You are on page 1of 15

‫قال اإلمام البخاري رحمه اهلل‪:‬‬

‫‪ #‬يحل فطر الصائم‪ ،‬وأفطر أبو سعيد الخدري حين غاب قرص الشمس‬
‫باب متي‬
‫‪ -1954‬حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا هشام بن عروة قال‪ :‬سمعت أبي يقول سمعت عاصم‬
‫بن عمر بن الخطاب عن أبيه رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬إذا أقبل‬
‫الليل من هاهنا أدبر النهار من هاهنا وغر بت الشمس فقد أفطر الصائم"‪.‬‬
‫‪ -1955‬حدثنا إسحاق الو اسطي حدثنا خالد عن الشيباني عن عبد اهلل بن أبي أوفى رض‪11‬ي اهلل‬
‫‪1‬ال‬
‫‪1‬مس ق‪1‬‬
‫عنه قال‪ :‬كنا مع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في سفر وهو صائم فلما غابت الش‪1‬‬
‫لبعض القوم " يا فالن قم فاجدح لنا " فقال‪ :‬يا رسول اهلل لو أمسيت‪ ،‬قال‪" :‬انزل فاجدح لنا"‪ ،‬قال‬
‫‪1‬ا"‬
‫يا رسول اهلل‪ :‬فلو أمسيت‪ ،‬قال‪" :‬انزل فاجدح لنا"‪ ،‬قال‪ :‬إن عليك نهارا‪ ،‬قال‪" :‬انزل فاجدح لن‪1‬‬
‫فنزل فجدح لهم فشرب النبي صلى اهلل عليه وسلم ثم قال‪" :‬إذا رأيتم الليل قد أقبل من هاهنا فقد‬
‫أفطر الصائم"‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر‪ :‬ووجه الداللة منه أن ابا سعيد لما تحقق غروب الشمس لم يطلب مزي‪11‬دا‬
‫علي ذلك وال التفت إلي موافقة من عنده علي ذلك فلو كان عنده إمساك جزء من الليل الشترك‬
‫الجميع في معرفة ذلك ‪.‬‬
‫‪1‬ل‬
‫‪1‬زء من اللي‪1‬‬
‫‪1‬اك ج‪1‬‬
‫قال الحافظ‪ :‬وفي الحديث أيضا استحباب تعجيل الفطر وأنه ال يجب إمس‪1‬‬
‫مطلقًا بل متى تحقق الغروب حل الفطر‪.‬‬
‫وفي حديثي الباب من الفوائد بيان وقت الصوم وأن الغروب متى تحقق كفى‪ ،‬وفيه إيم‪11‬اء إلى‬
‫الزجر عن متابعة أهل الكتاب فإنهم يؤخرون الفطر عن الغروب‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫باب تعجيل اإلفطار‬
‫‪ -1957‬حدثنا عبد اهلل بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم قال‪ " :‬ال يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"‪.‬‬
‫قال الحافظ‪" :‬ال يزال الناس بخير" في حديث أبي هريرة "ال يزال الدين ظاهرًا" وظهور ال‪11‬دين‬
‫مستلزم لدوام الخير‪.‬‬
‫قوله‪" :‬ما عجلوا الفطر" أي مدة فعلهم ذلك امتثاالً للسنة واقفين عند حدها غير متنطعين بعقولهم‬
‫ما يغير قواعدها ‪...‬‬
‫‪1‬ه‬
‫‪1‬وي ل‪1‬‬
‫قال المهلب‪ :‬والحكمة في ذلك أن ال يزاد في النهار من الليل وألنه أرفق بالصائم وأق‪1‬‬
‫علي العبادة واتفق العلماء على أن محل ذلك إذا تحقق غروب الشمس بالرؤية أو بإخبار عدلين‬
‫وكذا عدل واحد علي األرجح‪ ...،‬الخ‪.‬‬
‫قال الشافعي في األم‪ :‬تعجيل الفطر مستحب‪.‬‬
‫قال ابن حجر‪ :‬تنبيه ‪ :‬من البدع المنكرة‪ ،،،‬وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا ال يؤذنون إال بع‪11‬د‬
‫الغروب بدرجة لتمكين الوقت زعموا فأخروا الفطر وعجلوا السحور وخالفوا السنة فلذلك قَ‪11‬ل‬
‫عنهم الخير وكثر فيهم الشر‪.‬‬
‫‪1‬ام (‪1 )2/232‬‬
‫‪1‬دة األحك‪1‬‬
‫‪1‬رح عم‪1‬‬
‫‪1‬ام ش‪1‬‬
‫‪1‬ام األحك‪1‬‬
‫‪1‬ا في إحك‪1‬‬
‫‪1‬د‪ :‬كم‪1‬‬
‫‪1‬ق العي‪1‬‬
‫‪1‬ال ابن دقي‪1‬‬
‫ق‪1‬‬
‫تعجيل الفطر بعد تيقن الغروب مستحب باتفاق العلماء‪ ،‬ودليله هذا الحديث وفيه دليل علي الرد‬
‫‪1‬ون‬
‫علي المتشيعة اللذين يؤخرون إلى ظهور النجم ولعل هذا هو السبب في كون الناس ال يزال‪1‬‬
‫‪1‬ا‬
‫بخير ما عجلوا الفطر ألنهم إذا أخروه كانوا داخلين في فعل خالف السنة وال يزالون بخير م‪1‬‬
‫فعلوا السنة‪.‬‬
‫وأخرج مسلم رقم (‪ )1099‬حديث سهل المتقدم وحديث أبي عطية قال‪ :‬دخلت أنا ومسروق علي‬
‫‪1‬ل‬
‫‪1‬دهما يعج‪1‬‬
‫عائشة فقلنا ‪ :‬يا أم المؤمنين‪ ،‬رجالن من أصحاب محمد صلى اهلل عليه وسلم أح‪1‬‬
‫الفطور ويعجل الصالة واآلخر يؤخر اإلفطار ويؤخر الصالة قالت‪ :‬أيهما الذي يعجل اإلفط‪11‬ار‬
‫ويعجل الصالة؟ قال‪ :‬فقلنا عبد اهلل – يعني ابن مسعود قالت‪" :‬كذلك كان يصنع رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم"‪.‬‬
‫قال القاضي عياض‪ :‬عند حديث سهل‪ :‬ظاهره أنه – عليه السالم أشار أن فساد األمور يتعل‪11‬ق‬
‫بتغيير هذه السنة التي هي تعجيل الفطر وأن تأخيره ومخالفة السنة في ذلك ك‪1‬العلم على فس‪1‬اد‬
‫األمور‪)4/33/34( .‬‬
‫‪1‬مس‬ ‫وقال عياض (‪ :)4/37‬عند قوله "لو أمسيت" ‪ ...‬ليبين له أن مثل هذا من بقايا ش‪1‬‬
‫‪1‬عاع الش‪1‬‬
‫وما بعد مغيبها ال يلتفت إليه‪ ،‬و ال يستحقه أمد الصوم‪ ،‬وأن مغيب قرصها أوجب الفطر ودخل‬
‫الليل أو أن التعجيل باإلفطار أولى وأحق‪.‬‬
‫قال النووي رحمه اهلل كما في شرح مسلم (‪ :)4/225‬قوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬ال يزال الناس‬
