Professional Documents
Culture Documents
ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق
ﺑﻌﻧوان:
ﻧﺘﻮﺟﻪ ﺑﺸﻜﺮﻧﺎ وﺣﻤﺪﻧﺎ اﻟﻰ اﷲ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻘﺪﻳﺮ اﻟﺬي ﺳﺪد ﺧﻄﺎﻧﺎ وأﻟﻬﻤﻨﺎ اﻟﺼﺒﺮ ﻟﻴﺨﺮج ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ
أﻫﺪي ﺛﻤﺮة ﻫﺬا اﻟﻤﺠﻬﻮد اﻟﻰ روﺣﻲ واﻟﺪي وواﻟﺪﺗﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻌﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ،وأﺳﺄل اﷲ
ﻛﻤﺎ أﻫﺪي ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ إﻟﻰ زوﺟﺘﻲ اﻟﺘﻲ ﻻزﻣﺘﻨﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﻬﻮد ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻬﺎ وﻧﺼﺎﺋﺤﻬﺎ وﺗﺸﺠﻴﻌﻬﺎ
ﻛﻤﺎ أﺗﻘﺪم ﺑﺠﺰﻳﻞ اﻟﺸﻜﺮ اﻟﻰ أﺧﻮاﻟﻲ وﺧﺎﻟﺘﻲ وﺟﻤﻴﻊ زﻣﻼﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ واﻟﻌﻤﻞ
ﻣﻘدﻣﺔ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻧﻘل ﻣن أﺑرز ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻹدارة ﻓﻲ أي وﻗت ﺗﺷﺎء ﻓﻲ
ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم دون أن ﺗﻛون ﻟرﻏﺑﺔ اﻟﻣوظف أي اﻋﺗﺑﺎر ﻟدﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﻠك
اﻟﺳﻠطﺔ ﻷن اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻪ ﻧظﺎﻣﺎً أن اﻹدارة ﻫﻲ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق وﺗﻧظﯾم ﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﺟﻬﺎز وأن ﻣن ﺣﻘﻬﺎ ﺗﻘدﯾر اﺳﺗﺧدام ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﺗﻰ دﻋت إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺣﺎﺟﺔ دون أن ﺗﺧﺿﻊ
ﻷي رﻗﺎﺑﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ،وﻟﻛﻲ ﯾﻛون ﻗرار اﻟﻧﻘل ﻣﺷروﻋﺎً ،ﯾﺟب أن ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻌﻣل ﻓﺈذا ﺧﺎﻟﻔت اﻹدارة ﻫذﻩ اﻟﻐﺎﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﯾﻠﻐﻲ ﻗرارﻫﺎ اﻟﻣﺷوب ﺑﻌﯾب ﺳوء
اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ،و ﯾﺟب اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻣوظف ﺑﺎﻹدارة ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ
ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أو ﻻﺋﺣﯾﺔ وﯾﺧﺿﻊ اﻟﻣوظف ﻟﻣﺎ ﺗﺻدرﻩ اﻹدارة ﻣن ﻗ اررات وﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻌﻣل وﺗﻧظﯾﻣﻪ،وﻟﻛن أﺣﯾﺎﻧﺎً ﻗد ﺗﻠﺟﺄ اﻹدارة وﻫﻲ ﺑﺻدد ﻣؤاﺧذة اﻟﻣوظف
اﻟﻣﺧﺎﻟف إﻟﻰ ﻧﻘﻠﻪ ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻛﺎﻧﯾﺎً أو ﻧوﻋﯾﺎً ﻣﺗذرﻋﺔ ﺑﺄن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺗطﻠب ذﻟك
ﻻ اﻟﻘﺑول ﺑﻪ،
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣﺑطﻧﺔ وﻟﯾس أﻣﺎم اﻟﻣوظف اﻟﺿﻌﯾف إ ّ
ٕواﻻّ ﺗﻌرض ﻟﻠﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ أو طﻲ ﻗﯾدﻩ إذا اﻧﻘطﻊ ﻋن ﻋﻣﻠﻪ اﻟﻣدة اﻟﻧظﺎﻣﯾﺔ.
ﻻ ﺷك أن ﻋﺑﺎرة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﺳﻊ وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾﯾدﻩ ﺑﺿواﺑط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺣﻛم
ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﻓﺎت اﻹدارة ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺷروﻋﺔ أم ﻻ ،ﻓﺈﺛﺑﺎت ﻋﯾب اﻻﻧﺣراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ﯾﻌد ﻣن
اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﺻدر اﻟﻘرار ﺗﻘﺑﻊ
داﺧﻠﻪ ﺑﺧﻼف اﻟﻌﯾوب اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻬل اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ،ﻓﺿﻼً ﻋن أن اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﯾﻛون ﺑﻌﯾداً ﻋن ﻣﺟرﯾﺎت اﻷﻣور داﺧل ﻣﺣﯾط اﻹدارة ﻣﺻدرة اﻟﻘرار واﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﺗﺣﺗﻔظ
ﺑﺄﺳﺑﺎب ﺻدورﻩ
1
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ٕواذا ﻛﺎﻧت اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ أن اﻹدارة وﻫﻲ ﺗﻣﺎرس ﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ أن ﺗﺿﻊ ﻧﺻب ﻋﯾﻧﯾﻬﺎ
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ دون أي أﻏراض أﺧرى ،ﻓﺈن ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﺗﺟﺎﻓﻲ ﺑﻬﺎ اﻹدارة ﺗﻠك
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف أﺧرى ﻟﯾس ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ،وأﻗرب اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك
ﻓﺈذا أرادت اﻹدارة ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣوظف ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻرﺗﻛﺎﺑﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﻣﻘﯾدة
واﻟﺗﻧﻘﯾب ﻋن اﻟﻣﻘﺎﺻد اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﺗﺟدﻫﺎ إﻣﺎ ﺑﻘﺻد اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣﻧﻪ أو اﻟﺳﺧط
ﻋﻠﯾﻪ أو ﻣﺣﺎﺑﺎة اﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ذﻟك اﻟﻣوظف اﻟﺿﻌﯾف اﻟذي ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟوﻗوف ﻓﻲ
اﻟﻧظﺎﻣﯾﺔ ﻓﯾﺟب إﻟﻐﺎؤﻩ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،ﻷن ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻛﻌﻘوﺑﺔ ﻣﻣﻛن أن
ﻼ ﻋن ذﻟك
ﺗﺳﻲء إﻟﻰ ﺳﻣﻌﺗﻪ وﻣﻛﺎﻧﺗﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻧﻔﺳﯾﺗﻪ وﻗد ﺗﺻﯾﺑﻪ ﺑﺎﻹﺣﺑﺎط ﻓﺿ ً
ﻓﺈن ﺗﻧﻔﯾذ ﻗرار اﻟﻧﻘل ﺛم اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﺳﺗﻘرار اﻟوﺿﻊ اﻷﺳري
ﻟﻠﻣوظف ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم اﺳﺗﻘ اررﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟوظﯾﻔﻲ ﻓﺿﻼً ﻋن اﻟﻣﺷﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛﺑدﻫﺎ اﻟﻣوظف
اﻟﻣﻧﻘول ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﺋﺗﻪ وﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻌﻣل،وﻛﻣﺎ أﺷرت ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﻓﺈن ﺻﻌوﺑﺔ
إﺛﺑﺎت اﻻﻧﺣراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ أن أﻏﻠب ﻗ اررات اﻟﻧﻘل ﺗﺻدر وﻫﻲ ﻣذﯾﻠﺔ ﺑﻌﺑﺎرة ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻬﻧﺎك ﻓرﺿﯾﺔ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن ﻛل ﻗرار إداري ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ
أﺳﺑﺎب ﻣﺷروﻋﺔ ،وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾدﻋﻲ اﻟﻌﻛس إﺛﺑﺎت ﻓﺳﺎد ﺗﻠك اﻷﺳﺑﺎب،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ
وﺟود ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن ﺳﺑب ﺻدور اﻟﻘرار واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻧﻪ ﻓﺈذا أﺛﺑت اﻟﻣدﻋﻲ أن اﻟﻘرار ﻗﺎﺋم
2
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﺗﺗﻠﺧص اﻟدواﻓﻊ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻻﺧﺗﯾﺎر ﻫذا اﻟﻣوﺿوع و ﻫذا ﻟﻺطﻼع أﻛﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ
-ﻗدرة اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﺣﯾث أﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﺎﻟﻌﺔ ﻟﻠﻣراﺟﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺑﯾن
أﻧﻪ ﻻ ﺗوﺟد ﻣراﺟﻊ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻣﺗﺧﺻص ﺗﺧﺻﺻﺎ ﻣﺑﺎﺷ ار ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع .
-إﺛراء اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ ﺑﺑﺣث ﺟدﯾد ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول ﺑﺎﺣﺛﯾن آﺧرﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻹﻧﺟﺎز دراﺳﺎت
ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺟﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻛوﻧﻪ ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻣوﺿوﻋﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻧﺎول ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻣن ﻗﺑل ،
ﻟذﻟك ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣوﺿوع اﻟﻧﻘل ﻣن ﻣﻣﯾزات و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ طﺎﺑﻌﻪ اﻟﻌﻣﻠﻲ و
-اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘل ،و اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘل.
-اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻋﻣﻠﯾﺔ
-إﻟﻘﺎء اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗوﺻل إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﻘل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻟﺟزاﺋري.
-ﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﺗوﺛﯾق اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺳن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌزز اﻟﻣرﻛز
3
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻛﯾف ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﺟراءات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم وﻣﺎ ﻛﻔﻠﻪ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت؟
-4اﻟﻣﻧﻬﺞ
اﻟوﺻﻔﻲ ﻟﻠﺗﻌرض ﻟﻛل اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘل ،و اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﺿﻣون
اﻟذي ظﻬر ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾل ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ
-5اﻟﻬدف ﻣن اﻟدراﺳﺔ
إن أي ﺑﺎﺣث ﯾﻘوم ﺑﺑﺣث ﻋﻠﻣﻲ ﻓﻲ أي ﻣﺟﺎل ﻛﺎن ،ﻻﺑد أن ﯾﻛون ﻟﻪ ﻫدف أو
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻫداف اﻟﻣﺣددة ﯾرﺟو ﺑﻠوﻏﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺑﺣﺛﻪ ،و ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ ﻣوﺿوع
اﻟﻧﻘل ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺧدﻣﺔ و دورﻩ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن أداء اﻟﻣوظف اﻟﻣﻧﻘول
ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗوظﯾف ،و ﻓﻲ ﺿوء اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧظرﯾـ ــﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ
و ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ ﻣوﺿوع اﻟﻧﻘل و أﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟوظﯾﻔﻲ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﺈﻧﻧﺎ
-ﺗوﺿﯾﺢ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘل ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و دورﻩ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن أداء اﻟﻣوظف ﻓﻲ
4
ﻣﻘﺪﻣﺔ
-ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﺣﻘوق و اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ اﻟﻣوظف اﻟﺗﻲ ﺗم ﻧﻘﻠﻪ .
-6اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﻟم ﻧﺟد ﺧﻼل اﻟﺑﺣث و اﻟدراﺳﺔ ﻣراﺟﻊ و ﻛﺗب ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺗﺧﺻﺻﺎ ﻣﺑﺎﺷ ار ﻓﻲ
ﻣوﺿوع اﻟﻧﻘل و ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري و ﻟﻛن ﻗد وﺟدﻧﺎ دراﺳﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أﻫﻣﻬﺎ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻟﻠطﺎﻟب ﺳﯾد ﺳﻌﯾد ،ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺻوص اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة 1990ﯾﺣﻲ ﻗﺎﺳم ﻋﻠﻲ ﺳﻬل ﻓﺻل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻬﺔ
اﻟﺟزاﺋر 2005ﺑوﺟﺎﺑر ﻋﻣر اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري
ﺗزي وزو 2011وﺑﻌض رﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻣﻧﻬﺎ اﻟطﺎﻟب ﻋﻣر ﻓﺎﺧر ﻋﺑد اﻟرزق ،ﺣق
-7اﻟﺻﻌوﺑﺎت
-ﻗﻠﺔ اﻟﻣؤﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﺻدور اﻷﻣر 03-06
-ﺻﻌوﺑﺔ اﻗﺗﻧﺎء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن اﻟﻛﺗب و اﻟﻣؤﻟﻔﺎت ﺣﯾث أﻧﻪ ﺗﻣت اﻹﺷﺎرة ﻟﻪ ﻣن اﻟﻌدﯾد
ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر رﻏم أﻧﻪ ﯾﺣﺗل ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﻣﯾزة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ
-ﻋدم وﺟود رﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر واﻟدﻛﺗوراﻩ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣوﺿوع اﻟﻧﻘل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري.
5
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟﻧﻘل ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣوظف ﻣن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻓﻲ
ﻧﻔس ﻣﺳﺗواﻫﺎ أو أﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧﻘﻼً ﺑﺗرﻗﯾﺔ ،وﻗد ﯾﻛون اﻟﻧﻘل ﻟﻠﻣوظف
اﻟﻣﺷﻣول ﺑﻧظﺎم إﻟﻰ ﻧظﺎم آﺧر وﻓق ﺿواﺑط وﺷروط ﻣﺣددة ﺳواء ﻛﺎن اﻟﻧﻘل ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺔ أو
ﺧﺎرﺟﻬﺎ ،وﻟﻠﻧﻘل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿواﺑط ﻣن أﻫﻣﻬﺎ وﺟود وظﯾﻔﺔ ﺷﺎﻏرة ﺗﻧطﺑق ﺷروط ﺷﻐﻠﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣراد ﻧﻘﻠﻪ إﻟﯾﻬﺎ وﻋدم وﺟود ﻣﺳﺗﺣق أو ﻣؤﻫل ﻟﻠﺗرﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣراد ﻧﻘﻠﻪ ﻟﻬﺎ ،وﻋدم
ﺟواز ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻣرﻗﻰ ﻣن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ رﻗﻲ إﻟﯾﻬﺎ إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻗﺑل ﻣﺿﻲ ﺳﻧﺔ
ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ ﻷﻋﻣﺎل اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣرﻗﻰ ﻟﻬﺎ .وﻟﻠﻧﻘل أﺣﻛﺎم وﻗواﻋد ﻻ ﺑد ﻣن
ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻧد اﻟﺗطﺑﯾق .وﻫﻧﺎك وظﺎﺋف ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻬﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘل ﻣﻧﻬﺎ واﻟﯾﻬﺎ دون
اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻣﻊ و ازرة اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﺗﺷﻣل ﻣﺎﺋﺔ واﺛﻧﺗﯾن وﺗﺳﻌﯾن ﺳﻠﺳﻠﺔ وظﯾﻔﯾﺔ.
وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﺎوﻟﻪ ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻣن ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻘل وأﻧواﻋﻪ وﺷروطﻪ واﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻪ
6
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺳﻧﻰ ﻟﻧﺎ اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻣﻔﻬوم ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻻﺑد ﻟﻧﺎ ﻣن اﻟﺗطرق ﻟﻌدة
ﻋﻧﺎﺻر ﻛﺄﻫﻣﯾﺔ إﺟراء ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم و اﻟدواﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﺿرورﯾﺎ ،و ﻛذا ﻣﻌﻧﺎﻩ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ و اﻟﻔﻘﻬﻲ و اﻟﺻور اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺧذﻫﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻻﺑد ﻟﻧﺎ ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺿواﺑط
ﺗﻌود ﻣﺑررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،إﻣﺎ إﻟﻰ أﺳﺑﺎب ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣوظف ،ﺣﯾث ﯾطﻠب
ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻘرب ﻣن اﻟﺳﻛن ،أو ﻟﻌد وﺟود ﻋﻼﻗﺔ طﯾﺑﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻌﻧﻲ
ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم وﺑﯾن اﻹدارة ،أو ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﻓرص ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﻘدم اﻟوظﯾﻔﻲ ،أﻣﺎ اﻟﺳﺑب
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻘد ﯾﻛون رﻏﺑﺔ اﻹدارة ﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻛﺗﻐﯾﯾر ﺣﺟم اﻟوظﯾﻔﺔ ،أو ﺗوﺳﯾﻊ ٕواﻧﺷﺎء
أﻗﺳﺎم أﺧرى أو أي ﺳﺑب أﺧر ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻋﺎدة اﻟﺗﻧظﯾم ،أﻣﺎ اﻟﺳﺑب اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻘد ﯾﻛون
ﺗدرﯾب اﻟﻣوظﻔﯾن وﺗﻌرﯾﻔﻬم ﺑﻣﺟﺎﻻت اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺳﺑب ،وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻧﻘل أن ﯾﻛون
ﻣؤﻗﺗﺎ وﻟﻔﺗرات ﻗد ﺗﻘﺻر ﻟﻐﺎﯾﺔ أﺳﺑوع أو ﺷﻬر أو ﺗﺻل وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺗﺣﻣل ﺟﻬﺎت اﻟوظﯾﻔﺔ
ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣوظف ﻣن ﻣﺣل إﻟﻰ أﺧر وﯾﺻل اﻷﻣر إﻟﻰ ﺗﺄﻣﯾن ﺳﻛن ﻣﻧﺎﺳب ﻟﻪ
وﺧﺎﺻﺔ ﻟﻺدارﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ،و ﯾﻬدف ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻼﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺣﺎﺟﺎت
اﻟوظﯾﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر ﻣواﻗﻊ اﻟﻣوظﻔﯾن ٕواﺿﻔﺎء اﻟﺣرﻛﺔ واﻟﻣروﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوظﺎﺋف وﺷﺎﻏﻠﯾﻬﺎ،
ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ واﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﻌﺎ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﻌﻲ ﻫو ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗوﻓﯾق ﺑﯾن رﻓﻊ
1
-د/ﻣﺣﻣد ﻓؤاد ﻣﻬﻧﺎ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺷﺎﻋر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1983 ،ص .351
7
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
-4ﺗﻔﺎدي ﺑﻌض اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟوظﯾﻔﺔ ﻛﻌدم اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن ﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن ورؤﺳﺎﺋﻬم أ و
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻧﺣﺎول ﺗﺣدﯾد ﻣدﻟول اﻟﻧﻘل و ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﯾﻌرف ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻐﺔ ﺑﺄﻧﻪ إﻟﺣﺎق اﻟﻣوظﱠف ﺑوظﯾﻔﺔ ﻏﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﺑﻬﺎ أو
ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن ﻋﻣﻠﻪ إﻟﻰ ﻋﻣل أﺧر،ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن
أﺳﺑﺎب ﻫذا ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم أو اﻟطرف اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻪ ،و ﻗد ﻗدم اﻟﻔﻘﻪ ﻋدة ﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻧﻘل
"ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟوظﯾﻔﻲ ﻫو ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن وظﯾﻔﺔ إﻟﻰ أﺧرى ،ﺳواء أﻛﺎن
ﻫذا ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻛﺎدر ،أو ﻛﺎدر أﺧر ،ﺳواء أﻛﺎن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم إﻟﻰ
وظﯾﻔﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوظﯾﻔﺔ أو إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ درﺟﺗﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .1و ﻗد ﺟﺎء ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﺷﺎﻣﻼ
ﻟﻣﺧﺗﻠف ﺻور ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ أو ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،إﻻ
أﻧﻪ ﻟم ﯾوﺿﺢ آﻟﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم و ﻻ اﻟﺟﻬﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﯾﻪ.
1
-د/ﻣﺣﻣد ﻓؤاد ﻣﻬﻧﺎ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.355
8
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
"ﯾﻘﺻد ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف ،أن ﺗﺳﺗﺑدل ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻪ ،وظﯾﻔﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻧﻔس
1
اﻟﻧوع واﻟدرﺟﺔ،ﻋﺎدة ،ﻓﻲ إدارة أﺧرى".
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ،ﻓﻠم ﯾﻘدم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ ﻟﻠﻧﻘل ﺑل
اﻗﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎول أﺣﻛﺎﻣﻪ ف اﻟﻣواد 51و ﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻷﺳﺎﺳﻲ 59-85
ﺗﻧﻘﻼت ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ﺑﻌد أﺧذ رأي اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء وﺗﻌطﻰ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ رأﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻘواﺋم اﻟدورﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎﻻت وﻗت إﻋدادﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻹدارات واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود اﻟﻘواﺋم اﻟدورﯾﺔ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎل ﯾﺟوز
ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻻطﻼع.
وﻗﯾﻣﺗﻬم اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ و أﻗدﻣﯾﺗﻬم وﺣﺎﻟﺗﻬم اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ واﻷﺳﺑﺎب اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف وزوﺟﺗﻪ وأوﻻدﻩ،
وذﻟك ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ ﺗطﻠﺑﻪ ﻓﺎﺋدة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺟوز أن ﺗﻘرر اﻻﻧﺗﻘﺎﻻت ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻋﻧد ﻣﺎ
ﺗﺗطﻠب اﻟﺿرورة اﻟﻣﺻﻠﺣﯾﺔ ذﻟك وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب أﺧذ رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ
3
اﻷﻋﺿﺎء وﻟو ﺑﻌد اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار.
1
-د/ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1983 ،ص.244
2
-اﻟﻣرﺳوم 59-85اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﻣﺎرس ،اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻹدارات
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
3
-ﻣﺣﻣد أﻧس ﻗﺎﺳم ﺟﻌﻔر ،ﻣذﻛرات ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،1989 ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
اﻟﺟزاﺋر ،ص.166
9
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
وﻋﻣوﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول أن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻫو إﺟ ارء إداري ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻋن طرﯾق ﻗرار إداري ﺑﻬدف ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن وظﯾﻔﺗﻪ إﻟﻰ
وظﯾﻔﺔ أﺧرى داﺧل أو ﺧﺎرج اﻹدارة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ ،ﯾوازي أو ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﻣﻧﺻﺑﻪ ،إﻣﺎ
إن اﻟﻣﻔﻬوم اﻷﻛﺛر ﺗﻘﺎرﺑﺎ ﻣﻊ اﻟﻧﻘل ﻫو إﻧﺗداب اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،و ﺣﺗﻰ ﻧﺗﻣﻛن ﻣن
اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻋرض اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻺﻧداب ﺑﺻورة ﻣﺧﺗﺻرة ﺣﺗﻰ
اﻹدارة ،وﻣن ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺎت أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻣد إﻟﻰ ﻧﻘﻠﻬم أو اﻧﺗداﺑﻬم ﻣن ﻣﻧﺎﺻﺑﻬم اﻷﺻﻠﯾﺔ،
إﻟﻰ ﻣﻧﺎﺻب أﺧرى ،وذﻟك ﻟﺣﺳن ﺳﯾر اﻹدارة ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد وﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ.
اﻻﻧﺗداب ﻫو ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣوظف اﻟذي ﯾوﺿﻊ ﺧﺎرج ﺳﻠﻛﻪ اﻷﺻﻠﻲ أو إدارﺗﻪ اﻷﺻﻠﯾﺔ
ﻣﻊ ﻣواﺻﻠﺔ اﺳﺗﻔﺎدﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﻠك ﻣن ﺣﻘوﻗﻪ ﻓﻲ اﻷﻗدﻣﯾﺔ وﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدرﺟﺎت وﻓﻲ
1
-اﻷﻣر رﻗم 03-06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 15ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2006اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺟرﯾدة
رﺳﻣﯾﺔ رﻗم 46ﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ .2006/07/16
10
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
وﺣﺳب ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻓﺈن اﻟﻣوظف ﻫو أن ﯾﻧﻘل ﻣن وظﯾﻔﺗﻪ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻣؤﻗﺗﺎ واﺳﺗﺛﻧﺎءا
ﻟﯾﻘوم ﺑﺄﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﺳواء أﻛﺎﻧت ﻣن ﻧﻔس درﺟﺔ وظﯾﻔﺗﻪ ،أو ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻠوﻫﺎ ﻣﺎداﻣت
ﻗد ﺗواﻓرت ﻟدﯾﻪ ﺷروط اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬﺎ ﺑﺟدارة ،ﻓﻬو ﺑﻌد اﻟﻧدب ،ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻗﺑل اﻟﻧدب ﺳوف ﯾﻘوم
1
ﺑﺄﻋﺑﺎء وظﯾﻔﺔ واﺣدة.
