You are on page 1of 108

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺗﺑﺳﻲ –ﺗﺑﺳﺔ –اﻟﺟزاﺋر‬

‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق‬

‫ﻣذﻛرة ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺗر‬

‫ﺗﺧﺻص‪ :‬ﻗﺎﻧون إداري‬

‫ﺑﻌﻧوان‪:‬‬

‫اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري‬

‫إﺷراف اﻟدﻛﺗوراﻩ‪:‬‬ ‫إﻋداد اﻟطﺎﻟب‪:‬‬

‫ﺳﻣﺎﻋﻠﻲ ﻋواطف‬ ‫ﺧذﯾري ﻋﺑد اﻟﻐﻔور‬

‫أﻋﺿﺎء ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ‬

‫اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث‬ ‫اﻟرﺗﺑﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‬ ‫اﻻﺳم واﻟﻠﻘب‬

‫رﺋﯾﺳﺎ‬ ‫أﺳﺗﺎذ‪ :‬ﻣﺳﺎﻋد ﻗﺳم أ‬ ‫رﺑﺎطﻲ ﻧور اﻟدﯾن‬

‫ﻣﺷرﻓﺎ وﻣﻘر ار‬ ‫أﺳﺗﺎذة‪ :‬ﻣﺣﺎﺿر ﻗﺳم ب‬ ‫ﺳﻣﺎﻋﻠﻲ ﻋواطف‬

‫ﻣﺷرﻓﺎ‬ ‫أﺳﺗﺎذة‪ :‬ﻣﺳﺎﻋدة ﻗﺳم أ‬ ‫ﻣﯾﻬوب ﺳﻬﺎم‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪2016/2015:‬‬


‫إﻫﺪاء‬

‫ﻧﺘﻮﺟﻪ ﺑﺸﻜﺮﻧﺎ وﺣﻤﺪﻧﺎ اﻟﻰ اﷲ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻘﺪﻳﺮ اﻟﺬي ﺳﺪد ﺧﻄﺎﻧﺎ وأﻟﻬﻤﻨﺎ اﻟﺼﺒﺮ ﻟﻴﺨﺮج ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ‬

‫اﻟﻰ اﻟﻨﻮر وﺑﺎرك ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺛﻤﺮة ﺟﻬﻮد ﺳﻨﻮات اﻟﺪراﺳﺔ‪.‬‬

‫أﻫﺪي ﺛﻤﺮة ﻫﺬا اﻟﻤﺠﻬﻮد اﻟﻰ روﺣﻲ واﻟﺪي وواﻟﺪﺗﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻌﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ‪،‬وأﺳﺄل اﷲ‬

‫ﺟﻞ ﻓﻲ ﻋﻼﻩ أن ﻳﺘﻐﻤﺪ رﺣﻤﺘﻪ اﻟﻮاﺳﻌﺔ روح واﻟﺪﺗﻲ ﻓﻲ ﺟﻨﺎت اﻟﻨﻌﻴﻢ‪.‬‬

‫وأﺗﻘﺪم ﺑﺠﺰﻳﻞ اﻟﺸﻜﺮ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻻﺳﺎﺗﺬة اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻤﻮﻧﺎ ﺧﻼل دراﺳﺘﻨﺎ‪.‬‬

‫وﺧﺎﺻﺔ اﻻﺳﺘﺎذة اﻟﻤﺸﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‬

‫ﻛﻤﺎ أﻫﺪي ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ إﻟﻰ زوﺟﺘﻲ اﻟﺘﻲ ﻻزﻣﺘﻨﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﻬﻮد ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻬﺎ وﻧﺼﺎﺋﺤﻬﺎ وﺗﺸﺠﻴﻌﻬﺎ‬

‫ﻟﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ أﺗﻘﺪم ﺑﺠﺰﻳﻞ اﻟﺸﻜﺮ اﻟﻰ أﺧﻮاﻟﻲ وﺧﺎﻟﺘﻲ وﺟﻤﻴﻊ زﻣﻼﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ واﻟﻌﻤﻞ‬

‫وﻓﻖ اﷲ ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻢ وﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﻌﻤﻞ اﻟﺨﻴﺮ‪.‬‬


‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ‬

‫‪-1‬ﺗﻌرﯾف ﺑﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث‬

‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻧﻘل ﻣن أﺑرز ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻹدارة ﻓﻲ أي وﻗت ﺗﺷﺎء ﻓﻲ‬

‫ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم دون أن ﺗﻛون ﻟرﻏﺑﺔ اﻟﻣوظف أي اﻋﺗﺑﺎر ﻟدﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﻠك‬

‫اﻟﺳﻠطﺔ ﻷن اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻪ ﻧظﺎﻣﺎً أن اﻹدارة ﻫﻲ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق وﺗﻧظﯾم ﻣﺻﻠﺣﺔ‬

‫اﻟﺟﻬﺎز وأن ﻣن ﺣﻘﻬﺎ ﺗﻘدﯾر اﺳﺗﺧدام ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﺗﻰ دﻋت إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺣﺎﺟﺔ دون أن ﺗﺧﺿﻊ‬

‫ﻷي رﻗﺎﺑﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ‪،‬وﻟﻛﻲ ﯾﻛون ﻗرار اﻟﻧﻘل ﻣﺷروﻋﺎً‪ ،‬ﯾﺟب أن ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ‬

‫اﻟﻌﻣل ﻓﺈذا ﺧﺎﻟﻔت اﻹدارة ﻫذﻩ اﻟﻐﺎﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﯾﻠﻐﻲ ﻗرارﻫﺎ اﻟﻣﺷوب ﺑﻌﯾب ﺳوء‬

‫اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ‪ ،‬و ﯾﺟب اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻣوظف ﺑﺎﻹدارة ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ‬

‫ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أو ﻻﺋﺣﯾﺔ وﯾﺧﺿﻊ اﻟﻣوظف ﻟﻣﺎ ﺗﺻدرﻩ اﻹدارة ﻣن ﻗ اررات وﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬

‫ﺑﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻌﻣل وﺗﻧظﯾﻣﻪ‪،‬وﻟﻛن أﺣﯾﺎﻧﺎً ﻗد ﺗﻠﺟﺄ اﻹدارة وﻫﻲ ﺑﺻدد ﻣؤاﺧذة اﻟﻣوظف‬

‫اﻟﻣﺧﺎﻟف إﻟﻰ ﻧﻘﻠﻪ ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻛﺎﻧﯾﺎً أو ﻧوﻋﯾﺎً ﻣﺗذرﻋﺔ ﺑﺄن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺗطﻠب ذﻟك‬

‫ﻻ اﻟﻘﺑول ﺑﻪ‪،‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣﺑطﻧﺔ وﻟﯾس أﻣﺎم اﻟﻣوظف اﻟﺿﻌﯾف إ ّ‬
‫ٕواﻻّ ﺗﻌرض ﻟﻠﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ أو طﻲ ﻗﯾدﻩ إذا اﻧﻘطﻊ ﻋن ﻋﻣﻠﻪ اﻟﻣدة اﻟﻧظﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻻ ﺷك أن ﻋﺑﺎرة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﺳﻊ وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾﯾدﻩ ﺑﺿواﺑط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺣﻛم‬

‫ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﻓﺎت اﻹدارة ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺷروﻋﺔ أم ﻻ‪ ،‬ﻓﺈﺛﺑﺎت ﻋﯾب اﻻﻧﺣراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ﯾﻌد ﻣن‬

‫اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﺻدر اﻟﻘرار ﺗﻘﺑﻊ‬

‫داﺧﻠﻪ ﺑﺧﻼف اﻟﻌﯾوب اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻬل اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ‪،‬ﻓﺿﻼً ﻋن أن اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ‬

‫ﯾﻛون ﺑﻌﯾداً ﻋن ﻣﺟرﯾﺎت اﻷﻣور داﺧل ﻣﺣﯾط اﻹدارة ﻣﺻدرة اﻟﻘرار واﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﺗﺣﺗﻔظ‬

‫ﺑﺄﺳﺑﺎب ﺻدورﻩ‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫ٕواذا ﻛﺎﻧت اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ أن اﻹدارة وﻫﻲ ﺗﻣﺎرس ﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ أن ﺗﺿﻊ ﻧﺻب ﻋﯾﻧﯾﻬﺎ‬

‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ دون أي أﻏراض أﺧرى‪ ،‬ﻓﺈن ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﺗﺟﺎﻓﻲ ﺑﻬﺎ اﻹدارة ﺗﻠك‬

‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف أﺧرى ﻟﯾس ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم‪ ،‬وأﻗرب اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك‬

‫ﻫﻲ ﺣﺎﻻت ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ واﻟﻧوﻋﻲ‪.‬‬

‫ﻓﺈذا أرادت اﻹدارة ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣوظف ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻرﺗﻛﺎﺑﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﻣﻘﯾدة‬

‫ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻓﻲ اﻟﻣواد‪ 156،157،158،159‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم‬

‫‪ 03/06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 15‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 2006‬اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻟﻛن ﺑﻌد اﻟﺑﺣث‬

‫واﻟﺗﻧﻘﯾب ﻋن اﻟﻣﻘﺎﺻد اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﺗﺟدﻫﺎ إﻣﺎ ﺑﻘﺻد اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣﻧﻪ أو اﻟﺳﺧط‬

‫ﻋﻠﯾﻪ أو ﻣﺣﺎﺑﺎة اﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ذﻟك اﻟﻣوظف اﻟﺿﻌﯾف اﻟذي ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟوﻗوف ﻓﻲ‬

‫ﻻ ﺗﻌرض إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻻ ﺗﺣﻣد ﻋﻘﺑﺎﻫﺎ‪.‬‬


‫وﺟﻪ اﻹدارة وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻗرار ﻧﻘﻠﻪ ٕوا ّ‬
‫وﻫذا ﯾﻔﯾد ﺑﺄن اﻟﻧﻘل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ إذا ﻛﺎن ﻣﺗﺿﻣﻧﺎً ﻟﺟزاء ﻣﻘﻧﻊ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗﺄدﯾب وأﺻوﻟﻪ‬

‫اﻟﻧظﺎﻣﯾﺔ ﻓﯾﺟب إﻟﻐﺎؤﻩ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻷن ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻛﻌﻘوﺑﺔ ﻣﻣﻛن أن‬

‫ﻼ ﻋن ذﻟك‬
‫ﺗﺳﻲء إﻟﻰ ﺳﻣﻌﺗﻪ وﻣﻛﺎﻧﺗﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻧﻔﺳﯾﺗﻪ وﻗد ﺗﺻﯾﺑﻪ ﺑﺎﻹﺣﺑﺎط ﻓﺿ ً‬
‫ﻓﺈن ﺗﻧﻔﯾذ ﻗرار اﻟﻧﻘل ﺛم اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﺳﺗﻘرار اﻟوﺿﻊ اﻷﺳري‬

‫ﻟﻠﻣوظف ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم اﺳﺗﻘ اررﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟوظﯾﻔﻲ ﻓﺿﻼً ﻋن اﻟﻣﺷﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛﺑدﻫﺎ اﻟﻣوظف‬

‫اﻟﻣﻧﻘول ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﺋﺗﻪ وﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻌﻣل‪،‬وﻛﻣﺎ أﺷرت ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﻓﺈن ﺻﻌوﺑﺔ‬

‫إﺛﺑﺎت اﻻﻧﺣراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ أن أﻏﻠب ﻗ اررات اﻟﻧﻘل ﺗﺻدر وﻫﻲ ﻣذﯾﻠﺔ ﺑﻌﺑﺎرة ﺑﻧﺎء‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻧﺎك ﻓرﺿﯾﺔ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن ﻛل ﻗرار إداري ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ‬

‫أﺳﺑﺎب ﻣﺷروﻋﺔ‪ ،‬وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾدﻋﻲ اﻟﻌﻛس إﺛﺑﺎت ﻓﺳﺎد ﺗﻠك اﻷﺳﺑﺎب‪،‬اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ‬

‫وﺟود ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن ﺳﺑب ﺻدور اﻟﻘرار واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻧﻪ ﻓﺈذا أﺛﺑت اﻟﻣدﻋﻲ أن اﻟﻘرار ﻗﺎﺋم‬

‫‪2‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫‪-2‬دواﻓﻊ اﺧﺗﯾﺎر ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ‬

‫ﺗﺗﻠﺧص اﻟدواﻓﻊ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻻﺧﺗﯾﺎر ﻫذا اﻟﻣوﺿوع و ﻫذا ﻟﻺطﻼع أﻛﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ‬

‫اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻹدارﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻗدرة اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﺣﯾث أﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﺎﻟﻌﺔ ﻟﻠﻣراﺟﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺑﯾن‬

‫أﻧﻪ ﻻ ﺗوﺟد ﻣراﺟﻊ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻣﺗﺧﺻص ﺗﺧﺻﺻﺎ ﻣﺑﺎﺷ ار ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ‪.‬‬

‫‪ -‬إﺛراء اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ ﺑﺑﺣث ﺟدﯾد ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول ﺑﺎﺣﺛﯾن آﺧرﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻹﻧﺟﺎز دراﺳﺎت‬

‫أﺧرى ﻣﻛﻣﻠﺔ‪ ،‬وﯾﻣﻛن اﻹﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻪ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟدواﻓﻊ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﺗﺗﻠﺧص ﻓﻲ ‪:‬‬

‫‪ -‬أﻫﻣﯾﺔ و ﺟدﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ‪ ،‬اﻟواﻗﻌﯾﺔ ‪ ،‬و ﻛذا اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺟﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻛوﻧﻪ ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻣوﺿوﻋﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻧﺎول ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻣن ﻗﺑل ‪،‬‬

‫ﻟذﻟك ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣوﺿوع اﻟﻧﻘل ﻣن ﻣﻣﯾزات و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ طﺎﺑﻌﻪ اﻟﻌﻣﻠﻲ و‬

‫اﻟﻣﻠﻣوس اﻟذي ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻪ اﻟﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺧﻼل ﻣﺳﺎرﻩ اﻟﻣﻬﻧﻲ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛون ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﯾﺑﯾن ﺣﻘوق و واﺟﺑﺎت اﻟﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ‬

‫‪ -‬اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘل ‪ ،‬و اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘل‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﻧﻘل ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬

‫‪ -‬إﻟﻘﺎء اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗوﺻل إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﻘل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫اﻟﺟزاﺋري‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﺗوﺛﯾق اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺳن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌزز اﻟﻣرﻛز‬

‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻣﻧﻘول‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫‪-3‬اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻫﻲ‬

‫ﻛﯾف ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﺟراءات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم وﻣﺎ ﻛﻔﻠﻪ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت؟‬

‫‪-4‬اﻟﻣﻧﻬﺞ‬

‫ﺳﺗﺗﺿﻣن دراﺳﺗﻧﺎ ﻫذﻩ ﻛل ﻣن اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣﻠﻧﺎ اﻟﻣﻧﻬﺞ‬

‫اﻟوﺻﻔﻲ ﻟﻠﺗﻌرض ﻟﻛل اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘل ‪ ،‬و اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﺿﻣون‬

‫اﻟذي ظﻬر ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾل ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ‬

‫اﻟذي ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻣوﺿوع اﻟﻧﻘل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري‪.‬‬

‫‪-5‬اﻟﻬدف ﻣن اﻟدراﺳﺔ‬

‫إن أي ﺑﺎﺣث ﯾﻘوم ﺑﺑﺣث ﻋﻠﻣﻲ ﻓﻲ أي ﻣﺟﺎل ﻛﺎن ‪ ،‬ﻻﺑد أن ﯾﻛون ﻟﻪ ﻫدف أو‬

‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻫداف اﻟﻣﺣددة ﯾرﺟو ﺑﻠوﻏﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺑﺣﺛﻪ ‪ ،‬و ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ ﻣوﺿوع‬

‫اﻟﻧﻘل ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺧدﻣﺔ و دورﻩ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن أداء اﻟﻣوظف اﻟﻣﻧﻘول‬

‫ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗوظﯾف‪ ،‬و ﻓﻲ ﺿوء اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف‬

‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧظرﯾـ ــﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ‬

‫ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻫداف‪.‬‬

‫و ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ ﻣوﺿوع اﻟﻧﻘل و أﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟوظﯾﻔﻲ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﺈﻧﻧﺎ‬

‫ﻧﻬدف ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺣث إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ‬

‫‪ -‬اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف اﻟﻣﻧﻘول ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗوﺿﯾﺢ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘل ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و دورﻩ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن أداء اﻟﻣوظف ﻓﻲ‬

‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ‬

‫‪ -‬ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﺣﻘوق و اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ اﻟﻣوظف اﻟﺗﻲ ﺗم ﻧﻘﻠﻪ ‪.‬‬

‫‪-6‬اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‬

‫ﻟم ﻧﺟد ﺧﻼل اﻟﺑﺣث و اﻟدراﺳﺔ ﻣراﺟﻊ و ﻛﺗب ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺗﺧﺻﺻﺎ ﻣﺑﺎﺷ ار ﻓﻲ‬

‫ﻣوﺿوع اﻟﻧﻘل و ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري و ﻟﻛن ﻗد وﺟدﻧﺎ دراﺳﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ‬

‫اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أﻫﻣﻬﺎ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻟﻠطﺎﻟب ﺳﯾد ﺳﻌﯾد ‪ ،‬ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺻوص اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ‬

‫دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ‪ 1990‬ﯾﺣﻲ ﻗﺎﺳم ﻋﻠﻲ ﺳﻬل ﻓﺻل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ‪،‬ﺟﺎﻣﻬﺔ‬

‫اﻟﺟزاﺋر ‪ 2005‬ﺑوﺟﺎﺑر ﻋﻣر اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري‬

‫ﺗزي وزو‪ 2011‬وﺑﻌض رﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻣﻧﻬﺎ اﻟطﺎﻟب ﻋﻣر ﻓﺎﺧر ﻋﺑد اﻟرزق ‪ ،‬ﺣق‬

‫اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ﻋﻣﺎن ‪ ،2005‬وﻫﺎﺑﻲ ﺑن رﻣﺿﺎن ‪،‬اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﻗطﺎع‬

‫اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑﻲ ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ‪ ،‬ﺗﻠﻣﺳﺎن ‪.2011‬‬

‫‪-7‬اﻟﺻﻌوﺑﺎت‬

‫ﻻ ﯾﺧﻠوا أي ﻋﻣل ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت و اﻟﻌواﺋق و ﻣن ﺑﯾن أﻫم اﻟﺻﻌوﺑﺎت و اﻟﻌواﺋق‬

‫اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻧﺎ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻗﻠﺔ اﻟﻣؤﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﺻدور اﻷﻣر ‪03-06‬‬

‫اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 15‬ﯾوﻟﯾو ‪ 2006‬و اﻟﻣﻧﺷور ﻓﻲ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪،‬اﻟﻌدد‪.46‬‬

‫‪ -‬ﺻﻌوﺑﺔ اﻗﺗﻧﺎء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن اﻟﻛﺗب و اﻟﻣؤﻟﻔﺎت ﺣﯾث أﻧﻪ ﺗﻣت اﻹﺷﺎرة ﻟﻪ ﻣن اﻟﻌدﯾد‬

‫ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر رﻏم أﻧﻪ ﯾﺣﺗل ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﻣﯾزة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ‬

‫إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺳل ﺣﺑر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋدم وﺟود رﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر واﻟدﻛﺗوراﻩ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣوﺿوع اﻟﻧﻘل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ‬

‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻧﻘل ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣوظف ﻣن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻓﻲ‬

‫ﻧﻔس ﻣﺳﺗواﻫﺎ أو أﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧﻘﻼً ﺑﺗرﻗﯾﺔ‪ ،‬وﻗد ﯾﻛون اﻟﻧﻘل ﻟﻠﻣوظف‬

‫اﻟﻣﺷﻣول ﺑﻧظﺎم إﻟﻰ ﻧظﺎم آﺧر وﻓق ﺿواﺑط وﺷروط ﻣﺣددة ﺳواء ﻛﺎن اﻟﻧﻘل ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺔ أو‬

‫ﺧﺎرﺟﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻠﻧﻘل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿواﺑط ﻣن أﻫﻣﻬﺎ وﺟود وظﯾﻔﺔ ﺷﺎﻏرة ﺗﻧطﺑق ﺷروط ﺷﻐﻠﻬﺎ‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣراد ﻧﻘﻠﻪ إﻟﯾﻬﺎ وﻋدم وﺟود ﻣﺳﺗﺣق أو ﻣؤﻫل ﻟﻠﺗرﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣراد ﻧﻘﻠﻪ ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻋدم‬

‫ﺟواز ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻣرﻗﻰ ﻣن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ رﻗﻲ إﻟﯾﻬﺎ إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻗﺑل ﻣﺿﻲ ﺳﻧﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ ﻷﻋﻣﺎل اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣرﻗﻰ ﻟﻬﺎ‪ .‬وﻟﻠﻧﻘل أﺣﻛﺎم وﻗواﻋد ﻻ ﺑد ﻣن‬

‫ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻧد اﻟﺗطﺑﯾق‪ .‬وﻫﻧﺎك وظﺎﺋف ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻬﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘل ﻣﻧﻬﺎ واﻟﯾﻬﺎ دون‬

‫اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻣﻊ و ازرة اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﺗﺷﻣل ﻣﺎﺋﺔ واﺛﻧﺗﯾن وﺗﺳﻌﯾن ﺳﻠﺳﻠﺔ وظﯾﻔﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﺎوﻟﻪ ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻣن ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻘل وأﻧواﻋﻪ وﺷروطﻪ واﻟﺳﻠطﺔ‬

‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻪ‬

‫‪6‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺳﻧﻰ ﻟﻧﺎ اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻣﻔﻬوم ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻻﺑد ﻟﻧﺎ ﻣن اﻟﺗطرق ﻟﻌدة‬

‫ﻋﻧﺎﺻر ﻛﺄﻫﻣﯾﺔ إﺟراء ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم و اﻟدواﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﺿرورﯾﺎ‪ ،‬و ﻛذا ﻣﻌﻧﺎﻩ‬

‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ و اﻟﻔﻘﻬﻲ و اﻟﺻور اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺧذﻫﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻻﺑد ﻟﻧﺎ ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺿواﺑط‬

‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺻﺣﺗﻪ‪ ،‬و ﻫو ﻣﺎ ﺳﻧﺗطرق ﻟﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺗﻌرﯾف ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬أﻫﻣﯾﺔ و ﻣدﻟول ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪:‬‬

‫ﺗﻌود ﻣﺑررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬إﻣﺎ إﻟﻰ أﺳﺑﺎب ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣوظف‪ ،‬ﺣﯾث ﯾطﻠب‬

‫ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻘرب ﻣن اﻟﺳﻛن‪ ،‬أو ﻟﻌد وﺟود ﻋﻼﻗﺔ طﯾﺑﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻌﻧﻲ‬

‫ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم وﺑﯾن اﻹدارة‪ ،‬أو ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﻓرص ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﻘدم اﻟوظﯾﻔﻲ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺳﺑب‬

‫اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻘد ﯾﻛون رﻏﺑﺔ اﻹدارة ﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻛﺗﻐﯾﯾر ﺣﺟم اﻟوظﯾﻔﺔ‪ ،‬أو ﺗوﺳﯾﻊ ٕواﻧﺷﺎء‬

‫أﻗﺳﺎم أﺧرى أو أي ﺳﺑب أﺧر ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻋﺎدة اﻟﺗﻧظﯾم‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺳﺑب اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻘد ﯾﻛون‬

‫ﺗدرﯾب اﻟﻣوظﻔﯾن وﺗﻌرﯾﻔﻬم ﺑﻣﺟﺎﻻت اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺳﺑب‪ ،‬وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻧﻘل أن ﯾﻛون‬

‫ﻣؤﻗﺗﺎ وﻟﻔﺗرات ﻗد ﺗﻘﺻر ﻟﻐﺎﯾﺔ أﺳﺑوع أو ﺷﻬر أو ﺗﺻل وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺗﺣﻣل ﺟﻬﺎت اﻟوظﯾﻔﺔ‬

‫ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣوظف ﻣن ﻣﺣل إﻟﻰ أﺧر وﯾﺻل اﻷﻣر إﻟﻰ ﺗﺄﻣﯾن ﺳﻛن ﻣﻧﺎﺳب ﻟﻪ‬

‫وﺧﺎﺻﺔ ﻟﻺدارﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ‪،‬و ﯾﻬدف ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻼﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺣﺎﺟﺎت‬

‫اﻟوظﯾﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر ﻣواﻗﻊ اﻟﻣوظﻔﯾن ٕواﺿﻔﺎء اﻟﺣرﻛﺔ واﻟﻣروﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوظﺎﺋف وﺷﺎﻏﻠﯾﻬﺎ‪،‬‬

‫ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ واﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﻌﺎ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﻌﻲ ﻫو ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗوﻓﯾق ﺑﯾن رﻓﻊ‬

‫ﻛﻔﺎءة اﻷداء وﺗﺣﻘﯾق رﻏﺑﺎت اﻟﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن أوﺿﺎﻋﻬم اﻟوظﯾﻔﯾﺔ واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪/‬ﻣﺣﻣد ﻓؤاد ﻣﻬﻧﺎ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺷﺎﻋر‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،1983 ،‬ص ‪.351‬‬

‫‪7‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫وﻣن أﻫم ﻓواﺋد ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺳد ﺣﺎﺟﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣواﻗﻊ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ واﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ؛‬

‫‪ -2‬ﺗدرﯾب اﻟﻣوظﻔﯾن وﺗﺑﺎدل اﻟﺧﺑرات ﺑﯾﻧﻬم؛‬

‫‪ -3‬ﺗﺻﺣﯾﺢ أوﺿﺎع وظﯾﻔﺔ ﺧﺎطﺋﺔ؛‬

‫‪ -4‬ﺗﻔﺎدي ﺑﻌض اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟوظﯾﻔﺔ ﻛﻌدم اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن ﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن ورؤﺳﺎﺋﻬم أ و‬

‫ﺑﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن أﻧﻔﺳﻬم‪.‬‬

‫و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻧﺣﺎول ﺗﺣدﯾد ﻣدﻟول اﻟﻧﻘل و ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻠﻐوي ﻟﻠﻧﻘل‬

‫ﯾﻌرف ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻐﺔ ﺑﺄﻧﻪ إﻟﺣﺎق اﻟﻣوظﱠف ﺑوظﯾﻔﺔ ﻏﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﺑﻬﺎ أو‬

‫آﺧ َر‬ ‫إﻋﺎدةُ ﺗَ ْﻌﯾِﯾﻧِ ِﻪ ِﻓﻲ َﻣ َﻛ ٍ‬


‫ﺎن َ‬
‫اﻟﺗﻌرﯾف اﻻﺻطﻼﺣﻲ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن ﻋﻣﻠﻪ إﻟﻰ ﻋﻣل أﺧر‪،‬ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن‬

‫أﺳﺑﺎب ﻫذا ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم أو اﻟطرف اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻪ‪ ،‬و ﻗد ﻗدم اﻟﻔﻘﻪ ﻋدة ﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻧﻘل‬

‫اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺣﯾث ذﻫب اﻟﺑﻌض ﻟﻠﻘول ﺑﺄن‪:‬‬

‫"ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟوظﯾﻔﻲ ﻫو ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن وظﯾﻔﺔ إﻟﻰ أﺧرى‪ ،‬ﺳواء أﻛﺎن‬

‫ﻫذا ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻛﺎدر‪ ،‬أو ﻛﺎدر أﺧر‪ ،‬ﺳواء أﻛﺎن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم إﻟﻰ‬

‫وظﯾﻔﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوظﯾﻔﺔ أو إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ درﺟﺗﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ .1‬و ﻗد ﺟﺎء ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﺷﺎﻣﻼ‬

‫ﻟﻣﺧﺗﻠف ﺻور ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ أو ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬إﻻ‬

‫أﻧﻪ ﻟم ﯾوﺿﺢ آﻟﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم و ﻻ اﻟﺟﻬﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﯾﻪ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬د‪/‬ﻣﺣﻣد ﻓؤاد ﻣﻬﻧﺎ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.355‬‬

‫‪8‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫و ذﻫب اﻟﺑﻌض اﻷﺧر إﻟﻰ ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ‪:‬‬

‫"ﯾﻘﺻد ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف‪ ،‬أن ﺗﺳﺗﺑدل ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻪ‪ ،‬وظﯾﻔﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻧﻔس‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻧوع واﻟدرﺟﺔ‪،‬ﻋﺎدة‪ ،‬ﻓﻲ إدارة أﺧرى"‪.‬‬

‫و ﻫو ﺗﻌرﯾف ﻏﺎﻣض ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ﻻ ﯾﺿﯾف ﺟدﯾدا ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﻪ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ‪ ،‬ﻓﻠم ﯾﻘدم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ ﻟﻠﻧﻘل ﺑل‬

‫اﻗﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎول أﺣﻛﺎﻣﻪ ف اﻟﻣواد ‪ 51‬و ﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻷﺳﺎﺳﻲ ‪59-85‬‬

‫اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 23‬ﻣﺎرس‪ 1985 2،‬ﺑﺄن ﻣن ﺣق اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ أن ﺗﻘوم ﺑﺈﺟراء ﺣرﻛﺔ‬

‫ﺗﻧﻘﻼت ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ﺑﻌد أﺧذ رأي اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء وﺗﻌطﻰ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ رأﯾﻬﺎ ﻓﻲ‬

‫اﻟﻘواﺋم اﻟدورﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎﻻت وﻗت إﻋدادﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻹدارات واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت‬

‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود اﻟﻘواﺋم اﻟدورﯾﺔ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎل ﯾﺟوز‬

‫ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻻطﻼع‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﺻب اﻟﺷﺎﻏرة وﯾﺟب أن ﺗراﻋﻲ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎﻻت اﻟﻣﻘررة طﻠﺑﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن‬

‫وﻗﯾﻣﺗﻬم اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ و أﻗدﻣﯾﺗﻬم وﺣﺎﻟﺗﻬم اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ واﻷﺳﺑﺎب اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف وزوﺟﺗﻪ وأوﻻدﻩ‪،‬‬

‫وذﻟك ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ ﺗطﻠﺑﻪ ﻓﺎﺋدة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺟوز أن ﺗﻘرر اﻻﻧﺗﻘﺎﻻت ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻋﻧد ﻣﺎ‬

‫ﺗﺗطﻠب اﻟﺿرورة اﻟﻣﺻﻠﺣﯾﺔ ذﻟك وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب أﺧذ رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ‬
‫‪3‬‬
‫اﻷﻋﺿﺎء وﻟو ﺑﻌد اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪/‬ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،1983 ،‬ص‪.244‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم ‪ 59-85‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 23‬ﻣﺎرس‪ ،‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻹدارات‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد أﻧس ﻗﺎﺳم ﺟﻌﻔر‪ ،‬ﻣذﻛرات ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،1989 ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ص‪.166‬‬

‫‪9‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺣﯾث ﯾﺳﺗﺷف ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة ﻋرﺿﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻹﺟراءات و ﺿواﺑط ﻧﻘل اﻟﻣوظف‬

‫اﻟﻌﺎم دون ﺗوﺿﯾﺣﻬﺎ ﻟﻣﻌﻧﺎﻩ‪.‬‬

‫وﻋﻣوﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول أن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻫو إﺟ ارء إداري ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟﺳﻠطﺔ‬

‫اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻋن طرﯾق ﻗرار إداري ﺑﻬدف ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن وظﯾﻔﺗﻪ إﻟﻰ‬

‫وظﯾﻔﺔ أﺧرى داﺧل أو ﺧﺎرج اﻹدارة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ‪ ،‬ﯾوازي أو ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﻣﻧﺻﺑﻪ‪ ،‬إﻣﺎ‬

‫ﺑطﻠب ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻲ أو اﻧﻔرادﯾﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻣﯾﯾز ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻋن ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻪ ﻣن ﻣﻔﺎﻫﯾم‬

‫إن اﻟﻣﻔﻬوم اﻷﻛﺛر ﺗﻘﺎرﺑﺎ ﻣﻊ اﻟﻧﻘل ﻫو إﻧﺗداب اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬و ﺣﺗﻰ ﻧﺗﻣﻛن ﻣن‬

‫اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻋرض اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻺﻧداب ﺑﺻورة ﻣﺧﺗﺻرة ﺣﺗﻰ‬

‫ﻧﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺣدﯾد أوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ و أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪:‬‬

‫ﺗﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد وﺿﻌﯾﺔ ﻣرؤوﺳﯾﻬﺎ داﺧل‬

‫اﻹدارة‪ ،‬وﻣن ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺎت أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻣد إﻟﻰ ﻧﻘﻠﻬم أو اﻧﺗداﺑﻬم ﻣن ﻣﻧﺎﺻﺑﻬم اﻷﺻﻠﯾﺔ‪،‬‬

