Professional Documents
Culture Documents
ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى
Uploaded by
flawraCopyright
Available Formats
Share this document
Did you find this document useful?
Is this content inappropriate?
Report this DocumentCopyright:
Available Formats
ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى
Uploaded by
flawraCopyright:
Available Formats
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ
ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) (٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣ ] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
﴾ ـ ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺭﺍﺘﺏ ﺍﻟﻨﺎﺒﻠﺴﻲ .
ﺒﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ
ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻤﺤﻤـﺩ ،ﺍﻟﺼـﺎﺩﻕ ﺍﻟﻭﻋـﺩ
ﺍﻷﻤﻴﻥ ،ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻻ ﻋﻠﻡ ﻟﻨﺎ ﺇﻻ ﻤﺎ ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ ،ﺇﻨﻙ ﺃﻨﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ،ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻤﺎ ﻴﻨﻔﻌﻨﺎ ،ﻭﺍﻨﻔﻌﻨﺎ
ﻼ ﻭﺍﺭﺯﻗﻨـﺎ
ﺒﻤﺎ ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ ،ﻭﺯﺩﻨﺎ ﻋﻠﻤﺎ ،ﻭﺃﺭﻨﺎ ﺍﻟﺤﻕ ﺤﻘﹰﺎ ﻭﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍﺘﺒﺎﻋﻪ ،ﻭﺃﺭﻨﺎ ﺍﻟﺒﺎﻁـل ﺒـﺎﻁ ﹰ
ﺍﺠﺘﻨﺎﺒﻪ ،ﻭﺍﺠﻌﻠﻨﺎ ﻤﻤﻥ ﻴﺴﺘﻤﻌﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﻓﻴﺘﺒﻌﻭﻥ ﺃﺤﺴـﻨﻪ ،ﻭﺃﺩﺨﻠﻨـﺎ ﺒﺭﺤﻤﺘـﻙ ﻓـﻲ ﻋﺒـﺎﺩﻙ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ.
ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﺍﻷﻜﺎﺭﻡ ،ﻤﻊ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ
ﻭﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :
﴿ ﻭ ﹶﻗ ﺭﻥ. ﴾ (٣٣)
) ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ (
ﻁﺒﻌﹰﺎ ﴿ :ﻭ ﹶﻗ ﺭﻥ ﴾ ﻤﻌﻁﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :
ﻁﻤﻊ ﺍﱠﻟﺫﻱ ﻓﻲ ﹶﻗ ﹾﻠﺒﹺـ ﻪ
ﺨﻀ ﻌﻥ ﺒﹺﺎ ﹾﻟ ﹶﻘ ﻭ ِل ﹶﻓﻴ ﹾ
ﻥ ﹶﻓﻠﹶﺎ ﹶﺘ ﹾ
ﻥ ﺍ ﱠﺘ ﹶﻘ ﻴ ﹸﺘ
ﻥ ﺍﻟ ﱢﻨﺴﺎ ﺀ ِﺇ ﹺ
ﻥ ﹶﻜ َﺄﺤﺩ ﻤ
ﺴ ﹸﺘ
ﻲ ﹶﻟ
﴿ ﻴﺎ ﻨﺴﺎ ﺀ ﺍﻟ ﱠﻨ ﹺﺒ
ﻥ
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍ ﹾﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍ ﹾﻟﺄُﻭﻟﹶﻰ ﻭَﺃ ﻗﻤـ
ﻥ ﹶﻗ ﻭﻟﹰﺎ ﻤ ﻌﺭﻭﻓﹰﺎ ) (٣٢ﻭ ﹶﻗ ﺭﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭ ﺘ ﹸﻜﻥ ﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﺽ ﻭ ﹸﻗ ﹾﻠ
ﻤ ﺭ
ﺕ
ﺱ َﺃﻫـ َل ﺍ ﹾﻟ ﺒﻴـ
ﺠ
ﻋ ﹾﻨﻜﹸ ﻡ ﺍﻟـ ﺭ
ﺏ
ﻥ ﺍﻟ ﺯﻜﹶﺎ ﹶﺓ ﻭَﺃﻁ ﻌﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭ ﺭﺴﻭ ﹶﻟ ﻪ ِﺇ ﱠﻨﻤﺎ ﻴﺭﹺﻴ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ِﻟ ﻴ ﹾﺫ ﻫ
ﺼﻠﹶﺎ ﹶﺓ ﻭَ ﺁﺘﻴ
ﺍﻟ
ﻁﻬﹺﻴﺭﺍ ). ﴾ (٣٣
ﻁ ﻬﺭ ﹸﻜ ﻡ ﹶﺘ ﹾ
ﻭ ﻴ ﹶ
– ١ﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﺭﺠل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻑ ﻭﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻑ :
ل ﻤ ﹶﻔﺼل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻤﺴﺎﻭﻴ ﹲﺔ ﻟﻠﺭﺠل ﻓﻲ ﺸـﻴﺌﻴﻥ ؛
ﺕ ﻟﻜﻡ ﺒﺸﻜ ٍ
ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺒﻴ ﹾﻨ ﹸ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻑ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻑ .
– ٢ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﻭﻟﻠﺭﺠل ﺨﺼﺎﺌﺹ :
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻟﻬﺎ ﺨﺼﺎﺌﺹ ،ﻭﺍﻟﺭﺠل ﻟﻪ ﺨﺼﺎﺌﺹ ،ﻫﺫﺍ ﻤﺴﺘﻨﺒﻁ ﻤﻥ
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :
﴿ ﻭ ﹶﻟ ﻴﺱ ﺍﻟﺫﱠ ﹶﻜ ﺭ ﻜﹶﺎ ُﻷ ﹾﻨﺜﹶﻰ ﴾ .
)ﺴﻭﺭﺓ ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ :ﻤﻥ ﺁﻴﺔ " ( " ٣٦
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
– ٣ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻭﻟﻠﺭﺠل ﻭﻅﻴﻔﺔ :
ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﻭﻅﻴﻔﺔ ،ﻭﻟﻠﺭﺠل ﻭﻅﻴﻔﺔ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻤﺤﻭﺭ ﺍﻟـﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤﺎﻀـﻲ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺴـﺒﺤﺎﻨﻪ
ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻭﺍﻷﻨﺜﻰ ،ﻭﻀﻊ ﻟﻠﺫﻜﺭ ﻭﺍﻷﻨﺜﻰ ﻤﻨﻬﺠﹰﺎ .
– ٤ﻤﻥ ﻟﻭﺍﺯﻡ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ :
ﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭﺘﻬﻥ .
ﻤﻥ ﻟﻭﺍﺯﻡ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻷﻨﺜﻰ ﺃﻥ ﻴ ﹾﻘ ﺭ ﺭ
ﻤﻌﻨﻰ :
﴿ ﻭ ﹶﻗ ﺭﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭ ﺘ ﹸﻜﻥ. ﴾ (٣٣)
– ١ﻤﻌﻨﻰ ﹶﻗﺭﻥ ﻟﻐ ﹰﺔ :
ﻓﻌل ﺃﻤﺭ ﻤﻀﺎﺭﻉ ﻴ ﻘ ﱡﺭ ،ﻤﺎﻀﻴﻪ ﻭ ﹶﻗﺭ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺜﻘل ﻭﺍﺴﺘﻘﺭ .
– ٢ﻤﻌﻨﻰ ﹶﻗﺭﻥ ﺸﺭﻋﺎ :
ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺒﻴﺘﻬﺎ ،
ﻭﺃﻴﻤﺎ ﺍﻤﺭﺃ ﺓ ﻗﻌﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺕ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﻤﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ (( . ))
] ﻓﻴﺽ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ [
– ٣ﻤﻥ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ :
ﻭﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺯ ﺴﺭﻴﺭ ﺍﺒﻨﻬﺎ ﺒﻴﻤﻨﺎﻫﺎ ﺘﻬ ﱡﺯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﻴﺴﺭﺍﻫﺎ ،ﻷﻨﻪ ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨـﺔ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ ؛ ﺼﺤﻴ ﹰﺔ ،ﻤﺘﻭﺍﺯﻨ ﹰﺔ ،ﻤﻨﺘﻅﻤ ﹰﺔ ،ﻤﺴﺘﻘﻴﻤ ﹰﺔ ﻜﺎﻥ ﺍﻹﻨﺘـﺎﺝ ﺨـﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴـﺕ
ﻤﻀﺎﻋﻔﹰﺎ ،ﻓﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺭﺠل ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ،ﺃﺴﺎﺴﻪ ﻨﺠﺎﺤﻪ ﻓﻲ ﺒﻴﺘﻪ ،ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺭﺠل ﺃﺴﺎﺴﻪ ﺭﺍﺤﺔ ﻗﻠﺒﻪ ﻤﻥ
ﻁﺭﻑ ﺒﻴﺘﻪ .
ﻟﺫﻟﻙ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻹﻨﺎﺙ ،ﺃﻭ ﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﺎﻤﺔ
ﺃﻥ ﻴﻘﺭﺭﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭﺘﻬﻥ ،ﻓﻸﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻫﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﻫﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﺒﺎﻟﻠﺒﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻻ
ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺘﻡ ﺸﺭﺤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ .
ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻌﻨﻰ :
﴿ ﻭ ﹶﻗ ﺭﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭ ﺘ ﹸﻜﻥ. ﴾ (٣٣)
– ٤ﺠﻭﺍﺯ ﺨﺭﻭﺝ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻟﻠﺤﺎﺠﺔ ﻭﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ :
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻻ ﺘﺨﺭﺝ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺇﻁﻼﻗﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ،ﺃﻱ ﻤﻥ ﺭﺤﻡ ﺃﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺒﻴﺕ ﺃﺒﻴﻬـﺎ
ﺃﹼ
ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺯﻭﺠﻬﺎ .
ﺃﻤﺎ ﻤﻥ ﻗﺎل " :ﺘﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺩﺍﺭ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﺭ " ،ﻓﻬﺫﻩ ﻤﻘﻭﻟ ﹲﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ،ﻟﻴﺱ
ﻤﻌﻨﻰ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :
﴿ ﻭ ﹶﻗ ﺭﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭ ﺘ ﹸﻜﻥ. ﴾ (٣٣)
ﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻤﻤﻨﻭﻋ ﹲﺔ ﺃﻥ ﺘﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺇﻁﻼﻗﹰﺎ ،ﻫﻨﺎﻙ ﻀﺭﻭﺭﺍ ﹲ
ﺕ ﺃﺒﺎﺤﻬﺎ ﺍﻟﺸـﺭﻉ ، ﺃ
ل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻗﻭل
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺃﺠﺎﺯﻩ ﺍﻟﺸﺭﻉ ،ﻭﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻘﺩﺭ ﺒﻘﺩﺭﻫﺎ ،ﻭﻻ ﺃﺩ ﱠ
ﺍﺒﻨﺘﻲ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﺸﻌﻴﺏ :
ﺦ ﹶﻜﺒﹺﻴ ﺭ). ﴾ (٢٣
ﺸ ﻴ ﹲ
ﺼ ﺩ ﺭ ﺍﻟ ﺭﻋﺎ ﺀ ﻭَﺃﺒﻭﻨﹶﺎ ﹶ
ﺤﺘﱠﻰ ﻴ
ﺴﻘﻲ
﴿ ﻗﹶﺎ ﹶﻟﺘﹶﺎ ﻻ ﹶﻨ
) ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﺹ (
ل ﻫﺫﺍ ﺘﻡ ﺸﺭﺤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ :
ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻀﺭﻭﺭﺓ ،ﻋﻠﻰ ﻜ ٍ
﴿ ﻭ ﹶﻗ ﺭﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭ ﺘ ﹸﻜﻥ. ﴾ (٣٣)
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻫﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ،ﻭﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ﻫـﻲ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﻲ
ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ،ﻭﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﻁﺒﻴﺏ ،ﻭﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ
ﻟﻠﻤﺤﺎﻤﻲ ،ﻭﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟ ﻤ ﹾﺘﺠﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﺘﺎﺠﺭ ،ﻭﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘل ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌـﻲ
ﻟﻠﻤﺯﺍﺭﻉ ،ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺒﻴﺕ ،ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺍﻟﻠﺒﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﻤـﺭﺃﺓ ،ﻭﺤﻴﻨﻤـﺎ
ل ﺍﻤﺭﺃﺓ ﺼﺎﻟﺤ ﹰﺔ ﺘﺤﻔﻅﻪ ﺇﺫﺍ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺘﻁﻴﻌﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻤﺭﻫﺎ ،ﺘﺴﺭﻩ ﺇﺫﺍ ﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻘﺩ
ﻴ ﺭ ﺯﻕﹸ ﺍﻟﺭﺠ ُ
ﺤﺎﺯ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ،ﻫﺫﺍ ﺘﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ .
ﻟﻜﻥ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺘﺨﺭﺝ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻤﻥ ﺒﻴﺘﻬﺎ ﻟﺘﺯﻭﺭ ﺃﺒﺎﻫﺎ ﺃﻭ ﻟﺘﺯﻭﺭ ﺃﻤﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺘﺨﺭﺝ ﻤﻥ
ﺒﻴﺘﻬﺎ ﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ؛ ﻜﺄﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺘﻭﻓﻲ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻭﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﺼﻐﺎﺭ ،ﻓﺨﺭﺠﺕ ﻤﻥ ﺒﻴﺘﻬـﺎ ﻟﺘﺸـﺘﺭﻱ
ﻥ ﻤ َﺅﻫﻠﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻀﻲ ﻟﻬـﺎ
ﻥ ﻓﻲ ﺴ ﹴ
ﺥ ﻴﻘﻀﻲ ﻟﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ،ﻭﻻ ﺍﺒ
ﺒﻌﺽ ﺤﺎﺠﺎﺘﻬﺎ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻬﺎ ﺃ ﹲ
ﺏ ﺸﺭﻋﻲ ،ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺩﺌ ﺫ ﺘﺨﺭﺝ ﺏ ،ﺃﻭ ﻟﻤﺒﺎ ﹴ
ﺡ ،ﺃﻭ ﻟﻤﻨﺩﻭ ﹴ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ،ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺘﺨﺭﺝ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻟﻭﺍﺠ ﹴ
ﺏ ﺃﻗﺭﻩ ﺍﻟﺸﺭﻉ ،ﻭﺴﻤﺢ ﺒﻪ .
ﻤﻥ ﺒﻴﺘﻬﺎ ﻟﺴﺒ ﹴ
ﻭﺍﻵﻥ ﺇﺫﺍ ﺨﺭﺠﺕ :
ﺝ ﺍ ﹾﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍ ﹾﻟﺄُﻭﻟﹶﻰ ). ﴾ (٣٣
ﺠﻥ ﹶﺘ ﺒ ﺭ
﴿ ﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻙ،
ﻙ ،ﺒﻴﺕ ﺯﻭﺠ
ﺍﻷﺼل ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻘﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ ،ﺃﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ،ﺍﻷﺼل ﺒﻴﺘ
ﻙ ﺘﺭﺒﻴ ﹰﺔ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻴﻨﺘﻔﻌﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﻭﻴﻨﻔﻌﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤـﻥ ﺒﻌـ ﺩ ،
ﻙ ،ﺍﻷﺼل ﺃﻥ ﺘﺭﺒﻲ ﺃﻭﻻﺩ
ﺒﻴﺕ ﺃﻭﻻﺩ
ﺏ ﺃﻗﺭ ﺒﻪ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﻓﺈﻴﺎﻙ ﺃﻥ ﺘﺘﺒﺭﺠﻲ ،
ﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻟﻀﺭﻭﺭ ﺓ ﺃﻭ ﻟﺴﺒ ﹴ
ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻷﺼل ،ﻓﺈﺫﺍ ﺨﺭﺠ
ﻫﺫﺍ ﻤﺤﻭﺭ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻴﻭﻡ .
– ١ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺒﺭﺝ ﻟﻐ ﹰﺔ :
ﺝ ﻓﻲ ﺍﻟ ﻤ ﻌﺠﻡ ﻅﻬﺭ ﻭﺍﺭﺘﻔﻊ ،ﻭﺍﻟ ﺒﺭﺝ ﺃﻋﻠﻰ ﻤﻜﺎﻥ
ﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ؟ ﻤﻌﻨﻰ ﺒ ﺭ
ﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺒ ﺭ
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ،ﺍﻟﺒﺭﺝ ﺃﻋﻠﻰ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺃﻅﻬﺭ ﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺒﺭﻭﺝ ،ﺒﺭﻭﺝ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺤـﺩﺙ
ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﻘﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :
ﺝ). ﴾ (١
ﺕ ﺍ ﹾﻟ ﺒﺭﻭ ﹺ
ﺴﻤﺎ ﺀ ﺫﹶﺍ
﴿ ﻭﺍﻟ
) ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﺭﻭﺝ (
ﻫﻲ ﺒﺭﺝ ﺍﻟﺤﻤل ،ﻭﺍﻟﺜﻭﺭ ،ﻭﺍﻟﺠﻭﺯﺍﺀ ،ﻭﺍﻟﺴﺭﻁﺎﻥ ،ﻭﺍﻷﺴﺩ ،ﻭﺍﻟﺴﻨﺒﻠﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻴﺯﺍﻥ
،ﻭﺍﻟﻌﻘﺭﺏ ،ﻭﺍﻟﻘﻭﺱ ،ﻭﺍﻟﺠﺩﻱ ،ﻭﺍﻟﺩﻟﻭ ،ﻭﺍﻟﺤﻭﺕ ،ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺘﻬﺎ ﺤﻭل ﺍﻟﺸﻤﺱ ﺘﻤ ﱡﺭ
ل ﺘﻤﺭ ﺒﺜﻼﺜﺔ ﺒﺭﻭﺝ ،ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل :
ﺠﹰﺎ ،ﻓﻲ ﻜل ﻓﺼ ٍ
ﺒﺎﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭ ﺒ ﺭ
ﺝ). ﴾ (١
ﺕ ﺍ ﹾﻟ ﺒﺭﻭ ﹺ ﴿ ﻭﺍﻟ
ﺴﻤﺎ ﺀ ﺫﹶﺍ
ﺴﻜﱠﺎﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻡ ﻓﻲ
ﺃﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﺄﻟﱢﻘﺔ ،ﺍﻟ ﺒ ﻴﻨﹶﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺍﻫﺎ
ﺩﻭﺭﺘﻬﻡ ﺤﻭل ﺍﻟﺸﻤﺱ .
ﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﺒﻨـﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺒـﺭﻭﺝ
ﺝ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻅﻬﺭ ﻭﺍﺭﺘﻔﻊ ،ﻭﺍﻟ ﺒﺭﺝ ﺃﻋﻠـﻰ ﻤﻜـﺎ ﹴ
ﺇﺫﹰﺍ :ﺒ ﺭ
ل ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﺤﻭل ﺍﻟﺸﻤﺱ ،ﻫـﺫﻩ
ﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺠﻭﻡ ﻋﻅﻴﻤﺔ ﺘﹸﺭﻯ ﻓﻲ ﻜل ﻓﺼ ٍ
ﻤﺠﻤﻭﻋﺎ ﹲ
ل
ل ،ﻭﺯﻥ ﹶﺘ ﹶﻔ ﻌ َ
ل ،ﻓﻬﻲ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﺭﺘﻔﻊ ﻭﻅﻬﺭ ،ﺃﻤﺎ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ، ﻓﻌﻠﻰ ﻭﺯﻥ ﹶﺘ ﹶﻔ ﻌ َ
ﺝ ،ﻫﺫﻩ ﺼﻴﻐﺔ ﹶﻓﻌَ
ﺒ ﺭ
ﻋ ﹰﺔ ﺒﻌﺩ ﺠﺭﻋﺔ ،ﺘﺠﺭﻉ ﺍﻟﻜﺄﺱ ﺃﻱ ﺸـﺭﺏ ﺍﻟﻜـﺄﺱ ﻋﻠـﻰ
ﺠ ﺭ
ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻟﺘﻜﺭﺍﺭ ﻤﺜل ،ﹶﺘﺠ ﺭﻉ ﺍﻟﻜﺄﺱ
ﺠ ﺭﻋﺎﺕ .
– ٢ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺒﺭﺝ ﺸﺭﻋﺎ :
ﻓﻤﻌﻨﻰ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :
ﺠﻥ. ﴾ (٣٣)
﴿ ﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻥ ﻤﻔﺎﺘﻨﻜﻥ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻜـﺭﻡ ﺍﻟﻤـﺭﺃﺓ
ﻅ ﹺﻬ ﺭ
ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ :ﻭﻻ ﹸﺘ ﹾ
ﻓﺄﺴﺒﻎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ،ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺠﻤﺎل ،ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎل ،ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺃﺴـﺒﻐﻪ ﺍﷲ
ﻥ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺴﺘﺨﺩﻡ ﻫـﺫﺍ
ﺴﻜﹸ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺠﻌﻠﻪ ﺴﺒﺒﹰﺎ ﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺒﻬﺎ ،ﺠﻌل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻟﻴ
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻟﻐﻴﺭ ﻤﺎ ﺨﻠﻕ ﻟﻪ ،ﻟﻐﻴﺭ ﺯﻭﺠﻬﺎ ،ﻟﻸﺠﺎﻨﺏ ،ﻟﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻓﻘﺩ ﺃﻀﻠﺕ ﺍﻟﻤﺴﻌﻰ ،ﻓﺎﷲ
ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﻤﺼﻭﻨﹰﺎ ،ﺒﻌﻴﺩﹰﺍ ﻋﻥ ﻭﺤﻭل ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ،ﺒﻌﻴﺩﹰﺍ ﻋﻤـﺎ
ﻲ،
ﻲ ،ﻟﻌﺫ ﹴﺭ ﺸـﺭﻋ ﹴ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ ،ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺨﺭﺝ ﻟﻌﻠ ﺔ ﺸﺭﻋﻴ ﺔ ،ﻟﺴﺒ ﹴ
ﺏ ﺸﺭﻋ ﹴ
ﻟﻀﺭﻭﺭ ﺓ ﺸﺭﻋﻴ ﺔ ،ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺨﺭﺝ ،ﺃﻤﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﻨﻬﺎﻫﺎ ﻋﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﺒﺭﺝ ،ﻭﺍﻟﺘﺒﺭﺝ ﺇﻅﻬﺎﺭ
ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺇﺨﻔﺎﺅﻩ ﻋﻥ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ،ﺇﻅﻬﺎﺭ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺇﺨﻔﺎﺅﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ .
ﻴﺠﺏ ﺇﺨﻔﺎﺅﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ؛ ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺘﺒﺭﱡﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴـﺕ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺨﺭﺠـﺕ ﴿ ﻭ ﹶﻻ
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠ ِﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ .
ﹶﺘﺒ ﺭ
ﺹ ﺭﺍﺌ ﹴﻊ ﻟﻠﺴﻴﺩﺓ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻗﻴل ﻟﻬﺎ " :ﻴﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ
ﻋﺜﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻨ ﹴ
ﺨﻀﺎﺏ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺎﺌﻡ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻁﻴﻥ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﺨﺎل ،ﻭﻓـﻲ
،ﻤﺎ ﺘﻘﻭﻟﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟ
ﺨﺎﺘﻡ ﺍﻟﺫﻫﺏ ،ﻭﻓﻲ ﺭﻗﺎﻕ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ؟ " .
ﻤﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ ..ﻴﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﻤﺎ ﺘﻘﻭﻟﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻀﺎﺏ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺎﺌﻡ ،
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻁﻴﻥ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﺨﺎل ،ﻭﺨﺎﺘﻡ ﺍﻟﺫﻫﺏ ،ﻭﺭﻗﺎﻕ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ؟ ﻓﻘﺎﻟﺕ >> :ﻴﺎ ﻤﻌﺸﺭ ﺍﻟﻨﺴـﺎﺀ
ل ﹶﻟﻜﹸﻥ << .
ﺕ ﻟﻤﻥ ﻻ ﻴﺤ ﱡ
ﻗﺼ ﹸﺘ ﹸﻜﻥ ﻗﺼﺔ ﺍﻤﺭﺃ ﺓ ﻭﺍﺤﺩ ﺓ ،ﺃﺤل ﺍﷲ ﹶﻟ ﹸﻜﻥ ﺍﻟﺯﻴﻨﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺒﺭﺠﺎ
ﺇﺫﹰﺍ :ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺃﻥ ﺘﺘﺯﻴﻥ ﻟﺯﻭﺠﻬﺎ ،ﻭﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﺘﹸﺨﻔﻲ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺯﻴﻨﺔ ﻋﻥ ﻏﻴﺭ ﺯﻭﺠﻬﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻬﻤﺕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺒﺭﺝ ﻴﻌﻨﻲ ﻨﻬﻴﹰﺎ ﻋـﻥ
ﻑ ﺒﺼـﺭﻩ ،
ﺨﻁ ﹶ
ﺍﻟﺘﺒﺭﺝ ﻤﻁﻠﻘﹰﺎ ﻓﻬﺫﺍ ﻓﻬ ﻡ ﺃﻋﺭﺝ ،ﺇﻨﻬﺎ ﺃﻤﺭﺕ ﺃﻥ ﺘﺘﺯﻴﻥ ﻟﺯﻭﺠﻬﺎ ﻟﺘﺤﻔﻅﻪ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴ ﹾ
ﺃﻤﺭﻫﺎ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﺃﻥ ﺘﺘﺯﻴﻥ ﻟﺯﻭﺠﻬﺎ ﻟﺘﻜﻭﻥ ﺴﻜﻨﹰﺎ ﻟﻪ ﻜﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠـل ،ﺃﻤﺭﻫـﺎ ﺍﻟﺸـﺭﻉ ﺃﻥ
ﺘﺘﺯﻴﻥ ﻟﺯﻭﺠﻬﺎ ﻟﺘﹸﻌﻴﻨﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻁﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ،ﺃﻤﺭﻫﺎ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﺃﻥ ﺘﺘﺯﻴﻥ ﻟﺯﻭﺠﻬﺎ ﻟﺌﻼ ﺘﺤﺩﺜـﻪ
ﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭﻫﺎ .
ﻲ،
ﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﺨﺭﺠﺕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻟﻌﻠ ﺔ ﺸﺭﻋﻴ ﺔ ،ﻟﻀﺭﻭﺭ ﺓ ﺸﺭﻋﻴﺔ ،ﻟﻌﺫ ﹴﺭ ﺸﺭﻋ ﹴ
ل ﻟﻐﻴـﺭ
ﺠﻥ ، ﺃﻱ ﺃﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺎﺕ ﻻ ﺘﻅﻬﺭﻥ ﻤﺎ ﻤﻨﺢ ﺍﷲ ﻟ ﹸﻜﻥ ﻤـﻥ ﺠﻤـﺎ ٍ
ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﺃﺯﻭﺍﺠﻜﹸﻥ .
ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﺒﺭﺝ :
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻱ
ﻥﺃ
ﻱﺃ
ﺴ ﹶﺘ ﺩﻋﻰ ﺒﻪ ﺸﻬﻭﺓ ﺍﻟﺭﺠل ،ﺃ
ﻨﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻴﺔ ،ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻗﺎل :ﻻ ﺘﹸﻅﻬﺭﻥ ﻤﺎ ﻴ
ﺸﻲ ﺀ ﺃﻅﻬﺭﻨﻪ ﺍﺴﺘﺩﻋﻰ ﺒﻪ ﺸﻬﻭﺓ ﺍﻟﺭﺠل ﻓﻬﺫﺍ ﻤﺤﺭﻡ ،ﻫﺫﺍ ﻤﻘﻴﺎﺱ ﺩﻗﻴﻕ ،ﺩﻋﻭﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﺼﻴل ،
ﻉ ﺃﻥ ﺘﻅﻬﺭﻩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ .
ﻭﺩﻋﻭﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓﻴﺎﺕ ،ﺃﻱ ﺸﻲ ﺀ ﻴﻠﻔﺕ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻤﻤﻨﻭ
ﻅﻬﺭ ﻤ ﹾﻨﻬﺎ ﴾ .
ﻥ ﺇِﻻ ﻤﺎ ﹶ ﴿ ﻭﻻ ﻴ ﺒﺩﻴ
ﻥ ﺯﹺﻴ ﹶﻨ ﹶﺘ ﻬ
) ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻭﺭ :ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺔ ( ٣١
ﻅﻬﺭ ﻋﻥ ﻏﻴﺭ ﻗﺼ ﺩ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻜﺄﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻤﺔ ،ﻤﺎﺫﺍ ﺘﻔﻌل ﺒﻁﻭﻟﻬـﺎ ؟ ﻜـﺄﻥ
ﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺨﺘﺎﺭﺘﻪ ﺒﻌﻨﺎﻴ ﺔ ﻗـﺩ
ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻤﺘﻠﺌﺔ ﺍﻟﺠﺴﻡ ،ﻜﺄﻥ ﺘﺭﺘﺩﻱ ﺜﻭﺒﹰﺎ ﺃﺴﻭﺩ ﺍﻟﻠﻭﻥ ،ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺃﻱ ﻟﻭ ﹴ
ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻭﻨﹰﺎ ﺩﻗﻴﻘﹰﺎ ،ﻤﺎﺫﺍ ﺘﻔﻌل ﺒﻁﻭﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﺎﻤﺘﻼﺀ ﺠﺴﻤﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺒﻠﻭﻥ ﻤﻌﻁﻔﻬﺎ ؟ ﻫﺫﺍ ﺍﻟـﺫﻱ ﻟـﻴﺱ
ﻅﻬﺭ ﻤ ﹾﻨﻬﺎ ﴾ ..ﻭﻟﻡ ﻴﻘل ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل :ﺇﻻ
ﻥ ﺇِﻻ ﻤﺎ ﹶ
ﻥ ﺯﹺﻴ ﹶﻨ ﹶﺘ ﻬ
ﻻ ﺘﻅﻬﺭﻩ ﴿ ..ﻭﻻ ﻴ ﺒﺩﻴ
ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﺃ ﹼ
ﻅﻬﺭ ﻋﻥ ﻏﻴﺭ ﻗﺼ ﺩ ،ﻭﻋﻥ ﻏﻴﺭ ﺇﺭﺍﺩ ﺓ ،ﻭﻋﻥ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﻴﺌ ﺔ ،ﺇﺫﹰﺍ :ﺃﻱ
ﻤﺎ ﺃﻅﻬﺭﻥ ﻤﻨﻬﺎ ،ﺇﻻ ﻤﺎ ﹶ
ﻉ ﺃﻥ ﺘﻅﻬﺭﻩ ،ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﺠﻤل ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭﺠﻬﻬﺎ ،ﺇﺫﹰﺍ :
ﺸﻲ ﺀ ﻴﻠﻔﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻤﻨﻭ
ﻅﻬﺭ ﻤ ﹾﻨﻬﺎ ﴾ .