ﺛﺎﻧﯾﺎ:ﺷروط اﻻﻧﺗداب
إن ﺗﻌﯾﯾن ﻣوظف ﻓﻲ ﺳﻠك أﺧر ،ﯾﺧﺿﻊ ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﻟﻧﻔس اﻟﺷروط اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻠﺗﻌﯾن
ﺑطرﯾق اﻟﺗوظﯾف اﻟﻣﺑﺎﺷر ،واﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧدب ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗراﻋﻲ
اﻟﺷروط اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﺷﻐل اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل ﺷروط اﻟﺗﻌﯾن طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة اﻟﻣﺎدة 75ﻣن
أو ﻓﻘداﻧﻬﺎ ﺳواء ﻗﺑل اﻟﺗﻌﯾن اﻷوﻟﻲ وأﺛﻧﺎء ﺗواﺟد اﻟﻣوظف ﻓﻲ وظﯾﻔﺗﻪ ﯾؤدي ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ
اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ إﻟﻰ إﻧﻬﺎء اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﺎم وﻣن ﺛم ﻓﻘدان ﺻﻔﺗﻪ ﻛﻣوظف وذﻟك ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون وﻫو ﻣﺎ
أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 216اﻷﻣر 03-06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 15ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2006 3،و ﯾﺗﻘرر إﻧﻬﺎء اﻟﺗﺎم
ﻫذا وأن اﻟﻧدب ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك وظﯾﻔﺔ
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣوظف ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ﻧﻘﻠﻪ أو ﻧدﺑﻪ أو وﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﯾداع إﻟﻰ
4
ﺣﯾن ﺗرﺳﻣﯾﻪ أو ﺗﺛﺑﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻧﺻب ﻋﻣﻠﻪ ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 88ﻣن اﻷﻣر.03/06
1
-د /ﻣﺻطﻔﻰ أﺑو زﯾد ﻓﻬﻣﻲ ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﺗﻧظﯾم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﺟزء اﻷول ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ص.632
2
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 75ﻣن اﻷﻣر رﻗم 03-06اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
3
-اﻷﻣر رﻗم ،03-06ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ.
4
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 88ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،03-06ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ.
11
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ذﻟك أن اﻻﻧﺗداب ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻓﯾﻪ أن ﺗﻛون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﺗدب إﻟﯾﻬﺎ ﺷﺎﻏرة ﻣن ﺷﺎﻏﻠﻬﺎ
ﺛﺎﻟﺛﺎ:إﺟراءات اﻟﻧدب
إﻣﺎ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠﺑﻪ ﻟﻛن ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﺗﺗﺧذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻬﺎ
ﻗد ﺗﻘﺑل أو ﺗرﻓض طﻠب اﻟﻣوظف اﻟﻣؤﻛد ﻟﻼﻧﺗداب ،وﻫذا ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻓﻠﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟذﻟك ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﺎل ﻻ ﯾﻛون أﻣﺎم اﻟﻣوظف إﻻ اﻟﺗﻘدم ﺑﺎﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗرار اﻟرﻓض
ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﯾرﯾد إﻧﻬﺎء ﺗﻛوﯾﻧﻪ أو دراﺳﺗﻪ ،ورﻗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧص ﻓﻘط ﻣدى
إﺳﺎءﺗﻬﺎ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﺣﺳب ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 135ﻣن اﻷﻣر 03-06اﻟﻣؤرخ
ﻓﻲ 15ﺟوﯾﻠﺔ.2006
ٕواﻣﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة اﻟﻣﻠﺣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﯾﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺎدة 97
ﻣن اﻟﻣرﺳوم 59-85اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر وﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة ،102ﻣﻊ اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣدة
اﻻﻧﺗداب:
)وﯾﺗم اﻻﻧﺗداب ﺑﻘرار وزاري ﻣﺷﺗرك أو ﻣﻘرر ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣؤﻫﻠﺔ أو اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ أﯾﻧﻣﺎ وردت ﻓﻲ
-اﻟوزﯾر اﻟﻣﺧﺗص؛
12
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻣﺎرس ﻣظﺎﻫر ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻗﺑل اﻟرﺋﯾس اﻹداري.
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﺈﺟراء ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﺑﯾن اﻻﻧﺗداب و اﻟﻧﻘل ﺗوﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣدى
اﻟﺗﻘﺎرب ﺑﯾن اﻟﻣﻔﻬوﻣﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن وظﯾﻔﺔ إﻟﻰ أﺧرى ،و ﻣن ﺣﯾث
اﻟﺳﻠطﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﻗراري اﻟﻧﻘل أو اﻻﻧﺗداب ،إذ ﻫﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﻠطﺔ أي
اﻟﺳﻠطﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﯾﯾن ،إﻻ أن اﻟﻔرق اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﯾﻛﻣل ﻓﻲ ﻛون اﻟﻧﻘل
ﻟﯾس إﺟراءا إﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ﺑل ﻫو إﺟراء ﻋﺎدي ،ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻺﻧﺗداب ،ﻛذﻟك ﻓﺎﻟﻧﻘل داﺋم ﺑﯾﻧﻣﺎ
اﻻﻧﺗداب إﺟراء ﻣؤﻗت ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﺈﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﻘررة ﻟﻪ و اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﺧﻣﺳﺔ ﺳﻧوات.
ﺗﺧﺗﻠف أﻧواع اﻟﻧﻘل ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟزواﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﻧظر ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ و ذﻟك ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﺣﯾﺛﻲ ﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻧﻘل ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧظور إﻟﻰ ﻧﻘل ﻣﻛﺎﻧﻲ و آﺧر ﻧوﻋﻲ:
وﯾﻌﻧﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺧرى ﺣﯾث ﺗﺧﺗﻠف ﻋن
اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻧوﻋﻬﺎ وﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،ﻛﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن وظﯾﻔﺔ ﺗﺧﺻﺻﯾﺔ أي ﻓﻧﯾﺔ إﻟﻰ
وظﯾﻔﺔ إدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟدرﺟﺔ و ﻫﻧﺎ ﯾﻛون ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﻌﯾن ﺟدﯾد ﻟﻠﻣوظف.
13
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
وﻫو ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن
آﺧر ،ﺳواء داﺧل اﻟوﺣدة اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﺑﻬﺎ اﻟﻣوظف أو ﺧﺎرﺟﻬﺎ 1.و ﺳواء ﺑطﻠب ﻣن
ﺣﯾث ﯾﻘﺳم اﻟﻧﻘل ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧظور إﻟﻰ ﻧﻘل إرادي و ﻧﻘل إﺟﺑﺎري.
وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 157ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 03-06واﻟﺗﻲ أﺷﺎرت إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻓﻘد أﺟﺎز اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻣوظف ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن ﻣﻛﺎن ﻷﺧر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ إﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣوظف ﻟﻣطﻠﺑﻪ ،أﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﺑدراﺳﺔ
طﻠﺑﺎت اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﺳﺗرﺷدة ﻓﻲ ذﻟك رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل اﻹدارة
واﻟﻣوظﻔﯾن ورأي اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻟﻺدارة ﻏﯾر ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻬﺎ ،وﺑﻌد دراﺳﺔ اﻟطﻠﺑﺎت واﺳﺗﺷﺎرة
اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺈﻋداد ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﺟﺎﺑﺔ طﻠﺑﺎت ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎمٕ ،واذا ﺗﻌدد
2
اﻟﻣوظﻔﯾن طﺎﻟﺑوا ﺑﻧﻘل إﻟﻰ ﻣﻛﺎن أﺧر ﻣﻌﯾن.
ﻓﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺗرﺗﯾب طﻠﺑﺎﺗﻬم وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣطﺎﻟﺑﻬم ﻣراﻋﺎة ﻓﻲ ذﻟك :
1
-ﻋﻣﺎر ﺣﺳﯾن ﺣﺳن 1414ه ،إدارة ﺷؤون اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣﺑﺎدئ واﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑﺣوث ،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ
2
-ﻧواف ﻛﻌﻧﺎن ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ك 2ن دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ط ،1اﻹﺻدار اﻟﺧﺎﻣس ،2007،ص.87
14
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 158ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن )-06
(03واﻟﺗﻲ أﺷﺎرت إﻟﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ):ﯾﻣﻛن ﻧﻘل اﻟﻣوظف إﺟﺑﺎرﯾﺎ ﻋﻧدا ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﺿرورﯾﺔ
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ذﻟك وﯾؤﺧذ رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء وﻟو ﺑﻌد اﺗﺧﺎذ ﻧﻘل اﻟﻣوظف
اﻟﻌﺎم ،وﯾﻌﺗﺑر رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﻠزﻣﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ أوﻗﻔت ﻫذا ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم (.
إن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻬﯾﺋﺔ وﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل ،اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل
ﻓﻲ أطﻼﻗﺎت اﻹدارة وﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻟﺗﻧظﯾم ﻹﺣدى اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟﻬﯾﺄة ﺿرورة ﻧﻘل
ﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن ﻣﻛﺎن ﻟﻸﺧر،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أﺟﺎز اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ أن ﺗﻘوم
ﺑﻧﻘل ﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﻛﺎﻧﯾﺎ ﻣن ﻣﻛﺎن اﻟذي ﻋﯾن ﻓﯾﻪ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن أﺧر 1،وﻧﻘل اﻟﻣوظف
اﻟﻌﺎم اﻹﺟﺑﺎري وﻫو إﺟراء ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن ﻣﻛﺎن ﻋﻣﻠﻪ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن أﺧر
ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻧوﻋﯾﺎ أي ﻧﻘل اﻟﻣوظف إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ
1
-ﻧواف ﻛﻌﻧﺎن ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ك 2ن دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ط ،1ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص .90-89
15
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
وﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ أﺧرى ،ﻓﯾﻧطوي ﻫذا ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺗﻌدﯾﻼ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟوظﯾﻔﻲ وﻓﻲ
1
ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠوظﯾﻔﺔ ذاﺗﻬﺎ.
وﺑﻬذا ﻓﺈن اﻟﻣوظف اﻟذي أﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﺄن ارﺗﻛب ﺧطﺄ ﺑﻠﻎ ﺣدا ﻣن
اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ ،ﯾﺟوز ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻪ ﺑﺄن ﺗﻧﻘﻠﻪ إﺟﺑﺎرﯾﺎ ودون ﻣواﻓﻘﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن أﺧر
وﻏﯾر اﻟذي ﻋﯾن ﻓﯾﻪ أ و إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻏﯾر ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺗوﻻﻫﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﺄدﯾب.
إن اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن وظﯾﻔﺔ إﻟﻰ أﺧرى ﻻ ﺑد ﻟﻪ ﻣن أﺳس ﺗﺣﻛﻣﻪ ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن
اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗطﺎل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ دراﺳﺔ ظروف وطﺑﯾﻌﺔ أﻋﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
وﻣدى اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ واﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﻬﺎ وﻣدى ﻣﺎ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻪ ﻣن أﻧواع ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،ﻛﻣﺎ ﻻ
ﺑد ﻣن وﺟود ﻧظﺎم ﺣﻛﯾم ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻗدراﺗﻬم وﻣدى ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺗﻠك اﻟﻘدرات
وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣطﻠوب ﻧﻘل اﻟﻣوظف إﻟﯾﻬﺎ ،وﻣن ﺛم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﯾﺗﻬم
ﻟﻠﻌﻣل وأﺣﻘﯾﺔ وﺿرورة ﻧﻘﻠﻬم ﻣن وظﺎﺋﻔﻬم اﻟﺣﺎﺿرة ،ﻓﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﻌﯾن اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ
ﻏﯾر ﻣﻼﺋم ﻟﻪ ﻓﯾﻛﺷف ﻟﻧﺎ ﻧظﺎم اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋدم ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬم ﻟﻬﺎ وﻣن ﺛم ﺣﺗﻣﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎﻟﻬم .ﻛﻣﺎ
ﯾﺳﺗﺣﺳن ﺗﺣدﯾد أﺳس اﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،وﻫﻲ اﻷﻗدﻣﯾﺔ أو اﻟﻛﻔﺎءة وذﻟك
ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾرﯾد أﻛﺛر ﻣن ﻓرد اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﻋﻣل ﻻ ﺧر أو ﻣن ﺟﻬﺔ ﻷﺧرى .ﻣن اﻟﺿروري
أﯾﺿﺎ ﻣراﻋﺎة أﺛﺎر اﻻﻧﺗﻘﺎل ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف أو ﻋﻠﻰ زﻣﻼﺋﻪ ﻛذﻟك اﺛر اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻋﻠﻰ
اﻟوظﯾﻔﺔ ذاﺗﻪ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻋﻣل اﻟﻣﻧﺎوﺑﺔ ،وﻻ ﺑد أن ﯾﺳﺑق إﯾﺟﺎد ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎل
ﺗﺣﻠﯾل اﻹﻋﻣﺎل واﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺟرى ﺿﻣﻧﻬﺎ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﺳواء ﻓﻲ اﻷﻗﺳﺎم واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ داﺧل
1
-ﻣﺣﻣد أﻧس ﻗﺎﺳم ﺟﻌﻔر ،ﻣﺑﺎدئ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،دﯾوان دار اﻟﻧﺷر.1992 ،
16
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻛل ذﻟك ﯾﻛون ﻓﻲ إطﺎر ﻧظﺎم ﯾﺣدد اﻟﻣﺳﺎﻟك ﻟﻘﺑول طﻠﺑﺎت اﻻﻧﺗﻘﺎل ﯾﺑﯾن ﻓﯾﻪ
إن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟوظﯾﻔﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻛوﺿﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺿﻣن اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع وأﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،وﺣﺗﻰ ﻗرار
ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺻﺣﯾﺣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺻدر ﻣﺳﺗﻛﻣﻼ وﻣﺗوﻓ ار أوﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط ﻋﺎﻣﺔ
1
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﯾﺟب أن ﯾﺣدد ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻧظﺎم ﻟﻛل
ﻓﺋﺔ وظﯾﻔﯾﺔ؛
-2ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ ﻣن ذات ﻣرﺗﺑﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔٕ ،وان
ﻛﺎن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟوظﯾﻔﺔ ﻣﻐﺎﯾرة ﺑوظﯾﻔﺔ اﻟﻣوظف اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ ،وﺟب ﺗواﻓر ﻣؤﻫﻼت
-3إذا ﻛﺎن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻏﺎﻟﺑﺎ ﯾﻬدف ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ ﯾﺣﺳن ﺗوزﯾﻊ
اﻟﻣوظﻔﯾن ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻹدارة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﻣوظف ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻣن اﻹدارة اﻟﺗﻲ
ﯾﻌﻣل ﺑﻬﺎ أو ﻏﯾر ﻣﺳﺗوف ﻟﺷروط أي وظﯾﻔﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ،وﻗد ﯾﻛون اﻟﻣوظف ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ
ﻏﯾر ودﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﻌﻪ ﺑﻧﻔس اﻹدارة ،ﺑﺣﯾث ﯾﺻﻌب ﺗﻌﺎوﻧﻬم ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ
اﻷﺣوال ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﺿر ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﺣﻘوق اﻟﻣوظف ﻧﻔﺳﻪ إذا ﻟم ﯾﻛن إﺿرار
ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟوظﯾﻔﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻛﺎﻧﯾﺎ ﻗرﯾﺑﺎ ﻣن ﻣﻛﺎن إﻗﺎﻣﺗﻪ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺗﻪ ،ﻓﯾﺳﺗﻘر
ﻧﻔﺳﯾﺎ وﻣن ﺛم ﯾﻧﻌﻛس ذﻟك ﻋﻠﻰ أداﺋﻪ ﻟوظﯾﻔﺗﻪ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ أي
1
-ﻣﺣﻣد أﻧس ﻗﺎﺳم ﺟﻌﻔر ،ﻣﺑﺎدئ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.89
17
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻟﻠﻧﻘل،ﻛﺎﺳﺗﺧدام اﻹدارة ﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻧﺎﻓﻊ ذاﺗﯾﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ،ﻛﺄن
ﯾﺳﺗﻬدف ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم أﺑﻌﺎد أﺻﺣﺎب اﻟدور ﻓﻲ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻗﻬم ﺑﺈدارات أﺧرى
ﺑﻌﯾدا ﻋن داﺋرة اﻟﻣﺗطﻠﻌﯾن ،ﻟﻠﺗرﻓﻊ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻷﻗدﻣﯾﺔ ،ﻓﯾﻛون ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺳﺑﯾﻼ
ﻟﻠﺗﺧﻠص ﺑﺎﺗﺧﺎذ وﺳﯾﻠﺔ اﻷﻗدﻣﯾﺔ ،وأن ﯾﺗم ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻋن ﻫدﻓﻪ وﯾﺟﻌﻠﻪ ﻣﻧطوﻗﺎ
1
ﻋﻠﻰ ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ؛
-4ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻹداري ﯾﺟب أن ﺗراﻋﻰ اﻹدارة اﻟظروف اﻟﺻﺣﯾﺔ
2
واﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ وأﻗدﻣﯾﺔ اﻟﻣوظف إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻣراﻋﺎة اﻟدرﺟﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ؛
-5ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻹﺟﺑﺎري ،ﯾﺟب اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء وﻟو
و ﻋﻣوﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻘﺿﻲ اﻟﻣوظف ﻣدة ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻧوات ﻓﻲ اﻷﻗل ﻓﻲ وظﯾﻔﺗﻪ وﺛﻼث
ﺳﻧوات وﻧﺻف ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن ﻏﯾر اﻟﻧﺎﺋﯾﺔ وﻣدة ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺳﻧﺔ وﻧﺻف ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟﻣﺷﺗﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺧﺻﺻﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﻻ ﯾﺟوز ﻗﺑول دﻟك ،إﻻ ﻷﻫداف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو
ﺻﺣﯾﺔ،وﻣن ﺛم ﺗرك اﻟﻣﺷرع ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺿوء أﻫداف ﻷﺳﺑﺎب
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ،وﻫذا ﻣن أﺟل ﺗﺑرﯾر ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻗﺑل اﻟﻣدة اﻟﻣﻘررة.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ذﻛر أﺳﺑﺎب ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻹداري ،إذا ﻛﺎﻧت اﻷﻫداف
ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
1
-ﻣﺣﻣد أﻧس ﻗﺎﺳم ﺟﻌﻔر ،ﻣذﻛرات ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،1989 ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .112
2
-ﻣﺣﻣد ﻣﺎﻫر أﺑو اﻟﻌﯾﻧﯾن ،أﺣﻛﺎم وﻓﺗﺎوى ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣﻘﺎﻟﺔ ،ﻣﻔﻬوم اﻟﻧﻘل اﻟوظﯾﻔﻲ واﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻘﺿﺎء
اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،ﺑﺷﺄﻧﻪ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ( ص.8
18
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
و ﻣن اﻟﺿروري أﯾﺿﺎ أن ﺗﺗوﻓر درﺟﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺷﺎﻏرة ﻓﻲ أﻣﻼك اﻹدارة اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ
اﻟﻣوظف ،وﻗد ﯾﻛون ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣﻊ اﻟدرﺟﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﻘول ﻣﻧﻬﺎ أو ﻗد
ﺗﺗوﻟﻰ اﻟو ازرة ﻣﻧﺢ اﻹدارة اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ درﺟﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة.
و أن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣوظف ﻷﻏراض ﻣﻠﻲء
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻘل اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﻛون ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋﻘوﺑﺔ
ﻣﻘﻧﻌﺔ و أن ﻻ ﯾﻘﺗرن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﺗﻧزﯾل وظﯾﻔﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻣﻧﻘول أو درﺟﺗﻪ ،ﻣراﻋﺎة
19
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
إن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾس ﻋن إدارة اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد وﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻪ ،ﺗﺗطﻠب
ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻓﻲ ﺳﺑل ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ،وﻣن ﺟﻣﻠﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ اﻟرﺋﯾس
اﻹداري ﻓﻲ أي درﺟﺎت اﻟﻬرم اﻹداري اﺗﺟﺎﻩ ﺷﺧص ﻣرؤوﺳﯾﻪ ﺳﻠطﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺎرﻩ اﻟوظﯾﻔﻲ ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺗطﻠﻊ ذﻟك ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺗﺻب ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻌﺎم ﻟﻺدارة ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ آﺧر أو ﻣن وظﯾﻔﺔ إﻟﻰ
أﺧرى ،ﻓﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻫﻲ اﻟﺳﻠطﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ
ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ،ﻟذﻟك ﻓﻔﻬم و ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺑﺎﻟﺿرورة
ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾراﻋﻲ ﺑﺷﻛل ﺣرﯾص أﺛﻧﺎء وﺿﻊ ﻗواﻋدﻩ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻌﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن،
اذ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺧﺗﺎر اﻷﺣﺳن واﻷﺻﻠﺢ ﻟﺷﻐل اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى
ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﺣﻘﯾق وﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻣﺳﺎواة وذﻟك ﺑﺈﻋطﺎء اﻷﻓﺿﻠﯾﺔ واﻷﺳﺑﻘﯾﺔ ﻟذوي
اﻟﻛﻔﺎءة واﻹﻧﺗﺎج ،وﻣن ﺛم ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻋن طرﯾق ﺗﺣدﯾد اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻹﺟراء ٕواﻋطﺎﺋﻬﺎ ﻗدر ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻌﺎق
ﻣﺷﺎطﻬﺎ ،وذات اﻟوﻗت اﻟﺣد ﻣن ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺔ وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺗﻌﺳف ،وﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﺑﯾن
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻌزز ﻣﺑدأ
20
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﯾﺗطﻠب ذﻟك -ﻛﻣﺎ ﺳﻠف اﻟﺑﯾﺎن -اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﯾن أﻣر
ﻣﻬم ،وﯾﺧﺗﻠف ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ﺑﺎﺧﺗﻼف وﺿﻊ اﻟﻣوظف اﻟﻣراد ﺗﻌﯾﻧﻪ ﻓﻲ
اﻟﺳﻠم اﻹداري ،ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 95ﻣن اﻷﻣر رﻗم 03-06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 15ﺟوﯾﻠﯾﺔ
1
2006واﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ:
ﻛﻣﺎ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 16ﻣن ذات اﻷﻣر ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ) ﯾﻌود اﻟﺗﻌﯾن ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف
اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣؤﻫﻠﺔ( ،وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 37ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )،(2ﻋﻠﻰ أن )ﺗﻣﻠك ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧص
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدﺳﺗور واﻟﻘواﻧﯾن ،واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ،إﻣﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
ﻣﻧﺢ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ 2،ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋدة ﻣواد ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 77و 78وﻛذا
رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة 85ﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﺣدد ﺳﻠطﺔ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ
ﺗداﺧل ﻓﻲ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت.
1
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 95ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،03-06اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
2
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 37ﻣن اﻟﻣرﺳوم رﻗم ،59-85اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
21
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
-ﻣﺳؤول اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ﺣﺳب ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
ﯾﻌد اﻟوزﯾر رأس اﻟﻬرم اﻹداري وأﻋﻠﻰ ﻟو ازرﺗﻪ وﯾﺗوﻟﻰ رﺳم ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟو ازرة ﻓﻲ
ﺣدود اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و ﯾﻘوم ﺑﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ .وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ﻫﻲ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص
اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻘد ﯾﻛون ﻣن ﻓروﻋﻬﺎ ﻣﺎﻟﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ
ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،واﻟو ازرات ﻫﻲ ﻣن ﻓروع اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ،
واﻷﺻل أن ﯾﻣﺛل ﻛل وزﯾر و ازرﺗﻪ وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻣﺗوﻟﻲ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺷؤون و ازرﺗﻪ
واﻟﻣﺳؤول ﻋﻧﻬﺎ.
ﻓﻬو أﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻓﻲ و ازرﺗﻪ ،وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺟﻠس اﻟوزراء وﻻ رﺋﯾس
اﻟدوﻟﺔ ،وﻻ ﻣﺟﻠس اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﻻ رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺳﻠطﺔ رﺋﺎﺳﯾﺔ ﺗﻌدل ﻗ ارراﺗﻪ اﻟﺗﻲ
ﯾﺻدرﻫﺎ ،و ﯾﻛون اﻟوزﯾر ﻣرؤوﺳﺎ إدارﯾﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺑﻘﻰ ﯾﻣﺛل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ
و ازرﺗﻪ 1،ﻓﻼ ﺗوﺟد أي ﻧوع ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوزراء ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻫو
ﻟﯾس ﺳﻠطﺔ رﺋﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻟوزراء ،وﻟﻬذا ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﻛل وزﯾر ﯾﻣﺛل
اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻓﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟوزﯾر ذات
1
-د /ﻣﺻطﻔﻰ أﺑو زﯾد ﻓﻬﻣﻲ ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .155
22
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
وﻫو رﺟل ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻷﻧﻪ ﯾﻣﺛل اﻟﺣوﻣﺔ ﻟدى اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﺗﻧﺣﺻر أﻣﺎﻣﻪ
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﻌﻬود ﺑﻬﺎ إﻟﯾﻪ ،وﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ
1
وﻫو رﺟل إداري،ﻷﻧﻪ ﯾﻣﺎرس اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت إدارﯾﺔ واﺳﻌﺔ.