‫إﻟﻰ ﻣﻧﺎﺻب أﺧرى‪ ،‬وذﻟك ﻟﺣﺳن ﺳﯾر اﻹدارة ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد وﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻻﻧﺗداب‬

‫ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة ‪ 133‬ﻣن اﻷﻣر ‪ 03-06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 15‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 2006‬واﻟﺗﻲ‬


‫‪1‬‬
‫ﺗﻘول ‪:‬‬

‫اﻻﻧﺗداب ﻫو ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣوظف اﻟذي ﯾوﺿﻊ ﺧﺎرج ﺳﻠﻛﻪ اﻷﺻﻠﻲ أو إدارﺗﻪ اﻷﺻﻠﯾﺔ‬

‫ﻣﻊ ﻣواﺻﻠﺔ اﺳﺗﻔﺎدﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﻠك ﻣن ﺣﻘوﻗﻪ ﻓﻲ اﻷﻗدﻣﯾﺔ وﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدرﺟﺎت وﻓﻲ‬

‫اﻟﺗﻘﺎﻋد ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اﻷﻣر رﻗم ‪ 03-06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 15‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 2006‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺟرﯾدة‬
‫رﺳﻣﯾﺔ رﻗم ‪ 46‬ﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪.2006/07/16‬‬

‫‪10‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫وﺣﺳب ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻓﺈن اﻟﻣوظف ﻫو أن ﯾﻧﻘل ﻣن وظﯾﻔﺗﻪ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻣؤﻗﺗﺎ واﺳﺗﺛﻧﺎءا‬

‫ﻟﯾﻘوم ﺑﺄﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﺳواء أﻛﺎﻧت ﻣن ﻧﻔس درﺟﺔ وظﯾﻔﺗﻪ‪ ،‬أو ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻠوﻫﺎ ﻣﺎداﻣت‬

‫ﻗد ﺗواﻓرت ﻟدﯾﻪ ﺷروط اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬﺎ ﺑﺟدارة‪ ،‬ﻓﻬو ﺑﻌد اﻟﻧدب‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻗﺑل اﻟﻧدب ﺳوف ﯾﻘوم‬
‫‪1‬‬
‫ﺑﺄﻋﺑﺎء وظﯾﻔﺔ واﺣدة‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪:‬ﺷروط اﻻﻧﺗداب‬

‫إن ﺗﻌﯾﯾن ﻣوظف ﻓﻲ ﺳﻠك أﺧر‪ ،‬ﯾﺧﺿﻊ ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﻟﻧﻔس اﻟﺷروط اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻠﺗﻌﯾن‬

‫ﺑطرﯾق اﻟﺗوظﯾف اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ ،‬واﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧدب ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗراﻋﻲ‬

‫اﻟﺷروط اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﺷﻐل اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل ﺷروط اﻟﺗﻌﯾن طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة اﻟﻣﺎدة ‪75‬ﻣن‬

‫اﻷﻣر ‪ 03-06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 15‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 22006‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪،‬وﯾﻌﺗﺑر ﻏﯾﺎب ﻫذﻩ اﻟﺷروط‬

‫أو ﻓﻘداﻧﻬﺎ ﺳواء ﻗﺑل اﻟﺗﻌﯾن اﻷوﻟﻲ وأﺛﻧﺎء ﺗواﺟد اﻟﻣوظف ﻓﻲ وظﯾﻔﺗﻪ ﯾؤدي ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ‬

‫اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ إﻟﻰ إﻧﻬﺎء اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﺎم وﻣن ﺛم ﻓﻘدان ﺻﻔﺗﻪ ﻛﻣوظف وذﻟك ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون وﻫو ﻣﺎ‬

‫أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 216‬اﻷﻣر ‪ 03-06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 15‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ‪ 2006 3،‬و ﯾﺗﻘرر إﻧﻬﺎء اﻟﺗﺎم‬

‫ﻟﻠﺧدﻣﺔ ﺑﻧﻔس اﻹﺷﻛﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻌﯾن‪.‬‬

‫ﻫذا وأن اﻟﻧدب ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك وظﯾﻔﺔ‬

‫ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻌﻼ وﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺷﺎﻏﻠﻬﺎ اﻷﺻﻠﻲ‪ ،‬وﻟﻬﺎ ﺗﻣوﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣوظف ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ﻧﻘﻠﻪ أو ﻧدﺑﻪ أو وﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﯾداع إﻟﻰ‬
‫‪4‬‬
‫ﺣﯾن ﺗرﺳﻣﯾﻪ أو ﺗﺛﺑﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻧﺻب ﻋﻣﻠﻪ‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 88‬ﻣن اﻷﻣر‪.03/06‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬ﻣﺻطﻔﻰ أﺑو زﯾد ﻓﻬﻣﻲ‪ ،‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﺗﻧظﯾم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬دار‬
‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬ص‪.632‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 75‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ 03-06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬اﻷﻣر رﻗم ‪ ،03-06‬ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 88‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ ،03-06‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻻ ﯾﻣﻛن ﻧﻘل اﻟﻣﺗرﺑص أو وﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﺗداب أو اﻻﺳﺗﯾداع‪.‬‬

‫ذﻟك أن اﻻﻧﺗداب ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻓﯾﻪ أن ﺗﻛون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﺗدب إﻟﯾﻬﺎ ﺷﺎﻏرة ﻣن ﺷﺎﻏﻠﻬﺎ‬

‫اﻷﺻﻠﻲ وأﯾﺿﺎ أن ﺗﻛون ﺣﺎﺟﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑذﻟك‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪:‬إﺟراءات اﻟﻧدب‬

‫ﯾﻧﺗدب اﻟﻣوظف ﺑﺄﺣد اﻟطرﯾﻘﺗﯾن‪:‬‬

‫إﻣﺎ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠﺑﻪ ﻟﻛن ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﺗﺗﺧذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻬﺎ‬

‫ﻗد ﺗﻘﺑل أو ﺗرﻓض طﻠب اﻟﻣوظف اﻟﻣؤﻛد ﻟﻼﻧﺗداب‪ ،‬وﻫذا ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻓﻠﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ‬

‫اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟذﻟك‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﺎل ﻻ ﯾﻛون أﻣﺎم اﻟﻣوظف إﻻ اﻟﺗﻘدم ﺑﺎﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗرار اﻟرﻓض‬

‫ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﯾرﯾد إﻧﻬﺎء ﺗﻛوﯾﻧﻪ أو دراﺳﺗﻪ‪ ،‬ورﻗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧص ﻓﻘط ﻣدى‬

‫إﺳﺎءﺗﻬﺎ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﺣﺳب ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 135‬ﻣن اﻷﻣر ‪ 03-06‬اﻟﻣؤرخ‬

‫ﻓﻲ ‪15‬ﺟوﯾﻠﺔ‪.2006‬‬

‫ٕواﻣﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة اﻟﻣﻠﺣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﯾﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺎدة ‪97‬‬

‫ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪ 59-85‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر وﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة ‪ ،102‬ﻣﻊ اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣدة‬

‫اﻻﻧﺗداب‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣدة دﻧﯾﺎ ﻗدرﻫﺎ ﺳﺗﺔ أﺷﻬر؛‬

‫‪ -‬ﻣدة ﻗﺻوى ﻗدرﻫﺎ ﺧﻣﺳﺔ ﺳﻧوات‪.‬‬

‫)وﯾﺗم اﻻﻧﺗداب ﺑﻘرار وزاري ﻣﺷﺗرك أو ﻣﻘرر ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ‬

‫اﻟﺗﻌﯾﯾن واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﺔ ﻓﻲ ﺣدود اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺑﻌﺎ(‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣؤﻫﻠﺔ أو اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ أﯾﻧﻣﺎ وردت ﻓﻲ‬

‫ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻫﻲ دوﻣﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ وﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟوزﯾر اﻟﻣﺧﺗص؛‬

‫‪12‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪ -‬اﻟواﻟﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوﺣدات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ؛‬

‫‪ -‬رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي؛‬

‫‪ -‬رﺋﯾس اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫أي أن اﻻﻧﺗداب ﻫو ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾن أي ﻣن‬

‫اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻣﺎرس ﻣظﺎﻫر ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻗﺑل اﻟرﺋﯾس اﻹداري‪.‬‬

‫و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﺈﺟراء ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﺑﯾن اﻻﻧﺗداب و اﻟﻧﻘل ﺗوﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣدى‬

‫اﻟﺗﻘﺎرب ﺑﯾن اﻟﻣﻔﻬوﻣﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن وظﯾﻔﺔ إﻟﻰ أﺧرى‪ ،‬و ﻣن ﺣﯾث‬

‫اﻟﺳﻠطﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﻗراري اﻟﻧﻘل أو اﻻﻧﺗداب‪ ،‬إذ ﻫﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﻠطﺔ أي‬

‫اﻟﺳﻠطﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﯾﯾن‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻔرق اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﯾﻛﻣل ﻓﻲ ﻛون اﻟﻧﻘل‬

‫ﻟﯾس إﺟراءا إﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ﺑل ﻫو إﺟراء ﻋﺎدي‪ ،‬ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻺﻧﺗداب‪ ،‬ﻛذﻟك ﻓﺎﻟﻧﻘل داﺋم ﺑﯾﻧﻣﺎ‬

‫اﻻﻧﺗداب إﺟراء ﻣؤﻗت ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﺈﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﻘررة ﻟﻪ و اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﺧﻣﺳﺔ ﺳﻧوات‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﻧواع و ﺷروط ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬أﻧواع ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺗﺧﺗﻠف أﻧواع اﻟﻧﻘل ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟزواﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﻧظر ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ و ذﻟك ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬أﻧواع ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن ﺣﯾث طﺑﯾﻌﺗﻪ‬

‫ﺣﯾﺛﻲ ﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻧﻘل ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧظور إﻟﻰ ﻧﻘل ﻣﻛﺎﻧﻲ و آﺧر ﻧوﻋﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻧوﻋﻲ‬

‫وﯾﻌﻧﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺧرى ﺣﯾث ﺗﺧﺗﻠف ﻋن‬

‫اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻧوﻋﻬﺎ وﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن وظﯾﻔﺔ ﺗﺧﺻﺻﯾﺔ أي ﻓﻧﯾﺔ إﻟﻰ‬

‫وظﯾﻔﺔ إدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟدرﺟﺔ و ﻫﻧﺎ ﯾﻛون ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﻌﯾن ﺟدﯾد ﻟﻠﻣوظف‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪: 2‬ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ‬

‫وﻫو ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن‬

‫آﺧر‪ ،‬ﺳواء داﺧل اﻟوﺣدة اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﺑﻬﺎ اﻟﻣوظف أو ﺧﺎرﺟﻬﺎ‪ 1.‬و ﺳواء ﺑطﻠب ﻣن‬

‫اﻟﻣﻌﻧﻲ أو ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﻟﻺدارة‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬أﻧواع ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ رﻏﺑﺗﻪ‬

‫ﺣﯾث ﯾﻘﺳم اﻟﻧﻘل ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧظور إﻟﻰ ﻧﻘل إرادي و ﻧﻘل إﺟﺑﺎري‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻹرادي‬

‫وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 157‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ‪ 03-06‬واﻟﺗﻲ أﺷﺎرت إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫)ﯾﻣﻛن ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﺑطﻠب ﻣﻧﻪ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﺿرورة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ(‪.‬‬

‫ﻓﻘد أﺟﺎز اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻣوظف ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن ﻣﻛﺎن ﻷﺧر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ‬

‫اﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ إﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣوظف ﻟﻣطﻠﺑﻪ‪ ،‬أﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﺑدراﺳﺔ‬

‫طﻠﺑﺎت اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﺳﺗرﺷدة ﻓﻲ ذﻟك رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل اﻹدارة‬

‫واﻟﻣوظﻔﯾن ورأي اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻟﻺدارة ﻏﯾر ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﺑﻌد دراﺳﺔ اﻟطﻠﺑﺎت واﺳﺗﺷﺎرة‬

‫اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺈﻋداد ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﺟﺎﺑﺔ طﻠﺑﺎت ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ٕ ،‬واذا ﺗﻌدد‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣوظﻔﯾن طﺎﻟﺑوا ﺑﻧﻘل إﻟﻰ ﻣﻛﺎن أﺧر ﻣﻌﯾن‪.‬‬

‫ﻓﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺗرﺗﯾب طﻠﺑﺎﺗﻬم وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣطﺎﻟﺑﻬم ﻣراﻋﺎة ﻓﻲ ذﻟك ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف وزوﺟﺗﻪ وأوﻻدﻩ؛‬

‫‪ -‬اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ أي ﻣراﻋﺎة وﺿﻊ اﻟﻣﺗزوج واﻷﻋزب؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻋﻣﺎر ﺣﺳﯾن ﺣﺳن ‪1414‬ه‪ ،‬إدارة ﺷؤون اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣﺑﺎدئ واﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﺳﻌودﯾﺔ‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑﺣوث‪ ،‬اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ﻧواف ﻛﻌﻧﺎن‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ك ‪ 2‬ن دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ط‪ ،1‬اﻹﺻدار اﻟﺧﺎﻣس‪ ،2007،‬ص‪.87‬‬

‫‪14‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪ -‬أﻗدﻣﯾﻪ اﻟﻣوظف ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ؛‬

‫‪ -‬اﻟدرﺟﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ اﻟﻣوظف؛‬

‫‪ -‬اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ أوردﻫﺎ اﻟﻣوظف ﺑطﻠﺑﻪ واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﺣﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻓﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺗرﺗﯾب طﻠﺑﺎﺗﻬم وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣطﺎﻟﺑﻬم ﻣراﻋﺎة ﻓﻲ ذﻟك‪:‬‬

‫‪ -‬اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف وزوﺟﺗﻪ وأوﻻدﻩ؛‬

‫‪ -‬اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ أي ﻣراﻋﺎة وﺿﻊ اﻟﻣﺗزوج واﻷﻋزب؛‬

‫‪ -‬أﻗدﻣﯾﺔ اﻟﻣوظف ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟدرﺟﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ اﻟﻣوظف؛‬

‫‪ -‬اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ أوردﻫﺎ اﻟﻣوظف ﺑطﻠﺑﻪ واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﺣﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻹﺟﺑﺎري‬

‫وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 158‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن )‪-06‬‬

‫‪(03‬واﻟﺗﻲ أﺷﺎرت إﻟﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ‪):‬ﯾﻣﻛن ﻧﻘل اﻟﻣوظف إﺟﺑﺎرﯾﺎ ﻋﻧدا ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﺿرورﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ذﻟك وﯾؤﺧذ رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء وﻟو ﺑﻌد اﺗﺧﺎذ ﻧﻘل اﻟﻣوظف‬

‫اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﻠزﻣﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ أوﻗﻔت ﻫذا ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم (‪.‬‬

‫إن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻬﯾﺋﺔ وﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل‬

‫ﻓﻲ أطﻼﻗﺎت اﻹدارة وﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻟﺗﻧظﯾم ﻹﺣدى اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟﻬﯾﺄة ﺿرورة ﻧﻘل‬

‫ﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن ﻣﻛﺎن ﻟﻸﺧر‪،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أﺟﺎز اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ أن ﺗﻘوم‬

‫ﺑﻧﻘل ﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﻛﺎﻧﯾﺎ ﻣن ﻣﻛﺎن اﻟذي ﻋﯾن ﻓﯾﻪ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن أﺧر‪ 1،‬وﻧﻘل اﻟﻣوظف‬

‫اﻟﻌﺎم اﻹﺟﺑﺎري وﻫو إﺟراء ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن ﻣﻛﺎن ﻋﻣﻠﻪ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن أﺧر‬

‫ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻧوﻋﯾﺎ أي ﻧﻘل اﻟﻣوظف إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻧواف ﻛﻌﻧﺎن‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ك ‪ 2‬ن دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ط‪ ،1‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص ‪.90-89‬‬

‫‪15‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫وﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ أﺧرى‪ ،‬ﻓﯾﻧطوي ﻫذا ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺗﻌدﯾﻼ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟوظﯾﻔﻲ وﻓﻲ‬
‫‪1‬‬
‫ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠوظﯾﻔﺔ ذاﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫وﺑﻬذا ﻓﺈن اﻟﻣوظف اﻟذي أﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﺄن ارﺗﻛب ﺧطﺄ ﺑﻠﻎ ﺣدا ﻣن‬

‫اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ‪ ،‬ﯾﺟوز ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻪ ﺑﺄن ﺗﻧﻘﻠﻪ إﺟﺑﺎرﯾﺎ ودون ﻣواﻓﻘﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن أﺧر‬

‫وﻏﯾر اﻟذي ﻋﯾن ﻓﯾﻪ أ و إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻏﯾر ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺗوﻻﻫﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﺄدﯾب‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺷروط ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫إن اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن وظﯾﻔﺔ إﻟﻰ أﺧرى ﻻ ﺑد ﻟﻪ ﻣن أﺳس ﺗﺣﻛﻣﻪ ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن‬

‫اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗطﺎل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ دراﺳﺔ ظروف وطﺑﯾﻌﺔ أﻋﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‬

‫وﻣدى اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ واﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﻬﺎ وﻣدى ﻣﺎ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻪ ﻣن أﻧواع ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻻ‬

‫ﺑد ﻣن وﺟود ﻧظﺎم ﺣﻛﯾم ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻗدراﺗﻬم وﻣدى ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺗﻠك اﻟﻘدرات‬

‫وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣطﻠوب ﻧﻘل اﻟﻣوظف إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻣن ﺛم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﯾﺗﻬم‬

‫ﻟﻠﻌﻣل وأﺣﻘﯾﺔ وﺿرورة ﻧﻘﻠﻬم ﻣن وظﺎﺋﻔﻬم اﻟﺣﺎﺿرة‪ ،‬ﻓﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﻌﯾن اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ‬

‫ﻏﯾر ﻣﻼﺋم ﻟﻪ ﻓﯾﻛﺷف ﻟﻧﺎ ﻧظﺎم اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋدم ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬم ﻟﻬﺎ وﻣن ﺛم ﺣﺗﻣﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎﻟﻬم‪ .‬ﻛﻣﺎ‬

‫ﯾﺳﺗﺣﺳن ﺗﺣدﯾد أﺳس اﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻫﻲ اﻷﻗدﻣﯾﺔ أو اﻟﻛﻔﺎءة وذﻟك‬

‫ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾرﯾد أﻛﺛر ﻣن ﻓرد اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﻋﻣل ﻻ ﺧر أو ﻣن ﺟﻬﺔ ﻷﺧرى‪ .‬ﻣن اﻟﺿروري‬

‫أﯾﺿﺎ ﻣراﻋﺎة أﺛﺎر اﻻﻧﺗﻘﺎل ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف أو ﻋﻠﻰ زﻣﻼﺋﻪ ﻛذﻟك اﺛر اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟوظﯾﻔﺔ ذاﺗﻪ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻋﻣل اﻟﻣﻧﺎوﺑﺔ‪ ،‬وﻻ ﺑد أن ﯾﺳﺑق إﯾﺟﺎد ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎل‬

‫ﺗﺣﻠﯾل اﻹﻋﻣﺎل واﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺟرى ﺿﻣﻧﻬﺎ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﺳواء ﻓﻲ اﻷﻗﺳﺎم واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ داﺧل‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد أﻧس ﻗﺎﺳم ﺟﻌﻔر‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬دﯾوان دار اﻟﻧﺷر‪.1992 ،‬‬

‫‪16‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻛل ذﻟك ﯾﻛون ﻓﻲ إطﺎر ﻧظﺎم ﯾﺣدد اﻟﻣﺳﺎﻟك ﻟﻘﺑول طﻠﺑﺎت اﻻﻧﺗﻘﺎل ﯾﺑﯾن ﻓﯾﻪ‬

‫ﻣراﺟﻊ اﻻﻧﺗﻘﺎل واﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺄﻧف ﻋﻧدﻫﺎ ﻣﺟﺎﻻت رﻓض اﻻﻧﺗﻘﺎل‪.‬‬

‫إن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟوظﯾﻔﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻛوﺿﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺿﻣن اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع وأﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬وﺣﺗﻰ ﻗرار‬

‫ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺻﺣﯾﺣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺻدر ﻣﺳﺗﻛﻣﻼ وﻣﺗوﻓ ار أوﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط ﻋﺎﻣﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﯾﺟب أن ﯾﺣدد ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻧظﺎم ﻟﻛل‬

‫ﻓﺋﺔ وظﯾﻔﯾﺔ؛‬

‫‪ -2‬ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ ﻣن ذات ﻣرﺗﺑﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ‪ٕ ،‬وان‬

‫ﻛﺎن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟوظﯾﻔﺔ ﻣﻐﺎﯾرة ﺑوظﯾﻔﺔ اﻟﻣوظف اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ‪ ،‬وﺟب ﺗواﻓر ﻣؤﻫﻼت‬

‫ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوظف اﻟﻣﻧﺳوب؛‬

‫‪ -3‬إذا ﻛﺎن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻏﺎﻟﺑﺎ ﯾﻬدف ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ ﯾﺣﺳن ﺗوزﯾﻊ‬

‫اﻟﻣوظﻔﯾن ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻹدارة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﻣوظف ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻣن اﻹدارة اﻟﺗﻲ‬

‫ﯾﻌﻣل ﺑﻬﺎ أو ﻏﯾر ﻣﺳﺗوف ﻟﺷروط أي وظﯾﻔﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻗد ﯾﻛون اﻟﻣوظف ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ‬

‫ﻏﯾر ودﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﻌﻪ ﺑﻧﻔس اﻹدارة‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﺻﻌب ﺗﻌﺎوﻧﻬم ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ‬

‫اﻷﺣوال ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﺿر ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﺣﻘوق اﻟﻣوظف ﻧﻔﺳﻪ إذا ﻟم ﯾﻛن إﺿرار‬

‫ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟوظﯾﻔﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻛﺎﻧﯾﺎ ﻗرﯾﺑﺎ ﻣن ﻣﻛﺎن إﻗﺎﻣﺗﻪ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺗﻪ‪ ،‬ﻓﯾﺳﺗﻘر‬

‫ﻧﻔﺳﯾﺎ وﻣن ﺛم ﯾﻧﻌﻛس ذﻟك ﻋﻠﻰ أداﺋﻪ ﻟوظﯾﻔﺗﻪ‪،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ أي‬

‫ﺳﻠطﺔ اﻹدارة اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظف أن ﻻ ﺗﺧرج ﻋن ﺣدود اﻟﻬدف اﻟﻣﺣدد‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد أﻧس ﻗﺎﺳم ﺟﻌﻔر‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.89‬‬

‫‪17‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻟﻠﻧﻘل‪،‬ﻛﺎﺳﺗﺧدام اﻹدارة ﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻧﺎﻓﻊ ذاﺗﯾﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن‪ ،‬ﻛﺄن‬

‫ﯾﺳﺗﻬدف ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم أﺑﻌﺎد أﺻﺣﺎب اﻟدور ﻓﻲ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻗﻬم ﺑﺈدارات أﺧرى‬

‫ﺑﻌﯾدا ﻋن داﺋرة اﻟﻣﺗطﻠﻌﯾن‪ ،‬ﻟﻠﺗرﻓﻊ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻷﻗدﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﯾﻛون ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺳﺑﯾﻼ‬

‫ﻟﻠﺗﺧﻠص ﺑﺎﺗﺧﺎذ وﺳﯾﻠﺔ اﻷﻗدﻣﯾﺔ‪ ،‬وأن ﯾﺗم ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻋن ﻫدﻓﻪ وﯾﺟﻌﻠﻪ ﻣﻧطوﻗﺎ‬
‫‪1‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ؛‬

‫‪ -4‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻹداري ﯾﺟب أن ﺗراﻋﻰ اﻹدارة اﻟظروف اﻟﺻﺣﯾﺔ‬
‫‪2‬‬
‫واﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ وأﻗدﻣﯾﺔ اﻟﻣوظف إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻣراﻋﺎة اﻟدرﺟﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ؛‬

‫‪ -5‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻹﺟﺑﺎري‪ ،‬ﯾﺟب اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء وﻟو‬

‫ﺑﻌد اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫و ﻋﻣوﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻘﺿﻲ اﻟﻣوظف ﻣدة ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻧوات ﻓﻲ اﻷﻗل ﻓﻲ وظﯾﻔﺗﻪ وﺛﻼث‬

‫ﺳﻧوات وﻧﺻف ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن ﻏﯾر اﻟﻧﺎﺋﯾﺔ وﻣدة ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺳﻧﺔ وﻧﺻف ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻧﺎﺋﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺷﺗﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺧﺻﺻﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﺟوز ﻗﺑول دﻟك‪ ،‬إﻻ ﻷﻫداف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو‬

‫ﺻﺣﯾﺔ‪،‬وﻣن ﺛم ﺗرك اﻟﻣﺷرع ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺿوء أﻫداف‬ ‫ﻷﺳﺑﺎب‬

‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣن أﺟل ﺗﺑرﯾر ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻗﺑل اﻟﻣدة اﻟﻣﻘررة‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ذﻛر أﺳﺑﺎب ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻹداري‪ ،‬إذا ﻛﺎﻧت اﻷﻫداف‬

‫ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد أﻧس ﻗﺎﺳم ﺟﻌﻔر‪ ،‬ﻣذﻛرات ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،1989 ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد ﻣﺎﻫر أﺑو اﻟﻌﯾﻧﯾن‪ ،‬أﺣﻛﺎم وﻓﺗﺎوى ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣﻘﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻧﻘل اﻟوظﯾﻔﻲ واﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻘﺿﺎء‬
‫اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ ،‬ﺑﺷﺄﻧﻪ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ( ص‪.8‬‬

‫‪18‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫و ﻣن اﻟﺿروري أﯾﺿﺎ أن ﺗﺗوﻓر درﺟﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺷﺎﻏرة ﻓﻲ أﻣﻼك اﻹدارة اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ‬

‫اﻟﻣوظف‪ ،‬وﻗد ﯾﻛون ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣﻊ اﻟدرﺟﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﻘول ﻣﻧﻬﺎ أو ﻗد‬

‫ﺗﺗوﻟﻰ اﻟو ازرة ﻣﻧﺢ اﻹدارة اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ درﺟﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة‪.‬‬

‫و أن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣوظف ﻷﻏراض ﻣﻠﻲء‬

‫اﻟﻔراغ وﺗﻧظﯾم اﻟوظﯾﻔﺔ‪ ،‬وﺿﻣﺎن ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق ﺑﺎﻧﺗظﺎم واﺳﺗﻣرار‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻘل اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﻛون ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋﻘوﺑﺔ‬

‫ﻣﻘﻧﻌﺔ و أن ﻻ ﯾﻘﺗرن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﺗﻧزﯾل وظﯾﻔﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻣﻧﻘول أو درﺟﺗﻪ‪ ،‬ﻣراﻋﺎة‬

‫ﻟﻣﺑدأ ﻋدم ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎب ﻣرﺗﯾن‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻛﯾﻔﯾﺎت ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫إن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾس ﻋن إدارة اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد وﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻪ‪ ،‬ﺗﺗطﻠب‬

‫ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻓﻲ ﺳﺑل ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك‪ ،‬وﻣن ﺟﻣﻠﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ اﻟرﺋﯾس‬

‫اﻹداري ﻓﻲ أي درﺟﺎت اﻟﻬرم اﻹداري اﺗﺟﺎﻩ ﺷﺧص ﻣرؤوﺳﯾﻪ ﺳﻠطﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ‬

‫ﻣﺳﺎرﻩ اﻟوظﯾﻔﻲ ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺗطﻠﻊ ذﻟك ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺗﺻب ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺻﺎﻟﺢ‬

‫اﻟﻌﺎم ﻟﻺدارة‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ آﺧر أو ﻣن وظﯾﻔﺔ إﻟﻰ‬

‫أﺧرى‪ ،‬ﻓﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻫﻲ اﻟﺳﻠطﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ‬

‫ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﻔﻬم و ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺑﺎﻟﺿرورة‬

‫اﻟﺗطرق ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن و ذﻟك ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻬدف اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟذي‬

‫ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾراﻋﻲ ﺑﺷﻛل ﺣرﯾص أﺛﻧﺎء وﺿﻊ ﻗواﻋدﻩ‪ ،‬ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻌﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن‪،‬‬

‫اذ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺧﺗﺎر اﻷﺣﺳن واﻷﺻﻠﺢ ﻟﺷﻐل اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‬

‫ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﺣﻘﯾق وﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻣﺳﺎواة وذﻟك ﺑﺈﻋطﺎء اﻷﻓﺿﻠﯾﺔ واﻷﺳﺑﻘﯾﺔ ﻟذوي‬

‫اﻟﻛﻔﺎءة واﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وﻣن ﺛم ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻋن طرﯾق ﺗﺣدﯾد اﻟﻬﯾﺋﺔ‬

‫اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻹﺟراء ٕواﻋطﺎﺋﻬﺎ ﻗدر ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻌﺎق‬

‫ﻣﺷﺎطﻬﺎ‪ ،‬وذات اﻟوﻗت اﻟﺣد ﻣن ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺔ وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺗﻌﺳف‪ ،‬وﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﺑﯾن‬

‫ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻌزز ﻣﺑدأ‬

‫اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻟﻺدارة وﻣﺑدأ اﻟﺿﻣﺎن‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﯾﺗطﻠب ذﻟك ‪-‬ﻛﻣﺎ ﺳﻠف اﻟﺑﯾﺎن‪ -‬اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﯾن أﻣر‬

‫ﻣﻬم ‪ ،‬وﯾﺧﺗﻠف ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ﺑﺎﺧﺗﻼف وﺿﻊ اﻟﻣوظف اﻟﻣراد ﺗﻌﯾﻧﻪ ﻓﻲ‬

‫اﻟﺳﻠم اﻹداري‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 95‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ 03-06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 15‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ‬
‫‪1‬‬
‫‪ 2006‬واﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪:‬‬

‫)ﺗﻌود ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺗﻌﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘواﻧﯾن‬

‫واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ (‬

‫ﻛﻣﺎ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 16‬ﻣن ذات اﻷﻣر ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ) ﯾﻌود اﻟﺗﻌﯾن ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف‬

‫اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣؤﻫﻠﺔ(‪ ،‬وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 37‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم‬

‫‪ 59-85‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 23‬ﻣﺎرس ‪ 1985‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻌﻣﺎل‬

‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )‪،(2‬ﻋﻠﻰ أن )ﺗﻣﻠك ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧص‬

‫ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدﺳﺗور واﻟﻘواﻧﯾن‪ ،‬واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ‪ ،‬إﻣﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬

‫واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ(‪.‬‬

‫ﻻ ﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ إﻟﻰ أن دﺳﺗور‪ 1989‬اﻟﻣﻌدل ﺳﻧﺔ ‪ 1996‬ﻗد‬

‫ﻣﻧﺢ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪ 2،‬ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋدة ﻣواد ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪ 77‬و‪ 78‬وﻛذا‬

‫رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة ‪ 85‬ﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﺣدد ﺳﻠطﺔ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ‬

‫ﺗداﺧل ﻓﻲ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟوزﯾر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ؛‬

‫‪ -‬اﻟواﻟﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟوﻻﯾﺔ؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 95‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ ،03-06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 37‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ ،59-85‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪ -‬رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﺑﻠدﯾﺔ؛‬

‫‪ -‬ﻣﺳؤول اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ﺣﺳب ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ‪:‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬اﻟوزﯾر ﺻﺎﺣب اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظﻔﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى وزارﺗﻪ‬

‫ﯾﻌد اﻟوزﯾر رأس اﻟﻬرم اﻹداري وأﻋﻠﻰ ﻟو ازرﺗﻪ وﯾﺗوﻟﻰ رﺳم ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟو ازرة ﻓﻲ‬

‫ﺣدود اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و ﯾﻘوم ﺑﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‪ .‬وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ﻫﻲ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص‬

‫اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﯾﻛون ﻣن ﻓروﻋﻬﺎ ﻣﺎﻟﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ‬

‫ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ‪ ،‬واﻟو ازرات ﻫﻲ ﻣن ﻓروع اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ‪،‬‬

‫واﻷﺻل أن ﯾﻣﺛل ﻛل وزﯾر و ازرﺗﻪ وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻣﺗوﻟﻲ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺷؤون و ازرﺗﻪ‬

‫واﻟﻣﺳؤول ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻓﻬو أﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻓﻲ و ازرﺗﻪ‪ ،‬وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺟﻠس اﻟوزراء وﻻ رﺋﯾس‬