ﻥ ﺇِﻻ ﻤﺎ ﹶ
ﻥ ﺯﹺﻴ ﹶﻨ ﹶﺘ ﻬ
﴿ ﻭﻻ ﻴ ﺒﺩﻴ
) ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻭﺭ :ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺔ ( ٣١
ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻅﻬﺭﻩ ﺃﻭ ﺃﻻ ﺘﻅﻬﺭﻩ ،ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺭﺨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﺠﺎﺒﹰﺎ ،ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻬـﺎ ﺃﻥ
ﺘﻀﺭﺏ ﺒﺨﻤﺎﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺼﺩﺭﻫﺎ ﻤﺭﻭﺭﹰﺍ ﺒﻭﺠﻬﻬﺎ ،ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻗﺎﻟﺕ ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ﻋﺎﺌﺸـﺔ
ﺕ ﻤﻊ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،ﻓﻜـﺎﻥ ﺍﻟﺭﻜﺒـﺎﻥ ﺇﺫﺍ
ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ >> :ﻜﻥ ﻤﺤﺭﻤﺎ
ﻤﺭﻭﺍ ﺒﻨﺎ ﺃﻭ ﺤﺎﺫﻭﻨﺎ ﺃﺴﺩﻟﺕ ﺇﺤﺩﺍﻨﺎ ﺠﻠﺒﺎﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﺎ << ،ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ .
ل ﺴﺄﺭﻴﻜﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓـﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴـﺔ
ﻋﻠﻰ ﻜ ٍ
ﺘﺘﺒﺭﺝ .
– ١ﺍﻟﻔﺭﻭﻉ :
ﻗﺎل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺠﺎﻫﺩ " :ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺘﺨﺭﺝ ﺘﻤﺸﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺠﺎل " ،ﺃﻥ ﺘﻤﺸـﻲ ﺒـﻴﻥ
ﻉ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﺒﺭﱡﺝ ،ﺃﻟﻡ ﻴﻘل ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﺸﻌﻴﺏ :
ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻨﻭ
ﺦ ﹶﻜﺒﹺﻴ ﺭ) . ﴾ ( ٢٣
ﺸ ﻴ ﹲ
ﺼ ﺩ ﺭ ﺍﻟ ﺭﻋﺎ ﺀ ﻭَﺃﺒﻭﻨﹶﺎ ﹶ
ﺤﺘﱠﻰ ﻴ
ﺴﻘﻲ
ﻁ ﺒ ﹸﻜﻤﺎ ﻗﹶﺎ ﹶﻟﺘﹶﺎ ﻻ ﹶﻨ
ﺨﹾ﴿ ﻗﹶﺎ َل ﻤﺎ ﹶ
) ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﺹ (
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻥ ﻤﺯﺍﺤﻤﺔ ﺍﻟﺭﺠﺎل ،ﻭﺃﻥ ﺘﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺒﺭﱡﺝ ،ﻫـﺫﺍ ﻤـﺎ
ﺃﻱ ﺃ
ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺠﺎﻫﺩ .
– ٢ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :
ﺸﻴ ﹶﺔ ﺘﻜﺴ ﹴﺭ ﻭ ﹶﺘ ﹶﻐﻨﱡﺞ " ،ﻟﺫﻟﻙ :
ﻭﻗﺎل ﻗﺘﺎﺩﺓ " :ﻜﺎﻨﺕ ﻟ ﻬﻥ ﻤ ﹾ
ﻥ ﴾.
ﻥ ﺯﹺﻴ ﹶﻨﺘﻬﹺ
ﻥ ﻤ
ﺨﻔﻴ
ﻥ ﻟِ ﻴ ﻌ ﹶﻠﻡ ﻤﺎ ﻴ ﹾ
ﺠﻠﻬﹺ
ﻥ ﺒﹺ َﺄ ﺭ
ﻀ ﹺﺭ ﺒ
﴿ ﻭﻻ ﻴ
)ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻭﺭ :ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺔ (٣١
ﻫﻨﺎﻙ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺼﻭﺕ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﻠﻭﻥ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺠﻤـﺎل
ﺍﻟﻘﹶﻭﺍﻡ .
ﻥ ﹶﻗ ﻭﻟﹰﺎ ﻤ ﻌﺭﻭﻓﹰﺎ ). ﴾ (٣٢
ﺽ ﻭ ﹸﻗ ﹾﻠ
ﻁﻤﻊ ﺍﱠﻟﺫﻱ ﻓﻲ ﹶﻗ ﹾﻠﺒﹺﻪ ﻤ ﺭ
ﺨﻀ ﻌﻥ ﺒﹺﺎ ﹾﻟ ﹶﻘ ﻭ ِل ﹶﻓﻴ ﹾ
﴿ ﹶﻓﻠﹶﺎ ﹶﺘ ﹾ
ﺴ ﺭ ﻓﻲ ﺼﻭﺘﻬﺎ ﻜﻲ ﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ،ﻭﻤﻨﻬﻴـ ﹲﺔ ﻋـﻥ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻤﻨﻬﻴ ﹲﺔ ﻋﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻜ
ﺘﺘﺤﺭﻙ ﺤﺭﻜ ﹲﺔ ﺘﻠﻔﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ..
ﻥ ﴾.
ﻥ ﺯﹺﻴ ﹶﻨﺘﻬﹺ
ﻥ ﻤ
ﺨﻔﻴ
ﻥ ﻟِ ﻴ ﻌ ﹶﻠﻡ ﻤﺎ ﻴ ﹾ
ﺠﻠﻬﹺ
ﻥ ﺒﹺ َﺄ ﺭ
ﻀ ﹺﺭ ﺒ
﴿ ﻭﻻ ﻴ
)ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻭﺭ :ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺔ (٣١
ﻭﻤﻨﻬﻴ ﹲﺔ ﻋﻥ ﺃﻥ ﺘﺨﻀﻪ ﺒﺎﻟﻘﻭل ..
ﻥ ﹶﻗ ﻭﻟﹰﺎ ﻤ ﻌﺭﻭﻓﹰﺎ ). ﴾ (٣٢
ﺽ ﻭ ﹸﻗ ﹾﻠ
ﻁﻤﻊ ﺍﱠﻟﺫﻱ ﻓﻲ ﹶﻗ ﹾﻠﺒﹺﻪ ﻤ ﺭ
ﺨﻀ ﻌﻥ ﺒﹺﺎ ﹾﻟ ﹶﻘ ﻭ ِل ﹶﻓﻴ ﹾ
﴿ ﹶﻓﻠﹶﺎ ﹶﺘ ﹾ
ﻭﻤﻨﻬﻴ ﹲﺔ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺃﻥ ﺘﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺨﻁﻭﻁ ﺠﺴﻤﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﻤﻼﻤﺤﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ
ﺸﻜﻠﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﻟﻭﻨﻬﺎ ،ﻤﺎ ﻴﻠﻔﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻜﻼﻡ ﻭﺍﻀﺢ ﻜﺎﻟﺸﻤﺱ ،ﻤﻥ ﻗﻭﺍﻤﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺨﻁﻭﻁ
ﺠﺴﻤﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺤﺠﻡ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﹶﻟ ﻭ ﻨﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺸﻜﻠﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﻤﻼﻤﺢ ﻭﺠﻬﻬـﺎ ،ﻤـﺎ ﻴﻠﻔـﺕ
ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺘﺒﺭﺝ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺇﺨﻔﺎﺅﻩ ،ﺇﻅﻬﺎﺭ ﻜل ﺯﻴﻨ ﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴ ﺔ ﻤﻨﺤﻬـﺎ ﺍﷲ ﻟﻠﻤـﺭﺃﺓ ﺃﻭ
ﻏﻴﺭ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ .
ﻭﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺤﻴﺎﻥ " :ﻜﺎﻨﺕ ﺘﹸﻠﻘﻲ ﺍﻟﺨﻤﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﻭﻻ ﺘﺸـﺩﻩ ،ﻓﺘﻅﻬـﺭ ﻗﻼﺌـﺩﻫﺎ
ﻭﻗﺭﻁﻬﺎ ،ﻭﻴﻅﻬﺭ ﻗﺭﻁﹸﻬﺎ ﻭﻋﻨﻘﻬﺎ ،ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺒﺭﺝ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ " .
ﻭﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ " :ﺭﺒﻤﺎ ﺃﻅﻬﺭﺕ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻭﺫﻭﺍﺌﺏ ﺸﻌﺭﻫﺎ ،ﻭﺃﻗﺭﻁﺔ ﺃﺫﻨﻴﻬﺎ ".
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ﻋﻥ ﺘﺒﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻭﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ
! ﻟﺤﻜﻤ ﺔ ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺼﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺠﺎﻫﻠﻴ ﹲﺔ ﺃﻭﻟﻰ ،ﻭﻤﻥ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺒﺄﻨﻬـﺎ
ﺃﻭﻟﻰ ﻴﺴﺘﻨﺒﻁ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺠﺎﻫﻠﻴ ﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﺸﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻨﺴﺎ ﺀ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﻟﻨﺒـﻲ ﻋﻠﻴـﻪ
ﻑ ﻋﻤﺎ ﺘﺤﺘـﻪ ،ﺃﻭ ﻷﻨـﻪ
،ﺇﻤﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺜﻭﺏ ﺸﻔﺎﻑ ﻴﺸ ﱡ (( ﻜﺎﺴﻴﺎﺕ ﻋﺎﺭﻴﺎﺕ )) ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ :
ﺕ ﻤﻤـﻴﻼﺕ ،ﻓـﺎﻟﻌﻨﻭﻫﻥ
ﻀﻴﻕ ﻴﺼﻑ ﺤﺠﻡ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ،ﻓﻬﻥ ﻜﺎﺴﻴﺎﺕ ﻟﻜﻨﻬﻥ ﻋﺎﺭﻴﺎﺕ ،ﻤـﺎﺌﻼ ﹲ
ﻷﻨﻬﻥ ﻤﻠﻌﻭﻨﺎﺕ ..
ﻥ
ﺸﺒﺎ ﻩ ﺍﻟ ﺭﺠـﺎ ِل ،ﻴ ﹾﻨ ﹺﺯﻟﹸـﻭ
ﺝ ﹶﻜ َﺄ ﹾ
ﺴﺭﻭ ﹺ
ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟ
ﻥ
ﺨ ﹺﺭ ُﺃ ﻤﺘﻲ ﹺﺭﺠﺎ ٌل ﻴ ﺭ ﹶﻜﺒﻭ
ﻥ ﻓﻲ ﺁ
ﺴ ﻴﻜﹸﻭ
))
ﻑ،
ﺕ ﺍ ﹾﻟ ﻌﺠـﺎ
ﺴ ﹺﻬ ﻡ ﹶﻜ َﺄﺴـ ﻨ ﻤ ﺔ ﺍ ﹾﻟ ﺒﺨﹾـ
ﻋﻠﹶﻰ ﺭﺀﻭ
ﺕ ،
ﺕ ﻋﺎ ﹺﺭﻴﺎ ﹲ
ﺴﻴﺎ ﹲ
ﺠ ﺩ ﻨﺴﺎ ُﺅ ﻫ ﻡ ﻜﹶﺎ
ﺴﹺﺏ ﺍ ﹾﻟ ﻤ
ﻋ ﹶﻠﻰ َﺃ ﺒﻭﺍ ﹺ
ﺨﺩ ﻤﻥ ﻨﺴـﺎ ُﺅ ﹸﻜ ﻡ ﻨﺴـﺎ ﺀ ﻫ ﻡ ،ﹶﻜﻤـﺎ
ﻥ ﺍ ُﻷ ﻤ ﹺﻡ ﹶﻟ ﹶ
ﺕ ﻭﺭﺍ ﺀ ﹸﻜ ﻡ ُﺃ ﻤ ﹲﺔ ﻤ
ﺕ ،ﹶﻟ ﻭ ﻜﹶﺎ ﹶﻨ ﹾ
ﺍ ﹾﻟ ﻌﻨﹸﻭ ﻫﻥ ﹶﻓ ِﺈﻨﱠ ﻬﻥ ﻤ ﹾﻠﻌﻭﻨﹶﺎ ﹲ
ﺨ ﺩ ﻤ ﹶﻨ ﹸﻜ ﻡ ﻨﺴﺎ ﺀ ﺍ ُﻷ ﻤ ﹺﻡ ﹶﻗ ﺒ ﹶﻠ ﹸﻜ ﻡ (( .
ﻴ ﹾ
ﻋ ﻤﺭﹴﻭ[
ﻥ
ﻋ ﺒ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺒ
]ﻤﺴﻨﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﻋﻥ
ﻭﻗﺩ ﻗﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ :
ﺇﻴﺎﻜﻡ ﻭﺨﻀﺭﺍﺀ ﺍﻟﺩﻤﻥ ! ﻗﻴل :ﻴﺎ ﻨﺒﻲ ﺍﷲ ،ﻭﻤﺎ ﺨﻀﺭﺍﺀ ﺍﻟﺩﻤﻥ ؟ ﻗﺎل :ﺍﻟﻤـﺭﺃﺓ ))
. (( ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺒﺕ ﺍﻟﺴﻭﺀ
) ﻤﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺴﻌﻴﺩ (
ﺇﺫﹰﺍ :
ﺠﻥ. ﴾ (٣٣)
﴿ ﻭ ﹶﻟﺎ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻻ ﺘﻅﻬﺭﻥ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭﺩﻋﻪ ﺍﷲ ﻓﻴ ﹸﻜﻥ ، ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻴﺠـﺏ ﺃﻥ ﻴﻅﻬـﺭ
ﻟﻠﺯﻭﺝ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺨﺘﻔﻲ ﻋﻤﻥ ﺴﻭﺍﻩ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻓﺴﻘﺕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ،ﻭﻓﺠﺭﺕ ﻗﹸﻠﺒﺕ ﺍﻵﻴﺔ ،ﻓﻜل ﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ،ﻭﻜل ﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﻸﺠﺎﻨﺏ ،ﻭﻜل ﺃﻨﻭﺜﺘﻬﺎ ﻭﻟﻁﻔﻬﺎ ،ﻭ ﹺﺭﻗﱠﺘﻬﺎ ﻟﻐﻴـﺭ ﺯﻭﺠﻬـﺎ ،ﻭﻜـل ﻤـﺎ
ﺵ ﻤﻨﻪ ﻟﺯﻭﺠﻬﺎ ،ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻥ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل .
ﻴﺴﺘﻭﺤ ﹸ
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍ ﹾﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍ ﹾﻟﺄُﻭﻟﹶﻰ ). ﴾ (٣٣
﴿ ﻭ ﹶﻗ ﺭﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭ ﺘ ﹸﻜﻥ ﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻻ ،ﻟﻜـﻥ
ﻻ ،ﻭﺇﻥ ﻟﻠﺘﺒﺫﱡل ﻭﻟﻜﺸﻑ ﺍﻷﻋﻀـﺎﺀ ﺠﻤـﺎ ﹰ
ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻗﺎل :ﺇﻥ ﻟﻠﺤﺸﻤﺔ ﺠﻤﺎ ﹰ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻜﻠﻤﺎ ﺍﺭﺘﻘﻰ ﻴﻌﺠﺏ ﺒﺠﻤﺎل ﺍﻟﺤﺸﻤﺔ ﻻ ﺒﺠﻤﺎل ﺍﻟﺘﺒﺫﱡل ،ﻜﻠﻤﺎ ﺍﺭﺘﻘﻰ ﺫﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﻌﺠﺒـﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺤﻴﺎﺅﻫﺎ ﻭﺤﺸﻤﺘﻬﺎ ،ﻫﻜﺫﺍ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل :
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﺴﻘﹶﻰ ﹶﻟ ﻬﻤـﺎ ﺜﹸـ ﻡ
ﺦ ﹶﻜﺒﹺﻴ ﺭ) (٢٣ﹶﻓ
ﺸ ﻴ ﹲ
ﺼ ﺩ ﺭ ﺍﻟ ﺭﻋﺎ ﺀ ﻭَﺃﺒﻭﻨﹶﺎ ﹶ
ﺤﺘﱠﻰ ﻴ
ﺴﻘﻲ
ﻁ ﺒ ﹸﻜﻤﺎ ﻗﹶﺎ ﹶﻟﺘﹶﺎ ﻻ ﹶﻨ
ﺨﹾ﴿ ﻗﹶﺎ َل ﻤﺎ ﹶ
ﻋﻠﹶـﻰ
ﺤﺩﺍ ﻫﻤﺎ ﹶﺘ ﻤﺸﻲ
ﺨ ﻴﺭﹴ ﹶﻓﻘﻴ ﺭ) (٢٤ﹶﻓﺠﺎ ﺀ ﹾﺘ ﻪ ِﺇ
ﻥ ﹶ
ﻲ ﻤ
ﺕ ِﺇ ﹶﻟ
ﺏ ِﺇﻨﱢﻲ ِﻟﻤﺎ ﺃَﻨﺯ ﹾﻟ ﹶ
ﻅ ﱢل ﹶﻓﻘﹶﺎ َل ﺭ
ﹶﺘ ﻭﻟﱠﻰ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟ ﱢ
ﺕ ﹶﻟﻨﹶﺎ ﴾ .
ﺠﺭ ﻤﺎ ﺴ ﹶﻘ ﻴ ﹶ
ﻙ َﺃ
ﺠ ﹺﺯ ﻴ
ﻙ ِﻟ ﻴ
ﻥ َﺃﺒﹺﻲ ﻴ ﺩﻋﻭ
ﺕ ِﺇ
ﺤﻴﺎ ﺀ ﻗﹶﺎ ﹶﻟ ﹾ
ﺴ ﺘ
ﺍ
)ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﺹ (
ﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻔﺕ ﻨﻅﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻤﻭﺴﻰ ؟ ﻗﻭﺘﻪ ،ﻭﺃﻤﺎﻨﺘﻪ ،ﻋﻔﺘﻪ ،ﻓﻤﺎ ﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ،
ﺒل ﺃﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﺕ ﺃﺒﻴﻬﺎ ﻗﺎل :ﺴﻴﺭﻱ ﺨﻠﻔﻲ ،ﻭﺩﻟﻴﻨﻲ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ،ﻭﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﺠﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ ؟ ﺤﻴﺎﺅﻫﺎ ،ﻭﻤﻥ ﻋﻼﻤﺎﺕ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺃﻨ ﻪ ﻴﻨﺯﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻤﻥ
ﺤﺩﱡ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻙ ـ ﻭﺘﹸﺭﻓ ﻊ ﺍﻟﻨﺨـﻭﺓ ﻤـﻥ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺭﺠـﺎل ،
ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ـ ﻭﻗﺤ ﹰﺔ ﹸﺘ
ﻭﺘﹸﻨﺯﻉ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﻤﻥ ﻗﻠﻭﺏ ﺍﻷﻤﺭﺍﺀ ـ ﻻ ﺤﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﻻ ﻨﺨﻭﺓ ﻓﻲ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺭﺠﺎل ،
ﻭﻻ ﺭﺤﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻭﺏ ﺍﻷﻤﺭﺍﺀ .
ﻭﻗﺩ ﻗﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ :
ﺍﻟﺩﻴﻭﺙ ﻻ ﻴﺩﺨل ﺍﻟﺠﻨﺔ ،ﻗﻴل :ﻤﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺩﻴﻭﺙ ﻴﺎ ﺭﺴـﻭل ﺍﷲ ؟ ﻗـﺎل :ﺍﻟـﺫﻱ ))
. (( ﻴﺭﻀﻰ ﺍﻟﻔﺎﺤﺸﺔ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻪ ،ﻭﻻ ﻴﻐﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺭﻀﻪ
ﺙ ﺍﱠﻟﺫﻱ ﻴﻘـ ﺭ
ﻕ ،ﻭﺍﻟ ﺩﻴﻭ ﹸ
ﺨ ﻤ ﹺﺭ ،ﻭﺍ ﹾﻟﻌﺎ ﱡ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﹶ
ﺤ ﺭ ﻡ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻋ ﹶﻠ ﻴﻬﹺ ﻡ ﺍ ﹾﻟﺠ ﱠﻨ ﹶﺔ :ﻤ ﺩ ﻤ
ﺜﹶﻼ ﹶﺜ ﹲﺔ ﹶﻗ ﺩ ))
ﺙ (( .
ﺨﺒ ﹶ
ﻓﻲ َﺃ ﻫﻠﻪ ﺍ ﹾﻟ ﹶ
ﻋ ﻤ ﺭ (
ﻥ
ﻋ ﺒ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺍ ﺒ
ﻥ
ﻋ
)ﻤﺴﻨﺩ ﺃﺤﻤﺩ
ﻓﺎﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻐﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺭﻀﻪ ﺃﻭ ﻴﺭﻀﻰ ﺍﻟﻔﺎﺤﺸﺔ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻬﻭ ﺩﻴﻭﺙ ،ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟـﻪ
ﻓﻁﺭﺓ ،ﺤﺩﺜﻨﻲ ﺃﺤﺩﻫﻡ ﻤﺭﺓ ﺃﻨﻪ ﻗﺭﺃ ﻓﻲ ﻤﺠﻠ ﺔ ﻋﻥ ﺍﻤﺭﺃ ﺓ ﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴـل ،ﻟﻴﺴـﺕ ﻤﺴـﻠﻤ ﹰﺔ ،
ﺴﺌﻠﺕ ﻋﻥ ﺸﻌﻭﺭﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺘﺒﺩﻱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻤﺤﺎﺴﻨﻬﺎ ؟ ﻗﺎﻟﺕ " :ﺇﻨﻪ ﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﺨﺯﻱ ﻭﺍﻟﻌـﺎﺭ ،ﻭﻫـﺫﺍ
ﺸﻌﻭﺭ ﻜل ﺃﻨﺜﻰ ﺘﻌﺭﺽ ﻤﻔﺎﺘﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺏ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺒﻘﻰ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻭﻓﻲ ﻏﺭ
ﻑ
ﻤﻐﻠﻘﺔ " .
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻹﻟﻬﻲ ،ﻭﻫﺫﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻁﺭﺓ ،ﻓﻠﺫﻟﻙ ﻋﻨﺩﻙ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻭﻋﻨـﺩﻙ ﺍﻟﻌﻘـل ،
ﻭﻋﻨﺩﻙ ﺍﻟﻔﻁﺭﺓ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺨﺎﻟﻔﺕ ﺍﻟﻨﻘل ،ﺃﻭ ﺨﺎﻟﻔﺕ ﺍﻟﻌﻘل ،ﺃﻭ ﺨﺎﻟﻔﺕ ﺍﻟﻔﻁﺭﺓ ،ﻓﻘﺩ ﻀل ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ
ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴل ،ﻓﺎﻟﻌﻘل ﻴﺄﻤﺭﻩ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻭﺍﻟﻔﻁﺭﺓ ﺘﺄﻤﺭﻩ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻭﺍﻟﻨﻘل ﻴﺄﻤﺭﻩ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻭﺍﻟﺫﻭﻕ ﺍﻟﺭﻓﻴﻊ
ﻴﺄﻤﺭﻩ ﺒﺫﻟﻙ .
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ل ﺩﻗﻴﻕ :ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺼﻔﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ؟
ﻭﺒﻌﺩ ﻓﻠﺩﻴﻨﺎ ﺴﺅﺍ ٌ
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍ ﹾﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍ ﹾﻟﺄُﻭﻟﹶﻰ ). ﴾ (٣٣
﴿ ﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺠﻬل ﺒﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺩﻴﻥ :
ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺒﺘﻌﺭﻴﻔﻴﻥ ،ﻤﺭ ﹰﺓ :
ﻥ). ﴾ (١٣٨
ﺠ ﻬﻠﹸﻭ
ﺠﻌل ﹶﻟﻨﹶﺎ ِﺇ ﹶﻟﻬﺎ ﹶﻜﻤﺎ ﹶﻟ ﻬ ﻡ ﺁ ِﻟ ﻬ ﹲﺔ ﻗﹶﺎ َل ِﺇ ﱠﻨ ﹸﻜ ﻡ ﹶﻗ ﻭ ﻡ ﹶﺘ
﴿ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﻴﺎ ﻤﻭﺴﻰ ﺍ
) ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ (
ﻻ ﺘﻌﺭﻓﻭﻥ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻟﻭﻫﻴﺔ ؟ ﻻ ﺘﻌﺭﻓﻭﻥ ﻤﻥ ﺭﺒﻜﻡ ؟ ﻭﻻ ﻤﻥ ﺇﻟﻬﻜﻡ ،ﻭﻻ ﻤﻥ ﺨﺎﻟﻘﻜﻡ
،ﻻ ﺘﻌﺭﻓﻭﻥ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ،ﻻ ﺘﻌﺭﻓﻭﻥ ﻋﻅﻤﺔ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل .
ﺇﺫﹰﺍ :ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺠﻬل ﺒﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ .
ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﻋﻥ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﷲ :
ﻭﻤﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﺠﺎﺀ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻴﻭﺴﻑ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎل :
ﻥ). ﴾ (٣٣
ﻥ ﺍ ﹾﻟﺠﺎ ﻫﻠﻴ
ﻥ ﻤ
ﻥ ﻭَﺃ ﹸﻜ
ﺏ ﺇِ ﹶﻟ ﻴﻬﹺ
ﺼ
ﻋﻨﱢﻲ ﹶﻜ ﻴ ﺩ ﻫﻥَ ﺃ
ﻑ
ﺼ ﹺﺭ ﹾ
﴿ ﻭﺇِﻻ ﹶﺘ
)ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ(
ﻑ ﻋـﻥ ﻤـﻨﻬﺞ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ،
ل ﺒﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺃﻭ ﺍﻨﺤﺭﺍ ﹲ
ﻓﺎﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ؛ ﺇﻤﺎ ﺠﻬ ٌ
ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺴﻠﻤﹰﺎ ﻭﺨﺎﻟﻑ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ﻓﻬﻭ ﺠﺎﻫﻠﻲ ،ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺃﺨﻼﻗﻴـﹰﺎ ،
ﻭﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ﻓﻬﻭ ﺠﺎﻫﻠﻲ ،ﻴﺩﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴـﻼﻡ
ﻷﺤﺩ ﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ﻓﻲ ﺴﺎﻋﺔ ﻀﻌ
ﻑ ،ﻭﻗﺩ ﺘﺸﺎ ﺩ ﻤﻊ ﺼﺤﺎﺒﻲ ﺁﺨﺭ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺃﺴﻭﺩ ﺍﻟﻠﻭﻥ ،ﻓﻘﺎل ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﻲ ﻟﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺍﻷﺴﻭﺩ " :ﻴﺎ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ " ،ﻓﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻨﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴـﻼﻡ ﺇﻻ
ﺃﻥ ﻗﺎل ﻟﻪ :
ﺇﻨﻙ ﺍﻤﺭ ٌﺅ ﻓﻴﻙ ﺠﺎﻫﻠﻴﺔ (( . ))
ﺴ ﻭ ﻴ ﺩ[
ﻥ
] ﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻥ ﺍ ﹾﻟ ﻤ ﻌﺭﻭ ﹺﺭ ﺒ ﹺ
ﺃﺭﺍﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻔﺭ ﻋﻥ ﺫﻨﺒﻪ ،ﻓﻭﻀﻊ ﺨﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻟﻡ ﻴـﺭﺽ ﺇﻻ
ﺃﻥ ﻴﻁﺄ ﺨﺩﻩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻴﺭﻩ ﺒﺴﻭﺍﺩ ﻟﻭﻨﻪ .
ﺤﱠﻠ ﹲﺔ ،ﻭﻋﻠﹶـﻰ
ﺕ َﺃﺒﺎ ﹶﺫ ﱟﺭ ﻭﻋﹶﻠ ﻴﻪ
ل :ﺭَﺃ ﻴ ﹸ
ﺴ ﻭ ﻴ ﺩ ﻗﹶﺎ َ
ﻥ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﻤ ﻌﺭﻭ ﹺﺭ ﺒ ﹺ
ﻋﹺﻓﻔﻲ ﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ
ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠـﻪ
ل ﺍﻟﱠﻠ ﻪ
ﻋ ﻬ ﺩ ﺭﺴﻭ ِ
ﻋﻠﹶﻰ ل :ﹶﻓ ﹶﺫ ﹶﻜﺭَ ﺃﻨﱠ ﻪ ﺴﺎ
ﺏ ﺭﺠﻼ ﻥ ﹶﺫﻟِﻙ ، ﻗﹶﺎ َ
ﻋﻏﹸﻼ ﻤ ﻪ ﻤ ﹾﺜﹸﻠﻬﺎ ،ﹶﻓﺴَﺄ ﹾﻟ ﹸﺘ ﻪ
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ل
ﺴﱠﻠ ﻡ ﹶﻓ ﹶﺫ ﹶﻜﺭ ﹶﺫﻟِﻙ ﻟﹶـ ﻪ ،ﹶﻓﻘﹶـﺎ َ
ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﹶﻠ ﻴﻪ ﻭ
ﻲ
ل ﺍﻟ ﱠﻨ ﹺﺒ
ﺠُل :ﹶﻓَﺄﺘﹶﻰ ﺍﻟﺭ
ﺴﱠﻠ ﻡ ﹶﻓﻌ ﻴﺭ ﻩ ﹺﺒُﺄ ﻤ ﻪ ،ﻗﹶﺎ َ
ﻋﹶﻠ ﻴﻪ ﻭ
ﺴﱠﻠ ﻡ :
ﺼﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﹶﻠ ﻴﻪ ﻭ
ﻲ
ﺍﻟ ﱠﻨ ﹺﺒ ﱡ
ﻥ
ﻥ ﻜﹶﺎ
ﺕ َﺃ ﻴﺩﻴ ﹸﻜ ﻡ ،ﹶﻓ ﻤ
ﺤ ﹶ
ﺠ ﻌ ﹶﻠ ﻬ ﻡ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﺘ
ﺨﻭﹸﻟ ﹸﻜ ﻡ ،
ﺨﻭﺍ ﹸﻨ ﹸﻜ ﻡ ﻭ ﹶ
ﻙ ﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﹲﺔ ِ ،ﺇ ﹾ
ﻙ ﺍ ﻤ ﺭ ٌﺅ ﻓﻴ
ِﺇ ﱠﻨ ))
ﻥ
ﺱ ،ﻭﻻ ﹸﺘ ﹶﻜﱢﻠﻔﹸﻭ ﻫ ﻡ ﻤـﺎ ﻴ ﹾﻐﻠـ ﺒ ﻬ ﻡ ،ﻓﹶـ ِﺈ
ﺴ ﻪ ﻤﻤﺎ ﻴ ﹾﻠ ﺒ
ﻁ ﻌ ﻤ ﻪ ﻤﻤﺎ ﻴ ْﺄ ﹸﻜ ُل ،ﻭ ﹾﻟ ﻴ ﹾﻠ ﹺﺒ
ﺕ ﻴ ﺩ ﻴ ﻪ ﹶﻓ ﹾﻠ ﻴ ﹾ
ﺤ ﹶ
َﺃﺨﹸﻭ ﻩ ﹶﺘ
ﹶﻜﱠﻠ ﹾﻔ ﹸﺘﻤﻭ ﻫ ﻡ ﹶﻓ َﺄﻋﻴﻨﹸﻭ ﻫ ﻡ ﻋ ﹶﻠ ﻴﻪ. ((
ﺴ ﻭ ﻴ ﺩ[
ﻥ
] ﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻥ ﺍ ﹾﻟ ﻤ ﻌﺭﻭ ﹺﺭ ﺒ ﹺ
ﺇﺫﹰﺍ :ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺠﻬل ،ﻭﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻨﺤﺭﻑ ،ﺇﺫﹰﺍ ﻟﻴﺴﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻓﺘﺭ ﹰﺓ ﺯﻤﻨﻴ ﹰﺔ ،
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺤﺎﻟ ﹰﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .
ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﺤﻴﺎﻨ ﹰﺎ ﺃﻫﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ :
– ١ﻤﻊ ﺍﻤﺭﺉ ﺍﻟﻘﻴﺱ :
ﻗﺩ ﻨﻜﻭﻥ ﻨﺤﻥ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺠﺎﻫﻠﻴ ﺔ ﺠﻬﻼﺀ ،ﻷﻥ ﻋﻨﺘﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺴﻲ ﻋـﺎﺵ ﻓـﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴـﺔ
ﻭﻗﺎل:
ﺤﺘﹼﻰ ﻴﻭﺍﺭﻱ ﺠﺎﺭﺘﻲ ﻤﺄﻭﺍﻫﺎ
ﺽ ﻁﹶﺭﻓﻲ ﻤﺎ ﺒﺩﺕ ﻟﻲ ﺠﺎﺭﺘﻲ
ﻏ ﱡ
ﻭَﺃ ﹶ
***
ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻏﺽ ﺒﺼﺭﻩ ﻋﻥ ﺠﺎﺭﺘﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ
ﻜﺎﻥ ﺇﻁﻼﻕ ﺍﻟﺒﺼﺭ ،ﻭﺍﻟﺘﻠﺼﱡﺹ ﻋﻠﻰ ﻋﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺴﻤﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺼﺭ ،ﻓـﻨﺤﻥ ﻓـﻲ
ﺠﻬﻼﺀ .
ﺠﺎﻫﻠﻴ ﺔ
– ٢ﺃﻡ ﺴﻠﻤﺔ ﻭﻗﺼﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻤﺸﺭﻙ :
ﻥ ﺃﻡ ﺴﻠﻤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺫﻜﺭ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﻠﺤﻕ ﺒﺯﻭﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻓﺭﻜﺒﺕ ﻨﺎﻗﺘﻬﺎ ،ﺒﻌﺩ ﺃﻥ
ﺇ
ﻕ ﻗﻭﻤﻬـﺎ
ﺒﻘﻴﺕ ﻋﺎﻤﹰﺎ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﺃﺜﺭ ﻤﺸﺎ ﺩ ﺓ ﺒﻴﻥ ﺃﻫل ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﺤﻭل ﺍﺒﻨﻬﺎ ﺴﻠﻤﺔ ،ﻭﺤﻴﻨﻤـﺎ ﺭ ﱠ
ﻭﻗﻭﻡ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻟﻬﺎ ،ﻭﺴﻤﺤﻭﺍ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻨﻁﻠﻕ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﺭﻜﺒﺕ ﻨﺎﻗﺘﻬﺎ ،ﺸﺎﻫﺩﻫﺎ ﺃﺤﺩ
ﺼﺩﻕ ،
ﻑ ﺩﻗﻴﻕ ﻻ ﻴ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ،ﻭ ﹶﻜ ﺒﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﺘﺴﺎﻓﺭ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻓﺭﺍﻓﻘﻬﺎ ،ﻭﻟﻬﺎ ﻭﺼ ﹲ
ﻜﻠﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺭﻴﺢ ﺃﻨﺎﺥ ﺠﻤﻠﻬﺎ ،ﻭﺍﺒﺘﻌﺩ ﻋﻨﻬﺎ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ،ﻭﺘﺭﻜﻬﺎ ﺘﺴﺘﺭﻴﺢ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺤـﺎﻥ ﻭﻗـﺕ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺭ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﻏﺽ ﺒﺼﺭﻩ ،ﻭﺃﺭﻜﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤل ،ﻭﻗﺎﺩﻩ ﺍﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭ ﻴﻭﻤﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ ﺩﻭﻥ
ﺃﻥ ﻴﺭﺍﻫﺎ ،ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﺸﺭﻜﹰﺎ .
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻓﻠﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻓﺘﺭ ﹰﺓ ﺯﻤﻨﻴ ﹰﺔ ؛ ﺒل ﻫﻲ ﺤﺎﻟ ﹲﺔ ﻤﺭﻀﻴﺔ ،ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻋﺼﺭ
ﺕ ﻤﻤﻴﻼﺕ ،
،ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﻴﻨﻁﻠﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻨﺤﻭ ﺸﻬﻭﺍﺘﻬﻡ ،ﻭﺤﻴﻨﻤﺎ ﺘﺨﺭﺝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻜﺎﺴﻴﺎﺕ ﻋﺎﺭﻴﺎﺕ ﻤﺎﺌﻼ ﹲ
ﻓﻨﺤﻥ ﻓﻲ ﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﺤﻴﻨﻤﺎ ﻴﺨﺘﻠﻁ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺒﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﻴﻨﺸﺄ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺨﺘﻼﻁ ﺍﻟﻔﺘﻥ ،ﻭﺨـﺭﺍﺏ
ﺍﻟﺒﻴﻭﺕ ،ﻭﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍ ُ
ﻷﺴﺭ ،ﻫﺫﺍ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻓﻠﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺨﻁﻴ ﺭ ﺠـﺩﹰﺍ ،ﻓﺄﻨـﺕ
ﻜﻤﺴﻠﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻨﻬﺞ ﺭﺴﻤﻪ ﺍﷲ ﻟﻙ ،ﻓﺈﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﻌﺭﻓﻪ ﻓﺄﻨﺕ ﺇﺫﹰﺍ ﻤﺅﻤﻥ ﻭﻤﺴﻠﻡ ؛ ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﺠﻬﻠﻪ ﻓﺄﻨﺕ
ﺠﺎﻫﻠﻲ ،ﺍﻵﻥ ﻋﺭﻓﺘﻪ ،ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﺴﻴﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﻨﺕ ﻤﺴﻠﻡ ﻭﻤﺅﻤﻥ ؛ ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﺨﺎﻟﻔﻪ ﻓﺄﻨﺕ ﺠـﺎﻫﻠﻲ ،
ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ :ﻷﺤﺩ ﺃﺼﺤﺎﺒﻪ :
. (( ﺇﻨﻙ ﺍﻤﺭ ٌﺅ ﻓﻴﻙ ﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ))
] ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ ﺸﻌﺏ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺃﻤﺎﻤﺔ [
ﻭﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﻘﻭل ﻟﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻴﺠﻬل ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ،ﻴﺠﻬل ﺤﻘـﺎﺌﻕ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ ،ﻴﻔﺘﺨـﺭ
ﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﻭﻴﺤﻴ ﺩ ﻋﻨﻬﺎ " ،ﺇﻨﻙ ﺍﻤـﺭ ٌﺅ
ﺒﺠﻬﻠﻪ :ﺇﻨﻙ ﺍﻤﺭ ٌﺅ ﻓﻴﻙ ﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﻜل ﺇﻨﺴﺎ ﹴ
ﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻬل ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ،ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻤﻥ
ﻓﻴﻙ ﺠﺎﻫﻠﻴﺔ " ،ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺠﻬل ،ﺇﺫﺍ :ﺇﻤﺎ ﺃ
ﻋﺩﻡ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ،ﺇﺫﹰﺍ :
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍ ﹾﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍ ﹾﻟﺄُﻭﻟﹶﻰ ). ﴾ (٣٣
﴿ ﻭ ﹶﻗ ﺭﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭ ﺘ ﹸﻜﻥ ﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻥ ﻤﻥ ﻴﺘﻭﻫﻡ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﺨﺘﺹ ﺒﻬـﺎ ﻨﺴـﺎﺀ
ﻫﺫﺍ ﻨﻬﻲ ،ﻭﻤﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﺃﻗﻭل ﻟﻜﻡ :ﺇ
ﺤﺼـﻨﹶﺎﺕ ،
ﺍﻟﻨﺒﻲ ،ﻓﻘﺩ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻭﻫ ﹴﻡ ﻜﺒﻴﺭ ،ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ﺇﺫﺍ ﺃﻤﺭ ﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒـﻲ ﻭﻫـﻥ ﺍﻟ ﻤ
ﺍﻟﻌﻔﻴﻔﺎﺕ ،ﺍﻟﻁﺎﻫﺭﺍﺕ ،ﺍﻟﺘﻘﻴﺎﺕ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﺘﺎﺕ ،ﺇﺫﺍ ﺃﻤﺭﻫﻥ ﺃﻻ ﻴﺘﺒﺭﺠﻥ ﺘﺒﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴـﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ ،
ﻓﻸﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻭﺠﻬﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ .
ﻼ :ﺃﻨﺎ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺃﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴـﻕ ﻻ ﻴﺠـﺭﺅ ﺃﺤـ ﺩ ﺃﻥ
ﻭﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ﻻ ﺘﻘﻭل ﻤﺜ ﹰ
ﻙ ﻓﻘﺩ
ﻙ ﻤﺎ ﻴﻠﻔﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴ
ﻴﺨﺎﻁﺒﻨﻲ ﺒﻜﻠﻤﺔ ،ﻨﻘﻭل ﻟﻬﺎ :ﺃﻴﺘﻬﺎ ﺍﻷﺨﺕ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻅﻬﺭ
ﺕ ﻻ ﺘﺩﺭﻴﻥ ،ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻅﻬﺭﻙ ﻤﺎ ﻴﺅﺫﻱ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﺃﻭ ﻴﺅﺫﻱ ﺍﻟﻌﺯﺍﺏ ،
ﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻭﺃﻨ
ﺁﺫﻴ
ﺕ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺎﺕ
ﺕ ﻓﻲ ﺨﺭﺍﺏ ﺍﻟﺒﻴﻭﺕ ،ﻭﺃﻨﺕ ﻻ ﺘﺩﺭﻴﻥ ،ﻭﺃﻨ
ﺃﻭ ﻴﺅﺫﻱ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﻴﻥ ﻓﻘﺩ ﺴﺎﻫﻤ
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻙ ﻫﺫﺍ ﻴﺅﺫﻱ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻴﺅﺫﻱ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﻴﺅﺫﻱ ﺍﻟﻤﺤﺭﻭﻤﻴﻥ ،ﻴـﺅﺫﻱ
ﺍﻹﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟ ﻌﺯﺓ ،ﺇﻥ ﻤﻅﻬﺭ
ﻙ
ﻙ ﺼـﺎﺭﻤﺔ ،ﻭﺒﺄﻨـ
ﻙ ﻋﺯﻴﺯﺓ ،ﻭﺒﺄﻨ
ﻙ ﺸﺭﻴﻔﺔ !! ﻭﺒﺄﻨ
ﻤﻥ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﺯﻭﺠﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻨ
ﺏ
ﻙ ﺸـﺎ
ﻙ ﺇﻥ ﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴـ
ﻯ ،ﺇﻨ
ﻯ ﻭﺃﻱ ﺃﺫ ً
ﻙ ﻓﻴﻪ ﺃﺫ ً
ﺸﺩﻴﺩﺓ ،ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﻔﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴ
ﺕ ﻓﻲ ﺨﺭﺍﺏ ﺒﻴﺘﻪ ﻭﺃﻨﺕ ﻻ ﺘـﺩﺭﻴﻥ ،ﻓـﺎﻟﻤﺭﺃﺓ
ﺝ ﻭﺘﺄﻟﱠﻡ ﻓﻘﺩ ﺴﺎﻫﻤ
ﻙ ﻤﺘﺯﻭ
ﺤﺴﺭ ،ﺃﻭ ﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴ
ﻭﺘ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ﻻ ﺘﺅﺫﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺸﻜﻠﻬﺎ ،ﻭﻻ ﺒﻘﻭﺍﻤﻬﺎ ،ﻭﻻ ﺒﺯﻴﻨﺘﻬﺎ .
ﻭﻤﺭ ﹰﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺍﻟﺯﻴﻨﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺩﻋﻬﺎ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ،ﻭﺍﻟﺯﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﻭﺒـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﺼﻨﻌﻬﺎ ﺒﺄﻴﺩﻴﻬﺎ ،ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺴﻭﺍﺀ ،ﻓﻼ ﻫﺫﻩ ﻭﻻ ﺘﻠﻙ ،ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻭﺭﺓ ﻗﺩ ﺘﻅﻬﺭ ﻻ ﺒﻠﻭﻨﻬـﺎ ؛ ﻭﻟﻜـﻥ
ﺒﺤﺠﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻀﻴﻕ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻅﻬﺭ ﺒﻠﻭﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﹺﺭ ﱠﻗ ﺔ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ،ﻓﺎﻟﺜﻴـﺎﺏ ﺍﻟﺭﻗﻴﻘـﺔ
ﻭﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻫﺫﻩ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺒﺎﺤ ﹰﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻓﻜل ﻤﺎ ﻴﺒﺩﻱ ﻤﻔـﺎﺘﻥ ﺍﻟﻤـﺭﺃﺓ ﻤﻨﻬﻴـ ﹲﺔ ﺃﻥ
ﺘﻅﻬﺭﻩ .
ﺠﻥ. ﴾ (٣٣)
﴿ ﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻻ ﺘﻅﻬﺭﻥ ،ﺍﻟﺒﺎﺭﺠﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ،ﺍﻟﺒﺭﺝ ﺃﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨـﺎﺀ ،ﺍﻟﺒـﺭﻭﺝ ﻨﺠـﻭ ﻡ
ﻋﻅﻴﻤﺔ .