‫بخير ما عجلوا الفطر" فيه الحث علي تعجيله بعد تحقق غروب الشمس‪ ،‬ومعناه ال يزال أم‪11‬ر‬
‫‪1‬ة على‬
‫‪1‬ك عالم‪1‬‬
‫األمة منتظمًا وهم بخير ما داموا محافظين على هذه السنة وإذا أخروه كان ذل‪1‬‬
‫فساد يقعون فيه‪.‬‬
‫وقال عند حديث عمر‪ )4/227( :‬وفيه بيان انقضاء الصوم بمجرد غروب الشمس واس‪##‬تحباب‬
‫تعجيل الفطر‪.‬‬
‫قال النووي في المجموع (‪ :)262-6/261‬اتفق أصحابنا وغيرهم من العلماء على أن الس‪11‬حور‬
‫سنة وإن تأخيره أفضل‪ ،‬وعلى أن تعجيل الفطر سنة بعد تحقق غروب الشمس ودليل ذلك كل‪11‬ه‬
‫‪1‬نى‬
‫‪1‬ار فال مع‪1‬‬
‫األحاديث الصحيحة وألن فيها إعانة على الصوم‪ ...،‬وألن محل الصوم هو النه‪1‬‬
‫لتأخير الفطر‪.‬‬
‫قال ابن عبد البر في التمهيد (‪ )7/181‬قال أبو عمر‪ :‬من السنة تعجيل الفطر وتأخير الس‪11‬حور‬
‫والتعجيل إنما يكون بعد االستيقان بمغيب الشمس وال يجوز ألحد أن يفطر وهو شاك هل غابت‬
‫الشمس أم ال؟ ألن الفرض إذا لزم بيقين لم يخرج عنه واهلل عز وجل يقول (ثم أتموا الصيام إلى‬
‫الليل) وأول الليل مغيب الشمس كلها في األفق عن أعين الناظرين ومن شك لزمه التمادي حتى‬
‫ال يشك في مغيبها قال صلى اهلل عليه وسلم " إذا أقبل الليل من هاهنا – يعني المشرق – وأدبر‬
‫النهار من هاهنا – يعني المغرب – وغربت الشمس فقد أفطر الصائم "‪.‬‬
‫‪1‬ة‪:‬‬
‫‪1‬ور ثالث‪1‬‬
‫‪1‬ه أم‪1‬‬
‫‪1‬ر وفي‪1‬‬ ‫قال ابن قدامه في المغني (‪ )4/234‬الفصل الثاني في تعجي‪1‬‬
‫‪1‬ل الفط‪1‬‬
‫‪1‬ه‬
‫أحدهما في استحبابه وهو قول أكثر أهل العلم لما روي سهل ابن سعد أن النبي صلى اهلل علي‪1‬‬
‫وس‪11‬لم ق‪11‬ال‪" :‬ال ت‪11‬زال أم‪11‬تي بخ‪11‬ير م‪11‬ا عجل‪11‬وا الفط‪11‬ر"‪ ،‬وعن أبي عطي‪11‬ة ق‪11‬ال‪:‬‬
‫دخلت أنا ومسروق علي عائشة فقال مسروق‪ :‬رجالن من أصحاب محمد صلى اهلل عليه وسلم‬
‫أحدهما يعجل اإلفطار ويعجل الفطر واآلخر يؤخر اإلفطار ويؤخر المغرب‪ ،‬قالت أيهما ال‪11‬ذي‬
‫يعجل اإلفطار ويعجل المغرب؟ قال‪ :‬عبد اهلل – يعني ابن مسعود – قالت‪" :‬كذلك كان رس‪11‬ول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم يصنع"‪.‬‬
‫‪1‬لى اهلل‬ ‫وقال الباجي في شرح الموطأ (‪( :)3/19‬الشرح) قوله‪" :‬ال يزال الناس بخير" يري‪1‬‬
‫‪1‬د ص‪1‬‬
‫عليه وسلم‪ :‬ال يزالون بخير في أمر دينهم ما فعلوا ذلك علي سنة وسبيل بر وتعجيل الفطر أن‬
‫ال يؤخر بعد غروب الشمس علي وجه التشدد والمبالغة واعتقاد أنه ال يجري الفطر عند غروب‬
‫الشمس علي حسب ما تفعله اليهود‪.‬‬
‫‪1‬اب‬
‫‪1‬ل ذه‪1‬‬
‫مسألة ‪ :‬إذا ثبت ذلك فتمام الصوم ووقت الفطر هو إذا انقضي غروب الشمس وكم‪1‬‬
‫‪1‬اك إلى‬
‫‪1‬ي اإلمس‪1‬‬
‫النهار‪ ،‬و الدليل علي ذلك قوله تعالي (ثم أتموا الصيام إلى الليل) وهذا يقتض‪1‬‬
‫‪1‬ار‬
‫‪1‬زاء النه‪1‬‬
‫أول جزء من الليل غير أنه ال بد من إمساك جزء من الليل ليتيقن صيام جميع أج‪1‬‬
‫وبماذا يعتبر في ذلك فأما المفرد أو من كان في مكان ليس فيه مؤذنون فإنه إذا رأى الفجر طلع‬
‫أمسك للصوم وإذا رأى الشمس قد غربت أفطر‪.‬‬
‫وقال القاضي عبد الوهاب كما في المعونة (‪ : )1/347‬ويستحب تعجيل اإلفطار وتأخير السحور‬
‫لقوله صلى اهلل عليه وسلم ‪" :‬ال يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ‪ "...‬الخ‪.‬‬
‫قال اإلمام عبد القادر عمر الشيباني كما في نيل المأرب بشرح دليل الطالب ( ‪ : )1/200‬األول‬
‫(تعجيل الفطر) إذا تحقق غروب الشمس ويباح عن غلب علي ظنه وتحقق غ‪11‬روب الش‪11‬مس‪:‬‬
‫شرط فضيلة تعجيل الفطر ال جوازه والفطر قبل صالة المغرب أفضل‪.‬‬
‫قال عبد الرزاق في المصنف (‪ :)4/225‬أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي‪11‬ه‬
‫قال‪ :‬كنت جالسًا عند ابن عمر اذ جاءه ركب من الشام فطفق عمر يستخبر عن حالهم فقال‪ :‬هل‬
‫‪1‬وم‬
‫‪1‬روا النج‪1‬‬
‫‪1‬ك ولم ينتظ‪1‬‬
‫يعجل أهل الشام الفطر؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬لن يزالوا بخير ما فعلوا ذل‪1‬‬
‫انتظار أهل العراق‪.‬‬
‫أخرج عبد الرزاق عن معمر عن الثوري عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمونة االودي ق‪11‬ال‪:‬‬
‫‪1‬حورا‪.‬‬
‫‪1‬أه س‪1‬‬
‫‪1‬ارًا وأبط‪1‬‬
‫‪1‬اس إفط‪1‬‬
‫‪1‬رع الن‪1‬‬
‫‪1‬لم أس‪1‬‬
‫‪1‬ه وس‪1‬‬
‫‪1‬لى اهلل علي‪1‬‬
‫‪1‬د ص‪1‬‬
‫كان أصحاب محم‪1‬‬
‫‪1‬ال‪ :‬إني كنت آلتي ابن‬
‫‪1‬د ق‪1‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق عن ابن عيينة عن منصور أو ليث عن مجاه‪1‬‬
‫‪1‬ر‪.‬‬
‫‪1‬ا يفط‪1‬‬
‫‪1‬رعة م‪1‬‬
‫‪1‬ول‪ :‬من س‪1‬‬
‫عمر بالقدح عند فطره فأستره عن الناس وما به إال الحياء‪ ،‬يق‪1‬‬
‫‪1‬زة‬
‫‪1‬ة عن أبي حم‪1‬‬ ‫وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف (‪ )4/21‬حدثنا زياد بن الربيع وك‪1‬‬