‫اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﻻ ﻣﺟﻠس اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﻻ رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺳﻠطﺔ رﺋﺎﺳﯾﺔ ﺗﻌدل ﻗ ارراﺗﻪ اﻟﺗﻲ‬

‫ﯾﺻدرﻫﺎ‪ ،‬و ﯾﻛون اﻟوزﯾر ﻣرؤوﺳﺎ إدارﯾﺎ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺑﻘﻰ ﯾﻣﺛل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ‬

‫و ازرﺗﻪ‪ 1،‬ﻓﻼ ﺗوﺟد أي ﻧوع ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوزراء‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻫو‬

‫ﻟﯾس ﺳﻠطﺔ رﺋﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻟوزراء‪ ،‬وﻟﻬذا ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﻛل وزﯾر ﯾﻣﺛل‬

‫اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‪ ،‬ﻓﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟوزﯾر ذات‬

‫واﺟﻬﺗﯾن واﺟﻬﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬وأﺧرى إدارﯾﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬ﻣﺻطﻔﻰ أﺑو زﯾد ﻓﻬﻣﻲ‪ ،‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.155‬‬

‫‪22‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫وﻫو رﺟل ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻷﻧﻪ ﯾﻣﺛل اﻟﺣوﻣﺔ ﻟدى اﻟﺑرﻟﻣﺎن‪ ،‬وﺗﻧﺣﺻر أﻣﺎﻣﻪ‬

‫اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﻌﻬود ﺑﻬﺎ إﻟﯾﻪ‪ ،‬وﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ‬
‫‪1‬‬
‫وﻫو رﺟل إداري‪،‬ﻷﻧﻪ ﯾﻣﺎرس اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت إدارﯾﺔ واﺳﻌﺔ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟوزﯾر ﯾزاول اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوظﻔﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺧوﻟﻪ اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ‬

‫ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف‬ ‫اﻟﻣﺣددة ﻟﺻﻼﺣﯾﺎت أﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ‬


‫‪2‬‬
‫ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻟو ازرة ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻧﻘﻠﻬم‪.‬‬

‫ﻓﻬو ﯾﺑﺎﺷر ﻛل اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺳواء‬

‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت‪ ،‬أو اﻹﻋﻣﺎل أو اﻷﺷﺧﺎص‪ ،‬إذ ﯾﻣﻠك ﺗﻧظﯾم و ازرﺗﻪ ﺑﻛل ﻫﯾﺋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو‬

‫اﻟذي ﯾﺣﻘق أﻛﺑر ﻋﺎﺋد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻛﺎن ﻣن ﺑﺎب أوﻟﻰ أن ﺗﻌﻬد إﻟﯾﻪ ﺳﻠطﺔ‬

‫ﺗﻌﯾن و ﻣن ﺛﻣﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺗﺎﺑﻌﯾﯾن ﻟو ازرﺗﻬم‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻓﻲ‬

‫وظﺎﺋف اﻟدوﻟﺔ ﻣﺧوﻟﺔ أﺻﻼ ﻟرﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 85‬ﻣن اﻟدﺳﺗور‪ ،‬إﻻ أن ﻫذا‬

‫اﻷﺧﯾر ﯾﻠﺟﺄ ﻋﻣﻠﯾﺎ إﻟﻰ ﺗﻔوﯾض اﻟوزﯾر ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻹدارة‬

‫اﻟﻣرﻛزﯾﺔ‪،‬واﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﻣﺧﺗﻠف ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوظﻔﻲ و ازرﺗﻪ ﻓﺎﻧﻪ‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﺧص و ازرﺗﻪ‪ ،‬وﻫو ﯾﻣﺛﻠﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﯾﻘوم ﺑﺗﻣﺛﯾل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫اﻟﺧﺻوﻣﺎت‪ ،‬وﯾﺗوﻟﻰ ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﻧﺎﺋﺑﺎ ﻋن اﻹدارة‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ‬

‫ﻟﺳﻠطﺔ ﻻﺋﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺣﺟوزة ﻟﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷؤون‬

‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟو ازرﺗﻪ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اﻻﺳﺗﺎذ ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﺷروط ﻗﺑول اﻟدﻋوى اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪،‬‬
‫ص‪.133‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪/‬ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ص‪.108‬‬

‫‪23‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫وﯾﻠﻲ اﻟوزﯾر ﻓﻲ اﻟﺗدرج اﻹداري‪ ،‬ﻛﺑﺎر اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن اﻟﻣدﯾرﯾن ورؤﺳﺎء‬

‫اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ‪ ،‬ﺛم ﺗﺗوزع اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺑﻌد ذﻟك ﺣﺗﻰ ﻗﺎﻋدة اﻟﺗدرج‪ ،‬طﺎﺋﻔﺔ اﻟﻣﻧﻔذﯾن ﻓﻲ‬
‫‪1‬‬
‫ﻣﺧﺗﻠف اﻟوظﺎﺋف اﻹدارﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠوزﯾر أن ﯾﻘوم ﺑﺗﻔوﯾض ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ‬

‫ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 99/90‬واﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪27‬‬

‫ﻣﺎرس ‪ 1990‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن واﻟﺗﺳﯾﯾر اﻹداري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن وأﻋوان اﻹدارة‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺎت واﻟﺑﻠدﯾﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري‪.‬‬

‫ﺣﯾث ﺗﻧص ﻋل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ )ﯾﻣﻛن أن ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻛل ﻣﺳؤول اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺗﻔوﯾﺿﺎ‬

‫ﺑﻘرار ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﻌد أﺧذ رأي اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ(‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬ﻣﺻطﻔﻰ أﺑو زﯾد ﻓﻬﻣﻲ‪ ،‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 99/90‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 27‬ﻣﺎرس ‪ 1990‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن واﻟﺗﺳﯾﯾر اﻹداري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن‬
‫وأﻋوان اﻹدارة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟواﻟﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﺳﻠطﺗﻪ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ‬

‫اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻻ ﺗوﺟد ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣرﻛزي‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﺗوﺟد ﻓﻛرة‬

‫اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻹدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬إذ ﯾﻣﺛل اﻟواﻟﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ وﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣوظﻔﻲ وﻻﯾﺗﻪ ﺑﻛل ﻣظﺎﻫرﻫﺎ‪ ،‬إذ ﯾﻌﺗﺑر ﻫو اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﯾن ﻣرؤوﺳﯾﻪ و‬

‫ﻣن ﺛﻣﺔ ﺳﻠطﺔ ﻧﻘﻠﻬم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟواﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻣرؤوﺳﺎ‬

‫ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺻرف ﻛﻣﻣﺛل ﻟﻠدوﻟﺔ‪ ،‬إذ ﺗﺧﺿﻊ ﻗ ارراﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ‬

‫أي اﻟو ازرة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣرؤوﺳﺎ ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ‪ ،‬وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن‬

‫ﻣﻔوﺿﺔ إﻟﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟوزﯾر ﻓﺎن ﻗرار اﻟﺗﻌﯾن أو اﻟﻧﻘل ﯾﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ‬

‫طﺑﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻔوﯾض‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي‬

‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻓﺎﻧﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺗﻌﯾن ﻣن ﺛﻣﺔ‬

‫ﻧﻘل ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﺑﻠدﯾﺔ وﯾﺷرف ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾر ﻫم وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬم ﺑﻛل‬

‫ﻣظﺎﻫرﻫﺎ ﺣﺳب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 128‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ ‪ 80/90‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‬
‫‪1‬‬
‫‪ ) 1990/04/07‬ﺗﺧﺿﻊ إدارة اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺑﻠدي(‪.‬‬

‫وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻟم اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻣﺎرس ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﻛﻣﻣﺛل ﻟﻠدول‪.‬‬

‫و ﻋﻧد دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﺻﻼﺣﯾﺎت رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻛﻣﻣﺛل ﻟﻠدوﻟﺔ أﻧﻪ‬

‫ﯾﻣﺎرس ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﺗﺣت رﺋﺎﺳﺔ اﻟواﻟﻲ‪ 2،‬وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣواد ‪-81-80-69‬‬

‫‪ 83-82‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ ‪ 80/90‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1990/4/7‬ﯾﻼﺣظ أن اﻟواﻟﻲ ﯾﻣﺛل‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ رﻗم ‪ 80/90‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪.1980/04/07‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اﻻﺳﺗﺎذ ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﺷروط ﻗﺑول اﻟدﻋوى اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.122‬‬

‫‪25‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﻣﻊ رﺋﯾس اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻣﺎرس ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﻛﻣﻣﺛل‬

‫ﻟﻠدوﻟﺔ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬ﻣدﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻹداري ﻫو ﺻﺎﺣب اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظﻔﯾن‬

‫اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻬﺎ‬

‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ اﻟدوﻟﺔ ﻣن أﺟل ﺗﻘدﯾم‬

‫ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﯾﺗم اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ وﯾﺗﺿﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫أ‪ -‬اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺗﺣدﺛﻪ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘرر ﻧﺷﺎطﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ أن ﺗﻘوم ﺑﻪ‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ‬

‫ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺧﺿﻌﻪ ﻹﺣﻛﺎم اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﺳب اﻟطرق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ‬

‫ﻓﻲ إدارة ﻫذﻩ اﻟﻣرﻓق‪.‬‬

‫ب‪ -‬ﺧﺿوع اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬أي أن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﻔﺻل ﻋن‬

‫ﺳﻠطﺔ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺧﺿﻊ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾﻣﻪ اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻹرادﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺣدﯾد اﻷﻣوال‪،‬‬

‫اﻷدوات اﻷﺷﺧﺎص ﺗﺳﻧد ﻟﻬم إدارة اﻟﻣرﻓق‪.‬‬

‫ج‪ -‬اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﺣدث ﺑﻘﺻد ﺗﺣﻘﯾق ﺣﺎﺟﺔ ﻣن ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺎت ﺳد‬

‫ﺣﺎﺟﺔ ﻋﺎﻣﺔ أو ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت ﺗﻌﺟز اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻷﻓراد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ‪ ،‬أو ﺗرﻏب ﻓﻲ‬

‫ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺣﻘق أرﺑﺎﺣﺎ أو ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻷﻓراد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ‬

‫اﻷﻛﻣل واﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﻬدف اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻻ ﯾﻧﺗظر رﺑﺣﺎ ﻣن وراﺋﻬﺎ‬

‫وﺗﺧﺿﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ واﺣد‪ ،‬أﺧرﺟﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ‬

‫وﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ وﻗﺳطﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻓﻲ إدارة ﺷؤوﻧﻬﺎ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق‬

‫ﻏرﺿﻬﺎ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫واﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ ـ وﺗﺧﺿﻊ ﻓﻲ‬

‫أﻧﺷطﺗﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﯾﺧﺗص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ‪،‬‬

‫وﯾﺧوﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎزات وﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻗ ار ارﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻗ اررات إدارﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬أﻣواﻟﻬﺎ أﻣوﻻ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻣﺎل ﻋﻣوﻣﯾﯾن‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻠﻌب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ دو ار ﻫﺎﻣﺎ‬

‫ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻷﻋﻣﺎل واﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﻣﻛﻧت ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟوظﺎﺋف ﺑواﺳطﺔ أﺷﺧﺎص‬

‫طﺑﯾﻌﯾﯾن )أﻋوان اﻟدوﻟﺔ( وﺗﻌﺗﺑر أﻋﻣﺎﻟﻬم أﻋﻣﺎل إدارﯾﺔ‪ ،‬وﻧﺟد اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت‬

‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ وردت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 49‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺣﯾث ﺗﻌدد‬

‫اﻷﺷﺧﺎص اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ ﻛﺎﻻﺗﻲ ‪-:‬اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬اﻟوﻻﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺑﻠدﯾﺔ ‪--‬اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟدواوﯾن اﻟﻌﺎﻣﺔ‪--‬‬

‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ واﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت‪ ،‬اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺷﺧﺻﯾﺔ‬

‫اﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ‪-‬اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ :‬ﯾﺣﻛﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم اﻹداري وﺑذﻟك ﺗﻛون اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬

‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ إداري وﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ واﺳﺗﻘﻼل ﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬

‫و ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺔ ﻣﻧﺢ ﻣدﯾري اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ‬

‫اﻹداري اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳﯾﯾر‪،‬إذ ﯾﻌﺗﺑر ﻛل ﻣدﯾر أو ﻣﺳؤول ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‬

‫ﺑﺗﻌﯾن ﻣرؤوﺳﯾﻪ و ﻣن ﺛم ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺗﺟﺎر اﻟﻣوظﻔﯾن ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺳﻠطﺔ‬

‫ﻧﻘﻠﻬم ﻣن وظﯾﻔﺔ إﻟﻰ أﺧرى‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﺷﺎرت إﻟﻰ ذﻟك اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪99/90‬‬

‫اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن واﻟﺗﺳﯾﯾر اﻹداري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن وأﻋوان اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ‬

‫واﻟوﻻﯾﺎت واﻟﺑﻠدﯾﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻷداة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺗﺗﻣﺛل اﻷداة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ‬

‫ﯾﺢ وﺣﯾد اﻟطرف ﻋن اﻹرادة‬


‫اﻟﻘرار اﻹداري اﻟذي ﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻧﻘل‪ ،‬و اﻟﻘرار اﻹداري ﻫو " ﺗﺻر ٌ‬

‫‪27‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺻﺎدر ﻋن ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻟﻧﻔﺎذ ﺑﻘﺻد إﺣداث أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ وأﻧﻪ ﻋﻣل‬
‫ٌ‬
‫ﺣﻘوﻗﻲ وﺣﯾد اﻟطرف ﺻﺎدر ﻋن رﺟل اﻹدارة اﻟﻣﺧﺗص‪ ،‬وﻗﺎﺑ ٌل ﺑﺣد ذاﺗﻪ أن ُﯾﺣدث آﺛﺎ اًر‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫واﻟﻘرار اﻹداري ﻫو ﻛل ٍ‬
‫ﻋﻣل ﺻﺎدر ﻣن ﻓرد أو ﻫﯾﺋﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻺدارة أﺛﻧﺎء أداء‬

‫وظﯾﻔﺗﻬﺎ‪ ،‬وأﻧﻪ ﻋﻣ ٌل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﯾﺻدر ﻣن ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ وطﻧﯾﺔ ﺑﺈرادﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻔردة وﺗﺗرﺗب‬

‫ﻋﻠﯾﻪ آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫واﺳﺗﻘر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻟﻔﺗرٍة طوﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﻣﺎد ﺗﻌرﯾف اﻟﻘرار اﻹداري ﺑﺄﻧﻪ‬

‫إﻓﺻﺎح اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺗطﻠﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻋن إرادﺗﻬﺎ ﻋن إرادﺗﻬﺎ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن‬

‫ﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ وذﻟك ﺑﻘﺻد إﺣداث ﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣﻣﻛﻧًﺎ‬

‫وﺟﺎﺋ اًز ﻗﺎﻧوﻧﺎً ‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﺑﺎﻋث ﻋﻠﯾﻪ اﺑﺗﻐﺎء ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻌﯾﻧﯾن ﺑﺻﻔﺎﺗﻬم ﻻ‬
‫‪2‬‬
‫ﺑدواﺗﻬم‪.‬‬

‫و ﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﻘرار اﻟﻧﻘل ﻫو ﺗﺻرف ﻗﺎﻧوﻧﻲ اﻧﻔرادي ﺗﺗﺧذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‬

‫ﺑﺎﻟﻧﻘل ﯾﺗﺿﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻣن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻓﻲ‬

‫ﺣدود اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟذﻟك ﺣﺳب ﻛل وﺿﻌﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫وﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻗرار إداري ﻻﺑد أن ﯾﺳﺗوﻓﻲ ﻛل اﻷرﻛﺎن و‬

‫اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻘرار اﻹداري‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋدة ﺿﻣﺎﻧﺎت إدارﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻣن‬

‫اﻧﺣراف اﻹدارة ﺑﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻘﻠﻪ وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬أن ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﻣﺔ؛‬

‫‪ -‬أﻻ ﯾﻔوت ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم دور اﻟﻣوظف ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎزن راﺿﻲ ﻟﯾﻠو‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ‪ ،‬دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت ﻣﺻر‪ ،2004 ،‬ص‪.158‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،1996 ،‬ص ‪.252‬‬

‫‪28‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪ -‬وﺟود ﺗﻧﺎﺳب ﺑﯾن اﻟوظﯾﻔﺗﯾن اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ واﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ؛‬

‫‪ -‬أن ﯾﺻدر ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣﺧﻔﯾﺎ ﻟﺟزاء ﻣﻘﻧﻊ؛‬

‫‪ -‬أن ﯾﺻدر ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‪.‬‬

‫وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺣﻠﯾل ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬أن ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫إن ﻛﺎن ﻣن ﺣق ﺟﻬﺔ اﻹدارة أن ﺗﻘوم ﺑﻧﻘل ﻣوظﻔﯾﻬﺎ اﻟذﯾن ﻟدﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواﻗﻊ‬

‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻓق ﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أن ذﻟك ﻣﻧوط ﺑﺗواﻓر ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ‬

‫وﺑﻣراﻋﺎة اﻹﺟراءات اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ‪ 1،‬وﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة )‪ (156‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ‬

‫ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن ﻋﻠﻰ أن )ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﯾﺗم ﻓﻲ ﺣدود ﺿرورات اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ( ﻓﺈذا‬

‫ﻛﺎن ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟم ﯾﺳﺗﻬدف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ٕ ،‬واذا ﻛﺎن اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ إﯾذاء‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣوظف واﻟﺗﻧﻛﯾل ﺑﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﺟزاء ﻣﻘﻧﻌﺎ‪.‬‬

‫وﺑﺟدر ﺑﻧﺎء أن ﻧﺷﯾر ﺑﺄن ﺗﻼﺣق ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺧﻼل ﻓﺗرة وﺟﯾزة‬

‫وﺻدورﻫﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣن اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﺑﻌد اﻧﺣراف ﻣن ﺟﺎﻧب اﻹدارة ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل‬

‫ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظﻔﯾن ‪،‬ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ أﺧر ﻋن اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌت‬

‫ﻟﻬﺎ‪،‬وﯾﺗﺿﺢ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣن ذﻟك أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري واﻟﺟزاﺋري ﺣﻘق ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣوظف‬

‫ذﻟك ﺑﺎﺷﺗراطﻪ أن ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣن ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫ﻻن ذﻟك ﯾﻘﯾد ﺳﻠطﺔ اﻹدارة اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ ﺗﻧﺣرف ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﺣق‬

‫أﺿرار ﺑﺎﻟﻣوظﻔﯾن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم اﻟدﺳوﻗﻲ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪ ،264‬ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﺟﻠﺳﺔ‬
‫‪ 18‬ﻣﺎرس ‪ 1978‬ﻟﻠطﻌن رﻗم ‪ 244.19‬ق‪ ،‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ص‪.1701‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.265‬‬

‫‪29‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻓﺈﺟراء ﺣرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻌداد اﻟﻣوظﻔﯾن ﺑﻧﻘﻠﻬم ﻣن إدارة إﻟﻰ أﺧرى ﻣرﻛزﯾﺔ أو ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ‬

‫ﻗطﺎع اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻋﺎم أو دوري ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ أﻣر ﺟﺎﺋز ﺣﺳب ﻣﺎ‬

‫ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 156‬ﻣن اﻷﻣر ‪ 03/06‬وﻏﺎﻟﺑﺎ ﺑرﻏﺑﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﻛﻣﺎ ﺗم ذﻛرﻩ ﻣن‬

‫ﺣﯾث وﺿﻌﯾﺗﻬم اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ وأﻗ دﻣﯾﺗﻬم وﻛﻔﺎءﺗﻬم اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﻌﺑرة ﻓﻲ ذﻟك اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻹدارة‬
‫‪1‬‬
‫وﻣراﻋﺎة ﺿرورة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ‪.‬‬

‫وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧطرح ﺳؤاﻻ ﺣول‪ :‬ﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﺳب‬

‫اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري؟‬

‫وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﺳؤال ﻧﺟد أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ‬

‫اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن اﻹدارة ﻣن ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﻣﺎرس ﺳﻠطﺎت إدارﯾﺔ ﻋدﯾدة‬

‫واﻣﺗﯾﺎزات ﺧﺎﺻﺔ واﻟﺗﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﺳﻠطﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻟﻺدارة ﻫدف ﺧﺎﺻﺎ‬
‫‪2‬‬
‫ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﻌﻣل ﺑﻪ ﻋﻧد اﺗﺧﺎذ ﻗ ارراﻫﺎ وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر ﻗﺎﻋدة ﺗﺧﺻﯾص اﻷﻫداف‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن اﻹدارة ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺳﺗﺧدم ﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻟﻐﯾر أﻏراﺿﻬﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬

‫ﯾﺻﺑﺢ ﻗ ارراﻫﺎ ﻣﺷوﺑﺎ ﺑﻌﯾب إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ‪.‬‬

‫وﻣن ﺻور اﻻﻧﺣراف ﻋن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﺳﻠطﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق‬

‫ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ أو ﻧﻔﻊ ﺷﺧﺻﻲ ﻛﺻدور ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣوظف‬

‫ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺷﺧص أﺧر ﻟﯾﺣل ﻣﺣﻠﻪ وذﻟك ﺑﻐﯾﺗﻪ إﻋطﺎﺋﻪ ﺑﻌض اﻻﻣﺗﯾﺎزات ﻣﺛل اﻟﺗرﻗﯾﺔ إﻟﻰ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﺳﻌﯾد ﻣﻘدم‪ ،‬اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗطور واﻟﺗﺣول ﻣن ﻣﻧظور ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ وأﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﺔ‪ ،‬دﯾوان‬
‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2010،‬ص‪.293‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ﺧدﯾﺟﺔ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم‪ ،‬دور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﺿﻣﺎن اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ واﻹدارة‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬اﻟﻌدد‬
‫‪ 17‬ﻣﺎرس ‪ ،2014‬ص‪.28‬‬

‫‪30‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻷﺧرى‪ ،‬ﻛذﻟك ﺗﻘوم ﺑﻧﻘل ﺑﻌض ﻣوظﻔﯾﻬﺎ ﺑﻐرض اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻋﻠﻰ‬
‫‪1‬‬
‫أﺳﺎس أﻧﻬم ﻗﺎﻣوا ﺑﺎﻻﺣﺗﺟﺎج ﻣﺛﻼ ‪ ،‬ﻛذﻟك ﻗد ﺗﺳﺗﻌﻣل اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻐرض ﺳﯾﺎﺳﻲ وﺣزﺑﻲ‪.‬‬

‫إن ﻋﯾوب اﻧﺣراف اﻟﺳﻠطﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﺣدى اﻟوﺳﯾﻠﺗﯾن ﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣن أﺟل اﻻﻧﺗﻘﺎم‪ :‬ﻫﻧﺎ ﻧﻼﺣظ أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻗد ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ‬

‫أﻏراض ﻏﯾر اﻹﻏراض اﻟﺗﻲ ﺷرﻋت ﻣن أﺟﻠﻬﺎ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻗد ﺗﺳﺗﻐل ﺗوﺟﯾﻬﺎت‬

‫أﺧرى ﺗﺿر وﺗؤدي اﻵﺧرﯾن ﺑﺟﻌل أﺣﻘﺎد ﻓﻲ ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺳؤول اﻹداري اﻟذي ﯾﺳﺗﻌﻣل‬

‫وﺳﺎﺋل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﻣن أﺟل اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧرج اﻟﻘرار اﻹداري ﺑﺎﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺧﺎطﺋﺔ وﯾؤدي ﺑﺎﻟﻘرار‬
‫‪2‬‬
‫اﻹداري إﻟﻰ اﻻﻧﺣراف ﺑﺎﻟﻣﺳﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫‪ -‬اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‪ :‬ﯾﺗﺣﻘق ﻋﯾب اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻧدﻣﺎ‬

‫ﯾﺻدر ﻗرار إداري ﯾﻛون ﻣﺑﺗﻐﺎة ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ ذاﺗﯾﺔ ﺗﻌود إﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾس أو‬

‫اﻟﻣﺳوؤل اﻹداري ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ اﻟﺧﺎص‪ ،‬وﯾﻧﺣرف ﻋن أﺻل ﻋﻣﻠﻪ اﻟذي ﻣن اﻟﻣﻔروض أن ﯾﺗم‬

‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ اﻟذي ﻗد ﯾﻛون ذو طﺎﺑﻊ ﻋﺎم‬

‫ودوري أو ذو طﺎﺑﻊ ﻣﺣدود وظرﻓﻲ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬أﻻ ﯾﻔوت ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم دور اﻟﻣوظف ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ‬

‫إن ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن ﻣﻛﺎن ﻋﻣﻠﻪ ﻟﻣﻛﺎن أﺧر ﺑﻐﯾﺔ أن ﯾﻔوﺗﻪ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر‬

‫اﻧﺣراف ﻣن اﻹدارة ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺗﻬﺎ وﻣﺳﺎﺳﺎ ﺑﺣق ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف‪ ،‬وﻣن‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﺧدﯾﺟﺔ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم‪ ،‬دور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.30:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ﺑوﺟﺎﺑر ﻋﻣر‪ ،‬اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري‪ ،‬ﺗزي‬
‫وزو‪ ،2011 ،‬ص ‪.138‬‬

‫‪31‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫أﺟل ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻫذا اﻟﺣق ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣوظف ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ‬

‫اﺷﺗراط ﻋدم ﺟواز ﻧﻘل اﻟﻣوظف إذا ﻛﺎن ﺳﯾﻔوت ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻲ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟوﺣدة اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫وﻣن أﺣﻛﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻣﺎ أﻧﺗﻪ ﺗﺎﻟﯾﻪ‪:‬‬

‫ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣن اﻟﺛﺎﺑت أن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ دواع ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺑررﻩ وأﻧﻪ ﯾﻔوت‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ دورﻩ ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻗد وﺿﻊ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون وﻣﺷوﺑﺎ ﺑﻌﯾب اﻻﻧﺣراف‬

‫ٕواﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬وﺟود ﺗﻧﺎﺳب ﺑﯾن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ واﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ‬

‫ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ أﺷﺗرط ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم أن ﺗﻛون اﻟوظﯾﻔﺔ‬

‫اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﺳﺗوى وﺑﻧﻔس اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﻘول‬

‫ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﻓﻘد ﻗﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ‪:‬‬

‫) ﺑﺎن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﺎﻣل دون ﺗﺣدﯾد اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ ﯾﺿم ﻫذا‬

‫اﻟﻘرار ﺑﻌﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون(‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬أﻻ ﯾﻛون ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣﺧﯾﻔﺎ ﻟﺟزاء ﻣﻘﻧﻌﺎ‬

‫ﺑﻌد ﻣﺎ ﺗﺑﯾن أن ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻫو ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬أو‬

‫ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻣوظف اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر‪،‬ﻓﺈن ﻛﺎن ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﯾﺳﺗﺗر ﻣن‬

‫وراﺋﻪ ﻣن وراﺋﻪ ﻏرض أﺧر ﻏﯾر اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘﺎب ﻟﻠﻣوظف ﻟﻣﺎ‬

‫وﻗﻊ ﻣﻧﻪ ﻣن ﺗﺻرﻓﺎت ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬذا اﻟﻘﺎر ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ ﻗرار ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻣﻘﻧﻊ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم اﻟدﺳوﻗﻲ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.265‬‬

‫‪32‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻋﻠﻰ ﺧﻼف أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬اﻟذي ﻗد ﯾﻛون إﺟراء ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ ﻣﺳﺗﺗ ار ﻓﻬﻧﺎ ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﻘﯾﺎم‬

‫ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أﻛدت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ أﻧﻪ= ﻻ ﯾﺟوز ﻟﺟﻬﺔ‬

‫اﻹدارة اﺗﺧﺎذ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻣﺟﺎزاة اﻟﻣوظف أو اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣﻧﻪ‪ ،‬أو ﻟدواﻓﻊ‬
‫‪.‬‬
‫ﺷﺧﺻﯾﺔ ٕواﻻ ﻛﺎن ذﻟك إﺳﺎءة ﻣﻧﻬﺎ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺗﻬﺎ وﺻﺎر ﺟزاء ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون‬

‫وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك أﻟﻐت اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل ﻣوظف ﻧﻘﻼ ﻣﻛﺎﻧﯾﺎ‪،‬‬

‫ﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣﻘﻧﻌﺔ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ‬

‫"ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري أﻧﻪ ﯾﺟب إﺑﻼغ اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻘل‬

‫اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻫذا اﻹﺟراء ﻣﻛﺗﺳﺑﺎ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻓﺈن‬

‫اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻧﻘل اﻹداري أو اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﺑﻌد إﺟراء ﺗﺄدﯾﺑﻲ‪ ،‬ﻣﻘﻧﻊ‬

‫ﻣﺎدام اﻹﺟراء اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻟم ﯾﺣﺗرم وﺣﺗﻰ ﻛﺎن ذﻟك‬

‫اﺳﺗوﺟب إﺑطﺎل اﻟﻘرار"‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ :‬أن ﯾﺻدر ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‬

‫ﻟﻘد اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﺑﺄن ﯾﺻدر ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ‬

‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‪ ،‬وﻓﻘﺎ ﻟﻸوﺿﺎع اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري‪ ،‬ﻓﺈذا ﺻدر ﻗرار ﻧﻘل‬

‫اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن ﻏﯾر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‪ ،‬أﻋﺗﺑر ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﺎطﻼ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ‬

‫ﻧص اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻗﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ‬

‫"ﻣن ﺣﯾث أن اﻷﺻل ﻧﻘل اﻟﻌﺎﻣل ﻣن وﺣدة إﻟﻰ أﺧرى ﻣن اﻟوﺣدات اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ‬

‫ﻹﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﺑﺎﻟدوﻟﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻷﺟﻬزة اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ‬

‫‪33‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ذات اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ووﺣدات اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﻌﻛس‪ ،‬إﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﻘرار ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ‬

‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن"‪.‬‬

‫وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ أﯾﺿﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ أن " ﻧﻘل‬

‫اﻟﻌﺎﻣل ﻣن وظﯾﻔﺔ ﻷﺧرى ﻣن ذات اﻟدرﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ‪ ،‬دون اﻟﻌرض ﻋﻠﻰ ﻟﺟﻧﺔ ﺷؤون‬

‫اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن‪ ،‬ﯾﺻﯾب اﻟﻘرار ﺑﻌﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون"‪.‬‬

‫وﻛذﻟك ﻧﺟد أن ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻫو ﻧﻔﺳﻪ اﻷﺳﻠوب اﻟذي اﻋﺗﻣدﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري‬

‫ﺣول ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظف إﺟﺑﺎرﯾﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺣددﻩ اﻟﻘﺎﻧون‬
‫‪1‬‬
‫اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﻋدم اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻐرض ﻏﯾر ﻏرض اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻻﻧﺗظﺎم‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻘل‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬إﺟراءات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻧﻣﯾز ﺑﯾن إﺟراءات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺣﻠﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ٕواﺟراءات ﻧﻘل اﻟﻣوظف‬

‫اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻹﺟراءات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف‬

‫ﺑﻌدﻣﺎ ﯾﺗم ﺗﻌﯾن اﻟﻣوظف ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑﺗوﺟﯾﻬﯾﻪ‬

‫إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل أو وظﯾﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻣﻘرﻫﺎ ﻣﻛﺎن ﻣﻌﯾن‪ ،‬ﻟﻛﻧﻪ ﻗد ﯾﺣدث أن ﯾﺗم ﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ‬

‫وظﯾﻔﺔ أﺧرى‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻧوﻋﻲ‪ ،‬أو ﺑﻧﻘل ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ أﺧر ﻓﻲ‬
‫‪2‬‬
‫ﻧﻔس وظﯾﻔﺗﻪ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 158‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ ، 03-06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬ﻣﺻطﻔﻰ أﺑو زﯾد ﻓﻬﻣﻲ‪ ،‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.619‬‬

‫‪34‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫وﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧظم ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن ‪ 156‬إﻟﻰ‬

‫‪159‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ٕ 1،‬واذا ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺗﻣﻠك ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﺣق‬

‫ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻧوﻋﯾﺎ وﻣﻛﺎﻧﯾﺎ‪.‬‬

‫وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 157‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻧﺻﻬﺎ اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫)ﯾﻣﻛن ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﺑطﻠب ﻣﻧﻪ‪ ،‬ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﺿرورة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ(‬

‫ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻗد ﯾطﻠﺑﻬﺎ اﻟﻣوظف‬

‫ﺑﺟد ذاﺗﻪ‪ ،‬وﻓﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟواﺳﻌﺔ ﻣن ﺣﯾث‬