ﻓﺎﻟوزﯾر ﯾزاول اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوظﻔﻲ ،ﺣﯾث ﺗﺧوﻟﻪ اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت ،أو اﻹﻋﻣﺎل أو اﻷﺷﺧﺎص ،إذ ﯾﻣﻠك ﺗﻧظﯾم و ازرﺗﻪ ﺑﻛل ﻫﯾﺋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو
اﻟذي ﯾﺣﻘق أﻛﺑر ﻋﺎﺋد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻹﻧﺗﺎج ،وﻣن ﺛم ﻛﺎن ﻣن ﺑﺎب أوﻟﻰ أن ﺗﻌﻬد إﻟﯾﻪ ﺳﻠطﺔ
ﺗﻌﯾن و ﻣن ﺛﻣﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺗﺎﺑﻌﯾﯾن ﻟو ازرﺗﻬم ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻓﻲ
وظﺎﺋف اﻟدوﻟﺔ ﻣﺧوﻟﺔ أﺻﻼ ﻟرﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 85ﻣن اﻟدﺳﺗور ،إﻻ أن ﻫذا
اﻷﺧﯾر ﯾﻠﺟﺄ ﻋﻣﻠﯾﺎ إﻟﻰ ﺗﻔوﯾض اﻟوزﯾر ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻹدارة
اﻟﻣرﻛزﯾﺔ،واﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﻣﺧﺗﻠف ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوظﻔﻲ و ازرﺗﻪ ﻓﺎﻧﻪ
اﻟﺗﻲ ﺗﺧص و ازرﺗﻪ ،وﻫو ﯾﻣﺛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﯾﻘوم ﺑﺗﻣﺛﯾل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﺧﺻوﻣﺎت ،وﯾﺗوﻟﻰ ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﻧﺎﺋﺑﺎ ﻋن اﻹدارة ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ
ﻟﺳﻠطﺔ ﻻﺋﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺣﺟوزة ﻟﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷؤون
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟو ازرﺗﻪ.
1
-اﻻﺳﺗﺎذ ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد ،ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ﺷروط ﻗﺑول اﻟدﻋوى اﻹدارﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
ص.133
2
-د/ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ص.108
23
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ،ﺛم ﺗﺗوزع اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺑﻌد ذﻟك ﺣﺗﻰ ﻗﺎﻋدة اﻟﺗدرج ،طﺎﺋﻔﺔ اﻟﻣﻧﻔذﯾن ﻓﻲ
1
ﻣﺧﺗﻠف اﻟوظﺎﺋف اﻹدارﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ.
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠوزﯾر أن ﯾﻘوم ﺑﺗﻔوﯾض ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ
ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣرﺳوم رﻗم 99/90واﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ 27
ﻣﺎرس 1990اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن واﻟﺗﺳﯾﯾر اﻹداري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن وأﻋوان اﻹدارة
2
اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺎت واﻟﺑﻠدﯾﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري.
ﺑﻘرار ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﻌد أﺧذ رأي اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ(.
1
-د /ﻣﺻطﻔﻰ أﺑو زﯾد ﻓﻬﻣﻲ ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .155
2
-اﻟﻣرﺳوم رﻗم 99/90اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 27ﻣﺎرس 1990اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن واﻟﺗﺳﯾﯾر اﻹداري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن
وأﻋوان اﻹدارة.
24
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻻ ﺗوﺟد ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣرﻛزيٕ ،واﻧﻣﺎ ﺗوﺟد ﻓﻛرة
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻹدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،إذ ﯾﻣﺛل اﻟواﻟﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ وﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣوظﻔﻲ وﻻﯾﺗﻪ ﺑﻛل ﻣظﺎﻫرﻫﺎ ،إذ ﯾﻌﺗﺑر ﻫو اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﯾن ﻣرؤوﺳﯾﻪ و
ﻣن ﺛﻣﺔ ﺳﻠطﺔ ﻧﻘﻠﻬم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻﯾﺔ ،وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟواﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻣرؤوﺳﺎ
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺻرف ﻛﻣﻣﺛل ﻟﻠدوﻟﺔ ،إذ ﺗﺧﺿﻊ ﻗ ارراﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ
أي اﻟو ازرة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣرؤوﺳﺎ ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن
ﻣﻔوﺿﺔ إﻟﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟوزﯾر ﻓﺎن ﻗرار اﻟﺗﻌﯾن أو اﻟﻧﻘل ﯾﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻓﺎﻧﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺗﻌﯾن ﻣن ﺛﻣﺔ
ﻧﻘل ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﺑﻠدﯾﺔ وﯾﺷرف ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾر ﻫم وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬم ﺑﻛل
ﻣظﺎﻫرﻫﺎ ﺣﺳب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 128ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ 80/90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
1
) 1990/04/07ﺗﺧﺿﻊ إدارة اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺑﻠدي(.
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻟم اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ
ﻋﻠﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻣﺎرس ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﻛﻣﻣﺛل ﻟﻠدول.
و ﻋﻧد دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﺻﻼﺣﯾﺎت رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻛﻣﻣﺛل ﻟﻠدوﻟﺔ أﻧﻪ
ﯾﻣﺎرس ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﺗﺣت رﺋﺎﺳﺔ اﻟواﻟﻲ 2،وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣواد -81-80-69
1
-ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ رﻗم 80/90اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ .1980/04/07
2
-اﻻﺳﺗﺎذ ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد ،ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ﺷروط ﻗﺑول اﻟدﻋوى اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.122
25
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﻣﻊ رﺋﯾس اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻣﺎرس ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﻛﻣﻣﺛل
ﻟﻠدوﻟﺔ.
راﺑﻌﺎ :ﻣدﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻹداري ﻫو ﺻﺎﺣب اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظﻔﯾن
اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻬﺎ
ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﯾﺗم اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ وﯾﺗﺿﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ -اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺗﺣدﺛﻪ اﻟدوﻟﺔ ،وذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘرر ﻧﺷﺎطﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ أن ﺗﻘوم ﺑﻪ ،ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ
ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ،ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺧﺿﻌﻪ ﻹﺣﻛﺎم اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﺳب اﻟطرق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ
ب -ﺧﺿوع اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ ،أي أن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﻔﺻل ﻋن
ﺳﻠطﺔ اﻟدوﻟﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺧﺿﻊ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾﻣﻪ اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻹرادﺗﻬﺎ ،ﺗﺣدﯾد اﻷﻣوال،
ج -اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﺣدث ﺑﻘﺻد ﺗﺣﻘﯾق ﺣﺎﺟﺔ ﻣن ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺎت ﺳد
ﺣﺎﺟﺔ ﻋﺎﻣﺔ أو ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت ﺗﻌﺟز اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻷﻓراد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ،أو ﺗرﻏب ﻓﻲ
ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺣﻘق أرﺑﺎﺣﺎ أو ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻷﻓراد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ
اﻷﻛﻣل واﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﻬدف اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻻ ﯾﻧﺗظر رﺑﺣﺎ ﻣن وراﺋﻬﺎ
وﺗﺧﺿﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ واﺣد ،أﺧرﺟﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ
وﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ وﻗﺳطﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻓﻲ إدارة ﺷؤوﻧﻬﺎ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق
ﻏرﺿﻬﺎ.
26
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
أﻧﺷطﺗﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،وﯾﺧﺗص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ،
-أﻣواﻟﻬﺎ أﻣوﻻ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻣﺎل ﻋﻣوﻣﯾﯾن ،ﺣﯾث ﺗﻠﻌب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ دو ار ﻫﺎﻣﺎ
ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻷﻋﻣﺎل واﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ ،وﻣﻛﻧت ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟوظﺎﺋف ﺑواﺳطﺔ أﺷﺧﺎص
طﺑﯾﻌﯾﯾن )أﻋوان اﻟدوﻟﺔ( وﺗﻌﺗﺑر أﻋﻣﺎﻟﻬم أﻋﻣﺎل إدارﯾﺔ ،وﻧﺟد اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ وردت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 49ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺣﯾث ﺗﻌدد
و ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺔ ﻣﻧﺢ ﻣدﯾري اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ
اﻹداري اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳﯾﯾر،إذ ﯾﻌﺗﺑر ﻛل ﻣدﯾر أو ﻣﺳؤول ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
ﺑﺗﻌﯾن ﻣرؤوﺳﯾﻪ و ﻣن ﺛم ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺗﺟﺎر اﻟﻣوظﻔﯾن ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺳﻠطﺔ
ﻧﻘﻠﻬم ﻣن وظﯾﻔﺔ إﻟﻰ أﺧرى ،ﻛﻣﺎ أﺷﺎرت إﻟﻰ ذﻟك اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 99/90
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن واﻟﺗﺳﯾﯾر اﻹداري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن وأﻋوان اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ
ﺗﺗﻣﺛل اﻷداة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ
27
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﺻﺎدر ﻋن ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻟﻧﻔﺎذ ﺑﻘﺻد إﺣداث أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ وأﻧﻪ ﻋﻣل
ٌ
ﺣﻘوﻗﻲ وﺣﯾد اﻟطرف ﺻﺎدر ﻋن رﺟل اﻹدارة اﻟﻣﺧﺗص ،وﻗﺎﺑ ٌل ﺑﺣد ذاﺗﻪ أن ُﯾﺣدث آﺛﺎ اًر
1
. ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﻟﻘرار اﻹداري ﻫو ﻛل ٍ
ﻋﻣل ﺻﺎدر ﻣن ﻓرد أو ﻫﯾﺋﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻺدارة أﺛﻧﺎء أداء
وظﯾﻔﺗﻬﺎ ،وأﻧﻪ ﻋﻣ ٌل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﯾﺻدر ﻣن ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ وطﻧﯾﺔ ﺑﺈرادﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻔردة وﺗﺗرﺗب
واﺳﺗﻘر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻟﻔﺗرٍة طوﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﻣﺎد ﺗﻌرﯾف اﻟﻘرار اﻹداري ﺑﺄﻧﻪ
إﻓﺻﺎح اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺗطﻠﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻋن إرادﺗﻬﺎ ﻋن إرادﺗﻬﺎ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن
ﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ وذﻟك ﺑﻘﺻد إﺣداث ﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣﻣﻛﻧًﺎ
وﺟﺎﺋ اًز ﻗﺎﻧوﻧﺎً ،وﻛﺎن اﻟﺑﺎﻋث ﻋﻠﯾﻪ اﺑﺗﻐﺎء ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻌﯾﻧﯾن ﺑﺻﻔﺎﺗﻬم ﻻ
2
ﺑدواﺗﻬم.
ﺑﺎﻟﻧﻘل ﯾﺗﺿﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻣن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻓﻲ
ﺣدود اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟذﻟك ﺣﺳب ﻛل وﺿﻌﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم.
وﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻗرار إداري ﻻﺑد أن ﯾﺳﺗوﻓﻲ ﻛل اﻷرﻛﺎن و
اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻘرار اﻹداري ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋدة ﺿﻣﺎﻧﺎت إدارﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻣن
1
-ﻣﺎزن راﺿﻲ ﻟﯾﻠو ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت ﻣﺻر ،2004 ،ص.158
2
-ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﺻر ،1996 ،ص .252
28
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
أوﻻ :أن ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
إن ﻛﺎن ﻣن ﺣق ﺟﻬﺔ اﻹدارة أن ﺗﻘوم ﺑﻧﻘل ﻣوظﻔﯾﻬﺎ اﻟذﯾن ﻟدﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواﻗﻊ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻓق ﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ،إﻻ أن ذﻟك ﻣﻧوط ﺑﺗواﻓر ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ
وﺑﻣراﻋﺎة اﻹﺟراءات اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ 1،وﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ) (156ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ
ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن ﻋﻠﻰ أن )ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﯾﺗم ﻓﻲ ﺣدود ﺿرورات اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ( ﻓﺈذا
ﻛﺎن ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟم ﯾﺳﺗﻬدف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔٕ ،واذا ﻛﺎن اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ إﯾذاء
2
اﻟﻣوظف واﻟﺗﻧﻛﯾل ﺑﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﺟزاء ﻣﻘﻧﻌﺎ.
وﺑﺟدر ﺑﻧﺎء أن ﻧﺷﯾر ﺑﺄن ﺗﻼﺣق ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺧﻼل ﻓﺗرة وﺟﯾزة
وﺻدورﻫﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣن اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﺑﻌد اﻧﺣراف ﻣن ﺟﺎﻧب اﻹدارة ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل
ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظﻔﯾن ،ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ أﺧر ﻋن اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌت
ﻟﻬﺎ،وﯾﺗﺿﺢ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣن ذﻟك أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري واﻟﺟزاﺋري ﺣﻘق ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣوظف
ذﻟك ﺑﺎﺷﺗراطﻪ أن ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣن ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻻن ذﻟك ﯾﻘﯾد ﺳﻠطﺔ اﻹدارة اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ ﺗﻧﺣرف ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﺣق
أﺿرار ﺑﺎﻟﻣوظﻔﯾن.
1
-ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم اﻟدﺳوﻗﻲ ﻋﻠﻲ ،ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ،264ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﺟﻠﺳﺔ
18ﻣﺎرس 1978ﻟﻠطﻌن رﻗم 244.19ق ،ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ص.1701
2
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .265
29
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻓﺈﺟراء ﺣرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻌداد اﻟﻣوظﻔﯾن ﺑﻧﻘﻠﻬم ﻣن إدارة إﻟﻰ أﺧرى ﻣرﻛزﯾﺔ أو ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ
ﻗطﺎع اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻋﺎم أو دوري ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ أﻣر ﺟﺎﺋز ﺣﺳب ﻣﺎ
ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 156ﻣن اﻷﻣر 03/06وﻏﺎﻟﺑﺎ ﺑرﻏﺑﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﻛﻣﺎ ﺗم ذﻛرﻩ ﻣن
ﺣﯾث وﺿﻌﯾﺗﻬم اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ وأﻗ دﻣﯾﺗﻬم وﻛﻔﺎءﺗﻬم اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﻌﺑرة ﻓﻲ ذﻟك اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻹدارة
1
وﻣراﻋﺎة ﺿرورة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ.
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧطرح ﺳؤاﻻ ﺣول :ﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﺳب
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري؟
وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﺳؤال ﻧﺟد أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن اﻹدارة ﻣن ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﻣﺎرس ﺳﻠطﺎت إدارﯾﺔ ﻋدﯾدة
واﻣﺗﯾﺎزات ﺧﺎﺻﺔ واﻟﺗﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﺳﻠطﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻟﻺدارة ﻫدف ﺧﺎﺻﺎ
2
ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﻌﻣل ﺑﻪ ﻋﻧد اﺗﺧﺎذ ﻗ ارراﻫﺎ وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر ﻗﺎﻋدة ﺗﺧﺻﯾص اﻷﻫداف.
ﻛﻣﺎ أن اﻹدارة ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺳﺗﺧدم ﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻟﻐﯾر أﻏراﺿﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ أو ﻧﻔﻊ ﺷﺧﺻﻲ ﻛﺻدور ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣوظف
ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺷﺧص أﺧر ﻟﯾﺣل ﻣﺣﻠﻪ وذﻟك ﺑﻐﯾﺗﻪ إﻋطﺎﺋﻪ ﺑﻌض اﻻﻣﺗﯾﺎزات ﻣﺛل اﻟﺗرﻗﯾﺔ إﻟﻰ
1
-ﺳﻌﯾد ﻣﻘدم ،اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗطور واﻟﺗﺣول ﻣن ﻣﻧظور ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ وأﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﺔ ،دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2010،ص.293
2
-ﺧدﯾﺟﺔ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ،دور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﺿﻣﺎن اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ واﻹدارة ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﻌدد
17ﻣﺎرس ،2014ص.28
30
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻷﺧرى ،ﻛذﻟك ﺗﻘوم ﺑﻧﻘل ﺑﻌض ﻣوظﻔﯾﻬﺎ ﺑﻐرض اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻋﻠﻰ
1
أﺳﺎس أﻧﻬم ﻗﺎﻣوا ﺑﺎﻻﺣﺗﺟﺎج ﻣﺛﻼ ،ﻛذﻟك ﻗد ﺗﺳﺗﻌﻣل اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻐرض ﺳﯾﺎﺳﻲ وﺣزﺑﻲ.
-اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣن أﺟل اﻻﻧﺗﻘﺎم :ﻫﻧﺎ ﻧﻼﺣظ أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻗد ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ
أﻏراض ﻏﯾر اﻹﻏراض اﻟﺗﻲ ﺷرﻋت ﻣن أﺟﻠﻬﺎ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻗد ﺗﺳﺗﻐل ﺗوﺟﯾﻬﺎت
أﺧرى ﺗﺿر وﺗؤدي اﻵﺧرﯾن ﺑﺟﻌل أﺣﻘﺎد ﻓﻲ ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺳؤول اﻹداري اﻟذي ﯾﺳﺗﻌﻣل
ﻣن أﺟل اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧرج اﻟﻘرار اﻹداري ﺑﺎﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺧﺎطﺋﺔ وﯾؤدي ﺑﺎﻟﻘرار
2
اﻹداري إﻟﻰ اﻻﻧﺣراف ﺑﺎﻟﻣﺳﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم.
-اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ :ﯾﺗﺣﻘق ﻋﯾب اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﺻدر ﻗرار إداري ﯾﻛون ﻣﺑﺗﻐﺎة ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ ذاﺗﯾﺔ ﺗﻌود إﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾس أو
اﻟﻣﺳوؤل اﻹداري ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ اﻟﺧﺎص ،وﯾﻧﺣرف ﻋن أﺻل ﻋﻣﻠﻪ اﻟذي ﻣن اﻟﻣﻔروض أن ﯾﺗم
وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ اﻟذي ﻗد ﯾﻛون ذو طﺎﺑﻊ ﻋﺎم
إن ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن ﻣﻛﺎن ﻋﻣﻠﻪ ﻟﻣﻛﺎن أﺧر ﺑﻐﯾﺔ أن ﯾﻔوﺗﻪ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر
اﻧﺣراف ﻣن اﻹدارة ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺗﻬﺎ وﻣﺳﺎﺳﺎ ﺑﺣق ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف ،وﻣن
1
-ﺧدﯾﺟﺔ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ،دور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.30:
2
-ﺑوﺟﺎﺑر ﻋﻣر ،اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗزي
وزو ،2011 ،ص .138
31
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
أﺟل ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻫذا اﻟﺣق ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣوظف ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ
اﺷﺗراط ﻋدم ﺟواز ﻧﻘل اﻟﻣوظف إذا ﻛﺎن ﺳﯾﻔوت ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ ،ﻓﻲ
1
اﻟوﺣدة اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ.
وﻣن أﺣﻛﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻣﺎ أﻧﺗﻪ ﺗﺎﻟﯾﻪ:
ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣن اﻟﺛﺎﺑت أن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ دواع ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺑررﻩ وأﻧﻪ ﯾﻔوت
ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ دورﻩ ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻗد وﺿﻊ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون وﻣﺷوﺑﺎ ﺑﻌﯾب اﻻﻧﺣراف
ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ أﺷﺗرط ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم أن ﺗﻛون اﻟوظﯾﻔﺔ
اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﺳﺗوى وﺑﻧﻔس اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﻘول
ﻣﻧﻬﺎ.
) ﺑﺎن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﺎﻣل دون ﺗﺣدﯾد اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ ﯾﺿم ﻫذا
راﺑﻌﺎ :أﻻ ﯾﻛون ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣﺧﯾﻔﺎ ﻟﺟزاء ﻣﻘﻧﻌﺎ
ﺑﻌد ﻣﺎ ﺗﺑﯾن أن ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻫو ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أو
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻣوظف اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر،ﻓﺈن ﻛﺎن ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﯾﺳﺗﺗر ﻣن
وراﺋﻪ ﻣن وراﺋﻪ ﻏرض أﺧر ﻏﯾر اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘﺎب ﻟﻠﻣوظف ﻟﻣﺎ
وﻗﻊ ﻣﻧﻪ ﻣن ﺗﺻرﻓﺎت ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،ﻓﻬذا اﻟﻘﺎر ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ ﻗرار ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻣﻘﻧﻊ
1
-ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم اﻟدﺳوﻗﻲ ﻋﻠﻲ ،ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،ﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.265
32
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻋﻠﻰ ﺧﻼف أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون ،اﻟذي ﻗد ﯾﻛون إﺟراء ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ ﻣﺳﺗﺗ ار ﻓﻬﻧﺎ ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ.
ﻛﻣﺎ أﻛدت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ أﻧﻪ= ﻻ ﯾﺟوز ﻟﺟﻬﺔ
اﻹدارة اﺗﺧﺎذ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻣﺟﺎزاة اﻟﻣوظف أو اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣﻧﻪ ،أو ﻟدواﻓﻊ
.
ﺷﺧﺻﯾﺔ ٕواﻻ ﻛﺎن ذﻟك إﺳﺎءة ﻣﻧﻬﺎ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺗﻬﺎ وﺻﺎر ﺟزاء ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك أﻟﻐت اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل ﻣوظف ﻧﻘﻼ ﻣﻛﺎﻧﯾﺎ،
"ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري أﻧﻪ ﯾﺟب إﺑﻼغ اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻘل
اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻫذا اﻹﺟراء ﻣﻛﺗﺳﺑﺎ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ،وﻣن ﺛم ﻓﺈن
اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻧﻘل اﻹداري أو اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﺑﻌد إﺟراء ﺗﺄدﯾﺑﻲ ،ﻣﻘﻧﻊ
ﻣﺎدام اﻹﺟراء اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ،ﻟم ﯾﺣﺗرم وﺣﺗﻰ ﻛﺎن ذﻟك
ﻟﻘد اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﺑﺄن ﯾﺻدر ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻸوﺿﺎع اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري ،ﻓﺈذا ﺻدر ﻗرار ﻧﻘل
اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن ﻏﯾر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،أﻋﺗﺑر ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﺎطﻼ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
ﻧص اﻟﻘﺎﻧون.
"ﻣن ﺣﯾث أن اﻷﺻل ﻧﻘل اﻟﻌﺎﻣل ﻣن وﺣدة إﻟﻰ أﺧرى ﻣن اﻟوﺣدات اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ
ﻹﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﺑﺎﻟدوﻟﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻷﺟﻬزة اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ
33
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ذات اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻬﺎ ،ووﺣدات اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﻌﻛس ،إﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﻘرار ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن".
وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ أﯾﺿﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ أن " ﻧﻘل
اﻟﻌﺎﻣل ﻣن وظﯾﻔﺔ ﻷﺧرى ﻣن ذات اﻟدرﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ،دون اﻟﻌرض ﻋﻠﻰ ﻟﺟﻧﺔ ﺷؤون
وﻛذﻟك ﻧﺟد أن ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻫو ﻧﻔﺳﻪ اﻷﺳﻠوب اﻟذي اﻋﺗﻣدﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
ﺣول ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظف إﺟﺑﺎرﯾﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺣددﻩ اﻟﻘﺎﻧون
1
اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻋدم اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻐرض ﻏﯾر ﻏرض اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻻﻧﺗظﺎم ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻘل
ﻧﻣﯾز ﺑﯾن إﺟراءات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺣﻠﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ٕواﺟراءات ﻧﻘل اﻟﻣوظف
ﺑﻌدﻣﺎ ﯾﺗم ﺗﻌﯾن اﻟﻣوظف ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑﺗوﺟﯾﻬﯾﻪ
إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل أو وظﯾﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻣﻘرﻫﺎ ﻣﻛﺎن ﻣﻌﯾن ،ﻟﻛﻧﻪ ﻗد ﯾﺣدث أن ﯾﺗم ﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ
وظﯾﻔﺔ أﺧرى ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻧوﻋﻲ ،أو ﺑﻧﻘل ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ أﺧر ﻓﻲ
2
ﻧﻔس وظﯾﻔﺗﻪ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ.
1
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 158ﻣن اﻷﻣر رﻗم ، 03-06اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
2
-د /ﻣﺻطﻔﻰ أﺑو زﯾد ﻓﻬﻣﻲ ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .619
34
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
وﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧظم ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 156إﻟﻰ
159ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔٕ 1،واذا ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺗﻣﻠك ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﺣق
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻗد ﯾطﻠﺑﻬﺎ اﻟﻣوظف
ﺑﺟد ذاﺗﻪ ،وﻓﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟواﺳﻌﺔ ﻣن ﺣﯾث
ﻗﺑول طﻠب ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم أو رﻓﺿﻪ وﻫذا ﻓﻲ إطﺎر ﺿرورة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ وﻣن ﺛم ﻓﺎن
ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻬﺎ ﺣرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﺣد ﺗﻘف ﻋﻧدﻩ ،ﯾﺗﻣﺛل ﻫذا اﻟﺣد:
اﻻﺧﺗﯾﺎري ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻻ ﻧﺟد ﺗﻌﻘﯾدا ﻓﻲ اﺟراءات اﻟﻧﻘل ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﻘل
اﻹﺟﺑﺎري وﻣوﺿوع اﻟﻣﺎدة 158ﻣن ﻧﻔس ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ:
) ﯾﻣﻛن ﻧﻘل اﻟﻣوظف إﺟﺑﺎرﯾﺎ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﺿرورة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ذﻟك ،وﯾؤﺧذ رأي
اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ،وﻟو ﺑﻌد اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،وﯾﻌﺗﺑر رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ
ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﺗﺿﺢ أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻛﻠم ﻋن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻹﺟﺑﺎري ،ﻋﻧدﻣﺎ
ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﺿرورة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟذﻟك ،وﻫﻧﺎ ﺗﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ،
و ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻪ ﻧﻔس اﻵﺛﺎر اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ
2
ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻹﺟﺑﺎري ،واﻟذي ﻫو ﻋﻘوﺑﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ.
