسهم والسيما بينهم مع ادلشرفُت‬
‫جييب أف كوف الطلبة الفصحاء يتعلق‬
‫واألساتذة‪ .‬ويوـ الثالاثء واجلمعة ولياليهما‬
‫بشخصية الطلبة أنفسهم‪ ،‬مبعٌت أنو ليس‬
‫يسمى بيوـ العربية حيث جيرب طالب ادلركز‬
‫‪30‬‬
‫تصميم ادلنهج ادلبٍت على ادلواقف يف مركز اللغة العربية مبعهد " ‪Nurul Hadi,‬‬
‫‪", Okara&58; Jurnal Bahasa dan‬دار العلوـ ابنيوأنيار ابميكاساف‬
‫‪.‬عدد ‪Sastra 9, 181–154 :)2015( 2‬‬ ‫نور اذلادي‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪OKARA: Jurnal Bahasa dan Sastra, Vol. 13, No. 1, May 2019‬‬
‫‪101‬‬
‫ضروبو‪،‬‬‫الكالـ‪ُ ،‬متمكنا من التصرؼ يف ُ‬ ‫مفروضا أف يكوف موجودا يف كل سنة‬
‫بصَتا ابخلوض يف جهاتو ومناحيو كما حدد‬ ‫دراسية ألنو يتعلق بشخصية الطالب‪،‬‬
‫الفصاحة اخلطيب القزويٍت دمحم بن عبد‬ ‫ّتهدىم وذكاءىم ومحاستهم وغَت ذلك‪.‬‬
‫الرمحن جالؿ الدين‪.‬‬
‫‪ .3‬مواصفات الفصاحة‬
‫فوجد الباحث البياانت التالية‪:‬‬
‫وأما مواصفات الفصاحة عند الطلبة‬
‫أ) حصل الصفة األوىل وىي ملكة الطلبة‬
‫يف معهد دار العلوـ ابنيوأنيار تتكوف من أربع‬
‫يف القاء احملاضرة أو اخلطبة ابللغة العربية‬
‫صفات‪:‬‬
‫يف موضوعات خمتلفة عشرين يف ادلائة‬
‫أ) لدى الطلبة ادللكة يف القاء احملاضرة أو‬
‫(‪. )%10‬‬
‫اخلطبة ابللغة العربية يف موضوعات‬
‫ب) وحصل الصفة الثانية وىي ملكة الطلبة‬
‫خمتلفة‪.‬‬
‫يف احملادثة ابللغة العربية يف مواقف‬
‫ب) لدى الطلبة ادللكة يف احملادثة ابللغة‬
‫عديدة مخس وعشرين يف ادلائة‬
‫العربية يف مواقف عديدة‪.‬‬
‫(‪.)%25‬‬
‫ج) لدى الطلبة ادللكة يف مشاركة مسابقة‬
‫ج) وحصل الصفة الثالثة وىي ملكة الطلبة‬
‫اجلداؿ ابللغة العربية يف موضوعات‬
‫يف مشاركة مسابقة اجلداؿ ابللغة العربية‬
‫كثَتة‪.‬‬
‫يف موضوعات كثَتة أربعُت يف ادلائة‬
‫د) لدى الطلبة القدرة ابحملادثة مع انطق‬
‫(‪.)%40‬‬
‫األصل العري يف مواقف متنوعة‪.‬‬
‫د) وحصل الصفة الرابعة وىي قدرة الطلبة‬
‫وقد طرح الباحث ىذه الصفات اليت‬
‫ابحملادثة مع انطق األصل العري يف‬
‫تدؿ على فصاحة الطلبة يف ادلعهد من‬
‫مواقف متنوعة مخس وعشرين يف ادلائة‬
‫منظور علم ادلعاين اليت ىي عبارة ع ِن ادللكة‬
‫(‪.)%25‬‬
‫اليت يقتدر هبا صاحبها على التعبَت عن‬
‫ادلقصود بكالـ فصيح‪ ،‬يف أي غرض كاف‬
‫كما أشار إليو أمحد اذلامشي‪ .‬فيكوف قادرا‬
‫بصفة الفصاحة الثابتة يف نفسو على صياغة‬