‫‪1‬ان ثق‪1‬‬
‫الضبعي‪ :‬أنه كان يفطر مع ابن عباس في رمضان فكان إذا أمسى بعث ربيبة له تصعد ظه‪11‬ر‬
‫‪1‬ه‪.‬‬
‫‪1‬لي مع‪1‬‬
‫الدار فلما غربت الشمس أذ فيأكل ونأكل فإذا فرغ أقيمت الصالة فيقوم يصلي ونص‪1‬‬
‫وقال‪ :‬حدثنا أبو معاوية عن األعمش عن إبراهيم عن علقمة قال‪ :‬أتى عبد اله بجفنة قال للقوم‪:‬‬
‫أدنوا فكلوا فاعتزل رجل منهم فقال عبد اهلل‪ :‬مالك؟ قال‪ :‬إني صائم‪ ،‬فقال عبد اهلل‪ :‬هذا والذي ال‬
‫إله غيره حين حل الطعام لألكل‪.‬‬
‫‪1‬ه‬
‫‪1‬ره فأغطي‪1‬‬
‫‪1‬ر بفط‪1‬‬
‫وحدثنا أبو معاوية عن األعمش عن مجاهد‪ :‬قال‪ :‬إني كنت آلتي ابن عم‪1‬‬
‫استحياء من الناس أن يروه‪.‬‬
‫وحدثنا وكيع عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن أبي سعيد قال‪ :‬دخلت عليه فأفطر على عرق‬
‫وأنا أرى الشمس لم تغرب‪.‬‬
‫وحدثنا وكيع عن أبي العنبس عمرو بن مروان قال‪ :‬سمعت إبراهيم يقول‪ :‬إن من السنة تعجيل‬
‫الفطر‪.‬‬
‫قال ابن حزم في المحلى (‪:)6/281‬‬
‫مسألة ‪ :‬ومن السنة تعجيل الفطر وتأخير السحور وإنما هو مغيب الشمس عن أفق الصائم وال‬
‫‪1‬اب وأبي‬
‫مزيد‪ ...،‬وتعجيل الفطر قبل الصالة واألذان أفضل كذلك روينا عن عم‪11‬ر بن الخط‪1‬‬
‫هريرة وجماعة من الصحابة رضي اهلل عنهم‪.‬‬
‫قال المباركفوري في التحفة (‪ : )3/115‬قال القاري‪ :‬قال بعض علمائنا‪ :‬ولو أخر لتأديب النفس‬
‫ومواصلة العشاءين بالنفل غير معتقد وجوب التأخير لم يضره ذلك‪ ،‬أقول‪ :‬ب‪11‬ل يض‪11‬ره حيث‬
‫‪ 1‬مع أن في التعجيل إظه‪11‬ار‬
‫يفوته السنة وتعجيل الفطر بشربة ماء ال ينافي التأديب والمواصلة‬
‫‪1‬ة‪ .‬انتهي‬
‫‪1‬رة الربوبي‪1‬‬
‫‪1‬ة من الحض‪1‬‬
‫‪1‬ول الرخص‪1‬‬
‫‪1‬ادرة إلى قب‪1‬‬
‫‪1‬ة ومب‪1‬‬
‫العجز المناسب للعبودي‪1‬‬
‫وقبل ذلك قال الترمذي عقب حديث سهل رضي اهلل عنه‪" :‬ال يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"‬
‫‪1‬ل العلم من‬
‫‪1‬اره أه‪1‬‬
‫‪1‬ذي اخت‪1‬‬
‫‪1‬و ال‪1‬‬
‫قال أبو عيسى‪ :‬حديث سه ابن سعد حديث حسن صحيح وه‪1‬‬
‫‪1‬د‬
‫‪1‬افعي وأحم‪1‬‬
‫أصحاب النبي صلى اهلل عليه وسلم وغيرهم استحبوا تعجيل الفطر وبه يقول الش‪1‬‬
‫وإسحاق‪.‬‬
‫‪1‬ود (‪1:)4/435‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬ون المعب‪1‬‬
‫قال العالمة أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم أبادي كما في ع‪1‬‬
‫"ما عجل الناس الفطر" ما ظرفيه أي‪ :‬مدة تعجيلهم الفطر‪" .‬ألن اليهود والنصارى يؤخرون" أي‬
‫الفطر‪ .‬قال الطيبي‪ :‬في هذا التعليل دليل على أن قوام الدين الحنيفي على مخالفة األع‪11‬داء من‬
‫أهل الكتاب وأن موافقتهم تلفا للدين‪.‬‬
‫وقال الزرقاني في شرح الموطأ (‪" :)2/211‬ما عجلوا الفطر" عند تحقق غروب الشمس برؤية‬
‫وشهادة‪.‬‬
‫قال البغوي في شرح السنة (‪ :)6/254‬عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم قال "ال يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" والعمل على هذا عند أهل العلم استحبوا تعجيل‬
‫‪1‬ر‬
‫الفطر بعد تيقن غروب الشمس قال عبد الكريم بن أبي المخارق‪ :‬من عمل النبوة تعجيل الفط‪1‬‬
‫واالستيناء بالسحور‪.‬‬
‫‪1‬ه‬
‫‪1‬ر" ألن في‪1‬‬ ‫قال الطيبي في شرحه للمشكاة (‪" :)5/1584‬ال يزال الناس بخير ما عجل‪1‬‬
‫‪1‬وا الفط‪1‬‬
‫مخالفة أهل الكتاب وكانوا يؤخرون اإلفطار إلى اشتباك النجوم‪.‬‬
‫‪1‬لى اهلل‬
‫‪1‬ول اهلل ص‪1‬‬
‫ثم صار في ملتنا شعارًا ألهل البدعة وهذه هي الخصلة التي لم يرضها رس‪1‬‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫‪1‬تحباب‬ ‫قال الصنعاني كما في سبل السالم (‪ )2/164‬عن حديث سهل‪ :‬والحديث دلي‪1‬‬
‫‪1‬ل على اس‪1‬‬
‫‪1‬ر‬
‫‪1‬د ذك‪1‬‬
‫تعجيل اإلفطار إذا تحقق غروب الشمس بالرؤية أو بإخبار من يجوز القول بعمله‪ ،‬وق‪1‬‬
‫العلة وهي مخالفو اليهود والنصارى‪.‬‬
‫‪1‬ه إذا‬
‫‪1‬اء على أن‪1‬‬ ‫قال ابن بطال في شرحه للبخاري (‪ :)102-4/101‬قال المؤلف‪ :‬أجم‪1‬‬
‫‪1‬ع العلم‪1‬‬
‫غربت الشمس فقد حل فطر الصائم و ذلك آخر النهار وأول أوقات الليل‪.‬‬
‫قال المناوي في فيض القدير (‪" :)6/583‬ال يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" أي م‪11‬ا دام‪11‬وا‬
‫على هذه السنة ألن تعجيله بعد تيقن الغروب من سنن المرسلين فمن حافظ عليه تخلق بأخالقهم‬
‫وألن فيه مخالفة أهل الكتاب في تأخيرهم إلى اشتباك النجوم‪ ،‬وفي ملتنا شعار أهل الب‪11‬دع فمن‬
‫‪1‬ا‬
‫خالفهم واتبع السنة لم يزل بخير فإن أخَر غير معتقد وجوب التأخير وال ندبه فال خير فيه كم‪1‬‬
‫قال الطيبي‪ :‬أن متابعة الرسول صلى اهلل عليه وسلم هي الطريق المستقيم ومن تعوج عنها فقد‬
‫ارتكب المعوج من الضالل ولو في العبادة‪.‬‬