1
-أﻧظر اﻟﻣواد 156و 157و158و 159ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،03-06اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
2
-اﻻﻣر رﻗم ،03-06اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
35
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻹﺟﺑﺎري واﻟذي ﻫو ﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ
ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻘرﯾرﻩ دون اﺣﺗرام اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺄدﯾب ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺣﺗرام ﻫذﻩ
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﺈن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘوﺑﺔ ﻣﺳﺗﺗرة وﻣﻘﻧﻌﺔ وﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻋرﺿﺔ
ﻟﻺﻟﻐﺎء.
وﻟو أﺧذﻧﺎ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ اﻟذي ﻫو ﻟﯾس ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ
ٕواﻧﻣﺎ ﻟﺿرورات اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻫﻲ ﺣرة ﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ،ﺑﺣﯾث
ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬﺎ وﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ وﻫذا ﻣن
أﺟل ﺗﻐطﯾﺔ ﻣﻧﺻب ﺷﺎﻏرا ،أو إﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻟﻠﻣوظف اﻟذي ﯾﻛون وﺟودﻩ ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺿ ار
وﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ أن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﯾﻛن ﯾﻣﺛل أي ﺻﻔﺔ
ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺣرة إﻻ أن ﺣرﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻏﯾر
ﻣطﻠﻘﺔ ،وذﻟك ﺑﻔﺿل اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﺗﻲ أﻗرﻫم اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ .
ﻛﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﯾﺎﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺳﺎﺑق ﻓﻘد ﻓرض اﻟﻘﺎﻧون اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ
اﻷﻋﺿﺎء ،ﻟذﻟك ﻓﻼﺑد ﻣن اﻟﺗطرق ﻟﻬذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ أﻻ ،ﺛم اﻟﺧوض ﻓﻲ اﻹﺟراءات:
ﻣن أﺟل ﺗﺄﻛﯾد ﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم،أرﺟﻊ اﻟﻣﺷرع اﻟﻰ اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻣﻊ
اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻟﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ ،وذﻟك ﺑﺗﻘﯾﯾد
اﻹدارة ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻗﺑل إﺻدارﻫﺎ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ
اﻷﻋﺿﺎء واﻟﻣﻧﻌﻘدة ﻛﻣﺟﻠس ﺗﺄدﯾﺑﻲ ،وذﻟك ﻣن أﺟل ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ
36
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﯾﺷﻛل وﺟود ﻣﺟﺎﻟس اﻟﺗﺄدﯾب إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺄدﯾب ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﺣﯾﺎد ،وﺿﺎﺑطﺎ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف ﻣن
وﻧظ ار ﻟﺧطورة ﺑﻌض اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن
و ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣﺎدة 65ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ 1،أن اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻣﺟﻠس
اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ إﻟزاﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،وﻏﯾر إﻟزاﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت
أﺧرى،وﯾﻣﻛن ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف
اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻘرار ﻣﺑرر ،ﺑﻌد ﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗوﺿﯾﺣﺎت ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻣن
اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣﺎدة 1/165ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﺗﺗﺧذ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﺑﻘرار ﻣﺑرر اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ
ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن اﺗﺧﺎذ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟراﺑﻌﺔ إﻻ
ﺑﻘرار ﻣﺑرر وﺑﻌد اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﻛﻣﺟﻠس
اﻟﻣﺳﺎر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ اﻟﺗرﺳﯾم واﻟﻧﻘل واﻟﺗرﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدرﺟﺎت ،وﺗﺄﻛﯾدا ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ
1
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 65ﻣن اﻷﻣر رﻗم ، 03-06اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
37
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗم إﺷراك ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾب ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﻔرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣن اﻟدرﺟﺗﯾن اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟراﺑﻌﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺟﺗﻣﻊ ﻛﻣﺟﻠس ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻟﺗﻘرﯾر ﻓﻲ
ﺷﺄن ارﺗﻛﺎب اﻟﻣوظف ﻟﻠﺧطﺄ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ وﺗﺳﻠﯾط اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗوﻗﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ.
ﺗﻌد اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﻣن ﺑﯾن ﻫﯾﺋﺎت وأﺟﻬزة اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗواﺟد إﻟﻰ
ﺟﺎﻧب اﻟﻠﺟﺎن اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﺟﺎن اﻟطﻌن واﻟﻠﺟﺎن اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻟﺟﺎن وﻫﯾﺎﻛل ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺗﻣﺛﯾل وﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣش ﻣن
1
اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت واﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت.
واﻟﻐرض ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر إﺷراك اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ
واﻟﺣرص ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻋﺎدﻟﺔ وﻓق ﺿواﺑط ٕواﺟراءات ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺗﺷﻛل ﻣن
طرﻓﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﻣوظﻔون واﻹدارة ،ﺗرأﺳﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗواﻫﺎ أو ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻋﻧﻬﺎ.
ﺗﻌرف اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن رأي ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗوﺿﯾﺢ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘرار ﺣول
ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺿﯾﺔ ﺗﺧص ﻣوظف ﻣﺎ ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻟﯾﺳت ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﺳﻠطﺔ اﻟﻘرار،
2
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻵراء اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﺳواء أﻋﻣﺎل ﺗﺣﺿﯾرﯾﺔ ﻹﺻدار اﻟﻘرار اﻹداري.
1
-ﺳﻌﯾد ﻣﻘدم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗطور واﻟﺗﺣول ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.358
2
-ﻋﺻﺎم ﻧﻌﻣت إﺳﻣﺎﻋﯾل ،اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻘرار اﻹداري ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘزﻗﻲ ،ﻟﺑﻧﺎن ،ط،2009 ،1
ص.409
38
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻣن اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻹداري اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوظﯾﻔﺔ
1
اﻟﻌﺎﻣﺔ.
واﻟذي ﺑﻣوﺟﺑﻪ أﺳﻧدت ﻟﻬﺎ ﻣﻬﺎم اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻟم ﺗﻛن واﺳﻌﺔ ﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ
ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت وﻣﻧﻬﺎ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم واﻟﺗرﻗﯾﺔ
واﻟﺗﺄدﯾب ،وﺑﺻدور اﻟﻧص اﻟﺟدﯾد اﻟذي أﻟﻐﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ ﺑﺎﻷﻣر 133/66واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ
اﻟﻣرﺳوم 59/85واﻟذي أﻋﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﻘﺎﻧون
اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري ،واﺳﺗﺣدﺛت ﻟﺟﻧﺔ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻟطرﻓﯾن
واﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ ﺑﻠﺟﻧﺔ ﻟﻣوظﻔﯾن 4،وأﺳﻧد ﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻬﺎم ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﺳﻧدة ﻟﻬﺎ ﻣن ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻏﯾر
أﻧﻪ وﺿﺢ ﻣﺳﺎﺋل اﻟطﻌن واﻟﻠﺟﺎن وﻏﯾر ذﻟك ،وﺑذﻟك ﺗم ﺗطوﯾر اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ
اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ
1
-أﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2012
ص.302
2
-اﻷﻣر ،133-66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 02ﺟوان 1966اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ،ج ،رﻋدد46
ﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 08ﺟواﻧن .1966
3
-اﻟﻣرﺳوم رﻗم 143/66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 02ﺟوان 1966اﻟﻣﺣدد ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء وﺗﺷﻛﯾﻠﺗﻬﺎ
وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﻋﻣﻠﻬﺎ ،ج ،ر ،ﻋدد 46ﺻﺎدرة ﻓﻲ 08ﺟوان .1966
4
-اﻟﻣرﺳوم ،59-85اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
39
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗرﻗﻰ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷرﯾﻊ،وﻧﺟد أﻧﻪ ﺑﺻدور اﻷﻣر
1
.03/06
وﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث اﻟذي ﺟﺎء ﺑﻌﻧوان ﻫﯾﺋﺎت اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ واﻟطﻌن وﺑﺎﻹطﻼع
ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 62ﻣن ﻧﻔس اﻷﻣر ﻧﺟد أﻧﻬﺎ ﺗﺣدﺛت ﻋن ﻧﺷﺄة ﺛﻼث ﻟﺟﺎن ﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
اﻟﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﺣﯾﺎﺗﻬم اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﻫﻲ ﻟﺟﺎن إدارﯾﺔ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء وﻟﺟﺎن اﻟطﻌن
ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 7ﻣن اﻟﻣرﺳوم 10/84ﻧﺟد أﻧﻪ ﯾﺗم ﺗﻌﯾن ﻣﻣﺛﻠو اﻹدارة
ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻌﻧﻲ ،وذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻟﺟﺎن اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ أو ﺑﻘرار ﻣن اﻟواﻟﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟﺎن اﻟوﻻﺋﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
وﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎرﻫم ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻬم ﺳﻠطﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻹدارة
ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﺻﻔﺔ اﻟﺗرﺳﯾم ﻓﻲ ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻹدارة ﻟدى اﻟوظﺎﺋف اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ،وﯾﺗم
ﺗﻌﯾﻧﻬم ﻓﻲ أﺟل 15ﯾوﻣﺎ اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻻﻧﺗﺧﺎب ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﻣوظﻔﯾن ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗوﻓر ﻧﺻﺎب
اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟواﺟب ﺗﻌﯾﻧﻬم ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛوﻧوا ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن اﻷدﻧﻰ رﺗﺑﺔ ﻣﻧﻬم ﻣﺑﺎﺷرة.
1
-اﻻﻣر رﻗم 03-06ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
2
-وﻫﺎﺑﻲ ﺑن رﻣﺿﺎن ،اﻟﺗﺳﯾر اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻗﺳم ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾر،
ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑﻲ ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن 2011،ص.83
40
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﺗم ﺗﺣدﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 64ﻣن اﻷﻣر 03/06اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﺎن واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل
ﻓﻲ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣﺳﺎر اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ وﻋﻠﻰ
رأﺳﻬﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﺎﻫﺎ ﻛﻠﺟﻧﺔ ﺗرﺳﯾم ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ وﺗرﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدرﺟﺔ أو اﻟرﺗﺑﺔ ،واﺟﺗﻣﺎﻋﻬﺎ
ﻛﻣﺟﻠس ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻻﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﺑﺷﺄن اﻟﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ إذا ارﺗﻛب ﺧطﺄ ﻣن اﻟدرﺟﺔ
ﻓﻲ 15ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2006اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣدرﺟﺔ
ﺿﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،واﻟﺳﻠطﺔ ﻫﻲ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺄﺧذ رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء،
وﻟو ﺑﻌد اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم وﯾﻌﺗﺑر رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﻌد اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﻧﻘل
1
اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم.
وﻟو ﻓﺳرﻧﺎ ﻋﺑﺎرة إﻟ ازم اﺗﺧﺎذ رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﻟوﺟدﻧﺎ أن ﻫذا
1
-ﻛﻣﺎل رﺣﻣﺎوي ،ﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2004 ،ص.11
41
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ
" ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎن رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ ﯾﻘﯾد اﻹدارة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻻ أﻧﻧﺎ ﻧرى ﺑﺄن ﻫذا
اﻟوﺿﻊ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻗرار ﺗﻌﺳﻔﻲ ،وﻣن ﺛم ﯾﺿﻊ ﻧﻔﺳﻪ
1
ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ "إﻫﻣﺎل ﻟﻠﻣﻧﺻب" ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻺدارة ﺑﻔﺻﻠﻪ.
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺷﺎرة اﻹدارة اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﺑﻌد اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف
اﻟﻌﺎم ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﺗﻌﺗﺑر ﻛﺈﺟراء ﺷﻛﻠﻲ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال وﺣﺳب ﻣﺎ ﺛﺑﺗﻪ
اﻟواﻗﻊ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻓﺈن اﻹدارة ﻻ ﺗﺗراﺟﻊ ﻋن ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺻﺎدر ﻋﻧﻬﺎ.
اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ،وﻫذا ﺳواء ﺑﻬدف اﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻟﻣﻧﺻب ﺷﺎﻏر أو إﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻟﻠﻣوظف اﻟذي ﯾﻛون
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺻدور ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑذﻟك
إﻣﺎ ﻟﻛﻔﺎءة اﻟﻣوظف،أو ﻧﻘص ﻓﻲ ﻋدد اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن أﺟل ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻌﺟز اﻟذي ﻗد ﯾﻛون
ﻓﻘرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﯾدﺧل ﺿﻣن اﻟﺟزاءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ وذﻟك ﻋﻘب
ﺗﺣﻘﯾق ﺷﺎﺋﻌﺎت ﺣوﻟﻪ ﻟم ﯾﺛﺑت ﺻﺣﺗﻬﺎ ،وﻛذﻟك ﻟﻧزاع ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣﻊ اﻹدارة واﻟﻘرار أﻟﺗﺄدﺑﻲ
اﻟﻣﻘﻧﻊ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن ،ﺣﯾث ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ،أي
1
-ﻛﻣﺎل رﺣﻣﺎوي ،ﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .132
42
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻫذا اﻟﻘﺎر ﯾﻬدف إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣوظف دون إﺗﺑﺎع اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،وﯾظﻬر اﻟﺟزاء
اﻟﻣﻘﻧﻊ ﺑوﺿوح ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗم ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون .
وﻗد ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ
وﺿﻌﻬﺎ ﻫذﻩ ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﺗوﻗﯾﻊ ﺟزاء ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣوظف ﺣﺳب ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ أﻧواع أﺧرى ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻐﯾر
اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وﻟو ﺑرﺿﻰ اﻟﻣوظف ،ﻻن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻟﻣوظف ﺑﺎﻹدارة
ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،إذ ﻻ ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ ،وﻗد ﻗﺳﻣﻬﺎ إﻟﻰ درﺟﺎت
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻘدﯾم أﻣر 133/66ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎن ﻗد ﻗﺳم
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ إﻟﻰ درﺟﺗﯾن ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻣرﺳوم 59/85ﺣﯾث ﻗﺳم
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﺛﻼث درﺟﺎت ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌﺎﻗب ﺑﻬﺎ اﻟﻣوظف وﻫذا ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺧطورة
و ﺗﺻﻧف اﻟﻌﻘوﺑﺎت إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ درﺟﺎت ،وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 163ﻣن اﻷﻣر أﻋﻼﻩ
ﺣﺳب ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻷﺧطﺎء اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ،وﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺗوﻗﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
إﻗ ارراﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻣدان ،وﻫذا اﻟﺗوﺳﻊ أﻟﻌﻣدي ﻣن اﻟﻣﺷرع ﺳﺑﺑﻪ واﺿﺢ ،وﻫو
ﺗﻣﻛﯾن ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب أﻛﺛر ﻣن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺳﻠوك اﻟﻣوظف اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗﺄدﯾب.
اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺟدﯾرة ﺑﺎﻟﺗﺄﻣل واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗدﻋﻲ اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ وﺟود طﺎﺋﻔﺔ ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﻘﻠﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﺟزاءات
واﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻹدارة ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم دون أن ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﻘوﺑﺎت ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗداﺑﯾر داﺧﻠﯾﺔ ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف
ﺧدﻣﺔ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ودون ﺧطﺄ ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻣﻧﻪ ،وﻫو إﺟراء ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣوظف ﻣن ﻣﻧﺻﺑﻪ اﻷﺻﻠﻲ إﻟﻰ ﻣﻧﺻب أﺧر ﺑﻌﯾدا ﻋن ﻣﻘر ﺳﻛﻧﺎﻩ وﻫو ﻋﺑﺎرة
43
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻋن ﺗدﺑﯾر داﺧﻠﻲ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻹدارة ﺗﺣت ﺳﺗﺎر اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺑﻌﯾدا ﻋن اﻹﺟراء
إذ ﻧﻠﻣس اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻟﻬذا اﻹﺟراء ﻓﻲ اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﯾﺧﻠﻔﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ
44
اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻣﻠﺧص اﻟﻔﺻل
اﻷﺻل أن ﯾﺧﺿﻊ ﻗ اررات اﻟﻧﻘل ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﻘدﯾري ﻟﻺدارة ،وﻟﻬﺎ ﻣطﻠق اﻟﺣرﯾﺔ
ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ظروف اﻟﻌﻣل وﻣﻘﺗﺿﯾﺎﺗﻪ،وﻟﯾس ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺑﻘ اررات اﻟﻧﻘل ،وﻣن
اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء اﻹداري أن ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظﻔﯾن إﻧﻣﺎ ﺗﺳﺗﻘل ﺑﻬﺎ ﺟﻬﺔ
اﻹدارة ،ﺑﻣطﻠق اﻟﺣق ﻓﻲ إﺻدارﻫﺎ ﻷن ﻟﻬﺎ دون ﻏﯾرﻫﺎ ﺗﻘدﯾر ظروﻓﻬﺎ واﻻﺳﺗرﺷﺎد ﺑﻣﺎ ﺗراﻩ
ﻣن اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣؤﯾدة ،ﻟﻬﺎ ﺣﺳب ﻣﺎ ﺗراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣل وأﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻠﻣوظف إزاء
ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻹدارة ،وﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﻣن ﺗﻧﺳﯾق وﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
ﺣق ﻣﻛﺗﺳب ﻓﻲ ﺗﻘﻠب وظﯾﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ دون اﻷﺧرى ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻹدارة ﺑﻧﻘل ﻣوظﻔﯾﻬﺎ،ﺑﯾن
اﻟﻧﻘل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ واﻟﻧﻘل اﻟﻧوﻋﻲ ،واﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ،ﺣﯾث ﻧﺟد أن اﻟﻧﻘل ﯾﺗﻛون
ﻣن ﻧوﻋﯾن ﻫﻣﺎ ﻧﻘل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ وﻧﻘل ﻧوﻋﻲ ،ﻓﺎﻷول ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻧﻘل ﻣوظف وظﯾﻔﺔ اﻟﻰ أﺧرى
ﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﻧوﻋﺎ ودرﺟﺔ ﺳواء أﻛﺎن اﻟﻧﻘل داﺧل داﺋرﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﺑﻬﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣوظف او ﺧﺎرﺟﻬﺎ،
وﻫذا ﺑﻧﻔس اﻟﻣرﺗب واﻟدرﺟﺔ واﻷﻗدﻣﯾﺔ ،وأن ﯾﻛون ﻧﻘل اﻟﻣوظف أﻣ ار ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﻌﺗﺑر ﻧﻘل ﻧوﻋﯾﺎ ﻣن وظﯾﻔﺔ إﻟﻰ أﺧرى ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻧوﻋﻬﺎ
ﻣن ﺣﯾث اﻟدرﺟﺔ أو اﻻﻗدﻣﯾﺔ أو اﻟﻣرﺗب ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﺗص دواﺋر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري
ﺑرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻹدارة ﺑﻧﻘل ﻣوظف ﻓﯾﻬﺎ ﻻﻧطوى اﻟﻘرار ﻋﻠﻰ اﺛﺄر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺗﻠﺣق أﻟﻣوظف
واﺣﺗﻣﺎل أن ﺗﺳﻌﻰ اﻹدارة ﻣن وراء ﻗرارﻫﺎ ﺑﺎﻟﻧﻘل إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣوظف ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻣﻘﻧﻌﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ
45
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،ﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﻗررﺗﻬﺎ
اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم ،أي ﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف ،واﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﻗﺑل ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ
إن ﺧطورة اﻟﺟزاء اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﺛﺎر ،ﯾﻔرض أن وﺗﻬدف اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاء اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ إظﻬﺎر ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺎ ﯾﻧﺳب اﻟﻰ اﻟﻣوظف ﻣن ﺗﻬم ،ﺣﺗﻰ ﯾﺑﻧﻲ اﻟﻘرار
وﻣن أﻫم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻛﻔﺎﻟﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل ﺗﺣﻘﯾق ﺗﺄدﯾﺑﻲ أو ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،ﻫﻲ
ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ ﺑﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺳوب إﻟﯾﻪ ،وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف ﺑﻣﺎ
ﯾﻧﺳب إﻟﯾﻪ ﻣن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ،وان ﻛﺎﻧت ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت أﻣر
وﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن اﻗوي وأﻛﺛر أﻧواع اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﺣﯾث
ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف ،وﺣرﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﺎﻣﯾن ﻓﻲ
ﻣواﺟﻬﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻧظ ار ﻟﻠﺧﺻﺎﺋص واﻟﻣﻣﯾزات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ
اﻟرﻗﺎﺑﺔ
46
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺻدور ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
إن إﺣﺎطﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم أﺛﻧﺎء ﻣﺳﺎءﻟﺗﻪ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺳب أﻟﯾﻪ ،ﺗﻌد ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﯾﻘررﻫﺎ
اﻟﻘﺎﻧون ،وﻫذا أﻣر ﺿروري ﺗﻘﺿﯾﻪ إﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﻘل ،وﯾﻧﺑﻐﻲ ﻛﻔﺎﻟﺗﻬﺎ
ﻟﻠﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم ﺳواء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق أو اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن ﺧطورة
ﻣوﻗﻔﻪ ﻓﯾﻧﺷط ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ،ﻓﻼ ﯾﻐﻧﻲ ﻋن اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺟرد اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ
ﺛﺑوﺗﺎ ﻣﺎدﯾﺎ ﻻ ﺷﺑﺔ ﻓﻲ ،ذﻟك أن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﺛﺑوت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ واﻧﺗﻔﺎﺋﻬﺎ ﻣردﻩ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﻔر
ﻋﻧﻪ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺗﻬﻣﺔ وﺳؤال اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻋﻧﻬﺎ ،وﺗﺣﻘﯾق دﻓﺎﻋﻪ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ،أﺣد
1
ﻋﻧﺎﺻرﻩ اﻟﺟوﻫرﯾﺔ.
ﯾﻘﺻد ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم اﻟذي ﺗﺗﻌرض ﺣﻘوﻗﻪ وﻣﺻﺎﻟﺣﻪ
2
ﻟﺗﺻرف ﻣﺎ ﻗد ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﻣرﻛزﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،أن ﯾﺣﺎط ﺑﻪ ﻋﻠﻣﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ إﻋداد دﻓﺎﻋﻪ ،
وﯾﺗﻌﯾن أن ﺗﺗم اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺳﺗﺷﻌر ﻣﻧﻪ اﻟﻣوظف أن اﻹدارة ﻓﻲ طرﯾﻘﻬﺎ ﻟﻣؤاﺧذﺗﻪ
ﻟدﯾﻬﺎ أدﻟﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن ﺧطورة ﻣوﻗﻔﻪ ،ﻓﯾﻧﺷط ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ،وﯾﻌﺗﺑر ﻣﺑدأ
اﻟﻣواﺟﻬﺔ أﺻﻼ ﻣن أﺻول اﻟدﻓﺎع ،واﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ،وﺗﺣﻘﯾق ﻋداﻟﺔ
اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺑﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم ٕواﻋﻼﻣﻪ ﺑﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺳوب إﻟﯾﻪ ،وﺑﻣﺎ ارﺗﻛﺑﻪ ﻣن
ﺗﺻرﻓﺎت ﻣﻧﺎ ﻓﯾﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن أﻣرﻩ وﻣن ﻫذا أﻛدت اﻟﻣﺎدة 14اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ
-1ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ،اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻻﺳﻛﻧدارﯾﺔ 2003 ،
ص.97
2
-ﻣﺣﻣد ﻣﺎﺟد ﯾﺎﻗوت ،ﺷرح اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﻬن اﻟﺣرة اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﺧﺎص ،ﻣﻧﺷﺄة
اﻟﻣﻌﺎرف اﻻﺳﻛﻧدارﯾﺔ.2004 ،
47
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1966ﻋﻠﻰ أن ﻣن ﺣق اﻟﻣﺗﻬم
أن ﯾﺧطر ﻓﻲ أﻗﺻر وﻗت ﻣﻣﻛن وﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻔﻬﻣﻬﺎ وﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻔﺻﻠﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺔ وﺳﺑب
وﻣن ﻫذا ﻓﺈن ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﺗﻌد أﻣ ار ﺿرورﯾﺎ ،وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻓﻲ
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ أﺻﺑﺣت اﻟﯾوم اﺗﺟﺎﻫﺎ ﻣﺳﺗﻘ ار ﻓﻲ ﻧطﺎق
اﻟﺗﺄدﯾب ،وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﺳﺗﻘر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻋﻠﻰ ﺑطﻼن أي ﻋﻘوﺑﺔ
ﺗوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﺗﻬﻣﺔ ،إذا ﻟم ﯾﺗﺿﻣن ﻣواﺟﻬﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﺣﺗﻰ
اﻷول ﯾرى أن أﺳﺎس اﻟﻣواﺟﻬﺔ وﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ﻫﻲ ﻓﻛرة اﻟﺟزاء ،واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﯾرى أن ﻫذا
اﻷﺳﺎس ﻫو ﻣﺑدأ ﺳﻣﺎع اﻟطرف اﻷﺧر 1،وﺳوف ﻧﻘوم ﺑﺗوﺿﯾﺢ ﻫذﯾن اﻻﺗﺟﺎﻫﯾن ﻓﺎﻻﺗﺟﺎﻩ
اﻷول ﯾرى أﻧﻪ ﺑﺎﺳﺗﻘرار اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،واﻟﺗﻲ
ﺗطﺑق وﻟو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب ﻧص ،ﻓﺈن اﻹﺟﻣﺎع ﯾﻛﺎد ﯾﻧﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫو اﻹﺟراء
اﻟذي ﻟﻪ طﺎﺑﻊ ﻋﻘﺎﺑﻲ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود ﺣﺎﻻت اﻟﻌﻘﺎب ،ﻓﻼ ﺗﺗﺄﻛد اﻟﻣواﺟﻬﺔ إﻻ
1
-ﻣﻧﺻور إﺑراﻫﯾم اﻟﻌﺗوم ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺷرق.