‫ﻗﺑول طﻠب ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم أو رﻓﺿﻪ وﻫذا ﻓﻲ إطﺎر ﺿرورة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ وﻣن ﺛم ﻓﺎن‬

‫ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻬﺎ ﺣرﯾﺔ واﺳﻌﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﺣد ﺗﻘف ﻋﻧدﻩ‪ ،‬ﯾﺗﻣﺛل ﻫذا اﻟﺣد‪:‬‬

‫اﻻﺧﺗﯾﺎري ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻻ ﻧﺟد ﺗﻌﻘﯾدا ﻓﻲ اﺟراءات اﻟﻧﻘل ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﻘل‬

‫اﻹﺟﺑﺎري وﻣوﺿوع اﻟﻣﺎدة ‪ 158‬ﻣن ﻧﻔس ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ‪:‬‬

‫) ﯾﻣﻛن ﻧﻘل اﻟﻣوظف إﺟﺑﺎرﯾﺎ‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﺿرورة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ذﻟك‪ ،‬وﯾؤﺧذ رأي‬

‫اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء‪ ،‬وﻟو ﺑﻌد اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ‬

‫ﻣﻠزﻣﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ أﻗرت ﻫذا ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم(‪.‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﺗﺿﺢ أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻛﻠم ﻋن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻹﺟﺑﺎري‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ‬

‫ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﺿرورة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟذﻟك‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﺗﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ‪،‬‬

‫و ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻪ ﻧﻔس اﻵﺛﺎر اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫‪2‬‬
‫ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻹﺟﺑﺎري‪ ،‬واﻟذي ﻫو ﻋﻘوﺑﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣواد ‪156‬و‪ 157‬و‪158‬و‪ 159‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ ،03-06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اﻻﻣر رﻗم ‪ ،03-06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻹﺟﺑﺎري واﻟذي ﻫو ﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‬

‫ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻘرﯾرﻩ دون اﺣﺗرام اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺄدﯾب‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺣﺗرام ﻫذﻩ‬

‫اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﺈن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘوﺑﺔ ﻣﺳﺗﺗرة وﻣﻘﻧﻌﺔ وﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻋرﺿﺔ‬

‫ﻟﻺﻟﻐﺎء‪.‬‬

‫وﻟو أﺧذﻧﺎ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ اﻟذي ﻫو ﻟﯾس ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‬

‫ٕواﻧﻣﺎ ﻟﺿرورات اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻫﻲ ﺣرة ﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال‪ ،‬ﺑﺣﯾث‬

‫ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬﺎ وﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ وﻫذا ﻣن‬

‫أﺟل ﺗﻐطﯾﺔ ﻣﻧﺻب ﺷﺎﻏرا‪ ،‬أو إﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻟﻠﻣوظف اﻟذي ﯾﻛون وﺟودﻩ ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺿ ار‬

‫ﺑﺳﯾر ﻋﻣﻠﻪ ﺑﺷﻛل ﻋﺎدي‪.‬‬

‫وﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ أن ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﯾﻛن ﯾﻣﺛل أي ﺻﻔﺔ‬

‫ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺣرة إﻻ أن ﺣرﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻏﯾر‬

‫ﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬وذﻟك ﺑﻔﺿل اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﺗﻲ أﻗرﻫم اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬إﺟراءات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄدﯾﺑﻪ‬

‫ﻛﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﯾﺎﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺳﺎﺑق ﻓﻘد ﻓرض اﻟﻘﺎﻧون اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ‬

‫اﻷﻋﺿﺎء‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﻼﺑد ﻣن اﻟﺗطرق ﻟﻬذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ أﻻ‪ ،‬ﺛم اﻟﺧوض ﻓﻲ اﻹﺟراءات‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء‬

‫ﻣن أﺟل ﺗﺄﻛﯾد ﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪،‬أرﺟﻊ اﻟﻣﺷرع اﻟﻰ اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻣﻊ‬

‫اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻟﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺗﻘﯾﯾد‬

‫اﻹدارة ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻗﺑل إﺻدارﻫﺎ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ‬

‫اﻷﻋﺿﺎء واﻟﻣﻧﻌﻘدة ﻛﻣﺟﻠس ﺗﺄدﯾﺑﻲ‪ ،‬وذﻟك ﻣن أﺟل ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ‬

‫اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻼﺋم‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﯾﺷﻛل وﺟود ﻣﺟﺎﻟس اﻟﺗﺄدﯾب إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺳﻠطﺔ‬

‫اﻟﺗﺄدﯾب ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﺣﯾﺎد‪ ،‬وﺿﺎﺑطﺎ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف ﻣن‬

‫ﺗﻌﺳف ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب‪.‬‬

‫وﻧظ ار ﻟﺧطورة ﺑﻌض اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن‬

‫ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ‪.‬‬

‫و ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣﺎدة ‪65‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ 1،‬أن اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻣﺟﻠس‬

‫اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ إﻟزاﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻏﯾر إﻟزاﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت‬

‫أﺧرى‪،‬وﯾﻣﻛن ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف‬

‫اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻘرار ﻣﺑرر‪ ،‬ﺑﻌد ﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗوﺿﯾﺣﺎت ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻣن‬

‫اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣﺎدة ‪1/165‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺗﺗﺧذ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﺑﻘرار ﻣﺑرر اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ‬

‫اﻷوﻟﻰ واﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻌد ﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗوﺿﯾﺣﺎت ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻲ‬

‫ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن اﺗﺧﺎذ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟراﺑﻌﺔ إﻻ‬

‫ﺑﻘرار ﻣﺑرر وﺑﻌد اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﻛﻣﺟﻠس‬

‫ﺗﺄدﯾﺑﻲ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 165‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﻫﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر‬

‫اﻟﻣﺳﺎر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ اﻟﺗرﺳﯾم واﻟﻧﻘل واﻟﺗرﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدرﺟﺎت‪ ،‬وﺗﺄﻛﯾدا ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ‬

‫إﺟراء اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 65‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ ، 03-06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗم إﺷراك ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾب ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر‬

‫ﺑﻔرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣن اﻟدرﺟﺗﯾن اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟراﺑﻌﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺟﺗﻣﻊ ﻛﻣﺟﻠس ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻟﺗﻘرﯾر ﻓﻲ‬

‫ﺷﺄن ارﺗﻛﺎب اﻟﻣوظف ﻟﻠﺧطﺄ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ وﺗﺳﻠﯾط اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗوﻗﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ‪.‬‬

‫ﺗﻌد اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﻣن ﺑﯾن ﻫﯾﺋﺎت وأﺟﻬزة اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗواﺟد إﻟﻰ‬

‫ﺟﺎﻧب اﻟﻠﺟﺎن اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﺟﺎن اﻟطﻌن واﻟﻠﺟﺎن اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ‬

‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻟﺟﺎن وﻫﯾﺎﻛل ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺗﻣﺛﯾل وﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣش ﻣن‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت واﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت‪.‬‬

‫واﻟﻐرض ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر إﺷراك اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ‬

‫واﻟﺣرص ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻋﺎدﻟﺔ وﻓق ﺿواﺑط ٕواﺟراءات ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺗﺷﻛل ﻣن‬

‫طرﻓﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﻣوظﻔون واﻹدارة‪ ،‬ﺗرأﺳﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗواﻫﺎ أو ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺗﻌرف اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن رأي ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗوﺿﯾﺢ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘرار ﺣول‬

‫ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺿﯾﺔ ﺗﺧص ﻣوظف ﻣﺎ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻟﯾﺳت ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﺳﻠطﺔ اﻟﻘرار‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻵراء اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﺳواء أﻋﻣﺎل ﺗﺣﺿﯾرﯾﺔ ﻹﺻدار اﻟﻘرار اﻹداري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﺳﻌﯾد ﻣﻘدم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗطور واﻟﺗﺣول‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.358‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ﻋﺻﺎم ﻧﻌﻣت إﺳﻣﺎﻋﯾل‪ ،‬اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻘرار اﻹداري‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘزﻗﻲ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط‪،2009 ،1‬‬
‫ص‪.409‬‬

‫‪38‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻣﻣﺎ ﺗم ﺗوﺿﯾﺣﻪ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻘول أن اﻟﻠﺟﺎن اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﺗﻌﺗﺑر‬

‫ﻣن اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻹداري اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوظﯾﻔﺔ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﺣﯾث أﻧﺷﺄت ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﺎن ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬


‫‪2‬‬
‫اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻷﻣر رﻗم ‪.133/66‬‬

‫و ﯾﻧص اﻟﻣرﺳوم ‪ 143-66‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 02‬ﺟوان ‪ 1966‬اﻟﻣﺣدد ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت‬


‫‪3‬‬
‫اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء وﺗﺷﻛﯾﻠﺗﻬﺎ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﻋﻣﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫واﻟذي ﺑﻣوﺟﺑﻪ أﺳﻧدت ﻟﻬﺎ ﻣﻬﺎم اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻟم ﺗﻛن واﺳﻌﺔ ﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ‬

‫ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت وﻣﻧﻬﺎ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم واﻟﺗرﻗﯾﺔ‬

‫واﻟﺗﺄدﯾب‪ ،‬وﺑﺻدور اﻟﻧص اﻟﺟدﯾد اﻟذي أﻟﻐﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ ﺑﺎﻷﻣر ‪ 133/66‬واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ‬

‫اﻟﻣرﺳوم ‪ 59/85‬واﻟذي أﻋﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﻘﺎﻧون‬

‫اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري‪ ،‬واﺳﺗﺣدﺛت ﻟﺟﻧﺔ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻟطرﻓﯾن‬

‫واﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ ﺑﻠﺟﻧﺔ ﻟﻣوظﻔﯾن‪ 4،‬وأﺳﻧد ﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻬﺎم ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﺳﻧدة ﻟﻬﺎ ﻣن ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻏﯾر‬

‫أﻧﻪ وﺿﺢ ﻣﺳﺎﺋل اﻟطﻌن واﻟﻠﺟﺎن وﻏﯾر ذﻟك‪ ،‬وﺑذﻟك ﺗم ﺗطوﯾر اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ‬

‫اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪،2012‬‬
‫ص‪.302‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اﻷﻣر ‪ ،133-66‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 02‬ﺟوان ‪ 1966‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪،‬ج‪ ،‬رﻋدد‪46‬‬
‫ﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 08‬ﺟواﻧن ‪.1966‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 143/66‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 02‬ﺟوان ‪ 1966‬اﻟﻣﺣدد ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء وﺗﺷﻛﯾﻠﺗﻬﺎ‬
‫وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﻋﻣﻠﻬﺎ‪ ،‬ج‪ ،‬ر‪ ،‬ﻋدد ‪ 46‬ﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪ 08‬ﺟوان ‪.1966‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم ‪ ،59-85‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗرﻗﻰ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷرﯾﻊ‪،‬وﻧﺟد أﻧﻪ ﺑﺻدور اﻷﻣر‬
‫‪1‬‬
‫‪.03/06‬‬

‫وﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث اﻟذي ﺟﺎء ﺑﻌﻧوان ﻫﯾﺋﺎت اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ واﻟطﻌن وﺑﺎﻹطﻼع‬

‫ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 62‬ﻣن ﻧﻔس اﻷﻣر ﻧﺟد أﻧﻬﺎ ﺗﺣدﺛت ﻋن ﻧﺷﺄة ﺛﻼث ﻟﺟﺎن ﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ‬

‫اﻟﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﺣﯾﺎﺗﻬم اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﻫﻲ ﻟﺟﺎن إدارﯾﺔ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء وﻟﺟﺎن اﻟطﻌن‬

‫واﻟﻠﺟﺎن اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ وﻫﻲ ﻟﺟﺎن ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺷؤون اﻟﻣوظف‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﻠﺟﺎن اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء‬

‫ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻠﺟﺎن اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن اﻹدارة وﻣﻣﺛﻠﯾن ﻣﻧﺗﺧﺑﯾن ﻋن‬


‫‪2‬‬
‫اﻟﻣوظﻔﯾن‪.‬‬

‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻋﺿﺎء اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن ﻟﻺدارة‬

‫ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 7‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪ 10/84‬ﻧﺟد أﻧﻪ ﯾﺗم ﺗﻌﯾن ﻣﻣﺛﻠو اﻹدارة‬

‫ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻌﻧﻲ‪ ،‬وذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻟﺟﺎن اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬

‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ أو ﺑﻘرار ﻣن اﻟواﻟﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟﺎن اﻟوﻻﺋﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪.‬‬

‫وﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎرﻫم ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻬم ﺳﻠطﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻹدارة‬

‫ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﺻﻔﺔ اﻟﺗرﺳﯾم ﻓﻲ ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻹدارة ﻟدى اﻟوظﺎﺋف اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺗم‬

‫ﺗﻌﯾﻧﻬم ﻓﻲ أﺟل ‪ 15‬ﯾوﻣﺎ اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻻﻧﺗﺧﺎب ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﻣوظﻔﯾن‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗوﻓر ﻧﺻﺎب‬

‫اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟواﺟب ﺗﻌﯾﻧﻬم ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛوﻧوا ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن اﻷدﻧﻰ رﺗﺑﺔ ﻣﻧﻬم ﻣﺑﺎﺷرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اﻻﻣر رﻗم ‪ 03-06‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬وﻫﺎﺑﻲ ﺑن رﻣﺿﺎن‪ ،‬اﻟﺗﺳﯾر اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﻗﺳم ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾر‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑﻲ ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد‪ ،‬ﺗﻠﻣﺳﺎن‪ 2011،‬ص‪.83‬‬

‫‪40‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﻣوظﻔﯾن‬

‫ﯾﺧﺿﻊ اﻻﻧﺗﺳﺎب ﻟﻠﺟﺎن اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻐﯾر‬

‫ﻣﻌﯾﻧﯾن ﺑﺎﺳم اﻹدارة إﻟﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺷروط اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻠﺟﺎن اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء‬

‫ﺗم ﺗﺣدﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 64‬ﻣن اﻷﻣر ‪ 03/06‬اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﺎن واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل‬

‫ﻓﻲ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣﺳﺎر اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ وﻋﻠﻰ‬

‫رأﺳﻬﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﺎﻫﺎ ﻛﻠﺟﻧﺔ ﺗرﺳﯾم ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ وﺗرﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدرﺟﺔ أو اﻟرﺗﺑﺔ‪ ،‬واﺟﺗﻣﺎﻋﻬﺎ‬

‫ﻛﻣﺟﻠس ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻻﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﺑﺷﺄن اﻟﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ إذا ارﺗﻛب ﺧطﺄ ﻣن اﻟدرﺟﺔ‬

‫اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟراﺑﻌﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫وﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻹﺟﺑﺎري اﻟذي ﻓﺳرﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 158‬ﻣن ‪ 03-06‬اﻟﻣؤرخ‬

‫ﻓﻲ ‪ 15‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 2006‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣدرﺟﺔ‬

‫ﺿﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ ،‬واﻟﺳﻠطﺔ ﻫﻲ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺄﺧذ رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء‪،‬‬

‫وﻟو ﺑﻌد اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم وﯾﻌﺗﺑر رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﻌد اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﻧﻘل‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫وﻟو ﻓﺳرﻧﺎ ﻋﺑﺎرة إﻟ ازم اﺗﺧﺎذ رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﻟوﺟدﻧﺎ أن ﻫذا‬

‫اﻟﺗﻔﺳﯾر ﯾﺟرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺈﻋطﺎء ﻣﻔﻬوم ﺣﺎﻟﺗﯾن ﺗﺧص ذﻟك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻛﻣﺎل رﺣﻣﺎوي‪ ،‬ﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2004 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪41‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ‬

‫" ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎن رأي اﻟﻠﺟﻧﺔ ﯾﻘﯾد اﻹدارة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻻ أﻧﻧﺎ ﻧرى ﺑﺄن ﻫذا‬

‫اﻟوﺿﻊ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻗرار ﺗﻌﺳﻔﻲ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﯾﺿﻊ ﻧﻔﺳﻪ‬
‫‪1‬‬
‫ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ "إﻫﻣﺎل ﻟﻠﻣﻧﺻب" ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻺدارة ﺑﻔﺻﻠﻪ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣذﻛرة ﻓﻲ اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ‬

‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‬

‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺷﺎرة اﻹدارة اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﺑﻌد اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف‬

‫اﻟﻌﺎم ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﺗﻌﺗﺑر ﻛﺈﺟراء ﺷﻛﻠﻲ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال وﺣﺳب ﻣﺎ ﺛﺑﺗﻪ‬

‫اﻟواﻗﻊ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻓﺈن اﻹدارة ﻻ ﺗﺗراﺟﻊ ﻋن ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺻﺎدر ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻼﺣظ أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ‪،‬ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظف‬

‫اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ‪،‬وﻫذا ﺳواء ﺑﻬدف اﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻟﻣﻧﺻب ﺷﺎﻏر أو إﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻟﻠﻣوظف اﻟذي ﯾﻛون‬

‫وﺟودﻩ ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ ﻗد ﯾﺿر ﺑﺳﯾر اﻟوظﯾﻔﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎدي‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺻدور ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑذﻟك‬

‫إﻣﺎ ﻟﻛﻔﺎءة اﻟﻣوظف‪،‬أو ﻧﻘص ﻓﻲ ﻋدد اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن أﺟل ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻌﺟز اﻟذي ﻗد ﯾﻛون‬

‫ﻣوﺟودا داﺧل اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟذي ﻧﻘل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣوظف‪.‬‬

‫ﻓﻘرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﯾدﺧل ﺿﻣن اﻟﺟزاءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ وذﻟك ﻋﻘب‬

‫ﺗﺣﻘﯾق ﺷﺎﺋﻌﺎت ﺣوﻟﻪ ﻟم ﯾﺛﺑت ﺻﺣﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻛذﻟك ﻟﻧزاع ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣﻊ اﻹدارة واﻟﻘرار أﻟﺗﺄدﺑﻲ‬

‫اﻟﻣﻘﻧﻊ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن‪ ،‬ﺣﯾث ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع‪ ،‬أي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻛﻣﺎل رﺣﻣﺎوي‪ ،‬ﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.132‬‬

‫‪42‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻫذا اﻟﻘﺎر ﯾﻬدف إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣوظف دون إﺗﺑﺎع اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬وﯾظﻬر اﻟﺟزاء‬

‫اﻟﻣﻘﻧﻊ ﺑوﺿوح ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗم ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬

‫وﻗد ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ‬

‫وﺿﻌﻬﺎ ﻫذﻩ ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﺗوﻗﯾﻊ ﺟزاء ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﻣوظف ﺣﺳب ﻧص اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ أﻧواع أﺧرى ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻐﯾر‬

‫اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وﻟو ﺑرﺿﻰ اﻟﻣوظف‪ ،‬ﻻن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻟﻣوظف ﺑﺎﻹدارة‬

‫ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬إذ ﻻ ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻗد ﻗﺳﻣﻬﺎ إﻟﻰ درﺟﺎت‬

‫وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻘدﯾم أﻣر ‪ 133/66‬ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎن ﻗد ﻗﺳم‬

‫اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ إﻟﻰ درﺟﺗﯾن‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻣرﺳوم ‪ 59/85‬ﺣﯾث ﻗﺳم‬

‫اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﺛﻼث درﺟﺎت ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌﺎﻗب ﺑﻬﺎ اﻟﻣوظف وﻫذا ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺧطورة‬

‫اﻷﺧطﺎء اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ إﻟﻰ ارﺗﻛﺑت ﻣن طرف اﻟﻣوظف‪.‬‬

‫و ﺗﺻﻧف اﻟﻌﻘوﺑﺎت إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ درﺟﺎت‪ ،‬وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 163‬ﻣن اﻷﻣر أﻋﻼﻩ‬

‫ﺣﺳب ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻷﺧطﺎء اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ‪ ،‬وﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺗوﻗﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬

‫إﻗ ارراﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻣدان‪ ،‬وﻫذا اﻟﺗوﺳﻊ أﻟﻌﻣدي ﻣن اﻟﻣﺷرع ﺳﺑﺑﻪ واﺿﺢ‪ ،‬وﻫو‬

‫ﺗﻣﻛﯾن ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب أﻛﺛر ﻣن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺳﻠوك اﻟﻣوظف اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗﺄدﯾب‪.‬‬

‫اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺟدﯾرة ﺑﺎﻟﺗﺄﻣل واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗدﻋﻲ اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ وﺟود طﺎﺋﻔﺔ ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﻘﻠﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﺟزاءات‬

‫اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﯾﻣﻛن اﺻطﻼﺣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ أو اﻟﺟزاءات أو اﻟﺗداﺑﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪،‬‬

‫واﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻹدارة ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم دون أن ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ‬

‫اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﻘوﺑﺎت ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗداﺑﯾر داﺧﻠﯾﺔ ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف‬

‫ﺧدﻣﺔ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ودون ﺧطﺄ ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻣﻧﻪ‪ ،‬وﻫو إﺟراء ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣوظف ﻣن ﻣﻧﺻﺑﻪ اﻷﺻﻠﻲ إﻟﻰ ﻣﻧﺻب أﺧر ﺑﻌﯾدا ﻋن ﻣﻘر ﺳﻛﻧﺎﻩ وﻫو ﻋﺑﺎرة‬

‫‪43‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻋن ﺗدﺑﯾر داﺧﻠﻲ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻹدارة ﺗﺣت ﺳﺗﺎر اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺑﻌﯾدا ﻋن اﻹﺟراء‬

‫اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ودون ﺧطﺄ ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻣن اﻟﻣوظف ‪.‬‬

‫إذ ﻧﻠﻣس اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻟﻬذا اﻹﺟراء ﻓﻲ اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﯾﺧﻠﻔﻬﺎ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ‬

‫ﻷن ﺗﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة اﻟﻣوظف اﻹدارﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻣﻠﺧص اﻟﻔﺻل‬

‫اﻷﺻل أن ﯾﺧﺿﻊ ﻗ اررات اﻟﻧﻘل ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﻘدﯾري ﻟﻺدارة‪ ،‬وﻟﻬﺎ ﻣطﻠق اﻟﺣرﯾﺔ‬

‫ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ظروف اﻟﻌﻣل وﻣﻘﺗﺿﯾﺎﺗﻪ‪،‬وﻟﯾس ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺑﻘ اررات اﻟﻧﻘل‪ ،‬وﻣن‬

‫اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء اﻹداري أن ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظﻔﯾن إﻧﻣﺎ ﺗﺳﺗﻘل ﺑﻬﺎ ﺟﻬﺔ‬

‫اﻹدارة‪ ،‬ﺑﻣطﻠق اﻟﺣق ﻓﻲ إﺻدارﻫﺎ ﻷن ﻟﻬﺎ دون ﻏﯾرﻫﺎ ﺗﻘدﯾر ظروﻓﻬﺎ واﻻﺳﺗرﺷﺎد ﺑﻣﺎ ﺗراﻩ‬

‫ﻣن اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣؤﯾدة‪ ،‬ﻟﻬﺎ ﺣﺳب ﻣﺎ ﺗراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣل وأﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻠﻣوظف إزاء‬

‫ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻹدارة‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﻣن ﺗﻧﺳﯾق وﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت‬

‫ﺣق ﻣﻛﺗﺳب ﻓﻲ ﺗﻘﻠب وظﯾﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ دون اﻷﺧرى ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻹدارة ﺑﻧﻘل ﻣوظﻔﯾﻬﺎ‪،‬ﺑﯾن‬

‫اﻟﻧﻘل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ واﻟﻧﻘل اﻟﻧوﻋﻲ‪ ،‬واﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﺟد أن اﻟﻧﻘل ﯾﺗﻛون‬

‫ﻣن ﻧوﻋﯾن ﻫﻣﺎ ﻧﻘل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ وﻧﻘل ﻧوﻋﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻷول ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻧﻘل ﻣوظف وظﯾﻔﺔ اﻟﻰ أﺧرى‬

‫ﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﻧوﻋﺎ ودرﺟﺔ ﺳواء أﻛﺎن اﻟﻧﻘل داﺧل داﺋرﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﺑﻬﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣوظف او ﺧﺎرﺟﻬﺎ‪،‬‬

‫وﻫذا ﺑﻧﻔس اﻟﻣرﺗب واﻟدرﺟﺔ واﻷﻗدﻣﯾﺔ‪ ،‬وأن ﯾﻛون ﻧﻘل اﻟﻣوظف أﻣ ار ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ‬

‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﻌﺗﺑر ﻧﻘل ﻧوﻋﯾﺎ ﻣن وظﯾﻔﺔ إﻟﻰ أﺧرى ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻧوﻋﻬﺎ‬

‫ﻣن ﺣﯾث اﻟدرﺟﺔ أو اﻻﻗدﻣﯾﺔ أو اﻟﻣرﺗب‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﺗص دواﺋر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‬

‫ﺑرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻹدارة ﺑﻧﻘل ﻣوظف ﻓﯾﻬﺎ ﻻﻧطوى اﻟﻘرار ﻋﻠﻰ اﺛﺄر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺗﻠﺣق أﻟﻣوظف‬

‫واﺣﺗﻣﺎل أن ﺗﺳﻌﻰ اﻹدارة ﻣن وراء ﻗرارﻫﺎ ﺑﺎﻟﻧﻘل إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣوظف ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻣﻘﻧﻌﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‬

‫‪45‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﻗررﺗﻬﺎ‬

‫اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬أي ﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ‬

‫ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﻗﺑل ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ‬

‫إن ﺧطورة اﻟﺟزاء اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﺛﺎر‪ ،‬ﯾﻔرض أن وﺗﻬدف اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاء اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ إظﻬﺎر ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺎ ﯾﻧﺳب اﻟﻰ اﻟﻣوظف ﻣن ﺗﻬم‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﯾﺑﻧﻲ اﻟﻘرار‬

‫اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘوﻣﺎت ﺳﻠﯾﻣﺔ‪،‬‬

‫وﻣن أﻫم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻛﻔﺎﻟﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل ﺗﺣﻘﯾق ﺗﺄدﯾﺑﻲ أو ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻫﻲ‬

‫ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ ﺑﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺳوب إﻟﯾﻪ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف ﺑﻣﺎ‬

‫ﯾﻧﺳب إﻟﯾﻪ ﻣن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت‪ ،‬وان ﻛﺎﻧت ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت أﻣر‬

‫ﺿرورﯾﺎ ﯾﻘﺗﺿﯾﻪ ﺳﯾر اﻹﺟراء اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺗﻪ‪.‬‬

‫وﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن اﻗوي وأﻛﺛر أﻧواع اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﺣﯾث‬

‫ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف‪ ،‬وﺣرﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﺎﻣﯾن ﻓﻲ‬

‫ﻣواﺟﻬﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻧظ ار ﻟﻠﺧﺻﺎﺋص واﻟﻣﻣﯾزات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ‬

‫اﻟرﻗﺎﺑﺔ‬

‫‪46‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺻدور ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪:‬ﻣﺑدأ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف‬

‫إن إﺣﺎطﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم أﺛﻧﺎء ﻣﺳﺎءﻟﺗﻪ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺳب أﻟﯾﻪ‪ ،‬ﺗﻌد ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﯾﻘررﻫﺎ‬

‫اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻫذا أﻣر ﺿروري ﺗﻘﺿﯾﻪ إﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﻘل‪ ،‬وﯾﻧﺑﻐﻲ ﻛﻔﺎﻟﺗﻬﺎ‬

‫ﻟﻠﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم ﺳواء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق أو اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن ﺧطورة‬

‫ﻣوﻗﻔﻪ ﻓﯾﻧﺷط ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻐﻧﻲ ﻋن اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺟرد اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ‬

‫ﺛﺑوﺗﺎ ﻣﺎدﯾﺎ ﻻ ﺷﺑﺔ ﻓﻲ‪ ،‬ذﻟك أن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﺛﺑوت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ واﻧﺗﻔﺎﺋﻬﺎ ﻣردﻩ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﻔر‬

‫ﻋﻧﻪ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺗﻬﻣﺔ وﺳؤال اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺣﻘﯾق دﻓﺎﻋﻪ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ‪ ،‬أﺣد‬
‫‪1‬‬
‫ﻋﻧﺎﺻرﻩ اﻟﺟوﻫرﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺗﻌرﯾف ﻣﺑدأ اﻟﻣواﺟﻬﺔ‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم اﻟذي ﺗﺗﻌرض ﺣﻘوﻗﻪ وﻣﺻﺎﻟﺣﻪ‬
‫‪2‬‬
‫ﻟﺗﺻرف ﻣﺎ ﻗد ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﻣرﻛزﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬أن ﯾﺣﺎط ﺑﻪ ﻋﻠﻣﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ إﻋداد دﻓﺎﻋﻪ ‪،‬‬

‫وﯾﺗﻌﯾن أن ﺗﺗم اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺳﺗﺷﻌر ﻣﻧﻪ اﻟﻣوظف أن اﻹدارة ﻓﻲ طرﯾﻘﻬﺎ ﻟﻣؤاﺧذﺗﻪ‬

‫ﻟدﯾﻬﺎ أدﻟﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن ﺧطورة ﻣوﻗﻔﻪ‪ ،‬ﻓﯾﻧﺷط ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ‪،‬وﯾﻌﺗﺑر ﻣﺑدأ‬

‫اﻟﻣواﺟﻬﺔ أﺻﻼ ﻣن أﺻول اﻟدﻓﺎع‪ ،‬واﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ‪ ،‬وﺗﺣﻘﯾق ﻋداﻟﺔ‬

‫اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺑﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم ٕواﻋﻼﻣﻪ ﺑﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺳوب إﻟﯾﻪ‪ ،‬وﺑﻣﺎ ارﺗﻛﺑﻪ ﻣن‬

‫ﺗﺻرﻓﺎت ﻣﻧﺎ ﻓﯾﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن أﻣرﻩ وﻣن ﻫذا أﻛدت اﻟﻣﺎدة ‪ 14‬اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‬

‫‪ -1‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ‪ ،‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدارﯾﺔ ‪2003 ،‬‬
‫ص‪.97‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد ﻣﺎﺟد ﯾﺎﻗوت‪ ،‬ﺷرح اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﻬن اﻟﺣرة اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة‬
‫اﻟﻣﻌﺎرف اﻻﺳﻛﻧدارﯾﺔ‪.2004 ،‬‬

‫‪47‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1966‬ﻋﻠﻰ أن ﻣن ﺣق اﻟﻣﺗﻬم‬

‫أن ﯾﺧطر ﻓﻲ أﻗﺻر وﻗت ﻣﻣﻛن وﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻔﻬﻣﻬﺎ وﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻔﺻﻠﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺔ وﺳﺑب‬

‫اﻻﺗﻬﺎم اﻟﻣوﺟﻪ إﻟﯾﻪ‪.‬‬

‫وﻣن ﻫذا ﻓﺈن ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﺗﻌد أﻣ ار ﺿرورﯾﺎ‪ ،‬وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻓﻲ‬

‫ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ أﺻﺑﺣت اﻟﯾوم اﺗﺟﺎﻫﺎ ﻣﺳﺗﻘ ار ﻓﻲ ﻧطﺎق‬

‫اﻟﺗﺄدﯾب‪ ،‬وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﺳﺗﻘر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺑطﻼن أي ﻋﻘوﺑﺔ‬

‫ﺗوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﺗﻬﻣﺔ‪ ،‬إذا ﻟم ﯾﺗﺿﻣن ﻣواﺟﻬﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﺣﺗﻰ‬

‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ إﻋداد دﻓﺎﻋﻪ ﻛم ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬أﺳﺎس ﻣﺑدأ اﻟﻣواﺟﻬﺔ‬

‫ﻟﻘد ﺗﺑﻧﻰ ﺗﺄﺻﯾل اﻟﻣواﺟﻬﺔ اﺗﺟﺎﻫﺎن‪:‬‬

‫اﻷول ﯾرى أن أﺳﺎس اﻟﻣواﺟﻬﺔ وﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ﻫﻲ ﻓﻛرة اﻟﺟزاء‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﯾرى أن ﻫذا‬

‫اﻷﺳﺎس ﻫو ﻣﺑدأ ﺳﻣﺎع اﻟطرف اﻷﺧر‪ 1،‬وﺳوف ﻧﻘوم ﺑﺗوﺿﯾﺢ ﻫذﯾن اﻻﺗﺟﺎﻫﯾن ﻓﺎﻻﺗﺟﺎﻩ‬

‫اﻷول ﯾرى أﻧﻪ ﺑﺎﺳﺗﻘرار اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬واﻟﺗﻲ‬