‫وسئل شيخ اإلسالم كما في الفتاوى الكبرى (‪ )2/469‬ومجموع الفتاوى (‪ )25/117‬عن غروب‬
‫الشمس‪ :‬سؤال ‪ :‬هل يجوز للصائم أن يفطر بمجرد غروبها؟‬
‫فأجاب ‪ :‬إذا غاب جميع القرص أفطر الصائم وال عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في األفق‪ ،‬وإذا‬
‫غاب جميع القرص ظهر السواد من المشرق كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬إذا أقبل الليل‬
‫من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم"‪.‬‬
‫وقال رحمه اهلل في اقتضاء الصراط المستقيم (‪ :)209-1/208‬وهذا يدل على أن الفص‪11‬ل بين‬
‫‪1‬ي اهلل‬
‫‪1‬رة رض‪1‬‬
‫العبادتين أمر مقصود للشارع وقد صرح بذلك فيما رواه أبو داود عن أبي هري‪1‬‬
‫عنه عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬ال يزال الدين ظاهرًا ما عجلوا الناس الفطر ألن اليه‪11‬ود‬
‫والنصارى يؤخرون"‪ ،‬وهذا نص في أن ظهور الدين يحصل بتعجيل الفطر ألجل مخالفة اليهود‬
‫والنصارى وإذا كان مخالفتهم سببًا في ظهور الدين فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين‬
‫اهلل على الدين كله فبكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد البعثة‪.‬‬
‫قال أبو الحسن السندي في فتح الودود شرح سنن أبي داود (‪ ( :)2/638‬ظاهرًا ) أي شعائره أو‬
‫غالبًا منصورًا وعدوه مقهورًا (ما عجل الناس) أي مدة تعجيلهم‪ ...،‬والمراد مالم ي‪1‬ؤخروا على‬
‫أول وقته بعد تحقق الوقت‪.‬‬
‫وقوله (ألن اليهود) الخ تعليل لما ذكر بأن فيه مخالفة ألعداء اهلل فما دام الناس يراعون مخالفة‬
‫أعداء اهلل ينصرهم اهلل ويظهر دينهم‪.‬‬
‫وجاء في الدرر السنية في األجوبة النجدية (‪ :)345-5/353‬سئل الشيخ سليمان بن سحمان على‬
‫قول من قال‪ :‬إنه ال يجوز ألحد أن يفطر بعد مغيب الشمس‪ ،‬حتى يذهب ش‪11‬عاع الش‪11‬مس من‬
‫األفق يعني الحمرة الشديدة التي تبقى بعد غيوب القرص؟‬
‫‪1‬ذي يحض‬
‫‪1‬ذهب ال‪1‬‬
‫فأجاب ‪ :‬هذا القائل جاهل مركب ال يدري وال يدري أنه ال يدري وهذا الم‪1‬‬
‫عليه من تأخير األذان والفطر إلى ذهاب شعاع الشمس من األفق هو مذهب الرافض‪11‬ة ف‪11‬إنهم‬
‫‪1‬وا‬
‫‪1‬ا عجل‪1‬‬
‫يؤخرون الفطر إلى هذا الوقت وقد قال صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬ال تزال أمتي بخير م‪1‬‬
‫الفطور وأخروا السحور‪." ...‬‬
‫‪1‬ع‬
‫‪1‬ه إذا غ‪1‬اب جمي‪1‬‬
‫‪1‬ه اهلل‪ ،‬من أن‪1‬‬
‫ثم نقل كالم شيخ اإلسالم المتقدم وقال‪ :‬فتأمل ما ذكره رحم‪1‬‬
‫القرص أفطر الصائم وأنه ال عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في األفق‪ ،‬فإذا عرفت هذا عرفت أنه‬
‫من نهي الناس عن األذان‪ ،‬وعن اإلفطار إال بعد ذهاب هذا الشعاع والحمرة الشديدة‪ ،‬فق‪11‬د نهى‬
‫عما أمر به رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وأمر بسلوك طريقة اإلرف‪11‬اض في ت‪11‬أخير األذان‬
‫والفطر إلى ظهور النجم وذهاب الحمرة‪ ،‬وقد أفصح رحمه اهلل بما يزيل اإلش‪11‬كال بقول‪11‬ه‪ :‬إذا‬
‫غاب جميع القرص فالحكم منوط بغيبوبة القرص جميعه ال بذهاب الحمرة الشديدة فإنه ال عبرة‬
‫بوجودها‪.‬‬
‫‪1‬ديث‬
‫‪1‬لم في الح‪1‬‬ ‫وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (‪ :)10/286‬يقول الرسول صلى اهلل علي‪1‬‬
‫‪1‬ه وس‪1‬‬
‫الصحيح‪" :‬إذا غابت الشمس من هاهنا يعني المغرب وطلع الليل من هاهنا يعني المشرق فق‪11‬د‬
‫‪1‬ة‬
‫‪1‬مس تغيب حقيق‪1‬‬
‫أفطر الصائم أو كما قال صلى اهلل عليه وسلم واتضح لنا بعد التبيان أن الش‪1‬‬
‫وبعدها بخمس أو بسبع دقائق يؤذن المؤذن لإلفطار على ميقات العجيري في الك‪11‬ويت‪ ،‬فه‪11‬ل‬
‫يجوز اإلفطار قبل المؤذن وبعد التحقق من مغيب الشمس؟‬
‫جواب ‪ :‬إذا تحقق الصائم غروب الشمس وإقبال الليل فقد حل له الفطر قال تعالى ‪( :‬ثم أتم‪11‬وا‬
‫‪1‬ا‬
‫الصيام إلى الليل)‪ ،‬وقال صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهن‪1‬‬
‫وغربت الشمس فقد أفطر الصائم" متفق على صحته‪ ،‬وبذلك يعلم أنه ال يعتبر ما خالف ذلك من‬
‫التقاويم كما أنه ال يشترط سماع األذان بعد تحقق غروب الشمس‪.‬‬
‫‪1‬رام (‪ :)3/210‬ه‪1‬‬
‫‪1‬ذه‬ ‫‪1‬وغ الم‪1‬‬
‫‪1‬اديث من بل‪1‬‬
‫قال الشيخ الفوزان كما في تسهيل اإللمام بفقه األح‪1‬‬
‫األحاديث في آداب الفطر وآداب السحور‪ ،‬أما الحديث األول فيقول النبي صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫"ال يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" فهذا فيه الحث على تعجيل الفطر إذا تحقق من غ‪11‬روب‬
‫‪1‬ؤذن على‬
‫‪1‬ذي ي‪1‬‬
‫‪1‬ماع األذان ال‪1‬‬
‫الشمس إما بالمشاهدة وإما بإخبار من يجوز العمل بقوله أو بس‪1‬‬
‫التوقيت المنضبط فيبادر باإلفطار‪.‬‬