‫‪OKARA: Jurnal Bahasa dan Sastra, Vol. 13, No. 1, May 2019‬‬
‫‪102‬‬
‫قدر على ادلشاركة يف ىذه ادلسابقة والسيما‬ ‫‌ه‪ .‬مناقشة نتائج البحث‬
‫حصل على الفوز واجلائزة فهو داخل يف‬ ‫من البياانت اليت عرضها الباحث‬
‫الفصاحة من منظور علم ادلعاين‪.‬‬ ‫السابقة تبُت أف الطلبة الفصحاء يف معهد‬
‫والصفة األقوي التالية ىي ملكة‬ ‫دار العلوـ ابنيوأنيار متواجدوف يف كل فًتة‪.‬‬
‫الطلبة يف احملادثة ابللغة العربية يف مواقف‬ ‫ولكن العدد قليل ألف الفصاحة يف الكالـ‬
‫عديدة وقدرة الطلبة ابحملادثة مع انطق‬ ‫ابللغة العربية تتعلق ابلشخصية‪ .‬فالطلبة‬
‫األصل العري يف مواقف متنوعة‪ .‬وقد حصل‬ ‫اجملتهد يف التطبيق ابحملادثة وذلم احلماسة يف‬
‫كل من ىذه الصفة مخس وعشرين يف ادلائة‬ ‫اكتساب وتعلم اللغة العربية وذلم الذكاء‬
‫(‪ .)%25‬ويبدو أف ىذه الصفة أيضا تدؿ‬ ‫القوي فهؤالء الذين حصلوا بصفة الفصاحة‪.‬‬
‫على الفصاحة‪ ،‬ألف الطلبة اليت تقدر‬ ‫بل اعًتؼ بعض األساتذة أنو قد حتدث‬
‫ابحملادثة ابللغة العربية يف مواقف عديدة يعٍت‬ ‫ابللغة العربية بعد ما تعلم اللغة لعربية يف‬
‫أهنم يقتدروف على تعبَت ما يقصدوف وما‬ ‫مركز اللغة خالؿ أربع أشهر فقط‪ .‬فهذا يدؿ‬
‫يفكروف يف أغراض كثَتة بعبارة سلقة‬ ‫على أف الطلبة يف مركز اللغة العربية يف معهد‬
‫ومفهومة‪ .‬والسيما أهنم قادروف على احملادثة‬ ‫دار العلوـ ابنيوأنيار بعد تعلمهم اللغة العربية‬
‫مع الناطقُت ابللغة العربية األصليُت‪ ،‬فهذا‬ ‫سنة كاملة –طبعا‪ -‬موجود من ىم الفصحاء‬
‫داللة قوية على الفصاحة‪.‬‬ ‫يف الكالـ ابللغة العربية‪.‬‬
‫وأدىن الصفة للفصاحة عند الطلبة ىي‬ ‫وأما الصفة اليت ختتص بفصاحة الطلبة‬
‫ملكتهم يف القاء احملاضرة أو اخلطبة ابللغة‬ ‫يف الكالـ ابللغة العربية يف معهد ابنيوأنيار‬
‫العربية يف موضوعات خمتلفة حيث حصلت‬ ‫تبينت من البياانت ادلعروضة أف أقوي الصفة‬
‫على عشرين يف ادلائة (‪ .)%10‬رغم أف‬ ‫ىي ملكة الطلبة يف مشاركة مسابقة اجلداؿ‬
‫القاء اخلطبة ابللغة العربية يف موضوعات‬ ‫ابللغة العربية يف موضوعات كثَتة حيث‬
‫كثَتة ىي من أقوى صفات الفصاحة عند‬ ‫حصلت أربعُت يف ادلائة (‪ .)%40‬وىذا‬
‫العرب القدًن ولكنو قليل من الطلبة الناطقُت‬ ‫معقوؿ ألف مسابقة اجلداؿ ابللغة العربية‬
‫بغَتىا من لو القدرة ادلتفوقة يف ىذه الصفة‬ ‫حتتاج إىل كفاءة التعبَت الشفهي العالية‪ .‬فمن‬