‫ﺗطﺑق وﻟو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب ﻧص‪ ،‬ﻓﺈن اﻹﺟﻣﺎع ﯾﻛﺎد ﯾﻧﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫو اﻹﺟراء‬

‫اﻟذي ﻟﻪ طﺎﺑﻊ ﻋﻘﺎﺑﻲ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود ﺣﺎﻻت اﻟﻌﻘﺎب‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﺗﺄﻛد اﻟﻣواﺟﻬﺔ إﻻ‬

‫ﺑﻧص ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻣﻧﺻور إﺑراﻫﯾم اﻟﻌﺗوم ‪ ،‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺷرق‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫أﻣﺎ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾرى أن أﺳﺎس ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻟﯾس ﻫو اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﻘﺎﺑﻲ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ‬

‫ﯾﻌود إﻟﻰ ﻣﺑدأ ﺳﻣﺎع اﻟطرف اﻷﺧر‪ ،‬وﻫو اﻟذي ﯾﺣدد ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣواﺟﻬﺔ واﻟﯾﻪ ﯾرﺟﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫‪1‬‬
‫ﻗﯾﻣﺎ ﯾﻘررﻩ ﻣن ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع‪ ،‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل إﺟراء ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺟزاء‪.‬‬

‫إن ﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫﻲ ﻣﻘررة ﻓﻲ اﻷﺻل ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف إزاء ﻣﺎ ﻗد ﯾﺗﺧذ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻪ‬

‫ﻣن إﺟراءات ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻧطﺎق ﻫذا اﻟﻣﺑدأ أﺧذ ﻓﻲ اﻟﺗوﺳﻊ ﻟﯾﺷﻣل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘ اررات‬

‫اﻹدارﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﻓراد وﻣﻊ ذﻟك‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﺿﻣون اﻟﻣواﺟﻬﺔ‬

‫وأﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات ﻻ ﯾﺻل إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺄدﯾب ﻻن اﻷﻣر ﻓﻲ‬

‫اﻟﺗﺄدﯾب ﻫو اﻟﺟزاء اﻟذي ﯾوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ‪ ،‬واﻟﺧطﺄ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻘواﻋد اﻹﺛﺑﺎت وﺟود وﻋدﻣﺎ‪،‬‬

‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻠﻠﻣوظف ﺣق وﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺧطﺄ وﻧﻔﯾﻪ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺿواﺑط ﻣﺑدأ اﻟﻣواﺟﻬﺔ‬

‫ﻣﺑدأ اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣوظف دﻓﺎﻋﻪ ﻋن اﻟﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ‪ ،‬وﻫذا اﻟدﻓﺎع ﻻ ﯾﺣﻘق‬

‫ﻧﺗﺎﺋﺟﻪ إﻻ إذا ﻣﻛن اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﻌﻠم ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟدﻋوى‪ ،‬وﻟو ﻟم ﯾﻌرف اﻟدﻓﺎع‬

‫ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾدور ﺣول اﻟﺗﻬم اﻟﻣوﺟﻬﺔ أو اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ ﻟﻠﻣوظف‪ ،‬ودون ﻫذﻩ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﯾﺑﻘﻰ ﺣق‬

‫اﻟدﻓﺎع ﻣﺷوﺑﺎ ﺑﺎﻟﻐﻣوض وﻓﺎﻗد اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗوﺟد ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿواﺑط اﻟﺗﻲ‬

‫ﯾﺗﻌﯾن أن ﺗﺗم اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ‪:‬‬

‫‪-1‬أﺗﻛون اﻟﺗﻬﻣﺔ ﻣﺣددة‬

‫أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺣدد ﺷﻛﻼ ﻣﻌﯾﻧﺎ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ اﻛﺗﻔﻰ ﺑﺗﻘرﯾر اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻌﻠم‬

‫ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ وأدﻟﺗﻬﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﺗﻬﻣﺔ ﻣﺣددة وواﺿﺣﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺗﻬم أو‬

‫اﻟﻣوظف اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ اﻟﺗﻬﻣﺔ‪ ،‬ﻣن ﺣق اﻟرد ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺗﻬم‪ ،‬وﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن ﺗﺣﻘﯾق‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻣﻧﺻور اﺑراﻫﯾم اﻟﻌﺗوم ‪ ،‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.258‬‬

‫‪49‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫دﻓﺎﻋﻪ‪،‬واﻟﻣﻼﺣظ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد أن اﻟﺗﻬﻣﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻏﯾر دﻗﯾﻘﺔ وواﺿﺣﺔ ﻛﺎﻹﺧﻼل‬

‫ﺑﺎﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ‪ ،‬أو اﻹﻫﻣﺎل اﻟﺟﺳﯾم ﺑﺄداء اﻟوظﯾﻔﺔ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎﻻ ﺗﺣﻘق ﺑﻪ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن‬

‫اﻟﻣواﺟﻬﺔ‪.‬‬

‫‪-2‬أن ﺗﻛون اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣن طرف اﻹدارة أو ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذي ﯾﺳﺗﺷﻌر ﻣﻌﻪ‬

‫اﻟﻣوظف أﻧﻪ ﺑﺻدد اﻟﻣؤاﺧذة‬

‫ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن ﺣﯾث ﻣؤﻫﻼﺗﻬم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب‬

‫و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﻘﻠﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب ﺗﻧﺑﯾﻪ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻟﺗﺄدﯾب ﺑﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣوﻗﻔﻪ ﻣن ﺧﻼل‬

‫ﺗﻠك اﻟﻣواﺟﻬﺔ‪ ،‬ذﻟك أن اﻟﺑﻌض ﯾﺟﻬل ﺣﻘﯾﻘﺔ وﺧطورة اﻟﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ‪.‬‬

‫وﻣن ﺛم ﯾﺟب أن ﺗﺗم ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻟذي ﯾﻛون ﺑﻌﻠﻣﻪ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ أﺣﺎﻟﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾب‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﯾﺟﻌل اﻟﻣوظف ﯾﻧﺷط ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع‬
‫‪1‬‬
‫ﻋن ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬

‫‪-3‬أن ﺗﻛون اﻷﺧطﺎء اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ ﻟﻠﻣوظف ﺷﺎﻣﻠﺔ‬

‫ﯾﺟب أن ﺗﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺧطﺎء اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺣﺎل ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ وأن‬

‫ﺗﻛون ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺑﺳﯾطﺔ أو ﺟﺳﯾﻣﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﻘف اﻷﻣر ﻋﻧد ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ‬

‫ﺟوﻫرﯾﺔ أو ﻏﯾر ذﻟك‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻫﻲ ﻧﺳﺑﯾﺔ ورﺑﻣﺎ ﺷﺎﺋﻛﺔ‪ ،‬ﻓﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﯾوم ﻏﯾر ﺟوﻫري‬

‫ﻗد ﯾﺻﺑﺢ ﻏدا ﻣن اﻷﺧطﺎء اﻟﺟوﻫرﯾﺔ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺣﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ‪ ،‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪،2003،‬‬
‫ص‪.97‬‬

‫‪50‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻋﻧﺎﺻر أﻋﻣﺎل ﻣﺑدأ اﻟﻣواﺟﻬﺔ وأﺛﺎرﻩ‬

‫إذا ﻣﺎ ﺗﻣت ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺗﻬم ﻛﺿﻣﺎﻧﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣﻘررة ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟك‬

‫ﯾﻘﺗﺿﻲ إﺣﺎطﺗﻪ ﺑﺷﻛل ﺻرﯾﺢ وﻣﺣدد ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺳب إﻟﯾﻪ ﻣن ﺗﻬم‪ ،‬وﺑﺻورة ﯾﺳﺗﺷﻌر ﻣﻌﻬﺎ أن‬

‫ﻧﯾﺔ اﻹدارة ﻗد اﺗﺟﻬت إﻟﻰ ﻣﺟﺎزﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑوت ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ‪ ،‬إﻻ أن ذﻟك ﻟن ﯾﺗﺣﻘق‬

‫ﻋﻣﻠﯾﺎ إﻻ ﺑوﺟود إﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﺣﯾﺎل اﻟﻣوظف ‪.‬‬

‫‪-1‬اﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‬

‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺣﻘﯾق ا ﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ أﻣ ار وﺣوﺑﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺗﻬم‪ ،‬أو اﻟﺗﻲ ﻧﺳﺑت ﻟﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت‬

‫ﻗد أرﺗﻛﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻣﻠﻪ‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﺑﻠﻎ اﻟﻣوظف ﺑﺄﻣر اﻟﺣﺿور اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق‬

‫ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻣﻊ ﺗذﻛﯾر ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻪ‪ ،‬ﺣﺗﻰ‬

‫ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ ﻣﻌرﻓﺔ ذﻟك‪ ،‬وذﻟك ﻣن أﺟل ﻋدم وﺟود ﺷط أو ﻏﻣوض‪،‬وﯾﻌﺗﺑر ﻋدم اﺳﺗدﻋﺎء‬

‫اﻟﻣوظف ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﻪ ﺑﻌد اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻪ ﺑﺄداء أﻗواﻟﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﺧرق ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻓﻲ‬

‫ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻧﻌدم ﺗﺣﻘﯾق اﻟدﻓﺎع‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻌد اﻷﻣر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إﺧﻼﻻ ﺑﺣق اﻟدﻓﺎع‬

‫اﻟﻣﻛﻔول دﺳﺗورﯾﺎ‪ ،‬إﻻ إذا ﻟم ﯾﻧﻛر اﻟﻣوظف اﺳﺗدﻋﺎؤﻩ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﻪ‪ ،‬ورﻓض اﻟﻣﺛول ﻓﻲ‬

‫اﻟوﻗت واﻟﻣﻛﺎن اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺣدﯾدﻫم ﻣن طرف ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﺑذﻟك ﻗد ﻓوت‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻔرﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ٕواﻫدار ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺧوﻟﻬﺎ ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد ﻣﺎﺟد ﯾﺎﻗوت‪ ،‬أﺻول اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺄدﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪،2005 ،‬‬
‫ص‪.177‬‬

‫‪51‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻫذا وﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣوظف ﯾﺗم إﺧطﺎرﻩ رﺳﻣﯾﺎ ﺑﻣوﻋد إﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﻪ ﺑوﻗت‬

‫ﻛﺎف‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ ﻟﻊ إﻋداد دﻓﺎﻋﻪ واﻷﺧذ ﺑﻌﯾن ﻟﻠﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﻌد ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف ﻣن‬

‫ﻣﻘر اﻟﺗﺣﻘﯾق‪ ،‬وﻗد ﺣددت اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وذﻟك ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬
‫‪1‬‬
‫ﻗﺑل ‪ 15‬ﯾوﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺑﺎﻟﺑرﯾد اﻟﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ وﺻل اﻻﺳﺗﻼم‪.‬‬

‫وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳﻠم اﻟﻣوظف اﻻﺳﺗدﻋﺎء أو اﻟﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟﺣﺿور اﻟﻣﺛول أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪،‬‬

‫وﺗﺧﻠﻔﻪ ﻋن ذﻟك ﺑﺄﺳﺑﺎب ﻣرﺿﯾﺔ‪ ،‬أو أي ظرف أﺧر ﻣﻧﻌﻪ ﻣن اﻟﺣﺿور‪ ،‬ﻓﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾطﻠب‬

‫ﻣن اﻹدارة ﺗﺄﺟﯾل اﻟﺟﻠﺳﺔ‪ ،‬ﻟﻛن ﻟﯾس ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺷﻛل ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﻟم ﯾﻘدم‬

‫اﻟﻣوظف ﻟﻺدارة اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﻣﻧﻌﺗﻪ ﻣن اﻟﺣﺿور‪ ،‬وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻟم ﯾطﻠب ﺗﺄﺟﯾل‬

‫اﻟﺟﻠﺳﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﻘﻠﯾﺔ ﺗﺗواﺻل ﺑﺷﻛل ﻋﺎدي وﻻ ﺗﻛون ﻣﺷوﺑﺔ‬

‫ﺑﺄي ﻋﯾب‪ ،‬وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺟﻠس أن ﯾﻧﻌﻘد ﻓﻲ ﻏﯾﺎﺑﻪ‪ ،‬وﻻ ﯾﻌد إﺟراؤﻩ ﻫذا ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪.‬‬

‫‪-2‬إﻋﻼم اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ‬

‫ﻣن أﺟل ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ﻻ ﺑد ﻣن إﻋﻼم اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﺧطﺎء اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن‬

‫ﺗﺣﺿﯾر دﻓﺎﻋﻪ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻪ دون إﺧﺑﺎرﻩ ﺑﺗﻠك اﻷﺧطﺎء و إﻻ ﺗﻌرض ﻗرار‬

‫اﻟﺗﺄدﯾب ﻟﻺﻟﻐﺎء ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻌﺳف ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﻧﺷور رﻗم ‪ 05‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 12‬اﻓرﯾل ‪ 2004‬اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺣدد ﻟﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق‬
‫اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪130‬و‪ 131‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪ 59-85‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 23‬ﻣﺎرس ن اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻌﻣﺎل‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ٕواﺣﺎطﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ ﻣﻌﻧﺎﻩ ﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺗﻬﺎم ﻟﻠﻣﺗﻬم وﺳؤاﻟﻪ ﻋن اﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ واﺛﺑﺎت‬

‫أﻗواﻩ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻣواﺟﻬﺗﻪ ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺿدﻩ ‪ٕ ،‬واﻋطﺎﺋﻪ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻷدﻟﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺷﺎء‬
‫‪1‬‬
‫ﻣن أﻗوال واﻟﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﻫﻲ ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺗﻬم ﻣن اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ واﺛﺑﺎت ﺑراءﺗﻪ‪.‬‬

‫ﺗﻣﻛن اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣﺿﯾر اﻟدﻓﺎع اﻟذي ﯾداﻓﻊ ﻋﻧﻪ وﯾراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﻪ ﻻن ﻋدم‬
‫‪2‬‬
‫إﺣﺎطﺔ اﻟﻣوظف ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﯾﻪ ﻟن ﺗﻣﻧﺣﻪ اﻟﻔرﺻﺔ ﻓﻲ إﻋداد دﻓﺎﻋﻪ‬

‫وﻟﻘد ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﻠط اﻟﻌﻘوﺑﺔ إﻻ ﺑﻌد ﺳﻣﺎﻋﺔ‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﻌﻧﻲ‪،‬إﻻ إذا رﻓض اﻟﻣﺛول وﺗﻣت ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ذﻟك ﻗﺎﻧوﻧﺎ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻧص اﻟﻣرﺳوم ‪ 54/93‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 12‬ﻋﻠﻰ أن ﯾﻌﻠم اﻟﻣوظف اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﺑﺎﻟﻣﺄﺧذ‬

‫اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻋﻠﯾﻪ واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻓﻲ وﺳﻌﺔ أﺟل ‪ 15‬ﯾوﻣﺎ ﻟﺗﻘدﯾم ﺷروﺣﻪ‬
‫‪4‬‬
‫ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ‪....‬‬

‫وﺗﺿﯾف اﻟﻣﺎدة ‪ 167‬ﻣن اﻷﻣر ‪ 03/06‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺣق ﻟﻠﻣوظف اﻟذي ﺗﻌرض ﻹﺟراء‬
‫‪5‬‬
‫ﺗﺄدﯾﺑﻲ أن ﯾﺑﻠﻎ ﺑﺎﻷﺧطﺎء اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ أﻟﯾﻪ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أﻛد ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻪ ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 2004/04/20‬ﻋﻠﻰ أن إﺟراء اﺳﺗدﻋﺎء‬

‫اﻟﻣوظف ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻛﺈﺟراء ﺟوﻫري ﯾدﺧل ﺿﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻋﻣر ﻓﺧر ﻋﺑد اﻟرزاق‪ ،‬ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﺎدﻟﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬واﻟﺗوزﯾﻊ‪،‬‬
‫ﻋﻣﺎن‪.2005،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪.151‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 64‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪ ، 302/82‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ ،1982/12/11‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺗﻬﺎ ﺗطﺑﯾق اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ ‪ ،‬ج‪،‬ر‪ ،‬اﻟﻌدد‪ ،37‬ﺳﻧﺔ ‪.1982‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 167‬اﻷﻣر رﻗم ‪ ،03/06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫وﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻫذا اﻹﺟراء ﻗﺑل اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫وﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ إﻋﻼن ٕواﻋﻼم اﻟﻣوظف ﺑﺟﻣﯾﻊ أﺧطﺎﺋﻪ اﻟﺗﻲ ﻧﺳﺑت إﻟﯾﻪ ﻓﻠم ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع‬

‫اﻟﺟزاﺋري أي وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم واﻹﻋﻼن‪ ،‬وذﻟك ﺑﻧﺻﻪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾﺟب أن‬

‫ﯾﻛون ﺑﺑرﻗﯾﺔ ﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻠم إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟذي ﯾرﺳﻠﻬﺎ ﺑدورﻩ إﻟﻰ اﻟﻣوظف‬

‫اﻟذي ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ وﺻل ﺗﺳﻠﻣﻪ ﻟﻺﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺣﺿور ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻟﻣﻛﺎن‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺣددﯾن ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪.‬‬

‫واﺗﺿﺣت ﺻورة ﻟﻣوﻗف اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻹﻋﻼن اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ‪،‬‬

‫ﻓﻘد أﺳﺗﻘر ﻗﺿﺎء اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ وﺟوب ﺗﺑﻠﯾﻐﻬﺎ‬

‫‪-3‬اطﻼع اﻟﻣوظف ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‬

‫ﺗﻘرر ﻫذا اﻹﺟراء ﺑﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺻرﯾﺢ وﻓق اﻟﻣﺎدة ‪ 167‬ﻣن أﻣر رﻗم ‪ 03-06‬إذ ﯾﻣﻛن‬

‫ﻟﻠﻣوظف اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣل ﻣﻠﻔﻪ اﻹداري‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟوﺛﺎﺋق واﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﻪ‬

‫اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺗﻪ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ‪ ،‬ﻓﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻹدارة‬

‫إﺧطﺎر اﻟﻣوظف ﺑﻬذا اﻟﺣق ﻓﻲ أﺟل ‪ 15‬ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ‬

‫ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ ﺗﺣﺿﯾر دﻓﺎﻋﻪ‪ ،‬وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 169‬اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻷﻣر اﻟﺗﻲ ﻧﺻت‬

‫ﻋﻠﻰ أﻧﻪ “ﯾﺣق ﻟﻠﻣوظف أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻣﺎو ﻣﺧول أو ﻣوظف ﯾﺧﺗﺎرﻩ ﺑﻧﻔﺳﻪ‪«3.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.2004/04/20‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗوظﯾف اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺑﺎﻟو ازرة اﻷوﻟﻰ‪ ،‬اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ رﻗم ‪ ،07‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪ ، 1967/05/07‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1989/04/08‬ﻗﺿﯾﺔ رﻗم ‪ ،54362‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬و ازرة اﻟﻌدل‪ ،‬اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث‪ ،‬ص ‪-165‬ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻹﺟراء ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣوظف‪ ،‬وﺟﻌل ﻫذا اﻹﺟراء رﻛﯾزة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ‬

‫اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻣﺑدأ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻋﺎم اﺑﺗدﻋﻪ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺟب‬

‫اﺣﺗراﻣﻪ وﻟو ﻟم ﯾﻛن دون ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪.‬‬

‫و ﻟﻘد ﺗوارت ﻋدة أﺣﻛﺎم و ﻗ اررات ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﻪ اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ‬

‫ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرارﻫﺎ‪ ":‬ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري أﻧﻪ ﯾﺟب‬

‫إﺑﻼغ اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺣﺗﻰ و ﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻫذا اﻹﺟراء ﻣﻛﺗﺳﺑﺎ اﻟطﺎﺑﻊ‬

‫اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪ ،‬و ﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﯾﻌد إﺟراء ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ‬

‫ﻣﻘﻧﻊ ﻣﺎ داﻣت اﻷوﺿﺎع اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟم ﺗﺣﺗرم‬

‫وﻧﺟد أن اﻷﻣر ‪ 03-06‬ﻗد أﺷﺎر ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد أن اﻻطﻼع‪ ،‬ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠف‬

‫اﻟﺗﺄدﯾب‪ ،‬ﻓﯾﻛون ﯾذﻟك ﻗد أﺳﺗدرك اﻟﻣﻘود ﻣن اﻟﻣدﻟول اﻟﻌﻠم ﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻣﻠف اﻟذي ورد اﻟﻣرﺳوم‬

‫‪ ،902-82‬وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﻣﻛن اﻟﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم ﻣن‬

‫اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﻧﺷور رﻗم ‪ 05‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 12‬أﻓرﯾل‬

‫‪ 2004‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪...‬ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن أن ﺗﺗﺧذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ‪،‬‬

‫ﺑﻐﯾﺔ ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣوظف ﻣن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟذي ﯾﺗﺿﻣن ﻣن اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﻘرﯾر اﻟرﺋﯾس اﻟﺳﻠﻣﻲ ﺣول اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺳوب ﻟﻠﻣوظف؛‬

‫‪ -‬ﺑطﺎﻗﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣوظف وﺳواﺑﻘﻪ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء؛‬

‫‪ -‬ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء؛‬

‫‪55‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻣرﻓﻘﺎ ﺑﺎﻗﺗراح اﻟﻌﻘوﺑﺔ‪.‬‬

‫وﻣن ﻫذا ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﻣﻠف ﻛﺎﻣﻼ‪ ،‬وأﻛد اﻟﻣﻧﺷور رﻗم ‪ 05‬ﺿرورﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ إﻋﻼم‬

‫اﻟﻣوظف ﻣن أﺟل اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ اﻟذي ﺳﯾﻣر ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ أو اﻟﻠﺟﻧﺔ‬

‫اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء‪ ،‬وﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف إﯾداع‬

‫طﻠﺑﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻣن أﺟل اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠف إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ أو اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬

‫ﯾﻛون ﺗﺣت وﺻﺎﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣوظف‪ ،‬وﻫذا اﻟطﻠب ﯾﻛون ﻣﻛﺗوﺑﺎ وﻣؤﺷ ار ﻣن طرف اﻟرﺋﯾس‬

‫اﻹداري وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻹﺟراءات رﻗﺎﺑﺔ إدارﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﻘوم ﺑﺎﺳﺗدﻋﺎء ﻣن أﺟل اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ‬

‫اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن رﻓض اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر إن رﻓض اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻻ‬

‫ﯾوﻗف اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﻘل‪،‬ﺿرورة أن ﯾﺣﺗوي اﻟﻣﻠف ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟوﺛﺎﺋق‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﺧص اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف‪ ،‬وﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق ﻣرﻗﻣﺔ وﻣرﺗﺑﺔ‪ ،‬إذ‬

‫أن ﺣﺟب أو ﻋدم وﺟود أي وﺛﯾﻘﺔ ﻣن اﻟﻣﻠف ﻻ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﺿد اﻟﻣوظف‪ ،‬ﻫذا‬

‫وﻧﺷﯾر إﻟﻰ إن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠف ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣوظف‬

‫اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺑل ﯾﺟب أن ﯾؤﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﻧﻘل‪.‬‬

‫وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن اﻟﻣوظف اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠوﻗف اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ‪ ،‬ﻻ ﯾﺧول ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﺣق اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﻣﻠف اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪،‬ﻷن اﻟوﻗف اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻋن اﻟوظﯾﻔﺔ ﻫو إﺟراء ﻣؤﻗت وﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘوﺑﺔ‬

‫ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﻧﺷور اﻟوزاري رﻗم ‪ 05‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 12‬أﻓرﯾل ‪ ،2004‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻋدم ﺗﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻫذا‬

‫اﻟﻣﺟﺎل‪ ،‬إﻻ أن ﻫﻧﺎك ﺣﻛﻣﺎ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﺻﺎد ار ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻗرار‬

‫ﻟﻬﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 21‬أﻓرﯾل ‪.1990‬‬

‫وﻣن ﻫذا ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺧﻠص إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﺣدد ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ‬

‫ﻛﺄﺟل ﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻣوظف ﺑﻘﺻد اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪ ،‬اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻠم اﻟﻣوظف‬

‫ﺑﺄن اﻹدارة ﺳﺗﺗﺟﻪ إﻟﻰ اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺿدﻩ‪ ،‬وﯾﺗﺣﻘق ﻋﻠم اﻟﻣوظف ﺑﻬذا اﻹﺟراء‬

‫ﺑﻛﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋل اﻟﻧﺷــر ﻛﺎﻟﻣﻠﺻﻘﺎت واﻹﻋﻼﻧﺎت داﺧل ﻣﻘر اﻹدارة ‪.‬‬

‫واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم ﻣن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻫو إﻋطﺎء ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﻌﻠم‬

‫ﯾﻣﺎ ﯾﻧﺳب إﻟﯾﻪ ﻣن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﻣﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف ﺑﻣﺎ‬

‫ﺗﻧطوي ﻋﻠﯾﻪ ﻣن إﻋﻼﻣﻪ‪ ،‬واﺳﺗدﻋﺎﺋﻪ‪ ،‬وﻛذا ﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠف‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟﺻﺣﺔ ﻗرار ﻟﻧﻘل‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺿﻣﺎن ﺣق اﻟدﻓﺎع‬

‫ﺗﻬدف ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺣق اﻟدﻓﺎع إﻟﻰ إظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﺗﺟﻧب أي ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺗﻌﺳف ﺑﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣوظف‬

‫ﻣن ﻧﻔﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻋﻣﺎ ﻧﺳب إﻟﯾﻪ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺗوﻓﯾر ﺑﻌض اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن‬

‫ﺗﺧﻔف ﺗﻠك اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف‪.‬‬

‫واﻋﺗﺑر ﻫذا اﻟوﺿﻊ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﺣق اﻟدﻓﺎع ﺣﻘﺎ دﺳﺗورﯾﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة ‪ 33‬ﻣن‬

‫اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور ﻟﺳﻧﺔ ‪ 19661‬وﻛﻣﺎ ﺗﺑﯾن ﻛذﻟك ﻫذا اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 57‬ﻣن اﻷﻣر‬

‫‪ 133 2/ 66‬ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ‪ ،‬إذ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ‪) :‬إن اﻟﻣوظف اﻟذي ﯾﻣﺛل أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 33‬ﻣن دﺳﺗور ‪.1996‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 57‬ﻣن اﻷﻣر ‪، 133/66‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 02‬ﺟوان ‪ ،1966‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﺟﻧرن ﻋدد ‪ 46‬ﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪/08‬ﺟوان ‪.1966‬‬

‫‪57‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ‪...‬ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾﺳﺗﻔﯾد ﺑﻣداﻓﻊ ﯾﺧﺗﺎرﻩ ﻛﻣﺎ ﯾﺳوغ ﻟﻪ أن ﯾﻘد ﺑﯾﺎﻧﺎت‬

‫ﺧطﯾﺔ أو ﺷﻔﺎﻫﯾﺔ‪ ،‬وأن ﯾطﻠب ﺣﺿور اﻟﺷﻬود( ‪.‬‬

‫وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 129‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪....) 159/85‬ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﻘدم أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟﺗﺄدﯾب‬

‫أو أﻣﺎم ﻟﺟﻧﺔ اﻟطﻌن‪ ،‬إن أﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر أي ﺗوﺿﯾﺢ ﻛﺗﺎﺑﻲ أو ﺷﻔوي‪،‬أو ﯾﺳﺗﺣﺿر ﺷﻬودا‪،‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﺄي ﻣداﻓﻊ ﯾﺧﺗﺎرﻩ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋﻧﻪ( ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 169‬ﻣن اﻷﻣر ‪)203/06‬ﯾﻣﻛن اﻟﻣوظف ﺗﻘدﯾم ﻣﻼﺣظﺎت ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ أو‬

‫ﺷﻔوﯾﺔ أو أن ﯾﺳﺗﺣﺿر ﺷﻬودا‪ ،‬وﯾﺣق ﻟﻪ أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻣداﻓﻊ ﻣﺧول أو ﻣوظف ﯾﺧﺗﺎرﻩ‬

‫ﺑﻧﻔﺳﻪ(‪.‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗم ﺗﺑﯾﻧﻪ ﻣن طرف دﺳﺗور اﻟﺑﻼد وﻗواﻧﯾن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﻧذ ظﻬورﻫﺎ‪ ،‬ﻧﺟد‬

‫أﻧﻬﺎ ﺗدل ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟدﻓﺎع ﻷي ﻣوظف ﻟدﯾﻪ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻛﺎﻟﻧﻘل‪ ،‬وﻫذا اﻟﺣق ﻟﻪ ﻣظﺎﻫر‬

‫ﻣﺗﻌددة ﺑﯾن اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺣﺿوري وﺳﻣﺎع اﻟﺷﻬود واﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣداﻓﻊ‪.‬‬

‫وﻣن اﻷﻣور اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻل ﺑﺣق اﻟدﻓﺎع‪ ،‬ﺣق اﻟﻣوظف اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ طﻠب ﺳﻣﺎع أﯾﺔ‬

‫ﺷﻬﺎدة ﯾراﻫﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻪ وﺗﺧدم وﺟﻬﺔ اﻟﻧظر اﻟﺗﻲ ﯾداﻓﻊ ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻠﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﯾطﻠب‬

‫اﺳﺗدﻋﺎء أي ﺷﺧص ﻟﻺدﻻء ﺑﺷﻬﺎدﺗﻪ أﻣﺎم ﻣﺟ ﻠس اﻟﺗﺄدﯾب‪ ،‬ﺳواء ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن أو‬

‫ﻣن ﻏﯾرﻫم ﺣﺗﻰ ﯾﺛﺑت ﺑراءﺗﻪ‪.‬‬

‫إن ﺳﻣﺎع ﺷﻬود اﻟﻣﺗﻬم ﻫو ﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟدﻓﺎع‪ ،‬ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أن إﻏﻔﺎل اﻟﻣﺣﻘق أﻗوال‬

‫اﻟﺷﻬود رأى ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻩ ﻋدم ﺟدوى ﺳؤاﻟﻬم‪ ،‬أو ﻟﻬم اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﻣﺎ ﺳﺑق أن أدﻟو ﺑﻪ ﻣن أﻗوال‬

‫أﻣﺎم ﻣﺣﻘق أﺧر ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻠﺑطﻼن‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻣﺣﻘق ﻟﻪ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ‬

‫ﺗﺣدﯾد ﻣن ﯾﺳﻣﻌﻪ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 129‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻷﺳﺎﺳﻲ ‪ ، 59-85‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة رﻗم ‪ 57‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ 03/06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻣن اﻟﺷﻬود‪ ،‬ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن اﻟﺷﻬﺎدة اﻟﺗﻲ أﻏﻔﻠﻬﺎ اﻟﻣﺣﻘق ﺗﻌﺗﺑر ذات‬

‫أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل ﻣﺟرى ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﻣوظف‪ ،‬وﺗﻌﺗﺑر اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣداﻓﻊ ﺣق ﻣﻛﻔول ﻟﻠﻣوظف‬

‫إذ ﻟﻪ أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﺄي ﻣداﻓﻊ ﯾﺧﺗﺎرﻩ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋﻧﻪ‪ ،‬وﻫو أﻛدﻩ اﻟﻣﺷرع ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم‬

‫‪ 03/06‬واﻟذي ﺟﻌل ﻣن ﺣق اﻟﻣوظف أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻣداﻓﻊ ﻣﺧول أو ﻣوظف ﯾﺧﺗﺎرﻩ ﺑﻧﻔﺳﻪ‪،‬‬

‫وﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘدﻣﯾﺔ ﻟﻣﺑرر ﻣﻘﺑول ﻟﻐﯾﺎﺑﻪ‪ ،‬أن ﯾﻠﺗﻣس ﻣن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء‬

‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻛﻣﺟﻠس ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﺗﻣﺛﯾﻠﻪ ﻣن ﻗﺑل ﻣداﻓﻌﻪ‪ 1،‬ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أن ﻫذﻩ اﻟﺣق ﻫو ﻣن أﻫم‬

‫ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ‪ ،‬ﻓرﺿﻪ اﻟﻣرﻛز اﻟﺿﻌﯾف اﻟذي ﯾﺣﺗﻠﻪ اﻟﻣوظف ﻣﻘﺎرﻧﺔ‬

‫ﺑﺎﻟﻣرﻛز اﻟﻘوي ﻟﻺدارة اﻟﺧﺻم‪ ،‬ﺿف إﻟﻰ أن ﻣﻌظم اﻟﻣوظﻔﯾن ﺗﻧﻘﺻﻬم اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻣﻌرﻓﺔ‬

‫ﺑﺎﻷﻣور اﻟوظﯾﻔﯾﺔ‪،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬم ﻻ ﯾﺣﺳﻧون ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻓرﺻﺔ اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ‬

‫ﻣﻠﻔﺎﺗﻬم واﺳﺗﻧﺑﺎط ﻣﺎ ﯾﻔﯾدﻫم وﯾﻧﻔﻰ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻧﻬم أﺛﻧﺎء اﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ‬

‫وﻣن اﻟﻌدل ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣوظف ﻣن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣن ﻫو أﻗدر ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣواﺟﻪ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋدم ﺗوﻗﯾف اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق‬

‫إن اﻟﺗوﻗﯾف ﻣﺎ ﻫو إﻻ إﺟراء وﻗﺎﺋﻲ ﺗﻌﻣد إﻟﯾﻪ اﻹدارة ﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬و‬

‫ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﺧطورﺗﻪ ﻓﻘد أﺣﺎطﻪ اﻟﻣﺷرع ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺷروط و اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎزﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻗﺗراف اﻟﻣوظف ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ﯾﺣﺗﻣل أن ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋﻘوﺑﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ‬

‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾوﻗف ﻫذا اﻟﻣوظف ﻓو ار ﻋن اﻟﻌﻣل ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن‪ ،‬و‬

‫ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﺗوﻗﯾف ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ ﻧﺻف راﺗﺑﻪ اﻟرﺋﯾﺳﻲ و ﻛذا ﻣﺟﻣل اﻟﻣﻧﺢ ذات اﻟطﺎﺑﻊ‬

‫اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ‪،‬و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة رﻗم ‪ 168‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ ،03/06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﺗﺧﺎذ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻋﻘوﺑﺔ أﻗل أو ﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﺑراءة أو ﻟم ﺗﺑت اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺗﻪ ﻓﻲ‬
‫‪1‬‬
‫ﻣﻬﻠﺔ ‪ 45‬ﯾوم‪ ،‬ﯾﺳﺗرﺟﻊ اﻟﻣوظف ﻛﺎﻣل ﺣﻘوﻗﻪ و اﻟﺟزء اﻟذي ﺧﺻم ﻣن راﺗﺑﻪ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 59/85‬ﻓﺎﻟﻣوظف اﻟذي ﯾرﺗﻛب ﺧطﺄ ﻣﻬﻧﻲ ﺟﺳﯾم ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺟر‬

‫ﻋﻧﻪ ﺗﺳرﯾﺣﻪ ﻓﯾوﻗف ﻓو ار ﻋن اﻟﻌﻣل و ﻻ ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ راﺗﺑﻪ طوال ﻣدة اﻟﺗوﻗﯾف ﻣﺎ ﻋدا‬

‫اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﯾﺟب أن ﺗـﺳوى وﺿﻌﯾﺗﻪ ﻓﻲ أﺟل ﺷﻬرﯾن ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ‬

‫ﺗوﻗﯾﻔﻪ‪ ،‬و ﺗﻌﺎد إﻟﯾﻪ ﺣﻘوﻗﻪ و ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ ﻛﺎﻣل راﺗﺑﻪ إذا ﻋﺎرﺿت اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﺳرﯾﺢ أو إذا ﻟم‬

‫ﺗﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻣذﻛور‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻗﺻر ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ ﺗوﻗﯾف اﻟﻣوظف ﻋن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﺧطﺄ ﻣن‬

‫اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ و اﻟذي ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺳرﯾﺣﻪ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾدﻩ آﺟﺎل ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺷﻬرﯾن‬

‫ﻟﻠﺑت ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺗﻪ و ﺗﻣﺎطل اﻹدارة ﻓﻲ ذﻟك ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﻋودﺗﻪ ﻟﻣﻧﺻﺑﻪ و ﺗﻌﺎد إﻟﯾﻪ ﺣﻘوﻗﻪ و‬

‫ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ ﻛﺎﻣل راﺗﺑﻪ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻗرارﻫﺎ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ‪:‬‬

‫‪.1991/01/13‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ارﺗﻛﺎب اﻟﻣوظف ﺟرﯾﻣﺔ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﺑﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻣﻧﺻﺑﻪ‪ ،‬ﻓﺣﺳب اﻟﻣرﺳوم رﻗم‪59/85‬‬

‫ﻓﺈذا ﺗﻌرض ﻣوظف إﻟﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﻻرﺗﻛﺎﺑﻪ ﺟرﯾﻣﺔ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﺑﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻓﺈﻧﻪ‬

‫ﯾوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻔور‪ ،‬و ﯾﺳﺗﻣر ﻫذا اﻟﺗوﻗﯾف إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺻدور ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻋن اﻟﺟﻬﺎت‬

‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‪ ،‬و اﻹدارة ﻏﯾر ﻣﻘﯾدة ﺑﺂﺟﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻬﺎ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺄن ﺗدﻓﻊ ﻟﻪ طﯾﻠﺔ‬
‫‪2‬‬
‫ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﻣﺑﻠﻎ ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ‪ 3/4‬اﻟﻣرﺗب اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ ﻋﻧد ﺗوﻗﯾﻔﻪ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة رﻗم ‪ 130‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ ،03/06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 130‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪ ،59/85‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫إﻻ أن ﻫذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ﺗم ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم ‪ 03/06‬و أﺻﺑﺢ اﻟراﺗب اﻟذي ﯾﺳﺗﻔﯾد‬

‫ﻣﻧﻪ اﻟﻣوظف ﻻ ﯾﺗﻌدى اﻟﻧﺻف ﺧﻼل ﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗوﻗﯾف‪،‬ﻛﻣﺎ‬
‫‪1‬‬
‫ﯾﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣﺟﻣل اﻟﻣﻧﺢ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 131‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪ ،59/85‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻟﺻدور ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺗﻣﺎرس اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ رﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻗ ارراﺗﻬﺎ وذﻟك ﻣن ﺿﻣﺎن ﺣﺳن ﺳﯾرﻫﺎ‬

‫ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ أو اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪ ،‬وﻋﻣﻠﯾﺔ وﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ‬

‫ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻹداري ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣرؤوﺳﯾن‬

‫ﻟﻠوظﯾﻔﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ وﻓﺣﺻﻬﺎ وذﻟك ﻗﺻد اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣدى ﺻﺣﺗﻬﺎ وﺳﻼﻣﺗﻬﺎ‬

‫وﺷرﻋﯾﺗﻬﺎ وﺗﺻﺣﯾﺣﻬﺎ‪ ،‬واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ درء وﻣﻧﻊ ﻋدم ﺗﻛرارﻫﺎ‪ ،‬ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق ﺳﻼﻣﺔ وﺻﺣﺔ‬

‫وﺷرﻋﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻧﯾﺎ وﻋﻣﻠﯾﺎ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﺑﺎﻟﻘدر اﻟﻼزم ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف‬

‫اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﺳوﻣﺔ‪ ،‬ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻹدارة ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ وذﻟك ﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻗ اررات اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻲ‬

‫ﺗﺻدر ﻋﻧﻬﺎ وذﻟك ﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﻣدى ﻣطﺎﺑﻘﺗﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون أو ﻣﻼﺋﻣﺗﻬﺎ ﻟﻠظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻬﺎ‪،‬‬

‫وﻫﻲ ﻧﺷﺎط إﻧﺳﺎﻧﻲ ﯾﺧﺗﻔﻲ ﺑﻣﺳﺎﯾرة ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻟﻠﺧطط واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣرﻛ از ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﻊ‬

‫ﺣدوث ﺧطﺄ ﻣن اﻷﺧطﺎء اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣوظﻔون اﻟﺗﺎﺑﻌون ﻟﻺدارة‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ‬

‫ﻟﻠﺗﺟﻧب ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺧطﺎء‪،‬وﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣن ﻛوﻧﻬﺎ أﺣد اﻷرﻛﺎن اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ ،‬إن وﺟود ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ‪،‬ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ أﺗﺎﺣﻪ اﻟﻣﺷرع ﻣن‬

‫أﺳﺎﻟﯾب ﺗﺗﯾﺢ ﺑﺣق اﻹدارة ﺗﻘوﯾم أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ‪ ،‬دون أن ﯾﻣﻧﻊ ذﻟك ﻣن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻟﺟﺎن‬

‫إدارﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﻣواﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺿد اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ﺗﻌرﯾف اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺿد ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺣﯾث ﯾﻌرف اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪" :‬وﺳﯾﻠﺔ ﻛﻔﻠﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺎ ﺗﺻدرﻩ اﻹدارة‬

‫ﺿدﻩ ﻣن إﺟراءات ﯾﻌﺗﻘد ﻓﻲ ﻋدم ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ‪ ،‬وﯾﻠﺗﻣس ﻓﯾﻪ أن ﻧﻌﯾد اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻗ ارراﻫﺎ‪،‬‬

‫‪62‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟذي أﺿر ﺑﻣرﻛزﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺎﻟﺳﺣب أو اﻟﺗﻌدﯾل‪ ،‬وﻫو طرﯾق ﯾﺳﻠﻛﻪ ﻣن ﺻدر ﺿدﻩ ﻗرار‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺟزاء ﻗﺑل ﻟﺟوؤﻩ إﻟﻰ اﻟطﻌن ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ‪.‬‬

‫وﻗد ﻋرف ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗظﻠم ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪:‬‬

‫" ﻋﺑﺎرة ﻋن إﺟراء ﯾرﺳﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧون أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻷﺗﺑﺎﻋﻪ‪ ،‬وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ طﻌن إداري ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﺷﺧص‬

‫اﻟذي ﯾرﯾد ﻣﻘﺎﺿﺎة اﻹدارة ﻛﺈﺟراء أوﻟﻲ ﻋن طرﯾق ﺗوﺟﯾﻬﻪ ﺷﻛوى أو اﺣﺗﺟﺎﺟﺎ أو اﻟﺗﻣﺎﺳﺎ‬

‫ﻟﻺدارة‪ ،‬وﯾدﻋﻰ ذﻟك اﻹﺟراء ﺗظﻠﻣﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ أو طﻌﻧﺎ إدارﯾﺎ‪ ،‬ﯾطﻠب اﻹدارة ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻣراﺟﻌﺔ‬

‫ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋن ﺗﺻرﻓﻬﺎ ﻗﺑل اﻟﺷروع ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺿﺎﺗﻬﺎ‪.2‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﻌرﯾف اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﻋﻠﻰ‬

‫أﻧﻪ اﻟﺗﻣﺎس ﻣﻛﺗوب ﯾﺗﻘدم ﺑﻪ ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﯾﻌرب ﻣن ﺧﻼﻟﻪ‬

‫ﻋﻠﻰ اﻋﺗراﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻟﻧﻘل اﻟﺻﺎدر ﺿدﻩ وذﻟك ﻷﺟل ﺳﺣﺑﻪ أو ﯾﻣﻛن ﺗﻌدﯾﻠﻪ أو ﯾﻣﻛن‬

‫إﻟﻐﺎؤﻩ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﺳﺗﺧﻼص اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺗظﻠم واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ‬

‫ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻛم إذ ﻗد ﺗﺗراﺟﻊ اﻹدارة ﻋن رأﯾﻬﺎ ﺑﻌد ﻓﺣﺻﻬﺎ ﻟﻠﺗظﻠم ﻓﺗﺟﯾب‬

‫اﻟﻣﻌﺗرض إﻟﻰ طﻠﺑﻪ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﺗوﻟﯾد اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻬدﻫﺎ ﻓﺗﺣﻘق اﻟﻌداﻟﺔ‬

‫ﺑﺻورة أﺳرع وأﯾﺳر‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺗظﻠم ﯾﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻛل ﻣن اﻟﺷﺄن اﻟذي ﺻدر اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل‬

‫اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺑﻧﻘﻠﻪ ﺣﯾث ﺗﻐﻧﯾﻪ ﻋن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬وﯾﻣﻛن اﺳﺗرﺟﺎع ﺑﻌض اﻟﺣﻘوق‬

‫اﻟﻣﻬﺿوﻣﺔ ﻟدﯾﻪ ﻣﺛل اﻟﻧﻘل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم ﺧﯾر اﻟوﻛﯾل ‪ ،‬اﻟﺗظﻠم اﻹداري وﻣﺳﻠك اﻹدارة اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺿوء أراء اﻟﻔﻘﻪ وأﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ‬
‫اﻷوﻟﻰ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،2008،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -2‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻧوﯾوى‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺗطورﻫﺎ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻣن ‪2006،‬‬
‫ص‪.73 ،‬‬

‫‪63‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﻧواع اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺿد ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﯾﻧﻘﺳم اﻟﺗظﻠم اﻹداري إﻟﻰ ﺗظﻠم وﻻﺋﻲ رﺋﺎﺳﻲ وﻫذا ﻣﺣددﻩ اﻟﻔﻘﻪ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺣﺳب اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ‬

‫ﯾﻘدﻣﻬﺎ إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻗﺳﻣﻪ أﯾﺿﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻷﺛر اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ إﻟﻰ ﺗظﻠم اﺧﺗﯾﺎري‪ ،‬وﺗظﻠم‬

‫وﺟوﺑﻲ‪:‬‬

‫أﻧواع اﻟﺗظﻠم ﺑﺣﺳب اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻘدم إﻟﯾﻬﺎ اﻟطﻌن‬

‫ﺣﺳب ﻣﺎ ﺗم ذﻛرﻩ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻟﺗظﻠم اﻹداري إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫أ‪-‬اﻟﺗظﻠم أﻟوﻻﺋﻲ ﺿد ﻗ اررات اﻟﻧﻘل‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﺗظﻠم اﻟذي ﯾﺗﻘدم ﺑﻪ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن إﻟﻰ ﻣﺻدر‬

‫اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ذاﺗﻪ ﺑﺷﻛوى وذﻟك ﺑﺷﻛوى ﺑطﻠب ﻣﻧﻪ ﻓﯾﻬﺎ أن‬

‫ﯾﻌﯾد اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻟذي أﺻدرﻩ ﺑﺳﺣﺑﻪ أو إﻟﻐﺎءﻩ أو ﺗﻌدﯾﻠﻪ أو ﺗﻌدﯾﻠﻪ وذﻟك ﺣﺳب‬

‫اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ ﻣﺻدر اﻟﻘرار‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗظﻠم أﻟوﻻﺋﻲ ﻣن أﺿﻌف أﻧواع اﻟﺗظﻠﻣﺎت وذﻟك ﻟﻌدم ﺗواﻓر وﺻف اﻟﺣﯾدة‬

‫واﺟﺗﻣﺎع ﺻﻔﺔ اﻟﺧﺻم واﻟﺣﻛم ﻓﯾﻣن ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﺗظﻠم‬

‫وﺣﺳب درﺟﺔ اﻗﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﺑﺎﻻدﻋﺎءات اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﻣوظف‪ ،‬وﻛذا ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻗد ﻻ‬

‫ﺗرد أﺻﻼ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗﻣﺎس اﻟﻣﻘدم ﻣن اﻟﻣوظف‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻌد ﺳﻛوﺗﻬﺎ رﻓﺿﻬﺎ ﺿﻣﻧﯾﺎ‬
‫‪1‬‬
‫ﻟﻠﺗظﻠم‪.‬‬

‫ب‪-‬اﻟﺗظﻠم اﻟرﺋﺎﺳﻲ‬

‫وﻫو اﻟذي" ﯾﺗم ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻟدى اﻟرﺋﯾس اﻹداري اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺷﺧص اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺈﺻدار اﻟﻘرار ﻣﺣل‬

‫اﻟطﻌن‪ ،‬وذﻟك ﻣن أﺟل ﺳﺣب اﻟﺟزاء أو ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﻋﻧدﻣﺎ‬

‫‪ -1‬د‪/‬ﻣﺣﻣد ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ ،1985‬ص‬
‫‪.112‬‬

‫‪64‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺗﺛﺑت ﻋم ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ"‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗظﻠم اﻟرﺋﺎﺳﻲ أﻛﺛر ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﺗظﻠم أﻟوﻻﺋﻲ‪ ،‬وذﻟك ﻟﺗوﻓر‬

‫اﻟﺣﯾﺎد ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻘدم إﻟﯾﻬﺎ اﻟطﻌن وذﻟك ﺷرط أن ﻻ ﯾﺗﺟﺎﻫل اﻟرﺋﯾس اﻹداري اﻟﺟﻬﺔ‬

‫ﻣﺻدرة اﻟﻘرار‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أﻧﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف‬

‫اﻟﻌﺎم ‪ ،‬أو ﺳﺣﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻓﯾﺟب أﻻ ﯾﺗم ذﻟك إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺷوﺑﺔ ﺑﺧطﺄ واﺿﺢ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق‬

‫اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬أو ﻋدم اﻟﺗﻧﺎﺳب اﻟﺻﺎرخ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﻌﻘوﺑﺔ‪ ،‬أو اﻧﻌدام اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻹداري اﻟﻣﺣﻛم‪،‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﺗرﺗﺑت ﻋﻧﻬﺎ ﺣﻘوق ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻐﯾر‪ ،‬وذﻟك ﻗﺻد اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺑﺔ اﻹدارة ‪ 1،‬ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗظﻠم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ﻗد ﯾﻛون أﻛﺛر ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺗظﻠم‬

‫اﻟوﻻﺋﻲ‪ ،‬ﻧظ ار ﻟﺗواﻓرﻩ ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣن اﻟﺣﯾﺎد وﻫذا ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺔ‪.‬‬

‫ج‪-‬اﻟﺗظﻠم أﻣﺎم ﻟﺟﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ‬

‫اﺳﺗﺣدث اﻟﻣﺷرع ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة ‪ 13‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪ 58-85‬ﻟﺟﻧﺔ ﻟﻠطﻌن ﻓﻲ ﻛل و ازرة و‬

‫ﻓﻲ ﻛل وﻻﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺧﺗص ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﻘل اﻵﺗﯾﺔ ‪:‬‬

‫"ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﺗﺳرﯾﺢ و اﻟﺗﻧزﯾل و اﻟﻧﻘل اﻹﺟﺑﺎري ﻋﻠﻰ أن ﺗﺣدد ﺑﻣرﺳوم اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ و‬

‫ﺗﺷﻛﯾﻠﻬﺎ و ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ و ﻋﻣﻠﻬﺎ"‪،‬و ﻟﻛن و ﻟﻌدم ﺻدور ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﻓﺈن اﻟﻧﺻوص اﻟﺧﺎﺻﺔ‬

‫ﺑﻠﺟﺎن اﻟﺗظﻠم اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم ‪ 10-84‬ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗطﺑق‪،‬و ﺗﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣن‬

‫أﻋﺿﺎء ﯾﻣﺛﻠون اﻟﻣوظﻔﯾن و أﻋﺿﺎء ﯾﻣﺛﻠون اﻹدارة ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ و ﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪24‬‬

‫ﻣن ﻣرﺳوم ‪ 10-84‬ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣددة ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻋﻘوﺑﺎت‬

‫اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ وﻛذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺎﻋد اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ و ﻧﻧوﻩ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل إﻟﻰ‬

‫أن اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺟﺎﺋز ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ و‬
‫‪2‬‬
‫اﻟراﺑﻌﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪/‬ﻛﻣﺎل رﺣﻣﺎوي ‪ ،‬ﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬طﺑﻌﺔ ‪.2004‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 175‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪، 03-06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫و ذﻟك ﻓﻲ أﺟل أﻗﺻﺎﻩ ﺷﻬر واﺣد اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرار ﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت ﻣدة اﻟطﻌن‬

‫ﻣﺣددة ﺑـ ‪ 15‬ﯾوﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ و ﻧرى أن ﻫذا‬

‫ﻣردﻩ إﻟﻰ ﺧطورة اﻟﺗﺻرف اﻟﻣرﺗﻛب اﻟذي ﯾﺻل ﺣﺗﻰ إﻟﻰ اﻟﻧﻘل اﻹﺟﺑﺎري و اﻟﺗﺳرﯾﺢ اﻟذي‬

‫ﯾﻣس ﺑﻣرﻛز اﻟﻣوظف أﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣن اﻟدرﺟﺗﯾن اﻷوﻟﻰ و اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻘد ﺧول اﺗﺧﺎذ‬
‫‪1‬‬
‫ﻗرار اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣﺑﻧﯾﺎ أﺛرﻩ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺣو ﻛل أﺛر ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﻠف اﻟﻣﻌﻧﻲ‪.‬‬

‫و ﻧﺗﺳﺎءل ﻋن ﻫدف ﻣن رد اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺟدﯾد ﻟﻘﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ‬

‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪،‬طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﻣﻧﺢ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻣﻘﺗرف ﻟﺧطﺄ ﻣن اﻟدرﺟﺗﯾن اﻷوﻟﻰ و اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ أﺣﻘﯾﺗﻪ‬

‫ﻟﻠطﻌن اﻹداري ﺣﺗﻰ و ﻟو ﻛﺎﻧت ﻗﻠﯾﻠﺔ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺧطﺎء ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ و‬

‫اﻟراﺑﻌﺔ ﻓﯾﺑﻘﻰ ﻟﻬﺎ أﺛر و ﻣﺳﺎس ﺑﻣرﻛز اﻟﻣوظف‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﺗﻌدﯾل اﻷﺧﯾر ﻟم ﯾﺗدارك ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎﺋص‪ ،‬ﻓﻣن ﺟﻬﺔ ﻧص ﻋﻠﻰ‬

‫أي اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ دون أن ﯾﻌﯾد اﻟﻧظر ﻓﻲ‬ ‫وﺻف آﺧر ﻟﻠﻌﻘوﺑﺎت‬

‫اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻟﺟﻧﺔ اﻟطﻌن اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺳﯾرﻫﺎ و ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬

‫ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت‪.‬‬

‫و ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻧﺟد أن اﻟﻣرﺳوم ‪ 10-84‬ﻧص ﻋﻠﻰ وﺟوب أن ﯾﺗﻘدم اﻟﻣوظف ﺑﺗظﻠﻣﻪ‬

‫إﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﻠﺔ ﻻ ﺗﺗﻌدى ‪ 15‬ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن أن أﻣر‬

‫‪ 03-06‬ﻗد ﺣددﻫﺎ ﺑﺷﻬر واﺣد ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬

‫و اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﺗظﻠم أﻣﺎم ﻟﺟﻧﺔ اﻟطﻌن اﻟﻣﺣدﺛﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم ‪ 10-84‬ﯾوﻗف‬

‫ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻛﻣﺎ أن ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟطﻌن اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل‬

‫‪ -1‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 176‬ﻣن اﻷﻣر ‪ ،03-06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم أو ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ أو ﺳﺣﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﺳؤال ﯾطرح ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻟﻬذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺳﻠطﺔ‬

‫ﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺔ ؟‬

‫و اﻟﺟواب ﻫو أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻧص ﺻرﯾﺢ ﯾﺧول ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗظﻠم ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ إﻻ إذا‬

‫ﺗﻘدﻣت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺑﺗظﻠم آﺧر‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل‬

‫اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم أو ﺳﺣﺑﻬﺎ ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟﻔﺎﺿﺢ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون أو‬
‫‪1‬‬
‫ﻋدم اﻟﺗﻧﺎﺳب ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ و اﻟﻌﻘوﺑﺔ أو اﻧﻌدام اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻹداري اﻟﻣﺣﻛم‪.‬‬

‫و ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗظﻠم اﻹداري آﺧر ﻣرﺣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻹدارﯾﺔ وﺟب أن ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ‬

‫ﺷروط ﺣﺗﻰ ﯾﻌﺗد ﺑﻪ و ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ أن ﯾﻛون اﻟﺗظﻠم ﻣن ﻗرار ﻧﻬﺎﺋﻲ ﺑﻧﻘل ﻣوظف ﻋﻣوﻣﻲ‪،‬‬

‫ﺻدر ﻋن اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗدم ﻟﻬﺎ أو ﻣن ﺟﻬﺔ إدارﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ رﺋﺎﺳﯾﺎ‪ ،‬أن ﯾﻛون‬

‫اﻟﺗظﻠم ﺻرﯾﺢ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻬدف إﻟﯾﻪ ﻣن ﺗﻌدﯾل أو ﺳﺣب أو إﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻹداري ﺑﺣﯾث ﺗدل‬

‫و ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك‪ ،‬ﻓﺈذا اﻗﺗﺻر اﻟﺗظﻠم ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد ﻣﻌرﻓﺔ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ دﻓﻌت‬ ‫ﻋﺑﺎرﺗﻪ‬

‫اﻹدارة إﻟﻰ إﺻدارﻩ أو طﻠب اﻟﻣﺗظﻠم ﺗﺄﺧﯾر ﺗﻧﻔﯾذ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺗرﺗب أﺛرﻩ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪/‬ﻛﻣﺎل رﺣﻣﺎوي ‪ ،‬ﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ص‪.161‬‬

‫‪67‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻘرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺗرﺟﻊ ﻧﺷﺄة ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﻔﻬوم ﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ﻣن‬

‫ﺳﯾطرة اﻟدوﻟﺔ‪،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺣﻘوق اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻔرد ﻻ ﺗﺧﺿﻊ إﻻ ﻟﻠﺿواﺑط‬

‫واﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ رﺳﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫إﻻ أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﺳﻠطﺔ أن ﺗﺗدﺧل ﻟﻠﺣد ﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺿﺎرة ﻣن ﺧﻼل ﻧﺻوص‬

‫ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ واﺿﺣﺔ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻓﺈن ﻣﺑد اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﯾﻣﺛل ﻋﻠﻰ ﺣد ﻓﺎﺻﻼ ﺑﯾن اﻟﺣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‬

‫واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ 1.‬وﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻟﻪ ﻗﯾﻣﺔ دﺳﺗورﯾﺔ‪ 2،‬وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺗﺟرﯾم واﻟﻌﻘﺎب‪،‬‬

‫أن اﻟﺷﺎرع وﺣدﻩ ﻫو اﻟذي ﯾﻘرر أي اﻷﻓﻌﺎل ﯾﻌد ﺟرﯾﻣﺔ‪.‬‬

‫وأﻧﻪ اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻛل ﻣﻧﻬﺎ ‪ .‬وﯾﻘﺗﺻر دور اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق‬

‫ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ دون إﺿﺎﻓﺔ أو ﺣذف‪ 3،‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‬

‫اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻘﯾد ٕواﻟزام اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟزاءات اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‬

‫ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﻣﻠك ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب أن ﺗﺑدع ﺟزاءات ﺟدﯾدة‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻣﺣددة‬

‫ﺳﻠﻔﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون‪ 4،‬وﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﺗﻘﯾد ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﺑﺎﻟﺟزاءات اﻟﻣﻘررة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺷرع‪،‬‬

‫ﺑل ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ أﯾﺿﺎ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻘﯾود اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻠﺟزاء‪،‬وﻣن ﺛم إذا أرادت ﺳﻠطﺔ‬

‫اﻟﺗﺄدﯾب إﻧذار اﻟﻣوظف‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺟوز اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻔظ اﻹﺧطﺎر‪ ،‬أو اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ‪ ،‬إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ‬

‫اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻏﯾر واردة ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺟزاءات‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺑﯾن ﻣراﻋﺎة اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻧﺻوص‬

‫‪ -1‬رﻓﺎﻋﻲ ﺳﯾد ﺳﻌﯾد‪ ،‬ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺻوص اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‪، 1990،‬‬
‫ص ‪.324‬‬
‫‪ -2‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 46‬ﻣن دﺳﺗور ‪ ،1996‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬
‫دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‬ ‫‪ -3‬رﻓﺎﻋﻲ ﺳﯾد ﺳﻌﯾد ‪ ،‬ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺻوص اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫‪ ،1990،‬ص ‪ ،319‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫‪ -4‬د‪/‬ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪،1979‬‬
‫ص‪.504‬‬

‫‪68‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫واﺧﺗﯾﺎر اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﺗﻣل اﻟﺗﺄوﯾل‪ ،‬وﻫذا ﻣﻣﺎ ﯾﻧطوي ﻋﻠﯾﻪ ﺷﻛل اﻟﺟزاء‪ ،‬أﻣﺎ ﻣن‬

‫اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺟزاء ﻻ ﯾﻣس ﺳوى اﻟﺣﯾﺎة اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف‪ ،‬اذ ﻻ ﯾﺗﻌدى ﻫذا‬

‫اﻹطﺎر ﻟﯾﺷﻣل ﻣﺛﻼ ﺣرﯾﺗﻪ أو ﻣﺎﻟﻪ أو اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻛراﻣﺗﻪ ﻛﺗوﺟﯾﻪ اﻻﻫﺎﻧﺎت اﻟﻘﺑوﻟﯾﺔ أو‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻣن ﺛم ﻓﺈﻧﻪ ﻻﯾﺗرك ﺣرﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺑﻬذا اﻟﺷﺄن‪ ،‬وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن‬

‫اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﺣدﯾد ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﺎﺳﺣﺎ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﺳﻠطﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﺧطﺄ اﻹداري اﻟﻣﻘﺗرف ﻣن ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﻌﻘوﺑﺎت‪.‬‬

‫وﻫﻛذا ﻓﺈن اﻟﺷرﻋﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻌد أﺻﻼ ﻣن أﺻول اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﯾوﺟد ﻣﺑدأ أﺧر‬

‫ﯾﺣد ﻣن ﻫذا اﻷﺻل‪ ،‬أﻻ وﻫو ﻣﺑدأ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺣرﯾﺔ‬

‫واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣن ﺑﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻺدارة ﺗﺧﺗﻔﻲ إذا ﻧص اﻟﻘﺎﻧون‬

‫ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد ﻋﻘوﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﺧطﺄ ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻣﺣدد‪.‬‬

‫ﻫذا وﻗد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺟوز‬

‫ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ أن ﺗﺳﻠط ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻋﻘوﺑﺎت ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬

‫ﻓﺈن اﻹدارة ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺎﺣﺗراﻣﻪ‪ ،‬وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻗﺳم ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺟزاﺋري اﻟﺣﺎﻟﻲ‬

‫اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ إﻟﻰ أرﯾﻊ درﺟﺎت ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺧطورة اﻷﺧطﺎء اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ‪ 3،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻋﻘوﺑﺔ‬

‫اﻟﻌزل اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 184‬ﻣن اﻷﻣر ‪ 03-06‬ﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻣﻧﺻور إﺑراﻫﯾم اﻟﻌﺗوم ‪ ،‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.140-139‬‬
‫‪ -2‬رﻣﺿﺎن ﻣﺣﻣد ﺑطﯾﺦ ‪ ،‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻌﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم وﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل ﻓﻘﻬﺎ وﻗﺿﺎء‪ ،‬دار‬
‫اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،1999‬ص‪.128‬‬
‫‪ -3‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 163‬ﻣن اﻷﻣر ‪ ،03-06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫وﻧﺟد أن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﻗد طﺑق ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺣﺎﻻت‪ ،‬ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻹﻟﻐﺎء‬

‫اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ‪ ،‬ﻧظ ار ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ‬

‫ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻟﻘ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻗﺎم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺗﻌرﯾف دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﺣﺳب وﺟﻬﺎت ﻧظر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻛﻧﻬﺎ‬

‫ﻣﺗﻔﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر‪ ،‬وﻗد ﻗﺎم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدﻛﺎﺗرة ﺑﺗﻌرﯾف دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻣﻧﻬﺎ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء‬

‫ﻫﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻌﻬﺎ أﺻﺣﺎب اﻟﺷﺄن واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣن اﻹﻓراد‪ ،‬أو اﻟﻣوظﻔﯾن‬

‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن أو اﻟﻬﯾﺋﺎت أﻣﺎم ﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﺧﺗص ﺑطﻠب إﻟﻐﺎء اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ‬

‫اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ‪.‬‬

‫و ﻫﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻫﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗررﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻼﻓراد ذوي‬

‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠطﻌن أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺷروﻋﺔ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وطﻠب إﻟﻐﺎﺋﻬﺎ‪.‬‬

‫و ﯾﻘﺻد أﯾﺿﺎ ﺑدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﺗﻠك اﻟدﻋوى اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻌﻬﺎ أﺣد اﻹﻓراد إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء‬
‫‪2‬‬
‫اﻹداري‪ ،‬ﺑطﻠب إﻋدام ﻗرار إداري ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫اﻟﺗﻲ ﯾﺣرﻛﻬﺎ‬ ‫اﻟدﻋوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﯾﻧﺔ أو اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ‬ ‫و ﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ‬

‫وﯾرﻓﻌﻬﺎ أﺻﺣﺎب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ‪ ،‬أﻣﺎم ﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﺧﺗص طﺎﻟﺑﯾن‬

‫ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗرار إداري ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻏﯾر ﻣﺷروع‪ ،‬وﺗﻧﺣﺻر ﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺧﺗص‬