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍ ﹾﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ). ﴾ (٣٣
﴿ ﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﺃﻱ ﺘﺒﺭﺝ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻌﺭﻑ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ،ﻻ ﺘﻌﺭﻑ ﻭﻅﻴﻔﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ،
ﻻ ﺘﻌﺭﻑ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭ ،ﻻ ﺘﻌﺭﻑ ﻟﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎل ،ﻻ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻟﻭﺤ ﹰﺔ ﺤﻤﺭﺍﺀ ،ﻟﻭﺤﺘﻬﺎ
ﺴﻭﺩﺍﺀ ،ﻫﻲ ﻟﺯﻭﺠﻬﺎ ﻓﻘﻁ ﻻ ﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻁﻲ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺜﺘﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺤﺭﻜﺎﺘﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ
ﺼﻭﺘﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ،ﻟﻜل ﻤﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻫﺫﻩ ﻟﻴﺴﺕ ﺍﻤﺭﺃ ﹲﺓ ﺨﺎﺼ ﹲﺔ ﻟﺯﻭﺠﻬﺎ ؛ ﺒل ﻫﻲ ﻋﺎﻤﺔ
،ﺇﺫﹰﺍ :
ﺼﻠﹶﺎ ﹶﺓ ). ﴾ (٣٣
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍ ﹾﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍ ﹾﻟﺄُﻭﻟﹶﻰ ﻭَﺃﻗ ﻤﻥ ﺍﻟ
﴿ ﻭ ﹶﻗ ﺭﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭ ﺘ ﹸﻜﻥ ﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻻ ﻴﺘﺒﺭﺠﻥ ،ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ
ﻟﻌل ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﺒﺩﺃ ﺒﺄﻥ ﻴﻘﺭﺭﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭﺘﻬﻥ ،ﻭﺃ ﹼ
ﻴﺒﻴﻥ ﻟﻬﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ،ﺇﻨﻜﻥ ﺇﻥ ﺃﻗﻤﺘﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻓﺒﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺒﺎﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ،ﻭﺒﺸـﻌﻭﺭ
ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻗﺭﻴﺒ ﹲﺔ ﻤﻥ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ،ﺒﺄﻥ ﺍﷲ ﻴﺤﺒﻬﺎ ،ﻭﺒﺄﻥ ﺍﷲ ﻴﺭﻀﻰ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﺘﺅﺫﻱ
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﹸﺭﺏ ﺘﺴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻨﻔﺫ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل .
ﻼ :ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ :ﺇﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻻ ﺘـﺘﻡ ﺇﻻ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺩﺍﺌﻤﹰﺎ ﻋﻨﺩﻩ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻋﻭﺽ ،ﻤﺜ ﹰ
ﺒﺤﺎﻟﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﺍﺀ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻻ ﺘﺘﻤﺎﻥ ﺇﻻ ﺒﺤﺎﻟﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻓﺄﻨﺕ ﻜﻤﺸﺘ ﹴﺭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﺘﺸﺘﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻴﺘﻪ ﺃﺜﻤﻥ ﻤﻥ ﻤﺎﻟﻙ ،ﻤﻥ ﺜﻤﻨﻪ ،ﻗﺎل ﻟﻙ ﺜﻤﻨﹸﻪ :ﻋﺸﺭﻭﻥ ﻟﻴﺭﺓ ،ﻤﺎ
ﻟﻡ ﺘﺭ ﺃﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﺜﻤﻥ ﻤﻥ ﻋﺸﺭﻴﻥ ﻻ ﻴﻨﻌﻘﺩ ﺍﻟﺒﻴﻊ ،ﻭﺍﻟﺒﺎﺌﻊ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺒﻴﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ
ﺸﻌﺭ ﺃﻥ ﺜﻤﻨﻪ ﺃﻏﻠﻰ ﻤﻨﻪ .
ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺒل ﺃﻥ ﺘﺘﺤﺠﺏ ،ﻭﺃﻥ ﺘﻁﺒﻕ ﺸﺭﻉ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ،ﻭﺃﻥ ﺘﺴﺘﻘﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻴﺕ ،ﻭﺃﻥ ﺘﺒﺘﻌﺩ ﻋﻥ ﻜل ﺯﻴﻨ ﺔ ﺘﻠﻔﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ،ﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ؟ ﺃﻥ ﺘﺘﺼل ﺒﺎﷲ ﻋـ ﺯ
ﻭﺠل ،ﺇﺫﺍ ﺫﺍﻗﺕ ﺤﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﹸﺭﺏ ،ﺇﺫﺍ ﺫﺍﻗﺕ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻴﺭﻀﻰ ﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺇﺫﺍ ﺫﺍﻗـﺕ ﺃﻥ
ﺽ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺇﺫﺍ ﺫﺍﻗﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻁﻌﻡ ﺍﻟ ﹸﻘﺭﺏ ﻁﺒﻘﺕ ﺃﻤﺭ
ﺍﷲ ﻴﺤﺒﻬﺎ ،ﻭﻴﺤﺏ ﺃﻤﺜﺎﻟﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﺭﺍ ﹴ
ﻀﻪ ﻭﻗﻀﻴﻀﻪ ،ﻤﻥ ﺃِﻟ ﻔ ﻪ ﺇﻟﻰ ﻴﺎ ِﺌ ﻪ .
ﺍﷲ ﺒ ﹶﻘ
ﺇﺫﹰﺍ :
ﺠﻥ. ﴾ (٣٣)
﴿ ﻭ ﹶﻗ ﺭﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭ ﺘ ﹸﻜﻥ ﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﺍﻵﻴﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺠﺩﹰﺍ ،ﺃﻱ ﺘﺒﺭﺠﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭﺘﻜﻥ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺨﺭﺠﺘﻥ ﻤﻥ ﺒﻴﻭﺘﻜﻥ ﻟﻌﺫ ﹴﺭ ﺸـﺭﻋﻲ
ﻓﻼ ﺘﺒﺭﺠﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ،ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻷﺯﻭﺍﺠﻜﻥ ﻻ ﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ..
ﻥ ﺍﻟ ﺯﻜﹶﺎ ﹶﺓ ﻭَﺃﻁ ﻌﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ
ﺼﻠﹶﺎ ﹶﺓ ﻭ َﺁﺘﻴ
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍ ﹾﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍ ﹾﻟﺄُﻭﻟﹶﻰ ﻭَﺃﻗ ﻤﻥ ﺍﻟ
﴿ ﻭ ﹶﻗ ﺭﻥ ﻓﻲ ﺒﻴﻭ ﺘ ﹸﻜﻥ ﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻭ ﺭﺴﻭ ﹶﻟ ﻪ ). ﴾ (٣٣
ﻗﺎل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ :ﻭﺁﺘﻴﻥ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ﻫﻨﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺘﺼﺩﻗﻥ ﺍﻟﺼﺩﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﻠـﺔ ،ﻓـﺎﻟﻤﺭﺃﺓ ﻻ
ﺘﺨﻠﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﻤﺎل ،ﻓﻼﺒ ﺩ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﺼﺩﻕ ﻤﻥ ﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻜﻴﻥ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻤـﺭﺃ ﺓ
ل ﻴﺘﻴﻡ ،ﻫﺫﺍ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ
ﻀﻌﻴﻔ ﹾﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻤﺭﺃ ﺓ ﺃﺭﻤﻠ ﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻤﺭﺃ ﺓ ﻤﺴﻜﻴﻨ ﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻁﻔ ٍ
ﻻ ﻭﺍﺤﺩﹰﺍ ،ﺘﺠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ،ﻟﻜﻥ ﻴﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ
ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺇﺫﺍ ﻤﻠﻜﺕ ﺍﻟﻨﺼﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ﻗﻭ ﹰ
ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻨﻔﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺠﻬﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ُﺃ ﻤﺭﺕ ﺒﺎﻟﺯﻜﺎﺓ ﻓﺄﻏﻠﺏ ﺍﻟﻅﻥ ﺃﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻵﻴـﺔ ﻤﻭﺠﻬـﺔ ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﺼﺩﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ..
ﻥ ﺍﻟ ﺯﻜﹶﺎ ﹶﺓ ﻭَﺃﻁ ﻌﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭ ﺭﺴﻭ ﹶﻟ ﻪ ). ﴾ (٣٣
ﺼﻠﹶﺎ ﹶﺓ ﻭ َﺁﺘﻴ
﴿ ﻭَﺃﻗ ﻤﻥ ﺍﻟ
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﻋﻁﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻻ ﺘﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﷲ
ﺃﺒﺩﹰﺍ ،ﻻ ﺘﺤﻴﺩ ﻋﻥ ﺸﺭﻉ ﺍﷲ ﺃﺒﺩﹰﺍ ؛ ﻻ ﻓﻲ ﺤﺭﻜﺘﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻓﻲ ﺼﻭﺘﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻓﻲ ﻤﻅﻬﺭﻫـﺎ ،ﻭﻻ
ﻓﻲ ﺜﻴﺎﺒﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻓﻲ ﻁﺎﻋﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ .
)) ﺍﻨﺼﺭﻓﻲ ﺃﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ،ﻭﺃﻋﻠﻤﻲ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻥ ﺤﺴﻥ ﺘﺒﻌل ﺇﺤﺩﺍﻜﻥ
ﻟﺯﻭﺠﻬﺎ ﻭﻁﻠﺒﻬﺎ ﻤﺭﻀﺎﺘﻪ ﻭﺍﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ﻤﻭﺍﻓﻘﺘﻪ ﻴﻌﺩل ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ـ ﺃﻱ ﻴﻌﺩل ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺴـﺒﻴل ﺍﷲ
((.
]ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺍﺒﻥ ﻋﺴﺎﻜﺭ ﻭﺃﺨﺭﺠﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﻓﻰ ﺸﻌﺏ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻋﻥ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺒﻨﺕ ﻴﺯﻴﺩ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻴﺔ[
ﻥ ﺍﻟ ﺯﻜﹶﺎ ﹶﺓ ﻭَﺃﻁ ﻌﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭ ﺭﺴﻭ ﹶﻟ ﻪ ). ﴾ (٣٣
ﺼﻠﹶﺎ ﹶﺓ ﻭ َﺁﺘﻴ
﴿ ﻭَﺃﻗ ﻤﻥ ﺍﻟ
ﻓﻲ ﻜل ﺸﻲﺀ ،ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺯﻭﺠﻬﺎ ،ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺘﺭﺒﻴﺘﻬﺎ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ ،ﺤﺘﻰ ﻓـﻲ
ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺄﻫﻠﻬﺎ .
﴿ ﻭَﺃﻁ ﻌﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭ ﺭﺴﻭ ﹶﻟ ﻪ ). ﴾ (٣٣
ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺨﺭﻭﺠﻬﺎ ،ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺜﻴﺎﺒﻬﺎ ،ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺤﺠﺎﺒﻬﺎ ،ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻌﻁﺭ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ،ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺯﻭﺝ ،ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤـﺭﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﺔ ﺃﻥ
ﺨﺼﱡﻬﺎ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ :
ﺘﺘﻘﺼﻰ ﺃﻭﺍﻤﺭ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ،ﻭﺃﻭﺍﻤﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻴ ﹸ
﴿ ﻭَﺃﻁ ﻌﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭ ﺭﺴﻭ ﹶﻟ ﻪ ). ﴾ (٣٣
ﻫﺫﻩ ﻤﻥ ﻋﻁﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ .
ﻁﻬﹺﻴﺭﺍ ). ﴾ (٣٣
ﻁ ﻬﺭ ﹸﻜ ﻡ ﹶﺘ ﹾ
ﺕ ﻭ ﻴ ﹶ
ﺱ َﺃ ﻫ َل ﺍ ﹾﻟ ﺒ ﻴ
ﺠ
ﻋ ﹾﻨﻜﹸ ﻡ ﺍﻟ ﺭ
ﺏ
﴿ ِﺇ ﱠﻨﻤﺎ ﻴﺭﹺﻴ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ِﻟ ﻴ ﹾﺫ ﻫ
– ١ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ؟
ﻥ ﻜﻠﻤﺔ ) ﺍﻟﺒﻴﺕ ( ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ
ﻼ ،ﻫﻭ ﺃ
ﻨﺠﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﻌﻨﻰ ﺩﻗﻴﻘﹰﺎ ﺠﺩﹰﺍ ﻭﺠﻠﻴ ﹰ
ﺕ ﻭﺍﺤـﺩ ،ﻫـﻭ ﺍﻟﺒﻴـﺕ
ﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻗﻠﺕ :ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺃﻱ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ،ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ،ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺒﻴ ﹲ
ل ( ﻫﻲ ) ﺃ ْ
ل ( ﺍﻟﻌﻬﺩﻴﺔ ،ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻨﺕ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺌﺘﺎ ﻤﻭﻅﻑ ،ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻤﺩﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ،ﻫﺫﻩ ) ﺃ ْ
ﻼ ﺤﻀﺭ ﺃﻭ ﻏﺎﺏ ،ﻭﺍﻟﻤﺩﻴﺭ ﺃﺼﺩﺭ ﻗﺭﺍﺭﺍ ،ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻴﺭ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟـﺩﺍﺌﺭﺓ
،ﻓﻜﻠﱠﻤﺎ ﻗﻠﺕ :ﺍﻟﻤﺩﻴﺭ ﻤﺜ ﹰ
ﺕ ﻭﺍﺤـ ﺩ ﻓـﻲ ﺍﻷﺭﺽ ،
ﺘﻌﻨﻲ ﻤﺩﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ،ﻫﺫﻩ ) ﺃل ( ﻟﻠﻌﻬﺩ ،ﻭﻷﻥ ﺒﻴﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ﺒﻴ ﹲ
ﻑ ﺒـ ) ﺃل ( ﺍﻟﻌﻬﺩﻴﺔ .
ﻟﺫﻟﻙ ﻭﺭﺩ ﺫﻜﺭﻩ ﻤﻌﺭ ﹲ
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
– ٢ﻤﻥ ﻫﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ؟
ﺃﻤﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﺸﻲ ﺀ ﺠﺩﻴﺩ ،ﺃﻫل ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻨﺴﺎﺅﻩ ،ﻫﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﺒﻴﺕ ،ﺇﺫﹰﺍ :ﺒﻴـﺕ ﺍﻟﻨﺒـﻲ
ﺸﻲ ﺀ ﻤﻘﺩﺱ ﺠﺩﹰﺍ ،ﻭﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻟﻤﻨﺯﻟﺘﻪ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻭ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠـﺔ ،
ﻭﻟﻡ ﻴﺭﻭﺍ ﻨﺴﺎﺀﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻼﱠﺌﻕ ﺒﻬﻥ ﺘﺘﺯﻟﺯل ﻨﻔﻭﺴﻬﻡ ،ﻴﺨﺘل ﺘﻭﺍﺯﻨﻬﻡ ،ﻓﻠﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭل
ﺃﻥ ﺘﻔﺼل ﺇﻨﺴﺎﻨﹰﺎ ﻋﻥ ﺒﻴﺘﻪ ،ﻫﺫﻩ ﺯﻭﺠﺘﻪ ِﻟ ﻡ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﻀ ﹴﻊ ﻤﻘﺒﻭل ،ﻫﺅﻻﺀ ﺃﻭﻻﺩﻩ ،ﻫﺅﻻﺀ
ﻼ ﻓـﻲ ﺍﻟﺒﻴـﺕ ﻴﻀـﻌﻑ
ﺒﻨﺎﺘﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺩﻋﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ﻓﻠﻴﻨﺘﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺕ ،ﻷﻥ ﺨﻠ ﹰ
ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ،ﻓﺈﺫﹰﺍ ﺭﺒﻨﺎ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ﻓﻲ ﻋﻠﻴﺎﺌﻪ ،ﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻗﺎل :
ﺱ ). ﴾ (٣٣
ﺠ
ﻋ ﹾﻨﻜﹸ ﻡ ﺍﻟ ﺭ
ﺏ
﴿ ِﺇ ﱠﻨﻤﺎ ﻴﺭﹺﻴ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ِﻟ ﻴ ﹾﺫ ﻫ
– ٣ﺍﻟﺘﺒﺭّﺝ ﻭﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﺭﺠﺱ :
ﺍﻟﺘﻔﻠﱡﺕ ﻤﻥ ﺃﻭﺍﻤﺭ ﺍﻟﺸﺭﻉ ،ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﺯﻴﻨﺔ ،ﺃﻥ ﻴﻀﺭﺒﻥ ﺒﺄﺭﺠﻠﻬﻥ ﻟﻴﻌﻠﻡ ﻤﺎ ﻴﺨﻔﻴﻥ ﻤﻥ
ﺯﻴﻨﺘﻬﻥ ،ﻫﺫﺍ ﺭﹺﺠﺱ ﺃﻱ ﹶﻨﺠﺱ.