48
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
أﻣﺎ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾرى أن أﺳﺎس ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻟﯾس ﻫو اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﻘﺎﺑﻲٕ ،واﻧﻣﺎ
ﯾﻌود إﻟﻰ ﻣﺑدأ ﺳﻣﺎع اﻟطرف اﻷﺧر ،وﻫو اﻟذي ﯾﺣدد ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣواﺟﻬﺔ واﻟﯾﻪ ﯾرﺟﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ
1
ﻗﯾﻣﺎ ﯾﻘررﻩ ﻣن ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ،ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل إﺟراء ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺟزاء.
إن ﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫﻲ ﻣﻘررة ﻓﻲ اﻷﺻل ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف إزاء ﻣﺎ ﻗد ﯾﺗﺧذ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻪ
ﻣن إﺟراءات ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،إﻻ أن ﻧطﺎق ﻫذا اﻟﻣﺑدأ أﺧذ ﻓﻲ اﻟﺗوﺳﻊ ﻟﯾﺷﻣل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘ اررات
اﻹدارﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﻓراد وﻣﻊ ذﻟك ،ﻓﺈن ﻣﺿﻣون اﻟﻣواﺟﻬﺔ
وأﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات ﻻ ﯾﺻل إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺄدﯾب ﻻن اﻷﻣر ﻓﻲ
اﻟﺗﺄدﯾب ﻫو اﻟﺟزاء اﻟذي ﯾوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ ،واﻟﺧطﺄ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻘواﻋد اﻹﺛﺑﺎت وﺟود وﻋدﻣﺎ،
ﻣﺑدأ اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣوظف دﻓﺎﻋﻪ ﻋن اﻟﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ،وﻫذا اﻟدﻓﺎع ﻻ ﯾﺣﻘق
ﻧﺗﺎﺋﺟﻪ إﻻ إذا ﻣﻛن اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﻌﻠم ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ،وﻟو ﻟم ﯾﻌرف اﻟدﻓﺎع
ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾدور ﺣول اﻟﺗﻬم اﻟﻣوﺟﻬﺔ أو اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ ﻟﻠﻣوظف ،ودون ﻫذﻩ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﯾﺑﻘﻰ ﺣق
اﻟدﻓﺎع ﻣﺷوﺑﺎ ﺑﺎﻟﻐﻣوض وﻓﺎﻗد اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗوﺟد ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿواﺑط اﻟﺗﻲ
أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺣدد ﺷﻛﻼ ﻣﻌﯾﻧﺎٕ ،واﻧﻣﺎ اﻛﺗﻔﻰ ﺑﺗﻘرﯾر اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،وﻫﻲ اﻟﻌﻠم
ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ وأدﻟﺗﻬﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﺗﻬﻣﺔ ﻣﺣددة وواﺿﺣﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺗﻬم أو
اﻟﻣوظف اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ اﻟﺗﻬﻣﺔ ،ﻣن ﺣق اﻟرد ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺗﻬم ،وﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن ﺗﺣﻘﯾق
1
-ﻣﻧﺻور اﺑراﻫﯾم اﻟﻌﺗوم ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .258
49
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
دﻓﺎﻋﻪ،واﻟﻣﻼﺣظ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد أن اﻟﺗﻬﻣﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻏﯾر دﻗﯾﻘﺔ وواﺿﺣﺔ ﻛﺎﻹﺧﻼل
ﺑﺎﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ ،أو اﻹﻫﻣﺎل اﻟﺟﺳﯾم ﺑﺄداء اﻟوظﯾﻔﺔ ،وﻫو ﻣﺎﻻ ﺗﺣﻘق ﺑﻪ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن
اﻟﻣواﺟﻬﺔ.
-2أن ﺗﻛون اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣن طرف اﻹدارة أو ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذي ﯾﺳﺗﺷﻌر ﻣﻌﻪ
ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن ﺣﯾث ﻣؤﻫﻼﺗﻬم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب
و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﻘﻠﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب ﺗﻧﺑﯾﻪ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻟﺗﺄدﯾب ﺑﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣوﻗﻔﻪ ﻣن ﺧﻼل
ﺗﻠك اﻟﻣواﺟﻬﺔ ،ذﻟك أن اﻟﺑﻌض ﯾﺟﻬل ﺣﻘﯾﻘﺔ وﺧطورة اﻟﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ.
وﻣن ﺛم ﯾﺟب أن ﺗﺗم ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻟذي ﯾﻛون ﺑﻌﻠﻣﻪ
ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ أﺣﺎﻟﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾب ،ﺣﺗﻰ ﯾﺟﻌل اﻟﻣوظف ﯾﻧﺷط ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع
1
ﻋن ﻧﻔﺳﻪ.
ﯾﺟب أن ﺗﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺧطﺎء اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺣﺎل ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ وأن
ﺗﻛون ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺑﺳﯾطﺔ أو ﺟﺳﯾﻣﺔ ،وﻻ ﯾﻘف اﻷﻣر ﻋﻧد ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
ﺟوﻫرﯾﺔ أو ﻏﯾر ذﻟك ،ﻓﻬذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻫﻲ ﻧﺳﺑﯾﺔ ورﺑﻣﺎ ﺷﺎﺋﻛﺔ ،ﻓﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﯾوم ﻏﯾر ﺟوﻫري
1
-ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ،اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2003،
ص.97
50
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
إذا ﻣﺎ ﺗﻣت ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺗﻬم ﻛﺿﻣﺎﻧﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣﻘررة ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ ،ﻓﺈن ذﻟك
ﯾﻘﺗﺿﻲ إﺣﺎطﺗﻪ ﺑﺷﻛل ﺻرﯾﺢ وﻣﺣدد ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺳب إﻟﯾﻪ ﻣن ﺗﻬم ،وﺑﺻورة ﯾﺳﺗﺷﻌر ﻣﻌﻬﺎ أن
ﻧﯾﺔ اﻹدارة ﻗد اﺗﺟﻬت إﻟﻰ ﻣﺟﺎزﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑوت ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،إﻻ أن ذﻟك ﻟن ﯾﺗﺣﻘق
ﻋﻣﻠﯾﺎ إﻻ ﺑوﺟود إﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﺣﯾﺎل اﻟﻣوظف .
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺣﻘﯾق ا ﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ أﻣ ار وﺣوﺑﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺗﻬم ،أو اﻟﺗﻲ ﻧﺳﺑت ﻟﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
ﻗد أرﺗﻛﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻣﻠﻪ ،ﻓﺈن ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﺑﻠﻎ اﻟﻣوظف ﺑﺄﻣر اﻟﺣﺿور اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق
ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻣﻊ ﺗذﻛﯾر ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻪ ،ﺣﺗﻰ
ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ ﻣﻌرﻓﺔ ذﻟك ،وذﻟك ﻣن أﺟل ﻋدم وﺟود ﺷط أو ﻏﻣوض،وﯾﻌﺗﺑر ﻋدم اﺳﺗدﻋﺎء
اﻟﻣوظف ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﻪ ﺑﻌد اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻪ ﺑﺄداء أﻗواﻟﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﺧرق ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،وﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻧﻌدم ﺗﺣﻘﯾق اﻟدﻓﺎع ،ﺣﯾث ﯾﻌد اﻷﻣر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إﺧﻼﻻ ﺑﺣق اﻟدﻓﺎع
اﻟﻣﻛﻔول دﺳﺗورﯾﺎ ،إﻻ إذا ﻟم ﯾﻧﻛر اﻟﻣوظف اﺳﺗدﻋﺎؤﻩ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﻪ ،ورﻓض اﻟﻣﺛول ﻓﻲ
اﻟوﻗت واﻟﻣﻛﺎن اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺣدﯾدﻫم ﻣن طرف ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﺑذﻟك ﻗد ﻓوت
1
اﻟﻔرﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ٕواﻫدار ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺧوﻟﻬﺎ ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون.
1
-ﻣﺣﻣد ﻣﺎﺟد ﯾﺎﻗوت ،أﺻول اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺄدﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،ﻋﻣﺎن،2005 ،
ص.177
51
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻫذا وﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣوظف ﯾﺗم إﺧطﺎرﻩ رﺳﻣﯾﺎ ﺑﻣوﻋد إﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﻪ ﺑوﻗت
ﻛﺎف ،ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ ﻟﻊ إﻋداد دﻓﺎﻋﻪ واﻷﺧذ ﺑﻌﯾن ﻟﻠﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﻌد ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف ﻣن
ﻣﻘر اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻗد ﺣددت اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وذﻟك ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
1
ﻗﺑل 15ﯾوﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺑﺎﻟﺑرﯾد اﻟﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ وﺻل اﻻﺳﺗﻼم.
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳﻠم اﻟﻣوظف اﻻﺳﺗدﻋﺎء أو اﻟﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟﺣﺿور اﻟﻣﺛول أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ،
وﺗﺧﻠﻔﻪ ﻋن ذﻟك ﺑﺄﺳﺑﺎب ﻣرﺿﯾﺔ ،أو أي ظرف أﺧر ﻣﻧﻌﻪ ﻣن اﻟﺣﺿور ،ﻓﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾطﻠب
ﻣن اﻹدارة ﺗﺄﺟﯾل اﻟﺟﻠﺳﺔ ،ﻟﻛن ﻟﯾس ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ ،أﻣﺎ إذا ﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺷﻛل ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﻟم ﯾﻘدم
اﻟﻣوظف ﻟﻺدارة اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﻣﻧﻌﺗﻪ ﻣن اﻟﺣﺿور ،وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻟم ﯾطﻠب ﺗﺄﺟﯾل
اﻟﺟﻠﺳﺔ ،ﻓﺈن اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﻘﻠﯾﺔ ﺗﺗواﺻل ﺑﺷﻛل ﻋﺎدي وﻻ ﺗﻛون ﻣﺷوﺑﺔ
ﺑﺄي ﻋﯾب ،وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺟﻠس أن ﯾﻧﻌﻘد ﻓﻲ ﻏﯾﺎﺑﻪ ،وﻻ ﯾﻌد إﺟراؤﻩ ﻫذا ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﻲ.
ﻣن أﺟل ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ﻻ ﺑد ﻣن إﻋﻼم اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﺧطﺎء اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن
ﺗﺣﺿﯾر دﻓﺎﻋﻪ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻪ دون إﺧﺑﺎرﻩ ﺑﺗﻠك اﻷﺧطﺎء و إﻻ ﺗﻌرض ﻗرار
1
-اﻟﻣﻧﺷور رﻗم 05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 12اﻓرﯾل 2004اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺣدد ﻟﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق
اﻟﻣﺎدﺗﯾن 130و 131ﻣن اﻟﻣرﺳوم 59-85اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﻣﺎرس ن اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻌﻣﺎل
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
52
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ٕواﺣﺎطﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ ﻣﻌﻧﺎﻩ ﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺗﻬﺎم ﻟﻠﻣﺗﻬم وﺳؤاﻟﻪ ﻋن اﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ واﺛﺑﺎت
أﻗواﻩ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ،وﻣواﺟﻬﺗﻪ ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺿدﻩ ٕ ،واﻋطﺎﺋﻪ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻷدﻟﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺷﺎء
1
ﻣن أﻗوال واﻟﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﻫﻲ ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺗﻬم ﻣن اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ واﺛﺑﺎت ﺑراءﺗﻪ.
ﺗﻣﻛن اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣﺿﯾر اﻟدﻓﺎع اﻟذي ﯾداﻓﻊ ﻋﻧﻪ وﯾراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﻪ ﻻن ﻋدم
2
إﺣﺎطﺔ اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﯾﻪ ﻟن ﺗﻣﻧﺣﻪ اﻟﻔرﺻﺔ ﻓﻲ إﻋداد دﻓﺎﻋﻪ
وﻟﻘد ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﻠط اﻟﻌﻘوﺑﺔ إﻻ ﺑﻌد ﺳﻣﺎﻋﺔ
3
اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﻌﻧﻲ،إﻻ إذا رﻓض اﻟﻣﺛول وﺗﻣت ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ذﻟك ﻗﺎﻧوﻧﺎ.
ﻛﻣﺎ ﻧص اﻟﻣرﺳوم 54/93ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 12ﻋﻠﻰ أن ﯾﻌﻠم اﻟﻣوظف اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﺑﺎﻟﻣﺄﺧذ
اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻋﻠﯾﻪ واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ،وﻓﻲ وﺳﻌﺔ أﺟل 15ﯾوﻣﺎ ﻟﺗﻘدﯾم ﺷروﺣﻪ
4
ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ....
وﺗﺿﯾف اﻟﻣﺎدة 167ﻣن اﻷﻣر 03/06ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺣق ﻟﻠﻣوظف اﻟذي ﺗﻌرض ﻹﺟراء
5
ﺗﺄدﯾﺑﻲ أن ﯾﺑﻠﻎ ﺑﺎﻷﺧطﺎء اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ أﻟﯾﻪ.
اﻟﻣوظف ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻛﺈﺟراء ﺟوﻫري ﯾدﺧل ﺿﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع،
1
-ﻋﻣر ﻓﺧر ﻋﺑد اﻟرزاق ،ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﻋﻣﺎن.2005،
2
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.151
3
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 64ﻣن اﻟﻣرﺳوم ، 302/82اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ،1982/12/11اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺗﻬﺎ ﺗطﺑﯾق اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ ،ج،ر ،اﻟﻌدد ،37ﺳﻧﺔ .1982
4
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ.
5
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 167اﻷﻣر رﻗم ،03/06اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
53
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
وﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻫذا اﻹﺟراء ﻗﺑل اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف
1
اﻟﻌﺎم.
وﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ إﻋﻼن ٕواﻋﻼم اﻟﻣوظف ﺑﺟﻣﯾﻊ أﺧطﺎﺋﻪ اﻟﺗﻲ ﻧﺳﺑت إﻟﯾﻪ ﻓﻠم ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري أي وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم واﻹﻋﻼن ،وذﻟك ﺑﻧﺻﻪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾﺟب أن
ﯾﻛون ﺑﺑرﻗﯾﺔ ﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻠم إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟذي ﯾرﺳﻠﻬﺎ ﺑدورﻩ إﻟﻰ اﻟﻣوظف
اﻟذي ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ وﺻل ﺗﺳﻠﻣﻪ ﻟﻺﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺣﺿور ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻟﻣﻛﺎن
2
اﻟﻣﺣددﯾن ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ.
واﺗﺿﺣت ﺻورة ﻟﻣوﻗف اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻹﻋﻼن اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ،
ﻓﻘد أﺳﺗﻘر ﻗﺿﺎء اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ وﺟوب ﺗﺑﻠﯾﻐﻬﺎ
ﺗﻘرر ﻫذا اﻹﺟراء ﺑﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺻرﯾﺢ وﻓق اﻟﻣﺎدة 167ﻣن أﻣر رﻗم 03-06إذ ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﻣوظف اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣل ﻣﻠﻔﻪ اﻹداري ،وﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟوﺛﺎﺋق واﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﻪ
اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻪ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ ،ﻓﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻹدارة
إﺧطﺎر اﻟﻣوظف ﺑﻬذا اﻟﺣق ﻓﻲ أﺟل 15ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ
ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ ﺗﺣﺿﯾر دﻓﺎﻋﻪ ،وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 169اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻷﻣر اﻟﺗﻲ ﻧﺻت
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ “ﯾﺣق ﻟﻠﻣوظف أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻣﺎو ﻣﺧول أو ﻣوظف ﯾﺧﺗﺎرﻩ ﺑﻧﻔﺳﻪ«3.
1
-ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ،ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ .2004/04/20
2
-اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗوظﯾف اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺑﺎﻟو ازرة اﻷوﻟﻰ ،اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ رﻗم ،07اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ، 1967/05/07اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ.
3
-ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ،1989/04/08ﻗﺿﯾﺔ رﻗم ،54362اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،و ازرة اﻟﻌدل ،اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث ،ص -165ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ.
54
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻹﺟراء ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣوظف ،وﺟﻌل ﻫذا اﻹﺟراء رﻛﯾزة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،وﻣﺑدأ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻋﺎم اﺑﺗدﻋﻪ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،ﺣﯾث ﯾﺟب
و ﻟﻘد ﺗوارت ﻋدة أﺣﻛﺎم و ﻗ اررات ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﻪ اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرارﻫﺎ ":ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري أﻧﻪ ﯾﺟب
إﺑﻼغ اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ،ﺣﺗﻰ و ﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻫذا اﻹﺟراء ﻣﻛﺗﺳﺑﺎ اﻟطﺎﺑﻊ
اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ،و ﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﯾﻌد إﺟراء ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ
وﻧﺟد أن اﻷﻣر 03-06ﻗد أﺷﺎر ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد أن اﻻطﻼع ،ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠف
اﻟﺗﺄدﯾب ،ﻓﯾﻛون ﯾذﻟك ﻗد أﺳﺗدرك اﻟﻣﻘود ﻣن اﻟﻣدﻟول اﻟﻌﻠم ﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻣﻠف اﻟذي ورد اﻟﻣرﺳوم
،902-82وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﻣﻛن اﻟﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم ﻣن
اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ،وﻫو ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﻧﺷور رﻗم 05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 12أﻓرﯾل
2004ﻋﻠﻰ أﻧﻪ...ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن أن ﺗﺗﺧذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ،
ﺑﻐﯾﺔ ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣوظف ﻣن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟذي ﯾﺗﺿﻣن ﻣن اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
55
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
1
-ﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻣرﻓﻘﺎ ﺑﺎﻗﺗراح اﻟﻌﻘوﺑﺔ.
وﻣن ﻫذا ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﻣﻠف ﻛﺎﻣﻼ ،وأﻛد اﻟﻣﻧﺷور رﻗم 05ﺿرورﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ إﻋﻼم
اﻟﻣوظف ﻣن أﺟل اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ اﻟذي ﺳﯾﻣر ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ أو اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ،وﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف إﯾداع
طﻠﺑﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻣن أﺟل اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠف إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ أو اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻛون ﺗﺣت وﺻﺎﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣوظف ،وﻫذا اﻟطﻠب ﯾﻛون ﻣﻛﺗوﺑﺎ وﻣؤﺷ ار ﻣن طرف اﻟرﺋﯾس
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﻘوم ﺑﺎﺳﺗدﻋﺎء ﻣن أﺟل اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ
اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن رﻓض اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر إن رﻓض اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻻ
ﯾوﻗف اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﻘل،ﺿرورة أن ﯾﺣﺗوي اﻟﻣﻠف ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟوﺛﺎﺋق
اﻟﺗﻲ ﺗﺧص اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف ،وﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق ﻣرﻗﻣﺔ وﻣرﺗﺑﺔ ،إذ
أن ﺣﺟب أو ﻋدم وﺟود أي وﺛﯾﻘﺔ ﻣن اﻟﻣﻠف ﻻ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﺿد اﻟﻣوظف ،ﻫذا
وﻧﺷﯾر إﻟﻰ إن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠف ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣوظف
اﻟﻌﺎم ،ﺑل ﯾﺟب أن ﯾؤﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﻧﻘل.
وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن اﻟﻣوظف اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠوﻗف اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ،ﻻ ﯾﺧول ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﺣق اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ
ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ.
1
-اﻟﻣﻧﺷور اﻟوزاري رﻗم 05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 12أﻓرﯾل ،2004اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
56
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻋدم ﺗﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﺟﺎل ،إﻻ أن ﻫﻧﺎك ﺣﻛﻣﺎ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﺻﺎد ار ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻗرار
وﻣن ﻫذا ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺧﻠص إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﺣدد ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ
ﻛﺄﺟل ﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻣوظف ﺑﻘﺻد اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ،اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻠم اﻟﻣوظف
ﺑﺄن اﻹدارة ﺳﺗﺗﺟﻪ إﻟﻰ اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺿدﻩ ،وﯾﺗﺣﻘق ﻋﻠم اﻟﻣوظف ﺑﻬذا اﻹﺟراء
واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم ﻣن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻫو إﻋطﺎء ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﻌﻠم
ﯾﻣﺎ ﯾﻧﺳب إﻟﯾﻪ ﻣن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ،وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﻣﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف ﺑﻣﺎ
ﺗﻬدف ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺣق اﻟدﻓﺎع إﻟﻰ إظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﺗﺟﻧب أي ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺗﻌﺳف ﺑﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣوظف
ﻣن ﻧﻔﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻋﻣﺎ ﻧﺳب إﻟﯾﻪ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺗوﻓﯾر ﺑﻌض اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن
واﻋﺗﺑر ﻫذا اﻟوﺿﻊ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﺣق اﻟدﻓﺎع ﺣﻘﺎ دﺳﺗورﯾﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة 33ﻣن
اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور ﻟﺳﻧﺔ 19661وﻛﻣﺎ ﺗﺑﯾن ﻛذﻟك ﻫذا اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 57ﻣن اﻷﻣر
133 2/ 66ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ ،إذ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ) :إن اﻟﻣوظف اﻟذي ﯾﻣﺛل أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ
1
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 33ﻣن دﺳﺗور .1996
2
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 57ﻣن اﻷﻣر ، 133/66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 02ﺟوان ،1966اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺟﻧرن ﻋدد 46ﺻﺎدرة ﻓﻲ /08ﺟوان .1966
57
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ...ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾﺳﺗﻔﯾد ﺑﻣداﻓﻊ ﯾﺧﺗﺎرﻩ ﻛﻣﺎ ﯾﺳوغ ﻟﻪ أن ﯾﻘد ﺑﯾﺎﻧﺎت
وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 129ﻣن اﻟﻣرﺳوم رﻗم ....) 159/85ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﻘدم أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟﺗﺄدﯾب
أو أﻣﺎم ﻟﺟﻧﺔ اﻟطﻌن ،إن أﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر أي ﺗوﺿﯾﺢ ﻛﺗﺎﺑﻲ أو ﺷﻔوي،أو ﯾﺳﺗﺣﺿر ﺷﻬودا،
ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 169ﻣن اﻷﻣر )203/06ﯾﻣﻛن اﻟﻣوظف ﺗﻘدﯾم ﻣﻼﺣظﺎت ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ أو
ﺑﻧﻔﺳﻪ(.