‫وفي حديث آخر (قدسي) فإن اهلل عز وجل يقول‪( :‬أحب عبادي إلي أعجلهم فطرًا)‪ ،‬وقوله صلى‬
‫‪1‬ل‬
‫اهلل عليه وسلم‪" :‬ال يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" ألن تعجيل اإلفطار عمل بالسنة والعم‪1‬‬
‫بالسنة خير وتأخير اإلفطار مخالف لسنة ومخالفة السنة شر‪ ... ،‬و أيضًا تأخير الفطر فيه تشبه‬
‫باليهود فإن اليهود ال يفطرون حتى يمضي جزء من الليل حتى تشتبك النجوم وتشبه بهم أه‪11‬ل‬
‫الضالل من المنتسبين إلى هذه األمة فصاروا ال يفطرون إال إذا ظهر الظالم وظهرت النج‪11‬وم‬
‫فهذا فيه مخالفة لسنة النبي صلى اهلل عليه وسلم ألنه أخبر أن تعجيل الفطر يدل على خيرية هذه‬
‫األمة وأن تأخير الفطر فيه شر ومخالفة للسنة وتشبه باليهود‪.‬‬
‫‪1‬ادي إلي‬
‫‪1‬ول ‪( :‬أحب عب‪1‬‬
‫‪1‬ي‪ ،‬يق‪1‬‬
‫وفي الحديث الثاني‪ :‬أن اهلل – جل و عال – وهذا حديث قدس‪1‬‬
‫أعجلهم فطرا) فدل على أن اهلل تعالي يحب هذا العمل‪ ،‬ومفهومه أنه يك‪1‬ره س‪1‬بحانه من أخ‪1‬ر‬
‫‪1‬ل‬
‫اإلفطار‪ ،‬ففي هذا إثبات المحبة هلل‪ ،‬وأنه يحب العمل الصالح ويحب عباده الذين يعملون العم‪1‬‬
‫الصالح‪.‬‬
‫قال الشيخ زيد في األفنان الندية (‪ )3/170‬عند قوله الحافظ رحمه اهلل‪:‬‬
‫ال تؤخر لظهور األنجم‬ ‫‪000‬‬ ‫وبالغروب الفطرُ حلّ فاعلم‬
‫شرح ‪ :‬أي أنه بمجرد غروب الشمس يحل الفطر للصائم نصًا صريحًا يجب أن يعلم ويعمل به‪،‬‬
‫بل إن من حق الصائم أن يبادر باإلفطار فور غروب الشمس وال يجوز له تأخير اإلفطار حتى‬
‫‪1‬ك في‬
‫‪1‬لم بل‪1‬‬
‫يظهر له النجم كما صنع اليهود والنصارى اللذين وصفهم النبي صلى اهلل عيه وس‪1‬‬
‫الحديث الذي أخرجه أبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة بلفظ قال‪ :‬قال النبي صلى اهلل علي‪11‬ه‬
‫وسلم‪" :‬ال يزال الدين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر ألن اليهود والنصارى يؤخرونه‪ "... ،‬فه‪11‬ذه‬
‫النصوص تدل على مشروعية تعجيل الفطر عند غروب الشمس بدون تردد وال شكوك ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪1‬رح‬
‫‪1‬ام بش‪1‬‬
‫قال شيخنا العالمة أحمد النجمي كما في "تأسيس األحكام على ما صح عن خير األن‪1‬‬
‫أحاديث عمدة األحكام (‪ : ")3/257‬عن سهل بن سعد الساعدي رضي اهلل عنه أن رس‪11‬ول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم قال‪" :‬ال يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"‪.‬‬
‫المفردات ‪ :‬ال يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر‪ :‬الخيرية هنا متعلقة بتعجيل الفطر أي‪ :‬ماداموا‬
‫متصفين بتعجيل الفطر وممتثلين للسنة‪.‬‬
‫‪1‬ل‬
‫‪1‬نة وهي تعجي‪1‬‬
‫المعنى اإلجمالي‪ :‬يخبر النبي صلى اهلل عليه وسلم أن المحافظة على هذه الس‪1‬‬
‫الفطر بعد تيقن الغروب‪ ،‬هي السبب في خيرية من فعل ذلك من هذه األمة وهو تمسكهم بالسنة‬
‫التي ترك النبي صلى اهلل عليه وسلم عليها أمته و أمرهم بالمحافظة عليها‪.‬‬
‫فقه الحديث ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬يؤخذ منه أفضلية تعجيل الفطر على تأخيره‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬يؤخذ منه أن تأخير الفطر سوء أن كان التأخير إلى أن يظهر النجم أو إلى السحر أن‪11‬ه‬
‫‪ 1‬المأذون فيها‪.‬‬
‫خالف األفضل‪ ،‬إال إذا كان التأخير بنية المواصلة‬
‫‪1‬وم‪.‬‬
‫‪1‬ر النج‪1‬‬
‫‪1‬ؤخر إلى أن تظه‪1‬‬
‫‪1‬ر ينبغي أن ي‪1‬‬
‫‪1‬أن الفط‪1‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬فيه رد على الشيعة في قولهم ب‪1‬‬
‫رابعًا ‪ :‬يؤخذ منه أن المواصلة إلى السحر التي قال فيها النبي صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬فمن كان‬
‫منكم مواصالً فليواصل إلى السحر" أنها خالف األفضل وأن األفضل للمسلم الفطر عند الغروب‬
‫‪1‬ؤدي دوره في‬
‫‪1‬ة لكي ي‪1‬‬
‫والتسحر في وقت السحر‪ ،‬ليبقى اإلنسان محتفظًا بقوته الجسمية والعلي‪1‬‬
‫هذه الحياة فيكون نشيطًا في جميع الوظائف المتعلقة به‪.‬‬
‫عن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬إذا أقبل اللي‪11‬ل‬
‫من هاهنا‪ ،‬وأدبر النهار من هاهنا (وغربت الشمس) فقد أفطر الصائم"‪.‬‬
‫موضوع الحديث‪ :‬ما يكون اإلنسان به مفطرًا‪ ،‬أو ما يجوز به الفطر‪.‬‬
‫‪1‬ا"‬
‫المفردات ‪ :‬إذا أقبل الليل من هاهنا ‪":‬إذا" حرف شرط غير جازم وجملة "أقبل الليل من هاهن‪1‬‬
‫فعل الشرط‪ ،‬و"أدبر النهار" معطوف عليه‪.‬‬
‫قوله‪" :‬فقد أفطر الصائم" أي‪ :‬حل له الفطر بدخول وقته‪ ،‬أو قد أفطر حكمًا وإن لم يفطر شرعًا‬
‫وهو جواب الشرط‪.‬‬
‫المعنى اإلجمالي ‪ :‬علق النبي صلى اهلل عليه وسلم فطر الصائم على إقبال الليل إدبار النه‪11‬ار‪،‬‬
‫وذلك يكون بمغيب الشمس‪ ،‬أما لو وقعت الظلمة لسبب يندر وقوعه‪ ،‬فإنه ال يكون مفطرًا بذلك‪.‬‬