ﺽ ). ﴾ (٣٢
ﻁﻤﻊ ﺍﱠﻟﺫﻱ ﻓﻲ ﹶﻗ ﹾﻠﺒﹺﻪ ﻤ ﺭ
ﺨﻀ ﻌﻥ ﺒﹺﺎ ﹾﻟ ﹶﻘ ﻭ ِل ﹶﻓﻴ ﹾ
﴿ ﹶﻓﻠﹶﺎ ﹶﺘ ﹾ
ﻫﺫﺍ ﹶﻨﺠﺱ ﺭﹺﺠﺱ .
ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﺯﻴﻨﺔ ﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻫﺫﺍ ﺭﺠﺱ ،ﻓﺭﺒﻨﺎ ﻋ ﺯ ﻭﺠـل ﻜـﻲ ﻴﻨﻔﺭﻨـﺎ ﻤـﻥ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﺴﻤﺎﻩ ﹶﻨﺠﺴﹰﺎ ،ﻓﺄﻥ ﺘﹶﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﺎﺘﻨ ﹰﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺘﻌﺭﺽ ﻤﻔﺎﺘﻨﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ،ﺃﻭ ﺃﻥ
ﺘﺘﺴﺎﻫل ﻓﻲ ﺤﺠﺎﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺃﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﺩﻗﻴﻘ ﹰﺔ ﻓﻲ ﺇﺨﻔﺎﺀ ﺯﻴﻨﺘﻬﺎ ،ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل ﺴﻤﺎﻩ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ :ﺭﺠﺴﹰﺎ .
ﺕ ). ﴾ (٣٣
ﺱ َﺃ ﻫ َل ﺍ ﹾﻟ ﺒ ﻴ
ﺠ
ﻋ ﹾﻨﻜﹸ ﻡ ﺍﻟ ﺭ
ﺏ
﴿ ِﺇ ﱠﻨﻤﺎ ﻴﺭﹺﻴ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ِﻟ ﻴ ﹾﺫ ﻫ
ﻥ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ﺘﻭﻟﱠﻰ ﻓﻲ ﻋﻠﻴﺎﺌﻪ ﺘﻁﻬﻴﺭ ﺃﻫل ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺘﺄﺩﻴﺒﻬﻥ ،ﻭﻓﻲ ﻤﻌﻨﻰ
ﺃﻱ ﺃ
ﺁﺨﺭ :ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻤﻘﺩﺱ ﺠﺩﹰﺍ ،ﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻻﻀﻁﺭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،
ﻟﺸﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ،ﻓﺎﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﻭﺫ ﺒﺎﻟﻨﺒﻲ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﺤﺭﻓﺕ ﺴﺒﺒﺕ ﻟﻸﺘﺒﺎﻉ ﺍﻀـﻁﺭﺍﺒﹰﺎ ،
ﻭﺯﻟﺯﻟ ﹰﺔ ،ﻭﻗﻠﻘﹰﺎ ،ﻭﺸﻜﹰﺎ ،ﻭﻁﻌﻨﹰﺎ ،ﻓﻠﺫﻟﻙ ﺃﻫل ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻼﺌـﻕ
ﺒﺎﻟﻨﺒﻲ ،ﻟﺫﺍ ﺘﻭﻟﻰ ﺍﷲ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﺘﺄﺩﻴﺒﻬﻥ .
– ٤ﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁ ﻟﻁﻴﻑ ﻴﻬﻡ ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ :
ﻭﻗﻴﺎﺴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺇﻨﻙ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﻴﺭﻗﺒﻭﻥ ﺒﻴﺘـﻙ ،
ﻕ ﻓﻲ ﺒﻴﺘﻙ
ﻴﺘﺒﻌﻭﻥ ﺃﻫل ﺒﻴﺘﻙ ،ﻴﺘﺒﻌﻭﻥ ﺒﻨﺎﺘﻙ ،ﻴﺘﺒﻌﻭﻥ ﺃﻭﻻﺩﻙ ،ﻫل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺩﻋﻭﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻁﺒ ﹲ
ﻕ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻙ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ؟ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟـﻭ
؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﺭﺘﺯﺍﻕ ؟ ﻫل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺩﻋﻭﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻁ ﺒ ﹲ
ﺭﺃﻭﺍ ﺨﻼﻓﹰﺎ ﻭﻤﺴﺎﻓ ﹰﺔ ﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻜﺎﺌﻥ ﻭﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺯﻟﺯﻟﻭﺍ ،ﻭﺍﻀﻁﺭﺒﻭﺍ .
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﺇﺫﹰﺍ :
ﻁﻬﹺﻴﺭﺍ ). ﴾ (٣٣
ﻁ ﻬﺭ ﹸﻜ ﻡ ﹶﺘ ﹾ
ﺕ ﻭ ﻴ ﹶ
ﺱ َﺃ ﻫ َل ﺍ ﹾﻟ ﺒ ﻴ
ﺠ
ﻋ ﹾﻨﻜﹸ ﻡ ﺍﻟ ﺭ
ﺏ
﴿ ِﺇ ﱠﻨﻤﺎ ﻴﺭﹺﻴ ﺩ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ِﻟ ﻴ ﹾﺫ ﻫ
ﺱ،
ﻜﺘﺒﺕ ﺍﻤﺭﺃ ﹲﺓ ﻗﺼ ﹰﺔ ﻗﺼﻴﺭ ﹰﺓ ﺘﻘﻭل ﻓﻴﻬﺎ :ﻤﺭﻀﺕ ﻤﺭﻀﹰﺎ ﺸﺩﻴﺩﹰﺍ ﺒﻌﺩ ﺨﻠـﻊ ﻀـﺭ ﹴ
ﻑ ﻭﻗ ﻊ ﺍﻷﻟـﻡ
ﻼ ،ﺇﺫ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻜ ﹼ
ﻗﺎﺴﻴﺕ ﻤﻨﻪ ﺁﻻﻤﹰﺎ ﻤﺒﺭﺤﺔ ﺤﺭﻤﺘﻨﻲ ﻁﻌﻡ ﺍﻟﻨﻭﻡ ﻭﺍﻷﻜل ﺸﻬﺭﹰﺍ ﻜﺎﻤ ﹰ
ﺨﺩﻱ ﻴﻨﻔﺠﺭ ،ﻭﺍﻤﺘﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﻘﻲ ﻭﺭﺃﺴﻲ ،ﻭﺃﻏﻠـﻕ
ﻼ ﺃﻭ ﻨﻬﺎﺭﹰﺍ ،ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻟﻭﺭﻡ ﺤﺘﻰ ﻜﺎﺩ ﹼ
ﻟﺤﻅ ﹰﺔ ﻟﻴ ﹰ
ﻲ ،ﻓﺤﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺭﺍﺤﻭﻥ ﻭﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ،ﻭﻋﺠﺯ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﻋﺯ ﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ،ﻭﻗﹸﻁﻊ ﺍﻷﻤل
ﻲ ﻋﻴ ﹶﻨ
ﺠ ﹾﻔ ﹶﻨ
ل ﺍﻟﺠـﺭﺡ
ﺒﺘﺎﺘﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺒﻴﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﺘﻤﺘﺩ ﻭﺘﻤﺴﺢ ﺍﻟﻤﺭﺽ ﻭﺍﻟﻭﺭﻡ ،ﻭﺘﻤﺤﻭ ﻋﻠﻰ ﻤﻬ ٍ
ﻭﺘﺼﺭﻑ ﺍﻟﻭﺭﻡ ،ﻓﻭﻗﻑ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﻤﺩﻫﻭﺸﻴﻥ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺓ ،ﻭﻗﺎﻟﻭﺍ ﺨﺎﺸـﻌﻴﻥ :ﺤﻘـﹰﺎ ﺇﻥ ﺍﷲ
ﺠ ﺯ ﻤـﻥ ﺍﺩﻋـﻰ ﺍﻟﻌﻠـﻡ ،
ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ﻴﺤﻴﻲ ﺍﻟﻌﻅﺎﻡ ﻭﻫﻲ ﺭﻤﻴﻡ ،ﻓﻌﺎﻴﻨﺕ ﺘﻔﺎﻫ ﹶﺔ ﺍﻟﺨﹶﻠﻕ ،ﻭﻋ
ﻭﺃﺩﺭﻜﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﺃﺒﺭ ﻭﺃﺭﺤﻡ ﺒﻌﺒﺩﻩ ﻤﻥ ﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ .
ﻙﻻ
ﻗﺎﻟﺕ :ﻭﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻤﺭﻀﻲ ﻋﺎﺩﺘﻨﻲ ﺴﻴﺩ ﹲﺓ ﻓﺎﻀﻠﺔ ،ﻭﻗﺎﻟﺕ ﻟـﻲ ﻤﺠﺎﻤﻠـﺔ :ﺇﻨـ
ﺼﱢﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﻟﺒﻴﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ،ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺍﻗﺘﺭﻓ
ﺕ ﺘﺴﺘﺤﻘﻴﻥ ﻜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ،ﺃﻨﺕ ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ﺍﻟ ﻤ
ﻤﻥ ﺁﺜﺎﻡ ﺤﺘﻰ ﺘﹸﻌﺎﻗﺒﻲ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻵﻻﻡ ؟!
ﻗﺎﻟﺕ :ﻓﺼﺭﺨﺕ ﻗﺎﺌﻠ ﹰﺔ :ﻻ ﺘﻘﻭﻟﻲ ﺫﻟﻙ ،ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻴﻅﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺸﻴﺌﹰﺎ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻴﻅﻠﻤﻭﻥ ،ﺇﻨﻨﻲ ﺁﺜﻤﺔ ﺃﺴﺘﺤﻕ ﻜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ،ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﺒﻪ ﺍﷲ ﺒﺎﻟﻤﺭﺽ ﻭﺍﻷﻟـﻡ
ﺼﺒﻎ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﺄﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﻻ ﻴﻨﻬﻰ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﻭﺍﺭﻡ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﺠﻤـ ُ
ل ﻜﺎﻥ ﻴ
ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﺤﻴﻕ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﺍﻟﻁﺭﻴﺢ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﺒﺭﺝ ﺒﺎﻟﺜﻭﺏ ﺍﻷﻨﻴﻕ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﻟﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺠﺠـﺔ
ﺒﻨﺎﺭ ﺍﻟﺤﻤﻰ ﻜﺎﻨﺕ ﻻ ﺘﺤﺠﺏ ﺒﺎﻟﻨﻘﺎﺏ ﻜﻤﺎ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺘﺤﺠﺏ ﻗﻬﺭﹰﺍ ﺒﺎﻟﻠﻔﺎﺌﻑ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ،ﻟﻡ
ﺕ ﻓﻤﻲ ﻭﻭﺠﻬﻲ ﺒﺎﻷﺼﺒﺎﻍ ﻭﺍﻷﺩﻫـﺎﻥ ،
ﺠﻤ ﹾﻠ ﹸ
ﺍﺨﺘﻤﺭ ﺒﺨﻤﺎﺭ ﺍﻻﺤﺘﺸﺎﻡ ﻓﺨﻤﺭﻨﻲ ﺍﷲ ﺒﺨﻤﺎﺭ ﺍﻵﻻﻡ ،
ﻓﺼﻔﻌﻬﻤﺎ ﺍﷲ ﺼﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻭﺍﻟﻬﻭﺍﻥ .
ﻫﻲ ﺃﺩﻴﺒﺔ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ .
ﻙ ،ﻓﻜل ﺍﻟﻨﺴـﺎﺀ
ﻙ ؛ ﺒل ﻭﺃﻗل ﻤﻤﺎ ﻴﻔﻌﻠﻪ ﻏﻴﺭ
ﻙ ﻟﻡ ﺘﻔﻌﻠﻲ ﺇﻻ ﻤﺎ ﻴﻔﻌﻠﻪ ﻏﻴﺭ
ﻗﺎﻟﺕ :ﺇﻨ
ﺤﹶﻠلِ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ!
ﻥ ﻓﻲ
ﻙ ،ﻭﻫﺎﻫﻥ ﻴﺭﺘﻌﻥ ﻓﻲ ﺒﺤﺒﻭﺤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﻭﻴﺭ ﹸﻓ ﹾﻠ
ﻴﺘﺒﺭﺠﻥ ،ﻭﻴﺘﺠﻤﻠﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨ
ﻲ ،ﻭﺤﺒﻪ ﻟﻲ ،ﻭﺭﺤﻤﺘﻪ ﺒﻲ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺤـﺏ ﺍﷲ ﻋﺒـﺩﹰﺍ
ﻓﻘﻠﺕ :ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﻓﻀل ﺭﺒﻲ ﻋﻠ
ﺍﺒﺘﻼﻩ ،ﻭﻁﻬﺭﻩ ﺒﻌﺫﺍﺒﻪ ﻭﺭﺒﺎﻩ ،ﺜﻡ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺴﺎﻕ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﹶﻨﺠﺎﻩ ،ﻓﻔﺎﺯ ﺒﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺼﺒﺭ ،ﻭﺤﻅﻲ
ﺒﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻜﺭ ،ﻭﺴﻌﺩ ﺒﺎﻟﺘﻭﺒﺔ ﻭﺍﻟﻁﻬﺭ ،ﻓﺸﻜﺭﹰﺍ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻷﻟﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻲ
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
ﺍﻟﻨﺎﺠﻊ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺅﺩﺏ ﺍﻟﺭﺍﺩﻉ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺭﺽ ﺍﻟ ﻤ ﻬﺫﱢﺏ ﺍﻟﻼﺫﻉ ،ﺇﻥ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ
ﺕ
ﻴﺄﻤﺭﻨﻲ ﺒﻌﻤﻠﻪ ،ﺒﻔﻌﻠﻪ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺭﺽ ،ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﻤﺭﻨﻲ ﺒﻜﺘﺎﺒﻪ ،ﺇﻥ ﻟﻡ ﺃﺴﺘﺠﺏ ﻟﻜﺘﺎﺒـﻪ ﺍﺴـﺘﺠﺒ ﹸ
ﻟﻔﻌﻠﻪ ،ﻓﻜﻴﻑ ﻻ ﺃﺸﻜﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ؟ ﻭﻜﻴﻑ ﻻ ﺃﻁﻴﻊ ﻤﻥ ﻴﺭﻋﺎﻨﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺔ ؟ ﻭﻫﻜـﺫﺍ
ﺸﹸﻔﻴﺕ ﻤﻥ ﻤﺭﻀﻲ ﻀﻌﻴﻔﺔ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﻗﻭﻴﺔ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ،ﻀﻌﻴﻔﺔ ﺍﻟﻬﻭﻯ ﻗﻭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺒﺭ ،ﻭﻓﻬﻤﺕ
ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﷲ ﻟﻲ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺭﺽ ،ﻭﻤﺎ ﺴﻜﺒﻪ ﺒﻘﻠﺒﻲ ﺒﻼ ﺃﻟﻔﺎﻅ ،ﻭﻤﺎ ﺼﻭﺭﻩ ﻟﻌﻴﻨﻲ ﻓـﺭﺁﻩ
ﻋﻘﻠﻲ ﺠﻠﻴﹰﺎ ﻭﻀﺎﺤﹰﺎ .