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗم ﺗﺑﯾﻧﻪ ﻣن طرف دﺳﺗور اﻟﺑﻼد وﻗواﻧﯾن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﻧذ ظﻬورﻫﺎ ،ﻧﺟد
أﻧﻬﺎ ﺗدل ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟدﻓﺎع ﻷي ﻣوظف ﻟدﯾﻪ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻛﺎﻟﻧﻘل ،وﻫذا اﻟﺣق ﻟﻪ ﻣظﺎﻫر
وﻣن اﻷﻣور اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻل ﺑﺣق اﻟدﻓﺎع ،ﺣق اﻟﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ طﻠب ﺳﻣﺎع أﯾﺔ
ﺷﻬﺎدة ﯾراﻫﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻪ وﺗﺧدم وﺟﻬﺔ اﻟﻧظر اﻟﺗﻲ ﯾداﻓﻊ ﻋﻧﻬﺎ ،ﻓﻠﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﯾطﻠب
اﺳﺗدﻋﺎء أي ﺷﺧص ﻟﻺدﻻء ﺑﺷﻬﺎدﺗﻪ أﻣﺎم ﻣﺟ ﻠس اﻟﺗﺄدﯾب ،ﺳواء ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن أو
إن ﺳﻣﺎع ﺷﻬود اﻟﻣﺗﻬم ﻫو ﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟدﻓﺎع ،ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أن إﻏﻔﺎل اﻟﻣﺣﻘق أﻗوال
اﻟﺷﻬود رأى ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻩ ﻋدم ﺟدوى ﺳؤاﻟﻬم ،أو ﻟﻬم اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﻣﺎ ﺳﺑق أن أدﻟو ﺑﻪ ﻣن أﻗوال
أﻣﺎم ﻣﺣﻘق أﺧر ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻠﺑطﻼن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻣﺣﻘق ﻟﻪ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد ﻣن ﯾﺳﻣﻌﻪ
1
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 129ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻷﺳﺎﺳﻲ ، 59-85اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
2
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة رﻗم 57ﻣن اﻷﻣر رﻗم 03/06اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
58
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻣن اﻟﺷﻬود ،ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن اﻟﺷﻬﺎدة اﻟﺗﻲ أﻏﻔﻠﻬﺎ اﻟﻣﺣﻘق ﺗﻌﺗﺑر ذات
أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل ﻣﺟرى ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﻣوظف ،وﺗﻌﺗﺑر اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣداﻓﻊ ﺣق ﻣﻛﻔول ﻟﻠﻣوظف
إذ ﻟﻪ أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﺄي ﻣداﻓﻊ ﯾﺧﺗﺎرﻩ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋﻧﻪ ،وﻫو أﻛدﻩ اﻟﻣﺷرع ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم
وﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘدﻣﯾﺔ ﻟﻣﺑرر ﻣﻘﺑول ﻟﻐﯾﺎﺑﻪ ،أن ﯾﻠﺗﻣس ﻣن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻛﻣﺟﻠس ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﺗﻣﺛﯾﻠﻪ ﻣن ﻗﺑل ﻣداﻓﻌﻪ 1،ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أن ﻫذﻩ اﻟﺣق ﻫو ﻣن أﻫم
ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﻓرﺿﻪ اﻟﻣرﻛز اﻟﺿﻌﯾف اﻟذي ﯾﺣﺗﻠﻪ اﻟﻣوظف ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﺎﻟﻣرﻛز اﻟﻘوي ﻟﻺدارة اﻟﺧﺻم ،ﺿف إﻟﻰ أن ﻣﻌظم اﻟﻣوظﻔﯾن ﺗﻧﻘﺻﻬم اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻣﻌرﻓﺔ
ﻣﻠﻔﺎﺗﻬم واﺳﺗﻧﺑﺎط ﻣﺎ ﯾﻔﯾدﻫم وﯾﻧﻔﻰ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻧﻬم أﺛﻧﺎء اﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،ﻓﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ
وﻣن اﻟﻌدل ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣوظف ﻣن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣن ﻫو أﻗدر ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣواﺟﻪ.
إن اﻟﺗوﻗﯾف ﻣﺎ ﻫو إﻻ إﺟراء وﻗﺎﺋﻲ ﺗﻌﻣد إﻟﯾﻪ اﻹدارة ﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و
ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﺧطورﺗﻪ ﻓﻘد أﺣﺎطﻪ اﻟﻣﺷرع ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺷروط و اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎزﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ :اﻗﺗراف اﻟﻣوظف ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ﯾﺣﺗﻣل أن ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋﻘوﺑﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾوﻗف ﻫذا اﻟﻣوظف ﻓو ار ﻋن اﻟﻌﻣل ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن ،و
ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﺗوﻗﯾف ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ ﻧﺻف راﺗﺑﻪ اﻟرﺋﯾﺳﻲ و ﻛذا ﻣﺟﻣل اﻟﻣﻧﺢ ذات اﻟطﺎﺑﻊ
اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ،و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
1
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة رﻗم 168ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،03/06اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
59
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﺗﺧﺎذ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻋﻘوﺑﺔ أﻗل أو ﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﺑراءة أو ﻟم ﺗﺑت اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺗﻪ ﻓﻲ
1
ﻣﻬﻠﺔ 45ﯾوم ،ﯾﺳﺗرﺟﻊ اﻟﻣوظف ﻛﺎﻣل ﺣﻘوﻗﻪ و اﻟﺟزء اﻟذي ﺧﺻم ﻣن راﺗﺑﻪ.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم رﻗم 59/85ﻓﺎﻟﻣوظف اﻟذي ﯾرﺗﻛب ﺧطﺄ ﻣﻬﻧﻲ ﺟﺳﯾم ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺟر
ﻋﻧﻪ ﺗﺳرﯾﺣﻪ ﻓﯾوﻗف ﻓو ار ﻋن اﻟﻌﻣل و ﻻ ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ راﺗﺑﻪ طوال ﻣدة اﻟﺗوﻗﯾف ﻣﺎ ﻋدا
اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ،ﻛﻣـﺎ ﯾﺟب أن ﺗـﺳوى وﺿﻌﯾﺗﻪ ﻓﻲ أﺟل ﺷﻬرﯾن ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
ﺗوﻗﯾﻔﻪ ،و ﺗﻌﺎد إﻟﯾﻪ ﺣﻘوﻗﻪ و ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ ﻛﺎﻣل راﺗﺑﻪ إذا ﻋﺎرﺿت اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﺳرﯾﺢ أو إذا ﻟم
ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻗﺻر ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ ﺗوﻗﯾف اﻟﻣوظف ﻋن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﺧطﺄ ﻣن
اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ و اﻟذي ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺳرﯾﺣﻪ ،ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾدﻩ آﺟﺎل ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺷﻬرﯾن
ﻟﻠﺑت ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺗﻪ و ﺗﻣﺎطل اﻹدارة ﻓﻲ ذﻟك ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﻋودﺗﻪ ﻟﻣﻧﺻﺑﻪ و ﺗﻌﺎد إﻟﯾﻪ ﺣﻘوﻗﻪ و
ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ ﻛﺎﻣل راﺗﺑﻪ ،وﻫو ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻗرارﻫﺎ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ:
.1991/01/13
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ارﺗﻛﺎب اﻟﻣوظف ﺟرﯾﻣﺔ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﺑﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻣﻧﺻﺑﻪ ،ﻓﺣﺳب اﻟﻣرﺳوم رﻗم59/85
ﻓﺈذا ﺗﻌرض ﻣوظف إﻟﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﻻرﺗﻛﺎﺑﻪ ﺟرﯾﻣﺔ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﺑﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻓﺈﻧﻪ
ﯾوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ،و ﯾﺳﺗﻣر ﻫذا اﻟﺗوﻗﯾف إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺻدور ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻋن اﻟﺟﻬﺎت
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،و اﻹدارة ﻏﯾر ﻣﻘﯾدة ﺑﺂﺟﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻏﯾر أﻧﻬﺎ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺄن ﺗدﻓﻊ ﻟﻪ طﯾﻠﺔ
2
ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﻣﺑﻠﻎ ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز 3/4اﻟﻣرﺗب اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ ﻋﻧد ﺗوﻗﯾﻔﻪ.
1
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة رﻗم 130ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،03/06اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
2
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 130ﻣن اﻟﻣرﺳوم ،59/85اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
60
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
إﻻ أن ﻫذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ﺗم ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم 03/06و أﺻﺑﺢ اﻟراﺗب اﻟذي ﯾﺳﺗﻔﯾد
ﻣﻧﻪ اﻟﻣوظف ﻻ ﯾﺗﻌدى اﻟﻧﺻف ﺧﻼل ﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗوﻗﯾف،ﻛﻣﺎ
1
ﯾﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣﺟﻣل اﻟﻣﻧﺢ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ.
1
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 131ﻣن اﻟﻣرﺳوم ،59/85اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
61
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﺗﻣﺎرس اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ رﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻗ ارراﺗﻬﺎ وذﻟك ﻣن ﺿﻣﺎن ﺣﺳن ﺳﯾرﻫﺎ
ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ أو اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ،وﻋﻣﻠﯾﺔ وﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ
ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻹداري ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣرؤوﺳﯾن
ﻟﻠوظﯾﻔﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ وﻓﺣﺻﻬﺎ وذﻟك ﻗﺻد اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣدى ﺻﺣﺗﻬﺎ وﺳﻼﻣﺗﻬﺎ
وﺷرﻋﯾﺗﻬﺎ وﺗﺻﺣﯾﺣﻬﺎ ،واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ درء وﻣﻧﻊ ﻋدم ﺗﻛرارﻫﺎ ،ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق ﺳﻼﻣﺔ وﺻﺣﺔ
وﺷرﻋﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻧﯾﺎ وﻋﻣﻠﯾﺎ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﺑﺎﻟﻘدر اﻟﻼزم ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﺳوﻣﺔ ،ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻹدارة ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ وذﻟك ﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻗ اررات اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻲ
ﺗﺻدر ﻋﻧﻬﺎ وذﻟك ﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﻣدى ﻣطﺎﺑﻘﺗﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون أو ﻣﻼﺋﻣﺗﻬﺎ ﻟﻠظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻬﺎ،
وﻫﻲ ﻧﺷﺎط إﻧﺳﺎﻧﻲ ﯾﺧﺗﻔﻲ ﺑﻣﺳﺎﯾرة ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻟﻠﺧطط واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣرﻛ از ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﻊ
ﺣدوث ﺧطﺄ ﻣن اﻷﺧطﺎء اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣوظﻔون اﻟﺗﺎﺑﻌون ﻟﻺدارة ،ﻣﻊ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ
ﻟﻠﺗﺟﻧب ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺧطﺎء،وﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣن ﻛوﻧﻬﺎ أﺣد اﻷرﻛﺎن اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،إن وﺟود ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ،ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ أﺗﺎﺣﻪ اﻟﻣﺷرع ﻣن
أﺳﺎﻟﯾب ﺗﺗﯾﺢ ﺑﺣق اﻹدارة ﺗﻘوﯾم أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ،دون أن ﯾﻣﻧﻊ ذﻟك ﻣن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻟﺟﺎن
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺿد اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﺣﯾث ﯾﻌرف اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :وﺳﯾﻠﺔ ﻛﻔﻠﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺎ ﺗﺻدرﻩ اﻹدارة
ﺿدﻩ ﻣن إﺟراءات ﯾﻌﺗﻘد ﻓﻲ ﻋدم ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ ،وﯾﻠﺗﻣس ﻓﯾﻪ أن ﻧﻌﯾد اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻗ ارراﻫﺎ،
62
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟذي أﺿر ﺑﻣرﻛزﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺎﻟﺳﺣب أو اﻟﺗﻌدﯾل ،وﻫو طرﯾق ﯾﺳﻠﻛﻪ ﻣن ﺻدر ﺿدﻩ ﻗرار
1
اﻟﺟزاء ﻗﺑل ﻟﺟوؤﻩ إﻟﻰ اﻟطﻌن ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ.
" ﻋﺑﺎرة ﻋن إﺟراء ﯾرﺳﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧون أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻷﺗﺑﺎﻋﻪ ،وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ طﻌن إداري ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﺷﺧص
اﻟذي ﯾرﯾد ﻣﻘﺎﺿﺎة اﻹدارة ﻛﺈﺟراء أوﻟﻲ ﻋن طرﯾق ﺗوﺟﯾﻬﻪ ﺷﻛوى أو اﺣﺗﺟﺎﺟﺎ أو اﻟﺗﻣﺎﺳﺎ
ﻟﻺدارة ،وﯾدﻋﻰ ذﻟك اﻹﺟراء ﺗظﻠﻣﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ أو طﻌﻧﺎ إدارﯾﺎ ،ﯾطﻠب اﻹدارة ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻣراﺟﻌﺔ
ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋن ﺗﺻرﻓﻬﺎ ﻗﺑل اﻟﺷروع ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺿﺎﺗﻬﺎ.2وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﻌرﯾف اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﻋﻠﻰ
أﻧﻪ اﻟﺗﻣﺎس ﻣﻛﺗوب ﯾﺗﻘدم ﺑﻪ ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﯾﻌرب ﻣن ﺧﻼﻟﻪ
ﻋﻠﻰ اﻋﺗراﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻟﻧﻘل اﻟﺻﺎدر ﺿدﻩ وذﻟك ﻷﺟل ﺳﺣﺑﻪ أو ﯾﻣﻛن ﺗﻌدﯾﻠﻪ أو ﯾﻣﻛن
إﻟﻐﺎؤﻩ ،ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﺳﺗﺧﻼص اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺗظﻠم واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ
ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻛم إذ ﻗد ﺗﺗراﺟﻊ اﻹدارة ﻋن رأﯾﻬﺎ ﺑﻌد ﻓﺣﺻﻬﺎ ﻟﻠﺗظﻠم ﻓﺗﺟﯾب
اﻟﻣﻌﺗرض إﻟﻰ طﻠﺑﻪ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﺗوﻟﯾد اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻬدﻫﺎ ﻓﺗﺣﻘق اﻟﻌداﻟﺔ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺗظﻠم ﯾﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻛل ﻣن اﻟﺷﺄن اﻟذي ﺻدر اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل
اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﻧﻘﻠﻪ ﺣﯾث ﺗﻐﻧﯾﻪ ﻋن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ،وﯾﻣﻛن اﺳﺗرﺟﺎع ﺑﻌض اﻟﺣﻘوق
1
-ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم ﺧﯾر اﻟوﻛﯾل ،اﻟﺗظﻠم اﻹداري وﻣﺳﻠك اﻹدارة اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺿوء أراء اﻟﻔﻘﻪ وأﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2008،ص.14
-2ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻧوﯾوى ،اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺗطورﻫﺎ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻣن 2006،
ص.73 ،
63
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﯾﻧﻘﺳم اﻟﺗظﻠم اﻹداري إﻟﻰ ﺗظﻠم وﻻﺋﻲ رﺋﺎﺳﻲ وﻫذا ﻣﺣددﻩ اﻟﻔﻘﻪ ،وذﻟك ﺑﺣﺳب اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻘدﻣﻬﺎ إﻟﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻗﺳﻣﻪ أﯾﺿﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻷﺛر اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ إﻟﻰ ﺗظﻠم اﺧﺗﯾﺎري ،وﺗظﻠم
وﺟوﺑﻲ:
ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﺗظﻠم اﻟذي ﯾﺗﻘدم ﺑﻪ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن إﻟﻰ ﻣﺻدر
اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ذاﺗﻪ ﺑﺷﻛوى وذﻟك ﺑﺷﻛوى ﺑطﻠب ﻣﻧﻪ ﻓﯾﻬﺎ أن
ﯾﻌﯾد اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻟذي أﺻدرﻩ ﺑﺳﺣﺑﻪ أو إﻟﻐﺎءﻩ أو ﺗﻌدﯾﻠﻪ أو ﺗﻌدﯾﻠﻪ وذﻟك ﺣﺳب
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗظﻠم أﻟوﻻﺋﻲ ﻣن أﺿﻌف أﻧواع اﻟﺗظﻠﻣﺎت وذﻟك ﻟﻌدم ﺗواﻓر وﺻف اﻟﺣﯾدة
وﺣﺳب درﺟﺔ اﻗﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﺑﺎﻻدﻋﺎءات اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﻣوظف ،وﻛذا ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،وﻗد ﻻ
ﺗرد أﺻﻼ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗﻣﺎس اﻟﻣﻘدم ﻣن اﻟﻣوظف ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻌد ﺳﻛوﺗﻬﺎ رﻓﺿﻬﺎ ﺿﻣﻧﯾﺎ
1
ﻟﻠﺗظﻠم.
ب-اﻟﺗظﻠم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
وﻫو اﻟذي" ﯾﺗم ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻟدى اﻟرﺋﯾس اﻹداري اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺷﺧص اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺈﺻدار اﻟﻘرار ﻣﺣل
-1د/ﻣﺣﻣد ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1985ص
.112
64
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﺗﺛﺑت ﻋم ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ" ،وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗظﻠم اﻟرﺋﺎﺳﻲ أﻛﺛر ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﺗظﻠم أﻟوﻻﺋﻲ ،وذﻟك ﻟﺗوﻓر
اﻟﺣﯾﺎد ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻘدم إﻟﯾﻬﺎ اﻟطﻌن وذﻟك ﺷرط أن ﻻ ﯾﺗﺟﺎﻫل اﻟرﺋﯾس اﻹداري اﻟﺟﻬﺔ
ﻣﺻدرة اﻟﻘرار ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أﻧﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف
اﻟﻌﺎم ،أو ﺳﺣﺑﻬﺎ ،ﻓﯾﺟب أﻻ ﯾﺗم ذﻟك إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺷوﺑﺔ ﺑﺧطﺄ واﺿﺢ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق
اﻟﻘﺎﻧون ،أو ﻋدم اﻟﺗﻧﺎﺳب اﻟﺻﺎرخ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﻌﻘوﺑﺔ ،أو اﻧﻌدام اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻹداري اﻟﻣﺣﻛم،
ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﺗرﺗﺑت ﻋﻧﻬﺎ ﺣﻘوق ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻐﯾر ،وذﻟك ﻗﺻد اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺑﺔ اﻹدارة 1،ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗظﻠم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ﻗد ﯾﻛون أﻛﺛر ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺗظﻠم
ﻓﻲ ﻛل وﻻﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺧﺗص ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﻘل اﻵﺗﯾﺔ :
"ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﺗﺳرﯾﺢ و اﻟﺗﻧزﯾل و اﻟﻧﻘل اﻹﺟﺑﺎري ﻋﻠﻰ أن ﺗﺣدد ﺑﻣرﺳوم اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ و
ﺗﺷﻛﯾﻠﻬﺎ و ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ و ﻋﻣﻠﻬﺎ"،و ﻟﻛن و ﻟﻌدم ﺻدور ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﻓﺈن اﻟﻧﺻوص اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﻠﺟﺎن اﻟﺗظﻠم اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم 10-84ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗطﺑق،و ﺗﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣن
أﻋﺿﺎء ﯾﻣﺛﻠون اﻟﻣوظﻔﯾن و أﻋﺿﺎء ﯾﻣﺛﻠون اﻹدارة ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ و ﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 24
ﻣن ﻣرﺳوم 10-84ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣددة ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻋﻘوﺑﺎت
اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ وﻛذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺎﻋد اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ و ﻧﻧوﻩ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل إﻟﻰ
أن اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺟﺎﺋز ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ و
2
اﻟراﺑﻌﺔ.
1
-د/ﻛﻣﺎل رﺣﻣﺎوي ،ﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،طﺑﻌﺔ .2004
2
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة 175ﻣن اﻷﻣر رﻗم ، 03-06اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
65
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
و ذﻟك ﻓﻲ أﺟل أﻗﺻﺎﻩ ﺷﻬر واﺣد اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرار ﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت ﻣدة اﻟطﻌن
ﻣﺣددة ﺑـ 15ﯾوﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ و ﻧرى أن ﻫذا
ﻣردﻩ إﻟﻰ ﺧطورة اﻟﺗﺻرف اﻟﻣرﺗﻛب اﻟذي ﯾﺻل ﺣﺗﻰ إﻟﻰ اﻟﻧﻘل اﻹﺟﺑﺎري و اﻟﺗﺳرﯾﺢ اﻟذي
ﯾﻣس ﺑﻣرﻛز اﻟﻣوظف أﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣن اﻟدرﺟﺗﯾن اﻷوﻟﻰ و اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻘد ﺧول اﺗﺧﺎذ
1
ﻗرار اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣﺑﻧﯾﺎ أﺛرﻩ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺣو ﻛل أﺛر ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﻠف اﻟﻣﻌﻧﻲ.
ﻟﻠطﻌن اﻹداري ﺣﺗﻰ و ﻟو ﻛﺎﻧت ﻗﻠﯾﻠﺔ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺧطﺎء ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ و
ﻛﻣﺎ ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﺗﻌدﯾل اﻷﺧﯾر ﻟم ﯾﺗدارك ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎﺋص ،ﻓﻣن ﺟﻬﺔ ﻧص ﻋﻠﻰ
أي اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ دون أن ﯾﻌﯾد اﻟﻧظر ﻓﻲ وﺻف آﺧر ﻟﻠﻌﻘوﺑﺎت
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻟﺟﻧﺔ اﻟطﻌن اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺳﯾرﻫﺎ و ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ
و ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻧﺟد أن اﻟﻣرﺳوم 10-84ﻧص ﻋﻠﻰ وﺟوب أن ﯾﺗﻘدم اﻟﻣوظف ﺑﺗظﻠﻣﻪ
إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﻠﺔ ﻻ ﺗﺗﻌدى 15ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن أﻣر
و اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﺗظﻠم أﻣﺎم ﻟﺟﻧﺔ اﻟطﻌن اﻟﻣﺣدﺛﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم 10-84ﯾوﻗف
ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻛﻣﺎ أن ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟطﻌن اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ
66
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم أو ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ أو ﺳﺣﺑﻬﺎ ،وﻟﻛن اﻟﺳؤال ﯾطرح ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻟﻬذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺳﻠطﺔ
ﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺔ ؟
و اﻟﺟواب ﻫو أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻧص ﺻرﯾﺢ ﯾﺧول ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗظﻠم ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ إﻻ إذا
ﺗﻘدﻣت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺑﺗظﻠم آﺧر ،أﻣﺎ ﻓﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل
اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم أو ﺳﺣﺑﻬﺎ ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟﻔﺎﺿﺢ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون أو
1
ﻋدم اﻟﺗﻧﺎﺳب ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ و اﻟﻌﻘوﺑﺔ أو اﻧﻌدام اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻹداري اﻟﻣﺣﻛم.
و ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗظﻠم اﻹداري آﺧر ﻣرﺣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻹدارﯾﺔ وﺟب أن ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ
ﺷروط ﺣﺗﻰ ﯾﻌﺗد ﺑﻪ و ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ أن ﯾﻛون اﻟﺗظﻠم ﻣن ﻗرار ﻧﻬﺎﺋﻲ ﺑﻧﻘل ﻣوظف ﻋﻣوﻣﻲ،
ﺻدر ﻋن اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗدم ﻟﻬﺎ أو ﻣن ﺟﻬﺔ إدارﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ رﺋﺎﺳﯾﺎ ،أن ﯾﻛون
اﻟﺗظﻠم ﺻرﯾﺢ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻬدف إﻟﯾﻪ ﻣن ﺗﻌدﯾل أو ﺳﺣب أو إﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻹداري ﺑﺣﯾث ﺗدل
و ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﺈذا اﻗﺗﺻر اﻟﺗظﻠم ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد ﻣﻌرﻓﺔ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ دﻓﻌت ﻋﺑﺎرﺗﻪ
اﻹدارة إﻟﻰ إﺻدارﻩ أو طﻠب اﻟﻣﺗظﻠم ﺗﺄﺧﯾر ﺗﻧﻔﯾذ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺗرﺗب أﺛرﻩ.
67
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﺗرﺟﻊ ﻧﺷﺄة ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﻔﻬوم ﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ﻣن
ﺳﯾطرة اﻟدوﻟﺔ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺣﻘوق اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻔرد ﻻ ﺗﺧﺿﻊ إﻻ ﻟﻠﺿواﺑط
إﻻ أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﺳﻠطﺔ أن ﺗﺗدﺧل ﻟﻠﺣد ﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺿﺎرة ﻣن ﺧﻼل ﻧﺻوص
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ واﺿﺣﺔ ،وﻣن ﺛم ﻓﺈن ﻣﺑد اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﯾﻣﺛل ﻋﻠﻰ ﺣد ﻓﺎﺻﻼ ﺑﯾن اﻟﺣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ
واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ 1.وﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻟﻪ ﻗﯾﻣﺔ دﺳﺗورﯾﺔ 2،وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺗﺟرﯾم واﻟﻌﻘﺎب،
وأﻧﻪ اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻛل ﻣﻧﻬﺎ .وﯾﻘﺗﺻر دور اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق
ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ دون إﺿﺎﻓﺔ أو ﺣذف 3،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ،ﻓﺈن ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻘﯾد ٕواﻟزام اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟزاءات اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﻣﻠك ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب أن ﺗﺑدع ﺟزاءات ﺟدﯾدة ،ﻓﻬﻲ ﻣﺣددة
ﺳﻠﻔﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 4،وﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﺗﻘﯾد ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﺑﺎﻟﺟزاءات اﻟﻣﻘررة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺷرع،
ﺑل ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ أﯾﺿﺎ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻘﯾود اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻠﺟزاء،وﻣن ﺛم إذا أرادت ﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺄدﯾب إﻧذار اﻟﻣوظف ،ﻓﻼ ﯾﺟوز اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻔظ اﻹﺧطﺎر ،أو اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ ،إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ
اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻏﯾر واردة ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺟزاءات ،ﻣﻣﺎ ﯾﺑﯾن ﻣراﻋﺎة اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻧﺻوص
-1رﻓﺎﻋﻲ ﺳﯾد ﺳﻌﯾد ،ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺻوص اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة، 1990،
ص .324
-2أﻧظر اﻟﻣﺎدة 46ﻣن دﺳﺗور ،1996اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة -3رﻓﺎﻋﻲ ﺳﯾد ﺳﻌﯾد ،ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺻوص اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
،1990،ص ،319ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-4د/ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1979
ص.504
68
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
واﺧﺗﯾﺎر اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﺗﻣل اﻟﺗﺄوﯾل ،وﻫذا ﻣﻣﺎ ﯾﻧطوي ﻋﻠﯾﻪ ﺷﻛل اﻟﺟزاء ،أﻣﺎ ﻣن
اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺟزاء ﻻ ﯾﻣس ﺳوى اﻟﺣﯾﺎة اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف ،اذ ﻻ ﯾﺗﻌدى ﻫذا
اﻹطﺎر ﻟﯾﺷﻣل ﻣﺛﻼ ﺣرﯾﺗﻪ أو ﻣﺎﻟﻪ أو اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻛراﻣﺗﻪ ﻛﺗوﺟﯾﻪ اﻻﻫﺎﻧﺎت اﻟﻘﺑوﻟﯾﺔ أو
1
اﻟﻣﺎدﯾﺔ.