‫‪ -1‬د‪/‬ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي ‪ :‬ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟزاﺋري اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬
‫دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،1994 ،‬ص‪.103‬‬
‫‪ -2‬د‪/‬ﻣﺣﻣد ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ ،1974‬ص‬
‫‪.112‬‬

‫‪70‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎرات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻌد م اﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎء‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻘ اررات إذا ﻣﺎ ﺗﺄﻛد ﻣن ﻋدم ﺷرﻋﯾﺗﻬﺎ وذﻟك ﺑﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ذو ﺣﺟﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻣطﻠﻘﺔ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﺷروط اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻟدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻟﻘ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪ -1‬ﻻ ﯾﺣق ﻟﻐﯾر اﻟﻣوظف اﻟﻣذﻧب رﻓﻊ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء‬

‫ﻓﻛل ﻣوظف ﺻدر ﺿدﻩ ﻗرار ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ طﻠب إﻟﻐﺎﺋﻪ‪ ،‬ذﻟك أن اﻹدارة ﺣﯾﻧﻣﺎ‬

‫ﺗﺗﺧذ ﻗرار ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ‪ ،‬ﺗﻛون ﻗد أﻋﺗدت ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف ﻟﻺﺧﻼل ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬

‫وﺿﻌت ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد وﺑﺻﻔﺗﻬﺎ اﻟﺳﺎﻫر اﻷول ﻋﻠﻰ‬

‫ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻌﻣل داﺧل ﻫذﻩ اﻟﻣراﻓق ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻫو‪:‬‬

‫اﻟﻘرار اﻹداري اﻟذي ﺗﻔﺻﺢ ﻓﯾﻪ اﻹدارة ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺗطﻠﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻋن إرادﺗﻬﺎ‬

‫اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺳﻠطﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ ﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ إﻧزال اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‬

‫اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣوظف اﻟذي أﺧل ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ وﯾﺄﺗﻲ ﻋﻣﻼ ﻣن‬

‫اﻷﻋﻣﺎل ﻟﻠﻐﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﯾﻪ أو ﯾﺧرج ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟواﺟب ﻓﻲ أﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب‬

‫أن ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻪ أو اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺎط ﺑﻬﺎ وﯾﺧل ﻓﻲ أداﺋﻬﺎ ﺑﺎﻟدﻗﺔ واﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ‪ 2،‬وﺑﻬذا‬

‫ﯾﻛون اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻻ ﯾﺧرج ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻋن اﻟﻘرار اﻹداري‬

‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻛل ﻋﻣل ﻗﺎﻧوﻧﻲ إﻧﻔرادي ﺑﺻدر ﺑﺈرادة إﺣدى اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﺑﺣدث‬

‫اﺛﺄر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺟدﯾد أو ﺗﻌدﯾل أو إﻟﻐﺎء ﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻗﺎﺋم‪ 3،‬وﻧﺟد‬

‫‪ -1‬د‪/‬ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي ‪ :‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﺑﯾن ﻋﻠم اﻹدارة واﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪،‬‬
‫ص‪.106‬‬
‫‪ -2‬ﯾﺣﻲ ﻗﺎﺳم ﻋﻠﻲ ﺳﻬل‪ ،‬ﻓﺻل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ دﻛﺗوراﻩ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪2005،‬‬
‫‪ -3‬د‪/‬ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي‪ ،‬دروس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪،1984 ،‬‬
‫ص‪.215‬‬

‫‪71‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﯾﺗﺣد ﻣﻌﻪ ﻓﻲ أرﻛﺎﻧﻪ و ﻻﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﻪ إﻻ‬

‫ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﻪ اﺧﺗﻼﻓﺎ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ رﻛن اﻟﻬدف‪ ،‬ﻵن اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل‬

‫اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ‪ ،‬ﯾﺳﺗﻬدف إﻧزال اﻟﺟزاء ﺑﺎﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن‬

‫ﺛﺑﺗت إداﻧﺗﻬم ﻓﻲ اﻹﺧﻼل ﺑﻣﻬﺎﻣﻬم اﻟوظﯾﻔﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻊ أن ﻛل ﻣن اﻟﻘ اررﯾن اﻹداري واﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‬

‫ﯾﺳﺗﻬدﻓﺎن اﻧﺗظﺎم ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫‪ -2‬ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف اﻟطﺎﻋن اﺣﺗرام اﻟﺷروط اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ‬

‫واﻟﺗﻲ ﺗﻧدرج أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﺣﺗرام ﻗﺎﻋدة اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﻧوﻋﯾﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﻣوظف اﻟﻣﻌﻧﻲ أن ﯾرﻓﻊ طﻌﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﯾﻌﺎد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺣﺳب ﻣﺎ ﺗوﺿﯾﺣﻪ اﻟﻣﺎدﺗﯾن‪829‬ﻣن‬

‫ﻗﺎﻧون‪.‬‬

‫اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪.‬ﺣﯾث ﯾﺣدد أﺟل اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ أرﺑﻌﺔ‬

‫أﺷﻬر‪ ،‬ﯾﺳري ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻘرار اﻟﻔردي أو ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻘﺎر‬

‫اﻹداري اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ أو اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ واﻟﻣﺎدة ‪- 830‬ﯾﺟوز ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻘرار اﻹداري ﺗﻘدﯾم‬

‫ﺗظﻠم إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﺻدر اﻟﻘرار ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪829‬‬

‫أﻋﻼﻩ‪،.‬وﺑﻌد ﺳﻛوت اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗظﻠم أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرد ﺧﻼل ﺷﻬرﯾن ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗ ار ار‬

‫ﺑﺎﻟرﻓض وﯾﺑدأ ﻫذا اﻷﺟل ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻛوت اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺳﺗﻔﯾد‬

‫اﻟﻣﺗظﻠم ﻣن أﺟل ﺷﻬرﯾن ﻟﺗﻘدﯾم طﻌﻧﻪ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﺳري ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﺗﻬﺎء أﺟل اﻟﺷﻬرﯾن‬

‫اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘرار أﻋﻼﻩ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رد اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺧﻼل اﻷﺟل اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻬﺎ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ﯾﺑدأ ﺳرﯾﺎن أﺟل ﺷﻬرﯾن ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟرﻓض‪.‬‬

‫‪ -1‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 40‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ‪ 01/98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1998/05/30‬اﻟذي ﯾﻧظم وﯾﺣدد اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻛﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺷرط اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﯾﻌد ﻣن اﻟﺷروط اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻟﻘﺑول دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء‬
‫‪1‬‬
‫ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﻻ دﻋوى ﺑدون ﻣﺻﻠﺣﺔ‪.‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﺷرط اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ وﺟودﻩ ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻣن ﻣرﻛز ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن اﻟطﺎﻋن‬

‫اﻟذي ﯾﺷﻛل اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ﻣﺳﺎﺳﺎ ﺑﻣرﻛزﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻫﻲ‬

‫اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣق اﻟﻣدﻋﻰ اﻟطﺎﻋن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟطﻠﺑﻪ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺷرط اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻬﻲ أن ﯾﻛون اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ‪.‬‬

‫ﺑﻣﺎ أن اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﯾﻌﺗﺑر ﻗرار إدارﯾﺎ‪ ،‬وﻫذا طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ‬

‫ﺻدر ﻣﺳﺗوﻓﯾﺎ وﻗﺎﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ أرﻛﺎﻧﻪ وﻣﺗوﻓ ار ﻋﻠﻰ ﺷروطﻪ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ‪،‬‬

‫ﻛﺎن ﻗ ار ار ﺷرﻋﯾﺎ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﻟﺣﻘﻪ ﻋﯾب ﻣن ﻋﯾوب ﻋدم اﻟﺷرﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺗﻌﯾن‬

‫ﻟﻌرﺿﻪ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﻘرﯾر ﻋدم اﻟﺷرﻋﯾﺔ‬
‫‪2‬‬
‫ووﺟب اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ وﻫدم أﺛﺎرﻩ‪.‬‬

‫وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻟﯾﺳت رﻗﺎﺑﺔ‬ ‫وﺗﻬدف ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ أن رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء رﻗﺎﺑﺔ ﺷرﻋﯾﺔ‬

‫ﻣﻼﺋﻣﺔ‪ ،‬ﻵن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﯾراﻗب ﻣدى ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف‬

‫اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﻌﯾوب اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺑطﻼﻧﻪ وﻟﯾس ﻟﻪ أن ﯾراﻗب ﻣدى ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ‬

‫اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺧطﺄ اﻟﻣﻬﻧﻲ إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ‬

‫ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﻌﯾب إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻧد اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‬

‫ﻟﻠﺧطﺄ اﻟﻣﻬﻧﻲ‪ ،‬إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﻌﯾب‬

‫إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻧد أﻋﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻘوﺑﺔ‬

‫اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧطﺄ اﻟﻣﻬﻧﻲ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺳﻧوﻗﺔ ﺳﺎﺋﺢ ‪ :‬اﻟدﻟﯾل اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪.1992‬‬
‫‪ -2‬د‪/‬ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.179‬‬

‫‪73‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪ -3‬اﻟﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟدﻋوى اﻻﻟﻐﺎء ﻟﻘ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن ﺟﻣﻊ اﻷﺳﺑﺎب أو اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ رﻓﻊ دﻋوى‬

‫إﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟذي ﻟﺣﻘﻪ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻓﻲ‬

‫أرﺑﻌﺔ ﺣﺎﻻت وﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻋﯾب اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم؛‬

‫‪ -‬ﻋﯾب اﻟﺷﻛل واﻹﺟراءات ﻓﻲ ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم؛‬

‫‪ -‬ﻋﯾب اﻧﺣراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم؛‬

‫‪ -‬ﻋﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫‪-1‬ﻋﯾب اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﻋﯾب اﻻﺧﺗﺻﺎص أول اﻟﻌﯾوب‪ ،‬ووﺟﻪ اﻹﻟﻐﺎء اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ دﻋوى ﺗﺟﺎوز‬

‫اﻟﺳﻠطﺔ‪ ،‬ﻓﯾﻧﺎط ﺑﺎﻟﻣﺷرع ﺗﺣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎص وﻋﻠﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ أن ﺗﻠﺗزم ﺣدود اﻟﻧص‬

‫ﻛﻣﺎ وﺿﻌﻪ اﻟﻣﺷرع‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺧروج ﻋن ﻗواﻋد اﻻﺧﺗﺻﺎص أو اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ‬

‫ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫وﻋﯾب اﻷﺧﺻﺎص إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﺟﺳﯾﻣﺎ‪ ،‬ﻓﺑﻌد ذﻟك اﻏﺗﺻﺎب اﻟﺳﻠطﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟو‬

‫ﺻدر اﻟﻘرار ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣوظف اﻟﻣﺧﺗص‪ ،‬ﻓﯾﻛون ﻫﻧﺎ اﻟﻘرار ﻣﻌﯾﺑﺎ ﻋدم اﻻﺧﺗﺻﺎص‬

‫اﻟﻣطﻠق‪ ،‬وﯾﻛون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﻧﻌدﻣﺎ وﻋدم اﻷﺛر‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون اﻟﺧروج ﻋن ﻗواﻋد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑدرﺟﺔ ﺑﺳﯾطﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن درﺟﺎت‬

‫اﻟﻌﯾب اﻟذي ﯾﻠﺣق اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﺗﺗﻔﺎوت‪ ،‬ﻓﺄﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﻧﺣدر ﺑﻪ‬

‫إﻟﻰ درﺟﺔ اﻻﻧﻌدام‪،‬وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﻔﺳد اﻟﻘرار‪ ،‬وﻟﻛن ﻻ ﯾؤدي ﺑﻪ إﻟﻰ درﺟﺔ اﻻﻧﻌدام‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ‬

‫ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ‪،‬ﻟﯾﻧدرج ﻋﯾب اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ‬

‫إﺣدى اﻟﺻور‪:‬‬

‫‪74‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪-‬ﻋﯾب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ؛‬

‫‪-‬ﻋﯾب اﻻﺧﺗﺻﺎص أﻟزﻣﺎﻧﻲ؛‬

‫‪-‬ﻋﯾب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ‪ :‬اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت داﺧل‬

‫اﻹدارة واﻋﺗداء ﻫﯾﺋﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ أﺧرى إﻣﺎ أﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﻛﺎﻋﺗداء‪ ،‬ﻫﯾﺋﺔ ﻣرؤوﺳﻪ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺳﻠطﺎت ﻫﯾﺋﺔ ﻋﻠﯾﺎ‪ ،‬أو اﻋﺗداء اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟدﻧﯾﺎ‪،‬أو أن ﺗﻌﺗدي‬

‫ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﯾدان ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣوازﯾﺔ أو ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾدﺧل ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻌﯾب‬

‫أﺳﻠوب اﻟﺗﻔوﯾض‪.‬‬

‫ﻧﺟد اﻟﻣﺎدة ‪ 123‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 59/85‬اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪،‬‬

‫واﻟذي ﯾﻌود ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻌﯾن *اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ* ٕوان ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺎرﻛﻬﺎ ﻓﻲ‬

‫ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻫﯾﺋﺎت أﺧرى ﺑﻧﺻﻬﺎ‪:‬‬

‫ﺗﺧﺗص اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾن‪ ،‬أو اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ‪ ،‬إن اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر‬

‫ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬وﺗﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﻌد اﺳﺗﺷﺎرة ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻣﺟﻠس‬

‫ﺗﺄدﯾﺑﻲ‪.‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻧﺟد ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﺗﻧﻔرد ﺑﻣﻔردﻫﺎ ﻓﻲ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻟﻠﻣوظف‬

‫اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟراﺑﻌﺔ ﻓﺳﺗﻠزم ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ‬

‫اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ أﺳﻠوب اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أﻛدت اﻟﻣﺎدة ‪ 162‬ﻣن اﻷﻣر ‪* : 03/06‬ﺗﺗﺧذ اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ‬

‫اﻟﻧﻘﻠﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻌﯾن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌود اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻔرد ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾﻧﻬﺎ ﺗﺗم اﻟﻌﻘوﺑﺎت‬

‫‪75‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟراﺑﻌﺔ ﺑﻌد أﺧذ اﻟرأي اﻟﻣﻠزم ﻣن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﻛﻣﺟﻠس ﺗﺄدﯾﺑﻲ‪.‬‬

‫‪-2‬ﻋﯾب اﻟﺷﻛل واﻹﺟراءات ﻓﻲ ﻗ اررات اﻟﻧﻘل‬

‫اﻟﺷﻛل واﻹﺟراءات ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻹطﺎر اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟذي‬

‫ﯾظﻬر وﯾﺑرز ارداة اﻹدارة ﻓﻲ إﺻدار ﻗ ارراﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷﻛل ﻫو اﻟﻣظﻬر اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟذي ﯾﺗﺧذﻩ اﻟﻘرار اﻹداري ﻋﻧد ﺻدورﻩ‪ ،‬وﻫو‬

‫اﻹطﺎر اﻟذي ﺗظﻬر ﻓﻲ إرادة اﻹدارة‪ٕ ،‬وان ﻛﺎﻧت اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻘﯾد ﺑﺷﻛل ﻣﻌﯾن‬

‫ﻟﻺﻓﺻﺎح ﻋن إرادة اﻹدارة اﻟﻣﻧﻔردة واﻟﻣﻠزﻣﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻫذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن وﺟود ﺑﻌض ﺷﻛﻠﯾﺎت‬

‫ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻻﻟﺗزام ﺑﻬﺎ ﻛﺷﻛﻠﯾﺔ ﺗﺳﺑﯾب اﻟﻘرار‪.‬‬

‫واﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪ ،‬واﻟﻧﺷر‪ ،‬وﺷﻛﻠﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﺗﺎرﯾﺦ إﺻدار اﻟﻘرار‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾظﻬر اﻹﺟراء اﻟذي‬

‫ﻫو ﺗدﺑﯾر أو إﺟراء ﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار واﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﻛوﯾﻧﻪ وﺗﺷﻛﯾل ﻣﺣﺗواﻩ‪ ،‬وﻫو‬

‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﻘرار اﻹداري ﻣن ﻟﺣظﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ إﺻدارﻩ‪ ،‬أي ﻣﺎ ﻗﺑل‬

‫ﺻﺑﻪ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟذي ﻓﯾﻪ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣﺧرج اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﺣﺗرام‬

‫اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻺﺟراءات واﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌﯾب ﻗ اررﻩ ﻓﺗﺟﻌﻠﻪ ﻋرﺿﺔ ﻟﻠطﻌن‬

‫ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺧﺗص‪.‬‬

‫‪-3‬ﻋﯾب اﻧﺣراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظﻔﯾن‬

‫ﻟﻌل أﺣﺳن ﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻹﺟراء‪ ،‬ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 157-‬ﻣن أﻣر رﻗم‬

‫‪ 03-06‬ﻓﻧﺟد أن اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻧﻘل اﻹﺟﺑﺎري اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة‬

‫‪ -1‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 165‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ 03-06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻓﻲ ‪ 163‬ﻣن ﻧﻔس اﻷﻣر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣﺻﻧﻔﺔ ﻓﻲ اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪،‬‬

‫ﺗﺗﺧذ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄ ﺗﺄدﯾﺑﻲ ارﺗﻛﺑﻪ اﻟﻣوظف‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ اﻟذي ﻫو إﺟراء أو ﺗدﺑﯾر داﺧﻠﻲ‪ ،‬ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻹدارة‬

‫ﻟﺿرورة ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬دون أن ﺗﺳﻧد ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ ﺧطﺄ ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻣن اﻟﻣوظف ﻣﺣل‬

‫اﻟﻧﻘل‪ ،‬ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ -158-‬ﻣن ﻧﻔس اﻷﻣر اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ‬

‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﯾﻌﺗﺑر ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣوظف ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻟﯾس ﺣﻘﺎ طﻠﯾﻘﺎ ﻣن ﻛل ﻗﯾد ن ﺑل ﻫو‬

‫ﻣﻘﯾد وﻣﺷروط ﺑﺗﺑﺎع إﺟراءات ﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن ال اﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب‬

‫و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﻘﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻘل اﻹﺟﺑﺎري‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻋﻧد اﺗﺧﺎذﻩ‪ ،‬ﻋﻛس إﺟراءات اﻟﻧﻘل‬

‫اﻹﺟﺑﺎري‪.‬‬

‫وﺗظﻬر ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻧﺣراف ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ‪ ،‬أﺛﻧﺎء ﻟﺟوء اﻹدارة ﻹﺟراء‬

‫اﻟﻧﻘل ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﯾس ﺑﻬدف ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻟﻬدف ﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف اﻷﻣر‬

‫ﯾﺟﻌل ﻣن ﻫذا اﻹﺟراء ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻘوﺑﺔ ﻣﻘﻧﻌﺔ‪ ،‬ﺗﺣت ﺳﺗﺎر ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل داﺧل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾظﻬر وﺟﻪ اﻻﻧﺣراف ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﺑﺟﻼء‪ ،‬إذا ﻗﺎﻣت اﻹدارة ﺑﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺑﺈﺟراء ﻏﯾر ذﻟك اﻟﻣﻘرر ﻟﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪ ،‬ﻓﺗﺟﺎﻫل اﻹدارة ﻟﻺﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾب‬

‫و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﻘﻠﯾﺔ ﺑﻠﺟوﺋﻬﺎ إﻟﻰ إﺟراء اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف‪ ،‬ﯾﻌد اﻧﺣراﻓﺎ ظﺎﻫ ار‬

‫ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻣﻛن اﻟﻣوظف ﻣن ﻣواﺟﻬﺔ ﻗرار اﻟﻧﻘل أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري‬

‫ﺗﺣت ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺗﻌﯾن اﻹدارة ﺑﺈﺟراء اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ ﺑذﻟك‬

‫أﻏراض ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﻌﯾدة ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻘرر ﻣن أﺟﻠﻪ ﻫذا اﻹﺟراء‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟو ﻗﺎﻣت ﺑﻧﻘل‬

‫اﻟﻣوظف إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺔ أﺧرى اﻧﺗﻘﺎﻣﺎ ﻣﻧﻪ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻬدف ﻣن ﻫذا اﻹﺟراء‪.‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺣدﯾث اﻟﻧﺷﺄة ﻋﻧد ﻣﻘﺎرﻧﺗﻪ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ‪ ،‬ﺑﺣﯾث‬

‫ﻛﺎن ﻧظﺎم وﺣدة اﻟﻘﺿﺎء ﻫو اﻟﻣطﺑق ﻟﻌﻘود طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟزﻣن‪ ،‬ﻓﺎﻻﺧﺗﺻﺎص ﯾﻧظر اﻟطﻌون‬

‫‪77‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻛﺎن ﻣوزﻋﺎ ﺑﯾن اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬وﻛذا اﻟﻐرﻓﺔ‬

‫اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ إﻻ أﻧﻪ ﺑﻣو ﺟب دﺳﺗور ‪ 28‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ 1996‬ﺗم اﺳﺗﺣداث ﻧظﺎم‬

‫ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬وﺗﺄﺳﯾس ﻫﯾﺋﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ إدارﯾﺔ ﺟدﯾدة‪ ،‬ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪،‬‬

‫وﻣﺣﺎﻛم إدارﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﻧص اﻟدﺳﺗور‪ 1‬ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻛﻬﯾﺋﺔ ﻣﻘوﻣﺔ ﻷﻋﻣﺎل‬

‫اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗم إﺻدار اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ‪ 01/98‬اﻟﺧﺎص ﺑﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‬
‫‪2‬‬
‫)‪(2‬واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ‪ 02/98‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫‪-4‬ﻋﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون‬

‫ﻋﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻣن أﻫم أوﺟﻪ اﻹﻟﻐﺎء وأﻛﺛرﻫﺎ وﻗوﻋﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‪ ،‬وأن‬

‫رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﯾﻪ ﻟﯾﺳت ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻋﯾﺑﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص واﻟﺷﻛل‬

‫أو اﻹﺟراءات‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻫﻲ رﻗﺎﺑﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺟوﻫر اﻟﻘرار وﻣوﺿوﻋﻪ ﻟﺗﻛﺷف ﻋن‬

‫ﻣطﺎﺑﻘﺗﻪ أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻗد أﺷﺎر اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺻري‪ 3،‬إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻛﺎل وأوﺿﺎع ﺗظﻬر‬

‫ﻓﯾﻬﺎ ﺻور ﻋﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟواﺿﺣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺗﺻرﻓﺎت ﻋﻣدﯾﻪ ﺻرﯾﺣﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت‬

‫اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻬﺎ وذﻟك ﺑﺗﺟﺎﻫﻠﻬﺎ واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻏﯾر ﻣوﺟودة‪ ،‬وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻛن‪ ،‬أو‬

‫ﺗﻣﺗﻧﻊ ﺳﻠﺑﺎ ﻋن اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﺗوﺟﯾﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾؤدي ﺑﻘرارﻫﺎ‬

‫‪ -1‬دﺳﺗور ‪ 28‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ 1996‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‬


‫‪ -2‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ‪ 02/98‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻدارﯾﺔ‬
‫‪ -3‬ﻋﻠﻲ ﺟﻣﻌﺔ ﻣﺣﺎرب ‪ :‬اﻟﺗﺄدﯾب اﻻداري ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدارﯾﺔ ‪،‬‬
‫‪.2004‬‬

‫‪78‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ أو اﻟﺳﻠﺑﻲ إﻟﻰ وﺻﻔﻪ ﺑﻌﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون وﯾﺻﺑﺢ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠطﻌن ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء‪،.‬‬

‫ﻛﺎﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ‬

‫اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺧﺎطﺊ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫ﻗد ﺗﻌﻣد اﻹدارة إﻟﻰ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر وﺟﻪ ﺻﺣﯾﺢ ﻣﻊ وﺿوح‬

‫اﻟﻧص وﻋدم ﻏﻣوﺿﻪ‪ ،‬وﻗد ﯾﺧﺗﻠط ﻫﻧﺎ اﻟﻌﯾب اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﺣل ﺑﻌﯾب اﻟﻐﺎﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗﻌﯾن‬

‫اﻟﺑﺣث ﻋن ﻧﯾﺔ اﻹدارة وﻗﺻدﻫﺎ ﻣن وراء ﻫذا اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻧﺣرف اﻟﻣﻐﻠوط‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫أﻧﻪ ﻻ وﺟﻪ ﻷﻋﻣﺎل أدوات اﻟﺗﻔﺳﯾر‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﯾﻛون اﻟﻐﻣوض وﻋدم اﻟوﺿوح ﯾﻛﺗﻔﯾﺎن اﻟﻧص‬

‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺈن ﻗﺎﻣت اﻹدارة ﺑﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧص اﻟذي ﯾﻛﺗﻧﻔﻪ اﻟﻐﻣوض وﯾﻠﻔﻪ ﻋدم اﻟوﺿوح‪ ،‬ﻓﺈن‬

‫اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر ﯾﻛون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺑوﻻ‪،‬وﻫو اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ ﺗطﺑﯾﻘﻪ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾﻧﻬﺎ ﯾدﺧل‬

‫ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺧﺎطﺊ‪ ،‬ﻟﻠﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎول اﻹدارة ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺧطﺄ أن ﺗﻣد ﻧطﺎق اﻟﻘﺎﻋدة‬

‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺣﺎﻻت ﻻ ﺗﺷﻣﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺛل إﺿﺎﻓﺔ ﻋﻘوﺑﺎت ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻏﯾر ﻣﻧﺻوص‬

‫ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﺗﻛون اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻣﺑدأ ﻻ ﻋﻘوﺑﺔ إﻻ ﺑﻧص ﺳواء ﻛﺎن ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ أو ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ‪.‬‬

‫اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻘرار أو ﻋدم ﺷرﻋﯾﺗﻪ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ وﻗوﻋﻬﺎ واﺳﺗﺧﻼﺻﻬﺎ ﻣن أﺻول‬

‫ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻣن ﻣﺳﺗﻧدات وأوراق ﺗﺛﺑت وﺗرﺗب اﻷﺛر ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻻن اﻟﻣﺷرع ﯾﺷﺗرط ﺑذﻟك ﺗطﺑﯾق‬

‫اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘق واﻗﻌﺔ ﻣﺣددة ﺑﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا أﻗﺗﺿﻰ اﻟﻣﺷرع أن ﯾﻘﻊ ﻣن‬

‫اﻟﻣوظف ﻣﺎ ﯾﺧل ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟوظﯾﻔﺔ أو ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎن ﻋدم إﺧﻼل اﻟﻣوظف ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ وظﯾﻔﺗﻪ‬

‫أو اﻟﺧروج ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﺗﺣﻘق ﻣﻌﻪ اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗرﺗب اﻹدارة ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘوﺑﺔ‪،‬‬

‫وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻘرار اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون‪،‬‬

‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﻌﯾن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻘرار ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫وﻣن ﺗوﺿﯾﺢ أﻛﺛر ﻟﻌﯾب ﺧرق اﻟﻘﺎﻧون وﺟب اﻟﺗطرق اﻟﻰ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺳﺑب ورﻗﺎﺑﺔ‬

‫اﻟﻣﺣل‬

‫أ ‪ -‬رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺳﺑب‬

‫وﺗﻌﻧﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ أو اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث أوﻻ‪ ،‬ﻓﺗوﺣﻲ ﻟرﺟل اﻹدارة ﺑﺈﻣﻛﺎن‬

‫ﺗدﺧﻠﻪ ٕواﺻدارﻩ ﻗ ارراﻩ‪ ،‬وﻣن ﻫذا ﻓﺈن اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺗﺷﺗرك ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺑب وﻋﻠﻰ اﻟﻐرض‬

‫وﻫﻲ ﺗﺻب ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺋﻊ‪ ،‬اﻷوﻟﻰ وﻗﺎﺋﻊ داﻓﻌﺔ ﻹﺻدار اﻟﻘرار واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺣﯾطﺔ‬

‫ﺑﺈﺻدار اﻟﻘرار‪ ،‬ﻫذا وا‪ ،‬اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾراﻗب اﻟواﻗﻌﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺷرﻋﯾﺗﻬﺎ وﻣدى اﺗﻔﺎﻗﻬﺎ أو‬

‫ﺗﻌﺎرﺿﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ذﻟك أن اﻟﺗﻛﯾﯾف ﻫو وﺻف اﻟواﻗﻌﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﻛون‬

‫ﺧطﺄ ﻣﻬﻧﯾﺎ ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﺣرك ﻹﺣداث أﺛر أو ﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻌﯾن ﻣن‬

‫أﺟل ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾراﻗب ﺑدورﻩ ﺻﺣﺔ ﺗﻛﯾﯾف‬

‫اﻟواﻗﻌﺔ‪ ،‬وﯾراﻗب ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﻬﺎ أو ﺗﺻﻧﻌﻬﺎ اﻹدارة‪ ،‬وﻫل ﻣواﻓﻘﺔ ﻟﻠﻘواﻧﯾن أو‬

‫ﺗﻌرﺿﻬﺎ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﺄدﯾب ﯾراﻗب اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻸﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﻰ‬

‫اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫ب‪-‬رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣل‬

‫وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺣل ﻫو اﻷﺛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺣﺎﻻ وﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺈﻧﺷﺎء أو ﺗﻌدﯾل‬

‫أو إﻟﻐﺎء ﻣراﻛز ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻟﻌﻣل اﻹداري ﺑوﺻﻔﻪ ﻋﻣﻼ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﻋن اﻟﻌﻣل‬

‫اﻟﻣﺎدي اﻟذي ﯾﻛون ﻣﺣﻠﻪ داﺋﻣﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ واﻗﻌﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻘرار اﻟﺻﺎدرة ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف ﻣن وظﯾﻔﺔ اﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أﺧرى أو ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ‬

‫ﻣﻛﺎن أﺧر ﻫو ﺗﺣﻘﯾق ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟﻘرار اﻹداري‬

‫ﻣﺷروﻋﺎ ﻏﯾر ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟواﺳﻊ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‬

‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺧرى ﻟﻠﻣوظف ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺗﻌﺳف اﻹدارة ﻓﻲ‬

‫اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪ ،‬واﻟﺣل اﻷﺧﯾر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوظف ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺳﺗﻧﻔد ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻷﺧرى‬

‫ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﯾﺻﺑو إﻟﯾﻪ ﻣن إﻟﻐﺎء اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﺳﻠطﺔ ﻋﻠﯾﻪ ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻟﻧﻘل‬

‫ﯾﺧﺗص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﻔﺣص ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻣن ﺛم‬

‫ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ‪ ،‬أو رﻓض اﻟدﻋوى إذا ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﻘ اررات‬ ‫اﻟﻧطق ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻬﺎ إذا‬

‫ﻣﺷروﻋﺔ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻛون ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻛﻣﺣﻛﻣﺔ أول وأﺧر درﺟﺔ‪ ،‬وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﻛﺟﻬﺔ‬

‫اﺳﺗﺋﻧﺎف‪ ،‬وﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟطﻌون ﺑﺎﻟﻧﻘض‪.‬‬

‫ﯾﺧﺗص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ طﻌون اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت‬

‫اﻟﻣرﻛزﯾﺔ‪ ،‬ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 9‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي ‪ 02/98‬اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن ﯾﻔﺻل‬

‫ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﺑﺗداﺋﯾﺎ وﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ ‪:‬‬

‫اﻟطﻌون ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﺿد اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أو اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺳﻠطﺎت‬

‫اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ‪...‬‬

‫وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻛﺎﻟﻧﻘل ﺗﺣت ﻏطﺎء اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘﻧﻌﺔ‬

‫واﻟﺗﻲ ﺗرﺑط‬

‫ﺑﺄﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣوظﻔﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻘوم ﺑﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺎت‬

‫ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻠﻧﯾل ﻣن اﻟﻣوظف ﻋن طرﯾق ﺧﻔﻲ ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ذﻟك‬

‫إﺟراءات ﻏﯾر ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ‪ ،‬وﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن إﺟراءات ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ‪،‬‬

‫وﻟﻛن ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﯾر اﻹﻏراض اﻟﺗﻲ ﺗﻘررت ﻣن أﺟﻠﻬﺎ وﻣن ﺛم ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات‬

‫ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠطﻌن ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‬

‫‪81‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻛﻣﺣﻛﻣﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف‬

‫ﯾﺧﺗص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻛﻣﺣﻛﻣﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة اﺑﺗداﺋﯾﺎ‬

‫ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻧص اﻟﻌﺎم اﻟذي ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 10‬ﻣﻧﻪ واﻟﺗﻲ ﻧﺻت‬