ﻓﻬﻤﺕ ﻜﻴﻑ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺤﺎﻁ ﺭﺃﺴﻲ ﻭﻭﺠﻬﻲ ﺒﺎﻟﺨﻤﺎﺭ ،ﻜﻤﺎ ﻤﺜﻠﻪ ﺍﷲ ﻟﻲ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺩﻋﻭ
ﻓﻤﻲ ﻭﻟﺴﺎﻨﻲ ﺒﺎﻟﺸﻜﺭ ﺨﻭﻓﹰﺎ ﻭﻁﻤﻌﹰﺎ ،ﻓﻜﻨﺕ ﺒﻌﺩ ﻤﺭﻀﻲ ﻏﻴﺭ ﻤﺎ ﻜﻨﺕ ﻗﺒﻠﻪ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺃﻋﻅﻡ ﻨﻌﻤ ﺔ
ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺠﻌﻠﺘﻨﻲ ﺃﻗﻬﺭ ﻫﻭﻯ ﻨﻔﺴﻲ ﻭﺼﺒﺭﺕ ﻴﻭﻤﻲ ،ﻭﺃﺼﺒﺤﺕ ﺃﻏﻨﻰ ﻭﺃﻗﻨﻰ ﻤﻥ ﺃﻤﺴﻲ .
ﻫﺫﺍ ﺩﺭﺱ ،ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻪ ،ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻨﺤﻪ ﺍﷲ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ،ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﺤﺠﺏ ﺒﺎﻟﻨﻘﺎﺏ
ﺏ ﺒﺎﻟﻠﻔﺎﺌﻑ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ .
ﺠ
ﺤﹺ
ﺭﺒﻤﺎ
ﺕ ﻋﻥ ﺍﻤﺭﺃ ﺓ ﻤﺘﺒﺫﻟﺔ ﺘﻌﺎﺩﻱ ﻜل ﺍﻤﺭﺃ ﺓ ﺘﻀﻊ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ،ﺘﻌﺎﺩﻴﻬﺎ ﻭﺘﻜﻴ ﺩ ﻟﻬﺎ ،
ﻭﺍﷲ ﺴﻤﻌ ﹸ
ﺽ ﻋﻀﺎل ،ﻓﺎﻀﻁﺭﺕ ﻟﺤﻠﻕ ﺸﻌﺭﻫﺎ ﻜﻠﻪ ،ﻭﺃﺸﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻭﺘﻭﻗﻊ ﺒﻬﺎ ﺍﻷﺫﻯ ،ﺃﺼﺎﺏ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﻤﺭ
ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺃﻥ ﺘﻀﻊ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻟﻴﺘﺴ ﺭﻉ ﺸﻔﺎﺀ ﺍﻟﻤﺭﺽ ،ﻓﺘﻭﺴﻠﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﺘﻀﻊ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﻜﺔ ﻗـﺎل :ﻻ ،
ﻻ ،ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻀﺭﻭﺭﻱ ،ﻓﺎﻟﺒﺎﺭﻭﻜﺔ ﺘﺅﺫﻱ ﺍﻟﺠﻠﺩ ،ﻓﺭﺃﺘﻬﺎ ﺍﻤﺭﺃ ﹲﺓ ﻭﻗﺩ ﺘﻨﻘﱠﺒـﺕ ﺒﺎﻟﺤﺠـﺎﺏ ،ﻟـﻡ
ﺘﺼﺩﻕ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﺤﺠﺎﺏ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﻤﺭﺽ .
ﺇﺫﺍ ﺁﺫﺕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺒﺸﻜﻠﻬﺎ ،ﻭﺯﻴﻨﺘﻬﺎ ،ﻭﺤﺭﻜﺘﻬﺎ ،ﻭﺼﻭﺘﻬﺎ ،ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺅﻤﻨ ﹰﺔ
،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻘﻴ ﹲﺔ ﻤﻥ ﻴﻘﻴ ﹴ
ﻥ ﻭﻋﻘﻴﺩﺓ ،ﺭﺒﻤﺎ ﺴﺎﻕ ﺍﷲ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻵﻻﻡ ﻤﺎ ﻴﺭﺩﻋﻬﺎ ،ﻭﻫﺫﻩ ﻗﺼـ ﹲﺔ
ﺽ ﺸﺩﻴﺩ ،ﻭﺤﻴﻨﻤﺎ ﺘﺎﺒﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠـل ﻋـﺎﺩ ﺇﻟﻴﻬـﺎ
ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺎﺒﻬﺎ ﻤﺭ
ﺸﻔﺎﺅﻫﺎ ﻭﺜﻘﺘﻬﺎ ﺒﺎﷲ ﻋ ﺯ ﻭﺠل .
ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺃﺭﺠﻭ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻨﻔﺴﺭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :
ﻥ
ﺨﺒﹺﻴـﺭﺍ )ِ (٣٤ﺇ
ﻥ ﹶﻟﻁﻴﻔﹰـﺎ ﹶ
ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻜﹶﺎ
ﺤ ﹾﻜ ﻤ ﺔ ِﺇ
ﺕ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﺍ ﹾﻟ
ﻥ َﺁﻴﺎ
ﻥ ﻤﺎ ﻴ ﹾﺘﻠﹶﻰ ﻓﻲ ﺒﻴﻭ ﺘ ﹸﻜﻥ ﻤ
﴿ ﻭﺍ ﹾﺫ ﹸﻜ ﺭ
ﺕ ). ﴾ (٣٥
ﺴ ﻠﻤﺎ
ﻥ ﻭﺍ ﹾﻟ ﻤ
ﺴ ﻠﻤﻴ
ﺍ ﹾﻟ ﻤ
ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﺍﻵﻴﺎﺕ .
ﻭﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ
ﺠﻥ ﹶﺘﺒ ﺭﺝ ﺍﻟﺠﺎ ﻫ ﻠ ﻴ ﺔ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ ﴾ (
) ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ـ ﺩﺭﺱ ﺘﻔﺴﻴﺭ ـ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ) ( ٣٣ـ ﺍﻟﺩﺭﺱ ٩ـ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﴿ [ ٣٣] :ﻭ ﹶﻻ ﹶﺘﺒ ﺭ
You might also like
- سورة القصص دراسة تحليلية - محمد مطنىDocument532 pagesسورة القصص دراسة تحليلية - محمد مطنىSobia Qasim100% (1)
- أسعد نفسك بإسعاد زوجتك PDFDocument44 pagesأسعد نفسك بإسعاد زوجتك PDFAbu BakkarNo ratings yet
- أسعد نفسك بإسعاد زوجتك PDFDocument44 pagesأسعد نفسك بإسعاد زوجتك PDFAbu BakkarNo ratings yet
- حقوق الطفل العاملDocument82 pagesحقوق الطفل العاملboudad abdellahNo ratings yet
- مكتبة نور - ربحت محمداً ولم أخسر المسيح PDFDocument186 pagesمكتبة نور - ربحت محمداً ولم أخسر المسيح PDFomy100% (1)
- رومنسيات زوجيةDocument512 pagesرومنسيات زوجيةهشام درياس67% (3)
- 0642 - ƒΘá⌐Φí φ½áΘ óÑ¡∩Θ∞ƒDocument71 pages0642 - ƒΘá⌐Φí φ½áΘ óÑ¡∩Θ∞ƒهند صلاح الدينNo ratings yet
- pdf إعلام الأنام بقيادم دولة الإسلامDocument229 pagespdf إعلام الأنام بقيادم دولة الإسلامbakrali01@hotmail.com100% (1)
- Al Hidayah Fi Ilmi RiwayahDocument22 pagesAl Hidayah Fi Ilmi RiwayahRistiyan Ragil PutradiantoNo ratings yet
- إرادة الإنسان في القرآنDocument363 pagesإرادة الإنسان في القرآنAbdelilah El MansouriNo ratings yet
- 2 5458387289816170670Document55 pages2 5458387289816170670qassim almusawiNo ratings yet
- MKDA Volume 36 Issue 121 Pages 141-217Document77 pagesMKDA Volume 36 Issue 121 Pages 141-217qussai rajiNo ratings yet
- 1552 الناصح الأمين لمن بلغ سن الأربعين 3Document14 pages1552 الناصح الأمين لمن بلغ سن الأربعين 3Hafidzz DzulqarnainNo ratings yet
- ھدایه اللطیف فی طرق النافعیه فی کتاب التعریفDocument104 pagesھدایه اللطیف فی طرق النافعیه فی کتاب التعریفAyan salmanNo ratings yet
- Eldaralaaaa 5 ErahDocument38 pagesEldaralaaaa 5 Erahabukhaira marwahNo ratings yet
- Min Farahina in Our Joy John PiperDocument53 pagesMin Farahina in Our Joy John PiperramiNo ratings yet
- 15Document32 pages15عابد عبيد اللهNo ratings yet
- 15Document32 pages15عابد عبيد اللهNo ratings yet
- براهينDocument197 pagesبراهينUbaidillah ArsyadNo ratings yet
- براهين تؤيد أهل السنة والجماعة أتباع المذاهب الأربعة (بالكتابة الحاسوبية) PDFDocument197 pagesبراهين تؤيد أهل السنة والجماعة أتباع المذاهب الأربعة (بالكتابة الحاسوبية) PDFCek PercobaanNo ratings yet
- كتاب الموت - أحمد صبحى منصورDocument42 pagesكتاب الموت - أحمد صبحى منصورKamel RezkNo ratings yet
- تحريرات لفظ التوراة لقالون Qaloon recitation-QuranDocument22 pagesتحريرات لفظ التوراة لقالون Qaloon recitation-QuranAna HanaNo ratings yet
- المدرسة الربانيةDocument32 pagesالمدرسة الربانيةYoussef AsliNo ratings yet
- Mafhum Al-Ibtila'Document47 pagesMafhum Al-Ibtila'harisfahrudy100% (1)
- UntitledDocument264 pagesUntitledLyamine BelattarNo ratings yet
- صليب الدمارDocument415 pagesصليب الدمارIzzeddin Abdalla HassanNo ratings yet
- A Gracious Guide To The 10 Modes of ReciDocument102 pagesA Gracious Guide To The 10 Modes of ReciAhmed ZaaraNo ratings yet
- ختم الموطأDocument55 pagesختم الموطأoussama khelladiNo ratings yet
- Fakihatoul ToulabDocument38 pagesFakihatoul ToulabGuedj SeneNo ratings yet
- Hizbul BaharDocument2 pagesHizbul BaharMuhamad SyafrudinNo ratings yet
- Ism Jam3Document4 pagesIsm Jam3Kenza BenmokhtarNo ratings yet
- ARABIC Level1Document33 pagesARABIC Level1HadiyahNo ratings yet
- النبوي في منع وعلاج الغضب سبق طبي وإعجاز علميDocument12 pagesالنبوي في منع وعلاج الغضب سبق طبي وإعجاز علميiijazforumNo ratings yet
- طريقة استخدام إذاعة أم درمان بالهوسا للمصطلحات العربيةDocument98 pagesطريقة استخدام إذاعة أم درمان بالهوسا للمصطلحات العربيةoreoolepNo ratings yet
- Bim 299669Document151 pagesBim 299669mohammed soufiNo ratings yet
- رحلة التطرفDocument100 pagesرحلة التطرفYusmin MuinNo ratings yet
- kitab412 الحمد لله على نعمة الاسلام د. بدر عبد الحميد هميسهDocument20 pageskitab412 الحمد لله على نعمة الاسلام د. بدر عبد الحميد هميسهmousahazzaz284No ratings yet
- 77 المرسلاتDocument11 pages77 المرسلاتإبراهيم عبدالرحمنNo ratings yet
- ملخص دروس مادة الرياضيات أولى باك آداب PDFDocument18 pagesملخص دروس مادة الرياضيات أولى باك آداب PDFmouad charnaneNo ratings yet
- شرح الصلاة المشيشية لأحمد الصاويDocument17 pagesشرح الصلاة المشيشية لأحمد الصاويعبد القادر أبركان الحسنيNo ratings yet
- اللين والشدة في الدعوة، دراسة قرآنيةDocument167 pagesاللين والشدة في الدعوة، دراسة قرآنيةرضا الحديثيNo ratings yet
- Hizib Ashabul KahfiDocument4 pagesHizib Ashabul KahfiFahrudin MakkahNo ratings yet
- Khouri OmarDocument370 pagesKhouri Omarsabah_guetniNo ratings yet
- نفحات الخواص فى فضائل سورة الإخلاصDocument18 pagesنفحات الخواص فى فضائل سورة الإخلاصAnes MhtNo ratings yet
- Tuhfatul AtfaalDocument19 pagesTuhfatul AtfaalLoubna BelkaraouiaNo ratings yet
- النفس فى القرآنDocument275 pagesالنفس فى القرآنسعيد ابوشادىNo ratings yet
- 091 D 8 FC 3 C 7 C 287 CeDocument22 pages091 D 8 FC 3 C 7 C 287 Cemansaryassine93No ratings yet
- منظومة قبس الوصول من الثلاثة الأصول - للشيخ حمادِ بن أحمدُّ بن سيدِ الجكني الشنقيطيDocument7 pagesمنظومة قبس الوصول من الثلاثة الأصول - للشيخ حمادِ بن أحمدُّ بن سيدِ الجكني الشنقيطيBader AlreshidiNo ratings yet
- المقرر في النحو 3Document29 pagesالمقرر في النحو 3miroyasmin800No ratings yet
- AMAL SholehDocument25 pagesAMAL SholehSugiyartoNo ratings yet
- Article 40280Document19 pagesArticle 40280Najib AbNo ratings yet
- انتاج كتابي ثلاثي اولDocument1 pageانتاج كتابي ثلاثي اولamani zakhamaNo ratings yet
- 13 8 1432Document7 pages13 8 1432محب للعلم والعلماءNo ratings yet
- افعال المقاربةDocument5 pagesافعال المقاربةhamba AllahNo ratings yet
- افعال المقاربةDocument5 pagesافعال المقاربةhamba AllahNo ratings yet
- Arabic TestDocument3 pagesArabic TestAyu UtamiNo ratings yet
- Islam and Contemporary Challenges.Document332 pagesIslam and Contemporary Challenges.Muhammad SayedNo ratings yet
- Arabic Stories The LegendDocument31 pagesArabic Stories The LegendFGNo ratings yet
- معدل الذكاء وسط تلاميذ مرحلة الأساس وطلاب المرحلة الثانوية بولايات ، سنار، النيل الأبيض ،النيل الأزرق والجزيرةDocument204 pagesمعدل الذكاء وسط تلاميذ مرحلة الأساس وطلاب المرحلة الثانوية بولايات ، سنار، النيل الأبيض ،النيل الأزرق والجزيرةBakheit LayliNo ratings yet