‫‪OKARA: Jurnal Bahasa dan Sastra, Vol. 13, No. 1, May 2019‬‬
‫‪103‬‬
‫التطبيق ابحملادثة وذلم احلماسة يف‬ ‫رغم أهنم فصحاء يف الكالـ أو احملادثة‪.‬‬
‫اكتساب وتعلم اللغة العربية وذلم الذكاء‬ ‫فاخلطبة ىي ادللكة العالية ادلتميزة ال ديلكها‬
‫القوي فهؤالء الذين حصلوا على‬ ‫إال قليل والسيما القاءىا ابللغة العربية‪.‬‬
‫الفصاحة يف الكالـ ابللغة العربية‪.‬‬
‫‌و‪ .‬اخلامتة‬
‫ويعتقد الباحث أف مواصفات‬
‫ويف اخلتاـ يستنتج الباحث من‬
‫الفصاحة عند الطلبة اليت وجدىا يف معهد‬
‫الدراسة النقاط التالية‪:‬‬
‫دار العلوـ ابنيوأنيار االسالمي ىي كذلك‬
‫‪ .1‬أف الطلبة الفصحاء يف الكالـ ابللغة‬
‫موجودة يف ادلعاىد االسالمي األخرى اليت‬
‫العربية متواجدوف يف معهد دار العلوـ‬
‫طبق تعليم اللغة العربية ادلكشفة مثل مركز‬
‫ابنيوأنيار االسالمي ابميكاساف‪ ،‬بل‬
‫اللغة العربية يف ذلك ادلعهد‪.‬‬
‫ىناؾ من أصبح يف صفة الفصاحة بعد‬
‫أربعة أشهر بعد دراستهم اللغة العربية‬
‫قائمة املراجع‬
‫يف مركز اللغة العربية‪.‬‬
‫أبو احلسن علِت بن عبد العزيز الشهَت‪.‬‬ ‫‪ .2‬أف ىناؾ أربع صفات للطلبة الفصحاء‪،‬‬
‫الوساطة بُت ادلتنيب وخصومو‪ .‬صيدا‪:‬‬ ‫وأقوى الصفات ىي ملكة الطلبة يف‬
‫مطبعة العرفاف‪.1331 ،‬‬ ‫مشاركة مسابقة اجلداؿ ابللغة العربية يف‬
‫أبو نصر إمساعيل بن محاد اجلوىري الفاراي‪.‬‬ ‫موضوعات كثَتة‪ ،‬مث تليها الصفة‬
‫الصحاح اتج اللغة وصحاح العربية‪.‬‬ ‫"ملكة الطلبة يف احملادثة ابللغة العربية‬
‫بَتوت‪ :‬دار العلم للماليُت‪.1987 ،‬‬ ‫يف ادلواقف العديدة والقدرة على احملادثة‬
‫أمحد القلقشندي‪ .‬صبح األعشى يف كتابة‬ ‫مع الناطقُت ابلعربية األصليُت وأدىن‬
‫اإلنشاء‪ .‬القاىرة‪ :‬دار الكتب ادلصرية‪،‬‬
‫الصفة ىي ادللكة يف القاء اخلطبة ابللغة‬
‫‪.1922‬‬ ‫العربية يف موضوعات خمتلفة‪.‬‬
‫‪ .3‬أف كيفية حصوؿ الطلبة الفصاحة يف‬
‫أمحد اذلامشي‪ .‬جواىر البالعة يف ادلعاين‬
‫الكالـ ابللغة العربية تتعلق بشخصية‬
‫والبياف والبديع‪ .‬الطبعة الثانية عشرة‪.‬‬
‫كل منهم أنفسهم‪ .‬فالطالب اجملتهد يف‬

‫‪OKARA: Jurnal Bahasa dan Sastra, Vol. 13, No. 1, May 2019‬‬
‫‪104‬‬
‫صدر الدين علي بن أي الفرج بن احلسن‬ ‫إندزنيسيا‪ :‬مكتبة دار احياء الكتب‬
‫البصري‪ .‬احلماسة البصرية‪ .‬القاىرة‪:‬‬ ‫العربية‪.1960 ،‬‬
‫مكتبة اخلاجني‪.1999 ،‬‬ ‫احلباس‪ ،‬دمحم احلباس دمحم‪" .‬كلمات يف ميزاف‬
‫ضياء الدين ابن األثَت‪ ،‬ادلثل السائر يف أدب‬ ‫الفصاحة العربية"‪ .‬اللّغة العربية ‪،9‬‬