‫فقه الحديث ‪ :‬أخذ من هذا الحديث أن الفطر للصائم يكون بإقبال الليل وإدبار النهار وغ‪11‬روب‬
‫الش‪11‬مس وذل‪11‬ك مواف‪11‬ق لقول‪11‬ه تع‪11‬الى‪( :‬ثم أتم‪11‬وا الص‪11‬يام إلى اللي‪11‬ل) البق‪11‬رة ‪.187‬‬
‫‪1‬ا‬
‫‪1‬ل م‪1‬‬
‫وعلى هذا فإن رواية "وغربت الشمس" تكون مقيدة لإلقبال واإلدبار بالغروب‪ ،‬فلو حص‪1‬‬
‫يشبه الليل من الظلمة بتراكم سحاب أو وجود ريح أو ما أشبه ذلك‪ ،‬ففي هذه الحال‪11‬ة ال ينبغي‬
‫للصائم اإلفطار إال بعد أن يتيقن الغروب‪ ،‬و في وقتنا الحاضر فقد من اهلل على الناس بالساعات‬
‫التي تضبط الوقت‪ ،‬ويعرف بها حقيقة األوقات‪.‬‬
‫‪1‬ذا‬
‫‪1‬ر فعالً‪ ،‬إال أن ه‪1‬‬
‫وقد ذهب قوم إلى أن قوله‪" :‬فقد أفطر الصائم" أنه يفطر حكمًا ولو لم يفط‪1‬‬
‫‪1‬حابة إال‬
‫القول يضعف بأن النبي صلى اهلل عليه وسلم واصل ونهى عن الوصال فلما رأى الص‪1‬‬
‫أن يواصلوا واصل بهم يومين كالمنكل بهم‪ ،‬ثم رأوا الهالل‪ ،‬فلو كان من غربت عليه الش‪11‬مس‬
‫‪1‬ور أن‬
‫‪1‬ذلك ذهب الجمه‪1‬‬
‫أفطر حكمًا لما كان للوصال معنى ومن هذا يتبين ضعف هذا القول ك‪1‬‬
‫الفطر ال يكون إال بالفعل‪.‬‬
‫ومثل ذلك قول ابن عباس رضي اهلل عنه‪" :‬أن من طاف بالبيت فقد حل" يعني أن من كان قارنًا‬
‫‪ 1‬فإنه يعتبر قد حل من إحرامه وإن لم يح‪11‬ل‬
‫أو مفردًا‪ ،‬وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة‬
‫فعالً‪ ،‬وهذا خالف ما جرى عليه الجمهور الذين يعتبرون الحل بالحلق والتقصير بع‪11‬د كم‪11‬ال‬
‫‪1‬حيح ‪ -‬إن‬
‫‪1‬و الص‪1‬‬
‫الطواف والسعي فهذه المسألة شبيهة بتلك ومذهب الجمهور في المسألتين ه‪1‬‬
‫شاء اهلل – ألن النبي صلى اهلل عليه وسلم أمر من طاف وسعى ولم يسق الهدي بالتحلل فلو كان‬
‫‪1‬ل إن‬
‫مجرد الطواف والسعي لمن لم يسق الهدي حالً‪ ،‬ألخبرهم به النبي صلى اله عليه وسلم ب‪1‬‬
‫‪1‬ك‬
‫‪1‬اة‪ ،‬أولئ‪1‬‬
‫قوله في الذين استمروا على الصوم بعد أن أفطر إمامهم وأمرهم بذلك أولئك العص‪1‬‬
‫العصاة‪.‬‬
‫‪1‬ر وباهلل‬
‫‪1‬و لم يفط‪1‬‬
‫‪1‬ائم ول‪1‬‬
‫وقد اتضح ضعف قول من قال إن غروب الشمس يكون مفطرًا للص‪1‬‬
‫التوفيق‪.‬‬
‫‪1‬تنقع (‪)6/267‬‬
‫‪1‬ع على زاد المس‪1‬‬
‫‪1‬رح الممت‪1‬‬
‫‪1‬ه اهلل في الش‪1‬‬
‫‪1‬ثيمين رحم‪1‬‬
‫‪1‬يخ ابن ع‪1‬‬
‫‪1‬ال الش‪1‬‬
‫ق‪1‬‬
‫قوله ‪( :‬وتعجيل فطر) أي المبادرة به إذا غربت الشمس فالمعتبر غروب الش‪11‬مس ال األذان ال‬
‫سيما في الوقت الحاضر حيث يعتمد الناس على التقويم ثم يربطون التقويم بساعاتهم وس‪1‬اعاتهم‬
‫قد تتغير بتقديم أو تأخير فلو غربت الشمس وأنت تشاهدها و الناس لم يؤذنوا بعد فلك أن تفطر‬
‫ألن الرسول صلى اهلل عليه وسلم قال "إذا أقبل الليل من هاهنا وأشار إلى المشرق وأدبر النهار‬
‫‪1‬وي‪،‬‬
‫‪1‬النور الق‪1‬‬
‫‪1‬برة ب‪1‬‬
‫من هاهنا وأشار إلى المغرب‪ ،‬وغربت الشمس فقد أفطر الصائم" وال ع‪1‬‬
‫فبعض الناس يقول نبقى حتى يغيب القرص و يبدأ الظالم بعض الشيء فال عبرة بهذا بل انظر‬
‫إلى هذا القرص متى غاب أعاله فقد غربت الشمس وسن الفطر‪.‬‬
‫ودليل سنية المبادرة ‪ - :‬قوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬اليزال الناس بخير ما عجل‪11‬وا الفط‪11‬ر"‪،‬‬
‫وبهذا نعرف أن اللذين يؤخرون الفطر إلي أن تشتبك النجوم كالرافض‪11‬ة أنهم ليس‪11‬وا بخ‪11‬ير‪.‬‬
‫ويروى أن اهلل سبحانه وتعالى قال‪( :‬أحب عبادي إلي أعجلهم فطرًا) وذلك لما فيه من المبادرة‬
‫‪1‬اس‬
‫‪1‬ع الن‪1‬‬
‫‪1‬ريم يحب أن يتمت‪1‬‬
‫إلى تناول ما أحله اهلل عز وجل‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالي كريم‪ ،‬والك‪1‬‬
‫بكرمه‪ ،‬فيحب من عباده أن يبادروا بما أحل اهلل لهم من حين أن تغرب الشمس‪.‬‬
‫‪1‬ربت‬
‫‪1‬مس غ‪1‬‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬هل لي أن أفطر بغلبة الظن بمعني أنه إذا غلب على ظني أن الش‪1‬‬
‫فهل لي أن أفطر ؟‬
‫فالجواب ‪ :‬نعم‪ ،‬والدليل ذلك ما ثبت في صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رض‪11‬ي اهلل‬
‫‪1‬مس"‬
‫‪1‬لم‪ ،‬ثم طلعت الش‪1‬‬
‫‪1‬ه وس‪1‬‬
‫عنهما قالت‪" :‬أفطرنا في يوم غيم على عهد النبي صلى اهلل علي‪1‬‬
‫‪1‬اءً‬
‫ومعلوم أنهم لم يفطروا على علم بأنهم لو أفطروا على علم ما طلعت الشمس لكن أفطروا بن‪1‬‬
‫على غلبت الظن أنها غابت ثم أنجال الغيم فطلعت الشمس ‪.‬‬
‫وسئل شيخنا العالمة ربيع بن هادي المدخلي‪:‬‬
‫بعض الشباب يفطرون بمجرد الغروب وال ينتظرون سماع األذان وقد يتواجدون في المس‪11‬جد‬
‫ويحدثون نزاعًا وجداالً مع كبار السن فما نصيحتكم؟‬
‫فأجاب ‪ :‬هذا يحصل في الحرم وإال فين‪ ،‬أما الذي يفطر بمجرد غروب الشمس فه‪11‬ذا أص‪11‬اب‬
‫‪1‬ة‬
‫‪1‬دة وفتن‪1‬‬