‫ﻋﻠﻰ أن *ﯾﻔﺻل ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة اﺑﺗداﺋﯾﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺣﺎﻛم‬

‫اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك‪.‬‬

‫وﻋﻠﯾﻪ ﺗﻛون ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﺣﺗﻰ اﻟﻐرف اﻹدارﯾﺔ‬

‫اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻗﺑل إﺳﻧﺎد ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ‪،‬‬

‫ﻣن اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟطﻌن ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻣﺎﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺧﻼف‬

‫ذﻟك‪ ،‬أي ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻗﺑول اﻟطﻌن ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف أﻣﺎﻣﻪ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪:‬ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻛﻣﺣﻛﻣﺔ ﻧﻘض‬

‫ﯾﺧﺗص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻧﻘض‪ ،‬ﺑﻧظر اﻟطﻌون ﺿد اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‬

‫اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﯾﺟوز اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻠﺟﺎن اﻟﺗﺄدﯾب اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‬

‫ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﺿﺎء اﻟﻣﻬن اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻛذا اﻟﻘ اررات‬

‫اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء‪ ،‬وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 11‬ﻣﻧﻪ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء‬

‫ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻔﺻل ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟطﻌون ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻓﻲ ﻗ اررات اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬

‫اﻹدارﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ وﻛذا اﻟطﻌون ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻓﻲ ﻗ اررات ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر‪ ،‬اﻟﻰ أن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻗد ﻧﻬﺞ ﻧﻔس اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟذي ﺳﺎر ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺟﻠس‬

‫ﺿد اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‬ ‫اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻣﺳﻛﻪ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء‪ ،‬وذﻟك ﺑﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺑﺎب‪.‬‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﺑرز ﻫذا اﻟﻣوﻗف‪ ،‬ﻓﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة‪ 55‬ﻣن دﺳﺗور‪ 1996‬اﻟذي أﻋطﻰ‬

‫ﻟﻠﻣﺟﻠس ﻟﻠﻘﺿﺎء ﺻﻔﺔ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﺳﺎر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل‬

‫ﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ ‪:‬رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻟﻧﻘل‬

‫ﻛﺎﻧت اﻟﻐرف اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻫﻲ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ‬

‫اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻷﺧرى‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﺑﻌد‬ ‫اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘل واﻟﻘ اررات‬

‫اﺳﺗﺣداث اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ظل ﻧظﺎم ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬أﺻﺑﺣت اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻫﻲ‬

‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻧظر ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻹﻗﻠﯾم اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر‬

‫ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬أو اﻟﺗﻌوﯾض‪ ،‬أم ﺑﻔﺣص اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫إﻻ ﻣﺎ ﺳﺗﺛﻧﻰ ﺑﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬وﻫذا طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي‬

‫رﻗم ‪ 02/98‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن *ﺗﻧﺷﺄ ﻣﺣﺎﻛم إدارﯾﺔ ﻛﺟﻬﺎت‬

‫ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺣدد ﻋددﻩ واﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻋن طرﯾق‬

‫اﻟﺗﻧظﯾم‪.‬‬

‫واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظﺔ‪ ،‬أن ﻗﺎﻧون ‪ 09-08‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬

‫واﻹدارﯾﺔ ﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪ ،‬ﻧص ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪800‬‬

‫‪ -1‬ﻏﻧﺎي رﻣﺿﺎن‪ ،‬ﻣوﻗف ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء‪،‬‬
‫ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس ‪ ،2005 ،‬وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ ﻣؤﺳﺳﺔ إدارﯾﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل‬
‫اﻟﺗﺄدﯾب ﻟﻬﺎ طﺎﺑﻊ إداري ‪ ،‬وأن اإﻓﺎء اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺟل ﺗﺷﻛﯾﻠﺗﻪ ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻏﯾر ﻣﻣﻛن‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﺟﻬﺎت اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﻣن ﺛم‬

‫ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ أول درﺟﺔ‪ ،‬ﺑﺣﻛم ﻗﺎﺑل ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ‬

‫ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ أو إﺣدى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ‬

‫طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 801‬اﻟﺗﻲ ﺣددت اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ‬

‫ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ‬

‫‪ -‬دﻋﺎوى إﻟﻐﺎء اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ‪،‬اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ودﻋﺎوى ﻓﺣص اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻟﻠﻘ اررات‬

‫اﻟﺻﺎدرة ﻋن‪ - :‬اﻟوﻻﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻏﯾر اﻟﻣﻣرﻛزة ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻﯾﺔ؛‬

‫‪ -‬اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﺧرى ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ؛‬

‫‪ -‬اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ؛‬

‫أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 803‬ﻓﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺣدد‬

‫طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدﺗﯾن ‪37‬و‪ 38‬ﻣﻧﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻻﺧﺗﺻﺎص‬

‫اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ‪ ،‬ﯾؤول ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣوطن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬إن‬

‫ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ ﻣوطن ﻣﻌروف‪ ،‬ﻓﯾﻌود اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ أﺧر ﻣوطن‬

‫ﻟﻪ‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺧﺗﯾﺎر ﻣوطن‪،‬ﯾؤول اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ‬

‫اﻟﻣوطن اﻟﻣﺧﺗﺎر‪ ،‬ﻣﺎﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك‪.‬‬

‫وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻬم ﯾؤول اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬

‫ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣوطن أﺣدﻫم‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣوظﻔﯾن أو أﻋوان‬

‫اﻟدوﻟﺔ أو ﻏﯾرﻫم ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬

‫اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣﻛﺎن اﻟﺗﻌﯾن اﻟﻣﺎدة ‪ 804‬اﻟﻔﻘرة اﻟراﺑﻌﺔ‪.‬‬

‫وﻧﺟد أن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري اﻟذي ﯾﻧظر ﻓﻲ دﻋوى إﻟﻐﺎء اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ‬

‫ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث‪ ،‬واﻟﺗﺣري ﺑﺧﺻوص اﻟﺷرﻋﯾﺔ‪ ،‬وﻻ‬

‫‪84‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﯾﻘﺗﺻر ﻫذا اﻟﺗﺣري ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار ﻣوﺿوع اﻟﺗظﻠم‪ ،‬وﻟﻛن ﯾﻣﺗد أﯾﺿﺎ إﻟﻰ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ‪،‬‬

‫ﻓﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺄﻛد ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣﻠف اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻣن اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ‪ ،‬اﻟﺗﻲ أﺳﻧدت‬

‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺟﻬﺔ اﻹدارة‪ ،‬وﺻﺣﺔ ﺗﻛﯾﯾﻔﻬﺎ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻠطت ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ‬

‫ﻓﺎن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري‪ ،‬ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ‪ ،‬وﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ رﻓض اﻟﺗﻘدﯾر‬

‫اﻟذي أﻋطﺗﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟوﻗﺎﺋﻊ‪ ،‬وﺑذﻟك أﺻﺑﺢ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾﺗﺄﻛد ﻣن‬

‫ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﻘرار اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﺑﻌدﻣﺎ ظل ﻟﻔﺗرة‬

‫زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﯾﺗوﻗف دورﻩ ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟوﺟود اﻟﻣﺎدي ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ وﺗﻛﯾﯾﻔﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪.‬‬

‫وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻣن أﺑرز ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻧﻘل اﻟﻣوظف‬

‫اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺗﺄدﯾب‪ ،‬إذ أن ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﻗ اررات اﻟﻧﻘل‬

‫ﻟﻠﻣوظﻔﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﯾن ﺗﺣت ﺗﺻرﻓﻬﺎ‪ ،‬طﺎﻟﻣﺎ اﺳﺗﻬدﻓت ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬

‫ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل داﺧل ﺟﻬﺎزﻫﺎ اﻹداري‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس‪ ،‬ﯾﻌد اﻟﻧﻘل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ إﺟراء أو‬

‫ﺗدﺑﯾر داﺧﻠﯾﺎ‪ ،‬ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻹدارة ﻟﺿرورة ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬دون أن ﺗﺳﺗﻧد ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ‬
‫‪1‬‬
‫ﺧطﺄ ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻣن اﻟﻣوظف ﻣﺣل اﻟﻧﻘل‪ ،‬ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻫو ﺑذﻟك ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻧﻘل اﻹﺟﺑﺎري اﻟﻣﻧﺻوص ﻓﻲ ﻧﻔس اﻷﻣر‪ 2،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻫذا‬

‫اﻷﺧﯾر ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ ،‬ﺗﺗﺧذ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄ ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻪ اﻟﻣوظف واﻟﺟدﯾر‬

‫ﺑﺎﻟذﻛر‪ ،‬أن ﺟﻬﺔ اﻹدارة ﻗد ﺗﺳﺗﺧدم إﺟراء اﻟﻧﻘل ﺑﻐرض ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل ﺑﺣﻛم إدارﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣرﻓق‬

‫اﻟﻌﺎم‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﺳﺗﻬدف ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر ﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف‪ ،‬دون إﺗﺑﺎع‬

‫اﻹﺟراءات واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ ﺣﺎل اﺗﺧﺎذ ﻗرار اﻟﻧﻘل ﺑﻘﺻد إﺧﻔﺎء‬

‫اﻟﻐرض اﻷﺻﻠﻲ‪.‬‬

‫‪ -1‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 158‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ 03/06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬


‫‪ -2‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 163‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ 03-06‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫ﻣﻠﺧص اﻟﻔﺻل‬

‫ﺗﻌﺗﺑر ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻘرار اﻹداري ﻣن أﻗوى أﻧواع اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﻲ دوﻟﺔ‬

‫اﻟﻘﺎﻧون ﺣﯾث ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ وﺣرﯾﺎت اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﺎﻣﯾن‬

‫ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻧظ ار ﻟﻠﺧﺻﺎﺋص واﻟﻣﻣﯾزات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﻬذﻩ‬

‫اﻟرﻗﺎﺑﺔ‪.‬‬

‫إن ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظﻔﯾن ﻫﻲ أﻣر ﺿروري وﺣﺗﻣﻲ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﺑﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ‬

‫ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ‬

‫اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب‪.‬‬

‫ﻓﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺟﻬﺎت‬

‫اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ واﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ‬

‫اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ وﻏﯾر اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻓرض‬

‫رﻗﺎﺑﺔ اﻹﻟﻐﺎء ﻋن اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻧظ ار ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ‬

‫اﻟذاﺗﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﻧﺻت ﻛل اﻟﻣواﺛﯾق واﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣق اﻹﻧﺳﺎن‬

‫واﻟﻣواطن ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺿد أﻋﻣﺎل اﻟدوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وأﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﺎ‬

‫ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻠطﻬﺎ اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﻣوظﻔﯾﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‬

‫ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺣﯾﺎد واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻧظ ار ﻟﻠﺿﻣﺎﻧﺎت‬

‫واﻟﺣﺻﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺟوزﻫﺎ‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺑدأ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻣﯾز رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻘررة‬

‫ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﺑﺎﻟﻘوة واﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻻن ﻫذا اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺗﺳم‬

‫ﺑﺎﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗرﺟﻊ ﺣﻘوق اﻟﻣوظف اﻟﺿﺎﺋﻌﺔ واﻟﻣﺳﻠطﺔ ﻋﻠﯾﻪ اذا‬

‫ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫ﺣﺎوﻟت ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺣول اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻧﻘل ﻓﻲ‬

‫اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗم اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻧﻘل ‪ ،‬ﻓﺄﻧواﻋﻪ وﺣﺎﻟﺗﻪ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧﻘل‬

‫اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ واﻟﻧﻘل اﻹﺟﺑﺎري واﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ‪ ،‬واﻷﺳﺑﺎب اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪،‬ﻣﺑر از ﺑذﻟك اﻟﺳﻠطﺔ‬

‫وﻫﻲ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن ﻓﻲ ﻛل ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗم‬ ‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻬذا اﻻﺧﺗﺻﺎص‬

‫اﻟﺗطرق إﻟﻰ دور اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻟﻘرارات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ‬

‫ﻫذا‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻧﺟﺎز اﻷﻫداف وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺧطﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺔ‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺻﺣﺔ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻹدارﯾﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣت أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬

‫‪ -‬أن ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣن اﻟﻧﻘل ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫‪ -‬أﻻ ﯾﻔوت اﻟﻧﻘل دور اﻟﻣوظف ﻓﻲ اﻟﺗرﻗﯾﺔ‬

‫‪ -‬وﺟود ﺗﻧﺎﺳب ﺑﯾن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻟﻠﻣوظف واﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻬﺎ‬

‫‪ -‬أﻻ ﯾﻛون ﻗرار اﻟﻧﻘل ﻣﺧﯾﻔﺎ ﻟﺟزاء ﻣﻘﻧﻌﺎ‬

‫‪ -‬أن ﯾﺻدر ﻗرار اﻟﻧﻘل ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‬

‫و ﻓوق ﻛل ﻫذا ﻣﻧﺣت ﻟﻪ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ وﺗظﻬر ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء واﻟﺗﻌوﯾض‪،‬‬

‫اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣوظف أﻣﺎم ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺿد ﻗرار اﻟﻧﻘل اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻹدارة ‪،‬‬

‫ﻻﺣﺗﻣﺎل أن ﺗﺳﻌﻰ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻣن وراء اﻟﻧﻘل إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣوظف ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻣﻘﻧﻌﺔ ﻟـﺗﺄدﯾﺑﻪ‬

‫‪ٕ ،‬وا ذا ﻛﺎﻧت ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾب ﻟﺳﯾﺎدة اﻟﻧظﺎم داﺧل اﻟﻣرﻓق ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺧطورة إذا‬

‫أﺳﻲء اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷرع ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم ﻋﻣل وﺻﻼﺣﯾﺎت‬

‫اﻹدارة اﺗﺟﺎﻩ ﻣوظﻔﯾﻪ إﻻ أن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻧﺣرف أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻟﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ‬

‫ﺑﻪ ﻣن ﺣق اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ‪ ،‬ﻟذا اﺳﺗوﺟب ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع إﯾراد وﺗﺑﯾن ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف ‪ ،‬إذا ﻣﺎ ﺗﻌرض ﻟﻠﺗﺄدﯾب ﻓﻲ‬

‫اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ رﻓﻊ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء واﻟﺗﻌوﯾض ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺿﻣﺎﻧﺎت اﻹدارﯾﺔ‬

‫‪ٕ ،‬واﺿﺎﻓﺔ ﻟذﻟك أﺣﯾط اﻟﻣوظف ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت أﺧرى ﻗﺑل ‪ ،‬أﺛﻧﺎء وﺑﻌد اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ وﯾظﻬر ﻓﻲ‬

‫ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﺄﺛر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﺣق اﻟدﻓﺎع‪.‬‬

‫اﻻﻗﺗراﺣﺎت‬

‫‪-‬ﯾﺟب اﺣﺗرام اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﻘل ‪.‬‬

‫‪-‬إﻟزاﻣﯾﺔ ﻋرض اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻟﻠﻣوظف ﻣﺣل اﻟﻧﻘل ﻋﻠﻰ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن ﻹﺑداء رأﯾﻬﺎ ﻗﺑل‬

‫اﺗﺧﺎذ ﻫذا اﻹﺟراء‬

‫‪-‬ﺗﺟﻧب ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﻘل ﺑﻛﺛرة ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ‪ ،‬وﻫذا ﯾﺧﻔف ﻣن اﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘل واﻹﯾواء‬

‫واﻷﻛل واﻟﺗﻧﻘل وﻏﯾرﻫﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻣل اﻟدوﻟﺔ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪-‬إن اﻟﻧﻘل اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ ﻗ اررات ﺑﻌﯾدة ﻋن‬

‫اﻟواﻗﻊ ‪،‬ﻓﺎﻻﺳﺗﻠﻬﺎم ﻣن ﻧﺟﺎﺣﺎت اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺧرى ﺷﻲء ﺟﻣﯾل ‪ ،‬ﻟﻛﻧﻪ ﻣن اﻟﺧطﺄ اﻟﻔﺎدح‬

‫ﺗطﺑﯾق ﺗﻠك اﻟﺗﺟﺎرب ‪ٕ ،‬وان ﻛﺎﻧت ﻧﺎﺟﺣﺔ ‪ ،‬دون اﺣﺗرام ﺧﺻوﺻﯾﺎت ﻗطﺎع اﻟوظﯾﻔﺔ‬

‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺧرى‪.‬‬

‫‪-‬ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻣواﺟﻬﺔ ﻋﯾب اﻻﻧﺣراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺗدﺧﻼ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ ﺑﺗﺳﯾﯾر وﺳﺎﺋل‬

‫إﺛﺑﺎت ﻫذا اﻟﻌﯾب ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﻰ اﻻﺿطﻼع ﺑدورﻩ ﻓﻲ إﺛﺑﺎﺗﻪ‪،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ‬

‫ﺳرﻋﺔ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻻﻧﺣراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ‬

‫‪88‬‬
‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫‪-‬وارى ﺷﺧﺻﯾﺎ ﺿرورة ﺗﺣﻠﻲ اﻟﻣوظﻔﯾن ﺑروح اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وﺳﻌﯾﻬم ﻟﻠوﻗوف ﻓﻲ وﺟﻪ أﻋﻣﺎل‬

‫اﻹدارة اﻟﻣﺷوﺑﺔ ﺑﻌﯾب اﻻﻧﺣراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ‪ ،‬ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوﻗﻬم ٕواﻋﻼء ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ‪،‬‬

‫وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟطﻌن ﻓﯾﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬وﻓﻲ ﻛل ﻛﺑت ﻟﺟﻣﺎح اﻹدارة وﺟﻌﻠﻬﺎ‬

‫ﺗراﺟﻊ ﻗ ارراﺗﻬﺎ ﺧوﻓﺎ ﻣن إﻟﻐﺎﺋﻬﺎ‪.‬‬

‫‪-‬إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺿرورة ﺗوﺟﯾﻪ اﻟدراﺳﺎت اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎول ﻣﺧﺗﻠف‬

‫ﺟواﻧب ‪ ،‬ﻫذا اﻟﻌﯾب ﻣن أﺟل وﺿﻊ ﺣدود ﻟﻪ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬

‫ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻺﻓراد ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻣوظﻔﯾن ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺑرﻣﺟﺗﻬﺎ ﻓﻲ‬

‫اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻛﻠﯾﺎت اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻛرﺳﺎﺋل وﻣذﻛرات اﻟﺗﺧرج ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ‬

‫ﻷﺟل اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻬذا اﻟﻌﯾب وﻓق ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري‪.‬‬

‫‪-‬إﻗﺎﻣﺔ ﺟﻬﺎز ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق اﻹداري ﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻣﻬﻣﺗﻪ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻷﺧطﺎء‬

‫اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ ﻟﻠﻣوظف اﺑﺗداء اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣوظﻔﯾن ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺗﺟرﺑﺔ‬

‫ﻣﻬﻧﯾﺔ ﻣﻌﺗﺑرة ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﯾﺣﻣﻠون ﺷﻬﺎدات ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾم‬

‫اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫‪-‬إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺣﺎﻛم ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻗﺿﺎة ﯾﺧﺗﺎرون ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن ﻟﻬم‬

‫ﺗﺟرﺑﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻣﺳﺗوى ﻋﻠﻣﻲ ﻻ ﯾﻘل ﻋن ﺷﻬﺎدة‬

‫اﻟﻠﯾﺳﺎﻧس‪.‬‬

‫ﻫذا وﻧﻠﻔت اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻗواﻧﯾﯾن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أن ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟوﺿوح‬

‫وأن ﯾﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪-‬ﻋدم اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن أﻛﺛر ﻣن ﻋﻘوﺑﺔ‬

‫‪-‬ﻋدم اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻺدارة ﺑﺎﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى‬

‫اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫‪-‬اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﻣوظف ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻣﻠف اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ‪.‬‬

‫‪-‬وﺿﻊ ﻗواﻋد أﻛﺛر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﻘل اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوظف ‪ ،‬ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟوﺿﻌﯾﺔ ‪،‬‬

‫ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘل اﻹﺟﺑﺎري ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬اﻟذي ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻪ اﻹدارة‬

‫ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻣﻘﻧﻌﺔ ﺑﻬدف ﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ‬

‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ واﻟﻣﺻﺎدر‬

‫‪ -1‬اﻟﻛﺗب‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر‬

‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.2012‬‬

‫‪ -2‬ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﺷروط ﻗﺑول اﻟدﻋوى اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دﯾوان‬

‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -3‬رﻣﺿﺎن ﻣﺣﻣد ﺑطﯾﺦ ‪ ،‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻌﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم وﻗطﺎع‬

‫اﻷﻋﻣﺎل ﻓﻘﻬﺎ وﻗﺿﺎء‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪.1999‬‬

‫‪ -4‬ﺳﻌﯾد ﻣﻘدم‪ ،‬اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗطور واﻟﺗﺣول ﻣن ﻣﻧظور ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣوارد‬

‫اﻟﺑﺷرﯾﺔ وأﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﺔ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2010،‬‬

‫‪ -5‬ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر‬

‫اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪.1979‬‬

‫‪ -6‬ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻣﺻر‪،‬‬

‫‪1996.‬‬

‫‪ -7‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ‪ ،‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر‬

‫اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪2003،‬‬

‫‪ -8‬ﻋﺻﺎم ﻧﻌﻣت إﺳﻣﺎﻋﯾل‪ ،‬اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻘرار اﻹداري‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘزﻗﻲ‪،‬‬

‫ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط‪.2009 ،1‬‬

‫‪ -9‬ﻋﻠﻲ ﺟﻣﻌﺔ ﻣﺣﺎرب ‪:‬اﻟﺗﺄدﯾب اﻻداري ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،‬دار‬

‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدارﯾﺔ ‪.2004 ،‬‬


‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ‬

‫‪ -10‬ﻋﻣﺎر ﺣﺳﯾن ﺣﺳن ‪1414‬ه‪ ،‬إدارة ﺷؤون اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣﺑﺎدئ واﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫واﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑﺣوث‪ ،‬اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬

‫اﻟﺳﻌودﯾﺔ‬

‫‪ -11‬ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي‪ ،‬ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم‬

‫اﻟﺟزاﺋري اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪.1994 ،‬‬

‫‪ -12‬ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي‪ ،‬دروس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت‬

‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.1984 ،‬‬

‫‪ -13‬ﻛﻣﺎل رﺣﻣﺎوي ‪ ،‬ﺗﺄدﯾب اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‬

‫واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬طﺑﻌﺔ ‪.2004‬‬

‫‪ -14‬ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪،‬‬

‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪1983. ،‬‬

‫‪ -15‬ﻣﺎزن راﺿﻲ ﻟﯾﻠو‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ‪ ،‬دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت‬

‫ﻣﺻر‪.2004 ،‬‬

‫‪ -16‬ﻣﺣﻣد إﺑ ارﻫﯾم ﺧﯾر اﻟوﻛﯾل ‪ ،‬اﻟﺗظﻠم اﻹداري وﻣﺳﻠك اﻹدارة اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺿوء أراء‬

‫اﻟﻔﻘﻪ وأﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.2008،‬‬

‫‪ -17‬ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪.‬‬

‫‪ -18‬ﻣﺣﻣد أﻧس ﻗﺎﺳم ﺟﻌﻔر‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬دﯾوان دار‬

‫اﻟﻧﺷر‪.1992 ،‬‬

‫‪ -19‬ﻣﺣﻣد أﻧس ﻗﺎﺳم ﺟﻌﻔر‪ ،‬ﻣذﻛرات ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،1989 ،‬دﯾوان‬

‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬


‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ‬

‫‪ -20‬ﻣﺣﻣد ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر‬

‫اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪.1985‬‬

‫‪ -21‬ﻣﺣﻣد ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر‬

‫اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪.1974‬‬

‫‪ -22‬ﻣﺣﻣد ﻓؤاد ﻣﻬﻧﺎ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺷﺎﻋر‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.1983 ،‬‬

‫‪ -23‬ﻣﺣﻣد ﻣﺎﺟد ﯾﺎﻗوت‪ ،‬أﺻول اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺄدﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت‬

‫اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪.2005 ،‬‬

‫‪ -24‬ﻣﺣﻣد ﻣﺎﺟد ﯾﺎﻗوت‪ ،‬ﺷرح اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﻬن اﻟﺣرة‬

‫اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف اﻻﺳﻛﻧدارﯾﺔ‪2004. ،‬‬

‫‪ -25‬ﻣﺻطﻔﻰ أﺑو زﯾد ﻓﻬﻣﻲ‪ ،‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﺗﻧظﯾم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟزء‬

‫اﻷول‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -26‬ﻣﻧﺻور إﺑراﻫﯾم اﻟﻌﺗوم ‪ ،‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﺎم ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪،‬‬

‫ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺷرق‪.‬‬

‫‪ -27‬ﻧواف ﻛﻌﻧﺎن‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ك ‪ 2‬ن دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ط‪ ،1‬اﻹﺻدار اﻟﺧﺎﻣس‪.2007،‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻣﻘﺎﻻت واﻟﻣﺟﻼت‬

‫‪ -1‬ﺳﻧوﻗﺔ ﺳﺎﺋﺢ‪ ،‬اﻟدﻟﯾل اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ إﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬

‫‪،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪.1992‬‬

‫‪ -2‬ﻏﻧﺎي رﻣﺿﺎن‪ ،‬ﻣوﻗف ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن‬

‫ﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺳﺎدس ‪ ،2005 ،‬وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ‬

‫ﻣؤﺳﺳﺔ إدارﯾﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾب ﻟﻬﺎ طﺎﺑﻊ إداري ‪ ،‬وأن‬

‫إﻓﺎء اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺟل ﺗﺷﻛﯾﻠﺗﻪ ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻏﯾر ﻣﻣﻛن‪.‬‬


‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ‬

‫‪ -3‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻧوﯾوى‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺗطورﻫﺎ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس‬

‫اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻣن ‪. 2006،‬‬

‫ﻓﻲ ﺿﻣﺎن اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ‬ ‫‪ -4‬ﺧدﯾﺟﺔ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم‪ ،‬دور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري‬

‫واﻹدارة‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 17‬ﻣﺎرس ‪2014‬‬

‫‪ -5‬ﻣﺣﻣد ﻣﺎﻫر أﺑو اﻟﻌﯾﻧﯾن‪ ،‬أﺣﻛﺎم وﻓﺗﺎوى ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣﻘﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻣﻔﻬوم‬

‫اﻟﻧﻘل اﻟوظﯾﻔﻲ واﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ ،‬ﺑﺷﺄﻧﻪ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ (‪.‬‬

‫‪ -3‬اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬

‫‪ -1‬رﺳﺎﺋل اﻟدﻛﺗوراﻩ‬

‫‪ -1‬رﻓﺎﻋﻲ ﺳﯾد ﺳﻌﯾد‪ ،‬ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺻوص اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ‬

‫اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‪. 1990،‬‬

‫‪ -2‬ﯾﺣﻲ ﻗﺎﺳم ﻋﻠﻲ ﺳﻬل‪ ،‬ﻓﺻل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ دﻛﺗوراﻩ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‬

‫‪.2005،‬‬

‫‪ -3‬ﺑوﺟﺎﺑر ﻋﻣر‪ ،‬اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪،‬‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري‪ ،‬ﺗزي وزو‪2011 ،‬‬

‫‪ -2‬رﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‬

‫‪ -1‬ﻋﻣر ﻓﺧر ﻋﺑد اﻟرزاق‪ ،‬ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﺎدﻟﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬دار‬

‫اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪.2005،‬‬

‫‪ -2‬وﻫﺎﺑﻲ ﺑن رﻣﺿﺎن‪ ،‬اﻟﺗﺳﯾر اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ‬

‫ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﻗﺳم ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑﻲ ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد‪ ،‬ﺗﻠﻣﺳﺎن‪2011.،‬‬

‫‪ -3‬اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫‪ -1‬دﺳﺗور ‪.1996‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ‬

‫اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ‬

‫‪ -1‬ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ رﻗم ‪ 80/90‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪.1980/04/07‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ‪ 02/98‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ‬

‫‪ -3‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ‪ 01/98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1998/05/30‬اﻟذي ﯾﻧظم وﯾﺣدد‬

‫اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪ -4‬اﻷﻣر ‪ ،133-66‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 02‬ﺟوان ‪ 1966‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم‬

‫ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪،‬ج‪ ،‬رﻋدد‪ 46‬ﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 08‬ﺟواﻧن ‪.1966‬‬

‫‪ -5‬اﻷﻣر ‪، 133/66‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 02‬ﺟوان ‪ ،1966‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم‬

‫ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﺟﻧرن ﻋدد ‪ 46‬ﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪/08‬ﺟوان ‪.1966‬‬

‫‪ -6‬اﻷﻣر رﻗم ‪ 03-06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 15‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 2006‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم‬

‫ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺟرﯾدة رﺳﻣﯾﺔ رﻗم ‪ 46‬ﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪.2006/07/16‬‬

‫اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ‬

‫‪ -1‬اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 143/66‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 02‬ﺟوان ‪ 1966‬اﻟﻣﺣدد ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻠﺟﺎن‬

‫اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء وﺗﺷﻛﯾﻠﺗﻬﺎ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﻋﻣﻠﻬﺎ‪ ،‬ج‪ ،‬ر‪ ،‬ﻋدد ‪ 46‬ﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪ 08‬ﺟوان‬

‫‪.1966‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻣرﺳوم ‪ ، 302/82‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ ،1982/12/11‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺗﻬﺎ ﺗطﺑﯾق اﻷﺣﻛﺎم‬

‫اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ ‪ ،‬ج‪،‬ر‪ ،‬اﻟﻌدد‪ ،37‬ﺳﻧﺔ ‪.1982‬‬

‫‪ -3‬اﻟﻣرﺳوم ‪ 59-85‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 23‬ﻣﺎرس‪ ،‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻧﻣوذﺟﻲ‬

‫ﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -4‬اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 99/90‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 27‬ﻣﺎرس ‪ 1990‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾن واﻟﺗﺳﯾﯾر‬

‫اﻹداري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن وأﻋوان اﻹدارة‪.‬‬


‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ‬

‫‪-3‬اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت واﻟﻣﻧﺎﺷﯾر اﻟوزارﯾﺔ‬

‫‪ -1‬اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗوظﯾف اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺑﺎﻟو ازرة اﻷوﻟﻰ‪ ،‬اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ رﻗم ‪ ،07‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ‬

‫‪ ، 1967/05/07‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻣﻧﺷور رﻗم ‪ 05‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 12‬اﻓرﯾل ‪ 2004‬اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ‬

‫اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺣدد ﻟﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪130‬و‪ 131‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪ 59-85‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪23‬‬

‫ﻣﺎرس ن اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬

‫‪ -1‬ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.2004/04/20‬‬


‫اﻟﻔﻬﺮس‬

‫اﻟﺻﻔﺣﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣﺗوى‬

‫‪-‬‬ ‫اﻹﻫداء‬

‫‪01‬‬ ‫ﻣﻘدﻣﺔ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬


‫‪07‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪:‬ﻣﻔﻬوم ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪07‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻻول ‪ :‬ﺗﻌرﯾف ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪07‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪:‬ﻣدﻟول ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم وﻣﺑرراﺗﻪ‬

‫‪10‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗﻣﯾز ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻋن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ‬

‫‪13‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﻧواع وﺷروط ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪13‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬أﻧواع ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪16‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺷروط ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪20‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻛﯾﻔﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪20‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪20‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪27‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻷداة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪34‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺟراءات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪34‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول اﻹﺟراءات اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫‪36‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺟراءات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‬


‫اﻟﻔﻬﺮس‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻗرارات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪47‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﺻدور ﻗرار اﻟﻧﻘل‬

‫‪47‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬ﻣﺑدأ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪47‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺗﻌرﯾف ﻣﺑدأ اﻟﻣواﺟﻬﺔ‬

‫‪51‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻋﻧﺎﺻر أﻋﻣﺎل ﻣﺑدأ اﻟﻣواﺟﻬﺔ وآﺛﺎرﻩ‬

‫‪57‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪57‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺿﻣﺎن ﺣق اﻟدﻓﺎع‬

‫‪59‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻋدم ﺗوﻗﯾف اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم إﻻ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق‬

‫‪62‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻟﺻدور ﻗرار اﻟﻧﻘل‬

‫‪62‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺿد ﻗ اررات ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪62‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺗﻌرﯾﻔﻪ اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺿد ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪64‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬أﻧواع اﻟﺗظﻠم اﻹداري ﺿد ﻗ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪68‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻘرار ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪70‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻟﻘ اررات ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم‬

‫‪81‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗ ار ارت ﻧﻘل اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‬

‫‪87‬‬ ‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫‪-‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ واﻟﻣﺻﺎدر‬

‫‪-‬‬ ‫اﻟﻔﻬرس‬

You might also like