‫الكاتب والشاعر‪ .‬مصر‪ :‬دار هنضة‪،‬‬ ‫عدد ‪ 1( 2‬أكتوبر‪–53 :)2007 ،‬‬


‫د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪.82‬‬
‫عم ػ ػ ػ ػ ػ ػػار‪ ،‬علػ ػ ػ ػػي عم ػ ػ ػ ػ ػ ػػار علػ ػ ػ ػػي‪" .‬مراحل‬ ‫اخلطيب القزويٍت دمحم بن عبد الرمحن جالؿ‬
‫تطور اللغة العربية الفصحى"‪ .‬قراءات‬ ‫الدين‪ .‬اإليضاح يف علوـ البالغة‪.‬‬
‫‪ ،1‬عدد ‪ 30( 1‬أبريل‪:)2008 ،‬‬ ‫بَتوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.2003 ،‬‬
‫‪.96–79‬‬ ‫الفوزاف‪ ،‬عبد الرمحن بن إبراىيم‪ ,‬خمتار الطاىر‬
‫دمحم سيد طنطاوى‪ ،‬التفسَت الوسيط للقرآف‬ ‫حسُت‪ ،‬و دمحم عبد اخلالق دمحم فضل‪.‬‬
‫الكرًن‪ .‬القاىرة‪ :‬دار هنضة مصر‬ ‫العربية بُت يديك كتاب الطالب‪-‬‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪.1997 ،‬‬ ‫ج‪ .1‬العربية للجميع‪.2007 ،‬‬
‫مصطفي الغالييٍت‪ .‬جامع الدروس العربية‪.‬‬ ‫القرآف العظيم‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫بَتوت‪ :‬ادلكتبة العصرية‪.1994 ،‬‬ ‫مجاؿ الدين دمحم بن مكرـ‪ .‬لساف العرب‪.‬‬
‫نور اذلادي‪" .‬ادلنهج على أساس ادلواقف يف‬ ‫بَتوت‪ :‬دار صادر‪ ,‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫مركز اللغة العربية مبعهد دار العلوـ‬ ‫ذوقاف عبيدات‪ ،‬عبد الرمحن عدس‪ ،‬و كايد‬
‫االسالمي ابنيوأنيار ابميكاساف"‪.‬‬ ‫عبد احلق‪ .‬البحث العلمي‪ :‬مفهومو‬
‫رسالة ادلاجستَت‪ ،‬جامعة موالان مالك‬ ‫أدواتو أساليبو‪ .‬الرايض‪ :‬دار أسامة‬
‫ابراىيم ماالنج‪.2011 ،‬‬ ‫للنشر والتوزيع‪.1997 ،‬‬
‫‪Effendy, Ahmad Fuad. "Metodologi‬‬
‫‪Pengajaran‬‬ ‫‪Bahasa‬‬ ‫‪Arab".‬‬ ‫سيد دمحم مرتضى احلسيٍت الزبيدي‪ .‬اتج‬
‫‪Malang: Misykat, 2005.‬‬
‫العروس من جواىر القاموس‪ .‬كويت‪:‬‬
‫مطبعة احلكومة‪.1965 ،‬‬

‫‪OKARA: Jurnal Bahasa dan Sastra, Vol. 13, No. 1, May 2019‬‬
‫‪105‬‬
9, –154 :)2015( 2 ‫عدد‬ Hadi, Nurul . " ‫تصميم ادلنهج ادلبٍت على‬
181. ‫ادلواقف يف مركز اللغة العربية مبعهد دار‬
Sugiono, D. "Metode Penelitian". ‫"العلوـ ابنيوأنيار ابميكاساف‬. Okara
Bandung: Alfa Beta, 2000. & 58; Jurnal Bahasa dan Sastra

OKARA: Jurnal Bahasa dan Sastra, Vol. 13, No. 1, May 2019
106

You might also like