‫‪1‬ذا مفس‪1‬‬
‫السنة والذي يتأخر عن ذلك يعتبر مخالفًا للسنة‪ ،‬لكن إذا كان يترتب على ه‪1‬‬
‫وخالفات ومشاكل قد تذهب أجر الصائمين فليوقف يتوقف ويتبع اناس وينشر الس‪11‬نة ويبينه‪11‬ا‬
‫األحاديث واضحة كان الرسول صلى اهلل عليه وسلم في سفر فقال لخادمه انزل فاج‪11‬دح لن‪11‬ا‪،‬‬
‫يعني يخلط الماء بإيش بالحاجات هذه بإيش‪ ،‬انا نتفكر بالسويق‪ ،‬اجدح لنا يعني يطلب الس‪11‬ويق‬
‫بالماء عليه الصالة والسالم‪ ،‬فقال إن عليك نهارًا قال انزل فاجدح لنا‪ ،‬قال إن عليك نهارًا ق‪11‬ال‬
‫انزل فاجدح لنا‪ ،‬فنزل فجدح للنبي عليه الصالة والسالم وهو خلط الماء بالسويق‪ ،‬الش‪11‬اهد‪ ،‬ال‬
‫‪1‬ا‬
‫‪1‬ة ومن ميزاته‪1‬‬
‫‪1‬ذه األم‪1‬‬
‫‪1‬رع له‪1‬‬
‫تزال هذه األمة بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور‪ ،‬فيش‪1‬‬
‫والفوارق بينها وبين اليهود والنصارى أنهم يعجلون الفطر ويؤخرون السحور‪ ،‬فهذه هي السنة‬
‫وينبغي أن تشاع‪.‬‬
‫‪1‬دين‬
‫وفي سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها قال الشيخ اإلمام محمد ناصر ال‪1‬‬
‫‪1‬ديث رقم (‪ " :)2081‬إذا‬
‫‪1‬ار الح‪1‬‬
‫األلباني رحمه اهلل معلقًا مراقبة غروب الشمس لتعجيل اإلفط‪1‬‬
‫‪1‬ر "‬
‫‪1‬مس أفط‪1‬‬
‫‪1‬ابت الش‪1‬‬
‫‪1‬د غ‪1‬‬
‫‪1‬ال‪ :‬ق‪1‬‬
‫‪1‬إذا ق‪1‬‬
‫‪1‬أوفى علي نش ‪1‬زٍ‪ ،‬ف‪1‬‬
‫‪1‬ر رجالً ف‪1‬‬
‫‪1‬ائما أم‪1‬‬
‫كان ص‪1‬‬
‫قلت وفي الحديث اهتمامه صلى اهلل عليه وسلم بالتعجيل باإلفطار بعد أن يتأكد صلى اهلل علي‪11‬ه‬
‫وسلم من غروب الشمس‪ ،‬فيأمر من يعلو مكانا مرتفعا‪ ،‬فيخبره بغروب الشمس ليفطر صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وما ذلك منه إال تحقيقا منه لقوله صلي اهلل عليه وسلم‪" :‬ال يزال الناس بخ‪11‬ير م‪11‬ا‬
‫عجلوا الفطر‪.‬‬
‫وإن من المؤسف حقًا أننا نرى الناس اليوم‪ ،‬قد خالفوا هذه السنة‪ ،‬فإن الكث‪11‬يرين منهم ي‪11‬رون‬
‫‪1‬اهلين‪:‬‬
‫‪1‬د‪ ،‬ج‪1‬‬
‫‪1‬معوا أذان البل‪1‬‬
‫‪1‬تى يس‪1‬‬
‫‪1‬رون ح‪1‬‬
‫‪1‬ك ال يفط‪1‬‬
‫‪1‬ع ذل‪1‬‬
‫‪1‬أعينهم‪ ،‬وم‪1‬‬
‫غروب الشمس ب‪1‬‬
‫أوالً‪ :‬أنه ال يؤذن فيه على رؤية الغروب‪ ،‬وإنما على التوقيت الفلكي‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن البلد الواحد قد يختلف الغروب فيه من موضع إلى آخر بسبب الجبال والوديان‪ ،‬فرأينا‬
‫‪1‬معوا‬
‫‪1‬رب‪ ،‬ألنهم س‪1‬‬
‫ناسًا ال يفطرون وقد رأوا الغروب! آخرين يفطرون والشمس بادية لم تغ‪1‬‬
‫األذان! واهلل المستعان!‬
‫وفي الحديث اآلخر‪ :‬التعجيل بأذان المغرب الحديث رقم (‪" :)2245‬إذا أذنت المغرب فاحدرها‬
‫مع الشمس حدرا"‬
‫‪1‬إن داري‬
‫قال رحمه اهلل معلقًا ‪ :‬قلت ‪ :‬وهذه من السنن المتروكة في بالد الشام‪ ،‬ومنها عمان‪ ،‬ف‪1‬‬
‫في جبل همالن من جبالها‪ ،‬أرى بعيني طلوع الشمس وغروبها‪ ،‬وأسمعهم يؤذنون للمغرب بعد‬
‫غروب الشمس بنحو عشر دقائق‪ ،‬علمًا بأن الشمس تغرب عمن كان في وسط عمان ووديانه‪11‬ا‬
‫‪1‬و‬
‫‪1‬ا بنح‪1‬‬
‫قبل أن تغرب عنا! وعلى العكس من ذلك فإنهم يؤذنون لصالة الفجر قبل دخول وقته‪1‬‬
‫نصف ساعة فإنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬
‫‪ #‬ما هو وقت‬
‫وفي سلسلة الهدى والنور للشيخ األلباني رحمه اهلل الشريط رقم ‪ 319‬السؤال ‪:6‬‬
‫‪1‬وة؟‬
‫‪1‬ور من بعض اإلخ‪1‬‬
‫‪1‬ل الفط‪1‬‬
‫‪1‬ل تعجي‪1‬‬
‫اإلمساك واإلفطار‪ ،‬وكيف يتم تجنب المفاسد من أج‪1‬‬
‫الشيخ ‪ :‬وين‪ ¹‬التمر يا‪ ،‬وين يونس‪ ،‬نحن استعجلنا برؤية الشمس‪ ،²‬الشيخ‪ ،‬لما يجيء‪ ،‬أنا أري‪11‬د‬
‫اآلن بهذه المناسبة أن أذكر إخواننا الذين يقيمون في هذه األرض المشرفة المطلة على غ‪1‬روب‬
‫الشمس وربما أيضًا على طلوع الفجر وعلى شروق الشمس أن يراعوا التوقيت الش‪11‬رعي‪ ،‬وال‬
‫يراعوا التوقيت الفلكي‪ ،‬اآلن الساعة السادسة تمامًا فنستطيع أن نقول أنه قد حل اإلفطار بغروب‬
‫الشمس‪ ،‬والساعة السادسة تمامًا‪ ،‬انتظروا اآلن األذان سيمضي ربع س‪11‬اعة من ال‪11‬وقت وق‪11‬د‬
‫تسمعونه وقد ال تسمعونه إال بعد الربع‪.‬‬
‫تدخل أحد تالمذة الشيخ بأنه في التسع والعشرون من رمضان‪ ...‬ثم تدخل آخر بقول‪11‬ه‪" :‬لع‪11‬ل‬
‫الواحد بيقول هذا جبل أمامنا ليس فيه وراء عرصات الجبل هون فيه دور وبي‪11‬وت وأع‪11‬راس‬
‫الجبل لسا ما غربت عندهم‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬إي نعم ولي بعد ‪ 1000‬كم ماذا يفعلون‪.‬‬
‫التلميذ‪ :‬نفس اإلشي‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬نفس اإلشي‪ ،‬كما نعلمون‪ ³‬األرض كروية‪.‬‬
‫تدخل أحد الجالسين‪ :‬معناها لبكرة نفطر‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬نعم‪ ،‬أه‪.‬‬
‫تدخل السائل‪ :‬وهل "يخرج الليل من هاهنا" حديث؟‬