وﻣن ﺛم ﻓﺈﻧﻪ ﻻﯾﺗرك ﺣرﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺑﻬذا اﻟﺷﺄن ،وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﺣدﯾد ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﺎﺳﺣﺎ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﺳﻠطﺔ
2
اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﺧطﺄ اﻹداري اﻟﻣﻘﺗرف ﻣن ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
وﻫﻛذا ﻓﺈن اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،ﯾﻌد أﺻﻼ ﻣن أﺻول اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ،إﻻ أﻧﻪ ﯾوﺟد ﻣﺑدأ أﺧر
ﯾﺣد ﻣن ﻫذا اﻷﺻل ،أﻻ وﻫو ﻣﺑدأ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺣرﯾﺔ
واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣن ﺑﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون.
ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻺدارة ﺗﺧﺗﻔﻲ إذا ﻧص اﻟﻘﺎﻧون
ﻫذا وﻗد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ،ﻓﻼ ﯾﺟوز
ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ أن ﺗﺳﻠط ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻋﻘوﺑﺎت ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺈن اﻹدارة ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺎﺣﺗراﻣﻪ ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻗﺳم ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺟزاﺋري اﻟﺣﺎﻟﻲ
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ إﻟﻰ أرﯾﻊ درﺟﺎت ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺧطورة اﻷﺧطﺎء اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ 3،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻋﻘوﺑﺔ
-1ﻣﻧﺻور إﺑراﻫﯾم اﻟﻌﺗوم ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .140-139
-2رﻣﺿﺎن ﻣﺣﻣد ﺑطﯾﺦ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻌﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم وﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل ﻓﻘﻬﺎ وﻗﺿﺎء ،دار
اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،1999ص.128
-3أﻧظر اﻟﻣﺎدة 163ﻣن اﻷﻣر ،03-06اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ.
69
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
وﻧﺟد أن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﻗد طﺑق ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺣﺎﻻت ،ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻹﻟﻐﺎء
اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،ﻧظ ار ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ
ﻗﺎم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺗﻌرﯾف دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ،ﺣﺳب وﺟﻬﺎت ﻧظر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻛﻧﻬﺎ
ﻣﺗﻔﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ،وﻗد ﻗﺎم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدﻛﺎﺗرة ﺑﺗﻌرﯾف دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻣﻧﻬﺎ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء
ﻫﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻌﻬﺎ أﺻﺣﺎب اﻟﺷﺄن واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣن اﻹﻓراد ،أو اﻟﻣوظﻔﯾن
اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن أو اﻟﻬﯾﺋﺎت أﻣﺎم ﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﺧﺗص ﺑطﻠب إﻟﻐﺎء اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠطﻌن أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺷروﻋﺔ،
1
وطﻠب إﻟﻐﺎﺋﻬﺎ.
و ﯾﻘﺻد أﯾﺿﺎ ﺑدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﺗﻠك اﻟدﻋوى اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻌﻬﺎ أﺣد اﻹﻓراد إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء
2
اﻹداري ،ﺑطﻠب إﻋدام ﻗرار إداري ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘﺎﻧون.
وﯾرﻓﻌﻬﺎ أﺻﺣﺎب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ،أﻣﺎم ﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﺧﺗص طﺎﻟﺑﯾن
ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗرار إداري ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻏﯾر ﻣﺷروع ،وﺗﻧﺣﺻر ﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺧﺗص
-1د/ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي :ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟزاﺋري اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،
دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،1994 ،ص.103
-2د/ﻣﺣﻣد ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1974ص
.112
70
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎرات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻌد م اﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎء
1
اﻟﻘ اررات إذا ﻣﺎ ﺗﺄﻛد ﻣن ﻋدم ﺷرﻋﯾﺗﻬﺎ وذﻟك ﺑﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ذو ﺣﺟﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻣطﻠﻘﺔ.
ﻓﻛل ﻣوظف ﺻدر ﺿدﻩ ﻗرار ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ طﻠب إﻟﻐﺎﺋﻪ ،ذﻟك أن اﻹدارة ﺣﯾﻧﻣﺎ
ﺗﺗﺧذ ﻗرار ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ ،ﺗﻛون ﻗد أﻋﺗدت ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف ﻟﻺﺧﻼل ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
وﺿﻌت ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد وﺑﺻﻔﺗﻬﺎ اﻟﺳﺎﻫر اﻷول ﻋﻠﻰ
اﻟﻘرار اﻹداري اﻟذي ﺗﻔﺻﺢ ﻓﯾﻪ اﻹدارة ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺗطﻠﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻋن إرادﺗﻬﺎ
اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺳﻠطﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ ﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ إﻧزال اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ
اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣوظف اﻟذي أﺧل ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ وﯾﺄﺗﻲ ﻋﻣﻼ ﻣن
اﻷﻋﻣﺎل ﻟﻠﻐﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﯾﻪ أو ﯾﺧرج ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟواﺟب ﻓﻲ أﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب
أن ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻪ أو اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺎط ﺑﻬﺎ وﯾﺧل ﻓﻲ أداﺋﻬﺎ ﺑﺎﻟدﻗﺔ واﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ 2،وﺑﻬذا
ﯾﻛون اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻻ ﯾﺧرج ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻋن اﻟﻘرار اﻹداري
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻛل ﻋﻣل ﻗﺎﻧوﻧﻲ إﻧﻔرادي ﺑﺻدر ﺑﺈرادة إﺣدى اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﺑﺣدث
اﺛﺄر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺟدﯾد أو ﺗﻌدﯾل أو إﻟﻐﺎء ﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻗﺎﺋم 3،وﻧﺟد
-1د/ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي :ﻧظرﯾﺔ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﺑﯾن ﻋﻠم اﻹدارة واﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،
ص.106
-2ﯾﺣﻲ ﻗﺎﺳم ﻋﻠﻲ ﺳﻬل ،ﻓﺻل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر 2005،
-3د/ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي ،دروس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،1984 ،
ص.215
71
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﯾﺗﺣد ﻣﻌﻪ ﻓﻲ أرﻛﺎﻧﻪ و ﻻﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﻪ إﻻ
ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﻪ اﺧﺗﻼﻓﺎ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ رﻛن اﻟﻬدف ،ﻵن اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل
اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ ،ﯾﺳﺗﻬدف إﻧزال اﻟﺟزاء ﺑﺎﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن
ﺛﺑﺗت إداﻧﺗﻬم ﻓﻲ اﻹﺧﻼل ﺑﻣﻬﺎﻣﻬم اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ،ﻣﻊ أن ﻛل ﻣن اﻟﻘ اررﯾن اﻹداري واﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ
ﯾﺳﺗﻬدﻓﺎن اﻧﺗظﺎم ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم.
واﻟﺗﻲ ﺗﻧدرج أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﺣﺗرام ﻗﺎﻋدة اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﻧوﻋﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ
ﻗﺎﻧون.
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ.ﺣﯾث ﯾﺣدد أﺟل اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ أرﺑﻌﺔ
أﺷﻬر ،ﯾﺳري ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻘرار اﻟﻔردي أو ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻘﺎر
اﻹداري اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ أو اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ واﻟﻣﺎدة - 830ﯾﺟوز ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻘرار اﻹداري ﺗﻘدﯾم
ﺗظﻠم إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﺻدر اﻟﻘرار ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 829
أﻋﻼﻩ،.وﺑﻌد ﺳﻛوت اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗظﻠم أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرد ﺧﻼل ﺷﻬرﯾن ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗ ار ار
ﺑﺎﻟرﻓض وﯾﺑدأ ﻫذا اﻷﺟل ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻛوت اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ ،ﯾﺳﺗﻔﯾد
اﻟﻣﺗظﻠم ﻣن أﺟل ﺷﻬرﯾن ﻟﺗﻘدﯾم طﻌﻧﻪ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﺳري ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﺗﻬﺎء أﺟل اﻟﺷﻬرﯾن
اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘرار أﻋﻼﻩ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رد اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺧﻼل اﻷﺟل اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻬﺎ،
1
ﯾﺑدأ ﺳرﯾﺎن أﺟل ﺷﻬرﯾن ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟرﻓض.
-1أﻧظر اﻟﻣﺎدة 40ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم 01/98اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1998/05/30اﻟذي ﯾﻧظم وﯾﺣدد اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس
اﻟدوﻟﺔ.
72
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻛﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺷرط اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﯾﻌد ﻣن اﻟﺷروط اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻟﻘﺑول دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء
1
ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﻻ دﻋوى ﺑدون ﻣﺻﻠﺣﺔ.
ﯾﻌﺗﺑر ﺷرط اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ وﺟودﻩ ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻣن ﻣرﻛز ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن اﻟطﺎﻋن
اﻟذي ﯾﺷﻛل اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ﻣﺳﺎﺳﺎ ﺑﻣرﻛزﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﻓﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻫﻲ
أﻣﺎ ﺷرط اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻬﻲ أن ﯾﻛون اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ.
ﺑﻣﺎ أن اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﯾﻌﺗﺑر ﻗرار إدارﯾﺎ ،وﻫذا طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ
ﻛﺎن ﻗ ار ار ﺷرﻋﯾﺎ ،أﻣﺎ إذا ﻟﺣﻘﻪ ﻋﯾب ﻣن ﻋﯾوب ﻋدم اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺗﻌﯾن
ﻟﻌرﺿﻪ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹﻟﻐﺎء ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﻘرﯾر ﻋدم اﻟﺷرﻋﯾﺔ
2
ووﺟب اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ وﻫدم أﺛﺎرﻩ.
وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻟﯾﺳت رﻗﺎﺑﺔ وﺗﻬدف ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ أن رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء رﻗﺎﺑﺔ ﺷرﻋﯾﺔ
ﻣﻼﺋﻣﺔ ،ﻵن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﯾراﻗب ﻣدى ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف
اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﻌﯾوب اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺑطﻼﻧﻪ وﻟﯾس ﻟﻪ أن ﯾراﻗب ﻣدى ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ
اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺧطﺄ اﻟﻣﻬﻧﻲ إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﻌﯾب إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻧد اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ
ﻟﻠﺧطﺄ اﻟﻣﻬﻧﻲ ،إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﻌﯾب
إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻧد أﻋﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻘوﺑﺔ
-1ﺳﻧوﻗﺔ ﺳﺎﺋﺢ :اﻟدﻟﯾل اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة .1992
-2د/ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .179
73
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن ﺟﻣﻊ اﻷﺳﺑﺎب أو اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ رﻓﻊ دﻋوى
إﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟذي ﻟﺣﻘﻪ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻓﻲ
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﯾب اﻻﺧﺗﺻﺎص أول اﻟﻌﯾوب ،ووﺟﻪ اﻹﻟﻐﺎء اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ دﻋوى ﺗﺟﺎوز
اﻟﺳﻠطﺔ ،ﻓﯾﻧﺎط ﺑﺎﻟﻣﺷرع ﺗﺣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎص وﻋﻠﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ أن ﺗﻠﺗزم ﺣدود اﻟﻧص
ﻛﻣﺎ وﺿﻌﻪ اﻟﻣﺷرع ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺧروج ﻋن ﻗواﻋد اﻻﺧﺗﺻﺎص أو اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ
ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ.
وﻋﯾب اﻷﺧﺻﺎص إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﺟﺳﯾﻣﺎ ،ﻓﺑﻌد ذﻟك اﻏﺗﺻﺎب اﻟﺳﻠطﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻟو
ﺻدر اﻟﻘرار ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣوظف اﻟﻣﺧﺗص ،ﻓﯾﻛون ﻫﻧﺎ اﻟﻘرار ﻣﻌﯾﺑﺎ ﻋدم اﻻﺧﺗﺻﺎص
ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون اﻟﺧروج ﻋن ﻗواﻋد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑدرﺟﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ،ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن درﺟﺎت
اﻟﻌﯾب اﻟذي ﯾﻠﺣق اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺗﺗﻔﺎوت ،ﻓﺄﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﻧﺣدر ﺑﻪ
إﻟﻰ درﺟﺔ اﻻﻧﻌدام،وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﻔﺳد اﻟﻘرار ،وﻟﻛن ﻻ ﯾؤدي ﺑﻪ إﻟﻰ درﺟﺔ اﻻﻧﻌدامٕ ،واﻧﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ
ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،ﻟﯾﻧدرج ﻋﯾب اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ
إﺣدى اﻟﺻور:
74
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
-ﻋﯾب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣوﺿوﻋﻲ :اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت داﺧل
اﻹدارة واﻋﺗداء ﻫﯾﺋﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ أﺧرى إﻣﺎ أﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﻛﺎﻋﺗداء ،ﻫﯾﺋﺔ ﻣرؤوﺳﻪ ﻋﻠﻰ
ﺳﻠطﺎت ﻫﯾﺋﺔ ﻋﻠﯾﺎ ،أو اﻋﺗداء اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟدﻧﯾﺎ،أو أن ﺗﻌﺗدي
ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﯾدان ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣوازﯾﺔ أو ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾدﺧل ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻌﯾب
أﺳﻠوب اﻟﺗﻔوﯾض.
واﻟذي ﯾﻌود ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻌﯾن *اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ* ٕوان ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺎرﻛﻬﺎ ﻓﻲ
ﺗﺧﺗص اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾن ،أو اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ،إن اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر
ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،وﺗﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﻌد اﺳﺗﺷﺎرة ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻣﺟﻠس
ﺗﺄدﯾﺑﻲ.
ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻧﺟد ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﺗﻧﻔرد ﺑﻣﻔردﻫﺎ ﻓﻲ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻟﻠﻣوظف
اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟراﺑﻌﺔ ﻓﺳﺗﻠزم ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟﻧﻘﻠﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻌﯾن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌود اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻔرد ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾﻧﻬﺎ ﺗﺗم اﻟﻌﻘوﺑﺎت
75
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟراﺑﻌﺔ ﺑﻌد أﺧذ اﻟرأي اﻟﻣﻠزم ﻣن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء
1
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﻛﻣﺟﻠس ﺗﺄدﯾﺑﻲ.
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷﻛل ﻫو اﻟﻣظﻬر اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟذي ﯾﺗﺧذﻩ اﻟﻘرار اﻹداري ﻋﻧد ﺻدورﻩ ،وﻫو
اﻹطﺎر اﻟذي ﺗظﻬر ﻓﻲ إرادة اﻹدارةٕ ،وان ﻛﺎﻧت اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻘﯾد ﺑﺷﻛل ﻣﻌﯾن
ﻟﻺﻓﺻﺎح ﻋن إرادة اﻹدارة اﻟﻣﻧﻔردة واﻟﻣﻠزﻣﺔ ،إﻻ أن ﻫذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن وﺟود ﺑﻌض ﺷﻛﻠﯾﺎت
واﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ،واﻟﻧﺷر ،وﺷﻛﻠﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﺗﺎرﯾﺦ إﺻدار اﻟﻘرار ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾظﻬر اﻹﺟراء اﻟذي
ﻫو ﺗدﺑﯾر أو إﺟراء ﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار واﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﻛوﯾﻧﻪ وﺗﺷﻛﯾل ﻣﺣﺗواﻩ ،وﻫو
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﻘرار اﻹداري ﻣن ﻟﺣظﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ إﺻدارﻩ ،أي ﻣﺎ ﻗﺑل
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣﺧرج اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﺣﺗرام
اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻺﺟراءات واﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌﯾب ﻗ اررﻩ ﻓﺗﺟﻌﻠﻪ ﻋرﺿﺔ ﻟﻠطﻌن
ﻟﻌل أﺣﺳن ﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻹﺟراء ،ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة 157-ﻣن أﻣر رﻗم
76
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻓﻲ 163ﻣن ﻧﻔس اﻷﻣر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣﺻﻧﻔﺔ ﻓﻲ اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ،
ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ اﻟذي ﻫو إﺟراء أو ﺗدﺑﯾر داﺧﻠﻲ ،ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻹدارة
ﻟﺿرورة ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،دون أن ﺗﺳﻧد ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ ﺧطﺄ ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻣن اﻟﻣوظف ﻣﺣل
اﻟﻧﻘل ،ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة -158-ﻣن ﻧﻔس اﻷﻣر اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﯾﻌﺗﺑر ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻟﯾس ﺣﻘﺎ طﻠﯾﻘﺎ ﻣن ﻛل ﻗﯾد ن ﺑل ﻫو
ﻣﻘﯾد وﻣﺷروط ﺑﺗﺑﺎع إﺟراءات ﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن ال اﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب
و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﻘﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻘل اﻹﺟﺑﺎري ،ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻋﻧد اﺗﺧﺎذﻩ ،ﻋﻛس إﺟراءات اﻟﻧﻘل
اﻹﺟﺑﺎري.
وﺗظﻬر ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻧﺣراف ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،أﺛﻧﺎء ﻟﺟوء اﻹدارة ﻹﺟراء
اﻟﻧﻘل ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﯾس ﺑﻬدف ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎمٕ ،واﻧﻣﺎ ﻟﻬدف ﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف اﻷﻣر
ﯾﺟﻌل ﻣن ﻫذا اﻹﺟراء ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘوﺑﺔ ﻣﻘﻧﻌﺔ ،ﺗﺣت ﺳﺗﺎر ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل داﺧل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم.
ﻛﻣﺎ ﯾظﻬر وﺟﻪ اﻻﻧﺣراف ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﺑﺟﻼء ،إذا ﻗﺎﻣت اﻹدارة ﺑﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﺑﺈﺟراء ﻏﯾر ذﻟك اﻟﻣﻘرر ﻟﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ،ﻓﺗﺟﺎﻫل اﻹدارة ﻟﻺﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب
و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﻘﻠﯾﺔ ﺑﻠﺟوﺋﻬﺎ إﻟﻰ إﺟراء اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف ،ﯾﻌد اﻧﺣراﻓﺎ ظﺎﻫ ار
ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻣﻛن اﻟﻣوظف ﻣن ﻣواﺟﻬﺔ ﻗرار اﻟﻧﻘل أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري
ﺗﺣت ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺗﻌﯾن اﻹدارة ﺑﺈﺟراء اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ،ﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ ﺑذﻟك
أﻏراض ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﻌﯾدة ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻘرر ﻣن أﺟﻠﻪ ﻫذا اﻹﺟراء ،ﻛﻣﺎ ﻟو ﻗﺎﻣت ﺑﻧﻘل
اﻟﻣوظف إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺔ أﺧرى اﻧﺗﻘﺎﻣﺎ ﻣﻧﻪ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻬدف ﻣن ﻫذا اﻹﺟراء.
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺣدﯾث اﻟﻧﺷﺄة ﻋﻧد ﻣﻘﺎرﻧﺗﻪ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،ﺑﺣﯾث
ﻛﺎن ﻧظﺎم وﺣدة اﻟﻘﺿﺎء ﻫو اﻟﻣطﺑق ﻟﻌﻘود طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟزﻣن ،ﻓﺎﻻﺧﺗﺻﺎص ﯾﻧظر اﻟطﻌون
77
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،ﻛﺎن ﻣوزﻋﺎ ﺑﯾن اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﻛذا اﻟﻐرﻓﺔ
اﻹدارﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ إﻻ أﻧﻪ ﺑﻣو ﺟب دﺳﺗور 28ﻧوﻓﻣﺑر 1996ﺗم اﺳﺗﺣداث ﻧظﺎم
ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء ،وﺗﺄﺳﯾس ﻫﯾﺋﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ إدارﯾﺔ ﺟدﯾدة ،ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ،
وﻣﺣﺎﻛم إدارﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻧص اﻟدﺳﺗور 1ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻛﻬﯾﺋﺔ ﻣﻘوﻣﺔ ﻷﻋﻣﺎل
وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗم إﺻدار اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم 01/98اﻟﺧﺎص ﺑﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ
2
)(2واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم 02/98اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ.
ﻋﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻣن أﻫم أوﺟﻪ اﻹﻟﻐﺎء وأﻛﺛرﻫﺎ وﻗوﻋﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،وأن
رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﯾﻪ ﻟﯾﺳت ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻋﯾﺑﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص واﻟﺷﻛل
أو اﻹﺟراءاتٕ ،واﻧﻣﺎ ﻫﻲ رﻗﺎﺑﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺟوﻫر اﻟﻘرار وﻣوﺿوﻋﻪ ﻟﺗﻛﺷف ﻋن
ﻣطﺎﺑﻘﺗﻪ أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،وﻗد أﺷﺎر اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺻري 3،إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻛﺎل وأوﺿﺎع ﺗظﻬر
اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻬﺎ وذﻟك ﺑﺗﺟﺎﻫﻠﻬﺎ واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻏﯾر ﻣوﺟودة ،وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻛن ،أو
ﺗﻣﺗﻧﻊ ﺳﻠﺑﺎ ﻋن اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﺗوﺟﯾﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾؤدي ﺑﻘرارﻫﺎ
78
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ أو اﻟﺳﻠﺑﻲ إﻟﻰ وﺻﻔﻪ ﺑﻌﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون وﯾﺻﺑﺢ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠطﻌن ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء،.
ﻛﺎﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ
ﻗد ﺗﻌﻣد اﻹدارة إﻟﻰ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر وﺟﻪ ﺻﺣﯾﺢ ﻣﻊ وﺿوح
اﻟﻧص وﻋدم ﻏﻣوﺿﻪ ،وﻗد ﯾﺧﺗﻠط ﻫﻧﺎ اﻟﻌﯾب اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﺣل ﺑﻌﯾب اﻟﻐﺎﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗﻌﯾن
اﻟﺑﺣث ﻋن ﻧﯾﺔ اﻹدارة وﻗﺻدﻫﺎ ﻣن وراء ﻫذا اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻧﺣرف اﻟﻣﻐﻠوط ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ
أﻧﻪ ﻻ وﺟﻪ ﻷﻋﻣﺎل أدوات اﻟﺗﻔﺳﯾر ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﻛون اﻟﻐﻣوض وﻋدم اﻟوﺿوح ﯾﻛﺗﻔﯾﺎن اﻟﻧص
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﻓﺈن ﻗﺎﻣت اﻹدارة ﺑﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧص اﻟذي ﯾﻛﺗﻧﻔﻪ اﻟﻐﻣوض وﯾﻠﻔﻪ ﻋدم اﻟوﺿوح ،ﻓﺈن
اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر ﯾﻛون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺑوﻻ،وﻫو اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ ﺗطﺑﯾﻘﻪ ،ﻓﻲ ﺣﯾﻧﻬﺎ ﯾدﺧل
ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺧﺎطﺊ ،ﻟﻠﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎول اﻹدارة ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺧطﺄ أن ﺗﻣد ﻧطﺎق اﻟﻘﺎﻋدة
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺣﺎﻻت ﻻ ﺗﺷﻣﻠﻬﺎ ،ﻣﺛل إﺿﺎﻓﺔ ﻋﻘوﺑﺎت ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻏﯾر ﻣﻧﺻوص
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ،وﻫﻧﺎ ﺗﻛون اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻣﺑدأ ﻻ ﻋﻘوﺑﺔ إﻻ ﺑﻧص ﺳواء ﻛﺎن ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ أو ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ.
ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻘرار أو ﻋدم ﺷرﻋﯾﺗﻪ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ وﻗوﻋﻬﺎ واﺳﺗﺧﻼﺻﻬﺎ ﻣن أﺻول
ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻣن ﻣﺳﺗﻧدات وأوراق ﺗﺛﺑت وﺗرﺗب اﻷﺛر ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻻن اﻟﻣﺷرع ﯾﺷﺗرط ﺑذﻟك ﺗطﺑﯾق
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘق واﻗﻌﺔ ﻣﺣددة ﺑﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻓﺈذا أﻗﺗﺿﻰ اﻟﻣﺷرع أن ﯾﻘﻊ ﻣن
اﻟﻣوظف ﻣﺎ ﯾﺧل ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟوظﯾﻔﺔ أو ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﺎن ﻋدم إﺧﻼل اﻟﻣوظف ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ وظﯾﻔﺗﻪ
أو اﻟﺧروج ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﺗﺣﻘق ﻣﻌﻪ اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗرﺗب اﻹدارة ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘوﺑﺔ،
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون،
79
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
وﻣن ﺗوﺿﯾﺢ أﻛﺛر ﻟﻌﯾب ﺧرق اﻟﻘﺎﻧون وﺟب اﻟﺗطرق اﻟﻰ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺳﺑب ورﻗﺎﺑﺔ
اﻟﻣﺣل
أ -رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺳﺑب
وﺗﻌﻧﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ أو اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث أوﻻ ،ﻓﺗوﺣﻲ ﻟرﺟل اﻹدارة ﺑﺈﻣﻛﺎن
ﺗدﺧﻠﻪ ٕواﺻدارﻩ ﻗ ارراﻩ ،وﻣن ﻫذا ﻓﺈن اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺗﺷﺗرك ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺑب وﻋﻠﻰ اﻟﻐرض
وﻫﻲ ﺗﺻب ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺋﻊ ،اﻷوﻟﻰ وﻗﺎﺋﻊ داﻓﻌﺔ ﻹﺻدار اﻟﻘرار واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺣﯾطﺔ
ﺑﺈﺻدار اﻟﻘرار ،ﻫذا وا ،اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾراﻗب اﻟواﻗﻌﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺷرﻋﯾﺗﻬﺎ وﻣدى اﺗﻔﺎﻗﻬﺎ أو
ﺗﻌﺎرﺿﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ،ذﻟك أن اﻟﺗﻛﯾﯾف ﻫو وﺻف اﻟواﻗﻌﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﻛون
ﺧطﺄ ﻣﻬﻧﯾﺎ ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﺣرك ﻹﺣداث أﺛر أو ﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻌﯾن ﻣن
أﺟل ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾراﻗب ﺑدورﻩ ﺻﺣﺔ ﺗﻛﯾﯾف
اﻟواﻗﻌﺔ ،وﯾراﻗب ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﻬﺎ أو ﺗﺻﻧﻌﻬﺎ اﻹدارة ،وﻫل ﻣواﻓﻘﺔ ﻟﻠﻘواﻧﯾن أو
ﺗﻌرﺿﻬﺎ ،وﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﺄدﯾب ﯾراﻗب اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻸﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﻰ
اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم.
ب-رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣل
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺣل ﻫو اﻷﺛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺣﺎﻻ وﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺈﻧﺷﺎء أو ﺗﻌدﯾل
أو إﻟﻐﺎء ﻣراﻛز ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻟﻌﻣل اﻹداري ﺑوﺻﻔﻪ ﻋﻣﻼ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﻋن اﻟﻌﻣل
ﻓﺎﻟﻘرار اﻟﺻﺎدرة ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن وظﯾﻔﺔ اﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى أو ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ
ﻣﻛﺎن أﺧر ﻫو ﺗﺣﻘﯾق ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟﻘرار اﻹداري
80
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺧرى ﻟﻠﻣوظف ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺗﻌﺳف اﻹدارة ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ،واﻟﺣل اﻷﺧﯾر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوظف ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺳﺗﻧﻔد ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻷﺧرى
ﯾﺧﺗص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﻔﺣص ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻬﺎ ،وﻣن ﺛم
ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ،أو رﻓض اﻟدﻋوى إذا ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﻘ اررات اﻟﻧطق ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻬﺎ إذا
ﻣﺷروﻋﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻛون ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻛﻣﺣﻛﻣﺔ أول وأﺧر درﺟﺔ ،وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﻛﺟﻬﺔ
اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 9ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي 02/98اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن ﯾﻔﺻل
وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻛﺎﻟﻧﻘل ﺗﺣت ﻏطﺎء اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ
واﻟﺗﻲ ﺗرﺑط
ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻠﻧﯾل ﻣن اﻟﻣوظف ﻋن طرﯾق ﺧﻔﻲ ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،ﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ذﻟك
إﺟراءات ﻏﯾر ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن إﺟراءات ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ،
وﻟﻛن ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﯾر اﻹﻏراض اﻟﺗﻲ ﺗﻘررت ﻣن أﺟﻠﻬﺎ وﻣن ﺛم ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات
81
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﯾﺧﺗص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻛﻣﺣﻛﻣﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة اﺑﺗداﺋﯾﺎ
ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ،وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻧص اﻟﻌﺎم اﻟذي ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 10ﻣﻧﻪ واﻟﺗﻲ ﻧﺻت
ﻋﻠﻰ أن *ﯾﻔﺻل ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة اﺑﺗداﺋﯾﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺣﺎﻛم
وﻋﻠﯾﻪ ﺗﻛون ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ،وﺣﺗﻰ اﻟﻐرف اﻹدارﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻗﺑل إﺳﻧﺎد ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ،
ﻣن اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟطﻌن ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻣﺎﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺧﻼف
ﯾﺧﺗص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻧﻘض ،ﺑﻧظر اﻟطﻌون ﺿد اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ
اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﯾﺟوز اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻬﺎ ،ﻛﻠﺟﺎن اﻟﺗﺄدﯾب اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﺿﺎء اﻟﻣﻬن اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،وﻛذا اﻟﻘ اررات
اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 11ﻣﻧﻪ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء
ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻔﺻل ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟطﻌون ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻓﻲ ﻗ اررات اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
82
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ،اﻟﻰ أن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻗد ﻧﻬﺞ ﻧﻔس اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟذي ﺳﺎر ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺟﻠس
ﺿد اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻣﺳﻛﻪ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﻘدﻣﺔ
1
اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،وذﻟك ﺑﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺑﺎب.
اﻟﺗﻲ ﺗﺑرز ﻫذا اﻟﻣوﻗف ،ﻓﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 55ﻣن دﺳﺗور 1996اﻟذي أﻋطﻰ
ﻟﻠﻣﺟﻠس ﻟﻠﻘﺿﺎء ﺻﻔﺔ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﺳﺎر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل
ﻛﺎﻧت اﻟﻐرف اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻫﻲ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻷﺧرى ،إﻻ أﻧﻪ ﺑﻌد اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘل واﻟﻘ اررات
اﺳﺗﺣداث اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ظل ﻧظﺎم ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء ،أﺻﺑﺣت اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻫﻲ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻧظر ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻹﻗﻠﯾم اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬﺎ ،ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر
إﻻ ﻣﺎ ﺳﺗﺛﻧﻰ ﺑﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،وﻫذا طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي
رﻗم 02/98اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن *ﺗﻧﺷﺄ ﻣﺣﺎﻛم إدارﯾﺔ ﻛﺟﻬﺎت
ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻹدارﯾﺔ ،ﯾﺣدد ﻋددﻩ واﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻋن طرﯾق
اﻟﺗﻧظﯾم.
واﻹدارﯾﺔ ﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ،ﻧص ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 800
-1ﻏﻧﺎي رﻣﺿﺎن ،ﻣوﻗف ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء،
ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس ،2005 ،وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ ﻣؤﺳﺳﺔ إدارﯾﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ ،واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﺗﺄدﯾب ﻟﻬﺎ طﺎﺑﻊ إداري ،وأن اإﻓﺎء اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺟل ﺗﺷﻛﯾﻠﺗﻪ ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻏﯾر ﻣﻣﻛن.
83
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﺟﻬﺎت اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،وﻣن ﺛم
ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ أول درﺟﺔ ،ﺑﺣﻛم ﻗﺎﺑل ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ
ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ أو إﺣدى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ
طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 801اﻟﺗﻲ ﺣددت اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ
ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ
-دﻋﺎوى إﻟﻐﺎء اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ،اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ودﻋﺎوى ﻓﺣص اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻟﻠﻘ اررات
اﻟﺻﺎدرة ﻋن - :اﻟوﻻﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻏﯾر اﻟﻣﻣرﻛزة ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻﯾﺔ؛
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدﺗﯾن 37و 38ﻣﻧﻪ ،وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻻﺧﺗﺻﺎص
اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ،ﯾؤول ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣوطن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،إن
ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ ﻣوطن ﻣﻌروف ،ﻓﯾﻌود اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ أﺧر ﻣوطن
ﻟﻪ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺧﺗﯾﺎر ﻣوطن،ﯾؤول اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻬم ﯾؤول اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣوطن أﺣدﻫم ،أﻣﺎ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣوظﻔﯾن أو أﻋوان
وﻧﺟد أن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري اﻟذي ﯾﻧظر ﻓﻲ دﻋوى إﻟﻐﺎء اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ
ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ،واﻟﺗﺣري ﺑﺧﺻوص اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،وﻻ
84
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﯾﻘﺗﺻر ﻫذا اﻟﺗﺣري ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار ﻣوﺿوع اﻟﺗظﻠم ،وﻟﻛن ﯾﻣﺗد أﯾﺿﺎ إﻟﻰ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ،
ﻓﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺄﻛد ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣﻠف اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻣن اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ ،اﻟﺗﻲ أﺳﻧدت
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺟﻬﺔ اﻹدارة ،وﺻﺣﺔ ﺗﻛﯾﯾﻔﻬﺎ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻠطت ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف ،وﻋﻠﯾﻪ
ﻓﺎن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ،ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ ،وﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ رﻓض اﻟﺗﻘدﯾر
اﻟذي أﻋطﺗﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟوﻗﺎﺋﻊ ،وﺑذﻟك أﺻﺑﺢ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾﺗﺄﻛد ﻣن
ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﻘرار اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،ﺑﻌدﻣﺎ ظل ﻟﻔﺗرة
زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﯾﺗوﻗف دورﻩ ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟوﺟود اﻟﻣﺎدي ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ وﺗﻛﯾﯾﻔﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻣن أﺑرز ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف
اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺗﺄدﯾب ،إذ أن ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﻗ اررات اﻟﻧﻘل
ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﯾن ﺗﺣت ﺗﺻرﻓﻬﺎ ،طﺎﻟﻣﺎ اﺳﺗﻬدﻓت ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم
ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل داﺧل ﺟﻬﺎزﻫﺎ اﻹداري ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ،ﯾﻌد اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ إﺟراء أو
ﺗدﺑﯾر داﺧﻠﯾﺎ ،ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻹدارة ﻟﺿرورة ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،دون أن ﺗﺳﺗﻧد ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ
1
ﺧطﺄ ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻣن اﻟﻣوظف ﻣﺣل اﻟﻧﻘل ،ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
وﻫو ﺑذﻟك ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻧﻘل اﻹﺟﺑﺎري اﻟﻣﻧﺻوص ﻓﻲ ﻧﻔس اﻷﻣر 2،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻫذا
اﻷﺧﯾر ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﺗﺗﺧذ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄ ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻪ اﻟﻣوظف واﻟﺟدﯾر
ﺑﺎﻟذﻛر ،أن ﺟﻬﺔ اﻹدارة ﻗد ﺗﺳﺗﺧدم إﺟراء اﻟﻧﻘل ﺑﻐرض ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل ﺑﺣﻛم إدارﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣرﻓق
اﻟﻌﺎم ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﺳﺗﻬدف ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر ﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف ،دون إﺗﺑﺎع
اﻹﺟراءات واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ ﺣﺎل اﺗﺧﺎذ ﻗرار اﻟﻧﻘل ﺑﻘﺻد إﺧﻔﺎء
اﻟﻐرض اﻷﺻﻠﻲ.
85
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
ﻣﻠﺧص اﻟﻔﺻل
اﻟﻘﺎﻧون ﺣﯾث ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ وﺣرﯾﺎت اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﺎﻣﯾن
ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻧظ ار ﻟﻠﺧﺻﺎﺋص واﻟﻣﻣﯾزات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﻬذﻩ
اﻟرﻗﺎﺑﺔ.
إن ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظﻔﯾن ﻫﻲ أﻣر ﺿروري وﺣﺗﻣﻲ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺑﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ
ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ
ﻓﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺟﻬﺎت
اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ وﻏﯾر اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻓرض
رﻗﺎﺑﺔ اﻹﻟﻐﺎء ﻋن اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،وﻧظ ار ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ
اﻟذاﺗﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻧﺻت ﻛل اﻟﻣواﺛﯾق واﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣق اﻹﻧﺳﺎن
واﻟﻣواطن ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺿد أﻋﻣﺎل اﻟدوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وأﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﺎ
ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻠطﻬﺎ اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﻣوظﻔﯾﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ
ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺣﯾﺎد واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،ﻧظ ار ﻟﻠﺿﻣﺎﻧﺎت
واﻟﺣﺻﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺟوزﻫﺎ ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺑدأ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء ،ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻣﯾز رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻘررة
ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﺑﺎﻟﻘوة واﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻻن ﻫذا اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺗﺳم
ﺑﺎﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗرﺟﻊ ﺣﻘوق اﻟﻣوظف اﻟﺿﺎﺋﻌﺔ واﻟﻣﺳﻠطﺔ ﻋﻠﯾﻪ اذا
86
ﺧﺎﺗﻣﺔ
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
ﺣﺎوﻟت ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺣول اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻧﻘل ﻓﻲ
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﺣﯾث ﺗم اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻧﻘل ،ﻓﺄﻧواﻋﻪ وﺣﺎﻟﺗﻪ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧﻘل
اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ واﻟﻧﻘل اﻹﺟﺑﺎري واﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ،واﻷﺳﺑﺎب اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﺑر از ﺑذﻟك اﻟﺳﻠطﺔ
وﻫﻲ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻓﻲ ﻛل ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗم اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻬذا اﻻﺧﺗﺻﺎص
اﻟﺗطرق إﻟﻰ دور اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻟﻘرارات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ
ﻫذا:
اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣوظف أﻣﺎم ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺿد ﻗرار اﻟﻧﻘل اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻹدارة ،
ﻻﺣﺗﻣﺎل أن ﺗﺳﻌﻰ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻣن وراء اﻟﻧﻘل إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣوظف ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻣﻘﻧﻌﺔ ﻟـﺗﺄدﯾﺑﻪ
ٕ ،وا ذا ﻛﺎﻧت ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﻟﺳﯾﺎدة اﻟﻧظﺎم داﺧل اﻟﻣرﻓق ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺧطورة إذا
أﺳﻲء اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ.
87
ﺧﺎﺗﻣﺔ
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷرع ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم ﻋﻣل وﺻﻼﺣﯾﺎت
اﻹدارة اﺗﺟﺎﻩ ﻣوظﻔﯾﻪ إﻻ أن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻧﺣرف أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻟﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ
ﺑﻪ ﻣن ﺣق اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ،ﻟذا اﺳﺗوﺟب ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع إﯾراد وﺗﺑﯾن ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف ،إذا ﻣﺎ ﺗﻌرض ﻟﻠﺗﺄدﯾب ﻓﻲ
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ رﻓﻊ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء واﻟﺗﻌوﯾض ،إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺿﻣﺎﻧﺎت اﻹدارﯾﺔ
ٕ ،واﺿﺎﻓﺔ ﻟذﻟك أﺣﯾط اﻟﻣوظف ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت أﺧرى ﻗﺑل ،أﺛﻧﺎء وﺑﻌد اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ وﯾظﻬر ﻓﻲ
اﻻﻗﺗراﺣﺎت
-إﻟزاﻣﯾﺔ ﻋرض اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻟﻠﻣوظف ﻣﺣل اﻟﻧﻘل ﻋﻠﻰ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن ﻹﺑداء رأﯾﻬﺎ ﻗﺑل
-ﺗﺟﻧب ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﻘل ﺑﻛﺛرة ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ،وﻫذا ﯾﺧﻔف ﻣن اﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘل واﻹﯾواء
-إن اﻟﻧﻘل اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ ﻗ اررات ﺑﻌﯾدة ﻋن
اﻟواﻗﻊ ،ﻓﺎﻻﺳﺗﻠﻬﺎم ﻣن ﻧﺟﺎﺣﺎت اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺧرى ﺷﻲء ﺟﻣﯾل ،ﻟﻛﻧﻪ ﻣن اﻟﺧطﺄ اﻟﻔﺎدح
ﺗطﺑﯾق ﺗﻠك اﻟﺗﺟﺎرب ٕ ،وان ﻛﺎﻧت ﻧﺎﺟﺣﺔ ،دون اﺣﺗرام ﺧﺻوﺻﯾﺎت ﻗطﺎع اﻟوظﯾﻔﺔ
-ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻣواﺟﻬﺔ ﻋﯾب اﻻﻧﺣراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺗدﺧﻼ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ ﺑﺗﺳﯾﯾر وﺳﺎﺋل
إﺛﺑﺎت ﻫذا اﻟﻌﯾب ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﻰ اﻻﺿطﻼع ﺑدورﻩ ﻓﻲ إﺛﺑﺎﺗﻪ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ
88
ﺧﺎﺗﻣﺔ
-وارى ﺷﺧﺻﯾﺎ ﺿرورة ﺗﺣﻠﻲ اﻟﻣوظﻔﯾن ﺑروح اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وﺳﻌﯾﻬم ﻟﻠوﻗوف ﻓﻲ وﺟﻪ أﻋﻣﺎل
اﻹدارة اﻟﻣﺷوﺑﺔ ﺑﻌﯾب اﻻﻧﺣراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ،ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوﻗﻬم ٕواﻋﻼء ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،
وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟطﻌن ﻓﯾﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ،وﻓﻲ ﻛل ﻛﺑت ﻟﺟﻣﺎح اﻹدارة وﺟﻌﻠﻬﺎ
-إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺿرورة ﺗوﺟﯾﻪ اﻟدراﺳﺎت اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎول ﻣﺧﺗﻠف
ﺟواﻧب ،ﻫذا اﻟﻌﯾب ﻣن أﺟل وﺿﻊ ﺣدود ﻟﻪ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻺﻓراد ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻣوظﻔﯾن ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺑرﻣﺟﺗﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻛﻠﯾﺎت اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻛرﺳﺎﺋل وﻣذﻛرات اﻟﺗﺧرج ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ
-إﻗﺎﻣﺔ ﺟﻬﺎز ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق اﻹداري ﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻣﻬﻣﺗﻪ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻷﺧطﺎء
اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ ﻟﻠﻣوظف اﺑﺗداء اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣوظﻔﯾن ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺗﺟرﺑﺔ
ﻣﻬﻧﯾﺔ ﻣﻌﺗﺑرة ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﯾﺣﻣﻠون ﺷﻬﺎدات ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾم
-إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺣﺎﻛم ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻗﺿﺎة ﯾﺧﺗﺎرون ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن ﻟﻬم
ﺗﺟرﺑﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻣﺳﺗوى ﻋﻠﻣﻲ ﻻ ﯾﻘل ﻋن ﺷﻬﺎدة
اﻟﻠﯾﺳﺎﻧس.
ﻫذا وﻧﻠﻔت اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻗواﻧﯾﯾن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أن ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟوﺿوح
-ﻋدم اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻺدارة ﺑﺎﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى
اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ .
89
ﺧﺎﺗﻣﺔ
-وﺿﻊ ﻗواﻋد أﻛﺛر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﻘل اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف ،ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟوﺿﻌﯾﺔ ،
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘل اﻹﺟﺑﺎري ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟذي ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻪ اﻹدارة
90
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
-1اﻟﻛﺗب
-2ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد ،ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ﺷروط ﻗﺑول اﻟدﻋوى اﻹدارﯾﺔ ،دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ.
-3رﻣﺿﺎن ﻣﺣﻣد ﺑطﯾﺦ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻌﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم وﻗطﺎع
-4ﺳﻌﯾد ﻣﻘدم ،اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗطور واﻟﺗﺣول ﻣن ﻣﻧظور ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣوارد
-5ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،دار اﻟﻔﻛر
-6ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﺻر،
1996.
-7ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ،اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻔﻛر
-8ﻋﺻﺎم ﻧﻌﻣت إﺳﻣﺎﻋﯾل ،اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻘرار اﻹداري ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘزﻗﻲ،
-9ﻋﻠﻲ ﺟﻣﻌﺔ ﻣﺣﺎرب :اﻟﺗﺄدﯾب اﻻداري ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار
-10ﻋﻣﺎر ﺣﺳﯾن ﺣﺳن 1414ه ،إدارة ﺷؤون اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣﺑﺎدئ واﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﺳﻌودﯾﺔ
-13ﻛﻣﺎل رﺣﻣﺎوي ،ﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ1983. ،
-15ﻣﺎزن راﺿﻲ ﻟﯾﻠو ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
ﻣﺻر.2004 ،
-16ﻣﺣﻣد إﺑ ارﻫﯾم ﺧﯾر اﻟوﻛﯾل ،اﻟﺗظﻠم اﻹداري وﻣﺳﻠك اﻹدارة اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺿوء أراء
-17ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ.
-18ﻣﺣﻣد أﻧس ﻗﺎﺳم ﺟﻌﻔر ،ﻣﺑﺎدئ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،دﯾوان دار
اﻟﻧﺷر.1992 ،
-19ﻣﺣﻣد أﻧس ﻗﺎﺳم ﺟﻌﻔر ،ﻣذﻛرات ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،1989 ،دﯾوان
-20ﻣﺣﻣد ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻔﻛر
-21ﻣﺣﻣد ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻔﻛر
-22ﻣﺣﻣد ﻓؤاد ﻣﻬﻧﺎ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺷﺎﻋر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.1983 ،
-24ﻣﺣﻣد ﻣﺎﺟد ﯾﺎﻗوت ،ﺷرح اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﻬن اﻟﺣرة
-25ﻣﺻطﻔﻰ أﺑو زﯾد ﻓﻬﻣﻲ ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﺗﻧظﯾم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﺟزء
-26ﻣﻧﺻور إﺑراﻫﯾم اﻟﻌﺗوم ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،
ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺷرق.
-27ﻧواف ﻛﻌﻧﺎن ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ك 2ن دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ط ،1اﻹﺻدار اﻟﺧﺎﻣس.2007،
-2اﻟﻣﻘﺎﻻت واﻟﻣﺟﻼت
-1ﺳﻧوﻗﺔ ﺳﺎﺋﺢ ،اﻟدﻟﯾل اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
،اﻟﻘﺎﻫرة .1992
-2ﻏﻧﺎي رﻣﺿﺎن ،ﻣوﻗف ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن
ﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس ،2005 ،وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ
ﻣؤﺳﺳﺔ إدارﯾﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ ،واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾب ﻟﻬﺎ طﺎﺑﻊ إداري ،وأن
-3ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻧوﯾوى ،اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺗطورﻫﺎ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس
ﻓﻲ ﺿﻣﺎن اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ -4ﺧدﯾﺟﺔ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ،دور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري
-5ﻣﺣﻣد ﻣﺎﻫر أﺑو اﻟﻌﯾﻧﯾن ،أﺣﻛﺎم وﻓﺗﺎوى ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣﻘﺎﻟﺔ ،ﻣﻔﻬوم
اﻟﻧﻘل اﻟوظﯾﻔﻲ واﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،ﺑﺷﺄﻧﻪ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ (.
-3اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
-1رﺳﺎﺋل اﻟدﻛﺗوراﻩ
-1رﻓﺎﻋﻲ ﺳﯾد ﺳﻌﯾد ،ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺻوص اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ
-2ﯾﺣﻲ ﻗﺎﺳم ﻋﻠﻲ ﺳﻬل ،ﻓﺻل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر
.2005،
-3ﺑوﺟﺎﺑر ﻋﻣر ،اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق،
-2رﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر
-1ﻋﻣر ﻓﺧر ﻋﺑد اﻟرزاق ،ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،دار
-3اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
-1دﺳﺗور .1996
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ
اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء وﺗﺷﻛﯾﻠﺗﻬﺎ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﻋﻣﻠﻬﺎ ،ج ،ر ،ﻋدد 46ﺻﺎدرة ﻓﻲ 08ﺟوان
.1966
-1اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗوظﯾف اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺑﺎﻟو ازرة اﻷوﻟﻰ ،اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ رﻗم ،07اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺣدد ﻟﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺎدﺗﯾن 130و 131ﻣن اﻟﻣرﺳوم 59-85اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 23
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣﺣﺗوى
- اﻹﻫداء
01 ﻣﻘدﻣﺔ
10 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻣﯾز ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻋن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ
62 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺿد ﻗ اررات ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
62 اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻌرﯾﻔﻪ اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺿد ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
64 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻧواع اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺿد ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم
81 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗ ار ارت ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ
87 ﺧﺎﺗﻣﺔ
- اﻟﻔﻬرس