‫وهنا تستطيعون أن تتمثلوا وأن تفهموا جيدًا ذلك الحديث الذي جاء في الصحيحين وأهل المدن‬
‫‪1‬ا‬
‫ال بتيسر لهم أن يفهموه فهمًا عمليًا ذلك هو قوله عليه الصالة والسالم "إذا أقبل الليل من هاهن‪1‬‬
‫وغربت الشمس فقد أفطر الصائم" اآلن أنظروا هنا نور من هنا ذلك ألن النهار يدبر من هاهنا‪،‬‬
‫والليل يقبل من هاهنا فالرسول عليه الصالة والسالم‪ ،‬وقت اإلفطار للصائم وسواء كان هذا في‬
‫رمضان وفي غير رمضان ووقت المغرب بغروب الشمس وباجتماع ثالث صور أو ص‪11‬فات‬
‫‪1‬ل من‬
‫‪1‬واد اللي‪1‬‬
‫وهي قوله عليه الصالة والسالم‪" :‬إذا أقبل الليل من هاهنا" انظروا كيف يقبل س‪1‬‬
‫هاهنا‪" ،‬وأدبر النهار من هاهنا"‪ ،‬أيضا الضوء‪ ،‬ضوء النهار يدبر ويولي من هاهنا " وغ‪11‬ربت‬
‫الشمس فقد أفطر الصائم "‪ ،‬هنا يرد شبهة خاصة في بعض المدن‪ ،‬يقولون االحتياط جيد‪ ،‬نقول‬
‫االحتياط غير الوسوسة‪ ،‬و غير تعمد مخالفة الشريعة‪ ،‬الشرع جاء على لسانه علي‪11‬ه الص‪11‬الة‬
‫والسالم قوله الصحيح الصريح‪" :‬ال تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر" ‪ ...‬جاء في ح‪11‬ديث في‬
‫‪1‬يخ‬
‫صحيح البخاري أن النبي صلى اهلل عليه وسلم كان في سفر لما غربت الشمس (ثم ذكر الش‪1‬‬
‫الحديث المعروف) حتى قال الراوي‪ :‬لو أن أحدنا ركب ناقته لرأى الشمس‪ ،‬يعني لو ارتفع قليالً‬
‫لرأى الشمس‪ ،‬فإذًا هنا االحتياط ضد الشرع خالف الشرع‪ ،‬المهم أن يتأكد المسلم من غ‪11‬روب‬
‫الشمس بطريقة أو بأخرى‪ ،‬و أقوى هذه الطرق هي الرؤية العينية وبعدها الخبر الصحيح ممن‬
‫رأى الشمس‪.‬‬
‫أما اآلن فال شيء من ذلك إطالقًا‪ ،‬إال التوقيت الفلكي وهذا التوقيت الفلكي كرؤية الهالل الفلكية‬
‫كالهما يخالف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فكما ال يجوز الدخول أو إثبات هالل رمضان بعلم الفلك إال‬
‫‪1‬ة‬
‫بالرؤية العينية كذلك ال يجوز إثبات وقت اإلفطار أو أي وقت من األوقات الخمسة إال بالرؤي‪1‬‬
‫البصرية‪ ،‬هذه ذلك حكم اهلل وتلك حدود اهلل فال تعتدوها وبسم اهلل‪.‬‬
‫تدخل التلميذ بإشكاله على قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المص‪11‬الح‪ ،‬أي أن بعض الن‪11‬اس‬
‫‪1‬رة‬
‫يعني اعتادوا على غير ذلك‪ ،‬يعني الخروج عن المألوف شيء صعب‪ ،‬فمصادة هؤالء مباش‪1‬‬
‫كما سئل بعض األخوة‪ ،‬كيف تنصحونهم؟‬
‫الشيخ‪ :‬بنشر العلم الصحيح‪ ،‬واهتبال الفرص كهذه الفرصة‪.‬‬
‫التلميذ‪ :‬بارك اهلل فيكم‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬افطروا يا إخواننا‪.‬‬
‫سائل آخر‪ :‬حديث الذي ركب على الناقة‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬في البخاري‪.‬‬
‫سائل‪ :‬واحد في واد‪ ...‬في جبل عشرات األمتار؟‬
‫الشيخ‪ ... :‬الساعة مثالً ‪ 6‬كما قلنا يتأخر دقيقة أو دقيقتين‪ ،‬ألن تنقل الوقت ال يزيد على الدقيقة‪،‬‬
‫فإذا أفطرنا أمس على غروب الشمس الساعة ‪ 6‬واليوم مثالً فيه غمام هنا فالساعة ‪ 6‬ودقيقة أو‬
‫ودقيقين نفطر أما اآلن من الذي يؤخر الناس على اإلفطار حتى يسمع األذان على أي أس‪11‬اس‬
‫يؤذن‪ ،‬على التوقيت الفلكي‪ ،‬ونحن شاهدنا بأعيننا وقائع متنافرة‪ ،‬مرة كنا في ناعور منذ سنتين‬
‫‪1‬رى‬
‫‪1‬نة أخ‪1‬‬
‫‪1‬د وفي س‪1‬‬
‫أو أكثر‪ ،‬ولي أول مرة نرى الشمس تغرب مع األذان اللي بيسموه موح‪1‬‬
‫وكذلك ندخل المسجد الذي في ناعور واألذان يؤذن أي الموحد ولسا الشمس ما غربت‪ " ،‬نراها‬
‫‪1‬وارق‪ ،‬ومن العجب أن من‬
‫بأعيننا "هذا من شؤم التوقيت الفلكي‪ ،‬ألن هذا التوقيت ال يراعي الف‪1‬‬
‫وضع الرزنامة هذه‪ ،‬ينبهون بضرورة مراعاة الفوارق هذه‪ ،‬لكن من هو الذي يراعيها‪ ،‬الخاصة‬
‫ال يراعونها‪ ،‬فما بال العامة‪ ،‬وهتان صورتان متنافرتان تمامًا في قرية‪ ،‬فإذا يجب إعادة األذان‬
‫الشرعي وهو أن يكون لكل مسجد أذانه وأن يكون المؤذن ليس موظفًا فقط كأي موظف فق‪11‬ط‬
‫‪1‬الة‬
‫‪1‬ؤذن لص‪1‬‬
‫‪1‬تي ي‪1‬‬
‫كأي موظف في أي دائرة‪ ،‬بل أن يكون عنده شيء من الفقه بالمواقيت‪ ،‬م‪1‬‬
‫‪1‬ع‬
‫‪1‬اء‪ ،‬م‪1‬‬
‫الفجر‪ ،‬متي يؤذن لصالة الظهر‪ ،‬متي يؤذن العصر‪ ،‬متي يؤذن المغرب‪ ،‬وهكذا العش‪1‬‬
‫األسف المؤذنون اليوم ال يفقهون شيء من هذه األحكام ألنه ذل‪11‬ل لهم األم‪11‬ر ب‪11‬زعمهم على‬
‫التوقيت الفلكي‪ ،‬وانتهى األمر‪ ،‬بينما يختلف كما يقولون األرض تختلف بالشبر بالتوقيت‪ ،‬تختلف‬
‫كذلك‪ ،‬فمن في الوادي تغرب الشمس عنه قبل أن تغرب عن من في رأس الجبل‪ ،‬فيا ترى‪ ،‬هل‬
‫ينتظر من في الوادي خبر آذان من كان على رأس الجبل‪ ،‬أو العكس؟ ال‪ ،‬لكل وقته الذي حدده‬
‫الشرع له‪ ،‬وين أبو مالك‪ ،‬أسمعنا بارك اهلل فيك‪ ،‬أسمعنا ما عندك‪... ،‬‬

You might also like